عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - سركون سليفو

صفحات: [1]
1
ترنيمات قومية: استذكار وصور... ام دروس وعبر

سركون سليفو
ان استذكار الشهداء يعتبر ويعد من الثوابت السنوية لابناء شعبنا كونه ابهى الصور الجميلة والمعبرة عن مدى الوفاء والتقدير لمعاني التضحية والايثار، وفي مسيرة شعبنا منذ اكثر من قرن وعبر مراحل صعبة ودموية قدم فيها مئات الالاف من الشهداء الضحايا في طريق نضاله وكفاحه للمطالبة بحق وجوده على ارضه والتي عرضته الى هجمات همجية وبربرية. وقد تختلف مواقع الاستشهاد او صورها او زمنها تبعا لمرحلة الصراع وظروفها الا انها تلتقي جميعها في اهدافها حول القضية القومية ومطالبها التحررية.
وقد واكب ابناء شعبنا وعبر اجيال الوفاء لتلك المسيرة المخضبة بالدماء بحيث اصبح يوم الشهيد والذي ارتبط بمذايح سميل عام ١٩٣٣  محطة يستذكر الابناء والاحفاد ماقدمه الشهداء قبل سميل وبعدها من اجل القضية القومية. وباختلاط المشاعر يخال للمرء ان الجميع هم ابناء الشهداء واخوتهم. حيث تقام الاحتفاليات الاستذكارية بهذه المناسبة والتي تكون مفعمة بالمشاعر الجياشة والمتدفقة، وليطلق الاديب والفنان والمثقف والسياسي والفرد العادي العنان لمشاعره تلك للتحول الى تجليات فكرية او شعرية او نثرية او انغاما تعبر عن عمق الامتنان لتلك الارواح التي قدمت في طريق حرية شعبنا. وفي الوقت الحاضر اصبحت مواقع التواصل الاجتماعي منبرا تشتعل فيها مشاعر الوفاء ولمعاني التضحية والبطولة وعن عمق ارتباط هولاء الابناء بمسيرة ابائهم واجدادهم.
واذ يصادف هذه الايام الذكرى السنويه ٣٤ -٣٥ لاستشهاد كوكبة من اعضاء الحركة الديمقراطية الآشورية كان باكورتها الشهداء الابطال جميل متي وشيبا هامي ويوبرت بنيامين ويوسف توما ويوخنا ايشو ججو ان كان في ساحات الكفاح المسلح او في اقبية النظام الدموي الدكتاتوري في بغداد. الا ان السؤال الذي يتبادر الى اذهاننا حين نتابع هذه الفعاليات خاصة في هذه المراحل الصعبة التي يمر بها شعبنا في الوطن وبعد مرور اكثر من ثلاثة عقود على هذه المأثرة البطولية لهولاء الابطال ، هل استطعنا الايفاء لتلك المعاني والقيم العظيمة والمبادئ العميقة التي انبثقت من رحمها البرامج السياسية والتنظيمية التي آمنو وعمل وبها وقدمو ارواحهم قربانا في طريق تحقيقها؟ والى اي مدى تم تحقيق البرنامج السياسي والالتزام بالاليات التنظيمية التي كانت احدى مسببات اعتقالهم في اطار تنشيطها والعمل بها، والالتزام بالمبادئ والقيم والثوابت القومية والوطنية التي اختطها الشهداء ورفاقهم
 ومن الاهمية بمكان ان نتسآل ونحن نعيش هذه الايام ذكراهم، هل يمكن فصل العمل الحزبي التنظيمي في معاني الشهادة لدى هولاء عن المفاهيم القومية في روح الاقدام والتضحية لديهم؟ وهل ان منصات الاستذكار المعنوي هذا هو الرد المطلوب والتعبير المنطقي عن الوفاء لتلك القيم ومبادئ العمل والاهداف التي سقط من اجلها شهداء شباط او ما تلاهم من ابطال في ساحات الكفاح المسلح او في الداخل وعشرات المعتقلين الذين زج بهم زنزانات السلطة وملاحقة عوائلهم في وظائفهم وجامعاتهم ومدارسهم وونفي وطرد قسم منهم الى خارج الحدود وبشكل همجي وتركهم بين حقول الالغام وفي مناطق المعارك ابان الحرب العراقية الايرانية. انها مراحل هامة في تاريخ شعبنا لابد الوقوف لديها. ومن نافلة القول  ان نذكر ان عطية الشهداء تلك هي ملكية عامة تخص كل فرد وكل جيل كونها قدمت من اجل القضية القومية وللكل استثمارها في طريق نضاله واستقاء العبر والدروس  ممن يسير في طريق نضالهم ومتمسك بتراثهم الفكري والتنظيمي هو وريث كل تلك الجراحات والانجازات بحلوها ومرها، وان حصر قيم التضحية تلك في اضيق اطرها الشخصية او المناطقية او حتى الحزبية هو انتقاص من عطاءات الشهداء وتضحياتهم.
 ورغم تقديرنا الكبير لكل تلك المشاعر الصادقة المتدفقة الا اننا نرى من الضرورة عدم الاكتفاء بحلو المشاعر تلك بل تحويلها الى محطات عمل حقيقية واستذكار والحديث عن قيم العمل والبرامج السياسية والتنظيمية لدى الشهداء وتفاصيل مرحلة التصدي تلك ومنجزاتها الجماهيرية وطريقة تعاطيهم مع متطلباتها في صياغة خطاب وبرنامج سياسي قومي ووطني الذي شكل حلقة جديدة في حلقات النضال والكفاح لشعبنا وتصعيدهم لوتيرته في نشر الوعي السياسي بين ابناءه والانتقال بالعمل بما يتناسب الواقع والقدرات ومتطلبات تلك المرحلة والتي ارعبت الاجهزة الامنية للنظام الدكتاتوري القمعي الذي سارع الى الاعتقالات والاعدامات للاجهاز على نشاطات الحركة وايقاف تطور العمل التنظيمي والسياسي  وتحالفاته الوطنية وخاصة انتشار افكارها الجماهير.
لذا نرى من الاهمية بمكان ان يتناغم العمل الان واداؤه مع تراتبية مراحله في الماضي الى الحاضر ومتغيراته والتخطيط للمستقبل من خلال قراءة للمرحلة السياسية الحالية والانتقال من مرحلة اثبات الهوية القومية التي دشنها ورسخها الشهداء الابطال وكل المناضلين في تلك الحقبة ان كان في تنظيمات الداخل في المدن او في مناطق الكفاح المسلح والدعم الامحدود لجماهير شعبنا في المهجر الى مرحلة تحقيق الحقوق القومية في اطار الوطن بعد تحديد مساراته السياسية واهدافه المرحلية لتحقيق الوصول الى تلك الحقوق في اطار الوطن الواحد الموحد ومن خلال قيم التاخي مع بقية مكونات الشعب العراقي. وان التبشير بهذه البرامج والترويج لها يكون من خلال عدة منابر جماهيريه ياتي في مقدمتها محطات استذكار الشهداء هذه اضافة الى قيم العرفان والوفاء لتضحياتهم ومعانيها العميقة اي ان تكون محطات اعادة تقييم وقراءة للمراحل السابقة واداء المتصدين لها وللواقع السياسي القومي والوطني والصراعات والمتغيرات السياسية القائمة في ضوء مصالح شعبنا القومية والوطنية والتاكيد على ضرورة الالتزام وتتمة برامج الخالدين السياسية والتنظيمية من خلال تطوير العمل وتحسين اداءه هو في تقديرنا الوفاء الحقيقي لتضحيات هؤلاء الابطال الذين ترجلو عن صهوات جيادهم ليتركوا للاجيال القادمة تتمة مسيرتهم النضالية بعد ان حفرت بصماتهم في جبين تاريخ شعبنا. 

--

2

ترنيمات قومية: الاحزاب والواقع القومي

سركون سليفو
العمل الحزبي ليس بجديد على شعبنا الكلداني السرياني الآشوري، فان تجاربه امتدت الى بدايات القرن الماضي في الوقت الذي شرعت القوى القومية في اطرها المناطقية والمذهبية في مواجهة ومجاراة التحديات القائمة انذاك وتقديمها تضحيات جسام وصدقها في كفاحها في تحقيق الاهداف القومية في التحرر . حيث ان باكورته كان هو انبثاق الحزب الاشتراكي الاشوري للشهيد فريدون اثورايا وبنيامين ارسانيس, بعد اخفاق القوى القومية وغلبة الطابع الديني والعشائري عليها في تحقيق الاهداف وان كان ذلك لايسجل ضد شعبنا في تلك الفترة كونه كان وضعا عاما لبقية الشعوب في المنطقة. اذ اكدت شعارات واهداف الحزب على الوحدة القومية في جميع مناطق شعبنا المختلفة : أورمي ونينوى وطور عبدين ونصيبين والجزيرة ومنطقة حكاري والذي تجاوز بذلك الابعاد المذهبية والمناطقية منطلقا من الوحدة القومية اساسا لاي عمل. الا ان عدم قدرة الحزب على المواصلة جاءت بسبب الصراعات الداخلية المناطقية والكنسية نهايك عن المؤامرات التي حيكت ضده، الى جانب قلة الوعي الجمعي لشعبنا خاصة بما يتعلق بالوحدة القومية رغم المآسي والمعاناة  في ظل سطوة وقمع الانظمة العنصرية الحاكمة والظروف السياسية المحيطة بمناطقه التاريخية انذاك التي هددت هويته القومية والدينية.
وبعد مرور عقود استطاعت بعض القوى السياسية من العبور الى ضفة الوحدة القومية من خلال انشاء تنظيمات سياسية بعد تذليل جزء من تلك العقبات من خلال صياغة عقد اجتماعي سياسي، وآلية عمل اكثر تقدما تتناسب الى حد ما مع البنية الفكرية والاجتماعية لشعبنا وتلبية جزء من متطلبات القاعدة الجماهيرية التواقة للوحدة، ولكن ورغم ذلك لم تستطع الارتقاء الى مفهوم العمل السياسي الحقيقي والممارسة الفعلية والدخول في معتركاته، وظلت اسيرة شعارات وافكار واليات عمل لا تتناسب والصراع السياسي والتطورات المتسارعة في المنطقة وفي ظل تفاوت القدرات الحزبية والسياسية للمكونات الاخرى المتعايشة في الوطن وامتداداتها الاقليمية والدولية وتاثيراتها الكبيرة على وجود شعبنا في مناطقه التاريخية. ولكن ذلك لم يمنع من  وجود عدد كبير من النقاط المضيئة التي مثلها عدد من المفكرين والمثقفين في تلك الحقب ولكنها انحسرت في النخب الفكرية والادبية والثقافية التي عملت وبجهود كبيرة في سبيل زرع الفكر القومي الوحدوي.

