عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - بطرس نباتي

صفحات: [1]
1
السيد صبحي سالەی  المحترم
لا يقتضي. في هذه الضروف الحرجة التي يمر بها  اقليم كوردستان  ، تكاتف وتآزر القوى والأحزاب  الكوردستانية وفي مقدمتهم  البارتي واليكيتي. وتنسيق مواقفهم  وتبني على الاقل خطاب مشترك تجاه  ما نتعرض له سواء من الجانب الايراني او التركي او من قبل الفصائل العراقية الولائية  ، إلا يقتضي ذلك  ، استاذ سبق ان كتبت في عنكاوا كوم  ولا زال المقال على الصفحة الرئيسية. حول ذات الموضوع  تقبل تحياتي

2
الهجمة الصاروخية على أربيل ،  قراءة في  المواقف المتباينة لبعض المسؤولين  العراقيين .
 
بطرس نباتي

الهجمة  الإيرانية بالصواريخ البالستية طويلة المدى على  أربيل  اثارت  في  الاشخاص الذين يقودون الحكم في العراق نوعين متباينين من المواقف المختلفة ، القسم  الاول اناس وطنيون  يحبون  الخير لأربيل كما لأية   مدينة اخرى في العراق  ، فمن قام منهم بالإدانة. او نصح الحكومة بتدويل  قضية الاعتداء على السيادة الوطنية  ،  نتيجة هذه الضربة لكونها موجهة ضد السيادة العراقية اولا  وهي خرق  لاتفاقات الدولية  ، و من هولاء ايضا النوع الثاني هولاء لا يتوانون من ارسال  طائرات مسيرة  لإخافة الرضع. مثلا  إلى أربيل حصرا ، دفاعا عن طهران ،   باعتبار ان طهران اقرب الأقرباء اليهم من مدينة أربيل  ،  هولاء صدقوا الرواية الإيرانية  الرسمية بادعائها ان  الدار المنكوبة  لعائلة  الشهيد   بيشرَو دزيي  ما هي إلا مقراًللموساد الاسرائيلي ، واخذوا يلومون اللجنة المشكلة من قبل رئيس الوزراء والتي زارت الموقع ووجدت  فيها سجاجيد الصلاة وكتب القران الكريم وأثاث شخصية ، وبعض الأضرحة  لطفلة صغيرة  ووالدها الشهيد  ، يبدوا ان العقول التي تؤمن  بالرواية الإيرانية آمنت ايضا. بان الدعوة الإسلامية وصلت إلى الموساد الاسرائيلي في أربيل وان هذا الموساد اصبح يصوم ويصلي على سجادة الصلاة  ويقرأ القران  ، وان الطفلة الشهيدة والبريئة التي اغتلتها ايران ما هي إلا ملاك سماوي . كان ينقل  الرسائل إلى  الكيان الصهيوني فعليهم اغتياله بصاروخ بالستي بعيد المدى  ( فرط صوتي )   كما يدعونه ، اي تفوق سرعته سرعة الصوت ، من نوع ( فتاح )  ايا لبؤس هذه العقول النتنة  ، يذكرني هذا الموقف من هذه الضربة ، بلقاء متلفز  جرى في بداية 2023  عندما سأل المذيع  احد هولاء المتنفذين اليوم بالحكم العراقي من ما يسمون أنفسهم ولائيون  ،  ( اصحاب الدرونات  الإيرانية ) سؤالا  جاء فيه :
إذا حدثت حرب بين العراق وايران   الان  ؟ وفي ظل الحكم الشيعي وانت عراقي وشيعي  ومسؤول في الحكم. ، في اية جبهة ستحارب ؟  ، اجاب الرجل بدون  اي تردد  طبعا ساقاتل  بجانب ايران ضد العراق ، سأله المذيع مرة اخرى قائلا يا رجل العراق وطنك كيف تحاربه  وتقف مع دولة تحارب وطنك ، الرجل هذا برر بما يلي : العراق صح فيها حكم شيعي ولكن ايران فيها حكم لولاية الفقيه ويجب على جميع الشيعة  ان يقفوا مع ايران سواء  كانت معتدية او معتدى عليها ،  بمثل هذه العقول التي تقود البلد نحو الخراب والدمار ، إذا كانت إربيل موطنا للموساد  فماذا عن السفارات والبعثات الصهيونية في البلدان العربية  وفي إيران نفسها لماذا إيران مثلا لا تقصف كل الخليج ؟ لماذا لا تقصف القاهرة مثلا او عمان او  انقرة التي فيها اكبر سفارة تحرسها  دبابات تركية ،  لو كان لصاروخهم فتاح كل هذا المدى ليصل من كرمنشاه إلى أربيل. ، فلماذا لا يقصفون تل ابيب
او القواعد الامريكية في الخليج ،   والسؤال الاخر ، هل الموساد الاسرائيلي بحاجة إلى دار سكنية كي يؤجرها ويجلس مع العوائل إلا  يستطيع الموساد مثلا  ان يتخذ  من  قمر صناعي  مسكنا له فوق طهران مثلا او في اية قرية او مدينة إيرانية  ، الامر الاخر الذي يشغل تفكيرنا لو اصبحت أربيل او اية مدينة اخرى ( لا سمح الله ) مقرا للموساد ، هل ان الموساد يعجز ان ينتشر  عندها في البصرة  او في بغداد مثلا ، اتصور في المرة القادمة  ستوجه ايران صواريخها نحو  بساتين بعقوبة وديالى  ولربما ستحرر وستدمر  الكيان الصهيوني  بتدميرها نخيل البصرة  مثلا او ميناء شط العرب  .
في أربيل  هناك قنصل لدولة فلسطين   في اقليم كوردستان  إضافة إلى وجود سفير فوق العادة في العاصمة بغداد  والسيد القنصل  دبلوماسي ناجح ومحترم من قبل الجميع  وهو الاستاذ نظمي حزوري ، تحياتنا له   ، هو وجميع افراد قنصليته  لهم حرية التحرك  في كل انحاء الاقليم وهو يشارك في جميع مناسباتنا الثقافية  وله علاقات صداقة مع العديدين من ابناء الاقليم وهو صديق شخصي للعديد منا    ، وهو دائم الإشادة  بأربيل والسادة المسؤولين في الاقليم من رئيس الاقليم ورئيس الوزراء  والوزراء وغيرهم ، ولم يذكر  اي من هذه الاتهامات التي توجهها ايران إلى الإقليم ،  من خلال متابعتنا  لرواية علاقة الاقليم ،  بالموساد ، يتم  الاستشهاد بكتاب
 ( مصطفى البارزاني ، اسطورة و الحقيقة  ) الذي ألفه المقبور فاضل البراك   لتشويه صورة الحركة الكوردستانية بقيادة الزعيم  البارزاني الخالد   ، فأكثرية المؤمنون بنظرية المؤامرة  والموساد يذكرون التفاصيل المستمدة من هذا الكتاب بدون الاشارة اليه ،   وهل ان المقاومة الشيعية المتمثلة بحزب الدعوى الاسلامي ؟ كانوا ابان نظام صدام بمنأى من هذه الاتهامات  ، ام ان هولاء قد نسوا ما كانوا يوصمون به من عمالة وغيرها من قبل الاجهزة الصدامية حالهم حال الثورة الكوردستانية   ، اتقوا الله ببلدكم وشعبكم وكونوا صفا واحدا  عندما تتعرض اية مدينة في العراق سواء كانت أربيل او ديالى او رمادي او بصرة انها مدن شعبنا العراقي  ويجب الدفاع عنها   .
 وما يؤلمنا حقا  نحن مواطنو   الاقليم   وجود حالة الانقسام الشديد بين الاحزاب  الكوردية وهذا الانقسام للأسف انعكس على احزاب شعبنا ايضا  ، وما يقتضيه الوضع او المشهد السياسي من  النزاعات   والصراع التي تعاني منها منطقة الشرق الاوسط  يقتضي ان تبادر الاحزاب  السياسية وخاصة  الحزب الديموقراطيح الكوردستاني واتحاد الوطني الكوردستاني إلى طي كل الصفحات الخلافية بينهم   والعمل بجدية من اجل  الالتقاء على مستوى القيادات السياسية  ، فليس من المعقول ان  تتحدث قيادات هذه الاحزاب مع الاغراب واستقبال  الشخصيات الاجنبية  بالأحضان  بينما   تمتنع من اللقاء الاخوة ابناء  قومية واحدة  ، من الضروري اليوم  وما نمر به من احداث  العمل من اجل  فتح باب الحوار الجدي مع القوى والأحزاب الاخرى في الاقليم بغية تقوية الجبهة الداخلية ، وتوحيد خطابهم السياسي ومواقفهم التي يجب ان تنصب لخدمة  المجتمع والابتعاد عن  الولاءات الإقليمية  التي لا تجدي نفعا ، هذا  التقارب  والوحدة بين  الفصائل الكوردية لو تم  لهو  خير رد على  ما يتعرض له الاقليم من هجمات  ،   المهم هنا بذل الجهود من اجل تقديم الخدمات ،  والكف عن الركض و السعي وراء المغانم الشخصية والإثراء الفاحش على حساب الطبقات الكادحة والمسحوقة من الشعب .     
 

3
  وصلني تصريح الاستاذ كمال سيدو  مستشار الشرق الأوسط  لجمعية الشعوب المهددة  STP
حول اضطهاد المسيحيين وحرية المعتقد والتحول الديني   
اضطهاد   الاقليات المسيحية وحرية المعتقد  والتحول الديني  ارتأيت ان أترجمه  إلى العربية عن الإنكليزية لأقدمه لقراء موقع عنكاوا .
   
اضطهاد الأقليات المسيحية:
وحرية المعتقد والتحول الديني
تصريح : الاستاذ كمال سيدو مستشار الشرق الأوسط في جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة

في أكثر من 70 دولة، تتأثر الأقليات المسيحية بالقيود المفروضة على حريتها الدينية .ويتأثر المتحولون المسيحيون في الشرق الأوسط بشكل خاص .
نادرا  ما يُظهر  الساسة الألمان والكنائس الكبرى أي تضامن مع هذه الاقليات   
في عام 2023، تأثرت الأقليات المسيحية في أكثر من 70 دولة، بما في ذلك كوريا الشمالية والصين وإيران، بالقيود المفروضة على حقهم في حرية الدين – كما ذكرت جمعية الشعوب المهددة (STP) في غوتنغن يوم الخميس. صرح الدكتور كمال سيدو، مستشار الشرق الأوسط في STP، أن "ملايين المسيحيين في جميع أنحاء العالم يعانون من الاضطهاد والتمييز، بدءًا من المضايقات وحتى أعمال العنف مثل الطرد والقتل". "ينطبق هذا بشكل خاص على المتحولين إلى المسيحية في بلدان مثل سوريا والعراق وتركيا. وفي منطقة عفرين في شمال سوريا، قام المحتلون الأتراك وحلفاؤهم الإسلاميون بتهجير جميع السكان المسيحيين – حوالي 1200 شخص. وفي نيجيريا، أصبح ما لا يقل عن 4726 شخصًا ضحايا للاختطاف في عام 2023، وفي أجزاء كثيرة من آسيا، يتعرض المسيحيون للخطر بسبب تقدم الإسلاميين المتطرفين. في سبتمبر/أيلول الماضي، طردت أذربيجان 120 ألف أرمني من وطنهم آرتساخ (ناجورنو كاراباخ) تحت أنظار روسيا وحلف شمال الأطلسي.في ألمانيا، بالكاد يتعامل السياسيون والكنائس الكبيرة مع اضطهاد المجتمعات المسيحية. ويبدو أنه ليس من المناسب المطالبة بالحرية الدينية للمسيحيين، خاصة في الدول الإسلامية. ونتيجة لذلك، تشعر المجتمعات المسيحية في البلدان الإسلامية بالانعزال وبان العالم  قد تخلى  عنهم. "لا يبدو أن المسؤولين في وزارة الخارجية والسياسيين في ما يسمى بـ "تحالف إشارة المرور " يقصد المتحدث الاستاذ كمال سيدو  بتحالف (اشارة المرور) ( ** ما يطلق على التحالف الموجود   في السياسة الألمانية، هناك ما يسمى ؟ ائتلاف إشارة المرور)  ( Ampelkoalition) دلالة  على حكومة ائتلافية تضم ، الحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني (SPD)، والحزب الديمقراطي الحر (FDP) وتحالف 90/الخضر )  وبان هولاء  لديهم مشكلة في مغازلة الأصوليين الإسلاميين ومعاداة السامية وأعداء إسرائيل. ومع ذلك،  في الوقت نفسه فإن هؤلاء المسؤولين والسياسيين يسارعون إلى إظهار "الصواب السياسي" تجاه المسيحيين والمسلمين الليبراليين. والمسيحيون الذين يطالبون بالحق في حرية المعتقد والتحول متهمون بـ “الأصولية المسيحية”. ومن ناحية أخرى، فإن اعتناق الإسلام يحظى بالترحيب من قبل السياسيين ووسائل الإعلام المسلمين المؤثرين مثل قناة الجزيرة القطرية. ويدعم هذا الموقف أيضًا القمع التركي ضد الأكراد. هذه القوى الإسلامية، بقيادة الحاكم التركي أردوغان، تقاتل أيضًا ضد المسلمين المتسامحين الذين يدافعون عن جيرانهم المسيحيين والحرية الدينية.
الوضع الخطير للمسيحيين في عام 2023 يستدعي التضامن الدولي وزيادة الجهود من أجل الحرية الدينية، والتي لا يتم الاعتراف بها إلا بشكل محدود على المستوى الدولي وفي ألمانيا ايضا .
** المترجم

4
الاخ الصديق خالد توما المحترم
 في هذه الدول هناك من يحاسب هناك من يتابع  ،  هذه الشعوب تطورت  بفضل قادتها حكوماتها لان حكوماتها  تتحكم في شأن دولها  بموجب نظام ديموقراطي  يحكمون لا من اجل الاستاثار بالمال العام  يحكمون من اجل ان يقدمو خدمات للمواطن اي ان يخدمو شعوبهم ، منذ تاسيس الدولة العراقية  هل نستطيع ان نؤشر  من الذي حكم العراق  كان لخدمة العراق لتطوير البلد ، يوما بعد يوم يصبح هذا البلد الغني بثرواته الطبيعية الغني بموارده البشرية  مكبا للنفايات  ،  مزبلة الحكام  والسراق   ، في اي بلد تجد اصحاب الشهادات  العليا يبيعون اللبلبي واستكانات الشاي في الشوارع والأزقة  في اي بلد يهان اصحاب الكفائات  والمهن  كما  في بلدنا  ، في اي بلد يجلس في سدة الحكم وفي الوزارات وفي البرلمانات والمجالس من لا يجيد حتى الكتابة بينما اصحاب الشهادات والأكاديميين في الشوارع لا تتوفر لهم سبل العيش الكريم  .
مثال دولة السويد. جيد ولكن نامل بان نتعض
تقبل محبتي ايها العزيز

5
الصديق نذار عناي  المحترم
سرني جدا مروركم الكريم ..  عندما تنتشر السرقة بهذا الشكل المقرف في بلد مثل العراق ، لا بد ان نقف عنده مليا ، فعلا اتفق معك ومع العلامة علي الوردي في وصف طبيعة العراق في بعض جوانب الشخصية العراقية ولكني اختلف معه في العديد من الجزئيات  ، ليس مسألة الغزو  متأصلة في المجتمع الريفي العراقي  فحسب بل الطبيعة الصحراوية للمجتمع العربي. سواء في العراق او في الخليج او غيره كانت تتسم بالغزو  والكثير  من العادات البدوية ، ولا ننسى اخي العزيز التأثيرات التي مورست على المجتمع العراقي  والذي تجنبها الباحثون  للاسف  مثالا على ذلك الاحتلال الفارسي الساساني و الاحتلال العثماني البغيض والبريطاني الابغض منهما كل هذه  وغيرها من التدخلات في شؤن العراق  ، وتفضيل طبقة اجتماعية ومشيخة على الأخرى  جعلت من الشخصية العراقية تابعة لمن يعتلي سدة الحكم  والقسم المهمش لا يسعه إلا ان يقع في خانة المعارضة ،  الشخصية العراقية رغم الأوصاف السلبية التي ألحقت بها إلا انها  تتمتع بإيجابيات عديدة  منها او على راسها عدم الاتكالية على الغير   ، ربما تتطلب جميع ما ذكرت إلى اكثر مما جاء في هذا الرد. ربما تحتاج  إلى دراسة ونقاش ومداخلات من امثال حضرتك  ، ربما ساساهم في حزء منها  مستقبلا ..
المهم ان يكون هناك نقاش  مستمر للوصول إلى الحقيقة  رغم عدم وجود حقيقة مطلقة.  تقبل تحياتي عزيزي نذار   

6
الاخ دافيد هوزي المحترم
اتفق مع ما ذهبت اليه  لكن عزيزي لص الكلمات هو سارق الملكية الفكرية اي ينسب لنفسه ما ليس له وهو مثل اي لص آخر  وربما اخطر من اللص العادي ، ربما ستقول كيف ؟ عزيزي إذا ما اصبح السطو على النتاجات الفكرية ظاهرة عامة لا ا يطالها القانون عندها سينعدم الابداع وتنتشر الاتكالية على المشاهد الثقافية والفكرية  وهذا اخطر ما ينتاب المجتمع لانه احباط فكري وشلل في مفصل هام من مفاصل التقدم والتطور في سلم تطور الإنساني ، اما  ما ذهبت اليه فهو اضافة متميزة  تستحق عليها الثناء والشكر
تقبل تحياتي 

7
اخي وصديقي خالد توما جرجيس
أنا لا اتعجب باي بلد  من غير العراق ولكني أقارن بين ما وصلت اليه دول العالم وبين وطننا الذي يعمه الخراب على ايدي سياسيين لا يهمهم غير مصالحهم ، نعم سبق وان زرت الامارات  وزرت العديد من الدول  ، في بلدنا لولا  اللصوصية  والفساد المشرعن  اي الذي يرتكب الان بموجب قانون اسمه انهب المال العام وابذره  على ما تشتهي نفسك بالنسبة  للسادة المسؤولين كي يحرموا منه عامة الشعب اي الذين يبحثون في المزابل. لسد رمقهم لولا هولاء الذين يتقاضون الملايين. وهم لا يزاولون غير اللغو الفارغ في قاعاتهم الفارهة  لولا سرقة القرن وسرقات المصارف لكان العراقيون اليوم أغنى من كل الشعوب وحتى من شيوخ الخليج , لان العراقي بطبيعته عامل مجد ومخلص يتفانى في عمله ويجيد عمله ويتقنه إذا ما وجد فرصة سانحة امامه اما  غيره فنجده يتكل على ما توفره له من راحة العمالة الاجنبية. ، ولربما وصلت الفكرة جيدا ،   على كل حال ما كتبته  هنا  هو نتاج الم  يحز في نفسنا جميعا سواء كنا داخل الوطن او في المهاجر ، لاني عندما التقي بابناء الجاليات في الخارج نجد انهم يحملون ذات الهم. بتصوري خارطة هذا الوطن الذي ابتلينا  بحبه تنتقل معنا اينما حللنا. تقبل محبتي ايها العزيز

8
رابي العزيز شوكت أسعدتني حقا بمرورك الثاني.
, نعم سوف لن تنتهي القائمة إذا ما كنا بصدد تنوع السرقات. تقبل محبتي رابي العزيز  دمتم

9
الاخ والصديق خالد توما المحترم
شكرا لك. ولمرورك الكريم ، اخي والله  كلما  اقدم على زيارة احدى الدول المتقدمة ، استراليا مثلا بالأمس زرت احد المعالم الشهيرة  والسياحية  في وسط سدني إلا وهو اوبرا هاوس ،  اتألم  عندما  أقارن  بين ما وصلوا اليه من تقدم وما اصابنا نحن من احباط حضاري  رغم ما نملكه من ثروات طبيعية ، إضافة إلى افتقار المواطن العراقي إلى ابسط الخدمات من ماء او كهرباء او حتى معيشة تليق بإنسان اي انسان كان ، هذا هو  حال المواطن وهذا ما جنيناه من العراق الذي يدعى بالعراق الجديد  ، تقبل محبتي وسلامي للأهل والعائلة الكريمة

10
صديقي رابي شوكت  المحترم
لقد أصبت  حقا .. كل هذه الأنواع من اللصوص والسراق موجدين  أصلا في الواقع ويوميا نصادف بعضهم ،  بهذا الشكل او ذاك او تحت يافطات شتى  ، لكني استغرب ، في بلدنا سنت اقدم القوانين ، أورنمو   ، لبت عشتار   ،  حمورابي   ، اما اول من حارب الفساد فكان  في هذا البلد ايضا  ، اوركاجينا   الملك السومري المشهور بمحاربة الفساد بسن قوانين صارمة في محاربة الفساد  الذي كان مستشريا  في بلاد سومر. ، كما الان ،   في جميع القوانين  والشرائع  ، هناك نصوص تعاقب  السارق والمختلس  ، منذ القديم ولحد الان. ،  عجبي  اليوم نجد عضو برلمان  يجلس  متبخترا مفتخرا  ويدعي بانه سارق ومختلس ومرتشي ، والانكى من ذلك في زمن  نطلق عليه  ديكتاتورية   وعبودية  وسجون ومحكمة الثورة  ، كان هناك من يعمل  بموجب قانون الحفاظ على الملكية الفكرية بموجبه يعاقب من اسميتهم سراق الكلمة  واليوم   للأسف  يسرق  الكلمات  يسرق مال العام  يسرق علنية بطرق يشرعنها لنفسه  ، يلقى القبض على اشخاص متهمين بالسرقة يجلس رئيس مجلس الوزراء بين أكوام السرقات ثم يطلق سراح السارق  ، وكان  شيئا لم يكن ، رابي العزيز   لقد نسيت من خلال استعراضي  سرقة اخرى هذه فذلكة  سيذكرها التاريخ  إلا وهي سرقة الأراضي  ،  هناك اراضي يتم سرقتها وممتلكات ودور سكنية  ويقال بان اصحابها لا يجرأ احدهم حتى للمطالبة بها او تقديم شكوى امام المحاكم  .. والانكى من كل ذلك هناك بعض ادعياء الثقافة من آشباه الكتاب  يدافعون عن هولاء     ..   تقبل تحاتي 

11
 أيهم اخطر  يا ترى من هولاء اللصوص  ؟
لص عادي   ام    لص سياسي  ، ام لص الكلمات .
بطرس نباتي

لا ادري اين قرأتُ  هذه الخاطرة التي يقول فيها كاتبها :
 اللص العادي هو الذي يسرق منك مالك  ،هاتفك ،ساعتك ،حقيبتك .  وربما هذا اللص يساق امام العدالة  لمجرد ان يسرق بعض الحفاضات  او حليب لاطفاله .. اما اللصوص الاخرين. فمنهم : 
   اللص السياسي  هو الذي يسرق منك مستقبلك ،احلامك ،عملك ،راتبك تعليمك ، صحتك ، قوتك ، بسمتك .
     المفارقة العجيبة ان اللص العادي هو الذي يختارك ،اما اللص السياسي فانت من تختاره ، في زمن الديموقراطيات المزيفة ، او ربما يفرضه عليك انقلاب عسكري . 
والمفارقة الاكبر  اللص العادي تلاحقه الشرطة ،اما اللص السياسي  فهو محمي    ،بواسطة مواكب  من الشرطة .
 ..
قبل كل شيء يتوجب علينا ان نعترف ان كل انواع اللصوصية خطرة وعمل منافي سواء للقانون او للاداب العامة والاخلاق  او  مع الشرائع الدينية
وقد كثر اللصوص في هذا الزمن وخاصة السياسيين منهم ، الذين تحرسهم   الملائكة ايضا اضافة الى الشرطة   ،   فهم لا يكتفون بسرقاتهم  المخفية  ، تحت واجهات شتى  ،  بل اصبحوا  يسرقوننا في وضح النهار  وفي العلن   وبموجب قوانين   يشرعونها  يجيزون  بها   لانفسهم  وبموجبها تقاضي   الملايين  كرواتب لهم  و  لحراسهم  الوهميين  ،  حتى بعد احالتهم على التقاعد ، إضافة  الى مخصصات سفر والعلاج وايجارات وغيرها ، هذا اذا اكتفوا ولم يكن لهم   مشاريع وشركات  وهمية   ، والانكى من ذلك عندما  يحتلون هولاء الفاسدين انفسهم  شاشات الفضائيات يدعون بانهم يحاربون الفساد   ، او كما يصرح بعضهم بانهم لصوص وفاسدون ومرتشون ، رغم ذلك  هؤلاء ايضا  يتبارون فيما بينهم في   ادعائهم  بالوطنية والحفاظ على مقدرات  الوطن    ،  ولكنهم في الواقع  معظم همهم ينصب على   الحفاظ على مصالحهم  وامتيازاتهم وليذهب الشعب الى المزابل يبحث عن قوت يومه  ، و ليسكن في بيوت الصفيح ما يهمهم سوى انفسهم ، رغم  ان هذا النوع من اللصوص هو خطر لكونه يسرق مباشرة من المال العام  ، وأكثرية هولاء اللصوص  قد شرعنوا  لأنفسهم  مرتبات خيالية إضافة إلى حراس  وخدم وحشم وغيرها. اي انهم لصوص  قانونيا   وبهذا  يمكنهم وكك ينأى بنفسه عن العقوبة إذا ما تمت محاسبته ،  بحجة انه اعاد جزء يسير مما سرقه فهذه سرقة القرن ، وتلك سرقة من البنك ، والاخرى سرقة  ممتلكات  وابنية واراضي ، وهذه رواتب بالملايين وإفادات وغيرها الكثير 
 رغم ذلك  هناك نوع اخر من هولاء اللصوص   ،  يبدوا  من طبيعة ما يسرقون  بانهم  لا يهمهم   المال بقدر ما يهمهم  الشهرة ، ربما  ان احدهم متخم بالنقود فيريد  ان يدخل عالم اخر عالم الثقافة ، طبعا ليزيفه ،  يريد ان  يسطو على الكلمات  او حروف غيره حتى يقال عنه بانه كاتب ومثقف  ،
سارق الكلمات هذا  يسرق جهد فكري ، يسرق عصارة الدماغ ، يسرق كل امال واحلام وحتى وجود  وكينونة صاحب الكلمات الحقيقي ،  سارق الاموال  لا يسرق غير  نقود او ممتلكات مادية  يمتع بها نفسه لبعض الوقت ، واذا ما  اكتشف امره فالعدالة هي التي تقتص منه ، اما سرقة الكلمات او ما يطلق عليها السرقات الادبية ، فهي صعبة الاكتشاف  والاستدلال عليها وعلى ممارسيها  ليست من اختصاص قوى الامن او المواطن العادي  ،  فالذي يكتشفها يجب ان يكون قارئاً جيداً  او ناقدا ادبيا حاذقا ، وفي حالة انعدام  قانون الحماية للملكية الادبية ، تكون السرقات الادبية اكثر رواجاً    ، و التستر عليها اكثر سهولة ، مع ذلك  خطورة السرقات للملكات الفكرية اخطر من سرقة الاموال والممتلكات  وحتى من اللص السياس    مع ذلك   وللاسف لحد الان تمرر بدون حساب ، بعض السرقات يطلق عليها  ممارسيها بالتناص الادبي  ، والتناص هو عملية تداخل نص مع نصوص اخرى ، اي  التناص في الثيمة او تناص في الفكرة   ، اما السرقات فهي ان يستولي احدهم ،  على نص ادبي او  غيره  ليس  كاتبه  ويدعي  بانه صاحبه ومالكه فكريا  ،  فكيف وتحت هذا المسمى ( التناص )   يبرر ممارسي السرقات الادبية سرقاتهم ، ولكن اي تناص هذا اذا  كان الكاتب الذي يمتهن اللصوصية ، سرقة الكلمات  لا بل يمسح اسم كاتب النص فقط ليكتب  اسمه  في المقدمة وهناك نوع آخر من السرقات. ، وهذه قد جاءت بعد ثورة المعلومات التي يقودها   مفتاح  خدمة البحث Google الذي ييسر  التعرف على المعلومة ومعالجتها ،   حيث نجد بعض الساعين في  كتابة مقالات في احدى مجالات المعرفة يلجؤن بدون وازع ضمير بسرقة  مقالات بكاملها من هذه الوسيلة الالكترونية    ، و الاعتماد على لصق الحزئيات واستقائها من هنا وهناك لايهام المتلقي وكان الكاتب  ، ما هو إلا فيلسوف عصره  او باحث  قل نظيره في هذا الزمان السيء   اذن. هذه  بعض انواع   من لصوص الكلمات  تزاول   باحترافية عالية مع سبق الاصرار  .

12
حضرت  احدى هذه التجمعات الكوفينشن الاشوري في سانتياغو  ، فعلا هي مناسبات رائعة الى جانب الندوات والمحاضرات القيمة هناك لقاءات. ورياضة  وما ضير  ان يكون فيه سهرات و شباب ورقص  ودبكات وحتى العربدة التي ذكرتها. حضرتك  فكلها جميلة ورائعة وخاصة انها تاتي بشكل عفوي اضافة الى  الفعاليات  الثقافية  والفنية كاقامة المعارض. وترويج المطبوعات وغيرها الممنهجة ،  كل شيء في هذه التجمعات اعتبره رائع.  واتمنى  ان اكرر. تجربة حضور  احدى هذه التجمعات   ولكن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه ، لذلك  هنيئا لك الحضور رابي شبيرا ،   اصلا اعتبر هذه التجمعات  مهمة  وهي تزيد من اواصر  الصداقة  وتسمح بالتعارف والتقارب بين ابناء امتنا ، شكرا  لاتحاد القومي الاشوري والاندية الاشورية في امريكا على اقامة مثل هذه المناسبات  التي  يمتزج فيها الجدية والحكمة بالمتعة ويا ليت  ان  تفكر مؤسسات شعبنا  الاخرى في اوروبا او في الوطن في اقامة مثل هذه ابكرفينشنات. ، دمت رابي ابرم شبيرا   متمنيا لك الاستمرار بالمشاركة فهي فسحة امل بتجديد الشباب

13
اخي خالد وصديقي العزيز
انا لا الوم مثل هذا التصرف اذا كان ورائه اقتناء المال لقاء جهد وخاصة اذا كان فني او ابداعي  ، مثل هذا الجهد عندي لا يمكن ان يوزن  بورقة نقدية مهما بلغت ، ولكن ما يحز في النفس هو نوع التعامل او حتى التحايل  على الغير بغية الكسب الغير المشروع ، هذا الامر الذي فعله هذا الذي يدعونه للاسف فنان قومي مشهور تحايل وهرب بالمال دون ان ينجز ما تعاقد عليه امامنا ، هذا احتيال  بموجب قانون الجنايات ومخالفة  ما كنت انتظرها من  هذا المطرب المشهور الذي صدمني تصرفه  ، على كل حال ، المسالة كلها اصبحت تجارة وشطارة  تسلم اخي .

14
الفنان الكبير   …  كما عرفناه مؤخرا عن كثب .
بطرس نباتي

من البديهي جدا ان  الانسان يتوق دائما ان يقدم الافضل  طيلة مراحل حياته ، والانسان الفنان  في اي مجال من مجالات الفن  هو ايضا  في كل  مرحلة من مراحل عمره  يقدم ما في طاقته   توقا نحو الابداع ، لكن  ما نأسف له في مجال الفن وخاصة  الفن الغنائي هو اصرار الفنان  على تبوأ مركز الصدارة بالاستناد على شهرته السابقة التي اكتسبها من تعلق الجمهور به في فترة او مرحلة من تجاربه في الغناء والطرب  ، وخاصة اذا كانت تجربته الغنائية قد بناها على  محبة امته  والتغني ب  ،  انا مع مقولة ان الفنان لا يشيب  ، ولكن لا يمكن ان نتصور  استمرار المطرب  بانه في الصدارة  رغم تقدمه بالعمر ، ولكن اخطر  ما يقترفه الفنان عندما ، يعمد الى ابتزاز جمهوره ومحبيه ، اكتب هذا  ، طبعا بدون  ذكر الاسم ، اعتزازا  مني بتاريخه اي بماضيه  الفني  ،  بعد ان  مررت بتجربة مؤسفة مع احد هولاء  الفنانيين الذين كنت معجبا بفنهم واردد مع نفسي  اغانيهم فهذا الفنان  ، تعاملنا معه  في  احياء حفلة عرس  ، حيث رغب العريس  على ان يحي حفلته هذا  المطرب المشهور جدا ،  حيث طلب مني ان احضر  في لقاء معه  قبل  احياء الحفلة واثناء التعامل مع هذا  ( المشهور جدا )  فوجدته  يتعامل وفق مبدأ تجاري صرف  ، عرض وطلب مستغلا  اقتراب موعد الحفل الذي  لا يمكن تأجيله ،  و بعد اتفاقه معهم على مبلغ (كبير جدا) بالنسبة لي او لاي موظف حكومي او متقاعد ، وكان المبلغ هذا طبعا بالدولار الامريكي الاخضر ، هو   لقاء احياء الحفل بمفرده   الى ساعة متاخرة  من الليل  ، حسب ادعائه   ، وانه  سيتحفهم باغاني جديدة لم يسمعوها من قبل.   لكن ما جرى  اثناء الحفل كان غير  ما  وعد به   تماما ومخالف لما اتفق عليه  اصلا ،  وذلك فقد جلب معه هذا ( المطرب المشهور ) احد المطربين الشباب كي يساعده ، ويعتلي معه المسرح ، لانه يظهر بانه قد تقدم بالعمر وليس باستطاعته مواصلة الحفل او العرس الخاص ، كما انه اصر على ان يقبض المبلغ  المتفق عليه قبل ان يبدأ الحفل    ، وزاد عجبي عندما رأيته يحسب  المبلغ الذي سلمه له والد العريس مشكورا   ، ورقة ورقة   للتاكد  فقط ،  ثم كانت المفاجئة التي ازعجتنا جدا ( المطرب المشهور جدا )  اتحفنا فقط بثلاثة او ثلاثة ونصف من اغانيه  بالاشتراك مع المطرب الشاب طبعا ،  وبرأي ان المطرب المرافق  الذي استصحبه  كان افضل منه من حيث الاداء  والصوت  وحضورا على المسرح ،  والانكى من ذلك   كله    ما ان مرت ساعة واحدة فقط على الحفل ، اي من الساعة العاشرة لغاية الساعة الحادية عشرة  ،  جاء احدهم ليخبرنا  ، نحن الحضور بان ( المطرب الكبير ومعه عازفه الوحيد  ،  والمطرب الذي صاحبه بالغناء    قد غادروا القاعة  على عجل حتى بدون كلمة وداع او  أسف  او اي شيء من هذا القبيل  او اضهار حجة معقولة لاصحاب الحفل  ،  وعندما اردنا التاكد من ذلك  وجدناه خارج القاعة مهرولا. نحو عجلة  تقله. لا ادري الى اين  !؟  ، لا يهمنا مبلغ المال الذي استلمه. لان هذا  هو  ما اتفقنا عليه  ولكن ما يؤلمنا ويهمنا هو  ، هذا التصرف السيء  ، واللامعقول  ، و من خلال كل هذه   المواقف  المخزية ، اكتشفت  كم هي السذاجة  عند البعض وخاصة في داخل الوطن  عندما نحضر الى حفل يقيمه احد من هولاء  ( فطاحلة الغناء ) ويدفع  له  المبالغ  بالاف الدولارات في هذا الوقت  المالي العصيب  لمجرد  احياء حفل بسيط من الممكن لاي فنان شاب من احيائه وبجدارة  ،   مثل هولاء الفنانين الذين ملؤا اسماعنا باغني   ( الاومتا )   (وكبارا  ) وغيرها من الشعارات القومية    ، عند اختبارهم على الواقع يظهر لنا مدى زيفهم   وهزالتهم ،  ولكن برأي ليس الحق عليهم بل على من يستقدمهم كي يضحكوا باغانيهم على الحضور ، نعم  لا يحقنا  ان نلومهم  ، بل لنلوم انفسنا اولا. ، لاننا نحن السبب فنحن الذين  رجوناهم وتوسطنا  كي يقبلوا بان يضحكوا علينا هكذا ، ولكن لا يعرف  الانسان حق المعرفة الا بعد ان تجربه  وتضعه على المحك  عندها فقط تكتشف جوهره من زيفه     ، فقد قيل  (عند الامتحان يكرم المرء او يهان )  مع خالص تحياتي لمطربنا  المحبوب ..

15
الاخ  ظافر  شنو  المحترم
 الاحتمالات التي ذكرتها واردة جدا ومعقولة ، وخاصة اذا كان الحريق قضاء وقدرا او بفعل فاعل او متعمد او نتيجة التقصير والاهمال ، ولكن براي في ظل ما يجري  في العراق اليوم  لا يمكن للجنة تحقيقية محلية ان تكشف كل ما ذهبت اليه ،  اولا منذ الوهلة الاولى لهذه الجريمة دخول اعداد غفيرة الى القاعة ( المحرقة ) والخروج منها كزيارة او بحث عن المخلفات  هذا الامر  اي عدم السيطرة على مكان الحادث يتلف الاثار التي تساعد المحقق في الوصول الى النتيجة    ،  كان يجب ان يتم ضبط المكان وعدم السماح لاي شخص غير المحققين بالتعامل مع  اثار الجريمة وهذا لم يحدث ، وللاسف لا يحدث في العراق  ليس الان بل في الماضي ايضا ، وجدنا بعض المحققين  ولكنهم لم يكن بالمستوى التحقيق في مثل هذه  الجرائم  فمثل هذه الحالات تستوجب التحقيق فيها خبراء ومختصين    ، وبراي ايضا كان يجب المحافظة على القاعة  ومقتنياتها ان لم يكن من قبل اجهزة السلطة. بل حتى من المقربين الى الضحايا  لان اي عبث بها  يسبب  خطأ في الكشف عن الحالة الجرمية او غيرها ، وبتصوري لو يتم المطالبة بالتحقيق من قبل لجنة خبراء دولية  يكون له مصداقية اكثر ونتائج  اقرب الى حقيقة ما حدث وخاصة في ظل ما طرحته حضرتك  .
رحم الله  شهداء  بغديدا  وللجرحى الشفاء العاجل .. تسلم على طرحك هذا

16
أدب / رد: بغديدا بين حدقات شاعر
« في: 14:39 27/09/2023  »
بالامس  فجعنا جميعا ببغديدى  عرس  جميل افراح  ورود  شباب صبايا  حريق نار  بالامس كانت فاجعة  تفجير باصات الطلبة واليوم عروسة بخديدا  في قاعة تمطر نارا    بالامس هُجرت بخديدا   ناموا اهلها على الارصفة  وفي الحدائق وعلى الطرقات  ، اناس  همج  ارهابيين  تستروا بالدين   جاءوا  وجاء الموت والقتل معهم  وبخديدا   لم تتحمل  عنفهم  قتلهم ذبحهم.  افرغوا بخديدا  من اهلها  .. قم يا شاكر  قم يا زهير. يا هيثم  يا وعدالله  ويا نمرود. ويا كريم اينا ويا جميع الشعراء اناديكم   لان بخديدا  هي موطن الشعر تعالوا نرثي بخديدا وليلها الدامي

17
أدب / بغديدا بين حدقات شاعر
« في: 19:59 23/09/2023  »
       
 
بغديدا بين حدقات  شاعر

الى شاكر سيفو

بطرس نباتي

قصائدك الملونة  بالبنفسج
ب ( الحنا داقوق )
نثرتها بلهيب شفتيك   
على عتبات بواباتنا القديمة   
صغتها  خرزاٌ ذهبية جميلة
لتطوق بها جيد صبايا 
في مدننا العتيقة
اه بخديدا امي ويمي 
كيف  ندعك  ترحل ابا بهحت   
ولم تمل  أسماعنا بعد
من قصائدك وإشعارك   
وإن أصريت على الرحيل
فلابد ان نرحل معا
أيها  الفتى الجميل       

في ذاكرة بغديدا 

آه يا بغديدا حبيبتي
الى متى  سأظل  اتعبد في محرابكِ ؟
الى متى  ستظلين   
 مغروسة في اعماقي ؟
 كنصل السكين 
الى متى سأجعل؟  قصائدي تحفر
لحدي في ترابك
في كل حين   
دفنتُ   فيك كل آمالي وشجوني
كل اوراقي وكل جنوني 
الى متى  ستلعبين لعبة الاختفاء
 بين جوانحي وجفوني   
الى متى ساحمل اسمك
بين أكداس  دفاتري
او  في حدقات عيوني 
 كلما نتذكرك يا صديقي   
اتذكر تلك الوريقات الصغيرة
ماذا تركتَ لنا  من تلك الأوراق؟   
التي كنت تخفيها في جواربك
او  حتى تحت مسامات جلدك
خشية الموت في السيطرات       
خشية عيون  الرقباء 
عندما كنت تأتي إلينا
محملا بعشق بغديدا
محملا ب (ريري وريراخ ولشانا
 وقريشياثا دسبواثا دخماثاخ)
قم يا صديقي .. قم
اين اصبح سيفو وحماوته؟ 
اين اصبح سيفو وحماقاته؟ 
اين اصبح سيفو و أشعاره وشعاراته
اين .. اين سيفو من يرشد خطواتي الى ذلك
السرمدي الذي كانت حتى  الآلهة تخشاه
وكل النجوم تسير خلفه     
قم يا صديقي لنجتر معا تلك الأيام     
قم لنفتح  معا  شلال الكلمات
كما كنّا نفعل في حديقة شمائل
او عند ابا نينوس في مامضى من الأيام 
في كل مساء   
كم فكننا معا
شفرات وطلاسم تعويذاتك  وهذيانك
كم تمتعنا بسحر أشعارك 
كنّا معا نسهر الليالي
على إيقاع دركوشياثا وبندى وبخديدا
وريري وريراخ ولشاناخ طبيي بلشاتي   
ننام ونصحو على اصوات النواقيس
لكنائس مار سركيس مار زينا ومار بهنام وسارا
آه بخديدا.. أه
 كم فرشتُ قلبي في درب التبانة
لينير لياليكِ  الحزينة 
انت من أفنيت  في وصفها
وبين تلافيف ذاكرتها
 سنين عمري     
انت التي حملتكِ فوق  ظهري
حتى نخرتِ كل عظامي
في  خلود محرابكِ 
وعلى عتبات بواباتكِ
تقيحت  كل جروحي

ذاكرة عنكاوا
 
لاني لم افقد  الذاكرةَ يا صديقي
رغم أنني أتمنى ان أفقدها
لانها تعج بقصص حزينة
فلا زالت تخزن قصصا بطعم العلقم 
مرات ومرات
ترتسم امامي
مرارة  تلك الأيام العقيمة
لقد رأيتُ على الارصفة وفي طرقات مدينتي 
طفل يتوسد العراء
غنيتُ له 
صلّيتُ له   
وعندما هتفت باسمك  سيفو ، 
عندها يا صديقي
كم رجوت السماء ان ترسل لنا
في ذلك الصيف اللاهب 
قطرات غيث   
علها تطهر أثم الانسان
لكن الغيث ظل بعيدا  .. لم يأتِ
رغم بكائي رغم نحيبي 
لكنه أبى  ان يأتِ   
ولم يبق  سوى الخراب
وراس ذلك الطفل الاشقر
تدلى كغصن شجرة صفراء
في حضني  مودعا اخر نسمة حياة   
عندها يا صديقي
ماذا عساني ان افعل ؟ 
لقد كفرت  حتى بالسماوات
 



 

 

18
الاخ متى كلو المحترم
 لم اقل ان اخ فاروق له منية على احد. ، اما اذا تعرف  معرفة اكيدة بوجود مؤامرة من هذا النوع تستطيع الاتصال به في اي وقت ، وانا اؤكد لك ولجميع  الاخوة اصحاب الردود. ، انه عنصر مستقل داخل البرلمان ولا  يسير بمشيئة ريان او غيره   ،  ارجو ان توضح  ما هي هذه المؤامرة التي تتحدث عنها  مع الشكر 

19

الاخ متى كلو  المحترم
عبارتكم هذه    ، جعلتني اعود مرة اخرى الى مقالكم الموسوم ( تختلف اثرا واأتلاف حمورابي والاخرين  لماذا ؟ ) 
( اما البرلماني الخامس فهو"لا حس ولانفس" و"لايهش ولا ينش …. )

لم  يكن  توصيفك  في هذه  العبارة   في محله لما اسميته بالبرلماني الخامس  ( ولم تذكره حتى بالاسم )   لانه من التجني  بان  تكتب عن ( هذا   البرلماني  الخامس ) والذي تقصد به الاخ فاروق حنا بهكذا  العبارة  عبارة سلبية      لان الاخ فاروق  منذ ان تعرفنا عليه. لم  يرض  لنفسه   ولن يكون هكذا في الهامش ..   
ويظهر من خلال  ما اوردته عن البرلماني  الاخ فاروق  بانك لست مطلعا عن قريب على مواقفه   وارائه :
اولا  الاخ فاروق  مناضل و  سياسي    ،كان إبان النضال  السري  ضمن تنظيم  الحزب الشيوعي العراقي  ولكنه  مستقل   حتى قبل ترشحه  للبرلمان اي ليس له تنظيم حزبي  ،منذ التسعينيات  ، وهو من عائلة كادحة ومضحية  له مواقف  وطنية ،  اصيب  بجروح في قدمه اثناء انتفاضة اذار  عندما تصدى لمجموعة من ازلام  الامن   الصدامي في عنكاوا  وخسر نتيجة لذلك قدمه
ثانيا :  عمل معنا في  كمدير في  مديرية التراث السرياني  التابعة  للمديرية العامة للثقافة السريانية وهو مؤسس المتحف السرياني. عندما كان المرحوم الدكتور سعدي المالح مدير عام الثقافة السريانية
ثالثا : له مواقف  عديدة في داخل البرلمان  من خلال تراسه لجنة الثقافة والاثار والاعلام  حيث يقف  بالضد من حجب حريات التعبير. وكذلك. قدم اكثر من مبادرة في مسالة اسلمة. القاصرين. ومداخلات عديدة داخل البرلمان للدفاع عن شعبنا   وهو يقف دائما ضد المحاصصة  و  التعصب الديني والطائفي  .
رابعا :  اصدر بيان  خاص   شرح بوضوح  موقفه من مسالة  سحب المرسوم الجمهوري المرقم  147  ، اقتطف جزء منه. ( هل أصدر الرئيس جلال الطالباني  هذا المرسوم دون الرجوع الى المستشارين والقانونيين ؟  أو بدون علم ودراية منه بالمقامات الدينية وحقوق كياناتها وفق الدستور الذي يؤكد على حمايتها واحترام حقوقها، ولماذ الغاء هذا المرسوم وفي هذه الفترة بالذات ؟  وأين المخالفة الدستورية أو القانونية في مرسوم 147 لسنة 2013  ؟ الذي منح بموجبه البطريرك مار لويس ساكو تولي اللأوقاف المسيحية من قبل رئيس الجمهورية ) 
والله فاروق  دائما يحتفظ. بارائه كشخص مستقل  بارائه  .. 
واذا تود ان تتعرف عليه   وعلى ايدائه  في البرلمان عن كثب  باستطاعتك. زيارة صفحته الخاصة على الفيس بوك ،
وكلمة حق يجب ان تقال. هو دائما ينجز اي امر يطلب منه   سواء داخل البرلمان او من خلال  انجاز اعمال المواطنين في بغداد او غيرها

20
الاخوة المتحاورون. باذن من  الاخ اوديشو يوخنا المحترم  ..
دستور العراقي يعتبر. من الدساتير شبه الجامدة   هناك الية صعبة  في اضافة مادة او حتى فقرة. او حذف مادة او فقرة  منه. بموجب المادة 122 من الدستور. (اولا ثانيا ثالثا)  لا يجوز التعديل  لان بعد موافقة رئاسة الجمهورية. والبرلمان باغلبية الثلثين. وبعد ذلك يجرى  أستفتاء  عام وهذا محال من اجل اضافة. عبارة او فقرة. ،   الامر الاخر. ، في ديباجة الدستور  هناك ذكر   للجرائم التي ارتكبت ضد الشيعة. وضد الكورد  حصرا وفي وقتها  تسائلت  ممن كانوا ضمن اعضاء الكوتا. لماذا لم يتم ذكر جريمة  سميل ؟  رغم ان ضحاياها تجاوز عددهم ستة الاف شهيد واكثر من هذا العدد جرحى ومعوقين ،   قال لي احد اعضاء الكوتا  وكان مشاركا فعالا  في كتابة الدستور ،   تم تجاهلها. لانها لم تقع في زمن النظام السابق ، هذه كانت حجتهم  ، لكن هناك جريمة صوريا مثلا فهي ارتكبت ابان عهد  الطاغية  لماذا هذه الاخرى تم تجاهلها ايضا.   اتصور هناك تعمد واضح في تجاهل ذكر هذه الجريمة في الدستور العراقي. ومن استطاع اي كان موقعه من  تضمين هذه الفقرة في الدستور  فانه يستحق الثناء على جهوده ، ولكني اشك ان تكون هذه   من اجل الاعلام فقط ، لان من الصعوبة جدا اضافة او تعديل فقرة من الدستور العراقي  في الوقت الحاضر على الاقل    . 

21
عزيزي السيد لوسيان المحترم 
يعجبني فيكم اطلاعكم الواسع على تجارب الشعوب  المختلفة ، هناك  كتاب في هذا الموقع او سواه ، لا يمتلكون اية معلومة تذكر حتى للشعوب  المتعايشين معها ، ونحن بالفعل بحاجة  لمثل هذه المعلومات .
الحقوق المدنية  للسود في امريكا  واقرارها في الدستور الامريكي ، جاءت ضمن تعديل الرابع عشر الذي تم المصادقة عليه عام 1954  بعد اخذ ورد منذ منتصف القرن السابع  ، فعلا ما تفضلت به صحيح ان على مواطني الدولة ان يقومو هم  بالانتفاضة  ضد الانظمة القمعية لنيل حقوقهم ، انا ايضا اؤيد هذا الطرح بقوة ، ولكن الشعب العراقي منذ الحكم الملكي واحد الان معروف بانتفاضات  والثورات والانقلابات باستثناء فترة حكم البعث التي اتسمت  بالقمع ضد اي فرد معارض  حيث تعاملت مع الشعب بقسوة لا مثيل لها ، كُنتُ  خلال الثمانينيات في السليمانية ، حدثت تظاهرة  كبيرة  ، مجموعة فتيات طالبات الامعة كن في مقدمة المسيرة لم يكتف اجهزة امن القمعية  من قتل واطلاق النيران على الطلبة  بل كانوا يعملون على نزع ملابس الطالبات بالقوة وتركهن عاريات في التظاهرة بهذه الوسائل القمعية كانوا يتعاملون مع الشعب ، الان لا تفرق الصورة  عن الماضي   ، لماذا اقول لم تقم دولة عندنا ، لان الدولة هي مجموعة مؤسسات تعمل على رفاه وتحقيق  ما يصبوا اليه مواطنوها. ،   وانا لا زلت اعتبرها. عقد  سياسي  اجتماعي اقتصادي،   هنا في العراق او في  معظم بلدان الشرق هناك انظمة وليست دول  ، رغم ان تكوينها  يمتد  لالاف السنين قبل وجود الولايات المتحدة الامريكية ، ومعظم دول اوروبا  ،  اكثر انظمة الشرق  قمعية طارئة  ، وما لا انكره ان هذه الانظمة هي نتاج مواطنين متخلفين عن ركب الحضارة  البشرية المعاصرة ، اي  انهم مازالو  تحت فكر وعقول لا تقبل التطور وتنبذ التحضر ..  تعجبني مداخلاتك .. تسلم 
   اما  ملاحظتك الثانية.  اسمح لي ان لا اجيب عنها اسفا  ، لكني  ربما سارسلها لك بطريقة ما  .. 

22
عزيزي خالد  جرجيس  صديقي الغالي
حقوق الانسان سواء كانت حقوق فردية شخصية  او  حريات عامة او اقتصادية يجب ان تكون مصانة سواء في الشرائع الدينية او في التشريع الدولي العام ،  والجهة التي ترعى محليا  هذه الحقوق هي الدولة  ، والدولة  بالمفهوم الحديث المعاصر هي مجموعة مؤسسات ونظام  توجد من اجل المواطن و للمواطن حق على الدولة لانه  يضحي بجزء من حريته. من حريته  الدولة  لذلك تقع على عاتق الدولة كمؤسسة ان تحافظ على جميع الحريات التي ذكرتها ، للاسف رغم قدم تاسيس الحكم  في العراق منذ بداية العشرينيات    ، الا ان العراق لن يشهد  تاسيس دولة بالمعنى المعاصر اي دولة مؤسسات ، في العراق هناك سلطة تشريعية وتنفيذية هناك اديان مختلفة. واليوم يتواجد برلمان ولكن في الوقت نفسه لا يوجد اي فصل بين السلطات لا وجود لحدود بين الدين كدين  ونظام حكم كنظام حكم حتى الاقتصاد ، نجده تارة اشتراكي  ريعي وتارة اخرى راسمالي  اكثر من راسمالية من الاقتصاد الامريكي   ، لذلك حتى الحريات الاساسية او المكتسبة  دائما تكون ضمن مد وجزر. ، لذلك عندما يعلو اي صوت  يطالب بتصحيح الاوضاع. تعمل  الانظمة  تلك على شاكلة نظامنا على قمعه  ومادة الاساءة والتشهير و الوصم بالخيانة العظمى وافشاء اسرار الدفاع  والتخابر مع الاجنبي والانضمام الى المنظمات العميلة وغيرها من التهم   ، جاهزة وكلها تؤدي اما الى السجن والغرامة وهذه اضعافها او الى  المؤبد او حبل المشنقة. ، ولذلك. تكمشت العقول وغاب الابداع عن هذه المجتمعات
تقبل محبتي ايها الصديق

23
رابي العزيز متى كلو المحترم
عزوف الناخب المسيحي  عن عملية الاقتراع  ياتي نتيجة عدم قناعته بالتمثيل الصحيح للاشخاص الذين يتم اختيارهم من قبل. هكذا تكتلات  ،  قبل انتخاب برلمان اقليم كردستان / العراق   بذلنا مع بعض الاخوة  جهودا من اجل  ان توافق هذه الاحزاب والحركات المذكورة في  هذه التكتلات الحزبية  على رسم خارطة طريق ،  مفادها اختيار خمسة اعضاء اما تدعى كوتا المسيحيين. على ان يكونو  من ذوي الاختصاصات  و ذوي الشهادات  الاكاديمية العالية  وليس من الضروري ان يكونوا منتمين الى الاحزاب السياسية  لما تسمى احزاب شعبنا ( اي ممكن ان يكونوا مستقلين )  لكن مشهود لهم بالاخلاص والنزاهة ، رغم   عقدنا معهم  عدد من اللقاءات الا  انهم افشلوا خططتنا بالتوحيد لان بعظهم رفضوا  حتى  الجلوس على طاولة النقاش ، كانت خطتنا  تتلخص بان كل حزب  يقدم  ثلاثة  مرشحين يتم اختيار خمسة من هولاء  كي يكونوا مرشحين لجميع  الاحزاب بدون هذه التكتلات ، لكن للاسف  هذه الخطة بائت بالفشل  ، ولم تستجب  العديد من هذه الاحزاب  ، حيث دخلوا  للمنافسة على  المقاعد الخمسة وكان جميع الذين فازوا  دون مستوى المسؤلية للاسف  لان اختيارهم جرى بموجب  انتماءاتهم الحزبية  وليس على اساس الكفاءة العلمية او الاكاديمية ، انا شخصيا مع كل كلمة كتبتها    ،  رأي ايضا عزوف  المسيحيين له اسبابه اولها : عدم كفاءة الذين  يترشحون للمقعد البرلماني وثانيا  في العديد من الدورات الانتخابية  لم نجد برلماني واحد يدافع بصدق عن  اراضينا عن وجودنا كل ما يهمهم ان يحققوا مصالحهم الانية الضيقة والتمتع بامتيازات التي تحقق لهم هذه الوصيفة  .. دمت سرني وجودك 

24
الاستاذ الموقر  عامر ملوكا المحترم
فعلا  مسالة وصم رجال الدين بانهم يتدخلون بالسياسة ، قد جاءت منذ ان تدخل  البطريرك لويس ساكو  بقوة في رفض التسمية المستحدثة ( كلداني سرياني اشوري ) ، وكان ( يسميها  بالتسمية القطارية )  هذا الدمج بين التسميات  الذي رفضه البطريرك  لويس ساكو   حينها. كان يرفضه ايضا حتى الباحث  الراحل البير ابونا  ، وكان يختار دائما رحمه الله   تسمية  ( الارامي ) التي تحدثتَ عنها في مقالك  الذي اشرت اليها   بالرابط المعلن  ،  في ردك ، صحيح في العديد من الجزئيات يتلاقى  مقالك كما جاء في الرابط   مع ما  ذهبتُ اليه   ، المسالة التي تدخلوا فيها  رفضا  وتقطيعا ، لم تكن سياسية   الا في  جانب تفسيرها القومي التاريخي والنتروبولوجي وكان هذا ضمن اختصاص العلامة البير ابونا والبطريرك  لويس ساكو ،   الذي  له اسهامات عديدة. في هذا المنحى الفكري  ، ولكن الذين  رفضوا  تفسير هولاء  العلامة والمؤرخون   ذهبوا بعيدا  ابعد من مسار القضية التاريخي ،  حيث وصفوهم وخاصة الباطريرك لويس ساكو بشتى الاوصاف منها انه رجل سياسي وليس رجل دين او كنيسة ،  كانوا انذاك   هولاء   انفسهم  من   رجال كنيستنا الكلدانية  ودخلوا بقوة  في  كتابة القومية الكلدانية بصورة مستقلة  بدون  ان يلحقوها  او يدمجوها  مع تسمية اخرى ، وكان  الذي يؤمن انذاك بالقومية الكلدانية يهلل ويصفق لهم ،
 و في هذه الايام يتكرر نفس المشهد ولكن للاسف ممن  ؟  من الذين يتخذون من القومية الكلدانية شعارا لهم وبواسطتها  استطاعوا الولوج الى عالم السياسة  والتحزب  وصولا الى البرلمان وغيرها من المؤسسات ، هولاء الذين يطلقون اليوم على سيادة الباطريرك  بانه سياسي  لماذا  لم يكن سياسيا  في نظرهم عندما  رفض  التسمية القطارية   ؟ وكتب في اكثر من مضمار وفي رسائل عدة وجهها الى  الحكام   بان القومية الكلدانية  يجب ان تكتب بصورة مستقلة   ، لا ندري متى كان سياسيا ومتى لم يكن  ،. شكرا لك اضافة ممتازة  ..

25
الاخ غانم كني المحترم
   غالبا ما اردد هذه العبارة اسمح لي ان اكررها  اليوم في ظل نظام   يقوم على الطائفية وتوزيع السلطات  تتم بموجب  ، عدد ابناء  كل طائفة  ،  طبعا ما يصلنا نحن المسيحيين  يصلنا عن طريق تساقط الفتات  المتساقطة من الكتل الكبيرة ، في وسط هذا الاستئثار  الكل يعاني والكل له ماخذ  وانتقادات. حتى الذي يحكم الان  نراه غير راضٍ وينتقد ،  لكن عندما يصل الينا كمسيحيين  نحن الحلقة الاصغر في هذه الدوامة  اي ملاحظة او نقد  يعتبرونها تدخل بالسياسة  ومن يقوم بها يتعرض للمسائلة وفق مواد  قانونية اصبحت   ، عالة على حرية الفكر  اصبحت  تحجب حرية الرأي والتعبير ، والانكى من ذلك   نحن المسيحيين  بالنسبة للبعض اصبح الانتماء  والارتماء في احضان  الكتل الاكبر هو الذي يحقق المزيد من المصالح  و  اصبح هذا البعض ان يكيل الشتائم  والمسبات  ولا يستثني  منها  احدا  ، الحالة هذه شاذة وبرأي سوف لن تطول كثيرا لان لابد  ان تنجلي  هذه الفيوم السوداء ،  طبعا وسط هذه الفوضى. سيدفع المواطن  الثمن والثمن هو  ( عقله المفكر )  التفكير عندما يقفل على نمطية معينة. يبقى بدون افق يبقى مجرد  آلة عقيمة  تردد مفاهيم بالية  كبيغاء. .
العقل المفكر بحاجة الى اخذ ورد وكل تقدم الامم  وثورات البشر الفكرية حصلت بواسطة النقد والنقد الذاتي  والنظريات  المؤيدة والمعارضة هكذا تطورت الامم وليس بالجمود العقائدي. والايدلوجيات الجاهزة  ..
تقبل تحياتي
 

26
المنبر الحر / رد: قانون الأساءة!!!
« في: 08:28 04/08/2023  »
السيد حسن حاتم المحترم
التفنن في اصدار قوانين في تكميم الافواه ومحاربة حرية الفكر والتعبير هذا ما يجيدونه و  يلائم  طبيعة   الانظمة القمعية في  مملكة الخوف  في بلادنا للاسف ،  لم يكتفو  بقانون  العقوبات  يريدون  تشديد العقوبة ، اليس الكاردينال لويس ساكو  رمز ديني.  راقب   فقط قناتهم العراقية الاولى ومقدار الاساءة التي يتلقاها من ضيوف برامجها الحوارية  رموزهم مقدسة ورموز  الاخرين  يجوز الاساءة اليها  ، برأي هم يريدون   بقوانينهم  الشمولية هذه   الى ان يتجرد العراقيين  ليس فقط من التفكير الحر ،  بل حتى من العقل المبدع.  انها مملكة الخوف الدائم ..

27
اخي العزيز رابي الياس المحترم
للاسف  في  الوضع العراقي اليوم   الدستور كفل حرية الرأي والتعبير  فقط على الورق. ولكن ما ان تعارض  سياسات  او حتى احد المسؤولين  فهناك تهم جاهزة  منها التشهير ومنها  الاساءة الى  حامي الدستور    ،  الحرية فقط على الورق  ، هذه الجمهورية منذ انشائها  زرعت الخوف  في  عقول كل عراقي يفكر. وينطق  بالحق  ، ومن حق كل عراقي ان يدعوها جمهورية الخوف  لا بل مملكة الخوف الدائم
تقبل شلامي   وايقاري

28
السيد جلال برنو المحترم

عدم الاتفاق حالة رائعة  لانها تزيد من معلومات الكاتب ،   تدخل رجال الدين  بالنسبة للمسلمين  اتفق معك وخاصة بعد بروز الاسلام السياسي ، لان بعد فشل الدولة العثمانية وتفكك الخلافة الاسلامية ،   استثني من هذه الملاحظة   ( الدعوة الوهابية ) التي تاسست  في نهاية القرن السابع عشر وبداية القرن الثامن عشر.  عدا هذه المحاولة التي قامت على اثرها الدولة السعودية. ،  لم يتدخل  رجال الدين الاسلامي في السياسة وقيادة الحكم لحد القرن التاسع عشر ،  اقدم حزب سياسي اسلامي في العراق كان حزب الدعوة تاسس حسب  ما  يذكر عنه في عام 1959  اما في فلسطين فكانت كتائب عزالدين القسام  1939   في مصر مثلا قبل 1977 كان تاسيس الاحزاب الدينية ممنوعا حسب القانون المصري  رغم ان حزب اخوان المسلمين  كان قد تاسس في 1928 كحركة دينية اجتماعية بعدها تحول الى حزب اسلامي ، ولكن الاحزاب القومية والماركسية تاسست قبل هذه الاحزاب بعقود ،  اغلب الاحزاب الاسلامية تاسست  بعد الثورة الاسلامية في ايران ، وخاصة الشيعية منها   ، رغم ذلك اي رغم وجود تنظيمات اسلامية الا انها  لا تتعارض اهدافها مع الاحزاب العلمانية او القومية الاخرى فمثلا في البرنامج الموحد لهذه الاحزاب  مع فصائل المعارضة السياسية العراقية وكان رائد هذا البرنامج الموحد ( حزب الدعوة الاسلامي ) والذي عرض على الفصائل العراقية كافة  بكل توجهاتها.  (السماح للتعددية وحرية الرأي ووحدة العراق و ( نبذ الطائفية ) وانتخابات مجلس النواب وصياغة الدستور ،   المجلس الاعلى للثورة الاسلامية اضاف على اقتراحات حزب الدعوة  ، نقاط اخرى (منها الاعتراف بالمواطنة والحرية وان لا تدعي اية جماعة اسلامية وحدها الحق في قيادة العراق)   
وما جاء في هذا المنهاج هو ذاته الذي كانت الاحزاب القومية الكوردية والعلمانية تؤمن به وتسعى لتحقيقه ..
 اخي انا لم اشر الى تدخل رجال الدين الاسلامي  الا في ملاحظة  عابرة  عن تدخل بعض الشخصيات في المشهد السياسي العراقي .. ولربما ملاحظتك هذه دفعتني ان احاول دراسة  ، كيفية تاسيس الاحزاب الاسلامية
واهدافها وما تسعى اليه ،  لان قبل 2014 نشرت دراسة في الحوار المتمدن عن  تاسيس الدولة الاسلامية في الشام والعراق المسمية ب داعش اختصارا  ..
اما مسالة  ، تاسيس الرابطة الكلدانية ، اولا نظام الداخلي في اول تاسيسها.  اشار بوضوح   بأن الرابطة  ليست سياسية    ، ومنذ تاسيسها لم تتدخل في العمل السياسي لا من قريب  ولا من بعيد  (  لعلمك انا لست عضوا فيها ) ولا انتمي لاي حزب سياسي  ،  ولكن. حسب علمي ومتابعتي  انبثقت فكرة تاسيسها بعد زيارة سيادة  الباطريرك الى امريكا والتقائه بالسادة الاساقفة هناك وكانوا من دعاة  ان يكون للكلدان تنظيم سياسي قومي  او ثقافي اجتماعي  ، هذه الرابطة شانها شأن  الرابطة السريانية في لبنان وشانها شان اتحاد الاندية الاشورية وغيرها ،  فلماذا يحل  لهؤلاء ان يكون لهم مثل هذه التجمعات ،  ويحرم على الكلدان بينما هم اكبر واكثر عددا  ، ؟  وحسب علمي ايضا بان الكنيسة الكلدانية ممثلة برئاستها  سحبت  رعايتها عن الرابطة والان الرابطة الكلدانية تزاول نشاطها  ، باعتمادها على التمويل الذاتي. مثلا زرت الرابطة في احدى مدن المانيا  ووجدت ان فرع الرابطة هناك نشط اجتماعيا وثقافيا بهمة  رئيس الفرع واعضائه ، كذلك في عنكاوا  مثلا الاخ   ( گوران  عبد الجبار ) لديه  اعضاء من الشباب النشط  ، ولا دخل للكنيسة في نشاطاتهم وبرامجهم ، ثم  الى متى نبقى  ننتقد ونتذمر  ، يا اخي كل الخلافات التي بيننا شخصية ولا داعٍ لها مطلقا ،  نحن المسيحيين كاشوريين  او كلداناً او سريان  اليوم وجودنا على المحك ،   يجب  علينا ان  نتازر. وننسى   كل الخلافات سواء  الطائفية او في التسمية  ، او  حتى صراعاتنا مع رئاسات كنائسنا   ، واول من يجب ان يتصافى فيما بينهم رئاسات كنائسنا  .
واول ما يفعلوه. ليتحرروا من ( الانا ) .. هذا ما ارجوه  ..
 ليس لي اكثر من هذا .. واسمحوا لي باني لن ارد على البعض الذي يريد ان يحول المقال الى مهاترات
دمت عزيزي   

29
ܫܠܡܝ ܘܐܝܩܪܝ  ܪܒܝ ܫܡܫܢܐ ܩܫܘ ܢܝ݈ܪܘܽܝܐ
ܐܝܬܠܝ ܐܝܩܪܐ  ܒܟܬܒ݈ܬܘܟ ܒܐܗܐ ܠܫܢܐ  ܣܩܝܠܐ ܕܐܘܡܬܢ  ، ܒܐܗܝ  ܝܘܡܢܐ ܐܝܬ  ܚܕܐ  ܨܦܚܬܐ ܚܝܠܢܬܐ  ܕܪܩܘܠ ܪܝܫܐܢܐ ܕܥܐܕܬܝܢ.   ܠܐ ܫܟ ܕܐܟ ܟܐܡܪ  ܡܙܡܘܪܐ   ܐܡܪܠܝ ܥܐܕܬܐ ܐܝܟܐ   ܥܠ ܟܐܦܐ    ܐܝܢ ܐܝܢ ܐܝܢ ܥܠ ܟܐܦܐ ܐܒ݈ܢܝܟ ܥܐܕܬܐ. ܩܐ ܠܐ ܡܽܨܝ  ܬܒ݈ܪܝܠܐ   ܥܡ ܫܠܡܝ ܘܐܝܩܪܝ

30
الاخ عصام المالح / كلما اذكر كلمة  المالح  /  يلوح لي كاني  (اخاطب صديقي سعدي)   
انا معك ان من يحكم في اقليم كردستان ليس منزها ولا منزلا من السماوات السابعة ، ربما تعرف هناك مشاكل عديدة هنا سواء في عنكاوا ودهوك ومعانات  بالنسبة لنا  ، سيادة  الباطريرك  ربما له بعض  المعلومة لما يحدث وهو يتدخل بقدر محدود. والسبب وجود اساقفة  يتم مراجعتهم وطرح   مشكلاتنا امامهم لنقلها الى الجهات الحكومية ولهذا فعند وجود اسقف  مسؤول فان تدخله يبقَ  محدودا  خشية ان يوصف بانه تدخل في شأن داخلي لكل ايبارشية. ،  هذا راي الخاص 
سؤالك  وجيه   اما بالنسبة للتدخل بالسياسة  وغيرها  فاني  برأي قد قدمت شرحا وافيا عنها وساكتفي بذلك  ..
تحياتي لك  ولجميع اهلي من المالح

31
الاخ لوسيان المحترم
 اشد على يديك عندما وصفت من يؤمن بان السياسة مفسدة بالاحمق ، فعلا هو كذلك
 لا ادري من هو القائل بان السياسة مفسدة ، ولكني  ما قرئته  مرة ،   بان السلطة مفسدة والسلطة المطلقة فساد مطلق ، والسلطة ليست سياسة كما تعرف ، لم تقم نظريات سياسية    في  العراق  ، ولم يكن هناك اصلا سياسة في العراق ، كان هناك احزاب  او جماعات متناحرة  على السلطة ولم يتمكن  احد هذه الجماعات  لحد الان من بناء دولة ، لان في العراق ومعظم ما تسمى.  البلدان العربية هناك انظمة ولا وجود لدولة ،  هذه الانظمة  لم تكن اصلا  في  المسار الوطني    ،  وكانت قمعية   تقوم على تحقيق  مصالح بعض الافراد ، وغالبية الشعوب  تحت خط الفقر. .  لذلك للاسف حتى الذي. هاجر  الى  الغرب ويعيش في الثقافة الغربية لازال لا يفقه  الفرق الشاسع بين السياسة  والتحزب  وبين النظام ، يتصور  كل هذه بانها سياسة. ، اجميع اوطان الغرب تم بناؤها  بالفكر السياسي وبالتنظير  ،  المثالية ، العلمانية  ، الاشتراكية  ، الراسمالية الديموقراطية ،  الليبرالية ، الماركسية  جميعها افكار ونظريات سياسية  خدمت المجتمعات المتقدمة بعضها كالنازية  والفاشية جلبت الويلات على شعوب الارض ، وهذه النظريات عندما يتم تطبيقها في المجتمعات. قسم منها خدم  تلك المجتمعات والقسم الاخر فشل وانتكس. ومنها  تم اخضاعه  للتطور  ،  في زمن نوري سعيد كان ينتقد الشيوعيين ويقول لهم مالكم من السياسة دعوا السياسة للسياسيين وكان يقصد الانكليز طبعا  ، وكان بقوله هذا يخاطب الشيوعين طبعا  ،
ولكن  من تصور نفسه وطني انذاك  تحرك  ودخل  في الاحزاب  ولكن بصورة عشوائية وبدون الدراية حتى بالف وباء السياسة ومنذ ذلك  الوقت والى الان لا زال الوطن يسبح بدماء ابنائه .. دمتم

32
السيد عبدالاحد سليمان المحترم
السياسة  بالمعنى العام كعلم  وفن لا يمكن ان يستأثر بها فقط  الحزبي والمؤدلج  ، اي انسان عاقل  ، يفكر  بما يحيطه ويؤثر ايجابا على من حوله  فهو سياسي لان البعض كما قلت حضرتك يفتهم السياسة  والسياسي بانه هو المنتمي الى حزب او ايدولوجيا معينة ، هذا غباء  اصلا  السياسي المؤدلج يفتهم ويفسر حركة المجتمع بموجب النظرية التي ينتمي اليها ولا يمكن ان يتجاوزها اما السياسي الذي قصدتُهُ في مقالي هو الانسان المفكر الذي يراقب حركة مجتمعه  ، يصلح الاوضاع قدر المستطاع يؤثر في الاحداث يقول كلمته  بصدق وشجاعة يتصدى للفساد  عندما يكتشفه ، لا ينجر وراء المغريات والمصالح ، هذا الشخص سياسي بدون انتماء ونحن في العراق بحاجة ماسة الى مثل هولاء  الاشخاص ( السياسين ) ولسنا بحاجة الى سياسي منتمي  مسير من قبل حزبه او حسب ايدولوجيا  معينة ، في العراق منذ  العهد الجمهوري واحد الان سقط الانتماء  والحزبية الضيقة  لانها جُربَت على الواقع  فانتجت الخراب والدمار للوطن ولا زالت
كل الصراعات وكل ما حدث ويحدث في الوطن  لحد الان  جاء نتيجة صراعات حزبية وولائية عقيمة دفع ثمنها المواطن العراقي  دمائه ودموعه ،    ساكتفي بهذا ..   الى اللقاء 

33
 ادعاء تدخل   الباطريرك  لويس ساكو   في المشهد السياسي  العراقي ،  كيف .. ولماذا ..   ؟ 

بطرس نباتي

كثيرا ما نسمع او نقرأ مقولة مفادها  بان  على رجل الدين  او رجل الكنيسة ان لا يتدخل بالسياسة ،  وانا فكريا  وعمليا مع هذا المبدأ ، ولكن  اغلب مستخدمي لهذه المقولة  ، يستخدمونها   ويتشبثون بها لغرض في نفس يعقوب ، كما يقال   ،  وغايتهم  إبعاد  رجل  الكنيسة او رئاساتها ،  ليس عن السياسة  كمفهوم عام  بل  يريدون حجب دور رجل دين كعضو  فعال في المجتمع   في   الدفاع  ومؤازرة  اتباع كنيسته او طائفته    ضد كل من يحاول  استغلالهم     و التسلط  عليهم    من قبل الجماعات سواء كانت سياسية او مسلحة  عندنا  نحن كمسيحيين ، اما كمبدأ اساسي  فهو يرجع    الى مفهوم الفصل بين الكنيسة والدولة  الذي تم  تناوله بشكل علمي   منذ القرن الثامن عشر  .   وساتي  على شرح ذلك بالتفصيل  ، مع الشك  بان هولاء السياسين  لا  يهمهم اراء هولاء الفلاسفة الذين  ساتي على ذكرهم ، لأنهم  اصلا  يقرأ  احدهم غير ما منشور في مواقع التواصل الاجتماعي .
 مسالة  فصل الدين  عن الدولة  مبدأ قديم   ظهر في يونان  فلسفة ابيقور   ثم انتقل الى اوروبا  في كتابات الفيلسوف الإنجليزي  جون لوك  (1704-1632). وفقًا لمبدأ العقد الاجتماعي الخاص به،  والذي لا مجال لشرحه هنا .
في القرن السابع عشر ايضا ،  أكّد   على هذا المبدأ الفيلسوف الفرنسي (بيير بايل)  (1647-1706    اضافة الى البعض  من الإيمانيين  في موضوع  في الفصل بين الكنيسة والدولة ، على استقلال الإيمان عن العقل. و خلال القرن الثامن عشر، انتشرت أفكار لوك وبايل، ولا سيما تلك التي تعلّقت بالفصل بين الكنيسة والدولة، إذ روّج لها فلاسفة عصر التنوير. مثل  مونتسكيو قد كتب عن التسامح الديني والفصل بين الدين والحكومة إلى حدّ ما في عام 1721،  كما ] دافع  فولتير  عن الفصل إلى حدّ ما، لكنّه أخضع الكنيسة لاحتياجات الدولة في نهاية المطاف. أمّا دنيس ديدرو فكان من أنصار الفصل التام بين الكنيسة والدولة، إذ قال (المسافة التي تفصل بين العرش ومذبح الكنيسة لا يمكنها أن تكون أكبر من اللازم)
اما عندنا  فقد كان اغلب السياسين المؤدلجين  يستشهدون    بمقولة اغا بطرس  ، يقال بانه خاطب  مار بنيامين ( البطريرك ) بقوله ( خذ  انت الصليب ودع السيف لي )،  واذا كان قد قالها فعلا   فان اغا بطرس كان  يقصد ، بان يدع مسالة الحرب وقيادة  الاشوريين له   ، ويظهر بان اغا بطرس   كما يشير  بعض المؤرخين   قد وقع  تحت تاثير علماء العقد الاجتماعي  بمسالة  فصل الكنيسة عن الدولة وخاصة الفرنسيين لصلته  الوثيقة  بالثقافة  الفرنسية  ، لذلك نرى معظم  السياسيين عندنا  ، لا زالو   يرددون  بان على رجل الكنيسة ان لا يتدخل بالسياسة    ، السياسة ليست  تلك المؤدلجة  بالنسبة  لتدخل  رجل الدين كما هي او  كما يراها بعض السياسيين العراقيين  حيث نجد هذه المقولة تتصدر حتى  العديد من الكتابات في المواقع الالكترونية    ،   واثناء اللقاء على قناة الفرات  كرر  ضيف البرنامجين
 (  السيد  اسوان ) شقيق  ريان الكلداني  هذه المقولة : على ان البطريرك لويس ساكو  يتدخل بالسياسةخخ واذا هو رجل دين  لا يحق له التدخل  بالسياسة فاذا اراد ان يكون سياسيا. على حد قوله ( لينزع ملابس الكهنوت  وصليبه ليتدخل بالسياسة )  ،  وكنت اتمنى  ان يوجه   السيد (اسوان  ) هذا  الكلام    الى الامام      مقتدى الصدر  والامام  السيد السيستاني  وللسيد  عمار  الحكيم. ومجموعة المعممين. ان يقول لهم اخلعوا  عماماتكم   ،  ولا تتدخلوا بالسياسة  ، هل كان يجرؤ يا ترى ؟  ،   بالمفهوم  السياسي العام  وبالدفاع عن مصالح المواطنين   الا يتدخل بطاركة لبنان  بالسياسة   وعلى راسهم. الباطريرك  الماروني  الحالي  بشارة بطرس الراعي و الباطريرك  الذي قبله   نصرالله بطرس صفير  هولاء الذين كانوا يقودون العملية السياسية في لبنان ،   هذا القول  لم اكن اتصور يصدر  من انسان  رشح  نفسه   وفاز  بعضوية برلمان العراق . اي ليكون  ممثل في كوتا( المسيحية). وليست كوتا قومية  كما كنا ندعوا لها     ،  ولا من اي انسان  يفتهم ماهية السياسة  ، فهل هذا السياسي البارع هو كان سببا  في  تنصيب رجل دين حتى يحكم عليه بنزع الملابس الكهنوتية.  وصليبه  و بهذه البساطة  ، فالذي  يؤمن بهذا اي عدم تدخل رجل الدين بالسياسة براي  اما هو  لا يفتهم  باي علم من العلوم السياسية ، او هو  يكيل بمكيالين  يجيز  لرجل الدين الشيعي  والسني تدخله بالسياسة  وتسيير شؤون  الدولة  ولا يجيز لسيدنا ساكو  ان يتدخل حتى في بعض الامور العامة  ، فالسياسة هي احد فروع العلوم الاجتماعية  ،   لها علاقة  وثيقة بالفكر   الانساني  ،  واي انسان عاقل يفكر  يجب ان يتجه تفكيره نحو السياسة بمفهومها العام   ، فمثلا اي رجل دين لا يسعى  الى تحسين معيشة وحياة  المواطن ، اي رجل دين يسكت عن الظلم اذا ما استفحل في المجتمع ،  اي رجل دين  عندما يرى المنكر لا يسعى الى تغيره سواء بيده ( اي بالقوة ؟  او بلسانه (  اي بالخطب  والتوجيه)   وهذا اضعف الايمان ، اصلا من واجب رجل الدين ان يغير  ما استطاع  ويؤثر ايجابا على المجتمع الذي يعيش فيه ومن واجبه التصدي  لاي نظام ييستفحل  فيه الظلم  ، سوالي الى هولاء  الناس  الذين يودون عزل رجل الدين في صومعة او مغارة بحجة
( عدم التدخل ) لماذا استشهد شهداء المسيحية ، الم  يقفوا ضد الظلم وتعسف الانظمة  ؟ ، هولاء الانظمة كانوا شوفينيين في عباداتهم في تصرفاتهم في  اذلالهم  لشعوبهم.  نيرون احرق روما. وملوك الفرس اهدروا دماء الشعوب ، من تصدى لهم  ؟ غير المؤمنين العزل     الذين ضحوا بدمائهم وبتحريض مباشر وتدخل من قبل  الاكليروس طبعا ؟  هل لو رضخ  الشهيد ادي شير ومار قرداخ  الاربيلي  و الاب رغيد والمطران  الشهيد  فرج رحو  ( اصلا الشهيد المطران ضحى بنفسه من اجل مواقفه الصلبة في مقارعة الظلم والتعسف  وموقفه في البقاء في ارض ملتهبة مثل  نينوى التي كانت تلتهمها  نيران الاحقاد والضغائن )   ومعه  طبعا جميع  شهداء المشرق  لانه استشهدوا  من اجل رفض الظلم   هل هولاء  إذا كانوا قد  عزلوا أنفسهم  في صومعات  وكهوف ؟ هل كانوا   يا ترى يتعرضون  الى الاضطهاد و التعذيب والاستشهاد  ؟
بربي لو البطريرك لويس ساكو اكتفى  بأن  يكون كأي اسقف اخر   ( من الذين يعبدون السلطة من اجل قطعة ارض او مصلحة ) او اي راهب سجين صومعته ، ، لمًا تعرض لمثل ما يتعرض اليه الان  ولكن لانه( يتدخل بالسياسة) بمفهومها العام  وليس بالمفهوم الذي يفهمه سياسيو الغفلة ،  يظهر بان ما يسمونه  بتدخل  الباطريرك  لويس ساكو   بالسياسة   اثر على ممارسة سيادة  الفساد  والتعسف والاستئثار  بالوظائف والمراكز   ،  هكذا  تدخل  لا يعجب هذا البعض  طبعا . لذلك يريدون ان يسكتوه   ، يريدون منه ان لا يساعد جماعة المتظاهرين في ساحة التحرير ولا يصعد  مع  المعارضين  لما تدعى سيارات (التوك توك )   احتجاجا على تدني حياة المواطنين  ، ولا يوزع الطعام والمساعدة على المحتاجين. و ان لا يقول الحق  بوجه الظالم  ، لهذا  يطلبون منه ان لا يتدخل بالسياسة ..

34

تحت عنوان ( التدخل العراقي في الشأن المسيحي : الحكومة المركزية تحاول اضعاف الكنيسة الكلدانية .. نشرت جمعية الشعوب   المهددة  /   المانيا   تقريرا مهما باللغتين  الالمانية والانكليزية وقد ارتأيت ان انشر ترجمته الى اللغة العربية عن الانكليزية  ، نصا كما وردني.

 
   ت : بطرس نباتي
تعمل الحكومة المركزية  على  التدخل في الشأن الداخلي  للكنيسة الكلدانية    ، وسط رفض واستنكار  محلي وعالمي واسع ا   ، هذا التدخل  دفع  بالكردينال  والباطريرك   الكنيسة الكلدانية لويس ساكو  ان يفكر  في الانتقال  من  مقر هذه الكنيسة في بغداد  الى اقليم كوردستان / العراق  الانتقال هذا جاء  كشكل من أشكال الاحتجاج  ، لذلك  تنتقد جمعية الشعوب المهددة  ومقرها المانيا  الحكومة العراقية  التي تحاول مصادرة  ارادة ومكانة الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية وتجريدها من قوتها.  حيث تجري محاولات منذ سنوات مضت   لنقل ممتلكات الكنيسة إلى الميليشيات المسيحية. هذه الميليشيات - التي تأسست عام 2014 كوسيلة لمحاربة "الدولة الإسلامية" -  وهي بالاساس تخضع لسيطرة الحكومة في بغداد ، والتي تدفع رواتبها أيضًا."الحكومة المركزية تستخدم هذه الميليشيات لكسر هيكلية  الكنيسة الكلدانية ، التي حافظت على ملكيتها  ونزاهة  تعاملها عبر القرون  . صرح الدكتور كمال سيدو ، مستشار الشرق الأوسط في STP ، أن هذا التدخل في الشؤون الداخلية للكنيسة  لا يتقبله   المجتمع المسيحي في العراق - وسيؤدي إلى المزيد من الصراعات. إن تأكيدات الحكومة بأنها تحاول فقط الفصل بين شؤون الدولة والدين ما هي إلا ستار من الدخان. في الواقع ، ترتبط أجزاء من الحكومة ارتباطًا وثيقًا برجال الدين الشيعة من إيران ، في حين أن البعض الآخر قريب من رجال السنة الأقوياء في تركيا ". في غضون ذلك ، أعلن رئيس الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية ، البطريرك لويس رافائيل ساكو ، عن خطط للانتقال - لمغادرة مقعده في بغداد و عزل نفسه  في دير في كردستان العراق.  مما اثارت هذه  الخطوة     مسيحي في العراق  الذين خرجوا بالاحتجاج على تدخل الحكومة المركزية العراقية في شؤونهم الداخلية  وبينما تتعاون القوتان الإقليميتان إيران وتركيا في كثير من الأحيان ، فإنهما تقاتلان على النفوذ في العراق وسوريا. وأوضح سيدو أن كل منها  يدعم ميليشياته الخاصة ، مثل تنظيم الدولة الإسلامية وحزب الله ، الذين بدورهم ينشرون العنف في المنطقة. هناك حروب بالوكالة مماثلة بين الأنظمة الإسلامية المتنافسة في اليمن والسودان. يهدف الإسلاميون الشيعة والسنة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في كل مكان في الشرق الأوسط. هذا تهديد قاتل ، خاصة بالنسبة لأفراد الأقليات مثل المسيحيين واليزيديين والمندائيين والعلويين والدروز واليهود والبهائيين ". تُظهر أمثلة الجمهورية الإسلامية الإيرانية والنظام في تركيا ، الذي يهيمن عليه حزب العدالة والتنمية الإسلامي ، أيضًا مدى خطورة الإسلاموية الشيعية والسنية على النساء بشكل عام  وفي بلدان ذات الاغلبية المسلمة في العالم الاسلامي

35
السيد متى كالو
اذا  كنت قد اطلعت على تصريح سفارة الفاتيكان  والذي تم نشره باللغة الانكليزية  ، هناك اختلاف كبير مع ما صدر عن رئاسة الجمهورية  ،  رئاسة الجمهورية بقولها ان  سفير الفاتيكان قد صرح بان   (لا ملاحظات للسفارة على إجراءات رئاسة الجمهورية)  هذه العبارة التي وردت في تصريح  رئاسة الجمهورية لم ترد في نص  تصريح سفارة الفاتيكان  ما يلي ( تأسف السفارة الرسولية في العراق لسوء الفهم والتعامل غير اللائق فيما يتعلق بدور غبطة البطريرك مار لويس ساكو كوصي على ممتلكات الكنيسة الكلدانية. بالإضافة إلى بعض التقارير المنحازة والمضللة حول هذه القضية ، والتي غالبًا ما تتجاهلها كشخصية دينية تحظى بتقدير كبير)  وفي الختام جاء في تصريح الاب السفير ما يلي (خلال المحادثة ، قال الأب. وشدد سسونا على أن إدارة ممتلكات الكنيسة - على النحو المنصوص عليه في الدستور العراقي - يجب أن تستمر بحرية من قبل رؤساء الكنائس على المستوى العملي ، أي أمام المحاكم العراقية والمكاتب الحكومية) انظر كيف يحاول  الناطق باسم رئيس الجمهورية  لوي  الحقيقة واظهار كان فاتيكان تؤيد  نهجهم في سحب المرسوم الجمهوري 147 لسنة ٢٠١٣ ومحاولتهم ايضا في اظهار الفاتيكان بانه تخلى عن ابينا الباطريرك والكاردينال لويس ساكو  تقبل تحياتي  وسيكون لي عودة على هذا الموضوع بالتفصيل

36
مجلة بانيبال  هذه المجلة العريقة الحافلة بالدراسات التي تتناول الشأن الثقافي والقومي  لازالت تستمر على هذا النهج  ، رغم انها  حُجِبت  عن الصدور لمدة طويلة  لاسباب خارج ارادة  القائمين عليها ،  الا ان بجهود الغيارى وخاصة جهود الاخ الاستاذ كلدو رمزي اوغنا  مدير  عام الثقافة والفنون السريانية وما تبذله الكاتبة القديرة جورجينا بهنام سكرتيرة التحرير  ومعهم هيئة التحرير  ، تمكنت بانيبال من تذليل كل الصعوبات والظهور مجددا لتتحفنا بدراسات وبحوث ونصوص ادبية باللغات السريانية والعربية والكوردية والانكليزية ، بانيبال منذ صدورها ولحد هذا العدد الجديد (48)   تشكل علامة مضيئة في ثقافتنا ، اضافة الى كونها احدى  المصادر  المهمة  التي  يستقي منها الدارس في تاريخنا وثقافتنا او لغتنا    معلوماته  في اي بحث  او دراسة. يريد انجازها  للمستويات الاكاديمية  او غيرها  ،  وهي طبعا بحاجة الى  رفدها بالمقالات والنصوص وخاصة في لغتنا السورث او السريانية ، مبروك للمديرية العامة  ولجميع العاملين فيها ،  مبروك لصدور العدد  ، وقد عودتنا المديرية  دائما ان تتحفنا   بانشطة ثقافية نوعية   تنال اعجاب الجميع   .. 

37
اخي بولص ادم المحترم
بالنسبة لي كل ما تتناولونه في الكتابة  بعيد عن  مصطلح التفاهة  ( حاشاكم )  وانا دائما  ابتعد عن استخدام مثل هذه التوصيفات  وتستطيع العودة الى كتاباتي  ، اعتذر اذا بدا  لك شيء من هذا القبيل ، اما عن الكاتب الكوردي الذي قال لك ان كلكامش لم يكن سومريا بل كورديا فهذا حقه ايضا لان بعض العرب كانوا يقولون ايضا بان شكسبير عربي واسمه شيخ زبير. والانكليز. حرفوه الى شكسبير  ،  تحياتي لك  دمت قاصا واديبا

38
الاخ العزيز  بولص ادم  المحترم
احبك صديقي العزيز القريب   (جان  يلدا  )لقد قلت الصواب (نحن قوم لا نتعلم  ولا نستوعب الدروس
بل نحارب بعضنا بَعضُنَا)   فعلا والله لو عدنا كم غاز قاتل  ، حتى ان كان من ماركة ( بيف باف)  لكنا لا نقتل به الذباب وانما نستحضره  لنقاتل  بعضنا بعضا  ليس بالكلمات  وحدها ، بل حتى باسلحة الدمار الشامل     ، اي بطرك اي اسقف  انا اتصور حتى لو  نزل  يسوع من السماء. لما استطاع ان يصلح اوضاعنا ، لقد فقدنا كل شيء  حتى  بتنا. اصناما  مصنعة بموجب ماركات عالمية ،  اخي بولص  رجاء   من الافضل ان نترك ورائنا كل هذا  القيح   ، اكتب لنا قصص وروايات   (  كركوك وحدها رواية الروايات   ، كركوك هذه الذي كان يدعوها  صديقنا  الاديب الراحل رحمه الله جليل القيسي  ( ارنجا) وعندما كنت اقول له  انها تدعى ( كرخ سلوخ ) كان يزعل ويقول انها( ارنجا )  وليس شيء اخر  ، كركوك مليئة بالقصص بالروايات بالادب منذ القديم منذ ان كانت  السلالم تمتد لتعانق السماء ،   يصعد عليها الشهداء الى خالقهم بالالاف  ابان الاضطهاد الاربعيني. لحد يومنا هذا. اكتب عزيزي اروي لنا كل ما  عن كل الايام عن النار الازلية عن  جماعة كركوك عن يوسف سعيد وفاضل عزاوي وجان دمو اكتب رابي فنحن نحب  كركوك  ونعشق سمائها عندما تحمر في كل مساء  اكتب اخي العزيز واترك. امر هذا كلداني وذاك اشوري ، فنحن اصبحنا اليوم مهزلة في افواه  ليس فقط المتعلمين  بل حتى في افواه الاقزام. تحياتي الى جان  صديقي الجميل.  انه عبر ما يتعامل في ذاتي المتالمة في هذا الزمن الفاسد . 

39
الاخ عبدالله رابي   لم احد في الخطابين ما يستوجب الكتابة عنهما بعشرات الاسطر ، خطابات مثل هذه التي يتبادلونها بهذه المناسبات بتصوري لا تستحق أصلا كل هذه التفاسير والتحاليل  انها مجرد  كلمات في مناسبة عامة. نحن ننتظر من امثالكم العلماء في علم الاجتماع دراسات وبحوث رصينة في تحليل واقع ومستقبل  مجتمعاتنا وليس تحليل كلمات مناسباتية لا تقدم ولا تؤخر .. تمنياتي لك بعيد قيامة كله خير ونجاح

40
الاخ منصور  من هو هذا المطران  وما علاقة زيارتكم  للاقليم. بما يهدد به هذا الملا في دهوك  ، ولا ندري ما هو هذا التجاوز على نبي المسلمين    ، هذه المسالة مهمة جدا  ،  فالاعلام  هنا تحدث عن مطران اسمه بهزاد مزوري  الذي قدم اعتذاره عن  كتابة سابقة  عدت بمثابة اهانة للمسلمين. لا ادري ان كان  المقصود برسالتكم نفس الحادث او امر اخر ، وسؤالي الاهم لماذا الرئاسات الكنائس الكلدانية والاثورية والسريانية ساكتة عما جرى ؟

41
لا يا اخي  سلام مرقس  ، ما هكذا  يكون اسلوب الكتابة وخاصة اذا كان المقصود بكلامك  الاستاذ الدكتور روبن بيث شموئيل   ، عندما  زرتكم في باريس  قبل سنين مضت اوصاني عاشق لغتنا  الراحل يونان هوزايا ان ازورك وهو الذي زودني  برقم هاتفك الشخصي كي اتصل بك شخصيا لانقل لك تحياته الصادقة  وقد عبر لي في حينها ما يفيد بانك  صديقه المقرب جدا وليس لك  نعرة في تفريق او تمزيق  امتنا مهما كانت تسمياتها  كلدانية او اشورية او سريانية ،  وكما تعلم  فان يونان رحمه الله رغم اختلافه في الرأي  او في التوجهات   مع اصدقائه  وخاصة مع من تصفه  بمقالك  للاسف  بابشع الالفاظ  جزافا    ، الا انه كان  يكن لهذا الاكاديمي  واستاذ اللغة ،  احتراما شديدا وغالبا ما كان يرجع اليه  ياخذ برايه  يستشيره فيما يتعلق  ببعض الاستخدامات القواعدية ( ܬܘܪܨ ܡܡܠܐ  )   واستخدام واختيار الافضل للعبارات ،  والاكاديمي  الذي تصف شهادته بالمريدي  وغيرها  ، عندما كان يسعى يونان  في تكوين  اي تجمع يخدم لغتنا الام كان رحمه الله  يذكر اسم روبن في المقدمة ، ونحن  نفتخر به ونعتز بخدمته للغة ، سواء  كاستاذ للغة السريانية  في جامعة صلاح الدين في اربيل اضافة لوظيفته كمدير عام للثقافة السريانية  قبل احالته على التقاعد ، نعم لقد  التقيت بك في باريس حسب توصية رجل اكن له كل المحبة  صديقي العزيز يونان هوزايا.    وانا اقدم شكري وامتناني لك وللاخوة في باريس على الاوقات التي قضيتها معكم ولكن عتبي فقط على ما استخدمته من الفاظ  لا تليق  بحضرتك او باي كاتب اخر  يحترم الكتابة والادب
لو كُنتَ ترد على محاضرة  الاستاذ  روبن في الاختصاص نفسه او كنت تعترض  على بعض ما جاء به من  مغالطات قواعدية او انشائية او في النصوص التي يستعين بها المحاضر لكنا  نقف لك ونحييك على جهودك ولكن ان تصف المحاضر باقبح الصفات فهذا ما لا يقبله منك اي منصف عاقل ، اخي سلام نحن كلدان من الاب والجد ولا ننكر اصلنا. ومن ينكر الكلدان  سواء من الاخوة داخل البيت المسيحي او من خارجه  ننتقده بموجب ما  يوجه به هو وهناك  العشرات من المثقفين الاثوريين والسريان  يكتبون بالشان القومي بعيدا عن التعصب لهذه التسمية او تلك ويعترفوا بان من يؤمن بالتسمية الاشورية ليبحث فيها ما يستطيع بدون ان ينتقد من يؤمن بالتسمية الكلدانية او بالسريانية  وهذا ايضا ينطبق على الذي يتخذ من التسمية الكلدانية عليه ان لا يلغي الاخرين  نحن  نعاني من هذا الامر  فلنتركه خلف ظهورنا. انه زمن التكاتف والاتفاق على المشتركات    .

42
الاخ  القاص والاديب الجميل بولص ادم
احييك واحب البروفيسور جوزيف يعقوب على مواقفه الرائعة تجاه  قضايا امتنا  ،  نحن في داخل هذه البلدان بحاجة لمثل استاذنا جوزيف يعقوب   والى جهوده من اجل الدفاع عن المضلومين  والمضطهدين    وما لسنا بحاجة اليه من يحاول فتح جبهات الصراع من اجل التسميات    وايجاد نعرات بين ابناء  امة واحدة   ، من خلالك رابي بولص نود ان نرسل  لشخصية مرموقة  وفاعلة في  الاروقة الاكاديمية الفرنسية   ،  تحياتي واشواقي لكما  دمتم

43
اخي وصديقي خالد 
ام اشخص احدا ولكني  قصدت بمقالي كل من  يدعي بانه ناطق باسم  الكلدان او الاشوريين او السريان والذي يدعي  تمثيل هولاء امام المحافل الدولية   او. المحلية يعرف انه المقصود  بهذا المقال   ، لقد ابتعدت عن الشخصنة   معالجة مسائل كبيرة وما يجب ان يرد في الدستور  او في القوانين يجب ان لا يخضع للمزايدات السياسية ولا  بالنيل من هذه الشخصية او ذلك.  انما يجب ان يكون للمكون نفسه  ( اي مكون كان )  رايه  بدون ان يفرض عليه احد ما يريده ، مستخدما اعلى وتر في حنجرته. دمت صديقي العزيز 

44
الاخ العزيز وليد حنا المحترم
 شكرا لك ولمشاعرك الطيبة ،   لقد تعود البعض  في اية مقابلة ان يتحدث  وكأنه يمثل كل المسيحيين لا بل بعظهم يضع نفسه كانه يمثل جميع  الاقليات  ، يحسب نفسه ناطق رسمي  ،  يقترح  بدل الكل وليس له اي تمثيل لا رسمي ولا شعبي ، والبعض الاخر يصدر حتى بيانات  معلنا نفسه  الممثل الشرعي  هو لا غيره ، هذه المهزلة  اصبحت مقرفة ويجب ان ينتبه هولاء. اذا ما اقترحوا شيء او  اعلنوا امرا فهو يخصهم وليس من حق احد ان يتحدث كممثل او كوكيل لاية جماعة مهما كانت انتمائها الطائفي او القومي ، تقبل محبتي  سازورك قريبا

45
انت لا تمثلني لذلك …
اياكُ  ان  تتحدث باسمي 
بطرس نباتي

ان تدعي بانك تمثل نفسك ، وما يصدر عنك  من  اراء ، اتصور او تتهيأ لك  انها في صالح  الغير  او  في غير ذلك.  فهذا يخصك   وحدك  ، وهو   عائد اليك شخصيا  ، ولا يختلف عليه احد لان ما تعبر عنه  هو رأيك  قابل  للاخذ به او رده  ، اما ما تطرحه  من راي او ما   تقترحه   من  مبادرة  تخدم شخصك بالذات  ،   تعمل جاهدا   أن  تملي ما تؤمن به انت لتعميمها  على الاخرين ، غيرك ،  او تضغط عليهم بان يقبلوه فهو  الغباء بعينه ،  بعد  الاطاحة بالنظام السابق فسح  بعض المجال   امام المواطنين من مواجهة الجهات المسؤولة  سواء  الرسمية او غيرها ،   وراح البعض يستغل هذه الفرص ليتحدث حتى امام الهيئات الدولية والمسؤولين ،  وكانه يمثل طائفة او قومية  بجميع افرادها ، ويظهر نفسه وكانه ممثلهم الحقيقي ،  او ناطق باسمهم ، هذا فرض الذات  واظهار الشخص لنفسه  وكانه يتحدث باسم  المجموع  اعتقد  الغاية منه محاولة ذلك الشخص الحصول على منصب او  نصب نفسه وليا  او وكيلا للغير  ، فهذا غباء بعينه   ،  لانه  يظهر لحد الان لم تسد رمقه   تلك  المناصب التي تولاها  ، ليعلم الذين يراجعون  المسؤولين او حتى بعض المؤسسات سواء كانت حكومية  او مؤسسات  الامم المتحدة  كما  حصل  موخرا  هولاء  لا يمكن ان   يتحدثو الا بصفتهم الشخصية  ، فهم لا يمثلون غير انفسهم ، فمثلا لا يمكن تعميم ما يطالبون به ويجعلونه  من المسلمات او من الاشياء والامور العامة وكأنه  الذي كُلف بان يتحدث  باسمه  الشخصي يريد ان يظهر نفسه وكأنه  يتحدث  عن الجميع   بدون ان يستفتى  هذا المجموع  هل انهم راضون بان يمثلهم  الشخص  هذا  ؟    ، لان يظهر من خلال بعض التسريبات  من هذه اللقاءات بان  بعض الاشخاص ممن يلتقون بمثل هذه المنظمات يحاولون بشتى السبل النيل او  تسقيط الاخرين  نتيجة اختلاف وجهات النظر بينهم وبين من يحاولون النيل من الاخر  ، هذا السلوك السيء من المعيب جدا ان نجده  عند بعض الاشخاص للاسف ،  لست هنا  في مجال نقد من يراجع  في سبيل تحقيق هدف سامي مثل  حقوق اهالي عنكاوا في  الاراضي الزراعية ولا من اجل المحافظة على ما تبقى من اراضي او معالجة المشاكل التي تعاني منها  عنكاوا او  قرى وقصبات شعبنا ،     ، لكن  من خلال هذه اللقاءات او المراجعات  او حتى ان يكون القصد منها سياسيا او متعلقا بالانتخابات  ليعبر كل شخص عن رايه الخاص بدون ان يفرض رايه ويدعي  بانه يمثل جميع المسيحين  لان لابد  ان يحصل اختلاف في الاراء وتباين في الطرح حتى بين العائلة الواحدة فما بالك اذا كان ما يطرحه احد من هولاء يمس  مجموعة كبيرة من البشر لهم اراء متباينة  وتوجهات  تختلف  باختلاف اصحابها  ،   تقرأ  عبر   ما يدونه البعض في رسائل التواصل الاجتماعي  ما   يعبر فيها انه زار مع  مجموعة من الاشخاص لا يمثلون سوى انفسهم حيث طرحوا مسائل تتعلق بالانتخابات  في ما تسمى كوتا المسيحيين ، على  ممثل للامم المتحدة في اربيل. ، براي مثل هذه المسائل الحساسة تحتاج قبل الاقدام عليها  التشاور والاطلاع على مختلف الاراء والخروج برأي مشترك او يمكن حتى اجراء استفتاء  بخصوص هذه القضايا الملحة ولكن للاسف بعض التسريبات من هذا الاجتماع بان كان هناك بعض المشاركين كان هدفهم تسقيط و انتقاد الاخرين   الغير المشاركين في تلك الزيارة ، وكأن الحقيقة الوحيدة هم الذين يتمتعون بمعرفتها ولا احد غير هولاء يستحق ان يمثل المسيحيين ، يا ترى من اعطى لهولاء الحق ان يتحدثوا باسم المسيحين ؟   ، ومن الذي رشحهم   ليكونوا  متحدثين باسم المسيحيين ؟
إن اختيار  ممثلينا في الكوتا  لا تاتِ عبر عرض عضلات التي يمارسها البعض على صفحات الفيس بوك  ، الغاية منها كسب  الولاءات   ،  لان مثل هذه الحالة  بحاجة الى  معالجة  جذرية وفعالة و لا يمكن ان تجرى كما الان.  حيث لا ندري من اختار هولاء كي يمثلون المسيحيين في التحدث باسمهم ؟ كي يهرولوا امام بوابات المنظمة الدولية    ، يا ترى  من هي الجهة التي رشحتهم ؟    ومن  هم الذين اختاروا  هولاء الاشخاص ؟   كي يلتقوا  مع جهات دولية ،  ويتحدثوا  عوضا عنا.  هناك  امور اخرى عديدة  كان يجب مراعاتها ، قبل التوجه الى لقاء المنظمة  الدولية او المحلية ،  اولها البدء من الداخل اي من داخل البيت  ،   اي ان تناقش هذه الامور  داخل الكيانات السياسية ثم  ان تعقد ندوات  ولقاءات مع  القانونيين    واعضاء البرلمان والسياسيين   و الاطلاع على كل الاراء سواء تلك التي تؤيد ذلك او ترفضه ثم من الممكن اجراء استفتاء  لبعض الشرائح من شعبنا للتعرف على ما هو ملائم   ثم وضع  بعض  اليات التنفيذ  من اجل السعي لتحقيق ما هو  مقبول ومتفق عليه من قبل الجميع .
هذه مجرد اسئلة واقتراحات اضعها امام  المسؤولين في المنظمة الدولية  ومعها جميع من يهمهم  ما حصل  .         

46
الاخ اوشانا  نيسان المحترم   
هذا القول  ( فالكنيسة تتخطّى حدود الأعراق واللغات والقوميّات، لأنّ الكنيسة هي بشرى حياةٍ تتجسّد في كلّ الحضارات والثقافات" .)  فعلا الكنيسة هي بشرى الحياة ولكن هذه البشرى ما دامت للبشر ، فهولاء البشر متوزعون شعوبا وقوميات وقبائل  لذلك لا يمكن اقصاء  الشعوب  و القوميات ، عن الكنيسة ، فالكنيسة ليست غير جماعة من المؤمنين     فهذه البشرى لهم تخصهم وحدهم      اولا لكنها لم تاتي حصرا للبعض وتحرم اخرين إنها للكل كما يقول بولس الرسول في احدى رسائله   ، ولا تعني هذه البشرى ان نؤسس كنائسنا   وكانها فكر وطقوس ولغة اممية   و الكنيسة الكاثوليكية   رغم  انها اداريا مرتبطة بروما  الا انها من الخطر جدا ان نعتبرها  عابرة  للوطنية لكونها رغم هذا الارتباط في بعض شؤونها بروما الا انها تتمتع بادارة وطنية مباشرة  ، لكنها ليست عابرة للوطنية ولا للقومية   لانها مهما كان ارتباطها الاداري واين يكن ولكنها طيلة وجودها التاريخي  استمدت ديمومتها  من  ينابيع المشرق  ولا يمكن ان تتخلى عن مشرقيتها  ،  وهي في موقع انتشارها  تأخذ او تتجانس مع الارث المكاني والحضاري لذلك المكان مثلا :  في افريقيا بعض مراكز التبشير الكاثوليكي  كانو يعرضون  صورة المسيح على انه شخص لونه اسود كاللون العرق الافريقي ، هذا مثال ، ثم اين اصبحت صرخة الاب الباطريرك  لويس ساكو   الذي قال في احدى رسائله سنة 2005
(عودوا الى جذوركم واشربوا من مياه ينابيعكم الصافية  ) وهذا نداء  مشهور  سبق وان اطلقه بتصوري وحسب ما اتذكر  قداسة البابا  بولس السادس في زيارته الى لبنان وكرره  البابا  فرنسيس في بغديدا ،  و الذي يقصد به  طبعا عودتنا الى  حضن مشرقنا  الى لغتنا وتراث ادبنا الكنائسي الثر   ، فكيف نعود الى  جذورنا  بينما الدعوة الى  العالمية والاممية  تقطع هذه الجذور ليس من الوسط بل حتى من العمق   ، كل الاتهامات التي صدرت من اعداء هذه الامة بل حتى  من بعض اصدقائنا او حتى من اصحاب بعض حملة الفكر التقدمي كانت تاتي نتيجة عبور الكنائس للوطنية  ، فكنيسة كانتربري الانكليكانية عندما ارسلت بعثاتها التبشيرية بين ابناء الكنيسة الاثورية تم اتهام جميع  المسيحيين بانهم جواسيس لبريطانيا ودفعنا ثمن هذه التهم  دماء بريئة وزهقت ارواح عزيزة نتيجة هذا التصرف وعندما  عمل المبشرون الفرنسيون والايطاليون وغيرهم في كنيستنا الكلدانية او المارونية  تم اتهام ابناء هذه الكنائس  بالعمالة لفرنسا  او لدول اوروبا. ودفع مسيحيوا المشرق. ثمن هذه التهم  وهم ابرياء. بل هم من اشد الناس اخلاصا لاوطانهم ، برأي المتواضع   ، حتى الاحزاب السياسية تلك التي كانت تدعي الاممية هي الاخرى تضرر مناضليها  من جراء تلك الموضة  الرائجة ابان السبعينيات    ، ولم تنفع ولم تشفع لهم امميتهم بشيء   ، انا اقول الوطن اولا ثم القومية ومقوماتها من اللغة والتراث والتاريخ  هذه اولى بالنضال فالعالمية والاممية والعابر للوطنية كلها لا تخدم الانسان المشرقي
  تقبل تحياتي ..   

47
أدب / رحلة في بلاد الجنون
« في: 20:01 05/02/2023  »
                    رحلة في  بلاد الجنون
بطرس نباتي
أتسكع وحيدا في طرق  اجهل إنتمائها
لمدن مجهولة الهوية
قاطرات مكدسة بأجساد لا اعرفها 
رائحة القهوة على ارصفة  القطارات
تزكم انفي 
من بعيد
أصوات صفارات الانطلاق
تعلوا ثم تعلوا لتتلاشى
وسط زحام  المارة على الطرقات
سكك حديد تأن تحت العجلات
قطار قادم وآخر  مغادر 
وسكك اخرى  خالية
تلتف كأنها حيايا تتعانق
في مشهد عشق رهيب   
كتل من غيوم بيضاء وسوداء
تحتل كبد السماء..
 تنذر برذاذ
مطر  ربيعي  ناعم
بنعومة ابنة ضفاف الفرات     
إعلام زرقاء وصفراء تخفق   
تتلوها نحيب وتاوهات العشاق
المودعين للأحبة ..
•••••
في  ايسن بانهوف
ودعنا على ارصفة العمر
 اخر انفاسنا
انطلق القطار يصفر من جديد 
ليحط على رصيف اخر
امام ساحة  فريدريك بيك 
ألوان قزحية تلتف حولي
تشكل حلقات دائرية
من اشرطة قرمزية
الكل يرقص رقصة مجنونة
يلتفون بخصورهم الرقيقة
كالحايايا في تناسل غريب
لا  تفرق الذكر عن  انثى
الرب خلق أجسادا عارية
حتى من أوراق التوت 
اجساد  عارية
 ترقص  رقصة غجرية
تداعب  بإقدامها 
طرقات المدينة الساهرة حتى الفجر 
تتمايل  يميناً او يسار على أصوات
موسيقى تدخل الجنون في  راسي الخاوي
من كل الأشياء
عدا  بعض الذكريات
جلها عن موت او قتل بطيء
 في بلاد غادرها الأحياء
ليحتلها الأموات     
كلما تطفوا فوق البلطيق آلوان قزحية
يخفق فؤادي يرتجف
 يظل  يبحث  عن ظل
تلك البلاد في المجهول
•••••
 سواد يغطي وجه  الارض القاحلة
الارض الموبوئة بالفساد ورائحة الدخان   
تنبت جثثا تبحث عن رؤوس مقطوعة
جذور  منذ عهد كلكامش
ولحد الان ..  ولا زالت 
تحرث في العشب الأخضر
تقلب تربة، كانت  ارض السواد 
تبحث عن أشجارا يابسة
مقطوعة الجذور تعرت عن اوراقها
قبل قدوم الخريف او الشتاء 
أشجارا لفتحها شمس  دموزي 
وحرارة الجو الملتهب تفوق بلهيبها
حرارة وسعير الجحيم 
وسوق الرقيق الذي يعج بلحوم
طرية  بيضاء
وتجارا حمقى   ذوي كروش
يمسحون بها
بلاطات اروقة  الخلفاء 
يعرضون بضاعتهم
على ارصفة المدن القديمة والجديدة   
المتعبدون يحملون على أكتافهم 
الاه هبل او إلاه اخر جبار 
 يرتاد  سوق النخاسة كل مساء 
وأفواههم تذكر اسمه تردد اسمه
آلاف المرات
ينادى باسمه المعظم كلما 
يبتلع احدى الجميلات   
وفوق ارصفة القطارات المغادرة
زجاجات خمر معتق
وصورة لانثى  تتعرى  ومجموعة كلمات
وتعاويذ وطلاسم السحر 
خشيت على التقى   
ان تقع فريسة  عيون المارة 
 جعلت جسدي  لها كساء
كي أغطي عريها الابدي 
لئلا تباع ،ليشتريها  فاسق آفاق 
ياتي  من الشرق مع كل قادم جديد
من سوق النخاسة والعبيد   
 الى بلاد الفسق والجنون

 

48
تسلم دكتور  ليون على تقديمك لهذه الانشودة الرائعة سواء كانت  للسروجي او لمار افرام  تبقى محتفظة بقوتها معانيها الايمانية   وجزالتها الشعرية ولغتها الارامية السريانية الثرة   ، منذ صغرنا ونحن نعرف ان القصيدة تعود الى مار افرام 
تقبل محبتي

49
يونان ونينوى .. كما جاء في كلمة الاب البطريرك لويس ساكو

بطرس نباتي

لقد اليتُ على نفسي ان لا اتدخل ولا ارد على اي مقال او رأي  يكون في المنحى الديني او الايماني، وتركت هذا المنحى لرجال كنائسنا،  واكتفيت بمتابعة وقراءة او الاصغاء الى ما يدلون به، او ما يقومون به من افعال، وفي قرارة نفسي هناك ما استسيغه او ما ارفضه. ولكن ما اثير حول كلمة الاب البطريرك لويس ساكو من لغط  وما اثير حول ما تفضل به في شرح سفر يونان في العهد القديم، من ردود متباينة سواء بالقبول او بالرفض، ما دفعني الى ان اصغي الى ما  تفضل به، ووجدت ان الاب البطريرك لم يخطأ في تفسير صوم باعوث، وهناك تجني واضح في بعض الردود للاسف، بالنسبة للقراءة حسب سفر يونان في الكتاب المقدس واتصور ان ما قاله قد استمده من التفسير المعاصر وفق نظرة لاهوتية لاسفار الكتاب المقدس لاني سبق وان سمعته من الاب المطران يوسف توما ايضا، وساحاول ان اوصل رأي  بايجاز ووضوح،

للاسف اقول معظم كتاب المواقع في الانترنيت او في مواقع التواصل الاجتماعي يكتبون بدون ان يقرءوا، واذا اراد احدهم ان يقرأ يكتفي بقراءة ما يقع تحت بصره في مواقع الانترنيت، قديما في تفسير اسفار الكتاب المقدس كان اباؤنا الكهنة يعتمدون على ما تلقوه في مراحل دراساتهم وخاصة في اللاهوت وكانت كتب اللاهوت الكتابي وخاصة توما الاكويني هي المعتمدة في هذه المعاهد، وكانت اسفار الكتاب المقدس تقرأ كما هي بدون اي تحليل في السيمائية التي تتضمنها، اي لكل قصة من قصص هذه الاسفار معنى ظاهر ومعنى عميق، وللاسف كهنتنا كانوا قديما يكتفون بعرض المعنى الظاهر السطحي ويمتنعون من اجلاء ما هو ذلك المعنى العميق للقص اي يفسرون وفق صياغته في الكتاب المقدس وتعاليمه وفقاً للترتيب الزمني ووفق الخلفية التاريخية، ولكن اليوم الوضع اختلف بوجود دراسات عديدة في اللاهوت واصبح ينظر الى هذه الاسفار وفق صياغات تربوية او تعليمية او وفق تعاليم معينة معاصرة بما فيها وفق التحليل والمقارنة والبحث العلمي والاكاديمي، كما في اللاهوت النظامي إضافة الى ما وجد مؤخرا من اجتهادات اخرى عديدة في مجال تفسير اسفار الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد.

 اما بالنسبة لصوم باعوث وعلاقته بسفر يونان، القصة او اسطورة الرجل يونان الذي جاء نذيرا الى نينوى الذي كتبها هو كاي قاص او راوي للحدث اي ان الراوي هو من خارج الثيمة القصصية ولكنه اتخذ من يونان كبطل  للقصة اي هو خارج الحدث، فعلا من خلال القراءة نكتشف ما توصل اليه البطريرك لويس ساكو بانه كان يحمل ضغينة ويتمنى في قلبه بان تحدث النبوءة  وتؤدي الى خراب نينوى، لما في نفسه من ضيم اولا قومي كونه  متعرض كيهودي الى ظلم ملك الاشوريين. وثانيا عقائدي اي ان مملكة اشور لا تدين ولا تؤمن بإلاه اليهود (يهوا) الا ان الملك والشعب عندما صاموا وامتثلوا لامر الرب والذي نقل نذيره يونان بنفسه، رغم هذا الامتثال والخضوع المذل الذي نقرأه غضب يونان وامتلأ غيضا واخذ يعاتب الرب بدل شكره له، وهذه دروس تربوية وايمانية، بعيدة عن المعنى الحقيقي والتاريخي بشكل مؤكد وجميع الدارسين والنقاد في مجال الاسطورة وعلى راسهم ليفي شتراوس ينفون نفيا قاطعا دراسة الاسطورة او اية رواية وفق رؤى تاريخية، دراسة التاريخ وحوادثه لا يمكن ان يقرأ حتى بالاعتماد على بعض المصادر رغم تأكدنا من نزاهتها، الحوادث التاريخية يجب ان تقرأ بنزاهة وفق اكتشافات علم الاثار (Archaeolog) لان الاسطورة لا يمكن باي شكل من الاشكال ان تدلنا على حقائق تاريخية، ولا يمكن ان نقرئهم ونحللها تاريخيا لانها شكل من الاشكال الادبية لا تشير الى حقيقة معينة، وهي نتاج خيال جمعي لشعب او لجماعة محددة من البشر وقد سبقت التدين والفلسفة، وقصة يونان ونينوى او الاسطورة هذه لا اختلف مطلقا في تفسيرها مع ما اورده سيادة البطريرك سواء في تحليل ثيمتها ادبيا او وفق دلالاتها  اللغوية  وتفسير تسميات شخوصها ..   


50
في عالم السياسة .. هل  المعارض للسياسة و للحكم  ، خائن وعميل ؟ 
بطرس نباتي
الفلاسفة اليونانيين منذ القديم عرفوا السياسية بانها  فن حكم الناس هذا ما عبر عنه سقراط  ، اما افلاطون فهو قد اضاف بان هولاء الافراد المحكومين يشترط ان  يكون  الحكم برضاهم ، وليس  مفروضا عليهم بالقوة والاكراه ، واليوم  تعرف  السياسة  ايضا بانها فن الممكن ، وهذا ما اختلف معه ، لان السياسي لا يجب ان يرضى بالممكن  انما عليه ان يسعى من جعل الغير ممكن ممكنا  ، لانه يقود  ولان له فكر وعقل يستطيع الابداع ،  في غير الممكنات  هذا  ما راه  في السياسي الذي يقود  بلد او مجموعة من الناس ،  وقد يختلف مجموعة على طريقة الحكم التي يمارسها السياسيون في ادارة البلد ، فيعبرون عنها بمختلف الوسائل   ، هولاء في منطق الحكم الرشيد ووفق المنهج الديموقراطي  في الحكم يدعون بالمعارضة ، والمعارضة بانواع مختلفة منها سلمية اي تتخذ من بعض الفعاليات الشعبية  ، كأستخدام الاعلام  والتعبير الحر عن رايها المعارض او  تنظيم  التظاهرات والمسيرات والاعتصامات ومنها ثورية ومنها من  تتخذ الكفاح المسلح اذا  وجدت بان الاساليب السلمية لا تفيد  في تقويم الحاكم  وسياسة البلد وانما تزيد من بطش الحكام والمتنفذين السياسيين ، السؤال الذي دائما يتبادر الى الذهن   ، هل ان من يرضى بالسياسيين  او الحكام ويتملق لهم  هولاء هم من الناس المخلصين للوطن ؟  وكل معارض  مهما تكن  اشكال معارضته  خائن وعميل وغيرها من التوصيفات التي يطلقها  عليه  الحكام ،  لنسلم بان الامر هكذا ( اي ان من يعارض  خائن وعميل ويستحق  السجن وغيرها )   وفق  هذا المنطق  الذي  يؤمن به  بعض من السياسيين   ويطبقونه ،  رغم  انهم  لو جاءوا الى الحكم عن طريق عملية ديموقراطية     ، فهل يعني ان معارضيها او معارضي سياساتها وطريقة حكمهم يعتبرون خونة او هم   عملاء للاجنبي ؟  ، هل يعني هذا ان اي انتماء  اخر لغير سياسة الحكام يعتبر خروجا على القانون ؟ يتوجب   زجهم  في المعتقلات وملأ السجون بهم   ، او تصفيتهم جسديا  كما حدث عندنا في السابق ويحدث الان ايضا     راودتني هذه الافكار   والاسئلة وانا استعيد في ذهني آحدى حلقات  مسلسل رافت الهجان وكيفية اعداده كجاسوس مصري في اسرائيل  ، لا يهمني ان كان المسلسل من صنع  خيال  رجال المخابرات  المصرية او كان حقيقة ما جاء به من احداث في اختراق الموساد الاسرائيلي ، يهمنا هنا توضيف جزء مهم من هذا المسلسل  ، حيث يدل على سعة افق  مؤلفه (صادق مرسي)  ، في احدى الحلقات يشرح رأفت الهجان لضابط المخابرات المصري احوال اصدقائه من  مجموعة ضباط وسياسيين اسرائلين يحاول كسبهم الى جانبه ويستعملها كجواسيس  داخل اسرائيل ، حيث ذكر اسم معارضة سالينا اهاروني كونها من اشد المعارضين لحكومة بلدها ثم ذكر للضابط مجموعة اخرى مع النظام من ضباط وسياسيين وتجار وغيرهم الضابط المصري الذي كان على ارتباط مع رافت الهجان قال له بالحرف الواحد ( اوعا تفاتح اهاروني هذه ) تعجب رافت من هذا التحذير وقال بان هذه المرأة معارضة جدا للنظام ومن السهولة كسبها كجاسوسة ولكن الضابط المصري حذره قائلة كل هولاء الذين ذكرتهم والقريبين من النظام هم مستفيدين من النظام واذا انت اعطيتهم المزيد يمكن كسبهم  كجواسيس الا سالينا اهاروني فهي معارضة للنظام ولكن ( مش ممكن تخون بلدها ) ولانها تحب اسرائيل لذلك تعارض نظام فاسد لا ترضى عنه
هذه العبارات الرائعة تنطبق اصلا على اكثر المعارضين النزيهين فهم  نتيجة  تعلقهم ببلدهم ومجتمعهم ، يعارضون نظاما يرون فيه انه لا يخدم الوطن الذي  لا يمكن ان يخونه مهما كانت  الاغراءات المقدمة لهم ، وليسوا ابدا كهؤلاء  السائرين في ركب السياسيين ومعهم مهما  كانت اخطائهم هولاء المتملقين الراكضين وراء المصالح يمكن ان يخونوا وبسهولة اذا ما  قُدمت لهم ما يفوق ما يحصلون عليه .
في حكاية اخرى رواها لي احد الاخوة الخليجين  عن شيخ زايد  ، ولا ادري مدى صحتها  ،  قال  في الامارات العربية في زمن هذا الشيخ الفطن (رحمه الله)   حدثت اضطرابات  مثل اعتصامات ومظاهرات   ، في داخل بعض المدن استفسر الشيخ عن من يقود هذه المعارضة قالوا له انها  امرأة اماراتية درست في الاتحاد السوفيتي  حصلت على شهادة عالية هي التي تسبب بهذه الاوضاع ، قرر شيخ زايد مقابلتها والاستماع لها  ، اصغى اليها جيدا وبعد المقابلة ، امر الشيخ ان تعطي للمرأة هذه صلاحيات واسعة في ادارة الحكم وخاصة في مجال الثقافة والارشاد والتربية فهدأت الاوضاع حيث سعت المرأة المعارضة بتطبيق ما تعلمته من علوم على ارض الواقع حسب توصيات الشيخ لها ، مستفيدا منها ومن فكرها ، كم معارض يتعرض للتصفية الجسدية وكم من المعتقلات تضم اليوم معارضين للحكم ولكنهم محبين وعشاق اوطانهم   ، والحالمين بغد افضل ، فهم  بحاجة  الى فسح المجال لهم   والاستماع  الى ما يطالبون به  ،  بدل محاربتهم  ، فهل يفعل حكامنا ما فعله  شيخ زايد  يا ترى ؟ 


51
صديقي العزيز  جان الطيب  تقبل كل التحايا
جدتك المرحومة وشجعتها مثال جميل لمعظم جداتنا ايام زمان ،   من الضروري ان نروي قصصهن  كي يتعض جيل الانترنيت  والجات والفيس بوك ،  احدى جداتنا القديمات   احست بعد منتصف الليل على حركة في باب الغرفة وساعد لاحد الرجال ، تمتد من فتحة الباب الخشبي لتفتحه من الداخل لانه كانت الابواب القديمة الخشبية  تعتمد على ما يسمى بالسورث ( دورا وقولقلتا )  فما كان من هذه المرأة الشجاعة الا ان تستل سكينة طويلة كما لجدتك المرحومة ، لتقطع بها يد السارق وهي تصيح بالكوردي ساقطع يد كل من يمد يده على بيتي فترك السارق ساعده في باحة الدار ولاذ بالفرار  ، وامرأة اخرى شاهدت في الليل احد اللصوص وقد سرق بعض المتاع من الدار يصعد السلم الخشبي  فقامت وسحبت السلم من تحته  فاسقطته ارضا لتقصم ظهره ، هذه  قصص واقعية عن هذه النساء جداتنا  ايام زمان ..
رحم الله جدتك التي كانت بحركاتها الشجاعة تُدخِل الطمأنينة والراحة الى نفوسكم  وانتم صغار لتناموا في رغد في ظل حراستها وسهرها عليكم .. تقبل محبتي اسعدتني بحق

52
الاخ العزيز وليد حنا بيداويد
احييك  اخي على المقال فعلا موصل للاسف بعد الغزوة الداعشيه الاخيرة اصبحت منبرا  خصبا لخطباء التكفير والنيل من المسيحيين خاصة الذين كانوا نجوما ساطعة في سماء هذه المدينة العزيزة   ، ليتذكر هذا الخطيب وغيره  غزوة نادر شاه عندما اعتكف المسلمين مع المسحيين في كنيسة الطاهرة  وطلبوا ورفعوا الدعاء  الى الله كي ينقذ مدينتهم من اجتياح قوات نادر شاه فكان لهم ما ارادوه حيث دمرت الاعاصير والرياح الشديدة مخيمات المحاصرين فتراجعوا عن اجتياح موصل  ، وكان  للمسيحيين في القرى وارياف المحيطة بالموصل مثل كرمليس برطلة القوش بخديدا دور بطولي في انهاك جيش نادر شاه حيث كانوا يهاجمون قوافل تموين هذه القوات وهذه البطولات وتلك المعجزة لا زال يتذكرها الموصلين الشرفاء من المسلمين ودونت في صفحات التاريخ من قبل كبار المؤرخين الموصلين تحياتي لك ولكل شريف يرفض مثل هذه التخرصات ، وعتبنا على حكومة الموصل لانها تسكت عن مثل هذه الخطب الفجة  ، وهنا لا بد ان يقف الاخوة في اتحاد الاباء  وجميع الكتاب الوطنين  موقفا مشرفا  في رفض كل ما من شأنه تعكير  العلاقات الطيبة بين ابناء موصل العزيزة ، ايها الشرفاء انقذوا مدينتكم  من هذه الدعوات المغرضة  . .

53
الاخ زيد ميشو المحترم
الرجل  هذا الذي تقول عنه انه شاعر ، ليس لي معرفة  معه لا عن قرب ولا عن بعد   ، كما اني ايضا ليس لي معرفة بحضرتك الا من خلال ما تكتبه  في هذا الموقع    ، ولكني رغم ذلك اقول ، ان هذا الرجل   إن كان طبيبا بحق او كان مضمدا ، او اي كان له معرفة  في  مهنة الطب الجليلة او في مسلك اخر  في الجيش او في الشرطة او  ان يكون له اي موقع في الكنيسة ، فهذا شأنه ليكن ما يشاء واستصارع  مع من يشاء إن كانت له عضلات مفتولة  ،  ولكن  اياه ان يقترب من الشعر فنحن اليوم لسنا في زمن الفرزدق   او الجرير وذلك الشعر  وتلك القصائد في مدح الامراء والخلفاء وذم الاخرين وسبهم ولى  ذلك الزمن  ، الشعر سمو الروح الشعر حياة وتربية  واحساس صادق  جميل  يلتصق بماهية الانسان  اينما كان ومهما كان شكله او لونه او انتمائه  ، ولا يمكن  اختزال الشعر    بهذا المستوى  من الضحالة  كي يستخدم مفرداته ضد انسان مهما كانت الاسباب ، مثل هذا ليس حتى ب شويعر  فكيف يكون شاعرا ،  تحياتي لك دمتم

54
الاخ وليد شكرا لك فعلا  ما ذهب اليه  هذا الشخص  او ما وجه الى الاخ جوزيف من تهم  تفتقد الى اي سند قانوني او تاريخي ، تحتاج الى اكثر من مقال….تقبل تحياتي

55

انيس الخطيب …
هل ما كتبته هو ‏رد على هذيان السيد جوزيف صليوا ؟ ام هو هذيانك انت؟
 
بطرس نباتي


رغم ان  ما كتبه انيس الخطيب ردا على جوزيف صليوا لا يحتاج الى تعقيب او رد الا ان ما ذهب اليه، لم يكن الهدف منه توجيه اتهام الى  شخص السيد جوزيف بقدر ما كان  مجرد  الاستهزاء والتشهير  بالمسيحيين  وبمقدساتهم  ، وتعقيبي او ردي  على ما كتبه   اتمنى ان يكون دافعا لمعالجة كرهه  لدى طبيب نفساني  وأن يزيل  ما  يضمر في قلبه من حقد  مزمن  على مكون اصيل من الشعب العراقي .
 
يقول  انيس الخطيب   (مبدئيًا يمثل صليوا وبعض اشباهه تيار مسيحي متطرف "جبان" ضمن الوسط المسيحي العراقي )
وهو يطلق كلمة جبان لان  ، وحسب ما عبر عنه  ، وهو يواصل قائلا  ..
(  أن هذا التيار أجبن من أن يتصدى للمشاكل الحقيقية التي يواجهها المسيحيون، ففي دهوك مثلا وتحديدًا في مناطق بروار وغيرها تتعرض اراضي المسيحيين وممتلكاتهم للمصادرة بإستمرار من قبل متنفذين في الحزب الديمقراطي "جماعة البرزاني" دون أن ينبس صليوا ببنت شفة وذات الأمر يتكرر في عينكاوه بضواحي أربيل وفي تلسقف والقوش بنينوى، وفي منطقة برطلة استولى اللواء 30 في الحشد الشعبي "لواء الشبك" على اراضي زراعية وعقارات كثيرة تعود ملكيتها  لمسيحيين)  لا ادري ما ذا يقصد  عندما يذكر  التيار الذي يمثله جوزيف  ، فحسب معرفتي    جوزيف كان خلال الدورة السابقة نائبا  في البرلمان العراقي عن الكوتا المسيحية والان بتصوري لا  ينتمي الى اي تيار ولا ينثل سوى  نفسه فهو انسان مستقل  على حد علمي ، رغم ذلك   اني اعلن هنا  باني اتفق مع بعض  ما جاء في  ما ذهب اليه  بالنسبة لاستحواذ بعض الاغوات والمتنفذين  الكورد على اراضي المسيحيين في بعض قرى دهوك وعقرة  ، ولكن ما غاب عنه  بان لا يوجد بين  المسيحيين  من لم  يتصدى لكل المحاولات التي حاول بها  هذا البعض الاستحواذ على الاراضي ،   وهناك محاكم ولجان تفصل في مثل هذه النزاعات    ،  لكن  الحق يقال لا يوجد اي تيار مسيحي جبان كما يصفه يرضى بالتجاوز على  اراضي وممتلكات المسيحيين   ،   اما ما ذكره بخصوص    السيد  جوزيف   سواء في كتاباته او في مقابلاته فهو ليس جبانا بالعكس نحن نخشى على جوزيف  من ان يلحق بنفسه  اذى على يد اصدقاء ورفاق امثال هذا الكاتب ( انيس)  وخاصة في كثرة ظهوره  في  الفضائيات  للدفاع  عن ممتلكات المسيحيين   ودفاعه المستميت عن حقوق المسيحيين  سواء ما  شهدناه  ابان  تجريف سور نينوى الاثري او وقوفه  وقفة مشرفة  ضد تصريحات المسؤول الاول  للوقف السني  ،  ودفاعه عن اراضي وممتلكات  المسيحيين والازديين ليس فقط في  ما ذكره  السيد ( الخطيب ) وانما في بغداد وسهل نينوى  و المحافظات الغربية  من العراق،  اما ما حدث في الموصل  فهناك تجاوز واضح على ممتلكات المسيحيين  وبيوت المسيحيين  سواء تلك التي ختمها داعش بحرف النون  حيث لا زالت خالية من ساكنيها ولا   احد من هولاء  المسيحيين او غيرهم   يتجالعودة الى هذه المدينة ، هل يتمكن الكاتب ، او غيره ممن يقودون ادارة محافظة موصل  من ازالة التجاوزات على  اراضي سهل نينوى الذي يتحدث عنها الكاتب ، ام ان ما يكتبه ليس الا  جمل عابرة لا تغني ولا تسمن . فاذا كانت  حكومة موصل عاجزة عن وقف الاعتداء على اراضي المسيحيين في سهل نينوى كيف يا ترى تطلب من  جوزيف ان يتصدى للمتجاوز  ، وهنا  اود ان اسأل ما هي اسباب  امتناع  المهجرين من الموصل سواء من المسيحيين او الاخوة الايزيدين   من العودة   الى ديارهم في الموصل  ؟  اليست  في بقاء فكر داعش متغلغلا بعمق  في  هذه المحافظة ولا زال هناك  من يؤمن  بهذا الفكر التكفيري    ، من افرغ واحرق  دور المسيحيين والايزيدين  ، هل قلة من الداعشين  الذين جاءوا عبر الحدود هم الذين سببوا كل هذه الكوارث ام الذين تعاونوا معهم وامدوهم باسباب البقاء والتمدد  في داخل  الموصل ( طبعا باستثناء  الشرفاء منهم ) إنهم   كانوا وراء كل هذا التهجير والقتل بالجملة وسبي النساء  .
 اما  حديثه عن الغيبوبة التاريخية  للعراق والتي ايقظتها  الفتوحات الاسلامية  ،  على حد زعمه ،  من الذي ازال هذه الغيبوبة يا ترى  ؟ هل بعض الفرسان القادمون من وسط الصحارى هم الذي ازالوا هذه الغيبوبة ؟  ام ان الكتاب والمترجمون المسيحيون ،   هم  كانوا سببا في ازالة الغيبوبة التاريخية  التي اشار اليها الكاتب   سواء ، عن طريق نقلهم الاداب والفنون  وفلسفة  اليونان عبر التراجم  ، الى اللغة العربية ،  أو  بنشرهم القيم الحضارية في هذه الاوطان ،  يبدوا ان السيد انيس الخطيب  لا زال متاثرا بمتاهة الفكر   الداعشي  ، والانكى من ذلك حينما  يمر   ( انيس الخطيب )  على   ذكر الصليب  يقول. (طبعًا للإختصار لم أرغب في التوسع بالاشارة لديانة المتحاربين في اوكرانيا ولا لجرائم من يقدسون الصليب لا المعقوف منه ولا المستقيم ) متناسيا ان من يقدس الصليب هم كانوا  من اوائل من جلبوا او ل مطبعة واول دار نشر الى مدينته
( الموصل ) وهم اول من اسسوا المدارس في الموصل ،  لا ادري كيف  يفكرون هولاء   امثال انيس الخطيب على انكار دور الاباء الدومينيكان في الموصل بالذات  ، وهنا احيلك ايها كاتبة  شجاعة في قول الحق الى مقالها  الاكثر من رائع   بعنوان ((مدارس الدومينيكان في الموصل ودورها الرائد ) للدكتورة  فريال صالح عمر  ، واقول  معقبا على  حديثك   ، للاسف  موصل تلك المدينة  الرائعة التي كانت مثالا للتعايش السلمي  بكنائسها وجوامعها ومزاراتها ودورها الثقافية ،   والتي شهدت في بعض  فترات من تاريخها انتعاشا على ايدي المثقفين المسيحيين (  كما تسميهم مقدسو الصليب )    وفي بعض فتراتها انتكاسة  واضحة لقيم التسامح والمحبة  للاسف على ايدي بعض من ابنائها الذين غرر بهم  الفكر  التكفيري ياتي امثال انيس الخطيب ليشوهوا هذه القيم بتخرصاتهم الفجة .
حمل الصليب في الحروب الصليبية  او استخدامه ( معقوفا او مستقيما )   سواء في هذا الزمن او فيما مضى ،  قد ولى وما حدث باسم الصليب قديما او حديثا انما حدث لتحقيق غايات استعمارية  وغزوات وصراع حضارات ، لا يرضى ولا يتقبله عاقل   ، وقد عبر عن هذا المبدأ  واتفق عليه  جميع القيادات الدينية المسيحية ، 
 اما عن الفتوحات الاسلامية  فانا لست محامياً  وموكلا للدفاع   عن الاخ البرلماني السابق  جوزيف صليوا  ، وهو براي  ما كتبه لا  في تصريحه  ليس  مستحقا لمثل هذه  الضجة الاعلامية  وتحويل القضية الى المحاكم كما يحدث الان   ، ولكني  كباحث عن   الحق  ما  نسب اليه من تغريدة   مقتضبة له عبر الفيس بوك وما احدثته من ضجة  في الوسط السياسي الموصلي اود ان اعقب على بعض ما ورد  في تغريدته هذه
،  فبالنسبة الى الاثر التاريخي المتمثل بجامع النبي يونس   ، ليس فقط هذا الجامع  مر  منذ  تأسيسه بادوار مختلفة حسب استخداماته عبر التاريخ ، جامع قلعة اربيل مثلا  كان معبد اشوري لعشتار  ثم تحول الى  معبد  زردشتي ثم يهودي بعدها كان مقرا لاسقفية  حدياب  قبل الغزو الساساني وفي زمن العثمانيين تحول الى جامع وكذلك جامع براتا  في بغداد حيث كان كنيسة العذراء  ، وحتى كنيسة ايا صوفيا  في استنبول ،  تحولت الى جامع يحمل نفس الاسم ، على يد اوردوغان ، واستولوا كانت تسمى قسطنطينية ، فلماذا افتعال كل هذه الضجة   حول هذا التصريح ؟ وجدانيا  والذي يقع ضمن تمنياتنا    او حتى في احلامنا  ان تعود هذه  الاماكن الى سابق عهدها ، ولكن ما كل يتمنى المرء يدركه  ، هذه تبقى مجرد تمنيات او احلام من الصعب جدا وخاصة  بعد مرت بها من ادوار  ومن المستحيل   بعد تحولها الى مساجد  تحويلها الى  شيء اخر
   
اما  فيما يتعلق بما تسمى الفتوحات الاسلامية وهل هي  فتح كفتح مكة من قبل المسلمين الاوائل ام هي  مجرد غزوات واستعمار استيطاني  ، هذا الامر  لا زال وحتى الان موضع نقاش وخلاف ليس بين جوزيف صليوا وانيس الخطيب  ، أو  مدى استحقاقها  في إثارتها  امام المحاكم ،  وإنما  هذه  القضية هي مثار خلاف حتى بين  علماء  المسلمين  انفسهم  ، وردا على من يتهم جوزيف صليوا بانه تجاوز بهذا الكلام على الاسلام والمسلمين ووصف فتوحاتهم بانها غزوات  ، سوف لن احيل المتابع وخاصة من مثيري الفتن على كتابات خارج المحيط الاسلامي لئلا توصم بالدس  والمؤامرة  ، بل ساذكر هنا  ما ذكره كتاب وباحثون مسلمون ، لعل من قدم الشكوى ضد جوزيف صليوا ينبري لتقديم المزيد من الشكاوى ضد هولاء ايضا لان جميعهم تحدثوا عن هذه الفتوحات وتم وصفها  باكثر من غزو  والبعض منهم ذهب الى الاستخفاف بها و باكثر من السطور التي نسبت الى الاخ جوزيف وهذه بعضها ، وساترك التعليق عليها لكم ايها السادة المتبارين بالشتائم .
 المؤرخون المسلمون لم يستقروا لحد الان على رأي بان ما حدث في زمن الخلفاء  ، هل  كانت فتوحات  ام انها كانت غزوات  واستعمار  استيطاني  ، اذا كان هولاء الباحثين في التاريخ والتراث الاسلامي   عاجزين على  الاتفاق  كونها  فتوحات  او غزوات ، فكيف تطلبون من شخص  تسمونه نصراني وتكفرونه   ، وتعرض طوال تاريخه القديم والمعاصر ، وسحق   من قبل  داعش  في الموصل  وفي سهلها ، وكتبوا على  بيبان  وجدران   بيوته  حرف ( ن )  كيف تريدون  أن يصف  فتوحاتكم  وقد شهد  ما حدث  من تهجير  وسبي النساء والمقابر الجماعية  ، واليكم بعض او مقتطفات من كتابات بعض  علماء المسلمين  وهم يختلفون  معكم في توصيف  الفتوحات ، تستطيعون التاكد من صحتها ، فقط  رجائي   ان تقارنوا بما نشر عنها الاخ جوزيف   وبين  ما كتبوه هولاء  العلماء لتجدوا البون الشاسع بين  سطوره وكتابة هولاء. : 
 
( الفتوحات الإسلامية حتى لو كانت أقلّ ظلماً من باقي الفتوحات والاحتلالات تبقى في نهاية المطاف غزواً واستعماراً)
سامي ابو داود. كاتب اردني

كبير أئمة الأوقاف في محافظة الدقهلية الشيخ نشأت زارع، هاجم  الفتوحات الإسلامية ورفض أن يربطها بالإسلام، معتبراً إياها "احتلالاً واعتداءاً مذموماً لم يكن بهدف نشر الدين".
خبر نشر في العديد من الصحف المصرية منها الدستور 
 كما ان الكاتب المصري سامح عسكر  اعلن تضامنه مع  نشأت زارع معلقاً: "أسوأ ما أنتجه التراث الإسلامي هو مصطلح "فتوحات .
كما ان الشيخ محمود شلتوت فى كتاب عقيدة وشريعة انكر الفتوحات وقال ان الحرب دفاعية فقط وليست هجومية فما هو موجود فى كتب التراث بما يسمى جهاد الطلب باطل باطل وللاسف هو الموجود فى عقول كل تيارات الاسلام السياسي بيحلموا بالسبايا والغنائم  .

من جهته، يقدم الباحث في شؤون التراث الإسلامي الدكتور أحمد عبده ماهر رأياً واضحاً في الفتوحات الإسلامية، فيقول
: "كنت ولا زلت أدعو لإعادة النظر في التراث الإسلامي، فهناك ما يسمى زوراً من ضمن الدين فتوحات بينما هو صورة من صور جاهلية قريش قبل الإسلام من هجوم على الدول وهتك الأعراض ونهب الأموال والتي تطورت مع الزمن فصارت مدافع وبنادق وغازات سامة في يد أصحاب اللحى والعمائم، ممن شكلوا تنظيمات القاعدة وبوكوحرام وجبهة النصرة والجهاد الإسلامي وداعش وغيرهم .

لايخفى ان اكثر سهام النقد ايلاما واشدّ الالسن وخزا وشتيمة للإسلام هي ظاهرة الفتوحات المشينة بمسالكها الوعرة وتوجهاتها الخرقاء لكل ماهو انساني بحق الشعوب الاخرى خاصة تلك التي لم تتعرض للإسلام بأيّ اذى ماحق ، قرأنا عن سبيٍّ بالجملة وقتل عام حصد الصغار قبل الكبار واستعباد
جواد  كاظم غلوم / ولادة العراق / النجف   

وسيلة فى يد المسلمين يغزون بها بلاد العالمين تحت «مُسمى إسلامى»: «فتح، وجزية، وسيف، ومصحف، والله أكبر»، وتحت راية الله أكبر تراق الدماء! الآن، لك أن تعلم أن فكرة الفتوحات هى فكرة اعتنقتها إمبراطورية عربية جديدة، أرادت أن تجد لنفسها مكانة عظيمة فى العالم، وكانت إمبراطوريات العالم وفقاً للتاريخ تقوم على غزو بلاد وضمها إلى ممالكهم، وما فعله العرب لم يكن إلا تطبيقاً لقواعد عصرهم ورغبتهم فى الاستحواذ على العالم، وكما جاءت الحروب الصليبية إلى المنطقة بنزعة استعمارية واضحة تتخفى وراء الصليب، خرجت جيوش العرب فى عهد الصحابة والتابعين تريد الاستحواذ على معظم العالم بنزعة استعمارية اختفت وراء القرآن والإسلام ونشر الدين، وأطلقوا عليها الفتوحات تشبّهاً بفتح مكة!
ثروة  خرباوي    جزء من مقال طويل  بعنوان  اكذوبة الفتوحات الاسلامية   المنشور  في صحيفة الوطن الذي يصدرها  محمود مسلم

 تفرق الروايات الإسلامية، في كتب السنة أو كتب التاريخ، ومعها  قواميس اللغة، من لسان العرب والمحيط، بين اللفظين، فوصفت حروب بالغزوات،  ووصفت أخرى بالفتوحات، وتبادل الوصفان مكانهما أحيانا كثيرة، فقيل غزوة خيبر وقيل فتح خيبر، ولم تكن مشكلة كتلك التي نراها، وأثنى النبي على كليهما ووعد بهما.
اما ما جاء   بكتابة  جوزيف حول  موصل  اذا لم تكن موصل حاضنة لداعش  ، كيف قاومت  الجيش والحشد  الشعبي وجهاز الشرطة وقوات البيشمركة  كل هذه المدة ؟  ان لم يكن داعش وفكره متغلغلا فيها. لماذا لا يعود المهجرون من الشبك والمسيحيين والازديين ؟    وحتى بعض الموصلين الغير  المتاثرين بالفكر الداعشي ،   الساكنين في كردستان ممن وقفوا مواقف مشرفة  ضد داعش  ، لماذا لا يتركون العيش في المهاجر ويفضلون الخيم وبيوت الصفيح على العودة لهذه المحافظة العزيزة ؟  انها مجرد  اسئلة اطرحها على القاريء لعلني اجد من يرد عليها بصدق .

56
الاخ حكمت .. عدة حلقات من  مظاهر الحياتية في الدانيمارك كتبتها حضرتك وجميعها تمدح بالنظام والقانون وتنفيذه بدقة في هذا البلد ، الا ان ما يحدث في الواقع اراه غير ما تتناوله حضرتك ، فهناك جرائم  تحدث  وخاصة قتل الابرياء وتصفيتهم بينما لا يزال القاتل او القتلة طليقين , منها ما حدث قبل شهرين  حينما جرت احدى الجرائم من هذا النوع في قلب كوبنهاغن ولا زال القاتل طليقا ولم يتم القبض عليه لحد الان   ،  فمثلا هناك جرائم تحدث في اربيل مثلا حيث لا يمضي على مرتكبيها اكثر من ٤٨ ساعة ويكونون قد تم القبض عليهم وتقديمهم  الى العدالة ويتم الامساك بهم ، فاين الدانيمارك وقوة نظامها وقوانينها ، لماذا  لا يتم القبض على الجناة في مثل هذه الجريمة التي حدثت ضد احد اقربائنا  وهو  رجل كاسب ليس له  اية علاقة غير اسرته وعمله ، اهذه دولة  تبقي القاتل طليقا يرتكب الجرائم حسب اهواءه  المريضة ؟ اين قوة البوليس التي تتحدث عنها حضرتك ؟  انه مجرد سؤال ..

57
الاخ وليد المحترم اخي  نعم نحن نعلم جيدا ان احد اسباب الانشقاق في الامة كوننا غير موحدين كنسيا وهذا سبب واحد من عدة اسباب لا مجال لذكرها ، ولكني تناولت هذه الحزئية من مظاهر التجزئة المقيتة ، لكون المناسبة او يجب ان تكون سببا في ادخال البهجة والسرور في قلوب ابناء الشعب المحتفل بهكذا مناسبات قومية ، وان لا تكون سببا في اثارة المزيد من المشاحنات والخصام   ، للاسف هذه المناسبة تستثمر للمزادات السياسية وترويج خطاب طائفي متعصب ومقيت وهذا ما يسبب حزنا وكابة في نفوس هذا الشعب وخاصة في قلوب المستقلين وهم الاكثرية اما ما تسمى الاحزاب وغيرها وحتى بعض رجالات الكنائس فهم يزيدون من الفرقة بتصريحاتهم وشعاراتهم الطنانة التي تعمل على  اثارة المزيد من التناحر والخصام ، دمت عزيزاً
 

58


عيد (اكيتو )  هل يوحدنا ؟ ام سيكون سببا في تخندقنا الطائفي والمزايدات السياسية .
بطرس نباتي

الاحتفال براس السنة ( 1) نيسان  اكيتو احتفل به  في سومر  وأكد و في  جميع دويلات المدن وفي بابل و اشور   ، هذا في الماضي البعيد اي قبل دخول المسيحية ،   ونحتفل به كل سنة  على انه  عيد سومري    احتفل به فيما بعد كعيد بابلي - اشوري   حسب ظن الاكثرية  من الباحثين والمؤرخين وبعضهم  حسب مزاجهم ( المعاصر ) يطلقون عليه ( الاشورية ) والبعض الاخر يحذف منه الاشورية تعصبا ، ليدعي بانه   السنة البابلية الكلدانية ولكن كيف  هذا ولماذا هذا الاختلاف ؟ منذ السبعينيات كانت الاحتفالات تتم به سرا في بعض التجمعات والاندية  الاشورية  حصرا ، فيما اغلبية الناس البعيدين عن الفكر القومي كانوا يسمون 1 نيسان عيدا للكذب ، April Fool  ، وهذه التسمية لها ايضا دلالاتها التاريخية  في بعض مراسيم هذا العيد النهريني  لا مجال لذكرها هنا ،ثم في التسعينيات  بدأت بالاحتفال به الحركة الديموقراطية الاشورية  علنا في محافظات اقليم كوردستان  على شكل واسع وجميل ، وبعد جائحة كورونا هذه السنة ايضا عاد لنحتفل به ولكن بشكل اخر  ، زوعا في مسيرة  دهوك  ابناء النهرين في الشرقاط ( اشور ) سابقا  ويقال بان قسم من الكلدان سيحتفلون به في قرية بابلو تيمنا ببابل   ، وبعضهم  قام باحتفال به عائليا مبتعدا  عن الخطابات والسياسة المقيتة   ،  ثم  لينتقل  للاحتفال به  ايضا في الاندية في عنكاوا ، ولكن ما شدني في هذه الاحتفالات كلها كانت الاحتفالية التي نظمتها قائمقامية  عنكاوا في بوابة قلعة اربائيلو  حيث معبد عشتار فعلا كانت رائعة  من حيث التنظيم ،  وانطلاقا من فكرة  تلك  الاحتفالية الرسمية   يا ليت ان تفكر  الحكومة العراقية بتنظيم احتفال رسمي وشامل يغطي كل انحاء العراق ، لان الاول من نيسان ( اكيتو ) ليس للاشورين وحدهم  كي  يحددوا سنة خاصة به ،  وليس للكلدان كي يحتفلون به  وحدهم دون غيرهم مع تحديد سنة لهم وعلى هواهم  لتعارض ما ذهب اليه الاشوريين ، كما ايضا ليس للسريان ايضا  ، أكيتو  ملك العراق  والعراقيين جميعا لانه ولد على ارض العراق ومنه انتشر شرقا وغربا كما شرح ذلك الباحث الدكتور  خزعل الماجدي قبل ايام ،  ، وبالامس  ليس بالبعيد اي في زمن  النظام السابق  كانت احتفالات اكيتو رغم عدم ذكر اسمها تقام في نينوى  باحتفالات مهيبة تستمر عدة ايام تحت تسمية ( اعياد الربيع )  ، ارى ان تنظم هذه الاحتفالات   ب ( اكيتو ) رسميا وان لا تكون مشتتة بهذا الشكل   وان تكون رسمية  كي لا تكون  سببا في  التناحر والمزايدات  السياسية بين احزاب شعبنا ، ولكونه مناسبة قومية لتبادر منظمات المجتمع المدني والمديريات والاتحادات المعنية بالثقافة واللغة وغيرها للاحتفال به   و أن تستمر   هذه الاحتفالات لمدة اثنى عشر يوما تمارس فيها مختلف الفعاليات الشعبية  والثقافية .   


 

59
الاخ   الدكتور ليون برخو المحترم 
اشكر حرصك وتفانيك على لغتنا وتراثنا بالفعل انا لا اختلف معك او مع اي انسان يكون حريصا على لغته وتراث قومه   ، الذين يدعون بتغير  اللغة الطقسية من الكلدانية الى  العربية بحجة عدم فهم جماعة المومنين لغة الطقس الكلدانية  هم على خطأ للاسباب التالية :
اولا : كلما اصغي الى كرازة اب من الاباء الكهنة وصولا الى اعلى رتبة كنسية ، اجدهم لا يجيدون هذه اللغة ولا يعرفون  اصولها القواعدية وخاصة في تحريك الحروف حسب الاصول الاعراب داخل الجمل والعبارات ، فتأتي عباراتهم مشوهة وهذا ليس ذنبهم لان اللغة ليست لغتهم وما تلقوه من خلال دراستهم في معاهد الكهنوت لم يكن كافيا للالمام  بقواعد هذه اللغة ، فكيف يستطيعون صياغة تراث مر عليه مئات السنين بلغة لا يجيدونها اصلا ، اما ان يقلدوا لبنان او غيرها ، فهذه لبنان وكنائسها يريدون العودة الى الجذور ، وسيعودون حتما .
ثانيا: مهما حاولوا واوغلوا في تعريب طقوسنا فنحن لسنا بمأمن من انتقادات اللغويين العرب وخاصة المتشبثين بلغة القران فهم يعتبروننا دخلاء على العربية ولم يخلص كبار اللغويين المسيحين امثال الكرملي والبستاني والمدافعين عن القومية العربية من امثال عفلق والعيسمي من اتهاماتهم بانهم كانوا سببا في تدمير  لغة الضاد لغة القران
ثالثا:  لا اتصور بعدم وجود من لا يفتهم الكلدانية الدارجة لان من يسكن وسط وجنوب العراق انما هم اغلبهم من سكان قرى وارياف كلدانية في شمال العراق وهم يفتهمون هذه اللغة ونراهم يرددون  هذا التراث من المزامير وغيرها ، وهناك قرى اخرى  مثلا لا يفتهمون العربية هل سيترجم هذا التراث الى الكوردية او الى الانكليزية او الفرنسية والسويدية والدانماركية اذن لو تم هذا ما نفع  خورنات الكنيسة الكلدانية في استراليا والسويد والدانيمارك  ليتحولوا مؤمني هذه الجاليات الى كنائس محلية تتحدث هذه اللغات .
رابعا : انا طلبت فعلا ان لا تستفحل الخلافات بين مؤمنينا ورجال كنائسنا فالكنيسة قائمة ولا تزول اما الروساء والبشر مصيرهم الزوال   ، وبعض ما هو  واقع اليوم حتما سيتغير غدا او بعده على كل حال اقول لا يصح الا الصحيح  وقبل ان اختم اود ان اقص عليك حكاية وقعت لنا ، كنا مجموعة من الاخوة نهتم باصدار جريدة بهرا باللغة العربية  خلال التسعينيات  ( كمحررين لهذه الجريدة ) يوم من الايام اتصل الاخ الدكتور  المرحوم سعدي المالح بالاخ الراحل يونان هوزايا وكان رئيس تحريرها انذاك وكان غاضبا وممتعضا وقال  : يا اخ يونان  لماذا كل هذه  الاخطاء الاملائية  في جريدة بهرا الطبعة العربية ، ضحك يونان واجابه : هل تعلم ماذا يعملون الجماعة (ويقصد المحررين )، قال عندما ينتهون منها يضعون عدة اخطاء في كل صفحة حتى يعرف القراء بان الجريدة ليست عربية وانما هي جريدة اشورية  تعجبنا  من  هذه الاجابة لكن سعدي لم يقتنع بها ولم يغفر لنا  تلك الاخطاء القليلة   .
تقبل محبتي

60
 ;بريطانيا الديموقراطية قتلت في الشعوب ، سلمت سكان الاصليين في استراليا لمجرميها كي يتعلموا الرماية والقتل وقتلت في ايرلندا وفي الهند ومستعمراتها في الشرق كله ، حتى كلت سواعد ابنائها من القتل والتنكيل ، وحتى صبغت كل ديموقراطيتها بحمرة الدماء ، امريكا ومؤسساتها الديموقراطية انغمست في مستنقعات فيتنام ولاوس وكمبوديا والصين وكل القارة الاسيوية ، ثم انتقلت ديموقراطيتها لتقتل في  امريكا اللاتينية ، فقتلت وذبحت وابادت الشعوب بدون ان يغمض لها جفن ثم انتقلت بديموقراطيتها الى هيروشيما فضربتها بقنابل ذرية وابادت الملايين ، وفي العراق قتلت مليونين بحجة وجود اسلحة دمار الشامل. وعندما لم تجد تلك الاسلحة المزعومة نهبت طابوقات من الذهب  من البنوك العراقية  حتى لم تسلم متاحف العراق واثاره من السرقة ، اسبانيا الديموقراطية بديموقراطيتها سلخت جلود الشعوب بحجة انهم كفرة ملعونين ،  وفرنسا العريقة بالديموقراطية قتل الفرنسيين مليون جزائري لانهم ارادوا ان يتحرروا 
لست مع الحرب والغزو الذي يشنه بوتن  ، تبا له ولحروبه  وتدميره للمدن ، لست مع اسالة دماء الشعوب ، لست مع الجرائم التي ترتكبها الدول بحجة نشر مباديء الديموقراطية ، تبا للحروب  مهما كانت اسبابها ودوافعها لان ما تسببه من الدمار  والكوارث  اكثر بكثير  مما يتشدقون  من اسبابها ، ولكن اتعجب من اناس يسكتون على قتل الملايين في سوريا والعراق وفيتنام كأن من قتلتهم امريكا في هذه الاوطان هم ليسوا بشرا فقط البشر هم في اوكرانيا او في في غيرها من الدول الغرب ..
هذا الامر يجعلني اقول لنتعامل مع نبذ الحروب كلها واينما ما تقع بدون ان نفرق بين بشر وبشر

61
الاخ ليون  فعلا افرحتني بتواصلك مع ميامر و تراث كنيستنا ، وانا على يقين بان كنائسنا لا تستطيع الاستغناء عنه ابدا لان كل كلمة فيه وكل وتر فيه قد صيغ بدماء عشرات الشهداء ، دمتم

62
انا لست مجمع العقيدة والايمان كي احكم على ليون برخو  وكتاباته ، هل هي ايمانية او شرك وكفر  ؟ ولست ايضا عضو في محاكم التفتيش كي احاكمه بالزندقة و لاصدر  اوامري بحرق كتاباته ، وجدته يعزف الحان وميامر الكنيسة الكلدانية  ويجيد ترتيلها ، ولم يكن لنا منذ رحيل المطران اسطيفان بابكة من كرمليس من يجيد اداء هذه الالحان ، فرشحته  هو والشماس القدير سليم منصور من عنكاوا استاذين ومعلمين  لهذه الالحان  ، رغم  اني اعرف صعوبة تحقيق ما نويته ولكنه مجرد اقتراح ، أما موقفه من  سيادة الباطريرك  وكتاباته التي ذكرتموها  فهذه لم اتطرق اليها وانا لا اود مطلقا من السيد ليون او غيره    ان يوسع دائرة خلافاته مع  سيادة البطريرك لاننا بحاجة اليوم الى التكاتف وخاصة هناك اعداء يتربصون بنا في كل زاوية من زوايا الحياة ،    وتحياتي للجميع متمنيا ان يسود السلام والوئام بيننا ثم بين روسيا واوكرانيا ، تقبلوا محبتي

63
الاخ ليون اسمح لي ان اقول  ولجميع اصحاب الردود سواء  تلك المعارضة او المؤيدة   ، لندع جانبا  المناكفات  والمشاحنات الكلامية والقيل والقال ، طقسنا ثر جدا بالحانه وتراتيله وتراثنا الايماني الذي  وصلنا بلغتنا الام ( سريانية كانت. او كلدانية او اشورية )  سواء كان زراعيا او مستمدا من طبيعة اراضينا  هو  فخرنا واعتزازنا وانا ارى من اجل الحفاض  على هذا الارث الثقافي الغني على  رؤساء كنائسنا تقع مهمة المحافظة  وصونه من الزوال  والاضمحلال   وارى ضرورة تجديده وفق  طرق فنية علمية  من حيث الاداء  وعلى النوطة الموسيقية ، وخير من يجب ان تناط به هذه المسوولية هو الاخ ليون برخو  وبصحبة بعض الشمامسة والكهنة الذين يقوم هو بترشيحهم ليكونوا اساتذة اللحن المشرقي في المدارس الكهنوتية  والاديرة ،  لتخريج كهنة وشمامسة ملمين بهذا التراث العظيم وهنا اود ان اشيد بشمامسة عنكاوا وعلى راسهم الشماس الجليل ( سليم منصور ) الذي يتقن جميع الالحان كنيستنا الكلدانية والتي تم جمعها  في ( الحوذرا) ويعمل على نشرها عبر اليوتوب ومواقع التواصل الاجتماعي ، هذه المهمة الجليلة يجب ان تناط بالشماس ليون برخو ومعه اخوانه من محبي هذا التراث المشرقي ، دمت استاذا وعازفا ومرتلا ..

64
هذا رأيكم اخ وليد وانا  احترم الرأي الاخر ، تحياتي

65
اخي كامل  ، صديقكم الذي لا انساه  كان رحمه الله يحب عنكاوا يحب الحقول متعلق بالارض ، يحب امته ينظم القصائد  يعبر فيها عن حبه وتعلقه بالارض  وبمبادئء  يؤمن بها ويسعى لتحقيقها ، فقدناه في عز شبابه
ذكرتني بعباراتك  بمقولة اطلقها احد زعماء هنود الحمر  بوجه الرجل الابيض عندما  يقول له في احد الافلام   :  تستطيعون ان تسلبوني ارضي ولكن السماء ستبقى لي ولن تتمكنوا  ابدا من منع النسر الاحمر من التحليق ..
تقبل محبتي . شكرا لك

66
اخي شوكت اشكرك على عبارتك الرائعة وتفاعلك مع مشاعري واسف لما سببته من حزن عبرت عنه في ردِك، صديقي العزيز الانسان بارادته وباستخدام عقله يستطيع ان يصنع له زمن  جميل يفتخر بما حققه  من تطوير عقله وتفكيره   ويستطيع الانسان ايضا  من تحويل المكان الى جنة كما يتخيلها البشر ، نحن لا ننكر التطور ، فالتطور في الزمن وفي المكان حتمي حسب قوانين الديالكتيك ، ولكن هذا التطور يجب ان لا يقضِ على المكان ، عندما ازور دولة مثل دول اوروبا اجد الزراعة وجمال الطبيعة واجد ايضا ناطحات السحاب اجد  البناء والعمارات على المرتفعات واجد سهولا خضراء نحن للاسف قضينا على السهول وخضرتها  والوديان وحولناها الى عمارات وابنية خرسانية هذه الابنية لا فقط نالت من الزراعة وخضرة الارض انها ايضا قضت على الثروات التي في جوف الارض ايضا  .
تطورنا يسير بعكس اتجاه صالح  المكان او يدور بعكس تطور الزمان   ،  لانه في صالح قلة او فئة منتفعة  لذلك جعلت ابي  يصرخ  تسلم صديقي
بطرس نباتي / عنكاوا
تقبل تحياتي

67
صرخة  امام قبر والدي ..
قم يا ابي .. لترى ماذا يحدث ؟
بطرس  نباتي

قبل ان أولد احتضنتني الارض الطيبة المعطاء، قبل ان اتدفأ بحضن امي، كانت الارض امي ومهدي الاول، سرت مع النسيم عندما كان يداعب السنابل الذهبية للحنطة، بعمر المراهقة كنتُ اداعب شعر سنبلة ذهبية ناعمة الملمس، بين سنابل الحنطة اقبلها اعشقها، اعتبر كل سنبلة، صبية شقراء، وكنت امارس الاستمناء بين سنابل الشعير اعتبرها صبايا سمراء عارية تنحني امامي بدلال قبل حصادها، قضيتُ صباحاتي بين  قطعان الاغنام  وعلى صياحات الديكة في الفجر، فلاحاً كنتُ قبل ان اكون، حتى قبل الوجود، جذوري تمتد عميقا في ارضي، والدي جدي تسلسل اجدادي القدامى، كانوا فلاحين حتى قبل ان يولدوا، لان وجود اراضيهم تمتد خارج وجودهم، منذ الازل، بتعب وكد حرثوا الارض بمحراثهم الخشبي ، كانت ارضي بلون اجسادهم القوية واجسادهم كانت بلون ترابها الزاهي ذات الرائحة الزكية وخاصة عندما كان ترابها بمياه مني الالهة النازلة  من السماء السابعة، لم نكن نخشى شيئا الجراد عندما يغزوا الحقول ينتهي ويزول ولا نخشى الجفاف لانه مهما طال فلابد ان تصل صلواتنا وتذرعاننا الى الالهة لتستجيب وترسل المزيد من الغيث، وبعد ذلك كنا نزور مزار مريم تلك الساكنة بهدوء في مغيب شمس الحقول والحارسة للحقول  ، عندما نعود ادراجنا تهطل الامطار فورا لتروي ظمأ الارض، ما لم نكن نحسب حسابه وما لم يكن يخطر ببالنا ان تتحول اراضينا وحقولنا الى بنايات وعمارات تكاد تصل عنان السماء,ما لم نخشاه ولم يحسب حسابه اجدادي وابائي ان تحط الطائرات العملاقة فوق الحقول الخضراء لتنقل الحقائب والمسافرين الى ابعد نقطة لم يكن يحلم بها أجدادي، من قبل لأنهم لم يعرفو غير السفر على  ظهور الدواب والخيول، قالوا انه مشروع يخدم الجميع ، قلنا مادام للصالح العام ليكن ، ولكن حققوا للناس، لم نكن نخشى شيئا، لم نخشى بشراً من قبل، وعندما كان احدهم يريد ان يلحق بنا شراً ، قبل ان نتصدى له، كنا نعالج الامر بالحكمة والتعقل ولا نعتدي على احد الا عندما نتعرض للاعتداء .

والدي العزيز ..انت تدري كم احب واهوى التجول بين الحقول، منذ سنوات انقطعتُ عن التجول بينها .. منذ سنوات لم تطأ قدمي تلك الاراضي ، حتى ان ذاكرتي اصبحت عقيمة  في تذكر اسمائها( مار عودا، دووان، اراضي مريمانا، تلا …. الخ وحدودها وحتى مواقعها، لم ازر مزار مريم العذراء، هذا المزار كان يحوي اسرار القداسة منذ القديم، وعجائب ومعجزات الزمن الغابر، كنتُ كلما تشتد الامطار في الشتاء احتمي به عندما كنا نحرث الارض او عند البذار كنتُ احتمي بهذا المزار ليس من الامطار فقط بل من العديد من الاشياء، ولكن لم يستطع المزار ولا صاحبة المزار رغم تضرعاتنا وصلاواتنا ان تحمي ارضي التي تحولت الى مجرد تلال من اتربة وحُفرٌ واساسات لعمارات لا ندري لمن تعود، الذين جاءوا من بعيد حبسوا ارضي بين الاسلاك الشائكة والسياجات العالية وقالوا عنها انها ابنية الحضارة والتمدن والعصرنة، عندما مررت ونظرت من بعيد لانه غير مسموح لي حتى من الاقتراب من السياج، رغم ان الارض ملكي وملك اجدادي من العنكاويين الطيبين تأملت هذه الجدران المصنوعة من الصفيح والتي تعصى علي اختراقها، وكأنهم غرسوها فوق اضلاعي، احملها فوق صدري، اردت ان ارفعها اردت ان أبيدها استعنت بروح الاباء والاجداد استعنت بقطرات حليب امي الطاهر وبمسبحتها الطويلة وبخرزها الخمسة والخمسون، التي كانت تداعبها باصابعها في صلاة الوردية، صباحاً ومساء، وروجت الرب وجميع القديسين جمعتهم من حولي وقلت: هلموا معا سنرفع عن ارضي هذه الحيطان  وتلك  البنايات ولكن عجز الرب عن المهمة وغادر مطأطأ الراس امام جبروت الانسان.

ابتي العزيز ، اتذكر قولك دائما في وصف ما كان يحدث للمرحلين ابان حكم البعث كنت تقول( الارض عزيزة جدا) وكنت تقول ايضا:(عندما تَسلبُ من الفلاح ارضه كانك تسلب روحه) وعندما تسلب الروح ينتهي الانسان وعندما تسلب الارض، تتلاشى كل الاشياء، اعطوني جبلا ازرع فيه حنطة ، لكن حتى الجبال اعطوني واديا ابذر فيه البذور والكروم اعطوني ارضا بدل ارضي حتى لو كانت في القمر او في المريخ او في احدى الكواكب فقط ان لا يكون فيها مشاريع الاستثمار.اعطوني ارضا لا تقع تحت سيطرة دوائر السوء ولا تكون تابعة لمشاريع التفاهة لزمن الفاسد وتحت اطماع الطامعين بحجة البناء واقامة  زيف الحضارة ، عندما  تعطوني ارضا اينما تكون، لي مواصفات انا ايضا، يجب ان تنبت لي فيها سنابل ذهبية  كسنابلي، ان يكون ترابها مجبولا بدماء  الاجداد، ان يكون ترابها معفرا برائحة عرق الفلاحين الكادحين من ابائي الاوائل، لكني اشك لانكم لا تملكون مثل هذه الارض بهذه  المواصفات والصفات، لانكم لم ولن  تكونوا اصحاب الارض، نحن اصحابها، مهما سيجتم مهما عملتم فالارض وترابها لنا نحن، ولن تكون لغيرنا، هذه ما وصلنا اليه .. ابي العزيز .. كنت تحلم حتى في يقضتك ان يأتي مثل هذا اليوم لنتمتع بحكم ذاتي منا ولنا، حتى وان كان ذلك في حكم ذاتي اداري او اي شيء اخر، المهم عندك كان ان يحكمنا الكورد، اليوم تحققت لنا فدرالية وقادتنا اليوم هم من كنت تكن لهم محبة لا توصف، كنت تجازف كثيرا توصل اليهم المواد الغذائية ادوية حبوب الملاريا وكنت دائما تقول ان الامراض. تفتك بمقاتلينا في الجبال ويتوجب علينا ان نمد لهم يد المساعدة كي يصمدوا امام جبروت البعث والحكومات التعسفية في العراق، حتى انك جازفت حينما سلمتهم تلك الجيب الامريكي التي كانت تابعة للصحة العراقية والتي كانت بذمتك واستخدموها لحمل رشاش ثقيل، وتم تعريضك انت وسائقها الذي لا زال اسمه محفورا في ذاكرتي(كاك اكرم من كركوك) للسجن عدة شهور، ولكن يا والدي هذه الفدرلة قضت على اخر متر من اراضيك، لم يتبقى لاحفادك مترا واحدا يتخذون منه سقفا لهم ولعوائلهم، استثمار الاراضي ابتلع اراضيك ابتي.

ابتي العزيز .. عندما امر النظام السابق بسلب ارضك، اشار عليك ان يعوضك بارض زراعية مثيلها تعود ملكيتها الى الكورد المرحلين في  قرى  قوشتبة عندما قلت لك انذاك لنذهب ونقدم طلب باستلام تلك الاراضي الزراعية البديلة عما فقدته بتحويل ارضك الى مطار عسكري لضرب الحركة التحررية الكردية (هكذا كنت تدعوها) لا زلت اتذكر يا والدي كيف وبختني وكيف صرخت بوجهي وقلت هل تريدني ان اسلب اراضي اخوتي  وابناء عمومتي من الكورد المساكين المرحلين، عندها سكتُ واحترمتُ ارادتكَ ومبادئكَ الانسانية، اتدري يا ابي العزيز؟ هل تعلم ؟ ان الحكومة التي كنت تحلم بها وتتمنى ان تحكمنا لتنشر العدل والسلام انها عوضت جميع الذين استلموا اراضي لاخوانك الكورد المرحلين ، في القرى المرحلة انذاك ، وحرمتك انت وبعض الرافضين امثالك من حق التعويض، عن اي عدل الذي كنت تحدثنا به وتؤكد على انه سيتحقق، وسياتينا مع  بشرى رجال الجبال، كل ما كنت تتنبأ به عن تتفكك الدولة السوفيتية، عن اطاحة امريكا بشاه ايران ثم بصدام كل ذلك وقع فعلا،  الشيء الذي لم يتحقق ولو جزء يسير منه هو تحقيق ولو جزء من العدالة، وما لم يتحقق اعادة اراضيك لانها اصبحت، اصبحت اراضيك بورا لا زرع فيها ولا نبات، غادرتها الخضرة والبسمة والسنابل الذهبية، اصبحت ارضك يا والدي تتقاسمها مصالح انية ضيقة ينتفع من ارضك اليوم كل من هب ودب ، لا نعرفهم ولا نعرف من اين يأتون الينا، انتفض يا ابي قم لترى ماذا يحدث ؟

لكن لا يا ابي ابقَ في رقودك الابدي   كي لا تحزن وكي لا تودعنا وتموت مرةً اخرى من الحزن، وداعك الثاني سيكون علينا اصعب وأمر من الاول يا ابي ، بلغ سلامنا  وتحياتنا الى الوالدة العزيزة الراقدة الى جانبك  و حتى ان قرأت لها مضمون هذه الرسالة ، ستقول لك لا يهمك شيء ولا تحزن على ما خسرته في الدنيا المهم ابنائنا سالمين وبصحة جيدة اعرف هذا يهمها من الدنيا ..


68
الشهادة ليست ولم تكن يوما مقياس لجهود الكاتب  او مؤلف او اديب ، ربما كانت  ورقة او ما يسمونها ( إجازة )  لاستلام وظيفة  او منصب   تنص القوانين او التعليمات من توفرها  او عدمها ،  وخاصة في مجال العلوم ، فمثلا كنا نجتمع بين فترة واخرى بالاديب الراحل القاص والروائي
 جليل القيسي     كان يقول بان الذين نالوا شهادات ماجستير او دكتوراه في   دراسة نتاجاته الادبية يعدون بالعشرات ، لكنه  لم يكن له اية شهادة جامعية  ،
ولي صديق له عدة مؤلفات في مجال النقد المسرحي ،  ( سوف  لن اذكر الاسماء ) استعان به احد المسرحيين ، ليحصل على شهادة ماجستير ثم الدكتوراه والان يكتب حرف (د )قبل اسمه افتخارا  وقد يدرس في جامعة او معهد فني بينما برأي الذي يستحقها فعلا هو الناقد المسرحي الذي كان يستمد  منه المعرفة و  الذي ليس له غير شهادة التعليم في الابتدائية ، الشهادة ليست قياس مطلق  في تقييم الفرد ، والانسان يستطيع ان ينكب على البحث والتقصي  في اي مجال او اختصاص يرغب فيه حتى في اواخر حياته ، الاخ نزار ليس بحاجة الى هذا الحرف ( D) براي  لانه قد نجح في مجال التاليف والكتابة سواء في السياسة او في مجال التاريخ او  علم الاجتماع  ،  القراءة الجادة واقتناء المصادر والانكباب على التقصي والتلقي هو  الابداع بذاته وليس مهما ان  يكون حائزا لشهادة  ( د) كي تكون سمة له ، العديد من اصحاب هذه الشهادات اكتفوا بشهاداتهم ولم يقدموا شيئا بعد حصولهم عليها   .
بعد  بلوغي الخمسين من العمر دخلت كلية القانون وكان  الراحل سعدي المالح  يقول ( بعد ان شاب ودو للكتاب ) وكنت انذاك مدير الثقافة السريانية / اربيل وكنت منشغلا بهذه الوظيفة جدا لكني قررت ان ادرس القانون   ولا اخفي سرا   اذا قلت ربما كانت من اجل تحسين  وضعي الوظيفي ثم بشغفي بهذه المادة  إضافة الى الادب فانهيت دراسة القانون  بدرجة جيد جدا وبعد احالتي على التقاعد استفدت من هذه الدراسة في امتهاني للمحاماة   ، لا اخفي سرا باني اتمكن ان اجتاز  الان على الاقل مرحلة الماجستير ولي دراسة عن سيادة الدولة في ظل العولمة  ودراسة اخرى في الدولة البسيطة والدولة المركبة قدمت فقط جزء بسيط من الاولى  لنيل بكالوريوس قانون ،  الا اني لا ارغب الان في اكمال اية مرحلة اخرى  سواء بالمراسلة او  لدراسة عن بعد او  عن طريق الدوام الجزئي  في احدى الجامعات الاهلية ،  ليس لاني متهاون في نيلها ، بل اعتقادا مني بان هذه الالقاب لن تزيدني ولن تنقلني علما او معرفة  ، مما انا عليه الان ، لذلك  برأي بالنسبة الى  الاخ نزار سواء  إن كان قد مال  دكتوراه  بالمراسلة او باية وسيلة مشروعة اخرى  ، المهم  انه نالها نتيجة تقديم دراسة  في  منحى  من مناحي  المعرفة ، هو شأن شخصي ليس لاي شخص اخر ان  ينتقد او يبدي رايه بما حققه  بجهوده الشخصية ومثابرته على الدراسة ، واي تدخل بهذا الشان الشخصي سلبا او ايجابا  اعتبره
 ( حشريا ) و تدخلا غير مبرر  ..
   

69

ابو سلام .. يوسف فرنسي
 ( ابو سلام ) ابن بلدتنا .. صعبٌ علينا ان نقول …  وداعا
بطرس نباتي
عرفناه  اضافة  إلى كونه مربي ومعلم للاجيال كمناضل حقيقي في صفوف الحزب الشيوعي العراقي ،  حيث تعود معرفتنا  بالراحل  يوسف فرنسيس ( ابو سلام )   حيث تعود معرفتي به وعن قرب الى بداية السبعينيات وكنت من المعجبين بنزاهته وصدقه وشجاعته في قول الحق  والدفاع عن المضلومين اينما يكونوا   وبعدها كنت ايضا من المعجبين به عندما كان يتسابق  في تقديم  اية خدمة أو مهمة  تُطلب منه  اذا كانت متعلقة بالدفاع  عن اهالينا في عنكاوا  ،   او في غيرها من المدن والقصبات  ، واعجابي الاخر به  كان يتأتى  ‏ ، رغم تقدمه بالعمر  ، ما كان يضهره من  إصرار  عجيب  على  حمل وبشغف جريدة طريق الشعب يوميا  ، وفي كل صباح   ليوزعها بنفسه على المشتركين والقراء ، وهذا التوزيع كان معمولا به منذ السبعينيات حينما خرجت  جريدة طريق الشعب  الى العلن  ، ويبدوا انه كان متعودا عليه منذ سنوات العمل السري للحزب ، حيث كانت الطريق تدس خلسة في جيوب الرفاق  ومؤيديهم خشية من السلطات القمعية ، وكان الراحل بعد انتفاضة اذار  ، يحمل ايضا  ادبيات وصحيفة الحزب الشيوعي الكوردستاني ليوزعها على المشتركين وبعد 2003 كان يحمل ايضا اعداد من جريدة طريق الشعب  ،  كتقليد وواجب يلزم نفسه باتمامه ، رغم وجود شباب يقومون بالعمل  ذاته    الا انه كان  يفضل ان يقوم به  كواجب وكألتزام  حزبي وأخلاقي ، وبعد تسنمي مهام مديرية الثقافة الاشورية منذ 1997  تعودنا ان نلتقيه  انذاك ، في مقر المديرية يوميا وكان جل احاديثنا عن ذكرياته المرة والعذبة ،  وما تعرض له من مضايقات واضطهادات شتى على يد جلاوزة المخابرات للانظمة القمعية في العراق ، عندما تَرَكَنا  أبو سلام  مختارا استراليا كمحل اقامته تندمت كثيرا لاني لم اقم بتسجيل احاديثنا وذكرياتنا لانني لو فعلتها انذاك لكنت قد ساهمت بكتابة  اروع سجل لنضالات الحزب الشيوعي العراقي  ليس في اربيل أو عنكاوا وربما بغداد والموصل ايضا ، ابو سلام عندما دخل في المعترك السياسي العراقي كان هناك قلة من امثاله الذين تقبلوا الفكر الماركسي  اللينيني وذلك  ليس على مستوى مجتمعنا في عنكاوا  فحسب بل حتى في اربيل والمدن الاخرى ، نظرا للطبيعة العشائرية والاعراف المتخلفة والمتسلطة على مجتمعاتنا ، حتى  أن التزامه كان له تأثير نوعاً ما على حياته الخاصة  ، فمثلا عندما اراد ان يتزوج   امتنع احد الكهنة من عقد زفافه لكونه ماركسي وملحد ، حسب زعم الكاهن و كما كان التصور لديه ، ولكن عم ابو سلام استطاع ان يقنع الكاهن بان ابو سلام شخص مؤمن وانه يحب المسيح ويقول له اسأله عن مباديء المسيحية فهو قد حفظها ويعمل بها منذ صغره  وما يؤمن به الان هي نفسها مباديء الانجيل ، عندها اقتنع الكاهن وعقد زواجه في الكنيسة ، في مفارقة اخرى يقول ابو سلام عندما كان ابان العهد الملكي مختبأً   من السلطة في بغداد ، احد منتسبي الشرطة من اهل عنكاوا ، تم تكليفه من قبل مدير شرطة اربيل انذاك بان يقوم بملاحقة (ابو سلام) وجلبه مقيدا لتقديمه الى المحكمة ، وقد ادعى الشرطي بانه يعرف يوسف فرنسي الملقب ب (  هيجا ) اي الشارد ، واستلم مائة دينار  لملاحقته ، فذهب الى بغداد  قاصدا فندق رافي في شارع الرشيد ، لكونه محل لتجمع العنكاويين وشاءت الصدف ان يكون  ابو سلام في نفس الفندق ، والشرطي اخذ يسأل العنكاويين  ولايام عديدة عن ابو سلام وجميع الذين يسألهم يعرفون ابو سلام ولكن ينكرون معرفته حتى التقى يوما بابو سلام وجها لوجه ، حيث لم يتعرف عليه وراح يساله قائلا : ابني هل تعرف اين  هذا يوسف فرنسي  ( هيجا ) لقد دخت في بغداد من السوال عنه  ، ولا احد  يعرف اين هو ويتوجب علي العثور عليه فقال له ابو سلام : نعم يا عمي اعرف ابو سلام ( يوسف فرنسي )  هذا انه شيطان بعينه ، تراه في كل مكان ولكنه ليس  في اي مكان ، وقبل يوم او يومين   كان هنا في بغداد حيث التقيته في الليل في هذا الفندق وقبل ايام غادر بغداد متوجها الى البصرة فهو  يختفي  و يتنقل من مدينة الى اخرى .  فما كان من الشرطي الا ان يحزم  حقيبته قاصدا مدينة البصرة وبعد عدة ايام عاد الى اربيل وكان قد صرف  من المبلغ حوالي ستون دينارا   ، ولكن مدير الشرطة قرر ان يعيد المبلغ بكامله لانه وعد بجلبه  ولم يتمكن   فاعاد   كامل المبلغ الى مدير الشرطة مع عقوبة التوبيخ  كان يقول ابو سلام بعد ثورة تموز التقيت بهذا الشرطي ولما عرفني  قال ايا ايها … لقد عوقبت نتيجة ملاحقتي لك وخسرت مائة دينار وانت كنت السبب .
انتقل  ابو سلام في العهد الملكي بين مدن عديدة وهو مختفي في بغداد والبصرة وعبادان بايران كان يقول بانه عندما كان في مدينة البصرة عرف انهم يريدون عمال عراقيين للعمل في عبادان ، يقول  لم يكن لي جواز سفر ولم اكن اعلم كيف انتقل هناك ولكني استطعت ان ارشي احد المهربين   (القجخجية) حيث اقنعته ان ينقلني الى عبادان واتفقت معه على ان اعطيه خمسون دينارا حيث قال لي بانه سيدفع  ثلاثون دينارا الى الشرطي في الجانب الايراني ، وقال  اصطحبني هذا الشخص الى مقربة من السيطرة الايرانية وقال اذهب بهذا الاتجاه وسوف يصادفك الشرطي ( فلان ) بعد ان تحييه قل له بالفارسية ( كيف الحال قاسم ) وهذه الجملة كانت كلمة السر     هو الذي كلفته بمساعدتك في الدخول الى عبادان ولكن لسوء الحظ نتيجة تاخري لمدة نصف ساعة على الموعد تبدل الشرطي الذي كان قد استلم ثلاثون دينارا ، فلما ردد ابو سلام الجملة عدة مرات فهم الشرطي  ان ما يردده ما هو الا اتفاق مع شرطي اخر غيره ،   امتنع الشرطي الاخر من ان يدخله  الى عبادان الا بعد ان دفع  له ثلاثون دينارا اضافة الى ما دفعه  للاخر وهكذا تم حل المسالة ودخل الى عبادان ، يقول ابو سلام قضيت سنتان في عبادان وبعد ان استغنت الشركة عن اعمالنا قررت ان اهاجر الى سوريا واستقريت في البوكمال السورية لكونها متاخمة للحدود العراقية واستطيع من هناك مراقبة الاحداث في العراق ، يقول في احد الايام كنا نحن  مجموعة عمال في  عجلة في طريقنا الى العمل بالقرب من الحدود العراقية لتعبيد طريق تابع لاحدى الشركات الخاصة ، كان العمال يتحدثون عن احداث تجري في بغداد ثم التفت احدهم الي وقال الا تعلم ماذا يجري عندكم قلت لا لكن سمعت ان هناك حركة من قبل الجيش العراقي يقول ابو سلام بعد عودتي اتجهت الى المقهى لعلي اسمع الاخبار من المذياع لكن صاحب المقهى اعتذر وقال لي مذياع لكن لا يعمل لعدم وجود النضيدة وتوجهت الى احد المحلات واشتريت نضيدة كبيرة  لمذياع المقهى وجلسنا انا و رواد المقهى  نستمع الى الاخبار  من اذاعة بغداد عندها عرفنا بحدوث ثورة 14 تموز 1958 فقررت بالاتفاق مع الرفاق الموجودين في بعض المدن السورية انذاك  بالتوجه  الى العراق  ، وعندما عاد (  التحق بمعهد المعلمين  لكونه مفصول سابق من المعهد نتيجة نشاطه في الحزب الشيوعي العراقي في التنضيمات الطلابية انذاك ،  اذا لم تخني الذاكرة اما في بغداد او ديالى وبعد تخرجه من المعهد  اينما تعين او نقل  كمعلم  كانت تلاحقه توصية يقول بها كاتبها انه (مثير للشغب يهوى قيادة التظاهرات) او انه(شيوعي خطر)  ، يقول ابو سلام حتى ابان الحكم الوطني بعد ثورة تموز وعندما كنت في الموصل كنت مضطهدا  ايضا ، من قبل التيارات القومية التي كانت انذاك تسيطر على العديد من الادارات في تلك المحافظة ، رغم ان نظام عبد الكريم قاسم كان قريبا من الشيوعيين وكان هناك جبهة الاتحاد الوطني  ،  حقا كان ابو سلام مشروعا للتضحية من اجل غد افضل ، تختزن ذاكرته  مراحل مهمة من تاريخ حركة النضال الوطني ، لكن للاسف لم استطع ان اغطي كل تلك المراحل الهامة من حياته ، لاني لم اكن اتوقع هجرته الى بلاد المهجر حتى يوم قبل سفره لاننا كنا معا  في سيارتي نتجول في شوارع عنكاوا  عندما قلت له لماذا السفر ابو سلام ؟   قال لانني لم يبق لي احدا في عنكاوا فاشرت الى احدى النساء قلت ماذا تقول لماذا لا تتزوج للمرة  الثالثة فقال وهو يستغرق في الضحك ،  وهل ابقَ لنا الزمن تلك القوة حتى نعملها  للمرة الثالثة ؟  فضحكنا معا واوصلته الى داره مودعا له   متمنيا له سلامة الوصول الى منفاه .
لقد احب ابو سلام وطنه وضحى من اجله الكثير ،  باذلا شبابه  والعديد من سنوات  عمره ، وهو هارب وملاحق من قبل جلاوزة السلطات القذرة التي توالت على حكم العراق ،  فلماذا يا ترى ؟   القائمين  على الحكم  في هذا الوطن  لا يضطهدون الا المناضلين والخيرين الوطنيين  من امثاله  ،  تاركين المتملقين واللصوص والسفاحين  يسرحون ويمرحون في ثرواته


70
الدكتور عبد الخالق حسين المحترم
مقال اكثر من جيد وتحليل صائب لما اسميته الفكر الاسلام السياسي ، ولكن الا تتفق معي بأن الدول التي يهاجر منها مواطنيها وتدفعهم نحو البحار والمحيطات اغلب هذه الدول اما  تلك التي تتبنى الاسلام كدين ودولة او ذو اكثريات مسلمة ، هل هذه الدول تقبل بالممارسات التي ذكرتها في شوارعها وازقتها؟  مثل هذه التصرفات  التي تحدث في مدن الغرب للاسف من قبل الجاليات الاسلامية ، بحيث ان معظم ما يحدث في العواصم الاوروبية من الجاليات الاسلامية يؤثر حتى على اقتصاديات هذه الدول بسبب اغلاق الشوارع والازدحامات وغيرها ، وبرأي كل هذه الممارسات وغيرها الناتجة عن  ما يسمونه اسلام فوبيا سينعكس سلبا على الجاليات الاسلامية المتواجدة في دول الغرب وسوف تتخذ حكومات هذه الدول الكثير من الاحتياطات في منع المهاجرين الجدد وهذا ما حدث حين تدفق اللاجئين الى بيلاروسيا وحدود الاتحاد الاوروبي حيث منعت هذه الدول من دخول اراضيها وتعاملت مع المهاجرين بصورة مغايرة في تعاملاتها السابقة ، اذن على المثقفين من الجاليات الاسلامية محاربة مثل هذه التصرفات وفضحها ،  ومجابهة من يدعوا الى تجمع الجاليات على شكل كانتونات مغلقة وفضح من يدعوا في الخطب الى الارهاب ، هذه مهمة الكتاب والمثقفين من ابناء الجاليات الاسلامية ليساعدوا ابناء هذه الجالية وخاصة المهاجرين الجدد من الاندماج في مجتمعاتهم الجديدة ، الذين يعملون ضد الاندماج من ادعياء الدين والشريعة ، بعملهم هذا حتما انهم يساعدون احزاب اليمين وتيارات المناهضة للهجرة من النازيين الجدد والشعبويين  من استلام السلطات في بلدان الغرب وعندها فقط سيدفع المهاجرين وخاصة من البلدان الاسلامية وحدهم ضريبة هذا التطرف
تقبل تحياتي
بطرس نباتي

71
لا ادري لما تجهدون انفسكم بهذه المقالات الطويلة كانكم ستنالون درجة عن الانشاء باللغة العربية ، كلمات قليلة فقط ،  لنقولها ، كانت لنا احزاب سياسية ، اشورية ، الان لدينا قيادات ورئاسات تتصارع من اجل المصالح ومن اولى بالقيادة وكل ما حصل سببه هذه القيادات ولكم تحياتي

72
    الاخ الكاتب محمد السعدي ، قراءة  جيدة في  الكتاب ،  لكني اتسائل هل الكتاب رواية بوليسية  ؟ ام مذكرات او سرد بعض اسرار من دهاليز المخابرات العراقية ، وإن كان مترجما الى العربية كيف نتمكن من الحصول على نسخة منه .
احييك على هذه القراءة الشيقة وتقديمك هذا .. دمت
بطرس نباتي / عنكاوا

73
برأي  لو قام موقع عنكاوا او اي موقع اخر بحجب كتابات بحجة انها مسيئة يجب عندها ان يضع شروط للكتابة في الموقع وهذا ربما كان ينسجم مع ما كان موجودا ابان  عهود قمع الحريات ، ولكن برأي ان تقوم المواقع الالكترونية  بحجب مقالات تحتوي شتائم وعبارات خادشة للاخر ، مثلا  عندما اقرأ في المواقع الالكترونية  عبارات ، جاهل ، سفالة ، عهر ، طاريء ، الخ من العبارات الشتم والقذف ثم هناك كتابات ألاحظها إنتقادية لكن ليس الغرض منها الإصلاح انما الغرض منها اثارة الاخر باستخدام  اُسلوب ، بانني عالم بكل شيء والآخر الذي انتقده جاهل او  لا يفقه شيء ، اما الكتابات الاخرى التي تتجه الى النقد البناء اي من اجل الإصلاح وتكون ثيماتها مبررة وطرحها جميل معرفي فهذه ليست بمشكلة للموقع وإنما تقع ضمن حرية الرأي والتعبير ، ولكل إنسان حر في رؤيته للأشياء ، ربما انا اجد الأسود ابيض وانت تنظر عليه بواقعية وتراه كما هو ابيض ، حتى في المسائل الإيمانية ، لولا وجود الشك ولولا وجود النقد ونقد النقد لما تطورت الاديان ولما وجدت العلمانية والعولمة وما بعد العولمة  ، ولبقينا لحد الان اسرى  للمنحى الأسطوري ، العلم بذاته والمعرفة مهما كانت مفسرة للواقع وصريحة وواضحة تحتاج الى المزيد من النقد  لتتجدد ، علينا القبول بالنقد وخاصة بالنقد الذاتي ، لاننا مهما بلغنا من المعرفة والعلم الا اننا لا نزلنا نحبوا  ولكم اجمل وارق التحايا ولأخي عبدالاحد مساء كله جمال ورقة

74
الاخ عبد الاحد سلمان بولص المحترم
 اضافة الى ما ذكرنا هناك تسقيط. وهذه انواع تسقيط سياسي او اجتماعي وأخلاقي وغيرها ما ذكرته حضرتك اضافة الى التملق هي أمراض اجتماعية يعاني منها الشرق  لتخلفه وانعدام القانون وتطبيقاته و غياب او تغييب العدالة الاجتماعية  لتسود قيم الاعراف والتعصب القبلي والعشائري شكرًا لاغنائكم المقال تقبل محبتي

75
 الاخ حسام سامي المحترم
اصلا ورود كلمات تجريح وكلمات نابية  وعبارات يكون القصد منها النيل من الاخر يعتبر خرقا فاضحا لكل المواثيق الشرف للعمل الصحفي والاعلامي وهو ايضا خرق فاضح لشروط الكتابة ، وكل ما من شأنه يجرح شعور المقابل بألفاظ وعبارات  خادشة اعتبره ( كتابة زبالة ) وصاحبها اي كائن كان يجب ان  يتعلم أصول الكتابة  اولا  عن طريق القراءة والاطلاع  والتجربة. ثم ليمسك القلم ليسطر لكن مع الأسف وسائل التواصل الاجتماعي والوسائل الانترنتية  أتاحت للجميع سواء كان كاتبا او شاتما ان يكتب ما يشاء بدون رادع او تدقيق  .. لذلك نستطيع ان نقول اختلط الحابل بالنابل وهكذا .. دمتم تحياتي

76
الاخ الطبيب الماهر صباح قيا المحترم
عندما اقول انت ماهر او ذلك المهندس الذي صمم لنا مجسرا ، او  نفقاً على طريق اربيل شقلاوا ، وانكما ماهران جدا  في  عملكما او عندما اقول ان هذا الشاعر الذي القى القصيدة كان مجددا في شعره  ،  هذا ليس مدحا فقط انما هو تقيم لعمل إنسان يعمل ونحن لنا تجربة  مع ايدائه ، اما ما ذهبتُ اليه فهو يختلف  وحتى انه يتقاطع مع ان تمدح عمل إنسان اجاد واتقن عمله ، هذه الظاهرة  التملق واللواكه بالعراقي تأتي عندما تضعف إرادة تطبيق القوانين ويسعى البعض الغير المؤهل  لأجل الصعود على اكتاف الغير ، وانا ايضا تمنيتُ ان يمنع المسؤلين من التئام حلبة المتلقين حولهم وأتيت بمثل الخطيب ( ابن معاوية زيد  بن ابيه ) لكن للأسف لا يوجد الان امثال زيد ، الامر الاخر اي مسؤول في الدولة عندما يقوم بعمل هو من صلب واجبه ليس علينا ان نهلل ونصفق له لكون ما عمله خدمة للغير انما هو من صلب واجبه  ..
تقبل تحياتي 

77
اخي نيسان  حكاية فيها عبر ، اذا تريد راح اشطب مقالي وليس عبارة واحدة حتى تكتب مقالك تقبل تحياتي
اخي ماجد لا تقتصر مثل هذه الظواهر المدانة على شعب او مجموعة بشرية دون الاخرى  فلكل شعب وفي كل عصر كما يقال رجاله وانا اقول لكل عصر لوگياته ، في كل الأحوال في غياب تطبيق القوانين وانعدام العدالة الاجتماعية  تتكاثر هذه الظواهر ، تقبل تحياتي
الشماس العزيز مايكل سيبي ، كم اود ان التقيك سواء في القوش العزيزة او في عنكاوا لان من الصعب الان في ظل هذه الآفة اللعينة زيارتكم في استراليا ، هو كذلك تحياتي ..

78
Oالأخ نيسان الهوزي
انا من اشد المعجبين بأدب الساخر واقرأ كثيرا عنه وخاصة أدب القصصي الساخر ، وما تكتبه من ملاحظات ذكية يقع في هذا المنحى الأدبي  فعندما نضحك  من الثيمة الادبية الساخرة نحس ايضا بالمرارة  والحزن وهذه ايضا تقع في الكوميديا السوداء ، فعلا حضرتك لديك قدرة على تحريك احاسيسنا بين الضحك على الحدث ثم تنقلنا الى ما موجود من مرارة في ذات الحدث تحياتي لك فعلا كانت هذه المناسبة كما وصفتها شكرًا لك على استجابتك تقبل محبتي

79
(الآلاف من النساء المسيحيات يبيعن انفسهن لتأمين رغيف خبز  لأولادهن)
هذه الآلاف من النساء توجع قلوبنا اخي نيسان،  لاننا لو تقصينا عن العدد المتبقي للنساء في الداخل فهن اقل من (الآلاف ) ودائما هناك  تصور بان العوز لرغيف الخبز يتماشى مع  ذكر الوطن وليس الشتات ،  ولان ( الآلاف ) رقم غير محدد بعدد لدلالته على الكثرة  ، فعلا تمتعنا بقراءة مقالك الساخر ولكن نستنكر هذه ( الآلاف ) ولخاطري  وخاصة اعرف ما تكنه من محبة لهذا الشعب المبتلى وما تكتبه نابع من
( حرقة قلب ) تجاوز هذه العبارة رجاء ..  تحياتي

80
التملق ( اللواگه ) عبر  العصور
بطرس نباتي
في العهود العهر السياسي التي مرت على العراق ، ولا زلنا نعيش  إحداها او الأمر منها جميعا   ، جند الحكام مجموعة كبيرة من المتملقين والمداحين  ، بغية التطبيل والتهويل لهم  ،  وتجميل صورهم القبيحة امام الشعب العراقي لأبقائهم  في سدة الحكم  والعبارة المشهورة في الأدب العربي ، عندما ينهي الشاعر  قصيدة في  (المدح واللواگه ) معددا خصال  وشجاعة احد الأمراء كانوا يقابلونه بهذه العبارة ( اعطوه مائة او الف درهم او دينار ) وكانت  كيس  تحوي على كم دينار تلقى  للمداح ثمنا لكلماته ،  ومنها انبثق  ، نوع من الشعر ، ما يُعرف بالأدب العربي ( بالشعر التكسبي )
و في القاموس الشعبي العراقي يطلق على التملق  ب (اللواگه)  .
و من القصص القديمة في التملق
  يحكى قبل اكثر من الف عام تقريبا اثناء حكم معاوية بن ابي سفيان  كان زياد بن ابيه واليا على البصرة ، والمعروف عنه كان خطيبا بليغا في  خُطَبهُ  ، يوما ما ارتجل خطبة ما انتهى منها ، حتى أراد احد الشيوخ ان يتملق له  ،  فقال له بعد الانتهاء منها :
( اشهدُ انكَ اوتيتَ الحكمةَ وفصل الخطاب)
فصرخ به الوالي زياد ردا على لواگته  :
كذبت والله ذلك النبي داود ، اي لست انا كما وصفتني ، فهل هناك يا ترى اليوم ؟ من القادة والمسؤولين من يُكَّذب  احد من اللوگيه عندما يمدحه كذبا ودجلا ، وما شدني في هذا المنحى هذه الابيات للشاعر  البصري احمد مطر ، حيث جاء بها على لسان خروف   يوصي ابنه  ويعلمه  النفاق   يقول :
 ولدي إذا ما داس إخوتك الذئابْ
نافق بني مع الورى و تملق

وإذا جُرِّرت إلى احتفال صفق

وإذا رأيت الناس تنهق فانهق

إبان  عهد النظام القمعي السابق كانت العبارة الشهيرة  (اعطوه كم برميل من البترول ) رائجة ولها أصحابها ، ممن كانوا   يتغنون  بالقائد وحزبه ومعاركه  ألا مباركة  ، وأمهات المعارك  المجنونة

وبعد الإطاحة بالنظام السابق عادت (اللواگه ) وبقوة لتنتشر في مجتمعنا ، وهذه المرة  .

التملق  للسلطة وللمسؤولين  يأتي   الان بعدة أشكال ولأسباب عديدة ، بعضها باسم  الاولياء  الصالحين من ال البيت ومن رجال  الدين  وكان خير شعار ضد هذا النهج من التملق  ( بأسم الدين باگونا الحرامية ) او للأحزاب السياسية والرموز السلطة والتي تأتي نتيجة   اولها الخشية من السلطة ويمارس هذا النوع من التملق الكتاب والصحافيين الذين يخشون من بطش السلطان فيقومون بتغطية أعماله الوحشية بتنظيم القصائد و كتابة  المقالات  لتمجيد القائد او الحاكم  وإظهار  خصاله  ومكارمه كذبا  ، وهناك من يتملق طمعا بوظيفة تدر له مكاسب لا يحلم بها ، وهناك ايضا من يتملق عن بعد بواسطة تكوين علاقات شخصية وصداقات بغية التقرب من السلطة ورموزها كي يحصل على وظيفة مرموقة ، مثلا هناك اشخاص مغتربين  في كندا او في امريكا او غيرها  ، لا يتوان  احدهم من تقديم نفسه والتقرب من السلطة  وارسال رسائل  الاستعطاف والاستجداء ،  كي يتسلق بأقرب فرصة ويتم اختياره لحقيبة وزارية او منصب برلماني وما ان يصل الى غايته حتى ينكشف على حقيقته كونه جاهل لا يفقه شيء لا من الثقافة ولا في الادارة المنوطة به ،   وقد وصل بالبعض في التملق لحد ان اللوگية العصر   فازوا وبجدارة  على أقرانهم من اللوگية القدامى  ، ففي كل ابيات هذا النوع من الشعر  ( التكسبي ) القديم لم يصل  احدهم او اخيرهم لحد اعتبار ولي النعمة مؤلها  كما حدث في العصر الحديث حيث وصل لحد تشبيه

 ( ولي النعمة بالأنبياء  وحتى بالآلهة )

  أما عن دور وسائل الإعلام فقد اظهرت افلام السينما المتملق بملابس قديمه ونظارة مقعرة وشعر منكوش وبالرغم من مظهره هذا إلا أنه يتفوق في النهاية  على أقرانه ليصل  لمنصبه المستهدف أو كيفية حصوله على رضا أولياء نعمته للأسف هذه الظاهرة لا تزال فاعلة عندنا وخاصة بين الاعلاميين والكتاب  في مجتمعاتنا الشرقية ،  وأفضل وسيلة  للتملق  هي اليوم وسائل التواصل الاجتماعي ، فهي من طرف  خير وسيلة لبيان الفساد الاداري والمالي للمسؤولين وتوجيه النقد  للمتهاونين ، وفي الوقت نفسه هي ايضا وسيلة من وسائل تملق ولواكة البعض فهذا المسؤول مثلا (مُنَّوَر)   ، وهذا الاخر (نعمة من رب العالمين)     ،وبرأي لا يمكن تجاوز هذه الظاهرة السلبية الا بنشر العدالة وسلطة القانون وإعطاء كل ذي حق حقه بدون اللجوء الى الوساطات والمحسوبية في توزيع الوظائف  والامتيازات حسب الكفاءة العلمية، وهذا بعيد المنال في ظل غياب القانون ووجود سلطات قمعية  تحتاج الى  الاستعانة بجيوش من المتملقين يقومون  بتبييض وجوه رموزها الكالحة ، لم يبق لي غير ان أترجى من  المسؤول  الذي يحاول  بطريقة او بأخرى ان يجمع حوله بعض المطبلين (واللوكية ) براي ليترك هذا النهج سريعاً بقدر ما يستطيع ،  لانه ما ان  يترك مقعده المتحرك حتى يتخلى عنه هولاء ، ويبقى حتى بدون كلمة منور ومشع وقدير وغيرها . وبعد كل هذه السياحة . لا بد لنا ان نتمتع باستراحة قصيرة لنتأمل في هولاء ما يقوله فيهم  الشاعر الكبير ، نزار القباني في قصيدته  ( السيرة الذاتية للسياف العربي ) والذي يقول فيها ..

 (منذ ان جئت الى السلطة طفلا ورجال السيرك يلتفون حولي ، واحد ينفخ ناياً واحد يضرب طبلا واحد يمسح جوخاً واحد يمسح نعلا ...

81
تحديات الانتعاش الاقتصادي في قضاء تلكيف
فادي متي / حقوقي /  منظمة الافاق للتطوير الاقتصادي
شكل المسيحيون نحو 80% من سكان قضاء تلكيف قبل هجوم تنظيم داعش عليها، وذلك الوجود الكثيف  للمسيحيين يعود الى بداية انتشار المسيحية في شمال العراق حيث ان تاريخ وجودهم يمتد الى القرن الرابع الميلادي،  لكن مع هجوم تنظيم داعش على تلك المنطقة التي تعرف بسهل نينوى وتضم العديد من البلدات المسيحية ، اضطر سكانها للنزوح الى بعض محافظات  اقليم كردستان، وعقب تحرير القضاء من داعش لم يعد غالبية المسيحيين بسبب الوضع الامني  المتردي والاقتصادي وعوامل اخرى لا مجال لذكرها هنا ،  نتيجة  عدم عودة غالبية المسيحيين النازحين مجددا الى مناطقهم بسهل نينوى تقلصت اعداد المسيحين بتلكيف لتصل نسبتهم الى 3% فقط من السكان الاصليين في القضاء الذي يضم قرى تللسقف، باطنايا، باقوفا، وشرفية خلال فترة هجوم تنظيم داعش وسيطرته على تلكيف منتصف حزيران من العام 2014 ،و تتميز مرحلة الانتعاش الاقتصادي  بارتفاع معدلات النمو من خلال زيادة الإنتاج وتوفير فرص العمل والمبيعات وتحقيق الأرباح ، وغيرها من المؤشرات الاقتصادية الكلية. ويتم الحديث عن هذه المرحلة بعد  فترة من الركود الاقتصادي وخاصة ان قضاء تلكيف شهد ركوداً اقتصادياً  نتيجة العمليات  العسكرية و الصراعات السياسية  اضافة الى قلة الدعم الحكومي للقطاع الخاص وتطويره  ، لكن دعم المنظمات والمؤسسات الدولية لعبت دورا كبيرا في تنمية القطاع الخاص وخلق فرص العمل وخاصة  ما تقوم به  الوكالة الامريكية للتنمية الدولية التي كانت لها لمسات خاصة في تفعيل القطاع الخاص ودعمه وتطويره ولعل اهم المشاريع التي نفذت من قبل الوكالة الامريكية للتنمية الدولية وبتفيذ منظمة الافاق للتطوير الاقتصادي وبالتعاون مع قائممقامية تلكيف هو مشروع دعم المعامل الصناعية لانتاج البرغل والجريش والحبية حيث قامت الوكالة الامريكية للتنمية الدولية،  بدعم معملين بالاجهزة والمكائن والمعدات لانتاج البرغل اذ تعتبر  مشاريع تجهيز معامل انتاج البرغل والجريش والحبية من قبل الوكالة الامريكية للتنمية الدولية في دعم القطاع الخاص من اهم المنجزات الاقتصادية وانتعاشه ،                                     
باعتبار ان  هذه المعامل هي من اقدم المعامل الانتاجية في قضاء تلكيف حيث قامت باعادة تاهيل المعامل التي كانت قد تعرضت الى الدمار ابان الاحتلال الداعشي للقضاء ،حيث قامت الوكالة الامريكية بتاهيل المعامل وايضا تجهيزها بالمكائن والمعدات الانتاجية من الطراز الحديث والمتطور حيث سوف يساهم تشغيل المعامل الى خلق وتشغيل الايدي العاملة في قضاء تلكيف ويعتبر هذا المشروع من المشاريع المهمة في عودة الحياة الاقتصادية وانتعاشها من جديد والعمل على تشغيل اكبر عدد ممكن  من الايدي العاملة من اهالي القضاء ،  وهذا ما من شأنه ان  يعلب دورا  هاما ومفصليا  في الاستقرار المجتمعي والاقتصادي في القضاء نظرا لاهمية هكذا مشاريع في تفعيل الاقتصاد المحلي في قضاء تلكيف وعودة واستقرارالحياة الطبيعية للسكان  . ويتفق الكثير من المتابعين لواقع المسيحيين، في أن مشكلة عدم عودة المسيحيين الى مناطقهم، لا تتعلق بمخاوف المكونات تجاه بعضها البعض او بغياب التعايش المشترك  ، بل ترجع الى عوامل اقتصادية يعاني من جرائها سكان هذا القضاء المتميز بتنوعه الاثني وجغرافيته المتميزة .

82
 
الاخ العزيز الدكتور عبدالله مرقس  رابي المحترم
( ان وجود وذكر التسميات الثلاث شفاهة وكتابة هو بعينه اقرار بوجود القوميات هذه، باي صيغة تمت كتابتها، ولكن طالما لا تحل المسالة، ولماذا لا تُذكر وتدون  بصورة منفردة وما هو الضرر )
هذا  ما ورد في ردّك وانا سأنطلق من هذه المقولة  ايضا  لانها  استنتاج  واعتراف ضمني بانك  لست بصدد ترسيخ مفهوم قومية دون الاخرى  لان هذه الصيغ لا تدل مطلقا على كتابة اي منها بصورة مفردة  فهي جميعها  اي هذه الصيغ قطارية ( كما يحلو للبعض تسمية احداها )سواء وجدت بأداة ربط او لا ..
اذن لنعود الى الاستفتاء الذي رفضته ب لا للاستفتاء وأقول ، لماذا هذه (لا)
في دعوتي  للاستفتاء ،   لقد ذكرتُ مرارا بان اجراء الاستفتاء هو لإنهاء النقاش حول ماذا يكتب في دستور الاقليم ليعبر عنا ،  من يرفض  هذا الاستفتاء جاء للأسف من  أتجاهين  .
اولا : المتشبثين بمنطق ( الشعب الواحد ) وأغلبيتهم ينتمون الى ان التسمية الاشورية هي التسمية  القومية الوحيدة المعبرة عن انتمائنا القومي هم ايضا  يرفضون الاستفتاء و يقولون وقد سمعتها منهم بان لو كتبت هكذا بدون واوات العطف ما الضرر ..
ثانيا : الفئة الاخرى التي رفضت مبدأ الاستفتاء هم المتشبثين بصيغة
 ( الكلدان والسريان والاشوريين )  وهم يعبرون عن موقفهم انه اذا كتبت هذه الواوات امام هذه المسميات ستكون معبرة عن ان  التسمية (الكلدانية) هي اكثر رسوخا من الاخرى وهم  ايضا يقولون وقد سمعتها منهم وانت ترددها ايضا  لو كتبت ملحقة بالواوات يقولون ما الضرر .
ثالثا : هناك فئة اخرى وهم المؤيدون لكتابة السريانية  لا يفرقون بين كتابتها بهذه الصيغة او تلك المهم عندهم ذكر السريان وهذا حقهم ايضا ..
براي لا الصيغة التي تقول ( كلدانية سريانية اشورية )  ولا (الكلدانية والسريانية والآشورية) ترسخ قومية وتهمش اخرى ، لان سواء تركناها بدون واو او ألحقناها بدون واو العطف فان ما يفهم منهما بان هذه الصيغ لا تعبر مطلقا عن ثلاثة قوميات  ، اما اذا ما اردنا ترسيخ قومية فاننا يجب ان نقتنع بتسمية واحدة فقط ، كأن نذكر فقط الكلدانية ونقصد بها جميع المسيحين العراقيين او في الاقليم ، او نكتب الاشورية ونقصد بها الكل او نكتب السريانية او سورايى ونقصد بهم الجميع هذا هو مبدأ ان نرسخ  اسم قومي  ، فهل هناك من يرضى بذلك ، حتى لو أجرينا عشرات  البحوث في القومية  وعقدنا مئات الموتمرات ، عزيزي رابي  عندما دعوت الى الاستفتاء على العبارات او الصبغ قصدت بها ان ننتهي من هذه المهزلة  كي لا نستغرق بها اكثر من اللازم  بينما هناك فقرات اخرى اكثر  أهمية يجب ان نثبتها وهي تهمنا وتهم مستقبلنا نحن كمسيحيين  نعيش في وسط اكثرية مسلمة تريد ان  تكتب دستورا وفق مقاساتها وقوانينها وتشريعاتها ، وما اتعجب منه نحن ابناء الكنيسة الكلدانية في كل مناسبة نقول بان إعدادنا تفوق باقي ابناء باقي الكنائس فلماذا الخشية من الذهاب الى الاستفتاء  ؟ ، فالذي يشعر بقوة العدد وقوة الطرح لا يخشى من الشعب في ابداء رأيه في مسالة اختيار صيغة تلائمه في اي دستور كان  وليس قوميته .
هذا راي وقد كتبته لشعوري بان هذه المسالة استهلكت من عقولنا الكثير الكثير . تقبل محبتي 

83
والله اخ  قيس صحيح قولك ،  انت والاخ فاروق ايضا ، الم يكن افضل كتابة قصة قصيرة او قصيدة او قراءة  نقدية في رواية  بدل هذه الكتابات  التي شغلتني هذه الأيام  اكثر من اللازم ، سأطبق نصيحتكما  منذ هذه اللحظة  اعزائي ،   اصلا ليكتبوا ما يريدون  ويقرروا بدل هذا الشعب الخائب ، تقبلا تحياتي

84
الأخ سامي 
لو  تم قراءة  ما اقترحته في ( دعوا الشعب يختار ) وعدم الاكتفاء بالعنوان فقط  لما تم رفضه من قبل هذا العدد القليل الذين يصرون على تسمية دون الاخرى ، اخي انا لا ادعوا مطلقا الى الاستفتاء حول تبني اسم قومي فالكلداني لا يحتاج للاستفتاء ليعرف انه كلداني  والآخرين كذلك. ، انا ادعوا الى اختيار صيغة او عبارة فقط وليس اسم قومي ، الاستفتاء سيحل لنا اشكالية حصلت اثناء كتابة الدستور العراقي والآن تحصل في كتابة دستور الاقليم  ، صيغة ، عبارة وليس اختيار اسم قومي هذا ما دعوت اليه وما دعوت اليه يهمنا نحن الذين نعيش في اقليم كوردستان حصرا وليس اي إنسان اخر
تقبل تحياتي

85
الأخ الدكتور عبدالله رابي المحترم
اسف لوقوع اولا من ردي  حيث هي :
اولا -  ما طرحته هو اجتهاد شخصي اتمنى ان  يأخذ به برلمان الاقليم ولجنة كتابة الدستور في اقليم كوردستان وهو اعتراف بان لدينا نحن كمسيحيين عراقيين مشكلة الا وهي مشكلة كيفية التعبير عن انفسنا في الدساتير والقوانين العراقية ، قناعتي ليس لدينا آية مشكلة في تسمية كل إنسان لقوميته ولكن لدينا مشكلة في ماذا نختار من عبارات او تعابير لمكتبها في الدستور العراقي او الكوردستاني

86
الأخ الدكتور عبدالله  رابي المحترم
 
ثانيا : عندما دعوتُ في مقالي للاستفتاء لم تكن هناك رسالة من سيادة البطريرك لويس ساكو حيث تاخر مقالي كثيرا لاني سبق ان أرسلته الى الاخ امير المالح عبر الايميل الشخصي لنشره الا ان الاخ امير بعد عدة ايام اخبرني بانه لم يتلقاه ، فنشرته بعد اتصالي بالأخ امير بعدة ايام .
ثالثا: منذ زمن آليت على نفسي ان لا اكتب اي رد او شيء بالشأن الكنسي او عن التسميات وغيرها واني اعتز بسيادة الباطريرك لعدة اسباب ذكرتها سابقا وهناك مواقف اخرى تشهد له ولتفاتيه لم أتطرق لها بعد .
رابعا : طرحي لمسالة الاستفتاء جاء بعد ان شهدت مناقشات وصراعات حادة بين  مختلف من يتولى اليوم مسؤولياتهم سواء في الاحزاب او في البرلمان او حتى في الشارع لذلك وجدت ان هذه المسالة تسلب كل جهود هولاء وتعزفهم عن قضايا أساسية تمس وجودنا هنا في الداخل وخاصة ما نعانيه من مشاكل الاراضي والتجاوزات .

لذلك...
سوفلن أناقش ما ورد في مقالكم  فانت حر بما تؤمن به وما تكتبه لا شك انه نابع من هذا الإيمان  سوى ما يتعلق برفضكم لمسالة اجراء استفتاء في اقليم كوردستان لتثبيت (صيغة ) معينة  وليس ( اسم قومي ) ، لأؤكد هذه العبارة ( الاستفتاء الذي دعوت اليه ليس لتثبيت قوميتي فانا كلداني ابا عن جد )  ولكني لن احزن ولن اخجل اذا ما قيل عني باني اشوري او سرياني فانا اعتز بان اكون اشوري او سرياني  ، فهذا رأي  ، ربما تتفق معي او تخالفني فهذا رأيك طبعا  واحترمك ايضا  لانك لن تقبل الا ان يقال عنك بانك كلداني ..
بشرط ان تُمارس كلدانيتك بصدق وليس عند الحاجة .. لا أقصدك انت بل كل من يدعي بالقومية سواء كان آشورياً او سريانيا انا احترمه عندما لا يقوم بإلغاء غيره ، اتصور باني واضح جدا ولا يحتاج موقفي المزيد من الشرح .
ومن البديهي  ايضا ، لا الكلدان ولا الاشوريين ولا السريان بحاجة الى الاستفتاء لمعرفة  قوميتهم ، فكل من تربى ونشأ  على مذهب معين اصبح بمثابة قومية له رغم اني اشك ، لكون  البعض لا زال جاهلا بقوميته  لذلك يسمى نفسه  بتسميات جيرانه ، او تبرز عنده الروح القومية حين  يبرز احدهم ليدعي بالاشورية او بالعكس  ، على كل حال لست هنا بصدد تثبيت قومية  دون اخرى .. فإذن اين هي المشكلة ؟
من اجل عرض المشكلة لا بد ان نقول لقد برزت صياغات اقول صياغات اي
( عبارات)   ولم اقل اسماء ( قومية ) في فترات متباينة    وجميعها أدرجتها في مقالي حول  الاستفتاء وقلت (دعوا الشعب يختار  ) ولم اقل دعوا الشعب يختار اسماً  لقوميته  ، حتى تأتي حضرتك وتقول انا كلداني ولست بحاجة الى استفتاء ، انما حددتُ الصيغ المعبرة عما اعتدنا على سماعها  او استخدامها في اكثر من موقع بعد 2003  وبالتحديد في22 /11/ 2003 أقرت صيغة كلدوآشورية  ، والثقافة واللغة سريانية ، حيث تبناها الموتمر القومي المنعقد في بغداد وكان سيادة الأسقف  شليمون ويردوني  حاضرا ممثلا عن الكنيسة الكلدانية وعبر عن رايه آنذاك بقبوله لها بنسبة 200%  على  حد قوله  ، حيث قالها  على شكل هتاف علني وعلى راس الحضور  حيث قوبل تصريحه   بالتصفيق والهلاهل

 بعد ذلك في 2005  اقرت صيغة اخرى في الدستور العراقي  وهي (الكلداني والآشوري ) غافلة ( والسرياني ) وهذه (الواو) هي حرف عطف وليست حرف فصل كما يعتقد البعض  ، ثم جاء الموتمر العام في عنكاوا  لينبثق منه المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري  واطلق (عبارة ) او لنقل (صياغة)
( الكلداني السرياني الاشوري ) وكان الحضور في هذا الموتمر شخصيات ورموز سياسية وكنسية وثقافية ولم يعترض احدا وراح المجلس يعمل تحت هذه الصياغة  ، ( اليافطة ولحد الان ) ، يا اخي انت شخص أكاديمي تعترف بحرية  الرأي والتعبير  ، وتعلم بما انك تعيش في كنف نظام ديموقراطي ان يكون لكل مجموعة  او حتى لكل فرد ان يكون له راي خاص بمستقبله ، وعند اختلاف الطروحات ، يتم اللجوء الى الاستفتاء ،  ودستور اقليم كوردستان سيكون لاهل كوردستان  ما يحدد طموحاتهم ومصالحهم وحرياتهم وينظم حياتهم الاقتصادية الاجتماعية والسياسية والثقافية  وبتصوري على اهلنا هنا ، اي نحن ،  ان نقرر ماذا نكتب وما يهنا في دستور  يهمنا ، نحن الذين نعيش في اقليم كوردستان حصرا ، وليس غيرنا الذين يحاول بشتى السبل من  املاء أرادتهم علينا ،  نحن  ما يهمنا في هذا الدستور جوانب اخرى  عديدة سواء  سياسية او اجتماعية او ثقافية ،  وبجب ان يكون لنا شأن بها وخاصة اراضينا وحقوقنا  والمحافظةعليها ، ولكن مسالة ادراج هذه العبارة والغاء اخرى ، أخذت من الجميع جهودا وكانت سببا في إهمال العديد من تفاصيل اخرى مهمة في تنظيم مجتمعاتنا ، وأظهرت هزالتنا امام الآخرين ، للأسف اقولها لحد الان لم يتفق من  يطلق هذه (الصياغات ) على اي اسس مشتركة في صياغة دستور الاقليم وكذلك عندما اختلفوا على تلك الصيغة التي درجت في دستور العراق في 2005، اليوم يبدوا ان هناك اتفاق وإجماع بين من يكتب عن الكلدان وانت احدهم رابي العزيز  وبين من يدعوا ويتمسك بالاشورية كتسمية وحيدة ،  او من يمثلهم في البرلمان ، هذا الاتفاق بينكم  ينصب فقط على رفض الاستفتاء  ..
رابي العزيز ثق انني عندما طرحت مسالة الاستفتاء  لم تكن من اجل تعريفك بكلدانيتك ولا الاخر باشوريته ولا بسرينة الآخرين ، انا لا تهمني هذه الهويات وبقدر ما تهمني مسائل اخرى مثل شكل الاقليم مدى تحقيقه لمجتمع مدني علماني ، يتمتع  كل فرد فيه بحقوقه الطبيعية والمكتسبة  بعيدا عن الاضطهاد والتعسف ، وان يتم الفصل بين  السلطات وبين الدين والدولة ، وان تحافظ القوانين على وجودنا في موطننا الأصلي وان يكون لنا حقوق كما للأكثرية ، هذه تشغلنا وليس شيئا اخر .. وختاما اقول 
هنيئا لشعبنا عندما تصرون على مصادرة ارادته في سن دستور لا يمت اليكم بقيد شعرة ..

87
الاخ سيروان شابي المحترم
اخي اعتز بمرورك  ومناقشتك ، نعم كل إنسان له الحق ان يعتز بما يؤمن به بشرط عدم فرضه على الآخرين  لكني  لست بصدد تعين اسم  قومي في الاستفتاء لاني واضح في طرحي ولا يحتاج برأي الى اي توضيح اخر ، منذ 2003 ولحد ألان  تواجدت صيغ  اختلفنا حولها وخاصة منذ صدور الدستور العراقي في 2005 وهي
اولا - الكلداني والسرياني والآشوري
ثانيا - الكلدان السريان الاشوريين 
رابعا - كلدوآشوري سرياني
هذه صيغ وعبارات وليس  مسميات قومية ، لان الكلداني او الاشوري او السرياني سوف يلتزم باسم الذي تربى عليه وسوف يطلقه على نفسه بالرغم من عشرات الاسفياءت هذه بديهية معروفة انا اود هنا بطرحي للاستفتاء ان نتجاوز هذه الاشكالية التي استهلكت كل طاقاتنا كي نخرج  عبر استفتاء  نختار احدى هذه العبارات او الصيغ كي نستخدمها في الدستور ..
اؤكد مرة اخرى منعا لاي التباس الاستفتاء يكون على خياراتنا  للعبارات والصيغة وليس لتسمية قومية ،

88
 اتفق  في بعض ما جاء في ردك ، اخي ابو نينوس  ولكن هناك مشروع دستور للإقليم  سيطرح قريبا وهناك جهود مكثفة لإقراره خلال العام الحالي وكل قومية او مجموعة إثنية سوف تحاول ان تكتب مواد تقع في صالحها ولاستمرار وجودها للأسف  اختلاف الاّراء حول صيغة لتسمية شعبنا وجدت كي يتم  إهمال مشاكل اخرى نعاني منها ، ونشهد انقساما حادا في تباين وجهات النظر في هذه المسالة بالذات ، والدستور عندما يسن ليس لهذه المرحلة وإنما سيبقى  كي عقد اجتماعي ينظم حياة  من المنحى السياسي والاجتماعي والاقتصادي وهو يهمنا  نحن وخاصة من بقى في الداخل  ، لذلك اقتراحي هو اجراء استفتاء كي تنتهي هذه الإشكالية ، وتضع احزابنا وكنائسنا معظم جهودها  في أمور اخرى اكثر ملحة من موضوع التسمية التي لا تستفاد منها مطلقا سواء كتبت باي شكل كان تقبل تحياتي

89
دعوا الشعب يختار تسميته
اقتراح وراي مطروح للنقاش

بطرس نباتي

يحتل اقليم كوردستان  حاليا المركز الاول من حيث المكان لتواجد شعبنا بكافة تسمياته ( الكلدانية ،الاشورية ، السريانية ).رغم تضائل إعدادنا  في الوطن لكن مهما يكن يجب ان ننظر الى القومية او المكون من حيث أصالته وليس كعدد او  رقم في سجلات الإحصاء ، في هذه البقعة الجغرافية
(  اقليم كوردستان العراق ) ولا بد لنا كمسيحيين  و كمكون قومي له خصوصيته في ان نعمل بقوة في تثبيت وجودنا في الدستور الذي يزمع برلمان الاقليم في سنه خلال دورته هذه ، والدستور هذا سيكون له شأن في تنظيم الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية في الاقليم ، وإذا ما استطعنا تضمينه نصوصا ومواد دستورية تنصفنا نحن كشعب عريق واصيل رغم تضائل إعدادنا  في الوطن نتيجة الهجرة والتهجير  ، وبالاستناد الى مقولة السيد مسعود البارزاني الذي يقول (بان اي مكون مهما كان قليل العدد فلا بد ان نعترف به كقومية ) في هذه البقعة الجغرافية ( كوردستان )  سنكون قد حققنا الكثير  لا فقط من حيث  تثبيت التسمية ،  وإنما من حيث حقوقنا في اراضينا التاريخية التي تكاد تتلاشى في خضم عمليات قضم الارض والاستثمار ، وكذلك في تثبيت  وضمان حقوقنا سواء  في التشريعات والقوانين والتمثيل السياسي  واللغة والثقافة وغيرها ، ولا بد لنا ان نعترف علنا وبصوت عالٍ  ومسموع باننا لا زلنا  في صراع في اختيار تسمياتنا ولم نتجاوز  المشكلة هذه ( اي اختيار تسمية موحدة قومية تجمعنا ونقتنع بها جميعا ) ، ورغم الأبحاث والاجتهادات  والدراسات والاستشهاد بالتاريخ والجغرافية والعديد من المصادر الا ان هذه المشكلة المزمنة لا زالت باقية تنغص علينا حياتنا السياسية  ، مثيرة للعديد من الخصومات والتجاذبات ،  في بعض تفاصيلها المؤلمة حقا ، هذه المعضلة  تفاقمت بعد التدخل المقيت من قبل اولا كنائسنا في اثارتها  عندما استغلت كل كنيسة اسم قومي تاريخي  اختارته او اختاروه لها لتفرضه  على اتباعها ، ثم  تبعتها تلك الاحزاب  التي تدعى (احزاب شعبنا) مستغلةً بعض الاوضاع لصالحها  ، وللأسف ان اثارة هذه المسالة ياتي بشكل وبآخر عندما نعاني من مشاكل اخرى اكثر خطورة مثل تزامنها مع مشاكل الاستلاء على اراضينا وتهديد وجودنا على الارض ، كي نصرف النظر عن هذه المشاكل الأكثر خطورة لنتلهى بصراعات لا معنى  ، وهذا له ايضا امتداده التاريخي وليس وليد اليوم او في الامس القريب ، يذكر القاص ميشائيل لعازر عيسى في احدى قصصه  ، أحداثا دامية وقعت بين المنتمين الى كنائسنا حول  الاختلاف في تقاويم الأعياد الدينية وغيرها ، ولا زالت تلك الصراعات  القديمة حول التسمية  تتجدد  لتملأ  صفحات وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية ويكاد كتابنا ومثقفينا يصل بهم الامر لحد الاقتتال  على فرض هذه التسمية وإبعاد اخرى ، والانكى من ذلك كله دخول رجال الكنائس على هذا الخط المستهلك  .
اين يكمن الخلل ؟  .
براي ان اطلاق التسميات بالشكل  الذي يراد به تقسيم شعبنا الى قوميات ثلاثة مرفوض أساسا لاننا جميعا
( كمسيحيين عراقيين )  متفقين باننا شعب واحد وقومية واحدة  ، والدليل على ذلك  ، العلاقات الاجتماعية  التي تسود بين ابناء التي تتسم  بالانفتاح وقبولنا بالاختلاط بين العوائل عن طريق رابطة الزواج  والقربى رغم الاختلاف في الانتماء الطائفي ، لكن رغم ذلك وبما أثاروه بعض السياسيين وقادة بعض الاحزاب وبعض رجال كنائسنا ،  لدينا اشكالية فيما نسمي انفسنا  في الدساتير والقوانين الوضعية ، وإن كانت. المسالة هذه مرتبطة بشخص واحد ، أو مجموعة حزبية ، أو مكون متجانس واحد ،  كنّا نفضل  ان يطلق على هذا الشعب او هذه الامة جميعها ( شعب كلداني ) ، لان الكلدان هم الاكثرية ،  بدون ذكر اية تسمية اخرى وإن كنّا غير مختلفين على التسمية الاشورية كنّا نطلق على شعبنا ( الشعب الاشوري ) لكونها اكثر تسمية ترددت في التاريخ السياسي  خلال العهود  المعاصرة  ، من  غيرها ، أو  الشعب السرياني ،  لكونها لها ارتباطها بالثقافة واللغة التي تشكل احد عناصر القومية الرئيسية ، اذن ما دام هناك اختلاف فلابد ان نجد الحل الأمثل ..
ما الحل ؟
كما قلنا في البداية فان شعبنا بتسمياته يعيش اليوم بمعظمه في اقليم كوردستان  والإقليم مقبل على إقرار دستور دائم له ولا بد لنا ان نختار اسما يجمعنا كشعب واحد ، اود هنا ان اطرح خطوط عملية لاختيار تسمية موحدة نجتمع حولها جميعا وتلبي رغبة الأكثرية ان لم تكن برضى الكل .
راجيا من اصحاب الردود والمتداخلين ان تكون مداخلاتهم بقدر حجم المسؤلية ويتجنبوا الشخصنة والتهجم والإساءة الى الغير ..
وهنا اقترح اتباع ما يلي :
١- تشكيل لجنة عليا للاستفتاء من قبل الهيئة المستقلة للانتخابات للإشراف على الاستفتاء محافظات الاقليم ، وذلك باقتراح من البرلمان الاقليم او من رئاسة مجلس الوزراء في اقليم كوردستان .
٢- تشكل اللجنة العليا للاستفتاء لجان فرعية لتوزيع استمارات الاستفتاء   
على ان يكون اعضاء اللجنتين من غير ابناء شعبنا . 
٣- تهيأ استمارات خاصة بالاستفتاء تتضمن ما يلي :
سؤالا محدداً  مفاده
 اختر إحدى هذه التسميات ؟ 

أ- يتكون اقليم كوردستان من الكورد والتركمان  ومن (الكلدان والسريان والاشوريين)
ب- يتكون اقليم كوردستان من الكورد والتركمان و (الكلدان الاشوريين السريان)
ج-  يتكون اقليم كوردستان من الكورد والتركمان ومن ( الكلدو آشوريين السريان )
د- يتكون اقليم كوردستان من الكورد والتركمان ومن السورايي

٤- تشرف على هذا الاستفتاء الهيئة المستقلة للانتخابات في اقليم كردستان ويتم تخصيص مبلغ معين من قبل اقليم كوردستان لإتمام  عملية الاستفتاء هذه . 
٥- توزع استمارات الاستفتاء على اهالي الاقليم حصرا  اي على من يثبت بانه مسجل وفق محل الولادة في احدى محافظات الاقليم .
  تتعهد الاحزاب وقادة كنائسنا بان النتائج النهائية لهذا الاستفتاء وما يتمخض عنها هي الصيغة التي ستثبت في دستور الاقليم . 

90
اسف ان لم يصلك منشوري اخي الكاتب لوسيان وهوبسيط على الفهم وسلس ومشوق وخاصة  الحديث به عن ايام زمان يوم كان البعض  يتلقى المبالغ من  محسنين او لنقل من احدهم وهو الحق يقال لم يقصر في اعطائهم  ولكن هذه الهبات  أعمت البصائر آنذاك
لقد تحدثت عن هذه المخازي بإسهاب  ولي بعض القصص حولها اذا التقيك سوف أسردها على حضرتك كيف وماذا كان يجري  ودمت

91
الدكتورة منى ياقو المحترمة
بمناسبة اختيارك لإدارة هيئة   لحقوق الانسان لا يسعنا الا ان نقدم لكِ التهاني والتبريكات  ، فانتِ اكاديميا مؤهلة  لتسنم اكثر من هذا المنصب ، ونشاطاتكِ العديدة في مجال حقوق الانسان وفي شأن منظمات المجتمع المدني  وغيرها من الفعاليات المجتمعية ، حيث اثبتِ  وبشجاعة دفاعكِ المستميت وخاصة عن وجود شعبنا وحقوقه ، ونحن على يقين بانكِ ستستمرين  بذات النهج وأكثر في الدفاع عن حقوق شعبنا  ،  املنا فيكِ كبير جدا ، وفقكِ الله لخدمة الجميع تقبلي تحياتي
بطرس نباتي

92
 عزيزي غانم كني
نحن ، كما أكررها دائما ، بحاجة ماسة الى التآزر ، نحن في محنة وما  يؤلمنا حقا حال كتابنا ومثقفينا .
عزيزي استاذ غانم ، ربما اختلف معك في الرأي او الايداء لكن ليس معناه ان لم تتطابق وتتفق معي  في كل شيء  أن تقوم بمعاداتي وبإطلاق شتى الاتهامات ضدي (فالاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ) هكذا يقول المثل ، كما قلت سابقا البطريرك ليس أجير عند احد كي نملي عليه ماذا يفعل وكيف يتصرف  ، وإن لم يفعل ، نزعل عليه بل نقوم بشتمه ، وبإطلاق كل ما هو سيّء تجاهه  ، حال المسيحيين بالعموم  ووضعهم في الوطن ضعيف جدا والذي يريد ان يعاديهم او يهمشهم يستطيع بسهولة ان يستثمر الخلافات التي تستعر  سواء بين كتلهم وأحزابهم او بين تسمياتهم او كنائسهم ، اجدادنا حافظوا على وجودنا بالحكمة بالتعقل بيما كانوا اقل معرفة  او من حيث تحصيلهم الدراسي  ، أي بالحرف كانوا اميين ) او شبه اميين مقارنة بِنَا نحن  احفادهم لكن للأسف  أولئك الأولون ( الأميون )  كانوا اكثر حكمة وتعقل  منا حيث التزموا بمقولة رائعة للسيد المسيح الذي قال (  لا تعطوا القدسَ للكلاب. ولا تطرحوا دُرَركم قدام الخنازير. لئلا تدوسها بأرجلها وتلتفت فتمزقكم) نحن بسهولة نسمح بخلافاتنا و ما نمارسه من الشتم والسب والخصام  وبسهولة ايضا  نطرح دررنا قدام الخنازير  ونسمح لها بان تدوسنا بإقدامها ، سررتُ بمرورك ربنا يحفظ الجميع 
الاخ عبدالاحد سليمان بولص
انا لم اطلع على حيثيات هذه القضية التي اشرت اليها الا من خلال الاعلام وانت تعلم بان الاعلام في العراق يفتقد الى الكثير من المصداقية ، واية قضية جنائية متعلقة بتزوير محررات رسمية او غير رسمية ، لا يمكن لاي قانوني ان يعطي رايه بها الا حين اطلاعه على حيثيات هذه القضية ويدرس ما يحيط بها من  حيثيات   لذلك لا يمكنني  ان ابدي راي بشكل قانوني. ، سوى اقول  ان التسرب  لورقة التبليغ بالحضور عندما ظهرت في الاعلام كان من وراء هذا الامر تسقيط لشخص له اعتبار اجتماعي لانه رمز ديني
وكان يجب ان يتم تجنب هذا الامر لانه تشهير وخاصة ما رافقه من ردود ارتقت الى هذا الامر
تقبل محبتي عزيزي

93
شكرًا جزيلا على معلوماتك الاهوتية التي استفدت منها كثيرا   أيها الباحث في الشأن المجتمعي السياسي والديني والخادم اخي حسام  سامي  .
فأنا فقط مطلع على لاهوت التحرير   فقط ، لذلك معلوماتي شحيحة بما ذهبت اليه ، شرحك إفادني في التعرف على الاهوت لذلك    اشكرك جدا .
فعلا انت صح فقط في الملاحظة ( 7)
ما حدث لم أكتب عنه بالتفصيل لاني خشيت على  نفسي  ان ابكي وعلى الباحثين  الاهوتيين من امثالك ان  يبكوا ايضا لا بل اكثر   ،
 وهنا فقط اريد التنويه ، انا لم اقل فساد في وقت الباطريرك الراحل   ، قلت ارتزاق وقلت  طابور  واصطفاف  امام بوابات المحسنين ، سياسيون ، أكليروس ، كتاب ، أعلاميون  ،  هل تعلم عن صناديق المياه ؟  لن أحكيها لك وقلتُ  ايضا ان البطريرك  الراحل قال : ان الأساقفة وحتى الكهنة خارج سيطرته ،  ولم أتمادى اكثر  ،  نعم قلت رموز  سياسية ودينية  وثقافية انتكست  نتيجة الوقوف امام البوابات .
(فهل ابكي ام اضحك)    ..
اود ان أوجه سؤالا بسيطا لك ولهؤلاء  الذين يشتمون كل من يكتب حرفاً او كلمة حق ينزه بها الباطريرك لويس ساكو ، او يدافع عنه ، لما هذا  الحقد على هذا الرجل يا ترى .
وفي ختام كلمتك  ، هل  تعلم الكلمات التي استخدمتها كانوا يستخدمونها إبان العصور الوسطى في بعض الدول مأن يقول  احدهم  لقد إهنتني فانا ادعوك للمبارزة بالسيف وفي امريكا كان يقف ويدعوا للمبارزة بالمسدسات يا اخي اتقي الله  انا  لست في موقع لتقول لي ( سنواجهك)  فانا يا اخي لا طاقة لي بهكذا  (.challenge)
(من الاعتيادي جدا ان نختلف ، لان الحياة ستكون راكدة اذا لم نختلف ، المهم ان نترك مساحة للقاء ) 
تقبل تحياتي

94
عزيزي وليد حنا المحترم
الاختلاف وارد ورأيك محترم انا لم اكتب بهذا التعميم ،  فعلا قلة من الإكليروس لم تقف ببوابات المحسنين وسيدنا لويس احدهم  ، وعندما اقول ذلك اكون متأكدا من المعلومة ولست ناقلا لها  ، رأيك محترم تقبل تحياتي أيها الدانيماركي العنكاوي الجميل ، انا افتقدكم تبا لكورونا اللعينة
اخوك بطرس نباتي

95
الاخ العزيز ابو يوسف. المحترم  لا ادري لما تطلب مني ان لا ارد فانت عزيز علي ويتوجب ان اردد
لما لا ارد ؟
فعلا انا  لا تربطني بالبطريرك  ولا  بالاكليروس  سوى إيماني كمسيحي واحترام شخصياتهم  إن كانت نزيهة ويعملون لصالح العام ، وحاجتي لبعض الطقوس   وليس لي اية مصلحة  أخرى معهم  لا من قريب ولا من بعيد او مع غيرهم لان ماحققته  بجهدي الشخصي يكفيني فقط كي يكون فخرا لي على الأقل  وأستطيع ان ارفع  هامتي أمام  الذين يعرفونني عن كثب ، واتصور اني لست ببعيد عنك ايضا ، تقيمي للبطريرك  ، كما أوردته سابقا ، جاء خلال  متابعتي للأحداث التي شاهدتها وكنت ألاحظ ما يحدث  عن كثب وخاصة في مكان قريب من داري في عنكاوا ، من يأتي ومن كان يصطف بطوابير ، حيث وصلت الهبات الى لبنان ومصر بالاضافة الى العراق والله من القلة التي لم تمد يدها وتستلم الهبات  والتي ابت ان تلوث سمعتها كان على رأسها سيادة البطريرك .
يا اخي  لقد حكى لي احد المقربين آنذاك قائلا لو الفت كتابا لوصلت  صفحاته الآلاف عما كان يحدث ومن كان يستجدي وكيف ، من هذا الموقف  اجد نفسي معجبا به وبنزاهته فمن لم يتلوث آنذاك لا يمكن ان يتلوث وهو في مركز ارفع واقدس  وأقول لك ولغيرك ايضا احتفضوا برأيكم  فهذا راي كونته خلال متابعتي الطويلة لما حدث ويحدث  تقبل محبتي

96
الأخ العزيز الدكتور ليون برخو
بموجب  دراستي في القانون وكوني أزاول مهنة المحامات  ،  ورقة الضبط القضائي واستدعاء المدعى عليه امام اية محكمة سواء كانت محكمة الجنايات او محكمة البداءة ، تتم بصورة مباشرة بين المحكمة او قاضي التحقيق حصرا وبين المدعي عليه ،  يحملها المبلغ الى المدعى عليه ثم يترك نسخة التبليغ عند المدعي عليه والنسخة الثانية من التبليغ تتم تسليمها الى جهة التبليغ بعد اخذ توقيع الذي تم تبليغه بالحضور ، وهذا الامر في القضاء العراقي يتم بصورة بعيدة عن الاعلام لان نشر ذلك في اية وسيلة إعلامية يعتبر تشهيراً وخاصة اذا كان المدعي عليه ذو شخصية معنوية  ،  ثم  هل من المعقول ان لايكون للبطريركية محامي معرف بالتوكيل لدى الجهات القضائية ،   تحول اليه  ورقة التبليغ  بدل تحويلها  فورا الى البطريرك  حال صدورها ، ان لم يكن كما يقال في هذا اللين شعرة او حتى خصل  من الشعر  ،  منذ ان تم نشر ما اشرتَ اليه انا قلت ان ما تم نشره هو  مجرد تسقيط لشخص الباطريرك  وهذه المسالة مسالة التسقيط في النظام العراقي الحالي تُمارس بشكل واسع سواء ضد السياسيين او رجال الدين او حتى  انها انتقلت  كعدوى  الى العاملين في منظمات المجتمع المدني ومتظاهري الساحات ، اخي السياسة في العراق اصبحت مستنقع اسن يتصارع به التماسيح ولحد الضفادع
والانكى من ذلك وصول هذه الآفة الى القضاء .
اليوم استمعت الى كلمة سيادة البطريرك  في  اربيل وكم  كان شجاعا في تصديه لكل المحاولات التي كانوا التيارات  الاسلامية يحاولون صياغة دستور الاقليم على نفس المنوال الدستور العراقي من حيث دين الدولة الرسمي والشريعة الاسلامية وفرضها لقد دافع عن مباديء المواطنة والديموقراطية والعلمانية والدولة المدنية ، براي بدل ان نضع نحن المسيحيين وخاصة الكلدان العصي والحجارة ليتعثر وينشغل  بطركنا  لنعمل معه ونؤازره في ما يقدم عليه .
نعم  انا مصر على نزاهته وقد وجدناه قبل سنين فهو من القلة الذين لم يطرق الأبواب ولم  يقف باي طابور امام بوابات المسؤولين  كما كان يفعل غيره للأسف ، ليتسع صدرك اخي العزيز فانا اكن لك احتراما خاصا لاني احترم جدا معرفتك الواسعة بلغتنا وآدابنا وتراثنا العتيد  ، ثق ان الباطريرك لويس ساكو بحاجة الى  جميع العقول  الى جميع الطاقات فنحن نعرف  بأية ضروف حساسة وخطيرة يمر به المسيحيين العراقيين  فيتوجب علينا ان نتحد مهما كانت خلافاتنا ، فالإنسان مهما بلغ من الكمال الا انه بشر معرض للخطأ والصواب
دمتم

97
كلمة حق  يجب ان تقال
 مرة اخرى عن الشجرة المثمرة  ترمى  بالحجارة  ... )
بطرس نباتي 
كتب  الاخ انو جوهر في عنكاوا كوم  مقال عن  الاب الباطريرك لويس ساكو ، ويبدوا من بعض ما ورد من الردود أن أصحابها عندما (تشبعوا  حد التخمة من ثقافة الغرب )لم  يعجبهم ما كتبه وراح محاولا سحب المقال باتجاهات اخرى  معارضا ومعترضا بحجة حرية الرأي والتعبير ، ولكونهم يعيشون في كنف الغرب ،  فانهم تعلموا هذه الحرية وتمتعوا بها وهي غائبة عندنا نحن المساكين   ، ولكن على ماذا يعترض يا ترى لا ندري  وعندما يدري أحدنا مغزى اعتراضه ، ليغبرني  ليفوز بجائزة ثمينة ، هذا الامر لم يخدم  ما اراده الكاتب  ، وللاسف هذه الظاهرة  نجدها  ايضا في بعض الردود في هذا الموقع او غيره  في وسائل التواصل الاجتماعي
ولذلك سوف أكرر مرة اخرى تلك   
المقولة الشائعة  التي استشهد بها الاخ انو جوهر والتي تقول الشجرة المثمرة ترمى  دائما الحجارة ، 
هذا المثل لم يطلق عبثا  ، فلابد ان يكون وراء استخدامه قصة ، وهذه القصة او الحكاية  لا بد انها مرتبطة بالإنسان وبعمله ، هذه الحكمة راودتني وانا أتأمل  بعض ما يكتب بحق إنسان  نزيه اكن له احترام خاص ،  وقبل ان اكتب ما يجول في خاطري  يجب ان اذكر ان لا  مصلحة  لي عند الكاردينال لويس ساكو  ، ولم التقيهِ  سوى لقاء عابر ( مجرد  تحية واحترام )  مرة في السليمانية واُخرى في عنكاوا  ، و تربيتي لا تسمح لي  بان اتملق لأحد من يكون ومهما كان ،  لذلك  كلمة حق يجب ان تقال.
إن ما تربطني معه ليس الا سيرته الطويلة  التي اتابعها عن كثب ، منذ ان تولى سدة الباطريركية اصبح هدفا للعديد من الحجارة  اللعينة ، ومعظمها من البيت نفسه الذي اخذ على عاتقه تدبيره وترميمه .
 قبل توليه  سدة البطريكية الكلدانية ، كنّا انا وصديقي الراحل الدكتور سعدي المالح في زيارة للمطران الجليل صديق الكتاب والاُدباء الاستاذ جاك إسحاق في داره العامرة  بعنكاوا وفي مجرى حديثنا  عن استقالة البطريرك  الراحل سأل  استاذنا جاك إسحاق  :من تتوقعون ان يكون خلفا  للبطريرك  عمانوئيل دلي ؟  ،  اجبناه معا وبصوت واحد المطران لويس ساكو مطران كركوك  ، مرة اخرى عاد و سأل لماذا ؟ قال سعدي لانه نجح في إدارة أبرشية مثل كركوك التي تمثل العراق بكل تلاوينه  ، وقلت لانه نزيه جدا ، فخلال السنين الماضية لم نجده يطرق اي باب من اجل المال كما يفعل غيره للأسف بحيث لم يبق لنا رمز نعتد به من كثرة هولاء الذين يصطفون  بطوابير سواء كانوا من رجال الكنائس او من السياسيين او حتى من الكتاب ،  امام أبواب المسؤلين او  غيرهم ، وهنا ابتسم استاذنا العزيز  وكأنه يقول ، تنبأتم  بما سيحصل ، لكنه ابى ان يفصح لنا ما يجول في خاطره  علنا او يتعرض لمن سوف يختارونه  ثم قال ربما تتحقق امنياتكم  ، لان الرب سيوجه بما هو خير كنيستنا ، فعلا لم تمضِ  الا اياما معدودة حتى تم اختياره  وتنصيبه بطريركا للكنيسة الكلدانية في  نهاية شباط 2013 .
بعد هذا التاريخ توالت المقالات والتقولات والإشاعات وخاصة من خارج الوطن ، مرة تنصح البطريرك الجديد بان يعمل كذا وكذا وكانه يعمل أجير عندهم ، ومرة اخرى بانه لم يتحرك قوميا ، ويتوجب عليه ان يعمل ، بالاتجاه القومي  ، حينها كتبت مقالا 
 ، رجاء دعوا سيادة البطريرك ان يعمل بصمت  كي يقود كنيسته الكلدانية وينجز مشروعه الإيماني والعلماني أيضاً .
كنيستنا قبل الباطريرك  لويس ساكو كانت مغلقة اعلاميا البطريرك  او حتى الأسقف او الكاهن لم يكن ظاهرا لا في الاعلام ولا دخل له باي شان  سياسي او علماني  ، كان معظم ممارساته لا تتجاوز سوى إيداء  الطقوس الدينية ،  وكل اسقف له صلاحية مطلقة ،  وبإقرار البطريرك  الراحل  عمانوئيل دلي  قال يوما  لي بعد ان تعرض احد الاصدقاء لحالة معينة  ، لا يحق لي ذكرها  الان. .. يا بني هم
 ( يقصد بهم الأساقفة ) يتصرفون بكيفهم  انا ليس لي اي  سلطان عليهم اذا عندك شكوى ضدهم  تستطيع اللجوء الى محكمة مدنية ،   
وبرأي نتيجة الضغوط التي مورست على سيادته  اي ( الكردينال لويس ساكو ) منذ الأيام الاولى سواء كانت كنصائح وخطابات ونصائح  ، اعمل هذا واترك ذلك ، او الانتقادات الجوفاء التي وصلت  لحد  التشهير  وإطلاق السباب والشتائم من بعض ممن فقدوا بوصلتهم ، كانت سببا في ان يواجهها اعلام الباطريركية في تخبط وعدم الموفقية في بعضها وبنجاح في مواقف اخرى .
 في توليه أسقفية كركوك كان المطران لويس ساكو يجمع حوله معظم مكونات هذه المحافظة  وكان له دور مهم في احلال السلام بين مكوناتها الدينية والقومية ، وخلال تواجده هناك لم يكن يفرق مطلقا بين الكلدان والاشوريين والسريان كان مطرانا للجميع اضافة  الى ذلك كان  مطرانا مشتركا لجميع القوميات ومكونات تلك المحافظة يستشيره المسلم قبل المسيحي والتركماني قبل الكلداني او الاشوري ، يبتعد عن السياسة والسياسيين ، لذلك كان كل الناس والمراجع تحترم آراؤه وتصغي الى مشورته ، البطريرك لويس ساكو هو نفس الانسان نفس اسقف كركوك ، لم يتغير به شيء ، براي  نتيجة ما تعرض له من ضغط وخاصة من قبل جاليات الغرب وبالتحديد من امريكا ، أخذت مسعاه تتجه نحو ترميم البيت الكلداني المتشتت والمهمش ، كي يوازن بين مطاليب البعض من الكلدان ويساوي بين ما لدى الآخرين من اتحادات ومنظمات يتجمعون حولها ، فللسريان الرابطة السريانية واللاشوريين اتحاد الاشوري العالمي ( A U A) فلما لا يكون للكلدان رابطة كلدانية ؟ فكانت هذه الرابطة وبدل ان يتجمع الكلدان حولها راح العديد منهم اي من داخل البيت الكلداني يشكك بمسعى البطريرك ، بل راح قسما منهم يعلن  رفضها بشكل او باخر ، قبل ان يشكك بها ويرفضها اخرون من خارج ألبيت الكلداني ، حتى ابان زيارة البابا فرنسيس توجه البعض بالإساءة الى البطريرك رغم انه لم يكن هو الذي خطط للزيارة ولم يكن ضمن اللجنة التحضيرية ، ثم الأخطر من جميع الأمور تعرضه الى التشكيك بذمته المالية ، رغم ما يتصف به من نزاهة منذ  ان كان ولا زال العديد ممن نأخذهم رموزا لنا يصطفون امام دار المحسن الكبير لنيل حفنة من الدولار
مما حدى برموز شعبنا سواء في كنائسنا او في احزابنا ان يتساقطون واحدا بعد الاخر ، سوى  البعض من امثال البطريرك لويس ساكو الذين ظلوا نزيهين رافعي الهامة ، ولم يمد يده لاحد ولم يضعفوا أمام المغريات المادية الزائلة ، الامر الاخر نجد في البطريرك  شجاعة في قول الحق بوجه الأقوياء والمتنفذين والدفاع عن المظلومين من المكونات العراقية وهذا دفع بالبعض الى الضن بانه ينافسهم بشجاعتهم  .
لست في موقع ولا اتمناه لنفسي أبدا بان احارب اصحاب الرأي المختلف فربما في بعض المواقف يخطأ الانسان حتى ولو كان في  اعلى مراتب الإكليروس فليس اي إنسان معصوما عن الخطأ ولكن لا يجوز صحفيا او اعلاميا  ان ينحو كاتب ويلجأ الى التسقيط المستمر والتهجم والتشهير باي فرد كان ، فَلَو كنّا في زمن الصحافة الورقية لما تمكن اي كاتب من استخدام هذا النوع من استخدام الأنواع من الإسفاف الإعلامي تجاه الاخر لمجرد الاختلاف معه في الرأي او في الايداء ، فمعظم ما يكتب من التشهير في مواقع التواصل الاجتماعي اليوم يقع تحت طائلة  العقوبات المنصوص عليها  وفق  المادة 433  - 435 من قانون العقوبات العراقي ، الا انهم يحدون نفسهم بمأمن عن العقوبات نتيجة استخدامهم لوسائل التواصل هذه .
 دعوتي للاخوة الذين ينتقدون البطريرك  ان يلتفوا حوله وان ينبذوا هذا السلوك المتشكك بأعماله فنحن كمسيحيين بحاجة اليوم الى نبذ خلافاتنا وصراعاتنا التافهة ، نحن بحاجة الى  التكاتف الى العمل معا الى نبذ التعالي والمصالح الخاصة  ، وأن نعمل   من اجل الحفاظ على ما تبقى منا في الوطن وما تبقى لنا من الوجود ..     
 طوبى لك الكردينال لويس  فسيدنا الأكبر  منا جميعا ذاق الاهانة والصلب ولكنه كان يصرخ دائما اغفر لهم أبتي هم لا يعرفوا ماذا يفعلون  فهلا غفرت انت ايضا لنا ..

98
لو العب لو اخرب الملعب
بطرس نباتي   

ما اكتبه من رد على التصريحين ادناه ليس نابعا من اي تحامل على كائن من يكون ، فقط اكتبه إظهارا للحقيقة وما يجري على ارض الواقع .

خلال الأسبوع الماضي صدر تصريحان متفقان في المبدأ مختلفان في الصياغة أحدهما من المكتب السياسي للحركة الديموقراطية الاشورية ( زوعا) والآخر من حزب بين النهرين .
 اود هنا ان اسلط الضوء على ما جاء فيهما من ملاحظات
اولا : تصريح المكتب السياسي للحركة الديموقراطية الاشورية :
من يقرأ هذا التصريح رغم تكرار عبارة
 ( الاستغراب )  ولكن لا بد للقاريء ان يشعر هو  هو بهذا ( الاستغراب ) بل باشمئزاز ، لكون يشعر بمدى الهزال التي تمر بها زوعا بحيث تستجدي المشاركة في  اجتماع  من اجل التعارف بين الاحزاب
( الكوردية ) بموجب ما ورد في تصريح المكتب السياسي لزوعا  :
1- يقولون في بداية التصريح ( ان دعوة كانت من قبل ( رئاسة الاقليم للاحزاب الكردية ) الى اجتماع الاحزاب والقوى السياسية في الاقليم  دون دعوة ممثلي شعبنا مكتفية بدعوة وزير الاتصالات في حكومة الاقليم .
اذا كانت الدعوة من قبل رئاسة الحكومة ( الاحزاب الكردية ) ولم يدعوكم كما تسمون انفسكم في غير هذه الجزئية بانكم ممثلين لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري ، اي انتم لستم من ( الاحزاب الكردية ) لما تستغربون يا ترى ؟ اذا لم توجه الدعوة لكم ، لان الملاحظ على عملكم السياسي فمنذ 2003 قد نقلتم نشاطكم الى بغداد  ولم تتركوا في الاقليم غير مقرات شبه فارغة وهناك اواصر جديدة تربطكم مع الاحزاب الشيعية فلما ( تستغربون ) من عدم دعوتكم لهذا الاجتماع . 
2- اشعر من خلال قرائتي للتصريح  بانكم تستغربون لان هناك شخص اخر  ممثل في هذا الاحتماع الا وهو ( السيد انو جوهر ) معالي وزير المواصلات ، وهو  عضو في الحزب الديموقراطي الكردستاني ، طيب هو ايضا المسؤول الاول في ائتلاف الوحدة القومية وهو مؤسس لها ( كما جاء في بيانهم قبل ايام ) وهذا الأتلاف يضم في عضويته
 ( حزب المجلس القومي الكلداني وحزب بيت نهرين الديمقراطي وحزب تجمع السريان وتيار شلاما وحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني)  فما الضرر الذي لحق بقضيتكم بحضور هذا الشاب لمثل هذا الاجتماع ؟
3-  اما مسالة تمثيل شعبنا التي غالبا ما ترد في منشوراتكم  ، فاذا كان هو ممثلا لحزبه كما تدعون  بقولكم (الذي لا يمثل سوى المنتمين لحزبه وليس ممثلا لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري او ممثلا للمسيحيين كما سمي في الاعلام) فمن يقول انتم او غيركم ممثلين للمسيحيين  ؟ من خولكم بتمثيله فاذا كان تواجدكم في برلمان الاقليم هو الفيصل في هذا التمثيل فتنظيم الوحدة القومية لديه تمثيل ايضا ، اما قربه من الحزب الديموقراطي الكردستاني فأنتم اقرب من جميع الاحزاب حتى الكوردية منها لهذا الحزب ، رجاء اذكروا لنا موقف لم تساندوا فيه هذا الحزب سواء في البرلمان او في الحكومة ،  او وقفتم بالضد من سلبيات حكومة الاقليم تجاه  اراضينا سواء في عنكاوا او في دهوك ، منذ اختطاف زوعا على يد رئيسها الأوحد اصبحتم لا تمثلون ،  سوى حزبكم،  وليس جميع رفاق حزبكم ، لقد اصبح زوعا للأسف  يمثل فقط قيادة متكونة من عدد قليل من اشخاص ياتمرون باوامر الزعيم الأوحد .
4-   لو صدر عن حزب ابناء النهرين او من  منظمة كلدواشور مثل هذا الاستغراب كنّا نقول بانهم من حقهم ان يكون لهم تواجد في مثل هذه الاجتماع لان مواقفهم السابقة تشهد لهم بمدى قربهم من معانات شعبنا من الكلدان والسريان والاشوريين ، اما زوعا فيما بعد 2003 ، فانه في غياب ابدي ومستمر سواء على الساحة السياسية او حتى المناسبتية ، فأين انتم يا ترى ؟ اليس من حقنا ان نسأل ؟
5-  لو جاء في التصريح ( استغربنا من عدم  دعوة حركتنا ) لكان التصريح والاستغراب اكثر صدقا وواقعية لان الامتعاض ياتي نتيجة إهمالهم لدعوة حزب سياسي كان يتمنى ان يلبي دعوة يصفها بانها موجهة الى الاحزاب الكردية حصرا ( كما جاء في التصريح ) اما الاستغراب لكونهم لم توجه دعوة الى ممثلي شعبنا ، فمن هم هولاء ؟ ، فقيادة زوعا لا تعترف بغير زوعا كونه الممثل الوحيد للكلدان السريان الاشوريين ، ام هناك اخرون يمثلوننا ونحن لا نعرفهم .
6- يقال بان الاجتماع كان اولا لتنظيم البيت الكوردي ، هذا ليس شأن زوعا على ما اضن ، والامر الاخر دخول المجتمعين بقائمة موحدة في انتخابات المركز القادمة والحركة لن تدخل مثل هذا المعترك، وقد تم دعوتها سابقا لدخول بقائمة موحدة سواء مع ابناء النهرين او مع كيانات وأحزاب اخرى الا ان قيادتها رفضت حتى الاجتماع مع جميع الاحزاب التي عبرت عن ارتياحها بمشاركة الحركة بمثل هكذا توحيد للجهود  ، والامر الاخر جرى نقاش حول كيفية كتابة دستور الاقليم ، وسبق لسكرتير الحركة ان كان ضمن من  كتب الدستور العراقي الطائفي 2005 وتم رفعه فرحا به من قبله ، ونحن كمسيحيين لا نرضى ان تتكرر كتابة دستور اخر ينص على دين الاقليم الرسمي وثوابت احكام الاسلام وسن قوانين طائفية مقيتة ، نريد أناس شجعان يمثلون ارادتنا في كتابة دستور وطني علماني  ، نريد  تمثيلا حقيقيا وليس ادعاءً  او زورا  ولن يكون في كتابة  دستور الاقليم  ممثلين عن المسيحيين
مزودون بثقافة قانونية أكاديمية وسياسيين منزهين لهم ثقافة سياسية تؤلهم للمشاركة في كتابة الدستور .

ثانيا : تصريح حزب بيث نهرين


اما التصريح  الاخر الصادر من حزب بيث نهرين فهو الاخر  لا يقل غرابة عن تصريح الحركة الاشورية ،  فهو يثير استغراب اخر حول عدم دعوة ممثلي الاحزاب  الفاعلة ،  فهو لم يستنكر وجود السيد انو كما جاء في التصريح زوعا ولكنه ، انتقد لعدم دعوة ممثلي الاحزاب الفاعلة ، ولم ادرِ ماذا يقصدون بالفاعلة  ، فاعلة بماذا ؟ هل بعدد أعضائها الذين لا يتجاوزون ركاب باص ركاب  ؟ ام بما قدموه لنا من منجزات التي لا اعرف عنها شيء ، ولكن مما اثار انتباهي ان ممثل الوحدة القومية التي انضم اليها هذا الحزب  بارادته منذ تأسيسها ممثلة بالسيد انو جوهر فلماذا هذا الانزعاج من تمثيل رئيس كيان شلاما ؟  الذي هو جزء من  كيان الوحدة القومية ،  سبق ان شارك السيد روميو هكاري في اجتماع مماثل ، ومر الاجتماع بسلام ولم يصدر كيان شلاما او حزب الاتحاد الكلداني  المؤتلفان مع حزب بيث نهرين  اي تصريح ضد مشاركة السيد روميو  هكاري في ذلك الاجتماع ،  ولا ادري ما الفرق اذا كان انو جوهر حاضرا للاجتماع او السيد روميو  ، ما الفرق بينهما ؟  والانكى من ذلك صدور تصريح اخر من الاحزاب  المؤتلفة في ( الوحدة القومية )  بعد هذا التصريح الشاجب لدعوة حكومة الاقليم  وجرى خلال هذا الاجتماع عما جرى  في اجتماع رئيس حكومة الاقليم  ، برأي ما يصدر من تصريحات من هذه التنظيمات الاشورية للأسف يقع في خانة (لو العب لو اخرب الملعب )  او  كما يقال في المثل الفرنسي (انا ومن بعدي الطوفان  )..



99
اخي إسكندر ، كل الذين في البرلمان العراقي ، كاذبون ومنافقون عندما يقولوا بان  المواد المتعلقة بقانون المحكمة الاتحادية انما الغاية منها الحفاض على الدستور العراقي المادة الثانية ، وقصدهم الحفاض على احكام الشريعة الاسلامية ، لان مؤيدي هذا القانون لو تسألهم  ما هي احكام الشريعة الاسلامية لما استطاعوا ان يقنعونك باجاباتهم لكون كل طائفة او مذهب اسلامي يختلف عن سواه في تعداد احكام الشريعة ، والمشرع الذي وضع  هذه المادة في الدستور اي ثانيا ب  أراد بها ان تكون حجر عثرة امام كل التحولات الديموقراطية في العراق ، وكذلك كي تتعارض مع قيام دولة مدنية علمانية تعمل على فصل الدين عن الدولة   ثم المحكمة الاتحادية مهامها البت في شرعية الانتخابات والفصل في الخلافات بين المركز والإقليم وعدم تعارض القوانين مع بعضها فلماذا يحاولون فرض فقهاء الشريعة وجعلهم اعضاء اصليين من عدد اعضاء المحكمة البلغ 13 عضوا ، هذه مؤامرة لا فقط على الغير المسلميين وإنما على جميع الأحرار والتقدميين  من العراقيين أينما كانوا  .. تقبل تحياتي

100
لقد جائنا  البابا ..لقد فعلها  هذا الشجاع

بطرس نباتي
يحمل   على كاهله اكثر من ثمانية عقود من سنين عمره  ، يسير بين الجموع   بصعوبة  بالغة ، يتمايل على الجهة اليسرى ، لا  يحمل عصا  ليسند عليه شيخوخته  او مسنداً  يعينه على السير ولكنه رغم ذلك يصر ان يسير  بتمهل يحادث مرافقيه  يبتسم يضحك يجامل ، ثم ينظر بتمعن وكأنه يقرأ في الوجوه التي يعلوها  الأمل  والرجاء بزيارته ، يتنقل عبر مدن عديدة وكأن  جناح غير مرئي يحمله  عبر المسافات البعيدة ، يسير ببطأ ولكن الذي يرقبه  يخاله كائن ملائكي  هبط من احدى زوايا الكون البعيدة  ، يتنقل  بين  ثنايا التاريخ وأطلال  نينوى القديمة  وسهلها الفسيح بين كنائسها التي  اصبحت رماداً على أيدي  الأشرار ،    يتفحص تلك الخرائب التي تحيط به تخاله وكأنه يريد ان يرفعها على أكتافه  المنهكة لتعود الى سابق عهدها ،  ملابسه بيضاء ، يشع من وجهه شعاع من النور ،  كله جميل ورائع . بغداد تستقبله بحفاوة ، تنفض  لمقدمه عن نفسها الغبار و أزقتها  تستعيد رونقها  لمقدمه ،شوارعها أزقتها تتزين  بملابس العيد ،   انه عيد مقدم الفرح وقدوم السلام ، سيأتي ليصرخ بِنَا ( كلنا اخوة )،  اربيل بقلعتها الشامخة تطلع الى مقدمه بشوق     ها هو اتٍ ارفعوا  أغصان الزيتون انه قادم يحمل بشارة السلام انه رجل السلام ..
 كم  تمنينا منذ ان تولى الحبرية في روما كخليفة لمار بطرس أن  يحقق تلك الأمنية القديمة بزيارة وطن تعذب بيد الاٍرهاب تارة وبيد الدكتاتورية  البغيضة والحروب والاقتتال الطائفي والفساد المستشري  .
كتبتُ عن محبته  الكبيرة للفقراء  والكادحين  واعتبرهم اخوة له ،  وأعاد الاعتبار للاهوت التحرير الذي كان منبوذا او فاقدا للاعتبار في الأوساط الكنسية ، كتبتُ عنه حينما وقف ضد النخبوية،  ونبذه لمحبي المال والشهرة والجاه ،  تابعته في موطنه الأصلي أرجنتين عندما كان اسقفا ثم كاردينالا  وجدته شجاعا في قول الحق ، وما يقوله عن الحق ، لم يعجب حتى بعض المقربين  منه ، لذلك في مواقف عديدة تعرض الى التشويه على يد بعض الحمقى  ، الى النقد الجارح لكونه صريح وواضح  ولانه يفصل بين نور الشمس وضيائها الأخاذ وبين الظلام الدامس  ،  قَولوه ما لم يقله ، ولكنهم رغم أدواتهم الدعائية الكبيرة ومعهم كل قوى الشر الا انهم اندحروا  هم وانتصر هو ،  لقد جائنا  حقا فعلا فعلها  ، ها هو اشاهده  على أرض العراق ، ها هو الان يسير امامي ، هذا المقدام  لم يخشى  الكوفيد اللعين ولم يخش  ان العراق بلد قاتل ، ولم يمتثل للبعض الذين أشاروا عليه ان يؤجل السفر الى بلد لا زال  يوصف بأنه خطر  يعاني من الاٍرهاب والحروب  و ، قال لهم : أيها الناس دعوني،  سأسافر حتى وان كنت وحدي ، سأحقق أمنية  يتمناها هذا الشعب التواق الى السلام  والأمن ، وفعلا عملها هذا الشجاع  ، وحطت طائرته ارض العراق ، لقد جاء ليحقق أمنية كادت ان تصبح حلما ، لقد جاء لانه شجاع وشجاعته دفعت بان تمتلأ الطائرة بعشرات الشجعان من مرافقيه ، الذين شاهدوا كل شيء على حقيقته عن وطن تصوره لهم أفلام الهوليود وكأنه جحيم لا يُطاق وشعبه مصاصي الدماء او ورثة كالگولا ، فما ان تناقلت الأخبار  منذ اليوم الاول ليدحض لديهم تلك النظرة الاحادية التي صورها لهم الاعلام المضاد للعراق ،وجدوا شعبا طيبا مرحبا مضيافاً ، وجدوا أرضا طاهرة فقط تحتاج الى الرحمة والى الحكمة التي لا تزال غائبة  في قيادة البلد نحو بر الأمان.. 
لذلك جائنا هذا الرجل الحكيم يحمل السلام يحمل (كلنا اخوة)  جاء ليعلم حكامنا  التواضع الشفافية ، على حب الشعب ، فهل ستبقى كلماته ماثلة  في أدمغتهم  ؟ ام ينسونها ما ان تقلع الطائرة به للعودة الى الديار ، لقد  اسمعهم  ما كنّا جميعا نود ان نقوله  لهم كأنه  يعيش في ضمائرنا ووجداننا ،  لقد نقل لمعظم المسؤولين في البلد  الذين التقاهم رسائل من مواطنيه بدون ان يتلقى قصاصة منهم ،  وكأنهم كتبوا له او  أسمعوه متاعبهم،  آلامهم ،لقد قرأ على الوجوه ما ارتسمت عليها من معانات من اوجاع وراح ينقلها بأمانة عبر كلماته  الى هولاء الحكام الذين استقبلوه ، فراح يسمعهم ما لا يريدون اصلا أن يسمعوه لقد تحدث لهم بصراحته المعهودة ، طارحا قضايا عديدة تهم البلد ،  لم يتكلم برمز  او بهمهمات غير مفهومة ،  تكلم بحرية  وبمحبة  بمباديء انسانية وبحكمة ودراية ، رجل خبر الحياة والسياسة  النزيهة البعيدة عن المصالح الانية  الضيقة ، اضافة الى الإيمان  والمحبة والتواضع ،  عندما كان بيننا  كانت الفرحة عارمة كان السلام والحمائم البيضاء تطير في سماء العراق بحرية مبشرة بالسلام  ، فلا متفجرات ولا رصاص يحصد الأرواح  ، لقد غاب كل  ما ينغص الحياة. ، حتى كورونا اختفت من الساحات  والشوارع ،  فهذا والد رحيم يجوب شوارع العراق ، فيا ترى الى مدى ستبقى اثار هذه الزيارة تعمل في حياة هذا البلد واهله ؟   

بطرس نباتي
يحمل   على كاهله اكثر من ثمانية عقود من سنين عمره  ، يسير بين الجموع   بصعوبة  بالغة ، يتمايل على الجهة اليسرى ، لا  يحمل عصا  ليسند عليه شيخوخته  او مسنداً  يعينه على السير ولكنه رغم ذلك يصر ان يسير  بتمهل يحادث مرافقيه  يبتسم يضحك يجامل ، ثم ينظر بتمعن وكأنه يقرأ في الوجوه التي يعلوها  الأمل  والرجاء بزيارته ، يتنقل عبر مدن عديدة وكأن  جناح غير مرئي يحمله  عبر المسافات البعيدة ، يسير ببطأ ولكن الذي يرقبه  يخاله كائن ملائكي  هبط من احدى زوايا الكون البعيدة  ، يتنقل  بين  ثنايا التاريخ وأطلال  نينوى القديمة  وسهلها الفسيح بين كنائسها التي  اصبحت رماداً على أيدي  الأشرار ،    يتفحص تلك الخرائب التي تحيط به تخاله وكأنه يريد ان يرفعها على أكتافه  المنهكة لتعود الى سابق عهدها ،  ملابسه بيضاء ، يشع من وجهه شعاع من النور ،  كله جميل ورائع . بغداد تستقبله بحفاوة ، تنفض  لمقدمه عن نفسها الغبار و أزقتها  تستعيد رونقها  لمقدمه ،شوارعها أزقتها تتزين  بملابس العيد ،   انه عيد مقدم الفرح وقدوم السلام ، سيأتي ليصرخ بِنَا ( كلنا اخوة )،  اربيل بقلعتها الشامخة تطلع الى مقدمه بشوق     ها هو اتٍ ارفعوا  أغصان الزيتون انه قادم يحمل بشارة السلام انه رجل السلام ..
 كم  تمنينا منذ ان تولى الحبرية في روما كخليفة لمار بطرس أن  يحقق تلك الأمنية القديمة بزيارة وطن تعذب بيد الاٍرهاب تارة وبيد الدكتاتورية  البغيضة والحروب والاقتتال الطائفي والفساد المستشري  .
كتبتُ عن محبته  الكبيرة للفقراء  والكادحين  واعتبرهم اخوة له ،  وأعاد الاعتبار للاهوت التحرير الذي كان منبوذا او فاقدا للاعتبار في الأوساط الكنسية ، كتبتُ عنه حينما وقف ضد النخبوية،  ونبذه لمحبي المال والشهرة والجاه ،  تابعته في موطنه الأصلي أرجنتين عندما كان اسقفا ثم كاردينالا  وجدته شجاعا في قول الحق ، وما يقوله عن الحق ، لم يعجب حتى بعض المقربين  منه ، لذلك في مواقف عديدة تعرض الى التشويه على يد بعض الحمقى  ، الى النقد الجارح لكونه صريح وواضح  ولانه يفصل بين نور الشمس وضيائها الأخاذ وبين الظلام الدامس  ،  قَولوه ما لم يقله ، ولكنهم رغم أدواتهم الدعائية الكبيرة ومعهم كل قوى الشر الا انهم اندحروا  هم وانتصر هو ،  لقد جائنا  حقا فعلا فعلها  ، ها هو اشاهده  على أرض العراق ، ها هو الان يسير امامي ، هذا المقدام  لم يخشى  الكوفيد اللعين ولم يخش  ان العراق بلد قاتل ، ولم يمتثل للبعض الذين أشاروا عليه ان يؤجل السفر الى بلد لا زال  يوصف بأنه خطر  يعاني من الاٍرهاب والحروب  و ، قال لهم : أيها الناس دعوني،  سأسافر حتى وان كنت وحدي ، سأحقق أمنية  يتمناها هذا الشعب التواق الى السلام  والأمن ، وفعلا عملها هذا الشجاع  ، وحطت طائرته ارض العراق ، لقد جاء ليحقق أمنية كادت ان تصبح حلما ، لقد جاء لانه شجاع وشجاعته دفعت بان تمتلأ الطائرة بعشرات الشجعان من مرافقيه ، الذين شاهدوا كل شيء على حقيقته عن وطن تصوره لهم أفلام الهوليود وكأنه جحيم لا يُطاق وشعبه مصاصي الدماء او ورثة كالگولا ، فما ان تناقلت الأخبار  منذ اليوم الاول ليدحض لديهم تلك النظرة الاحادية التي صورها لهم الاعلام المضاد للعراق ،وجدوا شعبا طيبا مرحبا مضيافاً ، وجدوا أرضا طاهرة فقط تحتاج الى الرحمة والى الحكمة التي لا تزال غائبة  في قيادة البلد نحو بر الأمان.. 
لذلك جائنا هذا الرجل الحكيم يحمل السلام يحمل (كلنا اخوة)  جاء ليعلم حكامنا  التواضع الشفافية ، على حب الشعب ، فهل ستبقى كلماته ماثلة  في أدمغتهم  ؟ ام ينسونها ما ان تقلع الطائرة به للعودة الى الديار ، لقد  اسمعهم  ما كنّا جميعا نود ان نقوله  لهم كأنه  يعيش في ضمائرنا ووجداننا ،  لقد نقل لمعظم المسؤولين في البلد  الذين التقاهم رسائل من مواطنيه بدون ان يتلقى قصاصة منهم ،  وكأنهم كتبوا له او  أسمعوه متاعبهم،  آلامهم ،لقد قرأ على الوجوه ما ارتسمت عليها من معانات من اوجاع وراح ينقلها بأمانة عبر كلماته  الى هولاء الحكام الذين استقبلوه ، فراح يسمعهم ما لا يريدون اصلا أن يسمعوه لقد تحدث لهم بصراحته المعهودة ، طارحا قضايا عديدة تهم البلد ،  لم يتكلم برمز  او بهمهمات غير مفهومة ،  تكلم بحرية  وبمحبة  بمباديء انسانية وبحكمة ودراية ، رجل خبر الحياة والسياسة  النزيهة البعيدة عن المصالح الانية  الضيقة ، اضافة الى الإيمان  والمحبة والتواضع ،  عندما كان بيننا  كانت الفرحة عارمة كان السلام والحمائم البيضاء تطير في سماء العراق بحرية مبشرة بالسلام  ، فلا متفجرات ولا رصاص يحصد الأرواح  ، لقد غاب كل  ما ينغص الحياة. ، حتى كورونا اختفت من الساحات  والشوارع ،  فهذا والد رحيم يجوب شوارع العراق ، فيا ترى الى مدى ستبقى اثار هذه الزيارة تعمل في حياة هذا البلد واهله ؟ 



101
أدب / رد: بغديدا بين حدقات شاعر
« في: 10:01 02/03/2021  »
اخي كامل ، شكرًا لك ولاطلالتك الكريمة ، شاكر سيفو  علامة مميزة  في الادب وسيبقى خالدا في ضمائرنا  ، لكن للأسف
الشعراء موتى مؤجلون في وطنٍ ،  يتركونهم  في لجة الامواج المتلاطمة  ، كريشة تعصف بها الرياح ، آه من هذا الزمن العاهر .
تقبل محبتي 

102
أدب / رد: بغديدا بين حدقات شاعر
« في: 09:33 22/02/2021  »
شاعرنا العزيز بولص ادم شكرًا لعذوبتك وعذوبة عباراتك ، شاكر ينام بين جفوننا لا تتمكن الذاكرة ان تفقده ، له مكانة متميزة في ذواتنا مهما طال غيابه الا ان حضوره متميز كشاعر وانسان ، دمتم لنا أخاً عزيزا

103
الف الف مبروك لمدينة بغديدا بفرقتها هذه متمنين لها النجاح والتقدم ، لقد عودتنا بغديدا ان تكون سباقة في مجال الفن والثقافة ، تحية لشباب وشابات هذه الفرقة الفتية وكلنا امل بانها سترفع اسم بلدتها عاليا في مجال الموسيقى كما في الرياضة والفن التشكيلي والمسرحي

104
الاخ ابرم شبيرا في مقاله عن محاضرة دكتورة منى ياقو يذكر جملة من ملاحضات ، لا بد ان اقف عند بعضها  قسم منها يتعلق بالحاضرة والجزئيات الواردة فيها وقسم يتعلق بكيفية الايداء ، وهنا لا بد لي ان أُذَّكر الكاتب ببعض النقاط التي استند عليها في رده على المحاضرة ، يقول الكاتب العزيز بان المحاضرة كانت طويلة مما يعني انها ادخلت الحضور بحالة من النعاس ، وكان أولى بها ان تكون لمدة نصف ساعة ثم ترك المجال للحضور للاستفسارات والمداخلات ، علما ان قراءة رده على المحاضرة يستغرق اكثر من ساعة ، وفي كل كتابات شبيرا نلاحظ هذا الإسهاب في كتابة التفاصيل ، وعدم الإيجاز ، فانا الذي أتميز بالقراءة السريعة عندما اقرأ اي مقال له اقسمه لأجزاء لطول المقال ، وهو في كل محاضراته التي حضرتها لا يكتفِ حتى بساعة في إنهائها فكيف يطالب المحاضرة باختصار ما لديها لتقوله بنصف ساعة معللا باننا في عصر
 ( السريباني )!!؟ والذي ربما يقصد به عصر السرعة ، وهو بنفسه لا زال في عصر السلحفاة ، الملاحظة الثانية التي اود قولها ، في جميع محاضرات مركز يونان هوزايا للبحوث والدراسات المستقبلية ، نطلب من المحاضر ومن مقدمه ان تكون المحاضرة على شكل نقاشات هادئة بين المحاضر ومقدمه ثم فسح المجال للحضور ولكن المحاضر يرتأي ان تكون على هذا النحو المتعارف عليه ، وأسلوب المحاضرات الأكاديمية هو المتبع حتى من الاخ شبيرا  ، وبراي لو عمد الى اُسلوب النقاش هو افضل لمثل هذه المحاضرات ، في حال توفر عنصر فعال ومتمكن في إدارة الحوار ،  دكتورة منى تحدثت في محاضرتها في ثلاثة محاور فقط ولم يتشعب حديثها اكثر ، وأتمكن من تلخيصها  بكلمات قليلة فهي تحدثت عما هو واقع ملموس على الساحة السياسية ، و اهم معانات شعبنا ، واعطت معالجات مهمة من الناحية القانونية  ..
وكانت محاضرتها  ناجحة ، وهي طبعا متمكنة من المادة .

