ankawa

الحوار والراي الحر => المنبر السياسي => الموضوع حرر بواسطة: Ghassan Shathaya في 09:56 27/04/2012

العنوان: موقع كلدايا نت: موقع مسيحي كلداني أم موقع للكراهية والتفرقة؟
أرسل بواسطة: Ghassan Shathaya في 09:56 27/04/2012
موقع كلدايا نت: موقع مسيحي كلداني أم موقع للكراهية والتفرقة؟

منذ فترة وأنا أتابع المقالات التي تناقش قضايا شعبنا والمنشورة على موقع  كلدايا نت التابع لأبرشية مار بطرس الرسول للكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في غرب الولايات المتحدة الامريكية،  والتي يرأسها سيادة المطران سرهد جمو. والمؤسف أن هذا الموقع الكنسي قد جمع ما بين أخبار النشاطات الكنسية والمقالات الدينية المسيحية وما بين خليط متناقض من مقالات نارية حاقدة، وبعيدة كل البعد عن رسالة المسيح، تبث النارعلى كل من يخالف هؤلاء الكتاب من أخوتهم المسيحيين من تابعي الكنيسة الكلدانية او كنيسة المشرق الآشورية.

فمن المعروف في العمل التبشيري ، أن كان هذا هو الهدف الحقيقي من العمل الأعلامي لأبرشية  سيادة المطران سرهد جمو المتمثل بموقع كلدايا نت، هو العمل على نشر رسالة المسيح، رسالة المحبة والأخوة والتسامح والوحدة ، لا نشر رسالة الكراهية والحقد والأسقاط والتفرقة والتهجمات الشخصية الوضيعة التي يقوم بها غالبية مدعي الثقافة من الكتبة  الذين يبشر بأرائهم وينشرها موقع كلدايا نت ، المملوك ماليا وأداريا ورقابيا من قبل أبرشية المطران سرهد جمو او من ينوب عنه بقراره الشخصي. أنا أركز على هذه النقطة لأنني لا أتكلم عن موقع مثل عنكاوة دوت كوم أو تللسقف دوت كوم (الذي أسسه فقيد شعبنا المرحوم جميل روفائيل) فكلا هذين الموقعين، وغيرهم الكثير من مواقع أبناء شعبنا، تابعين لأفراد دفعتهم حميتهم الوطنية ومبادئهم العالية الى بذل الجهود الفردية والمالية الشخصية الى أنشاء مثل تلك المواقع والتي هم فقط كأفراد مسؤولين عن محتوياتها.

أما موقع كلدايا نت فهو موقع للكنيسة الكلدانية التي يعيش قساوستها على تبرعات رعيتهم الذين يضعون الأموال الكثيرة تحت تصرفهم أيمانا منهم أن هؤلاء القساوسة أهلا للثقة في نشر رسالة ومبادئ المسيح الفادي. موقع كلدايا نت، كونه موقع كنسي يشرف عليه قساوسة ومطران، موقع لمؤسسة دينية كنسية، لا يستطيع الأدعاء بمقولة "المقالة تعبر عن رأي كاتبها". مثل هذا الكلام يقوله موقع شخصي لأفراد او مواقع لصحافة بنيت وصممت على أساس نشر مختلف الأراء، لا موقع لمؤسسة دينية مسجلة رسميا في دوائر الدولة الأمريكية،  وتقول وبصراحة علنية وعلى صفحتها الأولى أنه تابع لها ولأبرشيتها وبالتالي هذا يعني أنها مسؤولة وبشكل كامل أخلاقيا وقانونيا عن كل شئ ينشر على صفحاته.

ومن أجل أعطاء الدليل القاطع أن مقالات الكراهية والتفرقة جزء من رسالة المطران سرهد جمو ، الغير مسيحية، أنه لا يسمح بنشر أية مقالة تتعارض مع هذا الخط ولا حق الرد على الأسقاطات الفردية التي يقوم بها البعض من كتبة كلدايا نت على كل من يخالفهم الرأي. أضف الى كل ذلك، هذا الكم الهائل من المعلومات الكاذبة والمحرفة تاريخيا التي يقوم بنشرها وتسويقها موقع كلدايا نت. وسأناقش هنا البعض منها:

تأريخ الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية : أنتصار لكنيسة روما في تمزيق كنيسة المشرق الرافدينية

