ankawa

الحوار والراي الحر => المنبر الحر => الموضوع حرر بواسطة: B. BENYAMEN في 05:21 19/02/2006

العنوان: الكنيسة الشرقية بتسمياتها… اصلاح أم تغيير
أرسل بواسطة: B. BENYAMEN في 05:21 19/02/2006
                                    الكنيسة الشرقية بتسمياتها… اصلاح أم تغيير
 كثيرا من الأمبراطوريات أو الشعوب التي عاصرت الآشورية وأن سقطت لكن نذرا أو كيانا من أبناؤها بقى يعيش بأستقلالية , فماذاجرى لأبناء الأمبراطورية الآشورية!؟ وما سبب اندثارها؟
فبالرغم من علمنا عن الأسباب الفيزياوية لسقوطها عسكريا , الا ان ما سنتطرق اليه هنا هو الأسباب الداخلية والتي أدت ألى عدم نهوضهاحتى وبعد 2000 عام ,فهل يعزو ذلك الى الأفكار والأيدولوجيات التي أدت الى صراعات مذهبية دينية بين أبناء هذا الشعب وهل كانت الديانة الوثنية سبب ديمومة تلك الشعوب ,أم ان عدم فهم رسالة السيد المسيح والتي أصبحت ومنذ البداية دينا لأبناء هذا الشعب كانت العامل لعدم نهوضها ؟…
فمنذ أن طلب ملك الرها أبجر الخامس والذي استولى على عرش الحكم سنة 13-50 من ميلاد السيد المسيح ان ياتي ويشفيه من مرض داء الملوك ويشاطره ملكه…وبعد ذهاب أدى وتنفيذه وعد السيد المسيح للملك , أمن هذا الشعب برسالة السيد المسيح ,(نضيف الى ذلك بأن السيد المسيح التقى رسل الملك في احد بيوت رؤساء اليهود والمسمى كماليد ) وسلمهم رسالة تضمنت وعدين الأول شفاء الملك والثاني كما ذكر معظم الكتبة السريان أمثال القديس أفرام ويعقوب السروجي والأرمن واليونان واللاتين هو البركة التي وعد بها السيد المسيح للملك بقوله ( ستكون مدينة الرها مباركة ولن يقوى عليها عدو ) . لكن بعد سقوطها في منتصف القرن الثاني أدت بكثير من الكتبة الشرقيين الى التشكيك في العناية الألهية وفي وعد السيد المسيح . لذلك نجد في قصة فيضان نهر ديصان سنة 201 عاد الملك الى الوثنية والمدينة كذلك . فنسأل هل شكوك الكتبة الشرقيين صحيحة ؟
أم شيئا أخر حدث ويحدث اليوم أيضا كان السبب في سير جميع الأمور في الأتجاه المعاكس . أنا كمؤمن لا أشك يوما بوعود السيد المسيح فوعده الاهي ووعده لأبنائه سيكون ويتحقق يوما ولا مجال للشك في ذلك مهما طال الزمن وكثرت الأسباب ,كما نجد  ذلك في اشخاص وشعوب . لكن احب أن أذكر هنا أن أي وعد الاهي يتمثل بشروط فأن لم تتوفر تلك الشروط يبقى الوعد قيدالرهان وهذا امر نلمسه كل يوم بين  أب وابنه , أذن ما هي تلك الشروط ؟
 فنرى أن آبائنا قدموا من دمائهم ما يقارب اضعاف ما قدمه مسيحيو الغرب ,التبشير وصل الى الصين والهند والمدارس اللاهوتية والأديرة كانت تنادي وتنبض بالمسيحية في كل صوب والرهبان اللذين فاضوا وغرسوافي كل مكان كلام السيد المسيح في كهوف جبال العراق حيث لمست يدي انا سريرهم المصنوع من الصخر ,فأقرأسيرتهم وتردف عيني دمعا وكأنه حدث بالأمس لما قدموه للوثنيين واعدائهم قبل اخوتهم المسيحيين. حقا آمنوا بالرسالة وعملوا بها لاجدال في ذلك.
. اذن ماذا قصد السيد المسيح ليفي بوعده الأرضي لنا ؟ فنجيب بأن أبناء هذا الشعب نظروا الى المسيحية من جانب واحد(الا وهو الجانب الالهي),ونسوا بأن السيد المسيح هو اله الأنسانية , فنراهم حينا يقدمون علومهم ومعارفهم للملوك الوثنيين ليترأف الملك بحالهم ويبني لهم كنيسة هنا او هناك او يمنع عنهم التجاوزات المستمرة..... اما ان كان الملك ظالما قاسيا فما كان امامهم سوى ان يمدوا  رقابهم امام سيوف الجلادين لتنزف دمائهم ويحموا الكنيسة من دنس الوثنية.
لكن آبائنا قد تناسوا كلام السيد المسيح لليهود ( أعطوامالقيصر لقيصر وما لله لله ) انا هنا لا انتقد أو أعلم الأباءالجبابرة لما قدموه , حاشا فأنا لست مستحقا لذكر ما قدموه الا وأنا راكعا لكن لماذا نمد يدنا للوثنيين أو رجل واحد في البلاط الملكي يفعل ما يشاء بالكنيسة لماذا لا يكون واحدا من ابناء هذه الكنيسة ملكا علينا ويبارك كما هو مذكور في الطقوس الكنسية ونسأله بدل  التوسل الى من يعمل في بلاط الوثني.
نعم لقد تركنا الجانب الأنساني بالرغم من علمنا أن السيد المسيح أنسان كامل وأله كامل .
فبالامس القريب كانت الانتخابات العراقية وكانت الفرصة امامنا لاختيار ممثلينا في الحكومة الجديدة الا اننا مع شديد الاسف لم نجد احدا من اساقفة الكنيسة الشرقية الآشورية (عدا الاسقف مار باوى) يعير اي اهتمام لهذه الفرصة الذهبية, كما ولم نرى يومااحدا يعمل بكل صدق ويحاول بكل جهده من اجل وحدة الكنيسة والقومية بل بالعكس يزرعون الكره والتفرقة بين ابناء هذه الكنيسة والني كانت واحدة وهذا الشعب الذي كان واحدا.
نحن نعلم ان لا شيء يأتي الى ارض الواقع الا بالتضحية ,فنرى حتى السيد المسيح نفسه يطلب من اباه السماوي ان امكن اعفائه من كأس التضحية لأنه قاس ومؤلم لكن نتائجه الاهية كبيرة ويستفاد منها كل انسان. واراد بذلك ان يعلمنا درس نتذكره كل يوم.
لذلك نستطيع ان نقول للأ سقف مار باوى هذا اليوم بأنه اصبح ذ بيحة حية مقدسة مرضية عند الله … فكأنه لا يستفيد من هذاالعالم لكنه هو المستفاد ويطلب بركة الله بأيمانه ويقدمها لنا لينال أجرته في السماوات , ونحن نجيب سائلين قداسته لنكون معه في هذا الطريق.. طريق الوحدة في كنيسة المشرق ومحبة الله بين ابنائها وبذلك نلبي شروط الله ووعد السيد المسيح لزال قائما وينتظرنا به . فأيماننا يخلصنا آمين.


بنيامين بنيامين
تورونتو - كندا