105
مادام اتهمتني باني احيد عن الحقيقة ، فلن ارد عليك سوى باني احترم الكاتب الذي يعزف عن توجيهه التهم جزافا  ،، وأقول  للأسف المقال كان حول زيارة البابا ولم اكن انوي ان يتحول هكذا الى  نقاشات عقيمة لا تجدي ، مع ذلك اقول للتاريخ انا لي الفخر  باني حريص جدا على علاقاتي الشخصية وصداقاتي مع الاخوة من كتاب ومثقفي  السريان  هم دائما من اقرب الاصدقاء على  قلبي

106
أحييك اخي سلام على هذا الخطاب ، الغبن لم يلحق اليوم ب عنكاوا واهلها وإنما منذ القديم عنكاوا مغبونة في كل شيء ،  ابناء عنكاوا ضحوا بالغالي والنفيس بالدماء من اجل الوطن ،  ماذا حصلوا غير  تبديد أراضيهم وممتلكاتهم لكل من هب ودب  ، ماذا تنفع عنكاوا هذه الفنادق والمساطحات التي شيدت على أراضيها ،  مدارس حكومية مهدمة مراكز صحية حكومية  مهدمة ، والمدارس  والمستشفيات الأهلية  لأغنى الأغنياء الزمن الفاسد ، كفتريات  يستنزف بها الشباب  أوقاتهم اضافة الى جيوبهم ، امتلات عنكاوا بالغرباء من كل محافظات العراق ومن العالم اجمع واهلها مطرودين من كل شيء ، وهل تتصور ان الكنيسة ستنصف عنكاوا لا يا اخي ، ان كل من أتى من غير اَهلها اصبح هو المتحكم بعنكاوا ،  وانا من محبتي لقداسة البابا ومتابعتي المستمرة لمواقفه الرائعة كتبت  عنه. وعن زيارته ولكن فعلا نحن في عنكاوا نتألم ان لم يزرها ، ونحن كنّا نفضل  أن  يقيم القداس في سهل عنكاوا ، واهلها يتربعون  أمامه بدون مقاعد  ، هكذا كنّا نريد ان تكون الزيارة ، كما كانت في قرية من قرى بولندا قبل سنوات حيث افترشوا الارض وتغطوا بالسماء كي يكون لهم الحضور في زيارته ، نتطلع ان لا يحرمون البابا من زيارة عنكاوا  فهذه القرية  التاريخية لا يجب ان تكون منسية الى الأبد
تسلم عزيزي سلام  لقد أظهرتم حرصكم على عنكاوتنا العزيزة

107
الاخ بيث نهرينايا  اقتراح وجيه حول استقبال البابا بوفد مشترك من جميع الكنائس ولابد ان الباطريرك يعرف بهذا فاذا كان اساقفة كنائسنا يشتركون معا في المناسبات والاعياد فكم بالاحرى في هذه الزيارة ، ولم اكتب بهذا الامر لاني منذ ان مارست الكتابة في السبعينيات ولحد الان لم اتدخل في عمل رئاسات الكنائس هم ادرى بشؤونهم  تقبل تحياتي

108
الاخ المغترب توجيه اية شتائم وعبارات نابية والتهجم الى اي شخص مهما تكن ارائه وإهانته من اين ما تأتي تدل على ضعف وإنعدام الحجة وكذلك تسمح لي ان اقول بانها ان دلت على شيء فانها تدل على قلة الخلق وانعدام التربية ، وخاصة اذا اتت لمجرد الاختلاف في الرأي وممن يعتبرون انفسهم كتاب ومثقفين ، انا بهذا لا استثني احدا سواء كان يدعي بالكلدانية او الاشورية او السرياتية ، نحن بشر نفكر نعمل وخلال عملية التفكير لابد ان نختلف وقد نعبر عن هذا الاختلاف بالكلمة او حتى باغنية او برسم تشكيلي ، فالواجب علينا ان نحترم هذا الاختلاف ، وخاصة اذا كان متعلق بما تعتقده انت او غيرك ، اخي من عندما اقرأ للبعض من سواء كانوا كلدانا او اشوريين او سريان بعض مما ذكرته سابقا اصاب بصدمة ، فأنا نفسي لم اكن بعيدا من تجريح هذا اليعض ، فمثلا احدهم كان من الكلدان كما يسمونه ,(مُنّظر كلداني ) اتدري بما وصفني ؟ علما اني كلداني لقد وصفني قائلا من انت انت نكرة ، والاخ الاشوري مرة قال لي بوجهي انت خائن القومية الاشورية ، قال لانك غيرت اسم مديرية الثقفة الاشورية الى مديرية الثقافة السريانية ، ربما تلتقي او لديك معرفة بهذا الذي تسمونه باحث ومؤرخ سرياني لقد وجه الي اقسى الكلمات وصلت لحد الشتائم وكذلك للشهيد المطران ادي شير في احد ردوده ،  لا تقل ان العبارات النابية والذم والشتم تاتي فقط من الكلدان او من الاشوريين ، انها ظاهرة عامة للاسف تحدث على صفحات سواء هذا المنبر او غيره من صحافتنا الالكترونية وهي ظاهرة  مدانة يجب ان نقف جميعا ضدها وضد ممارسيها ،  تقبل تحياتي ملاحظة اخيرة
ليس هناك داع للكتابة باسم مستعار بتصوري ، كنا نمارسها إبان زمن النظام السابق خشية الملاحقة ،

109
الاخ والصديق العزيز خالد لك جزيلي شكري وتقديري ما تفضلت به هو ما اظعوا اليه بصدق وصراحة هذه المناقشات العقيمة لا تخدم لا كمسبحيين ولا كقومين ، والانكى من ذلك هؤلاء مهما كتيت له من ردود هم يحاولون جاهدين ان يسحبوننا الى بعض الامور اكل الدهر عليها وشرب في ردي الاخير قلت ان نظام صدام شجع مثل  ما اتوا به من بحوث حول موطن ابراهيم وهم يقولون الصهيونية والاستعمار ، بينما كنت قد كتبت ان ذلك النظام كان يعتقد بان هنلك مؤامرة صهيونية ولكن اكتشاف اور والبحث في النوراة كان قبل نظام اابعث بقرون  هم لا يدرون بانهم بهذا يلتقون مع بعض رموز ذلك النظام وهم ينطلقون من نظرية المؤامرة الرائجة في الفكر العروبي اخي العزيز لو بذلوا جهدهم في مسائل مسنقبلية وما نعانيه كمسيحيين او ككلدان او سريان او اشوريين لاحتلوا هؤلاء الاخوة وغيرهم ممن صدعونا بهذه المسائل التي لا تجدي ولا تفيد لكنا وقفنا لهم اجلالا واكراما ولكن ماذا نفعل هم لا زالوا مستمرين على نهج الانكار والنيل من الاخر
اخي العزيز تقبل محبتي وسلامي الى العائلة الكريمة

110
الاخ فاروق المحترم
أتدري لماذا  سلط الضوء على زيارة البابا  ل أور والتي جاءت حسب منهاج الزيارة ، لكون ابراهيم هو الشخصية المحورية في الاديا
الثلاثة اليهودية والمسيحية والإسلام ، وهذه الاديان لا زال يطلق عليها بالأديان الإبراهيمية ، والبابوات منذ يوحنا بولص الثاني يهتمون بفتح حوار متواصل ومنفتح بين هذه الاديان ، والغاية الرئيسية من هذا الحوار هو إيجاد نقاط مشتركة بينها وكيفية تطوير هذه النقاط لخدمة البشرية .
الاخ جورج السرياني المحترم
النص التوراتي الذي يتحدث عن خروج ابراهيم من أور يقول بان (ابراهيم خرج من أور كسديم) ومنذ ان تم شرحها  من قبل رونلسن عام 1862  وقال بان التوراة يقصد مدينة أور التابعة لمحافظة الناصرية في جنوب العراق ثم نقب في هذه المنطقة   احد علماء الاثار البريطانيين حيث اعلن عن اكتشاف هذه المدينة ، هذا الاكتشاف هناك منتقديه ويستندون جميعهم على مصادر اخرى مدعين بان لا يمكن ان تكون أور المكتشفة من قبل البعثة البريطانية هي موطن ابراهيم ، وهذا الاختلاف امر طبيعي جدا يحدث بين الأثريين او المؤرخين ، وشجعت حكومة العراقية السابقة ،  أبحاثا تاريخية لدحض هذه  المقولة  التوراتية  لكون الصهيونية كانت تدعي بان مادام موطن ابراهيم كان في جهة الشرق من الفرات اذن يجب ان تكون حدود دولتهم من النيل الى الفرات ، لكونه حسب مقولة التورات بانه عبر الفرات في طريقه الى الارض التي وعده الله بها لتكون لشعبه
بتصوري لحد الان مع وجود جميع المصادر التي ذكرها السيد بهنام او حضرتك لم تبرهن بشكل قطعي لدحض ما هو  مرتبط بوجود مدينة أور في جنوب العراق ، وحتى ما ذكره التوراة كون ( اور كسديم ) هي اور الكلدانيين لانه من الصعب ان نصدق كيف تحول
 ( كسديم ) الى كلدانيين وخاصة ان العبرية لا تحول حرف السين الى النون
لذلك قلت حينها  في احد ردودي ان المسألة هذه ليست بهذه البساطة في تثبيتها والاعتقاد بها لحد المحاربة من اجلها ، لكن لو كانت اور الكلدانيين او أورهاى او أورا ، لو كانت في جنوب تركيا او في الناصرية ،  لماذا هذا  التعصب  وهذا الاشتغال  العنيف من قبلكم حولها ؟ ، انه تاريخ قديم جدا يمتد لأكثر من آلاف السنيين قبل الميلاد يا ترى ، هل ننسى مشاكلنا وما الت اليه أحوالنا اليوم ؟ ونبحث عن هذا ابراهيم اين رعى غنمه وابله وكيف ومتى عبر الفرات ، يا اخوان اعذروني لو قلت اهتموا ببحوث ودراسات تبحث في المستقبل  وكيف نتمكن  من مجابهة مشاكلنا  ومنفصات حياتنا ، واتركوا الماضي فانه استهلكنا واستهلك ذواتنا واصبح مثل الصنم نتعبد له ونحارب أحدنا الاخر من اجل  دحض  الاخر  المخالف لآرائنا   ...
أما ليس هناك علاقة بين الكلدان والاشوريين  في هذا الزمان مع كلدان آشوريون القبل ، فهذه أسطوانة اخرى اصبحت مشروخة ، يا اخي دع  العالم تختار  بحرية الى اي قومية ينتمي  ولنحترم خيارات الآخرين وكفى هذا التناطح بالتسميات ، فجميعها لشعب واحد (سرياني اشوري كلداني )كن إنسان وانبذ التعصب للهويات فهي قاتلة فانا لا اتصور إنسان عاقل يتعصب لتسمية قومية وكأنه ( هتلر هذا الزمن ) الذي أراد ان يمحي كل امّم الارض بحجة سمو العنصر الآري والجرماني ، فداسته  اقدام الأحرار واصبح في مزبلة التاريخ هو وآرائه العنصرية المتطرفة

111
You السيد بهنام   انت كتبت في ردّك ما يلي.  ج- (تطابق الآثار مع الروايات الشعبية): يلتصق اسما نمرود وإبراهيم شعبياً بإمكان أثرية كثيرة في منطقة الرها وحاران، فالجبل الذي تجثم عليه القلعة اسمه "عرش نمرود" ،  وانا قلت ان الادب الشعبي يتكون من أساطير وملاحم  ولكن لا يمكن ان تفسر الاسطورة كأنها تاريخ للاسطور كأدب ، الاسطورة  لها اشتغالها الخاص في الفكر الجمعي وللتاريخ كعلم أدواته الخاصة في البحث منها البحث الآثاري ، ولا زلت أكرره عليك  ، اما بالنسبة الى أور ،  هل تقع في  الشمال او في الجنوب ؟  لحد الان هناك مصادر ضعيفة تدعي بوقوعها شمالا   اما السحرة والتنجيم وغيرها  المطلقة على اسم الكلدان  بما انه الكلدان كانوا شعبا وأسسوا دولة  وحضارة فلا يمكن ان يكونوا. جميعهم  منجمين وسحرة ربما مجموعة منهم  وليس من المعقول ان  تكون جميع مجتمعاتهم  سحرة ومنجمين  ، هذا الذي تدعيه خطأ جسيم  وخاصة انت قلت الكلدان والاشوريين كانوا سحرة ومنجمين  وهذا ليس مناقضا للحقيقة التاريخية بل حتى للعقل والمنطق  ،.

112


رابي نيسان الورد  ، بإذن صديقي العزيز رابي گوهر .. من ينبطح لينبطح  من الاحزاب لا  دخل لي بها ، لست بحاجة اليها أبدا ،     والكنيسة ازورها بالأعياد ، واذا تكرمت وزرتنا انت او اي مغترب اخر تجدنا في استقبالكم دوما
عزيزي زرت امريكا وكندا وأستراليا وجميع دول اوروبا ،  إضافة الى دول أخرى قريبة ولا تحتاج الى موافقات وفيز ،   واطلعت عن كثب على أحوال وإوضاع الأقرباء والاصدقاء الذين يعيشون في الغربة ، وقد وجدتهم على مختلف مستوياتهم الاقتصادية والثقافية ، فرحت جدا بالجيل الثاني من مهاجرينا ، وخاصة بما يحققونه  من مستويات دراسية في العلوم والآداب  فهم  فعلا رفعة الرأس ، وهم فخرنا ولكنهم ينصهرون رويدا رويدا في مجتمعاتهم البديلة  التي لم يختاروها هم لكن من سبقوهم ،  أختاروها لهم وهم سعداء بها  ، وأسعدني البعض من الجيل الجديد    وخاصة من يعيشون منهم في المهجر الأسترالي لانهم محافظين على تعلقهم بلغتهم الام وبتراث اجدادهم وحبهم لموطنهم رغم انهم مولودين هناك ،  وهناك أمور اخرى تعجبني في دول  المهجر  ، وهناك أمور اخرى لم تعجبني انا الشرقي المتخلف القادم من  عمق التاريخ او من المتاحف ،  ومن قيود التقاليد البالية ، وممنوعاتها العديدة كما يقال عنا ، رغم ذلك اخترت ان اعود الى بيتي (  العراق)  حتى لو كان جهنما لا يطاق. 
هذا هو خياري وسأستمر  هكذا لما تبقى لي من العمر ، وغدا جمعة الموتى ، وسأزور قبور آبائي وأجدادي واصلي لهم ،  ومرة اخرى  اقول سأودع من يهاجر واستقبل من يزورنا بالأحضان  ، ولن أبرح داري  حتى لو بقيت فيه لوحدي ، علما ان معظم الاقربون اختاروا الهجرة وانا احترم قراراتهم وأتمنى لهم ولكم النجاح والسلام ..

113
رابي  گوهر رغم ما ذكرته من يريد ان يهاجر ليهاجر ، نودعه بالسلامة والدعاء ومن يريد ان يبقى ليبقى اهلًا به مادام هناك بصيص أمل في هذا النفق المظلم ، لن نهاجر  .  نعم فانا وانت  وغيرنا لازلنا هنا و بتصوري سنبقى ..  تقبل تحياتي

114
الاخ الدكتور عبدالله رابي المصيبة عندما يعتقد اليعض بأن البابا او اي من الاكليروس هو كأي رجل سياسي وخاصة ممن يعيشون في دول متطورة ناسين بان تلك الدول ناضلت شعوبها وقدمت تضحيات جسام من اجل فصل الكنيسة عن الدولة وعن تدخلها بالسياسة ، يبدوا لي استاذي الفاضل ان هؤلاء لارغم مكوثهم في دول ذات انظمة علمانية الا ان تركيبة عقولهم لا زالت شرق اوسطية وطريقة تحليلهم لازالت كما كانت إبان الحرب الباردة ، البابا ليس كأي رئيس دولة او كأي سياسي وزيارته ليست لعقد صفقة سياسية او تجارية ، اهتمام الباوبوات بالشرق عموما يأتي من اجل الحوار وتطمين شعوب هذه المنطقة بأن هنلك الى جانب قوى الشر قوى تدعوا الى الخير الى السلام الى المودة ، لو جلس البابا في روما ولم يقم باية زيارة ، لانتقد من اقرب الناس الى المسيحية إضافة الى المسيحيين انفسم ، براي لم تحضى الكنيسة ب البابا مثل فرنسيس عدا يوحنا بولس الثاني ، هذا البابا غير مفاهيم عديدة في الكنيسة سواء في تفسيره للمسيحية والى الاكليروس ونظرته في تقبله للغير المختلف مما عرضه الى انتقادات شديدة سواء في وسائل الاعلام او حتى من المحيطين به خشية على مصالحهم ، لا اخفيك سرا اذ اقول من خلال متابعتي المستمرة لاعمال وخطاب هذا البابا التنويري الجديد هو السبب في فرحتي به وهو يحقق امنية لمسيحي العراق بزيارته هذه ، تقبل مني ارق التحيايا
الاخ بهنام موسى ، نعم انا مطلع بشكل او باخر على ما اوردته من مصادر عبر اصدقاء احترمهم ، ولكن جميعها لم يكن بامكانها ان تبرهن بان اور الكلدانيين لا تقع في جنوب العراق ، وانا لي مصادر اخرى مضافة لما ذكرته انت ولكن اصراركم هذا على ان الكلدان والاشوريين هم سحرة ومشعوذين وكفرة وكان غيرهم كانوا قديسين هو ما استهجنه لانه يفسر التاريخ كمجرد هلم من العلوم بمباديء اليوم وبسخط وحقد شخصي ، وليس كمادة قابلة للصح والخطأ هذا الاصرار لا يمكن ان يتفاعل معه انسان عاقل بشكل مطلااخيتطبقتطبق الاثار مع الادب الشعبي ، فهذا لا يجوز ان ينطقه انسان له دراية ولو ضعيفة سواء بالاثار كعلم او بالادب الشعبي ، هذا الادب الذي تقصده اما هو الاساطير اي مثيولولجيا او حكايات خرافية والاثنين بعيدين جدا عن التاريخ وعن الاثار وهذا القول ليس لي انما هو لجميع دارسي المثيولوحيا وعلى راسهم ليفي شتراوس يا اخي اذا انت تريد ان تكتب في التاريخ اقرأ التاريخ وقارن بعقلية عالم الناريخ واذا تريد ان تقرأ في الاساطير اقرأ الاسطورة بمعزل عن الناريخ اقرئها كأدب في الفكر الجمعي للشعوب ، وتقبل تحياتي
رابي وليد بيداويد شكرا لايضاحاتك رغم انك لم تشر لا على اسن كاتبه ولا على على المقال بل اقحمت المقال برد على الاخ بهنام مع هذا شكرا على ما جاء في ردك تقبل تحياتي الخاصة ارجو ان تكون بخير وصحة وعافية

115
أدب / بغديدا بين حدقات شاعر
« في: 21:46 10/02/2021  »

     

 بغديدا بين حدقات  شاعر

الى الشاعر الذي يذوي كشمعة أمامنا
 شاكر سيفو

     بطرس نباتي

قصائدك الملونةبالبنفسج
ب ( الحنا داقوق )
نثرتها بلهيب شفتيك   
على عتبات بواباتنا القديمة
طوال حياتك     
صغتها  خرزاٌ ذهبية جميلة
لتطوق بها جيد الصبايا 
في مدننا العتيقة
لن ندعك  أن ترحل
  يا ابا بهحت   
حتى تمل  أسماعنا
قصائدك وإشعارك   
وإن أصريت على الرحيل
فلابد ان نرحل معا
أيها  الفتى الجميل       

في ذاكرة بغديدا 

آه يا بغديدا حبيبتي
الى متى  سأضل ارثيك؟
الى متى  ستضلين مغروسة؟
في أعماقي كنصل حربة او سكين   
الى متى سأجعل؟  قصائدي تحفر
لحدي في ترابك 
لادفن فيه كل آمالي وشجوني
الى متى  ستلعبين لعبة الاختفاء؟
 بين جوانحي وجفوني   
الى متى ساحمل اسمك؟
بين أكداس  دفاتري
او بين حدقات عيوني 
أ تتذَّكر صديقي  ؟ 
تلك الأوراق السرية   
التي كنت تخفيها في جواربك
او  حتى تحت مسامات جلدك
       خشية عيون  الرقباء 
خشية الموت في السيطرات
عندما كنت تأتي إلينا
محملا بعشق بغديدا
محملا ب (ريري وريراخ ولشانا
 وقريشياثا دسبواثا دخماثاخ)
قم يا صديقي .. قم
مزق السكون الذي حولك
اين اصبح سيفو وحماوته؟ 
اين اصبح سيفو وحماقاته؟ 
اين اصبح سيفو و أشعاره وشعاراته؟
اين .. اين سيفو
من يرشد خطواتي الى ذلك
 الذي كانت حتى  الآلهة تخشاه
وكانت النجوم تسير خلفه     
قم يا صديقي قم وأنتفض
قم ..لنجتر معا تلك الأيام     
قم لنفتح  معا  شلال الكلمات
كما كنّا نفعل في حديقة شمائل
او عند ابا نينوس
 في مامضى من الأيام 
في كل مساء   
كم فكننا معا
شفرات وطلاسم تعويذاتك  وهذيانك
كم تمتعنا بسحر أشعارك 
كنّا معا نسهر الليالي
على إيقاع دركوشياثا وبندى وبخديدا
وريري وريراخ ولشاناخ طبيي بلشاني   
ننام ونصحو على اصوات النواقيس
لكنائس مار باكوس  مار زينا،
 ومار بهنام وسارا
آه بخديدا.. أه
 كم فرشتُ قلبي في درب التبانة
لينير لياليكِ الحزينة 
انتِ من أفنيتُ في وصفها
وبين تلافيف ذاكرتها
 سنين عمري     
انتِ التي حملتكِ فوق  ظهري
حتى نخرتِ  كل عظامي
في  خلود محرابكِ 
حتى تقيحت كل جروحي
على عتبات بواباتكِ
في عشقي لكِ
اهدرت شبابي ومشيبي 

ذاكرة عنكاوا
 
لاني لم افقد  الذاكرةَ يا صديقي
رغم أنني أتمنى ان أفقدها
لكونها عقيمة
فلا زالت تخزن قصصا بطعم العلقم 
مرات ومرات
ترتسم امامي مرارة  تلك الأيام
عندما خربت الرياح الصفراء 
ارجاء الارض الطاهرة 
لقد رأيتُ على الارصفة
وفي طرقات مدينتي 
طفل يتوسد العراء 
غنيتُ له 
           صلّيتُ له   
وعندما هتفت باسمك
نظر الي بعينيه الزرقاوين
سرعان ما اغمضهما 
عندها يا صديقي
رجوت السماء ان ترسل
في ذلك الصيف اللاهب 
قطرات من الغيث   
علها تطهر أثم الانسان
لكنه .. لم يأتِ
رغم بكائي رغم نحيبي 
لكنه أبى  ان يأتِ   
ولم يبق  سوى الخراب
وراس ذلك الطفل الاشقر
تدلى كغصن شجرة صفراء
في حضني  مودعا اخر نسمة حياة   
عندها يا صديقي
ماذا عساني ان افعل ؟ 
لقد كفرت  حتى بالمقدسات
 



 

 

 

 



 

 

116
اود ان اعبر عن شكري وتقديري لجميع  من مر على ما كتبته بخصوص  زيارة البابا فرنسيس للعراق  وخاصة في هذا الوقت الحرج من
تاريخه سواء اختلفنا معها او لم نختلف ، وهنا لا بد ان اسجل بعض الملاحظات على ما أورده  البعض من تحليلات وما أثاروه من أسئلة خلال مطالعتهم للمقال

نيسان  انت تحمل اسم ننتظره هنا كي يعيد للطبيعة بهجتها ، لذلك حبنا لنيسان الطبيعة ينسحب اليك طبعا   ، اي  نحبك   ولكن ، ليس بقدر نيسان الطبيعة ( شويه اقل ) اسمح لي ان اكسر قوالب اللغة ،
ساهمس لك بمقولة لك وليس لغيرك ، لو جاء  النبي العربي ( محمد )  الى العراق لما حقق جزء من أسئلتك الموجهة لي ، فكيف برجل مسكين لا يمتطي  حصانا ولا سيفا ولا رمحا ، وهذا النبي كان يعرف ملته جيدا لذلك قال :
لا يغير الله بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
اي حتى لو جاء اليهم هذا الذي يقصده لما تغيروا ولما تغيرت اوضاع العراق ،
وهذا المجتمع لا يستفيد منه اي فرد في اي مكون الا  إذا  ساد فيه القانون اي  نتحول من نظام حكم  الى دولة بمؤسساتها  مع سيادة القانون  ، وبالتخلص النهائي من الأوهام و التقليد البالية ، متى ؟ كيف ؟ لا اعرف انا ولا انت ولا غيرنا  يعرف .
رغم ذلك نحن نهديك تحياتنا ومن العراق .
اما الاخ المحترم الذي كتب عن أور ،  وعن كلدان ،  الذين دعاهم بسحرة ومنجمين ،  منجمين ربما  ، يبدوا بان كان لهم  وكالة فضاء مثل ( ناسا )
وربما من كثرة ذكائهم في علوم الفك والتنبؤ كانوا متقدمين على عصرهم في الذكاء  والعلوم  لذلك من الممكن كانوا يدعونهم بالسحرة ، لو صحت هذه النظرية ، ربما اصدق بما ذهبتَ اليه ، اما عن ( أور )نعم هناك مصادر ايضا تدعي بان أور الكلدانيين تقع جنوب تركيا او شمال العراق وتدعى (أورا ) وكل هذه المصادر ربما هي خطأ او على الصواب لان لم يكن مع ابراهيم آنذاك كتاب ليدونوا التاريخ القديم ولا اتصور بان هولاء الذي ذكرتهم  امتد بهم العمر ليعيشوا فترة ابراهيم ، واغلب المورخين يكتبون وفق الاكتشافات والتنقيبات الأثرية وهذه لا تعطي دلالات  واضحة وأكيدة لما يطرأ على الجغرافية من تغيرات ، لذلك اغلبهم يكتبون وفق أيدلوجية ورؤية خاصة ..   

117
لماذا هذا اللغط الإعلامي حول زيارة  البابا فرنسيس الى العراق ؟
بطرس نباتي

منذ ان تم إعلان عن نية البابا  بزيارة العراق ووسائل التواصل الاجتماعي تشتعل  بتعليقات وردود وأقوال ،  اولا تنصح البابا بان لا يزور هذا البلد وراح البعض يحثه  لا فقط على تأجيل الزيارة وإنما حتى على الغائها ، وبعض  من  ممتهني السياسة  حتى من المسيحيين العراقيين وجدوا في هذه الزيارة وكأنها تأتي كي تعطي للحكومة العراقية مصداقية اكثر  رغم انهم من خدام وعبيد هذه السياسة سواء الان  او قبل ذلك ، وراح البعض منهم يصرح بالضد منها ولما وجد هذا البعض بان دعوته لم تثني  البابا  فرنسيس عن مشروع الزيارة  وكأن البابا لا يتحرك الا وفق مشورتهم ، راح يصرح بانه سيعمل على طرح معانات المسيحيين في العراق امام قداسته اثناء الزيارة وكأن البابا يجهل ما يعانيه مسيحيوا العراق وما عانوه من محن وظلم ، وكأنه ليس له عمل سوى قراءة ما يكتبونه هولاء  .
وفي اخر تقليعة التي اطلعنا عليها  قبل ايام بان خلال هذه الزيارة ستقوم القيامة وهناك نبوءة بهذا الصدد.
لا ادري لما هذه الزيارة للعراق حضت بكل  هذا الخطاب الإعلامي السلبي وخاصة من قبل سياسيوا الصدفة ، ومدمني الفيس بوك ، وخاصة ان هناك بابوات زاروا منطقة الشرق الأوسط منهم  البابا يوحنا بولص  الثاني  الذي زار سوريا  ثم  نفس البابا وبنديكتوس  للبنان  بعد حرب داخلية طاحنة وزار البابا فرنسيس  تركيا وقبله زار ها البابا بنديكتوس  والبابا فرنسيس زار الامارات  والأردن وفلسطين وإسرائيل  ولم تحدث اية ضجة إعلامية تسيء الى هذه الزيارات او لم ينصح مثيريها  البابوات بتأجيل او إلغاء زياراتهم فلماذا العراق اذن ؟
ان هذه الزيارة تهدف الى أمرين مهمين ولها عدة دلالات سوف نتكلم عنها تباعا
 منها سياسة وانسانية 
 اولا : مر العراق بأحلك فترات تاريخه صعوبة وظلاما حيث تهاوت عليه اخطر الهجمات من دول التحالف لتغير نظامه السياسي من قبل تحالف من عدة دول وأدت هذه الهجمات الى تخريب بنيته التحتية  وسادت الفوضى فيه مما ادى الى ان تحل فوق راس العراقيين الويلات وخاصة ما شهده من انقسام وتناحر طائفي مقيت راح ضحيته خيرة ابنائه ، لم تستقر الأمور في العراق  منذ 2003 ولحد الان ، وفي ظروف كهذه  وفي ظل غياب القانون وانتشار  الجريمة  والقتل على الهوية  والأسلحة المنفلتة والميليشيات
ثانيا :   شهد العراق هجرة مسيحيه  ما لم يشهده طيلة تاريخه ، في هذه الضروف الشاذة كان لا بد ان يلبي الحبر الاعظم دعوة رئيس جمهورية العراق برهم صالح الذي زاره في الفاتيكان ووجه له دعوة رسمية لزيارة العراق ، وتم تحديدها خلال شهر آذار ورغم ضروف الكورونا ورغم الضروف السياسية المتشنجة في العراق لكن  قداسته اصر على إتمامها بكل تفاصيلها لأسباب عديدة منها
ثالثا : انها ستكون زيارة بشرى يأتي بها رجل يفتح كفيه  ليمسح دموع شعب
عانى الكثير سواء على يد الحكومات المتعاقبة او على يد تنظيم داعش الإرهابي واجبر على ترك مدنه وقراه والهجرة الى دول الشتات ، انه بهذه الزيارة التاريخية يريد ان يقول لهولاء المتبقين هنا لا تخافوا انا هنا معكم دائما  ، يرغب في تثبيت وجودنا في اراضينا التاريخية ، ويعطينا قوة في الصمود على ارض الآباء والأجداد .
 رابعا : يريد البابا ان يوصل رسالة الى الساسة والى قادة العراق اليوم مفادها ماذا ينفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه .
خامساً  : يريد البابا في زيارته ان يواصل  حوارا مسيحيا اسلاميا حول المشتركات فسبق ان اجتمع مع مسؤول الأزهر في الامارات  وفي تركيا قبل ذلك و اليوم يريد ان يجتمع بمرجع اخر
( السيستاني ) الذي يعتبر اضافة لكونه مرجعا اعلى للشيعة في العالم فهو مهندس فاعل لسياسة من يقود الحكم في العراق .
سادسا : يريد البابا ان يقول لمن يحكم في العراق ، المسيحية في العراق بكافة طوائفها ليست طارئة على المجتمع العراقي وليست مستوردة ولا يمكن ان تكون خارج الرؤية العراقية انها الديانة الأصيلة وجدت منذ الرسل وتلاميذ المسيح الأوائل ويجب ان يستمر وجودها مادام العراق كجغرافيا موجودا وكحضارة وتاريخ .
سابعا :  البابا   منذ تولية  يصرح بانه يتوق ان يحقق  زيارة. لأور موطن ابراهيم ليقول  اياكم ان تتفرقوا فهذا ابراهيم والدكم جميعا ما دام ابراهيم اب لجميع الاديان ولجميع هذه الشعوب ، اليهود الاسلام المسيحيين اذن انتم يجب ان تتحدوا وتتركوا كل  ما من شأنه ان يزرع بينكم بذور الفرقة  والخصام والاحتراب .
ثامنا : سوف يزور البابا سهل نينوى والموصل كي يطلع عن كثب على اثار الجريمة التي ارتكبتها فصائل الظلام وكي يقول لاهلها من جميع الاديان والقوميات لا تخافوا اثبتوا في الارض ، كلنا معكم .
اذن اذا كانت هذه  الأهداف النبيلة  لهذه  الزيارة لماذا هذه الكتابات المضادة يا ترى ؟  ، بعض سياسي الصدفة لا تروق لهم هذه الزيارة لانهم يعرفون بان لا بد ان يكون لها اثار ايجابية على المجتمع العراقي  ، ولربما سيعمل على التقارب بين الاديان والطوائف  ويعمل في ازالة حالة الاحتقان الطائفي والمذهبي ، لذلك فهم قد استفادوا من الطائفية وحققوا مناصب وامتيازات لم يكونوا يحلمون بها لولا الطائفية وحالة الانقسام التي يعاني منها الوطن .
والقسم الاخر  الرافضين للزيارة او المشككين بأهدافها  ، لا يتمنون  الخير  والسلام لمن هم في الداخل لانهم يخشون ان تكون نتائجها بعد  مشاهدة  قداسة البابا على ارض العراق  خيرا وتثبيتا لمن في الداخل من المسيحيين وهم لا يتمنون اصلا ان ينهض هذا الوطن من كبوته .
والبعض الاخر لا يعجبهم زيارته لانهم على خلاف مع بعض الإكليروس في الكنيسة الكلدانية لذلك نجدهم دائم التهجم على هذا او ذلك من كهنتها او أساقفتنا وبالفصيح العبارة  مع البطريرك  بالذات .
 من يريد ان يحضر  ليسمع ويرى البابا فرنسيس في بغداد واربيل يستطيع ان يراه ويحضر القداس الذي سيقيمه في ملعب فرنسوا حريري بأربيل ، ومن لا يريد ويخشى التجمعات وغيرها يستطيع ان يواكب الزيارة خلال نقلها عبر  الفضائيات فنحن نتوق ان نرى قدمه  تطأ ارض  بين النهرين  ، عسى ان يكون خيرا وسلاما لاهلها جميعا ..
.. فمرحبا به في ارض ووطن  الحضارات

118
فرنسا بين انياب الاٍرهاب ..
 كيف ولماذا ؟
بطرس نباتي

المقدمة
قبل ان أدلي بأي رأي  حول  ما يحدث اليوم  أو مسألة الرسوم الكاريكاتيرية  وما صاحبها من عنف سواء ضد الصحافة او الأشخاص المسالمين في فرنسا وباقي الدول في اوروبا ، اود ان اعبر عن راي باني لست مع اية إساءة للرموز سواء كانت رموز دينية او مجتمعية فالحرية حتى المطلقة ، لا تجيز  مثل هذه الممارسات فالإنسان ايضا حر بما يعبد وما يتخذه من رموز وطقوس ، وعندما تم رسم الصليب الذي يقدسه المسيحيين على أسفل الاحذية ، ثم روجت كبضاعة في بعض المحلات في اربيل  ، تحديدا في عنكاوا ، اثارت موجة من السخط والغضب  والاستنكار من المسيحيين ولكن تم تلافي حالة الغضب ببعض المواقف  ، ولم تكن سببا في  اراقة اية قطرة من الدماء ، كما حدث  في الاساءة الى الرموز الاسلامية ، وما يتناول به الاساءة الى الرموز المسيحية واليهودية  تفوق باضعاف مضاعفة ما يساء به الى الرموز الاسلامية الا ان الاخيرة اصبحت اكثر اثارة لما صاحبها من ردود فعل عنيفة ومتشنجة ، بينما الاخرى تم اهمالها ولم تشتهر  على المستوى الاعلام العالمي ..

المقاطعة لفرنسا لصالح من ؟

اكثر من النصف) من (الزعلانين)  والمقاطعين لفرنسا وبضائعها لا يعرفون ماذا قال رئيس وزراء فرنسا السيد ماكرون ، حتى ان العديد منهم لا يعرفون من هو رئيس وزراء فرنسا هذا ، ولماذا  وبأية مناسبة قالها ،  يحضرني هنا ، الموقف المخزي الذي تعرض له الروائي المصري نجيب محفوظ  بعد نشر روايته ، اولاد حارتنا ،  عندما تعرض  للضرب المبرح  ،  على أيدي بعض البلطجية ، سأل القاضي الجاني لماذا اعتديت على هذا الشخص ؟ اجابه المعتدي لانه كافر سيدي الحاكم ، قال له الحاكم كيف عرفت بانه كافر؟  اجاب من كتاباته ، سأله الحاكم في اي كتاب  قرأتَ له ما يستحق الاعتداء عليه؟  ، اجاب الجاني ، سيدي الحاكم انا لا اعرف القراءة والكتابة ،  في موقف مماثل تقريبا ولكن  ، مع  احدهم  من الذين يتصورون انفسهم مثقفين  ، عندما نشرت  الجريدة الفرنسية  شارلي أبدو  الهزلية  رسومها الكاريكاتورية لأول مرة في عام  2006
في حديثي مع احدهم وكان مشاركا في تظاهرة ضد الصحيفة ، قلت له ، شاركتَ في التظاهرة ،  ولكن هل لديك نسخة او دلالة على ما نشرته هذه الصحيفة  ؟ كي تتظاهر ضدها ، اجاب لا والله ولكن سمعت بانها اسائت برسومها الى النبي محمد ،  وقد  نعذر  هذا الجهل لان لولا  ( العم گوگل ) لما عرف العالم خارج فرنسا ما نشرته  هذه الصحيفة وغيرها ، فالسبب في نشر هذه الرسوم واخبار العالم هو هذا المحرك البحثي ( اللعين ) الذي يدس انفه في كل صغيرة وكبيرة ، واصبح مرجعا للعارفين والجهلة على حد سواء ،  فالمهم   في   الإعلام وعند كوكل تناقل المعلومة وبسرعة  ، الامر  الاخر لولا التضاهرات والغزوة  الاولى في عام 2011 وما صاحبها من  حرق مقر الصحيفة ( اللعينة )  وتصفية  8 من المساهمين فيها  و4 من المارة
والغزوة الثانية كانت قبل ايام  والتي أدت الى  جريمة ذبح تدريسي فرنسي
 ( صاموئيل باتي )  بيد طالبه
هذه الاخيرة  تركت اثارا تراجيدية وغضب في الشارع الفرنسي عموما ، ودفعت بالرئيس الفرنسي  ماكرون  أثناء تشييع  الاستاذ الفرنسي ، الى القول
 ( لن نتخلى عن الرسومات والكاريكاتيرات ، وان تقهر  البعض )
وهذا ما معناه بان المجتمع الفرنسي الذي حقق الحرية الفكرية والحريات الاخرى بالدم والضحايا عبر التاريخ فهو لن يتخلى عن هذه المكاسب مهما تحدى به الاخر لهذه الحريات ،  ونفس هذه الحريات وممارسات حقوق الانسان  التي دفعت بإعطاء لأكثر من عشرة ملايين مسلم من حق العيش في فرنسا لوحدها  ، ومنحتهم ما منحت وساوتهم مع  الفرنسيين  في الحقوق والحريات ، ثم ماذا كان لو وقعت  مثل هذه الجريمة في احدى البلدان (التي تتخذ من الدين الاسلامي دينا للدولة) ماذا سيكون رد فعل رئيسها وهو يجد مواطنيه  يُذبحون فوق أسفلت  الشارع بيد احد اللاجئين الطارئين ، هل يقف  مبتهجا  يصفق له ؟ هل يقف متفرجا بدون ان يفتح فاه ؟ قبل ايام كان العرب والمسلمين ينظرون الى مانوئيل ماكرون كمنقذ لبلدانهم وخير معين لاقتصادهم واليوم بمجرد سماعهم لهذه العبارة ، تحول الى عدو  للمسلمين ، عليهم مقاطعته  ، رغم ان دولته تحمي اكثر من عشرة ملايين مسلم هاربين من بطش دولهم الاسلامية ويتمتعون بحريات اصلا هي من المحرمات في دولهم الاسلامية .

الاختلاف في العقلية..

ومن أجل التعرف اكثر على اصل المشكلة واصرار المساهمين على هذه الصحيفة بنهجهم في التحدي وتعريض مصالح فرنسا وحتى اوروبا للخطر ، يكمن اولا في وجود فجوة فكرية بين العقلية الغربية المنفتحة والمتقبلة للحريات بشتى اشكالها ،  وبين العقلية النمطية المتزمتة دينيا التي تسود في المجتمعات  الشرقية  عامة  ، العقلية المتفتحة والتي ترى في الحرية  وجودها ومستقبلها  وتسعى بشتى الوسائل   لعدم  الحد من الحريات والتضييق عليها  وليس ما يحدها سواء بالتنظير لها او بممارستها على ارض الواقع ،  وتعمل على عدم  الحد منها بواسطة سلطة او أعراف او تقاليد الا تلك التي تتعارض مع حريات الآخرين ،  وهذا  لا يتم الا وفق القانون ، فالإنسان من اي دين كان سواء يعبد الاها او اي شيء اخر او لا يعبد اي شيء ، فهو حر في عقيدته وإيمانه وعقله  ، بشرط ان لا يؤثر بمعتقداته على الاخر المختلف عنه ، واهم حرية يحاول الفكر الغربي في تطوير ايدائها هي حرية الفكر وحرية الرأي والتعبير ، وهذه الاخيرة تأتي في المقام الاول في اهتمام العقل الغربي بينما عندنا في الشرق لا زالت حرية الرأي والتعبير وحرية الفكر في الاخير من اهتمام سواء في التفكير الجمعي للأكثرية ، او من خلال تحكم السلطات في الحد من الحريات  ، فهي بدل ان تنمي هذه الحريات تقوم بمحاربتها والحد من اثارها بالقوة المفرطة اذا ما دعت الحاجة .

صحيفة شارل أبدو ورسوماتها :

لنأتي الى اصل المقال ، هذه الصحيفة ، شارلي ايبدو  صحيفة ساخرة  تأسست  في عام  1971  ومنذ تأسيسيها ولحد تعرضها للغزوة الاولى  ( هكذا اطلقوا عليها منفذوها ) كانت صحيفة  ساخرة ، ربما برسومها ومقالاتها كانت اشبه بجريدة  ( حزببوز ) و ( كناس الشوارع )  التي كانت تصدر  في بغداد  عام 1925  ، ومن المفارقة ان صاحبها ايضا وهو
( ميخائيل تيسي ) تعرض الى محاولة اغتيال في حينها ، ولكنه نجى منها ، وكذلك تم   مضايقاته ومحاكمته على ما كان ينشر من رسوم كاريكاتيرية ومقالات ساخرة  . صحيفة شارلي ابيدو  لم  يكن لينتبه اليها احد ، رسومها  المسيئة   للديانة  الاسلامية  ، لم تكن لها   اصلا حيث كانت لصحيفة اخرى هي يرلاندس بوستن الدانيماركية  ، التي نشرتها في عام 2005 وبعد انتشارها في اوروبا ،   عملت  صحيفة شارل ابيدو على أعادة نشرها .  في عام 2006 الفتنة التي اثارتها (أنبيدو )  وغيرها من الصحف تحت  ذريعة حرية الرأي والتعبير  ، دفعت بمبيعات الصحيفة أن  تزداد بعشرات الأضعاف وقفزت من صحافة مغمورة لا ينتبه لما تنشره سوى قلة من المتابعين الى صحيفة مشهورة لا يمر خبر في العالم الا يتناولها ويتناول انجازاتها  ( يقال انه وصل توزيعها الى 2 مليون نسخة أسبوعيا ، وكل هذا جاء على حساب التعصب والكراهية في العالم العربي والإسلامي  تجاهها ، وإلا كانت ستبقى على حالها ، من الاهمال والتحقير ، هذه الصحيفة وغيرها من  المؤسسات لا يمر اسبوعا دون ان تنشر صور كاريكاتيرية عن المسيح او الرسل ولا يمر اي يوم سبت الا ويكون هناك تحقير لاحد الرموز الديانة اليهودية ، ولكن لحد الان لم تشتهر تلك الرسوم الهزلية كما اشتهرت هذه التي تناولت موضوعاتها الرموز الاسلامية ، هذه الشهرة لم تنالها هذه الصحيفة نتيجة نشرها. للرسوم وإنما  جاءت لما تعرضت  له هذه الصحيفة من ايذاء ووقوع ضحايا وما قابلها من تضاهرات ومقاطعة فرنسا او الدانيمارك ، هذه المظاهر الغاضبة أدت  الى اشتهار هذه الصحيفة وانتشار تلك الصور الكاريكاتورية التي تتناول الرموز الاسلامية ، اي ان اشتهارها جاء على حساب جهل المسلمين في التعامل الصائب مع الاعلام .

التراث الاسلامي والإساءة الى رموز الاسلام 

الامر الاخر ، لا ادري لما يلوم المسلمين هذه الصحيفة او هذا الرسام ، الا يوجد في التراث الاسلامي أوصاف مسيئة لنبيهم محمد ،   التراث وكتبه  من البخاري  والمسعودي وابن كثير في السيرة وغيرها، كلها    يتناول  فيها  كتابها   آلاف  المخازي لمثل هذه المشاهد التي تسيء الى الرموز الاسلامية ، وكيف يسيء الشيعة الى زوجات النبي والى الصحابة وكذلك في التراث الديني للسنة هناك العشرات من الكتب في التراث الاسلامي تسيء الى الشيعة وتصف أوليائهم بأبشع الألفاظ ، وهذه الكتب في هذا التراث هي خير معين لرسام الكاريكاتير  يأخذ منه مادته ويرسم ما يراه في اثارة المسلمين ويشتهر على حسابهم ، فلما عندما يقرأ المسلم عن نبيه قصص يندى لها الجبين ويعتبرها قصص  مقدسة لا يجوز حذفها من التراث الاسلامي ونفس القصص عندما تتحول الى رسوم هزلية يثور وينتقم حتى من الأبرياء ،  ويقابل  الاخر بالذبح وبالقتل،  ارى قبل ان يقابل علماء الأزهر ومدارس الاسلامية في السعودية بإصدار فتاوى القتل والتصفية بحق الفرنسيين  وغيرهم ، ليصدروا فتاويهم  ويكثفوا مساعيهم في  تشذيب التراث  الاسلامي ليحذفوا منه القصص  المخزية عن رموزهم وطقوسهم ، فلم تخلص لا زوجات نبيهم ولا حتى نبيهم وجميع صحابته من قصص خيالية   للنيل من تقديسها ،  وبكل ما يسيء به الى نبي الاسلام والصحابة ويعملوا على ازالة الاحتقان الطائفي بين السنة والشيعة عندها سوف لن يبقى مجالا امام الرسامين والباحثين الأوروبيين مادة يستفادون  منها في موضوع الاساءة  الى نبي الاسلام او غيره من الرموز الاسلامية .

119
الأديب بولص ادم المحترم
اهنئكم على إصداركم الجديد ( مجموعة قصصية باصات ابو غريب ) والتي  تحمل هموم المعتقلين  ، فعلا حسب قرائتي لها تستحق ان تكون رائدة في الأدب الذي يركز على تلك المعتقلات الرهيبة وبضمنها او احداها ( سجن ابو غريب )  ومعايشتك لواقع السجن بكل تفاصيله  جعلت من قصصك  رائدة في هذا المنحى ، انها قصص عن الالم العراقي عن زمن القهر وسحق كرامة الانسان لمجرد انه يريد ان يفكر ويرسم طريقا اخر لحياته غير ما تريد له وتخطط له سلطة غاشمة تريد أسلاب الانسان  في تقيد حريته وسلب كرامته
فعلا تمتعت بقراءة المجموعة عندما ارسلتها لي ، لذلك اسجل شكري وتقديري لك أيها العزيز ، متمنيا لك المزيد من الإبداع الأدبي والثقافي
اخوكم بطرس نباتي

120
رحمك الله استاذنا العزيز ، ذكراك ستبقى حية بيننا ، يعقوب افرام منصور ، قدمت له قراءة في كتابه  الأماني والأهواء بين الدين والدنيا ) في عام 2011  وجدته  في عنفوان الشباب رغم ما كان يعاني منه من الاختلال في الصحة الا انه لم يشتكي لاحد ، بل كان يظهر من خلال أناقته ، واهتمامه  اليومي بما كان  يرتديه  ، كنّا نحس دوما اننا ازاء شاب  مليء بالحيوية في الكتابة والتدوين ، ذاكرته تخزن من احداث  ورموز وأشخاص ، يتحدث عن جبران وكأنه من أصدقائه المقربين وعن شخصيات عديدة كان يتذكر عنها ادق التفاصيل ، عندما جائني وهو يحمل مؤلفه الضخم هذا ، لم أشأ ان ازعجه او ان اقول له ، يا استاذ كل ما كتبته لمدة ستة أعوام كيف لي ان أقدمه لجمهور في مدة أسبوع او اكثر ، قال لي اعطيك الكتاب وبعد يومين تعطيني رأيك ، هل ستقدم قراءة فيه ام لا ، واضبت على قرائته ، عجبني اُسلوب استاذي فهو ملحمي في الكتابة يكتب بغزارة ، يكتب ويضرب الأمثال ولا يدع اية ملاحظة تفوته بدون ان يعلق عليها ويشرح  لاصالها الى المتلقي  مكتملة من جميع جوانبها ، قلت استاذي سوف يكون لي قراءة  في مؤلفك هذا لسبب اني وجدتك فيه اني وجدتك تتأرجح كإنسان ذو فكر ثاقب بين الدين والدنيا ، لم تستطع ان تكون في اي منهما ، في الدين  وجدتك تنتقد التدين الزائف ، التدين الذي يدعوا الى كراهية الاخر الى نبذ الاخر المختلف ، انت تريد ان تجمع من كل الاديان دينا انسانيا تتمتع به يدعوا الى المحبة الى التفاهم الى نبذ القوة ومفاهيم التسلط وفي الدنيا تريدها حد العشق ولكن تخشى من أهوالها وما تحمله من متعة فتقف منها كما يقفه اي مثقف  خبر الدنيا وأهوالها ، تقف منها منتقدا تارة منتفضا  اذا ما وجدتَ فيها ما يخالف او ما يضادد فكرك وتخيلك لها ، بعد هذا الحديث قال سارام اذن يوم توقيع كتابي وهكذا قدمت له مشكورا قراءة متواضعة في المئات من الصفحات لمؤلفه الضخم هذا  كانت هذه الأمسية في 20 /1/ 2011   وتحدثت عن الكتاب اكثر من ساعة ونصف ، بعد هذا التاريخ ، كنّا نلتقيه  بين حين وآخر في جمعية الثقافة الكلدانية ، ونتناقش في أمور الكتابة  والبحث وكم كان مسرورا بمثل هذه اللقاءات
رحمك الله استاذنا العزيز فانت منذ مكوثك في عنكاوا لم تبرح مخيلتنا ..
بطرس نباتي / عنكاوا

121
الاخوة الاعزاء في موقع الناس   
اقتنيت الكتاب حال صدوره ، احييكم على الجهد المبذول في إخراج هذه المذكرات لمناضل  كبير ضحى  بالكثير من اجل مبادئه وساهم بشكل فعال في التصدي عبر كفاح (الانصار  )لأعتى  دكتاتورية ليس في تاريخ العراق  الحديث وحده وإنما في الشرق الأوسط  ، وقد قرأت مذكراته بتأني وهدوء ،  ولولا انشغالي إبان صدوره لكنت قد كتبت عنه دراسة وافية  ، لكوني وجدت فيها صراحة في طرح الرأي بقوة وشجاعة نادرة  لم الاحضها في كتابة العديد من السير الذاتية لشخصيات اخرى ساهمت في مسيرة الكفاح سواء في الحزب الشيوعي او الأحزاب الاخرى العراقية ، وليس مستبعدا على مناظل من نموذج مقاتل مثل  توما توماس ان يذكر كل الحقيقة سواء  ما يمسه او ما يمس الحزب الذي وضف حياته ضمن  صفوفه ونذر نفسه له ، أو انتقاده للمرحلة ككل وللأحزاب التي كانت في أتون ذلك النظال سواء في الكفاح المسلح  او قبل ذلك ، وليس مستبعدا ان ترد اسماء لأشخاص تعايش معهم ، وان يصفهم بموجب مواقفهم ، فكلمة حق يجب ان تقال مهما كلفت أصحابها ، والراحل توما توماس  ، إن كان طيلة حياته لم يخشَ من سلطة قمعية ، كيف يراد منه ان يسكت عن اشخاص أو احزاب وجدهم مسيئين سواء كانوا من حزبه ( الشيوعي) ام في خارجه ،  انه امر طبيعي تناوله قيادي في مذكراته ، وأي مبرر او نقد لما ورد في المذكرات غير مجدي لكون صاحب المذكرات ليس في الحياة كي يرد ويدافع عن مذكراته ، وهناك  بين السطور اكثر من نقد لاذع لرفاقه في المسيرة ، وما عجبني فعلا ان لا أحداً  منهم تجرأ ورد على ما ذكره الراحل ، اعتبر مذكرات  هولاء القادة وبالأخص مذكرات الراحل  توما توماس أرَخّة حقيقية وواقعية لتاريخ الحركة الوطنية العراقية ، وهنا لا بد لي أن اشيد بموقعكم الأغر  الذي اصدر هذه المذكرات ، ورجائي ان يعمل على تلافي الهفوات  اللغوية والإملائية التي وردت فيها اذا ما فكروا بطباعة ثانية ، فالكتاب لاهميته  بحاجة  الى لغوي متمرس باللغة العربية وآدابها وقواعدها ..
بطرس نباتي   

122
 اخي زيد ..مثل هذه الكِرازات والخطب العلنية ، خاصة اذا كان يقصد بها شخص ( أنثى او ذكر ) بعينه وبتسمية ،  أو ان يقصده ضمنا ، تعتبر ضمن جريمة التشهير العلني ، ويحاسب عليها مرتكبها بموجب القانون ، والانكى من ذلك  ما ذكره الاخ زيد بان الخطيب المذكور  يلجأ الى وسائل التواصل الاجتماعي من اجل الايغال في تحقير المجني عليهم ، برأي ان يصار الى تقديم شكوى أمام المحكمة ، من قبل من تلقى الاساءة ، لان الانسان  وخاصة  في تشريعات الغرب  قيمة عليا  وجميع القوانين  تحفظ له حريته وكرامته ، ولا يمكن ان يتعامل معه هكذا من اي شخص كان  .. التشهير العلني المجتمعي من اخطر ما يكون  وهو اعتداء صارخ على حقوق الفرد والجماعة  ..
تقبل محبتي
بطرس نباتي 

123
الأخ وليد حنا
نعزيكم ومن خلالكم نعزي كافة أفراد عائلة الفقيدة والدتكم ، تغمدها الرب برحمته واسكنها ملكوته ، ولكم عزيزي الصبر والسلوان
رحيل الام قاسٍ جدا ومؤلم ولكن تذكر اخي  كل من يخلف الذكرى الصالحة  ونكران الذات والعمل الصالح والذرية الصالحة سيبقى خالدا في قلوب محبيه ، تقبل تعازينا القلبية البقاء في حياتكم
بطرس نباتي / عنكاوا

124
نعزيكم رابي عبدالله رابي بوفاة شقيقتكم ، تعازينا القلبية لكم ، تغمدها  الرب برحمته  واسكنها ملكوته ،  وألهمكم  وجميع اَهلها الصبر والسلوان
بطرس نباتي / عنكاوا

125
الاب الموقر ازاد صبري خوراني
نبارك لكم نيلكم لشهادة الدكتوراه في اللاهوت ، في هذا الظروف  القاسية و العصيبة التي نعيشها اليوم  ، متمنين لك دوام الصحة والعافية ، نيلكم لهذه الشهادة له فخر لنا جميعا ، نتمنى لك كل خير وصحة دائمة لمواصلة دربكم في خدمة كنيستنا الكلدانية وشعبنا
دمتم أبتي ، مرة اخرى الف مبروك
بطرس نباتي / عنكاوا

126
بعد اذن اخونواثن ميوقرى ..
قبل ان اقدم مداخلتي حول الأدب الساخر او السخرية في الكتابة اود ان اقدم مقترحا يفيد الجميع ، واطرحه في المقدمة لان ربما بعض الاخوة لا يعجبهم قراءة المنشور بكامله فيكتفون بالمقدمة ..
اقتراح  وينفع ايضا في زمن الحجر الذاتي من الكورونا ، ما رأيكم ان نكلف اخ يفتهم وله المام بالإنترنت( طبعا لست انا لاني غشيم بشغلة الآلات  الدقيقة هذه )   ، ان ينظم لنا منبرا حرا للحديث المباشر  باسم ( أصدقاء المنبر الحر ) نتحاور فيه معا في جلسة شرب كل يوم سبت على الأحد ( حسب عطلة معظم كتاب هذا المنبر ) وكل أسبوع نعين احد الاخوة بإدارة النقاش ..
اذا ما تكفل به الاخ امير  مشكوراً او اي شخص اخر من موقع عنكاوا  ، وبهذا ستصفى القلوب ويكون خير متنفس للتفاعل والتعارف  فيما بين كتاب الموقع وهذ المنبر .
لنأتي الى صلب موضوعنا
السخرية والكوميديا سواء في الأدب او في الفن  ، كتبت عنها سابقا ، وهنا ايضا اود ان أضيف ، هذا النوع من الأدب اي السخرية والكوميديا  مستمرة ولم تنقطع حتى في زمن اعتى الانظمة الديكتاتورية  في التاريخ ،  لا بد  أننا شاهدنا  مسرحية (عبود يغني)  ليوسف العاني التي عرضت في زمن النظام السابق او مسلسل تحت موس الحلاق والتي كانت ردا على مهزلة محو الأمية ،  او  الدبخانه  ، المسرحيات الكوميدية التي كانت كلها بشكل او باخر تتناول السخرية من النظام او شخوصه ورموزه سواء بشكل علني او رمزي ، كان لها دور متميز في التوعية اضافة الى الترفيه  ، قصيدة نزار القباني (السيرة الذاتية لسياف عربي ) قصيدة الجواهري طرطرا  ،  الذي ينتقد بشكل ساخر رموز النظام الملكي الذي يقول في مطلعها
طرطرا تطرطري   تقدمي تأخري
تشيعي تسنني        تهوّدي ، تنصري
تكردي ، تعربي        تهاتري بالعنصر
تعممي ، تبرنطي.     تعقلي ، تسدري
كوني اذا رمت العلى    من قبُل ٍ أو دبر
صالحة (كصالح )       عامرة (كالعمري)
صالح : صالح جبر رئيس وزراء العراق
وقع معاهدة مع بريطانيا 
العمري : مصطفى العمري
 رئيس وزراء العراق 1952

تقع ضمن هذا المنحى ، اي في  الأدب الساخر ، والكوميديا والأدب الساخر  خير سلاح فعال  بيد المثقف أينما يكن إذا كان هدفه  تعرية  الانظمة الفاسدة  وفضح ممارسات  الشخصيات  المتنفذة  التي تسير في ركبها  ، فهي مؤثرة  جدا وفاعلة في كل زمان ومكان ، فقط أن  لا تتحول  السخرية والكوميديا  الى اداة انتقام وتشفي بالغير ،
وفي دول الخليج وخاصة في السعودية هناك العديد من الكتاب اختصوا بالأدب الساخر منهم الكاتب السعودي محمد السحيمي ومن الكويت أحمد الحيدر و جعفر رجب .

 اما قول البعض  ان (رابي نيسان) يستخدم كلمات عامية ، فانا لا أراه مطلقا مثلبا في  كتاباته ، رواية  سامي قطان وهو روائي يهودي عراقي  ،  (نزولة وخيط الشيطان)  اذا قسمناها على ثمانية اجزاء سبعة منها  كتبها  باللغة الدارجة  المحكية في العراق من الموصل الى البصرة ، فهي تجمع كل لهجات العربية المحكية ، حتى  ان شباب اليوم لا يستوعبوا بعض مفرداتها ، وكذلك رواية   
(فله  يا دم )  لسمير نقاش وبعض قصائد الشاعر موفق محمد حين يمزج الفصحى باللغة المحكية ، بالعكس انا ارى جميع اللغات الفصحى سواء العربية او غيرها لغات قاموسية معجمية ، الان اللغات المحكية هي التي سيكون لها مكانة مرموقة ضمن النص  الأدبي وفي مجالات الفن وخاصة   المسرحي والغنائي  ، لانها لغة الشارع لغة الشعب ، ولذلك نجد ان الشعر الشعبي العربي ذو نبرة عالية ومؤثر في تحريك نبض الشارع العربي، أما الأخطاء الإملائية او القواعدية ، فقد أحصيت عدد اخطاء من هذا النوع لأحدهم وكان منشوره  يتركز على نقد لورود  ورود  اخطاء قواعدية  لاحد الكتاب في هذا الموقع ، فكانت  الأخطاء التي ارتكبها هو في منشوره   بالعشرات ، بحيث فاق بها الأخطاء التي ارتكبها الناقد تجاه المنقود   ،  وهناك طرفة جميلة حصلت لاحد أساتذتنا  التي كان يدرس اللغة العربية ،  وهي حول العربية القواعدية واللغة المحكية ، يقال ان أحد اساتذة اللغة العربية جلس  في مطعم  شعبي واراد ان يتغذى طبق رز جائه النادل قائلا  : اشتطلب عمي ، اجابه مدرس اللغة  العربية قائلا : هات لي طبقاً من الرز الفاخر ، فوقه  طبقٌ من الفاصولياء مع قطعة كبيرة من لحم بقرٍ مقدد ، فنظر النادل الى المدرس  ببلاهة ومباشرة بعد الانتهاء من العبارة الاخيرة  صاح قائلا.. صدق الله العظيم ، زارتنا البركة يا استاذ ،  ضاناً منه ان الزبون شيخ  يقرأ آية قرآنية ..
هذه الطرفة جئت بها كي ابعد عنا اجواء (الشحن المركب )بين ما نعانيه  من كورونا اللعينة وما يحدث بين رابي نيسان  ورابي ليون  ..
 ..   
 

 

127
الأخ بولص ادم  المحترم
مبادرتكم رائعة هذه  نتمنى لها النجاح ، والاستجابة من قبل سيادة باطريرك كنيستنا العتيدة ،  مار روفائيل ساكو ، متمنين ان تكون كبداية لفتح حوار مثمر وبناء ومصالحة حقيقية ليس مع د ليون فحسب ،  بل مع  جميع الاخوة من الكتاب بغض النظر عن ميولهم وحتى مستوياتهم الفكرية والثقافية ، لان الكنيسة بكونها حاضنة للجميع بدون تفريق يتوجب ان  تتجمع حولها جميع الطاقات  لخدمة البشرية .. دمت اخا عزيزا ، نشد على يدك ونبارك خطوتكم
هذه لما فيها الخير للجميع ..
اخوكم بطرس نباتي 

128
الاخ بولص ادم المحترم
شكرًا لك رابي بولص ادم ، لكونك  تتحفنا في هذا المنبر بكل ما هو مفيد  وهادف ..
الأدب الساخر سواء كان نص شعري  ، او مقالة صحفية او اي نوع اخر من الأنواع الأدبية  الاخرى وحتى استخدامه في النص المسرحي ، كالمسرح الكوميدي او ما يطلق عليه بالدراما  السوداء ، له تاثيره الإيجابي اذا ما تم استخدامه بالشكل الصحيح بعيدا عن التهكم والشخصنة ، مثلا في مجال القصة ،  القاص التركي عزيز نسين هو من المبدعين في القص يستخدم الأدب الساخر في نقد الحكام والعادات الاجتماعية  في المجتمع التركي ، قصصه في هذا  المنحى الساخر اضافة لكونها مشوقة في القراءة وتوفر متعة للمتلقي  ، فانها ايضا ناقدة ومحللة للعادات الاجتماعية وادانة للحكام وللطبقات المتنفذة ، وأود ان أشير هنا الى مسالة مهمة في تاريخ الصحافة الساخرة في العراق   ، وأول جريدة ساخرة في العراق قد صدرت عام 1909 باسم (مرقعة الهندي ) حسب ما أورده الاستاذ الراحل صديقنا فائق بطي وكتب فائق ايضا عن صحفي ساخر ودوره في تاسيس الصحافة الساخرة في العراق الا وهو  ميخائيل تيسي
واسمح لي ان انقل هذه الأسطر من الكتاب القيم للمؤلف الراحل فائق بطي بعنوان ( الصحافة في العراق )
يقول  ان ميخائيل تيسي  هو  من أوائل الصحفيين وله ريادة في الكتابة الصحفية الساخرة  : (أراد ميخائيل  أن يختار شخصية آدمية كثيرة التجوال في شرايين المدينة وقلبها، دوارة تقترب من الأبواب، وتدخل البيوت، بيوت الفقراء وقصــور الأغنياء فلــم يجد خيراً مــن  (كناس الشوارع) 

حيث اعلن  الصحفي ميخائيل تيسي في العدد الأول الصادر في 1 /4 / 1925 من جريدته (كناس الشوارع) عن هدفـه من إصدار الجــريدة وخطـة عمله قائلاً : (خطتـي معلومة واضحة كالشمس فـي خامسة الليل، أحمل مكنستي وآخذ أتجول في الطرق والأزقة، فحيثما رأيت أحداً يأتي أمراً مخالفاً للذوق والشم والنظام والقانون والكمنجة، ضربته بمكنسة كافرة على رأسه فإن انكسرت المكنسة راحت من كيسي، وان انكسر رأسه راح من كيسه).
ويبدو إن مقالاته الساخرة، وتعليقاته الفكهة، كانت سبباً في تعرضه للاغتيال من قبل شخص مجهول، فقد كان يجلس في صيدلية (كرجي) في شارع الرشيد عند (عكد النصارى) عندما دخل الصيدلية شـخص ملثــــم وأطلق  عليه عــدة اطلاقات نارية ، واحدة منها أصابت فخذه، وولى الجاني هاربا.
وبعد تعرض الصحفي الساخر تيسي للاغتيال،  وبعد غلق جـــريدة (كناس الشوارع) من قبل الحكومة آنذاك   أصدر  نشرة روائية سماها (مرآة الحال) في  15 / 10 / 1926   
لم تستمر (مـــرآة الحــال) طويلاً، فبعد صدور أعداد قليلة منها، أغلقها بنفسه ،  ليصـدر جريدة (سينما الحياة) في 17/ 12 / 1926م وكانت جريدة أسبوعية، كتب في عددها الأول (ستكون وقـــفاً لخدمة العـموم وصوالحهم، اشـــتراكية بمعنى إن للجمــيع حـــق الاشتراك في تحريرها وإبداء آرائهم فيها مهما تناقضت المبادئ واختلفت المرامي فــي خدمة الشعب، اشتراكية بمعنى إن حقولها مفتوحة ومفتوحة لبذور أقلام الأدباء وبـنات أفكارهم) ولم تعمر طويلاً.
في 6 / 5 /1936م اصدر ميخائيل تيسي جريدة اخرى وهي  (الناقد)، وهي جـريدة (هزلــــية أسبوعية ساخرة،) وكان بيته الكائن في ألسنك  مكتباً لها أيضا ، ثم أغلقها في 26 / 2 /1939 قبل أن تكمل سنتها الثالثة في الصدور، كونه سأم الحياة الصحفية، بعد تعرضه للعديد من المضايقات ،  وتفرغ إلـى الوظيفة  إلى أن وافاه الأجل في عام 1962
بطرس نباتي

129
الاخ رياض السندي نبارك قيامة المسيح  متمنين لكم دوام الصحة والعافية
تحليلك القانوني والتاريخي  ،للأحداث والطقوس والأشخاص ،التي رافقت صلب المسيح اكثر من رائع ، وقد أظهرت بالاستناد على ما ترويه الأناجيل وما موجود من المصادر التاريخية ، ما كان يجري من هذه الأحداث  في ذلك التاريخ  من عمر الإمبراطورية الرومانية ، وكل ما ذكرته يقع في منحيين أولهما : تفنيد الرواية اليهودية عن المسيح بانه لم يأتِ ( ماسيا)  لحد الان وان من صلب لم يكن مسيحا، ولكن المسيح الذي انتظروه زمنا طويلا هم صلبوه بايديهم ، وهذه مفارقة كبرى أراد لهم الله ان يخزيهم( كشعب الله المختار) لانهم أولاداً لابراهيم  كما قال المسيح ( .. لاني أقول لكم ..ان الله قادر ان يقيم من هذه الحجارة اولاداً لابراهيم)   ويفضح معلميهم ومفسري توراتهم .
المنحى الثاني : ما دونته هو رد ثاني على من يقول ان المسيح لم يصلب ولم يمت ، لان ما جئت به يعتبر تاريخيا، وهو  تثبيت واقعة قضائية حدثت فعلا في زمن الاحتلال الروماني لفلسطين .
فقط اود ان الفت نظرك لأمرين
١- ان عدم تقديم اي دفاع من قبل المسيح ردا على التهم الموجهة اليه لم ياتي كنتيجة ان ( يسوع كانت قد تملكته حالة من الذهول المفاجئ والوقتي وخاصة في حالات تخطيط المشتكي مسبقاً ومفاجأة المتهم بها فيؤخذ على حين غرّة)
بل جاءت نتيجة كونه يعلم انها إرادة ابيه السماوي وان عليه ان يتجرع كاس الموت على الصليب الى اخر قطرة ، لذلك كان موافقا على موته حين كان يصلي في البستان نقرأ في  إنجيل لوقا ( يا أبتاه ، ان شئت ان تجيز عني هذه الكأس ولكن لتكن لا إرادتي بل إرادتكَ )  اذن صمته والاكتفاء بتلك العبارات القليلة جاء لتكتمل إرادة الله الاب بتضحية الابن وإتمام مشيئته لا كما إرادة الانسان في الجسد الضعيف الغير المحتمل لعذابات الصلب بل هي إرادة الله في اتمام مشروعه الخلاصي . 
ثانيا : هيرودويا التي تزوجها هيرودس ليست اخته في ان الرومان كانوا لا يبالون بهكذا موبيقات وإنما كانت زوجة أخيه كما في الأناجيل ومنها إنجيل لوقا ( ((اما هيرودس رئيس الربع فاذ توبخ منه لسبب هيروديا إمراة فيلبس اخيه ولسبب جميع الشرور التي كان هيرودس يفعلها)
اي انها امرأة فيلبس اخو هيرودس (وليست اخته ) وهناك اكثر من مقولة بانها كانت مطلقة من فيلبس اخو هيرودس ..
هذا فقط للتذكير ، ولَك الشكر على تعبك واجتهادك ، لإظهار ما اهمله التاريخ والواقع ولكم محبتي في هذه الأيام المباركة
بطرس نباتي / عنكاوا

130
الأخ وليد بيداويد المحترم
فعلا انها رحلة حياة متعبة جدا ، كلنا كنّا ضحية مجتمع شمولي ، وتربية قاسية حقيرة ، ذكرتني بدرس لا زلت ان لم اقل أكرهه الا اني لا اتقبله ولا أتمكن من حل مسالة حسابية اذا كان فيها عقدة جمع وطرح وغيرها أتدري لماذا ؟ في الصف الاول الابتدائي كان لنا معلم حساب عندما يدخل الصف وبعد قيام وجلوس يجلس على الرحلة الاولى الى يمين الصف وياتي بالمدفئة ليضعها خلفه ، ثم يطلب منا بان  نضع رؤوسنا الصغيرة على الرحلة ، يخاطبنا بكلمة ( ضموا ) مرة ونحن منطرحين على الرحلة أقعدنا بعد ان وضع جريدة كان يقرأ فيها على الرحلة المجاورة لي ، انا كنت نائما وعندما صحيت صرخ بي لماذا لم تسمع كلامي عندما قلت ( اصحوا ) قلت كنت نائما ، عندها صفعني بوجهي مما اصطدم راسي بالحائط وأصبت بالاغماء من شدة الضربة ، فما كان منه الا  جاء بإناء من الماء وسكبها على راسي عندما نهضت هرولت الى خارج المدرسة وانقطعت عن الدوام لمدة أسبوع ، عندما شعر والدي بذلك ، سحبني من يدي وذهب الى  مدرستي عندها استمريت بالدوام ، هل تعلم عزيزي منذ ذلك الحين والى اليوم اصبح عندي عقدة من مادة الرياضيات ، كم تمنيت معالجتها الا ان جهودي راحت سدى .. هذا هو حال مجتمعاتنا ووسط هذا التخلف استنفذت ذواتنا وعقولنا .. تقبل محبتي
اخوكم بطرس نباتي

131
تحية حب وتقدير للأديب عمر السراي ، نحييك ومن خلالك اتحاد ادباء العراق ، خيمة الأدباء جميعا بدون تفرقة مذهبية او إثنية ، اتحاد ادباء العراق خير ممثل لجميع ادباء العراق بدون استثناء ، المكتب السرياني والمكتب الكوردي وفروعه في محافظات العراق ، كلها تعمل بنشاط من اجل النهوض بالثقافة العراقية ، كلما ترد كلمة الاتحاد الأدباء  تتقافز في ذاكرتنا تلك  القامة  الأدبية الرائعة  ، الذي تركنا ورحل عنا مبكرا زميلنا وأخانا العزيز فقيد اتحاد الأدباء ابراهيم الخياط  الذي ما فارقنا أبدا رغم رحيله عنا ،  نتمنى ان تتواصل  النشاطات الثقافية للاتحاد رغم ما نمر به من هذه الأزمة  ، بوجودكم ووجود خيرة الأدباء والمفكرين في عراقنا الحبيب ، دمت اخي العزيز  ، والنجاح الدائم لاتحادنا العام لأدباء العراق  تقبل تحياتي
بطرس نباتي / عنكاوا

132
الاخ بولص ادم المحترم
مقال رائع ، من خلال قرائتنا لما يكتبه منظري اوروبا نكتشف باننا على موعد بظهور نمط جديد من علاقات دولية ونمط اخر من العلاقات الاجتماعية ، ربما ستودي هذه الجائحة الى ظهور تيارات جديدة حتى في الفن وفي الأدب ، نحن مقبلون الى مرحلة جديدة في التطور الإنساني في النظم وفي العديد من مناخي الحياة ، لكن عجبي من قراء هذا الموقع ، فحينما يكون هناك مقال مجرد انشاء حول مسالة التسمية او مشاحنات بين شخصين لمجرد ابداء الرأي بموضوع كنسي مثلا ولو كان بسيطا حد التفاهة ، نجد عدد القرّاء يتضاعف ليصل الى المئات ، بينما مثل هذه المقالات والأبحاث لا يتجاوز عدد المهتمين عدد رؤوس الأصابع ، براي لو تتمكن من إصدار كتاب بما تترجمه او تكتبه  في هذا المنحى اي فيما بعد كورونا ، وهناك عدة دور نشر مهتمة بطبع مثل هذه الكتب ، يمكن ان تنشر لك مثل هذه المؤلفات القيمة لانها تقع في خانة العلوم وخاصة علم الاجتماع ..تقبل تحياتي ومحبتي
اخوكم بطرس نباتي

133
الأخوة الأعزاء حسام سامي ويوحنا بيداويد والى جميع الزملاء من رواد موقع عنكاوا وغيره من المواقع الالكترونية 
ما نتألم منه حقا ، حينما تتحول الكتابة الصحفية والإعلامية  الى مجرد ، اداة في التجريح والإساءة أخدنا للاخر ، الانسان له مطلق الحرية في ابداء وطرح رايه بجرأة ووفق ما يرتاييه ليعبر عما تراوده من افكار في مسالة مهما ، مهما تكن عندما تطرح للبحث ، فالفكرة او اي رأي  او اي ثيمة ادبية او فنية تبقى ملك صاحبها عندما يحتفظ بها لنفسه عازفا عن نشرها بإحدى وسائل النشر ، ولكن ما ان ينشرها تبقى ملك المتلقي ، يعبر عن نقده لها سواء بالقبول او بالرفض ، وفق شروط النشر المتفق عليها دوليا ( أحترام الخصوصية وعدم إلحاق الضرر بالأفراد أوالمؤسسات جراء النشر الصحفي.
عدم إطلاق الأحكام المسبقة، وتوخي الدقة والوضوح في المصطلحات والتعابير المستخدمة) ( حسب مواثيق العمل الصحفي )  وقد سبقني الاخ العزيز (نيسان الهوزي) حينما عبر برده عن (امتعاضه الشديد من تحويل ما يكتب في هذه المنتديات الى نقاشات الى نقاشات شخصية وتبادل اتهامات ... الخ من الأسلوب السيء )
وكانت رسالته برأي شاملة تخص  جميع  الاخوة سواء في هذا موقع عنكاوا او غيره ، ولا يسعنا الا ان نؤيده ونشد على يدي هذا الاخ الكريم ..
ان وضعنا اليوم ونحن على شفا كارثة تلم بالبشرية، وبانتظار اياما مجيدة لعيد القيامة ، يتوجب علينا ان ننسى كل ما من شانه تعكير حياتنا والالتزام الصارم بالكتابة في أمور جادة لتنظيم حاضرنا ومستقبل اجيالنا ، ندعوكم أيها السادة التخلي عن هذه المواقف المتشنجة والى ان تكونا اكثر تسامحا ، وأكثر سموا فوق الشخصنة وفرض الذات ، ان إنسانيتنا تدعونا اليوم الى التكاتف والى إظهار كل ما هو جميل ورائع في هذه الحياة ، وهذا لا يتم الا عن طريق الكلمة الحية والصادقة التي تسطرها أقلامكم بعيدا عن البغضاء والترفع على الاخر ، او النيل منه او محاولة الحط من مكانته .. دمتم لنا اخوة وزملاء الكلمة متحابين دوما
بطرس نباتي / عنكاوا

134
الاخ الأديب بولص ادم المحترم
ارجو ان تكون بأتم الصحة والعافية انت والعائلة الكريمة
مرة اخرى تتحفنا بترجمة وتعليق جميل على ما يكتبونه علماء الاجتماع الغربيين هذه الأيام كقراءات مستقبلية لما بعد هذه الآفة اللعينة ، لقد اعجبني بحق ما ذهب اليه الباحث ماتياس ، فعلا الأشياء البسيطة التي كنّا نتلذذ بها هل تبقى على حالها هل ستكون الروابط الاجتماعية على حالها اي قبل هذه الأزمة انها أسئلة يجب ان تشغل حيزا كبيرا في مخيلة علماء الاجتماع ، لنا أمثلة عديدة عبر التاريخ عن الأزمات العميقة يجب ان نتعلم منها تعتبر الحربين الكونيتين من اخطر انواع هذه الأزمات فقد كانت ضحايا الحرب الثانية لوحدها تتجاوز 60 مليون قتيل واضعاف هذا العدد من الجرحى والمعوقين في العالم اضافة الى تخريب المدن الكبرى وتهجير السكان وويلات لا حصر لها ، رغم ان العالم قد انقسم على نفسه ابان الحرب الباردة الى معسكرين ، الا ان ما تعلمه البشر من خلال النتائج الكارثية كانت  تتلخص بان أية حرب ممكن أن تنشب اليوم من دون آثار مدمرة على كل دول العالم. ولا حرب ممكن أن تنشب من دون أن تكلف العالم خسائر بشرية ومادية طائلة بدون أي نتائج إيجابية لآي أحد ، هذه الخلاصة دفعت البشرية بان تتجه نحو تغليب العقل والاعتماد على التكنولوجيا في الاتصالات والإعلام وفي محاربة الجهل والاهتمام المتزايد بالتعليم والصحة وحقوق الانسان ،
في ترجمتك له يقول ( أصبحت قراءة الكتب فجأة عبادة ) انها فعلا لعبارة خالدة ، لكن كنت اتفق معه كليا اذا كان يضمنها للبعض العازف عن الكتب ، لان من هو متعود على القراءة تعتبر القراءة بالنسبة له عبادة سواء قبل الأزمة او بعدها ، فعلا انه لكذلك ، انه مقال رائع.
ودمت مترجما مبدعا وأديباً وناقدا تقبل محبتنا
بطرس نباتي 

135
صديقي العزيز خالد توما المحترم
شكرًا لمرورك الكريم ، عندما تحدث البابا فرنسيس عن النخبة ، لم يقصد وطنا معينا ، لم يقصد شعبا دون اخر ، تحدث عن النخبة اي الجماعة التي تنصب نفسها فوق المجموع جماعة تتحكم  بمجموعة بشرية ، توجهها حسب ارادتها وحسب مصالحها ، سواء في العراق او في امريكا لديكم ، هناك نخب في امريكا اكثر من غيرها هناك نخب مسيطرة على المال  والاقتصاد وهناك اخرى على الثقافة وهناك اخرى على الاعلام  ، توجه العالم أينما تشاء وكيفما ارادت وما على العالم سوى الطاعة ،  البابا بضربه على هذا الوتر  يريد ان يحقق توازنا مثيرا في العالم اولا يريد ابعاد العالم عن الصراعات لان هذه النخب تحبذ الصراعات هذه من اجل مصالحها ، يريد تقاسم الثروات بين الغني والفقير ليس بالمصطلح الاعتيادي بل بالمصطلح النقدي اي التقريب بين الشعوب وبين الحضارات وقد ذكرت في المقال العديد من الأفكار التي يمكن ان ترشدنا الى ما يريده البابا  في كلمته ..
تحياتي وأشواقي لك وللعائلة الكريمة دمتم بصحة وعافية
اخوكم وصديقكم بطرس نباتي

136
الاخ بولص ادم المحترم
كما في مقدمة القراءة اشكرك جدا على جهودك في ترجمة ما يستجد من آراء وبحوث لمفكري الغرب انها مهمة شاقة ولكنها مثمرة ومفيدة لنا جميعا ، خلال قرائتي للمقال وجدت ملاحضات لا بد منها وقد ذكرتها ، ووقفت عندها مليا ، كما تعلم استاذنا العزيز ، لدينا اصحاب كفاءات عديدة يحملون شهادات جامعية قي دول الشتات في اوروبا وأمريكا و وهذه العلوم وهناك ايضا في مجال الأدب العديد من الكتابات المعاصرة تبحث وخاصة في علم الاجتماع لم  نجد من بين هولاء من يقوم بترجمة ما يستجد من ثقافة معاصرة ونقلها عبر الترجمة ، ولكن الأنكى من ذلك عندما يذكرون  يسترشد كاتب لمقال  في علم الاجتماع بمصدر سبق وان ترجم  الى العربية ابان الستينيات او السبعينيات من القرن الماضي وهو يعيش في ظل العصرنة والحداثة والتطور في المفاهيم ،  ثم ان كتب احدهم بحثا او مقالة  فهو يستهلك نفسه باذلا جهده في  مسالة التسمية وماذا يستجد في الساحة السياسية العراقية  ومثل هذه الكتابات اصبحت مزعجة لكثرة اجترارها في وسائل الاعلام  وغيرها ، للأسف هذا ما ينشر اليوم بيد اغلب كتابنا .
اضافاتكم عن المفكر الفرنسي جدا رائعة وخاصة ما جائتم به حول الآداب والفنون ، فلولا هذان المنحيان لكانت حياتنا مجدبة كجذب صحراء الربع الخالي التي لا تجلب لنا غير الغبار تقبل تحياتي أيها الرائع
بطرس نباتي

137
الاخ نيسان  الهوزي المحترم
لا أتصور بان الانسان مهما بلغ من التطور العلمي يتمكن ان يفلت ذاته من التنظيرات الميتافيزيقية او الماورائية ، فالميثولوجيا  مثلا رغم مرور آلاف السنين منذ وجودها واتخاذها كإحدى مسببات الوجود المادي في غياب النظريات العلمية لا زالت لها دور في مساحات التفكير او العقل الجمعي كما عند كلود ليفي شتراوس  ، الديانات ايضا يجب وبمفهوم العقل ووفق التطور التي تشهده البشرية ، ان تتحرر او ان تحرر نفسها من الأساطير والغيبيات ، وتكون اكثر فاعلية في تنمية وقيادة  في  منظومة الاخلاق ، عندها يكون لها دور فاعل في المجتمعات البشرية ، وبرأي البابا فرنسيس يسعى  في هذا الاتجاه منذ توليه كرسي البابوية ، هو قد هادن مع العديد من الاعداء التي إثارتهم الكنيسة الكاثوليكية في السابق ،  للأسف التنافس والصراعات الدولية حتى ضمن القطب الواحد بعد الحرب الباردة وآثارها التدميرية على العالم ، هذه الصراعات هي التي أوصلت مرات عديدة الى مجابهات في الحروب المحلية ، ثم الى نشر هذا الوباء القاتل ، فعلا كما تفضلت اذا لم يتم معالجة الامر بحكمة وتعقل ستكون كارثة لا يمكن تداركها لا الان ولا في المستقبل  تقبل تحياتي استاذي العزيز شكرًا على اضافاتك المهمة
بطرس نباتي

138
مقال ( مالذي سيولد منه )
(قراءة نقدية)
بطرس نباتي

تنويه لا بد منه
 
قبل كل شيء اود ان اقدم شكري وتقديري للأديب والكاتب بولص ادم لمجهوده في ترجمة ونشر مقال مهم للمنظر الفرنسي ( جاك أتالي )  المستشار السابق لجاك شيراك ، غالبا  ومن خلال نقاشاتنا مع مثقفينا وكتابنا في دول الشتات  ، نحث ان يقوموا بما قام به أديبنا الموقر اي نشر بحوث ومقالات لكتاب أجانب كي نطلع على ما يستجد في العالم اليوم من ثقافة معاصرة ، لتوسيع مداركنا ومعرفتنا بما يستجد من احداث تهمنا جميعا .. الف شكر للاخ المثابر بولص ادم ولجهوده في هذا المنحى ..

رغم قناعتي بان ما إسماه المنظر جاك اتالي ،  بتسونامي ( كورونا ) كوباء عالمي ، سيكون له تاثيرات فعالة ليس على اوروبا وحدها ، بل على العالم اجمع ، 
الا انني ارى من الأجدى مناقشة بعض ما ورد فيه من آراء .
فالطاعون الذي وقف عنده مليا ،  لم يكن السبب الوحيد في مسالة تعزيز مكانة الدولة على حساب الكنيسة ورجالاتها ، فثمة اسباب اخرى منها الحروب الصليبية التي انتهت بخسارة ملوك وأمراء و الكنيسة  ايضا حيث وصلت ضحايا هذه الحروب بين مليون الى ثلاثة ملايين قتيل منذ بدايتها في القرن  الحادي عشر الى نهاية القرن الثالث عشر ، ثم وجود حركات التجدد داخل الكنيسة ( مارتن لوثر ) والكنيسة الانكليزية   ، ولممارسات  السلبية لبعض رجال الدين في المحتمعات الاوروبية  ومحاولاتهم الاستئثار بالسلطة  لصالحهم وما صاحب محاولاتهم هذه  وجابهها من  حملات التنوير ، والتقدم العلمي بموجب الحاجة الاقتصادية للبشر والانتقال من عصر العمل اليدوي الى الآلة ، واهم شيء في هذا المجال ، ظهور تيار علماني  قوى نادى به منظروا العقد الاجتماعي   الى فصل الدين عن الدولة 
الامر الاخر تعزيز مكانة الدولة على حساب رجال الكنيسة لم يحدث في جميع القارة الاوروبية بنفس الوقت ، فهذه الدول لم تكن موحدة كما اليوم في ظل (الاتحاد الاوروبي ) أو السوق الاوروبية المشتركة ، فلكل  شعب من هذه الشعوب الاوروبية خصائص  ولغة وتراث وتاريخ وثقافة مختلفة عن الاخر  ولا يمكن ان يكون هذا الذي حدث من فصل الكنيسة عن الدولة قد حدث في الوقت ذاته اي في القرن الرابع عشر .
حتى في القرون التي سبقت الطاعون كانت اجهزة الدولة ومنها الشرطة فاعلة ولكنها كانت مسخرة بيد الطبقة الحاكمة من الأباطرة والنبلاء والملوك ، ضد الطبقات المسحوقة وبمباركة رجالات الكنيسة .
في البيان الشيوعي يذكر ماركس وانجلز
بان ( هناك شبحٌ ينتاب أوروبا – شبح الشيوعية. ضد هذا الشبح اتحدت في طراد رهيب  تمثل بقوى أوروبا القديمة كلها: البابا والقيصر، مترنيخ وغيزو، الراديكاليون الفرنسيون والبوليس الألماني)
نؤكد على ( البوليس الألماني ) اي ان هذه القوى كانت متآلفة ولم تكن تعمل لوحدها علما ان البيان في  الربع الاول من القرن الثامن عشر وليس في القرن الرابع عشر ، أي بعد أربعة قرون ، وهذه مدة طويلة للتأثير على اختلاف المفاهيم .
 حسب راي صاحب المقال بان السلطات الحالية المعتمدة على الاقتصاد والديموقراطية ستسقط وستاتي سلطات تنتمي 
( إلى أولئك الذين أظهروا تعاطفهم مع الآخرين،وإنّما على “التعاطف” في وقت الأزمة.ستؤول الهيمنة إلى القطاعات الاقتصادية التي أظهرت تعاطفها مع الناس) السؤال الذي يثيره الكاتب في ذهن القاريء مهم جدا ، يا ترى  من اظهر تعاطفه مع الناس  في اوروبا ؟ للإجابة نقول
اولا من الناحية الاقتصادية ، من ينكر ما تبرعت به منظمات  وعصابات  المافيا او بعض ممتهني البغاء   أو بعض الأثرياء من اموال طائلة لتجاوز  هذه الآفة  ؟  هل هولاء الذين تعاطفوا مع الناس في اوروبا  اقتصاديا سيكونون ممن يستأثرون  بالسلطة في المستقبل ؟
ثانيا : رجال  الدين الذين تعاطفوا روحيا مع الناس ،  وتوفي عدد كبير منهم نتيجة تلامسهم مع المرضى ، هم ايضا تعاطفوا وبذلوا كل جهودهم . طبعا الجواب  ( كلا ) لا رجال الدين المتعاطفين مع الناس ولا هولاء المتعاطفين المتبرعين بالاموال يتمكنون من قيادة المجتمعات الاوروبية،  لا بل كل مجتمعات العالم ايضا ،  اذن  من خلال استبعادنا العاملَين ،   الاول والثاني ، يجب ان يكون هناك تيارات اخرى موجودة اصلا ضمن المشهد السياسي الاوروبي ، ولكنها لا تتحمل وزر اخطاء السلطات   ، هذه  التيارات كانت تدعوا  قبل سنين الى هشاشة الانظمة السياسية  التي تقود شعوب  اوروبا  ، بتصوري (الشعبوية الاوروبية) سواء تلك التي تتبنى مفاهيم يسارية او حتى اليمينية منها هي المرشح الاقوى لما بعد هذا التسونامي، وليس المتعاطفين ماديا او دينيا ..
ثم يقول بان السلطة الشرعية الجديدة التي ستولد ( غير مؤسسة على الإيمان أو القوة أو العقل )
اذا استبعدنا مسالة القوة والإيمان لان الاثنين  مهددين  في الانظمة الاوروبية منذ ظهور التيارات الإصلاحية ، اي سواء قبل او بعد هذه ( التسونامي ) لكون الاولى اي ( الإيمان ) تراجع في ظل العولمة والعلمانية في هذه المجتمعات ، كما  السلطة هي الاخرى أي ( القوة ) تم ترويضها وكبح جماحها بواسطة المفاهيم الديموقراطية وحقوق الانسان ، يبقى العقل ، من المستحيل استبعاد هذا العامل ، فالعقل اذا ما عزف عن :
اولا / عن ايجاد لقاح وعلاج للأمراض
وثانيا /  او ان عجز عن حل الأزمات التي ستلحق بالبشرية ( لكونه قد اضمحل لان المنظّر في مقاله  اعلن عن استبعاد العقل ايضا  )  بعد هذه الجانحة ، ستمر البشرية كلها بمرحلة العصور الحجرية الاولى وربما بالتالي سيضمحل البشر من على وجه الارض ، فكيف يرضى وهو المنظر ، بغياب( العقل)  عن هذه المعادلة .
العديد من منظري  الغرب للأسف  تأكيدهم على اوروبا في بحوثهم السوسيولوجية  لوحدها بينما هذه القارة رغم أهميتها  الا انها لا تمثل الا جزء صغيراً من المجتمعات الانسانية الاخرى ، وهذه النظرية يجب ان تشمل بأبحاثها  جميع المجتمعات في العالم
سواء عن طريق المقارنة او بالتحليل . 

 فمثلا عندنا في العراق الطاعون الذي انتشر في اوروبا منذ القرن الرابع عشر انتشر عندنا ايضا قادما من الهند عبر ايران الى بغداد ونجف ومعظم محافظات العراق الشمالية ، ولكن ما حدث بعده ، لم يمس اية مكانة لرجال الديانات ، اهتزاز هذه المكانة في الشرق جاءت بعد دخول العلمانية ونشر الفكر الاشتراكي والماركسي بين المثقفين ، بعد الثورة الإيرانية ومجيء التيار الديني وتفكك المنظومة الاشتراكية ، برز التيار الديني  ليقود او ليؤثر مرة اخرى ليس في ايران  وحده بل في عموم دول الشرق ، هذه اذكرها فقط كمثال وليس بالضرورة ان تكون ضمن اهتمامات الكاتب حصرا، لكونه لم يكتب بحثا وإنما مقالة استقراء لما سيحدث بعد هذه الأزمة ..
وختاما براي وكأستقراء لما سيحدث أي لما سيولد منه اقول : 
1- احتدام الصراعات الدولية ،  الميسورة اقتصاديا ،  وفقدان هيبة وفعالية المنظمة الدولية في حل المنازعات  والهيئات التابعة لها وخاصة منظمة الصحة العالمية- الانحطاط في الاقتصاد الدولي لعدة سنوات.
2-  استمرار الأزمة خلال على الأقل لثلاثة سنوات قادمة.
3-  انحلال الاتحاد الاوروبي وعودة الدول الاوروبية الى ما قبل معاهدة ماستريخت لسنة 1992 . وهذه المخاوف ظهرت منذ الان على السطح ولا ادري لماذا لم يذكرها كاتب المقال.
4- - ظهور صراع بين قطبين مهيمنين اقتصاديا على العالم امريكا - الصين بدل الحرب الباردة.
5- تراجع هيمنة  اقتصاد السوق ، ومحاولة العثور على البدائل عن طريق الاعتماد على تدخل اوسع للحكومات على وسائل الإنتاج .
6-  تراجع اليورو وربما الدولار ايضا وظهور صور اخرى من التعامل النقدي  المحلي وبروز ثقة اكبر بالنقد المحلي  في التعامل على غيره .
7- اعلان افلاس العديد من الشركات الكبرى سواء في تزويد الأسواق المحلية او في مجالات الطاقة .
8- تنامي البطالة وخاصة في الدول الصناعية ، نتيجة افلاس العديد من الشركات .
9- إنخفاض في سعر الطاقة بشكل مخيف مما يؤثر على اقتصاديات الدول المعتمدة على موارد النفط وخاصة مجموعة الاوبيك ، لحين ايجاد البديل .
10- هبوط تدريجي للاسهم مما ينذر بكارثة اقتصادية تهز العالم ، وكساد اقتصادي  نتيجة تسريح عدد كبير 9من الشغيلة ، وهذا الامر يحتاج  الى مدة طويلة من السنين لمعالجته .
11-  اتساع الهوة بين الشرق والغرب وتنامي صراع الحضارات التي شهدناها ابان القرنين  الماضيين ، ستخف لحد الاضمحلال ، لان هذه الأزمة قد ساوت الى حد كبير بين البشر والمجتمعات ..
12- من الناحية الاجتماعية ستزداد  الفجوة والتباعد بين الناس وبين الطبقات الاجتماعية ، وسيفظل  الناس الانعزال عن الآخرين .
13-ستزداد معدلات الجريمة ، وخاصة اثناء  اجتياح وتفاقم المرض ، اذا ما طالت مدة انتشاره وكذلك فيما يخلفه من اثار اقتصادية سيئة على معيشة الناس . 
طبعا هي تكهنات نتيجة ، ما نقرأه الان من الاثار التي خلفتها مختلف المحن التي حلت بالبشرية ، ويوجد العديد من هذه المحن عبرتها بدون أضرار تذكر  وكان هذا لوجود عقلاء ومفكرين استطاعوا ان يعبروا بالبشرية الى بر الأمان  ، المهم ان تتعاون البشرية في تلافي نتائجه ، وهذا لن يحدث الا بتغليب العقل والمصلحة العامة على المصلحة الخاصة ..
مرة اخرى اشكر الأديب والكاتب رابي بولص ادم لانه أتاح لي هذا المجال للكتابة عن ( كورونا ) وما بعده متمنيا الصحة للجميع

     


139
طبعا اخي نيسان اعلم لاني تزوجت احدى أفراد هذا الجيش الابيض ، كنت لصيق متاعبها وما اصابها سواء خلال تعاملها مع الأدوية الكيمياوية في شعبة الأمراض المستعصية او اثناء الأوبئة والحروب ولمدة خمسة وأربعون سنة من خدمتها لحين تقاعدها ، وكذلك والدي كان يعمل في الأمراض المتوطنة وتوفي وهو في مقتبل العمر نتيجة عمله ، كيف  أقيس تضحياتهم بالمال والدولار تبا لمن يفكر هكذا ، المال لا قيمة له ازاء ما يقدمه المتعاملين مع الأوبئة والأمراض ، اي قيمة للمال امام صعوبات أعمالهم وخدماتهم ، أتدري
نظرا لقربي من أفراد هذا الجيش الملائكي ستبقى البشرية مديونة لهم وسيبقى الانسان اي إنسان واينما يكون محتاجا للمسة حنان ومحتاجا لنسمة هواء من جهاز اوكسجين تحمله سواعدهم ، المثل الذي استشهدت به فقط لبيان تعبهم وتضحياتهم والأمثال كما يقال تضرب ولا تقاس ، انا اقدس هولاء فكيف أقيس خدماتهم وتضحياتهم بأموال الدنيا الفانية
دمت اخي بصحة فالصحة تاج فوق رؤوس الإحصاء لا يراه الا المرضى . ودمتم
بطرس نباتي

140
الأخ نيسان .. شدني جدا ما ذكرته عن تضحيات الجيش الابيض من اجل انقاذ المرضى ، هم دائما في المقدمة ، يضحون بصحتهم من اجل انقاذ البشرية من أوجاعها ، حتى في غير هذه الأوقات ، تجدنا دائما نحتاج الى يد تمدنا بالعلاج ،يد رحيمة تنقذنا من الالم لذلك اطلق عليهم ملائكة الرحمة ، الأطباء وكل سلك الصحة والتمريض ، يعرفون جيدا بانهم معرضون للمرض للعدوى في كل حين وليس الان فقط ، رغم ذلك يمارسون مهمتهم الانسانية هذه بكل طيبة وتفاني ، يحضرني قبل مدة ان قرات تعلقا لاحد مستخدمي التواصل الاجتماعي يقول عندما تتلاشى العدوى ويضمحل الفايروس سينبري نجوم هوليود والسينما ليستفيدوا من مئات القصص لأطباء وممرضين وممرضات ضحوا بأنفسهم من اجل انقاذ مرضاهم ، وهولاء الممثلون سيقومون بتمثيل دور أولئك أفراد الجيش الابيض في أفلام  تقدم الوباء من على الشاشة ، و سيثرون من هذه القصص  ثراءً طائلا ، بينما تبقى المرتبات القليلة التي يتقاضوها هولاء هي نفسها بدون اي تغيير ، نعم كما المثل الذي يقول ( يامن تعب يا من شقى ، يامن على الحاضر لقى ) والعراقي يقول ( يتعب ابو الكلاش ، ويأكل ابو الجزمة )  الانسانية جمعاء مديونة دينا ثقيلا لهولاء أفراد الجيش الابيض كما اسميتهم
الف تحية لهم في اي مكان يتواجدون ، ودمت اخي العزيز
بطرس نباتي

141
  عزيزي   Babel ما  ذكرته هو مثال صغير جدا على ممثل لاحد ادعياء الثقافة،  في ندوة مصغرة جدا لعدد محدود من المتلقين  ، ويصور نفسه نخبة وانه لا يكتب الا للنخبة ، انها حقا لمهزلة وليست ثقافة ، لان الثقافة اذا لم تكن مؤثرة وفاعلة لا تكون غير من يعيش في برج عاجي وتحته نار جهنم ، المثقف اذا لم يكن مؤثرا على الأقل خلال مرحلة معينة لهو مجرد صوت او صدى لصوت سرعان ما يتلاشى ويضمحل  المثقف الحقيقي يجب ان يتبنى ويعبر عن الجماعة التي ينتمي اليها ، وليس متسلط عليها يوجهها كما يشاء ، لكونه نخبة مثقفة ( كما يتصور هذا الشخص الذي تحدثتَ عنه حضرتك ) ، المسالة  التي  كتبتُ  عنها  حول من ينصب نفسه ( نخبة ثقافية ) هولاء الذين لا يكتبون ولا يتحدثون الا للنخبة يتصورون نفسهم بانهم ما ان يكتبوا مقالة ربما تصلح كمادة انشاء والتعبير للصفوف المتوسطة ، يتصورون ان مقالتهم هذه النخبوية ستغير مجرى التاريخ وتقلب مفاهيم الجغرافية رأسا على عقب ، او حين يطرحون مادة فلسفية يسرقونها مما يجود به العم كوكل فانهم بها فاقوا أفلاطون او أرسطو او كارل ماركس في تنضيراتهم الفلسفية او الفلسفية ، النخبة  تتصور نفسها فوق مستوى البشر ، لذلك تنظر الى مسالة العام بنظرة فوقية ، والأخطر من الكل مما ذكرنا هذا النموذج الذي طرحته ، هذا  وأمثاله اسوء نموذج للنخبة المثقفة ، والبابا فرنسيس قد ضرب على هذا الوتر وخاصة على مسالة النخبة في الكنيسة وقد حددهم ( الإكليروس ) وهذه سابقة لم يفعلها غيره ، تقبل تحياتي
ومحبتي
بطرس نباتي / عنكاوا 

142
استاذي العزيز بولص ادم  شكرًا على اضافتكم القيمة ،  القصد من التعقيب على كلمة البابا فرنسيس واضح الا وهو مسألة النخبة
النخبة التي تضع نفسها في مقدمة المجموع ، بتصورها تتفوق على من حولها من البشر ، تتصور انها خلقت لتكون قيادية ، وجدت كي تقود وما على الغير سوى ان يكون طوع  بنانها ، هذه النخب سواء كانوا من الساسة او اكليروس او من المثقفين ، لم يساهمو مطلقا في العمل مع المجموع من اجل الرفاه الاجتماعي  انما عملهم تركز على انانية مفرطة ، العمل مع الفقراء والمعدومين والطبقة المسحوقة يتطلب نكران الذات وتضحية وهولاء كما يقول البابا ليسوا بهذا المستوى ، هناك بعض الاستثناءات كما تفضلت ، وهناك نماذج سواء في الشرق او في الغرب تجاوزوا مفهوم النخبة كجماعة او طبقة فوقية ، ولكنهم قلة .
اطلعت على قرائتك النقدية لقصص هيثم بردى ، لم اقرئها بتمعن لانشغالي بقراءة رواية ل نعيم كطان واني الان بصدد الكتابة عنها ،
أفرحني وجودك  جدا جدا كناقد ادبي ، لاننا فعلا بحاجة ماسة الى مثل هذه الجهود وخاصة في مجال الأدب ويسعدني التواصل معك في هذا المضمار ، شكرًا لك تقبل  محبتي
بطرس نباتي / عنكاوا 

143
البابا فرنسيس يحطم مفهوم النخبة
 
بطرس نباتي

كلمات قوية قالها البابا فرنسيس بتاريخ 28/ 3  في عظته الصباحية في بيت القديسة مارتا (  لقد أصبحنا الطبقة الحاكمة، لا يمكن لأيدينا ان تتسخ مع الفقراء)
 
منذ ان تولى البابا فرنسيس ومسالة الفقر في العالم تشغل مساحات واسعة في فكره و في عمله الرسولي ، فهو قد تخلى عن العديد من الهدايا القيمة متبرعا بها لفقراء العالم ، وهو قد شارك الفقراء والمعدومين وأرذل طبقات المجتمعات الفقيرة معيشتهم ، تواضع لحد انه شارك في الاختلاط بالمرضى وحاملي الأوبئة بدون خوف من العدوى وغيرها ، هذا ليس في زمن هذا الوباء الجامح ( كورونا ) بل اختبر هذا البابا قبل ذلك  في كافة زياراته  فهو لا يخشى من الاختلاط بالطبقة المسحوقة ( اخوة يسوع ) كما يدعوهم ، او زياراته للسجون والمعتقلات ،  لكن ما لم يفعله اي بابا اخر او لم يتجرأ اي من كرادلة الكنيسة الكاثوليكية وغيرها من إعلانه قبل هذا الاب الأقدس ، خروجه اليوم وبشجاعته المعهودة في كلمة قيمة وشجاعة جدا ، في تحجيم بل تحطيم مسألة مهمة شغلت العالم الا وهي تحطيمه لمسالة (النخبة ) ، فالنخبوية التي قادت العالم الى الهلاك وقادت الفكر الى الدمار ، انبرى أبانا فرنسيس لها بكلمات شجاعة ( هناك بين معلمي الشريعة نوع من الاحتقار للشعب، بحيث يعتبرون الشعب درجة ثانية لا أهمية لها. الشعب يتبع الرب يسوع الذي لم ينسى أنه من هذا الشعب، واما معلمي الشريعة فقد فصلوا انفسهم وترفّعوا. الشعب يتبع يسوع ولا يتعب. هناك انشقاق بين الشعب و”النخبة)
النخبة سواء كانوا من معلمي الشريعة او من قادة العالم ،او من المؤمنين بأيديولوجيا معينة او من النخبة المثقفة ، ما هم غير جماعة محتكرة لأهم المناصب السياسية والاجتماعية، والدينية ( اكليروس ) وبيدها مقاليد الأمور، تتحكم  رغم انها أقلية بأغلبية محكومة منقادة وليس لها صلة بصنع القرار السياسي او اي قرار اخر ديني او اجتماعي ، وهي قادرة بواسطة تحكمها بالأكثرية بان تكون لها قدرة على التحكم بمواقع القرار ( حسب رايت ميلز )
 هذه المقدرة تعرض لها الاب الأقدس ، فيما كان غيره من الإكليروس يحاولون بشتى السبل ليس المحافظة عليها بل تنميتها وجعلها واقعا في جميع المجتمعات ، فقد حاولوا كنخبة دينية في فرض سيطرتهم على الأباطرة وتسيير القادة قبل فصل الدين عن الدولة ،كما حاولوا ان يستأثروا بالسلطة الدينية وكانها من الله أعطيت لهم ليتصرفوا برعاياهم وكانهم خراف وليسوا من لحم ودم وفكر  ، بهذه الكلمات وبهذه العقلية المتفتحة وبهذه العبارات المقدامة ، يدحض قداسته مسألة القطيع يقول (  لقد اصبحنا الطبقة الحاكمة، لا يمكن لأيدينا ان تتسخ مع الفقراء. عندما لا يتحلى الكهنة والراهبات بالشجاعة لخدمة الفقراء، فهذا يعني ان هناك شيء أساسي ينقص. لقد نسوا الذاكرة. نسوا أن يسوع كان من الشعب. نسوا ان الرب قال لهم “إني من القطيع اخترتك”. فقدوا ذاكرة الانتماء الى هذا القطيع) النخبة التي قادت وتقود العالم نحو الحروب نحو الهلاك في مشاريعها في امتلاكها لكل أسلحة الشر تقف اليوم مشدوهة وعاجزة امام شجاعة البابا فرنسيس ، لقد بدأ اولا بالكنيسة ولكنه يقصد بها كل طبقة اخرى نخبوية  سواء كانت سياسية او ثقافية او أيدولوجية او مجتمعية  ،  جميعها  اليوم مهددة  بوجودها وديمومتها من قبل بابا عرف بالويلات التي سببتها طبقات  النخبة المختلفة  للبشر ، وبدأ بتحطيم النخبة وآرائهم البعيدة عن فعل الخير بدأً من الإكليروس  ( “قيل لي هذه الأيام: ولكن لماذا يذهب الكهنة والراهبات الى الفقراء لإطعامهم، قد يلتقطون فيروس الكورونا. قل للأم الرئيسة أن تمنع الراهبات من الخروج. وقل للأسقف أن بمنع الكهنة من الخروج هم فقط للاحتفال بالأسرار، ودع الدولة تهتم بإطعام الجياع) من قال له ؟ سوْال قد يطرح بقوة ، بدون ان يجيب الاب الأقدس نفتهم  ، بأن النخبة من الإكليروس المحيطين بالأب الأقدس قالوا له هكذا ، مستشاريه الذين يحيطون به ، ولكن هل يصغي اليهم هل يستمع هذا المقدام وينفذ لهم رغباتهم ، كما يفعل عندنا بعض الأساقفة عندما يحيطون انفسهم ببعض الشلة من المنتفعين والمتملقين ، لنقرأ ماذا يقول الاب عن الشعب وليس كما يقول عن الرعية يقول
( الشعب، وحتى وسط الخطيئة، لديه حدس معرفة أين هو الروح ليعود الى طريق الخلاص. أما “النخبة” فقد فقدوا ذاكرة انتمائهم الخاص الى شعب الله. انتقلوا الى طبقة اجتماعية أرف  ، طبقة ما نقد نسميه “الاكليروسية)
وفي ختام كلمته الشجاعة هذه يؤكد البابا على النخبة و تسلطها وانه عندما يريد ان تؤدي دورها حسب ما اراده لها الانجيل اي ان تكون مع الشعب وليس فوق الشعب ، أراد البابا ان يمحو من الذاكرة كل عوامل الفوقية التي دخلت الى الإكليروس عبر اباطرة وملوك روما والغرب في ان يحل الكاهن او الأسقف محل سلطة الله على الارض ، اليوم البابا فرنسيس يعلم البشرية درسا اخر بكلماته هذه ( تذكروا  ما قاله بولس لتلميذه تيموتاوس الأسقف الشاب: ” تذكّر أمك وتذكّر جدّتك”، بمعنى لا تنسى من أين أتيت. لأن بولس – ختم البابا – “كان يعرف خطر أن يفصل رجل الدين نفسه ليصبح “نخبة )
 نعم يا أبانا الأقدس ، كما تقول ،  البشرية اليوم بحاجة الى كلماتك الشجاعة ، كما انها  بحاجة الى قديسين من امثال  ابي الفقراء فرنسيس الأسيزي  الى أيادي القديسة تيريزا لذلك تشعر بالألم والحزن وانت تقول :
عندما لا يتحلى الكهنة والراهبات بالشجاعة لخدمة الفقراء، فهذا يعني ان هناك شيء أساسي ينقص. لقد فقدوا الذاكرة. نسوا أن يسوع كان من الشعب. نسوا ان الرب قال لهم (إني من القطيع اخترتك) فقدوا ذاكرة الانتماء الى هذا القطيع.


144
الاخ وليد حنا بيداويد
نبارك لكم نيلكم للشهادة الجامعية ، متمنين لكم العمر المديد والصحة والعافية ، كما نتمنى من كل قلوبنا ان تواصلوا مشواركم الدراسي لنيل اعلى الشهادات ، لكوننا فعلا بحاجة الى بحوث ودراسات في  العلوم السياسية ، وخاصة أنكم من الناشطين في الكتابة  في الشأن السياسي والاجتماعي ، تقبلوا منا احلى التبريكات وشكرا للاخ شابا رئيس جمعية بين النهرين لتفضله بإعلامنا
اخوكم بطرس نباتي / عنكاوا

145
صدور عدد جديد من مجلة رديا كلدايا

تزامنا مع أعياد الميلاد  ورأس السنة الميلادية  صدر عدد جديد من مجلة رديا كلدايا ( المثقف الكلداني ) يحمل الرقم 62 والمجلة تصدرها جمعية الثقافة الكلدانية في عنكاوا ، وهذا العدد متيسر للقراء الكرام وباستطاعتهم الحصول عليه مجانا في مبنى جمعية الثقافة الكلدانية / عنكاوا
في المقال الافتتاحي وهو عن العادات والتقاليد .. ودور الجمعية والتنظيمات الاجتماعية المدنية في تنظيم المجتمع يكتب رئيس التحرير جمال شمعون
التقاليد هي ايضا عناصر ثقافية التي تنتقل من جيل عبر الزمن ورغم استقرارها الا انها تخضع للتطور مع تطور المجتمعات ....

و يتصدر هذا العدد لقاءً  مهماً وصريحاً  مع سيادة مار بشار وردا رئيس أساقفة اربيل وتوابعها على الكلدان ،  حاوره فيه الاستاذ جمال شمعون رئيس تحرير المجلة ، يوضح فيه العديد من الأمور المهمة والمستجدة التي تهم ابناء رعيته ، اضافة الى دراسات ومقالات عديدة في شتى المناحي الثقافية ومنها
تل قصرا الأثري في اربيل بقلم جيهان شيركو
اكتشاف موقع جبل الآلهة المقدس  الدكتورة  بروين بدري
وثائق من الأرشيف العثماني  ورد فيها اسم عنكاوا.    فاروق حنا
وفي الثقافة الدينية
ديانة بلاد النهرين  من  إعداد محرر في المجلة
ومن الشخصيات التي تعرضت لها المجلة
الاستاذ نعوم سحار الموصلي  كتب عنه للمجلة الاستاذ بهنام سليم حبابه
وفي الثقافة العامة هناك مقالين
الفكر التاريخي في مؤلفات جرجيس فتح الله  نوري بطرس
دور المثقفين في اقليم كردستان / العراق في نشر ثقافة التسامح وتقبل الاخر  بطرس نباتي
وفي مجال الأدب
كتب كوثر نجيب قصة قصيرة باللغة السريانية
كما أتحف  باب الأدب  الشعراء كريم أينا  گورگيس يوسف نباتي و اندي سولاقا  بنصوص شعرية باللغتين السريانية والعربية
كما كتب في الباب ذاته د . بهنام عطالله مقالا تحت عنوان المسرح السرياني في سهل نينوى  مسرح بخديدا انموذجا ( 1912- 2017)
ومن المقالات في مجال النقد الأدبي كتب الاستاذ الناقد صباح هرمز مقالا بعنوان بابا سارتر بين تناقض الشخصية وغرابة الأحداث
كما كتب الاستاذ يعقوب افرام منصور مقالا بعنوان النظال في سبيل  الحرية والعدالة
وفي مجال الصحة العامة
كتب الدكتور  سرود سليم  مقالا بعنوان الوباء الصامت يزحف بهدوء نحو مجتمعنا
ومقال عن التمارين الرياضية من إعداد رديا كلدايا
وباللغة الكوردية جاء مقال الاستاذ صباح شامايا  بعنوان في ذكرى تأسيس جمعية الثقافة الكلدانية
وكتب  ايضا باللغة الكورية ، كيفي احمد عن ( ماري ) من العناصر النسوية ، ثاني امراءة ، من كويسنجق تعتلي خشبة المسرح
 وفي المنحى ذاته هناك نص ادبي رائع باللغة الكوردية بعنوان ( الصليب ) بقلم مدرك ژالي
ومحمد رزا يوسف أتحف مجلتنا بقصة باللغة المورديةً( اللعب فيه خشية من كسر الايادي والأرجل وهي مترجمة عن الأدب الفارسي
وقصيدة للشاعرة الكوردية د. مهاباد ازاد
اضافة الى اخبار ونشاطات  جمعية الثقافة الكلدانية والأبواب الثابتة بيد رئيس التحرير الاستاذ جمال شمعون ومدير التحرير الاستاذ صخريا شعيا




146
حقا انه لخبر مفرح نيلك درجة بروفيسور صديقي العزيز سليم بطرس  وهذا اللقب العلمي نلته بعد جهود مضنية ، وكتابات عميقة في علم الاحتماع ، انه لفخر لك ولنا جميعا ان تحقق طموحك ، نتمنى لك من كل قلبنا دوام الصحة والعافية والعمر المديد ، اضافة لما حققته في المجال الأكاديمي ، مما يُشهد لك ، دورك المتميز في انقاذ عشرات من شبابنا في الأيام الصعبة المريرة ، ايام حرب القادسية المشؤومة ، حيث استطعت ان تنقذهم من هذه الحرب والهروب بهم بعد استصحابك لهم في مخاطرة كبيرة عبر الوديان والجبال الى خارج الحدود غير ابه بما كان يحيط بك من مخاوف من ملاحقة السلطة العفنة آنذاك واجهزتها القمعية ،  لقد قدمت خدمات جليلة سواء في التعليم او في او فيما ذكرته وبدون مقابل ، وكل ما فعلته يستحق منا ان نقف ونحييك الف تحية ونقول لك نبارك شهادتك العلمية فانت اهل لها .. تقبل تحياتي وتحيات الاسرة فردا فردا
اخوكم بطرس نباتي

147

      في أربعينية  الفقيد بطرس جرجيس توما (استذكارات في ذاكرة المنافي )   .. 
بطرس نباتي


  بتاريخ 23 /  11/ 2019 ودعنا  احد أساتذتنا الإجلاء  الأوائل ،  الا وهو بطرس جرجيس   (ابو جوهر) بعد عمر طويل وهو من مواليد 1923 وهنا   لا بد لنا التوقف إزاء بعض محطات حياته المليئة بالنضال وبالتفاني  من اجل غد افضل والديموقراطية للوطن  ، هذا الشعار الذي حمله طيلة حياته المليئة بالتضحيات الجِسام ، امتهن التعليم متخرجا من معهد المعلمين العالي في بغداد  ثم  التحق لمدة سنة دراسية في الجامعة الامريكية في لبنان في منتصف الأربعينيات  ليختص بتعليم اللغة الانكليزية   ،  وكان  من خيرة معلمي هذه اللغة   في ذلك العهد ، لقد كان  الراحل جزءً من تاريخ وحاضر  الوطن  ،  انخرط في صفوف الحركة  الوطنية العراقية منذ مطلع الأربعينيات القرن المنصرم ، كأحد أعضاء الحزب الوطني العراقي ، ثم  بعد حل هذا الحزب انتمى  الى  الشيوعي العراقي  ، قدم احد ابناءه شهيدا على مذبح الحرية( شهيد   ناصر ) من  حركة الانصار للحزب الشيوعي العراقي الذي استشهد في معركة في منطقة  ( خوشناوتى )   ..   
اعتقل عدة مرات تم نفيه الى جنوب العراق  ( مدينة الصويرة  ) ولا زال اهل هذه المدينة يعرفونه لطيبته وسمو اخلاقه  ،  يقال في احدى المرات عاد الى اربيل ، ارسل اليه محافظها ليخبره انه ممنوع عليه من دخول اربيل ، لذلك كان مع عائلته يتنقل في بغداد وبعض محافظات الجنوب لتعذر دخوله الى مسقط راْسه  ( عنكاوا ) قدم خدمات جليلة لعنكاوا بعد استقراره فيها  ، كان من المؤسسين الأوائل  لجمعية بناء  المساكن  ، وبجهوده  في  نهاية  الخمسينيات  استحدثت محلة الخالدية   او ما يطلق عليها اليوم ( الجمعية ) وكانت تشكل  أولى نواة بناء المساكن العصرية آنذاك ،  ليس في عنكاوا فحسب  بل على مستوى محافظة اربيل أيضا  ، بعد ثورة تموز 1958 كان من مؤسسي نقابة المعلمين في العراق ، منذ مطلع السبعينيات   وبعد تخليه عن العمل السياسي اصبح من  الأعضاء المتميزين في  لجنة اوقاف كنيسة عنكاوا الكلدانية ،  ويسجل له ولأعضاء تلك اللجنة  برئاسة المطران الجليل الراحل اسطيفان بابكه بانهم وبجهودهم تمكنوا من اشادة صرح كنيسة ماريوسف ( تدعى اليوم كاتدرائية ) ومعها مبنى المطرانية في مطلع السبعينيات   ، كان  لا يتوانى من تقديم الخدمة لاهل بلدته  وحال الطلب منه  ، تمتع بمكانة بارزة في ذاكرة ابناء اربيل و عنكاوا وما جاورها ،  وفي كل المدن والقصبات التي خدم فيها   ، كان رحمه الله يوثق عرى الصداقات والعلاقات الطيبة  مع معظم العشائر والشخصيات سواء من اربيل او غيرها ،   وغالبا ما كان يوضف هذه الصداقات لصالح بلدته التي كان يحبها لحد العشق ، يحبه ابناء بلدته  ( عنكاوا ) ويحترمونه  ويطلبون مشورته ونصحه ، له معارف وأصدقاء في شتى ارجاء الوطن ، عاش سني شيخوخته براحة وهدوء  ، الامر الذي كان يشغله ، اوضاع شعبه واهله سواء في عنكاوا او في غيرها من البلدات  ، لم يفقد ذاكرته رغم عمره الطويل ، فقد كانت ذاكرته خزينا ثراً  تسعفه سجلت  وبصدق كل الأحداث التي مر بها الوطن  ، كان حكيما وصادقا في تعامله سواء مع الناس او مع الأحداث السياسية والاجتماعية ، مثقفا شفاهيا ، متحدثا لبقا ،  يحدثك عن تاريخ عن جغرافية الوطن يفسر الماضي والحاضر يقارن بين الأحداث يقدم لك الحكمة والمشورة عندما تطلبها منه ، وقلما يخطأ بتفسيره وتقديره لما حدث ويحدث ، لم يطلب شيئا لنفسه أبدا وعلى مر الأيام ، اكتفى بالراتب الزهيد من التقاعد ولم يذل نفسه  طمعا بالمال او الجاه ، ولو طلبت نفسه غير ذلك ، لكان من اليسر عليه  الانغماس   في هذه المغريات ، لذلك لم يفقد احترام ومحبة الناس له ..
لقد فارقتنا أيها الرجل الكبير ،  أيها الراحل الى الابدية ، ارحل بهدوء وسكينة فالموت رغم قسوته ومرارته الا انه حتمي  وواجب على كل إنسان ، كما كنت تقول دوما ، لا يسعنا الا ان نقول احتفظت بالذكر الطيب دوما . الرحمة والخلود لك وانت في ملكوت الرب ..

 
   
 p

148
الاخ أيوب اوغنا
كنّا انا واخواني  ولا زلنا من اقرب الناس  الى العم بويا قاقوس القس شعيا  ، لكونه زوج خالتي (گورجية)    ( اخت والدتي  ) وكانوا جيراننا منذ ان فتحت عيني على الحياة ، زوج خالتي كان رجلا عصاميا ، رغم كونه من أثرياء عنكاوا ،  لما كان له من ثروة وجاه ومكانة اجتماعية ، لم يكن متكبرا ، كان متواضعا الى ابعد الحدود  ، اتذكر كان يعمل مثل العمال والإجراء الذين كانوا يعملون لديه ، لكون معظم اراضينا الزراعية  مشتركة كان رحمه الله يستصحبني معه  في اعمال الحصاد ، كنت وانا شاب اتعب بتعقب الحاصدة طوال الليل ولكنه كان يأبى ان يأخذ قسطا من الراحة ،  بعد تخليه عن محل بيع الأقمشة في اربيل ، معظم أوقات فراغه  كان يقضيها اما في الحقول او في البيادر او مع والدي في لعب الورق  ( كونكان ) في دكان العم بولص اخ الخوري (روفائيل )  وكان لعبهم يقتصر على بعض البضائع البسيطة او التحدث بامور تخص الزراعة ، أو مع العم  الراحل لازار بطرس الذي كان من اقرب أصدقائه .
وهنا لا بد لي من تصحيح بعض ما ورد في المنشور ، (سريلى الدنو ) كما سميتها لم تكن تخدم بيت عمي بويا ، وإنما كانت  هناك امرأة اخرى اسمها ( سيدى) وليس (سريلى) كانوا يعطفون عليها جدا ، للعم بويا ستة بنات وولد واحد ، وليسوا كما ذكرت أربعة ، الدار القديم العائد للعم بويا قبل تحولهم الى الدار الملاصق لدارنا في شارع ( شورش ) اي في ذلك الزقاق الضيق ، لم يكن يسكن بجوارهم ( ارملة لها ابناء ( عقلو زورا .. مخابيل ) لا ادري من تقصد بهذا الوصف ، لان من المعروف عن سكان هذا الزقاق ، اضافة الى بيت خالتي ، وبيت العم يوسف اخ شمعون كما ذكرته ، كان هناك من الدور بيت منصور نباتي ( والد نوزاد )  ووالدته  والمرحوم الشهيد ( حنا مربين ) ، وبيت نوري والد سعيد والمرحوم فخري وبيت ابو (صلاح خضر) هذه الدور كانت اقرب الى الدار التي وصفتها ، نعم للمنشور مصداقية ، وخاصة ما كتبته عن شهامة العم بويا ومكانته المتميزة في المجتمع العنكاوي والإربيلي ،  وهو محل فخرنا واعتزازنا ، ولكن ، ما لا اتفق معك فيه ما ورد حول ابن خالتي المرحوم أنور ، ومحاولتك ذكر كل ماهو سلبي عنه ، وأذكرك بهذه العبارات المهينة ( ليس هذا الشبل من ذلك الأسد ) ( سريلى مدبرة للأطفال وخاصة للابن المدلل أنور ) ( بعض التجار استغلوا سذاجة أنور ) ( ولم يتصف بصفات الرجولة التامة ) ، لكونه فشل في زواجه والذي وصفته بأوصاف غير واقعية ( وخاصة مسالةمسالة( الشاباش )   والليرة ، هذه  الأمور  شخصية جدا كان يمكن ان تتجاوزها ،  فانت تتحدث عن العم المرحوم بويا ، لماذا حشرت تصرفات والحياة الشخصية لابنه في وسط ما تكتب ؟ ان لم يكن عرضك النيل  منه ، ولا ادري ما علاقة الارض التي باعها  حسب ادعاؤك في تقريب عنكاوا من اربيل  ،مسألة  النظر الى النجاح والفشل لشخص ما يعتمد على تفسير المقابل فربما انت بما نقل إليك من الآخرين من اخبار كاذبة مغرضة وصفته بعبارات لا تمت الى الواقع بصلة ،  بينما انا صديقه وأقرب الناس اليه ارى فيه عكس ما ذهبت اليه في أوصافك  الغير المبررة ، اما مسالة زواج ابنة خالتي ، هذا ايضا افتراء اخر غير مقبول منك مطلقا ، فزوج ابنة خالتي ( حنا ) من أطيب العوائل في عنكاوا ، وله مكانته في تخريج اجيال ، خدموا  مجتمعاتنا ، والعم بويا عندما زوج بناته لم ينطلق كما جاء في وصفك ،  هل هم من عائلة فقيرة او هم من ملاكي عنكاوا ، عمك الذي تزوج ابنة خالتي الكبيرة لم يكن والده صاحب ثروة او جاه ولا  أزواج الآخريات ، المهم ان بنات خالتي واخاهم المرحوم ( أنور)  كونوا  عوائل هم فخر مدينتنا جميعهم بدون استثناء  ، وبتصوري وانت حسب ادعائك عشت معظم حياتك في الغرب كان يجب ان تنتبه الى مسالة العزوف عن التحدث عن أمور شخصية وان تكتفي بسردك حول ما عشته ورأيته  شخصيا  عن العم الراحل ( بويا ) بدون الاعتماد على القيل والقال والتجريح المتعمد لهذا الطرف اوذلك ، وارى انك مُطالَب ان تقدم اعتذارا للاخ الكبير  والأستاذ القدير ( حنا بطرس ) ولعائلة العم بويا عما ورد في منشورك في تجنٍ على ولدهم الوحيد والذي وافاه الأجل وهو في عز شبابه ..
تقبل تحياتي

149
رابي أخيقر
تعب من ردود لا معنى لها ولا فائدة يترجى منها ، غير الشتم والسب وتوجيه التهم جزافا
تحياتنا له ولَك
بطرس نباتي

150
عزيزي فاروق عتو المحترم
 شكرًا لك  ولغيرتك على التراث  ، كنيستنا العتيدة مار كيوركيس منذ مدة طويلة تتعرض الى تشويه تراثها على أيدي المعماريين الغير الماهرين ،  يسعون الى ترميمها  حيث  لم يراعى في  جميع مراحل عمليات التعمير   قِدمها ولا تاريخها ولا حتى ريازتها ، في بداية دخول الكهرباء الى عنكاوا ، مدت المئات من الأسلاك الكهربائية طوقت جدرانها كإسلاك شائكة  على بدون تخطيط من قبل عمال غير مهرة ولا يتمتعون بالخبرة الهندسية ،  كما تم تغليف عواميد الكنيسة   من الداخل بالحجر الحلان  بالأساس كانت من مادة الجص ،  ثم تم هدم بيت الشهداء والباحة وسويت بالأرض وتم صبها بالحديد  والاسمنت  بعدها تم  هدم الغرف الملحقة في باحة  الكنيسة ابان السبعينيات
 ( غرف على شكل سراديب كنّا ننزل اليها بدرج مبني بالطابوق المحلي  ومزيج من الطين والجص  ، وكان هناك دهليز  قبل فتح الشارع الفرعي حيث يربط هذه الغرفة ( السرداب ) بقصرا وهي كانت الكنيسة الاولى تحت الارض يلجأ  اليها المؤمنين في عنكاوا خوفا من المداهمات إبان  الاضطهادات المتلاحقة تم تسويتها بالأرض  ، وكذلك تم هدم غرفة اخرى في الطابق الثاني كانت تستخدم لمبيت الكاهن المقيم ،   ثم تم بناء بناية  حديثة ملحقة  بها في السبعينيات  قالوا انها خصصت للراهبات وهكذا ،  كان السياج الخارجي مبني بالحجر  والجص حوِلَ الى قطع كونكريتية ( بلوك )  ثم تم هدم ملحقاتها من الداخل  غرفة الخدمة وغرفة اخرى كان يطلق عليها السكرستية ..
اما الناقوس فكان قديما ليس بالشكل والمكان الذي عليه الان ، عندما تم جلب هذا الناقوس كان متعذرا نصبه في مكانه القديم لضخامته وثقله ، تم تصميم الحامل للناقوس على تصميم مقارب للتصميم الأقدم ..
برأي  والذي يساير راي الاخ فاروق الذي طرحه مؤخرا على احدى صفحات التواصل الاجتماعي ، يمكن ان يكون التصميم الحالي  مقبولا اذا ما تم إكساء الحدائد التي سوف يرتكز عليها الناقوس والصليب  بالطابوق المحلي والاسمنت اي ان تكون المنصة الحالية المزمع نصبها منصة تراثية تشبه ريازة لكنيسة ،  او يمكن ان يستوحى شكل هذه المنصة من المنصة القديمة التي كانت مشيدة بالحجر والجص . 

اخي العزيز .. هذه الكنائس  القديمة بحاجة الى معماريين أكاديميين  لهم دراية بالتراث والتاريخ ،  والانكى من ذلك كله عندما  يعترض احد  العنكاويين  المخلصين من امثالكَ ، معبرا عن غيرته على تراث اجداده  ، يقابله البعض  بالقول بأنك لست  محبا للكنيسة اكثر من المسؤولين   الذين  باشروا بالترميم   واستمروا به  ، أو يصفون أقلامنا  بالأقلام الصفراء ، يبدوا ان العصرنة والحداثوية تلاحقنا وسوف يتغير كل شيء حتى اسم عنكاوتنا العزيزة 
أحيك من كل قلبي 
تحياتي لك
اخوكم بطرس نباتي

151
اولا شكرًا لمرورك الكريم لم تأت باي جديد اخي يوخنا ، فقط اود ان اقول ليس من صالحنا كشعب ان نكشف كل كل أوراقنا سواء كانت سوداء ام بيضاء  امام الغير ، فقط عتبنا على الموقف الذي وضعوا فيه انفسهم برفضهم المتشنج وغير واضح  لمنصب الوزير كان بودّي ان تنصح الاقلام المغرضة التي تجيشت ضد شخص انو وضد عائلته وتعرض الى سب وشتم وتخوين وصوّرَ وكأنه يريد بوزارته تحطيم الامة الاشورية .
تقبل محبتي واعتزازي ، لست ساعيا لا الى خلط الأوراق ولا تزكية ذاتي لاني لست بحاجة الى ذلك ودمتم
آخوكم بطرس نباتي

152
الأخ العزيز شوكت توسا المحترم   
هل انا ام انت قد سمحنا منذ البداية ؟ ان تتدخل الأحزاب الشيعية والكوردية في مسالة الاقتراع خارج البيت الكلدو اشوري في العملية الانتخابية ، هل انا ام انت لنا اي دخل في سن دستور العراق  ؟ الذي همشنا ولم يدرج اي شيء مهم حتى في ديباجته ، هل انا الذي رفعت مسودة الدستور عاليا متفاخرا بها ؟ هل  انا الذي وافقت على مشاريع القوانين التي تنظم العمليات الانتخابية في العراق ؟ وهل وهل .
عن اية تدخلات تتحدث  صديقي العزيز ، الم يتدخل الحزب الشيوعي العراقي والكوردستاني وكان لهما قوائم  ضمن الكوتا المسيحية  ،  لماذا لا يستوي  النضال في الحزبين ؟  ربما ستجيب بان الحزب الشيوعي يتبنى الاممية وليس حزب قومي لذلك يجوز للكلدو اشوري السرياني ان ينضم الى الشيوعي ولا يجوز له الانضمام الى البارتي ، يا اخي العزيز الحزب الشيوعي الكوردستاني منذ تأسيسه كان ولا زال يناضل من اجل الكورد  و له إيمان راسخ بالقومية الكوردية ويتبنى استقلال كوردستان ،  حتى انه بهذا الاتجاه يتفوق على  هذه الأحزاب الكردستانية امثال البارتي او غيره ،  وجميع هذه الأحزاب تحمل صفة منطقية ( كوردستانية ) في تسمياتها وليست كوردية  الم يكونا معا،  البارتي والشيوعي  ، في جبهة واحدة ( جبهة  جود ) حتى إسقاط النظام البعثي ، تصفحتُ كتاب مذكرات المناضل الفقيد توما توماس لم يشر ولو بسطر او بعبارة  واحدة ضد الشهيد فرانسوا حريري ولا ضد الشهيد هرمز ملك چكو  ، ولم يقل يوما بان  هولاء بانتمائهم الى البارتي كانوا على وهم وعلى ضلال ، كما يدعي القومجية الجدد من ابناء شعبنا  ، ولم يتناول غير الأواصر والعلاقات الطيبة بينهم ، هل تضحية عائلة الشهيد سوران ( عشرة أفراد شهداء ) من الاسرته ؟ لا تقابل نظالات ، قادة زوعا او قادة المجلس الشعبي ،  ولا يمكن لنا ذكرها لانهم منتمين الى اليكيتي الكردستاني  وليس الى
( احزاب شعبنا ) وعن اي احزاب تتحدث اخي العزيز ، ربما عن الحركة الاشورية والتي جميعنا نفتخر بشهدائها ( لهم المجد )  وتضحيات أعضائها ، لا احد ينكر ذلك ولكن ، ما يحدث الان وهولاء قادة اليوم ليسوا ولن يكونوا كالرعيل الاول وخاصة الشهداء منهم
 ( دعنا من هذا كله ..  رجاء)

ثم اذا كانت المسالة غير عشائرية وغير شخصية وغير وغير كما تتهمنا حضرتك صديقي العزيز وأنها مسالة سياسية بحتة وطبعا انا لست عشائريا ولا أحبذ اي صلح عشائري لاني رجل قانون وتعرفني جيدا
عندما صرح احد المسؤولين في  كتلة البارتي بان مقاعد الكوتا تعود لهم اي هم أصحابها ، لماذا  لم ينبري هولاء الاشاوس ( السياسيين جدا ) ؟ كي يستنكروا مثل هذا التصريح المثير ، لماذا صوتوا وبحماس للسيد رئيس الوزراء ( من البارتي ) وغطوا رؤوسهم مثل النعامة في التصويت لشخص كفوء من عنكاوا ، لحد الان لم يرد احدا منهم على هذه الاستفسارات المقلقة ، وأبناء النهرين قالوا كلمتهم رغم ان لا ناقة لهم في هذه الانتخابات ولا جمل ،  ولكن هولاء لازالوا في صمتهم وكما قلتَ حضرتك (  لا يمكن ان تنوب عنهم في الرد ) طبعا

ثم ما هذا التجييش وهذه الكتابات والتعابير المبتذلة ضد شخص  وعائلته ( حتى والدته الكريمة لم تنجو من السنتهم القبيحة وتطاولهم  المقيت الذي لا يُحتمل ) لماذا هذا الهجوم الارعن  أهو جاء فقط لانه تم اختيار احد شبابنا ( طالب دكتوراه في العلوم السياسية )   لمنصب سبق وان اختير غيره في مناصب لا يستحقها اصلا .

اخي انني احترم رأيك ورأي اي إنسان اخر يخالف ما ذهبتُ اليه ولكني فقط اود ان تنظروا بعينين مفتوحتين لا ان نفتح عين ونغمض اخرى .. اسف جدا  ..
سأكتفي بهذا الرد ، ربما عن قريب او في لقاء يجمعنا في عنكاوا او في القوش كي نكشف ما في الصدور والعقول
تقبل تحياتي أيها العزيز
بطرس نباتي

153
عزيزي منصور عجمايا
دفاعي عن الاخ انو لم احسب له حساب المناطقية او الهوية او اي شيء اخر ، لو جرى هذا الامر مع اي فرد اخر بنفس الموقف والشخص مستحق نتيجة أعماله الجليلة ان يتبؤ المنصب سواء كان مديرا او وزيرا او اية وضيفة اخرى لوقفت معه مدافعا عن الحق ما جرى حين تكليف الاخ انو بالحقيقة الوزارية جارح ومؤذي ولا مبرر له وارى الاعتذار وحده ليس كافيا من القائمين على تنظيمي المجلس وزرعا ،  والانكى من ذلك  لمسنا هناك اكثر من إساءة  باستنفار بعض ذوي النفوس الضعيفة من القذرين  بالكتابة في وسائل التواصل الاجتماعي للإساءة الى شخص الاخ انو والى علئلته الكريمة ،  هذه الهجمة الشرسة لا يتأذى منها الشخص المعني انما سيكون نتائجها الوخيمة  على شعبنا في الداخل وخاصة امام الغير ، تحياتي لكم اشكر مروركم
آخوكم بطرس نباتي

154
الاخ تيري بطرس 
الموقف معيب جدا ان يرفع عضو البرلمان يده للغير الذي لا يرتبط معه لا بالقومية التي يدعيها ولا بالمسيحية التي يمثلها  ولا بالكتاب المقدس الذي يؤمن به
 ولا هو من، احزاب شعبنا ،بينما يهمل الأقرب اليه  في كل هذا ، والانكى من كل هذا حينما يُستدعى الوزير  كي يحلف بالكتاب المقدس الذي أحرقه داعش  ، يغادر احدهم القاعة وكأن الذي يحلف ليس من قومه ولا من دينه انما عدوا له ، بماذا يا ترى تصف مثل هذه البشاعة؟  التي وصلتنا نتيجة نضالات  قادتنا الاشاوس من شعبنا ( الكلداني السرياني الاشوري ) اين هؤلاء  من اجدادنا العظام ام انهم فقدوا حتى تلك الذرة من التراب التي تربطنا بقبورهم وعظامهم،   ولكني رغم ذلك  لا ألوم هولاء اصحاب المقاعد ،   لانهم  قد جائتهم الأوامر من الأعلى وما عليهم غير الطاعة 
تقبل جل احترامي
بطرس نباتي 

155
الاخ والصديق العزيز كامل كوندا
اخي تعاملت مع الاخ انو في جميع مراجعاتنا للمسؤولين في اقليم كردستان وجدته شخصا مخلصا محبا لبلدته ، قومي لا يتنازل بسرعة امام اي ضغط كان ،  ولا يهمه في اي موقع يكون ، متواضع جدا ، يفرح عندما يؤدي خدمة للآخرين ،  لا ادري ما السبب في اثارة زوبعة من الرفض حول تسنمه الحقيبة الوزارية ، يقال بانه من خارج احزاب شعبنا ، ولا ادري ماذا قدم هولاء اكثر مما ينتظر من شخص اخر غيرهم يتبؤ منصب وزير او برلماني ضمن الكوتا ..  الامر الاخر اذا هم تصوروا نفسهم قوميين ويتفهمون جيدا بالسياسة ، ليختاروا من بينهم شخص ويدخلوا مع الاخ انو في سِجال سياسي او قومي ، عندها سوف نتعرف على مستوياتهم في السياسة  ومشاغلها
تقبل تحياتي

156
المنبر الحر / لماذا انو جوهر ..؟
« في: 22:52 16/07/2019  »
لماذا انو جوهر ..؟
بطرس نباتي
 
         
 تنويه
 بداية ما أورده  هنا ليس دعاية لهذه الجهة او تلك فانا أقف بمستوى واحد من جميع الأحزاب العاملة في اقليم كردستان وإني شخص مستقل ( حزبيا تنظيميا  ) لكني لست مستقل فكريا فانا منتمي لحد العظم الى الفكر الحر التقدمي  ،  والامر الاخر  لربما القلة  في الاقليم  قد عانوا   مثلي وبدون وجه حق من الإداريين الذين يأتمرون بإمرة الحزب الديموقراطي الكردستاني سواء عندما كنت في الوظيفة  او أحالتي على التقاعد او حرماني  من حقوقي  في الاراضي الزراعية  المستملكة لمطار اربيل الدولي وغيرها .

رغم هذا كلمة حق يجب ان تقال:   
من المعروف بان السيد انو جوهر الذي ترشح لمنصب وزير النقل والمواصلات في الكابينة التاسعة  ينتمي الى الحزب الديموقراطي الكوردستاني ( البارتي )
 وهذا الانتماء ليس فيه اي مأخذ سواء على شخصيته  كفرد في المجتمع العنكاوي  ( له شهادة عليا طالب دكتوراه علوم سياسية ) او على انتمائه  كسياسي  برهن طيلة عمله في محلية عنكاوا  للحزب الديموقراطي الكردستاني ،  عن حبه لمدينته وتفانيه من اجلها  من خلال مراجعاته المتعددة للمسؤولين الحكوميين  لحل مشاكل عنكاوا ، الدفاع عن شبابنا  في كل ما كانوا يتعرضون اليه من مضايقات من الأغراب ، حرصه على بلدته واهلها  وحله للعديد من الإشكاليات التي كانت تعترض ساكني عنكاوا سواء من اَهلها او من المهجرين ، مشاركاته في جميع المناسبات  وبدون ان يفرق بين المنتمي الى حزبه او  غيرهم ، حزب  ( البارتي ) حاله حال الحزب الشيوعي واليكيتي وغيرها من الأحزاب  الكردستانية او العراقية ، لها دور تاريخي ونضالي   طويل يمتد لعقود من الزمن وخاصة الحزبين الشيوعي والبارتي ، فالبارتي كان له ولا زال دور  مهم في وسط الكلدان السريان الاشوريين وكان لكوادر وأعضاء هذا الحزب  تواجد كثيف في داخل القصبات والقرى  المسيحية وقدم  مناضلوه   ومؤيدوه  الشهداء ودعموا الحركة الكردية منذ انبثاقها بالغالي والنفيس ، وانا اقولها جازما لو حسبنا عدد المنتمين والمؤيدين لمختصة  كلدو اشور  للحزب الشيوعي الكردستاني  لوحدها وتنظيمات  البارتي  سواء في عنكاوا او غيرها لكان عددهم يفوق  بمرات عديدة على مؤازري وأعضاء الأحزاب الاخرى مجتمعة ، التي تدعوا نفسها بانها ( احزاب شعبنا ).

اضافة الى هذا،  الشيوعي والبارتي  لهما تاريخ  نضالي طويل في صفوف الكلدو آشوريين السريان ،   وقد وصل العديد من ابنائهم  الى مراكز قيادية فيهما  ، ونتيجة هذا النضال    قدم ابناء شعبنا تضحيات جسام ودماء شهداء ضمن تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي وخاصة إبان   التصفيات التي مارسها البعث ضد هذا الحزب والتصدي له بواسطة حركة  الانصار ، حيث امتلات جبال ووديان الاقليم بمئات من المقاتلين من مختلف القوميات هربا من جحيم البعث ومن اجل التصدي لمشاريعه التصفوية .
وكذلك  في صفوف الحزب الديموقراطي الكردستاني حيث تواجد العشرات  من المسيحيين الكلدو آشوريين في صفوف بيشمرگه هذا الحزب  وقدموا شهداء أبرار عبر  مسيرته النضالية .
 النظال   السلمي او المسلح ضد التعسف وضد الدكتاتورية  ومن اجل الحرية ، لا يقتصر على رفاق من هذا الحزب او ذلك بناء على موقف قومي او ديني او عشائري  ، لان اي نضال ضد الاضطهاد والدكتاتورية   سيكون اولا من اجل حفظ الذات او المجموع من التصفيات الجسدية   ، وثانيا من اجل تحقيق قضية انسانية يشترك الكل في الدفاع عنها ، لذلك ارى من الطبيعي جدا ان يتواجد
 (انو  جوهر )   وورفاقه ضمن تنظيمات  الحزب البارتي ومن الطبيعي ايضا تواجد شهيد سوران الذي استشهد وعائلته على يد جلاوزة البعثيين  في تنظيمات اتحاد الوطني الكردستاني ، كما من الطبيعي جدا ان يتواجد ابو جنان وأبو حكمت وأبو جوزيف  والعشرات غيرهم ممن نفتخر بهم وبنضالاتهم  ضد الظلم  والديكتاتورية ،  ضمن تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي او الكردستاني ..
اذن لماذا هذه الضجة  المفتعلة ؟ وهذا الموقف المضاد والرافض  ، من قبل ممثل الحركة الاشورية والمجلس الشعبي ، بامتناعهم عن التصويت للسيد ( انو  جوهر) في جلسة البرلمان بينما قد صوتا ورفعا  أيديهما  بحماس في تصويتهم للاخوة من الكورد ، و من  الحزب  الذي ينتمي اليه انو جوهر ، بماذا يمكن تفسير هذا الموقف يا ترى ؟   يقال بان موقفهم هذا لم يكن ضد عنكاوا واهلها وإنما كان نتيجة مصادرة  الحزب البارتي لأصوات شعبنا في الكوتا ، لو فرضنا جدلا ان احد من هولاء قد اصبح وزيرا ماذا كان يضيف او يفعل اكثر مما سيفعله السيد انو طيلة اربع سنوات ، ماذا كان سيقدم افضل منه ،  وباي بارومتر يمكن ان يقاس اخلاص  المناضل القومي عن غيره ، وهل قادة احزاب شعبنا الموجودين حاليا هل هم اكثر إخلاصا وتفانيا من السيد انو ، براي حتى لو كان  الوزير من غير هذه الأحزاب كان يجب ان يقفو له  رافعين اياديهم احتراما ل  عنكاوا واهلها والتي تضم اكبر تجمع مسيحي في العراق  على الأقل كانوا  قد احترموا احد ابنائها من الشباب المكافح   ،  ولكنهم ليس فقط في هذا الموقف  قد اظهروا  حقدهم على عنكاوا واهلها وإنما هناك  من  بينهم من يقف بالضد  من كل ما هو في صالح هذه البلدة العزيزة .

لقد خاضت الحركة الاشورية منذ بداية التسعينيات في اقليم ( كوردستان )  والمجلس الشعبي مؤخرا انتخابات ودخلا  اكثر من معترك انتخابي  سواء في البرلمان او في مجال مجالس  المحافظات وكانوا يحرزون مقاعد وممثليهم استوزروا ، كممثلين للمسيحيين ، الا ان من خلال التجارب العديدة برهنوا فيها   بأنهم لم يمثلو غير انفسهم عدا  في التجربة الاولى عندما تولى الراحل شمائيل ننو  ( الذكر الطيب له ) المقعد البرلماني والذي كان من المدافعين الشرسين  عن حقوقنا  في الارض والهوية ، وكذلك وجدنا في دكتور سرود مقدسي مدافعا عن حقوقنا في الاراضي سواء في عنكاوا او في دهوك ،  ومطالباته  العديدة في جميع مراجعاتنا كان يتقدم الصفوف يتكلم  بجرأة يطرح المشاكل والمعوقات ، ولم يتردد يوما بالدفاع عن حقوق شعبه ، انو  جوهر ، كان ولا زال يعمل بروح شبابية  مقدامة  ، شجاع الى ابعد الحدود ،  في العديد من المواقف وجدناه  يقف حتى  بالضد من سياسة الاقليم  والذي كان يقودها البارتي ، وقد لمسنا نشاطه وتفانيه على ارض الواقع
فلماذا يا ترى هذه الهستريا  ؟ التي اعترت البعض في تسنمه وزارة ربما هو يستحق اكثر منها ، لحد الان لم أشأ ان اكشف ماذا جرى وماذا كانت محاولاتنا كي نجمع احزاب شعبنا وهم كل من الحركة الاشورية ، المجلس الشعبي ،ابناء النهرين وحزب بين النهرين والحزب الكلداني في قائمة واحدة لخوض انتخاب برلمان الاقليم  ، في بداية الامر لم يوافق الاخوة في قيادة المجلس الشعبي  ولم يعطوا اي مجال للاجتماع مع هذه الأحزاب ، وكان  موقفهم اقل ما يقال عنه بانه يتسم  بالتعالي والغطرسة  وعدم الشعور بالمسؤولية   ، ثم تبعته الحركة الاشورية معتذرة ،  عن دخولها في قائمة موحدة ،  وبعد  اخذ ورد   اقترح ممثل أبناء النهرين ان لا تدخل قائمة شلاما في الانتخابات ، وافق اخ انو على مقترحهم فورا ، مصرحا بانه حتى ان لم يدخل في القائمة سيضل مؤازرا لها ويدعمها بكل قوة ، ثم لسبب نجهله قرر  ابناء النهرين  لا فقط عدم الدخول بقائمة موحدة  بل عدم خوض  الانتخابات تلك ،  ولم يتبق غير مجموعة الوحدة القومية وهم كل من :
( الحزب  الديموقراطي الكلداني وحزب بين النهرين وقائمة شلاما )  وقد فازوا هولاء  الثلاثة بثلاثة مقاعد، ووقعت المسؤلية عليهم في اختيار شخص للكابينة الوزارية الجديدة ، فاختاروا انو جوهر ممثلا لهم بالإجماع  وبمحض ارادتهم لكونه اهلًا لهذا المنصب   .
براي لو كان قد وافق كل من الحركة الاشورية ومجلس الشعبي وأبناء النهرين مع الكلدان وحزب بين النهرين الديموقراطي كما جاء في مبادرة توحيدهم تحت قائمة واحدة لكانوا قد فازوا جميعهم ككتلة واحدة في الكوتا لكل منهم عضو يمثله  ، ولكن دخولهم بشكل فردي هو الذي ادى الى ان تكون حصة الوزارة من نصيب تجمع الوحدة القومية التي انبثقت ، نتيجة مبادرة التوحيد كما أسلفنا ، فاذا كان هولاء  ( كتلة الوحدة القومية ) مدعومين من الحزب الديموقراطي الكردستاني يا ترى الا يدعم نفس الحزب المجلس الشعبي  وإلا يدعم غيرهم ،الحركة الاشورية  اي من خارج بيتنا القومي (كما يسمونه )، ام اذا جائهم  الدعم  من الآخرين حلال  عليهم, بينما دعم مجموعة الوحدة القومية حرام ، بل كفر  لا يغتفر ، لا ادري باي عقلية يريدوننا ان نصدق بان لهم إرادة حرة وأنهم يحققون المعجزات والاصوات بالألاف   بالاعتماد على قوتهم وإمكانياتهم  الذاتية  ، هل شعبنا ساذج الى هذه الدرجة حتى يصدق أدعائاتهم  هذه؟  ، ماذا عملوا طيلة هذه السنين ؟ غير الاستحواذ على المزيد من المساطحات لابنائهم والاستحواذ على اراضينا بدون وجه حق  ، اقسم باني مستقل ولست مؤيدا لحزب سياسي او اية جماعة او  لهذه الجهة او تلك ولكني أتألم عندما اجد مثل هذه الازدواجية في التعامل ، وهذا العهر السياسي الذي يتعامل به البعض ويصر على انه على حق .
ولا يسعني في الختام الا ان اقول :
 كلنا معك يا اخ انو جوهر انت اهلًا للمسؤولية  الف مبروك لك الحقيبة الوزارية ننتظر منك بنفس شجاعتك وبنفس همتك السابقة ان تبقى مدافعا صلبا عن شعبك سواء عن  عنكاوا او عن غيرها ، ولا تخشى لومة لائم ولا كل من يريد النيل من عزيمتك فانت ابن عزيز من هذه الامة العريقة .. ونعرف معدنك جيدا ..
 .   


157
لا وجود للملاهي في عنكاوا مطلقا ، هناك كازينوهات وأندية اجتماعية ، مثل مارينا، رينيسيا ،گلكسي ، ، آور ، فينوس  ، بوابة كلدان 
وأندية مثل نادي الاشوري ، معلمين  موظفين ،  وهذه طبعا ليست ملاهي  كما جاء في الوصف وهذه الأندية والكازينوهات تقدم المشروبات الروحية ، يرتادها سكنة عنكاوا وكذلك الغرباء من اربيل عدا النادي الاشوري حيث لا يُسمح نهائيا دخولها على الأغراب ، في بعض الكازينوهات تحدث مشادات تطور الى اطلاق نار بين الغرباء في بعض الأحيان سرعان ما يتم تطويقها من قبل الجهات الأمنية ، براي الأندية الثقافية والاجتماعية ضرورية ولا يمكن منعها اما الكازينوهات يمكن ان ترحل الى أماكن تتميز بالاصطفاف ، مثلا في مناطق جبلية او مناطق فيها اجواء سياحية وعدم حصرها بين البيوت وفي عنكاوا حصرا وتحويل الموجود من كازينوهات الى منتديات ثقافية وجمعيات خيرية وانسانية ..
بطرس نباتي

158
بمناسبة احتفالات العالم بعيد المراءة 
خمسون راس منحور لأسيرات ايزيديات في قبضة داعش ..
بطرس نباتي
 على هامش ما كتبته سندس النجار  والتي هزتني  من الأعماق  ، ليس حزنا على ما نقلته هذه الكاتبة بصدقها عن معانات اَهلها ، ومايحز في نفسها من الم نتيجة اوضاع شعبها  وما يعنيه من الام وعذابات سواء على أيدي عصابات داعش او ما يعيشه من تفكك سياسي واجتماعي ، ومن التمزق في المواقف والصراعات والضياع  ،بل  ما نقلته مؤلم  حقا  ، يقطع الفؤاد ، يُدخل الكآبة  الى اي النفوس  ، مهما بلغت من الصلابة والتحمل   ، خمسون امراءة بلا ذنب ، خمسون نفسا بشرية  بريئة ، طاهرة ، لا بل هي الطهارة  والبرائة  كلها ،  تم نحرهن بيد قتلة  مجرمين  في الساعات القليلة قبل إنهائهم من بعض  محاور القتال  في سوريا ، هذا النبأ الصادم  ايضا نقلته بعض  وسائل الاعلام .
ومر كغيره مرور الكرام كما يقال ، لا حزن عام اعلن ولا تنكيس اعلام ، كما يحدث حين يموت  تافه مخبول لمجرد انه كان  رئيس او امير او ولي عهد .
رغم النعاس الذي يطبق على جفوني  منذ ايام ، الا ان حدقات العين تأبى ان يغزوها سلطان النوم ، ما زالت صورة كل إمراة  في هذا الكون الفسيح  ، بتفاصيل جسمها ، بذكائها بمرحها بدلالها بجمال شعرها بقامتها عالقة  بين حدقات عيوني ،  كل هول الجريمة وتفاصيل اقترافها  تصرخ تدق  في راسي تخبرني بهول المجزرة بهول ما حدث ،صراخاتهن تملأني رعباً وألماً ، يا ترى كيف تحملن وزر الجريمة  ، كيف صرخن من الالم ، اية دماء حمراء نزفن  ، كيف تحملت تلك الايادي القذرة ان تنحر البراءة  بهذه السهولة، في غمرة احلام اليقضة ترات  لي ملابسهن البيضاء الناصعة النساء الايزيديات   ،  يرتدين  الملابس البيضاء  تلونها شرائط  جميلة  ، كيف  لوثوا تلك الألوان  ، بأية وسيلة  قذرة نفذوا جريمة يصعب على كائن من كان   ، لا بل على اشرس الحيوانات حتى تصورها او الكلام عن جزء صغير من تفاصيلها ، المرأة اي كانت ، لا تستحق الا ان تهديها   وردة جميلة حمراء  في عيد الحب ، ان تعبر لها عن محبتك عن عشقك عن هيامك بها حد الجنون ، الم يجن قيس في حب ليلى؟  ، لماذا لم يعشق روميو مقاتلا  ملكا او مجرما او سفاحا ؟ لماذا هام بحب امرأة مثل جوليت ؟ ان لم تستحق مثل ذلك الهيام مثلا ، لماذا نضمت اروع الأبيات الشعرية قديما وحديثا  بوصف النساء  ، وبمن تغنى  الشعراء قديما وحديثا ؟ هل رأيت احدا ينشد لاصحاب اللحي السوداء القذرة ؟  هل نضمت قصيدة في مدح سلفي منحط مجرم ؟   ،  ولمن  اطرب المطربون والمغنون ؟  ، اليست المراءة ؟ هي الملهمة وهي الملاك الذي يهبط بحنانها ورقتها وعذوبتها ، لتصدح لها وبحضورها اجمل الاغنيات ، تدير العالم لانها تهز المهد بيمناها  لتنجب  وتربي اعظم الرجال ،  تبت اياديكم الملوثة بدماء الجريمة ، تبت اياديكم انتم باغتيالكم المراءة تغتالون الحياة   ، انتم عندما ذبحتم خمسون امراءة او فتاة أيزيدية   كأنكم ذبحتم أمهاتكم أخواتكم و نساؤكم ، بقتلكم لهولاء النساء كأنكم قتلتم نساء الكرة الارضيّة  ، لان كل حي يأتي من رحم امراءة،  وانتم لا تريدون الحياة انتم ضد كل الأحياء ، كيف لرأسي ان يتحمل هول الجريمة ؟ كيف لانسان لا تهزه من اعماق كيانه تفاصيلها المقرفة؟  ، دماء النساء الطاهرات تستصرخ ضمير الانسانية المطمور  تحت أنقاض المصالح ،  وتأجيج الصراعات تارة باسم القومية والتعصب العنصري والعرقي وتارة اخرى تحت الغطاء المغموس بدماء الضحايا باسم الاديان وسلاطينها وشيوخ القداسة ذوي الاثواب الطويلة  ، عن اي ضمير أتكلم ؟ كل الضمائر اليوم مبنية على المجهول ، مجلس الامن مبني على المجهول ، اتحاد الاوروبي مبني على المجهول ، حكوماتنا مبنية على المجهول ، أحزابكم جميعها وبرلماناتكم حكوماتكم سفراتكم احاديثكم ندواتكم حتى حناجركم كلها مبنية على الكذب والدجل وعلى المجهول ،  والانكى من ذلك كله وجود من يتشدق ليل نهار بحقوق الانسان  ، وهو يعلم بان الانسان هنا لا فقط فاقد لحقوقه بل هو فاقد لكرامته ايضا  ،   اين حقوق الانسان عندما ذُبحت  خمسون إمراءة أيزيدية  من الوريد الى الوريد ، بعد قتل وتشريد وسبي مئات النساء ومئات الاطفال ،   ولا زالوا يسامون العذاب في دولة الكفر والقتل،  وقادة العراق  والعالم بسياسيه ، ببرلمانيه ، لا زالوا يدينون يستنكرون ، يكتفون فقط   ، بالإدانة وإطلاق التصريحات الجوفاء ، والزعيق عبر المحطات والفضائيات ، وكأن هولاء النساء المنحورات  لسن  مواطنات أصيلات لبلد خذلهن   فاصبحن  لا وطن لهن لا انتماء  .. .


159
تقرير مترجم   عن الانكليزية صادر عن منظمة الدفاع عن الشعوب المظطهدة ومقرها مدينة  المانيا
كمال سيدو / مستشار الشرق الأوسط في منظمة  STP
ترجمة / بطرس نباتي


شمال العراق:  في سهل نينوى مسيحيون في محنة الخوف من التغيير الديموغرافي: الآشوريون / الآراميون / الكلدان يطالبون بمزيد من الإطمانان على مستقبلهم )

 بعد أن تم طرد مقاتلي "الدولة الإسلامية" (IS) من محافظة الموصل في شمال العراق ، يواجه المسيحيون الذين يعيشون هناك مشاكل جديدة ، كما أفادت جمعية حقوق الشعوب  المهددة (STP) ومقرها في غوتنغن. بالمانيا  الخميس.   16/ 1/ 2018 يخشى "ممثلو الآشوريين / الآراميين / الكلدان  من حدوث التغيير الديموغرافي التدريجي على حساب المجتمعات المسيحية ، خاصة في منطقة سهل نينوى إلى الشمال والشرق من مدينة الموصل. المزيد والمزيد من المسلمين يتحركون هناك"  ، صرح كمال سيدو ، مستشار الشرق الأوسط في STP. "من أجل الحيلولة دون حدوث مزيد من التوترات بين المجموعات العرقية المختلفة ، يجب على الحكومة المركزية العراقية وحكومة إقليم كردستان في النهاية التوصل إلى اتفاق بشأن الانتماء الإداري لسهول نينوى والمناطق الأخرى المحاصرة - ويجب منح المجتمعات المحلية المزيد من الطمأنينة  لضمان  مستقبلهم  ".   كانت سهول نينوى دائما مأهولة بالسكان المسيحيين ، كونها واحدة من آخر مناطق العراق حيث يمكن أن يعيشوا في سلام نسبي حتى هاجمهم داعش في عام 2014. كان المسيحيون يأملون في إقامة إدارة مستقلة خاصة بهم هناك ، وذلك للحفاظ على وجودهم   الديني  والمجتمعي  من محاولة الهروب إلى أوروبا.

منذ عام 2015 ، انخفض عدد المسيحيين في جميع أنحاء العراق من 275،000 إلى حوالي 150،000 نسمة فقط   يشعر المسيحيون بأنهم مضطهدون من قبل المسلمين ، وخاصة في مدينة برطلة  ، (على بعد 15 كيلومتراً شرق الموصل) ، التي كان يسكنها المسيحيون في السابق. بعد سقوط صدام حسين في عام 2003 ، وجد حوالي 10،000 لاجئ (معظمهم من المسيحيين من العراق العربي) مأوى في المدينة ، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 30،000 نسمة. تم إطلاق مشروع بناء يدعى "سلطان سيتي" في عام 2013 ، ويضم 182 وحدة سكنية جديدة في برطلة . ووفقاً للمقيمين المسيحيين هناك  ، الذين فقد الكثير منهم أغراضهم ودورهم  أثناء الحرب ، فإن المسلمين وحدهم هم الذين يستطيعون شراء أحد البيوت باهظة الثمن هناك. وشدد السيد كمال  سيدو على أن " هناك من المسيحيين  من يدعوا  العائلات المسيحية إلى الانتقال إلى هناك ، مجادلين بأن المباني الجديدة يتم بناؤها على أرض كانت ملكيتها تعود للمسيحيين  ، وفي النهاية ،  يجب ان تكون مملوكة للمسيحيين". هناك تقارير عن محاولات للتلاعب بسجلات الأراضي من أجل رفض هذا الثمن حيث . يبلغ في المتوسط ​​، ثمن  الشقة في "مدينة السلطان" الناوين إنشائها في برطلة  حوالي 75 مليون دينار عراقي - أي ما يعادل 55،000 يورو.   وينتمي نحو 80 في المائة من سكان برطلة  المسيحيين إلى الكنيسة السريانية الأرثوذكسية ، والباقي 20 في المائة من الكاثوليك السريان . كلهم يتكلمون اللغة الآرامية. في السنوات الأخيرة ، استقر أعضاء من الأقلية الشبك في المدينة. تم إجبار العديد من المسلمين الشيعة الذين يتحدثون بلهجة كردية على الفرار من الموصل بسبب هجمات داعش. هناك ما يقرب من 300000 منهم يعيشون في العراق اليوم ، معظمهم في محافظة الموصل

   Society for Threatened Peoples
Geiststraße 7 - 37073 Göttingen - Germany
Fon +49 551 49906-0 - Fax +49 551 58028
www.gfbv.de


160

قراءة  متأنية في بعض الخُطَب والفتاوى ضد عيد ميلاد المسيح ورأس السنة الميلادية الجديدة 

بطرس نباتي
 
 كانت للكلمة المؤثرة والقوية لسيادة الكاردينال  لويس ساكو  بطريرك الكلدان( اوردها أدناه )  ردا على ما صرح به مفتي العراق (مهدي صميدعي ) و رئيس الوقف الشيعي  ( علاء الموسوي ) بكلمة مماثلة لا تقل عن الاولى في الاساءة الموجهة الى أعياد ميلاد المسيح ورأس السنة الميلادية ثم توالت  الكلمات والدعوات  بنفس الاتجاه  من قبل وغيرهم  من شيوخ التشدد والتكفير .
اولا ؛ جاء رد ابينا البطريرك ومقابلاته عبر الفضائيات في وقته  لذلك كان له تأثيرا قويا وإيجابيا  في مختلف وسائل الاعلام العراقية والعالمية ،  مما دفعت  بالكثيرين سواء من المسؤولين العراقيين  او من الشخصيات وأبناء عشيرة الصميدع ( تصريح النائب ابراهيم صميدعي وتبرؤوه وعشيرته )  أو حتى من الناس العاديين بالتبرؤ من هذا المفتي والرد على فتاويه ،  حيث اتسمت بعض هذه الردود بالقسوة في الرفض والمطالبة بمحاسبته
لا بل يوما بعد اخر تتصاعد الفعاليات الشعبية في الشارع العراقي  دعما للوجود المسيحي  وتزايدت  مظاهر الاحتفالات العفوية  التي جاءت رداً مناسبا من دعات التمدن والتحضر ضد قوى الظلام والتخلف ، وقد جاءت هذه الفعاليات بمختلف الأشكال منها ، الكتابة في وسائل التواصل الاجتماعي والصحف والمواقع الالكترونية وغيرها ، ومنها ما تركز في الشارع العراقي من احتفالات ونصب بعض الرموز كشجرة الميلاد ونجمة الميلاد والأضوية وكذلك قيام الشباب والأطفال بارتداء                   
ملابس بابا نوئيل و بتوزيع الهدايا على الاطفال  تشبها ببابا نوئيل او قيامهم بتنظيم حِلاقات جماعية
للأطفال في شوارع العاصمة بغداد مجانا ،او الاحتفالات الشعبية في بغداد وكربلاء والمدن الاخرى العراقية اضافة الى اقليم كردستان الذي يشهد في كل عام مثل هذه الاحتفالات وأكثر وهذه الصورة التي انشرها أسفل المقال تمثل
جماهير نادي الزوراء تحي المسيحيين بعيد  الميلاد المجيد في مباراة يوم 30/ 12/ 2018
كل هذه جائت كرد واحتجاج على هذه التصريحات المسيئة 


وبعد قرائتي لرد ابينا الكردينال لويس ساكو  دفعني الفضول لان  اطلع على ما صرح به مفتي العراق حول عيد ميلاد المسيح وَمِمَّا لفت نظري استشهاد مفتي العراق  بأحد شيوخ التكفيريين بل المتشدد من بينهم الا وهو ،
( أبن قيم الجوزية )في تعامله مع هذه الأعياد ومع عموم مناسبات المسيحيين والذي   يسميهم ( بأهل الذمة )  حاله حال شيوخ المسلمين منذ  ايام الغزوات،  وكنت ايضا قد اطلعت على كلمة  مفتي الديار السورية الدكتور احمد بدرالدين حسون والتي القاها في المؤتمر الاوروبي والذي استهلها بقوله :
اسمحوا لي ان أخاطبكم باخوتي باخوتي بالأرض باخوتي بالانسانية ... الخ ، ووجدت تباينا بين موقف رافض لاي مقومات التعايش السلمي بين ابناء الديانات المختلفة  موقف ابن الجوزية وابن تيمية والصميدعي ، وبين موقف سمح يدعوا الى التعايش والتسامح ، بين موقف تكفيري يرفض الاخر المختلف سواء كان مسلما من غير مذهب ابن تيمية ، او مذهب الوهابية او الداعشي  التصفوي ، وبين مذهب انساني يرى في الاديان جميعها جاءت من اجل خدمة الانسان وسعادته وتحقيق العدالة والمساواة .
 
ثانيا : للأسف اقولها وبصراحة ، كان موقف روؤساء الكنائس يتسم بالبرود والسلبية ازاء ما صرح به الصميدعي او غيره من أئمة  المسلمين بالضد من أعياد المسيحيين سواء عيد ميلاد المسيح او راس السنة الميلادية ، حيث تَرَكُوا للأسف البطريرك لويس ساكو  والاباء الأساقفة للكنيسة الكلدانية وحدهم في ساحة الصراع مع اعتى هجمة واجهتها المسيحية بعد هجمة داعش ، لقد برهن الأب البطريرك  مرة اخرى بانه لوحده يمثل المجتمع المسيحي ، فهو في البداية دعا مشكورا الى تغير بعض المناهج المدرسية التي توصم المسيحيين بالضاليين ، واجبر وزارة التربية الاتحادية الى اعادة النظر بهذه المناهج  ثم تصدى بشجاعة الى دعوة مهدي الصميدعي مفتي العراق وفتواه التي كانت تحمل الفكر التكفيري  وتستند على تعاليم  ابن قيم  الجوزية تلميذ ابن تيمية  وفتاويهم التكفيرية  ، وتتعارض مع مواد الدستور الدائم المادة الثانية  (ثانيا ) والمادة السابعة ( اولا )  من  الدستور العراقي
وهي تقع ضمن التحريض وترويج النعرات الطائفية والتي ينص على معاقبة الفاعل بموجب المادة 200 فقرة ( 2 ) من قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 ، موقف الكنائس  كان معدوما من هذه الخطب والفتاوى عدا موقف الكنيسة الكلدانية الشجاع وخاصة  أن هذه الكنيسة تتخذ من العاصمة بغداد مقرا لها ، وما تشهده هذه المدينة من احتقانات طائفية وهذه الفتاوى تصدر حصرا من هولاء الأئمة  ومن منابر هذه المدينة ، بينما رؤساء  الطوائف الغير الكلدانية يتخذون من اربيل / عنكاوا مقرا لهم ،  وهم عاجزون عن إصدار حتى بيان مقتضب يشجب مثل هذه الفتاوى التكفيرية ، اليس موقفهم هذا يدعونا الى  الاستغراب والتساؤل عن اسباب صمتهم وسكوتهم هذا !؟ ولمصلحة من   هذا السكوت المُخجل ؟! ، أليس من حقنا ان ندعو  روساء الكنائس كافة وقادة الأحزاب  والبرلمانيين الى مؤازرة الأب لويس ساكو في تصديه لهذه الهجمة التكفيرية ،  وعدم السكوت عن الاهانات والإساءات الموجهة قصدا الى اتباع الديانة المسيحية وخاصة في هذه الأيام المباركة.
 
ثالثا : يبدوا أن السيد مهدي صميدعي  تاثر بافكار ابن قيم الجوزية  وخاصة بكتابه ( احكام اهل الذمة ) لذلك استشهد به   وهو المفتي الاول  للعراق  وشيخ من مشايخ الاسلام  ولكن باستشهاده بأئمة التكفيرين ظهر بأن هذا الرجل  إما أنه جاهل او  ذو تكفيري داعشي  ، لكون ابن قيم احد التلامذة المقربين من ابن تيمية  وحامل فكره ، إضافة الى ذلك  كان  لابن قيم طيلة  حياته وفي  أفكاره عدة مواقف خالف بها تعاليم الفقه الاسلامي مما عرضه الى السجن  والاهانة من قبل القضاة ،   ( ضُرِبَ بالسوط وشهر به على الحمار )وان افكاره وفتاويه لا تصلح حتى للزمن الذي عاش فيه اي قبل سبعمائة عام من الان ،  يا ترى هل يحاول  مهدي الصميدعي  بعد فتواه الاولى عن أعياد الميلاد اذا ما مرت مر الكرام ، وهو مفتي الاول اعادة نظام الجزية ايضا على  الغير المسلمين في العراق؟  بصفتهم ( اهل الذمة )  نتيجة تأثره بفتاوى هذا التكفيري ابن قيم الجوزية  .
ولكن العجب كل العجب ان يتحول رئيس الوقف الشيعي علاء الموسوي الى مصحح لتاريخ وزمن ميلاد المسيح ويصف  الاحتفال بمولده بارذل العبارات ،  وهو لا يحمل اية شهادة لا مدرسية ولا دينية ،  وليس باحثا لا بالتاريخ ولا بالجغرافية والغريب ان خطبته هذه  تزامنت  مع خطبة المفتي ،  اي ان الشيعي والسني انقلبا وأتفقا لأول مرة في التاريخ  في محاربة مناسبات وأعياد  المسيحيين ، وعلاء الموسوي  هذا متهم اكثر من مرة بملفات الفساد وقد تخلص من اخر استجواب ضده من قبل البرلمان العراقي  في عام 2017 حول الفساد في ديوانه والمتهم به شخصيا بتدخل عمار الحكيم لانقاذه في اللحظة الاخيرة ، كونه مرشح الامام السيستاني ، ( اقرأ عنه في مقال للكاتب سليم الحسني في صوت العراق وعنوان المقال ( علاء الموسوي يستغل المرجعية الدينية )   فلا ضير من ذلك ياسيد علاء ,  سنسمح لك بان  تتهم المسيحيين وتسيء اليهم بعد ان تدافع عن نفسك ضد اتهامك بملفات الفساد ، والشاعر يقول 
(إذا جاءتك مذمتي من ناقص 
 فهي الشهادة لي بأني كامل)
 
رابعا : اغلب ما يتم توجيه الانتقاد من أئمة المسلمين وخاصة من قبل الشيعة هو ليس موجها الى الاحتفاء الكنسي  او توجيه التهاني بل بما تصاحب هذه الاحتفالات من وسائل البهجة والاحتفال بالموسيقى والغناء ، وكذلك هو موقف الكنيسة الكلدانية وعموم كنائس المشرق حيث تنتقد الاحتفال بميلاد المسيح خارج الصلاة والدعاء والقداديس ، ولكن موقف الوقف الشيعي خالف ذلك ، حيث لم يفرق رئيس الوقف بين الاحتفاء بميلاد المسيح كنسيا او توجيه التهاني باعياد المسيحيين وبين ما تصاحبه من احتفالات خارج الاطر الطقسية الكنسية ، وهذا براي ليست هفوة او ملاحظة عابرة وإنما الخطابات هذه  ، وخاصة في هذا العام ، تأتي بعد اندحار داعش في العراق ولكن أفكار وخطط داعش لضرب النسيج العراقي لا زالت فاعلة في مخيلة البعض من رجال الدين المسلمين والدليل على ذلك استشهادهم بافكار ابن القيم الجوزية  ، تلميذ ابن تيمية، وما معروف عن هذا النهج من التكفير والتخلف في فتاوى الفقه الاسلامي الذي يؤكد حامليه ومنهم الشيخ الصميدعي وعموم مقاتلي الحركات الاسلامية المتشددة وعلى رأسهم شيوخ ومقاتلي داعش بمحرمات وتكفير لا طاقة للإنسان بتحملها ،  حتى هي عبأ ثقيل على المسلمين انفسهم وخاصة في هذا العصر ، وقد اوردتُ بعض أفكار هذه الجماعات في شرحي لافكار ابن تيمية في ثلاثة مقالات كتبتها في عنكاوا كوم وموقع الحوار المتمدن ، يمكن الرجوع اليها لمعرفة ما فكر وعقيدة  هولاء الذين استشهد   بأحدهم  اكثر تطرفا سيادة مفتي الاول للعراق ( مهدي الصميدعي) لذلك يتوجب على رئاسة الوزراء والبرلمان العراقي التفكير بعزله وتعيين اخرين محله ممن يحملون الفكر الاخر المخالف للفكر الوهابي والتكفيري     

وبعد هذا العرض اود ان انشر ما ورد في البيان التوضيحي للبطريركية الكلدانية المنشور على موقع البطريركية  والذي نشرته معظم وكالات الأنباء والفضائيات  وهذا نصها  :
( المعروف عن رجل الدين من اي دين كان ان يدعو الى الاخوّة والتسامح والمحبة وليس الى الفرقة والفتنة. من  يتبنى كذا خطاب هو شخصية غير مكتملة!)
هذا الوصف لرجل دين وفي هذا الضرف للعراق يتطلب شجاعة فائقة ، وخاصة اذا صدر عن مرجع له مكانته الدينية والرسمية ، اي يُحسَب له الحساب ويعتبر مرجعا مهما وجاء في ساحة تشهد صراعا  طائفيا مقيتا ، ثم يستمر البيان حيث يعبر عن أسفه باطلاق مثل هكذا ادبيات ويصفها بالمستهلكة مطالبا الحكومة العراقية بمقاضاة مروجيها 
(انه من المؤسف ان نسمع  كذا ادبيات مستهلَكة بين حين وآخر.

لذا نطالب الحكومة العراقية الموقرة بمتابعة كذا خطابات ومقاضاة مروّجيها خصوصاً عندما تصدر من منابر رسمية.)

ثم يستعرض المفاهيم التي استند عليها مروجي الفتنة واصفا لها بانها خاطئة و.         ( خبيثة ) اي تلك التي تروج ضد الوجود المسيحي في وطنهم العراق .

ويختتمها بهذه العبارات القوية ةداعيا الى تعميق القواسم المشتركة في تحقيق العيش المشترك

(هذه مفاهيم خاطئة و”خبيثة” وبعيدة عن المعرفة الصحيحة بالاديان. فشعوبنا اليوم بحاجة الى تعميق القواسم المشتركة بما يُسهم في تحقيق العيش المشترك وليس التخوين والتكفير والحثّ على الكراهية) .

161
الأب العزيز ثابت الموقر
بفرح غامر تلقينا تبأ ترقيكم الى رتبة كهنوتية اعلى ( خور أسقفية ) لقد عرفناك عن كثب ومدى تفانيك وإخلاصك في خدمة المهجرين قسرا وكذلك في خدمتك الكهنوتية ومدى تواضعك ، لذا نهنأكم من كل قلبنا لهذه الدرجة متمنين لك كل الخير والنجاح اطال الله في عمرك مبروك مرة اخرى
اخوكم بطرس نباتي

162
تأملات في ليلة الميلاد 25 / 12/ 2018 

تعالَ يا طفلَ المغارةِ
بطرس نباتي

تعالَ يا طفلَ المغارةِ
تعالَ لتولدَ من جديدْ
لكننا لا نريدك َطفلاً صغيراً  ..
نريدك َطفلا ً حسب َ قياساتُنا 
لا نريدك ان تكون طفلاً
يرتعشُ من البردِ في ليلةٍ كانونية ٍ رعناءْ 
تحت َ رحمةِ  جنون وبرد الشتاء 
و لا كما ولِدتَ  قبل ألفي عام
 في ذلك المذودَ الحقيرْ
نريدك ان تولد على فراشٍ وثيرْ
نريدُكَ ان تولدَ على أيدي أمهرُ  الأطباءْ
في قصورِ النُبلاءِ 
مدللاً  كاطفالِ الأمراءِ 
لا كما  يولد أطفال اخوانُكَ الفقراءْ   
وان يبشر بميلادكَ  بالاضويةِ  الراقصةِ
ويذاعُ عن  ميلادك في نشراتِ الأخبارِ
تبشر به فضائيات و وكالاتِ الأنباءِ   
لا نريد ان نسمع ما بشرت به السماء
للرعاة  المساكين ..
على الارض السلام وللناس الرجاء   
تعال إلينا ..
  سنضع على هامتك تيجان مرصعة
بدل إكليل الأشواك
لا نريد ان نرى الشوك في رأسك
تعال كملك منتصر  لنحتفل كل عام
بنصرك  المبين
نحن نعشق من يحملَ الصولجانْ
نحن لا نتبعَ الا الأقوياءْ
نريدُكَ ان تكسِرَ شوكة الالم
لأننا تعودنا الهروب من الآلام     
نريدكَ  كما أرادوا منك ان تمون
ملكا قائداً محارباً
نريدك غنياً تملكُ من المالَ  الكثير
تملكُ قصورا وفنادقَ  من الكريستال
أين انتَ يا طفلَ  المذود ؟
لماذا لا تأتِ إلينا ؟
 لقد مللنا من الانتضار 
أنتَ  لم تكن تملكَ حتى بعضُ  الحجارةِ
كي تسند عليها رأسكَ المتعبُ 
انت ذلك الحجرُ  الذي رذلهُ البناؤونَ
ولا زلنا نرذلكَ كل يوم 
حينما نرذل  اخوانك الفقراء
تعال يا طفل المغارة 
انت يا من تبعك البشر بدون اكراه
بدون سيف او سفك دماء
ما كان يتبعكَ احداً لأنكَ بشرٌ  أو الآه
لم يتبعكَ  احداً طمعاً بالجنةِ أو بالحسِان     
تبعناك َلأنكَ انت وحدك  ولا احد غيرك
هو الطريق والحق والحياة
ولان لديكَ  مياه الابدية 
ولأن  بكَ وحدكَ  الخلاص
فإلى من نمضي يا ترى ؟
تعال يا طفل المغارة
تعال لتولد بيننا من جديد
لتَمحُ بمذودك  جبروتَنا وطغياننا 
لتزيل بعفوكَ خصوماتنا وتشبثنا بالأنا
رغم انك اوصيتنا  ان نكون واحدا
لكننا تمزقنا فرقا ومذاهب
وأصبحنا عبيداً لانانيتنا
وللمال الذي انت نبَذتَهُ
وقد قلت عنه يوما ان الغني لا يدخل الملكوت
أغنياء الْيَوْمَ امتلكوا الارض قبل الملكوت     
أوصيتنا بالرحمة والغفران
لمن يسيءَ  إلينا
أصبحنا لا نرحمَ اقربُ النَّاسِ  إلينا
تعال يا طفل  المغارة
نحن بانتظارِكَ  أيها المخلص
متى ستأتي ...؟ 
 
 

   

163
لا وجود اي خرق في دعوته في تنقيح كتب هذه لان من أشار الى وجود ضالين والمغضوب عليهم بالمسيحيين واليهود انما هو المؤلف نفسه الذي استقى معلومته من ابن تيمية او غيره من شيوخ التكفير ، لماذا لا يقصد بالضاليين مثلا الذين يتعبدون للبقر او للحجر لماذا المسيحيين واليهود هذه العبارات التي وردت في هذه الكتب انما الغرض منها تاجيج الصراعات الدينية والدستور العراقي وقانون حماية المكونات سواء في المركز او في الاقليم يدعوان صراحة الى ازالة  كل ما من شانه اثارة الاحقاد والضعائن بين مكونات الشعب العراقي ويدعوا الى  الابتعاد عن اهانة الرموز الدينية ، ثم هذه مسالة تخص من بقى داخل الوطن ، ونحن بدورنا سواء منظمات او شخصيات دعونا مرات عديدة بتنقيح كتب لا فقط الدينية وإنما حتى بعض كتب القواعد العربية ، رجاء لنبتعد عن كل ما من شأنه التقليل من دعوة مار لويس ساكو ولنؤيد ونؤكد ما تفضل به
هذه اخر مداخلتي ولا أستطيع الاطالة اكثر من ذلك
بطرس نباتي

164
لقد اطلعت على ما كتبه سيادة البطريرك مار لويس ساكو في موقع البطريركية ولم اجد فيه  ما يثير النقد او التساؤل عن الهدف من كتابته لان المنشور واضح جدا ، وفي غاية الأهمية ، فهو يدعوا الى تنقيح كتبدالتربية الاسلامية من بعض العبارات والتي  أحاطها بدوائر وبخطوط حمراء ، والتي تدل على تحقير ابناء الديانات الاخرى غير الاسلامية اما ان يلبى ما يطلبه البطريرك من لجان التأليف ومن وزارات المعنية او ترفض ذلك فهذا شانها ولكن ما أورده هو من صلب واجباته وهو اعلى رتبة في كنيسة تظم اكبر عدد من المؤمنين في العالم ، وليس هناك مما يدعوا الى التفلسف وتفسير دعوته هذه بغير المنحى التي أراد ايصالها الى المسؤولين في العراق فهذه العبارات التي اوردها هي من اجل اثارة الاحقاد والضغائن بين مكونات الشعب العراقي ، ومن واجب كل إنسان ان يفضح مثل هذه الممارسات وان يدعوا الى ازالتها من الكتب المدرسية ، اما وجود ايات قرآنية تنتقد الإيمان المسيحي ، فهناك ايضا عشرات الايات تمجد المسيح وأمه مريم والحواريين والرهبان والقسس ، فمن الأفضل في مجتمع متعدد الاديان والقوميات ان يعمد الى ذكر الايات التي تخدم هذا التعددية وخاصة في الوقت الحاضر وبرأي  هذا ما رمى اليه سيادة البطريرك ويتوجب علينا مساندته في دعوته هذه وهو على علم ومعرفة بما يحتويه القران من ايات وتفاسيرها لكونه حائز على شهادات عليا في الفقه الاسلامي  .
بطرس نباتي

165
ست نماذج من اهل هذا الزمن
                   
بطرس نباتي

النموذج رقم  (١) 

 يقول  برعورايا ( ابن العبري ) المتوفي سنة 1286 ميلادية في  إحدى قصائده  وبالسريانية عن اهل زمانه وكأنه يتنبأ ايضا بما سيكون عليه الحال في زماننا ايضا بعد مضي اكثر من سبعة آلاف سنة ..
يضعون على الحمير سروجا  والبرادع يضعونها على الفرس .
 أكتفي بهذا والتفسير اتركه للقراء الأعزاء .

نموذج رقم (2)
 ترك العراق مهاجرا الى بلد اخر ليجد الراحة والعدالة التي أفتقدهما  في العراق طيلة حياته ، ولكن لعنة العراق اصبحت تلاحقه وتنغص عليه حياته حتى في ظل الأمان وفي ظل العدالة الاجتماعية والقانون الذي التجأ اليه ، فأصبح العراق الشغل الشاغل له ، ينام يحلم بالعراق وعندما يصحوا ينتقد ما ال اليه العراق ، منشغل بأحداث العراق لحد التخمة ،  يحارب الفساد يحارب اللصوص وهو بعيد عنهم آلاف الاميال ، يصف العراق بشتى الاوصاف ء،مرة مزبلة مرة اخرى اخرى بالعفن،  ومرة اخرى ينذر سياسيه بالويل والثبور ، ومرة يعطيهم فرصة اخيرة ،  وكانهم خدم تحت امرته ، ينسى كل شيء في وطنه الجديد  الامن ، ولا يهتم الا بأمر العراق يفطر على العراق يتغدى بالعراق ويتعشى بأخبار العراق ..
(يا به ) عزيزي  اذا انت هلقد محرووكه روحك على العراق تعال اخي وأخدم وطنك بدل ان تبقى تعيش بَرَّ .

نموذج رقم (3)
من المتعارف عليه من يريد الكتابة او التعبير  عن فكرة ما يقوم بالاقتباس من احدى كتابات مولفين كبار وفلاسفة ومفكرين امثال أرسطو ،أفلاطون او كارل ماركس او ابن خلدون او احيقار الحكيم ،  ليدعم بآراء هولاء او امثالهم ما يكتبه من فرضيات ، فما أطيب ان تنقل لنا أقوال علماء او مفكرين كبار كي نستفيد منها في حياتنا ، ولكن ما يحدث  اليوم بعد هذا الاسفاف في الكتابة  ، وتزايد دور الاعلام الالكتروني وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي التي لا رقيب لغوي عليها ولا تمر بفلاتر  النقاد ، وقلة القرّاء (لحد الاضمحلال تقريبا) للكِتاب الجاد والمفيد ، نجد من  ينبري  في  الكتابة على صفحات الفيس بوك ، عندما تطالع ما يكتب  لا تجد فيه غير كلاما عاديا يتسم بالضحالة والإسفاف  والانكى من ذلك قيام كاتبه  بتذيله  باسمه ، وكأنه  أفلاطون هذا الزمن الأغبر ، والأنكى من ذلك  ايضا ان يقوم   بعضهم بحصر تلك الأحاديث العادية   بأشكال هندسية  ،  وما يلفت النظر  وجود المعجبين لهكذا اشاوس ،  الذين يكتبون  في حقل ال ( COMMENTS ) تحت  اقواله الحكيمة ( عاشت إيدك )  ( انت عبقري فذ ) ( منور ولو بدون كهرباء ، الرئيسي
والمولدة ) وكانهم في فتح مبين ، أو غزوة من غزواة ابن شداد ،   وعندما تقرأ فلسفتهم وحِكَمهم  التي ( ينيرون  بها ظلام الدنيا  )لا تجد فيها غير كلاماً عابراً او حديثاً لا يتجاوز بعض المسبات  والشتائم للسلطة والمسؤولين في العراق ، وأغلب ما يتداولونه يتناوله يوميا الاعلام العراقي عبر الفضائيات ، وهم يكتبونه وينقلونه نصا  وروحا ، ألا تقع هذه الكتابات في باب اللعب   بمشاعر الآخرين ؟    ..

نموذج رقم ( 4)
 اصحاب هذا النموذج من كتابنا  وخاصة في الفيس بوك  ،  عندما كانوا في الداخل لا احد منهم كان يكتب او حتى يهمس بالضد من الأوضاع  الغير الطبيعية والفساد الذي كان مستشريا لان قبل سنوات  اي حين كانوا في الداخل ، كان بلدنا في المرتبة الاولى والآن أصبحنا والحمدلله بالمرتبة السادسة للدول الأكثر فسادا في العالم بموجب منظمة الشفافية الدولية  ، وما ان خرجوا  حتى تفتقت قرائحهم  وأصبحوا  يبعثرون الشتائم يميناً ويسارا ، تعرفت على احدهم
 ( يقدم نفسه على انه شاعر ) جائنا من بغداد ، استقر في عنكاوا كمحطة استراحة لينتقل عبرها الى الخارج مستغلا وضعه في بغداد مؤلفا عشرات القصص عن اضطهادات وهمية تعرض لها في بغداد  ،  أستقر لفترة ليست قصيرة في اقليم كردستان توفرت له كل اسباب الراحة والامان وحتى المعيشة الجيدة ، وعندما كان هنا كان يتغنى بالقادة الكورد ويصفهم كما يصف اي الاه او قديس ، اليوم بعد استقراره بإحدى الدول ، اقرأ له تعابير يدعوها قصائد او كتابات ينثرها هنا وهناك وأغلبها مسبات وشتائم من الوزن الثقيل لاولياء نعمته عندما كان هنا في الاقليم وأقل وصف يصفهم بأنهم سرقوا ارض اشور وأنهم غزاة يجب ابادتهم .

نموذج رقم (5)
نموذج اخر يذكرني بشخصية دون كيشوت التي صاغها ثيرفانتيس  في رواية  (مصارع طواحين الهواء) فكما ان هذا البطل الذي من كثرة قرائته لأدب الفروسية تصور نفسه فارسا يحمل مباديء الفروسية القديمة فاخذ يبارز طواحين الهواء متصورا انها أعداء له ،هكذا  حال هولاء  المصارعين الاشاوس ، فانهم ما أن اكتسبوا بعض المعلومات اما نتيجة القراءة او عن طريق الاصغاء ، فلم يبرحوا تلك الصفحات الدامية  من التاريخ  ، فتصوروا او هكذا تصور  لهم عقولهم ، ان جميع الذين يعملون في الوطن من احزاب ورؤساء كنائس ومسؤولين هم خونة وعملاء اما للكورد او للشيعة ، رغم ان من ظل في الوطن خاصة في بغداد يعمل وسط صراعات ومؤامرات لا هوادة فيها ،  اضافة الى مفخخا ت وتصفيات جسدية وتطاحن طائفي مقيت ، بينما هم ينعمون في أمان وسلام في دول مستقرة ، ولا يكلف احدهم نفسه حتى بزيارة قصيرة  ليطلع على ما يجري في الوطن ، شغلهم الوحيد الكتابة وتسقيط الآخرين ، وشتم الأحزاب والسياسيين  والمسؤولين معتبرين انفسهم هم  المنقذين والمخلصين ، وغيرهم اما خائن او مرتزق .

نموذج رقم (6)
هولاء كثيرون جدا ربما بالعشرات ، سأكتفي بعرض لحالة هذا الشخص من سوريا نزحت عائلته من جنوب تركيا ، ابان ما تعرض له المسيحيين عموما من اضطهادات وما يطلق عليها اليوم ب سيفو وهو لم يكن  حتى قد ولد  حينها ولكنه يحمل في ذاته حقد دفين ليس على تركيا او السلاطين العثمانيين بقدر حقده على الأكراد العراقيين ، في اي مكان يكون له حصة من الحديث يحول حديثه عما حدث للآشوريين على يد الأكراد ويخص بالذكر جميع الكورد في اقليم كردستان رغم ان أكراد اليوم  لم يكن لهم اية علاقة تذكر   بتلك الأحداث المؤلمة ، وعندما تذكر له بأن الزمن هذا يختلف عما مضى ونحن نعيش في ضرف اخر لا يتوانى من وصفك بالعمالة والانبطاح وجميع الأحزاب التي تعمل على ارض الاقليم ما هي الا أدوات شطرنج بيد الأحزاب الكوردية على حد زعمه .
لا أنكر مطلقا هنالك مشاكل عديدة سواء تلك المتعلقة بالاراضي الزراعية في عنكاوا وتجاهل تعويض أصحابها ، او مسالة التجاوزات على قرى دهوك من قبل بعض المتنفذين والاغوات ، ولكن كل هذا لا يدفعنا وليس من صالح من اختار البقاء في الوطن خلق المزيد من النعرات والتعصب القومي  تجاهه وذلك بنشر كتابات  حقودة  وشتائم للآخرين ، الغرض منها فقط خلق  حالة عدم استقرار وصولا الى الفوضى في مناطقنا التي تنعم بالسلام والتعايش المشترك الذي نسعى لتطويره ، ان اصحاب هذه الكتابات لهم مشاريع تعكس نواياهم في افراغ الوطن من المسيحيين ، ودفع الذين فضلوا البقاء ، الى التفكير  بالهجرة نحو المجهول ، برأي ..
من الأفضل لنا جميعا سواء الأحزاب او الجمعيات او الذين يكتبون على صفحات التواصل الاجتماعي الابتعاد بقدر المستطاع عن تخوين الآخرين وخاصة  تخوين اخوانهم الذين ارتضوا البقاء في داخل الوطن ، وأن يكونوا محضر خير من اجل تنمية وتطوير علاقاتنا مع شعوب المنطقة وفي مقدمتهم الاخوة الكورد ، بغية بناء علاقات عصرية مبنية على تقبل الاخر المختلف وتناسي احقاد الماضي وطي  صفحاتها السوداء ، وإن كان هناك اية مشاكل يتوجب إيجاد الحلول لها عبر المراجعات والمطالبات وان اقتضى الامر  عن طريق التظاهر وتنظيم  المسيرات  الاحتجاجية وغيرها من وسائل الضغط الشعبي وليس عن طريق الشتائم والسباب في وسائل التواصل الاجتماعي ، والاخوة المتحمسين جدا لخدمة وطنهم ممن يتخذون بلدان المهجر مقرا لهم ، اذا ما يهمهم امر الوطن هكذا ، فأبواب الوطن ليست موصدة بوجوههم  أبدا ، ليأتوا إلينا على الأقل لنتعلم منهم كيف نطالب بحقوقنا ، ليأتوا إلينا ليعلمونا الممارسات الديموقراطية التي تعلموها في بلدان الغربة والاغتراب ، وعندما يقرر احدهم ان ياتي لا بد ان تستفيد حكوماتنا الرشيدة جدا  من خبراته التي اكتسبها في الغربة ،ولا بد ان هذه  الحكومات ستفكر لتنيط به وظائف  ومسؤوليات كبيرة يتقاضى منها رواتب واجور لا يحلم بها  وهو في المهجر ، بعضهم  قد فعلها ولا زال يتنعم بخيرات الوطن ويغرف منها ما يشاء ، ليتنعم بها في دولته الأجنبية،  تبا لهكذا  وطن وتبا لمن يقوده من السياسيين  الاغبياء ..

166
استاذي العزيز ، طبعا عندما اكتب لك اعلم جيدا باني اكتب لأستاذ في القانون  ، تجربة الحكم في العراق منذ 2003 ومجلس الحكم وقانون الذي سن في عهد بريمر ثم الدستور الدائم في 2005 وما تبعه من سن قوانين ارتكزت جميعها على الطائفية وقسمت الشعب العراقي وحتى القوات المسلحة الى حصص لكل من العرب الشيعة العرب السنة كورد وأقليات اخرى يتم ذكرها مرة بالمكونات او بالأقليات ، وجميع المسؤوليات سواء في السلطة التنفيذية او التشريعية يتم تقسيمها وفق إحصاءات دقيقة تساهم بهادوائر عديدة منها داخل العراق ومنها خارجه خاصة تلك المرتبطة بالسفارة الامريكية والمسؤلين في الخارجية الامريكية في الشان العراقي ، لا يُستثنى من هذه المعادلة وهذه التقسيمات حتى القيادات العسكرية ، اما ما يقال عن التكنوقراط وتقديم عبر الإنترنيت هذه ايضا تدخل بعضها ضمن قاعدة التقسيمات الحزبية والطائفية وقسم الاخر لذر الرماد في العيون وللسكان الشعب العراقي المغلوب على أمره ، عزيزي لحد الان لا توجد دولة بمعنى القانوني والسياسي الموجود سلطة تحكم بموجب ديموقراطية مزيفة شكلية فيها انتخابات وفيها ترديد قسم ومعارضة وصراخ ولكن بعيدة جدا عن القانون الأساسي لنشوء دول ، برأي افضل شيء يعمله الشخص اليوم هو عدم مشاركته في هذه المهازل التي تجيء  عادة بهولاء الأشخاص ، يجب على الشعب العراقي ان يختار طريق الثورة الشاملة على هذه الديموقراطية المزيفة ويزيح هولاء الذين شرعنوا السرقة والاستئثار بالمال العام منذ مجيئهم ولحد الان
تقبل تحياتي

167
اخي ضافر هل يوجد عاقل يفتخر بجائزة منحت  لان هناك حرمات انتهكت وفتاة بريئة اغتصبت عنوة من شريعة مجرمة تبيح القتل والاغتصاب والسرقة والسبي ، الشعوب تفتخر بجائزة في الفيزياء في الطب في الأدب ، ليس لدي اي تفسير لهذه الجائزة سوى انها منحت لشخصية فضحت هذه الممارسات اللإنسانية ، انها لشخص وليس كما يدعون للعراق لان العراق عندما سمح لهولاء الاوباش ان يتسللوا لفعلهم الاجرامي وبكل سهولة ، يدل هذا الفعل ان جميع حكوماته مشتركة في الفعل الجنائي وبدل ان يفرحوا ليلطموا طوال حياتهم كما يفعلون  اليوم عندما يلطمون ويسلخون جلودهم ندما لتلك الجريمة التي اقترفتها اياديهم عند تخليهم عن احد أوليائهم
تحياتي لك 

168
عزيزي خالد شكرًا لمرورك الكريم تقبل تحياتي
وكذلك أشكرك لتذكيري بالخطأ الذي لم انتبه إليه  وإني اعتذر للسيد العلاق  ، وهو كذلك  خالد العطية هو الذي صرف على العملية وليس السيد العلاق ، ولكن بتصوري ليس هناك فرق بين عطية أو علاق أو اي شخص اخر يتولى ( المقعد) سواء في هذه الدورة او الدورات الاخرى ، الكل يسعى الى المزيد من النهب لثروات العراق .
شكرًا للتذكير مرة اخرى دمتم
اخوكم بطرس نباتي

169
عزيزي النائب المحترم ..
وعذرا لصديقي كمال عظمت 
بطرس نباتي
كلمة حق يجب ان تقال
لست من وعاض السلاطين،كما يسميهم  علي الوردي ، ولكن ما دفعني للكتابة عن بعض ما سيفعله  العضو البرلماني الجديد في الدورة الحالية استكمالا للدورة السابقة  ، هو  ما دونه صديقي واخي العزيز كمال لازار من وصايا رائعة بهذا الشأن ،  في افتتاحية جريدة بيث عنكاوا ونشرها على موقعه الخاص في الفيس بوك ..
اتمنى ان تكون  ما كتبه  الاخ كمال منهاج عمل ليس فقط لاعضاء البرلمان وإنما لجميع من يستلم منصبا رفيعا في  العراق التي كانت دولة .  وخلال تجاربنا السابقة مع من سبقهم في حكومة العراق منذ 2003  ، سيتركون ما أوصاهم به وسيتبعون ما تعودوا عليه ، أي حسب ما تعودوا عليه في حكم البلاد ، وتسيير شؤون العباد ،  لان كما يقول أرسطو ( العادة وليدة التكرار ) لذلك لا بد ان يعذرني الاخ كمال لان ما اكتبه يتقاطع مع ما هدف اليه مع شكري وتقديري.

اما انا فأقول
اخي النائب ، اولا رغم اني لم ادلً بصوتي لك ، إلا اني مرغما أهنئك على تسنمك المقعد الوثير ، إياك ثم إياك ان تنسى  المطالبة بما لم يحققوه الذين قبلك من مكاسب، اعمل وشرع الزيادة في الرواتب لاعضاء البرلمان ، ولا تنسى مخصصات السفر والإيفاد ،قبلك كانوا يتمتعون بها فقط لأنفسهم انت طالب بها وبالحاح لتشمل كافة أفراد عائلتك وأقاربك لحد الدرجة السادسة ،ولا تنسى لقد صرف  السيد علاق على عملية جراحية صغيرة  ملايين الدنانير عليك المطالبة  بزيادة الصرف على  عمليات البواسير مثلا وجعلها بالاف الدولارات ، لان الجلسات المطولة  على المقعد (البرلماني ) تسبب هذا المرض المزعج ، إذن فهو من جراء الخدمة ومن مسبباتها ، عزيزي النائب اوصيك ان لا تلفض ولا كلمة طيلة المناقشات اعقد ذراعيك حول صدرك  ، اسكت افضل  لك لان (ان كان الكلام من الفضة فالسكوت حتما هو من الذهب) ، أحبس نفسك لمدة  اربع سنوات اما في مبنى البرلمان او في المنطقة الخضراء قرب السفارة الامريكية لانها المكان الامن لك ولأمثالك ، أخي  النائب اوصيك عندما تريد ان تصوت انظر وتمعن برئيس قائمتك ان كان قد رفع يده بالموافقة وافق فورا ، وإذا امتنع إياك إياك ان ترفع يدك لانكَ ستوقع نفسك في مصيبة ، احذر ربما رئيس القائمة يحك راْسه اثناء التصويت كن حذراً  وقدر  بين إن كان  يحك فروة رأسه ام يرفع إصبعه ، اوصيك ان لا ترفع إصبعك الوسطى لان ذلك يعني انك تسب رئاسة البرلمان ، اول ما تطالب به جواز سفر احمر اللون  يعني ما يسموه ( دبلوماسي ) ، تأكد بانه دبلوماسي بالحق والحقيقة  ، لان هذا الجواز الأحمر وزع حتى على سواق وفيترجية   الوزارات وجميعهم صاروا دبلوماسيين ، إياك ثم إياك ان تصادق الصحفيين  والاعلاميين  لان ليس لهم سوى ألسنةٌ  طويلة  ، سيكشفون إسراركم  للعالمين ، حاول ان لا تصادق احد من الكتل الاخرى ، وإن كنت من أعضاء الكوتا وخاصة المسيحية ابذل قصارى جهدك ان تكون ضد الآخرين من نفس الكوتا  ، حاول بكل قوتك ان تتمسك بعباءة الدين  وإذا اقتضى الامر البس عمامة وجبة ولا ضير ان كانت بيضاء خضراء  او سوداء او حتى مزركشة ، المهم العمامة لانها ستحفظك  مقامك في الدنيا وتحقق لك الآخرة مع عشرات الحوريات  ، اذا ما تم دعوتك لمقابلة تلفزيونية لا تنسى ان ترتدي بدلة أنيقة بدون رباط لأن الربع يكرهون أربطة العنق   ، فصل عشرات البدلات  على حساب نثرية العضو البرلماني ، افضل لجنة تنتمي اليها هي اللجنة التي لا عمل لها يعني لجنة
  ( عطاله  بطاله ) ويمكن ان تكون لجنة الثقافة لان لا وجود للثقافة في هذا البلد المنكوب ، أسعى من اجل ان يكون لك عشرات الحمايات ولكن اكتفي انت  بأثنين  فقط  من البوديكارد والبقية استلم رواتبهم اي ما تسمونهم ( فضائيين ) ولكن غير معروفين من وكالة  الفضاء الامريكية ( ناسا )  من واجب عضو البرلمان ان لا يصعد الا بعجلة مصفحة لا تخترقها حتى صواريخ كوريا الشمالية ، عليك اولا ان تختار أقوى واحدة منها فحياتك  تقابل حياة 20%  من  مجموع الشعب العراقي الخائب ، ولا تنسى سيدي المبجل ، عند مناقشة قضية مستعصية تحتاج منك جهدا ، تمتع باجازة فورية  اما  للسفر خارج العراق او للحج او للعمرة ،  أو اية شغلة اخرى تخترعها ولا تنسى عند السفر ان تأخذ معك العائلة وأفراد الحاشية وحتى بعض جيران المحلة ، ماذا يضر فخزينة البلد مليئة بالنقود الأجنبية والذهب ، وإن لم تصرفها انت سياتي بعدك من يتمتع بها ، ولا تخف ان تصبح عاطل بعد مدة خدمتك فالراتب التقاعدي الذي ستشرع له قانون اخر افضع وأضخم مما شرعوه  من سبقوك يكفي لك ولاحفادك من بعدك ، والسلام عليك ورحمة الله ..


170
 
الاخ ليون برخو ، تدري جيدا مدى اعتزازي بكم انتم لكونكم أكاديميين ومحبي لغتنا وتراثنا سواء الشعبي منه او الكنسي ولكن اسمح لي اخي العزيز ان أناقشك حول 
 موصفك الكنيسة الكاثوليكية  كمؤسسة من دخولها في أزمة نتيجة ما تتعرض له من فضائح وصفتها بدقة مستعينا ببعض ما أوردَتهُ الصحف اليومية مثل شيكاغو تربيون او بواسطة اليوتوب او بعض  الروابط الانترنتية ،  او ما كتبه بعض الصحفيين وقد وجدت اسم الصحفية سيليفيا التي تنشط في نقل مثل هذه الأخبار وغيرها  ،  معظم هذه الروابط تصفحتها للأسف وجدت معظمها ان لم يكن جميعها تهتم بأخبار الفضائح وكسب المزيد من القرّاء ، وبضمنها ما اشرت إليها بانها نشريات كاثوليكية ،  وبتصوري الصحافة اليومية تحتاج في استمرارها مثل هذه الأخبار حتى وان كانت ملفقة ، اخي احد الروابط وعلى ما اعتقد كان في اليو توب عندما فتحته وجدت عملية جنسية فضيعة لا ادري ما سبب حشرها لاني لم أطق متابعة ما يحدث في هذا الرابط .
اخي لا احد ينكر بان الأساقفة والكهنة والراهبات ، والأطفال الذين تم الإشارة اليهم من يقول بان الجريمة حدثت بيد راهبات لان في المشفى او الدار هناك عاملين اخرين غير الراهبات ، فهل تم التحقيق في هذه الجريمة وأين وصل ومن المسبب ،  برأي إن لم يتم نشر أوراق التحقيق في هذه الجريمة بشكل كامل مع ملف الادانة ، تبقى كاية قضية اخرى يتداولها الاعلام بدون ان يكون لها إثبات بموجب وقائع قضائية ، اين محضر الضبط ، مع من اجري التحقيق ، هذه جريمة لا فقط يحاسب عليها القانون الجنايات المحلي وإنما حتى القانون الدولي ، لانها اقترفت ضد الطفولة ، وحتى ان كانت راهبة او كاهن ،  يقترف الفعل او الانتهاك الجنسي ، يا ترى هولاء بشرا ً  والبشر ليسوا  جميعهم قديسين او ملائكة او آلهة ربما هم اشرار وربما هم مجرمون لا احد ينكر ذلك ، اتصور قراؤنا  في غنى عن هذه الأخبار نحن نريد ان تكتبوا عن لغتنا عن طقوسنا الشرقية عن جغرافيتنا ان تنورونا وتنقلوا لنا تجارب الدول في الديموقراطية والمبادىء الانسانية وغيرهاً،  وهذه المقالات تؤيد ضمنا الحملة التي يقودها بعض المتشددين الإسلاميين داخل العراق وهم عندما يستعينون بك او بغيرك ليست غايتهم تقويم هولاء الأشرار داخل  المؤسسة الكنسية بل ينالون من الدين المسيحي بهذه الأمثلة ويطعنون بمباديء هذا الدين  وخاصة ما نعانيه نحن مسيحيوا الداخل على أيدي بعض السلفيين  ، انا لا أجدك فيما تكتبه في هذا المقال بقدر ما  اراك في الدفاع المستميت عن لغتنا عن تراثنا وعن طقوسنا ، ننتظر منك بحوثا ودراسات في تطوير لغتنا وقواعدها وخاصة انها تدرس في الجامعة كلغة حية لكنها بحاجة الى جهود من الأكاديميين امثالكم  اخي العزيز ، هذه الفضائح والأخبار المغرضة نحن في كنائسنا المشرقية لا تهمنا مطلقا ولا نريد ان تستنفذ جهودكم وان تأخذ من وقتكم ، نريد ان توضفوا جل طاقتكم في خدمة آدابنا تاريخنا تراثنا رجاء ارجو ان لا يكون ندائي هذا سببا في إزعاجك فانت صديق اعتز بصداقته دمت ..



171
لا ادري تحت اية توصيف باستطاعة القاريء ان يضع مثل هذه الكتابات ، وخاصة ان كاتبها يعنون نفسه بباحث وبعضهم بأكاديمي ، وعندما نطلع على ما يكتبونه لا يتجاوز بعض الكوبي بيست من العم كوكل او نقل حرفي من بعض المصادر ، للأسف هذا الهبوط الذي نشهده عند البعض يشعرنا دوما اننا ازاء مشكلة وهي  ناتجة عن استسهال عملية الكتابة ، من شروط البحث الجاد  او اية مقالة بشأن تاريخي او اجتماعي او حتى في اي منحى  اخريكون سواء كان أدبيا او علميا أولها الأمانة والتجرد والنزاهة والحيادية  والاهم من ذلك المنهجية في التعرض لما يتناوله في بحثه ،  او في مقالته ثم الأسلوب المتبع في البحث مهما كان يجب ان يرقم الباحث ما يستقيه من معلومة من مصادره ليشير او ليذيل بحثه بمجموعة هذه المصادر المعتمدة من حيث عناوينها سنة طبعها  ومؤلفيها  ورقم الصفحة التي استقى منها المعلومة ومدى رصانتها ومدى ما يعتد بها والمبتذل منها ايضا خاصة اذا كانت المعلومة تتحدث عن زمن او الحدث واقع في زمن لم يعايشه الكاتب او زمن غير زمنه .
كما يترتب على الباحث ان يقارن في المعلومة بين مصادره سواء تلك التي توكد المعلومة او تلك التي تنفيها هذه فقط بعض صفات الباحث وبعض شروط البحث الجاد .
لست هنا بصدد الدفاع عن المسيء سواء في السلك الكهنوتي او اي شخص اخر خارج هذا السلك ، للأسف معظم هذه الكتابات التي نقرئها اليوم على صفحات المواقع  لا تتجاوز أهميتها عن  مقالة صحفية او عمود صحفي في اية صحيفة  مغرضة تعادي الكنيسة الكاثوليكية كمؤسسة ومثل هذه الأعمدة الصحفية لا تكاد تخلوا منها اية صحفية يومية او موسمية تصدر في الغرب او هي لا ترتقِ الى مجرد نقل ميكانيكي لما موجود وما يتيسر منه في كوكل او اي موقع إلكتروني بحثي ، وما اسهل الولوج الى مثل هذه المواقع والدس فيها ما لذ وما طابت له نفس الكاتب وما على المتلقي سوى ان يدير او يضغط على الزر حتى تأتيك المعلومة جاهزة وعلى طبق جميل .
أيها السادة لا الباوات ولا الأساقفة والقساوسة المعنيين بكلامكم سيقرؤون ما تكتبونه بالعربية او غيرها وهذه كتاباتكم لا هي لاصلاح ما فسد ولا هي لتقويم الآخرين او التأثير على صاحب القرار ، برأي هي مجرد عرض عضلات او ثرد فتات الآخرين  في راس المتلقي بحيث يعتقد او يجزم قراء الإنترنيت  بأنكم باحثين من الدرجة الاولى ادري ان ما كتبته سيثير حفيظة العديد من المعنيين ولكن قبل شتمي وقبل وصفي ونعتي بشتى النعوت ارجو إجابتكم على السؤال التالي : ما استفادة ما تكتبونه وخاصة انه مكرر لعشرات المرات وسمعناه بآذاننا عبر الفصائيات وقرأناه في اكثر من مصدر ؟ 
وبوشن بشلامة
بطرس نباتي

172
روايات عشت معها للكاتب والناقد صباح هرمز في اُمسية ثقافية
بطرس نباتي
ضمن نشاطاته الثقافية التي يقيمها   ، نظم اتحاد ادباء الكرد فرع اربيل  في مقره يوم الخميس 30 /8  أمسية ثقافية لعرض وتوقيع كتاب روايات عشت معها للكاتب والناقد صباح هرمز  حيث استعرض فيها الكاتب عباس عبدالله  محتويات الكتاب الذي يقع في ثمان وتسعين     صفحة من الحجم المتوسط ، والذي تعرض فيه الكاتب ل مجموعة من الروايات   ، منها رواية الرجع البعيد لفؤاد التكرلي و حجر الصبر لعتيق الرحيمي  و الكافرة /علي بدر /وروايتي  عزازيل  ليوسف زيدان  والوسوسه الاخيرة للمسيح كازانتزاكي وشلومو الكردي انا والزمن /سمير النقاش وعمارة يعقوبيان /علاء الأسواني وآخر الملائكة /فاضل عزاوي  وقصة الملجأ ل سركون بولص ،  استهل عباس حديثه عن  أهمية الكتاب حيث كشف  عما بذله الكاتب  من جهود لبيان عن  مجموعة من الروابط   والتناص بين هذه الروايات وخاصة بين بعض ثيماتها ، وأبدى عباس ملاحظاته النقدية سلبا وايجاباً مثمنا ما قام به المؤلف باستعراضه لما تضمنه الكتاب من  الشفرات التي حوتها هذه الروايات ،  ثم  تعاقب في الحديث مجموعة من الحضور  ومن ادباء اربيل وعنكاوا منهم نيهاد النجار  تحدث عن بعض ما قدمه صباح وخاصة في روايتي الكافرة  وحجر الصبر  حيث اختلف مع الكاتب بعدم وجود اي تناص بين الروايتين وخاصة في مسألة عرض ماساة المرأتين  حيث لكل منهما قصة تختلف عن الاخرى أما بطرس نباتي فقد قيم العمل من ناحية قيام الكاتب بتفكيك العناصر التي تتشكل منها  مضامين هذه الروايات  ، حيث اعتمد على الجمل والعبارات في إيجاد التناص والترابط فيما بين ثيماتها قائلا في مستهل حديثة جميع هذه الروايات أخذت مساحات واسعة في مسالة القراءة وحازت على اهتمام النقاد والباحثين وخاصة روايتي العزازيل وإغواء الاخير للمسيح وكذلك رواية الكافرة لعلي بدر ، وتطرق  الدكتور عادل گرمياني الى أهمية مثل هذه القراءات وخاصة لروايات مهمة امثال حجر الصبر والكافرة وكذلك اشاد بجهود اتحاد ادباء الكرد فرع اربيل لما يقدمه من لمآسي ثقافية خاصة في محالات الأدب الروائي   وعبدالمسيح سلمان الذي تحدث عن رواية عزازيل موضحا بعض أحداثها   ، بعدها فسح المجال للكاتب صباح هرمز  للرد  حيث استعرض   الاّراء والطروحات  التي اوردها زملائه و اجاب عليها مشكورا ، وعند انتهاء الجلسة تم توقيع الكتاب من قبله وإهداء نسخ منه الى جميع من حضر هذه الأمسية الأدبية .

173
شكرًا لك اخي ضياء نافع على جهودكم في  تعريفنا بالأدب الروسي او بمن  نهلوا من هذا الأدب من العراقيين وغيرهم ، نعم اخي ليست جسارة منك حين تطالب بتسمية شوارع بغداد بأسماء ادباء العراق المعروفين هولاء ، منذ سنوات ونحن هنا ايضا في عنكاوا هذه القصبة التي  تمثل خيرة قصباتنا ومدننا نطالب ان تسمى بعض شوارعها بأسماء ادبائنا ومثقفينا تخليدا لذكراهم وتذكيرا بنتاجاتهم  الفكرية والأدبية امثال سعدي المالح وعزيز نباتي  وحنا عبدالاحد ، لكن للأسف هناك من يقف عثرة دون تطبيق هذا القرار الذي صدر فعلا من محافظة اربيل ومن إدارة عنكاوا ، تحياتي لك أينما كنت
بطرس نباتي / عنكاوا

174
يا صديقي ..
قم مزق صمت ارض اللاعودة



بطرس نباتي


عندما تلقيت الخبر المشؤوم ، صديق العمر قد رحل ، لم اصدق ، صَعقة ٌ قوية سَرَت في مفاصلي ، خلت  لأول وهلة انك تؤدي دور الميت كما في مسرحية  ( الانتظار) عندما رجعت ُ بالزمن الى ما قبل عشرات السنين ،  تذكرت  وانا أسير امام نعشك حاملا في رقبتي تلك القيثارة المحطمة  والكورس  يردد بحزن  آلاتي .. ات ، وتذكرت أيضا  عندما حملناك فوق اكتفنا  انفجرت قذيفة  بالقرب منا ، لكن لم تصيبنا شظاياها ، وسلمنا ، عندئذٍ ، قلت في سري ، الشباب لا يدركهم الموت ، انهم خالدون  ،  الان عندما تحدثت مع صديقنا (رمزي)  قلت ايضا ، انه (أكرم)  الذي نعرفه وانه يمثل علينا دورا قاسيا في نص تراجيدي اخر ، كيف ؟ ولماذا ؟ عشرات الأسئلة راحت تطرق رأسي  بقوة وكأنها  ناقوس كبير كالذي  في كنيستنا القديمة ، امام  بيتكم القديم ،  تتذكره حتما ، كيف رحلت بدون كلمة وداع  ؟ بدون همس بدون  كلمة حب ،  منذ  أن عرفتك اي منذ البدأ كُنتَ كلك حب ، كلك طيبة كلك وفاء ، كل جسدك  كل روحك كل نفس فيك ضحك ومرح ،  انا لا اصدقك أبدا ، لا اصدق انك ترحل هكذا ، كيف رحلت،  الم تشتاق الى أحبائك  الصغار؟  ، يا جدو الحبيب ، الى حبيبتك الى أصدقاء عمرك ، قم يا اخي ، قم ما هذا الكسل متى كنت متخاذلا ؟  (نجيب  )في السويد  انه يطرق  بابك بقوة ،  فهل من مجيب ؟ رمزي نبيل كلهم بانتظارك ،  تعالى إلينا  ، ألم  تشتاق الى ضحكة صباح ؟ ، الى قهقهته التي تشبه صوت  المياه   المنسكبة من  جرارنا  الفخارية القديمة كما كان يحلوا لك تسميها  .
تعال لنمثل معا  ، انا الأسقف وانت ماذا ؟ انت اللص الذي سرق شمعداناتي ، لكن لا ، لنمثل مسرحية ( أصدقاء الى الأبد ) ماذا سيكون دورك ؟ اعلم جيدا ، ستمثل دور صديق وفي دائم الضحكة ، صديق بينما  يأن  من الجراح يبتسم ليعيد الثقة والامل في أصدقائه   ..انت ، من انت   ؟  انت زائر سنوي تأتينا مع  طيور الحب  لتبث فينا الضحك والسرور ، يا صديقي تعال رجاء ، الكل بانتظار الآتي ، تعال في الخريف ، لا  .. تعال في الربيع عندما تورق الكروم لنعصر شرابا او لنحتسي معا ما طاب لك  من نبيذ او عرق المحلي   ، كما تحب تعال عندما تشاء ..     
 كما في الأيام تلك التي تؤرق مضجعي أبدا..
(أكرم ) ما هذا ؟ هل ما يطرق سمعي  من أنباء حزينة أو ما أقرئه من مراثي ؟ صحيح ما يقال ؟  ،ام هو حلم اخر من الأحلام المزعجة التي تأتيني منذ رحيل صديقنا (سعدي )،
ربما اشتقت اليه كثيرا وقررت ان تبحر  وحدك لتلتقيه ، اتقي الله صديقي هل وجدته افضل ممن حواليك لترحل اليه بهذه العجالة ، قم يا صديقي قم ، قم لتعيد لنا ابتسامتك الجذابة أعد لنا الفرح  وتلك البسمة
  قم .. صديقي 
قم مزق ارض اللاعودة
قم مزق صرخة الموت   
انت أيها الجميل المبتسم أبداً
كيف ستتدلى بحبل الابدية؟
كيف سيضمك قبر حقير؟
 سأحملك لاجوب  بك القفارى
كما حمل كلكامش انكيدو
لألتقي بمن  يطلعني   
سر الموت والحياة
تعال صديقي
الم تشتاق  الى حبيبتك عنكاوا؟
اذا كانت الغربة قتلتك؟
اذن تعال الى  عنكاوا
فحضن والدتك (وارينة) القديسة
 كما كنّا  ندعوها
ليكون لك خير وطن
 

175
         
الشهيد البطل توفيق سيدا عجمايا
( ملا عثمان )

في قصيدة كوردية مترجمة


كتب الاخ جلال دباغ هذه الأسطر بحق الشهيد الأنصاري الشجاع توفيق سيدا عجمايا ،  ألحقها بقصيدةرائعة باللغة الكوردية تصلح ان  تكون نشيدا يخلد بطولات الانصار الأبطال في جبال كردستان العزيزة ، ارتأيت ان انشر ترجمتها الى اللغة العربية .. تحياتنا للشاعر العزيز جلال الدباغ وتحياتنا الى الصديق  الشاعر
فريدون سامان لانه اتحفنا بها

بطرس نباتي / عنكاوا 
 
يقول الاخ جلال في تقديم قصيدته :
الشهيد البيشمرگة الشجاع الرفيق  توفيق سيدا عجمايا المكنى ب  ( ملا عثمان ) من اهالي عنكاوا / اربيل كان من  شعب (الكلدو آشوري السريان) هذا الشعب الذي قدم عشرات الشهداء من أجل تراب كردستان
 هذا الشهيد الخالد قضى سنينا من عمره كمقاتل في صفوف (پيشمه رگه) فدائي  الحرية في صفوف مقاتلي الحزب الشيوعي العراقي
( الانصار )  يضيف الاخ جلال قائلا (لقد كتبتُ قصيدة في هذا الأنصاري الشهيد البطل) .
 وقد أرتايت نشرها  لأضعها في متناول قراء العربية   . علني أتمكن من ترجمتها الى لغة السورث قريبا ..  متمنيا رضاكم ..
القصيدة  مترجمة بتصرف بعنوان
               القصيدة بعنوان
                  نشيد
             جلال دَباغ
             ت / بطرس نباتي
أبناء الحرية
عشاق الحرية ...!
اية نجوم تلك التي
فرشت طريقكم
تك
      تك
وعلى صفائح  بواباتكم؟
أَي شعاع ٍ من الشمسِ
  في ليلةٍ  خريفية قمرية 
    صنع عشاً ؟
        فوق سطوحِ  منازلكم
               ********
من يستطيع هدم  .. عشا من الشُعَاع
أو يطفئ نور النجومُ في السَّمَاءِ   ؟
 ربما تتمكن الأظافر
 من  الايغال في الجسد
لكن اين ... وكيف  ؟
تتمكن من ايذاء عاطفة خشبة جوفاء 
في اعماق  سقوف  لمساكن  الخواء
             *.******
فيضان جاء ...  جاء الأمان
ملا عثمان ،  على عجلة  جاء
لم يأخذ  عصاً   بيده ولكنه جاء
 لا غطاء لرأسه او ريشة طائر  الحناء   
فيضان جاء ...  سلام جاء 
آلاف .. ألوف
عشرات الألوف
جاءوا .. ثم جاءوا
جاءوا ببشائر الشمس  ..
مع نسائم الصباح
 جاءوا
        ********
ابناء الحرية  عشاق الحرية
كانوا ومض  برق
كالرعد كالبرق جاءوا 
فجأة  بالامس جاءوا
الذين كنّا بانتظارهم  ...
جاءوا 
أعاصير هم  الحمراء  .. يمطرون
هم كالرعود  ..  يزمجرون
ابناء الحرية .. عشاق الحرية 
جاءوا قد جاءوا   
 
                                            جلال دباغ
                                          3/ 11/ 1984

176
الاخ ناصر برأي ادرى بما يحدث في القوش العزيزة  وقد قال الحق اما مسالة تحريك الشرطة والتدخل بالقوة لفرض امر رغم انه قانوني وغيرها من المصطلحات لربما تنفع في بلد ولكن غير العراق ، بتصوري كان يتوجب على الاخ بشار كيكي قبل إصدار هذا القرار ان يجتمع بأهل القوش وبمدير ناحيتها وبوجود  السيدة لارا يوسف
كي يصلوا الى حل يرضى عنه الجميع وخاصة  اهالي القوش الأعزاء ، هذا ما كان يتوجب فعله ، لان لا تستطع اية قوة ان تفرض هذا او تزيح ذلك لان المشكلة اكبر من ازاحة مدير ناحية او مدير بلدية ، حل مثل هذه الأمور يتطلب الحكمة وسعة الصدر والعمل عن قرب وتحياتي لكم اخي ناصر
بطرس نباتي

177
نحن انتظرنا عشرات السنهدوسات الا نستطيع ان ننتظر اكثر ، ام انك مستعجل قبل ان يحال بعض كهنتنا على التقاعد او يصبح قسم منهم الأب الخوري ،  اختي او اخي سوريتا ننتظر التالي لربما تتحقق الأمنية مع التحية

178
الأخ وليد بيداويد المحترم
شكرًا لمرورك وتعليقك على ما أوردته ، لا اقصد مطلقا ان يتم ترشيح اسقف لابارشية اربيل من اهل عنكاوا لست بصدد ذلك مطلقا ، فقط  اود ان اطرح بانه طيلة التاريخ  لم يترشح اسقف من عنكاوا ليخدم ليس بالضرورة ايبارشية اربيل بل في إيبارشيات اخرى غير اربيل في اي مكان اخر هذه أراها احدى المسائل التي يجب ان يتم تدارسه من قبل رئاسة كنيستنا الكلدانية ، هناك اباء كهنة رسموا بدرجة الخوري قبل ان يصلوا الى  التقاعد ولم يترشحوا لدرجة الأسقفية وكانوا مؤهلين لها وتاريخ كنيسة عنكاوا مليء بمثل هولاء الأسماء التي لا اود ذكرها
على كل حال نحن بانتظار ان ينصف السنهودس الحالي ورئاسة كنيستنا عنكاوا  هذه المرة  وشكرا لكم مرة اخرى
بطرس نباتي

179
سوْال وجيه : لماذا لا يتم انتخاب اسقف 
   من عنكاوا ؟
بطرس نباتي 

في البداية ، ارجو ان لا يفسر ما أودُ طرحه هنا وكأنه انتقاص من كاهن او اسقف ولا هو نقد لكنيستنا كمؤسسة ، وخاصة ان الرئاسة الحالية لكنيستنا الكلدانية عودتنا على الصراحة وعلى ان نكشف لها ما يعتمل في صدورنا نحن الذين رضعنا مباديء الإيمان مع اول قطرة من حليب امهاتنا ..

بعد انتهاء أعمال  السنهودس الكلداني لاساقفتنا الإجلاء صدر بيان يعالج العديد من القضايا التي تهم كنيستنا العتيدة  ، ومن جملة ما لقت نظري في الشأن الكنسي هو ،اولا انتخاب أساقفة للابرشيات الشاغرة ومن اهم ما ورد في هذه الفقرة هي تلك التي وصفها البيان بالضوابط القانونية  والصفات المطلوبة في المرشح  الا وهي (: حسن  السيرة، والروحية العميقة، والقيادية والثقافة، والانفتاح والشفافية)
خلال تأملي بهذه الصفات المطلوبة في الأسقف عند ترشيحه وجدتها تطابق ايجابا بالعديد من أساقفتنا الإجلاء اليوم ووجدت ايضا قسما منهم بعيدين عنها وخاصة حسن السيرة ابان الفترة قبل ترشحهم للأسقفية ، والبعض الاخر يفتقر الى الانفتاح والشفافية في تعاملاتهم مع ابناء ايبارشياتهم ، ولكن السؤال الذي كان يطرق بقوة في ذهني  وربما ذهن العديدين من امثالي والذي  ربما يحتاج الى مقدمة تاريخية لعرضه . 
مثلا بلدتي عنكاوا هي من اقدم الحضائر التي اعتنقت الكاثوليكية وارتبطت بالكرسي الرسوليي من بلدات مشرقنا ورفدت  الكنيسة الكلدانية بطاقات خيرة من ابنائها حيث لبى العديد من ابنائها نداء الرب ونذروا انفسهم  ككهنة أو رهبانا او راهبات والمتتبع لتاريخ عنكاوا يجدها من المدن الكلدانية المأهولة بالسكان وجل سكانها هم من الكلدان حصرا ، ولا يدانيها من التجمعات السكانية الكلدانية اية مدينة اخرى ، وطيلة تاريخها الطويل لم يتم ترشيح اي من كهنتها الإجلاء للدرجة الأسقفية  ، رغم ان الصفات التي وردت في بيان الأساقفة الكرام ينطبق على العديد من ابائنا الكهنة في عنكاوا سواء في القديم او في الازمنة الحالية ، هذه الخواطر جالت في مخيلتي وانا اتصفح تاريخ عنكاوا الطويل مع كنيستنا الكلدانية ، اهلنا هنا في عنكاوا متمسكون جدا بالايمان الكاثوليكي وهم مؤمنين  كلدان  حقيقيون  إيماناً  وانتماءً ولم  يبخلو يوما  بأي  شيء  من اجل كنيستهم  الكللدانية العتيدة ، فهم  قد تبرعوا بأعز ما يملكون لكنيستهم ، من أراضي زراعية ودور وغيرها وجعلًوها وقفا لكنيستنا الكلدانية ، وأهالينا رغم وجود انتماءات فكرية وحزبية في وسطهم الا انهم متشبثون بإيمانهم وبانتمائهم للكنيسة الكلدانية ورئاسلتها ، والاباء الكهنة من اهالي عنكاوا هم نتاج ما يحمله مومنيها من تعلق بكنيستهم وإيمانهم المسيحي ، وهم سواء الان او فيما مضى كانوا اضافة الى حسن السلوك والسيرة ،منفتحين على طائفتهم خدومين لخورنياتهم ، قبل أيام زارني احد اباء الكهنة وهو صديق قديم طرحت عليه هذا السؤال حصرا ، بعد تامل قصير أجابني بصراحته التي عهدتها منه منذ زمن ، قال أتدري لما قلت لو عرفت الجواب لما سألتك هذا السؤال قال
لان الترشيح ياتي من أساقفة الأبرشيات او من سيادة البطاركة ولكن يتم أخذ برأي اسقف الأبرشية عندما يترشح احد الكهنة للأسقفية حيث يكون للأسقف القريب من الكاهن دراية تامة ومعرفة بكهنته من غيره ، ويبدوا لحد الان الأساقفة الذين تولوا المسؤلية في اربيل لم يقتنعوا بكهنة عنكاوا لذلك لم يتم ترشيح احدهم لحد الان ..
عندها رحت أعد لصديقي الكاهن كهنة قديرين سواء في الماضي او الحاضر  وجميعهم اهل بتحمل مسؤولية الادارة والأسقفية ، الا انه لم يترشح منهم احدا للأسقفية ،لماذا ؟ لم يجبني صديقي العزيز سوى ببعض الملاحظات الباهتة المستقات من هنا وهناك  بدون ان يعرف هو ايضا ما هو السبب الحقيقي .
اذن لا زال هذا السؤال قائما لماذا لم يتم لحد الان ترشيح اسقف واحد من عنكاوا ؟ لماذا تجمعات سكانية لمدن صغيرة نسبيا بكلدانيها رسم من كهنتها  اكثر من اسقف ؟ مثل  أية قرية من قرى زاخو او عمادية او القوش او كرمليس  او شقلاوا او غيرها  على سبيل المثال ، رُسموا   كاساقفة  لابارشية  اربيل وأتخذوا عنكاوا مركزا لإقامتهم   ،  بينما رغم وجود كهنة تتوفر فيهم هذه الشروط واُخرى غيرها في عنكاوا الا اننا لم نجد رسامة اسقف واحد من عنكاوا طيلة تاريخهاالطويل ، انه مجرد سوْال  ، اتمنى من الآباء المشاركين في السنهودس الكلداني الإجابة عليه ، وهل تم ترشيح كاهن من اهالي عنكاوا ليتبؤ سدة الأسقفية من قبل السنهودس الحالي ، وذلك خلافا وكسرا للقاعدة التي مر ذكرها كي  لا يشعر اهلنا  بالمزيد من الغبن من اقرب الناس اليه ، اننا ننتظر ما سيصدر عن السنهودس الحالي  من قرارات لاحقة عسى وعلى يكون خيرا ..     

180


(روايات عشت معها)

صدر كتاب للناقد صباح هرمز  الموسوم  (روايات عشت معها) ويقع في ثمان وتسعين صفحة من الحجم المتوسط، يتعرض روفيه  لأحدى عشرة روايه عراقيه، عربيه واجنبيه بالنقد، وتحت العناوين التاليه:

- الرجع البعيد بين تقنيه الأيحاء  وعمليه التطهير.
- التناص والمسخ ... نهجا للتقلي بين حجر الصبر والكافرة.
- الغوايه بين روايتي عزازيل والوسوسه الاخيرة للمسيح.
- شلومو الكردي بين توظيف الاسطورة والايحاء.
-عمكا روايه قوميه المكان والمنحى الميثولوجي.
- عمارة يعقوبيان بين الروايه والسينما.
آخر الملائكة والميتا واقعيه السحريه.
- قشور الباذنجان وبناء الشخصيه.
- الملجأ بين التمرد والغموض.

181
أماكن العبادة للمسيحيين ، ما بين امانة بغداد والوقف المسيحي
بطرس نباتي

في معرض رد لأمانة  بغداد على ما أوردته بعض وسائل التواصل الاجتماعي عن تغريدات لناشطين مدنيين في حملتهم   لمعارضة  تحويل مدرسة (العقيدة )
  والتي كانت سابقا مدرسة الراهبات الى مول تجاري  وقد جائت المعارضة لكون المبنى  من معالم بغداد التراثية اضافة الى مكانتهُ الدينية   ،وردت  العبارة التالية  خلال نفيها لهذا العمل بقولها :
("امانة بغداد رفضت طلبات عديدة من الوقف المسيحي لتحويل مبان مهدمة وكنائس آيلة للسقوط الى اسواق تجارية لمخالفة الاستعمال (كنيسة) او دار عبادة )،،
هذه العبارة وردت على لسان أمانة بغداد في هذا الرد تحتاج الى اكثر من وقفة تامل في حالنا وأين أصبحنا ،   ولنقوم بتسليط الضوء على جزء من هذا التصريح وهو وجود كنائس آيلة للسقوط ، نعم هناك عدة كنائس في العراق نتيجة اهمالها او نتيجة عدم وجود المسيحيين اصبحت خرابا منها ما قدمه مشكورا المخرج( اياد جبار) في فلمه الوثائقي عن كنيسة  في مدينة خانقين على سبيل المثال  ,من مجموع مائة وخمسون كنيسة في العراق لجميع الطوائف  ، لا ندري لحد الان كم من هذا العدد يزاول فيها العبادة ، لان عدد المسيحيين في تناقص مستمر ،  وهذا الامر الذي يحدث للمسيحيين في داخل العراق يدفع القائمين على شؤون كنائسنا   بالتفكير في إدارة ملف هذه الأبنية بشكل اكثر جدية وان تحضى بمزيد من الاهتمام وخاصة تلك المهملة منها او تلك التي تحولت الى خرائب وإنقاض ، على الأقل في السعي بتحويلها الى أماكن اثرية وتراثية إن لم يكن بالإمكان من  مزاولة الصلاة والطقوس الدينية فيها ، برأي المتواضع هناك تقصير من قبل الوقف المسيحي بهذه المسالة حيث لحد الان لا نملك أية إحصاءات رسمية عن أبنية الكنائس والأديرة والمزارات المسيحية سواء الحديثة منها او تلك القديمة الآيلة للسقوط او التي اصبحت خرائب وتحتاج الى ترميم او التاهيل .
في تركيا هناك اكثر من مكان عبادة للمسيحيين تحاول الحكومة التركية الاستلاء عليها بغية تحويلها الى متاحف او أماكن اثرية الا ان الكنائس هناك استطاعت بالحفاظ عليها  بحكمة رووسائها  وذلك بقيام  الآباء الكهنة بمزاولة الصلاة فيها بشكل دوري  اي التقديس يتم كل شهر مرة في كنيسة ثم الى كنيسة اخرى وهذا الإجراء اتخذته رئاسات الكنائس هناك للاحتفاض بأديرتها وأماكن العبادة لئلا يطالها  قانون تركي  ينص على امتلاك  دور العبادة التي  لا تزاول فيها  الصلاة حيث تقوم الحكومة باستغلالها لأغراض سياحية وقد تحولت عشرات دور عيادة المسيحيين في تركيا الى اثار او متاحف وفق هذا القانون .
عودة الى منشور  أمانة بغداد ، يبدوا ان الوقف المسيحي قد فاتح هذه الأمانة حول تحويل دور العبادة المسيحية  المهدمة او الآيلة  للسقوط  الى أسواق تجارية ، متجاهلا مكانتها التاريخية والتراثية اضافة الى كونها أماكن مقدسة لها مكانتها  في ذاكرة المسحيين خاصة والعراقيين كافة ،
نقول العراقيين لأننا شهدنا ردة فعلهم  عبر وسائل التواصل الاجتماعي  أو في مظاهرات بغداد حول  مسالة تحويل مدرسة الراهبات الى مول ثم  كيف تراجعت أمانة بغداد عن هذا المشروع المهين لأماكن العبادة او لأماكن التربية والتعليم  عن قرارها تحت ضغط الشعبي ، لقد شجب الوقف المسيحي ما جاء في رد أمانة بغداد في منشور لاحق ، لسنا هنا بصدد رد الوقف المسيحي ولا يهمنا ما جاء في منشور أمانة بغداد، بقدر ما يهمنا  ما الت اليه بعض دور العبادة  المسيحية او الأديرة في بلادنا وما لحقها أو  سيلحقها من دمار جراء  الاهمال ونتيجة التقلص المستمر للمسيحيين في داخل العراق ، حيث يترتب على الوقف المسيحي وبالتعاون مع روؤساء كنائس في العراق الاجتماع معا وتكوين لجان لدراسة حال كل هذه الديارات بغية ترميم بعضها او الاستفادة من البعض الاخر وذلك بترميمها وتأهيلها لتكون مزارات يأمها الزوار والسواح وخاصة تلك القديمة منها..
وهنا لابد من الإشارة الى المادة  العاشرة من الدستور العراقي الدائم التي تنص
العتبات المقدسة والمقامات الدينية في العراق كيانات دينية وحضارية، وتلتزم الدولة بتأكيد وصيانة حرمتها، وضمان ممارسة الشعائر بحرية فيها . وكذلك المادة 43 من الدستور. 


182
ما يسمى بغسل العار عالجها قانون العقوبات العراقي بالمادة 409  حيث لم يعتبرها اصلا من الجرائم وهذا عار لحق بالمشرع العراقي ويتعارض مع كل القوانين الدولية فالجريمة جريمة سواء اقترفت من اجل غسل العار او من من اي باعث اخر يجب تعديل هذه المادة لان العديد من الجرائم تحصل ويتم التغاضي عنها لوقوعها تحت هذه المادة من ق ع ع وربما المجني عليها كما جاء في حيثيات هذه الجريمة النكراء مقال رائع لمناهضة الجرائم التي تقترف باسم غسل العار ، تحياتنا للكاتب
بطرس نباتي

183
الاخ انطوان صنا المحترم
لا اود ان ادخل في اي حوار او ردود ولكني لا بد ان أقف مع استخدامك لعبارة ( ديوث)  التي لا يمكن اطلاقها في مجالات الصحافة والإعلام مطلقا .. رجائي منك ان تنأى بنفسك من استخدام مثل هذه الكلمة الأكبر من الشتيمة . وان أمكن شطب هذه الكلمة من قاموس كلماتك رجاء ومن هذا الموقع
تقبل تحياتي
اخوكم بطرس نباتي

184
تقرير عن احوال اللاجئين ( المسيحيين العراقيين )  صادر عن جمعية الشعوب المهددة
بطرس نباتي
 
وصلني عبر الايميل التقرير أدناه و الذي اصدرته جمعية الشعوب المهددة ومقرها في المانيا  ولأهمية ما جاء في مضمون هذا التقرير ،  وخاصة في إشارته الى العديد من المعانات المسيحيين سواء في الدول المجاورة للعراق او في داخل العراق وجدت من الضروري ترجمته الى العربية عن الانكليزية والذي كان بعنوان :   

Christian refugees from Iraq are trying to find a new home in predominantly Christian state

يحاول اللاجئون المسيحيون من العراق إيجاد مساكن ( وطن )  لهم في الولايات ذات الأغلبية المسيحية

 يعيش المسيحيون والأقليات الأخرى في خضم صراعات جديدة بين الشيعة والسنة والأكراد - يشعر اللاجئون  منهم  بالتمييز ضدهم في الأردن ايضا ، وفقا لجمعية الشعوب المهددة (STP)  رغم ذلك  لا يكاد يفكر  أي من اللاجئين المسيحيين  العراقيين 
 في العودة. وكما قال كمال سيدو ، مستشار الشرق الأوسط في STP ، في غوتنغن يوم الجمعة الماضي 13/ 7 ، لا يرى العديد من المسيحيين العراقيين مستقبلاً لأنفسهم في وطنهم الأم. رغم  هزيمة  الدولة الإسلامية (داعش) ، لوجود صراعات طائفية وعرقية مستمرة بين الشيعة والسنة داخل العراق . لذلك يفضل العديد من اللاجئين العراقيين الذين وجدوا مأوى في الأردن إعادة توطينهم في أوروبا أو أمريكا أو استراليا  ، للعيش في مجتمعات مسيحية في الغالب بدلاً من العيش في دول هشة مهددة بالحروب الأهلية والجماعات الإسلامية المتشددة - مثل العراق وسوريا . أو  حتى تركيا.   علاوة على ذلك ، ذكر سيدو أن الكثير من المسيحيين لا يشعرون بالترحيب في  وطنهم العراق  أي في موطنهم الأصلي ، وأن السلطات العراقية  لا تحاول القيام بالكثير لتغيير هذا الشعور  ، كما يمكن أن نلمس مثل هذا التهميش  فيما يتعلق بالمناصب الوظيفية  وفي الخدمة المدنية ، على سبيل المثال. "لقد أضاعت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي فرصة لتشجيع المسيحيين على العودة ، في الأسبوع الماضي ، تم تعيين العالم الإسلامي عقيل يحيى هاشم الأعرجي من جنوب العراق رئيسًا لجامعة الحمدانية ، بالقرب من الموصل"  رغم ان  منافسه المسيحي أنيس بهنام نوام حداد ، الذي شارك في تأسيس الجامعة في عام 2014 ، كان  مؤهلاً وعلى قدم المساواة  للذي تم تعينه وربما يفوقه في الدرجة العلمية والعديد من المؤهلات الاخرى وقد  تحدث العديد  من زملاء التدريسين في  الجامعة وآباء من الكنائس  المسيحية في المنطقة عن  ذلك ، ووفقا ل سيدو ، فإن القرار لصالح المرشح الإسلامي محبط بشكل خاص لأن أي من العديد من روؤساء الجامعات العراقية تولاها كانوا من المكون المسيحي. لقرون خلت  ، وكان المسيحيون في سهول نينوى حول الموصل يشكلون الأغلبية ، إلى أن غزت الدولة الإسلامية المنطقة في عام 2014. واليوم  لم يتبق  منهم سوى عدد قليل .   كما يشعر اللاجئون المسيحيون من العراق بالتمييز ضدهم في المملكة الأردنية ذات الأغلبية المسلمة.
تشير  العديد من تقارير وسائل الإعلام والمشاركات في  وسائل  الاعلام والتواصل الاجتماعي تؤكد بأنه . في يونيو 2018 ، ذكرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن ما لا يقل عن 10،000 من ما يقرب من 66،823 من اللاجئين العراقيين في الأردن هم من المسيحيين. معظمهم ينتمون إلى مجموعات السكان من الكلدان أو الآشوريين ، ويتكلمون لهجات مختلفة للغة الآرامية ، لغة يسوع. لا يريدون التخلي عن لغتهم الأم. ومع ذلك ، ولأنهم ليسوا من العرب ، فإن لغتهم لا تدرس في المدارس العامة في الأردن - وهو سبب آخر لهم يريدون ترك المملكة العربية. ووفقاً للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين ، هناك 751،275 لاجئًا يعيشون في الأردن ، و 666،294 منهم من سوريا .

185
أدب / رد: متى سأكتب أغنيتي ؟
« في: 20:15 14/07/2018  »
 نعم اخي بولس آدم
كتبت تلك الاغنية يوم ولدت كثمرة أولى تقدمت الصفوف حينها ، حينها رقصتُ كما رقص زوربا او كما رقص جدي  القديم في حفلة زفافه الاولى منذ فجر التاريخ  ، هذه  الاغنية  اليوم لا زالت عالقة في حنجرتي ، بعناد غريب ، كيف تخرج ، انت وانا نرى المتقاعد العراقي اصابه العمى من طول مراقبته لشاشة التلفاز لعله يفوز بجائزة اسمها ( المعاش ) كيف سارقص مثل زوربا او كما رقص جدنا وانت تتفاجأ  ب ( عراقي كان مهندسا والآن لاشئ بانه يكره نفسه ويتاسف لأنه لم ينتبه الى ضرورة معرفة وممارسة كل انواع الزيف )  رغم ذلك سأغني لك  ايضا  تلك ( الأغنية التي لطالما غناها المغني المائت والذي يحضر العمال والمرونق شقته لساكن اخر ،
مجهول وجديد .. تلك كانت امنيتي 
تقبل اجمل تحية
بين الأقواس من النص الذي اشرت اليه
( الاغنية المفقودة)   المنشورة في الحوار المتمدن
بطرس نباتي

186
الى صديقي العزيز كمال لازار
كلمات صادقة تنبع من قلب ينسحق تحت وطأت الم لفراق من عاشره طيلة العمر ورافقه في مسيرة طويلة ، ولكنها تلك هي النهاية ، فمهما طالت بِنَا الأيام ومهما امتدت الأعمار  ومهما كانت ذكرياتنا مع الأعزاء ، فكما كانت البداية الاولى لا بد من ان تنتهي وكأن العمر ليس سوى  وميض خافت ياتي ثم يمضي في سبيله، يا اخي انت تؤمن بحكمة تقول :
ابتسم ، ولو القلب يقطر دما ، ادعوك من كل قلبي على ان تعيد ابتسامتك التي كانت لا تفارقك حتى في الملمات ..
لا يسعنا الا ان نقول الذكر الطيب للراحل والدكم ،
نشارككم احزانكم التي عبرتم عنها في النص الحزين ، العمر الطويل لكم صديقي العزيز

187
أدب / متى سأكتب أغنيتي ؟
« في: 16:40 22/06/2018  »

متى سأكتب أغنيتي .. ؟


بطرس نباتي

مهداة الى ابنتي بان في ذكرى ميلادها

عندما يحل صباح جديد   
 سأكتب  أغنيتي
تلك التي تؤرقني كلماتها
 منذ   عقود من السنين 
 في ذلك  اليوم
سأرقص كما رقص زوربا
 تلك الرقصة  المكبوتة
في رأسي التي تحتله 
 جنية  مخيفة مجنونة
وحورية  من البحار البعيدة
سارقص في عيد ميلادكِ 
سنغني  معا ونرقص معا
لطفولتك  التي احفظها طازجة
في داخل شغاف قلبي 
كيف يمكنني ان أنسى ؟ 
ما حملته  طوال العمر
وكل هذا الدفء الذي يجتاحني
 كلما اتذكر وجهكِ الباكي
كان يتدلى كحبة زيتون  فوق كتفي
اتمنى  الف مرة
ان اهتز بيد الرياح
لتنقلني نحو المنافي البعيدة
كيف أنسى تلك الطفولة ؟
وانت لا زلتِ تستترين 
تحت جلدي وفي دهاليز مخيلتي 
أربعون عاما تجري وانتِ
لا زلتِ تتسللين   
 كمياه المطر الرقراق
تنسابين فوق سطح بيتنا القديم
في كلّ صباح
منذُ أكثر من نصف قرن
احمل سنين العمر  قربانا 
اقدمها محاطة بشموع ملونة
أرتبها من حولي بطول
 سبحة بنية .. 
  في أصابع جدتكِ
عندما كانت تصلي صلاة الوردية 
 وتشعل مع كل أبانا الذي ...
شمعة وهاجة
أمام  تمثال امنا العذراء 
لذكرى  مَذْبَحها  المقدس
تلك الروح لا اريد ان أخسرها
حتى ترتطم سفينة العمر
بأمواج البحر الابدي
خمس شموع تتراقص  حولي
أنوارها تضيء ليالي العمر 
تمسح عن عيوني مسوح الحزن
تذكرني  بأن أفكر بالخلود
لعلني أكرر نفس المعجزة
التي حدثت مع بدء التكوين   
او  لحين ان أكتب  كلمات 
يفوح منها رائحة الدخان
لمدننا المحروقة كلفافات السكائر
المبثوثة على الطرقات 

   
 
 



 

188
في ذكرى رحيل سعدي المالح
كم رجوتك صديقي ان تؤجل الرحيل قليلا


                                              بطرس نباتي
                                   
أنت الذي لم تسعك الدنيا كلها 
 كيف  سيضمك هذا  القبر ؟   
همست لك..  حينما تدليت بحبل الأبدية
نحو  العالم السفلي
راجيا  أن تعود
لعازر ليس بأقوى منك
حينما خرج من  أكفانه
ممزقا صمت القبور
اخرج  .. تمرد . قم يا صديقي ..قم ..
أن لم يكن  اليوم
قم  مع دموزي ...حينما تورق الكروم

عندما تجف الدموع في المآقي الحزينة ،عندما يطفح القلب بالمشاعر الجياشة لا يجد الكاتب من سبل التعبير ليفصح عما  تعج به ذاته من عواطف جياشة  وما تغمر نفسه من عواصف تقودها سحابة كئيبة قاتمة ، غير الورق ليطرح عليها بعض شحنات آلامه وأوجاعه .
 كنت قد رسمت صورة أخرى تشائمية للمستقبل ، منذ  أن أُجريت لي العملية الجراحية في برلين ، تحت إلحاح شديد من سعدي  طبعا ، لم أتردد  يوما أن أفصح بكل شيء أمامه فقد كان خير منبر للإعتراف  بالخطايا التي كنت ارتكبها، أو تلك التي أود اقترافها، كنت اكشف له عن أدق أسراري  أستشيره  في كل الأمور .
 أليس هو الذي  عرف وخبر كل شيء
 أليس هو الذي جاب المدن البعيدة,(1)
 وتعرف على كل خباياها وجاءنا منها بأخبار كنا نجهلها ..
  اتخذته  منبر اعترافاتي  منذ أن ارتكبنا  معا تلك الهفوة الأولى..       
   كما كنت منبره في كل الخبايا
  حينما  كنت  أرى نفسي تتلاطمها الأمواج
التجأ  تارة إلى صدره لأفضح له  أسراري وخطاياي ..
وتارة أخرى يأتي ليتوسد صدري
ليبوح لي  بما يؤلمه  من الخفايا  والأسرار.
قبل سفره إلى بيروت للعلاج ، همس في أذني لو امتد العمر بنا خمسة أو ستة أعوام أخرى ماذا ستفعل بهم؟  أجبته فورا ، سأطبع مجموعتي القصصية والمجموعة الشعرية السريانية وسأجمع بعض مما كتبته في الصحف من مقالات أدبية ودراسات في كتاب ، وربما يا صديقي سأكمل دراسة القانون ، ردد جملته السابقة التي كان يطلقها  ضاحكا ، حين التحاقي بدراسة القانون      ( بعد ما شاب ودو للكتاب)  قال: هذا كله جيد ، كررت عليه نفس السؤال  وأنت  ماذا ستفعل؟  قال :لي مشاريع أدبية كبيرة تنتظرني أخاف أن لا يكون لي متسعا لإكمالها .
كأنه يتتبأ بما سياتي به الغد ..
 في مقدمة أولوياتي ، هذا الإلآه الجميل( شربل)  ، إنه ذكي جدا وسأجعله يحيا ويتنفس بين الكتب والعلوم ، وسأتفرغ لكتابة  رواية أخرى وضعت الخطوط الرئيسية لإكمالها وكلها مرسومة هنا ( مشير إلى رأسه ) وعلى الورق أيضا ، قلت له وماذا أيضا ؟ سأعقبها برواية أخرى ، ثم  ألا ترى أننا منشغلون جدا بالمشاريع الثقافية للمديرية العامة من بناء قاعة  والتحضير للمؤتمرات والحلقات الدراسية وغيرها ، قلت له صائحا : الا تتعب أنت ؟  يا رجل رفقا بنفسك .. وهل تجد بان  هذه السنوات القلية كافية  لكل هذا المنجز؟ ، أجاب  ربما إذا ما  قدر لنا البقاء ، ضحكت وقلت، لك ..سأضمنها لك  ..ربما سأزيد عليها  ... أما لي فالشكوك تراودني .....
سعدي منذ أن ولد  أبنه شربل  وضع في هذا الإلاه  الجميل ... إلاه  أربل  كما ندعوه .. كل أماله وأمانيه ، أعتبره  عصارة روحه  ، علمه كل شيء من الحروف والأرقام بالانكليزية إلى استخدام  اعقد الالكترونيات ،  وهو طفل لم يتجاوز غير الثالثة  من  عمره  ، كنا نسميه الطفل المعجزة، وانه لمعجزة حقا.
إلى أين عزمت  الرحيل يا صديقي ؟
 كيف طاوعك قلبك الكبير؟
كنتُ  ولازلتُ على يقين
بأنك لو تركت كل شيء
أو أجبرت على الرحيل
فانك ستعود يوما
لأنك من المحال
أن تترك شربل حائرا
يطرح علينا سؤالاَ تلو سؤال
لم يكن ينادي زوجته باسمها مطلقا كان يدعوها ( عزيزتا) ولم يكن يجد راحة إلا عندما كان إلى جانبها كان يقول: لا ادري لما هذا التحول في حياتي ؟ أنا لم أكن اشعر بهذا الاستقرار من قبل .. كنت دائم الترحال ، تتقاذفني المرافأ والمطارات ، اعود من حمل حقيبة الى مدينة حتى ارى نفسي احمل حقيبة لتتلقفني مدينة اخرى ، حتى وجدت ذاتي ضائعا بين مدن وحقائب ,(2)
لكن الْيَوْمَ  عندما اشعر بتعب من الكتابة أو أعود من رحلة مضنية ،  لا أشعر بالراحة والأمان،  إلا  بعد أن أحط الرحال في مرفئي ( بربارا)  أشعر بأني استرد ذاتي من بين كفي هذه المرأة الطيبة والعظيمة .
كنت أقول له لما لا... إنها  خير هدية من  (بربارا)  قديسة كرمليس لك  لترتاح بين راحتيها ، بعد رحلتك المضنية مع الحياة...
 سعدي أحب الحياة  بقوة وأحب في الحياة تلك القرية التي ترعرع فيها وتركها لمدة  أربعة عقود  وعاد إليها ، وما أن وصلها لأول مرة بعد الانتفاضة أوقف العجلة  التي كانت تقله مستفسرا من أهلها أين يقع دارهم القديمة ؟ لكون كل ما في تلك القرية قد تغير .
أحب بعمق قريته وناسها كتب عنهم رواية عمكا(3)  مستذكرا كل تفاصيل حياة تلك القرية  التي كانت تحتل تلافيف ذاكرته وأراد  تخليدها بعمل أدبي لا زال يثير العديد من الدراسات والبحوث  والاستقصاء وأهداها لي مع هذه العبارة ( اهدي لك عمكا رواية الهم المشترك بيننا )
أحب موسكو بثلوجها وعطائها الفكري ومعها أحب جميع البلدات السوفيتية السابقة كان يتحدث عن  آثار وكتابات الكتاب والأدباء السوفيت   كما يتحدث عن أصدقائه ومقربيه  ،  كان سخيا  في معاملته مع أصدقائه ومحبيه يبذل كل ما في وسعه من اجل راحتهم  ، كان يرافق معظم الادباء والمفكرين العراقيين في حلهم وترحالهم ، يعرفهم على المراكز الثقافية ودور العلم  والمعرفة  ، مرة رافق الشاعر الكبير الجواهري في موسكو عندما زارها لأول مرة ، كان حريصا على تنظيم منهاج يليق بالشاعر ، قال سعدي : مرة دخلنا متجرا ، وكانت هناك صبية روسية غاية في الجمال وقف الشاعر مندهشا بجمالها ، ثم نظم شطرا من بيت شعري  بوصفها ، استفسرت الفتاة من سعدي بالروسية من يكون هذا الرجل؟، أجابها أنه بوشكين العرب، ضحك جواهري الكبير عندما عرف ماذا قال لها سعدي وأخذ يردد للصبية وبالعربية ، نعم إنه محق فأنا جواهري العرب، بهذه الأساليب الجميلة الرائعة كان سعدي يتعامل مع كبار الأدباء والمفكرين ..
مرة كنا في طريقنا إلى دهوك وفي الطريق قص لي  موقفا  جميلا حدث معه في موسكو عندما كان طالبا اعتبره سرا من أسراره  وكنت أصغي إليه بانتباه  وتركيز ، وعندما فرغ من حديثه  ، كنا على مشارف المدينة قلت له والله إنها قصة قصيرة ورائعة سأضمها إلى مجموعتي القصصية ، ماذا تقول ؟، قال إياك أن تفعل.. لأني نويت أن أقدمها لقرائي بنفسي  ، ولكنه عزف عن تقديمها في أي من أعماله الأدبية  ...
تعرف من خلاله رحلاته  إلى العديد من بلدان العالم ،على معظم كتاب ومفكري الوطن العربي سواء من هم في الداخل أو في المهاجر  ، لم يكن إلا نادرا أن التقينا بأديب أو مفكر ولم يأت لتحيته ومعانقته ، والجلوس معه ليتذكرا معا بعض المحطات التي التقيا ويجتران الذكريات القديمة .
 كنا في بيروت ،قادني إلى أماكن يعرفها لأنه كان يعيش فيها إبان الحرب اللبنانية وأخذ يشرح لي كيف كانت الطائرات الاسرائيلية تقصف هذه الأماكن ويعين أماكن سقوط الصواريخ والقنابل ، ويقول تحت هذا الجدار احتميت  وتحت هذه السقيفة المنهارة بقيت يوما كاملا وفي مقر الحزب الشيوعي اللبناني بقيت محاصرا لمدة  عشرة أيام بالكاد كان يصل إلينا الخبز أو الماء .
في بيروت كان دائم الالتقاء برجال الدين الموارنة وغيرهم ، كانوا يكنون له الحب والاحترام الشديدين ، كان حريصا على أن يزور صديقنا  حبيب افرام كل صباح في الرابطة السريانية ببيروت ثم ننطلق من هناك لمواصلة جولتنا في المكتبات والجامعات نجمع الكتب لتأسيس المكتبة السريانية التابعة للمديرية العامة للثقافة السريانية والتي تضم أكثر من 4000 عنواناً من كتب تخص ثقافتنا السريانية  ، 
لقد أحب بيروت كما أحب أية بقعة اخرى من وطنه العراق ، لما لا ألم يؤلف فيها روايته الاولى (ابطال قلعة الشوقيف 3)
كلما كان يلتقي بشخصية أدبية كانت تثمر عن مشروع ثقافي لخدمة الثقافة السريانية ، التقينا بالأب عبدو بدوي الذي كان صديقه  منذ زمن بعيد  وطلب منه أن يتحف مديريتنا  بإيقونات التي كان بارعا في رسمها  للمديرية العامة  وهكذا أصبحت مسألة الايقونات شاغله في تلك لأيام  لحين أن حصل على معظم  نتاجات الأب بدوي ،    كنا  نتحدث مع أدباء ومثقفي لبنان عن شؤون وشجون ثقافتنا القومية ، وجل عمله ولقائه كان يتركز في كيفية النهوض بثقافتنا وتراثنا ويزيل عنهما تراكمات  الماضي وسلبياته .
في حلب كان محوراً لجميع النقاشات  الدائرة حول إعلام شعبنا  أو مع أدباء وأعلامي سوريا الذين كنا نلتقيهم سواء في دار المطرانية للسريان الارثوذوكس أو في المراكز والمنتديات الثقافية ، الكل كان يعرف من هو سعدي المالح ... جميع من كنا نلاقيهم كانوا يرحبون به باسمه ولقبه وكانوا يدعونه ( قامة مشرقة للفكر العراقي المتجدد) ..
في  اليوم الثاني من افتتاح معرض الكتاب الدولي في اربيل ، كنا أنا وصديقنا صباح الشاني نسير معه لشراء الكتب وفي إحدى الأكشاك وقفنا نقرأ العناوين ، وإذا بشخص وقف مقابل سعدي مشيرا إليه وكأنه يعرفه ، قال لي من هو هذا الأستاذ ؟ كأني أعرفه ..أو مر بذاكرتي،  قلت له:  إنه الدكتور سعدي قال سعدي المالح تقدم إليه معانقا مقدما نفسه بأنه أديب من البصرة الفيحاء وانه  مسرور جدا ، لكونه يلتقي بالدكتور وهو قامة عراقية مشرقة في الأدب والفكر وهو فخر العراقيين جميعاً..
 هكذا كان سعدي بين الأدباء والكتاب العراقيين والعرب  بهذه الأوصاف الرائعة كان  الأدباء والمفكرون العراقيين والعرب يصفونه ، فهل يا ترى عندما عاد إلى خاصته ؟، إلى القرية التي أحبها ، وجعل  اسمها  ورموزها  وتاريخها ، تحتل معظم مؤلفاته ونتاجه  الأدبي والفكري  ، هل هذه المدينة التي عاشت بين تلافيف ذاكرته وبين شغاف قلبه ، أعطته أو بادلته ولو قليلا من العرفان بالجميل ؟ إنه سؤال أطرحه على الذين عرفوا سعدي عن كثب ، وربما   سيكون  لي وقفة أخرى للإجابة عليه ..

1- مقاطع من ملحمة كلكامش
2-مجموعة قصص قصيرة لسعدي بعنوان ( مدن وحقائب )
3- من مؤلفات سعدي المالح ( 1984 )

189
وجهة نظر  قانونية في مذكرة  الاخ البرلماني عماد يوخنا للمفوضية العليا للانتخابات   

بطرس نباتي


كلمة لا بد منها 

قبل سنة من الان كنت قد آليتُ على نفسي ان أكف  عن الكتابة في المواقع الالكترونية لما تسببه من وجع راس للكتاب في بعض الأحيان،  وفي البعض الاخر عدم إيلاء اية أهمية لما يكتب فيها ، لكني  نكثت بوعدي لنفسي بعد ان تفاقمت الردود والاتهامات بين الناخبين كل يتهم الاخر بانه خرق مبدأ الكوتا المقدسة  ..

ووجدت ايضا بان ما يسمى خرق الكوتا  أو سرقة الكوتا مسموح به  قانونيا ، ومن حق الكتل الأكبر مزاولته علنا لكسب مقعد او مقعدين على حساب كوتا الأقليات أو المكونات لذلك كتبت هذه السطور وأرجو من الاخوة المعنين عدم الانزعاج من الحقيقة لاني لا اقصد سوى الخير لهم ولغيرهم وليس لي اية نية اخرى بما اكتبه هنا ..



ملاحظة :

بعد فرز  الأصوات في الانتخابات لمجلس النيابي الفدرالي العراقي الدورة الرابعة ،  تجاوز عدد الناخبين لكوتا  المسيحيين  ( هكذا وردحصرا في قانون عام 2013 ) (والذي سنأتي على ذكره مرارا  ) فقط أصوات الداخل مائة وعشرون الف صوت ، وإذا ما قارنا هذه الأصوات بالإقبال الضعيف الذي شهدته هذه الانتخابات في بلدتي ، عنكاوا التي لم يتجاوز المعدل الأقصى للناخبين 17% وبلدة بخديدا اقل من هذه النسبة او ما يعادلها ، هاتان البلداتان  اتخذتهما كنموذج للكثافة العددية اللتان تتمتعان بهما لتواجد المسيحيين فيهما ..

اذن لا بد ان يدفعنا التفكير بوجود كم هائل من الناخبين من خارج المكون المسيحي ، ولابد  ان يكون هناك من قام  باستغلال الكوتا لكسب بعض المقاعد مضافة لصالح الكتل الكبيرة عددا ، هذه احدى الفرضيات والفرضية الاخرى وجود خلل في الأجهزة الالكترونية المستخدمة في احتساب اصوات الناخبين وهذا ايضا وارد لكون هذه الأجهزة حديثة العهد في العراق .

ونحن هنا لمناقشة الفرضية الاولى لانها تتكرر بشكل مستمر  ونجدها  دائما في العديد من العمليات الانتخابية في العراق .



لنعد الى أصل الموضوع

ذكر الاخ عماد وهو عضو في البرلمان الاتحادي ومقرر في البرلمان  منذ تموز 2014 ولحد الان بانه قدم مذكرة باسم كتلة الرافدين وموقعة باسمه يذكر فيها بانه طلب من الهيئة العليا المستقلة للانتخابات ،مسالة حصر تصويت للكوتا لابناء شعبنا كما اسماه

 وهذا نص تصريحه   

 ( كتلة الرافدين سبق وان فاتحت المفوضية العليا المستقلة لحصر التصويت على الكوتا لابناء شعبنا حفاظا عليها من السرقة)

ونشر في أسفل التصريح مذكرته والاجابة التي تلقاها من المفوضية  ولأجل توضيح بعض الحقائق التي احاطت بالعملية الانتخابية في العراق اود ان أذَّكر  السيد النائب والسادة القرّاء ببعض ما أراه مهما في هذا الشأن   لربما يستفاد منها سواء السيد النائب او غيره من العاملين في الحقل السياسي ..

1- السيد النائب  يذكر  بانه كَتَبَ الى المفوضية بشأن حصر التصويت على الكوتا والمطلع على كتابه لا بد ان يكتشف بان تاريخ إصداره جاء في عام 2018  وبالتحديد في شهر كانون الاول علما ان سيادته اصبح برلمانيا منذ تموز عام  2014 اي ان كتابه هذا جاء بعد أربع سنوات  من توليه  المقعد البرلماني وكمقرر  ، فإذا كان احساسه  لما سيحدث لاحقا قد دفعه الى  (الحفاظ على الكوتا من السرقة) حسب تعبيره اجد هذا الإحساس بالواجب قد جاء متاخرا  ولمدة اربع سنوات عجاف  ولربما يمكننا ان نجد له هنا بعض  العذر  ، اما انه لم يكن يعلم اصلا بقانون الانتخابات 45 لعام 2013 وتعديلاته لغاية 2018  فهذا برأي لا يمكننا ان نجد له عذرا فيه لان حسب القاعدة القانونية )الجهل بالقانون ليس عذرا).

 وخاصة انه مقرر وعضو برلماني ولابد من امتلاكه لكافة نصوص القوانين وحتى أوراق المناقشات .

2-  ومبدأ جهله بقانون الانتخابات لمسته هنا فيما يقول رابي عماد بانه (فاتح المفوضية)  وهو لا بد ان يكون على علم بان قانون الانتخابات منذ 2008  الخاص بانتخابات مجالس المحافظات والأقضية والنواحي الملغى ولحد القانون الاخير  في 2013 وتعديلاته  , حدد صلاحيات للمفوضية العليا بالفصل الخامس ( سجل الناخبين ) وبعض المواد المتعلقة بسير العملية الانتخابية ، ولم يخولها مطلقا تعديل اية فقرة في نظام الانتخابات وأي تعديل للقانون يجب ان يمر خلال البرلمان الاتحادي حصرا ، فكيف فاتحها والقانون وتعديلاته لا تسمح للمفوضية  بتنفيذ مضمون كتابه أعلاه ، اي انه قام بمخاطبة جهة لا تملك اية صلاحية قانونية من ناحية الاختصاص  بتعديل  او اضافة مادة  اخرى او إلغاء مادة من القانون النافذ .   

3- تنص المادة (4) اولا على

الانتخاب حق لكل عراقي ممن توافرت فيه الشروط المنصوص عليها في هذا القانون لممارسة هذا الحق دون تمييز بسبب الجنس أو العرق آو القومية أو الأصل أو اللون أو الدين أو المذهب أو المعتقد أو الرأي أو الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي .

اي ان تفسير ما أوردته المفوضية ينسجم مع المادة أعلاه.                                                                                                                         

  4- في نفس القانون  المرقم 45 لسنة 2013  وردت مادة  11 نصت على مسالة الكوتا وخصصت للمسيحيين خمسة مقاعد  وليس

( لشعبنا ) كما جاء في مذكرة استاذ عماد انظر نص القانون أعلاه الفصل الرابع مادة 11 وثم جرى تعديل هذه المادة بإضافة مقعدين للمكونات (كوتا) إذا أصبحت 10 بدلا عن 8 مقابل تقليص المقاعد الوطنية العامة من 320 إلى 318، والزيادة كانت لحصة المكون المسيحي من 5 إلى 6  ( احد هذه المقاعد للأرمن ) في (نينوى وكركوك وأربيل ودهوك) ومقعدين (لبغداد) أحدهما للأرمن، وإضافة مقعد للكُرد الفيليين ضمن (بغداد) وهذه الكوتا لا تؤثر على نسبة ترشح هذه المكونات مع القوائم الأخرى على المستوى الوطني .

5- ما يؤسف  له حقا بأن كل هذه  المواد القانونية التي سنت  وما تبعها من مناقشات امتدت لايام وربما سنين اي منذ كانون الاول عام 2008 الى 2013  والتعديلات التي جرت على القانون النافذ  في عامي 2017 و2018 وجماعة ( كوتا شعبنا ) كما يحلوا لهم تسميتها لا يعرفون بان القانون هذا او سواه لا يمكن تغير او اضافة اية مادة عليه الا بتشريع اخر يعدل المادة القانونية بمادة اخرى كما جرى لتعديل كوتا الأقليات من خمسة الى ستة الم يفكروا بإضافة فقرة من ثلاثة او أربعة عبارات ( للحفاظ عليها من السرقة  )

 ( كما وردت على لسان رابي عماد )  و من تدخل اخرين في أصوات هذه الكوتا ، مثلا في الفصل الخاص بتخصيص المقاعد والتي تتألف من ثلاثة فقرات كان يجب ان يعمل الاخوان  ويجاهدوا مع جميع المكونات المشمولة بهذا النظام   من اجل  اضافة فقرة  يتيمة  (رابعة) تتكون من عشرة كلمات لا غير :

تنص على :  تحتسب اصوات الكوتا،  لناخبين من ابناء المكونات المخصصة لها حصرا ..

عند ذلك كان يتوجب على المفوضية وتنفيذا لهذه الفقرة من إعداد استمارات خاصة بكوتا الأقليات او المكونات وللناخب من ضمن الكوتا الحق في إعطاء صوته للمكون ضمن الكوتا او خارجه حسب المادة الرابعة من القانون . 

ولكن للأسف انشغال الاخوة ولعشرات السنين منذ 2004 ولحد الان بصراعات ومصالح وتجاذبات لا تجدي نفعا  كل هذه وغيرها والتي لا اود ذكرها هنا ، أفرغت هذه الكوتا من مضمونها الحقيقي وأصبحت غير مجدية اصلا ..


190
ماذا يحدث في عفرين السورية
نص رسالة عاجلة من الدكتور كمال سيدو
بطرس نباتي
 
(وصلتني عبر الايميل رسالة من د كمال سيدو مراسل الشرق الأوسط لجمعية الشعوب المهددة بالانقراض وقد قمت بترجمتها عن الانكليزية بغية نشرها في موقع عنكاوا كوم لكونها تتعلق بالضرف الخطر الذي تمر به منطقة عفرين السورية وخاصة اثر القصف المستمر على المنطقة من قبل المدفعية التركية وانسحاب القوات الروسية عن هذه المنطقة لفسح المجال امام القوات التركية كي تنفذ مشروعها في الهجوم على منطقة عفرين )
وهذا نص الرسالة 
سيدي العزيز او سيدتي، أكتب إليكم  ونحن في بالغ القلق. أود أن أطلب منكم أن تفعلوا كل ما في وسعكم لوضع حد لهجمات الجيش التركي على السكان المدنيين في منطقة عفرين الكردية في أقصى شمال غرب سوريا. فعلى مدى أيام، تتعرض  القرى المسالمة في عفرين لهجمات من جميع الأطراف،  باستخدام  المدفعية  الثقيلة التركية، وقاذفات الصواريخ والدبابات - والميليشيات الإسلامية السورية التي تدعمها الحكومة التركية. هذه القرى  هي موطنا لأكراد المسلمين واليزيديين وعشرات الآلاف من اللاجئين العرب من حلب والمناطق السورية الأخرى. حيث تمكن الناس من العثور على مأوى  لهم هناك لأن الحالة كانت آمنة نسبيا. والآن، يضطر اللاجئون إلى الفرار مرة أخرى. وهذه مأساة يجب وقفها بكل الوسائل.
   تقع مدينة عفرين ، على بعد حوالي 55 كيلومترا إلى الشمال الغربي من حلب - في وادي نهر، يسمى أيضا عفرين. ووفقا للتقديرات، كانت مدينة عفرين  تضم بين 44،000 و 80،000 نسمة قبل الحرب الأهلية السورية. وتقع  بالقرب من الحدود  التركية ،على بعد 25 كيلومترا تقريبا. وفي الوقت الراهن،  يسكن منطقة عفرين لما يقرب من مليون شخص. حوالي خمسين في المئة منهم لاجئون، وخاصة من حلب. وهناك سبع بلدات أصغر حجما منها  هي الاخرى تقع في  نفس المنطقة.
معظم الأكراد في منطقة عفرين هم من المسلمين السنة، ولكن هناك أيضا قرية كردية علوية، وعشرات الآلاف من اليزيديين الذين يعيشون في قرى مختلفة. وهي تقع أساسا على طول الحدود الخارجية لمنطقة عفرين، التي تتعرض للهجوم من قبل الإسلاميين الراديكاليين   و من قبل الجيش التركي
وفي الآونة الأخيرة، قمت بزيارة منطقة عفرين في شباط / فبراير 2015. ولا يزال لدي العديد من الأقارب الذين يعيشون هناك، بما في ذلك أمي (من أصل 90) من هولاء الاقارب وشقيقتين، وشقيقين. أحاول تقديم الدعم المالي من ألمانيا، قدر الإمكان. الآن، والدتي والأشقاء يتم إخراجهم بعيدا - مثل عشرات الآلاف من الآخرين. ومثل العديد من الناس الآخرين في المنطقة، لم يكن أقاربي يرغبون في مغادرة منازلهم في عفرين ومزارع الزيتون والرمان.   حتى وقت قريب، كانت عفرين "واحة سلام" - على الرغم من أن المنطقة مقطوعة تماما تقريبا عن العالم الخارجي. إلى الجنوب والشرق، هناك الميليشيات الإسلامية السورية (بدعم من تركيا)، وقوات الرئيس التركي أردوغان في الشمال والغرب. في الأشهر الأخيرة، قامت القوات التركية (على الأرجح بموافقة النظام السوري وقوات روسيا) أيضا  بتأزيم الموقف في جنوب عفرين.
وفِي كل يوم يستخدم الرئيس التركي وسائل الإعلام لتهيج الناس في عفرين. وقال أردوغان إنه "سوف يدمر عفرين على رؤوس الإرهابيين إذا لم يتخلوا  عن الإرهابيين"، ويعني أردوغان  (بان الإرهابيين ) هم أبناء وبنات الكورد  واليزيديين والسنة والعلويين  والمسيحيين الذين أداروا حماية  وطنهم وحاربوا  ضد داعش والإسلاميين الراديكاليين الآخرين لسنوات.
أكتب إليكم نيابة عن جمعية الشعوب المهددة بالانقراض وأيضا بالنيابة عن أغلبية سكان عفرين. يرجى القيام بكل ما في وسعكم لضمان عدم اضطرار الناس للفرار من عفرين. يرجى محاولة التأكد من منع الرئيس أردوغان من تنفيذ تهديداته في  حربه ضد عفرين
مع بالغ القلق وأطيب التحيات..
  الدكتور كمال سيدو، مراسل الشرق الأوسط لجمعية الشعوب المهددة بالانقراض.
            STP


191
رحيل عاشق العراق  البروفيسور شموئيل (سامي )موريه 

بطرس نباتي

شكرا للاخت ميسون نعيم لانها اثارت   شجوننا  بالخبر الحزين التي نقلته إلينا عبر كتابتها الرقيقة في موقع عنكاوا عن  رحيل الأديب العراقي سامي ( شموئيل )موريه  .. فعلا  أنها  لخسارة كبيرة ان يفارقنا كاتب احب العراق والعراقيين بجميع انتمائاتهم وشرائحهم واراد ان يرتبط معهم  وجدانيا سواء بالكتابة عنهم او تذكرهم بالمناسبات التي اتاحت له بالاجتماع بهم ولقائهم .

رغم ما فعلته الطائفية والانغلاق المذهبي بابناء العراق سواء من اليهود او من المسيحيين  حيث تم إجبارهم  على ترك الوطن والرحيل  عنه  ، وًرغم ما عانوه ضل الوطن يترعرع وينمو ويكبر في وجدان من فارقوه ،   حملوه  معهم في حلهم  وترحالهم  ، رغم المسافات ،  وأمثال هذا النموذج كثيرون وفِي طليعتهم الراحل سامي ( شموئيل ) موريه ،اسحق بار موشيه ،وسمير نقاش ،شمعون بلاص  ، مراد ميخائيل  (الذي يعتبر اول مجدد في الشعر العربي الحديث)  نعيم قطان  واخرون .. ومن الجدير ان اذكر هنا ، للأسف قلة من ادباء العراق والعرب يذكرون  بان مراد ميخائيل هو اول مجدد للشعر العربي الحديث ) ،لسبب اتركه للقراء .