وياتي اخفاق تلك القوى او الاحزاب السياسية القومية الموما اليها في تحقيق ولو الجزء اليسير من طموحات واهداف شعبنا، كون  تلك التجارب اتخذت نهجا اصلاحيا نخبويا فضلا عن  ان اغلبها تأسس خارج الوطن فلم تتحسس هموم الجماهير وتحدياتها اليومية ما حدى بها الى رفع شعارات وخطاب قومي فضفاض مغرق بجمل وعناوين انشائية تتغنى بالامجاد اكثر من ان تحاكي الواقع والهموم وضرورات المرحلة وبعيدة عن الواقع المعاش من سياسات التمييز العنصري التي كان الهدف منها تمزيق الهوية القومية والتاريخية لشعبناوعدم قدرتها في التواصل الى القاعدة الجماهيرية في الوطن والتي كانت هي المخزون الحقيقي لاي عملية نضالية قومية.
 وفي خضم هذا الصراع العنيف جاء تاسيس الحركة الديمقراطية الآشورية في فترة عصيبة كان وجود شعبنا القومي مهددا في ظل نظام شوفيني قمعي دموي، استطاعت فيها تلبية تلك المتطلبات وخلق ادوات وآليات عمل ونضال تتناسب والمرحلة ونجحت في خلق فكر جمعي متصدي بين الجماهير لسياسات النظام في عمليات المحو القومي الموجهة ضد شعبنا، والنهوض بالعمل والتقدم به وفق منظور تنظيمي متقدم يتناسب والمرحلة.
لقد واجهت الحركة حالها حال بقية القوى السياسية السابقة رغم صلابة وقوة ادواتها النضالية ومحركاتها الفكرية القومية الوطنية، واجهت تحديات ومعوقات مناطقية او عشائرية وطائفية اضافة الى ترسبات الافكار السابقة اذا صح التعبير الغارقة في التغني بامجاد الماضي والاتكاء اليه في تقييم الواقع والدوران في افلاكه، حيث توارثته شريحة او نخبة انكفأت واكتفت في رؤية الوقائع من خلال بيئتها وبعدها الاجتماعي والمذهبي وخلفياتها الثقافية دون الولوج في المقدمات الموضوعية القائمة وادوات العمل المتسقة مع حالة الصراع السياسي القائم في الوطن وضرورة التسلح بالفكر القومي الوطني والقراءات الدقيقة للمتغيرات الجيوسياسية فضلا عن  ضرورة معالجة الواقع القومي المتشظي بين المذهبية والمناطقية. حيث صارت هذه النخب او الفئات وبعد فشلها في استيعاب الحاضر وضروراته، صارت تجتر الماضي لتبدأ عملية التقهقر الفكري والتنظيمي والعودة الى بيئتها الاجتماعية وخلفياتها الفكرية التي كانت احد الاسباب التي انتفضت من اجلها الحركة الديمقراطية الآشورية وكافحتها منذ عقود، بل عمدت هذه الفئات الى تسويق بضاعتها الفاسدة بين اوساط الجماهير واصبحت الشعارات والمبادئ الاساسية هي معلقات تزيين بها عناوين افكارها رغم البون الشاسع بينها وبين فحوى تلك الطروحات.
في حين كان في الجانب الاخر من تبنى تلك الاسس والثوابت الفكرية والسياسية الاساسية التي انطلقت ابان السبعينيات، وأكدت نجاعتها في مواجهة التحديات القائمة والتصارع السياسي المحموم وامتداداته الاقليمية والدولية في ظل رسم خرائط سياسية جديدة في الوطن وحاولت التوفيق بين متطلبات المرحلة ومصالح شعبنا وبين البعد الوطني والربط الجدلي بينهما في تحقيق الاهداف، حيث آثرت اطلاق الخطاب المرتكز على المفاهيم القومية والوطنية كون شعبنا جزءا لا يتجزء من الحالة العراقية يتأثر سلبا او ايجابا بحالة الصراع المحتدم بل قد يكون اكثرها عرضة للخسارة بسبب خصوصيته القومية والدينية، والانغماس الحقيقي في التحالفات الوطنية التي تحفظ للعراق تنوعه القومي والديني والنأي بعيدا عن حالة التقوقع والانكفاء او الانجرار وراء تحالفات مكوناتية  تهدد وحدة العراق وامنه الوطني، والاحتفاظ بقرار شعبنا المستقل بعيدا عن اي تآثيرات خارج المصلحة الوطنية العليا.
ان المحطات السياسية والتنظيمية هي محطات مراجعة وتقييم سياسي وتنظيمي لكل مفاصل الحزب وكذلك اداء اعضاءه في نجاحاتهم واخفاقاتهم ومعالجتها هي جزء اساسي من اي عمل حزبي خلال مسيرته منذ اللحظة الاولى لانطلاقه والالتزام به وتطبيقه هو العامل الفعلي في نجاح الحزب في تحقيق اهدافه وطموحات الجماهير ومصالحه ومن الطبيعي ان تتغير الشعارات بتغير وتطور الحالة السياسية في الوطن، وان رسم ستراتيجة عمل لمرحلة قادمة هي في صلب مهام تلك المحطات والتي تاتي بالاتفاق والتصويت عليها من المشاركين في تلك المحطات وان اي خروج عليها بين مرحلتين قد يسبب ارباكا في عمل الحزب وجماهيره اضافة الى اعضاءه، لذا من الضرورة الملحة ان يتسلح اي عضو في التنظيم السياسي بالوعي والثقافة الحزبية والتنظيمية ويكون على اطلاع كامل بتطورات الوضع السياسي من خلال الرؤية الحزبية البحته وليس من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والفوضى التي تقود الفرد اليه

3
السبايا ليسوا سلع سوق النخاسة الاعلامية يا سيد كفاح

سركون سليفو

منذ استعادة القوات العراقية بكافة صنوفها من الجيش ومكافحة الارهاب والحشد الشعبي والعشائري لمناطق سهل نينوى وسنجار ومناطق محافظة نينوى وصلاح الدين ودقت المسمار الاخير في نعش داعش في القائم وراوه وملاحقة فلوله في صحراء الانبار,  بدت عورات السياسيين والاعلاميين المنغمسين في سياسة مسح الچوخ تتكشف رويدا رويدا ناهيك عن المتورطين فعلا في التآمر على ابناء تلك المناطق تحت عناوين ويافطات عنصرية ووطنية ممسوخة وهم يحملون في طيات جيوبهم اوراق اجندات الاحلام الخاصة والإقليمية والدولية.

ويمكننا القول ان السنة الاخيرة مرت على العراق ومنذ بدء عمليات التحرير كانت بنكهة عراقية حملت بين طياتها عنصرين للعراقيين البسطاء المجبولين بحب الوطن والذين سحقت مشاعرهم وتهتكت طوال الاعوام الثلاثة منذ سيطرة داعش على مناطق واسعة من فلذة اكبادهم العراق، وهما عناصر التشويق والاثارة والمشاعر الجياشة وهم يشاهدون ابنائهم وهم يسحقون الارهابين باقدامهم بشجاعة وعلم العراق يرتفع في منطقة تلو الاخرى ويعيدوا ابناء صرح الانسان العراقي الذي نقشت انجازاته الحضارية والعسكرية على صخور لازالت شاخصة منذ الاف السنين. وبين سقوط اوراق البعض والتعاطي معها باسلوب عراقي ساخر قلما يفلت منها متورط ومنغمس في تلك المؤامرة، وفي ظل المتابعة الدقيقة واليومية لتطورات الوضع العسكري والسياسي ظل العراقيون متسمرين امام التلفاز ليبدؤوا عملية الفرز والفلترة والتمييز بين هؤلاء السياسيين والاعلاميين الذين تجمعوا في صفوف طويلة امام الحقائق ليستروها بعوراتهم الفكرية وعنصريتهم المبطنة ووطنيتهم المزيفة التي لم يجدوا بدا من كشفها والاعلان عنها في ظل حالة الماء المراق من وجوههم في زمن جلاء الحقيقة وسطوعها للجميع.

ومربط حديثنا هو السيد كفاح محمود الاعلامي والسياسي الكردي المحرر السابق في مجلة افاق عربية البعثية الصدامية الذي اساء كثيرا للسياسيين الكرد واعلامييهم وذلك بطريقة تعاطيه السمجة والبهلوانية في استماتته في الدفاع عن الاخطاء المرتكبة من قيادات ضد وحدة العراق ومكونات سهل نينوى وكركوك وسنجار من الكلدان السريان الاشوريين والتركمان والعرب والايزيديين، وجاهد كثيرا بلغته العربية المنمقة، في تزوير الحقائق والباسها اقنعة متعددة لا تمت الى الواقع بصلة ، وبعد ان اتخذت نتائج الاستفتاء منحنيات غير التي اريد لها في اهدافها وتداعياتها المآساوية على الشعب الكردي في محافظات الاقليم ، وتعالي اصوات هذه المكونات في ظل وطأة التسلط واستباحة المحرمات الذي مارسه الدواعش وبعض الاسايش والبشمرگة  سابقا ولاحقا والذين اساؤا كثيرا للقضية الكردية ونضالها. تنمر هذا المحمود فجأة ليتحول الى داعشي مقنع وليهدد الجميع بالويل والثبور من اي كلمة نقد تطلق او اي مطالبة لابناء سهل نينوى بالعدل والاستقلالية في صناعة الامن بعيدا عن سياسة الاستحواذ والتسلط على تلك المناطق التي عانت الامرين على يد البعض من الاسايش تارة والدواعش تارة اخرى، واستكثر المحمود هذا وتهكم على ابناء تلك المناطق المنتهكة حرماتهم، حقهم في المطالبة في استبعاد مناطقهم عن الصراع لا بل صار يتمنن ويتصدق عليهم في (دفاع ) قواته عن تلك المناطق وان لم يكن في كلامه هذا سندا لا على الواقع ولا في اعلامه الديماگوگي. والمثير للدهشه والاستغراب ان هذا الاعلامي والسياسي الذي يعمل مستشارا سياسيا والتي لا اعرف بماذا يستشار وهو على هذه الشاكلة  من التوجه الاقصائي ، انه انتهج اسلوبا لايليق بالنخبة السياسية الكردية بل اساء اليها والى تاريخ نضال الاخوة الاكراد في استخدامه للغة الوعيد والتمنن والتهديد المبطن والتهكم وياسلوب وضيع من باب لولانا ولولا البشمركة والاسايش لكنتم ونسائكم وبناتكم سبايا لدى داعش في معرض رده على مطالبات النائب عماد يوخنا في ضرورة انتشار القوات الاتحادية في مناطق سهل نينوى. مما اثار حفيظة المحمود هذا لينحدر بخطابه الى مستويات متدنية واسفاف مقزز، ولكن يبدو ان ذاكرة المحمود هذا قصيرة او مثقوبة او انه فعلا يمثل نموذجا صارخا للاعلامي المتلون الغوغائي وصاحب الاقنعة المتعددة الذي يتخذ من الاحداث وتعرج مساراتها ثوابت عامة لا ترتقي الى مصاف الاهداف والثوابت الاخلاقية والوطنية وحتى الكردية منها. ونذكر كفاح محمود هذا بان مناطق سهل نينوى وسنجار واجزاء من الموصل كانت تحت سيطرة البشمرگة والاسايش  وفرق من الجيش العراقي التي كانت جل منتسبيها وافرادها من الاخوة الكرد منذ ٢٠٠٣ وتحت حمايتها في ظل اصرار ورفض السلطات الكردية وقواتها الامنية في اي تشكيل عسكري او ادارة امنية من قبل ابناء سهل نينوى وسنجار واصرارها على ان تكون هذه السلطات هي ولية امرها. ولكنها وفي ليلة ليلاء تركت الجميع وانسحبت من هذه المناطق وتركتها مكشوفة للدواعش بدون الدفاع عنهم ولو باطلاقة واحدة ليجد اهالينا انفسهم امام اصحاب اللحى الكثة والدشاديش القصيرة يسرحون ويمرحون امام عتبات بيوتهم وفي ازقتهم والتي هي كانت السبب الحقيقي في نكبة الايزيديين والمسيحيين، ليقف طابور السبايا من الايزيديات في سوق النخاسة الداعشي بعد قتل رجالهم. وهام ابناء شعبنا من العوائل المسيحية على وجوههم في البراري والجبال هربا ليدفع الاهالي المنكوبين ثمنا باهضا من دمائهم واعراضهم واملاكهم واراضيهم لكون اصحاب المحمود واولياء نعمته ولوا الدبر ليتركو الارهابيين يعيثوا فسادا في مناطقهم ويقع ابنائها اسرى بين ايدي الارهابيين.