يبدو ان مدعي القومية الكلدانية المنفردة (والمعارضة حسبهم وفي حرب ضروس لكل شئ أسمه آشوري) قد قرروا رفع راية الله وأكبر الكاثوليكية ويشنوا هجوما شرسا على كنيسة عظيمة ككنيسة المشرق التي أسسها أجداد هؤلاء الناكرين لهم، ويقومون بذم أجدادهم العظام بكونهم من "الهراطقة النسطوريين"، بينما هم الأحفاد من لابسي موديل الكاثوليكية الغربي، وبالتالي فهم "مودرن" (على آخر موديل) (بالمناسبة هناك العديد من المذاهب المسيحية التي تعترف بها وتحترمها الكنيسة الكاثوليكية). هؤلاء الأجداد الذين بنوا كنيسة عظيمة وصل تعداد رعيتها الى 100 مليون فرد في القرن الرابع عشر، قبل أن تقوم أوباش المغول المسلمين بقيادة المسلم الحاقد تيمور لنك، حفيد هولاكو والأب الروحي لأسامة بن لادن، بذبح الملايين من أعضائها وتمزيقها شر تمزيق، تحت راية نشر الدين الأسلامي (من مخازي الحكومات الأسلامية العراقية وكتبها المدرسية أنها لا تذكر بتاتا أن تيمورلنك كان مسلم الديانة وأن سبب هجومه الوحشي على بغداد وبقايا الدولة العباسية كان من أجل نشر الأسلام الصحيح حسب رأيه، لأنه كان يتصور أن حاكم بغداد لم يكن مسلما بما فيه الكفاية!!)،

غريب ومخجل أن يقرأ الفرد مقالات تشتم كنيسة عظيمة ككنيسة أجددانا ويتهمون فيها بكونهم هراطقة حسب التعريف الكاثوليكي المنحرف سابقا، والمعتذر حاليا عن خطايا الماضي (راجع الأعلان الصادر في روما بين البابا ومار دنخا بطريرك كنيسة المشرق الآشورية في 11 تشرين الثاني 1994 والذي تضمن الاقرار بسلامة وصحة عقيدة كنيسة المشرق) وما بقي هو الأعتذارعن الطريقة السيئة بل المجرمة التي تم التعامل فيها مع أجدادنا النساطرة حينما أستخدم المبشرون الكاثوليك الغربيون الحكام العثمانيين كعصاة من أجل تحويلهم للكثلكة وفرضها عليهم (بعد معركة جالديران في 1514 بين الصفويين والعثمانيين، حصل تحالف عثماني – فرنسي حصلت فيه فرنسا في عام 1535 على أمتيازات ومنها الأمتيازات التبشيرية) والتي تم أستخدامها من أجل أخضاع الكنائس الناطقة بالسريانية وبالذات كنيستي المشرق والسريانية الأرذوكسية لسلطة روما، وقد تم لها ذلك من خلال شقهما وتمزيقهما وأنتاج الكنيسة الكلدانية والكنيسة السريانية الكاثوليكية على التوالي (هل سئلت نفسك لماذا يوجد في العراق كنيستان كاثوليكيتان تابعتان الى روما؟ مالفرق بينهما؟ هل عرفت الجواب الآن؟). ومع كون بدايات نشوء الكنيسة الكلدانية قد تمت في عام 1551 ، الا أنه لم يتم الأعتراف بها من قبل الحكومة العثمانية كطائفة مسيحية مستقلة عن كنيسة المشرق الى حد عام 1844 (لكونها نظرت اليها دائما ككونها نتاج فرنسي وأيطالي وليس محلي وطني) . حدث ذلك في زمن أضمحلال الدولة العثمانية وحاجتها للمساعدات الفرنسية، وفقط بعد تدخل قوي من قبل السفير الفرنسي في الأناضول من أجل أجبار الحكومة العثمانية على الأعتراف بهذا الصنيع الغربي. كما أثمرت جهود بريطانيا في خلق الطائفة البروتستانتية في عام 1868 في أرومية بين آشوري أيران. وبعد هذا الأعتراف ونتيجة لتدفق المساعدات الفرنسية وبشكل مباشر على الكنيسة الكلدانية وبالتعاون مع الحكومة العثمانية، بدأت حملة كبيرة للتغلغل بين أبناء  بابل وآشور، منتسبي كنيسة المشرق في سهل نينوى والضغط عليهم بمختلف الأساليب من أجل تحويلهم الى المذهب الكاثوليكي (في فرع كنيسة المشرق في مالبار غرب الهند، قام المحتلون البرتغاليون وبأوامر مباشرة من روما بقتل مطران الأبرشية وأعداد كبيرة من أعضائها من أجل أجبارهم على أعتناق الكاثوليكية).  وقد نجحت تلك الحملة وتلك الضغوط في دفع أغلبية أبناء كنيسة المشرق في سهل نينوى الى الهجرة الى مركز البطريرك في جبال هكاري. واليوم يطلق على أبناء هذه الكنيسة العريقة بالآشوريين بينما يطلق على أتباع الأنشقاق الكاثوليكي بالكلدان (هناك أحد الجهلة من كتاب كلدايا نت والذي يتهم أبناء كنيسة المشرق الآشوريين بكونهم غرباء على العراق وأن أصولهم في هكاري التركية حاليا، وينسى هذا الجاهل ومن مثله أن هكاري كانت جزء لا يتجزأ من ولاية الموصل التي تم تقسيمها في عام 1921 من قبل بريطانيا التي أحتلت تلك الولاية الى الجزء الجنوبي الذي ضم الى العراق والجزء الشمالي الذي ضم الى تركيا الحالية، وهذا التقسيم هو السبب الرئيسي الذي تطالب بعض الأصوات التركية بضم شمال العراق بأكمله أليها... أي أنها تريد جميع ولاية الموصل.. وهكاري هي جزء رئيسي من منطقة آشور التأريخية وكان يجب أن تضم جميع ولاية الموصل الى العراق الحالي ولكن حكام العراق العرب لا يطالبون بها لأنهم لا يؤمنون بكونهم عراقيين أصلاء بل عربا غزاة راضون بمرابض قبائلهم الحالية في الجنوب والوسط).
 