من يقرأ فقط رواية بغداد حبيبتي  او القصائد التي نضمها موريه (رحمه الله)  يشعر بمدى عشقه لوطنه  العراق ،وبذلك الحب الأزلي والارتباط الروحي والوجداني بين يهود العراق ووطنهم الذي لفضهم ، لمجرد انهم  يهود  أحبوا وطنهم   وتعلقوا به  و لانهم يتبعون ديانة اخرى  ،  غير ديانة الأكثرية ، وهذا ما يذكره موريه وغيره من الكتاب وخاصة عندما يتذكرون ما تعرضوا له منذ فرهود بغداد عام 1941 وما تبعه من اضطهادات مريرة ، من يقرأ نتاجاتهم يشعر بأن تعلقهم بالوطن  يفوق حجم  تلك المعانات والاضطهادات ، لذلك نجدهم  لا زالوا يشعرون بهذا الارتباط الروحي   بوطنهم لانهم  ينتمون  منذ الازل لهذه الارض الطيبة التي اقتلعوا منها عنوة  ..

وهنا لا بد ان أجتزأ  هذا المشهد القصصي من روايته بغداد حبيبتي  يقول ما ملخصه. (بلغ به الشوق الى تراب بغداد وأوصى احد أصدقائه عندما التقاه في احدى الدول الأوروبية ان يرسل له تراب حديقتهم في بغداد ووصف له المكان بشكل جيد ورسم له خارطة المحلة وبيوتاتها بدقة ، ورغم بحث صديقه عن المكان  الا انه تعذر عليه العثور على بيت موريه فأرسل له ترابا من احدى حدائق القريبة من هذا الوصف ، حيث ارسله بمضروف خاص بالبريد عبر المغرب الى تل ابيب  وفِي تل ابيب اثيرت شكوك رجال الكمارك بالمادة المرسلة لانها من العراق  وبعد فحصه وجدوا انه مجرد تراب عندها استلمه موريه كشيء عزيز ومقدس عنده وسط دهشة الرجال الذين فحصوه )  أليس هذا بحد ذاته عشقا لحبيته بغداد  التي عاشت معه طيلة ثمانون عاما اي منذ ولادته الى يوم رحيله ، وفِي احدى كتاباته يذكر بان والده  وأصدقائه المقربين  أطلقوا عليه اسم ( سامي ) خشية عليه عندما يكتشف احد الحاقدين على اليهود بان اسمه شموئيل وانه يهودي ، ويذكر عدد من المواقف الطريفة حدثت معه سواء في  المدرسة او بعض محلات بغداد .

أَجِد  من الطبيعي جدا  ومن الواجب ايضا ان ينظم ادباء العراق احتفاء خاصا لذكرى هذا الرجل الذي حمل العراق في ضميره ووجدانه وضل مخلصا  لذكرى بلده حتى يوم رحيله  ..

وآخر ما قراتهُ له كانت هذه الأبيات  الرائعة والتي ينوح بها على خان شيخون وهي بلدة سورية تقع شمال غرب أدلب قصفت بالكيماوي 



وقصيدته  هذه بعنوان بكى الله في خان شيخون

أهديها  للاخت ميسون نعيم ولقراء عنكاوا كوم   



من  الجَحِيْم هَبَتْ نِيرانٌ ودُخان تَحْمِلهُ طُيورُ الآبَابِيلْ

بِأمرِ السُّلطانِ الجَائِرِ، على خَانِ شَيْخُونْ،

على المَساجِدِ والمَشافِي وفي الطُرقَاتْ!

وَصْمَةُ عَارٍ على جَبِينِ قايينْ.

رَأى الله تشنّج الاطفالِ والاجنةِ في أرحامِ الامهاتْ

وهِي تُحْتَضَرُ في الرَمَقِ الاخيرْ،

غَضِبَ اللهُ وصَاحَ: أيْنَ رَعِيّتكَ يَا قايين؟

ردّ قايينُ بصَلافَةِ الأئِمةِ الجائِرينْ:

هَلْ أنَا الحَافِظُ رَعِيّتي؟ فهَذا قَطِيعِي أرْعَى بِهِ كَيفَما أشاءْ!

فَأنَا أسَدُ العَريِنِ! أنَا جزّارُها،

ومعِي جَيشُ الشّيطانِ وطُيورُهُ الأبابيلْ!

سَمعَ اللهُ صَرخَةَ الأطْفَالِ والأمهاتِ والشيوخْ

فِي غَرْغَرَةِ النزْعِ الأخيرْ،

وبكَى بِحرقَة كمَا بَكَى حيْنَ سَمِعَ صَرْخَةَ المُسْتَعْصِمِ

يَومَ سَمَلَ هُولاكُو عَيْنَيهِ وَسَقطتْ بَغْدَاد،

وَسَماعِهِ في حَمامَاتِ الغَازِ في أوشْويتْس صَلاةَ الضَارِعِينْ

وَبكاءَ الارْمَنِ والايْزِيدِيينِ في العِرَاقْ،

وَصُراخَ الأطفالِ في الأنْفَالِ وَخَانِ شَيْخُونَ، أُمَاه! أُمَاه!

وَحِينَ بَكَى اللهُ لِظُلمِ الأئِمَةِ الجَائِرينْ،

نَادَيْتُ: أيْنَ أنْتَ يَا أرْحَمَ الرَاحِمِينْ؟

يَا قاضٍ ومُنتقمٍ مِن الحُكَامِ الجَائِرينْ؟

192
الهم لا شماتة بأهل تكساس 
تداعيات وخواطر
بطرس نباتي

                            (1)
عندما تهجر اهلنا من غرب البلاد ، وجدنا آلاف العوائل تفترش الطرقات والحدائق العامة والارصفة ، وفِي البداية كانت طرق الاغاثة ساذجة وبسيطة جدا وكانت المعانات جدا كبيرة ، اتذكر افترشت عوائل من بخديدا الرصيف المجاور لجمعية مارعودا الزراعية ، أطفال صغار بعمر الربيع جاءوا ودخلوا الى حديقة مارعودا احدهم كان تعبا كنتُ جالسا آنذاك بجوار احدى مراجيح الحديقة ،  جاء وجلس بجانبي  ولم تمضِ عليه فترة حتى نام هو وجميع أصدقائه تركناهم في منامهم لنتصل برئيس الجمعية الاخ زياد سلمان لنخبره بالوضعية وبالعوائل التي تنوي الدخول الى مقر الجمعية ، فتحنا لهم الأبواب زودناهم  فورا  ببعض احتياجاتهم ، بطانيات دواشك وغيرها ،  اتذكر هذه اللقطات وانا انظر عبر التلفاز الى العواصف والأمطار التي كانت سببا في تهجير مئات بل الآلاف من العوائل الامريكية من بيوتها بعد ان غمرتها المياه  ، وجدتٌ نساء تبكي وتنتحب لما اصابها من ويلات جراء الفيضانات ، تذكرت حالنا في بداية التسعينيات اثر هجوم قوات صدام على اربيل  لإجهاض الانتفاضة الشعبية  أضطررنا  الى ترك دورنا وممتلكاتنا والقصف والرصاص يلاحقنا لنلوذ بالجبال على الحدود التركية العراقية ،ذهب من ذهب آنذاك ليعيش في أمان واحترام في كنف دول الشتات ، وعاد من عاد ليعاني من شظف العيش متحملا حصار دولي قاتل وحصار صدامي أَمَر   منه وأفضع  .

                           (2) 
تكساس  ثاني أكبر ولاية أمريكية من حيث المساحة تضم 256 مقاطعة  كانت وكالات الأنباء ومنها وكالة ناسا الفضائية قد حذرت قبل الفيضان الاخير في الشهر الثامن السكان من الفيضان ونصحتهم بترك بيوتهم  ، الا ان بعضهم ابى ترك منزله  ، وفعلا بعد عدة ايام  اقبل إعصار مخيف تهجرت   مقاطعة هيوستن نتيجة امطار ودمرت منازل ولكن منازلهم لها من يُعَمِرُها  ، شركات ستعوض جميع الخسائر بموجب القانون لان المساكن الخشبية التي تعرضت للتدمير او للخسائر  محمية بنظام التأمين الشامل ( full insurance ) ماذا يا ترى عن المنازل التي دمرت وأحرقت  ؟ بمواد (التي ان تي )  (والسيفور ) وكل الأدوات والآلات الجهنمية المصنوعة بتقنية في شركات  لا تعرف غير اثارة الحروب والنعرات لتزداد ثرواتها وغناها على حساب دماء شعوب اخرى ،  في تكساس وجِد من اخبر وتنبأ بالإعصار  لكن عندما ضرب الإعصار الشر في الجهة الغربية لبلادي لا احد تنبأ به وربما لم يدر به احد ، اللهم حكومتنا الفضائية هي التي كانت  تعلم وبم تخبر شباب قاعدة سبايكر فاخذوا فجأة لتحصل اكبر مذبحة في التاريخ الحديث ، كنت أراقب  من هلال عدة قنوات إعلامية انتشال الشيوخ والأطفال والعجائز بواسطة طائرات عملاقة من وسط العاصفة ، وكنت ارى مشاهد لشعبي وهم يركضون من عصابات القتل والجريمة لا يجدون من ينقذهم ، حتى ذلك الالاه الذي تعودوا ان يصَلوا  له لياتي لنجدتهم كان غائبا عنهم ، كان منشغلا بامورٍ اخرى ربما في مجرات اخرى غير مجرتنا  التي تضم ارضنا  ،  شاهدت احدى النساء كانت لا تزال غارقة لنصفها في الماء حمدت الرب على سلامة الوصول الى بر الأمان وكانت رغم حالها تحتضن كلبها  تريد انقاذه هو الاخر ، وكم تمنيت لو كانت تلك الام المسيحية  ان تنقذ طفلتها من براثن ذلك الوحش الذي كان على هيئة إنسان ،  وتمنعه من ان يستل تلك الطفلة الجميلة من حضنها الدافيء ، وأخيرا وصلت قوافل المهجرين بواسطة إعصار تكساس او هيوستن الى بر الأمان ثم  بدأ إيوائهم في قاعات فارهة فيها بعض اسباب الراحة  لتوزع عليهم المساعدات ، ولكن غضب الطبيعة اذا ما تفجر لا احد يحمد عقباه لقد دخلت مياه الإعصار واجتاحت حتى تلك القاعات وحتى بعض المستشفيات ، ما هذا أهو داعش اخر قد تجسد في قوى الطبيعة الغضبى يطارد الناس هنا في تكساس ايضا؟   يطردهم من بيوتهم ونعيمهم ، ام اية قوة  اخرى شريرة تتلبس الإعصار هذا ، حتى ان دهاء وغضب الرئيس الامريكي ( مستر ترامب )وهو يحضر بطائرته الخاصة لتفقد احوال الناس الهاربين من غضب الطبيعة ، رغم إرشاداته ونزول الجيش  لاعمال الإنقاذ الا ان الإعصار ظل غاضبا يطارد الناس من منزل الى منزل تذكرت المرحوم قذافي
(وهو يقول زنكة زنكة دار دار ، )
     
                             (3)

ولكن اين كانت حكومتنا الطائفية (لحد الكشر )كما يقول المثل العراقي ، عندما كان  الإعصار الشرير الأسود يطارد ويطرد أهالينا في نينوى ، آه لقد تذكرت ،  مستر ترامب يزور المناطق المنكوبة ويأمر ويخطط لإنقاذ الأهالي اولا ، كان رئيسنا المحفوظ بجميع أولياء الله الصالحين ، السيد المالكي يأمر قواته بالانسحاب من الجهة الغربية من البلاد ليتركوها  بيد شراذم داعش  وكان معظم او جميع المسؤولين في حكومتنا العتيدة  يخفون رؤوسهم في التراب او في الرمال كما تفعل النعامة مثلا ولكن النعامة تخفي رأسها عندما تشعر بان خطرا يحيق بها لتتعرف على الصوت والذبذبات التي تنتقل أسرع في التراب حسب القاعدة الفيزيائية ، ولكن سياسيونا  لم يدفنوا رؤوسهم  آنذاك من الخوف لانهم اشاوس لا يخشون شيء لان لهم حراس وهمرات وأسلحة فتاكة تتقدم مواكبهم ، هم دفنوا رؤوسهم إبان التهجير كي لا يراهم الناس لانهم تصوروا لو دفنوا رؤوسهم سوف يختفون من الوجود لفترة ريثما تنتهي الأزمة او يفرجها على العباد رب العباد ، وعندما وصلت وفود اوروبا للمساعدة ، خرجوا لاستقبالهم علهم يتلقون بعض الأموال  والهبات من تلك المساعدات التي خَص بها بعض أثرياء العالم لإنقاذ اطفال العراق ..
                              (4)
رغم ذلك وقد هبت دول العالم لإنقاذنا من ذلك الإعصار الأسود الغاشم وارسلت امريكا سفنها وجنودها وطائراتها ، الا اننا لا زلنا في كل مجالسنا ومحافلنا نسب ونشتم امريكا ولا نهرع لمساعدتها في ازمتها لكونها هي سبب كل المصائب حسب نظرية اصبحت مزمنة كالأمراض التي تفتك بِنَا منذ الحرب العالمية الاولى ولحد آلان الا وهي  ( نظرية المؤامرة ) لو احرقت امريكا الدنيا من اجل شعرنا الأسود وعيوننا السود لقلنا بانها أساس كل المصائب او هي طامعة بالبترول ، والله لو ما كان الإنكليز قد اكتشفوا النفط لكنا لحد الان نبول  عليه يوما ، ولا ندري اصلا اكو (سبب كل المصائب) او (  الذهب الأسود ) في اراضينا ،  اني كفرد من مجموع هذا الشعب المنحوس أطالب ان تأخذ امريكا حصتي على ان تجعلني أتمتع فقط ببعض حقوقي  كأي مواطن اخر غير عراقي  .
   
                              (5) 

على كل حال ، والله اليوم لا اريد ان أتدخل بالسياسة دعنا نعيش أجواء  تكساس هذه المرة ..
بموجب خبر  خطير جدا من  وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية (إن عدد من مواقع "النفايات السامة" في هيوستن غمرتها مياه الفيضانات، وسط مخاوف على حياة الملايين )، نجيهم يا رب ولا تدع هذه المياه تتسرب اليهم ، لا ندري ما هي الأضرار التي خلفتها الضربة الامريكية على مركز التويثة العراقي ، ولا اثار ضرب اسرائيل لمفاعل تموز، لان لا يوجد عندنا إحصاءات ولا اجهزة اكتشاف السموم والإشعاعات  ، (هسه فوق هالقهر تجي تسرب المواد السامة في هيوستن)  ، نحن العراقيين اذا أردنا ان نهرب من المواد السامة والإشعاع نذهب لنلتجأ  عند الجدة ميركل او عند العم اوباما او ترامب  لكن المساكين الأمريكان اين يرحلون من اين يحصلون على الإقامة الموقتة او الدائمة او الكرين كارت يا رب ارحم بحالهم ..

                                  (6)
كانت الطائرات المروحية  تحوم في سماء تكساس لإنقاذ المرحلين قسرا من العراقيين ( عفوا ) لإنقاذ الهاربين من إعصار ( هارفي ) لم تقع طائرة واحدة كما وقعت طائرة الشهيد البطل ماجد التميمي وهو يحاول انقاذ العشرات من عوائل في جبل سنجار ، رغم ان طائراتهم لا تحمل لا سورة ياسين ولا أية من الانجيل ، وطائراتنا رغم انها تحمل كل ما يحرسها من العين ومن الحسد الا ان البطل ماجد لم يشأ ان ينقذ العوائل بواسطة الحبال بل حط بطائرته في نقطة حرجة فوق الجبال ومن شدة الزحام وكثرة الركاب حدثت الفاجعة واستشهد هذا البطل رحمه الله ، اما الطيارين الأمريكان فهم يدلون بحبالهم لينتشلوا بها الناس كما يُصطاد  السمك بصنارة  ، عندما كان احد المعمرين معلقا في الهواء وهو يتدلى بحبل ، دعوت له من كل قلبي ان يصل بسلامة وان لايصيبه مكروه ، وهناك خبر لم تتناوله الوكالات الأجنبية ، يقول ان الجوامع فتحت ابوابها لإيواء الهاربين من غضب الإعصار ، بدون ان تفرق بين دين او اخر او طائفة او اخرى  ، وهي تدعوا الرب ان ينقذ اهالي تكساس من مياه الفيضان ، يبدوا  أن هذا قد تعلّموه  منا ايضا  لقد  فتحت أبواب الجوامع والكنائس لاستقبال عشرات العوائل الهاربة من بطش إعصار الشر الداعشي ..
 يا ترى من قدم دعاء او صلى للرب  او عمل خيرا لينقذ أهالينا من يد الإعصار الأسود الذي يجتاح العراق منذ 2003 ولحد الان  ..





193

مع بدء العد التنازلي
الاستفتاء في اقليم كردستان وموقف  شعبنا منه
 

بطرس نباتي

كلمة لا بد منها : 
قبل الخوض في هذا الموضوع الهام  والذي يشغل أوساط واسعة من مواطني اقليم كردستان في هذه الأيام ،   بشكل خاص والعراق بشكل عام  ، لا بد ان أسجل هنا ملاحظة مهمة الا وهي ان ما اكتبه هنا يعبر عن رأي لوحدي كونته  نتيجة تراكمات الأحداث العاصفة بالعراق منذ الإطاحة بالنظام الشمولي على يد الأمريكان في 2003 وما بعدها ، وما اكتبه هو قراءتي   الخاصة  ،  اعتمدتُ فيها  على المواثيق والقانون الدولي والدستور العراقي ومسودة دستور اقليم كردستان وعلى ما استجد من احداث بعد إقرار الدستور الدائم في علم 2005  .

الاستفتاء  وبالإنكليزية  referendum
 يعرف  الاستفتاء اصطلاحا بموجب القاموس العربي الجامع ( العربي)  بأنه سؤال أو أكثر يوجَّه إلى عدد من الناس للإجابة عنه لمعرفة رأيهم في أمر معيّن  ، والاستفتاء  الشعبي  هو لجوء السلطات العامّة إلى الشَّعب ليُبدي رأيه في موضوع ما عن طريق التصويت عليه ، فإمّا أن يقرَّه أو يرفضه ، عن طريق التصويت المباشر .

أي أنه  إجراء  شعبي الغاية  منه  أطلاع الحكومة على راي الشعب  تجاه مسالة مهمة ومصيرية  ،ولا بد ان يكون هناك مسألة مصيرية مهمه يستفتى  بها الشعب للمطالبة مثلا  بحق نقض القوانين او الدساتير  التي يراها الشعب  بانها ضد او تخالف مصالحه وإرادته ،  وهو وفق هذا المفهوم  يكون عاماً، اي ان الاستفتاء هو  حق   المواطنين  بواسطته في   يحق  لهم النقض، أو ما يسمى حق النقض الشعبي،  أو هو حق استفتاء الإلغاء، أو الاستفتاء  على القبول او على  الرفض ، ومن أنواعه  الاستفتاء المعلق .
والنوع  الاخر هو الاستفتاء التشريعي وهو الاستفتاء على تشريع معين  لغرض إقراره .   

والاستفتاء الجماهيري او الشعبي  يمثل ضمانًا ضد المصالح الخاصة السائدة  للأكثرية وحماية لحقوق الأقليات ،  ويعتبر  شكلا من أشكال الديموقراطية المباشرة . 

وحسب العديد من المؤشرات وما صدر عن المسؤولين في اقليم كوردستان  فإن الاستفتاء الذي  تم تحديد يوم 25 أيلول القادم موعدا لإجرائه سيكون من نوع الاستفتاء المعلق اي ليس بالضرورة مطلقا بأن يرافق الاستقلال او الانفصال عن العراق حال ضهور نتائجه ونسبة المصوتين فيه بنعم او لا ونسبة المشاركين فيه ، لذلك سيكون هناك مرحلة اخرى شاقة بعد ظهور النتائج لان مهما كانت النتيجة سيكون بعدها تفاوض مع بغداد ومع المجتمع الدولي واختبار للارادة الدولية عن مدى تقبل نتائج الاستفتاء ، وربما ستكون نتيجة الاستفتاء ورقة ضغط على الحكومة المركزية كي يكون التزامها بالدستور اكثر ثباتا واستقرارا ،  أي حسب التصريحات سيكون الاستفتاء من نوع الاستفتاء المعلق ،

وهناك عدة أمثلة على مثل هذا الاستفتاء مثلا كلما يتم الاستفتاء في مقاطعة كيوبك الكندية عام 1995 وفِي إسكتلندا بغية انفصالها عن بريطانيا وجنوب السودان والاستفتاء المقترح من قبل الامم المتحدة في الصحراء الغربية والتي تعارضه بشدة المغرب ،  ولكن لا زالت اكثرية هذه الاستفتاءات  لم تؤدي الى الانفصال عدا جنوب السودان ، لذلك نستطيع ان نقول بأن الاستفتاء ليس بالضرورة الانفصال النهائي وإعلان دولة ، وإنما هو حق مشروع لمواطني الاقليم للتعبير عن رأيهم بحرية .

حق تقرير المصير  :
قبل الخوض في مفهوم  تقرير المصير  لا بد لنا من الإجابة  على السؤال التالي :
هل يحق لمواطني اقليم كوردستان  اجراء استفتاء لحصولهم  على حق تقرير المصير ؟ 
سوْال مهم سوف نحاول ان نجيب عليه بقليل من العبارات معتمدين على القانون الدولي. والدستور العراقي .

اولا : حق تقرير المصير بموجب القانون الدولي والتشريعات الدولية  :

منذ ظهور مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها مع بداية القرن العشرين في مباديء الرئيس الامريكي ويلسون اي في نهاية الحرب العالمية الاولى ولحد الان هناك تعاريف عديدة لهذا الحق منها :

1-ظهر مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها مع بداية القرن العشرين في مبادئ الرئيس الأمريكي  توماس وودرو ويلسون  وهو سياسي وأكاديمي أميركي شغل منصب الرئيس الثامن والعشرين للولايات المتحدة من عام 1913 إلى 1921) بعد  إنتهاء  الحرب العالمية الأولى، بغرض معالجة أوضاع الشعوب والأمم التي كانت خاضعة لإمبراطورية المجر والنمسا والإمبراطورية العثمانية، وكانت مبادئ ويلسون  الأساس لتأسيس عصبة الأمم ولتأكيد الدور الأمريكي على مسرح السياسية العالمية، وقد سقطت عصبة الأمم باندلاع الحرب العالمية الثانية .
2) ويرى الفقيه الدولي الشهير أيان براونلي بشأن مبدأ تقرير المصير ما يلي:
[ بأنه حتى وقت قريب رأى أغلب الفقهاء الغربيين أن مبدأ حق تقرير المصير ليس له أى محتوى قانوني باعتباره نظرية سياسية وأخلاقية  ولايوجد تعريف دقيق لهذا الحق ، وقلما يجد المرء قبل عام 1945 أية مراجع قانونية له . ومنذ 1945 نتيجة  التطورات التي شهدتها الأمم المتحدة أدت  إلى تغيير هذه الرؤية فأصبح الفقهاء يعترفون بشكل عام بأن تقرير المصير مبدأ قانوني، وأن الجانب العام والسياسي للمبدأ لايفقده المحتوى القانوني: فقد اعتبرت محكمة العدل الدولية في قضايا "جنوب غرب أفريقيا" أن نص المادة 2 من "اتفاقية الوصايا" يضع التزاماً قانونياً، على الرغم من الطبيعة السياسية لواجب بذل أقصى الجهود لتحسين ظروف العيش الفعلي والأخلاقي والرقي الاجتماعي لسكان الإقليم.
وعلى الرغم من أن الإشارة إلى مبدأ حق تقرير المصير  و غالباً ما يتم ربطه  بميثاق الأطلسي الصادر في 14 أغسطس 1941.
3- أهم تطور في هذا المبدأ هو الإشارة إليه عندما ورد "مبدأ الحقوق المتساوية وحق تقرير  المصير للشعوب" في المادة 1، الفقرة 2، والمادة 55 من ميثاق الأمم المتحدة. وكان العديد من الفقهاء والحكومات يرون هذه الإشارة إلى المبدأ باعتبارها ذات قيمة إرشادية فقط ،  غير أن ممارسات أجهزة الأمم المتحدة ثَبّتَت المبدأ كجزء من قانون الأمم المتحدة. وفي القرار رقم (637 VII) الصادر في 16 ديسمبر 1952، أوصت الجمعية العامة للأمم المتحدة ، ( بأن على كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وجوب الالتزام بحق تقرير المصير لكل الشعوب والأمم)،  والأهم من ذلك هو الأعلان الخاص بمنح الاستقلال للدول والشعوب المستعمرة الذي تبنته الجمعية العامة عام 1960 والإشارة إليه في العديد من القرارات المتعلقة بعدد من الإقاليم منذ ذلك الحين. وقد أنشأت الجمعية العامة لجنة خاصة لتصفية الاستعمار.
ويقر الإعلان أن مبدأ تقرير المصير جزء من الالتزامات النابعة من الميثاق، وأن هذا النبدأ ليس  ( توصية ) بل انه  بمثابة تفسير حقيقي للميثاق. وقد ورد هذا المبدأ
( حق تقرير المصير للشعوب ) في عدد من المعاهدات الدولية لاحقاً، حيث أشير إليه في ميثاق المحيط الهادي الموقع في 8 سبتمبر 1954 وفي بيان مؤتمر باندونج الصادر في 24 ابريل 1955، وفي إعلان بلجراد لدول عدم الانحياز الصادر في 6 سبتمبر 1961، وإعلان مؤتمر القاهرة لدول عدم الإنحياز الصادر في أكتوبر 1964.
وقد أيدت الولايات المتحدة الأمريكية وعدد كبير من الدول هذا المبدأ الذي ورد في "إعلان مبادئ القانون الدولي المتعلقة  بالعلاقات الودية بين الدول بموجب ميثاق الامم المتحدة" الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1970 دون تصويت. ويؤكد الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية بشأن (الصحراء الغربية) على  مبدأ تقرير المصير في القانون الدولي. والمعارضة الوحيدة كانت من لدن الحكومة البريطانية، التي عارضت المبدأ في السابق، وحتى في السنوات الأخيرة ، لكونها منتدبة او مستعمِرة لأكثرية الدول في العالم .
 4- وهناك  قرارات  اخرى عديدة صادرة من منظمة الامم المتحدة تؤكد هذا الحق منها:
 القرارات الصادر في  في أعرام 1951 و 1956 و 1961 و 1964 وما يهمنا في موضوع الاستفتاء حول تقرير المصير القرارات الاخيرة  هو القرار رقم 2787 والصادر في 12 ديسمبر  1972  وكان بعنوان حق الشعوب في تقرير المصير والحرية والاستقلال وشرعية نظامها بكل الوسائل المتاحة لها والمنسجمة مع ميثاق الأمم المتحدة.
 وقرار اخر يحمل  رقم 3970 الصادر في نوفمبر 1973 حيث ( طالبت الجمعية العامة من جميع الدول الأعضاء الاعتراف بحق الشعوب في تقرير مصيرها واستقلالها وتقديم الدعم المادي والمعنوي  وبذل كافة  أنواع الجهود والمساع لتحقيق ذلك ) 
اذن بموجب جميع القرارات والمواثيق الدولية الآنفة الذكر وغيرها التي لم يتسنى  لنا إيرادها هنا ،  يحق لإقليم كردستان تقرير مصيره بطريقة استفتاء حر وشفاف تشرف عليه الامم المتحدة لكون هذا  الحق  هو من الحقوق المقرة للشعوب ولا يتعارض مطلقا مع مواثيقها وقراراتها .

ثانيا : حق تقرير المصير بموجب الدستور العراقي:

اود قبل الخوض في هذه الجزئية ان اظهر بان اقليم كوردستان  ليس  للكورد وحدهم وإنما هو موطن جميع القوميات والإثنيات التي تعيش فيه بدون استثناء وما لحق  بالمكون    ( الكورد) من ظلم وتهميش لحق غيرهم ايضا ،  معظم قرانا وقصباتنا لم تسلم من الإبادة والاضطهاد من جراء سياسة الارض المحروقة التي اتبعت من قبل الحكومات المتعاقبة على الحكم في العراق ، لذلك عند اطلاق على الاستفتاء بانه (استفتاء كوردي) لهو تجني واضح على عموم المكونات التي تعيش في الاقليم ، فالاستفتاء  عندما  يتم يشمل الكل بدون استثناء ، فهذه الارض هي ارضنا ولنا فيها عمق تاريخي يمتد لآلاف السنين ، ويجب ان يكون دورنا في الحاضر عاكسا لعمق تواجدنا الإنساني والحضاري على هذه الارض الطيبة .
في جميع العهود من الحكم العراقي منذ تاسيسه في 1921 ولحد 1991 مورست ضد شعوب اقليم كردستان مختلف انواع الاضطهادات وقمع الحريات والتهميش والاقصاء فكانت جريمة سميل وصمة عار بجبين الحكومة العراقية آنذاك وبعدها جريمة صوريا  ، ومنذ 1963 اتبعت الحكومات المتعاقبة  تجاه ابنائه مختلف انواع الاضطهادات وحيكت على ارضه شتى أنواع المؤمرات الدولية  وكانت نتائجها وخيمة جدا على أبناء الإقليم ، وصلت لحد استخدام الأسلحة محرمة دوليا في حليجة ودولي باليسان وبهدينان، راح ضحيتها آلاف المدنيين الأبرياء من أطفال وشيوخ ونساء ،  واقتطعت اجزاء مهمة من أراضيه حيث اتبعت عملية التعريب والتبعيث  على أوسع نطاق  بحق جميع مواطنيه  بدون استثناء ، وتم جلب قبائل عربية لتحل محل المرحلين من ابنائه  من الشمال الى جنوب العراق  فنشأت على أطراف كركوك قرى عربية مثل قرى الوحدة والحريّة والاشتراكية على طريق كركوك أربيل ودوميس وغيرها على طريق بغداد كل هذا كان يتم وسط صمت دولي وإقليمي مريب ، وعندما أنتكست أنتفاضة آذار 1991 بسبب السماح لحكومة البعث بتحريك جيوشها لقمع   الانتفاضة  الشعبية  بالقوة ، وتحت أنظار المجتمع الدولي وبرضى  الدول الكبرى وفِي مقدمتها امريكا  ، بدأت الهجرة المليونية نحو حدود تركيا وإيران ،لم يتضرر منها الأخوة الكورد لوحدهم ، بل شملت هذه الهجرة المسيحيين في اقليم كوردستان فهاجرت مئات العوائل من دهوك وزاخو وعنكاوا وغيرها والقسم الأكبر من هذه العوائل  اختاروا الهجرة الى خارج الوطن واستقروا في دول الشتات ولم يعد الا قسم ضئيل منها وذلك عندما  تحركت الدول الكبرى في عام 1991 ليفرضوا حضرا  جويا وعسكريا  وقسموا العراق بموجب خطوط الطول والعرض  ولحد شمال  خط  عرض 36 وليفرضو اضافة الى حظر الطيران منطقة آمنة ، اجبرت القوات العراقية والاجهزة الأمنية بالانسحاب عنها وتركها لتتمتع باستقلال تام خارج إطار الدولة العراقية ، منذ 1991 ولحد 2003 ..
بعد سن الدستور العراقي  الدائم في 15ت1  2015  والذي  كان من المفروض ان يحرص سواء من قِبل  من  اشترك في سنه  او من وافق  عليه  من ممثلي المكونات العراقية ،   الذين اشتركوا في العملية السياسية بعد سقوط النظام البعثي ، لكونه  في إخراجه كان مفصلاً حسب املائاتهم ورغباتهم ، على مدى كل هذه السنوات والتي تم العمل بموجبه كان  يجب  ان يُحترم من قبل الجميع وتنفذ بنوده ، الذي حصل جعل من الدستور ان يكتب ويخرج الى المواطن وهو ينفذ انفاسه الاخيرة وذلك لكون  ان الدستور وكتابته بهذا الشكل  ، ثبت سطوة رجال الدين ، ومنحهم سلطة وقوة وأصبح يُعتمد عليهم وعلى مشورتهم في إدارة الحكم  وأصبحت استشارتهم في كل كبيرة وصغيرة وأجب يمارسونه الشيعة والسنة مما كان نتاج هذا الاعتماد على مشورة رجال الدين في سن وتطبيق معظم القوانين العراقية وأصبحت المراجع هي الامر والناهي في الشأن الحكم في العراق .
الامر الاخر الفقرة الوحيدة التي تناول بها المشرع  شكل دولة العراق  جاءت في المادة الاولى وكما يلي  (جمهورية العراق دولة اتحادية واحدة مستقلة ذات سيادة كاملة، نظام الحكم فيها جمهوري نيابي (برلماني) ديمقراطي. وهذا الدستور ضامن لوحدة العراق)
لا يوجد لا في القانون الدستوري ولا في اي قانون اخر تعريفا بهذا الشكل فمن المعروف عن الدول تقع في احد التعريفين اما دولة (مركبة)  او دولة( بسيطة ) والدولة البسيطة هي دولة موحدة وليست اتحادية ، واصطلاح  الاتحادية  تعني بالانكليزيّة
   ( FEDRAL)  والدولة الاتحادية   اما  أن يكون اتحاد شخصي او اتحاد حقيقي او كونفدرالي او فيدرالي،   وحسب  النص المادة الاولى أعلاه  ، العراق هي  دولة اتحادية واحدة، أي أن النص خلط بين كون العراق دولة مركبة  ودولة بسيطة ( بصفة  واحدة ) ، وهو ما لم ينسجم مع الصياغة القانونية التي تعبر عن حقيقة واقع معين، فكأن المشرع  في هذا النص أن يقول: العراق دولة فدرالية وهذا الشكل للدولة عادة يتكون  من عدة دول تندمج جميعها في دول اتحادية واحدة تتولى جميع الاختصاصات الخارجية ,باسم جميع الأعضاء , وتتولى كذلك أدارة جانب من الشؤون الداخلية لدويلات الاتحاد أو ولاياته .
وينتهي هذا الشكل من الانظمة نتيجة وجود صراعات سياسية واقتصادية  على اُسلوب تقسيم الثروات  وتتنامى في  هذا النظام النزعات الانفصالية كما حدث على سبيل المثال في اقليم كاتالونيا في اسبانيا وما تبذله كندا من جهد لابقاء على اقليم كيوبك ضمن كندا وإقليم كوردستان  في العراق .
والامر الثالث والمهم في ما ذهب اليه الدستور هو في الديباجة التي نصت (نحن شعبالعراق الذي آلى على نفسه بكلِ مكوناته وأطيافه ان يقرر بحريته واختياره الاتحاد بنفسه وأن يتعظ لغده بأمسه  ، وان يسن من منظومة القيم والمثل العليا ولرسالة السماء ومن مستجدات علم وحضارة الانسان هذا الدستور الدائم ، إن الالتزام بهذا الدستور يحفظ للعراق أتحاده ) اي انه ثبت    مبدأي(الحرية والاختيار) في التعاقد بين المكونات العراقية هما  الأصل في العلاقة في الشراكة بين المكونات العراقية والمعيار الذي سيتوقف عليه استمرار الكيان والدولة في العراق ، ومادام أعطى الحرية في الاختيار في التعاقد ، وكما تنص القاعدة القانونية ( العقد شريعة المتعاقدين ) فان فسخ احدهم عقد الشراكة يكون هذا العقد قد حل لانه ينص على (الحرية في التعاقد والاختيار )
وهنا يحضرني قول عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية  سابقا حول الدستور العراقي
(إن الدستور العراقي  يؤدي للفوضى في البلد لأنه أُسس  لتفكيك العراق وإشاعة حالة من الفوضى الكبيرة في كل مفاصل الدولة)


لماذا  الاستفتاء في اقليم كردستان ؟

في عام 1995 تم اجراء اول استفتاء شعبي في اقليم كردستان  وكان على هامش عملية الانتخابات وكانت نتيجته تصويت ما نسبته 98%  لصالح استقلال اقليم كردستان عن المركز والاستفتاء كان قد جرى بتخطيط من منظمات المجتمع المدني ولم يكن استفتاء حكوميا ورسميا ولم يكن ملزما ايضا لحكومة الإقليم إذاك لذلك تحت الضغط الدولي وبالايعاز من الحاكم الامريكي بول بريمر دخلت الأحزاب الكردستانية في العملية السياسية في العراق وشارك ممثليها في مجلس الحكم ثم في الانتخابات ولحد الان ، ولكن المتابع لهذا الدخول وهذه العملية فانها شهدت مشاكل ومعوقات عديدة وتجاذبات شتى  أدت الى شبه قطيعة نشهدها منذ 2014 عدا الجهد العسكري ضد داعش والذي جرى التنسيق بينهما بفضل تدخل الجانب الامريكي والقيادة العامة للتحالف الدولي .

الخلافات  بين الحكومة الاتحادية والإقليم : 

المشاكل التي اصبحت مزمنة بين حكومة بغداد والإقليم ليست وليدة اليوم ، بل تمتد الى السنة التي سن بها الدستور  اي منذ 2005 واستمرت لحد الان  بدون حل  رغم  عشرات المحاولات والزيارات المتبادلة بين الطرفين وتشكيل عدة لجان  الا انها زادت حدة  ووصلت في بعض المرات الى خصام او مجابهات مسلحة ومن هذه المشاكل : 

اولا : المناطق التي سُميت بالمتنازع عليها ، بموجب المادة 140 من الدستور العراق الدائم وهذه المناطق هي :كركوك وأجزاء  من ديالى وسهل نينوى وقد عالجت هذه المادة وتم وضع جدول زمني لحلها وبخطوات عملية أولها تطبيع الأوضاع والاستقرار السكاني في هذه الأجزاء ثم اجراء احصاء سكاني عام فيها وبعدها يجرى  استفتاء عام فيها للاطلاع على رغبات ساكنيها في بقائهم مرتبطين بالمركز او بالإقليم ، على ان لا تتجاوز الفترة الزمنية المخصصة لهذه الخطوات على سنتين ، الا ان المادة لم تنفذ وبقيت من احدى اخطر القنابل الموقوتة التي تتضمنها الدستور ويتهم المركز والإقليم كل منهما الاخر في عرقلتها . 

ثانيا : المشاكل حول اقتسام الثروات ، وهذه ايضا مشكلة لا تقل عن  المعظلة الاولى التي  عالجها الدستور بصورة غامضة  وتركها لاجتهادات السياسيين والقانونيين ، والجزء الأهم فيها استخراج الثروات الطبيعية وخاصة النفط والغاز الذي  لا زال بانتظار إصدار قانون خاص بها ، ولا زالت تؤثر بشكل سلبي على العلاقة المالية والاقتصادية بينهما .

ثالثا: منذ منتصف سنة 2014 حدثت مشكلة تتعلق بالاموال المخصصة للإقليم وكذلك بالنسبة للاموال المخصصة للمحافظات التي لم تنتظم بإقليم ، كانت نسبة 17% من الأموال تخصص للإقليم ككل بمحافظاته الثلاث قامت حكومة المركز بقطع اي تمويل مالي للإقليم بحجة ان الإقليم يقوم بتصدير النفط لحسابه الخاص بدون ان يسمح لشركة سومو ببيعه كما تبيع  نفط العراق  ، تشبث الحكومة العراقية بهذه الحجج وتشبث حكومة الإقليم بحجج مقابلة ومنها ما يتعلق بالعقود النفطية التي أبرمتها مع الشركات الأجنبية واستخراجه للنفط من حقول جديدة وحصتها من النفط ادى ان تتخذ الحكومة العراقية خطوة .

رابعا : من الصعب جدآ إعادة الثقة بين المركز والإقليم نتيجة الأوضاع الغير الطبيعية التي تسود العملية السياسية ، وما يتبع فيها من عمليات تسقيط الآخرين نتيجة تجاذبات سياسية وصلت لحد العدوات فيما بين رموزها وخاصة داخل البرلمان العراقي ..

كل هذه الأمور وغيرها الكثير لا يسعنا ذكرها جعلت ذلك الشهر العسل الناتج عن زواج المصلحة  الذي اتفق عليه بعد 2003 ان ينتهي بسرعة وان تكون نتائج ذلك الزواج الطلاق الابدي والذي سيقرر مصيره استفتاء أيلول هذا العام .

ماذا عن الاستفتاء

بتاريخ.    اجتمع سيادة مسعود البارزاني بجميع ممثلي الأحزاب السياسية في اقليم  كردستان ، حضر الاجتماع ممثلي جميع الأحزاب المدعوة وبضمنهم ممثل عن الحركة الديموقراطية الآشورية وممثل عن المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري ، وتغيب عن الاجتماع حركة التغير والجماعة الاسلامية

أعقبها اجتماع اخر مع ممثلي الأحزاب  التي ليس لها تمثيل في البرلمان وتمخض عن الاجتماع الاول عدة قرارات ، منها ما يتعلق بتحديد تاريخ معين لإجراء الاستفتاء واليات تنفيذه ، ولم يكن اي اعتراض مذكور على هامش الاجتماعين .

ليس هناك اي تباين بوجهات نظر جميع الأحزاب الكردية على مبدأ الاستفتاء وتقرير المصير الا ان هناك اختلاف على آلية إقرار الاستفتاء بنقاط نستطيع اختصارها بنقطتين

أولهما : ترى جميع الأحزاب الكردية عدا الحزب الديموقراطي الكوردستاني بان تسبق الاستفتاء  خطوة مهمة الا وهي تفعيل البرلمان الكردستاني قبل اتخاذ قرار الاستفتاء  ، وان يقوم البرلمان بالاعلان عن الاستفتاء العام ، ويكون له الصلاحية لإعلان الاستقلال عند ضهور النتائج .

ثانيهما : جميع الأحزاب في اقليم كوردستان متفقة على اجراء الاستفتاء بما فيهم الأحزاب الغير الكردية ولكن لهاتحفضات مهمة على وضع المكونات الغير الكردية وتدعوا لتوحيد خطابها السياسي وتقديم ورقة عمل او خارطة طريق لوضعها أبان الاستفتاء وبعد ظهور النتائج ولكن لحد الان لم يظهر بما يفيد انها توحدت بخطابها السياسي او اتفقت على مبدأ معين قبل دخول الاستفتاء الى حيّز التنفيذ .

موقف احزاب شعبنا من الاستفتاء

كل ما أوردته هنا كان من اجل هذه الجزئية المهمة ، لكون سواء رضينا بالاستفتاء او لم نرضى به سواء أيدناه او اضهرنا تحفضنا حوله ، الاستفتاء سيتم وفق ما مخطط له وما أعلن في الاجتماع الاول للأحزاب ، اذن هناك عدة أمور يتحتم على قيادات احزاب شعبنا ومنظمات المجتمع المدني اخذها بنظر الاعتبار ومناقشتها بشكل جدي ، كي يكون لنا دور فاعل في هذا الاستفتاء وما بعد العملية :

١- منذ  2003يشهد العراق احتقانا طائفيا  وظهرت جماعات مسلحة بحجة انها وجدت اما لحماية مقرات الأحزاب السياسية او بحجة محاربة القوات الامريكية باعتبارها قوات غازية رغم ان هذه القوات هي التي دحرت وقضت على اشرس نظام وهو نظام صدام وجاءت باصحاب العمائم ليحكموا العراق بعد انسحاب هذه القوات ،  دخل العراق بدوامة من العنف وانعكست حالة انعدام الامن وغياب القانون في جميع أنحاء العراق عدا اقليم كردستان الى قتل العشرات من أبناء شعبنا وتدمير الكنائس وهجر معظم ابناء شعبنا مدنه واتجه صوب اقليم كردستان لتمتعه بالامان والاستقرا السياسي والاقتصادي هذا قبل ظهور داعش اما بعد ذلك فقد شكل هذا التنظيم التكفيري كارثة على ابناء شعبنا في الموصل وسهل نينوى حيث تم تهجيره من قصباته وهُدّمت وأحرقت مساكنه وجميع دور العبادة ، ولم يكن امام ابناء شعبنا سوى التوجه الى اقليم كردستان ، فالإقليم بالنسبة للمسيحين وغيرهم من الاثنيات الغير الكردية اصبح ملاذا امنا وفر لجميع اللاجئين اليه من المسيحيين وغير المسيحيين المكان الامن والعمل ايضا فأية مقارنة بوضع المسيحيين في عموم محافظات العراق بوضعهم في  اقليم كردستان

سيكون هناك اكثر من علامات إيجابية لصالح الإقليم وحكومته ، النص المعتمد في دستور العراق في التعامل مع  ما يسميها بالقوميات  المختلفة لا يتجاوز عن ضمان الحقوق الإدارية والسياسية والثقافية لهذه القوميات حسب ما جاء في   

المادة (125): التي تنص

(يضمن هذا الدستور الحقوق الادارية والسياسية والثقافية والتعليمية للقوميات المختلفة كالتركمان، والكلدان والاشوريين، وسائر المكونات الاخرى، وينظم ذلك بقانون) 
اما ما يعادلها في مسودة دستور اقليم كوردستان  فقد نصت صراحة على الحكم الذاتي  وكما يلي  وبموجب ما  ورد في مسودة دستور اقليم كردستان
المادة 35 ما يلي :

(يضمن هذا الدستور الحقوق القومية والثقافية والادارية للتركمان، العرب، الكلدان والسريان والاشوريين، الأرمن بما فيها الحكم الذاتي حيثما تكون لأي مكون منهم أكثرية سكانية وينظم ذلك بقانون )   
ولا اود هنا ان أورد اية مزايدات  حول النصين لان اي قاريء سيتمكن من اكتشاف الفرق الشاسع بين النصين الواردين ، حيث الاول الخاص بالدستور العراقي الدائم لا يجيز سوى مسائل ادارية وحقوق ثقافية ،  يربطها بإصدار قانون خاص بها ، والنص الثاني لمسودة اقليم كردستان   ، اضافة للحقوق الإدارية وغيرها يجيز إقامة حكم ذاتي لأي مكون يكون الأكثرية سكانية ، وبموجبه مثلا يمكن إقامة حكم ذاتي في سهل نينوى ترتبط معه عنكاوا على سبيل المثال اداريا.
فأية مقارنة  محايدة لانسان واعي مجردة  عن روح الكراهية والحقد تجاه الإقليم ، سيفضل طبعا الموقف الذي تبناه الاقليم في تعامله الدستوري مع ابناء هذه القوميات .

2- العديد من الشكوك تُثار حول موقف اقليم كردستان تجاه ابناء شعبنا وخاصة من  قبل أبناء جالياتنا في خارج الوطن وهذه الشكوك  تبنى معظمها على ممارسات سلبية مورست في الماضي من قبل بعض القادة والاغوات الكورد تجاه المسيحيين سواء في جنوب تركيا او في بعض الأماكن في كردستان العراق ، ولا ينكر احد منا ما لحق بابناء شعبنا من الاذى المادي والجسدي  على يد الكورد   قد اعترف العديد من قادة الكورد   بذلك صراحة ، ودعوا  لأكثر  من مرة الى فتح صفحة جديدة ناصعة في علاقاتهم مع كافة المسيحيين ،
وهم منذ توطيد حكمهم في الإقليم الشبه المستقل عن بغداد اعتبروا الكلدو آشوريين السريان مشاركين لهم في العملية السياسية ،  فليس من المعقول مطلقا ان نبقى نحن كمسيحيين كلدان وسريان واشوريين اسرى لتلك الأحداث المريرة  التي عصفت بعلاقات الشعبين معا ، ان بقاء  العلاقات بيننا وبين الكورد لا زالت  لحد الان  بين مد وجزر وذلك ناتج برأي عن عدم وجود او توفر قيادة سياسية وارادة موحدة لدى قيادات السياسية لشعبنا كي تدخل بصورة موحدة وفاعلة في حوار جدي مع الأحزاب التي تقود السلطة في الإقليم منها البارتي واليكيتي والأحزاب الاسلامية الكردية ، ولا توحد هيئة تنسيق لتوحيد الخطاب السياسي مع هذه الأحزاب ، فمن المفروض ان يكون هناك هيئة  دائمة تجمع  على تأليفها أحزابنا السياسية مهمتها فتح حوار معمق مع القادة ومكاتب السياسية وغيرها من اجل تمتين العلاقات وإعادة الثقة بين الجانبين وطرح كل ما يستجد على الساحة في الإقليم ، وفِي العراق ايضا، وإن وجدت بعض الأحزاب فان قياداتها إما أن تكون خطاباتها متذبذبة تارة تحاول تأييد الكورد في كل مشاريعهم وتارة وامام جالياتنا في الخارج يتغير خطابها وتصور نفسها وكأنها تقف بالضد من الحزب الكوردي الفلاني او المسؤول الفلاني اي ان مواقفها تكون ذو أوجه متعددة .. اي ما يطلق عليه  ( سياسة الاقنعة والوجوه المزيفة)  فهذه السياسة رغم فاعليتها في العراق اليوم الا انها سياسة مخادعة برهنت الأحداث على زيفها وبطلانها .
3- هناك عدة مشاكل يعاني منها شعبنا وخاصة فيما يتعلق بالاراضي الزراعية في الإقليم قسم منها تم حلها عن طريق المحاكم المحلية والقسم الاخر ينتظر بدون حل ، هذه المشاكل منها  قديمة ومنها جديدة ، وكلما تم حل مشكلة من هذا النوع ينبري تنظيم سياسي ويدعي بأنه هو الذي سعى الى حل المشكلة وغايته طبعا كسب ود ابناء شعبنا واعتبار انه حقق مكسبا يستفاد منه في الاقتراعات والانتخابات ، ولم يتم لحد الان تنظيم جهود الساعين الى حل هذه المشاكل وتوحيدها او حتى توحيد المطالَب وتقديمها من قبل الكل بصورة موحدة والقيام بمتابعتها بشكل مستمر وفعال .
٤-  الاستفتاء المزمع إجراءه في أيلول المقبل سيكون له نتائجه  في إقرار نوع العلاقة مع حكومة بغداد ، وربما سيودي الى تشكيل دولة ، ولكن ما نتمناه  حقا ان لا تقوم هذه الدولة على أساس قومي اثني كما كان ذلك بعد الحربين الكونيتين ، فمن الأفضل لمثل اقليم كردستان ذات التعددية القومية والدينية ان يؤسس دولته على أساس الجغرافي وليس القومي ، اثناء مناقشتنا لهذا الامر مع احد الأكاديميين الكورد اقترح  ان تكون تسمية الدولة المنبثقة اسم احد الجبال او لأحد الوديان وقال برأي المهم ان تقوم دولة على أساس جغرافيا فلتسمى مثلا دولة زاكروس او تسمية اخرى متفق عليه رغم ان هذا الامر صعب تحقيقه  ، وذلك  لتشبث الأحزاب الكوردية  بما يدعى الحلم الكوردي العتيد الا وهو تأسيس دولة كوردستان الكبرى . ولكن ربما يكون هذا الطرح اي بناء دولة على اسس جغرافية وليس العرقية هو الأمثل لتحويل اقليم كردستان الى دولة لجميع المكونات القومية والإثنية والدينية وان تتبنى المشروع العلماني في دستورها ونهجها المستقبلي .
5- منذ 2013 ولحد الان  تتكرر دعواة سواء من احزاب شعبنا او من ابناء المكونات الاخرى  مفادها تحويل منطقة سهل نينوى  الى محافة  ثم تحوله الى اقليم وهذا ما تبناه مجموعة من احزاب شعبنا وممثلي هذه المكونات  في مؤتمر بروكسل وأقر كمطلب ستسعى من اجله هذه الأحزاب ومعها بعض الشخصيات سواء في امريكا او في اوروبا ، هنا لا بد من التذكير بأن استحداث محافظة جديدة هي من صلاحيات مجلس الوزراء وبمصادقة البرلمان  اما تحويل محافظة الى اقليم فهي بموجب  الدستور العراقي التي تنص على تحويل محافظة الى اقليم وهي :المادة ١١٩ حيث تنص هذه المادة على ما يلي  :
يحق   لكل محافظة او اكثر ان تتحول الى اقليم   بناء  على طلب بالاستفتاء عليه، يقدم بأحدى طريقيتين:
   

أولاً: طلب من ثلث الاعضاء في كل مجلس من مجالس المحافظات التي تروم تكوين الاقليم.

ثانياً: طلب من عُشر الناخبين في كل محافظة من المحافظات التي تروم تكوين الاقليم.

ولحد الان لم يقم اي اقليم في العراق عدا اقليم كوردستان  وفق هذه الاليات لكون هذه الاليات صعبة جدا وفِي حالة سهل نينوى تكاد تكون مستحيلة وخاصة ان المكون السني والشيعي ومعهم الشبك والقسم الأعظم من التركمان يقفون حتى ضد إقامة محافظة سهل نينوى بحجة انها دعوة لتقسيم محافظة الموصل وقسم ايضا من شعبنا وخاصة المستقلين يرفضون تقسيم الموصل لوجود علاقات اقتصادية واجتماعية بين ابناء سهل نينوى والموصل رغم ما تعرضوا له من اضطهاد وتهجير على يد جيرانهم الا انهم لا زالو يعقدون الامال على عودة العلاقات الطيبة والطبيعية بينهم ، وقد طرحت مسالة تحويل سهل نينوى وتلعفر الى محافظتين فقد اصدر مجلس الوزراء العراقي عدة قرارات  من حيث المبدأ على استحداث محافظات مثل حلبجة وتلعفر،بقراره المرقم 568 لسنة 2013 في الجلسة رقم 54 في 31/12/2013 الفقرة 6/أ  والموافقة على مشروع قانون استحداث محافظة حلبجة. وقرارات مجلس الوزراء في الجلسة رقم 3 في 21/1/2014 الفقرة 4 بالموافقة على مشروع قانون استحداث محافظة تلعفر في جمهورية العراق". كما تضمن القرار الاخير (في الفقرة2/أ)  اي في عام 2014 الموافقة من حيث المبدأ على تحويل اقضية  الطوز، والفلوجة، وسهل نينوى الى محافظة على ان تعرض على مجلس الوزراء بعد  استكمال المتطلبات اللازمة .
وعندما تم طرح ما اتخذه مجلس الوزراء امام البرلمان العراقي في مطلع العام الحالي قامت القيامة ولم تقعد واعتبره العديد من النواب بانه تآمر  على وحدة العراق  وخاصة استحداث محافظات مستقطعة من محافظة الموصل ، وعلى رأس هولاء المستنكرين والشاجبين لهذا الامر كان  عبد الرحمن الويزي  وجميع نواب محافظة نينوى بدون استثناء ولويزي هذا يعتبره البعض من الداعين الى دولة المواطنة وإطلاق الحريات والعديد غيره من روساء الكتل السنية والشيعية فالسؤال اذن هو كيف سيتم هذا الامر وسط كل هذه المعارضة الشديدة  ومن الجميع.
الخلاصة :
هناك ضروف صعبة جدا يمر به الفرد في اقليم كردستان وفِي مقدمتها  سوء الخدمات المقدمة وخاصة الكهرباء والماء وقطع الرواتب والمخصصات وتأخر الميزانية ، وعدم تفعيل البرلمان حيث عطل عمله منذ ما يقارب سنة نتيجة الخلافات الحزبية ، وسوء استغلال الثروات نتيجة الفساد الذي استشرى في العديد من مفاصل الاقتصاد ،  كل ذلك أثر  بشكل سلبي على حماس المواطن  في اقليم كردستان نحو تبنيه لمشاريع التي تطلقها الأحزاب السياسية  التي تقود العملية السياسية ومنها الاستفتاء المزمع إجراءه ولكن رغم ذلك لا زال الاستفتاء الإجراء الذي يطمح اليه ويوافق عليه الجميع بغية تحقيق الاستقلال وتكوين دولة مستقلة ، لعل الحال في دولة مستقلة يكون افضل مما عاناه الفرد في الاقليم من اضطهاد منظم ومستمر على أيدي الحكومات المتلاحقة في العراق .
ولا بد لاحزاب ومؤسسات شعبنا سواء الدينية او المدنية ان  تفكر بأ لا تبعد او تنأى بنفسها عن هذا الحدث المصيري والهام  ( الاستفتاء) وان يدلى أبناء شعبنا برأيهم (بنعم ام لا  ) بكل حرية وبدون املاءات او مصادرة احد ما مهما يكن رأيه  ،  لذلك  ندعوا  إلى إجتماع يضم جميع المهتمين بالشأن القومي من احزاب وشخصيات وأعضاء المجتمع المدني وممثلي كنائسنا وشخصيات أكاديمية قانونية  للبحث في اهم المستجدات والتوصل الى صياغة وثيقة تتضمن اهم مطالب شعبنا  لتقديمها الى اللجنة العليا لتصديقها واقرارها ،
والتي يمكن تلخيص بعضها بهذه المطالَب
1- إقامة دولة ديموقراطية  علمانية متعددة الاثنيات والقوميات ، تقام  على أساس فصل الدين عن السياسة والتشريع وفصل السلطات  .
2- منح حكم ذاتي لمناطق شعبنا او إقرار اقليم يضم جميع مناطق تواجده بغض النظر عن ترابطها الجغرافي اي يكون حكما اداريا  .
3-  احترام إرادة شعبنا في مسالة تولي المناصب المهمة في الدولة المزمع أقامتها .
4-  ازالة كافة التجاوزات التي حصلت على اراضينا وقرانا وقصباتنا منذ 1961 ولحد الان .
5- احترام إرادة شعبنا في اختيار ممثليه الحقيقيين عبر انتخابات ديموقراطية وبدون ان تدخل الأحزاب الكبرى في الدولة المزمع إنشائها .
 6-  تضمين علم ونشيد وشعار الدولة  وحتى النقود على رموز شعبنا . 

فتح اكثر من  سبيل للنقاش والبحث حول تحقيق هذه المطاليب وغيرها ،  مع قيادة الأحزاب الرئيسية في اقليم كردستان،  وأن يستمر النقاش قبل  الاستفتاء  ويستمر بعد الاستفتاء ايضا لإيجاد السبل لتنفيذ ما يُتفق عليه ، حيث دعوانا اكثر من مرة سيادة رئيس  الاقليم او رئيس وزراء اقليم كوردستان ان ينظم لقاءً مع اهالي عنكاوا وقرى دهوك  للتعرف عن كثب على مشاكلهم والسعي لحلها وكان اخر هذا الطرح عندما التقينا مع مجموعة من شباب وأهالي عنكاوا  بالمدير العام  ديوان رئيس الوزراء والسيد سفين دزَيي  في ديوان رئاسة وزراء الاقليم ولم يتحقق للأسف اي من المطاليب التي قدمناها لهم  ، فمن الضروري جدا تواصل اللقاءات من اجل حل كل المشاكل التي نعاني منها في قرانا وقصباتنا. 
 وإصدار وثيقة مشتركة تحقق لابناء شعبنا حقوقه وتطلعاته بغد افضل ..
                                23/ 6 / 2017

194


بطرس نباتي

المقدمة
اثيرت في الأيام القليلة الماضية قضية تهجَّم اياد جمال الدين على إحدى العقائد المسيحية حين استضافته من قبل رشيد المغربي في فضائية الحياة ، وقد فسر موقفه هذا تفسيرات شتى قسم منها تبرر ما ذهب اليه لانه تناول تلك العقيدة  المسيحية من منظور غير مسيحي وقسم اخر استنكر ما قاله معاتبا شخصه باعتباره علماني المنهج والمعروف عنه بانه رغم كونه معمّما الا انه ينتقد العديد من الممارسات لرجال الدين الاسلامي سواء اكانوا من طرف الشيعة  او من السنة ، ولكني أود هنا ان أتناول هذا الموضوع من زوايا اخرى لا فقط تبيان موقف من هذه الشخصية او تلك ،  او ما تبثه هذه القناة  التي اثارت هذه الزوبعة من الاتهامات أو  غيرها  من القنوات الإعلامية ..
الاعلام وأثره على المجتمعات
لكل مجتمع من المجتمعات منظومة من القيم  الاجتماعية تتمثل في العقائد والقواعد العامة التي تحرص  كل أمة على حماية هذه القيم  وإبقائها مصونة من اية مؤثرات ،وهذا الامر ينطبق بالأساس على مجتمعاتنا الشرقية المحافظة  حيث لا زالت هذه المجتمعات  تؤمن بالصفوة اي وجود بعض الناس يضعون لافراد هذه المجتمعات القواعد والقوانين اما بالاستناد على الشرائع او على الاعراف ، أو يتم المحافظة على تلك القيم والعقائد بالاستناد الى نظام المؤوسسة  ، هذه  القواعد يتم اليوم اختراقها بواسطة ما أدخلته العولمة من وسائل في محاولة كسر الحواجز والأسوار التي يضعها أفراد هكذا مجتمعات او تضعها الصفوة  او ما يسمى ( الشيوخ ) وهذا من جهة  يشكل احدى سمات تخلف هذه المجتمعات ، ومن جهة أخرى يعتبر هذا الامر احد أهداف العولمة ،   التي تحاول بشتى السبل كسر وتحطيم نظم الصفوة المتخلف ومن اجل هذا اكتسحت كل الأسوار وحطمت كل القيود ، ومن أجل ان تكتمل مهمتها أرتأت تسخير الفضاء  حيث رأت فيه خير وسيلة  التي  لا يمكن حجبها و خير منفذ للدخول الى اي  بيت او حارة او معبد بدون ان يمنعها رقيب او معقب ، ومن أجل التأثير على سير هذه المنظومة  كان لا بد ان يتم استخدام وسائل متطورة  من أجل التأثير المباشر على اقتحام تلك المنظومات من القيم والعقائد والقواعد العامة لجميع المجتمعات بدون استثناء وبدون أستاذان من أحد ،  وإحدى اهم تلك الوسائل في ظل العولمة هي وسائل  الإعلام العالمية التي تقف ورائها شركات وعقول  عملاقة  التي  تبث أفكاراً وآراءً وتصورات منافية ومختلفة مع عقائد والقيم  المتعارف عليها وتترك آثارا بعضها سلبية وبعضها الاخر إيجابية في إدراك ووعى ووجدان المتلقي  وبالتالي يتصور أولئك الذين يؤمنون بتلك القيم والقواعد العامة بأن ما يأتيهم عبر وسائل الاعلام  تشكل خطر على إدراك ومخيلة   اولا الشباب ومعتقداتهم الأصلية ووعيهم بقيمهم نتيجة لبث قيم بديلة تشغل عقولهم وتفكيرهم ومن جهة اخرى يعارضون تأثيرها خوفا على فقدان سطوتهم الفكرية  .
الاعلام الديني كيف ولماذا ؟
الاعلام الديني بجميع أقسامه ولجميع الاديان بدون استثناء يحاول عبر وسائل مختلفة ان  يصدر  ما يؤمن به من عقائد للمتلقي مهما تكن مختلفة ومخالفة لما يعتقد به المتلقي ، في خضم  ما وفرته التكنولوجيا الحديثة من وسائل اتصال  يستطيع  الانسان بواسطتها إيصال ما يود إيصاله إلى  اية نقطة في الارض ، ومن الوسائل الفعالة في الاعلام الديني الاقنية الفضائية المختلفة ، وقد دخلت كنائسنا في مضمار الاعلام الديني المرئي والمسموع في فترة متاخرة قياسا لما كان عليه الحال في الاعلام المكتوب او في الكتابة عموما حيث كان للمطبوع  الكنسي شأنا هاما في التبشير بالمسيحية في اصقاع الارض ولم يكن المطبوع الذي كانت الكنيسة تنشره مقتصرا فقط على الجانب الإيماني وإنما كان يحمل مختلف القيم  الانسانية مثل التسامح وتقبل الاخر والتعاون وغيرها ، وقد كانت كنائسنا المشرقية سباقة في نشر المطبوع الإيماني وبلغات مختلفة كالسريانية والعربية وغيرها من لغات محلية ، ولكن للأسف رغم هذا الدور الذي مارسته كنائسنا لحقبات تاريخية من الزمن الا ان ما نجده الان في الاعلام الذي ياتينا عبر قنوات فضائية لا يعبر بأي شكل من الأشكال ما لدى كنائسنا المشرقية ولم نألفه في نشر كلمة الانجيل بين الشعوب ، ان القنوات الفضائية الحالية تحاول ان تنشر المسيحية بضرب القيم التي نشأ وتربى عليها الاخر المختلف دينا وعقائديا ، وهناك عدة آراء حول ظهور هذا الاعلام المختلف عما تعودنا عليه من أعلام مهادن ومتسامح مع جميع اتباع الديانات الاخرى ..
بعض التبريرات لاصحاب الاعلام المسيحي التبشيري :

وهناك تبريرات عديدة يقدمها اصحاب هذا الاعلام  والذي يتخذ من التسمية  المسيحية عنوانا له  ،منها :
اولا : نتيجة ظهور اعلام اسلامي متشدد يدعوا الى تكفير الاخر وخاصة اتباع الديانة المسيحية هذا الامر دفع كرد  فعل الى وجود إعلام مسيحي مضاد لهذه الدعوات المغرضة التي تبثه تلك القنوات الفضائية .
ثانيا: اصحاب هذا الإعلام مجموعة من الكنائس او ربما جماعات في كنائس محلية في الغرب غايتها نشر الإيمان المسيحي بين الجماعات الغير المسيحية اي هي جماعات تبشيرية عبر الإعلام المرئي والمسموع  .
ثالثا: تقوم دعوات الانتقاد التي توجه الى اصحاب الديانات الغير المسيحية وربما للكنائس المسيحية ايضا من قبل اشخاص خبروا الفكر المقابل ودرسوا ما لدى الاخر من شرائع وفقه وكتب يحاولون دحضها بشتى السبل ..
رابعا : يتشبث اصحاب هذا الإعلام بمقولة ان لدى الطرف الاخر وسائل إعلام عديدة تمولها دول لها إمكانيات مالية لا يمكن مقارنتها مع الإمكانية المتواضعة لهذه القنوات المسيحية التي تعتمد على التمويل البسيط الذي يتبرع به مشاهديها فقط وليس هناك اية دول او حكومات تمولها كما للأخرى ..

الاعلام المسيحي حسب الكنيسة الكاثوليكية

في معرض تناولي لموضوع حساس مثل الاعلام المسيحي لابد ان ننوه بما جاء ببعض البنود التي اعلنتها الكنيسة الكاثولوكية باعتبارها اكبر كنائس العالم من حيث عدد اتباعها وبأنها قد تأسست بموجب كبير الرسل بطرس تلميذ المسيح ينص التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية على وجوب ان يكون هناك إعلام مسيحي فاعل ومؤثر  وقد حدد مهامه واهدافه في وثائق التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية ،  المرقمة 2493 و 2494 و 2495 و 2496و 2487 وأود فقط ان أورد هنا ما يهمنا من هذه البنود حيث ينص البند الاول على( ان   وسائل  الاتصال الاجتماعيّ، في المجتمع الحديث، دور خطير في الإعلام وتعزيز الثقافة والتنشئة. ويتنامى هذا الدور بفعل التقدّم التقنيّ وشمول الأخبار المنقولة وتنوعها، والتأثير الحاصل في الرأي العام)
 وتنص البنود الاخرى على ان هذه الوسائل يحب ان تصب في الخير العام وان يكون هدفها ان يكون الاعلام مبني على الحقائق والحريّة والعدالة والبند الاخير هو توصية موجهة للمسؤولين عن الاعلام حيث ينص   ( المسؤولون عن هذه الوسائل مُلزَمون، بحكم مهنتهم الصحافية، أن يخدموا الحقيقة، وأن لا ينتهكوا المحبّة، عندما يذيعون المعلومات. وعليهم أن يجتهدوا في أن يحترموا ويراعوا على قدم المساواة طبيعة الأحداث وحدود الحكم الناقد للأشخاص. وعليهم تجنّب الوقوع في تشويه سمعة الناس)
ولا بد هنا ان انوه ما تحدث به قداسة البابا يرحنا بولس الثاني في يوم الاعلام عام 1988 حيث يقول قداسته :
(تنمو اليوم وسائل إعلام الجماهير نموًّا مذهلاً. والروابط التي تنسجها بين الشعوب والثقافات تمثّل أثمن ما تأتي به. ولكنّي أعلم أنّكم أنتم رجال الإعلام، تعون النتائج الوخيمة التي قد تشوّه هذه العلاقات بين الشعوب والثقافات: إعلان شأن الذات، وبإمكان احتقار المختلفين أو رفضهم، أن يزيد من مخاطر التوتّرات والانقسامات. ومثل هذه المواقف تولّد العنف، وتنحرف عن الإعلام الصحيح وتحطّمه، وتجعل كلّ علاقة أخوية مستحيلة)
في عام 1988 لم يكن في الإعلام المسيحي مسالة احتقار الاخر لا بل لم يكن هناك اعلام منظم بأسم الكنائس اصلا ،  فهل كان البابا يتنبأ عن ظهور قنوات جل مادتها احتقار الاخر المختلف ورفضه  ؟
ربما يقول البعض ان نشر الديانة يقتضي بان لا يتم السكوت على من يحاول ان يسفه الديانة المسيحية او ينال من مقدساتنا وايماننا ولكننا نحن في الشرق متى كانت طرقنا مفروشة بالورود والرياحين ؟متى لم ينال المسيحي المشرقي الاضطهاد على أيادي الغزاة ؟ ، هل استعمل اية قناة إعلامية لتسفيه الاخر أو نشر إيمانه بين الشعوب بالحكمة وبيان مدى تعلقه بوطنه ومبادئه وتفانيه من اجل هذه المباديء لحد الاستشهاد 
برأي ربما يختلف معي بعض الاخوة وخاصة هولاء الذين لازالوا في بر الأمان نتيجة اعتصامهم بالامن في دول الشتات او ما تسمى بالمهاجر، 
الاعلام  والكنائس المشرقية
إن هذه القنوات الإعلامية الفضائية سواء المسيحية او الاسلامية  هي من احدى الأسباب تنامي الاحقاد بين ابناء الديانتين واهم تأثيرها يقع على المسيحيين المشرقيين لانهم يعيشون في ظل مجتمعات ذات الأغلبية المسلمة ، وهي بخطابها التبشيري هذا تناقض بصورة مبدئية ما تعود عليه المسلم من خطاب مهادن وصريح التي تتبناه كنائسنا المشرقية  اي الموارنة  والكلدان  الكاثوليك والكنائس السريانية  والكنيسة المرقسية والاثورية ان هذه الكنائس المشرقية   ،  تعاملت  منذ الغزوات العربية الاسلامية بحكمة ودراية مع الديانة الجديدة القادمة من الجزيرة العربية واستطاعت ان تتعايش مع الحالة الجديدة التي فرضها الغزو وتبوأ عدد كبير من المسيحيين المشرقيين لمراكز مهمة في الدول والكيانات التي  نشأت بعد امتداد الاسلام نحو الشرق والشمال وبالأخص في بلاد ما بين النهرين وتأسيسه لأكبر دولة إسلامية بعد دخول اقوام عديدة واعلنت اعتناقها لهذا الدين ، عندها عملت الكنائس المشرقية على أهمية المحافظة على علاقات جيدة مع اتباع الديانة الجديدة ، وكانت عدة أمور في العقيدتين مشتركة منها الإيمان بالله واليوم الاخر وقيامة الأموات ، رغم ذلك بقت أمور عديدة مختلفة بينهما الا ان اتباع الديانتين لن يكن من شأنهم اجبار الاخر بالقبول بها ،  بعد الثورة الإيرانية برز  تيار ديني متشدد في المنطقة وقد انتشر هذا التشدد بعد ضرب النهج العلماني باسقاط أنظمة رغم انها كانت ديكتاتورية وشمولية الا انها كانت تقف بالضد من هذا التشدد وكانت بعيدة عن اي اتجاه ديني ،
ما يخدم التعايش المشترك اليوم في هذه الدول ذات الأغلبية الاسلامية ، الابتعاد عن الاعلام المغرض اولا ومن الجانبين ، ثم البدء بطرح حوار معمق حول تلاقي الحضارات وتنمية المشتركات بين ابناء الديانات المختلفة وخاصة الديانات الثلاث اليهودية المسيحية والإسلام ، وبناء الانسان على أساس المواطنة وليس بموجب الانتماء الديني او العرقي او الطائفي .
من الصعب جدا حصر اثار اللتي يخلفها الاعلام المغرض المتشدد ولكن يمكن لرؤساء كنائسنا توضيح موقفهم الرسمي والعلني من بعض القنوات الإعلامية وفضح نواياها الخبيثة والتي تعمل على تعميق الخلافات بين اتباع الديانتين والتي تؤثر بشكل سلبي جدا على  أستمرار بقاء المسيحيين في بلدان الشرق.
في سنوات خلت كانت كنائسنا لا تسمح اصلا بدخول كامرات للتغطية الإعلامية لتنقل القداديس والمناسبات من داخل الكنائس ، وكان هناك عبارات في بداية القداس تدعوا المؤمنين لمراقبة أبواب الكنيسة وتوصي بان لا يسمحو لمن لم يتقبل المعمودية بالدخول وان يطر من لم يقبل وشم الخلاص ( من دلا مقبل ليه معموديثا ، نيزل ومن دلا مقبل روشما دحيه نيزل ) والآن اصبحت كنائسنا منابر إعلامية يتصدر فيها من لم يقبل المعمودية ويحجز له الصفوف الاولى في كل مناسبة ، هل كانت  هذه العبارات التي تقال في القداديس قد كتبت عن غباء الآباء الكرام الأوائل ؟ ام عن حكمة ودراية بموقف الاخر من أسرارنا وعدم طرحها هكذا امام من لا يفهمها لانه سيعود ويفسرها بموجب تفكيره وعقيدته بعيدا ، دخول الكاميرا  الى نقل الأسرار المقدسة وخاصة باستخدام من غير وعي من قبل من لا يدرك ماذا يجري أمامه ستعطي وقد أعطت صور سلبية عن ايماننا ومعتقداتنا وأصبح تسيء الى عباداتنا بدل ان تعطي الصورة الحقة ، ولنتذكر قول ربنا ( لا تطرحوا درركم قدام  الخنازير لئلا تدوسها )
الخاتمة
رغم ذلك لا يمكن ان ننكر بشكل مطلق  ونحن نعيش في عصر يختلف كليا عن العصور التي تعودنا فيها ان ننغلق على انفسنا ومجتمعاتنا ، ولا بد ان تفكر كنائسنا وقياداتنا الروحية بإيجاد اعلام مسيحي هادف يكون مبتغاه وهدفه البناء والخلق عبر نشر رسالة المسيح ومبادئها السامية ولكوني أَجِد من الصعوبة جدا ان يكون لنا نحن المسيحيين المشرقيين اعلام مسيحي موحد وبالأخص في العراق ، وما يقام من مؤتمرات في لبنان او مصر او في غيرها نحو توحيد اعلام مسيحي ما هو إلا تمنيات مستقبلية يتم السعي من خلال هذه المؤتمرات  والتجمعات تحقيق هذه الغاية كطموح مستقبلي  مشروع  ، ولكون ما نحتاجه حاليا هو اعلام هادف ومتطور خاص بكنيستنا الكلدانية لكونها اكبر الكنائس حاليا من حيث عدد اتباعها   وفِي هذا المجال اود طرح ما يلي :
1- العمل على تأسيس هيئة عليا للإعلام المسيحيي تتبع البطريركية الكلدانية ، يكون لها نظامها الداخلي وتكون رسمية معترف بها من قبل الحكومة العراقية ومسجلة رسميا في هيئة الإعلام والجهات المختصة ، كي يكون لها حرية العمل في جميع أنحاء العراق والعالم ..
2-   قبل التفكير والتخطيط لإيجاد وسائل إعلامية متطورة ، لا بد من العمل على  تنشئة  إعلاميين شباب متمرسين وخريجي مدارس وأكاديميات إعلامية كي يستفاد من طاقاتهم في خدمة الاعلام المسيحي بصورة عامة  والكنيسة الكلدانية بصورة خاصة
3- ان يكون المقر الرئيسي للهيئة في مقر البطريركية وان يكون لها فروع إعلامية في بلداتنا
4- ضرورة فتح قناة فضائية كلدانية تابعة لهيئة اعلام التي تشكلها الكنيسة وإذا تعذر ذلك العمل على فتح قناة تلفزيون محلية واقترح ان يكون موقعها في عنكاوا او في القوش وهذا الامر بسيط ولا يحتاج اية إمكانيات هائلة كما لدى الفضائيات .
5- ضرورة الاهتمام بالمطبوعات الكنسية المتواجدة حاليا مثل مجلة الفكر المسيحي ومجلة نجم المشرق وبين النهرين وضرورة عقد مؤتمر او حلقة دراسية من قبل هيئات تحرير هذه المطبوعات من اجل تطويرها من حيث الإخراج والمضامين .
6- الاهتمام بالصحافة الالكترونية وتحسين  أيداء موقع البطريركية وتطويره ليصبح منبرا تطرح فيه الكنيسة آرائها لكافة المستجدات التي تحدث سواء في الوطن او في دول الشتات . ومن الممكن تشكيل لجنة تشرف على إدارة الموقع .

الرجاء من الذين يتولون اليوم اعلام كنيستنا ان لا يعتبروا ما جاء في المقال وخاصة في خاتمته وكأنه تدخل  في مهمتهم لان ليس القصد مما كتبته الا تطوير عمل كنيستنا التي تسعى  نحو إيجاد اعلام هادف ومتطور يعطي الصورة الحية للاخلاق والمثل المسيحية ولخدمة مجتمعاتنا ..

195
ملاحظاتي حول إطلاق اسماء أدباء على بعض معالم عنكاوا

بطرس نباتي

بعد طرح مبادرة على اطلاق اسماء لادبائنا وكتابنا على بعض شوارع عنكاوا ، ظهر أكثر من رأي بين معارض أساسا للفكرة والذي اعتمد في معارضته على اسباب شخصية محضة وبين من طرح اكثر من رأي حول من هو المستحق ومن خلال مطالعتنا  لهذه الاراء للاخوة المختلفين على تسمية شوارع وحدائق عنكاوا
من خلال تعليقاتهم  على كتاب مديرية ناحية عنكاوا بتسمية بعض الشوارع بأسماء أدباء وكتاب لهم نتاجات ثقافية، أوردوا مقارنة غريبة في مضمونها بين ان تسجل الشوارع بأسماء الشهداء او غيرهم بدل هؤلاء الذين وردت أسماءهم ضمن كتاب المديرية .
بتصوري ان  الأديب او الكاتب مهما بلغ من الإبداع لا يمكن مطلقا المقارنة بينه وبين الشهيد الذي يبذل أغلى ما لدى الانسان وهي حياته من اجل الحرية ومن اجل ان تتمتع الأجيال بحياة افضل واية مقارنة من هذا النوع تعتبر عقيمة لانها تحط من قدر ومنزلة الشهداء في قلوب الأمة
الشهداء لا يمكن مقارنة تضحياتهم  بكائن من كان ، ولا يمكن  بمجرد تسمية شارع  بأسمائهم وكأنه منتهى   الوفاء لما قدموه من التضحية بالنفس  ،  او  بتسمية اي معلم مهما بلغ من أهمية  والسمو فما بالكم ان يسمى شارع مليء بالحفر والقذارة  باسمائهم .
إطلاق اسماء كتابنا وادباونا على الشوارع كما جاء في كتاب مديرية ناحية عنكاوا مبادرة جيدة ونحن نباركها ودعوت اليها مرارا  ،  الشوارع  في عنكاوا كانت ولا تزال تحمل تسميات  غريبة عجيبة مثل (ساحة الصقور ) (ساحة الغزلان )  (شارع حصاروست )  شارع كاريز شارع شورش وغيرها العديد من هذه الأسماء ليست  لنا ولا تنتمي لتراثنا او لثقافتنا  إذن لما نستكثر على أديب او مؤرِّخ ان يحمل شارع  باءس اسمه بدل ان يحمل اسما اخر  .
الأدباء والكتاب الذين وردت أسماءهم في كتاب ناحية عنكاوا  يستحقون وبجدارة تكريمهم  لان لكل منهم  نتاجات  ادبية او لغوية او تاريخية  عديدة ويحق لبلدتنا ان تكرمهم وتفتخر بانتسابهم لها.  ولا ادري بأي حق يتم تأجيل هذا التكريم رغم اني في مناسبة قبل أشهر التقينا صدفة بالسيد نوزاد هادي محافظ اربيل  وبحضور الاخ العزيز انو جوهر مسؤول محلية عنكاوا للحزب الديموقراطي الكوردستاني ، وقبل ان مفاتحته بشأن تنفيذ امر مدير الناحية والمحافظة ، قال بالحرف الواحد بأن  أبلغ مدير ناحية عنكاوا بإطلاق اسماء الأدباء على الشوارع وان كل شيء جاهز وتم التحضير له ، وكذلك الاخ جلال حبيب مدير ناحية عنكاوا اضافة موافقته الضمنية على هذا الامر ، فقد سعى جاهدا لتنفيذه وهذا الموقف يشكر عليه طبعا ..
وبرأي ان النظر الى هذه المسالة بمنظار حزبي ضيق او من الناحية الخلافات الشخصية مع بعض الأسماء التي وردت في كتاب مديرية الناحية او تقيمها بموجب تقييمهم بموجب حياتهم الخاصة  بدون اخذ بعين الاعتبار مؤلفاتهم  وتقييمها من الناحية الإبداعية لهو تجني واضح  وصريح على الثقافة والمثقفين ..
لنأتي الى مسالة الشهداء وكيف يجب تكريمهم
بنظري لو أطلقنا اسم شهيد على الشارع  لهو تجني واضح وصلف على مفهوم الشهادة ،  فإذا اردنا ان نحتفي  بشهيد او مجموعة شهداء  في يوم ما
هل يا ترى  سيحتفى به  وسط الشارع  ؟ او امام قطعة حديد تحمل اسمه للاحتفاء به ووضع أكاليل من الزهور،
 اين يا ترى ؟عند قطعة الدلالة الحديدية ام على الرصيف القذر ، لنتأمل معا .. ولنفكر  بمنطق ووفق ما يمليه عقلنا وبوضوح وبدون اي تشنج او عصبية ونبتعد عن الانانية ومعاكسة ما يقترحه الغير لمجرد اختلافنا معه في مساءل اخرى او توجيه الانتقاد له فقط من اجل النقد  ،  لنفكر  وكما يلي  ونسأل أنفسنا أيهما افضل. احتفئنا  بالشهيد  في الشارع  ؟ او لو تم  الاحتفاء في حديقة تحمل اسم شهداء عنكاوا ويكون لكل شهيد فيها تمثال له  ومساحة  تضم   ذكريات  ذلك الشهيد وتضحياته ،  وصوره  ومقتنياته وعند تكريمهم في ذكرى استشهاده  نذهب جميعا حاملين أكاليل من الورود مع استذكار لماثرهم وبطولاتهم نحتفي بهم داخل تلك الحديقة التي ستذكرنا كل زهرة وكل شجرة وكل غصن  من أغصانها بهم وبجهادهم ومعاناتهم.
أليس من الأفضل  من الاحتفاء بهم امام قطعة حديد في شارع عام ؟ وكذلك من الممكن ان يكون لهولاء الشهداء (رحمهم الله ) يوم يقدم لهم شعراءنا به قصائدهم ونستذكر حياتهم ونحن نطل على صورهم عن كثب تلك الصور التي كادت تمحى من دفتر ذكرياتنا وستتلاشى ان لم نفعل ذلك من ذاكرة اجيالنا للأسف.
رب معترض او ناقد من اجل النقد يعترض ويقول وهل عندما نحتفي  باديب فهل نحتفي به في الشارع الذي يحمل اسمه ؟ للإجابة على مثل هذا التساؤل أقول لسنا ملزمين مطلقا بالاحتفال السنوي او تكرار سنويا بالاحتفاء باديب او كاتب ولكننا ملزمون وواجب علينا ان نحتفي بشهدائنا  وان ونستذكر مآثرهم في كل حين وعلى اقل تقدير سنويا او في مناسبات استشهادهم .
في العام الماضي اشتركت باحياء ذكرى الشهيد الشيوعي وكان ذلك  الاحتفاء داخل مقبرة عنكاوا  بالقرب من احد القبور  وهناك قرأنا أنا وزملائي  قصائد  وراينا تقصيرا  من جانبنا  تجاه شهداؤنا   لكون المكان  لم يكن  مناسبا  لمثل هذه المناسبة العتيدة.
إقامة مثل هذا المشروع حديقة عامة و نصب يمثل الشهداء وتماثيل او مجسمات لهم  سيكون حتما متعذرا على حكومة الإقليم او على رئاسة بلدية عنكاوا نظرا لما يمر به الإقليم من ضائقة مالية قاتلة لذلك ارى ان يتم انجازه عن طريق جمع التبرعات من المتمكنين ماليا من اهل عنكاوا حصرا او الانتظار  لحين انتهاء هذه الأزمة المالية وعندها الإيعاز على لجنة من المهندسين لتخطيط وانجاز هذا الإنجاز الحضاري.

196
أدب / علامة من الزمن الماضي
« في: 23:30 16/08/2017  »


علامة من الزمن الماضي

                                   

بطرس نباتي

 
يا اراك أيتها الارض المقدسة ،ذات الاسوار العالية والبنايات الرائعة الجمال ، وذات الخصوبة الممتدة منذ الازل
                                      مقطع من نشيد سومري
 
زمن أبي الشيخ
 
في ذلك الزمان
زمن أبي الشيخ
عندما كان مع جموع المزارعين
يحملون على ظهورهم
أحمالا ثقال
ينقلون القش  والسنابل
من الحقول الى البيادر
في ذات مساء ،قبل حلول الظلام
سطع شعاع في السماء
هوى  بهدوء وسكينة 
محدثا علامة عجيبة
على الارض كلها 
تجمع المزارعون  حول تلك العلامة
وأخذوا يفكرون ويتسائلون
عن الشعاع الساقط من السماء
 
صبيّة من بيت سيدوري
 
في ليلة حالكة الظلام
أستوقفتني صبيّة  يفوق جمالها
جمال كل البنات
خرجت من ذلك البيت
ذات البوابة العالية
مسكت بيدي وسرنا
نجتاز الطرقات
وتحت أجنحة الظلام
نزعت ملابسها قطعة قطعة
وارادت ان تكشف لي
ذلك السر المستور
عندما اقتربت منها
شاهدت جسدا بضاّ كالبلور
اكثر بياضا من سبعة شموع 
المنتشرة  حول مخدعها
عندما أوقدت الشموع السبعة
رأيت تلك العلامة السرية
التي نزلت من السماء
مطبوعة على ذراعها الايمن
خرس لساني واصبحت كالكسيح ..
 
اورشنابي  واسوار اوروك
 
ركضت كالمجنون
طوتني ازقة ضيقة
التقيت برجل شيخ
لحيته الطويلة  تكنس الارض
صرخ بي بصوت هادر
يا حفيد اتونابيشتم
لما تركض هكذا
ممن  تهرب ؟
واين وتتجه  ؟
كل الطرقات يغلفها الخوف والفناء
التفت اليه وقلت
انا اهرب من ذلك الهابط من السماء
منذ ذلك الزمن البعيد
صاح بي قائلا:
هيا تعال معي اصعد في مركبتي
تلك التي صنعتها الآلهة  من الضياء
عندما صعدت معه  سمعته يقول:
تعالى وانظر اسوار اوروك
اوروك ابنة الآلهة
 قد تداعت   
وانظر مبانيها الخربة الخاوية
وناسها المسحوقين
انظر انهارها المقدسة الازلية
جافة فارغة من الحياة
تعالى وانظر يا حفيد اتونابيشتم
عندها  علمت من يكون الرجل
ولمن  مركبة الضياء
التي  انا على متنها
وعندما عرفته  نطقت حنجرتي بالمرارة
وصرخت من حزني والمي
اه يا اورشنابي ، انا لا استطيع تحمل
لومك وعذاباتك الابدية 
انا لا اتمكن من مواجهة قسوتك وغضبك
يا اورشنابي ،عندما كنت تسير بمركبتك
على اسوار اوروك
كان في اوروك سبعة حكماء
يشيدون البنيان
 يعّلون  الأسوار   
يبثون  في قلوب الناس
الامل   وينشروا الضياء
اليوم يا اورشنابي
يوجد في اوروك حمقى 
هدموا  كل بناء
فتحوا بوابات اوروك
هدموا الأسوار
سرقوا البلاد والعباد
   

 

197
كلمات لا بد منها  ..
الى الصديق العزيز فاروق حنا
بطرس نباتي 

كنت اتمنى ان احتفل معكم بنهاية خدمتكم الوضيفية  التي بدأتها معنا بجد وتفانٍ منقطعا النظير لقد خدمت الثقافة وتراثنا واثريتهم بجهودك وتعبك ، لقد كنت حريصا على تقدم المديرية منذ تسنمكم لها ، كنت تبحث في المجهول لتجمع ما تركته يد الزمن العابثة لهذا التراث الثر ، إصرارك على البحث والتقصي جعلنا نفتخر بأننا نمتلك متحفا للتراث ومديرية فاعلة في مسيرة ثقافتنا القومية ، عندما تقدمت بخطوات ثابتة نحو هذا الواجب كان  صديقنا الراحل سعدي المالح منذ تلك اللحظة واثقا بأنك اهلا لها واستمراركم بتحمل هذه المسؤولية عن جدارة دلالة اخرى على تلك الثقة التي طوقناك بها منذ  اللحظة التي عملنا معا.

لقد اختارك سعدي لهذه المهمة  وكان يبذل قصارى جهده من اجل إنجاح مشروع انقاذ تراثنا  من الاندثار ، أتذكرك اليوم  عندما كنت تقول  نحن كما الثلاثي المقدس  في خدمة الثقافة هكذا كنا وهذا كان بعض عطائنا ، رحل سعدي عنا وهو في أوج عطائه الثقافي ،  لتستمر جهودك الحثيثة حتى اليوم ،  لا تتصور زميلي العزيز ان نهاية الخدمة الوظيفية هو نهاية العمر او نهاية المطاف كما يتصور البعض ،  فالثقافة وهمومها لا تنحصر بالسنين والإعمار فهي تمتد مع بقاء الانسان على وجه الارض ، وحتى تستمر تتذكره الأجيال بعد رحيله لان ما تخلفه مخيلته وفكره يبقى بعيدا عن الموت والفناء ، فهو خالد في عقول ووجدان من يأتي يعده ..

انني واثق بأنك ستبدأ من جديد بهمة الشباب لأنك منذ ان عرفتك عرفت حبك  للعمل  والآن تنتصب امامك منجزات عديدة ومجال ارحب.

اولا عليك إتمام مشروعك الرائع في بناء ما بدأته في مجسم عنكاوا القديمة من الصلصال يا ليت ان ينتبه المسؤولين  والاداريين في قصبتنا لهذا المنجز الرائع الذي يشحذ ذاكرة الأجيال على تلك عنكاوتنا القرية الصغيرة التي أحببناها لحد العبادة وعشقناها معا وكانت دائما في الذاكرة والوجدان .

ثانيا كتابك او مجلدك العتيد لا تتصور انه كأي كتاب يقرأ ليرمى فوق رف مكتباتنا كتابكم يؤرخ لمدينة لشعب عاش واستمر وخلف ذكريات وامال وافكار وتراث انت أرخت لشعب كاد ان يندثر من ذاكرة البشر، ربما ستحتفي بصدوره في غيابي ، هذا الهم المشترك سيصدر حتما في الأيام القليلة القادمة ، لقد أهداني سعدي رحمه الله رواية عمكا كتب عليها الى صديقي اهدي إليك همنا المشترك عمكا ، اطلب منك نسخة من همنا المشترك ايضا والذي كان لي حظ تصفح بعض أجزائه عندما كنت احل مكانك في إجازتك .

ثالثا لا زالت وستكون المديرية التي أسستها من ضمن اهتمامك المسقبلية ، املي ان تكون لصيقا بها كما كنت دائما .
مرة اخرى اعبر عن املي بان نلتقي قريبا لنتحدث معا عما يشغلنا في مسيرتنا الثقافية  الف تحية لك وانت تغادر منصبك رافع الهامة وقد انجزت عملك بهمة عالية نفتقدها في هذا الزمن . 


198
المشهد الثقافي في عنكاوا
في ذكرى  لرحيل صائغ الكلمات
سعدي المالح
بطرس نباتي   
 

بحسب  التعريف  الاوسع للثقافة باعتبارها العلاقة الجدلية بين المعارف والفنون والأديان والقوانين والاخلاق والعادات التي يكتسبها الانسان على مر الأدوار التاريخية لوجوده  نجدها ترتكز على  ركيزتين أساسيتين : أولهما الفرد ضمن المجموعة الأكبر التي تكون المجتمع ، وثانيها الجمع بين المعرفة المادية والمعنوية وهنا تعتبر الخبرات الفردية  اضافة الى المعارف التي يتلقاها الآنسان من المجتمع هما  العاملان الأساسيان  في تطوير ثقافة اية مجموعة بشرية .
وفق هذا المنظور للثقافة  ، ورغم وجود المدارس والتعليم في عنكاوا منذ بداية العشرينيات من القرن المنصرم الا ان تاثير بعض الأفراد الذين اكتسبوا بعض المعارف من خلال التعليم وخاصة في مراحله الاولى كان  تأثيرا محدودا على المجتمع العنكاوي وبقي  محصورا في المنحى السياسي ، حيث انخرط العديد من الشباب  المتعلم في الأحزاب السياسية  وخاصة في تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي ،  من الوسط الطلابي والتعليمي ، والأحزاب الاخرى كالحزب الديموقراطي الكوردستاني في الوسط الفلاحي ، هولاء الشباب الذين اكتسبوا بجهودهم الفردية  بعض العلوم والمعارف من خلال التعليم ،  كان لهم دور في تطوير الحاجات الاساسية للإنسان ، حيث تمكنوا من خلق حركة عمرانية في بناء مساكن عصرية آنذاك متمثلة بجمعيات بناء المساكن ثم المطالبة بتحويل عنكاوا من قرية الى ناحية وبعدها المطالبة بالخدمة البلدية مما ادى التخلي رويدا رويدا عن السمة  القروية التي كانت طابعا مميزا  لعنكاوا مما ادى الى تحولها من مجتمع قروي ريفي الى مجتمع شبه عصري ، شأنها شأن العديد من القصبات العراقية ،  ولكن رغم ذلك بقى ذلك المجتمع بحاجة  الى اهم مقومات الثقافة ولم تنشأ فيه حركة فنية سواء كانت تشكيلية او مسرحية ولم يعمل أولئك المتعلمون  على تطوير قابلياتهم  الفردية  كي يشتهروا في الكتابة  او في  إحدى مجالات الأدب  والفن او حتى في المجالات الثقافة الدينية،  حيث لم تتجاوز  معرفتهم الدينية سوى بعض الممارسات الإيمانية البسيطة ،  وانصب جل اهتمامهم على توفير بعض الرفاهيات التي كانوا محرومين منها في ظل مجتمع ريفي معتمد على الزراعة وتربية المواشي .
في مطلع السبعينيات وبعد تمتع الشعب العراقي بهامش من الحريات  بعد بيان ١١ آذار ١٩٧٠ نشطت بعض الممارسات الثقافية  والانشطة والتي كانت غالبيتها موسمية حيث قدمت مسرحيات لأول مرة في عنكاوا واستغلت بعض المدارس أبان العطل الصيفية لهذا الغرض وكذلك أقيمت بعض المعارض التشكيلية والفوتغرافية ، رغم بساطة  تلك المحاولات وافتقارها الى التنظيم الا انها ستبقى في ذاكرة المشاركين فيها والمتابعين لها هذا المشهد البسيط ، الا ان فعاليات ذلك المشهد كانت فعاليات جماهيرية تقودها منظمات حزبية او اتحادات طلابية وخاصة اتحاد الطلبة العام وكانت لهذه الفعاليات دور فاعل في انتشار ظاهرة القراءة والبحث عن المعرفة خارج إطار المدرسة وبروز طاقات فردية فاعلة في الوسط الثقافي رغم بعد عنكاوا عن مركز الثقافة العراقية الا ان قربها من أربيل كان له دور بارز في ظهور أفراد عنوا بتطوير المشهد الثقافي وكان لهم دور في تفعيل الثقافة في عنكاوا وخاصة في المسرح والكتابة الأدبية وخاصة في كتابة القصة وفِي مجال الصحافة ايضا .
من الأفراد الذين تُركوا بصمات واضحة في هذا المشهد  وبعبارة اخرى  هذا الفرد الدكتور الراحل سعدي المالح  وربما يثار تساؤل وهو في محله لماذا اخترنا سعدي دون غيره ؟ بينما هناك العديدين ممن كان لهم الدور نفسه في ما تركوه من اثر في تطوير او توجيه المشهد الثقافي في عنكاوا اختياري ل سعدي المالح كان لأسباب عديدة سأحاول ألخصها بنقطتين
أولهما سعدي بدا مبكرا في اهتماماته الأدبية والثقافية وهو اول من اصدر مجموعة قصصية في عنكاوا وتحرأ على طبعها وتوزيعها وهو من الأوائل الذي دخل معترك الصحافة من خلال عمله اولا في جريدة الراصد ثم  في صحيفة طريق الشعب وترأسه لمكتب أربيل لهذه الصحيفة  ، وكان ايضا يزود الصحف الاخرى منها الراصد والتآخي والثقافة الجديدة بمقالات او بتقارير صحفية وهو خير من يمثل لجيل من أصدقائه من مثقفي عنكاوا الذين كانت لهم نفس الاهتمامات في تلك الفترة المبكرة  ثانيا : من بين مهتمي جيله في مجالات الأدب والثقافة استطاع سعدي بجهوده ومثابرته من تجاوز المحلية او الدائرة الضيقة لمثقفي عنكاوا حيث التجأ اولا نحو العاصمة واستطاع هناك ان يكون صداقات وعلاقات ثقافية في وسط ثقافي أوسع واشمل من خلال عمله في مكتب طريق الشعب مع خيرة الاعلاميين العراقيين وفِي مقدمتهم فائق بطي وفلك الدين كاكائي مما أكسبه خبرة أوسع في مجالات الكتابة والأدب ثم توجهه للخدمة الإعلامية في مكتب طريق الشعب في الموصل بعدها اضطراره للسفر الى خارج العراق ودراسته الأكاديمية في كليات روسيا والتقائه بأدباء روي وعراقيين وعرب مغتربين وفِي مقدمتهم صداقته الطويلة مع غائب طعمة فرمان ثم مغادرته روسيا للعمل في كندا ( مونتريال ) ثم في دبي وقد استفاد سعدي من هذه الأماكن حيث زودته بالمعرفة والكفائة الفكرية وتعمقه  في أصول الكتابة الأدبية وأصبح يخرج من إطار المثقف التقليدي وكان طيلة مشواره الثقافي حاملا هموم وتطلعات  الناس البسطاء من الطبقات الكادحة الذين كانوا يحيطون به منذ مرحلة الطفولة والمراهقة لحين بلوغه والى مراحل متقدمة من عمره ، لذلك يعتبر سعدي من المثقفين العضويين
 ( حسب غرامشي  ) حيث عاش هموم عصره وأظهر هذا الامر في جميع كتاباته سواء الأدبية او البحثية
هكذا نشا وترعرع سعدي سواء ما حمله من شخصية مجتمعية يهوى الاختلاط وتكوين مختلف الصداقات او ما اكتسبه من معرفة جعلته بوضفها لخدمة بلدته وناسها سواء في كتاباته او فاعليته في تحمله لعبأ الانشطة الثقافية للمديرية العامة للثقافة السريانية طيلة فترة خدمته كمدير عام لها حيث عمل بجد ونشاط من اجل التذكير بثقافة تكاد تكون مندثرة فقد قام باحياء العديد من مفاصلها المنسية من خلال حلقات دراسية تدوم عدة ايام من كل سنة. اولاها عام 2008 والتي توشحت باسم القاص والروائي سركون بولص، والثانية عام 2010 باسم إدمون صبري، والثالثة عام 2011 باسم سليمان الصائغ، وآخرها باسم رفائيل بطي عام 2012، قدمت فيها بحدود مائتان وخمسون دراسة وتحقيقاً وبحثاً واستقراءً وقصائد للمئات من النقاد والشعراء والقصاصين والروائيين والمسرحيين  وكان يدعوا  فيها عدد من الأدباء والباحثين من كل أنحاء العراق ومن مختلف القوميات والاتجاهات الفكرية والفلسفية ومن خارج العراق ايضا لتسليط الضوء على دور المسيحيين في الثقافة العراقية وكانت تقدم بحوث جادة ورزينة عن دور المسيحيين في مختلف مجالات المعرفة والآداب والفن ،
بفضل سعدي تعرفت عنكاوا على خيرة أدباء ومثقفو العراق ، بفضل سعدي تكون جسر او شريان يربط بين ادباء العراق  ومثقفوها ، اني اتسائل في اي محفل ادبي وتحت اية مظلة يمكن ان تتجمع  كل هذه الأسماء لقامات عملاقة في الأدب والفن من امثال
 ، بحوثهم ودراساتهم وتحقيقاتهم.... الخ، ولا تسع صفحات عديدة لذكر كل الأسماء وليعذرني من أغفلت ذكرهم ، : فاضل ثامر، د. محمد صابر عبيد، د. شجاع العاني،  أحمد خلف، ألفريد سمعان، ناجح المعموري،  ( الذي لا يزال ابنه شربل يتذكر اسمه ويقول اصبح المعموري رئيس ادباء العراق ) جاسم عاصي، د. فائق بطي، د. خليل شكري هياس، موفق محمد،  د. نادية هناوي سعدون، د. قيس كاظم الجنابي، د. سوسن البياتي، د. سمبر الخليل، شاكر الأنباري، د. فليح السامرائي، علي حسن الفواز، محمد علوان، زهير بردى، د. محمود عايد، د. حياة عيسى جاسم، بهجت درسون، زهير الجبوري، توفيق التميمي، بهنام حبابة، سامر ألياس سعيد، علي العبودي، عباس خلف، د. فيصل المقدادي، مثنى كاظم صادق، حسب الله يحيى، د. يوسف توما، د. علي الربيعي، د. محمد أبو خضير، بشير حاجم، أحمد خالص الشعلان، سعد سلوم، د. عماد عبدالسلام روف، د, عامر الجميلي، د. أمير حراق، شاكر مجبد سيفو، عبدالغني علي يحيى، د. بروين بدري توفيق، حامد فاضل، ادمون لاسو، د. باقر الكرباسي، روبن بيت شموئيل، دريد بربر، نزار حنا، اسماعيل سكران، علي سعدون، عبدالسادة البصري، د. سالم نجم عبدالله، د. نبهان حسون السعدون، د. فيصل القصيري ،الفنانة ناهدة الرماح ،  ازادوهي صاموئيل التي جرى تكريمها من قبل المديرية العامة ومعها مجموعة كبيرة من فناني العراق ،
اضافة الى عمله الدؤوب في رفد المشهد الثقافي في عنكاوا وقصبات ومدن كلدوآشورية اخرى عبر فعاليات ثقافية تحت مسميات الأسابيع الثقافية ، وكذلك اهتمامه بإقامة مهرجانات سنوية ومؤتمرات حول اللغة السريانية ، وكان سعدي مهتما بالتراث لذلك عمل منذ توليه على استحداث مديرية للتراث السرياني  وفتح متحف لجمع كل ما يمت للتراث السرياني بصلة ، وكان اهتمامه بالمكتبة السرياتية لا يقل عن اهتماماته  الاخر فكون مكتبة متخصصة بالفكر والتراث والأدب السرياني ، اضافة الى عمله وإبداعاته في توليه مهام المدير العام للثقافة السريانية والتي تحولت مع تقادم الأيام الى أشبه وزارة ثقافة مصغرة وكان برفقة سعدي دوما كادر ومجموعة خيرة من العاملين في جميع أقسام ومديريات المديرية العامة ويؤازره في عمله ونشاطاته الثقافية مجموعة كبيرة من أدباء وفناني جميع محافظات العراق اضافة  الى  المثقفين العراقيين والأجانب  من خارج العراق  حيث كان قد كون صداقات متميزة معهم اثناء  مكوثه في المهجر لمدة طويلة .
في مناسبة سابقة كنت قد كتبت عن بعض من مؤلفات سعدي المالح والتي تعكس جميعها مدى تعلقه بالوطن وخاصة ما كتبه حول مسقط راْسه عنكاوا وقد وصلني قبل مدة عبر احد الأصدقاء المزيد من العناوين التي ألفها ووجدت نفسي ملزما اليوم بإدراج جميع مؤلفاته وتراجمه ، وهي تزين اليوم رفوف مكتباتنا الخاصة والعامة ..
 
مؤلفات الروائي والكاتب سعدي المالح
1- إبداع أدبي:
- الظل الآخرلإنسان آخر … (مجموعة قصص) بغداد – 1971
- مدائن الشوق والغربة … (مجموعة قصص) بغداد – 1973
- أبطال قلعة الشقيف … (رواية وثائقية) نشرت متسلسلة في " النداء" البيروتية ثم طبعت في كتاب في القدس – 1984 ونشرت بالروسية في مجلة " أغونيوك" متسلسلة في عام 1984 
-  يوميات بيروت… (رواية – مذكرات) موسكو – مجلة الآداب الأجنبية – 1983 نشرت مترجمة بالروسية
- حكايات من عينكاوا … (مجموعة قصص) موسكو 1989 ( بالروسية) بيروت 2001( بالعربية)
- ألأدب العراقي المعاصر في المنفى (1976- 1986) دراسة نقدية ( رسالة دكتوراه) – موسكو – 1986 ( كتاب مخطوط)
- مدن وحقائب ( قصص مختارة) مونتريال 1994
- الينابيع الأولى .. في التجربة القصصية ( كتاب مخطوط معد للطبع نشرت بعض فصوله في المجلات العربية عام 1999  )
-  في انتظار فرج الله القهار..... رواية، دار يوراسيا 2002 مونتريال- كندا.. والطبعة الثانية عن دار الفارابي.
ـ الصحافة الكردية للحزب الشيوعي العراقي 1844 ـ 1972 ـ من منشورات نقابة صحفيي كردستان، 2008
ـ في الثقافة السريانية.
ـ أدب الأطفال السويدي والأدب السويدي عن الإنكليزية.
ـ التراث الثقافي للأقليات في العراق بالانكليزيّة وترجمه بنفسه الى العربية 
ـ عمكا (رواية مستوحاة أحداثها من واقع بلدة عينكاوا، 264 صفحة) منشورات دار ضفاف البيروتية بتاريخ 11.09.2013
ـ الينابيع الأولى ـ تجربة قصصية ـ مخطوطة
إضافة إلى ما لا يحصى من القصص والمقالات الأدبية والمتابعات والمواضيع الثقافية وعرض الكتب وغيره.
2- أبحاث ودراسات تاريخية:
- في الأصل والفصل وملاحظات أخرى : كراس تاريخي (بحث أكاديمي) عن أصل مدينة آشورية في شمال العراق ط1 أربيل 1997 ط2 أربيل 1998 ط3 مونتريال 1998
- الكلدان من الوثنية إلى الاسلام : كراس تاريخي( بحث أكاديمي) ط1أربيل 1998 ط2 مونتريال 1998
- الآشوريون من سقوط  نينوى حتى دخولهم المسيحية ( بحث أكاديمي) مجلة حويودو عدد يونيو 1997 ستوكهولم - السويد
- مدخل لدراسة تاريخ عنكاوا- ( بحث أكاديمي) مجلة عشتار العدد الأول يناير 1999 مونتريال – كندا
- الأصول التاريخية للغة أبناء الطائفة الكلدانية (السريانية) في العراق (بحث أكاديمي) مجلة عشتار يونيو 1999 مونتريال - كندا
- الأصول السومرية للحضارة المصرية (عرض وتعليق)  الاتحاد 30 سبتمبر 2000 أبو ظبي
- أثر الكتابات البابلية في المدونات التوراتية (عرض وتعليق) الاتحاد 19 أكتوبر2000 أبو ظبي
- المعتقدات الآرامية.. فرضيات ضعيفة لكنها أقرب إلى التصديق ( قراءة نقدية لكتاب د. خزعل الماجدي) صفحة كاملة- الاتحاد 23 أكتوبر 2001
-  مؤلف كندي يحاول أن يناسب الأفارقة مع اليهود (عرض ونقد)- جريدة "الشرق الأوسط" 27 تشرين أول 2002 ص14
3- أبحاث و دراسات أدبية منشورة في المجلات ، منها:
* الصحافة الكردية في العراق- التطور والآفاق ( صحيفة الفكر الجديد) 31 يونيو 1976 بغداد.
* الملامح الأساسية لتطور الأدب العراقي المعاصر(صحيفة ليتراتورنايا غازيتا) موسكو 1980 .
* رسول حمزاتوف والثقافة العربية ( صحيفة أنباء موسكو) 28 ديسمبر 1980.
* الأدب العراقي المعاصر في المنفى - مجلة "الهدف" العدد801 في20 كانون الثاني(يناير)1986 ص53-57.
* غائب طعمة فرمان – الذاكرة الخصبة في الغربة. مجلة " الثقافة الجديدة " العدد 189 الصادر في 1987 ص 129-139 .
* بيبلوغرافيا الأدب العراقي المعاصر في المنفى- مجلة البديل- العدد11 لعام 1987 *  ص44-67.
* الشعر والارهاب (دراسة مطولة على حلقتين) مجلة أصداء الأدبية العددان الأول والثاني 1989 و 1990 مونتريال (كندا).
   
4- ترجمات:
 كتب صدرت عن دار "رادوغا" في موسكو وطشقند.
- الإخوة والأخوات : فيودور أبراموف – رواية – موسكو 1983
- بحار التايغا : يوري كافليايف – قصص – طشقند 1983
- السيل الحديدي : أ. سيرافيموفيتش – رواية – طشقند 1985
- كينتو : ريتشي دوستيان – قصص – طشقند 1985
- ثلاث مسرحيات سوفيتية : أربوزوف، آوزيروف، وسالينسكي – موسكو 1986
- أجمل السفن : يوري ريتخيو : قصص – طشقند 1986
- ناموس الخلود : نودار دومبادزه – رواية – طشقند 1988
- ويطول اليوم أكثر من قرن : جنكيز أيتماتوف – رواية – موسكو 1989
- وعشرات القصائد لألكسندر بوشكين ورسول حمزاتوف ويفغيني يفتوشنكو وأندريه فيزنسينسكي وأنا أخماتوفنا ومارينا سفيتايفا وغيرهم
- كما نشرت عددا من القصص والقصائد المترجمة لأنار رسول رضا ونودار دومبادزة  وفاضل اسكندر في جريدة الأتحاد الظبيانية خلال فترة وجوده في دولة  الإمارات العربية المتحدة.
وقد صدرت عدة كتب  وبحوث حول مؤلفات د سعدي المالح وخاصة تلك التي تناولت رواياته وقصصه ..
 لقد وضف سعدي جل  حياته من اجل الكلمة الصادقة وحمل بشرف عبأ المسؤولية التاريخية ليكون بحق مثقفا عضويا فاعلا في مجتمعه ،  عكس في جميع نتاجاته واعماله معانات المحرومين والمهمشين في الوطن ،


199
الناقد صباح هرمز يصدر كتابا حديثا في المسرح

صدر الجزء الثاني من كتابه  الموسوم (قراءات في المسرح المعاصر- مقاربة بين مسرحيات سترندبيرغ وأبسن). ويقع في (300)  صفحة من الحجم المتوسط يتناول  فيه بالأضافة الى مسرحيات الكاتبين الآنفي الذكر، مسرحيات فريدريش ديرنمات، وفيليمير لوكيتش، وستانيسلاف ستراتييف، وتوفيق الحكيم، ويوسف الصائغ، ويوسف العاني.
علما أن الجزء الأول منه كان قد صدر عام 2013. الذي تصدى  فيه الى مسرحيات تشيكوف الطويلة، ومسرحيات تينيسي وليامز، ويوجين أونيل، وآرثر ميلر،
 وبريشت، ومحي الدين زنكنة، وجليل القيسي ، وسينظم اتحاد أدباء السريان قريبا اُمسية لتوقيع هذا الكتاب وتوزيعه على الحضور
وكتب مقدمة هذا الكتاب الدكتور المسرحي منصور نعمان نقتطف بعض ما جاء فيها:
 إن ديدن هذا الكتاب، هو التسلل الى معنى النصوص، فقد يكون المعنى غير معلن، فيستمر بتقصيه الدؤوب مقلبا طبقات النص المسرحي، محللا شخصياته، مؤسسا تحليله المنطقي المستند في الأصل على منطق النص، لا منطق المؤلف، وبذلك أرتقى بالنصوص، وأكسبها خاصية مقاومة المتغيرات التي تطرأ في الحياة، كاشفا عن عمقها وإيغالها وأماكن تواجدها في النص المسرحي.
  إن رهافة حس الناقد، وإصراره على مواصلة الكتابة في الإطار النقدي، دفعته لأن ينهض بعبء جديد على عاتقه، وهو يقرن النصوص بالحياة وما تتضمنها، ويجعل الفهم أدق لا لنص المؤلف، بقدر ما يكون لحياتنا وأنفسنا. أنه يستجيب للنص المسرحي بمشرطه الصارم محللا للأفكار، مزيحا ستار المألوف كاشفا تلك الفجوات الدافعة التي تقدم تفسيرا آخر، وأحيانا تفترض تأويلا جديدا في النصوص التي برع بجرجرتها وخرقها كما في سيد البنائين لأبسن، ورومولوس العظيم وزيارة السيدة العجوز لفردريش ديرنمات، ودزدمزنة والباب ليوسف الصائغ، والبجعة والأقوى لسترندبيرغ والخرابة ليوسف العاني.
  أن نص الناقد، بقي محافظا على كياسته ودقته وهو يتجول بين النصوص على إختلافها، وعلى الرغم  من هذا الإختلاف، فقد ظلت لديه ذات المقدرة، بالإيغال والإستنطاق وبفهم مغاير لما هو معروف عن تلك النصوص، تحديدا تلك التي أشبعت تحليلا وتفسيرا من خلال الدراسات والأبحاث عالميا وعربيا.


200
مهزلة المهازل ، يسرقون بلدا بحاله لا احد يحاسبهم  ، يسرق حليب لطفله مع حفاضات يـُحكم ب ١١ سنة سجن ..
بطرس نباتي

بالامس كنت عند احد زملائي المحامين ، نتباحث في بعض الشؤون القانونية ، دخل علينا زميل اخر نعرفه عن كثب بيده طَلب  استئناف  في قضية مواطن من كفري ، وعندما قرأنا ما مدرج في لائحة الحكم وطلب الاستئناف ، ارتسمت على وجوهنا ملايين علامات التعجب ورحنا نحن الثلاثة نتفلسف قانونيا تارة وإنسانيا تارة اخرى ، وقصة هذا المواطن هي كما يلي ، أرويها بدون أية إضافات من الخيال او من التعاطف ، بطل قضيتنا عامل او مستخدم في بلدية كفري ،  لم يستلم راتبا لمدة ثلاثة أشهر ، دخل الى متجر ، نظرا مليا بريق خاطف انعكس على عينيه من علبة حليب أطفال تذكر طفله الجائع ، مد يده اليمنى ليخطف بعجالة عبوة الحليب ثم كيس فيه ٢٤ حفاضة أطفال رضع لطفله وبما ان الجيب خاو من المبلغ المقدر خمسة عشر الف دينار ثمن الحليب والخفاضات او خمسة وعشرون كما يدعي صاحب المتجر ، عاملنا السارق لم يعلم حينها ان العلم قد اخترع له ولامثاله الفقراء عشرات العيون المبثوثة لمراقبة الزبائن ،تم إلقاء القبض عليه بالجرم المشهود ، حسب الشرح القانوني للواقعة القانونية وحسب قانون العقوبات والذي قام يتفلسف فيه زميلي العزيف ، الجريمة مكتملة بجميع أركانها الركن المادي والحفاضات والركن المعنوي  النية في ارتكاب الجريمة  ،طرح زميلنا الثاني  سؤالا على زميلنا قال : بما ان لك خدمة اكثر منا وأنك بدرجة محامي استشاري ، هل الحكم لمدة ١١ سنة سجن هو العقوبة المستحقة على مثل هذه السرقة ، قال طبعا لا ولذلك وقعنا نحن الثلاثة على طلب الاستئناف وسيوقع جميع المحامين على هذا الطلب وهناك اخرون قدموا طلبات مماثلة لقد اصبحت قضية هذا المواطن قضية مجتمع بأسره ، عندها تأملت حالنا نحن سواء هنا في الإقليم أو في مناطق خارج الإقليم  عشرات قضايا الفساد المالي وسرقات ترتكب في وضح النهار تقدر بملايين الدولارات ولا يحاسب فيها أحداً ، فهذا مشعان مثلا اعترف بانه عرضت عليه الرشوة بملايين الدولارات
وقبلها وذكر بان كلهم كذلك لا يعملون إلا بالرشاوى ،
وعدت الى القريب الى ما حدث في قصبتنا الصغيرة بالحجم الكبيرة بمكانتها وبساكنيها ، كيف اثرى من لم يكن يملك مسكنا يأويه وأصبح الان من اصحاب الملايين وعشرات المساكن والعمارات ، هل وجد من قال او يقول له ، من اين لَكَ هذا ؟ كيف سرقت ؟ ما هي السبل التي حصلت بها على عشرات الدونمات من الاراضي الزراعية ؟ وسجلتها باسمك او باسم غيرك لتكون فوق الشُبهات ، لقد بحت بما يجول في خاطري لزميلي الاستشاري ، أجابني : ان  تفكر به  ليس مسالة قانونية ، انها مرتبطة بسياسة البلد ، لكني لم اقتنع برده طبعا ، قلت زميلي العزيز السرقة من المال العام جميع عقوباتها مشددة بموجب فقرات والمواد القانونية في قانون العقوبات العراقي وتصل في بعض المواد الى الإعدام او المؤبد بينما مثل هذه  القضية سرقة علبة حليب مع حفاضات  نصفها بالجناية في نظري هي اقل من الجنحة  ،فقال لي بماذا كنت تحكم لو انت قاض في مثل هذه القضية ، قلت كنت أوصي حارس المحكمة ان يشتري علبتين حليب وثلاثة اكياس حفاضات على حسابي الخاص من المتجر المسروق،  وأصدر أمرا الزم به الحاكم الذي اصدر هذا الحكم الجائر  (١١) سنة سجن أن  يحمل  ما اشتريته الى عائلة السارق ، تبا لهذه العدالة  المترنحة  الملتوية ..من يسرق حفاضات يحاكم بالسجن لمدة طويلة ، ومن يسرق وطنا بحالة  يكافأ ويصبح سيدا ، وما أكثرهم     

201

على خلفية البيان الختامي  لاتحاد  أدباء السريان:
ثانيا : استحداث مديرية عامة للثقافة والفنون  السريانية في الحكومة الاتحادية..

وزارة الثقافة الاتحادية تُجهض  وليدها البكر  للثقافة السريانية ( وحدة للثقافة السرياتية ) .. كيف ولماذا ؟
بطرس نباتي

اصدر المشاركون في نهاية مهرجانهم بمناسبة راس السنة البابلية الآشورية ذكروا فيه دعوة الحكومة الاتحادية الى تأسيس مديرية عامة للثقافة والفنون السريانية أسوة بما موجود في اقليم كردستان ، لكن  اوساطنا الثقافي السرياني  قد تابعت بقلق خبرا مؤلمًا الا وهو قيام وزارة الثقافة العراقية بإلغاء (وحدة) الثقافة السريانية، وحسب ما جاء في خبر الغائها بان الوزارة المذكورة قامت بهذا الإجراء متذرعة بعدم استحصال ( الوحدة ) المذكورة على الموافقات الاصولية ،علما ان هذه (الوحدة) للثقافة السريانية  بعد افتتحها  بشكل رسمي من قبل وزارة الثقافة في 17 حزيران /2017 ،اي انه  تم إجهاضها  بعد مرور اقل من ستة أشهر على ولادتها ، فإذا كانت وزارتنا الثقافية قد رأت بان وحدة ثقافية كانت زائدة على مثقفينا ، فكيف يا ترى ستلبي هذا الطموح المتمثل بمديرية عام  ، ازاء هذا العمل الغير المبرر راح العديد منا  يتداولون  هذه المسالة من زوايا عديدة ،  متسائلين في جلساتهم عن كيفية  افتتاحها ثم الغائها  بقرار مجحف وخاصة هؤلاء  الذين يهمهم الشان الثقافي السرياني ،  والذين كانوا  يعلقون بعض الامال  على هذه  (الوحدة ) الثقافية وليس مديرية عامة  ، في تحريك المشهد الثقافي  السرياني  الراكد وانقاذه من سباته  في بغداد ، بعد تعطيل معظم منتدياتنا الثقافية والاجتماعية ،
كجمعية أشور بانيبال والنادي الثقافي الاشوري ونادي بابل الكلداني وانتقال عمل اتحاد الأدباء السريان الى اقليم كوردستان .
وهنا لا بد لنا ان نتسائل لماذا هذا الإجراء من قبل وزارة الثقافة الاتحادية  ؟ من المعلوم للجميع بان الوزارة المذكورة يتولى حقيبتها وزيرا ليس ببعيد عن الثقافة  فالأستاذ فرياد رواندوزي عمل لسنين في إلاعلام المركزي لاتحاد الوطني الكوردستاني ، وهو مؤسس جريدة الاتحاد وجريدة كوردستاني  نوي وعضو نقابة صحفي العراق منذ 1979  وكنا نامل ان لا يحدث هذا الامر اي إلغاء هذه الوحدة الثقافية السريانية  اثناء توليه وزارة الثقافة ، وقد التقيناه ابان انعقاد معرض  أربيل للكتاب  الدولي في دورته الحادية عشر في نيسان 2016
واقترحنا عليه السعي من اجل فتح مديرية للثقافة السريانية وليس ( وحدة ) أسوة بما يوجد في الإقليم او حتى اقل منها لان ما موجود في الإقليم هو مديرية عامة للثقافة السريانية وليس ( وحدة للثقافة  السريانية ) ووعدنا خيرا ،مصرحا بانه يسعى منذ توليه الوزارة من اجل تحقيق هذا الغرض السامي
ثم جاء افتتاح هذه  التي أسموها (وحدة) علما  وكما هو معروف عن التسلسل الاداري وما تم افتتاحه هو اصغر من المديرية وحتى من القسم ولكن رغم صغر مكانتها الإدارية  ، الا ان استمراريتها  كانت  بمثابة  نواة  وربما كانت تتطور في المستقبل لتكون مديرية عامة ولكن من منطلق اضعف الإيمان ،رضى القائمون عليها بهذا الإنجاز ..
ولعبارة اضعف الإيمان  هذه حصرت  هذه (الوحدة ) بين قوسين لكونها الحد الأدنى من طموح مثقفينا ..
في راي المتواضع جدا حتى وان لم يكن افتتاحها قد جرى بموجب الصيغ الإدارية والروتينية المتبعة ، كما جاء في عذر اغلاقها ، كان يجب احترام من قاموا بافتتاحها  رسميا في حفل رسمي وشعبي  حضره الاستاذ فوزي الأتروشي وكيل وزارة الثقافة وعدد من المثقفين والمهتمين بالشان الثقافي السرياني وفي مقدمتهم الأب الباحث بيوس قاشا واخرون ..
كان من الاولى احتراما لهولاء ان يعمل على إتمام الموافقات الاصولية مع الاستمرار في عمل الوحدة الثقافية لكون قد حتم افتتاحها قبل أشهر ضرورة الاستمرار في عملها الثقافي..
لا بد لي قبل التذكير بما جاء في خبر افتتاح هذه الوحدة الثقافية  ان  اهمس  لوزارة الثقافة الاتحادية بشخص وزيرها ..
برأي  والذي كونته من خلال اطلاعنا على خبر افتتاح الوحدة الثقافية  هذه،  ثم خبر  الغائها حيث استخلصت سببا اتمنى ان أكون مخطأ به الا وهو، انعكاس  الخلاف   الذي حدث بين الكتل التي تمثل الأحزاب الكوردية ،  ابان مناقشة واقرار الموازنة السنوية للعراق لسنة 2017 ، خشيتنا ان هذا  الخلاف ربما  قد انعكس بالسلب على إلغاء هذه (الوحدة) الثقافية ، لكون الذي حضر وقام بافتتاحها مشكورا هو وكيل وزارة الثقافة الاستاذ فوزي الأتروشي  من  الحزب الديموقراطي الكوردستاني ولم يكن سعادة  الوزير الذي هو من اتحاد الوطني الكوردستاني  ، والذي امر بغلقها بحجة انها  لم تنل الموافقات الاصولية ..
نحن ندعوا هنا ان يتم معالجة غلق هذه الوحدة الثقافية وان لا تكون هي الاخرى ضحية لخلافات حزبية ضيقة  لا ناقة لنا فيها ولا جمل ، سواء كانت  متأتية كما فسرناها ،   او كانت نتيجة خلافات حزبية اخرى بين ما تسمى احزاب شعبنا ، كما يحصل عادة في تولي مسؤوليات ادارية او خدمية ،  ولنبعد المشهد الثقافي ومؤسساتنا الثقافية قدر المستطاع عن السياسة والتحزب ..

أدناه خبر افتتاح وحدة الثقافة السريانية في 17/ 6 /2016

وخبر اخر بغلقها بتاريخ 12/ 12/ 2016 

"السريانية" وحدة جديدة في وزارة الثقافة العراقية
عنكاوا كوم/بغداد/باء كاف
17/ 6
أحتفلت وزارة الثقافة العراقية أمس الخىميس بأفتتاح وحدة الثقافة السريانية ضمن تشكيلاتها الرسمية بحضور شخصيات سياسية ودينية بعد سنوات طويلة من المطالبة بأستحداثها.

وشهدت الأحتفالية التي حضرها وكيل الوزارة فوزي الاتروشي وشخصيات مسيحية من بينها النائب جوزيف صليوا والأب بيوس قاشا، عرض ألاجراءات التي رافقت مراحل تأسيسها والأطر القانونية الكفيلة بأفتتاحها.

وعلى هامش الاحتفال قال الاب قاشا في تصريح خاص ب "عنكاوا كوم" أنها فرحة كبيرة بأستحداث وحدة الثقافة السريانية التي ستحمل الى العالم الرسالة السامية التي نشرها اللسان السرياني العميق وحملت معه العلم والحضارة في جميع مجالات الاجتماع والدين اضافة الى الاناشيد والتراتيل الكنسية والشعرية التي تنتسب الى اللغة السريانية، مضيفا بأنها  كانت عونا كبيرا للغة العربية في الشرق .

وأشار قاشا الى أن المناسبة تعطي انطباعا عن أحترام المكون المسيحي الاصيل ودلالة مضيئة بين لغات بلاد الرافدين الى جانب العربية والكردية والتركمانية، مهنئا وزارة الثقافة بهذه الخطوة التي أعتبرها بأنها تعزز المساواة بين ابناء مكونات الشعب العراقي وترسخ للوحدة والوئام.

جدير بالذكر أن فتح الثقافة السريانية جاء أثر مطالبات مستمرة منذ ما يقارب اربعة سنوات من قبل شخصيات مسيحية في وزارة الثقافة الأ أن الاجراءات القانونية كانت وراء تأخر انطلاق مشروعها.

وزارة الثقافة العراقية تغلق باب "وحدة السريانية"
عنكاوا كوم/بغداد/باء كاف
 2016 / 12 /12

أغلقت وزارة الثقافة العراقية مؤخرا وحدة "الثقافة السريانية" بأمر من وزيرها بذريعة عدم استحصالها للموافقة القانونية.

وقالت فالنتينا يوارش في تصريح حصري لــ "عنكاوا كوم" أن الوزارة أغلقت وحدة الثقافة السريانية التي تم استحداثها مؤخرا، مبينة أن أغلاقها جاء بأمر من وزير الثقافة فرياد راوندزي بذريعة عدم اتخاذها الخطوات والموافقة القانونية خلال مجريات الاستحداث .

ودعت يوارش ممثلة المكون المسيحي في الوزارة، المعنيين في الوسط المسيحي الى التحرك من أجل المطالبة بافتتاح الوحدة السريانية مجددا لتأخذ دورها في تعزيز اللغة والفعاليات الثقافية السريانية.

تجدر الاشارة الى أن وزارة الثقافة احتفلت في شهر حزيزان الماضي بافتتاح وحدة الثقافة السريانية ضمن تشكيلاتها الرسمية بحضور وكيل الوزارة فوزي الاتروشي وشخصيات سياسية ودينية، بعد سنوات طويلة من مطالبة شخصيات مسيحية في الوزارة باستحداثها.







202
حيرة والله ...
باي نيسان نحتفل هذا العام  ؟ بهذا الرقم الذي فوق ام بالذي تحت !!

بطرس نباتي

بعد حرب التسميات على صفحات الإنترنيت  وما تفرزه من  المهاترات الصحفية الضحلة حول ماذا نسمي انفسنا ؟ هل نحن كلدان ام سريانا ام آشوريون ؟ وما بذلوه عباقرتنا الاشاوس من جهود في بحثهم المضني حول شيء مهم جدا أضعناه عبر مئات السنين  ونحاول ان نجده لا بحسب تفكيرنا وقناعتنا بل  يقوم البعض  الذين يسمون انفسهم (باحثين)  بإصدار بحوث ودراسات  هكذا اعتقدو  بأنهم باحثون  أفذاذ ، لمجرد تصفحنا لاوراقهم سرعان ما نجد بأنهم ليسوا حتى من كتبة الإنشاءات للصفوف الابدائية ، بعد كل هذه الملوثات التسموية ، نكتشف اليوم  العجب ، قبل حلول الاول من نيسان والذي تعودنا الاحتفال به سنويا بعد ان ادخل في تقويمنا من قبل تنظيم  معروف من قبل  الكل ، والذي كان يقف ضد الاحتفال به  مجموعة لا بأس بها من المؤمنين الأفاضل او المحسوبين على الأيمان باعتباره  عيدا آشوريا ملحدا لكونه عيد المشركين في تقويمنا قبل الميلاد  ، او لكونه يتعارض مع راس السنة الميلادية ، والأخ المؤمن    يتوجب عليه ان لا يتخذ أعيادا اخرى لرأس السنة غير ذلك اليوم الذي يعبر عن ميلاد المسيح وقيامته المجيدة .
ولكن رويدا رويدا اخذنا نقترب من الإلحاد الذي ادخله لنا (الاشوري اللعين الزنديق ) واحتفل به على انه اكيتو وانه راس سنة اخر غير ما عاهدناه منذ طفولتنا  والذي يبدأ بعد ميلاد المسيح بأيام  ، راس السنة  هذا الذي استقبلناه بحفاوة. يبدأ في مطلع نيسان والأسطورة تقول او التاريخ يقول  بان الاحتفال فيه يدوم اثنى عشر يوما هكذا كان يحتفل به ملوك الاشوريين والكلدانيين. وقبلهم السومريين  في بلاد ما بين النهرين   ،  لذلك خرجنا في اليوم الاول من نيسان   من عام  1992 الى الحقول  ، وكنتُ حينذاك قد زرعت احد حقولنا  بالحنطة، ولا ادري اذا كانت  بالصدفة او بقصد الأضرار بحقلي المتواضع ،  اختير ذلك الحقل ليكون مكانا للاحتفال  الرئيسي وإذا بحقلي يمتلأ بالعوائل ويتم نصب مسرح على مدرج مطار أربيل العسكري ،الذي ازلنا مخلفاته وحولنا منشاته الى مساحات خضراء زرعناها بالمحاصيل الزراعية  ،اي مطار أربيل الدولي حاليا، فاتلفوا ما اتلفوه في ذلك الحقل الذي تحول الى ساحة الاحتفال المركزي في عنكاوا ، فضحيت آنذاك بالحقل من اجل احتفال راس السنة الآشورية ،  ومن اجل عيون رابي ياقو  ،  الذي جائنا بهذه البدعة  فحول  الاول من نيسان من عيدا للكذب والتحايل الى عيد راس السنة  وأصبح لسنتنا راسين راس ميلادي ورأس بابلي  اشوري  ، وتوالت السنين وتوالت الاحتفالات والمسيرات البنفسجية في نوهدرا،  والخطب الرنانة والوعود النيسانية ولم يكتفِ القائمين على تلك الاحتفالات  بحقلي الصغير كي ينصبوا عليه خيمة نيسان  ، بعد مرور اكثر من خمسة عشرة سنة على الاحتفالات تلك راحت نيساناتنا تتعدد وراحت  ساحات احتفالاتنا هي الاخرى تتعدد  ، جولينا جندو في ساحة  واخرى  لليدا لاوندو في اخرى أشور  سركيس وفي اخرى جنان ساوا ومع تعدد ساحات الاحتفال  تعددت  الخطابات وحقولنا تتعرض للتلف وتتعدد معها الوعود بغد  افضل  وما يتحقق منها تذروه رياح الشتاء الباردة ، وضاعت حقولنا ويقال بأنهم وهبوها كقطع سكنية للمطربين والمطربات  ، يستاهلون ليش لا ،  وبعد ليلة وضحاها بعد 2003  او ما نسميها سنة السقوط  تحولت  ساحة الاحتفالات تلك  الى مدرجا عضيما دوليا،  كلما امتطي طيارة مغادرة أتذكره وأتذكر تلك الحشود المحتفلة بنسيان الخير والتجدد والنماء واتحسر على الزرع والنماء  ..
ثم جاء من لم يرتق لحد طموحه وجود ثلاثة او أربعة ساحات للاحتفال  ، لان يبدوا هناك علاقة ديالكتيكية بين حجم امتنا  وساحات احتفالاتنا ( عندما يتقلص الحجم تتمدد وتتعدد  الساحات ) نظرية ثورية ديالكتيكية لا تقبل النقاش والمراوغة وحسب ما يمليه عليه  بعض الأسياد  ( لا اقصد من الجن بل أسيادا من الانس ) وهولاء أرادوا ان تتعدد وتتناسل  الساحات  القومية والتسموية ولم تعجبهم  تسمية  راس السنة البابلية الآشورية (ريشد شاتا باوليتا اثوريتا)  ولم يعجبهم  رقم السنة الذي لا ندري كيف تم احتسابها وبأية حاسبة تم ،فقد خرجنا في عام 1992 نحتفل في عام 6742   موحدين  جميعا ومتفقين على الرقم  عدا بعض هولاء المؤمنين  الذين رفضوا حينها واعتبروا نيسان بدعة وكذب ، ورغم ان  نيسان   ، ورغم ان رقم هذه السنة جميل وجذاب 6767 وسهل الحفظ  ولا يستوجب المذاكرة الا ان تعدد الساحات والأذواق والنرجسيات وتقطيع الأجزاء الى جزيئات  تنفيذا لرغبة الأسياد  ،ولدت لنا سنة اخرى ورقم اخر نضيفه الى  ارقام الفشل  والخيبة والضحك على أمة يقال عنها بانها أمة الحضارة والثقافة والعلم ، فجاء رقم اخر ليضاعف تمزقنا فالآشوري ومعه المتاشور ينجذب الى رقم 6767 والذي اعتبر  في الماضي اول نيسان عيدا للكذب او عيدا للشرك والالحاد او كان يدعوه 
( April fool ) والافتراء  على الآخرين عاد ليعتبره اليوم عيدا بابليا كلدانيا  وبعد ان كانت سنتنا برأسين اصبحت بثلاثة رؤوس  ، ميلادية  ، بابلية آشورية ، بابلية كلدانية ، والحبل على الجرار وربما سيكون لها رؤوس اخرى عديدة في الغد القريب  ،  ويبدوا ان هذا العيد الأخير هو عيد كلداني محضا يلزم ان يحتفل به الجميع عدا الاشوريين    ، فأية مهازل نعيش يا ترى ولنردد مع عزيز علي ( عشنا وشفنا وبعد نشوف.  قرينا الممحي والمكشوف )
فباي عيد نحتفل وقد تمزق نيسان  وتجزأ الى نيسانيات ، وباتت ارض نيسان تبتعد عنا لا فقط للذين تركوها وهاجروا  مُكرهين وإنما هي بعيدة عن الذين تمسكوا بالبقاء فيها..
 قررت ان أقاطع نيسان واحتفالاته لحين ان يتفق علماء الإحصاء على تخصيص سنة معينة لنا ويتفق عليها الكل وبتصوري  ان انتظاري سيطول ولذلك ساحرم من الاحتفال  بمطلع السنة الحديدة  سواء تلك التي فوق او التي تحت..
 وكل نيسان وشعبنا بألف خير   


203
قراءة في الخطاب الديني المتشدد
 ( ابن تيمية نموذجا)

الجزء الثاني
موقف الخطاب الديني من المرأة

المقدمة
رغم مرور اكثر من سبعمائة سنة على وفاة الشيخ ابن تيمية الا ان معظم فتاويه وآرائه سواء في تكفير الاخر المختلف دينا او مذهبا ،لا زالت فاعلة حتى وقتنا الحاضر، وهذا ما بيناه في الجزء الاول من خلال قرائتنا في كتاب رائد السمهوري نقد الخطاب الديني السلفي (ابن التيمية. ) نموذجا ..
وسنواصل قرائتنا في هذا الجزء في موضوع مهم ولكونه هو الاخر لا زال من المواضيع الصادمة للفكر الإنساني لكون آراء هذا الشيخ لا زالت توجه معظم العلاقات الاجتماعية وخاصة النظرة الدونية للأنثى بشكل عام والتي لا تزال تسيطر على مجتمعاتنا والتي هي السبب في تعطيل نصف المجتمع او حتى كانت هذه الفتاوى احدى الأسباب في تخلف مجتمعاتنا وبقاء هذا التخلف لحد الان ..

المرأة كاللحم على وضم

الوضم هي  الخشبة التي يوضع عليها اللحم لتقطيعه 
وهذه العبارة تقال لمن بلغ الضعف والهزال ، فاللحم الملقى على الخشبة لا ينتظر الا الجزر والتقطيع  ، ابن تيمية يرى المرأة على هذه الصورة  ، لكونها  ضعيفة فهي بحاجة دائمية  الى الوصايا من الرجل حتى بعد بلوغها سن الرشد ، وهي كقطعة لحم بيد الجزار اي  اضافة الى ضعفها فإنها مسلوبة الارادة لا تتمكن من مجابهة الحياة الا باستنادها على رجل سواء كان قريبها او زوجا لها ،يحميها ويقيم نفسه عليها وصيا طوال حياتها وهذا الامر اي ضعف المرأة لهذه الحدود والذي يأخذ به ابن تيمية وسائر شيوخ واامة الفكر السلفي لا زال  رائجا للأسف في العديد من مجتمعاتنا الشرقية وليس النظرة هذه للمرأة وليدة ذلك العصر والذي يبرر  السمهوري في عرض ارائه النقدية حول فكر ومعتقدات ابن تيمية فَلَو كان الامر هكذا لتجاوز إنسان هذا العصر هذه الأفكار والمعتقدات المتخلفة.
ولكن يبدوا ان فكر هولاء السلفيون قد اثر بشكل واضح على مكانة المرأة لغاية هذا العصر ايضا ومن الأمور التي يؤكدها ابن تيمية
ارائه في الحضانة 
لا زالت  فتاوى ابن تيمية في مسالة حضانة الأنثى هي المعتمدة بموجب الشريعة الاسلامية وحتى بالنسبة الى العديد من الشيوخ المتأخرين  من  الشيوخ المتأخرين ،حيث يوصوا بانه من  ( الكراهة ) ان تختار البنت احد أبويها ليحضنها،  فيلزموها  بان تكون عند احدهما ولا تمكن من التخيير بعكس الابن الذي يجوز له ان يختار احدهما تارة والآخر تارة اخرى ويقول اختيار احدهما يضعف رغبة الاخر في حضانة المحضون ،العجب في هذا الرأي لما يا ترى هذه الرغبة  لا تضعف لدى الحاضن عندما يكون المحضون ذكرا يتنقل بين حضانة والديه وتضعف عندهما عندما يكون المحضون أنثى ، وبهذا يحط ابن  تيمية من مكانة الأنثى في المجتمع لكونه يفكر ويملي عقيدته على الناس بحسب ما يعتقد به وما على الناس سوى تلقي فتاويه وتطبيقها حتى في القوانين الوضعية  تم التعامل بمسالة حضانة الذكر والأنثى استنادا الى هذا التشريع ، كما هو الان في معظم البلدان التي تتخذ من الشريعة الاسلامية المصدر الأساسي في التشريع .

تزويج الصغيرة

في ص ١١٤ من الكتاب يتناول المؤلف مسالة زواج الصغيرة التي بلغت التاسعة منتقدا له بقوله ( اني اتسائل عن مدى اثار تزويج الطفلة في نفسيتها ،بغض النظر عن إكراهها من عدمه ) هذا النقد لفتاوى ابن تيمية ليس كافيا برأي لكون ان تزويج الصغيرة يتم حسب اين تيمية بإكراهها(إجبارها)  سواء من قبل ابيها او جدها (او اي وصي  من أقربائها عليها في حالة ان تكون يتيمة) ،  حيث يقول ( ان الشرع لا يُمَكِّن غير الأب والجد من اجبار الصغيرة ، على الزواج ، وهذا الجواز  للأب والجد يتم بإجبارها لكونها طفلة ولم تبلغ سن الرشد لتختار زوجها يمحض ارادتها وهنا ايضا في حالة اجبار البكر البالغة ايضا هناك قولان احدهما ان يجبر الأب ابنته البالغة كما في مذهب المالكي والشافعي والثانية ان لا يجبرها كمذهب ابن حنيفة
وهذا ايضا اهانة بالغة اخرى بحق  الأنثى  التي تجبر وتكره على الزواج غصبا عنها ، أليس هذا اغتصاب رغما عنها ؟ 
و لا زالت العديد من مجتمعاتنا تأخذ بهذه الاّراء وتعتبرها فقهية صحيحة وتعمل على تطبيقها على الواقع المعاصر ، والمثال في وقتنا الحالي قبل سنتين تم سن قانون احوال الشخصية الجعفري والذي كان يتضمن نفس المباديء الفقهية في تزويج القاصر اي ( لم تبلغ سن البلوغ) بموجب إرادة والدها او جدها ، يبدوا ان مشرعي القانون الجعفري هذا لم يجرِ بخلدهم ان قانونهم هذا انما يطبق احدى فتاوى ابن تيمية في مسالة تزويج الصغيرة. فَلَو عرفوا لما جاءوا به ، لكون الشيعة يقفون بالضد من فتاوى هذا الشيخ

كفاءة النسب

السؤال الذي يطرحه المؤلف ماذا لو كانت البالغة تريد الزواج من غير كفء لها ص 118 ؟ وهنا لا يطرح المؤلف الكفاءة في التحصيل العلمي او في نواحي اخرى مثل الاخلاق او الطبائع وإنما سؤاله يوجهه في منحى واحد الا وهو ( كفاءة النسب )  ابن تيمية في مسالة يقول في احدى فتاويه ( لو رضيت المرأة بغير نسب كفء كان لولي اخر غير المزوّح ان يفسخ النكاح )  وهذا الامر ايضا لا زال قائما في الدول التي تتبنى الشريعة الاسلامية ، ففي السعودية فسخ عقد زواج لامرأة بأمر من القاضي لان اخوانها اعترضوا على الزواج بعد وفات والدها لان زوجها لا يكافئها نسبا رغم انها كانت قد أنجبت منه أولادا وتسمى هذه الحالة ب (طليقة النسب)

تعليم المرأة

من اخطر ما اصدره ابن تيمية من فتاوى هي تلك المتعلقة بمنع او حذّر الأنثى من تلقي تعليمها حيث نجد بان الأصل عنده (ان النساء غير مؤهلات للنظر والاستدلال )فيرى ان القراءة والكتابة والخط والحساب انما هي وسائل اما الى الفضائل او الى الرذائل ومحرمات ولو استطاع الانسان ان يحقق الفضائل والكماليات بدون تعلم القراءة والكتابة والخط والحساب فهذا افضل وأكمل والأرفق ، اذن لا يقتصر حجب هذه الأمور عن المرأة فحسب بل حتى على الرجال ايضا ، وهو ايضا يخص النساء بعدم مواصلة دراستها الى حد يُخرجُها عما ينبغي ان تقوم به وتكون عليه بل اذا أخذت ما تحتاج اليه فلتتوقف ،اذن هناك حد يجب ان تتوقف عنده المرأة ولا تواصل تعلمها اذا نالت  ما تحتاجه من العلم والمعرفة  ، والسؤال هو ما مقدار الحاجة من التعليم  ؟ فلا يعقل ان تتحدد حاجة المراءة بمقدار معين من التعليم ولأنه لم يحدد في أية مرحلة يتوجب عليها التوقف مثلا في الابتدائية او في المتوسطة ، وإني ارى ان أراء هذا الامام قد وجهت المجتمعات ذات الغالبية الاسلامية لذلك كانت الفتيات تترك دراستهن بعد الابتدائية مباشرة عند منحهن فرصة التعليم من قبل أسرهن..

المرأة ناقصة مقابل كمال الرجل

يؤكد معظم فقهاء المسلمين بان المراءة ناقصة في ايمانها وفي هذا يستندون الى قول جاء في الأحاديث النبوية ( النساء ناقصات العقل والدين ) ويقول ابن تيمية في نقصان دينهم ( انها اذا حاضت لا تصوم ولا تصلي ) و هذا  في رأيهم  كافٍ  ليبرر كونها ناقصة الدين  ولكن  طبيعتها كامرأة التي تحتم عليها هذا الامر الفسيولوجي والذي بموجب العقيدة الدينية ان الله هو الذي خلقها هكذا ، فان كان الله قد رضى لأحد مخلوقاته ان تختلف في وضائفها الجسدية فكيف يا ترى يرضي الله  ان تكون احدى مخلوقاته ناقصة الدين ، فهذه العبارة تخالف شرع الله في مخلوقاته ، والكتاب الذي ينتقد ابن تيمية يبتعد عن هذه التنظير،  ولا يشك  مطلقا بجهل ابن تيمية لمسألة الخالق والمخلوق والعلاقة بينهما ، بل نجده يبني فتوى ابن تيمية في التقليل من مكانة الأنثى الى طبيعة المجتمع الذي عاش في كنفه ابن تيمية ،  او استناده الى بعض الأحاديث النبوية حتى وان كانت ضعيفة الاسناد ، اما مسالة ناقصة العقل فهذه ايضا رغم ان الباحث سمهوري في مؤلفه يعزوها الى الحديث النبوي ، الا ان العجب كيف يؤمن بهذا التعميم حيث يُقصد به ان جميع النساء بدون استثناء هن ناقصات العقل ، والنقص في العقل اما يعزى الى عدم اكتمال النمو العقلي نتيجة  ظروف الولادة او الوراثة ، او البيئة وهذا النقص العقلي ليس مقصورا بهذا الشكل المطلق على النساء فقط دون الرجال ، ولا احد باستطاعته اكتشاف او تشخيص القدرات العقلية  سوى علماء البيولوجيا والأطباء المختصون ، فكيف يا ترى اقتنع مؤلف الكتاب الباحث سمهوري بان حالة المجتمع والتفكير الجمعي في ذلك الوقت جعل ابن تيمية يصف النساء بانهن ناقصات العقل ، ازاد من هذه الاوصاف المهينة للنساء عامة حتى انه يذكر في كتاب  ( مجموعة فتاوى ابن تيمية ؛ القاهرة دار الوفاءوالنشر ج٢  ) بان النساء لا يَرَوْن الله في يوم القيامة  مثل الرجال ، ولا ندري بماذا يستدل  بإطلاق احكامه القطعية هذه  وفتاويه .
من المؤسف ان العديد من هذه المعتقدات والفتاوى لا زالت مؤثرة في العديد من مفاصل الحياة الاجتماعية او في الطقوس الدينية منها:
اولا :المرأة عورة والنساء اعظم الناس  اخبارا بالفواحش

وهويستدل بفتواه هذه  في ما يجري في مجالس النساء من تبادل الأخبار بالفواحش ، ومرة اخرى يعزو مولف الكتاب ( رائد سمهوري ) هذا الامر على ان ابن تيمية هو نتاج ثقافة عصره و بانه انما أفتى حسب ثقافة ذلك العصر ،  متناسيا ان اغلب ما ذكره حول النساء يستند اما على الأحاديث النبوية او آيات قرآنية ففي مسالة الأخبار بالفواحش فهو استند الى قصة يوسف الصديق وامراة العزيز التي اتهمت يوسف بالفاحشة ، واعلنت لزوجها بانه اعتدى عليها ولم تكتفي بذلك بل قامت بالاخبار عن هذه الفاحشة وهذه القصة ذكرت في التوراة ثم دخلت الى القران ليتخذ منها ابن تيمية وغيره من أأمة المسلمين سندا في اتهام النساء بشكل عام على أنهن اعظم الناس اخبارا بالفواحش ، ولكن كيف يمكن ان يتم تعميم دعاية بثتها  امرأة واحدة كما جاء في  حكايتها (حتى وان كانت حقيقة)  بحيث تشمل جميع نساء الارض ، ما يهمنا في هذا المجال بقاء هذه الاّراء والتنظيرات لهولاء الشيوخ التكفيرين مسيطرة على الأجيال اللاحقة حتى بعد انتشار المعارف والعلوم والتطور والعلمي ..
ثانيا : من المفاهيم التي راجت في مجتمعاتنا الشرقية  والتي كان لابن تيمية  وغيره من شيوخ السلفيين دور مهم في إشاعتها بين الناس بحيث اصبحت عرفا
قتل الشرف او ما يدعى بغسل العار حيث برروا هولاء هذا القتل ، ولم يعتبروه جريمة وإنما أعطوا الحق للزوج او بقتل زوجته عند اكتشاف أية خيانة زوجية له وكذلك للأب او للأخ ، بهذه المفاهيم الشاذة تمكنوا هولاء الشيوخ بواسطة الفتاوى وخطابات الكراهية تعطيل اهم عنصر في المجتمع الإنساني وهن النساء   

204
أدب / قررت ان اعلن الحرب
« في: 18:15 04/03/2017  »


قررت ان اعلن الحرب

كتبت هذا النص عندما كنت أصغي الى خطبة احدهم وهو يشتم فالنتاين  والكفار ،لاهديها له مرفقة  بوردة حمراء   
بطرس نباتي
لتندحر رايات العشق
لتسقط ألوية الحب
كل انواع الحب
سواء  كان محللا ..
 او كان من المحرمات   
سافجر في الحب 
عند سواتر النار
في جسد  ،العاشقين والأحبة
أحزمة ناسفة ومفخخات
أنا اكره من تجتاح
فؤاده  حفنة من الأشواق
الان قد أعلنت  الحرب
لتنتحر  كل الأسرار
لاني قررت ان اغتصب
الزرع والخضرة
وكل نسمة فيها حياة 
قررت ان اغتصب اغتصب
حتى الأشجار
فانا قد أعلنت الحرب
فليندحر الحب ،خلف الأسوار
أني أعلنت الحرب منذ ان قتلت الحلاج
أعلنت الحرب
منذ قيس وليلى
وعبلة وعنترة ابن شداد
أعلنت الحرب     
وسرت تحت  الوية الملوثة بالدماء 
لاسحق  من هم معي 
لأبيد   من هم ضدي 
لا  يهمنا سوى ان ارو 
ان ألمس جراحات  تنزف     
المزيد  من الدماء 
ساطلق الرصاص
على قلوب العاشقين
كافر  انت يا فالنتاين
بدل ان أنثر على قبرك الزهور  الحمراء
سأطلق  عليك صليا من الرصاص 
على قبرك الملعون  يا  فالنتاين
لأنك بشرت بالحب بدل الحرب 
فأنا قد أعلنت الحرب
على كل من يحب
على كل العاشقين
حتى على  الهمسات   
على رسائل المحبين 
في العلن او في الخفاء
أنا قد أعلنت الحرب
على الورود والرياحين
على كل نسمة صباح او مساء
او رائحة عطر او جمال
حدقات  عيني لا ترى   
سوى صور الموت 
الأحياء عندي امواتا
انهم  مجرد جثثا أجلت موتها
الى ان تحين  رغبتي
 وأعلن الحرب متى أشاء
اقتل متى أشاء ومن أشاء
كي ألهو  ..
إذن من أنا ؟
هل علمت من أنا ؟
فأنا لا أعيش الا وسط النيران والقذارة
ولا اهوى  غير القتل
ولا أعيش الا وسط الموت والدمار       

205
أدب / الآلهة .. عندما تحرس نهلا
« في: 23:59 10/02/2017  »

الآلهة .. عندما تحرس نهلا


  بطرس نباتي

مهداة الى الاخ  جان يلدا ومن خلاله الى اهلنا في قرى نهلا 

منذ زمن بعيد
 جاء في  الكتب   
 كانت الارض خربة خاوية *   
 إلاه  جميل .. يطير  بجناحيه 
يرفرف فوق  مياه  نهلا 
يحرس مروجها الخضراء
يحرس مواشيها واحراشها         
يحمي  انهمار الفواكه
عند بوابة المساء
فما دام ظل الآلهة  يحرس  نهلا 
فمن يخاف  عواء ذئب  ؟
منفلت من حضائر الخواء
الفلاح في حقول نهلا   
عندما  ينام
 يظل ساهرا
عيناه مفتوحتان   
لا يغمض له جفن   
يفترش الارض
يلتحف بنجوم السماء 
وسادته  شاجور رصاص وبندقية 
وفي حضنه زوجة حسناء   
يحرسها كما يحرس حدقات عينيه     
 لا يغفوا بل يضل ساهرا 
يحكي  عن حوتة تبتلع
نصف القمر من السماء   
بالقرب من حافات نهلا 
او امام المواقد الشتاء
يقص في ضوء الشمس 
 قصصا عن اشباح الماضي
ويتنبأ بالقادم  من الأيام
الآلهة  ترقص على أنغام الناي
عندما يعزف عليه الرعاة 
الآلهة بأجنحتها تحتضن نهلا
ترف على  الارض ومياه نهلا 
ترسل في عتمة الليل الداكن
انوناكي *ذلك الحارس الامين
يمرق كالبرق  كالضياء
يحيط  الارض البكر بجناحيه 
يحرس  وادي نهلا
في الليل       
 لتمرح ارضها في  النهار
في دفء الشمس
لتزداد المروج   الخضراء
خضرة ونماء   
تلك الارض البكر 
 التي غادرتها البسمة 
منذ ان فقدت اخر شجرة
غصنها مهاجرا في  المتاهات
 
*هذه العبارة وردت في سفر التكوين
* انوناكي آلهة حارسة في الفكر النهريني

206
قراءة في كتاب نقد الخطاب الديني ( ابن تيمية نموذجا)
الجزء الاول

المقدمة
تحت يدي منذ أيام كتاب بعنوان نقد الخطاب الديني ابن تيمية نموذجا  لمؤلفه رائد السمهوري خلال مطالعتي له وجدت ان الكتاب يعرض ويحلل ثم ينتقد آراء ابن تيمية الذي عاش بين (661-728) هجرية والكتاب يقع 569 صفحة من الحجم المتوسط مقسم الى خمسة أقسام  وكل فصل يقسمه المؤلف الى عدة  فصول وهو يستعرض آراء ابن تيمية من خلال بعض مؤلفاته وأهمها مجموعة الفتاوى ، وكتاب تعارض العقل والنقل ،   يبحث في توجهات ابن تيمية تجاه الاخر  وهي على التوالي ( الكفار ،وأهل الكتاب ،والمرأة، والعرب ،وعلماء الطبيعة ) والمولف  رائد السمهوري في كتابه هذا  يخوض في جدال عنيف مع فكر اين تيمية   يقول في المقدمة (اني حين أنقد الفكر السلفي فإنما أنقد فكرا عشت به وتربيت عليه حتى تخلل العظم مني واستوطن النخاع أنقده اسلاميا افخر باسلامتي وأتناوله تناول المحب لا تناوب المبغض اخطات في اجتهادي او أصبت )  وسأحاول من خلال متابعتي لقراءة هذا الكتاب التعرض للفكر التشدد السلفي الاسلامي عبر سلسلة من القراءات
ابن تيمية والحركات السلفية
وخلال قرائتي للجزء الاول للكتاب
اكتشفت حقائق عديدة وأهمها ظهور  التشدد في الاسلام  قد جاء كنتيجة  حتمية لتعدد القراءات والاجتهاد في تفسير  الايات القرانية  من قبل هذا الشيخ اي ابن التيمية و اخرون امثال  والذين اقتفوا اثره في الفكر السلفي امثال ابن عثيمين وأين ابراهيم وابن الباز  وصولا الى الحركات الاصولية المعاصرة والتي سآتي على ذكرها في ختام هذا القسم هولاء اقتفوا اثر ابن تيمية ونبشوا في فكره ومعتقده ودرسوا فتاويه وطبقوها على مجتمعاتهم ولا زالت فاعلة الى يومنا هذا ، والتي بنوها من غير الاستناد  على  العقل والمنطق بحيث تقترب هذه الاجتهادات  الى ما يحمله الباحث من شخصنة والذاتية وحتى  ان بعض العوامل النفسية  المؤثرة تدخل  في تحديد نوعية القراءة وبالتالي الافتاء من قبل هؤلاء  المراجع  قد اثر لاحقا في بروز تيارات متشددة في هذا الفكر جردت الاسلام من ماهيته كونه كأي دين اخر يدعوا الى مباديء التعايش السلمي وتقبل الاخر المختلف دينا وعقيدة ، وهنا يذهب المؤلف الى ان ابن تيمية في دعوته للتشدد بانه  ( قد عاش في فترة حرجة من صراع الغزو الصليبي للمنطقة ) ولكن برأي ان هذه الحجة ضعيفة لكونه ان ابن تيمية في تبنيه للتشدد لم  لم يفرق بين الغزاة الصليبين القادمين من أقاصي الارض وبين  المسيحية  المشرقية التي أصلا كان معتنقوها سكان البلاد الأصليين وهو كان يعيش في كنفهم لانه من بلد سوريا  والمسلمين الذين تصدوا للصليبيين الغربين  وقدموا الى سوريا وفلسطين انما هم ايضا كانوا أصلا غزاة لهذه الاصقاع ، الامر الاخر هولاء المتبنين لفكر ابن تيمية قد شوهوا الاسلام الحقيقي الذي يتم عادة تلخيصه بان المسلم من سلم الانسان  من يده ولسانه بحيث حوروا هذا الوصف ليضعوا  وصفا اخر للمسلم الا وهو (ان المسلم من لا يسلم احدا لا من يده ولا من لسانه) وهذا كان تشويها للإسلام الحقيقي  الذي يمكن ان يتم التعامل به في جميع الازمنة وفي مختلف الامكنة .
هم لم يعترفوا (بان الله لو شاء لجعل جميع أمم الارض أمة واحدة )هم لا يعترفون بان (الناس سواسية كاسنان المشط ،) لذلك قاموا بتجريد الاسلام  من قيمه كدين وكمنظومة  اخلاق واوغلوا بتشويهه وإفراغ صورة الاسلام الحقيقي الذي يمكن ان يتعايش وينسجم مع البيئات المختلفة  ، والاتجاه به نحو القساوة والبداوة المطلقة وللاسف قد تسلطوا وسيطروا بفكرهم وفتاويهم على مجاميع عديدة  على ما يسمى اهل السنة والجماعة ولذلك اصبح  التخلف من اهم مظاهر وسمة من سمات  هذه المنطقة .
لنبحث في فكر هذا الشيخ ابن تيمية وفق ما جاء في  مؤلف رائد السمهوري

تكفير الاخر وتكفير اهل الكتاب 

في جميع الأديان سواء تلك التي تدعى   
الإبراهيمية او غيرها من العقائد والأديان تتخذ من قوى غيبية تعتقد بانها هي التي أوجدت الكون والإنسان والأرض وغيرها من الكائنات وهذه العقائد تتخذ مسميات عدة لهذه القوة المسيرة والمكونة فمنها الديانات الثلاث تسمي هذه القوة الله واتخذت له صفات وتعبر عنه بانه القوة اللامتناهية وجميعها تشترك بوحدانيته اي بعدم وجود شريك او شريكة له ولكن رغم هذا الاعتراف بوحدانيته الا ان ان بعض اتباعها وخاصة من مفسري كتبها يقومون بتكفير الاخر  فحسب ابن تيمية الذي يدعو تشددا في وصم اتباع الديانات الغير الاسلامية بأنهم كفار وحتى انه يوصم بعض المسلمين من المذاهب الجعفرية والمعتزلة واخرون بأنهم كفار حسب تقسيمه للكفر الى ثلاثة إنواع
1- اما هو يتصور الرسالة وهو من بلغته الرسالة ولم يقبلها اي رفضها رفضا قاطعا
2- اما ان يكون غير متصور للرسالة فهو غافل عنها
3- المكذب بالرسالة
اي يبني توصيفه للكافر على حد قبول الاسلام او رفضه بينما جميع مفسري الكتب للديانات الثلاثة الاسلام واليهودية والمسيحية باعتقادهم ان تكفير الانسان يوصف به من ينكر وجود الله ولا يمكن ان تطلق لفظة الكافر على موقف الانسان من العقيدة الدينية لان الانسان الذي يتخذ من عقيدة ما ايمانا له انما يتخذه بالفطرة ولا يمكن محاسبة الناس على الفطرة او ما يتم تنشأته عليه من قبل والديه وما جاء في وصف الانسان بالكافر حسب التيمية انما هو غلو وتشدد بعينه ، وقد استقى العديد من الحركات الاسلامية مسالة تكفير المسيحيين وغيرهم من فتاوى ابن التيمية والمجتهدين المتأخرين في الفكر الاسلامي
اين تيمية ومن يسير بموجب تعاليمه في التكفير يقول في احدى فتاويه ( وليعلم ان المؤمن تجب موالاته وان ظلمك ، واعتدى عليك ، والكافر تجب معاداته وان اعطاك وأحسن إليك ) ومادام الكافر في نظر هولاء هو من لم يتخذ من الاسلام دينا لذلك مهما فعل الانسان مع المؤمن من احسان تجب على المؤمن معاداته وحتى وان تعاضمت حسناته ومهما غلت ، ولذلك يوصي اين التيمية بوجوب اهانة غير المسلم وإهانة مقدساته، اليهود والنصارى ملعونون هم ودينهم ، ويتم إذلالهم وَمِمَّا يجب اتباعه معهم اخفاءشعائرهم الدينية ترك إكرامهم عدم مكاتبتهم ، تؤمر نسائهم ان يعقدان زناراتهم ويرخين نواصيهم ويرفعن عن سوقهن حتى يعرفن زيهن عن المسلمات فان رغبن فليدخلن الاسلام طوعا او كرها ويقول ابن تيمية بان من أحدث من النصارى كنيسة فانه يخالف الشروط بينه وبين المسلمين اي ينقض عهده وهذا يصبح ماله ودمه حلالاويباح منه ما يباح لأهل الحرب .
وابن تيمية يخالف ابسط قواعد التعامل مع الغير المسلم فهو يعتقد بان الآية لا اكراه في الدين باطلة ويؤمن بالاكراه في الدين فهو يقول بان يكون الاكراه بالحق مثل اكراه الكافر على الاسلام والذمي على ايداء الجزية وهو صاغر ..
ابن تيمية والحركات الاصولية المعاصرة

لربما يرد البعض ويقول كما اعتقد مؤلف الكتاب  الذي نحن بصدده بان ابن تيمية قد عاش في زمن صعب مما دفع به الى هذا الغلو في تكفير الاخر ولكن اذا كانت آراء ومعتقدات ابن تيمية او ابن عثيمين او غيرهم من شيوخ التكفير نتيجة ما مروا به من ظروف قاسية فرضت عليهم التشدد ، الا ان هذا التبرير الغير المنطقي او الغير العقلاني لا يمكن قبوله وسط  وجود عدد كبير  من الحركات والتجمعات التكفيرية التي راجت في هذا العصر ايضا  وهي جميعها تحمل نفس معتقد ابن تيمية وغيره من شيوخ التكفيرين وهم يؤسسون لحركات عنيفة  دمروا مجتمعات بكاملها وجميع هذه الحركات هم من  تنظيمات العائدة الى شيوخ وملالي من السنة فمن المغفلين من يقول ان الارهاب لا دين لة. انها نكتة سخيفة. ان الارهاب لة دين ومذهب وعلماء وشيوخ ومساجد ومدارس ومنظرين وكتاب وصحف وفضائيات ودول وحكومات وهولاء جميعهم  قد رسموا اسوء صورة عن الاسلام .

تنظيم ( القاعدة ) أيمن الظواهري" أسلامي سني
تنظيم ( داعش ) أبو بكر البغدادي" أسلامي سني
تنظيم ( جبهة النصرة ) أبو محمد الجولاني" أسلامي سني
تنظيم ( الهجرة و التكفير ) أسلامي سني
تنظيم ( بوكو حرام ) أبو بكر الشكوي" أسلامي سني
تنظيم ( انصار الشريعة ) أسلامي سني
تنظيم ( الأخوان المسلمين ) أسلامي سني
تنظيم ( طالبان ) الملا محمد عمر" أسلامي سني
تنظيم ( بيت المقدس ) أسلامي سني
تنظيم ( أنصار السنة ) أسلامي سني
تنظيم ( حركة الشباب الصومالية ) أسلامي سني
تنظيم ( الجبهة السلفية الجزائرية ) أسلامي سني
تنظيم ( التوحيد والجهاد ) أسلامي سني
تنظيم ( جماعة أبو سياف ) أسلامي سنيتنظيم ( الحركة النقشبندية ) أسلامي سني
تنظيم ( جبهة بلوشستان ) أسلامي سني
تنظيم ( فتح الإسلام ) أسلامي سني
تنظيم ( قاعدة اليمن والجزيرة ) أسلامي سني
تنظيم ( جيش عدن أبين ) أسلامي سني
تنظيم ( جماعة المقاتلين المغاربة ) أسلامي سني
تنظيم ( الجيش الحر ) أسلامي سني
تنظيم ( حركة الغرباء ) أسلامي سني
تنظيم ( الجهاد المصري ) أسلامي سني
تنظيم ( حركة شرق تركستان) لمؤسسها حسن محسن (متوفي) أسلامي سني
تنظيم ( حركة التوحيد والجهاد في شرق الصومال ) تابع لتنظيم القاعدة" أسلامي سني
تنظيم ( حركة الشباب المجاهدين ) مختار علي الزبير" أسلامي سني
تنظيم ( جماعة الإخوان المسلمين الإماراتية دعوة الإصلاح (جمعية الإصلاح) أسلامي سني
تنظيم ( خلايا الجهاد الإماراتي " أسلامي سني
تنظيم ( كتيبة المرابطون في مالي " أسلامي سني
تنظيم ( حركة انصار الدين في مالي " أسلامي سني
تنظيم ( كتيبة أبو ذر الغفاري في سوريا " أسلامي سني
تنظيم ( شبكة حقاني الباكستانية " أسلامي سني
تنظيم ( لواء التوحيد في سوريا " أسلامي سني
تنظيم ( جماعة لشكر طيبة الباكستانية " أسلامي سني
تنظيم ( كتيبة التوحيد والإيمان في سوريا " أسلامي سني
تنظيم ( جماعة أجناد مصر " أسلامي سني
تنظيم ( كتيبة الخضراء في سرويا " أسلامي سني
تنظيم ( مجلس شورى المجاهدين أكناف بيت المقدس " أسلامي سني
تنظيم ( جيش محمد في باكستان " أسلامي سني
تنظيم ( سرية أبوبكر الصديق في سوريا " أسلامي سني
تنظيم ( سرية طلحة بن عبيدالله في سوريا " أسلامي سني
تنظيم ( المجاهدين الهنود في الهند/كشمير " أسلامي سني
تنظيم ( سرية الصارم البتار في سوريا " أسلامي سني
تنظيم ( إمارة القوقاز الإسلامية (الجهاديين الشيشانيين) أسلامي سني
تنظيم ( كتيبة عبدالله بن مبارك في سوريا " أسلامي سني
تنظيم ( الحركة الإسلامية الأوزبكية " أسلامي سني
تنظيم ( كتيبة أبو عمر في سوريا " أسلامي سني
تنظيم ( كتيبة أحرار شمر في سوريا " أسلامي سني
تنظيم أو ( اتحاد علماء المسلمين " أسلامي سني
تنظيم ( كتيبة القعقاع في سوريا " أسلامي سني
تنظيم ( كتيبة سفيان الثوري في سوريا " أسلامي سني
تنظيم ( جماعة أنصار الإسلام العراقية " أسلامي سني
تنظيم ( كتيبة عباد الرحمن في سوريا " أسلامي سني
تنظيم ( كتيبة عمر بن الخطاب في سوريا " أسلامي سني
تنظيم ( حركة أحرار الشام في سوريا " أسلامي سني
تنظيم ( كتيبة الحق في سوريا " أسلامي سني
تنظيم(حماس اسلامي سنيتنظيم  الجهاد  الاسلامي  فلسطين اسلامي  سني 



207
فعلا اهل موصل ليسوا جميعهم (داعش)
 ولكن لا يمكن التغاضى عن المجرمين وفق  (عفا الله عما سلف ) 
بطرس نباتي

مهما يتم تبرير  سلوكية   اهل الموصل  وأطرافها من قبل البعض   ، في دعمهم ومؤازرتهم   لما تسمى دولة الخلافة الاسلامية  ،تبقى مبررات  تافهة  إن لم يبرهن اهل موصل في تعاملهم اليومي وفي سلوكياتهم عكس ما حدث وما حل بهذه المحافظة وغيرها من نكبة  لا يتحملها العقل والمنطق .
وقوف اهل موصل  وأطرافها او المناطق الغربية  من العراق مع فكر وممارسات  الاسلام  والعروبي المتشدد  ليس وليد اليوم وإنما له تاريخ طويل  وما حدث ابان حزيران 2014  وقبل ذلك والمتمثل بإدخال مقاتلين عرب واجانب  الى  عقر دورهم ليقترفوا  جرائم يندى لها الجبين  ،  بحق الازيديين والمسيحيين والشيعة والشبك وحتى ابناء السنة من أفراد الشرطة والجيش العراقي لهو اكبر خسة ودنائة اقترفت في تاريخ البشرية البعض من اهل  موصل وخاصة شيوخ القتل والموت من التكفيرين والمتشددين في الفكر الاجرامي يتحملون الجزء الأكبر  من هذه الجريمة النكراء ،والجزء الاخر يتحمله القادة العسكريين والشرطة والمحافظ   الذين فضلوا الهروب وترك المحافظة تستبيحها  عصابات مجرمة ،
فهل يعقل ان تقوم شلة من المجرمين بكل هذه الجرائم البشعة ؟ المتمثّلة في اغتصاب وسبي  وقتل وتهجير الازيديين والمسيحيين وإفراغ مئات الدور وإحراقها ان لم يكن  تعداد المشتركين في هذه الجرائم بالمئات 
  ولا بد ان سجلات ويوميات الداعشيون في الموصل وأطرافها  تحمل اسماء وعناوين الذين تعاونوا او اقترفوا الجرائم بأياديهموالتي وقعت بأيادي الجيش العراقي  ،  فلا بد من فضحهم وتعريتهم  وتقديمهم الى المحاكم  المختصة  لينالوا جزائهم ، لان ما حدث يعتبر جرائم ضد الانسانية، اما ما نشاهده عبر التلفاز من مظاهر الاحتفاء الوجل بعناصر الجيش العراقي والشرطة الاتحادية فهي  اعتراف بما لاقوه اَهلها من عذابات على يد هولاء الإرهابيين  والقسم الاخر يعتبر ضمن باب  اخفاء من تعاون وعاضد داعش ومن ارتكب ابشع الجرائم  ضد المكونات التي ذكرتها سابقا ، نعم اني اتفق بما ذهب اليه الاخ طارق عيسى في مقاله الذي كان بعنوان (حاشا ان يكون اهل الموصل الحدباء من الدواعش  )  وبالأخص في قوله (لا يعني بتاتا ان اهل الموصل جميعا يشكلون حواضن داعشية ) نعم من التجني عليهم وصفهم بهذا التعميم المطلق ولكني اتعارض معه في ان فضح من تعاون  واقترف الجرائم التي ذكرها في مقاله  يقع في خانة  ما يدعيه بان (الغرض من اتهام اهل الموصل ظلما وبهتانا بالدواعش هو التفرقة الطائفية والمناطقية وألأثنية لتشتيت قوى الشعب وهي ضربة موجهة الى قوات الجيش والشرطة وقوات محاربة الارهاب والبيش مركة والحشد الشعبي وقوى العشائر وهي وسيلة دعاية داعشية ألأصل منبعها الموساد وحلفائهم )
بل ارى العكس من ذلك تماماً فان تم السكوت عن الناس الذين تعاونوا مع داعش او كانوا سندا لهم او ساعدوهم في جرائمهم هذا اعتبره جريمة لا تقل خطورة عن جريمة الذي جاء من وراء الحدود وارتكب الجرائم بحق اهل موصل من مكوناتها الأصيلة ، وأي أغفال لهذا الامر يعتبر تجاوزا على دماء الشهداء الذين ذهبوا ضحية  لنزوات المتشددة لهذا البعض اذ  تعتبر جريمة هولاء الشركاء اكثر خطورة من المجرمين الغير العراقيين ..
برأي قبل ان نقول حاشا لأهل موصل ،  يجب الاعتراف اولا بان هناك نزعات سلبية عديدة في الشخصية الموصلية  ترسخت فيها  منذ القدم منها التشدد الديني والاستهانة باتباع الديانات الغير الأسلامية السنية  ولا يمكن ان ننكر ما تتميز به من ايجابيات ولكن نتيجة التريف التي تعاني منه جميع مدن العراق ومنها الموصل جعل تلك السلبيات التي ذكرناها تغطي معظم جوانبها الإيجابية  ..
في هذا الوقت بالذات  وإزاء ما حصل لا تنفع مطلقا المقولة الشائعة في الذاكرة العراقية الا وهي (عفا الله عما سلف) والتي ذهب ضحيتها زعيم العراق عبدالكريم قاسم وجائت بحزب البعث المقبور ليحكم العراق بالحديد والنار .. 
ما اقترف بحق هذه المكونات من جرائم تدخل في توصيف الجينوسايد ( الإبادة الجماعية )  و يجب ان تأخذ طريقها الى المحاكم العراقية والدولية اولا
ثم العمل الجاد  من اجل نشر ثقافة اخرى  ثقافة التسامح والمودة في المجتمع الموصلي والتي تستند على تقبل الاخر المختلف دينيا ومذهبيا  والتخلي عن الترفع والتشبث   بالفكر البعثي المنحل  وبالسلوك العسكرتاريا  المتعالي والتشدد في تطبيق الشريعة الاسلامية ،  يجب معالجة هذا التشدد وهذه التي تعتبر أمراضا نفسية واجتماعية داخل المجتمع الموصلي   والتحلي بالشجاعة  وخاصة مثقفي الموصل  واامة المساجد وبرأي بعد سماعنا   عبر  التلفاز لأولى صلاة الجمعة في الموصل ان أأمة المساجد تحسسوا الم الناس ومعاناتهم على يد تطبيقات الخلافة الاسلامية وهم بهذه الخطبة قد وضعوا اقدامهم على الطريق الصحيح والصائب في توجيه الناس حول مفاهيم اخرى بعيدا عن التشددوالتكفير والقتل والتدمير  ، مثقفوا الموصل  ورجال الدين  اي الشريحة المثقفة عموما تقع  على عواتقهم  نشر هذه المفاهيم في المجتمع الموصلي على الأقل ان يعترفوا بهذا التشدد  والعمل على تغيير  المجتمع الموصلي نحو الإصلاح والانفتاح  على الاخر وتقبل المختلف عنهم دينا او قومية وإني ارى افضل وضع للموصل هو إيجد السبل الإدارية  الجديدة  في إدارة نينوى واستحداث محافظة سهل نينوى ومحافظة سنجار   اضافة الى محافظة الموصل..   
 
                   

208
نيجيرفان بارزانى: التعايش المشترك اقدم من الافكار الظلامية بألاف السنين
بطرس نباتي
استرعت انتباهنا الكلمة القيمة  التي القاها  السيد نيجيرفان بارزاني رئيس مجلس وزراء اقليم كوردستان السيد  في مراسم افتتاح مؤتمر التسامح والتعايش المشترك اليوم 13/12/2016  حيث وجدت فيها جملة من الأفكار تستحق الوقوف عندها فهي بحق خارطة طريق للتعايش السلمي المشترك ليس في اقليم كوردستان فحسب بل في العراق عموما.
 حيث اكد في مقدمة كلمته على ان كوردستان كانت منذ مطلع التاريخ موطن التعايش والتسامح ومهد الاديان والاعراق والمكونات المتنوعة،وعلى الرغم من كافة الحروب والمآسي وعمليات الاحتلال طيلة التأريخ التي فرضت عليها فانها لم تفقدها هذه الخصال الرائعة، فظلت موطنا لجميع الاديان والاعراق، عليه فان هذه الصفات غدت واحدة من ابرز المباديءالثقافية والتراثية لكوردستان،وان العلاقة الاخوية بين مكونات كوردستان والتعايش السلمي والتواصل المشترك وبناء هذا الوطن معا اصبحت نموذجا قل نظيره في العالم .
هذه العلاقة التاريخية الطويلة اساس متين لترسيخ السلام والتعايش المشترك في كوردستان، ومن هذا المنطلق اصبح المجتمع الكوردستاني من الناحية الثقافية والاجتماعية صاحبة عائلة مميزة ورائعة في الشرق الاوسط، هذه الحالة من التعايش المشترك للقوميات والاديان المتنوعة والمكونات الاخرى في اقليم كوردستان جعلت منها ان ترى كوردستان موطنا لها، وهذا ما جعل من الذين يتعرضون في المناطق العراقية الاخرى بسبب اختلاف الدين والقومية الى حملات الترحيل والتهجير القسري والترهيب ان يتوجهوا الى اقليم كوردستان .
ثم يستدرك سيادته قائلا
حينما نتحدث عن التاريخ ونجاح تجربة التعايش المشترك في كوردستان،علينا الا نخفي حقيقة ان الترهيب وتوسع الفكر الظلامي والضيق للارهاب والتطرف والجرائم الارهابية والابادة الجماعية التي تعرضت لها المكونات الدينية والعرقية في اقليم كوردستان، وعلى وجه التحديد الاخوات والاخوة الايزديين والمسيحيين،  ونقول بانها لم تترك اي اثر على هذه التجربة !.علينا ان نرى حقيقة ان كل هذه الاعمال كانت لها تاثيرات سلبية،وخلقت حالة من القلق والشك وعدم الثقة وجراحات عميقة،وتشكل تهديدا جديا على ثقافة التعايش المشترك في اقليم كوردستان والعراق،لذا فأمامنا مهام عصيبة جدا .
ومن جهة ثانية فان التجربة الناجحة للتعايش في اقليم كوردستان غدت موضع اشادة ودهشة العالم،وانعكس تاثيرها في العديد من الاوساط الاعلامية ومراكز البحث، وكان احد العوامل الرئيسة للدعم والدفاع والحماية التي قدمت لكوردستان من قبل التحالف والمجتمع الدولي  ثقافة التعايش هذه .
ومن اجل ترسيخ حالة التعايش السلمي وثقافة وعدم تكرار ما حدث في الماضي يصوغ سيادته بعض الاّراء التي يستوجب تطبيقها بشكل عملي ومنها :
اولا :الارهاب والتطرف والجرائم الارهابية والابادة الجماعية التي تعرضت لها المكونات الدينية والعرقية في اقليم كوردستان، وعلى وجه التحديد الاخوات والاخوة الايزديين والمسيحيين، هذه الجرائم تركت اثارا سلبية حيث خلقت حالة عدم الثقة  وقلق على التعايش السلمي بين جميع هذه المكونات وبالنظام السياسي  لذلك يتحتم على قيادة الإقليم العمل على:
 ١- يجب تقوية الاخوة بين الاعراق والاديان الموجودة في كوردستان، ويجب في كافة الجوانب السياسية والادارية والتربوية والاجتماعية  تقديم عمل جدي ومتكامل من اجل عودة الثقة والقناعة لمكونات كوردستان، ليشعر الجميع ان كوردستان مسكنهم وموطنهم، وان كوردستان لكل شخص يعيش فيها والجميع احرار في  انتمائهم العقائدي والعرقي؟! . كوردستان التي نشاهد فيها جهود ونضال واتعاب سائر المكونات
٢- جميع الاطراف من الحكومة والشعب وكافة مكونات المجتمع،عليهم تقديم خطاب واضح وصريح لؤلائك الذين يرومون تشويه تجربة اقليم كوردستان باسم الدين او الامة الحاكمة. او تحت مسمى الدين اوالقومية ينوون ارهاب الاديان الاخرى وتعريض معتنقيهم الى القبر الجماعي وهم احياء، وان يتم تعريضهم للترحيل والقتل،يجب ان يصلهم هذا الخطاب وان يشاهدوا حقيقة ان اقليم كوردستان ومكوناته لا يسمحون بتشويه هذه الثقافة وانهاء تجربة التعايش والتسامح على مر آلاف السنين في هذا البلد
٣- اتفاق واقعي ووطني مخلص مبني على اسس الواقع السياسي والاجتماعي والجغرافي وديموغرافيا المنطقة في الموصل واطرافها التي تعد منطقة لها خصوصيتها وتتألف من مكونات عرقية ودينية متنوعة، الضامن الوحيد لمستقبل هاديء لكافة المكونات، ويمنع نشوب حريق تجري المحاولات من قبل العديد من الاطراف بموجب اجندات محلية واقليمية ايقادها،ومنذ الآن فاذا لم يتلق الاهتمام من كافة الاطراف فلا احد بمقدوره توقع ظرف مستقر ومستقبل هاديء للمنطقة، على الجميع ان يكونوا حذرين لان ذلك تهديد حقيقي وجدي
٤- في عصر المشاكل وتهديد الارهاب يجب تقوية الاخوة بين الاعراق والاديان الموجودة في كوردستان، ويجب في كافة الجوانب السياسية والادارية والتربوية والاجتماعية  تقديم عمل جدي ومتكامل من اجل عودة الثقة والقناعة لمكونات كوردستان، ليشعر الجميع ان كوردستان مسكنهم وموطنهم، وان كوردستان لكل شخص يعيش فيها والجميع احرار في  انتمائهم العقائدي والعرقي؟! . كوردستان التي نشاهد فيها جهود ونضال واتعاب سائر المكونات
٥- تحطيم وابادة الارهاب والقضاء عليه لا يتم فقط عن طريق تحطيم القوة العسكرية للارهابيين، فمنذ البداية لم يكن هناك ادنى شك ان داعش كقوة عسكرية وكسلطة تستطيع اخضاع منطقة جغرافية لحكمها وان تؤسس عليها ما سمتها الدولة الاسلامية لا تعد اكثر من حلم فارغ!. وكلما طالت ففي النهاية داعش وامثالهم في التفكير ليسوا سلطة او حكما يمكنه البقاء
ثانيا :  اما بالنسبة لداعش وما خلفه من تدمير وخلق حالة من التشرذم بين المكونات العراقية  فقد عبر سيادته عن حالة ما بعد داعش بقوله .
ذهب داعش وينتهي غير انه اذا لم نواجه الفكر والعقيدة الداعشية،الذي أوجد القاعدة بالامس 
١-  علينا ان نقتلع  جذور هذا الفكر الظلامي الذي كان قد انتج القاعدة اول امس والانصار بالامس واليوم داعش فانه بدون ادنى شك سيظهر غدا وحش آخر وتحت مسمى آخر، وبعد غد يظهر البلاء نفسه في لباس آخر،
 ٢- على اقليم كوردستان والعراق والمنطقة عموما وبدعم وتعاون من قبل العالم الحر بدء حملة جدية  وباسرع ما يمكن لمواجهة لهذا الفكر الخطير
اذا كان داعش بالضبط عكس الحياة والبقاء فبدون ادنى شك لا يمكنه الحياة والبقاء،لذا فان مسألة القضاء عليه وعدم بقاءه ليس الا مسألة وقت فحسب،بيد ان الخطر الذي لا يمكن القضاء عليه عن طريق الاسلحة والنار هو الفكر الاسود والظلامي للداعشيين الذي يعد الاخطر بكثير من جرائمهم واعمالهم الدنيئة.
٢-  قبل الجميع فان السادة الاساتذة وعلماء الدين، وبالاخص علماء الدين الاسلامي ورجال الدين في كافة الاديان الاخرى تقع على عاتقهم المسؤولية بالدرجة الاولى لنشر الوعي  باستمرار والا يفسحوا المجال ان يتحول الدين من العلاقة بين الانسان والله تعالى الى وسيلة لرفض الاخرين ومعتقداتهم والمكونات الاخرى .
 3- وكذلك على المؤسسات التربوية ايلاء اهتمام اكبر بهذا المجال وتوسيع منهاج التدريس وتحفيز ثقافة التنوع والتعايش المشترك والتسامح انطلاقا من مراحل الروضة والاساس وصولا الى الاعدادية ومرحلة الجامعة،
4- لا شك ان المثقفين والمؤسسات الفكرية والثقافية وكذلك الصحافة والاعلام بامكانهم لعب دور كبير في هذا السياق . فاذا لم نفعل ذلك ولم نضرب في صلب وجذور الفكر الارهابي والمتشدد ولم نقطع عنه الطريق فبدون ادنى شك فان التعايش والتسامح وثقافتنا التاريخية تتعرض للمخاطر الحقيقة للفناء..
نص الكلمة على الرابط
TUE, 13 DEC 2016 14:29 | KRG Cabinet
http://cabinet.gov.krd/
وعلى موقع www..gov.krd


209
وزارة الثقافة الاتحادية وعملية اجهاض وليدها البكر  للثقافة السريانية.. كيف ولماذا ؟
بطرس نباتي

تلقت  اوساطنا الثقافي السرياني  بقلق خبرا مؤلمًا الا وهو قيام وزارة الثقافة العراقية بإلغاء (وحدة) الثقافة السريانية، وحسب ما جاء في خبر الغائها بان الوزارة المذكورة قامت بهذا الإجراء متذرعة بعدم استحصال ( الوحدة ) المذكورة على الموافقات الاصولية ،علما ان هذه (الوحدة) للثقافة السريانية قد افتتحت بشكل رسمي من قبل وزارة الثقافة في 17 حزيران من العام الجاري ،اي انه  تم إجهاضها  بعد مرور اقل من ستة أشهر على ولادتها  ، وراح العديد منا  يتداولون  متسائلين في جلساتهم عن كيفية  افتتاحها ثم الغائها  بقرار مجحف وخاصة هؤلاء  الذين يهمهم الشان الثقافي السرياني ،  والذين كانوا  يعلقون بعض الامال  على هذه  (الوحدة ) الثقافية ، في تحريك المشهد الثقافي  السرياني  الراكد وانقاذه من سباته  في بغداد ، بعد تعطيل معظم منتدياتنا الثقافية والاجتماعية ،
كجمعية أشور بانيبال والنادي الثقافي الاشوري ونادي بابل الكلداني وانتقال عمل اتحاد الأدباء السريان الى اقليم كوردستان .
وهنا لا بد لنا ان نتسائل لماذا هذا الإجراء من قبل وزارة الثقافة الاتحادية  ؟ من المعلوم للجميع بان الوزارة المذكورة يتولى حقيبتها وزيرا ليس ببعيد عن الثقافة  فالأستاذ فرياد رواندوزي عمل لسنين في إلاعلام المركزي لاتحاد الوطني الكوردستاني ، وهو مؤسس جريدة الاتحاد وجريدة كوردستاني  نوي وعضو نقابة صحفي العراق منذ 1979  وكنا نامل ان لا يحدث هذا الامر اي إلغاء هذه الوحدة الثقافية السريانية  اثناء توليه وزارة الثقافة ، وقد التقيناه ابان انعقاد معرض  أربيل للكتاب  الدولي في دورته الحادية عشر في نيسان 2016
واقترحنا عليه السعي من اجل فتح مديرية للثقافة السريانية وليس ( وحدة ) أسوة بما يوجد في الإقليم او حتى اقل منها لان ما موجود في الإقليم هو مديرية عامة للثقافة السريانية وليس ( وحدة للثقافة  السريانية ) ووعدنا خيرا ،مصرحا بانه يسعى منذ توليه الوزارة من اجل تحقيق هذا الغرض السامي
ثم جاء افتتاح هذه  التي أسموها (وحدة) علما  وكما هو معروف عن التسلسل الاداري وما تم افتتاحه هو اصغر من المديرية وحتى من القسم ولكن رغم صغر مكانتها الإدارية  ، الا ان استمراريتها  كانت  بمثابة  نواة  وربما كانت تتطور في المستقبل لتكون مديرية عامة ولكن من منطلق اضعف الإيمان ،رضى القائمون عليها بهذا الإنجاز ..
ولعبارة اضعف الإيمان  هذه حصرت  هذه (الوحدة ) بين قوسين لكونها الحد الأدنى من طموح مثقفينا ..
في راي المتواضع جدا حتى وان لم يكن افتتاحها قد جرى بموجب الصيغ الإدارية والروتينية المتبعة ، كما جاء في عذر اغلاقها ، كان يجب احترام من قاموا بافتتاحها  رسميا في حفل رسمي وشعبي  حضره الاستاذ فوزي الأتروشي وكيل وزارة الثقافة وعدد من المثقفين والمهتمين بالشان الثقافي السرياني وفي مقدمتهم الأب الباحث بيوس قاشا واخرون ..
كان من الاولى احتراما لهولاء ان يعمل على إتمام الموافقات الاصولية مع الاستمرار في عمل الوحدة الثقافية لكون قد حتم افتتاحها قبل أشهر ضرورة الاستمرار في عملها الثقافي..
لا بد لي قبل التذكير بما جاء في خبر افتتاح هذه الوحدة الثقافية  ان  اهمس  لوزارة الثقافة الاتحادية بشخص وزيرها ..
برأي  والذي كونته من خلال اطلاعنا على خبر افتتاح الوحدة الثقافية  هذه،  ثم خبر  الغائها حيث استخلصت سببا اتمنى ان أكون مخطأ به الا وهو، انعكاس  الخلاف  الحاد الذي حدث بين الكتل التي تمثل الأحزاب الكوردية ،  ابان مناقشة واقرار الموازنة السنوية للعراق لسنة 2017 ، خشيتنا ان هذا  الخلاف ربما  قد انعكس بالسلب على إلغاء هذه (الوحدة) الثقافية ، لكون الذي حضر وقام بافتتاحها مشكورا هو وكيل وزارة الثقافة الاستاذ فوزي الأتروشي  من  الحزب الديموقراطي الكوردستاني ولم يكن سعادة  الوزير الذي هو من اتحاد الوطني الكوردستاني  ، والذي امر بغلقها بحجة انها  لم تنل الموافقات الاصولية ..
نحن ندعوا هنا ان يتم معالجة غلق هذه الوحدة الثقافية وان لا تكون هي الاخرى ضحية لخلافات حزبية ضيقة  لا ناقة لنا فيها ولا جمل ، سواء كانت  متأتية كما فسرناها ،   او كانت نتيجة خلافات حزبية اخرى بين ما تسمى احزاب شعبنا ، كما يحصل عادة في تولي مسؤوليات ادارية او خدمية ،  ولنبعد المشهد الثقافي ومؤسساتنا الثقافية قدر المستطاع عن السياسة والتحزب ..

أدناه خبر افتتاح وحدة الثقافة السريانية في 17/ 6 /2016

وخبر اخر بغلقها بتاريخ 12/ 12/ 2016 

"السريانية" وحدة جديدة في وزارة الثقافة العراقية
عنكاوا كوم/بغداد/باء كاف
17/ 6
أحتفلت وزارة الثقافة العراقية أمس الخىميس بأفتتاح وحدة الثقافة السريانية ضمن تشكيلاتها الرسمية بحضور شخصيات سياسية ودينية بعد سنوات طويلة من المطالبة بأستحداثها.

وشهدت الأحتفالية التي حضرها وكيل الوزارة فوزي الاتروشي وشخصيات مسيحية من بينها النائب جوزيف صليوا والأب بيوس قاشا، عرض ألاجراءات التي رافقت مراحل تأسيسها والأطر القانونية الكفيلة بأفتتاحها.

وعلى هامش الاحتفال قال الاب قاشا في تصريح خاص ب "عنكاوا كوم" أنها فرحة كبيرة بأستحداث وحدة الثقافة السريانية التي ستحمل الى العالم الرسالة السامية التي نشرها اللسان السرياني العميق وحملت معه العلم والحضارة في جميع مجالات الاجتماع والدين اضافة الى الاناشيد والتراتيل الكنسية والشعرية التي تنتسب الى اللغة السريانية، مضيفا بأنها  كانت عونا كبيرا للغة العربية في الشرق .

وأشار قاشا الى أن المناسبة تعطي انطباعا عن أحترام المكون المسيحي الاصيل ودلالة مضيئة بين لغات بلاد الرافدين الى جانب العربية والكردية والتركمانية، مهنئا وزارة الثقافة بهذه الخطوة التي أعتبرها بأنها تعزز المساواة بين ابناء مكونات الشعب العراقي وترسخ للوحدة والوئام.

جدير بالذكر أن فتح الثقافة السريانية جاء أثر مطالبات مستمرة منذ ما يقارب اربعة سنوات من قبل شخصيات مسيحية في وزارة الثقافة الأ أن الاجراءات القانونية كانت وراء تأخر انطلاق مشروعها.

وزارة الثقافة العراقية تغلق باب "وحدة السريانية"
عنكاوا كوم/بغداد/باء كاف
 2016 / 12 /12

أغلقت وزارة الثقافة العراقية مؤخرا وحدة "الثقافة السريانية" بأمر من وزيرها بذريعة عدم استحصالها للموافقة القانونية.

وقالت فالنتينا يوارش في تصريح حصري لــ "عنكاوا كوم" أن الوزارة أغلقت وحدة الثقافة السريانية التي تم استحداثها مؤخرا، مبينة أن أغلاقها جاء بأمر من وزير الثقافة فرياد راوندزي بذريعة عدم اتخاذها الخطوات والموافقة القانونية خلال مجريات الاستحداث .

ودعت يوارش ممثلة المكون المسيحي في الوزارة، المعنيين في الوسط المسيحي الى التحرك من أجل المطالبة بافتتاح الوحدة السريانية مجددا لتأخذ دورها في تعزيز اللغة والفعاليات الثقافية السريانية.

تجدر الاشارة الى أن وزارة الثقافة احتفلت في شهر حزيزان الماضي بافتتاح وحدة الثقافة السريانية ضمن تشكيلاتها الرسمية بحضور وكيل الوزارة فوزي الاتروشي وشخصيات سياسية ودينية، بعد سنوات طويلة من مطالبة شخصيات مسيحية في الوزارة باستحداثها.


210
السيد قمني ومقاله الذي زلزل به مواقع التواصل الاجتماعي اثر تفجير الكنائس في مصر
بطرس نباتي
السيد قمني هو من مواليد 1947 ولد في مدينة الواسطي التابعة لمحافظة بني سويف  في مصر وهو فيلسوف علماني معظم كتاباته تبحث في التاريخ والفكر الاسلامي وتفسيره بموجب الفكر والفلسفة الماركسية اثار نقاشات حادة بين المتبنين للفكر الاسلامي السلفي وقد قدم اكثر من مرة امام المحاكم المصرية نتيجة ارائه ومناقشاته العلمانية وشجبه للتيار الاسلامي السياسي ،وكان اخرها  قبل شهرين عندما تعرض لحملة مغرضة ، مما دفع معظم الكتاب التقدميين في العالم بتنظيم حملة جمع التواقيع للدفاع عنه امام المحكمة المختصة وكانت حملة الدفاع هذه  من تنظيم موقع الحوار المتمدن .
بعد الجريمة النكراء في الكنيسة البطرسية في القاهرة كتب السيد قمني هذه الأسطر معبرا عن الم كبير انتابه وهو يشاهد عبر التلفاز الدماء الطاهرة لأبرياء لم يرتكبو ذنبا سوى انهم مسيحيين مصريين ولأهمية المقال وما اثاره من نقاشات حادة واهتمام من قبل متابعي صفحات الإنترنيت والتواصل الاجتماعي لحد توصيفه وكانه احدث زلزالا في هذه المواقع ، ارتأيت نشره هنا على موقع عنكاوا منتظرا ردود وملاحظات اعزائي القرّاء والكتاب
كتب السيد قمني ما يلي :

لست ممن ينتظرون وقوع الحدث ليتاجر به ويدلي بدلوه ، ولست ممن يظهرون فقط في المصائب لجني الفوائد ، ولا ممن يشقون الجيوب ويلطمون الخدود في لحظة بعينها لينصرف بعدها لعد مكاسبه والانصراف إلى منافع أخرى أو لشئونه وملاهيه ، فقد سبق وأمضيت العمر وقلت كل ما يمكن قوله تشخيصا وعلاجا ، وقدمت مئات الدراسات الموثقة التي لاتبغي سوى وجه الوطن ومواطنيه ، وقدمت عشرات التحذيرات وفي كل مرة كان الحدث يؤكدها ، وهاهي نبؤاتي التي سخر منها كتاب السلطان والمشيخة واقع ماثل أمامكم ، وليتها خابت وطاشت وليتني كنت من جلادي الذات وهما كما قالوا ،وليتني كنت مجرد متشائم أو كذوب كما قال آخرون ، حتى لايلطخ وجهي عار وطني .
( إسعفيني ياعين ) سمعتها كثيرا في أغنية أم كلثوم ، لكني لم اعرف مذاقها الحقيقي إلا ليلة مجزرة كنيسة القديسين ، فقلبي كان يوشك أن ينشق وأبحث عن دمعة واحدة تخفف وطأته فلا تأتي ، والفم أصابة التصلب فلا تخرج منه الصرخات بعدما تيبس الحلق وجف وصار حطبا فكتم الصرخة وكمم الصوت .
وكلما تابعت تعليقات السادة أهل الرأي من المتنفذين والسياسيين والمأجورين وصيادي الفرص والسفلة ازداد ألم الجسد العليل ، ولم تسعفني سوى معدتي بالقيئ الدموي ، وعندما رأيته اعتبرته مشاركة متواضعة في قذف الدم على وجوه السفلة والأوغاد ، لم تهلع بناتي كعادتهن مع أحوال أبيهن الصحية المتردية ، فعيونهم مسمرة على التلفاز بينما قامت كبراهن ( إيزيس ) تمسح بمناديل الورق الدم عن وجهي وملابسي وهي لاترى ماتمسح بعدما غامت رؤيتها خلف سيل الدموع ، وعينها بيني وبين التلفاز، بينما كانت أخواتها ذاهلات هلعا وفزعا ورعبا ووجعا .
ليومين لم ننم إلا إعياء في أماكننا أمام الفضائيات ، وكان العار والشعور بالقذارة المتدفقة من التلفاز يدفعني للنهوض للاستحمام فلا أتمكن ، لأن منحطا جديدا جاء يسكب حيض فمه ، فأخذت أمسح بكفي على أكمامي ووجهي وأهش عني في حركات لاإرادية كما لو كان وسخنا الإعلامي قد لطخني .
وكانت خلاصة قول سادتنا أنه عمل إرهابي قادم من خارج البلاد قاصدا أمن مصر المستتب وسلامة كل مواطنيها الآمنين السعداء ، وأن البحث جار عن ستة أشخاص دخلوا البلاد … فأي خطاب عبيط أهطل يرى الناس بقراً ليقول لهم قوله هذا ، وأي عُهر وكذب مقيت ، وأي قدرة على الرخص والابتذال ؟ ! ! .
نعم نعلم جميعا أن قاعدة العراق قد توعدت وأنذرت وحددت كنائس بعينها وكتبت اسم كنيسة القديسين السكندرية بالبنط الأكبر فماذا فعل الأمن المصري ؟ يغلب على ظني أن أحدهم لم يطلع على هذا البيان لأنهم مشغولين بأمور أخرى ليس من بينها أمن المواطنين ، وهل لابد للقاعدة أن ترسل مندوبا لها إلى مصر للقيام بالعملية ؟ هذا كلام كذبة مساطيل أعفوا أنفسهم حتى من الفهم واستعمال العقل قبل القول ، كان يكفي القاعدة أفرادا من الألوف التي خرجت في مظاهرات الكراهية طوال الشهر الماضي للقيام بالعملية ؟ وهل الأمن المصري من السذاجة بحيث لايجد في الجماعة الإسلامية أو الجهاد أو الإخوان وغيرهم من عتاة القتلة أي رابط مع القاعدة ؟ .
تدهشك هنا جرأة رجال الأمن التلفزيونيين وهم يؤكدون أنه لم يسبق أن عرفت مصر العمليات الانتحارية لذلك فالعملية برمتها تخطيطا وتنفيذا وأشخاصا قادمة من خارج مصر ؟ ! فماذا عن تلميذ الهنسة الذي انتحر بحزام ناسف بحي الحسين ؟ وماذا عن تفجيرات طابا ودهب والعريش وما قبلها وما بعدها ؟ الطريف أن الجهاد المصري أعلن مسؤليته عن هذه التفجيرات لكن الأمن المصري أكد أنه ليس الجهاد لأن البوليس المصري سبق له أن احتواه وفككه ؟ أليست تلك من المفارقات المدهشة فيعلن الفاعلون أنهم فعلوا ويتبرع الأمن المصري لنفي التهمة عنهم ، وهو نفس ماقيل بشأن تهديدات الجهاد لصاحب هذا القلم الموقعة باسم منظمة الجهاد المصرية والتي وصلته بعد تهديدات قاعدة العراق مما يؤكد الترابط والتواصل والتفاهم بين الطرفين ، وفي اليوم التالي للإنكار الذي قدمه صحفيو روز اليوسف الأمنيين بنسبة التهديد للجهاد ، كان الجهاد يضرب في سيناء .
لقد ترك الأمن لبمصري أحمد منصور يسافر إلى الدوحة آمنا وترك سليم العوا يعوي حتى تاريخه ( سبق وأعلنت استعدادي لمناطرة العوا تلفزيونيا فذهب لقناة الجزيرة يقول مايريد فى سلسلة حلقات وهو أمر معهود فيمن لايعوي إلا في بيته ) ، بعدما أشعلوا النار وبدأت حرب الكراهية والمظاهرات الألفية بعدها مباشرة ، في حملات مسعورة تريد دم المسيحيين المصريين بهتافات علنية لاتخجل ، ونفس الأمن هو من قام باعتقال المسيحيين الذين تظاهروا أمام كنيستهم بالعمرانية ليطالبوا المحافظ ببقائها ، ربما مع الغضب أتلفوا شيئا متواضعا وقذفوا الشرطة بالاحجارولكن دون أن يسبوا الإسلام والمسلمين ، وهو الأمن المشغول الآن بالبحث عن المتسللين إلى البلاد من قاعدة العراق !! فأي قرون أنتم ؟
هذا ناهيك عن شماعة إسرائيل والموساد المملة والممجوجة والمقرفة والهزيلة والهزلية والمقززة في آن معا . فهل كان الموساد وراء جرائم الكشح ومنقطين والطيبة وديروط وأبوفانا ، ونجع حمادي التي هي فضيحة وعار على مصر كلها بعد مضي عام كامل دون صدور الحكم على المجرمين ، بل ودخول الرأس المدبر للجريمة البشعة عضوا عن الحزب الوطني بمجلس الشعب للمرة الخامسة على التوالي .
ثم ماذا عن المجزرة الحقوقية للمسيحيين المحرومين من أي مناصب وما يلاقونه في محاكم الأحوال الشخصية ، وما يفرضة الشارع الملتاث من مذلة وهوان علي أي مسيحي ، وياحبذا لو مسيحية شعرها مكشوف تضطرها ظروفها لاستخدام المواصلات العامه والسير فى شارع المجانين ، ومن لايخرج من بيته تدخل عليه بيته لعنات التكفير والكراهية عبرألوف الميكرفونات مدعومة بالأحاديث والآيات . إنه العار مجسدا بكل صنوفه ومفرداته ومعانيه ومترادفاته .
عار علينا عندما سمحنا للوهابية الإخوانية أن تحول مصر الجميلة المرحة المنتجة المبهجة إلى منقبة مبرقعة ذليلة المنح البترودولارية ، وأن تحول شعبها المنجز البهيج الى قطيع من الغوغاء ، ويهولنك أن تجد الإخوان يسيرون اليوم في جنازة موتى جريمتهم .
عار على شيخ الأزهر أن يذهب للتعزية بالكاتدرائية ، وهو من أعاد مناهج الفقه الإرهابية للتدريس بالأزهر بعدما رفعها المرحوم سيد طنطاوي ، وبعد مجموعة دراسات مطولة نشرناها بصدد تلك المقررات ، وهى المقررات التي تتفنن في زرع الكراهية للمسيحيين مع وجوب إذلالهم وعدم موالاتهمم وأن من والاهم من المسلمين فهو منهم ، وأن أضعف الإيمان اشعارهم بالاحتقار والازدراء أينما وجدناهم ؟
عار على المفتي أن يذهب للتعزية بالكاتدرائية بينما فتاواه هو وداره تقف من قضايا الأحوال الشخصية مع المسيحيين موقف أن الإسلام هو الدين الأعلى ، وتصدر بعدها الأحكام على هذا الاعتبار دون النظر الى أن النظام الحقوقي يفترض المساواة بغض النظر عن اللون أو الجنس أو العقيدة ، وتعلن بوضوح أن من أوصى ببناء كنيسة فهو كمن أوصى ببناء خمارة أو حظيرة خنازير .
عار أن يبقى ثلاثة محافطين في مناصبهم بعد ثبوت طائفيتهم المقيتة في التعامل مع مشاكل المسيحيين .
عار على مصر كلها أن يبقى المسؤلون عن الأمن في كراسيهم بعد المجزرة وبعد إعلان القاعدة الواضح ، عار أن يتم تكليف القصاب بالقبض على زميله الجزار .
عار أن يظل بناء الكنائس مرهونا بقرار من رئيس الجمهورية بينما المساجد العشوائية التي تأوي الإرهابيين وتخرجهم تبنى بين ليلة وضحاها مدعومة من الدولة معفية من أي شروط بل وتقدم لها كل الخدمات والتسهيلات بالمجان .
عار على مصر حكاما ومحكومين أن يتم نفي رعية لها من المواطنة لأنهم غير مسلمين بنص المادة الثانية من الدتور .
الحكومة تعلم أنة من العار أن تضع خانة للديانة بجواز السفر لأنة سيطلع عليها العالم لكنها تضعها بالبطاقة الشخصية للفرز الطائفي بين المواطنين .
عار على الإعلام أن يتوجه بخطابه ولغة هذا الخطاب بل وبالدراما والأغاني للمسلمين وحدهم كما لو كان الوطن يخلو من غيرهم .
عار غلى التعليم أن يصطبغ حتى في المواد العلمية البحت بالصبغة الإسلامية ، بل ويلقي بست قرون من تاريخ مصر في القمامة لأنها كانت حقبة قبطية وكما لو كانت تاريخا لبلد عدو .
عار علىينا أن نسمي ماتفعله القاعدة بالعراق مقاومة وأن نسميه في مصر إرهابا .
عار أن نترك مصر ست الحسن كله تُفتح مرة أخرى على يد الوهابية بدمويتها وعنصريتها وبدائيتها وجهلها وانحطاطها ، لتسود على مصر الجميلة الخلاقة المبدعة التي ظلت ماضيها على سماحة المذهب الحنفي .
عار على كل مصري يحب وطنه أن يظل ساكتا ساكنا راضيا بالاستبداد السياسي المتحالف مع الاستبداد الديني مع فساد لانظير له ، وتركه يمتص دم الفريسة ومابقي في شرايينها دون أن يشبع .
إن لم يبدأ التغيير الآن لرفض الفساد والاسبداد السياسي وسيطرة التطرف الإسلامي المنفلت ، وإقامة نظام مدني حقوقي يرعى حقوق الأقليات قبل الأكثرية ، ويعيد الدين إلى مكانه الطبيعي داخل المسجد والكنيسة لا يتعدى أبوابهما ، بعيدا عن المشترك الاجتماعي العام ، وإعادة صياغة دستور كامل المدنية يقوم على عقد اجتماعي يرعى الصالح العام لكافة المواطنين على التساوي ، فإن القوادم ستكون أفدح من السوالف .
ولأنى مصري صعيدي فإني أرفض العزاء قبل اخذ الحقوق ، وإن لم يبدأ هذا الآن ، فلتبدأوا بإقامة سرادقات العزاء في موت بلد عظيم كان اسمه مصر .
أقول قولي هذا وبعده لا آمن من التصفية أومن تلفيق قضية


211

منح سمارا كوركيس عيسى شهادة ماجستير في طب ومعالجة الأسنان


  منحت طبيبة أسنان  سمارة كوركيس عيسى  من عنكاوا شهادة   ماجستير في طب ومعالجة الأسنان  وبدرجة الامتياز من قبل كلية طب الاسنان في جامعة  ( هولير )  الطبية  في أربيل  وقد منحت هذه الشهادة عن رسالتها الموسومة ( كفاءة فايلات مختلفة بنظام الدوراني في التغيرات الشكلية بتصوير جهاز مقطعي الدقيق وتسرب البقايا الجذرية ) دراسة مختبرية مقارنة
( Master student (Samara Gurgis Essa discussed her thesis debate in conservative dentistry department with excellent degree under the title ( Efficiency of different rotary file system in shaping ability with micro computed tomography and apical debris extrusion) at hawler medical university / college of dentistry


212
مع الاخ  ابرم شبيرا
في مقاله حول الدون كيشوت
   
بطرس نباتي 
نحن كمسيحيين  يوجد فينا اكثر من اي شعب اخر  انواع من الدون كيشوتية ،  لدينا الدون كيشوت  في داخل الوطن ، وهم الذين قصدتهم  بمقالك هم يريدون البقاء وهم يحاربون ويقومون الظلم والاحكام والقوانين الجائرة وجها لوجه مع مقابل  فكر عفن فاسد من راْسه حتى قدميه  ،انا لا اسميه شيطان كما أسميته لان هذا العدو ظاهر وواقعي  وحقيقيقي وليس غائب او غير مرئي او كائن خرافي  ، العدو هذا عبارة عن فايروس نخر في عقول البعض ممن يقودون البلاد اليوم فحولهم  الى كائنات مسخة لا تهمها غير مصالحها وفرض مبادئها وما تؤمن به  بالقوة ، هولاء  صديقي شبيرا وصفتهم بالدون كيشوت واغرقتنا في تعريف قصته او حكايته ، لكني اختلف معك في وصفهم لاني   اصفهم  بالمناضلين   الحقيقيين  لانهم يقابلون هذا الفكر وجها لوجه ، حتى ولو كانوا بموجب وصفك دونكيشوت ولا يملكون غير سيوف من خشب لكنهم  يصارعون  الظلم جزافا الا انهم شجعان لانهم كما قلت يقارعون الظلم وجها لوجه والظالم يحسب لهم الحساب وإذا ما استطاع طعنهم فلا بد ان يطعن فيهم من الخلف ،لانه جبان لا يستطيع مواجهتهم وهم ايضا يتمتعون بحب واحترام الغير وخاصة من الأقليات المظلومة الاخرى وعدد لا باس به من ابناء الأكثرية وخاصة الشرفاء والوطنيين منهم هولاء الذين وصفتهم بالدون كيشوت  هم فرسان حقيقيون لانهم يصارعون  وهم داخل الوطن  اي في جحر الشياطين فقط انتقدنا لهم بأنهم ليسوا متكاتفين ينقصهم التنسيق فيما بينهم  .
نوع ثان من الدون كيشوتية  هولاء سيوفهم كلمات يطلقونها كبالونات بالاسود  والابيض أدواتهم طاولة صغيرة  وكلماتهم جمرات من نار يصلون بها تارة سياسيو الداخل وطورا رجال الكنائس وطورا اخر اصدقائهم من كتاب الإنترنيت  وكانهم مصارعين داخل  سجن كبير يشبه كثيرا كولوسيوم التاريخي في روما .
 كنت ضيفا على احد الأصدقاء  في احدى الدول وسمعت صراخه بعد ان دخلت دارهم قلت لزوجته ما بال زوجك أهو في عراك معكِ او مع احد ما قالت لا والله ان هذا حاله فهو يتعارك مع الكومبيوتر  تعجبت وعندما دخلت غرفة مكتبه لم ينتبه ووجدت حاله وعصبيته وهو يَصْب  جام غضبه الشديد على أناس يخاطبهم  وما دنوت من الشاشة الصغيرة  التي كان منكبا عليها حتى علمت انه داخل في معركة في احدى غرف الدردشة في البالتوك ..
هذا النوع من الدون كيشوتية ، عزيزي  شبيرا.. يبدأ بالانتقاد ثم الاتهام كل ما حوله ومن في الداخل متهما الكل بالخيانة للأمة وأنهم ضد الامة الآشورية وعملوا على تفتيتها والقضاء عليها لانهم رضوا بتسميات غريبة عنها  ، ومن الجانب الاخر  يقوم دون كيشوت  اخر بوصف كل من يؤمن بانه اشوري بانه متاشور مخدوع بمؤامرات الإنكليز ، والأنكى من هذا هو لا يستطيع ان يخرج من داخل مهجره البعيد اي انه يريد ان يغير الأوضاع ويدحر الأعداء  في العراق بمجرد ان يضغط على زر الرومنت كونترول ولا ينسى من وقت الى اخر ان ينقلب الى وأعض لمن في الداخل ينصحهم بان يهاجروا كما فعل هو ، ان يتركوا الوطن لانه اصبح او سيُصبِح قريبا جحيما لا يُطاق ، لا ادري ما دام هذا الجحيم لا يمكن العيش فيه لما يشغلون انفسهم بشأنه وهم بعيدون عنه ولا يطيقون العيش فيه ولو لساعات معدودة ، كما اتعجب حينما تناط مسؤولية في هذا الجحيم يتصارع هولاء عليها كل يريدها لنفسه ..
النوع الاخر لهولاء الدون كيشوتونية  من ياتي للوطن للزيارة والتفقد وخاصة ابان الموتمرات السياسية  او منظمات المجتمع المدني وما تسمى بحقوق الانسان او منظمات تتبع بعض الكنائس هولاء يأتوننا ايضا من خارج الوطن يضحون ببعض الأيام ليمكثوا بيننا يحضرون يومان او ثلاثة لما يسمونه جلسات الموتمر ثم الجلسة الختامية والمقررات تعقبها احتفال خاص بالمناسبة  بعدها نراهم يحزمون حقائبهم مباشرة الى المطار بعد انتهاء الاحتفالية ، اما الذي يقرر البقاء فانه يبقى ليلتقط ما يسمونه اليوم السيلفي مع الأهل واقربائه لينشرها في الفيس بوك لكونه قد حقق بطولات لا مثيل لها، هولاء الذين ياتون لمدد أطول لهم طموح خارق العادة فانهم يتوقون لتولي منصب ما وزارة مؤسسة مديرية عامه ( اي حسب القسمة ) وكل ذلك في وطن يصفونه بجهنم ومن فيه شياطين، قبل داعش كان التصارع على أية وضيفة بين هولاء الدون كوشوتيون  على أشده ، تعرفنا على العديد منهم كانوا يطرقون أبواب عديدة، يستجدون وزارة ، مسؤولية  يطرقون  ويتنقلون بين  هذا ألح باب الى باب اخر، من اجل ذلك الا انهم لم يحصلوا على شيء يذكر رغم جميع الذين ذهبوا اليهم وعدوا خيرا  وطلبوا منهم سيرهم الذاتية الا ان وعودهم ذهبت ادراج الرياح (وعادوا بخفي حنين ) كما يقال ، هذه الظاهرة بعد داعش قد خفت الا ان ما ان حسر داعش حتى بدا قسم منهم بعرض خدماته لمن يشتري ويسوق ذاته او غيره من (الاقربون الاولى بالمعروف )على وعسى يحصلون على منصب في هذا الجهنم الذي لا يُطاق مقارنة بما عليه من نعيم ورفاه .
اخي شبيرا لا تتصور  ان من هم في الداخل يصارعون طواحين الهواء هم  ابطال  بالحق والحقيقة  وهم يصرعون  الظلم بأدواتهم البسيطة وفي بيئة موبوئة مثل بغداد اوغيرها من محافظات العراق ربما تعرض احدهم للموت مرات ومرات ولكنهم لا يأبون به ولا بتهديدات التي تأتيهم من قبل من يحمل في فكره الفايروسات القاتلة،   وهذا احد من هولاء مناضلي الداخل ، الاخ جوزيف صليوا والذي  تعرض الى  تهديد مباشر  من  قبل  احد من هولاء القذرين رغم ذلك هناك من ينتقده ويصفه( بشهيد العرق) أليست هذه حماقة وصلافة ما بعدها حماقة..
 بربك يا شبيرا العزيز .
اين وصلت بِنَا المهاترات وخاصة  عبر وسائل التواصل الاجتماعي ولماذا كل هذه الاهانات تجاه بَعضُنَا البعض وخاصة في هذا الزمن الرديء والذي نحن بحاجة الى التكاتف  فيما بيننا  وتشجيع من يتولى المسؤلية فيما يسمونه جهنم ومع الشياطين ..
 
 
 
   
   



213
قراءة موجزة في خطاب القاضي محمود الحسن 
بطرس نباتي
في البداية اود ان أحييك  ( ماشاء الله ) على صوتك الجهوري وحنجرتك الذهبية التي فعلا تصلح ان يكون صاحبها خطيبا مفوها وقد استمعت  واستمتعت كثيرا بخطابك الرنان في الفيس بوك وانت تبرر فرض الشريعة الاسلامية بالنسبة الى تحريم الكحول وترد بحسب الشريعة ايضا  على منتقديكم وتنذرهم بالويل والثبور والشكاوى  لانهم يعترضون على تطبيق الشريعة الاسلامية
، وانت تعلم بان ما يتعلق باوامر الله وشرائعه  تكون الشكوى لله وليس امام البشر  كما يقال  ( الشكوى لغير الله مذلة )    ..

حسنا أيها القاضي الذي يتوجب ان تكون عادلا  ليس كما كنت في اروقة المحاكم  او ان تكون في البرلمان   ، لكون  (العدل أساس المُلك ) واتصور انا وانت وغيرنا لا بد لنا ان نحترم هذه المقولة كل حسب موقعه وتفكيره ومنهجه ..
لنأتي الى بيت القصيد
عدة  مرات اصغيتُ جيدا الى تصريحك حول تبريرك للمادة التي طرحتها بتحريم الكحول، وثق بأنني لست من مدمني الكحول لكني لا أنكر  باني احتسي قنينة او اكثر من البيرة  لتلبية  دعوة  من صديق او لمة أصدقاء  ، كما يقال بالعراقي (كعدة ) وحسب مايقال بان البيرة (ابعدك الله شرها)  مفيدة اذا ما كانت بحدود المعقول ..
والامر الاخر نحن  لا نخشى كما يقول البعض على الارزاق والمعيشة لأنك كما تعلم هناك طرق اخرى للارتزاق  سواء كان بالحلال او في الحرام وما أكثره اليوم في عراقنا ( الجديد ) واهم من جميعها ما ياتي عبر السرقة والاستئثار بالمال العام  ( واقولها أسفا ) وحضرتك قاض ولا بد انك مطلع على ما يحدث في العراق  الجديد بعد 2003  ، وأنك ايضا على علم بان اغلب ممتلكات المسيحيين في بغداد وغيرها في محافظات الجنوب نهبت وتم تحويل ملكياتهم بأسماء الغير والذين استأثروا بها هولاء الذين يملكون القوة والاقتدار في عراقنا ( الجديد )  اي المسؤلين والحزبيين  التي تدعونها بالإسلامية جزافا ،
لنتحدث  بهدوء وبعيدا عن المساومين وعلى رأسهم هولاء الذين حتى الامس القريب كانوا في بلدان الغرب افندية وآخر موديل ( ويومية قنينة عرق رخيص لان آنذاك لم يكن لديهم ما يشترون به ولو ربع بطل ويسكي رخيص  )  واليوم لبسوا العمامة كي يتولوا منصب او يستحوذوا على كرسي برلماني او حقيبة وزارة او اي منصب اخر .
استحلفك بربك وانت تنادي بتطبيق الشريعة الاسلامية هل يوجد في التشريع الاسلامي اي نص او حد  من الحدود ينص ،  بان التاجر او الذي  يحتسي المشروب يعاقب بغرامة قدرها (خمسة وعشرون) مليون دينار وهذا المبلغ اذا يتم استلامه من تاجر او معاقر  الخمرة  أليس حراما بموجب الشريعة الاسلامية ، فكيف بفلوس الحرام الآتية  من تجارة المنكر ؟  تدخل الى بيت مال المسلمين  يا ترى الا تلوث المال الحلال بموجب تحليلك وحسب الشريعة ؟   هل يجوز هذا ام لا ، اهناك في الشريعة الاسلامية.  غرامات على العرق  ؟ كيف فاتك هذا الامر وانت حقوقي وبامتياز ؟ 
ام هناك حدود في  الشريعة الاسلامية  تنص على غير الجلد او القطع  او اعلان التوبة ..
مادامت الشريعة وتطبيقها في نظرك وفي تفسيرك للمادة الثانية  ( اولا ) للدستور العراقي لها قوة قانونية لكونها جائت في المقدمة ،  بحيث تستطيع ان  تنفي المواد والفقرات الاخرى المتعلقة بالحرية الفردية والشرعة  والمواثيق الدولية اذن لنسعى معا الى عدم تجزئة الشريعة وسنها كما يحلوا لك ولغيرك وكما يلي : ولاني عندما تفعل هذا سأوافقك على جميع ما جاء بتصريحك والذي أطلقته وانت في حالة غضب شديد :   
اولا : حسب الشريعة يتوجب على اهل الكتاب من اليهود والنصارى ان يودوا الجزية وهم صاغرون ؟
اذن اقترح قانون اخر بأخذ الجزية منهم ..
ثانيا : حسب الشريعة الاسلامية الذين ليسوا اهل الذمة يتوجب بموجب الشريعة  عرض أمرين لا اخر ان يعتنقوا  الاسلام او السيف..
أسعى اذن مع العديد من مؤيديكم بإصدار قرارات تنص على القتل والسبي وغيرها
 
رابعا : حسب الشريعة الاسلامية السارق تقطع يده من الرسخ وتارك الصلاة  ومعاقر الخمرة يجلد والقاتل
يقتل وغيرها من الحدود لانها حدود الله
وألغي الغرامات والقوانين الوضعية جميعها
اذن اصدر هذه القوانين لانها من الشريعة ايضا وهي حسب المادة الثانية اولا وثانيا من الدستور ( دين الدولة الرسمي وعدم تعارضها مع الشريعة )
 
خامسا : حسب الشريعة الاسلامية يتوجب على اهل الكتاب ان يمتنعوا عن بناء الكنائس  والمعابد وان لا. يعمروا دور عبادتهم ولا يرفعوا صليبا  او اي رمز اخر ولا يقرع لهم نواقيس .
 
سادسا : حسب الشريعة يجب ان لا تجلس حضرتك مع يونادم كنّا ورائد اسحق وجوزيف صليوا وفيان دخيل ،  وغيرهم ، وكذلك عليك ان تطرد وزيرة الإسكان حسب قوله تعالى (لا تتخذوا من اليهود والنصارى أولياء لكم)
سابعا  : حسب الشريعة انت  وغيرك يجب ان لا تلبسوا  هذه الملابس الغربية قاط ورباط ولا تركب سيارة بل جمل او حمار 
اود ان اعلمك أيها القاضي الجليل  أنكم ستفرضون قوانين اخرى سمعنا ببعضها منها وستأتي قريبا وهذه الفقرة بمنع الخمور ما هي الا لجس نبض الشارع العراقي ومنها : 
حذّر لَبْس بناطير  ضيقة  ( جينز ) للإناث في الدوائر الرسمية ومراجعيها
فصل الإناث عن الذكور في المدارس والجامعات وحتى في المستشفيات والدوائر
فرض  ارتداء الحجاب الشرعي
وستأتي اخرى غيرها

يا سيد ابراهيم الحسن اذا عملت وفرضت كل هذه ، ولان الشريعة  الاسلامية لا يمكن ان تتجزء وما دامت المقدمة من هذه الشريعة تم فرضها ستأتي اذن بقية القوانين وحسب الشريعة الا يحق لنا ان نسال 
بماذا تتفوق انت في تصريحاتك وخطبك النارية عن ما تسمى الدولة الاسلامية وتطبيقاتها ولا أقول ايران لاني زرت ايران ووجدت انها تتراجع رويدا رويدا عما فرضته في بداية الثورة الاسلامية ..
ولكني اود ان اطرح عليكم  مقترحي  هذا
قبل ان تجعلوا من العراق دولة الخلافة او تحيلون نظامها الى نظام دولة الفقيه أرجوكم
اطردوا من العراق  جميع معارضيكم ليس فقط ابناء الديانات الغير الاسلامية بل حتى من الاخوة المسلمين الذين لا يأمنون ولا يقبلون بنهجكم المتخلف هذا. ودمت بصحة ودام الله صوتك الجهوري هذا لخدمة الامة العراقية
 


214
قصور ملوك الدانيمارك وقصور الرئاسة في العراق

بطرس نباتي
قبل تناولي تفاصيل  زيارتي  لدانيمارك اود ان اشكر زوج ابنتي  العزيز ثابت عسكر  وخاله فؤاد  الذي غالبا ما آكون برفقتهم في زيارة معالم في دولة  الدانيمارك .
في  زياراتنا هذه   لاحظنا وجود العديد من القصور الملكية  في عاصمتها كوبنهاغن او في اطرافها .. قصور ملكية عديدة بعض منها لازالت مسكونة من قبل العائلة المالكة لحد الان فهناك مجمع قصور امالينبرخ الذي يتكون من أربعة قصور تحيط  بباحة واسعة يتوسطها تمثال الفروسية الخاص بفريدريك الخامس وهذه القصور تقع في حي كان خاصا بابناء الطبقة العليا في كوبنهاغن وتم التخطيط له في عام 1748 ومنذ ذلك الحين اصبحت هذه القصور الأربعة محل إقامة الطبقة الملكية .

في الوقت الحاضر تم  تجهيز أحد تلك القصور (قصر مولتكه أو كريستيان السابع) للضيافة ويستخدم بشكل رئيسي لأغراض إقامة الاحتفالات. أما القصران الآخران فهما مخصصان للملكة وزوجها (قصر شاك أو كريستيان التاسع) وولي العهد وزوجته (قصر ليفيتزو أو كريستيان الثامن). وفور الانتهاء من أعمال الترميم، سينتقل ولي وولية العهد إلى قصر بروكدورف (قصر فريدريك الثامن) والذي كان في السابق قصر فريدريك التاسع والملكة إنجريد.
الا ان ما يهمنا هنا تحول قصور ملكية الى متاحف والى أماكن سياحية يأمها السواح ومواطني البلد للتمتع بجنانها الخضراء الوارفة بما فيها القصور التي تسكنها العائلة المالكة في الوقت الحاضر فلا احد يمنع من دخولها والجلوس في ظلال أشجارها والتمتع بجمال زهورها  ومن هذه القصور التي تحولت الى متاحف تراثية
وكانت قصورا  للعائلة المالكة   مثل  قصر روزنبرخ الذي يضم  مجموعة مقتنيات تتعلق بالملوك الدنماركيين المتعاقبين والذي يقع في قلب كوبنهاجن  هذه المقتنيات تعتبر ثروة بحق وخاصة المجوهرات النفيسة التي كانت تمتلكها هذه العائلة والآن اصبحت من معروضات هذا المتحف وكذلك  وقصر فريدريكزبرج الواقع في هيليرود – اللذان بناهما كريستيان الرابع في أوائل القرن السابع عشر - فقد تم استخدامهما دوريًا كقصور ملكية. أما الآن فقد تحولا إلى متحفين، في حين تحول قصر فريدريكزبرج، والذي أُعيد إنشاؤه بعد أن خرّبه حريق مدمر في عام 1859، إلى متحف للتاريخ الوطني ..

العبرة من هذه المشاهدات
كلما أزور مثل هذه الأماكن تتردد في ذهني أسئلة عديدة حول تلك القصور التي بناها ملوك العراق كقصر الرحاب وقصور ومجمعات التي بنيت في زمن صدام حسين سواء في بغداد او في المحافظات الاخرى من العراق ، والتي كانت من المفروض ان تتحول الى متاحف تراثية ووطنية كما فعلت الدانيمارك او البلدان الاخرى ولكن هذه الدور والقصور اصبحت تنتقل ملكيتها لبعض المسؤلين  الفاسدين لهذا الزمن الفاسد .

فمن بين 32 قصراً في بغداد، استخدمت الحكومة العراقية 4 قصور فقط للصالح العام، أما البقية فباتت تحت سيطرة سياسيين يقيمون فيها مع عوائلهم بدون وجه حق، قام بعضهم بنقل ملكيتها من أملاك ديوان الرئاسة إلى اسمه الشخصي بتحايل وفساد من القضاء العراقي ومن الحكومة، وأبرز هذه القصور الرحاب والثريا والسجود والسلام والجمهوري والمنصور والقدس وبغداد وقلعة بغداد  والنصر والفاو ودجلة والعرب والسندباد.
   احد قصور الرئاسية في العراق
فهي قد تم بنائها  باموال الشعب  العراقي وليس من المال الخاص لأي رئيس او ملك لهذا كان من الاحرى ان تعود ملكيتها الى الشعب وان تتحول الى متاحف
تراثية او غيرها..
 

  مع استاذ حبيب عسكر امام قصر روزنبرخ الذي تحول الى متحف تراثي

 

     (بعض مقتنيات قصر روزنبيرخ



  تمثال الفروسية في مدخل القصور الأربعة




 قصور الرئاسة في العراق


 


 

 
 

215

المضحك والمبكي في عمل وتصريحات أعضاء كوتا للمسيحيين في البرلمان الاتحادي

بطرس نباتي

قبل مدة في مقال لي  وكان بعنوان (لا احد يستطيع ان يركب ظهرك الا اذا انحنيت  ...)
ذكرت في جزء منه ما يؤلمنا من أعضاء الكوتا المسيحية في برلمان الاتحادي  والمضحك والمبكي  من جراء تصريحاتهم  ومواقفهم  وخاصة عدم اتفاقهم مع بعضهم البعض حيث أوصلوا الامر بينهم الى قطيعة مزمنة يندى لها الجبين،   وأصبحت تصريحاتهم ضد بعضهم  البعض مثار تندر  وغمز وهمس  بين  معظم  أعضاء الكتل الاخرى  لكون اصبح  حال خصوماتهم تجري  على المكشوف  وبصوت مرتفع لحد الصراخ ، ووصلت معضمها الى السيدة آلاء الطالباني ( حسب تصريح الاخ جوزيف ) وكذلك العلاوي.       ( في تولي الوزارات )  والجبوري وغيرهم  ، وهذا  الامر ترك و له تاثيرا سيئا وسلبيا على ايدائهم داخل مجلس النواب ،وخاصة حينما يتعلق الامر  باتخاذ  قرارات مهمة بالنسبة الى عموم المسيحيين في العراق ،وكان اخرها ما اتخذ بشأن البطاقة الموحدة وفرض مسألة اسلمة القاصر، وكذلك هذه الحالة ،اي حالة الخصام  وتبادل الاتهامات بينهم اثرت على العديد من القرارات الاخرى حيث  ما صدر منها ، لم تلبِ الحد الأدنى من  طموح شعبنا ، ولكن ما صدر مؤخراً  من بيان معزز بوثيقة من قبل مكتب النائب جوزيف صليوا نشرها في عنكاوا كوم ،وفي موقعه على الفيس بوك، وهذه الوثيقة تكشف الى اي مدى وصلت بالبعض الانانية وتعظيم الذات والتباعد بين من يدعي بتمثيل شعبنا ، يقول النائب  جوزيف صليوا في إيضاحه بان المكون المسيحي خسر رئاسة لجنة مهمة وهي لجنة حقوق الانسان في البرلمان الاتحادي وشعبنا وما تعرض له في الموصل وسهل نينوى وفي مختلف مناطق العراق الاخرى هو بأمس الحاجة الى تولي مثل هذه اللجان ، وسبق لهذه اللجنة ان عقدت اجتماعات مع أطراف دولية لمناقشة وضع المهجرين وخاصة المسيحيين والازديين  علمت ان في احد هذه الاجتماعات ،ان لا وجود  لأحد  من برلماني الكوتا في ذلك الاجتماع واتصلت فورا بأحد الاخوة البرلمانيين وحسب ضني كان الاخ جوزيف او عماد يوخنا لاني لا املك ارقام هواتف باقي الاخوة ، هناك وكان رده بانه لا تمثيل لهم بهذه اللجنة المهمة ويمكن ان يحضر الاجتماع ولكن بصفة مراقب وليس كمشارك وشكرني على اتصالي به  ..
وخلال قرائتنا المتأنية للإعلان  الذي اصدره الاخ جوزيف و ما يجري  داخل المقاعد ووراء الكواليس بين الإعضاء الخمسة الذين انتخبناهم كي يتولوا عضوية البرلمان وكي تكون قرائتنا واضحة سوف نضع بعض النقاط على الحروف كما يقال:
اولا : السيد جوزيف صليوا دخل الانتخابات  في عام 2014 ضمن قائمة الوركاء وكانت تقودها شميران مروكل وطرحت برنامجها الانتخابي وكانت تنافس القوائم الاخرى وحصلت على أصوات أهلتها بان يتبوء احد أعضائها عضوية البرلمان وهو الاخ جوزيف صليوا وجاء تسلسلها الأخير في فرز القوائم الفائزة حيث فازت قائمتي الرافدين والمجلس الكلداني السرياني الاشوري باربعة مقاعد .
ثانيا : كانت الأخت شميران مروكل تترأس القائمة وشميران من خلال مسيرتها النضالية في الحزب الشيوعي العراقي والتي لا يجهلها من عاصرها او تعرف عليها لا يدانيها احد من السادة النواب بما فيهم رئيس قائمة الرافدين مع احترامنا وتقديرنا للجميع ، سواء  في مقارعتها  الدكتاتورية  وتحملها الفذ لجميع عذابات الأبعاد والمعتقلات اضافة الى دورها المميز في الدفاع عن حقوق المرأة والطفل ولا أتصور مطلقا ان الحزب الشيوعي العراقي لو وصى أعضائه فقط من بغداد وكانت شميران مرشحة عن الكوتا المسيحية في بغداد لكانت قد احرزت من الأصوات لم تحققها جميع مرشحي الكوتا المسيحية من القوائم الاخرى .
ثانيا : لم يدخل مرشحي قائمة الوركاء في منافسة القوائم الكوتا المسيحية سوى في مناطق تواجد شعبنا ولو أرادوا ان يحصلوا على أصوات من خارج أبناء شعبنا الكلدو اشوري لحصلوا على أصوات الشيوعيين الكردستانيين في أربيل  مثلا ولحققوا الفوز ليس لعضو واحد وإنما لأكثر من ثلاثة أعضاء .
ثالثا : النائب جوزيف صليوا وغيره في قائمة الوركاء كانوا جميعهم يتبعون منظمة كلدو أشور للحزب الشيوعي الكردستاني وهذه المنظمة هي احد احزاب تجمع احزاب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري
 منذ تأسيس هذا التجمع  بعد احداث كنيسة النجاة في بغداد في 2010  على ما اضن  اي انها تزاول نشاطها ضمن هذا التجمع منذ تأسيس هذا التجمع ولحد الان ولها مواقف قومية ووطنية فكيف يا ترى ممثلها لا يمثل شعبنا وهو عضو فاعل في هذه المنظمة ؟  .
رابعا : ان لم يكن جوزيف صليوا ممثلا لشعبنا في البرلمان فكذلك أعضاء الكوتا الآخرين ليسوا ممثلين لانهم هم ايضا جاءوا ممثلين عن احزاب موتلفة في هذا التجمع وبتصوري كيف تعطى عضوية لجهة سياسية من طرف بانها من احزاب شعبنا ومن جهة اخرى يتم محاربة احد مرشحيها ويوصم بانه لا يمثل شعبنا.
خامسا: كيف يمكن ان ننكر بان هناك مسيحيين من الاشوريين او من الكلدان او السريان  منضمين
الى احزاب اخرى غير التي تدعي الآشورية او الكلدانية كالحزب الديموقراطي الكردستاني واتحاد الوطني الكردستاني او الحزب الشيوعي العراقي او غيرها هل هولاء ليسوا مسيحيين ؟ نحن نعرف العديد من هولاء لا يقلون في شعورهم القومي عن من يدعي الآشورية او الكلدانية واعرف العديد منهم يخدمون شعبنا من خلال احزابهم عشرات المرات مضاعفة ما يقدمه غيرهم من الأحزاب التي تدعي القومية وتدعوا نفسها آشورية او كلدانية او سريانية وارى من حق هولاء الدخول في أية انتخابات اذا ما اعتمدت على دوائر انتخابية  بدون الاعتماد على أصوات من خارج أبناء شعبنا كما فعلت الوركاء مثلا وكما فعلت قائمة شلاما في تولي احد أعضائها عضوية مجلس محافظة أربيل والذي يشهد له بانه افضل في ايدائه
في مجلس المحافظة من الاخر المرشح عن المجلس الكلداني السرياني الاشوري .
سادسا  : الذين يصفون انفسهم بأنهم ممثلين لشعبنا في البرلمان يا ترى ماهي الإنجازات التي قدموها لناخبيهم ؟ وما فعلوا هم وتوانى عن فعله جوزيف صليوا؟  رغم ان من بين الأعضاء الأربعة من تولى عضوية البرلمان منذ مجلس الحكم وفي عهد بريمر ولحد هذه الدورة.
سابعا : أتصور من خلال تتبعنا لما يحدث بين أعضاء الكوتا المسيحية بان هناك تكالب على المصالح والتصارع على المناصب وليس الصراع على من يخدم اكثر او يقدم لشعبه منجزات اكثر من الاخر، وهذا التكالب ادى الى تطفوا الى السطح بعض المخازي التي لا يتقبلها اي عاقل وكأن بعضهم  يتمسك بالمثل العراقي القائل لو العب لو اخرب الملعب .
مقصدنا  من هذا المقال ليس النيل من احد او التشهير  من جهة سياسية  ، نحن لا نقصد هنا التشهير بأحد بالتحديد، ولكن ما يهمنا ان يعمل أعضاء البرلمان معا يدا بيد  لصالح شعبنا وخاصة نحن نمر بفترة عصيبة جدا من تاريخنا  وهذه الفترة العصيبة تقتضي  منا جميعا وخاصة سياسيينا ومثقفينا التكاتف والتصالح ونبذ كل الخلافات وعدم فرض الإرادة الفردية والمصالح الضيقة على مصالح أبناء شعبنا فلا إرادة مهما تكن تعلوا على إرادة الشعب ..   

216
لااحد يستطيع ركوب ظهرك إلا إذا انحنيت.

بطرس نباتي

هذا القول (الحكمة) ليس لي طبعا انه للمناضل مارتن لوثر كنج وهو من الأصول الافريقية ناظل ضد التعصب العنصري في امريكا توفي في عام 1969 وكان قد قاد اشرس حملة كي يطهر امريكا من الحقد والتمييز العنصري بين البيض والسود وبعد نصف قرن من نظاله, ها هو احد السود من أصول أفريقية يصبح رئيسا لدولة عظمى ،كانت ولحد عام 1٩٧٢ تمنع في مدارسها من الاختلاط بين البيض والسود، وبعض او جل المطاعم والأماكن العامة  تحمل يافطات تمنع  السود من ارتدادها   .
هذه المقولة أوردتها  كي أبرهن مدى صحة قائلها  ومدى تطابقها مع واقعنا  في العراق و وضعنا نحن الكلدو آشوريين السريان  منذ عهود خلت ، العديد  من السلاطين والامراء الذين اصدروا فرمانات  الإبادة وأمروا  باضطهاد  هذا الشعب منذ اعتناقه المسيحية  لا زالت هذه الفرمانات فاعلة  وحاضرة في اذهان وعقول الكثيرين ولحد الان ..
رغم التشاؤم والسوداوية الطاغية على ما سأكتبه ، والذي جاء نتيجة  اطلاعي  وعن كثب على نزيف الهجرة  والتي تكاد تكون جماعية ،وخاصة لا فقط بين شباب مدينتي فحسب بل شملت عوائل كانت حتى الامس مستقرة في اختيارها البقاء داخل الوطن ..   او من  خلال  الاّراء التي نطالعها على صفحات التواصل الاجتماعي  التي تدعوا  الى الهجرة والهروب  من ما يطلق عليه الجحيم ،اي الوطن،   فان معظم الذين التقيتهم  في المهاجر يحملون تقريبا نفس التصور بأن الحياة في الوطن اصبحت جحيما لا يُطاق وانه من الأفضل لهم ان يكونوا بمأمن عن شرور هذا الجحيم ، ولكني وجدت في هذا الهروب شيء يدل على التخاذل امام الصعوبات والمعوقات وطبعا حالة التخاذل والهروب هذه لا يتحملها هولاء لوحدهم لان هناك عوامل داخلية وخارجية تحيط بِنَا وتجعل هذه الحالة تتفاقم عبر الزمن ..
إذن لنقف قليلا لنستقرا الماضي ..   
الساسانيون عندما جاءوا  للغزو  احنينا لهم ظهورنا كانوا قلة من الفرسان لو كان  من ذهبوا شهداء   فقط  من أبناء كرخ دسلوخ وحدياب من أبناء  هذا الشعب  قد حملوا حتى ولو بعض العصي او حجارة لتمكنوا من القضاء على جيش منهك قطع آلاف الاميال في سفر متعب على ظهور الفرس او سيرًا على الأقدام لكنهم تمكنوا من القضاء ابادة الكثيرين  ، ورغم ذلك بقى من بقى صامدا محتفظا بإيمانه   وقوميته   وأراضي ابائه وأجداده ، ومرت تلك السحب  السوداء وانقشعت ، بعدها جاء اليونانيين  زحفوا كالجراد ثم الرومان  والذين هم ايضا عاثوا في ارضنا فسادا وتقول كتب التاريخ عندما جاء العرب كغزات ايضا بحجة نشر الديانة الاسلامية رحب بهم المسيحيين   ،واعتبروهم منقذين لهم من اضطهاد   وجور الفرس والرومانيين وأنهم ابناء اسماعيل وسمًوا خليفتهم عمر بن الخطاب ب(پاروقا )ومعناها المخلص .
لكن سرعان ما انقلبوا عليهم وسفكوا من دمائهم اكثر من كل الأقوام الغازية وبدأت المذابح ، اقسى وأمر من تلك التي سبقها..
  منذ أواسط الحكم العباسي ولغاية انتهاء الحربين الكونيتين  وما رافقتها من الجرائم  البشعة والتي  اطلق عليها جريمة سيفو والتي مرت ذكراها الواحد بعد المائة  قبل أشهر .
،ثم جائت جريمة سميل لتحصد المزيد من رؤوس أبناء شعبنا ولتهجر اخرين قسرا وبعدها ليتم افراغ بعض قرانا في محافظة دهوك واربيل خلال عمليات الانفال القذرة  او بعملية التجاوزات المنظمة التي شهدتها القرى الاخرى منذ الستينات ولحد اليوم.
كل ما لحق بشعبنا من ماسي  وآخرها  الإبادة الجماعية على يد داعش واخواتها ، كانت نتيجة غياب القيادة الواعية  الشجاعة  التي تأبى الانحناء ، تابى ان يمتطيها احدا، مهما بلغ من القوة والحيلة والدهاء ،الانحناء لم يحدث  من قبل شعبنا  ولم يستطع احدا من امتطاء  ظهره الا  حينما فقد قيادة شجاعة اي ان الانحناء  جاء من قادته هولاء علموا شعبنا لا فقط على الانحناء بل على الانبطاح  ايضا
للقيادة دور مهم في حياة الشعوب ، آغا بطرس كان قائدا شهما خبر أساليب القتال والمجابهة،  استطاع رغم  المؤامرات الدولية ، ان يترك  بصماته المميزة  في حياة ونضالات  شعبنا رغم مؤامرات الإنكليز المهيمن على المنطقة آنذاك ومعهم العديد من  دول الجوار كانت كلها تريد النيل لا فقط من هوية شعبنا  آنذاك ، بل  تلك التي كانت ولا زالت تهدد  وجوده لكنه استطاع  ان  يزرع بذرة المقاومة وروح التصدي  في شعبنا   ،هذا المثال القريب هو احد الشواهد القريبة  من حيث الزمن على دور القيادة  وأثرها في بث روح المقاومة والتصدي ، اما القيادة البائسة  والمتخاذلة فهي التي تعزل نفسها عن الشعب او تغلف نفسها بهالة من الخطابات الجوفاء والتعالي حتى على مؤيديها واخطر شيء في القياديين  ان  يحترفوا الكذب والدجل  على أبناء شعبهم ، تعد بعشرات الوعود رغم انها  تعرف عدم  تمكنها  من الوفاء بما توعد حتى  ولو بجزء منها  .
في احدى المواقف لإحد قيادي احزاب شعبنا وموقفه هذا لا يمكنني نسيانه  ، وكان ذلك خلال حملة الدعاية الانتخابية للقوائم وعد هذا المسؤول  ،  بانه سيحقق لاصحاب  الاراضي في عنكاوا تعويضا مناسبا ،لما فقدوه من الاراضي الزراعية  إن تم انتخابه ،وان لم تف به حكومة الإقليم فانه سيحققه لهم بأخذه  من المنبع  ولا ندري لحد الان من هو هذا المنبع ورغم مرور اكثر من دورتين انتخابيتين ولم نر هذا المسؤول لحد الان ولا نعلم ماذا نفعت لنا وعوده ..
واخطر شيء في القيادة عندما تعتقد بانها على حق في جميع تصرفاتها والجميع من حولها على خطأ،  او تبرز نفسها بانها هي المنقذ والمخلص المنتظر  ، ولكنها لا تفعل شيء اكثر من تحقيق بعض المصالح الانية سواء لنفسها او المحيطين بها ، للأسف أقول شعبنا الكلدو اشوري منذ قيادة آغا بطرس لم يُجد قادة حقيقيين لا على المستوى الحزبي ولا على مستويات اخرى .
وهناك اكثر من مثال حقيقي على دور القيادة المتميز في حياة الشعوب في امريكا لولا  قيادة صاحب القول عنوان مقالنا اي المناظل مارتن لوثر كينغ لنظال الزنوج ضد التمييز العنصري  لما حصل هذا التطور في العقلية الامريكية بحيث يتقبلوا برئاسة  رئيس أمريكي من الأصول الافريقية ولما قبل البيض ان يدخل مطاعمهم وأنديتهم اشخاص من غير اللون .
ولولا مانديلا لما حصل هذا التبدل والنهوض في جنوب افريقيا ولولا غاندي وثورته ضد الفقر والاستعمار البريطاني لكانت الهند لحد الان ترزح تحت نير هذا الاستعمار ..
إذن لا يوجد شعب او أمة ترضى بان تنحني   كي يعتليها احد ما ، ونستطيع ان نجزم ان القيادات او تلك التي تتولى القيادة هي التي تسمح بتخاذلها بان تجعل ممن تقودهم انهزاميين لا يقوون على المجابهة والصمود
..
تكثر هذه الأيام التعاليق والردود في وسائل التواصل الاجتماعي او خلال المناقشات والمجالس ان ما يحدث لنا نحن الكلدو آشوريين في الوطن هو نتيجة ضعف ايداء  سياسيينا  وتشبثهم بكراسيهم وانهم لم يحققوا من خلال هذه الكراسي اي شيء لشعبهم وحتى لناخبيهم و ما يجري لهذا الشعب من تهميش واذلال سواء من خلال تشريعات البرلمان او حتى  الحرمان من المناصب  حسب الاستحقاق الانتخابي  انما هو ناتج عن عدم الانسجام بينهم  وتخبطهم  ومزايداتهم على هذا المنصب  جعلت مواقفهم هزيلة امام القوى الاخرى سواء  في الحكومة المركزية او في  الإقليم  .

فمنذ استقالة مرشح المجلس الشعبي من الوزارة في الإقليم لم تناط أية وزارة اخرى لأحد أبناء شعبنا ولا زال منصب مدير عام الثقافة السريانية يدار بالوكالة منذ رحيل الكاتب والروائي الدكتور سعدي المالح منذ اكثر من سنتين ، ولا زالت القوانين  التي سنت لتثبيت حقوق شعبنا ، غير منفذة رغم ما يوجد فيها من  ثغرات ، اضافة الى ما لحق بفلاحي عنكاوا من غبن نتيجة المشاريع الاستثمارية ومطار أربيل الدولي وبقية المشاكل التي تعاني منها البلدة والتي تزداد سلبياتها باضطراد، اضافة الى ملف التجاوزات على قرانا وأراضيها وممتلكاتها
كما ان هذه الأحزاب وخاصة ممثليها في البرلمان لم يكن ادائها بشكل مرضي خلال مناقشة مسودة قانون البطاقة الموحدة ولم تتخذ أية احتياطات قبل مناقشة هذا القانون حيث جاءت بعض مواده مجحفة بحق أبناء شعبنا . رغم ذلك ورغم المطالبة بإعلان انسحابهم من العملية السياسية وتشكيل جبهة معارضة الا انهم اكتفوا بإصدار بيانات او تجاهل ما حدث ،وكان الامر لا يعنيهم لا من قريب او بعيد .

ربما يذهب البعض بتحميل الأحزاب الكوردية التي تقود العملية السياسية في الإقليم مسؤلية بعض من هذه الإخفاقات والمشاكل ، وهذا هو الواقع ولكن تبرئة ساحة الأحزاب السياسية الكلدو آشورية وما يعتري عملها في الساحة السياسية من تجاذبات وصراعات
   بين  هذه القوى  وحتى بين رجال الكنائس للتنافس على  المرشحين لبعض المناصب المحلية ، هي برأي احد الأسباب الرئيسية والمهمة في بقاء معظم هذه المشاكل بدون حلوا ، الأنكى من ذلك  ،رغم الاجتماعات واللقاءات الودية وزيارات مسؤولي أحزابنا  وممثلينا لبلدان الغرب معا حيث يتصور المرء  بأنهم فعلا جسد واحد وعقل مدبر واحد ولكن  سرعان ما نجدهم من خلال المواقف او في تصريحاتهم  مختلفين متصارعين فيما بينهم لا يتفقون على موقف موحد ولا على فكرة معينة ، وإذا ما انفرد احدهم بالحديث للجمهور في ندوة او لقاء ما يبدأ اولا بالنيل من أصحابه متهما اياهم بأبشع التهم ، في  احد المجالس يضم اثنان فقط من ممثلي شعبنا وقد فازا في عضويته  كان أكبرهم سنا يشتكي بان زميله لا يتجاوب معه  ،وحتى انه منقطع عن التحدث معه، لذلك يتعذر   عليه ان يتخذا معاًموقفاً مشتركاً من القضايا التي تهم أبناء بلدته ،  لان الاخر يعارضه في كل ما يطرحه  .

 يا ترى الى اين  ستصل بِنَا حالة التشرذم والانقسام  والتي يغذونها   ادعياء السياسة وعلى رأسهم من يدعي خدمة شعبنا وتمثيله في المجالس والبرلمانات  والأثر  الخطير التي تتركه علينا وعلى وجودنا ،  كل هذه الأمور وغيرها جعلتنا نعتقد او حتى نجزم بأننا كشعب لا  فقط ،لا نملك  أية قيادة واعية وجريئة بحيث يمكن الاعتماد عليها في عدم سماحنا لأية قوة او جهة  تضغط علينا من اجل ان ننحني أمامها   كما يحصل الان ، او ما حصل لنا في الماضي ايضا ، فقداننا لهذه الثقة جعلت من أبناء شعبنا يعيشون حالة انقسام حادة وضياع داخل البلد وانقسام حاد خارجه ..

217
المنفذ الرئيسي للارهاب في اوروبا ليس عبر حدودها بقدر ماهو  استغلال ديموقراطياتها

بطرس نباتي
المقدمة
ربما قد يتسائل  البعض لماذا بحثنا في مسالة الاٍرهاب الذي يضرب بين آونة واُخرى في بعض المدن الأوروبية؟  وما علاقتنا بذلك ، لكوننا نحن العراقيين نعاني اكثر من الكل من هذا الاٍرهاب الذي ابتلينا به ولا نزال تحت وطئته  .
في رأي ان الاٍرهاب لم يعد مقتصرا على دولة دون الاخرى فقد خلق له طرق ومسالك الانتشار استطاع من خلالها التغلغل تقريبا في معظم دول العالم ان لم يكن جميعها ، اي انه اصبح من اشد الأمراض فتكا بالعالم و احد اهم اوجهه اليوم  هو الاسلام المتطرف السياسي الذي يلون أساليبه وفق قوانين ودساتير الدول التي تبتلي به  ولان العديد من الارهابين العنيفين جدا والذين يقاتلون في صفوف المنظمات الإرهابية سواء في العراق او سوريا يتخذون من اوروبا ملاذا امنا لهم لحسن التحاقهم بتلك المنظمات ،  او يتم صخ سنويا اليها مجاميع ارهابية  بحجة اللجوء ولكون اوروبا الان اصبحت اقرب الى طموحات هذه التنظيمات  في التغلغل والتمدد ، لحد السيطرة على بعض المفاصل للانظمة السياسية والإدارية فيها فهو اتبع مختلف الوسائل وفي مقدمتها توظيف أموال وامكانات لدول تسانده في هذا الخصوص ثم  تمكن من دفع امواج من البشر غايته منها  الاستعمار السكاني وتغيير الثقافات وعندما يحقق غاياته بهذا التغيير في اوروبا سيحقق جزء كبير من غايته  المركزية المتمثّلة بالآية القرانية 
(وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله )
والذي اتخذها كشعار في تمدده وانتشاره هذا

الاٍرهاب في اوروبا كيف ولماذا  ؟   

كلما يضرب الارهاب مفصل ما في قلب أوروبا يخرج قادة دولها بتصريحات  بأنهم سوف يضربون داعش والمنظمات الإرهابية في عقر دارهم اي في منطقة شرق الأوسط تحديدا ،متناسين ان الارهاب الذي يتوجب عليهم محاربته يكمن في  بنيتهم لمجتمعاتهم وفي تبنيهم لنظيرات إنسانية في حقوق الانسان  والحريّة الفردية  وحرية الرأي والتعبير ،مهما يكن فكر  هذا الانسان ومبدئه ، سواء كان إنسانا سويا او كان من الضواري والوحوش ، هذه المباديء الانسانية تمكنت بعض التنظيمات الإرهابية من استغلالها بشكل لا مثيل له وكالاتي:
اولا: من مباديء حقوق الانسان تحريم  المراقبة كليا على الأفراد  والجماعات ، مما استغله هولاء الإرهابيين في مسالة تنظيم أنفسهم  في جماعات منغلقة بعيدا عن الرقابة والمتابعة من قبل السلطات الأمنية لذلك تمكن هولاء الإرهابيين من الحصول  حتى على الأسلحة ووسائل الموت الاخرى بسهولة ويسر ، منها الشاحنات التي استخدمت في نيس او سكاكين المطابخ كما حدث في احدى المدن في السويد ، او الساطور كما حدث في احدى المدن الألمانية مؤخراً ، فان تعذر عليهم الحصول على السلاح فهذه الوسائل متوفرة وطوع أيديهم المهم عندهم القتل بأية وسيلة كانت .

ثانيا: نتيجة تمسك المجتمعات هذه بقيم الديموقراطية وحقوق الانسان وبحرية التعبير عن مبادئه وآرائه استطاعت المنظمات الإرهابية استغلال هذه القيم الديموقراطية لنشر آراء تدعوا الى تكفير الاخر الذي تعيش في كنفه وتصويره لاتباعها وكأنه كائن مسخ يتحتم إبادته وأنهم اي اصحاب الفكر التكفيري هم اصحاب هذه البلدان وهم المؤمنين الوحيدين  الوارثين للأرض والسموات ايضا ، وباقي مواطني أوروبا ما هم سوى كفرة  وقد سلطهم الله عليهم كي يتم غزو بلدانهم  ويسبوا نسائهم الجميلات ، ومن مات منهم او قتل فهو مجاهد في سبيل الله فهو شهيد وسيتمتع في جنات الله مع عشرات الحوريات تشبه او هي اجمل من نساء فرنسا وكل أوروبا .

ثالثا: الأنكى من كل ذلك استطاع هذا النهج  التدميري الانتشار بين الشباب المولود أصلا في أوروبا عبر مدارس خاصة ودور عبادة  يديرونها شيوخ متشددين ، بتمويل خارجي مسكوت عنه للأسف من قبل الحكومات الأوروبية لما يدر عليها من فوائد ضريبية ومالية تضاف على ميزانياتها .

رابعا: كل دعوة لتشخيص الخلل في النهج السياسي او الاجتماعي في أوروبا تقابل بالرفض من سياسييها ومفكريها بحجة وصمها   بالعنصرية وبأنها تدعوا الى كبت الحريات ،  ويتوجب محاربتها ، مما وجدت هذه التنظيمات ساحة خصبة وبكر لنشر افكارها ومبادئها التدميرية ، وَمِمَّا  يدعونا للعجب في  معظم دول الشرق الأوسط التي تدين بالديانة الاسلامية او ذات الأغلبية المسلمة لم توفر حكوماتها  مثل هذه الحرية المطلقة لمدارسها الدينية ولتياراتها السلفية والمتشددة  فالرقابة موجودة   على معظم تفاصيل التربية والتعليم وحتى على خطباء المساجد ، فهم قبل ان يعتلون المنابر يجب ان يكونوا ضمن منظومة الدولة وبعلم وزارة الأوقاف ، وقيدت حرياتهم   بتشريعات صارمة ، بعكس الدول الأوروبية التي تركت الحبل على الغارب لهم ،  ففي مصر مثلا تم وضع حضر وتشديد على الجماعات الاسلامية وخاصة على اخوان المسلمين  ولكن هذا التنظيم يمارس نشاطه العلني في أوروبا رغم ما معروف عنه من تبنيه لتوجهات متطرفة منذ نشأته ولحد الان، ومثالنا على الحرية المطلقة التي يمارسها هولاء المتشددين في أوروبا بينما تمنع عنهم في بلدانهم ، عبد الباري عطوان كلما ذكر الإرهابي  ابن لادن المقبور، ذكره بالشيخ وترحم عليه ووسمه بالشهيد  وهو يستفيد من ديموقراطية إنكلترا التي لا يتوانى بسبها وشتم قادتها وحتى مواطنيها ووصفهم بالكفار   ، فهل باستطاعته ان يمارس ذلك في اي بلد اسلامي مثلا؟  .. وهناك أمثلة عديدة حول ذلك لا اود طرحها هنا لئلا اطيل في الشرح.

خامسا : أضعاف او تهميش دور المسيحية في المجتمعات الأوروبية بحجة تبني العلمانية وفصل الدين عن الدولة ليس في السياسة وتشريع القوانين فحسب بل تطبيق هذا النهج على  جميع مفاصل المجتمع  مما ادى الى ظهور  اجيال ليس لها اي انتماء ديني وأصبح الدين المسيحي وكأنه بعض تقاليد أعياد الميلاد وبابا نوئيل ومجموعة مناسبات تجتمع فيها الشبيبة لتعبر عن الفرح اي اصبح دينا مناسباتيا ،  وتعدد الكنائس المحلية وهامشية دورها مجتمعيا  جعل من السهولة استغلال هذا الوضع ، اي مسالة الادين وخاصة بين الشبيبة بشكل جيد ومثالي من قبل الديانة الجديدة التي دخلت مع المهاجرين الجدد والقدامى من حيث إظهار المسيحية الأوروبية وكانها ديانة المتاحف والمعابد القديمة  والتخلف فقط وابعادها عن مثلها وقيمها وتصوير بان جميع القيم الجديدة للمجمعات الأوروبية والغربية إنما هي قيم ومثل إنسانية مستمدة من التشريعات الحديثة والدولية لحقوق الانسان   ..
الاٍرهاب .. فرنسا نموذجا
بعد ما يسمونها الغزوة الاخيرة في مدينة نيس في فرنسا والتي راح ضحيتها العشرات من مواطني وزوار هذا البلد الرائع  ، تم الإعلان عن تمديد حالة الطواريء ولمدة ثلاثة أشهر اخرى في عموم البلاد بعد ان كانت مفروضة أصلا قبل ثلاثة أشهر اخرى قبل الحادث المؤلم .
لكن يا ترى ماذا ستفعل الحكومة الفرنسية خلال الثلاثة أشهر  هذه ؟،  او ماذا لم تعمله خلال الأشهر الماضية وستفعله الان ؟   في ظل قانون الطواريء التي تعلنه أية حكومة و بموجب القانون الفرنسي يسمح  للدولة باستخدام سلطات واسعة لمجابهة الحالة
بما فيها الاستعانة بالجيش وخرق القوانين المحلية  الدولية واستخدام العنف وتقييد حرية الأفراد وتنقلاتهم ..

ولكن مع السماح للمدارس الدينية ذات التوجهات الوهابية والشيعية المتطرفة ببث وتعليم مبادئها وتلقين الشباب بهذه المباديء ستخرج المزيد من الارهابين طبعا والسماح للمنابر الدينية ولوسائل الاعلام بالترويج للارهاب  والافصاح عن الأفكار المتطرفة ونشرها  ومنها طبعا مبدأ تبرير  او وجوب  القتل لكون القتلى لصفوف من يدعونهم بالكفار  جائز وشرعي ستكون حالة الطواريء هذه سواء في فرنسا او غيرها في دول أوروبا  حالة هشة غير ذي نفع او مجرد استعراض القوى على حدود المدن والدول بينما ينتعش الاٍرهاب  ووسائله في الداخل في قلب هذه المدن وعلى أيادي اساتذة وشيوخ متمرنين ومتدربين على بث الفكر والنهج الإرهابي .
وباستطاعة هولاء تجاوز حالات الطواريء هذه اما بالتواري عن الأنظار لفترة او تغيير خطاباتهم ايضا خلال حالة الطواريء هذا والشريعة تسمح لهم بما يسمونه بالمهادنة اذا اضطروا لذلك .
الاٍرهاب يلاحق مسيحيي  المشرق
بالإمس كنّا نصغي الى سرد قصصي مؤلمة للاحئين  مسيحيين من العراق وسوريا ومن يزيديين حول تعرضهم للاضطهاد على أيدي بعض المتشددين الإسلاميين في ما يسمى (كمبات اللجوء) وقد ايدت الصحافة وجود مثل هذه الخروقات واضطرت إدارة احدى  هذه الكمبات  ان تؤجر مكان لسكن عائلة مسيحية في احد الفنادق لتنقذها من هولاء المتشددين بدل ترحيل من اقدم على اضطهادهم وعدم ترويج طلبه وحول الحصول على الإقامة   .

الخلاصة :
اذا كانت أوروبا تريد ان تنقذ مجتمعاتها  من الاٍرهاب لتصدر قوانين خاصة بمحاربة الاٍرهاب ويكون في مقدمتها من يمارس الاٍرهاب او يقوم بالاعمال الإرهابية كالتي حدثت في باريس او نيس او غيرها تحميل عوائلهم وذويهم والشيوخ الذين لقنوهم هذه المباديء  وزر أفعالهم،  وليتخذوا ضدهم اجراءات بما فيها إعادتهم  الى بلدانهم الأصلية  ومصادرة اموالهم ، كتعويض للإضرار التي  أحدثوها،    وكذلك ليغلقوا جميع المدارس والدور والمساجد والحسينيات  التي تصدر الفكر المتطرف والشمولي ولتعمل على منع تداول منشورات  هذا الفكر وعلى رأسها مؤلفات ابن تيمية والمؤلفات الوهابية ، وتمنع من دخول شيوخ الموت امثال العريفي والعرعور والقرضاوي وغيرهم ممن  ياتون اليها او ممن يعيشون في كنفها  ، ولتمتنع عن استقبال امواج الاجئين الغير المؤهلين لتقبل ثقافة اوروبا ولتعيد النظر في قوانين تنظيم الهجرة  ،عندها ليفكر من يقوم بهذه الاعمال الاجرامية والمؤلمة باختراق أمنها ،   وستكون اوروبا وشعوبها بمنأى عن الاعمال الإرهابية .   



218

دعوة الاخ انو جوهر  في إطلاق مانفيستو عنكاوا
 بين الواقع والطموح
بطرس نباتي
اطلعت على دعوة الاخ انو جوهر  لاصدار منشور سياسي (مانفيستو )  تتفق عليه الأحزاب والشخصيات ومنظمات المجتمع المدني   وهو مقترح كان يتوجب ان يستأثر بالمزيد من الاهتمام من قبل كتابنا  وخاصة في هذا الموقع ، ولكن يبدوا انشغال العديد منا بامور اخرى مذهبية وصراعات طائفية او تسميات  أدت وتودي في الغالب الى إهمال او تجاوز مثل هذه الدعواة  المهمة  والتي تمس بصورة مباشرة بحاضر ومستقبل شعبنا ووجوده في الوطن.
حيث لم اجد اي رد سلبا او ايجابا مع او بالضد من دعوته هذه ، ولكن رغم ذلك وجدت تجاوبا  لدعوته هذه من قبل الاخوة الأكاديميين وبعض مثقفي شعبنا وأعضاء ورؤساء منظمات المجتمع المدني من خلال الردود والتعقيبات التي اطلعتُ عليها في مواقع التواصل الاجتماعي او في رسائل خاصة وشخصية .
برأي لكون شعبنا بحاجة ماسة لمثل هذا المنافيستو  فان وجدت معارضة  لهكذا مشروع  من قبل جهة ما او محاولة تسقيطه او وأده  ستكون صادرة  اما من طرف حاسد او غبي احمق، رغم ذلك لا اخفي شكوكي في ناحيتين وما يبرر شكوكي عدم ورود اي رد سواء بالقبول او الرفض من الجهات التي سيكون لها مواقف بالضد من هذا المشروع الحيوي والذي اعتبره خارطة طريق  للمرحلة الحاضرة وفي المستقبل ايضا :
1-تأييد الفكرة  من قبل  الكنائس
حيث ورد في اكثر من موقع في مقال الاخ انو   ان تأييد الكنائس لفكرة المنشور المشترك مهمة لما لها من ثقل شعبي كمراجع دينية. وارى من الصعب الجمع بينها وفي  تنظيراتها  المختلفة لمستقبل وحاضر شعبنا  ثم ياتي الخلاف الأكثر حدة من قبل التنظيمات السياسية وما تسمى احزاب شعبنا فهذه التنظيمات لها اجندات مختلفة وتضارب في مصالحها الانية  تجعلها متشتتة في اتخاذ القرارات، وكلما اتخذت قرارا يجمعها نجد تفرد بعضها في اتخاذ او تحقيق مكسب يبعدها عن الآخرين ،  وربما ضمن هذه المعادلة تكون الكنائس وموافقتها على طرح مشترك وتوحيد مواقفها  اسهل من تحقيق اتخاذ  قرار مشترك وموحد  يتخذ من قبل  ما تسمى احزاب شعبنا لان قياداتها تتمنى ان تكون هي المبادرة في طرح أفكار ومشاريع وليس طرف اخر او شخصية اخرى .
2- حتى اذا ما تمت الموافقة على مبادئه الرئيسية لكن سيكون التزام الأحزاب ببنوده  حسب مصالحها الانية الضيقة وليس بموجب ما تحتمه المصلحة العامة.
 هذه بعض الأمور التي اخشى ان تكون عائقا امام تحقيق مثل هذا المنيفيستو المشترك .
وإني اطرح هنا بعض الأفكار لتفعيل هذا المشروع الحيوي منها:
1- ان يبادر موقع عنكاوا بتبني الفكرة اعلاميا بحيث يبقي على صدر صفحته الرئيسية مقال الاخ انو لغرض مناقشتها من قبل كتابنا ومثقفينا لإثراء مثل هذا المنشور ، وعدم الاكتفاء بوضعها ضمن عمود سرعان ما تختفي من على الموقع .
2- ان تطرح الفكرة كورقة عمل على جميع القوى والشخصيات المعنية بالأمر وان تعطى مهلة للإجابة عليها سلبا او ايجابا.
3-عقد اجتماعات وندوات تعريفية حول المنشور والاهداف المتوخات منه ، وبعد تبلور الفكرة عقد مؤتمر عام للجهات المعنية لجمع الأفكار والتوجهات في إعداد المنشور ووضع خارطة طريق للخروج بمنشور مشترك متفق عليه من قبل الجميع .
4- اشراك برلماني شعبنا وأعضاء مجالس المحافظة من ممثلي شعبنا وممثلي  منظمات المجتمع المدني  في تبني فكرة المنافيستو وان يكونوا النواة الاولى لتبني الفكرة وتطويرها ووضع الأسس العملية لتنفيذها .
5- اهم الأمور الذي يجب ان تؤخذ بنظر الاعتبار في صياغة مثل هذا المنشور ، وضع أبناء شعبنا في مدن وقصبات سهل نينوى في حاضره وفي ما بعد داعش.
 على كل حال انها خطوة مباركة  وبالأخص ان لمنفيستو  تاريخ وماضي  في ذاكرة شعبنا  ورغم الفشل في تطبيقاته العملية في السابق  الا ان الخطوة. هذه جديرة بالمزيد من الدراسة  ، ومن لا يؤيدها اما هو ممن  لا يتمنى الخير لشعبنا وفي استمرار وجوده على ارضه او هو جاهل حاقد .
 


219
قراءة في تفسير الدكتور سيار الجميل   لمعاهدة  سايكس بيكو

                     
بطرس نباتي

قبل خوضي في مناقشة ما ورد في مقال الدكتور سيار الجميل الذي اكن له كل الاحترام والتقدير ، ولكني وجدت في مقالته عن سايكس بيكو تتنافى مع ما عودنا عليه من اراء بعيدة عن التعصب  واقصاء الاخرين ، وطبعا لم أكن أتمنى ذلك منه   ، وقبل أن أخوض في قراءة تفسير دكتورنا العزيز لهذه الاتفاقية  والذي  يبدوا انه وجميع ابناء جيلنا السبعيني قد تاثروا بمثل هذه المواقف   التي تعكس  خسة ودناءة  القوميين العرب المتعصبين  تجاه جميع القوميات الاخرى غير العروبية والذي للأسف عملوا طوال  قرون من الزمن على تسميم عقول وأذهان الناس جيلا بعد جيل   بافكارهم المتعصبة والاقصائية.
كتب الكاتب السوري سليمان يوسف مقالة رائعة  بعنوان:
القامشلى السورية، حكاية شعب ،يبحث عن وطن
اقتطف منها هذا المقطع :
(أراد اهل القامشلى ان يعيشوا في الوطن تحت  العلم السوري يمارسون طقوسهم  وحياتهم ،لكن الرياح جرت بما لا تشتهي السفن الآشورية المُبحرة في بحر اسلامي هائج. فالوحدة بين سوريا ومصر 1958، كانت نذير شؤم. أثارت العصبية القومية لدى العروبيين. جمال عبد الناصر بزيارته الى القامشلي 1959، أجج الأحقاد العرقية باكراً لدى القوميين العرب في الجزيرة السورية، تجاه الآشوريين وبقية الأقوام الغير عربية. امتعض جمال كثيراً من فرقة (الكشافة السريانية) وهي تستقبله بزيها العسكري. لم يخف صدمته واستياءه، وهو يرى القامشلي ذات غالبية سريانية آشورية مسيحية و السريان هم من يديرون مؤسسات ودوائر الدولة في المدينة. غادر عبد الناصر القامشلي وشبح “الوجود الآشوري” يلاحقه الى القاهرة. فهو رأى في هذا الوجود خطراً على مشروعه القومي العربي )
 
بعد هذه السطور عن صدمة عبد الناصر التي لا تزال مرتسمة على وجوه وعقول بعض المفكرين العرب  من العنصرين والمتعصبين . وبعد هذه السطور الاستهلالية اود العودة إلى مقالة الدكتور سيار الجميل والتي  هي بعنوان:


(سايكس بيكو بعد مائة عام)
 والتي للأسف تحمل في طياتها تحليلا من وجهة نظر عروبي  احادي واقصائي  تعودنا عليه منذ كنّا تلاميذ في المراحل الابتدائية  ، في هذا المقال  يتباكى د سيار على الوحدة العربية لان ما فعلته هذه المعاهدة برأيه (أعادت القوى الأوروبية، قبل قرن، رسم خطوط بلاد الشام والعراق، وفقاً لاحتياجاتها الخاصة، وضرورات العالم الذي كانت تحكمه. ذهبت تلك "القوى الاستعمارية"، ولكن، لا تزال هناك خريطة أو مجموعة خرائط تركتها لنا نحن العرب، جنباً إلى جنب مع المفارقة المخجلة لكياناتٍ سياسيةٍ يجمعها إرث تاريخ واحد، ولكن تفرقها جغرافية وحدود ونزاعات سياسية وأيديولوجية لا تكاد تنتهي حتى تبدأ من جديد:)   هذا ما استهل به مقالته عن هذه المعاهدة

يا دكتور  هذه البلدان التي تسميها (عربية ولها إرث تاريخي واحد ) لم يسكنها العرب الا  بعد بالغزو وقتل سكانها الأصلين وتشريدهم  إثر الغزوات الاسلامية التي دعيت جزافا بالفتوحات ، ثم جاءت هذه الاتفاقية لتثبت رسميا الغزو العربي وتقسم أراضي وممتلكات ليست للدولة العثمانية  ولم تكن  للأرث العربي كما تزعم وإنما هي أراضي   لقوميات  وشعوب اخرى غير عربية  وغير عثمانية  ( الاشوريون ، الكورد ، الارمن ، البربر ، واليهود ) وأهدت هذه الاراضي وما عليها من بشر وثروات  كهبات   وحولتها الى كيانات هزيلة تسمونها  دول عربية .  وأهدرت حقوق القوميات الأصيلة التي كانت ترزح تحت نير دولة أوتوقراطية فاسدة حيث لم تكن اراضيها ولم تكن دويلاتها مطلقا .