انها دعوة للاخوة في سلطات الاقليم في استبعاد المستشارون الفاشلون امثال السيد كفاح محمود واستبدالهم باناس ذو تاريخ ناصع ممن جبلت جباههم بعرق النضال ولفحت وجوههم بارود الكفاح ضد الدكتاتورية ممن عانوا مع اقرانهم من قوى المعارضة العراقية بمكوناتها وتلاوينها، وشاركوهم خنادق القتال وتقاسموا رغيف الخبز بينهم ممن شعروا بمعاناة الشعب العراقي عربا وكردا وكلدان سريان اشوريين وايزيدين وتركمان، وليس ممن استبدلوا حياتهم المترفة ومكاتبهم الفاخرة المزوقة في بغداد بمكاتب جديدة في اربيل امثال المحمود هذا. وندعو السيد كفاح الى ترك اسلوب الحفر بازميله الثقيل على الماء والعودة الى ثوابت الوطن والابتعاد عن اللغة المتعالية العنصرية وتشويه نضال شعبه لعقود خلت وقراءة الاحداث والوقائع بعين الكردي العراقي لا بعين الكردي الشوفيني الذي ستلاحقه لعنات السبايا والمشردين والمهجرين ضده وضد كل من يتهكم ويتخذ منهم ومن معاناتهم وسيلة للتشهير ودون وازع من ضمير. ان السبيات والمشردين يا سيد كفاح هم اخوتنا واخواتنا وابنائنا وبناتنا وليسوا سلع تتاجر بها في سوق النخاسة الاعلامية.


4
شهداء شباط 1985  دماء زكية لحركة فتية

سركون سليفو


تحية للذين بزغوا من اعماق الجراح ليعلنوابشهادتهم ميلاد الوجود الآتي


عبارات ظلت ترن في الوجدان والضمير لتتحول في لحظة الى ارادة عمل وطاقة متجددة في درب التواصل والعمل لتحقيق شعارات واهداف الحركة الديمقراطية الآشورية "زوعا" عبر عقود مضت من عمر زوعا، ليظل رفاق درب الشهداء والذين انضموا الى المسيرة من مناضلي الاجيال الجديدة حيث لازالت جماهير شعبنا متواصلة في رفد زوعا بطاقات متجددة لتحافظ على تلك القيم والمبادئ ومسيرة الكفاح والنضال التي من اجلها قدمت الارواح على مذبح حرية شعبنا وفي قافلة الشهداء اولئك هم الرفاق اعضاء من قيادة الحركة ومن مؤسسيها الشهداء الخالدين يوسف توما ويوبرت بينيامين ويوخنا ايشووالذين سبقوهم الى ميدان الكفاح والتضحيةالرفاق جميل متي "سنخيرو" وشيبا هامي "فرنسو" في مرحلة الكفاح المسلح الذين كانو باكورة مسيرة الشهادة والتضحية ومنارا للمناضلين الذين اعطو للاجيال دروسا عظيمة في الشهادة والتضحية والشجاعة ونكران الذات ومواجهة اعتى دكتاتورية عرفها التاريخ العراقي المعاصر.
محطات ومفاهيم وقيم
قد يكون العديد من اعضاء زوعا ومسانديه واصدقاءه من الاجيال الجديدة  بعيدين بعض الشي عن تفاصيل العمل اليومي التي واكبت نضال الرفاق في بدايات تأسيس زوعا والمراحل اللاحقة اثناء الكفاح المسلح في جبال بيث نهرين والنضال السري في المدن والقصبات وما صاحبها من ظروف صعبة وتحديات جسام خاصة في عملية نشر الوعي القومي والسياسي بين الجماهير ورص الصفوف وبناء تنظيم قادر على مواجهة الآلة الامنية والمخابراتية الكبيرة ومقاومة الفكر العنصري الشوفيني للنظام وعمليات الصهر القومي والقهر السياسي ومحاولاته في تغيير ملامح الهوية القومية لشعبنا وفصله عن تاريخه العريق وارثه الحضاري الضارب في جذور ارض بيت نهرين / العراق، وكذلك محاولات الدكتاتورية الشوفينية في زرع الفتن والشقاق بين ابناء شعبنا والتدخل بشكل كبير في النشاطات الاجتماعية والكنسية.. الا ان بوصلة العمل لاعضاء زوعا وتنظيماته واضحة في تحديد المبادئ والثوابت التي بني عليها فكره السياسي القومي وابعاده الوطنية والعمل على ترسيخها بين الجماهير والرد على كل تلك السياسات من خلال العمل التنظيمي والسياسي وزرع الوعي المقاوم. حيث انبرى هولاء الابطال لتحويل تلك المفاهيم والقناعات والمبادئ الى برنامج عمل يومي يعمل على التحرك بين الجماهير بمختلف فئاتها وشرائحها وخاصة بين الشبيبة والطلبة حيث انظمت اليه النخبة القومية الواعية وعملت على التواصل مع الجماهير ومن خلال نشر المنشورات والبيانات اضافة الى الجريدة المركزية بهرا التي كانت تصدر من بين ثنايا جبال وطننا حيث اطلقت صرخة الحرية واعلنت ولادة مرحلة جديدة للنضال القومي والوطني لشعبنا.
حملات الاعتقالات مواقف ودروس وعبر
بدأت الحملة الشرسه للاعتقالات بين صفوف تنظيمات الحركة الديمقراطية الآشورية"زوعا" بدءا من بغداد ومرورا بكركوك والموصل والعديد من المدن والقصبات التي يقطنها شعبنا والتي جاءت في اثر اعتقال الرفيق الشهيد يوبرت بنيامين خلال توزيع العدد 8 من جريدة بهرا بعد مخطط امني جبان وبيد بعض المأجورين ضده والذي خطط لاستهداف العمل التنظيمي المتصاعد وفك التواصل والانسجام بين منطقة الكفاح المسلح وفروع وتنظيم زوعا في داخل المدن.
حيث استنفرت الاجهزة الامنيه فيها وشنت حملة اعتقالات واسعة ضد تنظيمات زوعا ومسانديه وجماهيره بحيث وصل عدد المعتقلين وفي مدة قصيرة الى اكثر من 150 شخصا بين من هم من التنظيم وبين المساندين والاصدقاء. كانت تجربة جديدة لجماهيرنا والنخبة القومية والسياسية لشعبنا وهم يخوضون غمار عمل سياسي في ظل اعتى الانظمة القمعية والبوليسية والدكتاتورية والشوفينية العنصرية المقيتة. كانت تجربة ولحظات تحد تاريخية واجه بها رفاقنا المعتقلين ومنهم الرفاق الشهداء وباساليب شيطانيه في التعذيب النفسي والجسدي مورست فيه ابشع صنوفها للتاثير على المعتقلين وكسر ارادتهم وعزيمتهم. وماكان من المحاكم الكارتونية ومسرحياتها الهزيلة الا درسا مضافا لرفاقنا وهم يستمعون الى احكام الاعدام والسجن المؤبد.
وفي الزنزانات يتذكر الجميع من الرفاق المعتقلين في السجون ما نقل من قسم الاحكام الثقيلة  تلك الشعارات التي اطلقها رفاقنا الشهداء ضد الدكتاتورية وهم في طريقهم الى المشانق وهم يهتفون بحياة الحركة الديمقراطية الآشورية ونضالها العادل من اجل الاقرار بالوجود القومي لشعبنا ويصعدون المشانق ليقولها البطل يوسف توما للقتلة سنموت وارجلنا فوق رؤوسكم. بتلك الروح الوثابه والقدرة العظيمة وشجاعة الفرسان واجه هؤلاء الابطال الدكتاتورية وسالبي حقوق شعبنا وقدمو الارواح رخيصة في طريق نضال حركتنا الديمقراطية الآشورية.
قوافل الشهداء ومسيرة النضال لتحقيق الاهداف
كان لاستشهاد الرفاق في سجون السلطة ومن قبلهم الرفاق في مناطق الكفاح المسلح معاني بليغة الاثر في المجاميع التنظيمية ان كان في المدن او في مناطق الكفاح المسلح  حين اعطت للعمل القومي والكفاح ضد الدكتاتورية وفي طريق تحقيق الوجود القومي زخما كبيرا وافاقا واسعة للنضال، حيث شرعنت النضال واعطت له معاني سامية ورسمت للمبادئ خطوطها الواضحة التي حفرت في وجدان كافة المناضلين ودفعت بهم نحو تطوير ادواتهم في العمل على مواجهة التحديات الجسام وخوض غمار العمل السياسي والقومي بوتيرة متصاعدة والانفتاح نحو افاق العمل الوطني بشكل كبير بعدما امتزجت دماؤها بدماء شهداء العراق من اجل حرية الوطن. وعلى الصعيد القومي كان لهذه التضحيات  صداها الواسع  في الوطن والمهجر حيث عملت الفصائل القومية الاخرى الى اعادة النظر في برامجها السياسية بما يتلاءم والوضع السياسي الجديد ومتطلبات العمل القومي في الوطن والواقع المعاش بعيدا عن الطوباوية والشعارات البعيدة عن واقع شعبنا في الوطن، فكانت التحالفات والتنسيق فيما بينها للعمل بما يتلائم مع الحاجات التي حددتها الحركة الديمقراطية الآشورية. ان ما تعيشه الساحة القومية اليوم خاصة ما يتعلق بنضال حركتنا هو امتداد لعقود خلت من تراكم العمل السياسي والقومي والوطني حيث صار اسم زوعا يسمع في كل الزوايا ومن افواه كل الاعمار وحين تهب الجماهيرعند المحطات والمنعطفات لتعبر عن التفافها الكامل حوله وحرصها عليه وعلى مسيرته التي لابد ان يكون في مراحل معينة كبوات قد يكون لاسباب داخلية او موضوعية ولكن تظل الحركة هي التنظيم السياسي الذي انطلق من رحم هذا الشعب المضطهد نحو افاق الحرية وتحقيق وجوده القومي والسياسي على ارض ابائه واجداده وفي الختام لايسعني الا ان انحني ومعي ابناء شعبي امام قافلة شهداء زوعا وشهداء شعبنا وامام شهداء الحرية ونجدد لهم العهد الذي قطعناه على انفسنا في مواصلة المسيرة والطريق الذي رسموه لنا بدمائهم الزكية.

