قدم السيد داود ابو سرمد عضو الجمعية العراقية لحقوق الانسان في امريكا بحثا ً تحت عنوان .. ( العنف في العراق ودور منظمات المجتمع المدني في نشر الثقافة البديلة ) في الورشة التي اقامتها الجمعية العراقية لحقوق الانسان في الولايات المتحدة الامريكية بمناسبة الذكرى الرابعة عشرة لتاسيسها .. وفيما يلي نص هذا البحث :
العنف في العراق ودور منظمات المجتمع المدني في نشر الثقافة البديلة
بداية لا يمكن ان ناخذ العنف في العراق بمعزل عما يدور حوله وفي مناطق كثيرة من العالم من انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان , ولا بمعزل عن ثقافة العنف التي تسود في منطقة الشرق الاوسط , في وقت تكاد فيه ان تتلاشى الثقافة البديلة.
ان العنف في العراق ليس وليد الظرف الاني انما هو ثمرة مرة يجنيها الشعب العراقي لعقود طويلة من الممارسات الخاطئة التي مارستها الحكومات المتعاقبة على حكم العراق , وعدم تصديها للاشكالات بشكل جدي , بل لجأت الى الاساليب القمعية والعنف والاضطهاد ومصادرة حقوق الانسان لاسيما حقوق المرأة والطفل . حيث اسست تلك الممارسات الخاطئة الى وجود فجوة كبيرة بين الحاكم والمحكوم , وبالمقابل فان الحقوق والحريات التي تتمتع بها الشعوب المتحضرة فهي ثمار عقود طويلة من العمل الجدي والمثابر من اجل التحرر والكرامة والعدالة , وتحرير العقل من القيود .نعم تلك الشعوب وعبر نخبة القيادات المبدعة والخلاقة بحثت عن الاشكالات ووجدت لها الحلول ثم قامت بادامتها بشكل مستمرعبر منظمات المجتمع المدني ,التي بدورها تستثمر جهودها في المناطق التي تحتاج لتقديم خدماتها وتوعية المجتمع ونشر القيم والمبادئ السامية. ان جميع الاعمال سواء كانت للخير او الشر تتكون من فكرة تقع في عقل الانسان لتختمر في قلبه ثم اعمالا اما للخير او للشر للبناء او للدمار . هكذا انتج الفكر الشرير خلال القرن الماضي حربين عالمييتين مدمرتين, في المقابل تحركت الارادات الخيرة لانشاء منظمة الامم المتحدة لغرض وضع حد للمعانات الانسانية بسبب الحروب والكوارث الطبيعية والمحافظة على حقوق الانسان ولاسيما التوزيع العادل للموارد التربوية ,الصحية والاجتماعية , ولكن هل تحقق هذا ؟ كلا لم يتحقق اذ ما زالت الافكار السيئة تنتج اعمال عنف وارهاب وحروب مدمرة وانتهاكات خطيرة لحقوق الانسان مع غياب واضح للقيم والمبادئ السامية,هنا ياتي دور منظمات المجتمع المدني لتحمل مسؤولياتها في تحرير وانضاج عقل الانسان والرقي به وايصال همومه الى الجهات ذات العلاقة ,مع متابعتها .
نستطيع ان نلخص بعض العوامل التي تؤسس للعنف في النقاط التالية.
1 . الافتقارالى القيادات الرشيدة الخلاقة مع عدم تبلور برنامج انمائي واضح .
2 . انتشار الفقر والمرض والجهل مع التفكك الاسري.
3 . الحروب العبثية المستمرة.
4 . غياب الحوار الديني الوطني البناء .
5 . الانانية والمصالح الضيقة.
6 . تبني اشكالات الماضي لتحديد اطر علاقات المستقبل .
7. الافتقار الى القوانين الرادعة والمفعلة لمنع انفهاك حقوق الانسان.
8. ضعف الوعي الحقوقي لدى الانسان العراقي .
9. ضعف دور المؤسسات الدينية .
10 . ضعف دور واداء مؤسسات المجتمع المدني.