من أجل أعطاء لمحة تأريخية موجزة لتكون الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، علينا أن نقول لشاتمي الأجداد وكنيستهم العظيمة من كتبة كلدايا نت، أن كلمة كاثوليكي كتعبير عن مذهب مسيحي لم يكن معروفا في سهل نينوى الى القرن الثامن عشر عندما بدأت البعثات التبشيرية الغربية بالقدوم الى المنطقة من أجل "محاربة الكفرة والهراطقة " من مسيحيي كنيسة المشرق الرافدينية !! وأول من بدأ بالتبشير بالمذهب الكاثوليكي في قرى تلكيف وألقوش وكرمليس وبخديدا هم الأباء الكبوشين في عام 1725 ولكن تلك البعثة فشلت وتم الغائها في عام 1748  وفي عام 1750 نجح القسان الأيطاليان تورياني و كوديليوني وبتشجيع من الحاكم العثماني حسين باشا الجليلي من تحويل نفر قليل للمذهب الكاثوليكي من قرى سهل نينوى. وبقي الحال هكذا الى مابعد عام 1844 ، بعد الأعتراف العثماني، حينها تم تأسيس الكنيسة الكلدانية على أسس قوية. وبالمناسبة لم تتحول تلكيف مدينة أجدادي وأجداد المطران سرهد جمو الى المذهب الكاثوليكي بشكل كامل الى حد عام 1867 . ومن مفارقات تدخلات كنيسة روما الكاثوليكية وسعيها الحميم لتمزيق كنيسة المشرق وجمع الأنصار لها وبأي طريقة، أنه في عام 1607 أعترفت بمطران نسطوري أراد التحول ولكن بشروط، ونصبته بطريركا على الكلدان تحت أسم أيليا السادس، ليصبح بطريرك كاثوليكي جديد ينافس خط سولاقا مؤسس الكنيسة الكلدانية. أي أصبح هناك بطريركان كلدانيان كاثوليكيان ومعترف بكلاهما من قبل كنيسة روما. ونتيجة لهذه التدخلات المستمرة والألاعيب السياسية  قرر آخر بطريرك كلداني من خط سولاقا في عام 1692 على رفض الكاثوليكية والرجوع الى مذهب الأجداد، مذهب كنيسة المشرق المعروف خطأ بالمذهب النسطوري (لقد كانت قوة وعمق الوعي اللاهوتي لقساوسة كنيسة المشرق أنهم أستطاعوا التأثير على مطران القسطنطينية، نسطورس، مطران عاصمة الأمبراطورية الرومانية عام 428،  وكسبه الى جانب تفسيراتهم لطبيعة المسيح الألهية والبشرية. وقد تعرض المطران نسطورس بعدها الى مهاترات سياسية ولاهوتية قادها مطران الأسكندرية كيرلس (يلفظ سيرل بالأنكليزية) الذي كان يحسده على منصبه كمطران العاصمة الأمبراطورية. ونتيجة لقدرة كيرلس على التأثير على زوجة الأمبراطور الروماني أستطاع أن يزيح نسطورس من منصبه بتهمة الهرطقة في مجمع  أفسس في عام 431 ومن ثم تم نفي هذا المطران الجليل نسطورس الى صحراء مصر ليموت هناك بعد مجمع كالدونيا عام 451 بقليل. بعدها تم أتهام جميع أبناء كنيسة المشرق بالهرطقة وكونهم من مناصري نسطورس وبالتالي فهم نساطرة كفرة).