5
المنبر الحر / ضحايا من هم هؤلاء
« في: 22:14 03/11/2010  »
ضحايا من هم هؤلاء

سركون سليفو

هذا العنوان كان لمقال سابق لي نشرته في صحيفة الحياة حول حادثة مانكيش حين استشهد فيها عدد من ابناء شعبنا على يد مجموعة  من الارهابيين, وقد وجدته عنوانا جديدا  يطرح نفسه مرة اخرى مدخلا  لكتابتي هذه.  وأتساءل ومعي الالاف من ابناء شعبي ... ضحايا من هم هولاء الذين سقطو شهداء في كنيسة سيدة النجاة, وهم بين يدي الرب متعبدين في صومعة السلام والامن وبيت الرب مهللين ومتضرعين اليه.

قرار الاقتحام .. انهاء لازمة؟ ام انقاذ للرهائن؟
لقد كان اول سؤال تبادر الى ذهني فور سماعي للخبر, لماذا هذه السرعة في الاقتحام؟ ووهو سؤال مشروع تسآله معي الالاف ان لم يكن الملايين ممن تابعو هذه الحادثه. هل كان لانهاء الازمة والظهور بمظهر المنتصر والتبجح بالقدرة على القضاء على الارهابيين هو الغاية؟ ام كانت النوايا هي لانقاذ المصلين الرهائن من خطر وشيك يتهدد حياتهم؟ لماذا  التسرع بالاقتحام والمجازفه بارواح الرهائن وحتى بحياة الجنود المقتحمين. رغم المعرفة المؤكدة بخطورة مثل هذه العمليه على ارواح الرهائن, اين كانت الحكمة في محاولة كسب الوقت والدخول في مفاوضات ليس الهدف منها الرضوخ لمطالب الارهابيين مطلقا, بقدرما كان الحفاظ على ارواح الابرياء قدر المستطاع ، وترك قرار الاقتحام خيارا اخيرا بعد ان تستنفذ كل الخيارت الاخرى.الم يكن يستحق الابرياء فرصة اكبر للمحافظة على ارواحهم واعطاء جزء صغير مشابه لفرصة المفاوضات الماراثونية للوصول الى كرسي رئاسة الوزراء.
 ولكن من الواضح والجلي ان ارواح المصلين لم تكن تهم الحكومة او وزراة دفاعها اوداخليتها, بقدر ما كان يهمها استعراض العضلات والعمل بعقلية  "رامبو"  في مواجهة مثل هذه المواقف لكسب امتار قليلة امام علاوي في طريق تشكيل الحكومة البعيدة تماما عن ايه اعتبارات وطنية ومصالح الشعب. وهل على  المسؤولين عن عملية الاقتحام رؤية تلك الارقام من الضحايا ليقتنعو بضرورة استخدام الخيارت الاخرى.

جثث متناثرة في الكنيسة وشماعة تشكيل الحكومة
المثير للاستغراب هو عدد التصريحات والتعليقات والبيانات التي صدرت من هنا وهناك تعزو  اسباب وقوع الجريمة الى تأخر تشكيل الحكومة ومؤسساتها ..واتساءل.. هل هناك فراغ سياسي ام فراغ امني ومؤسساتي في الدولة ؟؟ وهل توقفت المؤسسات الحكومية عن اداء واجباتها تجاه شعبها؟.. وهل المالكي وحكومته معلقة هويته الوطنية وحرصه على امن الوطن الى حين تشكيل الحكومة؟ وهل الحوادث السابقة التي في بخديدا او الموصل وحتى في بغداد منذ سقوط النظام، والتي لا تختلف في اساليبها وارقام ضحاياها سابقا عن الذي حصل في كنيسة سيدة النجاة, والتي لم  تكن في ظل حكومة انتقالية او تصريف اعمال؟؟ . ويرفض السيد المالكي حتى تسميه حكومته بها, وهل ضمير الحكومة وواجباتها واستراتجيتهاالامنية مرهونه بتشكيل الحكومة؟ انها عمليه تبرير لتقصير هذه الحكومة ومؤساستها تجاه حماية شعبنا وامنه، ان لم نقل أنها رؤيتهم القاصرة الى شعبنا، لا يجب ان تبرر اطلاقا بل على العكس فهي يجب ان تفضح وكفانا ان نكون قطيعا من الخراف نذبح على مذبح الارهابيين والمراهنين واصحاب الاجندات السياسية الذين ما فتئوا يستخدمون شعبنا وسيلة لتحقيق غاياتهم, ولم لا، وهو الحلقة الضعيفة بين ابناء الشعب العراقي. ومن المؤكد ان مثل هذه الاعمال الإرهابية ضد شعبنا هي ضمن اجندات تعمل على تصفية الوجود القومي لشعبنا في الوطن.

شتان ما بين ابو اسراء المالكي ونوري المالكي
ابو اسراء .. هذا كان لقبه حين كنا ننادية في اجتماعات لجنة العمل المشترك التي كنت امثل زوعا فيها في دمشق وحينها كان ابو اسراء طافحا بالوطنية والديمقراطية، وثقافة قبول الآخر بغض النظر عن انتمائه القومي او الديني . وكنت قد استبشرت خيرا حين استلم رئاسه الوزراء لكوني على علم  بإمكاناته ورؤيته للعمل الوطني وللعراق عامة. ولكن عندما تحول  ابو اسراء الى نوري المالكي تغيرت المفاهيم وتغيرت المصالح وتغير المزاج السياسي والوطني للرجل. وكانت تجربة استبعاد زوعا وشعبنا من المشاركة في مؤسسات الحكومة رغم فوزه في الانتخابات النيابية وتغليب المصالح الحزبية والكتلوية على الاستحقاقات الانتخابية وعلى قاعدة  "شيلني واشيلك"  بين الكتل الكبيرة الفائزة دون اي اعتبار للمعايير الوطنية، او حقوق المكونات او حتى الاستحقاقات التاريخية والنضالية المشتركة, نسفت كل تلك القناعات وتحولت معظم الاحزاب وكتلها السياسية الى مكاتب لمضاربات البورصة السياسية وتحول شعبنا الى مجرد رقم واسهم قد تتلقفها الايادي لتحقيق ارباح ومكاسب على حسابه ..وان كانت الدماء ثمنا لهذه المكاسب.


هل فقط عند النوائب والكوارث نتحد؟؟
رغم فرحتي ببيانات الاستنكاروردودالافعال التي عبرت بحق عن التفاف شعبنا بكافة طوائفه حول ادانة الجريمة واعتبارها ارتكبت بحق الشعب بكل اطيافه الا انه حز في النفس ايضا ان يكون عنوان تكاتفنا هذا باهظ الثمن الى هذه الدرجة وان تكون الدماء المراقة هي وثيقة التقارب بين اطياف شعبنا, وان لا يتوحد خطابنا القومي الا على ضفاف بحر الدم ... و نتساءل ان كان شهداء كنيسة سيدة النجاة بين ايدي ربهم كلدانا ام سريانا ام اشوريين؟ بل انهم هؤلاء جميعا. وان يكون هذا التكاتف مرحلي ومؤقت نعود بعدها الى الصراعات الداخلية ونؤخر المهم وندخل في دائرة الجدل البيزنطي مرة اخرى. ما يسبق حرف النون من تسمية كلدا...ن ام سريا...ن ام اشورييـ ..ن. !!!!! ؟؟

ضحايا من هم هؤلاء
وهذا هوالسؤال الذي يطرح نفسه وبقوة .. ضحايا من هم هولاء؟؟ ..عاش شعبنا  الاف السنين على هذه الارض وبنى عليها اقدم الحضارات واعظمها، وقدم للبشرية ما قل نظيره ان كان في فترة كيانه السياسي وحضارته البابلية الاشورية ام بعد اعتنافه المسيحية ونشره لها في ابعد الاصقاع من خلال كنائسه المشرقية وتراث هذه الكنائس زاخر بما قدمه شعبنا. واليوم اصبح اقليه قومية ودينية في بلد تتقاذفه الامواج بكل الاتجاهات. بلد اصبح مرهونا بإرادات دولية واقليمية واجندات طائفية ودينية متطرفة.
هل هم ضحايا الوضع السياسي القائم بكل تداعياته الدراماتيكية وبعد الاحتلال الامريكي له وتفجير الحقد الطائفي الذي نفخ فيه الدكتاتور السابق وأوصله الى حد الانفجار؟؟ أم  ضحايا السياسات العنصرية وامتداداتها والنظرة الدونيه الى مكون صغيراصبح وجوده على ارضه مرهونا بمضاربات سياسية لكتل ومجاميع سياسية او قومية او اجتماعية كبيرة تتقاذف اهواؤها حب السيطرة على الوطن وخيراته واستقطاع ما يمكن استقطاعه وتحقيق اكثر ما يمكن من المكاسب وان كان بدماء الابرياء.
ام لعلهم ضحايا التطرف الديني والاسلام السياسي العنصري الاعمى البعيد عن المفاهيم الاسلامية الحقيقية التي عايشناها مع الصديق والجار وزميل الدراسة والعمل.  التطرف الاسلامي الذي يعبر عن اجندات سياسية اكثر منه عن اجندات دينية مستورده من خارج الحدود. تعمل لحساب المصالح الاقليمية على دفعها باتجاه تحقيقة اهداف لها في الساحة الوطنية.
ام هم ضحايا حالة الفوضى العارمة التي يعيشها الوطن؟  فوضى سياسية وامنية واقتصادية, فوضى وفساد ضربت اطنابها بكل مفاصل الحياة في العراق الذي يعاني منها بطوله وعرضه. ولشعبنا الحصة الاكبر من انعكاسات هذه الفوضى لكونه يتميزقوميا ودينيا، ولأنه اكثر الحلقات ضعفا فيه.
ولكن من المؤكد ان العمليه بعيدة كل البعد عن الشارع العراقي البسيط الذي يحمل همومنا مثلما نحمل همومه, هموم الامن والخبز والاستقرار والوحدة الوطنية والتسامح الديني الذي عاشه العراق عبر قرون طويلة, وهو ضحية هذه الاجندات مثلما نحن, جماهير بمختلف الوانها وانتمائاتها اصبحت دماؤها وسيله لايصال الرسائل السياسية بين الفرقاء ان كان من الداخل والمحيط الاقليمي او عبر البحار.