لم تأت سايكس بيكو  او سان ريمو و معها المؤتمرات البريطانية ضد العرب  بل جاءت  من اجل  تحقيق مصالحهم بقضائها على الشعوب الأصلية الغير العربية بغية تفتيتها وإلحاقها بدول اخرى  ، والتي كانت  تلك القوميات هي الاحق في الارض. لانها هي صاحبة الارض تاريخيا   ، لم تأت سايكس بيكو وكل هذه المعاهدات  مثيلات كسان ريمو وسيفر الا لتعمق  جراحات ومعانات  شعوب أصيلة ، والتي ألحقت  قسما منها  بالدولة العثمانية و تركيا الكمالية لتذيقها الهوان وتستبد ولتقتل وتبيد الآلاف منها اضافة الى ما الحقته هذه الحدود اللعينة من شعوب كانت ترزح تحت الاحتلال العثماني  بكيانات هزيلة أخرى    تسمونها  زورا بالدول العربية او بالوطن العربي الكبير ، اضافة الى ما كابدته  تلك القوميات لمعانات طويلة  من الجبهة الشرقية على يد الساسانيين والغزواة العربية الاستيطانية  المنفلتة  من الجزيرة العربية  باسم الفتوحات  الاسلامية  لتتعمق اكثر على يد مختلف  الانظمة الغاشمة والفاشية  في المنطقة ولحد الان .
ولا ادري باي حق والدكتور سيار جميل والذي نعتبره من الكتاب النزيهين  وله كتابات ينصف بها القوميات الغير العربية، ومن  المفروض ان يكون محايدا في دراساته وبحوثه ،  وعلى الأقل ان يقوم  بقراءة احداث التاريخ بنزاهة وحيادية ولكنه هنا لا نجد  بين سطوره للأسف  كلمة واحدة ينصف بها الشعوب والقوميات الغير العربية  التي هي تحملت وزر هذه المعاهدات الاستعمارية ولا زالت تتحمل الماسي والاضطهادات على يد الغزاة الجدد.
وارى حتى في مسالة وجود (فلسطين ) اسرائيل   يطرح  ويمرر نفس النظريات والطروحات الهزيلة. لمهزومي الحروب والثقافة العروبية المتخلفة ويبتعد عن الاعتراف بالحقيقة التاريخية في وجود ارض يهودية   نزحوا الى بعض اطرافها  الكنعانيون(   وهولاء ليسوا عربا) كما يحلوا للعروبين تسميتهم  هم اقوام سامية نزحوا الى الاْردن ومنها الى يهوذا والسامرة وبدل ان يقروا بهذه الحقائق يحاول العروبين بمنطلق عنصري شاذ ، تصوير الحال  وكان بلفور هو الذي اهدى بوعده ،هذه الارض لتقام عليها دولة وأنها كانت خالية من اليهود و لن يهنيء لهم بال، حتى يرموا هولاء اليهود المحتلين في البحر ، متناسين  بأن العرب عندما قدموا من وسط الصحراء. هم كانوا محتلين لاراضي الغير وهم لا فقط يرفضون    اعادة أراضي ومناطق احتلوها عنوة  الى أصحابها الحقيقيين بل يحاولون بشتى الطرق والوسائل بفرض إرادة الاحتلال على جميع الشعوب الغير العربية ،    فلا زال بعض هولاء المفكرين المتزمتين  يحاولون تزييف  الحقائق ويعملوا على تاجيج  وتفجير الصراعات  وتهميش الشعوب  كي  تستمر الحروب ويمنعوا ان تتعايش هذه الشعوب باختلاف قومياتها وإثنياتها واديانها  بسلام   ووئام  وإني اتاسف  لحال  امثال هولاء المفكرين  الذين يرددون كالببغاء الاراء العقيمة للعروبين. العنصريين  والعفلقيين التي لا زالت تنخر في مخيلات اجيالنا واجبروا الناس على ترديد  أناشيدهم  البالية  (بلاد العرب اوطاني من شام الى تطوان)


220
ملاحضاتي  على مقال السيد جعفر ئيمينكي 

بطرس نباتي

لم اقرأ مقال يعالج وضع المكون المسيحي بقلم احد المثقفين في الوسط الكوردي يتفوق بطرحه  ما سطره السيد النائب  السيد جعفر ئيمينكي في مقاله الذي بعنوان( المسيحيون في اقليم كوردستان بين الواقع والطموح ) رغم اختلافنا معه في مسائل  مهمة مثل تسمية المسيحيين  (المسيحيين الكورد ) فنحن  ندين بالديانة  المسيحية   لكننا لدينا  اسم قومي اي نحن من الكلدان او آشوريين او سريانا لدينا قومية وخصوصية نختلف عن غيرنا من القوميات والإثنيات ليس فقط في الديانة  فحسب ، لأننا عندما  أصبحنا ندين بالمسيحية فإن مسيحيتنا لم تكن أبدا تحدد انتمائنا القومي وإنما اعتناقنا للمسيحية  جاء حالنا كحال الأقوام الاخرى في العالم ، لذلك ما هو مؤكد بأننا  لسنا  كوردا  او عربا مع كل احترامنا للاخوة الكورد والعرب،  وربما هناك  من الكورد من اصبح مسيحيا  وخاصة في العقد الأخير من القرن الحالي ،فهل يا ترى يحق لنا ان نطلق عليه اشوري ؟ لانه  رغم كونه مسيحيا فانه سيحتفظ بهويته القومية الكوردية   ويعتز بها وبلغته وتراثه . وربما ايضا دخل الكورد الى المسيحية قبل ان يصبحوا إسلاما ، او كانوا  مسيحيين ثم أشهروا اسلامهم (كعشيرة بنديان)  لكنهم لم يغيروا قوميتهم ، إذن كنّا نتمنى للأخ جعفر ان يتجاوز هذه المسالة ولا يعتبرنا كوردا، وان كانت زلة لسان او زلة قلم نرجو ان يعمد وبسرعة الى تصحيحها  ، وكما ان الاخوة الكورد يعتزون بهويتهم وقوميتهم   كذلك نحن الكلدو آشوريين ايضا نعتز بلغتنا السريانية وبتراثنا وهويتنا القومية  وباراضينا  ونعتبرها أراض تاريخية لا يمكن التفريط بها ولا يمكن ان نقبل ان يتم سلبها او التجاوز عليها  مهما كان او يكن ذلك الشخص الذي يحاول ذلك .
رغم ذلك اعتبر مداخلته جيدة وهي تعبر عن نهج جديد يمكن ان يكون خارطة طريق كما تفضل   مشكورا ولذلك اود ان اطرح ما يلي:
1- ما حدث عبر التاريخ او خلال مئة سنة الماضية وحتى اليوم بين الشعبين يحتاج الى دراسة متأنية ونزيهة من قبل مثقفي الشعبين
2- حدثت احداث مؤلمة ابان القرن الماضي استغلت دول الجوار الدين ونفوذ الإقطاع والاغوات في تفجير الخلافات أدت الى صراعات دامية كانت ضحاياها أبناء كلا المكونين
3- مسالة الاراضي والتجاوزات على أراضي المسيحيين في دهوك او غيرها يجب ان يتم معالجتها من قبل القيادة السياسية في الإقليم وليس عن طريق تشكيل اللجان  الحكومية لأننا أصبحنا لا نعتد بنتائجها،  وهنا اود ان اتي بمثل ما حدث هذه الأيام في احدى قرى نهلة فالذي تجاوز على املاك القرية  مؤخراً  ومنع اَهلها من التضاهر  قريته تابعة لقضاء عقرة والأرض المتجاوز عليها تقع ضمن قضاء العمادية فكيف يدعي بملكيتها ان كان صادقا..
الامر الاخر كل من يعيش. في منطقة العقرة الزيبار او في العمادية يعلم جيدا لمن تعود ملكية قرى نهلا وغيرها من القرى المتجاوز عليها ، وكذلك سندات الملكية التي بحوزة أهالي تلك القرى . 
4-اذا أراد المكون الأكبر عددا وهو المكون الكوردي من معالجة مسالة الهجرة بين الأوساط المسيحية ليوفر مجال العمل للشباب وليعفى خريجينا من مسالة التنافس على الوضائف وليعمل في التوظيف وفق نسبة السكان لكل مكون وكذلك ليكون التعيين على أساس المنافسة العلمية وبكفاءة وليس بالوساطة والانتماء الحزبي.
5-قبل الانتخابات في اقليم كوردستان طرحت في حضور القائد مسعود البارازاني  مسالة إعداد مؤتمر في كوردستان يعالج مسائل وإشكالات العلاقات بين المكونات وبالأخص بين الكورد والكلدواشوريين ورحب سيادته بذلك وأبدى تفهمه الكبير لعقده وقال بالحرف الواحد
(اذا كُنتُم أنتم كمسيحيين مستعدين لمثل هكذا مؤتمر فأنا مع الفكرة وما عليكم سوى السعي لتحقيقها )
بنظري هناك جهات وأشخاص من كلا المكونين الكوردي والكلدواشوريين لا زالوا ينظرون بعين الماضي ولم يتحرروا من تلك الأحداث الماساوية التي حدثت  بين الشعبين وعندما تبرز مشكلة ما فانهم يقومون بتفسيرها وفق تلك النظرة وحتى الوقت الحاضر لم يتحررو من اثار الماضي والأنكى من ذلك ان الأجيال راحت تجتر تلك الماساة وتراجيتها نقلا سواء شفاها او عن طريق بعض الإصدارات المغرضة التي تغذيها ذات الأوساط التي سببت تلك الأحداث المؤسفة بين الشعبين
6- اتمنى من اخواني الكتاب وخاصة من خارج الوطن  الابتعاد عن الردود المتشنجة والتعميم وإطلاق
التهم والتعكير على المسائل الإيجابية التي يحملها مضمون رسالة السيد النائب وان يتم دراستها وفق منطلق تطوير العلاقات التاريخية بين الكلدان والاشوريين والسريان لوضع اسس معاصرة وجيدة لبناء علاقات إيجابية نطمح بتحقيقها والتي تهمنا نحن المتبقين في الوطن .
فعلا نحن مع ما سطره سيد النائب فهذه العلاقات تحتاج اكثر من مراجعة وخارطة طريق تودي الى تمتين العلاقات الطيبة بين الشعبين لبناء وطن كردستاني متعدد الاثنيات والأديان وهو طموحنا الاول والأخير


221
كغزال  جبلي .. كنت *
الى الراحل قبل أوانه ، المناضل الشيوعي نجيب حنا عتو   (أبا جنان)

بطرس نباتي
 
مالكم .. تصرون على  الرحيل
هكذا قبل الاوان 
بصمت رهيب
 بدون ضجيج بدون سابق إنذار
او إشارة او كلمة وداع   
عندما رحل سعدي
همس لي قبل  رحيله الابدي
انتظرني ..سأعود
مضى  .. زاحفا نحو المجهول   
 بدون  ان ينطق
بكلمة وداع
قبلك ايضا رحل هوزايا   
كذلك انتظرناه عله يعود
لكنه لم يف هو الاخر بالوعود     
وفائق ايضا سبقك بأيام 
قرر الرحيل وابى ان يعود
ياترى ..من  الذي يستدعيكم؟
نحو بحار الابدية
 واحدا تلو الاخر
هكذا .. كما في الماضي
وكأن  ايام التحقيق ؟
في شعب ودهاليز الأمن العام
قد عادت من جديد
   
***
أباً جنان
أيها الراحل الى اين  ؟ 
أيها الشهيد المؤجل الى حين 
يا ابن الجبل الأشم
عليك نقرا آيات السلام 
ذكراك  باقية  مهما بعدت
مهما تغربت..
مهما تعددت بك الاوطان
صوتك الدافيء ..لازال
يرن في مسامعي   
يذكرني بمرارة الأيام 
عرفك وطني
منذ ان تقيحت جراحاته 
منذ ان كان يأن تحت وطأت الآلام
عرفتك  عنكاوا ..
وها قد عدت اليها اخيراً
الى الثرى الذي عشقته
محمولا على اكتاف الرفاق
كلماتك لا تزال تهمس لي
سأعود انتظروني
حينما يصبح الصباح اخضر
حينما تورق الأشجار
ويمتلا سهلنا بالورد الأحمر 
  ****
 عرفناك قبل ان تعرفك
 قمم زوزك وهندرين الشماء   
قبل ان تعرفك الكهوف والبراري
وكل ركن وكل صخرة  صماء
 و كل شجرة  جوز
من أشجار وادي باليسان 
كان مجرد ذكر  اسمك
يدب  في قلوب
مضطهديك رجفة الموت الزوءام
****
كنت كغزال جبلي
تتقاذفك القمم والجبال 
وسادتك صخور وغطاءك نجوم السماء 
 كلما التقيتك .. كنت أجدك   
تروي حكاية الزمن القاسي
ضحكتك لم تفارقها
ضحكت حتى في أتون من النيران   
على  امر المنايا 
لم تفارقك تلك الابتسامة 
****
من انت؟
أأنت قمة جبل ؟
لا تطالها يد الزمان 
عندما رجوت جبل هندرين
رفيق دربك وحافض الذكريات 
 ان يبوح لي ببعض الأسرار 
عما تحمله من الم     
ابى وتمرد ولم يحدثنا
 الا  بنتف من الكلمات 
يا رفيق الجبال
كنت كغزال جبلي
تقفز من قمة جبل
تتلقفك قمة اخرى   
من انت أيها الرفيق
أيها  الراحل نحو الشمس
أيها الضاحك على المنايا
وأوجاع الزمن
 




222
ماذا تحقق الحقيبة الوزارية لشعبنا ؟ عدا ما تحققه لصاحبها

بطرس نباتي  

لا بد  ان نشكر الإخوة الكتاب والمتابعين من اخواننا في المهجر بدون استثناء  لانشغالهم في أمور  تهم المواطن العراقي في الداخل  وبدل الانشغال بامور تتعلق بحياتهم في دول الشتات   نجدهم اكثر اهتماما بامور تهم شعبنا في داخل البلاد،  وهذه نقطة جميلة نسجلها لصالحهم طبعا ،ورغم ان شعبنا وأصالته يستحق اكثر من حقيبة وزارية وربما رئاسة جمهورية او رئاسة وزراء لانه لو تمت مقارنة  بينه وبين المكونات الاخرى في العراق لتفوق  أبناء المكون المسيحي  وذلك  لوجود  ما يدعى اليوم التكنوقراط اكثر من اي مكون اخر بالنسبة الى عدد النفوس لكل مكون .
،و اود ان اظهر لمتابعي وقراء عنكاوا كوم ما يلي فيما يخص ابعاد المسيحيين عن الحقيبة الوزارية التي طرحها عبادي مؤخراً ويقال عنها بانها تكنوقراط .
1- منذ مجلس الحكم في عهد بريمر ولحد الان للأسف اقولها جميع من اشترك في الحكم او في الانتخابات من احزاب شعبنا كان همهم الاول ان يحتلو  مراكز سياسية مهما تكن هامشية  وزراء، وكلاء وزراء ، ورؤساء موسسات مستقلة وغيرها ، وقد شهدنا طيلة الفترات السابقة ولحد الان  عدد من الخصامات  على مناصب  من هذه الشاكلة وليس على مقدار الخدمة التي هم مكلفون بتأديتها لشعبنا وخاصة ابان تهجير أبناء سهل نينوى والموصل .
2- مقتدى الصدر عندما اصدر قائمة   تضمنت مجموعة من شخصيات مسيحية بعضها اختيرت من قبل التيار الصدري وبعضها الاخر بشكل شخصي
 رغم ان بعظهم كانوا في الوطن الا ان الردود المتشنجة من قبل كتلة الرافدين  أدت الى  اثارة  خلافات حادة حول المرشحين  ،  ومحاولة فرض مسالة الاستحقاق الانتخابي في تولي المناصب وعدم اللجوء الى تقديم اسم معين  بتوافق الكل واقصد الكل  اي جميع القوى السياسية والشخصيات المقربة من مركز الحكم في بغداد بما فيها قيادة الكنائس.
3- يقال ولا ادري مدى صحة ذلك ،بان كان للكنيسة الكلدانية مرشح تكنوقراط، وحاولت ان يتولى المنصب رغم عدم أفصاحها عن ذلك شانها شان الأحزاب السياسية لشعبنا او حتى من خارج أبناء شعبنا.
4- نتيجة هذا التخبط في المشهد السياسي وعدم الاعتماد على الترشيحات من قبل الكتل النيابية تم استبعاد كافة المرشحيين وهذا ايضا انسحب على المكونات الاخرى كالتركمان والازديين ايضا شاننا شانهم في هذا المضمار.
٥-  هل في اسطاعة احد منا ان  يعد لي على رؤوس أصابع لإحدى اليدين، ماهي مكتسبات شعبنا من المناصب التي تولاها المسيحيين؟ منذ مجلس الحكم ولحد الان ، ماذا حققوا لشعبهم مثلا ،ماذا أضافوا على العملية السياسية ؟او حتى ما تأثيرهم على القرارات والقوانين التي يتم اتخاذها في البرلمان العراقي او حتى الكردستاني؟ 
بتصوري هولاء لم يخدموا سوى أنفسهم والذي يأتي بعدهم سوف لن يكون افضل منهم أبدا.
6- تتناول العديد من وسائل الاعلام مسائلة بيع الحقائب الوزارية وقد مورست هذه الفضيحة بحيث اصبحت واقعا بين الكتل السياسية او بين كتلة برلمانية ولا نود ان يقع اي من أبناء المكون المسيحي في هكذا مستنقع أسن .
7- باعتقادي أمرار المادة (٢٦) اي اسلمة القاصر في البطاقة الوطنية  كان اعظم ضربة لمشاركة المسيحيين في أية مسؤولية في العراق ماذا نفعت لنا الوزارة المناطة بمسيحي عندما شرع قانون الجعفري السيء الصيت ماذا كان نفع مشاركتنا يكونا  في برلمان أقر اسلمة القاصر وتغير الدين لغير المسلم ، فكل هذه الأمور تعادل ليس فقط حقيبة وزارية تافهة وإنما كل المسؤوليات الاخرى في مثل هذه الحكومات الفاشلة والفاسدة . 
8- لذلك ارى وربما  سيختلف معي  بعض الإخوة الذين يَرَوْن   ان تولي المناصب   هو الذي يحفظ للمسيحيين حقوقهم وكرامتهم  ، عدم اشتراك اي من المسيحيين في الكابينة الوزارية الحالية هي احدى النقاط التي ستسجل لصالحهم مستقبلا ، لان مجرد تبديل وجوه كالحة باخرى ليس حلا مع بقاء الفاسد والمرتشي بدون محاسبة قانونية ومع بقاء كتل برلمانية فاشلة تحكم العملية السياسية لذلك برأي :
١- بقاء أبناء شعبنا خارج هذه المناصب افضل من توليها والسبب يعود على مرور العراق بمرحلة حساسة جدا وطريق النجاة مظلم وضيق  بحيث أية وزارة حتى لو تكون من الأنبياء والرسل فإنها سيكون مصيرها الفشل منذ تشكيلها، لكونها  فقدت ظهيرها المتمثل بالكتل البرلمانية المتقاسمة للمشهد السياسي العراقي بموجب نظام المحاصصة المعروفة والكريهة، واعتمادها على مراجع دينية نحن في غنى عنها .
٢- اذا لم يكن لنا تمثيل وزاري سنكون في موضع القوة لأننا كمكون  مسيحي  سنكون بمنأى عن أية مساءلة قانونية حول السرقة ثم التبرءة كما حدث مع الوزير الاسبق او الاستغناء عن الخدمة نتيجة دمج وزارتين  والاستغناء عن الأضعف كما حدث ايضا
مع الوزير السابق .
٣- لو أنيطت بالمكون المسيحي وزارة  أية وزارة كانت ستناط بهم؟  وزارة سيادية ام وزارة لا يستفاد منها غير الوزير ذاته بما تحقق له من رواتب ومخصصات وايفادات وحراسات،   ومع ما ينسحب معها القيل والقال والزعل  وغيرها كما حدث حينما أنيطت احدى الوزارات  بكتلة الوركاء مثلا  وماذا يستفاد شعبنا من هذه الوزارات الهامشية يا ترى ؟
لا اود الاسترسال اكثر من ذلك وسأكتفي بهذا على الأقل في الوقت الحاضر .


223
مجرد رأي
كيفية التعامل مع ظاهرة أهانة الرموز المسيحية

بطرس نباتي
تناقلت  وساءل التواصل الاجتماعي عن وجود حذاء عليه شارة الصليب في مكسي مول في عنكاوا وبعد الأخذ والرد مع صاحب المول وتدخل الأجهزة الأمنية وبعد اتصال سيادة المطران بشار متي وردا رءيس أساقفة أربيل وتوابعها والسيد مدير ناحية عنكاوا والاسايش مشكورين في  تسوية  (حسب ما جاء في احدى التغريدات على صفحة الفيس بوك ), الموضوع الذي تم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي اليوم.
وبرد فعل فوري, اكد سيادة المطران مار بشار متي وردة الجزيل الاحترام وجود تنسيق مع مدير ناحية عنكاوا السيد جلال حبيب المحترم, وتم إغلاق المول وسيتم حرق البضاعة.و بإغلاق المول التجاري وسوف يتم اتلاف البضاعة, وسيقوم صاحب المول بتقديم اعتذار رسمي.
عندما تظهر هنا وهناك  بعض من يسيء  الى الاسلام  في بعض الدول البعيدة عنا ليس فقط في المسافات وإنما في الثقافة  العامة والقوانين والاعراف ينبري رجال الدين ومثقفين من غير المسلمين ،وخاصة في دولنا الشرق اوسطية  ،   بالرد على تلك الاساءات و تعريتها والمطالبة بمحاسبة مرتكبيها ، واليوم وبعد ان صدرت هذه السموم  المسيءة الى عقر دارنا وقبل أعياد المسيحيين بأيام، هل يكتفي علماء واامة المسلمين  ومعهم مثقفيهم  ؟ بموقف الصامت المتفرج على هذه الاهانة لمقدساتنا .
استثني من بينهم ما ورد في بيان علماء المسلمين في دهوك الرد الوحيد على هذه الاساءة والذي صدر مؤخراً .
 لقد قامت السلطات الأمنية في الإقليم بواجبها وتعاون صاحب المول وأظهر اعتذاره لما بدر منه ووصف الامر بانه نتج عن عدم معرفته بالبضاعة التي أراد ترويجها . فهل يا ترى السكوت لحد الان على هذا التجاوز ،يعني ان هولاء السادة المتابعين لهذه القضية ؟ قد رضوا بهذه الإجراءات وعذروا صاحب المول انطلاقا من مبدأ تعودنا عليه غصبا الا وهو عفى الله عما سلف ، ام ستتبعها إجراءات اخرى اكثر عملية ً ، وهنا وجدت نفسي ملزما ان اقدم ببعض الاّراء قد تخدم هذه  القضية المهمة .
 برأي ان يبادر ممثلنا في وزارة الأوقاف  أعضاء البرلمان في الإقليم من الكوتا  بتشكيل   لجنة من القانونيين لمتابعة هذا الامر وتقديم شكاوى قضائية بموجب المادتين ، ٢٠٢ و٣٧٢ من قانون العقوبات العراقي .
وان تكون الشكوى المقدمة ضد صاحب المول وكذلك ضد مسؤول الكمارك الذي سمح بإدخال  البضاعة الى اقليم كوردستان/العراق  لكون البضاعة هذه والتي تتفوق بآثارها على تصدير المفخخات ،  سواء أتلفت ام لا فان لم تتخذ الإجراءات القانونية بحق من ورد ومن أجاز بمرورها ، ربما ستختفي البضاعة هذه المسيءة  الى رموزنا الدينية اليوم ومن هذا المول لتظهر في أماكن اخرى وستكون سببا في اثارة النعرات الطائفية ،ومصمموا هذه البضاعة  ومصدروها يعلمون جيدا ماذا سيكون اثرها على مجتمع متعدد الأديان والمذاهب والقوميات كالمجتمع العراقي .
وبنظري لو صرف النظر باي شكل من أشكال عن هذا التصرف الشاذ  او معالجتها باي شكل اخر غير الطريق القانوني وبموجب قانون العقوبات ،"٠سوف تستفحل مثل هذه الظواهر مستقبلا .
وعلى حكومة اقليم كردستان ان تعي خطورة هذه المسالة  ولذلك ارى ..
ان يتم التعاون بين ممثل المسيحيين في وزارة الأوقاف الشؤون الدينية في الإقليم ورجال الكنيسة في عنكاوا والاخوة المعنيين بالقانون من المحاميين وغيرهم  ،لا من اجل معالجة انية وتسوية للموضوع كما جاء في أعلاه وإنما عن طريق معالجات عبر القضاء وتطبيق القانون وتفعيله بغية معاقبة الجاني والمتهاون في هذه المسالة والتي تهمنا جميعا .
ولا ادري كيف سيرضى صاحب المول هذا ان يبقى في قلب عنكاوا ؟  وهو قد ارتكب هذا الجرم بحق مقدساتها أليس لزاما على صاحب البناية؟   وهو احد المسيحيين الساكنين في عنكاوا والتي حصل على ارض عنكاوا ربما خارج شروط التملك  ليبني عليها عمارته أليس لزاما عليه ؟ فسخ  عقده مع المؤجر ويقوم بطرده من بنايته ،
وكيف سيتعامل الزبائن من المسيحيين مع بضاءع هذا المول في الوقت الحاضر  وفي المستقبل ؟ وهو قد اهان مقدساتهم ، ام ان هذه المسالة ستمر ايضا بسهولة ويتم تسوية مستعجلة كما مرت عشرات القضايا الاخرى غيرها ومن مثالها ..

224
القس سرمد يوسف ..الشعب العراقي ليس حميرا وانت مطالب بالاعتذار

بطرس نباتي

ما نستشفه من خلاصة مما أسميته تغريدة  في عنكاوا كوم ، بان ما يقوم به المتظاهرين ليس حلا وليس بعملا بطوليا ،  بل صندوق الاقتراع هو الأفضل والاجدر ، ومن الأفضل  عدم التظاهر  لان هولاء المتظاهرون هم سبب مجيء هولاء الحكام على سدة الحكم ، 
وكان يجب ان يكون  الشعب العراقي اكثر دراية  ولا يأتي بهولاء عبر صناديق الاقتراع. وان العراقيين مرضى بمرض الشعور بالذنب وغيرها من الاتهامات وكأنك  تريد وضع كل اللوم على الشعب العراقي وتحاول جاهدا تبرءة ساحة السياسيين والدول التي تدخلت وتتدخل  بالشان العراقي .
ما اود ان أقوله هنا  انك ما دمت  قد تعرضت للعملية السياسية في العراق بعد 2003 كان لزاما ان لا تضع كل اللوم على المتظاهرين وعلى الشعب العراقي لان هولاء  المتظاهرين المعتصمين على بوابة المنطقة هم ابطال لهم مطاليبهم بالإصلاح السياسي  وتغيير نظام حكم شمولي، طائفي  ،  ولهم كل الحق في التظاهر  السلمي وهم  يتجنبون الاعتداءوالتصادم سواء مع السياسيين او سكان وحراس هذه المنطقة وبتصوري لو حدثت مثل هذه التظاهرات المليونية في اي بلد اخر لكان قد حصل اعمال تخريبية واعتقالات وتصادم مع الشرطة ، التظاهرات  في يونان  ابان الأزمة الاقتصادية  قبل سنين مثلا او حتى في امريكا  إبان حرب الفيتنام تخللتهما  اعمال عنف واعتقالات وتصادم مع الشرطة وفي بعض البلدان كتركيا مثلا استخدمت القوات المسلحة والدبابات في قمع المظاهرات التي حدثت ولم تكن بالكثافة التي هي في العراق. إذن لماذا تحكم بالجهل والحميرة؟ على أبناء شعبك يا ترى .   
كنت اتمنى ان يكون تحليلك اكثر واقعية بالنسبة للانتخابات العراقية  وأود ان أوضح لك ولقراء عنكاوا كوم الموقرين  ردا على ما  كتبته ما يلي :
١- اختار بريمر مجلسا للحكم حسب البنية الطائفية والمذهبية للعراق ، لذلك امريكا المتهم المباشر في ما آلِ اليه الوضع السياسي في العراق ، اما ايران فتدخلها سافر في الوضع العراقي منذ اليوم الاول للتغير في ٢٠٠٣ وبعد ذلك ايضا حيث دعمت الشيعة ودعمتهم ، في مؤسساتها العسكرية والمدنية ، وخلقت عشرات الميليشيات وسلحتهم ، وبتصوري لو كنت قد  فكرت قليلا لما كان يراد منك ان تضع  راحة يدك على رأسك وكأنك أجهدت نفسك بالتفكير العميق بالشان العراقي (كما في الصورة )
٢- وكان بريمر كلما اقدم على فعل  ما يتعلق بسياسة العراق يتكأ بأخذ المشورة من المراجع الدينية وخاصة من سيستاني  او من الحكيم وأحيانا من الخوءي مسبعدا رجال الدين المسيحيين وبالأخص الكلدان، وكذلك الحال بالنسبة الى المكونات الاخرى ، وبهذا العمل خلق مراجع دينية شيعية وسنية وهو الذي زرع الشك بينها بالاخر ثم قامت السلطات الامريكية بخلق عدة أزمات بين هذه المراجع وأوصلت الامر لحد الاقتتال الطاءفي  في عام 2008  فكيف لا تتحمل الادارة الامريكية ما يحدث في العراق إذن ؟   
٣- بعد ان تولى هذا المجلس  اي مجلس الحكم بقيادة بريمر مهمة سن دستورا مؤقتا بواجهة إسلامية فقهية من حيث القانون ادى ذلك الى تقسيم الوضع السياسي   العراقي حسب تقسيمات  طائفية  وإثنية  وهذا ما ارادته سلطة الاحتلال الامريكي وأصبح تولي المسؤوليات فيه يجري وفق هذا السياق لا حسب الكفاءة المهنية والاخلاص للوطن .
٤- حاول  أعضاء مجلس الحكم الاستمرار بالحكم وذلك بما كانوا يتمتعون به من سلطة ومقدرة مالية ودعم مالي ومعنوي من  بعض المؤسسات الامريكية كالبنتاجون  ووزارة الخارجية  ،حيث تمكنوا من الاستئثار  بحكومة طائفية مقسمة بموجب دستور طائفي ولحد الان ، وقد خدمهم قانون الانتخاب في العراق الذي سن منذ الدورة الاولى للبرلمان العراقي حيث عمد مشرعوه على اعتماد نظام القواءم الانتخابية ومبدأ التحالفات السياسية سواء كانت تلك التي تتم قبل العملية الانتخابية او بعدها مما ضمن لنفس الكتل في عهد بريمر من البقاء لحد الان هي المسيطرة على البرلمان وبالتالي  على العملية السياسية برمتها 
٥- المسالة ليست الانتخابات العراقية فمعظم الانتخابات التي تجري في الشرق الأوسط تشوبها العديد من التجاوزات على الديموقراطية وليس لمجيء أناس غير اكفاء المسالة ان هولاء الذين في الحكم لا يوجد من يحاسبهم واهم شيء في هذا الامر هو ضعف القضاء العراقي وهذا ليس وليد ما بعد ٢٠٠٣ فقط .
٦- بموجب قانون سلم الرواتب الذي وضعه الاحتلال الامريكي اصبح نهب ثروات العراق قانونا مفروضا على الاقتصاد العراقي وأصبح بموجبه عضو البرلمان يتقاضى رواتب خيالية ولمدة اربع سنوات وكذلك بعد تقاعده وهكذا الدرجات الوظيفية الاخرى الحاكمة واوجد فرق هاءل بين الوظائف ولذلك ظهرت طبقة غنية ميسورة جدا وهم الحكام وطبقة اخرى كادحة وفقيرة جدا هم باقي أبناء الشعب العراقي وأصبح الذي يقيم في دول الشتات لسنين ولا يُجد عملا هناك. يتشبث بما لديه من معرفة بإحدى اللغات الأجنبية، ثم  يقبل على نفسه ان ينظم الى احدى التيارات الدينية المذهبية او الطائفية في العراق فيأتي الى العراق لا من اجل خدمته كباقي أبناء العراق ،  بل ليصبح عضو في البرلمان او يتولى منصب في الدولة  وما ان يتحقق له ذلك حتى يحول ما يتقاضاه الى الدولة التي يعيش في كنفها.
وهناك قانون ينص على المسؤولين التخلي عن الجنسيات الغير العراقية عند توليهم مناصب رفيعة ولكن منذ سن هذا القانون فهو معطل ونحن تحتفظ بعشرات الأسماء المسؤولين عراقيين يتمتعون بأكثر من جنسية ولم يتخلّوا عنها رغم احتلالهم لمراكز مهمة في العراق .
اما قولك أيها القس المحترم ان  من يسلم أمور الحكم للحمير وغير ذلك ، فأنت ايضا نتاج العملية التربوية وكنت في العراق حسب تصوري ودرست في مدارسها وكذلك والدك وأهل بيتك وما قلته ينسحب عليك ايضا واتصور شخص مثلك كونك قِس كان يجب ان تبتعد عن الإتيان بمثل هذا القول الذي نطق به هذا المسؤول الخرف ، و لا تستشهد به  ، بل كان يتوجب ان تعبر عن استنكارك للاطلاق مثل هذه الشتيمة بحق العراقيين ، واتصور ان القاعدة الفقهية التي تقول ، ناقل الكفر ليس بكافر،  لا تنطبق على ما نقلته عن  ما أسميته  ناءب  وزير التربية ، لأنك أردت وبقوة ان توكد بان الشعب العراقي وخاصة التربويين ليسوا سوى حمير ، يساقون من قبل مراجع دينية  وقلة من الحكام والمشكلة هنا بالتعميم الذي يطغى على مقالتك   رغم ان ما تلقيته من تربية وتعليم في العراق كان على الايدي الطيبة الكريمة  لهولاء التربويين. الذين دعوتهم للأسف  بهذه  الصفة. التي لا تليق بالانسان ، واتصور اننا على حق عندما نطالبك بالاعتذار للشعب العراقي وبالأخص من الرجال العاملين في حقل التربية والتعليم.





225
وقفة مع بعض النقاشات في الشان المسيحي
     
بطرس نباتي

منذ مدة طويلة قررت ان لا أتدخل سلبا او ايجابا بامور تخص الشان الكنسي والحزبي  وابتعدت قدر المستطاع عن الكتابة او الردود بهذين المنحيين 
ولأسباب عديدة وفي مقدمتها ،ان من يتولى شؤون وشجون ما تسمى احزاب شعبنا وقادة كنائسنا يتصورون أنفسهم اكثر عقلا وأفضل دراية منا في أمور الدين والدنيا (وعذرا للمفكر والكاتب  يعقوب افرام صاحب كتاب بهذا العنوان) ، وبتصورهم  ان ما يفكرون به  يتفوق على  ما يمكن ان تفرزه عقول أبناء الرعية ،فنحن جميعا رعية او خراف ضاءعة او في طريقها الى الضياع ،وهم رعاة وقادة  ،حكماء لا احد يعرف حتى مصلحة عائلته  اكثر منهم  .
اضافة الى الردود المتشنجة والتي تصل يعضها لحد السب والشتم لمن  يحاول  ان يتناول شانا لا يعجب الذي يكتب الرد فيتمادى بشن حملات دينكوشوتية على من يدلي برأي يخالف رأيه وكأنه هو من يمتلك الحقيقة كلها اضافة لما يأتي به من المنطق ومن فلاسفة اليونان ويستنسخ كل ما تجود به قريحة الشيخ (كوكل ) ليفند المقابل لان ما ذهب اليه كاتب المقال لا ينسجم مع تلك المصالح التي يسعى لتحقيقها والذي يضع كل جهوده في مدح هذا او ذاك من اجل تحقيقها .
لهذه الأسباب التي ذكرت  البعض منها فقط  ،  عزفت عن أدلي برأي في هذا الشأن ثم أليس هناك مثل يقول (الباب اليجي منه الريح سده واستريح) وانا من ضمن هؤلاء المسترحين ولحد الان .
ولكني لا اخفي عليكم  بين فترة واُخرى ،ومنها في  هذه اللحظة ، اود ان اجلب لنفسي القليل من الصداع وخاصة من قبل اصحاب الردود التي ترى في الكاهن شخصا سماويا مقدسا لا يمكن  مناقشته  الا بكيل  المديح له ،وردود اخرى مودلجة ترى في حزب او في صاحب حزب ما  منزّها عن الخطا وحتى ولو كان ما يدعوه  حزب ، مجرد حانوتا صغيرا في حارة باءسة ، وان هذا الرئيس او صاحب هذا الحانوت يتمتع بأروع   صفات القيادة والمقدرة والقوة ، وكأنه سوبرمان  او سبايدر هذا العصر .
في البداية اود ان احيي السادة رجال الدين  المسلمين لأنهم استطاعوا خلال هذه الأعوام الاخيرة من تاريخ العراق الحديث  اي بعد 2003 ان يحتلوا ثلاثة او اربع مواقع مهمة في القرار السياسي العراقي وتمكنوا بجدارة واقتدار من إيصال العراق الى فساد وتأخر وصراعات طائفية  وتدمير لا نجد له مثيل  في تاريخ هذا البلد المبتلى بهم  ،من هذه المواقع :
أولها : أصبحوا قادة سياسيين يقودون  احزاب دينية استأثرت بالسلطة وهذه الأحزاب هي حزب الدعوى  والمجلس الأعلى الاسلامي العراقي والحزب الاسلامي العراقي وحزب الله والذراع السياسي لجيش المهدي والحزب الاتحاد الاسلامي  الكردستاني وحزب التحرير الاسلامي ومنظمة العمل الاسلامي واتحاد علماء المسلمين وجماعة ومنظمة العمل الاسلامي وحزب التحرير الاسلامي منظمة العراق ورابطة علماء العراق وكومه له ى إسلامي كردستان ، ما شاء الله على هذا العدد ،وهناك غيرها لا تسعفني الذاكرة لتعدادها، هذه الأحزاب وصل مرشحيها الى قبة البرلمان العراقي وشكلوا فيه أغلبيات لها وزنها عند التصويت على اي قانون او قرار ويجب ان يجير لصالحها وإذا شعرت بانه لا يخدم تطلعاتها فإنها تعمل على نسفه او عرقلته وهي تصل الى سدة الحكم والبرلمان عادة بتزكية المرجعيات الاسلامية ، وبتزوير البطاقات الانتخابية ، وباستغلال مواقعها في الحكومة لإعطاء وعود بالتوظيف او بإهداء أراضي او بمبالغ نقدية ومساعدات اي بشراء الذمم وياتي في مقدمتها حيازتها على تأييد ومباركة المرجعيات الدينية طبعا .
ثانيها : ما تسمى بمرجعييات  وفتاويها وخطاباتها التي اصبحت شريعة اخرى لله على ارض الرافدين هناك مرجعية سيستاني ومرجعية صدرية للتيار الصدري ومرجعية حكيم ومراجع سنية عديدة  منها حزب العمل الاسلامي والكبيسي  والوقف السني  هذه التيارات والمراجع الدينية استأثرت بالسلطة في العراق عبر فتاوى  واستطاعت خلال السنوات السابقة ولحد الان سحب البساط السياسي والاداري من تحت الأحزاب الليبرالية والعلمانية والقومية وجردت هذه الأحزاب الاخيرة الأحزاب الاخرى الييبرالية ليس من السلطة في حكم البلاد بل عملت هذه المراجع والتيارات والأحزاب السياسية على تسقيط كل فكر ليبرالي او علماني بواسطة سيطرة هذه القوى الدينية على عامة الناس وتأجيجها الشارع العراقي ضد القوى العلمانية مستفيدة من سطوتها الدينية على شارع جاهل للأسف يشكل الأكثرية من الشعب العراقي.
بعد انفراد هؤلاء اللصوص بالسلطة ضاع المواطن العراقي وسط نزاعات طائفية هم كانوا أدواتها ورموزها ودمروا الوطن بالفساد والارهاب ،وهم سنة بعد اخرى يدفعون بالوطن نحو هاوية الفقر والجهل واستباحوا خيراته بالنهب والابتزاز وبأرقام تفوق التصور ،وهم يمعنون يوما بعد يوم في اذلال وتضليل المواطن البسيط وجعله منفذا لمشاريعهم الخبيثة والتي يتحكم بها دول لها اطماع ومشاريع دنيئة في العراق
 
هذا  حصيلة ما جنيناه من تدخل المرجعيات السنية والشيعية اي الدينية  في الشأن السياسي العراقي.
 وأصبح حال المواطن العراقي يصرخ يحرقة (باسم الدين باكونا الحرامية ) ولا من مجيب .
في المقابل نحن المسيحيين او لنقل جميع المكونات الاخرى غير الاسلامية كانت ولا تزال منذ تأسيس حكومة العراق ولحد الان بدون  مرجعيات دينية ، 'وكانت تدخلها بالشان السياسي   ،  يتوزع   بين احزاب  تدعى بالاحزاب القومية س او تلك  المنبثقة عن  قوميات اخرى  ،احزاب كردية. او عربية ، او احزاب اممية ، ومؤخراً  احزاب عديدة اتخذت من التسميات مجالا في العمل الحزبي او تأسست بارادة الغير اي من خارج تلك التسميات وحاولت هذه الأحزاب ان تشارك في أية عملية انتخابية والفوز ببعض المقاعد بطرق عديدة منها
1-اعتمادها على الجمع بين التسميات الكلدانية والآشورية والسريانية والتعويل على أصوات تأتيها من هذا الخلط رغم ان هذه التسميات تعود الى شعب واحد لا يمكن تجزئته .
2-رفع شعارات مؤثرة مثل رفع التجاوزات على اراضينا او وحدة شعبنا وعدم التفرقة بين التسميات
3-الاعتماد على الأحزاب الكبيرة والتي تتقاسم إرادة هذه الأحزاب والطلب منها التصويت  لهذا الفصيل ام او ذاك لكون الاقتراع يجري بصورة مفتوحة ولا تحصر أصوات كل قومية لقواءم لصالح المرشحين من تلك القومية.
4-دخول حزبين كبيرين  يملكون كثافة عددية من أعضاء ومؤيدين  داخل الوسط المسيحي اضافة الى إمكانية عظيمة وخبرة نظال طويلة ، وهما الحزب الديموقراطي الكردستاني  والحزب الشيوعي الكردستاني في الانتخابات الاخيرة وربما سيفكر قادة احزاب اخرى  ايضا بانتهاج  هذا النهج مستقبلا وإني ارى مبررا لدخول هذه الأحزاب الكبيرة في العملية الانتخابية لأسباب عديدة سوف اعزف عن ذكرها الان وربما سأضطر الى ذكرها في مقال اخر .
اود وبقوة ان تتحد  كنائسنا  لا فقط  على صعيد  الرءاسات  اي على صعيد قمة الهرم الكنسي  بل على مستوى المؤمنين ايضا وعلى صعيد الطقوس والأعياد والصلاة المشتركة. وان يكون لقيادة  مثل هذه الوحدة  دوره الفاعل  في ارشاد وتوجيه المؤمنين.  وهذه التمنيات ربما هي احلام. بعيدة جدا ربما اكثر من بعد استراليا عن العراق مثلا، ولكن لو تحقق ولو جزء منها  سيكون له شانه  في صالح بقاوءنا في اراضينا مهما كانت الضروف ،   ولا اتمنى مطلقا ان تخوض  أية مرجعية دينية سواء كانت كلدانية او غيرها  أية تجربة انتخابية وسأحاول ان اجمل الأسباب بما يلي مع ترك الحرية المطلقة لاصحاب الشأن للخيار ما يرونه مناسبا لاتخاذ الخطوات التي تقع في صالح المسيحيين عموما وليس لقسم منهم  ..
١-في البرلمانين العراقي والكردستاني لدينا كوتا متكونة من 10 أعضاء مناصفة بين المجلسين ومنذ 2003 أعضاء هذه الكوتا لم يستطيعوا التأثير قيد شعرة على قررات البرلمان لكونهما يشكلان أقلية لا تذكر لان التصويت يتم وفق مبدأ الأقلية والأكثرية والنفس السياسي او الجو السياسي العام المسيطر داخل البرلمانيين يستند على مقومات وتراصفات دينية او قومية  تسيطر عليه الأكثرية والتي تتكون من تحالفات لا ناقة لنا بها ولا جمل.
 ٢-السياسة في العراق بعد ٢٠٠٣ تحولت الى مستنقع اسن  كبير يتصارع فيه حيتان كبيرة ولا وجود فيه لأسماك لا تتقن لغة السياسة الخبيثة وحسب تصوري ان من كنّا نعتقد بانه متقن لخباثة ودناءة السياسة العراقية سوف يفلح على الأقل في ان يوازن العصا من الوسط  الا انه لم يقوي حتى من الاقتراب من اي من طرفيها ، فكيف للذي سوف يترشح وهو لا يعلم بألف باء هذه السياسة المشهورة بانحناءاتها والتواءاتها ودهاليزها وموامراتها .
٣-قبل دخول ما تسمى احزاب شعبنا في الترشيح والانتخابات كانت هذه الأحزاب او بعضها تحوز على ثقة مواطنينا وكانوا قريبين منها ومن تطلعاتها  ولم يحصل ان فقدت هذه الأحزاب ثقة أهالينا الا بعد ان تدخلت في الانتخابات وعندها وجدناها لا حول لها ولا قوة وأصبح كلما يطالبها المواطن بشيء تعجز عن تحقيقه فازداد الشرخ بينها وبين مؤيديها وبينها وبين من أعطى لها ثقته وأعطاها صوته كي تترشح لهذه المجالس، وحسب تصوري ان من يأتي مستقبلا سوف لن يكون حظه في التأثير على القرار السياسي العراقي اكثر من سابقيه .
٤-لدينا تجربة في تدخل الكنيسة  ومعها جهة اخرى في الشأن الانتخابي في عنكاوا وبالذات انتخاب المجلس البلدي  وما آلت اليه ،وهذه التجربة سوف لن اتحدث عنها بمفردي ،ولكن زيارتكم لبعض مواقع عنكاوا او الفيس بوك ستتعرفون على حيثياتها.
٥-وجدت خلال متابعتي  لكل المحاولات الساعية من اجل المطالبة بحقوق الأقليات ومن جميع الاتجاهات سواء الحزبية او غيرها من المرجعيات ان جميع  من تولى شؤون مكونات العراق  بدون استثناء تسعى من اجل نيل المناصب  وتحقيق المكاسب وليس من اجل رفع الحيف والظلم وإحقاق الحق ونيل الحقوق وخاصة في الارض  ،وفي رفع الغبن وانهاء معانات أبناء هذه المكونات وفي المساواة بين الأكثرية والأقلية ،ويحضرني هنا قول احد اصدقاءي وهو قاض واكاديمي في القانون فقد كتب لي يوما  (اما نحن  (يقصد به الحالة العراقية سياسيا)
فمعظم ممثلي الاقليات يبحثون عن مناصب باسم الاقليات وكاءن  الحقوق في المناصب)
هذا ما كتبه لي احد اصدقاءي ضمن مجموعة اعتز باراءهم اوءيد بقوة ما ادلى به وكان نقاشنا حول الأقلية والأكثرية في العراق خاصة وفي بلدان ذات الأكثرية المسلمة عدديا .
إذن  سؤالنا الهام الذي اود طرحه.
 ماذا سيفعل لنا هؤلاء القادمين  باْذن الروساء  ، هل سيكونو   افضل  في أداءهم  من غيرهم يا ترى ؟
سوى تحقيق بعض المناصب وإيرادات  وأملاك بملايين الدنانير لأنفسهم اي جاه واموال  .
 وحسب تصوري من يهلل لمشاريع من هذا النوع و يبرز عضلاته،  يامل بانه  عسى وعلى  يكون من المختارين القادمين  ويكون  له حصة من الكعكة العراقية المحروقة  تالي عمره   ...على كل حال ..
ما علينا سوى الانتظار  والمثل يقول  (الغد لناظره  لقريب) .
اما ما ادلى به الاخ عماد يوخنا احد قيادي زوعا وعضو البرلمان العراقي بتشكيل مجلس مسيحي  يكون كمرجع  لنا حالنا حال الشيعة والسنة ،  فانه أعاد بذاكرتي الى الوراء الى حفنة من السنين كنّا في نقاش حول إمكانية مساهمة رجال الدين في السياسة العراقية بعد تغير نظام صدام  اتذكر كيف انبرى رابي ياقو وهو يستشهد بمقولة الجنرال آغا بطرس للبطرك الشهيد مار بنيامين شمعون  لما علم القائد القومي الجنرال آغا بطرس بخبر زيارة البطريرك لسمكو الخبيث ،  اكتشف ما وراء زيارته من خطورة وعليه تقدم بتوسلاته ورجائه إلى البطريرك مار بنيامين شمعون  يرجوه بالإقلاع عن هذه الفكرة قائلا (فداؤك سيدي اترك هذه الأمور لنا ونحن خير من يقدر  عليها ،  لك الصليب واترك السيف لنا  ( صليوا قالوخ  وشوق سيبا قالن  )  بعد ان تذكرت ذلك دعوت للشهيد مار بنيامين شمعون  بالدعاء بالملكوت له وللجنرال آغا بطرس ،  وقرأت لهما أبانا الذي في السماوات..  ولعدة مرات .
هامسا  مع نفسي ..سبحان مغير الأحوال.
الامر الاخر  فإذا كنّا محتاجين هكذا لمثل مجلس  بالفعل اي   لمجلس مسيحي موحد ،فماذا يا ترى عن تجمع احزاب شعبنا ؟ وحبر نظامه الداخلي لم يجف    والتجمع  مقبل على خطوات مهمة منها ، توحيد  قواتهم على الارض وتثبيت نظام داخلي وغيرها من الخطوات الفعلية.
ملاحظة :  كلمة حق يجب ان تقال  ..
اذا سألت  إذن ماذا تريد من جميع رجال الدين المسيحي أقول اتمنى  ان يكونوا للكل. اي للمجموع بدون استثناء وان يصلوا في كنائسنا  صلاة مشتركة  ليل نهار  من اجل ان تعبر الأزمة التي نحن فيها بسلام   ،ان يكونوا عونا للمهجرين قسرا من مدننا وقصباتنا.
 أقولها  بصدق وباختصار أريدهم ان يكونوا عونا وموجها  للكل بدون استثناء  يحملون السلام والرحمة للجميع .
وان لا تتحول كنائسنا الى مراجع دينية ولا دنيوية او سياسية ، لأننا كرهنا المراجع  واصحاب المراجع من أية ملة او دين كانوا، وحتى الأديان باتت مكروهة من كثرة وتعدد مراجعها وفتاويها . وكنتيجة  تدخلاتها بتنا نكره وطننا لانه توزع بموجب حصص  على المراجع والفتاوى ولان هذه المراجع وفتاويهم  سبب مصيبة العراق .
 
   

 

226
مرة اخرى .. ولأهمية الموضوع ..من يقوم باغتصاب املاك المسيحيين في بغداد ؟؟ 

بطرس نباتي

بعد مدة من كتابتي للمقال الاول قرأت  اعلانا في الصفحة الاولى لموقع عنكاوا والذي يَصْب في نفس المنحى ، ولكون القضية هذه تهم جميع المسيحيين العراقيين سواء في الداخل او من ترك ممتلكاته واجبر على الهجرة وجدت لزاما علي ان اعود مرة اخرى لاسجل بعض الملاحظات على ما ورد في اعلان قراته على الصفحة الرئيسية لموقع عنكاوا والذي كان بعنوان

تشكيل لجنة للتحقيق في ملف الاستيلاء على بيوت المسيحيين في بغداد

وقد اقتطفت من الإعلان  هذا كجزء منه

زوعا اورغ/ بغداد
(تصاعدت في الاونه الاخيرة ظاهرة الاستيلاء على بيوت وعقارات المسيحيين (الكلدان السريان الاشوريين) ، وبعد محاولات استهداف كتلة الرافدين النيابية من قبل بعض الكتل البرلمانية ومحاولة طمس الحقائق واشغال الجماهير بالمهاترات الاعلامية الغير مجدية، وللرد على مثل تلك التخرصات.
اعلن النائب عماد يوخنا عن الجهود التي سبق ان قامت بها القائمة في اطار حماية تلك الممتلكات، حيث قام النائب عن قائمة الرافدين عماد يوخنا عضو لجنة الامن والدفاع البرلمانية ومقرر مجلس النواب، بمطالبة السيد حيدر العبادي رئيس مجلس الوزراء بتشكيل لجنة تحقيق ومتابعة بكتاب رسمي موجه الى مكتبه بعد ورود العديد من الشكاوى من مواطنين كلدان سريان اشوريين من سكنة بغداد .
من جانبه وجه السيد رئيس مجلس الوزراء بتشكيل لجنة تحقيق ومتابعة بالتحقيق بما ورد بكتاب مكتب النائب عماد يوخنا المرقم (1/45) في 20/8/2015 بشأن شكاوى المواطنين المسيحيين ، وطلبت اللجنة المشكلة تزويدها باعداد الدور التي تم اخلائها على ان يصلها ما مطلوب لمتابعة التحقيق.)

لكون الإعلان فيه اكثر من محطة يتوجب علينا التوقف عندها  ولست هنا بصدد توجيه اي انتقاد لمصدر الإعلان ولا انوي مناقشته  من اجل مهاترة إعلامية او تسقيط سياسي. لاني  احترم واقف اجلالا للتضحيات  الجسام التي ضحى بها الجهة التي رشحت الاخ البرلماني ،من اجل الحرية  والنضال  المستمر والدؤوب  من اجل شعبنا وامتنا وان الاخ النيابي اليوم عندما يجلس على مقعده البرلماني إنما هو ثمرة  تضحيات شهداء قدموا حياتهم على مذبح الحرية لامتهم وشعبهم  ونضلات اجيال من مناضلي منذ الكفاح المسلح ولحد الان  ، وهنا اود ان أسجل باني  عندما اعود مرة اخرى الى هذه المشكلة إنما اعود اليها بداع الشعور بان هذا الامر يجب ان يتم من زاوية اخرى ربما سياخذ برأي الاخ العزيز الناءب عماد يوخنا او غيره من المهتمين بهذا الشأن ،  وكنت على أمل ان  يعمل  ممثلينا في البرلمان العراقي  سوية ، لا ان يتبادلوا بينهم التهم  وينسب احدهم لنفسه كل المنجزات  بينما في الواقع لم يحقق الا القليل مما هو مطلوب منه ،  ولان هذه الجريمة (وهي اغتصاب ممتلكات المسيحيين)  اصبحت مزمنة وخطرة  ،وقد خرجت من إطار المشكلات الاعتيادية التي غالبا ما تتواجد وتنخر في وجودنا وإنما اصبحت جريمة ذات ابعاد خطرة  ترتكب بحق اخوتنا في بغداد وغيرها من محافظات العراق ولا تتحمل المزيد من إبراز العظلات الإعلامية والتصريحات وغيرها التي لا نرى فيها سوى محاولة النيل من الاخر واظهار  كل منهم على انه البطل المنقذ و المخلص .
اولا :  نقرا في الإعلان عن  انه هناك محاولات من قبل بعض الكتل لاستهداف كتلة الرافدين ولا ندري لما هذا الاستهداف ؟ فان كان الاستهداف هذا المزعوم يجري لان الكتلة تقدم اعمال جليلة وذات فاءدة لناخبيها فان استهدافها يجب ان ينال المزيد من الاستنكار من قبلنا جميعا ، اما استهدافها لانها لم تفعل شيء امام مسؤلياتها التي اعلنتها كمشروع انتخابي ، فهذا ايضا يحتاج الى توضيح والى فضح أسباب هذا الاستهداف وخاصة وقد تطرق كاتب الإعلان الى ان هناك تخرّصات ومهاترات إعلامية غير مجدية ، يا ترى كانت هذه المهاترات من اجل إيقاف جهود الإخوة للدفاع عن اصحاب الاملاك المغتصبة  وغيرها من المنجزات الاخرى التي حققتها سواء في كتابة الدستور العراقي او في البطاقة الوطنية  مثلا ، ام كانت تتجه الى نيات اخرى نجهلها، المطلوب إذن الكشف عن هذه التخرصات ومن يقف وراء هذا الاستهداف فاطلاق الكلام بشكل عام  وشمولي  وعلى عواهنه ، كما يقال ،وبدون تشخيص الحالة اصبح من الأمور الغير المعتد بها في إعلام هذا العصر .
ثانيا: عندما يشير الإعلان ان هناك تلاعب وتزوير للمستندات لقاء رشاوى فالذي يفعل ذلك لا بد انه يعمل في دواءر التسجيل العقاري وهذا الامر يجب  يخضع للتدقيق والمساءلة القضائية لكشف المتهمين في جراءم التزوير والإعلان يدل على ان مصدره قد تابع هذه القضية اي قضية التزوير فلما يا ترى قد أغفل ان يورد لنا بعض الأسماء للمتورطين في هذه القضايا وكم منهم تم تقديمهم الى المحاكم المختصة ؟
حيث ان جميع الوثائق المرفقة هي مخاطبات ورفع مطالبات بين سيد الناءب وعمليات بغداد ولا توجد بينها أية مذكرة قضائية لاتهام الجناة بتزوير مستندات رسمية .

ثالثا: يبدوا من الإعلان بان السيد رءيس الوزراء قد امر بتشكيل لجنة لمتابعة القضية ، في مثل هذه القضية المحاكم المختصة هي الاولى بحسم هذه القضايا ، ولكن في عراق الاقانون يتم اللجوء الى تشكيل لجنة وهذه اللجان تتكون من عدة أشخاص وتعقد اجتماعات دورية كل أسبوع او  ربما كل شهر ، وعندما يمرض احد الأعضاء يتأجل الاجتماع الى القادم وكذلك اذا سافر احدهم للحج او للعمرة او للاستجمام  يتأجل اجتماعها وهكذا وتطول الأيام واللجنة لم تعقد غير اجتماع او اجتماعين بدون أية نتاءج وخاصة في البداية يجب ان تجمع المعلومات ثم السندات وهلم جرا  وإني اتساءل من اجل تسويف جراءم كبرى حدثت في العراق ، كم لجنة تم تشكيلها لحد الان ؟وماذا كانت نتاءجها؟
١- لجنة تسليم الموصل لداعش
٢- لجنة جريمة سبايكر
٣- لجنة جريمة تسليم الأنبار
٤- لجنة اعادة الأموال المنهوبة وإعادتها
٥- لجان وليس لجنة التطبيع في المناطق المتنازع عليها
٦- لجنة السجناء والموقوفين
٧- لجان في كل وزارة لمتابعة مساءل الفساد المالي والاداري وما تسمى النزاهة
بالاضافة الى ذلك يعلم الاستاذ عماد كم من اللجان شكلت من اجل حل مشكلة تعويض أراضي الفلاحين في المطار الدولي في أربيل لوحدها ولحد الان لا زالت تراوح في محلها وكم لجنة اخرى في مشاكل القرى وأراضيها في محافظة دهوك وغيرها
ماذا عملت هذه اللجان  سوى تسويف القضايا المحالة عليها او تأجيل النظر بها او ايقافها  وربما الاخ الناءب  ادرى بها منا .
ماذا فعلت تلك اللجان؟  حتى يتم  الإعلان عن تشكيل لجنة اخرى تنظر في اغتصاب ممتلكات المسيحيين ام ان القضية شانها شان القضايا الاخرى في طريقها الى التسويف والمماطلة .
كنت اود ان تناط هذه القضية كما اسلفت بالقضاء العراقي ، وبما ان القضاء قد اصابه شلل مميت منذ ما بعد حمورابي وحتى الان  وان أية قضية من هذا النوع تطول في ادراج المحاكم لشهور وسنوات ،  وبما ان مثل هذه القضايا لا تتحمل التأجيل  والمماطلة وتحتاج الى حسم فوري  او الى قضاء مستعجل  ارى ان تحل هذه القضايا كما يلي وباختصار :
ًًًًًًًًًتشكيل قوة مسلحة مشتركة من القوى الأمنية تظم عناصر من المسيحيين ومن الحشد الشعبي وإعطاء لهذه القوة الصلاحيات الكاملة في اخلاء هذه الدور والمحلات من شاغليها وتقديم مغتصبيها الى المحاكم المختصة ليحاكموا بموجب قانون العقوبات ، وتسليم الدور والمحال التجارية الى أصحابها او وكلاءهم الشرعيين .
رابعا: طالبت في مقالي السابق ان يتم الكشف عن اسم المسيحي  ان وجد أصلا (هذا الاسخريوطي القرن الواحد والعشرون ) الذي يرتكب مثل هذا الجرم والذي أعلن عنه قاءد عمليات بغداد و احمد الزاملي ايضا. وان لم يتم الكشف عن اسمه اقترحت تقديم شكوى ضد  الاثنين بتهمة التشهير بالمكون ،وفي هذا الإعلان وجدت إشارة واضحة الى ما ادلى به قاءد عمليات بغداد والسيد حاكم الزاملي ، ولحد الان لا زال هذا الشخص ( من المكون المسيحي ) مجهولا ارى ان كان ذلك من اجل تسقيط شخصي او النيل من شخصية معينة فهذا ما يجب الإفصاح عنه من قبل السيد حاكم الزاملي  او من قبل قاءد عمليات بغداد ،وان كان الامر حقيقة اي ان احد من المكون المسيحي مشارك  في هذا الجرم ، يتوجب تقديم شكوى رسمية الى محكمة الجنايات للكشف عن حيثيات هذه القضية .

227
يا للعار.. من الذي يستولي على املاك المسيحيين في بغداد  ؟
بطرس نباتي

اقتبس هذه العبارات من تصريح الصادر عن قاءد عمليات بغداد العميد عبد الامير الشمري
(وبشأن قضية الاستيلاء على املاك المسيحيين والاقليات الاخرى في بغداد ، قال رئيس اللجنة انه ” تبين من خلال بعض الاثباتات التي وصلت للبرلمان ان هناك بعض المجاميع التي تقوم بهذا العمل “.

وقال ان “هناك بعض البيانات التي تؤكد ان احد المنتمين للحشد الشعبي وهو من المكون المسيحي ويدعي انتمائه للحشد الشعبي ، يقوم بعمليات الاستيلاء والابتزاز)
هذا ما جاء في التصريح لقاءد عمليات بغداد العميد  عبد الامير الشمري وقبل صدور هذا التصريح كانت قناة الشرقية قد نقلت هذا الخبر مؤكدة ان هناك مسيحيين  ضمن الحشد الشعبي يقومون  بهذا العمل الاجرامي المشين  والمعلومة هذه واضحة وصريحة ولا تتحمل اي تفسير او تأويل   .
لدينا  طبعا مسيحيين معروفين لدى أهالينا في بغداد او حتى لدى الجميع ، انخرطوا في الحشد وهم. برأي بعد صدور هذا التصريح الواضح والعلني على من هم ضمن الحشد وبتصوري يعرفون أنفسهم جيدا لكوننا قد شاهدنا احدهم  ينشر في الفيس بوك  مقطعا يدافع  فيه عن احد دور المسيحيين برفقة مجموعة من الحشد الشعبي ويطالب شاغلي الدار بإخلائه فورا
على هولاء المنخرطين في الحشد تقع المسؤلية.
١- كشف المسيحي  المنخرط في الحشد او المدعي بانتمائه للحشد سواء كان بمفرده او مجموعة والتي تحدث عنها القاءد وفضحه عن طريق وساءل الاعلام .
٢- ان لم يرد   هولاء المنتمين الى الحشد اعلاميا على تصريح قاءد عمليات بغداد فانهم يتحملون جميعهم مسؤلية ما يحدث لدور وممتلكات المسيحيين في بغداد
٣-تتحمل جميع الأحزاب والكتل التي تدعي انها تمثل المسيحيين الكشف عن اسماء من المكون المسيحي الذي شخصه السيد القاءد وإلا هي الاخرى تشترك بالجريمة لكونها تتستر  على المجرم.
٤-هذا التصريح وما نقلته الشرقية يعتبر ضربة موجعة للمسيحيين عموما والسكوت والتغاضي عنه يعتبر اهانة  بالمسيحيين جميعا أينما كانوا.
٥- ممتلكات  المسيحيين في بغداد او غيرها هي أمانة برقبة من أعطيناهم صوتنا في الانتخابات الاخيرة  والتصريح جاء فيه ان المعلومات وصلت الى البرلمان اي ان أعضاء البرلمان لهم علم بذلك  لذا عليهم عدم اخفاء رؤوسهم في الرماد ، ندعوهم من خلال المسؤولية التي يتحملونها  الكشف  عن المسيء او المسيءيين  وتقديمهم  للعدالة لينالوا جزاءهم ،  وبخلاف ذلك اجد ان الكل في محل الشبهة اي ان الكل متهم بهذه القضية الى ان يتم كشف الجاني وتشخيصه علنا ..


228
في يوم الحب
قررت ان اعلن الحرب على الحب


       بطرس نباتي

لتندحر رايات العشق
لتسقط ألوية الحب
كل انواع الحب تحت جميع التسميات
سواء  كان محلل او كان من المحرمات   
سافجر في الحب 
عند سواتر  النار
وفي اجساد العاشقين والأحبة
أحزمة ناسفة ومفخخات
أنا اكره من تجتاح
فؤاده حرفا واحدا
من حروف العشق 
او قليل من الأشواق
الان قد أعلنت  الحرب
فليموت الضياء
ولتموت  الشمس لإني قررت
ان نعيش في الظلمات 
كما  قررت ان اغتصب
الزرع والخضرة
وان اغتصب حتى اصغر الشجيرات 
فانا قد أعلنت الحرب
فليندحر الحب خلف الأسوار
أعلنت الحرب منذ ان قتلت الحلاج
أعلنت الحرب
منذ  ان خنقت حب قيس لليلى   
وعشق عبلة لعنترة  ابن شداد
أعلنت الحرب     
حملت ألوية سوداء 
لاسحق من هو معنا
لأبيد   من  يعادينا
 نحن اعتدنا بدل الحب
ان نحرق الانسان حيّا 
ونرمي  جثث قتلانا
على الارصفة وفي الطرقات   
لا نتنفس الهواء
الا عندما نرى مناظرا   
لسيولا من الدماء 
ساطلق الرصاص
على قلوب العشاق
كافر زنديق انت يا فالنتاين
بدل ان أنثر الزهور  الحمراء
سأطلق صليا من   الرصاص 
على قبرك الملعون  يا  فالنتاين
لأنك بشرت بالحب بدل الحرب 
فأنا قد أعلنت الحرب
على كل من يحب
على كل العاشقين
حتى على  الهمسات   
على رسائل المحبين 
في العلن او في الخفاء
أنا قد أعلنت الحرب
على الورود والرياحين
على كل نسمة صباح او مساء
او رائحة عطر او جمال
حدقات عيني لا تحمل صورا 
سوى لصور الموت والفناء 
الأحياء عندي ليسوا سوى امواتا في انتظار
انهم مجرد جثث أجلت موتها
الى ان تحين  رغبتي بالانقضاء
 لآني أعلن  الحرب متى أشاء
اقتل متى أشاء ومن أشاء
فاني لا الهو لا اتسلى
الا بادوات الموت والفناء   
     
* كتبت هذا النص  ردا على خطبة احدهم وهو يشتم فالنتاين لاهديها له مرفقة  بوردة حمراء.


229

     
عاشق الحرف السرياني ( يونان هوزايا) 
 رحيل مبكر وخسارة للمشهد الثقافي السرياني    ...
                                           
بطرس نباتي
في صبيحة يوم الاربعاء المصادف 30/12/2015  والسماء تمطر بغزارة دموعا بدل المطر  ، ودعنا الى الابد علما من اعلام لغتنا القومية وكاتبا واديبا  بلغة السورث والعربية  وبلغة الكردية  الا وهو يونان مرقس هوزايا .
لم نتعرف على يونان هوزايا من خلال عمله الحزبي او الاداري كوزير صناعة او غيرها من المناصب  والمسؤوليات التي تقلدها، لقد عرفناه اديبا وكاتبا وصديقا محبا و علما من أعلام لغتنا القومية مهتما وملما بقضايا امته وشعبه .
 لا نعرف متى كان انتماء يونان إلى  صفوف الحركة الديموقراطية الاشورية بالتحديد، أما التحاقه بالمنطقة المحررة فقد كان في عام 1995 .
 إلا أن يونان عندما كان يتحدث معنا عن انتماءه للحركة الاشورية  كان يقول انه كان حاله حال العديد من الشباب المؤمنين بالرسالة القومية  وكانوا على استعداد للتضحية في سبيل امتهم وشعبهم ،  ونحن على  يقين  بان اختياره لهذا التنظيم  قد جاء نتيجة إيمانه  بانه من خلاله يستطيع ان يقدم خدمة قومية وثقافية  لشعبه وأمته ،رغم هذه القناعة إلا  انه ضحى بالكثير من ابداعه الادبي  من اجل ان يكون بمستوى المسؤولية الحزبية الملقاة على كاهله وخاصة عندما ترشح للمراكز القيادية في زوعا .
 الشغل الشاغل له كان المشهد الثقافي السرياني وتفعيل هذا المشهد من خلال عمله الدؤوب والفاعل قبل التحاقه بزوعا  حيث مساهما وفاعلا في المشهد الثقافي سواء  في الموصل ثم  في بغداد  ، نظم العديد من الفعاليات الثقافية مع بعض اصدقائه ، ما  جمعه بهم  لم يكن سوى عشقه للثقافة وتعلقه  بأمته .
 وما الاعلان عن تسمية مركز يونان هوزايا للدراسات المستقبلية  بعد رحيله بأيام ، وتشكيل هيئة تاسيسية للمركز من بعض اصدقائه ومحبيه  اعترافا واستذكارا لدوره في الثقافة والادب السرياني ، واستطيع الجزم  أن  عمله  في إعلام زوعا كان استمرارا لمشواره الثقافي وعطائه الادبي واللغوي  حيث كان الراحل   هنا  في الاقليم  يشكل مصدر قوة وديناميكية عالية يُعتزُ بها  لما كان له من أثر وخاصة  في النشاط الاعلامي والثقافي .
فقد كان المسؤول الاول في اصدار  بهرا سواء في الطبعة العربية او في السورث  وكان يكتب بها  اضافة الى الافتتاحية زاويته  المفضلة  وغالبا ما مالن يتناول بها الشأن الثقافي  واللغوي  ، وتحت تسميات شتى منها ( آنو) و ( ي  . هوزايا)  اضافة الى اسمه الصريح ، وقد أستغل وجوده في قيادة الاعلام المركزي لزوعا في جملة من النشاطات الاعلامية والثقافية ، حيث لم يكن يعمل فقط كشخص او كأحد أعضاء حزب سياسي وإنما كان يعمل بمنهجية عالية وكمؤسسة ثقافية واعلامية ، استطاع ان يجمع  حواليه مجموعة خيرة من الكتاب والادباء والمثقفين ، سواء من المنتمين او من المستقلين سياسيا أو حتى من الموالين للأحزاب الاخرى .
 لم نجده يوما يفرق بين تسمية وأخرى لشعبنا فقد اعتبر جميع التسميات من كلدانية واشورية وسريانية ، تعود لشعب لها امتدادها التاريخي في ارض بيث نهرين ، وقد كتب في إحدى زواياه في جريد بهرا  العدد 80 حزيران 1997 حول ذلك وبعنوان (كلدان واشوريون)..  (يقر العالم كله بكونه مدينا للحضارة النهرينية ويعترف القاصي والداني على انكم احفاد تلك الحضارة احفاد ذلك الشعب ، ثم يستخلص وبعبارات موجزة الى نتيجة مفادها ، كل التسميات هذا الشعب ملك له  وهي كنوز ذخيرته وهي تعبر عن مرحلة او من حياة شريحة منه  وتسمية الكلدان لها مدلول تاريخي وشحنة تراثية نعتز بها)
 ثم يواصل يونان بالحديث عن اصول هذه التسميات ومنها الكلدانية...لم  تكن تمر مناسبة الا ويكون له مساهمة فيها ضمن زاويته المفضلة هذه لقد كتب فيها عن احتفالات ومسيرات اكيتو وحتى انه لم يتجاهل بعض الانشطة كالكتابة عن عرض مسرحي  قدم في دهوك وغيرها من المناسبات .
 أجمل ما في يونان حبه وتعلقه باصدقائه  ، ووفائه اللآمحدود لهم  وكان يتحرى عن مناسبة وأخرى  للكتابة عنهم وعن مآثرهم ويقوم بتخليدهم في كتاباته سواء في بهرا أو في قصائده ،  كتب قصائد عديدة عن الشهداء  وكتب عن اصدقائه  عدة قصائد او اعمدة صحفية  ولم  يتقاعس  ان يؤرخ  للمؤتمرات والمسيرات  في ايام نيسان ، كما كتب عن مواقف رفاقه واصدقائه وهم في الحياة ،
في احد اعمدة  بهرا كتب يونان  زاوية بعنوان ( الموتمر  ونقوش الذاكرة) منشورة  في العدد 153 في اذار 2001  ذاكرا  موقف  رفيقه  (نينوس بثيو ) الذي قال عنه:
( انه موقف يليق بالمناضلين وهو يبدأ بخط نضاله و مسيرته  الذي يتسم بنكران الذات والتواضع والاقدام، وطبعا المبدأية ، ويعتذر الرفيق نينوس الذي عرفناه كبيرا  ليذرف عشرات الرفاق دموعا امام كلماته التي اتسمت بالوضوح والبساطة )
بمثل هذه الكلمات الرائعة كان الراحل يعبر عن وفائه لأصدقائه ورفاق دربه.
كنا انا وزملائي كلما توثقت صلتنا به  نكتشف فيه المزيد والمزيد من العطاء الثقافي ، ان نشاط يونان الثقافي والاعلامي ضمن  المجالات  التي ذكرناها او ذكرها اصدقائه المخلصين والمواكبين لدربه ، حتى تلك التي زاولها وهو في قيادة زوعا  لزمن ما الا انها كانت جميعها  امتدادا  وتواصلا  لذلك النشاط والمثابرة التي بداها منذ وقت مبكر من حياته سواء عندما كان طالبا او من خلال نشاطه في جمعية الناطقين بالسريانية أو حين ترأسه تحرير مجلة قالا سوريايا.
مرة في إحدى سهراتنا التي كانت تطول الى مابعد منتصف الليل قلت له :
ألا تشعر بان عملك السياسي والتعب والارهاق الذي تتحمله  يبعدك عن الكتابة والابداع الادبي ، لم يرد على تساؤلي وفجأة ذهب وعاد لي بمجموعة قصص بالسريانية بعنوان ( خبز السواتر ) قائلا هذا ردي على تساؤلك ، خذ واقرأ وعندما عدت الى البيت لم أشأ النوم إلا بعد أن قرأت قصة من قصص المجموعة فقررت أن اكتب دراسة عنها لأقدمها إلى قراء العربية .
  بعد المؤتمر السادس للحركة  عام2010 تخلى يونان عن اي نشاط سياسي ولم ينتمِ الى اي تنظيم اخر  واختار طريقا لطالما خبره وابدع فيه ، حيث انكب على التاليف والمطالعة.
في هذه الفترة أي بعد 2010 كان العطاء الثقافي ليونان يتعاظم يوما بعد يوم فقد كان مشاركا وموجها   لجميع جلسات والاجتماعات للجنة التي الفتها المديرية العامة  للثقافة السريانية والتي كانت غايتها مساعدة الدارسين لهذه اللغة بما كانت تنجزه من اعمال والتي توقف عملها بعد رحيل د.سعدي المالح وكانت هذه اللجنة بمثابة اساس لمجمع علمي سرياني كان يونان  مكلفا بوضع النظام الداخلي له ومتابعة اجازته ،
 لم يثنيه المرض من مزاولة نشاطه الادبي والثقافي طيلة هذه السنين الاخيرة فقد شارك في معظم مهرجانات الشعر وفي الاسابيع الثقافية التي كانت تنظمها المديرية العامة ، وكذلك في الحلقات الدراسية والتي كانت تحمل عنوان ( دور السريان في الثقافة العراقية ) والمؤتمرات لغة الام وغيرها .
وقد رايته انذاك متحررا من قيود السياسة منطلقا بقوة وعزيمة لا تلين في  توظيف كل قدراته وطاقته  من اجل لغتنا وتطويرها ، لقد كان من ضمن كافة الوفود وحتى انه كان يبادر  لتشكيلها بنفسه ، من اجل زيارة رؤساء جامعات في اربيل ودهوك والمسؤولين الاخرين في حكومة الاقليم  للتباحث معهم  حول ضرورة فتح اقسام باللغة السريانية سواء في جامعة صلاح الدين او في جامعة دهوك .
مرة في إحدى زياراتي  له وجدته وهو في ذروة معاناته من المرض ممدا على سريره وهو يترجم إلى السريانية، قصيدة المطر لبدر شاكر السياب ، انتظرته  أياما  حتى انتهى منها ، ولما مدني بها قال أقرأها ، قمت بقرأتها له ، وهو يوجهني لأصحح له  بعض العبارات ونتناقش في اخرى ، ووجدت بان حماسته تعود اليه مرة اخرى ليصحو جسده المتعب على رنين وموسيقى عباراته وابيات القصيدة ، ولما انتهيت منها سألته  ولما قصيدة المطر ونحن في في استقبال الصيف ، فقال كيف لا تشعر بطبيعة المطر وجمال المطر وانت اكارا ( فلاح)  ولم تدر  حينها في خلدي  ان حبه للمطر ستدفعه ليرحل عنا والسماء تقطر حزنا بمطر كأنه دموع  تسيل  على  رحيله المبكر .
رحم الله يونان هوزايا لقد كان محبا بل عاشقا للغة السريانية وادابها وطقوسها وهذه التسمية  ،  ( عاشق السريانية ) أطلقها  عليه  المطران بشار متي وردا رئيس اساقفة اربيل وتوابعها  خلال الكلمة الرائعة  التي ألقاها  في المراسيم الكنسية يوم رحيله  .
ترجم يونان جميع المناهج السريالنية مع الاخ اندريوس يوخنا ولجميع المراحل الدراسية اشترك مع الكاتب والاديب عوديشو ملكو واللغوي بنيامين حداد في تاليف قاموس عربي سرياني وقاموس اخر مع الاخ اندريوس يوخنا ، وحينما تراس رئاسة تحرير جريدة بهرا قاد حملة صحفية متميزة احتفاء بمرور 150 سنة على صدور اول صحيفة سريانية ولمدة سنة كاملة (عام 1998 )حيث كان من نتاجها اصدار كتب واصدارات ومقالات ودراسات خلال عام كامل .
كما انه تراس المؤتمر القومي الكلدو اشوري المنعقد في بغداد  وساهم في التحضير وانجاز اعماله عام 2003  .
إضافة إلى هذه الانجازات واضب الراحل  تصدره المشهد الادبي والثقافي السرياني حيث لم يترك مناسبة وطنية او قومية والا كان ذلك النجم المتلألأ في سماء الشعر والقصيدة وكان للأطفال المدارس حصة كبيرة في شعره حيث لا تزال قصائده تجري على السنتهم وفي باحات مدارسهم ، أنكب يونان على التأليف في مختلف المناحي الادبية والثقافية:
بطاقته الشخصية :
-   ولد يونان هوزايا في مدينة زاخو بتاريخ 12/12/1955 اكمل دراسته فيها .
-      اما  دراسته الجامعية فكانت في  مدينة الموصل ليتخرج من جامعتها  - من كلية الهندسة- قسم الميكانيك سنة 1980-   1981
-   متزوج من السيدة جاندارك  خوشابا، ولهما: نينوس- نيشا- رابيل- راميل
انتقل مع عائلته الى بغداد وهناك واصل نشاطاته الثقافية والادبية  من خلال عضويته في (الجمعية الثقافية للناطقين بالسريانية) وبدأ يحرر في مجلة قالا سوريايا سنوات عديدة حتى رأس تحريرها
انتقل الى الاخدار السماوية يوم فجر يوم الاربعاء المصادف 30/12/2014
وستقوم المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية واتحاد ادباء السريان بتنظيم اربعينية تابينية للراحل يوم الثلاثاء 9 الشهر الجاري بمسيرة تبدأ الساعة (11) صباحا انطلاقا من مديرية التراث السرياني والمتحف التراث في عنكاوا ولغاية مقبرة عنكاوا ، وامسية تابينية في مدرسة مارقرداغ في عنكاوا الساعة (5) عصرا  تتضمن فعاليات متنوعة .
 وقد اصدر الراحل خلال مسيرته في الكتابة   :
1- بىروثةا  - نيسانيات -  مجموعة شعرية    عام  1997
2- قدميةا  صباحات  مجموعة شعرية    اربيل 2004
3- نىروثةا -  الانهر  مجموعة قصائد  اربيل 2012
4-  حوروثةا الاصدقاء  طبع في استراليا عام 2015
5- احنن يلوفى  نحن التلاميذ مجموعة قصائد واناشيد لتلاميذ المدارس اربيل 1998 
6- السريانية المعاصرة  او لغة السورث الطبعة الاولى دهوك 2013الطبعة الثانية اربيل 2013
7- محطات ونجوم  مختارات من مقالات منشورة   الطبعة الاولى  اربيل _ 2012 الطبعة الثانية سدني استراليا 2012
8- لحما دكّومانا  خبز السواتر  قصص   اربيل 1997
9- موعد مع بهرا  مجموعة مختارة من اعمدة الجريدة بهرا منذ 1997- 2001 
10- قاموس بهرا  عربي – سرياني     اربيل 1998
11- طلنيةا    (الظلال ) دراسة  لقصائد لخمسة شعراء  2014
12- سي دار وسي ميفان قصائد باللغة الكوردية باللهجة البهدينانية  اربيل 2015
13- ونفس الكتاب باللغة الكوردية بالاحرف الاتينية  اربيل 2015
14- كتاب عن مسيرة الجامعة السريانية لفريد نزها طبع ونشر اثناء احتفالية ذكرى 150 لميلاد صحيفة زهريرا دبهرى.  مطبعة وزارة الثقافة في اقليم كردستان  عام 2008.
15- يةرا الاوتار  مجموعة قصائد للاطفال  2012  طبع المديرية العامة للثقافة السريانية ضمن سلسلة الثقافة السريانية
16-كانونا ملاحضات في السريانية المعاصرة من  منشورات مركز الثقافي الاشوري دهوك 1999
17- (نصيبين)   قاموس  تركي عربي  سرياني- جهد مشترك مع ميخائيل بنيامين وسامي خمو  اربيل 1996
هذا اضافة لعشرات المقالات والدراسات المنشورة  في :الاكاديمية الاشورية ونجم بيث نهرين وجردة بهرا ومجلة بانيبال والصحف العراقية وفي المهاجر
وله  كتب  تحت الطبع  منها :
مجموعة قصائد سريانية ومترجمة عن العربية 
 مخطوطة الخط السرياني الموحد 
والاخر بعنوان اثواثن شبيراثا  حروفنا الجميلة
سورث لشانن خليا
ومن المهام الثقافية والادارية
1- عمل بعد تخرجه كمهندس
2- وزير الصناعة في حكومة الاقليم
3- رئيس تحرير مجلة قالا سوريايا في بغداد
4- رئيس تحرير صحيفة بهرا ومسؤول الاعلام في الحركة الديموقراطية الاشورية
5- عضو في جمعية الناطقين بالسريانية
6- عضو في اتحاد ادباء السريان
7- عضو في اتحاد ادباء العراق
8- احد مؤسسي نقابة صحفي كردستان وعضو فاعل في ادارتها لدورتين انتخابيتين
اشترك في جميع مؤتمرات اللغة السريانية سواء التي نظمتها المديرية العامة للثقافة السريانية  او اتحاد ادباء السريان او المراكز الثقافية ودور النشر.
كان من اوائل المشاركين في المحاور الدراسية التي كانت تنظمها المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية والتي كانت حول دور السريان في الثقافة العراقية  وايضا في الاماسي الشعرية المقامة في بغداد واربيل ودهوك .

 
 

230
أدب / أيها الراحل الى الابدية ..
« في: 22:19 01/01/2016  »
أيها الراحل الى الابدية  ..

أرجوك تمهل .
الى عاشق السريانية * يونان هوزايا
 
بطرس نباتي

كنّا ننتظر ان تأتينا محملا بالبشرى
بشرى عودة حبيبتك نينوى
ليعودالى سماءها نشرا داثور *
من جديد
بشرى العودة
عودة من يسكن الخيام
في هذا الشتاء المجنون 
انت من كنت تكتم
في قلبك الكبير أوجاعا
يأن تحت ثقلها كل جبار عنيد
انت الذي حملت على كتفيك 
الم الهجرة والترحال والتهجير
سمعناك تهمس لابنك     
يا بني كيف  نزين  بيتنا
بشجرة الميلاد
 كيف لنا ان نفرح   
وفي  بيت  بيث نهرين حزن ونواح 
كيف لنا ان نفرح 
وغيرنا يبكي بدل الدموع دماء
هكذا عرفناك
تحمل الام الآخرين
 ولا تبوح لمن حولك
باوجاعك وآلامك   
حتى عندما قررت الرحيل
كنت اشعر بما تعانيه من الم
لكنك كنت تؤجل ان تبوح لنا 
 وتتركها تنخر فيك
حتى الرمق الأخير 

عند حافة سريرك
اياما انتظرنا .. إشارة
ان ترفع يدك 
لو أنك لوحت لي بيدك مرة
أو تحدثت  معي كما فيما مضى 
عن بعض الذكريات   
لكنك بقيت في صمتك
متكبرا حتى جفت الأرض من ثراها
وسجت بخشوع كواكب السماء 
ذهبت مسرعا  دون أن تترك
لحبيبتك متسعا
ولو لقبلة ...
 وأبقيت نيشا .. بحسرة
فقط رأيتك تطلب من راميل
ان يسندك بظهره لفترة
كيف يسندك راميل
حتى جبل كارا  عجز  عما يحمله
ظهرك المثقل بمأساة أمة
منذ سيفو وحتى مطلع عامنا الجديد
لم تترك خلفك  غير صرير
 سريرك كذكرى 
هكذا رحلت ولم تفتح فاهك
بكلمة وداع 
ولا بعبارة  تعزية 
ولم تزف لنا البشرى
ولم تباركنا كما كنت تفعل 
عندما يحل كل عيد   
لو عصر الحزن قلب الجبل
لن ترسم عيوننا 
غير صورة  لوسيم الطلعة   
لن ترسم العيون
غير قطرات من الدموع 
ولن تنز العيون
غير سيولا من الدموع   
أيها الراحل  المتدلى بحبل الابدية
 نرجوك نتوسل إليك
ان تقف ولو للحظة 
فلم يحن موعد الرحيل
فلا زلت مواصلا اعترافاتي
امام خاورا وكشرا الدلالى وايلانا الدولبا*   
قف  تمهل   
واحمل لنا في مطلع هذا العام
او في العام القادم
بعضا من البشرى
 * هذا اللقب (عاشق السريانية) أطلقه مار بشار وردا مطران أربيل وتوابعها على الراحل يونان هوزايا في الكلمة التابينية المؤثرة في مراسيم صلاة الجناز
* عنوان قصيدة لفريدون اثورايا
* اشتقاق من قصيدة ليونان باللغة السريانية (اعتراف امام خابور)

231
أدب / اديلا ونيلا وطيور الشتاء
« في: 22:09 19/12/2015  »


اديلا ونيلا وطيور الشتاء


  بطرس نباتي


أينما نرحل  ، نحن كطيور  الشتاء
 نهرول نحو المجهول
العصافير عندما تهاجر
لا يغريها سوى أعشاشها
لذلك مهما بعدت بها المسافات
سرعان ما تعود عندما يحل المساء 
نحن ماذا يغرينا ان نعود؟
وقد هدمنا كل الأواصر
اتلفنا خلفنا كل الأعشاش 
 ••••••
اديلا عندما نبتت لها جناحات 
حلقت بعيدا ...
نيلا ..قبل ان ينبت لها ريش 
لا ادري من علمها على الطيران
رحلتا  معا...
تحملان ...
في راحتيهما  الصغيرتين
 روحي و سنين  عمري
سرنا معا  فوق سكك الحديد
او تحت أشجار الخريف
 وسط الغابات المجهولة
  خارج أسوار مدننا 
تلك المدن التي  لفظتتا
كانت لنا منافي منسية
على مديات  الزمان 
تلفضنا   اتعس الطرقات
••••••
عراق عشقناه قبل ان نولد 
 كلما هجرناه
يرتحل  معنا
 يتبعنا كالظل
نحن  ..من نحن؟
 نحن لسنا سوى
  تذاكر سفر
وفيزا واوراق ببصمات
او من دون بصمات   
وحقائبنا العتيقة تتنقل
عبر المطارات 
 محتوياتها  بعض قصائد  الالم
الحكايات
حملنا  فوق ظهورنا هموم العالم
والمزيد من العذابات 
.....
رحلنا ونحن لا نحمل
فوق ظهورنا التعبة
غير  اشلاء
وأكفان   
كفننا  ليس سوى  خارطة
خارطة وطن
وأي وطن
وطن شمسه ليست كاية شمس
وكواكبه في لمعانها
ليس لها شبيه في السماء   
ارضه ذهب
سماءه ذهب
اسمه ذهب
رحلنا  تركنا  في تربته   
احلامنا وكل الذكريات
وتهنا في طرقات العالم 
بلا ملاذ  بلا ارض
بلا احلام
'•••••••
اذا كانت حياتنا مجرد انتظار
تارة ...
ننتظر ان يحل السلام
وتارة اخرى
ننتظر ان يأتي مخلص مقدام
وتارة اخرى  لا ندري
كم سيطول الانتظار
إذن ..
سانتظر المزيد من الأيام   
 والعديد من السنوات   
علها تأتي  تلك التي  تحلق
فوق نهر الراين
عندما ينحسر الجليد
سأنتظر ان تعود طيور الشتاء
وكل حوريات البحار   
ليعزفن لي في الربيع القادم 
على قيثارة سومر 
احلى الاغنيات 

232
أيها الشيخ  الجليل محمد اليعقوبي .. للأسف لم تكن منصفا في فتواك

بطرس نباتي

من أولويات البناء الحضاري لأي بلد وجود قوانين عصرية تساير حقوق الانسان وتحقق العدالة والمساواة بين افراد المجتمع ،وتاتي اهمية سن القوانين الوضعية  وتنظيم المجتع مع تنظيم العلاقات سواء بين افراده او بينهم وبين الدولة ومؤسساتها ومن اولى مهاماتها تثبيت مفهوم المواطنة وتخليصها من المفاهيم القديمة باعتبارها رعية او رعايا لا يقادون الا بفتاوى تصدر من مشايخ واامة يصدرةنها حسب ما يستمدونه من شرائع احادية النظرة والمصد ورغم ما حققته القوانين من تقدم وتطور في بناء المجتمعات العصرية الا ان هناك من يصر على اصدار فتاوى لا تنتمي مطلقا الى اي جزء من الثقافة والحضارة الانسانية المعاصرة .

اطلعنا من خلال موقع عنكاوا  على ما صرح او أفتى به الشيخ محمد اليعقوبي وهوشيخ شيعي من النجف .
للأسف لو صدر هذا التصريح  عن شيخ داعشي او وهابي سلفي لكنا عذرناه وقلنا انه ينطق بما يمليه عليه شيوخ اخرين معروفين بما يكنون أطنانا من الاحقاد والضغائن على من هم ليسوا من اتباعهم او من مذاهبهم ، ولكن ان يًصدر ويفتي  شيخ شيعي ومعروف  بانه قبل ان يكون شيخا ويضع العمامة كان خريج  كلية هندسة مدنية وقد درس حتما مع طلبة غير مسلمين وربما ارتبط مع العديد منهم بزمالات دراسة او صداقة  هذا ما يدعوا العجب ويجعلنا  نقف عند تصريحه او فتواه  محتارين بما تضمنه من أخطاء  التي ارتكبها سواء. عن عمد او بدون ذلك . 
يقول الشيخ بان ما دام ان 95 ٪ من شعب العراقي مسلمين وما دام هناك فقرة في الدستور العراقي  تنص بعدم مخالفة ثوابت الاسلام في سن اي قانون إذن يتوجب اسلمة القاصر تبعا لأسلمة احد والديه
أيها الشيخ الجليل اذا كانت ثوابت دين الاسلامي تلخصها بأسلمة القاصر وحل هذه المعظلة التي لا يقبلها اي  عاقل يعيش في عصر ما بعد التكنولوجيا عصر تنظيم سفرات الى المريخ وأنتم لا تفكرون غير بإرغام الناس حتى القاصرين والأطفال   تحبرونهم لاتباع ما تدينون به  فباس الشيوخ أنتم لأنكم تتغاضون عما يحدث في العراق اليوم  لتثيروا مشاعر الغير وتجعلونهم  لا يشعرون  حتى بالامان في وطن هم  ابناءه الأصلاء وأنتم وأفعالكم جعلتم منهم تلك الأقلية التي  لا تتجاوز كما تقول 5% فلماذا هذا التباهي  بكثرة عددكم ،فهولاء أصبحوا قلة نتيجة أفعالكم  المشينة والغادرة منذ الماضي ولحد الان فمن المعيب ان تذكر هذا وتنسى ما فعلتم بهم على مر العصور كان سببا لإنقاص أعدادهم  كان الاولى بكم ان تعتذروا منهم لأنكم كُنتُم سبب ازهاق ارواحهم وجعلهم أقلية في اوطانهم
بالله عليك أيها الشيخ انت تقول من ثوابت الاسلام هو اسلمة القاصر هل هذه  تدعى بثوابت الاسلام الم تدرس في الفقه الثوابت والمتغيرات في الاسلام
اذا كانت اسلمة القاصر هي ثوابت أين يا ترى الإيمان بالله ورسوله ويوم القيامة والصلاة والزكاة والحج من استطاع اليه سبيلا. الم تتعلم في الحوزة الشريفة هذه الثوابت ام ماذا .
أيها المهندس والشيخ 
القاصر عندما يولد في أسرة تدين بدين معين فانه يولد على ذلك الدين دين والديه فكيف تحملوه وزر احد والديه عندما يتخلى عن دينه الأصلي  ويرتد عنه  ؟
الا تسمي هذه العملية بأنها ( الاكراه في الدين )  وانتم تدعون  بأن ( لا أكراه في الدين)  فالاكراه  حسب ما تعرفه شريعتكم  هو فرض امر لا طاقة برده أليس  اسلمة القاصر  اجبار مسلوب الإرادة على الإتيان بفعل غير مخير به ؟ فكيف يبرر دينكم  مسالة الاكراه هذه ؟  هل ان الدستور العراقي التزم فقط بثوابت الاسلام ام هناك ثوابت اخرى من التشريعات الدولية وشرائع حقوق الانسان ومواثيق الامم المتحدة  والديموقراطية المغيبة أبدا في قواميسكم  وفي دساتيركم ،والتي أكد عليها الدستور اكثر من خمس مرات وفي مواد  وفقرات دستورية عديدة هل كل هذه الفقرات يتم الالتفاف عليها؟ من اجل قيامكم بأسلمة كم فرد قاصر من اتباع الديانات الاخرى واذا كانت نسبة هؤلاء ليست بذي أهمية في المجتمع العراقي  فلما هذا الاهتمام  والتأكيد على  المادة 26 بالذات ؟
هل تم حل جميع مشاكل العراق ؟  هل قضيتم على  الفقر ووفرتهم الخدمات وقمتم بإعادة ملايين المهجرين الى بلداتهم وحررتم مدن العراق  التي احتلها داعش  ؟ وهل تم  إعمار ما دمروه سياسييكم  طيلة هذه الأعوام ؟ ولم يتبقى غير كم قاصر اسلم احد والديه لغاية في نفسه ، او نتيجة  متعة  وقتية  لا تلبث  ان تضمحل عندما يرى من اقدم عليها أن خسارته  أكبر  بكثير عما حققه  أو تمتع به ، فقررتم  اقتناص الفرصة بانضمامه وانضمام اطفال حديثي الولادة  الى ديانتكم وتدعون ذلك شريعة او قانونا بربك اي قانون هذا الذي يرضى بمثل هذه المهزلة .
 يا رجل ما دامت نسبتكم 95%  ما حاجتكم يا ترى لهولاء القاصرين هل سيزيدون من نسبتكم ؟ ام ماذا
انت  أيها الشيخ  تستشهد  ببمثال او نموذج  ليس في محله مطلقا .
 وتقول اذا ما التحق طفل بوالدته او والده يكتسب الجنسية بالولادة  هذه  ايها المهندس  الجليل تدعى الجنسية الأصلية وهذه معمول بها في قوانين الجنسية في جميع دول العالم ، لان هناك جنسية مكتسبة يكتسبها الشخص بالإقامة او بمنحها له نتيجة خدمة يقدمها لبلد  أو بموجب العمل  وبقرار ، ويمكن لأي فرد قبول الجنسية لأي بلد او رفضها او التخلي عنها. أسالك هل تستطيع انت او غيرك ان تتخلى او ترتد عن ديانتك ؟ بينما يمكنك ان تتخلى عن جنسيتك العراقية وتتجنس باخرى كان تكون إيرانية مثلا ، فأين يا ترى أصبحت مقارنتك بين الجنسية والديانة وفرضها على القاصر؟ في اي مجتمع مسيحي او في أية دولة أوروبية.؟ تكتب في البطاقة الشخصية ديانة الفرد او طائفته  او قوميته ، اذا كان هناك دولة ما غير دولتنا العراقية الفاشلة ودساتيرها وقوانينها  المجحفة ، وبعض الدول الطائفية التي تعيش  في الزمن المعاصر وتفكر وتسن قوانينها بموجب القرن الاول او الثاني الهجري ، ويعود سبب كتابة  مفردتين ( الديانة والقومية ) في بطاقة هذه الدول  كي تفرق بين مواطنيها على الاساس الديني والطائفي والقومي .
فإذا وجدت بين دول العالم  المتحضر غير ذلك سوف نبصم لكم كي تغيروا ديانة جميع العراقيين.  وان تفرضوا عليهم الجزية وهم صاغرون واكتبوا  (ن) على  دور  النصارى او (غ . م) كما. يفعل داعش في الموصل وسهل نينوى وفي سوريا.
والله لو أقر البرلمان هذه المادة  (26)مرة اخرى لكان كل عضو فيه لا يقل عن داعش حقدا على أبناء الديانات الغير المسلمة  فإذا كان داعش يرتكب جرائمه بالقوة فأنتم تفرضون نفس المباديء ولكن بقوانين ودساتير جائرة  وغير إنسانية .
أودّ ان أبشّرك أيها الشيخ الجليل.. مهما فعلتم ومهما سننتم من هذه القوانين البعيدة عن الديموقراطية وحقوق الانسان ، ربما تفكرون بانها ستكون سببا كي نترك ايماننا  ضعفا او هلعا من مشاريعكم .
أبشّرك أيها الشيخ سوف لن نتزحزح من ايماننا  لان ايماننا  مبني على الصخرة وكل أبواب الجحيم لن تقوى عليها  كما يقول   معلمنا وسيدنا يسوع المسيح ..                                       



233
خبر اخر مؤلم لا يقل عن اسلمة القاصر
بطرس نباتي
منذ عام 1944 تم الترويج  لمصطلح الإبادة الجماعية   Genocid  وفي باديء الامر اطلق على جراءم. النازية ضد اليهود  لحين تبنيه  وإقراره من قبل منظمة الأمم المتحدة بموجب اتفاقية تقضي بمنع جرائم الإبادة الجماعية ومعاقبة مرتكبيها والتي اتخذته وصادقت عليه  في 9 كانون الأول/ديسمبر 1948. واعتبرت هذه الاتفاقية "الإبادة الجماعية" بمثابة جريمة دولية تتعهد الدول الموقعة عليها "بمنعها والمعاقبة عليها".
 والإبادة الجماعية تُعرف على أنها:
ارتكاب أي عمل من الأعمال الآتية بقصد الإبادة الكلية أو الجزئية، لجماعة ما على أساس القومية أو العرق أو الجنس أو الدين، مثل:
(أ) قتل أعضاء الجماعة.
(ب) إلحاق الأذى الجسدي أو النفسي الخطير بأعضاء الجماعة.
(ج) إلحاق الأضرار بالأوضاع المعيشية للجماعة بشكل متعمد بهدف التدمير الفعلي للجماعة كليًا أو جزئيًا.
(د) فرض إجراءات تهدف إلى منع المواليد داخل الجماعة.
(هـ) نقل الأطفال بالإكراه من جماعة إلى أخرى
وبموجب  هذه الاتفاقية ومبادئها الخمسة يعتبر ما حدث لشعبنا في العراق وسوريا ضمن الإبادة الجماعية لشمول المسيحيين العراقيين والسوريين بالفقرتين (ب و ج) من الاتفاقية أعلاه .
ولو صدر اي إقرار اخر وكما جاء في بحث إدارة اوباما بعدم اعتبار الجرائم بحق المسيحيين العراقيين والسوريين جراءم إبادة جماعية  وكما ترجمته  ونشرته  الأخت انهاء سيفو مشكورة  لهو غبن وإجحاف اخر يلحق بابناء شعبنا لا يقل عما الحقه بِنَا البرلمان العراقي الفاشل على جميع المستويات 
الخبر يقول: 
( تبحث  ادارة الرئيس اوباما مسألة فيما اذا تعتبر ما أرتكبته دولة الاسلام من جرائم بحق الاقليّات الدينية في العراق وسوريا  "أبادة جماعية" . لكن ، ووفقا للصحفي مايكل اسيكوف ، قرار الادارة ، والذي من المتوقع صدوره خلال الاسبوعيّن المقبليّن ، قد يكون مقتصرا فقط  على الطائفة الأزيدية ، وبالتالي اقصاء الكثير من الاقليات الاخرى ، بما فيهم مسيحيي العراق وسوريا )
اذا ما تم ذلك يعتبر غبنا وإجحافا اخر بحق المسيحيين لا يقل خطورته عما يتبناه المشرع العراقي والبرلمان من قوانين لتهميش المسيحيين العراقيين وارى بان التقصير ليس من قبل إدارة اوباما ولا نستطيع تحميل هذه الادارة سوى الجزء اليسير من مسؤولية عدم اعترافها بأمر ما حدث للمسيحيين العراقيين بانه إبادة جماعية لان المسؤولية الكبرى تقع على عاتق موسسات  ورجالات الكنائس وأحزاب وممثلي شعبنا الذين تملا صورهم الفيس بوك ، ومعضم هذه الصور تأتي وفق نظرية (صورني وانا أزور او ألقي خطابا ) وهم  في زياراتهم المتلاحقة  والمرفهة والمستمرة لدول صاحبة القرار وجلوسهم في مؤتمرات دولية   لشرح ابعاد ما حدث لابناء شعبنا  نجدهم  لا يتمتعون بأية كفاءة  قانونية اولا، وترفعهم عن أخذ بآراء القانونيين وطلب مشورتهم او حتى الاستعانة  بهم على سبيل المثال .
الأخت العزيزة  د منى  يوخنا ياقو والتي لها دكتوراه في القانون الدولي كم مرة تم استصحابها ضمن وفد كناءس او حزبي لشرح ما حدث لشعبنا وفق القانون الدولي. 
 الاخ ماهر سعيد قانوني ومحامي استشاري له عشرات المقالات والتحليلات القانونية لو كان في مجتمع اخر لكانت كلها تشكل ثروة مادية الا انه يقدمها مجانا  عرفانا منه بانه بواسطتها يخدم شعبه  ويخفف من آلامهم كم مرة تم انضمامه لوفد يزور الامم المتحدة او مجلس الأمن او الولايات المتحدة
الامر الاخر منذ ان حدثت تلك الجريمة المروعة بحق أبناء شعبنا في الموصل وفي سهل نينوى وهناك اكثر من كاتب وفي مقدمتهم  الاخ كامل زومايا يدعون موسسات شعبنا الذين وضعوا على عاتقهم تنظيم شؤون اللاجئيين  بتكوين قاعدة بيانات عامة.  public databas الا انهم قابلوا جميع هذه الكتابات والمطاليب  مثل ما يقول المثل إذن من طين وإذن من عجين . 
نستدل  من الخبر أعلاه وما حدث قبل إقرار قانون البطاقة الوطنية وما لحق بشعبنا من غبن  وإهانة  حتى في معتقدنا لان القاصر عند اتباعه دين احد والديه المسلمين حسب الشريعة الاسلامية يعني بان الدين الاسلامي ومبادئه هو الأفضل في تربية الأطفال الصغار من غيره لكونه اخر الأديان وأصلحها  نستدل من كل هذا بان العلة فينا ومن اوليناهم ثقتنا هم ليسوا اهلًا لها في العديد من الأمور سوى القلة منهم ولكن هذه القلة  للأسف ليس لها أية تجربة في ضمن المؤسسات التي تعمل خلالها .

234
الاخ حامد العيساوي  مع التحية

بطرس نباتي

لم أشأ الرد على مداخلة الاخ نامق على مقال الاخ أنطوان صنا حول بناء مسجد في منطقة سترلنك هايتس في ولاية مشيغان    (الذي يقول بانه كان في بغداد وهاجر مؤخراً  مع عائلته الى أمريكا لكون هذا الامر الهجرة مفروضة على أبناء شعبنا ) رغم ما وجدت في مداخلته من موقف انبطاحي  معروف  لدى العديد من أبناء شعبي  للأسف بحجة انهم يريدون ان يكونوا متسامحين الى حدود تقترب من القداسة المطلقة والتي بسببها خسر اجدادنا القدامى وجودهم وارضهم ورضوا ان تحتل بلدانهم تحت راية التسامح ، وغالبا ما تعجبكم مثل هذه المواقف وتصفونها بالمتسامحة والمرنة والعصرية  وتصفون غيرها بالمتشنجة والحاقدة وغيرها. وهذا يتبع  حال الواقعة والموقف منها سواء كان في صالح المتلقي او في غير ذلك .
اخي حامد انت اليوم تدعوا جالياتنا ان يكونوا اكثر تسامحا وان لا يردوا على القزويني لانه نطق بالحق مشبها الكلدان بداعش  (حسب ما نقله الاخ أنطوان )  أهذه لغة المحبة حسب رأيك  ؟ داعش الذي هجر وانتهك الأعراض وسلب كلدان العراق  هؤلاء الحثالة ييتم تشبيههم   بالكلدان
أليس ذلك بجريمة بحقهم ؟
 هل سالت نفسك لما دفع بالاف المسيحيين العراقيين لترك بلدهم وتهجيرهم قسرا الى بلدان الغرب؟ ، ليس قصدي من هجر منهم من الموصل وسهل نينوى لأنك ستقول لي هؤلاء هجروا بسبب داعش والوهابية وغيرها من الحركات السلفية  ، لنأخذ مثلا ، لقد كان العراق  كله قبل الغزو الاسلامي مسيحيا  انظر الان ماذا يحدث فيه تحت ظل حكم شيعي بامتياز .
حسب ما تفضلت به في ردّك الثاني انه ليس هناك حاجة ملحة لبناء مثل هذا الجامع لوجود جامع اخر في نفس المنطقة وهو يخلوا من المصلين  وليحول ثمن البناء الى مقاتلي الحشد الشعبي وانا أتمنى معك ان يحدث هذا الامر لأنهم هم من يستحقون كل الدعم وليس امر اخر وإني أقف احتراما لك ولكلماتك المعبرة ولكني أودّ ان تتذكر معي او نتذاكر بعض المواقف.
برطلة كانت جميعها مسيحية منذ ان اطلق عليها هذا الاسم والذي يعني (امام الظل) وهي كلمة آرامية  بفضل الحكم العراقي والأحزاب الشيعية  رفرفت فوق دورها الاعلام السوداء ولم تمر سنة او سنتين منذ ان بدا فيها التغير الديموغرافي حتى ازدادت نسبة المسلمين على سكانها الأصليين من المسيحيين ثم بداوا بتاسيس مساجد وحسينيات  بحجة الصلاة والعبادة في الظاهر بينما باطنها كان غير ذلك هذا ما حدث فيها قبل احتلالها المشؤم لداعش.
 وكادت ان تحدث فتنة وصراع مسلح بين الشبك والمسيحيين في عام 2012 في عيد ميلاد المسيح وفي العاشوراء فيها لولا تداركها من بعض الخيرين وخاصة من قبل رجال الدين المسيحيين .
لما تحدثنا اليوم وتطلب من جاليتنا ان يكونوا اكثر تسامحا؟ لما لا تطلب من حكومة العراق ان تحافظ على المسيحيين العراقيين  لما لا تسال الشيعة في بغداد من قام يا ترى بالاستيلاء على ممتلكات المسيحيين في الجنوب والوسط ودفعهم الى ترك الوطن والهجرة مرغمين.
أيها الاخ.. الكلدان وجميع المسيحيين متسامحين  لحد لا يتصوره العقل وفي جميع مراحل حياتهم سواء في الوطن او في المهجر ولكن. من هو الامسامح وإلا انساني ؟ هو الغاصب هو الذي نغص عليهم حياتهم وهو الذي دفعهم للهجرة بعد ان استولى قسرا على ممتلكاتهم ام هم  كضحية التي تتلذذ بجلاديها فتسامحهم مرة تلو المرة وكلما ارادت ان تنتفض يطلب منها ان تسامح .
هلا تتصور معي المسيحيين كانوا منذ الازل اصحاب الوطن وهم السكان الأصليين في وطنهم ،عندما قدمت الأقوام الاخرى الغازية أرسلت جيوشها. الى أراضيهم لنتصور جيش قادم من عمق الصحاري أرهقه المسير ولا يزيد تعداده عن تعداد سكان أية قرية مسيحية في  في أقصى بلاد النهرين  في ذلك الزمان .كيف يستطيع هذا الجيش من احتلال كل هذه الاراضي بزمن قياسي ؟
كان آباؤنا  وأجدادنا متسامحين حتى مع اعداءهم يطبقون قول المسيح لا تقاوم  الشرير ومن صفعك على خَدَّك اليمين در له الاخر ومن سخرك ان تسير معه ميلا سر معه ميلين وغيرها من أقوال وآيات التسامح وهكذا قد تسامحوا وتسامحوا وتسابقوا على التسامح   حتى عندما كانوا يقتلون  ويذبحون بالسيف كانوا يتسامحون ويسامحون قتلتهم وأعداءهم ، وكانوا يتصورون بأنهم و ان قتلوا فانهم شهداء يسبحون   مع المسيح  في ملكوته السماوي.
 تصور اخي  صوروا لهم رؤساءهم بان هناك سلالم مرفوعة الى السماء وعندما يعرضون أنفسهم للقتل على يد الفرس او غيرهم  من الغزاة فهم يتسلقونها  فصدقوا ذلك لان هذه هي وصية فاديهم ومخلصهم يسوع المسيح لذلك جاءوا بالالاف ليعرضوا رقابهم للذبح للغازي سواء الفارسي او العربي  او العثماني .
هكذا استطاع الغزاة ان يسلبوا منهم مدنهم وأديرتهم ويدمروا  كناءسهم وحضاءرهم وظلوا يتسامحون في الوطن الى ان غادر من غادر وهاجر من هاجر .
اليوم تطلب منهم ان يكونوا اكثر تسامحا وتقول ان الذي وصفهم بداعش نطق بالحق ،بينما تصف خطاب الاخ صنا بانه خطاب متشدد مشبها خطابه بداعش .

لقد رأيت في ردّك الثاني ما يؤكد بأنك من المتنورين وربما اشترك معك في العديد مما أوردته وخاصة تفوق قدسية الانسان ككاءن حي على بقية ما الجوامد والأمكنة التي يعتبرها الانسان مقدسة. ولكنها مجرد مكان. وجد أصلا من احل الانسان لا اكثر  لذلك كان لزاما ان تنصح الجميع بالابتعاد عن كل ما يعكر الأجواء بينهم وان تدعوا الطرفين الى الحوار الاخوي كما دعا مطران  فرنسيس قلابات مشكورا رغم تحفضنا على بعض ما جاء في نداءه .
على كل حال  الدولة التي تعيشون في كنفها لها قوانينها ومصالحها وقرار اجازة البناء او رفضه سيصدر من إرادة قانونية ، فَلَو كنّا في العراق اخي العزيز كان مثل هذا الامر يفرض فرضا رغم معارضة الأكثرية لكون الدستور والقوانين بنيت على دين الدولة الرسمي  وتقبل تحيتي
‏‫


235
غدا ستخبرين يا ميركل أطفال ألمانيا  عن ماذا؟

بطرس نباتي
استوقفني قول رئيسة وزراء ألمانيا  إنجيلا ميركل
والذي تناقلته مختلف وساءل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي قولها .
غدا سنخبر اطفالنا عما حدث سنخبرهم ان مكة بلاد المسلمين كانت اقرب الى اللاجئين السورين ولم يذهبوا اليها لان مكة لم تحترم وجودهم. رذلتهم واحتقرتهم توجهوا نحو بلادنا فتحنا لهم الأبواب أويناهم بعد ان قطعت بهم السبل فلم يجدوا  خيرا  الا في بلادنا  التي تبتعد عنهم بالاف المرات  عن مكة المكرمة والمدينة المنورة ، لماذا يا ترى ؟
هؤلاء فضلوا الارض الألمانية على مكة المقدسة والمدينة المنورة ، فضلوا ان يعيشوا في كنف الكفار وأكلي  لحم الخنزير وشاربي الخمرة هؤلاء الذين ينزلون مشايخنا عليهم  باليوم آلاف اللعنات ويسومونهم  النار في جهنم مع كبار الشياطين كيف يفضلون كبار الشياطين على قوم لا ياكلون لحم الخنزير ولا يعاقرو  الخمر والميسر ولحم الخنزير . 
كيف فضل هؤلاء العيش في ألمانيا الفجور على ارض طاهرة كالمكة المكرمة والمدينة المنورة  وأرض المسلمين ، ميركل انت تشربين البيرة ألمانية  رأيناك ترفعين الكأس ( بصحتك ) انت كافرة زنديقًة ولكننا فضلناك  على بني جلدتنا وفضلنا بلادك على مدننا وبلداننا المقدسة .
انت تعطفين علينا تقبلين  من يلتجئ اليك طلبا للامان . تفتحين حدود بلادك الامنة أمامنا لندخلها بسلام مكة اقرب إلينا سدت ابوابها أقفلت دروبها لم تدعنا حتى من الاقتراب منها لأننا نؤمن بان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وميركل تؤمن بأننا جميعا ابناء وأخوة في الانسانية ، وتعاملنا كإنسان بغض النظر عن ديننا عن قوميتنا  عن لوننا عن انتماءنا عن هويتنا.
المهم عند ميركل اننا من بني إنسان
والمهم عند اهلنا في يثرِب وفي بلداننا التي هجرناها  ان يستغلوا قوتنا وان يمتصوا جهودنا من اجل اثرائهم من اجل زيادة ثرائهم من اجل ان نعمل عبيدا او جواري في دور السلاطين والخلفاء من بني الراشدين الى  بني   البغدادي وخلافة الداعشيين .
.
انت يا ميركل تريدين ان تغدقي علينا من خيرات ألمانيا ومن الضرائب المفروضة على الألمان كي نعيش بكرامة من مصاريف سوشيال  ومن تعب وجهود شعبك الغريب عنا . بينما  ابناء عمومتنا في مكة لديهم  خيرات  كثيرة من بترول وموسم الحج ومواسم اخرى تدر أموالا. باستطاعتهم ان يغنوا بها فقراء الكرة الارضيّة اجمعين ، 
وعندما طرقنا عليهم الأبواب امتنعوا أقفلوا أبواب المدينة المنورة أقفلوا علينا أبواب مكة وفتحت لنا ميركل كل أبواب اوروبا لندخلها آمنين
ايها االلاجئين عراقيين سوريين بنغلادش وكل الشرقيين رجاءي عندما تدخلون اوروبا وتسافرون  فيها أرجوكم لا تقولوا بانتا في بلاد الكفر في بلاد المشركين
مكة لم تدعكم تدخلونها آمنين  ، لكن هذه ميركل كسرت كل الحدود حطمت كل القيود ودعتكم ندخلون بلاد الكفار آمنين والسلام على اوروبا وعلى ميركل وألمانيا وشعبها  التي فتحت ابوابها امام اللاجئين.

236
هل من سيحكم العراق في المستقبل
    سيكون افضل ممن سبقه ؟
بطرس نباتي

من الممكن جدا ان أكون جاءرا في حكمي ان قلت ان الذي
 سياتي ليحكم العراق سواء من الأحزاب او من التكنوقراط سوف لن يكون أفضل من سبقه في الحكم منذ 2003 ولحد الان وكذلك  الحال مع من يتولى مقاعد البرلمان ذلك لأسباب عديدة منها
١- المرتبات العالية للطبقة الحاكمة من رواتب ومخصصات ومكافآت واجور سفر وعلاج على حساب الدولة وغيرها وكل ذلك يجعل من الحاكم او من الذي يتولى احدى السلطات يتمتع بمقدرات البلد بينما شعبه يعيش تحت خط الفقر
٢- المبالغ الذي يتقاضاها لا تعادل مطلقا مع الجهود الذي يبذلها لخدمة البلد فمعظم الذين يتولون السلطة لديهم مساعدين ونواب ومدراء مكاتب وخبراء ومستشارين هؤلاء ينظمون لهم شؤونهم الإدارية ولا يبقى عليهم سوى التوقيع او المصادقة
٣- ما يتقاضاه المسؤول في حكومة العراق (عدا السرقات) يفوق بعشرات المرات ما يتقاضاه مسؤول عينه في أية دولة اخرى في العالم
٤- هناك تفاوت مريع بين ما يتقاضاه عامل يشتغل 8 ساعات او اكثر  في اليوم وبأعمال شاقة وتحت الشمس المحرقة او في البرد عما يتقاضاه غيره وهو في مكتب مكيف ومريح وهذا التفاوت لا يمكن ان نحسبه حتى بالنسبة الموءية
٥- لو قدر للعراق ان يتولى أمور الحكم أناس نزيهين ومن التكنوقراط او من الوطنيين المخلصين ورضوا بنفس مرتبات ومخصصات من سبقوهم سيعيدون نفس تصرفات من سبقوهم في اللصوصية ولكن ستكون هذه المرة لصوصية مشرعنة ومقننة حسب قوانين مالية سنت بمشيئة بعض اللصوص الأوائل الذين لم يكن همهم غير نهب ثروات البلاد
وسط هذه الحالة التشاؤمية القاتمة يبرز تساؤل ما العمل ؟
ان التخلص من هذه الحالة بسيط جدا والخصه ببعض السطور
اهم علاج للوضع العراقي والذي سيضع حد لتولي اللصوص والسراق مقاليد الحكم في العراق هو تطبيق نفس السلم الوظيفي الذي بموجبه يتم تعين موظفي الدولة على من يحكم العراق بحيث يطبق على من يتولى الحكم نفس الراتب الاسمي للموظف زائدا غلاء المعيشة زائدا المخصصات الوظيفية ويطبق عليه قانون التقاعد لموظفي الدولة ذاته عند تقاعده ، وكذلك يطبق عليه مبدأ التدرج الوظيفي كأي موظف عادي حسب الشهادات الحاصل عليها اما أعضاء البرلمان
فَلَو كان عضو البرلمان موظفا في الدولة ليستمر على نفس راتبه ونفس استحقاقاته كموظف  وقانون التقاعد ذاته عند تقاعده وان كان غير ذلك اي لا يكون موظفا ان يتم توظيفه بموجب سنوات خدمة اقرانه وتدرجهم الوظيفي واحتساب شهاداته
بعد تطبيق هذا الامر سنجد كم من الوطنيين او من الأحزاب او من التكنوقراط سيسعى كي يدخل ضمن السلطة التنفيذية او التشريعية في البلاد
برأي كل هذا التنافس بين الأحزاب او غيرهم بالوصول الى سدة الحكم في العراق ليس الا لمجرد الحصول على مرتبات ومكاسب وجاه ومال وكل هذا التنافس سوف يسقط عندما يختبر عند تجريد من يحكم من كل ما يتمتع به سواء كان في حكم العراق وحتى بعد تقاعده
الامر الأهم في نظري والذي يجب ان ينادي به المتظاهرين هو تطبيق السلم الوظيفي وقانون الخدمة العامة على حكام وبرلماني العراق ، عند تطبيق هذا الامر سيكون الهم الأكبر للذي يحكم العراق تقديم الخدمات لشعبه وليس الإثراء على حساب شعبه .

237
روح الأقلية ..روح الأغلبية
في عمل لجنة كتابة دستور اقليم كوردستان
  بطرس نباتي
الاخ وأستاذي العزيز سيروان الزهاوي رئيس لجنة كتابة الدستور المحترم
منذ ان درستنا مادة الدستور  تعرفنا على نهجك المتفتح في احترام دور الأقلية والتعامل مع مجتمعات متعددة القوميات والأديان على أسس القوانين والدساتير لدول اختارت المنهج الديموقراطي وكنت دوما مع دساتير تحفظ للجميع حقوقهم وتحقق لهم مصالحهم وحرياتهم وكنت داءما تركز على ان الدساتير المدونة بنفس طائفي او شمولي لا تحقق ما تصبوا اليه مجتمعاتنا وخاصة المجتمع الكردستاني .
ممثلتنا في صياغة دستور اقليم كردستان أوقفت حضورها في لجنة صياغة الدستور واعلنت ذلك صراحة وقالت ان هناك من يصر على ان يكتب الدستور بروح بعيدة عن التعايش السلمي بين المكونات.
 الدستور يريد من يكتبه بروح  حزبية او دينية  ضيقة روح أغلبية مسيطرة ومتنفذة وأقلية ضعيفة منقادة مسلوبة الارادة .
وعندما تقارن هذه الإرادة في كتابة الدستور مع ما تحمله الشعب الكوردي من معانات وما قدمه من تضحيات يصاب بالعجب والدهشة كيف للذي عانى الكثير من التهميش والتقتيل وخربت قراه ومدنه وعندما يصل الى ما كان يناضل من اجله حتى يقوم بتهميش غيره ، ويعمل بروح  الأغلبية وبنفس الأغلبية التي عانى منها طويلا
روح الأغلبية  روح التعالي وهي تعني وتدعوا الى  صهر قومي او ديني للمكونات التي لا تشكل الأكثرية.
روح الأغلبية روح تسلطية تسعى للطغيان وتهميش الاخر مع النظرة الدونية للآخرين .
روح الأغلبية تسحق الديموقراطية  والحريات .
لا تؤمن بالحوار مع الاخر لان المؤمن بها يعتبرها الأصوب والاجدر في قيادة مجتمع نحو احادية الفكر احادية النهج.
روح الأقلية تسعى نحو التجدد والعصرنة  وتحقيق دساتير وقوانين مدنية بعيدا عن قوانين وشراءع منغلقة وعتيقة.
روح الأقلية تسعى نحو تحقيق بعض المكاسب بجهودها الذاتية او بمساعدة بعض التشريعات الدولية التي تدعوا الى الانسانية والمساوات والحريّة  اما اذا اعتمدت وتعكزت الأغلبية فانها
تبقى أقلية  مسلوبة الإرادة يثبت لها بعض الفتات من ماءدة الآخرين الأغلبية  وهذا الفتات يجعل منها معتمدة على قرار الأكثرية  عندها يكون دورها في أية عملية لا يتعدى اكثر من دورا  اعلاميا منقادا وما على الأقلية سوى تقديم الشكر والقرابين لمن يمن عليها بذلك الفتات.
دكتورة منى ...ترفض ان يكون لها دور في مسالة دستورية ترتكز على أقلية مهمشة في دستور تكتبه الأغلبية بروح التعالي والاعتداد بقوة الأكثرية الدينية او القومية،
ما العمل ؟
الأقلية لديها احزاب شبه مشلولة تعتمد بعضها على الأكثرية وبعضها الاخر يصارع البعض الاخر.
الأقلية لديها كناءس لا تتفق على متى ولد المسيح ولا على موته او قيامته وكلها تقول انها مع المسيح
الأقلية لا زالت تبحث عن تسمية تارة آشورية وتارة كلدانية آشورية سريانية تارة تدعي هذه التسمية بالقطارية او الفارغونية وطورا تقبلها  وعندما تعقد مؤتمرات فإنها تفضل الكلدانية او الآشورية حسب أمزجة من يحضرها 
الأقلية لديها كتاب مواقع الإنترنيت ما ان يعبر أحدهم عن رأيه حتى يجابهه اخر ، يكذبه يشتمه يصفه بأبشع صفات القبح والوضاعة.
مرة اخرى ما العمل يا د منى؟
 الاكتفاء بالتصريحات الصحفية التي تصدر عادة من أعضاء البرلمان او الجلوس بسكون وصمت بانتظار ان يمن روح الأكثرية بفتات بعض النتف من الحقوق؟
لنفكر معا ما العمل ؟
والأكثرية قررت ان تعمل وفق مصالحها وان عملت سوف
تفرض شريعتها وديانتها ومصالحها والتي تتجاوز على حقوق ومصالح وشراءع الأقلية وأهمها شمول الأقلية بقوانين وتشريعات احوال شخصية مغايرة لما لدى الأقلية واستمرار الأكثرية باستنزاف الاراضي التي تدعوها الأقلية بالتاريخية تحت ذرائع شتى منها المصلحة العامة وغيرها والدستور المدون بروح الأكثرية يبيح  لها كل شيء
اسمحوا لي إذن ان افلسف الوضع  قليلا  وعذرا من السيد الجعفري فهو ابو قراط التفلسف
العمل المطلوب  ان تقوم به الأقلية يجب ان يتجاوز عقد اجتماعات وإصدار التصريحات والجلوس مكتوفي الايدي خلف الطاولات ، وارى وربما تتفق معي د منى وأبناء الأقلية
ادري جيدا (وهذه ليست نبوءة  بل قراءة لما سيحدث )سيتم بعد ايام مخاطبة بعض الجهات لترشيح بديل عن الدكتورة ولكون المثل يقول (اذا الدود أصلا لا تكون من الشجرة فالشجرة تعيش آلاف السنين )لذلك الأكثرية ستبحث بجهد عن هذا الدود وهو داءما حاضر وحين الطلب .
ولذلك ارى الابتعاد اولا عن الخيانة وحتى اذا حصل هذا الامر (اي بروز ذلك الدود لا سمح الله ) وإذا اقدمت جهة او شخص او موسسة على فعله ان يتم تخوينه ونبذه عن الكل
والاصرار على د منى كممثلة حقيقية للأقلية 
اعلان مشترك  يصدر بتوقيع جميع ممثلي  الأقلية بأجمعهم بالانسحاب من البرلمان وعدم اشتراكهم في جلساته
مخاطبة الامم المتحدة وهيئاتها عما يحصل داخل هذه الاجتماعات الغير الدستورية
مخاطبة الاتحاد الاوروبي والقنصليات والسفارات الدولية لتعلم كيف يجري تهميش الأقلية تحت ضغوط دينية ومذهبية او حزبية في كتابة مثل هذا الدستور وما يتعارض مع الشرعة الدولية والمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الأقليات
ان تقوم أحزابنا وقادة كنائسنا بتنظيم وقفات استنكار امام البرلمان واستمرار ذلك حتى عودة د منى الى مكانها الطبيعي وازالة كل ما عكر عملها في كتابة ما تراه يقع في صالح الأقلية وترفضه الغالبية
هذا ونحن بانتظار أفكار واراء اخرى لكن ما نرجوه ان لا تكون متشنجة او طاعنة بالاخر او غير قابلة للتحقيق على ارض الواقع 

238
الى الدكتورة منى  ممثلتنا في لجنة كتابة الدستور مع ارق التحايا
بطرس نباتي
احييك دكتورة ، ومشكورة جدا جهودك المضنية من اجلنا نحن أبناء الاقليم لان ما سوف يثبت في دستور إقليمنا الكردستاني يهمنا لوحدنا اما الذي اختار العيش في دول المهجر فهو ضامن لحقوقه بموجب ارقى الدساتير ووفق ادق القوانين
ورغم انشغالي هذه الأيام بالسياحة في بعض المدن الا انني قررت ان استغل الليل لأكتب لك بعض المقترحات التي وجدت نفسي ملزما بتقديمها. لحضرتك 
المادة الاولى : جيدة  ولكن لنا تحفظ على مكونات قليلة العدد  ونفضل ان تذكر (المكونات القومية )
المادة الثانية :(مع إمكانية) الواردة تدل على السماح بالمطاطية عند التنفيذ تبدل بعبارة (مع الالتزام بمشاركتهم بفاعلية في المناحي الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والدينية
المادة الثالثة : هذه المادة جدا مهمة تبقى كما هي مع اضافة ثالثا: تناط المسؤوليات الإدارية والخدمية بابناء المكونات القومية في وحداتهم الإدارية
المادة الرابعة  : حق انشاء المجالس ومنظمات المجتمع المدني
المادة الخامسة والسادسة : جيدتان لا تعليق عليهما ومتفق عليهما في اكثر من مناسبة
المادة السابعة : حماية المكونات واماكنهم الدينية والتاريخية  وعدم المساس بها تحت أية ذريعة واعتبار اي عمل تخريبي يمسها كاضرار بممتلكات العامة
المادة الثامنة 
اولا :المقطع الاول يتعلق بالتغيير الديموغرافي. وهو جدا مهم ولكن ارى ان تغير التغيير العمدي بعبارة اخرى مثل  تلتزم السلطات بمنع اي تغيير ديموغرافي وتحت أية ذريعة او لأي غرض في المناطق التاريخية والتي يسكنها أبناء المكونات القومية
(دون المساس ) تعني هنا ان لا يمس بآثار التعريب. وارى ان تبدل  بعبارة مع ازالة كافة التجاوزات  على أراضي وممتلكات المكونات القومية سواء من الأنظمة المتعاقبة  ومنع حدوثها مستقبلا
 المادة التاسعة :جيدة
المادة العاشرة: التعليم لغة لكافة المراحل بما فيها التعليم العالي
الفقرات الاخرى تبقى كما هي
المادة 12: اقترح  وضع فقرة أولى وثانية أولى تكون كما يلي
1- يضمن الدستور حق أبناء المكونات  الغير المسلمة من  ممارسة  احوالهم الشخصية  وفق شرائعهم الخاصة ووفق قوانين احوال شخصية خاصة يهم  وتشكل محاكم المواد الشخصية للنظر في قضاياهم   على ان يتولاها قضاة من أبناء هذه المكونات
٢-تبقى  كما هي في المادة (12)  وإنشاء هذه المجالس كما جاء في هذه الفقرة اعتبره مهما جدا
المواد الاخرى 13 , 14 جيدة ولا تحتاج أية اضافة
احييك على هذا العمل الذي يقع في خدمتنا نحن أبناء الاقليم ورجائي الأخير ان لا تهتمي ببعض الأصوات النشاز  والآتية عبر القارات والتي لا يهمها غير اثارة الخلاف على تسمية بينما ما يهمنا ان يلبي الدستور حقوقنا وينظم حياتنا في الاقليم الذي يتمتع بالدستور وبحياة قانونية وديموقراطيات غربية في اوروبا وأستراليا وأمريكا يعيش هناك وبتصوري لا يعنيه الامر اكثر منا نحن أبناء اقليم كوردستان وعندما يحزم حقاءبه وياتي إلينا ليعيش بيننا من حقه ان ينتقد ويقول ما يشاء 
تقدمي عزيزتنا بما ترينه في صالح هذه المكونات والله في عونك
تقبلي تحياتي  بطرس نباتي



239
غادر سريرك يا صديقي .. تبا للمرض
                            مهداة الى صديقي  يونان هوزايا
غادر سريرك يا صديقي ..
  لملم بعض اوراقك
واجعل من قطرات المطر
تروي ضمأ حروف لغتنا العطشى
 لم  يثنه  المرض من لغة
عشقها  ، عشق الارض للمطر 
ارفع  شراعك  يا صديقي
أعتلي منبر الشعر  لتقرأ  لنا...
 انشودة المطر
اتعلم يا صديقي) اي حزن يبعث المطر؟
وكيف تشج المزاريب اذا انهمر؟(*
فاي عشق يا ترى  ..يجري  في شرايينك؟
لتربط  كل قطرة مطر بحروف لغة السورث
غادر سريرك  يا صديقي.. تبا للمرض
الزهور في الرياض تتراقص مع سحر اغنياتك
باحات المدارس لا زالت رغم القحط
تردد صدى كلماتك
لتغزو بها قلوب اولادنا   بوشائج المحبة
للأمة للوطن ...
الاشعار والقصائد تسيل  بين يديك كمياه الينابيع
تملأ الفضاء  بأمل جديد
غادر سريرك  يا صديقي .. تبا للمرض
عرفناك عندما كنت تنسج  من شعاع بهرا 
ثوبا  ترتديه  ( بهرا)  من جديد
كانها في مطلع كل شهر تبشر بالف عيد
حروفنا توهجت كالنجوم .. تناثرت بين يديك
لتفيض روحك و يجتاحها الامل
 .. عندما تجد لعباراتنا القديمة
مكانا او معنى في قواميس الزمن
كتب تضعها في حقائب الاجيال
تصوغ من الاحداث قصص وقصائد
يرددها الاطفال
واناشيد يتردد صداها عندما تقرع الاجراس
 في باحات المدارس
غادر سريرك  يا صديقي ..تبا للمرض

قم يا صديقي  أعتلي المنبر ..
  قم ترجم  لنا انشودة المطر
قم لقد وعدوني ( وقالوا : بعد غد تعود
لابد ان تعود )
قصائدك ..قصصك ..  تنتظر أن تعود
كراريس التلاميذ تدعوك ان تعود
رفاقك في انتظارك ان تعود
وليتهامس الرفاق انه  هناك
ينشر تراب  الوطن ليرتوي بقطرات المطر
فمن اجل قطرة مطر
من اجل الارض العطشى للمطر
عليك ان تعود لتملأ  روحي 
وروح صديقنا صباح
بوهج الكلمات ..واريج الذكريات
اليوم يا صديقي نشوتي  الوحشية تعانق
 متضرعة  إلى السماء
لعلها تاتي بمعجزة لتشفي جروحي
وتحيي  في كياني  بذرة  الامل بالشفاء
غادر سريرك  يا صديقي... تبا للمرض

*بين القوسين اشتقاق  من قصيدة المطر لبدر شاكر السياب  ..
في إحدى زيارتنا للأخ العزيز يونان هوزيا  انا و صديقنا صباح هرمز قرأ علينا ما ترجمه الى السورث من قصائد بدر شاكر السياب ومنها هذه القصيدة فتأثرت بترجمته  الرائعة بحق ..






240
عنكاوا  نحميها  وبدمنا نفديها

                                     
بطرس نباتي
لو قالها شاعر لقلنا انه  مقطع من قصيدة ، والشعراء يقولون ما لا يفعلون ، اما أن يقولها رجل امن مكلف بحماية مدينة يربو عدد سكانها في الوقت الحاضر على سبعين الف نسمة ، فهذه الكلمات لا بد انها تخرج من قلب يشعر بالحب والعشق تجاه مدينته وناسها ، بهذه الكلمات يبدأ العقيد شيرزاد المسؤول الاول في أسايش ( امن ) عنكاوا  تصريحه المنشور على صفحة  التواصل الاجتماعي .
بعد التفجير الاخير أمام كافيتريا معظم رواده من الشباب وبعض العاملين الابرياء ينشدون  الراحة وارتشاف فنجان قهوة والدردشة فيما بين  الاصدقاء  أستطاع أحدهم من ضعاف النفوس ممن لا يريد ان يرى الحياة تجري بهدوء واستقرار ، من أبناء الظلام والغدر والخسة ،  استطاع ان يركن سيارة مفخخة بادوات الموت امام إحدى  الكافيتريات ليفجرها عن بعد وليصيب عدد من رواد الكافيتريا بجراح ( الشفاء العاجل لهم) ، واستشهاد أثنين من عمال من الجنسية التركية  ( رحمهما الله)
ساعات قليلة لم تتجاوز الثمانية والاربعين استطاع رجال الامن من الوصول الى الفاعل الاثم وان يلقوا القبض عليه ، إنه حقا لمعجزة  أن يتم إلقاء القبض على الفاعل وبهذا الزمن القياسي .
في باريس عاصمة اكبر دولة مشهورة بالمحافظة على الامن  بتاريخ 7/1/2015استطاع بعض القتلة  من احتلال مبنى التي كانت صحيفة شارل أمبيدو تتخذ منه مقرا  وان يقتلوا وبدم بارد رئيس التحرير ومعه عشرة من المحررين ثم لاذوا بالفرار ولم تتمكن السلطات  الفرنسية من القاء القبض او قتل  منفذي العملية  إلا في 12/1 أي بعد مضي خمسة ايام ولا زالت التعقيبات  لحد الان جارية بحق عدد اخر من مخططي العملية .
 في قلب امريكا في ولاية بوسطن بالتحديد واثناء مارثون كبير في 15/4/2013 حدث تفجيرين عن بعد عند خط نهاية السباق راح ضحيته عدد من المشاركين في المارثون من الشباب الجامعي  ومن المتفرجين ولم تتمكن الشرطة الامريكية من تشخيص الفاعل إلا في 19/4  عندما  أقدما المنفذان للعملية  على قتل شرطي  في تبادل اطلاق النار معهما وأدى  ذلك  إلى جرح  احد المنفذين  ثم اعلان وفاته في المستشفى و القاء القبض على الاخر بعد ايام عديدة من الحادث الاجرامي.
لقد استشهدت بهذين المثالين لكونهما قد حدثا في دولتين تتميزان عن باقي الدول في حفظ الامن وامتلاكهما اقوى التكنلوجيا في مكافحة الاعمال الارهابية في العالم ، إلا أن يد الارهاب تمكنت من الوصول إلى حيث اراد المخططين لها الوصول ، الامر الاخر..
من خلال ما قدمته لتفاصيل هذين الحادثين ، اعتبر الكشف عنهما  جرى باوقات قياسية جدا ، وهذا باعتراف العديد من الدارسين والباحثين بشؤون الجريمة المنظمة ، في حين أن هناك تفجيرات وأغتيالات جرت في نفس العواصم أو في اخرى غيرها تمضي شهور وأعوام حتى يتم التعرف على منفذي الجريمة ، أما في العراق فليس هناك أي احترام للزمن في مسائل كهذه حيث نجد أن هناك جرائم يكشف عن منفذيها بعد مرور سنوات أو شهور عديدة ..
ما صرح به المسؤول الاول في ( اسايش ) عنكاوا أنه
(بعد ساعات طوال و جهد كبير من البحث و التمحيص و التحقيق و بمساعدة قل نظيرها من قبل المواطنين و التقنيات الفنية و الخبرات الامنية التي يتمتع بها كوادرنا تمكنا و خلال اقل من ثمان و اربعون ساعة من اكتشاف و اللقاء القبض على المتهم الرئيسي في الاحداث الاخيرة في عنكاوا و سيعلن عن تفاصيل القضية لاحقا.)
فبالنسبة لرجال الامن تعتبر الساعات القليلة نسبيا  ( فقط 48 ساعة منذ التفجير ولغاية القاء القبض على منفذ تفجير عنكاوا )،  لكنها ساعات طوال قضوها في التحليل والمراقبة والتعقب ، ساعات طوال حرموا من النوم من الراحة  حتى ينام المواطن في عنكاوا وفي عموم أقليم كردستان ويشعر انه بامان تحرسه أيادي أمينة التي تم الكشف عن الفاعل الرئيسي للتفجير الاثم حيث سبق رجال الامن في عنكاوا واربيل معظم دول العالم في الكشف عن مثل هذه الافعال الاجرامية ، والاهم من هذا كله .
 كان المواطن فيما مضى يخشى رجل الامن فلا يبدي أي استعداد للتعاون معهم ،  حتى بالكشف عن جريمة ، لكن اليوم وكما يقول ( عقيد شيرزاد ) )بأن تعاون المواطنين معنا له الاولوية الاولى و هو احد اكبر اسباب نجاحنا من عدمه(  نعم أعادة الثقة بين المواطن ورجل الامن يعتبر من أحد السمات الحضارية اليوم في المجتمعات المتقدمة ، في بعض الدول التي سبقتنا باشواط في الحكم الديموقراطي وفي مجال عصرنة عمل المؤسسات الامنية ، يتم تعليم  حتى الاطفال بالاتصال بدوائر الشرطة ويقومون بكسر حاجز الخوف لدى المواطن من الشرطي وهذا الامر يتطلب جهودا مضاعفة وتقع اولا واخيرا على عاتق القوى الامنية ان تزيل ما علق بها منذ عهود بانها العصا الغليضة للسلطات ، تؤدب بها من يتمرد او يخرج من خط الثورة كما كان يقال في السابق ، اليوم يتمنى المواطن ان تكون هذه القوى عصا غليضة بيد الشعب لتحفظ امنه واستقراره .
في احدى الليالي وفي ساعة متأخرة ، بينما كنت عائدا الى البيت كانت عجلة لأفراد الشرطة تتبع سيارة خصوصي نزل افرادها وطلبوا المستمسكات الاصولية من صاحب السيارة بأدب  واحترام ثم غادروا بعد تاكدهم منها  ليواصلوا جولتهم الليلية وحتى الفجر  ، فعلا شعرت بان هؤلاء الرجال الساهرين على راحتنا وامننا هم من  ينقذ مدينتنا وغيرها  من  الفعل الاجرامي  وهم  من سيقدم مقترفي الجريمة  الى يد العدالة ،  ولا بد للمواطن اليوم ان يثمن مواقفهم ولا بد ان يقف معهم باخبارهم  عندما يلاحظ كل ما يجلب الشك في محلته او في مكان اقامته .
اما في عنكاوا مدينة السلام  والحضن الامن لمئات العوائل المهجرة ، بعد ساعات من الحادث الاليم عادت الحياة فيها إلى ما كانت عليه في السابق ، وبالامس كنا نناقش كيفية النهوض بالواقع المسرحي بلغتنا السورث  وسبل النهوض به  وكأن شيئا لم يكن ، وان الشمس التي يريدون اطفاء نورها بافواههم النتنة اصبحت اكثر اشراقا واككثر دفئا ، بفضل هؤلاء الرجال الساهرون   ليل  نهار على راحة المواطن وامنه .



241
أدب / الهي ..الهي.. لماذا تركتني ؟
« في: 10:16 09/04/2015  »

الهي ..الهي.. لماذا تركتني


بطرس نباتي
                         

الى شهداء مصر بمناسبة الجمعة العظيمة





البحار تحمل حمرة الدم
المياه حبلى بفاجعة
سموم الرياح المجنونة
تنبأ بعاصفة حمراء 
بجمعة الام  ترتدي الاحمر
مياه البحر.. التي لا طعم لها
اصبح لها طعم منذ ان تقدست
برداء الشهادة الاحمر

إلهي .. إلهي .. لماذا تركتني؟
رقابنا وضعوها تحت السكين
كبروا باسم الاههم
رددوا اسم إلاه نجهله
ثم نحرونا باسمه
ثم دعوه ليغفر لهم 
لأنه غفور رحيم
باسم الاههم قتلوا الطبري
ذبحوا الحلاج
سفكوا دم ابن حيان
اي الاه هذا...؟
ألايشبع من القتل ؟
من حمرة الدماء

الهي.. الهي ..هل رايتهم ؟
عندما توضئوا بالدم
فرشوا الموت فوق الرمل
على ضفاف
البحر الاحمر المتوسط
صلوا صلاتهم
تمتموا باسم الاه
كبروا باسمه  ذبحوانا  ثم اغتسلوا
لتغفر لهم ما اقترفوا
فانت غفور وسيد الرحماء
فان غفرت لهم اليوم
سيستمرون بذبح من في الارض
قبل ان ينحروا من في السماء

الهي.. الهي .. لماذا تركتني ؟
 ان شات ادخلهم ملكوتك
ادخلهم جناتك
اجلب لهم ما اشتهوا
من الحواري من الغلمان
لكني الهي سابقى خارج ملكوتهم
لاني لن ادخل تلك  الجنة
 التي تاوي قتلة وسفاحين
اتضرع اليك، اتوسل لك
قبل ان تسمح لهم باحتلال ملكوتك
انزع عنهم السيوف والسكاكين
اما نحن يا رب
سنبقى  خارج تلك الجنة
او عند عتبتها
لنصرخ  مع المصلوب في جمعة الالام
الهي.. الهي ..لماذا تركتني؟
تلك الصرخة التي هزت اورشليم
رددتها اليوم رمال
البحر الاحمر المتوسط
احدى وعشرون صرخة
كانت تلك ملاذنا الوحيد
الهي ..عندما اركعونا
فوق رمال البحر الاحمر المتوسط
صرخنا هتفنا
الهي الهي ..نتوسل اليك قائلين
لا تغفر لهم لأنهم يدرون ما يفعلون   


242
تطوير الخطاب الديني بين الممكن والمستحيل

                                             
بطرس نباتي
طرح الاستاذ الباحث هشام حتاته وهو كاتب وباحث مصرى فى تاريخ الاديان والاسلام السياسى ، فى حوار مفتوح في موقع الحوار المتمدن  وكان عنوانه               ( تطوير الخطاب الدينى واشكاليات علوم القرآن وقواعد الفقه).
 وقد ارتايت ان ادخل معه في حوار جدي وكانت لي عدة مداخلات اجاب عليها مشكورا اقدم هنا المداخلة الاولى لأهميتها ، وبودي الاطلاع على مداخلات مطالعي موقع عنكاوا الاعزاء .

 في حوار الانف الذكر استهل استاذ حتاتة الحوار بجملة من اراء  حوت  مجمل وجهة نظره  حول الاديان وخاصة ما يتعلق بالدين الاسلامي وجدت ان ما يطرحه يتوافق في بعض جوانبه مع ما ذهب اليه مؤخرا الرئيس الامريكي اوباما بتصريحه حول الوسطية في الاسلام ووجوب التعامل مع المؤمنين بها  ومن أجل ذلك كان أوباما  قد وضع في حساباته  مسالة دعم الاخوان المسلمين في مصر ( إبان حكم  مورسي ) كممثلين لهذه الوسطية الاسلامية ،  رغم أن تاريخ الاخوان في مصر مثلا منذ تأسيها على يد حسن البنا في عام 1928كحركة اسلامية ،  يدل أن الاخوان انتهجوا كما غيرهم من التيارات المتشددة  في ممارستهم  للعنف  ، ولكن كان الرهان على  السيد مورسي  بأنه هو الذي سيقود التيار الوسطي  في الفكر الاسلامي  ويعمل على تخلي جماعة الاخوان من فكرهم التقليدي المتشدد ،   كما نستشف مما طرحته بأنه  يقسم الاسلام إلى ثلاثة أتجاهات :
1- اسلام تقليدي سلفي 2- اسلام وسطي 3- اسلام متشدد تكفيري ، وإذا ما اراد العالم المتمدن ان يساعد العالم الاسلامي عليه تعزيز المؤمنين بالوسطية ويعمل على تطوير وإسناد مواقفهم كي يلعبوا دورهم في تطوير مجتمعاتهم نحو الافضل .
كي نناقش ظاهرة التدين علينا ان نعود الى المراحل الاولى للتكوين البشري ، المصادر التي بين ايدينا تنقسم الى قسمين ، القسم الاول منها تجزم بان البشر وجد على الارض نتيجة عملية ولادة  من رجل وامراة في التوراة ( آدم وحواء ) وفي قصة الخليقة البابلية ( أب سو وتيامسو) وانهما خلقا من قبل قوة  خالقة اوجدت الارض والكون ثم  الانسان والنظرية الثانية  هي نظرية الدارونية وهي نظرية النشوء والتطور  والتي تم تطويرها بنظريات اخرى ، وهي الاخرى شأنها شأن النظريات الاخرى تعرضت إلى اعتراضات شتى  ،  واول من بحث في مسالة الخلق  لم يكونوا فلاسفة  أو منظرين أو علماء  وإنما عبروا عن نظرتهم  للكون والخلق وماهية الوجود  بواسطة الاساطير  حيث كانت تمثل الشكل البدائي  او  لما قبل الفلسفة ، والاسطورة  سواء تم تفسيرها كنص ادبي  او كمفهوم  تربوي وديني  فهي  تعبر عن  التفكير الجمعي  للبشر في تفسير الظواهر  التي عجز عن تفسيرها العقل البشري في غياب النظرة العلمية لتفسير تلك الظواهر.
 بعد ظهور التفكير الفلسفي على يد  الفلاسفة اليونان  الاوائل بدءا من ابيقراط اناكساغورس ( الذي ركز فلسفته على معارضة  فلسفة  ديموقريطس  الذي امن بان الضرورة هي التي دفعت بتلاحم الذرات لتكون الكون  واستند  اناكساغورس  على استحالة  تنظم أو خلق الكون بطريق  الصدفة  فلابد إذن من وجود عقل رشيد يحرك المادة.  ومنذ ذلك الحين  والفلاسفة  الاخرين امثال افلاطون وسقراط  وارسطو مرورا بفلاسفة المثالية التي كان في طليعتها فلاسفة المسيحية من امثال اوغسطين ومار توما الاكويني وجوستنيان وغيرهم ،  وقد تبنى هذه النظرية في خلق الكون  والانسان ايضا  فيما بعدهم من فلاسفة ومنظري هذا الاتجاه ، أما الفكر المادي جاء ليطور الاراء الفلسفية  في الخلق و ليتجه صوب  ما يدعى بالالحادية على يد فيورباخ كومودو كانوف  وميشايل سكريف   في  القرون الوسطى للمسيحية  وجورج سميث وجون كالفن  في 1549  ثم ليظهر منظروا الفكر  الوجودي في الفلسفة في مؤلفات كيكغارد و سارتر وغارودي وغيرهم .
لم اشأ هنا اعطاء  مجال اوسع لشرح كل هذه الاراء والنظريات الفلسفية وإنما اكتفيت  بإعطاء نبذة عنها للوصول  إلى  الفكر الديني الذي وجد  سموه بما اسميتهم الاديان الثلاثة الابراهمية على خلفية الفكر البدائي الاسطوري وليس بالاستناد  على الفكر الفلسفي ( لكون الفلسفة  سواء المادية منها أو المثالية استندت في تنظيرها اما على الاسطورة أو على الفكر الديني في بناء نظرياتها) لكون الاسطورة التي تناولت مسألة الخلق  سبقت فلسفة الوجود والخلق وكذلك سبقت الاديان ،  بل أن قسما منها  يمكن أعتباره نوع من انواع التدين ، النظريات الفلسفية سواء المادية او المثالية وهذه الاديان الثلاثة اليهودية والمسيحية والاسلامية نشأت وهي تحمل بذرة الفكر  القديم  مع قيامها بتنظيم الخلق والوجود بشكل متطور تارة يقترب من الاسطورة ويكاد يستنسخها  وتارة اخرى يبتعد عنها وخاصة فيما يتعلق بمسالة الاخلاق وتنظيم المجتمع وفق شرائع ونواميس  معظمها استمدت مادتها من القانون الطبيعي وبعضها  أتكأ بشكل او بآخر على شرائع ما قبلها وخاصة ما قدمته شريعة حمورابي من قانون متقدم على عصره  ،ولا زال قيد الدراسة والبحث رغم  السنين الطويلة ،  شرائع التي جاءت بها الاديان سبقت القوانين الوضعية ولكنها اصبح ملائمتها مع العصر او مع الحداثة كما تفضلت في مداخلتك صعبة للغاية لكون هذه الشرائع تستند على النص ولقدسية النصوص الدينية لكونها في التوراة والانجيل موحية لكتابها من الروح القدس ،وفي الدين الاسلامي كونها نصوص منزلة بكتاب الله  المبين  وفق هذه الايات ( تلك آيات الكتاب المبين)(سورة يوسف )(قد جاء‌كم من الله نور وكتاب مبين)(المائدة آية - 15)(ولقد أنزلنا إليكم آيات بينات)(النور آية - 34)(وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون)(النحل آية - 4.)
 والقصد من المبين اي لا لبس فيه وليس  بحاجة الى تفسير او تبيين لأنه مبين بذاته مرسل من قبل الله لا يجوز الاجتهاد فيه او تطوير اياته ، أو تثبيت بعضها، أو إلغاء بعضها الاخر .
اما تقسيم الفترات  لظهور الاسلام  (كما وردت في مداخلتك )، حسب  تقسيم نزول القران  المكية والهجرة الى المدينة والانتصار (دخوله مكة )، ووجود ايات ضمن هذه الفترات  تتعارض بعضها مع البعض الاخر فمثلا هذه الاية ( عندما كان في المدينة )   ( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين ) (الانعام68)  فهي تحث على عدم المجابهة بل المهادنة ، ويجد الدارس تباينا واضحا بين هذه الفترة وفترة الهجرة الى المدينة التي تتسم بتالف وانسجام مع اليهود والنصارى والصابئة مثل قوله ( وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهم مّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهم قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرونَ )، بينما نجد في فترة الانتصار ودخول مكة ايات غير الايات التي ألفناها من الفترتين السابقتين حيث يكون اكثر تشددا واكثر عنفا في تعامله مع معتنقي الديانات الاخرى او مع المشركين  .
الاجتهادات التي سعى فقهاء المسلمين تضمينها لتفسير هذا التباين في الزمان والمكان في تلك الايات اوجدوا ما يسمى الناسخ والممسوخ  كما تفضلت ، ليبرروا ما قد يجده بعض الدارسين في القران من تناقض في بعض الايات ،  إلا أن الناسخ والمنسوخ  الذي فسرت بموجبه بعض الايات  ، لآ  يلغي  موقفا بكامله  فهو لا يلغي مثلا  مهادنة    تقبل  ما تجيء به الاديان الاخرى  والناسخ والمنسوخ ، لم يلغي يوما الحدود  في الاسلام  هذه  بقيت  ثابتة  رغم  وجود ما يدل على أن  الاسلام يتماشى مع روح  العصر والبيئة  التي  يختارها  بغية نشر افكاره ، اليوم  مثلا  في ظل  القوانين الوضعية  هل  من الممكن القبول بقطع اليد  حتى الساعد  هل يصلح الرجم  والقتل من والذبح وغيرها  والانكى من ذلك وجود علماء الدين  في هذا العصر  يبررون ما  وجد اصلا ضمن بيئة معينة  وفي زمن غير زماننا .
 برأي سواء وجدت نصوص تدعوا إلى الغلو أو المهادنة ، الدين الاسلامي شانه شأن أي دين آخر أو أي عقيدة أخرى يدعوا بانه هو النهج الثابت والقويم وغيره في ضلال وهذه النقطة الجوهرية التي لا يمكن للأديان او للعقائد تجاوزها .
من الطبيعي  ان تؤمن العقائد مسألة الاخرة والجنة لأتباعها  بالشكل  التي تؤمن به وتحثهم في حياتهم على الالتزام بالشرائع التي ينص عليها دينهم او عقيدتهم ، وهذا ما أتبعته المسيحية ايضا واليهودية وغيرها من الاديان ، ولكن ما هو غير الطبيعي او غير المبرر  أن يلغي أتباع دين بقية الاديان وبالقوة باعتبارهم كفرة محاربتهم يعتبر فرض  عين على كل تابع لذلك الدين .
هناك من يناظر بان المسيحية ايضا في فترة من فترات اتبعت العنف مع غير المسيحيين ضد من اسمتهم حينها باعداء الديانة المسيحية  وهذا الامر واقعي ولا يمكن انكاره ، وهوا ما اطلقه مؤخرا الرئيس الامريكي اوباما  بمقارنته المسيحية والاسلام  من حيث العنف ، ولكن ما لم يذكره اوباما او غيره من المنظرين في هذا الشأن ، أن ملوك واباطرة المسيحية هم الذين قادوا العداء ضد غير المسيحيين         ( بمباركة بعض رجال الدين ) بدون ان يكون هناك نصوص في الانجيل تدعوا او تبرر قتل او ابادة الغير المسيحي بينما في الاسلام جميع هذه الاعمال عند اقترافها من قبل فئة هناك ما يبررها بعشرات النصوص سواء من القران او من الاحاديث والسنة ، هذا السند يتخذه جماعة المتشددين كي يحاربوا اتباع الديانات الاخرى او من ليس لهم الايمان باي دين ، لكن للأسف نجد من بين فقهاء الاسلام من ينكر مسالة المآلمة والمهادنة  مع الاديان الاخرى او مع  الكفار ،الظاهرة في بعض الايات مثلا قوله ( لكم دينكم ولي ديني ) او في سورة يونس انتم بريئون مما أعمل وانا بريء مما تعملون) أو كما جاءت  في سورة الكهف (وَقُلِ الحق مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَ   فهم يقولون العكس اي ان النبي يبريء نفسه من الشرك ولا يهادن  بينما سورة الكهف تدعوا صراحة  على ان الكفر والايمان حسب مشيئة الانسان والله هو الذي يجازي وهو الذي يهلك وما دام الله قد اعطى للبشر حرية الاختيار بين الشرك والايمان فليس للبشر ان يحاسب اذن .
 لم  يعمد الفقهاء المسلمين فقط في تفسير ما جاء في القرآن الكريم  من آيات  تدعوا إلى المهادنة  وتقبل  فكر الاخر أو ترك الاخر للمحاسبة  من قبل الخالق  ، وإنما بعضهم للأسف راح في الغلو أكثر من ذلك  بحيث  أدى به  إلى عدم تصديق مسألة  العهود التي قطعها النبي محمد على اتباعه كعهد نجران والعهد الذي اعطاه للفراعنة، وأيلة وجرباء وأذرح ورغم أن  ابن الجوزي وابن القيم يذكر هذا العهد لأهالي نجران في كتابه ( زاد المعاد) ومسألة لقاء النبي محمد  بوفد  من آل  نجران  وحواره مع الوفد ليومين متتاليين ، وأختلافهم حول طبيعة ( عيسى )  وبالتالي توصله  لعهد  اعطاه  لهم مذكورة  بتفاصيلها في (سيرة النبي )لأبن هشام وأبن نفيس أيضا وهي من السير المعتمدة .
نستنتج مما سبق بأن تطوير الخطاب الديني يأتي بصعوبة لحدود الاستحالة لكونه يستند او مسند بخطاب ونصوص مقدسة ومنزلة ، ولا يمكن لأي أجتهاد أن يغير أو حتى يفسرها لتلائم ما يملي عليه فكره او معتقده ، ووجدنا بأن الفقهاء المسلمين عندما تعرضوا لهذه النصوص تعرضوا لها وفق القاعدة الشرعية ( العبرة لكل زمان ومكان) أي صلاحية النص لكل زمان وملائمته مع الواقع مهما جاءت به الحداثة لآ يهم لأن النص سوف يحتويها او يرتقي فوق منزلتها ، ولكن رغم ذلك ، هناك عدة عوامل ربما في تفعيلها  ربما سوف تؤدي  إلى خلق  نوع من خطاب التقارب والالفة بين معتنقي الاديان والعقائد جميعها  :
1- لظاهرة التدين اهميتها بالنسبة للبشر وخاصة في مجال سعيها الى التقويم  والخُلُق  ولكن ترك الحرية للأنسان بين الالتزام بها وممارستها بموجب الشرائع واجب على جميع المجتمعات مهما بلغت من الحداثة توفيره للبشر جميعا بدون استثناء ، على ان الحرية الدينية في المجتمعات المتطورة تقف عند حدود عندما تشكل خطرا على حرية الغير حتى وان لم يكن مؤمنا .
2- الحرية في اعتناق عقيدة يجب ان لا تلغي العقائد الاخرى مهما تكن طبيعتها ولا يمكن محاسبة الانسان على ما يعتقد به إلا حينما يكون معتقده سببا في إذاء الاخر المختلف عنه فكرا او عقيدة .
3- رغم ان الشريعة المستندة على الاديان وجدت ضمن زمان ومكان معينين وفي مجتمعات تقبلتها لفترة من الزمن إلا ان فرضها بالقوة على جميع المجتمعات تحت ذريعة بانها هي الاصلح لهو جهل باصول الشريعة اولا وثانيا بطبيعة تطور المجتمعات وانتقالها من مرحلة الى اخرى وفق قوانين التطور ، وعند فرض مثل هذا الامر بالقوة سينتج اليوم رد فعل من قبل تلك المجتمعات التي لا ترغب بشريعة او ولاية تفرض عليها غصبا ، لأن لكل فعل رد فعل مساو له في القوة ومواز له في الاتجاه.
4- المجتمعات التي ترضى بملأ ارادتها  في اختيار شريعة  ما ، على حكامها فرض تلك الشريعة وتطبيقاتها في محيطها الاقليمي ولا تسعى لتصديرها الى الغير لأن مسألة الهيمنة والحلم بدولة كبرى او امبراطوريات قد اندثر في ظل التقدم العلمي والتكنولوجي .
5- تنظيم العلاقات بين الافراد على اساس دستوري وسن قوانين وضعية تعالج جميع جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية واحترام حقوق وحريات الافراد مهما كان عددهم من القلة او الكثر .
6-  تقع على عاتق  فقهاء في الاديان الثلاثة الدعوة إلى التسامح والتقارب بين الاديان ومعالجة ما علق بها من التعصب  وأتصور لو استطاع  علماء الازهر تبني هذه الخطوة بإسناد ودعم من المجامع العلمية الدينية في الشرق للمسيحيين واليهود بدون تدخل الفقهاء من هذه الاديان في دول الغرب ، هذه الخطوة لو تمت ستكون من أفضل السبل في تفعيل الحوارات التاريخية وخاصة بين الاسلام والمسيحية وستأتي بالخير على شعوب المنطقة في إشاعة السلم الاهلي وثقافة تقبل الاخر وغيرها من المفاهيم المعاصرة التي يجب ان تسود في هذه المجتمعات .
7- أن يسعى علماء الدين في كل دولة من دول الشرق إلى تكوين هيئات علمية مشتركة  لمعالجة بعض الاختلافات التي تنشأ نتيجة تباين التفسيرات في تطبيق  العقائد وعلى النصوص بحيث تعمل هذه اللجان لتقريب ما هو مشترك بين اتباع هذه الديانات لصالح توثيق العلاقات بين اتباعها .



243
قراءة  من زاوية اخرى  في كلمة  البطريرك  الموقر لويس ساكو في مجلس الامن الدولي
 بين النقد الايجابي وانعدام الثقة
2-2
بطرس نباتي
                           
منذ ان القى سيادة البطريرك لويس ساكو كلمته امام مجلس الامن تتوالى التعليقات والردود والملاحظات سواء من كتاب في بعض مواقع شعبنا الكلدو اشوري او عن طريق بعض التغريدات في الفيس بوك ووسائل التواصل الاجتماعي ، ومعظم الملاحظات التي اعتبرها ايجابية هي تلك التي تعرضت الى عدم وجود احصائيات وتوثيق لما حدث لشعبنا واستعراضها للمطالبة باعتبار ما حصل للمسيحيين في الموصل وسهل نينوى شكل من اشكال الابادة الجماعية( الجينوسايد) حيث يتوفر فيها العنصر الجنائي لهذه الجريمة الا وهو اجبار مجموعة من البشر على تغيير ديانتهم بالقوة وتهجيرهم بشكل جماعي إلى خارج مناطق سكناهم والاستيلاء على ممتلكاتهم وحتى مقتنياتهم الخاصة .
واتصور بان الجهات العاملة في مجال استقبال وتسكين العوائل المهجرة تفتقر الى مثل هذا التوثيق الهام ، رغم تأكيدها على وجود احصاء بسيط لعدد المهجرين بشكل عام وكما وثق سابقا في موقع عنكاوا مثلا .
رغم ذلك لم يفقد ما جاء في خطاب الاب لويس ساكو شيئا من اهميته  لكونه قد خاطب  عقول وتفكير  أعضاء مجلس الامن  وليس عاطفتهم  وقد شرحت ذلك في الجزء الاول المنشور ايضا على موقع عنكاوا .
البعض من هذه الردود وجدتها تحمل طابعا غير جدير أصلا  بالتوقف عنده لكونه عبارة عن  نقد غير مبرر  ويقع في خانة ما يدعى  النقد من اجل النقد، اي لم يقدم صاحبه  ما هو مبرر لما يطرحه  وما البديل الذي يجده  الافضل   لذلك رأيت  لا طائل من صرف الوقت والانشغال اصلا  بتلك الكتابات  وبمضامينها.
 اما عما قيل عن عدم اشراك ممثلينا في البرلمان اومسؤولي احزابنا في ما حدث في مجلس الامن اتساءل هنا اين كانوا يا ترى سياسيونا هؤلاء وممثلينا في البرلمان ؟ عندما هجر ابناء الموصل وسهل نينوى وبالتحديد في 27/7/2014،  فعند وصول المهجرين  الى عنكاوا مثلا توارى سياسيونا للأسف عن الانظار ، ولم يظهروا انفسهم الا لحين تصدى  اباء الكنائس في عنكاو وكان في طليعتهم المطران بشار وردا ومعه شباب عنكاوا  و اعضاء الهيئات الادارية للمجتمع المدني حيث فتحوا ابواب  الكنائس والمدارس وبنايات منظمات المجتمع المدني ، لأستقبال المهجرين ولا زالوا مستمرين في خدمة المهجرين ولحد الان ، في حين توارى  السياسيين الاشاوس ولم يظهروا  خلال الازمة  على مسرح الاحداث آلا بعد استقرار اوضاع المهجرين في الخيم والكارفانات .
 جميع الوفود التي زارت المهجرين  ( وكانت الغالبية منهم من دول مجلس الامن الدولي الدائمة العضوية) تم استقبالها من قبل الاباء الكهنة وفي مقدمتهم الاسقف بشار وردا والذي كان ينقل لهم معانات واوضاع الاجئين ويطالبهم بمساعدتهم،  فلما يا ترى يستكثر البعض ؟ ان يمثل سيادة البطريرك الكنيسة الكلدانية جميع المسيحيين سواء اولئك الذين تعرضوا للتهجير والجينوسايد ليس في العراق وحده بل في جميع  بلدان الشرق الاوسط
اما ما اود ان اقف عنده فعلا وما يشغلني  هو الردود المتأتية من ثلاثة اطراف اود استعراض مواقفها هنا ..
الطرف الاول : الردود هذه تحمل في مضامينها  مقولة أو كذبة تم الترويج لها حديثا ألا وهي ( ان البطريرك لويس ساكو اصبح حجر عثرة امام الهجرة الجماعية للمسيحيين في العراق ) فلو كان لويس ساكو قد دعا دول مجلس الامن واقنعهم بالهجرة لحمل هؤلاء سيادته فوق اكتافهم وربما كانوا يحملونه مع المركبة التي يستقلها  ( والتي لا أعرف ماركتها) مهما كان ثقلها .
لقد قال سيادته اكثر من مرة بانه لا يقف ضد من يريد الهجرة ولن يكون حجر عثرة امام  من يحاول الحصول عليها ، ولكنه لم و لن يدعوا مطلقا الى تفريغ الشرق الاوسط والعراق من مسيحييه بالشكل الذي يريده البعض ممن لا يريدون لشعبنا الاستقرار في الداخل ويسعون الى انصهاره وسط شعوب واوطان لا تمت لنا بصلة ، ولو شجع البطريرك على مثل هذه الهجرة وخاطب المجتمع الدولي واقنعهم بها لأعتبر من قبل العديد منا بانه خائن الامة الاشورية قبل ان يكون خائنا للأمة الكلدانية ، هكذا حالنا لا نريد ان نتفق ولا نريد ان يتحدث احد باسمنا واقتراحي الى مجلس الامن بان يدعوا في المرة القادمة جميع مسيحي العراق لألقاء كلمتاتهم امامه كل حسب ما يريده وهذا ليس بمستحيل لكوننا لا نتجاوز كم الف من نسمة لا نريد ان نجتمع على كلمة حق او باطل .
الطرف الثاني : بعض ممن كتبوا وانتقدوا كلمته ينطلقون للأسف من خلال الشرخ الذي يستغلونه بشكل بشع منذ مدة ليست طويلة بين اكليروس الكنيسة الكلدانية وهذا الامر اثر بشكل او باخر على كتابنا فراح البعض ممن وقفوا مع البطريرك ينتقد الطرف الاخر والذي مع  الطرف الاخر لا يكتفي حتى بانتقاد مواقف واحاديث البطريرك بل يزايد عليها لحد الشتيمة وربما هذا الامر يحدث حتى بدون تشجيع او املاء من هذا الطرف او ذاك ، برأي يجب ان لا يبقى هذا الصدع وهذه الفجوة بين ابائنا سواء الاساقفة او الكهنة ، لأن من خلال تجاربنا في الحياة نجد ان المسيحيين عموما لهم ارتباط قوي ومؤثر برؤسائهم الدينيين اكثر واقوى مما لديهم ارتباط او قناعة بسياسييهم او مثقفيهم ، ولم اكن اود التطرق لهذه المشاكل مطلقا وقد عزفت عن الكتابة عن كل ما يتعلق بالشأن الكنسي منذ امد بعيد لما لهذه الكتابات من حساسية لدى من يقتنع بها او رافضيها ، ولكني وجدت انها تؤثر بشكل مباشر على انتقال عدوى الخلاف والتخندق الى كتابنا ومثقفينا وخاصة من هم خارج الوطن لذلك اوردت هذا واتمنى ان يجد اباؤنا من رجالات الكنيسة تلك الاسس التي هي من صلب ديانتنا في التوحيد ( كونوا واحدا كما  انا والاب واحد )
الطرف الثالث : هذا الطرف يشكل الاهم والاكثر من ناحية العدد  ومن حيث ما يطرحه ، وبتصوري يتسم حامليه بالبساطة ولا يحملون اية ضغينة او موقف كما في الطرف الثاني من اصحاب الردود والتعقيبات الاخرى اصنفها تحت عنوان :
فقدان ثقة او تزعزعها
اولا : بالمؤسسات الدولية وعلى راسهم مجلس الامن الذي لم يكن يوما من الايام منصفا مع العراق ومشاكله فقد فرض علينا هذا المجلس الحصار الاقتصادي  بينما اطلق يد النظام  السابق  في إذلال الشعب العراقي ووضعنا تحت  طائلة  عقوبات الفصل السابع ولم نخرج منه الا بطلعان النفس ولا زالت اثاره سارية وفاعلة لحد الان ،  ولما فرض علينا الحرب  اطلق يد امريكا في إدارتها بشكل مدمر  بحيث  لم تؤثر على  قلع النظام  وحسب انما تلك الحرب وما رافقها  من  ماسي  ادت الى تدمير البنية التحتية للوطن ثم جاء  بقوانين وحكام  امعنوا  في  السرقة ونهب مقدرات الشعب العراقي  وزرع بذور الطائفية ، هذا بالنسبة  للمجلس الامن .
ثانيا : فقدان الثقة  بسياسينا  وقيادات احزاب شعبنا ، للأسف معظم ابناء شعبنا فقدوا الثقة بهؤلاء سياسيونا وجدناهم اقرب الينا فقط في ايام عديدة تسبق الانتخابات يعطون الوعود تلو الوعود ويملئون اسماعنا ضجيجا بمنجزاتهم ومواقفهم ولكن للأسف ما ان يتولوا المسؤولية حتى يتنكروا لكل شيء وكانهم لم يكونوا نفس او ذات الاشخاص قبل الانتخابات ، فلا يشغلهم شيء سوى اناطة وزارة ما او ادارة ما بهم وباقاربهم واتباعهم كي تدر عليهم المصالح ليجنوا من وراء مسؤليتهم ثراء لم يكن يحلموا به طوال حياتهم .
 ثالثا : الثقة المتزعزعة برجال الدين واقولها اسفا ، في حين كان ابناء شعبنا في الموصل وسهل نينوى يهجر قسرا من دياره كان لزاما على رجال السياسة ورجال الدين  ان يكونوا هم اخر من يرحل ولا يكونوا في طليعة من خرج تاركين ( ما يسمونهم رعيتهم ) لا يعرفون ما يفعلون والانكى من ذلك وجدنا البعض منهم ( لا اقل الكل ) قام بتسفير اقاربه وذويه الى خارج الوطن في حين كان ابناء رعيته على قارعة الطريق حينها .
 وايضا أقولها آسفا،  ان البعض كان قبل دخول داعش بسنوات يسعى على ابواب بعض المتنفذين للحصول على مال او جاه او مصلحة وهذا ما ادى إلى تحطيم الصورة  الرائعة التي تراكمت عبر سنين  في أذهان المجموعة آلآ  وهي           (صورة الرمز )  الذي كانت مرتسمة في الذاكرة الجمعية منذ امد طويل ، وهذا التحطيم  أدى  إلى زعزعة ثقة المجموع   فلم يبق  داع لأتخاذ رمز يقتدى به ما دام هذا الرمز تم تحطيمه بمجرد تعرضه لأمتحان المادة وبريقها الذهبي ، هذا في راي من اخطر ألاغرائات التي عجز عن مقاومتها سياسيينا اولا ورموزنا الدينية ثانيا .
براي وقد قلته قبل تولي سيادة البطريك لويس ساكو وسمعه مني شخصيا احد الاساقفة وكنا في داره  وبحضور احد الاصدقاء بان سيادته يتمكن من اعادة هيبة ومكانة الرمز بين آباءنا  الكهنة وذلك لكونه عندما كان في ابارشية كركوك  كان بعيدا عن تلك الممارسات  التي كانت تتم وكنا شهودا عليها ولا زالت ذاكرتنا  تحتفظ  بالعديد من المواقف والمشاهد من هذا النوع .
ما المطلوب
نتمنى ونأمل من سيادته من اجل اعادة الثقة  وراب الصدع والتداعي بين اكليروس الكنيسة الكلدانية  ان يكون هناك  العمل الجاد من اجل توحيد جميع من يعمل لخدمة شعبنا وهذا لا يتم بعقد مؤتمرات او اجتماعات كما يفعل العديد من متعهدي المؤتمرات وغيرها وانما يتم ذلك بفتح صفحة جديدة في العلاقة مع الاخر وتسوية جميع الخلافات سواء بين رجال كنائسنا او بين قيادات احزابنا  او بين ممثلينا في البرلمان العراقي وفي الاقليم  وغيرهم وبان يكون هو المرجع في تسوية شؤوننا نحن كمسيحيين ، عند ذلك اتصور ستعود ثقة شعبنا بقادته ونحن بامس الحاجة الى مثل هذه القيادة ومثل هذه الافكار في هذه الفترة الحرجة من تاريخنا .

244

قراءة  من زاوية اخرى  في كلمة  البطريرك  الموقر لويس ساكو في مجلس الامن الدولي
1-2
بطرس نباتي

رغم ما لنا من ثقة بالبطريرك لويس ساكو منذ اختياره لقيادة الكنيسة الكلدانية بانه خير من يستطيع تمثيل المسيحيين بمختلف طوائفهم واتجاهاتهم وخاصة في هذه المرحلة الحرجة من تاريخنا في الوطن ،أمام المحافل الدولية ، إلا اننا عندما ظهرت هنا وهناك كتابات او اراء تعارض انشاء منطقة آمنة وحماية دولية للمكونات العراقية في اماكن تواجدها وخاصة ان العديد من هذه الدعوات صدرت من بعض رجال كنيستنا والتي كانت مستندة في هذا الرفض  على  مسميات حق يراد بها الباطل  عند اطلاقها من  قبل  سياسيو  الكتل  والقوميات والمتنفذة في الوطن  مثل وحدة  تراب العراق وعدم الافراط بتجزئته وعدم حصر المسيحيين او المكونات الاخرى في سجون او كانتونات  وان البلد يجب ان يكون كله محميا بجميع اجزائه  وغيرها من التنظيرات وكأن المسيحيين او اليزيديين هم من قاموا بتجزئة العراق وليس حكمهم  الطائفي المقيت وان هذه المكونات ليست سوى ضحايا هذه التجزئة قبل ان يكونوا ضحايا  للفكر التفكيري الارهابي ، تلك الدعوات التي تتردد في كتابات البعض  غالبا ما نجدها تتناغم مع دعوات السلطة التي يقودها مجموعة استغلت الشعب والوطن ابشع استغلال من اجل منفعتها ومصالحها  .
كان حضور الاب لويس ساكو امام مجلس الامن  والبرلمانية  الكفوءة فيان دخيل  سابقة حدثت لأول مرة في تاريخ العراق ومنذ تشكيل  عصبة الامم  ولحد الان ، لقد خاطبت فيان  اعضاء مجلس الامن مدعومة باحصاءات  وبقوة شعبها ومساندتهم  مستعرضة  مآساة  اليزيدين والمسيحيين  بدون تفرقة   كذلك لتتناغم  مع خطاب الاب  البطريك لويس ساكو مع فارق  ان فيان  خاطبت عاطفة والشعور الانساني  لأعضاء مجلس الامن  ،ولكن لويس ساكو استطاع بحنكة ودراية ان يخاطب عقولهم وضمائرهم ويستعرض ليس فقط ما يتعرض له  مسيحي الشرق الاوسط  وخاصة في العراق وانما جميع المكونات الاخرى كاليزيدين والشبك ايضا .
 لقد قلب لويس ساكو  في مضامين كلمته وبجدارة المعادلة التي كانت سائدة عند رجالات كنائسنا بان لا يخوضوا في مسائل خارج عن مسار السياسة العامة للدولة المعلنة ، فوجدت لزاما ان استعرض بعض  الركائز الاساسية التي استند عليها في خطابه هذا .

الركيزة الاولى
فعلا لقد كانت هذه بمثابة مفاجئة اخرى ليست بالنسبة الينا وحسب وإنما للعديد من ممثلي الدول في مجلس الامن ألا وهي الركيزة التاريخية والتي بموجبها استطاع أن يعيد إلى ذاكرتهم  مجازر سيفو رابطا تلك المجازر منذ سنة 1915 بما حدث حينها من تهجير وانتهاكات بالنسبة للمسيحيين مذكرا مجلس الامن ، بان هذه الايام هي الذكرى المئوية لتلك المجازر  وهذا التذكير الذي لم يخطر على بال احد ولا تريد دولة لها وزن في المجتمع الدولي  كتركيا  ان يتم    التذكير  بمثل هذه  الجريمة، وبالتأكيد ان هذه الرسالة المهمة قد تلاقاها الاعضاء في المجلس وتم إدراكها ، لأن كلمة سيادته  قد  اعادتهم الى التاريخ لعلهم ينصفون ضحايا تلك المجازر المروعة كما عليهم العمل من اجل عدم تكرار ما حدث قبل مائة سنة، وانصاف ضحايا اليوم وعلى يد ذات الفكر المتشدد والرافض لكل القيم الانسانية .
الركيزة الثالثة
وهذه براي معالجة آنية او ما يجب ان تتم وبسرعة وهي من صلب مهام  مجلس الامن وما يتمتع به من قوة في تنفيذ مقرراته وتوصياته وبما يمكنه ان يفعل في ما يستجد من ازمات عبر الكرة الارضية وقد حددها الاب البطريك بجمل قصير ة ولكنها تحمل طموح وآمال شعبنا ومعه جميع المكونات الاخرى سواء في العراق وسوريا ألا وهي 1- منطقة امنة لهذه المكونات 2- حماية دولية يتبناها مجلس الامن 3- تقوية حكومة العراق وحكومة اقليم كوردستان ليتمكنا من تحرير الاراضي التي اغتصبها داعش 4- تقع على عاتق الحكومة العراقية  والمجتمع الدولي تعويض المتضررين  وتثبيت ملكيات ما فقدوه المهجرين قسرا ورعاية من هجر منهم وتوفير الرعاية الصحية وغيرها وهذه من صلب مهام دوائر المنظمة الدولية .
الركيزة الرابعة
من الامور المهمة  فيما حدث وما سيحدث للمسيحين وللمكونات الاخرى والذي قام  بتشخيصها سيادته بجمل مختصرة وقوية منها ما يتعلق بمسألة تقبل الاخر والعيش المشترك ، وموقف التيارات الاسلامية المتطرفة برفضها العيش مع غير المسلم والتي تعمل على إضطهادهم ، وكذلك خطر تسيس الدين الاسلامي ، وتقسيمه للفكر ألاسلامي إلى مجموعة  صامتة وأخرى مسيسة والحلول لا تكمن فقط بالحل العسكري لوحده .وهذا ما يردده معظم قادة العالم ومن بينهم الرئيس الامريكي ولكن لا احد منهم حمل الجامعة العربية والمؤتمر الاسلامي مسؤولية اتخاذا قرارات قانونية واجراءات حاسمة وتبني حلول سياسية وتربوية مناسبة لمحاربة هذا الفكر المتطرف .
نعم تتحمل الجامعة العربية والمؤتمر الاسلامي مهام كبيرة لم تقم بها ولم تتحملها لحد الان وسيادة مار لويس ساكو لا بد لديه علم بما يجري اليوم في اليمن من تدخل عربي  لو حدث في العراق لكان الشعب العراقي اليوم  بمأمن من الجماعات التكفيرية والتي تهدد وجوده  وسلامه  ، نعم  هاتين المنظمتين تتحملان كل المسؤولية في اتخاذ الاجراءات في الحد من أنتشار هذا الفكر التكفيري المتشدد.

الركيزة الخامسة
جل ما ارتكزت عليه النقاط الاخرى في الخطاب هي تذكير المجلس الامن واعضائه بمهامهم حسب القانون الدولي ومقررات الامم المتحدة والتي كانت غائبة طيلة اشهر ومنذ تمدد الجماعات الارهابية في منطقة الشرق الاوسط فكل ما ذكره سيادته يقع ضمن مهامات الامم المتحدة والتذكير بها في جلسة لأعلى مؤسسة فيها، انما يقع ضمن خطاب  معاتبة  وتذكير يرقى الى نقد موضوعي لتقاعس هذه المنظمة من إيداء دورها في رفع الظلم  والمعانات عن المهجرين والذين تعرضوا  الى شتى صنوف العذاب على يد الجماعات التكفيرية، وقد شخص سيادته ضعف هذه المنظمة ودعاها في خطابه ان  تكون في مستوى المسؤولية في حفظ السلم والتعايش في عالم تسوده الفوضى نتيجة وجود فكر ونهج رافض لكل القيم  الانسانية التي رسخها القانون الدولي والمواثيق الدولية .
بعد جلسة مجلس الامن  يتحتم على القوى السياسية والشخصيات التي تمثل شعبنا ( بجميع مسمياته) ورجال كنائسنا ، ان يكون لهم  موقفا موحدا  نتمناه منهم الا وهو الاجتماع معا وترك خلافاتهم وصراعاتهم  الجانبية والعمل وفق خطة مدروسة من اجل تحقيق اماني وامال شعبنا ، لأن لا يمكن تحقيق اي شيء  يبشر بالخير   في هذه المرحلة من تاريخنا وسط التشتت والتشظي الذي نشهده في صفوف قادتنا.
كما نتطلع إلى أن يعمل سيادة الباطريرك  على ردء الصدع سواء داخل الاكليروس الكلداني  أو في وسط مثقفينا  في الداخل والخارج وتسوية كل الخلافات تلك التي تفجرت حديثا او المتراكمة عبر سنوات مضت ، لأننا بحاجة الى كل الجهود مهما تكن كبيرة او صغيرة من اجل انقاذ ما تبقى، ولنا ثقة مطلقة بابينا مار لويس ساكو بانه سيكون اليد الحنونة التي ستمسح كل الجراحات ويعالج كل الجروح مهما كانت مزمة ومؤلمة. 
 


245
وقفة مع نداء الاخ كامل زومايا ومقترح  الاخ أنطوان صنا

بطرس نباتي
نداء الاخ كامل زومايا إن دل على شيء فإنه يدل على نبله واخلاصه لأبناء شعبنا ، حيث نستشف  من حرقة قلبه التي ضمنها في النداء،  بان هناك غبن سيلحقهم  من جراء القرار الذي يتم مناقشته  في مجلس الامن حول ما حدث للأخوة الازيدين والمسيحيين والشبك في الموصل وسهل نينوى  ، وخاصة أنه لم يتبق  غير أيام معدودة على إقراره.
اخي كامل هناك عدة اجتماعات ومؤتمرات عقدت حسب تصوري في اربيل ) وحسب تصوري ) لأني لم أكن مدعوا لأي منهم ولا أدري ما السبب ،  فلماذا  يا ترى لم يتم طرح ؟ تكوين مجموعة تاخذ على عاتقها تكوين قاعدة معلومات أو تكوين خلايا تعمل على جمع المعلومات وتوثيقها ، حول ماجرى لأهلنا في الموصل وفي سهل نينوى  وقرى وقصبات شعبنا في غرب سوريا ؟
على حد علمي أن هناك عدة جهات تعمل على شؤون المهجرين منها وفي مقدمتها الكنسية وبعدها  منظمات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية  ومنظمات حقوق الانسان وحتى الان لا توجد لدى  هؤلاء أي توثيق  لما حدث إبان الهجرة وحتى لا يوجد لديهم إحصائية  بعدد النازحين  ،  ولم تقوم بتوثيق  اي حوادث  لهؤلاء المهجرين.
 اتصور مجلس الامن عندما يصدر مثل هذا القرار يكون قد تقصى الحقائق ونحن هنا في عنكاوا وعلى بعد امتار من خيم ومكان اللآجئين لم نسمع بوجود مثل هذه اللجان لتقصي الحقائق ، لأن كل مسؤول أو لجنة تأتي يكون اتصالها مع الجهات الكنسية التي أخذت على عاتقها مهمة رعاية وإيواء اللأجئين .
هناك من بين المهجرين محاميين وحقوقيين واساتذة جلهم من اصدقائي  لم اسمع منهم يوما على أنهم تم تكليفهم بمهمة سواء ضمن هذه اللجان او تكليفهم  بوضع قاعدة بيانات بمعانات المهجرين او حتى لمعرفة اعدادهم . أو حتى انهم لم يتم دعوتهم لحضور مؤتمر او أجتماع يكون غايته توثيق ما حدث لأبناء شعبنا وهم ايضا تعرضوا لترك بيوتهم والهجرة .وهم يعيشون في نفس ظروف ابناء مدنهم وقصباتهم..
رغم ذلك انا  اتفق معك في كل ما ذهبت اليه،  على المنظمات التي تعني بحقوق الانسان سواء تلك التي تعمل هنا في الوطن او في المهجر يتحتم عليها ان تقوم فورا بالتقصي عن هذه الحالات وتوثيقها من اجل ان تبرهن بان تلك اللجان لم تكن منصفة بحق شعبنا ودمت .
مقترح الاخ انطوان صنا
جاء نداء الاخ كامل زومايا مرافقا  لدعوة  الاخ انطوان صنا بإلغاء احتفالات ومسيرات الفاتح من نيسان راس السنة البابلية الاشورية واني اتفق أيضا مع الاخ انطوان صنا بعدم تنظيم احتفالات  في اية مناسبة سواء وطنية او قومية او دينية  لما نحن فيه اليوم من مآساة حقيقية .
ولكن نظرا لما لحق بأبناء شعبنا في الموصل وسهل نينوى وابناء شعبنا الاشوري في قرى وقصبات خابور وحسكة وعموم الجهة الشرقية من سوريا  من مآسي، ( حسب ما أدلى به الاستاذ كامل زومايا) لا زالت الجهات الدولية تمتنع من أعتبارها جينوسايد ، فلا أدري أن كان بموجب القانون الدولي إخراج ألاف العوائل من ديارهم وطردهم بملابسهم وألاستلاء قسرا على ممتلكاتهم والتصرف بها وأجبارهم على ترك ديانتهم ، وتوجيه الاهانات لهم بشكل جماعي وقتل العشرات منهم كما حدث في سوريا  على يد نفس الجماعة ألا يرقى إلى التطهير العرقي والديني ، إن كان هذا ليس من جينوسايد فإلى ماذا يريدون ان تصل الامور اكثر من ذلك .
هنا ادعوا مع الاخ صنا ان ننقطع عن الاحتفالات ولكن في يوم الاول من نيسان ادعوا احزاب شعبنا جميعا وكنائسنا ومنظمات مجتمع المدني وشبابنا وجميع المرحلين الى تنظيم مظاهرة كبرى في عنكاوا والتجمع امام منظمة الامم المتحدة وعدم الرحيل والتفرق لحين حروج ممثل الامم المتحدة ومقابلة المتظاهرين ونقل مطاليب شعبنا باعتبار ما حصل لأهلنا في الموصل انتهاك لحقوق الانسان يرقى إلى الجينوسايد  والمطالبة  بالحماية الدولية لمنطقة سهل نينوى ولكافة مكوناتها.
كما يتوجب على اهالينا في دول الشتات تكرار التظاهرات  التي انطلقت في العام الماضي في جميع دول المهجر ،انها مهمة احزابنا فهم عندما كانوا ينظمون مسيرات ضخمة لأحتفالية نيسان قادرون اليوم على تسيير مظاهرات للمطالبة بحقوق شعبنا اليوم وخاصة ان نداءات الاخ كامل زومايا والذي اطلقها في منتصف الليل وهو يعلم ما يجري من وراء ظهور قوانا السياسية  وقيادات احزابنا ورجال  كنائسنا وهم رغم تكرر زياراتهم وسفراتهم إلا أنهم عجزوا عن تثبيت  الحد الادنى مما يريده شعبنا .





246
كيف تأسست ما تسمى الدولة الاسلامية  (داعش  ISIS ( )؟
ومن أسسها؟
                                                                           
بطرس نباتي

بموجب هذه الخارطة وحسب ما نشرته صحيفة (ديلي ميل ) البريطانية الواسعة الانتشار ، في تقريرلها في (30) يونيو 2014  كتبت ( أن التنظيم الاسوأ والاشد وحشية وتطرفا في التاريخ لديه خطة خمسية لتأسيس دولة الخلافة الاسلامية تمتد الى خارج حدود العالم الاسلامي لتشمل الشرق الاوسط وشمال افريقيا وجزء كبير من غرب اسيا واجزاء من اوروبا وصولا الى نمسا) ..
وقد اعلن هذا التنظيم بموجب هذه الخطة في نهاية عام 2014 تغير اسمه من الدولة الاسلامية في الشام والعراق  الى دولة الخلافة الاسلامية ، فما هو هذا التنظيم؟ وكيف وجد؟ ومن اوجده؟  اسئلة عديدة تكاد تطرح يوميا    منذ ان تمدد هذا التنظيم في بعض مدن العراق .



منذ منتصف 2004 تشكلت جماعة باسم التوحيد والجهاد كان يقودها ابي مصعب الزرقاوي في غرب العراق اعلن زرقاوي مبايعته لتنظيم القاعدة ليحول اسم تنظيمه ألى تنظيم القاعدة في العراق والشام قتل الزرقاوي على يد جنود امريكان في  10 / نيسان / 2010   وكان هذا التنظيم  الذي تحول بعد مقتل الزرقاوي الى ما كان يسمى مجلس شورى المجاهدين إلى  نواة لتشكيل منظمة اخرى باسم الدولة الاسلامية في العراق والشام والتي تأسست رسميا  فى 15 أكتوبر عام 2006 إثر اجتماع مجموعة من الفصائل المسلحة ضمن معاهدة حلف المطيبين تم اختيار “أبي عمر” زعيما لها وبعدها تبنت العديد من العمليات النوعية داخل العراق آنذاك، وبعد مقتل الزرقاوي ، أصبح أبو بكر البغدادي زعيمًا لهذا التنظيم.
و حلف المطيبين، وهوحلف تأسس بقرار مما عرف وقتها بـمجلس شورى المجاهدين فى العراق، وقد تم هذا الحلف  بين مجلس شورى المجاهدين في العراق و جيش الفاتحين و جند الصحابة وكتائب أنصار التوحيد و السنة، وجاء الحلف كرد فعل عن عدم رضا تنظيم «القاعدة» في بلاد الرافدين عن اختيار أبوأيوب المصري خليفة زعيم تنظيم «القاعدة» في العراق أبو مصعب الزرقاوي والمعروف ايضا باسم أبو حمزة المهاجر،غالبا ما كان هذا الاخير يتحالف  مع جبهة النصرة اولا بحجة محاربة نظام بشار أو لمحاربة جيش الحر المعارض لنظام الاسد عانت  المكونات القومية والدينية  الغير المسلمة أولا في سوريا شتى الاظطهادات على أيدي هذه المجموعات ، تمثلت بخطف رجال الدين المسيحي وراهبات  ، ثم أحتلال قرى وقصبات مسيحية وتصفية سكانها  في سوريا والواقعة في وادي النصارى مثل الناصرة مرميتا او تلك الواقعة في جبال قلمون كصدنايا ومعلولة ، مما ادى إلى  تقلص عدد المسيحيين في عموم سوريا حيث  كان عددهم يزيد على ثلاثة ملايين في عام 2011 والان لا يتجاوز المليون فقط ، جرى هذا في سوريا انذاك وسط صمت مخجل من دول العالم ومنظمات التي تعنى بحقوق الانسان ، كانت هذه التنظيمات تنشط في سوريا وتتاسس فيها وتنتقل منها الى العراق وفي العراق  تكررت هزائمها على يد جيش العراق والصحوات بمؤازرة القوات الامريكية .
    بعد تمدد ما يدعى ( بالدولة الاسلامية)  وتثبيت خليفة لها في العراق  أبو عمر البغدادي) وجدت لهذا التنظيم  بعد إعلان تمرده  على  القاعدة ( الام الكبرى لهذه التنظيمات)  دعوات تحريضية   اطلقها بعض  الدعاة الاسلاميين المتشددين  يحثون فيها  هذا  التنظيم بالتمدد في الاراضي العراقية بدأ من  الموصل أو الانبار ، وتم التمهيد لهذا الامر بالتحديد بعد زيارة الداعية الاسلامي الشيخ القرضاوي لخيام  المنتفضين في الانبار والموصل ) وبعد التمهيد لهذا منذ (2010) وكان  لتردي  الاحوال المعيشية  للعراقيين  ووسط انتشار الفساد المالي  ،  وأستثمار الاخطاء التي  أقترفتها الحكومات  المتعاقبة منذ 2003 وخاصة في الجهة الغربية من العراق وضعف القطعات العسكرية المرابطة في تلك المدن  ، إضافة إلى انظمام عناصر من الحزب البعث المنحل والجيش العراقي السابق هذه كانت أهم العوامل التي  أثرت في  الانتصارات المتلاحقة التي أحرزها  ، وكذلك لوجود معارضة قوية لحكومة المالكي في الجهة الغربية للعراق ونصب خيم الاعتصام الجماعي ولمدة طويلة تقارب السنتين ، وتحول قادة الصحوات وغيرهم من شيوخ تلك المناطق بمساندة دعم ومساندة شيوخ الدين مدفوعين بمصالح آنية أو كنتيجة نقمتهم على الاوضاع المعيشية ، مما أدى إلى دخول عناصر من المنظمات التكفيرية بين المعتصمين في الانبار والموصل ، مما دفع حكومة مالكي بالعمل على فض تلك الاعتصامات بالقوة المسلحة مما أدى إلى زيادة النقمة الشعبية ودفع أبناء تلك المناطق من الاستعانة بقيادات مما تسمى بالدولة الاسلامية في الشام والعراق واستقدامهم إلى العراق والترحيب بهم بعد احتلال الموصل وتكريت وأجزاء من الانبار .
 ومنذ 10/6/2014  أي  عند بدأ تنظيم ما يسمى بالدولة الاسلامية تمدده في العراق وأحتلاله لموصل،  بدأت أزمة الهجرة الجماعية من الموصل للمسيحيين وبعدها من أطرافها في سهل نينوى ثم للشبك ،  ولكن ما تعرض له الاخوة الازيديين  من تصفيات جسدية و سبي للنساء وقتل وتغير المعتقد بالقوة ، كانت من افضع الجرائم التي شهدها العالم المتمدن في القرون الحديثة أي بعد جرائم الابادة الجماعية لجائم سيفو وسميل والانفال وحلبجة  ، وقف العالم مشدوها ومستنكرا  امام الجرائم التي اقترفها ما يسمى بالدولة الاسلامية والتي راح ضحيتها جميع المكونات القومية في سهل نينوى ، وهبت معظم الدول تناهض بشكل علني لهذا التنظيم  بينما كانت ذات المؤسسات والدول والمنظمات تقف مكتوفة الايدي متفرجة على ما يحدث من جرائم للشعب السوري  والعراقي على يد نفس المجموعات الارهابية .
بعد دخول امريكا على خط المواجهة المسلحة ضد التنظيمات التكفيرية         ( داعش -  نصرة – الجماعة الخورسانية) بعد تصاعد جرائم تلك الجماعات  ضد المكونات القومية ومحاولة داعش الدخول إلى اربيل وأتخاذ قرارات في مجلس الامن وفي الاتحاد الاوروبي غيرها من المحافل الدولية مما ادى الى تشكيل حلف دولي ضد هذه التنظيمات وهناك قرءات عديدة حول نشوء وامتداد هذه التنظيمات منها
1-من يعتبر هذه التنظيمات صناعة امريكية اي انها نشات وترعرعت على ايادي مخابراتية امريكية بدعم من تركيا وبعض دول الخليج وكان نشوئها في بداياتها من اجل اسقاط نظام سوريا
2- من يربط  نشوئها بنظام بشار الاسد في سوريا حيث كونها اصلا من اجل مقاتلة المعارضة المسلحة السورية
3-وهناك راي اخر يجزم  بانها وليدة شرعية لتنظيم القاعدة ولما رات في نفسها قوة ومقدرة على البقاء والتمدد اعلنت مشروعها المستقل عن القاعدة .
رغم ما  تتمتع به بعض الاراء من حقيقة حول نشوء هذه الحركات التكفيرية العنيفة وخاصة ما اوردناه في أولااعلاه ، بتحميل الولايات المتحدة الامريكية وبعض أنظمة المنطقة مسؤولية انشاء ودعم مثل هذه التنضيمات بعد ما سمي الربيع العربي وخاصة ما اعترفت به وزيرة خارجية امريكا هيلاري كلنتون في بعض صفحات من مذكراتها التي اثارت فيه ضجة اعلامية ، رغم  كل ذلك إلا أن هناك عدة امور ساعدت على تكوين مثل هذه التنظيمات منها:
أ- يتفق العديد من الدارسين والمختصين بان هذه التنظيمات وجدت بعد انتكاسة المشروع الديموقراطي الذي ارادت امريكا تطبيقه في العراق وشهدنا ما آل إليه من تقسيم المشهد السياسي العراقي على أسس طائفية قادت مسيرته بعض الاحزاب الدينية والتي أدت إلى تمزق المجتمع العراقي وبالتالي أثار حرب أهلية كان من إحدى نتائجها نجاح التنظيمات التكفيرية في التغلغل في العراق وخاصة في الطرف السني مستغلة الخلافات بين الطوائف والمذاهب والاحزاب العراقية ، ولكن دراسة متأنية لوضع هذه التنظيمات نجد بانها وجدت قبل ذلك بعديد من السنين ونستطيع ان نعيدها إلى فترة الحملة الايمانية التي قادها رئيس النظام السابق صدام حسين وكانت نتيجتها خاصة بعد 2012 تجمع عدد كبير من ما سمي آنذاك ( المجاهدين العرب ) للدفاع عن نظامه ،  منهم من لم يعتقل من قبل القوات الامريكية او ممن أعتقل وأخلي سبيله هؤلاء أستمروا على فكرة دحر امريكا وقواتها ومن يساندها على ارض العراق .
ب- بعض الفقهاء المعاصرين وخاصة ممن يحملون الفكر الوهابي ، يسعون من أجل خلق تنظيمات سلفية عنيفة بالاستناد على نصوص قرآنية أو على السيرة النبوية ويقومون بتفسير تلك النصوص والاحاديث الاجتهادات الصادرة عن رجال الدين او ما يسمى بالفتاوى الشرعية ، أصحاب هذه الفتاوى يقومون بالاستناد على بعض النصوص أو الاحاديث التي تدعوا إلى قيام مثل هذه الحركات المتشددة او إلى أحياء مشروع الخلافة الاسلامية ، أو إحياء مشروع الامبراطورية العثمانية وغيرها التي باتت في حكم الغير الممكن في ضل اانظام العالمي الجديد ( العولمة ) وتفشي تيار الليبرالي والنظم الديموقراطية في العالم .
ج-الرأي القائل بان امريكا هي التي سعت  بتاسيس هذا التنظيم بشكل مباشر لتحقيق مصالحها في تحقيق ما يلي:
1- اشغال دول الشرق الاوسط بصراعات داخلية وحصر هذا الصراع في نطاق دول معينة  لتبتلي به شعوب المنطقة وبهذا يتخلون عن فكرة نقل الحرب ضد امريكا ودول الغرب الى اراضي تلك الدول .
2- توجيه هذه التنظيمات وجعلها في  الخط الامامي في عملية اسقاط النظام السوري .
3- ربما بتاسيس دولة اسلامية تضم معظم ما يسمى العالم الاسلامي في الشرق عموما سيجعل التفاهم  والتحاور مع قيادة اسلامية  موحدة  اسهل واجدى مما عليه الحال الان حيث يجري هذا الامر بدول وحكومات لا يربطها ببعظها اية روابط سواء كانت سياسية او اقتصادية
4-يؤمن اصحاب هذا الراي ان لتركيا ودولة القطر مصالح في دعم المشروع الامريكي في تكوين هذه الجماعات وخاصة دولة تركيا لكونها تريد اعادة امجادها القديمة في زمن الدولة العثمانية .
برأي هناك شيء من الصحة في جميع الاراء المطروحة اي ان كل راي يحمل نوع او اخر من صحة الطرح في ظهور هذه المجمعات وساحاول توضيح ذلك وكما يلي:
قامت سلطة التحالف بعد الاطاحة بنظام صدام حسين  في فرض سياسة المحاصصة في العراق ووفق هذه السياسة تم تقسيم الشعب العراقي ليس على اساس جغرافي وانما على اساس  ، سنة في غرب العراق ، الكورد في اقليم كردستان والشيعة  في الوسط وجنوب العراق ، رغم ذلك اعتمدت اسلوب الانتخابات والاعتماد الكثرة العددية لكل طائفة او لكل قومية في تولي زمام الحكم العراقي ، وعندما شارك الكورد والشيعة بثقليهما من حيث معارضتهما المستمرة لحكم البعث والتضحبات العديدة المقدمة للأطاحة بنظام صدام وتحقق ذلك بتدخل عسكري عنيف من جانب الولايات المتحدة الامريكية ، في اول الانتخابات نتيجة عزوف السنة في المشاركة الفعلية وانقسامهم بين مؤيد للنظام الجديد ومعارض او حتى رافض للمشاركة في الحكم ادى الى تهميش القوى السنية وخاصة بعد سن قانون المحاسبة والعدالة  واعتبار كل نشاط لحزب البعث محرما في العراق ، هذا الامر ادى الى ان تكون الاراضي الواقعة الى الغرب من العراق حاضنة لكل القوى المتذمرة او التي لها مصلحة في محاربة الوضع الجديد في العراق ن بعد دخول داعش وكما اسلفنا سابقا ، كقوة ضمن القوى المعارضة لنظام سوريا والتي كانت امريكا وتركيا وبعض الانظمة العربية  كالسعودية وقطرتعدها لهذا الغرض، اي لإسقاط الحكم في سوريا ، إلا ان النظام السوري استطاع ان يخلق صراعا بينها وبين القوى الاخرى وبتطور هذا الصراع اخذ يأخذ طابعا آخر حيث مالت داعش الى الوقوف الى جانب النظام السوري ضد القوى السورية المعارضة الاخرى وبعد زيادة شهيتها للتمدد نحو العراق ودعوتها لإحياء مشروع الخلافة الاسلامية واختيار بغداد عاصمة الرشيد لتكون مركزا لخلافتها ن شعرت الولايات المتحدة بخطر داعش الكبير لذلك ارادت الحد من طموحها وحسر تمددها وليس إلى تحطيمها نهائيا فبدأت بفصل آخر من فصول المسرحية اي استخدام القوة الجوية وعبر تحالفات هشة مع بعض الانظمة العربية لتحييد داعش وانهاكها على الاقل لتخرج من العراق واقتصار انشطتها في سوريا او ليبيا او غيرها من الاقطار العربية ، ولتشكل البعبع الذي بواسطته اي بواسطة تخويف الشعوب والدول من سطوتها تتمكن امريكا من بسط ذراعها العسكري الطويل اينما رغبت ، هذا ما نراه اليوم سببا في تمدد داعش او انحسارها او اخراجها من بعض المدن وربما سنشهد هجرتها او تمددها في دول ومجتمعات اخرى  غير حواضنها التقليدية .



247
في مقالة عن  الشيوعيين العراقيين...
 الاخ انطوان صنا يلوم الضحية ، لينصف من يا ترى؟

بطرس نباتي


يستهل السيد انطوان صنا مقالته الموسومة ،لماذا قبل بعض الشيوعيين العراقيين التناقض والهزيمة الفكرية ليعيشوا في الغرب ؟

بالكتابة عن إنضمام ابناء شعبنا في فترات متفاوتة من تاريخ العراق إلى الحزب الشيوعي العراقي ، ورغم أن عرضه أتسم بالموضوعية في استعراض ما تعرض له الحزب الشيوعي العراقي من تصفيات جسدية وخوضه الكفاح المرير من أجل عقيدته ومبادئه ، إلا انه  وجد أن هذه التضحيات لم يكن لها داع او جدوى   حيث ذهبت  ادراج الريح  ،فهو بدل ان يعطي  حق من ضحى ومن  بذل دمائه  وحياته ومستقبله عبر كفاح طويل ونظال مرير سواء في العمل السري او عبر  تصديه المسلح  في  حرب الانصار من اجل الشعب العراقي بكافة اطيافه وشرائحه ، يصف الشيوعيين العراقيين بالحالمين  بتحقيق  شعار  ، واصفا أياه  بشعارا للزينة ووضعه على الرف  (على حد قوله )، في حين كان لزاما عليه ان يسأل نفسه هذا السؤال . لماذا لم يتحقق هذا الشعار رغم جماله  ( على حد وصفه) ؟ (و طن حر وشعب سعيد) نعم هذا الشعار ليس ما حلم به الشيوعيين العراقيين طيلة (80) عاما من نضالهم السياسي الطويل وما قدموه من تضحيات وقرابين غالية على مذبح الحرية ، بل أنه ولا زال حلم  العراقيين وقواهم السياسية  بما فيه  أحزاب شعبنا المشكلة بعد 2003  ، عند رفع هذا الشعار كان وطننا العراق محتلا من قبل الانكليز ، وكانت  جل ثرواتنا تذهب إلى جيوب مجموعة من اصحاب الشركات وخاصة النفطية ، عند تأسيس الحزب الشيوعي ناضل مؤسسوه أولا من أجل إخراج العراق من هذه الهيمنة، عبر فعاليات شعبية  عديدة  منها المظاهرات التي سيرها في عموم العراق والاضرابات وغيرها من اشكال النضال في تثوير الشارع العراقي ،   لذلك ضحوا بأنفسهم  وصعدوا على اعواد المشانق ( فهد ، حازم ، صارم و معهم المئات  من شهداء الحزب  )  من اجل وطن حر ليس كشعار يوضع للزينة ، بل كشعار لبناء وطنا حرا ، فلوكان الشيوعيين الاوائل قد فكروا بأن يكون شعارهم للزينة فقط ، لكانوا قد ساوموا كغيرهم على حرية الوطن سواء في المنحى الاقتصادي او الاجتماعي او السياسي ولكانوا ولحد الان أصحاب السلطة كما ساوم غيرهم واصبحوا بين ليلة وضحاها أصحاب سلطة وجاه .

شعب سعيد هذا المقطع لا زال لحد الان طموح كل عراقي وهو الحلم الذي يراودنا جميعا سواء كنا داخل الوطن أو خارجه ، وكلما اقترب الشعب العراقي من هذا الطموح توضع  امامه العديد من العقبات ليتراجع ، كصخرة سيزيف التي عندما كان يشرف بإيصالها إلى قمة التل لتدحرج إلى اسفل السافلين.
رغم ان الشعار هذا قد شاب وتم إفراغه من محتواه نتيجة ما أقترفه حكام العراق والمؤامرات الدولية التي تحيط ببلادنا وبالمنطقة بأسرها ، لكني أسأل الاستاذ أنطوان أو أي شخص آخر غيره ، بربك ألا تحلم بتحقيق مثل هذا الشعار  اليوم قبل غد؟ بان يكون وطننا العراق حرا وشعبه يعيش في بحبوحة وسعادة ، فإن كنت تحلم  بهكذا شعار، أقول بل أصرخ بملأ فمي بأنك وطني مخلص تريد الخير لوطنك وشعبك ، أما إذا كنت لا تحلم أو ليس لك مثل هذا الطموح ولا تسعى من خلال نضالك  الحزبي بتحيقيق مثل هذا الشعار ن فساترك للقاريء العزيز ان يفسر موقفك ...

اما انخراط ابناء  امتنا في صفوف الحزب الشيوعي ،للأسف انني لم أجد في مقال الاخ انطوان اية اشارة

عن سبب هذا الانتماء وسوف اقوم بتحديد بعض الاسباب وكما يلي :
1- عند تاسيس الحزب الشيوعي في  1934 لم يكن هناك احزاب قومية تخص شعبنا .
 2- لم يقتصر انخراط ابناء شعبنا  في تنظيم الحزب الشيوعي العراقي  فقط فقد انخرط العديد من ابناء شعبنا في تنظيمات الحزب الديموقراطي الكوردستاني  ووصلوا الى قياداته وفي احزاب اخرى .
3- لم ياتِ انضمام ابناء شعبنا الى الحزب الشيوعي نتيجة حلمهم التاريخي بوطن حر وشعب سعيد فحسب ، رغم أنه شعار وطموح لكل انسان يريد الخير لنفسه ولوطنه ،  بل باهداف الحزب بإعتباره حزبا وطنيا يمثل كل العراقيين بأختلاف انتمائاتهم الطائفية والدينية والقومية وباعتباره حزبا علمانيا ولا ننسى بان مؤسسه كان مسيحيا .
4- كان المسيحيون اكثر من غيرهم  من ابناء العراق يشعرون بالتهميش والظلم نتيجة اختلافهم الديني والقومي لذلك وجدوا في الحزب الشيوعي منقذا لهم وخاصة انه كان يقف مع المظلمومين والمعدميين طيلة تاريخه .

في المقال سرد تاريخي سريع  للماسي والاضطهادات التي تعرض لها  الحزب الشيوعي العراقي منذ اعدام قادته إبان الحكم الملكي ثم في عهد البعث في 1963 و1986 إلا ان القاريء هنا يشعر بنوع من الحيرة فهل ان ما تعرض له الحزب كان نتيجة سياسته الخاطئة  وإداء قياداته  الخاطيء أو نتيجة التعسف الذي مورس ضده من قبل حكام مستبدين ودكتاتوريين لم يتوانوا من ظلم وإضطهاد الشيوعيين فحسب بل جميع من عارض انظمتهم العفنة  ، فمن المعيب حقا  أعتبار الظلم الذي تعرض له    الشيوعيين  وعموم الشعب العراقي على ايدي حكام العراق  على أنه ضعف وأندحار لأفكار ومباديء الحزب   ، أما ما اقدم عليه الحزب من تحالفات سواء في الجبهة الوطنية في عام 1973 او قبلها جبهة الاتحاد الوطني عام 1957 والتي كانت من ثمارها ثورة 14 تموز1959 الوطنية قبل الانفراد بها من قبل عبدالكريم قاسم اما جبهة 1968 فانها حال الجبهة الاخرى قد شارك فيها الحزب  ،  جاء نتيجة ايمان قيادته بان   حكم العراق لا بد ان يكون   أئتلافيا  بين أحزابه وقواه السياسية ، وأي إنفراد في الحكم يعتبر جنوحا نحو الحكم الديكتاتوري ،  ولا زال الحزب يتبنى هذا النهج الاتلافي ، وقد شهدت الساحة السياسية العراقية صحة هذه النظرية .

اما مسالة شعور الشيوعين العراقيين بالاحباط وغيرها من التهم التي اطلقها الكاتب جزافا لا ادري من اين استمد  هذه الفرضية المطلقة وخاصة مسالة فقدان الهيبة وانحناء الراس امام الاعداء والاصدقاء ، لو مارس الشيوعيين العراقيين سياسة الخنوع واحناء الهامة لكانوا  منذ زمن بعيد يقودون الحكم في العراق كما تقلد البعثيون الحكم بعد ان احنوا هاماتهم ووضعوا رؤسهم تحت اقدام المخابرات الامريكية  واعوانها في المنطقة  منذ 1963 وباعتراف قادتهم حيث صرحوا في اكثر من مكان (بانهم  إنما جاءوا الى سدة الحكم بقطار امريكي ) أقرأ  حسن علوي  العراق دولة المنظمة  السرية.

ان تضحيات الشيوعيين ايها السيد صنا وما تعرضوا له من سجون ومعتقلات والذوبان في احواض التيزاب ، لم تكن من اجل الاتحاد السوفيتي (والمنظومة الدول اوروبا الشرقية كما تريد تفسيرها ) وانما جاءت نتيجة عدم احناء هاماتهم  امام   الجهات المهيمنة  على مقدرات البلاد ، وايضا  جاءت نتيجة مواقفهم المشرفة في الدفاع  المستميت عن  قضايا شعبهم   فيا للعجب  فبدل  ان تلوم جلاديهم ومضطهيدهم   نجدك تنصف الجلاد  بوضعك الملامة على الضحية .

وعندما يصف كاتب المقال  حالة الشيوعيين العراقيين بعد انهيار الاتحاد السوفيتي والمنضومة الاشتراكية نجده  في اكثر من مكان يستخدم فرضية ، بأن الشيوعيين العراقيين يعانون من الازدواجية  لكون تثقيفهم كان مناهضا للأمبريالية بينما هم يعيشون اليوم في ظل الامبريالية والنظام الراسمالي الذي رفضوه خلال تثقيفهم الحزبي الداخلي ، إن كان الامر صحيحا فان جميع العراقيين سواء  الذين يعيشون في المجتمعات الراسمالية  او حتى في داخل العراق ، يعانون من نفس الازدواجية  التي يتحدث عنها ،لأنهم في الداخل لم تتحقق الاشتراكية التي أرادوها وناضلوا من أجلها  ، كما في خارج الوطن   .

وثانيا منذ ان وعينا نحن العراقيين  بمختلف انتمائاتنا  سواء الحزبية او حتى ان كنا مستقلين  تم اشباعنا بمفاهيم  عروبية قومية وملئوا  اسماعنا باناشيد منذ ان كنا في الصف الاول الابتدائي   او منذ  الروضة  والحضانة  باناشيد مثل انا جندي عربي بندقيتي بيدي أحمي.... ولا اتصور ان السيد انطوان صنا لا يعلم ممن  يوصينا  هذا النشيد  وغير ذلك ما كانوا يحشون به ادمغتنا  في التربية الوطنية والتالريخ  والتثقيف  بالدفاع  وحماية الوطن  من الاعداء  ، ومن هم اعدائنا  التاريخيين .
العراقيين تعلموا او عُلموا أو  تم تربيتهم هكذا .. ان يكرهوا  الاستعمار والامبريالية والصهيونية  ليس منذ ان تقلد البعث  الحكم في العراق  وانما منذ ما كان يدعى ثورة العشرين  ضد الاستعمار  الانكليزي ومنذ وعد بلفور  ، اما الشيوعيين فلكونهم امميين فهم قد اتهموا منذ زمن بانهم  ( شعوبيين) لا يفرقون بين الامم  يعيشون بين الشعوب سواء كانت عربية او كردية او امريكية  او يهودية لأن ليس لديهم  نعرة طائفة كالتي زرعها هؤلاء المتشددون القوميين ومن  هذه الافكار القومية المتشددة للعرب  ومزجه مع النصوص والشريعة الاسلامية خرجت  داعش واخواتها .. .
وهنا لا بد لي ان اقدم بعض  الملاحظات التي أراها مناسبة في مسألة الحالة الازدواجية التي طغت على مقال السيد انطوان صنا .
   1- على حد علمي، ان السرد التاريخي المقتضب وما تخلله من انتقادات انما وجهه صاحب المقال ليصل بالمتلقي إلى طعن الشيوعيين العراقيين الذين يعيشون في الدول الراسمالية ، معتقدا او جازما بانهم قد تخلوا عن أفكارهم الاممية وراحوا يدافعون عن القومية ، واتصور وربما سيوافقني هو ايضا انه قد وضع امام انظاره بعض ممن يدعون باننا ككلدان وسريان واشوريين ويقومون بتوزيع شعبنا إلى اربعة قوميات او شعوب ناكرين باننا كنا ولا نزال  شعبا واحدا وعندما  اراد    انتقادهم  على مواقفهم  القومية  جنح إلى  إسقاط تهم  عديدة  على جميع الشيوعيين العراقيين سواء  الذين يعيشون اليوم في الداخل أو في كنف  المجتمعات الغربية،  ووصفهم بالازدواجية وغيرها ،  وكأنه قد قام  بتفصال المقال  حسب مقاسات ثلاثة او اربعة اشخاص يعرفهم  واراد من خلال مقاله  انتقادهم   بصورة مجازية ، أي  بدون ان يذكرهم صراحة  ، متناسيا  ان ما جاء في المقال  لربما  سيتأثر منه عشرات من الشيوعيين العراقيين  من ابناء شعبنا  المؤمنون بوحدة  شعبنا بغض النظر عن تسمياته من غير  اولئك الذي قصدهم بدون ان يسميهم علنا.
2- معظم المجتمعات الغربية استفادت من ناحية او باخرى من الفكر الماركسي أو من الفكر الاشتراكي ، والرأسمالية المطلقة القائمة على فائض القيمة تكاد تكون من الماضي لأن هذه المجتمعات طورت نفسها حيث حافظت بشكل او باخر على العديد من المظاهر الاشتراكية داخل تطورها الاقتصادي والاجتماعي مع الابقاء على المنافسة التي كانت ولا تزال السمة الرئيسية للأقتصاد الرأسمالي  واتصور ان كاتب المقال لديه الاطلاع على ما يدعى بالديموقراطية الاشتراكية  واحزابها المستمدة تنظيراتها من النظرية الماركسية  و التي تقود السلطة في  الدول الاوروبية.
3- الشيوعيين العراقيين او في جميع الدول النامية تقريبا كانوا محرومين من الحرية سواء الحرية الفردية او حرية ممارسة حياتهم السياسية ، ولا ضير ان يجدوا متنفسا في النظام الرأسمالي الذي وفر لهم ذلك عبر تشريعات ونظم كانوا يفتقدونها في مناطق نشأتهم وهذه الحالة لا تنحصر بالشيوعيين العراقيين وحدهم ، هي حالة عامة تشمل جميع من يعيش ضمن سلطة شمولية تقيد الحريات وتحاربها .
4- الاممية كسمة رئيسية للأحزاب  الشيوعية لم تمنع من تطبيق علاقة الماركسية بالفكر القومي وقد فسر ذلك كبار المفسرين للفلسفة الماركسية حيث تعترف الماركسية خلال تقيمها لقيام ثورة البرولتاريا ( بأن المسألة القومية هي جزء من مسألة الثورة البروليتارية العامة وهي أيضا  جزء من مسألة ديكتاتورية البروليتاريا ).
لذلك الذي يفتهم الفلسفة الماركسية كنظرية علمية  ومسألة الديالكتيك لا بد ان يتفهم لماذا لا يجد الشيوعين العراقيين اليوم اية ازدواجية عندما يتبنون الاممية كفكرة ماركسية وفي ذات الوقت  يناظلون  من اجل شعوبهم وقومياتهم  ، لأن الماركسية كفكر ليست ولن تكون  شريعة او ايدلوجيا  جامدة على تنظير أحادي ، وانما علميتها تفرض على معتنقيها ان يفسروا هذه النظرية ويجدوا فيها ما يتلائم مع ظروفهم المحلية وما يحيط بهم من مستجدات وفق زمان ومكان .
5- ربما الاستاذ صنا او غيره يعيشون في دول الغرب ونتيجة هذا العيش قد اكتسبتم الجنسية الامريكية أو لأحدى الدول الاوروبية ومهما كنتم في الوطن بعثيين أو  شيوعيين او متدينيين أصبحتم ضمن تلك المجتمعات فحال الشيوعيين العراقيين اليوم لا يختلف برأي عن حال اي الماني او امريكي  عضو في الحزب الشيوعي الامريكي فذلك الامريكي له العديد من المآخذ  والانتقادات سواء في التنظير او بشكل عملي نحو النظام الرأسمالي رغم ذلك هو يعيش ضمن ذلك المجتمع ، فهل يشعر الشيوعي العراقي بالازدواجية ولا يشعر بها الشيوعي الامريكي رغم ان الاثنين لهما نفس الشعور تجاه الرأسمالية وهذه الحالة ليست حصرا بالشيوعيين العراقيين بل يمكن ان نطبقها على كل من ذكرتهم هنا ، فلذلك لا ارى اية ازدواجية في شخصية هؤلاء رغن عيشهم في ظل المجتمع الرأسمالي الذي وفر لهم كل ما كانوا محرومين به في اوطانهم الاصلية.
6- تحامل السيد انطوان صنا على الحزب الشيوعي العراقي بعد 2003 في العراق وعدم تحقيقه لأي فوز في الانتخابات جاء مخالفا للحقيقة وواقع العراق لما بعد 2003 لأن الانتخابات العراقية وما يرافقها ليست مطلقا قياس لمعرفة قوة او ضعف ايداء الحزب الشيوعي العراقي ، لا ادري هل اطلع السيد انطوان صنا على الكيفية التي تجري بها الانتخابات وما يقدمه الاحزاب التي قفزت الى السلطة مستغلة لها بشكل بشع مسخرة جميع الادوات بما فيها سلطة الدولة والاغراء المادي وسلطة الدين وحتى خطب الجوامع  في الانتخابات العراقية تم تقديم سندات تمليك الاراضي السكنية من اجل التصويت لأختيار اعضاء الرلمان في الانتخابات البرلمانية صرفت الاموال العراقية على شراء الذمم  ، قبل  الانتخابات الاخيرة كنت في بغداد كانت حيطان العاصمة مليئة بالشعارات التي توصي العراقيين بعدم اعطاء ثقتهم واصواتهم للشيوعيين الكفرة لأن الامام الفلاني أو آية الله الفلان الفلاني ، قد ووضعهم في خانة  الكفار ومن يؤيدهم كافر  هذا الامر يتم اليوم فعن اية ديموقراطية والاختيار الحر يتحدث الكاتب وخاصة في مجتمع تراجع فيه الفكر التقدمي  لعشرات السنين الى الوراء ويكفي للحزب الشيوعي العراقي اليوم ان يكون في قلوب وعقول النخبة المثقفة من الوطنيين العراقيين، هؤلاء يا اخ انطوان لا يقبل احدهم المساومة على الباطل وانهم فعلا اناس مناضلون يتحملون الشقاء وهم فعلا كما وصفتهم عنيدون ولا يخشون احد ،وهم يحبون الحياة جدا لحد  الاستشهاد من اجلها ، فمن لا يحب الحياة مثلهم اوصيه ان يقوم بالانتحار فهو السبيل الوحيد لوضع حد لكرهه الحياة ومباهجها .
نعم أنهم  حالمون بغد افضل لهذا الوطن يحلمون ان تعيش الطفولة بسعادة يحلمون ان تتحقق حرية المراة يحلمون بغد افضل  بوطن  بدون تعقيدات  طائفية  بدون تشدد  بلا قيود ، فلنردد معهم  اناشيدهم  لعلنا نتطهر مما علقت بنا من نفايات هذا الزمن السيء.
   



248
الى ماذا يسعى عامر فتوحي بخطاباته  ؟
                                               
بطرس نباتي
لا ادري من اي منبع كريه يستمد عامر حنا فتوحي كل هذا الحقد على ابناء شعبنا القاطنين قبل تهجيرهم ( بجنوب وجنوب شرق تركيا الحالية ) وغيرها والتي كانت قبل تخطيط الحدود حسب معاهدة  سايكس بيكو السيئة الصيت   ليس بحق شعبنا  وحسب بل بحق جميع الشعوب الصغيرة  في المنطقة  ، لأن هذا الجزء  العزيز من اراضينا التاريخية  الواقع الى شمال وشمال شرق العراق الحالي  كان جزء   لا يتجزأ من اراضي ميزو بوتاميا  (بيث نهرين ) قبل ان تولد دولة اسمها العراق أو ما يسمى تركيا  الحديثة ،وكان اهلنا في هذا الجزء العزيز من اراضينا يتعاملون في البيع والشراء وغيرها من التعاملات اليومية مع  زاخو  او مع نوهدرا أو اتوك ( دهوك واطرافها ) وهذا الامر يعرفه معظم المسنين الذين عاشوا تلك الفترة ، الامر الاخر جميع المسيحيين في عراق اليوم بدون استثناء بما فيهم فتوحي نفسه هم من شمال بيث نهرين  (سواء من شمال العراق ) ( كردستان الحالية )  أو من جنوب تركيا الحديثة ، لأن بعد سقوط نينوى عاصمة الاشوريين التاريخية أجبروا تحت ضغط الميدين  بالتوجه نحو الجبال بهجرات جماعية ، وهذا ما تؤكده مصادر عديدة من التاريخ القديم ، وبعد اعتناقهم المسيحية على يد الرسل لم يتمكنوا من العودة لأن الاضطهادات كانت تلاحقهم  ايضا نتيجة إعتناقهم الديانة الجديدة ، ولكون الجبال عصية ويمكن الدفاع عنها ، لذلك ضلوا محافظين على جنسهم و وجودهم  من الاندثار ومن  الامتزاج بالاقوام  الاخرى ، أي ان  تلك الجبال او (جغرافية الارض)  حافظت عليهم من الاندثار والتشتت واصبحوا يعيشون بشكل جماعات وشكلوا فيما بينهم كانتونات شبيهة بمماليك المدن والتي كانت شائعة في حضارة بين النهرين  ولم يتمكنوا من النزوح إلا بعد زوال الاضطهادات عنهم تدريجيا او نتيجة قيام خلافات فيما بينهم على الاراضي او نزاعات عشائرية وغيرها .
انني هنا لن اتحدث عن التسمية فالتسمية التي يؤمن بها الانسان تاتي نتيجة عوامل عديدة منها ..
أ- تداخل التسمية القومية والتصاقها مع المذهب او الدين فهذا الامر يعتبر من الصعوبة التخلي عن التسمية القومية لأن الانسان يتصور ، أو هكذا يُصور له  بان التخلي عن تلك التسمية التي نشأ عليها ، يعني تخليه عن المذهب الديني ايضا وبالعكس، وهذا الامر شائع بيننا.
ب- الخشية من المجتمع والرهبة في اقرار حقيقة تاريخية مضى عليها قرون عديدة ، وتعرضت إلى التحريف والتزيف من قبل كتاب وسياسيين والشرق والغرب .
ج- ظهور دعوات مسمومة من قبل كتاب عرب عنصريين امثال الحصري وسوسة وغيرهم أدعوا فيها  إلى محاربة  من اسموهم (الاثوريين الانفصاليين) او الطابور الخامس في جسد العراق والدعوات  التي صدرت  لتبيح إبادتهم لكونهم نزحوا من (تركيا) ويريدون إثارة القلاقل في العراق ، هؤلاء الكتاب المحرضين  اثاروا نقمة  السلطات تجاه عامة المسيحيين  وخاصة على من اسموهم ( بالمجاميع المستوردة ) كما يسميهم (فتوحي الفنان الحاقد) مما أدى إلى انجرار بعض قياداتنا الكنسية وراء تلك التهم  بدون دراية او عن قصد  وراحوا يبرقون للملك ولرئيس وزرائه  يهنئونهم لكونهم قضوا على (الفتنة التي أثاروها هؤلاء المستوردين).
اما من حيث منح الجنسية العراقية ليس فقط (للمجموعة المستوردة  كما يحلوا لهذا الحاقد بتسميتها ) بل لكافة العراقيين وخاصة ابناء المكونات القومية  ، وليس من قبل ،من قبل الدكتاتور صدام ( كما  يسميه فتوحي )     ( والمناضل ورئيس الضرورة كما كنتم تدعونه ايام عزه وعزكم )  أقول لهذا  سأورد لكم الجزء الاول  من قانون الجنسية العراقية رقم 42 لسنة 1924 والذي منحت بموجبه الجنسية العراقية لوالدي الكلداني ولوالد فتوحي السرياني ولغيرنا ايضا ( اللهم ان كان عامر هذ  قد منح الجنسية العراقية وفق   حسابات أخرى بموجب قوانين اخرى او بموجب امور اخرى اعزف عن ذكرها.
نصت المادة الثالثة من القانون الجنسية العراقية المرقم 42 لعام 1924  :
( كل من كان يوم 6 أب من عام 1924 عثماني الجنسية وساكن في العراق عادة تزول عنه الجنسية العثمانية ويعد حائزا على الجنسية العراقية )  ونحن جميعا بحكم حيازتنا للجنسية العثمانية لعام 1869 والذي ينص  على ان جميع رعايا الدولة العثمانية يتمتعون بالجنسية العثمانية،  ولكوننا ضمن الدولة العثمانية  طبقت علينا المادة الثالثة من قانون الجنسية العراقية ، بل فرضت علينا  كونها جنسية التأسيس ، ولكون ( من يسميهم هذا  الفنان  فتوحي ) الجماعة النازحة المستوردة قد سكنوا ما سمي ( بالعراق)  قبل 6آب 1924 أي منذ 1915 حسب ادعائه ، وأنا أجزم هنا بأن النزوح ألى اراضي العراقية حدث قبل ذلك لكون الحدود كانت غير موجودة اصلا قبل مؤتمر لوزان  ولأن الهجرة لم تحدث لمرة واحدة بل تكررت منذ الاضطهادات المتلاحقة للمسيحيين  وضل تنقل الانسان في بلدان شرق المتوسط مستمرا ولحد الان ، رغم انه كان يحدث  في السابق بأكثر حرية من الان ، لأنه قد حصر بتشريعات وقوانين  للحد منه  خشية  فقدان التوازن الاجتماعي  والسكاني  بين المجاميع السكانية المعاصرة ، وبناء  عليه فإن اشوري هكاري وغيرهم  ممن  نزحوا نتيجة الظلم  والاظطهاد يستحقون ايضا كما نحن ان يمنحوا الجنسية العراقية وفق المادة الثالثة أولا وثانيا من قانون جنسية التأسيس العراقية لسنة 1924 حسب السكنى وحيازة الجنسية العثمانية ، وتاخر منحهم  الجنسية  جاء بسبب الدعوات المغرضة التي كانوا يطلقونها امثال فتوحي من العنصريين العرب حكام العراق المستبدين ، وجاء منحهم للجنسية في عام 1972 لا كمنية من صدام وغيره وانما تطبيقا لنص قانون الجنسية العراقية  والتي استند في تشريعه على اساس المادة (30) من اتفاقية لوزان والتي خولت الدول حسب الاقليم بحق منح جنسية لأفرادها .
واني أسأل السيد الفنان فتوحي أنت وغيرك ممن أستوردوا او نزحوا مهاجرين  وقدموا اوراقهم إلى دوائر الهجرة  والله وحده  يعلم بما تحويه من كذب وتلفيق  والتي  قررت  حكومة  الولايات المتحدة الامريكية بموجب دستورها لعام 1879  و ان يمنحك جدك ترومان رحمه الله ، قبل ان تولد بمئات السنين  الجنسية الامريكية المباركة أي انك لم تكن مولود في امريكا  ولم تكن مهاجرا لها منذ عشرات السنين ومنحت الجنسية على بعض ما قدمته  من أكاذيب وتلفيقات أقتنع بها القائمين على منح ( الكرين كارت )  اولا  وبعدها جائتك  الجنسية على طبق من ذهب،  رغم انك ووالدك وجدك لم تكونوا من ابناء امريكا ولم تولد في هذه الدولة ولا يربطك بها اية صلة، ولا أدري أنك حينما أحتفلت بالجنسية الامريكية هل تخليت عن الجنسية العراقية؟ أم تركتها كجنسية ثانية للأستفادة منها مستقبلا كما فعل غيرك وجاءوا الى العراق مستفيدين منها ليتبؤوا مسؤولية ما في العراق بعد التحرير ويجنوا ارباحا طائلا من الابقاء على جنسية  أعتبروها  تافهة وغير ذي جدوى بل مهينة  ولكنهم أحتفظوا بها لمثل هذه الاوقات.   
حسب تصوري ان السيد جون كيري او مستر اوباما  او غيرهم  من قادة امريكا حتى وان لم يكن لهم دراية بالتاريخ والجغرافية وقوانين العراق وتركيا ، اتمنى فقط ان يكشفوا بموجب الدراية بعلم النفس مدى الحقد التي تكنه يا عامر فتوحي ليس فقط  على ( الاشوريين المستوردين كما تسميهم ) بل على جميع ابناء قومك وعلى الكورد الذين لم يسلموا من كتاباتك المسمومة ولذلك  قرروا رمي  رسالتك باقرب سلة ازبال ما أن تفضلوا بقراءة مقدمتها  او خاتمتها .
 من المعلوم ان اي فنان يجب ان يتمتع بروح شفافة بعيدة عن الكراهية والاحقاد ، الفنان يجب ان يسموا بفنه فوق الشخصنة وكيل الاتهامات ونبذ الاخر مهما كان مختلفا معه ، الفنان الحقيقي يتمنى ان يكون جميع من حوله بسعادة يدافع عنهم يساندهم يضحي من اجلهم ان اقتضت الضرورة او الحاجة ، الفنان الحقيقي يعكس وينثر الجمال والخير والعبرة الحسنة فيما حوله   بفنه وليس التعصب والحقد الاسود،  اين انت وكتاباتك الحاقدة من هذه الصفات ، اليوم ( الاشوريين المستوردين) يقفون بصفوف متراصة مسلحين بالبنادق والايمان بقضيتهم سواء كانوا ضمن (دويح نوشا ) او ضمن مقاتلي المجلس الشعبي او ضمن قوات بيث نهرين او من حراس وابناء القوش البطلة  (يقفون في معسكرات التدريب مع اخوانهم البيشمركة او مع القوات العراقية وهذه قوات حماية الشعب الاشوري  في مناطق الخابور والحسكة والقامشلي ، يدافعون ببسالة عن مدنهم وقراهم  ضد قوى الشر والهمجية الداعش واخواتها التي تسميها حضرتك في رسالتك المسمومة ( بمجاهدي الدولة الاسلامية )   انصحك اذا كنت قادرا ان تلتحق مع من تسميهم مجاهدين  وتمسك بعض المعاول لتهدم ما تبقى من حضارة آشور في متاحف العراق ، ولا تنسى ان تلقنهم بعض هذا الحقد الذي تكنه على جميع منكونات العراق بمن فيهم الكلدان انفسهم .
اليوم وما تمر به بلدان الشرق الاوسط  من ضروف صعبة نتيجة الهجمات الشرسة  من قوى تكفيرية تستهدف وجود المسيحين بالدرجة الاولى ، لسنا بحاجة الى امثالك من الحاقدين نحن بحاجة الى النسبة التي ذكرتها او حتى اقل من ذلك وجودنا المسيحي نحن بحاجة الى ابطال خابور وقامشلي والى كلدان القوش وسريان بغديدا المستباحة الى جهود ابناء وبنات اشور من اورمي وسلامس  ، نحن بحاجة الى كل جهد من اين يكون ومهما كان حجمه على ارض الواقع اما انتم فالرجاء ان تكرمونا بصمتكم وكفانا تمزقا نتيجة اصواتكم وكتاباتكم  النشاز.



249
قراءة في مواقف الاخوة الكورد من المكونات القومية والدينية                                بعد سنة 1991
                                2-3
               موقف المثقفين الكورد من  المكونات

          
بطرس نباتي
             
ملاحظة وإعتذار:
كان من المؤمل ان انشر الجزء الثاني من هذا المقال بعد نشر الجزء الاول ولكنني تأخري بنشره كان نتيجة انتضاري لتسلم التقرير  التي تصدره نقابة صحفي كوردستان عن حرية الصحافة والاعلام في الاقليم  لذلك اعبر عن اسفي لمطالعي وقراء الموقع.
توطئة:
ساحاول في هذا الجزء أن استعرض موقف المثقفين الكورد والمكونات الاخرى وخاصة بعد   1991 ، وقبل ان أقدم هذا الجزء سأحول أن اتوصل إلى تعريف للثقافة والمثقف المعاصر ينسجم مع  الملاحضات التي تتعلق بواقع المثقفين بشكل عام ومثقفي أقليم كردستان بشكل خاص .
هناك تعاريف  عديدة للثقافة والمثقف، وبدل ان استعرض جميعها او جزء منها ، ساكتفي بإعطاء تعريف واحد على الاقل عله يفي بالغرض الذي نرمي إلى تحقيقه .
 الثقافة سلوك حضاري ومعرفي راق مصحوب بفعل انساني  ، فلا يمكن ان تقوم ثقافة بدون أن يكون هناك سلوك ، والثقافة بدون فعل تعتبر غير فعالة وغير مؤثرة في سلم التطور الحضاري للبلد.
 المثقف والسلوك الحضاري
من احدى اهم السلوك الحضاري التي تتصف بها الثقافة حسب تعريفنا لها اعلاه، هو عدم تفريق المثقف في نظرته للأنسان اولا أي عدم التفرقة على اساس  الجنس او العرق او دين او مذهب ، بشكل عام ما هو موجود الان في بقية ارجاء العراق من التفرقة على اساس الجنس تفرق من حيث اتسامها بالشدة والشمولية ما هو قائم في في اقليم كردستان ، وربما يعتقد البعض بأن الكورد لم يستفيدوا في ممارستهم للسلطة وتصرفهم كدولة ، لتنظيم انفسهم وأقليمهم ثقافيا وحضاريا مما اتيح لهم من فرص ، لكننا  لو ألقينا نظرة ولو سطحية إلى واقعنا اليوم  يجعل الكثير منا ممن حمل توجهات غير منطقية عن الكورد يقوم بتغيرها ما أن يراقب ما يحدث  هنا في الاقليم من نهوض ثقافي  وخاصة  في مجال عدم التفرقة  ، مقارنة بما موجود في  وما يحدث  في باقي محافظات العراق، فقد اختفت في معظم محافظات العراق الدراسة المختلطة بين الذكور والاناث ، وهنا في الاقليم رغم ظهور دعوات  الى الفصل إلا ان القائمين على التعليم لا يأخذونها على محمل الجد ، إلا ان الخشية تكمن في تفاقم هذه الدعوات في المستقبل إذا ما استمرت الجهات الدافعة لها في إثارتها بين الحين والاخر ، والامر الاخر تم منع الغناء والموسيقى في معظم المهرجانات التي كانت تقام في الوسط وجنوب العراق ، وهذا على الضد ما هو موجود في الاقليم حيث  هناك أهتماما متزايدا من قبل مؤسسات الاقليم  او خارج هذه المؤسسات بهذه الفنون ، حيث تتواجد فرق عزف جميع اعضائها من الاناث وهناك فرق اخرى مختلطة وفرق أخرى للفنون الشعبية   للرقص والدبكات الشعبية  وغيرها ،هذه الفرق  تعمل على  تطوير التذوق الفني في الاقليم بينما اصبحت مثل هذه الفنون شبه معدومة  أو حتى محرمة في باقي محافظات العراق ، رغم فعالية هذه الفرق قبل 1990 وخاصة فرقة باليه العراقية إلا انها اصبحت شبه مستحيلة ان تزاول نشاطها الان في بغداد تحديدا ، وهذا الامر ينسحب ايضا على الفرق الرياضية النسوية فهي ايضا تشهد انحسارا مقلقا وملفتاً للنظر، رغم هذا التطور إلا أن  الملاحط على المشهد الثقافي هنا في الاقليم أعتماده بشكل اساسي ورئيسي على ما يخصص له من الاموال من قبل المؤسسات الرسمية فإن عملت هذه المؤسسات على التقشف في الصرف في فترة من الفترات نجد أنحسارا في هذه الانشطة وإن اسرفت نكتشف تعاظم في مثل هذه النشاطات مما يؤثر الزيادة في الكم على قربها وبعدها من الابداع ،  والامر الاخر إن هذه المؤسسات ما دامت معتمدة  في كل الامور على المؤسسة الرسمية في تمويل أعمالها وأنشطتها  فإنها تبقى كتابع لها ، وليس كمراقب لممارساتها أو متعارض معها ، لذلك لم نشهد سواء في الوسط السياسي أو في الوسط الثقافي ما يشير إلى وجود معارضة  قوية إلا في السنتين الماضيتين ولكنها لم تكن سوى قوى ناقمة على عدم مشاركتها في السلطة، فما أن تم مشاركتها مؤخرا حتى تخلت عما سمته مبدا المعارضة  واصبحت تتجه نحو معارضة ايجابية تخدم السلطة بما تتخذه من خطوات جيدة وتنتقدها في سلبياتها، اما  بين المكونات الاخرى الغير الكوردية ، فالامر يتعلق بالاشخاص أنفسهم فإن كان المسؤول قريبا من أحد المسؤولين في مجلس الوزراء أو في أية هيئة عليا فأنه يتمكن أن يحقق لنفسه أو حتى بعض الخدمات لمنطقته ، شرط تنازله عن بعض المباديء التي غالبا ما ينادي بها قبل تسنمه للمسؤولية ، هذه الامور تعتبر من السلبيات ونأمل ان تعالج خلال الاربع السنوات القادمة .
ما يخشى منه على حرية الرأي والتعبير في الاقليم
1-   في كل سنة تقدم شكاوى إلى حول ما يدعى بالتجاوز على المقدسات من قبل رجال الدين أو من قبل الاحزاب الدينية او من قبل هيئة علماء المسلمين على المثقفين الكورد  بحجة التجاوز على الرموز الدينية ، رغم ان المحاكم المختصة رفضت النظر في معظمها إلا أن هذا الامر سيؤدي إلى تقييد حرية الرأي والتعبير والخشية من الكتابة او من النشر لئلا تفسر بشكل أو بآخر ، ليكون أصحاب الفكر الحر أمام  مسائلة قانونية، والانكى من ذلك مطالبة ممثلي الاحزاب الدينية بإصدار قوانين تتصدى لمثل هذه الحالات .
2-   رغم وجود تجاوز من قبل بعض المتشددين الاسلاميين سواء من السلفيين او من بعض اعضاء الاحزاب الاسلامية على الغير المسلمين عن طريق استغلالهم لبعض وسائلهم الاعلامية وخاصة عبر المحطات الاذاعية ( وقد تم رصد بعضها وتشخيصها  )ووصف الغير المسلمين بالكفرة وغيرها من الاوصاف ، إلا أن ابناء المكونات الغير المسلمة ليس لديهم جرأة لحد الان بتقديم شكاوى أمام المحاكم المختصة على هؤلاء، خشية أن يستفحل الامر وينسحب بشكل سلبي على تعايشهم بأمان وسلام في الاقليم .
3-    هيئة علماء المسلمين ووزارة الاوقاف قد ادانوا بشكل علني ورسمي الممارسات الا إنسانية لما تسمى بدولة العراق والشام الاسلامية تجاه جميع المكونات القومية والدينية بما فيهم من القومية الكوردية إلا أن الاحزاب الدينية الكوردستانية لا زالت مصرة على عدم إدانتها لهذا النهج ولم يصدر منها  سوى بيانات او اشارات تتسم بالضعف ويتم انتقاد مواقفها غالبا سواء من الشارع الكوردي او من مثقفين  بالرغم مما تقترفه هذه المنظمة ضد  الشعب الكوردي اولا وضد المكونات الاخرى من جرائم بشعة  اغلبها يقع ضمن جرائم الابادة الجماعية التي تدينها جميع الشرائع والاديان.
4-   حسب تصوري ان اغلب علماء المسلمين الكورد يتبعون إرشادات الازهر وعلمائه وهم يعملون بموجب فتاوى هؤلاء العلماء ، وهذا الامر رغم تعارضه مع الخصوصية القومية والحضارية للمجتمع الكوردستاني، إلا أنه يعتبر من العلامات الايجابية لأن لازال الازهر يمثل اعتدالا  في دعواته الى التعايش السلمي بين معتقدي الديانات المختلفة  .
5-   بموجب التقارير التي صدرت عن لجنة الدفاع عن الصحفيين والاعلاميين في نقابة صحفي كوردستان عن حالات التجاوز على الصحفيين سواء بالتهديد او برفع الدعاوى القضائية ضدهم او باحتجازهم وغيرها من التعرضات فقد بلغ عدد الحالات هذه في عام 2013(49) حالة تضرر منها (75) صحفيا واعلاميا وفي عام 2014 شهد تجاوزات في حالات (44) وعدد الصحفيين والاعلاميين المتضررين (58) صحفيا واعلاميا .
6-   لقد اوردت هذه التقارير اسماء جميع الصحفيين والاعلاميين الذين تعرضوا لهذه التجاوزات ولم يرد ضمن الاسماء ما يدل على ممارسة تلك التجاوزات ضد اي إعلامي أو صحفي أو اي كاتب من ابناء شعبنا الكلدو اشوري وهذا في نظري يعود لسببين .
أ‌-   إما هناك تجاوزات ولكن مثقفينا عزفوا عن تقديم شكاوى عبر المحاكم او عن طريق نقابة صحفي كردستان لخشيتهم لكونهم يشعرون بأنهم اقلية وأن هذه الجها قصور في  لا تنصفهم حين اللجوء إليها وهذا إن كان صحيحا لهو خطأ أو قصور في التفكير.
ب-ربما لم تحدث اية تجاوزات لكون معظم العاملين في المؤسسات الصحفية والاعلامية لشعبنا يعملون في مؤسسات يصب معظم اهتماماتها في المجال الثقافي والتراثي  لذلك عملهم لا يتقاطع مع مؤسسات السلطة او مع التيارات الدينية وهم يبتعدون قدر الامكان من التعرض لما يسيء الى الرموز والمعتقدات الدينية وغيرها ، هذا لا ينفي وجود كتاب جريئين يطرحون ما تعانيه مناطق تواجدهم وخاصة ما يطرحونه سواء بالاسماء المستعارة او باسماء صريحة على صفحات الانترنيت ومنها موقع عنكاوا كوم وغيرها  ، ولكن يبدوا بان ما ينشر لحد الان لم يشكل سببا بالتجاوز لذلك لم يرد أسم أي إعلامي  من ابناء شعبنا ضمن القوائم التي أصدرتها مشكورة نقابة صحفيي كوردستان في تقاريرها السنوية لحد الان .
 
تقبل الاخر والتعايش المشترك كسلوك حضاري
هذا الامر يقع ايضا ضمن الصفات التي  يتصف بها المثقف الحقيقي المعاصر ،  في نهاية السنة الماضية كنا مشاركين  ضمن ورشة عمل  نظمتها منظمة المسلة مع  تحالف  الأقليات العراقية بدعم من معهد الولايات المتحدة للسلام ومنظمة باكس (P.A.X) لأعداد مسودة  حماية حقوق المكونات في اقليم كوردستان وقد بذلنا اقصى الجهود من اجل اعداد هذه المسودة وتضمينها كل ما من شأنه  من اجل ضمان هذه الحقوق للمكونات القومية والدينية .
ولكني اتساءل هنا هل مجرد صدور قانون مثل هذا رغم اهميته يمكن ان يحفظ للمكونات حقوقها في التعايش السلمي المشترك مع الاخر؟ ام هناك امور اخرى وفي مقدمتها اعداد المجتمع اعدادا ثقافيا لتقبل فكرة التعايش هذا وان يبنى هذا التعايش على فكرة المساواة الحقيقية بين جميع المواطنين ، والتعامل معهم بذات المستوى الذي تنص عليه القوانين  الطبيعية والوضعية ، ولكن و(يؤسفني القول) بان مدى تقبل الاخر والتعايش معه لا يبرز في المنحى الثقافي بشكل جلي  سواء عند المكون ذات الاكثرية العدية او لدى المكونات الاخرى ، حيث من المفروض  أن يتقدم المثقف  في هذا المضمار على السياسي ( السياسي ، اقصد به المنتمي إلى الاحزاب )  وخاصة  في دعواته في نشر السلم الاهلي  والتعايش المشترك
وهناك امثلة عديدة على تقدم مسؤولي الاحزاب السياسية على المثقفين من كلا الطرفين منها ، في منتصف التسعينيات حدثت نقاشات حول مسائل تاريخية بين مجموعة من الطلبة الاشوريين واستاذ جامعي واستمرت هذه النقاشات وكادت ان تتحول إلى صراع لولا تدخل الرئيس مسعود البرزاني والإعزاز إلى طرفي النقاش بإيقاف ذلك لكونه يضر بمسألة مهمة ألا وهو بناء علاقات متينة ورصينة بين جميع مكونات أقليم كردستان ولا زلت أتذكر مخاطبته لكلا الطرفين قائلا( لقد تخللت صفحات من تاريخنا في الماضي بعض  القذارات علينا جميعا تجاوزها ، واليوم يتحتم علينا جميعا أن نبني علاقات أخرى قائمة على تقبل الاخر والعيش المشترك والاخوة بيننا جميعا)
وفي فترة اخرى وتحديدا في 2001 شهدت نقاشات حادة بين المفكرين الراحلين جرجيس فتح الله وفلك الدين كاكائي عن طريق مقالات ودراسات كان ينشرانهما في جريدة التاخي حول أيضا بعض المسائل التاريخية  ومنها ما يتعلق ببكر صدقي ودوره في مذبحة سميل وغيرها من الامور وكادت نقاشاتهما ان تتحول الى ما يؤذي العلاقات الاخوية بين المثقفين في الاقليم ، مرة اخرى تدخل السيد مسعود البرزاني ليعيد النقاش المنفعل الى نقاش هاديء يخدم ذات المسألة أي مسألة التعايش المشترك وبناء علاقات متينة بين جميع المكونات في الاقليم .
والانتقاد الاخر لاخر الموجه  للمثقفين  عموما  سواء من المكون الكبير او من المكون الاخر ، نجد في معظم النتاج الثقافي إقتصاره على نخبة أو جماعة تتكرر في كل فعالية  ، وان عدد المشاركين من المكونات يكاد يكون على اصابع اليد أو حتى أقل من ذلك ، وكذلك في الفعاليات الثقافية والاجتماعية التي تقيمها المكونات يكاد تواجد ابناء المكونات الكبيرة شبه معدومة ، فهذه القطيعة لو لم يتم معالجتها من قبل المؤسسات القائمة على المشهد الثقافي تشكل خطورة على التعايش السلمي المشترك في الوطن ،  وقد عملنا في المديرية العامة للثقافة السريانية وفروعها على كسر هذه النظرة من خلال إقامتنا لفعاليات مشتركة لجميع مثقفي المكونات في الاقليم ولكنها للأسف اقول لم تلق الدعم الكافي وخاصة من مؤسسات الثقافية ألاخرى في الاقليم في السنين الاخيرة .

ان سردي لمثل هذه المواقف ليس من أجل مدح شخصية او مسؤول أو الحط من قيمة ومكانة مسؤول آخر .
 وأشهد ان ما أقدمه ليس إلا من اجل أن يدع بعض الذين يحاولون تعكير العلاقات العصرية التي نسعى لبنائها بين جميع مكونات أقليم كوردستان ، وخاصة في هذه الفترة المظلمة من تاريخنا حيث لم يتبقى في العراق موطأ قدم غير أقليم كوردستان تستطيع جميع المكونات وفي مقدمتهم  المسيحيين من تنفس صعداء الحرية الدينية والقومية سوى هذه البقعة الطيبة التي ننوي بنائها بشكل علمي معاصر ، بعيدا عن الكراهية والاحقاد  .
المثقف عليه ان يكون مؤثرا وفعالا في مجتمعه
هذه الصفة رغم اهميتها إلا انها شبه معدومة سواء في العراق او في الاقليم ، فقد جرى تهميش المثقف وأصبح يؤدي دورا لا يليق به أولا ضمن العملية السياسية ، فبدل ان يكون العين المتابعة و المراقبة لملاحظة لكل ما يجري على الساحة السياسية اصبح  المثقف للأسف ( خاصة بعد2003)  يذل نفسه من اجل يتبؤ  مناصباً اعلى لا يستحقه ، أوالحصول على مرتبات أفضل تحت مسميات مستشار ومسؤول ورئيس جمعية او مركز يدر عليه ثروة بينما هو في غنى عنها اما المثقفين الاخرين الذين ليسوا في المسؤولية الحزبية او غيرها فانهم مثقفين نخبوين نتاجاتهم يتبادلونها بين انفسهم، مشاركاتهم مع الغير اصبحت بشكل معدمة او مقتصرة على بعض مجموعات المعجبين بابداعهم ، فقط هم بارعون في ما تقدمه مخيلاتهم وليس لهم تصور كيف يعيش مثلا مكون اخر يجاورهم في العيش ولا يهمهم حتى ان كان للأخر ذات الهم الثقافي او العلمي او التقني ذاته  ، هذا الانعزال من جانب مثقفينا ، استغله رجال الدين بحيث أستطاعوا من ملأ  الفراغ  الذي تركوه المثقفين بخطاباتهم ودعواتهم وفي الكثير من الاحيات تكون مشحونة بعاطفة تؤجج عواطف البسطاء كي يرتكبوا أخطاء قاتلة ضد المكونات الاخرى لأن معظم دعواتهم تتجه نحو إنكار الاخر وعدم الاختلاط به لكونه مخالف لما يؤمنون به ، هؤلاء البعض وخاصة السلفيين منهم أصبح قسم منهم يعبر عن هذه الامور بشكل واضح وعن طريق وسائل الاعلام وهنا تكمن الخطورة إن لم يتم معالجة هذه الحالة بشكل مستعجل وعلمي وسأطرح هنا بعض الخطوات العملية من أجل تلافي ذلك منها:
1-   فتح حوار أسلامي مسيحي محلي و بشكل دائم عبر مؤسسات رسمية وشعبية يقودها رجال الدين من كلا الطرفين ، بشرط ان يكونوا من علماء الدين وملمين ومؤمنين بسبل الحوار الديموقراطي الجاد، وأن يطرحوا المسائل القابلة للنقاش والمشتركة بين الديانتين بشكل منهجي وجاد.
2-    تظهر من وقت لأخر شخصيات لا تكون ملمة بأمور الدين خلال المقابلات الخاصة بالديانات عبر الفضائيات ، أو شخصيات ضعيفة لا تتمكن من الافصاح عما لديها بشجاعة ، فهذه المقابلات بدل ان تسجل علامة مضيئة في مسألة التعايش المشترك تكون علة وعبأ أولا على المقابلة او النقاش ذاته  وثانيا تعطي صورة سلبية عننا كشعب أصيل في هذا الوطن .
3-    تبادل المشاركات من قبل رجال الدين والعلمانيين في الاحتفالات الدينية وعدم ترك أية مناسبة دينية أو أجتماعية أن تمر بدون أن  المشاركة فيها .
4-    لدينا مديرية عامة لشؤون المسيحيين  يترأسها مدير عام كفوء ومقتدر وله حضوره في جميع المناسبات  ( الاستاذ خالد جمال البير)  ، ارى من الضروري أن تفعل دور هذه المديرية لبناء علاقات متينة مع جميع أأمة المساجد وعلماء الدين المسلمين وخاصة ممن لديهم أراء لا تخدم وجود التعايش المشترك وتقبل الاخر وعدم التخلي عنهم( أي المتشددين منهم) ، بل محاولة تبادل الافكار معهم بما يخدم التعايش السلمي في الاقليم.     
5-   تشجيع علماء الدين المسلمين على التعرف على طقوسنا وصلواتنا عن طريق الزيارات المتبادلة أو التجمع لإيداء صلوات مشتركة ، وكان لسيادة مار لويس سكو حينما كان أسقفا على كركوك الريادة في هذا المضمار وكان سيادته خير جامع لكافة مكونات كركوك في كل مناسبة او من غير مناسبة .
6-    كثرة وتعدد وسائل الاعلام  التي تنقل للمشاهدين مناسباتنا الدينية ، خلق نوع من عدم التوازن في توجيه المتلقي لما نريد ان يشاهده من الصلاة او من القداس ، فمثلا في حالات عديدة ونظرا لطول فترة القداس توجه عدسة الكاميرا نحو أحد المؤمنين وهو نائم داخل الكنيسة  وآخر يتثائب وأخرى تتكلم مع صاحبتها ، هذه الحالة يجب الانتباه إليها من قبل القائمين على هذه المناسبات ، وأرى أن  ان تحدد المساحة الاعلامية لما تنقله وسائل الاعلام من المراسيم والاحتفالات داخل كنائسنا وأن  تختص جهة اعلامية واحدة بالاشراف على نقل المراسيم داخل الكنيسة وان تقوم تلك الجهة  بتزويد الجهات الاعلامية إذا ارادت بثها بنشرة أخبارية متكاملة ومنقحة عن هذه المراسم والاحتفالات.
7-   تمتين العلاقات بين قيادة أحزابنا السياسية والاحزاب الكوردستانية بشكل خاص الاحزاب الدينية  في اقليم  كردستان وفتح صفحة علاقات جديدة معها بشرط أن لا يتم ذلك بشكل أستأثار كل حزب لوحده بالتحدث أو أقامة علاقات معهم بل أن يكون ذلك بشكل جماعي عبر لجان تنسيقية تكون قادرة على إدارة ملف العلاقات بينها وبين هذه الاحزاب .
مواقف زعماء الكور من ابناء المكونات القومية والدينية
لا يوجد في العالم مجتمع خال من المشاكل ولا اجزم بصورة قاطعة بان اقليم كوردستان اصبح جنة لجميع المكونات  القومية والدينية ولكننا ما نلمسه اليوم وما يصدر عن القادة السياسيين في الاقليم يدفعنا الى قناعة اكثر بان هذا التعايش السلمي بين المكونات في اقليم كوردستان له مستقبل افضل وسيتم تطويره سواء بسن تشريعات وقوانين تحافظ على هذا التنوع القومي والديني   وقد صدر عن اعلى قيادات العملية السياسية في الاقليم تصريحات وخطب يؤكدون فيها  ( على أننا دوما معا سنعيش معا وإن نموت سنموت معا)
 كما اكد  السيد نيجيرفان بارزاني رئيس وزراء اقليم كردستان  في خطابه الذي القاه في قداس الخيمة في عنكاوا ليلة عيد الميلاد في السنة الماضية  على عمق العلاقات التاريخية بين جميع مكونات اقليم كردستان وعلى اصالة المسيحيين الكردستانيين وتمنياته  لهم بالبقاء متمسكين بوطنهم وعدم مغادرته مهما تكن الضغوط المسلطة وخاصة ما جاء في ختام كلمته التي سأذكر جزء منها في نهاية المقال.  .
الخلاصة
يظهر لنا مما سبق ذكره بان السياسين الكورد وخاصة في قيادة الاحزاب لهم دور مشهود في الحفاظ على التنوع الاثني والديني في اقليم كوردستان وهم يشكلون الصمام الامان لهذه العلاقات.
العلاقات الثقافية والتبادل المعرفي بين شرائح والمكونات الكوردستانية يكاد يكون شبه معدوم وفي راي يحتاج الى تطوير من كلا الجانبين وهذا الامر يقع على عاتق المؤسسات الرسمية والمنظمات التي تعني بالثقافة فمن الملاحظ ان مشاركة ابناء المكونات في الفعليات الثقافية الكوردية ضعيفة وكادت تقتصر على قلة من مثقفي المكونات وكذلك مشاركة الكورد في النشاطات الثقافية للمكونات  وان تواجد فهو لا يكون سوى مشاركة رمزية ، وبتصوري هذه الشبه القطيعة تتعلق  بالجانب اللغوي حيث للأسف جميع ابناء المكونات يتقنون بمستوى او باخر اللغة الكوردية بينما اغلب المثقفين الكورد لم يحاولوا تعلم لغة اخرى غير لغتهم الكوردية .
تقع على عاتق المؤسسات الرسمية  التربوية والثقافية  او منظمات المجتمع المدني  ومعهم  علماء ورجال الدين في الاقليم نشر ثقافة تقبل الاخر بين الناس ذوي الثقافة المحدودة ،او الذين لم يتلقوا اي تعليم  والعمل على تنقيح الكتب المدرسية من اية افكار دينية متطرفةة وتضمينها كل ما من شانه نشر قيم المحبة والتعاون وحب الوطن وتقبل الاخر المختلف ، وما ذكرته اعلاه من قيم التسامح التي جاءت في كلمة السيد نيجيرفان بارزاني يجب ان تكون اساسا لبناء مجتمع كردستاني خال من العقد والسلبيات التي تسود المجتمع العراقي وخاصة في وقتنا الحاضر .

 في هذا الوقت التاريخي العصيب، أناشد مواطنينا الأعزاء من المسيحيين والأيزيديين والشبك والتركمان وجميع المكونات الأخرى، أن يكون صبرهم أكبر بكثير من خوفهم من الأعداء، فإن هؤلاء الأعداء المعدومين من القيم والمبادىء لم يبق من عمرهم إلا القليل، يريدون بث الرعب في نفوس المكونات الدينية والقومية في كوردستان والعراق كي يتركوا ديارهم. لكن يجب أن تكون إرادة الدفاع عن الوطن والشعب والديار أقوى من وعيد الأعداء. فليس من الممكن أن نترك بلادنا للعدو، ويجب أن يكون حلم عودتنا إلى الديار أقوى بكثير من الرعب والإرهاب والجوع والفقر في يومنا هذا.
وأضاف قائلاً: إن لمسيحيي هذا الوطن جذور تمتد لآلاف السنين، وقد عاشوا لآلاف السنين مع المكونات الأخرى لهذا الوطن بتآخٍ وسلام، وبنوا معاً هذا الوطن. حيث لا تتعلق المسألة بالكثرة أو بالقلة في معدل السكان بقدر ما تتعلق بأصالة وعراقة وتاريخ آلاف السنين للمسيحيين ومشاركتهم في بناء وتعايش وإدارة هذا الوطن. أن المسيحيين هم إحدى أهم المكونات الأصيلة وأصحاب هذا الوطن، وهم هنا، في وطنهم يستطيعون الحفاظ على تاريخهم وحاضرهم ومستقبلهم. إنهم هنا، في وطنهم، على أرض آبائهم وأجدادهم بمقدورهم الحفاظ على عاداتهم وتقاليدهم وخصوصياتهم، وليس في أي مكان آخر، ولا في أية جغرافية أو وطن آخر.
 


250
معانات ومشاكل اهالي عنكاوا في مناشدة  لسيادة رئيس وزراء أقليم  كوردستان 
                                   
بطرس نباتي
لا يخفى علينا ما يواجهه اليوم أقليمنا الكوردستاني من هجمة شرسة إرهابية تريد النيل من التجربة الفذة التي تقودونها في الوطن الكوردستاني والتي نجد معالمها في البناء الحضاري لمدننا وقصباتنا ،  وما نعانيه جميعنا من ازمة اقتصادية  خانقة جائت من قبل بعض مخططي الفكر الشوفيني للحكومات المتعاقبة  على العراق ،ولا نشك مطلقا  بما تبذلونه من جهود وعمل متواصل  من أجل أسعاد جميع مكونات الاقليم عبر إيجاد حلول للمشاكل والمعوقات التي تبرز من حين لأخر نتيجة السياسات الخاطئة والمقصودة  التي ورثناها من العهود السابقة ، ومن أجل تثبيت أبناء شعبنا وخاصة الشباب منهم في وطننا الكردستاني والذي عبرتم عن ذلك صراحة في ختام كلمتكم القيمة في قداس خيمة ميلاد المسيح ليلة 25/12 والتي جاء في خاتمتها :
إن لمسيحيي هذا الوطن جذور تمتد لآلاف السنين، وقد عاشوا لآلاف السنين مع المكونات الأخرى لهذا الوطن بتآخٍ وسلام، وبنوا معاً هذا الوطن. حيث لا تتعلق المسألة بالكثرة أو بالقلة في معدل السكان بقدر ما تتعلق بأصالة وعراقة وتاريخ آلاف السنين للمسيحيين ومشاركتهم في بناء وتعايش وإدارة هذا الوطن. أن المسيحيين هم إحدى أهم المكونات الأصيلة وأصحاب هذا الوطن، وهم هنا، في وطنهم يستطيعون الحفاظ على تاريخهم وحاضرهم ومستقبلهم. إنهم هنا، في وطنهم، على أرض آبائهم وأجدادهم بمقدورهم الحفاظ على عاداتهم وتقاليدهم وخصوصياتهم، وليس في أي مكان آخر، ولا في أية جغرافية أو وطن آخر .
نقدم امام سيادتكم بعض المشاكل والمعوقات التي يعاني منها أهالي عنكاوا عموما  والمطالب التي تنتظر منكم حلا جذريا ومنصفا ، علما ان هذه المناشدة ليست حصرا بي شخصيا وإنما هي مطالب لجميع مجتمع عنكاوا  وربما تتضمن ملفات مشاكل عنكاوا المقدمة  من قبل ممثلينا في البرلمان الكوردستاني ذات المطالب مع المعالجات المقترحة لها .                   
1-   منذ السبعينيات إبان عهد النظام السابق والغاشم  تم البدء بإنشائه وفي كل سنة كان هناك توسع في المعسكر والمطار  على حساب الاراضي الزراعية العائدة الى مقاطعة (5) عنكاوا،   في انتفاضة اذار المجيدة تم إزالة المعسكرات ومنشئات المطار العسكري من قبل شعب كردستان،  اعيدت ملكية الأراضي إلى أصحابها حيث قاموا منذ 1991 بإعادة استصلاحها ورفع الأنقاض عنها وتم صرف مبالغ طائلة من قبل أصحابها، وبعد زراعتها منذ 1991 ولغاية 2003  بعد دخول قوات التحالف وإسقاط النظام حرموا من زراعتها بعدها تم أستملاك تلك الاراضي  لأنشاء مطار اربيل الدولي  على المساحة نفسها مع توسع من جهة الشرق بحوالي 1200 دونم أخرى اراضي عنكاوا حصرا  لم تكن ضمن المعسكر والمطار العسكري السابق ، علما لم يتم تعويض أصحاب هذه الأراضي سوى عدد قليل منهم الذين كانوا قد  استبدلت أراضيهم بأراضي الأخوة الكورد في سينالة وقوشتبة( من أراضي المرحلين في زمن النظام السابق)  حيث تم تعويضهم بموجب قرار البرلمان أي بنسبة 12% بشرط تنازلهم عن أراضيهم المستبدلة  في هاتين المقاطعتين وكذلك عن أراضيهم  داخل المطار الدولي  بينما بقيت ما مجموعها 380  قطعة ارض زراعية بدون تعويض ولا زالت يتراوح تعويضها بين اللجان المشكلة في رئاسة وزراء اقليم كوردستان. بينما أصحاب  هذه القطع الغير المعوضة اليوم  امتنعوا حينها استبدال أراضيهم في مطار عنكاوا مع تلك الأراضي التي تعود أصلا للأخوة الكورد أليس من الاجحاف بحق هؤلاء حرمانهم من أراضيهم طيلة هذه السنين ومن حقهم في التعويض عنها؟.
2-  انشاء المجمعات السكنية في شمال وشرق عنكاوا على مساحة تقدر600 دونم تولت إنشائها شركات هرشم بيابان ونوبل وبانك  وغيرها ، تتراوح عدد دورها السكنية 1500 دار سكني  وزع على الراغبين بالشراء بدون شروط مسبقة  سوى دفع الأقساط لأصحاب هذه المشاريع في أوقاتها المحددة،  علما لا زال جميع أصحاب الأراضي التي أطفئت من اجل هذه المشاريع السكنية بدون تعويض.
3- ما خصص من مساحات  من الأراضي الزراعية  عن طريق المساطحات أو عن طريق التمليك ، بدأ من 250 متر مربع وانتهاء بمساحات اكبر نحو 10 دونمات و20 ولغاية 50 دونم  وبضمنها ما يطلق عليه اليوم الأبراج الأربعة الذي خصص لإنشائه 10 دونمات ،   المساحة الكلية لهذه  المساطحات تتجاوز1000دونم والغريب في امر مشاريع الاستثمار هنا في الاقليم أن المستثمر حال رغبته باقامة مشروع لا يفكر بإنجاز مشروع صناعي أو زراعي في مجال الري مثلا أو في مجالات أخرى صناعية ، إنما يفكر بالاستحواذ على مساحات شاسعة من الاراضي الزراعية علما ان هذه الاراضي هي بحد ذاتها ثروة طبيعية مجانية للسكان ، فهي إضافة إلى استخدامها في الزراعة والتي هي ثروة غير ناضبة تأتي بالمرتبة الاولى  إذا ما تم تطويرها ، هذه الاراضي عند البناء فوقها سيتم طمر إلى الابد الثروة التي تحت سطحها وطبعا حسب طبيعة اراضينا ما يتم طمره هو ثروة بترولية ضخمة ، والأمر الاخر رغم ما يشهده الاستثمار في مجالات البناء لم يحل معضلة السكن وخاصة لدى ذوي الدخل المحدود ، وأقتصر اقتناء الشقق والدور العصرية على الميسورين والمتمكنين من شراء شقة صغيرة بربع مليون دولار وأكثرن أما الفقراء والكسبة فما عليهم سوى التطلع إلى العمارات الشاهقة التي كادت أن تنطح السحاب .علما أن المشاريع  الاستثمارية لم تكن الوحيدة التي جلبت الغير للسكن في عنكاوا ، وإنما التوزيع العشوائي للقطع السكنية لغير أهالي عنكاوا كما سنأتي على ذكره في النقطة الرابعة من هذا المقال ،  أما إدعاء البعض حول بيع أراضي من قبل أهلنا في  عنكاوا للغير، لا أحد يستطيع أن ينكر ذلك ولكن ما بيع من هذه الأراضي لبعض الأخوة الكورد  من قبل بعض مالكي الأرض من أهالي عنكاوا كانت نسبته قليلة جدا بحيث لا تذكر وحدث هذا نتيجة الخصومات التي كانت تحدث بين الورثة أو بقيام بعض ضعاف النفوس وهم موجودون في كل زمان ومكان بالتحايل على أصحاب الملك في الادعاء بأنهم يشترون الأملاك لأنفسهم وبعد تمليكها يقومون ببيعها للغريب لقاء عمولة . 
لكون أكثرية أملاك عنكاوا ملكا مشاعا بين الورثة والأراضي الزراعية كانت منذ  سن قانون رقم 90 عام 1975 أراضي زراعية يدعى مالكيها بموجب هذا القانون بأصحاب الحقوق التصرفية،  والدولة في هذه الحالة تستطيع استملاك أو إطفاء أية قطعة منها بحجة تحقيق المصلحة العامة وما حدث عند تنفيذ قانون رقم 3 لسنة 1992 الذي سنه برلمان الإقليم بتعويض أصحاب الحقوق التصرفية بنسبة 12% عند إطفاء أراضيهم، وهذا القرار يعتبر من القرارات المجحفة  بحق أصحاب الأراضي حيث كان سابقا عند إطفاء الأرض الزراعية يعوض صاحبها بنسبة 75% من مساحة الأرض وحصة الدولة 25% فقط، بموجب هذا القرار المجحف استطاعت بلدية عنكاوا وهيئة الاستثمار من إطفاء أراضي عنكاوا بسرعة قياسية بحيث عجزت اللجان الخاصة بالإطفاء من تعويض أصحاب القطع المستملكة لغرض الإسكان أو للمشاريع الاستثمارية، وهذه السرعة تمثلت في بقاء عدد كبير من المشاريع الخاصة التي أنجزت في تلك الفترة حتى بدون إجازة بناء أو معظمها لم تحز على الشروط القانونية في إنجازها،  واليوم يعتبر العثور حتى على أولياتها من الأعمال المستحيلة ، وهذا  الأمر أدى إلى الإضرار بمصلحة أهل عنكاوا الأصليين،  لأنهم حرموا من أجزاء واسعة من أراضيهم كان يجب الإبقاء عليها للأجيال القادمة  وكانت أغلبية هذه التوزيعات بالضد من مصالحهم أولا وكذلك لم يراعَ فيها تعويض أصحاب الأراضي الزراعية بموجب القوانين ولازال القسم الأعظم فيهم بدون تعويض رغم التجائهم إلى توكيل المحامين حيث أصبح هؤلاء  المحامين يتمتعون بحصص تفوق عشرات المرات حصص أصحاب هذه الأراضي وجميع ما حدث كان نتيجة تلكؤ الأجهزة الإدارية في عملها في تعويض أصحاب الحقوق التصرفية قبل البدء  بإطفاء أراضيهم،  وهذا ما أتناوله في جزئية أخرى من هذا المقال،  وحسب تصوري هناك عدة لجان مشكلة من قبل رئاسة الإقليم .لغرض النظر في مدى قانونية المساطحات  والمنشآت  التي أنجزت في عنكاوا. 
4- جميع المشاريع التي أقيمت في القصبة لم يراع  فيها مسألة خصوصية ساكني عنكاوا وإنما حدث توزيع عشوائي عن طريق الوساطات وتدخل المتنفذين بالضغط على المجلس البلدي السابق تارة أو عن طريق التنسيق معه ( استفيد وأفيدك)  وذلك بإصدار قوائم توزيع الاراضي نتيجة ورود قصصات ورق تتضمن بالأسماء المشمولة بالتوزيع رغم ان العشرات منهم لم يعرفوا حتى مواقع هذه الاراضي الممنوحة لهم، او هم لم يكن يعرفوا أين تقع بلدية عنكاوا . في توزيع هذه الأراضي وما شمل أهلنا في  عنكاوا من أراضيهم تعتبر جزء يسيرا مما وزع على الغير ممن هم لم  يكونوا  أصلا من سكنة عنكاوا.
5- كان شارع كولان أي الشارع الذي يحاذي  جنوبا قرية كوران عنكاوا هو الحد الفاصل بين حدود بلدية عنكاوا واربيل،  هذا الأمر اتفق عليه في التسعينيات ، بينما في الحقيقة عقار عنكاوا يمتد لغاية الشارع الستيني في اربيل ، أما من شمال عنكاوا منخفض كرده جوتيار، كان الحد الفاصل بين عقار عنكاوا وما يجاورها  ، ولكن الذي حدث أن أضيف الجزء الواقع شمالا من عنكاوا إلى أراضي بلدية اربيل، على أن تعوض عنكاوا بجزء من الأراضي التابعة هي أيضا لمزارعي وفلاحي عنكاوا إلى الجنوب منها وهذا ما كان يصرح به  مدير البلدية السابق ولكن الذي حصل عندما وافقوا على هذا الضم والقطع لم يضاف أي جزء آخر من أراضي عنكاوا أصلا إلى مساحتها الحالية.
6- نتيجة حدوث التوزيع العشوائي لأراضي عنكاوا حرم معظم شباب من أهالي عنكاوا من التمتع بالقطع السكنية مما دفع العديد منهم بترك الوطن واتخاذ قرار الهجرة النهائية وجود أية آصرة تربطهم بالوطن ، ندعوا تأمين الاراضي السكنية لهم  من اراضي ابائهم واجدادهم ، فهم أولى من غيرهم بهذا الحق .