ان معظم الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق كانت حكومات عسكرية او شبه عسكرية, شمولية او دكتاتورية وصلت الى الحكم عبر سلسلة من الانقلابات . استخدمت الاساليب الامنية القمعية لمعالجة ابسط الاشكالات , ناهيك عن الاشكالالت المعقدة . من المشاكل الاساسية والمزمنة التي عانى منها الشعب العراقي مشكلة اقليم كردستان التي استخدمت فيها القوة المفرطة مع انتهاك واضح وصارخ لحقوق الانسان , حيث دمرت الاف القرى وهجر سكانها . على مدى طويل لم يكن هناك رغبة حقيقية في الحل.لم تكن المناطق الاخرى احسن حالا حيث جففت مياه الاهوار في الجنوب واستخدمت القوة المفرطة في قمع الانتفاضة وخير شاهد على الظلم وانتهاك حقوق الانسان هي تلك المقابر الجماعية والجامعة لمعظم الطيف العراقي . ناهيك عن تغييب مئات الالاف من خيرة ابناء العراق من الطبقة المثقفة والناشطين . لقد اضطهدت جميع مكونات الشعب العراقي تحت مسميات مختلفة الى ان تم اسقاط نظام الحكم الديكتاتوري في العراق على يد القوات القوات الامريكية , كان امام العراقيين اختيارين اما العبور من فوق النفق عبر العمل الوطني الجاد لاستيعاب وممارسة الديمقراطية او الدخول الى النفق المجهول العواقب وللاسف الشديد كان الاختيار هو الدخول الى النفق المظلم , حيث شكل اول مجلس حكم على اساس المحاصصة الطائفية والتي سرعان ما اصبحت ثقافة المجتمع تجسدت عنف, قتل على الهوية, تهجير وتهجير مضاد , في ضل هذه التجاذبات حصل الارهابيون على حاضنة دافئة لهم . توالدت العصابات الاجرامية , وتعشعشت بؤر الارهاب وعم الفساد المالي والاداري والاجتماعي , تراجعت القيم والمبادئ الاخلاقية ليصبح الانسان العراقي مشروع سهل للموت العبثي في ظل غياب العدالة والوجدان الديني والفكري.
تفكك الاسرة في ظل الفقر والمرض والجهل .
دب الفساد والتفكك في مفاصل معظم الاسر العراقية نتيجة العنف والفقر والجهل وفقدان المعيل, سرب الاطفال من المدارس ليتحولوا الى متسولين او ابناء الشوارع ليصبحوا لقمة سائغة للعصابات الاجرامية والذئاب البشرية ,وادوات طيعة بيد الارهاب التي تدفع بهم الى ادمان المخدرات للسيطرة على عقولهم . ان ارقام اليونيسيف تشير الى وجود اكثر من 600 الف طفل دون مأوى ولكثر و من 3 مليون ارملة تعيش تحت خط الفقر.
الحروب العبثية المستورة :
حربا واحدة تترك اثارا مزمنة على المجتمع فما بالك من مجتمع عاش سلسلة طويلة من الحروب ادت الى ان فقد العراق لمئات الالاف من ابنائه وجيش من المعوقين تركت اثارا سيئة في المجتمع.
الافتقار الى الحوار الديني البناء .
لم يفاجئني صديقي عندما سألني فيما اذا نفعل كذا وكذا في الكنيسة, حيث هناك جهل بالاديان والعقائد الموجودة في العراق وحتى الديانة الاسلامية تدرس على مذهب واحد , وهنا يكون المناخ مناسبا لبث الاشاعات التي تؤدي بالنتيجة الى الاحتقان , ورفض الاخر والاستعداد لممارسة العنف .
الانانية والمصالح الضيقة .
ان ظاهرة الانانية قد استشرت في مفاصل المجتمع العراقي سواء كانت على مستوى الفرد او التنظيمات السياسية والاجتماعية . اذ يعيش المجتمع في حالة صراع علني او خفي واصبحت الغاية تبرر الوسيلة , انتشر الجشع الذي ليس له حدود , غيب الوطن والمواطن, واصبح التحدث عن المبادئ والقيم النبيلة ومصالح الناس مضيعة للوقت . ان الانانية بكل اشكالها هي احد اسباب تقويض السلم الاجتماعي وانتشار العنف والقوة غير المبررة عبر تدهور المنظومة الاخلاقية وسيادة الفوضى .
تبني اشكالات الماضي لبناء علاقات المستقبل
ان اخطر ما يعاني الانسان العراقي هو احضار وتبني اشكالات الماضي والتي كانت كارثية في زمنها وظروفها وام يتصدى لها حكماء وقادة ذلك الزمن ,اذ لا يمكن ان يكون هذا الجيل والاجيال القادمة مسؤولة عن ما حدث في زمن غير زمننا لبث الكره والحقد والعنف والاصطفاف الطائفي , واصبح لهذا النوع من اشكالات الماضي مروجيه واعلامه وقنواته .