سركون سليفو

 


6
لقد تسللوا إلى سراويلنا

سركون سليفو
عانت تنظيمات زوعا فترة الثمانينيات وخاصة بعد إعلان الكفاح المسلح الأمرين في نضالها ضد الدكتاتورية والشوفينية ..ورغم أن المعاناة من الملاحقات اليومية السلطة وقواها الأمنية للرفاق وعوئلهم في التنظيمات داخل المدن وكذلك لعوائل المناضلين ممن التحقوا بمجموعات الكفاح المسلح في المناطق المحررة والتي طالت الملاحقات مختلف مجالات حياتهم أن كان في مواقع العمل أو المدرسة أو مراقبة بيوتهم وتحركاتهم على مدار الساعة. ولم يكن التذمر من هذه المعاناة يدخل في حسابات هولاء المناضلين لكونهم حين قرروا المضي في طريق العمل والنضال القومي وضعوا أمام أعينهم تلك المعاناة والتي كانت وسام شرف علق على صدورهم.
ولكن المعاناة الحقيقة كانت من كل هولاء الذين لم يجدوا من البعث الصدامي إلا وسيلة لتحقيق غايات ذاتية أو ,وقناعة منهم في الانسلاخ عن انتمائهم القومي الحقيقي وبيع ولائهم لحزب السلطة والتسابق في تقديم فروض الولاء والطاعة له من خلال النفاق والوشاية والمساهمة مع أفراد الأمن السلطة في تقديم التقارير والمعلومات عن أبناء جلدتهم وخاصة الناشطين القوميين أن كان سياسيا أو اجتماعيا وأحيانا حتى كنسيا, منهم ووضعهم تحت مجهر مراقبة أجهزة السلطة القمعية لنيل الحظوة لديها آو الحصول على مكاسب آو مناصب ووظائف آو حتى أموال وعلى قدر أهمية المعلومة والوشاية.
مدير مدرستنا والتصفيق  لكولدا مائير
في بداية السبعينيات وانأ تلميذ في الابتدائية وعندما كانت سلطة البعث في العراق ضعيفة في بداياتها عملت على قدم وساق بين صفوف الطلبة في المدارس والكليات وفي اطار ادلجة وعسكرة الحياة الاجتماعية وتوجيهها بخط عروبي ثورجي بعثي عفلقي, كانت تحية الصباح المدرسية تتحول إلى مؤتمر خطابي سياسي قح من الدرجة الأولى ومدير مدرستنا آنذاك كان بعثيا ثوريا من طراز خاص عالي الصوت جدا وكوننا طلاب الابتدائية لم يكن يعنينا من جمل مديرنا الثائر والتي لانفهم جلها إلا نهاياتها والتي كانت تنتهي بصوت عالي ومع إشارة المدير للطلبة بالتصفيق!! وتنتهي باسم رئيس الجمهورية أو البعث . ومن شدة انفعاله مناضلنا هذا احدى المرات ذكر اسم رئيسة وزراء اسرائيل السابقة كولدا مائير وهو في قمة أدائه الصوتي ..وما كان لنا إلا أن صفقنا للاسم لكون نغمة إلقاءه كانت بنهايات ثورية وما كان من المدير الثائر ألا أن صب جام غضبه على كولدا مائير وعلى المساكين طلاب الصف السادس لكونهم كبارا وأكثر قدرة وثقافة سياسية منا نحن للتميز بين كولدا مائير واحمد حسن البكر ,كانت شتائم  من العيار الثقيل. وعلمت فيما بعد إن كولدا مائير هي رئيسة وزراء اسرائيل وليس لها علاقة لا بأحمد حسن البكر ولا البعث ولا بطيخ ولكن العتب وكل العتب على الزعيق الثوري لمديرنا الثائر. فتصور مدى تأثر هذا التربوي بعقلية وطروحات السلطة ومدى استعداده لبيع مبادئه ومفاهيمه في سوق النخاسة البعث سلطوي وهم يعمل في مجال من أكثرها أهمية في تربية الأجيال وتوجيهها اجتماعيا وفكريا,وكم من هؤلاء ومن كان على شاكلته وممن عملوا في سلكه  تاجروا بقضية شعبهم واستعدوا للوصول إلى أعلى الدرجات في السلطة وعلى حساب الآخرين.

تربوي من قارئ في الكنيسة إلى قائد فصيل لمنظمة طلائع البعث العفلقي .
فترة الستينيات والسبعينيات كان بناء القدرات الشبابية ثقافيا وقوميا واجتماعيا وكنسيا في جل الأحيان ..والكثير من شباب شعبنا انخرط في النشاطات الكنسية وتحت أيدي مفكرين ومثقفي شعبنا وانهالوا على الثقافة القومية وتخرج من بين أيديهم النخبة من المثقفين والشعراء والأدباء والسياسيين والفنانين ولكن في نفس الوقت شطح البعض منهم وان كانوا قلة قلية لينخرطوا في العمل الحزبي لحزب السلطة من اجل الحصول على امتيازات, وصاحبنا هذا قبل على نفسه العمل في منظمات طلائع البعث أو حتى داخل المنظومة الحزبية وصار عينا للسلطة والحزب على أبناء شعبه المناضلين منهم. والمضحك المبكي أن هذا يتحول هذا الافاق وبين ليلة وضحاها ألان إلى أسد من اسود العمل القومي  ومن السخرية ألان أن أقرا لهذا الصنديد بين الفينة ولأخرى كتابات أواشاهد  لقاءات تلفزيونه حول العمل القومي الوطني ورؤيته إلى ذلك ويتحفنا بتنظيراته هذه  بين الفينة والأخرى فقد استطاع وفي ظل التناقضات في الساحة القومية والعشوائية في بعض الاحيان وانضم وبشكل قسري إلى صفوف المناضلين واحتسب علينا قوميا مناضلا رغم انه قضى معظم حياته متنقلا بين منظمة شبيبة البعث العفلقي وبين مقر الحزب وفي مراقبة المناضلين وتحركاتهم وتقديم التقارير حولهم للسلطة.

مراقبات حتى على الخطوات
أثناء حملة الاعتقالات التي طالت تنظيمات زوعا في تموز عام 1984 استكلب رجال امن السلطة واستنفرت الجهات الأمنية والمخابراتية بشكل كامل ضد تنظيمات زوعا في الداخل وعوائلهم وضيقو الخناق على تحركاتهم بدرجة كبيرة والمثير للألم إن كان جزء من ادوات هذه الحملات الأمنية كان من أبناء شعبنا وخاصة من أهالي مناطق سكنانا. وكما يعلم الجميع إن من قام بالتخطيط لايقاع الشهيد الخالد يوبرت بنيامين وتسليمه بيد أجهزة الأمن هم من شبكة من المحسوبين على شعبنا لازال بعضهم والى هذا اليوم في الوطن والآخر المهاجر. وهم من شاكلة المنتفعين والبعثيين ممن باعوا ضمائرهم وأنفسهم لأجهزة السلطة.  ونحن كنا تحت مراقبة من أبناء شعبنا  الذين كلفوا من قبل أجهزة الأمن والحزب في المنطقة لمراقبتنا بشكل دقيق وحساب كل خطواتنا. وكذلك كل عوائل المناضلين وفي مختلف مدن العراق في بغداد أو الموصل أو كركوك. حين كان يكلف اقرب الناس وخاصة من الجيران ممن ارتضوا لأنفسهم هذه المهمة الوضيعة والذين لم يكونوا يألو جهدا في المراقبة إلا الوقوف عند عتبة الباب.

ابعد عن الشر وغنيلو
وهذه فئة أخرى ومجاميع ارتضت على نفسها الوقوف جانبا وفي خضم الإحداث الساخنة من التصعيد في العمل التنظيمي خاصة بعد إعلان الكفاح المسلح والنشاطات التي قامت بها تنظيمات زوعا في المدن من بث للروح القومية ونشر المنشورات مثل جريدة بهرا أو البيانات بين الجماهير . حيث كانت هناك فئات ارتضت لنفسها الدخول في مؤسسات السلطة والارتضاء لنفسها في لبس عباءة البعث العفلقي لتحقيق مصالحها والتسلق في الدرجة الحزبية والابتعاد عن كل ماهو  قومي ونضالاته لإبعاد الخطر عن مصالحها الوظيفية والخاصة وجزء أخر كان بعيد عن هذا وذاك وآثر الانعزال وتردد في المشاركة رغم قرب الأحداث منه. ورغم ما قدمه زوعا على ساحة النضال من قرابين منذ بدايات الثمانينيات إن كان من خلال تنظيمات المدن أو في ساحة الكفاح المسلح, إلا أن كل هولاء كاو بعيدين ولم  يحركو ساكنا بل أحيانا كان  في الطرف الآخر من المعادلة.