البارات  والكافيتريات وغيرها
المقاهي الشعبية أرتبط تاريخها ونشأتها في المدن العراقية، بحالة الإنسان العراقي،  وقد أرتبط  تواجدها  بأمور عديدة منها، كانت  هذه الأماكن ولا زالت متنفسا للإنسان العراقي ليعبر فيه عن أرائه السياسية وينتقد سياسات الحكومة بحرية ولكن مع الجالسين معه أي مع أصدقائه  ومعارفه الذين يعرف اتجاهاتهم السياسية مسبقا وكانوا عندما يتحدثون بهذه الأمور بصوت خافت يرصدون في الوقت ذاته المحيطين بهم خشية ان تصل كلمة او حديث الى مسامع قوى الامن .
 والمقاهي أيضا كانت منابر ثقافية وأدبية ، يتداول المثقفين فيها مختلف شؤون وهموم الثقافة والأدب وكانت لكل مقهى وخاصة في بغداد اختصاص معين، ومن أمثلة هذه المقاهي الثقافية اليوم في أربيل ( مقهى مشكو) وللمقهى تاريخ عريق في ذاكرة الاربيليين،   أنتبه أليها الشهيد شوكت شيخ يزدين وأهدى للمقهى مكتبة لازالت متواجدة فيها مع كتب ومراجع مختلفة،  حيث يوفر صاحبها بعض الصحف والمجلات المحلية، ويضع المثقفون  مختلف إصداراتهم في هذه المكتبة حيث معظم روادها من الكتاب والفنانيين والأدباء وكذلك يقضي روادها من المثقفين وغيرهم أوقات فراغهم بلعب الطاولة والدومينو وغير ذلك.
أما في عنكاوا فهناك عدة مقاهي شعبية يقضي فيها الناس أوقات فراغهم، كما في أربيل، ولكن الملفت للنظر والذي حدث هنا هو تكاثر ما يدعى الكافيتريات، وقد سمعنا عنها وقرأنا عما يحدث فيها وخاصة بعد السماح للأناث بالعمل كنادلات داخل هذه الكافيتريات وقد سمحت لنفسي  الدخول إلى  ثلاثة أو أربعة من هذه الأماكن للتعرف على ما بداخلها، وجدت نادلات من أنحاء مختلفة من العراق ومن شرق اسيا ، رواد هذه الأماكن ليسوا من أهل عنكاوا وإنما غالبيتهم من اربيل أو من المدن خارج الاقليم  ووفدوا إلى الاقليم إما للعمل أو هربا من الأحوال السيئة في محافظات الوسط والجنوب،  وجميع رواد هذه الأماكن من الشباب المراهقين ليسوا بحاجة إلى شرب قدح شاي أو قهوة وإنما غايتهم التقرب من النادلات أو من غيرهن، أما البارات التي أصبح  تواجدها وبهذا العدد من الأمور المقرفة حقا ، وقد عمل السيد جلال حبيب مدير الناحية الحالي على غلق ما يقارب من 36 بارا وكافيتريا وذلك بإتباعه طريقة قانونية عن طريق تشكيل لجنة خاصة تبحث عن الشروط الواجب توفرها في مثل هذه الأماكن ، حيث جميعها تفتقر الى الشروط الصحية او إجازة المحل أو المساحة الكافية للمحل ووجود مكان لإيقاف السيارات ،   وراحة  وسمعة سكان عنكاوا البلدة التي كانت أمنة ومسالمة قبل أن تغزوها مثل هذه المظاهر  البارات أو في خارجها  مما  يؤثر على راحة وأمن المواطن  في عنكاوا وخاصة في الليل  حيث  تكون مسرحا لأطلاق نار ومعارك دامية بين مسلحين داخل هذه  الاماكن ، والسلطات الامنية في عنكاوا أدرى بالحالة الخطرة التي يعيشها ساكني هذه القصبة ، رغم ذلك  تُفضَل  مصلحة حفنة من أصحاب المصالح  الرديئة على ما يقارب  الالاف  ممن يسكنون عنكاوا اليوم عدا من جائها من الاجئين من أطراف سهل نينوى من المسيحيين والايزيدين وغيرهم.
ربما من يقول لما التأكيد على غلق البارات ، وهنا لابد أن نورد بعض ما تسببه هذه الأماكن من متاعب لعنكاوا وساكنيها..
1- بما أن تداخلها مع بيوت السكن لأهالي عنكاوا وعدم مراعاة  الشروط القانونية وخاصة في مواقعها ومساحاتها والأماكن المخصصة  لوقوف السيارات الخاصة فيها،  حيث تعاني العوائل التي تسكن في جوارها أو بالقرب منها أشد المعانات فليس من الغريب أن يوقف أحدهم  سيارته الخاصة أمام الباب الرئيسي لدار أحدى العوائل ويصعد إلى أي بار مما يؤدي غالبا إلى مشادات عنيفة بين صاحب العجلة أو صاحب البار ورب العائلة .
2- غالبية رواد هذه الأماكن بل نستطيع الجزم بان جميع روادها من الغرباء القادمين من اربيل أو من باقي محافظات العراق وهم لا يراعون اقل نسبة من الأدب والاحترام لسكان عنكاوا كثيرا ما نشاهد تصرفات وإساءاتهم إلى شباب عنكاوا وشاباتها لأن معظمهم عندما يخرجون من هذه الأماكن يكونون في حالة سكر مما يسبب تصادم وعراك بين  الطرفين وغالبا ما يلجأ هؤلاء الرواد من استخدام الاسلحة النارية في تصديهم لشبابنهم ، أو يصطدمون مع بعظهم  وهم بكامل عدتهم واسلحتهم مما يشكل خطورة جسيمة على أهلينا في عنكاوا.
3- من جراء انتشار وتعدد هذه الأماكن  هنا قد تلحق بعنكاوا وأهلها سمعة سيئة نحن في غنى عنها ، فبدلا من تشجيع وبناء الدور والأماكن التي تهتم بالثقافة والفن والرياضة والابقاء على عنكاوا كواجهة ثقافية حضارية نتفاخر بها أمام  الزوار والأجانب فمن الحيف أن يضغط عليها بهذا الشكل بحيث يساء إلى سمعتها بما سيجاز رسميا بها من هذه الأماكن، وان كان يتوجب الإكثار من مثل هذه الأماكن كما يقال بأنها معالم ترفيهية لتشجيع السياحة وجلب السواح ، أقترح توزيع مثل هذه الاماكن  بموجب المساحة والسكان ولتتقاسم مركز اربيل معها وجود هذه البارات والكافيتريات ولؤسس في مناطق السياحية  ولنجد كم سيكون حصة عنكاوا منها بالنسبة إلى المدن وقصبات كردستان المشهورة بأماكنها السياحية ومنتجعاتها ولتقام مثل هذه المشاريع خارج هذه المدن  بدل أن تكون متداخلة مع الدور السكنية للعوائل  .
لجميع هذه الاسباب وغيرها ندعوا  إلى غلق هذه الاماكن أو العمل على تجميعها في منطقة محصورة وأخراجها من بين البيوت السكنية وهذا الامر معمول به في جميع العواصم في العالم المتحضر .
وهنا لا بد لنا أن نتسائل لما هذه الكثافة  من تواجد البارات ومحلات الشرب الغير المبررة والتي لا يقبلها العقل والمنطق في بقعة صغيرة مثل عنكاوا والتي لا تتمتع بأية أجواء او طبيعة سياحية ، بينما كان من المفروض تشييد مثل هذه الامكنة والمحلات والفنادق في مناطق أخرى التي هي بالاساس مناطق سياحية مشهورة في كردستان.
الضريبة
من الاصول  القانونية والتي يراعى فيها استحصال الضرائب سواء على العقار  أقتصارها على  المحافظات دون القرى والنواحي وحتى الاقضية وهذا الامر يسري على جميع انحاء العراق ومن ضمنها طبعا اقليم كردستان ، ولكن كقاعدة شاذة ومعمول بها  أن عنكاوا دون النواحي والقصبات في كردستان عليها أن تدفع  الضرائب على العقار وعلى الدخول ولا أحد يدري ما هو سبب هذا الاستثناء ، فأن كان التعامل معها كمحافظة بما تدفعه من ضرائب يجب أن تخصص لها ما يخصص باعتبارها دافعة الضرائب حالها حال اية محافظة ولكن ما يقدم من خدمات فيها لا يعادل الصفر مما يقدم من خدمات داخل مركز المحافظة لذلك نجد ان التعامل معها كناحية او كقصبة يقتضي اعفائها من الضرائب شانها شان باقي النواحي والقرى والاقضية في اقليم كردستان ، فإن كانت جميع النواحي مشمولة بضريبة عقار فلتكن عنكاوا من ضمنها أما إذا كانت معفية فلما يا ترى عنكاوا تجبى منها الضريبة هذه حصر؟ أليس هذا يشكل عبئا على أهلها وغبنا بحقهم ؟.
وفي ختام مناشدتنا لكم سيدي رئيس الوزراء نتمنى لكم دوام الصحة والنجاح في عملكم لتطوير جميع مدن وقصبات وطننا الكوردستاني وأن ينصر الله تعالى كوردستاننا العزيزة وبيشمركتنا البطلة على قوى الظلام والتخلف .. دمتم تحت حماية الله 

251
الاب بيوس قاشا ..عندما يحدث  ما لا طاقة لنا به نحسبه مؤامرة
                               
  بطرس نباتي
ابتي العزيز.. هذه القصص  المأساوية  التي تروى اليوم  ابطالها ليسوا فقهاء الفتاوى القاتلة ، وأزلام الموت الارهابيون ، والذين كفرّونا  ولا زالوا يكفروننا، ويعملون على محو إسمنا ، وطمر ديانتنا ) كما جاء في مقدمة مقالتك الرائعة بدل الهروب لنعانق الصليب ..
  ابطال هذه القصص المأساوية  هم   صبية واطفال  صغار ونساء ورجال مساكين  ، الصامدين داخل الخيم  وقاعات المدارس  والكارفانات ، ابطالها  هم ضحايا  الفتاوي  لشيوخ القتل  هم   شهداء  من أجل رسالة المسيح  إيمانهم  دفعهم  من أجل  اعتناق صليب المسيح  بشغف و التضحية بكل مقتنيات  الدنيا  و بكل ما يمتلكون وخرجوا وهم مرفوعي الهامات ، ضعفهم أمام ( بطولة ) مضطهديهم كان  بمثابة هزة ارضية بقوة  أعلى درجات ريختر زلزل الارض تحت أقدام من صنعوا هؤلاء فقهاء الموت والدمار في دهاليز استخباراتهم ومؤامراتهم القذرة. 
ابطالها أناس بسطاء استقوا ايمانهم بالمسيح مع قطرات حليب امهاتهم ، هؤلاء حاول قبلهم شهبور الثاني وبهرام الفارسي  في الاضطهاد الاربعيني السيء الصيت  ، اربعون سنة من  الالام  من القتل والذبح وسقوط شهداء تمتلأ الكتب باسامائهم ومآثرهم وبعد انتهائها لحقتها عذابات أخرى وآلام على أيدي  أباطرة  وسلاطين الدم والقتل والحروب أرادوا   ابادتنا وإمحاء وجودنا ، لكن اباؤنا واجدادنا ظلوا متمسكين بالارض التي انبتتهم تارة يلحسون جراحاتهم   حاملين صلبان الصبر والتحمل ،وتارة أخرى يتعاملون مع المضطهد والفاتل بحكمة ودهاء رغم أنهم لم يكونوا يمتلكون الانترنيت ووسائل الاتصال والسفر السريع ،وعقولهم لم تكن أوسع من مديات حقولهم الخضراء ولكنهم رغم ذلك حافظوا على الارض الطيبة المعطاء .
انهم كانوا يعانقون الصليب وكان يقودهم ويرشدهم اباء شهداء يسيرون نحو الشهادة يحبونها كما يحبون الحياة بدءاَ من مار شمعون برصباعي ورفقائه شهداء المشرق  وانتهاء  ببولس فرج رحو وشهداء كنيسة النجاة.
ابتي العزيز لو سمحت لي ، إن ما سطرته لهو  نص أدبي رائع يصلح ان يكون ,وعظاَ او كرازة  ليوم الاحاد والاعياد .
  أقولها اسفا  أبتي العزيز ، شعبنا بعد هزيمته  من داخله  اولا  قبل ان يلجأ إلى الهروب وترك الوطن من غير رجعة، ليس بحاجة  إلى موعظة بقدر حاجته إما لمعجزة  ( رغم أن زمننا ليس زمن المعجزات) أو لعمل جبار وجهود مضنية من اجل تثبيته في ارض الاباء والاجداد، الموعظة تنفع  لو طبقها الواعظ عمليا على نفسه اولا ، المشكلة اليوم التي قصمت ظهور كتابنا وقسمتهم بعنف ، هناك حفنة من الاباء الكهنة والرهبان هجروا الوطن وهم قابعون في دول الغرب ولا يودون العودة رغم ما يتخذ  بحقهم من إجراءات قانونية كنسية صادرة من أعلى سلطة كنسية ، كيف تريد من ابناء شعبنا التشبث بارض ابائهم واجدادهم وقادتهم الدينية والدنيوية والذين نعتبرهم رموزا للصمود واحتضان الصليب مهزومين اساسا ، بطريرك الكنيسة الاثورية لا زال مهاجرا تاركا وطن الام، وطن كما يسميه وطن الاباء والاجداد وهو يتكرم بزيارته كل عشر سنين وربما اكثر ، أنا لست ممن يتدخل بشؤون الكنيسة مطلقا لأني اؤمن بان للكنيسة شؤنها ويتمكن ابائنا الكنسيين من حل مشاكلهم بانفسهم حسب القانون الكنسي ولكن كلمتك الرقيقة الرائعة دفعتني كي اتداخل بشأن  يقع خارج اهتماماتي..
انا اؤيد ما ذهبت اليه بان الهجرة الشاملة  هي  النهاية هي نهاية الكنيسة في الداخل وهي فقدان للخصوصية والاندماج في مجتمعات لا تتحمل تلك الخصوصية التي نشأنا عليها في الداخل ، الذوبان والهروب ليس من مصلحاتنا حتما ولكن تصور يا ابتي ، الفنانة انجيلا جولي ،عندما تتفقد خيام الاجئين وتزور من فترة إلى أخرى مدننا وقصباتنا تعطي لمن في الداخل نوعا من الامل في البقاء والصمود،  وهي تذرف  الدموع الساخنة  عند سماعها لأم مفجوعة او اب فقد كل ما يملك ، أليس هذا على الاقل  تعزية  او عزاء لمن يلاقيها ، في حين نجد من هو الاولى والاجدر  في تقديم يد المساعدة  يهرب  في اولا تاركا شعبه ووجود اهله وذويه على كف عفريت ، والا يوصينا الرب بتعزية الاخرين والمشاركة بالامهم ومعاناتهم بعطشهم بحوعهم بمرضهم وبؤسهم ، أقول اين رؤسائنا الذين يختارون العيش في كنف  الدول الاوروبية وامريكا  من اقوال المسيح بل اين هم  من تصرفات انجيلا جولي  .
كنا بحاجة وخاصة قبل شهرين او ثلاثة ان يأتينا هؤلاء الاشاوس الذين ملئوا اسماعنا زعيقا وصياحا من وراء المحيطات،  كي على الاقل  ليتقضلوا  بزيارة اهلهم وذويهم والتعرف على احتياجاتهم عن كثب  ( على الاقل كما فعلت انجيلا جولي مثلا) ،

 انجيلا جولي  مع المهاجرين في القوش ( علنا نستحي قليلا)
بدل الوعود التي اغطوها والقائم  التي سجلوها  والتي كانت تضم الاف من الاسماء  بوعود كاذبة ويجعلوا من انفسهم منقذين لأن السلطات الامريكية والاوربية تعمل ليل نهار من اجل ارسال طائراتها لتحط  فوق سطوح ديارنا لتنقلنا نحو العالم السعيد .
وعندما انقشع الغمام عن مشاريعهم الغبية الكاذبة راحوا يوجهون اللوم للأسقف الفلاني وللباطريك الفلاني ويًدعون  بأنه هو من عرقل مسير طائراتهم الورقية وجعلها تبتعد عن سقوف بيوتنا أو أمام خيامنا.
أني اتسائل يا ابتي إلى متى سينتهي هؤلاء من الرقص فوق جراحات الوطن المثخن بها ؟ الى متى سيستمر هؤلاء بالضحك على ذقوننا؟  بحيث  اصبحنا    (امة ضحكت من عارها وجهلها الامم) 

252

من سفر يونان النبي الى أهل نينوى


بطرس نباتي


       الى شعراء وكتاب  نينوى العظيمة

من أقصى بقاع الارض
من  أقصى القارات المجهولة
المسكونة بالغربان
جاء من يريد ان يطفيء
وجه الشمس بأجنحة الظلام

ومن أقصى الارض جاء كل آفاق
جاء كل أثيم
كل صائد جوائز الموت 
ليسرقوا  المدن و الاوطان
سرقوا حتى الخبز من أفواه االاطفال

سرقوا البسمة اطفأوا كل شمعة
ركبوا فوق ظهورنا تارة باسم التدين
وأخرى باسم السلطة
وعندما تذمرنا عندما اعترضنا
صرخوا في وجوهنا قالوا
اصمتوا اننا دولة ذو راية سوداء

الكلمات تتقرح على شفاه الموتى
وشعراء يغادرون قبل ان تتساقط
حروف القصائد كأوراق ورد البيبون 
قبل ان يأتي الخريف
ليداعب برياحه المسمومة
وجوه الراحلين نحو المجهول

لم تسقط نينوى في زمن يونان النبي
فهل يا ترى ستسقط
في زمن الملوك المتخاذلين
هل ستنصب مراثي ايرميا
في بوابة نركال
تندب حظ أهلها التائهين
وسط صحارى العالم المتمدن

صوموا وتوبوا قالها يونان
ثلاثة ايام
صام الملك المعظم وكل دابة او إنسان
نينوى صمدت وانتصرت
في زمن النبي يونان
في زمن الملوك الجدد
سقطت نينوى لانها لم تجد حولها
غير لصوص الأوطان 
 



253
قراءة في مواقف الاخوة الكورد من المكونات القومية والدينية بعد سنة 1991
1-3
                               
                           
بطرس نباتي
المقدمة :
تظهر بين فترة واخرى دعوات سواء بين بعض الكتاب الكورد او من كتاب ومثقفي المكونات الغير الكوردية ، مفادها إما النيل من مكون ديني أو قومي ، أو طعنا بتجربة الحكم الفدرالي في اقليم كردستان ، رغم أن التعايش المشترك ، وما يحدث الان من نزوح أعداد هائلة من المكونات الغير الكوردية وأتخاذ من الاقليم ملاذا آمنا لها ، إلا اننا نجد تصاعد وتيرة حملات التشكيك للأسف بموقف القادة الكورد ومساندتهم لأبناء المكونات الاخرى في العراق ، وسأحاول بيان مدى التغير الحاصل في التفكير والموقف الكوردي عبر مراحل معينة وسأقدم ذلك بنزاهة وضمن حلقات ثلاث:
 اولها سأستعرض موقف السياسين الكورد وعلى رأسهم الاستاذ المناضل مسعود البرزاني ، ثم المثقفين الكورد وبعض القوانين المهمة التي اقرت بهذا الشأن ، بعدها سأحاول الكتابة عن أهم المشاكل التي لم تجد لها حلا  لحد الان في ظل التجربة الكردستانية .
الاخطار المحدقة بالتعايش المشترك  به فيما مضى
يتمتع أقليم كردستان بتنوع قومي وديني ، هذه الحالة عززت  حالة التعايش  المشترك بين جميع القوميات والاديان  جنبا الى جنب بدون أن يعكر صفو العيش المشترك، في بعض الفترات التاريخية، بينها سوى ايادي اثمة ومؤامرات دنيئة كانت تحيكها دوائر استعمارية او حكام يريدون تثبيت مشيخاتهم وسلطاتهم سواء في الاقليم او فيما يجاوره  وخاصة عندما كانت النية تتجه الى ضرب هذه المكونات بعضها بالبعض الاخر بحجة لاختلاف الديني وكان للأسف بعض شيوخ واغوات من الكورد يساهمون بتصفية تلك المكونات وحتى ان كانوا كوردا كما حصل للأزديين مثلا أو للكاكائيين او للزرادشتيين بحجة محاربة الكفار وقد لحق بالمسيحيين كما بالشرائح الكردية الغير المسلمة ـ ايضا مآسي عديدة على يد بعض من هؤلاء بدفع وتغذية دول مجاورة كانت تتخذ من نفسها حامية للدين الاسلامي وتدعوا الغير المسلمين إلى ترك ديانتهم  وتمت محاربتهم ظاهريا بهذه الحجة ولكن ما حدث انذاك كان ينصب ضمن مصالح الدول المحيطة بكردستان وللحفاظ على مصالح الدول ومطامعها في هذه البقعة ، للأسف لا زال بعض المسيحيين وحتى ابناء المكون الكوردي من الاديان الاخرى الغير المسلمة لا زالوا يعيشون في عهد الحربين العالميتين وايام سفر بولك بدون ان يحاول احد من المفكرين والباحثين للأسف سواء من الاخوة الكورد او من المكونات تقديم الصورة الصحيحة والواقعية لما حدث  في تلك الفترات وإعطاء التفسير المقنع لما حدث في الماضي بغية تجاوز تلك الاحداث وخاصة ان  معظم القادة الكورد  وابناء العشائر لم يشتركوا في تلك الحملات ضد المكونات القومية والدينية الغير المسلمة والحق يقال بأن من بين هؤلاء برزوا قادة وشيوخ وأغوات شكلوا ملاذا آمنا لجأت اليهم العديد من العوائل الغير المسلمة او دافعوا بشدة عن وجود هذه المكونات .
التغير في التعامل بين الكورد والمكونات القومية والدينية
بعد ان تعرضت كردستان الى عمليات الانفال والتي سببت إبادت وتهديم  ألاف القرى والقصبات صاحبها ترحيل الكورد ومعهم  ابناء هذه المكونات و تهجيرهم من مناطق سكناهم    وحشرهم في مجمعات سكنية قسرية وهذا الامر كانت له نتائجه الوخيمة على البنية التحتية للأقليم ، بعد انتفاضة أذار 1991 وفي الاحداث الاحقة لغاية ما بعد 2003  تشكلت لدى الكورد وخاصة لدى شرائح المثقفين منهم نظرة أخرى إلى الواقع الكردستاني  المعاصر وملخصها ،( بأن الشعب الذي تعرض إلى كل هذه المظالم لا يمكن أن يكون ظالما في يوم من ايام)  ، ونتيجة ما مرت به الاكثرية (الكردية  من حيث العدد) ظهرت دعوات من قادة الكورد وبالاخص سيادة رئيس مسعود البرزاني أولا تسمية جميع المكونات والاثنيات بغض النظر عن عدد افرادها بانها قوميات حالها حال القومية الكردية ،  فيما كانت بعض المؤسسات في الحكومة الاتحادية وفي مقدمتها مكتب رئيس وزراء العراق يصدر تصريحا يعتبر فيه المسيحيين جالية مسيحية وعندما صدرت ردود فعل و ادانة من بعض القوى والشخصيات السياسية لم يتم تقديم اعتذار من قبل الجهة التي اصدرت التصريح ( مكتب رئيس الوزراء) وإنما اكتفي باصدار تبرير لما صدر عنهم ، الامر الاخر اذا ما قارنا تواجد المسيحيين والصابئة على سبيل المثال بمناطق تواجدهم في المناطق الجنوبية والوسطى من العراق بين سنوات قبل وبعد 2003 لأكتشفنا مقدار الخلل الحاصل في اعداد هؤلاء سنة بعد اخرى وخاصة بعد 2003 وهذا جاء طبعا على ما لحق بهم من اضطهادات وماسي تحت انظار وسمع السلطات الاتحادية بدون ان تتحرك تلك السلطات للحفاظ على وجودهم .
مواقف لابد من الاشادة بها
لا يخلوا اقليم كردستان هو ايضا من مشاكل وكان أخطرها في نظر الجميع ما حدث في دهوك واطرافها من تحريض ضد بعض المصالح الخاصة للمسيحيين والازديين في عام 2012 وقبل ان تستفحل الاوضاع بادر سيدة الرئيس مسعود البرزاني ومعه كل الخيرين إلى إطفاء نار الفتنة ، حيث توجه بنفسه وأشرف على قيادة عمليات حيث بذل جهودا استثنائية من اجل تهدئة الاوضاع ومحاسبة مثيري تلك الفتنة . وبعد ألتقائه ببعض الشخصيات الحزبية من ابناء شعبنا أكد سيادته على مقولة هي الاخرى تعبر عن النظرة المعاصرة للكورد وقادتهم  للتاخي القومي والديني في الاقليم حيث قال في الحرف الواحد ( إذا أقتضى الامر سأضع على كتفي بندقية وأدافع عنكم لحد التضحية بنفسي) .
بعد دخول داعش وتسلمه لمدينة الموصل وما حدث لسكانها من الازديين والمسيحين والشبك والكاكائيين ، وخاصة في قرى وقصبات سهل نينوى  وسنجار ،هناك انتقادات توجه إلى البشمركة بانها حاولت في اللحضة الاخيرة جمع الاسلحة التي كانت بحوزة ههذه المكونات ، وذلك باصدار منشور يدعوا ابناء سهل نينوى بتسليم اسلحتهم الى قوات البشمركة والاسايش قبل سقوط هذه البلدات ، لو نفرض ان ما يكتب عن هذه المسألة صحيحة ، إذا كانت  الموصل بالوتها وفرقها العسكرية وشرطتها المحلية لم تصمد امام داعش ولو لساعة واحدة فهل كان  بامكان بضع قطع اسلحة خفيفة الدفاع عن هذه البلدات؟ قبل ان اجيب عن هذا التساؤل علينا العودة قليلا الى الوراء الى قبل 10/8 حيث كان لنا ما عدده حسب بعض المصادر 3000 حراس الكنائس مسجلين في القرى والقصبات هذه ويتقاضون رواتبهم من الاقليم، ماذا حدث لهم لقد تركوا اسلحتهم إما في البيوت أو رموها على الطرقات وهم في طريقهم نحو مدن اقليم كردستان ،    إذن كل هذا السلاح او لنقل بعضه اصبح غنيمة سهلة لداعش ، ألم يكن من الافضل جلبه معهم إلى الاقليم كما فعل قسما منهم او تسليمه إلى قوات البيشمركة والاسايش ليوجه الى صدور داعش بدل ان تستخدمه عصابات داعش في محاربة ابناء شعبنا والبيشمركة لاحقا ..
خلاصة رسالة مسعود البرزاني بمناسبة ميلاد المسيح
هناك دعوات عديدة من الاسلاميين السلفيين وبالذات من شيوخهم تدعوا الى مقاطعة المسيحيين وعدم تقديم التهاني لهم باعيادهم الدينية ولا انكر بان في كردستان تتردد بين الحين والاخر مثل هذه الدعوات الحاقدة وهناك استنكار شعبي ورسمي لمثل هذه الدعوات هنا في الاقليم ، وقد بادر السيد مسعود البرزاني  في مقدمة من هنأ في هذه السنة المسيحيين بأعيادهم وقبلهم الازدية مبشرا لهم بعودة سنجار وجاءت بشرته لهم من جبل سنجار التاريخي ليعطي لهم الامل بالانتصار النهائي على قوى الظلام والتخلف ، مخالفا بهذا جميع هذه الدعوات المتخلفة الظلامية وقد اعطت رسالته القوية للمسيحيين املا بالبقاء في الوطن وعدم مغادرته وسبق ان كان يكرر يجب البقاء في الوطن انه وطنكم نعيش معا او نموت معا وقد كررها الان في هذه الرسالة التاريخية الفذة. 
اقول للذين لا زالوا يشككون بنوايا الكورد والقيادات الكوردية مجرد قراءتهم لما جاء في النقاط التي طرحها سيادة رئيس الاقليم والتي اعتبرها ثوابت يعمل عليها دوما والتي طرحها في رسالة التهنئة بمناسبة اعياد ميلاد المسيح ورأس السنة الميلادية  والتي جاء فيها:
1-   قوله بالتحديد للأخوة المسيحيين (حسب ما جاء في رسالته) أنكم مكون أصيل وعزيز في هذا البلد وأننا نتفهم جيدا معاناتكم ومشاكلكم واطمانكم بان الارهاب والتطرف والوحشية لا مستقبل له في هذا البلد .
2-   وان ارهابي داعش كما ترون يدحرون على ايادي البيشمركة الابطال حيث تم تحرير غالبية المناطق التي كانوا يحتلونها  واطمانكم بان المناطق المسيحية التي لازالت تحت سيطرتهم سيتم تحريرها حتماً.
3-   كما اننا نعمل من اجل ان يعود اخوتنا المسيحيين مرفوعي الهامة الى منازلهم ويبدأوا حياة جديدة ىمنة بعيدة عن كل التهديدات .
4-   هذه الفقرة اود ان يقف عندها هؤلاء الذين  يعملون بجد في دس السم في علاقتنا الاخوية مع الكورد ويتراجعوا عن مواقفهم يقول السيد الرئيس ( أناشدهم ( اي المسيحيين) بان لا يفكروا في الهجرة وترك البلاد ، وأن يتحلوا بالامل لأن اعداء السلام والتعايش يريدون منكم أن تتركوا بلادكم ،لذا بقائكم هو هزيمة لمخططات اعداء الانسانية والارهابيين البشعة وان كوردستان هي بلادنا جميعا  ويجب ان تحترم فيها حقوق الاخوة المسيحيين ومطالبهم ، وأن يضمن لهم حياة ىمنة كما يجب أن نعيش معا ونبني من جديد بلادا يسودها السلام والامان ن وان نعمق تلك الثقافة الغنية التي ساعدت على التعايش في بلادنا لألآف السنين
لقد اورد معظم الرسالة التي وجهها السيد مسعود البرزاني بماسبة اعياد الميلاد المسيح وراس السنة الميلادية ومواقفه المبدئية من التعايش السلمي المشترك بين المكونات الاقليم غضافة إلى ما عمله مؤخرا حينما اعاد قانون الهيئة العليا للنتخابات في أقليم كردستان بدون المصادقة عليه ، لكون القانون كان لا يراعى به تمثيل المسيحيين والتركمان بصورة واضحة ومؤكدة وحقيقية وهكذا إضاف خر موقفا رائعا إلى موقفه الصادقة تجاه جميع المكونات القومية والدينية وبالاخص تجاه المسيحيين .
اقول لمن يدلي  بتصريحات تمس الاخوة والتعايش المشترك في الاقليم .
اقول له اتقي الله باخوانك من هذه المكونات ودعهم يختارون عيشهم كما يريدون ولا تملي عليهم خطاباتك المسمومة ، مرة تحثهم على الهجرة وترك الاوطان وقادة كردستان يريدون منهم البقاء بل يترجونهم عليه ، فينالوا منك بدل الشكر والعرفان بالجميل كلمات كلها حقد وملامة والبقاء ضمن دوائر حقدكم الاعمى للأسف
ومرة اخرى تتنقل بين عواصم العالم لتنال من قادة الاقليم وتلحق بهم ما لا يستحقونه من لوم ومهانة واتهامات لا مبرر لها .
من يريد من هؤلاء المشككين والناقمين  ان يطلع على ما يجري في أقليم كردستان ندعوه ان يزور هذه البقعة التي تجري فيها تجربة التعايش المشترك بين جميع المكونات وليطلع عن كثب عما يحدث فيها من مستجدات ، وحتى لو كان قد كتب العشرات من المقالات عليه ان لا يخاف ولا يخشى أحدا ، عشرات الاعلاميين والصحفيين هنا ينتقدون الاداء الحكومي بدون خوف ومن يتعرض من الصحفيين والاعلاميين  إلى اي إيذاء هناك محاكم وقوانين تطبق بحق الكل مهما كان مسؤولا او متنفذا.
 ويحضرني قول احدى الزميلات عندما كنت في امريكا قالت زرنا بمعية وفد كبير سيادة مسعود البرزاني وبعد تحدثنا معه في لقاء شيق قال لنا الستم من ضمن المتظاهرات ضد حكومة كردستان في مسالة اراضي قرى دهوك اجبناه نعم نحن كنا في المظاهرة ضدكم، قال لنا مبتسما اوصيكم ايضا اذا ضلت هذه القضايا بدون حل ان تعملوا مظاهرة اخرى وادعوني ان اتظاهر معكن تايدا لما طالبتن به .
هذه المواقف الجليلة علينا ابرازها وتثمينها من اجل تمتين علاقات المكونات القومية بين ابناء الاقليم ليصبح الاقليم ملاذا امنا ووطنا للجميع بدون استثناء كما نتمناه ونسعى من اجله.

254
     تحية  من الاعمااق للنائب جوزيف صليوا ولبعض نوابنا في البرلمان

بطرس نباتي

جوزيف صليوا شاب تعرفنا عليه مؤخرا كنائب في كتلة الوركاء  التي أعلنت تشكيلها وخوضها معترك الانتخابات النيابية في العراق ، لم يكن له مشاركات في السياسة العراقية سوى في الدورة الحالية للبرلمان العراقي ، و عند  ترشحه  لخوض الانتخابات  لم يكن له أية وعود كاذبة مصحوبة بخطب رنانة كما سمعناها من غيره  من الاشاوس الذين كانوا يحشون اسماعنا بضجيجهم الاعلامي ،  بانهم سوف يعيدون لنا حقوقنا في الاراضي وفي تحقيق تعويض عادل لما خسرناه من حقوق في اراضي شعبنا والتي كانوا يدعونها بالتاريخية ، وأنهم س ، و سوف،  يعملون كذا وكذا وما ان يجلسوا على كرسي البرلمان حتى نسوا ما وعدوا به ناخبيهم ليضلوا لمدة اربع سنوات عجاف صامتين  وهم عاقدين اذرعهم حول صدورهم ، أو  منشغلين  بتقليب الاوراق على طاولاتهم يمينا ويسارا ،  بدون ان يرفع احدهم اصبعه او يده إلا عندما يتم التصويت على القرار حتى وإن لم يعلم  ما هو القرار اهو لصالح شعبه ام بالضد ،ولكن المهم عنده ان يرفع يده  وينزلها  عند التصويت  وبشرط أن  لا يزعل  عنه اصحاب نعمته .
 في هذه الدورة الانتخابية سواء للبرلمان العراقي او الكردستاني نشهد مواقف رائعة من نوابنا  كان في مقدمتها موقف الاخ الدكتور سرود مقدسي من كتلة ابناء النهرين عند طرحه وبكل شجاعة ، مسالة اللآجئين ومسائل أخرى  تهم ابناء شعبنا،  أمام  الهيئات الدولية والاوربية  ،تتعلق بالمستجدات في منطقة سهل نينوى بعد إحتلالها من قبل ما تسمى بالدولة الاسلامية .
أما  الموقف الآخر والذي نحن بصدد تثمينه ،  فقد جاء من قبل  النائب جوزيف صليوا  الذي خاطب السيد رئيس حكومة الاقليم بمسالة مهمة وهي التجاوزات على اراضينا وما يحصل لها من تجاوز، مخاطبا رئيس وزراء اقليم كردستان  بقوله  ارفعوا التجاوزات عن اراضي المسيحيين .

 وقرار البرلمانيين الخمسة عند  تصويت برلمان  أقليم كردستان على توزيع عضوية  المفوضية العليا للأنتخابات في الاقليم حيث قرروا انسحابهم من الجلسة وتسجيلهم للموقف الرافض الذي من شأنه إقصاء ممثلينا من هذه  المفوضية  ، ويقال لو تم تصديق القرار من  رئاسة الاقليم  سيعلن هؤلاء الخمسة ومعهم ممثلي التركمان والارمن انسحابهم الرسمي من عضوية البرلمان الكردستاني ، رغم ما لدينا  من شكوك  حول مسألة الاتفاق فيما بينهم على سحب عضويتهم في  البرلمان، لكن لو أتخذوا   مثل  هذا الموقف  لأصبحنا حقا امام أناس جديرين بنيل كل التقدير والشكر والامتنان من ناخبيهم، ولكن برأي ، يا ليت أن يفعلوا هذا الامر أي إعلان الانسحاب عندما تعجز الدولة  عن تلبية ما طالب به رفيقهم  النائب جوزيف صليوا .. 

نعم  أيها النائب الغيور.. ليرفعوا التجاوزات،   ولتصل الى مسامع  المسؤول الاول في حكومة الاقليم  ما يحصل من تجاوزات، لأننا  على يقين بان لا احد قد اخبرهم صراحة بان هناك تجاوزات قد حصلت على الاراضي وان هناك حقوق لأصحاب الاراصي قد  اهدرت غدراً.

 لقد سمعنا من المخضرمين في السياسة وممن يعتبرون انفسهم مناضلين حقيقيين من اجل تحققيق مصالح الامة، بانهم سيحققون لأصحاب الاراضي  جميع حقوقهم واذا ما عجزوا عن اخذ هذه الحقوق من حكومة الاقليم ، سياخذونها من المنبع ولم نعرف حينها عندما كانوا يطلقون هذه الوعود اين هو المنبع هذا،  لككنا لم نجد من دافع ووقف هذا الموقف لحين ان استغل جوزيف فرصة اللقاء بالسيد  نيجيرفان بارزاني ليطالبه بامور ثلاثة متساوية في الاهمية اولها  واهمها   مسالة التجاوزات على الاراضي ، وثانيها مسالة اقصاء شعبنا من اختيار ممثليه في مفوضية الانتخابات في الاقليم ، وايجاد حلول للمشاكل الاخرى  التي يعاني منها شعبنا في مناطق تواجده .

بكلمات موجزة وعبارات تحمل اهم المطالب طرحها  النائب  الغيور امام رئيس حكومة اقليم كردستان  و بحضور رؤساء جميع الكتل البرلمانية  هذه المطالب سعينا  منذ سنين لإيصالها   إلى سيادة  رئيس الوزراء بدون أن نجد من يطرحها امامه .

 اخي العزيز ..حتى ان لم تستلم  استجابة فورية  لتحقيق ما طرحته ، سيبقى ما قلته  في تلك الجلسة أملا بطرح معانات شعبك بكل جرءة  وشجاعة ، سواء في البرلمان العراقي او امام كبار المسؤولين  في حكومة بغداد او امام حكومة الاقليم.

الف تحية لك ايها النائب الغيور ونرجو  منك ان  تستمر بأن تسمعنا صوتك  دوما  مدافعا  عن أبناء شعبك   تحت قبة البرلمان  او امام  السادة المسؤولين بدون خوف او وجل فانك خير معبر لما نتوق ان  نطرحه  ولكننا للأسف  نصطدم  دوما بالحجابات العديدة  التي  تصدنا  للوصول  اليهم   ...

255

        مداخلتي في موقع الحوار المتمدن
                                  بطرس نباتي
مداخلتي في الحوار المتمدن  مع الأستاذ د.حبيب عبدالرب سروري - بروفيسور جامعي ومفكر وباحث يمني-  حول:
                       تأمل في جذور انحسارنا الحضاري.
                                          مقارنة بين الحضارات 
                               
                     
في البداية اشك بان  هناك حضارة عثمانية  ( حسب تسميتك لها أستاذي العزيز) لكون  الدولة العثمانية لم تؤسس لحضارة  طيلة وجودها الممتد لحوالي 800 سنة لأن من بداهة  قيام الحضارة  أية  حضارة ، انها تقوم على ضفاف الانهر كالحضارات التي قامت في بلاد ما بين النهرين او حضارة الفراعنة في مصر أو الفينيقية على ضفاف البحر المتوسط  والفارسية او الصينية ، كما ذكرتهما في بداية طرحك للحوار ، اما العثمانية فالمعروف عن ال عثمان انهم اقوام جبلية كانوا يعيشون في جبال اسيا الوسطى قبل نزوحهم و غزوهم للقسطنطينية .
   ولكن حسب ما يذكره المؤرخون  عن هذه الدولة   والتي رزحت تحت حكمها دول وقوميات عديدة  كانت في اوج عظمتها ابان القرن السادس عشر والقرن السابع عشر  وليس في القرن الخامس عشر كما ذكرت في مقدمة طرحك للحوار وهذه العظمة يلحقها المؤرخون بالدولة العثمانية  وليس بالحضارة العثمانية لأنه بالاصل لا وجود لمثل هذه التسمية من اساس تاريخي او معرفي  (وهناك بون شاسع  بين  مفهوم الدولة ومفهوم الحضارة ) ، ثم هذه العظمة لم تكسبها نتيجة تمتعها بالحضارة لأن االحضارة تتمثل في  مجمل النشاط الانساني المتجدد  في جميع مجالات الحياة ، أما الدولة العثمانية فهي  قد نشأت   على الاوتوقراطية المنغلقة و أتخذت  من نشر الدين الاسلامي مبررا  في الظاهر من اجل غزواتها وفتوحاتها القليمية  شرقا وغربا ، ولكن في باطن  الامر كانت  بغزواتها هذه تسعى  نحو تحقق امتدادا اقتصاديا لتحقيق  مصالح  حفنة  من الحكام والسلاطين الفاسدين.
اما انجازاتها في مجال الحضارة فان ما حققته لم يكن سوى مزيجا من حضارة بيزنطا وحضارة الفرس و ما دعيت لاحقا  بالحضارة العربية الاسلامية التي استمدت مقوماتها  عندما خرجت من بطن الصحراء لنشر الدعوة الاسلامية  فيما بين النهرين وعلى حدود فارس وعلى شواطيء النيل و التي استقت معظم   مقوماتها   في الوجود  ، مما نقله الكتاب وعلماء السريان  الى العربية من  مؤلفات في الفلسفة والعلوم والفلك  عن  اليونان والاغريق  لمؤلفات  كبار  الفلاسفة والمفكرين بواسطة مترجمين مسيحيين وما برع منهم من الاطباء وعلماء الفلك  من المسيحيين واليهود والفرس وغيرهم من سكان البلدان الاصلاء التي كانت بلدانهم تغزى من قبل الفاتحين القادمين  الجدد بحجة نشر الديانة الاسلامية .
هذا المزيج الحضاري الذي تدعوه بالحضارة العثمانية لم يلبث طويلا حيث تراجع بسبب سقوط واندحار هذه الدولة بعد الحرب العالمية الاولى  ، اندحار تلك  السلطة  الفاسدة  دفعت .
اولا بالشعوب التي كانت ترزح تحت نيرها  الثقيل والتي كانت تحتلها، إلى التطلع  لىنيل استقلالها السياسي وبناء مقوماتها الحضارية ،
وثانيا _ بعد سقوط دولة ال عثمان لم تتمكن الدول التي نشأت من تكوين حضارة عصرية لأن شعوب تلك الدول ظلت متمسكة بذات القيم التي نشأت عليها الدولة العثمانية وفي مقدمتها الدين  الاسلامي ، ثم القيم السيئة الاخرى كالغزوات والحروب كالفساد المالي والرشوة والمحسوبية وغيرها، والامر الاخر بعد تحرر تلك الشعوب من نير الدولة العثمانية دخلت طورا جديد ا ألا وهو تمزق حضارتها ومقومات وجودها على يد دول استعمارية هيمنت عليها و عملت على بقاء تخلفها الاقتصادي وبقائها مرتبطة بعجلة التطور الغربي اي تابعة للحضارة الغربية التي طورت اساليبها من حضارة اباطرة وبابوات ورجال الكنيسة الى حضارة عصرية اتخذت من التطور الاقتصادي وقيم مثل حرية الفرد في التفكير والابداع وتشجيع قيام الصناعة والتكنلوجيا ورفع مستويات  المعيشة لمواطنيها ، ونشر المفاهيم الديموقراطية والليبرالية مع سن دساتير وقوانين متطورة تحدد عمل السلطات وتظهر استقلاليتها عن بعضها ، وعملت على تحجيم الفكر الديني وحسره داخل جدران المعابد ، مستفيدة من المفكرين والفلاسفة وكتاباتهم ، بينما كانت النظم الفاسدة تحتم على إحراق الكتب والابحاث التي كاتنت تدعوا إلى التحرر الفردي والانعتاق في تلك الدول والقوميات سواء إبان الاحتلال العثماني أو حتى بعد تحررها منه، ارى هذه هي الاسباب الرئيسية في المقارنة التي طرحتها استاذنا القدير... تقبل تحياتي
ملاحضة  مهمة  لم تكن ضمن الرد
الدول التي رزحت تحت نير الدولة العثمانية ومن ثم بعد الحربين الكونيتين  تم تقسيمها بين الدول الكبرى الاستعمارية بحجة الانتداب او غيره لا زالت شعوبها تعاني من نفس الافات التي تدجنت عليها منذ القرن الخامس عشر على ايدي العثمانيين  ولحد الان .
ومن هذه الافات  التطرف الديني والمذهبي  والطائفي  المتمثل بالحركات الدينية المتطرفة  آخرها وليس آخرها (داعش ) وأخواتها  والفساد الاداري والمالي والرشوة وخيانة الوطن وعدم الشعور بالمواطنة  الحقة والتهرب من القوانين والالتفاف عليها ،  وعدم احترام  ما كانوا تحت مسمى ( الرعايا)  لدساتير دولهم  والمواثيق سواء الوطنية او الدولية  منها ،
ومن الملاحظ وبجلاء أن هذه الصفات والافات تقريبا تكاد تكون قواسم مشتركة فيما بين جميع الدول والشعوب التي  تحررت من التبعية العثمانية  سابقا وا لهيمنة الاستعمارية لاحقا.


256
الكاتب  والباحث عزيز نباتي
في ذكرى رحيله
                                                                                                                                                                                                                                                                                                       
                                     
بطرس نباتي

بتاريخ  (5) من تشرين  الثاني  الجاري مرت الذكرى الثانية عشر لرحيل الكاتب والباحث عزيز عبد الأحد نباتي
أتذكر قبل وفاته بأيام  قليلة كنا نقضي بضع من الوقت  في كل مساء نتناقش معا في مسائل عديدة تهمنا ومن بينها طبعا ما كان يدور حينها من جدالات ونقاشات حول انتمائنا القومي وتسمياتنا القومية،  وكان عزيز قبل هذا اللقاء لا يميل إلى مناقشة هذا الجانب ، وكان كلما حرضته  على الخوض في هذا المضمار يتملص بسلاسة معتبرا الانتماء القومي شيء يخص الإنسان وما يعتقده أو ما يعتنقه وكنت دائما أحترم رأيه هذا ، ولكن في تلك الامسية التي سبقت رحيله بيومين فقط ، رأيته على غير عادته ، فقد كان يحاول أن  يسحب حوارنا  وخاصة الجانب الثقافي منه، إلى اتجاه آخر اتجاه لم أكن أحسب له قبلا أي حساب، ولم أكن أألفه عنه سابقا
قال كنت قبل أيام في ضيافة الباحث الكبير جرجيس فتح الله  وقد جرى اللقاء بينهما  بعد مدة من صدور دراسة  لعزيز  ونشرها جرجيس غتح الله  بعنوان اربع  مقالات لم تنشرها خبات ، قال لي :
 لقد  تحدثنا انا والباحث  جرجيس فتح الله  مليا  عن قضية الانتماء القومي ، وكذلك قرأت بعض مما يكتبه في هذا الشأن صديقي يوسف حبي ، ولكني سأثري هذا الجانب والمخفي من تاريخنا بدراسة مطولة ..
 ثم ضحك  وقال ستكون في رأي تأييدا لبعض طروحاتك  الثقافية والتاريخية  في هذا المنحى وأكد بأنها ستكون جديدة ومؤثرة في هذا الجانب الهام ولكونني بدأت بها قبل أيام لا أستطيع البوح لك بكل تفاصيلها إلا بعد أن أكمل القسم الأكبر منها.
كنت على أمل أن أقرأ لعزيز ما وعدني به .. حقا كانت الصدمة عنيفة جدا لي عندما تلقيت نبأ وفاته المبكر وقبل أن يقول ما كنت أتمنى ان اسمعه منه ، اليوم وأنا أتتطلع فيما كتبه في كتاب نشره  الباحث الراحل جرجيس فتح الله تذكرت ما قاله لي قبل أن يُخطف منا وهو في أوج عطائه الثقافي،     
ولد عزيز عبد الأحد عوديش نباتي  في عنكاوا عام 1949 في بيئة دينية . حيث كان جده الخوري يوسف نباتي رجل إيمان وتقوى ومن الشخصيات البارزة والخيرة في المنطقة . أما جده من طرف  أمه فهو القس بهنام سياوش هذا الكاهن ‏المتميز بخدمة جماعة عنكاوا وفي كنيستها ولمدة طويلة وحتى وفاته . اما والده فهو المربي المعروف والفاضل  عبد الاحد ‏عوديش الذي خدم مهنة التعليم كمربي وكمدير لمدرسة عنكاوا الابتدائية ، والذي أسهم في العملية التربوية في عنكاوا منذ صباه وحتى إحالته على التقاعد.

نشا عزيز وتربى ضمن هذه البيئة ‏الدينية والمحبة للعلم والثقافة ، وكان لهذه البيئة أثرا واضحا  ومؤثرا في شخصيته وسلوكه حيث اختار منذ نعومة أظفاره الدراسة في معهد مار يوحنا الحبيب /الموصل ، ففي هذا المعهد قضى جل سنوات صباه ومعظم شبابه تلقى دروسا ‏في الفلسفة واللاهوت وأتقن لغته السريانية فأحبها والتصق بدراسة أصولها وآدابها ،  بها إضافة إلى العربية والفرنسية ، ‏ترك معهد يوحنا الحبيب في عام  1972. بعد أن قضى معظم سنين حياته في الدراسة ليصبح كاهنا ، إلا أن بعد تخرجه  فضل أن يكون علمانيا على الكهنوت،  عرف عنه حبه وشغفه بالقراءة والبحث والتقصي خاصة في تراثنا وتاريخنا ‏وطقسنا السرياني إضافة إلى تحريه عن المصادر التاريخية الموثوق بها والتي انكب على دراستها في سني عمره الأخيرة ‏ أي بعد انتفاضة آذار وكانت حصيلة هذه الجهود مؤلفات عديدة نذكرها ‏:

‏1-‏تاريخ عينكاوة : مؤلف تاريخي يتضمن معلومات وافية وقيمة عن بلدته عنكاوا ومنطقة حدياب .‏
‏2-‏كراس بالعربية والفرنسية عن زيارة مار روفائيل بيداويد بطريرك بابل على الكلدان إلى ابريشية اربل ‏ونواحيها ‏
‏3-‏كرونولوجيا اربيل : بحث حول مؤلف ايشوع زخا باللغة السريانية . قدم نصه السرياني مع الهوامش ‏والشروح والتي ترجمها إلى العربية  .‏
‏4-‏الكورد والحق : دراسة حول تاريخ ووضع الكرد ومناطق وجودهم مترجم عن الفرنسية. ‏
‏5- بعض المقالات والمسودات للاب توما بوا ‏
‏6- قواعد اللغة الآرامية للأب البير ابونا : تقديم وطبع مع الهوامش والإضافات ‏

‏* له مسودات عديدة بانتظار الطبع منها تاريخ حدياب وما جاورها ، وإعادة طبع مع التنقيح لرواية يزداندوخت ‏الشريفة الأربيلية ، ومؤلفات أخرى إلا أن المنية لم تمهل المرحوم من إكمال مشاريعه ومؤلفاته . فانتقل إلى ‏جوار ربه مساء يوم الثلاثاء الخامس من تشرين الثاني 2002   اثر نوبة قلبية حادة ومفاجئة ، منتهيا ‏مشوارا طويلا وصعبا من الكتابة والبحث والتقصي ..‏

إن كان قد بدأ للتو ولكنه كانت له بصمات واضحة ومتميزة في عالم الثقافة والكتابة ، وكان قبل رحيله بزمن قصير قد تم ترشيحه من قبل وزارة  الثقافة في حكومة اقليم كردستان ليتولى منصب رئيس تحرير مجلة شانَدر التي تصدر في الاقليم وهي من المجلات التاريخية المهمة  في الساحة  الثقافية لإسهامها في نشر البحوث والدراسات التاريخية عن الحضارات القديمة ..
رحل عزيز تاركا أثرا طيبا لدى كل معارفه وزملائه  وإرثا فكريا ومعرفيا  نفتخر به  جميعا ، رحيله قبل الأوان  وهو في عز عطائه الفكري  والثقافي خسارة أكيدة للمشهد الثقافي السرياني والكوردستاني .‏
وربما  سينسى هذا الجيل أو الذي يسبقه هؤلاء المبدعين من أهلنا في عنكاوا  وقد ناشدت مرارا  عرفانا بجميلهم وما قدموه من خدمات ثقافية  عسى وعلى ان تبادر الجهات المعنية بتكريمهم بتسمية معالم عنكاوا  بأسمائهم اعتزازا  بهم وبخدماتهم وإبداعاتهم الفكرية والثقافية  فكل الأمم المتحضرة  تنهج مثل هذا النهج  اعترافا منها بإرثها الثقافي والفكري ورموزها  الثقافية  بغية تخلدهم   ليبقى  نتاجاتهم  الفكرية  خالدة  ومتداولة من  قبل الأجيال القادمة.   

257
نبؤة اشعيا  في زمن الهروب
   (كما تلتها علينا فتاة من عنكاوا)
                     
بطرس نباتي
دابت كنيستنا الكلدانية على تقديم نصوص من الكتاب المقدس (العهد العتيق) سواء في القداديس الاحتفالية أو في صلاة الرمش (المساء) وجل ما تقدمه يتكون من نبؤات عن مخلصنا يسوع المسيح ، والمعروف عن اسفار هذا العهد انه مؤلف من عدة أجزاء منها ما يتعلق بالتكوين ومنها ما يتعلق بنبؤات الانبياء  ومنها ما يتعلق بالمزامير والاشعار التي جمعت في فترات متعاقبة ، وغالبا ما يسود كتاباته تحذير من الدمار الذي سيلحقه الرب بالامم إذا ما تمردت على ارادته ، ويخص بنو اسرائيل بالكثير من الويلات وبالعديد من الكوارث لكونهم شعبه الذي انقذهم من ايادي فرعون فلم يحافظو على عهد الرب   لذا يخصهم ( العهد العتيق ) بالقسم الاعظم من النبؤات التي تتحدث عن المآسي التي سيلحقها الرب بهم مستقبلا سواء على ايادي ملوك أشور أو في السبي البابلي أو على يد جيرانهم من الكنعانيين والاموريين وغيرهم .
لست هنا في مقام تقديم دراسة نقدية او مقارنة بين هذه الاسفار وما يقابلها من قصص واساطير في الادب النهريني او غيره ، ولكن ما لفت نظري كان قراءة في نبؤة اشعيا ( الفصل الثلاثون) تلتها علينا في قداس الاحد في كنيسة ماريوسف في عنكاوا  فتاة في مقتبل العمر وباللغة العربية  وكانت قراءتها رائعة حقا ،فما أن قالت أنصتوا ...حتى رحت أنصت واتامل بالنبؤة وكأنها تخرج من فمها وليس من فم نبي مضى على نبؤته مئات السنين وشعرت بانني امام نبؤة جديدة تحققت تفاصيلها هذه الايام بالذات ، عندما وصلت إلى (إنه هكذا قال السيد الرب قدوس اسرائيل في التوبة والراحة تخلصون وفي الطمانينة والثقة تكون قوتكم ، ولكنكم لم تشاءوا ، وقلتم لا بل على الخيل نهرب ، فلذلك تهربون ، وعلى المحضرات نركب فلذلك يُحضٍرُ طاردوكم ، الف يهربون بزجرة واحد وبزجرة خمسة تهربون حتى تتركوا كسارية على راس الجبل وكراية على الاكمة ،....)
في قصيدة رائعة نشرها في الستينيات  الشاعر جان الخص في مجلة كلكامش التي كانت تصدر في ايران باللغة السورث ( بعنوان بدري ) كان يوصي شعبنا آنذاك بالهرب من اعدائه كان يقول فيها ما معناه :
 اهربي يابدري كي تحافظين على هويتكِ على كنائسكِ على حياتك ِ..
وإبان الاظطهادات المتلاحقة عبر التاريخ  القريب منه او البعيد  هربنا  أو تعرضنا للذبح والابادة وعلى يد الغزات القادمين من وراء حدود اوطاننا  سواء من عمق الصحارى او من اعالي الجبال تقول الاساطير قدموا مثل الجراد وحصدونا حصدا ولم يبقوا طفل في المهد ولا شيخ مسن ولا امرأة .
اليوم ايضا سواء ان كانوا واحدا او خمسة كما جاء في النبؤة ولكنهم قلعونا من مدننا وقصباتنا ولم نقوى على البقاء لماذا ؟
تقول النبؤة باننا كنا قد هيأنا الخيل والعدة كي نهرب ، أي لم يكن لنا ثقة بقوتنا وكنا بدل التحضير لمثل هذا اليوم  نهيأ وسائل الهروب، وطيلة مكوثنا في الراحة وضمن ما كان لنا من مال وجاه لم نحتاط  للمستقبل ولم نخطط ليوم يهجم فيه خمسة أو واحد  لنهرب منهم ، يوم كان لنا الجاه و المال  صرفناه على بناء النوادي والحفلات واستقدام المغنين والمغنيات وتأسيس المنتجعات  ، وعقد مؤتمرات اللغو الفارغ ،ولم نشترِ به القوة ومستلزمات الدفاع عن النفس ، لم نكن متحضرين للمجابهة فهرب الالف بفعل قوة رجل واحد وهرب الجميع عندما هوجمنا من خمسة ..
في كل العصور وفي كل الازمنة نهرب نهرب من واحد ونهرب من خمسة كما قالت تلك الفتاة الرائعة ، وبدل الخيل التي حضرناها للهرب اليوم نمتطي ادوات اخرى سيارات تنقلنا نحو الحدود وطائرات تنقلنا عبر المدارات ،ولا يقف بوجه هروبنا عائق.
نقف طوابير على بوابات سفارات العالم نؤلف قصصا عن حياتنا ليقتنع العالم باننا مضطهدون وهناك ايضا  من هم مستفيدين من وضعنا ومن هروبنا ..
ومهربون ينقلوننا عبر الحدود بدون جوازات سفر او فيزا أو بفيزا ليس عليها طبع اصابع  لتسهيل مهمة اللجوء ..
 بالامس تغنى شعرائنا بالوطن وبالصمود وتحدي الاعداء وبانهم سيسحقون اعدائهم تحت أقدامهم، واليوم من رجل واحد  يهرب الف اومن خمسة نهرب  جميعا.
بالامس تغنينا بالصمود واليوم نقبل من الذي تركنا وهرب ليس من فعل واحد او خمسة، بل من لا شيء ، نتقبل منه أن يكون وصيا علينا ، ان يملي علينا وصاياه ويعلمنا كيف نهرب او كيف يشل قوتنا بنصحنا بان لا نحتاط ولا يكون لنا قوة ندافع فيها عن ، لكون الدعوة إلى التسلح صدرت من أشوري وليس من كلداني ، نتقبل من المهزوم منذ زمن ان يقودنا عبر الريمونت كونترول ويقول لنا انتم ما عليكم الا احد الامرين اما الهرب او البقاء تحت رحمة السيف.. وان لا يكون لكم قوة ووسائل الدفاع كما لدى الشعوب الاخرى لأنكم منقسمون على ذواتكم فاذا طالب بذلك اشوري يكون ذلك اعتداء صارخا على الكلدان واذا طالب بها كلداني فانه عنصري حاقد لا يمثل الاشوريين  ..
فماذا ننتظر اذن لنحقق نبؤة اشعيا او.. نبؤة فتاة عنكاوا.. ولنحضر الخيل والطائرة ومن لم يقوى على ذلك عليه المسير ليلحق بالاخرين ، فقد غادر معظم المستفيدين ،من أغنياء  الزمن الفاسد ، لنغادر إذن لنلحق نحن أيضا بهم   جميعنا هربا من خمسة .. انه زمن الهروب  فلنبادر اخوتي ولكن تذكروا فقط  نحن لو هربنا جميعا  كما قالت الفتاة ( سنُترَك كسارية على راس الجبل وكراية على الاكمة)  .



258
قاط ورباط ومسائل اخرى .. من هذا الزمن السيء 
                                     
بطرس نباتي
مفارقة
لا ادري أهي  مفارقة او هو مظهر من مظاهر ما يسمى الاتكيت وعذرا للأستاذ صباح بويا  وكتابه عن الاتكيت أسجل هذا  حينما اجد مسؤولينا وهم يلبسون القاط والرباط حتى لو احترقوا من الحر وفي مكانات لا تتلائم وما يرتدونه ، ومن احدى المفارقات التي أصبحت معتادة  في هذه الايام بالذات والتي انقلها لقرائنا الاعزاء ، المهجريين والنازحين من سهل نينوى  الكل  يعلم بمعاناتهم ومدى ضيقهم و الامهم وجراحاتهم ، وخاصة هؤلاء الذين يفترشون العراء في عنكاوا وغيرها ، والمؤلم جدا ان من يقوم بزيارتهم من المسؤولين والذي يود الاطلاع على حياتهم التعيسة، يكون عادة مرتديا افخر ما عنده من قاط وربطة عنق انيقة تتلائم مع لون القاط وقميص مكوي  وكأنه ( رايح للحفلة بيها هز يا وز) ، غير مبال  بوضع الناس المحيطين به ربما القسم الاعظم منهم لم يغتسلو و لمدة طويلة ، عجبي كيف مثل هؤلاء اصحاب القاط والرباط سيساهمون بتذليل ماساة هؤلاء المنكوبين؟.
الباحث ..عن صورة
دخل احدهم الى مقر جمعية مارعودا الزراعية  التي تستظيف هذه الايام مجموعة كبيرة من عوائل النازحة من سهل نينوى ، ساله الاخ زياد رئيس الجمعية ماذا تريد؟ اجابه : اريد ان التقط بعض الصور مع هؤلاء النازحين ، قال له ماذا ستفعل بها؟ أجاب  أريد ان اعمل اطروحة حول المهجرين ، قال له انت تريد تلبس قاط ورباط على حساب هؤلاء المفجوعين ، وصيتي لك اذهب واشتري لهم صندوقين دجاج  او بعض علب حليب الاطفال وساجعلك تصور معهم وانت تهديهم هداياك ماذا تقول ؟، انصرف الرجل الباحث عن قاط ورباط   بدون ان يلقي علينا تحية الوداع لعله يتوفق في مكان آخر ..
شر البلية ما يضحك
انقل نص هذا الخبر عن صفحة عنكاوا  (سيسافر المطران سرهد جمو رئيس الأبرشية الكلدانية في مدينة سان دياكو الأميريكية الى البيت الأبيض حاملاً معه قائمة من 25 ألف من الكاثوليك العراقيين الذين يسعى الى إدخالهم الى الولايات المتحدة.) السادة المطارنة والبطاركة الذين زاروا  المهجرين في عنكاوا صرخوا بهم قائلين أياكم والهجرة وترك الاوطان لا أحد يهاجر وسيادة الرئيس مسعود البارزاني  يردد كلما يلتقي بابناء شعبنا  هذه العبارات الخالدة والمفعمة بالامل والصدق  (ابقوا هنا ولا تهاجروا فنحن نبقى معا او نموت معا ) ومؤخرا حتى السيد عبادي قال للمسيحيين لا تهاجروا، واتصور بين خبر الذي جاء من امريكا وما  يصرحون به هنا راح  نبقى ( بين حانا ومانا وراح نضيع ويضيع لحانا )المشكلة ليست فيمن يبقى ويصمد في الداخل او من يهاجر ان هذا العدد 25 ألف) كبير جدا فلو تحقق ورحل هؤلاء ، أتصور بان عدد الكوتا سيكون  واحد فقط يمثل المسيحيين ويلبس القاط  والرباط وليس خمسة أو عشرة  يلبسون القاط والرباط  ووزراء بدون شغل او عمل كما هو عليه الحال الان ...
استاذ بملابس الشورت
قبل سنوات التقيت باحد  الاساتذة في امريكا وكان الوقت صباحا  واكيد انه كان في طريقه نحو الجامعة  وجدت انه يرتدي ملابس بسيطة (تي شيرت)و(شورت)  سالته الى اين تذهب؟ قال للتدريس قلت وبهذه الملابس  ضحك مليا وهو يعرف  قصدي   ثم قال دعك من القاط والرباط  اني محتفظ به للحفلات  والمناسبات فقط .

دعوة للتحرر
بهذه المناسبة اي بمناسبة القاط والرباط  ادعوا الاخوة في البرلمان العراقي والكوردستاني من ابناء الكوتا ان يتحرروا من الرباط على الاقل لأني أتصور بانهم لا يستطيعون الكلام وطرح قضايانا  لكونهم مخنوقين باربطة العنق اللعينة وليسايروا موضة مسؤولي ايران في هذا الامر..
عندما يختلفون في هذا الزمن الصعب
في هذا الوقت العصيب الذي يمر به العراق واقليم كردستان  والذي يتطلب  من القوى السياسية  وخاصة في الاقليم  التماسك والوحدة نقلت الينا الفضائيات للأسف  ومن مبنى مجلس محافظة السليمانية مدى الخلاف  على مركز المحافظ او رئيس المجلس رغم ان الاكثرية كانوا مرتدين للقاط والرباط وبعظهم الملابس الكوردية ألا انهم اظهروا بانهم مختلفين لحد العظم ،وانهم ليسوا بالمستوى الذي كان يتصوره ناخبيهم عندما ادلوا لهم باصواتهم  وهذا الامر اي الاختلاف على  المناصب والحقائب ليس بجديد على عراقنا الديموقراطي جدا ، ويبدو ان  شعارنا الذي سنحمله معنا حتى النفس الاخير هو ،( لو ألعب  لو أخرب الملعب) ..
الله يساعد فؤاد معصوم
يقال بان رؤساء معظم جمهوريات العالم وعلى راسهم اوباما زعلانين جدا لكون السيد فؤاد معصوم رئيس جمهورية العراق رغم ظروف البلد أتخذ له ثلاثة نواب  لابسين قاط و رباط ( بس شلون نواب)، (حفظهم الله ) (ما ادري  شلون راح واحدهم يباوع بوجه الثاني ويتحمل) ، ولكن رغم ذلك  يشتركون  جميعهم  بكونهم يرتدون القاط  والرباط  أي ليس بينهم من يمثل الموديل الايراني ، الامر الاخر المتفقين عليه هو كل واحد منهم يتقاضى رواتب ومخصصات  ومنافع اجتماعية، ما يقارب 80 الف دولار امريكي ، بينما راتب اوباما المسكين لا يتجاوز33الف دولار( ما يجي يشتغل نائب رئيس او برلماني  بالعراق أحسن له )، وأنهم  يريدون تغيير مكاتبهم بخمسين مليون  دينار عراقي ، ويكولون بالعراق ماكو فساد...
عندما تصبح وزيرا بدون تدري
صرح الوفد المفاوض الكوردستاني مع بغداد بانهم لم يكونوا على علم  بترشح بعض افراد الوفد لتسنم الحقائب الوزارية وان رئيس الوزراء تصرف بدون مشورتهم ( يعني من كيفه) ، عجبا ، أني هم كنت لابس قاط ورباط لعد عبادي ليش ما اعطى اسمي واعطى اسماكم ؟!!...
وايضا بدون ان يدري ..خرج علينا وزير حقوق الانسان ( حتى الحقوق لديها وزير تصور... ولكن الشعب العراقي ليس له اية حقوق) خرج سعادته وطبعا كالعادة من على شاشة احدى الفضائيات ،وهو فرحان ..
قال وبالحرف الواحد : والله لم ارشح نفسي لتسنم الوزارة ولكني تلقيت مكالمة هاتفية قالوا لي انت اصبحت وزير لحقوق الانسان تصوروا الرجل   ( شكد صادق ) ثم قال أحدهم وكان من (امرلي )(البلدة البطلة  الصامدة المحاصرة لمدة اشهر)  ( سعادة الوزير لم يصف امرلي بهذه الاوصاف ) وقال له استاذ شفتك بالحلم لا بس دشداشة بيضاء أكيد راح تصير وزير ، لا ادري ما علاقة دشداشة بيضاء بالقاط والرباط وسعادة الوزير ، (وقد استشهد بهذا الرجل الحالم وقال عنه بانه من امرلي لكونه يعلم مدى اعتزاز العراقيين باهاليها الصادين.. يعني يريد يملحها زائد.. ) يا أخي اينما كنت  جيب ناس وأجعلهم  يحلمون بك وستصبح وزيرا في العراق حالما ينتهي الحلم... وإلى اللقاء في مسائل أخرى من هذا الزمن السيء...




259
     قراءة وتساؤلات في كلمة فيان دخيل امام مؤتمرحوار الاديان
                             
                                                                                                                                                   بطرس نباتي
منذ ان اطلقت صرختها في البرلمان العراقي من اجل بني قومها من الاخوة الازديين وما حل بهم من ماسي لا يتقبلها العقل ولا يرضى عنها الضمير مهما كان منحطا ، وهذه الانثى تكبر في مخيلتنا وتحتل مكانة رائعة في انفسنا ، نعم انها تصرخ  وتبكي وتجعل  من يسمعها ان يبكي معها و ان يقف لها  خاشعا  ومصفقا ،لأنها لا تدعو بشيء لنفسها او للجهة التي تمثلها كما تعودنا في مثل هذه المواقف ، ان هذه الانثى هي بحق ملك شعبها ..
 فيان دخيل شيخ سعيد، نحن نعرف عن كثب والدها الطبيب الانساني والرائع  دكتور دخيل ، ولكن لم نكن نعرف له ابنة بهذه الروعة ،لقد عودنا السياسيين في العراق وخاصة ممثلي ابناء قومنا من الكلدان والاشوريين والسريان، هم لا يفزعون الا عندما يشعرون ان مناصبهم وكراسيهم اصبحت في مهب الريح ،وهم لا يصرخون ولا يتبدل لونهم الى الاصفرار الا حينما يتولى غيرهم منصب هزيل  سابقا تقلدوه  في زمن ما ووجدوا كم هو مهمش وضحل ، ولم يقدموا من خلاله شيء لأمتهم وشعبهم الذي من المفروض  انهم يمثلونه لكونهم قد حازوا على اصوات الاكثرية .
صرخة اخرى تطلقها هذه الفتاة الرائعة ( فيان) من خلال  مؤتمر حوار الاديان في بلجيكا لا تقل اهمية عما قالته في داخل قمة البرلمان العراقي أو في المؤتمر الدولي للمنظمة الدولية حينما وقف الحضور يصفقون لها طويلا، شاهدناها في البرلمان تصرخ بألم و قوة في وجه الرئيس الذي حاول اسكاتها ، صرخت وبكت متألمة على ما يحدث لشعبها ذاكرت المه وماسيه.
  في المؤتمر الانف الذكر تتحول فيان دخيل الى لبوة الى انسان كبير عملاق ، تضع العالم الغربي في حرج عظيم ، انكم تسلحون الجلاد ليقتل ويغتصب  بينما تغضون النظر عن افعاله،  بينما تستكثرون تسليح الضحية لتدافع عن نفسها ،  وهل سمعتم ان كورديا قد فجر نفسه او يزيديا قتل غيره او مسيحيا اغتصب ، انتم تساوون بين الضحية والجلاد عندما تنظرون على ان تسليح الازديين والمسيحيين بانه خلق ميليشيات، سلحوا هؤلاء ( الضحية) ليدافعوا عن وجودهم ، نعم انها كلمات رائعة للبوة مثخنة بجراحات شعبها ، تدعوا الى تسليح أبنائها ليقاوموا الاشرار ، انها تدعوا ايضا الى تكوين منطقة امنة لهذه المكونات منطقة محمية من قبل قوات دولية وهذا الامر يجب ان يقع في اهتمام الكل ليس فقط فيان دخيل لوحدها إنما هو مهمة الكل بدون إستثناء ، لكون هذا المطلب هو أحد اسباب وجودنا على ارض الوطن فإذا أردنا البقاء  يتحتم أولا الالحاح على الحماية الدولية و ثانيا تسليح ابناء المكونات القومية  ليكون لهم حماية ذاتية داخل قراهم وقصباتهم .
ولكن اقوى ما قرائته  في كلمتها هذا هو التفافها الى الشيخ  عبد الله محمد ، وقولها له ( ياشيخنا عندما قلت انه يجب ان يكون اصلاح سياسي في العراق ، وانا اقول له يوم امس ضربت ورقة حقوقكم انتم المحافظات الستة ( المحافظات المنتفضة ) بعرض الحائط عندما دخل سياسييكم في حكومة العبادي بدون ان تطبق ورقة حقوقكم ، انتم لاتقبلون بضرب امريكي لداعش الى ان يحصل اصلاح سياسي وماذنبنا نحن ، دع سياسييكم لايدخلون الحكومة العراقية الى ياخذو حقوقكم ، انتم تريدون اخذ حقوقكم على حساب دمائنا نحن ..)*
أي زمن هذا الذي تريده ان ننتظر  لتتحقق فيه حقوقكم مع العلم ان سياسييكم قد رضوا بالمناصب ودخلوا في العملية السياسية وتريد من امريكا ان لا تضرب حتى تاخذون حقوقكم على حساب دمائنا نحن اليزيديين والمسيحيين والكاكائيين باي عقلية  تفكر شيخنا العزيز وانت معنا في الوفد وتدعوا ان ننتظر لنباد ريثما تاخذ حقوقك بينما  السياسيين الذين يمثلونكم استلموا مناصبهم وشاركوا في الحكومة الجديدة وهم راضون بما قسموه لهم .
اليس هذا التوبيخ ينطبق على بعض من يمثلنا سواء في البرلمان العراقي او في المناصب والوزارات؟  الم يكن من المفروض ان يضم هؤلاء صوتهم الى صوت فيان دخيل ويطالبوا من على منابر العالم ويزمجروا بوجه القوى العظمى كما تفعل هذه البرلمانية  ؟  انها مجرد تساؤلات اطرحها امامكم ايها السادة الاشاوس..

*كلمة فيان دخيل منشورة مقتطفات منها على موقع عنكاوا كوم الصفحة الرئيسية.

260
رغم أن الأحداث تجري بسرعة لنقف ونتحاور رجاء .....     
بطرس نباتي
ربما سيعتقد البعض حول ما سأطرحه هنا بأنني قد جننت أو أنني مصاب بالهلوسة نتيجة الضغط النفسي الذي نعاني منه نحن المسيحيين العراقيين لكوننا قد فقدنا الأمل بالحياة مع الآخر الذي لا يحترم وجودنا وخصوصيتنا لا القومية ولا الدينية ، وسألخص ما أطرحه أولا على رجال كنائسنا ثم سياسيونا على الأقل ليكونوا بمستوى المسؤولية التاريخية أمام الأحداث الجارية في الوطن والمتسارعة جدا والتي ستأتي على الأخضر قبل اليابس لولا التفكير بالسبل والوسائل لإنقاذ ما تبقى من وجودنا الذي بات ضعيفا وهزيلا في هذا الوطن الذي كان يدعى بالعراق والذي خدمناه بكل إخلاص وتفان وقدمنا ما قدمنا من تضحيات من اجل ما تسمى وحدته وأريج ترابه ، وراحت جميعها هباء منثورا ، وثانيا للقراء الأفاضل عسى أن تصلنا تعقيبات وردود ورجائنا الوحيد أن تكون إيجابية وتصب  في مصلحة الجميع ، وبعيدة عن التجريح والإساءة  لأن الوضع  في داخل العراق لا يحتمل مثل ذلك.
الاقتراح الأول :
اطرح هذا  على مضض وقد وقفت ضد ما أدعو إليه اليوم  سواء بالقول أو بالفعل ، وسافرت مرات عديدة ومكثت في بعض العواصم لأشهر ثم نبذت فكرة  الهجرة  وقفلت عائدا إلى قواعدي في الوطن ، رغم إن جميع الظروف كانت تساعدني على البقاء هناك في المهاجر ، لكن  بعد ما حصل لمسيحي الموصل ولا اقصد التهجير القسري الذي تعرضوا له ، لأن شعبنا قد تعود عليه منذ أمد بعيد ربما يمتد لقرون خلت مع بدأ اعتناقه للمسيحية ولحد الآن ، ولكن ما جرى في الموصل اليوم وخاصة ونحن في القرن الواحد والعشرين ولكون ممارسي الفعل القذر هذا يعرفون جيدا  الشرائع والسنن الطبيعية والدينية و هناك تشريعات عالمية تدعوا إلى التعايش السلمي والأخوي بين المكونات والأديان المختلفة ، وإذ كان مسيحيو الموصل لا يتجاوز عددهم بضع مئات من العوائل تسكن منذ الأزل في مدينتها التاريخية نينوى ،وليسوا لاجئين أو طارئين ، وقد تعرضوا ليس فقط للتهجير والطرد وإنما تجريدهم حتى من مستمسكاتهم الرسمية وسرقوا منهم حتى خواتمهم وزجاجات إرضاع أطفالهم الرضع  ، بينما هناك الملايين من العوائل المسلمة وغيرها المهاجرة من بلدانها المسلمة والمطبقة للشريعة ، تعيش في كنف دول يطلقون عليها دول صليبية أو كافرة ، وهذه الدول وشعوبها )الكافرة جداً!!) تحترم وتقدر هؤلاء المهاجرين إليها وتمنحهم جميع حقوق مواطنيها الأصليين ربما أكثر، وما تمنحهم هذه الدول الكافرة! ما يزيد بأضعاف عما يحلمون به في أوطانهم المؤمنة بالله واليوم الآخر .
الأمر الآخر حتى الحيوان عندما يشعر بأن هناك خطر جسيم  يداهمه ويهدد حياته يلجأ إلى  حماية نفسه إما عن طريق الدفاع بوسائله الذاتية أو يعمد إلى تجنب الخطر بأن يتجنبه أما بالهرب من مصدر الخطر أو الاختفاء عن الأنظار لحين زواله ، فكم بالأحرى  الإنسان الذي يتميز على الحيوان بنعمة العقل والتفكير والتخطيط للمستقبل .
 لذلك نرى  أن يكف رؤسائنا وقادة أحزابنا عن مخاطبة السفارات ومسؤولي الهجرة في الدول عن نداءات الإبقاء على المسيحيين في الوطن وعدم تشجيعهم على الهجرة وأن يدعوا الناس أحراراً في اتخاذ قراراتهم عندما ينون ترك هذا الوطن المجحف بحقهم، فمن يريد أن يهاجر فاليهاجر  على بركة الله وحفظه،  ومن يريد البقاء ليبقى على الرحب والسعة ، وللأسف أن جميع من يرفض الهجرة بكتاباته الانشائية  وصراخه  المدوي على واجهات المواقع الالكترونية ، عن قلع الجذور وغيرها سأجده أول من يصل إلى الحدود لا سمح الله إذا ما أقترب منه أي خطر أو كما حصل لأبناء الموصل .
الاقتراح الثاني البديل
  برهنت الأحداث الجارية منذ عشرات السنين بأن العراق ليس ولا يمكن  أن يكون موحدا إلا بفرض نظام قسري دموي يضطهد الاقليات والمكونات قليلة العدد ويسخرها لمبادئه وتوجهاته التسلطية وبما يخدم مصالح قادته وهم كالعادة قادة من  الأكثرية، الغير المؤمنة بالتعايش المشترك والجيرة وغيرها  من المفاهيم التي تم سحقها  بأقدام  الهمج على مرآى ومسمع المنظمة الدولية المدافعة عن هذه المباديء وبمباركة الدول العظمى طبعا.
 وهناك أكثر من برهان أن ما وفرته حكومة اقليم كردستان من أمان لمواطنيها من المسيحيين والشبك والتركمان والازدين يدل بما لا يقبل الشك أن عقلية ألأخوة الكورد في التعامل مع الغير تختلف عما هي عليه في باقي مناطق العراق ، لذلك يتلخص اقتراحي هذا بإيجاد منطقة آمنة في أقليم كردستان  أو في ما تسمى المناطق المتنازع عليها ، يتجمع فيها أولا جميع المسيحيين المهجرين من مناطقهم  تتمتع  بحماية دولية  بقرار من مجلس الأمن أو أن يصار إلى تكوين قوات  من سكانها  للدفاع عنها  ودعم هذه القوات دوليا  بقرار من مجلس الأمن ،  ثم أن ننتقل إليها تدريجيا، وبموجب هذا الاقتراح سنتمكن من العيش ضمن تلك المنطقة ونستطيع المحافظة عليها بقوانا الذاتية معتمدين على أبنائنا وشبابنا في الدفاع عنها وعن وجودنا ، ولا شك أن تزدهر تلك المنطقة مع نمو سكانها بمرور الزمن والعقل الإبداعي لأبناء شعبنا كفيل بأن يبني بقعته تلك كي تكون نموذجا عصريا  ليس على صعيد العراق فحسب وإنما على صعيد بلدان الشرق الأوسط كلها،  يتمتع  ساكنيها بخصوصية قومية ودينية  وتجانس قومي وديني  . ومن أجل تنفيذ المقترح الثاني البديل أرى أن تسعى منظمات المجتمع المدني من أجل تكوين لجنة تضم  الخبراء القانونيين والمؤرخين من أبناء شعبنا من الداخل ومن أبناء جالياتنا  في خارج الوطن ، تكون من مهامها  تمثيل أبناء شعبنا أمام الهيئات  الدولية والأقليمية و  لمتابعة هذه المسألة وتقديم كل ما من شأنه تنفيذ هذا المقترح .
سجل رجاء ما يخطر ببالك إن كان لديك بديل أو حل آخر...


261
لماذا نسعى إلى تكريم سعدي المالح في عنكاوا ؟
                                                                                                                                                            بطرس نباتي
بعد وفاة الكاتب والأديب المعروف سعدي المالح والذي أُعتبر موته خسارة أكيدة للثقافة عموما وللمشهد الثقافي السرياني بشكل خاص ، وهذا ما صرح به معظم العاملين في هذا الوسط، اتجهت نية العديد من المثقفين بتسمية احد معالم عنكاوا باسمه وذلك لعدة  أسباب منها:
-1 لأنه من الكتاب البارزين وله مؤلفات عديدة من تأليف وتراجم عن الروسية وسآتي على ذكرها .
2 - معظم مؤلفاته الأدبية سواء في القصة أو في الرواية أستمد معظم ثيماتها القصصية والروائية من عنكاوا  حيث أرخ لذاكرة تكاد تندثر حتى بين أهلها الاصلاء.
3-عندما تولى مهام المدير العام للثقافة والفنون السريانية  خدم المديرية بكل جد وإخلاص ومن خلالها استطاع  ان يخدم ثقافتنا القومية وذلك بطرحه لنشاطات ثقافية متميزة يمكن للمتشكك بكلامي مراجعة كتابين صادرين عن سلسلة الثقافة السريانية بعنوان سبع سنوات من العطاء المثمر.
4- عمل في مختلف الأنشطة الثقافية منذ فترة مبكرة من حياته فقد عمل في الصحافة عندما كان محررا في جريدة التاخي وهو لم يتجاوز الثامنة عشر من عمره ثم في جريدة الراصد ثم في طريق الشعب،  قبل تعرضه للملاحقة من قبل أجهزة النظام القمعية وبعدها مارس نشاطاته الثقافية والأدبية في دول المهجر وقد تطرقت بإسهاب عن إسهاماته الثقافية في كلمة المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية بمناسبة الأربعينية .
5- خلال عمله في المديرية العامة لم يطبع لنفسه غير كتاب واحد وبعنوان ( في الثقافة السريانية ) وطبع للكتاب والمؤلفين العراقيين بدون أن يفرق بينهم على أساس ديني أو طائفي 43 مؤلفا ضمن سلسلة الثقافة السريانية ومعظم الكتب الذي ألفها بنفسه طبعها على حسابه الخاص في دور النشر العربية سواء في بيروت أو دمشق ، ومجموعتي الشعرية بعنوان ( أنا وأسراب الحمائم ) لم أطبعها أيضا ضمن هذه السلسلة وإنما طبعتها لي دار نشر تموز في دمشق ، ومجموعتي القصصية أعطيتها لوزارة الثقافة والشباب لتطبعها المديرية العامة للأعلام ولم أشأ طبعها من قبل المديرية العامة للثقافة السريانية  لفسح المجال لكتابنا للطبع على ميزانية المديرية .
6-  اصدر رواية عمكا حيث كتبت عنها العديد من الدراسات وخصصت مجلة الشرفة في ( العدد7) ملفا خاصاً، والتي يرأس تحريرها الدكتور محمد صابر عبيد والتي كانت تصدر في الموصل ،  وقد اتفق النقاد ودارسو هذه الرواية على  أن سعدي من خلال هذه الرواية أراد أن  يخلد مدينته عنكاوا التي أحبها والتي استقى معظم ثماته القصصية من خلال ما جرى فيها من أحداث ومن شخوصها ورموزها وتراثها، فخرجت عمكا كما أرادها رواية سردية استذكارية  تتناول مختلف جوانب الحياة في هذه القرية بثوب مدينة ، فعلا استطاع سعدي بملكته الأدبية الثرة وبخزينه المعرفي  أن يسموا بعنكاوا وأهلها وان يسير على خطى كبار الأدباء كديكنز  وهوكو وفيشر وغيرهم الذين خلدوا مدنهم لندن وباريس وبرلين وموسكو او داغستان بلدي  في رواية رسول حمزاتوف  أو غوركي أو الروائي العربي نجيب محفوظ في تخليده للقاهرة في روائعه الأدبية .
ولا بد لي أن أستعرض أهم مؤلفات سعدي المالح هنا، لعل الذين يشككون عن قصد أو حقد بمكانة سعدي الأدبية والثقافية أن يكفوا عن إطلاق سهامهم  المسمومة جزافاً،  وكان الحري بهم أن يواجهوه وهو على قيد الحياة ليكشف إفترآتهم ، ولا يتكلموا عنه بالسوء بعد (؟) .
ما أتمناه من هؤلاء القلة أن  يعزفوا عن مقارنة مستوياتهم الضحلة مع مستوى الفذ الذي بلغه سعدي المالح بجهوده وبإخلاصه وتفانيه في العمل الثقافي المثمر . 
رغم ذلك أقول الشجرة المثمرة لا بد أن تتلقى بعض الحصى من قبل بعض الصبية أو من بعض الأقزام  طمعا بثمارها  ويعجزون عن منالها ، كما يقول المثل .
ومن مؤلفاته:
1-    الظل الآخر لإنسان آخر مجموعة قصصية بغداد 1971
2-    مدائن الشوق والغربة مجموعة قصصية بغداد 1973
3-    إبطال قلعة الشقيف رواية وثائقية القدس 1984
4-    يوميات بيروت رواية مذكرات موسكو 1983 بالروسية
5-    حكايات من عنكاوا مجموعة قصص  اربيل 2005
6 -   الأدب العراقي في المنفى 1976-1986 دراسة نقدية موسكو1986                       
7-   مدن وحقائب قصص مختارة مونتريال كندا 1994
8-   الينابيع الأولى   .. تجربة قصصية نشرت أجزائها في الصحف والمجلات العراقية
9-    في انتظار فرج الله القهار رواية بيروت 2006.
10- الاشوريون منذ سقوط نينوى حتى دخولهم المسيحية بحث في مجلة عشتار حويوديو 1997 ستوكهولم-السويد.
11- الصحافة الكوردية  للحزب الشيوعي العراقي من 1944الى 1972 من منشورات نقابة صحفيي كوردستان اربيل 2008 .
12- في الثقافة السريانية /   متابعات نقدية  ومقالات طبعته له المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية / ضمن سلسلة  الثقافة السريانية تسلسل/ 2 مطبعة الثقافة اربيل عام 2009 .
     13- ( عمكا) رواية  طبعت في 2013  بيروت .
14- الكتب والوثائق التراثية للأقليات في العراق / طبع على نفقة منظمة الجسر الايطالية في عام 2013 باللغة الانكليزية، وكان بصدد ترجمته للغة العربية.
ترجمت معظم كتبه إلى اللغة الكوردية والسريانية 
اما ترجماته عن الروسية فهي:
1-    الاخوة والاخوات فيودور ابراموف رواية موسكو 1983
2-    بحار التايغا يوري كافليايف قصص طشقند 1983
3-    السيل الحديدي آ. سيرافيموفيتش رواية طشقند 1984
4-    كينتو ريتشي دوستيان قصص طشقند 1985
5-    ثلاث مسرحيات سوفيتية. اربوزوف سالينسكي موسكو 1986
6-   اجمل السفن يوري ريتخيو قصص طشقند 1986
7-   ناموس الخلود. نوادر دومبادزه رواية طشقند 1988
8-   ويطول اليوم اكثر من قرن. جنكيز ايتماتوف. رواية موسكو 1989
9-    ماراثون الريس. يوري يلتسن 2000
10- قصائد لاسكندر بوشكين ورسول حمزاتوف وينوتوشنكو وانا اخماتوفا ومارينا سيفتايفا واندريه فيزنسينسكي. وغيرهم
      11- قصص وقصائد مترجمة لانار رسول رضا ونوادر ومبادرة ومارينا تسفيتايفا وفاضل اسكندر من الروسية.



262
يا ليتكم كنتم بحجم ما تصرحون به 
                                         
بطرس نباتي
كي لا يزايد أحدا علينا ولا يقول بأنك خلال مقالتك  تريد أن تتملق لحكومة الأكراد كما في بعض الردود أو يرد ويقول بأنكم تريدون تسليم بلداتنا ومناطقنا إلى الكورد ،  كما نسمع ونقرأ في الطعون التي توجه سواء من بعض الكتاب في الداخل أو في الخارج  إلى كل من يقول الحقيقة عن وضعنا، وللأسف أن بعض مطلقي مثل هذه الاتهامات هم من ألأصدقاء المحبين ، وكي لا يظلوا أكثر مسجونين ومنغلقين بأحقادهم النابعة عن قراءتهم الأحادية للأحداث التاريخية .
 أقول هناك قلة من الناس وخاصة بين أبناء شعبنا قد عانوا من جراء الغبن الذي لحق بنا من قبل بعض المؤسسات والإدارات التابعة لحكومة اقليم كوردستان وخاصة في مسألة التعويضات عن الأراضي الزراعية التي فقدتها عشيرتنا و التي أستملكت  بدون أية تعويضات  للعديد من المشاريع في الاقليم ، ولا يوجد من كتب ونشر بقدر ما كتبته عن  التجاوزات هذه ، ولا زلنا نطرح العديد من هذه المشاكل على رئاسة مجلس الوزراء في اقليم كردستان من اجل إيجاد حل لها .
 رغم هذا الغبن الذي لحق بنا  إلا أنني أقولها بكل صدق وجرأة ، ليس هناك من يحمي المسيحيين  في عراق اليوم سوى أخوانهم الكورد ، وقد اثبت الكورد وبجدارة ، بأن في العراق اليوم  لا يوجد أصدقاء حقيقيين للمسيحيين غير الكورد ،  وأود أن اذكر إن كل خسائرنا  من هذا الغبن الذي ذكرته لا تساوي قطرة دم لمقاتل كردستاني يتصدى اليوم لهذه الريح الشريرة  التي تعصف بهويتنا الدينية  والقومية في  العراق.
هذه الحقيقة قد ظهرت للقاصي والداني منذ اليوم الأول الذي بدأ فيه تصفية وجود المسيحي بدءً بما تدعى اليوم بالمحافظات الشيعية مرورا  ببغداد عندما بدأت موجات من أهلنا تترك ديارها هناك مرورا بالمحافظات السنية وانتهاء بالموصل ، ولم يتبق للمسحيين في العراق ملجأ امن ليعيشوا فيه بسلام واستقرار  سوى أقليم كردستان أو الخيار الصعب والبعيد المنال أي الهجرة إلى دول أخرى،  لو كان ذلك متيسرا، وسهل الحصول عليه، هذه الحقيقة إن حاول البعض إغفالها فإما هو حاقد مزمن لا يريد أن يرى الأحداث التي تجري من حوله بمنظار اليوم، أو هو جاهل أحمق لا يريد لشعبه سوى الخراب والدمار والإبادة على أيادي الإرهاب المجرم .
منذ اليوم الأول للتعرض الذي حدث على بعض قصبات في سهل نينوى، وبالأخص تلك القذائف التي وجهت قصدا نحو بغديدا ونزوح أهلها واستضافتهم  القصيرة في عنكاوا نسمع قصصا وأخبار عما جرى وحدث في تلك الأيام، وهناك شبه إجماع على أن لولا تواجد قوات الزيرفاني والبيشمركة  في أطراف هذه القصبات لكان الإرهاب  قد احتل لا فقط هذه القصبات وحسب وإنما كان  يزحف كالجراد نحو مناطق وقصبات أخرى .
وهنا لا بد لي أن اسأل السادة  أصحاب الصولات  الاعلامية الرنانة والطنانة  في  تصريحاتهم  التي يطلقونها عبر آلاف الأميال عن بغديدا أو كرمليس او برطلة ،  أو الأخوة الآخرين الذين يصدرون تصريحاتهم النارية والاستفزازية  وينشرون صورا من الخيال عن الاعتداءات الوهمية  التي  تحدث في العالم ليلصقونها  بالمقاتلين الكورد ، لما أكتفوا  بالجلوس بعيدا  والتمتع بدفأ  الرمال الساحلية  في متنزهات العالم ، ولم يهب  احدهم للدفاع عن بغديدا ؟ لما لم يحملوا السلاح للتصدي  للخطر القادم؟ الذي لا سمح الله لو استفحل لكانت اليوم بعض حرائرنا أسيرات بيد أمراء وقادة التنظيمات الإرهابية .
سأكتفي بالرد على تصريح السادة أصحاب الردود المسيئة ، بعرض أربعة صور لشهداء من البيشمركة  الكورد الذين استشهدوا  متصدين  لذلك التعرض الذي حصل على بلداتنا في سهل نينوى وعلى مشارف بغديدا  .
 
 هؤلاء الشهداء الأربعة  فقدناهم وهم في عنفوان شبابهم، فقدتهم أسرهم محبيهم أصدقائهم ،  أحدهم كان من لا عبي كرة القدم ومن المؤكد كان له حلم بان يصبح من الآعبين المشهورين أمثال يونس محمود، أو رونالدو أو زيدان .
 هؤلاء المقاتلين ضحوا بحياتهم لأجل أن يبقى أقليم  كوردستان ومعها ما تدعى بالمناطق المتنازع عليها ،  وطنا آمنا يعيش فيه الجميع بوئام وانسجام بعيدا عن القتل والتدمير الذي طال معظم مدن العراق اليوم ، فبماذا يا ترى قد ضحى هؤلاء المنتقدون والشتامون  وهم على بعد عشرات بل الآف الأميال  من الأحداث الساخنة التي تجري على هذه الخطوط الملتهبة في الوطن؟
لا أحد ينكر ما حدث في الماضي من صراعات مريرة بين شعوب وأمم هذه المنطقة ولا أحد ينكر أيضا ما حدث من مذابح وقتل وتشريد للمسيحيين ، سواء على يد الكورد أو غيرهم ، قراءة سطحية لذلك التاريخ المتعفن تبرز وراء كل حدث منه عشرات المؤمرات والدسائس التي كانت تحيكها دوائر استخباراتية سواء للدول المجاورة أو للدول الكبرى للحفاظ على مصالحها ، و اليوم هناك عشرات الفرص أمام أبناء شعبنا  وأبناء الشعب الكوردي كي يتجاوزوا  ذلك الغسيل القذر في التاريخ والبدء  بعلاقات أخرى مشرقة تحقق السلام والاستقرار للجميع ، وأرى أن العقلية القديمة  التي شاب عليها البعض قد باتت عقيمة ولا بد للضغائن التي يحملها هذا البعض أن تتلاشى وتضمحل ليحل بدلها عقلية أخرى تدعوا للتعاون والعيش المشترك واحترام الآخر.
أما عن مقدرة أبناء شعبنا بالدفاع عن المدن والقصبات التي يشكل الأغلبية السكانية فيها ، فبتصوري أن شبابنا ليس عاجزاً عن القيام بهذا الواجب وهو أولى من غيره في القيام بالمهمات الدفاعية ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة ، كيف يتم هذا الأمر؟ هل يتم وفق سياق المعمول به في العراق اليوم أي عن طريق تكوين ميليشيات خاصة بالأحزاب؟   أو  تواجد حراسات ضعيفة للكنائس ودور العبادة لا حول لها ولا قوة ، حتى في تنفيذ بعض واجباتها الأساسية في أصول الحراسات ، فكيف يا ترى في ضل افتقارها إلى المعدات العسكرية ستتمكن من الدفاع عن بلداتها ؟ في وجه قوى مسلحة بشتى وسائل القتال عجز الجيش العراقي بمعداته الثقيلة عن الدفاع عن ثكناته وترك مواضعه في العديد من المدن والقرى في العراق .
أما نظرية المؤامرة وتقسيم العراق وغيرها من المفاهيم التي تطفوا على الساحة بعد كل هزة يتعرض لها أحلام البعض بذلك العراق المركزي المتشدد الذي أحتضن الجميع بقوة القمع وتصفية الثورات التحررية وأولها  مجزرة  سميل والثورة الكردية وصوريا وغيرها من المجازر التي راح ضحيتها خيرة أبناء المكونات الأصيلة  على مذبح وحدة العراق أرضا وشعبا وحكومة ، هذه أصبحت  من الماضي الذي يجب أن يقبر مع الأنظمة المستبدة التي حكمت العراق وبدت ثرواته على نزواتها وحروبها الصبيانية .
 وفي رأي لو كان لقيادي حزب أو فصيل سياسي رأي آخر في مسائل تهمنا  ، يتمكن عرضها من خلال ممثليه  في برلمان الإقليم بدلا من المزايدة عبر الوسائل الاعلامية  في إطلاق التهم جزافا و التي لا تصب مطلقا في مصلحة شعبنا و ليس فيها  غاية سوى تعكير أجواء الأخوة والعيش المشترك  الذي نسعى من اجل تثبيته وتطويره .



263
أدب / كم رجوتك أن تعود
« في: 17:03 07/07/2014  »


           

264


كم رجوتك ...يا سعدي ...أن  تؤجل الرحيل  (3-3
لنتعرف عن كثب على سعدي المالح


بطرس نباتي

 
نص كلمة المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية في ذكرى الاربعينية


لِما نُصر على تكريم سعدي المالح؟ 
صدمني سؤال طرحه احدهم ولا ادري ما نيته لأن بعض النيات لا يعلم بها سوى الله وحده ، قال لكل إنسان قدره وأرى انتم قد ذهبتم في تكريم هذا الرجل( أي سعدي)إلى حد ألامعقول ، وعندما ناقشته في رأيه لم أجد عنده غير مسائل شخصية محضة لا أود أصلا أن تكون مثارا للحديث أو الكتابة ، وقد أوردت بعضها في الجزء الثاني من هذه الثلاثية  على  الرابط  أدناه :
http://www.ankawa.com/index.php/ankawaforum/index.php?topic=742124.0
ومن خلال، حوارنا المقتضب  تأكد لي إلى أي مدى قد ابتعدنا عن رسالة المسيح الذي يوصينا حتى بمحبة أعدائنا ومبغضينا،أو كما يوصينا  بولس الرسول  في رسالته الأولى لكورنتوس الذي ينشد هذا النشيد الأزلي والرائع في وصف المحبة  والذي يقول في مطلعها (لو كنت أتكلم بلغات الناس والملائكة وليس عندي محبة لما كنت إلا نحاسا يطن وصنوجا يرن) أين نحن الآن من هذه الرسالة الخالدة؟ حتى الموتى في قبورهم لا يسلمو من أحقادنا وضغائننا.
ونتيجة ما  اسمعه هذه الأيام بعد رحيل سعدي  تأكَدَت  بعض شكوكي السابقة عن أسباب حرمان سعدي من العديد من حقوقه ، وأولها سلب قطعة ارض مخصصة له رسميا من قبل مجلس وزراء لأقليم كوردستان وتقسيمها بين أثنين من الغرباء .   
 ولكي أرد على هذا السؤال سأكتفي بعرض بعض المحطات الرئيسية  لحياة هذا الرجل في في كلمة المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية التي ألقيتها في كلمتي التأبينية بمناسبة أربعينية الراحل  الخبر منشور على الرابط أدناه :
http://www.ankawa.com/index.php?option=com_jfusion&Itemid=139&jfile=index.php&topic=744588.0
كي يعلم مثل هؤلاء من هو سعدي المالح ولماذا كل هذا الاحتفاء على تكريمه؟
نص كلمة المديرية العامة  للثقافة والفنون السريانية
أيها الأخوة والأخوات أعزائي الحضور...
ما كنت أتمنى أن أقف اليوم بينكم  في أربعينية  لأودع  مثقف فقدناه وهو في أوج عطائه الفكري والأدبي ، وصديقا عزيزا قضيت معه سنوات الطفولة والشباب ثم عملنا معا ضمن المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية في السنوات الأخيرة  منذ 2007ولحين رحيله .
وأود هنا أن استعرض بعض المحطات الرئيسية في حياة هذا المثقف الأصيل الذي لم يعرف التعب والملل مطلقا لحين وفاته الغير المتوقعة.
د.سعدي  المالح والرحيل المفاجيء:
مساء يوم الجمعة المصادف 30/ مايو/ 2014في تمام الساعة السابعة اتصل بي  صديقي سعدي ليخبرني بأنه يشعر بضيق في التنفس وبعد اقل من ساعة فارق الحياة وهو بين أيدينا ،   نعم ترجل فارس من فرسان الثقافة ، اختطفت يد المنون قامة عراقية عملاقة في الأدب والثقافة والفكر ألا وهو  القاص والروائي الدكتور سعدي المالح المدير العام للثقافة والفنون السريانية، سعدي يرحل بدون وداع  وبسرعة يفارق الحياة بيننا ، يا لشقائنا وتعاستنا كيف لم نستطيع إنقاذه ؟  لقد كانت وفاته المفاجئة صدمة حقيقية لنا جميعا وللوسط الثقافي العراقي وخسارة حقيقية للثقافة العراقية والكوردستانية والسريانية بشكل خاص.


بدايات مشواره الثقافي:
 ولد سعدي في عام 1951 في عائلة كادحة ، قدمت  العديد من الشهداء  كقرابين غالية على  مذبح  الحرية ، أمثال عبد الاحد المالح والدكتور الشهيد حبيب المالح والشهيد   ( صبري المالح (شقيق سعدي) منذ وقت مبكر من عمره شغف بالقراءة والتقصي في بطون الكتب  وخاصة الأدبية منها، عمل في بداية مشواره مع الكتابة في مجال الصحافة وهو لم يتجاوز الثامنة عشرة حيث تقدم للعمل ككاتب تحقيقات صحفية في جريدة التاخي والتي كان يرأس تحريرها المرحوم دارا توفيق ، يقول عنه فائق بطي (جاءنا سعدي إلى الجريدة وعملنا معا كان شابا يافعا كله نشاط وحيوية استطاع خلال أيام قليلة أن يكسب ودنا واحترامنا لشخصه ولكتاباته الجريئة الهادفة ، وقد أرتاينا بان يرأس مكتبنا الصحفي في اربيل)                                                                       
 ثم عمل في جريدة الراصد متراسا مكتبها في أربيل أيضا ، في هذه الفترة المبكرة من مشواره الأدبي في الكتابة قدم للقراء باكورة مجاميعه القصصية ، حملت عنوان ( الظل الآخر لإنسان آخر ) التي طبعها في بغداد سنة 1971،  وكان غالبا ما ينشر مقالاته وتحقيقاته الصحفية في جريدة التاخي و طريق الشعب والراصد ، ثم تلتها مجموعة قصصية أخرى بعنوان مدائن الشوق والغربة أيضا طبعها في بغداد 1973 ، تعرض مرات عديدة إلى الملاحقة من قبل الأجهزة القمعية للنظام السابق بسبب مواقفه الوطنية.

رحلته إلى الاتحاد السوفيتي:
أضطر سعدي أن يترك العراق منذ عام 1983  هربا من الملاحقة من قبل الأجهزة الأمنية آنذاك ، حيث حصل على منحة دراسية في الاتحاد السوفيتي وهناك واظب على الدراسة الجامعية بعدها حصل على الماجستير في الادب العربي ، ثم حصل على دكتوراه في علم الكلام والصوتيات ،  رغم انشغاله في تحسين مستواه العلمي والاكاديمي ، لم ينقطع سعدي عن الأدب والكتابة مطلقا فقد ترجم عشرات الكتب والمقالات من الروسية إلى العربية وبالعكس. وأثناء دراسته في موسكو عمل في إذاعة موسكو معلقا سياسيا ثم مترجما في عدد من الصحف والمجلات السوفيتيه الصادرة آنذاك بالعربية كما عمل مراسلا لعدد من الصحف والمجلات العربية في بغداد وبيروت والقاهرة ودمشق وقبرص، وخلال السنوات 1983-1987 عمل كمترجم للأدب من الروسية إلى العربية في دار قوس قزح رادوغا في موسكو ومن ثم في فرعها في طشقند (اوزبكستان) وخلال السنوات 1986-1987 عمل كأستاذ للادب العربي في كلية الدراسات الشرقية في جامعة طشقند
 بعد تخرجه قام بالتدريس في جامعة الفاتح في طرابلس كأستاذ الادب واللغة الروسية والترجمة في مركز اللغات (كلية التربية) للسنوات 1987-1989..
هجرته إلى كندا
 طلب سعدي اللجوء إلى كندا في عام 1989 ، واستقر في مونتريال  اصدر في كندا في بداية مكوثه هناك جريدة  ( المرآة ) حيث كانت تعكس واقع الجالية العراقية والعربية في ذلك البلد واستمرت بالصدور لحين تركه بلد الهجرة كندا ، واستقراره في الوطن بعد 2005 .
وفي كندا أيضا بذل جهوداَ حثيثة من اجل إصدار مجلة ثقافية فكرية باسم        ( عشتار ) حيث صدر العدد الأول  منها في سنة 1999    تخللت فترة هجرته إلى كندا محطة  أخرى وهي عمله في الامارات العربية .
آثاره الأدبية
في الامارات عمل كمستشار إعلامي في وزارة الداخلية 2003-2005  ثم  عاد إلى كندا حيث أصدر مجموعته  القصصية الأخرى بعنوان (مدن وحقائب)  يواصل مسيرته الثقافية في مونتريال ،  وليهدينا رائعته وباكورة أعماله الروائية والتي حملت عنوان      ( فرج الله القهار) في 2006  التي ترجمت إلى اللغة الكوردية والسريانية والآن تترجم إلى اللغة الانكليزية ،  والتي حضت بمجموعة كبيرة من الدراسات من قبل اكاديميين وأدباء .
ثم وظف  معظم جهوده في الفترة الأخيرة في إصدار عمل روائي آخر ألا وهو رواية   ( عمكا)  بعد صدورها في بيروت ،  كتب النقاد والدارسون عنها   دراسات أكاديمية عديدة ، وقد قال عن هذه الرواية بالذات  (أحمد الزين ) وهو روائي وصحفي لبناني أثناء احتفاء المثقفين في بيروت  بصدورها ( هذا الشخص )ويقصد سعدي (يوثق لذاكرة تكاد تندثر سواء في اللغة أو المكان أو حتى الناس )   
وقد خصصت لرواية ( عمكا) مجلة (شرفات) وهي مجلة تعني بحداثة الأدب والفن والمعرفة والتي يرأس تحريرها الدكتور محمد صابر عبيد  والتي تصدر الآن في الموصل ملفا في عددها ( السابع) حرره خيرة النقاد والاكاديميين ، تمكن سعدي من خلال رواية عمكا تخليد مدينته عنكاوا التي أحبها والتي استقى معظم ثماته القصصية من خلال أحداث ومن شخوصها ورموزها وتراثها، فخرجت عمكا كما أرادها رواية سردية استذكارية  تتناول مختلف جوانب الحياة في تلك القرية  التي حملها  في ذاكرته  وعاشت معه في مشواره الثقافي والحياتي، فعلا استطاع سعدي بما يمتلكه من مقدرة إبداعية وبخزينه الفكري أن يسموا بعنكاوا وأهلها وان يسير على خطى كبار الأدباء كديكنز  وهوكو وفيشر ورسول حمزاتوف  وغيرهم الذين خلدوا مدنهم لندن وباريس وبرلين وداغستان أو كما فعل الروائي العربي نجيب محفوظ في تخليده للقاهرة في رائعته الثلاثية  (بين القصرين وقصر الشوق والسكرية )
.
لسعدي مؤلفات عديدة أخرى منها مؤلفاته المترجمة إلى اللغة السريانية منها حكايات من عنكاوا أو روايته فرج الله القهار التي ترجمت إلى اللغة الكردية، ومؤلف  قيم حول الصحافة الكوردية للحزب الشيوعي العراقي  من 1944 ولغاية 1972 وهو من منشورات نقابة صحفي كوردستان (2008) وكتاب آخر بعنوان الثقافة السريانية  وهو عبارة عن مجموعة مقالات في الشأن الثقافي السرياني  طبع ضمن سلسلة الثقافة السريانية وكتابان آخران في الشأن القومي..
 وقد ألف  في بداية   2013وباللغة الانكليزية  كتابا طبعته منظمة ( الجسر إلى أيطاليا) على نفقتها الخاصة وهي  إحدى المنظمات العاملة في الشأن التبادل الثقافي بين العراق و ايطاليا ، وعنوانه (الكتب والوثائق التراثية للأقليات في العراق  وكان بصدد ترجمته إلى  العربية أيضا بتكليف من المنظمة ذاتها .
هذا إضافة إلى دراسات عديدة ومقالات نشرها في مجلة بانيبال وطريق الشعب والتآخي وغيرها من الصحف  والمواقع العربية والعراقية.
العودة إلى الوطن:
بعد انتفاضة آذار 1991  زار الوطن عدة مرات  هذا الوطن الذي  هجر منه قسرا وكان لا يفارق خياله  لحظة واحدة  عاد ليتمتع  بدفء  أحضان بلدته     ( عنكاوا )  التي كان قد فارقها منذ أكثر من ثلاثة عقود .
  لقد عمل سعدي بعد عودته  النهائية إلى موطنه كوردستان وإلى بلدته عنكاوا ، أولا في قناة عشتار الفضائية منذ بداية سنة 2005 ولغاية نهاية شهر تشرين الثاني 2005 استقال من القناة  ليحتل  مقعدا تدريسيا في جامعة صلاح الدين كلية الاداب لتدريس اللغة الانكليزية وكرئيس لهذا القسم ، فكان يشرف سنويا على عدة دراسات في الماجستير والدكتوراه ، ثم تم نقل خدماته كمدير عام للثقافة والفنون السريانية التابعة لوزارة الثقافة والشباب في حكومة أقليم كوردستان  في عام 2007 .
المؤتمرات التي شارك فيها :
شارك سعدي في مؤتمرات عديدة منها داخل الوطن وخارجه وألقى فيها محاضرات قيمة عن الثقافة واللغة السريانية  ، وقد وثقت المديرية العامة قسم منها ، فقد كان من المشاركين مؤتمرات ثقافية في أنكلترا وأمريكا وفرنسا وماردين في تركيا وجميع المؤتمرات والحلقات الدراسية في اربيل ودهوك والسليمانية ..
عمله في المديرية العامة للثقافة السريانية :
 في الشهر العاشر من عام 2007  وكلت إليه مهام مدير عام الثقافة والفنون السريانية ، عمل بعد أيام من تسنمه المركز على أحياء الذكرى الأربعين لوفاة الشاعر الكبير سركون بولص ثم توالت نشاطاته الثقافية  والفنية ،   بحيث لا تتسع صفحات مجلدات بكاملها كي تسع قسم منها ،   لقد تمكن سعدي بقدراته الثقافية ومهاراته وقابليته للعمل المتواصل بدون الشعور بالتعب ، في تفعيل المشهد الثقافي والفني السرياني ،  فقد استطاع من خلال نشاطاته الثقافية في تأسيس لثقافة رصينة ومنهجية وترسيخ لتقاليد ثقافية وضع اسسها سعدي من خلال عمله كمدير عام للثقافة والفنون السريانية  منذ 2006 ولحد الآن ، حيث عمل بجد على مد الجسور بين المثقفين العراقيين جميعا من خلال حلقات دراسية عن دور الكلدو اشوريين السريان في الثقافة العراقية وحلقات أخرى عن العلاقات الثقافية بين الكورد والكلدو اشوريين ، او تلك الدراسات والكتب التي عمل على طبعها من خلال سلسلة الثقافة السريانية ، وكان يبذل اهتماما متميزا بمجلة بانيبال منذ ان تولى رئاسة تحريرها فحولها إلى مجلة أكاديمية تعني بالشأن الثقافي السرياني ، في الوقت ذاته عنى بإصدار صحيفة مردوثا سورييتا ( الثقافة السريانية ) كصحيفة شهرية وملحق لمجلة بانيبال كما عمل بجد على تأسيس مديرية التراث السرياني ومتحفها واضعا تفاصيل البناء والعمارة  ولحد إكمال جميع محتوياته وهو  يحمل لمساته وتوجيهاته في جميع محتوياته ومقتنياته التراثية ، انطلاقا من حبه وحرصه على هذا التراث الثر من الضياع والاندثار، ويكفي سعدي فخرا إنه أولى  لتعليم اللغة السريانية من خلال تعضيده لدورات تعليمها في القرى والقصبات التي يتواجد فيها شعبنا ، رغم أن إقامة مثل هذه الدورات تقع ضمن عمل مديريات التعليم أو من مهام الكنائس  ..
ومن أراد أن يتعرف أكثر على عمل سعدي كمدير عام الثقافة والفنون السريانية ، ليطلع مشكورا على أنشطة المديرية العامة التي ذكر قسم منها في  كتاب صدر بجزئين ويقع في  432صفحة من الحجم الكبير وهو من إصدارات  المديرية العامة للثقافة  في سنة 2013 وعنوانه ( خمسة سنوات من الإبداع المثمر) ..

سعدي لم يعرف التعب يوما ، كان في كل صباح يوم جديد  يخرج بفكرة أو مشروع ثقافي جديد ، يحضر للمستقبل بخطوات مدروسة ، يعاونه في كل أعماله ومنجزاته الثقافية كوادر من موظفي وموظفات المديرية العامة للثقافة السريانية ومديريتي اربيل ودهوك  ومديرية التراث والمتحف السرياني ، وبمؤازرة جميع المثقفين من أبناء شعبنا  كان يتقن ويجيد  اللغات الروسية والانكليزية والفرنسية والكوردية والعربية إضافة إلى لغة الأم السريانية تحدثا وكتابة ، لقد كانت له  قابلية عجيبة على تعلم اللغات وإتقانها ..
ومن مؤلفاته:
1-    الظل الآخر لإنسان آخر مجموعة قصصية بغداد 1971
2-    مدائن الشوق والغربة مجموعة قصصية بغداد 1973
3-    إبطال قلعة الشقيف رواية وثائقية القدس 1984
4-    يوميات بيروت رواية مذكرات موسكو 1983 بالروسية
5-    حكايات من عنكاوا مجموعة قصص  اربيل 2005
6 -   الأدب العراقي في المنفى 1976-1986 دراسة نقدية موسكو1986                       
7-   مدن وحقائب قصص مختارة مونتريال كندا 1994
8-   الينابيع الأولى..تجربة قصصية نشرت أجزائها في الصحف والمجلات العراقية
9-    في انتظار فرج الله القهار رواية بيروت 2006
10- في الأصل والفصل وملاحظات أخرى اربيل 1997.
11- الكلدان من الوثنية إلى الإسلام اربيل 1998.
12- مدخل لدراسة تاريخ عنكاوا بحث في مجلة عشتار 1999 كندا .
13- الاشوريون منذ سقوط نينوى حتى دخولهم المسيحية بحث 1997 ستوكهولم-السويد.
14- الصحافة الكوردية  للحزب الشيوعي العراقي من 1944الى 1972 من منشورات نقابة صحفيي كوردستان اربيل 2008 .
15- في الثقافة السريانية /   متابعات نقدية  ومقالات طبعته له المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية / ضمن سلسلة  الثقافة السريانية تسلسل/ 2 مطبعة الثقافة اربيل عام 2009 .
     16- ( عمكا) رواية  طبعت في 2013  بيروت .
17- الكتب والوثائق التراثية للأقليات في العراق / طبع على نفقة منظمة الجسر الايطالية في عام 2013 باللغة الانكليزية، وكان بصدد ترجمته إلى الغة العربية.
ترجمت معظم كتبه إلى اللغة الكوردية والسريانية


 
اما ترجماته عن الروسية فهي:
1-    الاخوة والاخوات فيودور ابراموف رواية موسكو 1983
2-    بحار التايغا يوري كافليايف قصص طشقند 1983
3-    السيل الحديدي آ. سيرافيموفيتش رواية طشقند 1984
4-    كينتو ريتشي دوستيان قصص طشقند 1985
5-    ثلاث مسرحيات سوفيتية. اربوزوف سالينسكي موسكو 1986
6-   اجمل السفن يوري ريتخيو قصص طشقند 1986
7-   ناموس الخلود. نوادر دومبادزه رواية طشقند 1988
8-   ويطول اليوم اكثر من قرن. جنكيز ايتماتوف. رواية موسكو 1989
9-    ماراثون الريس. يوري يلتسن 2000
10- قصائد لاسكندر بوشكين ورسول حمزاتوف وينوتوشنكو وانا اخماتوفا ومارينا سيفتايفا واندريه فيزنسينسكي. وغيرهم
11- قصص وقصائد مترجمة لانار رسول رضا ونوادر ومبادرة ومارينا تسفيتايفا وفاضل اسكندر من الروسية.
للأسف  رحل سعدي قبل أوانه ،  رغم إننا لم نكن نتوقع هذا الرحيل المفاجيء الذي آلمنا جميعا ..
وداعا يا صديق عمري وداعا ..والعهد منا بأننا سنواصل ما بدأته في منجزك الثقافي وسنعمل باذلين ما بوسعنا  من أجل تنفيذ رغبتك وآمالك في تطوير وإنماء المشهد الثقافي في أقليم كوردستان والعراق عامة والسرياني بشكل خاص  ...


265
 
كم رجوتك ...يا سعدي ...أن  تؤجل الرحيل
 ألا يستحق سعدي أن يُكرَم من قبل  بلدته ( عنكاوا) ؟
 2-3




                                               
بطرس نباتي
في الأسطر الأخيرة التي كتبتها عن الراحل سعدي المالح في الجزء الأول ،  تمنيت أن تبادله عنكاوا التي أحبها حبا بحب أن تكون كريمة مع إنسان ذكرها في جل أعماله الأدبية ونشاطاته الثقافية ، عاشت عنكاوا وترعرعت في شغاف قلبه حتى الرمق الأخير ، ربما يطرح البعض سؤالا ،لما إلحاحي على هذا السؤال ؟ من خلال تجربتي مع الحياة وهي تجربة لا بأس بها ، نحن في عنكاوا وربما تتطابق الحالة عندنا مع بلدات وقصبات  أخرى  لشعبنا ، لدينا عادة سيئة جدا ألا وهي مهما بلغ عندنا الفرد من الكمال في الثقافة ومهما بلغت نتاجاته الأدبية  ابداعا ًومهما بلغ من العلم  والمعرفة ، نجده لا يقدر من أبناء جلدته  وبين أهله بقدر ما يحض  بالتقدير والاحترام من الغرباء الذين يتعرفون عليه .
 وحالة أخرى كثيرا ما نشعر بها ، لو تولى مسؤولية أحد الغرباء مهما تكن من الهزالة والضعف،  نكن له احتراما وتقديرا أضعاف مضاعفة لمن يتولى مسؤولية حتى لو فاقت بأضعاف عن مسؤولية ذلك الغريب،  وقد جاء في الإنجيل المقدس على لسان مخلصنا يسوع المسيح ،  بهذا الصدد : بأن ليس هناك نبي مكرم في قومه .  سعدي المالح كنت خلال رفقتي معه أشاهد مدى تكريمه من قبل أناس من خارج عنكاوا  ، ولكن للأسف من عنكاوا لم ألمس إلا القدر الضئيل من المحبة والعرفان بالجميل تجاهه ، أقولها آسفا ، ولا ادري ما السبب الرجل من عائلة  كادحة ومناضلة قدمت خيرة أبنائها على مذبح الحرية ، عبدالأحد المالح وحبيب المالح وشقيقه الشهيد الشاب صبري المالح ،ومنذ مرحلة الشباب تعرض هو وذويه إلى مختلف أشكال المضايقة على أيدي جلاوزة النظام الفاشي السابق .
 كان البعض ممن هم بعيدين عن الوسط الثقافي أو من الطارئين عليه في جلساتهم يؤذون سعدي بأحاديثهم التي لا تجدي ،  وللأسف كانت مثل هذه الأحاديث تجري في بعض المنتديات التي من المفروض أن لا يتناول فيها غير شؤون وشجون ثقافية ، وهناك أيضا من كان بمناسبة أو من غيرها يحاول جاهدا الإساءة إليه  حتى عند بعض المسؤولين ، بقصد أن يتولى أحد هؤلاء أدعياء الثقافة منصبا أو يحل مكانه ،  وقد وصفهم الصديق صباح  هرمز في مرثيته( قم يا سعدي لتردع هؤلاء الأقزام )  لا ادري ان كان سعدي قد عانى في حياته من بعض هؤلاء الأقزام لا ادري كيف يا ترى سيردعهم بعد وفاته .
هؤلاء الذين كانوا يسيئون إلى سعدي  في الوقت ذاته كانوا  يتغاضون  أو يتجاهلون عن قصد عما قدمه من خدمات للمشهد  الثقافي السرياني ، وما  كتبه عن عنكاوا في مؤلفاته  ، حتى انه  خصص  لكل واحد من أهلها  حصة في نتاجاته الأدبية ،فلو قرأ أحد من هؤلاء عمكا لوجد قصة أو حكاية جميلة أما عنه أو عن والده أو عن أحد أبناء عشيرته ،  مؤلفات سعدي مثل عمكا وروايته ( في انتظار فرج الله القهار) وحكايات  من عنكاوا ، وتجربته القصصية في ( الينابيع الأولى)  وأخرى غيرها التي سنأتي على ذكرها في الجزء الأخير من هذه الاستذكارات ،  استمد معظم  ثيماتها من بلدته ( عنكاوا)  ولا زالت مرتكزا للعديد من الدراسات  والبحوث النقدية والأدبية  ورواية ( عمكا)  بحد ذاتها اعتبرها كبار النقاد من الروايات ما بعد الحداثة ، لكونه قد كتب بصدق وعن شعور بالانتماء الحقيقي والأكيد لعنكاوا ولتربتها التي أحبها كثيرا ، لقد حقق لبلدته عنكاوا خاصة ولمجمل الحياة الثقافية في بلدات شعبنا وقصباته الشيء الكثير .
يا ترى بعد كل هذا الكرم وهذا العطاء ،  وعرفانا بجميل سعدي  ومكانته  الثقافية  المتميزة ، سيفكر المسؤولين في عنكاوا على تكريم سعدي المالح  بتسمية إحدى شوارع البلدة أو إحدى محلاتها باسمه ليخلد اسمه في عنكاوا التي أحبها ، تكريما  لهذا الرجل الذي رفع أسم عمكا( عنكاوا )  عاليا في جميع محطات حياته.
   بعد أن نالت عنكاوا حصتها من أنشطة ثقافية ، انطلقت المديرية العامة  بقيادته لتحتفي بمدن أخرى مثل القوش التي عقدنا فيها مؤتمرا ثقافيا ، تم خلاله تكريم عدد من مثقفيها  ، وكذلك بخديدا التي احتفينا بها في العام الماضي وعقدنا فيها أسبوعا ثقافيا ، أطلق عليها سعدي ، عاصمة الثقافة السريانية ، وفي شقلاوا وكويسنجق ودهوك وغيرها ، كان سعدي يخطط ليكون لجميع المناطق التي يتواجد فيها شعبنا، حصة في المشهد الثقافي والفني السرياني .
كان سعدي يتألم من حالة التشرذم وتعدد المراكز في المشهد الثقافي السرياني،وكان يتوق دائما إلى لملمة الصفوف ورص طاقات مثقفينا لزجها في خدمة ثقافة شعبنا، وحرصه هذا كان سببا للعديد من الصعوبات والعراقيل التي كان البعض يضعها أمام مسيرة التوحد ، ليس من أجل الخدمة العامة بل من اجل الاحتفاظ بالمركز المتقدم أو بعض مصالحهم الآنية.
منذ تسنمه منصب مدير عام الثقافة السريانية ولحين رحيله المفاجيء ، ابتعد عن جعل المديرية منبرا لهذه الجهة أو تلك ووقف مع الجميع على خط متواز واحد لم يفرق بين طوائف شعبنا مطلقا ، كانت المديرية العامة منبرا للكل بدون تمييزأو استثناء.
كان يؤمن بأن التاريخ ظلم شعبنا ، وان المثقفين العراقيين بجميع اتجاهاتهم لم ينصفوا في كتاباتهم شعبنا وتطلعاته  في العيش  الكريم والاحتفاظ بخصوصيته القومية والدينية ،  لذلك عمل بجد على إظهار مدى مساهمتنا  في تطوير وإنماء الثقافة العراقية من خلال ما كان يقترحه من مؤتمرات وحلقات دراسية حول دور السريان في الثقافة العراقية أو من خلال مؤتمرات عن روابط الكورد والكلدو اشوريين السريان ، والتي حرص على أن تعاد كل سنة وبنفس الأيام التي كان يخصصها لها .
لقد خسرت الأوساط الثقافية السريانية أولا كاتبا وأديبا ومدبرا، كما خسر الوسط الثقافي العراقي بشكل عام سعدي المالح كصديق حميم لكافة الأدباء من الكورد والعرب والتركمان .
 

266
                كم رجوتك ...يا سعدي ...أن  تؤجل الرحيل

                                              بطرس نباتي
                                       1-3
أنت الذي لم تسعك الدنيا كلها   
 كيف  سيضمك هذا  القبر ؟   
همست لك..  حينما تدليت بحبل الأبدية
نحو  العالم السفلي
راجيا  أن تعود
لعازر ليس بأقوى منك
حينما خرج من  أكفانه
ممزقا صمت القبور
اخرج  .. تمرد . قم يا صديقي ..قم ..
أن لم يكن  اليوم
قم  مع دموزي ...حينما تورق الكروم
عندما تجف الدموع في المآقي الحزينة ،عندما يطفح القلب بالمشاعر الجياشة لا يجد الكاتب من سبل التعبير ليفصح عما  تعج به ذاته من عواطف جياشة  وما تغمر نفسه من عواصف تقودها سحابة كئيبة قاتمة ، غير الورق ليطرح عليها بعض شحنات آلامه وأوجاعه .
 كنت قد رسمت صورة أخرى تشائمية للمستقبل ، منذ  أن أُجريت لي العملية الجراحية في برلين ، تحت إلحاح شديد من سعدي  طبعا ، لم أتردد  يوما أن أفصح بكل شيء أمامه فقد كان خير منبر للإعتراف  بالخطايا التي كنت ارتكبها، أو تلك التي أود اقترافها، كنت اكشف له عن أدق أسراري  أستشيره  في كل الأمور .
 أليس هو الذي  عرف وخبر كل شيء
 أليس هو الذي جاب المدن البعيدة
 وتعرف على كل خباياها وجاءنا منها بأخبار كنا نجهلها ..
  اتخذته  منبر اعترافاتي  منذ أن ارتكبنا الهفوة الأولى       
   كما كنت منبره في كل الخبايا
  حينما  كنت  أرى نفسي تتلاطمها الأمواج
التجأ  تارة إلى صدره لأفضح له  أسراري وخطاياي
وتارة أخرى يأتي ليتوسد صدري
ليبوح لي  بما يؤلمه  من الخفايا  والأسرار.
قبل سفره إلى بيروت للعلاج ، همس في أذني لو امتد العمر بنا خمسة أو ستة أعوام أخرى ماذا ستفعل بهم؟  أجبته فورا ، سأطبع مجموعتي القصصية والمجموعة الشعرية السريانية وسأجمع بعض مما كتبته في الصحف من مقالات أدبية ودراسات في كتاب ، وربما يا صديقي سأكمل دراسة القانون ، ردد جملته السابقة التي كان يطلقها  ضاحكا ، حين التحاقي بدراسة القانون      ( بعد ما شاب ودو للكتاب)  قال: هذا كله جيد ، كررت عليه نفس السؤال  وأنت  ماذا ستفعل؟  قال :لي مشاريع أدبية كبيرة تنتظرني أخاف أن لا يكون لي متسعا لإكمالها .
 في مقدمة أولوياتي ، هذا الإلآه الجميل( شربل)  ، إنه ذكي جدا وسأجعله يحيا ويتنفس بين الكتب والعلوم ، وسأتفرغ لكتابة  رواية أخرى وضعت الخطوط الرئيسية لإكمالها وكلها مرسومة هنا ( مشير إلى رأسه ) وعلى الورق أيضا ، قلت له وماذا أيضا ؟ سأعقبها برواية أخرى ، ثم  ألا ترى أننا منشغلون جدا بالمشاريع الثقافية للمديرية العامة من بناء قاعة  والتحضير للمؤتمرات والحلقات الدراسية وغيرها ، قلت له صائحا : الا تتعب أنت ؟ وهل تجد بان  هذه السنوات القلية كافية  لكل هذا المنجز؟ ، أجاب  ربما إذا ما  قدر لنا البقاء ، ضحكت وقلت، لك ..سأضمانها ..ربما سأزيد عليها  ... أما لي فالشكوك تراودني .....
سعدي منذ أن ولد  أبنه شربل  وضع في هذا الإلاه  الجميل ... إلاه  أربل  كما ندعوه .. كل أماله وأمانيه ، أعتبره  عصارة روحه  ، علمه كل شيء من الحروف والأرقام بالانكليزية إلى استخدام  اعقد الالكترونيات ،  وهو طفل لم يتجاوز غير الثالثة  من  عمره  ، كنا نسميه الطفل المعجزة، وانه لمعجزة حقا.
إلى أين عزمت  الرحيل يا صديقي ؟
 كيف طاوعك قلبك الكبير؟
كنتُ  ولازلتُ على يقين
بأنك لو تركت كل شيء
أو أجبرت على الرحيل
فانك ستعود يوما
لأنك من المحال
أن تترك شربل حائرا
يطرح علينا سؤالاَ تلو سؤال
لم يكن ينادي زوجته باسمها مطلقا كان يدعوها ( عزيزتا) ولم يكن يجد راحة إلا عندما كان إلى جانبها كان يقول: عندما اشعر بتعب من الكتابة أو أعود من رحلة مضنية ،  لا أشعر بالراحة والأمان،  إلا  بعد أن أحط الرحال في مرفئي ( بربارا)  أشعر بأني استرد ذاتي من بين كفي هذه المرأة الطيبة والعظيمة .
كنت أقول له لما لا... إنها  خير هدية من  (بربارا)  قديسة كرمليس لك  لترتاح بين راحتيها ، بعد رحلتك المضنية مع الحياة...
 سعدي أحب الحياة  بقوة وأحب في الحياة تلك القرية التي ترعرع فيها وتركها لمدة  أربعة عقود  وعاد إليها ، وما أن وصلها لأول مرة بعد الانتفاضة أوقف العجلة  التي كانت تقله مستفسرا من أهلها أين يقع دارهم القديمة ؟ لكون كل ما في تلك القرية قد تغير .
أحب بعمق قريته وناسها كتب عنهم رواية عمكا مستذكرا كل تفاصيل حياة تلك القرية  التي كانت تحتل تلافيف ذاكرته وأراد  تخليدها بعمل أدبي لا زال يثير العديد من الدراسات والبحوث  والاستقصاء .
أحب موسكو بثلوجها وعطائها الفكري ومعها أحب جميع البلدات السوفيتية السابقة كان يتحدث عن  آثار وكتابات الكتاب والأدباء السوفيت   كما يتحدث عن أصدقائه ومقربيه  ،  كان سخيا  في معاملته مع أصدقائه ومحبيه يبذل كل ما في وسعه من اجل راحتهم  ، كان يرافق معظم الادباء والمفكرين العراقيين في حلهم وترحالهم ، يعرفهم على المراكز الثقافية ودور العلم  والمعرفة  ، مرة رافق الشاعر الكبير الجواهري في موسكو عندما زارها لأول مرة ، كان حريصا على تنظيم منهاج يليق بالشاعر ، قال سعدي : مرة دخلنا متجرا ، وكانت هناك صبية روسية غاية في الجمال وقف الشاعر مندهشا بجمالها ، ثم نظم شطرا من بيت شعري  بوصفها ، سألت الفتاة سعدي بالروسية من يكون هذا الرجل؟، أجابها أنه بوشكين العرب، ضحك جواهري الكبير عندما عرف ماذا قال لها سعدي وأخذ يردد للصبية وبالعربية ، نعم إنه محق فأنا جواهري العرب، بهذه الأساليب الجميلة الرائعة كان سعدي يتعامل مع كبار الأدباء والمفكرين ..
مرة كنا في طريقنا إلى دهوك وفي الطريق قص لي  موقفا  جميلا حدث معه في موسكو عندما كان طالبا اعتبره سرا من أسراره  وكنت أصغي إليه بانتباه  وتركيز ، وعندما فرغ من حديثه  ، كنا على مشارف المدينة قلت له والله إنها قصة قصيرة ورائعة سأضمها إلى مجموعتي القصصية ، ماذا تقول ؟، قال إياك أن تفعل.. لأني نويت أن أقدمها لقرائي بنفسي  ، ولكنه عزف عن تقديمها في أي من أعماله الأدبية  ...
تعرف من خلاله رحلاته  إلى العديد من بلدان العالم ،على معظم كتاب ومفكري الوطن العربي سواء من هم في الداخل أو في المهاجر  ، لم يكن إلا نادرا أن التقينا بأديب أو مفكر ولم يأت لتحيته ومعانقته ، والجلوس معه ليتذكرا معا بعض المحطات التي التقيا ويجتران الذكريات القديمة .
 كنا في بيروت ،قادني إلى أماكن يعرفها لأنه كان يعيش فيها إبان الحرب اللبنانية وأخذ يشرح لي كيف كانت الطائرات الاسرائيلية تقصف هذه الأماكن ويعين أماكن سقوط الصواريخ والقنابل ، ويقول تحت هذا الجدار احتميت  وتحت هذه السقيفة المنهارة بقيت يوما كاملا وفي مقر الحزب الشيوعي اللبناني بقيت محاصرا لمدة  عشرة أيام بالكاد كان يصل إلينا الخبز أو الماء .
في بيروت كان دائم الالتقاء برجال الدين الموارنة وغيرهم ، كانوا يكنون له الحب والاحترام الشديدين ، كان حريصا على أن يزور صديقنا حبيب افرام كل صباح في الرابطة السريانية ببيروت ثم ننطلق من هناك لمواصلة جولتنا في المكتبات والجامعات نجمع الكتب لتأسيس المكتبة السريانية التابعة للمديرية العامة للثقافة السريانية والتي تضم أكثر من 4000 عنواناً من كتب تخص ثقافتنا السريانية  ،  كلما كان يلتقي بشخصية أدبية كانت تثمر عن مشروع ثقافي لخدمة الثقافة السريانية ، التقينا بالأب عبدو بدوي الذي كان صديقه  منذ زمن بعيد  وطلب منه أن يتحف مديريتنا  بإيقونات التي كان بارعا في رسمها  للمديرية العامة  وهكذا أصبحت مسألة الايقونات شاغله في تلك لأيام  لحين أن حصل على معظم  نتاجات الأب بدوي ،    كنا  نتحدث مع أدباء ومثقفي لبنان عن شؤون وشجون ثقافتنا القومية ، وجل عمله ولقائه كان يتركز في كيفية النهوض بثقافتنا وتراثنا ويزيل عنهما تراكمات  الماضي وسلبياته .
في حلب كان محوراً لجميع النقاشات  الدائرة حول إعلام شعبنا  أو مع أدباء وأعلامي سوريا الذين كنا نلتقيهم سواء في دار المطرانية للسريان الارثوذوكس أو في المراكز والمنتديات الثقافية ، الكل كان يعرف من هو سعدي المالح ... جميع من كنا نلاقيهم كانوا يرحبون به باسمه ولقبه وكانوا يدعونه ( قامة مشرقة للفكر العراقي المتجدد) ..
في  اليوم الثاني من افتتاح معرض الكتاب الدولي في اربيل ، كنا أنا وصديقنا صباح الشاني نسير معه لشراء الكتب وفي إحدى الأكشاك وقفنا نقرأ العناوين ، وإذا بشخص وقف مقابل سعدي مشيرا إليه وكأنه يعرفه ، قال لي من هو هذا الأستاذ ؟ كأني أعرفه ..أو مر بذاكرتي،  قلت له:  إنه الدكتور سعدي قال سعدي المالح تقدم إليه معانقا مقدما نفسه بأنه أديب من البصرة الفيحاء وانه  مسرور جدا ، لكونه يلتقي بالدكتور وهو قامة عراقية مشرقة في الأدب والفكر وهو فخر العراقيين جميعاً..
 هكذا كان سعدي بين الأدباء والكتاب العراقيين والعرب  بهذه الأوصاف الرائعة كان  الأدباء والمفكرون العراقيين والعرب يصفونه ، فهل يا ترى عندما عاد إلى خاصته ؟، إلى القرية التي أحبها ، وجعل  اسمها  ورموزها  وتاريخها ، تحتل معظم مؤلفاته ونتاجه  الأدبي والفكري  ، هل هذه المدينة التي عاشت بين تلافيف ذاكرته وبين شغاف قلبه ، أعطته أو بادلته ولو قليلا من العرفان بالجميل ؟ إنه سؤال أطرحه على الذين عرفوا سعدي عن كثب ، وربما   سيكون  لي وقفة أخرى للإجابة عليه ..   

 






267
نصير بويا وكامل كوندا وأخي لويس كما عرفتهم

بطرس نباتي
هؤلاء الشباب المتحمسون جدا للأفكار والطروحات القومية إبان نهاية السبعينيات و الثمانينيات هم من عنكاوا ، بلدتي كانت تعج بالأفكار الماركسية التي كنا نروجها وندعو لها منذ السبعينيات من القرن الماضي ،  حتى هناك مقولة كانت  مشهورة ورائجة إبان منذ إنقلاب شباط 63 لأحد آمري الحرس القومي  حيث كان يقول ( هؤلاء النغولة  حتى دجاجاتهم شيوعين  ويبضون بيض أحمر  بدل  الابيض) ..
 كنا نتلقى هذه المباديء عبر ما كنا مولعين به من مطالعة الكتب ، مختلف الكتب  والتي كانت تملأ مكاتباتنا الخاصة ، إلى جانب ذلك تواجد أيضا من كان يدعو للكوردايتي ، وآخرون يدعون بصوت خافت وبحياء إلى تبني المشروع البعثي المتولد من رحم سلطة غاشمة ، تسلط هؤلاء بقوة زمرهم الأمنية والمخابراتية وخاصة بعد اتفاقية الجزائر المشئومة، فانطلقت هذه  دوائرها تسحق  كل من يرفض أو يقف ضد المشروع البعثي بتعريب المنطقة .
 في السبعينيات كان نشاطنا من خلال المسرح  أولا ولكن بعد أن شارفت على الانتهاء  تمرينات مسرحية ( برناشا)( الانسان) باللغة السورث من إعداد المرحوم جورج هرمز الشاني ، شقيق صديقنا صباح الشاني ،تم استدعائنا من قبل دائرة الأمن وتبليغنا بمعارضتهم عرضها  لكونها مسرحية شيوعية وجميع العاملين بها من مؤلف ومخرج وممثلين هم من المنتمين إلى الحزب الشيوعي العراقي أو هم من اتحاد العام لطلبة العراق ، وهكذا تمت محاربتنا منذ ذلك التاريخ، انتهاء بالحملة الغاشمة بتوقيع البراءة من الافكار الشيوعية  ، بعد انتفاضة آذار اكتشفنا  وثيقة دامغة  خرجت متعافية من بين رماد أوراق مديرية امن عنكاوا  نسخة من مسرحيتنا وأحدهم أي (ابن حلال) قد كتب عليها ( على الصفحة الأولى منها) ملاحظة :المسرحية شيوعية والعاملين فيها شيوعيين  مذيلا ذلك بتوقيعه وبخط يده ، وهكذا وبجرة قلم قضى هذا ( الابن الحلال ) على آمالنا في تكوين نواة للمسرح السورث في عنكاوا .
بعد هذا العمل الشائن  اعتزالنا مرغمين كل نشاط  له صلة عن قرب أو عن بعد بالثقافة ..
 إبان نهاية السبعينيات و الثمانينيات هؤلاء الشباب الثلاثة وغيرهم  الذين  لم يسعفني الحظ  للألتقاء بهم للأسف  كانوا متحمسين جدا للأفكار القومية وهم من عنكاوا ، وجدت عندهم حبا وتعلقا بلغتهم (الكلدايا)، وبرموزنا القومية وتراثنا العنكاوي .
 كان نصير شاعرا يكتب بلغة السورث ، وكامل كثير القراءة والاستماع والدخول في مناقشات والاستفادة منها ، ولويس كان مواظبا  على تعلم اللغة الأم وتعليمها في الدورات الصيفية للكبار ، غالبا تواجدوا  مع أخي لويس في دارنا ، كانوا يواجهونني بأني رغم معرفتي ودرايتي  بلغتنا كلدايا  إلا أنني لا أخدم قوميتي وشعبي من خلال عملي سواء في الصحافة أو الفن أو الأدب ، هؤلاء من ضمن الشباب العاملين  في الأنشطة العلمانية والشبابية من خلال الكنيسة كانوا يزاولون نشاطهم الديني و الثقافي القومي معا .
 المرحوم نصير بويا توفي في لندن في ظرف غامض،  كان يكتب الشعر وبعض الخواطر والذكريات ، وكنتُ عندما  أقرأ له أبيات جميلة ، أعبر له عن مشاعري تجاه ما يكتب تارة أستحسن ما يكتب وتارة  أنتقد شعره لكون بعض أبياته تجري وفق وزن سرعان ما يفقده في أبيات أخرى فيقوم بتدارك ذلك بتصحيحه، ولا زلت أطالب بمسوداته الشعرية  لطبعها ، ولكن للأسف لم أعثر عليها لحد الآن  .
كامل وبتعضيد من لويس كان معتادا على المشاكسة  فكان غالبا ما يسمعني كلاما كنت أعتبره حينذاك تعصبا لقومية أو رفضا لمبدأ ترعرعنا  عليه نحن أبناء جيل آخر مختلف عن جيلهم  كان كلامه عني..  بأنني رغم قربي من الأفكار القومية وتشبعي بالمحبة والتعلق المطلق بلغتي  ( كلديتا) إلا أنني بعيد عن هموم شعبي لكوني أعيش تحت مظلة كبرى تدعى الأممية  وهذه ومركز هذه المظلة تبعد عن قريتي آلاف الكيلومترات .
اليوم عندما أعود إلى ذاتي أرى مصداقية في مواقف وأراء هؤلاء الشباب حينذاك رغم طروحاتهم البسيطة التي لم تتجاوز حدود مدينتي المتواضعة، فهذا الشعب المستَلب لحقوقه في أرضه ، الأصيل بوجوده ، والمُدَمر منذ قرون عديدة على أيادي الغرباء وبمؤمرات الدول الكبرى ومصالحها ، ألم يكن يستحق منا ونحن أبناءه أن نقرأ جزء من النكبات التي لحقت به؟ ، ألم يستحق منا  أن نكتب عن  بعض آلامه ومعاناته؟ وأن نكتب عنه كما نفعل اليوم بعد أن عرفنا وعن كثب ما علينا فعله وما علينا تأديته لشعبنا وخاصة عبر المشهد الثقافي والفني والكتابة والأدب.
الثلاثة ومعهم العديد من شبابنا لم يتلوثوا بروث البعث مطلقا كما تلوث غيرهم ، رغم عدم انتمائهم إلى الأحزاب العاملة سواء بالسر أو بالعلن إلا أنهم كانوا قوميين محبين للغتهم ولثقافتهم، يمارسون طقوسهم وواجباتهم تجاه أبناء شعبهم بمنتهى الحرص.
 اليوم  بعد أن تكاثر حاملي الفكر القومي ربما المؤمنين القدامى كهؤلاء الثلاثة يقعون تحت الذم  والكتابة  الشائنة لبعض القوميين الجدد الراكبين موجة الأفكار التي تدعي القومية  جزافاً  بينما  في دواخلها حقد على كل ما هو قومي وهي بعيدة كل البعد عن كل ما يخدم المفاهيم  القومية ورموزها   ، إنها شهادة حق يجب ان تقال  بحق هؤلاء الثلاثة الذين عرفتهم عن كثب والعديد غيرهم من شباب الاتحاد العام لطلبة العراق وأعضاء في الحزب الشيوعي العراقي، الذين زاملتهم لقرنين أو أكثر إنهم في كل يوم وكل ساعة كانت تمر كانوا مستعدين للموت وللتضحية بأنفسهم على أيادي جلاوزة  منتسبي الدوائر الأمنية وأدلائهم ، من أجل مبادئهم السامية التي آمنوا بها وحملوها....     

268
الانتماء إلى الوطن في روايات اليهود العراقيين

بطرس نباتي

تتسم روايات الكتاب اليهود العراقيين بالشعور العميق بالانتماء الوطني وبتعلقهم المستميت بما اكتنزت ذاكرتهم من رموز وأحداث  استمدوها  من خلال عيشهم في المدن والقرى التي كانوا جزءً منها  لحين فراقهم لها وعلى مضض ، وهذا إن دل على شيء فأنه يدل على بقائهم مخلصين لهذا الوطن الذي لم يقدم أبناءه للأسف ما كان يجب أن يلاقيه هؤلاء الموطنين الأصلاء  .
التاجر شليمو الكتاني الكردي بطل رواية( شلومو الكردي ،انا والزمن) للروائي سمير النقاش ، شلومو بطل الرواية  من خلال  ما يرويه عن نفسه ، لا يتذكر لا هو ولا اجداده القدامى متى سكنوا في موطنهم هذا .
 ويقول  على لسان بطل الرواية " لربما نحن هنا قبل ان تخلق هذه الجبال" ويقول ايضا في موضع اخر " بيد اني كردي وعنيد ،ان جسمي الفارع الهائل سروة منتصبة نشأت على ارض كردستان بلوطة لن تقصمها اعتى زوابع الكون وجناني قد من صخر بلد نشأت في احضانه فهو ليس برعديد  انه لا يخفق خوفا بل حنقا على هذا الظالم المعتوه الجالس على عرشه يتلاعب برقاب رعيته ويطوح بها بغير حق"
ألا يكفي بعد هذا الاعتراف الضمني بالانتماء إلى الوطن والتعلق به أن نفكر ولو قليلا بإنصاف من نعتهم بعض السياسيين والمؤرخين المؤدلجين بأنهم كانوا خونة للوطن وجواسيس وغيرها من التهم . 
 يعمد النقاش إلى أسلوب  تقديم ما يحيط  بشخوص روايته  بأسلوب الكشف التدريجي سواء عن طريق الحوار أو المنلوج الداخلي ، ليكتشف المتلقي  بنفسه ما يحيط  بحياة  اليهود ومدى تفاعلهم مع المحيط الاجتماعي والبيئي لهذه الشخوص .
فعن  حياة  بطل روايته  التاجر شليمو الكتاني فهو  شخص يهودي  يشتغل بالتجارة  بين أيران والعراق والهند  مشاركا أحد التجار الكورد  الأيرانيين بكافة أعمال التجارة وما تقتضيه من السفر والترحال سواء عبر البر أو البحر ، شليمو كتاني بطل الرواية  يدعوه الراوي ب شليمو كتاني  الكردي يتقاسم في وطنه  العيش  و السكن مع أخيه الكردي المسلم في صابلاخ(ايران)إلى حين تركها لها و تهجيره منها قسرا بعد سلسلة من المعارك الشرسة بين روسيا القيصرية والجيش التركي أبان الحرب العالمية الاولى ، لوقوع هذه المناطق في سلسلة حلقات التآمر الدولي وعندما نزوحه عنها  مرغما  مع أفراد عائلته  يتجه صوب بغداد ليتخذ منها ملاذا امنا له ولعائلته الى حين يضطر الى هجرها هو وأقرباؤه ،بفعل المذابح التي نصبها بعض سكان الريف عندما استباحوا بغداد للتنكيل باليهود.
يتناول الرائي  في رواية شليمو الكردي  تلك الأحداث  التي وقعت في شهر  ايار عام 1941 وما اطلق عليه ايام الفرهود ، والتي دفعت بأبناء هذا المكون العراقي  ، تحت وطأة الاضطهادات  تارة وبالأغراء بالهجرة  إلى الوطن قومي الموعود تارة  أخرى  إلى الهجرة وترك وطنها.
 أحداث ما دعي ب  الفرهود يتناولها روائي آخر هو  اليهودي العراقي نعيم قطان  في روايته   (وداعا بابل)  حيث يقدم وبأسهاب تفاصيل وحيثيات هذا الحدث.
 يقول على لسان بطل روايته نسيم " سمع البدو النداء وكانوا على اتم الاستعداد وهكذا اخلى القانون المكان للغريزة كل شيء مسموح به الان وهاهم يعودون الى طقوسهم القديمة" ويذكر في ذات الحادث "زحفوا على المدينة المباحة المسلمة الى رغباتهم الدفينة " ومن الضحية ياترى يقول" سيكون اليهود ضحية الجوع المكبوت وهذا الظمأ المدمر من بعيد كنا نسمع طلقات النار تقترب وكان الحريق يحتل مساحات جديدة " وعن تقدمهم لأستباحة بغداد بدأ من حي ابو سيفين  الاكثر الاحياء فقرا ثم سوق حنون والشورجة  وعقد النصارى حيث تم عبوره بسرعة، وشارع الرشيد  وحي السنك  والبتاوين والباب الشرقي وغيرها من محلات بغداد التي يصف ما يحدث فيه من مجازر وحشية بحق هؤلاء والذنب الذي يعاقبون عليه فقط لكونهم يهوداً، وفي هذا الفرهود أستثني  المسيحيين منها تلك المرة ،لأسباب لم يتناولها في الرواية.                   
هل فكرنا يوما ،من هم السكان الاصليون لهذا الوطن ، المؤرخون يقولون حسب التسلسل التاريخي ، أنهم السومريون  ، ثم البابليون ثم الاشوريون ،ولكن المخفي من التاريخ والذي يخشى معظم المؤرخين، من البوح به حتى مع أنفسهم وهو القول أن اليهود الذين جلبهم ملوك بابل في السبي الاول والثاني ، هم السكان الاصلاء لهذا البلد هؤلاء اليهود يرجع تاريخهم الى اكثر من 4000 سنة قبل الميلاد ومن هؤلاء انبثق بعض الانبياء كنبي يونس ونبي ناحوم ، الا يستحقون اذن التفاخرفي كتاباتهم ورواياتهم بأنهم على الأقل ، من سكان العراق القدامى وان أمتدادهم التاريخي يعود الى بابل واشور؟ فأيام السبي الاول يعود الى تلك الفترات التاريخية ، وأن المؤامرات الدولية هي التي فصلتهم عن وطنهم الأصلي العراق ، رغما عنهم، ليسكنوا في وطن بديل ، وهذا الوطن البديل لم يقدم لهم سوى تفجير مشاكل دولية وإقليمية ، كانت نتائجها حروب عديدة مدمرة للمنطقة بأسرها ولكن ما يحير الانسان المتابع الذي يستقريء الحالة العراقية ، وقوع هذه الجرائم أي جرائم تهجير وتقتيل المسيحيين والصابئة واليزيدين وغيرهم (ممن يطلق عليهم الاقليات)، نسبة الى تناقص عددهم نتيجة عدم تقبل القوميات والقوى المحيطة بهم لمبدأ التعايش السلمي والتعدد القومي والمذهبي وغيرها من مباديء الديموقراطية ، أذن من حدة الاحداث التي نشهدها ومن تراكم التجارب التي مرت ، يظهر باننا سنشهد تهجيراً جماعياً اخر أكثر قسوة مما حدث في الماضي ،ولكن مع ذلك يمكن ايقافه أو الحد من اثاره لو أستطاعت القوى العلمانية وبعض القوى القومية والاسلامية غير السياسية سواء من الشيعة او من السنة، في توحيد جهودها للحد من الاثار السيئة التي خلفها التيار الاسلامي السياسي المتشدد داخل المجتمع العراقي.

269
القانون الجعفري في مناظرة تحليلية بأربيل
                                               
بطرس نباتي
كنت من بين الحضور ضمن فعاليات معرض اربيل الدولي للكتاب في دورته التاسعة أقيمت اليوم الخميس10/4/2014م مناظرة تحليلية حول (مشروع القانون الجعفري بين مؤيد ومعارض) بين الدكتور عمار طعمة رئيس كتلة الفضيلة النيابية والقاضي رحيم العكيلي وأستاذ علم الاجتماع الدكتور فارس كمال نظمي وقدمها الأستاذ الإعلامي عماد الخفاجي وبحضور نائب الممثل الخاص للأمم المتحدة في العراق السيد جورجي بوستن ومنظمات الدفاع عن حقوق المرأة وشخصيات ثقافية واجتماعية مهمة وأعضاء من بعثة الأمم المتحدة في العراق وعدد من ممثلي المنظمات النسوية العاملة في إقليم كردستان ، ويبدوا أن هذه المحاضرة كانت الثانية حول نفس المشروع ، ومنذ سن مسودة المشروع الجعفري جرت نقاشات عديدة من هذا النوع حوله بين مؤيديه ومعارضيه .
وقد جرت نقاشات حادة بين كتابنا أيضا  على صفحات  المواقع  الالكترونية حول موقف الأخ سركون لازار صليوا وزير البيئة  من  حيث تأيده للمشروع،  ثم تبين بعد ذلك وحسب تصريحاته بأنه لم يوافق عليه مبدئيا وإنما من حيث الشكل ، وهذا الشكل ومضمون المشروع ربما نختلف عليه أيضا وهذا ما حدث خلال  المناظرة هذه .
فمن ناحية الشكل القانون يخص الشيعة وفق مبدأ الجعفرية  ، ولكن من حيث المضمون أي بمواده (253) وأبوابه (الستة ) هناك مساس مباشر بالأحوال الشخصية لجميع العراقيين ، وحسب تصوري أن من يوافق على المشروع من غير المسلمين الشيعة فهو يوافق بدون أن يدخل بقراءة مضامينه ومواده التي جاء بها المشرع .
كانت لي مداخلة مطولة  قاطع مقدم  المناظرة  الجزء الأخير منها متعللا  بضيق الوقت ،  وخاصة فيما يتعلق  بمعارضتنا لنصوص بعض المواد  التي لها علاقة  بالشيعة أنفسهم  للأسف ، وسأحاول طرح  ما أوردته  ضمن مداخلتي  للنقاش  لتكون الفائدة أعم وأشمل  وأن لا تفوت الفرصة على من سيمثلنا في الدورة القادمة حينما  تعرض مسودة القانون للنقاش والتصويت .
من المواد التي يتشبث بها من سن هذا القانون المادة 246 والتي تؤكد بدورها  على المادة  248  والتي تنص على لا تسري على العراقيين المنصوص عليهم في المادة 246 من هذا القانون أي نصوص قانونية أخرى تتعارض مع أحكام هذا القانون ، والمادة 246  تنص على تسري نصوص القانون على العراقيين بناءً على طلب كلا الطرفين ( المدعي والمدعي عليه )أو وكيلهما ما لم قد ابرم زواجهما ابتداء وفقا لأحكام هذا القانون فانه في هذه الحالة يسري بناء على طلب المدعي أو وكيله .
هاتان المادتان أصلا يلغيان ما جاء في تبرير سن هذا القانون على انه خاص بالشيعة وعلى مبدأ الجعفري  وهذا ما أكده أيضا المدافع عن القانون  وهو الأستاذ عمار طعمة  خلال المناظرة  وبموجب هذه المادة (246) باستطاعة أي مدعي أو وكيله  أن يلجأ غلى نصوص هذا القانون في ادعائه، وهذا ما يلغي أصلا المادة الدستورية (41) التي كفلت للعراقيين حرية الالتزام بأحوالهم الشخصية ، وكان الدكتور عمار غالبا ما يتشبث بها  خلال المناظرة ، ولكن ما أعرضه هنا وما طرحتُه خلال المناظرة سيظهر مدى الأثر البالغ الذي سيتركه هذا القانون إذا ما سُن على أبناء الديانات الغير المسلمة ، ووعد الدكتور خيراً  على هامش المناظرة  حين التقيت به بعد المناظرة   ،  بأن يتم إعادة نظر في المواد التي سأذكرها هنا ، وفي الدورة القادمة للمجلس الوطني العراقي .
المواد التي تمس مباشرة الأحوال الشخصية لغير المسلمين هي ثمانية ( 63،116،،117،118، 121، 123، 179، 180.
 جميع هذه المواد تتعارض أصلا مع ما جاء في المادة 41 والمادة الثانية (ج) حيث تنص على عدم جواز سن قانون يتعارض مع الحريات الأساسية الواردة في الدستور وإحدى هذه الحريات الخيار في سن قوانين تنضم الأحوال الشخصية للعراقيين .
المواد هذه التي تعارض هذه المواد الدستورية والتي ينص عليها القانون الجعفري هي ( ثمانية ) مواد لها علاقة بغير المسلمين وقد أوردها القانون الجعفري لو تم تطبيقها لشكلت خرقا للمواد الدستورية إضافة لما يتضمنه من خروقات أخرى بحق أبناء الطائفة الجعفرية وخاصة فيما يتعلق بحرية المرأة والتي تطرقتُ لها خلال  مداخلتي في هذه المناظرة .
المادة 63 لا يصح نكاح المسلمة من غير المسلم مطلقا ولا يصح نكاح المسلم نكاحا دائميا من غير المسلمة مطلقا والمرتدة عن الدين الإسلامي ، من المعلوم أن المادة هذه سنت لتنسجم مع الشريعة الإسلامية وهي أصلا نافذة في القانون 188 لسنة 1959 ولكن تم تغيرها بإضافة عبارة ( بشكل دائم) أي يجوز للمسلم أن ينكح الغير المسلمات بشكل مؤقت (أي زواج متعة) لحين أسلامهن أو تطليقهن أن لم يرغبن بالإسلام ، كان بالأحرى  لمن سن هذا القانون أن يمنع زواج المسلم من غير المسلمة أيضا وفق مبدأ المعاملة بالمثل ، واحتراما  لغير المسلمين الذين يتطلعون لسن قوانين تنظم حياتهم الشخصية أيضا.
من اخطر ما جاء في هذا القانون على الأسر وخاصة الأطفال ولم يتم معالجته في القانون السابق أيضا،  مشكلة افتراق الوالدين وحضانة الأطفال   المادة 116 حضانة الولد وتربيته وما يتعلق بها من مصلحة حفظه ورعايته منذ ولادته وحتى بلوغه 7 سنين ذكرا أم أنثى ما داما مجتمعين من حق كلا الوالدين .
ويشترط بالحضانة لكليهما  أن يكونا مجتمعين معا ،وهذا من الأمور الجيدة التي نسجلها لصالح القانون  ولكن قد جاء بعبارة أن يكونا مجتمعين معا ليبرر ما جاء فيما جاء بالمواد 117 اذا افترق الأبوان أو فسخ عقدهما لا يسقط حق الام بالحضانة وعلى الابوين ان يتوافقا على ممارسة حقهما والمادة 121 يشترط فيمن يستحق في الحضانة ان يكون عاقلا  مامونا على سلامة الولد وان يكون مسلما  والمادة 123  على الوجه الآزم شرعا أي ان يتربى الولد المحضون تربية إسلامية  على وجه الشرع ، هذه المواد التي جاءت ضمن القانون تنص صراحة على أن الوالد أو الوالدة التي تعلن إسلامها  من أجل أن تطلق من زوجها الغير المسلم يحق له أو للوالد المسلم  أن يحتفظ بالأولاد ، لكونه يتمكن من تربيتهم تربية إسلامية   بموجب الشرع ، وكأن الغير المسلم لا يتمكن من ذلك لذلك يعطي القانون الأحقية  للمسلم في تربية الأولاد  لحين بلوغهم سن الرشد ، أني أتساءل هنا ، كيف يضمن القانون أن يكون لولد أو لبنت أن تحتفظ بدينها الغير الإسلامي في وسط أسرة مسلمة  لحين البلوغ ، وأين النزاهة والعدالة في هذا التشريع الذي يمس الغير المسلمين في تنظيمه لأحوالهم الشخصية ويجبرهم على تبنيه والحكم بموجبه .
المادة 179 المسلم يرث غير المسلم المسلمون يتوارثون فيما بينهم وغير المسلين يتوارثون فيما بينهم وان اختلفوا في الملل والأديان ، وفي هذه المادة هناك تنظيم قسري لأحوال الشخصية لغير المسلمين بعبارة  المسلم يرث الغير المسلم بينما الغير المسلم لا يرث المسلم إطلاقا وبموجب الشريعة الإسلامية ، وقد علقت خلال المناظرة بقولي ، لو فرضا أن الغير المسلم قد جمع ثروته من بيع المشروبات الروحية وهي محرمة على المسلم فكيف للمسلم أن يرث من تلك الثروة ، فأجاب الدكتور أن المال الذي يرثه المسلم يجب أن يكون مالا حلالا بموجب الشريعة الإسلامية ، والمسلم الذي يرث الغير المسلم كيف له أن يعلم بأنه من حلال أو غير ذلك والأمر الآخر أن الزوجة التي ترضى بالزواج من المسلم فأنها لا ترثه حتى وإن أشهرت إسلامها خوفا من أن يرثها شقيقها أو قريبها عندما تموت ، فأين الأنصاف والعدالة التي حققها هذا القانون يا ترى.
حتى بالوصية هناك مادة تطرق إلى عدم جواز الوصية لغير المسلم ويجوز لغير المسلم ان يوصي من ماله لمسلم ن هذا القانون بهذه المواد التي تضمنها وهي (10) مادة قانونية يتدخل بشكل سافر بالأحوال الشخصية لغير المسلمين رغم التأكيدات التي صدرت سواء من الأستاذ المدافع عن القانون أو من المراجع الشيعية التي جميعها تنصب بتقديم   تطمينات   لأتباع المذاهب الأخرى في العراق بأن هذا القانون لو تمت المصادقة عليه سيكون خاصا بالشيعة فقط  ولن يمس الأحوال الشخصية للمذاهب والأديان الأخرى في العراق ، ولكن ما دام قد تطرق بمواده التي ذكرناها إلى ما يمس الأحوال الشخصية لغير المسلمين فأنه سوف لن يحقق العدالة التي ننشدها في سن وتشريع القوانين في العراق
أما من حيث أثره على المسلمين والشيعة بالذات فقد تطرق  القاضي رحيم العكيلي والأستاذ فارس كمال نظمي إلى العديد من الأضرار التي يلحقها بحرية المرأة وتعارضه مع قوانين ومواثيق لأمم  المتحدة والتي صادق العراق على جميعها بدون تحفظ .
ومنها ما يتعلق بإجازته للزواج بأعمار الطفولة (9) سنوات بالنسبة للأنثى والذكر (15) سنة أو حتى اقل بإجازة الولي ، والتوكيل في الزواج ولكن ما أثار انتباهي فعلا ، هو مسألة جدا مهمة وهي المادة 84 والتي يحق بموجبها للمرأة أن تطلب الطلاق من رجلها إذا ما أصيب بالعنة  يقول المشرع يمهل الرجل مدة سنة ن فإذا ما تمكن خلالها من وطأ زوجته أو غيرها  فان طلبها يرفض أما إذا لم يتمكن خلال السنة فلها الحق في التفريق عنه نهائيا .
أما المادة في اقسام الطلاق والتي جاء ذكرها وفق المادة 147 ثانيا واسماه الطلاق البائن  فقد نص على طلاق الصغيرة التي لم تبلغ (9) سنوات إذا دخل بها عمدا أو اشتباها ، أليس هذا الفعل  اغتصاب طفلة لا تتجاوز التاسعة  ؟  والذي  يجب أن يحاسب عليه القانون ويجَّرم مرتكبه ، والذي سماه المشرع الطلاق البائن  ، والطلاق البائن  هو الذي لا يحق للزوج أن يرتجع المطلقة بعده إلا برضاها وبعقد جديد وهو على أنواع ، أي بدل أن محاسبة مثل هذا الرجل قانونيا بتهمة الاغتصاب يعطى له الحرية بأن يعقد عليها بعد أن يتمم فعلته الشنيعة ، وهناك بينونة صغرى وبينونة كبرى والتي لا تحل عليه إلا بعقدها على رجل أخر غيره وتطليقه منه وبعد ذلك يحل له الزواج منها .
  لا ادري بأي عقلية تعامل المشرع وفق هذه المادة ، فلم يذكر بعرض الزوج على الطبيب المختص لبيان مدى صلاحيته كزوج إنما عمد إلى أن يعمد الزوج إلى الممارسة الجنسية مع غيرها ، وهنا جاء رد واعتراض الدكتور الفاضل بقوله ، يجب أن يكون ممارسته مع امرأة أخرى شرعا أي بزواجه من ثانية أجبته يا أستاذ ، هو متهم من قبل زوجته الأولى  بعدم تمكنه من مزاولة حقوقه كزوج  من الناحية الجنسية ، كيف ترضى فتاة أخرى  بالزواج منه؟  ، هنا ضجت القاعة بالضحك والتصفيق .

ادعوا بشكل جاد أن يصدر قانون موحد لأحوال الشخصية على أن يراعى فيه حقوق جميع الأديان والمذاهب  كل حسب خصوصيته ، وبتصوري أن العقل العراقي قادر على إنجاز مثل هذه المهمة  التي نتصورها صعبة التحقيق ، بشرط أن  يتخطى  المشرعون  عقلية الشرائع الجاهزة والتي سنت في غير هذا الزمن ، وأن يتماشى  ما يشرعونه مع قوانين الدولية التي صادق العراق عليها ، عندها ستكون مهمة تشريع مثل هذا القانون وغيره سهلة في سنها وتطبيقها في العراق المتعدد القومي والديني.
 





270
انتخبوني رجاءً..   
برنامج انتخابي مثير
                                                                                                                                بطرس نباتي
أيام معدودة تفصلنا عن الانتخابات صور ودعايات الانتخابات تملأ كل أحياء المدن والقصبات تتوزع على أعمدة الكهرباء والهاتف وحتى علامات المرور تغطت بها إضافة إلى الجدران ، نجدها مبثوثة في كل مكان، صور المرشحين تحتل الركن الأكبر والأوسع من الفضاءات والشوارع  صور فوتوغرافية لمرشحين يرتدون أجمل ما عندهم من ملابس، جميعهم يتمتعون بوسامة وشباب وحيوية .
ما شاء الله ، أبناء القوائم المتنافسة على ما يسمى كوتا شعبنا أو كوتا المسيحيين من أكثر القوائم وسامة وجمالاً ، خطاباتهم مليئة بالوعود كما في السابق ، برامجهم الانتخابية تتكون من وعود لو استطاعوا تحقيقها ، لأصبحنا في بحبوحة العيش ولتحولت حياتنا إلى بهجة وفرح على مدى أيام السنة ، ثلاثة عشرة قائمة لأبناء شعبنا يتنافسون على خمسة مقاعد فقط ، وجل أهداف هذه القوائم وبرامجهم الانتخابية تنحصر في إعادة الأراضي ومحاربة التغيير الديموغرافي .
الكل يصرخ بأعلى صوته انتخبوني فانا سأحقق لكم المعجزات تلو المعجزات ، وهناك من قَدم إلينا من وراء المحيطات قاطعا المسكين نصف الكرة الأرضية لينافس على الكوتا وطبعا ليحقق لشعبه الفردوس المفقود ، فهل نحن عندما سنتوجه إلى صناديق الاقتراع؟ سنحترم مشقتهم وسفرهم المضني من اجل أن يحققوا لنا ما عجزنا نحن أبناء الداخل من تحقيقه لأنفسنا ولمصلحتنا ، والله هؤلاء المساكين كانوا في أوطان المهجر مرتاحي البال يجنون أموال طائلة نتيجة عملهم في مهنهم المرموقة جدا والتي تدر عليهم مبالغ طائلة ، في ليلة وضحاها قطعوا وعدا على أنفسهم أن يتخلوا عن كل هذه النعم  ليأتوا إلينا كي يعدلوا من وضعنا ، فهم لا شك أصحاب الكفاءات المتميزة فمنهم من سيأتينا بعشرات المشاريع وينجزها من أجل إنارة شوارعنا المظلمة فيزودنا بالكهرباء الوطنية ليل نهار بدون انقطاع ، ومنهم من سيعمل على إنعاش الزراعة ، أليس من الكفر بأن يهجر فلاحينا قرانا وأريافنا فلا بد من  مجيء خبراء في الزراعة كي يعلموننا زراعة الحنطة والشعير والتمور والبستنة وغيرها ، والله نحن بحاجة ماسة إلى جهودهم .
الكل يقول بانه جاء ليخدمنا ويقدم مهاراته في سبيل تطورنا ، فمن نصدق يا ترى ،
أنا وأعوذ بالله من  هذه اللفظة التي تدل على الأنانية وحب الذات ، من خلال تطلعي في صورهم الفوتوغرافية وبرامجهم الانتخابية الرائعة المعلنة ، لا أصدق وعودهم لأنني قد جربت غيرهم ، وسأنتخب من يقول صراحة بأنه يسعى نحو تحقيق مصالحه الذاتية ، وبأنه كان عاطلا عن العمل أو لم يحصل على ما سيحلم به حين جلوسه تحت قبة البرلمان من مكاسب وهي على التوالي :
1-   سيارة مصفحة امريكي مضادة للرصاص.
2-   20 الف دولار امريكي  كراتب شهري مع المخصصات .
3-   راتب تقاعدي مدى الحياة وبعد الممات أيضا  يتجاوز 10 مليون دينار عراقي
يتمتع به الورثة بعد موته لا سمح الله بعد عمر طويل .
4-   سائق وحماية تدفع لهم الدولة العراقية البائسة ، مقطوعة رواتبهم من بؤس هذا الشعب المنكوب.
5-   جواز سفر دبلوماسي غلاف أحمر بالباكيت
6-   مخصصات سفر وإيفادات حول الكرة الأرضية على حساب ميزانية الدولة العراقية المنهوبة .
7-   دفع قيمة الفحوصات والعلاجات من قبل الدولة البائسة إذا ما أصيب ( العضو) البرلماني بوعكة بواسير ولغاية الأمراض الخطرة ومعالجته في أية مشفى ومهما تكن أسعارها عالية ، فنحن ليس لدينا أغلى من ( العضو) في البرلمان .
8-   قطعة ارض له ولأبناءه ولذويه في أية بقعة يرغب فيها ، ومنذ الآن أنصحه بأن يأخذها في عنكاوا لكون أراضيها تعادل او تفوق قيمة الذهب .
9-   سكرتيرة جميلة ورائعة ترافقه في سفراته وزياراته المكوكية ، ليتباحث في أمور تهمنا نحن المساكين ليجد لمشاكلنا حلولا وعلاج فوري .
10-   سيجد عشرات المتملقين من حوله ، هذا يدعوه على الغداء والآخر إلى العشاء وغيرهم يكسب وده ويمسح المقعد الجالس عليه توددا  ،ويوما بعد آخر سيزداد وسامة وجمالا فوق جمال .
من سيكتب هذه النقاط العشرة أو يزيد عليها ويعلنها كمشروعه الانتخابي سأنتخبه لكونه يقول الصدق وكل الحقيقة ، ومن يقول انه رشح نفسه من اجل كذا وكذا وكذا وأنه كان في بحبوحة العيش وترك تلك البحبوحة  وجاء كي يقدم خدماته  مجانا لصالح الوطن والأمة والقومية وغيرها من الفاض الدجل والرياء فلن ألوث سبابتي بالحبر الخاص بهذه العملية أبدا....
 

271
الأب بيوس قاشا  ..نحن وجدناهم أخوة لنا .. ولكن
                                                                                                                                        بطرس نباتي
رغم حذري الشديد من الدخول طرفا في مناقشة لغة الوعظ لبعض أبائنا الكنسيين ، وهذا امتثال آخر لفروض أمي الراحلة التي كانت تنصحني، بأن أصغي للواعظ دون أن يحق لي مناقشته حتى مع نفسي سواء في السر أو العلن ، ولكني أراني أتجاوز هذا الفرض السادس كما أسميه بين فروض طاعتها ، لأكتب بعض ما يمليه اليوم عقلي وضميري تجاه شخص أعزه وله منزلة خاصة في نفسي ألا وهو الاب الكاتب القدير بيوس قاشا .
شيء مما مضى
أبتي الجليل .. رغم كرهي للبحث في الصفحات العفنة للماضي ، إلا أننا لا بد لنا من الرجوع بين فينة وأخرى للتاريخ ، فهناك من يقول بان الانسان ما لم يستفد من تاريخه لا يتمكن من اتخاذ القرارات الصعبة في حاضره ولا و لا التخطيط السليم لمستقبله، سأعود بك قليلا لنقرأ في ذلك الماضي القريب في قراءتنا والبعيد بأيامه والحزين والمؤلم بأحداثه وأنت سيد العرفين بمحتواه وتفسير محتواه .
تُحَدِثُنا المصادر عن ما أسموه الاضطهاد الأربعيني يقولون كانت خيول الفرس (المجوس آنذاك) وليس اليوم كما أسماهم (قائد الضرورة والأوحد) ،  تنغمس حتى ركبها بدماء الشهداء ، وجثثهم تملأ الساحات حتى أن الجند عجزوا من القتل وسفح الدماء ، ألا يحق لنا أن نفكر بذلك الجيش الذي قطع مسافات شاسعة بين الجبال والوديان وكيف كانت حالته؟ لا بد أن أنه كان منهك القوى نتيجة قطعه كل تلك المسافات الشاسعة بين الوديان وقمم الجبال العالية بتضاريسها المعقدة ومناخاتها االقاسية ، وما أن وصل حتى دخل  مباشرة في القتل والطعن وإحراق القرى الآمنة ، لو فرضنا أن أجدادنا الشهداء كان باستطاعة كل منهم أن يمسك بعصا أو حتى بمناجل  حقولهم  أو بسكين  ألم يكن باستطاعتهم ؟وتعدادهم يتفوق على الجيش الغازي بإضعاف مضاعفة وهم في ديارهم وتحت سقوف بيوتهم ، من القضاء على هذا العسكر المنهك القوى ،  ولكن ماذا حصل تشبث أباؤنا بعبارة لا غير (لا تقاوموا الشرير... )، وصور لهم أن هناك سلما مربوطا بين السماء والأرض يتسلق على درجاته الناس لكونهم يضحون بأنفسهم من أجل عقيدتهم وإيمانهم بالمسيح ليتنعموا بالشهادة.  
وقبل أن انتقل إلى صلب ما أود طرحه أبتي الجليل ، في زمن العثمانيين عندما قتل وشرد الملايين من الأرمن ومن أبناء شعبنا وخربت مئات القرى والقصبات ونهبت كنائس وأديرة ،  يقال بأن الآباء والرؤساء  في القسطنطينية مركز المسيحية المشرقية الاسطنبول الحالية،  كانوا  مجتمعين يتباحثون ، ليس في النكبات التي حلت فوق رؤوس رعاياهم كما يحلوا لنا ولكم أن ندعو أنفسنا هكذا، على يد السلطان العثماني محمد الفاتح وهو يدك بمدافعه ويسقط المدن والقرى ويسفك المزيد من الدماء .
يا أبتي العزيز .. آنذاك كانوا يتناقشون في مسألة فضيعة تفوق ما يقترف ضد العباد و من صد العدوان وإنقاذ (رعيتهم)  من الفناء ، كانوا يتناقشون  ويتخاصمون لحد الاقتتال بينهم  حول مسائل لاهوتية  ومنها جنس الملائكة أي السؤال المحير و المربك،  ألا وهو ،هل أن الملائكة هم ذكور أم إناث ؟ وظلوا يناقشونه حتى أدركهم  الجند والعشائر المنفلتة إلى داخل كنيسة آيا صوفيا ، فلم يتمكن أحدا منهم من أن ينقذ حتى نفسه ، فاستشهدوا  على يد الذين لم يجدوا فيهم غير أخوة لهم ، لذلك من ذهب شهيداً منهم للعبارة ذاتها    ( لا تقاومو الشرير ....)  وذلك الجدال العقيم لا يزال يدعى الجدل البيزنطي ..
الرحيل وترك الديار
لم يبق  لنا سوى الرحيل يا أبتي .نعم أنا معك الكل يتمنى أن يحضر بعض حقائبه أو حتى من دونها وأن يرحل الكل يتوق أن يقضي الأيام والليالي على أبواب السفارات كي يمضي إلى المدن والجنات الموعودة ، وسيستمر هذا النزيف الذي طالما تحدث عنه الأدباء والمفكرين ووجدنا أن بعض الذين كانوا يحاضرون في الندوات والأمسيات الثقافية عن مخاطر الهجرة على مستقبل شعبنا ، ومن الشعراء من تغنوا بحب الوطن والتجذر في ترابه ، كانوا هم بعد انتهاء مهرجاناتهم ، السباقين  في الوقوف على بوابات السفارات الأجنبية في استجداء فيزا والرحيل النهائي عن الوطن .
يقال والعتب على القائل طبعا بأن هناك  حتى من  بين الآباء الكهنة من يتجرأ ويتمرد على رؤسائه حينما يحصل على فيزا شنغن أو غيرها يبقى في الدولة التي يسافر إليها طالبا الهجرة عن الوطن .
إذن إن لم يبقى لنا سوى الرحيل ، فإلى أين يا ترى ؟. أتصور يا أبتي العزيز أنك قد سمعت عن شيخ من المشايخ يريد اليوم أن يفرض الجزية ليس على مسيحي سوريا بل حتى على مسيحي المانيا وفرنسا ، وآخر يدعوا ويلح  بفرض الجزية حتى على الشيعة  أيضا ، غير مكتفي بفرضها على من يدعونهم ( أهل الذمة)  ، حتى الدول الاوربية التي نتمنى أن تصبح ملاذا لنا هي الأخرى  قد وصلتها حمى الجزية ، وهذه الحكومة الألمانية مثلا تفرض  ضريبة على الكنيسة تجبيها الدولة من المسيحيين الذين يمارسون شعائرهم الدينية وعددهم بنحو 55مليون كاثوليكي وبروتستنتي، وهناك نقاشات حادة اليوم بين أقطاب السياسيين الألمان حول السماح بارتداء الحجاب في المدارس، أسوة بمن يحمل من الطلاب صليب صغير على صدره .  
خلال زياراتنا لأبنائنا في المهجر لمست عن كثب ما يعانوه في تلك البلدان وخاصة من العمل والكد المتواصل كي يتمكنوا من تهيئة سبل المعيشة لعوائلهم ، ووجدت معظمهم يتمنون العودة إلى الوطن ، لو أمن لهم هذا الوطن العيش بأمان .
ولكن هل يتحقق الأمان في هذه الأوطان والعيش المشترك بين أغلبية متعندة ترفض أن تشاركها  أقلية  بل تضطهد هذه الأقلية وتفرض عليها الأتاوات والجزية وتدعوها أهل الذمة وغيرها من الألفاظ الموجعة، وسط سكون وصمت رهيب من عالم نسميه متحضر في شرعة حقوق الإنسان وحقه في العيش كريما عزيزا تحترم عقائده وأرائه ومبادئه ، هذا العالم الذي نجده يطبق شرائع حقوق الإنسان في محيط حدوده الدولية فقط ، بينما يمد الجماعات السلفية والمجرمة بالمدد والسلاح وحتى بالمقاتلين ليخطفوا المطارنة والقسس والراهبات ويضحي بجميع المسيحيين ومعهم جميع المكونات الأخرى بثمن برميل بترول بسعر الأوبك يتسلمه من إحدى دول الخليج.
التنوع والتحدي
تنوعنا تحد من نتحدى أولا تقول التاريخ شاهد لحضارة المسيحيين في عيشهم مع أخوتهم الإسلام ، بماذا يشهد التاريخ بالجزية المفروضة على المزارعين والكسبة وهم يكدون في أراضيهم التاريخية ، بفتح الأمصار وتقتيل الناس الأبرياء بالغزوات المنفلتة من عمق الصحارى  لغزو أراضي الغير ، حتى عندما رضي أجدادنا وتقبلوا أو تفاعلوا مع الأوضاع الجديدة مقدمين بكل سخاء علومهم وثقافاتهم لدعم وترسيخ مقومات وجود الغازي ، ظهر من دعاهم بالجواسيس وعملاء للغرب المسيحي والكفار وغيرها من ألفاض الاحتقار ، فأي علاقات أخوية هذه التي تبنى بين طرف صاغر مهان مستضعف وطرف جبار لا يعترف حتى بالحسنات المقدمة إليه مجانا وفي طرفي هذه المعادلة يجب أن نتذكر مرة  أخرى تشبث الطرف المستضعف لحد العظم  بالعبارة القدسية (لا تقاومو  الشرير ...)

مواقف لابد أن تذكر
يحضرني هنا موقفاً رائعاً  لأحد الآباء الكهنة في عنكاوا ، كان يذكره والدي لنا   ، وقد ذكره أيضا بعض من كتب عن تاريخ بلدتي الرائعة ،  إبان الاستعمار الانكليزي للعراق توقع  أهلنا  هجوماً محتملاً من إحدى العشائر لاستباحة عنكاوا وقتل أبنائها ، جمع الكاهن  بعض الناس من حوله ليستشيرهم بالأمر أولا ، فقالوا له ، هناك حامية أنكليزية في اربيل  لنذهب نطلب حمايتهم ، ذهب الكاهن ومعه بعض الوجهاء لطلب النجدة من قوات الانكليز، قال له الضابط  لماذا يقتلونكم وانتم أبرياء ، أجابه الكاهن لكوننا نختلف عنهم دينا فقال الضابط  وهذه بسيطة جدا ، سأحلها لكم ،غيروا دينكم واعتنقوا ديانتهم ، لتنقذوا أنفسكم من الموت ، خرج القوم من لدن الضابط غاضبين ساخطين ينزلون اللعنات عليه وعلى جميع الانكليز ، قام الكاهن وصلى في الكنيسة قائلا أغفر لي يا رب لأني اليوم قررت أن (أقاوم الشرير) والذي جاء يريد أن يصفعني سأصفعه مرات ومرات، وأمر أن يتسلح أبناء البلدة من صغيرهم إلى كبيرهم ليكون منهم جيشا يتصدى بهم الأعداء ، وعندما سمع مفتي اربيل رحمه الله أرسل قوة مساندة من الكورد من  أطراف عنكاوا لمساعدتهم ولما شاهد الأعداء القوة المدافعة عن البلدة تجنبوا الهجوم عليها، شكر الأب الكاهن المفتي على مساعدته للبلدة ولكن المفتي أجابه لا تشكرني فإن كنتَ قد تخاذلتَ ولم تظهر قوتكم،  ما كنا نساعدكم بهذا الشكل ، قد ساعدناكم لأننا وجدنا باستطاعتكم مساعدتنا في الضيق  في أي وقت ندعوكم أو نحتاج إليكم وإلى رجالكم ، وفق هذا المنطق نكسب الصداقة والأخوة الحقيقية وليس بأمور أخرى أأنف عن ذكرها .
 في جميع البلدان الناس بحاجة إلى الحماية بقوة القانون ولكن عند غياب القانون وتسلط قوى وشريعة الغاب ماذا عليهم فعله إما الهرب وإنقاذ أنفسهم أو البقاء والدفاع عن وجودهم والبقاء يلزمه ما فعله هذا الكاهن الشهم . أما البقاء السلبي بدون مقاومة فهذا بحد ذاته انتحار واضمحلال .      
أعجبتني عبارتك  هذه فعلا (مهما سالت دماؤنا ودموعنا وطالت أيامنا واسودت ليالينا فالحقيقة واحدة نحن لسنا إلا شهود وما وجودنا إلا طعم الشهادة والدم  وسيبقى وسنبقى للبلد علامات وئام وليس خصام ) فهي تدل على تشبثك بالوطن بالأرض، فقط لدي ملاحظة صغيرة فوجودنا أن كان له طعم الشهادة والدم يجب أن يستثمر هذا الوجود بالدفاع عنه والتجذر فيه فالتضحيات تذهب هباء وسدى ما لم نستفيد من الدم المراق يوميا في بلداننا..

شيء مما نحن عليه اليوم  
نعم سنبقى للبلد علامات وئام ولكن يا أبتي مهما خدمنا هذه البلدان وتجانسنا معها بسلام كما قلت، فإننا  نبقى متجانسين وبوئام مع الغير ،  إلا أن الخصام المزروع فينا وبيننا نحن، أصبح علامة تدل على ضعفنا وهزالتنا أمام الآخرين ، نحن متفرقين في كل شيء في السياسة مثلا،  لحد الآن لم نعرف كيف نمارسها باتت مع الأيام وعلى أيادي ممارسيها باتت عالة وثقلا عليهم   وخير وسيلة  في تفرقتنا.. أصبحنا نتناطح من أجل لا شيء ، أقوياء أشداء على بعضنا خراف ونعاج أمام الأجنبي، مهما بلغ الإنسان فينا من علم وذكاء أو يحتل منصبا رفيعا نحاول أن ندوسه نوقع به بينما نحترم ونبجل الغريب الذي يدخل بيننا مهما يكن من الضحالة والجهل ،  تطابقا مع قول المسيح  له المجد (لا كرامة لنبي بين قومه) أو مع قول الشعر أبو الفرج الجوزي
عذيري من فتية بالعراق           قلوبهم بالجفا قلب
يرون العجيب كلام الغريب       وقول القريب فلا يعجب
وهؤلاء الفتية هم نحن ولابد أن الجوزي قد التقى بعضنا يومها فكتب هذه الأبيات
 
 من يعتبر نفسه سياسيا لابد له أولا أن يمارس الطعن بأخيه الآخر من أجل حفنة مصالح تتحقق له على حساب هذا الشعب المسكين المبتلى بهم ، كنائسنا تفرقت منذ قرون مع قدوم الغزاة ، قسم من رؤسائنا كان يلوذ بالغازي والقسم الأخر يلوذ بالذي يقابله من الجانب الآخر والإشكال الذي بينهم لا يتعدى إشكالا لاهوتيا يتعلق بمكانة مريم العذراء أو بطبيعة المسيح والجهات المتخاصمة جميعها من هذا الشعب الذي لم يكن الناس البسطاء فيه ليدركوا  أسباب تفرقهم على شيع ومذاهب متصارعة حد القتال وسفك الدماء ، المسيح يولد بيننا لمرات عديدة ونصلبه ونحييه لمرات عديدة ، وعندما يدعوا بعضنا إلى الوحدة كما أمرنا ربنا يكشر العديد منا أنيابه ليقطعنا إلى قطع أصغر فأصغر ،  حتى لم يتبق  منا ما يذكر في تلك البلدان التي وجودنا فيها علامة رجاء رغم عمق الألم على حد قولك أبتي .

وجودنا على المحك.. ما العمل؟
 وجودنا في هذه البلدان أصبح على كف عفريت ما لم ننظم بيتنا ونوحد طاقاتنا وننبذ عنا الأنانية والغرور والاعتزاز بقوانا  لحد عبادة الذات ،  فقد بدأنا بالعد التنازلي والعد هذا أصبح على أشده بعد ما يسمى بالربيع العربي وسيؤول وجودنا نحو  التلاشي والاضمحلال وسط هذا التشرذم والانقسامات التي نشهدها تنحر فينا ونحن نستلذها ونفرح بها أيما فرح.
هذا ليس تشاؤما كما ستتصوره أيها الأب الجليل، البذرة المزروعة فينا تدفعنا نحو المزيد من التفرقة والخصام وهناك جهات اكبر من حجمنا لا تريد لنا التوحد تعمل في السر والعلن من اجل أن نكون ضعفاء هزيلين منخوري القوى من اجل أن نعتمد على غيرنا أن نتخذ منهم سندا لنا ليفرض مشيئته وهواه حسب مصالحه وليس من اجل وجودنا.
مسك الختام
قداسة البابا فرنسيس أطلق صرخته القوية( لا يمكن أن نجد شرقا أوسطيا بلا مسيحيين) قول جميل ورائع ونبوة يا ليتها تتحقق على يديه المباركتين،  وهم يقولون لنا اخرجوا من ديارنا أو ادفعوا الجزية ولا تعمروا لكم كنائس وأديرة ويأمروننا أن لا نحمل السلاح ، وأن نقابل تهديداتهم وكل أوامرهم بالمحبة والفرح ، وستتم زيارة البابا وحجه للأراضي المقدسة وسيلتقي بالرؤساء وقادة البلدان التي ستشملها زيارته وسيؤكدون له بان وضع المسيحيين في بلدانهم بألف خير.
ولكوننا متيقنين من أن كل الويلات التي تلاحقنا وستلاحقنا مستقبلا ليست محلية وبأن ما يصيبنا هنا في دول الشرق الأوسطية ،  يحضر لها في مختبرات ومعاهد غربية اوربية وامريكية وبإرادة  مستوردة  بماركات عالمية معروفة .
 لنا رجاء خاص جدا منك  يا أبتي .
 إذا ما التقيت بقداسته ، أنقل له هذه الأمنية  ليمارس قداسته القليل من الضغط( إذا كان ذلك باستطاعته) على زعماء العالم الغربي ، بان يقطعوا مساعداتهم في مد الجماعات السلفية  والإرهابية المتطرفة  بوسائل القتل والتدمير وأن يكفوا بالتلاعب بمصائر ومقدرات شعوب المنطقة ، وينهوا مؤامراتهم ودسائسهم في إثارة الفتن ونشر ثقافة القتل والإبادة فيما يدعى بالربيع العربي  وأن يدعوا شعوب الشرق الأوسط أن ينعموا بالسلام  والأمان .









 


272
أدب / فوق رمال البلطيق
« في: 19:37 18/03/2014  »
                          


فوق رمال البلطيق


بطرس نباتي

تلك عارية الصدر
تطفو كسعفة هائجة فوق البلطيق
تلك الباسقة الساقين
 كأغصان النخيل في بلادي
تتحدى أعتى الأمواج
شعرها الأصفر يتموج
عاكسا  ألف شعاع
تغمر ذاتي بفرح طفولي
*****
حورية البحر على بحر البلطيق
تمرح الصبايا من حولها
يتعانق العشاق من حولها
والكل يطفو فوق المياه الأزلية
يفرشون الرمل الأزلي  
وسيقانهم  العارية تتحدى السماء
*****
عندما يجتاحني الألم أتطلع نحو نوارس البحر
تطير حولي تبحث عن لقمة أو غذاء
وتلك الجالسة على الحجر الأسود
حورية البحر تتعرى من ثيابها
تفرر الرحيل نحو دهاليز الماضي البعيد
حورية البحر تسافر
عبر المياه  البعيدة
ترافق السفن
في أعالي البحار
لتلتقي حبيبها دموزي
على ضفاف دجلة الخير
*****
دموزي ينتظر في العالم السفلي
عشتار تنوح على الساكنين في مدن الموتى
تُعزف على قيثارة بابل
مراثي اوروك
بمزاميرها الحزينة
 تتذكر خراب اوروك  
وحورية البحر ترقص بذيلها الطويل
فوق مياه دجلة
عند شاطيء دجلة
يفرش الموت ألف جناح
في كل منعطف طريق
يكمن لص أو قاتل أو سفاح
****
قيثارة بابل تحطمت على ضفاف دجلة
سكتت مزامير السماء
جنات بابل واسوار  اوروك
تسلقها الغرباء
******
حورية البحر تغادر ضفاف دجلة
حملت معها أختها عشتار
رحلت لأنها تخشى قذيفة مدفع
أو سيارة يفخخها قاتل غدّار
******
حطت  عشتار على ضفاف البلطيق
لن تعود عشتار مرة أخرى
ستظل بصحبة حورية البحر
فوق شواطيء البلطيق
****
هجرت عشتار ضفاف دجلة
حطت رحالها فوق ضفاف البلطيق
بالقرب من تلك الصخرة السوداء
تتنعم بدفيء الرمال الذهبية
على ضفاف البلطيق
نسيت عشتار مراثي الحزن الأبدية
بعيدا عن مدن الموتى  
بدأت  عشتار تعزف للصبايا
المفترشات رمال البلطيق
مزامير الفرح والرجاء


                        * كوبنهاكن 16/7/2013





273
همسة رقيقة في آذان المنظمات النسوية
بطرس نباتي
تبنت الفلسفة الماركسية ما تدعى بالنظرية النسوية والتي ارتكزت على تفكيك الرأسمالية كوسيلة لتحرير المرأة ، حيث أثبتت هذه النظرية أن قمع المرأة بدأ مع ظهور الملكية الخاصة التي عملت بدورها  إلى عدم المساواة الاقتصادية وبالتالي إلى الارتباك السياسي والإخلال  بمجمل العلاقات الاجتماعية بين الرجل والمرأة ،وتبنت الماركسية في هذا المضمار تيارين      ( تيار النسوية الشعبية) وثانيهما مذهب  ( الأجر مقابل العمل المنزلي ) التيار الأول أي النسوية الشعبية ربطته الماركسية بنضال المرأة العاملة من اجل المساواة والتحرر .
 نضال المرأة من اجل نيل حقوقها ومساواتها مع الرجل تبنته معظم المنظمات النسوية في العالم ، فظهرت هذه المنظمات على المستوى الدولي والإقليمي ، وكانت للمرأة العراقية  دورها الريادي في تأسيس مثل هذه التنظيمات النسوية ففي 10آذار عام 1952 تأسست رابطة المرأة العراقية  واتحاد نساء كوردستان في 11/12/1952  وعقد مؤتمره الأول قي عام    1962 إتحاد نساء العراق في 1969 واتحاد نساء الاشوري في 3 ايار 1992 واتحاد المراة المسلمة في 2003 ثم توالت المنظمات المجتمع المدني وخاصة بعد  2003.
رغم  قدم تشكيل هذه المنضمات النسائية  وتعددها نجد أن أغلب نشاطاتها في الوسط النسوي لا يتعدى النشاط الحزبي أو السياسي المنظم ، ولم يتجاوز دورها في توعية النساء وخاصة نساء الريف العراقي بحقوق المرأة ، فلا زالت  نشاطاتها منحصرة في بعض المدن العراقية الكبيرة ، واستقراءً لما أنجزته هذه المنظمات نجدها لم تعمل من أجل توعية المرأة والرقي بقضيتها في التحرر من القيود السياسية والاقتصادية ومن التقاليد البالية المهيمنة على مجتمعاتنا ،  ولم يتم تفهم وتقييم دور ومكانة المرأة في عملية تطوير مجتمعاتنا ، فالمرأة في مجتمعنا العراقي لا زالت تتعرض للقتل لما يسمى غسلا للعار  والضرب وإلى مختلف أشكال الاضطهاد ، لا زال الرجل هو الذي يتحكم في جميع مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية والتشريعية ، والانكى من ذلك ، نجد من بين النساء من تدعي تمثيلها للمرأة العراقية داخل البرلمان العراقي بينما تصرح بأن عمل المرأة يجب أن يكون داخل بيتها وتحرم عليها التحرر الاقتصادي من سلطة الرجل.
 ومن اجل إظهار مدى العجز في عمل المنظمات النسوية لابد من الوقوف على بعض الأنشطة لمنظمات التي تخص المرأة سأستعرض على سبيل المثال نشاطات اتحاد نساء كوردستان لشهر كانون الثاني 2014  ففي هذا الشهر تم عقد (8) سيمنارات لم يكن أي منها حول وضع المرأة في كوردستان وجميعها أنجزت في مدن مثل خانقين دبس سعدية واربيل وجلها ندوات حول الانتخابات ومسائل حزبية لا تدخل ضمن الدفاع عن حقوق النساء ، والنشاط الوحيد الذي جلب انتباهنا كان إقامة دورة لتعليم السياقة للنساء ويا ليت كانت الدورة في إحدى قرى اربيل لكانت الفائدة أعم واشمل ، ولكنها جرت للأسف في اربيل ، وفي هذه المدينة تتمكن عشرات النساء من تعلم السياقة بدون مساعدة الاتحاد أو غيره.
 أما الاحتفالات في عيد المرأة وما تتسم بالبذخ فهي الأخرى  شأنها شأن النشاطات الأخرى تجرى في المدن وداخل المدارس والجامعات ، و تُمارَس غالبا من قبل نساء متحررات إجتماعيا واقتصاديا ، بينما المرأة القروية الفلاحة التي تسكن الريف العراقي وهي أصلا تعاني من سلطة تقاليد مجتمعها البالية هذه  المرأة المكافحة ، بحاجة إلى أن يحتفى بها سنويا .
 المرأة الريفية رغم أنها امرأة منزل إلا أنها إضافة إلى خدمة أسرتها والتي تمتد منذ الصباح الباكر جدا وحتى الساعات المتأخرة من الليل ، فهي تكافح من أجل كسب رزقها عن طريق مزاولتها العمل خارج الدار سواء بالتقاط النباتات الطبيعية من الطبيعة أو بتربية المواشي وإمداد المدن الكبيرة بالحليب ومشتقاته .
 نساء الريف بحاجة إلى نشاط هذه المنظمات النسوية أولا بالتقرب منهن لمعرفة طبيعة الحياة في الريف والمعايشة معهن، ثم بمعاونتهن اقتصاديا ، كالعمل على فتح ورش صغيرة للخياطة أو الحياكة أو في صناعة السجاجيد اليدوية وغيرها ، مهما بلغت المرأة في المدينة من التحرر وأختها تعاني الاضطهاد في الريف ، والنساء العاملات في المنضمات النسوية مهما احتفلوا فيما بينهم بعيدهن الآذاري  عبر  هذه نشاطات وغيرها  تبقى جلها  أنشطة  إعلامية  لا غير،  لكونها تتكرر كل عام ووضع المرأة  وخاصة في الريف يسير من سوء إلى أسوء.





274
لنتق الله ونكف عن هذه المهاترات
بطرس نباتي
ألا يكفي ما  حدث ويحدث في الوطن للمسيحيين من قتل وتهجير لمئات  من العوائل و سلب الأراضي التاريخية والتغيير  الجغرافي ، كي تمنعنا من الرقص فوق جراحات شعبنا في الداخل ، ألا تكفي  ما نعانيه من بعض الكتاب الغرباء  الذين يحاولون تهميش شعبنا وسلب كل رموزه وتجريده من هويته القومية، والأنكى والأمر أن هؤلاء الأغراب  يستخدمون  ما يتفضل به كتابنا من فتات لكتابات  عفا عليها الزمن ، يستقون منها معلوماتهم متخذين منها مصادر رغم الشك بنزاهتها  وبذمة كتابها كأحمد سوسا الصهيوني وغيره ، ألا يكفي بربكم هذا التقاتل على إعلاء شأن هذا الحزب أو هذه الجماعة على حساب الأخرى ، وجل ما تكتبونه يقع تحت يافطة الدعاية الانتخابية لهذه الجهة أو تلك .
شعبنا يوما بعد آخر يخسر مقومات وجوده على ارض أجداده تُسلب أراضيه يُجرد من أبسط حقوقه ، بماذا ينفعنا المقعد البرلماني ؟ لو تولاه زيد أو غيره ما لم نجد من يصغي لأصحاب الكوتة لكون من تمثله تلك الكوتة  شعب ممزق الأوصال ، عديم الاسم والطعم والرائحة ، نصفه يقاتل أو يتناطح مع نصفه الآخر والنصفين يعانيان من الذل والهوان وعدم الأنصاف ،  وكتابه ومثقفوه  يتناطحون على صفحات الانترنيت ،والله لا استبعد من خلال ما وصلت أليه كتابات البعض ، لو امتلكوا بعض الأسلحة والأعتدة  لكنا شاهدناهم وهم يتقاتلون ، أفظع مما يجري في شوارع وأزقة حمص وحلب وفلوجة.
كل يريد أن ينال من صاحبه هذا يتهم زوعا والآخر المجلس الشعبي والكلداني يتهم المتأشور والمتأشور يتهم  المتكلدن ،بتنا وكأننا ثيران هائجة في حلبة الانترنيت .
لعن  الله هذه الوسائل العصرية إذا ما كانت سببا  لنشوب مثل هذه المهاترات الإعلامية بين الأخوة والأشقاء ،رجاؤنا من أصحاب مواقعنا أن لا يكونوا سببا لكل ما يحدث من مهاترات بين الأحباب والأصدقاء ، أبناء شعب واحد وقرية واحدة .
تصوروا لو كتب أحدنا بحثا حول المسرح أو القصة أو اللغة السريانية ، أو نصا أدبيا باذلا جل طاقاته للإرتقاء  به  نحو الإبداع،  أو حتى لوعرض مشكلة تعاني منها قرية أو قصبة من قصبات شعبنا نجد قراءه لا يتجاوز عددهم رؤوس الأصابع بينما يأتي آخر ليكتب عن الباطريرك متدخلا حاشرا أنفه المزعج  في الشأن الديني  أو يفبرك بعض الافتراءات عن هذا الشخص أو عن مسئول ما لحزب ما وهو قابع في بلدان الراحة والأمان ، بينما الآخر  يسكن وسط النار ،  وجل ما يكتبه لا يرتقي لمستوى ما يجري اليوم على الساحة السياسية   ينبري متبخترا متفاخرا بعدد من يقرأ له لكونه قد يتجاوز الألف ،وانه بهذا العدد سيشتهر وسيحتل قمم  الجبل الأزرق في سدني أو جبال روكي   والردود على ما يكتبه ( الأفندي ) تصل إلى العشرات وجلها إما الطعن به وبما قاله وكتبه أوكيل المسبات والشتائم  المتبادلة  فيما بين المتداخلين أو محاولة فرض الرأي بأية وسيلة كانت . 
قبل أن تستفحل مشكلة الأراضي في عنكاوا كتبتُ أكثر من مقال بعنوان ( هل نحن أصحاب الأرض أم ماذا ؟ ) نشرُته في موقع عنكاوا كوم حصرا ، التعقيب الوحيد على مشاكل أراضي عنكاوا كان مذيلا باسم الأستاذ المحترم يعقوب ابونا  ولم يتجاوز عدد قراء هذا الموضوع الحيوي والجاد نصف ربع (أي قدح بعرف الأقداح )ما كتبه احدهم حول  أصلنا اليهودي الضائع وما رد عليه كتاب الردود لاحقا ، وكذلك الحال مع ما كتبته الزميلة جنان بولص  حول ما تعانيه عنكاوا من مشاكل  وما عرضته عن حالة الفساد المستشري آنذاك  في توزيع الأراضي وإهدائها لكل من هب ودب ، ونشرته في جريدة بيث عنكاوا أو في موقع عنكاوا هو الآخر لم يتعدى عدد قراءه 02% من قراء ما كتب عن الشيخ الكلداني مثلا في كونه شيخ أم لا ، وكذلك الحال بالنسبة إلى المقالات التي ينشرها الأخ المشاور القانوني ماهر سعيد متي .
مع اعتذاري للكتاب المبدعين سواء من أبناء شعبنا أو من خارجه اخص منهم ( عبدالحسين شعبان ، كاظم حبيب ، عبد الغني علي يحي، عدنان حسين، عبدالمحسن الاعسم، شمال عادل سليم، جاسم الحلفي ، ابراهيم الخياط وآخرون غيرهم ..) حتى هؤلاء المبدعون نجد قلة في عدد من يقرأ لهم للأسف ، مع ذلك نكن لهم كل الاحترام والتقدير متمنين لهم طول العمر والاستمرار برفد مواقعنا بنتاجاتهم الفكرية والثقافية، يكفي أن أسمائهم ألامعة تزين بوابات هذه المواقع إضافة إلى ما يطرحونه من أفكار نيرة وأراء يجب أن تسود مجتمعاتنا. 
تذكرني الحالة التي وصلت إليها كتابات البعض من كتاب شعبنا ، إلى مقولة للكاتب الساخر التركي عزيز نسين في أحدى قصصه يقول  على لسان  بطل القصة، (منذ صغري لم يكن لي قدمان قويتان ، لأمتهن لعب كرة القدم ولم تكن لي ساعدان قويان لألاكم الأقوياء ، لذلك وجدت  أن أسهل المهن في هذا الزمن السيء  هي الكتابة فامتهنتها) .
هذا هو حال بعض من يكتب في صحافتنا وخاصة ما نجده مما تسمى بالمقالات أو مما يدعوها بالبحوث جزافا على صفحات المواقع الانترنيتية  لشعبنا ووفق هذه الحالة وما وصلنا إليه، أنا أتحدى هؤلاء أن يرسلوا مقالاتهم لصحيفة محترمة، ولنجد كم منها سيأخذ طريقه إلى النشر .
لقد قمت بإحصاء بسيط  لبعض المقالات والكتابات التي أراها إيجابية في منحاها ، مثلا كتابات الناقد المسرحي صباح هرمز وما نشره حول بعض الروايات أو نصوص بعض المسرحيات إذا ما حسبنا عدد قراء تلك المقالات والبحوث فإن مجموعها لا يصل إلى 1% مما كتب من ما تدعى جزافا( مقالات) حول مسألة قبول وعدم قبول سيادة مطران من قبل هذه الكنيسة أو تلك أو عما ورد عن الآشوريين في العهد القديم أو غيرها مما تسببه من مهاترات إعلامية بين الكتاب نحن في غنى عنها.
وهناك أمثلة عديدة مثلا  الدكتور صباح المالح  الذي نقل لنا مشكورا  دراسة وعن مشاهدات شخصية تجربة فريدة في الرقي في دولة سنغافورة ، نحن بأمس الحاجة إلى مثل هذه التجربة  وتطبيقاتها العملية وقد قدمها خلال ستة حلقات. 
والكاتب الآخر الذي يجول العالم ليكشف لنا بلدانها وجبالها وسحر الطبيعة فيها الأستاذ بنيامين يوخنا دانيال ، هذا السفير السياحي المتجول في عالم الطبيعة وسحرها، قبل سنتين أو ثلاثاً، تمت دعوته من قبل جامعة القاهرة ليلقي محاضرة حول أثر الإرهاب على واقع السياحة في مصر وفي عموم الوطن العربي، وهو ينقل مشاهداته في موقع عنكاوا كوم حصرا، مجموع قراءه ومعه دكتور صباح المالح والأستاذ حكمت حسين في حلقاته المتسلسلة عن التجربة الدانيماركية  لا يصل معدل قرائهم  لحد 003% من  مجموع القراء لما يكتبه غيرهم في توجيه الاتهامات والسباب والشتائم  لرابي يونادم كنا أو لرابي سركيس اغاجان أو لغيرهما مثلا.
كنت أتجول في أروقة مكتبة من المكتبات لشراء بعض الكتب  صادف أن التقيت شاباً ينوي هو أيضا شراء بعضها ،حمل بيده رواية عمكا لسعدي المالح قال لي أستاذ هذه الرواية فيها حب وعشق وغرام أجبته هذه الرواية قدمت عنكاوا مدينتك بكل صدق هي ورموزها ، وقد كتب عنها خيرة الكتاب والنقاد في العراق وستنشر وهي مترجمة إلى الفرنسية قال ما دام ليس فيها حب وعشق لذلك لن اشتريها ، ضحكت وأنا أقول له اشتريها، لأنها مليئة  بمواقف الحب والعشق وحتى الجنس ولكن ليس من وقتكم وإنما هي مستمدة من الماضي  فأخذها ، ودفع ثمنها وهو يردد، لنقتنيها لنكتشف كيف كانوا أجدادنا يعشقون .
الانترنيت وما يكتب في مواقع شعبنا له أهميته لكون المتصفحين لهذه المواقع يزداد عددهم يوما بعد آخر وقد وصل عدد المتصفحين لموقع عنكاوا العشرات الالوف من القراء إضافة إلى زيادة ملحوظة في عدد الكتاب المبدعين في هذا الموقع وغيره ، فلنكن بمستوى الكتابة الراقية الشفافة ولنكف عن إلصاق التهم جزافا وإيذاء الآخر، لنكف عن نشر غسيلنا القذر أمام الغرباء ، هناك مثل سرياني يقول ( من معليلوح ناشا دهيِنوخ من مخةيلوخ ناشا دهيِانوح) ( من يرفعونك هم ناسك ومن ينزلونك هم ناسك أيضا )

 

275
لما هذا التجني يا أخ نعمت شريف  ؟
بطرس نباتي
 حقا كنت أود أن يترفع الأخ  وليد حنا تاركا السيد نعمت شريف أن يقول ما يشاء  وعدم الرد عليه ،لكون  ما جاء به  الأخير من عبارات في مقدمة رده إنما استمدها  تارة من تلك المقولة المتهرئة لغوبلز ، وتارة أخرى بالرد على ما سماه الأخ وليد كهوة عزاوي ، لأن  توصيف لما يحدث  في البرلمان العراقي  من قبل معظم كتاب الداخل  يذهب إلى أكثر مما ذهب إليه الأخ ( وليد) في تشبيه جلسات البرلمان ( بكهوة ) ، و ما ذهب إليه كون المسيحيين مدعومين من الغرب وغيرها من التهم ، ما هو إلا ترديد ببغائي لما كان الأنظمة السابقة وكتابها المأجورين تروجه عن المسيحيين فيما مضى .
وكان بالأحرى بالسيد نعمت أن يتجنب تلك العبارات نظرا لما عاناه شخصيا من اضطهاد من قبل أزلام ذلك النظام البائد  ، فعلا كنت أتمنى في  رده  على الأستاذ خالص ايشوع  والمنشور في موقع  الحوار المتمدن ، أن يكون أكثر نزاهة وموضوعية .
الأخ وليد  لم يقصد في مقاله الموسوم ( سايكولوجية  الشبك ..)  توجيه أية اهانة شخصية  للكاتب  كما أنه لم يوجه أية شتيمة أو إساءة إلى الأستاذ حنين قدو وكل ما ذكره أستمده من واقع سهل نينوى قبل وبعد 2003  ، حيث نستشف من مقالته  بأنه  جاء نتيجة حرصه على أن لا يحدث لقرى وقصبات سهل نينوى من تغير ديموغرافي  ما حدث في غيرها من الإخلال بالتوازن السكاني،  وقد قام بتحليل  موقف الأستاذ  حنين قدو  في تصريحه الأخير  بالنسبة إلى التغير الديموغرافي في قرى وقصبات  شرق الموصل والذي يعارضه المسيحيين على ضوء بعض الوقائع على الأرض حسب مشاهداته لطبيعة ما كان في الماضي أي قبل 2003 وما يحدث الآن ،  وما يحدث اليوم في هذا السهل تقع على عاتق أبناء القصبات والمدن  المسيحية   مسئولية معارضته  وعدم السماح بالتجاوز على حقوقهم وأراضيهم ، وحسب تصوري إن ما ذهب إليه الأخ وليد ,وقبله الأخ خالص يقع ضمن  هذا التوجه ، ولا يمكن تفسير موقفهما على توجيه أية اهانة أو انتقاص من شخص المقصود بالمقال ( ألا وهو الأستاذ حنين قدو) والمفروض حسب معطيات  العمل الصحفي أن يتصدى الدكتور  حنين  بنفسه لأنه هو المسئول المباشر عما يصدر عنه  ولكونه رئيس كتلة وخالص ايشوع عضو برلمان وينتمي إلى المجلس الشعبي ،  ولا يفوض الآخرين   النيابة   عنه  بالرد والدفاع عن تصريحاته.
 سأحاول قدر الإمكان في هذا المقام أن  أتجنب الرد بصورة مباشرة على ما  كتبه  الأخ نعمت ، مكتفيا بملاحظتين  أو ثلاثة تجدر مناقشاتها والتوقف عندها:
1- الشبك قلقون على عودة المسيحيين، ولم اقل ان الشبك ضد مشروع اقليم سهل نينوى. ان موقفكم هذا يبعث على الشك والريبة، فقد بدأتم الصراع، منذ الوهلة الاولى، فكيف اذا كنتم في سلطة المحافظة؟
هنا يخاطب الأخ  بصيغة الجمع  وكأنه يمثل الشبك بينما في مكان آخر  يصرح بأنه  غير مرتبط بأية جهة ولا يمثل أي تيار شبكي ، وكأن المقابل أي الأخ وليد يمثل كل المسيحيين في سهل نينوى ( وهذا لم يدع به الأخ وليد مطلقا)  ولكن ما لم نفهمه في رده هو ( الشبك قلقون على عودة المسيحيين ) المسيحيين كما يعلم الجميع هم في مناطقهم التاريخية ،  وإن كان المقصود  عودة المسيحيين المهجرين إلى الوطن  ، فهم إن عادوا ( إنشاء الله)  فهم لا يعودون إلى  مناطق الشبك  بل يعودون  حتما إلى مناطقهم  في قراهم وقصباتهم وإلى أراضيهم التاريخية ، نعم  سيعودون أراضي اشور وسريان وكلدان .
في تصوري أن ما يسعى إليه الأستاذ خالص ايشوع ومحلس بغديدا   ومعهم جميع المجالس الأخرى  هو نتيجة  حرصهم على أن لا تقع  أراضيهم وممتلكاتهم ضمن طموحات الغير مهما كانوا كردا كانوا أم عربا، فهم يرفضون هذا التغيير وسيقاومونه سواء استحدثت محافظة في سهل نينوى أم لم تُستحدث ، ومن قال بأن استحداث محافظة في هذا السهل هو ترخيص للمسيحيين بمنع البيع والتأجير لغير المسيحيين؟
فالمسيحيين ليسوا بحاجة إلى مثل هذا التصريح ولا يمكن أن يفرطوا بأراضيهم وممتلكاتهم  للغير وخاصة إذا كان لدى هذا الغير نية في الإخلال بالتوازن السكاني في هذه المناطق التاريخية .
ثم في أية محافظة عراقية تم تهجير أهلها لإسكان المسيحيين  محلهم وفي أية بقعة جرى تغير ديموغرافي لصالح المسيحيين ، فيا عجبي من هذا الافتراء على المسيحيين حينما يذكر الأخ ,بان الشبك يخشون أن يعمل المسيحيين على تهميشهم وغيرها من التهم بالاستعانة بالنفوذ الغربي ، ألا يتذكر الأخ كيف أن الغرب في الماضي القريب  وحتى يومنا هذا  يعتبر جميع مسيحي المشرق كبش فداء يقدمهم قربانا لمصالحه  من على مذابح دولهم وحكوماتهم، فعن أية نفوذ للمسيحيين تتحدث يا أخي الكريم؟ المسيحيين يخشون اليوم على مناطقهم على أراضيهم أن لا يتم ابتلاعها كما يحدث لمعظم مناطق تواجدهم ، فما هي مبرراتك بأن المسيحيين يضطهدون الشبك ؟ وأين يا ترى تم مثل هذا الاضطهاد  ؟أهو قد مورس في برطلة أو في أماكن الشبك الأصلية  ، أم أن تشبثكم بهذه الأقوال  ، اسمح لي بالقول  بأنها لا يراد بها  سوى تعكير صفو العلاقات بين أبناء هذه المكونات، وكنت اتمنى أن لا تصدر من شخص مثلك وأنت معروف بتصديك للنظام السابق وقد شاركت مع ألأخوة لك من المسيحيين في القتال جنبا الى جنب، أثناء الكفاح المسلح وخدمت في التعليم في منطقة تمتاز بكثافة مسيحية في كوردستان.


2-  لا اعتقد انه هناك شبكي واحد يريد تهجير مسيحي واحد، او اي كائن اخر، ولكنهم سيرفضون حكم الاقلية او حصرهم قانون حظر البيع والتأجير ليس قانون استحداث المحافظة. التطلع الى مستقبل ملؤه السلام والوئام، يختلف تمام الاختلاف عن التطلع الى استعادة امجاد الماضي من اشور وكدان وسريان ووووو
ولكنهم سيرفضون حكم الاقلية او حصرهم في مناطق محددة يضطرون معها الى ترك مناطقهم. واستحداث محافظة نينوى خير مثال على ذلك. لآ بد ان تكون المحافظة للجميع. المسؤولون يأتون عن طريق انتخابات حرة ونزيهة. يجب ان لا يفسر اخواننا قيادات وساسة المسيحيين ان استحداث سهل نينوى هو ترخيص لهم لتنفيذ قانون منع البيع والتأجير لغير المسيحيين والعمل على استملاك اراضي الغير لتمليكها للعائدين.

أما في الملاحظة الثانية والتي جاءت في الرد فأني أرى فيها عدم انسجام بين ما يؤمن به الأخ طلعت وبما يقوله فهو يقول بان الشبك لا يريدون تهجير المسيحيين وهذا من الأمور الجيدة والتي نتمناها للشعبين أن لا يحاول أحدهم تهجير الآخر ولا يحاول أن يخترق خصوصية الآخر بالتملك داخل أراضيه التاريخية ، وأن يقتنع كل منهما بما أغدقه عليه رب العالمين من أملاك وممتلكات ،  ولكنه لم يوضح، من هؤلاء الأقلية التي تريد فرض حكمها على الشبك( الأغلبية)؟ ومن أين جاء بالإحصاءات  ليحدد  الأقلية والأغلبية هذه ،  فلنفرض ما أورده صحيحا أي مسالة أقلية مسيحية  وأكثرية شبكية فأي حكم يتم فرضه  من  قبل المسيحيين هذا ، فإن كان قصده  محصورا  حسب رأي الأخ  بامتناع المسيحيين من بيع وتأجير أراضيهم للغرباء ، فنعم  الحكم هذا، وبتصوري  يتوجب على المسيحيين والشبك القاطنين داخل المدن والقصبات المسيحية ( وأقصد بهم أبناء الشبك الذين استوطنوا هذه المدن والقصبات قبل 2003) عدم السماح للآخرين أن يأتوا من خارج قصباتهم ومدنهم  ويشتروا الأملاك والأراضي  بأموال لا يدري بمصدرها سوى رب العالمين وأولئك الممولين  لمشاريع التغير الديموغرافي في برطلة وبغديدا وكرمليس وغيرها  .
أما قوله عن حظر البيع والتاجير
ان قانون حظر البيع والتأجير ليس قانون استحداث المحافظة. التطلع الى مستقبل ملؤه السلام والوئام، يختلف تمام الاختلاف عن التطلع الى استعادة امجاد الماضي من اشور وكدان وسريان ووووو

العبارة أعلاه وردت  ضمن  رد الأخ   وهي الأخرى تفتقد لأي رابط   بما قبلها ، وهذا ما أدى أن تفقد قيمتها ليس فقط  لغويا فحسب ، بل حتى في دلالتها أو مضمونها ، فأي رابط يا ترى بين حظر بيع الأراضي والممتلكات لغير المسيحيين ، بقانون استحداث المحافظة ،  أما التطلع إلى الماضي واستعادة أمجاد اشور وكلدان وسريان ، فهذا حق لكل قومية أن تفتخر بماضيها وبعمقها الحضاري ، فمن يا ترى يمنع  الأخوة الشبك بالافتخار بماضيهم وحضارتهم ؟ لكل قومية لديها رموز وتاريخ  يحاول الأبناء استذكار وإظهار منجزاتها  الحضارية  للأجيال القادمة ، وبتصوري استعادة  أمجاد الماضي لا يضر بالتطلع إلى مستقبل ملؤه سلام ووئام ،  ولا يمكن تفسيره بأنه السعي إلى تهميش الآخر إنما شراء الممتلكات ولأراضي  والسعي إلى التغير بالبنية السكانية للمناطق المسيحية  هي التي تعكر الأجواء التي تذكرها أيها الأخ  ضمن عبارتك وتسعى من اجلها.
 أما ( ووووو) فإن أردت بها إضافات جديدة على مسمياتنا فنحن  نفتخر بها جميعها  ونعتبرها (حتى لو أوصلتها إلى أكثر من ثمانية) ،  تعبر عن  قومية واحدة وشعب واحد  ونشكرك على ذلك،  وإن كان قصدك أمرا آخر فهو لا يقع  ضمن تربيتنا ونشأتنا  ، ولا نسمح  لأنفسنا بالرد  عليك بالمثل، وحقا لا نود لك أن ينحدر الأخ نعمت إلى مستوى بعض الكتاب الذين نقرأ لهم في المنديات والمواقع وهم يكيلون التهم جزافا للمسيحيين أو يقومون بتحليل بعض الأمور التي تخص شعبنا وفق عقليتهم المصابة بآفة التعصب .
وهنا لا بد أن أسجل اتفاقي مع الملاحظة الأخيرة  التي أوردها الأخ نعمت  في رده هذا ألا وهي اقتراحه  الوجيه بعقد مؤتمر عام يظم جميع مكونات سهل نينوى  ليتدارسوا  وضع قصباتهم ومدنهم  قبل إقرار استحداث محافظة سهل نينوى، إنه فعلا بدعوته هذه قد أصاب الحقيقة وما يجب ، وتوجهه هذا  يجب أن يسود  في مثل هذا المجتمع المتعدد ، وأن تبنى العلاقات بين أبناء هذه المكونات على أسس الأخوة وتقبل الآخر ، وأنا اتفق معه كليا ، وليته قد أورد مقترحه  هذا في مقدمة رده على تصريح الأخ خالص ايشوع ، لأن يتحتم  على  قادة وممثلي الأحزاب السياسية لهذه المكونات بضمنهم  الأستاذ حنين قدو وخالص ايشوع  وممثلين عن الأخوة الازديين وغيرهم الجلوس معا و عقد مثل هذا المؤتمر الذي يقترحه الأخ نعمت ،  وأن يترفعوا عن مصالحهم الشخصية ويكونوا بمستوى المسؤولية الملقاة على عاتقهم من اجل أن تسود بين مكوناتهم القومية تلك الروح الأخوية التي كانت سائدة في الماضي .
  كما أتفق مع الأخ نعمت بأن كلا  المكونين المسيحي والشبكي  يعانيان من عدو مشترك ألا وهو الإرهاب  الذي طالت يديه  المكونين معا وأصبح يعمل على إثارة الفتن بينهما  وهذا يقع في مصلحته ومصلحة الجماعات  التي  تمارسه .
 وهذا الأمر لن يتم إلا من خلال اللقاءات الودية فيما بينهم بدون تدخل جهات لا تريد لهذا السهل لأبنائه  الراحة والاستقرار والسلام .


 





 


276
مناشداتنا الى الهيئات الادارية للأندية والمراكز في عنكاوا
أنقذوا أجواء منتدياتكم من التلوث بدخان السكاير

بطرس نباتي
معظم الاندية المتواجدة في عنكاوا تزاول النشاط الاجتماعي ، بما فيها تلك التي أُسست من اجل تفعيل الانشطة الثقافية ، وهذا لا يتنافى أصلا مع أنظمتها الداخلية ، لكون عوائل هيئاتها العامة تحتاج إلى مكان ترفه  فيها عن نفسها ، ومن حق الادارات القائمة عليها ، استخدام هذه الاندية ، كمركز جذب لمختلف الشرائح التي تتواجد من أجل خدمتها ، إضافة إلى قيامها بواجباتها تجاه  المشهد الثقافي والفني في أماكن تواجدها .
رغم ما تمارسه من انشطة اجتماعية ، يبقى  هدفها الاساسي  هو مدى اسهامها في المشهد الثقافي وتطويره  وخاصة تلك التي تحمل مسميات ثقافية ، أما أقتصار عملها وهدفها على الترفيه ، وإقامة الحفلات الصاخبة والمناسبات الاجتماعية ، فإنها تكون قد أخلت بنظامها الداخلي وبالقانون التي تأسست بموجبه ، فلا ضير أو من الطبيعي أن تمارس النشاطين معا ، وهناك أمثلة عديدة في هذا المجال فأتحاد أدباء العراق إضافة إلى كونه مركزا ثقافيا خدم المشهد الثقافي العراقي منذ تأسيسه ، فأنه يمارس الانشطة الاجتماعية عبر نادٍ ملحق به وحديقة رائعة تحمل كل شجرة فيها أسم شاعر أو أديب كان يفضل أن يجلس تحتها مع رفاقه الادباء يقضون بضع سويعات من الليل في جلسات سمر وادب واحاديث شيقة في الثقافة  .
وكذلك الحال في أتحاد ادباء الكورد فرع اربيل او في السليمانية ودهوك ، فهناك قاعات وأماكن مخصصة لرواد هذه المراكز يتجمع فيها المهتمين بالمشهد الثقافي والفني لقضاء بعض أوقاتهم في التحدث بما يؤرقهم ويطرحون فيها همومهم على طاولة تجمعهم .
الملاحظ عندنا أن هذه الاماكن أي الاندية والمراكز بما فيها تلك التي تحمل يافطات ثقافية ، تحولت قاعاتها إلى مداخن للسكائر ، بعض روادها لا يكتفون بتدخين السكائر،  وهم جالسون في مقاعدهم ، وإنما يقومون بتدخين الناركيلة وهذه العادة السيئة جدا دخلت الينا لتغزوا قاعاتنا وحياتنا مؤخرا ، الانكى من ذلك وجود أطفال وعوائل لا يعجبها أو لا تتقبل صحتها الدخان الكثيف الذي يطلقه البعض بدون أن يشعر بأنه يؤثر سلبا على راحة وصحة من يجاوره بالجلوس على طاولة أخرى قريبة أو حتى لصيقة بطاولته.
لقد أكدت معظم التقارير الصحية  الصادرة  من مؤسسات  عالمية ، على ان المدخن للسكائر يؤثر على الغير المدخن القريب منه،  في استنشاقه للدخان بأضعاف  ما يؤثر سلبا على صحته ، إضافة إلى أن الذي يدخن وهو جالس في مقعده فإنه بهذا الفعل في رأي لا يحترم المقابل ويسبب في تلويث جو وهواء القاعة التي وجدت أصلا لراحة رواد ذلك المنتدى الاجتماعي والثقافي .
أن تعليل أعطاء فرصة  للتدخين داخل قاعات هذه الاندية وذلك بالقول - بأن رواد الاندية والمنتديات سوف يقل  عددهم أو يمتنعون عن التردد - عندما يفرض عليهم عدم التدخين داخل قاعات وردهات المنتدى،  له أفتراء وكذب تتعلل به بعض الادارات القائمة على هذه المنديات ، وتتشبث بمثل هذه الاقاويل من أجل أن تحقق أرباحا وإيرادات تتمتع بها إضافة إلى ما يخصص لها من منح شهرية من حكومة الاقليم ، ويتم هذا   بتأجيرقاعاتها إلى من يزايد ويدفع أكثر على حساب راحة وصحة الاخرين.
فالاصل وبموجب القوانين النافذة والتي بموجبها  تجاز مثل هذه المراكز والاندية بأنها مراكز ومؤسسات المجتمع المدني غير ربحية وغير نفعية ، تخدم شريحة معينة أجتماعيا أو ثقافيا ، وتستطيع هذه الادارات أن تفرض على روادها المدخنين بأن يدخنوا خارج القاعة أو تخصص للمدخنين قاعات خاصة بهم كما هو الحال في جميع البلدان المتحضرة .
وقد أصدر برلمان كوردستان قرارا منذ عام 2007 بمنع التدخين في الاماكن العامة بعد ورود تقارير حول  تزايد إقبال الشباب والمراهقين على التدخين وخاصة تدخين النركيلة ، وكانت وزارة الصحة في أقليم كوردستان قد اصدرت بيانا في 23/2/2012 ذكرت  فيه تعليماتها( بمنع تدخين السكائر والنركيلة في الأماكن العامة، داعيا أصحاب الفنادق والمطاعم والنوادي والأسواق العامة إلى الالتزام بالتعليمات (
وأكد البيان أن الوزارة ستفرض غرامات مالية قدرها 500 ألف دينار عراقي على المخالفين، لافتا إلى أن الوزارة تدرس حالياً الآليات المناسبة لتطبيق القرار خلال الأيام المقبلة.
 
أن ظاهرة تدخين النركيلة انتشرت بشكل ملحوظ بعد العام2003 في إقليم كوردستان وبحسب مصادر غير رسمية فإن الإقليم يستورد النركيلة وملحقاتها من دول إقليمية مثل سوريا ومصر والإمارات وإيران، وتشير تلك المصادر إلى أن عدد المقاهي والأماكن التي تقدم النركيلة وتتاجر بها تتجاوز خمسة آلاف مقهى ومحل في عموم الإقليم.
ولكن للأسف إلى حد اليوم لم يجرِ  تطبيق هذه التعليمات شأنها شأن العديد من القرارات التي تصدر لتنظيم المجتمع في الاقليم ولكن سرعان ما يتم إهمالها وعدم متابعة تطبيقها ثم الاجهاز عليها .
عنكاوا كانت منذ أمد بعيد نموذجا لتطبيقات عديدة لمشاريع كانت الحكومات تجربها أولا في عنكاوا ،  والمثال على ذلك إتخاذها كنموذج  حيث جرى فيها إحصاء نموذجي قبل الاحصاء العام للسكان في العراق في 1977 ، وكذلك مشاريع عديدة أرادت الحكومة إنجازها لمدن العراق .
 فهل يا ترى ستبادر الهيئات الادارية للأندية والمراكز بمنع التدخين داخل قاعاتها المغلقة ؟
انه امل يراودنا نحن غير المدخنين لأنقاذنا من نسبة قليلة من المدخنين الذين يلوثون بدخانهم أجواء قاعاتنا ومنتدياتنا ويسببون كل ما هو سيء للأطفال أولآ، فرفقا بهم وبطفولتهم البريئة ، ندعوكم أن  تعملوا بجد على تطبيق تعليمات وزارة الصحة حفاظا على الصحة والسلامة العامة ، وكونوا نموذجا  خيرا وجيدا للمدن الكبيرة لعلها تحتذي بكم ، أنه نداء مخلص أوجهه لكم أيها الاخوة لعلني أجد من يؤيدني من بينكم  فتطبيقه عمليا لا يحتاج إلا متابعة قصيرة وقطعة معلقة على الحيطان تحذر من التدخين ومخاطره

 
 

277
قانون التقاعد الجديد سرقة مشرعنة أخرى لأموال العراق
بطرس نباتي
 
هناك بنود وفقرات جاء بها هذا القانون تثبت بأن النواب في المجلس الوطني العراقي صادقوا على لصوصية مشرعنة لأموال العراق ، وأنهم بصياغتهم لبعض المواد التي أوردها القانون  إنما أقروها  ليلتفوا بها  على قرار المحكمة الاتحادية 86  في 23/10/2013 والذي بموجبه  تم إلغاء الرواتب التقاعدية للنواب والرئاسات الثلاثة .
أن دعوات جميع الكتل  بدون استثناء  حول سعيهم لتطبيق قرار المحكمة الاتحادية وتخليهم عن مرتباتهم إنما كان محض افتراء ودجل على الشعب العراقي المبتلى بهم وهذا ما ظهر قبل أيام بعد  تصديقهم  على قانون التقاعد الجديد والذي ضمنوا فيه حصة الأسد من ثروات العراق لا فقط طيلة خدمتهم  القصيرة بل حتى بعد مماتهم أيضا .
هناك مادتين في هذا القانون أحدهما تتناول من  بلغ سن التقاعد  في الدرجات الوظيفية  لغاية أن يبلغ عمره 63 سنة  وهي المادة 21 ونصها
 يحتسب الراتب التقاعدي  كما يلي : حاصل ضرب معدل الراتب مضروبا في عدد سنوات الخدمة التقاعدية مضروبا  في النسبة التراكمية 2,5 % .
بموجب هذه العملية الحسابية يحتسب معدل الراتب للموظف المتقاعد ومعدل الراتب هو كما يشرحه في مقدمة القانون معدل الراتب الوظيفي للموظف خلال (36) ستة وثلاثين شهرا من خدمته التقاعدية الأخيرة ولا تحتسب لأغراض هذا المعدل رواتب الخدمة التي تقل عن شهر.
أما العملية الحسابية التي يحتسب فيها ما يسميها بالدرجات الخاصة ( المادة(37)  فهي تحتسب على أساس آخر الراتب الكلي مع المخصصات ،  فالموظف العادي الغير المخصخص يحتسب راتبه بدون أية مخصصات على أساس معدل الراتب الاسمي  لمدة ثلاثة سنوات سابقة على تقاعده ، فأي عدالة يا ترى تمخضت عن هذا القانون وعن أي إنصاف يتشدقون به هؤلاء (167) عضوا الذين جلسوا في قبة المجلس الوطني ليتقاسموا بينهم الكعكة الكبيرة وفي ما تبقى لهم من الزمن القصير من عمر مقعدهم المتهالك.
أي أن الذي يقضي (40) سنة خدمة فعلية سيتقاضى لا أكثر من مليون دينار ، بينما طيلة خدمته البالغة (40) سنة لم يتقاض  في جميعها ما يتقاضاه أحد أفراد الدرجات الخاصة  والتي عددها المشرع في المادة 137 ولمدة ( 5) سنوات فقط من خدمة هذا الموظف الخاص ، فأي عدالة يحققها هذا القانون وأية  أيادي خبيثة سمحت لنفسها بأن  تأتي بمواد  تلتف بها على  قرار المحكمة الاتحادية حول إلغاء الرواتب التقاعدية للنواب  وللدرجات الخاصة وهذه المادة أي 137 والتي تنص :
أولا ـ استثناء من أحكام الماده (21) من هذا القانون  يحتسب الراتب التقاعدي لـ ( رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء ونوابهم وأعضاء مجلس النواب والوزراء ومن هم بدرجتهم وأعضاء مجلس الحكم ومناوبيهم وأعضاء المجلس الوطني المؤقت  ورئيس وأعضاء الجمعية الوطنية ووكلاء الوزارات ومن بدرجتهم ومن يتقاضى راتب وكيل وزارة والمستشارين وأصحاب الدرجات الخاصة ومن بدرجة مدير عام ومن يتقاضى راتب مدير عام  ) في حالات التقاعد والوفاة والاستقالة بموافقة الجهات المختصة كما ياتي:
1.(25%) خمسة وعشرون من المائة من آخر (راتب أو مكافأة أو اجر) والمخصصات التي تقاضاها في الخدمة
2.تضاف نسبة(2,5%) اثنين ونصف من المائة من أخر(راتب أو مكافأة أو اجر) والمخصصات عن كل سنة من سنوات الخدمة على أن لا يزيد عن(80%) ثمانين من المائة منه.
ثانيا – تسري أحكام البند (أولا) من هذه المادة على قضاة وأعضاء الادعاء العام في المحكمة الجنائية العراقية العليا المحالين على التقاعد.
ثالثا – للمشمولين بأحكام البندين (أولا وثانيا)من هذه المادة ممن كانوا موظفين في الدولة العودة إلى وظائفهم الأصلية وتعتبر الاستقالة ملغية، وتحتسب مدة خدمتهم المذكورة أعلاه لأغراض العلاوة والترفيع والترقية والتقاعد وتلتزم الجهات المختصة بتوفير الدرجة المطلوبة ولهم الخيار بين الحصول على الرواتب التقاعدية المحددة في البند ( أولا ) أو راتب الوظيفة المعاد إليها .
رابعا - تسري أحكام البندين (أولا وثانيا) من هذه المادة على المحالين إلى التقاعد  قبل نفاذ هذا القانون والذين شغلوا مناصبهم بعد 9/4/2003.
أي أن الراتب التقاعدي لهذه الدرجات  سوف لن يقل مطلقا عن الراتب الذي سيتقاضونه وهم في خدمتهم الخاصة ، لكون  نسبة 25% محسوبة ليس على الراتب الاسمي  أو معدل رواتبهم كما جاء في المادة 21 بل أنها تشمل مخصصاتهم أيضا  وتضاف 2.5% من آخر راتب وأيضا معه المخصصات  على أن لا تزيد على 80%  وهذا التفاف واضح  وصريح  لما جاء في قرار المحكمة الاتحادية أولا  وهو يتعارض مع ما كانوا يصرحون ويهللون له نوابنا بأنهم سيتخلون عن رواتبهم ومخصصاتهم من أجل عيون الفقراء والكادحين من أبناء العراق .
المشمولين بالمادة 37 هؤلاء لا يمكن إحالتهم على التقاعد إلا  بموافقة الجهة التي عينتهم وهذا ما نصت عليه المادة ـ 14 ـ  أولا - يحال إلى التقاعد الموظف المعين بمرسوم جمهوري أو بأمر من مجلس الوزراء أو رئيس مجلس الوزراء أو هيئة رئاسة مجلس النواب بالكيفية التي تم تعيينه فيها.
وهذا امتياز آخر سمح لنفسهم النواب وأصحاب الدرجات الخاصة بإضافته إلى هذا القانون المجحف بحق الموظفين الاعتياديين ، الأمر الآخر والذي لا أجد فيه أي إنصاف  لشريحة الموظفين هو ما جاء  في المادة ـ 17 ـ
أولاً ـ تستقطع شهريا توقيفات تقاعدية تبلغ (25%) خمس وعشرين من المائة من الراتب الوظيفي للموظف على النحو الآتي:
أـ (10%) عشرة من المائة يتحملها الموظف .
ب ـ(15%) خمسة عشر من المائة تتحملها الخزينة العامة
فالموظف الذي خدمته 40 سنة وأكثر يستقطع من راتبه كتوقيفات تقاعدية بنسبة 10% أي لمدة 40 سنة يتعرض راتبه للقطع بنسبة 10% بينما النائب الذي سيتقاضى أضعاف راتب الموظف العادي لا يستقطع من راتبه سوى لمدة خمسة سنوات وبنفس النسبة فأي عدالة اجتماعية يحققها هكذا قانون مجحف للموظف يا ترى؟!! ..
من المعروف عن الموظفين من ذوي الدرجات الخاصة تقاضيهم لرواتب ومعاشات تفوق بأضعاف مضاعفة عن مرتبات الموظفين الاعتياديين ، وأنهم يتمتعون بمخصصات وامتيازات في الإيفادات  والمعالجة على حساب الدولة طيلة مدة خدمتهم هذا إذا ما فرضنا  نزاهتهم وعدم تلويث ذممهم ، إما من هم  على غير ذلك أي ممن تلوثوا  بسرقة أموال العراق،  فقد فعلوا هذا نتيجة توليهم مناصب سمحت لهم بهذا التطاول على المال العام   ، فليس من المعقول أبدا مكافئة هؤلاء على حساب شريحة واسعة من الموظفين العاديين الذين يفنون حياتهم في خدمة المواطن .
قانون التقاعد الموحد الجديد والذي انتظرته شريحة الموظفين الصغار كي يحقق العدالة ويعطي حقهم في ما أفنوه من سني حياتهم في خدمة الدولة ، نجده اليوم إجحاف آخر بحق هؤلاء وتحايل ظاهر والتفاف على قرار المحكمة الاتحادية . 
ومن أجل إرضاء الحكام خشية صدور قرار آخر من المحكمة  الاتحادية العليا  يعرقل هذا التحايل على القانون السابق ، سنوا في هذا القانون  البند الثاني من  المادة (37)  والتي تخص القضاة وأعضاء الادعاء العام في المحكمة الجنائية العراقية العليا  المحالين على التقاعد ،  حيث ساوهم مع الدرجات الخاصة   ثانيا – تسري أحكام البند (اولا)  ا] من المادة 37  الخاصة بالدرجات الوضيفية الخاصة على قضاة وأعضاء الادعاء العام في المحكمة الجنائية العراقية العليا المحالين على التقاعد.
بينما زملائهم  في باقي  المحاكم العراقية الأخرى يُطبق عليهم القانون ذاته وتكون رواتبهم التقاعدية بنسبة 80% من آخر راتب تقاضوه خلال خدمتهم الفعلية.
لقد أنتظر الشعب العراقي باجمعه وليس شريحة الموظفين والمتقاعدين هذا القانون ، لعله يكون منصفا لهم ويحقق لهم عدالة اجتماعية  في توزيع ثروات العراق ، وينقذ بالأخص شريحة  المتقاعدين  وفق القوانين الجائرة  السابقة والتي لم تحقق لهم العيش الملائم لمن أفنى معظم سنوات عمره في وضيفة لم تحقق حينما كان فيها أي قدر من العيش الكريم ، وبعدما غادرها متقاعدا  عملت تلك القوانين على تعميق الذل وشظف العيش له ولعائلته ، لقد قيل وكتب عن  القانون الجديد بأنه  سيساوى بين جميع شرائح الشعب العراقي ويحقق تلك العدالة المفقودة في هذا الوطن المبتلى بقادته ونوابه،  ولكنه وبمادته (37) وبعض الفقرات التي أوردناها أوجد طبقة أخرى من القادة والنواب والرئاسات يفوق دخلها اليومي أضعاف مضاعفة على الشرائح الأخرى من الموظفين فأي أنصاف  يا ترى قد حققه القانون الجديد للمتقاعدين والموظفين بشكل عام.
 




278
الحلقة الثانية في فضح الداعين إلى الإرهاب

بطرس نباتي
في حلقة ثانية من برنامج الثامنة،  ناقش الاعلامي السعودي داود الشريان مسألة  مهمة  ألا وهي دفع الشباب السعودي من قبل بعض دعاة الإرهاب لما يسمى الجهاد في سوريا والعراق  ، بعد  ان تلقى سيل من  الاتهامات  والتهجم بشكل شخصي لما قدمه في الحلقة الماضية ،من قبل بعض الشيوخ  المحرضين وخاصة  من قبل الداعية السعودي   محمد العريفي متهما  داود الشريان بأنه ضد الجهاد في سبيل الله ، وان ما عرضه من لقاء مع أم  سعودية بأنه محض دجل وافتراء   ولكن مقدم البرنامج باتصاله  مرة أخرى بالمرأة السعودية والتي دعاها بام محمد  قالت  : (شكر لله ثم لأمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد على عونه مساعدته لي وأمره بتوظيف أبنائي وإعطائي منزل، وهذا ليس بمستغرب من ولاة أمرنا أيدهم الله بنصره وتوفيقه وأدام عزه).
وفي اتصال أخر أجراه  الشريان :  ذكر المتحدث الرسمي باسم إمارة منطقة عسير أن أمير المنطقة شاهد حلقة (الثامنة)  التي تحدثت عبرها (أم محمد)  وذكرت معاناتها،  حيث وجه أمير المنطقة رئيس الشؤون الخاصة بمكتبه بالبحث عن معاناة أم محمد ورفع تقرير مفصل عن الحالة الاجتماعية لأم محمد وأسرتها وتقصي احتياجاتهم، بعدما اطلع سموه على ما ورد في التقرير وتأكد من معاناتهم أمر بشراء منزل لها ولأسرتها، بالإضافة إلي صرف راتب شهري لأم محمد من حسابه الشخصي، وكذلك توظيف ابنها في إمارة المنطقة".
لقد تمكن خلال هذه الحلقة الأستاذ داود الشريان  بحنكته  ودرايته  أن يفضح  كذب  وافتراءات  هؤلاء الشيوخ ،  المحرضين أمثال سلمان العودة ومحمد العريفي و سعد البريك  وعدنان العرعور رغم  علمهم بأن ما يقترفونه    ( مجاهديهم) بحق أبناء وبنات سوريا أو في العراق وافغانستان من جرائم يندى لها جبين أي إنسان  ، ولا يتقبلها أي حيوان  مهما كانت صفاته  ،  باستثناء شيوخ الموت هؤلاء وأدواتهم  من الشباب المغرر بهم.
والصور أدناه  تظهر  ما نوع الجهاد الذي يمارسه شبابهم في سوريا .

عناصر من (داعش) يلعبون كرة القدم بالرؤوس المقطوعة وهم يضحكون

  هؤلاء الشيوخ عندما يمرضون تنقلهم طائرات خاصة إلى مشافي أمريكا والمانيا أو أية دولة أوربية  أخرى وعندما تتم معالجتهم يبقون هناك لبعض الوقت كي يتمتعوا بالأجواء الصحية لتلك البلدان  ولأمور أخرى لا  يسعني ذكرها هنا ، وعند عودتهم يعتلون  منابرهم   لتوجيه الشتائم والإهانات   إلى تلك   الدولة التي عالجتهم ويقولون بأنها دولة الكفر والجهاد ضدها وقتل أبنائها هو فرض عين على كل مسلم..
أحد هؤلاء الشيوخ وربما يأتي في طليعتهم  من حيث كمية الفتاوى التي يصّدرها ألا وهو القرضاوي في كل مناسبة يخرج على الملأ عبر شاشات الفضائيات يدعوا الشباب داعيا لهم على ما يسميه ( الجهاد في سبيل الله)، هذا الرجل يعتبر من ضمن عشرة أغنياء العالم العربي ، يملك ثروة تقدر بثلاثة مليارات من الدولار الامريكي  وهذا ما قالته طليقته (أسماء)  والتى أقامت ضده دعوى قضائية أمام المحاكم القطرية، تطالب فيها بـ100 مليون جنيه كنفقة لها، وهو المبلغ الذى اعتبرته أسماء ضئيلاً بالنسبة لحجم ثروة القرضاوى التي قالت بأنها تفوق ثلاثة مليارات دولار.
هل سمع أحدنا أو قرأ  انه قام  بتبرع فلسا واحدا  من هذه الأموال  الطائلة للمنكوبين في العالم الإسلامي ؟
إذا كانت سلطة القضاء السعودي عاجزة عن محاسبة هؤلاء القتلة، أو أنها  تتغاضى عن نهجهم الخطير هذا  ، يتوجب على المجتمع الدولي عبر محاكمه الدولية أن تصدر قرارا يعتبر به هؤلاء الشيوخ إرهابيين دوليين والسعي لإلقاء القبض عليهم وملاحقتهم من قبل البوليس الدولي لأنهم يقعون تحت طائلة العقوبات الدولية  الخاصة بمعاقبة من يحرض على  الإرهاب الدولي.
تحية للإعلامي الفذ داود الشريان  ، وكان حري  به أن يسال هؤلاء الشيوخ أليس للذين يقتلون اليوم من أبناء سوريا والعراق  على أيادي هؤلاء  القتلة   ( المجاهدين) أمهات وآباء ينتظرون عودتهم سالمين إلى بيوتهم ،  عن أي جهاد يتحدثون هؤلاء شيوخ الموت .
ينتظر من حكومة سعودية ومن شيوخها أن تعمل على إخراس أصوات هؤلاء الدعاة ، لأنهم أولا يحرضون  أبناء وبنات الآخرين  على الذهاب إلى ( ما يدعونه بالجهاد ) والذي هو عبارة عن الترويج  للألتحاق بفصائل  الإرهاب  والموت في سوريا والعراق بينما يحافظون على أولادهم  ويمنعون عنهم (الجهاد) هذا  خشية عليهم من أن يُقتلوا  هناك ، فإذا ما كان تحريضهم  هذا مقتنعين به لما  لا يذهبون بأنفسهم إلى سوريا وإلى أماكن أخرى لعلهم يفوزون بالحواري والجواري في جنتهم الموعودة  .


279
من أبكى داود الشريان في برنامج الثامنة ؟
(شباب يساقون للموت بحجة الجهاد)
                                                                                                                                  بطرس نباتي

داود الشريان هو مقدم برنامج الثامنة من قناة ام بي سي ، هذا الرجل هو مواطن سعودي غيور على بلده ،  حريص على وطنيته وإخلاصه لشعبه، لقد أثار مسائل عديدة ومهمة من خلال هذه الفضائية تهم المجتمع السعودي برمته ، منها ما يتعلق بمعيشة الفرد ومنها ما يتعلق بالمهاجرين وأيادي العاملة في السعودية ودول الخليج ومعاناتهم ، ومنها ما يتعلق بذوي الحاجات الخاصة ، وقد عمد في حلقات عدة حتى على معالجة قضايا خاصة  ومتعلقة بالحياة الشخصية، وقد تابعت  برنامجه هذا بشغف منذ مدة طويلة ،  هذا المواطن الحريص على أبناء السعودية قدم في ليلة 20 / كانون الثاني الجاري  حلقة حول الشباب الذين يدفع بهم بعض ملالي وشيوخ  السعودية لما يدعى الجهاد في سوريا والعراق .
أنطلق أستاذ داود   في بداية عرضه  لهذه  الظاهرة من مقابلة أجراها الإعلامي نواف العضياني مع شاب دفعه والده  ليقتل ويفجر نفسه في سوريا ،  وهو أب لطفلين وبرر ذهابه بأنه كان بحاجة إلى أموال يصرفها على ( عياله) ،  استضاف مقدم البرنامج شيخ من السعودية، واحد  الآباء المعانين  من هذا الأمر  خلال حديث الشيخ وضيفه الآخر  أكدا  على أن الدعوات  التي  يطلقها  بعض الشيوخ والتي تدعوا الشباب للذهاب إلى سوريا والعراق للجهاد ، إنما هي حرام ولا تتفق مع المنهج الاسلامي ، وأنها تعطي صورة مشوهة للأسلام  الحقيقي  ، وقالا خلال المقابلة أن قتل المسلم لأخيه المسلم يعتبر من المحرمات ولا يجوز شرعا وانتقدا بشدة الدعوات التي يوجهها شيوخ الموت للذهاب لما يسمى الجهاد في سوريا والعراق .
 داود الشريان ، اتصل هاتفيا بأم مفجوعة دفع  بولدها  الذي لم يتجاوز الثامنة عشر من عمره إلى الموت لما يدعى بالجهاد في سوريا ، وقالت أن ابني مخطوف وأنا أناشد خادم الحرميين الشريفيين ونائبه و وزير الداخلية بالتدخل لإنهاء مآىساتها  بفك أسره ( حسب قولها) ،  ختمت هذه الأم السعودية قولها بعد ان سألها مقدم البرنامج 0( ايش بديك تقولين بالذي حرض ابنك ) قالت اتقوا الله فينا نحن الأمهات ادعوا عليكم ليل الصيام أن ينتقم الله منكم لأنكم تدفعون بولدنا للموت ، هذه الأم المفجوعة  بعد أن دعت بهذه الدعوات قالت (  لا أذوق طعم النوم ولا لذة الطعام وابني مسفر بعيد عني، في آخر مكالمة بيني وبينه سمعت صوته تعذبت، وفقد شعرت أنه يعذب، أنا لا أعرف هل لازال حيًا أم مات، ابني طفل صغير لم يتجاوز الثامنة عشر وأعرف أنه لا يحمل أي أفكار غير دروسه ولعبه، أنا إنسانه مهدده ولن أتحدث حتى ألتقي بوزير الداخلية، وأرجو أن يؤخذ كلامي على محمل الجد". وقالت أم محمد:" أنا أم فلذت كبدي طفل صغير أريد أن يعود إلى أحضاني، أريد الولاية على أولادي لأنه ليس هناك أب يرسل ابنه إلى الموت"، وكانت كلمات أم محمد قد أدمعت الإعلامي "داود الشريان" وضيوفه في الحلقة التي ناقشت "معاناة أهالي الشباب السعوديين في سوريا)
أثناء حديثها كان الشيخ الجليل داود الشريان يذرف الدموع ويمسحها بمنديله  متحسرا  على هذا الشاب وغيره وهو يردد مع هذه الأم وغيرها ، اتقوا الله بشبابنا أيها الشيوخ ، واذا بدك جهاد  أذهب أنت أيها الشيخ المحرض ودع شبابنا يعيشون حياتهم بسلام أذهب أنت وعيالك للموت وللسماء ودعنا نعيش هنا على الأرض ،  حقا إنها كلمات رائعة  ودموع  رقراقة  تسيل من لتعبر بصدق  عن شعور مرهف وطيب تجاه  الشباب  المدفوعين للموت من قبل أيادي خبيثة وأفواه عفنة تسخر الله والرسل وكتبها المقدسة كي تروي ضمئها بالدماء التي تسال في سوريا والعراق وغيرها من البلدان  المبتلية بهم والدليل  ما يحدث على الساحة العربية والاسلامية الشيخ الذي شبع من الحياة يحرض الشباب على الموت وهو قاعد في منبره أو يسجل دعواته على التويتر والفيس بوك وغيرها الذي يعتبرها اختراعات الغرب الكافر ، أليس هذا منتهى الدنائة؟ ..
من أهداف النازية التي كانت سببا في قتل الملايين في اتون حرب عالمية طاحنة  والتي سجل بعضها هتلر في كتابه ( كفاحي) من إحدى أهداف هذا الحزب المحذور دوليا ( ليس المهم ان تموت   لكونك تسعى نحو هدفك على أن يكون موتك سببا لموت العديد من الاشخاص ) هذا المبدأ يطبقه بحذافيره اليوم شيوخ الظلام  والقتل الذين يدفعون الشباب السعودي على مدى أربعين عاما للموت  في افغانستان والعراق واليوم في سوريا ، كما ورد في أقوال الإعلامي الشهم داود الشريان .
في حلقة  يقدم  استاذ داود من خلال هذا البرنامج  مسائل مهمة منها ما يتعلق بطفلة وقعت في بير ارتوازي ، حيث اجبر السلطات في السعودية على إخراجها من البير حتى أن تكون ميتة حسب طلب ذويها ، ومنها ما يتعلق بترويج المخدرات في السعودية ومتابعة اطفال لا يعترف الاب السعودي ببنوتهم لكونهم من ام غير سعودية  وغيرها من القضايا المهمة والفاعلة في المجتمع السعودي  خاصة والعربي عموما ، ولا يكتفي مقدم البرنامج بعرض القضية إعلاميا بل يحاول الاتصال بالجهات المسئولة  ليجد الحل لها ، حتى أنه في بعض  الحلقات نجده يتصل بأصحاب القرار والحكام وغيرهم من أجل تحقيق العدل وأنصاف المغبونين ممن يستضيفهم ليعرضوا مشاكلهم ومعاناتهم .
 

http://www.mbc.net/ar/programs/althamena/articles/(شاهد-الفيديو-)-شاب-سعودي-لـ-الثامنة--أبي-دفعني-للذهاب-إلى-سوريا.html#com

280
          
في صحتك صديقي ..


في ذكرى الأربعين لصديقنا  باسم دخوكا

                                          

 بطرس نباتي






ترجل وأرح ركابك  ها قد مر ت الأيام 
تتزاحم   بشدة  تنحدر نحو الهاوية 
 أربعين  يوما تفصلنا عن الخبر الحزين
أربعين يوما ننتظر مجيئك
مع كل نسمة شاردة لكل صباح
ننتظر لعلك   تقرر أن تأتي
حاملا بضعة صفحات بيضاء
لتؤجج في كل زاوية من تلك القرية
السارقة  لأكثر من نصف قلبك
ونصف تلافيف  رأسك
تعالَ  لنرفع الكؤوس
في صحتك صديقي..
*****
هل تذكر ...؟
 يوم جلسنا معا  نجتر خرائط الأرض
نمسح عنها الحدود نقيم أبراجا
نهدم أبراج
وكؤوس الخمر تتلاشى
كأنها أحلام 
لحد انبلاج  فجر شيكاغو
وانقشاع ظلام  لياليها المجنونة 
نتجرع مرارة  الذكرى
وألم فراق الأحبة
كنتُ على يقين  بأن الذكرى لوحدها
تلتهم  ذاتك المثخنة بالجراح
أربعين يوما قد مرت مسرعة
ولم تطل علينا
ولم  ارفع معك الكأس
في صحتك  صديقي...
*******
كل شبر من ارض الأجداد
تحتفظ منك بقطعة
تختزلك  ثناياها و أزقتها 
تنأى  بك نحو الأبدية
لتحتل ركنا في صدر عنكاوا كوم
أو في موقع آخر
ارفع الكأس صديقي 
في صحتك. صديقي ..
****
... ليل شيكاغو لم ينتصف 
والذكريات عن الأزقة  الضيقة
تراوح في تلافيف الذاكرة
تطرق مخيلتك بقوة البرق
وعنكاوا لا زالت تنتظر كالمرأة 
المتوشحة بالوشاح الرمادي
تنتظر المخاض في ولادة قيصرية
في صحتك  صديقي ..
****
الليل في شيكاغو ما زال مظلما ..
كواكبه  الخافتة   تجوب الكون حائرة
تبحث في درب التبانة
وكؤوسنا لازالت  فارغة ...تنتظر
أن يأتي زمن ذاك المخلص
فكما وعدنا ...
فأنه لابد أن يأتي ....
فالمخاض عسير
والولادة لا زالت بعيدة
بعد المجرات البعيدة
 التي لا تدور في فلك أرض الآباء
لنتجرع مرارة الكأس ..
 في صحتك صديقي
******
المرأة التي أجهضوا وليدها
زرعوا  في رحمها وليدا آخر
تنتظر منك الخلاص...,
لقد جاءنا  خبر حزين
فالمخلص الذي انتظرته
قد اجل مجيئه إلى حين
عند الفجر في شيكاغو
بزغت الشمس مع آخر الكؤوس
في صحتك صديقي.
إنها الكأس الأخيرة  فأمضي بسلام 

 





281


أستاذنا عبد الكريم نصار فارس علم ترجل قبل أوانه 
       
                     
         
  بطرس نباتي
بعد  تخرجي من  قسم القانون والعلاقات  الدولية ، كنت انوي أن أدون بعض السطور عرفاننا بالجميل لأحبائنا  أساتذتنا الأجلاء في جامعة جيهان ، هؤلاء الذين لم يبخلوا علينا بما  لديهم من المعرفة  في القانون وفروعه ، حقا كانوا علماء في اختصاصهم وكرماء وإنسانيين في عطائهم وتفانيهم في العمل والإخلاص  فيه  لحد نكران الذات والتفرغ الكلي للجامعة  ولدراساتهم  وبحوثهم كل في مجال اختصاصه.
لم أكن أتوقع أن اسطر ما حتمه علينا الضمير تجاه هؤلاء الأفذاذ أن يأتي في  وقت فقدنا به  صديقا حميما وأستاذا فذا هو البروفيسور عبدالكريم نصار .
 قبل أيام  كنت أراجع جامعة  جيهان فلم أشأ أن أبارحها  قبل أن ألتقي  بأساتذتي  الكرام  ، فدلفت إلى الغرفة  التي يشغلها  أستاذي  العزيز عبد الكريم نصار  وجلسنا معا  قضينا ساعة نستذكر ما مضى من الأيام سألته عن صحته فوجدته مرهقا ولكنه بصحة جيدة لا يشكو من أي اعتلال  أو مرض ، وبعد أن وصلني خبر رحيله ، فجعت بهذا الخبر المفاجيء لي   والأليم على قلوبنا ، كيف لا أفاجيء ،  وقد التقيته وكان حتى الأمس القريب يتمتع بوافر الصحة والعافية .
 الأستاذ الراحل كان يتولى رئاسة قسم القانون ولمدة أربع  سنوات  تعلمنا منه الكثير ، لقد عودنا على طرق البحث العلمي متخذين  من البحث العلمي الأكاديمي طريقا للكشف عن الحقائق وبطرق ذكية وبشكل منطقي ، لقد كان مزودا بالمعرفة العلمية وبمحبة وتعلق بالقانون قدم له عصارة  فكره ، وظف له كل  أوقاته . لم يعتبرنا تلاميذه وإنما اتخذنا أصدقاء له ولعلمه الواسع.
كان مستعدا أن يسمع من طلابه كل همومهم ومشاكلهم ،  كان يستشيرنا  في المسائل التي تخصنا كتحديد مواعيد الامتحانات وجدولتها ومتابعة الغيابات والاستفسار عن أسباب التغيب، يبذل جل طاقته  أن يقدم يد العون والمساعدة   حتى لمن تتجاوز غياباته حد المسموح بها إذا  ما قدم له عذرا مقبولا  ومقنعا .
مؤلفه الكبير والذي يحوي عصارة فكره  الموسوم  البحث العلمي  المناهج والتطبيقات  ذات 414 صفحة لا زال يزين صدر مكتباتنا ، ولا زال مرجعا ومصدرا مهما يظم بين دفتيه خمسة عشر فصلا من فصول المعرفة والبحث العلمي الرصين ،  لقد قدم لنا في السنة الثالثة في دراستنا للقانون أشياء لا يمكن أن تنسى، تعاريف عديدة  في مفاهيم  الثقافة والسياسة ، والاسطورة، الدين ، التراث  ، مناهج البحث العلمي  ، طرق البحث في القانون ، كنا نعتبره مرجعنا ومصدرنا في كل ما يشغل تفكيرنا وفي كل مسالة فكرية  تحيرنا سواء في مجال دراستنا أو حتى خارجها . لم يبخل علينا بشيء من علمه الواسع الثر .
أستاذي العزيز ، أنت القادم من بلد سومر واكد ( من الناصرية)  في يوم لم تكن تتوقعه ولكنك   أحببت المكان الذي أحتضنك  فجعلته  مرفأك الآمن  ترفل بالسعادة  في  حضنه الدافيء ،  فلم تبخل عليه بشيء فأعطيته  كل ذاتك ، لقد أحببت اربيل  بناسها وساكنيها وتقاسمت معهم الحياة  بهمومها ومتاعبها ، بحلاوتها ومرها ، فأحبوك وأحببتهم حتى آخر أنفاسك، واخترت من عنكاوا لتكون آخر محل لحلك وترحالك ، فنم قرير العين يا أستاذنا العزيز  سنتذكر خصالك وتفانيك في خدمة طلبتك واحترامك لمهنة أستاذ جامعي، قدم ذاته على مذبح العلم والمعرفة ،لم يتوانى من العطاء وطلب العلم من المهد إلى اللحد .

 
من مؤلفات الراحل البروفيسور عبدالكريم نصار
البحث العلمي / المناهج والتطبيقات
من منشورات جامعة جيهان في اربيل  2012
 
                                             
 

282
                    

من أقوال أحيقار في زمن العشق


  

بطرس نباتي



عندما نزل أحيقار الحكيم  من الجبل
وجد جمع غفير
يتكوم على الحشائش البكر
النابت فوق ضفاف جدول
امتلأ المعلم بنشوة عارمة
اجتاحت كيانه
رعشة دافئة ....
مرت كنسمة صباح شاردة
تطلع المعلم مليا في زرقة عيناي
غاص في أعماقهما طويلا
فتح المعلم فاه ..
 سالت منه الكلمات
تدفقت كمياه الجدول الرقراق
قال المعلم بصوته الهامس
 لما أنت خائف من العشق؟
لما أنت تهرب ...؟ وإلى أين...؟
العشق يا ولدي كمياه هذا الجدول
عندما تشرب منه يحولك إلى شاعر
أو إلى نصف إله ...
إنه نسمة ناعمة كنسيج  ملائكة السماء
تلك التي تأتي مع الصباح
انه رعشة لذيذة  تجتاح
ذاتك لتفوح منك عطر الأزهار
لو لا العشق يا ولدي
لما نزلت عشتار إلى العالم السفلي
لما اجتاحت ذلك العالم الرهيب  
لتنقذ  حبيبها دموزي
 من براثن ايرش كيكال
ولما تقررت  المصائر والأقدار
أكثر علامات البذرة العميقة فيك
 هي العشق.
روعة مركز الرغبة فيك يا ولدي  
هو العشق
في طعم النبيذ المعتق في الدير القديم
يرتشفه ذلك الراهب المتعبد
 الرابض فوق قمة جبل شاهق
في طعم الخمر الطهور
شيء  من العشق .
في قدسيته و في لذة مرارته
شيء من العشق
العشق يا ولدي ..
  تجده قي ترنيمة البلبل
وفي نواح أرملة
فقدت حبيبها
العشق يا بني ينام تحت أجفان دامعة حزينة
ويرتسم في ضحكات الطفولة البريئة
يا بني من اجل العشق  
لا تمنع الأشياء الطيبة عن نفسك.
احضن الزوجة التي بين أحضانك
دلل طفلك ما يشاء
يا بني  ..خلوة العشق ليست سجنا
وسجانك الظريف ليس سياف حاد الطباع
أو جلاد يعيش مع السباع
ولا هي مقصلة عتيقة
فدع فكرة الخلود للألهة
واعشق ما استطعت
تلك هي نعمة الحياة
فإن فقدتها لن  تعود إليك
مهما بلغ منك الاشتياق

 




 


283
رواية عن تتويج الملك فيصل الثاني
مواقف يجب أن تذكر



                                                                                                                            بطرس نباتي

أمتد عهد ملوك العراق منذ 1921 ولغاية ثورة 14تموز 1958 وقد تولى عرش العراق ثلاثة ملوك أولهما الملك غازي والملك فيصل الأول والفيصل الثاني  والمعروف عن هذه الفترة بأنها كانت من الفترات المظلمة في تاريخ العراق ، لكونها قد ربطت العراق بأحلاف دولية مع الدول الاستعمارية، ولم يتحرر العراق إلا بعد ثورة تموز الوطنية ،وما صاحب ذلك من استغلال لثروات العراق من قبل الشركات الأجنبية ، إضافة إلى  النزعة  الشوفينية التي كانت تغذيها بريطانيا في ذلك العهد وخاصة إبان حكم الملك غازي،  وكانت من إحدى الدوافع  في اندلاع  ثورة بارزان الثانية  عام 1930 والتي لم يتمكن الجيش العراقي  بقمعها إلا بمساعدة الجيش البريطاني حيث تم استخدم طائرته الحربية ومدفعيته، مما دفع بالجيش إلى أرتكاب جرائم  فضيعة  بحق المدافعين عن بارزان ولأهاليها ولعموم منطقة زيبار .
وهنا لا بد أن نذكر  مذبحة سميل  عام 1933 هذه الجريمة النكراء  التي راح ضحيتها المئات من أطفال وشيوخ ونساء وكان بطلها العسكري بكر صدقي وجيشه الذي لم يحقق أي انتصارات إلا على المدنيين العزل ، والأنكى من ذلك  قيام الملك فيصل الأول  بتعليق أوسمة الشجاعة  على صدور مقاتليه ، ولم يكونوا غير ثلة من مجرمين.
، ولا زلنا ولحد الآن  نتذكر الجريمة النكراء ألا وهي  إعدام قادة الحزب الشيوعي العراقي يوسف سلمان يوسف ( فهد) ورفيقيه زكي بسيم ( حازم) وحسين الشبيبي    ( صارم) حيث تم إعدامهم في 14/شباط/1948، حينها لم يكن فيصل الثاني قد توج ملكا على العراق، حيث كان خاله عبدالاله وصيا عليه، وجاء هذا الحكم الجائر بحق المناضلين الثلاثة بعد تولي نوري سعيد رئاسة وزراء العراق وقد عرف بمعاداته  للأفكار الشيوعية .
ولكن رغم ذلك ، نجد من بين الشعب العراقي من يشهد لهؤلاء الملوك ولدورهم  في الحفاظ على النسيج العراقي وعدم موافقتهم على إعدام خصومهم السياسيين، وخاصة إبان عهد الملك فيصل الثاني.
 يتفق معظم المؤرخين في الشأن العراقي  بأن في عهد فيصل الثاني بدأت البلاد عهدا جديدا حيث تولى حكم البلاد منذ 1953 إثر بلوغه السن القانوني وجلوسه على العرش.
  قال محدثي وهو من العسكريين المتقاعدين وقد تجاوز عمره عقد السبعين  متذكرا تلك الفترة أي فترة  اعتلاء فيصل الثاني عرش العراق، وبالضبط يوم تتويجه ملكا  قال :
كنت آنذاك في بغداد برتبة عريف في الجيش العراقي في وزارة الدفاع ، وجاء ضابط برتبة نقيب وأمرنا بالتجمع ثم بالمسير،إلى مكان قريب من وزارة الدفاع وهناك شاهدت حشدا كبيرا من الناس ومن أصحاب الرتب العالية ورجال الدين وغيرهم من كبار مسئولي الدولة ، وبقينا ننتظر لمدة ساعتين أو أكثر ، وقد أخذ التعب منا مأخذا كبيرا حيث كنا في حالة الاستعداد الدائم وبحضور الملك بذاته وهو جالس على منصة عالية تقابلنا ، سألت الضابط الذي استقدمنا أن يعطينا قليلا من الراحة وخاصة نحن لم نكن قد تناولنا فطورنا .
 قلت له سيدي ، كل شيء قد تهيأ لما هذا الانتظار ، أجابني ولا زلت أتذكر إجابته لأنها قد أحدثت في نفسي أثرا لا يمكن أن أنساه أبدا ، أتدري  يا فلان لما تأخر حفل التتويج ، أجبته:  لا والله أنا  لا اعلم أصلا لما نحن هنا قال لي هذه الجموع كلها تنتظر  رئيسكم  أسقف المسيحيين لأنه هو المرشح أن يضع التاج بيديه على رأس مولانا الملك ، وسوف لن تبدأ المراسيم ألا بحضوره ، أنا وأنت وجميع هؤلاء الناس سوف  ننتظر  قدومه، ولن نفطر إلا بعد الانتهاء من مراسيم التتويج  هذه ،  وهكذا بعد دقائق وجدنا عجلة تتوسط الساحة ترجل منها سيادة البطريرك ، ثم توجه نحو المنصة وعندها بدأت المراسيم، حيث شارك فيها سيادة البطريرك إلى جانب أحد علماء المسلمين .
هذا المشهد الواقعي والحقيقي  رواه لي هذا الرجل وقد بلغ من العمر ما ينزهه عن الكذب وليست له أية مصلحة أو تحيز ضد أو مع ما كنا ندعوه بالعهد البائد ، نحن الذين كان لنا مواقف مضادة  من ذلك العهد ومنحازة إلى حد التطرف للقادة الجدد للثورة المباركة.
   وهناك موقف آخر  تعبر عنه هذه الصورة الفوتوغرافية ، لاحتفال  ديني للمسيحيين  بأحد الشعانين  في شارع الرشيد ببغداد ، حيث يقف حراس من الجيش العراقي على صفي الشارع متنكبين  سلاحهم  و بخشوع  ليمر الموكب الاحتفالي ، وهذه الصورة تم ألتقاطها في عهد فيصل الثاني ، يا ترى هل تتمكن أن تمارس المكونات الدينية شعائرها مثل هذه حتى داخل كنائسها ودور عبادتها اليوم ؟
 

 الحق يقال بأن العراق كان يسير نحو الأفضل في العهد الملكي وخاصة بعد تتويج الملك الشاب فيصل الثاني ملكا على العراق ، فقد عمل هذا الملك في السنوات  الخمسة التي أمضاها على تطوير نواحي عديدة ، منها كثرة المشاريع التي أنجزتها الدولة العراقية في عهده حيث كان له الفضل في تأسيس مجلس الأعمار والذي وضع الخطط  لتطوير العاصمة بغداد وباقي المحافظات، إضافة إلى مشهد العراق في عهده من أمن نسبي ،  وهناك رواية أطلقت مؤخرا  على أن الملك الشاب لم يتم قتله على يد الثوار،  حيث خرج وبيده مصحف  وقماش ابيض دلالة على  استسلامه للثوار  إلا أن خاله عبد الالاه عندما رمى بضعة طلقات من الشباك الذي كان يقابل بابه  أرداه قتيلا ، ربما هذه الرواية  تكون صحيحة أو تكون إحدى شهادات تبرئة ذمة القتلة  من قتله ، ولكن وحسب اعتراف  قادة الثورة أنفسهم هم كانوا من قتل هذا الملك الشاب الذي لم يبلغ من العمر حينها خمسة وعشرون سنة .
 ويا ترى منذ رحيله لحد الآن ماذا حل بالعراق وشعب العراق ، كم شخصا تم إعدامهم لحد الآن؟  وكم هي الجرائم التي أقترفها الحكام الأنقلابيون  منذ رحيله؟  ماذا قدموا للعراق الذين تعاقبوا من بعده وأية سرقات ونهب يتم لثروات هذا البلد في ظل الحكومات المتعاقبة على العراق؟
على سبيل المثال عدد المسيحيين لوحدهم في العراق كان يربو على المليونين والنصف من تعداد سبعة ملايين عراقي ، بعد الثورات المباركة  تناقص إلى حوالي نصف المليون ،وكذلك حال باقي المكونات الدينية الأخرى  .
عمليات عسكرية  متتالية راح ضحيتها مئات   الألوف من أبناء كردستان  الأبرياء والتي كان من جرائها تدمير وترحيل وأنفلة  شعب بأسره واستمرت    منذ 1961 ولحد هذه الأيام وما حدث في كركوك قبل أيام خير شاهد .
هذه الشواهد وغيرها تثبت أن المجتمع العراقي قد تحول على يد الانقلابيين  بعد الإطاحة بالملكية ، إلى مجتمع آخر مجتمع عنيف تنعدم به القيم الوطنية وتقبل الآخر، وأصبحت روح العسكرتارية المقيتة وما تحمله من عنف وتقتيل والمجابهة بالسلاح  هي السائدة  فيه ، والتي جاءت  كوليدة  للفكر الانقلابي العقيم الذي ساد في العراق منذ مقتل فيصل الثاني رحمه الله والى يومنا هذا.
لست هنا بداع إلى العودة إلى الحكم الملكي ، لأنه هو الآخر لم يخلو من اقتراف جرائم  مخجلة بحق الشعب العراقي ، فمن المحال أن يحدث هذا ، ولكني ادعوا هنا إلى قراءة منصفة لهذا العهد بعد تصفية كل رموزه ورجالاته على يد الانقلابيين الذين توالوا على حكم هذا البلد  المبتلي بهم ، وهذه مهمة يتحمل وزرها  المؤرخين الحقيقيين النزيهين الغير المنحازين .
ولنا  أن نتساءل ما لحق بالبنية العراقية من تحطيم إبان العهود الماضية ، هل الذاكرة العراقية اليوم مستعدة أن تغفر  للعهد الملكي ما اقترفه من جرائم تجاه الشعب العراقي؟ والتي سببتها ذات العقلية الشوفينية و العسكرتارية المتعصبة التي استمرت طيلة العهود الماضية  بسحق هذا الشعب وخاصة أن الويلات التي مرت منذ إعلان الجمهورية ولحد الآن تفوق بأضعاف ما اقترفه رجال ذلك العهد البائد .





284
(الأتكيت ) للأستاذ صباح بويا سولاقا من عنكاوا ومدى الحاجة إليه في مجتمعاتنا الشرقية

بطرس نباتي 
أهداني قبل أيام مشكورا الأستاذ صباح بويا سولاقا  مؤلفه الجديد والذي يحمل عنوان ( الإتيكيت ودوره الأساسي في الأعمال  والعلاقات الاجتماعية) ومن المعروف عن الكاتب أنه من أحد المؤلفين في مجال الرياضيات  والكتاب يتكون  من 132 صفحة عدا لأبواب المخصصة للإهداء والتقديم فهو يتضمن خمسة أبواب مهمة جدا في تعاملنا الاجتماعي ومجمل حياتنا الاجتماعية ، والمؤَلف من مطبوعات شركة المطبوعات للتوزيع والنشر بيروت – لبنان)
 في البداية  لا بد أن أقدم  تعريفا لعبارة الاتيكيت حسب ما أوردها المؤلف فهي كلمة فرنسية يقابلها باللغة العربية آداب السلوك ، وتعني بلغتنا السريانية  (شفيروة عنينا) (شبيروث عنيانا) أي حسن المعاشرة ، وقد وردت كموضوع في القراءة السريانية  لأحدى المراحل.
  الباب الأول  من الكتاب يتركز حول ضبط السلوك الشخصي يتناول الكاتب فيه عشرة  أمور تتعلق بتصرف الإنسان المتحضر من حيث الكلام وطبيعة المتكلم والقواعد الخاصة بالكلام طارحا بعض ما يراه ان يكون المتحدث ملما بها ومنها عدم مقاطعة المتحدث و إعطائه الحرية في الكلام ، وأن نستمع إلى المتحدث ولا نقل له مباشرة ( أنت مخطيء في حديثك ) وأن يبدأ المقابل بالجواب بكلمة ( قد تكون أنت على الصواب ) ثم أذكر بكل هدوء رأيك المخالف ، وإذا كان محدثك يصر على كلامه ( دكتاتورا) فتجنب الصدام معه ، و حاول قدر الإمكان  تغير الموضوع أو ترك المكان وفي هذا الباب قدم المؤلف أرائه القيمة الأخرى الجديرة بالتعرف عليها  حقا.
 أما باب التعامل مع الآخرين فقد قسمه إلى عشرة أقسام  حيث قدم فيه كيفية التعامل مع المرأة ومع الطفل  ومع كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة ومع الجيران والأقارب والأصدقاء  وتقديم الاعتذار عند الإساءة وفي نظري القسم المخصص لتقديم الاعتذار  هو ما نفتقده نحن أبناء الشرق ، فكلمة آسف التي لا يخلو منها أي حديث بلغات الغرب ، فإن كان الشخص على خطأ أم لا  ، فانه يبادلك في الغرب بكلمة آسف (sory)  كمقدمة او كتمهيد لحديثه ،والقاموس الغربي مليء بهذه الكلمة ، وهي للأسف مفتقدة أو ضائعة في قاموسنا سواء في الحديث أو عند الإتيان بما يسيء إلى الآخر .
 والباب الثالث هو مجموعة من العادات والسلوكيات يتوخى من الإنسان السوي أن يتبعها في المناسبات أما الباب الرابع فهو عن التصرف في الأماكن العامة وهذا ما نفتقده  أيضا ، في أحدى الدول التي نتصور بان لهم الحرية المطلقة  في كل شيء أكثر مما عندنا طبعا ، رأيت مجموعة من الشباب يحتسون المشروبات الروحية في مكان عام ، وبعد مدة وجيزة ، أقبلت مفرزة من البوليس وقامت بمحاسبتهم حيث  حررت لهم مخالفة  ، وتم الاستيلاء على مواد رحلتهم ، الاتكيت عندنا (عفوا لأستاذي العزيز صباح مؤلف الكتاب )، نحن الاتكيت عندنا  يتلخص في أن يحتسي بعضهم المشروبات الروحية في الأماكن الغير المخصصة لها حتى وإن كانت أماكن عامة أو على حافات  الطرق . ثم القيام بتصرفات غير لائقة ، وفي أحيان كثيرة هذه التصرفات تقودهم إلى معارك أو ألإساءة   إلى المقابل.
أما الباب الأخير فهو عن  تصرف الإنسان في العمل ، وهذا الباب يظهر كيفية أن يكون الموظف المثالي  ذو أخلاق مهنية في التعامل الميداني والحضاري سواء مع الإدارة أو مع غيره من الموظفين والتعامل مع البنوك  وغيرها مما يجب أن تكون في نظري دروسا أساسية في دورات تأهيل  الموظفين لأنها نماذج لا يستغنى عنها أبدا في التعامل الوظيفي في عالمنا المعاصر .
المؤلف ليس جديرا بالمطالعة وحسب وإنما ، لهو مجموعة دروس في التعامل اليومي للإنسان في مجتمع  يسعى نحو التحضر ، نحن اليوم بحاجة إلى مثل هذه الدروس في التعامل مع الغير ، وهذه التصرفات التي من الممكن أن تسود في مجتمعنا يجب أولا أن نعمل من اجل  الاستفادة من كل عبارة فيها لتكون ضمن مناهجنا الدراسية ، فالأجيال القادمة يجب أن تلتزم بهذا التعامل العصري والحضاري لبناء مجتمع متطور سليم ومزدهر ، تقوم علاقات الأفراد فيه  على احترام الآخر وتقبل الآخر  رغم الاختلاف سواء في الآراء أو المعتقدات .
شكرا للمؤلف لأنه أتحف مكتبتنا بمؤلف نحن بحاجة إليه  حقا فمهما بلغ الإنسان من رقي في السلم الحضاري فهو بحاجة إلى من يدفعه نحو المزيد من حسن التعامل مع الآخرين وهذا ما يهدف إليه الكاتب وفي نظري أنه قد حققه  وبجدارة  في كتابه  الجديد..
ويا ليت الأخ صباح يقوم بتعليم  بعض فصول الاتكيت الذي قدمه في مؤلفه  لبعض المسؤولين في العراق ليتخلوا عن الفوقية واللغة النشاز والتعامل العسكري مع أبناء شعبهم ،وليتخلوا عن لغة السلاح والقوة في تعاملهم مع الآخرين .
ويحضرني هنا مرة التقيت بمسئول في أحد الأحزاب  وكان هذا عام 1997، قال لي لماذا في عنكاوا ينظرون لنا باستغراب وخاصة عندما نكون برفقة مسلحين، أجبته لأننا في عنكاوا نكره السلاح ونكره أيضا من يحمله ، فقال هل تعلم أننا في خارج عنكاوا لا يحترموننا إلا حسب عدد حماياتنا وتسليحهم ، قلت له أنهم لا يحترمونكم ولا يحبونكم إلا لكونهم يخشون سطوتكم ، يا ترى ماذا لو ذهبت هذه السطوة ،  وأنحسر حمل السلاح بقوى  الشرطة والجيش ، فهل ستجد من هم حولك ألآن من يقول لك أنا أحبك؟  حتى  لو كان من أقرب المقربين أليك ، قال  لا والله صدقت حتى زوجاتنا سيتخلين عنا إذا ما حدث ما تفضلت به .
شكرا للأخ صباح بويا على هديته وعلى مؤلفه القيم وإلى المزيد ...

285
مقترحات أبناء النهرين بخصوص عنكاوا
وتصريحات  الأستاذ خالد البير
                                                                                                                                بطرس نباتي
  قبل مدة حمل وفد من قائمة أبناء النهرين مذكرة  معنونة إلى السيد محافظ اربيل  عن طريق مدير ناحية عنكاوا تتضمن اقتراحا بتحويل الأندية والكازينوهات المخصصة للشرب وإقامة الحفلات الغنائية والتي تقع في مناطق مخصصة للسكن و متداخلة بالدور السكنية في عنكاوا إلى كنائس وأماكن عبادة أو إلى قاعات وأبنية تخدم المشهد الثقافي في عنكاوا ، وهذا المشروع يخدم لو تم إنجازه شرائح عديدة احتضنتها  عنكاوة من حيث توفير الكنائس لها ، والتي غادرت موطنها الأصلي نتيجة الاضطهادات التي طالت الوجود المسيحي في العراق ،  وبموجب ما جاء في مقابلة مع سيادة المطران  بشار وردا أجاز سيادته هذا الأمر مرحبا به إذا ما تحقق .
ولكن ما أثار استغرابنا الشديد وأضحى محل تساءلنا ما صدر عن الأخ خالد البير مدير عام شؤون المسيحيين  في وزارة الأوقاف  ، والذي كان حري به أن يكون في طليعة مؤيدي مثل هكذا مشروع ومن داعمي هذه المقترحات ولكنه للأسف نجده يصرح  بما يلي  : (بأعتقادي لا يتطلب اخذ مواقع المطاعم التي تقدم المشروبات و ان تستبدل بكنائس او مراكز ثقافية اخرى، لكون حكومة اقليم كوردستان كفيلة بتأمين الاراضي والمبالغ لبناء الكنائس في الاماكن المناسبة اما بالنسبة للنوادي والمطاعم متعلق امرها ببلدية وناحية عنكاوا هم على درايه بهذه الامور وذلك لانه هنالك عقود ومنح الاجازات الرسمية مرتبطة بقوانين هيئة السايحة في اربيل . نحن في المديرية العامة للشؤون المسيحيين في وزارة الاوقاف والشؤون الدينية في حكومة اقليم كوردستان من واجباتنا توفير المواد اللوجتسية قدر المستطاع للكنائس والاديرة من اجهزة التكيف والتبريد وغير من المستلزمات الضرورية . واقول لمن يطالبون بمشاريع هكذا بتحويل المطاعم الى كنائس..فليعملوا ويطالبوا من اجل أسترجاع املاك الكنيسة، حيث العشرات من الدونمات والاراضي التي لحد الان هي معلقة.)
الأستاذ خالد البير صديق عزيز ، ويعمل بجد وإخلاص في مجال عمله من أجل توفير كل ما من شأنه خدمة كنائسنا ودور عبادتنا.
  وكنت أتمنى أن  لا تصدر منه  مثل هذه التصريحات  أي معارضته للمقترحات ، لكون  ما صرح به يتعارض مع إرادة معظم أهالي عنكاوا ،  فمن الطبيعي جدا أنه كجزء من وزارة الأوقاف أن يتبنى مثل هذه المشاريع ، لكون الوزارة التي ينتمي إليها  تعارض وبشدة  أمر تحويل قصبة مثل عنكاوا إلى منطقة شرب وعربدة ومعارك ليلية بالسكاكين والبنادق والمسدسات ، وأتصور في هذه الحالة ، ليس مدير ناحية عنكاوا أو قوى الأمن معنيين بمعالجة هذه الحالة  كما جاء بتصريح الأخ خالد ، وإنما جميع أهالي عنكاوا معنيين بتوفير الأمن والأمان في مجتمعهم وإبعاد مدينتهم من كل ما ينغص حياة ساكنيها ،  وإحدى أهم  المنغصات هذه هي  كثرة وجود أماكن ومحلات بيع وتعاطي المشروبات الروحية ، وأن يكون في طرف من يحاول ويبذل جهوده من أجل  تحويل أماكن تعاطي المشروبات الكحولية وخاصة تلك التي تترك آثارها السلبية على القصبة إلى مراكز ثقافية وقاعات للفن والثقافة ، أو حتى إلى كنائس أو قاعات وأبنية  للنشاط الثقافي.
فإن كان الأخ خالد البير وهو مدير عام في وزارة الأوقاف لا يهمه تحويل هذه الأماكن إلى كنائس ، لكونه يرى أن حكومة الاقليم معنية ببناء كنائس جديدة وإطفاء مزيد من الأراضي الزراعية في عنكاوا ، والتي نفذت أو تكاد أن تضمحل نتيجة التصرف بها بصورة عشوائية من قبل رئاسة بلدية عنكاوا ومجلسها البلدي .
 المثقفين في عنكاوا يهمهم جدا أن تتحول هذه الأماكن إلى منتديات ثقافية وقاعات مسارح ومكتبات عامة ،  ما يهم  الجميع هو أن  نعطي لعنكوتنا العزيزة على قلوبنا وجهها الثقافي المشرق  التي تستحقه، وليس وجها آخر لا ينسجم مع إرادة أهلها وساكنيها ، وبمجرد إيجاد مكان لنادي الثقافي الاثوري في عنكاوا( حسب تصريحه)، لا يدل مطلقا على أن جميع احتياجات عنكاوا من المرافق الثقافية  قد سدت ، فبنايات  الفارهة وذات المساحات الواسعة  التي تشغلها الأندية  والمراكز المفروض بها أن تزاول النشاط الثقافي والفني وغيرها هي الأخرى قد تحولت إلى أماكن لتناول المشروبات الروحية ، ولا تخدم مطلقا المشهد الثقافي والفني باستثناء قلة منها   ..   
فإن تعذر تحويل هذه الأماكن إلى كنائس بموجب تصريح أستاذ خالد ، فإننا   ندعوه وبقوة إلى مؤازرة اقتراح أبناء النهرين بتحويل جميع الأندية وأماكن الشرب واللهو وغيرها إلى مقرات وأبنية وقاعات ثقافية ، فمن المؤسف وجود هذا الكم الهائل من هذه الأماكن بينما تنعدم في عنكاوا قاعة للعروض المسرحية ، أو للنشاطات الثقافية  الأخرى .
أما  الجزء الخاص بمسألة إجازة النوادي والمطاعم وعلاقة ذلك بمدير الناحية ومدير البلدية ، فنحن على دراية ومعنا الأخ خالد أيضا ما بذله السيد جلال حبيب مدير ناحية عنكاوا من جهود من أجل غلق العديد من هذه المحال ، ولكن معظم هذه الأندية والأماكن للأسف مدعومة من أشخاص متنفذين لا يقوى مدير الناحية أو مدير البلدية على مجابهتهم ، وكلما اتخذ أمرا بعدم إجازة محال أو غلق محال ، انهالت على المسئوول الممتنع  المكالمات والرسائل وغيرها من جهات لا يقوى  على مخالفتها .   
 وفي العبارة الأخيرة من تصريحه (واقول لمن يطالبون بمشاريع هكذا بتحويل المطاعم الى كنائس..فليعملوا ويطالبوا من اجل أسترجاع املاك الكنيسة ) وكأنه  بهذه العبارات يتحدى كتلة أبناء النهرين وغيرهم  ممن يدعون إلى إنقاذ عنكاوا من ظاهرة الأندية وأماكن احتساء المشروبات الروحية وغيرها والتي لا أود ذكرها هنا لما تأتيه من مردود سلبي على سمعة عنكاوا وأهلها ، (ليعملوا ويطالبوا)  إلى استرجاع أملاك الكنيسة حيث العشرات من الدونمات والأراضي معلقة لحد الآن ، وأنا هنا أود أن أقف  عند كلمة (معلقة ) ،  كنت أود أن يوضح الأخ خالد  مسألة مهمة وهي ، هذه  الأراضي  (المعلقة)  بين من ومن ؟ ! يا ترى ، هل هي معلقة بين كتلة أبناء النهرين و الكنيسة الكلدانية في عنكاوا ؟  أم هي معلقة بين مجلس وزراء  حكومة كوردستان من جهة ومن جهة أخرى  وقف الكنيسة الكلدانية في عنكاوا  ومعه جميع  مالكي الأراضي في عنكاوا،  والمشكلة تتعلق بعدم اعتراف وزارة الزراعة وبالتحديد المديرية العامة للأراضي  بحقوق أهالي عنكاوا في التعويض عن أراضيهم ، وقف ابارشية اربيل الكلبدانية من الأراضي الزراعية في عنكاوا لوحدها يقدر بحوالي 1400دونم من الأراضي الزراعية هذه الأراضي وغيرها من الأملاك تبرع بها أجدادنا وآباؤنا  من أهالي عنكاوا،  وهبوها لكنيستهم  الكلدانية لتعلقهم واعتدادهم   بها  ، حرموا منها ورثتهم ووهبوها وقفا لكنيستنا بمقابل الصلاة والدعاء لهم بعد مماتهم،  القسم الأكبر من هذه الأراضي تقع داخل مطار اربيل الدولي ومسألة تعويض هذه الأراضي وغيرها من أراضي عنكاوا لا زالت نائمة في أدراج رئاسة وزراء اقليم كوردستان ، ورغم المحاولات العديدة من قبل سيادة المطران بشار وردا وقبله من قبل المطارنة الأجلاء ومعهم جميع أهالي عنكاوا  ممثلين  بجمعية مارعودا الزراعية  ، ولكن قضية  التعويض لا زالت بدون حل ، أما الأراضي الأخرى والتي كانت خارج حدود مطار اربيل ،   فقد جرى إطفائها من قبل رئاسة بلدية عنكاوا وقسم منها تم تعويضها بنسبة 12% والقسم الآخر لا زال ينتظر ، وكان بالأحرى على الأستاذ خالد أن يكون عونا لأهالي عنكاوا لاسترجاع أملاكهم أو تعويضهم تعويضا عادلا يتناسب مع ما خسروه من أراضي وممتلكات ،  وان لا يقف عثرة أمام هكذا مقترحات من شأنها لو نفذت لأبقت لعنكاوا  المزيد من الأراضي الزراعية .
وأتصور أنه لو تمت  الموافقة على المقترح المرفوع إلى محافظ اربيل من قبل كتلة أبناء  لحقق نتائج عديدة من أهمها :
1- الأماكن هذه تتوسط قصبة عنكاوة وتحيط بها الدور السكنية وهي تسبب إزعاجا  لجميع العوائل المحيطة بها ، وروادها من خارج عنكاوا  وغالبا ما تحدث مشدات كلامية وملاسنة داخلها سرعان ما تتحول إلى معارك بالأسلحة، يكون أطرافها بحالة سكر شديد ويكون أطرافها عادة من الغرباء من غير ساكني عنكاوا.
2- الإكثار من  الأندية وأماكن تناول المشروبات الروحية  (وغيرها ) في عنكاوا ،اثر بشكل سلبي ومسيء إلى  سمعة جميع ساكنيها .
3- لو تمت الموافقة على المقترح لكانت هذه الكنائس قريبة جدا من الدور وباستطاعة المؤمنين من وصولها سيرا على الأقدام .
4- المبالغ التي سوف تصرف على بناء الكنائس ستعود إلى خزينة كوردستان للأستفادة منها في مشاريع أخرى .
5- أغلب الأندية وأماكن شرب المشروبات الروحية في عنكاوا ، أعطيت لها الأراضي بمساحات واسعة كمساطحة بين البلدية  والقائم بالاستثمار ، وهذا خلاف  للقوانين الاستثمار لكون المشروع الذي يجاز بموجب قانون الاستثمار، يجب أن يكون ذو فائدة لعموم المنطقة ، وهذه الأماكن  لا تخدم إلا أصحابها من بعض المتنفذين.
6- الكنائس التي سيتم إشادتها بموجب تصريح الأخ البير  ستكون بعيدة عن مركز عنكاوا أي ستكون الحال كما يلي ، الكنائس تبعد عن المراكز السكنية،  ومحلات المشروبات تكون داخل عنكاوا بينما يدعوا مقترح أبناء النهرين ، إلى إخراج أماكن الشرب وحلات بيعها  من داخل عنكاوا إلى خارجها، وقد أشعرنا  أستاذ خالد من خلال تصريحه بأنه ضد مسألة إخراج محلات الشرب من عنكاوا بينما يؤيد بناء كنائس في عنكاوا تبعد عنها عشرات الكيلومترات .
أرجو من الأخ العزيز خالد البير أن يراجع موقفه هذا ويكون قي موقف مؤازر لكل مقترح  يقدم إلى المسئولين يقع في مصلحة عنكاوا وأهلها وخاصة وهو يسكن فيها على الأقل منذ تسنمه لمنصبه  في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ،  ونعتبره  من احد أبنائها البررة ...


286
نعي إعلامي لخطة خمسية وأخرى في طريقها....
                                                                                                                                   بطرس نباتي

   خبر وتحليل
   بتقرير مقتضب* أعلنت وزارة التخطيط العراقية البدء بخطة خمسية ثانية وإعلان فشل الأولى 2010- 2014، وهذا الإعلان جاء قبل انتهاء مدتها بستة أشهر،   وقد تجنب التقرير ذكر أسباب هذا الفشل أو ماذا كانت أهداف الخطة  القادمة وعلى أية مرتكزات اقتصادية وإحصائية تم بائها، ولما عجزت  الخطة السابقة عن تحقيق أهدافها التي أعلنت عنها في بداية إطلاقها ، بعدها في مقابلة خاصة لأحد البرلمانيين ** (جاء  بعيد إعلانهم  هذا الفشل) ، وضع هذا المسؤول اللوم على التقديرات الخاطئة من قبل واضعي الخطة الأولى وان اللجنة المكلفة بوضع الخطة الثانية بصدد توجيه كتاب إلى واضعي الخطة الأولى لمحاسبتهم ،  وخلال متابعتنا لتصريحه يبدوا أنهم قد وضعوا آليات جديدة معتمدة على أسعار البترول فقط من دون ثروات العراق  للبدأ بالخطة الجديدة 2013-2017 ، وبالتأكيد ومنذ الآن نستطيع أن نجزم  بأن الخطة الحالية سيكون مصيرها كمصير شقيقتها الأخرى وذلك لعدة أسباب منها :  
قبل البدء بوضع أية خطة اقتصادية للبلد يجب التفكير بإسنادها على معطيات استمارات الإحصاء السكاني ، ففي ظل غياب هذا الإحصاء لعشرات السنين يصبح وضع خطط اقتصادية وإنجاحها في طور المستحيل ، والأمر الآخر يجب قبل وضع الخطط  أن تتوضح المعالم الاقتصادية للبلد،  أي المنهج  الاقتصادي  للبلد ، على سبيل المثال ، هل  سيتم بناء هذه الخطط  على اقتصاد اشتراكي  أم اقتصاد  السوق؟ ، كل هذا لا نجده في الاقتصاد العراقي حيث نجد بعض المظاهر في الاقتصاد العراقي لا زال يسير وفق اقتصاد تدخل الدولة ومرافق أخرى في هذا الاقتصاد تدل على اقتصاد السوق وبعضها الآخر لا من هذا ولا من ذاك ، أي هناك عشوائية في العامل الاقتصادي، وبما أن هذا العامل هو (أي الاقتصادي) هو المحرك الرئيسي للمجتمعات البشرية في نشوئها وتطورها وصراعها وهو الذي يحدد أوضاعها الاجتماعية والسياسية والثقافية ( حسب ماركس)  ، وهذا ما لم يتحقق في العراق نتيجة التخلف الاقتصادي الذي يشهده العراق رغم ما يتمتع به من خيرات ،


تقارير عن الفساد المالي والإداري
واستقراء للحالة العراقية بعد 2003  يظهر لنا العوامل الخطيرة التي أدت إلى هذا التخلف وفي مقدمتها الفساد المالي والإداري الذي ينخر في جسد أبناء العراق. فقد بلغ مستوى الفساد المالي والإداري فيه مستويات قياسية مقارنة ببعض الدول الاكثر فسادا في العالم وجلها ماشاء الله من الدول العربية والاسلامية  حيث  أحتل العراق  المرتبة السابعة بين عشرة دول الأكثر فسادا في العالم   وفقا لمؤتمر الفساد التابع لمنظمة الشفافية الدولية لعام 2013.
تقدم التقارير التي تصدرها هيئة النزاهة في العراق أو تلك التي تعدها الوكالات العالمية أرقاما مهولة عن إهدار المال العام العراقي منذ 2003 ولحد الآن ، حيث تتفاقم هذه الأرقام سنة بعد أخرى ، كان بعض المسئولين  قد اقروا في العام الماضي 2012 عن اختفاء 6 مليارات دولار سرقت من صندوق أعمار العراق ولكن ما هو معترف به من قبل بعض الأوساط العراقية أن الرقم يفوق ما أعلنه هؤلاء حيث يصل إلى 17 مليار دولار ، ويتهم الجانب العراقي المؤسسات الأمريكية بسرقته ، أما تقارير النزاهة في العراق فهي تتحدث عن تحقيقها ب 2500 قضية فساد كان مجمل ما أهدر من جرائها 80 بليون دولار منذ 2003 وكانت الوزارات الأمنية ووزارة الدفاع تحتل المرتبة الأولى في هذا الفساد ، وما تأكد نتيجة التحقيقات توصل  لجان النزاهة أن المال المهدور من قبل أصحاب هذه الملفات فاق 80 مليار دولار ، أما بقية المبالغ التي  لم تتوصل لجان النزاهة إلى حسم قضاياها فهي تفوق بأضعاف ما هو معلن ، ويعزوا سبب عدم التحقق منها نتيجة عدم تعاون الوزراء وتسترهم على السراق ، والهروب المستمر لهؤلاء إلى خارج العراق.
معانات الشعب العراقي
ووسط هذا الإهدار لقدرات العراق الاقتصادية وموارده ، سنبحث في الأزمات والحالة المتردية للشعب العراقي أولا في مجال الخدمات كالماء والكهرباء والصرف الصحي ثم نتطرق إلى أوضاع التعليم بمراحله ، وحال السكن وما تشهده الزراعة وخاصة زراعة النخيل من أوضاع متردية  .
قطاع الخدمات
وسط غياب الإحصاء السكاني منذ السبعينيات يقدر مجموع سكان العراق ب 27 مليوناً اليوم حسب بعض الاحصاءات الغير الرسمية ،  85% من هذا العدد يتمتع بالطاقة الكهربائية بشكل متقطع وان 83 % ليس لهم مصدر موثوق للمياه النقية، 37 %فقط  من المساكن  ترتبط بشبكة الصرف الصحي (المجاري) …. في الوقت الذي بلغ به معدل دخل الأسرة 144 دولاراً عام 2004 قياساً ب 255 دولار لعام 2003 من مجموع 75% من الدور يسكنها مالكوها 25 % تعرضت للدمار في العامين الأخيرين ، لاسيما في المناطق الساخنة من البلاد . وبالنسبة لمعدل الوفيات الطبيعية يذكر أن من مجموع 100 ألف مواطن يتوفى يوميا  بحدود 193 وهذه النسبة مرتفعة  مقارنة مع بعض الدول التي تجاور العراق،  ويعاني نحو 25 % من أطفال العراق من حالة النقص الغذائي طويلة الأمد .
في بداية الشتاء ومع بدأ  الزخات القليلة من الأمطار وجدنا معظم مدن العراق الجنوبية والغربية  تغرق في هذه المياه القليلة ، نتيجة طفح المجاري وعدم الاستعداد لهذا الموسم من قبل المؤسسات الخدمية  العاملة  في هذه المدن ، فإن  تمكنت تلك الزخات القليلة من الأمطار بإغراق معظم مناطق العاصمة بغداد ماذا سيكون حالها وسط عواصف وأمطار أخرى قادمة وماذا  سيكون الحال إذا ما  تصدع سد من السدود ، وكل شيء متوقع في عراق .
التعليم
أما بالنسبة للتعليم  فلازالت نسبة الدوام الدراسي للطلبة المسجلين يبلغ 55 % حيث كان النظام الدراسي من أفضل الأنظمة التعليمية والأكاديمية في الشرق الأوسط في عقد الثمانينات ، وان 74 % فقط من الذين تتراوح أعمارهم بين 15- 24 قادرون على القراءة والكتابة،   84 % وحالة المدارس في جميع مراحلها تسير من سيء إلى أسوء في ظل غياب الأبنية المدرسية الائقة ، حيث لا زالت هناك مدارس تداوم في أبنية طينية  وفي أكواخ ، وكذلك ما تشهده من تردي المتطلبات الأخرى لاستمرار العملية التربوية.
وهنا لا بد من أن نورد تصريح  للمستشارة الاقتصادية في مجلس الوزراء  لصحيفة الحياة  التي أوردته في تعقيبها على فشل الخطة الخمسية الأولى  حيث تقول: «إننا قادرون على لمس مدى نجاح الخطط التنموية عبر نتائجها المحققة، وحتى الآن لم نشهد أي هدف تحقق، فمدارس الطين باقية ونسب الفقر في تزايد ومشكلة الطاقة باقية)
 وقد تعرضت مؤسسات التعليم العالي في العراق «للتدمير والتخريب والنهب» منذ بدء الاحتلال الاميركي عام 2003، إضافة إلى اغتيال حوالى 50 أستاذا جامعيا والتهديدات الموجهة إلى الآخرين في هذا القطاع. إضافة لما هجر من كفاءات علمية حيث تتواصل هجرة الأساتذة المتفوقين في مجالاتهم العلمية  إلى خارج العراق بحيث غادر حوالى 40 % منهم منذ عام  1990. و ملف الكفاءات العراقية التي اضطرت  إلى ترك البلاد فهناك تقرير يتحدث عن نسبة مخيفة من العقول العراقية المهاجرة ،  فقد جاء في نشرة لصحيفة "وورلد يونيفرستي نيوز" World University News البريطانية المختصة بأخبار الجامعات في أنحاء العالم إن عدد الأكاديميين والمهنيين وأصحاب الكفاءات العراقيين في المهجر يبلغ نحو ثلاثمائة وخمسين ألفا ويشكلون ما نسبته  17 في المائة من أصل مليوني عراقي غادروا وطنهم في السنوات الأخيرة.