الافتقار الى القوانين الرادعة لمنع انتهاك حقوق الانسان .
ان الانسان العراقي عاش على اساس انتهاك حقوقه دون وجود رادع قانوني وان وجد فهو غير مفعل , ان حقوق الانسان منتهكة من الطفولة الى الكهولة ,عمالة مبكرة , انخراط في التنظيمات شبه العسكرية ,اعتدائات جنسية . المرءة منتهكة حقوقها , الانسان بشكل عام يفتقر الى العدالة في توزيع الموارد المالية ,التربوية, الصحية ,والاجتماعية .
الجهل بلوائح حقوق الانسان
الكثير من ابناء الشعب العراقي يجهلون حقوقهم ولا خبرة لهم بلوائح حقوق الانسان .هم لا يبالبون بحقوقهم ,بل ونتيجة للعنف والقمع والظلم الذي مورس بحقهم تحول العراقيون الى شعب ينافق ويقبل ايادي جلاديه , مورست بحقه اجراءات تحط من كرامته ومن انسانيته وكمثل بسيط على ذلك هو اجبار الاهل على لحضور حالة اعدام ابنائهم واجبارهم على اطلاق الهلاهل او منعهم من اقامة العزاء . ان عدم المعرفة بالحقوق يجعلنا لا نحترم مسؤولياتنا الاخلاقية والانسانية بحق الاخر وحق الوطن .
ضعف دور القادة والمؤسسات الدينية
ان القادة الدينيين والمؤسسات الدينية ليست بمعزل عما عاناه الشعب العراقي فقد مورست عليها الضغوط وسيست واخترقت لصالح الانظمة المتعاقبة زمن كان من يعارض اما مصيره الاعتقال او الهروب الى دول الشتات , تحول الكثير منهم الى وعاض السلطان مما ادى الى انعدام الثقة بها , والاخطر من ذلك ان الكثير من رجال الدين تحولوا الى عملاء لدى الدوائر الامنية وهكذا اصبحت هناك هوة كبيرة بين المؤسسات الدينية والشعب استغلها الارهابيون والطائفيون والتكفيريون لنشر فكرها الهدام والذي يقود الى ما نراه من عنف في العراق .
ضعف اداء منطمات المجتمع المدني
وعينا على نقابات واتحادات عمل فنيين ونساء ومهنيين وممارسات شعبية كلها كانت واجهات رسمية للسلطة والحزب الحاكم .بشكل ما استمرت هذه الحالة حتى بعد سقوط النظام السابق. لا زالت معظم منظمات المجتمع المدني واجهات للاحزاب او يقودها قادة في الاحزاب السياسية وبالتالي تاتمر وتلتزم هذه المنظمات باجندة احزابها مما يقلل من امكانية انطلاقها لبناء الانسان وتنميته بشكل طبيعي وصحي , كما ان هناك اشخاص يديرون اكثر من منظمة واحدة .