عفا الله عما سلف
هذه هي القاعدة التي بنيت عليها قناعاتنا أثناء الانتفاضة وخاصة بعد عودتنا من ايران للمشاركة فيها حيث السلطة مترنحة تحت ضربات الانتفاضة بعد خروجها مهزومة في حرب الخليج, وكون شعبنا هو حالة مشتركة ضمن الوضع الاجتماعي والسياسي العام مع بقية أطياف الشعب العراقي كانت كان لابد من التعامل مع هذه الفئات من منطلق عدم المس بهم وبمصالحهم إلا من انغمس في التآمر ضد زوعا وتنظيماته وهذا ما حدث فعلا. إلا إن الفهم الخاطئ  للتعامل إضافة إلى فسح المجال واسعا أمام هذه الفئات للدخول في عملية البناء القومي والمشاركة في نشاطاته أدت بهذه الفئات إلى التسلل داخل المنظومات السياسية وحاولت  الوصول إلى مواقع القرار السياسي القومي وتشويه العمل ومواصفاته وادائة من خلال فرض أفكار وأساليب وأخلاق تنظيمية وحزبية بعيدة عن المنطلقات التي بنيت عليها القاعدة التنظيمية, حيث أصبح للمصالح الذاتية والأنانية بعدا آخر في العملية النضالية والتنظيمية وهي تطبيق المفاهيم البعث عفلقية في التعامل الحزبي داخل منظوماتنا القومية التي امتازت عبر تاريخها بحالة نوعية متقدمة قدمت للعمل القومي والسياسية لشعبنا انجازات تجاوزت بمراحل الوضع القائم.

الفرز والإيقاف والتحويل نحو العمل الحقيقي
إن مهمة الفرز والاختيار على أساس الفهم الحقيقي والموضوعي للنضال وتاريخه ومتطلباته الحقيقة المبنية على أساس المصالح العليا لشعبنا هي المقياس الحقيقي لعملية التقييم والتخطيط المستقبلي للعملية السياسية وان عملية الاختيار والانتقاء يجب إن تمر بمراحل اختبار حقيقة ومن خلال عملية تنظيمية دقيقة مبنية على أساس التاريخ السياسي والتنظيمي ووضع الضوابط القومية والتنظيمية المبنية على أسس صحيحة لتسهيل عملية الفرز واستبعاد مثل هذه العناصر عن العمل القومي والسياسي لشعبنا إلا فيما يرتجى منه في الأداء الحقيقي في تطوير العمل. أما من يلاحظ فيه الأنانية وتغليب المصالح الذاتية وتقديمها على مصالح التنظيم وهو ما يلاحظ في الاونه الأخيرة يجب ملاحقته ومنعه من التسلل وإيذاء العمل التنظيمي وبالتالي العمل القومي.
إن ظاهرة التسلل والتي امتدت في معظم فصائلنا السياسية وحتى منظوماتنا الاجتماعية من فئات كانت إلى الأمس القريب جزءا من منظومات السلطة ورجالاتها هي ظاهرة تشكل خطرا حقيقيا على العمل القومي ومختلف مستوياته والتي صارت تروج لأفكارها وأساليبها المريضة والمنحرفة في العمل وإدارته نحو مصالحها أو تشويهه من باب  التبرير لماضيها السيئ, لابد للغيارى من أبناءنا التصدي لها وإيقافها والعمل أو ضمها إلى العمل بشكله الصحيح والايجابي بما يضمن السير بالعمل القومي نحو أهدافنا ومصالحنا القومية ولجم تلك الفئات التي تحاول الاصطياد في الماء العكر وتوظيف هذه النماذج من اجل مصالحها الذاتية فقط. ووضع الضوابط الحزبية والتنظيمية للحد منها.
 

7
سركون سليفو
يعتبر الخامس عشر من نيسان يوم إعلان الكفاح المسلح لزوعا محطة تاريخية في حياة الحركة الديمقراطية الآشورية لا يقل أهمية في استذكاره عن يوم التأسيس لما يحمله من معان سامية وفي أطره العملية وتطبيق للمفاهيم والاهداف التي تبناها الكونفرانس التأسيسي لزوعا في 12 نيسان 1979 والى يوم إعلان كفاحها المسلح. في 15 نيسان عام 1982 والذي كان الانطلاقة الحقيقية لزوعا على الساحة القومية والوطنية ومن خلاله أعلن لجماهير شعبنا عن وجود تنظيم سياسي قومي طليعي استطاع النهوض من بين ركام الآلام والجراح الذي واكب القضية القومية منذ بدايات القرن الماضي.

المفرزة الأولى.. شرارة اللهيب
يمكن القول أن أول من بذروا وزرعوا البذرة وأشعلوا الشرارة الأولى للهيب النضال الزوعاوي كانت الوجبة الأولى التي حملت أرواحها على اكفها وأقدمت على الدخول في ساحة النضال في المناطق المحررة، وفي ظل ظروف صعبة حيث الملاحقات اليومية لأجهزة امن السلطة وأذنابها، إن كان لهولاء المناضلين أو لعوائلهم خاصة في المدن وفي ظروف وحياة قاسية وصعبة خاصة لهولاء الذين كانوا من أبناء المدن ممن لم يتعودوا على حياة الجبل القاسية. إلا إن إيمانهم بقضيتهم دفعهم لاتخاذ القرار لخوض غمار هذه التجربة من اجل تحقيق وجودنا على أرضنا.
لقد كان للمفرزة القتالية الأولى والتي كان من بينها رفاق من القيادة المؤقتة للحركة التي التحقت بالمناطق المحررة من شمال الوطن، كان لها شرف رفع راية النضال والكفاح ضد الدكتاتورية المقيتة وصرخت ضد السياسات الشوفينية التي انتهجها النظام الدموي الدكتاتوري في العراق من عمليات التعريب والتبعيث القسرية وإلغاء الهوية القومية لشعبنا وقطعه عن جذوره الممتدة آلاف السنين في تاريخ العراق. وكذالك سياسات التمييز العنصرية التي اتبعت ضد أبنائنا إن كان في الكليات والمعاهد أو حتى في مؤسسات الدولة وما كان إحصاء عام 1977 الا دليلا صارخا على تلك السياسات. والتي جابهتها الحركة منذ بداية تأسيسها وعملت على نشر الوعي القومي والسياسي بين الجماهير لمواجهتها.

المعارضة الوطنية العراقية.. خيار قومي ووطني
لقد مهد يوم 15 نيسان من عام 1983 الطريق وفتح الأبواب أمام زوعا واسعا للمشاركة ضمن فصائل المعارضة العراقية وبكل أطيافها إيمانا منه أن النضال الوطني يرتبطا ارتباطا وثيقا بالنضال القومي وانطلاقا من أن الإقرار بالوجود القومي لشعبنا لا يمكن تحقيقه إلا في ظل عراق ديمقراطي تحترم فيه حقوق المكونات العراقية جميعا كبيرة وصغيرة ومن خلاله فقط يمكن أن تحترم ارداة الإنسان الكلدوآشوري السرياني وتحافظ على هويته القومية. وقد باشرت الحركة فور التحاقها بقوى المعارضة العراقية وخاصة المسلحة منها الانضمام إلى الجبهة الوطنية والديمقراطية العراقية (جود) وقدمت الطلبات حول ذلك، ورغم ما واجهته الحركة من إعاقات في الانضمام إلى تلك التجمعات الوطنية العراقية إلا أنها كانت بمثابة البدايات للتعريف بقضية شعبنا على المستوى الوطني وكذلك الدولي. وصار من الأسهل عليها الاتصال والتعاطي مع المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان. ودخلت معترك العمل السياسي الوطني بتوجهاته السياسية وتناقضاته في تلك المرحلة وهو كان بمثابة الزخم الحيوي الذي دفع بالحركة إلى تطوير أدوات نضالها والتسلح بالقدرات الذاتية لخوض غمار النضال الوطني بعيدا عن التجاذبات والاستقطابات التي سادت ساحة المعارضة العراقية وفي ظل تجاذبات إقليمية اضطر معها العديد من تيارات المعارضة وأحزابها آنذاك للتعامل والتعاطي مع متطلباتها. ولكن ورغم ذلك استطاعت الحركة أن تحافظ على استقلالية قرارها السياسي والنأي بنفسها بعيدا عن مثل هذه الاستقطابات رغم العروض السخية التي قدمت إليها. وان كانت دفعت ثمن مواقفها تلك والذي تمثل بإعاقة دخولخها إلى بعض من تلك التحالفات الوطنية المعارضة.

تنظيم الداخل وبؤرة الكفاح المسلح في المناطق المحررة
لقد كان الإعلان عن التحاق المفارز المسلحة الأولى للحركة في المناطق المحررة بمثابة الشرارة التي أشعلت جذوة النضال في صدور أبنائنا في المدن وكانت الدافع في المتابعة والرغبة بالمشاركة في العمل التنظيمي لزوعا رغم إرهاب الدولة وأجهزتها القمعية وأذنابها ضد المعارضة العراقية عموما ، وضد زوعا خصوصا ، لما يمثله من قوة حقيقية قادرة على قيادة الجماهير نحو رفض سياسة الصهر القومي، ومواجهتها بقوة وحزم ، فتحول الشارع القومي إلى كتله مشتعلة حيث استطاعت تنظيمات زوعا الداخلية ومن خلال التواصل الخلاق في المناطق المحررة وغيرها من المدن إلى فتح الآفاق واسعة أمام مناضلي زوعا للوصول إلى الجماهير في المدن والقصبات والقرى وتوعيتها حول المفاهيم القومية وسياسات النظام الشوفيني في الصهر القومي وعمليات التعريب والتبعيث القسرية التي كانت في أوجها في بداية الثمانينيات ومن خلال مجاميع انتهازية باعت أنفسها للسلطة من اجل منافع شخصية.
وصارت جريدة بهرا تصل أبناءنا في المدن والكليات والمعاهد وحتى الكنائس لتوصل صوت المناضلين إلى كل بيت في المدن. والتي كانت بمثابة الشريان الذي يروي ظمأ المتعطشين والسائرين في طريق العمل والنضال ورغم التشديد الأمني وقمع أجهزة السلطة والمراقبة الشديدة إلا أن تنظيم الداخل تمكن من اعادة نسخ أعداد جريدة بهرا ةونشرها بين الجماهير.