أزمة السكن
أما ما يعانيه الشعب العراقي من أزمة مزمنة ومتفاقمة ألا وهي أزمة  السكن ،  حيث يقدر النمو السكاني في العراق بما معدله من 3% إلى 4% واليوم وسط هذا النمو يحتاج العراق إلى  حوالي بناء مليوني وحدة سكنية في حين أن مقدرة وزارة الاعمار والإسكان في العراق لا تتجاوز سوى بناء (200-300) وحدة سكنية ، ولحين التفكير بزيادة مقدرة هاتين الوزارتين إما عن تخصيص المزيد من واردات البترول أو الكف عن سرقة  الأموال المخصصة بهذا الاتجاه ، سو يبقى معظم الشعب العراقي يعيش في مساكن من الصفيح وأخرى غير لائقة بالسكن للبشر ، كما تنقل عن أحوالهم  المزرية معظم الفضائيات العراقية .
القطاع الزراعي
كان العراق حسب ما كنا نقرأ في العديد من المراجع بلد النخيل حيث جاء في كتاب البكري     ( كان البابليون يستفيدون من التمر ونخله فوائد جسيمة ، وفي القصيدة البابلية من العهد الفارسي تعداد لفوائد النخل إذ أحصيت فيها 365 فائدة ، وقد ذكر (سترابو) أهمية النخل للعراق القديم بقوله : تجهزهم النخلة بجميع حاجاتهم عدا الحبوب ) وقد جاء في نفس المصدر بأن ما صدره العراق من التمور في عام 1951 كان أكثر من (33 الف طن ) وكان معدل ما يصدره سنويا يبلغ 200 الف طن إلى 240 الف طن ، واليوم تتحدث مصادر وزارة الزراعة العراقية بأن العراق قد عاد إلى وضعه القديم في زراعة النخيل حيث يوجد فيه اليوم ما يقارب (22) الف نخلة بينما كان هذا العدد يقارب قبل الحرب العراقية الايرانية إلى 33 الف نخلة ، ولكن ما يتحدث به أصحاب بساتين النخيل يشير إلى غير ذلك حيث أتفق جميع  التي قابلتهم صحيفة ( الجريدة في إحدى تقاريرها ما ذهب إليه الفلاح ( ياسر عبدالله ) حيث يقول:
 (  أن التوقعات تنذر بالخطر بالنسبة لملايين النخيل في بغداد. فأشار إلى الصعوبات التي تواجه نخيل العراق ومنها ملوحة المياه المستعملة للري لان بساتين النخيل تحتاج إلى مياه عذبة وخالية من الملوحة وفي ما يخص الإنتاج فانه ضعيف ومحدود نوعا ما بالإضافة إلى استيراد أصناف منافسة من الخارج اقل جودة من أنتاجنا المحلي وبأسعار مرتفعة وهنا أحب أن أتوجه إلى المسئولين في الهيئة العامة للنخيل بالقول أن العراق هو بلد النخيل يعيش فيه من هذه الثروة نسبة كبيرة من الشعب ولهذا واجبنا جميعا العمل على تشجيع زراعة الفسائل ومساعدة العاملين في هذا القطاع على نقل التكنولوجيا الزراعية الحديثة إليه وترغيب أصحاب بساتين النخيل بالعودة إلى عملهم بدلا من تشجيعهم على مغادرته)
فالتقرير الحكومي عن تحسن وضع زراعة النخيل في العراق، أكذوبة أخرى يبرر فيها السادة في العراق فشلهم في قيادة البلد ، فكما هم يكذبون على الشعب العراقي في مدى توفيرهم للكهرباء والصرف الصحي وبناء البنية التحتية للبلد، وتزويد  العاصمة بغداد بالكهرباء والماء العذب ،  كذلك هم يكذبون في تصريحهم عن تحسن حالة زراعة النخيل ، والزراعة بشكل عام في العراق ، فالواقع وما موجود على الساحة الاقتصادية العراقية يثبت كذبهم، اليوم المواطن العراقي يلاحظ غزو متفاقم للسلع والمواد الغذائية  ومنها  المنتجات الزراعية والمحاصيل وحتى الحنطة والشعير ومادة الرز كلها مستوردة من خارج البلد، ولم يتبقى في البلاد  غير العديد من المنافذ الحدودية لمزاولة التجارة فمادامت هذه المنافذ  تدر على المسئولين في العراق موارد هائلة،  وما داموا قد دخلوا  سوق التجارة من أوسع أبوابها وخاصة أن معظم هؤلاء المسئولين هم أصحابها الفعلين أو هم متسترون خلف أسماء أخرى في عمليات الاستيراد ، فستبقى الزراعة والمنتوج العراقي المحلي في الحضيض ، وسيبقى العراق معتمدا على شيئين لا ثالث لهما، أولهما التجارة عبر المنافذ الحدودية لجميع السلع والمنتجات ، لأنها تدر على المتنفذين أرباحا طائلة لكونها تزاول من قبلهم كما أسلفنا والأمر الآخر ما تدر عليهم هذه التجارة من أرباح نتيجة الكمارك التي يفرضونها عند المنافذ الحدودية على البضائع التي تمر عبرها ، والشيء الثاني والاهم ، الاعتماد الكلي في الإنفاق الحكومي على النفط فقط دون ما يتمتع به العراق من مواد وخيرات يمكن أن تكون مصادر أخرى للثروة العراقية ، وهذه العشوائية سواء في  العقود النفطية وكيفية تصديره ، سيكون له خطورته على مستقبل العراق وأجيال العراق، وهذا ما لا يحسب له أي حساب في حسابات هؤلاء السادة في العراق للأسف .
الخاتمة
 حدثني أحد الأصدقاء الكويتيين وكنا في دبي عام 2005 بان شيخ الكويت جابر رحمه الله أهتم بأمور البلد منذ منتصف السبعينيات ، حيث بعد عودته من مناسك فريضة الحج جمع آل بيته وشيوخ عشيرته ، وقال لهم ،  لحد ا لآن وكفى سرقة المال العام ، ولنهتم ونبذل كل جهدنا من أجل بناء دولة الكويت ، والمطلوب همتكم في هذه المسألة وركز على مسألتين مهمتين ، أولهما قام هو بوضع كل مقدراته المالية التي كسبها طيلة حياته في خدمة الأعمار والثانية طلب من الشيوخ أن يفعلوا مثله ، وهكذا استطاع بفترة قصيرة من بناء دولة عصرية وحول المجتمع الكويتي على مجتمع مرفه  يتفوق على كل المنطقة بما يملكه من دخل سنوي ، هذا الحديث لا أدري مدى صحته رغم شكي بعدم مقدرة رؤساء العرب على فعل هذا الامر ، رغم ذلك لنطبق هذه الرواية على مسئولينا فهم يحجون مرات عديدة وقد تعودوا على إكمال هذه الفريضة  منذ ذلك الزمان الذي أعتلى ظهور العراقيين فيه قائد الضرورة  والملهم الفذ  وقد نقل لنا حينذاك التلفزيون العراقي كيف كان يهرول بين صفوة ومروة وخلفه الوزراء والقادة ، وبعده أيضا وإلى اليوم ،  حيث نجد في موسم الحج الجميع في إجازة، البرلمانيين والوزراء وغيرهم لأداء فريضة الحج ، وبعد موسم الحج يحجون مرة أخرى للعمرة ،  وبعد الحج  والعمرة نراهم يسيرون في مقدمة المواكب الحسينية المباركة أو تبركهم بزيارة أولياء الله الصالحين ، وما أن يتصدرون مكاتبهم حتى تتداول أسمائهم ضمن قوائم النزاهة والمحاكم وغيرها لانغماسهم بالسرقة، أو هروبهم إلى خارج العراق ، واقتناء المال العام بالحرام ، فهل كان حج  أمير الكويت مقبولا يا ترى وحج هؤلاء ليس سوى ستارا ليحجب سيئاتهم.
ولكي نتعرف على مقدار الاستهتار بهذا الشعب المسكين المغلوب على أمره ، فلا بد أن نطلع على حكاية أخرى وهذه المرة من داخل من يمثل الشعب العراقي أي من تحت قبة  البرلمان العتيد، أحدهم تقاعد عن البرلمان براتب 8 ملايين دينار عراقي وفجأة أبلغ الرجل في بداية شهر مايس بأن راتبه قد زاد عن الراتب الذي أعتاد على قبضه أربعة ملايين أخرى ، تعجب الرجل وقال لماذا ( أخاف غلطانين بالجمع) قالوا له لا وإنما ستتقاضى هذه الأربعة ملايين كرواتب لحراسك ، فقال الرجل (وهو يصدق في كلامه) ولكني أنا متقاعد ولا أحتاج للحراس وليس عندي أي حارس ، قالوا ليكن كذلك ولكن هذه زيادة ويجب أن تأخذها ، واستلمها الرجل وهو غير مصدق ما جرى له ، بالله عليكم إذا كان هذا حال من يمثلنا في البرلمان فما سيكون عليه الوزراء والحزبيين والمؤسسات  والدولة ، هؤلاء يؤدون اليمين على أن يكونوا في خدمة العراق وشعب العراق ، وفي القانون العراقي الحنث و الشهادة الكاذبة  عقوبتها السجن لسنوات ، ألا يستحق جميع من أدى اليمين السجن وسط هذا الاستهتار بأموال العراق ؟ وهناك من بينهم من أدى اليمين لمرات عديدة كونه تبؤ منصبه لعدة مرات ، مرة كعضو برلمان ومرة أخرى وزير أو رئيس هيئة .. إنه مجرد سؤال لعلني أتلقى الجواب من أحدهم ...
نقلا عن طريق الشعب ليوم27/أيار/2013  متابعات
بعد فشل الخطة الخمسية السابقة الحكومة تعد لخطة جديدة
أعلنت وزارة التخطيط، أمس الأحد، ان خطة التنمية الوطنية 2013 ـ 2017 دخلت حيز التنفيذ عقب إقرارها من قبل مجلس الوزراء. فيما قال عضو مجلس النواب حميد بافي ان من حق الشعب العراقي ان يتساءل أين تذهب نسبة 83 في المئة، من الموازنة العامة – بعد السيادية- وهي حصة المحافظات غير المنتظمة في إقليم؟
نقلا  عن صحيفة (الطيف)
أعلنتْ وزارة التخطيط العراقية عن التمهيد للخطة التنموية الخمسية الثانية. وفي هذا الإطار أشارت عضو اللجنة الاقتصادية البرلمانية نورة البجاري إلى أن لجنتها بصدد توجيه كتاب إلى المعنيين بالخطة الخمسية الأولى، لاستدعائهم ومحاسبتهم على نتائج بنودها، وأسباب عدم تنفيذ الكثير منها،

287
بمناسبة العاشوراء
 واقعة ألطف و استشهاد الإمام حسين (عليه السلام)
 موقف المسيحيين منها
                             
                                                                       
                                                                                                                           بطرس نباتي
 
ملاحظة:
   مسألة  مقتل الأمام حسين بن علي بن أبي طالب أثارت  جدلا واسعا في أوساط  مثقفينا، وبالأخص حول المسؤولية التاريخية التي يدعي البعض أنها دبرت   بمؤامرة  من قبل الدولة البيزنطية ، وكنت قد أعددت هذه الدراسة حينها عن مقتل الإمام وموقف المسيحيين من هذه الفاجعة ، وأرسلتها إلى إحدى الصحف المعتدلة  التي  تصدر في العراق ولكنها اعتذرت عن نشرها بدون أن تعلن عن السبب .
                                             المقدمة :

في نظري أن ما يروج له بعض علماء الدين المسلمين ،  بأن للنصارى ولدولة البيزنطة اليد الطولى في تدبير مقتل الإمام يرتقي إلى فكرة المؤامرة التي يعاني منها الفكر العربي خاصة والإسلامي بشكل عام ، ففكرة المؤامرة هذه  التي تغزوا الفكر العربي  ليست وليدة اللحظة أو كما  يؤرخ لها بعض المفكرين العرب ، أي أن ولادتها جاءت بعد وعد بلفور ووهب فلسطين من قبل بريطانيا ليقيم فيها اليهود وطنهم القومي، أو ولدت مع الوجود الاستعماري  وبالأخص الاستعمار البريطاني ،  لقد ولدت فكرة المؤامرة قبل ذلك ، حيث معظم الأحداث في تاريخ ما بعد الميلاد يقوم العرب بتفسيرها وفق منهج المؤامرة ، ومنها ما ذهب روج إليه البعض بأن المسيحيين كان لهم دور في  مقتل الحسين(ع) وكل التراجع والانحطاط الذي يشهده الفكر العربي القومي نستطيع ان نربطه بالأيمان المطلق لهذا الفكر بان هناك مؤامرات تحاك للقومية العربية في الخفاء وانه غير قادر أو محبط من التصدي لها
دور سرجون المزعوم في  ولاية الكوفة:
في عهد معاوية بن أبي سفيان المتوفي سنة 21 هجرية ،كان سرجون بن منصور من نصارى الشام ، استخدمه معاوية في مصالح الدولة ، وكان أبوه منصور على بيت المال ( أي مسئولا عن المال في الشام في عهد هرقل الروماني قبل الفتح الإسلامي1) ، عند وفاة معاوية بن أبي سفيان.، أصبح  (سرجون)  في زمن يزيد ،  (حسب نفس المصدر ) ( مولى)  ، والمولى من ولى في العربية أي  والاه أي ناصره ويطلق على العبد أي كان عبدا ليزيد أبن معاوية.
. ولكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن ما دخل سرجون بهذا الصراع؟ ،  يقال بأن مشورة سرجون ليزيد وإعطائه وصية المعاوية والتي كتب فيها بان يتولى ولاية الكوفة عبيدالله بن زياد ، والمصدر الذي يتناول الواقعة يصفها بالشكل الآتي : لما وصلت الكتب إلى يزيد ( أي كتب مبايعته كخليفة للمعاوية ، دعا سرجون مولى معاوية فقال له : ما رأيك أن حسينا قد وجه إلى الكوفة مسلم بن عقيل يبايع له ، وقد بلغني عن النعمان بن بشير ( والى السابق لولاية عبيدالله  بن زياد)  فمن ترى أن استعمل على الكوفة ؟ وكان يزيد عاتبا على عبيدالله بن زياد فقال له سرجون أرأيت معاوية لو نشر لك حيا ، أما كنت آخذا برأيه ؟ أجابه يزيد  نعم قال: فأخرج سرجون عهد عبيـد الله بن زياد على الكوفة وقال: هذا رأي معاوية، مات وقد أمر بهذا الكـتاب.(2)
استناد على هذه الواقعة أو الرواية يفسر بعض علماء الشيعة مقتل الحسين  , ولنأتي على تشريح الواقعة لبيان مدى  صحتها في نقل المعلومة:
1-   جاء في المصدر الانف الذكر ، ان سرجون هذا كان ( مولى) في بيت يزيد وقبله كان يصاحب معاوية  ووالده كان موضفا ماليا في الدولة البيزنطية ، لنحسب أن ما جاء في المصدر يتمتع بالمصداقية ، فهل يعقل أن خليفة كيزيد الذي عرف ببطشه وكونه أميرا للمؤمنين يأخذ بكلام عبد من عبيده  .
2-    متى  حفظ الخلفاء المسلمين وصاياهم لدى الخِدم ، والعبيد،  وخاصة إذا كان العبد هذا  ذميا، إلم يكن يوجد دار القضاء شخص اخر ؟، وقد أشتهر هذا الدار في زمن الخلافة الاموية في الشام ، ألم يكن هناك أمناء سر يحفظون هذه الاشياء التي تعتبر من المقدسات ؟  وخاصة إذا كانت صادرة ممن يدعوا نفسه ( امير المؤمنين) وبالذات معاوية الذي اشتهرتاريخيا بكونه عدوا لدودا لدولة بيزنطا .
3-   ألم يطلع علماء المسلمين على أحوال المتردية لللمسيحيين  إبان الفتوحات الاسلامية؟  وخاصة ما كان يفعله قواد وأمراء الدولة الاسلامية وبالذات ابن عمر بن خطاب في الامصار التي كان يفتتحها ، الم يسمعوا بعهد نجران؟  وكيف أخذ منهم وعدا بأن يعيشون اذلاء في الدولة الاسلامية لا يعمرون كنيسة  إذا تهدمت ولا معبدا ولا ديرا جديدا، ويفتحون بيوتهم وأموالهم أمام الجيوش الاسلامية وغيرها من الشروط المذلة ( 3) كي يعيشوا في ظل نظام الدولة الاسلامية . وما كانت عليه احوالهم في زمن حروب المعاوية مع البيزنطة.
4-   إذا كان حال المسيحيين ( النصارى ومعهم اليهود بهذه الحالة المزرية) هل يعقل أن يسمع خليفة المسلمين النصح من ذمي واي ذمي ( عبد عند العائلة المالكة )؟  ولنتصور كم مثل سرجون هذا كانوا عبيدا وجواري وجاريات  وغلمان في قصور الخلفاء وخاصة خلفاء بني أمية ، فهل يعقل أن يؤثر عبد من العبيد ، على حميع هؤلاء القادة الذين شاركوا في معركة الطف؟ ، وخاصة أنهم من الامراء ومعظمهم شهد المعارك إلى جانب على بن أبي طالب والد الحسين ، ولكنهم أرتدوا عنه قبل استشهاد الامام ، وسناتي على ذكرهم .
5-   يبدوا من خلال ما بين ايدينا من مصادر أن هذه الفاجعة كان لها اسباب سياسية وكانت تهدف إلى إبقاء الخلافة الاسلامية في الشام محصورة  في بيت معاوية تنتقل  بالوراثة بين ابنائه بينما هذا يتعارض مع اسلوب الحكم في الدولة الاسلامية، وقد فضل المرتدون او الذين تنكروا في وعودهم للأمام الشهيد نتيجة الطمع بالرئاسة والقيادة ولتحقيق مصالح شخصية ، وهذا لا زال ساريا لحد يومنا هذا في البلدان الاسلامية ، عندما يتنكر الناس للمباديء وللوطن من أجل تحقيق مصالح آنية ، هذه الدنائة لا زالت فاعلة  لحد الان.
6-   كانت الفتوحات الاسلامية في بداية عهدها وعلى اشدها في العهدين الراشدي والاموي 632-732 والحدث الذي يتكلم عنه المصدر(اي مسألة سرجون أبن منصور) واقع في نفس تلك التواريخ اي في سنة 641 فالمصادر التي تتحدث عن الفتح الاسلامي تؤكد فتح  عمورية وارمينية واذربيجان وصولا الى بحر القزوين كما فتحت مصر على يد عمرو بن عاص والاقاليم الساحلية الليبية     ( طرابلس وبرقة ) وصولا إلى حصار قسطنطينية المعقل الرئيسي لدولة البيزنطا في الشرق، فهل يعقل في ضل تلك العداوة المستحكمة وهذه الحروب والعداواة التي رافقت تلك الفتوحات ، أن يُقَّرب والي الامويين شخصا له علاقة ببيزنطة في هذه الفترة بالذات؟
شيء من التاريخ عن واقعة الطف المأساوية:
تولى أبن معاوية ( يزيد ) كخليفة  للمسلمين كوريث لأبيه ،ولكن تنصيبه جوبه بمعارضة من قبل بعض المسلمين وكانت خلافة يزيد التي دامت ثلاث سنوات عبارة عن حروب متواصلة، ففي عهده حدثت ثورة كربلاء ثم حدثت ثورة في المدينة انتهت بواقعة الحرة ونهبت المدينة. كما سار مسلم بن عقبة المري إلى مكة لقتال عبد الله بن الزبير وأصيبت الكعبة بالمنجنيقات. حاول يزيد بطريقة أو بأخرى إضفاء الشرعية على تنصيبه كخليفة فقام بإرسال رسالة إلى والي المدينة المنورة يطلب فيها أخذ البيعة من الحسين الذي كان من المعارضين لخلافة يزيد إلا أن الحسين رفض أن يبايع "يزيد"(4)
وصلت أنباء رفض الحسين مبايعة يزيد واعتصامه في مكة إلى الكوفة التي كانت أحد معاقل القوة لشيعة علي بن أبي طالب وبرزت تيارات في الكوفة تؤمن أن الفرصة قد حانت لأن يتولى الخلافة الحسين بن علي واتفقوا على أن يكتبوا للحسين يحثونه على القدوم إليهم،   ليسلموا له الأمر، ويبايعوه بالخلافة. بعد تلقيه العديد من الرسائل من أهل الكوفة قرر الحسين أن يستطلع الأمر فقام بإرسال ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب ليكشف له حقيقة الأمر. عندما وصل مسلم إلى الكوفة شعر بجو من التأييد لفكرة خلافة الحسين بن علي ومعارضة لخلافة يزيد بن معاوية وحسب بعض المصادر الشيعية فإن 18,000 شخص بايعوا الحسين ليكون الخليفة ( راسل أشراف الكوفة الإمام الحسين – عليه السلام- ما يلي على الحسين بن علي من شيعته المؤمنين والمسلمين اما بعد فجيء ،هلا فإن الناس ينتظرونك ، لا رأي لهم غيرك فالعجل..العجل.ثم العجل. العجل والسلام (5) ( العجل ثم العجل العجل والسلام) وهذا التكرار  في رسالتهم لا يفيد غير العزم والتصميم طبعا، ولا شيء آخر.             
ونتيجة هذه المبايعة وتزايد شعبية عقيل في الكوفة   (كتب بعض العملاء إلى يزيد ، ومن الكوفة أيضا، أن مسلم بن عقيل  قد قدم إلى الكوفة وبايعته الشيعة للحسين بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام) فإن يكن لك في الكوفة فأبعث إليها رجلا قويا ينفذ أمرك فإن نعمان بن بشير رجل ضعيف ، كتب يزيد إلى ابن زياد واليه في البصرة يطلب منه أن يذهب على الكوفة  ليسيطر على الوضع ،واخذ يتهدد ويتوعد المعارضين والرافضين لحكومة يزيد6)                                                       
ومن الأمور التي تأخذ بالعجب أن الذين كتبوا للحسين طالبين منه  بالإسراع بالمجيء إلى الكوفة ومبايعته سرعان ما انقلبوا عليه وأصبحوا من أشد أعدائه.
 ولا تذكر المصادر سبب هذا التبدل سوى وصم التصرف بالخيانة والغدر، وخوفهم من بطش ابن زياد الوالي، ولكن استقراء لتاريخ وأحداث تلك الفترة ، كانت المصالح الشخصية  وراء هذا التبدل  ، بحيث دفعت بهؤلاء القادة حتى إلى قتل مسلم  بن عقيل على يد بعض أتباع أبن زياد في الكوفة ، وكان هذا من احد الأسباب المباشرة بقدوم الحسين إلى الكوفة للمبايعة ، ثم للأقتصاص من قتلة  عقيل ، وكان لأخوة عقيل دور في هذا الأمر،  فقد سار الحسين  إلى الكوفة  رغم التحذيرات التي تلقاها بتبدل الأوضاع في الكوفة بعد مقتل مسلم، إلا أن شهامته وعزة نفسه أبيا ذلك مقررا التضحية بكل شيء من أجل إنقاذ البلاد الإسلامية من طغيان يزيد أولا والثأر لدماء مبعوثه وأقرب الناس إلى قلبه عقيل،  هذه الأحداث التاريخية وغيرها التي مرت على العراق هي التي كانت من الاسباب المباشرة في تكوين  النعرات الطائفية والدينية .
الاحداث حسب تسلسلها التاريخي:
  ما نود ان نشير إليه بأن واقعة الطف حدثت  حسب التاريخ الميلادي في 12/10/680، لقد دامت الحروب بين الدولة الاسلامية وبيزنطة طيلة عهد الامويين ومنذ تولي معاوية الخلافة  ، حيث بدأ بإعداد الحملة الاولى في نفس عام توليه الحملة الأولى، وزودها بالعدد والعدة ،  وجعل على رأسها ابنه وولى عهده يزيد، ولم يتخلف صحابة رسول الله ( عن الجهاد فى سبيل الله، فانضموا إلى هذه الحملة متمثلين أمام أعينهم، قول الرسول (لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش)  آملين أن يتحقق فيهم قول الرسول (أول جيش يغزون مدينة قيصر مغفور لهم ) (7) واستمر القتال لحين محاصرة جيوش المسلمين للقسطنطينية عاصمة بيزنطة  منذ عام  674 م إلى عام 680 م أي لمدة سبع سنوات ، وانتهى القتال بينهما حيث لم تتمكن  جيوش المسلمين من السيطرة عليها في معارك شرسة اشترك فيها الأسطول الإسلامي وجيوش ومتطوعين(8) ، فإذا كانت واقعة الطف في عام 680 م ،  فكيف ووسط هذا العداء المستحكم يسمع الوالي لنصيحة عبده سرجون؟ والذي يقال بأنه كان جاسوسا لبيزنطة)  يا ترى ، وقد أطلعت مؤخرا  (8)  ( قبل نشر مقالي هذا على مقال او دراسة  جادة ومهمة للأخ الباحث أبرم شبيرا في رده على الشيخ ، الذي خلص ببرهان جدير بذكره ألا وهو ( على ان بيزنطة لو كانت  تتآمر على الدولة الأموية ،  لكان الأفضل لها أن تنحاز بكل قوتها وثقلها السياسي إلى جانب الحسين وليس ضده     ( حسب طبيعة المصلحة لدولة بيزنطا)
جيش يزيد :
حسب ما اوردناه في مقالنا عن أنشغال جيش يزيد بمحاربة العدو البيزنطي  وحصاره للقسطنطينية وإنهاك جيشه هناك في تلك الحرب الطويلة ، يتعذر علينا اليوم وضمن السياقات المتعارف عليها آنذاك أن نسلم بأن القوات التي كانت تحارب البيزنطة هي التي عادت وقضت على ثورة الحسين ، وذلك لأسباب تتعلق بطبيعة الاراضي والمسافات الشاسعة  الفاصلة بين القسطنطينية وكربلاء ، ثم تنقل الجيش لم يكن طبعا عبر الوسائل الحديثة كالطائرات وغيرها ، والتنقل على الفرس يحتاج من المقاتلين سنوات وشهور لكي يقطعوها ومعهم معداتهم  الحربية للوصول إلى أرض المعركة وبهذا الزخم.
من هم قادة جيش يزيد؟
في أستعراضنا للمصادر الاسلامية أطلعنا على اسماء بعض القادة الذين كانوا على رأس هذا الجيش والجموع التي استخدموها قتالهم مع الامام حسين وتنفيذهم لهذه الجريمة التاريخية. 

إن من قتل الحسين كما جاء في معظم المصادر الاسلامية هم:
 شمر بن ذي الجوشن هذا الشخص هو المتهم الأول في استشهاد الإمام ولا زال الشيعة في العاشوراء يلعنونه لأنه قطع رأس الحسين بالسيف هو وآخرون  ، حيث  نقرأ( 9): وأقدم عليه ــ الشمر ــ بالرجالة، منهم أبو الجندب ــ واسمه عبد الرحمن الجعفي ــ وسنان بن أنس النخعي، وخولي بن يزيد الاصبحي، فجعل شمر بن ذي الجوشن يحرِّضهم، فمرَّ بأبي الجندب وهو شاك في السلاح، فقال له: أقدم عليه، قال: وما يمنعك أن تقدم عليه أنت! فقال الشمر: إليَّ القول ذا؟ قال: وأنت تقول لي ذا! فاستبا، فقال له أبو الجندب ــ وكان شجاعاً : والله لهممت أن أُخضخض السنان في عينك والمصادر تقول عنه  أي (عن شمر) بأنه  شهد حرب صفين مع الامام علي وهو من كتب إلى الحسين يدعوه للكوفة شبث بن ربعي: من الأشراف المعروفين، وكان له دور متميِّز في القتال إلى جانب علي عزرة بن قيس الاحمسي: من الذين كاتبوا الحسين أو بالأحرى الذين كتبوا إلى الحسين (عليه السلام)، وكان قد كلّفه عمر بن سعد بمحادثة الحسين عن سبب مجيئه فرفض استحياء لأنه كان قد كتب إليه بالمجيئ عبد الرحمن بن أبي سبرة يزيد بن الحرث بن يزيد بن رويم: من الذين كتبوا إلى الحسين بالقدوم إلى الكوفة حجار بن أبجر: من الشخصيات المعروفة بالانتهازية السياسية، فقد تجسّس مرَّة على الخوارج بشكل شخصي وعمرو بن الحجاج الزبيدي)
 
ولو تعمقنا بالقراءة لعلمنا من هم هؤلاء الذين كانوا سببا في مقتل الامام الحسين  وهم يتحملون المسؤولية الكاملة عن استشهاده ، أنهم قادة وأشراف الكوفة وقد خاضوا حروبا وفتوحات مع علي بن أبي طالب وكان كل فرد منهم على رأس آلاف  المقاتلين في حربهم ضد ابن علي بن أبي طالب وهم يعلمون من هو.. 
يقول أبو الفرج في روضة الواعظين: إن حامل رأسه ( أي رأس الحسين ) سنان بن انس قال ، فأقبل سنان لعنه الله حتى أدخل رأس الحسين عليه السلام إلى أبن زياد وهو يقول :
أملأ ركابي  فضة أو ذهبا       إنا قتلنا الملك المحجبا
قتلت خير الناس أما وأبا     وخيرهم أن ينسبون  النسبا
فأجابه أبن زياد : ويحك إذا علمت إنه خير الناس أبا واما فلم قتلته ، فضرب عنقه وعجل الله بروحه إلى النار ..
 وحسب رواية أخرى بأن شمر ذي الجوشن من قبيلة بني كلاب وأسمه شرحبيل بن قرط الضبيبي الكلابي وكان قد بايع علي بن ابي طالب وشارك إلى جانبه في معركة صفين بعد ذلك تمرد عليه وشارك في قتل الحسين، وهو الذي قطع رأس الحسين 0 وقد قتل بعد واقعة الطف، على يد المختار بن ابي عبيد الثقفي.



أهمية ثورة الحسين في التاريخ
ثورة الحسين استمدت أهميتها التاريخية في كونها أول ثورة ضد الظلم والطغيان ثم لكونها حاربت مفهوم التوريث في الخلافة والذي لا يزال يمارس في بعض الدول الإسلامية ولكن تحت مسميات أخرى،أما تراجع أهل الكوفة عن دعم الحسين وتركه وحيدا مع آل بيته يسيمونهم شتى العذابات ،  وخيانتهم له هي الأخرى دخلت التاريخ تحت  يافطات الخيانة والجبن ونكث العهود ،  مهما حاول علمائهم تبرير تخاذلهم هذا تبقى خيانتهم كشاهد تاريخي  على هول الفاجعة ، هكذا ضمن هذه الأجواء الموبوءة  تم دحر ثورة الحسين وقتل من كان معهم في واقعة الطف.
موقف ( النصارى ) من  ثورة الحسين وفاجعة كربلاء:
وهناك روايات عديدة حول رأس الحسين عن تكلمه وهو مفصول عن الجسد مرفوع فوق الرمح أو وهو يقرأ سورة الكهف ، هناك رواية عن راهب  نقرأ عنها في  مجلد بحار الانوار(10)
فوضعنا الطعام وجلسنا لنأكل، فإذا بكف في حائط الدير تكتب:
أترجو أمة قتلت حسينا  شفاعة جده يوم الحساب قال: فجزعنا من ذلك جزعا شديدا وأهوى بعضنا إلى الكف ليأخذها فغابت، ثم عاد أصحابي إلى الطعام فإذا الكف قد عادت تكتب
فلا والله ليس لهم شفيع  وهم يوم القيامة في العذاب فقام أصحابنا إليها فغابت ثم عادوا إلى الطعام، فعادت تكتب:
وقد قتلوا الحسين بحكم جور  وخالف حكمهم حكم الكتاب فامتنعت وما هنأني أكله، ثم أشرف علينا راهب من الدير فرأى نورا ساطعا من فوق الرأس فأشرف فرأى عسكرا فقال الراهب للحراس: من أين جئتم؟
قالوا: من العراق، حاربنا الحسين فقال الراهب: ابن فاطمة بنت نبيكم وابن ابن عم نبيكم؟ قالوا: نعم، قال: تبا لكم، والله لو كان لعيسى بن مريم ابن لحملناه على أحداقنا، ولكن لي إليكم حاجة، قالوا: وما هي؟ قال: قولوا لرئيسكم:
عندي عشرة آلاف دراهم، ورثتها من آبائي يأخذها مني ويعطيني الرأس يكون عندي إلى وقت الرحيل فإذا رحل رددته إليه، فأخبروا عمر بن سعد بذلك  فقال:
خذوا منه الدنانير وأعطوه إلى وقت الرحيل فجاؤوا إلى الراهب فقالوا: هات المال حتى نعطيك الرأس فأدلى إليهم جرابين في كل جراب خمسة آلاف درهم فدعا عمر بالناقد والوزان فانتقدها ووزنها ودفعها إلى خازن له، وأمر أن يعطى الرأس.
فأخذ الراهب الرأس فغسله ونظفه وحشاه بمسك وكافور كان عنده، ثم جعله في حريرة ووضعه في حجره، ولم يزل ينوح ويبكي حتى نادوه وطلبوا منه الرأس، فقال: يا رأس والله لا أملك إلا نفسي، فإذا كان غدا فاشهد لي عند جدك.
وراهب آخر يدعى ( قراقولس) الذي رأى رأس الحسين أثناء مسيرة السبايا من كربلاء إلى الشام ، حيث طلب هذا الراهب إيداعه في دير الرأس ببعلبك  ولا زال الأثر حسب محفوظا  ضمن ممتلكات متحف موسكو بروسيا (*) وبرأي أن الفن الكربلائي لهذه الواقع المتكون من دماء ورموز ورؤوس مقطوعة إنما قد استمد أولوياته من هذه اللوحة ، لكون الدين الإسلامي يحرم رسم المقدسات والرموز الدينية وغيرها، والفضل في بقاء وتطور هذا النوع من الفن يعود لهذا الراهب ..
وهذا موقف آخر للمسيحيين تجاه الحسين ( عليه السلام) عثرة عليه في قراءات عديدة في فاجعة كربلاء ولا زال الأخوة الشيعة يرددونه  في العاشوراء(12) لحد الآن:
(فبعث عمر بن سعد لعنه الله في الجيش قائلا : فتشوا هل تجدون في الجيش كاتبا لا يعرف الحسين ولا يعرف محمد بن عبد الله و لا يعرف علي بن أبي طالب حتى يذبح الحسين؟
ففتشوا فوجدوا رجلا من النصارى فبعثه عمر بن سعد قائلا خذ هذا السيف و انطلق إلى ذلك الصريع وائتنا برأسه فأقبل ذلك الرجل حتى دنا من الحسين فعرف الحسين أنه من النصارى فقال له : أخا النصارى هل قرأت الإنجيل؟ قال : نعم , قال : أقرأت الاسم الفلاني و الفلاني قال : نعم , فقال الإمام الحسين : أتعرف من هم أصحاب هذه الأسماء؟ قال : لا ولكني اعلم أن النصارى يحترمونها ويقدسونها , فقال الإمام الحسين عليه السلام : أما الاسم الأول فهو اسم جدي محمد رسول الله صل الله عليه وسلم وأما الاسم الثاني فهو اسم أبي علي بن أبي طالب , فقال النصراني : أنت الحسين بن بنت محمد؟ قال الحسين : نعم , فقال النصراني : سيدي أنا اشهد أن لا اله إلا الله وان جدك محمد رسول الله ، وأنك عبده ووليه , فقال له الإمام الحسين عليه السلام : إذن خذ سيفك وذب عن حرم رسول الله. بينما هم كذلك، (13) وإذا بالشمر لعنة الله قد أقبل إلى الحسين عليه السلام, هذا والسيدة زينب عليها السلام منكبة عليه وتبكي وإذا بكعب الرمح بين كتفي السيدة زينب واللعين يقول لها : قومي عنه يا زينب , قالوا : وقعت السيدة زينب مغمى عليها فلما أفاقت وإذا برأس الامام الحسين على رأس الرمح , وإذا بشيبة الإمام الحسين مخظوبة بدمائه فصاحت : وآ  اخاه     وآ حسيناه)
بهذه الدلالات والرموز والذكريات الأليمة،  المترسبة في نفوس الشيعة من آل البيت  وخاصة في العراق نالوا احترام المسيحيين ، لكونهم أقرب الناس مودة إليهم وأنهم منذ البداية أولوا لهذه الفاجعة الاهتمام الأكبر في بحوثهم ومقالاتهم . لذلك يأخذنا العجب مما ذهب إليه بعض أأمتهم حول مسؤولية النصارى في مقتل الحسين ، والذي يندرج في باب التحريض رغم محاولة البعض إيجاد تبرير حول كون نوايا هؤلاء سليمة ، وخاصة عندما يجدوا رموز وعلماء الشيعة ينبرون للدفاع عن وجود المسيحي  في العراق  من خلال توثيق علاقاتهم بالمراجع الدينية للمسيحيين  أو من خلال الأحزاب  السياسية ، وأود هنا أن اختتم ما طرحتُه ، بعبارة  قالها المستشرق الانكليزي ( ادورد براون) في فاجعة الكربلاء ..
(وهل ثمة قلب لا يغشاه الحزن والألم حين يسمع حديثاً عن كربلاء؟ وحتّى غير المسلمين لا يسعهم إنكار طهارة الروح التي وقعت هذه المعركة في ظلِّها‎)

                  المصادر والمراجع
1-    محمد كرد علي / الاسلام والحضارة العربية/ ج2 ص185
2-   نفس الصدر الاول
3-   مبعوث الحسين (ع) ص 11 نقلا عن مقتل الحسين للخوارزمي
4-    محمد كرد علي المصدر الاول
5-   مبعوث الحسين  مصدر رقم (3)
6-   حافظ ابن عساكر / تاريخ دمشق ص 161
7-   هذا القول منسوب للنبي محمد ويقال بأنه موجود في البخاري ولكن الحقيقة ما هو موجود فعلا ليس كهذا القول وإنما جاء في صحيح البخاري في الجزء الثالث ( 1069)ما يلي:  (حدثني إسحاق بن يزيد الدمشقي حدثنا يحيى بن حمزة قال حدثني ثور بن يزيد عن خالد  بن معدان أن عمير بن الأسود العنسي حدثه أنه أتى عبادة بن الصامت وهو نازل في ساحة حمص وهو في بناء له ومعه أم حرام قال عمير فحدثتنا أم حرام:
 أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا ) . قالت أم حرام قلت يا رسول الله أنا فيهم ؟ قال ( أنت فيهم ) . ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم ( أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصرمغفور لهم ) . فقلت أنا فيهم يا رسول الله ؟ قال :لا
8-    مقال للباحث ابرم شبيرا منشور في عنكاوا كوم من هو سرجون الذي قتل الأمام الحسين بن علي (سلام الله عليه)
حسب إدعاء السيد مقتدى الصدر؟؟
.9 - تاريخ الطبري / تاريخ الامم والملوك / الجزء الرابع ص292
10- بحار الانوار ج 44 ص 334
11- مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة، جمعها محمد حميد الله ـ دار النفائس ـ بيروت، الطبعة السادسة 1987.
       12- تاريخ الطبري الجزء (3)
13 نفس المصدر السابق (الطبري) ص405 والصفحات اللآحقة حول قادة جيش زياد
 
*البداية والنهاية - ابن كثير - الجزء الثامن -
   
      *– معلومة  من مقال للفنان التشكيلي والرسام حسين احمد سليم بعنوان ابتكار مدرسة   
               فن الرسم والتشكيل الحسيني.



288
            
ما أعظم قامتك أيها المطران الجليل….
                                                      صليبا شمعون
                                           
بطرس نباتي
حسب اعتقادي أن القامة  العظيمة  المؤثرة ليست تلك الطويلة العريضة المنكبين ، مفتولة العضلات أو الضخمة  ، فالقامة العملاقة هي التي تفرض ذاتها ، وتوصل بكل صدق وأمان كل ما يحدث من تأثير أو غبن على من تهتم لأمرهم وتنقل ما يحدث لهم من سوء  بكلمات واضحة  جلية  بدون خوف أو وجل، المطران الجليل غريغوريوس صليبا شمعون عندما أعتلى خشبة المسرح في قاعة الشهيد سعد عبدالله في اربيل ، تبادر إلى ذهني العديد من الكلمات والخطب التي نسمعها في مناسبات شتى ، وتصورت بأن كلمته ستكون  مجرد كلمة مناسباتية عابرة ، فيقوم بشكر هذا والطبطبة على ظهر المسؤولين لأنهم تجشموا أعباء السفر وتوجهوا بمركباتهم الرائعة إلى مكان اللقاء، بصراحة هذا ما عودنا البعض أن نسمعه بمثل هذه المناسبات .
كما يقال ( ضع النقاط على الحروف)  فقد قام هذا الجليل  صليبا شمعون بوضع جميع النقاط على جميع الحروف فلم يترك فراغا ليملأه غيره وأنا استمع إليه نقلا عبر فضائية عشتار .
 الأخوة من بعض بيوتات الشبك الذين كانوا يعيشون  في برطلة منذ القديم هؤلاء ليسوا طارئين أنهم من أبناء برطلة اختلطوا معنا تكلموا باللغة السريانية التي نتكلم بها نحن المسيحيين ، شاركونا بكل مناسباتنا شاركناهم بجميع مناسباتهم ، نحن لسنا متوجعين أو متألمين أبدا من ذلك التواجد البسيط التاريخي ، إنما الموجة الغازية بعد التغير الذي حصل في العراق هي أساس التغيير الديموغرافي ، هؤلاء الطارئين  على مجتمع برطلة  تركوا قراهم ومساكنهم وسكنوا عنوة في برطلة هم اساس المشكلة .
هؤلاء  الشبك القادمون بعد 2003 قدموا وسكنوا برطلة وغيرها من مدن وقصبات السريان  بشتى الإغراءات وبدفع من جهات داخلية  كانت أو خارجية والتي ساهمت في دفعهم لترك مناطقهم وقراهم والزحف نحو سهل نينوى وبالأخص نحو برطلة ، ليتخذوا منها عاصمة لهم كما يدعون ولكن هيهات أن يحدث هذا وبوجود مثل هذه القامات الشامخة في برطلة وسواها من قصبات ومدن سهل نينوى .
 بالله عليكم أيها السامعون، ويا أيها الحضور من يقبل اليوم وفي القرن الواحد والعشرين أن يحتل الأجنبي داره ومدينته ومرتع صباه عنوة أو تحت إغراءات مادية تدفع للمشتري من الغير فيقع البائع ضحية مؤامرة تحاك من خارج الحدود ، أتصور لا يوجد بلاغة أروع من ذلك ولا يوجد تعبير اصدق مما عبر عنه  المطران الجليل وهو يصف حالة برطلة الآن أو سواها من المدن والقصبات التاريخية لأبناء السريان ، إن ما سمعته من المطران الجليل لهو لسان حال جميع المسيحيين في العراق أينما كانوا ، فجميعهم مهددين في وجودهم نتيجة التعسف في استملاك وإطفاء أراضيهم بقرارات مجحفة صادرة من نوايا لرؤساء دوائر ومؤسسات لا تريد لهم الخير ، نوايا خبيثة تقف وراء ما يحدث لبرطلة وغيرها من أماكن تواجد المسيحيين في العراق ، ويعلم منفذيها أن الأرض هي سبب تواجد أي شعب لأنها تعطي له المبرر لبقاءه ولخصوصيته القومية ، وهم يعلمون جيدا ، أن اندثار وتشتت هذا الشعب لا يتم إلا بالاستيلاء على أراضيه وتجريده منها ، وهذا ما رمى إليه  مطراننا الجليل بكلمته الرائعة التي أعتبرها مؤتمرا بحد ذاتها أو ورقة عمل لجميع المؤسسات الدولية والوطنية وخاصة لمنظمة الأمم المتحدة التي كان لممثلها تفهما لما يجري في العراق من تهجير للمسيحيين وللمكونات الأخرى وما يحدث لأراضي برطلة وغيرها من تغيير ديموغرافي مبرمج ..

289
 بولين  بولص هرمز نباتي تنال درجة الماجستير

ناقشت الطالبة  بولين بولص نباتي يوم السبت 9//201311  أطروحتها الموسومة   ( التحليل الجغرافي لمشكلة التلوث في مياه الأنهر نهر الزاب الكبير في أقليم كوردستان / العراق أنموذجا  )  بإشراف البروفيسور ازاد محمد امين النقشبندي على قاعة فرهادي في  كلية الاداب  جامعة صلاح الدين ، و كانت رسالتها تتركز حول كيفية تلوث مياه الأنهر بصورة عامة متخذة من التلوث الحاصل في نهر الزاب  الكبير كأنموذج لهذا التلوث، في مستهل مناقشتها للأطروحة قدمت شرحا وافيا من الناحية العلمية والطبيعة الجغرافية لهذا النهر منذ دخوله للأراضي العراقية  في محافظة دهوك وإلى التقائه بنهر دجلة بالقرب من بيجي   وكمية المياه التي فيه واهم العوامل التي تعمل  في تلوث مياه هذا النهر الحيوي، مع دراسة طبيعة هذا النهر من الناحية الفزيائية والكميائية والبايولوجية .
 بعد أن قدمت الطالبة عرضا موجزا لرسالتها مستعينة بالبحث الميداني والصور التوضيحية والخطوط البيانية للتلوث الحاصل في نهر الزاب مستعرضة عدد من العينات المأخوذة من مياه النهر من مختلف المناطق التي يمر بها وبعد مناقشتها مع اللجنة المخصصة لمناقشة الرسالة قررت اللجنة منحها درجة الماجستير بدرجة جيد جدا ، تقديرا للجهود المضنية التي بذلتها الباحثة في الكشف عن التلوث في هذا النهر مقدرة أهمية مثل هذه الدراسات  في خدمة المجتمع والوطن الكوردستاني  ، وقد حضر مناقشتها عدد كبير من الأهل والأصدقاء والأساتذة الأجلاء .  ألف مبروك للجهود الرائعة التي بذلتها هذه الابنة العزيزة نتمنى أن تنال درجة الدكتوراه وبامتياز أيضا في المستقبل القريب.
                                                                   بطرس نباتي








290
المسرح الهابط لأبنائنا في المهجر بيث كالو وخماثا أنموذجا  
                                                                                                                              بطرس نباتي
 لقد تعرفنا على المسرح الأمريكي من خلال التراجم  القليلة إلى العربية التي تصلنا لنصوص  لكتاب المسرح أمثال يوجين  أونيل وآرثر ميلر الذي توفي في 2005 و .بيرمان  وفيليب باري و ماكسويل أندريسون وأليوت وليليان هيلمان  وتينسي وليامس   وآخرون، إضافة إلى وجود عشرات كتاب المسرح الأمريكي الذين كتبوا عن معانات السود ،  والذي يدعى بالمسرح  الأسود أو المعروف حاليا بمسرح الآفرو أمريكي ، وقد جاء  في دراسة للدكتور أحمد صقر عن المسرح الأمريكي  / جامعة الأسكندرية  بأن:
(المسرحيات التى تقدم سنوياً  من قبل فرق الهواة فقط تبلغ حوالي  250000 مسرحية ، وإن كان متوسط عدد المشاهدين فى كل مرة مائة شخص ، أصبح عدد المشاهدين الذين يشاهدون مسارح الهواة حوالي  50000000 شخص) .
كنت  استعرض مع نفسي بعض أسماء نجوم المسرح الأمريكي شاحذا ذاكرتي الضعيفة لاستذكار نصوص لمسرحيات  لهؤلاء الكتاب الأمريكان ، نتمتع بقراءة ما قدمته من نصوص رائعة من على خشبة المسرح، وأنا مستغرق بقراءة  ما كتبه صديقي الناقد صباح هرمز  عن مسرحية كلهم أبنائي لآرثر ميلر ، والتي جاءت من ضمن كتابه الجديد قراءات في المسرح المعاصر والذي تضمن نصوص لسبعة مؤلفين.
وقبل أن أكمل ما كتبه عنها صديقنا العزيز ، عرضت فضائية عشتار مسرحية بلغة السورث بعنوان بيث كالو لخماثا من أخراج زهير كرمو ، فتخليت عن الكتاب الذي كنت أقرأ فيه،  علني أجد ما يدل على أن فنانينا قد استفادوا  من وجودهم في بلاد الشتات واستقوا مباديء قد تكون رائدة في تأسيس مسرح سرياني في الغربة ,  ورحت أراقب الشاشة الصغيرة لأني مولع بمشاهدة مسرحياتنا وما تقدمه فرقنا من نشاطات في المسرح السرياني ، وخاصة من قبل أبنائنا في المهجر وبالذات من أمريكا بلد التقنيات المسرحية في المسرح المعاصر ، والفرقة التي قدمت المسرحية يعيش فنانيها في مدينة ديترويت على ما اعتقد ان هذه المدينة  لا تبعد عن مدينة شيكاغو أو حتى نيويورك وهي من المراكز المهمة في المسرح الأمريكي  سوى عدد محدود من الأميال ، ورحت أتابع المسرحية بفصولها الطويلة.
 المسرحية عبارة عن طرح مشكلة تهرأت من كثرة تداولها إبان الخمسينيات والستينيات، وهي عن أسرة تجتاحها خلافات حادة وبسيطة بين حماة وكنتيها ، أحدى الكنات تركها زوجها لتعيش في بيت حماها لحين لحاقها بزوجها المهاجر ، وأخرى تقيم مع زوجها الذي لا يُحسَدُ عليه حاله بين أم تريد المحافظة عليه وزوجة تريده لها لوحدها ، وترغب بالاستقلال ببيت زوجي مستقل مع زوجها الممانع لأسباب مادية ، المسرحية هذه لو قدمت على خشبة المسرح إبان الستينيات أو قبلها لكنا قد وجدنا بعض العذر للمخرج على اختياره للنص المسرحي ، أما أن تقدم في  قرن الواحد والعشرين ومن قبل فرقة ومخرج يعيش برفقة أو داخل مدرسة مسرحية قائمة بذاتها منذ قرون ومرت بظروف عصيبة خلال الحربين العالميتين وما صاحب الحياة الامريكية من اضطهاد  للزنوج وثوراتهم السلمية منها أو العنيفة ضد الطغيان  ومن أجل نيل حقوقهم المدنية ، وما سطروه الكتاب في المسرح الامريكي سواء في المسرح الواقعي بشقيه الدرامي الجاد أو التجاري والمسرح الكوميدي  الذي تحدث عن تلك الإضطهادات وعرضها بشكل ساخر ، وليس الكوميدي الذي شاهدناه في هذه المسرحية طبعا والذي يعمد إلى السخرية من بعض الشخصيات البسيطة القروية .
  ما يتميز به المسرح الامريكي بالإضافة إلى ما ذكرناه من تقديمه لنصوص هادفة جريئة فقد تميز هذا المسرح  بتقنياته الحديثة المنقطعة النظير ، كل هذه الأمور وغيرها والبعيدة عنا نحن ، بحيث نحسها أو نتخيلها عن طريق من يكتب عنها وتصل ألينا عن طريق النقل أو الترجمة ، ولا شك بأنها قريبة وفي متناول يد الأستاذ زهير كرمو ورفاقه الفنانين من أبناء شعبنا في المدن والولايات الامريكية ،  ويمكنهم  طبعا  ببذل بعض المشقة واستقطاع  دقائق من أوقاتهم الثمينة ، الاستفادة من تلك العروض التي تقدم في مدينتهم على الأقل من قبل الهواة أو حتى طلاب المدارس بغية تقديم عروض في المسرح السرياني ،  أفضل مما شاهدناه من عروض تتسم بالسطحية والإسفاف ولكن للأسف تهدر طاقات جيدة ورائعة في التمثيل لهؤلاء الفنانين والفنانات سواء كانوا من الهواة أو من المحترفين  بمثل هكذا أعمال مسرحية هابطة.
والأنكى من ذلك مثل هذه المسرحيات الهزيلة ، أصبحت تعود للأسف الجمهور الذي يرتاد  المسرح على مشاهدة عروض لا تليق بالمسرح الجاد المعاصر ، وتتركه يعيش في عقلية الستينيات أو قبلها ولا تؤدي مطلقا إلى تطوير أذواق المشاهد بحيث يقوم بفرز الأعمال والعروض الجيدة والصالحة للمسرح الجاد والذي له هدف وتوق نحو بناء حياة أفضل وفكر نير بعيدا من الضحك والتفكه على آلام الآخرين، إضافة إلى ذلك لم نجد في هذا العرض الذي استهلك طاقات هؤلاء الفنانين أي جانب  وسائل كالموسيقى التصويرية أو الإنارة فقد كانت الإنارة فيضية سواء على المسرح أو داخل القاعة ، فقط ما تميز به العرض وجود طاقات فنية واعدة لممثلي المسرحية  يمكن أن توظيفها في عروض جيدة إذا ما توفر لها مخرج مطلع على التجارب المسرح العالمي  واختيار نص حديث يحمل معالجات أو يطرح معانات مما يعانيه أبناء شعبنا سواء في المهجر أو في الداخل .
إن ما يقدم في داخل الوطن من بعض العروض الجادة والرصينة وخاصة في بخديدا وعنكاوا والقوش وبغداد من عروض بلغة السورث وبالأخص ما قدم إبان السبعينيات من القرن المنصرم ، وبعض ما قدم بعد التسعينيات ، لهو أرقى بإضعاف مما نشاهده عبر الشاشة الصغيرة للعروض المسرحية لأبنائنا في المهجر ، رغم ما يتوفر هناك من قابليات وطاقات لفنانين من أبناء شعبنا كانوا قد تخرجوا من مدارس وكليات فنية وقدموا هنا أعمال رائعة  اختاروا الهجرة وهم يعيشون الآن في دول الشتات ، ولكن يبدوا بأنهم غير مطلعين على التجارب والعروض المسرح في تلك البلدان وهذه القطيعة  جعلت بعضهم للأسف لا زال يعيش في ذهنية تلك العروض التي كانت تقدم من على خشبات  المسرح لبعض فرق الهواة عن مشاكل بين الحماة  وكناتها أو مشاكل الزواج  وغير ذلك من العروض السطحية  وهذا ما ناسف له حقا لكون ما يقدمه هؤلاء يعتبر هدرا للطاقات الفنية وقابليات يمكن أن توظف في مسرح سرياني هادف نفتخر به جميعا لو أجهدوا نفسهم بالاطلاع على العروض الجيدة التي تقدم في البلدان التي يعيشون في كنفها ..
 
 

291
قانون الأحوال الشخصية الجعفرية  حسب وجهة نظر كاترين ميخائيل
 
                                                                                                                              بطرس نباتي
  عزيزتي كاترين ميخائيل ،  مقالك عن الأحوال الشخصية الجعفرية الصادر مؤخرا  مهم جدا وقد كتب حوله العديد من القانونيين وفي المنحى ذاته  الذي أتخذتيه كمحور أساسي  في المقال ألا وهو تفضيل  ما كان ساريا منذ 1959 أي قانون رقم  188 لسنة 1959 ، وأود هنا توضيح بعض الفقرات المهمة والتي تخص شرائح عديدة من المجتمع العراقي  و التي لها علاقة بالقانون رقم 188 :
1- هناك بعض الايجابيات يمكن تسجيلها لصالح قانون أحوال الشخصية السابق (188) لسنة 1959 ولكنه ليس الأمثل كما جاء في مقالك ، فإيجابياته  تتمثل في أن  المشرع أشترط جملة من الشروط فيما يتعلق بالطلاق والتفريق والزواج بالثانية ، ولكن للأسف العديد من القضايا المهمة التي جاء بها القانون السابق يمكن ببساطة الالتفاف عليها وخاصة ما يتعلق بأمور مهمة كالطلاق  وتعدد الزوجات  ، أتصور أن بيان المقدرة المالية التي جاء بها القانون لا تشكل مانعا أمام من يريد التعدد ، أو أية مشكلة مهما كانت صغيرة أو كبيرة وفكرة عدم العدل بين الزوجتين هذه  في تقديري ليس في مقدرة القاضي معرفة ذلك نهائيا لذلك تخضع هذه المواد كغيرها للتفسير والاجتهاد وليست حاسمة في منحاها القضائي ، والقانون مادام قد استند على الشريعة الإسلامية فالشريعة تجيز التعدد لغاية الزوجة الرابعة .أما أنه وحد العراقيين وغيرها من الأمور لكون المشرع قد اخذ بمبدأ التوافق بين المذاهب فهذا ما لم يحصل أبدا ولن يحصل  ( لا في السياسة ولا حتى في التشريع) ما دام المشرع لقوانين وخاصة فيما يتعلق بالأحوال الشخصية يستند على الشريعة الإسلامية لكون هذه الشريعة خضعت لتفاسير عديدة وفصلت بموجب مذاهب وعقائد تتباين وتتقاطع فيما بينها ، وفي نظري إن لم يتحرر أي قانون  من النطاق الشرائعي لدين معين  لا يلبي حاجات جميع شرائع مجتمع تعددي مثل العراق  ما لم تستند قوانينه  إلى مباديء الحرية والعدالة والمواثيق الدولية ولوائح حقوق الإنسان  الصادرة من المنظمات الدولية .
2- الزواج حسب الشريعة الإسلامية وبموجب قانون رقم 188 ليس سوى عقد كأي عقد آخر يستوجب الإيجاب والقبول ومجلس الانعقاد ومادامت هذه الشروط كاملة يحقق له الشرط الصحيح ، وهو كأي عقد آخر يمكن أن ينعقد بتوفر شروطه ، و يجوز أن ينحل بموافقة الطرفين أو عن طرف دون آخر،   فالعقد شريعة المتعاقدين ، أما في المسيحية  مثلا  يعتبر الزواج رابطة مقدسة لا يمكن أن تنفصم إلا بموت أحد أطراف الرباط ، وهناك العديد من الإشكاليات القضائية وفي قضايا لا تزال تحتل أدراج المحاكم في فسخ عقد زواج في المحكمة المدنية بينما لا تجيز ذلك الكنيسة المنتمي لها الزوجان ، وحتى في عدم المساواة الأنثى بالذكر  في الميراث هناك اختلاف بين  الشرائع إذا ما تم الاعتماد عليها كما يجري الآن  بموجب القانون الآنف الذكر .
3- ألحق قانون رقم 188 ضررا كبيرا عندما نص في مادته الأولى على  اعتماد الفقه الإسلامي والشريعة الإسلامية  في الأحوال الشخصية وخاصة لغير المسلمين ، فقد أجاز في المادة السابعة عشر منه زواج المسلم من كتابية وعدم جواز زواج مسلمة من كتابي وفي المادة (18)  أجاز مرة أخرى الاعتماد على الشريعة الإسلامية في إشهار  إسلام احد الزوجين دون الآخر أي إذا ما اسلم أحد الزوجين دون الآخر في بقاء الزوجية أو التفريق بينهما ، والشريعة الإسلامية حكمها واضح في هذا المنحى حيث تنص على التفرقة بينهما إذا لم يسلم الكتابي بعد إسلام  أحدهما يفرق بينهما ، ومن المحال الإبقاء على الزوجين في بيت زوجية واحدة إذا ما أشهر أحدهم إسلامه دون الآخر، لكون الاول يكون في دار الأيمان والآخر في دار الحرب هذا ما تنص عليه الشريعة الاسلامية.
4- من أبشع المظالم  التي ألحقها  قانون رقم 188  بأتباع الديانات الغير المسلمة  ، كان في إلحاق الأطفال بالزوج  الذي يشهر إسلامه أو الزوجة التي تشهر إسلامها ، وهذه الحالة لا تزال قائمة وقد جاءت ضمن المادة (33) حيث تنص على لا طاعة الزوج على زوجته في أحكام الشريعة وللقاضي أن يحكم لها بالنفقة ، إضافة إلى مادة أخرى التي تنص على أن حضانة الطفل لوالدته لحين بلوغه السابعة ما لم تتزوج من أجنبي، ولم يعتبر زواج الكتابية من مسلم ( الزواج من أجنبي) لذلك يعطي الحق لها لحين البلوغ وأتصور لو بقى الطفل في عهدة الأم التي أسلمت  وزوجها المسلم طيلة سبع سنوات ، يا ترى من يستطيع فصله عنهما ، ويلحقه بدين  أب لا يعرف أين هو ومن هو .ولو حدث العكس أي عندما يغير الأب دينه ويصبح مسلما فجميع أبناءه سواء البالغين سن الرشد أو دونه يلحقون بدين الأب الجديد بحكم الشريعة الإسلامية ،  ما هو الأنصاف يا ترى الذي جاء به قانون رقم 188 لسنة 1959 ؟وحتى القوانين والتعديلات اللآحقة التي أجريت عليه ، لم تنصف شرائح عديدة من الشعب العراقي سواء من المسلمين أو غيرهم ، فقد ألحق ضررا كبيرا حتى  بالمرأة  المسلمة وحقوقها وذلك لوجود ثغرات قانونية بإمكان الرجل النفاذ منها في حالة الطلاق وتعدد الزوجات وحتى النفقة وغيرها .
5-  هناك سلبيات عديدة في قانون رقم 188 وقد ألحق أضررا وغبنا في العديد من الأسر الغير المسلمة ، ولكن للأسف هناك العديد ممن يمجد هذا القانون بدون  أن يكون له إلمام بما تصدره المحاكم العراقية من أحكام بالتفريق والطلاق  بموجب نصوصه القانونية ،   ويعتبرونه ملائما للحالة العراقية وبأنه يوحد العراقيين ،  غافلين عن جملة من تلك المواد التي جاء بها  المشرع والذي الحق غبنا وضررا  في  الأمور الشخصية للغير المسلمين .
أما عن القانون الأحوال الشخصية الجعفري فاني أود أن أعود بك إلى الدستور العراقي  الدائم فقد جاء  في المادة الثانية  منه  ما يلي : المادة (الثانية) من الدستور:
 أولاً :ـ الإسلام دين الدولة الرسمي، وهو مصدرٌ أساس للتشريع:
أ ـ لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع ثوابت أحكام الإسلام.
 ب ـ لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع مبادئ الديمقراطية.
ج ـ لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع الحقوق والحريات الأساسية الواردة في هذا الدستور.
ثانياً :ـ يضمن هذا الدستور الحفاظ على الهوية الإسلامية لغالبية الشعب العراقي، كما ويضمن كامل الحقوق الدينية لجميع الأفراد في حرية العقيدة والممارسة الدينية، كالمسيحيين، والايزديين، والصابئة المندائيين
أما المادة  التي وردت حول قانون الأحوال الشخصية ، فالدستور قد أوردها ضمن المادة 39 حيث أشارت على ان العراقيون أحرار  في الالتزام بأحوالهم الشخصية حسب دياناتهم أو مذاهبهم أو معتقداتهم أو اختياراتهم وينظم ذلك بقانون . أما المادة 40 فهي أ عن حرية الفكر والعقيدة والمادة 41 قد فصلها المشرع بثلاثة فقرات أ- عن حرية ممارسة  الشعائر الدينية  والحسينية وإدارة الأوقاف ج - تكفل الدولة حرية العبادة  وحماية أماكنها
 وباعتقادي وبالعودة إلى المادة (39) والتي هي أهم فقرة  تبيح لغير المسلمين ، والتي يجب أن ينطلق منها مشرعونا وخاصة أتباع الديانات الغير المسلمة في صياغة قوانين أحوال شخصية خاصة بأتباع دياناتهم لتنظيم أحوالهم الشخصية ، وقبل تشريع قانون 188 لسنة 1959 كان هناك قوانين خاصة ،  تعالج الأمور الشخصية للطائفة اليهودية و قانون خاص بالأمور الشخصية للمسيحيين .
وهناك على حد علمي مسودة جاهزة لقانون خاص  بالأحوال الشخصية للمسيحيين ، ولكن لوجود خلافات حولها  وخاصة بين الكنائس وبعض رجال القانون ، لم يتم مناقشتها لحد الآن في المجلس الوطني ،  وحبذا لو أجتمع رؤساء كنائسنا ووحدوا كلمتهم حول قانون خاص بالمسيحين ،  أو  إثراء  الورقة المطروحة  للمناقشة  بالدراسة وتعديل ما يوجد فيها من فقرات  بغية تقريب وجهات النظر وتذليل العقبات القانونية من أجل أقرارها .
أما عن قانون موحد للأحوال الشخصية يشمل الجميع بغية الحفاظ على النسيج العراقي ، والذي نأمل جميعنا بأن  يتحقق  ذلك والرقي  بالقوانين المدنية العراقية والوصول إلى تحررها من الهيمنة الدينية والشرائعية الشمولية  ، هذه الحالة  لا يمكن أن تتحقق على الاقل في الظرف الحالي  لكون الاختلافات الرئيسية  تدخل ضمنا في المنحى الشرائعي التي ينتمي إليه الشعب العراقي ، فما تسمح به أو تبيحه شريعة الاسلامية لا تقبل به الأخرى وما هو حلال في شريعة ما تحرمه أخرى ، وما دامت  الشريعة الاسلامية المصدر أساسي في التشريع ، فلا بد من وجود تشريعات أخرى لقوانين تحفظ لكل شريحة أو أتباع ديانة أخرى غير مسلمة  حقوقهم وبالأخص في الأحوال الشخصية لهم ،  هذا هو الواقع العراقي اليوم شئنا أو أبينا ، أما ما يحفظ وحدة العراق ونسيجه الاجتماعي ، فهذا ما سيظهر في المستقبل إما أن يتفكك هذا النسيج أو سيببني على أسس وقواعد رصينة وقوانين عصرية تأخذ بمباديء الديموقراطية والتعددية وحقوق الإنسان وشرائع لا تفرق بين أتباع الديانات كما هو معمول به في  قوانين العالم المتحضر وهذا ما نأمله طبعا  أن يتحقق للشعب العراقي .







 


292
رجاء  لا تردوا على مثل هذه  المحاولات الخبيثة ( مندلاوي انموذجا)
                                                                                                                                  بطرس نباتي
نشر موقع كوردستان بوست وهو موقع لا يهمه  سوى نشر الاكاذيب والتلفيقات  ومستمر بسياسة الايقاع بين المكونات القومية والدينية في اقليم كردستان والنيل من المناضلين الحقيقيين بما ينشره من أكاذيب وتخرصات لا يتقبلها  سوى السفهاء والمجانين،   مقالا  بعنوان (سمكو شكاك، ثائر كوردستاني أرعب محتلي كوردستان وأذنابهم في حياته ومماته) للكاتب محمد المندلاوي وللكاتب أيضا مقالات أخرى  في المنحى الحقود ذاته  ، ولكون الكاتب والذي اعتقد انه إما  يعاني من مرض أسمه معاداة   ليس الاشورية  ورموزها  لوحدها وإنما يشمل جميع القوميات الأخرى ومنهم التركمان ، وهو مرض نفسي له أعراض عديدة منها  الهلوسة وتحريف التاريخ وقلب الجغرافية  أو هو يبرر جريمة وقعت فعلا ويجدها فعلا ثوريا وعقابا لزائر جاء يحمل مشروعا يهم الشعبين الاشوري والكوردي معا.
 لذلك  عندي رجاء خاص من جميع كتابنا سواء من خارج الوطن أو داخله عدم الرد على هذا الشخص نهائيا ، وبرأي عندما يردون عليه إنما يعطونه قدرا وحجما اكبر مما هو عليه ، ومهما بلغت كتاباته في  بث الأحقاد والضغائن والدس بين القوميات المتاخية في الاقليم فإنها لن تنال من التعايش السلمي والأخوي السائد هنا قي كردستان .
  قبل أعوام أثيرت عبر الاعلام بعض  قضايا ومشاكل في التاريخ ، ولكن السيد رئيس اقليم كردستان المناضل مسعود البرزاني أوقف تلك الكتابات ، بمقولته الشهيرة آنذاك حيث قال سيادته :
 تعرض تاريخ الشعبين الكوردي والاشوري  إلى التزوير كما تعرض الشعبان إلى العديد من المؤامرات والدسائس في الماضي، فوجه ندائه إلى الكتاب من كافة القوميات في اقليم كردستان أن يبحثوا في الصفحات الناصعة من التاريخ وترك أو تجاوز الصفحات القذرة التي جلبت الويلات على شعوب المنطقة ،  وطلب  من المتحاورين إيقاف ردودهم لكونها لا تخدم مصلحة الشعبين المتآخيين في أقليم كردستان،  لكوننا نريد بناء وطن ومجتمع عصري خالي من جميع نعرات و لتعصب .
 لذلك كلما أوغل المتحاورين بقلب الصفحات السوداء وخاصة السلبية منها في العلاقات بين الأخوة كلما زاد التباعد والهوة بين الشعبين ،  نحن هنا في الداخل نود أن نبني العلاقات الطيبة والترابط المصيري بين جميع القوميات في الاقليم ، ولا نريد أن يعكر صفو مثل هذه العلاقات بمقال يدبجها أشباه الكتاب من أي طرف كانوا، وليعرف هذا الكاتب  وغيره بأننا سوف لن  نفرط  بهذه العلاقات التي نبنيها بجهود كافة أبناء كافة  القوميات  والمكونات الدينية والاثنية ، متمسكين  بالصداقة والاخوة  مع الكورد والتركمان وغيرهم الذين نلتقيهم بشكل مستمرسواء في اتحاد ادباء والكتاب الكورد او في المنتديات والمحاضرات والامسيات الثقافية والفنية  تلك التي تقام في  الاقليم وفي كافة مدننا وقصباتنا .


293
 أبناء جالياتنا في المهجر بين العودة أو رفضها  
                                                                                                                             بطرس نباتي
ليس لدي أي شك حول أهمية  ما يطرح ويناقشه كتابنا على صفحات الانترنيت وخاصة في مواقع شعبنا حول الهجرة والمهجرين ، وفي مقدمتها دعوة البطريرك لويس ساكو بندائه للمهجرين بالعودة إلى الوطن، ولست هنا في موضع من يهاجم هذا لأنه كتب بأسلوب أو بآخر ردا على دعوة البطريرك ، في نظري إن من يعتقد بأنه لا يجوز إعلاميا الرد على رئاسة كنيسة أو رئاسة حزب أو رئيس الجمهورية ، إنما ينطلق إعلاميا من مباديء  عفى عليها الزمن اليوم ففي المجالات التي  يتدخل فيها الإعلام الحر لا يوجد شيء اسمه مقدس ولا يعترف العاملين فيه بأدوات النهي والقمع ،  لعدم وجود ما يسمى بالرأي المطلق أو  الشمولي المنزه عن الخطأ في نظر الأعلام والنظرة العلمية للأشياء وتحليلها ، هذا الأمر أي ( الطابو المقدس) ليس فقط الطروحات والأراء والنظريات وإنما ينسحب حتى على ما جاءت به الأديان والأنبياء فكل نظرية فكرية كانت فاعلة  في زمن ما لابد أن  اليوم أن تناقش ويناظر من أجلها معتنقها  من اجل القبول بصحتها، فكم بالأحرى إذا كان رأي أو تصريح من رجل دين ، يعتقد بخطورة الهجرة على مستقبلنا نحن كمسيحي العراق إن كنا كلدانا أو سريانا أو اثوريين ، ولابد هنا أن أسجل ملاحظة جديرة ،لا يمكنني مطلقا القول على أن سيادة البطريرك يجهل ظروف العراق وبلدان المهجر وأحوال المهاجرين هناك ، عند إطلاقه مسألة العودة هذه، لكونه قد عايش هذه الظروف في شدتها وفي منطقة أو محافظة هي بذاتها  اللهيب المستعر دوما بأحداثها كما هي حال نيرانها الأزلية واليوم يعيش في وسط بلدة هي المقصودة دوما من  تطاول اليد القذرة للإرهاب  .
الهجرة وفق سياقاتها التاريخية :
هنا لا بد لنا قبل طرح ما يختمر من فكرة حول الهجرة مرورا بأدوارها التاريخية والى اليوم
1-  هجرة المسيحيين من الشرق إلى الغرب وخاصة في العراق بدأت منذ فترات سحيقة في القدم وربما تعود إلى الاضطهادات المسيحية الأولى حيث كانوا  يحافظون على وجودهم  هربا من مضطهديهم ، بانتقالهم المحدود داخل أراضي بلدهم ( ميسوبوتاميا) من الشمال إلى الجنوب وبالعكس .
2- الهجرة القسرية التي كانت تمارس عليهم عندما كانوا ينقلون بمجموعات سكانية من مكان إلى أخر أما للعمل في ظروف السخرة أو من اجل إطفاء نيران العصيان المدني أو الثورة ضد الحكم القائم.
3- هجرات حدثت في العصر الحديث ، كهجرة سكان الأطراف الشمالية والشرقية  من البلاد أو في جهته الغربية كما في طور عابدين وقرى وقصبات هكاري وتياري وغيرها من القرى والقصبات جنوب أنضول، أو من وسط تركيا الحديثة بعد الإضطهادات التي تعرض لها المسيحيين بعد سقوط القستنطينية والمذابح التي اقترفت ضد الوجود المسيحي في تلك الأصقاع الشمالية من بيث نهرين.
4- أحداث سميل ومجمل العمليات العسكرية التي كان يقوم بها الجيش العراقي ضد الحركة الكوردية وما أفرزته تلك العمليات من هجرات جماعية كان في طليعتها أحداث سميل ثم صوريا وبعدها جاءت عمليات الآنفال السيئة الصيت ، لتنال من الوجود المتبقي من مسيحي تلك القرى والقصبات إما بدفعهم للهجرة إلى خارج الوطن أو لمزاحمة سكان المدن في معيشتهم وبقاء معظم قرانا فارغة من أهلها مما دفع جيرانهم بالحل محلهم اما عنوة عن طريق مصادرة أراضيهم أو عن طريق  شراء الاراضي باثمان بخسة.
4- الهجرة الشبه الجماعية لمسيحي تلكيف من الكلدان ، واستقرار معظمهم في أمريكا والوجود الكثيف الحالي هناك دلالة على خطورة تلك الهجرة على الكثافة السكانية في الداخل ، والأخطر قيام المهاجرين في تلك المدينة بترك ممتلكاتهم ليحتلها الأغراب ، وحتى بعد استقرارهم هناك، لم نسمع إقامتهم الدعاوى القانونية على المتجاوزين على تلك الممتلكات .
5- الهجرة بعد 1991 أي هجرة إبان الحصار الظالم الذي فرضه مجلس الأمن على الشعب العراقي وما عاناه  كل العراقيين من جراءه ، وكانت نصيب المسيحيين عموما مضاعفة وذلك للنظر إليهم  كأقلية ، والأمر الآخر وجود سند لهم في تلك البلدان من احد الأقارب أو من نفس البلدة ، وكان هذا تشجيعا لهم بمغادرة البلاد إضافة إلى قدوم الشباب من بلدان المهجر للزواج من فتيات من بلداتهم الأصلية ، وحالة الهجرة هذه أي التي جاءت بعد 1991 هي الطاغية على المهاجرين العراقيين .
6- المعانات الحقيقية والقاسية للعوائل والأفراد الذين تركوا الوطن وهاجروا عبر منافذ حدودية خطرة وبقاء معظمهم في بلدان المجاورة لفترات طويلة لحين لجوئه إلى أحدى دول المهجر، وما صرفوه على هذه الهجرة من أموال طائلة في رحلة الانتظار ومخاطرها العديدة.
7- معظم المهاجرين في الفترات اللاحقة ضحوا بأموالهم وممتلكاتهم ، أما عن طريق بيعها بأثمان بخسة جدا أو قام آخرون بالإستلاء عليها عنوة ، وهذا ما حدث للمهجرين المسيحيين بعد 2003 في جنوب ووسط العراق وخاصة في بغداد وكركوك( أقرأ مقال الأخ نزار مالاخا في عنكاوا كوم ( المهاجرون وبلدان المهجر) وقس عليها غيره ممن سلبت منهم ممتلكاتهم) ، ورغم محاولاتهم باستردادها عن طريق المحاكم إلا أنهم لم يفلحوا لحد الآن لغياب السلطة القانونية في تلك المدن.

ملاحظات بشأن أبنائنا في المهجر
يسعدني جدا في زياراتي الخاصة و المتكررة لبلدان يتواجد فيها أبنائنا ، وخلال ما يطرحونه من أرتباط وثيق بالوطن وتلك الصلة الروحية بقراهم وقصباتهم، ففي ديترويت مثلا هناك نادي خاص بالجالية ، لم ينسى أحدهم يوما تلكيف ودرابينها وحتى جدران تلك النادي مزينة بصور من تلكيف من ذلك الزمن الذي تركوها وهاجروا ، وفي كل عبارة لا ينسوا أن يذكروا أسم تلكيف بمناسبة أو بدونها ، في مالبورن  وفي استكهولم نادي  باسم عنكاوا يجتمعون فيه  أهلها ليتغنوا باسم عنكاوا ،ويذكروا امجادها السابقة وحاضرها المقيت بالنسبة إلى العديد منهم ، فلكل مهاجر جمعية أو نادي أو فرقة مسرحية أو غنائية تمثل قصبته ، ولم ينسوا الاحتفال (بشيرا )  لقديس يخص تلك البلدة تزامنا مع سيرا بلداتهم، وإن أنعدم وسيلة من وسائل التجمع  في بلدة ما ، فإنهم يتخذون من إحدى القاعات في الكنيسة للتجمع والحديث معظمه يتركز حول الوطن وشجونه كما في الدانيمارك مثلا .
الأمر الآخر الايجابي جدا يجب أن نذكره لأبنائنا المهاجرين هؤلاء عندما هاجروا لم يتركوا  عوائلهم وأقاربهم  من بقى منهم في الداخل محتاجا أو معوزا وسط ذلك الحصار الظالم، فقد كانوا يعملون ويكدون ليل نهار ويقتطعون من أفواههم ليشاركوا بها أقاربهم و أبناء مدنهم وقصباتهم ، وفي المقابل عندما أتى الفرج ، وانتهى الكابوس الاقتصادي وحصاره الظالم،  وتحسنت الأمور وخاصة في اقليم كردستان ، ماذا قدمنا نحن لهؤلاء المهجرين لقد قابل البعض بإعطاء قطعة ارض بمساحة 250 م2 لأحد أبنائنا أو اثنين بالامتعاض واستنكار  بينما أراضي عنكاوا مثلا وهبت بالمجان لغير مستحقيها  من الغرباء بالمجان وبمساحات واسعة لأقامة مشاريع لا تفيد ولا تنفع غير أصحابها لكونها تدر عليهم مبالغ لم يكن  ليحلموا بها  ،  ومعظم قرانا مهددة أراضيها بالانقراض، لقد وجهنا مرارا للمسؤولين اعتراضنا على وهب أراضينا للأغراب وأبناؤنا سواء هنا في الداخل أوفي المهجر محتاجين لها وهم يتطلعون ليوم نكافئهم فيها على ما وهبوه لنا من مساعدة في كافة الأمور .
أنا لست هنا بمشجع للهجرة ،  ورغم وجود أكثر من نصف عائلتنا أو أكثر في بلدان المهجر ورغم تكرر زيارتنا لهم ، إلا أنني  ارفض الفكرة ولا أريد  مبادلة وطني بأي وطن آخر ، لا ادري ربما أنا أشبه ذلك الببغاء( في قصة قرأتها)  الذي أراد الملك أن يعيش في قصره الفخم وكان طيلة مدة أقامته حزينا بائسا وعندما أطلق سراحه أمر حراسه أن يتبعوه لعلهم يجدون ذلك القصر الأفضل من قصر الملك  يريد الببغاء العيش فيه ، فتعجبوا عندما وجدوه وهو يختار مزبلة يعيش فيها فرحا سعيدا مفضلا لها على القصر الملكي ) .
رغم شعوري هذا تجاه وطني ، ورغم تعلقي به إلا أنه يجب أن نعترف بأن وطننا يفتقد إلى الكثير من مقومات العيش الكريم  والأمن،   أين يا ترى المساواة الحقيقية في هذا الوطن؟ ،إذا لم نضمن مقومات العيش للشباب ومنها التعين في وظائف مشرفة والحصول على قطع أراضي للسكن المريح فهؤلاء الباقون هنا سيفكرون بتركنا والمغادرة إلى المجهول وحتى إن دفعوا من اجل الحصول على هذا المجهول حياتهم .
اين الحل يا ترى ؟
المهم هنا أولا التفكير بتثبيت من بقى في الوطن لأننا نشعر أن أكثرية من طردوا عنوة من بلداتهم في الوسط والجنوب ، أتخذوا من اقليم كردستان او من بلدان مجاورة للعراق ملجأ مؤقتا لعيشهم وغنهم إن لم تحل مشكلة العراق وتعاد لهم مساكنهم وممتلكاتهم سيغادرون الوطن إلى بلدان المهجر ، المسيحي هنا في العراق ليس له ميليشيات ولا يعيش كما يفعل آخرون في عائلته وهو متحزم بالعتاد وإلى جانبه بندقية وفي نطاقه مسدس ، المسيحي يريد أن يعيش في وطن يحكمه قانون يسري على الكل بدون استثناء وبأمان تحفظه الدولة وترعاه ، ووفق قيم مدنية حضارية لا يعتدي على احد ولا يعتدى عليه .
في نظري إذا أردنا  إن نتجنب نزوح آخر وهجرة أخرى  يجب حث العلماء المسلمين على دحض فتاوي القتل واحتلال الممتلكات والمنازل عنوة وإفراغ ديار المسلمين من النصارى .
إذا أردنا تجنب نزوح آخر يتوجب المطالبة بإعادة المهجرين من وسط وغرب وجنوب العراق إلى ديارهم وحفظ الأمن والأمان داخل المدن العراقية واستتباب الأمن والآمان احد أسباب بقاء الإنسان على أرضه وفي وطنه ، لأنه سيطمأن على نفسه وعلى حياته وعائلته.
إذا أردنا تجنب هجرة أخرى وخاصة في وسط شبابنا لنفكر بمستقبلهم والطلب بتوفير درجات وظيفية استثناء من  بعض الشروط  نتيجة القلة العددية بالنسبة للمسيحيين مقارنة بالآخرين  ولنوفر لكل منهم قطعة ارض ليسكن فيها وليفكر في المستقبل وبتكوين أسرة سعيدة آمنة.
أبناء جالياتنا أيضا أمام مهام تتعلق بالداخل ، فليس المطلوب من احد صرف جهوده هناك وترك عمله لتدبيج وكتابات مقالات هابطة ينتقد بها أو ينال من هذا الكاتب أو ذلك لمجرد أنه لا يستسيغ نظرته للأمور ، نحن في الداخل  لسنا بحاجة إلى هذه المهاترات الإعلامية التي لا جدوى فيها سوى توسيع الهوة بين الأخوة والأشقاء ،  نحن بحاجة  اليوم إلى أراء تخدم حقوقنا وتؤازر بقاء أبناء شعبنا في الداخل ، كنا ننتظر من أبناء جالياتنا تكوين لوبي ضاغط على حكوماتهم ومؤسساتهم مثل اتحاد الإعلاميين والصحفيين الدولي وصحفي بلا حدود والمنظمات الخاصة بالهجرة ، وجميع المنظمات الغير الحكومية والإنسانية التي تعمل هنا في العراق ليضغطوا على الحكومة العراقية من اجل تحقيق الأمن والأمان وفضح مقولة كون المسيحيين جزء من الشعب العراقي ومادامت العراق بهذه الأوضاع ، فلا بد ما يصيب غير المسيحيين يصيب المسيحيين أيضا ، هذه المقولة فارغة وسطحية جدا ، لكون هناك منهج واضح في محاربة المسيحيين وهناك منتفعين من داخل الأحزاب المتنفذة يؤيدون  خطط أفراغ الوطن من مسيحييه ليستولوا على الممتلكات والأراضي العائدة لهم .
إن دعوة سيادة الباطريرك للمهاجرين بالعودة دعوة صادقة نابعة من قلب يتأذى من الهجرة عندما يرى أبنائه يغادرون الوطن بلا رجعة ، وهو يعلم ان النظام السياسي العراقي اليوم مبني على المحاصصة وعلى عدد كل شريحة وكل طائفة وكل قومية ، نحن إن لم نرضى بالكوتة الممنوحة لنا في مجلس النواب جميع ما موجود من المسيحيين لو أصبحوا كتلة واحدة لما تمكنوا مع عددهم المتناقص في الداخل من تولي أحدهم لأي مسؤولية داخل العراق ، فالكم والعدد مطلوب في هذه البلاد، والوجود سواء كان قوميا كلدانيا او اشوريا او سريانيا أو صابئيا أو ارمنيا يمارس حقوقه بناء على عدد أفراده ، هذا هو حال وطننا إن شانا أو أبينا   ولسنا هنا نقارن حالنا مع البلدان التي تمارس بها الديموقراطية ويكون لتجمع عشرة أفراد نفس حقوق المجموع ، لكون الكل يخضع لسلطة القانون والكل سواسية في التعامل معهم كمواطنين أصليين لا فرق بين مواطن او مهاجر.
ولكون دعوته كانت بالأساس موجهة إلى إبنائنا في المهجر فهم أولى بالتعليق عليها  أما بقبولها أو رفضها ولكني متأكد بان رافضيها سيكونون الغالبية منهم لكونهم قد كونوا أنفسهم هناك ولن يتمكنون اليوم بالتضحية مرة أخرى بعيشهم الرغيد والتوجه إلى المجهول وسط ظروف يعيشها هذا المجهول، لهؤلاء دعوتنا أن لا يقطعوا الحبل السري الجميل والرائع الذي يربطهم بالوطن وان يعملوا واضعين أمام أعينهم مصلحة أخوانهم من بقى منهم في الداخل، مراعين شعورهم وخياراتهم  
تساؤلات مشروعة
وهذه الأمور لا تتحملها الكنيسة وحدها وإنما أرى جميع الأحزاب والجمعيات في الداخل والخارج معنية بهذه الأمور، وهناك وفود حزبية وأباء الكنائس وغيرهم من شخصيات داخل الوطن يقومون بزيارات رسمية إلى الدول التي يقيم فيها جالياتنا ، وهناك زيارات أخرى تقوم بها الوفود وممثلي الجمعيات من تلك البلدان إلى الوطن ، إضافة إلى المؤتمرات والتجمعات  فهل يتم مناقشة هذه الأمور؟ وهل توضع خطط ومشاريع لدراستها؟  لعلها تشكل أسسا  فاعلة ومؤثرة في عودة المهاجرين  الراغبين بالعودة إلى الوطن او تثبيت من بقى في الداخل إنها مجرد تساؤلات ليس إلا....

  


294
ملاحظات في الشأن الانتخابي
                                                                                                                                  بطرس نباتي

من الملاحظات التي أود تتناول في الشأن الانتخابي سواء على مستوى الإقليم أو في بغداد، ترشيح أشخاص للمجالس البرلمانية والتشريعية ، لم يكن لهم أي دور في العمل السياسي، أو أية معرفة بالتشريع لا من قريب أو بعيد ،  وهم إنما يرشحون أنفسهم أو ترشحهم أحزابهم  اليوم لتبوء أعلى سلطة تشريعية ورقابية دستورية  في البلاد  لمجرد توليهم لمناصب تدر عليهم المال والجاه.
 في رأي  وربما يشاطرني به  العديد من القراء ، على من يرشح نفسه لهذه العملية يتوجب أن يكون ملما بالتشريع الدستوري وبالقوانين المرعية في البلاد أو يكون ناشطا في مجال ما ،  كالشأن الثقافي أو السياسي أو بحقوق الإنسان أو بنواحي أخرى تناقش عادة تحت القبة البرلمانية ، العديد ممن يعلنون برامجهم الانتخابية  يطلقون شعارات براقة، منها  العمل على إصلاح الأحوال المعيشية للمواطنين وتوفير السكن لذوات الدخل المحدود ، بدون أن يذكر ما هي خطته في تطبيق شعاره أو برنامجه في محاربة الفقر، وهل سيكون له إذا ما فاز بالمقعد أي تأثير على أصوات زملائه وكيف يعمل مستقبلا يا ترى  ، حتى وصل بأحدهم بأن يقول في انتخابات برلمان الاقليم ،  إذا ما انتخبتموني فأني سوف اعمل على تزويج العوانس في اقليم كوردستان وأنه سوف يلغي الامتحان النهائي وسيعطي شهادة الماجستير للجميع، ورأف الله بحالنا وجعله من الخاسرين ، ولو كان قد فاز لا سمح الله لكان  قد قلب حياتنا رأسا على عقب..
هذه الشعارات المبكية المضحكة، تدفعنا إلى القول بل نجزم ، بأن أغلب من يرشح نفسه للعملية الانتخابية ليس بمستوى هذه العضوية للأسف ، فمطلوب في العضو البرلماني أن يكون مزودا بثقافة قانونية على الأقل بدرجة أكاديمية تؤهله لمناقشة القوانين والكشف عن مواطن الخلل أو يكون على دراية بالوضع السياسي والمباديء السياسية وتياراتها ،  ويكون له دراية وتماس مع الناخبين الذين يدلون بأصواتهم له .
الذين ترشحوا من أبناء شعبنا ( الكوتا) العديد منهم  لم نسمع بأنهم دخلوا المعترك السياسي في حياتهم ،  وليس لديهم أي شأن يذكر في مجال المعرفة القانونية والدستورية للبلاد ، حيث استذكرت موقفا طريفا ، عندما تم إعطاء منصب رفيع (نائب رئيس الحمهورية ) لطه محي الدين معروف ، كانت إذاعة صوت كوردستان تذيع أغنية (كلي يا حلو منين الله جابك) كلما كانت تردد اسم هذا الشخص ، وهذا المقطع الغنائي ينطبق على العديدين من هؤلاء الساعين للحصول على المنصب، بالله عليكم أيها الأخوة في الأحزاب المؤتلفة أو تلك التي طرحت قائمتها لوحدها ،  ألم تجدوا محاميا بارعا  مضى على تباريه في سوح القضاء سنوات عديدة  أو قاضيا أو سياسيا محنكا كي ترشحوه ضمن قوائمكم وتقولوا لنا تعالوا انتخبوه هذا سيتبارى داخل القبة البرلمانية كأسد هصور  مدافعا عن قضايا شعبنا الملحة ويلبي طلباتكم  ويعرض تطلعاتكم ، ويقوم بمساءلة  السلطة التنفيذية  عندما تسيء في أدائها ، حتى بعض السياسيين الجدد  ممن ترشح ، لا أضن أنه طيلة حياته قد قرأ كتابا عن المناهج السياسية أو الفكرية وهم جميعهم بعيدون كل البعد عن التشريعات الدستورية والحياة القانونية للبلد .
وإني على يقين لو تم توجيه بعض الأسئلة  البسيطة للمترشحين اليوم من أبناء شعبنا مثل كم عدد النواب في برلمان كوردستان أو كم مادة دستورية يحتوي دستور الدائم للعراق أو دستور كوردستان ، لما أجاب  معظمهم  بشكل صحيح  على هذه الأسئلة البسيطة أو  غيرها ، فكيف إذن سيمثلوننا في هذا المحفل الهام .
الأمر الآخر الأكثر عجبا ، أن القوائم المتبارية في العملية الانتخابية كانت بدون خطة عمل مستقبلية أو برامج محددة تسعى إلى تحقيقها ، فقط اكتفت \بأن المرشح الفلاني يصرخ بأعلى صوته بأنه  من  خلال وسيلة إعلامية أو في قاعة من القاعات بأنه  سيعمل كذا وكذا إذا ما حصل على أصوات الناخبين ، فمنهم من كان يقول بأنه سيعيد الأراضي إلى أصحابها ، و إذا ما انتخبتموني سأحارب التغير الديموغرافي  والطوبوغرافي وغيره من (الغرافيات) ، بينما يحجم عن قول أين هي هذه التغيرات و أين حصلت ومن أوجدها ، وما هي خططه في  إزالتها ، وربما لا يعني حتى مدلولها اللفظي ، أو بأنه  سيعالج أسباب الهجرة بين الشباب وغيرها من الوعود الفارغة التي وبهذه  السطحية  التي اعتدنا سماعها يستطيع أي إنسان أن يطلقها، دون  الشعور بضخامة  الشعارات التي يتبناها .
فالمترشح الجاد والعارف بما هو مقدم عليه يجب أن يقدم برنامج متكامل حول كيفية   وطبيعة عمله  وإيدائه  داخل البرلمان ، وجهوده وخططه  في كسب أعضاء آخرين من الكتل الأخرى حول مشروعه المستقبلي ، أو كيفية تعامله مع السلطة التنفيذية ، وما يستحضره من إمكانيات على الاقل في حدود المعقول والواقع لمواجهة كل مشكلة تواجه ناخبيه. مثل هذه البرامج والتخطيط للمستقبل كانت غائبة للأسف على طول الخط مع ما أعلنته القوائم من على منابر الاعلام . 
وأود هنا أن أقدم ثلاثة اقتراحات لا غير حول الترشح للأنتخابات القادمة سواء في أقليم كردستان  أو على مستوى العراق  لعضوية البرلمان ، رغم علمي بأنها غير قابلة للتنفيذ في الوضع السياسي الحالي و الطائفي للعراق وسيطرة عدد من الأحزاب على مقاليد الأمور وتجيير العملية الانتخابية  لمصلحتها الخاصة، رغم ذلك أقدم ما يلي عسى وعلى  يتواجد من يفكر بقبولها  :
1-     جعل الخدمة التي يقضيها العضو البرلماني خدمة طوعية بدون أجر، أو حتى  جعلها بأجور بسيطة ، تعادل راتب أي موظف في الدولة العراقية بدرجة خبير أقدم  أو مستشار  ، وأن يتساوى راتبه التقاعدي مع  ما يتقاضاه أقرانه  من الموظفين في الخدمة العامة ، وأن كان موظفا ، بعد انتهاء مدة  عضويته في البرلمان ليعاد إلى نفس وظيفته الني كان يشغلها أو يتقاعد شأنه شأن أقرانه في الدرجة الوظيفية وبموجب قوانين الخدمة العامة ، سنجد عندها كم سيتقلص عدد المترشحين لتولي  هذه المناصب.
2-   إجراء امتحان من قبل لجان قانونية أكاديمية لاختبار مقدرة المترشح على توليه لمثل هذا المنصب الهام قبل قبول ترشحه ويكون الامتحان بصورة شفهية و تحريرية. 
3-    أن يتكلف المرشح بنفسه ومن ماله الخاص، بكافة مصاريف بدا من تكلفة الترشيح وانتهاء بدعايته الانتخابية ، ولا يحمل ميزانية الدولة بهذه المصاريف وما يصاحبها من تبذير . 

295
ملاحظات على العملية الانتخابية في اقليم كوردستان
                                                                                                                          بطرس نباتي
في البداية نقدم تبريكاتنا للقائمة الفائزة في انتخابات برلمان اقليم كوردستان ونتمنى منها العمل على المصادقة على القوانين التي  تخدم شعب الاقليم بدون استثناء او تهميش لشريحة او لقومية مهما يكون حجمها العددي، وكذلك نتمنى ان تكون خير رقيب على اعمال ومهام الحكومة المقبلة  لما فيه الصالح العام،  ونتمنى للقوائم الاخرى المتبارية والتي قد لا يساعدها الحض ، ان تساعد وتدعم القائمة الفائزة لتحقق ما يتوق اليه هذا الشعب المحروم منذ عهود والذي يستحق ان تبذل من اجل تطوره كل الجهود.
 ومن الملاحظات التي أود طرحها على عملية التصويت سواء في الانتخابات الحالية او السابقة ما يلي :
1- تحديث سجل الناخبين لم يجري بشكل جيد بحيث لوحظ من  العديد من البالغين الثامنة عشرة من العمر في هذه السنة لم يدخلوا ضمن عملية التصويت ، وهذا الامر يعود لأن المفوضية أعتمدت على سجلات سابقة وخاصة لسنة 2010.
2- شاهدت العديد من العوائل تتنقل من مركز ألى آخر للبحث عن اسمائها في مراكز الاقتراع ، وهذه تعتبر من العراقيل  التي كان يتوجب على المفوضية تلافيها.
3- تعرضت معظم القوائم التي ألصقت في المراكز الانتخابية الى التلف لكونها تركت على جدران هذه المراكز بدون حراسة مما اضطر العاملون في العديد من المراكز بتجديد هذه القوائم في ليلة سبقت التصويت ، وهذا لم يكن كافيا أمام الناخب للتعرف على مركزه الانتخابي .
4- يتوجب على المفوضية العليا للأنتخابات سواء في العراق أو في الاقليم أن تفكر وتعمل جاهدة من أجل إصدار بطاقة الناخب   ويكون اصدارها حصرا من دوائر الاحوال المدنية تدون فيه كافة المعلومات عن الناخب والمركز الانتخابي ورقمه واسمه ،ومواليده تسلم لكل من يبلغ السن القانوني الذي يسمح له بالتصويت،   وأن يكون فيه كارت الكتروني يمرره الناخب خلال جهاز معد لهذا الغرض ، فيم تسجيل  حضور الناخب الكترونيا ، والكف عن الوسائل القديمة البالية التي يسهل أختراقها والتحايل عليها ، اما الجهاز الذي كان يسجل البطاقات الانتخابية بواسطة إدخالها عبره بشق صغير ، فإذا ما وجدت تقنية بطاقة الناخب وجهاز استقبال البطاقات فلا داع لهذا الجهاز الذي كان سببا في عرقلة عملية التصويت في العديد من المراكز الانتخابية حسب تقارير وسائل الاعلام وبعض المسؤولين في المفوضية العليا.
5- من الممكن وضع صناديق الاقتراع في مكان مغلق لا ينفتح إلا بإمرار بطاقة الناخب وتسجيلها الكترونيا ، وفي حالة تكرار محاولة الناخب إمرار بطاقته ثانية  بغية التحايل على عملية التصويت ، ستصده البطاقة والاجهزة الالكترونية الملحقة بها ولا تنفتح امامه بوابة الاقتراع فينكشف وتتخذ الاجراءات القانونية بحقه.
6- الاحبار التي تسبب تلوث الاصابع يمكن إلغائها في حالة إجراء التصويت والاقتراع بشكل عصري وحديث ووفق المقاييس المعتمدة في الدول المتقدمة .
7- على المفوضية العليا ارسال كوادرها وموضفيها الى الدول التي سبقتنا في هذا المضمار واستقدام خبراء وفنيين لتحديث عملية التصويت في بلادنا وعدم اتخاذ دول من العالم الثالث كنماذج لنا لأن العملية الانتخابية في تلك الدول ليست مثالا جيدا ومعاصرا للأقتداء بها .
8-  من الضروري استخدام الكامرات داخل الممرات وقاعات الانتخابات لمراقبة العملية الانتخابية وان يكون مكان الكيانات السياسية داخل قاعة مراقبة الكامرات وليس كما هم الان مبعثرين بين الموظفين المنتدبين لأجراء عملية الافتراع .
ارجو ان تعمل المفوضية العليا للأنتخابات على الاخذ بهذه الاقتراحات وغيرها مما يطرحه كتابنا ومثقفينا، لعلها  ستحقق المزيد من التقدم  للعملية الانتخابية في العراق.

296
برلين واثارها /   ابناؤنا في الغربة
3-3

                                                                                                                              بطرس نباتي

اشخاص ومواقف
ساخصص هذه الحلقة للكتابة عن بعض المواقف و الاشخاص، ابناؤنا واخواننا في الغربة هؤلاء الذين اجبروا على ترك الوطن وسط ظروف عصيبة مرت بهم أو من أجل التحصيل الدراسي او البحث عن عمل .
نوشيروان من اخواتنا الكورد من كركوك  التقيته في برلين بعد تعارفنا ، بذل هذا الشخص جهودا مشكورة هو وعائلته في سبيل اسعادنا بالبحث عن اطباء معالجين ومستشفى واصبح دليلنا في كل الامور،  ظل يرافقنا رغم مشاغله العديدة فقد كان في سنته الاخيرة في الكلية الطبية اضافة الى عمله لكون اكثر اللاجئين  من  ابناء وطننا  يجمعون الدراسة مع العمل  لقد بذل اقصى جهوده من اجل راحتنا ولا زال يتابع مع الاطباء تقاريرنا الطبية ويرسلها لنا تباعا بذل جهوده هذه بدون ان ينتظر منا حتى كلمة شكر لكونه ابى ان يتلقاها وكلما شكرناه كان  يعمد الى احد ابيات الشعر يحفظها من الشعر العربي القديم ، يلقيه على مسامعنا ليردعنا به  حتى على قول كلمة شكرا ، لقد عمل معنا هو وشقيقه ستار، ما عجز عنه حتى بعض الاقرباء لنا يتواجدون في المانيا، كان يستقل الترام لعشرات الكيلومترات  تاركا دراسته وعمله،  لياتي لزيارتنا للمستشفى (جاريتيه) وليترجم لنا ما  نحتاج اليه هذا ما افرحنا واسرنا كثيرا ان نجد مثل هذا الصديق الوفي الذي قل امثاله في هذا الزمن ..
كوبنهاكن/دانيمارك
 يظم المتحف الوطني في عاصمة دانيمارك  حاله حال كافة متاحف اوربا مجموعة لابأس بها من الاثار البيث النهرينية ، تم جلبها ووضعها  هنا في فترات ماضية متلاحقة ، ولكن تتميز متاحفها بما تعرضه من اثار خاصة بالبلد وبالفن التشكيلي ، واقتنائها مجاميع نادرة من الاثار الرومانية واليونانية وللحضارة الفرعونية، إضافة لما تتمتع به المدينة  او الدولة من كثرة  المساحات الخضراء والحدائق والمتنزهات ذات المساحات الواسعة  والمسطحات المائية، تتميز دانيمارك بالزراعة  التي تعتبر العمود الفقري  لأقتصادها ، مما لاحضته  في المدينة تميزها باستخدام اهاليها للدرجات الهوائية عوضا عن السيارة ، واغلب مستخدميها هم من الاناث حيث تتميز الانثى هنا  بنشاطها وانغماسها بالعمل حتى الذي يتطلب جهدا عضليا ، فابنة السبعين عاما تقود دراجتها كصبية بعمر السادسة عشر تتسوق على الدراجة تلتحق بعملها على الدراجة ولا تعترف بكبر السن او غيره .
 في  مدينة كوبنهاكن عاصمة دانيمارك  لنا جالية  متعاونة متكاتفة مع بعضها ما ان سمعوا بقدومنا حتى هرعوا  يتبارون بتقديم ما نحتاج اليه  في تعريف معالم  المدينة ومرافقها السياحية ، مما لاحظته فيهم حبهم  وتعلقهم حد النخاع بعنكاوا وبالوطن  يحفضون عنكاوا في فكرهم وقلوبهم ، رغم تألمهم من ان المسؤولين   لكونهم لم يلتفتوا اليهم يوما ، لقد غادرنا هؤلاء  في ايام  الشدة والحصار  اختاروا او اجبر بعظهم على ترك الوطن ولكن لم يبذل المتنفذون  والحكام  ، ما يتوجب لترغيبهم بالعودة اليه والعيش في كنفه ،  الذي لم يرى عنكاوا طيلة حياته حصل على الارض على مسكن فيها  وابناونا في الغربة  الذين يحفظون اسم عنكاوا في حدقات عيونهم لا زالوا محرومين من تربتها  ، أليس هؤلاء الابناء  أحق من غيرهم بأرض  ابائهم و أجدادهم؟ أنه سؤال يرتسم على شفاه من ألتقيناهم  فلا نجد له جواب  كي نروي به ضمأ هؤلاء المبعدين قسرا ، فهل حسبوا لمن ابعد من عنكاوا او عن الوطن إن فكر يوما بالعودة اليه ، ماذا سيقدموا له  يا ترى؟   وماذا  فعلوا  لأعادته إلى احضان الوطن؟  ، أم ان التفريط بقدرات أبناء جالياتنا اصبح ديدننا نحن الذين نعيش في الداخل .
هؤلاء المبعدون ساعدوا من في الداخل ايام المحن في زمن الحصار الظالم تحملوا التعب والعمل الشاق من اجل أن يقتطعوا اللقمة من أفواههم وأفواه أطفالهم ليشبعوا جائعا  او محتاجا سواء من اقاربهم او حتى من غير الاقارب ايضا، فألى متى سيستمر تجاهل هؤلاء وإلى متى ستبقى هذه الديون من غير وفاء .
بمناسبة او من غيرها كانت الجالية جميعها تتجمع في بيت من البيوت رغم صغر بيوتهم وشققهم  إلا ان قلوبهم الطيبة العامرة كانت  من الكبر  حتى انها  كانت تتسع  للجميع ، لتظمنا بجلسات عائلية حميمة ، نستحضر الذكريات نتحدث عن المآسي التي مرت بالوطن  نتحدث بحضور الدولمة  الشهية  وباقي  الاطعمة العراقية والعنكاوية الشهيرة، نستحضر الماضي  او نحاول الكشف عن المستقبل  المجهول ،وفي كل أحاديثهم كان الوطن  وعنكاوا لهما حضورا متميزا ومميزا يطغى على كل نقاش اخر..
إنها مواقف رائعة وصادقة نصادفها مرارا تصدر عن هؤلاء المهجرين قسرا عن الوطن ، لابد ان نقف عندها ماليا ونفرز لها أكثر من زاوية انهم جديرون بالبقاء في الذاكرة إلى الابد.... 


 كاك نوشيروان وزوجنه مع عائلتنا 


بعض الابناء في كوبنهاكن



متحف كوبنهاكن








كوبنهاكن


297
برلين وآثارها /وقفة في حضورماضينا
 2-3
بطرس نباتي
المتاحف في برلين تقع وسط نهر السبري ((spre river في منطقة تدعى  ميتتيه(  (Mitte وتدعى جزيرة المتاحف،  وتظم هذه الجزيرة خمسة متاحف مشهورة عالميا  وهي على التوالي          ( متحف بودة  ومتحف بيرغامون ، المتحف الحديث ، المتحف التراثي أو المعرض الوطني للتراث  والمتحف القديم ) الزائر  لهذه المتاحف يجب ان يضع في حسابه ان يقضي يوما كاملا للتجوال بين رحابها والاطلاع على مقتنياتها  لذلك عليه ان يخطط كي يكون في مدخل هذه المتحف قبل التاسعة صباحا ليتمكن للحصول على تذكرة الدخول.
 ما جذبنا طبعا كان ما حواه متحف بيرغامون، فهذا المتحف يأمه المئات من السواح يوميا ، في صف طويل من الزائرين تجاوز 400 متر منذ بدايته ولحد وقفتنا ، كل يدفع ما قيمته 40 يورو للتذكرة الواحدة لزيارة المتاحف بدأنا  ببيرغامون ، معظم مقتنياته تم جلبها من اراضينا من سومروبابل واشور نقلتها البعثات التنقيبية الالمانية التي عملت هناك يتوسط القاعة الكبرى وفي مدخلها  تمثال ضخم يبلغ ثلاثة امتار لكلكامش يحتضن شبلا تعرفت عليه من بعيد ، دنوت منه بحذر شديد ، همست في أذنه  لما انت هنا في ديار الغربة ، هل العراق قد طردك كما طرد الالاف من ابناءه وبعثرهم هنا وهناك،  قال العراق لم يحترمني سلمني إلى أحدهم فجلبني هنا عنوة وأقعدني وها كما ترى يتطلع بوجهي الالاف ، ولكن للأسف لا اقوى على محادثتهم لأكلمهم عن وضعي ووضع بلادي في زمن حكمي وما يحدث لها الان، أذهب فبجواري الملك سركون واسرحدون والملك السومري كوديا وفي الطرف الاخرلماسو قابع بهدوء يتطلع نحو الشرق وكأنه يتهيأ لوثبة عملاقة ليبلغ موطنه الاصلي،  جميعهم لاجئون كما ابناء وطني في هذا البلد الغريب ولكن تصور  هكذا خاطبني كلكامش ، ان هذا البلد يحترمنا اكثر مما يحترمنا سياسيونا في وطننا الاصل .
وقوانينه لا تفرق بين لاجيء مثلنا وبين مواطن الكل سواسية امام القانون ، وربما بعض الاجئين يتميزون بما يحصلون عليه من حقوق اضافية وخاصة ان كانوا تحت يافطة اللجوء السياسي ، اما انا فلي موقع ممتاز كما ترى فلا احد يدنوا مني لمسافة قصيرة حتى ياتي الحرس لينبهونه على خطأه تجاهنا.
 مما جذب نظرنا بحق بوابة عشتار فهناك حيطان كاملة ترتفع بعلو جدران المتحف تحيط بإحدى القاعات الفارهة نقشت عليها بايدي ماهرة صور لحيوانات خرافية ، بوابة عشتار لها مكان خاص في قلوب جميع العراقيين واين ما تذهب تجد قطع منها ولكن متحف بيرغامون يظم جدران متكاملة من هذا التراث التاريخي الرافديني ملحمة متكاملة موشومة على هذه الجدران كتابات مسمارية رسوم حيوانات اساطير ومدخل شاهق جميعها جلبه المنقبون الالمان ليستقر هنا في متاحفها العامرة  اقترت من أحد رسومها ذو الطابوق المزجج باللون الازرق الغامق  قلت أنتِ ايضا هنا يا بوابتنا العظيمة، لما لا تعودين إلى بلادك سومر وأكد ، قالت ماذا تظن لو كنت في بغداد ألم اكن اتعرض للسرقة او التحطيم على أيادي السذج ، أجابتني  بدلال ..أنا أحيط بجدران هذا المتحف الغريب ، أنا اميرة المتحف يأمنا الالاف من السياح، فلا اشعر بالغربة والملل، لقد وفرت هذه الدول لي وللملاين من ابناء الرافدين السلام والامن والعمل ماذا نعمل اذا ما عدنا اليكم ، وكانت لي وقفة مع كل تمثال او لوحة للكتابة المسمارية الاولى ، اخذ يلاحظني احد حراس المتحف ، فتابعني من تحفة إلى أخرى ، ثم اقترب مني ليسألني باللغة الالمانية وبعدها بالانكليزية عن أصلي وفصلي وعندما تعارفنا ظهر بأنه من الاخوة الازيدية وهو مقيم في برلين ، وأخذ يستحلفنا بأن نكون ضيوفه في بيته بعد انتهائه من عمله قلت له  باللغة الكوردية ، شكرا لك يا اخي العزيز أنت ايضا جزء من هذه الحضارة التي تحرسها هنا الفرق بينك وبين هذه المقتنيات إنك بعد ان اجبروك على ترك الوطن والمجيء إلى المانيا برغبتك ولكن كل هذه المعروضات جلبت نتيجة تفريط ملوكنا وامرائنا وسياسيونا بما حوته اراضينا من تراث تاريخي ثر وتم اهدائها الى ملوك اوروبا اما ترضية لهم او بيعهم لها بابخس الاثمان  ولكن عزائنا ان هذا التاريخ اصبح تراثا انسانيا تفتخر به بلادنا اينما كان وانه قد تم حفظه وبامانة ولم يفرطوا فيه كما فعلنا نحن قي 2003.ودعناه وذهبنا الى متحف اخر لنواصل جولتنا في برلين عاصمة الصخب والثقافة..

 









298
برلين  وآثار جدارها العازل
 1-3
                                                                                                                                      بطرس نباتي
رغم المرض وشعوري ببعض التعب إلا ان  ذلك لم يصدني من مواصلة تجوالي وتحرياتي  في ارجاء هذه المدينة الصاخبة ، برلين مدينة مجنونة هكذا وصفها احد اصدقائنا والذي كان بصحبتنا في زيارتنا لجدار برلين التاريخي ، هنا كانت قبل هدم هذا الجدار المذل السيطرة للجيش السوفيتي وهنا أيضا  في الطرف الاخر برلين الغربية امر اخر حرية يتوق لها الشرق من برلين العشرات تم رميهم  بالرصاص لأنهم حاولوا أن يتسلقوه رغم أستحكاماته القوية ، ولا زالت الذكريات المحفورة على الجدار تتحدث عن الذي حاول تسلق الجدار عنوة والذي كان هدفا لنيران قناصة يحرسون الجدار من الجهة الشرقية، تحدث لي احدهم وكان شاهدا على حادث خطير حسب قوله احدهم اخترق الجدار من احدى مداخله بسيارة ثبت سطحها بصورة مؤقتة حيث ضرب بها على حاجز السيطرة الرئيسية مما ادى الى تطاير سقفها وخلق حالة من الذعر حوله مما ادى الى انشغال الحراس مما اتيح له العبور الى الضفة الاخرى اوالجانب الغربي من برلين ،  عندما هدم الشعب الالماني  في طرفي الجدار الحائط المهين قام رسامون تشكيليون وفوتوغرافيون برسم الحائط المتبقي كأثر متحفي بصور تمثل الجدران  التي تفصل بين الدول او بين الشعوب ، منهم من رسم الجدار الذي يفصل الضفة الغربية في فلسطين ومنهم من رسم الجدار الفاصل بين الجانب التركي واليوناني في قبرص وجدار اخر كان فاصلا بين الارلنديين شمالا وجنوبا أو بين الكوريتين ، وجميع ما رسم من ذكريات وصور تمثل الفصل العنصري و تدل على المعانات التي سببتها هذه العوازل للشعوب .
ومما لفت نظرنا وجود صور للجدار العازل الذي اقامته القوات الامريكية في بغداد ،كانت الصورة قد التقطت للجدار في مدينة الصدر حيث كان هناك كتابة  على الجدار باللغة العربية  والكتابة عبارة على لوحة ارشادية  على  وجود روضة وحضانة الرحمن في  محلة البياع الاولى ،ضحكنا مليا امام جدارنا العازل وعلقنا بأن البعض  قد استفاد من الجدار على الاقل ليحوله إلى يافطات أو ليحول  زواياه إلى محلات لتبديل الدهن أو لتصليح الدراجات ،  فعلق احدهم قائلا  والله نحن العراقيين لا ينفع  معنا  اقامة عشرات الجدران مثل هذه  ، وسرعان ما تم رفعه والاستغناء عنه نهائيا من شوارع وازقة  بغداد،  بينما معظم  الجدران العنصرية العازلة لا زالت جاثمة  على صدور الشعوب ، تمنينا من كل قلوبنا ان يتم رفع جميع الجدران من عقول وقلوب ابناء العراق بمختلف شرائحهم وانتمائاتهم ، متمنين ان يبادر سياسيونا اولا بازاحة الجدران  المتحجرة في عقولهم علهم يفكرون بهذا الشعب المبتلى بهم  كما تم ازالة  الجدران المقيتة من المدن هكذا ان يتم ازالتها من الادمغة والعقول الساسة اولا  ومن العقول المتعفنة المنغلقة على ذاتها .. واستمرت برلين تمدنا بالمزيد من المواقف سنستعرضها تباعا..



 
 
 
 



300
ثلاثة اشهر على خطف المطرانين
وسط سكون مخجل
                                                                                                                           بطرس نباتي
تحت الشطر الاول من هذا العنوان  تناول الاخ اسعد صوما مسألة مهمة جدا ،لازالت تثير في نفوسنا ألما عميقا،  ألا وهي مسألة أختطاق نيافة المطرانين يوحنا ابراهيم واليازجي، ولكن للأسف مقاله ودعوته لم تلق تلك الردود والانفعالات ما تتلقاه بعض الكتابات السطحية والمهاترات الانترناتية حول مسألة التسمية المقرفة أو ما يتناولونه من امور وتجاذبات في السياسة أو في النقاشات العقيمة في بعض ما يتعلق بشؤون كنائسنا، ولهذا أكرر نداء الاخ مرة أخرى عسى أن يلفت أنتباه بعض كتابنا وأدبائنا ومثقفينا.
 لقد تعرفنا قبل سنوات على المطران الجليل يوحنا ابراهيم ، حيث حللنا ضيوفا عليه في مطرانية الحلب، عندما كان راعيا لمؤتمر الاعلام السرياني الاول، لقدغمرنا بمحبته وطيبة قلبه وطروحاته السديدة وثقافته الموسوعية الواسعة ،  قبل ذلك كان يتحفنا بزيارته المتكررة للمديرية العامة للثقافة والفنون السريانية حيث كان صديقا حميما لمديرها العام سعدي المالح ولي شخصيا، ولجميع العاملين فيها  كان نيافته يقدرعملنا الثقافي في خدمة لغتنا وتراث شعبنا .وقد صدمنا حقا عندما تلقينا نبأ أختطافه و ما تعرض له نيافته مع زميله اليازجي.
 وبعد العمل الغادر مباشرة أنطلقت دعوات عديدة من جهات دولية ورؤساء دول ومنظمات لأنهاء أسر المطرانين، ولكن للأسف يبدوا أنها لم تسفر عن شيء لحد الان ، وكان نداء الاخ سامي بمثابة أستنفار لقوى الاعلام والضغط الشعبي والمؤسساتي الذي يجب ان تكون بمستوى الحدث المؤلم.
نعم هناك تقصير من وسائل الاعلام وأنا اتفق مع الاخ اسعد  في كل ما ذهب اليه ، هذه الفاجعة تتطلب تحشيد اعلامي وشعبي وخاصة من لدن أبناء الجاليات العربية المسلمة والمسيحية في دول الغرب بالضغط على حكومات هذا الغرب العاهر لتنتفض حكوماته ومؤسساته التي تدعم ايادي الاثم في سوريا (وأقصد جميع القوى المتحاربة) من اجل انهاء هذه المهزلة وهذا الاثم الشنيع ضد المطرانين ، ولا بد ان نوجه ندائنا  ألى أقطاب الكنائس في العالم وبالاخص الكنيسة الكاثوليكية الممثلة بشخص قداسة البابا والى تجمع الشبيبة في البرازيل لكي يرفعوا اصواتهم بالمطالبة بفك اسر المطرانين الجليلين، قبل سنوات  تم اختطاف المطران الجليل فرج رحو في الموصل ليتم  اغتياله على الايادي الاثمة بعض المجرمين ، ومرت جريمتهم بدون الكشف عن مرتكبيها الجبناء ومعاقبتهم ، ونخشى السكوت عن الجريمة الاخرى أي اختطاف المطرانين سيواجه بنفس السكوت والصمت المطبق ، ونخشى لا سمح الله ان تتكرر الجريمة  ذاتها في سوريا كما في العراق فالسكوت والصمت ، ونسيان مثل هذه الجرائم ومحدثيها يدفع بهؤلاء القتلة إلى أقتراف المزيد من هذه الجرائم المغزية.
 أنه نداء موجه إلى جميع مؤسساتنا، اولا إلى أقطاب كنائسنا وإلى الوسائل الاعلامية بجميع اقسامها المرئية والمسموعة والصحف والمنظمات الانسانية ،  يتحتم على القائمين عليها  ممارسة  أقصى الضغوط على الحكومات الغربية ووضع  هذه الحكومات بمستوى المسؤلية تجاه الحدث الجلل هذا ، وأول ما يمكن أن تعمله هذه الحكومات أن  تربط اية مساعدات في سوريا او في اية دولة بمدى تحقيق حقوق الانسان وخاصة حقوق الاديان والاقليات ، من هذا المنطلق يجب ان تكون تعاملها وليس كما تعودنا سماعه بان   مساعداتها تكون حسب مصالحها ومصالح شركاتها ومؤسساتها النفعية، على جميع ابنائنا في الغرب ممارسة اقصى الضغوط على حكوماتها من اجل تحقيق ما دعا اليه الاخ صوما في ندائه وهم يعرفون جيدا كيف يتكمنون من إثارة الشارع الغربي ،  وأن يبتعد كتابنا عن المهاتارات الصحفية والتناطح بالمقالات ولو لبعض الوقت، وتركيز جميع أقلامهم حول  ما يتعرض له مسيحيو المشرق من تصفيات جسدية وخطف وتقتيل وغيرها من الاظطهادات.
 اليوم ووسط هذه الموجة العاتية التي تهدف تصفية المسيحيين في الشرق ينبغي على رؤساء كنائسنا الكلدانية والاشورية والسريانية وجميع الكنائس الاخرى سواء في الشرق والغرب أن يوحدوا الجهود من أجل إنهاء هذه المأساة  الانسانية وإنهاء أسر المطرانيين الموقرين  ورفع الضيم عما يحدث للمسيحيين المشرقين ..   

301
           تحت ظل عنكاوا
                                               بطرس نباتي
الى أستاذي العزيز خالد توما جرجيس ..وإلى كل عنكاوي حفظ عنكاوا بين جفونه رغم البعاد أهدي ترجمة القصيدة ، تلبية لرغباتكم اعزائي...

 أين أصبحت تلك التي كانت تسبح
 كل يوم بمياه الكهريز الصافية
وفي ضياء البدر
 كانت تغسل وجهها المقدس
بمياه المقدسة لأورزلتا*
أين اصبحت
تلك التي مع كل فجر
 كانت تصحو على عجل
على صياحات الديكة  
ودقات ناقوس
كنيسة مار كيوركيس العتيقة
عندما كان يقرع عليه العم سيدا الساعور
وهو يدعوا به المؤمنين لصلاة الفجر
بصوت وتراتيل العم شعو
عندما كان يتلوا رسالة بولس الرسول
ذلك الذي يشبه صوته
صوت البوق  النافخ فيه الملائكة والسرافيون
في ليل القيامة
******
أمي عندما كانت تصلي
ابانا الذي
وهي جالسة تحت ذلك العمود المجبول
بدموع ودماء الاباء
شهدائنا الأولون
كانت تمد ذراعيها
نحو السماء
تطلب من الرب
أن نظل كالحجر الثقيل
في مكاننا
لا نبرحه لئلا نضيع
تحت شمس الصيف المحرقة
*****
من الحكيم احيقر
أخذنا الحكمة
من ربان هورمزد ورهبان الجبال
أخذنا التواضع
من كنيستنا وأيماننا
تعلمنا العدالة والبرارة  
لكن لم نجد ذلك الشيء
الذي يجمعنا بعد الفراق والضياع
من بداية الزمن وحتى الان
ولم نجد الحب والامان
إلا تحت ظلال  أمنا عنكاوا
*  تفرع من كهريز عنكاوا
* من الصعوبة ترجمة الشعر كما مدون بلغته ولكنني جازفت  وكانت هذه النتيجة

هناك ترجمة باللغة العربية

302
ملاحطة: هناك ترجمة للنص الى العربية في اسفل الموضوع



303
كم أنت  طيبة ووديعة يا عنكاوتنا العزيزة
                                                                                                                                بطرس نباتي

منذ أن فتحنا أعيننا على الحياة وجدنا هذه المدينة الطيبة المسالمة عنكاوا ملجأ وحضنا دافئا لكل من أختارها لتكون ملاذه الآمن فقد سكنت في هذه البقعة الطيبة عوائل عديدة هَجرَتْ موطنها الأصلي في البداية  من قرى وقصبات كردستان،  ومن نينوى و المدن العراق الأخرى  مؤخرا .
 عوائل هربت من جحيم الاقتتال الطائفي وتركت موطنها الأصلي تحمل قصص مؤلمة لما تعرضت له من سوء المعاملة والاضطهاد وقدمت إلى عنكاوا لتتخذها مستقرا لها كي تعيش بسلام وأمان، ومنهم من اتخذ منها موطنا له ولأبنائه وأحفاده واستقر فيها منذ عشرات السنين إلا إنهم لا زالوا لحد الآن لا يعتبرون أنفسهم عنكاويين، ويستفز بعضهم إن قلت له انك ساكن في عنكاوا منذ زمن طويل فإنك أصبحت  (عنكاوايا)  فينتفض في وجهك ويقول بأني شقلاوي أو كوي لما تسميني باسم هذه القصبة التي اسكن فيها، يقول هذا رغم انه يتمتع بجميع حقوق أهالي عنكاوا سواء  في إعطاءه  الحق في تملك الأرض أو بالبناء أو في تسيير مصالحه الشخصية، وربما العديد من هؤلاء وخاصة القادمين الجدد منهم تفوقوا بما حصلوا عليه من امتيازات في أراضي وعقار عنكاوا وممتلكاتها بأضعاف على أبناء عنكاوا أنفسهم، واني هنا أعطيهم كل الحق في التمسك بالقصبة أو المدينة التي ينتمون إليها في الأصل ولكن بشرط أن يفكروا ويخططوا بالعودة إليها مستقبلا وعدم تركها نهائيا والتفريط بممتلكاتهم في قصاباتهم ومدنهم الأصلية.
  هؤلاء الذين هُجِروا قسراَ من مدنهم أو هجروا مناطقهم برغبتهم  ربما نفعوا عنكاوا بما سدوه من فراغ نتيجة هجرة أبنائها المتواصلة إلى خارج الوطن، عنكاوا منذ زمن بعيد فتحت أبوابها وقلوب أبنائها أمام الكل ، ولازالت كما قلنا ذلك الحضن الدافئ للكل، وقدم أهلها يد المساعدة  لمن  يجاورها بالسكن  وخاصة عند الشدائد.
أتذكر إبان حملات الأنفال السيئة الصيت، حين رحلت مئات العوائل الكوردية قسرا من قراها وقصاباتها وتم إسكانها في المخيمات  أو في العراء بعد جلبهم بالعربات العسكرية،  إلى مجمع قريب من عنكاوا في قرية (بحركة) وخاصة عوائل البرزانيين، كانوا أهالنا في عنكاوا يهرعون لمساعدتهم،  لقد خرج أبناء عنكاوا آنذاك لاستقبالهم، سواء عند مرورهم بالقصبة أو ما قدموه لهم لاحقا في داخل المجمع ، حاملين إليهم الطعام والماء والأغطية وحتى الملابس، كانوا يقدمون لهم يد العون والمساعدة بكل محبة و  بسخاء منقطع النظير ، رغم ما كانوا يتعرضون له من ملاحقة على أيدي جلاوزة البعث إلا أنهم لم يقصروا يوما تجاه إخوانهم الكورد، بينما كان يخشى اقرب الناس إليهم من القرى الكوردية المجاورة حتى من الاقتراب منهم أو الاختلاط معهم آنذاك خوفا وهلعا من العقاب.
 وهنا يحضرني موقف لا زلت أتذكره ، كنت مع العائلة برفقة أحد الأصدقاء ومعه أسرته بعد انتفاضة آذار/1991 في طريق العودة من دهوك إلى اربيل وسلكنا طريقا طويلا يمتد عبر الجبال والوديان يبدأ من زاويتة وينتهي بمصايف هه ولير،  بعد قطع مسافة طويلة ، وقفنا عند حافة الطريق لنشتري الفواكه وبعض الحاجات،  تحدثنا بلغة السورث فيما بيننا، سألنا البائع هل انتم مسيحيين ؟ أجبته نعم نحن كذلك ، ثم سألنا  مرة أخرى ، هل انتم من عنكاوا؟ قلت له ومن أين تعرف عنكاوا ؟ وأنت بعيد عنها، قال وبالحرف الواحد وبلغة كوردية ( خوديً ئيوة ميًرن) وتعني والله انتم رجال شجعان، ثم اخذ يحلف  بأنه  لن يستلم منا فلسا واحدا ونستطيع أن نأخذ معنا ما نشاء ،  ثم قال الرجل بتأثر : أنتم أهالي عنكاوا  لكم فضل علينا وما نفعله تجاهكم هو قليل بحقكم .
 ترددنا برهة لم نتجاسر أن نمد يدنا لأخذ حاجاتنا هكذا هبة من هذا العم الطيب، رغم إلحاحنا بأن يأخذ الثمن إلا أنه حلف اليمين بأن لا يأخذ مقابل ما نتسوق،  تحت إلحاحه الشديد عزفنا عن الشراء، عندما أكتشف ترددنا صاح على ولده وأعطاه سلتان مملوءتان بالفواكه مكسوة بأوراق شجر البلوط فقال هذه هدية مني أليكم يا أهل عنكاوا الطيبين وأحملك سلاما خاصا لهم جميعا، ثم دعانا إلى بيته لنحل عليه ضيوفا ليكرمنا، إلا أننا اعتذرنا لكون المسافة بعيدة ولا نود أن نبقى في الطريق في ساعة متأخرة من الليل.
 هذا الموقف لهذا الرجل المزارع الذي عبر عن وفائه لأهل عنكاوا من خلالنا رغم حاجته إلى المال آنذاك، وهناك العديد من المواقف الطيبة  يصادفها أهالي عنكاوا، يتسامرون بالحديث عنها في جلساتهم وقد سمعنا الكثير عنها، هذه المواقف كم تتعارض مع ما يصادف من افتتاح أو وضع حجر أساس لأي مشروع سكني أو دار للعبادة للطوائف المختلفة أختار أبناؤها العيش في عنكاوا  وعلى أراضيها، تخصص لهم آلاف الأمتار من أراضيها في سهلها الذي كان( أي فيما مضى من الزمن) سهلا زراعيا خصبا بينما أصبح ( أي ما نشهده اليوم) عدد من يستغل تلك الأرض لا يتجاوز الأصابع الخمسة أو لشخص واحد يقال عنه مستثمر،  ويتبارى أصحاب تلك المشاريع في إمطار المسؤولين والمتنفذين بالشكر والتقدير وبعرفان الجميل وكأن هذه الأرض الطيبة التي يشيد عليها مشروعهم ما هي إلا ملك شخصي لهؤلاء المسؤولين توارثوه عن أبائهم وأجدادهم متناسين كونها من أملاك  أهل عنكاوا الطيبين..   
المفروض في مثل هذه الحالات  أن يقدموا شكرهم لعنكاوا الطيبة  ولأهلها لأنهم فتحوا أحضانهم لكل من تعرض إلى الظلم والتهجير في منطقته فقصدها بينما يمتنع غيرنا من المدن والقصبات من إيواء حتى اقرب الناس، وقد خاض أهل عنكاوا تجربة مريرة عندما هاموا على وجوههم إبان انتفاضة آذار حينما كان يباع لهم رغيف خبز بعشرات الدنانير أو عندما ضلوا في العراء أيام عديدة بدون مؤوى،  فكم هي عظيمة هذه البلدة وكم هي عظمة أهلها وطيبتهم عندما  تقابل الإساءة بالطيبة والمودة  التي تعطي بسخاء وتفتح أبوابها مشرعة أمام كل ملتجأ إليها ..


304
إلى متى سيتم تقسيم الشعب العراقي بموجب أوقاف دياناتهم؟

بطرس نباتي
   لقد كثر القيل والقال حول الوقف المسيحي واالأزدي والصابئي بعد إطلاق عدد من البرلمانيين من القائمة الكردستانية في المجلس الوطني،  اقتراحا حول مسألة ترأس الوقف المسيحي والديانات الأخرى من قبل شخص أزيدي، وذلك كون الأخوة الازديين أكثر عددا من المسيحيين ، وهذا طبعا تم بناءه  على الحدس الشخصي ولم يكن حسب الإحصائيات المعتمدة من قبل جهة رسمية، حيث أشارت  البرلمانية( فيان دخيل) على أن أعداد المسيحيين في تناقص تدريجي نتيجة هجرتهم إلى الخارج ، متناسية أن هذه الهجرة تشمل جميع الكيانات الأخرى وبضمنهم الازديين لأسباب ربما لا تخفى على من يتسلم منصب في برلمان العراق ، والأمر وكأن البرلمانية تريد أن تقول سنستلم هذا المنصب نتيجة ما سببته الهجرة وترك الوطن لكم من آلام، أي إنها تريد بناء منصب على آلام الآخرين ، وهذا ما لم نكن نتمناه أن  يصدر من شخصها الكريم،  وقبل ذلك  أثيرت مسألة الأحقية في اختيار من يتولى لهذا المنصب ، ويبدوا من لهجة المتخاطبين في هذا المجال أن هذا المنصب مهم جدا وقبل أن نخوض في مسألة الوقف وأهميته ومن  له الأحقية في هذا الوقف . نود أن نبين للقراء ما هي قصة هذه الأوقاف.
في ظل الحكومة السابقة للعراق أي قبل 2003 كانت هناك وزارة تعنى بالشؤون الدينية وأسمها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ،  تأسست بموجب قانون خاص في عام 1981 ، رغم أن اسمها كان يوحي بأنها لا تحمل تشخيصا معينا لدين أو طائفة إلا أن المادة الاولى من قانونها يدل على أن طابعها إسلامي وإنها تسعى من اجل (تنمية الوعي الاسلامي ونشر الثقافة الاسلامية وجوهر الرسالة السماوية )كما جاء في الفقرة (1) من المادة الأولى لقانونها ، وبعد هذا الهدف يسترسل المشرع بالتركيز على الأهداف الأخرى وكلها إسلامية محضة بدون ذكر أي هدف يتعلق بالديانات الغير الاسلامية  في العراق، هذا الأمر جعل من المؤسسات الدينية لهذه الديانات يتصرفون  بحذر عند تعاملهم مع هذه الوزارة ورفضوا أن يضعوا أوقافهم ومؤسساتهم تحت إشرافها المباشر ، والعديد من الكنائس وبالأخص رئاسة الكنيسة الكلدانية آنذاك كانت ترفض رفضا قاطعا أي تدخل بشؤونها سواء الدينية أو المالية ،  واعتمدت  في تسيير شؤونها المالية على ما كان يتبرع به أتباعها وخاصة في بناء الكنائس الجديدة وتعمير أماكن العبادة.
 وعلى نفس المنوال وبنفس النهج صدر قانون رقم (29) لسنة 2004 الخاص بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية في إقليم كوردستان وبعد تغيير اسمها من إسلامية إلى الدينية ولكن حملت نفس أهداف التي نص عليها القانون الذي نوهنا إليه أعلاه أي قانون رقم (50) لسنة  (1981)  الصادر عن مجلس قيادة الثورة المنحل ، وكأنه نقل عن القانون السابق نقلا ميكانيكيا .
بعد 2003 وحسب التقسيم الطائفي في العراق تم تقسيم الشعب العراقي حسب طوائفهم الدينية والقومية ، فللسنة حصة وللشيعة حصة ،  وكانت النتيجة وقفا  للشيعة  ووقف للسنة  والوقف الآخر للديانات الأخرى، وغدا سيطالب كل من هذه الديانات ، بوقف خاص بها فما دام كل شيء يقسم  هكذا على مقاسات دينية وطائفية فيكون من حقها أن يكون لها أوقاف خاصة بها بل بكل طائفة من طوائفها.
 رغم استنكار العديد من السياسيين العراقيين سواء من داخل الأحزاب أو خارجها بالمناداة ضد هكذا تقسيم للمجتمع العراقي إلا أن الواقع لا يزال كما فصلته حكومة بريمر ولا زالت الهوة تتسع بين من يقود هذه الطوائف والمكونات .
كان لزاما على من يراعي بتصريحاته الرنانة حرصه على وحدة العراق أن يعمل جاهدا من أجل حل هذه الأوقاف  وفي مقدمتها الأوقاف الشيعية والسنية والوقف الآخر ، وترك شؤون  المؤمنين بين المؤمن وما يؤمن  به ، فالمؤمن من إحدى أتباع هذه الديانات في مقدمة  واجباته الشرعية ، أن يتبرع من أجل تشييد جامع أو كنيسة أو معبد أو القيام بإصلاحات  أو تجديد القديم منها ، وعلى الدولة في نظري البقاء بعيدا عن المساس بهذه الأمور وتركها للمؤمنين من أتباع هذه الديانات ، أما إذا أرادت المساعدة فهي تستطيع ذلك عبر أجهزتها المالية ، ولكن يجب أن تمر مساعداتها عبر قنوات تشرف عليها أجهزتها المالية ، وأن يكون تدخلها في إبداء المساعدة بناء على الحاجة الملحة ونتيجة انعدام القدرة الذاتية لأبناء طائفة معينة .
برأي المتواضع أيضا أن هذه المفاصل والهيئات والمؤسسات الوقفية مهما تعددت  يتعاظم دورها في تخريب العلاقات بين طوائف والأديان وأتباعها في العراق ، وسيحاول كل طرف فيها  بالإستقواء  بهذا الحزب أو هذه القائمة أو تلك  وهذا ما حصل مع البرلمانية  التي تستقوي بالقائمة الكوردستانية وربما في المقابل سيستقوى الطرف الآخر بإحدى الكتل الكبيرة ( وطبعا هذا ما لا نتمناه مطلقا) ونتيجة لهذا الأمر ستتصارع فيما بينها لكون كل منها يتصور بأنه الأجدر والأولى بما يخصص لها من تخصيصات مالية، إضافة إلى أنها ستشكل عبأ على الاقتصاد العراقي المنهك أصلا ، وهذا الأمر ليس مقتصرا فقط على ممثلي الازديين والمسيحيين في المجلس ، وإنما يشمل بقية الأوقاف كالوقف الشيعي والسني ، فمن أجل بناء أجهزتنا ومؤسساتنا في العراق على أسس معاصرة يجب التفكير بفصل الدين عن الدولة وأول خطوة بهذا الاتجاه هو إلغاء هذا التقسيم الطائفي في الأوقاف وإزالة آثاره التي خلفها في التباعد الحاصل بين مختلف الشرائح في المجتمع العراقي .   




305
نتاجات بالسريانية / انا والقوش
« في: 14:40 02/07/2013  »






306
رجاء لنترك بطريركنا الجديد ليفكر ويعمل بصمت، بعيدا عن الضجيج الإعلامي...
                                                                                                                                 بطرس نباتي
 المتابع لمواقع شعبنا وما يسطره اخواننا من الكتاب على واجهات او في منتديات هذه المواقع منذ تولي الاب لويس ساكو سدة البطريركية ولحد الان ، لابد وان يشعر بمزيج من عواطف تتراوح بين السخرية والالم،  وخاصة ما يسطره البعض حول رئاسة كنيستنا، البعض من هؤلاء ما ان سمع بخبر استقالة سيادة البطريرك السابق حتى راح يصول ويجول منظرا هنا وهناك، ناصحا سيادة البطريرك الجديد واضعا العديد من خرائط الطريق أمام  من تولى سدة الباطريركية حتى وصل الامر لحد ترشيح وتزكية هذا الاسقف او تنحية آخر متطفلين على قرار اساقفتنا الاجلاء ، مع قيامهم طبعا بنعداد جوانب الخلل في مسيرة كنيستنا،  جتعلين من انفسهم وكأنهم مخّلصٌ آخر بعد المسيح  لهذه الكنيسة ويهمهم أمرها أكثر من رؤساء أساقفتنا الأجلاء أو حتى من رأس الهرم الكنسي، وآخر يوجه رسائل تلو الرسائل وكأنه مار بولس الرسول عندما كان يكتب إلى كنيسة رومية أو إلى أهل غلاطية ، والانكى من كل ذلك عند مرورهم على البطريرك السابق وتعداد ما يخطر ببالهم من صفات وأوصاف وكأنهم قي توديع أبدي له         ( ليساعده الرب على تحمل ما يكتبون) ، وأني أخشى على هؤلاء أن ياتي عليهم يوما ، عندما يقدم البطريرك الجديد على عمل أو فعل جديد ينسبونه  لهم أوكأنه عمل بنصحهم  وبحسب مشيئتهم و توصياتهم له .
الكنيسة الكلدانية بما تملك من خبرات وكفاءات عالية، وما يتحلى بها رؤسائها وقادتها من حنكة ودراية بالامور الدينية والدنيوية معا لا تحتاج إلى نصحنا وإرشادنا، وليست في دور الطفولة أو الصبا والمراهقة لنخاطبها بهذه الخطابات الفارغة أو تلك النصائح التي ربما تليق بطفل يحبو وليس بكنيسة عريقة شيدت اساساتها على عظام الشهداء والقديسين ،  هذه الكتابات في وسائل الاعلام غالبا ما تؤدي إلى زيادة الضغط النفسي على من يقودها فتاتي بمردود سلبي ،  كنيستنا الكلدانية خلال رسالتها السامية لم تعمل بمعزل عن العلمانين ولم تستغني عن جهود  أبنائها، لأنها منذ القديم شاركت أبنائها همومهم  وعندما يرى القائمون عليها ما يستوجب أستشارة ذوي الاختصاصات من أبنائها ، لا تتوانى في إستشارتهم في العديد من الامور،  لقد سعت منذ بدايات  القرن الماضي لتأليف  لجان علمانية لتسيير شؤون الكنائس سواء المالية منها او لتقديم الخدمات الطقسية وتلبية الحاجات الروحية، وكانت مشاركاتهم فاعلة  ومثمرة  وأتت بفوائد جمة.
الامر الاخر المضحك المبكي سيادة البطريرك الجديد ما ان اعلن عن انتخابه حتى شحذت الاقلام لتصوره وكانه الرجل الخارق وانه صاحب المعجزات وانه رجل الصعاب وانه سينتشل شعبه المثقل بالالام والاوجاع،  وقد جاء لينقذ القطيع التائه المعذب ،  حيث بعض هذه الاقلام  كتبت وكأننا قطيع أغنام ولسنا بببشر، وهو راع  كما يطلق على المسيح له المجد بينما هذا الامر لايصح إلا مع المسيح الذي هو الراعي الصالح والوحيد ولا يوجد من يصل إلى هذه المرتبة العليا من الصلاح إلا هو وحده .
  عجبا أمر هذه الاقلام التي لم تترك الرجل منذ إختياره للسدة الباطريركية أن  يفكر بصمت وأن يعمل بصمت ، ويخطط  ما يراه في صالح هذه الامة ، نعم نحن بحاجة لا فقط إلى قيادة كنسية فاعلة ومقدامة ، نحن في هذا الزمن السيء بحاجة إلى قيادة سياسية مقدامة، وإلى من يجلس في سدة الحكم أو تحت قبة البرلمان وهو غير عاقد كلتا يديه حول صدره او يشغل نفسه بحديث جانبي اوماسكا بوريقة يتطلع فيها طوال الجلسة، وأنما نتمنى أن نراه وقد شمر سواعده  يصرخ يتكلم يحاجج ولكونه يمثلنا وقد حاز على ثقتنا  فيستوجب عليه ان يمثلنا بصدق  وإخلاص.
إذن لندع الرجل  الكبير هذا  يفكر ويعمل بصمت وعندما نجد أعماله لا نشكره على افعاله  بل  نقدم الشكر والثناء للذي ألهم أساقفتنا في أختياره .

307
اللغات المهمشة في تقارير المنظمات الدولية اللغة
السريانية أنموذجا
                                                                                                                            بطرس نباتي
دعما وتثمينا منا لما جاء بكتابات الأخوة د.ليون برخو وميخائيل ممو وآخرون حول اللغة السريانية واقتراحاتهم  الرائعة في سبيل تطويرها، انشر جانب من المحاضرة  التي ألقيتها في المؤتمر الخامس للغة السريانية الذي نظمته دار المشرق الثقافية في دير الفادي بالقوش ولمدة ثلاثة ايام  بتاريخ 14/ايلول /2012 وتم نشره في مجلة الصحفي  الصادرة عن نقابة صحفي كردستان


           أهمية التعدد اللغوي
          أكتسب التعدد  اللغوي أهميته في معظم التقارير الصادرة عن المنظمات الدولية لما يترتب عليه من أثار جدية وخطيرة على الهوية والتواصل والاندماج الاجتماعي، ولما يكتسب التعليم بلغة الأم من أهمية في التأثير على التنمية من أهمية أستراتيجية لمن على هذا الكوكب من سكان. و هذا الأمر تتفق  حوله معظم  التقارير الصادرة عن هذه المنظمة وعن المهتمين بهذا الشأن وهذا ما أكده احد التقارير الصادرة عن  يونسكو في عام 2006حيث نص على ما يلي :
(ثمة إدراك متزايد بأن اللغات تضطلع بدور حيوي الأهمية في التنمية، وفي كفالة التنوع الثقافي والحوار الثقافي، وكذلك في بلوغ هدف التعليم الجيد للجميع وتعزيز التعاون، وفي بناء مجتمعات المعرفة الشاملة وحفظ التراث الثقافي، وفي تعبئة الإرادة السياسية لتسخير فوائد العلم والتكنولوجيا لأغراض التنمية المستدامة.
ولهذا فإن من الأهمية العاجلة اتخاذ إجراءات لتشجيع الالتزام الواسع والدولي بتعزيز التعدد اللغوي والتنوع اللغوي، بما في ذلك صون اللغات المهددة بالانقراض)
ومن اجل تفعيل الخطوات التي اتخذتها منظمة يونسكو بجعل الدول تلتزم بالتشريعات الدولية من أجل تقليص  عدد اللغات واللهجات المحلية جعلت يوم 21/ شباط من كل عام ميلادي يوما دوليا للغة الأم وهذا اليوم كما جاء في أسباب سنه، قد جاء نتيجة للتذكير بأحد الميادين الرئيسية لحقوق الإنسان الأصلية، فلكلّ إنسان حقّ استخدام لغته الأمّ، وحقّ اعتمادها في عطائه الأدبي والثقافي، وحقّ تعليمها لأطفاله وناشئته، وحقّ استخدامها وسيلة ارتباطٍ بتاريخ قومه الثقافي الحضاري
اللغات المهددة بالانقراض
 هناك تقارير  عديدة صدرت عن مؤسسات الأمم المتحدة ومنها اليونسكو تشير إلى          وجود
 ظاهرة تدعى ظاهرة انقراض اللغات الأم والتي تهدد 3500 لغة بالانقراض من أصل 6000 لغة ولهجة محلية متداولة في عالم اليوم  المنظمة الدولية للثقافة والعلوم والتربية
          أسباب الانقراض :
  انقراض اللغات أو اللهجات المحلية يعزى إلى أسباب عديدة حسبما أوردته  وثائق             اليونسكو  حيث لكل لهجة أو لغة أسباب عامة وأسباب خاصة بها ولكننا هنا سوف نسلط الضوء على الأسباب العامة ، وسوف نأتي على الأسباب الخاصة خلال حديثنا عن لغتنا الام السريانية:
    أسباب عامة :
      1-طغيان اللغة الرسمية( وغالبا ما تكون لغة الأكثرية) في العديد من البلدان على لغات الأقليات وتحول هذا الطغيان إلى سياسة رسمية مقترنة بأساليب ووسائل استبدادية كما حصل عندنا في العراق في جعل اللغة العربية لغة رسمية وفرضها في المناهج الدراسية في المدارس بحيث همشت جميع اللغات الأخرى
     2- منع الحكومات من قيام المراكز الثقافية والأدبية تستخدم فيها لغة الأقليات.
     3- عدم تمتع  أبناء الأقليات بمراكز قيادية في الدول وخاصة النامية فيها كي يعملوا على                     التأثير في السياسة العامة للدول للحفاظ على لغاتهم المحلية.  
     4- استعمال سياسة التميز العنصري في منع الأقليات من التعليم بلغتهم الأصلية.
    
     أسباب خاصة
     1- عدم مواكبة مفردات ومعاجم  اللغة مع متطلبات العصر .
     2- تناقص نسبة المتحدثين بها ، بصورة تدريجية  نتيجة الهجرة .
      3- افتقارها إلى المعاجم والقواعد والدراسات اللغوية.  
      4- عدم وجود مؤسسات بحثية وجهات أكاديمية داعمة لها.
      5- عدم الحاجة إليها نتيجة تعدد اللغوي الذي نشهده في العالم .

إحدى احتفاليات  التعليم السرياني لمدارس عنكاوا

اللغة السريانية

اللغة السريانية ( لشانا سورييا) لغة سامية مشتقة من اللغة الآرامية يعتبرها الباحثين تطورا طبيعيا للغة الآرامية القديمة وهناك من يوحد بين اللغتين ، نشأت اللغة الآرامية وهي أصل السريانية في الألف الأول قبل الميلاد كعائلة ثالثة ضمن اللغات السامية وأصبحت من القرن السادس لغة التخاطب الوحيدة في الهلال الخصيب إلى ما بعد الميلاد حيث اكتسبت اسمها الجديد ( اللغة السريانية) في القرن الرابع تزامنا مع انتشار المسيحية في بلاد الشام ، السريانية خلال عصرها الذهبي وبنتيجة عمل المبشرين السريان والعلاقات التجارية مع الصين ومنغوليا تأسس عدد كبير من الأبارشيات السريانية في التبت وبكين ومنشوريا  وما يدل على نشاط المبشرين السريان في تلك الأصقاع النائية وجود عدد من المكتشفات والمدونات السريانية في اليابان والفضل في هذا النشاط المتميز في نقل الديانة والثقافة السريانية إلى تلك المناطق يعود بالدرجة الأولى إلى تلاميذ القديس يعقوب الرهاوي ولم تنتهي هذه الأنشطة إلا خلال القرون الوسطى إبان حملات جنكيز خان وتيمورلنك وابتداء من القرن السادس عشر أسست الكنيسة المشرق الآشورية ووصل عدد ما أسسته كنيسة المشرق الآشورية في ايران وبلدان اسيا أربعون أسقفية ولا تزال مجموعات صغيرة سريانية باقية لحد الآن في كوريا الجنوبية واليابان .

 

هل اللغة السريانية مهددة بالانقراض:
ومن ضمن اللغات واللهجات المهددة بالانقراض لغتنا السريانية رغم تعدادها من اللغات المائة الحية، لأني اعتبر عدم الإشارة إليها بأنها لغة مهددة بالانقراض يعود للأسباب التالية:
1- وجود عدة دراسات على أنها قد انقرضت فعلا حيث وردت ملاحظات حول اللغات التي انقرضت ومثال ذلك اللغة الأكدية والآرامية والآشورية
2- ورد أن هذه اللغات انقرضت فعلا مع السنة الأولى للميلاد.
3- درجت اللغة المندائية الآرامية ضمن اللغات المهددة بالانقراض.
4- عدم وجود الكثير من المعلومات عن اللغات المهددة بالانقراض بالنسبة إلى قارة آسيا نتيجة تلكؤ الدول والمنظمات في تزويد منظمة يونسكو أو المسؤولين عن الأطلس الدولي  بالتقارير حول هذه اللغات واللهجات.
حيث يوجد دلائل على أن اللغة السريانية منذ القرون الوسطى ولحد اليوم تشهد انحدارا مخيفا و تهميشا مستمرا وهذا يعود إلى عوامل عديدة  نلخصها بهذه النقاط:
1- الهجرة المتزايدة للمتحدثين بها سواء هجرة أبنائها نحو دول الغرب أو ترك قراهم وقصباتهم واختيار العيش في المدن مما يؤدي إلى فقدانهم بالتدريج للغتهم  نتيجة اندماجهم مع أقوام  ومجتمعات أخرى وهذا من أحد  الأسباب الخاصة لانقراض اللغات.
2-كان تعليم هذه اللغة مقتصرا على الكنائس والأديرة في القرون الحديثة أخذت كنائسنا تتحول إلى لغات أخرى كالعربية مما افقد هذه اللغة ركائزها الأساسية في التعليم لكونها كانت لغة شعب ولغة طقوس كنسية في ذات الوقت .
3- لم تقم مراكز خاصة بتعليمها ألا مؤخرا ونتيجة التشكيك المستمر بمستقبل التعليم بهذه اللغة أصبح الإقبال على تعليمها ضعيف أو منعدم أحياناً .
4- عدم وجود مراكز أكاديمية تقوم بتخريج تدريسيين يضعون على عاتقهم مهمة تطوير وإنماء التعليم بهذه اللغة.
5- تعرضت اللغة السريانية إلى شتى الضغوطات من قبل الحكومات لئلا تكون لغة التعليم حتى بعد قرار منح الحقوق الثقافية للناطقين باللغة السريانية، حيث تم دفع أولياء الأمور في معظم مناطق تواجد شعبنا إبان الثمانينيات بتقديم طلبات إلى المديريات التربية في سهل نينوى يطلبون فيها عدم تدريسها لأولادهم في المرحلة الابتدائية كما كان مقررا ، ولم يتبقى مدرسة تعلم القراءة السريانية سوى في عنكاوا وشقلاوا حيث أصر الأهل على تعليمها ولم تنفع معهم تلك الوسائل القذرة ، وكان هذا بفضل الهيئات التعليمية في هاتين المدينتين وبفضل أولياء الأمور طبعا فاستمرت المدارس بتدريس اللغة السريانية بواقع حصتين في الأسبوع للقراءة السريانية لحين انتفاضة آذار وإقرار التدريس بهذه اللغة في كافة المراحل الدراسية وتشكيل المديرية العامة للدراسة السريانية في إقليم كردستان . أما في سوريا وتركيا وأيران فلم تنشأ أية تجربة لتعليم هذه اللغة وكانت الأديرة والكنائس وبعض المؤسسات الثقافية هي الراعية لتعليمها.
6- نتيجة عدم إدخالها في التدريس وخاصة في مراحله العليا ومنافستها من قبل العربية التي استندت الأخيرة على السلطة والديانة الإسلامية، هذه المنافسة الغير المتكافئة أدت   إلى تنامي القناعة عند بعض المتحدثين بها بعدم حاجتهم بها، والقسم الآخر وجد أن التحدث بغيرها من اللغات إنما هو تحضر ومدنية وخاصة عند الذين كانوا يطلقون عليها لغة الفليحي .

فوائد البرامج  المقدمة للغات المهددة بالانقراض

ولكون اللغة أو اللهجة المحلية التي تدخل ضمن برامج اليونسكو لأحيائها أو انتشالها من واقع التهديد تنال رعاية خاصة من قبل مؤسسات الامم المتحدة وخاصة منظمتها الدولية للتربية والعلم والثقافة ( يونسكو)وهناك دراسة حول ذلك حيث يذكر التقرير الصادر عنها :
( عملنا بشكل دائم على حماية التنوع الثقافي و تشجيع المساواة، وللتنمية والاندماج الاجتماعي. فقد أقيم عدد من المشاريع لمساعدة سكان جزيرة جيجو للحفاظ على لغتهم وبقائها، في جمهورية كوريا، بعدما جرى إدراج لغتهم، الجيجو، الى مجموعة اللغات المهددة بالانقراض، في أطلس اللغات المهددة عام 2010 لليونسكو. و تساعد اليونسكو، في جزر سليمان على وضع موسوعة حول التعليم باللغة المحلية، الماروفو، وبالتالي فإنها تساهم في الحفاظ على هذه اللغة الرئيسية التي ينطق بها السكان الأصليون لهذا الأرخبيل. وفي نيكاراغوا، تعمل نظم اليونسكو للمعارف المحلية ومعارف السكان الأصليين (لينكس) مع سكان الماينينا الأصليين الذين يعيشون في محمية المحيط الحيوي بوساواس، لتشجيع استخدام لغة، و معرفة و ثقافة الماينيا. فقد تشرت اليونسكو، بالدعم من النرويج،  مجلدين بلغة الماينينا اعتمادا على المعارف الطبيعية للسكان الأصليين لهذه المنطقة. اليوم، يعمل فريق من الماينينا مع وزارة التربية و التعليم لإصدار كتيبات بدائية للمعلمين و مصنفات للطالب التي يجري اختبارها في الفصول الدراسية في المناطق الريفية)
وهناك تقرير آخر يتحدث عن إحدى اللغات التي درجت ضمن اللغات المهددة في روسيا ولكن ظهر لليونسكو بأنها مجرد لغة نائمة تحتاج إلى المزيد من الرعاية لتخرج من هذا الوصف وتدخل ضمن اللغات الحية.

ما العمل
1- ضرورة الإسراع بتكوين مجمع علمي سرياني واقترح أن يكون مقره الرئيسي في أقليم كردستان لكون هذا الإقليم أصبح ملاذا آمنا للمكون السورايي.
2- ضرورة الاستفادة من جميع الطاقات التي يملكها بعض الاكاديمين والضليعين بلغتنا السريانية وقواعدها وآدابها ممن هم خارج الوطن وبذل أقصى الجهود من اجل قدومهم إلى الوطن ومساهمتهم الجادة في دفع عملية التعليم السرياني وخاصة في المراحل العليا.
3- ضرورة التفكير بفتح أقسام في جامعات اقليم كردستان أو فتح أقساما بتدريس هذه المادة في الجامعات الأهلية المتواجدة في الاقليم.
5- ضرورة قيام المديرية العامة للتعليم السرياني بحملة محو الأمية للكبار تخص اللغة السريانية .
6- فتح دورات تعليمية لتعليم هذه اللغة وضرورة مساهمة الكنائس بها وقد قامت المديرية العامة للثقافة السريانية مشكورة ، بتوفير جميع المستلزمات لفتح مثل هذه الدورات في العديد من مناطق تواجد شعبنا أرى من الضروري الاقتداء بها وتشجيعها على الاستمرار بمثل هذا النشاط.
هذا على الصعيد الداخلي أما على الصعيد الخارجي أرى:
1- السعي وراء إدخال لغتنا السريانية ضمن قاموس اللغات المهددة بالانقراض  ليس الحط من قيمتها اللغوية والحضارية ولكن هي خطوة من اجل التفكير بحاضر ومستقبل هذه اللغة وهناك اليوم دعوات لإدخال حتى اللغة العربية وخاصة في بلدان المغرب العربي في هذا القاموس
وخاصة أن مساعي اليونسكو تنصب في فترة مستقبلية تمتد إلى مائة عام قادمة.
2- العمل على إدخال مادة الدراسة بالسريانية في الجامعات العالمية وهذا الأمر يقع على عاتق التدريسيين والاكاديميين في دول المهجر وخاصة في امريكا واستراليا وقبول طلاب للدراسات العليا من خارج الوطن وداخله في هذه الجامعات لتكون هذه الخطوة من إحدى الأمور التي تدخل ضمن إيجاد حاجة لدى أبنائنا من دراستها بشكل جدي وأكاديمي .
3- الأمر الآخر أود طرحه هنا هو الاحتفاء  بيوم اللغة الأم العالمي الذي يصادف  21 شباط من كل عام ، والذي أطلقته منظمة يونسكو منذ 1999 ، ولا شك أن المديرية العامة للتعليم السرياني  في أقليم كردستان ومدارسها تحتفي به بشكل لا يرتقي إلى المستوى الذي ينشده جميع العاملين في سواء في الاقليم او في المركز ، أرى أن يتحول هذا الاحتفاء إلى احتفال عام وشامل تشارك به جميع مؤسساتنا التربوية والثقافية والقومية ويدعى إليه ممثلي المنظمات الدولية وخاصة  ممثلي منظمة اليونسكو وقناصل الدول الأجنبية  ويكون أهداف الاحتفاء:
اللغة الأم تساهم بفعالية  في إثبات هوية الطفل والشعور بذاته وبتكوينه الفكري
ـ اللغة الأم هي الأساس لتنمية  قدرات الأطفال على التعليم بلغات أخرى          
  ـ يتعلم الأطفال لغتهم الثانية والمواد الأخرى بشكل أسهل عند اتقانهم للغة الام
- اللغة الأم  تحقق فائدة كبيرة للمجتمع حينما يكون الناس متعددي اللغات.
كما يمكن ان يؤدي هذا المشروع إلى مواصلة دعم اللغة الام السورث بتخصيص سنة تمارس خلالها مختلف الفعاليات  التربوية من قبل المدارس والمنظمات والمختصين بهذه اللغة وذلك عن طريق نشر المؤلفات والنتاجات بهذه اللغة وعقد مؤتمرات وندوات وحلقات دراسية  ودورات تعليمية سواء في داخل الوطن او في خارجه ..
4- طلب الدعم المعنوي والمادي من المنظمات الدولية والمحلية التي تعنى بمثل هذه المشاريع وخاصة منظمة يونسكو وهناك مواقف عديدة لهذه المنظمة في دعم أنشطة لغوية وتربوية في العديد من الدول والشعوب التي طلبت مساعداتها.  

ومن اجل أن لا يبقى شك لدى البعض بأهمية المساعي التي تبذلها منظمة يونسكو من اجل إنقاذ اللغات واللهجات ضمن برامجها الخاصة باللغات المهددة بالانقراض  او باللغات واللهجات المهمشة.
أود ان أورد هنا ما صرح به كريستوفر موسلي رئيس تحرير أطلس اللغات المهددة بالانقراض   حيث يقول في إحدى مقابلاته:
أنا بوصفي رئيس التحرير، أشرف على إعداد النصوص. وأُنجز المشروع بكامله بحدود جدول زمني دقيق، في غضون سنة بالضبط من البداية إلى النهاية. وباعتقادي أن "كل لغة هي عالَم فكري فريد البنية ، لذلك كما لها بداية وولادة يكون لها انقراض أو اندثار . لذلك أؤكد على  أهمية صون اللغات واللهجات وبذل اقصى الجهود في سبيل تحقيق هذا الهدف)






المصادر

اللمعة الشهية في نحو اللغة االسريانية  المطران اقليمس يوسف داود  مطبعة الاباء الدومنيكان
مشروع القرار (30 C/DR.35)  المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في شهر تشرين الثاني/نوفمبر من عام 1999.
الجمعية العامة للأمم المتحدة، في قرارها A/RES/61/26616 في أيار/مايو 2007،
أطلس اللغات المهددة بالانقراض المعتمد من قبل يونسكو والمعد من قبل لجنة خبراء منذ 1999
مجموعة وثائق من مكتب اربيل لمنظمة الامم المتحدة
مقابلة صحفية أجريت معه نشرتها صحيفة شرق الاوسط  في 20/2/2009




 





308
مظفر نواب يرفض ( مكرمة القائد)

                                                                                                                        بطرس نباتي
 قبل أيام اتصل احد الأصدقاء قائلا: يرقد حاليا في أحدى مستشفيات بيروت الشاعر مظفر نواب وربما قد غادر تلك المستشفى الآن، لطول المدة بين مكالمته وما أدونه اليوم وقد أجبته حينها بعد أن تمنيت له الشفاء العاجل ،   ماذا في ذلك الرجل مسن ويمكن أن يمرض، رد علي قائلا: ليس أمرا غريبا، ولكن أتدري انه يرفض أن يستلم  أية مساعدة من أي مسؤول عراقي رغم أن حالته الصحية متدهورة وهذا الخبر تناقلته بعض المواقع كمركز الأدباء الإعلامي بتاريخ 27/ نوفمبر حيث أشار المصدر بأن الشاعر( رفض دعوة المالكي للعلاج في على نفقة الدولة العراقية رغم ضيق يده ، وانه يمكث في بيت صديقه الكاتب اللبناني هاني مندس) .
 ما أورده هذا المركز قصيدة أخرى للشاعر النواب نعم قصيدة أملتها طبيعته العفيفة الأبية الرافضة لمبدأ مكرمات القادة وهي  تدل على الترفع والكبرياء التي يتسم بها شاعرنا الذي يرفض ( مكرمة الرئيس)  هذه الكلمات التي قيلت بحق شاعرنا الفذ ما هي إلا قصيدة رائعة من روائعه الخالدة  يعطي فيها درسا قاسيا لكل من يدس في جيبه أو يقتات على ما يتكرم به أصحاب الشأن والسلاطين من فتات موائدهم الخاصة،  رفض الشاعر لكيس الدراهم هو شطب للعبارة المخجلة (أعطوه ألف درهم) من قاموس الشعر والأدب والثقافة كمكرمة أو هبة التي  تمنح للمطبلين والمداحين في حدائق السلاطين  والمسؤولين من وقت الخلفاء والامراء وإلى زماننا السيء هذا.
 ما فعله مظفر نواب إشعار جميل  لجميع المثقفين الذين لا يتوانون من قبول الهبة مهما كانت هزيلة أو تافهة، ومن اجلها ينسون كل القيم و المباديء.
  فيا درك أيها الشاعر العفيف حين ترفض ما تحتاجه وفي وقت عصيب وأنت على فراش المرض.
 نعم لقد كتبنا عن فؤاد سالم ورقوده وحيدا في إحدى مستشفيات دمشق وسركون بولص والجواهري  وبلند الحيدري  وعشرات الأدباء والمثقفين العراقيين المبثوثين على وجه الكرة الأرضية، لا ندري بأي ارض يمرضون أوفي أية بقعة تنتهي رحلتهم مع التعاسة والتشرد عن الوطن،  ولم نتمنى أبدا أن تأتيهم أية مكرمة أو هبة من السلاطين أو من الأمراء ،  هؤلاء المبدعون قدموا للوطن شرايين قلوبهم لم ينسوه يوما حفظت ذاكرتهم كل حرف من اسمه تغنوا بكل قرية من قراه بكل زقاق من أزقته حملوا معهم العراق بجباله بسهوله و أهواره في حلهم وترحالهم. إذا أراد أحدا أن يرد إليهم ديونهم المستحقة لهيأ الساحة العراقية لاستقبالهم أولا، ليمكنهم من العيش فيه بكرامة إنسان بسيط، ليلمهم من الشتات يفتح قلبه ليأويهم  تحت شغافه ، هذا ما يحتاجونه مبدعينا اما أسلوب ( مكرمات القائد) فهذا الأمر لا يقبله على نفسه من كان على شاكلة شاعرنا الفذ مظفر النواب .الذي يقول في إحدى روائعه:
  لعنتم على الركض خلف كروش الزعامات / فيما الزعامات باعت ذبيحا وحيا /وثم هناك صفقة ارض / فكونوا على حذر البندقية / فالديك سوف يصيح/ بحق السماوات حتى اذا الديك صاح على خطأ/ فهنالك نهار /
مظفر نواب نسمعه كشاعر  منذ كنا في ريعان الصبا يتغنى بالعراق يتغنى بسجونه بمعتقلاته، كنا من هواة قراءة شعره بالمناسبات نحفظ ما يقوله وخاصة تلك القصيدة  التي تغنى بها بالمرأة العراقية عندما تأتي لتزور ابنها في المعتقل، هذا الشاعر المناضل الذي كان مجرد قراءة مقطع من شعره يتعرض القاريء إلى السجن والملاحقة من قبل أجهزة السلطة الديكتاتورية.   
يا بني ضلعك من رجيت
لضلعي جبرته وبنيته
يا ابني خذني لعرض صدرك
واحسب الشيب اللي من عمرك جنيته
يا بني طش العمى بعيني
وجيتك بعين القلب أدبي على الدرب ألمشيته
شيلة العلاكة يا بني
تذكر جتوفي بلعب عمرك عليهن
سنة وكفوفك وردتين على رأسي
وبيك أناغي كل فرح عمري لنسيته
ومظفر نواب عرفناه مناضلا صلبا يفضح الديكتاتورية واساليبها الحمقاء في مطاردة الوطنيين وكان كل سجن يرتاده يحوله الى مدرسة لتعليم دروس التضحية وحب الوطن
بهكذا أبيات كان شاعرنا يطارد أشرس النظم الديكتاتورية قاطبة ولم تستطيع بكل وسائلها القذرة النيل منه ومن حبه وتعلقه بالإنسان العراقي الكادح لقد كان شعر مظفر النواب سواء ذلك المتميز بصوته وإيقاعه العالي شعره الشعبي صورة صادقة للوطن، نراه تارة يتغنى به بنخيله بمياهه بجباله ووديانه الطيبة وتارة أخرى يثور حيث يرى الوطن قد غادره ورفاقه بعيدين عنه ولم يتبقى له غير الظل وهذا يخشى عليه فراقه. 
يا وحشـةَ الطرقات
لا خبر يجيء من العراق
ولا نديم يُسكر الليل الطويل
مضـت السنين بدون معنى
يا ضياعي
تعصف الصحراء وقد ضل الدليل
لم يبق لي من صحب قافلتي سوى ظلي
وأخشى أن يفارقني
وإن بقي القليل 
في شعره باللغة العربية الفصيحة رغم جنوحه نحو الرزانة إلا عندما تأخذه سورة من الغضب على الحدث يكسر كل الموازين التقليدية للمفهوم التقليدي للقصيدة العربية مستخدما ما يوفره له المعجم العربي من ألفاض وشتائم ومن أوصاف مستعينا بالعامية إن لم يجدها في الفصحى، ليصب جام غضبه على رؤوس القادة والمسؤولين عن معانات الوطن وابنائه، يخاطبها وكأنها ليست أمامه سوى بعض الحثالة المارقين المتحكمين بهذا الشعب البائس.
قممْ
قممْ
قممْ...
معزى على غنمْ
جلالة الكبشِ
على سمو نعجةٍ
على حمارٍ
بالقِدم
*****
وتبدأ الجلسة
لا
ولن
ولم.
ونهي فدا خص....كم سيدي
والدفعُ كمْ؟!
ويفشخ البغل على الحضور
حافريهِ
لا. نعم
وينزل المولود
نصف عورة
ونصف فم.
لقد كان الرئيس جلال الطالباني صادقا  ومحقا بوصفه لهذا الشاعر عندما عاد من الاغتراب والذي دام أربعة عقود من الزمن عندما خاطبه قائلا:
لنا أن نفخر بك والشعب أن يعتز بك رمزا في الإبداع وفي النضال، أشعارك مدرسة نضالية  تربى على قيمها الثورية الفلاحون والعمال والطلبة وسائر فئات الشعب التي قاومت الديكتاتورية  ..
ولكن يبدوا أن اغتراب شاعرنا مظفر سوف يطول وستكون بيروت أو أية عاصمة أخرى وطنا له فالشاعر كالعصفور إذا ما نبذته شجرة تتلقفه العشرات من مثيلاتها إنها رحلة الاغتراب التي لا تنتهي فكما الجواهري اختار دمشق فشاعرنا سيختار أيضا بيروت أو سواها فكل العالم موطنه عدا العراق..




309
أستاذنا العزيز  كاظم حبيب هل مؤتمركم سينقذ ما تبقى من (هؤلاء) أتباع الديانات الغير المسلمة؟ وتساؤلات أخرى
                                                                                                                          بطرس نباتي
نشر الأستاذ الموقر كاظم حبيب في  موقع عنكاوا مقال   حول المؤتمر الذي  ستعقده هيئة الدفاع عن (أتباع الديانات والمذاهب الدينية) والتي تأسست في 2004 في السليمانية، بمبادرة كما يسميها من بعض الناشطين في مجال حقوق الإنسان والمجتمع المدني في الداخل والخارج ويشير في مقالته على أن المؤتمر سيكون له أهميته في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من أبناء (هؤلاء) أتباع الديانات والمذاهب وذلك بالدفاع عنهم، ولا ندري هل جميع الأديان مشمولين بهذا الدفاع والإنقاذ أم أن المنظمة تدافع عن المتعرضين للاضطهاد من أبناء الديانات الغير المسلمة كما جاء في استعراضه لأهداف هذه المنظمة في السطور التي تلي المقدمة، ففي وقت كان أبناء الطائفة الشيعية مضطهدين في جزء من العراق بينما كان السنة مضطهدين أيضا في جزء آخر من العراق، لذلك كانت دائرة  المشمولين بالدفاع عنهم من قبل هذه المنظمة تتسع لتشمل جميع أتباع الديانات( وهذا بموجب تسميتها الرسمية) ولكن بتصوري وحسب معطيات المرحلة الراهنة وبعد أن تلافى الإخوة في الدين الفتنة الطائفية  كما كان يطلق عليها، وتوجهوا إلى أمور أخرى ومنها إفراغ ديار المسلمين من النصارى وغيرهم،  فأن هذه المنظمة أصبح معظم شغلها يتركز في الدفاع عن أتباع الديانات الغير المسلمة، فأتباع هذه الديانات وما تتبعها من مذاهب، هم وحدهم الذين يتعرضون للاضطهاد والتهميش في البنية العراقية الجديدة ،لذلك سوف احصر بعض ما أراه مهما في هذا السياق:
1- كنت أود أن يقدم  الأستاذ كاظم حبيب للقراء ما عملته وما قامت به هذه المنظمة من أعمال جليلة لإنقاذ أو للدفاع عن أتباع هذه الديانات، وما هي الإجراءات العملية التي اتخذتها بالنسبة للقوائم التي قمتُ بنشرها في العديد من المواقع الالكترونية وكل قائمة منها تتضمن عشرات الأسماء الذين تم اغتيالهم منذ 2004 ولغاية 2007 أي منذ تأسيس هذه المنظمة وجميعهم من أتباع الديانة المسيحية وسجلت التهم ضد مجهول ، هل حاولت هذه المنظمة مساعدة ذويهم بالتوصل إلى الكشف عن هذا المجهول يا ترى، وكنت أتمنى بأن لا يكتفي أستاذنا الفاضل بالعموميات حيث يذكر ( إذ سعت منذ تأسيسها حتى الآن إلى تأمين عدة مسائل جوهرية الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب الدينية كافة الذين يتعرضون للإرهاب والقتل والتشريد والتهجير والسيطرة على دورهم وما يملكون من خلال إصدار البيانات الاحتجاجية والإدانة ومطالبة الحكومة العراقية بتأمين الحماية اللازمة لهؤلاء المواطنات والمواطنين ولدور العبادة باعتبار ذلك واجب الحكومةالأول) .
 فلا ندري أين سعت وكيف وما هي نتائج سعيها المشكور هذا؟وهل مجرد إصدار بيان شجب واستنكار كاف لوقف ما يتعرض له (هؤلاء)بينما هناك مساع اكثر عملية من الشجب والاستنكار لابد ان أستاذنا العزيز يعرفها لكونه سياسيا قديرا خبر في حياته السياسية ونضاله الطويل الأساليب العملية في مثل هذه الحالات، وكنت أود بدل هذه الجمل الإنشائية أن تذكر للقراء ماذا عملت هذه المنظمة وكم من قنوات اتصال  فتحت مع اتباع هذه الديانات للتعرف على ما يهددهم وخططها المستقبلية لرفع المعانات عنهم.
2- لقد اغتيل غدرا الشهيد المطران فرج رحو ورفاقه في الموصل وقبل اغتياله أُعلن عن اختطافهم، فهل قام بعض الناشطين في هذه المنظمة المدافعة عن أبناء الديانات والمذاهب بالاتصال بالرئاسة الكنسية أو بأحد أفراد أسرته للإطلاع على مجريات هذا الحدث الأليم؟
 وبعد العثور على جثته الطاهرة ما هو موقف هذه المنظمة ؟ وماذا فعلت؟ لإثارة هذه القضية التي لا تقل أهمية عندنا من قضية الحريري المعروضة أمام المحكمة الدولية.
 والقضية الأخرى التي لم تقل عن الأولى وحشية ألا وهي تفجير باصات نقل الطلبة من بغديدا ( قرقوش) إلى الموصل وراح ضحيتها خيرة شبابنا وشاباتنا، والتي على أثرها انسحب معظم طلبتنا من جامعة ومعاهد الموصل أو تركوا الدراسة ، وأستاذنا الجليل يؤكد على إيصال صوت (هؤلاء) الناس إلى الجهات الإقليمية والدولية، فيا ترى أوصلت المنظمة ملف هذه الجريمتين إلى المحافل الدولية، أليس لدينا الحق في معرفة هل أن المنظمة قامت بعملها كما يجب ؟ حسب هذا المبدأ الذي يذكره صراحة أستاذنا العزيز أم أن مؤتمراتها وما تقرره هي كما هو حال غيرها من المؤتمرات ما أن يجف حبرها حتى ينتهي مفعولها.
حيث يذكر في تعداده لمآثرها بأنها عملت على
(إيصال صوت هؤلاء الناس إلى الجهات الإقليمية والدولية وخاصة الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني والكنائس العالمية وعلماء الدين المتنورين ولبنات وأبناء الشعب العراقي كافة للمشاركة في الدفاع عن كل من يتعرض للتمييز والاضطهاد والتعذيب والتشريد والتهجير والقتل في البلاد بغض النظر عن دينه ومذهبه أو عقيدت)  
فلا ندري ما هي الأصوات التي أوصلتها ؟ ولمن كانت هذه الأصوات ؟وكم من علماء الدين جمعتهم ليدافعوا علنا عن أتباع هذه الديانات وعندما اتصلت بالأمم المتحدة والمنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان ماذا كان رد هذه المنظمات؟
الأستاذ الموقر كان مطالبا أن ينشر بعض المطالب الحقيقية لهذه المكونات ومنها مثلا المطالبة بإيقاف وعدم السماح بما يحدث من تغير ديموغرافي في قرى وقصبات تواجد المكون المسيحي أو بإيجاد منطقة آمنة لهذه المكونات أو تحويل سهل نينوى الذي يضم معظم أبناء هذه المكونات إلى محافظة حسب الاستحقاق الجغرافي أو حتى مطلبهم بالحكم الذاتي أو الإدارة الذاتية، المكونات هذه تطالب بهذه الأمور فهل المنظمة والمؤتمر على استعداد لتقبلها ودعم المطالبة بها حتى من باب اضعف الإيمان؟
3- مأساة  كنيسة سيدة النجاة عرفها القاصي والداني وقد حدثت إشكالات عديدة حينما كان الإرهابيون داخل مبنى الكنيسة يقتلون بدم بارد المؤمنون وقت الصلاة وجميع المطلعين على الواقعة أكدوا تهاون الأجهزة الأمنية في إنهاء الفاجعة بعدد قليل من الخسائر ، فهل هرع أعضاء هذه المنظمة إلى بغداد للأشراف أو للتعرف عن قرب على الواقعة؟ وما هو الدافع ورائها؟ ماذا عملوا يا ترى بعد مقتل الآباء الكهنة والشمامسة والناس المصلين ؟
أنا اشك إن كانوا قد تذكروا بإصدار بيان يشجب و يدين هذه الجريمة النكراء.
هناك فتاوى عديدة تصدر من بعض الأئمة سواء في العراق أو في دول أخرى تدعوا صراحة إلى إفراغ ديار المسلمين من النصارى، ما هو موقف المنظمة منها؟ هل قامت بتوثيقها وأرشفتها والعمل على دحضها؟ هل تتابع المنظمة ما يصدر عن الجماعات سواء من الإسلام السياسي أو من أطراف غير إسلامية ،  ما من شأنه إثارة الفتن والنعرات  بين أبناء الأديان والطوائف.
4- لقد تم تهميش المسيحيين في مسألة تخصيص مقعد يتيم في الهيئة العليا للانتخابات فهل نصح أعضاء هذه المنظمة أو قدموا  للحكومة أو لرئيس الجمهورية أو لمجلس النواب  مقترحاتهم على سبيل المثال زيادة مقعد واحد أو حتى مقعدين للمسيحيين وللصابئة المندائيين ماذا يفرق إذا كانت عدد الكراسي ( المقاعد) تسعة أو (11) أو (10) أن لم تكن الغاية من التسعة هي تهميش هذا المكون كما همشت مآسيه في ديباجة الدستور وغيره من القوانين التي لحد الآن  ولم يعترض عليها كائن من كان من خارج أبناء هذه المكونات .  
5- يبدوا أن المنظمة قد عقدت مؤتمرا آخر في السليمانية أيضا وتمخضت عنه قرارات وتوصيات، أليس جديرا بهذه المنظمة أن تعلن على الملأ ماذا فعلت وماذا قدمت لأبناء هذه الديانات والمذاهب قبل عقدها لمؤتمرها الآخر، فهل يا ترى؟ هذه المؤتمرات والندوات التي تعقد من اجل أتباع هذه الديانات وفي سبيل الدفاع عنهم لا تفرق عن سواها التي تعقد وغايتها تجمع عدد من الأشخاص( الأصدقاء والمعارف) من الداخل والخارج للتعارف وارتشاف القهوى والتمتع بالمناظر الخلابة لطبيعة السليمانية الجميلة ثم حمل الحقائب والعودة إلى أوطان المهجر وكأن ( يا بو زيد ما غزيت)
 كما هو الحال في المؤتمر الآخر الذي عقد لنصرة الشعب الكوردي والذي لم تجف أحبار مقرراته حتى أعلن رئيس وزراء العراق ووزير الدفاع والداخلية والماليه والبنك المركزي إضافة لوظيفته ، (حفظه الله ورعاه) عن تشكيل قوات شرق دجلة( لنصرة الشعب الكوردي أيضا) وسط صمت مطبق ممن كانوا في اربيل بالأمس ، هل أن هذا المؤتمر سيكون كمثيلاته وما أن تنتهي أعماله حتى يأمر( حفظه الله) بتشكيل قوات أخرى باسم شرق الموصل، أم أن القادمين إلينا  سوف( وهذه السوف والسين هي الرائجة في سوق أحلام وتطلعات العراقيين اليوم) يخرجون بأمور أكثر عملية وأكثر من خطابات رنانة، شبعنا منها حد التخمة،  ولكن كونهم يؤكدون كما جاء في مقال الأستاذ الفاضل حول المؤتمر الموعود رابعا : ( لقد كان دورنا ينحصر في ممارسة الأساليب السلمية والديمقراطية ومنها إصدار البيانات والنداءات ) فإذا كان هذا دوركم في السابق فنحن ننتظر لما سيكون عليه الآن، وخاصة أن المؤتمر مهما قيل عنه وكتب سوف ينعقد فهو باستضافة فخامة رئيس الجمهورية وسيادة ملا بختيار وبحضور شخصيات وطنية وفكرية من خارج الوطن وداخله ،فهل يا ترى سيقتصر على إصدار بيانات الإدانة والاستنكار والشجب والسين والسوف؟ أم أنكم (سَ)(رغم ألمنا  العميق من السين والسوف ) ، تحاولون أن تكونوا أكثر عمليين مما كنتم عليه لحد الآن، أتمنى ذلك رغم أن قائمتكم والحمد لله تخلوا من أي اسم من أسماء أبناء الديانات والمذاهب الغير المسلمة ويبدوا أن المفكرين  والناشطين في المجتمع المدني من أبناء (هؤلاء) (أبناء المكونات) قد انقرضوا أو انتقلوا إلى كوكب آخر يتعذر الاتصال بهم، لكونهم خارج التغطية، أو هم غير جديرين بالحضور إلى مؤتمركم الموقر هذا، لطرح معاناتهم ومشاكلهم ومحضراتهم لكون( أهل مكة أدرى بشعابها) ولكم ألف تحية  متمنيا من كل قلبي النجاح لمؤتمركم هذا ودمتم ..  
    

310
رغم انشغاله بأمور عديدة 
ندعو الأستاذ نيجيرفان بارزاني للالتقاء بشباب عنكاوا
بطرس نباتي
   كثر الحديث قبل أشهر عن الأبراج الأربعة التي تبنى في عنكاوا رغما عن إرادة أهلها، وفي هذه الأيام أثيرت هذه القضية من قبل البعض ممن يهمهم  امر البلدة ومستقبلها،  وعند البدء بالمشروع من قبل الشركة المنجزة وهي شركة اشوربان جمعت تواقيع لرفض المشروع وصدرت دعوات إلى التظاهر ضده وسبب هذه المعارضة لم يكن نتيجة وجود أية مشاكل أو تعارض مع المستثمرين في هذا المشروع أي لم يكن  أمر شخصي بين أصحاب المشروع أو الشركة المنفذة له، ومعارضيه من أهالي البلدة، لأننا إلى هذا الحين لا نعرف صاحب المشروع الفعلي كما نجهل أصحاب العديد من المشاريع التي أنجزت في القصبة سابقا ولا مجال لذكرها هنا،  الأمر الذي يعارضه هنا أهلنا في عنكاوا يتمثل في أن الأبراج ومعها التجمعات السكنية في القرى العصرية في شمال شرق عنكاوا، عندما تسكن ستضيف ثقلا ومعاناة إضافيين على سكان البلدة هذا من جهة وما سيلحقها مستقبلا من التغير الديموغرافي  وما تسببه هذه المشاريع الاسكانية، من زحام لا مبرر له في بلدة لم يكن يتجاوز عدد سكانها قبل 2003 ثلاثة عشر ألف نسمة تصاعد بعد ذلك ليصل إلى حوالى 40 ألف نسمة يعيشون على ذات الخدمات من ماء وكهرباء وشوارع وأزقة،  منذ الثمانينيات ولحد الآن، عدا ما أضيف إليها من أحياء سكنية بدون تخطيط لما تتلقاه تلك الأحياء من خدمات ذاتها ومن ذات المصادر التي تواجدت منذ السبعينيات وربما قبلها. وبناء على ذلك  تم تأجيل المشروع ليرى النور مرة أخرى وبإصرار عجيب، ولا زال  بعض كتابنا  يحاول إثارة الموضوع مبينا الأضرار التي سيسببها مثل هذا المشروع.
ومن جهة أخرى بعد الحركة العمرانية والإقبال الشديد لعشرات الشركات الأجنبية والمحلية للاستثمار في الاقليم وإنشاء مطار اربيل الدولي على ارض عنكاو حيث لا يبعد عن دورها السكنية سوى أمتار قليلة ، تواجدت عشرات الفنادق والشقق الفندقية في عنكاوا كما استغل البعض الوضع وقام باستئجار شقق وعمارات داخل المناطق السكنية وبالقرب من أماكن العبادة ليحولها إلى بارات، بعد تغير بعض إدارات هذه البلدة تم غلق بعض من هذه المحال ولكن للأسف  يبدوا أن المساعي التي بذلها مشكورا من اجل غلقها  السيد جلال حبيب مدير ناحية عنكاوا لا زالت تتعثر بسبب لجوء بعض أصحاب هذه البارات إلى القضاء أو بإتباع طرق ملتوية من قبل أصحابها حيث يدعون بأنهم سيحولون تلك الأماكن إلى مطاعم و مقاه  ولكن هذا الأمر لم ينفذوه  في الواقع وكل ما فعلوه لم يتعدى سوى تغيير يافطة المحل  فقط ، أي (من برة خام ومن جوه يعلم الله ) حصول هذه الأمور وغيرها أدى إلى زيادة التذمر بين أهالي عنكاوا وبالأخص الشباب منهم لأنهم واجهوا واقعا لم يألفوه من قبل هذا الواقع أصبح يوما بعد يوم ضاغطا على حريتهم وخصوصيتهم الاجتماعية، لأن هذه البلدة لم تكن يوما من الأيام منتجعا سياحيا ، لذلك يعمد من يأتينا من خارج البلدة وهم بالمئات إلى مشاكسة أهاليها والتضييق على حرياتهم الشخصية وهذه ماثلة في ظاهرة التحرش بالأنثى التي غالبا ما تؤدي إلى التصادم مع شبابنا.
اليوم بعد أن أعطت الشركة المسؤولة عن بناء الأبراج الأربعة الوعود بأنها سوف لن تبيع شققها إلا لسكنة عنكاوا من المسيحيين وإنها ستحترم أرادة أهالي عنكاوا بالحفاظ على ديموغرافية البلدة ، وهذا ما حدثني به وأكده أحد الأشخاص الذين حجزوا شقة في هذا المشروع،  اليوم هذه الشركة مطالبة بالبرهان على مصداقيتها وذلك بالكشف عن الأسماء التي حازت على الشقق في هذا المشروع، وبإعلانها عن المقتنين سوف تحقق العديد من المكاسب ومنها أنها سوف تسترد ثقة أهالينا في عنكاوا بها وبمشاريعها، إذا ما كانت قد نفذت وعدها أمام السادة المسؤولين وعلى رأسهم السيد نوزاد هادي محافظ اربيل، وربما عندما يجد أهالينا في عنكاوا بان الشركة ماضية بتنفيذ هذا الوعد ستقدم عوائل أخرى من أهالي عنكاوا الأصليين في اقتناء هذه الشقق وارى أن تقدم الشركة عبر ممثليها وأصحاب هذا المشروع على فتح حوار إيجابي  مع أهالي عنكاوا وخاصة مع شبابها لتتعرف على مطالبهم ونواياهم ، وان تعتذر لهم لكونها قد آلمتهم كثيرا نتيجة  الإنذار الموجه إلى بعضهم والذي كان بصيغته البعيدة جدا عن التعامل القانوني والقضائي ولا ادري كيف يمكن للمحكمة التي أصدرته أن تعبر عن إرادتها بهذا الأسلوب ( وقد اعذر من انذر) هذه الصيغة   كانت ترد في التعامل مع القرى المرحلة إبان العهد الصدامي حيث كانت الدوائر الأمنية تسلم  ورقة  فيها مهلة الإخلاء إلى مختار القرية مشفوعة بعبارة(وقد اعذر من انذر) وقد أطلعت عليها في حينها عندما كنت في قرية خرابه دراو التابعة لقضاء خبات قبل ترحيلها وهدم منازلها إلى مجمع كوركوسك ،   وهذه العبارة كان يجب أن تخدش ذاكرة المواطن الكوردستاني الذي عانى منها الويلات والكوارث طيلة عقود ماضية، وكان يجب استبدالها بصيغ قضائية أخرى  منذ انتفاضة آذار المباركة أي بعبارة أخرى بعيدة عما استخدم آنذاك لإذلال المواطن الكوردستاني.
أما بالنسبة إلى البارات وما يدعى بالكافيتريات ، بعد أن وصلت في نظري الجهود المبذولة من قبل الحريصين على مكانة عنكاوا وسمعتها إلى طريق مسدود أرى أن يصار إلى اتخاذ إجراءات أخرى  تقع ضمن الردع الأخلاقي  والاجتماعي وكما سأبينه .
 مما يجب أن نعترف به أن  هذه  معظم البنايات التي تشغلها هذه المحال تعود إلى أهالي عنكاوا  وهم من قاموا سواء عن طريق أصحاب المكاتب أو بأنفسهم بتأجيرها ربما مستأجريها لم يصرحوا حينها عن نيتهم في جعلها بارات أو أماكن لإقامة الحفلات وغير ذلك مما يأنف قلمي بإطلاقه عليها لأنها في عنكاوتي العزيزة،  أرى بعد أن  لمسنا أثرها السيء على عنكاوا وسمعتها أن يصار إلى دعوة شخصيات لها وزنها الاجتماعي ومن كبار السن، من بعض الرموز في عنكاوا برئاسة الأباء الكهنة وبحضور مدير الناحية وبعض المسؤولين الأمنيين وبالاستعانة من بعض القانونيين الذين يهمهم هذه الحالة، وان يتم التحاور مع أصحاب هذه الأماكن أي أصحاب البنايات المؤجرة،  لإيجاد صيغة قانونية لإخلائها،  ومن النادر أن يوجد بينهم من يود أن تسوء سمعة بلدته وسمعته أيضا  نتيجة ما يحققه من ربح تافه من جراء تأجير بنايته لبار أو لغير ذلك، أما الدعوة إلى التظاهر والمسيرة وغيرها والتي يناظر فيه البعض ويرى فيها الخلاص، هذه الأمور قد جربناها سابقا في عنكاوا فمن العسير جدا إنجاحها الآن لأسباب معروفة منها ما صرح به  أكثر من مرة بعض إدارات منظمات المجتمع المدني في عنكاوا التي كانت تتحضر لمثل هذا الأمر قبل أشهر من الآن، والأمر الآخر ما نعيشه نحن المسيحيين في باقي مدن العراق من تهميش ومحاربة ودفع أبناؤنا إلى ترك البلد ولم يتبقى مكان في العراق امن للمسيحين سوى أقليم كوردستان وهذا الاقليم  أيضا لا يفترض بنا أن نقول بأنها تحول  إلى ديلمون أو جنة عدن ثانية لنا وأحداث زاخو ودهوك وغيرها  خير مثال،  حيث لولا تدخل القيادة الكوردستانية وبذلها لتلك الجهود الجبارة لكان قد حدث ما لم تكن تحمد عقباه أبدا، وحتى المسيرة برأي لو جرت لما أتت بنتائج فورية لأن قضية بارات والأبراج الأربعة وأراضي عنكاوا وتعويضاتها تحتاج إلى أوامر من مجلس الوزراء ولا احد باستطاعته تحريكها سوى الأستاذ نيجيرفان بارزاني الذي ادعوه وبإخلاص إلى الالتقاء بشباب عنكاوا في حوار حر مفتوح ، للاستماع  إليهم وحل هذه المشاكل  وغيرها التي تعاني منها هذه البلدة الطيبة والتي لا زالت مثالا رائعا لباقي مدن العراق في التعايش السلمي والأخوي والأستاذ نيجيرفان الذي شاهدناه يحاور في العديد من المحافل الشبابية  والطلابية يتمتع بطاقة شبابية عالية وبفكر متفتح يمكنه استيعاب مشاكلهم وحلها وارى أن تنظم إدارة نادي شباب عنكاوا وهي الجهة الأمثل مثل هذا اللقاء  .

311
من المستفيد من إطلاق اسم عنكاوا على بطل عرق ؟
                                                                                                                              بطرس نباتي
 تطلق التسميات على المناطق العامة والمتنزهات وحتى على السلع الغذائية لتعطي شهرة وسمعة لذلك  المنتج أو لذلك المكان ، فشارع سعدون أطلق هذا الاسم تيمنا بأول رئيس وزراء العراء محسن السعدون والرشيد تيمنا بالخليفة وقاعة بيشاوا تيمنا بالقاضي محمد مؤسس دولة مهاباد وملعب الشهيد فرنسوا الحريري وغيرها، هذه التسميات لا تطلق جزافا وإنما تستخدم بعد الدراسة والتمحيص، وهناك شركات تجارية أو صناعية تستخدم تسميات ولكنها تستخدمها ضمن إجراءات وقوانين خاصة بتأسيس الشركة ونوعها،  لأنها تطلقها  اجل نيل الشهرة وزيادة صرف منتجاتها وخاصة إذا ما تسمت بها منتجات غذائية تقع ضمن التبادل التجاري ، فأن ذلك الأمر لا يجاز إلا بعد نيل الأذن من أصحاب الاسم أو المسمى التجاري ذاته ، فمطاعم)  ( KF Cوماكدونالد وعرق توما،  لا يمكن لغير هذه الأسر والشركات الإنتاجية من إطلاقها ومن استخدمها بدون إذن منها، يقع تحت طائلة قوانين وعقوبات ذلك البلد ، ونحن هنا في اقليم كردستان السنا ملتزمين بعبارة ( ياسا سةروةرة) أي القانون فوق الكل ،  فما دام هناك قانون وهو فوق الجميع ويجب أن يطبق ، فالقانون ينص على استخدام اسم بدون رضا أصحاب أو من يحملون تلك التسمية وخاصة إذا ما استخدمت تلك التسمية من اجل الترويج التجاري وتحقيق الأرباح يعتبر ذلك مخالفة صريحة لقانون الشركات المرقم 21  سنة1997 والمعدل في 2004.
نزل إلى الأسواق (عرق) أي مشروب كحولي يسمى عنكاوا وكتب عليه بالعربية والسريانية ، هذا الأمر ارغب بمناقشته من زاويتين مختلفتين .
الأولى ربما يقول البعض وما الضرر بذلك وخاصة هؤلاء الذين لا يهمهم أي شيء لا سمعة هذه البلدة العريقة ولا المتاجرة باسمها المبارك. أما الأغلبية من أهالي عنكاوا الأصليين وحتى الساكنين فيها حديثا فأنهم يستنكرون مثل هذا الأمر، لأن في مجتمعنا ذات الأغلبية الرافضة للمشروبات الروحية تجد في هذه التسمية إهانة لها ولمدينتها لا يمكن السكوت عنها.
ومن اجل أن لا ننجرف وراء العاطفة كما ينصحني دوما أصحاب العقول الراجحة، وان لا ننفعل من كل كبيرة أو صغيرة سوف أمارس الهدوء والتعقل في تفسيري لهذه الظاهرة معتمدا على المنطق والواقع موجها بعض الأسئلة إلى القائمين على شؤون البلدة المختصين بهذه المسألة اي رئيس بلدية عنكاوا ومجلس البلدي المنتخب في عنكاوا، وسؤالي محدد وبسيط جدا .
هل أعطيتم أي ترخيص للشركة المنتجة ( شركة جلنار) لكي تطلق اسم بلدتكم على هذا المنتج ؟ وإن كانت الإجابة بنعم ما الفائدة أو الأرباح التي ستجنيها البلدة من جراء استخدام اسمها على هذا المنتج؟  فعلى سبيل المثال كم النسبة من الأرباح ستذهب إلى المشاريع الخيرية أو إلى بناء مستشفى أو تعمير مركز صحي أو تشييد دار عجزة؟ ،كم خصصت هذه الشركة من الأرباح لمساعدة المرضى بالأمراض المستعصية؟ ، فإن كانت الشركة فردية أي جرى تأسيسها من قبل فرد أو تكون مساهمة  بموجب قانون الشركات    ألأنف الذكر يجب أن تطلق على منتجاتها اسم الشركة أما إذا أطلقت على منتجها اسما آخر فمن شروطه أن لا يكون مظللا للمستهلكين كما يتوجب إستحصال  موافقة الطرف الذي يحمل الاسم، وأتصور مجلس البلدي في عنكاوا هو الطرف المسؤول عن هذه الإجازة لأن المجلس لا زال لحد الآن المجلس المنتخب وعليه تقع كل المسؤوليات لحين انتخاب مجلس آخر، لأن البلدة لا يمثلها أي مسؤول أو موظف  حكومي  لوجود مجلس بلدي ذهبنا إلى صناديق الاقتراع  وانتخبناه وأعطيناه مفاتيح بلدتنا وخولناه  بإدارة شؤونها فعليه تقع كل المسؤوليات وعليه تقع مسؤولية فضح كل الممارسات التي تقع ضد مصالح البلدة وساكنيها، فإن عزف عن ذلك فهو يخون إرادة البلدة وناخبيه .
و الحل في نظري يتمثل  في  ملاحقة هذه الشركة قضائيا وتقديم شكوى من قبل بلدية عنكاوا على صاحب الشركة ومن حق  أهالي عنكاوا التعرف على الشخص او الجهة التي أعطت الأذن لهذه الشركة.  
فالشركة حققت فائدة ربحية سواء لصاحبها أو للمساهمين بها إن كانت شركة مساهمة ،  من جراء هذا العمل وكسبت شهرة لكون غرضها تصريف المنتج محليا، والأمر الآخر إنها أساءت إلى عنكاوا وأهلها وتصرفت خارج إرادتهم وإذا ما ادعت أن عملها هذا يقع في مصلحة البلدة ، يا ترى  ماذا تجني البلدة من جراء هكذا تصرف؟  لقد دعونا مرارا إلى إعطاء عنكاوا صفة الثقافة والفن والابتعاد في هذا الزمن السيء وفي هذا الظرف عن وصمها بأنها محل للمشروبات الروحية كما يريد البعض لها أن تكون، وهذا الأمر لن يتم إلا بدفع المنظمات المجتمع المدني بالعمل من اجل المساهمة بالحركة الثقافية في عنكاوا وممارسة الأنشطة الثقافية المختلفة، فعنكاوا بكنائسها العامرة ومدارسها ومتعلميها ومثقفيها ترفض أن يكون اسمها على بطل عرق وليكن اسمها عاليا مرفرفا فوق سارية الثقافة والعلم .





312
محاولات زرع الفتن والأحقاد..
                              الفلم  الأخير نموذجا
                                                                                                                        بطرس نباتي

دأبت بعض الأوساط الإعلامية سواء في الغرب أو في الشرق على إثارة الفتن بين الأديان المختلفة مستغلة تعاطف الشعوب مع رموزها الدينية وإيمانها المغروس في الذات البشرية بان ما يؤمن  به  الإنسان منذ طفولته هو الصحيح وهو الذي يجب أن يحافظ عليه وان لا يسمح لأحد ما مهما كانت ذريعته من النيل منه والتجاوز عليه ، فلإسلام والمسيحية واليهودية والبوذية والزرادشتية والازدية وغيرها،  كلها عقائد واديان بعضها سماوي كما يتم وصفه وبعضها الآخر عقائد خاصة بشعب أو مكون ما،  يؤمن بها الفرد وينتقل الأيمان بها كموروثات داخل الأسر التي من أحدى واجباتها نقل ما تؤمن به إلى أفرادها منذ ولادتهم والمحافظة عليه  وتنميته، وكل طرف او جماعة  تعتقد أن ما آمنت  به وتقبلته هو الصحيح أو تعتقد بان جميعهم  أو بعضهم ديانات سماوية ، ولديهم أنبياء ورسل ولكن ما يعتقد هو أو ما يعتنقه هو الأصح وهو الجدير بان يدافع عنه حد الشهادة  أو هو الأصلح للمجتمع وللبشرية جمعاء ، هذا الأمر أصبح يُستغَل من قبل وسائل الإعلام سواء في العالم الإسلامي أو في بعض الدول الغرب التي لا تتبنى المسيحية في دساتيرها كدين رسمي للدولة،  كما تتبنى الديانة الإسلامية  في بعض دساتير  الدول في الشرق،  وسائل الإعلام هذه تدفع بالخلافات الموجودة أصلا في العقائد والأديان نحو الأسوأ، ولكن من الملاحظ وجود مثل وسيلة إعلامية واحدة لدى طائفة مسيحية مثلا توجد العشرات مثلها عند الطرف الآخر توجه خطاباتها ضد المسيحية وبتمويل بعض الدول الإسلامية، برأي إن الخطاب الإعلامي المسموم والمليء بالمتفجرات التي تحاول هذه الوسائل  الإعلامية زرعها وبثها بين معتنقي الديانات الثلاثة الإسلام والمسيحية واليهودية إضافة إلى وجود وسائل أخرى وجدت أصلا لزرع الفتن والضغائن بين المؤمنين بالإسلام أيضا وإظهار الخلافات التاريخية والعقائدية بين أهل السنة والشيعة هذا الإعلام البغيض والمغرض يدفع نتيجته أناس بسطاء وذلك بنشر الغضب والانتقام في الشارع سواء كانوا مسيحيين أو إسلاما أو يهود.
 في هذه الأيام  تعيش المنطقة الإسلامية على بركان متفجر نتيجة الفلم القبيح الفاقد لكل ميزة أو لمسة فنية،  وفحواه وربما يكون دوبلاجا  كما صرح به مخرجه وممثلته مؤخرا،  ولكن من الملاحظ  ولا بد الوقوف إزائه .
 أن الدوائر التي أثارت الناس حول هذا الفلم الضحل،  لما لم تذكر ما أنتجته قبل عدة أشهر أهم مؤسسة للإنتاج السينمائي في أمريكا وهي هوليود حول حياة ورسالة النبي محمد من أفلام جيدة ،   والتي كانت الغاية من إنتاجها تمجيد النبي  إظهارعظمته ودوره في نشر رسالة الإسلام وقدرت كلفه أحد هذه الأفلام ب200 مليون دولار وهو من إخراج باري اوس برن و يعمل فيه منذ 2010 وقد اشرف على نهايته والفلم الآخر أيضا في تمجيد الرسالة المحمدية والتي أثارت أوساط المجتمع الأمريكي وهو بعنوان خلود الرسالة ، هذه الأفلام وغيرها مما أنتجته المؤسسات المعترف بها  في الأوساط الفنية في السينما الأمريكية والفلم الأول لم يصرف على إنتاجه دولارا واحدا من أموال أغنياء المسلمين ،  كل هذه الأفلام ومعها الخطاب الإعلام الايجابي الداعي للتعايش السلمي والأخوي الذي تتبناه الكنائس المحلية في الشرق الاوسط كالكنيسة الكلدانية والاثورية والارمنية في العراق وكنائس لبنان ومصر  لا يتم ذكرها أو التطرق إليها من قبل مثيري الفتن الطائفية ، أما الفلم الفاقد لكل ما يمت للفن بصلة والذي بإمكان أي مستعمل لكاميرا  ديجيتال كاميرا شخصية أو بيتية من تصويره قد أثار ما أثار من نعرات  وهجمات على السفارات ووصل الأمر إلى تأزم العلاقات بين العالم الإسلامي وبعض الدول الأوروبية إضافة إلى ما يخشى منه في تطور الأمور لحد النيل من قبل بعض مثيري الفتن بين أوساط الناس البسطاء  مستغلا هذه الأحداث لإثارتهم ضد مسيحي الشرق الأوسط وهذه الأخيرة هي الغاية الأكيدة  والغير المعلنة أو الخفية التي يريدها أمثال هؤلاء المتصيدين في الماء العكر.
 إن ما يوجد في الإسلام وفي القرآن الكريم بالذات من آيات صريحة  تمجد المسيح والعذراء وأنبياء العهد القديم  وقصص من التوراة وما يوجد في الانجيل من تسامح وما يحمله من رسالة السلام والتعايش يحب أن يطغيا على كل الدعوات المسمومة والحاقدة سواء تلك التي تبثها قنوات الخراب والفتن  أو مثل هذه الافلام الهزيلة التافهة، يتوجب على علماء الديانات الثلاثة الإسلام المسيحية اليهودية ومعهم الديانات المشرقية الاخرى أن يجتمعوا ويوحدوا كلمتهم   وخاصة علماء حوض بحر الأبيض المتوسط وأفريقيا واسيا ويقوموا بتوجيه جماعاتهم وطوائفهم الدينية وتعريفهم بالمغزى الشرير وراء النيل من الأنبياء والرموز الدينية فكما يحاولون اليوم النيل من النبي محمد بالأمس القريب نالوا من المسيح وأساءوا إليه في فلم شفرة دافنشي،  وعندما أساءوا إلى النبي بالرسومات اللعينة كانوا قد أساءوا إلى المسيح برسم صورته وصورة العذراء على الأحذية ، إنها مؤامرة كبرى  والغرض منها النيل من العقائد الدينية وزرع الضغائن والنعرات الطائفية والمذهبية بين أتباع الديانات الثلاثة وهدفها زعزعة الاستقرار والأمان في الشرق الأوسط ..

313
برطلا بين رسالة الدكتور حنين قدو
وبيان الأساقفة الأجلاء

                                                                                                                       بطرس نباتي

  قبل أن ابدأ بعرض محتوى رسالة الدكتور حنين قدو الموجهة إلى أساقفتنا الأجلاء الغيورين ليس على مصلحة بلدة برطلة وحدها وإنما جاء حاملا لألم كل مسيحي هُجٍِرَ قسرا  من محل سكناه أو اجبر على ترك ممتلكاته وتقبله العيش بعيدا عن منابت صباه ومناطق ذكريات طفولته وشبابه،  نعم لقد أثبت الأساقفة الأجلاء لنا بأن كنائسنا ما زالت بخير وإنها تستطيع مقارعة الظلم وتحمل الاضطهاد حد الاستشهاد دفاعا عن  مؤمنيها، وتتمكن أمام ما يتعرض له المسيحيين من حملات التهجير ،  من التوحد في الكلمة والفعل وتبرهن للمقامرين على تفرقة شعبنا حسب مذاهبه الكنسية على خيبتهم وبطلان مساعيهم ومزاعمهم إذا هم  بنو أوهامهم هذه  على ثمار الفرقة والتفرقة والدخول عبر الباب الضيق هذا، فأساقفة نينوى رغم ظروفهم الصعبة والمؤامرات والدسائس  التي تحاك ضد وجود شعبنا في هذا السهل التاريخي،  إلا أنهم برهنوا بأنهم جسد واحد وفكر واحد في مواجهة التحديات هذه فألف تحية لهؤلاء الآباء الأجلاء .
في رسالة السيد الدكتور قدو والذي أجهل اختصاصه الأكاديمي يصف بيان الأساقفة بأنه مليء بالمغالطات والأكاذيب، وإن كان هذا الشخص يحمل درجة علمية ، فكيف يسمح لنفسه أن يصف البيان من أوله بأنه كذب وافتراءات  وغيرها من العبارات  السوقية التي يأنف  حتى أبناء الشوارع من إطلاقها على من يقابلهم,
يقول قدو أن البيان يسيء إلى العلاقة بين الشبك والمسيحيين ، ولو طالعنا البيان لا نجد فيه ذكر أية قومية أو شريحة،  فمن أين استقى يا ترى الكاتب هذه المعلومة؟ ، الأساقفة  الأفاضل  ذكروا أن هناك محاولات تستهدف الوجود المسيحي في العراق ، فهل يعني ذلك أن قدو وجماعته يستهدفون الوجود المسيحي في العراق فإن لم يكونوا وراء هذا الاستهداف لما هذا التحامل على البيان من قبل السيد قدو؟ ولما إطلاق هذه الأوصاف السوقية والمتشنجة  ضد أساقفة الموصل وهذا التحريض ضدهم من قبله,.
ولكن يبدوا من خلال قراءتنا لبيان السيد ( الدكتور) أنه  يشعرنا فعلا هناك مؤامرة تحاك ضد الوجود المسيحي في هذه المناطق فهو يتحدث  عن هجرة الشبك واستقرارهم في الموصل ونحن نعلم أين كانوا يسكنون وهو يعلم أيضا ولا نود بتذكيره ،  ويعلم أن بلدات برطلة وبغديدا وكرمليس وتلسقيبا ماذا تعني أسمائها ومن هم سكانها الأصليين ومن هم الطارئين عليها ،  لأنه أن لم يعلم بأسماء ومدلولات هذه البلدات ومساحاتها وسكانها فإني اشكك بأنه حائز فعلا على درجة أكاديمية وبدرجة دكتور .
لنقرأ تاريخ هذه البلدات للدكتور قدو عله يستفيد شيئا مما سنذكره ويعزف عن إلصاق تهمة الكذب وغيرها بالآخرين. تقول المصادر التاريخية :
أن بلدة كرمليس  وقد تعرضت كنيستها للدمار على أيادي جلاوزة (نادر شاه) الفارسي عندما غزا كرمليس في 15 آب 1734م ثم جددت بعد ذلك عام 1797م وجرت ترميمات واسعة عليها قبل حوالي ثلاثين عاما،     
كما يذكر المؤرخون أن   اسم كرمليس  أقترن بأعظم المعارك والغزوات قبل الميلاد وبعدها كحملة داريوس دارا الأول (485 ق.م) والأسكندر الكبير (331 ق.م) وحملة الأمبراطور الروماني طرايانوس (114م) وغزوات المغول (1236م) وغزوة نادر شاه (1743م).
 أما عن أسمها فتذكر المصادر بأنها وقد حملت أسماء متعددة عبر التاريخ، كانت في البدء (إير-إيل-بانو) أي مدينة الإله بانو، ثم جاء أسم (كرمش) في حوليات الملك الآشوري (آشور بانيبال) و (كار ميليسي) منذ العهد الأكدي (سرجون الأكدي 2371-2316 ق.م)، ثم (كوكاميلا) أي ساحة الجمال، (كماليسك كاورقوي) في العهد العثماني، وعلى الأغلب إن الاسم الحالي كرمليس (كرملش) جاء من أسم (كرمش) الوارد في الحوليات الآشورية وهنا ندعوه لزيارة قصيرة لمزار القديسة بربارة للتعرف على تاريخه العتيد.
 أما عن برطلة وبغديدا فأننا نقرأ تاريخها وحسب المصادر كما يلي : برطلة من أولى قرى نينوى اعتنقت الدين المسيحي يشهد بذلك شهدائها الأربعون في القرن الرابع الميلادي وقد أنشأت فيها كنائس عديدة منها كنيسة احودامه المعروفة بالكنيسة الكبرى وكنيسة شموني وكنيسة السيدة العذراء علما أن الكنيسة الكبرى يعود تاريخها إلى مؤسسها المفريان اغناطيوس الثاني سنة 1164 ميلادية وإن كان السيد قدو يتهم اساقفتنا بالكذب فليأتي بشاهد تاريخي واحد حول تواجد حسينية ولطمية في هذه البلدة أو غيرها من البلدات  المسيحية في أي دور من أدوارها التاريخية ، وفي بغديدا يعرف قدو وغيره كيف فرض على أهلها تقبل فكرة بناء جامع عندما جائها عزة الدوري مهددا أهلها الرافضين لبناء المسجد إبان الثمانينيات.
 وهناك شواهد تاريخية لا تحصى عن  تاريخ بغديدا وهناك مصادر قديمة ومخطوطات ومصادر حديثة  تتحدث عن نشأتها، إذا ما رغب دكتورنا العزيز سوف نزوده بها لإثراء معلوماته حول هذه البلدات والقصبات العريقة لشعبنا .
  رغم ذلك لا ننكر ما ذهب إليه الدكتور على أن الشبك نزحوا تحت ظروف شتى إبان السبعينيات أو إبان الهجمة التي تعرضوا لها من قبل الإرهابيين بعد 2003 وسكنوا في أطراف هذه القرى باتجاه مدخل موصل الشرقي، وهذا جاء نتيجة تسامح المسيحيين واحترامهم للجيرة والتعايش المشترك مع الجميع بدون استثناء أو إقصاء أو تزاحم كما يحدث ومعهم الآن في العراق الجديد ( كما يدعى)  ولكن من المفروض والبديهي أن هذا النزوح هربا من الإرهاب أو غيره كان يجب عليه أن لا يعمل على زيادة الهوة بين الشعبين بإثارة الفتن والأحقاد كما يستشف من رسالة السيد الدكتور المحترم،  وإنما التحدث بلغة المنطق والعقل، متجاوبا مع بيان الأساقفة الأجلاء لأنهم دعوا إلى تحقيق مصالح شعبهم وكذلك جميع المتعايشين معهم لأن الإجراءات المتخذة بموجب القرارات والأوامر الصادرة من جهات رسمية والتي يطالبون بإلغائها ، إنما هي قنابل موقوتة يسعى البعض لزرعها بغية تخريب التعايش السلمي والأخوي بين مكونات سهل نينوى ، ويبدوا أن الدكتور قدو لايهمه أولا مصالح قومه في الاستقرار في قراهم سواء تلك التي نزحوا منها أو تلك التي نزحوا إليها واختاروا العيش فيها بأمان مع إخوانهم من المكونات الأخرى  كما لا تهمه مصلحة المسيحيين في هذه القرى والقصبات لأنهم هم المستهدفون بهذه الإجراءات ووجودهم بات على المحك كما عبر عن ذلك بصدق وإخلاص السادة الاساقفة المحترمين. 
لقد تحدثوا في بيانهم عن التغير السكاني وبناء المجمعات السكنية وبرهنوا على ما يقولون وما يصرحون به بأدلة وبكتب رسمية صادرة من جهات ودوائر حكومية وهم بهذا يريدون فقط إيقاف ما يحدث لبلداتهم وسكانها، أما السيد الدكتور فلا يكف عن وصمهم بالكذب وغيرها من الألفاظ القذرة التي لا تليق أن يطلقها شخص لو كان على درجة دنيا من الثقافة ، فكم بالأحرى   الذي يضع حرف الدال أمام اسمه،  فهذا الشخص أنه ليس مراهقا سياسيا ليغفر الناس طيشه  وغروره وإنما هو حامل لدرجة علمية بالإضافة إلى كونه رئيس حزب،   هذا إضافة على تهديده بالكف عن تصريحاتهم بوجود التغير الديموغرافي في البلدات والقصبات المسيحية، رغم أنهم عندما تحدثوا عن هذا التغير لم يقصدوا به الشبك أو أي مكون آخر ولكن الضغط عليهم هكذا بدون وجه حق  من قبل قدو أو غيره يظهر بجلاء نوايا هؤلاء في التغير الديموغرافي في هذه المناطق.
يقول قدو أن الشبك دفعوا   1288شهيد ،  والمسيحيين لم يدافعوا أو يشجبوا  ما تعرض له إخوانهم الشبك، المسيحيين في العراق منذ تشكيل الدولة العراقية ولحد الآن يتعرضون إلى مذابح وتشريد ومذبحة سميل شاهدة وأحداث صوريا  يا ترى من الذي تصدى للقتلة  والإرهابيين وقال كلمته سواء من رجال الحكم أو من الأحزاب العراقية من منهم  دافع عن الوجود المسيحي، منذ 2003 ولغاية 2008  حيث دفع المسيحيين أضعاف العدد الذي ذكره الدكتور قدو من الشهداء ( وقد قدمت في السنة الماضية عشرات القوائم  تضم كل واحد منها مئات الأسماء لشهداء مسيحيين تم تصفيتهم غدرا بيد الإرهابيين  لكونهم مسيحيين فقط) وهُجِر نسبة 80% من مسيحي العراق خلال الأعوام القليلة الماضية،  لم نشاهد ولم نسمع من الدكتور الفاضل أو حتى من غيره ينبس ببنت شفة حول هذه المذابح والقتل الذي تعرض له شعبنا ، لم نسمع منهم أية إدانة للفتاوي التي تبيح تهجير النصارى وإخلاء ديار المسلمون  منهم و حتى  التحريض على قتلهم  ولم يعاتبهم أحد من أبناء شعبنا على مواقفهم السلبية  هذه كما فعل هو في بيانه.
 الأمر الآخر أن لم يكن ما يحصل اليوم وما ينون فعله ببرطلة أو بالمناطق الأخرى في سهل نينوى وبتوجيه خارجي لما لم يستنكر كل ما يجري فيها من  تغيير ديموغرافي ولما يقف اليوم ليصدر بيانات شجب واستنكار مع إطلاق كلمات جارحة ومقيتة تستفز  كل عراقي شريف بسلامه المزيف  الذي مطلعه (سلام على من اتبع الهدى) وهو يعلم أن السادة الأساقفة يتبعون  أشرف وأعظم ديانة في العالم ألا وهي المسيحية التي بشر بها رسول السلام والمحبة والغد الأفضل للبشرية جمعاء يسوع المسيح ، الذي ذكره القرآن الكريم  بأفضل آياته.
كان يجب أن يقتدي الدكتور قدو بديوان الوقف السني  الذي أعلن تأيده لبيان أساقفتنا الأجلاء ، لنتأمل لماذا أيد الوقف السني بيان الأساقفة ، بينما قدو ومن لف لفهم يرفضون الإعلان لا بل يقفون مهددين متوعدين أساقفتنا ، هذا  الموقف يجب أن يتوقف عنده  أبناء شعبنا مليا ، السادة الأفاضل في الوقف السني ليس لهم مصلحة في ما يجري في سهل نينوى وهم يشجبون كل تغيير سكاني في هذه المنطقة والذي يشجب البيان والذي يهدد الأساقفة ويرد على مقررات تجمع تنظيمات شعبنا إنما له مصلحة في التغير الديموغرافي في برطلة وهو يسعى جاهدا من اجل إثارة الفتن لطرد المسيحيين من أراضيهم وممتلكاتهم التاريخية .
الأمر الآخر الذي يدعوا إلى الاستغراب هو موقف الدكتور الفاضل  من السيطرة المتواجدة في مدخل برطلة ،
 الدكتور يقول بان هذه السيطرة تنفذ سياسة الحزب الديموقراطي الكردستاني ويقف أفرادها  وهم من البيشمركة بالضد من الشبك ،  علما أن برطلة ومعها بعض القصبات الأخرى مستهدفة من قبل الإرهابيين ولولا هذه السيطرات  ذات الإمكانيات البسيطة لكانت مسرحا لعمليات كبيرة تنفذها هذه الجماعات ، وتجريد برطلا أو غيرها من حراسها لا يعني إلا شيء واحد  ألا وهو التآمر على ساكنيها والدفع في سبيل إثارة المشاكل والفتن في داخل هذه القصبة  بغية تهجير ساكنيها  .
ما نرجوه من الأخوة الشبك عدم الانجرار وراء زعمائهم هؤلاء لأنهم يسعون جاهدين لتنفيذ أجندات خارجية ومحلية لتخريب العلاقة التاريخية التي تربط عموم المسيحيين معهم وخاصة بين الشبك والمسيحيين الذين عاشوا معا ولم ينغص علاقاتهم لحين تشكيل مثل هذه الأحزاب والتجمعات التي تريد النيل من هذه العلاقات الطيبة ، ليعود الشبك إلى عشائرهم ورؤسائهم التقليديين ويتعلموا منهم حسن الجيرة والتعامل الأخوي بين  مختلف قوميات نينوى العظيمة وخاصة بينهم وبين المسيحيين الذين لم يجدوا منهم غير المودة والتقدير والاحترام...






314
 
عجبي ، سعادة النائب  .. أنتم المطالبون  بان توقفوا ما يحدث أم  قائمقام  (قرقوش)!!! 
                         
                                                                                                                                بطرس نباتي
طالعت في أحد الأيام القريبة وعلى صدر الصفحة الرئيسية وبعنوان بارز عن اتصال هاتفي بين السيد عماد يوخنا وموقع عنكاوا:

  ( قال النائب عماد يوخنا في اتصال هاتفي مع موقع "عنكاوا كوم" أن " على قائمقام الحمدانية أن يوقف جميع إجراءات التغيير الديموغرافي بنفسه وان لا ينتظر الموافقات".)
  هكذا وبهذه البساطة يتناول احد ممثلي شعبنا في البرلمان العراقي مسألة مهمة تمس وجود شعبنا في سهل نينوى، ليس عبر قنواتعلى قائمقام الحمدانية إيقاف إجراءات التغير الديموغرافي مثل هذه  الدعوات كانت توجه إلى رئيس بلدية عنكاوا  حيث  كان يطلب منه  مرارا وقف جميع إجراءات التفريط  بأراضي عنكاوا  ورغم ذلك تم توزيع أراضي عنكاوا على كل من هب ودب  ولم يتمكن من اتخاذ أية إجراءات  فكيف يتمكن رئيس شعبة بلدية قصبة  أو قائمقام من اتخاذ إجراء كهذا يمس التغير السكاني؟ والسيد القائمقام أو رئيس البلدية أو مدير الناحية ليسوا سوى منفذين للأمر أي ليسوا أصحاب قرار، رغم ذلك لست بمكان لأبرأ  ساحة أي كان  ومهما كان موقعه ،  مما حصل لأراضينا في عنكاوا فالكل يتحمل جزء من المسؤولية،  لأن ما حصل لها ربما كان من السهل إيقافه لو كان هناك رغبة من قبل المجلس البلدي المنتخب ،  فلو كان قد جرب مجلس البلدي  فقط في قول (لا) بوجه كل طامع في أراضينا لكانت عنكاوا اليوم محتفظة بأراضيها وممتلكاتها، ولكانت تبقى  تلك الأراضي خزينا للأجيال المتعاقبة ولكن هذه الكلمة المتوهجة (لا) لم تجد مكانا في قاموسنا نحن للأسف،  وقد أزلناها أو شطبناها نتيجة احد الأمرين أولهما الذي يقول نعم ويرضخ يستفاد من النعم التي تغدق عليه من الفتاة المتساقط ،  أو خوفا لئلا يصيبه مكروه، ولا زال الرضوخ لإرادة       ( النعم) هو الذي يعم تفكيرنا .والدليل الجديد على الرضوخ وعلى قول ( نعم)  هو ما  يجري اليوم لمسيحي العراق خاصة والشرق الأوسط بصورة عامة.
لنأتي إلى موضوعنا الأساسي،   الظاهر بعض من وكلناهم أمورنا لا زالوا يجهلون أو يتجاهلون عن قصد ،  بأن نزيف أراضينا التاريخية ( هكذا كانت تدعى إبان حملات انتخاباتهم) أو ما يجري فيها من التغيير الديموغرافي سواء المبرمج منه أو الذي يجري  بدون قصد، لا يتوقف بأمر أو بإجراء يتخذه  قائمقام أو رئيس البلدية، ربما يتمكن هؤلاء من عرقلة مشروع استيطاني أو بناء سكني لبعض الوقت،  ولكنهم عندما يواجهون الواقع أو يتواجهون  مع مصدر القرار في  هكذا أمور،  أو يتواجهون مع قانون لا يتمكنون من الاستمرار بعنادهم، ولو استمروا لأجبروا على ترك مقاعدهم والمجيء بآخرين غيرهم  ليحتلوا مكانهم وهؤلاء ( الآخرين) سيلعبون بشعبنا مثل ما يقول العراقي ( شه ش بيش).
 يا أخي عماد أنت ممثل شعبنا في البرلمان  وتتمتع  بحصانة برلمانية إضافة إلى امتيازات أخرى لا أود تقديم قوائم بأرقامها ومحتوياتها، وقد ذهبنا إلى حيث المحابر وغمسنا أصابعنا بالحبر الأزرق  لنعطيكم أصواتنا وبدل أن تدافع وتصرخ بأعلى صوتك وأنت اقرب الناس إلى المركز، ضد القرار الذي اتخذ بالتغير الديموغرافي كما تسميه ، وكما نفهمه من هامش مقابلتكم الهاتفية، في برطلة وبخديدا تأتي لتأمر (على قائمقام قرقوش ) وليس ((السيد قائمقام أو سعادة قائمقام فهذه السعادة للرئاسة أو للنيابة فقط  )) راتبه السنوي أو ما يجمعه طيلة أربعة سنوات من عمركم الانتخابي  لا يساوي مخصصات حراساتكم، وتريده أن يشمر عن ساعديه وأن يقف  ليمنع تطبيق  القرار التملك  الذي يحصل لبلدات سهل نينوى العزيزة ، وهو ضد إرادة شعبنا  ويتقاطع  مع كل الأطر الدستورية ،  وأية إجراءات هذه التي توصيه بها أن يتخذها لمنع التغير الديموغرافي ، وماذا تفعلون انتم إذا كان باستطاعة السيد قائمقام ( قرقوش)!!!  منع التغير الديموغرافي ،  هل أقتصر شغلكم وعملكم في البرلمان على الإصغاء إلى خطابات  أعضاء الكتل البرلمانية لتخرجوا من الدورة البرلمانية بامتياز  بفن الإصغاء نراكم قد  أدمنتم على السكوت داخل قاعة البرلمان واسود أمام الضجيج الاعلامي ، أو تمرستم برفع الأيادي وتنزيلها بالموافقة عند إقرار أو رفض ما يتلونه عليكم أثناء جلساتكم التاريخية أو عقد أذرعكم حول بعضها وكأنكم أمام قداس إلاهي. 
أخي العزيز ادعوك بإخلاص أن نطلع معا  على الدستور العراقي وخاصة المادة 23 /ب التي تنص:  يمنع التملك من أجل التغير السكاني... وقد جاءت هذه المادة  كرد ضمني على الفقرة 3 من نفس المادة والتي تنص على جواز تملك العراقيين في أي مكان يشاؤون .
 فهل من واجب السيد قائمقام بغديدا المطالبة بتطبيق الدستور أم حضرااتكم  أعضاء الكوتة المسيحية؟(!!!!!) ، لا ادري إن كنتم قد عجزتم من (الكعدة) ،  ونويتم أن تنصبوا السيد قائمقام بغديدا بدلا عنكم،  والله لو عملتموها ربما كان  هو الأجدر بالمطالبة في إصدار قرار بمنع التجاوز على أراضينا، ومن منع التغير الديموغرافي وإقامة الحسينيات والجوامع في هذه المناطق التاريخية و في عقر داركم.
 ولماذا مخاطبته عبر صفحة عنكاو (وعبرالهاتف ) ، وأنتم تستطيعون رؤيته والتحدث معه متى ما تشاؤون، ووضع خطة له ليتمكن من عدم التنفيذ، لكن ربما قد مللتم من الزيارات واللقاءات وغيرها و التجأتم  أخيرا إلى وسائل أكثر عصرية ألا وهي  صفحات المواقع والانترنيت والهواتف النقالة .
 القرارات بتوزيع الأراضي والتغير الديوغرافي والإسكان في مجمعات سكنية تتخذ من قبل إدارات أعلى سواء في المحافظة أو من قبل المركز وقائمقام ورئيس البلدية هم الجهة التنفيذية هذا ما تعلمناه من مسيرة الحياة الإدارية في العراق منذ تأسيس الدولة العراقية وحتى يومنا هذا.
الشخص أو الأشخاص الذين يتمكنون اليوم في العراق من وقف مثل هذه الأمور هم يسكنون بجواركم  في المنطقة الخضراء  أو تلتقون معهم تحت القبة البرلمانية، انتم وحدكم أعضاء البرلمان تستطيعون ذلك فلما ترمون مسؤولياتكم على عاتق  السيد قائمقام (قرقوش) !!!  متناسين شعاركم الانتخابي الكبير والجذاب( ليس ب ض) ( أراضينا التاريخية  خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها ) وتطالبون موظفا في الدولة العراقية تابعة إلى المركز ،  المحافظة على خطوطكم الحمراء هذه ،   بتعينه حارسا على أراضينا وهويتنا ووجودنا التاريخي فالسيد القائمقام لا يتمكن من الدخول إلى عتبة  قصور مصدري مثل هذه القرارات ولو حاول لأحتاج إلى عشرات الموافقات وبعد أن يتم حجزه وتفتيشه عشرات المرات، قبل أن يتمكن من الوصول إلى المنطقة الخضراء بينما مصدري القرار جيرانكم في الحي او في العمل تتمكنون من مقابلتهم والالتقاء بهم ونقل لهم الصورة الكاملة للوضع القائم في سهل نينوى وتعجزون عن ذلك طالبين من السيد القائمقام اتخاذ إجراءات  ، هذا الأمر يدفعنا على التفكير والتأمل مليا  قبل أن نمضي ونغمس سبابتنا في المحبرة الزرقاء مرة أخرى..


315
مسألة أراضي شقلاوا بين السيد قائمقام شقلاوا ومواقف  السادة أعضاء البرلمان
 1-2
                                                                                                                          بطرس نباتي
   في مقابلة أجراها الاخ سبي خوراني مراسل عنكاوا كوم مع السيد قائمقام قضاء شقلاوا في العام الماضي 2011 ، طرح عليه مسألة حيوية ومهمة جدا تمس التواجد المسيحي في شقلاوا, ألا وهي مسألة أراضي شقلاوا المفوضة بالطابو، التي لا زالت العوائل سواء تلك المتبقية والصامدة فيها أو حتى التي نزحت عنها نتيجة الظروف الحياتية الصعبة او نتيجة الظروف التي كانت سائدة إبان العهود الماضية سببا في نزوحهم بشكل جماعي او فرادى ، في هذه المقابلة هناك اكثر من محطة واكثر من سؤال كان يستوجب طرحه فالأراضي المنوه عنها والتي صودر حق مالكيها من التصرف بها ، عدا معاملات البيع والشراء والتأجير أما تجديد البناء أو إقامة بناء جديد فقد منع عنها أو حبس عنها هذا الحق لكونها أراضي مفوضة بالطابو وليست ملكا صرفا علما ان بقية المقاطعات خارج اراضي مسيحي شقلاوا يجري البناء واشادة قصور وعمارات فيها أي أن  أملاك المسيحيين وحدها هي المفوضة بالطابو دون خلق الله ، علما ان تواجد المسيحيين في هذه البقعة يمتد ألى ما قبل تاسيس الدولة العراقية وربما ايضا قبل ان يوجد بلد باسم العراق كله ، فدير ربان بويا في سفح جبل سفين يعود تاريخه إلى القرن الرابع الميلادي وكنائسها التاريخية تشهد على عمق تاريخها وإلى أمتداد تاريخ التواجد لشعبنا فيها لما قبل الميلاد أيضا، حتى أسمها مستل من الكلمة الارامية السريانية (شقلا) أي بمعنى المكان المرتفع 0 حسب قاموس أوجين منا ص 813 (ܫܩܠܐ )  ارتفع، ويذكر بعض المعمرين الشقلاويين نقلا عن ابائهم  بان تاريخ تواجد الغير المسيحيين لا يمتد لأكثر من قرنين خلت،  رغم ذلك ورغم زيادة النسبة السكانية في شقلاوا عندما نزحوا اليها من اطرافها  إلا ان هؤلاء اليوم يتمتع  معظمهم بالملكية الكاملة على اراضيهم اما المسيحيين الشقلاويين الاصلاء  فهم محرومون منها رغم كونهم  من أوائل من سكنوا وعمروا وزرعوا فيها حافرين الجبال والصخور وكانت بساتينهم تمتد لمساحات واسعة تغطي معظم اراضي شقلاوا اليوم،  وهم من سكانها الاصليين  وباعتراف الجميع ، ولكن للأسف ما جرى في عام 1953 إبان ما كان يدعى بالتسوية حرم أهلها من نصف اراضيهم وسجلوا تحت مسمى اراضي اميرية مفوضة بالطابو، بينما كانت ملكا صرفا وهذا ما حدث لبعض الاراضي الزراعية في عنكاوا ايضا بينما اراضي المفوضة بالطابو لا تنطبق على مثل هذه الاراضي التي كان لها مالكها الاصلي ولكن الحقد الاعمى المسيطر على عقول منفذي هذه الجريمة وخاصة أن جلهم كانوا نتاج العقلية العثمانية آنذاك  دفعهم لمثل هكذا إجراء باطل ومجحف، وهذا الاجراء يعرفه  معظم الباحثين في مشاكل الاراضي والممتلكات، ونجد بأن السيد قائمقام شقلاوا يعترف بوجود غدر تاريخي يجب معالجته  حيث يقول (ان هذا الطلب (قاصدا بكلامه طلب تمليك اراضي المسيحيين ) هواحد مطاليبنا ايضا ولكن يحتاج الى قرار برلماني لتحويل هذه الاراضي من مفوضة بالطابو الى ملك صرف)  كلام جميل ومنطقي ومسؤول يصدر من شخص يحترم التواجد  المسيحي والتعايش المشترك وتقبل الاخر في شقلاوا ويسعى من اجل الحفاض على هذا المكون الاصيل وحل مشاكله عبر قوانين وإجراءات لأننا نقرأ في ذات المقابلة، بالسيد قائمقام شقلاوا، بحديثه الواقعي الرائع (الذي لم اقابله ولم اتشرف بمعرفتي به للأسف)،  إنه يحث لأهاليها في المطالبة بحقوقهم.
لنقف ونتامل قليلا في كلام السيد قائمقام شقلاوا وموقف البرلمانيين، هؤلاء السادة من صلب واجبهم التعرف عن كثب على مشاكل ناخبيهم ومن ضمن مهاماتهم التي كلفهم بها شعبهم حل مشاكله وخاصة ما يتعلق بالارض ،  رغم تقديري ومحبتي لجميع من تولوا عضوية برلماناتنا سواء في بغداد او في اقليم كوردستان،  المتابع لجلسات برلمان كوردستان أو في بغداد، يكتشف حقيقة مرة لابد من ذكرها لأنها تثير فينا المزيد من التساؤل والحيرة، عندما نشاهد برلماني شعبنا لا احد منهم يطرح او يناقش او يتصدى او يصرخ من اجل اراضينا وممتلكاتنا سواء في شقلاوا  أو عنكاوا او غيرها.
إن كان السيد قائمقام شقلاوا يعلم بهذه القضية وهو يطلب ويلح على اهلنا في شقلاوا بالمطالبة بحقوقهم عبر البرلمان الكوردستاني ، الا يعلم اعضاء الكوتا المسيحية بالمشكلة هذه وخاصة بينهم من هو من اهل شقلاوا اصلا وفصلا ،  ولنفرض انهم لم يكن يعلموا بانه يجب ان يصدر البرلمان قرارا من اجل حل مشكلة  مسيحي شقلاوا حصرا ،وبعد ان قالها السيد قائمقام شقلاوا مشكورا  وقد مضى على ما قاله سنة وأكثر ، الم يكن عليهم مقابلة السيد القائمقام للأطلاع على الاجراءات القانونية لتنفيذ هكذا اجراء؟ ثم السعي عبر اللجان البرلمانية والمطالبة بتنفيذ هذا المطلب الحيوي، إن كان السادة أعضاء البرلمان من كوتا المسيحية قد سعوا من أجل حل هذه القضية (رغم أني أشك بذلك )، يا ترى إلى أين وصلت؟ ولما لا يفصحوا لأهالي شقلاوا ليقفوا معهم و ليتم دعمهم جماهيريا بتحقيق ذلك.
في تلك المقابلة وضع السيد قائمقام شقلاوا منذ أكثر من سنة النقاط على الحروف وأثبت أخلاصه بقوله انا أؤيد هذا الحق وأنه من حقوقهم الطبيعية ويجب تمليك هذه الاراضي ولكن لابد من إجراءات قانونية والجهة المختصة بإصدار هكذا قوانين ليست بعيدة عنكم لديكم أبناؤكم البررة يحتلون بأصواتكم مقاعد البرلمان ليطالبوا بحقوقكم ونحن سنكون سندا لهم ، فيا ترى أليس من حقنا ان نتسائل: ماذا عمل برلمانيونا لأسترجاع حقوقنا المسلوبة وعبر النوافذ القانونية ؟ وهل حل مشكلة شقلاوا ستحل بهجرة اهلها غلى عنكاوا أو إلى مناطق اخرى ، أم التشبث باراضيهم وممتلكاتهم ومزارعهم وأشجارهم الوارفة الرائعة ، وهذا السيد القائمقام وهو موظف تنفيذي في حكومة الاقليم  يقول: (اني اؤكد واؤيد مطلبكم وهو في مكانه ومعقول جدا )   لأعزائنا أعضاء البرلمان وللسيد قائمقام شقلاوا الشكرالجزيل ...

316
عزيزي شمعون كوسا .. لا نتمنى أن تكون عنكاوا سببا في تفريغ بلداتنا     من ساكنيها مطلقاَ..

                                                                                                                            بطرس نباتي

لقد هزني الشعور الطيب الذي عبر عنه الكاتب شمعون كوسا في مقالته حقا ، فرغم  كوني من عنكاوا التي قصدها بمقاله على أنها كانت بلدة صغيرة أو مجموعة أكواخ طينية  ولكنها لم تكن ولن تكون  ( الى الاراضي القاحلة والمقفرة )     ولكن نسى ان يتسأل الكاتب منذ متى تحول هذا الموقع إلى هذا الوصف الفج الذي يلحقه به ومن حوله يا ترى ألا يحتاج القادمون الجدد إلى هذا الموقع إلى بنايات ومشاريع أسوة بباقي مدن كردستان ولماذا لا يذكر الأخ ما آل اليه هذا الموقع جاء نتيجة النمو السكاني وحالة الأعمار التي تعم مدن كردستان وأن من أفضال هذا الموقع أنه أصبح الحضن الدافيء والام الحنون لأهل شقلاوا أولا وبعد ذلك لجميع المسيحيين العراقيين ، رغم ذلك أننا لا زلنا نتمنى أن تعود تلك الأيام وان تعود عنكاوا إلى قرية صغيرة نسمع فيها ثغاء الأغنام  وخوار الأبقار  وأن تعاد إليها آل ستون ألف دونم من أراضيها  الزراعية الخضراء المهدورة  لكل من هب ودب ، لا نريد أن تتحول إلى حجارة صماء ورمال كما عبر عن حالها اليوم كاتبنا الموقر، نعم نريد عنكاوا بخصوصيتها وعراقتها  بكنيسة مار كوركيس بتلة قصرة المجاور لها بحقولها الخضراء الزاهية في الربيع والصفراء الذهبية في الصيف، أريد أن تعود تلك الأزقة الضيقة التي كانت تحيط  بها البيوت الطينية، كم أتمنى أن استنشق رائحة ترابها المجبول بمياه الأمطار في الشتاء عندما كانت تنحدر من الجدران وسقوف منازلها الطينية البسيطة ، نعم أريد أن أقف وسط  زقاق ال عجمايا  وآل سياوش لأرى القس بهنام سياوش يخرج من داره  معتمرا قبعته المقدسة ،  وأن أرى العم حنا عريف يبيع قوالب الثلج للفلاحين والكادحين،  وزقاق العم ( إليا القصاب ) وهو يعج بالعنكاويين الأصلاء ، وأريد  أن يعود الخوري يوسف نباتي وهو متكأ على عصاه في زقاق ضيق المؤدي إلى كنيستنا القديمة، نعم أريد أن أرتوي من مياه كهريز الذي كان يمر في محلتنا القديمة  وببستان الخالة ( مينة كومتا) نريد أن يعتلي سطوح منازلنا أولئك القادمين من شقلاوا ومن مناطق جبلية نائية  ليبادلوا فاكهتهم بالحنطة والشعير والعدس الذي كانت تشتهر بزراعته عنكاوا عن سائر القصبات  والقرى المحيطة بها،   ولكن، هل كل ما يتمنى المرء يدركه يا أخي شمعون ؟
  نعم يا أخي ماذا نعمل وقد حجبت العمارات والفنادق وناطحات  السحاب والأبراج  التي تحجب نور الشمس عنا وهي تغزو قريتنا بحجة وجود حملة أعمار  تقتضي وجود  مثل هذه المشاريع حسب متطلبات الحياة العصرية المبنية على الخرسانة والرمال ، هذه التي غزتنا باسم المعاصرة والتجدد في ظاهرها وفي باطنها أمر آخر لا ندري حتى لمن تكون ومن ورائها ومن المستفيد منها يا ترى عزيزي شمعون هل نحن ( أهل عنكاوا) دفعنا  إخواننا المسيحيين إلى الهجرة والسكن بيننا كما يحدث اليوم  هل نرضى أن تتحول المدن المسيحية في العراق إلى خرائب خاوية من الناس و تصبح لهم عنكاوا بأراضيها وممتلكاتها الواسعة مجمع سكني يقطنها بدل عشرة آلاف نسمة (وهذا استيعابها  وإمكانيتها منذ القدم) لتصبح اكثر من ثلاثون الف نسمة بين ليلة وضحاها،  وأن تستوعب كل هذا الزخم بدون تخطيط وبرنامج محدد تسير عليه مدن العالم في تخطيطها للنمو السكاني.   
 وكي لا يتم تأويل كلامي اقول، لقد أحببت شقلاوا كما أحب عنكاوا ويشهد بذلك جميع أهلنا سواء من أهل شقلاوا الساكنين في عنكاوا أو الذين بقوا فيها ولم يغادروها ،  فمنذ صغري وأنا اعتز لكوني قد ولدت وبقيت حيا بشفاعة القديس ربان بويا ،  عندما طلبتني أمي وبإلحاح من هذا الشفيع الذي يعرف قدرته القاصي والداني ، عندما صعدت تطلب شفاعته بعد وفاة ثلاثة من أبنائها قبلي ، كانت تصعد كل سنة بصحبة  معارفها  من أهل شقلاوا العم المرحوم ميخو  والخالة شوني وميري و وأبنائه ووالد الأب الراحل يوحنا عبد الأحد شيروعوائل من عشيرة خوراني وغيرهم، وهناك طلبت و ترجت من القديس الذي لا يخيب رجاء الملتجئين إليه  ، وكانت أمي ولحين بلوغي الثالثة من عمري وفاء لنذرها ، تحملني على كتفيها وتصعد بي إلى مزار ربان بويا وهي حافية القدمين، هكذا كانت تحدثني والدتي وهذا ايضا ما يحدثونني به أهل شقلاوا وخاصة النساء صديقات والدتي،  لقد غرست في ذاتي منذ صغري حبي وتعلقي بشقلاوا ودعتني عند ولادتي ب ( بويا) تيمنا بالربان ولكنهم لسبب ما دعوني باسمي هذا بعد تغيره في سجل الأحوال المدنية لسبب ما لم تقتنع  والدتي به حتى وفاتها .
نعم نحن جميعا نتمنى أن يعود أهل شقلاوا  وأن تمتلأ بساتينها الخضراء الرائعة بناسها بأهلها وأن يحدث هذا الأمر  اليوم قبل غد، وأن تكون هجرة معاكسة ليس لأهالي شقلاوا فحسب بل لجميع مسيحي العراق سواء كانوا في عنكاوا او حتى في دول المهجر، ولو حدث ذلك لكنت أنا ضمن الراحلين إلى شقلاوا، وأن تتعمر بيوتها وان لا تكون عنكاوا سببا في هذه الهجرة المقيتة لأهالي شقلاوا ولغيرها، ولكن كنت أتمنى بدل أن يكتب بهذه العبارات متحاملا على عنكاوا  ( لقد تركتم جنتكم  وذهبتم الى بلد هو اشبه الان بموقع لمشروع لا يجيد غير تكديس الرمل والاسمنت ،  موقع يمكن تشبيهه بمنطقة صناعية ، او بورشة تصليح تقصدها الدراجة والسيارة ة والشاحنة والحفارة والرافعة الشوكية ، فترى الدواليب مرمية هنا والمحركات ملقاة هناك . حارة متواضعة تحولت الى مدينة مصطنعة تستحم بالاتربة والرمال . لا تجد فيها زقاقا إلا وتملأه مواد البناء، واذا صادفت زقاقا خاليا في طريق الذهاب فانك ستلقاه عامرا بالرمل والحديد عند العودة)
أن يكتب أخ شمعون  ما يظهر طيبة أهالي عنكاوا ومحبتهم للغريب  وعن الأمان الذي وفره لهم هذا المكان الطيب الأمين الذي لجأ إليه أهل شقلاوا عندما فتح قلبه وبابه لهم، ولم يعتبرهم غزاة كما يعبر عن ذلك الأخ شمعون ، بل أعتبرهم أهل الدار وبل أكثر من ذلك ،  كان يتوجب عليه وهو من هذه البلدة الجميلة   ( شقلاوا)  أن يكتب ويصرخ بأعلى صوته ضد ما يحصل لشقلاوا و خاصة مسيجييها.
  هل يعلم  الكاتب ( لا شك بأنه يعلم أو وصلت إلى مسامعه وهو في بلاد الغربة ) بان إدارة  بلدية شقلاوا لا تقبل بأن يعمر المسيحيين دورهم ؟ و يمنعونهم من  البناء الجديد والتوسع في أراضيهم بحجة أنها أملاك زراعية غير مسجلة بالطابو ، هل تعلم أخي العزيز،  من  يتجرأ أن يضع كمية من الرمل والحصى أو  كومة حجارة من جبل سفين أمام داره لتشييد غرفة  أو حتى مرافق  صحية أو حمام متهدم ينوي تعميره يأتي مراقب البلدية ويمنعونه من ذلك،   وقد أصبحت إجازة البناء في شقلاوا بالنسبة للمسيحيين من أصعب الأمور ومن المستحيلات الحصول عليها بينما في أطراف أخرى من المدينة تقام بنايات ضخمة ويتم تشيد  منازل ودور سكنية ومنتجعات سياحية حتى على المناطق التي تحيط بجبل  سفين .
  لقد هجرت شقلاوا ليس بسبب تفضيل الإقامة في عنكاوا أو في بلدات أخرى غيرها كما عبر عنها كاتبنا الفاضل،  لقد هجروها أهلها بعد اغتيال الشهيد القس يوحنا شير والشهداء الآخرين الذين سقطوا ولم يتم محاسبة القتلة، لقد هجروها لكون القسم الأعظم فيهم استطاع بطرق سهلة الحصول على الوظائف في عنكاوا أو اربيل القريبة منها، وعندما تفاتحهم  بجمال وروعة السكن في شقلاوا يردون  عليك، ماذا يفعلون بجمالها إذا كانوا محرمين من  التوظيف أو العمل.
أرى أن مستقبل هذه المدن واستمرار العيش فيها وعدم تركها واللجوء إلى عنكاوا وغيرها من المدن والقصبات مرتبط بصورة أو بأخرى بأبنائها المهاجرين.
 اليوم يسعى الأخوة الكورد من  اجل الاستثمار في شتى الميادين وخاصة في السياحة توظيف ما باستطاعتهم وهم مقيمين في خارج كردستان في مشاريع استثمارية سواء في  شقلاوا  أو رواندوز( شنكلبانة وغيره من المشاريع نموذجا) و حتى في أعالي وسفوح جبل سفين، إضافة إلى المدن الكبيرة ، ماذا فعل أبناء جالياتنا في الخارج تجاه أبناء الداخل؟ كم منهم استثمر في مشروع سياحي أو صناعي أو تجاري لحد الآن؟ ، لقد اطلعت من خلال زياراتي لبعض الدول على ما يمتلكونه بعض أبناء شعبنا من ثروات هائلة في ديترويت مثلا ، كم داراَ سكنياً أستطاع أغنياء ديترويت هؤلاء من شراء دورهم التي ضحوا بها في زمن ما والتي يعلقون صورها في ممرات وقاعات نواديهم ومحلاتهم من استرجاعها من الغرباء في بلدتهم ( تلكيف)، أي من هؤلاء الذي يستثمر الملايين في الخارج؟ عمل مثقال ذرة واحدة للاستثمار في بلدات شعبنا وخاصة في شقلاوا  أو تلكيف أو مانكيش أو في القوش او في بغديدا وبرطلة،   بل بالعكس القسم الأعظم منهم قاموا ببيع  ممتلكاتهم للغير عندما شدوا الرحال إلى بلدان الغربة ، وعندما تحدثهم  عن مسألة الاستثمارات وقانون الاستثمار في كردستان مثلا يردون عليك  للأسف، هل نهدر أمولنا هكذا بمشاريع بدون غطاء وبدون (Insurance)؟  وهم يعلمون جيدا أن مجرد الاستثمار لمدة سنة أو سنتين في شقلاوا او في غيرها  سيدر عليهم ما ينفقونه على هذه الاستثمارات وربما أكثر، وخاصة أن معظم هذه الاستثمارات هنا تتم خارج النطاق الضريبي بينما في بلدان المهجر الضريبة تكتسح معظم أرباحهم .
 هؤلاء عزيزي شمعون إضافة إلى امتناعهم عن مساعدة أهالينا في شقلاوا للبقاء في مدينتهم الرائعة، أو في مدن أخرى، يعملون على زيادة وتقيح جراحاتنا بما يدلون به من تصريحات وما يكتبونه على الصفحات الرئيسية للمواقع من تجريح  ، بينما يمتنعون من أقامة مطعم عصري أو منتجع صغير سياحي في شقلاوا مثلا، اليوم تقدر بملايين الدولارات ما يستثمر به الإخوة الكورد من أبناء جالياتهم في بلدان  المهجر، قد تعرفت على بعض الشباب الكورد هؤلاء استطاعوا من خلال علاقاتهم من جلب كبريات الشركات العاملة سواء في البترول أو في التجارة للاستثمار هنا في اقليم كوردستان أو حتى في  المدن  الأخرى في العراق، بينما نسبة من استثمر من أبناء شعبنا  هنا في العراق لا تتجاوز الصفر، رغم وجود قانون استثماري متطور والذي قد فتح الأبواب على مصراعيها على الأقل هنا في اقليم كوردستان أمام الاستثمار  المحلي والأجنبي ووجود قانون شركات يجيز لأي شخص غربيا كان أو عراقي الجنسية من تأليف شركة مهما يكن نوعها للعمل في العراق ، فإلى متى يعزف أبناء شعبنا من أصحاب رؤوس الأموال الضخمة  من استثمار رأس مالهم مهما كان مقداره في مشاريع  تكون سببا من وقف بعض نزيف هجرة أهالينا في شقلاوا وغيرها إلى عنكاوا التي ما باتت تتسع لمثل هذه الموجات البشرية القادمة من مختلف أنحاء العراق للعيش فيها  .....   

318


منذ 31 مارس 1934  .... وأوراقك لا زالت حمراء



  بطرس نباتي


 
عشرات الصلبان حملتها منذ سنين تشدك نحو الجلجلة، حاملا أوجاع المعدومين، ململماً جراحات الوطن، لتعمدها بمياه دجلة الخير لتعرضها في أديم الصحراء لتجف، كي تعود مرة أخرى حاملا ضياء الشمس  من جديد..
دمك كان مطلوبًا من أكثر ألحكومات وحشية في ألتاريخ .
جلاد ألامس لا زال واقفا إزاء ألمقصلة، مطالباً برأسك على طبق من ذهب  كما طالبت تلك ألعاهرة برأس المعمدان .
ألبلاد ألتي ينادي أمرائها في ألليل باغتيالك يعود شعبها في وضح ألنهار ليطالب لك بالثأر والانتقام .
عندما نصبوا لرفاقك آلاف المشانق ليفزعوا بها من يقف ببواباتك لينصرف عنك ألجميع ولتقف وحدك تنزف حد الموت، كانت الطوابير تقف صفوفا متراصة تذود عنك بدمائها التي سالت، في بيانهم ألذي حمل الرقم(101) المشئوم ، أو في ملحمة كاورباغي و في سجن نقرة السلمان وفي قطار الموت ومعسكر الديوانية وفي دهاليز وسراديب  الشعبة الرابعة..
مشانقهم تلك التي نصبوها للعشرات من رفاقك وجد من يمتطيها،
 كما يمتطي صهوة جواد مطيع..                                                                                                          
في تلك الأيام من الزمن المر، الذي أمر فيه  رئيس الطغاة  بإعدام ثلاثون فقط من رفاقك، استشاط ألجلاد غضبا، لأنه كان قد حضر قائمة تحوي أسماء الألوف..  
 في  زمن قصر ألنهاية وأحواض التيزاب، و بنايات أمنهم ألاحمر في ألسليمانية و زاخو ولحد الفاو، وكل أدواة وسبل ألجلادين ، لم تقف إلا لأيام معدودات أمام ألزحف ألمقدس في آذار انتفاضة ألغضب وثورة المعدومين..                                                                
خشيتهم كانت حد الموت من بيوتك المشيدة بحب و شوق الكادحين وعرق الأجساد المنهكة تلك ألمتخمة  بالشعارات ألسرية ألتي تحكي قصصا مريعة  عن الحرية ألمضرجة بدماء الأحرار، والأمل بتحقيق السعادة للجميع ..
  جدران تلك البيوت المصنوعة من الطين  أو من الصفيح أو تلك ألمشيدة  بالقصب والبردي كان  طينها وبرديها مجبولاً بمحبة وعشق الفقراء، أنت وحدك كنت تحيلها إلى مدارس يتعلم فيها أبناؤك وبناتك ألف باء الوطنية وأناشيد تتغزل بحب العراق..
 عندما كنا نرى بواباتك تختم بالشمع الأحمر؟ وتسطر فوقها عبارات  حاقدة، لازالت كالأسلاك ألشائكة تحفر في ذاكرة الأجيال..  
أي فكر ذلك الذي نخره السوس الذي لم يعد يصلح حتى أن يرمى في مزابل  التاريخ، والذي لازال يقتات على أحلام غادرها الزمان.. يتصور  لو مارست أياديهم دناءة من سبقوهم، لكفت ألحناجر  عن ألصراخ والهتاف..
  أما زال قاموس ذكرياتهم يحمل تلك  الكلمات البذيئة؟!!.. ألمقصلة، الجلاد ، السجون والمعتقلات..
مقصلتهم تلك التي تحمل أثار الرؤوس التي اجتزت من أجسادها لكونها كانت تحلم بوطن بلا ألم، صبغتها دماء رفاقك بألوان الطيف الشمسي لتتحول إلى مراجيح للأطفال...:
وقت امتثلوا لقول الشاعر*:(أعطوا للجلاد أجازة ) ولكنه هيهات أن ندعه يعاود مهنته من جديد..
وجدران سجونهم التي رسمت بحمرة الدماء وحفرت باضافر أصابع المعتقلين، أصبحت معارضا تعرض فيها لوحات تروي قصصا عن البطولة والفداء..  

*الشاعر سركون بولص في إحدى قصائده
 

320
حسابات بسيطة حول كهرباء العراق

بطرس نباتي
أعترف أولا بأني لست صاحب هذه الحسابات والمعادلات الدقيقة ، ومن المعروف عني، باني لا أتقن لغة الأرقام، هذه اللغة التي تؤرقني و لم تستوعبها مخيلتي،  ويعلم بذلك جميع أساتذتي الأوائل وعلى رأسهم أستاذي الأول بولص بيتون الذي كان يردد :  سوف لن يكون برأسك خير لأنك لا تحفظ جدول الضرب ولكونك لا تهوى درس الحساب، وكان كلامه صحيحا حيث غاب عني حفظها حتى مرحلة متأخرة من الدراسة، ونتيجة ضعفي في مادة الرياضيات أكملت الدراسة في القسم الأدبي،  وتركت العلوم ومشاكلها للذي يفقهها  ويبرع فيها، ولكوني لن اسمح لنفسي بأن اسرق جهود الآخرين لذلك سوف أقول: أن الحسابات أدناه تلقيتها من أحد الأصدقاء وهو بدوره تلقاها من محاسب مجهول يريد نشرها، فوجدتها تفضح حالة الكهرباء التي باتت من الأمراض المزمنة في عراقنا الجديد.
لذلك قمت بنشرها ليعرف القاريء مقدار الهدر السنوي في الدخل القومي في ظل بقاء هذه المعضلة بدون حل، وهذه الحسابات وردتني تحت عنوان ( حسبة مصلاوي) تظهر بجلاء،  بقاء هذه المعضلة الأزلية بدون حل يعود إلى أمرين لا ثالث لهما أولهما : قصد سياسي: لأن الإبقاء على هذه المشكلة معلقة  كما هو حالها  ستنحصر  معظم مطاليب الشعب وتظاهراته في المطالبة بأمرين الكهرباء والبطاقة التموينية،  كما هو حال جميع من خرجوا في تظاهرات ساحة التحرير في العام الماضي، وهذا بالطبع يصب في مصلحة الحكومة لأن معظم الناقمين  صرفوا نظرهم عن الشعار المرفوع في جميع البلدان المجاورة ( الشعب يريد إسقاط النظام ) واكتفوا فقط بالقليل.
 والأمر الآخر والمعروف جدا والشائع على الساحة العراقية،  هو نهب  وسرقة الأموال الطائلة التي تخصص في كل عام على حل هذا اللغز المحير ( الكهرباء) وكلما طال أمدها كلما خصص لها أموال وبالتالي السراق ولصوص المال العام سيستفيدون أكثر وباستمرار عدم حل مشكلة الكهرباء، سيكون ما يسرق من أموال البلد من قبل  السياسيين والمتنفذين مستمرا ودائما  ومتدفقا  ... واليكم معادلة أي
( حساب الأخ من الموصل ) كما وردتني مع الشكر الجزيل للذي أنجزها وأيضا للذي زودني بها.
عدد سكان محافظة نينوى هو 3.5 مليون نسمة
لو فرضنا أن معدل أفراد الأسرة الواحدة هو 5 أشخاص
عليه يكون لدينا 700,000 عائلة ومثلها من البيوت
ولو فرضنا أن 40 % من هذه العوائل لدى أربابها محلات
 يرتزقون منها
عليه سيكون هناك 300,000 محل تقريبا وهكذا سوف لدينا 1000,000 محل و دار
ومن هنا :
1000,000 جوزة مولدة عن المولدة و مثلها في البيت يعني 2000,000 جوزة
إذا كان معدل سعر الجوزة هو 5000 دينار ضرب 2,000,000 =
10 مليار دينار
معدل البعد عن المولدة هو 3 شدات من الوايرات و معدل سعر الشدة هو 30 الف دينار
يعني 90 ألف دينار ضرب 1000,000 مشترك =
90 مليار دينار
على فرض ان 25% من المشتركين لديهم مولدات صغيرة و ان معدل سعر المولدة هو 150,000 دينار
عليه سيكون 37,500,000,000 (37.5 مليار)دينار
سعر الجوزات + سعر الوايرات =
100,000,000,000(100 مليار) دينار
137.5 مليار مقسمة على 3.5 مليون نسمة (محولة للدولار)= 325$ للفرد الواحد
و باعتبار ان العراق 24 مليون نسمة مطروحا منه محافظات شمال العراق :
24مليون ضرب 325 =
7.8 مليار دولار
...........................................................................................
الان نحسب ما يخرج من جيوب هذه العوائل لكهرباء المولدات شهريا :
معدل اشتراك العائلة هو 5 امبير
x 7000 دينار ضرب  1000,000 مشترك = 35,000,000,000 (35 مليار) دينار
علما ان سعر التجاري 8000 دينار
10% من سعر الجوزات و الوايرات (ادامة قطع الوايرات و احتراق الجوزات) = 10,000,000,000 (10 مليار) دينار
وكما فرضنا ان 25% من المشتركين لديهم مولدات صغيرة لاوقات الاستراحة و ان كل مولدة تصرف 1 لتر في الساعة كمعدل و ان هنلك استراحتين في اغلب الاحوال و ان سعر اللتر التجاري هو 1000 دينار عليه يكون
500,000,000 (500 مليون) دينار
( عدا ما يصرف عليها من تصليحات)
و بعملية جمع بسيطة :
يكون ما يصرفه مواطنو هذه المحافظة التي اخذناها مثلا في الشهر الواحد هو 45.5 مليار دينار عراقي اي ما يعادل 39,000,000 (39 مليون ) دولار شهريا اي ما يقارب 500 مليون دولار سنويا
اي ان 500 مليون دولار تقسيم 3.5 مليون نسمة = 143 دولار للفرد سنويا
و باعتبار ان العراق 24 مليون نسمة مطروحا منه محافظات الشمال (ويقصد بها محافظات اقليم كوردستان)
24مليون ضرب143$ =
   3,432,000,000
اضف اليه 7,800,000,000 (عن الجوزات و الوايرات السابق ذكرها )دولار
= 11,232,000,000 $ دولار
احدى عشر مليار و مئتان و اثنين و ثلاثون مليون دولار
فكم محطة كهرباء يمكن ان يبنى بهذا المبلغ لو كانوا يريدون  ؟؟
 
انشرها ان اعجبتك

 

321
  في ظل إفلاس حكومتنا
   عوائل بغديدا تبلط شارعا( بالتيكالا)
                                                                                                                            بطرس نباتي


      قامت العوائل الساكنة في أحد شوارع حي راسن الواقع بالقرب من نادي نوفل السياحي، باكساء شارعهم بمادة "التيكلة" وعلى حسابها الخاص، وبمساحة  بلغ طولها أكثر من "175"متراً، بينما يبلغ طول هذا الشارع أكثر من "400" متراً) و بلدية الحمدانية  أرسلت بعض آلياتها للمساعدة ، .خبر قرأناه على الصفحة الرئيسية لعنكاوا كوم وهو كأي خبر آخر في العراق قد مر هو الآخر مرور الكرام ، لقد بلط أهلي بغديدا شارعهم بالتيكلا أي بالحصو والرمل والتراب،  وحكومتنا العتيدة في نينوى ومجلس المحافظة يبارك مثل هذه الخطوة الجبارة وهذا الشارع لأنهم لا يقون على تبليط مثل هذه الشوارع  كونهم قد أعلنوا إفلاسهم بعون الله ،  ربما يمر بهذا الشارع  قبل تبليطه ب (التيكلا ) أو بعد تبليطه قد مر به  أحد أعضاء من البرلمان العراقي ( الكوتا المسيحية المباركة )، ماذا سيقول  عن العوائل الفقيرة  التي تقطع من أفواه أبنائها لتقوم بإحدى وظائف الحكومة ، هل سينبري ليشرح لرفاقه ما فعلته هذه العوائل ؟أم سيصمت كما هو شاننا دائما في هذه المجالس حيث يتمسك نوابنا  ب( لسانك حصانك إن صنته صانك) ويكتفون بتبادل الزيارات، وتوزيع الهدايا في المناسبات، والاطلاع على الأوضاع فقط بدون معالجات ... وربما أيضا زار بغديدا أحد أعضاء مجلس محافظة نينوى وأطلع عن كثب على الحالة المزرية للشوارع والأزقة وأرصفة هذه المدينة الكبيرة بنفوسها ومساحتها وعظيمة بأبنائها وما يتواجد فيها من قابليات ثقافية وطاقات فنية هم فخر بغديدا،  ماذا يا ترى يكون شعورهم؟  تجاه هذه المدينة ،  وما تعانيه من شحة الخدمات والنظافة المفقودة  من شوارعها وأرصفتها الغير المبلطة وافتقارها لأبسط المناحي الخدمية شأنها شأن البلدات الأخرى التابعة لمحافظة نينوى إداريا والتي جميعها تعاني من الإهمال ذاته في العديد من المرافق الحيوية والخدمية ،  فلا تزال معظمها وكأنها تعيش في العهد العثماني أو حتى ما قبله فيما  يقدم لها من خدمات، على كل حال لنعود إلى شارعنا المكسو من قبل الاهالي ( بالتيكلا) لا أدري أين أصبحت فلوس الحكومة المخصصة لمحافظة نينوى والتي عجزت عن تبليط شارع بطول 400 متر، أليست مهزلة أخرى تضاف إلى المهازل التي ترتكب بحق هذا الشعب، مجموع ميزانية نينوى لتنمية الاقاليم  فقط عدا الميزانية التشغيلية وغيرها ، لمدة عامين 2011 و2012 بلغت  606 مليار دينار مضروبة في أثنين  وبلغ  ما خصص لمدن خارج مركز المحافظة،  وحسب اعتراف السيد محافظ نينوى لسنة 2012  ( 208) مليار دينار عراقي  فلو خصص منها مثلا     ( كم مليون) لبلدية حمدانية ألم يكن بوسعها تبليط شارع بطول 400 متر فقط؟!علما أن مجلس محافظة نينوى سبق وان أعاد في أعوام 2009، و2010 مبالغ كبيرة من ميزانية المحافظة بحجة عدم إمكانية صرفها ، بسبب الارهاب ألم تكن هذه المدن والقصبات  كبغديدا وبرطلة وكرمليس وألقوش وسنجار وشيخان وتلسقف وبطنايا وغيرها، هادئة من الناحية الأمنية وخالية تقريبا وبعضها كليا من الأعمال الإرهابية، تتمكن مجالسها البلدية من صرف تلك المبالغ ، والسؤال الآخر الذي نود توجيهه إلى مجلس محافظة نينوى ، في ظل الوضع المزري في الخدمات لهذه البلدات والقصبات أين تخصيصاتكم المالية لها  ؟ وهل أنكم تخليتم عنها فإذا كان الأمر هكذا؟   أحسموا أمرها ولما هذا الإذلال لساكنيها بحجة الحفاظ على وحدة العراق ؟  اتركوا أهل هذه المناطق يحسمون  أمرها أما أن يصوتوا على تكوين محافظة مستقلة أو منطقة حكم ذاتي،  أو أي إجراء آخر يخدم أهلها وساكنيها ،  والغريب أن المسؤولين في سهل نينوى من بينهم أعضاء البرلمان وغيرهم من مسؤولين حزبيين وحكوميين ساكتين لحد الآن  من  ممارسات حكومة نينوى ومحافظها تجاه بلداتهم وما تعانيه من شحة الخدمات وسوء التعامل معها إداريا ،  رغم ما قدموه من تضحيات جسام لحكومة المركز من شهداء سواء في القادسية المشؤومة أو في غيرها من الحروب،  لست هنا بصدد تقرير مصير هذه البقعة العزيزة ، ولست مخولا بطرح ما يهم مستقبلها،  لأن ما يقرره أهلها هو الذي سيقرر مصيرها  وأتصور أن إهمال محافظة نينوى لهذه المنطقة والذي ليس وليد اليوم أو نتيجة الظروف الحالية إنما يمتد منذ تأسيس الحكومة العراقي ولحد الآن هو الذي سيقرر مصيرها غدا في أي استفتاء يتم إجرائه وفقا للدستور لمعرفة مصير المناطق المتنازع عليها في المستقبل القريب. وهذا حق شرعي لهم كفلته المادة 140 من دستورنا الدائم ،

322
مع سعد كاظم  من مشغان  نناشدكم من اجل فؤاد سالم





                                                                                                                                بطرس نباتي

   لقد هزتني كلمات الأخ سعد كاظم من الأعماق وأنا أتطلع إلى هذا الرجل الراقد على سرير المرض، ليس من حوله جمهور يصفق له  ولا معجبات يسعن للحصول على كلمة أو أشارة من أصبعه أو ابتسامة، هذا الرجل المقطوع من شجرة اسمها العراق، والعراق متعود أن تقطع أغصانه المثمرة، العراق قد تعود أن يهَجْر أبنائه البررة، هذا العراق الذي أصبحنا نختزله بحكومات دكتاتورية وسياسات رعناء متسلطة على رقاب أبناء العراق، طرد الجواهري وبلند الحيدري وسعدي يوسف وسركون بولص  وجان دمو والأب يوسف سعيد هذا الذي تجمدت أوصاله في صقيع السويد ومات  في المنفى ودفن فيها قبل إعلان  موته في الأسبوع الماضي  في مجاهل الغربة، كنت شابا يافعا عندما زارنا فؤاد سالم في عنكاوا، أتذكر حفاظا عليه ككنز ثمين اجتمعنا سرا في أحد البيوت القديمة وجعلناه يغني لنا همسا وحتى ساعات متأخرة من الليل، بعدها تركناه مستلقيا في فراشه وعلى الأرض حيث قال: أنا أحب أن أنام على هذه الأرض لا تزعجوا أنفسكم بي رجاء أتركوني أسعد بالنوم في عنكاوا الحبيبة، بعد انتفاضة آذار أطل علينا مرة أخرى،  دعوناه أن يحي حفلا فنيا استهله بإلقاء محاضرة حول الغناء العراقي وكانت الدعوة موجهة له من مركز حدياب الثقافي، حاورته الزميلة شيلان بولص عضوة الهيئة الإدارية آنذاك  ، تحدث فؤاد سالم عن الغناء العراقي والمقامات العراقية صعد بنا إلى الجبال العالية ثم هبط إلى الوديان والسهول والصحارى وكأنه يرسم في مخيلتنا جغرافية العراق، بتضاريسها بمكوناتها بأثنياتها المختلفة، كانت بحق أمسية لا تنسى، وظلت نكهتها لحد آلآن محفورة في ذاكرتنا جميعا،  مناشدة الأخ سعد كاظم التي طرقت أوتار أفئدتنا ذكرتني بموقف طريف حصل بين الاديب الكوردي الراحل بيربال محمود والأستاذ فلك الدين كاكائي وزير الثقافة السابق في حكومة إقليم كردستان، قال أستاذ فلك الدين للأديب متندرا : حقا أنك من الأدباء الكورد المرموقين والبارزين عندما تموت سوف أوصي أن يعملوا لك تمثالا في أربيل، سأله الأديب بكل هدوء ورزانة: يا سيادة الوزير، هل تعمل لي تمثالا كاملا أم نصف تمثال ؟ أجابه سيد الوزير: لا سأعمل لك تمثال كاملا، عندها قال الأديب الراحل وبكل هدوء أيضا : أرجو منك أمرا يا سيادة الوزير وهو أن تعطيني آلآن ثمن نصف التمثال  لأشتري حبوب الضغط وبعض العلاجات للأمراض المزمنة،   وعندما أموت سوف لا أعلم بمقدار خدمتكم لي عندها أعمل لي تمثال نصفي فقط وقل بأنه قد قبض ثمن نصفه الآخر وهو حي ، هذه الكلمات الرائعة  المعبرة التي تفوه بها الأديب المبدع الراحل بيربال محمود، هي حكمة بليغة وهي اليوم لسان حال كل فنان أو أديب مبدع في هذا الوطن الذي لا يتذكر مبدعيه إلا في وقت رحيلهم ، فلو صرفت على الرياضي الفذ عمو بابا نصف ما صرفوه على قبره وعلى نصبه المطل على ملعب الشعب في بغداد وعلى ما نصب له من مآتم لما كان قد فارقنا في وقت مبكر من حياته، واليوم وضعت كلمات سعد كاظم قادتنا جميعهم بدون استثناء أمام تجربة أخرى مع مبدع آخر، إما أن يتركوا الفنان المبدع فؤاد سالم ينتهي  ويموت في دمشق ليوارى الثرى هناك إلى جانب الجواهري أو يمدوا له يد المساعدة وأتصور ما يجعله يشفى ويسترد عافيته ويعود ليغني للبصرة وبغداد ولكردستان ولكل بقعة من العراق لا يتجاوز ثمن نصف عجلة مصفحة مما تعود قادتنا أن يحتموا بها وقت الشدة.

323
من هو المرشح الأوفر حظا للحقيبة الوزارية في الكابينة
 السابعة في أقليم كردستان؟

                                                                                                                          بطرس نباتي          
منذ  فترة بدأت أقلام بعض الأشخاص في المهجر تكتب عن (الجنطة ) أو الحقيبة التي ستناط بأحد أبناء شعبنا في الوزارة الجديدة في الأقليم، ومما يزيدنا فخرا أن كتاب الداخل أي أبناء الإقليم هؤلاء الذين ظلوا مرابطين في الداخل سواء كانوا من الكلدان الأقحاح الغير الملوثين بفايروس الأشورية ( أي ليسوا متأشوريين)  أو من الأشوريين المتعصبين المتخندقين وراء الاله اشور أقولها بأسف تندرا عما يستخدمونه من الفاض كتبة المقالات التحريضية  والتي تشبه إلى حد بعيد بيانات الحرب والعداء أيام القادسية المشئومة،  فيما نجد مثقفي الداخل لم ينبس  لحد الآن أحدهم ببنت شفة كما يطلق على الحرف أو على الكلمة بلغة الضاد على من سيستوزر أو من سيحتل المركز كذا وكذا، و لم يقدم أحدا منهم مؤهلاته  من على منابر الإعلام على جعله وزيرا سواء بالعلن أو بالإمائة، وهذه علامة ايجابية نسجلها باعتزاز لكتاب ومثقفين لا تهمهم المناصب كما تهم لبعض الذين هجرونا عندما كنا في الضيق وكنا نتقاتل على ربع قالب ثلج لنروي به عطشنا في حر الصيف وأيامه الطويلة أو على قنينة غاز أو على لتر نفط ابيض للتدفئة،  أو كما كنا نغلق على أنفسنا الشبابيك ومنافذ التهوية خشية أن يمطرنا المقبور ببعض فيروساته أو عوامله الكيماوية أو معاناتنا من جراء اقتتال الأخوة الكورد،

  واليوم بعد تمتعنا بهامش من الحرية كان حتى الامس القريب العديد من هؤلاء النمتبارين على الحقائب،  إن لم يكن جميعهم يأبون من القدوم ألينا والعيش معنا ومشاركتنا في الأفراح والأتراح فقط القلة منهم يتفضلون بزيارتنا وخاصة عند توجيه الدعوات لهم وبعد دفع ثمن التذاكر والمبيت في الفنادق الفخمة أو عند تبليغهم بأنهم نالوا إحدى الحقائب الوزارية عن طريق الهاتف، مما يسجل   لكتابنا ومثقفينا  في الداخل باعتزاز وتقدير ومما ويزيدنا فخرا بهم أنهم بعيدين عن روح الاستئثار بالمناصب التي يتصارع كتاب المقالات التحريضية في المهجر حول اقتناصها، منذ تشكيل الكابينات السبعة وتوزيع المسؤوليات ولحد الآن سواء في الاقليم أو في الحكومة المركزية،  لم ينبري أحدا منهم بتقديم نفسه متملقا لهذا الرئيس أو ذلك كما يفعل هؤلاء الكتبة،  وما يؤلمهم فقط هؤلاء مثقفي الداخل عندما يستقدم شخص لا يتمتع بكفاءاتهم ولا يمتلك ما حققوه من شهادات عالية إضافة إلى تفانيهم وإخلاصهم في العمل والإدارة، من أقاصي الدنيا وجعله  ( وزير غفلة)  وتناط به   ( جنطة) لا يقوى على حملها ولسان حالنا يردد ( كلي يا حلو منين الله جابك) ما أريد أن انوه به هنا أن الوزارة التي ستناط قريبا بهذا الوزير أو ذاك الآخر سواء كان كلدانيا أو اشوريا ستكون مهمة إدارية محضة لا يستطيع بما تحمله من مسؤوليات أو مما تحققه له من أمتيازات من تحقيق أمنية كلدانية أو ميزة آشورية،  لأن هذه الامتيازات والتسميات  وما يقال ويكتب عن التهميش وغيرها من الألفاظ الكبيرة ،  تقر وتتخذ من قبل البرلمان الكوردستاني بعد مصادقة رئاسة الاقليم، كما سوف لا يكون باستطاعة وزيرنا المنتظر من إعادة حق ضاع أو أرض تم إطفائها من أراضينا التي ندعوها بالتاريخية خارج إرادة مالكها، سوف يجلس وراء طاولة كبيرة محاطا بالزهور الطبيعية ،  ويوقع على الأوامر يحيل قسما منها على مدرائه ويعالج ما يرفع إليه من الجهات الإدارية العليا، برأي وربما سوف يخالفني بها جماعة المتبارين على   ( الجنط) في بلدان المهجر،  الذي سيختار لهذه المهمة من أهم الصفات التي نود أن تتوفر فيه الكفاءة العلمية  ليخدم بواسطة علمه أبناء الإقليم جميعهم بدون استثناء، لأن من سيتعين لا يكون حكرا على خدمة الكلدان أو للأشوريين كما يروج هذا البعض، وهذه متوفرة عند خريجينا من حملة الماجستير والدكتوراه وغيرها من الشهادات العليا وليس لنا الحاجة من استقدام كفاءات أخرى إدارية من وراء الحدود، وليكفوا عن التدخل بشؤون هذا الشعب المبتلى بهم وبصراعاتهم، والأمر الأهم أن تتوفر فيه النزاهة في العمل لكي نكون معه مرفوعي الهامة والرأس عندما يسلم منصبه إلى غيره بعد إحالته على التقاعد، فلا يكتشفون بأنه كان بالتاريخ الفلاني قد سرق ونهب المال العام الذي تحت يده ثم غادر مهرولا إلى جهة لا يعلم بها إلا الله ، والأمر الأخر أن يكون ما يقبضه من مرتبات ومكافئات من مرتبه  وما يحققه له منصبه أن يبقى في داخل اقليم كردستان ليستفاد منه أبناء الإقليم حصرا، ليحقق لنا الأستاذ كاك نيجيرفان  هذه الأماني و هذه الأمور وليكن من يكون صاحب الحقيبة المقبلة ، مبروك له مسبقا ...              