اذا نحن امام مجموعة كبيرة من الاشكالات التي تؤدي الى تقويض فرص العيش بسلام والاحتقان الذي يقود الى العنف . هل يستسلم الشعب العراقي ويكون الموت والجهل والمرض وانتهاك حقوقه هو مصيره ؟ ام هناك ضوء في نهاية النفق المظلم ان المجتمع العراقي ملئ بالطاقات الايجابية الخلاقة والمبدعة تنطلق اذا ما توفر لها المناخ الصحي وحفزت وتعمل على نشر القيم والمبادئ السامية وهنا ياتي دور منطمات المجتمع المدني لتكزن مؤهلة لقيادة هذا التوجه فهي مدعوة لمراجعة ادائها وتطوره بما يحقق الهدف من تاسيس هذه المنظمات. ان منظمات المجتمع المدني في العراق تحتاج الى العمل بثقة كاملة لنشر الثقافة البديلة لثقافة العنف والتعصب والغلو ان تحدد الاشكالات ويبحث عن الحلول لها . ان الامن والاستقرار والتعامل اليومي وفق المنظومة الاخلاقية التي تعمل ىو تساعد على رقي المجتمع . يمكننا ان نلقي الضوء على بعض النقاط التي تساهم في تقليص مساحة العنف وتجفيف منابع الارهاب :
العمل على اختيار القيادات الخلاقة والمبدعة
عندما اقول القيادات فلا اعني مستوى واحد اي القيادات السياسية بل مختلف مستويات القيادة بما فيها قيادات المجتمع المدني ان الانسان الخلاق والمبدع هو الذي يتسامى فوق انانيته ومصالحه الخاصة لينطلق الى الاخر باحثا عن احتياجاته محافظا على حقوقه مساهما في خدمته , مبدعا في عمله . لايصال هذا النوع من القيادات الى مراكز السلطة على منظمات المجتمع المدني نشر الوعي الانتخابي داخل المجتمع العراقي ليتعرف كل مواطن على اهمية صوته ومسؤولية استخدام ذلك الصوت وتحريره من كل القيود ليذهب الى الشخص المناسب الذي تتوفر فيه شروط القيادة كالعدل والتسمح والمساوات وخدمة المجتمع . القيادي المبدع هو الذي يعمل على تحقيق احلام شعبه , عنما يغادر منصبه يكون قد ترك اثرا ايجابيا وعندما يعاد انتخابه يكون لهذا السبب وليس لاي لاي سبب اخر .
الفقر والجهل والمرض وتفكك الاسرة
ان الاسرة هي مدرسة الحب وحجر الزاوية لبناء المجتمع الصحي , وهي المنطقة الاكثر اهمية لاستثمار برامج وخطط عمل منظمات المجتمع المدني لتقويتها وتحصينها , ولادامة الاسرة لا بد من ان تتوفر لها مقومات البقاء ولو بحدودها الدنيا من سكن مناسب , مورد للمعيشة , رعاية صحية واجتماعية وتربوية . معظم الاسر العراقية تعيش تحت خط الفقر سرب الابناء من المدارس ليكونوا لقمة سائغة للعصابات الاجرامية والارهابية ومع الجهل والفقر تنتشر الامراض وبفقدان المعيل تتفكك الاسرة لتتحول من حضن دافئ وملجأ امين الى معين لا ينضب للعنف والارهاب .ان مسؤولية رعاية الاسرة وحمايتها هي مسؤولية الجميع الدولة ,المؤسسات الدينية ومنظمات المجتمع المدني والاعلام .
الحروب العبثية المستمرةِ
ان من مهام منظمات المجتمع المدني بالتعاون مع المؤسسات الصحية والدينية العمل على التقليل من الاثارالنفسية والجسدية والمادية التي خلفتها الحروب على الشعب العراقي واعادته الى وعيه الطبيعي ليكون عنصرا ايجابيا في بناء الوطن بدلا من ان يكون انسانا قلقا غير مستقر يمارس العنف على نفسه وعلى الاخرين . ان الانسان العراقي يعيش حالة القلق والخوف والرعب نتيجة لارهاب الدولة والحروب المسترة وهو بحاجة الى عناية خاصة للايصاله الى بر الامان ..
تفعيل الحوار الديني الوطني البناء
انها حقيقة معروفة بان الدين محرك اساسي لوجدان الشعوب .وان احد اسباب عدم تبلور ملامح الهوية الوطنية العراقية هو الجهل بالمكونات الدينية المختلفة في العراق وفي مجتمع عانى من ويلات الحروب والاضطهاد السياسي حتما سيكون للقوى الدينية الروحية تاثيرا كبيرا على مجرى حياته .اذا نحن امام مجتمع متعدد الاديان والاعراق والطوائف يحمل في عقله الباطن عمق اشكالات الماضي لا تتوفر له وسائل التعرف العلمي على عقائد االاخرين حتما يحتاج الى الحوار الديني البناء القائم على تفعيل القيم والمبادئ السامية المشتركة بين الاديان المختلفة والقيام بفعاليات اجتماعية مشتركة لتقديم الخدمات ونشر ثقافة العيش المشترك وعقد المؤتمرات الحوارية لازالة الحواجز النفسية بين مكونات المجتمع المدني وبناء الثقة والرغبة في العمل المشترك .