شهداء الكفاح المسلح وشهداء الداخل تناغم في التضحية والعطاء
إن شرعية زوعا التاريخية والنضالية جاءت لما قدمه على مذبح حرية شعبنا من قرابين عديدة متمثلة بقافلة الشهداء الي لازالت مستمرة في زوعا إلى هذا اليوم. وقد تكللت مسيرة الكفاح الزوعاوي بسقوط أول شهيدين في مناطق الكفاح المسلح والذين كانوا باكورة مسيرة الشهادة وهم كل الشهيدين البطلين الخالدين جميل متي (سنخيرو) وشيبا هامي (فرنسو) حيث سقطوا في قرية هجركي وهم يقاتلون قوات السلطة والمفارز الخاصة وقوات الجحوش، وفي تناغم نضالي بين منطقة الكفاح المسلح والداخل اعتقلت السلطة أكثر من 150 شخص في حملة شعواء للحد من نضال زوعا وانتشاره بين الجماهير وعلى أثره حكم على مجموعة من الرفاق بالسجن المؤبد وعلى ثلاثة من القياديين بالإعدام وهم يوسف توما ويوبرت بنيامن ويوخنا ججو وبذلك تمازجت مسيرة الشهادة بين الساحتين. وقدم زوعا وثيقة الدم كشهادة لمشروعية نضاله القومي والوطني ووثيقة خلاص شعبنا من ربقة الدكتاتورية وليعلن وجوده على أرضه . وهو كان للرفاق في منطقة الكفاح المسلح أو في المدن بمثابة عهد على مواصلة الكفاح والنضال والسير على الطريق الذي استشهد من اجله شهداؤنا والذي لازال الى يومنا هذا مستمرا في العطاء .
لقد كان الخامس عشر من نيسان بمثابة الشعلة التي أنارت درب النضال وعملت على تمهيد الطريق عبر تطبيق المبادئ التي تبناها يوم التأسيس وترجمت من خلال المسيرة المقدامة لإبطال الكفاح المسلح وكذلك أبطال تنظيمات المدن وفتحت الآفاق واسعة أمام المناضلين للدخول والمشاركة في مسيرة النضال الذي قاده زوعا لشعبنا ولا زال يقوده . لقد أثمر ذلك النضال المرير انجازات كبيرة ، واليوم هناك الآلاف من أعضاء زوعا في جميع المدن والقصبات والقرى حيث تنتشر مقرات زوعا وفي حالة تعايش وتواصل يومي مع الجماهير وكذلك في المهجر لدعم قضيتنا القومية وأهلنا في الوطن وكما كان ذلك جليا في الانتخابات الحالية والذي أكد شعبنا إن زوعا هو فوق كل تلك المراهنات والمسميات وكان تحقيق المقاعد الثلاثة بمثابة مصادقة حقيقية على تواصل شعبنا وجماهيرنا مع زوعا وتاريخه وارثه النضالي وانجازاته وشهدائه الذي سقطوا عبر مسيرة 31عاما. وليعش 15 نيسان في ضمائرنا وعقولنا وذاكرتنا لأنه كان بداية ليوم عمل لتحقيق ما قدم يوم 12 نيسان من بشائر أمل لشعبنا.

8
زهريرا.. الرسالة الاعلامية لزوعا
سركون سليفو
وردت الينا  في الاونة الاخيرة العديد من الاستفسارات حول زهريرا وماهية انتمائها الفكري ..ونهجها الاعلامي وخطها السياسي القومي, ان كان بقصد البحث عن الحقيقة او الفضول او بقصد الاساءة بشكل او بآخر, وكان جزءا منها نقديا ساخنا من منطلق الحرص على الموقع كونه منبر اعلامي قومي , واخر متشفيا والاخر مراوغا يتصيد في الماء العكر .. ولكن الحقيقة التي نتلمسها ان الغالبية العظمى  تتألم حين ترى زهريرا تتأخر  في هذه المحطة او تلك وتسعد حين يكون لزهريرا سبقها في نشر الاخبار ومن مصادرها وبسرعة , وهذه الاغلبية  تتواصل معنا بشكل شبه يومي وتتابع وتراقب وتقرأ وتعلق احيانا كثيرة على ماتقرأه في زهريرا وهذا ما لمسناه في الفترات الاخير حين تعرضت زهريرا الى عدد من التوقفات الفنية.
وقد اتخذت الاجوبة اتجاهات ومسارات متعددة, قد تبتعد بمسافات عن حقيقة زهريرا وانتمائاها الحقيقي والصميمي لقضايا شعبها. وهنا  تداخل العامل الفني للموقع مع العامل الاعلامي في رسم الخط البياني للموقع في تصاعده واحيانا في تباطئه احيانا اخرى وهو لا يبتعد عن العوامل الذاتية ان كانت التنظيمية منها او حالة المتغيرات السياسية على الصعيدين القومي والوطني.
قد لا تكون زهريرا  ضمن سياق المنابر الاعلامية المتهافتة على نشر الاقصوصات الخبرية التي لا تتجاوز الاسطر لبث خبر في اساليبه التقليدية اليومية والتي تدخل ضمن سياق عاوين اخبارية مثل, سرق وقتل والتقى وزار , والتي صار ((انفجر)) ايظا ضمن تلك السياقات اليومية العراقية وهي من الحوادث والعمليات المسلحة اليومية التي تجتاح العراق من شماله الى جنوبه ..ولكن الذي يهمنا كمنبر اعلامي كلدوآشوري سرياني هو الاطر القومية للخبر وما يتواصل ويتداخل مع العوامل الوطنية التي تمس مستقبل الشعب العراقي بشكل عام, رغم متابعتنا ومن قريب للمشهد الوطني النازف الذي تنتقل اخباره وتنشر خلال لحظات ان لم نقل لحيظات في مئات بل الالاف من المواقع الخبرية العراقية والعربية  ..بحيث تنتفي الحاجة الى نشرها في زهريرا وذلك حرصا منا على عدم اتباع اسلوب الحشر الاخباري من اجل ملء الموقع فقط . واستعراض عضلاتنا في اصطياد الاخبار من مواقع خبرية اخرى, والتحول الى موقع استنساخي لا اكثر. وقد تكون الامانة الصحفية احدى الصفات الي حاولنا بشكل او بآخر التقيد بها في نقل الخبر ونشره .. ومن منطلق اهمية الخبر وخاصة حينما تنقل من مواقع اخبارية محايدة او مستقلة والمتخصصة منها والمعروفة عالميا وهو يجري بأسلوب انتقائي يعمل على التأكيد على اهمية الخبر ومحاولة شد الانتباه اليه. اما نقل االاخبار من مواقعنا الحزبية فهي جزء من التكامل الاعلامي لمؤسسات زوعا الاعلامية وهي ليست عملية سلبطة او سرقة او استنساخ لكون ان العديد من مراسلي زهريرا يعملون في المنابر الاعلامية الرسمية لزوعا,  بقدر ماهي نقل الخبر من مصادره وايصاله الى اكبر عدد ممكن من القراء والزوار ..وهذه صفة تتمتع زهريرا اسوة بالعديد من المواقع القومية المستقلة.
لقد كان لمراسلينا ومندوبينا في مختلف المواقع في الوطن او المهجر اليد الطولى في  متابعة الخبر ونقله بشكل سريع وبحرفية عالية, فالزميلة الصحفية سميرة كانون تنتقل بين مكان واخر وهي تحمل كاميرتها وتتابع وتصور ثم تحرر الخبر صحفيا وترسله الينا واحيانا نتأخر في نشر الخبر رغم الاريحية التي نتمتع بها مقارنة بجهودها هي هناك في الوطن, واحيانا اخرى كثافة الاخبار المرسلة الينا منها تضعنا في حرج معها, بحيث نقوم  بنشر قسم منها ونؤجل الاخر ولو لبرهة  لتفادي تكرار الاسم مرات عديدة. وهكذا للصحفية الزميلة حنان اويشا التي  دأبت على عمل مسح صحفي وميداني لمواقع عديدة خاصة ان محافظة دهوك واسعة وهناك تجمعات عديدة لشعبنا. فتتابع وتصور ثم تحرر وترسل خلال فترات قياسية لايصال الخبر والمحافظة على السبق الصحفي وهي من الصفات التي تمتعت بها زهريرا خلال السنوات الماضية. وهكذا كان مندوبينا في بغداد سام وليم والصحفية سانتا ميخائيل. التي تتحف الموقع بين الحين والاخر بتقارير اخبارية جميلة اغلبها تدور حول التطورات على الساحة الوطنية.  وفي سهل نينوى والعديد من مراسليا المثابرين امثال كرم حسو وراما وسام واخرين .هذا غير مندوبينا في سوريا كل من الاعلاميين كميل شمعون الذي حصلت زهريرا ومن خلاله على شهادة تقديرية من فرقة الرها. وهو ذلك الاعلامي الذي ينفخ في الكلمة ويجعل منها روحا وكيانا تذهب بالخيال الى رحاب واسعة. والاعلامي المتمرس الزميل اسامة ادور موسى الذي لا تفوته شاردة او واردة في الخابور. وصاحب القلم الرفيع في الرؤية والتحليل للاحداث .والذي فضوله الصحفي لايفارقه بل يرافقه بشكل يومي . فكل بلد يزوره فان تقريره يسبقه الينا. هكذا عملت زهريرا ومع العديد ممن رفدوها بالاخبار والتقارير الاخبارية اضافة الى العديد من الاقلام المرموقة القومية منها والوطينة  ..وبهذه الروحية والشعور بالمسوؤلية العالية تركت زهريرا تلك البصمات على اعلامنا القومي اولا واعلام زوعا ثانيا. ولكن رغم ذلك حاولت ترك المسافة بين الاعلام الحزبي والاعلام الليبرالي بحدوده الواضحة في تقديراتنا على الاقل. فضرورة العمل الصحفي ونقل الخبر وبأمانه صحفية شهد لها قراءنا وزوار موقعنا والتي جاءتنا من خلال الكثير من الرسائل المرسلة الينا من قبل قراء الموقع وزواره. والتي كان لها مساحتها الواضحة في اطار عمل زهريرا.ومن جانب اخر كان هامش الحرية في التعبير عن الرأي ايضا ضمن الصفات التي حاولنا الحفاظ عليها واعطائها مساحة واسعة حتى تم نشر العديد من المقالات التي انتقدت زهريرا وزوعا. رغبة منا في فسح المجال واسعا امام الاقلام القومية الحرة والتي كان هاجسها هو مصالح شعبنا والوحدة القومية.   
ومن جانب اخر حاولت زهريرا التقيد في اطار النهج الاعلامي والخط الفكري الذي تبنته كأحد المنابر الاعلامية غير الرسمية للحركة الديمقراطية الآشورية وحاولت تفعيل الاداء الاعلامي لزوعا من خلال تفعيل نشاطات اعلاميي زوعا وفسح المجال واسعا امامهم رغم ما شهده الاعلام الرسمي من تطور. كانت مهمة زهريرا هي الوصول الى الجميع ومخاطبتهم بلغة سهلة سلسة وفسح المجال للحوار والنقاش وايصال الخبر والمعلومة اضافة الى التعريف بالنهج والاطار الفكري  والسياسي الذي تبناه زوعا, وحاولت بشكل وبآخر سد الفراغ الذي عانى منه اعلامنا في بعض المحطات , في  المهجر وانحساره في الوطن وبعض البلدان المجاورة, حيث استطاعت زهريرا ان تتجاوز هذا الحاجز وبأداء استطاعت من خلاله التقرب الى رواد الانترنت وقراءه وشدهم اليها خاصة النخبة السياسية والثقافية وحتى بين اوساط شعبنا بشكل عام  من خلال ايصال الكلمة والفكرة مع المحافظة على الخط الفكري والنهج الاعلامي الذي تبنته منذ يومها الاول.وهكذا وكما كانت فسوف تستمر زهريرا في السير قدما ومواصلة نشاطها الاعلامي الى ابناء شعبنا في الوطن والمهجر والعمل على ايجاد السبل والحلول الناجعة لتجاوز كل العقبات وتذليل الصعوبات التي تواجهها من ايمانا منها برسالتها الاعلامية وواجبها القومي لتحقيق اهداف شعبنا.