324
ماذا نأمل نحن المواطنين الكردستانيين من الكابينة السابعة لحكومة الإقليم

                                                                                                                            بطرس نباتي
              
بعد أيام وحسب ما تناقلته الأخبار في إقليم كردستان سيسعى السيد نيجيرفان بارزاني من اجل تقديم حقائب الكابينة السابعة لحكومة إقليم كردستان، والسيد نيجيرفان بارزاني ليس جديدا على تولي هذا المنصب الهام جدا بالنسبة ألينا نحن أبناء الإقليم،  وليس محاباة أو تملقا منا إذا ما أقرينا بأن طيلة مدة ترأسه لحكومة إقليم كوردستان،  شهدت محافظات الإقليم حركة عمرانية وتنموية لم تشهد لها مثيلا، وأي زائر لمحافظة أربيل لوحدها سيشهد على صدق ما ذهبت إليه،  رغم كل ما تحقق إلا أن هذه المسيرة التنموية لم تخل من عيوب وأخطاء،  نأمل أن  تتجدد مسيرة الأعمار والتنمية تلك وأن تستمر وأن تبذل جهود أخرى مضاعفة، من أجل تقديم المزيد من الخدمات لأبناء كردستان بكافة انتماءاتهم بدون تمييز،  لأن ما عانته المنطقة من ويلات الحروب والإبادة الجماعية والمقابر الجماعية وكل أنواع التهميش منذ تأسيس الدولة العراقية تجعلنا نحث قادتنا أن يقدموا الأفضل لما هو خير أبناء الوطن الكردستاني العزيز،  وما نتمناه نحن يختلف عما يطرحه رجال السياسة في الأحزاب الكردستانية طبعا، لكون ما نطرحه بعيد عن السياسة والتحزب، وإنما هو طرح يحمل هموم المواطنين الكردستانيين عموما وما يمس حياتهم ويشغل تفكيرهم،  وسأحاول أن ألخص بعض ما أراه ضروريا  للسعي  من أجل تحقيقه في ظل حكم هذه الكابينة المنتظرة :
1- معظم أنشطة التنمية في الإقليم اقتصرت على الجانب العمراني في بناء المساكن والمجمعات السكنية من قبل القطاع الخاص،  حيث كان الهدف المعلن منها حل أزمة السكن، مما أدى ذلك إلى تقليص الأراضي الصالحة للزراعة في سهول إقليم كردستان وخاصة في أربيل،   وكذلك لم تحقق الهدف المعلن حيث معظم تلك المشاريع لم يستفد منها غير بعض الأغنياء والمتمكنين، نرى من الضروري أن تنصرف الجهود من أجل انتشال الزراعة من وضعها المأساوي الحالي وذلك بتشجيع المنتج الزراعي المحلي وهذا الدعم لا يتأتى إلا عن طريق أنجاز مشاريع أروائية وتوجيه العمران والبناء إلى المناطق الصخرية التي تتميز بها طبيعة كردستان فالمدن والتجمعات السكانية يمكن بنائها فوق المرتفعات وكذلك الأراضي المخصصة للجامعات والمعاهد وغيرها وأغلب دول العالم المتحضر تنتهج هذا السبيل لأجل إنقاذ سهولها من الزحف العمراني .
2- رعاية ذوي الدخل المحدود والطبقات الفقيرة والمسحوقة وخاصة في الريف الكردستاني وفي الأحياء الشعبية المنتشرة في المحافظات والعناية بالقرى الكردستانية ومد يد العون للفلاح الذي تحمل وزر وثقل الحروب والقتال إبان الكفاح المسلح، وما تعرض له من إبادة وتغيير ديموغرافي طيلة العهود الماضية وتشجيعه بالبقاء في الريف وعدم مغادرته وهجرته كما يحدث الآن نتيجة ما تعرض له الريف الكوردستاني من إهمال ولامبالاة.  
3- عدم التركيز في الاستثمارات سواء المحلية منها والأجنبية على بناء التجمعات السكانية والتجارة، والأخذ بنظر الاعتبار جوانب أخرى في الاستثمار وخاصة في الاستثمار الصناعي سواء الثقيلة منها أو الصناعات الخفيفة وتشجيع هذا القطاع بحيث يكون في المقدمة أو في طليعة ما يخطط له من مشاريع في سبيل تنميته ورفع من شأنه، وأراضي كردستان تعتبر من الخزائن الطبيعية لكافة المواد الأولية التي تساعد على قيام قاعدة صناعية إذا ما توجهت الجهود في الاستثمار في هذا الجانب الحيوي .
4- حل مشاكل تعويض الأراضي الزراعية المستملكة للمشاريع العمرانية سواء عن طريق المساطحات أو عن طريق الاستثمارات أو للمشاريع الأخرى السكنية لأن معظم تعويضات أصحاب هذه الأراضي لا زالت بدون حلول ولم يطبق أي من القرارات التي تنص على وجوب تعويض أصحابها من ذات الأراضي الزراعية المستملكة أو بما يعادلها وبنسبة 12%، والمثال على ذلك أراضي مطار أربيل الدولي والقرى والمجمعات التي تم تشييدها على أراضي مقاطعة (5) عنكاوا وباقي المساطحات  والمشاريع الاستثمارية، كما يحدونا الأمل أن تعمل حكومة الإقليم القادمة عن إزالة الغبن عن أصحاب      الأراضي في بهدينان وتعيد حقوق أصحابها الشرعيين وتعويض أبناء شعبنا هناك  
5- رغم ما تتمتع به كردستان من طبيعة ساحرة خلابة،  إلا أن ما موجود فيها في الجانب السياحي كونته الطبيعة البكر، ولم تمتد يد الأسان لحد الآن من اجل تطوير الجانب السياحي لهذه المنطقة، وهناك دول عديدة في العالم ليس لها أي مورد إلا ما تدر لها السياحة، ونحن لدينا كل مقومات السياحة ولكن للأسف لم نعمل إلا القليل من أجل استغلالها بشكل عصري ولم يخصص لها موارد مستمرة من اجل أن تنافس السياحة العالمية، ونحن ننتظر الكثير من هذه الكابينة أن تفعله في هذا الجانب الهام والحيوي ويمكن الاستعانة بتجارب الدول التي سبقتنا في هذا المضمار.  
6- التركيز على شريحة الشباب في القيادة والاستفادة من طاقاتهم في تولي المهمات الإدارية والمؤسساتية وغيرها، وإصدار قوانين جديدة تنظم الجانب الإداري والوظيفي، وتحديد سن التقاعد بحيث لا يكون عاما شاملا ساريا على كافة الوظائف والدرجات الوظيفية بمستوى واحد، وتكريم المتقاعدين والاهتمام برفع مستواهم الاقتصادي بما ينسجم مع ما قدموه من خدمات في مجالات عملهم طيلة حياتهم الوظيفية.
7- إعادة النظر في القوانين التي سنت في زمن النظام السابق، وتقديم مشاريع قوانين جديدة تكون ملائمة للتطور الحاصل في جميع مناحي الحياة من ناحية ولتطبيق العدالة في المجتمع الكردستاني والالتزام بالقانون بحيث يكون ساريا على جميع الفئات والأشخاص  بصورة متساوية .
8- رغم ما شهده الإقليم من تطور طيلة هذه السنين، نجد إهمالا في قطاعين هامين يمسان حياة شرائح كبيرة من مجتمعنا وهما قطاع التعليم والصحة، بنايات مدارسنا تحتاج إلى تجديد كامل وفق أسس عصرية ، لأن معظمها لا تصلح لمزاولة  العملية التربوية الصحيحة، ولا أقل هنا بأنها بحاجة إلى ترميم ، لأنه لن  يكون نافعا مع معظمها ومهما خصصت له من مبالغ فسيشكل هدرا للمال العام،  من الأجدر تكوين لجان خاصة لدراسة أحوال أبنية المدارس وعلى أن تعمل على بناء مدارس نموذجية  تتوفر فيها جميع الوسائل العصرية المناسبة للتعليم المعاصر. وكذلك المستشفيات ، ليس من المنطق والعقل  أن يكون لنا أسواق و(مولات) عصرية نظيفة تمتاز بجودة عالية بينما مستشفياتنا متهالكة قديمة بناياتها لا تصلح ليس للمريض المحتاج إلى النظافة والتعقيم بل وحتى لا تصلح بان تكون مخازن لحفظ المواد القديمة ( الانتيكة) وزيارة قصيرة إلى مستشفى الأطفال في أربيل ا و إلى مستشفى الجمهوري أو الأخرى التي يدعونها بمستشفى الطواريء  تؤكد صدق ما ذهبت إليه.
9- الاهتمام بالجانب الخدمي وخاصة الخدمات المقدمة من قبل المؤسسات البلدية كالمحافظة على نظافة الشوارع والأزقة والمجاري ومعالجة مسألة توفير الطاقة الكهربائية بشكل مستمر والاستغناء عن المولدات الأهلية نهائيا لأن ليس من المعقول بقاء هذه المشكلة المزمنة بدون حل طيلة عقدين أو أكثر.
10-  اختيار وزراء ومدراء عامين وخبراء ومستشارين على مستوى الكفاءة والنزاهة في جميع مؤسسات الدولة  التي لها تماس مباشر مع المواطن،  وتنظيم بعض المؤسسات المالية كمؤسسات الضريبية وجعلها منتظمة بحيث يعلم المواطن الكردستاني ما عليه وما يجب أن يدفعه من ضرائب للدولة وفي حالة مراجعته لها لا يجد الصعوبات والعراقيل التي تصادفه الآن عندما يراجعها نتيجة إكمال معاملة الانتقال أو التسجيل فقط، والاستعانة بالحاسوب من اجل ذلك ونشيد بتجربة مديرية  مرور اربيل لإعلانها الغرامات المفروضة على العجلات المختلفة عبر الانترنيت.
11- فتح أبواب مجلس الوزراء لمقابلة المواطنين و تخصيص يوم في الأسبوع يواجه فيه رئيس الوزراء أو من يخوله لمقابلة المراجعين وقد طبقها بالفعل السيد مدير عام المالية العامة ونجح فيها بجدارة كما نتمنى أن يبادر السيد نيجيرفان بارزاني إلى إجراء لقاءات مع أبناء مختلف أنحاء الأقليم ومن المناطق الأخرى المستقطعة للإطلاع عن كثب على مطالب وشكاوى المواطنين ولا يكتفي باستقبال ممثلي الأحزاب السياسية فقط .    
12- إبعاد إسناد المسؤوليات والإدارات قدر الإمكان على أساس الانتماء الحزبي  وغيرها من الولاءات،  واعتماد أسس الإخلاص والكفاءة في اختيار الأشخاص للمهمات الحساسة والتي لها تماس مع حياة المواطن. وعند تطبيق الأساس الحزبي في توسيع المشاركة في حكومة الإقليم العمل على تقديم العنصر المناسب لشغل منصب الوزير أو أي منصب آخر.
13- عدم انتظار إجراء عملية الإحصاء في أنحاء العراق والاستعجال بهذه العملية بإجرائها في إقليم كردستان حصرا كعملية تمهيدية تجريبية،  لمعرفة ما تحتاجه التنمية المستمرة في الإقليم وما يحتاجه المواطن من خدمات وغيرها، لأن جميع الخطط المستقبلية تكون عشوائية في التنفيذ ما لم يكن يسبقها التخطيط لها وهذا من الصعب حصوله إلا عن طريق عملية إحصاء سكاني.
14- الاهتمام بالجانب الثقافي وخاصة في الأقضية والنواحي والقصبات  والعمل على تشييد قاعات ومسارح  والمراكز الرياضية والمسابح والساحات الرياضية وغيرها لمزاولة الأنشطة الثقافية والرياضية .
15- التخلي عن الأنظمة القديمة في انجاز معاملات المواطنين في بعض الدوائر التي تشهد زحاما في المراجعة وإتباع أساليب عصرية كما هو الحال في الشعبة التي فتحها ديوان مجلس الوزراء لتنظيم هويات موظفي الدولة على سبيل المثال، وهناك العديد من الإجراءات يمكن اتخاذها تتطابق مع النماذج العالمية المعتمدة اليوم من اجل تقليص الروتين وإنقاذ المواطن من أهدار وقته في مراجعات عقيمة لا زالت كما هي منذ العهد العثماني وإلى الآن.
16- الاهتمام بطرق المواصلات ومد المزيد منها وخاصة في مراكز المحافظات والتخطيط لإنجاز مترو أربيل وفتح الأنفاق ومد الجسور لتقليل من الزحام الشديد التي تعاني منه العاصمة اربيل.  
يحدونا الأمل بأن تحقق هذه الكابينة المزيد من الانجازات وان يكون شعارها العدالة وتطبيق القانون والالتزام به  من قبل الجميع بدون استثناء، وان يكون غايتها الأساسية بناء الإنسان الكردستاني المعاصر المزود بالحصانة تجاه كل ما يدفعه نحو التعصب وعدم قبول الآخر، وخاصة نحن نعيش وسط محيط يعج بالتغيرات والمباديء والتي معظمها لا يخدم مسيرة البناء التي نأمل أن تتحقق في وطننا الكردستاني .
ولابد أن هناك مفاصل أخرى في حياتنا نحن أبناء إقليم كردستان تنتظر رعاية أكثر اتركها للقراء والمختصين لإثراء الموضوع بشكل يتلاءم والظرف الذي نمر به وما ننتظره جميعا من هذه الكابينة ولتكن نيتنا خدمة أبناء الإقليم،  وما نركز عليه نتمنى أن لا يخرج عن السياقات الصحفية الصحيحة وعن الهدف المعلن في عنوان المقال...

 






325
للمرة الثالثة .. إلى رئاسة صحة أربيل...
إلى متى تبقى عنكاوا بدون خدمات صحية طارئة؟
بطرس نباتي

   قبل أيام  كان يناقشني احد الكوادر الصحية في عنكاوا عن محتوى منشداتي المتواصلة لوزير الصحة في حكومة أقليم كوردستان والتي طلبت من خلالها سيادته بالتدخل والإيعاز إلى رئاسة صحة أربيل، لفتح أقسام للحالات الطارئة والولادة وإنعاش القلب والإسعاف الفوري في عنكاوا، ويبدوا من خلال مناقشته أن بعض المسؤولين في رئاسة صحة اربيل، قد أفتوا بعدم أهلية عنكاوا  لمثل هذه الخدمات لكونها قريبة من أربيل، وما دامت قريبة  فأن هذه الخدمات يجب ان يطلبها سكان عنكاوا من اربيل  (وربما سيطالبون أهلها،  بوضع عجلات تحتها لأبعادها عن أربيل، ليتمكنوا من توفير هذه الخدمات لها) متناسين  الزحام وانسداد الطرق في أربيل حيث يتعذر  على عجلة الإسعاف  قطع أحد الطرق الداخلية فيها إلا بشق الأنفس ،  فكيف يمكنها الوصول إلى عنكاوا وسط ازدحام شوارعها هي أيضا،  لو بدرت هذه الفتوى من عالم ديني لقلنا بأنه غير ملم بأمور الصحة وبما يدعى بالحالات الطارئة أو لقلنا بأنه ( متطرف ) قد تأثر بالوضع الطائفي للعراق لذلك فهو ضد كل عمل جيد يجلب الخير لعنكاوا وأهلها لأنهم ؟؟؟، ولكن عجبي أن يكون هذا القول قد بدر من أحد المسؤولين في وزارة الصحة،  لكونها هي الراعي الحقيقي لصحة المواطن وهي التي يجب أن تتحمل المسؤولية لوفات أي مواطن كوردستاني  سواء في عنكاوا أو غيرها، نتيجة عدم إيصاله للمستشفى أو لمركز العناية الصحية في الوقت الملائم، نعم ربما قول الأخ الذي كان يناقشني ، وهو يؤكد بأنهم أي رئاسة صحة اربيل لا تستجيب لهذا النداء نتيجة أيمانهم بقرب عنكاوا من أربيل رغم تشككي بمصداقية ما كان يطرحه، إلا أن عدم استجابة الوزارة لحد الآن يدفعنا على الإقرار بصحة ما كان يقوله الأخ، والله المسألة محيرة جدا  فوزارة الصحة في أقليم كوردستان رغم تلقيها مناشداتنا المتكررة لم تكلف نفسها حتى بالرد على الطلب المقدم إليها،  وهو طلب ملح ومن الضروري تنفيذه وخاصة هناك مركز صحي يتوسط عنكاوا و باسم الطبيب الشهيد حبيب المالح مساحته تكفي إذا ما تم ترميمه لتقديم مثل هذه الخدمات، وارى أن يكف بعض المسؤولين عن شؤون الصحة في إقليم كوردستان من التشبث بحجة قرب اربيل ومستشفياتها من عنكاوا، مدينة عنكاوا اليوم ليست تلك القرية المهملة ذات البيوت الطينية المتناثرة هنا وهناك والأزقة الضيقة،  لقد توسعت هذه المدينة و أصبحت بحاجة إلى  الخدمات الصحية لأبنائها ، وإن كانت هذه القصبة تضم فنادق ومطاعم وأسواق وأصبحت أراضيها ملكا مشاعا لأقامة المشاريع الاستثمارية التي تدر أرباحا خيالية لبعض المستثمرين الأغنياء فليس من المعقول أن يسعى أهلها من أجل تحقيق بعض الخدمات الصحية، ويقابل طلبهم هكذا بازدراء أو إهمال ،  سكان هذه القصبة يناشدون وبإلحاح الدوائر الصحية في أربيل، إلى مراجعة حساباتهم والاهتمام بالجانب الصحي لهذه المدينة، برأي لو تقدم أحد الأثرياء بطلب أنشاء مستشفى خاص ليدر على القائمين به الأرباح والفوائد، ولا يرتاده غير الأغنياء  لوافقوا فورا بدون أن يقيسوا المسافات بين عنكاوا و أربيل بالسانتمترات كما يحدث معهم الآن، كما أتمنى أن يقوم المسؤولين سواء في وزارة الصحة أو في رئاسة الصحة المحافظة بالرد سواء بالقبول أو الرفض على مقترحنا هذا كما يحدث عادة عند المطالبة عبر الصحف بتوفير خدمة ما علما أن مقترحي هذا قد تم نشره سابقا في أكثر من موقع وصحيفة وأرسلته إلى موقع حكومة كردستان مباشرة arabic.articles@krg.org كما أن بعض العاملين في الحقل الصحي في عنكاوا أوصلوه مشكورين إلى مكتب الوزير ورئاسة صحة أربيل ولكن لحد الآن لم تتم الإجابة عليه ولم تتم مناقشته رسميا مع المسؤولين عن إدارة الناحية أو الكوادر الصحية في المركزين الصحيين في عنكاوا ولا ادري إلى متى سيستمر صمتهم هذا،  وإلى أن يستجيبوا لهذا المطلب الهام والضروري، ليكن الله في عون سكان هذه البلدة الطيبة ، مع توصيتنا لهم بأن يستخدموا عجلاتهم  الخاصة أو ليستعينوا بسيارات الأجرة ويبحثوا عن خدمات طارئة في مدينة اربيل عند إصابتهم لا سمح الله بعارض يستوجب مثل هذه الخدمات...   

326
هل الطائفية في العراق وليدة لما بعد 2003؟  
     
    
                                                                                                                        بطرس نباتي
  غالبا ما يتردد سواء في وسائل الإعلام أو عند عقد الندوات واللقاءات السياسية، موضوع الطائفية ودورها في إفساد السياسة في العراق بعد 2003 ولكون هذا الموضوع أصبح متهرئا وقديما لكثرة تداوله ، ولكونه قد أشبع حد التخمة  بالبحث والتحليل وما يتبادل حوله من الطروحات والنقاشات سواء خلال الندوات واللقاءات التلفزيونية أو ما يكتب عن هذه الآفة في الصحف والمواقع الالكترونية، أي أن الكاتب مهما حاول أن يأتي بشيء جديد حول هذا الموضوع يراه قد تم طرحه قبل ذلك من قبل غيره من الباحثين أو الكتاب ،  إلا ما نراه من خلال متابعاتنا لما ينشر وما يقال حول هذه الظاهرة  هو إغفال أو تغييب  السبب الحقيقي والتاريخي من هذا الأمر لأن ما يتم مناقشته فقط يدور حول تأثير  الطائفية في توزيع السلطات والمناصب في عراق اليوم والتركيز على هذا الجانب لكون المناصب هنا تحقق لأصحابها جاه وسلطان وأموال طائلة، وليست من أجل خدمة الشعب العراقي كما هي عليه في البلدان الأخرى التي سبقتنا في ،  الأمر الذي أود طرحه هنا يتمثل في عدم أن العنصرية والطائفية التي يكثر الحديث حولها برزت  وتجلت ببعض صورها مع تسنم التيارات الدينية  للسلطة في العراق بعد الضعف والوهن الذي أصاب التيار الوطني العلماني، وكذلك استفادة التيارات الدينية من حالة النقمة والضجر والمعانات التي كابدها الشعب العراقي طيلة قرون،  ولكن مهما كانت الأسباب إلا أن الأسباب الحقيقية للطائفية ليست ولن تكون كما يجزم بعض المتبارين على المنابر الإعلامية وليدة  اليوم أو البارحة أو نتيجة عوامل خلقها التغير الذي حصل في 2003 ، لنتمكن معالجتها هكذا بسطحية وبدون الغور في أعماق ما جرى في الماضي وما يحدث لنا الآن،  أن هذه الطائفية التي تمارس اليوم لم تكن غائبة طيلة قرون عديدة عن تاريخ ليس العراق لوحده إنما في المنطقة بأسرها،  إنها تمارس منذ ذلك العهد الذي أستثني المسيحي والصابئي والأزيدي من حق المواطنة وأصبحوا يدفعون الجزية  ( وهم صاغرون) أو ليتحولوا بحد السيف من سكان أصليين إلى أهل الذمة أو جاليات تقيم في ( الوطن العربي الكبير) أصبحت الطائفية والتفرقة على أساس الدين والمذهب والقومية، تنمو وتترعرع عندما شنت حملات الإبادة الجماعية بالسيف قبل البندقية،    الآف القرى والبلدات شمالا وجنوبا شرقا وغربا تم ذبح أبنائها وأجبروا على هجرتها، من أجل فتحها وتغيرها ديموغرافيا وعقائديا بحجة نشر الدعوات والديانات الجديدة في ظاهرها وفي باطنها أيجاد وسائل أفضل للتجارة وفتح الأسواق والأمصار ونهب الثروات والخيرات وتنامي الثروات، ليس لدى الشعوب وإنما عند الأمراء والسلاطين ليتمتعوا بالمزيد من الرقيق والعبيد والغلمان ،  الطائفية والتعصب القومي غزت هذه الديار عندما اعتبر جميع من يسكن غير العرب في هذه  الديار بالطورانيين أو بالشعوبيين،  بعدها لتنظم ضدهم حملات الإبادة الجماعية كحملات الأنفال، ومذبحة سميل وصوريا  ومحرقة حلبجة وغيرها من القرى والبلدات التي خربت وأحرقت ودفن الالاف  من أبناء كردستان في مقابر جماعية،  هل هؤلاء كلهم بما فيهم الجزء الأكبر من النساء والأطفال والرجال المسنين كانوا معارضين أو مقاتلين ضد الأنظمة الفاسدة التي حكمت العراق ؟ أم  كانت الطائفية والتميز العنصري هما المحركان وراء هذه الجرائم ،  هذه العقليات التي نخرتها الطائفية والتعصب الديني، نقلت للأسف طفيلياتها وسمومها  إلى عقول العديد من العراقيين سواء كانوا من الساسة أو من عامة الشعب بدأ باعتبار مجرد الطلب بإقامة محافظة في سهل نينوى بأنه  حرام وتستوجب الجهاد ضده وما تعرض له أبناء شعبنا في مناطق نواجده من قتل وتفجير دور العبادة وإيجبارهم على ترك دورهم وممتلكاتهم ، وانتهاء بأحداث زاخو ودهوك وما أفرزته من تأثيرات نفسية علاوة على الخسارة المادية،  ولولا تدخل القادة ورئيس أقليم كوردستان بالذات وما بذله من جهود مضنية من أجل  إيقافها لحدث ما لا يحمد عقباه في هذا الأقليم الآمن،  و مسألة الطائفية وكيفية تأجيجها و كون المكونات القومية ذات الأقلية في الكثافة السكانية بعيدين ومحصنين تجاه العديد من مظاهرها وعواملها،  تذكرني هذه بحكاية أحد الأساتذة الأجانب في أحدى المدارس الأهلية قبل عامين، عندما أستل بدون قصد قطعة من سفر التوراة بالانكليزية وكان  حول كيف أن الله خلق الأرض والسماء في سبعة أيام ، والنص موجود أيضا في القرآن، وراح  يشرح الكلمات ويطبقها على القطعة كدرس من دروس المحادثة باللغة الانكليزية هذا الأستاذ أقام الدنيا عليه ولم يقعدها عبر مكبرات صوت المساجد في خطب الجمعة،  ولولا اعتذار الأستاذ وإدارة المدرسة لكان قد حصل  جهاد آخر وغزوة أخرى تشبه العديد من مثيلاتها ،  مع العلم نحن جميعا سواء كنا مسيحيين أو أزديين أو صابئة، تعلمنا في مدارسنا حفظ عشرات الآيات القرآنية الكريمة عندما كنا ندرس ومنذ المرحلة الابتدائية اللغة العربية وقواعدها، الذي لا تخلوا صفحة من مناهجه من آية قرآنية أو أكثر.إضافة إلى ذلك فقد كان أبناء القوميات الأخرى في الوطن كالكورد والتركمان كنا  نتغنى بأناشيد عربية ونتعلمها سواء كانت ضمن المنهج الدراسي أو خارجه  ( أنا جندي عربي   بندقيتي في يدي احمي بها وطني) وغيرها من أناشيد الحروب والقتال ولا ادري أن كانت هذه الأناشيد باقية ضمن مناهجنا أم قد امتدت إليها أيادي السلام والخير لتشطبها نهائيا لكي لا تبقى عالقة في اذهان الاجيال القادمة كما بقيت عالقة في ذاكرتنا، واليوم أطفالنا يرددون أناشيد بالكردية  إلى جانب العربية بدون تميز أو تعصب ..
نعم عندما تتجه نيات الجميع  لشطب  الطائفية و التعصب الديني والعنصري  وغيرها من المفاهيم المتداولة اليوم من القاموس الذكرياتي العراقي، يتوجب أن تبادر ألأحزاب السياسية التي تتخذ من الأديان مبدأ لها إلى الدعوة المشهورة التي أطلقها النبي في حديث شريف عندما قال (الناس سواسية كأسنان المشط ) ولم يقل الناس منازل ودرجات وشيع، أو أن يطبقوا في عملهم مباديء الآية الكريمة التي تقول ( إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوبا وقبائل لتتعارفوا أن أكرمكم عند الله أتقاكم) والتقي، معروف من هو وما صفاته في جميع الأديان السماوية لذلك حتى أن الله تعالى لم يقل أن أكرمكم عند الله هو المسلم أو غيره، إنما جعل التقوى هي الحد الفاصل،  ومن يحكم يا ترى على الإنسان كونه تقي أم لا  من غير الله، ولكون الناس سواسية كما يقول النبي يجب،  أن  ( يتعارفوا ) أي يتعرف أحدنا على الآخر وأن تزال نهائيا ترسبات الماضي وتتنور العقول بمباديء جديدة تقوم على أسس جديدة قوامها،  أنا اختلف عنك في العديد من الصفات والأشياء وأنت تختلف عني أيضا،  وكذلك نحن نختلف عن أبائنا وأجدادنا هم عاشوا حياتهم في ظروف غير هذه التي نعيشها اليوم،  ولكن  هذه هي الحياة دعنا نعيشها ( سواسية) معا بدون أن  اسبب لك الأذى وبدون أن تتجبر وتستكبر لأنك الأكثرية  وتؤذيني .,...


327
برحيلك سيدي فقدنا صديقا عزيزا لثقافتنا السريانية
                                                                                                                                 بطرس النباتي
  شاركنا في مراسيم توديع صديقنا العزيز المطران أسحق ساكا الذي انتقل إلى جوار ربه يوم 15/ 12،  كنا قبل يوم من رحيله قد زرناه وهو في الرمق الأخير راقدا في مستشفى بغديدا، قالوا له مرافقوه في الصباح قبل أن نلتقيه بساعات،  أصدقائك من المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية قادمون لرؤيتك والاطمئنان على صحتك قال لنا مرافقوه رفع غطاء الاوكسجين من فاه وقال انه سعدي المالح و رفاقه حتما، عندما تشرفنا بزيارته قال أحدهم كان فرحا يبتسم لنا ويقول أهلا بهم هم أكثر من أصدقاء ولكن للأسف عندما حضرنا وجدناه مستغرقا في النوم، رغم إلحاح مرافقيه أن يوقظوه إلا أننا أبينا ذلك، تأملناه مليا تصفحنا وجهه الشاحب، انتابنا حزن عميق ودعناه وعرفنا أنه الوداع الأخير، لقد كان الراحل خير صديق لنا، ما كان يوما يأتي إلى أربيل إلا وزار مقر المديرية العامة ملتقيا بنا مستفسرا عن نشاطاتنا وخاصة في مجال اللغة والأدب، شاركنا في الحلقة الدراسية حول دور السريان في الثقافة العراقية، كان يناقش ويطرح أرائه وأفكاره لنكتشف فيها كل ما هو جديد في عالم الفكر والبحث، هذا الصديق ترك بعد رحيله أرثا نعتز ثقافيا ثرا نعتز به ، وما تركه من دواوين بالشعر السرياني والبحوث العديدة في المجالات الفكرية والدينية والطقوس الدينية  تثبت جدارته في عالم الفكر والمعرفة ، يعتبر الراحل اسحق ساكا من المؤرخين القلائل الذين عنوا بالبحث في تاريخ الكنيسة السريانية،  وخير شاهد على ذلك  مؤلفه الشهير السريان إيمان و جضارة بأجزائه الخمسة والذي يعتبر خير مرجع وموسوعة تاريخية تحكي قصة وحضارة هذا الشعب العريق،  وهوخير دليل على العطاء الثر لهذا الرجل وموسوعيته التي لم تنضب لحين رحيله،  وكذلك مؤلفه الآخر كنيستي السريانية، كما يشكل مؤلفه الآخر عن تاريخ دير مار متي  مرجعا تاريخيا عن هذا الدير العريق من ديار الشرق، عندما حضرنا مراسيم الدفن و العزاء حال سماعنا بخبر وفاته وجدناه جالسا في عرشه وكأنه مستغرق في تلاوة المزامير السريانية التي احبها مع زملائه الاساقفة والكهنة ،  قلنا له وداعا يا صديقنا العزيز فهذا مثواك الذي أحببته ودونت عنه وقلت بحقه ما كان يجب أن يقال وأن يدون .. وداعا أيها الأب  يا مطراننا الجليل ...   



328
ملاحظات وعبر في كلمة لسيادة الرئيس مسعود البرزاني

                                                                                                                          بطرس النباتي

أصغيت بأنتباه شديد للكلمة التي القاها السيد مسعود البرزاني رئيس أقليم كردستان  بتاريخ 23/12 في مجموعة من المثقفين واساتذة الجامعة ووجهاء ورجال الدين في محافظة دهوك،  ومما شدني فعلا وجود منهامحطات مهمة وقف عندها سيادته منها محلية تخص تنظيم شؤون اقليم كردستان ومنها ما يتعلق بتنظيم البيت الداخلي العراقي الذي تعصف به الرياح والازمات التي يشهدها وخاصة بعد تفجير الخلفات الاخيرة بين القائمة العراقية وقائمة دولة القانون التي تقود العراق وكذلك ما تناوله في الشان العربي والعلاقة المستقبلية مع العالم الغربي، وما يتعلق بعلاقتنا مع الولايات المتحدة في مرحلة ما بعد الاستقلال،  من ملاحظاتنا الاولية سواء على هذه الكلمة او سواها،  نلاحظ عدم استعانة سيادته بخطبات جاهزة او تلك التي اعتدنا عليها،  والتي غالبا ما يجهزها لقادتنا ورؤسائنا مكاتبهم الاعلامية وما عليهم سوى تلاوتها، بل نجد ان الرجل يدون في وريقة صغيرة النقاط التي يتناولها في كلمته او انه يتجرد حتى من هذه الوريقة في بعض الاحيان عندما يريد ان يلتقي بابناء شعبه من الكادحين والناس البسطاء، الامر الاخر الملاحظ انه يقول كلمته بتلقائية وبدون تكلف و كانه يتكلم مع اهل بيته او اقربائه فهو يقول ما يجول بخاطره وما يمليه عليه ضميره وتربيته بدون الاستعانة بخطباء او مفكرين سواء كانوا من داخل الوطن او خارجه ، ما ساعرضه في هذه الكلمة يهمنا جميعا وخاصة العلاقة التاريخية بين المكونات الدينية والقومية في الوطن الكردستاني ، لقد تمكن السيد مسعود البرزاني من أعطاء تفسير ومعطيات داخلية نتلمسها في تعايشنا المشترك بكلمات معبرة وبتكثيف شديد ربما يعجز عنه العديد من المفكرين وخاصة عند تفسيرهم للعلاقة القائمة بين بعض المظاهر العصرية والتي تضخها لنا وسائل الاعلام الغربية وبين التقاليد والعادات التي تربينا عليها في مجتمعاتنا الشرق اوسطية واود هنا ان استخلص بعض الحقائق والعبر التي عبر عنها سيادته بكل وضوح وصراحة
1-   علاقة الدين بالمظاهر المعاصرة للحياة العصرية ومتطلباتها ،  هذه العلاقة على مر العصور حيث تم تفسيرها وتنظيرها بتصورات ذاتية ومفردات  تتراوح بين رفض هذه المظاهر رفضا قاطعا بحجة تقاطعها مع مباديء الاديان السماوية وبين تقبلها ولكن بحذر شديد،  السيد مسعود البرزاني وضع الامور في نصابها الصحيح عندما تطرق على احدى هذه المظاهر كمثال وهي مسألة بيع المشروبات الروحية وأماكن تناولها، لقد كان سيادته واضحا في هذا المجال، حيث أشار بأن (الحرية الشخصية يجب أن تحترم ولكن في  هذه الامور يتوجب على حكومة الاقليم تنظيم هذه المظاهر بقانون خاص)  فليس هناك في اي بلد من بلدان الغرب تسمح قوانينه بأن يبيع تاجر في محله مثلا قناني الوسكي والبيرة مع حليب الاطفال والرز والشكر وغيرها،  هذه المحلات كما شاهدناها في معظم دول العالم تختص  بسلعة معينة فالمحلات التي تبيع المشروبات الروحية لا تجد بجانبها سلع غذائية او غيرها هذا التخصص يجب ان ينظم بقانون عندنا ايضا، أما أماكن تعاطيها هي أيضا يتوجب ان تنظمها بقانون وتكون قي اماكن مخصصة لهذا الغرض، يغلب عليها الطابع السياحي وتكون محمية من قبل الامن الداخلي لكونها تتعامل مع مواد يمكن نتيجة تعاطيها ان تحدث خروقات امنية او حتى جرائم  كبرى ،  ولا اتصور هذه العشوائية في بيعها وتداولها و التي تجري عليه اليوم يخدم اصحابها او حتى روادها، وقد جاء سيادته بمثال مهم عندما اشار بأن (في جميع الدول الغربية لا يسمح للفتى الذي لم يبلغ عمره السن القانوني  بشراء المشروبات الروحية) ، حيث نجد ان ما يدلي به الرئيس صراحة هو تنظيم هذه الامور وغيرها بقانون، ولكون ليس هناك اية سلطة اخرى  في المجتمع المدني تفوق سلطة القانون لذلك لا يكون هناك أي مبررات أو مسوغات أخرى لمحاربة هذه المظاهر أذا ما نظمت وعولجت من الناحية القانونية
2-   النقطة الثانية التي اود ان اقف عندها، تطرقه في مسألة حساسة يجري الحديث عنها مرارا وتكرارا عبر وسائل الاعلام وغيرها الا وهي مسألة موقف الدين ورجال الدين من السياسة او من الثقافة وموقف المثقفين من الدين ورجاله ،  مرة أخرى نجده يعبر عن هذه الوشائج بعفوية وصراحة تحمل العديد من العبر، قال( لا يمكن لاحد ان يزايد علينا باسلاميته وكونه هو الذي يحترم الاسلام اكثر منا نحن نشئنا وتربينا وتلقينا العلوم والمعرفة وكل هذا كان نتاج المساجد المنتشرة في كردستان) ثم قال الكورد منذ أعتناقهم للدين الاسلامي عنوا بتشييد الجوامع ودور العبادة (عندما يراجعوننا أهالي القرى في مقدمة ما يطلبونه منا تشييد مسجد أو تعميره)،  نعم لقد قال الرئيس كل الحق لقد كانت المساجد والكنائس وجميع دور العبادة ولازالت خير الاماكن التي تعلم الفرد اضافة الى الايمان تلقي العلوم والاداب المختلفة،  دور العبادة كانت خير مدارس تخرج منها عشرات الادباء والمفكرين والقادة وكان لها الدور الريادي في اصلاح النفوس وتطهيرها من البغضاء والضغائن وكانت مرتعا صالحا تتربى فيها بذور الفضيلة وخدمة الانسان والاوطان،  ولا شيء يفسدها او يحرفها عن مزاولة دورها هذا سوى تدخل رجالها بالسياسة لأنهم سيضيفون على ما يؤمنون به من اراء وتوجهات سياسية مسحة قدسية لا يمكن ان تتقبل بسهولة اراء الغير المختلف عما تؤمن به كعقيدة ثابتة،   ولذلك سوف ترفض المناقشة أو الحوار على مدى صحة مبادئها، لكون كل قدسي يؤمنون به هو مطلق يتوجب الايمان به وإلا تحتم القصاص وهذا مخالف لمباديء السياسة وتنظيراتها التي يمكن خلال سنة واحدة تنقض ما هو قائم وواقعي وتثبت ما كان في خانة الغير الممكن ، لأن في السياسة ليس هناك شيء مطلق أو مجرد فكل شيء لا يتقبله الفكر يوضع على طاولة التشريح وتكثرمن حوله الفرضيات والاراء وهذا النهج مرفوض من قبل جميع الاديان، المساجد ومعها الكنائس  ومعهما جميع دور العبادة الاخرى يجب أن تتوجه نحو النصح والارشاد والدعوة إلى الفضيلة ، ولا يجوز لكائن من كان سواء كان أستاذا أو عالما دينيا أو اسقفا أو كاهنا مهما اوتي من علم في الشأن الديني ، أن يفسر ويعطي أراء سياسية أو يطلق فتاوى لكونه غير مجاز من الناحية الدينية أولا ثم عدم أهليته سياسيا لكي ينحوا هذا المنحى سوف يكون معرضا لأرتكاب أبشع الاخطاء في المجال السياسي أو يكون عاجزا عن تطبيق ما يقوله أمام جماعته لكونه ليس في مكانة تؤهله  لأصدار القرارات أو تنفيذها، بذلك يكون كل ما يطلقه اما للأستهلاك الاعلامي او للنيل من الاخر المختلف معه في الفكر والرأي،  والامر الاخرلو جاز لرجل دين أن يتدخل في الشأن السياسي فيكون حاله كحال أي رجل علماني  معرضا للنقد او حتى التجريح ي وهذا ما لا يتقبله رجل الدين لكونه يعتبر نفسه وما يعبر عنه جزء أو كل الحقيقة المجردة التي لا تقبل النقاش ولا تقبل التشكيك لكونها مغلفة بطابو الفداسة  لذا يعتبر نفسه منزه من كل عيب، وعندما يبلغ الامر هذه الحدود سوف ينكمش الفكر الانساني وينغلق على نفسه وهذا ما عبر عنه سيادته حين قال (نحن اليوم في كردستان لا نستطيع أن نحبس أنفسنا ونعزل أنفسنا عن العالم المحيط بنا )،  وكأنه يقول أن التكنولوجيا المعاصرة لم تدع بابنا هكذا موصدا إلى  ما لا نهاية أتها تطرق أبوابنا بقوة وإن لم نفتح لها هذه الابواب الموصدة اليوم سوف تفتحها غدا أو بعد غد، ولكنه يجد العلاج الشافي في ثلاثة امور أولها تربية الاجيال على التعلق بتراثهم ومبادئهم وقيمهم السامية عن طريق النصح والتوجيه والامر الاخر المساعدة في بناء دولة القانون حيث دعى الاساتذة  من الحضور وغيرهم ، للمساهمة الجادة في هذا المجال والامر الاخر الذي أكد عليه
3-    التعايش المشترك بين الاديان والقوميات والاثنيا في كردستان ، هذا الوطن الفتي ليس ملك أحد ما ليتصرف به كيفما يشاء يبعد هذا ويحرق ذلك، هذا الامر لا يدخل ولن يسمح بدخوله في القاموس الكردستاني الموزايك الكردستاني يجب المحافظة عليه  بكل قوة وباس وبرأي يوافقني سيادته على أنه من يحاول النيل من  هذا الموزايك الجميل الرائع  وكأنه يقف على غصن شجرة ضعيفة وبيده فأس غليضة يحفر بها مكان التحام الغصن بالشجرة وهو لايدري بان بيته قد شيده على هذا الغصن الضعيف ، وإذا ما اطاح بالغصن اطاح ببيته  أيضا ،  هذا المثل طرق مخيلتي وانا أستمع و أشاهد عبر التلفاز كلمة رئيس الاقليم، سيادته يريد بل يلح على أن يشيد البيت الكردستناني على  اربعة دعائم ثابتة   1-القانون 2- التعايش المشترك  3- الانفتاح  4- التجدد ونحن ابناء اقليم كوردستان أذ نستقبل العام الجديد ننتظر أن تطبق فعليا وعلى أرض الواقع جميع المباديء التي وردت في كلمة سيادته لأننا جميعا في حاجة ماسة إلى تطبيق هذه المباديء والمفاهيم.
الى هنا ساكتفي تاركا  للعبر الاخرى التي حملها الخطاب للقوى المشاركة في حكم العراق لعلها تجد ما بين السطور ما يسعفها للخروج من الازمة التي تطوقها املا ان يكف الساسة العراقيين من الصياح والزهيق من وراء المايكرفونات كما تحدث عنها سيادته وليكفوا في إذاء هذا الشعب المسكين ...

329
عزيزي جورج هسدو امتنا تستحي ولكن قادتها لا يستحون

                                                                                                                                    بطرس نباتي
تابعت ما كتبه الزميل جورج هسدو بحق قادتنا الأشاوس مقترحا عليهم الاستقالة حفاظا على ماء وجهوهم، لأن كل الأمور تسير من سوء إلى أسوء،  وأنا معه في كل حرف  سطره بحق هؤلاء، لأنهم فعلا لم يكونوا بالمستوى في  الإيداء الذي تمناه الشعب العراقي عندما ذهب ولوث أصابعه بالحبر ليختارهم لقيادته، ولكن ما استوقفني حقا، البارحة التي صادف الأربعاء5/10خلال متابعتي لجلسة المجلس  الوطني العراقي، وكانت تدور حول المزايدات على الوطنية والإخلاص للعراق وذلك  بطرد المحتل وقواته من البلد،  بعد أن جاءهم هذا المحتل كالمخلص لينقذهم من براثن أعتى وأعنف الديكتاتوريات ظلما وجورا، حسب اعترافاتهم إبان أو قبل 2003، أحد أعضاء هذا المجلس وبدون أي حياء، ذٌكر رفاقه بالآية التي تقول (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا)  النساء : 144  ) أو تلك  التي تقول يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم [ إن الله لا يهدي القوم الظالمين(  المائدة : 5   ..لأن  الآيتين تشيران بوضوح إلى ذات المغزى وذات الهدف الذي أراد النائب أن يكون المرمى أو الهدف الذي صوب نحوه سهامه المسمومة...
ولكنه لم يقرأ الآية هذه كما يستوجب على كل من له أيمان بالقرآن أو كما يقرئها أتباع الأحزاب الإسلامية من الشيعة أو من السنة حيث يقرئون الآيات من أولها إلى أخرها بعد أن يتلوا البسملة والحمدلله وصدق الله العظيم،  فقد قالها كالآتي( علينا جميعا تقع مسؤولية إخراج القوات الأمريكية، وعدم إبقاء على أي منها سواء للتدريب أو غير ذلك، ونحن جميعا هنا في هذه القاعة مسلمين وأحزاب أسلامية ونؤمن بأننا لن نتخذ من الكفار أولياء لنا) إخراج القوات الأمريكية شأن داخلي يتعلق باتفاقية عراقية أمريكية ولكن ترديد هذه الآية داخل قبة البرلمان تعني إنهم لا يريدون من الكفار والتي تقابل النصارى واليهود أولياء لهم، أذن ما السبب في قبولهم تولية السادة يونادم كنا وخالص ايشوع وبقية البرلمانيين من النصارى يا ترى،  ألم يولوا معالي الوزير سركون لازار على عشرات  الموظفين من المسلمين يدير شؤونهم ويتولاهم رغما انه نصراني، لا ادري أن كانوا يطبقون هذه الآيات في القرن الواحد والعشرين يتوجب على كل هؤلاء، قراءة الشهادة  وإعلان الأسلمة والطهور على يد  هؤلاء ممثلي الأحزاب السنية والشيعية،  لئلا يرموا خارجا كما يفعلون اليوم بالكافر الأمريكي،  فالذي فعله الكافر الأمريكي لهم وما وضعه في جيوبهم لم يكن أبدا ليحلموا به وهم عند الجارة إيران أو في دول المهجر،  ولا أتصور أن ( خمسة أو ستة من ( الكفار) الذين يتولون أمر المؤمنين اليوم  يعادل ما قدمه هذا الكافر الأمريكي  لذلك يتحتم علينا أن ننصح أخوتنا ( الكفار) قبل أن يرموا خارجا امتثالا لأقوال الله تعالى،  ليحافظوا على ماء وجوههم ويعلنوا  الاستقالة الجماعية ردا على ما أدلى به هذا الجاهل المتعجرف،  ولكن  من العجب أننا  لحد الآن لم نسمع منهم أي رد على هذا القول الخرف، وربما بعد المسافات بين  بروكسل و جلسة البرلمان العراقي حالت دون ذلك، أو انشغالهم بحمل حقوقنا من بروكسل إلى العراق في حقائب مليئة بالحقوق ، كما فعلوا الوفود الثلاثة بعد الحرب العالمية الثانية حيث كانت بروكسل أساس مصيبة هذا الشعب،  أتمنى بل أصلي متذرعا إلى أمنا سيدة النجاة أن تكون بروكسل هذه المرة سببا في طرد ( النصارى) من تولي أمور المسلمين،  لذلك اشد على يد ألأخ جورج هسدو راجيا منه أن يغير جملته ، نعم يا صديقي العزيز نحن (أمة)  تستحي ولكن قادتنا لا يستحون...   



330
لنبتعد جميعا عن الإساءة إلى أمنا عنكاوا سواء بقصد أو بدونه
                                                                                                              بطرس نباتي
   عنكاوا هذه المدينة العامرة الطيبة بأهلها وناسها،  يحبها ويحترمون أهلها جميع ساكني المنطقة وخاصة سكان القرى من حولها، ارتبطنا منذ نعومة أظفارنا بعلاقات صداقة وأخوة معهم جميعا وخاصة مع أبناء أربيل، حيث أن معظم كتاب وشعراء أربيل الذين تربطنا معهم الصداقة الطويلة والعشرة الطيبة يدعون عنكاوا ب ( بوكي هه وليرأو حتى بوكي كوردستان ) أي عروسة أربيل  أو عروسة كوردستان،  كنا ندرس مع أبناء أربيل في مدارس المحافظة حينما لم يكن في عنكاوا متوسطة أو ثانوية، كنا دائما محط تقدير واحترام بين أقراننا لم يكن يفرقوننا عنهم في أي شيء  لم يدخل في قلب أحد منهم حسد أو بغض نحونا حتى عندما كنا نتفوق عليهم  في الدراسة أو غيرها،  كنا نساعد بعضنا داخل المدرسة وخارجها ، نذهب بعد الدوام إلى متنزهات هولير أو إلى المكتبات العامة ندرس نطالع معا وحتى عندما كنا نرتبط بتنظيم طلابي لا أحد كان باستطاعته  أن يميز بين الطالب المسيحي أو المسلم،  لذلك ولأمور عديدة لا مجال لذكرها نحن لا نود أن نخسر هذه العشرة الطيبة والعلاقات التاريخية والجيرة الحسنة بيننا وبين جارتنا العزيزة اربيل ، لمجرد تصرف طائش يصدر من أناس جهلة، باستطاعة القانون ردعهم والنيل منهم،  كانت عنكاوا قبل سنوات تضج برائحة وسمات القرية في معيشة سكانها، ولكن في ذات الوقت كانت تتشح برداء المدينة ولكن أية مدينة، نظيفة بأزقتها الترابية مرتبة في كل شيء ، كانت الحكومات المتعاقبة على العراق تتخذها كإحدى القصبات عند إجرائها عملية التدريب الأولية على أية خدمة تريد أن تقدمها للبلاد، وجدت فيها المدارس منذ العشرينيات أو حتى قبل ذلك،  وتميز موظفيها ومعلميها بالتفاني والإخلاص في العمل أينما خدموا، هذه المقدمة التي لا أود إطالتها لأنني ربما سأملأ مئات الصفحات لو كتبت مؤرخا عن عنكاوا متذكرا جميع مآثر أهلها وطيبتهم ووطنيتهم وإخلاصهم، وربما سيملأ هذا الفراغ صديقي العزيز سعدي المالح بنصوصه في ( الينابيع) الذي لا أتصور أنها سننضب لكونها تتدفق بالمزيد من الذكريات التي يسطرها عن هذه البلدة، قريتنا الحبيبة هكذا أدعوها لأني  فعلا أتمنى أن تعود إلى سابق عهدها تلك القرية المتواضعة  ببيوتها الطينية وبيادر القمح والجرجر والمواشي والأبقار، ولكن ماذا بيدنا فعله أمام احتياجات الحياة العصرية التي تطحن كل سابقاتها وتحيل كل شيء إلى مجرد ذكريات أو تاريخ منسي في الماضي،  العصرنة لم تبق  شيء على سابق عهده،  وكنا نتمنى أيضا أن تكون العصرنة هذه خاضعة للتخطيط والبرمجة ، ولم تكن قد تلقيناها أو فرضت علينا بهذا الشكل العشوائي والطائش، بما دخل علينا عنوة البارات وأماكن اللهو، وربما هذه ألاماكن تمكن بعض أصحابها من تحويلها إلى أماكن لهو ولكن من غير براءة، مستغلا انفتاح إقليم كردستان على الاستثمار في العديد من المجالات التي معها حتما ستجلب البريء مع غيره، والصالح مع الطالح، والأمر الأخر والذي تناولته فيما سبق،  توجه العديد من العوائل المسيحية والغير المسيحية النازحة من مناطقها الأصلية هربا من الإرهاب الذي طالت يده كل مدينة وقصبة عراقية عدا كردستان ، حيث وجدت هنا السلام والوئام والحضن الدافيء،  هذه العوائل جلبت معها تجارتها ومحالها التجارية وأعمالها وأشغالها ورأت في عنكاوا المكان الأنسب للعيش، والبعض منها زاحم أهلها بطريقة أو بأخرى بالحصول على الأراضي السكنية في عنكاوا،  الملاحظ وخاصة في هذه الأيام قيام البعض بالكتابة عن هذه المدينة بما لا يلاءم سمعتها وسمعة أهلها وساكنيها ، أن الأعلام له خطورته لأنه شديد الانتشار وخاصة بوجود تكنلوجيا حديثة فالتحدث عن طريق وسائل الأعلام بالشكل الذي يجري حاليا يسيء إلى أهلنا في عنكاوا ويضر بها أكثر مما ينفعها، ونجد أن معظم هذا ألأعلام الموجه يصدر عن شباب وكتاب تهمهم مصلحة البلدة، ولكنهم بالطريقة التي يعبرون بها عن سخطهم وغضبهم تجاه ما يحدث في عنكاوا يجلبون المزيد من السمعة السيئة لأهالي هذه البلدة وربما وبدفع وباستغلال السخط الجماعي عند الشباب إعلاميا، ستدخل عنكاوتنا العزيزة مع مرور الزمن ضمن البلدات والمناطق التي اتصفت بهذه الألفاظ  القذرة، المستخدمة اليوم والتي لا أود مطلقا مقارنتها بهذه المدينة العريقة، لا أقول ليس من حق أهلنا التعبير عن ما يجدونه تقصيرا وانتهاكا لحقوق بلدتهم، ولكن علينا التفكير بالوسائل الأكثر تأثيرا والتي لا تخدش سمعة هذه البلدة الطيبة وأهلها بالكلمات النابية، واليوم نجد أن المسؤولي والإداريين في البلدة يسعون بجد لحل الكثير من السلبيات التي رافقت تطور هذه البلدة حضاريا وبرأي لسنا أكثر حبا وتعلقا منهم بعنكاوتنا العزيزة فلنكف بالمزايدة عليهم، ولنفسح لهم المجال لإصلاح ما أفسده الزمن مراقبين أعمالهم وإيدائهم عن كثب،  وفي بلدة صغيرة بمساحتها ونفوسها لا يمكن أن تحتجب الشمس بالغربال.

   

331
مفارقة مخجلة
العراق سفينة تطفو على بحيرة من الخيرات وأهله فقراء
                                                                                                                 بطرس نباتي
   هناك مصطلح متعارف عليه عالميا يدعى خط الفقر يستخدم في وصف الدخل السنوي لشخص أو لعائلة لا تتمكن من تأمين متطلبات الحياة الأساسية. وبموجبه يحدد الدخل بأقل من دولار أميركي في اليوم الواحد للفرد،  وحسب هذا التعريف أصبحت دائرة الفقر تضم 2 بليون فرد من سكان العالم البالغ أو المقدر ب (6) بليون فرد،  غير أن خط الفقر في العراق يختلف عما هو متعارف عليه حيث حدد الجهاز المركزي وتكنولوجيا المعلومات في وزارة التخطيط هذا الخط بسبعة وسبعين ألف دينار أي ما يعادل خمسة وستون دولارا في الشهر، أي أن الفقر لا زال يمثل تحديا كبيرا رغم ارتفاع دخل الفرد العراقي منذ 2003 مقارنة بالأعوام السابقة،  وأهم ما يعاني منه الفرد العراقي هو البطالة وخاصة بين الشباب حيث وصلت البطالة في هذا الوسط إلى أكثر من 30% حسب التقارير الرسمية ولكن الخشية من أن تكون النسبة الحقيقية أعلى بكثير مما هو معلن، نتيجة افتقار العراق إلى أرقام إحصائية دورية، حيث أن آخر إحصاء سكاني جرى في العراق كان في عام 1997 وهناك انتقادات عديدة وجهة ولا زالت توجه لما جرى حينها، لكونه لم يقدم أرقام دقيقة وحقيقية عن العديد من البيانات الإحصائية  التي تتعلق بحياة الفرد العراقي ولم يكن شاملا لكافة مناطق البلاد،  وهناك تقارير صادرة عن منظمات دولية تابعة للأمم المتحدة ،  تعمل في العراق تشير على أن  ربع سكان العراق لا زالوا يعيشون دون خط الفقر أي أن دخلهم اليومي لا يتجاوز الدولارين ونسبة الفقراء تقترب من 40% من مجموع سكان العراق، علما أن نسبة الفقراء في الريف العراقي تفوق هذا الحد ولا يوجد تقارير يمكن الاعتماد عليها لمعرفة نسبة الفقراء في المناطق الريفية لوحدها ليتم مقارنتها مع المناطق الأخرى،  المعانات التي تتفاقم  والتي يخشى منها ما بعد 2003 تتركز في الوفيات بين الأطفال حديثي الولادة حيث أن العراق لا زال يمثل ثاني دولة بدول المنطقة تتراوح نسبة الوفيات فيه بين هذه الشريحة بمعدل 45 حالة وفات لكل 1000ولادة،  لقد أوردتً هذه الإحصاءات مستعينا بتقرير الجهاز المركزي للإحصاء الصادر في 2010،  وتقرير آخر معد من قبل منظمة الأمم المتحدة بعنوان (الأهداف الإنمائية الألفية في العراق) وهذه المعانات تولدت  كنتيجة طبيعية لما تعانيه العائلة العراقية ، من سوء الخدمات وتفشي الأمراض والجهل والأمية التي أصبحت متفشية بشكل مخيف وخاصة في الريف العراقي، وغرضي من هذا العرض ليس سوى تقديم ملخص عن الحالة المزرية التي يعيش فيه شعب تحسده شعوب العالم على خيرات أرضه وهو المهد الأول لجميع الحضارات،  سواء تلك التي قامت على ارض أو تلك التي جاورته ، قد يتصور البعض أن ثروات العراق تقتصر على ما يستخرج منه من النفط  علما أن وارداته خلال سنة  فقط تكفي لتأمين جميع احتياجات دول الشرق الأوسط ، للمعلومات حسب التقارير الرسمية عن مقدار ما صدر العراق من النفط فقط خلال ستة أشهر المنصرمة بلغت464مليون ومائة ألف برميل، بواردات بلغت 48 مليار دولار أمريكي*)  إضافة إلى ما يتم تهريبه  بعد سرقته من الآبار فلكل رئيس جماعة أو حزب أو عشيرة حصة من النفط، ليس من النفط الأبيض الذي يوزع عن طريق الوكلاء،  وإنما من النفط الخام قبل تكريره وهذا الأمر أكده أكثر من مصدر، وتم التحدث عنه والكتابة حول عمليات النهب  التي تعرض لها النفط العراقي ( حسب تقرير صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية،  في تقريرها المعد في 2007)وهذه الثروة رغم أهميتها لكنها تحتسب من الثروات الطبيعية الناضبة،  ولكن العراق قبل أن يعرف العالم أاستخراج النفط كان مخزنا للحبوب زود جيوش الفتوحات الإسلامية وجيوش الدولة العثمانية، كان ولا يزال نتيجة ما يتمتع به من ثروات وطاقات وأراضي خصبة مركزا تحوم حوله أطماع الدول الكبرى،  وشهدت أراضيه غزوات متفرقة من الشرق والغرب، ولولا تمتعه بهذه الصفات والخيرات لكان كإحدى البلدان المهملة على خارطة العالم، العراق إضافة إلى تمتعه بأراضٍ شاسعة سهلية خصبة ترويها المياه والأمطار فهو يمتلك أكبر ثروة من النخيل إضافة إلى ما موجود من ثروات طبيعية في باطن أرضه غير مستغلة لحد الآن،  كالحديد والفوسفات والكبريت والملح وحتى اليورانيوم  ، الأمر الأكثر أهمية التي يفتقر إليه العراق هو مجيء حكومات صالحة  تعمل من اجل شعبها هذا ما لم يجده هذا البلد طيلة تاريخه ولحد اليوم ، الحكومات القديمة والملوك والأمراء كانوا إما من الأجانب أو من المشبوهين المرتبطين بالأجنبي أما في العراق المعاصر من تولى على حكم العراق،  إما كانوا لصوصا جاءوا من أجل تحقيق ثروات، و سرعان ما أطيح بهم بانقلاب عسكري، وبإرادة أجنبية، أو أفقروا العراق وشعبه بحروبهم المجنونة وإشباع نزواتهم السلطوية بإذلال الشعب وإرهاقه، تحت يافطة الأحكام العرفية والظروف الطارئة،  في زمن الحرب والحروب الداخلية، وغيرها من التسميات اللعينة، أستبشر العراق بالتخلص من الديكتاتورية، ولكن قراءة بسيطة للتقارير الصادرة عن حالة الفقر في العراق تؤكد بأن الحكام لما يدعى ( بالعراق الجديد) لا يختلفون مطلقا عمن سبقوهم في الحكم، كانوا في السابق ينهبون ثروات العراق ويستبدلونها بآلات الحرب وكانوا يتشدقون بأن تلك الترسانات من الأسلحة التي كانت تكلف العراق مبالغ خيالية سوف تحفظ كرامة العراق وشعبه، واليوم بعد أن داسوا على هذه الكرامة وأذلوها وأصبحت ترساناتهم مجرد حديد خردة، جاء من يسرق أموال العراق ويحولها إلى المصارف والاستثمارات في دول الغرب، وعندما يفتضح أمر أحدهم يكون قد ولى هاربا لئلا يكشف أقرانه في العصابة، والغريب في الأمر أن هؤلاء الذين يحكمون العراق يتصارعون علنا على النهب والسرقة كل فئة تريد أن تستحوذ على الثروة والجاه والسلطة أكثر من أخرى و الجهة التي يكون نصيبها أقل تسمي نفسها بالمعارضة، لتعارض من كانت حصته أكثر،  إنهم يتصارعون ويتصالحون حسب مصالحهم ومقدار ما يسرقونه،  تاركين الشعب  يعيش  في الصرائف ويكسب قوته بجمع ما يرمى في المزابل ويبقى هكذا تحت خط الفقر لقرون أخرى قادمة،  بينما هو يعيش على أغنى بقعة في خيراتها في العالم ..   
http://aknews.com/ar/aknews/2/260273/?AKmobile=true


332
 المربي الراحل صباح يوسف كليانا .. كما عرفته

                                                                                                                  بطرس نباتي
  قضى في الأسر زمنا،   متحملا العذابات الناجمة عن البقاء طويلا تحت رحمة سجانيه، مرت سنين طويلة وقاسية  لتلك الحرب المجنونة، وهو يتمنى مع أقرانه، أن يستنشق نسمة الحرية بين أهله وذويه ،  في الأسر كان أستاذ صباح صبورا يتحمل آلام البعد عن أسرته وذويه،  حمل  صلبانه رغم ثقلها ،  ليس لبضعة ساعات بل لأيام وسنين طويلة، كنت أطرح عليه سؤالا،  من أعطاكم القوة؟  لتتحملوا كل تلك السنين القاسية والعذابات الطويلة، كانت أجابته تنطلق من أيمانه العميق بآلام يسوع، كان يقول هل تعتقد بأن كل تلك السنين تعادل آلام مسمار واحد دق بعنف همجي في ساعده، كنت أستغرب  حقا من حديثه عن معاناته وتحمله للعذاب ،  في ألأسر منعوا عنهم كل شيء حتى الصلاة ،  أو حتى الدعاء في السر قبل العلن فمن أين اكتسب أسرانا كل هذا الإيمان؟ كان يجيب  أيمان الأكثرية منا نحن الأسرى كان كحبات تلك الحنطة التي تحدث عنها المخلص، فمنها ما كان واقعا على الحجر ومنها  بين الأشواك ولكن كانت فترة الأسر لنا كمَثلِ الأرض الصالحة،  مرة التقيت بأحد المناضلين الذي كان قد خضع للتعذيب،  طرحت عليه ذات السؤال الذي كان يقلقني، قلت له: ما هو السر الكامن ؟ في عدم التمكن عن طريق التعذيب من النيل من إرادة وتصميم المناضل، أجابني كلما يمعنون في التعذيب كلما يزداد الإنسان إصرارا على  أيمانه  بالمباديء التي يحملها، فقط يكون التعذيب صعبا في بدايته ،  فإذا تحملها الإنسان زاد  صلابة وقوة، وإذا لم يتحمل ينهار وتكون نهايته في انهياره من الوهلة الأولى ..
 في كل يوم كنا نكتشف في مربينا الجليل صفات رائعة مواهب جديدة،  كنت مستغرقا في تعليم طلاب الصف الرابع، كيفية كتابة إحدى الكلمات بالسريانية،  وجدته جالسا يصغي بانتباه إلى ما اعلمه لهم،  بعد أن غادرنا الحصة قال لي أستاذي العزيز أنت تجهد نفسك في حصص اللغة السريانية، حيث تدرس 32 حصة في الأسبوع، ماذا تقول لو حملت عنك بعض من هذا الجهد، قلت له هل تعرف السريانية قراءة وكتابة، لتعلمها لهؤلاء الصغار، لم يجب بنعم أو لا، أنما اكتفى بأن أشار إلي بامتحانه لمعرفة مقدرته على تدريسها ،  لم امضي معه سوى أسبوع أو أسبوعين حتى استطاع أن يساعدني في تدريسها فكانت ما يقارب عشرة حصص من نصيبه في باديء الأمر  بعد ذلك استطاع أن يتحمل  حوالي نصف حصص السريانية في مدرسة حمورابي،  و بعد ان غادرت التعليم أصبح من احد كوادرها الملمين بتعليمها حتى للصفوف المتقدمة، وظهر انه تعلمها وأجادها في الأسر أيضا،  أخبرني يوما  بأنه تعلم لغة الأم  مستفيدا من خبرة بعض الأسرى وإجادتهم  للسريانية  الذين كانوا معه في الأسر،  قلت له حينها مازحا ،  يجب أن اشكر ساجنيك يا زميلي العزيز ، لأنهم  جعلوك تتقن لغتنا السريانية ، لتأتي لتعلمها لأطفالنا، هذا المربي الذي فارقنا مبكرا غالبا ما كنت أشاهده، إما متأبطا كتبه ولوازم الصلوات والتراتيل بلغة السورث، وهو في طريقه إلى الكنيسة أو راكبا دراجته السوداء ليقضي بعض الحاجات اليومية لأسرته مواظبا على خدمة أهله و أقربائه،  كانت الطيبة والهدوء ودماثة الأخلاق من صفاته الرائعة التي تربى وأعتاد عليها،  لا شك أنه اليوم قد شمله قول الرب طوبى للمساكين بالروح،  لأن ما وجدت فيه وما أتذكره عنه خلال كل تلك السنين التي عشناها معا، أن أستاذنا الراحل يستحق وبجدارة أن ينال الحياة الأبدية، فالمعلم الذي يعلم جيدا يكون كبيرا في ملكوت السموات،  كما يقول مار أفرام  الملفان في أحدى ميامره

 والمربي الراحل صباح يوسف علم تلاميذه  كيف يعشقوا حروفنا الرائعة، غرس في قلوب تلاميذه وفي عقولهم المحبة الفائقة للغتنا لغة الأم السريانية المباركة، علمهم علومها وقواعدها فكان كبيرا بتفانيه بتعليمها،  كبيرا بصبره الطويل وتحمله للصعاب ، كبيرا في أيمانه الذي لم يتزعزع رغم  ما تعرض له من عذابات الأسر وفراق الأحبة، كبيرا في مسامحته للأخرين حتى من كان يعتدي عليه فقد كان يسامحه ويطلب من الرب أن يغفر له، لم يشتكي يوما لم يقف في باحات المحاكم وأمام السلطات ليقاضي أحدا في حياته، حتى انه كان مسامحا حتى لسجانيه  ولمعذبيه ، والذين كانوا يعاملونه بقسوة لأنه كان يقول ،  إنها مشيئة الرب ، فلا يمكن أن تسقط شعرة من رؤوسنا ألا بمشيئته،  فلا شك انه اليوم ينعم في الملكوت  مع الأبرار أمثاله، ولأهله وذويه الصبر والسلوان..      

333
هل تنفع صرخة أبو ذر الغفاري في هذا الزمن السيء؟

                                                                                                                  بطرس نباتي
   بداية لا بد أن اشكر الأخ حميد الموسوي لأن عنوان مقالته في موقع عنكاوة دفعتني بالبحث عن سيرة هذا الصحابي الجليل والزاهد والتي رأيت فيها تقاربا إلى حد بعيد مع قصص الرهبان والنساك في المسيحية الذين غالبا ما دفعتهم شجاعتهم وجرأتهم في قول الحق إلى التضحية بأنفسهم والاستشهاد من اجل إيمانهم ومبادئهم. 
قصة أبو ذر الغفاري معروفة في التراث الإسلامي وخاصة كيفية إشهار إسلامه على يد الرسول في وقت مبكر من الدعوة الإسلامية وما تعرض له من أذى على يد المشركين، ولكن ما يهمنا فيها، صرخاته المستمرة ضد الظلم والفقر وتحديه المستميت لتعسف الحكام عندما كان في الشام،  لقد وقف هذا الصحابي الشجاع والزاهد أمام المعاوية، والي الشام متحديا سلطانه مستشهدا بالآية الكريمة من سورة التوبة 35:34 (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم، يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم، هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون )عندما قرأ على المعاوية هذه الآية  قال له : يا أبا ذر هذه الآية إنما قد أنزلت بأهل الكتاب، فصاح به أبو ذر قائلا  : لا بل أنزلت لنا نحن المسلمين ولهم( أي بأهل الكتاب) بعدها كتب معاوية إلى الخليفة عثمان بن عفان، بأن أبا ذر يفسد الناس في الشام ويتآمر على الدولة استدعاه الخليفة وبعد نقاشات طويلة يطلب من الخليفة أن يسمح له بالبقاء طيلة حياته في (الربذة1) قائلا للخليفة بعد أن ودعه قوله المشهور ( لا حاجة لي  بدنياكم2) أبا ذر هذا الصحابي الذي فضل الزهد والفقروحسب بعض المصادر بينما  كان على شفى الموت رأى زوجته تبكي سألها لها لما تبكين؟ أجابته لأن ليس لي ثوب يكفي لكفنك، هذا الزاهد أقلق بدعواته الحكام والمتسلطين، ولم يكن يأبه بتهديد وسخط الأمراء وأثرياء الدولة آنذاك،  لأن دعواته لإصلاح أحوال وأوضاع الناس وحثه المستمر للخليفة والحكام والولاة الالتفاف إلى جانب الخير وإصلاح أمور رعاياهم وخاصة الذين يعانون منهم من الفقر والفاقة، كانت صرخاته هذه بمثابة طعنات توجه إلى هؤلاء السائرين في غيهم والذين أغواهم الحكم والكراسي وراحوا يكنزون الذهب والفضة،  لو أراد أبا ذر الحكم والجاه لتمكن من جمع الفقراء والمعدومين في الدولة الإسلامية وقيادة ثورة لتطيح بخلافة عثمان ولكنه كان يأبى ويترفع عن مثل هذا الأمر،  حيث دعي هذا الصحابي أكثر من مرة ليقود ثورة ضد الخليفة ولكنه كان يقول (والله لو أن عثمان صلبني على أطول خشبة، أو جبل، لسمعت وأطعت، وصبرت واحتسبت، ورأيت ذلك خيرا لي) لم يكن يريد الحكم بل كان صوتا صارخا بوجه الظلم والظالمين يقال عنه أنه كان يمتطي ناقته ويصرخ صرخته المشهورة ( بشر الكانزين للذهب والفضة بمكاو من النار) ،  وعندما جال في الشام كان لا يستكين من القول: (عجبت لمن لا يجد القوت في بيته كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه)، في هذا الزمن أيضا هناك العديد من الناس يريدون التشبه بأبي ذر الغفاري الصحابي الشهم،  فنجد من يجعل نفسه  )كواعظ للسلاطين( ( كما يطلق عليهم المفكر الراحل علي الوردي) ولكن ما أن ترمى إليهم بعض الفتات من موائد السلطان، حتى ينصرفو إلى تحقيق مصالحهم الخاصة متخلين عن مبادئهم وأرائهم، منزوين في ركن يختارونه من أركان هذه الحياة منشغلين  باكتناز الفضة والذهب بدون الخشية من إحراق جباههم بنار جهنم يوم القيامة غير آبهين بإنذار الصحابي ،  ومن بيننا أبا ذر من نوع آخر فهو عندما يشتم ويسب السلطان ينوي جلب انتباه ذلك السلطان أو أحد أفراد حاشيته لوضعه، وعندما يلفت نظره أخيرا ويأمر السلطان بإعطائه كيسين أو ثلاثة من الدراهم الخضراء حتى يتوارى خلف مصالحه وتحقيق غاياته،(أي مشاكسة من أجل الكسب) وهناك من ينتقد رؤساء الدولة وقادتها، ويحث بعض السذج لأتباعه جاعلا من نفسه المنقذ المنتظر وما أن تسنح له فرصة ليحكم حتى تجد فيه ما لم تجد فيما سبقه من سوء، وهناك أيضا اليوم من يضحك ويتندر على أمثال الغفاري وعقلياتهم الساذجة ويصفهم بأبشع وأشنع الصفات لكونهم يقفون بجانب الفقراء والمستضعفين، واصفين أبو ذر بأنه إنسان هامشي لم يكن له طموح أو أطماع بتوسيع ثرواته وممتلكاته، وهؤلاء يأبون التصديق بأن هذا الصحابي كان باستطاعته اقتناء أكثر من ناقة ،  ربما سيارة موديل 2012 مثلا ومشاريع وشركات وزوجات جميلات، فكيف يرضى بالعيش في الصحراء منفيا مفضلا ذلك على مسايرة أغنياء وأمراء عهده، أما خلفاء وسلاطين زماننا هذا فهم يختلفون في التقوى والورع عن الخليفة عثمان ولكن ربما يتشبهون بمعاوية ،  فلو طرق سمعهم ولو من بعيد أن أبا ذر هذا يجول ويصول في مملكتهم مؤلبا خلق الله عليهم، فأنهم لا يتوانون أما بوضعه في سجن إنفرادي وإبعاده عن الناس طوال حياته أو الحكم بإعدامه وهذا أسهل الأمور عليهم، فما عليهم سوى تلفيق بعض التهم ، كإدعائهم بأنه قد سب الخليفة و إنه شق عصا الطاعة، وأنه متآمر على سلامة الوطن وأمنه ومن السهل عليهم اليوم الإتيان بأحد القضاة وعدد من الشهود، لتنفيذ ما يرونه مناسبا بحق بكل مشاكس عنيد،  مرة وجدت أبا ذر يحمل حقيبة وبعض الأوراق وكاميرا صغيرة ومسجل كاسيت وكان جالسا على الأرض ليسجل مقابلة مع أحد الفقراء، بعد تلاوته لبعض الآيات  البينات على مسامع الرجل ليشجعه على قول الحق، أخرج آلة التسجيل ،  فما أن شاهدها الرجل حتى هرب مسرعا، وأبا ذر يصيح خلفه تكلم يا رجل، (الساكت عن قول الحق شيطان اخرس) استدار الرجل نحو أبا ذر قائلا شيطان اخرس!!! من أين أتيت لنا راكبا ناقتك العجيبة هذه؟يبدوا أنك غريب لا تعرف الأوضاع عندنا.. تعجب أبا ذر من كلام الرجل واخذ يهز رأسه وهو يردد  قائلا: الناس في زماننا رغم وجود المعاوية كانوا أشجع من الناس في هذا الزمن، و لما لم يجد أبا ذر من يتكلم معه أمتطى ناقته ورحل متمتما (لا حاجة لي بهذه الدنيا أيضا) ...
1- تقع في السعودية كانت تشتهر بواحاتها ومنطقة جيدة لرعي الإبل ويقال بأن أبا ذر أول من سكنها خربت وهجرها أهلها سنة 319 هجرية 
 2- صور من حياة الصحابى : تأليف عبد الرحمن رأفت باشا 1992.
 




334
قراءة أخرى في( الينابيع )للقاص سعدي المالح

                                                                                                                    بطرس نباتي
نحن نستمتع بالحكاية كشيء مختلف وغريب عن هذا الزمن، والحكاية قد يكون موضوعها أحداثا واقعية أو واقعية ممزوجة ببعض الخيال أو تكون كلها مغامرات خيالية ويمكننا دراسة الحكاية من جانبين جانب يهتم بالمادة السردية وجانب يهتم بطريقة عرض الأحداث والشخصيات وكيفية التعبير عنها، ما يدونه القاص سعدي المالح متواصلا في ينبوعه الذي لا ينضب، ليس مجرد حكاية أو أحداث ومذكرات مستلة من الذاكرة أو ما يطلق عليها بذاكرة الأحداث الشخصية (EPISODIC MEMORY  ( *لأن هذه الذاكرة تختص بالأحداث والذكريات والخبرات الراهنة والسابقة وهي تتصل بمختلف الأحداث التي وقعت في الحياة اليومية للكاتب، ولكننا نجد القاص يسرد أحداثا خارج هذه الذاكرة و ربما سابقة على عهده بسنين طويلة، فهو من خلال تواصله مع هذه الينابيع  لابد وانه يستعين  بعدد كبير من المصادر التي تنقل له تلك الأحداث التي وقعت في قريته والتي لم يكن شاهدا على حدوثها أو يكون بحاجة إلى تأكيدها، لكونها لم تقع ضمن حدود ذاكرته الشخصية، وإنما يستمدها خلال بحثه المضني عنها، وفي تقديمه لهذه الينابيع المتدفقة أبدا، يجنح إلى استخدام الذاكرة ليستمد منها فقط صور حياتية يستعين بها في سرديته الفنية،  إضافة إلى أستعانته بشخوص وحوادث وأحداث يستلها من الواقع تعينه في البناء القصصي، يوسب سورايا ومقتله  والعمة راحيل والراقصون في الظلمة والقاتل سولبك والطاحونة المسيرة بالمياه، والمرحومة والدته عندما أجبرته أن يقاد من قبل الأتان، لأنها تعرف طريق الطاحونة أفضل منه،  يجتر تلك الذكريات بتفاصيلها ويوظفها بخبرته في فن الرواية  والقصة القصيرة،  إضافة إلى تأثره بالبيئة التي نشأ وترعرع فيها، والتي لم تبارح مخيلته،  رغم فراقه لها لأكثر من ثلاثة عقود من الزمن،  إلا أن هذه البيئة بشخوصها  المتسمة بالبساطة  والتي يتعامل معها، يحركها ضمن حدود قرية عراقية منسية، لتنبض مرة اخرى بالحياة التي تدفق بها من خلال ينابيعه هذه، وهنا لابد أن نقف عند محاولته ربط ينابيعه  بالأسطورة النهرينية من خلال تقديمه للنشيد السومري المعروف عن الآله اشنان اله الحنطة، فبلاد النهرين كانت مخزنا للحبوب، ومنذ العهد السومري نجد أكثر من أسطورة حول هذه المادة سواء تلك المتعلقة بالفلاح ومطارداته الشعرية مع الراعي أو ما جاء على لسان انانا حين مخاطبتها لدموزي، وكذلك استعانة الكاتب بآيات  من الانجيل لبيان مكانة سنبلة الحنطة في حياة سكان منطقة شرق المتوسط، وما تغنى به شعرائنا السريان رواد الشعر السرياني الكلاسيكي،  وعلى رأسهم يعقوب السروجي بالسنبلة ففي قصيدة له يشبهها بالعروس وعريسها الفلاح الذي يستقدمها ليدخلها إلى مخدعه وحتى أن هذا التشبيه يقترب جدا من أفعال حسية يصفها بمشاهد شعرية رائعة،  واستعارات  وتشابيه ودلالات تبعد ذهننا عن السنبلة والفلاح لتدخلنا وكأننا فعلا أمام ليلة عرس رائعة، عروسة هي السنبلة وعريسها هو الفلاح ومخدعهما البيدر،  من هذه الينابيع الصافية يستمد القاص سعدي المالح مادته القصصية متشبثا بتوظيف الأسطورة والتراث في تقديم مرتسم للماضي بواقعيته السحرية البعيدة عن التكلف بعد أن يرتب مادته القصية بعيدا عن تناول الحكاية كما هي أو كما جرت وإنما يقدم خلال سرديته  تفاصيل وأحداث يبررها أحيانا ويقف منتقدا لها في أحيان أخر، كما في ينبوعه عن كنيسة مار كوركيس، لذا عند قراءتنا لهذا الينبوع  يجب أن لا نقع في المطب الساذج بتصورنا أن الكاتب ينقل لنا مذكراته الشخصية عن التراث وعن الأحداث السابقة،  أو حينما نتصور الينبوع بمعناه المادي البسيط أو حكمنا المبتذل بأن لا يجوز أطلاقه للينبوع على الخبز أو على الكنيسة أو على غيرها من الدلالات التي سيستخدمها القاص لاحقا، لأنه باستخدامه للينبوع قاصدا به ما اختزنته الذاكرة سواء الشخصية أو الذاكرة الجمعية لأحداث يوظفها القاص في البناء الروائي، لأن ما يعمله الكاتب هنا يفوق  المنحى الحكائي أو السردي فقط أو حتى يخرج عن المنحى الذكرياتي، إضافة إلى إقحام ذاته في المتن القصصي،  هذا الإقحام الذي يعطي زخما لمادته القصصية، واستعانته بالموروث الأسطوري والتراثي النهريني القديم والحديث المتمثل بالطقوس الدينية والمزامير وغيرها، يجعلنا نعتقد بأن القاص سيقدم لنا رواية متكاملة يمكننا في نهاية المطاف من جمع  أحداثها في  ينبوع واحد وهذا الأسلوب قد اتبعه القاص أيضا ونجح فيه بجدارة حسب ما ذهب إليه العديد من النقاد والكتاب في تعرضهم لروايته في انتظار فرج الله القهار حيث بنى روايته على مجموعة من الحوادث والشخوص يمكن أن تصلح  أن نطلق على كل جزء منها قصة متكاملة ولكن الترابط  والتماسك بين أحداثها وحيثيات كل جزء منها والذي يقدمه القاص وبمهارة ودقة مستخدما تقنيات القص الحديثة  ليخرجها في النهاية رواية متكاملة مترابطة بكامل جزئياتها وأحداثها  ...
*سيكولوجية الذاكرة الدلالية والأحداث الشخصية فى ضوء نظرية معالجة المعلومات       
د. أمثال هادى الحويلة وأ.د / محمد نجيب الصبوة/2010

 


335

  اعلان عن وظائف شاغرة في المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية

 تدعوا المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية خريجي الجامعات والمعاهد من سكنة محافظة اربيل و من حاملي شهادات في الفنون كافة وخريجي الاثار والتراث والأعلام واللغات  مراجعة مقرها الكائن في عنكاوا قرب ملعب آكاد الرياضي لغرض ملأ الاستمارة الخاصة لغرض تعينهم على ملاك مديريتنا مستصحبين معهم صورة شخصية وهوية الأحوال المدنية ..
                                       

336
رسالة مفتوحة إلى الأستاذ أثيل النجيفي محافظ نينوى 
                                                                                                                     بطرس نباتي
  تساؤل يقلقنا يطرح نفسه بإلحاح محاولا اختراق شغاف العقل كلما فقدنا مبدعا أو أنسانا عزيزا علينا، يا ترى ماذا تنفع المناحة وإطلاق القرائح في أشعار المآتم و قصائد التي تفوح منها رائحة الموت الحزين لترافق مبدعينا عندما يحين رحيلهم؟  أليسوا أحق بالتكريم وهم في الحياة؟ ربما الصلاة المقامة على أرواحهم  تشفعهم  عند الرب أو في انتقالهم بين المطهر والجنة كما نعتقد نحن المسيحيين، ولكن ما نفع إقامة المناحة والبكاء المر على الفقيد،  وقد عانى في حياته ما عاناه من جراء هذا الزمن السيء، إذن أليس كل ما نفعله من أجل المبدع بعد رحيله، لا يتجاوز حد إزالة أو إعطاء بعض العزاء والتخفيف عن كرب وأحزان ذويه وأحبائه وأصدقائه حينما يقوم اصدقائه وبعض محبيه بتذكر بعض من منجزاته الفكرية أو غيرها.  المبدعون أمثال لوثر أيشو وجواد سليم وسركون بولص وجرجيس فتح الله وجليل القيسي وعمو بابا وعشرات من الأسماء ألامعة سواء في المنحى الثقافي أو الفني أو الذين قدموا الخدمات الجليلة للوطن،  هؤلاء رحلوا بصمت وبعد رحيلهم نصبت لهم خيم العزاء وتغنى من تغنى بأمجادهم ومآثرهم ودورهم في الحياة، ولكن السؤال المهم الذي بقى يراودنا وينغص هذه المنسبات الحزينة ماذا يا ترى قدمنا لهؤلاء وهم أحياء؟  لوثر ايشو التشكيلي والإنسان الرائع هذا تنقل في أكثر من مدينة عراقية احتضنته موصل الحدباء وبغديدا مدينة الثقافة والمثقفين، علم أطفالكم استخدام الريشة ليرسموا جبال الوطن وسهوله زرع في قلوبهم حب الطبيعة الجميلة للعراق وللموصل بتنوعها الطبيعي والديموغرافي  الرائعين، لوحات لطبيعة الحياة الموصل بأسواقها وأزقتها الضيقة بناسها الطيبين المتربعين في المقاهي، أو عند مزاولتهم لأعمالهم اليومية العادية.                                                                 
 سيادة محافظ نينوى. هذا الرجل بعد مشوار التنقل هنا وهناك، وبعد أن أقام عشرات المعارض الفنية والذي بدأ مشواره الفني من نينوى وقاعاتها وبيروت واربيل والسليمانية وبغداد وعمان ودمشق ن كل هذه المدن احتضنت لمساته، أينما حل وأينما سكن يرحب به كأهل البيت والكل يشهد على ما قدمت ريشته من إبداع لا يضاهيه سوى قلة من مبدعينا،  هذا الذي كان يعتير كل المدن وجميع قصبات العراق مسكنه ،  لم يكن يملك في أية بقعة من العراق مكانا أو سقفا يستره من برد الشتاء أو من حر الصيف،  أينما حل كان يؤجر دارا لتحل به عائلته وأخيرا عندما استقر في قرقوش / بغديدا، ساعده بعض أصدقائه ومحبيه ليستأجر دارا متواضعة وكانت الأخيرة في رحلته الحياتية المضنية، يا سيادة المحافظ هذا الفنان الذي أحب مدينة أم الربعين وعشقها ألا يستحق التكريم؟ ونحن نرى ليس هناك شخصا أو مسؤولا أحق بتكريمه منكم شخصيا، لكونكم محافظ المدينة التي أحبها أو حتى عبدها، الإنسان هنا للأسف عندما يسعى لامتلاك العمارات والأموال والأطيان أو يتمتع بالسلطة والجاه لحد التخمة، عندما يقترب من نهايته، حتى أقرب المتمتعين بتركته لا يذكره اللهم بالمناسبات فقط أو بعد رحيله بأيام، ولكن ماذا يا ترى يترك هؤلاء العظام من بعدهم؟ لم يترك لوثر غير دارا مؤجرة تحوي عشرات اللوحات المحمولة بحب العراق  وبعض الألوان والأحبار بتناسقها وتشاكلها الفني التي ستبقى مفخرة للأجيال، هذا ما تركه لوثر من بعده، سيدي المحافظ اليوم نحن نطرح أمام سيادتكم قضية ليست شائكة ومطلبا لا يرتقي لمستوى إيجاد محافظة أخرى في سهل نينوى أو غيرها من الطلبات التي ربما ستعتبرها تعجيزية، بأسم الثقافة والفن الذي يوحدنا جميعا نطالبكم بإلحاح بأن تجعلوا روح لوثر لتستقر في المكان الذي أحبته وعشقته، وليس من المعقول والمنطق أن لا نجد لأرثه ( أي لتركته من أعماله الفنية ) ولعائلته الكريمة مسكن متواضع تأوي إليه بعد كل هذا الترحال الصعب، لقد أحب نينوى العظيمة حبا عظيما،  فلتكن نينوى مسكنه وملاذه الأول والأخير، ولنا بشخصكم وبمجلس محافظتكم الثقة والأمل لتحقيق رجاءنا ودمتم ....     

337
جميع خيرات وطننا، وكل سلطانكم أيها السادة...
                           لا تعادل نهدا واحدا لهذه العروسة العذراء

                                                                                                        بطرس نباتي


الاختلاف في الآراء والتوجهات باتت اليوم سمة عصرية وفي مختلف المناحي الحياتية،  وهذا الاختلاف ليس وليد اليوم أو هبط علينا مع برنامج الرأي والرأي الأخر لسامي حداد،  فجميع الأساطير والروايات سواء تلك المتعلقة بخلق الإنسان وتطوره  لا تخلو من الخلاف والصراع ،  فمنذ أن وجد الإنسان وجد معه الخلاف والصراع ،  منذ القديم كان هذا الصراع يتخذ أشكالا تتراوح بين العنف والتفاوض والنقاش تمهيدا للسلام ، وقبل قصة الخليقة التوراتية نجد الإنسان قبل الشريعة يتصارع، يختلف مع الأخر من اجل الكثير من الأشياء وحتى الآلهة كانت تتصارع وتختلف سواء في تقدير مصائر البشر أو في تقرير اصطفافها إلى جانب الخير أو الشر،  الصراع يولد مع ولادة الإنسان،  الشقيقان منذ بدأ وجود البشرية، تصارعا اختلفا حد الموت قتل قابيل أخوه هابيل من اجل اختلافه معه ولا ندري لما اختلفا على تقديم القربان أو على الزوجة أم على مهنة الزراعة والرعي، وآدم المسكين لو كان قد اختلف مع حواء لما طرد من الجنة فالفعل الذي اقترفه كان عدم اختلافه مع ما طرحته زوجته المصونة، وحتى حواء إن كانت قد خاصمت الحية،  واختلفت معها لكانت البشرية اليوم تعيش في غير ما هي عليه الآن،   على كل حال  لندع الجانب الأسطوري من قضية الاختلاف ونعود إلى واقعنا المؤلم في وطننا العراق،  فالساسة في العراق، من الطبيعي أن يختلفوا،  ومن الطبيعي جدا ،  حتى أن يتصارعوا أو أن يتناطحوا ،  ولكن المعروف عن الساسة في أي زمان ومكان أنهم إن اختلفوا أو تصارعوا ،  فأنهم يختلفون ويتصارعون عبر برامج وخطط يطرحونها لخدمة من يمثلونهم أي لخدمة شعوبهم،  هذه قاعدة عامة تنطبق على جميع الأحزاب ورموز السياسة في العالم ،  عدانا نحن العراقيين،  السؤال المهم الذي يجب أن يطرحه كل عراقي على نفسه اليوم ، ياترى لماذا يختلف سياسيونا؟  وعلى ماذا يتصارعون؟  المفروض يكون اختلافهم على المباديء الأساسية التي جاءت في برامجهم الانتخابية أو في برامج أحزابهم ، ولكن نحن عندنا جميع هذه البرامج حتى التي تصدر من جهات متصارعة متفقة على هدف واحد لا غيره، إنها تسعى بجد من اجل الشعب العراقي وإنها تنوي خدمة هذا الشعب وإنها تسعى عند استلامها السلطة أو عندما يرتقي بعض أعضائها ظهور هذا الشعب ليجلسوا تحت (سقيفة) البرلمان فأنهم سيشبعون هذا الشعب البار خبزا وتمرا وعسلا، بانجازاتهم الهائلة وان الشعب العراقي بدل أن يأكل خبز (رقاق) سيكل الكعك  المدمس  بأشهى أنواع العسل والمربى،  لذلك وما دام الأمر هكذا فجميعهم سواسية أمام خدمة شعبهم،  لكون همهم الأوحد والوحيد تقديم الخدمات أليه من كهرباء ومحروقات، ومرتبات تفوق مرتبات الأوربيين، وترميم المستشفيات وجعل الخدمات الصحية (عال العال)، من ناحية توفير مستشفيات (ببلاش)،  وأطباء من الخارج يعالجون المرضى العراقيين بكلف رمزية، والريف العراقي (ماشاء الله) نساء الريف جالسات في الجمعيات والأندية الاجتماعية يتحدثن عن آخر صيحات الموضى،أو في الشؤون الجنس وغيره،  بعد أن تخلصوا من أطفالهن ومشاكساتهم  بنقلهم بسيارات مريحة إلى حضانات ورياض الأطفال، وفلاحين وعمال لا يوجد بينهم من يحمل حتى المسحات لأن الالات العملاقة حلت محلها،  ولكي  لا يتصور القارئ، باني أود سحبه إلى داخل مسرحية فاوست ليوهان غوتة ، ومن أجل أن أركز أكثر على السؤال المطروح اليوم ما هو سبب الخلافات التي تنشأ بين سياسي عراق اليوم،  نعود إلى أصل الموضوع لنجيب بلا تردد وحسب المعطيات التي نستشفها من أوضاع الوطن ،  بأن جميع الخلافات التي حدثت ومازالت  تحدث ، لا ترتكز عل قاعدة مدى الخدمات التي يتمكن هذا السياسي أو هذه الجهة أو تلك المختلفة معها للشعب العراقي،  فجميع الساسة الذين يتحكمون بأوضاع العراق اليوم قد تمت تجربتهم على ما قدموه في الواقع لشعبهم، لنأتي إلى بيت القصيد هناك خلافات عميقة،بين السيد مالكي والسيد علاوي هذه الخلافات ليست وليدة الساعة إنها تمتد لأيام مجلس الحكم وربما قبل مجلس الحكم،  وجلها ترتكز على السلطة والاستئثار بها وعلى بقرة تدعى ثروة العراق والسياسي المنتصر في هذا المعترك هو الذي يستطيع الاقتراب من هذه البقرة وحلبها بصورة لا يدع  في ضرعها أية نقطة حليب يستفاد منها السياسي الآخر الذي سيتولى مكانه بعد إزاحة السياسي الأول ، ومن اجل التسوية اتفق الطرفان على الجلوس على مائدة عامرة واحدة في أربيل وحل خلافاتهما على يد السيد الرئيس مسعود البرزاني، حيث اقترح عليهما تقاسم السلطة بان يكون السيد المالكي رئيسا للوزراء والرئيس علاوي يخترع له سلطة أخرى يطلق عليها (مجلس السياسات العليا) والبنود الأخرى في الاتفاقية (لازالت في طي الكتمان، ولا يدري بها حتى  السيد محمود عثمان)،  وبما أن الصراع يدور حول السلطة على وزارتين، الداخلية والدفاع وهما يدلان أيضا على السلطة والقوة، لأن في تصوري هاتين الوزارتين لو أنيطتا بالعراقية أو بدولة القانون، فأنهما سوف لن يأتيان  بوزيرين من السحرة يستطيعان القضاء على الإرهاب والإرهابيين ويطهران ارض العراق من الجريمة ، لذلك الذي يريد أن تناط به هذه الوزارات، يسعى من ورائهما لامتلاك القوة ، كي يستند عليها للبقاء على رأس الحكم في العراق لفترة أطول،  والأمر الأخر كي يستنزف الحليب الكامل الدسم للبقرة،  وذلك عن طريق عقد الصفقاط لشراء الطائرات والسفن والغواصات الحربية وأسلحة وغيرها،  ومن اجل أن يتفق الطرفان على أن يسرقوننا في وضح النهار وينهبوا ما تبقى من ثروات  هذا الوطن، وما دامت صفقة أربيل لا زالت قائمة  لنا رجاء وطني نرجو من السيدين المحترمين، أن يتفقوا فيما بينهم،  وينبذوا خلافاتهم وأن يسرقوا ما شاءوا من خيرات العراق، ويتمتعوا بالسلطة والجاه ،فقط أن  يتجنبوا من إذلال هذا الشعب، وأن يتفقوا ويجلسوا معا، حتى لا تتكرر جرائم مثل جريمة سيدة النجاة وسيدة العرائس في الدجيل والجرائم الأخرى المروعة،  فجميع خيرات وطننا، وكل سلطانكم ووزاراتكم أيها السادة...  لا تعادل نهدا واحدا لهذه العروسة العذراء...

338
هناء أدور  .. وحكاية من استراليا

                                                                                                                    بطرس نباتي
  لم أتعجب ولم يعتريني الذهول، كما حدث لسعادة رئيس وزرائنا المحترم نوري المالكي  عندما تقدمت منه الناشطة في مجال منظمات المجتمع المدني هناء أدور،  فذهوله وحرجه ظاهران في المشهد التي نقله موقع يوتيوب ومن بعده بعض الفضائيات،  فقد لمسنا وشاهدنا مواقف عديدة لهذه الناشطة العراقية عندما كانت تعمل على رأس منظمتها في أربيل،  لذلك ليس غريبا عليها أن تحمل صور الشبان الأربعة المعتقلين في مظاهرة ساحة التحرير مؤخرا،  وتطالب رئيس الوزراء بإطلاق سراحهم،  أومطالبتها باحترام منظمات المجتمع المدني وعدم تهميشهم ،  أن لم تكن هناء أدور قد فعلت ذلك،  لكنا نحن جميعا قد اتخذنا موقفا منها متهمين إياها،  بالتملق لرجال الحكم في العراق،  لتحقيق مصالحها الشخصية،  وخاصة أن هذه الحالة هي السائدة اليوم على الساحة السياسية العراقية،  ولكن يبدوا أن هذا المرض الذي يعاني منه  بعض أشباه الرجال اليوم، لم تنتقل عدواه إلى نساء العراق،  فالبركة كل البركة بنساء العراق،  وفي مقدمتهم هناء أدور ،  ومن أجل أن لا أجعل من هناء رمزا أو أسطورة،  وخاصة أن فعلتها لم تكن مفتعلة أو من أجل تسليط   الأضواء عليها،  كما حدث مع (فعلة زوج الحذاء) سأتطرق إلى مشهد آخر جسده بعض الرجال المحيطين برئيس الوزراء،  وعلى ما أظن لم يكونوا من حراسه ،  فهؤلاء المحيطين به وبهناء أدور ،  وكأنهم يريدون التضحية بأنفسهم لإنقاذ رئيس وزرائنا من الموت عندما تفجر هناء لا سمح الله نفسها وتفجره معها، لا أدري ممن خافوا هكذا؟  هناء وبجسمها النحيل والتي لا تقوى على حمل سوى رأسها الحامل لهموم العراق وبوستر يحمل صور أربعة  معتقلين،  وبعض الكلمات الجميلة الرائعة بصوتها الرقيق الأنثوي الذي يشبه الهمس،  كيف تستطيع حمل حزام ناسف أو سلاح،  لا شك إنهم تصوروا بأن الكلمات والموقف بذاته ، إن لم يكن حزاما ناسفا أو سلاحا كاتما للصوت، كان فعله أمضى من أي سلاح ،  ودهشة السيد المالكي كان ما يبررها والتصفيق الحاد الذي قوبلت به هناء كان ما يبرره حتى من الجالسين في الصفوف الأولى،  ولكن الموقف هؤلاء الذين طوقوا هناء ومنعوها من الاستمرار في تحدي السلطة هو ما لا نجد  له ما يبرره وخاصة أنهم لم يكونوا من حراس صاحب السيادة،  وربما كانوا شلة من المتملقين الطامعين بمنصب أو بترشيح رفيع أو حتى أي خير من خيرات الحكومة،  لإنقاذهم فخامة رئيس وزرائنا من براثن ( اللبوة ) العراقية هناء أدور،  واليوم مثل هذه الشلة شلة المتملقين رائجة في السوق العراقي ،  فمنهم من يتصور أن مقالة تمجيد بحق هذا الرئيس أو ذالك السياسي ، أو الحزب الفلاني،  ستجعله سفيرا للعراق،  ومنهم من يتصور أن مجرد أن يحي الرئيس عن قرب،  سيجعله نائبه أو مستشاره وهكذا،  فما بالك إذا ما أبعد خطر هناء أدور عن رئيس الوزراء، مشاهدتي لهذا المقطع من الفلم ،  ذكرتني بحادث رواه لي أحد الأخوة ،  قال:  كان هناك وفد عراقي برئاسة شهرستاني في عام 2005  يزور أستراليا،  ولكون الوفد كانت تفوح منه رائحة البترول المعطر،  أستقبل بحفاوة من قبل وزير خارجية أستراليا وعدد كبير من المسؤولين وعدد من أفراد الجالية العراقية،   وبينما كان السيد  الوزير يلقي كلمته،  نهض من بين الحاضرين رجل ،  صعدا إلى المنصة واقترب من وزير الخارجية،  ضن الوزير بأنه يرغب بمصافحته وإنه ضمن الوفد العراقي،  ولكنه أعتذر عن مصافحة الوزير،  حيث أخرج  من جيبه ورقة،  ووقف بمواجهة الوزير، وصاح به بصوت جهور وبلغة انكليزية و بلكنة أسترالية ،   نحن باسم الشعب الاسترالي قررنا توقيفكم ومعكم جميع حكومة أستراليا لأنكم قمتم بمساعدة أمريكا وتحطيم واحتلال بلد صغير ( مساحة) اسمه العراق وتسببتم بقتل الأبرياء ،  قابل  الوزير موقف الرجل  بابتسامة عريضة واخذ يهز رأسه موافقا،  على ما يصرح به الرجل ، وكان يصرخ بأعلى صوته،  هذا ما بدر من الوزير الاسترالي،  أما كيف أبعد عن المنصة،  فهذه حكاية أخرى وهنا بيت القصيد، لم يتدخل أي من حماية الوزير أو الشرطة وغيرهم وبأسلحتهم كما هو متبع عندنا،  لإزاحتهما،  التدخل فقط قد جاء من حراس قاعة الاجتماع أو ما يطلق عليهم     (SICURTY  ) وكانوا غير مسلحين  أحدهم وضع نفسه بين الرجل  والوزير ثم اخذ يتكلم معهما بهدوء ساحبا الرجل بالحديث الشيق والهمسات وبعد تلك المحادثة والهمسات وجد الرجل  نفسه  خارج القاعة ، وعندها  أغلقوا بوابات القاعة بوجهه،  وسط تذمره وكيل الشتائم والسباب ومن الوزن الثقيل لجناب الوزير وحراس القاعة لأنهم منعوه من إبداء رأيه بالحكومة بصراحة وبحرية،وقد اتصلت بصديقي قبل أن أكتب عن هذا الموقف فأكد لي هذه الرواية مع تصحيحه بأن الرجل لم يكن لوحده،  فكان بمعية شخص أخر،  وما يهمنا من هذه الحكاية،  مقارنتها لما حدث في إخراج هناء أدور من القاعة بأمر من سيادة  رئيس الوزراء وبإشارة من يده وكنه يقول أرموها خارجا،   وشتان بين الموقفين،  علما أن سن القوانين والدساتير، لم تدخل إلى استراليا إلا في القرون الحديثة أي بعد الميلاد، في عام 1850 بالتحديد،  رحم الله جدنا الكبير حمورابي  فلو لم يأمر بسن قوانينه في عام 1843 ق.م ،  لما كنا بحاجة إلى  توريط رؤسائنا بمثل هذه المواقف وغيرها.           

339
  الأستاذ على النشمي..  للأسف برنامجك لم ينصف (حسيبة)
لا من الجانب القانوني ولا الانساني..

                                                                                                                بطرس نباتي

   كنت أتابع موضوع الحلقة التي قدمها الأستاذ الموسوعي علي النشمي من على شاشة أشور والتي كان جل محورها يدور حول مكالمة المدعوة ( حسيبة) طرحت فيها قضيتها التي كان لها جانب قانوني وجانب أنساني،  والجانب القانوني منها يتمثل في القضايا الخاصة بقانون أحوال الشخصية العراقي،  وتعديلاته  وخاصة إبان ما كان يدعى ب ( الحملة الإيمانية ) ومنها موضوع إشهار إسلام احد الزوجين، ولمن تؤول رعاية الأطفال، فكانت إجابة القاضي وائل عبدالطيف التي قال بأنه يستمدها من قانون الأحوال الشخصية العراقي رقم 188 لسنة 1995، وحكم بموجب هذا القانون،  بوجوب إلحاق الأطفال بالأب إذا أعلن إسلامه،  حفاظا على النسب على حد قوله، ولكنه لم يتطرق،  إلى حالة الأم التي تشهر إسلامها،  وأنا واثق لو سأله الأستاذ النشمي،  ماذا بشان الأم المسلمة والأب الذي يحتفظ بدينه المسيحي،  لأجاب مستندا إلى نفس القانون بأن الأم في هذه الحالة يكون أحق برعاية أطفالها،  وفي كلتا الحالتين،  سيؤول حضانة الأطفال ومن وجهة نظر القاضي وائل عبد الطيف إلى أحد الوالدين أي المسلم بينهما، إذا كانت إجابة القاضي المحترم مستندة على قانون الأحوال الشخصية المنوه عنه أعلاه، وهو بصفته قاض ومن المفروض إذا ما حكم بين الناس يحكم بأنصاف وعدالة كان من المفروض به أن يطرح هذه الحالات حسب نصوصها القانونية ،  حيث هناك مادتين  من قانون الأحوال الشخصية يتطرق اليها القانون 188 سنة1959 تنص في حالة الاختلاف الديني ( الكتابي) بين الزوجين (المادة17) تنص على ما يلي (يصح للمسلم أن يتزوج كتابية ، ولا يصح زواج المسلمة من غير المسلم)

والمادة18 تنص على أن ( إسلام أحد الزوجين قبل الآخر تابع لأحكام الشريعة في بقاء الزوجية أو التفريق بين الزوجين ) هذا القانون يعتبر بحق منجزا قانونيا متقدما بالنسبة على الفترة التاريخية لصدوره، وقد عالج في العديد من مواده مسالة الطائفية في العراق ،  لأنه ابتعد في الحكم في مسائل الزواج والطلاق وغيرها انطلاقا من المذاهب الإسلامية،  وإنما أعطى لهذه المسائل الشخصية أبعادها الوسطية والشاملة لجميع المسلمين بغض النظر عن مذاهبهم بالنسبة للمسلمين والأجانب المسلمين المقيمين على أرض العراق طبقا للمادة (2) إلا من استثنى منهم بقانون خاص ،  ومن المعروف قانونيا هناك قوانين للأحوال الشخصية للمسيحيين ولليهود في العراق يعالجان جميع القضايا المتعلقة بأحوالهم الشخصية بموجب لوائحهم الخاصة ووفق دياناتهم، وتختص محاكم البداءة باعتبارها محاكم المواد الشخصية بالنظر بقضاياهم وهذه حسب علمي تستعين بالقرارات الصادرة من المحاكم الكنسية في القضايا المعروضة أمامها ورغم  ذلك نجد  أن القانون يلحق غبنا وإجحافا وتجاهلا لا يمكن السكوت عنه بشريحتين مهمتين من شعب العراق هما الصابئة المندائيين والأزيديين، لشمولهما بالقانون الذي هو خاص بالمسلمين، لعدم وجود لوائح شخصية تخصهم،  والأمر الأخر الأكثر خرقا للحرية الشخصية هو أعطائه للرجل المسلم أن يتزوج وينكح ما يشاء من نساء غير مسلمات ولكن عدم سماحه للمرأة المسلمة من الزواج بغير المسلم،  فلو هناك عدالة لسمح لهذه الزيجات أن تتم سواء كانت المرأة مسلمة أو غير مسلمة أو يعمل على عدم السماح لكلتا الحالتين،  القرار المجحف بحق (حسيبة) الذي اتخذته المحكمة إن كان بموجب وحسب قانون الأحوال الشخصية للمسألة المطروحة في البرنامج كان يجب أن يحال إلى محكمة البداءة لأنه من اختصاصها  أو يحكم به  حسب الشريعة الإسلامية،  وفي رأي في كلتا الحالتين تكون الحضانة للأم التي اتصلت بالبرنامج حتى بلوغ الأبناء سن الرشد، عندها يخيرون بين الدينين ،  أي تكون الحضانة للأم المتصلة،  إلا في حالة أن تكون قضيتها قد عالجها قاضٍ طائفي لم يحكم بموجب الشريعة التي أوضح موقفها في القضية سماحة الشيخ (عبد الرحمن)والذي كان ضيف البرنامج، ولم يحكم أيضا بموجب قانون رقم 188،  ولربما حكم بموجب تعديلاته التي جرت على يد القائد المؤمن إبان حملته الإيمانية،  وإن كانت هذه التعديلات، لازالت سارية،  فأني أنصح قادة عراق اليوم أن يطبقوا القانون الذي أتخذه أيضا بعدم تسمية الأبناء وبنات العراق بأسماء أجنبية ( عدا مريم ويوسف)  وكنا نأمل  من القاضي  وائل عبد الطيف أن يتطرق إلى هذه المسائل القانونية في معرض إجابته على تساؤلات الأستاذ مقدم البرنامج،  وأن ينتقد القوانين التي تلحق الأذى والضرر بغير المسلمين،  وأشك في أن تجاهله لها قد جاء نتيجة عدم درايته بهذا القانون وغيره،  ولكن للأسف عندما يتدخل حكامنا وقضاتنا في الشأن السياسي ،  فأنهم يلجئون إلى إخفاء الحقائق لترضية كتلهم الانتخابية أو خوفا من وصم موقفهم بالابتعاد عن الدين وغيرها،  وهذه الشماعة هي السائدة والشائعة اليوم على الساحة السياسية العراقية،  وكنت أرى أن يلجأ الأستاذ النشمي بتوجيه هذه الأسئلة وغيرها إلى الخبير القانوني الأستاذ طارق حرب  باعتباره أنسب شخصية قانونية اليوم،  في الإجابة على مثل هذه التساؤلات، التي أثارها مقدم البرنامج،  لما يتمتع به من دراية ومعرفة بالقوانين العراقية، واستقلالية  مواقفه سياسيا والتي لا يزال محافظا عليها، ولا يخشى من قول الحقيقة في جميع المحافل التي كانت محورها مواد قانونية ودستورية، ووجدنا في ذات المحور سماحة الشيخ عبدالرحمن المتحدث باسم الشريعة الإسلامية،  قد عالج المسألة ( أي قضية حضانة الأبناء) حيث أعطى الحضانة للأم حتى بلوغ سن الرشد عندها يخير الأبناء في انتمائهم الديني،  لقد عالج هذا الشيخ بحسه الوطني ورغبته في التعايش المشترك وانطلاقا من الشريعة الإسلامية، هذا الخلاف بموجب أحكام قانون الأحوال الشخصية 188 الذي لا يزال ساريا لحد الآن ، وبموجب نص المادة( 18) المذكورة أعلاه،  التي تحيل القضية إلى الشريعة،  وظهر من خلال نقاشاتهم مدى تسامح وانفتاح هذا الشيخ الجليل فكريا على الأخر،  أما الأمر الذي أود ذكره هنا  هو عدم فسح المجال من قبل الأستاذ علي النشمي وللأسف للأخ عماد يوخنا الذي كان يعبر عن قصور القانون المذكور رغم وعدم مطابقته مع الحالة العراقية التي نطمح أن تكون عليها التشريعات العراقية،  فلأخ كان  يرغب بمناقشة مقدم البرنامج حول بعض مواد الدستور التي يجب أن يسن حولها قوانين وتشريعات تضع حدا للتجاوزات التي تحصل ضد الغير المسلمين ، وإزالة كل الغبن الذي ألحقته بهم القوانين العراقية،  ولكن للأسف كانت التعليقات والردود البرقية القصيرة التي كان يلجأ أليها  مقدم البرنامج تحول دون أن يتمكن الأخ عماد من قول ما عنده من أراء،  وأستطاع الأستاذ علي النشمي أن يسحب مداخلة الأخ عماد إلى شؤون وشجون أخرى غير موضوع الحلقة ،  حيث تطرق إلى ما يعانيه المسيحيين من قتل وإرهاب وغيرها  متناسيا أن هذه الحملات وغيرها في الماضي كانت نتيجة لتهميش المسيحيين ومعهم جميع الغير المسلمين من قبل القوانين والتشريعات سواء تلك التي قادها النظام السابق بحجج الحملات الإيمانية، أو الفرمانات والفتاوى التي كانت تفوح منها رائحة الدماء والنتانة والتي دفعت بالمسيحيين وغيرهم إما بترك الوطن والالتجاء إلى الغربة والضياع أو بقائهم كمواطنين من الدرجة الثانية  في وطن لا يحترم فيه الأغلبية حق  الأم المفجوعة (حسيبة) وأمثالها في حضانة أبنائها وهو حق طبيعي منحها الله لها كحق الأمومة التي تكفله جميع الشرائع والأديان  وحتى الوثنية منها ، ولا تكفله المحاكم والتشريعات العراقية ، فعجبي من أستاذي الكبير علي النشمي لأنه إضافة إلى تجاهله لهذا الحق الطبيعي والقانوني لحسيبة من حضانة أبنائها،  فانه لم يعمل في طرح مشكلتها من الجانب الإنساني والأمر الأخر عدم فسحه المجال للأخ عماد في حرية تعبيره عن ألم (حسيبة ) وغيرها من النسوة، لأنه برأي ومن خلال متابعتي لمداخلته، كان يود من طرح ما يعانيه أبناء شعبنا من إجحاف من القوانين والدساتير العراقية،  ولكن مقدم الرنامج  قرر إنهاء الحلقة بافتعال مواقف أخرى لم يكن لها صلة بالمادة المطروحة للنقاش..


340
بطرس نباتي يتآمر  لقلب نظام  إتحاد أدباء السريان

                                                                                                                        بطرس نباتي
   في إيضاح مقتضب  صادر باسم اتحاد أدباء السريان،  ورد ما يلي ( منذ فترة نلاحظ نشر بعض الكتابات الغير مسؤولة في عدد من  المواقع الالكترونية الخاصة بشعبنا، بهدف التشويش والتشهير على عمل الاتحاد وشرعية مؤتمراته و رموزه، والتي جميعها تصب في خانة فعل التآمر ضد هذه المؤسسة المدنية الثقافية، التي لها بصمة واضحة في المشهد الثقافي الوطني.)  بهذه العبارات المتشنجة  يصف الكتابات التي وردت عن الاتحاد بكونها  غير مسؤولة وعارية عن الصحة وإنها مؤامرة  تحاك ضد الاتحاد، وكأن هذا الاتحاد أصبح حكومة تخشى على نفسها من فعل التآمر  للإطاحة بها  ولا ادري أي الكتابات هذه التي يصفها بالمؤامرة،  وبرأي  كان الأجدر بكاتب الإعلان أن يفضح هؤلاء المسيئين أولا،  ثم أن يبتعد عن أطلاق كلمة التآمر،  لأنها أحدى أهم إفرازات الفكر الشمولي،  الديكتاتوري البغيض،  وقد أعاد كاتبها بي إلى الوراء .. إلى تلك السنوات التي كانت مؤسسات ذلك النظام البائد  تصف كل الكتابات والأفعال  التي لم تكن تساير نهج  النظام  بالتآمر لقلب نظام الحكم ، ويحكم على مروجيها بالإعدام أو بالسجن،  ونحمد الرب أن إتحادنا المفروض أن يكون مرتعا للثقافة والمثقفين،  لا يملك مثل تلك السلطة الغاشمة،  كي يزج بي وبأمثالي  المتآمرين  والمشاكسين في السجون والمعتقلات،  ويبدو أن المؤامرة التي أقودها اليوم لتحطيم الاتحاد،  كما يصفها الإيضاح تستحق  عقوبة،  تفوق  حتى الإعدام،  لأكون خير عبرة لكل من ( تسول له نفسه ) في العمل للإطاحة بإتحادنا الوطني والقومي ، والنيل من أهدافه في ( الوحدة ، والحرية والاشتراكية )، ألم يكن كاتب بيانات ) فعل التآمر( آنذاك يختتم إعلانات وبيانات التآمر بهذه العبارات الثورية ،  أتأسف فعلا لكون كاتب الإيضاح جاهل بأسلوب الكتابة،  أو يتعمد الهروب من التجاوب مع مقترحاتنا بشأن توحيد هذه الاتحادات،  والتي طرحتها في مبادرتنا، المنشورة على الرابط أدناه،   وهذا ما يدفعني  كي أرثي حال كاتبه ،  لأنه قد جعل من مقال منشور، من قبل كاتب لا يتمنى غير مصلحة المثقفين والعمل على توحيد كلمتهم، وبشهادتهم جميعا ومن ضمنهم أعضاء الهيئة  الإدارية الحالية والتي من المفروض أن يكون لها علم أو موافقة،  على مثل هذه الإيضاحات،  ولكن في مقدمة  من أبدى عدم درايته بها هما عضوي الهيئة الحالية شاكر سيفو ،  وزهير بردى، اللذين أبديا استغرابهما،  وأمتعاضهما  لما جاء  في   هذا الإعلان ، و أبديا جهلهما بصدوره  في مكالمة بيننا،  أية مؤامرة  يا ترى يرتكبها كاتب المقال للإطاحة بالاتحاد؟   لا  أدري متى تغتسل العقول من أدران ،  وتلك النفايات التي غرستها الديكتاتورية في عقول البعض ،  فلما هذا التصور لدى كاتب الإيضاح بأن كل الذين  من حوله  ليسوا سوى متآمرين،  آثمين إنما يريدون النيل منه ومن منصبه.   وموقفهم هذا أعاد بي سنين إلى الوراء ، كنا نعمل مع مجموعة من الشباب، في إخراج مسرحية بعنوان (الحضيض) لمكسيم غوكي ،  كانت من أعداد المرحوم ، جورج الشاني بالسريانية  تحت أسم ( برناشا) وبعد أن أمضينا قدما في التمارين،  جاءنا تبليغ من دائرة أمن عنكاوا للتحقيق معنا، وبعد تحقيق بسيط  منعنا من تقديمها،  لكونها مؤامرة على الحزب والثورة،  وبعد انتفاضة آذار،  وجدنا  نص المسرحية في دائرة أمن وقد كتب عليها بخط يد أحد السادة الذي لا أود ذكر أسمه أن المسرحية شيوعية لا تنسجم مع مباديء الثورة ،  أخشى على التاريخ أن يعيد نفسه وتفسر مقالاتنا وطروحاتنا وفق مباديء  نظرية المؤامرة  الرائجة في تفكير البعض . على كل حال لنعود إلى الإعلان ،  يقول (بخصوص شماعة تعدد الاتحادات والإشكالات المطروحة ، فهي عارية عن الصحة تماما، واتحادنا يعمل بروح التعاون والأخوة وبمنتهى المسؤولية مع كل التشكيلات الثقافية التي تخدم ثقافة وترات ولغة شعبنا.) أنا هنا أوجه سؤالا إلى كاتب الإعلان  ، هل تعدد اتحاداتنا  هي شماعة؟ ، وأية مسألة هي عارية عن الصحة؟ ، أليس هناك أربعة  اتحادات أدبية  تعمل اليوم على الساحة الأدبية فعلا ،  هل هذا الأمر صحي و طبيعي ؟ أم هو مهزلة  نرتكبها نحن باسم  هذه الاتحادات  ضد شعبنا وثقافته.  أما أن يتقبلوا  اقتراحاتنا  برحابة صدر ،  وأن  الهيأة الإدارية هذه  قد جاءت بالطرق الشرعية ( أي بالولادة الطبيعية ، من غير جراحة قيصرية) سبحان رب الأرباب !!!! ومصادق على وثائق الانتخابات ، أية انتخابات مثلها جرت في العراق وبقيت بدون مصادقة ؟؟،   لقد تطرقت  إلى هذا الأمر مليا في مقالي السابق ولا أود تكرار ما تناولته بحق هذه  الانتخابات،  لأني أشعر بالتقزز حينما أتذكر ما حدث فيها من خروقات ،  كان يجب علينا جميعا أن يندى لها جبيننا حين  مشاركتنا بها ونعلن رفضنا لها مسبقا  ،  لأن كنا نجد لها ما يبررها لو حدثت في وسط غير ثقافي ، ولم أوجه اللوم  في مقالي السابق  إلى الهيئة الجديدة ،  بل وجهته إلى الجهة التي وقفت خلف انتخاب هيئة،  كان من المفروض على الأقل أن يجيد أعضائها لغة أبائهم وأجدادهم ، إضافة إلى الطريقة  الديمقراطية جدا ومن النوع الممتاز والتي  يعجز حتى الفكر الليبرالي الغربي من استيعابها وممارستها ،  وباعتراف بعض من أعضاء الهيئة الحالية ....   


http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,505765.0.html *

341
 مقترحات من أجل توحيد اتحاداتنا الأدبية  

                  
                                                                                                              بطرس نباتي
 لقد وعدت في حلقة سابقة من مقالي المنشور في موقع عنكاوا كوم   العمل القومي عند الاخ نزار الديراني الجزء الثاني *،  بتقديم  المقترحات الخاصة بتوحيد اتحاداتنا الأدبية،   ولدي ملاحظة  فقط على أعداد المنتمين أو المسجلين رسميا ضمن هذه الاتحادات،  فهي ليست مؤكدة،  وذلك بسبب عدم أعطاء قيادات هذه الاتحادات الأرقام الحقيقية لأعضائها،  وقد اتصلت ببعض الأخوة وتمكنت من الحصول على هذه الأعداد ،  والتي ربما تقل عما موجود لديها أصلا.  
 
تعمل اليوم على  الساحة الأدبية ألاتحادات التالية:
   1- إتحاد  أدباء السريان يضم (70) عضوا بينما كان المؤشر في أنتخابات 23/10/2010( 47) عضوا 2- إتحاد أدباء الكلدان والسريان يضم 40 عضوا  3- رابطة الكتاب الأشوريين(27) عضوا 4- اتحاد أدباء الكلدان العالمي (25) عضوا عند التأسيس،والآن ربما في تزايد،  وهناك أعداد أخرى من أدبائنا وكتابنا غير منتمين إلى أي من هذه الاتحادات،  فمن الملاحظ أن عدد أعضاء هذه الاتحادات لا يتجاوز على 200 أديب وكاتب وهذا العدد سيقل إلى اقل من الربع لو تم مطابقته مع شروط نيل العضوية  و شروط الانتماء الواردة في أنظمتها الداخلية، أو أذا ما قمنا بفرز أعضائها حسب نتاجاتهم الأدبية أو غيرها،  ولكن دعنا نغض الطرف عن شروط القبول والعضوية ونعتبر جميع المنتمين إلى هذه الاتحادات أعضاء أصليين،   فهل من المعقول يا ترى  أن تعمل أربعة اتحادات تحمل نفس التوجهات؟وبذات المنحى الأدبي،  وجميعها وبما فيها من أعضاء يعترفون بأننا سواء كنا كلدان  أو أشوريين أو سريان،  تجمعنا ثقافة واحدة،  وتراث ثقافي واحد، ولدينا جميعا ذات ذات التوجهات الفكرية والقومية،   ومهما اختلفنا أو بعدت بنا المسافات تجدنا نتبادل التهاني والقبل أثناء ذات الأعياد والمناسبات إضافة إلى كوننا  جميعا ننتمي إلى شعب واحد وأمة واحدة، ولكن لسوء حض هذه الأمة المسكينة إنها تعرضت إلى مؤامرات محلية ودولية، وتلاعبت بها  التسميات،  لتبعثرها شمالا ويمينا شرقا وغربا،  كما بعثرت أبناؤها على خارطة العالم الجغرافية،  لذلك الذي يعتبر وجود هذه الاتحادات الأربعة حالة صحية، أو يسعى للإبقاء عليها أو يجد مبررات ومسوغات لهذا التشرذم، إما هو يعمل ضد توحيد شعبنا أو هو يتعمد الجهالة ،  ولكي لا نطيل  أرى لزاما علينا اليوم طرح بعض المقترحات  الشخصية  التي أراها ضرورية  للسير قدما بهذا الاتجاه .
1- يتوجب أن يفعل دور اتحاد أدباء وكتاب العراق،  في مهمة توحيد اتحاداتنا الأدبية،  وذلك لكوننا ممثلين في هيئته القيادية، وهذا يتم من خلال توجيه دعوة رسمية من قبل الاتحاد إلى جميع رؤساء هذه الاتحادات لعقد اجتماع تشاوري،  من أجل وضع الخطوط الأساسية في مهمة التوحيد.
2- يتمكن الاتحاد الاستعانة بإمكانيات المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية،  بصفتها كانت المبادرة الأساسية في طرح مشروع  التوحيد هذه،  وبما إننا نعاني من حالة الانقسام والتشرذم في الوسط الثقافي في الوقت الحاضر،  فبتصوري وقناعتي بأنها ستبذل كل الجهود من أجل أنجاح مثل هذه المبادرة أن وجدت.
3- كانت عملية توحيد اتحاداتنا والتي تبنتها المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية،  قبل ألانتخابات الأخيرة لإتحاد الأدباء السريان،  قد وصلت إلى مرحلة متقدمة وبأعتراف الجميع،  ولكن للأسف ما حدث إبان الانتخابات هذه  عرقلت هذه المسيرة،  ولكون اتحاد أدباء السريان من الاتحادات الفاعلة على الساحة الثقافية لشعبنا ولا يمكن تجاوز دوره  في هذه المرحلة أو إهماله ، أرى من الضروري أن يعود هذا الاتحاد إلى مسيرة التوحيد مرة أخرى،  ولكون الانتخابات التي جرت في 29/5/2010  تفتقر إلى أبسط مقومات الديمقراطية التي ننادي بها نحن قبل غيرنا  ولا يمكن أن نقبل على أنفسنا  هكذا خروقات لذا أقترح ،  أعادة الوضع في هذا الاتحاد إلى ما كان عليه قبل هذا التاريخ،   وأن يقوم رابي نزار الديراني  بصفته لازال رئيسا شرعيا للاتحاد  ومعه أعضاء الهيئة الإدارية  بالسير قدما بتوحيد هذه الاتحادات، والعمل على تبني خطوات عملية  بهذا الشأن .
4- هناك إشكالية في إطلاق تسمية موحدة تمت إثارتها من قبل الأخوة في رابطة الكتاب والأدباء الآشوريين،  أكثر من مرة،  لذلك أرى أن يتم حسم هذه الإشكالية في مؤتمر عام يعقد لمثقفي شعبنا،  يتم التحضير له من  قبل إتحاد العام لأدباء وكتاب العراق بالتعاون مع المديرية العامة  للثقافة والفنون السريانية،  وتكون قرارات هذا المؤتمر ملزمة للجميع في تبني أية تسمية يراها تنسجم مع أهداف ومتطلعات أدبائنا وكتابنا.
5- أعطاء أهمية لمشاركة أدباء وكتاب من أبناء  شعبنا  من خارج الاتحادات أي ممن لم ينتسبوا إلى أي منها بالمشاركة في خطوات التوحيد .
أن السير في هذا المنحى لا يتطلب سوى بعض نكران الذات،  والعمل معا،  ونبذ تولي الرئاسات التي لا تغني ولا تفقر،  وتكوين تجمعات متعارضة ومتصارعة باسم الأدب والثقافة،  وسنتقبل برحابة صدر أي نقد ايجابي،  أو أية مقترحات أخرى  يكون الهدف منها  خدمة هذا النهج التوحيدي .
 http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=504429.0*

342
العمل القومي عند ألأخ نزار الديراني

  الجزء الثاني                                                     

 بطرس نباتي

    قبل أن نخوض في كيفية تقسيم اتحاداتنا الأدبية العاملة تحت مسميات وتعددها بحسب توجيهات هذا الحزب أو ذاك أود أن أورد بعض الملاحظات التي أراها ضرورية هنا والمتعلقة بأهمية بروز أو وجود منظمات مستقلة في عملها المهني أو الثقافي  غير مرتبطة بتوجيهات هذا الحزب أو تلك الفئة السياسية ، لأن هذه المنظمات  لو لم تحافظ على استقلاليتها لأقتصر عملها فقط بين أعضاء و مؤيدي أو مؤازري تلك الفئة، وستحرم من نشاطاتها مجموعة واسعة لا تتفاعل بالضرورة مع هذه الفئة أو تلك ، هذا الطرح   يجب أن يكون من إحدى أولويات  المنظمات المهنية ، وكذلك يجب أن يكون أيضا من البديهيات للعمل  في المنحى الثقافي ، ولكن للأسف نجد أن  أكثرية أو حتى جميع الاتحادات التي تعمل اليوم على الساحة الثقافية لشعبنا ومنذ تأسيسها ولحد الآن لا زالت  مرتبطة بشكل أو بأخر بهذا ألحزب أو بآخر، ربما سيعترض الأخ نزار ويعتبر هذا القول وكأنه نقد شخصي له أو للاتحاد، لأنه من الداعين إلى  الاستقلال التام عن هذه الأحزاب،  لأن بحسب تصريحاته العديدة يؤكد أن بداية تأسيس الاتحاد كانت في السبعينيات ، ورغم قناعته هذه ألا أن إتحاد أدباء السريان يعتبر من أوائل الاتحادات هذه الذي فقد فيه نهائيا مصداقيته في عدم انحيازه وابتعاده عن التحزب والسياسة ، منذ بداية تأسيسه في بغداد في عام 2003 ولحد الآن ، وكنت أتمنى أن يبادر الأخ نزار في أثناء كتابته لمقالاته المتسلسلة إقراره  بأمر واحد فقط ، وهو كون إتحاد الأدباء السريان أقرب الاتحادات إلى زوعا ، قبل أن يدعوا باقي الاتحادات إلى المحافظة على عدم انحيازها وابتعادها عن السياسة ، ولم يكن ليبقى لدي أي نقد أو تعارض مع الأخ نزار لو كتب عن علاقة ألاتحاد ألمتميزة مع زوعا ، لإيماني بأن زوعا يشكل فصيلة هامة في نضال شعبنا، وليس من المعيب أن يكون له تواجد في تقديمه لأي دعم لإتحاد  أدباء السريان أو لغيره من ألمؤسسات شبه الرسمية، أو حتى أن يكون الإتحاد هذا أحد مؤسسات زوعا حاله حال اتحاد ألطلبة الكلدو اشوري أو إتحاد النساء الأشوري ، وسأكون عضوا فيه أيضا لو كانت تسميته اتحاد الأدباء والكتاب الكلدو أشوري التابع لزوعا ، لأني لا أخشى من تسمية زوعا، كما يخشاها بعض الأخوة من الكتاب والنقاد والشعراء من أبناء شعبنا فعندما ينأون بنفسهم بعيدا، ويتذمرون ويشتكون، وحتى في بعض الأحيان يكيلون الشتائم  والسباب للذين يقولون لهم بأنهم من زوعا، لإدعائهم بأنهم مستقلين ، وهم في الحقيقة والواقع منغمسون لحد أذانهم في السياسة والتحزب.
وقبل أن أكتب عن مواقف الأخ نزار وهيأته ألسابقة والحالية أيضا وكيفية تعاملهما بشكل مستقل أود هنا أن أشيد بالأخ نزار الديراني ، فهو طيلة ترأسه للإتحاد كان مواظبا جيدا على أقامة النشاطات ألثقافية ، فهو قد أنجز ألعديد من المؤتمرات للأدب ألسرياني ومهرجانات وأمسيات شعرية وغيرها ، وليس لي مطلقا أي مواقف شخصية متعارضة معه، ولكنه طيلة عمله كرئيس حاول بشتى السبل وصم غيره من العاملين في  المشهد ألثقافي السرياني بشتى التهم أما من خلال مقالاته أو من خلال المقابلات التي كانت تجرى معه ، وكانت جلها تتركز حول أمرين، أحدهما إظهار إتحاد الأدباء السريان وكأنه الاتحاد الوحيد البعيد عن الأحزاب والسياسة وليس له أي انتماء ألا للأدب والثقافة، وتصوير جميع التجمعات الأدبية الأخرى بأنها تجمعات غير شرعية جاءت نتيجة عمليات قيصرية أجراها سياسيون وأحزاب، وأن شرعية إتحادنا السرياني مستمدة من أمرين أولهما من ألله تعالى، وثانيها لكونه قد تأسس  في عام 1973 أي منذ أيام عدي وصدام، وهذان  الأمران  أختلف معه فيهما، وقد أظهرت خلافي  معه في الأمر الأول في الجزء الأول من مقالي هذا ولا زلت على موقفي رغم تأكيد الأخ نزار في رده على مقالي الأول ، حول كون إتحاد أدباء السريان قد تأسس قبل هذا التاريخ، وسأحاول إظهار موقفي بالنسبة إلى الأمر الآخر في هذا المقال.
كيف تم تسييس إتحاد الأدباء السريان ؟
يذكر الأخ نزار أكثر من مرة  عن بداية تأسيس الاتحاد، كان هناك هيأة تأسيسية متكونة من بعض الأخوة ذكرهم في ملخصه عن ألاتحاد منشور في موقع زهريرا نت ، وأشار إلى أن في البداية أتخذ  الاتحاد تسمية كلدواشورية ، هذه التسمية كانت شائعة وروجت لها الحركة الديموقراطية الاشورية وكانت جزءا من سياستها، كما وأطلقتها على اتحاد الطلبة الأشوري، وكانت مقترحة من قبل ألحركة آنذاك لتطلق أيضا على إتحاد أدباء السريان والذي من ألمفترض أن يثبت تسميته كاتحاد أدباء بعيدا عن السياسة والأحزاب في مؤتمر عام يضم كافة أدبائنا وكتابنا بدون تميز، فكيف يا ترى تقبل اتحاد للأدباء المعمودية بهذا ألاسم ومن كان وراء تسميته .
قبل أشهر من انعقاد المؤتمر الكلدوآشوري القومي في بغداد كان هناك مجموعة متكونة من بعض أدباء شعبنا تُعنى بتأسيس اتحاد للأدباء وكانوا من بغداد، وأبعد الأخ نزار من كان غير مواليا لزوعا من بينهم. وعلى الرغم من ذلك لست هنا بناكر أنه عند تأسيس الاتحاد وما رافقته من الدعوات التي وجهت لأدبائنا كانت بحضور أو حتى بقيادة الأخ نزار الديراني ، ولكن من الملاحظ  في عمله كثرة اتكاله في العمل الأدبي والثقافي على هذا الحزب أو ذاك أو هذا المسؤول أو ذاك ، فتارة زوعا في نشاطاته في بغداد  وتارة أخرى رابي سركيس أغاجان وطورا أخر بوساطة جورج منصور وزير الدولة السابق وبمناسبة أخرى في السليمانية بوساطة الأخ ملا بختيار،ورغم ذلك يكرر دائما إنكاره وإظهار نفسه ومعه الاتحاد وكأنهما منزهان نازلان لنا من السماء  في حين كان يتمكن من تجنب كل تلك المواقف التي وضع نفسه فيها لو أتخذ الريادة  كما في السابق في منحى توحيدي لهذه الاتحادات. هذه المواقف وأخرى تتعلق بحرصنا على توحيد أدبائنا وكتابنا في إتحاد واحد كانت دافعي الوحيد  في كتابة هذا الرد وما سبقه. هذا أولا والأمر الآخر أبعاده المستمر للأدباء والكتاب الذين يختلفون معه، وإيجاد عشرات الأعذار لهذا الاستبعاد والتهميش لجر رفاقه في الهيئة الإدارية للمصادقة على ما يراه هو مناسبا  وليس العاملين معه.
 نحن نعلم وهو يعلم خير منا جميعا أن جميع الكتاب والأدباء المؤيدين أو الأعضاء في الحركة الديمقراطية الآشورية هم أعضاء في هذا ألاتحاد ، ومن أجل أن لا تفسر هذه الجملة على نحو آخر أقول وليس بالضرورة أن كل أعضاء الاتحاد هم رفاق أو من مؤيدي زوعا، لكنهم على الأقل مسيرون بشكل أو بآخر من قبل زوعا. وجميع الأدباء الذين هم الآن خارج الاتحاد سبق وأن كانت لديهم عضوية أو على الأقل كانوا متفاعلين مع الاتحاد ، ولكنهم عندما وجدوا أن الاتحاد واقع تحت مظلة زوعا  وحدها عزفوا عنه مختارين لأنفسهم تكوين اتحادات أخرى أسسوها ليس لكونهم يريدون إضافة المزيد من النشاطات الأدبية والإبداعية على المشهد الثقافي السرياني وإنما لتعارضهم مع زوعا وخطها السياسي. والبعض الأخر منهم  لم ينتموا إلى أي من هذه الاتحادات ألتي تعمل على  ألساحة الأدبية اليوم ، كنتيجة وجود تعارض بين فصائلنا السياسية والقومية ، وقد أنسحب هذا التعارض والصراع  للأسف إلى باقي شرائحنا ألمثقفة ، وأقولها صراحة لو عملت زوعا سياسيا أو تنظيميا، ولو عمل المجلس الشعبي وباقي التنظيمات بعيداَ عن هذه الاتحادات الأدبية لكان لهذه ألاتحادات  شأن أخر اليوم في المشهد لثقافي لشعبنا ، لأنها كانت ستعمل بدون إملاءات سياسية أو حزبية تسيرها وفق المصالح الشخصية لقياداتها، ولكانت حتما أكثر حرصا في أيجاد السبل لتوحيد نفسها في اتحاد واحد يمثلنا جميعا .

ماذا جرى في الانتخابات الأخيرة   :
سؤال كرره علي لأكثر من مرة احد الاخوة الاعلاميين، ولكني لم أجب عليه لحد الآن ، ليس خشية من أحد ، ولا خشية أن أتهم بأني قد رشحت نفسي ولم أنل غير 10 أصوات في الانتخابات الأخيرة ، لأني لم أتأسف عليها يوما وإنما أسفي فقط ينصب على ما جرى في الانتخابات الأخيرة لإتحادنا المنزه من كل عيب من تجاوزات واختراقات للعملية التي يفترض أن تكون ديمقراطية وخاصة عندما تجري لشريحة من المفترض أن تكون واعية وتعرف أسلوب التعامل الديمقراطي، تفوق بأضعاف ما حصل في انتخابات المجلس البلدي، أو غيرها من المجالس أو الرئاسات سواء في العراق أو في البلدان العربية  من مخالفات لا يقبلها العقل والمنطق ، ولكن الذي يفوق العجب إنها صدرت من فئة أو فصيل سياسي يحمل اسم ألديمقراطية ، ولكم ما جرى في هذه الانتخابات: قبل ذهابي لحضور الجلسة الأخيرة للانتخابات التي جرت بتاريخ 29/5/2010 ،في قرية شيوز التابعة لقضاء سميل ، أتصل  بي الأخ يوسف زرا مقدما لي دعوة صادقة من كل قلبه  بغية حضوري ومشاركتي في مؤتمر دهوك ، وأبدى رغبته في ترشحي لعضوية الهيأة الإدارية ورأى في ذلك ضرورة لكي نمضي معا في خطواتنا اللاحقة في توحيد الاتحادات ، وخلال عقد المؤتمر صادف أن كانت لي أشغال خاصة منعتني من حضور اليومين الأولين واللذين كانا مقتصرين على القراءات الشعرية وحضرت في اليوم الأخير أي يوم بدء أعمال المؤتمر والانتخابات، ولمعرفتي الأكيدة بما يجري خلف الكواليس في مثل هذه الانتخابات اتصلت ببعض "الرفاق" الأعزاء وهم في تنظيم زوعا وابدوا رغبتهم في ترشحي لعضوية الهيأة الإدارية وأنهم سوف يقدمون لي الدعم في ترشحي لعضوية الاتحاد وستكون مهمتي ، السير قدما في توحيد الاتحادات وضم جميع الكتاب والأدباء في اتحاد واحد يولد بمساعي المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية ، والأمر الأخر هو أنهم طلبوا مني تقديم المساعدة في ترشيح الأخ العزيز نادر موشي لعضوية الهيأة الإدارية، وعقدت معهم هذا اللقاء في مقر الحركة، وقبلت بذلك علما سبق وفي انتخابات سبقتها في بخديدا أن طلب الأخ نزار الديراني مني وبإلحاح ومعه أكثرية أعضاء الاتحاد ترشحي لعضوية الهيأة الإدارية ، ولكني رفضت مُقترِحا حينها أن يرشحوا عوضا عني أحدى الزميلات ، فاخترت فيرجين حنا لتكون عضوة في الهيأة الإدارية وفعلا فازت في الانتخابات تلك ، أما موافقتي في الانتخابات الأخيرة فقد جاءت نتيجة قناعتي بأنني لو كنت في الهيأة الإدارية، لبذلنا جل جهودنا من أجل تفعيل مسيرة توحيد هذه الاتحادات أولا، والعمل على استقلاليتها ثانيا .
وخلال حضوري لمهزلة الانتخابات تلك ،لاحظت ما جرى هناك وأود تلخيصه هنا بما يلي: 
1)   أشخاص لم يكن لهم علاقة بالاتحاد سابقا ولكنهم كانوا متواجدون في قاعة الانتخابات، حيث قام رئيس الاتحاد الأخ نزار بأدراج أسمائهم في القائمة المعدة قبل وقت قصير من بدأ الانتخابات وأعتبرهم أعضاء أصليين وهذا خرق قانوني وأخلاقي مفضوح لقوانين الجمعيات والمراكز الثقافية أو غيرها.
2)   تم تبليغي من قبل زميل لي كان يجري الاتصالات حول ترشحي للهيأة الإدارية ، بما يلي وبالحرف الواحد إذ قال لي " رجاء لا ترشح نفسك لأن اليوم جاءت تعليمات أخرى حيث تم استبعادك من الفوز بالعضوية" والزميل من الأعضاء العاملين في الحركة الديمقراطية الأشورية، وأنا على ثقة أنه كان يعلم بما يحاك في الخفاء.
3)   كان هناك تواجد كثيف من قبل أعضاء فرع دهوك للحركة داخل قاعة الانتخابات ، ولا أقصد من أعضاء الاتحاد وإنما من المسؤولين الحزبيين البعيدين عن الأدب والثقافة.
4)عند البدء بتسلم  أسماء المرشحين ،تم ترشيح الأخ نادر موشي  مراد، وكان حينذاك ضمن وفد نقابة صحفي كردستان في خارج العراق ، وعند اعتراض ممثل القضاء على ذلك وعدم تقبله للأمر بموجب قانون الجمعيات ،قامت القيامة، إذ هب جميع من في القاعة من أعضاء فرع دهوك لزوعا للنجدة والصراخ تأيدا لترشحه ،وبعد ذلك رشحوا أيضا الزميل بشير الطوري للحفاظ  على ماء الوجه ولإظهار وكأن ترشيح  العضو الغائب نفسه في الانتخابات  مسألة عادية وطبيعية ولإظهار رغبتهم  وكأنهم لا يريدون التفريق ما بينهما رغم معرفتهم بأن بشير الطوري لن يحصل على الأصوات الكافية لتؤهله لتولي عضوية الهيأة الإدارية ، وحتى لو كان قد حاز على هذه العضوية ماذا يا ترى كان يفعل وهو كما نعرف عنه قد اختار الهجرة إلى الولايات المتحدة.
5- من المعتاد وحسب التعليمات الانتخابية  وبموجب قانون تأسيس الجمعيات، هناك فترة توقف عن الدعاية الانتخابية  تسبق  بدء أي عملية انتخابية بفترة ، هذه المدة يجب أن تحترم من قبل المرشحين أو من يمثلهم ولكن وللأسف هذه المدة القانونية لم تحترم واستمر البعض بالترويج للقائمة المعدة من قبل فرع دهوك لزوعا ختى عند بدء التصويت . فضلا عن ذلك حصلت في هذه الانتخابات خروقات كانت أعجب من جميع الخروقات التي تم تسجيلها لحد الآن في الانتخابات التي جرت وتجري سواء في العراق أو في أي بلد لا يحترم الديمقراطية، فقد كان أعضاء زوعا يعدون أوراق جاهزة بهذه الأسماء 1- نادر موشي مراد 2- شاكر سيفو 3- يوسف زرا 4-روند بولص 5- قصي يوسف، ويوزعونها خلال عملية الترشيح والتصويت وفي داخل قاعة الانتخابات لأختيارهم  أعضاء في الهيأة الإدارية  وقد دفع احدهم لي بوريقة صغيرة  مخططة كأنها كانت مستلة من الدفاتر المدرسية للتلاميذ ، وكانت هذه الأسماء مدرجة فيها ، ظن الرجل بان أسمي من ضمن الأسماء الواردة في القائمة لكونه كان يعرفني وقد توهم الأخ في ذلك ولم يعرف بأن اسمي قد تم حذفه في الدقائق الأخيرة أثناء تباحث الأخ نزار الديراني  مع  أعضاء فرع دهوك للحركة الديمقراطية الآشورية تحت سقيفة المركز الذي جرت فيه العملية الانتخابية النزيهة جدا، حول تنظيم قائمة متفق عليها سلفا لتكون هي الفائزة في تلك المهزلة التي دعيت  جزافا بالانتخابات .
6- من الملاحظ عند إجراء الانتخابات تلك حذفت أسماء لأعضاء أصليين وكانت عضويتهم تمتد لسنوات عدة في الاتحاد ومنهم من هو ممثلنا رسميا في إتحاد أدباء العراق الأديب القاص هيثم بردى، والشاعر وعد الله إيليا وغيرهم وقد قام رئيس الاتحاد بشطب أسمائهم من الجداول المعدة لغرض التصويت وعند اعتراضهم لدى ممثل القضاء أضاف ممثل القضاء أسمائهم إلى القائمة.
7- أما بالنسبة للأخ روند والذي أصبح هو الرئيس لاحقا فمن المعروف عنه  (على حد علمي) بأنه كان عضوا في  اتحاد الأدباء الكلدان والسريان المنافس لاتحاد الادباء السريان ، وهذا الكلام ليس لي وإنما هو نص ما أورده الأخ نزار في تصريحه لموقع بوابة نركال (الرابط أدناه) يقول فيه : " عقد اللقاء ضمن مهرجان برديصان الشعري الاول في القوش ووجهت الدعوة للجميع للاشتراك في المهرجان اولا وعقد لقاء مشترك بحضور رئيس الاتحاد او الامين العام ، اعتذر رئيس الاتحاد حضور المهرجان لارتباطه باجتماعات مهمة في بغداد وفي اللحظة الاخيرة اعتذر الامين العام بسبب صحته للمشاركة ( يقصد أمين عام ونائبه في اتحاد أدباء العراق)، الا ان الاخوة في اتحاد الادباء الكلدان والسريان و الرابطة (يقصد رابطة الادباء الآشوريين) حضروا المهرجان . وبعد المناقشة تم الاتفاق على عقد اجتماع مصغر لدراسة الموضوع فشكلت لجنة من (نزار حنا ـ رئيس اتحاد الادباء والكتاب السريان ، سمير خوراني ـ نائب رئيس اتحاد الادباء الكلدان والسريان ، ادمون لاسو ـ عضو الهيئة المؤسسة للرابطة ، بطرس نباتي ـ عضو اتحاد الادباء السريان ، روند بولص ـ عضو اتحاد ادباء الكلدان والسريان، وهو عضو أيضا في الهيئة الإدارية لجمعية الثقافة الكلدانية، وكان معنا في جلسة  توحيد الاتحادات في ألقوش حين أصدرنا إعلان  لتوحيد الاتحادات في جمعية القوش الثقافية ، وكان  عضوا في اتحاد الأدباء الكلدان والسريان آنذاك كما يصرح بذلك الأخ نزار للموقع أعلاه ، فلا ادري متى استقال السيد روند بولص من اتحاده المنافس وانتمى إلى الاتحاد الأدباء السريان وأصبح عضوا فيه ثم رئيسا له!!؟ ولحد الآن لم أتمكن من حل اللغز والتحول، وكيف حاز على  ثقة أعضاء فرع دهوك للحركة لكي يدرجوا أسمه في الدعاية الانتخابية ( الورقة المخططة) ؟ ولكن هناك أمر لابد لي من ذكره هنا ، قبل  الانتخابات جلس بجانبي أحد  أعضاء فرع دهوك وهو من أعضاء الاتحاد وسألني عن "صديقي روند"  ظنا منه بأني أيضا ضمن القائمة، لأنه عندما وجه لي هذا السؤال لم تكن قد بدأت الدعاية الانتخابية تلك (أي الورقة المخططة ) ، وربما تزكيتي له جعلتهم يدرجون أسمه في الدعاية الانتخابية،  أو حدث أمر آخر كما يقال من وراء الكواليس، لا زلت أجهله .
وهناك ملاحظات عديدة  أخرى سجلتها في حينها ،تدل جميعها على الممارسات السلبية التي جرت في هذه الانتخابات لا أود ذكرها جميعا.
      ما ألعمل  ؟ :
من حق قرائنا أن يتساءلوا ،مادامت  قد وصلت علاقات الأدباء والمثقفين إلى هذا المستوى المتدني ، ما العمل الآن؟ ومن حق جميع أبناء شعبنا توجيه النقد واللوم لنا جميعا بدون أستثناء، لأننا منشغلون بشكل أو بأخر بالكتابة ونيل أحدنا من الأخر  بدون أن نفعل شيئا لشعبنا وخاصة في هذه المرحلة الصعبة من حاضره. أنني لم أكتب ما كتبته خلال الحلقتين هذه والتي سبقتها، إلا لأصل بقارئنا العزيز للإجابة على هذا السؤال  الهام ، ما العمل؟ بعد إفشال جهودنا الأولى في توحيد مثقفينا ، هل نقف مكتوفي الأيدي أم نحاول مرة أخرى؟ ، وعندما نحاول مرة أخرى ، كيف لنا أن نتجاوز الذي حصل ونرميه خلف ظهورنا ، هل نرميه  انطلاقا من المقولة المتهرئة (عفا الله عما سلف)  أم نحاول معالجته بالمكاشفة الحقيقية ، كما فعلت في هذه المقالة والتي سبقتها  والقصد منهما كان فقط ينصب على  تصحيح المسيرة وتجاوز الأخطاء التي وقعت. لقد حاولت جاهدا عدم الكتابة في هذا الشأن ولكن حرصي على أن يكون لنا إتحاد واحد لجميع كتابنا وأدبائنا كباقي القوميات أو باقي خلق ألله هي التي دفعتني وبقوة على أشغال تفكيري لوضع كل جهودنا من أجل تحقيق ذلك ، رغم  قناعتنا بأن من الصعوبة توحيد كتابنا ومثقفينا في اتحاد أدبي واحد بما يفوق جمع أحزابنا السياسية تحت مظلة واحدة. وفي تصوري مهمة توحيد أدبائنا ومثقفينا اليوم لا تقل شأنا من وحدة كنائسنا، ويعتبر السكوت وعدم التحرك بهذا الاتجاه رغم  صعوبته  أثما يرتكبه كتابنا وأدبائنا تجاه أمتهم ، وأي تهاون منا اليوم لن يغتفر لنا مستقبلا ، لذلك ، هذه الجملة الرائعة (ما العمل؟) التي أطلقها ذات يوم أحد المفكرين تدفعني لأن أخصص لها مقالا  آخر..

http://www.nirgalgate.com/asp/v_articles.asp?id=908 *































        4- عند البدء بتسلم  أسماء المرشحين ،تم ترشيح اسم الأخ نادر موشي    مراد،وكان حينذاك ضمن وفد نقابة صحفي كردستان في خارج العراق ، وعند اعتراض ممثل القضاء على ذلك وعدم تقبله للأمر بموجب قانون الجمعيات ،قامت القيامة، جميع من في القاعة من أعضاء فرع دهزك لزوعا  هبوا للنجدة والصراخ تأيدا لترشحه ،وبعد ذلك رشحوا أيضا الزميل بشير الطوري للحفاظ  على ماء الوجه ولإظهار وكأن ترشيح  العضو الغائب نفسه في الانتخابات  مسألة عادية وطبيعية ولإظهار رغبتهم  وكأنهم لا يريدون التفريق ما بينهما رغم معرفتهم بأن بشير الطوري سوف لا يحصل على الأصوات الكافية لتؤهله لتولي عضوية الهيأة الإدارية  ، وحتى لو كان قد حاز على هذه العضوية ماذا يا ترى كان يفعل وهو كما نعرف عنه قد اختار الهجرة إلى ايطاليا.
5- من المعتاد وحسب التعليمات الانتخابية  وبموجب قانون تأسيس  الجمعيات ، يجب  عدم ممارسة الدعاية الانتخابية قبل مدة تصل إلى 24 ساعة قبل بدء أي عملية انتخابية ، هذه المدة يجب ان تحترم من قبل المرشحين أو من يمثلهم ولكن وللأسف   وربما  معظم  الذين  شاركوا فيها يوجهون   لاذعة ,وتهم جاهزة للأحزاب الكبيرة، وا سواء في العراق أو في إقليم كردستان ،عندما تحصل خروقا ت  في العملية الانتخابية ولكن الذي حصل في هذه الانتخابات كان أعجب من جميع الانتخابات التي شهدنها و لا يوازيها حتى انتخابات المجالس المحلية في العراق ولا المجالس البلدية في كردستان فقد كان أعضاء زوعا يعدون أوراق جاهزة بهذه الأسماء 1- نادر موشي مراد 2- شاكر سيفو 3- يوسف زرا 4-روند بولص  ويوزعونها على أعضاء الاتحاد  لاختيارهم كأعضاء في الهيأة الإدارية  وقد  دفع احدهم لي بوريقة صغيرة  مخططة كأنها كانت منتشلة من الدفاتر المدرسية للتلاميذ ،وكانت هذه الأسماء مدرجة فيها ، ضن الرجال بان أسمي من ضمن الأسماء الواردة في القائمة لكونه كان يعرفني وقد توهم الأخ في ذلك ولم يدري بأن اسمي قد تم حذفه في الدقائق الأخيرة ، حين تباحث الأخ نزار الديراني  مع  أعضاء فرع دهوك للحركة الديمقراطية الآشورية تحت سقيفة  المركز الذي جرت فيه العملية الانتخابية النزيهة جدا، حول تنظيم قائمة متفق عليها سلفا لتكون هي الفائزة في تلك المهزلة التي دعيت  جزافا بالانتخابات
  .
 
   








 في 2004 اجريت انتخابات اتحاد الادباء والكتاب العراقيين الذي فاز من بين اعضائه الاديب السرياني نزار الديراني ( بصفة نائب الامين العام) وهي تعمل جاهدة لصياغة نظام داخلي جديد.
نيسان 2003، سارع البعض من الادباء لتشكيل هيئة تحضيرية لاتحاد الادباء والكتاب العراقيين، لم يكن للكلدوآشوريين (ولا للاكراد او التركمان) ممثلا ضمن هذه التشكيلة، فحذاالكلدوآشوريين حذوهم لاختيار لجنة تحضيرية من السادة ( د. يوسف قوزي، بنيامين حداد، نزار الديراني، يوارش هيدو، عادل دنو، سعيد شامايا، روبن تيدي، عمانوئيل شكوانا، بولص شليطا ) مهمتها اعداد النضام الداخلي والتفاوض مع اتحاد الادباء العراقيين لايجاد صيغة مشتركة وتهيئة للانتخابات. واختير نزار الديراني ممثلا عن الادباء الكلدوآشوريين للتفاوض مع الاتحاد. تم تشكيل مجلس مركزي مصغر في الاتحاد لاعادة النظر في تشكيلة اتحاد الادباء والكتاب العراقيين واعادة النظر في النظام الداخلي . اختير الاديب نزار الديراني احد اعضائه. ـ
ميلاد جديدفي 5/8/2003 اجريت الانتخابات للادباء الكلدوآشوريين على قاعة اتحاد الادباء والكتاب في العراق وبحضور ممثلين عن الاتحاد المذكور وكانت النتيجة :نزار حنا الديراني رئيسا، عادل دنو نائبا، د.يوسف قوزي أمينا، بنيامين حداد أمينا للشؤون الثقافية، الياس متي أمينا للعلاقات الداخلية، فائز وديع أمينا للعلاقات الخارجية، روبن تيدي محاسبا لينبثق من جديد اتحاد الأدباء والكتاب السريان.في 2004 اجري تعديل على الهيئة حيث اصبحت التشكيلة :نزار حنا الديراني رئيسا، د. بشير الطوري نائبا، د.يوسف قوزي أمينا، و بنيامين حداد، مارلين اويشا، اشور ملهم  اعضاء. في 2004 اجريت انتخابات اتحاد الادباء والكتاب العراقيين الذي فاز من بين اعضائه الاديب السرياني نزار الديراني ( بصفة نائب الامين العام) بتاريخ 22 و 23/10/2003
 http://www.zahrira.net/?p=37

343
                               تأملات خاصة جدا
                                          في  ذكرى 31 /أذار

                                                                                                                    بطرس نباتي
  صلبان حملتها منذ سنين تشدك نحو الجلجلة ،حملت أوجاع المعدومين ،ومضيت تلملم جراحات الوطن ،لتغسلها بمياه دجلة الخير ،وتعرضها في اديم الصحراء لتجف ، وتعاود المسير مرة أخرى  ..
دمك كان مطلوبًا من أكثر ألحكومات وحشية في ألتاريخ .
وجلاد ألامس لا زال واقفا أزاء ألمقصلة، مطالباً برأسك على طبق من ذهب  كما طالبت تلك ألعاهرة برأس ألمعمدان .
ألبلاد ألتي ينادي أمرائها بأغتيالك في ألليل ،يعود شعبها ، في وضح ألنهار ليطالب  لك بالثأ.
عندما نصبوا لك ألاف المشانق ليفزعوا بها من يقف ببواباتك ،ولينصرف عنك ألجميع  ويدعونك وحدك تنزف حد الموت ،كانت الطوابير تقف صفوفا متراصة تذود عنك بدمائها التي سالت ،ببيانهم الذي حمل الرقم ( ألثالث عشر) ألمشؤم، اوفي ملحمة كاورباغي و في سجن نقرة السلمان او في قطار الموت ومعسكر الديوانية وفي دهاليز الشعبة الرابعة.
مشانقهم تلك التي وجد من يمتطيها ،كما يمتطي صهوة جوادمطيع
في تلك الايام من الزمن المر، الذي أمر فيه  رئيس ألطغات بأعدام ثلاثون فقط من رفاقك ،أستشاط ألجلاد غضبا ،لأنه كان قد حضر قائمة تحوي أسماء الألوف
 في ذلك ألزمن زمن قصر ألنهاية وأحواض ألتيزاب، ,ودهاليز وسراديب بنايات الأمن الأحمر من ألسليمانية وزاخو ولحد الفاو،وكل أدواة وسبل ألجلادين ، لم تقف ألا لأيام معدودة أمام ألزحف ألمقدس في أذار أنتفاضة ألغضب وثورة ألمعدومين.
 بالأمس كانت خشيتهم حد الموت من بيوتك المشيدة بحب و شوق الكادحين وعرق الأجساد المنهكة  ،ألمتخمة  بالشعارات ألسرية ألتي تحكي قصص عن الحرية ألمضرجة بدماء الأحرار،والأمل بتحقيق السعادة للجميع .
  جدرانها ألطينية أو تلك ألمشيدة  بالقصب والبردي, أنت وحدك كنت تحيلها الى مدارس يتعلم فيها أبناؤك وبناتك ،ألف باء الوطنية ،وأناشيد تتغزل بحب العراق.
 كيف تجرأت أياديهم  لتختم  أبوابها بالشمع الأحمر؟ ليكتبوا عليها عبارات مستمدة من ذلك ألتاريخ الأسود ، تاريخ الممنوعات ألتي نصبوها ،كالأسلاك ألشائكة في ذاكرة الأجيال.. 
أليوم بعد بزوغ شمس الأمل ،بزوال أعتى أمبراطورية للعذاب ،جاءنا من يتجرأ مرة أخرى بأن يوصد بواباتك ،ويطمغها بذات الشمع ألسيء، لئلا يتخرج منها ،من يحمل بأمتياز شهادة عشقه للوطن .. بأية أفواه عقيمة؟ ،يريدون أطفاء وهج الحرية  التي تحملها منذ ولادتك ولحد الان.
 عقولهم المريضة ، التي نخرها السوس ، لا زالت تعيش على أحلام غادرها الزمان ، بتصورها لو مارست دناءة من سبقوهم  ،لكففت من ألصراخ والهتاف..
يبدوا أنهم لحد ألان لم يشطبوا من قاموس ذكرياتهم ، ثلاث كلمات بذيئة ، ألمقصلة .الجلاد ، المعتقلات..
وقد أعطوا للجلاد أجازة زمنية ليأخذ بعض ألراحة وليعاود مهنته ألقذرة من جديد ....

344
العمل القومي عند (نزار الديراني)
وملاحظات وآراء لا بد منها
   1 من 2

بطرس نباتي

   قبل خوضي في مقالي هذا لا بد لي أن أقدم مفارقة قفزت إلى ذهني؛  لي صديق نعتز بمواقفه الوطنية، هذا الصديق العزيز، كان في زمن ألنظام قد أختار صف ألمعارضة الوطنية، ولفترة ما  حمل السلاح ضمن فصائل الأنصار في الكفاح المسلح، وللتذكير فقط  أقول، هو الذي قاد  مظاهرة في أربيل، مرتديا زي ضابط  في ألجيش ألعراقي، وفي مثل هذه الأيام بالتحديد يوم انتفاضة أربيل 11أذار1991. هذا الصديق فَقَدَ قدمه  في مطاردة  مسؤولي الأمن في عنكاوا، وعندما نود أن نحتفي معه بهذه المناسبة، أي مناسبة تصديه للنظام وإصابة قدمه، نطلب منه اجترار بعض ألذكريات ، هذا المناضل ألشجاع لا يود مطلقا التحدث بأي شكل من الأشكال عن بطولاته، ويقول لنا: رجاء لنتحدث بأمور أخرى فأنا لم أفعل في ذلك الوقت سوى ما كان  مطلوبا مني كإنسان وكأحد أفراد  هذا الشعب المعذب بيد الطغمة الفاسدة آنذاك.  هذا الذي أُدونه هنا  بحق هذا ألصديق ألعزيز، كم يختلف يا ترى عن مواقف أحد كتاب وأدباء شعبنا، والمعروف  أنه لم يقف يوما بالضد من ألنظام ألسابق، وإنما عُرِفَ بقربه من الحزب الدكتاتوري ألمنحل، ورغم تلك العلاقة المؤكدة، فأنه يأتي و يصرح اليوم بأن ألسلطة، آنذاك، ضايقته، وأنه كافح،   ولا أدري ماذا يقصد بالكفاح ألذي مارسه، وأي أعضاء يقصدهم بقوله (وجدت نفسي محاطا ببضع أعضاء ممن أصروا على البقاء والكفاح لأن تجربتنا في 1978 وكنتيجة لمضايقتنا من قبل السلطة بسبب تقرير لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة كان ذلك بمثابة عصا غليظة) هذا ما يذكره السيد نزار الديراني في مقاله ألموسوم (العمل القومي بين الواقع والطموح- ج1). ولا أدري السيد نزار الديراني  في مقاله هذا عن أية مضايقة يتحدث، وأيضا أجهل عن أي أعضاء هؤلاء الذين يصفهم  بالمكافحين، لأن أعضاء جمعية ألناطقين بالسريانية، بحسب علمي، إما كانوا محسوبين على حزب السلطة أو كانوا من المثقفين المستقلين الذين لا دخل لهم بالسياسة، وهو شخصيا معروف عنه لحد الآن، وبشهادة معظم الذين ذكرهم في متن مقاله هذا، أنه كان أحد عناصر النظام السابق، وكان وقتذاك- أي الوقت الذي يتحدث فيه عن (العصا الغليظة) - رفيقاً في حزب السلطة، ويعمل في التصنيع العسكري! وليس في الصف المعارضة، ليتعرض للمضايقة كما ذكر. والأمر الثاني الذي ذكره في مقاله الآنف الذكر أنه شارك في مهرجان (كلاويَز) لأنه أراد التعرف على كيفية مطالبة الأخوة المثقفين الكورد بحقوقهم القومية، ولا ادري أيضا هنا  كيف يتعلم الإنسان من الآخرين هذا الشعور أي الشعور القومي والوطني، حيث من الطبيعي أن يولد في ذات الفرد منذ وقت مبكر من حياته، أما تعلمه من الأخوة الكورد فهذا ما دفعني إلى الشك بالأمر، فالسلطة آنذاك كانت تدفع ببعض الكتاب والأدباء المحسوبين عليها والموالين لها للمشاركة في المهرجانات في المناطق الكردستانية لا لكي يتعلموا من المثقفين الكورد العمل والنضال القومي، وإنما بغية كتابة التقارير الأمنية عن المشاركين في مثل هذه التجمعات، ومهرجان (كلاويز) كان  يقع ضمن هذا الاهتمام الأمني والمخابراتي للسلطة المقبورة وأجهزتها القمعية آنذاك.
أما أن يكون لنا اتحاد واحد أو أربعة اتحادات تتحدث باسم الأدباء، أي بقدر عدد أحزابنا والتساؤل الذي أرق الأخ نزار وهو على المنصة إذ أورد ما يلي: 
(في احتفالية أُعدت من قبل أحزابنا القومية في نادي بابل الكلداني تكريما لممثلينا الاربعة الذين اختيروا إلى البرلمان وكنت مدعوا باسم اتحاد الأدباء والكتاب السريان وابرقتُ باسم الاتحاد برقية تهنئة بعدها أبرقت برقيات أخرى بأسماء اتحاد الأدباء فتساءلت في كلمتي لماذا للعرب والكرد والتركمان اتحاد أدباء واحد ينطق باسمهم ( حقا إنه لتساؤل مشروع هذا الذي طرحته، ومن أجل أن يكون جوابي مقنعا لك ولجميع ألقراء سأحاول أن لا اجعله مختصرا أو برقيا كأن أقول مثلا أن فلانا كان سببا في تعدد الاتحادات أو أن أقول مثلا كما قال البعض ممن لا يعجبهم وحدة لا فقط أدبائنا ومثقفينا، بل وحتى بقية شرائح وطوائف وكنائس شعبنا، ويرون في تعدد اتحادنا قوة مضافة إلى  قوتنا ويرون في وجود أكثر من اتحاد واحد، علامة مميزة على صحة واقعنا الثقافي، وكأننا  نختلف عن باقي خلق الله من القوميات الأخرى لأننا نجد في الفرقة قوة ونجد في لوحدة ضعفاً ومهانة، وهذا المنزلق الخطير للأسف هو ما ورط فيه الأخ ميخائيل بنيامين نفسه وكتب مقالا  في عنكاوا كوم بهذا ألمعنى داعيا إلى تبرير تعدد الاتحادات. على كل حال لنعد إلى أصل موضوعنا وهو كيف تعددت  اتحادات أدباء وكتاب شعبنا. قبل الخوض في هذه ألمسألة، أود أن أبيّن، إني لا زلت أحد أعضاء اتحاد الأدباء والكتاب السريان، وقد انتميت إلى هذا ألاتحاد مباشرة بعد تأسيسه أي بعد التغييرات في 2003. أما أن يُعيد البعض تأسيس هذا ألاتحاد إلى سنوات السبعينيات أو ألثمانينيات فهذا افتراء ودجل لا يقبله العقل مطلقا، فلو أعاده إلى زمن ألنظام السابق فهذا يعني أن النظام آنذاك كان يسمح بقيام الاتحادات للقوميات المختلفة، والمعروف عن النظام في تلك ألفترة أنه كان يعمل جاهدا لدمج المؤسسات الثقافية شبه الرسمية في مؤسسة واحدة للعمل وفق المكاتب المرتبطة به، وإذا كان قد سمح وقتها في تأسيس اتحاد الأدباء الأكراد (الكورد) في بداية السبعينات فكان أحد منجزات  بيان 11 آذار لإظهار النظام وكأنه جاد في تطبيق هذا البيان، أما منح ألحقوق ألثقافية للناطقين بالسريانية (وهذه كانت التسمية الرسمية لشعبنا) ،أو بالتركمانية للأخوة التركمان، فكما هو معلوم أنها جاءت كخطوة من لدن ألنظام للنيل من بيان ألحادي عشر من آذار الذي فشل في تطبيقه في عام 1974، والتقليل من أهميته، وليس من أجل عيون القوميتين  السريانية والتركمانية أي ألناطقين بالسريانية  والتركمانية ، لأن ألنظام كان يعتبر جميع (الناطقين بالسريانية) عرباٌ وهذا ما فعله أثناء  تعداد عام 1987.
ومن المعروف أن اتحاد الأدباء السريان الذي أعتز بعضويتي  فيه، قد  تأسس  في بغداد تحت اسم "اتحاد الأدباء الكلدوآشوريين" منذ  بداية تأسيسه، ثم تحول اسمه إلى "اتحاد الأدباء والكتاب الكلدوآشوريين السريان"، وفي اجتماع عُقد في بغداد في مبنى جمعية أشور بانيبال وبحضور الأخ نزار والأخوين إلياس متي وعادل دنو وباقي مؤسسي الاتحاد قررنا تحويل اسمه إلى "اتحاد الأدباء والكتاب السريان" وقد جاءت هذه التسمية نتيجة تبني ألمؤتمر ألقومي ألذي عقد في بغداد وأتفق بالإجماع على تسمية موحدة لشعبنا ولأول مرة في تاريخه على الكلدوآشورية وإطلاق تسمية ألسريانية على الثقافة واللغة وهذا ما وافق عليه جميع رجال كنائسنا إضافة إلى الأحزاب وبعض الناشطين في ألمجالين ألقومي والثقافي، وفي مقدمتهم ألكنيسة الكلدانية ممثلة بالأب شليمون وردوني الذي لا زلت أتذكر كلماته وهو يهتف" نحن موافقون على هذه النتائج 200 بالمائة" وكان يحرص أكثر من الجميع على  حضور جميع جلسات المؤتمر ومناقشاته. بعد تأسيس الاتحاد نقلنا رغبة الهيأة المؤسسة في تأسيس فرع في أربيل عن طريق مفاتحة الأدباء  للانتماء إلى الاتحاد الجديد، وهكذا عقدنا لقاءنا الأول في مبنى مديرية الثقافة الآشورية، ووافق جميع الحضور الانتماء إلى الاتحاد الجديد .  لكن البعض تراجع عند رفع العلم الآشوري في مؤتمر الأدب السرياني الثالث الذي عقده ألاتحاد في أربيل بتاريخ 14/10/2006 ، وبعدها سعىت مجموعة من أدباء عنكاوا مع أدباء سهل نينوى وبدعم من قيادة أحد الأحزاب، على تأسيس اتحاد آخر باسم "اتحاد الأدباء الكلدان والسريان" على أساس أن "اتحاد الأدباء السريان" و"رابطة الكتاب الآشوريين" كلاهما يمثلان الآشوريين وليس الكلدان والسريان،  انطلاقا من  رفع العلم الآشوري في المناسبة المذكورة، ونتيجة  مواقف زوعا المساندة والموجهة لاتحاد الأدباء السريان منذ  تأسيسه ولحد الآن. وبهذه المناسبة أود أن أقول أنه على الرغم من محاولاتنا إزالة هذا التصور عن اتحاد الأدباء لسريان لدى هؤلاء الأخوة ألا أنهم لم يقتنعوا وباءت كل  جهودنا الشخصية بالفشل أمام إصرارهم على تشكيل اتحاد خاص بهم.
أثناء انعقاد مهرجان برديصان الأول في ألقوش في 25 شباط 2007 ، والذي تميز بحضور مجموعة من الأدباء الأعضاء في رابطة الكتاب الآشوريين واتحاد الأدباء الكلدان والسريان طرحنا مجموعة من الاقتراحات لجمع الاتحادات الثلاثة في اتحاد واحد وكانت عملية جدا، ووافق عليها جميع ممثلي هذه الاتحادات ، إلا أن عملية تطبيق وتنفيذ هذه المقترحات تلكأت لإصرار رئيس اتحاد الأدباء السريان  على تبجحه بشرعية اتحاده، وإقباله على إقامة مهرجان آخر، والتهيأة لانتخابات الهيأة الإدارية، وتشككه المستمر بمصداقية الاتحادات الأخرى، وكون اتحاد الأدباء السريان هو أول الاتحادات المؤسَسَة وأنه يجب انضمام بقية الاتحادات إليه.
في عام 2008 وجه الدكتور سعدي ألمالح باسم المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية دعوة صادقة  لتوحيد هذه الاتحادات الثلاثة في اتحاد واحد مقترحا ثلاثة أسس تتم عليها الوحدة وذلك في كلمة  له في مهرجان برديصان الثاني في بغديدا. وبعد عودتنا من بغديدا دعى فورا، وعبر رسائل شخصية، جميع رؤساء هذه الاتحادات للاجتماع بشكل فردي أولا لمناقشة السبل الكفيلة بوحدة الاتحادات الثلاثة.  وكان أول من حضر في  حينها رئيس اتحاد الأدباء السريان السيد نزار الديراني وحده وتباحث مع ألدكتور سعدي ألمالح حول النقاط المطروحة في كلمته، وتم تحديد الخطوات ألعملية والرئيسية المقترحة لتوحيد جميع الاتحادات في اتحاد واحد يمثل جميع  ألأدباء والكتاب، وكانت ملاحظة نزار الديراني أن يتم حل الاتحادات الثلاثة في أثناء عقد المؤتر الموحد وليس قبله كما كان طرح الدكتور المالح. وقد طرحت النقاط ذاتها التي تمت صياغتها في اللقاء ألذي عُقد مع الأخ نزار على الأخوة في رابطة الأدباء والكتاب الآشوريين واتحاد الأدباء والكتاب الكلدان ألسريان ، ووافق الطرفان على الخطة المقترحة من المديرية العامة وتعديلات الديراني عليها مع أجراء تعديل بسيط جدا يتعلق  بإقرار تسمية موحدة للاتحاد الجديد أثناء المؤتمر العام  وبتصويت أعضائه وليس قبله على أن يبدأ تنفيذ الخطوات الأخرى كصياغة النظام الداخلي الجديد وقبول أعضاء جدد مع فحص استمارات العضوية لجميع المنتمين السابقين لهذه الاتحادات من خلال لجنة مشتركة تمهيدا لهذا المؤتمر. ومرة أخرى عرضت جميع المناقشات التي تمت ونتائجها على الأخ نزار فوافق عليها جميعها، وأبلغ بعد فترة من قبلي شخصيا بأنه سيكون هناك اجتماع تمهيدي مع الهيآت الإدارية للاتحادات ألثلاث فجاءنا رد الأخ نزار بأنه لن يخطو خطوة واحدة  في توحيد الاتحادات إلا بعد عقد مهرجان آخر في محافظة السليمانية. وكنت حينها مدعوا للمشاركة في مهرجان كلاويز السنوي، ولأجل أن يحصل الأخ نزار على التمويل اللآزم من أجل انعقاد ألمهرجان بسرعة رتبت له ولمجموعة من أعضاء الهيئة الإدارية زيارة قصيرة  للسيد مسؤول المنظمات الجماهيرية للإتحاد الوطني الكردستاني وفاتحناه بإقامة مهرجان في السليمانية فأبدى موافقته وتعاونه في هذا الأمر، وأمر بتخصيص مبلغ من المال لإقامة ألمهرجان، وأستلم المبلغ في حينها السيد يوسف زرا، أما أنا ولكوني ضمن خطة توحيد الاتحادات هذه، ورغم مشاركتي في توفير مستلزمات عقده وذلك لتسهيل مهمة الأخ نزار والإسراع في الخطوات الأخرى للتوحيد، لم أحضر للمشاركة في هذا المؤتمر، التزاما بما كنا اتفقنا عليه من عدم القيام بأي نشاطات في هذه الاتحادات ما لم تتوحد في اتحاد واحد يمثل الجميع. 
وبعد مهرجان السليمانية عاد الأخ نزار مطالبا بتوحيد الاتحادات طارحا مسألة عدم بقائه كرئيس لاتحاده إلا لفترة قصيرة، مشيرا إلى أنه من المستحسن اتخاذ قرار توحيد الاتحادات من قبل هيئة منتخبة أخرى لاتحاده ، محاولا ما باستطاعته تأجيل مشروع المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية في توحيد الاتحادات. ومن اجل تذليل جميع العقوبات أمام هذا الهدف وجهت دعوة أخرى من قبل د. سعدي ألمالح ،عن طريق رسالة الكترونية موحدة لإدارات الاتحادات الثلاثة (الاتحاد الرابع أي الاتحاد العالمي للأدباء الكلدان لم يكن قد تشكل بعد)، تضمنت الرسالة  أن تعبر كل هيأة إدارية عن موقفها الواضح والنهائي من قضية توحيد ألاتحادات أولا وبعدها موقفها من الحضور والمشاركة في أللقاء المشترك المؤمل عقده في المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية ، وردّت إدارات هذه الاتحادات على اقتراح  المديرية العامة بالإيجاب  وبالموافقة على حضور الاجتماع، ألا أن  الأخ نزار قبل أيام من موعد الاجتماع أبدى اعتذاره عن المشاركة و عن الحضور متعللآ بأسباب غير مقنعة تماما طالبا من الأخ الشاعر شاكر سيفو ومني شخصيا تمثيل الاتحاد في هذا اللقاء. وجرى اللقاء فعلا في مبنى المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية وتم فيه التأكيد على النقاط المشتركة المتفق عليها مسبقا لتوحيد الاتحادات الثلاثة منها تكليف لجنة لصياغة نظام داخلي جديد مشترك، ولجنة أخرى لمراجعة عضوية الاتحادات الثلاثة والدعوة إلى قبول أعضاء جدد،  ولجنة أخرى للأعداد لمؤتمر عام  يحضره كافة أعضاء الاتحادات وجميع أدباء وكتاب شعبنا من غير المنتمين إلى هذه الاتحادات، على أن تتحمل المديرية العامة نفقات عقد هذا المؤتمر. وصدر بلاغ مشترك عن الاجتماع موقعا من جميع الحضور نشر في وسائل الإعلام. وعند تبليغ الأخ نزار بهذه المقررات  جن جنونه وعقد  اجتماعا لهيأته الإدارية، عن طريق ألهاتف النقال ليأخذ موافقتها على إصدار بيان يتضمن رفضها لهذه ألخطوات ألتوحيدية أولا وثانيا ليقول فيه إن كل من شاكر وبطرس ( هكذا على الحاف من دون الأسماء الثانية أو الألقاب تحقيرا) لا  يمثلان إلا نفسيهما في هذا الاجتماع  وقد أجبته حينها بتصريح صحفي ردا على ادعائه هذا موضحا كيفية تمثيلنا للإتحاد في هذا الاجتماع ، أما الأخ شاكر سيفو فقد قال لي أنه ردا على ما جاء في تصريح نزار الديراني بأنه سيقوم( بتفجير أشبه ما يكون بقنبلة في مؤتمر يوحنا دولباني في أربيل المنعقد في 30/9/2009 وبأنه سيقدم ردا عنيفا على هذا التصريح في الجلسة الافتتاحية وسيفضح ألعديد من الأمور) وكان قد ارسل رسالة عبر الهاتف بهذا المعنى لبعض الأصدقاء أيضا، لكنه عدل عن ذلك وشارك في المؤتمر ببحث لأسباب لا زلت أجهلها. وكان علي البحث عن سبب الهيجان هذا الذي أصاب الأخ نزار وهيأته الإدارية، وبعد جهد قليل عرفت السبب فبطل ألعجب، وسرعان ما وجدته في أدراج خزينة أربيل، فالأخ نزار كان مقدما على عقد "مؤتمر آخر" للأدب السرياني باسم الأديب يوحنا دولباني، والذي عقده فيما بعد بأربيل عام 2009 كما نوهت أعلاه ، وكان قد طلب من وزارة ألثقافة صرف مبلغ 32 مليون دينار أو أكثر لا أتذكر بالضبط، ووزارة الثقافة كانت قد وافقت على هذا الطلب شرط أن يُصرف من الميزانية الخاصة للمديرية ألعامة للثقافة ألسريانية ، فاعتذرت ألمديرية العامة عن ذلك لأسباب أوضحتها للوزارة منها:
1- إن صرف هذا المبلغ بالذات في أيلول من تلك السنة يفوق مقدرتها المالية المخصصة لها من قبل وزارة المالية في حكومة إقليم كردستان في فصل المؤتمرات.
2- أن ألمديرية لو قامت بصرف وتبني مشروع نشاطات هذا الاتحاد لديها اتحادات أخرى قدمت طلباتها بتفعيل نشاطها الأدبي السرياني وسوف تطالبها بصرف مماثل.
3- من الأفضل والأجدر بهذه الاتحادات أن توحد نفسها في اتحاد واحد ، وقد تبنت المديرية العامة خطوات عملية بهذا المنحى وهي تسير قدما لتحقيقها، وفي حال الموافقة على هكذا نشاط الآن فإنها حتما ستكون بالضد من مبادئها في عملية توحيد اتحادات أدبائنا وكتابنا.
وقد تم مفاتحة وزير الثقافة آنذاك الأستاذ فلك الدين كاكائي رسميا بهذه الأمور، وخلال زيارتنا خلال زيارتنا أنا والدكتور سعدي المالح له، وقال بالحرف الواحد ، أنا أعلم جيدا بجهود المديرية العامة ومديرها العام  وهي جيدة وممتازة جدا وتنصب جلها في مصلحة شعبكم ومثقفيكم، ولكن هل تعرفون أي ضغط يمارسونه هؤلاء لكي يحصلوا على هذا المبلغ وإقامة هذا النشاط ؟ وأني قد تلقيت مكالمات وزيارات للتوصية بالموافقة على إقامة هذا المؤتمر بالذات، وبعد نقاش حول الموضوع قرر إيقاف صرف المبلغ لمدة ثلاثة أشهر لإتمام جهودنا بتوحيد هذه الاتحادات، وان لم تفلح المديرية العامة بجهودها سيكون مضطرا إلى ألموافقة على صرفه وعقد المؤتمر، ولكن الذي حصل إنني بعد أيام سافرت لأسبوعين برفقة المدير العام للمشاركة في مؤتمر الإعلاميين السريان في حلب ومؤتمر مركزية مسيحيي الشرق في لبنان. والغريب انه أثناء غيابنا، على ما يبدو، ازدادت الضغوطات على السيد وزير الثقافة من وزير سابق يدعي الآن أنه ضد تشتت جهود مثقفينا وأدبائنا ومؤسساتنا وجمعياتنا الثقافية فقام بزيارة  لوزير الثقافة في مبنى الوزارة وقدم شكوى ضد المدير العام باعتباره معرقلا لعقد هذا المؤتمر، وعلى اثر ذلك وافقت الوزارة على عقد المؤتمر وصرف المبلغ من ميزانيتها وقامت بتشكيل لجنة برئاسة السيد نوزاد بولص وعقد المؤتمر في أربيل في نهاية شهر أيلول 2009 وعند عودتنا تفاجأنا بالخبر. وقد صرح السيد نزار الديراني في اليوم الأول لعقد المؤتمر لعنكاوا كوم قائلا ( "مع كل الأسف تصرفت المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية بعكس ما كان عليها فعله") وحاول دق إسفين بين الوزارة والمديرية العامة للثقافة والفنون السريانية وتحريض المسؤولين في الوزارة على المديرية العامة بقوله أيضا، "ليس من المنطق أن تقف المديرية بالضد من نشاط برعاية وزير الثقافة وهي جزء من هذه الوزارة، وتحمل اسم الثقافة السريانية، وتعمل من اجل ان لا يعقد مؤتمر كهذا الذي من اولى اهدافه دعم الادباء، واللغة السريانية، والثقافة والتراث" وهو يعلم لماذا تبنت المديرية العامة هذا الموقف منه وليس من اتحاده، وموقفها هذا في رأي الشخصي جاء نتيجة ما يلي:
1- تأجيل توحيد الاتحادات الثلاثة ولعدة مرات عندما كان الأخ نزار مقبلا على استلام مبالغ لإقامة المهرجانات البرديصانية أو المؤتمرات السريانية.
2- رغم موافقته على خطط عملية لتوحيد الاتحادات ومعظمها قد صاغها بنفسه وتمت الموافقة عليها بشكل مبدئي من قبل الهيئات القيادية في الاتحادات الأخرى إلا أنه دائما كان يصرح بأن الاتحاد الذي يترأسه هو الاتحاد الأصيل والمستقل وباقي الاتحادات ما هي إلا مصطنعة ولا تمثل أدباؤنا ومثقفينا، وقبل الإقبال على التنفيذ الفعلي لخطط التوحيد يأتي هو وينقضها جملة وتفصيلا.
3- لا يمكن مطالبة المديرية العامة تقديم الدعم بهذا المستوى لاتحاد واحد وتهميش بقية الاتحادات العاملة على ساحتنا الثقافية.
4- وقفت المديرية العامة منذ تأسيسها ولحد الآن على مسافة واحدة من جميع اتحاداتنا ومن ضمنها الاتحاد العالمي للأدباء الكلدان عندما أعلن عن تشكيله وموقفها واضح من هذه الاتحادات ألا وهو توحيدها جميعا في اتحاد واحد يضمها جميعا وجميع أدباؤنا وكتابنا من خارج هذه الاتحادات لكونها اتحادات مهنية أسوة ببقية الاتحادات المهنية في الإقليم والعراق التي هي موحدة باتحاد أو نقابة واحدة. وتتعامل المديرية العامة مع جميع أدبائنا وكتابنا دون تمييز كأفراد وليس كمنظمات أدبية إلى حين توحيدهم في اتحاد واحد.
5- إبعاد اتحاداتنا عن التحزب والانتماء الطائفي وذلك عن طريق وضع نظام داخلي موحد لاتحاد واحد توضع له ضوابط تعمل على تحصينه من أجل أن لا يكون منبرا لفرد معين أو لحزب أو مجموعة معينة.
6- بغية الحفاظ على استقلالية هذا الاتحاد الموحد من الناحية المالية وعدم اعتماده في تمويل نشاطاته على الأحزاب وغيرها، تعمل ألمديرية على إن يكون له تمويل ذاتي أو أن يعتمد في تمويله على الدعم المالي الذي يقدم سواء من حكومة إقليم كوردستان أو من الحكومة المركزية .
7- ليست للمديرية العامة أية مصلحة أو منافع مادية أو شخصية أو غيرها تريد تحقيقها من جمع هذه الاتحادات في اتحاد واحد سوى تفضيلها المصلحة العامة على المصلحة الشخصية لبعض الأفراد، ومصلحة أدباء وكتاب شعبنا ومسعاها لتقديم أفضل الخدمات لهم حينما يكون لهم اتحاد واحد يضم جميع كتابنا وأدبائنا. وأعلن المدير العام الدكتور سعدي المالح في اجتماعات التوحيد الجماعية والفردية وفي أكثر من مناسبة أخرى أنه لا يريد ترشيح نفسه لأي منصب في الاتحاد  الموحد المزمع تأسيسه ولا يزال على موقفه هذا على حد علمي. 

وبتصوري أن الأخ نزار الديراني في ترأسه اتحاد الأدباء والكتاب السريان سار في التيار ألمعاكس لخطة ألمديرية ألعامة في توحيد اتحاداتنا الأدبية في اتحاد واحد يكون مظلة لجميع أدباء وكتاب شعبنا لاختلافه المؤكد مع جميع هذه التوجهات والمبادئ ووقوفه ضدها لمصالحه الشخصية، وكان يفضل أن يكون رئيسا لاتحاد يحمله في حقيبته السوداء، ويتخذ قرارات عاجلة خلال اجتماع لهيأته الإدارية عن طريق الهاتف، والأمر الآخر هو أنه كان يوافق على مبادرة المديرية العامة في ظرف يكون فيها بحاجة إلى دعم نشاطه، وحالما يقدم على نشاط جديد ويحصل على الوعود بالحصول على المال يتراجع ويؤجل خطة المديرية العامة إلى حين. وهكذا ورغم كل هذه المراوغات للأخ نزار الديراني وتصريحاته الهزيلة المعادية ظلت المديرية العامة تسير وفق ذات النهج في توحيد الاتحادات، وقد اتصلت شخصيا بالعديد من الأصدقاء والمقربين منه لكي يتحدثوا معه  في مسعى لجعله يعدل عن هذا النهج غير المفيد وغير المجدي ، إلا أنه كان يتعلل بشتى الأعذار وفي الأخير كان يراوغ ويتهرب من اللقاء بهم ليحثوه على التفاعل الايجابي مع جهود المديرية ألعامة.
أما المسألة الأخرى التي تناولها الأخ نزار في الجزء الثالث من مقاله الموسوم (العمل القومي بين الواقع والطموح ) والذي يقول فيه ( فعلا كنا بحاجة الى مؤسسات المجتمع المدني لتكون بقوة احزابنا القومية وفي الوقت نفسه تكون مرآة تعكس تطلعات احزابنا بسلبياتها وايجابياتها ... كثيرا ما كنت اقول حين ارى البعض من اعضاء احزابنا او مؤسساتنا تريد مصادرة مؤسساتنا الثقافية او خلق ما يشبه ذلك لتكون إحدى عرباتها، كنت أقول ليس من مصلحتنا ذلك) سأتركها إلى الجزء الثاني من هذا المقال الذي سيكون لنا فيه وقفة أخرى مع الأخ الديراني.
 



 

345
محافظة في سهل نينوى ومنصب سيادي
                                 
                                                                                                                         بطرس نباتي

(جددت تنظيمات سياسية مسيحية في العراق، الأحد، مطالبتها باستحداث محافظة لمكونات منطقة سهل نينوى، فيما دعت إلى منح المسيحيين منصبا سياديا في الحكومة.)
 
هذا الخبر اورده موقع عنكاوا كوم نقلا عن سومرية نيوز/ دهوك، ، بأن هذه المطالبة ليست أولى ،حيث يظهر من سياق الخبر أنه كان هناك مطالبة أخرى، وذلك عن طريق عدد من النواب ألذين طالبوا بتشكيل هذه ألمحافظة الا ان نوابا عرب قد رفضوه، من ألقراءة ألاولية له يبدو أن الخبر بصيغته ألحالية يبشر بالخير ، ،وأن ألجماعة متفقين جميعهم على أستحداث هذه ألمحافظة وفي سهل نينوى تحديدا لأنها تعاني من أهمال متعمد في ألعديد من مناحي ألخدمية وألادارية ،وهذا ما تناولناه قي مقال سابق ألمنشور في عنكاوة كوم ( طرة كتبة ج1) ولكن ما يدعونا الى ألاستغراب حقا ، عدم ورود اية اشارة تفيدنا بأن هذا ألطلب ألاخر قد تم تقديمه الى جهة ما ، وهنا  للتوضيح  لابد ان يكون لنا كل  ألحق ان نطرح بعض ألاسئلة على  ألجماعة  نرجو ان يتم ألاجابة عنها بدون ترك:  لمن قدم طلبكم هذا يا ترى؟ أهو يهدف ألى تحقيق مطلب عن طريق ألاعلام  ؟ أي أنه جاء  لأثارة ألمسألة أعلاميا ،هل اسعف هذا ألطلب بالاف التواقيع من قبل ابناء هذا ألسهل بمختلف اطيافهم ألقومية والدينية ؟ وهل ذهبتم لجمع تلك ألتواقيع من كل  بيت بيت حارة حارة زنكة زنكة.؟...  ( كما يصرخ  قذافي ) وعانيتم في جمعها ..وماذا ترتب على ألطلب ألاول ؟ ألمرفوض من قبل النواب ألعرب ، فحسب ما تناقلته ألاخبار ، بأنه كان هناك مظاهرة في بغديدا نظمت من قبل بعض ألشباب من أبنائها ، سبقت مظاهرات العراق أي مظاهرات ألجمع ألغاضبة  وغيرها ، ألا أن هناك قوى من شعبنا أستنكرت مشاركة بعض اعضائها في التظاهرة أليتيمة هذه ،رغم أن هذه المظاهرة كانت من أجل ألمطالبة بتحويل قضاء ألحمدانية الى محافظة ، أي ذات ألمطلب الذي أنتم تطالبون به ، ألامر ألذي نستشفه من هكذا خبر وما دامت ألقضية لم تتجاوز ألنطاق ألاعلامي ألمحض ، نستخلص منه ما يلي :
1- هذه ألاجتماعات التي تعقدها القوى السياسية لشعبنا جيدة وتبشر بامل يتنامى بان هذه القوى من الممكن لو سعت بجدية اكثر ان ترتفع بمستوى ايدائها ليصل الى تحقيق مستوى طموحات شعبنا .
2-الا ان ما نخشى عليه هو حال خروج ممثليها  من هذه الاجتماعات تسعى كل على حدى ووفق أجنداتها الخاصة وألمتاثرة اصلا بتحقيق مصالحها ألخاصة وخاصة لقياداتها على المصلحة ألعامة للشعب ، مما يؤدي ألى اتساع الهوة بينها وبين أفراد الشعب وألذين الى حد ألان يرون فيها بعض الامل .
3-أذا كان الهدف كما اسلفنا من نشر الخبر اعلاميا ، أي لغرض الاستهلاك الاعلامي ولا تعقبه خطوات اخرى عملية في هذا السياق أي تفعيله بمطالبات وجمع تواقيع ألتاييد واخراج ألمظاهرات والمسيرات ألمؤيدة له ، سيكون كالخبر  ألاخر ,الذي يشير أن نوابا سابقين قدموه وتم رفضه من ممثلي ألعرب ، ولا ندري أي  نواب يقصدهم ، وكيف جاء هذا ألرفض ؟، وكم كانت نسبة الرافضينن ومن هم هؤلاء ألعربان ( الروافض) ؟ وهل تمت مناقشته في ألبرلمان ألعراقي ؟ ولماذا كل الامور التي تناقش في هذا ((ألطرلمان) تنفلها ألفضائيات عدا مشروع ألطلب المقدم من هؤلاء الاشاوس، البرلمانيين الذين لم يتم تسميتهم ..
الآمر ألاخر الذي اود طرحه ،وارجو ان لا يسبب هذا ألامر زعلا او تعنيفا من قوانا السياسية ، فأذا كانت كل جهودهم في اجتماعاتهم هذه التي يعقدوها مجرد ادلاء بتصريحات صحفية ، لسومرية نيوز، (ولا ادري لما للسومرية، ونحن ماشاء ألله نملك عشتار نيوز واشور نيوز وسورييو نيوز ....والخ   ) فبأس ما يفعلون ، لأن هذه التصريحات لا تؤكل ألخبز في عراق أليوم  ، حيث في عراقنا ألجديد في اليوم الواحد وعلى مدار ألساعة يجتر فيه العشرات من ألاخبار ألملفقة وألكاذبة وتعقد في قنواته الفضائية ألعشرات من ألندوات ألعقيمة ، ومسؤوليه    يطلقون ألمئات أيضا ،من الوعود الكاذبة التي لو تحقق جزء صغير منها لكانت العراق اشبه ما تكون بجنة عدن التي كان يعيش فيها بسلام  ابانا ادم رحمه الله مع زوجته المصونة امنا حواء  ،أو كانت اشبه بديلمون التي جاء ذكرها في ألاساطير ألسومرية .
أما المنصب الذي يتهافت على توليه هؤلاء المجتمعين اوغيرهم ويعقدون مؤتمرات تكلف ملاين الدولارات من اجل حث حكومة العراق على تخصيصه لهذا الطرف او ذاك لا ادري، شعبنا الذي يعاني الكثير من الماسي والعذابات ماذا ينفعه لو تسنم هذا المركز القيادي حبيب تومي اوانطوان صنا او بطرس نباتي أو حتى سعد عليبك ، ماذا نفعل لهذا الشعب حتى لو استلمنا أربعة مناصب سيادية أو قيادية ، لكل واحد منا منصب هل نعمل اكثر مما عمله غيرنا في قبض الرواتب الباهضة   وامتلاك جوازات السفر الحمراء والسفر لعقد المؤتمرات والندوات العقيمة، وبناء ألعمارات وتشييد ألفنادق الفخمة من خمسة نجوم واكثر ...
بقى شيء واحد نود قوله  لكافة قيادات أحزابنا ،ورجالات كنائسنا (ونقصد فقط ألذين ينون ألتدخل بالسياسة) ومن  الكلدانية والسريانية والاشورية ،وقد أدخلت ألواوات ،لأجل عيون مؤتمر ساتياغو  رجاء اعقدوا ما تعقدونه من مؤتمرات ومن اجتماعات داخل ألعراق وخارجه ، وغردوا ما شاء لكم وطاب ، ولو كان لبعضكم أصواتا قبيحة ،نتقبل غنائه ولا نسد أذاننا  حتى وأن  كان خارج ألسرب ،  ولكن اياكم تضحكوا على ألام وتضحيات هذا الشعب او  تصرحوا بأنكم تمثلون ألكلدان أم الاشورين  أم ألسريان فألذي يمثل هذا ألشعب ألمسكين ،لم يولد بعد... وشعبنا  لازال ينتظر ... والى ألملتقى
ا       

346
                     طره،كتبه .......!!
                محافظة أم حكم ذاتي
                              أو من ألله ألتوفيق
                                         2-2   
       
                                                                                                       بطرس نباتي

      في هذا الجزء من المقال أحاول أثارة  مسالة مهمة  حول أستحداث محافظة او تفعيل المادة 135 من الدستور الدائم للعراق ،والذي سبق أن ذكرت نص المادة في ألجزء ألاول من المقال ( ألرابط أدناه )  ، والسؤال  الذي لابد أن أطرحه هنا ،هل فعلا  أعضاء الذين يمثلون شعبنا في ألبرلمان وماذا فعلوا لحد الان من أجل تفعيل اية مادة دستورية قانونيا تتعلق بحقوق شعبنا التي ينص عليه الدستور العراقي صراحة ؟،هناك عدة أليات يمكن أعتمادها ولا أدري أن كان أعضاء البرلمان على علم بها وخاصة ،الذين ،أنتخبوا لأكثر من دورة ، فطرح أي قانون لابد من أمراره بأحد الطرق ألتالية :
1-  ان يرفع الى البرلمان من قبل  ألمؤسسات ألحكومية المعنية ، فأستحداث محافظة في سهل نينوى مثلا ، يجب أن يقدم كمشروع أما من قبل مجلس الوزراء / وزارة الداخلية أو من رئاسة ألجمهورية  ،وبعد اقتراحه يجب مناقشته والتصويت عليه في ألبرلمان .
2- أن يقدم من قبل ما لايقل عن عشرة اعضاء ألبرلمان ،وهذا ألتقديم برأي أسلم ألطرق وأسهلها لأن لنا (خمسة) أعضاء كوتا ، ويمكن عن طريق هؤلاء (الخمسة)  كسب  أعضاء أخرين من ألمكونات ألاخرى ألتي تعيش في سهل نينوى كالاخوة ألشبك والتركمان والكورد وحتى من ألعرب الذين يسكنون في هذه ألسهل .
3- كان من الممكن جعله كمطلب شعبي عام ومن أجل ذلك على أعضاء البرلمان حث المؤسسات ألغير الرسمية وألناشطين في الاحزاب ألعاملة في هذه ألمنطقة ألعمل على تفعيل ألفعاليات ألشعبية للمطالبة بهذا ألحق ألمشروع ،بدءً من حملات جمع التواقيع ورفعها الى أللجنة القانونية في ألبرلمان ، وأنتهاء بتنظيم ألمظاهرات ،والاعتصامات والمظاهر ألاخرى للنظال ألشعبي .ولكن الذي حدث برهن العكس ،حيث المظاهرة الوحيدة التي خرجت في بغديدا، نفت الكتلة الاكبر في الكوتا المسيحية مشلركتها فيها،وهذا ما يؤيد جزء من شكوكنا ،حول عدم جدية احزابنا السياسية في مسألة حقنا بالمحافظة او بالحكم الذاتي أو حتى بالادارة الذاتية والدعواة والمقابلات التلفزيونية والندوات والتحركات الدونكوشوتية ليست سوى أبراز ألعظلات ،وأظهار ألامكانات ألبهلاوانية على حساب هذا الشعب المسكين ،وعلى حساب جالياتنا في ألخارج التي تنظر الى هؤلاء القادة وكأنهم ألمخلص ألمنتظر ،عند سماعهم  بمواعظهم وكرازاتهم ،عن البطولات  التي لا يمكن لأحد ان يأتي بمثلها ألا من يكون له قوة وقدرة السوبارمان أو الرجل ألوطواط.
كل هذه ألامور ألتي ذكرتها تنصب في المعالجة ألحقيقية ألتي يجب اعتمادها من أجل تحقيق هذا المطلب الشرعي ،لسكان هذه المنطقة ،وبرأي أن سهل نينوى ،يعاني من ألاهمال ألمتعمد من قبل ألادارة الملحق بها ، كل ألقصبات والقرى التي تقع في هذا السهل تفتقر الى أبسط الخدمات ومنها عدم أنتظام  شوارعها وطرقها ألعامة والداخلية ، وأنعدام ألارصفة والمجاري ، و يعاني سكانها من أبسط مقومات ألحياة ألعصرية ، معظم دور السكن قديمة ومتهالكة ،تحتاج الى تجديد وبناء عصري تتوفر فيه مقومات العيش  ألكريم  ، أضافة ألى أفتقار هذه ألمنطقة الى أية مشاريع أقتصادية رغم أنها ستكون  أفضل مناطق ألعراق للأستثمار، أذا ما فتحت أمام رؤوس الاموال ألمحلية أو ألأجنبية للأستثمار فيها  ، سواء في  المشاريع ألسكنية أوالزراعية وحتى الصناعية ،لكونها تتمتع بكثافة بشرية عالية  ،مما يوفر أيدي عاملة رخيصة ،حيث يتجه معظم أبنائها للعمل في أربيل أو في دهوك ،أضافة الى أمتلاك قصباتها ومدنها الى أراضي زراعية سهلية خصبة ، وألحالة المزرية التي عليها أليوم جميع بلدات وقصبات هذا السهل ،ليست وليدة أليوم ،وأنما هي نتيجة  ،ألاهمال  ألمتراكم من قبل جميع ألحكومات ألمتعاقبة على ألحكم ألعراقي وخاصة ألنظام ألمقبور، ألذي أهمل هذه ألمنطقة أهمالا كليا رغم ألتضحياة التي قدمته أبان حروبه ألمجنونة،وأستمر هذا ألاهمال ألى أليوم، وقد عملت محافظة نينوى وهي ألمسؤولة ألمباشرة عن تقديم ألخدمات لأبناء هذا السهل ،على حجب ألاموال ألضرورية لأنعاش هذه ألمناطق وانتشالها من واقعها ألمزري ،وعلى ألاقل لو تم تحويل أحدى مدنه الكبيرة الى محافظة  وعندها على الاقل ستتمتع بميزانية خاصة ،أضافة الى امتيازات اخرى في استقلالها الاداري والخدماتي ،عن نينوى ،التي طال أهمالها لأبناء هذا ألسهل .
وبرأي  ولربما سيوافقني عليه أكثر القراء وأقولها  للأسف ، أن هؤلاء الذين يمثلوننا في البرلمان لم يسعوا لحد الان ولو بخطوة واحدة  من أجل تحقيق هذا ألهدف ألحيوي ، ولدي اكثر من قرأة لموقفهم هذا .
1- خشيتهم من بعض القوى ألمتنفذة في ألحكم العراقي بان يفسر موقفهم وكأنهم  مع ضم هذه ألمنطقة الى أقليم كردستان بعد ان تتكون فيها محافظة اوحكم ذاتي. وخشيتهم تكمن في ان يفقدوا وزارة او ادارة ما ،داخل حكومة ألمركز تحقق لهم مصالح شخصية ،ومن اجل تبديد هذه ألمخاوف  نقول ،ان المادة 140 التي ينص عليها الدستور ألعراقي تنص على ان ألمناطق المتنازع عليها وهي كركوك وأجزاء من مندلي وأجزاء من محافظة نينوى  هذه المناطق سوف يعمد الى ازالة اثار التعريب أولا ،أو ما يسمى بعملية   ( التطبيع) فيها وبعدها يتم أستفتاء سكانها ان ارادوا البقاء على حالهم او التحول للأرتباط باقليم كردستان وفي راي لو خيروا اليوم سكان هذه البلدات والقصبات في سهل نينوى ، بين البقاء فيما عليهم  الان وسط الاحوال السيئة نتيجة ارتباطهم بنينوى ،لفضلوا أي ربط اداري أخر على الربط الحالي أما لو تكونت محافظة مستقلة بذاتها ووارداتها وميزانيتها الخاصة بها ،لربما اختاروا  تكوين منطقة ادارية مستقلة بهم او منطقة ذات حكم ذاتي مرتبطة بالمركز أو بالاقليم الذي اقر لهم بمثل هذا الحق في مسودة دستوره ،بينما لم تقر لهم حكومة بغداد وموصل بابسط  الحقوق القانونية او الدستورية .
2- عدم فاعلية أعضاء ألبرلمان ألمنتخبين من قبل ابناء سهل نينوى، في تفعيل ألقرارات ألتي في صالحهم ،لأنهم يتحملون أكثر من سواهم تبعية قرار تحويل هذا السهل الى محافظة ويجب ان يكونوا في المقدمة في تقديم مثل هذا الطلب .
3- جميع اعضاء البرلمان سواء على المستوى العراقي او على مستوى برلمان الاقليم ن ليسوا بمستوى أقرانهم من ممثلي ألاحزاب والكتل السياسية والدينية او القومية الاخرى في العراق ،وهذا ما نلمسه من خلال النقاشات التي تجرى داخل البرلمان ،والذي غالبا ما تنقله لنا القنوات الفضائية ، فاعضاء البرلمان كلهم يتكلمون يتحدثون عن مشاكل وهموم المواطنين ينقلون صور حية عن معانات ناخبيهم، نعم كلهم يتحدثون ..المعارضون يتحدثون ويتحدون السلطة .والمدافعين عن الحكومة ايضا يتحدثون ويبررون سلوك الوزاراء والادارات الحكومية ،اما الساكتون الصامتون هم وحدهم ممثلي شعبنا في البرلمان ،لم نجد لحد الان احدهم ،ينبري  ليتحدث عن مشاكل شعبنا ،عن وجوده في ارض ألأباء وألأجداد   ( كما كانوا يسمونها في ألحملات ألانتخابية)عن هويته ،لم نجد احدهم يتحدث ليدافع عن اراضينا وقرانا(  كما كانوا يفعلون قبل الانتخابات الاخيرة ، في ألحملات ألدعائية ) ،عن ممتلكاتنا ،لقد اعطينا لأحد أعضاء برلمان في اقليم كردستان عشرات المطاليب سواء تلك التي تتعلق بمسالة تعويضات الاراضي او تلك المتعلقة بمشاكل عنكاوا، وتمت  مناقشتها ،أمام اللجنة  القانونية ،ولا زالت القضية ألتي تمت كماقشتها ، نائمة في أدراج ألبرلمان ،ولكن ما يغيضنا عدم تمكن ألعضومن تقديم أستفسار على ألاقل عن مصير ألمذكرة  ،ونجد جميع اعضاء البرلمان في الاقليم يتحدثون عن مشاكل ومعانات الشعب الكوردي ويرسمون لمستقبل اكثر اشراقا ،ولكن ممثلينا  قبل انتخابهم كانوا يصولون ويجولون بيننا ويقولون  فقط لو انتخبتونا ،لا زالت كلمات وخطابات أحدهم ترن في مسامعي  ،عندما كان يصرح ويقول ،سوف اعيد الاراضي ألتاريخية!!!!! سوف احقق لكم التعويض العادل، وسوف أستلم لكم ألتعويض من منبع ألدولارات ، أي من ألخزانة ألامريكية ،ولكن للأسف بعد انتخابه ،وجدناه وقد عقد ذراعيه على صدره ،ساكت صامت ،لا ينبس ببنت شفا لا هو ولا اقرانه ، داخل قاعة البرلمان بينما الكل من حوله يتحدث بجرأة وحرية ولا يوجد من يضع حدا لمناقشاتهم ,لا أحد  يرد حتى على تجاوزاتهم حدود  للمسموح بها من خروقات للياقة الادبية والاعراف التقليدية في الاحاديث والمناقشات من هذا النوع ، لا أدري هل ان من أنتخبناهم تنقصهم ألثقافة ألقانونية والدستورية لكي يعملوا، بجد من أجل أيصال صوتنا الى البرلمان ، ام تنقصهم ألشجاعة ألادبية ،أم كليهما معا،وأذا لم تكن  هذه أو تلك ،فلربما لأظهر  شعبنا وكأنه  لا توجد له أية مشاكل وهو كشعب ديلمون ( كما  في ألاساطير)أو كالملائكة يعيش في جنة ألنعيم ، حقا لقد وجدت صمتهم أعجب من كل ألعجاب ،وحتى من أعجب من عجائب الدنيا السبعة وخاصة في هذه ألايام والتي  تتطلب من ألكل السعي وراء ايصال صوت ألشعب الى ألمسؤولين لكي يتم ألانصاف واحقاق ألحق ولكن أي حق هذا ألذي سوف يؤخذ أن لم يكم من وراءه من يطالب بتحقيقه بمبدئية  وبأصرار.ولحد الان مما يبدوا من قرأتنا  للواقع  عدم تواجد هذه ألأدارة  ،واذا ما انتفت الارادة بفعل التراكض وراء تحقيق مصالح انية زائلة ، فما  على شعبنا الا الأتكال على الله ومن الله التوفيق.....     
    http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,488342.

347
          
                             طره كتبه ...!!!!
                                محافظة أم حكم ذاتي
                                         أو...  من الله  التوفيق
                                           1-2

                                                          بطرس نباتي

    تحتدم ألمواجهات ومظاهرات (نفط ألشعب للشعب مو للحرامية) ،ضد ألفساد وسرقة ونهب ألاموال،ومنها ما كشف مؤخرا مسالة 40 مليار دولار،وأختفائها ،بواسطة عملاق ألفانوس ألسحري ،ألذي أستطاع ألاستحواذ عليها ، وتسليمها مرغما الى صاحب ألفانوس ،أو لربما           ( بواسطة أربعين  حرامي) الذين تمكنوا أخيرا من أغتيال علي بابا وألاستئثار بالثروة،وقد اوصى (البرلمان) بمتابعة هذه القضية لكي يعرف اين ذهب هذا المبلغ التافه؟ ولربما سيوصي المجلس بأن يدرس كتاب       ( الجريمة في ألعراق ) لمؤلفته أجاثا كريستي في ألجامعات ألعراقية لعل من يتخرج فيها بعد أربعة سنوات سيعثر على ألاموال المسروقة ، هذا من جانب ومن جانب أخر أي على ألحافة العائدة   لشعبنا وقضاياه ، تجري نقاشات وسجالات بين أبناء شعبنا وخاصة  الكتاب منهم ,على صفحات ألانترنيت حول ضرورة تكوين محافظة ،عسى وعلها  تجمع ما تبقى من شتاتنا ،وغالبا ما يساهم بها أبناء جالياتنا في ألخارج ، وكأن مثقفي وكتاب ألداخل غير معنيين بما يحدث لنا ،ولا أدري هل ألسبب يكمن في عقدة الخوف من السياسة ألتي أصبح ألخوض فيها هنا في ألداخل مجرد وجع رأس ،(والباب ألي تجيك منها ألريح سدها وأستريح ) أم أن كتابنا ومثقفينا ، أكتفوا بغمس أصابعهم بالحبر البنفسجي ، لأختيار بعض ألاشخاص ليلقوا على أكتافهم مسؤولية ألامة وقضاياها (كما يدعي ألبعض) و ألذين سيمثلوننا رغم أن أختيارهم جرى بطريقة ألترشيح من قبل أحزابهم ألسياسية دون تدخل ألاكثرية ألامنتمية أساسا الى هذه ألاحزاب أي  عن طريق ألاختيار بخلاف أرادة ألاغلبية ألاحزبية  ، هذه ألارادة ألمهملة والمهمشة أزلياً، كما نهمس به داخل جلساتنا ألخاصة ، أو في مراكزنا وجمعياتنا ألثقافية  ..   هؤلاء يتميزون عن غيرهم ( بالصمت ألرهيب) (كما تقول نجاة ألصغيرة في أغنيتها) ،وقت أكتشف  القاعدون داخل قبة البرلمان  ،أن   صمتهم  ألرهيب هذا بات علامة تجارية مربحة ،ويبدوا أنهم وجدوا في ألصمت ما وجد فيه ألأمام  ألشافعي قبل ألف وثلاثمائة سنة حين قال :
 وجدت سكوتي متجراً  فلزمته             أذا لم أجد ربحا فلست بخاسر
 وما ألصمت ألا في ألرجال متاجر        وتاجره يعلو على كل تاجر
   
على كل حال ،لندعهم في صمتهم ونعود ألى موضوع مقالتنا،  فألسجالات ألدائرة  هذه ألايام ، تتخطى مسألة التسمية ،ألتي تهرأت  من كثرت تداولها  ، بعد ألتطور ألسريع لقضايانا ألملحة ،بفعل وحدة كنائسنا وتماسك أرادةأحزابنا( حفظهم ألله ورعاهم)  ، أصبح طرحنا يتطور معنا فبألاول كانت ألدنيا كلها في طريقها ألى ألخراب بينما كان قادتنا يناقشون على جنس ألملائكة ،واليوم كاد ألعراق والمنطقة كلها تشتعل بنيران ألمظاهرات ألمطالبة بزوال ألحكام والقادة ألتقليدين  ،ونحن بعد أن كنا نطالب في نقاشاتنا سواء على صفحات الانترنيت او في مجالسنا، بالادارة الذاتية وبعدها ، بالحكم ألذاتي لشعبنا في مناطقه ألتاريخية ،أصبحنا نطالب بمحافظة في سهل نينوى،لا تضم فقط المكون ألمسيحي ،كما يطلق علينا ألان في الدوائر النقاشية وألرسمية في ألعراق (كما يحلو للبعض بتسميته)  ألجديد،أنما سيتمتع معنا بهذا ألحلم (ألمحافظاتي) ألجديد أيضا، جميع ألمكونات ألاخرى كالأزديين والشبك والعرب وألتركمان  ، لما لا ، هل أصبحنا من ألقوة يا ترى بحيث نستطيع ،أن نرمي بكل هذه ألمكونات في ألبحر ،كما فعلها قادة ألعرب ألاشاوس ، عندما رموا كم مليون يهودي في ألبحر أبان حرب ألايام الستة ،وتخلصوا منهم الى ألابد ،ولكن حاشى لشعبنا ولسيسيينا  من ألتفكير  بأرتكاب هكذا أثم  شنيع وألذي سوف لن تغتفره ألاجيال ، وأرى  الذي يتوجب علينا فعله حقا ، هو أن نرمي نحن أنفسنا في نهري دجلة أو ألفرات،لكن ليس من أجل أن نغرق أنفسنا،لأني اعلم أن تركيا قامت بحبس مياه ألرافدين منذ وقت طويل ،ولكن لعل ألمياه ألقليلة ألمتبقية بهما سوف تطهرنا من ألادران وألاوساخ ألعالقة فينا،لا أدري سبب كل هذا ألنقاش على أستحداث محافظة ، الم تستحدث محافظات عراقية  أخرى  من قبل ؟ ألا تستحدث أخرى في ألمستقبل ؟ أو أن السياسة قد جعلت ألعراقيين عاجزين عن ألتناسل والتكاثر،هل من أجل قضية أدارية محظة يستلزم عقد كل هذه ألندوات وأطلاق ألتصريحات وغيرها ،فأذا كانت عنكاوا على سبيل ألمثال، تستحق ويتوفر فيها ألشروط ألادارية لتحويلها الى محافظة أو الى قضاء،أو حتى الى منطقة تتمتع بالحكم الذاتي ، وهذا فعلا يجب أن يقع ضمن طموحنا نحن أهل عنكاوا مستقبلا ، أو أبقائها كما هي ألان مرتبطة مباشرة، أداريا بجميع خدماتها( كبلدية عنكاوا على سبيل ألمثال  )  بديوان مجلس وزراء في اقليم كردستان ،وأذا ما طالب سكانها بأحدى هذه ألاستحقاقات أو بجميعها ، تكون حكومة ألاقليم مقصرة بحقهم ،أذا لم تحقق لهم رغبتهم ،وأختيارهم  ،والتي جلها تنصب في مدى ومقدار ألخدمات ألادارية وغيرها ألتي يمكن أن تقدمها ألحكومة لمواطنيها، ولا يعني ذلك مطلقا عزل عنكاوا عن كردستان مثلا ، لأن كردستان اليوم تتمتع بفدرالية وحكومة منتخبة ، رغم ذلك لم تنعزل ولم تستقل عن ألعراق ، بل أنها ترتب أليوم حتى بعض ألمسائل ألعالقة بين ألقوى ألتي تحكم ألعراق،أذن ألمطالبة بهذه ألامور ليست سياسية بقدر ما هي أدارية ، واليوم نتيجة تصارع ألمصالح ألسياسية في ألبلاد ، يتم قولبتها سياسيا ، وأظهارها بمظهر  طائفي ديني وحتى مذهبي ،كما هو ألحال في جميع ألقضايا ألاخرى في البلد ،بدءً من الانتخابات ومرورا بتشكيل ألوزارات ، وأنتهاءً بحقوق ألمواطنين وتوزيعهم ،وفق تدرجات ألمواطنة ،التي كانت سائدة في ألعهد ألعثماني  .. حيث يتم التوزيع حسب ألنسبة ألعددية للمؤمنين بهذا ألمذهب أو ذالك أو حسب ألانتماء ألقومي ، وليس حسب ألكفاءة والمقدرة على الخدمة ألعامة والمواطنة ألحقة  ، ،وللأسف أقول أننا بتنا في ألمعادلة ألعراقية في ألتقسيم ألطائفي في ألمرتبة ألاخيرة وخاصة في ألمناطق ألتي نتواجد فيها والتي يكون من حقنا ليس ألمطالبة أداريا بتكوين محافظة وحسب وأنما ،ألمضي لأبعد من ذلك،بما فيها ،المطالبة بمنطقة أدارية ذاتية أو حتى حكم ذاتي ، وبأستناد على نصوص  ألدستور ألعراقي حيث تنص ألمادة 135 على  (يضمن هذا الدستور الحقوق الإدارية والسياسية والثقافية والتعليمية للقوميات المختلفة كالتركمان، والكلدان والآشوريين،وسائر المكونات الأخرى،وينظم ذلك بقانون). هكذا وأنطلاقا من هذه ألمادة كان يتحتم  على من يمثلنا في ألبرلمان والمؤسسات ألاخرى ،اذا ما كان صادقا في نواياه أو في تحقيق مطالبته بمحافظة أو غيرها ، ألمطالبة بهذه ألحقوق وعلى رأسها (ألادارية والسياسية) وقد حصرت هذه ألكلمات بين قوسين لعلاقتهما بالموضوع المطروح للنقاش  ، وفي رأي أن كل فقرة مما ذكر في هذه ألمادة ،يجب أن يبنى عليها مجموعة من ألمؤسسات لتفعيلها،ومن أجل ان لا نترك البرلمانيين وحدهم أمام تقديم الطلبات بتحقيق ذلك كان يتوجب ان تسعف مطالبتهم بمئات التواقيع وحملات ألتاييد وغيرها من ابناء شعبنا سواء في سهل نينوى أو في ألمناطق ألاخرى ألتي نتواجد فيها ، مدعومة بالتفسيرات القضائية والدستورية ،وعلى جميع حقوقيينا ومعهم ألمهتمين بالشأن القانوني من  المكونات ألاخرى التي تعيش في هذه المنطقة ألعمل لتفسير هذه المادة ومؤازرة ألمطالبة بتطبيق هذه المادة الدستورية ،وخاصة ما يتعلق ،بجزءها ألاخير ألذي تختتم به اي (ينظم ذلك بقانون ) لأن ما تعودنا عليه في العراق ان لا يكون القانون المنظم لمثل هذه ألحالات في صالح ألاقليات ، أما ألاكتفاء بأطلاق ألتصريحات ألرنانة، بأن فلاناَ قد سعى منذ سن ألدستور، على تفعيل هذه ألمادة وأن الشخصية ألفلانية قام بزيارة رئيس البرلمان أوالسيد ألمالكي أو حث رئيس ألجمهورية على  تبني أستحداث محافظة أو ألاعتراف بالحكم ألذاتي أو غيره... هذه ألمحاولات ألفردية لا تتجاوز ألدعاية ألانتخابية لكي يحتل صاحبها  منصبا يحقق له مصالح ،لا يعلم بها الا سواه تعالى  ، وألا أن كان سعيه جادا وما عمله وحققه للأمة والشعب  صائبا ، يا ترى  كم توقيعا جمع من أجل مؤازرة طلبه من أبناء شعبنا سواء في سهل نينوى أو من عنكاوا أو غيرها  ، وهل أستطاع خلال دورات عديدة في البرلمان أن يجمع تواقيع ما لا يقل عن عشرة أعضاء فقط، من زملائه  ألبرلمانيين ، حيث تنص ألمادة 59 من ألدستور ألعراقي على ( يختص مجلس ألنواب بما يأتي أولا- تشريع ألقوانين ألاتحادية ثانيا - ألنظر في مقترحات ألقوانيين ألمقدمة من عشرة أعضاء للمجلس أو من قبل أحدى لجانه ألخاصة ) ،ونحن لدينا أليوم ماشاء الله (خمسة) أعضاء ، ولا شك بأن طلبنا لو تقدم به هؤلاء (الخمسة) سوف يجدون حتما  خمسة او ستة أعضاء لمؤازرته  في كل دورة ،أضافة أنه في كل دورة لدينا أشتراك في عضوية أو حتى ترأس لأحدى ألجان ،  فلما لم يتم ألعمل لحد ألان على تفعيل هذه ألمادة بقانون؟ كما نصت عليه خاتمتها أنه سؤال أوجهه الى ألبرلمانيين ألمخضرمين، هؤلاء ألذين أدمنوا على ألصمت ألمزمن ولدورات وأجتماعات عديدة ، ويودون أولا أيجاد حل لمشاكل كوسوفو ودارفور ،بعدها سيعرجون علينا لأيجاد محافظة لنا، ولا نقبل ألاجابة عنهم بالنيابة ،حتى ولو تم تكليف الذي سيجيب بدل المعني بموجب تسعيرة ولو كانت باهضة ألثمن، ألا أذا ما قام بمناصفتي بثمن اجابته .. أما ألمطالبة ألحقيقية سواء بأستحداث محافظة أو حتى ألحكم ألذاتي ،سوف نتطرق اليه في ألجزء ألثاني.. وموعدنا ( باجر) على (كولة) أبو ناصر في قناة فيحاء..   



348
   الى الاخ الشاعر نينوس نيراري مع التحية

                                                                                                                  بطرس نباتي

       أخي العزيز تلقينا دعوتكم الكريمة من خلال نشرها في الصفحة الرئيسية لعنكاوا كوم ،  والتي مفادها، ان نفرح وننزع عنا الحزن في اعياد الميلاد ،وأكتشفنا ان هناك شرطا اساسيا ملزما للأنسان المسيحي  ، عندما تحل عليه هذه الاعياد يجب عليه، أن يهرول ويحتفي بها في  اقامة الاحتفالات الصاخبة والسهر لحد انبلاج الفجر، في اقرب قاعة ،للديسكو و(دك وركص للصبح ) ، لأن الرب يقول لنا ( وللناس المسرة) ولكن لا أدري هل قال الرب هكذا ام قال الرجاء الصالح لبني البشر ، هذا ما أدعه للأبائنا الروحانيين للبت فيه ،عسى وعلى ان لا يختلفوا في تفسيره، ويبدوا أن هذه المسرة وخاصة لأنسان هذا العصر تعني أن يطش البرة في الشوارع ،لكون جميع الاخوة ممن تناولوا هذا الموضوع سواء في مقال الاخ لطيف نعمان او فيما تناوله ونهى عنه  الاخ د. سمير خوراني والمطران الشهم لويس ساكو وغيرهم ،لم يتم النهي عن أقامة المراسيم الكنسية والتعبد في هذه الايام المجيدة، او أقامة القداديس في منتصف الليل ,اشعال نار الرعاة وغيرها من الطقوس الرائعة التي داب أباؤنا وأجدادنا على أقامتها منذ الميلاد الاول وتكرار ما حدث ولحد الان ،وأنما كان القصد من ورائها حث ابناؤنا من الشباب بالامتناع عن اقامة الاحتفالات الصاخبة ، وهذه           ( الاحتفالات الصاخبة )هي التي كانت دافعا لهؤلاء الاخوة للكتابة عن الابتعاد عنها وتحديدا في هذه السنة ، ويبدوا انك بموعظتك تحاول ان تقول لنا.. كلا يا عالم يا ناس ...افرحوا وتنعموا واقيموا الاحتفالات والافراح والليالي الملاح ولا تصلبوا المسيح في يوم مولده بأحزانكم وأشجانكم  ، أتقي الله يا أخي العزيز ،فالظرف الذي يمر به شعبنا يتطلب ان يكون أبنائنا بمستوى الاحداث الماساوية التي يمر بها شعبنا  ،كنت أتمنى ان تكون هنا  و أقصد لو كنت في زيارتنا (كتلك الزيارات القصيرة التي تكرموننا بها سواء انت او بعض الاخوة لأرض الاباء والاجداد كما تدعونها في أعياد أكيتو) على الاقل لأحدى المناطق الكردستانية الامنة مثلنا ، لتسمع قصصا عن التقتيل والتهجير القسري ، يقشعر منها البدن لما تعرضت له العوائل الهاربة من جحيم الارهاب سواء من بغداد أوباقي انحاء العراق  ، على الاقل كنت ستشاركهم بقصيدة من قصائدك الحماسية تذكر فيها الامهم وعذاباتهم، ولا ادري ان كان وحسب مفهومك بمجرد  اقامة حفلة ديسكو يعتبر تحدي لهؤلاء الارهابيين ،ام نحن سنخيفهم بهز البطون والارداف،فعندما يجدوننا على هذه الحال ،حسب منطقك، سوف نخيفهم ونردعهم من الايغال في جرائمهم ضدنا  ،لأننا أتبعنا أرشاداتك ، وكفنا عن صلب المسيح مرة اخرى ، ولا أدري ما علاقة ، الاحتفالات الديسكاوية  بمناسبة أعياد الميلاد بصلب المسيح، لو نسأل اي شخص عاقل هل أفراح أعياد الميلاد لا تتكامل ،الا بالسهروارتياد حفلة لا تقل سعر البطاقة فيها عن 120 الى 200دولارا للكبل (كما يدعى عندكم)،والله لكنت في مقدمة المؤيدين لهذا الصخب ،وفي مقدمة الراقصين  ، لو تبرع أحدهم بريعها للعوائل البغدادية او المصلاوية المنكوبة وخاصة العوائل الكادحة منها ، وهنا رجائي  منك ان تدعوا المطربين (محمود انور وقيس هشام واحمد سلطان وقاسم سلطان ) وعلى رأسهم المطرب المتألق الحزين  صاحب الصوت الرائع  هيثم يوسف ان يتكرمو ويتبرعوا بجزء مما سوف يجنوه من حفلاتهم  او من بعض ريع حفلاته كهدية متواضعة للعوائل المنكوبة، ولكون الاخيرمن ابناء شعبنا  وسيحل  ضيفا عزيزا علينا، لذا املنا ان يتفوق على غيره من المطربين والمطربات  بالكرم والجود ، نحن دعونا ابناء شعبنا هنا في الداخل ،وأذا اراد المحتفين به في الخارج، أن ينطلقوا في عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة في مسيرات صامتة ، حاملين الشموع والافتات متحدين الارهاب والارهابيين ، وتعريف العالم وهزضميره ان كان قد تبقى لديه ضمير ،بما يحدث هنا ، وليس التحدي للأرهاب بالرقص وسط دماء المراقة  في  كنيسة النجاة ببغداد، وللموافقة على اقتراحكم   اقيمت حفلات متواصلة ولمدة اسبوع بمناسبة أفتتاح مدرج بابل لأقامة الحفلات الغير الفنية ،ومن أجل أن لا يصلب المسيح من جديد ، ولأجل عيونك يا شاعرنا العظيم سوف ننسى كل أحزاننا وماسينا ، ستمتلأ قاعات الوطن ودول الغرب بنا جميعا  ،وكل قاعات العالم وسنفرح بعيد راس السنة الجديدة 2011 ، ولكن قبل أن نرقص سوف نركع خاشعين في هذه القاعات مصلين صلاة الوردية المقدسة لكي ، ينقض  ربنا بكل اسلحته  على الارهاب والارهابيين، اليس هو رب الجنود ؟ عسى ولعله يخصص لنا غرفة او قاعة نحتفظ بها كمحافظة للحكمنا الذاتي ، ولكن بعد أن نكون قد حاربنا الارهابيين ،بهز البطون والارداف وحتى الصباح ولتحيا امتي  وشاعرها الفذ ، وشكرا لدعوتكم الكريمة واعتذاري بعدم تلبيتها ...ودمتم                                 

349
         
خبر عاجل :  قرر مجلس بغداد ازالة
                                           نصب الحرية لجواد سليم !!!!


                                                                                                              بطرس نباتي

هذا الخبر ليس تلفيقا، او فبركة خبر كما عودتنا على تلقي العديد من أمثاله صحافة اليوم،  وليس القصد منه جذب المزيد من القراء لصفحة عنكاوا كوم ولكنه نبوءة مستقبلية  لما سيحدث في المستقبل  لهذا النصب العزيز،هذه البانوراما الرائعة التي  ظلت لعشرات السنين تحكي من ساحة الحرية بباب الشرقي  في بغداد قصة نظال الشعب العراقي ، ومقاومته للطغيان والطغات والمستعمر ،أضافة الى تعبيره عن النسيج العراقي وحضارة العراق ،هذا النصب عبارة عن دراما عراقية المولد والنشأة ،  من تنفيذ النحات العراقي الشهير  جواد سليم طوله 50 مترا وارتفاع المنحوتة 8 امتار للدلالة على سنة 1958 سنة الثورة
وهو عباره عن سجل مصور صاغته عبقرية الفنان الراحل الذي ضمنه مجموعة من  الرموز تمكن من توظيفها  في  سرد احداث رافقت تاريخ العراق سواء القديم منه او الحديث  ، بدأً من الفنون والنقوش البابليه والاشورية والسومرية القديمة ومرورا برواية احداث ثوره 1958 واثرها على الشعب العراقي والى الموضوعات العديدة  كالجندي الذي يكسر قضبان السجن الذي يتوسط النصب،. وصورة انسان يتقدم إلى الامام مع أرتفاع اللافتات والرايات في السماء. تحتها طفل صغير رمز البراءة  يشير إلى بداية الطريق. تتبعه امرأة ذات سحنة تدل على الغضب والحزن، و من ثم منظر مؤثر لأم تحتضن ابنها الشهيد تمثل صورة الامومه العراقية ، والجزء الاهم في النصب يتألف من ثلاثة تماثيل ،تمثال السجين المنقض  بكل قوة وعزم على زنزانته يريد تحطيمها و الزنزانه على وشك الانهيار تحت تأثير رجل مزقت ظهره السياط ، ولكن القضبان لاتنفصل في النهايه الا باصرار وقوة و الجندي الذي يظهر في الوسط وذلك اعترافا  باهمية دور الجيش في ثورة 14 تموز 
بعد ذلك رمز المرأة التي ترفع المشعل رمز الحرية الاغريقي وتحول القضبان الحديديه إلى اغصان، ولم يغيبا عن تفكير الفنان  نهرا دجلة والفرات رمز الحضارة الرافدينية  ،الذي يفسره البعض بان هذان النهران يمثلان الخصب والنماء وثمة فلاحان يرمزان إلى العرب والكورد ولكن احدهما في زي سومري والثاني برداء اشوري وهما يتطلعان نحو دجلة والفرات ويحملان مسحاة (مجرفة) واحدة فيما بينهما تعبيراعن وحدة البلد الذي يعيشان في كنفه وكذلك هنالك رمز عراقي اخر وهو الثور الذي يعد رمز للحضارة النهرينية بينما يظهر الجانب الصناعي في اقصى اليسار على هيأة عامل يرمز الى العمل والثقة بالمستقبل، والنصب كما كتب عنه ،وكما هو ظاهر للعيان مؤلف من 14 قطعه من المصبوبات البرونزيه وكتابات عربية من اليمين الى اليسار هذه التحفة التشكيلية الرائعة ،نخشى ان يصيبها  ما اصاب غيرها من تماثيل ونصب مستلة من تاريخ وحضارة العراق  ومن أبرزها تمثالي شهريار وشهرزاد( حولتا الى قطع خردة ، لأنهما كانا قد ارتكبا الفاحشة أذ شوهدا وهما متلبسان بجريمة تبادل الحب في الشارع العام) و تمثال الخليفة العباسي ابو جعفر المنصور ( لأنه شيد العاصمة بغداد)  و الواثق بالله، كما سرق تمثال رئيس الوزراء العراقي في العشرينات عبد المحسن السعدون، وتعرض تمثال كهرمانة ايضاً الى التفجير بسيارة ملغومة أدت الى تحطيمه  وهو عبارة عن جسم فتاة هي كهرمانة، الشخصية المشهورة في قصة علي بابا، احدى قصص «الف ليلة وليلة» واقفة وسط دائرة حاملة جرة كبيرة تصب منها الزيت على اربعين جرة تطل منها رؤوس أربعين لصاً صممه النحات محمد غني حكمت في سبعينات القرن الماضي          . ( وقد فجر لأن مفجريه أعتقدوا أن الذي يسيل من الجرة  هو البيرة ( الحرام  وليس الزيت ) ونصب لأبو نؤاس وقدحه التاريخي الطافح (باليوم خمر وغدا أمر) ، وكما جرى في بغداد فكذلك لم تسلم المحافظات الاخرى من عملية اعدام التماثيل والنصب  وازالتها كما اتخذت قرارات منها منع اقامة السيرك في البصرة  ومنعت الفقرات الموسيقية والغناء وتم رفعها في الساعات الاخيرة من برنامج مهرجان بابل ، وما حل بنصب وتماثيل التي كانت ،تحمي بوابة وممرات اكاديمية الفنون الجميلة في بغداد وما تتناقله اخبار العاصمة عن نية ،مجلس العاصمة بغلق مؤسسة المدى الثقافية  ، وهنا لتاكيد مخاوفنا في ان الاحزاب المهيمنة على مجالس المحافظات ماضية في مشروعها في التضييق على الحريات العامة والخاصة ، أنقل  نص تصريح رئيس مجلس العاصمة بغداد الذي نشرته جريدة الصباح في عددها 1878في 8/12 (وأشار الزيدي إلى انه كان يتمنى أن تساند المدى مجلس المحافظة  باعتبارها مؤسسة ثقافية تشترك مع مجلس المحافظة في ترميم المشروع الثقافي في العراق( لا ندري عن اي ترميم يتحدث هذا الرجل ، وهل يطلب من المدى أن تسانده في قمع الحريات ؟)   ، إلا أن ماحدث هو العكس "، ملوحا إلى أن مجلس المحافظة يدرس حالياً كيفية العمل على "غلق مؤسسة المدى "التي أصبحت مضرة في بغداد ". ) هذه التصرفات والقرارات الصادرة من مجالس المحافظات تدل على انها مؤدلجة دينياً وان معظم ما تتخذه من قرارات ،انما تملى عليها بطريقة او باخرى، وهذه الادلجة  ستجبرها حتما على المضي ،في تحطيم كل ما يربط العراق بالحضارة والتقدم ،وان لم تعمل الاحزاب العلمانية والقومية المشاركة في المجلس الوطني العراقي على ردع هذه المجالس ، وستتحقق ما اوردناه في الخبر العاجل ، يوم تطالب هذه المجالس برفع نصب الحرية من بغداد رغم كونه عنوانا  لبغداد وخير دليل على وحدة وتاريخ العراق ،وان تعذر عليها ذلك سوف تعمل على ازالته بتفخيخه كما حدث مع التماثيل والنصب الاخرى والتي كانت تعود الى خيرة المثاليين العراقيين أمثال جواد سليم ، خالد الرحال ، اسماعيل الترك، وغيرهم  او تسلط عليه بعض الرعاع للتظاهر في شوارع بغداد لأزالة هذا النصب او تلك القلة منها ان بقيت ، وليس بالغريب عليهم،الم يسيروا في شوارع بغداد تظاهرة مضادة لتظاهرة بعض المثقفيين والفنانيين  العراقيين والتي جرت احتجاجا على تضييق الخناق على الحريات الفردية ، وسيعملون نفس الشيء وسيدفعون الناس للتظاهر ضد مؤسسة المدى الثقافية ، التي تعرقل مشاريعهم (على حد زعمهم ) وبعد غد ضد الحزب الشيوعي العراقي، لأنه يحتضن الادباء والمثقفين التقدميين ويدافع عن الحريات وسيتهمون اعضائه وافكاره بالكفر والزندقة( وخاصة لديهم تجربة ثرة ، ما حدث مع حزب تودا  ) ، ويعملون على منع تواجده على الساحة العراقية ، واغلاق صحيفته طريق الشعب لأن هذه الملعونة تقلق راحتهم بطروحاتها وارائها ، فليس بالغريب دفع البعض  للتظاهر  مستقبلا ضد  الحزب الشيوعي وثورة تموز ونصب الحرية ،  لست متعجبا او مندهشا لما تتخذه هذه المجالس من قرارات لحجب الحريات الفردية ومحاربة كل ما هو تقدمي او حتى وطني في هذا البلد انما ،عجبي ودهشتي تكمن في السكوت المطبق الذي يقابل به هذه القرارات من القوى والاحزاب العلمانية والقومية سواء العربية منها او الكوردية وعدم اعتراضها على هذه القرارات التي ستسير بالعراق حتما لأستنساخ النموذج الايراني في حكم العراق ، او حتى الاقل منه، اذا ما استمر سكوت هذه القوى على هذه الاجراءات وصبوا كل اهتماماتهم وتطلعاتهم على من سيحتفظ بحقيبة وزارية ولمن ستكون الحصة الكبيرة ولمن الصغيرة،تاركين الحبل على الغارب لهذه المجالس لتطبق ما تشاء وترفض ماتشاء ....



350

هل أرزاق المسيحيين تقتصر على بيع المشروبات الروحية؟؟؟؟                                                         

بطرس نباتي

تتوالى قرارات منع بيع الخمور واقفال محلات بيعها،واماكن تعاطيها ،وقد اغلقت بموجب هذه الاوامر الاندية الاجتماعية ، ووصل الامر لحد غلق النادي العائد الى اتحاد الادباء والكتاب العراقيينن ،وعندما كنت في بغداد كان تواجد  هذا النادي وغيره يوحي الينا ،بأن بغداد لازالت بخير ،رغم الظروف الصعبة التي تمر بها  ، قبل مدة ، اغلق هذا النادي رغم تنديد الهيئة الادارية وأعضاء الهيئة العامة ،بهذا الاجراء التعسفي ،وقبلها رفعت كافة الفقرات الموسيقية  والغناء من برنامج مهرجان بابل ،رغما عن المثقفين والفنانيين العراقيين، بحجة ان الموسيقى ماهي الا مزمار للشيطان، والغناء ما هو ألا كفر وخلاعة ، ولربما غدا ستصبح التماثيل والنصب اصنام واوثان يتوجب ازالتها ، وبعدها سيقومون بتصفية القوى التقدمية لأنهم كفرة وزنادقة ، وهذه الاوامر برأي يدفع  بالمجالس سواء في بغداد او في المحافظات ، لتبنيها بدل أن تتبنى من قبل السلطة التنفيذية ، لتزكي هذه السلطة نفسها ،من مسألة محاربة الحريات للفرد العراقي وحقوقه المدنية، وتضع اللوم على أعضاء المجالس هذه ،لا اريد ان اناقش في هذه المسألة حيثيات هذه القرارات ولماذا صدرت ومن يقف معها او ضدها ، لمعرفتي الاكيدة بأن أعضاء مجالس المحافظات ومجلس بغداد، يريدون أن يبرهنو بواسطة هكذا قرارات (رغم ان الاوامر تصدر اليهم من جهات امرة ومتنفذة في الحكم، وما عليهم سوى الطاعة والتنفيذ) ، لأظهارمدى تعلقهم  واخلاصهم  لرجال الدين    الذين يقودون اليوم حكم العراق ، لينالوا رضاهم ويبقونهم  في مناصبهم لأطول فترة ، الأحزاب التي تقبض على الحكم في العراق، سواء من السنة او من الشيعة  ، من التيار الاسلامي السياسي والتي تتصدر اليوم واجهة الحكم في العراق ، أستطاعت أن تقوض تواجد الاحزاب العلمانية، على الساحة العراقية ، بأستنادها في الكسب الحزبي ، أولا على طبيعة تركيبها وخطابها الديني الموجه الى البسطاء والجهلة من ابناء شعبنا العراقي ،وثانيا لكونها كانت تمتلك القوة والسلاح والتنظيم ، وعندما دخل أعضائها وقياداتها الى العراق ،قاموا بشن حملات عنيفة ضد كافة العلمانيين والتقدميين بحجة محاربتها  للبعث والبعثيين،والخوف من وصم المعارضين لتوجهاتهم بالبعثية ،وبعدها تعرضهم للملاحقة والتصفية الجسدية، اي أن هؤلاء العلمانيين ، قاموا بتأيدهم او الانخراط في صفوفهم ،خوفا من البطش والتصفيات ، هذا الامرأدى الى ان تتوسع قاعدة هذه الاحزاب الدينية ، وأصبحوا يضمون في صفوفهم ، العلمانيين حتى من المؤمنين بماركس وانجلس ، أضافة الى البعثيين من المؤيدين والانصار ، وحتى بعض الرفاق من البعثيين السابقين ، بعد أعلانهم التوبة والعودة الى السراط  المستقيم ، وأعضاء مجالس المحافظات او في العاصمة خاصة العلمانيون منهم أن وجدوا ، فهم واقعون تحت نفس الضغوطات من زملائهم ، من أصحاب الجبة او العمامة ، وأن وقفوا ضد هكذا مشروع ، سيتهمونهم حتما بالانتماء السابق  أو يوصمون  بمضادين لتطبيق مباديء الشريعة الاسلام السياسي، لذلك  وان وافقوا على  مثل هذه الاوامر والفتاوى ،تراهم يحتفظون في بيوتهم بافضل انواع المشروبات الروحية ،على كل حال لست بصدد تفسير القرار الصادر بمنع الخمور والمظاهر الاخرى والتي سأتناولها بالتفصيل في مقال أخر،وانما اود ،فقط مناقشة بعض الاراء التي تطرح هنا وهناك عن  تأثيرات التي تتركها هذه القرارات على المسيحيين العراقيين ، وأنجرار بعض الكتاب وحتى بعض السياسيين ، من ابناء شعبنا ورائها ، وكأن هذه القرارات أنما تصدر لمصادرة حقوق المسيحيين، وقطع ارزاقهم ، حتى ان البعض تناسى ، قطع الاعناق التي يتعرضون لها ، وتقديم المسيحيين للعالم وكأن شغلهم الوحيد وأرزاقهم ليست على (أبانا الذي في السماوات) ( كما يرددون في صلاتهم يوميا) ، بقدر ما هي على بيع ( الويسكي) ( والاوزو7) حتى وصل الامر ببعض كتابنا للأسف على التصريح بأن الدين المسيحي لا يقف بالضد من الخمور والمشروبات الروحية وغيرها، ولا أدري هل هؤلاء عندما يفتون بمثل ذلك ،هل لديهم ألمام أو دراية بتعاليم الدين المسيحي ؟ وما هي المصادر او المسند المعرفي الذي يستندون عليه ؟، ولما نلوم الاخرين على فتواهم بينما نحن بكتاباتنا الغزيرة  وتصريحاتنا الرنانة  وأطلاقنا لعشرات الفتاوى والتي تفتقر الى المصداقية , أليس أغلبها بدون أي سند معرفي او دراية بالدين او حتى بالواقع العراقي او غيرها،وعند مناقشة والتصدي لبعض ما يطرحه كتابنا او بعض سياسينا الا يقابل بالسخط والشتائم والتذمر وغيرها،ما أود طرحه هو  رجائنا من الكتاب والساسة من ابناء شعبي المبتلى بهم ،الابتعاد عن التكرار الببغائي والارعن ، عن جملة قطع الاعناق ولا قطع الارزاق ،هذه الجملة التي أصبحت متهرئة من كثرة أستعمالها ، وخاصة بالنسبة الى ما يحدث اليوم في العراق ، فمنع المشروبات الروحية لا ولن يؤدي الى قطع ارزاق المسيحين وانما الوجود المسيحي اليوم مهدد سواء في العراق اوفي الشرق الاوسط وفي معظم اماكن تواجده ، بثقافة قطع الاعناق ،وليس بقطع الارزاق ،  ومحاربة الحريات الشخصية وحقوق الانسان،وتفشي ثقافة العنف وعدم تقبل الاخر المختلف ثقافيا او عقائديا ، فأرزاق المسيحيين ليست على بيع الخمور ، وانما المسيحيين منذ أن قيام الدولة العراقية ولحد اليوم ،قامت وترعرعت مؤسساتها على اكتافهم ولا زالوا أصحاب وضائف عامة ومهن بارعين متقنين لكل ما يرغبون بامتهانه ، فاالعملية التربوية في العراق قامت وترعرعت على أكتافهم ، كانوا من السباقيين في خدمة عراقهم في جميع مجالات الحياة في الطب في الهندسة ، وخاصة المعمارية ، أينماكانوا في الدراسة والتحصيل العلمي ، يثبتون تفوقهم  على زملائهم  سواء في العمل او الدراسة، وفي طلب العلم والمعرفة أو في أمتهان المهن الحرة كالصياغة والنجارة والسباكة ،ناهيك عن دورهم في الثقافة والفنون، في العام الماضي ومن خلال الحلقة الدراسية التي قدمتها المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية والتي شارك فيها عدد كبير من الباحثين قدمت عشرات البحوث عن دور أدباء ومثقفي شعبنا في الثقافة العراقية والانسانية ، وقد أشاد الجميع بهذا الدور من خلال عشرات البحوث التي طرحت هذه المسألة بقوة ، استنادا الى مصادر عديدة ، نحن مطالبين اليوم أن نكون بهذا المستوى ، وعلينا جميعا العمل على كشف دورنا في المجتمع،ولتكون مبادرة المديرية العامة فاتحة ، لبيان دور ابناء شعبنا في التقدم الطبي والصحي والهندسي والاكاديمي والتعليمي في العراق ،وكذلك الحال بالنسبة للمهن التي برع بها ابناء شعبنا وقاموا بتعليمها ،لأبناء الشعوب الاخرى التي نعيش معها ، هذه يجب ما نسعى اليه في كتاباتنا ، اما مسألة المشروبات وبيعها والاندية الاجتماعية ، فأن محاربتها وغلقها ، أنما يتعارض مع مباديء حقوق الانسان،فالحرية الشخصية ولوائح حقوق الانسان التي يتبجح قادة العراق بتطبيقها ،وهم قد وافقوا على درجها في المرتبة الثانية بعد الشريعة الاسلامية ،حسب المادة الثانية ب التي تنص على : لا يجوز سن قانون يتعارض مع مبادئ الديمقراطية و نفس المادة (ج)  لا يجوز سن قانون يتعارض مع الحقوق والحريات الأساسية الواردة في هذا الدستور                                                                   .
  ، لا أن يلجؤا الى الاسلوب الانتقائي لأختيار ما يناسبهم من هذه المواد  ليطبقوه ، وما يتعارض معهم ومع ارائهم ليرفضوه ..   
 



351
من اجل هؤلاء الاكرمين
لنمنع انفسنا عن افراح اعياد الميلاد
                                                                                                                                          بطرس نباتي
كانت للدعوة الموجه من قبل البيرت ناصر والذي لم اتشرف بمعرفته ، بالامتناع عن الاحتفالات براس السنة واعياد الميلاد وانتقاده الاذع للتحضيرات التي تجري لها سواء في عنكاوا او في خارج الوطن ،وقعا متميزا في نفسي  ، وأتفق معه في كل ما ذهب اليه، ولكن فيما يتعلق بعنكاوا فالحمد لله ان الدعايات لهذه الحفلات تظهر باقامتها في خارج القصبةعدى واحدة منها ، والتي اعتقد ستقام في قاعة بابل  ، ولكون لم يوضع أي حذر على اقامة مثل هذه الاحتفالات لحد الان ، فلا ندري هل ستقام في هذه السنة ام لا ،ولكن في حالة التفكير باقامتها لدينا اكثر من تحفظ ، فشعبنا اليوم يطالب  بتوفير الحماية له، وتحقيق امانيه  بأيجاد منطقة امنة او حكم ذاتي او اداري اوغيرها وندفع بالمؤيدين لهذا الحق من ابناء القوميات الاخرى ،للعمل معنا من اجل انقاذ ما تبقى من ابنائنا من الاضطهاد والقتل ،فكيف نريد من العالم ان يصدقنا وابناء هذا الشعب المنسحق  وبناته يرقصون على جراحات أخوانهم وأخواتهم وهم يتعرضون لأبشع أضطهاد ؟ كيف نطلب من العالم ان يصدق رواياتنا عن القتل المنظم الذي نتعرض له؟ ونحن نرقص ونغني وسط البرك من الدماء المستباحة سواء في كنيسة سيدة النجاة ،او في الموصل أوغيرها ، ولآجل أن يقتنع شبابنا بأن اقامة مثل هذه الحفلات اليوم أنما هي أفشال للجهود المبذولة من قبل الفصائل السياسية ، ورؤساء كنائسنا في أيجاد مخرج للصعاب التي تواجهنا في داخل الوطن ، ودفع القلة المتبقية منه نحو الهجرة رغما عنها ،  سأعرض هنا  ملفا يحوي على قوائم باسماء شهدائنا البررة لعله  سيثني من الاشتراك في الحفلات ، الشاب الذي فقد بصيرته برؤية ما يحدث لنا اليوم مصرا على أستصحاب  صديقته أو غيرها الى قضاء ليل الفرح وسط سيل من دموع الامهات الثكالى والايتام والارامل  ،سأعرض له  قوائم لشباب وشابات قضوا نحبهم ، ذنبهم الوحيد انهم ولدوا مسيحين لعلني اوفق بثنيه عن المشاركة ، قوائم  تظم عشرات الاسماء  لرجال الدين والشباب وشابات من ابناء  شعبنا فقدتهم عوائلهم وهي فقط الجزء الاول من المأساة و منذ 2003 ولحد مطلع 2008  ، ولا زالت  العوائل المنكوبة باكثر من سبعمائة وثمانون  من ابنائنا البررة وما يعادلها او يزيد عنها، منذ 2008 ولحد اليوم والتي سنأتي على ذكرها     لاحقا ،  غارقة في احزانها ،على ابنائها  البررة شهداء المسيحية في قرن الواحد والعشرين ، كيف يتسنى لنا ان نفرح  بعيد ملأه الدموع ؟ كيف سنرقص ونغني ؟ واخوان لنا نشترك معهم في وحدة القومية  والدين والانسانية يعانون من الاضطهاد والتهجير القسري  ، ولا بد ضمن هذه القوائم سنعثر على أسم  صديق او جار لنا كان حتى الامس القريب، يرافقنا في المدرسة او كان في نفس جامعتنا ،او جمعتنا به صدفة عابرة ،او تعارف بسيط، اوكان معنا في مجال العمل او غيرها ،عجبي لهؤلاء سماسرة اقامة الحفلات ، فهم اذا كانت الارباح التي يجنونها من الرقص في برك الدماء واقامة الحفلات وأقامة الافراح في اوان الماتم والحداد قد قضت على احساسهم الانساني بالام واحزان الاخرين ، على الاقل هم مطالبون اليوم ان يشعروا بهول الفاجعة التي يمر بها شعبنا ،وهذه الافراح والحفلات التي يعلنون عن اقامتها من المؤكد انها ستظهر وستعطي  للعالم وللذين يشاركوننا مشاعرنا هذه من اخواننا المسلمين وقادتهم المعتدلين منهم والمتشددين ، صورة سيئة عنا ، وسنثبت لهم لا محال بان كل ما اظهرناه من حزن وغضب عقب المجزرة الدامية في كنيسة سيدة النجاة في بغداد او ما يحدث لنا من تهجير قسري في  الموصل او بقية انحاء العراق عدا كردستان ، لم يكن سوى  تمثيلية سخيفة قام بها بعض المسيحيين لتحقيق غرض ما ، سيقولون عنا حتما ان كانوا كما يدعون ، منسحقين ومتألمين لما يحدث لهم كيف يتسنى لهم الرقص واقامة الافراح والليالي الملاح؟ رجائنا من رؤساء طوائفنا وقيادات احزابنا السياسية العمل على استثمار العيد بتسيير مواكب الاحزان الصامتة ، ومسيرات الشموع في بلداتنا الامنة، وعلى منظمات المجتمع المدني حث منستسبيهم للأمتناع عن اقامة الحفلات، وعدم أظهار مظاهر الفرح والبهجة ، واقتصار أيام الاعياد على المراسيم الدينية فقط ، و حث  شبابنا بالاخص شاباتنا، على  مقاطعة هذه الحفلات ، وعدم تلبية  دعوات سماسرة اقامة الحفلات ، لما تنطلي عليه هذه الحفلات اذا ما اقيمت وخاصة في أعياد الميلاد ورأس السنة هذه من خطورة على قضيتنا كشعب أضافة الى ما تظهره من أستهتار  بدماء شهدائنا الاكرمين  رحمهم الله ، ولنمتثل جميعنا لقول بولس الرسول  ( نفرح مع الفرحين ونبكي مع الحزاني والمتباكين ) فما احوجنا للبكاء مع بولس الرسول  في هذا الزمن السيء الذي غادرتنا فيه الفرحة والمسرة والسلام  التي جاء بهما المسيح  ولم يتبقى فيه  لنا غير مشاعر الحزن والاسى ، على فقدان هؤلاء الاكرمين ،  وكما وكما وعدتكم اعزائي ، ساقدم لكم قوائم باسماء هؤلاء الاكرمين  ، لعل شبابنا وشاباتنا ان كانوا على نية  الذهاب الى الحفلة ان يعثروا على اسم قريب او رفيق لهم  قضى نحبه وهو يهم مثلهم  للأحتفال بعيد الميلاد وراس السنة  الجديدة .. متمنين للجميع السلامة ولشعبنا الامان والاستقرار بسلام على ارض ابائه واجداده  
  
  
 


352
على هامش مهرجان الجواهري السابع
مشاهدات لا بد منها
                                                                                                             بطرس نباتي


المقال كتب قبل مجزرة كنيسة سيدة النجاة في بغداد باسبوعين
 
 كان لنا شرف المشاركة في المهرجان السابع الذي اقامه الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق للفترة من 14-16 تشرين أول والذي شارك فيه ما يزيد على مائتين وخمسين أديباً جاءوا من مختلف محافظات العراق، فرغم التحذيرات من سوء الوضع الأمني وما تنقله الفضائيات عن المفخخات والخطف والقتل وغير ذلك، لم يمنعنا أنا وصديقي الشاعر د. سمير خوراني، على قطع مسافة 330 كم بين أربيل والعاصمة بغداد، وأن نجتاز اثنتين وثلاثين سيطرة عسكرية منتشرة على طول الطريق والذي أستغرق قطعه سبع  ساعات حيث وصلنا ليلاً، وحالما التقينا بأصدقائنا وبعشاق الشعر والادب لقضاء أفضل الأوقات في رحاب الجواهري الخالد بدءاً من مقر الاتحاد في ساحة الاندلس تركنا خلفنا كل مخاوفنا التي زرعتها في مخيلاتنا بعض الفضائيات واخبارها اللعينة، الاحتفاء بمثقفينا من المبدعين من قبل اتحاد الأدباء يشكل عرفاناً بالجميل، وكيف لا وان الجواهري كان من مؤسسيه الأوائل، وبفضل جهوده حصل الإتحاد على مقره في ساحة الاندلس الذي ترتسم على جدرانه المتهالكة وحدائقه الفاقدة نظارتها آثار وبصمات خيرة مثقفي العراق، حتى نخلاته تحمل أسماء أدبائنا، أساتذتنا الأوائل، وسرعان ما طرقت ذهني تساؤلات عدة حول المكان، كيف تطلق تسمية مقر الاتحاد على هذا المكان المتهالك؟، ألا يستحق أدباء وكتاب العراق مقراً يأويهم أفضل من هذا؟، لم لا يتم ترميم هذا المكان الذي يشبه (عفوا) حضيرة دجاج، ببعض من الأموال العراقية التي  تنهب وتسرق في وضح النهار؟ يبدو أن احتفائنا نحن برموزنا الثقافية يأتي بشكل متأخر دائماً، أي بعد رحيلهم، حيث لا نشعر بأهميتهم ومكانتهم الا بعد أن يفارقوننا، وتبقى منابرهم خالية شاغرة لا يكون بأستطاعة أحد أن يعوض خسارتنا لهم، والمستغرب في الأمر ان هؤلاء المبدعين عندما يكونون بيننا غالباً ما يتم اظطهادهم وتصفيتهم سواء من قبل السلطة الغاشمة المتنفذة، أو من قبل بعض المتطفليين على الثقافة، لكي يطغى الجهل  على ما يحملونه من رسالة انسانية الغرض منها خدمة الناس وتنوير المجتمع بواسطة ابداعاتهم الادبية او الفنية، فهنا في العراق لنا تاريخ وباع طويل في تجاهل واضطهاد مثقفينا، وللأسف فنحن هنا لم نتجاهل الجواهري فقط، بل تجاهلنا العديد من رموزنا الثقافية كجواد سليم وبدر شاكر السياب ونازك الملائكة وبلند الحيدري وسركون بولص و جليل القيسي وآخرين، اليوم ماذا ينفع عندما ننوح ونلطم الخدود ونطلق شياطين الشعر من عقالها متباكين على فراقهم الأبدي، في رأيي ولربما أكون مخطئاً، أننا نفعل كل هذا لكي نعوض ولو جزء صغيراً من الوفاء الأبدي الذي نشعر به بعد فراقهم لنا، وأحتفائنا بهم هو أقرار بأننا ملزمون تجاههم كتكفير للذنب الذي نشعره، وعند إصرارنا على تكرار احتفائنا بهم في كل عام وكأننا نريد انعاش ذاكرتنا  بالتقصير المتعمد الذي جابهناهم أو أشعرناهم به وهم على قيد الحياة، وهذا برأيي ينسحب على العديد من الطقوس الأخرى التي تخصنا، فنحن لا زلنا نبكي على الحسين وعلى معظم رموزنا الصالحين، كتكفير لما اقترفتاه من تجاهلنا لهذه الرموز وعدم وقوفنا معها ومساندتها عندما وقفت متحدية الظلم والظالمين ، ولا زلنا مصرين على عدم أتعاضنا  من دروس الماضي، فاليوم عندما يكرم ادباء العراق ومثقفيه شاعراً مثل الجواهري جاعلين من تكريمه تظاهرة ثقافية، وخاصة أجواء بغداد اليوم بحاجة ماسة الى تفعيل مثل هذه المناسبات، نجد للأسف ان مثل هذا التكريم لم يجرِ بالصورة التي يتمناها ويأملها جميع المحتفين به، فقد تحمل  الاتحاد العام لأدباء وكتاب العراق بأمكاناته المادية الضعيفة ،إنجاز هذه المهمة في غياب كامل للمؤسسات الرسمية الثقافية، وعلى رأسها وزارة الثقافة والتي أفصحت عن موقفها الغير المبرر، والذي تمثل في مقاطعة المهرجان وأيامه التي كانت مفعمة بالمحبة وتمتين أواصر المودة والصداقة  بين الحضور  إضافة إلى ما تخلله من الشعر والبحوث الجادة وتذكير الحضوربالرواد العراقيين من الادباء والنقاد والفنانين، لقد برهن مثقفو العراق بأنهم ليسوا بحاجة الى وزارة، وحتى إلى حضورالمسؤولين السياسيين والاداريين الذي بات يشكل ثقلاً وعبئاً  ثقيلاً على الحاضرين في مثل هذه المناسبات، وخاصة عندما يصرون على أدخال العشرات  من حراسهم وحماياتهم الشخصيين المدججين بالاسلحة للحفاظ على حياتهم الغالية، لقد نأت وزارة الثقافة بنفسها بعيدة عن الثقافة وهمومها وبرهنت للجميع بأنها، عندما تعمل تعمل كرقيب على نتاجاتهم وجاسوسة على حياتهم وحلهم وترحالهم وان لم تعمل تكون  كالوزارة الحالية، التي  تنقطع عن الحضور في تظاهرة ثقافية تعقد على بعد أمتار قليلة من مقرها، لقد استطاع إتحاد الأدباء أن يلم شمل مثقفي العراق في هذه التظاهرة الرائعة وان يملأ قاعات بغداد رغم الضروف الامنية التي يقال عنها صعبة بعشرات الأدباء والمثقفين القادمين من شمال العراق وحتى جنوبه للأحتفاء بالشاعر العظيم الجواهري الخالد..والأمر الذي أسعدني بحق هو إلقائي لقصيدة بهذه المناسبة حيث استعرت شطرا من قصيدة للجواهري معلقاً عليها بشطر آخر جعلته كمقدمة للقصيدة وكان مستمداً من الحالة المزرية  للعاصمة بغداد ....
الأمر الآخر الذي آلمنا كثيرا، هذا الاهمال المتعمد من جانب أمانة العاصمة والوزارات المعنية، بنظافة بغداد الأزل، لقد شاهدنا تكوم القاذورات في الشوارع حتى الرئيسية منها وأمام المستشفيات والمدارس وانسداد المجاري وانتشار المياه الآسنة وإغراقها للأزقة والشوارع، نعم لابد لنا ان نعترف بان الضربات الشديدة التي تلقتها بغداد دمرت معظم البنية التحتية ولكن مرور مدة سبعة أعوام وكل هذه المبالغ التي يتم صرفها على الخدمات وغيرها لم نشهد ما يدل على تطور ولو بسيط بهذه الناحية على الأقل، معظم المسؤولين يربطون ضعف الخدمات المقدمة، بالجانب الأمني ولكن ما شاهدته في بغداد خلال هذه الايام وفي غياب تام للحكومة التي لازالت في طي المجهول اولد عندنا قناعة تامة بان الشعب هنا يدير شؤونه بنفسه بدون الاعتماد على جهة تديره وتنظم شؤونه، ولو حدث ذلك في اي دولة متقدمة لأنهارت من اسسها خلال ايام معدودة، وحسب اعتقادي ان التردي الامني وفي الجانب الخدمي في بغداد سوف يتفاقم ويزداد سوءا ،في حال اصرار الكتل البرلمانية على صراعها الماراثوني في الاستحواذ على السلطة ،لتحقيق مكاسب لها ولرموزها ، وزرغم ذلك ألا ان ابواب المشرعة للمطاعم والفنادق واصوات الموسيقى والغناء المتصاعد من اماكن اللهو حتى الفجر هذا ما جعلنا نعتقد بأن ما يحدث فيها من تفجيرات وقتل وتقتيل ليس الا فقاعة سوف تزول وان بغداد سوف تتعافى قريباً وستكون أروع عاصمة في العالم بعدما جعلوها المدينة الثانية أو الأولى في القذارة وفقدان الامن والامان ،لو راعت الحكومة المقبلة تقديم الخدمات وتعيين جيوش الخريجين العاطلين عن العمل ، وتحسين المستوى المعيشي للطبقات المسحوقة من الشعب العراقي   








353
ورب الكعبة  لقد جن صديقي العزيزرابي ابريم شبيرا
     
                                                                                                                    بطرس نباتي

   لا ادري هل تستحق الكتابات التي تنشر هنا وهناك وخاصة على صفحات المواقع الاكترونية الضحك ام البكاء ، بأستثاء البعض منها طبعا لما يتخللها من الجدية في الطرح والمعالجة وخاصة لقضاينا الملحة ،وكان من بين هؤلاء الكتاب ما يطرحه رابي ابريم شبيرا،وبصراحة لم اكن اتوقع ان يطالعنا كاتبنا الكبير بطروحاته التي جاءت في مقال او اقتراح يتوسط الصفحة الرئيسية لعنكاوا كوم والذي يدعوا فيه الكوتا (المسيحية ) في مجلس النواب وسائر المجالس الاخرى بأعلان استقالتهم فورا، كرد فعل طبيعي للهجمة التي يتعرض لها شعبنا سواء في بغداد اوفي المناطق الاخرى ، دعوة رابي ابريم صادقة وتنبع من نفس متألمة ساخطة على ما يجري من احداث ، دعوة رابي تنبع من نية صادقة ومن دراسة عميقة  لما تتمتع به الحكومة من خلال الكوتا المسيحية من دعاية لها في الداخل والخارج على انها قد أعطت للمكونات او للطوائف ( القلة)  المختلفة مع (الاغلبية ) دينيا وقوميا ، حقوقها في أختيار ممثليها، ولكني عندما أطلعت عليها ،ساقني رابي أبريم جبراو مجبرا على أن أطلق عليه لفظة  لم اكن اود مطلقا ان استخدمها في كتاباتي وخاصة تجاهه وهو يعلم جيدا مودتي له، ومتابعتي لكل ما يدونه ويطرحه من الاراء ، فعذرا رابي ابريم ،لتجاوزي حدود اللياقة والادب ، عذرا لأني لم ألتزم بمعاير شرف المهنة ، وأقر منذ الان لقد أرتكبت في عنوان المقال جنحة أو جناية ، تتمكن من مقاضاتي عليها ، وسوف أغرم بموجب قانون العمل الصحفي في اقليم كردستان ما لا يقل عن مليون دينار عراقي كحد أدنى ، وعشرة ملايين كأعلى حد ، ولكن لما لا تسألني صديقي العزيز لما أعرض نفسي ،اولا أمامك ، فلربما العنوان سيخلق لديك رد فعل أستحقه ونخسر صداقتنا ،وثانيا تعريض نفسي للعقوبة المالية ، وأنا في غنى عنها اليوم ،وخاصة أن جيب صديقك لا زال يشكو ، كما تشكو جيوب جميع الادباء والكتاب والعاملين في الحقل الصحفي والثقافي عامة  في الوطن العزيز ، أذن ما دمت قد عرضت نفسي لهذه ، فلربما انا الذي سوف أوصم بالجنون وقلة التدبير وحتى السفه (لأن تعريف السفه في القانون العراقي ينطبق على حالي وهو الشخص الذي يبدد ماله بدون حرز ) وهذا انا طبعا ولا بد أن تسأل لما هذا يا نباتي ، لما فقدت عقلك وتوازنك في هذا الزمن السيء ، أخي العزيز ، أنا معك في كل ما ذهبت اليه ، والحالة والمرارة التي نتجرعها بشكل متواصل اوبشكل دوري ، يجب بل يتحتم على هؤلاء        ( الكوتا) ان يلبوا دعوتك بالاستقالة وعلى الفور ، ولكن بما أننا مجنونان ، سنحاول معا قراءة ما ذهبت اليه ، بمنطق العقلاء  وبعيدا عن الجنون ، لأن في رأي الشخصي ،في بعض الاحيان حالة الجنون او اغلادعاء بها أفضل  وأجدى للأنسان من حالة من يدعي العقل السوي الراجح  ،لأنه على الاقل لا يحاسب على فعل او قول يصدرعنه، أذن لنتعامل مع القضية منذ بدايتها، بموجب الدستور العراقي تم تخصيص كوتا وعددها اليوم ماشاء الله خمسة ، أعضاء ،يجلسون على المقاعد البرلمانية في العاصمة وخمسة اخرين في الاقليم ، وكل عضو يتمتع بحصانة برلمانية اي يستطيع ان يعمل ويقول ما يشاء بدون ان يحاسبه احد سواء من السلطة اوغيرها ، وبمايكرفون وكرسي وثير وطاولة يطرح منها هموم شعبه الذي صعد على ضهره وتبوأ المركز بعد ان صبغنا اصابعنا بالحبر، واتذكر ان اصابعنا لم تتنظف منه الا بعد اسبوع او أكثر،  رابي العزيز خمسة كوتا المركز، كانوا منذ بداية التحرير أو الاحتلال سميه ما شئت ، لأن التسميات ،عندنا نحن شعب التسميات العديدة لا تفرق ، كلها واحدة، ونرضى بها ما دامت تحقق لنا ما بعض المصالح،كانت هذه الكوتا ممثلة بشخص واحد هو رابي يونادم كنا،المتكررة عضويته الى الان، وسيحتفظ بها انشاء الله الى يوم القيامة  ، وعندما كتبت الوثيقة المؤقتة ، رفعها اجلالا وتقديرا وراء بريمر حاكم العراق رابي لكونه الاخ الاصغر في معادلة تمثيل  القوميات والمكونات والطوائف وغيرها والتي نعتبرها من المقدسات هنا في عراقنا الجديدولا يمكن المس بها لأن العراق سيفقد توازنه وينهار مبعثرا اشلائه في الكون، نعم رفعها ولكن لا ادري هل رفعها نيابة عنا جميعا ام من تلقاء نفسه او حسب التوصية  ، وبعد ان رفعها ، دخلنا انتخابات قالوا عنها مزورة وقيل عنها ، لا تمثل السنة وقيل عنها لا تحقق امال واحلام العراقيين ، وقيل عنها ايضا بأنها اول قدم صحيحة نحو بناء عراق جديد،وعلى كل حال رابي العزيز دخل شعبنا معترك الانتخابات لنقل في 2003 ونلغي كل التجارب السابقة ، وكما اسلفت،ذهبنا لنلوث اصابعنا بالاحباروصعد من صعد وخسر من خسر ، ولكن رابي العزيز ماذا ربح شعبنا ، بأية حسابات نحسبها وتحت اي بند نضع ما ربحناه وما خسرناه ، كشعب يلوث اصابعه ليصعد الموعودين بجنة البرلمان، وكانوا كما يلي رابي يونادم أحتفظ بمقعده ، ومعه اربعة أعضاء من التحالف الكردستاني وأحدى الاخوات عضوة من القائمة العراقية  وقد ربحنا نحن ، ما يلي راجيا ، أن تقيده في سجل الايرادات الخاصة ، ولمدة اربع سنوات عجاف يا اخي الكريم  حققنا لكل عضو،  سيارة خاصة له ومن أخر موديل وسيارات اخرى لحراساته وللحفاض على حياته الغالية ،ولحد 11 مليون دينار عراقي كراتب شهري أضافة الى مخصصات سكن وغيرها ، علما ان ملك السويد كارل الستاشر جوستاف  يقبض9 مليون كرون سويدي اي ما يعادل 1 مليار نصف دينار عراقي  بالسنة ومن ضمنها ما يصرفه على الخدم والحشم ومصاريف قصره ومصاريف زواج ابنته المحروسة التي جعلته يفكر ان يشتغل عندنا عضو برلمان او نائب للمالكي او وزير التجارة او للنفط او في الكهرباء اذا ما توفرت فيه الكفاءة وفي مقدمتها خفة يد والجري السريع عند الانكشاف  ،وقد نقل لي هذه المعلومة أحد الاخوة الاعزاء وهو مقيم في السويد ، و لأن أضافة الى هذا الراتب سيقبض الملك اذا وافق على اقتراحي مبلغ نصف مليون دينارلكل حارس شخصي شهريا ويحق لكل عضو ان يسجل 30 بودي كاردا يستلم راتبهم ، وهو وربه كم يؤجر اثنان او ثلاثة او لا احد ، أرجوأن تحسبها بالدولارالامريكي الصنع ،او ليحسبها اهل اوربا باليوراوبالكرون  على ان تحسب لكل 100 دولار حوالي120 الف دينار عراقي  ، مع العلم ان صاحب اعلى شهادة في هذا البلد يتقاضى 2 مليون وخمسمائة الف دينار فقط، هذا ما ربحه شعبنا في انتخاباته الاولى15كانون الاول 2005، أضافة الى باسبورت ذو غلاف احمر قاني من النوع الدبلوماسي يستطيع ان يصبح فيه (كريستوف كولومبس ) رقم أثنين، او يذهب الى البيت الله الحرام لأتمام فريضة الحج في كل عام ومعه من يختاره من اصدقائه واقربائه  ،وفي الانتخابات الثانية والتي جرت في اذار 2010 تنافست احزاب شعبنا على الكوتا تنافساً شديداً ، ودخلنا الانتخابات هذه بعدة قوائم تتنافس فيما بينها على خدمة شعبنا لحد التصارع والتطاحن والله لو كان لبعضها سلاحا غير القلم لأستعملت حتى الاسلحة المحذورة دوليا لأبادة بعضها البعض ، وذهبنا هذه المرة ملوثين سبباتنا ولحد الكف بالحبر البنفسجي، وهذه المرة تقاسمت الكوتا قائمة الرافدين وقائمة المجلس الشعبي ثلاثة من هذه واثنان من الاخرى ،ومرة اخرى انتخبنا رابي يونادم وأبقينا له المقعد الذي يشغله ،وبما ان الاعضاء او البرلمانيون لا زالوا في اخذ ورد في تشكيل حكومتنا التي ستكون رشيدة بأذنه تعالى، فان شعبنا وشعب العراق من شماله الى جنوبه  ما زال متمتعاً بالامتيازات ذاتها، الخدمات  ، الكهرباء حدث ولا حرج تأتي حتى حينما نقول لها ليس لنا بك حاجة يا أختنا العزيزة ، والنظافة ، فبغداد التي رأيتها تفوق باريس بنظافتها ما شاء الله ،ومنذ جلوس هؤلاء جميعم الذين تطالبهم يا رابي العزيز ابريم بالاستقالة ، وتلح عليهم باسم الشعب الكلداني وهلم جراً بتقديم استقالاتهم ، حتى بدون أن تسألهم ماذا حققوا لهذا الشعب من الامتيازات والمكاسب ، وتحثهم على التنازل عنها بسهولة ويسر كي تذهب كل جهودهم التي بذلوها في الجلوس على المقعد البرلماني سدى، والله حرام يا أخي العزيز ما تريد أن تفعله بحقهم  ، وخاصة لم يمض سوى اشهر على تحقيقهم المكتسبات العديدة والتي ذكرتها سابقا لشعبهم ، يا اخي على الاقل اتقي الله فيهم فكما يقال عندنا ( بعد شرمو ليا شخنتا ) وتطلب منهم الاستقالة ، ولكي  أجعلك تسحب اقتراحك بسرعة البرق ، سأذكرك فقط ببعض ما تحقق لهذ الشعب بجهود هؤلاء البرلمانيين  من مكاسب مهمة تعادل اضعاف ما كسبوه ، والمسجل عندك حسب ما طلبته منك في متن مقالي هذا وسأقوم بسردها لك علما انك لست غافلا عنها وانك خير من يتابع مايجري ويحدث هنا ...
- تشرين الاول 2004 قتلت طفلة مسيحية عقب اختطافها من قبل مسلحين وتم رمي جثتها على قارعة الطريق ( أذكرها مع حرقة في القلب أخص بها ورود العراق ، التي تداس من قبل الانذال
- اكتوبر 2006 تم اغتيال الطفل المسيحي اياد طارق في بعقوبة
- اغتيال الشاب المسيحي هاني سالم وديع (37عاما) في كركوك قتل بدم بارد بينما كان عائدا الى داره
-11/ت1/2008 عثرت شرطة الموصل على جثة كاهن من طائفة السريان الارثوذوكس هو الاب عامر اسكندر(55 عاما) بعد خطفه لمدة 3 اياتم فقط  
 -في عام 2004 ، تعرضت 12 كنيسة لهجوم واعتداء بمناطق متفرقة من البلاد ، من بينها كنيسة "سيدة النجاة" التي استهدفت بسيارة مفخخة خلفت خمسين جريحا.فيما تركزت تلك الهجمات حينها في الموصل والتي ماتزال اضعف منطقة امنيا في البلاد.
في 17 كانون الثاني /يناير 2005 ، اختطف مسلحون اسقف السريان الكاثوليك في الموصل جورج كاسموسى لمدة 24 ساعة ، ثم اطلقت سراحه بعدها.فيما لا زال مصير اسقفين بغداديين من الكنيسة الكلدانية مجهولا تم اختطافهما في 15 اب/اغسطس و19 تشرين الثاني/نوفمبر، وهما سعد سيروب ودوغلاس البزي.
في 3 حزيران/يونيو 2007 قتل الكاهن رغيد غني وثلاثة من مساعديه امام كنيسة في الموصل، وبعدها بثلاثة ايام خطف الكاهن هاني عبد
. في 13 تشرين الاول/اكتوبر /2007 اختطف كاهنين من السريان الكاثوليك في الموصل على ايدي مجموعة مسلحة مجهولة افرجت عنهما بعد ثمانية ايام.
اعنف استهداف تعرض له المسيحيون في العراق كان في عام 2008 ، ففي السادس من كانون الثاني/يناير ، تعرضت كنيستا القديس بولص الكلدانية و كنيسة اخرى في كركوك الى هجوم مدمر بسيارتين ملغمتين لم يسفر عن ضحايا.
وفي 29 من شباط/2008 قتل مسلحون ثلاثة من حراس رئيس اساقفة الكلدان في الموصل فرج رحو الذي اختطف و وجد مقتولا في ما بعد في 13 اذار/ مارس، وفي الخامس من نيسان/2008 ، اغتيل الكاهن يوسف عادل من كنيسة السريان الارثوذكس في بغداد، وخلال الفترة الممتدة من 28 ايلول/سبتمبر الى 11 تشرين الاول/اكتوبر اغتيل 11 مواطنا مسيحيا.وتسببت الاستهدافات المتتالية بهجرة ما يقارب 3000 عائلة مسيحية من الموصل الى خارج العراق او الى مناطق اخرى باقليم  كوردستان ،كما شهد عام 2009 ، 10 اعتداءات على مواطنين مسيحيين فضلا عن اماكن عبادة مسيحية ،وكما يلي
 ففي 12 تموز/2009 قتل اربعة اشخاص على الاقل واصيب 32 بجروح في ستة اعتداءات استهدفت كنائس مختلفة في بغداد.
في 26 تشرين الثاني/2009 استهدف انفجاران ديرا وكنيسة دون ان يوقعا ضحايا.فيما انفجرت سيارة ملغمة استهدفت كنيسة للسريان الارثوذكس ومدرسة مسيحية بالقرب منها في الموصل ما ادى الى مقتل رضيع واصابة 40 شخصا بجروح وذلك في 15 كانون الاول. 23 كانون الاول تم تسجيل أعتداء على أقدم كنيسة في الموصل   وهي كنيسة مسكينتة .
وفي شباط 2010 قتل 8 مسيحيين في الموصل وضواحيها
فيما سقط اكثر من 80 شخصا المسيحيين ما بين قتيل وجريح هجوم استهدف حافلة تقل طلابا وموظفين كانوا متوجهين من قضاء الحمدانية الى جامعة الموصل.بتاريخ 2/5/2010

هذا للتذكير بما حدث خلال السنوات السبعة الماضية وهي أقل مما حدث فعلا على ارض الواقع ، والتي كانت من مكتسبات شعبنا المتحققة بجهود وتفاني أعضاء البرلمان العراقي وخاصة   ( كوتا المسيحية ) وأنشاءالله يا أخي ابريم ، سوف تنهال علينا مكاسب أخرى خلال السنوات القادمة بهمتهم طبعا ،أذا ما تكرمت عليهم وسحبت أقتراحك المشؤوم هذا ، وجعلتهم ، مستقرين في مقاعدهم الوثيرة أما تفاصيل الجريمة المقززة التي حدثت  في كنيسة سيدة النجاة في بغداد مؤخرا فلا اود سردها هنا  لأن دمائها لا زالت حارة واثارها لا زالت قائمة ويقال بان دولة الرئيس سيأمر بالمباشرة بترميمها ، وحسب رأي الشخصي والذي سوف لا يؤخذ به حتما، فاذا ما وافقت رئاسة الكنيسة على ترميمها ستكون قد ارتكبت غلطة شنيعة ،لأنهم بواسطة هذه الترميمات يحاولون أزالة اثار الجريمة،  لأنهم يعلمون جيداان بقائها سيكون شاهدا حقيقيا على  التذكير بجرائم الفكر المتشدد والشمولي ، وهؤلاء المرممون يريدون ترميم هذا الفكر وامحاء ما يدل على اجراميته وخير شاهد على جرائم هذا الفكر وهذا النهج  أبقاء تلك  الدماء والفوضى وحتى جثامين الشهداء الممزقة برصاصات الغدر داخل بيت من بيوت الله، أتمنى ان يحتفظ بها( وأن تعذر ذلك يمكن الاستعانة بما يجسدها ) وهي  جالسة على كراسي  تزين  أركان هذه الكنيسة لتكون شواهد على ما حدث ولتبقى في ذاكرة الجيل الحالي الذي ينسى مأسيه بسرعة والاجيال القادمة ..