نبذ الانانية والمصالح الضيقة
ان الانسان العراقي بحاجة الى التغيير وعلى منظمات المجتمع المدني تقع مسؤولية تغيير هذا الانسان من انسان اناني محب لذاته الى انسان محب للاخر قابلا له متسامحا معه متصالحا مع ذاته ومع الاخر.نعم انها تحتاج الى ارادة وجهد استثنائيين ولكن ليست مستحيلة علينا ان نبداء فقط لنرى ثمرة عملنا . ان الانانية والمصالح الضيقة سواء كانت على مستوى الاحزاب السياسية او الافراد تؤدي الى تبني العنف والقوة لتحقيق المارب والغايات . احدالعوامل الرئيسية لبناء السلام هو نبذ الانانية والمصالح الضيقة وجعل الخير والمبادئ السامية هي السائدة .
احضار اشكالات الماضي على حساب المستقبل
ان اشكالات الماضي ولا سيما ذات السمات القدسية , تلعب دورا كبيرا الاستعداد لممارسة العنف والاحتقان الطائفي الذي وللاسف الشديد يعاني منه العراق . من مهام منظمات المجتمع المدني العمل بشكل جدي لانضاج عقل الانسان بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة ليصبح عقلا واعيا مدركا لينطلق نحو السلام والبناء والعمل الخلاق انها مهام صعبة ولكن ليست مستحيلة .
سن القوانين والتشريعات التي تحمي حقوق الانسان .
ان المجتمع العراقي يحتاج الى قوانين رادعة مفعلة ضد كل من يحاول انتهاك حقوقه ولاسيما بالنسبة للطفل والمرءة , حيث يحتاج الطفل الى بيئة صحية لينمو نموا طبيعيا ويكون عنصرا بناءا في المستقبل , ان لمنظمات المجتمع المدني دور واضح ومهم في الضغط على الجهات التشريعية والتنفيذية من اجل الاسراع في تفعيل ما هو موجود من قوانين وتشريع ما هو بحاجة اليه لانتشال هذا الطفل الذي ابعد عن بيئته الطبيعية ليزج به في التنظيمات شبه العسكرية , يتعرض للاعمال العسكرية , يسرب من المدارس , يمارس الاعمال التي تتطلب جهدا كبيرا بسبب الفقر والجوع وعدم وجود برنامج للضمان الاجتماعي . كما ان الاطفال هم عرضة للتحرش الجنسي وهم ايضا طعما سهل للعصابات الاجرامية والارهابية . ناهيك عن ما تعانيه المرءة من انتهاك واضح لحقوقها .
نشر الوعي الحقوقي
ان من مهام منظمات المجتمع المدني نشر الوعي الحقوقي في المجتمع عبر الاهتمام بالفرد الواحد , لاسيما ونحن نعيش مرحلة الكسل التربوي كما ان الاسرة فقدت مقوماتها التربوية فالبطون الخاوية لا تسال عن العطاء .
تطوير اداء منظمات المجتمع المدني وتفعيل دورها
من المعلوم ان قادة منظمات المجتمع المدني هم اولئك الذين وعوا احتياجات المجتمع فتطوعوا وعاهدوا انفسهم بالتضحية والعمل في الظروف الطبيعية والصعبة من اجل سعادة الاخر .وهي منظمات تخصصية منها حقوقية ومنها انسانية ومنها صحية , لايجير عملها خدمة للمصالح السياسية , هل تنطبق هذه المواصفات على ما هو موجود في ا لعراق . ان تحرير منظمات المجتمع المدني من اخضاعها للسلطة او للاحزاب السياسية مع التاهيل المستمر لقادتها عبر مشاركتهم في المؤتمرات الدولية وورشات العمل ,والعمل الدؤوب من اجل النهوض بالانسان العراقي ليساهم في بناء السلام والاستقرار وممارسة حقوقه من اجل الخير والازدهار والعيش المشترك . ان من مهام منظمات المجتمع المدني ان تساهم في تطوير اداء القادة السياسيين عبر توعيتهم بواجباتهم والباس ادائهم ثوب القيم والاخلاق لتحقيق العدالة في المجتمع انها مسؤولية اعادة القيم والمبادئ السامية الى الانسان العراقي .
ختاما في زمن العنف والارهاب والموت العبثي علينا ان نتحمل مسؤوليتنا الانسانية , ان نكون شمعة وسط الظلام نعمل بجد واخلاص كل من موقعه ومنظمته من اجل كل العراق وكل العراقيين. نسال الله التوفيق.
داود ابو سرمد
عضو الجمعية العراقية لحقوق الانسان / امريكا
عضو مؤسسة السلام العالمي / امريكا