تجربتي مع لقاح الكورونا ونجاحه في تكوين الاجسام المضادة للحماية من المرض
في هذا المقال ساحاول ان اعطي شرح مبسط حول فعالية لقاح الكورونا من الناحية العملية حيث يأتي هذا في مجال اختصاصي وانا فعليا اخذت الجرعة الاولى من لقاح الكورونا نوع فايزر قبل نهاية السنة بعدة ايام والجرعة الثانية بعدها بثلاثة اسابيع. خلال هذه الفترة ، قمت باجراء عدة فحوصات للدم لمعرفة وقت ظهور الاجسام المضادة لفيروس الكورونا التي هي دليل على حصول المناعة ضد الفيروس. استغرق ظهور الاجسام المضادة عندي حوالى ٢٤ يوما بعد اخذ الجرعة الاولى من اللقاح (٣ يوم بعد الجرعة الثانية). طبعا هذا قد يختلف من شخص الى اخر. لهذا يبقى من الضروري الالتزام الكامل بعد اخذ اللقاح لان ظهور الاجسام المضادة قد يتأخر الى اربعة اسابيع.
الصورة المرفقة هي لاختبار فحص الأجسام المضادة لفيروس الكورونا قبل وبعد اخذ اللقاح. الكاسيت على الجهة اليسرى هو للفحص قبل اللقاح ويظهر فيه خط تفاعل واحد "الكونترول" والذي يدل على ان النتيجة سلبية لفحص الاجسام المضادة للكورونا. الكاسيت في الجهة اليمنى يبين ظهور الاجسام المضادة بعد اكثر من ٣ اسابيع من اخذ اللقاح حيث يظهر فيه خطين ، الكونترول اضافة الى خط التفاعل الخاص للاجسام المضادة للكورونا.
هذا الفحص يعطي نتيجة واضحة بان اللقاح ادى الغرض المطلوب وهو تحفيز الجسم على انتاج اجسام مضادة ضد فيروس الكورونا كما يحصل عند الاصابة الفعلية بالفيروس. هذه الاجسام ستكون بالمرصاد للفيروس حين دخوله للجسم في المستقبل. مدة الحماية غير معروفة لان اللقاح جديد ولكن يتوقع ان تكون فعالة لسنة واحدة او اكثر.
في الحقيقة انتابني شعور رائع وانا ارى ظهور الاجسام المضادة وتولد المناعة في جسمي عن طريق اخذ اللقاح وبدون ان اصاب بالمرض. لهذا اعتبر ان اللقاح نعمة من الله للبشرية للقضاء على هذا الفيروس. وهو كطوق النجاة لشخص في طريقه الى الغرق!
انا لم تظهر عندي اية اعراض جانبية سواء عند اخذ الجرعة الاولى او الثانية. طبعا بعض الاشخاص سوف تظهر عندهم اعراض ولكن معظمها سيكون مؤقت وقد تختفي في اقل من يومين.
من هذا المنطلق فانا اشجع جميع الاخوات والاخوة الذين اعمارهم ٦٥ واكثر لاخذ اللقاح حال توفره في مناطقكم. اللقاح يعطيكم المناعة المطلوبة ضد الفيروس بنسبة ٩٥ ٪ ويقلل من فرصة اصابتكم والمخاطر التي يمكن ان تواجهونها نتيجة الاصابة بهذا المرض اللعين.
طبعا هناك كثير من المعلومات المغلوطة تنشر حول اللقاح في وسائل التواصل الاجتماعي. لكن يكفي ان نقول ان ملايين الاطباء والعاملين في المجال الصحي في الولايات المتحدة وغيرها من دول العالم والذين يدركون جيدا مخاطر اللقاح ويعرفون جيدا كيف تم تصنيعه وكيف يعمل ، قاموا باخذ اللقاح بدون تردد. لانهم مقتنعين بالنتائج التي تم على ضوئها ترخيص اللقاح. وان الاعراض الجانبية التي قد تحدث بسبب اللقاح تعتبر لاشئ قياساً بالفائدة المرجوة منه في انقاذ الاف من الاشخاص من الموت المحتم نتيجة للاصابة بمرض الكورونا.
ولو كان ما يقال من شائعات في وسائل التواصل الاجتماعي صحيحاً فهذا كان يعني القضاء على جميع الاطباء والممرضات في جميع مستشفيات امريكا والكثير من الدول الاخرى قبل قتل الكبار في السن!!!. نعم حصلت وفيات لبعض الاشخاص بعد اخذهم اللقاح ولكن لا يوجد لحد الان اثبات علمي يؤكد ان الوفاة حصلت بسبب اللقاح. وحتى لو افترضنا انه لسبب او لاخر مات ٥٠ او ١٠٠ شخص من عشرات الملايين الذين يأخذون اللقاح حول العالم فهذا افضل بكثير من موت الاف يوميا بالكورونا.
وطبعا مهما قلنا وشرحنا سيبقى هناك اشخاص من الذين يؤمنون بنظرية المؤامرة او الغير مقتنعين باخذ اللقاح . وهذا من حقهم ونحن لا نريد ان نجادلهم حول هذا الموضوع . حيث حاليا هناك ٣٠٪ من الامريكان يرفضون اخذ اللقاح لانهم مقتنعين بان اللقاح غير آمن .
وللعلم فهناك اطباء ومؤسسات في امريكا تعمل ضد شركات الادوية وتحارب بكل قوتها لالغاء فكرة التطعيم ليس للكورونا فقط وانما لاي لقاح. حيث يدعون ان اللقاحات سامة وتسبب الكثير من الامراض والعاهات وخاصة في الاطفال واهمها مرض التوحد. ولكن هولاء لا يقرون بان اللقاحات انقذت ملايين البشر من الموت !
الغرض من نشر هذا المقال ليس لمجادلة الاشخاص الغير مقتنعين بل لأعطاء فكرة للذين يرغبون باخذ اللقاح او يريدون ان يعرفوا معلومات اكثر قبل اخذه.
في الختام نؤكد انه كلما زاد عدد الاشخاص الذين يأخذون اللقاح كلما زادت الفرص لان يعود العالم الى الحياة ما قبل كورونا تدريجيا. وهناك دلائل تبشر بالخير من الدول التي اعطت اللقاح مبكرًا حيث انخفظت نسبة الاصابات فيها بعد بدء التلقيح.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
Noori Barka, PhD, Diagnostic Immunology