354
الى مدينتنا العزيزة شقلاوا  النائمة بدلال في حضن جبل سفين

355
مأدبة أفطار في عنكاوا بمناسبة شهر رمضان المبارك

  من أجل تمتين العلاقات الاخوية وأواصر المحبة الموجودة اليوم بين المكونات القومية والدينية في أقليم كردستان ،أقام السيد فرهاد منصورنباتي رئيس بلدية عنكاوا والسيد زياد سلمان حسيني رئيس جمعية مارعودا الزراعية ، مأدبة أفطار رمضانية، على حدائق جمعية مارعودا الزراعية في عنكاوا مساء يوم السبت المصادف 4/9 حضرها  رجال الدين المسلمين والمسيحيين وجمع غفير من أهالي منطقة كوران والقرى الكردية المتاخمة لقصبة عنكاوا أضافة الى عدد من المسؤولين الحزبيين والاداريين ورؤساء منظمات المجتمع المدني من عنكاواواربيل  ،ومع بدأ موعد الافطار أدى الاخوة المسلمون صلاة جماعية ،على سجاجيد كانت معدة لهم على حدائق الجمعية ،وبعد الافطار شارك الجميع بالدعاء والابتهال الى الله تعالى أن يحفظ السلام والوئام وحالة التعايش السلمي التي نعيشها هنا في الاقليم ، وقد ثمن الجميع هذه المبادرة الرائعة التي تعزز الروابط التاريخية المتينة بين ابناء اقليم كردستان متمنين أن يعم السلام والامان في جميع ارجاءالوطن


356
أن لم ننصف أنفسنا ... كيف نطالب مجلس الشيوخ بأنصافنا؟
دعوة مفتوحة لمصارعة حرة غير مقيدة
                                                             
بطرس نباتي

    يبدوا ان قرار مجلس الشيوخ الامريكي حول الاقليات في العراق ، قد أثار لدى البعض شعورا بالاستياء لأنه (حسب تفسيرهم)  لم يكن منصفا وعادلا  تجاه ما يتعرض له شعبنا من الاضطهادات نتيجة تردي الوضع الامني في العراق، رغم ان قرار مجلس الشيوخ الامريكي ليس حصرا عن المسيحيين ،وانما يشمل جميع الاقليات التي تعرضت للأضطهاد ، منهم الصابئة المندائيين والازديين، وهذا نقطة أيجابية يجب أن تسجل للعقلاء الذين أصدروا القرار ، لأنه لو ذكر المسيحيين وحدهم ، لنزلت علينا اللعنات كما في السابق ، وأصبحنا موضع الشبهات والاتهامات ، مما يؤخذ على القرار ،انه اسمى هذه المكونات بالاقليات هذا اولا وثانيا ، انه لم يتناول ما يتعرض له شعبنا خاصة من اضطهادات وتهجير قسري وغيرها وثالثا انه لم يشكل عامل ضغط  على الحكومة العراقية ولم يلزمها بأنهاء الحالة التي يعيشها ابناء شعبنا سواء المتبقين منهم في الداخل اوفي دول الجوار العراقي، ولم يتناول مسألة امكانية تمتع شعبنا بالادارة الذاتية او الحكم الذاتي ، لست بمدافع عن امريكا ومجالسها وشيوخها ، ولكن سأحاول مناقشة هذه الامور بروية وبقليل من الدراية أنطلاقا من الوضع في منطقة الشرق الاوسط وبالوضع الداخلي للعراق، فالمطالبين ،بأن يطلق علينا ، لفظة القومية الاصيلة ، او شعب اشور وبابل  ، أليس الاجدر بهم اولا مطالبة حكامنا في الداخل بالاعتراف بنا كشعب ،في مقابلة لي قبل سنين مع احد الرموز الحاكمة في بغداد،طرحت بعض معانات شعبنا ، والمسؤول بدل ان يستجيب لما طلبته منه،راح يعلق على لفظة شعبنا وقال بالحرف الواحد هذا تضخيم للمفردة التي استخدمتها ، فعندما تقول نحن شعب، يجب ان يكون يكون لكم بقعة جغرافية ، لا أود طرح ما ناقشته به هنا والحجج التي أوردتها له ، ولكني اليوم على قناعة ، بأن الرجل عندما حدثني عن مقومات وجود شعب وعن الارض وغيرها ،كان على حق، فنحن كشعب فقدنا أهم مقومات وجودنا عندما فقدنا أرضنا التاريخية ودُفعنا قسرا لهجرة قرانا وقصباتنا ،فنحن للأسف  كل ما نملكه ( عدى الثروات الطبيعية طبعا) يقع  تحت هذه الارض من تاريخ وأثار وغيرها، ولكننا فقدنا عنصران مهمان فقدنا الكثير من تواجدنا فوقها، و مما يؤسف له حقا ، ان أبنائنا في المهجر وخاصة الذين وصلوا الى درجة عالية من الجاه والثروة ، وشاهدت ما لديهم من الممتلكات والاموال ، وأطلعت على أحوالهم عن كثب، ففي أمريكا مثلا وبالاخص في ديترويت ، يستطيع أحدهم لو قام بتخصيص جزء يسير مما يمتلكه من المال ( وعين الحسود بها عود)، أن يعيد أحياء بكاملها والتي بيعت للغرباء او تم مصادرتها ، من قصبة تلكيف العزيزة الى اصحابها ،والمعلقة صورناسهاو درابينها الضيقة القديمة على حيطان نادي شناندهوا في مشيغان، للتذكير بها ولمجرد أجترار ذكريات  الايام الخوالي،والبكاء على الاطلال ، وكذلك لويتم جمع بعض ما يصرف على ألاحتفالات والتجمعات ، ومجالس الشرب واللهو وبعض الواردات من مكائن القمار ،لأستطاعت جالياتنا من الاستثمار في قرانا وقصباتنا ، وخاصة عراق اليوم مفتوح على جميع الاستثمارات ،ويتمكن كل من يملك رأس مال ان يستثمره هنا في اي مشروع يخدم ابناء قومه ، كما يفعل ابناء القوميات الاخرى ، ممن قدموا من بلدان شتى من اجل الاستثمار هنا في البلد ، والامر الاخر الذي فقدناه للأسف الخطاب المشترك الذي نواجه  به الاخرين الذين يعيشون معنا في الوطن،سواء كان هذا الخطاب دينيا أو سياسيا أو حتى أجتماعيا ، نحن هنا في الوطن بات عددنا بقومياتنا الثلاثة او اكثر سواء، كنا كلدانا او أشوريين أو سريان ، بتنا لا نشكل بالمقارنة العددية مع القوميات الاخرى سوى بضعة أجزاء صغيرة من نسبة مئوية لا تتعدى عدة أصفار وبعدها ثلاثة او حتى أثنان  بالنسبة لعدد السكان الوطن ،ولكن لكوننا من الاقوام الاصيلة التي ننتمي الى هذه الارض متجذرين فيها منذ الازل، رغم ما عانيناه في الماضي البعيد او القريب ، أصبح لخطابنا السياسي ان وجد بعض الشأن والاهمية  في الداخل ويحسب له حساب ، ولكن اي خطاب هذا الذي تمزقه كل هذه النعرات والخصومات والمصالح الشخصية ، اي خطاب عفن هذا الذي نريد ان نسير به مجلس الشيوخ في امريكا وهذا الخطاب يتلاعب به اشباه الكتبة من وراء المحيطات بكتابات مسمومة  ،لا تريد سوى الحاق المزيد من الذل والماسي بابناء الوطن  المغلوبون على امرهم ،اي خطاب مقرف هذا، لهؤلاء ادعياء السياسة  القابعون في اوطان بديلة ، ويقومون ببعثرة الشتائم والمسبات ، بحجة أن فلانا يدعي بالاشورية  ولأن علانا قوميته كلدانية ويعتز بأصله وفصله الكلداني او السرياني، أتصور ان هؤلاء يعانون من مرض اسمه الفراغ القاتل ، ليس لهم شغل ولا مشغلة ، سوى أرسال ما تجود به اقلامهم التي لا تروج ألا لبضائع فاسدة  يريدون بها زرع الفتن والنعرات ووجدوا في المواقع الالكترونية خير مرتع لها يفرغون عن طريقها ما يعتمل في نفوسهم  والانكى من ذلك ،تعلموا أن يبعثوا بخطاباتهم وتوصياتهم هذه الى مكاتب المسؤلين في العراق ، ومقاصدهم لا تتجاوز ، بيان لهؤلاء المسؤلين بأن مسيحي العراق ليسوا سوى شراذم متفرقة وشيع متصارعة لا يهمهم سوى مصالحهم الشخصية والحزبية الضيقة ، كنا ولا زلنا نتمنى أن ينصرف هؤلاء الى أشغالهم ، ويجدوا لهم عملا شريفا ،  فالعمل وحده كفيل ان ينتشلهم من الادمان على المواقع الانترنيت ودردشات البالتوك وارسال المذكرات  وغيرها، هؤلاء الذين يدبجون الانشاءات والاملاءات الخطية من خارج الحدود ،وأنا على يقين ، بأنهم ،خلال سنوات الحصار الجائر ، لم يمدوا أياديهم ليسعفوا جائعا او عطشانا بلقمة خبز او بقطرة ماء ، بينما أخوانهم ابناء جالياتنا الاصلاء في الخارج ايضا ، المترفعين عن الكتابة التصارعية وتوجيه المذكرات ويهمهم الشأن الداخلي في الوطن بقدرما يستطيعونه من مساعدة من في الداخل،كانوا يكدون ليل نهار، ويقطعون من أفواههم ليرسلوا وبهدوء وبدون ضجيجح اعلامي ، ليس فقط الى ذويهم بل الى ابعد الاقارب ،بل حتى للغرباء ،ليساعدوهم للبقاء في الوطن وتحمل وزر العقوبات الدولية القاسية انذاك، رجائي من جميع المتناطحين والمتصارعين على من على منابر الالكترونية ... أرجوكم ،  لي  دعوة شخصية اوجهها لكم ، ادعوكم ان تستجيبوا لها ، بدل التصارع على التسميات والتحزب والمهاترات الكلامية والكتابية ، شدوا حقائبكم فورا واقطعوا كل ما يربطكم باوطانكم البديلة وأشتروا لكم جواز سفر عراقي من اي نوع كان ، لأن الجواز العراقي سيعفيكم من دوخة الرأس و أستحصال الاقامة وتجديدها ، واجلبوا معكم العيال بعد أعطائهم ،كم درس خصوصي باللغات الكلدانية و الاشورية و السريانية وامهات العيال شريطة ان يتجنبن  عندنا النطق  بكلمة ( اوكاي) أو بكلمة  ( سوري) لأن زوجاتنا المصونات لا يعرفن هذه اللكنة ، ونخشى أن يتصارعن!! بسبب عدم التفاهم ، تعالوا هنا الى الوطن اي تعالوا نهائيا كما فعلها غيركم، وليس كما تفعلون للزيارة او لعقد المؤتمرات والمؤامرات، وليكن في عيد نوروزاي في الربيع ،لأني أخشى ان أقول في أكيتو، لئلا يتم تفسيره بالتحيز ، لتشتركوا في دوري للمصارعة الحرة الغير المقيدة ، وسننصب لكم في احدى قصباتنا حلبة مصارعة ،للتصارعوا فيها الى ماشاء الله ، وسنختار لكم حكاما نزيهين  وعندما تتعبون،فكروا كيف ستبقون هنا في الداخل، وبما  تخدمون هذا الشعب المسكين ، وكفاكم الرقص فوق جراحات الوطن رجاء ... (فالي فينا مكفينا).....وعذرا لجميع أبناء جالياتنا الغيارى الغير الملوثين بفايروسات هذا الصراع المقيت  وهم كثر والحمدلله ،والى اللقاء     

357
  مهرجان ماركيوركيس الرياضي والثقافي الاول في ديانا

            ملاحظات لا بد من تسجيلها



  أطلعت عن كثب على الفعاليات التي قدمت في ايام مهرجان ماركيوركيس الرياضي والثقافي الاول في ديانا والمقام من الفترة 9اب ولغاية 13 منه ، وجاء اطلاعي نتيجة تكليفنا انا وصديقي الفنان لطيف نعمان من قبل المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية ، لمساعدة الشباب المكلفين ،بعرض المسرحية التي عرضت مساء 13/8 والتي كانت بعنوان             ( الصراع بين الخيروالشر ) من تأليف نينوس سياوش وأخراج البيرت حزقيال ،وقد عرضت بالتعاون بين المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية ومركز أشور الاجتماعي ، وكان لحضورنا ، ايام التمارين على المسرحية ، اثر كبير على رفع المستوى الايدائي ،للشباب المشاركين فيها وخاصة ماأنجزه المخرج لطيف نعمان ، حيث أستطاع و خلال فترة قصيرة ، ان يقدم عملا مسرحيا نال ، استحسان جميع الحضور، الذي غصت بهم قاعة مركز اشور الاجتماعي ، لقد كان مدير عام الثقافة والفنون السريانية على صواب عندما ،أقترح علينا  المساهمة في رفع أيداء هؤلاء الشباب لأدوارهم في المسرحية المذكورة ، وكذلك لولا هذا الايفاد ،لما أستطعت من الاطلاع عن كثب ،على الفعاليات  والتفاصيل لهذا اللقاء الشبابي الرائع والذي عقد تحت اسم مهرجان (ماركوركيس الرياضي والثقافي الاول في ديانا ) ، المهرجان بدأ يوم  9أب الجاري ، بأفتتاحية حضرها معظم المسؤولين الاداريين والحزبيين في قضاء سوران وديانا ، وبعض المسؤولين من أربيل، تخللت المهرجان فعاليات رياضية وثقافية ، حيث جرت اولى مبارات الدوري لكرة القدم ، والذي أقيم بين الفرق المشاركة ، حيث بلغ عددها  (عشرة)  فرق من ديانا وهاوديان وشقلاوا وعنكاواوتلكيف وكركوك وبرور، ورياضيين قدموا من أورمي شاركوا بمسابقات لعبة التنس ، أضافة الى شباب ساهموا، كفرق بمسابقات علمية وادبية ،كانوا يتبارون يوميا  بطرح أسئلة في مختلف المناحي الادبية والعلمية والتاريخية والجغرافية والدينية وغيرها ،معدة من قبل لجان مختصة ،وأيضا في مجال الرياضة كانت هناك مبارات بين رياضيين في التنس والشطرنج،ولكلا الجنسين ،أضافة الى المعرض التشكيلي ، ومعرض للأعمال اليدوية والنشاط المسرحي ،كنت أشاهد الشباب في لقائهم هذا مجتمعين في قاعة الكنيسة ، للتحدث عن مشاعرهم والافصاح عنها بحرية تامة ، او أطلاق النكات البريئة ، او الترنم بلغة الام ببعض الاغاني التراثية وغيرها، حقا لقد استطاعت اللجنة المشرفة على المهرجان وعلى رأسهم الاب يترون يونان  راعي كنيسة ديانا والذي يتمتع بروحية  شابة ، وهو بأستطاعته ، أن يأسر قلوب شبابنا ، حيث لمست مقدار تعلقهم به ، ومدى تقبلهم لما يبديه من ملاحظات،وأنهائه بوقت قصير جدا  لبعض الغصومات الصغيرة التي تحدث عادة بين الشباب، عند التنافس على هذا المركز او ذلك  ، وكان كل همه  أنجاح المهرجان وأسعاد شبابنا وأدخال البهجة والفرح الى قلوب الجميع  ، وهو لم يكن يكتفي ، بأصدار الاوامر والنواهي وغيرها ، وأنما كان يعمل بنفسه ، ساهرا على راحة الجميع ، كان يوضف كل اوقاته لخدمة شبابنا المتجمعين هناك ، يحرص على راحتهم ، لا ينام ولا يرتاح ألا حينما يخلد الكل الى النوم ، وكنت اراه منذ الصباح الباكر وهو مع الشباب في كل خطوة يخطونها وفي كل مسابقة يجرونها، وفي كل فعالية ينون القيام بها ، والامر الاخر بلغ عدد المشاركيين في فعاليات هذا المهرجان ، اكثر من 200 شاب وشابة ، أستطاعت اللجنة المشرفة توفير السكن للجميع، وكان مجرد ألتقاء كل هؤلاء الشباب ، وعيشهم المشترك وأختلاطهم بالبعض خطوة رائدة للتعارف ، وتبادل الاراء والخبرات والتجارب ، أضافة الى متعة هذا القاء الرائع  ، في أجواء ديانا الساحرة و لياليها الجميلة ، حيث كانت تصدح حناجرهم باللغناء والهتاف على أصوات الطبل والمزمار ، للفرق الفائزة وغيرها من الفعاليات الفنية الجميلة  ، ولكن ما اود الوقوف عنده هنا ، هو ما لاحظته من الجهود والتفاني من بعض النسوة من أهالي هذه القصبة الرائعة ديانا ، كنت أراهن ، منذ الصباح الباكريقمن ، بأعداد طعام الفطور ، لجميع الوفود والمدعويين ، وكذلك يفعلن ، مع جميع الوجبات الاخرى الغداء والعشاء طيلة أيام المهرجان ، انها مبادرة أكثر من رائعة ، نساء بأعمار يتجاوزن ، اعمار أمهات ،الشباب المتبارين  ، يقمن بخدمة أبنائهن بدون مقابل ، وتسعدهن كلمة شكراكثر من كل كنوز الارض ،ولربما ينسى البعض من أطلاقها لأنشغاله بأمور أخرى، لا أدري بماذا توصف تلك الجهود الجبارة خلال الايام الخمسة لهذا المهرجان الرائع،فمن المتبع ان تقوم المطاعم والفنادق باطعام وأيواء هذا الحشد المشارك في المهرجان،ولكن  ما رايته في ديانا وما لمسته من تعاون بين اهلها الطيبين ، جعلني اعود الى الوراء عشرات السنين ، الى ايام التي كانت مجتمعاتنا تعيش حياة مشتركة بين العوائل والاقارب كل يهرع لمساعدة الاخر ، ويبذل ما في طاقته من أجل راحة جاره أو قريب من أقربائه ، رحم الله تلك الايام التي لم يبق زمننا هذا الجائر ، شيئا منها، سوى ما وجدته في هذه القصبة الرائعة ( ديانا ) والتي لا يتجاوز عدد العوائل المسيحية فيها على 150 عائلة وأستطاع  الاب يترون يونان  والقائمين على المهرجان ، أستضافة ما يعادل  سكانها ، واتوا بأمر لا زالت تعجز عن الاتيان بمثله او حتى باقل منه قصبات  يتواجد فيها شعبنا بأضعاف أضعاف ما موجود في هذه القصبة الصغيرة بحجمها ، والكبيرة بقلبها الواسع الذي ضم بين جوانحه كل شبيبتنا ، ولكن الامر المؤسف حقا ، تجاهل وسائلنا الاعلامية ، وخاصة قناتي أشور وعشتار لهذا الحدث الهام بالنسبة لشبابنا على الاقل تقدير، وتجاهلتا هذا المهرجان وايامه الجميلة التي تمتع بها اهل ديانا وضيوفهم الكرام.. و تميزت  فضائية كوردستان مشكورة بنقل وقائع هذا المهرجان وجميع فعالياته ولطيلة ايامه، وكانت محل شكر وتقدير من قبل جميع المشاركين في ذلك الملتقى الجميل



358
 
  حفلة بالو ساهرة في فندق شط العرب _البصرة
      والدعوة عامة للجميع لرخص اسعارالتذاكر
                                                                                                                          بطرس نباتي
   
عندما يُكتب او يتم الحديث عن مجتمعاتنا الشرق اوسطية  وما تسودها من علاقات اجتماعية او غيرها ،وما تشهده من تطور او تخلف ،تعود منظرونا من تكرار سبب واحد لا غيره ، فهم يرجعون في بيان أسباب التخلف الى الاستعمار الغربي ويتهمونه بأنه كان وراء جميع البلاء الذي اصابنا فهو الافة التي جمدت عقول علمائنا منذ الازل، وهو ألاساس في تقسيم الشعوب العربية، وهو سبب في عدم اعطاء الحقوق وتأسيس دول قومية للقوميات الصغيرة، وهو الذي جلب لنا مصائب في فلسطين والصحراء الكبرى ،ودار فور وجنوب السودان ، وهو الذي منع من دخول التكنولوجيا الى بلداننا ، وجعلنا نستخدم الجمال والحمير في تنقلنا ، بعدها أدخل القاطرات البخارية وبعدها بالديزل ، وهو اي الاستعمار اللعين،حاربنا في عدم ممارسة شعائرنا الدينية، ومنع عنا الصلاة والعبادة ، والاستعمار اللعين ذاته اليوم جائنا بدباباته ، ومنع علينا الخمر والميسر والفساد المالي  ، والبوك العلني ، وانقطاع الكهرباء ، والحر الشديد والغبار العاتي ، وجائنا ليفرض على نسائنا الحجابات السميكة ، والكفوف البيضاء الطويلة ،وأجبرهن على لبسها حتى عندما تبلغ درجات الحرارة في البصرة وبغداد اكثر من 50مئوية، والاستعمار يغمز لأسرائيل بضرب لبنان وأطرافها من العرب المساكين بالقنابل وتمطر عليهم النار والكبريت، وتجعل من حال هؤلاء المساكين أفضع من حال سادوم وعامورة رغم الخطايا المرتكبة من قبل أهل هاتين المدينتين، وبراءة ومسالمة العرب المساكين، وتمادى بعض كتابنا ،الى اكثر من ذلك لحد، اصبحوا يوعزون العجز الجنسي الى تدخل أستعماري سافر في شؤوننا الجنسية،من كثرة تكرار هذا المفهوم والبناء عليه أصبحت اجيالنا تعتقد ، بأن الاستعمار هذا هو ربها الذي يسير كل شيء في هذه الدنيا والويل للذي يحاول الخروج على أرادته ، سأعرض مع المقال بطاقة دعوة صادرة في 1954  ، ولنقيس عليهاأحوال مدينتنا الرائعة والجميلة مدينة الفيحاء ، اين كانت واين اصبحت، وبفضل من كل هذا التطور والسير الى الوراء التي تشهده ..رغم ما نقرأه في الملحق  ، وأني على يقين بأن عبد الباري عطوان ،وبعض الكتاب الذين يعيشون على فتات الغرب الاستعماري ، سيقولون بمثل هذه البطاقة ،كان المستعمرون الانكليز يعيثون الفساد في اراضينا المطهرة، وهم كانوا وراء أفساد أخلاق الشعوب العربية المقدسة ، واليوم يتم تحريرهذه الشعوب من هذا الدنس بواسطة ، محاربة التكنولوجيا والفن وخاصة الموسيقى لأعتبارها مزمارا للشياطين ، لنتريث قليلا ونقرأ( بدون تعليق )ما سيقدم في (حافلة بالو ساهرة)   

 

   

359
من اجل محاكمة دولية لمرتكبي الجرائم ضد ابناء شعبنا
                   
                                                                                               بطرس النباتي
              

   أصوات أستنكار ومقالات شجب ،وغيرها رافقت ،الجريمة التي أقترفتها الايادي الاثمة ،ضد طلبة الجامعات في بلدة بخديدا ،وهذه الظاهرة أي ،الاستنكار والشجب،  اصبحت تتكررأثر كل عدوان او تفجير،أو اي فعل عدائي يكون نتيجته سقوط العديد من الضحايا ، فبعد الاعتداء الاثم على المسيحيين في بغداد وتفجير الكنائس، تفجرت موجة من الاستنكار و أستشهاد المطران فرج رحورافقته سيول من الادانة والاستنكار والانكى من ذلك ، ان الحكومة بكاملها من أعلى الرئاسات فيها وحتى الادنى تجنح هي الاخرى الى أرسال رسائل الاستنكار والشجب وكأن هذه الاحداث ترتكب في قارة اخرى وليس في المؤى الذي يضم كراسيهم وحكمهم ،ويبدوا ان الحكومة في العراق اصبحت محل التندر لكونها تكتفي بالاستنكار والشجب ولا تستعمل أدواتها في كشف الجناة ،والسؤال المتبادر الى الذهن ، يا ترى هذه السيول من برقيات الاستنكار وأنطلاق الحناجر بالهتاف ، والزعيق عبر الانترنيت وغيرها من وسائل الاعلام التي تهتف ليل نهار ب ( لا للأرهاب... ولا للقتل والاختطاف والمتفجرات وعقد الندوات لأبراز العظلات والضحك على ذقون السذج ، هل  تجدي نفعا في وقف نزيف الدماء الزكية للشعب الكلداني السرياني الاشوري في العراق؟ نستنكر ماذا ؟ ونصرخ بوجه من؟ لقد وصلت ايادي الاثم والجريمة الى حدود لا يمكن المزايدة عليها ،ولا يجوز لمن يعرف جزء صغير من حقيقة ماحدث، وخاصة ان كان من ممثلي شعبنا في البرلمان او سياسي يترأس حزبا او تجمعا سياسيا او غيره ، ويقوم بأخفاء المعلومات  او يخشى التصريح بها أوفضحها ، فمن يعرف ولو جزء مما يحدث  ولا يبوح بها فهو اما شيطان اخرس ،أو يريد لجراحات هذه الامة أن تتقيح بمزيداته الوقحة  بالشعارات البراقة التي لا تجدي نفعا ، واول من  يتحمل المسؤولية قبل السلطات الامنية في الحكومة العراقية هم بعض مسؤولي أحزابنا القومية الذين يدعون معرفتهم بحقيقة هذه الجرائم ومرتكبيها ، ويقوموا بطمس رؤوسهم في الرمال كالحيات حين مطالبتهم بالكشف عما يمتلكون من معلومات ، أما بالنسبة الى الحكومة العراقية وسلطاتها الامنية  فانها  بدل أن تعمل وتبذل الجهود من أجل حماية مواطنيها يقف مسؤوليها يستنكرون ويشجبون ، والمعروف منذ وجود الحكومات والانظمة أن السلطة التنفيذية من أحدى مهاماتها الرئيسة ، هي العمل على تطبيق القوانين والانظمة  وعدم وقوفها مشلولة  الايدي ، مكتفية بالشجب والاستنكار  ، ماذا يجني هذا الشعب من الادانة والاستنكار ، بأي حق يبدي  رئيس الجمهورية او رئيس الوزراء أو محافظ  او عضو برلمان استنكاره وشجبه  ، فمن المعيب حتى للمسؤول الاصغر  في قوى الامن اوغيرها الاكتفاء بكلمات الادانة والاستنكار و أظهار السخط والغضب ، المرجو منهم هو العمل الجاد من اجل أنقاذ الوطن الغارق بمشاكللا تحصى، ولكن قبل تطرقنا لموضوع الرئيسي للمقال لنقف قليلا عند ،الرموزوالشخوص والئات التي تحكم عراق اليوم ،  هؤلاء الذين يحكمون اليوم هذا البلد ، لم يكن مجيئهم نتيجة ثورة شعبية أو حتى عن طريق أنقلاب عسكري كما تعودنا عليه خلال التاريخ السياسي الحديث للعراق ، كما لم يكن مجيئهم الى سدة الحكم ، عن طريق الانتخابات والترشيح ،لنفرض جزما ،هم كانوا في الماضي مناضلين يقارعون أعنف دكتاتورية في تاريخ العراق ، وهم فعلا قدموا القرابين والشهداء ، هم خسروا كل شيء ، هجروا من الوطن قسرا ، أعلنوا الحرب على النظام الفاسد ،منذ عشرات السنوات ، وكذلك النظام هو الاخر لم يقصر بحقهم فرض عليهم الاظطهاد والسجون والمعتقلات ، ورغم تضحياتهم الا انهم لم يسقطو  ذلك النظام الغاشم ، رغم أنه كان نظاما متهرئا ومنخورا من الداخل ،ومعزولا عن العالم ،الا انهم لم يتمكنو من اسقاطه ولولم تتحرك امريكا وبشفاعة ومباركة  الامم المتحدة ،لأستمر النظام  بحكمه التعسفي لعشرات السنوات القادمة ولشهد العراق حكم عدي واولاده، واحفاد حلى ايضا و لما استطاعو ان ينالو منه شعرة واحدة، ،أذن لنقر جميعا ان قوات التحالف ، هي التي أسقطت النظام وأن كان هناك أي فضل في أسقاط النظام على الشعب العراقي ، فهذا الفضل  لا يعود مطلقا الى الاحزاب الحاكمة اليوم ، وانما يعود الى القوات الامريكية فقط دون غيرها ، وبعد أسقاط النظام  دعت هذه الاحزاب والقوى المتنفذة والمتسلطة على الحكم حتى يومنا هذا، الى وليمة تقاسم االسلطة حسب التقسيم الطائفي في العراق اولا وحسب الرموز والشخصيات والقوى العراقية المعروفة بنظالها ضد النظام ،والتي لم تخل في بدايتها، من الافراح والليالي الملاح ، و ما صاحبها من فرهود وأعمال سلب ونهب كان يجب ان يندى له جباه المستلمين لزمام الامور انذاك ،
  ، من يقرأ كتاب بريمر حاكم العراق ، والذي صدر بعنوان سنة في العراق ، ولا أدري مدى صحة ما يرويه هذا الرجل ،وبرأي لو لم يكن صادقا ، لرافقته سيول من الاستنكاروالتكذيب لآقواله، من قبل معظم السياسيين الذين ذكرهم في كتابه، او في بعض تصريحاته للصحافة العالمية ، أذن سكوتهم يعني ان الرجل ليس كاذبا ولم ياتي بشيء يناقض الواقع المر الذي صاحب تغيير النظام واستمرت العديد من نتائج تداعياته لحد الان، فعندما نطلع على ما كتبه ،نلمس من خلال ألاتصالات التي كان يجريها بريمر ، ان اغلب القادة الذين يحكمون منذ تلك الفترة والى الان  قد جاءوا برغبة وارادة أمريكية وبأختيار امريكي ، وحتى انه اي بريمر كان في بعض الاحيان  يجبرهم على أستلام دفة الحكم ، وسط تردد البعض وممانعة البعض الاخر ،  ولكن بعد ان أستلموا الشرعية  من العراقيين  في الانتخابات الاولى ،رغم ما تخللها من نواقص وعيوب وتزوير وغيرها ، أصبح تنازل أحدهم للأخر أهانة ما بعدها اهانة لا يمكن أن تغتفر، وخاصة بعد الانتخابات الثانية التي جرت مؤخرا  ولكن هذا التنازل والاعتراف بالاخر أن كان نابعا من ، مدى مقدرة أحدهم على خدمة العراقيين أكثر من الاخر ، كنا نحن عباد الله المساكين ، ننتظر مهزلة الاعتلاء على الحكم الى يوم القيام ،ولكن في خلال الاعوام الماضية تم تجريب  قدرتهم وقابليتهم جميعا على من منهم قدم خدمة واحدة او تمكن من ترتيب البيت العراقي المنقسم على ذاته والمحتاج للألاف الاشياء بدأ من سكاكين وملاعق المطبخ الى سرير غرفة النوم ، من استطاع ان يوفر بعض مستلزمات واحتياجات هذا البيت بدأ من الامن والامان وانتهاء بتوفير الكهرباء والعيش الكريم الذي يستحقه كل عراقي ،ماذا فعلوا لجيش من الخريجيين الجامعيين ، العاطلين عن العمل ؟،ماذا قدموا لبناء اقتصاد قوي ؟ وتنمية قدرات العراق الاقتصادية كم مسكن اشادوا لحل ازمة السكن؟ كل هذا التدهور الاقتصادي في حين بلغت  ميزانية العراق لعام  (2010   ) 72.4مليار دولار وهي تعادل ميزانية أربع دول مجتمعة هي سوريا 16مليار والأردن 7.6 مليار ولبنان 6.2 مليار ومصر 36.5 مليار بدون العجز ,مصر التي يبلغ عدد سكانها ما يقارب 70 مليون نسمة . اضافة للفرق في نسبة السكان،فهذه الدول تقع في مواجهة اسرائيل وما يقتضيه صراعها المزمن والتاريخي مع هذه الدولة من استحضارات عسكرية وقتالية وصرف معظم ميزانياتها على اقتناء الاسلحة المتطورة ونواحي اخرى امنية ودفاعية ومشاريع أخرى لا يعلم بها الا رب العالمين  ، عن هذه التساؤلات وغيرها ،غالبا ما يتشبث قادة العراق الجديد كما يحلوا للبعض تسميته ، بأنعدام الامن والامان وسوء الحالة الامنية،ولكن من خلق ويخلق حالة الارتباك الامني في البلاد ؟ ، ثم الا تستطيع كل هذه الاموال ؟ أن صرفت بشكل معقول ان تحقق الامن والامان والرفاه للشعب العراقي ولماذا تتصارع هذه الاحزاب والقوى السياسية والدينية فيما بينها ؟ أترى أنها تتقاتل من اجل الحقائب وعلى مقدار أستحواذها على  الحصة الاكبر من الميزانية العراقية اعلاه  ، أم على ما يمكن ان تقدمه من خدمات وامان ورفاه لهذا الشعب المنكوب ،فهي بلا شك سببا في  معظم تداعيات الوضع الامني في العراق حيث يهمها ما تجنيه من مكاسب مادية  وليس ما تحققه للشعب العراقي المبتلى بها ..
وضع (الكلدان الاشوريين السريان) بعد التغيير
الوضع الذي بات عليه شعبنا  بعد أندحار النظام و بعد استشراء العنف والصراع الطائفي والقومي أصعب وضع يواجهه لأسباب
1-   البعد الديني في المنحى المد الديني الذي تشهده المنطقة وخاصة بعد الثورة الايرانية وتطبيق ولاية الفقيه في ايران ، وما يحمله تدخل الدين بالسياسة ولا اقصد الاسلام انما جميع الاديان بدون استثناء،  أصبح تقبل الاخر بما يحمل ذلك الاخر من أختلاف في العقائد والايمان من الصعوبة وخاصة لدى الشريحة الواسعة من الاميين ، الذين أستطاعوا التغلغل بين صفوف الاحزاب ( الدينية خاصة) التي تحكم العراق بعد التغيير
2-   خطورة ما تمارسه بعض الكنائس الغربية من حملات التبشير وسط المسلمين التقليديين ، وخاصة تسخيرها لوسائل الاعلام وشن الهجمات على المعتقدات وغيرها مما يولد الضغائن تجاه المسيحيين المشارقة ، لا شك بانه يولد ردود  فعل غالبا ما تتسم بالعنف تجاه السكان الاصليين ويكونوا ضحاياه ابرياء لمشاريع يغذيها غيرهم سواء بالخفاء او بالعلن  
3-   النسبة العددية لأبناء شعبنا مقارنة بالشعوب الاخرى حيث شهدت هذه النسبة تناقصا حادا وتدريجيا، يوما بعد اخر نتيجة الاضطهادات المتلاحقة التي تعرض لها شعبنا على مدى تاريخه ، أبان وبعد الحربين الكونيتين
4-   كنتيجة هذا التقلص في نسبة السكان  تقلصت ايضا الاراضي والقرى والقصبات العائدة لأبناء شعبنا ،وجاءت أحتلال هذه الاراضي من قبل الاخرين أما بالاستيلاء القسري أو بالاستيلاء حسب القوانين ، وبموجب فقرة غير محددة في التفسير القانوني وهي ( يتم وضع اليد او الاطفاء لما تقتضيه المصلحة العامة) وهذه المصلحة العامة غالبا ما يتم فرضها او تشخيصها من قبل أداريين ، لا يفقهون شيء عن طبيعة التكوينات القومية والاثنية في الوطن ، وأغلب قراراتها تصاغ في دهاليز السياسة بعيدا عن مقتضيات الادارة وغيرها
5-     يتعرض ابناء شعبنا للهجمات الشرسة طوال تاريخه منذ سقوط عاصمته نينوى وخلال تاريخه الحديث ايضا  فشعبنا على طول تاريخه كان معرضا للتامر الدولي والاقليمي  وللمزايدات السياسة والمصالح الدولية وكان احد ضحاياها ، فليس من المستبعد ان يتخذنا البعض كبش فداء ، لأتهام هذا الطرف او ذاك وألقاء المسؤولية الجنائية على هذه الجهة او تلك
6-     ألانقسام الحاد بين الكنائس ورجال الدين أولا ، وبعدهم رجال السياسة وما تدعى باحزاب    شعبنا ، وصولا الى رجال الفكر والثقافة ، وأنعدام الرغبة في الالتقاء مع بعظهم  ولو كان من باب اضعف الايمان  وخاصة حول بعض القضايا المهمة والملحة ، ففي حين ينادي البعض بالحكم الذاتي ، ينادي الاخر بالادارة الذاتية ، واخرون بتثبيت حصصهم قبل كل شيء في الوزارة والسلطة وغيرها


الحل او ما العمل :
•   بعد هذا الاستعراض ، سيطالبني العديد من القراء بالحل ،  لا اؤمن مطلقا بالدعوات التي تنادي بوحدة الكنائس والاحزاب والقوى السياسية ، لأننا في الظرف الراهن وما نشهده من أنقسام حاد في المصالح الشخصية ، والتنافس على المصالح الخاصة ، أستبعد هذا الامر ، ولكن ما يجب مطالبة هؤلاء فقط بوضع مسودة أتفاق فيما بينهم على ثلاثة أمور مهمة
1-   أن يعقدوا فيما بينهم أجتماعات دورية تشاورية في القضايا الاساسية والمستجدة التي تواجه شعبنا كالاضطهادات ومشاكل الاراضي والقرى، وأن تكون هذه الاجتماعات على مستويات الفروع واللجان المحلية في مناطق تواجد أبناء شعبنا ، وليس من الشرط أو من الضرورة الاتفاق  فيما بينهم على كل الامور
2-   أن يكونوا فيما بينهم مجلس أعلى أستشاري يظم رؤساء الاحزاب يجتمع عندالضرورة
3-   ايجاد الية لأيجاد مجلس خاص بالكنائس على مستوىالابرشيات في كل محافظة أو في كل قصبة ، ينعقد للتشاور والبحث في الامور والقضايا التي تهم ابناء شعبنا الغير الروحية ، مقتصرا على ما يتعرض له ابناء شعبنا للهجمات الشرسة ومدى مساهمة هذه الكنائس للتخفيف من حدة نتائج هذه الهجمات ، وحث المؤمنين ابناء هذه الكنائس على التوحد ونبذ الكراهية وغيرها من الاخلاق المسيحية الفاضلة وهم أدرى بها منا جميعا حسب تصوري
وجهة نظر مطروحة للمناقشة

في رأي ولا أدري مدى صحته او مصداقيته ، بما أنه هناك أستهداف لأبناء شعبنا سواء بأغتيال رؤسائه الدينيين أمثال مثلث الرحمة  المطران الشهيد فرج رحو ، والاب رغيد وما يتعرض له  رجال الدين من مضايقات في اقامة الطقوس والشعائر المسيحية  أدى الى أنحسار ممارسة شعبنا لطقوسه المسيحية في جميع أنحاء العراق بأستثناء أقليم كردستان، ونتيجة الارهاب المنظم الذي تتعرض اليه في هذه المناطق من القتل وتشريد وأفزاع العوائل ، وأجبارها تحت التهديد والوعيد بترك وتغير محل سكناها ، وأخيرا ما تعرض له طلاب بخديدا هذه كلها تدخل ضمن تعريف محدد يسمى ممارسة الاضطهاد ضد عرق أو جماعة من لون وأصل أثني أخر حيث نص  (إعلان الأمم المتحدة الصادر في 20 /11 /1963  للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري ،أذ أكد الإعلان على (أن الجميع متساويين أمام القانون ، لهم دون تمييز حق متساو في حمايته وحق متساو في الحماية من أي تمييز ومن أي تحريض على مثل هذا التمييز)) ، وذكر الإعلان ((أن أي مذهب يقوم على التفرقة العنصرية أو التفوق العنصري مذهب خاطئ علميا ً ومشجوب أدبيا ً وظالم وخطر أجتماعيا ً، وأنه لايوجد مبرر نظري أو عملي للتمييز العنصري)). كما أبدى الإعلان القلق الشديد من ((التمييز بسبب العرق أو اللون أو الأصل الإثني في بعض مناطق العالم)). ووضع الإعلان ضوابط لمنع التمييز بين البشر على أساس العرق أو اللون أو الأصل الذي يمثل إهانة للكرامة الإنسانية (المادة 1) ، وحظر على أية دولة تقوم، عن طريق التدابير الضبطية أو غيرها، بتشجيع أو تحبيذ أو تأييد أي تمييز بسبب العرق أو اللون أو الأصل الأثني يصدر عن أي جماعة أو مؤسسة أو فرد (المادة 2) ، وأعتبر جريمة ضد المجتمع ، ويعاقب عليه القانون، كل تحريض على العنف وكل عمل من أعمال العنف يأتيه أي من الأفراد والجماعات ضد أي عرق أو أي جماعة من لون او أصل إثني آخر (المادة9). وهناك العديد من الطرق والضوابط القانونية المنصوصة عليها في مواثيق الامم المتحدة في تقديم مثل هذه القضايا ،امام المحاكم الدولية أو المحاكم الخاصة ، وفي مثل حالة العراق، يتمكن من يتعرض لمثل هذه الجرائم التي تدعى بجرائم ضد الانسانية من تقديمها امام محكمة العدل الدولي ،والطريقة المثلى التي يجب سلوكها من اجل تحقيق هذا الهدف تتم وفق مايلي
•   على العوائل او الافراد الذين يتعرضون لمثل هذه التصفيات ان يتقدموا بشكاويهم الى المحكمة الدولية اما بشكل فرادى او بشكل جماعي
•   استحصال ما يثبت عجزالمحاكم المحلية المختصة  في مناطق وقوع هذه الجرائم عن متابعة مرتكبيها  وتقديمهم للعدالة ، وتقديم صور للقرارات الصادرة من هذه المحاكم وخاصة تلك التي تنص على تقييد هذه الجرائم ضد مجهول ، او أستحالة أحضار المتهمين أمامها، لأن هذه المحاكم الدولية لا تنظر في الدعاوى ألا عندما يتعذر الحكم فيها من قبل المحاكم المحلية
•   عدم الاعتماد على التصريحات والاقاويل التي يطلقها البعض من اجل الدعاية فقط ،لأن الجرائم المرتكبة التي سوف ترفع الى المحاكم الدولية يجب أن تأخذ العوائل المتضررة زمام المبادرة بنفسها،وذلك عن طريق توكيل وكلاء ومحاميين قانونيين دوليين ،ويمكن الاعتماد على أبناء شعبنا من القانونيين وخاصة ،من ابناء جالياتنا في هولندا اوبلجيكا أو غيرها ومن يرغب ان يساهم بحق برفع هذه الدعاوى من أحزاب ومنظمات شعبنا ، فقط عليه ان يقدم المساعدة وذلك عبر ما يلي :
•   أستلام التحقيقات النهائية والاحكام التي صدرت من المحاكم الجنائية العراقية حول هذه الجرائم بغية تقديمها الى المحاكم الدولية للأثبات بأن هذه المحاكم عاجزة عن التحقيق او الوصول الى كشف مرتكبيها .
•   ب - جمع المعلومات والشكاوى العوائل المتضررة لرفعها الى الجهات ذات العلاقة
•   ج-- بحكم تواجد ممثليهم وفروعهم  في الدول الاوروبية يمكن ان يشكلوا عامل ضغط على المحاكم الدولية لكي تنظر بهذه الدعاوى.

   ولو اني على يقين بأن هذه التي تسمى احزاب شعبنا (وخاصة الذين يقتصر نظالهم على اطلاق الكلام الفارغ والشعارات ، وليس لديهم افعال)  ، سوف يمتنع قادتها عن ابداء اية مساعدة تحتاج اليها هذه العوائل ،لأن معظمهم منهمكون في جمع المكاسب والغنائم والاكتفاء بالجلوس في الصفوف الامامية ، لأضهار مفاتنهم أمام العدسات ،أو خروجهم من على الفضائيات في مزايدات بائسة لدماء هذا الشعب المبتلى بهم ،  
ولربما هناك من يعترض على تقديم مثل هذه الشكاوى أمام المحاكم الدولية ، متعللا بأن المدة التي تستغرقه ربما تكون طويلة نوعا ما ، ولكن طول هذه المدة التي تستغرقها ، هي من أحدى المكاسب الرئيسية التي تحققها مثل هذه المحاكم لضحاياها ، فمن المتعذر جدا على المجرمين الذين أرتكبوا مثل هذه الجرائم أن يعودوا لتكرارها بوجود محققين دوليين مما يؤدي تامين بعض الامان خلال هذه المدة ، والامر الاخر ، ستكون هذه المحكمة اذا ما تم أقناع القائمين عليها من النظر في الدعاوى المرفوعة اليها ، وأنعقادها ، سابقة قضائية لا مثيل لها في تاريخ شعبنا المعاصر ، فهناك العشرات من الجرائم ضد الانسانية التي ارتكبت بحق ابناء شعبنا ، ولكنها للأسف نتيجة عدة عوامل منها داخلية خاصة بالتناحرات والصراعات بين أبناء شعبنا ومنها خارجية ، تخص مصالح القوى الدولية الكبرى ، بقت هذه الجرائم والانتهاكات مجرد ملفات عتيقة محفوظة في المكتبات او في ذاكرة الاجداد،لذلك يتوجب بذل كل الجهود كي لا تمرهذه الجرائم التي ترتكب بحق ابناء شعبنا في جميع مناطق تواجده كما مرت تلك الجرائم الاخرى سواء في سميل او صوريا او غيرها ..

  

360
السيد وزير الصحة في حكومة اقليم كردستان المحترم
 

                                                                                      بطرس نباتي

لا يخفى عليكم مدى مساهمة الكوادر الصحية من الكوادر الوسطية في التمريض أوأطبائنا الموقرون من أهالي عنكاوا من تقديم خدماتهم لأبناء محافظة اربيل ، حيث كانوا من الطلائع الاولى التي عملت في السلك الصحي في المحافظة ،ولم يبخلوا في تقديم كل جهودهم وبأخلاص لتقدم هذه المهنة الانسانية ويشهد العاملين معهم مقدار اخلاصهم وتفانيهم في عملهم سواء في الماضي او الحاضر .
  وقد شهدت عنكاوا خلال السنوات القليلة الماضية تقدما في عدة نواحي ،منها النمو المطرد في الكثافة السكانية والعمرانية ، وخاصة بعد ان هاجر اليها العديد من العوائل المسيحية من مختلف مناطق العراق التي تشهد الاضطرابات،وعدم الامان  وبعد ما تعرض له المسيحيين من سوء المعاملة وصلت لحد التصفيات الجسدية والنيل من  وجودها  وذلك بدفعها للهجرة وترك  الوطن ، وعندما كانت عنكاوا قصبة صغيرة او ناحية ، كانت الخدمات الصحية تقدم من خلال مركز صحي صغير هو مركز الشهيد الدكتور حبيب المالح الصحي ، وقامت وزارة الصحة مشكورة بفتح مركز اخر جديد في العام المنصرم ،والذي يقدم خدماته الصحية أيضا للأحياء الجديدة التي تقع شمال القصبة ، ورغم ما يبذله الكوادر الصحية والادارية العاملة في هذه المراكز من جهود ، نجد ان الخدمات الصحية المقدمة ليست كافية ، ولا ترقى الى المستويات الدنيا من طموحات أهلنا في عنكاوا ،لذا نرجو من السيد وزير الصحة في حكومة اقليم كردستان ومن القائمين على الشؤون الصحية في المحافظة ،دراسة المقترحات التالية ومناقشتها مع الكوادر الصحية العاملة في عنكاوا لعلها تساهم في زيادة الخدمات المقدمة في هذا الجانب الانساني والمهم في حياة المجتمعات  
 1-  نشهد في الحالات المرضية الطارئة والتي تتطلب علاجا سريعا ، الالتجاء الى مستشفيات الطواريء في اربيل ، وهذا ما يؤدي الى صعوبة الوصول الحالة المرضية الطارئة الى مستشفيات المحافظة مما يؤدي الى الوفاة ،او تأخر العلاج ،نطالبكم وبالحاح  بوضع وحدة أسعاف فوري متكونة من عدة عجلات أسعاف ومسعفين وما تطلبه وجود هذه الوحدة، ويمكن أن تتواجد هذه الوحدة في أحدى المراكز الطبية العاملة في عنكاوا
2- المبادرة بفتح قسم خاص بالطواريء يعمل على مدار الساعة ، لأستقبال الحالات المرضية الطارئة ،بغية تقديم الخدمات العلاجية الفورية والعاجلة ثم تحويلها الى المستشفيات المتخصصة في اربيل ، ريثما يتم بناء مستشفى خاص بالطواريء او بالخدمات العاجلة في عنكاوا
3- تخصيص شعبة خاصة بالنوبات القلبية الطارئة وتزويدها بجميع المستلزمات والكوادروغيرها
4- الاهتمام بالمركزين الصحيين في القصبة وتزويدهما بالمستلزمات الصحية المتطورة، والاهتمام بالكوادر الصحية العاملة فيهما،لما يبذلوه من جهود استثنائية جبارة  لتقديم الخدمات الصحية لأهالينا في عنكاوا  
5- تأسيس مركز خاص للأمومة والطفولة ،ومستشفى  للتوليد والامراض النسائية، وشعب للأشعة والسونار وغيرها ..
كما أرجو من كوادرنا العاملة في المؤسسات الصحية في المحافظة تأييد مقترحاتي هذه. والتي الغرض منها خدمة عنكاوا وتطوير الجانب الصحي والخدمات الصحية لجميع ساكنيها.
  

361
    
  صليب العراق ينزف .. دروس وعبر
                                                                                                  بطرس نباتي  
حملة جليلة قادها رجال و أتباع الكنائس المارونية والسريانية وغيرها في لبنان للدفاع عن الوجود المسيحي في العراق تحت شعار ( صليب العراق ينزف فمتى القيامة)  هذه الحملة جاءت أثر تعرض  أبناء شعبنا في نينوى الى التهجير والتصفيات الجسدية  ،وكانت  للقناة الفضائية نورسات  دورا أعلاميا رائدا في أنطلاقتها ونقل حيثياتها وتفاصيلها  ، ما اود التوقف عنده من خطابات الشجب وأحاديث الاستنكار والادانة التي تناولت ما يتعرض له المسيحين في العراق عامة وفي الموصل بشكل خاص  ، حديث لأحد الاساقفة الاجلاء من على شاشة نورسات الذي جاء صريحا خاليا من التردد او خوف او تملق لأحد ، وهذا عهدنا بهؤلاء الاباء رؤساء الكنائس اللبنانية ، حيث قال : نحن هنا نلوم علماء  المسيلمين وشيوخهم  ، لأننا لم نسمع منهم لحد الان فتوى او حتى اسداء نصح  لأتباعهم  بالكف عن التعرض لأخوانهم المسيحيين العراقيين ، المطران الجليل أستطاع ان يضع أصبعه وبشجاعة على الجرح النازف أو على مقربة منه ،ولربما هناك من يعترض و يقول أن أضطهاد المسيحيين اليوم يخضع للعديد من الاجندة السياسية ولا دخل للدين او لعلماء المسلمين لما يحدث في العراق ، ولكن لو أستقرأنا الحالة العراقية نجد أن الاحزاب الدينية وأتباعها يسيطرون على معظم الساحة السياسية العراقية ، ان لم يكن كلها، وكان لعلماء المسلمين سواء من السنة او الشيعة الدور الهام  في أنقاذ العراق قبل سنتين من أندلاع حرب اهليه ، وبلقاء بسيط فيما بينهم وأصدار بضعة فتاوى من سادة الشيعة والسنة ،أستطاعوا أطفاء لهيبها أو تأجيلها،فأسقفنا الجليل بتصريحه هذا يعلم بهذه الحيثيات ويعلم جيدا أن هؤلاء العلماء والشيوخ بأمكانهم بأقل الجهود لو بذلوها بصدق من  أيقاف نزف الدم المسيحي لا فقط في مدينة نينوى وأنما في العراق كله ، ولكنهم بدل هذا المسعى الخير نجد بعظهم يطلق العنان لفتاوي تجبر على أخلاء ديار العرب (كما يسمونها) من غير المسلمين متجاهلين ،أن جميع هذه البلدان كانت لهؤلاء المسيحين قبل ، أنطلاقهم بغزواتهم  من شبه الجزيرة العربية ،لأستعمار هلال الخصيب وأطرافه بأسم نشر الديانة الاسلامية ،وهم يدرون جيدا ان مسيحية المشرق ليست طارئة او وليدة اليوم ، والمسيحين ليسوا كما يحلوا للبعض وصفهم طوائف أو جاليات تخدم  مصالح الغرب ، ،وفي هذا الصدد اود ان اعود الى التاريخ او الى الماضي القريب وبالذات فيما يخص ما يحدث في الموصل ليقارنه القاريء بما يحدث الان ، تذكر المصادر التاريخية  أن أهالي الموصل المسلمين والمسيحين  يوم تهديدهم بأحتلال مدينتهم ( الموصل) من قبل  نادر شاه الصفوي (1736_ 1747) تذرعوا جميعهم ،الى العذراء مريم معتصمين بكنيسة الطاهرة لتنقذ مدينتهم من أيادي هذا الشاه الطاغية ، والذي أستطاع أكتساح الهند وأحتلال عاصمتها دلهي ، وأفغانستان ومعظم البلدات الاسيوية التي لم تخلص من بطشه وأحتلاله ولكن  وبمعجزة سماوية أنقذت العذراء مدينة (الموصل)  من هذا الغاشم وفرقت شمل جيوشه ليعود خائبا  الى بلاده ، وعلى اثر ذلك  يأمر الباشا العثماني حسين باشا الجليلي بترميم هذه الكنيسة ولا زال هذا الترميم شاخصا للعيان الى هذه اللحظة، أضافة الى ما قدمه أبناء ضواحي الموصل (من المسيحيين)  أي أبناء بغديدا وكرمليس وبرطلة وغيرها من دعم للدفاع عن هذه المدينة ،حيث كانوا يضربون ويغيرون على خلفيات وأمدادات الجيش الفارسي وفي نفس الوقت يدافعون ببسالة عن بلداتهم ، وهناك تجاهل أو أخفاء متعمد لهكذا امور من قبل بعض المؤرخين ، ولكن تعمير الكنيسة الشاخص للعيان ، ، والقصص والحكايات عن الدفاع البطولي الذي يجري على شفاه كبار السن والامثلة والاهازيج المصلاوية خير دليل على ما حصل فعلا ،الامر الاخر الذي أود ان اقف عنده ،او أستوقفني بحق هو ما ادلى به استاذنا الفاضل حبيب افرام ، فهو اولا يلقي اللوم على نفسه ويقول أنا ( حبيب افرام) مسؤول  عن هذه الاحداث ولكن عندما نتأمل مليا كلماته نكتشف أن الكل معني بهذه ( الانا)  ، فالسكوت عن هذه الجرائم وغيرها  عبر التاريخ ، وبخنوعنا جميعا بدون أستثناء، نمهد عشرات الطرق لمظطهدينا لكي ينالوا منا ومن وجودنا الم يكونوا اجدادنا رحمهم الله ، يمدون رقابهم لمظطهديهم لكي ينالوا أكليل الشهادة وهناك قصص مريعة حول هذه الاضطهادات ، نقرأ في أحداها أن أحد قادة الجيش الساساني عندما وجد ان ارجل خيول جيشه تغوص في دماء المسيحيين ،روعه المنظر فأنسحب تاركا الناجين ،وهم ينتحبون متوسلين الى الجند لكي لا يحرموهم من نيل الشهادة ، والامر الاخر والذي له أمتداد تاريخي ،هو السلبية المفرطة لدى غيرنا من الشعوب وعدم أكتراثهم لما كان يتعرض شعبنا من أضطهادات ،أن لم يكن معظمهم مشتركين فيها  ،فمنذ ان بدأت أطماع الدول الكبرى والشعوب المجاورة تتجه لغزو هذه الاراضي وأستيطانها ،بحجة نشر أديان او المحافظة على الاديان ،ونحن كسكان أصليين ندفع ثمن هذه الغزوات والفتوحات، أما الامر الاخر الذي أورده حبيب أفرام والذي يعاني منه شعبنا، والذي وصفه بجملة مفيدة ورائعة يقول (شعبنا هناك يلتهي بخزعبلات تسميات وجبهات وسياسات، فلا وحدة كلمة وموقف بل تشقق مذهبي وقومي وقيادي مخيف. كلٌ يدافع عن جبهة ما وليس عن شعبه. نختلف كما في التاريخ دائماً على جنس الملائكة ونخسر مواقعنا) قول رائع ،يعبر بحق وبمصداقية عالية عما يحدث لنا ،أتصور ان قائله يريد ان يلخص مجمل ماضي وحاضر خصاماتنا وأنشقاقاتنا سواء تلك المتعلقة بالطوائف والكنائس والمذاهب الملتهين بجنس الملائكة الكرام وهل ان مريم العذراء هي ام الله ام هي ام المسيح او بالسادة قادة الدكاكين والحوانيت السياسية والحزبية المتخمين بالحقد والضغينة تجاه بعضهم ،فهم أن ادعوا بالاشورية فأنما فقط يريدوها كشعار لزيادة مدخراتهم ومشاريعهم الخاصة ومقاولاتهم ،وأن ادعوا بالكلدانية ،فأن ألتزامهم بها لا يتعدى حدود التعارض مع من يأمن بالاشورية وغيرها من التسميات ، اما السريانية وأدابها وعلومها فتبقى فقط من اجل التوازن بين التسميتين اي لكي لا يزعل المتعصب لهذه او تلك ، اما الذي يجمع بين هذه الثلاثة فطوبى له لأن له ملوكوت الله وخاصة اذا لم يأمن بهذه التسميات وأنما يتخذها لغاية في نفس يعقوب ، أما الذي يهمه بشكل مطلق عندنا  ولا يقبل مصلحة خاصة تفوق مصالح امته وشعبه فأنه  يحاول جاهدا أن يعمل في سوق الاستثمارات في مجالات البناء والتعمير  ، لأنه بواسطتها يكون بأستطاعته وقف نزيف الصليب العراقي وأحلال القيامة، لذا فهو لا يفكر سوى بأقامة المزيد من المشاريع الاستثمارية التي أصبحت من كثرتها وتعددها بحيث أصبح أحياء كاملة تحمل أسمائهم التراثية والتاريخية الرائعة لشعبنا .... وهل تعلم يا أخي حبيب بأن كل هذه المشاريع يوضف ريعها لأبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ويعمل فيها أكثر من ربع مليون من شبابنا المسيحي ومن الجنسين والبطران منهم فقط يفكر بالهجرة وترك الاوطان، عزيزي حبيب أفرام ،أعلم أنك تتألم للحالة التي وصلنا اليها، وقد قلت الحق كله بهذه المقولة المختصرة والمعبرة عن الامنا جميعا ، وليعذروني هؤلاء السادة ، فأننا عندما ذهبنا يوم 7 اذار وما قبل اذار، لصناديق الاقتراع وشاركنا بأنتخابهم كان بدافع الحب والتعلق بهم ، فالى متى  ستستعر خلافات وخصامات هؤلاء السادة لما لا يفكرون بالتوجه الى شعبهم فهو بامس الحاجة اليوم اليهم ، فقط رجائنا الوحيد أن لا يتوجهو اليه بخطابات ملؤها التباهي والتفاخر والاباطيل ، كما توج اليه بخطاب من حقق حلم جامعة سهل نينوى قبل تحقيقه على ارض الواقع ، كما حدث وتوجهوا قبل ايام من الانتخابات الاخيرة، شعبنا يريدهم مجتمعين معا متازرين اقوياء فلا أحد ينقذه من محنه ومن هذه الهجمات الشرسة التي ستاتي على الاخضر قبل اليابس غير وحدتكم وتفانيكم ونكران مصالحكم الخاصة  ، وقبل ذلك نرجو ان يقدموا جميعهم اعتذارهم لهذا الشعب البار ،ركعين بخشوع امام تضحياته الجسام ،مقرين باخطائهم الكبيرة والصغيرة و بما اقترفوه من الخطايا المميتة أوتلك التي تغتفر بتناول قطرة الماء المقدس، كاشفين حساباتهم ومكنوناتهم امامه و طالبين منه الصفح والغفران ،ثم تحقيق رغبة أقترحها أحد أصدقائي ألا وهي الاجتماع  في دير ربان هرمز في القوش ،لأن هذا الدير ساهم في أنشقاق أمتنا في الماضي ، لعله يكون اليوم سبب وحدتها ،وأتمنى أن يقوم رئيس الدير ورهبانه بتوجيه الدعوات اليكم ، لأني أعلم جيدا بأن لو قام أحدكم بدعوة الاخرين لفسرت دعوته بعشرات التفاسير  ،وأن تفتحوا جيوبكم ليصرف كل على نفسه ،وكل يخدم نفسه بنفسه  بدون اللجوء الى خدمات الغير صدقوني ان فعلتم هذا سوف لن يكلفكم كثيرا ، لأنه لو تحمل أحدكم المصاريف (وأقول هذا نتيجة التجارب السابقة معكم) ولو كانت قليلة وغير مكلفة ، الا انها ستكون مثارا للفرقة والخصام ، وهنا أدعوكم أن تسجنوا نفسكم فيه تحت الحراسة المشددة ومن المؤمل أن يقيمها بعض الفلاحين الاشاوس ومعهم بعض شبابنا الواعي من ابناء الموصل ، وبعض مثقفينا المؤمنين بوحدة هذا الشعب والبعيدين عن التناطح الحزبي الضيق  ،ليقوموا بحراسة ابواب الدير وسوف لا تخرجون حتى لقضاء حاجاتكم الى ان تتفقوا على خطاب وحدوي توحدون قواكم وكنائسكم وتحلوا كل اشكالاتكم بما فيها اشكالية التسمية وأنشاء الله سوف يتم حجزكم الى يوم القيامة، فالمهم لدى ابناء شعبنا ان لا تخرجو وانتم متفرقين هكذا أحزابا اوطوائف اوكنائس ضعيفة ، لعلنا نجتاز هذه المرحلة الصعبة والعسيرة علينا جميعا وبالمناسبة ان هذه الفكرة الاخيرة حول توحد كنائسنا واحزابنا ورؤسائنا الروحانيبين والدنيوين ليست من بنات افكاري ولا دخل لي بها ،وصاحبها هو احد الاصدقاءكما ذكرت ، ورغم اني اكن له ولأرائه الاحترام والتقدير ولكني رغم اتفاقي معه على ضرورة وحدة هؤلاء ولكني أتعارض معه في شيء مهم بالنسبة الى هذا المقترح فبرأي سوف تطول مدة اقامتهم أكثر من المدة التي بقى أهل الكهف محبوسين  في كهفهم والتي وردت قصتهم بالكامل في سورة أهل الكهف في الكتاب المقدس والقران الكريم ، وأن خرجوا من (كهفهم) عفوا من الدير المقدس سوف يخرجون ليتراشقوا بالحجارة وأتمنى أن أكون على خطأ وان يتم تكذيب ما ذهبت اليه ولو من أحدهم ....  


362
نبضات حرة لشارع مقبل على الانتخابات

                                                               



                                                                                                بطرس نباتي

في عملية جس لنبض الشارع الخاص بانتخابات (كوتا شعبنا) أحاول نشر ما وصلني من اراء بدون اي تصرف سواء بصياغة الاراء او تشكيلها من حيث اللغة أوالمضمون ، وسأنشر ما يصلني تباعا، والافصاح عن اسماء مرسليها يكون حسب رغبة وقناعة المرسل مع شكري للمتجاوبين معي واعتذاري لأصحاب القوائم المتنافسة
   
 النبض الاول
(الحقيقة عدم التصويت  للقوائم افضل بكثير من هذه المهاترات ,حيث اذا اخذت كل قائمة على حدى سيظهر بأنه ليس لها الآ عدد محدود من المؤيدين  اما الأغلبية الصامتة فهي الأكثرية التي تتفرج على خيبات أنتخاباتنا السابقة ، لا أدري ماذا حقق لشعبنا السابقون الذين أنتخبناهم ، أين يقفون اليوم لما يحصل لشعبنا من تقتيل يومي وتهجير وسلب للأراضي  ، أماألامر أو المنغص الاكبر الذي يشغل بالنا ،هؤلاء يتنازعون على ملأ جيوبهم وشعبنا في نينوى وغيرها يدفع ثمن خيباتهم وصراعاتهم  ، فلا احد من هؤلاء يستحق ان يمثل شعبنا، فهو يمثل نفسه بنفسه كفى و اذهبوا الى محلاتكم و اتركوا الشعب بعيداَ عن افكاركم المريضة)

النبض الثاني
( يعقدون ندوات واجتماعات ، يدعون الناس أن يصدقوا وعودهم ماذا قدموا في الماضي ؟غير التهجير والقتل واذاما سيتمكن هؤلاء الخمسة الموعودين بجنة البرلمان العراقي من الصعود على اكتافنا وتولي مهامهم في هذا البرلمان ، ماذا سيقدمون أو سيضيفون الى سابقيهم ؟، هذه الأسئلة اود الاجابة عليها بجملة او بعبارة واحدة ( سيستلمون حفنة من الدولارات الخضراء الامريكية مقابل صمتهم الابدي عن الجرائم الاخرى التي ستقترف بحق ابناء شعبنا المبتلى بهم )
 
النبض الثالث
كوتا المسيحية خمسة اشخاص  سنجعلهم يعتلون  ظهورنا والصعود الى حيث الراتب المغري والسيارات الفارهة والخدم والحشم والحراس وقصور  هؤلاء  ممثلوا شعبنا المحروسين بصلاواتنا وأدعيتنا وتعاويذنا ،سيجلسون على طاولة واحدة ولكن لا أحد يتكلم مع الاخر  السادة (الخمسة) من الان هم خرس فيما بينهم ، متخاصمين متشنجين  لا يتفقون على شيء حتى يختلفوا على عشرات الاشياء أحدهم يريد الحكم الذاتي لشعبنا في نينوى واشور والاخر يريد الادارة الذاتية واخر سيعيد القرى والاراضي المستولى عليها الى اصحابها الشرعيين ولكن بشرط ان يهاجر هؤلاء الاصحاب الشرعيين الى امريكا واوروبا  ، والاخر يريد تطوير السياحة في أفغانستان ، كلهم يريدون اشياء وامور يتبجحون بتحقيقها ولكن بشرط ان يبقوا متفرقين متخاصمين ، خرسان فيما بينهم صامتون عن الام شعبهم ولكن مطيعين للغير وهنا لا بد ان انصحههم نصيحة اخوية ، أستلمتها من شقيق لهم كان برلمانيا سابقا ، يقول في نصيحته ، أنصحهم كأخ صغير لدي تجارب مع البرلمان ، (لا تشاركوا في المناقشات ولا في الطروحات ما عليكم سوى ان أنتظار ممثلي الكتل الكبيرة فعندما يرفع أصبعه رئيس قائمتهم أرفعوا أيديكم ، ولكن أيضا أنصحهم ان لا يرفعوا أياديهم  عندما يهم رئيس احدى القوائم الكبرى بحك رأسه ، لأنهم لو فعلوا ذلك لتعرضوا لأنتقاد ولوم ذلك الرئيس)أذن نصيحته القيمة  لهم أن يفرقوا منذ  الان بين رفع يده او حك رأسه

النبض الرابع 
ماذا يستطيع خمسة اشخاص جاءوا بكوتا ضعيفة ،العمل ضمن 300 عضو برلماني ، كيف يكون بأستطاعتهم ؟ ياترى التصويت بالاغلبية لمشروع يخدم شعبنا أو يعرقلوا مشروعا اخر( بالاغلبية أيضا) يكون بالضد من مصالح شعبنا ،لذلك ارى منذ الان ان  يقوموا بزيارة امريكاوكندا والسويد وان يركزوا على زيارة استراليا والطلب اليها بتنظيم جسر جوي واقامات فورية وفيز لكافة المسيحيين في العراق لنقلهم الى الاراضي الاسترالية ،اذا ما عجزوا عن اقناع الاوربيين والامريكان بهذا الامر ، وعندما يطالبون بذلك ان لا ينسوا بالاتصال بأبناء شعبنا وخاصة من الذين يبكون على ابناء الداخل على الصفحة الرئيسية لعنكاوا كوم  ليساعدوهم  في  الالتقاء بفخامة جون ستانهوب رئيس وزراء استراليا وفي طريقهم  الى هناك ننصحهم ان يحملوا معهم بعض الرشاوي بالمفهوم العراقي  ( عفوا ) هدايا  كالتمر ولبن اربيل  والجوز وبعض الجرزات ،لأن زوجته المصونة لا تهوى سوى الجرزات العراقية وخاصة عباد الشمس  ، وليكن على حساب ابناء شعبنا في الداخل                                                                               

النبض الخامس
راح  انطي صوتي المن عنده شجاعة وصاعده عنده الغيره من اللي رشح نفسه للأنتخابات  ،بشرط يروح ياخذ كلاشنكوف ويوكف يدافع عن اخوانه مسيحي المواصلة الابرياء الدينقتلون وديهجرون بيوتهم ، واذا ما يكدر على هاي  خلي بس يزورهم ويتمشى  بالموصل لو مايكدر خلي يزورها بسيارة ويمشي بشوارعها ....
(هذه الاضافة أخص بها النبض الخامس : والله حسب معرفتي بالجماعة هذا مطلب تعجيزي بالنسبة الى الاغلبية منهم ان لم يكن جميعهم)

النبض السادس من بغداد 

    

زين شلون نعرف هاي أم محمد ؟ مو يمكن تطلع أبو محمد ؟
شلون تمثلنا واحدة ما نعرف شكلها ؟ شلون نحاسبها بعدين ؟ وليش حاطين صورتها اذا مادانعرف راسها من ساسها
وبعدين يبين أن حيثيات  ترشيحها هي انها أم محمد  الأميري
اعذروا جهلي ولكن هل الأميري هذا هو (الانجاز) الوحيد للحجية ؟!
وهل دولة القانون تعني أن نرشح الأمهات والجدات والخالات والعمات للبرلمان لمجرد أنهن أنجبن فلانا وعلانا ؟! ألم يكن من الممكن مكافأتهن بمعاش محترم ونتركهن معززات مكرمات في بيوتهن ؟ 

363
توضيح على توضيح: أجهضت المؤتمر قبل انعقاده يا نزار

نأسف أن يحتل المدعو نزار الهيئة الإدارية لإتحاد الأدباء والكتاب السريان ويتخذ القرارات باسمها ويصدر التوضيحات التي ينشرها هنا وهناك. وناسف أيضا لأن أعضاء الهيئة الإدارية يسمحون لرئيسهم أن يصدر مثل هذه التوضيحات الملفقة دون الاجتماع بهم.  أقول هذا لكوني أحد أعضاء الاتحاد المذكور الذي انتميت إليه منذ تأسيسه.
وبما أنني أحد الموقعين على المذكرة المرفوعة إلى السيد وزير الثقافة في إقليم كردستان أود أن أشهد بأن جميع الموقعين على المذكرة في عنكاوا وقعوها بحضوري ما عدا الزميل كوركيس نباتي الذي اتصل به الزميل نوري بطرس وقرأ عليه نص المذكرة ووافق عليها. فضلا عن ذلك كان هناك عدد آخر من الموقعين والمؤيدين لمضمون المذكرة لكن لم يتسن لهم الوقت لاستلام المذكرة والتوقيع عليها.
كما كنت أود أيضا أن يرفق أسماء الذين يدعي أنه اتصل بهم واستنكروا هذه الحالة ورفضوها وقالوا أنهم لم يوقعوا المذكرة حتى تتضح الحقيقة.
وكنت دائما مع الاتحاد وعقد مؤتمراته ونشاطاته وقد ساهمت بجد في جميع المؤتمرات والمهرجانات التي عقدها الاتحاد، ورافقت الهيئة الإدارية في مراجعتها لعقد المؤتمر الأخير في السليمانية ولكن موقف نزار المتعند والرافض  لتوحيد الاتحادات هو ما جعلني وجعل غيري من الأدباء والكتاب يوقعون على مثل هذه المذكرة لأن ما يفعله نزار في مؤتمره هذا هو تشتيت الجهود في لم شمل أدبائنا في اتحاد واحد يكون ممثلا رسميا وشرعيا لكتابنا وليس كما يدعي تشويش على المؤتمر لأن، في اعتقادي، المؤتمر قد أجهض من قِبِل نزار قبل انعقاده.
                                                                                                بطرس نباتي   

364
على هامش اللقاء الإعلامي بحلب
طوبى لشماسنا أفرام الوسيم
                                                      بطرس نباتي



وطأت أقدامنا ارض الشام، قادمين من بلاد الأرز بلاد الشحرور وفيروز والبحر المترامي الأطراف الذي لا تعكس مياهه زرقة عيون الصبايا المفترشين الرمال الخالدة،و طيبة وعراقة اهل لبنان المبتلين مثلنا بالحروب والاقتتال ، بلاد صديقنا الحميم حبيب أفرام ورابطته السريانية المتخمة بالمشاريع ..  والذي لايهدأ ابدأ .. ينقلك معه الى حيث مايريد .. فقط عليك ان لاتسأله عن الوجهة التي سيأخذك على حين غرة اليها .. دعه يتسلل كمياه عيون جبال لبنان .. فهو يعادلها بالصفاء والطيبة .. فقط همه اسعاد من حوله.. عندما قابلناه .. قرر ان يؤجل كل مشاغله ليرافقنا الى حلب .. وبعد قطع المسافات والعبور عبر النقاط الحدودية التي باستطاعتها منع أمثالي من العراقيين المبتلين بالعديد من علامات المنع والرفض ، ولكوني  لا أملك جوازا اوروبيا او جنسية اخرى كما يملكها ويتفاخربها معظم وزرائنا ومسؤولينا أضافة لجوازهم الدبلوماسي الاحمر  .. والعراقي الوحيد من بين مخلوقات الله لا يحق له التنقل بين هذه الدول (العربية) الشقيقة ، إلا بعد أن يستحصل على تأشيرات وموافقات عديدة .. وما ان تبرز جوازك العراقي  حتى تنهال عليك عشرات الاسئلة والاعتراضات  .. عفوا ليس لك الحق .. عليك ان تنال موافقة الطرف العربي الاخر والا.. سنعيدك أو نتركك .. كبطل فلم (عبد الودود على الحدود) .. على كل حال بعد اخذ ورد واقناع هذا الاخ العربي وذلك الشقيق الاخر .. عبرنا الحدود الى حلب الشهباء .. يفتح المطران الجليل يوحنا ابراهيم ذراعيه يطوقنا بها .. يضمنا يقبلنا الواحد تلو الاخر، كأب حنون سُر بعودة ابنه المفقود .. الكل يهرع إلينا ليقدم لنا  ولجميع القادمين  ما يخفف عنا اعباء الطريق .. الشماس جميل  الذي رتب لنا الزيارة بمناسبة تذكار مار سمعان العمودي الذي يقال بأنه قضى حياته على عمود، ليبتعد عن العالم ومغرياته، كان بأنتظارنا امام الباب الرئيسي للمطرانية ،ليساعدنا بالوصول  الى الاماكن المخصصة لنا .. و الاخر الشاب الذي حاز على اعجاب الجميع اخونا الشماس (افرام) الوسيم الساهر ابداً على راحة ضيوفه ،لانراه الا مسرعاً لتأدية خدمة او انجاز عمل من شأنه إراحة ضيوفه .. خلته كاهناًَ رغم صغر سنه قلت له من أنت يا أبتي؟ أيها المتشح بالسواد، أ أنت ملاك هبط من السماء ليستقبل ببشاشه وشفافية أهل الجنة كل ضيف او مستطرق، بربك حدثني قليلا، ضحك الشاب واخذ يحدثني بعدما استغفر ربه لأني وصفته هكذا.. انا لست كاهنا .. إنما شماسا .. أنهيت دراسة الماجستير في اللاهوت، وطموحي يكمن في نيل شهادة الدكتورة قبل ان اصبح كاهنا .. اذا هو طريق الرب المذكور في الاسفار ، الذي يسلكه مار افرام المستقبل هذا هو الدافع الحقيقي الذي بموجبه يسعى هذا الشاب الوسيم ليختار خدمة اخوانه من بني البشر .. الم يقل من اراد منكم ان يكون كبيرا، ليكون لكم خادماً .. ماكدت انهي عبارتي حتى رأيته يتسلل خلسة كالظل ليقدم طعاماً او كأس ماء لمن يحتاجها .. عجبي من هذا العالم .. لربما نجد بين شبابنا المعاصر  من يأبي ان يقدم ولو خدمة بسيطة للغير، كقطرة ماء لعطشان او لقمة هنيئة لجائع حتى ولو كان هذا المحتاج ابوه، الذي رباه او امه التي حملت به وارضعته ..
وافرام شماسنا الوسيم يضحي براحته من اجل راحة ضيوف المطرانية الجليلة (افرام ودانيال) وكل الذين التقيناهم في التجمع الاعلامي والذين يزينون بأخلاقهم الحميدة ، دار المطرانية العامرة بطيبة اهلها يسعون الى الكمال بواسطة تقديم الخدمة وتحقيق أسمى النعم  الا وهي المحبة، التي تحدث عنها بولس الرسول لا كتلك التي يخدعون بها البعض بالتحدث والتشدق بها .من على المنابر وقلوبهم خالية من كل ما يمت لها بصلة حتى لأقرب الناس اليهم ..
افرام الوسيم وجميل الرائع وشباب المطرانية كلهم بدون استثناء يتسللون الى قلبك بخط مستقيم ، انهم زرع جديد لامة معطاء.. هذا الزرع هو كبذرة طيبة، التي تحدث عنها المسيح والتي سقطت في الارض الطيبة والتي ستثمر بالعشرات، طوبى لكم يا أخوتي فان ما رايته منكم جعلني اؤمن بأن امتنا لازالت بخير، لان ما تقومون به لايقوى عليه الا المختارين من الرب، وهذا من اصعب الاشياء وسط هذا العالم السيئ وطرقه الملتوية

365
المنبر الحر / هم ونحن
« في: 18:26 19/08/2009  »
هم ونحن
                                                                                بطرس نباتي
   عندأطلاعي على ما دونه الاب يوحنا عيسى عن (هم) تمنيت بحق ان انتقل من صف( نحن) الى صف (هم) لكونه حَمّلَ عين الميزان (هم) بخصال وصفات ، تفتقر اليها العين الاخرى أولا، ولكونه الحق ب(هم ) صفات ومزايا ، أتمناها لذاتي وأسعى لتحقيقها،بالاضافة الى تمنيها لأن تسود في في وطني ولأبناء شعبي ،منها الالتزام بالقوانين ،وحب الطبيعة والوطنية  وحبهم للحرية والخ ، ومقاله عن (هم ونحن ) ذكّرَني بكتاب قرأته في مطلع السبعينيات ، وكان يحمل عنوان المقال ذاته (اي هم ونحن) وكان عبارة عن دراسة مقارنة بين المسيحية والاسلام ،وقد فقد من مكتبتي المتواضعة أبان الثمانينيات،نتيجة الضروف القاهرة التي كانت تمر بها عنكاوا، ومعها مدن وقصبات العراق من حجب لحرية الفكر، وغيرها من المنغصات التي كانت تتعلق بالحريات الفردية والعامة ، وهذه (الهم) و(نحن )التي اوردها الاب الفاضل ،برأي جاءت ضمن مقارنات يجريها البعض من المفكرين الغربيين، بين مشرقنا المتخلف ومغربهم المتقدم ، بين شعوب توصف تارة بالمتخلفة وتارة اخرى بالنامية أو الفقيرة ،وبين شعوب اخرى في الغرب توصف بالمتطورة أو المتحضرة ،كما وصفهم الاب يوحنا وساناقشه بحسب مشاهداتي لهؤلاء ال(هم) ، فهم في رايه حضاريون ومتحضرون،ويعشقون للحرية ووطنيون والخ من الخصال الحميدة ... عندما نسأل أحد تلاميذ المتوسطة او حتى الابتدائية  في فئة  (نحن) أين شلالات نياغرا؟ فأنه سيجيبك فورا بمكانها وسيذكر مساحتها وارتفاعها وكل الخفايا عنها ولحد ادق التفاصيل ، والسبب بان المدارس عندنا قد حشت دماغ تلامذتنا ما شاء الله من  معلومات عن بلدان (هم) هؤلاء، عن جبال روكي وحوض نهر امزون ونهر مسيسبي وتاريخ هنود الحمر وغيرها،وذات المدارس تجاهلت حق طلابها بالتعرف على حصاروست وبيخال وجنديان وخنس، ونينوى وبابل  ، وكربلاء المقدسة وواقعة الطف،لذلك تجدنا ننحاز الى جانب (هم) حتى بدون ان نشاهد وعن كثب أحوال هؤلاء ال(هم) اما لو سالناأحد ما من فئة (هم ) المتحضرون جدا عن مايوجد ليس فقط في بلداننا وأنما حتى في بلدانهم فانه ،براي يقف حائرا أزاء كل استفسار ، لا يقع ضمن اختصاصه الاكاديمي والعلمي ،أما عن الحضارة ، فما عدا بعض الدول الاوروبية مثل فرنسا او ايطاليا التي تتمتع بحضارة وتاريخ وماض عريق ولا نريد هنا طرح ذلك التاريخ وتلك الحضارة على طاولة النقاش ،او المقارنة ،بحضارات الشرق  كالرافدينية او الفرعونية او الشرق اسيوية أو الاوسطية ،فأننا يجب ان لا ننسى ان تقدمهم الحضاري جاء نتيجة عوامل عديدة منها تمكن القادة السياسين من فئة (هم)من عزل الدين عن السياسة ،ووضع سلطات الكهنة والسلك الكنسي في مكانهم الطبيعي اي داخل معابدهم وكنائسهم ،وتحجيم دورهم وتدخلاتهم في رسم سياسة الدولة وتمكنوا من هذا الامر احياناَ بموجب دساتير واخرى بممارسة القوة، هؤلاء المتسلطين قبل ذلك بموجب التفويض الالهي   كانوا يقودون الحكم  ومحاكم التفتيش في روما ويحاكمون غاليلو وأمثاله من العلماء ، على ارائهم العلمية ويامرون باحراق كتبهم وتكفير نظرياتهم ويرفضون كل قوانين التطورللمجتمعات ،هذا ما كان يحدث في خانة (هم) اما في خانة ( نحن) فالذي حدث أن دولة اوتقراطية متعفنة ، حكمت الشرق بأسم الخلافة الاسلامية ،وفرضت قوانينها الجائرة مستمدة شريعتها من الله، ليفرض سلاطينها حكمهم اللعين بأرادة ربانية وب(تابو) رباني ، لا يستطيع اي شعب من الشعوب  معارضته او التنصل من أحكامه ، هذه الدولة التي فرضت الاتوات وعلمت هذه الشعوب التي رزحت تحت نيرها البغيض ،الوساطة والمحسوبية والروتين القاتل ، وتضييع الوقت الثمين بالجلوس في المقاهي، واللعب بخرزات السبح، وتقبيل ايادي الرؤساء واصحاب النعم ، وأدخلت الرشوة والادارة الفاسدة وكل ما هو سيء ومسيء ، وجعلت كل هذا بمثابة عرف اجتماعي وسياسي يتوارثوه ابناء مشرقنا ولم تسلم منه حتى شعوب بعض المناطق في شمال اوروبا واينما بسطت تلك الدولة ظلالها، ويتغذون عليه مع حليب امهاتهم ،ولا زالت هذه الدول والاوطان التي رزحت تحت نير وسلطة هذه الدولة والخلافة تعاني من اثار حكمها المدمر ،بعد حكمها هذا شهدت هذه البلدان التي يسكنها شعوب من فئة ( نحن) موجات استعمارية عديدة بدا من البحث عن صليب المسيح الواقع بيد الكفار ظاهريا وباطنها نهب وسلب ثرواتنا،وايجاد اسواق لبضائعهم وغيرها  ،فرضت سلطانها بقوة السلاح وبجيوش جرارة قادمة عبرة البحار ، ناسفة كل ما من شانه تقدم هذه الاوطان، ولا زالت هذه الهجمة وهذا الغزو فاعلا ونشطا وان كان تحت ذرائع اخرى ، أما عن الوطنية وغيرها التي يتمتع بها فئة (هم) فانني هنا اود ان اروي مشاهدة قصيرة عن هذه الوطنية والاخلاص،في عام 2007 كنت في في زيارة لكندا ،وحدث ان كان فريق المدينة التي كنت مقيما فيها يلعب الهوكي الجليدي مع فريق اخر من احدى المدن الامريكية واستطاع الفريق الضيف ان يحقق فوزاً ساحقاً على الفريق الكندي ،خرج الجمهور وعبر عن سخطه بطريقة وطنية جدا، وحضارية جدا ، فلم يبق في وسط المدينة محل تجاري الا وناله الخراب والدمار ، الشوارع امتلأت بالقاذورات، الملعب أصبح يعج بالصراخ والشتائم ، الناس في هياج وكانه الطوفان،كان السخط منصبا على راس الفريق الامريكي ومؤازريه ، وكنت هناك أرقب الحال،متمنيا قبل المبارات أن يحقق الضيف الامريكي الفوز، ليس لكون الامريكان ابناء عمومتنا او هم قريبين منا اليوم ، وانما نكاية  ببعض المضاهر الغير المبررة من قبل مؤازري فريق المدينة قبل وابان المبارات، نصحني صهري بأن لا ابتسم ولا أضهر فرحي بهذا الفوزالامريكي خشية ان أنال بعض ما يستحقه مؤازري الفريق الضيف من اللكمات والكدمات والضرب المبرح وغيرها ، ولولا نزول اعداد كبيرة من القوى الامنية وتطويقهم للموقف ، لأنقلبت هذه المظاهرالعنفية الى كارثة حقيقية ،واني اسأل الاب يوحنا ،هل أطلع عن كثب على وطنية وحضارة الجمهور الانكليزي والايطالي المشجعين لفرق كرة القدم ؟، وكم دام تحريم الفرق الانكليزية من قبل فيفا للفرق الانكليزية ؟  جزاء لما يتمتع به جمهورهم من الوطنية وحضارة وثقافة ، ثم لا أدري فمن المفروض أن الاب يوحنا وهو قس منتمي الى الكنيسة الكاثوليكية ، ان يبدا اولا بأنتقاد ورفض الظواهر والعادات الشاذة التي أصبحت رائجة في مجتمعات فئة    ( هم) رغم اعلان الحرب عليها من قبل الكنيسة الكاثوليكية اولا وبعدها سائر الكنائس ، منها المثلية الجنسية وأباحة الزواج بين المثليين ،وترويج المخدرات ، وتأسيس المنظمات التي تنتهج العنف  بدأَ من منظمة كوكسكلان وعمليات جيش الجمهوري الايرلندي السري   وبادماينرهوف في ألمانيا والالويه الحمراء في ايطاليا وإلباسك في اسبانيا وأنتهاء بمنظمات اصدقاء الشيطان أو عبدة الشيطان، كل هذا الارهاب وغيره في خانة (هم ) أما في خانة (نحن) لا ادري كيف ومن نصب لنا هذا (أبن لادن) كي يصبح الارهاب الدولي عنوانا لنا نحن المساكين في خانة (نحن) والله لو سألناه يوما كيف أستطاع ان يصل الى برج التجارة العالمي؟ ونسفه هكذا لعجز هو وربعه عن أعطاء  الاجابة الصحيحة رغم أدعائه بانه هو البطل لهذه الواقعة الكبرى  ،لا ادري كيف عبر الحواجز الامنية كيف اخترق شمشمة الكلاب البوليسية ،والتفتيش الالكتروني واليدوي وملأ عشرات الاستمارات التي لابد ان تملأ بمعلومات عن كل شيءقبل السماح للعابر الى الفردوس الامريكي وكل الويل للذي يرتكب هفوة في تقديم تلك المعلومات، فلا بد لأبن لادن هذا قد عمل السحر لأتباعه الارهابيين أو ألبسهم ( طأية لختة ) كما في الافلام المصرية او ووضعهم في فانوس علاء الدين السحري لكي يخفيهم عن تكنولوجيا الشيطان الاكبر ودسهم في الطائرات العملاقة !!!!! ،لا أدري أن كان الاب يوحنا قد اطلع على الات القمار و(الكزينو) كما يلفظها هكذا وبأشتياق بعض ابناء جالياتنا الذين يعيشون في كنف خانة (هم) الرائجة  في هذه الدول وتشجيع ممارستها باسم الحرية الشخصية التي ذكرها الاب الفاضل، وهل يدري كم بيتا ال الى الخراب نتيجة هذه الالات اللعينة ، وكم زوجة طلبت الطلاق من خلال المحاكم المدنية رغم ايمانها الكاثوليكي وانتمائها الى الكنيسة الكلدانية ، وفضلت تدمير اسرتها وتشتيت اطفالها، على استمرار عشرتها مع زوج مقامر يفضل الة القمار على زوجته ،وقد روى لي بعض من التقيتهم من الاصدقاء خلال زياراتي المتكررة الى بلدان(هم) عشرات القصص المؤلمة عن الحالات الاجتماعية الشاذة هذه، والتي وان لا تخلو بلدان(نحن) من بعضها فالحمد لله نجدها قليلة وغير ذي اثر، بالمقارنة مع ما يحدث في بلدان (هم) وخاصة بين ابناء جالياتنا هناك وختاما ورغم كل ذلك، لا بد ان أهمس لأبتي يوحنا ، من الرياء أن اقول بأني لا اتمنى في بعض الاحيان وخاصة عندما نغوص حتى أنوفنا بمستنقع الطائفية والتناحرالداخلي وعندما تداس حقوقنا كسكان هذا البلد الاصلاء بجزم العسكر او بأقدام ال....، من العيش ولو لحين ....في خانة(؟) مع كل احترامي وتقديري لأبتي العزيز وحسب معلوماتي بأنه كان يتحمل وبصبر كل مأسات وتضحيات ومعه ابناء شعبنا في نينوى العظيمة ، ولا ادري أين هو الان في خانة (هم) ام في خانة المغلوبين على امرهم(نحن)   

366
شكرا لمجلس البلدي في حمدانية ( بغديدا)
                                                                                            بطرس نباتي


 الصورة من موقع بغديدا

   أستوقفني خبر مقتضب وصغير بكلماته وألفاظه نشر قبل ايام في موقع عنكاوا، ولكنه يحمل في طياته معان وعبر عديدة ،لا بد من ان يقف المرء عندها ملياً، هذا المجلس يرفض اطفاء( 1000) قطعة ارض زراعية من اراضي الاباء والاجداد ، لأنه يعلم بأنها سوف توهب وتهدى الى الاغراب ، ما اروع الاشخاص الذين يفكرون بأن من احدى وأهم مقومات وجود شعب او قومية هي التمسك  بالارض وعدم التفريط بها، فمهما أكثرنا من الواوات امام تسمياتنا ومهما أزدنا من الفوارز والاقواس بين الكلدان والاشوريين والسريان ومهما اطلقت علينا من تسميات توحدنا او تفرقنا، فان فرطنا بأرض أبائنا وأجدادنا، ولو بشبر منها فأننا لا نستحق برأيي أن يكون لنا أي ذكر في أي دستور أو قانون، فالارض هي التي تثبت وجودنا كشعب، وهي التي تحفظ لنا اصالتنا وهويتنا القومية ومجمل ارثنا الحضاري والتاريخي، وليس المهاترات والتطاحن على صفحات الانترنيت وبعث البرقيات العاجلة ،.فلتعاد أراضي شعبنا في جميع مناطق تواجده التاريخية ،و لنعمل بأعادة المهجرين والمهاجرين من أبناء شعبنا وخاصة الذين يسطرون اليوم عشرات المقالات وتباكيهم ونحيبهم، على شعبنا ووحدته او تقطيعه وتقسيمه على الكنائس والاديرة، ان هم رضوا بالعيش بيننا،  الى هذه المناطق لتمتلأ بهم السهول والجبال كما كنا نملأها قبل ان تنال منا الاضطهادات لتجعل نسبتنا في ارض بيث نهرين اقل من 3% كما يقال الان، عندها لو وضعوا بين تسمياتنا العشرات من هذه الفواصل لن يغير من كوننا شعب اصيل واحد  يكون له كامل الحقوق كما للأخرين الذين نشاركهم العيش والمصير.
الخطوة الجسورة  للمجلس البلدي في الحمدانية (بغديدا) في رفضه للأنصياع لأمر اطفاء هذه القطع الزراعية، لا شك بأن  مساحتها تقدر بعشرات الدونمات، جاءت عن تجربة سابقة لا زال اهلنا في هذا القضاء العزيز يجترون تفاصيلها بمرارة والم، حيث تم توزيع العشرات من القطع السكنية فيها للغرباء بدون أي استحقاق في ما كان يطلق عليه بالحي العسكري ابان عهد النظام السابق  مما دفع بعزت دوري يومذاك بالمجيء الى بغديدا لأقناع اهلها تحت التهديد والوعيد بالقبول والرضوخ لبناء جامع في وسطها معللاً رفض اهلها بانه عصيان وتجاوز على المقدسات الاسلامية، ويستحق معارضوه الاعدام والسجن، اليوم مجلس بغديدا برفضه هذا أعطى مثالاً حياً لكل المجالس في مدننا وقصباتنا ليكونوا في مستوى خطوته التي يستحق عليها الشكر والثناء، وبرأيي لو توفرت الميزانية والسيولة النقدية لهذا المجلس ولغيره  لما كانت القرى والقصبات في سهل نينوى بهذه الحالة المزرية التي نشاهدها اليوم، فقد عانت هذه القرى والقصبات من اهمال وأجحاف من قبل المسؤولين في الموصل في زمن النظام المدحور السابق رغم ما قدمته هذه المناطق من شهداء ابرياء راحوا ضحية نزوات قائد مغرور وارعن، تلك الدماء الغزيرة التي سفكها ابناء بغديدا وكرمليس وبرطلة وتلسقف والقوش وغيرها، لم تثن اصحاب الضمائر الميتة في الدوائر المسؤولة في نينوى في ذلك الزمن النتن، من اهمال هذه القصبات والمدن وحرمانها من ابسط الخدمات والحقوق، واليوم أيضا تعاني هذه المدن والقصبات من الاهمال والحرمان ذاته، عشرات الطرق غير مبلطة، والمبلطة فيها إما تكسرت او تتخللها حفر وشقوق، المناطق هذه محرومة من المجاري الصحية، حيث لا زالت درابينها الضيقة ممتلئة بالقاذورات والمياه الاسنة، المساحات المتروكة داخل هذه القصبات والمدن تحولت الى اكوام من المزابل والقاذورات، ومن المحزن ان تكون هذه المزابل الاماكن الوحيدة للعب ومرح الاطفال، قلة او أنعدام وسائط النقل التي تنجز الخدمات المقدمة من دوائر بلدياتها والموجودة منها، اما هي قديمة ومستهلكة او لا تصلح لمثل هذه الخدمات، الخدمات الصحية في هذه القصبات ضعيفة أو تعاني الشلل بسبب عدم الصرف عليها من قبل المركز، هكذا حال الكهرباء والماء وغيرها من اساسيات البنية التحتية للمدن كلها تعاني من التقصيرو الاهمال المتعمد من قبل الجهة التي ترتبط بها هذه المدن اداريا، ولا ادري لربما يكون السبب في بقاء مصير هذه القصبات معلقاً بالمادة 140 من الدستور العراقي، حيث لم يتقرر لحد الان ارتباطها باقليم كوردستان او المركز، ولكن برأيي، لو كانت حكومة المركز او حكومة أقليم كوردستان ترغبان في ضم هذه المناطق اليها لتسابقتا في تقديم الخدمات لساكنيها، بغية كسبهم للطرف الذي يقدم لهم الافضل، وعدم تركهم معلقين متأرجحين هكذا بين الاهمال المتعمد للمركز المتمثل بالمسؤولين في الموصل وعدم تمكن حكومة الاقليم من تقديم شيء بحجة عدم ارتباط هذه المناطق اداريا بالاقليم، وهذا يذكرني بحكاية كان يرويها لي والدي رحمه الله ، عن يهودي اسلم ولكن قبل ان يؤدي الشهادة توفي، فكانوا يقولون عنه، بأن هناك في يوم الحساب، موسى لا يدافع عنه لأنه أنكره، والنبي محمد لا يعترف به والمسيح يجهله، هكذا حال هذه المناطق، الموصل ليس اليوم، بل منذ الازل تهملها وتهمشها، وكردستان لم تعرفها فلم يبق لها غير ارادة  اهلها ومجالسها البلدية الجسورة التي يتوجب على ابناء شعبنا في كل مكان تقديم العون والمساندة لها لتستمر في عملها في خدمة بغديدا وجميع مناطق تواجد ابناء شعبنا.
الف شكر لكم يا اهل بغديدا على قراركم الجريء هذاومحبتنا لكم ستتواصل مادام فيكم مثل هؤلاء الرجال.نأمل من العاملين بالصحافة والكتابة من مبدعي ومثقفي  بغديدا  دعم مجلسهم الرائع هذا والكتابة حول انجازاته ومشاريعه الخدمية وغيرها..           




367
خنس موقع هجرته الالهة ليخربه البشر...




                                                                                                  بطرس نباتي
 لا شك أن طبيعة الارض من حيث تنوعها ، بين أرض سهلية واهوار الجنوب الى  صحارى المنطقة الغربية ثم الى مرتفعات حمرين والجبال والتي ترتفع رويدا رويدا كلما تقدما نحو الشمال او الشرق من بلادنا ، وأوديتها الساحقة والتي غالبا ما تتخللها الانهر بمياهها الرقراقة كل هذه التضاريس وغيرها والمتنوعة من حيث الشكل والمناخ  أضفت على بلدنا تميزا خاصا ،وخاصة ان معظم ما نشاهده من روعة وجمال لهذه الطبيعة لا زال لحد الان بمنأى عن تدخل الانسان وما تجلبه اليوم الحضارة المعاصرة من عوامل تخريب الطبيعة ،فأرض بلادنا لازالت محافظة على بكارتها وعلى نشاتها الاولى ،وهنا تحضرني ما كان يدلي به العديد من حكماء الهنود الحمر وقادتهم ،والتي تنقله لنا الافلام الامريكية ،ولا أدري مقدار مصداقيتها ، في أحد هذه الافلام ،يقول احد زعماء افراد قبيلة هؤلاء ،وهو يواجه قائدا للمحاربين البيض ،أنتم لا فقط جئتم لأبادت جنسنا نحن الهنود وانما ، منذ ان نشرتم ، حيواناتكم الشريرة ( ويقصد بها قاطرات الديزل والالة الحديثة) التي تنفذ الدخان الاسود ،لم تبقوا لنا شيء الطيور ، كلها هاجرت وتركتنا وحتى النسور لم تتركوها تهنأ في اعشاشها ، هذه المقولة تعبر بحق عن ما كان يحدث في امريكا من تدمير للطبيعة ومكوناتها وما كان يلحقه المهاجرين البيض بالسكان الاصليين لهذا البلد ،لست هنا لأناقش التضاريس الجغرافية او الطوبوغرافية  لبلدنا ، ولست في مقام ، لأدون بعض صفحات الانشاء عن الطبيعة وجمالها ليستفد منها طلبتنا الاعزاء في الامتحانات الوزارية وغيرها ،وكذلك لن اناقش ، مسألة الاصالة ومن هم السكان الاصليين ؟ لأنني اعتبر من يتواجد في هذا البلد اليوم هو حتما له امتداد تاريخي وحضاري ، لأن بلدنا بالذات كان موطنا للعديد من الاقوام بدء بالسومريين والميتانيين والاكديين ومرورا بالاشوريين والكلدانيين والفرس والاتراك واقوينلو وقرةقوينلو ،هؤلاء الاقوام منهم شيدوا حضارات لا زالت اثارها شاخصة للعيان والقسم الاخر مر مرور الكرام والبعض الاخر كان مروره عاصفة هوجاء احرقت الاخضر قبل اليابس ، تلك الاقوام خلفت على ارض الرافدين ، شعوب وامم وعلى حد معرفتي بالتاريخ وعلم الاجناس هم خمسة او اكثر ،ولكي لا ندخل في متاهات التاريخ والتعصب لهذه الحضارة او تلك او لهذه المجموعة او لغيرها ، يجب علينا التفكير بأن ما خلفه تلك الحضارات من اثار وما تميزوا به من حضارة اندثرت وتركت شواخصها حية كأرث جماعي لا فقط للشعوب الوارثة لهذه الحضارات ، وانما شكلت هذه البقايا ارثا عالميا،تفتخر به جميع المتاحف ودور العلم والمعرفة عند أقتنائها لقطعة مهما تكن من الصغر او من أية حقبة تاريخية ، ونتيجة التنقيبات التي جرت في بلادنا من قبل مراكز متعددة للأثار في الغرب عبر التاريخ وخاصة الحديث منه ، أضافة الى سرقة العديد منها والتي كانت تتواجد في متاحفنا،على العكس مما يحدث عندنا ،عندما نلمس مدى حرص دول الغرب ومراكزها على اثارنا ، في مدينة شيكاغو الامريكية هناك متحف خاص وواسع جدا يحتوي على العديد من الاثار التي تعود الى حقبات تاريخية لبلاد ما بين النهرين  ، فهناك تماثيل للماسو وللملوك الاشوريين وبوابات كاملة لبعض قصور الملوك وغيرها من التحف الاثرية النادرة ، في زيارة لي لهذا المتحف ، دنوت من أحدى نصب لماسو ،لأتطلع عن كثب على الكتابات المسمارية التي تزين الجانب الايسر من الثور ، ويبدو انني قد تجاوزت الخط الاحمر المسموح للزوار بتخطيه ، فألتهبت القاعة كلها بنواقيس واجراس التنبيه والاضوية الحمراء وغيرها ، ولكني لم أتوقع أن اكون أنا بالذات وأقترابي المتجاوز من النصب الذي شعرت بأنه ينتمي لي قلبا وقالبا سببا لهذه الضجة الامنية ، ألا حين شعرت بأن أحدهم يربت  على كتفي منبها بأني قد تخطيت الحدود المسموح للزوار ، فرحت أتأسف خجلا ومتمتما ببعض الكلمات ،بأني اسف لأنني لم أتمالك نفسي وأنا أشاهد هذه النصب التي تعود لنا نحن ابناء الرافدين ، فضحك أحدهم معلقا ، وقال اليوم هذه الحضارة واثارها ليست ملككم وحدكم أنها ملك البشرية كلها ،أين يا ترى  هذا الذي رويته عن حرص هؤلاء الغربيين على هذا الارث الحضاري ؟ عن تصرفاتنا نحن ابناء هذه الحضارة ووارثيها والاقرب اليها .. ومقدار الحماقات والاهدار الذي ارتكبناه أي قي ما مضى ، ولا زلنا مستمرين عليه ،بحق ارثنا الحضاري والتاريخي ،ليس فقط نهب مقتنيات المتحف الوطني العراقي في بغداد ومتاحف المحافظات وليس في بناء المقابر ودور العبادة فوق اثار الاقدمين لطمس ما تحتها من مقتنيات تاريخية،وليس فقط في نهب لايارد وبعثاته لأثارنا ، لأننا اليوم نعلم جيدا بأن لولا هؤلاء الذين سرقوا اثارنا وحرصوا عليها في متاحفهم لكنا قد حطمناها او احرقناها ،لأنها كانت شاهدا على عصر الكفر والزندقة  وتعدد الالهة ، ولكي لا نطيل الموضوع اود ان اعرض شاهدا اخر على ما تتعرض له اثارنا من اهمال وتحطيم ، وهو موقع خنس ، وادرج في هامش المقال* نص تصريح الخبير الاثري  بمديرية اثار دهوك منقولا عن موقع العراق الان ، ما تفضلت به اثار دهوك عن اهمية الموقع، وعن نيتها بصيانته ،لا بد ان يستوقفنا لنسجل لهم  شكرنا وتقديرنا ، لكل جهد ولو كان متواضعا لصيانة هذا الموقع التاريخي والسياحي الهام ولمواقع اخرى ، ولكن ما شاهدناه من الحالة المزرية التي ال اليها الموقع ،  خلال سفرة جماعية نضمتها المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية للموقع ،وبعد مضي أكثر من سبعة أشهر على هذا التصريح الصحفي، تقول غير ذلك ، نعم هناك قصرأو مبنى فخم، قد شيد فوق قمة خنس ولكن كل ما حوله يوحي بأنه بناء خاص مقفل الابواب ينتضر ان يشغله ساكنيه ، أما عن صيانة الاثار فحدث ولا حرج ، تمثال لماسو منكب على وجهه لا أحد يدري زمن سقوطه في قاع النهر يشكو الى الاله اشور حاله ، وتماثيل الجنود والحراس والملوك الاشوريين اما مفطوسي الانوف او ممسوحي الوجوه، والسياج الذي احاطت به مديرية اثار دهوك الموقع، والذي هو عبارة عن سيم يتيم من الاشواك ، منتهك من عدة جوانب ، لم نشاهد حرس واحد،يؤدي واجبه في منع المتسللين لحدود قريبة من تماثيل خنس المنصوبة في اعالى الموقع ، يعج الموقع بالاوساخ والقاذورات ، ليس هناك اي أرشاد او اماكن خاصة لزوار الموقع ، او تلك البراويز التي تشرح تاريخ الموقع ، كل ما في الموقع يدل بشكل قاطع على الاهمال والتقصير في صرف المبلغ المخصص له من قبل حكومة اقليم كوردستان ،عندما كنا ننظر تمثال لماسو المنكب على وجهه داخل النهر ، كنت اتمنى بأن يتم صرف جزء من المبلغ المخصص (150)مليون دينار عراقي لصيانة الموقع ، على رفع هذا التمثال من اسفل النهرووضعه في مكان خاص يمكن للزوار والباحثين من رؤيته عن كثب .أما عن أهمية الموقع السياحية ، بأعتباره منتجعا سياحيا ،في راي  ولربما تتفق معنا أراء الاثريين في مديرية اثار دهوك ،لو أنيطت مسؤولية هذه المواقع الى مديرية الاثار لوحدها يكون من الافضل ، لأن اي منشأة سياحية او حتى فتح طريق مبلط او غيره وما تتطلبه هذه العمليات العمرانية من استخدام للأليات الثقيلة وحتى الديناميت في تفجير الصخور وغيرها ، يؤثر سلبا على الاهمية التاريخية للموقع ، وتستطيع وزارة السياحة  ودوائرها فتح منتجعات سياحية قريبة من المواقع التاريخية لهذه المحافظة التي يتواجد فيها 650 موقع اثري مسجل في دائرة اثار دهوك ،وتوفير وسائل نقل الزوار ، تحت اشراف مرشدين سياحين واثريين لتكون هذه الزيارات مبرمجة ومفيدة وتحت اشراف ورقابة حراسات مشددة لمنع اي تجاوز او تخريب أو غيره وان تقتصر مهمة ترميم هذا الموقع او غيره على  الناحية   الاثرية دون غيرها ، لأن الاثري وحده يعرف التعامل بحرص على مقتنيات مثل هذه المواقع .وفي راي ان الاعمال الجارية لتحويل اثار خنس الى موقع سياحي للأصطياف هي التي اثرت على أثارها لتكون في الحالة المزرية التي شاهدناها ...





*( أعلنت مديرية آثار دهوك عن بدء مشروع ترميم وصيانة وتطوير موقع، خنس الأثري، 50 كم شرق دهوك، بتكلفة إجمالية تبلغ 150 مليون دينار عراقي، بهدف إعادته إلى سابق عهده وتهيئته لزيارة الأفواج السياحية التي تتوافد عليه كأحد أبرز المواقع السياحية في العراق.
ويقول الخبير الأثري بمديرية آثار دهوك، تحسين عبد الوهاب آكريي، في حديث لـ"نيوزماتيك"، إن "مديرية الآثار بدأت أعمال الترميم والتطوير في منطقة خنس والتي تتضمن إنشاء أسوار حول الموقع وبناء أماكن خاصة بإدارته وأخرى لإقامة استراحات للزوار والسائحين".

ويضيف آكريي أن "أعمال التطوير بالموقع تتضمن عمل براويز خاصة تتضمن شرحا لتاريخ كل قطعة أثرية ومكان اكتشافها، إضافة إلى إنشاء إدارة لإنتاج المستنسخات الأثرية لعمل مجسمات طبق الأصل لأهم القطع الأثرية في إقليم كردستان العراق لبيعها للسائحين بأسعار رمزية".
ويوضح آكريي أن "عملية الترميم والتطوير تهدف إلى حماية الموقع الأثري من التجاوزات"، موضحاً أن "منطقة آثار خنس تعد من أهم المواقع الأثرية في إقليم كردستان العراق، إذ تعود لفترة الإمبراطورية الآشورية في عهد الملك سنحاريب".
ويشير آكريي إلى أن "الموقع الأثري يقع بمحاذاة منبع نهر، كومل، وتوجد به آثار ومنحوتات تمثل الآلهة الآشورية القديمة ،والملك سنحاريب، والثيران المجنحة وبعض الكتابات المسمارية"، مضيفا أنه "من المعروف تاريخيا قيام الملك الآشوري سنحاريب بشق قناة لإيصال المياه إلى نينوى عاصمة إمبراطوريته في هذه الحقبة التاريخية".

وأعرب آكريي عن أمله في أن "تلقى مقترحاته التي قدمها إلى الجهات المسؤولة في حكومة إقليم كردستان العراق الاهتمام، وذلك لتشمل مشروعات الترميم والتطوير العديد من المواقع الأثرية الأخرى في مناطق مختلفة من محافظة دهوك"، واصفا "الآثار بالثروة المهمة التي يمكن أن تدر أرباحاً إذا أحسن استثمارها".
واعتبر آكريي أن "دائرة آثار دهوك نجحت خلال السنوات العشر الماضية في الكشف عن 15موقعاً أثرياً في مختلف مناطق محافظة دهوك، تتألف من كهوف ومنحوتات جبلية وقلاع وأديرة ومساجد وقناطر وجسور".
 

368
طوبى لكم والويل لنا.....
                                                                                              بطرس نباتي

  أغفر لي سيدي .. لقد تجرأت ..مستخدما مصطلحك الذي لا يزال وسوف يبقى الى ابد الدهر متجاوزا بمضامينه الانسانية ، الزمان والمكان ،ومهما حاول سواء القدماء من الحكماء والمفكرين او المعاصرين منهم ان يأتوا بمثل ما نطقت به في موعظة الجبل، او جاءوا من عندهم ما لا يمت الى تطويباتك بصلة، وهذه النتف  بعض منها ......
طوبى لمثقفي شعبنا الحقيقيين، من الذين يأبون ان يكونوا العوبة في في كتاباتهم بيد السياسة والسياسيين ،طوبى لمن لم يتناول في كتاباته التفرقة بين ابناء شعبنا على اساس التسميات او على  اسس دينية او مذهبية ، طوبى لمن يحترم قلمه ويابى ان يكون للعرض وعند الطلب ، طوبى لمن يكتب بموضوعية ويقدم مادته وهو مرتاح الضمير والبال، طوبى لمن يشعر بان كتاباته عن المسيئين والفاسدين ستسبب له مشاكل ومعوقات، لا غنى عنه بها في الحياة  ،طوبى للذي يسأل أغنياء ،زمن انفلاونزا الطيور والخنازير ، من أين لك هذا ؟ بدلا عن الجواب يأتيه منهم التهديد والوعيد والشتم وانزال اللعنات، طوبى للذي يقول كلمة الحق بجرأة، رغم السماء الملبدة بغيوم العنف ، ويمضى ليزيد من سعة الارض ،غير ابه  بالقيل والقال او حتى الاستشهاد، طوبى لكل قلم مشاكس ومتمرد يأبى ان يكون sell   ،في سوق النخاسة الكتابية الضحلة، طوبى لكل من يسعى لبناء قاعة او بناية تخدم العمل الثقافي او يجمع فيها تراث شعبه ليحافظ عليه من التشتت و الضياع  ، طوبى لكل الذين يقدمون دراساتهم  وبحوثهم القيمة عن الادب والتراث والموسيقى والمسرح ويودون ان يظهروا للعالم ما دور مثقفينا في هذه المناحي الثقافية والادبية ، طوبى لكل من يضحي بوقته من اجل أن تبقى لغتنا متداولة ومعترف بها كلغة حية وفاعلة، ويرسل أبناؤه وبناته ليدرسوا هذه اللغة و(يدمر مستقبلهم العلمي!!!) على حد قول بعض ألادعياء الجدد المتبنين  للفكر القومي والفكرهذا عنهم براء ، طوبى لمن يوضف الحب والجمال في اشعاره ،و يعمل من اجل أن تستحوذ الهة الحب و الخصب والنماء والحياة لا فقط على الجنس والسرير أوكمادة للألهام الشعري وأنما ان تكون عنوانا لكل هذا ولكل تفاصيل الحياة  ، طوبى لمن يصر على ان لا تكون كلمات وتعابير الشعر بلغتنا المقدسة ، مقدسة أومحنطة داخل رفوف واروقة المعابد ،طوبى لمن يطرز  بحروف لغتنا الجميلة ،الصدور الناهدة والقوام الممشوقة والعيون المتخمة لحد  الارتواء بجنون النشوة وذروتها ، طوبى لمن  يصور الارض والحبيبة شيئان متلازمان لا يفصلهما حتى الموت ، طوبى لمن يتخذ من الموت عشقاَ سرمديا بين الاحبة والارض البكر ، فالارض البكر يخصبها الالهة بمنيهم النازل من السماء (الاساطير السومرية)،لتورق وتزهر وتثمر كما الاحبة والعشاق.
الويل لنا لأننا نولد يسوع  اكثر من مرة ونميته لنقيمه مرات ، الويل لنا لأننا تنكرنا لكل المثل والقيم وأصبح همنا الوحيد ما نكدسه من اموال، الويل لنا لأننا نحتقر بشدة اخوتنا الصغار ولا نكرم غير السلاطين والتجار، الويل لنا لما فرطنا به من تراب، ارض الاباء والاجداد من اجل جاه اومال، الويل لنا ،لأننا نلوي الحقائق ونقلب الموازين ، نزدري ونرفض الرجل الصائب والناطق بالحقيقة ونمجد الكاذب والدجال، الويل لنا لأننا نسير خلف عشرات أنبياء الدجل والنفاق تاركين الحقيقة يكتنفها الظلام ، الويل لنا نكرز باسم البشارة والسلام ، وتحت ابطنا خناجر مسمومة وتحت جلبابنا سيوفا للحقد والانتقام،الويل لنا لو كرهنا احدا لتمنينا ان نعلق في رقبته حجر الرحى ونغرقه ولو كلفنا ذلك ان نغرق معه في ذات المياه والبحار، الويل لنا أذا سعينا لفتح دور اللهو الغير البريء وعزفنا عن بناء المسارح ودور الثقافة وتداول الافكار .   

369
عمو بابا عندما كان في الحياة كان يجب ان يكون في القلب

                                   
                                                                                  بطرس نباتي

باسلوب جميل وشيق صيغ خبر رحيل الكابتن عموبابا تحت عنوان(عنكاوا تبكي عموبابا) والذي قرأته في موقع عنكاوا قبل ايام  ، ولكن مما يؤسف له حقا ان جميع مبديعينا  ، لا نعرف حق قدرهم ، وهم على قيد الحياة ، لأننا تعودنا البكاء والعويل، لاطمين خدودنا، معددين  ماثرهم عندما يتركوننا، أو عندما يوارون الثرى ،اي نبكيهم عندما يصبحوا اطلالاَ، بالامس حط بيننا في رحلته العلاجية عمو بابا ، وكان يتمنى  ان يلتقي بمؤسساتنا الرياضية ، وبجميع محبي كرة القدم ، نعم حل بيننا ،واستقبل هنا في أفليم كوردستان  من قبل السادة المسؤولين والرياضين والبعض من المؤسسات الرياضية في اربيل ، ماذا ياترى قدمنا لعمو بابا ؟حتى نتبارى اليوم في عقد مجالس العزاء ونقيم الدنيا صياحا وعويلا على خسارته ، ما الرعاية التي تلقاها من بغداد؟ التي احبها وتعلق بها وبملاعبها ولم يغادرها رغم هجرة جميع افراد عائته  ، متشبثا بتراب هذا الوطن كما كان يردد دوما، ماذا قدمت بغداد لهذا الرياضي الاسطورة كما يطلق عليه بعد وفاته، في  حين كان دائم التشكي من معاملة السادة القائمين على شؤون الرياضة في بغداد، لما كان يقابل به من اهمال واجحاف وسوء المعاملة  عندما زارنا الراحل عمو بابا كنا نأمل أن يبادر رياضيونا، بدعوته لألقاء ولو محاضرة رياضية عن أحوال الرياضة العراقية على الاقل، وعن تجربته الخاصة في فتح ورعاية مدرسته الكروية للصغار  ، أقتداء بما فعلته جمعية الثقافة الكلدانية وهيأتها الادارية حينما دعته لألقاء محاضرة رياضية في قاعتها والالتقاء فيها بالرياضيين والمثقفين (رغم ان الرياضة وشؤنها ليست من اختصاصهم) أوحينما دعي من قبل اصدقائه ومحبيه وفي مقدمتهم(جوزيف جاجيلا)، لزيارة عنكاوا والاقامة فيها والتعرف على اهلها وخاصة الرياضيين وغيرهم ، لقد مكث في عنكاوا واستقبله اهلها أستقبالا لائقا لم يكن يتصوره هو بالذات لأنه كان غائبا عنها منشغلا  بملاعب بغداد وغيرها من الملاعب يقدم لهم كل طاقته وتجاربه الرياضية، وكان الشخص الذي رافقه طيلة مكوثه في اربيل هو جوزيف جاجيلا( ابو جوني) واما بعد مماته ، رغم أنتقاد البعض ، بادر أبو جوني بما يلزم وما يمليه عليه واجب حب الرياضة، وكرة القدم ،في اقامة  مراسيم العزاء وغيرها ، بمفاتحة الاباء الكنسيبين في كنيسة عنكاوا لأقامة القداس والصلاة على روح المرحوم ثم قام بباقي مراسيم العزاء لوحده وبمبادرة شخصية منه ، والتي جاءت بشكل عفوي، وكنتيجة لتعلق هذا الكروي القديم  بكروي رفيق اخر له ، يكن له كل الحب والتقدير .. انها حقا لمبادرة رائعة ووفاء جميل لأبا جوني يستحق عليه كل شكر وتقدير و الذي بمسعاه هذا أعطى أكثر من مثالا حيا لكل من يريد أحترام رموزنا سواء كانوا في مجال الرياضة او غيرها ، أن يبادر من تلقاء نفسه بتقديم ما يتمكن من تقديمه لهم سواء في حياتهم أو بعدها،  بعيدا عن الاضواء أوسعيا في تحقيق مارب ومصالح خاصة ، كما هي دعوة مخلصة لمؤسساتنا الرياضية ان تكون على الاقل  بمستوى ما فعله ( أبو جوني) ، في تكريمه  للرياضيين وخاصة الذين نذروا ذواتهم  في خدمة الرياضة والوطن ، أما التشبث بقلة الامكانيات المادية وغيرها لهو تهرب من المسؤولية واجحاف بحق الرياضة والرياضيين .أذن فلنتعلم أن نحترم ونكرم رموزنا وهم في الحياة  قبل ان نفقدهم ، ليكون بكائنا وحزننا لفراقهم أو حين وفاتهم  صادقا نابعا من القلب والوجدان ....   

370

371
هل نحن أصحاب أرض أم ماذا........؟
  3-3
                                                                                       
بطرس نباتي
في مقالتين سابقتين تناولت موضوع الارض وأهميتها كركن أساسي في تعريفنا كشعب ولم أقصد بالارض تلك الامتار المربعة ، التي نبني عليها مساكننا وممتلكاتنا الخاصة وأنما قصدت بها الارض التاريخية التي ننتمي اليها وتنتمي الينا ، التي تشعرنا وتؤكد وجودنا كشعب اصيل ، ،ولكوننا قد توارثناها أبا عن جد منتقلة َملكيتها عبر ألاباء والاجداد  ، يتوجب على أحفاد اليوم المحافظة عليها وعدم التفريط بها   فكما تحولت ملكيتها الينا ،كذلك سوف تتحول الى أجيالنا القادمة ،  وأي تفريط بهذا الحق من قبل اي كان  ، يعني أستلاب حقوق الاجيال وبالتالي دفعهم نحو الهجرة و الضياع كما يحدث اليوم  ،أدون هذه الاسطر ،كنتيجة لما شعرت به من اسى حين مقابلتي لمجموعة كبيرة من شبابنا في العام الماضي ، في أستنبول حيث كانوا قد حزموا أمرهم على الهجرة وترك الوطن من الاراضي التركية عبر اليونان تحت رحمة المهربين (القجقجية) قلت لهم: لما كل هذه المشقة والترحال في دروب خطرة؟ ، لما هذه  المجازفة؟أنتم شباب خريجي الجامعات والمعاهد العالية، وكان من بينهم أطباء جدد وصيدلي ، أجابني أحدهم والمرارة تملأ قلبه ، لما البقاء في الوطن؟ لايوجد تعين  ولا عمل ، والاخر قال ، حتى الاراضي لم يبقو منها شيئا لبناء مسكن صغير لعوائلنا أذا ما نوينا الزواج  ، واخرون أدلوا بما يفيد  الكثير من التشكي والتظلم لا أجد مجالا لذكرها، القصد مما رويته يكمن في مدى اهمية ألاحتفاض بالارض التي يضحي الابطال حياتهم من أجلها ،ألا تقارن الارض بالأم وبالاخت في معظم النصوص الادبية والفنية ، وهذه الارض عندما تتعرض للأستلاب والتفريط بها  هكذا من دون وجه حق أوتخطيط وتقطع أوصالها من أجل مصالح ذاتية أو البقاء في المناصب الرفيعة والاستثراء من ورائها ،    أتذكر في المرحلة المتوسطة والاعدادية،كنا ندرس في مدارس أربيل ، و غالبا ما كنا نسير عبر اراضي قصبتنا مشيا على الاقدام وكانت حدود بلدية عنكاوا حينها تمتد الى ما كانت تدعى بقرية ضباط الصف اي تقريبا بمحاذات  الشارع الستيني في اربيل ،ويوما بعد اخر تقلصت هذه المساحة  جراء أقتطاع  أجزاء منها لأنشاء   المطار العسكري ومعسكر أربيل أبان عهد النظام السابق وللمطار المدني أبان العهد الجديد ،الذي أرتأى القائمين عليه بجعله ملتصقا بعنكاوا مشيدا على أهم وأعز جزء من  أراضيها ،ولنسلم جميعا بأن من الضروري تواجد مثل هذه المعالم الحضارية والمهمة  في أقليمنا العزيز، أليس من الظلم أن يبقى أصحاب هذه الاراضي بدون تعويض عما فقدوه من أراضيهم وهذا ما تناولناه بالتفصيل في مقالتينا السابقتين ، وفي أعوام الثمانينيات ، أقتطع النظام السابق (470 )دونم أيضا من أراضي عنكاوا ، وتم تخصيصها للبحوث الزراعية وجلب شركة أسترالية لتعمل على تطوير الابحاث الزراعية ،ولنفس الغرض ، تم أطفاء (1000 ) دونم من أراضي قرية بحركة و(750) دونم من أراضي (كرده ره شه   ) بعد أنتفاضة أذار وبالتحديد في عام 1992 عاد مالكي هذه الاراضي الى زراعتها  شأنهم شأن جميع المناطق الاخرى التي أستخدمت لغرض البحوث الزراعية  ، ولم تمض  سنة أو سنتان على زراعتها حتى تم تبليغ أصحاب هذه الاراضي  العائدة الى عنكاوا فقط من دون المنطقتين الاخريتين بتركها للبحوث الزراعية ، وتم تسيجيها وحرمان أصحابها من حق زراعتها ، رغم أن هذه المساحة اليوم تقع في وسط القصبة ولا تصلح للبحوث الزراعية ، وذلك لما تقتضيه البحوث الزراعية من مستلزمات لربما تكون خطرة على الصحة العامة ، كالأسمدة والكيمياويات والسموم وغيرها ، ولكن الغريب في الامر لو طبقت العدالة ،لكان لزاما أن تعامل الارض المستغلة للبحوث في المقاطعات الثلاثة بالتساوي ، فلما يحرم أصحاب أراضي البحوث في عنكاوا من أراضيهم فيما يستمر أصحاب الاراضي في هاتين القريتين في زراعتها ؟ أين العدالة في الزمن الذي يدعي الكل بأنه يسعى من اجل تحقيق العدالة والديمقراطية وغيرها من الشعارات الرنانة؟... ،لنعود الى  الاراضي الاخرى أي التي أستملكت لمشاريع البناء السكني والتي أستغلت  بعجالة وبدون مراعات للقواعد المتبعة ،حيث تم توزيعها ، بدون تخطيط مسبق  على غير مستحقيها وتمتع بها وبأثمانها الباهضة بعد بيع معظمها للغرباء ،وأن سارت الامور هكذا ،سوف لن يتبقى من الارض شبرا واحدا للاجيال القادمة ، أما الامر الاخر الذي يحز في نفوسنا جميعا ، قبل سنة او اكثر ،تم تبليغ أصحاب الاراضي عن طريق الصحف بقيام بلدية اربيل بالاستيلاء على جميع الاراضي الزراعية العائدة الى عنكاوا والواقعة الى جنوب مطار أربيل الدولي ، وتمليكها عن طريق المساطحات و لغرض أقامة المنشاءات السياحية عليها كالفنادق والمطاعم ،وتبلغ عشرات الدونمات ،ضمن هذه الاراضي كانت تقع قرية ما تسمى بالدركاوا ،متكونة من عدة دور مشيدة بشكل عشوائي وبتجاوز على اراضي عنكاوا ، في سنة 2008تم أزالة هذه الدور ولكن الطريف في الامر أن اصحابها المتجاوزين قسرا على أراضي القصبة تم تعويضهم بقطعة ارض سكنية مع مبلغ من المال تعويضا عما فقدوه في حين خرج اصحاب الاراضي الحقيقيين من أهلينا في عنكاوا من المولد بلا حمص ، كما يقال، وهنا تحضرني حكاية رواها صديق لي في عمان قال ، الملك الراحل  حسين رحمه الله أراد أن يضم أرض مجاورة لداره ، فقدم لصاحبها عدة حلول مغرية ، أولها أراد ان يشتريها منه بسعر يعادل أضعاف سعرها أو أن يعطيه مقابلها ارض تعادل ضعفها واكثر، من حيث المساحة والجودة ، ولكن صاحب الارض رفض جميع عروض الملك ، معللآ بأن الارض عزيزة على قلبه وأنها تحمل ذكرى أبائه وأجداده ،أحترم الملك رغبة الرجل وتعامل معه كجار عزيز لحين وفاته ،هكذا تتعامل بمثل هذه المثل الرائعة  حكومة ألاردن وملكها مع أراضي وممتلكات مواطنيها حيث تعتبر جميع الاراضي الزراعية ملكا خاصا لا يمكن المساس بها مطقا،بينما عندنا ونحن الجار الاقرب للأردن للأسف بهذه السهولة  تهدر أملاكنا وممتلاكاتنا وتفرط بالارض العزيزة وتحت مسميات شتى ، بالمساطحات تارة والتبرع بها لكل من هب ودب (حسب مقولة الزميلة جنان بولص في مقالاتها)  تارة اخرى، فمن يا ترى سينبري ليوقف مثل هذا التفريط في الارض والممتلكات ، أهي أحزاب شعبنا؟والتي أشك بوجود معضمها  أصلا وأن وجدت فأنها غارقة لحد التخمة بتحقيق مصالح شخصية  لقيادييها ،وترويج الخصام والتفرقة على الاساس الطائفي والمذهبي بترويج لهذه التسمية او تلك ، أو حينما تتناطح وتتصارع فيما بينها من أجل ألاستحواذ على فتات من مقاعد الكوتا ( المكرمة) التي تخصص لشعبنا وعلى مضض ،أم كتابنا المبتلين بصراع ابدي على صفحات ومنتديات الانترنيت ،لا يتداولون فيما بينهم غير أطنان من الشتائم والاتهامات الزائفة والصاق التهم وغيرها ، وكنت أتمنى أن يحاول أحدهم التعقيب او الكتابة في موضوع الارض الذي يهمنا جميعا ،ولكن للأسف لم اشاهد احدهم ينبري ويعقب على أو حتى ينتقد ما تناولته سابقا حول ذات الموضوع سوى القانوني الشهم يعكوب ابونا له كل شكري وتفديري  ، في رأي ولربما سنختلف عليه أيضا كما نختلف على تسمية شعبنا وعلى هل نحن قومية او شعب أوشرذمة  ناطقة بلغة شواخص القبور؟ قبل مطالبتنا بالحكم الذاتي او الفدرالي او حتى  الادارة الذاتية وغيرها من المصطلحات الكبيرة والامعة ،علينا حث المسؤولين في الاقليم والمناطق الاخرى التي تضم أبناء شعبنا ،بأحترام خصوصيتنا القومية ، وعدم فسح المجال للتفريط بالارض المتبقية والاحتفاض بها للأجيال القادمة  لأن من أهم شروط الوجود القومي هو وجود ارض عائدة الى شعب يسكنها ويستغلها بصورة عقلانية ، ومطالبتنا للاخرين المتعايشين معنا بأحترام وجودنا والاقرار بأصالتنا  وأحترامها من قبل جميع الذين تربطنا معهم روابط  الجيرة والعيش المشترك وأحترام هذه الجيرة يتاتى أولا وقبل كل شيء بووضع ضوابط وقوانين تنظم أستغلال الارض بشكل عقلاني ومبرمج  ، وأعتبارنا من السكان الاصليين وتضمين الدساتير والقوانين العراقية مواد تحترم هذه الاصالة..
                       
   








372
ألأخ العزيز المحامي يعكوب ابونا المحترم
                                        أراضي عنكاوا الزراعية



                                                                                                                                     بطرس نباتي
                                                 

   اولا لا بد ان اسجل شكري وتقديري للمحامي يعكوب ابونا ، لما تفضل به ، في رد على مقالي الموسوم هل نحن اصحاب ارض ام ماذا ؟ وخاصة انه قد عالج الموضوع من الناحية القانونية ، منطلقا من المادة 23 من الدستور  حيث تنص على الملكية الخاصة مصونة  ولا يجوز نزعها (الا) لأغراض المنفعة العامة ، وأود هنا ان ابين أن هذه (ألا) قد تسببت بهذه المعضلة المزمنة وكل هذا الا شكال  السياسي أصلا وبعد ذلك القانوني، الذي لم نعثر لحد الان أي منفذ لا عن طريق القانون ولا في الدستور العراقي يضمن حقوق أصحاب 30  الف دونم من الاراضي ، أقول الاشكال السياسي ، لأ ن أبتلاع هذه  المساحة الواسعة من أراضي عنكاوا جاء في زمن النظام السابق ، وكان الغرض منه سياسيا  ولم يكن للمصلحة العامة كما يدرج عادة في حيثيات القضايا التي تخص بأنتزاع الملكيات الخاصة عندنا، فالمطار العسكري والمعسكرات الاخرى،تم أنشاءها والقصد كان من ورائها ضرب الحركة الوطنية العراقية والكوردستانية ،ولما كانت هذه المساحة أي 30 الف دونم مستولى عليها لأجل أغراض عسكرية أنذاك  لذلك ،تم تحديد 1750 ( دينار وسبعمائة وخمسون فلسا) ثمنا للدونم الواحد ، رفض أصحاب الاراضي هذا التعويض لكونه زهيدا ، حينها التجأت دوائر الدفاع الى حيلة قانونية في ظاهرها وسياسية في جوهرها ، فأوعزت الى دوائر الزراعة في المحافظة على ، أستبدال أراضي عنكاوا هذه بأراضي الاخوة الكورد المرحلين في بعض قرى قوشتبة ، قسم من أصحاب الاراضي ،أرتضوا بأستبدال أراضيهم والقسم الاخر وهم الاغلبية رفضوا هذا الاستبدال ، لكون تلك الاراضي ملكا  لأخوانهم الكورد( أي أن هؤلاء الذين رفضوا حينها كانوا مخلصين في مواقفهم مع أباء المسؤولين الكرد الحاليين ، الذين يرفضون اليوم  تعويضهم عما فقدوه من هذه الاراضي... تصور) ،وبعد أنتفاضة اّذار 1991 عاد أصحاب هذه الاراضي اليها بموجب قرارات من قيادة الجبهة الكوردستانية ، صارفين مبالغ طائلة على أصلاحها ، لحين دخول القوات الامريكية في عملية تحرير العراق عام 2003 ، منذ ذلك الحين عملت حكومة الاقليم على أنشاء مطار أربيل الدولي ، على ذات المساحة،وهنا لا بد أن أسجل بعض النفاط البارزة  والخاصة بهذه الفترة أي منذ انشاء  مطار اربيل الدولي ولحد الان.
نتيجة المراجعات العديد للدوائر المعنية وخاصة الدوائر القانونية ،تم دفع مسألة التعويضات لهذه الاراضي ، الى محكمة حل المنازعات الملكية العقارية، وهي محكمة مشكلة بموجب قانون خاص اتخذ في زمن بريمر                                                                                 ويطلق عليه( قانون حل المنازعات العقارية)بموجبه يتم حل  القضايا المتعلقة بنزع الملكية الخاصة من قبل النظام السابق ، ولدى المحكمة في اربيل  ، ملفات عديدة مكتملة الشروط القانونية ، ولم تستطيع هذه المحكمة من حل القضايا هذه رغم مرور سنتين واكثر على تقديم الشكاوى الى هذه المحكمة ،وفي الاونة الاخيرة أي قبل ايام من هذا التعقيب قررت هذه المحكمة غلق أحدى هذه القضايا ، بحجة ان الدعوى لا تخص المنازعات الملكية ،رغم مرور سنتين واكثر على تقديمها امام  هذه المحكمة وعند اعتراض صاحب الارض على القرار  أفهم من قبل الحاكم بأن  حل هذه القضية من اختصاص دوائر الاقليم  ، لأن هذه الاراضي  قد أستغلت الان لمشروع اخر. 
1-   قبل لجوء أهل عنكاوا الى المراجعات لدى دوائر الزراعة او المسؤولين ، تم مفاتحة محاميين وقانونيين في محافظة أربيل..  وجميع من تمت مراجعتهم ، رفضوا التوكيل في هذه القضية،مدعين بأن المحاكم في المحافظة ترفض مثل هذه الدعاوى ، لكونها من أختصاص المحكمة المذكورة في (1) علما أن أهل عنكاوا غالبا ما يلحؤن الى محاميين يوكلونهم للدفاع عن حقوقهم في قضايا أخرى  تخص الملكية ،وأطفاء الاراضي وغيرها من الامور.
2-   بعد سلسلة طويلة من المراجعات الاخيرة تم تشكيل لجنة خاصة من قبل مجلس وزراء اقليم كوردستان برئاسة أحد الحكام وعضوية المدير العام للشؤون القانونية في المجلس وممثلي عن وزارتي  الزراعة والبلديات ومديرية التسجيل العقاري ، وقررت اللجنة بأغلبية الاصوات بضرورة تعويض أصحاب هذه الاراضي وتم تصنيفها كما يلي ، أولا :الاراضي التي أستبدلت في زمن النظام السابق ثانيا: الاراضي التي لم يتم أطفاء ملكيتها منذ ذلك الحين ولم تعوض لا نقدا ولا عن طريق الاستبدال ، ثالثا:الاراضي التي تم تعويض اصحابها بمبالغ زهيدة ولا يوجد ما يؤكد بأن اصحابها أستلموا فعلا مبالغ التعويض تلك ، وقررت اللجنة بوجوب تعويض الاقسام الثلاثة ، على أن يكون هناك فرق بسيط في مبالغ التعويض بينها حسب ، أستفادة أصحابها سابقا.
3-    تنفيذا لهذا المقترح ، صدر أمر من رئاسة وزراء أقليم كوردستان ، بتخصيص أراضي سكنية حسب قانون رقم 3 لسنة 1997وبموجبه سيتم تعويض فقط الاراضي التي استبدلت في زمن النظام السابق من دون الحالات الاخرى،ويكون    تعويضهم بقطع سكنية بمقدار 8% من اراضيهم  ،في حينها حضرنا بصفتنا ممثلين عن اصحاب الاراضي وسجلنا رفضنا لهذا القرار ،وسجلنا أيضا أصرارنا على وجوب تعويض أصحاب جميع الاراضي هذه بصورة متساوية وعادلة .
4-   في معرض رد الاخ يعكوب يذكر بأن الجهة التي تنزع الملكية ليست الجهة التي تعوض أصحاب الملكية ، نعم هذا أكيد وحقيقة قانونية معمول بها في جميع دول العالم وفي العراق ايضا،لأن للمحاكم الحق في تعويض المتضرر من نزع الملكية الخاصة، ومادام قد نصحنا بسلوك طريق المحاكم وهو لربما أدرى  بأحوال المحاكم والسلطة القضائية العراقية ، أطرح عليه أن كان بأمكانه ، التوكيل عن أصحاب هذه الاراضي ، وأن تعذر عليه التوكيل هنا في الوطن ،لكثرة مشاغله او لأي سبب اخر فنحن على أستعداد تام لتلقي اية مساعدة قانونية أن اراد هو او غيره من ابناء شعبنا وخاصة الغيورين من أمثاله أبدائها لحل هذه الاشكالية.
5-   كنت أتمنى أن يبادر كتابنا الذين يسودون يوميا صفحات مواقع الأنترنيت بالكتابة عن التسميات والمهاترات الكلامية وترويج التهم والشتائم وغيرها من الانشاءات التافهة، وأن يسجلو ولو موقفا واحدا سواء بالرفض أو القبول لما جاء بالمقالتين وأن يكونوا بمستوى هذا القانوني الشهم (يعكوب ابونا) الذي  ابدى لنا نصائح لا تقدر بثمن ، ولربما، وهذا اكيد ، بأن نصائحه ستفتح لنا افاقا أخرى في مراجعاتنا الاحقة  من خلال القانون والمحاكم ، الف شكر لك أخي، ومادامت امتنا تنجب امثالكم من القانونيين المدافعين عن حقوقنا فلا خوف على حقوقنا من الضياع..
6-    سأتواصل مع الموضوع في قسمه الثالث والاخير  ( هل نحن أصحاب ارض أم ماذا؟ ) والذي أكتبه لجريدة بيث عنكاوا الصادرة عن جمعية الثقافة الكلدانية وبعدها انشره تباعا عن طريق عنكاوا كوم، حيث أطرح خلال هذا المقال سلسلة من التساؤلات المشروعة ،ولا أقصد فيها البحث فقط عن المخرج او ايجاد حلول لهذه القضايا الملحة ، انما القصد من ورائها أيضا بيان الحال التي اصبحنا عليها نتيجة الانقسامات التي نشهدها،وتاثيرها على وجودنا كشعب منفي ومستبعد ليس في المنافي وحدها وأنما في داخل وطنه على ارضه.
.             

373
هل نحن أصحاب ارض أم ماذا؟
2-3
                                                                                          بطرس نباتي

    من خلال متابعة وأستقراء لوضعنا نحن الكلدان الاشوريين السريان وخاصة  بعد الحرب العالمية الاولى ، نجد أن هناك عدة عوامل جعلتنا نفقد اهم عنصر في تعريف مصطلح الشعب ، ألا وهي الارض ،التي تعرضت ولا زالت تتعرض ألى  الانقراض والتلاشي نتيجة عوامل عديدة ،واولهاأشتثاثنا من قرانا وقصباتنا والهجرة الى داخل المدن وبعدها  التشتت في اصقاع العالم ، طلبا لأشياء أفتقدناها في الوطن ، وفي مقدمتها الاحساس بالامن والامان ، الشيء الاخر والمؤلم حقا ، رغم قلة عددنا اليوم في الوطن ، الا أننا نشكومن انقسامات حادة تنخر في أجسامنا وأجسام مؤسساتنا ، فعلى الصعيد الديني ، لا زلنا رغم دعوات الوحدة والتوحد منقسمين الى كنائس وملل وطوائف وكل كنيسة تحاول من خلال استغلالها للسلطة الروحية ان تكون ممثلة سياسيا  لمجموعة من المؤمنين عن طريق اختيارها لتسمية قومية تشاكس او حتى تعارض بها الكنيسة الاخرى التي تختار أو اختارت تسمية تخالفها ، والمثال على ذلك الكنيسة الاشورية والكنيسة الكلدانية وغيرها من الكنائس التي تشبثت بالاسم القومي لغرض ترسيخ العقيدة الدينية في المجاميع المنتمية اليها .. متجاهلة بهذا نهج المسيحية الاممي ،و بعد دخول التسميات القوميه لشعبنا ، على المسميات الكنسية ، فأصبح من العسير جدا، أن لم يكن من ضمن المستحيل، حصرنا في تسمية قومية واحدة ، اما بالنسبة الى الاحزاب السياسية والرموز والشخصيات التي تشغل مواقع حساسة ومؤثرة سواء داخل مؤسسات الحكومة العراقية أو في اقليم كوردستان ، هؤلاء بأستطاعتهم العمل بشكل أفضل مستغلين تلك المناصب لصالح أبناء شعبنا ، لو عملوا  بشكل جماعي متجاوزين خلافاتهم الشخصية والحزبية ، متجردين من مصالحهم  الذاتية الضيقة، ولكنهم للأسف وحسب ما نلمسه في أعمالهم ومشاريعهم ، تفضيلهم   لمصالحهم الشخصية ومصالح بعض المنتفعين والوصوليين  المحيطين بهم ، على المصلحة العامة متناسين ، أن لولا وجودنا كشعب ، لما تم تكليف معظمهم وحسب الاستحقاق وما يحملونه من مؤهلات ، بأن يحتلوا ولو بأحلامهم  المراكز الحساسة والفاخرة التي يتربعون ألأن في قممها.
ومن أجل أن لا يكون مقالي هذا مجرد طعن وأنتقاد الحال التي صرنا اليها ،سأتجنب عن ذكر الاسماء ، مكتفيا ببعض التفاصيل التي لا بد من التطرق اليها ،خلال أستعراضي للمشكلة المزمنة ، ألا وهي مشكلة 30ألف دونم من أراضي قصبة عنكاوا ، هذه المعظلة ليست وليدة اليوم كما يتصور البعض ، فأنها تمتد الى زمن النظام المتهريء السابق ،ذلك النظام الغاشم ، كان من سياسته الرعناء ،نشر معسكراته وسجونه وقواعده الجوية في كل بقعة من العراق وخاصة في كوردستان ، لضرب الحركة الوطنية العراقية والكوردستانية ، وكانت أحدى هذه القواعد من نصيب قصبة عنكاوا ، حيث أستولى عنوة على 20 الف دونم من الاراضي الصالحة جدا للزراعة ،لقاء تعويض زهيد لا يتجاوز 1750دينار وسبعمائة وخمسون فلسا للدونم الواحد ، في حينها رفض أصحاب هذه الاراضي ،أستيلام تلك التعويضات ، عندها لجأ الى حيلة اخرى الغرض منها تأجيج الصراع بين أهالي عنكاوا والاخوة الكورد الذين أستولى النظام على أراضيهم ، في قوشتبة وسينالة ، حيث عمد على ، استبدالها ،بألأراضي المستولى عليها في عنكاوا ، بعض مالكي الارض قبلوا بهذا الاستبدال والبعض الاخر، وهم الاكثرية ،رفضوا ان تستبدل اراضيهم بالاراضي الزراعية العائدة الى أخوانهم الكورد، بعد ترحيلهم منها عنوة ، فبقوا بدون أي تعويض ، رغم وجود مسؤولين حزبين أو حتى وزراء او في قيادة الثورة  المنحل أنذاك من أبناء شعبنا ، الا أنهم رفضوا في حينها ،تقديم أية مساندة لمطاليب أهالي قصبتنا ،ولم يوصلو حينها شكاوى أهلنا الى الجهات المسؤولة سواء في وزارة الزراعة أو في وزارة الدفاع وغيرها ، هكذا حرم أباؤنا وأجدادنا من اعز ما يملكه الانسان ألا وهي الارض، بينما تم تعويض غيرهم أبان السبعينيات عن اشجار البساتين ،وحتى عن اشجار البلوط البري ، بعد أنتفاضة أذارالمجيدة ،وأنهيار سلطة البعث ومؤسساتها ومعسكراتها ، عاد أصحاب هذه الاراضي اليها بفرح غامر وبقرار من الجبهة الكوردستانية ، وصرفوا مبالغ طائلة على أصلاحها وأزالة مخلفات تلك المعسكرات والقواعد العسكرية ، ولم تمض سوى سنوات قليلة على تمتعهم بزراعتها ،حتى حرموا مرة أخرى منها ،هذه المرة ، اختلفت عن سابقتها ، على ذات المساحة تم أنشاء مطار أربيل الدولي  ، ما لا يستيع أحد أنكاره كون هذا المشروع حيوي ومفيد جدا لأنعاش ألاقليم من كافة النواحي  ، ولا أحد باستطاعته التشكيك أو التقليل من أهميته وأستراتيجيته ، هذا المشروع الرائع، لا بد وأن يؤثر أيجابا على مجمل المنحى الاقتصادي والاجتماعي للأقليم كله،ولكن للأسف المساحة المسشتغلة من قبل المطار الدولي وما تبعها من  مساطحات  التي تمت على الاراضي المحيطة به وحتى مشارف عنكاوا ، لم تبقِ من أراضي هذه القصبة شيئا يذكر، وكل هذه المساحة يتم أستملاكها وأطفائها بموجب قرارات مجحفة ومن دون تعويض أصحابها لحد الان ، ومرة أخرى بدأت سلسلة من المراجعات والمخاطبات وهذه المرة تبنت جمعية مار عودا الزراعية مشكورة عبأ تكوين لجان للدفاع عن أراضي عنكاوا والتي تشكلت من ممثلي الاحزاب السياسية وبعض الشخصيات المستقلة لمفاتحة الجهات ذات العلاقة لرفع الغبن ، وكل الجهات والمؤسسات التي تمت مراجعتها ، يتفقون على أن هناك أجحاف  بحق أهل عنكاوا وهم متفقون  على ضرورة تلبية كافة حقوقهم  ، وأتذكر في بداية هذه المشكلة ،كيف كان أحد اعضاء برلمان كوردستان وهو الاخ( شمائيل ننو) ينبري مدافعا في معظم جلسات برلمان كردستان،  لا فقط عن اراضي القصبة، وانما عن كافة الاراضي التي يملكها شعبنا ويعتبرها خطوط حمراء ، ويستنكر حتى في أستغلالها من اجل اقامة المشاريع ذات النفع العام ،معلالا نظرته هذه بأن لولا الارض لما أعترف بنا كشعب له خصوصياته القومية والتاريخية ،أما بالنسبة الى اراضي القصبة  أحد المسؤولين من أبناء شعبنا كان يصرح بأنه يتمكن  لوحده من حل جميع الاشكالات وتعويض أصحاب الاراضي ،وأن عجزت حكومة الاقليم عن ذلك ، فأنه سوف يستلمها من المنبع ، ولا أدري ماذا كان يقصد بالمنبع هل هو خزينة العراق أم من الخزينة الامريكية التي لا يزال فلاحونا ومزارعونا يطلبونها مبالغ المزاروعات التالفة تحت عجلات الياتها في عملها لتحرير العراق أو غزوه، ولكن وعوده تلك لم يتمكن من تحقيقها ، وسأورد اسباب عدم مقدرته وتهاون غيره في خاتمة مقالي هذا، بعدها ألتجأت اللجنة الى مراجعة بعض كبار رجال الدين الذين بدورهم ألتجأوا الى مخاطبة مسؤول اخر من ابناء شعبنا يحتل مركزا مرموقا في حكومة اقليم كوردستان وبعد سلسلة من المخاطبات والترجي ، تم تشكيل لجنة خاصة لمعالجة المشكلة وقد سعت لجنة جمعية مارعودا الزراعية على ضرورة ان تضم اللجنة المشكلة لمناقشة مشكلة اراضي مطار اربيل شخصان يمثلان اصحاب الاراضي ، ألا أن اللجنة المذكورة اتمت عملها بدون أن تسمح لهما بأبداء الرأي او مناقشة القرارات التي توصلت اليها ، والتي لم تقدم اية حلول جذرية وشاملة لهذه المشكلة ، بينما ظل التوسع العشوائي يبتلع معظم الاراضي والممتلكات العائدة الى عنكاوامن جميع اطرافها ،ورغم سعي لجنة متابعة مشاكل الاراضي وجمعية مارعودا الزراعية ،للحصول على مقابلة قصيرة مع المسؤول الكبير والذي لا تتخذ أية قرارات ولا تنفذ اية مشاريع في قصبتنا العزيزة ألا بعد الحصول على أذنه وموافقته ودعمه ، ورغم ان هذه المشاكل تخص شريحة واسعة من اهالينا في القصبة ،للأسف أقول أن الحواجز التي تحيطه حالت دون اللقاء به وطرح ما يستجد من هذه المشكلة وغيرها امامه لغرض ايجاد الحلول المعقولة لها  ،في المقال السابق تناولت بالتفصيل سقوط المادة الرابعة من قانون رقم 20 وعدم درجها ضمن مسودة القانون الجديد،وكيف أن أحد أعضاء برلمان كوردستان أنبرى ليناقش رئاسة البرلمان والتي لم تسمح له بمتابعة نقاشه ،مرة اخرى ورغم أعتزازنا بمبادرة صديقنا العزيز ولشخصه ، ألا أنه كان من المفروض ان لا ينبري مدافعا عن هذه المادة لوحده حيث لنا (أربعة ) أعضاء أخرون أضافة الى أعضاء من الكتل الاخرى متعاطفين ومؤيدين لمسألة وجوب طرح مسألة التعويضات ،كان الاولى أن يتم طرح هذه المشكلة بشكل جماعي ليكون لها مردودا أكبر ، ونأمل من الاعضاء الاربعة الذين لم يؤازرو طرح زميلهم ، أيضاح مواقفهم في رد او أيضاح على مقالي هذا ونأمل من الاعضاء الخمسة الذين يمثلون شعبنا في برلمان أقليم كوردستان وكذلك الاعضاء الاخرين في المجلس  الوطني العراقي، أن يكونوا  أكثر تماسكا ، لأن في وحدتهم قوة لنا جميعا ، وأذا كان خطابهم مشتت هكذا، وكل يريد أن يحقق لنفسه بعض التقدم على زملائه لعله يحرز على ثقة بعض ناخبيه ، هذه الحال لا تنطبق على الاشخاص أو الرموز التي تعاملت بشكل أو بأخر مع المشاكل الخاصة باراضي قصبة عنكاوا لوحدها فقط ،أنما تشتتنا وحالة أنعدام الثقة  فيما بين رموزنا وأحزابنا ورجالات كنائسنا  والتفرقة التي نحن عليها اليوم ، أثرت وستؤثر في عدم أيجاد حلول لما نعانيه من مشاكل وما يهدد شأننا القومي ووجودنا كشعب له كل هذا الامتداد الحضاري على هذه الارض المعطاء ، والفرقة التي نعاني منها واتساع الهوة بين رموزنا ومن يمثلنا في المؤسسات الحكومية وغيرها جعلت ،كل شخص يدعي بأنه يتحرك  بمفرده وبمعزل عن الاخرين وأنه يبذل ما في وسعه من أجل خدمة شعبه لكي يقال أن فلانا يسعى أكثر من الاخرين ،وأن  تكون كافة الامور والتدابير متعلقة به وحده لا يشاركه فيه أحدا ، فأذا ما حقق مكسبا متواضعا  في حل مشكلة صغيرة تواجه البعض ، صار في نظرهم بطلا وعظيما يستحق أن يسجد له الجميع ، وأن أنتكس ولم يحقق شيئا أوعز ذلك الى عدم تجاوب الاخرين معه ، هذه حالة مرضية ، نخرت فينا منذ عدة عقود من الزمن  نتيجة التشرذم وألأنقسام  التي يعيشها أبناء شعبنا اليوم ،ولو أستمرت سوف نشهد مزيدا من التردي  ومزيدا من الاوضاع السيئة لشعبنا في حاضره ومستقبله.       

375
هل نحن أصحاب ارض أم ماذا....؟
                                                                                                           بطرس نباتي
    كثيرا ما نستفز حينما نسمع من بعض المسؤولين في العراق، تشكيكهم او محاججتهم بكوننا شعب ، لأننا في تصورهم، نفتقد الى أهم ركن في تعريف (الشعب) ألا وهي ألارض الخاصة به والذي يعيش عليها ، لست هنا بصدد مناقشة هذه الاراء والطروحات لتثبيت صحتها او دحضها ،لأن قراءة ولو سطحية ، لأي مصدر تاريخي سيدحض هذه المقولة ويثبت زيفها وبطلانها ، ولكن فعلا لو قمنا بقراءة أخرى لهذه المقولة اليوم ، نجد عذرا اومبررا لمطلقيها للأسف ، احدى القصبات التي سأطرحها هنا نموذجا ،لتأكل وأندثار اراضي شعبنا هي  ناحية عنكاوا التي يطلق عليها مقاطعة /5، هذه المقاطعة كانت من اوسع المقاطعات التابعة لمحافظة اربيل حيث تتجاوز مساحتها 30 الف دونم ، من الاراضي الزراعية الخصبة جدا ،وكانت جميعها ملكية خاصة لأهلها ، اليوم تقلصت مساحة هذه المقاطعة ولم يتبق منها سوى مساحات تقدر بالامتار مبعثرة هنا وهناك،  ولربما هناك من يسأل ، أية كارثة أودت بكل هذه المساحة ؟ ولكي نكون دقيقين في طرحنا نقول، مطار اربيل الدولي ، تم أنشاءه بكامله على اراضي عنكاوا دون غيرها ، بدون أن تعوض حكومة كردستان لأصحابها  ، وهناك نية ظهرت مؤخرا،سبق وأن رفضت من قبل جميع أصحاب هذه الاراضي،  بتعويض بعض الاشخاص ،الذين  تمكنوا من استبدال أراضيهم بأراضي ألأخوةألكورد في قوشتبة وسينالة وغيرها  في زمن النظام السابق، وهم قلة قليلة وكانوا حينها اما من ذوي النفوذ او أستطاعوا توكيل محامين  ، بالمقارنة مع عشرات العوائل الفلاحية الكادحة التي لم تتمكن في زمن النظام من اسبدال اراضيها، وليس هناك أي دليل بأنها سبق وأن استلمت اية تعويضات مادية او عينية ،هذا بالنسبة للمطار الذي تراوحت مساحة الاراضي المستقطعة له من عنكاوا حوالي 10 الاف دونم ، أما المساحة الاخرى فقد استغلت من قبل شركات البناء الخاص لأقامة الشقق والفلل والعمارات والقرى العصرية والنموذجية ، التي يتم بيعها بالاف الدولارات ، بينما يحرم اصحاب هذه الاراضي حتى من التقرب من سياجاتها المنيعة ، ولربما  سيطرح البعض ، لما أهل عنكاوا وأصحاب هذه الاراضي الشاسعة ساكتون عما يحصل لهم من هدر حقوقهم وهذا الاجحاف بحقهم؟  ، على حد علمي لم يبق  باب مسؤول لم يطرقه هؤلاء للمطالبة بحقهم ، وصلوا في مراجعاتهم الى اعلى المستويات في  حكومة الاقليم ، وكل الذين تمت مراجعتهم وطرح هذه المشاكل أمامهم يصرحون ، بان لأصحاب هذه الاراضي كامل الحقوق ويجب على حكومة الاقليم أيجاد الحلول لهذه المشكلة وتعويضهم عما فقدوه من ممتلكات و السادة مسؤولي احزابنا القومية والادارية والمراجع الدينية ،على علم تام بهذه المراجعات وما تؤول اليه عادة   .. بتاريخ    3/ 12  / 2008 أراد أحد الاخوة الاعزاء من أعضاء برلمان كردستان وهو (ألاستاذ جمال شمعون ) طرح هذه المشكلة  في أحدى الجلسات المخصصة  لمناقشة  قانون مطار أربيل الدولي ، ولكن السيد ،  نائب رئيس البرلمان الكردستاني المترأس للجلسة ، تغاضى عن طلبه بطريقة غريبة  ، واستبعد طرح مقترحه بتضمين القانون الخاص بالمطارات المقامة في أقليم كودستان  مادة سبق وان تضمنها قانون رقم  20لسنة 2003وهي المادة الرابعة والتي كانت تنص (على مطالبة وزارة الزراعة بتسوبة كافة المشاكل الخاصة بالاراضي المملوكة الى مطار اربيل الدولي، من طلبات التعويض غيرها خالية من جميع الشوائب) للمناقشة ولم يسمح له بمواصلة طلبه و مناقشة  ما يريد طرحه  معللآ هذا الرفض ،بأن الجلسة مخصصة لمناقشة قانون المطار وليست لتعويض  أصحاب الاراضي، مما حدى به الى ترك قاعة البرلمان احتجاجا على هذا الموقف ، وهنا أود أن أطرح ، على الاستاذ الموقر،  رئيس الجلسة ، هناك مادة في قانون رقم 20 كما اسلفنا، تدعو لمعالجة مسألة دفع التعويضات وغيرها ، ويبدو انها تعرضت للسقوط اما سهوا او لغرض ما ، لما لا يجوز لعضو برلماني التساؤل عن هذا الامر؟ ومناقشة ما يراه مناسبا لمن يمثلهم ، فأن كان هذا العضو البرلماني والذي يمثلنا كشعب ،تقرون له بكامل الحقوق وبضمنها حقه في الحكم الذاتي يعامل هكذا؟  ، فكيف يكون التعامل مع الانسان البسيط الذي يود طرح مشاكله وهمومه أمام مجلسكم الموقر؟ ،هذه المباديء ما هي الا دروس صغيرة جدا في ما يدعونه اليوم بالمباديء الديموقراطية وتقبل الاخر وغيرها من الشعارات الرنانة ،وهنا لا بد ان أقف قليلا مع أقلام بعض من أبناء شعبنا الذين ،نراهم ينشغلون تارة بالتراشق  بالمسميات والتسميات أو  بتوجيه التهم والشتائم ،وتأليب أبناء القوميات الكبيرة وأحزابها ومؤسساتها على أحزاب شعبنا عبر مقالات وعبارات كلها دس ونميمة ، اليس حري بهؤلاء وغيرهم؟ أن يعبروا عن مواقفهم وبشجاعة ويتخلوا عن هذه المهاترات ، لأنه أن سارت الامور هكذا ، أحلف بالله العظيم سوف لن يبق  من أرض الاباء والاجداد، التي نسميها هكذا  سنتمترا واحدا لنقيم عليه ليس حكمنا الذاتي المنشود، بل وحتى سقفاَ خشبياَ يقينا من برد الشتاء، أنني هنا أناشد و بأخلاص رئاسة اقليم كوردستان الممثلة بشخص الرئيس مسعود البرزاني ان يبادر وكما عودنا على عدم المصادقة على القانون الجديد الخاص بالمطارات الا بعد تضمينه على وجوب تعويض اصحاب الاراضي التي تقام عليها المطارات وازالة كل المشاكل بين اصحاب الاراضي ودوائر الدولة. أنها دعوة مخلصة لعلها  تكون بادرة طيبة لحل هذه المعظلة المزمنة. 

376
قصة الموصل ..حلقة في مسلسل سنشهد احداثه قريبا
أنتظروا رجاء
                                                                                                              بطرس نباتي

       عندما تسلمت الاحزاب الاسلامية مقاليد الحكم في العراق ،تزايدت المخاوف والهواجس لدى شريحة واسعة من العراقيين وخاصة أبناء القوميات القليلة العدد ، وكانت نابعة من عدم تقبل هذه الاحزاب لمباديء الديمقراطية وتقبل الاخر؛ لكون معظم هذه الاحزاب، تعتمد في سياستها على النهج الطائفي وتعمل جاهدة على  أظهار نفسها وكانها وريثة للخلافة الاسلامية ،رغم أن الاتجاهات الدينية لم تحقق اي نجاح او تقدم  في قيادة العملية السياسية سواء في الشرق او في الغرب ، فقبل أن تنشر مبادئها في الحكم في الشرق كانت المسيحية قد فشلت كفكر سياسي ونهج  في قيادة المجتمعات في اوربا، ولم تحرز تلك الشعوب أي تقدم ، الا بعد أن فصلت الدين المسيحي عن السياسة ،وبعد قرنين من فشل الحكم الاوتوقراطي في الغرب ،تسعى هذه الاحزاب لاستلام السلطة وادارة المجتمع بموجب الشريعة الاسلامية ،بأتخاذها مصدرا رئيسيا للتشريع وسن القوانين كما نص عليه الدستور العراقي ،ففي ظل حكم هذه الاحزاب في العراق أختلت معظم المقاييس المعتمدة في تحديد هوية المواطن منذ اليوم الاول لقيادتها للعملية السياسية ، فأعتمدت على المذهب والطائفة في تحديد المواطنة وليس على مقاييس الاصالة وخدمة الوطن والنزاهة  والكفاءة بالعمل ، وفي خطوة لا تخلو من الخطورة، قامت بتسويق  معظم مفاهيمها  السلفية والطائفية في الدستور الدائم للعراق ، وبتأيد وجل من القوى السياسية القومية والعلمانية ،لأن هذه الاخيرة كان لها ايضا جزء من بعض الكعكة العراقية، أو حتى من فتاتها المتساقط .
أبان عمليات ما سمي بتحرير العراق وما صاحبها من ضجيج اعلامي، بان الوطن للجميع وللكل حقوقه،وأن الفدرالية عند تطبيقها ستكون عامل قوة ووحدة للعراق ، وسستتمتع أصغر مكونات الشعب العراقي ،وأقلها عددا بكامل حقوقها،ولكن ما إن إنجلت سحب دخان الحرب وهدأ هدير الدبابات ،وأستلم منظرو وسياسيو دولة ولاية الفقيه الطائفية قيادة العراق حتى بدأت الوعود تتلاشى وتصبح في مهب الريح،فكما بدات عملية تحرير العراق من البصرة ،كذلك بدأت حملة تطهير العراق من العناصر والمكونات (المفسدة في الارض)فرض الحجاب على الجامعيات وطالبات المدارس ،الكل يتحجب وكأن البصرة الفيحاء ام التمدن والعصرنة تنقلب لتصبح ( أم القرى)  الخالية ابداَ من غير المسلمين،ولتصبح بحق مقدسة يجب اولا ،تفجير دكاكين بيع المشروبات ،والغاء الحفلات والبدء بتهجير العوائل المسيحية ،بعد اغتيال بعضهم وخطف البعض الاخر،ولكون تلك العوائل  تشكل قلة عددية ومعظم ابنائها من الكسبة أو موظفين ،لم تكن قادرة حتما على مقاومة أرادة التهجير القسري وخاصة ان التهجير هذا كان بمباركة الاجهزة الامنية الحكومية لأن ما كان يحدث هناك او في اية بقعة اخرى في العراق أنما يحدث على مرأى ومقرب من  السيطرات والقوى الامنية  وبعدها قاموا بأدخال الرعب والخوف بقلوب عشرات العوائل المسيحية المسالمة لدفعها للهجرة لتحتل دورها  شراذم من ميليشيات الاحزاب الدينية، وأهداء بعضها الاخر الى المسؤولين في تلك الاجهزة تعبيرا عن تقديرهم  لسكوت هؤلاء المسؤولين او لمشاركتهم في هذه الجريمة ، بعد أن أستنكر شعبنا المغلوب على امره تلك الجريمة وتم تقديم مذكرات الاحتجاج والرفض والاستنكار وانبرى السياسيون عبر الندوات والمؤتمرات لأستنكار ذلك ، استطاعت القوى الظلامية الفاسدة التي تحكم العراق ، أمتصاص النقمة بالوعود  بحماية  (الطائفةالمسيحية)وأنها سوف تعيد العوائل المهجرة وستعمل على حماية هذه الطائفة لكي لا تنقرض( كما انقرضت الطائفة اليهودية قبلها وقبلها بزمن طويل طوائف الداينوصورات والماموت) وبعد راحة قصيرة راحت هذه القوى الظلامية ،تفجر الكنائس والاديرة في بغداد والموصل بعد تلغيمها في وسط النهار وعلى مقربة من القوات الامنية ، هذه التفجيرات عزاه البعض من منظري السياسة العراقية أو الناطقين بأسم الحكومة الرسميين ،كما درجت العادة على تسميتهم ، وكأنه رد فعل على الرسوم الدانيماركية وكأن هؤلاء القتلة بتفجيرهم للكنائس أنما ينتقمون من الرسام الدانيماركي ولكن أي رسام واية رسوم( دانمارك وين دورة وبتاوين وين)كانت هذه بداية اخرى لأعنف حملة تتعرض لها العوائل المسالمة المسيحية في بغداد اولا، فقد تم تهجير عوائل الدورة والبتاوين وبغداد الجديدة ،بذات الاسلوب الذي اتبع في البصرة ، القتل على الهوية او بحجة العمل مع القوات الامريكية (الكافرة ) فأغتيل عدد من المسيحين من الرجال والنساء ولم يسلم حتى رجال الدين من هذه الاغتيالات، وتحت ضغط التهديدات وبث الدعايات والذعر ،نزحت معظم العوائل المسيحية تاركة ديارها متجهة نحو محافظات كردستان ، او بعض قرى وقصبات نينوى،محملة بقصص مؤلمة عن المعاملة السيئة وما تعرضوا له من اضطهاد وتصفيات جسدية ،و لكي تكتمل حلقات هذا المسلسل الدرامي الحزين والمخزي ،تم أطلاق دعوات وأصدار فتاوى عل أعتبار المسيحيين نصارى ومن اهل الذمة فلذلك وجب معاملتهم وفق تلك الشريعة  ، أما أن يدخلوا دين الله (الاسلام) او يدفعوا الجزية وهم صاغرون ، وقد بدأت هذه الدعوات في الموصل وبعض مناطق غرب العراق ، لتؤجج مشاعر المسلمين وتدفعهم لمعاملة غير المسلمين وفق شريعة الاسلام وكما جاءت في دستور العراق الجديد( دين الدولة الرسمي والمصدر الرئيسي في التشريع) ، وهكذا مهدت كل الطرق ليكون أستهداف المسيحين في الموصل اعنف واشمل وبدأت خطواته الاولى بتصفية الشهيد فرج رحو ورفاقه الابرياء،وأكتفى العالم المتفرج على هذه الاضطهادات  للأسف بأصدار الاستنكارات والمناشدات ، ولم ترتق هذه الى اي رد فعل اخر كما حصل مع كافة الاضطهادات الاخرى التي تعرض لها ابناء شعبنا، سواء تلك التي حدثت في الماضي او في الحاضر ، ففي الماضي وللأسف  اقولها، عندما كان شعبنا يقتل وتحرق مدنه كان رجال كنائسنا يجلسون في محافلهم الدينية ليناقشوا ويتقاتلوا على جنس الملائكة هل هم ذكور ام اناث ، وعندما كان ابناء شعبنا يقتلون ويذبحون في مجزرة سميل كان البعض من هؤلاء يبرقون الى جلالة الملك او الى رئيس الوزراء لتهنئتهم بالقضاء على حفنة من العصاة المارقين ، ولكن ما زاد يقيني بأن كل هذه الجرائم نتيجتها دفع المسيحيين الى هجر وطنهم وتشتيتهم ، وخاصة  لدى  مقارنة أحداث اليوم لما حدث في الماضي لليهود العراقين ،كما ورد في روايات الكتاب اليهود العراقيين ،فالتاجر شليمو الكتاني الكردي بطل الرواية ( هكذا يسمي نفسه) في  رواية( شلومو الكردي وانا والزمن) للروائي سمير نقاش الذي لا يتذكر لا هو ولا اجداده القدامى متى سكنوا في موطنهم هذا ، ويقول: " لربما نحن هنا قبل ان تخلق هذه الجبال" ويقول ايضا في موضع اخر " بيد اني كردي وعنيد ،ان جسمي الفارع الهائل سروة منتصبة نشأت على ارض كردستان بلوطة لن تقصمها اعتى زوابع الكون وجناني قد من صخر بلد نشأت في احضانه فهو ليس برعديد  انه لا يخفق خوفا بل حنقا على هذا الظالم المعتوه الجالس على عرشه يتلاعب برقاب رعيته ويطوح بها بغير حق"  شليمو كتاني الكردي كان يتقاسم فيه السكن مع أخيه الكردي المسلم في صابلاخ(ايران) الى حين تركها ،بعد تهجيره منها قسرا بعد سلسلة من المعارك بين روسيا القيصرية والجيش التركي أبان الحرب العالمية الاولى ، لوقوع هذه المناطق في سلسلة حلقات التامر الدولي وعندما نزح مرغما نحو بغداد ليتخذ منها ملاذا امنا له ولعائلته الى حين يضطر الى هجرها هو وأقرباؤه ،بفعل المذابح التي نصبها بعض سكان الريف عندما أستباحوا بغداد للتنكيل باليهود،في ايار عام 1941 وما اطلق عليه ايام الفرهود ، مما دفع هذه الطائفة، تحت وطأة الاضطهادات والاغراء بتجميع اليهود في وطن قومي الى الهجرة وترك وطنها، وأحداث هذا الفرهود يتناولها روائي آخر هو  اليهودي العراقي نعيم قطان  في روايته   (وداعا بابل)حيث يقدم وبأسهاب تفاصيل وحيثيات هذا الحدث يقول على لسان بطل روايته نسيم " سمع البدو النداء وكانوا على اتم الاستعداد وهكذا اخلى القانون المكان للغريزة كل شيء مسموح به الان وهاهم يعودون الى طقوسهم القديمة" ويذكر في ذات الحادث "زحفوا على المدينة المباحة المسلمة الى رغباتهم الدفينة " ومن الضحية ياترى يقول" سيكون اليهود ضحية الجوع المكبوت وهذا الظمأ المدمر من بعيد كنا نسمع طلقات النار تقترب وكان الحريق يحتل مساحات جديدة " وعن تقدمهم لأستباحة بغداد بدأ من حي ابو سيفين  الاكثر الاحياء فقرا ثم سوق حنون والشورجة  وعقد النصارى حيث تم عبوره بسرعة، وشارع الرشيد  وحي السنك  والبتاوين والباب الشرقي وغيرها من محلات بغداد التي يصف ما يحدث فيها من مجازر وحشية بحق ساكنيها  والذنب الذي يعاقبون عليه فقط لكونهم يهوداً، وفي هذا الفرهود أستثني  المسيحيين منها تلك المرة ،لأسباب لم يتناولها في الرواية.                   
هل فكرنا يوما ،من هم السكان الاصليون لهذا الوطن ، المؤرخون يقولون حسب التسلسل التاريخي ، أنهم السومريون  ثم البابليون ثم الاشوريون ،ولكن المخفي من التاريخ والذي يخشى معظم المؤرخين، من البوح به حتى مع أنفسهم وهو القول أن اليهود الذين جلبهم ملوك بابل في السبي الاول والثاني ، هم السكان الاصلاء لهذا البلد هؤلاء اليهود يرجع تاريخهم الى اكثر من 4000 سنة قبل الميلاد ومن هؤلاء انبثق بعض الانبياء كنبي يونس ونبي ناحوم ونبي شيت ، الا يستحقون اذن التفاخرفي كتاباتهم ورواياتهم بأنهم على الاقل ، من تسميتهم بأنهم من سكان العراق القدامى وان أمتدادهم التاريخي يعود الى بابل واشور؟  وأن المؤامرات الدولية هي التي فصلتهم عن وطنهم الاصلي، رغما عنهم، ليسكنوا في وطن بديل ، وهذا الوطن البديل لم يقدم لهم سوى تفجير مشاكل دولية واقليمية ولكن ما يحير الانسان المتابع الذي يستقريء الحالة العراقية ، وقوع هذه الجرائم أي جرائم تهجير وتقتيل المسيحيين والصابئة واليزيدين وغيرهم (ممن يطلق عليهم الاقليات)، نسبة الى تناقص عددهم نتيجة عدم تقبل القوميات والقوى المحيطة بهم لمبدأ التعايش السلمي والتعدد القومي والمذهبي وغيرها من مباديء الديموقراطية ، أذن من حدة الاحداث التي نشهدها ومن تراكم التجارب التي مرت ، يظهر باننا سنشهد تهجيراً جماعياً اخر أكثر قسوة مما حدث في الماضي ،ولكن مع ذلك يمكن ايقافه أو الحد من اثاره لو أستطاعت القوى العلمانية وبعض القوى القومية والاسلامية غير السياسية سواء من الشيعة او من السنة، في توحيد جهودها للحد من الاثار السيئة التي خلفها التيار الاسلامي السياسي المتشدد داخل المجتمع العراقي.

378
قصة قصيرة

Herpes  zoster
او امرأة من البعد الماضي


بطرس نباتي


عبارات متقطعة الاوصال، وكلمات تكاد تكون غير مفهومة تنساب من بين شفتيها بلين وهدوء، تخرجها كهمهمة وكأنها تصوغ مسابقة الكلمات المتقاطعة التي أعتدنا على مطالعتها والاستغراق في حلها، والتي تنشرها بعض المجلات والجرائد على صفحاتها الاخيرة، لم تكن هكذا مطلقا.. كانت قوية ونشطة،تزاول عملها سواء في البيت او خارجه بأتقان ومهارة، كنت أقول عنها دوماً، كم هي قوية، وأن تقدمت في السن بعض الشيء الا انها لا زالت جميلة وناعمة ، أنه المرض الذي الم بها مؤخرا... الاطباء دعوه بـ (Herpes  zoster) الحزام الناري أو الحزام اليوناني القديم، لا أدري من أين يأتون بهذه التسميات ولكن علينا الاعتراف رغم غرابتها أو مطابقتها مع الحالة المرضية، الا ان المنطقة المصابة من الجلد في حالتها هذه تشبه الحزام ببثورها الحمراء المتقيحة وقد نصحوا الاطباء ان تتناول المزيد من المسكنات لتهدئة اوجاعها.. قالت وكأنها استفاقت للتو من سكرة جلسة خمر طويلة.. أنت.. تكتب عن كل شيء.. ما عداي.. ثم تمتمت بشيء من الدلال.. لما لا تكتب عني؟.. لما أنت جاحد هكذا؟.. ألم أحتمل طلية ثلاثون عاماً ونيف، كل حماقاتك وجنونك.. ألم أمسح بدموعي كل خطاياك وآثامك، ليالٍ طوال  كنت أسهر لوحدي، أنتظر قدومك بعد أنتصاف الليل ، لأضعك كرضيع صغير في فراشنا وأحتضنك بين ذراعيّ، ولا أسأل أين ولماذا.. فقط أحمد الله لأنه أعادك لي بسلام، وذلك العم...(جارنا الطيب) كان يصرخ من فوق سطح داره في الليالي الصيفية، بأعلى صوته وهو يقهقه، يا أبنتي ألى متى تنتظرينه؟ أين ياتري مات حماره؟، أتدري كم كنت أخجل عندما كنت أجيبه.. لا ادري ياعماه، صدقني لم أكن أفهم ماذا يقصد بعباراته تلك، عندما أنهت حديثها، تناولت كتاباً ورحت أقرأ لها بهمس، لعلني أعيدها أعواماً الى الوراء.
(اهلا بزوجتي اهلا، تعبة أنت؟ فكيف أفعل؟ لو أردت غسل قدميك، فلا ماء عندي ولا طست من ذهب، وغرفتي مثل وطني، أسيرة وفقيرة، منذ وطئت قدماك غرفتي، أورق البيطون وصار أخضر...)
عندما أنهيت الشطر الاخير، قالت وكأنها تريد ان تتحدي مشاعري أو تمتحن مقدرتي، ما قرأته من أبيات ليست لك طبعاً، والشاعر الذي كتب هذه القصيدة، أن كان حيا سوف لايستطيع كتابتها مرة أخرى.. لأنه كتبها في وقتها لأمرأة واحدة.. واحدة فقط.. ثم أردفت بتقطيع مؤلم.. أريد منك أن تكتب لي.. لي وحدي.. اجبتها، نعم صدقت، هو كذلك، لقد قالها الشاعر ناظم حكمت في زوجته (منور) عندما كان سجينا، أمتحان عسير وضعتني هذه المرأة المعبودة أمامه، والتي من حقها ان تطالبني بما تشاء.. وأن رفضت قد تلجأ الى صفعات أخرى أثقل وأمر من تلك الاولى التي أطلقتها، ولكن أن تطلب أن أكتب عنها بالذات وفي هذه اللحظة.. ياترى من أوحى لها بأن تلح على هكذا؟ هو خيالها أم حاجتها لأن تمدح ، وأن تقال فيها الاشعار وتكتب عنها القصائد، ولكني أقر مرة اخرى، بأن من حقها أن تطلب ما تشاء، وسرحت بخيالي بعيداً وتخيلتها، كانت قبل مرضها قوية وفاتنة،  الشعراء والكتاب يحيطون بها من كل جانب، وكانت كلما ترغب تمد جدائلها لتكتسح المدن والاسوار، أو ترأف بهذا أو ذلك، فتمد يدها لتعطف على الضعيف والمهين، وتهد عروش الاقوياء والمتسلطين، لازلت أتذكر تلك الليلة المفزعة، عندما أرسلتني، لأتقصى لها، عمن يحاول زعزعة أركان بيتها الامن، أو يسبي أو يؤذي أبناءها، تسللت خشية الانكشاف، وبهدوء وقبل أن أصل، وجدتها قد خرجت قبلي، تحمل صواعق آنو، وزوابع مردوخ وقوة وبأس أنكيدو، وجمال وأغراء عشتار، عدت خائبا، أردد مع نفسي أنها لوحدها عندما تقاتل، وكأنها تجيش كل جيوش العالم وتقودها الى النصر، لقد حسدوها وقالوا وكتبوا عن سيئاتها، وصفوها بالالحاد والشرك وأنها تعبد الهة متعددة، تأمروا عليها، شتتوا أبناءها. تبعثروا في أرجاء الكرة الارضية، وأصبحت كقوقة أنتزعوا عنها فراخها، ورغم ذلك لم تفقد قوتها وبأسها، الشعراء من حولها تبددوا، ولأنها لاتقوى اليوم حتى على أعالة أبنائها هؤلاء ايضاً، تمردوا عليها، أصبحو يبخلون عليها بزيارة حتى في الاعياد والمناسبات ولم تعد تتلقى التهاني والقبل كما في الزمن الماضي، ورحت أبحث عن قلمي وبعض الاوراق التي كانت مبعثرة على طاولة قريبة، وبينما أهم بكتابة ما طلبته معبودتي الناعمة، تسلل شبح  أمرأة الى غرفة المكتب وقفت قبالتي وأخذت تهمهم بكلمات لم أفهمها، ثم بعد ان أقتربت أكثر أتضحت معالمها، أصبحت كلماتها تصل مسامعي بشكل أوضح اومأت بأصبعها بأن ، لا أصرخ من شدة فزعي ثم قالت بصوت خافت : لقد جئت لأساعدك في كتابة نص مناسب لزوجتك ،ألم تطلبه منك بألحاح ن وأنا أعلم مقدار حبك لها وخوفك عليها وخاصة أنها ... قاطعتها قائلا :بربك ،هات ما عندك أغيثيني .. تناولت يدي وقالت وكأنها تأمرني  ،أكتب  فتاة بعمر الورود احبت فتى ، أهل قريتها أجتمعوا ورجموا الفتاة بالحجارة حد الموت ،فغرت فاهي مستغربا ..  لماذا..لماذا؟ غاصت الاسئلة في ذاتي عميقا ،ولكن  هي  لم تبدي اي استغراب او حتى لم تبدو مهتمة بالامر ..بعدها راحت تقص على مسامعي حكاية ام مسكينة تعرفت عليها أثناء مسيرة طويلة عندما كانوا يهجرون قريتهم الصغيرة بحثا عن الامان المفقود، فهذه المرأة اصبحت من اعز صديقاتها بل انهما متشابهتان في كل شيء ،كان لها ثلاثة ابناء او اكثر رأتهم بأم عيناها يبعون  والدتهم  في سوق النخاسة ، تاوهت من شدة حزني والمي ، فأومأت علي بالسكوت، قلت هامسا :لماذا فعلوا هكذا بامهم المسكينة . أجابتني بكلمات قليلة تشبه تلك الطلاسم والرموز السحرية المحفورة على جدران المعابد والهياكل القديمة . لم تعطني مجالا للأفصاح عما يختلج في داخلي ولكني سمعتها تردد : هذا ماكان يحدث في عهد سومر واليوم عندكم في بابل واشور ..وراحت تكرر قولها بنغمة حزينة ولعدة مرات ، لم أفهم ماذا تعني تمتمتها السحرية تلك ،وظننت بان العمر الطويل وهذه الجدائل الطويلة البيضاء جعلتها على شافة الخرف والعته ،فلم أرغب  ازعاجها بالمزيد من علامات الاستفهام والتعجب ن فسكت على مضض ، ثم قالت مقاطعة تسلسل افكاري ، هل  ا سمعت بخط اقاموه ليفصل تلك الام  عن ابنها الصغير ؟ قلت لا والله لم ... قاطعتني لتروي لي قصتها العجيبة قالت: ( وهي غارقة في الم دفين) ،بينما كنت نائمة بجانب مهد ابني الوحيد صغيري الحبيب فجأة ظهرت طغمة من رجال غلاظ القلوب لا يعرفون الرحمة، واخذوا يرسمون خطوطا وهمية او سحرية اوحقيقية وفجأة فصلو بخط ما ،ابني الوحيد عني وقالوا : أبنك اصبح اجنبيا وهو الان في بلد اخر غير بلدك ، صرخت ،بكيت ، تألمت ، توسلت اليهم ان يعيدوا لي ابني الصغير ن الا أن الرحمة غادرت قلوبهم ، هززتها من اكتافها ورحت اكرر ، لما فعلوا هكذا معك  يا اماه، ولكنها ابت ان تجيبني وظلت تردد ذات العبارة : الرحمة لم ..... وسارت من امامي تجر ورائها خصلات شعرها البيضاء الستة الف خصلة ،وعندما كانت على وشك الخروج من غرفتي تعرفت على ملامح تشبه الى حد بعيد ملامح تلك المراة القوية والناعمة ، أمرأة من البعد الماضي، وكدت امسك بتلابيب ملابسها القديمة الرثة او اتشبث ببعض خصلات شعرها البيضاء الناصعة ، ألا أن استفاقة زوجتي  ، حال دون ذلك ، اقبلت الي وقد عادت جميلة وقوية كما كانت قبل أن تمرض ،شاهدت مرة أخرى تلك الابتسامة السحرية على شفتيها، وهي تشاهدني جالسا في مكتبي مذهولاوماسكا القلم، همست في اذني بصوتها الدافيء : هل كتبت شيئا عني ، تلعثمت وانا أقول لها نعم كتبت، وعندما تطلعت في الورقة ، أبتسمت وزا لت  عنها الاوجاع ورجعت سنين عديدة الى أيام شبابها الاول ، ورايتها وكأنها في ليلة زفافنا  عانقتها ، فأخذتني الى مخدعنا ، كما كانت تفعل في الزمن الماضي ...

* نشرتها جريدة الاديب البغدادية في عددها 147في11/7/2007

379
المنبر الحر / وطن حر وشعب سعيد !!
« في: 13:24 18/05/2008  »
وطن  حر وشعب سعيد !!
بطرس نباتي


     شعار جميل ورائع  هتفنا وتغنينا به عقوداً سبعة ، لكم رددناه في المدارس والشوارع والأزقة والنزهات والزنازين والمنافي والمهاجر، بل وضحى من اجل تحقيقه الآلاف بأرواحهم الغالية ومئات الألوف بالغالي والنفيس...كان ( وطن حر وشعب سعيد) بمثابة لطمة قوية كلما إنطلق من حنجرة بوجه الطغاة والمستعمرين. حقّاً أثمة أجمل من وطن يكون حراً ويحتضن شعباً سعيداً؟ لاسيما شعب كان ومازال يئن طوال  قرون تحت وطأة الفقر والجهل والمرض وظلم الطغاة...في وطن إستباحته عشرات الغزوات والاحتلالات: الفارسية واليونانية والرومانية والعربية(باسم الإسلام) والبويهية والسلجوقية والمغولية والتترية والصفوية والعثمانية والإنكَليزية...وآخرها مكرمات سيدنا القائد المؤمن الضرورة،الذي أراد ان يحول العراق من دولة مستباحة بالاحتلالات الى دولة تحتل دولة الكويت، بحجة انها كانت قضاءً تابعاً للبصرة؛ فأصبحت فعلته الرعناء حجة وذريعة لإستقدام جيوش العالم بقيادة امريكا، لتطرد جيشنا المقدام( حارس البوابة الشرقية للوطن العربي والعروبة) من الكويت مدحوراً مذلولاً، ثم لتتوالى انتصارات القائد عبدالله المؤمن على أبناء شعبه المستضعفين؛ بحيث أضطرت قوى المعارضة العراقية إلى الترجي والاستجداء  من دول التحالف لتحتل العراق  وتخلصه  من النظام الظالم. ولكن من أجل ديمومة مصالح الغرب؛ سرعان أصدرت الأمم المتحدة وفقاً لمصالح القادمين(ليس لأجل سواد عيوننا) قراراً سمي هذا الخلاص من الدكتاتورية احتلالا وسمي العراق دولة محتلة، وهكذا جاءت امريكا وانكلترا لإحتلال هذا(الوطن الحر) مرة أخرى؛ فبوجه من نرفع هذا الشعار التاريخي المزمن؟ وممن نحرر العراق هذه المرة ؟ أمن الذين استجديناهم  بالامس القريب لإنقاذنا من سلطة نظام غاشم؟  من أمريكا الصديقة الحميمة؟ ،التي تجاهد ليل نهار من اجل تعليمنا وتثقيفنا لنصبح ديموقراطيين ،وأن نجري أنتخابات نزيهة غير مغشوشة ، هل نحرره من الجيش الامريكي؟ الذي سقط منه لحد الآن ما تجاوز 4000 فرد من قواته  في عملية تحريرنا من السلطة التي كانت بالاصل وحسب اعتراف معظم رموزها  قد جاءت تحكم العراق بقطار انكلوامريكي ، وحاربت هذه السلطة ايران بمشورة ورعاية من رموز ذات  القطار وكان رامسفيلد و(ربعه)  هم الاخوة الكبارالذين  يزوروننا( حسب أغنية فيروز زوروني كل سنة مرة) وقت الشدة ليشدوا من أزرنا وليضعوا  خدمات الفضاء والبنتاغون وجميع الوكالات الاستخبارتية الامريكية  في خدمتنا وتصرفنا من اجل دحر بعبع الخمينية القادمة بزلزالها من الحدود الشرقية، والتي كان بعبعها هذا المفزع غافيا في شانزاليزيه أو يتنزه في شوارع باريس ليتم اعداده على افضل وجه لإستلام السلطة من شاه إيران المدحور،ولتكون تضحيات الشعب العراقي وأموال الخليج وخبرات الغرب، درعا او سدا للبوابة الشرقية للوطن العربي الكبير، بربكم ، ألا تستحق هذه الاحداث أن تكون فلما تراجيدكوميدياً ، يستعرض احداث هذا المسلسل المبكي المضحك؟(ومن المؤكد مثل هذا الفلم  سيكون رائعا ويحتل الدرجة الاولى في عروض الهوليود لو قام بتمثيله، مستر بين، وانطوني هوبكينز لكونه امريكياً ويكره امريكا، وداستين هوفمان لكونها تكره اسرائيل، ولكي لا يقتصر ستاف الفلم على الاصدقاء الامريكان فقط ،أقترح أن يناط أخراجه بالمخرج المصري المعروف توفيق صالح ،لأنه سبق له وأن أخرج الفلم العراقي، ألأيام الطويلة) ، أما الجزء المبكي والمحزن منه،فهو يشمل  المآسي والالام التي يتجرعها هذا (الشعب السعيد) نتيجة مرارة هذه الاحداث والثيمات التي سيضمها هذا الفلم، ففي كل إحتلال تقع ضحايا بالالاف ،كانت قديما بحد السيف ، قطع الرقاب الطعن بخناجر مسمومة، بالرماح ،وبعدها ببنادق العوسملى والبرنو والبنادق الانكليزية ... من يقرأ عن عدد سكان العراق في فترات مختلفة من تاريخه يصاب  بالدهشة ويأخذه العجب ، هناك إحصاءات في سنة من السنين لسكان مدينة ، يسجل عدد سكانها بالالاف ، وبعد سنة او سنتين في وثائق أخرى نكتشف أن سكان تلك المدينة لا يتجاوز عددهم العشرات ، ومن العجيب أيضا أن معظم ملوك العراق وقادتها  عبر التاريخ أما تم اغتيالهم أو قتلهم  ، لأنهم ، أباة وشجعان يأبون الموت على الفراش الناعم ، وفي التاريخ المعاصر من يعتلي كرسي الحكم يجب أن يصفي ما قبله ،فالاستئثار بالسلطة والجاه والمال ، لا يتم ألا بعد أن يقدم في سبيله التضحيات ، والأحق أن تكون التضحية برموز العهد البائد، لأن بقاءهم في الحياة قد يهدد الطمأنينة والامان لمن جاء من بعدهم وهكذا دواليك..
إن شعارنا الجميل الرائع هذا مازال ساريا ونافذا وخاصة بشطره الاخر الأكثر غرابة من شطره الاول ( شعب سعيد) والله إن هذا الشعب قد شبع سعادة وهناء منذ كلكامش ولحد اليوم فنحن نقرأ في ملحمة كلكامش ، قائدنا العزيز كان يضطهد الرعية على أصوات قرع الطبول وأنه لم يترك زوجة تنام في مخدع بعلها، ولا عذراء لعاشق ، ياله من بطل عزيز، ولكنه بعد اعلانه التوبة والانصياع لمجلس مدينته أوروك، بعد التعرف على صديقه انكيدو، حتى النبتة التي كانت ستجلب له الخلود لوحده لم يشأ أن يستأثر بها، وإنما أراد أن يشاركه في الخلود شعب اوروك لولا الحية اللعينة التي سرقتها. المهم  أن كلكامش قد تاب وخدم اوروك وسوّرها وبنى فيها قصور له ولشعبه، أما الحكام الذين جاءوا من بعده ،فهل تابوا من  تقتيل شعبهم ؟وهل تابوا من زجّه في حروب جائرة أو عبثية تافهة؟ هل تابوا من سرقة ثروات العراق ؟وتسخير اقتصاده من اجل رفاههم الشخصي ،ونقل ما يقع تحت أياديهم الى بنوك ومصارف الدول الاخرى؟ لقد تاب كلكامش وبنى اوروك، بنى السور والبيوت ، أما هم فقد بنوا صرائف واكواخاً من الطين ومن الصفيح ليسكن فيها أبناء العراق، ولأنفسهم بنوا أعظم القصور.أما حمورابي فقد سن شريعة وقوانين لتنظيم البلاد وحكم العباد، أما حكامنا المعاصرون الذين جاءوا بعده بستة الاف سنة ونيف ، فقد سنوا أيضاً قوانينهم، ولكن كيف؟بالامس كان هناك قانون كل شيخ عشيرة  باستطاعته فرض الضرائب وجمع الاتاوات من المسافرين والتجار كل حسب منطقته وبعد ان تطور العراق ،أصبحت القوانين لا تخدم الا مصالح حفنة من الحكام الطامعين ، وبعد أن تطورنا ، أصبحت قوانينا تحرم الاجتماعات وتكوين تنظيمات المعارضة ، وتعمل على خنق الحريات وبعد أن تطورنا أكثر صارت هناك قوانين عادلة تنص على قطع الآذان والشفاه وتعليق الجثث المعدومة على اعمدة الكهرباء وتمييع الاجساد بالتيزاب وغيره من المواد المذيبة وإطلاق الغازات السامة فوق حلبجة وباقي مدن وقصبات كردستان ،وبعد المزيد من التطور،أصبح لحكامنا حق التمتع بملكية كل شيء ،الاراضي لهم يهبونها لمن يشائون، هبة أو منحة بعد أن يتم الاتفاق على حصصهم  أولا ،ومن المشاريع العملاقة لهم النصف ومن الشركات وحقول الاستثمار،وكل شيء ، يبدوا بأن الله أضافة الى أنه منحهم حق أستعباد الشعب ،منحهم أيضا حق أن يتصرفوا بعباده كيفما شاءوا واللويل كل الويل  للداعين الى  النزاهة والاخلاص للوطن ،ومن مكارمهم أيضا بعد تطورهم الاخير ... جاءت عملية دفع الشعب نحو السعادة والهناء، تحقيقا للشعار الجميل الرائع( وطن حر وشعب سعيد) بتحويله الى شعب مهاجر مطرود من وطنه مبعثر في جميع ارجاء الكرة الارضية ، وحسب الضرورة الشعرية ، وضبط اواخر الكلمات في الشعار؛ فقد قام حكامنا الاشاوس بتحويره ولوي رقبته (وعذرا من الشهداء الابرار الذين سقطوا وهم يرددون الشعار الاصيل وطن حر وشعب سعيد ) ليصبح  (وطن حر وشعب في السويد) على حد تحوير صديقنا الشاعر جلال زنكَابادي، الذي مابرح يردده ساخراً متهكماً منذ مابعد إنتفاضة1991 .
لقد حدثني عن الهجرة وترك الوطن صديق يعمل طبيبا في أستراليا، قال في أحد الايام إتصلوا بنا من أحد المراكز البحثية في القارة القطبية الجنوبية والقريب من المدينة التي كنت أخدم فيها كطبيب حول حاجة أحد المهندسين الى أسعاف فوري ،وعندما وصلنا الى المركز وجدنا عدد العاملين فيه لا يتجاوز(خمسة عشر) خبيرا، وكانت دهشتنا عظيمة عندما أكتشفنا ان الخبير المريض هو من العراق، ومعه أربعة أخرون أيضا من العراق ، فقلت لصاحبي لا تتعجب يا أخي فنحن في بلدنا بمكارم وأفضال  رؤسائنا وحكامنا الاشاوس؛ أصبحت أرض العراق وتربتها لا تتحملنا، ففكروا مليا بالامر، ولكي تنزلق  جميع الثروات والاموال العراقية  بسهولة في جيوبهم وفي حساباتهم المصرفية في الخارج ، ومن أجل أن لا يزاحمهم في جمع الاموال ونهبها أمثال هؤلاء المهندسين والخبراء العاملين في القطب الجنوبي؛ لذلك قرروا ضخ المزيد من الطاقات العراقية نحو بلدان القارات الخمس وعندما فاضت هذه القارات بالعراقيين ، والضخ مستمر؛ فلا بد من ضخ البقية وتوزيعهم على القطبين من أجل أن يتوازن الثقل ويتوزع على جميع أجزاء الكرة الارضية،حفاظا عليها من فقدان التوازن، ولكي لا يحدث لها، لا سامح الله ،ما حدث لتايتنيك،فقاطعني صاحبي ضاحكا: حسناً وإذا إمتلأ القطبان؟ أجبته: أتصور سيضخون العراقيين نحو القمر و المريخ والكواكب الاخرى!
 
 

380
  الى عادل كوركيس.....


  كلمة رثاء لا تكفي يا ابا المراثي ...*



بطرس نباتي

قبل أيام محدودة ،كنا نحيطك أنا وصباح الشاني ، بجلسة أو خلوة أقتنصناها، حينما كنت تزور صديقك الفنان المسرحي لطيف نعمان  ،قبلها التقيتك في بغداد ، عندما علمت بأنني قادم من لدن لطيف ، يا للوفاء الجميل الذي كنت تحمله أنه نادر جدا في هذا الزمن السيء ، هرعت الي ولم تبالي باخطار الطريق ، ومكثت معي طوال النهاروفي المساء عندما أرغمتك  شوارع وأزقة بغداد الملغمة بالخوف  ومنع التجوال وغيرها من المنغصات على وداعنا ،اكتشفتُ بأن تعلق صديقنا لطيف، وما يكنه لك من محبة صادقة لا تشوبها اية مصلحة انية كما لدى البعض ،لا تقل عن تفسيرك وتحميلك للصادقة بتلك المعاني الجميلة الرائعة التي كنت تصف بها حميميتك لصديقنا العزيز،قلت مع ذاتي، هنيئا للطيف لأن أختياره لهذه الصداقة كان صائبا ، و كانت فرحتي لا توصف عندما وجدت من يشاركني محبتي لهذا الصديق ،فلا بد أذن أن يذرف لك الدمع بسخاء  لطيف ومحي الدين زنكنة وسوسن وكل من يعرفك في بغداد وغيرها،وكل من التقاك أو صاحبك ،ولتحزن لفراقك فرقة مسرح اليوم وشيرا وجميع مسارح بغداد، ولتغلف بالسواد لوحات التشكيليين ومعارضهم ..
 عندما ألتقيتك قلتُ: ما دمت تحمل كل هذه المعاني العميقة للصداقة  هل تقبل بصداقتي ياعادل ، فأذن أسمح لي أناأيضا  أن أدعوك ياصديقي ...
هل كنت تشعر بقرب الرحيل عندما دونت مراثيك هذه التي بين يدي ، انك ترثي نفسك قبل ان ترثي والدك و موفق الخطيب وجعفر علي ونعمان داود وفاروق محمد علي وحسين الحسيني واخرين،والا، ماذا يعني ان تكتب في مقدمة المرثية عن ابيك؟ (في عصر لم يبق فيه غير الالم والحزن والمعاناة للغالبية العظمى ،لا يبقى لدينا غير المراثي ،كما كان الحال في ازمنة سابقة .,ليس هذا تشاؤما  انما لكل مرحلة ظروفها وافرازاتها  وهذه سنة الطبيعة عبر تاريخها الطويل ذلك اننا من ناحية اخرى تعلمنا ان نضحك ملءالشدقين ساخرين من عصر يخون فيه الانسان الانسان باسم الانسانية )  او حينما تكتب (انما خوفي عليكم حين  ينهار السلام..  وانا اترككم دون معين ..حينما اوغل في درب المنام .. فانا ما بت ادري  اي صقر  ينقر  العالم الحسان ... اي نسر سوف ينهش  نجمنا  الموغل في درب التبانة..  فاحملوا الصلبان حتى اخر الشوط... امانة لرعيل القادمين ..)او عندما تكتب  مرثية الى الفنان التشكيلي  موفق الخطيب، تبدوءها بهذه الاسطر ،وكانك ترثي نفسك برثائك لصديقك ( الى روح كل فنان احب الحياة، واغتالت حياته صدفة مرة قبل اوان اوانه) هل كانت الصدفة بأنتظارك في بغداد لتغتالك قبل الاوان ؟ وكأن بموتك بهذا الشكل الذي تم أردت أن يتشكل منه مشهدا مسرحيا أخر يضاف لأعمالك المسرحية ،تراجيديا أخرى تضاف الى الام وأحزان الوطن المثقل حتى الثمالة بمنغصات الحياة ،انت الذي احببت الحياة رغم الاف المنغصات التي كانت كالعلقم في فمك ،ولكنك عندما كنت غارقا في مرافيء الاحزان ،كنت تضحك من عصر أصبحت الخيانة فيه سمة يتباهى بها ألانسان ، أي نفاق وأي زيف هذا الذي نثقل أكتافنا به ،أنت وحدك كنت  الرافض لكل ما يصيب انسان اليوم بألف لوثة ولوثة ،ما يسجل لك الكثير يا صديقي،فرغم تمكنك من مغادرة الوطن في اي زمن كنت تختاره،ألا أنك أبيت أن تغادر وتترك جذورك الممتدة في مسارح بغداد يعتريها الجفاف ،أبيت أن تصنع لك حاضراً، قد يوفر لك الأمان وقليل من الدفىء في أصقاع المهاجر لتتنكرلتاريخ تفتخر بالانتماء اليه والممتد من سومر وبابل وأشور ، ،كنا نتوقع ان تكون في طليعة الهاربين من اتون العاصمة المتقد وشظاياه التي طالت الاخضر واليابس،ولكننا كنا على خطأ، أعذرنا ياصديقي، لم نكن نعرف معدنك الصلب الذي ظل راسخا لاتزعزعه أدخنة المتفجرات وقرقعة السلاح،كنت قانعا بما تملك من الكتب وكراسات الرسم وبعض نصوص المسرحيات ونصوص اشعار جل مادتها حزن ابدي دفين،هذه جل ثروتك ، هنيئا لك بما تملك ، فأي عصابة أوميليشيا  ستطمع بالسطوعلى مثل هذه الاشياء التي أصبحت تافهة في قاموس هذا الزمن السيء ، وأي طامع يمد يده لمكتبتك العامرة ليقتنص ما تقتنيه، لأنه لو فعل لأعتبر نفسه غبيا،لأن الخزائن والاموال هي التي يسعى للوصول اليها الشطار وعقلاء اليوم،أنه زمن عاهر يا صديقي ،لفظتًهَ منذ زمن بعيد، أنصرفت الى القراءة والبحث والتقصي بين ثنايا المسارح وفي منتديات الثقافة والفن،منزويا بين رفوف مكتبتك،يقال كنت تتوق الى نيل شهادة سعيت بجد للحصول عليها،وهل أنت تحتاج الى هذه حقا؟ أم كنت تريد أن تشغل فراغك بتقديم البحوث والدراسات ،فانت قد نلت حب وأحترام كل من ألتقاك أو صادقك،بنزاهتك، بالقناعة التي كانت أحدى سمات حياتك، بما ،يجب أن يجتمع اليوم كل فنانينا ومثقفينا ليهدونك كل واحد منهم شهادة تقديرو بأمتياز،أذن أسمح لي أن أقول كلمتي...
طوبى لك لأنك رذلت كل ما يمت الى مغريات وزيف هذا العالم بصلة.
طوبى لزهدك وترفعك عن التزلف والنفاق الذي اصبح سمة لدى البعض للحصول على الجاه والمناصب الرفيعة.
طوبى لك، لأنك كنت وفيا، صادقا مع نفسك ومع الاخرين، في حين فقد الوفاء جل اهله واصبح معاقا يمشي بعكازتين.
طوبى لرسوخ جذورك بهذه الارض،وتحملك لعبأ الحياة،لتخزي الهاربين من تحمل بعض الالم ...
هكذا يا صديقي طويت مكرها هذا المشهد من نص مسرحي كنت أنت الممثل الرئيسي فيه  ،وبهذه السهولة فقد المسرح في العراق مرة أخرى أحد دراويشه الذي عشقه الى حد ،أستطاع أن يصنع من رحيله مشهدا مسرحيا .......
 
* نسبة الى كراس بعنوان(مراثي المرافىء الصغيرة) أصدره الراحل في بغداد عام2002
                     


381
السفر والترحال ولعنة الآلهة
                                                بطرس نباتي


 نقرأ في معظم كتب التاريخ عن اللعنات، التي تلحقها الآلهة سواء بالملوك الذين لايطيعون أرادتها، أو بالانسان الذي يحاول المسّ بالمقدسات والمحرمات، ومن هذه اللعنات لعنة الفراعنة الشهيرة،و الآلهة النهرينية هي الاخرى ، قد قامت أيضاً منذ عهود سومر وبابل وآشور بصب لعناتها ومن الوزن الثقيل فوق رؤوسنا، ولا ندري ما السبب، وما الذنب الذي ارتكبناه سواء في الماضي أو في الحاضر.. ويبدو أن  هذه اللعنات تنص على أن أهل العراق ومنذ الأزل يتوجب أن  يتسلط على رقابهم حكام جائرون وسلاطين يذيقونهم المرارة والعذاب والسجون، وأن يكون جل همهم نهب ثروات البلاد وحرمان العباد من أبسط الحقوق والخدمات،ولعنة أخرى بأن يكونوا محرومين طيلة حياتهم من الكهرباء والماء والوقود، ولعنات لاتنتهي في أن يتصارعوا ويتقاتلوا فيما بينهم ،وأن يدخلهم حكامهم الأشاوس  في معارك وحروب تستنزف دماءهم وثرواتهم وتهدر طاقاتهم ، ولعنات أخرى حول تشتتهم وبعثرتهم على سطح الكرة الارضية، وان أمكن ارسال بعضهم الى خارج مجرتنا ،والعجيب في أمر اللعنة الاخيرة ،أي لعنة التهجير القسري للعراقيين،فالهجرة لو كانت تتم بسلاسة وبدون مشاكل وعراقيل لكانت اللعنة هذه بمثابة بركة للتخلص من الحكام الجائرين والهروب من اللعنات الأخرى التي ستنزلها الآلهة تباعاً ،ولكن بمجرد أن تفكر حتى  بالسفر وليس الهجرة وترك الاوطان، فإن جملة من اللعنات سوف تلاحقك ، فقطع التذاكر سهل جداً ؛ لأنك تدفع النقود، ولدينا من يستلم وهم كثيرون والحمد لله، وبعد أن تتوكل على الله، يصادفك أولا تأجيل أو حتى الغاء الرحلة، ثم  ما إن تحط في أحد المطارات الشقيقة أو المجاورة حتى ينزلوك في ساحة المطار و ينقلوك تحت حراسة الى قاعة ضيقة للتفتيش والبحث ولا تسلم حتى أشياؤك الداخلية من التحري! لأنهم لا يثقون بالاجهزة الكاشفة عندنا مع جزمنا بأن ما نملك اليوم من هذه الاجهزة هي أكثر تطوراً من جميع أجهزتهم ، أما الأكثر قهراً وألماً هو هذا الجواز الذي نحمله، فما أن تبرزه حتى تشعر بأنك أبرزت معه العوامل البايولوجية والكمياوية السامة ، أما أن تصرح وتقول بأنك عراقي حتى تقوم القيامة  فيحجزون جوازك المسكين ويقول لك الموظف المختص:
-   أجلس أوقف هناك بعيدا وعليك الانتظار..
 ثم يبدأ إنتظارك لغودو، حيث يغمرونك بفيض من الريبة والشك والظنون متمعّنين في جميع مستمسكات وتنهال عليك شتى الأسئلة:- لماذا وأين وكيف وغيرها من أدواة الاستفهام!
 في بلد شقيق جدا زرته في سبعينات القرن الماضي ،كان مطاره آنذاك عبارة عن بضع خيم متراصة، أما اليوم ،فلم أصدق عينيّ لما رأيت من صالات حديثة وأجهزة ومستلزمات السفر وطائرات عملاقة تصول وتجول في ممرات ساحته ،وقد حطت طائرتنا القادمة من بلد أجنبي بجانب أحد الخراطيم ، والله لو عرفوا بأن هناك عراقياً مع الركاب؛ لأنزلوا جميع ركابها في إحدى الساحات البعيدة لخاطر عينيّ العراقي طبعاً!،ولم يسمحوا هكذا ان تفرغنا في الخراطيم . وكانت تفصلني 24 ساعة عن موعد الرحلة المقبلة إلى بلدي؛ لذا فقد سلمت جوازي لأحصل على تأشيرة مؤقتة؛ لعلني أطلع على معالم البلد ونهضته وأرتاح من عناء سفر مضني ،وقد إستلم رجل باكستاني جوازاتنا لأننا من أصول شرقأوسطية أما القادم من بلدان الغرب فما عليه الا أن يسير الى أقرب شباك ليختموا له جوازه وليحصل على ما يشاء ، لقد إنتظرت 7 ساعات وتمت تلاوة الاسماء التي حصلت على السماح بالدخول من ايران ومن الدول العربية كلها وبسرعة ..وظللت أراقب عن كثب أولئك المسافرين ، كنت الوحيد الذي أتمتع بالشياكة والاناقة ،ولا أحمل غير جوازي وحقيبة صغيرة فيها أشيائي الخاصة ورواية أتمتع بقراءتها أثناء السفر ، وأني لأحلف هنا بدلاً عن جميع أشقائي العراقيين الذين ألتقيتهم في العديد من المطارات في العالم ،على أنهم كانوا على شاكلتي ،لا يحملون سوى ما ندر وما مرخص به قانوناً وأنهم ملتزمون بالتعليمات ويراعون الأصول ، لقد شاهدت أناسا في هذا المطار ينون الذهاب الى مناطق تجاور وطني والله لو كنت أتمتع هناك ببعض السلطة لما منحتهم الإذن بالصعود الى أيّ طائرة في العالم ! ورغم ذلك ، كلما كنت أستفسر عن المصير الذي آل اليه جوازي يسألني الباكستاني بلكنته الغريبة وفي وطن عربي شقيق :- ما نوع جوازك ؟ أجيبه:- عراقي ..
فما أن يسمع مني هذه العبارة؛ حتى يبتعد ويتمتم :- بابا أنت لازم ينتظر طويل .. هاي إجراءات طويلة ..
وبعد أن مللت الإنتظار دنوت من فتاة كانت جالسة تعمل على الحاسوب ؟ سألتها بالعربية عن الاجراءات التي تنتظرني أجابتني بالعربية فعرفت من لكنتها بأنها من اهل البلد فقلت : -أنجديني الله يستر عليك يا سمراء بنت اليعرب ، هيا أنقذيني من هذا الباكستاني ..
 وشرحت لها القصة بألم ، فقالت وهي تبتسم لي : -إتبعني .. ذهبت معها  الى العم  جامع الجوازات ،فأخرجت جوازي المشؤوم ، ثم قادتني ألى غرفة أحد الضباط ، وأشارت الي بالوقوف بعيداً عن الضابط لمسافة 20 ياردة أو اكثر ورأيتها تتحدث الى الضابط وتشير بأصبعها نحوي . وبعد وقت قصير شاهدتها تقبل نحوي وهي تبتسم ؛ حيث حصلت لي على إذن بالدخول الى البلدة لمدة 48 ساعة فقط .وبعدها لأواصل رحلتي. فشكرتها على معروفها ورحت أتغنى مع نفسي  بالنشيد الخالد:
بلاد العرب أوطاني من الشام الى الخليج  لبغدان !  وعذرا لقائلها..

382
 
الجزية وحق المواطنة في القرن الواحد والعشرين

   بطرس هرمز نباتي

   القادمون من بغداد العاصمة ومن بعض المناطق الاخرى من جنوب وغرب العراق يحدثوننا بغرائب وعجائب الامور بحيث يصعب على أي عاقل تصديق ما يحصل هناك ،وبتنا لا ندري هل أن هذه الاخبار تنقل عن بلدله تاريخ وحضارةأسمه العراق، أم عن أفغانستان في زمن  القاعدة والطالبان أم أننا في زمن التخلف والعودة الى الوراء بقرون، أحدهم  وهو من فناني وأدباء الحدباء تحدث كثيرا عن العصابات والتكفيريين اللذين يمنعون سواق المركبات من حمل عجلة أضافية أي ( سبير) في سياراتهم لأن ذلك يدل على ان من يحملهاعندما يهم بالخروج بسيارته لآ يتوكل على الله سبحانه ، لأنه لو توكل و قرأ البسملة عند تشغيله لمحرك السيارة فمن المحال أن تصاب سيارته بأي عطل ، وعلق زميل أخرقائلا تصور يا أخي في بعض أطراف الموصل الجنوبية وفي بعض مناطق ما يطلق عليه بعد الأحتلال (بالمثلث السني) يمنعون الناس من وضع الطماطم والخيار في كيس واحدة ،لما يحملان من رموز تدل على الجنس حيث يمنع جمعهما لكي لا يكون الشيطان ثالثهما واخر قال بعض هؤلاء التكفيريين تصور يأمرون الرعاة وأصحاب الماشية ألباس الماعز سراويل لئلا تظهر عوراتهن للملأ ،ولربما في الربيع سيوصون بأن ترتدي الحميرأيضا سراويل طويلة لئلآ يدلدل بين سيقانها ...!!ويمنعون الحلاقة الحديثة لشعر الرأس وصالونات الزينة للنساء وغيرها، لأنها حسب فتاويهم بدع غربية  كما حدثنا زميل  أخرمن بغداد ،بأن بعض الزمر المسلحة أجبرت أحد المسيحيين على تغيير دينه والتحول الى الدين الاسلامي وبعد التهديد والوعيد ، أمتثل المسكين للأمر الواقع وقام بتغيير دينه وأصبح مسلما ، وبعد فترة جاءته مفرزة مسلحة أخرى و طلبت منه تغيير دينه وأشهار أسلامه فما كان منه ألا ان اخرج وثيقة تثبت بأنه مسلم حقا و قد أشهر الاسلام على أيدي العالم الفلاني ، ولكن أفراد المفرزة المسلحة لم يرضيهم هذا قال أحدهم : أنت الان قد أشهرت أسلامك وأصبحت شيعيا وكان الاحرى بك أن تكون سنياويقال عندما يلقى القبض على أحدهم ويتهم بأنه متعاون مع قوات الاحتلال ، يحلف الشخص بالمقدسات وبأغلض الايمان بأنه بريء من التهمة ، ولكنهم بدل أن يقتنعوا بذلك يقترحون عليه، بأنهم سيقومون بقطع رأسه أو قتله تنفيذا لشرع الله تعالى ، فأذا كان بريئا فأنه سيفوز بالجنة والجنة أفضل له من هذه الحياة الفانية وأن كان مذنبا فأنه قد نال جزائه العادل..   وحدثونا عن طبيب أجبر بالتهديد والوعيد بأعتناق الاسلام وأبلغ من قبل عصابة من هؤلاء التكفيريين، بأن سيتم تزويج بناته الثلاثة من شبان مسلمين هم  من حراس الامير المخلصين وأن أميرهم قد أفتى بذلك فما كان من الطبيب المفجوع ألا أن يؤجر سيارة ويهرب نافذا بجلده وبعائلته بعيدا  .. وهناك العشرات من الحكايات والقصص كلها تدل على ان الحالة العراقية حالة مريضة بمرض عظال وبحاجة الى علاج حقيقي والى أن يصلنا هذا العلاج ولربما يكون سحريا أومستوردا لأننا تعودنا بأن كل هومحلي هو مزيف .. فخلال عملية أنتظار المخلص سنكون نحن المسيحيين في خبر كان أو أحدى أخواتها ، وأخر صرعة من الفتاوى والتي تبررها بعض وسائل الاعلام ، هي تلك التي تدعوا المسيحيين جهارا لأختيار أحد ألأمرين، أما أشهار الاسلام أو دفع الجزية ،والان في بعض المحافظات وعلى رأسها العاصمة المنكوبة بغداد قد نشرت عدة مقالات حول ذلك وأود هنا مشكورا الاشارة الى (تصريح الاستاذ عبد الاحد افرام عضو المجلس الوطني العراقي  لوكالة الانباء الالمانية نشرته جريدة الشرق الاوسط في عددها10381في1مايو) بدأت الجماعات المسلحة في ما تعرف بدولة العراق الاسلامية بتطبيق هذه الفتاوى ،ولكن الانكى من كل ذلك أعلان أحدى القنوات التلفازية العراقية الفضائية والتي تدعى بقناة (السلام) تأييدها لمثل هذه الدعوات وايجاد التبريرات لها  ، مقارنة بين ما يجبى من ضرائب في الدول الاوروبية من المسلمين بالجزية التي كانت كنظام ضريبي معمول به أبان الفتوحات الاسلامية ، فالضريبة نظام أقتصادي تعمد اليه الدول وذلك بأقتطاع جزء من دخل الفرد لقاء الخدمات التي تقدمها الحكومات لمواطنيها ، ليشعر الفرد بأن الممتلكات العامة وجميع الخدمات الاخرى التي تقدمها الدولة أنما هي من حقه الطبيعي لأنه يساهم بها بأقتطاع جزء من مدخولاته ،ولقاء هذه الضريبة يتمتع الفرد بحقوق وأمتيازات عديدة وعلى رأسها مراقبة شؤون الدولة والاطلاع على حساباتها وخططها ،وكذلك له الحق في أختيار ممثليه الحقيقين عبر أنتخابات نزيهة ، ليكون مؤتمنا على ان الجزء المقططع من دخله سيسلم الى أياد  امينة تعمل لمصلحته ومن اجل زيادة مدخولاته ورفاهته والنظام الضريبي حق وواجب على كل مواطن دون أستثناء ، ولا يعفى منه أي كان لونه ودينه ، وهو أحد سمات المواطنة ليس في الدول الاوربية وحدها كما يدعون ، وانما في جميع دول العالم ،أما نظام الجزية والجزية كتعريف تعني جزاء بقائهم على كفرهم والحادهم او على دينهم ومعتقدهم السابق ، وهو مصطلح فقهي اسلامي يقصدبه كلا من اليهود والمسيحيين او حسب الوصف الاسلامي اجمالا اهل الكتاب الذين يعيشون تحت الحكم الاسلامي او في البلاد الاغلبيةالمسلمة السماح لأهالي البلاد المنهزمة عسكريا بالاحتفاظ بدينهم مقابل دفعهم للجزية وقد تم فرضه بموجب الاية القرانية(قاتلوا الذين لايؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولما يحرمون ماحرم الله ورسوله ولما يدينون بدين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ) وقد أجتهد علماء المسلميين وأأمتهم في تفسير العبارة الاخيرة وهم صاغرون وفسروها اي ب و (هم ذليلون حقيرون مهانون)وكان الولاة وجبات الجزية يتفنون بكيفية جبايتها فمنهم من كان يجلس بينما يقف دافعها ذليلا منكسرا لا يقوي على النظر الى مستلمها ومنهم من كان يستلمها من  الذ مي  وهو ممسك بالمال وسط كفه بينما اصابع المستلم تأتيه من الاعلى وهوبحال من الذل والمهانة ولربما في هذا العصر عصرما بعد العولمة والانترنيت وغزو الفضاء ستكون طرق أكثر عصرنة في جبايتها وهناك أشكال عديدة للجزية منها نولكن للاسف صدور مثل هذه الدعوات وتبنيها من قبل وسائل الاعلام ضد مسيحي العراق ن فالمسيحيين في العراق ليسوا أغراب تواجدوا أو أحتلو وطنا يدعى العراق حتى يدعون عليهم بالجزية ، فهذا العراق هو وطنهم وطن بابل واشور وهم من سكانه الاصلاء وكان الاجدر ان يفكرمن يسن دساتير وقوانين هذا البلد أن يكافيء المسيحيين بحقوق أضافية مقابل أصالتهم وما سلب منهم من الاراضي التاريخية من قبل الموجات المتعاقبة التي اتت غازية لهذا الوطن النهريني ،لا أن تفرض عليهم الجزية أو تغير دينهم  فالجزية حتى في وقت الخلفاء عدا في بعض الفترات التي كان الولاة وقادة الامصار بغية زيادة مدخولاتهم الشخصية او للصرف على فتوحاتهم كانوا يطلبونها من المسيحيين كأقباط مصر  واليهود وغيرهم من السكان المحليين ،كانت مفروضة على الغرباء والمحتليين ،  فعندما طلب الامام عمر الجزية وفرضها فقد فرضها على الروم المحتلين لمصر نقرا في التاريخ بأن ( أرسل عمر الى الروم المحتلين لمصر قائلا ليس بيني وبينكم الا ثلاث خصال اما دخلتم في الاسلام فكنتم اخواننا وكان لكم ما لنا وان ابيتم فأعطيتم الجزية عن يد وأنتم صاغرون وأما جاهدناكم بالصبر والقتال حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين ) لذلك على هؤلاء الفقهاء والمتبحريين بالشريعة وتفاسيرها مطالبة جورج بوش وقواته المتواجدة اليوم في جميع ارجاء العالم الاسلامي بدفع الجزية  ، واين هؤلاء الذين يتشدقون بالاسلام عن خصال وأقوال النبي محمد ورسالته نقرا في أحد الاحاديث كتب رسول الله لأسقف بني الحارث بن كعب وأساقفة نجران وكهنتهم ورهبانهم ومن تبعهم (أن لهم ماتحت ايديهم من قليل وكثير من بيعهم (أي كنائسهم) )وصلواتهم ورهبانهم وهم بذمة الله ورسوله الى يوم القيامة، لا يغير اسقف عن اسقفيته ولا راهب عن رهبنته ولا كاهن عن كهانته ولا ينتزع حقا من حقوقهم ولا سلطانهم ولا شيء مما كانوا عليه ،ما نصحوا واصلحوا فيما عليهم غير مثقلين بظلم ولا ظالمين ) هذه هي وصايا النبي محمد لأتباعه بشأن من كان يدعونبأهل الذمة ، فهل يعقل أن يطالب المسيحيين االكلدو اشوريين بأن يعودوا الى الوراء مئات الاعوام ليتحولوا من سكان اصلاء الى مجرد دافعي الجزية او أن يطلق عليهم أهل الذمة  هذا يحدث في القرن الواحد والعشرين وليس في عصر فجر الاسلام وأين ؟ في عراق الثقافات وموطن الحضارة ومهدها

383
ا                                 
    الكهرباء والنفط بين الواقع وأكاذيب المسؤوليين
[/color]
 

  بطرس هرمز نباتي

كنت أشاهد ندوة حول الكهرباء والمشتقات النفطية ليلة الاثنين 22_1 من على شاشة قناة الديار الفضائية وكان من بين المدعويين السيد عزيز مدير  أعلام وزارة الكهرباء و مديرعام المنتوجات النفطية ، يقابلهم صحفي ومسؤول آخر في أتحاد النقل  وقد حفظت أسم  مندوب وزارة الكهرباء لأنه كان من بين الحاضرين  أكثرتألقا من غيره في أطلاقه للوعود الكاذبة والتلفيقات الرنانة  وخاصة فيما يتعلق الامر بنا وبمعاناتنا نحن أبناء منطقة كردستان ،وكان موضوع الحديث عن الازمات التي تعصف بحياة العراقيين وخاصة أزمة الكهرباء المزمنة وأزمة المحروقات ، في فصلنا الشتائي هذا ، حيث تزداد حاجة وطلب العراقيين لمزيد من النفط الابيض للتدفئة المنزلية ،  و غاز الطبخ والمشتقات الاخرى، وصل سعر برميل  النفط الابيض للتدفئة الى 300ألف دينار أي ما يعادل 230 دولاروقنينة الغاز بعد التلاعب بها وأفراغها الى النصف عندوصولهاالى أيدي الباعة المتجولين ب 35الف ديناروجليكان البنزين الذي يتم تفريغ حوالي خمسة ليترات منه من قبل باعة الارصفة ب18 الى 25الف دينار ، أما عن الطاقة العزيزةالكهرباء ، الضيف الغالي والتي غادرت دورنا  منذ أن وافتها المنية بأجلها المحتوم و منذ زمن بعيد ورحلت من غير كلمة الوداع أو كتابة وصية ما ، ولا زلنا نلطم خدودنا ونولول على فقدانها ، هذه الطاقة التي هي عماد أقتصاديات البلد ويحتاجها المواطن كما يحتاج الى الضروريات الحياتية الاخرى، أصبحت في خبر كان وقدعدنا اليوم بعد أعلان وفاة  هذه الطاقة، الى العصر السومري أوحتى عصور ما قبل الطوفان وأصبحنا نستعيض عنها بالمشاعل والفوانيس ولربما ستحتاج هذه الطاقة المدللة الى أحدى معجزات يسوع المسيح  لأعادتها الى الحياة ،  الاخوة  ممثلي وزارة النفط والعزيزة الغالية (الا)كهرباء في ندوة قناة الديارالتي نحن بصددها ، كانوا يردون على تعقيبات الاعلامي ضيف الجلسة ، بأكاذيب لايقوون حتى على فبركتها بشكل منتظم بحيث تبدو وكأنها حقيقة ، مدير الاعلام في وزارة (الا)كهرباء كان يردد ( هذه الايام كهرباء زينة في الشمال) وكان يستشهد بأن في الشمال( أصبحنا نزود كهرباء لهم أي لأبناء شمالنا العزيز ثلاث  ساعات كهرباء ثلاث ساعات قطع) ولم يكن يخشى  من التصريح بهذه الاكاذيب ظنا منه في تصوري  بأن قناة الديار لا يمكن لبثها من الوصول الى أربيل أو السليمانية أو الى دهوك أو كركوك أي الى المحافظات والقصبات الكردستانية لبعدها عن قناة الديار ، في تلك الليلة( أي ليلة أنعقاد الندوة) والتي قبلها ولمدة أشهرخلت ونحن في أربيل مثلا لم تصل الى دورنا الكهرباء الذي يتحدث عنها هذا المدير الاعلامي سوى ساعتين أو ثلاث  باليوم وهذه الكهرباء التي تزودنا بها وزارة (الا)كهرباء لانراها لأنها تزور بيوتنا في الساعة الثانية بعد منتصف الليل وتغادرنا على عجل في الساعة الرابعة أو الخامسة فجراومن تبريرات  ضيفي قناة الديارلأزمات الوقود و الكهرباء والمشاكل والعقد   كافة  تعود الى  الارهاب والارهابيين الذين يفجرون الاعمدة ا لطاقة الكهربائية وأنابيب الناقلة للمشتقات النفطية ،ويستولون على مخزونات الوقود في مصفى بيجي وغيره من المخازن ، ولكني أعود فأتسائل ، هل يوجد مثل هذه الاعمال الارهابية في محافظات كردستان ؟ هل يوجد من يستولى على مخازن الوقودأو يدمر الاعمدة والمحولات؟  فهذه  الاكاذيب التي يروج لها العاملون في خلق الازمات  في عراقنا الجديد (كما يسمونه) ،أصبحت مفظوحة ولا يمكنهم بأي شكل من الاشكال  من أقناع المواطن البسيط الذي يرى حالة الوطن تدهور من سيء الى اسوء ، الا يخجل من يطالعنا من على الشاشة الصغيرة أمثال هؤلاء المسؤولين ويصرحون بأنهم حلوا مشكلة الكهرباء وعالجوا أزمة الوقود في ذات الحين تنقل لهم ذات الفضائيات مشاهدعن  الامهات والاخوات العراقيات وهن في تزاحم صفوف (سرة) تمتد لعشرات الكيلو مترات في هذا الشتاء وبرده القارص لأجل الحصول على (دبة) من النفط الابيض أو على قنينة غاز وبسعرها المحدد  ، ألا يرون العراقيين وقد أصيبوا بالتقرحات والعديد من الامراض الجلدية نتيجة عدم الاستحمام ، لو حدث ما يحدث لنا في بلد ى اخر غير العراق لكنا قد صدقنا أكاذيب مفجري الازمات مسؤولي وزارة (الا)كهرباء  وقبلنا بأعذارهم ولكننا في العراق في هذا البلد النفطي الذي يوصف بأنه سفينة عائمة على البترول والذي يحسدنا على ثرواته عباد الله في ارجاء المعمورة ،وهؤلاء الاشاوس ضيوف حلقة الديار الفضائي وغيرهم من أبطال التصربحات الكاذبة الرنانة  يصرون على أدعائهم و بلا خجل بأنهم سيصلحون أو قاموا بأصلاح الكهرباء أوسيتم حلحلة هذه الاشكالية المزمنة بالتدريج حتى عام 2010 تصوروا مقدار أستهتارهم بعقول المشاهدين ، نعم فالسيد وزير الاكهرباء على حد زعمهم بعد أن حل أزمة الكهرباء بعلاج سحري وبعجزة ( في الشمال) وأصبحنا نتمتع بالكهرباء( ثلاث  ساعات قطع ثلاث  كهرباء) والواقع هو 22ساعة قطع ساعتين كهرباء( وكنشرة المصابيح طبعا)    قد وضع حلولا ناجحة وهو أي سيد الوزير( حفظه الله ورعاه) من جهابذة علماء الكهرباء على حد زعمهم ، وحلوله قد بناها اولا على وضع مولدات في كل حي من أحياء بغداد  ثم العمل على نصب مولدات ضخمة تعمل على الغاز والديزل في بغداد أيضا وكأن العراق قد أختزل ولم يتبقى منه غير بغداد هارون الرشيد ( مع اعتزازنا العميق بعاصمتنا وأهلها متمنين لهم كل خير ورفاه وأن يجتازوا محنهم وأزماتهم المستمرةرغم علمنا بان هؤلاء المسؤولين سوف لن يحلوا لهم اية من هذه المعظلات ) وبعدها لايعلم الا الله أن كانت هذه سوف تشتغل أم لا ،لأن السيد ممثل وزارة النفط كان يردد في ذات الحلقة ، وهل وزارة النفط قادرة على توفير هذه المشتقات النفطية لوزارة الكهرباء ، وكان يقول : يا  أخي الكهربائي ، لماذا لا تنصبون مولدات تعمل بالنفط الاسود ، لآن لدينا فائظ هائل بهذه المادة وكأن المشكلة هذه قد بدأت لحظة أنعقاد الحلقة وهي بحاجة الى تشغيل مولدات الكهربائية بأي أنواع من الوقود  ، ووسط النفط الابيض والغاز والنفط الاسود ، كنت أرى غيمة سوداء تغلف مستقبل العراق وتحيله الى ظلام أسود داكن كليالي وطننا الحالكة الظلمة وخاصة أذا ما أستمر هؤلاء وأمثالهم وبهذا الشكل المقرف من الاستئثار بالسلطة وخيرات العراق....  [/b] [/font] [/size]

384
العائدون الى الوطن كيف ولماذا ....؟
[/color]
 
بطرس   هرمز نباتي
بعد  سقوط الطاغية في بغداد ، أستبشرنا خيرا ، وتجددت امالنا بحياة افضل وعيش أرغد، وخاصة بعد ألغاء العقوبات الاقتصادية المجحفة التي فرضت على الشعب العراقي بحجة معاقبة النظام الصدامي على أحتلاله لدولة الكويت ، ولكن ما افرزته عملية التغيير وما تفرزه من احداث يومية جسام ،ومارافقها من سلبيات تسبب  الكثير من المعاناة للمواطن ، وخاصة تلك المتمثلة بأنعدام الامن والامان والتبشير  بتفجير الحروب والصراعات الطائفية والعنصرية ، وغياب أو تردي العديد من الخدمات الضرورية كالكهرباء ومياه الشرب  والمجاري وأنعدام النظافة أضافة الى الازمات المتلاحقة التي نشهدها كأزمة البانزين والمشتقات النفطية الاخرى ،وأختناقات المرور وغيرها، كما ظلت مظاهر الفقر والتردي بالمستوى المعاشي على حالها ولربما فاقت في بعض حيثياتها ما كان موجودا  ابان حكم النظام ، و لازال القادة والمسؤولون الحكوميون عاجزين عن تقديم أية حلول لابسط المعضلات الاقتصادية التي تواجهنا ، معلقين اسباب أخفاقاتهم  والتردي في تقديم الخدمات وتوفير الامن والامان على شماعة الارهاب .   
فكما كانت ايام الحصار الاقتصادي طويلة ومضنية ،جاثمة على صدورالعراقيين لسنين عجاف استمرالحال كما كان عليه ، و لم نشهد اي تطور في حياة المواطنين واوضاعهم المعاشية و هذا ما يؤرق المواطن ويسلب كل احلامه وامانيه التي بناها على التغيير والتخلص من الحالة المزرية التي كان يعيشها..  حالة الوطن الذي ظل يحكمه الطاغية بأسلوب عجيب وفريد من نوعه  ، فأنه كما يدعي المنظرون السياسيون بالشأن العراقي، بأن عراق اليوم  مقسم  على الاساس الطائفي والعرقي أو المذهبي ، وكذلك النظام السابق الذي  كان المجتمع العراقي  حسب (أسس الولاء للثورة والحزب ) وكما يلي :
ــ القسم الاول/ عراقيون دفعهم النظام للتوجه الى الخارج وترك الوطن والاستيطان في بلاد الغربة وهؤلاء اضطروا لاتخاذ هذا الموقف نتيجة عوامل عديدة فمنهم من كان منخرطاً في احزاب وطنية تعرض لاضطهاد السلطة او وجد نفسه يوماً وهو متعارض مع حزب البعث وأجهزته القمعية ففضل الهروب الى خارج الوطن ، على البقاء اسيراً او معتقلاًلدى المؤسسات القمعية او  نتيجة عدم تحمله لسياسة النظام وخاصة خوضه الحروب المستمرة سواء مع الجارة ايران او دولة الكويت او تلك التي خاضها في شمال و جنوب العراق اما البقية الباقية من المهاجرين والمغتربين وهم الاكثرية فقد آثروا الهجرة نتيجة سوء الاحوال المعيشية والاقتصادية للبلد وخاصة أبان ا لسنوات العشرة الاخيرة من عمر الطاغية وسلطته البغيضة .
ـ القسم الثاني/ هم الصابرون الذين فضلوا البقاء في الوطن  متحملين شظف العيش ووطأة التعسف وحروب الطاغية ا واهانات مؤسساته الامنية القمعية و كانوا فريسة للفقر  والفاقة ابان سنوات الحصار وهؤلاء يشكلون معظم الشعب العراقي .
ــ القسم الثالث/ المنخرطون  في المشروع السياسي والقمعي للسلطة او المتالفين مع هذا المشروع لتحقيق ماربهم و مصالحهم الذاتية ولم يتوانوا من ارتكاب اشنع الجرائم من اجل تثبيت سلطة البعث والسير بموجب برنامجه القمعي المقيت والايغال بجرائم ضد الشعب العراقي هؤلاء لا يشكلون سوى نسبة ضئيلة قياساً الى القسمين الاوليين .
 ان ما يهمنا في هذا المقال هم القسم الاول اي الذين اقدموا على الهجرة وترك الوطن فهؤلاء اليوم لازال القسم الاعظم منهم يصر على عدم العودة الى الوطن ويؤثر البقاء في دول المهجر لما توفره هذه الدول من حرية التعامل والعيش الرغيد. ولعدم استقرار اوضاع البلد حالياً.
و البعض الاخر الذين فضلو العودة،هؤلاء بعد ان غرفوا من ملذات العيش هناك واصبح القسم الاكبر منهم لايقوى على العمل والانتاج. ولصعوبة حصولهم على  فرص العمل وخاصة للمتقدمين بالسن ، قرروا العودة ولكن اية عودة ياترى؟ فبدلاً من ان ينحنوا ويقبلوا تربة الوطن اولاً  ويستسمحوا اهلم وذويهم لانهم تخلوا عنهم ايام الشدة والحصار. راح العديد منهم يتفنن في كيفية سرقة اموال الوطن المثخن بالجراح ،ونهب كل ما تطاله أياديهم مستفدين من سنين الغربة ودراية متواضعة باللغة الانكَليزية اكتسبوها من العمل في المطاعم والبارات او في محطات تعبئة البنزين، مما جعلهم مؤهلون للتعامل مع الحالة العراقية المستجدة والتي من أحدى سماتها تواجد القوات المتعددة الجنسيات على أراضيه، فهم قد انخرطوا معها او اصبحوا يتعاملون مع بعض حيثيات  هذه الحالة. في رأي ولربما قد يشاركني فيه العديد من المواطنين، كان الاجدر بهؤلاء عند عودتهم ان يعتذروا للعراق وشعبه اولاً لانهم تركوه ووضعوه في خانة النسيان ردحاً من الزمن وهو في امس الحاجة الى خدماتهم ونضالاتهم وخاصة أنهم كانوا خارج ارادة الاضطهاد  البعثي ولكنهم وللاسف فعندما كان يتم تذكيرهم بالوطن واهله ،كانوا لايترددون من الصاق شتى المسميات بهذا الوطن الجريح وتسمية شعبه بالجبان والمتخاذل. نعم لقد آثروا الهروب والالتجاء الى بلدان الغربة. ولنسلم جميعنا بانهم اتخذوا هذا القرار كرد فعل لاضطهاد السلطة لهم أو فضلوا الهروب  لاسباب أخرى .و عند عودتهم اليوم ،خير ما يخطر علىبالهم التشبث بالابقاء على عوائلهم وحسباتهم المصرفية هناك . متخذين من العراق واهله. بقرة حلوب لهم ولمشاريعهم ،يحسبون كل الخدمات التي يمكن أن يقدموها لبلدهم وفق قوانين العرض والطلب والربح والخسارة ، وبمقادير الاموال التي سيجنونها من وطنهم المبتلى بشتى النكبات ،ليضيفوها على حساباتهم المصرفية في تلك البلدان ، أو ليصرفوها على ملاذاتهم الشخصية ، تصوروا أحدهم عند عودته القصيرة الى بلد  غربته دفع 19الف دولار ثمنا لبعض الفحوص الطبية والمختبرية ، رغم كونه يتمتع بصحة جيدة وممتازة  ، هكذا يلعب  هؤلاء دور المتطفل على اقتصادنا المنهار. الذين يودون العمل معنا وخدمة وطننا كمايّدعون  عليهم اولا وقبل كل شي تنمية المشيمة التي تربطهم بالوطن ، عن طريق أعلانهم العودة النهائية والاكيدة الى حضن الوطن ، واعادة عوائلهم وممتلكاتهم واستثماراتهم اليه ولكن للاسف تشهد احوا لهم  واوضاعهم عكس ذلك فأنهم يرفضون بشدة قطع أواصرهم بالدول التي اوتهم ووفرت لهم اسباب المعيشة .. وبعد ان غرفوا من هناك قرروا العودة ،بشهية مفتوحة على ثروات العراق وأمواله ، فمنهم من توظف لدى قوات التحالف وبعد التحرير اصبح المتنفذ و الامر  والناهي في عقد صفقات واستلام الاموال ا لطائلة، وفيهم من جاء ببعض الكفاءات التي اكتسبها جزافاً ويتفاخر بها ، والتي لوتم تمحيصها لما وصلت الى الحدود الدنيا لما يمتلكه عراقيوالداخل.وبواسطتها وما يمتلكه من صفات في الوصولية والتملق والتزلف أستطاع تولي مسؤوليات وتسنم مناصب رفيعة ليتكبر ويتبختر على أهله واقرانه، ويحيط نفسه بحجابات وسكرتارية وحراسة، ولا ينسى أن يوصي أو يأمر هؤلاء الحاشية أن لا يدخلوا عليه أي أنسان أو صديق أو رفيق تربطه معه ذكرى أو رابطة تذكره بحاله قبل مغادرته الوطن !!!،   فعودتهم الينا اليوم وحسب ما يصرحون به علنا ومن خلال سلوكياتهم ، يقيسونها بمقدار الربح والخسارة وليست مطلقاً من اجل عيون العراق واهل العراق ، فهؤلاء يغرفون اليوم عشرات الالوف من العملة الصعبة ومن خزائن الدولة ، حسب شروط تعاقداتهم ليقوموا بتهريبها الى عوائلهم في الدول التي لايزالون يعيشون في كنفها. و بالتالي سوف لايتوانون من شدالرحال والحقائب والعودة بادراجهم من حيث اتوا .أذا ما أستبعدوا من مناصبهم أو تم الاضرار بمصالحهم الشخصية ،
وهنااقترح على الدولة ومؤسساتها ان تعادل رواتبهم ومخصصاتهم مع ما يتقاضى اقرانهم وبنفس السلم الوظيفي المتبع في دوائرنا، ولتسد أمامهم جميع المنافذ والابواب التي تهرب من خلالها  اموالنا الى جهات مالية ومصارف الغرب ،  لنرى عند ذلك ما سيحصل لهم وكيف انهم سيتبخرون بين ليلة وضحاها. اورد هذا والالم يعصرني عندما نرى اموالنا تهدر بهذا الشكل المقرف على ايدي هؤلاء، ويومياً نطالع اصدار اوامر بملاحقة من يكشف الستار عن سرقاته وتجاوزاته .على المال العام ولكن للاسف بعد ان يكون قد غادر وابتعد عن الوطن ، هذا حال هؤلاء الذين قبلوا العودة من المهاجر ليمعنوا في ايذاء العراق واهله المساكين. وحسب معلوماتي المتواضعة سبق وان زار الوطن جمعا منهم عبر حدود كوردستان المحررة بعد انتفاضة اذار 1991 ، وظل فترة يصول ويجول في محافظاتها ودوائرها ولكن عندما لم ترضيه الحالة التي كنا نعيشها في الاقليم وقتذاك فضل لملمة حقائبه والعودة الى الغربة بعد ان كان يقارن بين ما يحصل عليه هناك من مكاسب ونعيم وراحة البال بعيداً عن الازمات والمشاكل وبين احتمال ما يجنيه من مكاسب ضئيلة  مؤسسات الاقليم الفتية . ان عودة هؤلاء واحتلالهم عنوة قيادة الساحات الاعلامية او السياسية او الادارية وبالشروط والالتزامات التي يفرضوها على الدولة انما هي جريمة كبرى ترتكب بحق ثروتنا، وتفتح نزيفا هائلا لثرواتنا ،  نحن بامس الحاجة اليها اليوم، انهم يسرقون اموال العراق جهاراً وأبناء العراق لازال معظمهم يعيشون في الصرائف وفي العراء او في منازل من الصفيح.لاتتوافر فيها ابسط مقومات العيش ....   [/b] [/font] [/size]

385
العلم العراقي... لما هذه الضجةوهذا الصخب كله ؟

     على هامش الحوار بين عنكاوا كوم وموقع بيامنير


                                                 
بطرس هرمز نباتي


لربما  سأتهم من قبل بعض القراء بأن ما سأورده في هذا المقال أنما يصب في باب المواربة والتملق للاخوة الكورد أو دفاعا ، عن مواقف قاداتهم المعلنة ،حول العلم العراقي ومسألة ، التعامل مع قرار رفعه أو أنزاله عن أسطح ا لبنايات الرسمية في أقليم كردستان  ،ولربما هذا الاتهام بحقي سيكون أقرب الى الحقيقة ، لو جاء دفاعي عن علم أو رمزاخر للعراق غير هذا العلم ، الذي أتخذ بحقه أجراء كان يجب أن يتخذ منذ زمن بعيد ،يا ترى هؤلاء المدافعون عن علم العراق ،بأعتباره رمز سيادة العراق ووحدته ، عن أي علم يتحدثون ؟ علم الرمز ،كما في اعلام معظم دول العالم أم  علم من نوع اخر ،فلنبحث في رموز هذا العلم ودلالاته ..
ألوان العلم ودلالاتها :
الاحمر : يدل على الدم المسفوح على ربى الوطن كما يدعي المدافعون عن المعاني السامية لهذا العلم ، ومنذ نعومة أظفارنا ، سمعنا بانه يرمز الى دماء الشهداء ،وللشهداء دوما مكانتهم المقدسة داخل ذواتنا ،وهذا الامر أنغرس  عميقا في ذاكرتنا من كثرة تذكيرنا به ، ولكن لآي شهيد يرمز هذا اللون الدامي ؟  ،لضحايا نزوات القائد في قادسيته اللعينة ، أم للذين نسفتهم أو دفنتهم أحياء ، المؤسسات القمعية المؤتمرة بأمر قائد الضرورة وحزبه الالعن ،وسط  كل هذه الدماء المراقة لابناء الشعب العراقي ، ألايوجد من يفكر؟ ،بأيقاف النزيف المستمر هذا وبأن تأخذ عيوننا فرصة واحدة فقط وهي ، بأن لاتنظر ولو لبعض الوقت الى هذا اللون الدامي ولتجرب الوانا  أخرى غيره .
الاسود : لون قاتم يدل على قتامة وظلامية ماضينا وحاضرنا وأذا ما أصر هؤلاء المنادين بالتسلط القومي للقوميات الكبيرة ،على نهجهم الظلامي هذا سيستمر هذا الاسوداد ليلطخ مستقبلنا أيضا .
الابيض : لون جميل ، وناصع يدل على السلام والوئام ، ولكن في علمنا من كثرة ، رفعه وتركه مهملا يتلطخ غالبا ، بالغبار والاتربة ، لعدم نظافة أجواء مدننا ،لذا لايظهر منه للناظر غير خرقة ملوثة تميل الى الاصفرار او الى لون اخر ، ونقترح على من يصمم علمنا المستقبلي أن يوصي بصنعه من مادة غير قابلة للاتساخ والتلوث ، وخاصة أذا ما أراد تظمينه هذا اللون السلامي( أي الابيض) الرائع.
النجوم الثلاث : بلونها الاخضر، والخضرة هي من سمات العراق الزراعي ،سهول في شماله الخصب والجميل،والاشجار الباسقة المثمرة في الوسط  وأهواره ، وجمال طبيعتها الخلابة الساحرة الرائعة ،ولكن كل هذه تبقى أناشيد جوفاء وتغني بشي ْ وهمي للناظر الى طبيعة العراق من الاعالي أو من نافذة طائرة الخطوط الجوية العراقية ، فلآ يرى ( الجمال والبهاء في رباك في رباك )وهذه الخضرة والجمال المنشودين تحتاج الى ترميم اخر ،فالاهوار تم تجفيفها وتحويل مسطحاتها المائية، بأمر قائد الضرورة، الى مستحاط رملية ، كلما تهب عليها نسائم الشمال تحمل معها أطنان من الغباروالقاذورات  لتنثره في أجواء بلاد النهرين ، و(الشمال ) تم تغطيته هو وأهله الطيبين ، ببعض ا لعوامل الكيمياوية ، لاجراء التجارب لمعرفة مدى أثر هذه العوامل ،على البشر ، أما النجوم ،فأنها بلا شك تشير ، بان عراقنا هذا ،كان في قديم الزمان ،مهدا عريقا للحضارات القديمة سومر ،وبابل واكد واشور ، وبلا شك كان من بلدان ذو خمسة نجوم تسكنه أقوام متحضرة ، بهناء وسعادة ،كما هو حال الفنادق السياحية الكبرى ،ذات النجوم الخمسة ، وفجأة وبعد التفكيربالوحدة العربية الكبرى من المحيط الى الخليج ، وأن تبدأهذه الوحدة مشوارها من ثلاثة أقطار ،مصر سوريا عراق، وبغية تحقيق هذه الوحدة توجب تصفية جميع القوميات الاخرى غير العرب طبعا ، وأجبارهم من قبل أنظمتهم التقدمية جدا بالانصهار في بودقة العروبة ،عندها ، تحول عراقنا العظيم الى مجرد فندق من ثلاثة نجوم فقط .
وحدة حرية أشتراكية : دونت على هذا العلم المنكود لبعض الوقت وعلى بعض الاعلام ، منذأستلام البعث العفلقي السلطة في بلدنا هذا الشعار البعثي المقيت وغالبا ما كنا نقرأه ( وحدة حرمة أشترى كبة)نكاية، ولكن البعث أستعان بمصباح علاء الدين السحري وقام بتحقيقها ،فور تدوينه لها ، فمن أجل تحقيق الوحدة ، حشد جيوشه وأحتل دولة الكويت العربية ، وحارب وتآمر على سوريا حافظ أسد رحمه الله ،وعمل على عزل شعب مصر الشقيقة وتجويعه أيضا عقابا على مافعله سادات رحمه الله في كامب ديفد ، ودفع شراذمته ومخابراته لتسعير الحرب الاهلية في لبنان ولم ينسى القضية المركزية الفلسطينية ، حيث أكتسح تل أبيب واعاد القدس العربية الى أهلها وحتى المغرب العربي وحده وضمه الى وحدته العربية الكبرى وأصبح كل (العرب)ينشدون خلفه وبيدهم علمنا لانه علم الوحدة الكبرى وعلم العروبة طبعا  (بلاد العرب كلها  أوطاني من شام الى تطوان) .
حرية : هذا الحلم البشري الكبير  ،لم يتحقق لا بالشرق ولا في الغرب أكثر مما تحقق للانسان العراقي والعربي كما يقال ،فالانسان حر ،يفعل مايشاء ،لاسجون ولا معتقلات ، الشاة ترعى مع الذئاب كما في أسطورة دلمون السومرية ، والصحافة حرة  وجريئة تبحث عن المسيئين ، وتكتب ما تشاء ، والحكام رحماء فضلاء ، يرعون شعوبهم ، كما يرعى الذئب الخراف ، لذا من المقترح أن تدرج هذه الكلمة العظيمة مرة أخرى في علمنا المقترح ،لئلا ينسى أو يتناسى الشعب العراقي ما تمتع به  من حريات تفوق حريات جميع شعوب الكون .
الاشتراكية : الحمدلله ، تم تطبيقها منذ زمن بعيد منذ الاطاحة بالملكية واعلان الجمهورية العراقية ثم جمهورية العراق ، وكان من ثمارها ، الغاء الطبقة العاملة ، وتحويل الشعب العراقي الى شعب مستهلك نصفه جيش ونصفه الاخر اما مهاجر أو مقاوم أو معتقل والقلة منه في المؤسسات القمعية ، وهكذا فلتقر عيون ماركس ولينين ، وكذلك ميشيل عفلق الذي أخترع هذه الاشتراكية المتميزة والخاصة جدا ....
وبعد أن طبقت ،رموز علمنا هذه بحذافيرها ، وبعد أن أنتصر( القائد الضرورة) وأستعاد مدينة فاو من القوات الايرانية ( وقف مليا يتطلع الى علم العراق ، وأخذ يفكر ، وذهب به الخيال بعيدا ،الى أيام حرب بدر  والخندق والقادسية الاولى  ورايات  سعد بن أبي وقاص التي ترفرف عليها كتابات قدسية ) وقرر أن يكتب بخط يده عبارة (الله أكبر)
هذا ما  قاله لرفاقه بالقيادة ، وظلت هذه العبارة تتكرر وبالخط ذاته على جميع الاعلام المطبوعة والموزعة في الوطن وخارجه بناء على قراره الشخصي ،الذي لايمكن للمجالس الوطنية والمحلية والقومية أن تتبنى قرارات اخرى غير ما ينطق به قائد الضرورة .فللقادة في وطني أمتيازات خاصة تطغى عادة على صلاحيات المجالس والمؤسسات ، وما يخطر ببال القادة يتحول الى قرار أو حتى الى دستور..
نقول لهؤلاء المتباكين على العلم العراقي ،أ بكائكم هذا؟ على العلم ،أم على عبارة كتبها صدام حسين رئيس العراق كما تسمونه الى اليوم .. فنحن كلنا نؤمن كمسيحين ومسلمين وصابئة ويزيديين ،بان الله أكبر وأنه عظيم وخالق ، ولكن هذه العبارة لا تمثلنا ولسنا معنين  بها ،وأن تعلق الامر بذكر العبارات الدينية وغيرها من الرموز لتدون عبارة ( بسم الاب والابن والروح القدس) وليدون غيرنا ما يخصهم ، ولنصنع علما عليه جمل وعبارات و رموز دينية اومذهبية ويتحول الى مجرد تظاهرة للرموز ويتجرد من معناه الاصلي ،لقد أتخذت بعض الدول زهرة أو شجرة، وجعلت منها علمها أو ورقة نبتة مشهورة أو حيوان، كالكنغر ، وأصبحت الدول العصرية تبتعد عن الرموز الدينية والمذهبية ،لما لها من أثر سيء في خلق نعرات طائفية مقيتة ، لذا يتوجب على كتابنا ومثقفينادعم وأسناد   القرار  الكردستاني بالغاء هكذا علم ،ألا تستحق كردستان بما قدمته من تضحياة جسام شملت كل ابنائها من جميع انتمائاتهم القومية والدينية أن ننظر بأنصاف وتعقل  لقرار حكومتنا بالغاء العلم الذي كان تحت ساريته يعدم مناضلينا وتهجر قرانا وتسمم أبارنا وينابيعنا ،وتؤنفل المئات من العوائل الكلدو اشورية ،وتباد، شأنها شأن أخواتها القرى والقصبات الكردية،  ألم يحمله العقيد خليل اسماعيل ،عندما قام بأستباحة قرية صوريا في دهوك ،ماذا كان يرفرف فوق المعتقل الذي أعدم فيه الشهداء يوسف ويوبرت ويوخنا وغيرهم من قادة ومناضلي الحركة الديمقراطية الاشورية  ألم ينصب في الميدان الرئيسي في عنكاوا عندما أحتلتها شراذم وأرتال( عقيد أسماعيل ) نفس العقيد (سفاح صوريا) وراح يوسع رجال عنكاوا من المسنين والشباب ضربا مبرحا بالعصي والهراوات لحد أستشهاد ( الفلاح المسكين )رحمه الله العم أسحق سهدا (أي الشهيد ) هكذا يسمى في الاوساط الشعبية في عنكاوا الى اليوم ، وهو شقيق حبيب اوستا وخال الاستاذ يحي بويا وغيره من الشهداء،الذين أعدمهم النظام ،وهم بالعشرات سواء منهم من لم ينتمي في حياته الى أي حزب سياسي أو المنتمين الى الحزب الشيوعي العراقي.أو الديموقراطي الكردستاني ، ألم تعدم تحت رموز هذا العلم ورفرفته ، عائلة بكاملها والمؤلفة من أب وأم عجوزين وثلاث فتياة بعمر الورود وطفلة وزوجة الشهيد عبد المسيح بولص (سوران) بتهمة أن أبنهم منتمي الى الاتحاد الوطني الكردستاني ،علما أن هذه الجريمة أقترفت بحق هذه العائلة بعد أغتيال أبنهم ، ولربما يقول البعض بأن هذه وغيرها من جرائم النظام البعثي أرتكبها النظام فما علاقتها بالعلم العراقي ردا على هذا الدفاع الذي يبدو بالظاهر منطقيا ، أصبح لهذا العلم سمعة سيئة، محفوظة في الذاكرة الجماعية للشعب العراقي عامة والكردستاني بصورة خاصة ،ومن المحال أن تنسى هذه الذاكرة ما طبع فيها من ماسي وأضطهادات وما قاسته من الام وأوجاع و عندما ترفض هذه الذاكرة هذا النظام المتعسف يجب أن ترفض معه كل رموزه وشخوصه ومحتواه ، والبحث عن البديل عن رموز أخرى تكون أكثرأنسانية وأشراقا وهذا الامر  يجب أن يجرى وبأسرع وقت وبموجب دستورنا الدائم ..وكذلك بالنسبة الى العلم الموجود اليوم في الاقليم هو الاخر لا يلبى في ما يحمله من رموز ودلالات ،طموحنا وياليت أن يفكر أعضاء  المجلس الوطني  الكوردستاني بجدية في أختيارعلم اخر يمثل جميع أطياف الاقليم الكوردستاني ، وليبقى العلم الحالي بألوانه الاحمر والابيض والاخضر ، وشمسه الصفراء، ذات أحد ى وعشرون  شعاعا والتي تمثل عيد نوروز،ممثلا  للنظال  الكوردي ، في سبيل  تحقيق الكوردستان الكبرى ...
Pettar_nabati@yahoo.com                  [/b]

386
العمالقة  يرحلون بصمت



بطرس هرمز النباتي

بالامس رحل عنا الجواهري الكبير ، بعد أن التهمته سنوات الغربة والمنافي النائية والقريبة .. ظل يتنقل حاملا أسفار العراق عبر بوابات العالم .. من منفى الى منفى .. تتلقفه عاصمة لتلفظه أخرى .. وكذلك رحل البياتي وحسين مردان ويوسف الصائغ وناصر يوسف ورابي جرجيس فتح الله ..جميعهم أعتادوا العيش بصمت  .  . وعندما رحلوا ، رحلواهكذا بصمت مريب .. لآ أدري ..لربما هذا الزمن الرديْ الذي لفظوه وتمردوا عليه .. أملى عليهم التعجيل بالسفر والرحيل.. ألم تحكم أبنة أنو المدللة عشتار على أنكيدو بالموت ، عندما رفض كلكامش مضاجعتها ..وهذه المرة ووسط لهيب دموزي وبذات الصمت المريب .. يصعد اله العالم السفلي ليتجه صوب أرنجا (1).. ليجبر عملاقا آ خر للهبوط معه الى عالمه المخيف ... جليل القيسي ..الرجل المنفي والمبعد،أبدا داخل أسوار القصة العراقية .. والذي أتخذ من ثيماتها ورموزها وشخوصها ملجا  آمنا لنفسه ... منذ أن فارقوه أصدقائه(2) السيئيين جدا، أختار لنفسه عنوة، أقامة  جبرية وأختار مدينته أرنجا سجنا طوعيا له ..ظل طيلة حياته عاشقا ومتصوفا  يتعبد في محراب قلعتها العتيقة .. ومن سطوح منازلها وبدفىء نيرانها الازلية كان ينطلق بعد الكأ س الثالثة أو الرابعة بعيدا ليحلق  فوق أسوار بابل واراك .. أو كان يصوغ من جديد أحتفالات أكيتو بصحبة مردوخ وعذارى ا وبغايا هياكل عشتار وحبيبها دموزي ،كل ليلة كان جليل يتسكع في شوارع وازقة ارنجا، بصحبة حراس ملوك بابل او اشور ،يقتادوه تحت حراسة مشددة ليمتثل امام عروش اباطرة التاريخ ،أتذكر عند ما حدثنا عنلقائه بالاميرة السومرية مي _ سي (3)وكيف طارحهاالغرام ، وكيف بادلته الحب، كان يقول حتى لو أصبحت من الماضي ،تذكروا  شيئا واحدا ، أنما سأرضى بهذا الماضي لو أمكنني لقاء أميرتي السومرية العاشقة ولو للحضات عابرة ، اه ...ياجليل لازال صوتك الرخيم  ، يملأ مسامعي .. يا حبيب البي ، هكذا كان يحلو لك أن تنادينا ، لا زلت لم انتهي من رحلتي بين طيات الاساطير والحكايات  القديمة .. لا زلت أود الولوج الى عالم . لم يطرقه سواي من البشر .. ياصديقي لما تعجلت بالرحيل أذن ؟...مرة جائني صوته عبر اسلاك الهاتف ، كان متألما شاكيا ، يا عزيزي ..لدي الام لاتطاق ولربما في اربيل أخصائي يستطيع مساعدتي .. ورحت اطرق أبواب عيادات الاطباء ،لاحجز لك موعدا ، وجاء الموعد بعيدا وانتظرنا ، ومع الايام كانت مسالكه يعتريها  الصدأ والقيح ..ياويلنا نحن أبناء العراق كم نرذل  عمالقتنا، ونرميهم هكذافي المنافي، اوفي خانات النسيان، وعند وداعهم، نجتر الذكرى ونولول كالثكالى...و اليوم اود انا ايضا ان اجتر بعض الذكرى .. ساحاول ارسم طاولتنا المستديرة .. وقهقهات صباح هرمز  التي تشبه ايقاع الماء المنساب بقوة من الكواويز الفخارية ،بهذا كنت تشبهها دوما ، ولطيف نعمان ،  وتحرشاته التي لم يكن يستثني منها أحد ..أتذكر عندما جئتنا بقصتك (الموتى يتلون القصص ايضا)(4) ، كنت حينذاك في وضع لم نألفك فيه .. لقد تحدثت عن ثور مجنح في نينوى وعن محاولات هنري لايارد السير البريطاني الذي جاء من خلف بحار العالم يريد سرقته .. والثور يرفض ان يغادر مكانه ( بعناد ملك اشوري حقيقي أبى الثور ان يغادر مكانه .. الذي خلق من اجله اساسا ) جليل القيسي هذا المارد من ارنجا يعترض على هنري لايارد ويامر بايقافه ومنعه من سرقة تماثيل ونصب كالح ونمرود واريدو وشورباك وكيش واشنونا وماري ، القيسي يصرخ في وجه سراق التاريخ ،يدخل معهم في معارك لا تنتهي ثم يتضرع،لتحل فوق رؤوس من يقلق رموز أجدادنا ، لعنات الالهة أيمو وأنليل ونابو شمش ونركال، عليه وعلى أجداده.. امين ))أعتقدنا حينها أن جليل لربما قد مسه ملاك أو شيطان  أو جنون أو شييْ من هذا القبيل وضحكنا مليا عندما قال أحدنا ( يبدو قد مسك جنون ولكن من النوع الخفيف ...تحارب الموتى ، وتعاشر اميرات وتصاحب ملوك وامراء مضت عليهم مئات الاعوام ) أجاب باصرار عجيب .. نعم هو كذلك .. قالها بأيجاز شديد ثم قرأنا رده وكأنه يخاطبنا نحن ،    في المقابلة التي أجرتها معه جريدة أديب البغدادية (5) يقول جليل القيسي ( صدقني الذين التقيت بهم لم يكونوا اشباحا مثل أشباح الكسندر دوما في روايته (الف شبح وشبح) ولا أطيافا كطيف والد هملت ، بل كانوا هم أنفسهم ، أنا دائما في صعود أورفيوسي ، وسعيد بهلوساتي .. ما العمل والاله الاغريقي ( اتيه) اله الجنون قد مسني بعصاه مسا خفيفا ) في حوار اخر في مساء اخر ، اصر صديقنا على جملة يتيمة واحدة ( الرجال دائما يعودون )(6) فعندما كانت المشاكل والازمات تزحف نحونا ، وكنا نلوك ونجتر مرارا، معبرين عن حنقنا لمدى ما يعانيه جليل وأمثاله العمالقة من الاهمال والابعاد بينما الاميون والجهلةواللصوص وسراق الكلمات، يحتلون المقاعدالامامية والرفيعة ورحنا نشتم من حولنا وحتى ذواتنا . ونعلق خيباتنا وفشلنا على الزمن الرديء او على الالهة المتحكمة بمصائر  وقدر البشر كان جليل يردد عبارة واحدة الرجال دائما يعودون ، لم نكن نفقه قصده والى ماذا يرمي ، الا حينما جائنا صباح هرمز بقصته الاخيرة  وكانت تحمل ذات العبارة ... أنه وعد أو ما شابه ذلك يقطعه جليل على نفسه .. أذن اتمم  وعدك، عد يا عزيزي عد، ولا تجعل من رحيلك ابديا هكذا .. قم حطم الصخرة التي فوق قبرك ..وأترك عصائبك    وجراحاتك جانبا  ولا تدع العالم السفلي  والهته تنبشى جسدك ، كما نبشك عالمنا . .ولكني أعلم جيدا بانهم لو وفروا لك فقط كسرة خبز يابس مع بضعة  أوراق وأقلام ومتكأ تسند عليه رأسك  المثقل بالهموم والقصص ، وتركوك تكتب لهم، لفظلت البقاء في العالم السفلي لتعانق عشتار  وحبيبها دموزي ، ورفضت عالمنا الذي لم تنل  منه غير الحرمان والالم ....... [/size]

1- أرنجا مدينة كركوك وتسمى ايضا اربخا ولكنه كان يفضل هذه التسمية
2-(أصدقاء السوء)بهذه الكناية تدعى جماعة ادباء كركوك ،ولكني قمت بالتلاعب بالتسمية قليلا
3-صباح مشرق مع الاميرة مي- سي (قصة قصيرة) نشرها في مجلة بانيبال العدد24شهر اب 2004
4- الموتى يتلون القصص ايضا( قصة قصيرة)منشورة في مجلة بانيبال العدد16 اذار 2002
5-طالع المقابلة المنشورة اه في جريدة (الاديب) البغدادية العدد(70)4 ايار 2005 ص13 ملف الاديب الابداعي جليل القيسي
6- العبارة وردت ضمن (ثلاثون قصة قصيرة جدا في الحب) نشرتها له مجلة بانيبال العدد28 ت1 2005
[/b] [/font]

387
المنبر الحر / الموهوبة سارا
« في: 01:46 18/07/2006  »
                                                                                                                           
الموهوبة سارا



تعرفت على مواهبها العديدة خلال زيارتنا لمدينة تورنتو حيث تسكن مع عائلتها .طفلة رائعة ذات أثنى عشر ربيعا .ورغم صغرها الا أنها تتميز بما تملكه من مواهب عديدة صوتها الرخيم الهادىء جعلها منشدة مدرستها والكل يجزم بأن يكون لها شوط رائع في الغناء وتؤدي أغانيها وأناشيدها باللغة الانكليزية . كما تتمتع الطفلة  العنكاوية سارا نجيب نوري حنا بمواهب أخرى، فكما يظهر من الواحها ورسومها وتوزيعها للالوان واستخدامها . وهي تستمد مواضيع لوحاتها أو من خلال ما ترسمه عفويا لما  يرتسم أمامها من مشاهد للطبيعة  ، مما دفع معظم أساتذتها بالتوقع لها بشأن رفيع في مجال الفن التشكيلي .ولكن كل هذه المواهب والقابليات التي تتمتع بها سارا ما كنت أقنع نفسي بها من أجل الكتابة حولها .أما ما لفت أنتباهي وشدني أكثر .وجعلني أمسك القلم لاكتب عنها هي موهبتها الفذة في كتابة الشعر باللغة الانكليزية .قالت لي والدتها أنها تكتب الشعر .عندما لاحظت سارا أهتمامي بهذا الجانب صعدت الآ غرفتها وبعد دقائق أهدتني أحدى قصائدهاوالتي كانت حول الالوان والصدق ونزع الحجاب لرؤية كل شيء غلى حقيقته، وقالت بأنها قد كتبتها قبل  وصولنا الى تورنتو بأيام ..قرأت الابيات بأهتمام وشوق ترجمتها الى العربية ثم الى السورث فوجدتها تنبع بحق من ذات سارة الطفلة الرقيقة الرائعة .ولكننا نحن وكعادتنا .لانقتنع بسهولة .ونود أن نخلق الشكوك نلوث بها كل ما هو جميل وعذب .أبديت ملاحظة قصيرة ولكن بعيدة نوعا ما عن أسماع الطفلة سارا. قلت والعياذ بالله لقد كثر في هذه الازمنة العرجاء .من يسطوعلى نتاجات الاخرين .وصفحات منشوراتنا تعج بالسرقات الادبية .وأخشى على موهوبتنا سارة من هذا. فما كان من والدها ألا أن دعاها أن تكتب قصيدة أخرى غير التي قرأتها عندم واجهناها بهذا التحدي ..أبدت أهتاما متزايدا . ورحنا نراقب عن كثب موهبتنا وماذا تفعل بأدواتها البسيطة .قلم جاف وأوراق بيضاء تسطر عليها  مشاعرها وهمومها البسيطة جدا . والبعيدة كل البعد عن مشاكلنا وعالمنا.راحت سارة تسبح في خيال لا نعرفه ولم نتعرف به لافي طفولتنا ولا في شبابنا ومشيبنا   . وبعدها جائتني بأبياتها وشعرها الجميل والمعبر (قصيدة رقم 2)وعندما قرأنا الابيات تأسفت  جدا على ما بدر مني من شكوك حول قدرتها على كتابة الشعر باللغة الانكليزية وشجعتها جدا على مواصلة مشوارها الشعري .هذه  قصيدتها الرقم(1)التي كتبتها

Paint brush
I keep my paint brush with me,
Every where I go,
So that when I need to cover up,
The real me won’t show.
 
I’d like to remove my paint coats,
To show you the true blue me,
But I want you to understand,
And except what you see.
 
 
I’ll start to remove my paint coats,
To show you the true and honest me.
But I feel scared, bare, and cold,
And if you still love me with all that you see,
You are my friend pure as gold.
 
Sarah Hanna, Age 12

هذه الابيات .يظهر من خلال حديثها معي .بأنها عندما كتبتها أعطها الى معلمها فأبدى  تعجبه ولكنه أيضا مثلي أبى أن يصدق بالموهبة الشعرية للطفلة سارا ،الابعد أن عرض الابيات على جهاز الكزمبيوتر ليتأكد من مصدرها ..وبعد هذا التمحيص والتأكد أعلن بأن لسارا موهبة فذة في كتابة الشعر.أما القصيدة الاخرى التي  كتبتها وهى تحت مراقبتي  ،ولكن عن كثب فهي القصيدة  رقم(2)التي سادونها هنا نتمنى أن تستمرسارا الموهوبة في تنمية مواهبها وتطوير قابلياتها المتعددة وخاصة قابليتها على كتابة الشعر الانكليزي


     
    MUSIC
                  Music is for the soul,
                  It’s what makes me whole.
     
                 Music is a privilege,
                 Music is a right,
                 Listen to the music,
                 You need to see the light.
 
                 Music’s for the soul,
                 It’s what makes me whole.
     
                 I dance and sing to music,
                 All day and all night,
                 I take higher risks without a fright.
 
                Music’s for the soul
                It’s what makes me whole.
 
Sarah Hanna, age 12
  بطرس  هرمز
نباتي
 [/b]

388
أشباه المثقين .. منشغلون  بماذا ؟   

بطرس هرمز نباتي

كلما أطالع  الصحف أو في بعض  مواقع الانترنيت وخاصة تلك التي تخص  شعبنا الكلداني الاشوري السرياني  ، يتبادر الى ذهني  مقطع  لقصة قصيرة للكاتب التركي الساخر عزيز نسيين ، يقول فيها على لسان أحد شخوص  أحدى قصصه، كلما أفكر ماذا أعمل وأية مهنة أمتهن ، اقف حائرا  ، فليس عندي قدم قوية حتى أمارس كرة القدم  ،وليس لى جسدا قويا  لكي أحمل الاثقال ، ولا اتمتع بحنكة ودراية بالكلام المعسول والمنمق لاصبح متسولا ، لذلك أرى أن اسهل وابسط الاشياء التي أستطيع أمتهانها، أن أتحول الى كاتب ،هذا القول ينطبق على أشباه مثقفينا الذين نسمع يوميا بتحول العشرات منهم الى الكتابة حتى أصبح عدد هؤلاء الكتاب يفوق عدد كتاب العرائض في باحات المحاكم ودوائر الطابو ،فأحدهم ما أن يفكر بهذه الاستحالة حتى يبدأ الكتابة    عن الثقافة وشجونها، باعطائها بضعة تعريفات يستقيها من هنا وهناك وحتى بدون الاشارة الى المصدر ،ظنا منه أن الناس من حوله اميون لايفقهون القراءة والكتابة ، بعدها يعرج مباشرة على التسييس الثقافي في الوطن وعن المثقفين الذين يعرضون للبيع  اقلامهم وافكارهم   وفق قوانين العرض والطلب ، ولمن يدفع المزيد ، ولا ينسى في المتن او في الخاتمة ذم وشتم والصاق التهم وبعثرتها يمينا وشمالا ، فهذا وصولي ،  وذلك مارق كاذب وهؤلاء مرتشون ،ولصوص أثروا علىحساب المال العام،  نعوت وشتائم وسباب ولعنات من النوع الثقيل تصب على رؤوس العباد جزافا، وألصاق  مختلف التهم والجرم وبدون تقديم أي دليل أو مستند بالادانة أو حتى قيامهم بتشخيص الجهة أو الشخص المعني بالمقال   ، المهم أن الاستاذ الكاتب ...!! لايعجبه البعض ويريد النيل منهم  وباستطاعته  مسك القلم و تمكنه من فتح كوة أو نافذة صغيرة في احدى الصحف او المجلات او صحافة المواقع الاكترونية بسبب  قلة الخيل أو لسبب ما ...فنجده يطل علينا بافتتاحيات  ومقالات واعمدة صحفية جل مادتها كيل الشتائم ومن الوزن الثقيل للاخرين ، متهما الجميع بالسرقة والغش وعدم النزاهة في العمل و تسييس الثقافة ، وبانه فقط لوحده المخلص و والنزيه ، الغير المسيس والاخرين ماهم غير دجالين افاقين وصوليين .والانكى من ذلك فعند المطالبة بتقديم أي دليل يثبت ما يدعونه يتشبثون بان ما يكتبونه ما هو ألا حديث الناس في المقاهي والمجالس العامة. والبعض الاخر من هؤلاء .. مثقفوا !! هذا الزمن الرديء ... والذين استسهلوا مهنة القلم والكتابة ،ما ان يبدؤا بتدبيج شيء ما  ،حتى يتحولوا الى وعاظ ومصلحين . فيكيلون النصائح والارشادات  ومن الوزن الثقيل للاخرين ، يعظون الناس بالابتعاد عن المعاصي والرذائل ،وحب المال والجاه   ،  والكتاب والادباء والفنانيين بالنأ ي عن التسييس والتحزب  وغيرها ، معتبرين ذلك من الرذائل التي لا تغتفر حتى بالاعتراف واعلان التوبة أو الندامة، ،فالتعميم الذي يمارسونه  في كتاباتهم يصعب معه الفرز بمن يطعنون ومن هو الهدف لغاراتهم وصولاتهم الدونكيشوتية ،   ولكي نتعرف على حقيقة هؤلاء ما علينا سوى  ان تتصفح  صفحات  من حياتهم  لنكتشف وبقراءة سطحية ، بانهم  يقولون ويكتبون ما يفعلونه هم ،أو مايتمنون أن يفعلوه  ،وكأنهم  يدونون سيرة حياتهم وافعالهم، فهم ينصحون الكتاب و الادباء بتجنب بيع أقلامهم ، فتراهم  يتمنون  أن تشترى اقلامهم و حتى ذواتهم بابخس الاثمان ، ولكن لعدم وجود الشاري ، يعمدون الى كيل التهم والشتائم للاخرين ،وعندما يردعون بكتاباتهم وخطبهم الساسة والمتنفذين عن الفساد الاداري والمالي . ويدعون النزاهة في العمل ، تجدهم ما أن يستلموا مسؤولية ما او منصب ، حتى يفكروا بسبل الوصول السريع الى الثروة والجاه ،  وعندما يذمون الغيرويصمونهم بالتسيس والتحزب ، نجدهم قد تسيسوا وتحزبوا حد النخاع  ، ولكن بدون أن يكون لديهم الجرأة  والشجاعة  بأعلان أنتمائهم الى حزب ما ، لتخوفهم من العمل السياسي ، ولكونهم يريدون من الاخرين أن يعملوا ويقفو هم موقف المتفرج المحرض ...وان انتموا لمصلحة ذاتية أو لتحقيق بعض الرغبات فما أن  يتعرض حزبهم الى ضائقة أو انتكاسة ما نراهم  يتنكرون له ولرفاقهم مهرولين الى الخارج تاركين الساحة ،أو يقبعون في زاوية الذل صائحين نائحين بأنهم محايدون ولم ينتموا  بحياتهم الى جماعة سياسية او حزب ،  اما في المجالس واللقاءات الخاصة والعامة ، فما أن تبدأ بالتحدث في الشأن الثقافي عن رواية او قصة قرأتها او لوحة فنان اثرت فيك وتمني النفس بأن تقتنص ولو جملة تضيفها الى معلوماتك في الفن التشكيلي أو المسرحي ،أو في المناحي الثقافية الاخرى، حتى يعرج بك هؤلاء الوعاض الناهون عن التسيس والتحزب ، ويسحبوك الى الشأن السياسي والاحزاب والتنافس الانتخابي ويظلون  ينظرون ويتخبطون هنا وهناك حتى تنهض وانت محمل بكل الهموم وارهاصات السياسة والاحزاب حد التخمة . ،  أود هنا ، ان اقول لهؤلاء وغيرهم من المنشغلين بذم وتحقيرالاخرين ،بان للمشتغليين في حقول الثقافة تميزا عن اقرانهم ، وانهم بالضرورة يجب ان يتساموا بوعيهم على الاستغراق في هكذا تقولات والتخبط في  مشاغل يومية يمكن لاي كان الاستغراق فيها . والمطلوب ان يكونوا ذوي رسالة انسانية اولا ثم أ ن يكونوا بوابات مشرعة تدخل عبرها رياح التجدد الى مجتمعاتهم .
 
*petter_nabati@yahoo.com
                                               

389
مجلة بانيبال عدد جديد

بطرس هرمز نباتي
                                                                                 
صدر عدد (29) من مجلة بانيبال وهي مجلة فصلية ثقافية تصدرها مديرية الثقافة الاشورية  التابعة لوزارة الثقافة في حكومة أقليم كوردستان ، باللغات  السريانية والعربية والكوردية
وقد تضمن القسم السرياني المواضيع التالية :
دماء واحدة مشتركة                                                  لطيف  بولا
نجم جديد                                                               شاكر سيفو
صون  الحقوق والحريات في ظل القانون                        ملكو خوشابا
الصحافة السريانية                                                    بدران عومران
تكريم الصحفي ميخائيل ممو                                        اكد مراد
طريق الخلاص                                                        عيسى بنيامين
سفر الحكمة في بيث نهرين                                         ت / ٍْْْسنحاريب بنيامين
اسوار نينوى                                                          عبد السلام سمعان                                                     
                                                                         ت/ نوئيل جميل
تلكيف                                                                   سوزان يوسف
تاريخ الازياء الاشورية                                             كلادس حكمت
ديوان بانيبال وتضمن (7) قصائد سريا نية للشعراء..... نوئيل جميل / بخديدا ..بهاء البيرت / بغداد.. متي اسماعيل / كرمليش.. شموئيل بيث كوليا / طهران ..  يوسف زرا / القوش .. نزار اليراني / بغداد .. ومن الموضيع السريانية الاخرى قصة لميشائيل لعازر عيسى ونقاش هاديء مع قاموس بهرا للشماس يوحنا دانيال ومقابلة مع الفنان الموسيقي جان  توماس
أما القسم العربي فقد تضمن دراسات وبحوث مهمة نذكر منها مايلي
بعد التحية  لرئيس التحرير
أربيل اخر عاصمة اشورية / بحث جاد ورزين حول مقاطعة حدياب ومدينة اربيل عبر التاريخ  للكاتب والاديب المعروف  عوديشو  ملكو اشيثا
جدارية عماذ المسيح في كنيسة مار كوركيس في بغديدا / بحث قييم ورائع يقدم به الاب الدكتور  بهنام سوني من بغديدا  أرائه بتحفة جدارية أكتشفت في هذه الكنيسة
عيسى عند الصوفية  بحث مترجم من قبل الاديب والكاتب جلال زنكبادي عن الفكر التصوفي والمسيح من الفارسية
الصحافة السريانية تاريخيا وحاضرا    ليوسف زرا من القوش
المنطقة الساخنة لاشتغال الشعرية العراقية / للاديب شاكر سيفو
لقاء مع الفنانة اخلاص متي من  قرقوش ومسرحية للاطفال الثعلب العجوز من تأليف طلال حسن من الموصل ومشاهدات من زيارة قصيرة / بطرس هرمز
صرخة النساء المكبوتة / جاندارك هوزايا وقصص قصيرة / ابراهيم كولان وهيثم بهنام بردى ومواضيع أخرى .....  [/b] [/size] [/font]

390
الدستور العراقي الجديد

عودة اخرى .. وتباً لهذا التشتت



                                                       بطرس هرمز نباتي

في خضم النقاشات التي تجريها اللجان الدستورية حول ما انجز لحد الان من المواد الاساسية والفقرات الملحقة . لفتت نظري مناقشاتهم مع المواطنين حول الحريات العامة والشخصية من على الفضائية العراقية وما تم تثبيته لحد الان في مسودة الدستور المرتقب اعلانه قريباً وقد لاحظت مقدار الفكر الديني الشمولي والتقليدي المتخلف الذي يغلف عقول بعض السادة المتحاورين. في مفارقة سمعتها بإنذهال طرحت احدى النساء على حد علمي هي عضوة في المجلس الوطني ولجنة كتابة الدستور وقد غلفت جسدها بعباءة خشنة سوداء وكفوف وقد خلت لأول وهلة بأنها قد تكون من نساء افغانستان إبان حكم الطالبان ولم ادر بأنها تعيش وسط هذا الصيف الجهنمي لبغداد، عاصمة الثقافة والعلم، حيث لم اشاهد منها غير بؤبؤتين تصولان وتجولان في محجريهما السوداوين.. قالت بانفعال وعصبية ظاهرة . انها لا ترى اي مبرر او اساس لدعوة المرأة بمساواتها بالرجل واعطت الرجل كل سلطان وكل تمييز وادعت ان الشريعة الاسلامية تفرض لهذه التفرقة سواء في الحياة الاقتصادية او الاجتماعية او السياسية يبدو ان مقدم البرنامج قد اسعدته الملاحظة وانطلاقاً اما من تفسيره الرجولي قال انه سعيد بان توجد بين بنات حواء مثل هذه المرأة التي تعطى حقوق النساء للرجال او اعطى ملاحظته هذه نكاية بالمرأة المتحاورة..
وعودة الى ما انجز وما اعلن عنه في الصحف وخاصة ما يتعلف بالحريات العامة والشخصية وحرية التعبير ربطت جلها بمادة عدم تعارضها مع ثوابت الدين الاسلامي الحنيف . وفي الشريعة لكونه دين الدولة الرسمى اولاً وثانياً لكونه المصدر الاساس للتشريع اما بقية مواد ودساتير حقوق الإنسان التي وقعت عليها العراق فيما مضى، فهي الاخرى ستكون بعض فقراتها سارية اذا لم تتعارض مع الشريعة الاسلامية . فيما يخص بالملكية الخاصة وحق التملك التي تعتبر مصونه في جميع الدول وتكفلها جميع الشرائع . فقد ورد ملحق لفقرة يستطيع اي موظف يعمل في البلدية او الزراعة او الدفاع او دوائر الطابو انتهاك هذه الملكية ببساطة بمجرد تقديمه مذكرة لؤسائه بتخصيص الملك الخاص لصالح المنفعة العامة وهذا ما شهدناه ابان حكم البعث حيث كانت هذه الملكية مستباحة لمجرد صدور كتاب من اية جهة تنفيذية ينص على خضوع الملكية لصالح اي مشروع مقترح يوضع تحت مسمى (الصالح العام) حتى وان كان بناء قصور للرئيس واتباعه اضافة الى ما تم تشيده من مطارات ومعسكرات استغلها النظام لتثبيت سلطته وجبروته ضد مصلحة الشعب العراقي، واستفراءً لما مضى فأن معظم ممتلكات واراض القرى والقصيبات المسيحية تتحول بقدرة قادر ومن غيرقصد الى (المنعفة العامة)ولا ادري بان هذه القاعدة سوف تطبق وتنفذ على الاملاك المتبقية في هذه البقع ام ستنتقل العدوى (النفع العام) لتشمل اقليات اخرى غيرنا في المستقبل وكما اسلفنا في مقالنا السابق فأن ورود مثل هذه العبارا والفقرات المطاطية والتي يمكن تأويلها بالشكل الذي سيتناسب مع رغبة وسلوكية منفذيها .. لا يمكن باي شكل من الاشكال ان تخدم الانسان العراقي حاضراً او مستقبلاً.
اما عن كون الاسلام دين الدولة الرسمي والمصدر الاساسي في التشريع .والتى يصر بعض على جعله الاطراف الجمعية العامة ،  كانت المسيحية في بعض البلدان الغربية دين الدولة، وتدخل رجال الكهنوت في ادارة دفة الحكم وكذلك الاسلام الذي اعتمد في ايران وافغانستان كدين الدولة والمصدر الاساسي والرئيسي للتشريع وسن القوانين، كما يسعون لتحقيقه في العراق اليوم.. سؤالنا هل حققت هذه النظريات والتوجهات نجاحهافي بناء مجتمعات عصرية بعيدة عن كبت الحريات الشخصية والعامة؟.. فمن اظلم الفترات التي مرت على شعوب الغرب عموماًكانت عندما حكمت هذه الشعوب وفق الاسلوب الاوتوقراطي. الشمولي ووفق عقائد كانت فاعلة قبل مئات السنين ولم تتقدم دول الغرب وشعوبها الا حينما فصلت الدين عن الدولة . واتجهت نحو العصرنة والتقدم . وحصرت الدين وشرائعة في الكنائس والصوامع وكبح الساسة الغربيون جماح رجال الدين في السيطرة على مقاليد السلطة وتسخيرها حسب مزاجاتهم الخاصة، عندها ستطاعت هذه الشعوب ترسيخ اسس بناء مجتمعاتها وفق نظريات علمية واقتصادية معاصره يتم تجديدهاواثرائها مع تغيير الظروف الموضوعية لهذه الشعوب واتجهوا نحو علمنة الدولة والمجتمع وفق اسس علمية .ووضع العقائد والدين في مكاناتها الصحيحة ومن اراد سلوكها واتباع طرقها ومنهاجها نعمل على مساعدته بشتى السبل ومن اراد العكس يحترم وتصن حقوقه. في المسودة المطروحة للنقاش واذا لم يسعف الوقت لحد الآن مثقفينا ومراجعنا من الاطلاع على بعض نصوصها. ساقوم بتلخيص وتقديم ما ورد فيها وما نصت عليه صراحة. كمثال على ذلك (الحرية الدينية لغير المسلمين وممارسة شرائعهم وفق القانون ولا تخل بالنظام العام والاداب) والاعتراف بالاعراف الدينية وحتى بأعراف العشائر يشترط كتاب مسودة الدستور ان (لا تتنافى مع مبادئ الدين الاسلامي الحنيف) (وحصر اعتراف بجميع القوانيين والدساتير الدولية التى لا تتعارض مع احكام الاسلام) وليتفضوا السادة رجال الدين المبجلون. فما دام غيرهم قد تدخل في السياسة واصبحت العراق دولة تقاد بواسطة الاحزاب الدينية ،اوتوقراطية الدستور والنهج اذن لندعوا جميع رؤساءنا الدينيين ومعهم ساساتنا الافاضل سواء الذين ارتقوا على اكتافنا الى سدة الحكم والمجلس الوطني او الذين تبوؤا مكاناتهم بجدارة واصبح اقل راتب يتقاضوه يحسب (بالدفاتر والكراريس) كما تحسب الدولارات في عراق اليوم ندعوهم بالتفضل بقراءة متأنية في المواد والفقرات التالية المادة 2 ، الفقرة 12م، 8و، 16م،  18م،  والمادتان 15 و16 .
واكثر غرابة ما تنص عليه المادة الاولى الشطر الأخير اي فيما يتعلق بتعليم لغتنا القومية (السريانية) تتفضل لجنة كتابة الدستور باشتراط ما يلي:
اللغة العربية هي اللغة الرسمية في الدولة العراقية وتكون اللغة الكردية الى جانبها لغة رسمية في اقليم كردستان ولأقاليم او المحافظات اتخاذ اي لغة رسمية إضافية إذا اقرت غالبية سكانها باستفتاء عام، فهل يعقل هذا المنطق الغريب فيما يتعلق بلغة لها تاريخ وأمجاد كاللغة السريانية؟ واين اصبحت الفقرة التي كانت واضحة وجلية في تعليم لغتنا في قانون إدارة الدولة.
 ولكن بعد هذه القراءة المتأنية ادعوا هؤلاء اللذين ذكرتهم فيما مضى ان يعملوا موحدين من اجل اعطاء تفسيرات ومبررات لهذه الفقرات وسواها ولربما غيرها ايضاً ستضاف في غفلة منهم الى المسودات الاخرىالتى ستنجز لاحقاً .. لقد سألت احدى مقدمات البرامج لفضائية الشرقية أحد الرؤساء الدينيين المسيحيين، ماذا ستفعلون إذا ما طبقت المادة الثانية؟ أجاب سوف لن نرضى. وعندما سألته وماذا ستفعلون يا ترى؟ .. لم يجاوب على سؤالها رغم الحاحها الشديد، هذه الملاحظة اوردتها وقلبي يتمزق حزنا وألماً لما وصلنا اليه من حالة الضعف والتشرذم والانجرار نحو كتابة اسمائنا مسبوقة بالواو او محاطة بالواو والفوارز .. فتباً لهذه الواو،فنحن نسطيع ان نعيش بها او من دونها . ولكن هل سيمكننا حقاً من التمتع بكامل حقوقنا والعيش وفق هذا الدستور ونمارس شعائرنا وديانتنا وتوجهاتنا وتطلعاتنا القومية  ضمن هذه الفقرات الدستورية المتخلفة التى تطرح لنا دستوراً مدونا بروحية وعقلية القرون الوسطى.. انها تساؤلات وحسب اود ان اطرحها علىممثلينا الاشاوس !! فيا ترى إلى متى يستمرون بصمتهم القاتل ؟ والى متى سيستمرون بفرض الواو او رميها بينما غيرهم يسعى ان يثبت عشرات الفقرات والمواد الدستورية من اجل فرض هويته ومعتقده . 

صفحات: [1]