بعيدا عن هذه اللمحة التأريخية البسيطة لكنيسة المشرق وولادة الأنشقاق الكاثوليكي الذي يولد بدوره هذه الأيام نظرية القومية الكلدانية المنفردة التي تم أنتاجها قبل سنة أو أثنتين من قبل المطران سرهد جمو وبدعم البطريرك عمانؤيل دلي (لأسبابه الشخصية البحتة لا أيمانا حقيقيا بها) ونائبه المطران شليمون وردوني (وهذا الأخير يدعم ذلك التوجه ويعارضه في الآن نفسه)،  بعيدا عن كل ذاك هناك حقيقة صارخة يمكن ذكرها بهذه المقارنة الأفتراضية، وهي أن لم يعتنق الجد الأعظم للمطران سرهد جمو الكاثوليكية  وبالتالي أنتمائه للكنيسة الكلدانية (على أعتبار أن والد المطران سرهد، الأب يوسب جمو وفي كتابه عن تلكيف التي تحولت الى الكثلكة عام 1867 ، ذكر أن عائلة جمو نسطورية الأنتماء ولفترة قريبة جدا) ، لكان المطران سرهد جمو اليوم مطرانا في كنيسة المشرق يدعي الآشورية وبكل قوة !! هذه هي الحقيقة البسيطة في الأنتماء القومي لأبناء شعبنا الواحد مقارنة بالكتابات العارية والجعجعة الفارغة لمناضلي الأمة العربية والأممية العالمية بالأمس القريب، من بعض الكلدان البعثيين وبعض الشيوعيين، واليوم وبقدرة قادر من أشد مدعي القومية الكلدانية التي لا شريك لها بأي صيغة او لون خصوصا مع هؤلاء الأخوة الأعداء من دعاة القومية الآشورية الذين يهمشون أبناء القومية الكبرى (كما يصرخون في كتاباتهم ويتباكون أن لا مناصب قيادية لهم في الدولة العراقية وهذا تعريفهم لمعنى التهميش).  

لم أرى مقالات أكثر كراهية وحقدا على أبناء شعبنا  من الذين يفضلون التسمية الآشورية كأنتماء قومي وعلى المفاهيم اللاهوتية لكنيسة المشرق ، كما وجدته على موقع كلدايا نت. لا يوجد أي موقع عراقي أو أسلامي يبث السموم والأكاذيب بقوة وتركيز موقع لأبرشية كنسية مسيحية كان الأولى بها نشر المحبة والسلام والوحدة ليس فقط بين أبناء الشعب الواحد والدين المسيحي الواحد، بل كان واجبها نشر رسالة المحبة والخلاص أيضا وبقوة بين مسلمي العراق الذين تنشر أحزابهم الأسلامية الموت والدمار في صفوفهم. هذه هي الفرصة التأريخية لتبيان الفرق الهائل بين رسالة المسيح للسلام والحياة الكريمة وما بين رسالة الموت والتخريب والفساد وأنعدام القيم التي تنشر تحت راية الأسلام في عراق اليوم. الفرصة التأريخية هي أستخدام الأعلام لنشر التعاليم المسيحية الحقيقية بين صفوف أتباع الكنيسة الكلدانية أنفسهم .

مخجل حقا أن تهان رسالة المسيح وبهذه الطريقة من قبل موقع مملوك من قبل قساوسة واجبهم الأول والأخير نشر رسالة المسيح.

على القائمين على موقع كلدايا نت من قساوسة أبرشية مار بطرس الكلدانية، أما أختيار السياسة هدفا لهم أو رسالة المسيح أسلوبا للعيش والحياة. لايمكن جمع الأثنين معا. لايمكن جمع الكراهية  والتفرقة مع المحبة والأخوة على نفس صفحات موقع رسمي مسيحي كنسي. كفى أهانة لعقولنا يا مدعي المسيحية.

غسان شذايا

26 نيسان 2012