9
الاخ تومي . . .  مواقف كثيرة واراء متعددة

سركون سليفو
منذ ان بدأ موقع زهريرا نت بنشاطه الاعلامي وادارته تحاول جاهدة أختيار المواضيع التي تقوم بتنشرها وتحاول قدر الامكان الوقوف في المنطقة الرمادية مابين الحرية المنفلته الغير مسؤولة، وبين التضيق والمركزية  الغير مبررة ، مبتعدة بذلك عن المنابر الاعلامية الرسمية والحزبية. وكان من المؤكد اننا سوف نواجه انتقادات ومن جهات عديدة من منطلق عدم تحقيق غايات تلك الجهات في نشر نتاجاتها وخاصة تلك التي تحمل بين طياتها اراء سياسية تحمل  طابع العدائية، وقد حاولت ادارة زهريرا جهد الامكان التوفيق مابين هذه المنتاقضات ووضعت صوب اعينها اهداف شعبنا في التقارب والوحدة.. حيث ان اكثر تلك الاطراف تقبلت وتفهمت النهج الاعلامي الذي سارت عليه زهريرا وحاولت بقدر او بآخر الـتأني في نشر الكتابات المرسلة الينا ..رغم ان شروط النشر لدينا هي شروط عامة لا تدخل في اطر التبويب والتقسيم، وهي مفاهيم اعلامية  عامة لكنها تحمل في طياتها السمات الخصوصية لشعبنا، ووضعة السياسي الداخلي اكثر منها ان تكون شروط تعجيزية تضيق  وتحدد مسار الكتابة.
ولكن يبدو ان الاستاذ تومي لا يزال يصر على ان يضع زهريرا في الخانة المتعاكسة وان لم نقل العدوة . ولايزال يصر على ان كل مايكتبه لابد ان ينشر لدى زهريرا. وبغض النظر عن ماهية واهمية تلك الكتابات وموضوعية طرحها وتأثيراتها او ان كانت صالحة ام لا. وهنا ليس انتقاصا من منابر اخرى قد تنشر كل ما يكتبه السيد تومي وهي حرة في ذلك، وهذا يأتي في اطار رؤية ونهج تلك المنابر الاعلامية والتي ليست بالضرورة ان تتوافق وجهة نظرها وزهريرا ..ولكن من المؤكد انها تنظر للوصول الى الهدف من زوايا تختلف عن زواية نظر زهريرا..وقد دأبت زهريرا على نشر كل الانتقادات التي وجهها السيد تومي اليها وبذلك حاولت ايصال رسالة لكل قراءها وزوارها، فحواها ان ليست لدينا اية تحفظات من نقد  زهريرا كموقع ومنبر اعلامي، ان كان الهدف منه هو تطوير العمل وتبيان اوجه الخلل والنقص فيه او في اسلوبها في التعاطي مع الاحداث  ..ولكن هي بالتأكيد سوف لن تنشر  أي مقال او نتاج ادبي او ثقافي  يمس وحدتنا القومية او يتعاطى مع الاحداث او المؤسسات ان كانت السياسية او الاجتماعية او الدينية بسلبية وتهجم غير مبرر والبعيد عن الموضوعية، او تحقيق غايات واهداف شخصية، وان كانت معظم الانتقادات والتهجم في هذه الفترة صارت تبنى وبشكل مقنع على خلفيات سياسية، وادخال القضايا القومية قسرا في حل مشاكلنا الداخلية لغرض اسباغ الشرعية عليها  وادخالها في اطار النقد السياسي  او الرأي الحر. وهو ما اكدت عليه زهريرا مرارا للسيد تومي ..وان الهدف من النقد وان كان بشكل مستمر هو التشويه ومجانبة الحقائق لغرض اشباع رغبات وافكار سياسية دون النظر الى الاهداف القومية او السياسية لشعبنا، والاسلوب العشوائي في طرح الامور هي مشكلة حقيقية ، وجب التأني في طرحها. ومن المؤكد ان العمل  بقواعد  النشر الحر لا يعنى الحرية المطلقة، والتي قد يشذ البعض عن قواعد العمل الاعلامي والسياسي الملتزم بقضايا شعبنا .لكون ان المنابر الحرة هي حرة في طرح الامور والقضايا السياسية الساخنة من أجل التقريب بين وجهات النظر والوصول الى الحدود الادنى للتوافق القومي، وليس بتوسيع المسافات بينها وفتح ثغرات والدخول في تفاصيل الجدل العقيم.
في المقال الاخير للسيد تومي والذي حرصت زهريرا على نشره كونه لم يكن ليختلف عن سابقاته من المواضيع التي نشرها السيد تومي فيما يخص زهريرا نت. وقد جاء سبب نشره ايضا في ان ما انتقده السيد تومي كان يخص زهريرا تحديدا بسبب ان لاخوة الكتاب الذين انتقدهم السيد تومي نشرو نتاجاتهم  في زهريرا.
ورغم انني احاول قدر الامكان الابتعاد عن المهاترة والجدل العقيم مع السيد تومي لانه في احسن الاحوال كاتب يحاول السباحة في هذا البحر المتلاطم من التناقضات والصراعات التي هي بالاساس نتاج ترسبات  تاريخية لشعبنا وصراع شرس من اجل اثبات هويتنا القومية على ارض الاجداد اضافة الى التناقضات الوطنية، والتشابك بين الاتجاهات السياسية العديدة والتي تحاول الحركة (زوعا ) ان تجد فسحة ومكان لشعبنا يمكن من خلاله مخاطبة الاخرين. ومن المهم بمكان ان نذكر ان  السيد تومي يحاول العوم من في هذا البحر المتلاطم دون ان يحتاط بدفة توجه افكاره وتحدد مسار كتاباته  وبالتالي لن نجد أنفسنا كقراء الا امام مجموعة من الافكار المنتاقضة والمتصارعة في آن واحد. ديدنها في الطرح هو الانتقائية. المحددة بأطار او دائرة واحدة هي زوعا ونشاطاته. ومحاولة جلب كل مايراد انتقاده او لا يتلائم وافكاره الى هذه الدائره ومن ثم اشباعه نقدا.
فمن جهة يحاول الاخ تومي لعب دور الامين الحريص على الوحدة القومية دون ان يتخذ من هذه الوحدة مسميات واضحة او حتى شعارات مطروحة او مستحدثة يمكن من خلالها مناقشة ذاته ثم مناقشة الاخرين. ولكن السيد تومي يصر على بعثرة كل شئ يصعب علينا من خلالها تدارك وملاحقة  سلسة الافكار المركبة لديه وتراه  ينزلق في مكان اخر الى النقد السياسي الحاد دون ان يوضح على أي ارض سياسية او فكر ينطلق لنقد الاخر. ان كان بتوجهات يسارية لنقد المسار القومي ام بتوجهات دينية او طائفية. وحتى التسمية التي حقيقة كلنا محتارون في أي منها اختار السيد تومي  ليسير بمركبته السياسية الانتقادية، ولنضع ايدينا على رأس الخيط الذي يقودنا الى حل تلك الاحجيات. ولكن الذي يمكننا ان نقرأه وبوضوح هو ان الاخ تومي هو ضد مشاريع زوعا وانجازاتها على طول الخط وحتى في الانتخابات كانت تهانيه مغلفة بأحزمة انتقادية ناسفة. لذا كان صعبا جدا ان ننتقد السيد تومي لكوننا لا نعرف مكان وقوفه فهو يختار جميع الالوان وجميع الزوايا في ذات الوقت وينتقد الجميع ..وبالتأكيد سوف يكون لونه وزاويته دائما متعاكسة مع ما يختاره زوعا وبالتأكيد سوف لن ننزلق الى النقد المتقابل مادمت طروحاته السياسية والقومية غير واضحة.
ولكن نقطة نسجلها لصالح الاخ تومي هو اسلوبه في الكتابة كان دائما رصين و بعيدا عن التجريح وهو ويكتب بأسمه الصريح.

10
الاخ تومي . . .  مواقف كثيرة واراء متعددة
سركون سليفو

منذ ان بدأ موقع زهريرا نت بنشاطه الاعلامي وادارته تحاول جاهدة أختيار المواضيع التي تقوم بتنشرها وتحاول قدر الامكان الوقوف في المنطقة الرمادية مابين الحرية المنفلته الغير مسؤولة، وبين التضيق والمركزية  الغير مبررة ، مبتعدة بذلك عن المنابر الاعلامية الرسمية والحزبية.
وكان من المؤكد اننا سوف نواجه انتقادات ومن جهات عديدة من منطلق عدم تحقيق غايات تلك الجهات في نشر نتاجاتها وخاصة تلك التي تحمل بين طياتها اراء سياسية تحمل  طابع العدائية، وقد حاولت ادارة زهريرا جهد الامكان التوفيق مابين هذه المنتاقضات ووضعت صوب اعينها اهداف شعبنا في التقارب والوحدة..
حيث ان اكثر تلك الاطراف تقبلت وتفهمت النهج الاعلامي الذي سارت عليه زهريرا وحاولت بقدر او بآخر الـتاني في نشر الكتابات المرسلة الينا ..
رغم ان شروط النشر لدينا هي شروط عامة لا تدخل في اطر التبويب والتقسيم وهي مفاهيم عامة اعلامية تحمل في طياتها السمات الخصوصية لشعبنا ووضعة السياسي الداخلي اكثر مما تكون شروط تعجيزية تضيق  وتحدد مسار الكتابة.
ولكن يبدو ان الاستاذ تومي لا يزال يصر على ان يضع زهريرا في الخانة المتعاكسة وان لم نقل العدوة .ولايزال يصر على ان كل مايكتبه لابد ان ينشر لدى زهريرا. وبغض النظر عن ماهية واهمية تلك الكتابات وموضوعية طرحا وتأثيرها وان كانت صالحة ام لا. وهنا ليس انتقاصا من منابر اخرى قد تنشر كل ما يكتبه السيد تومي وهي حرة في ذلك وهذا يأتي في اطار رؤية ونهج تلك المنابر الاعلامية والتي ليست بالضرورة ان تتوافق وجهة نظرها وزهريرا ..
ولكن من المؤكد انها تنظر للوصول الى الهدف من زوايا تختلف عن زواية نظر زهريرا..وقد دأبت زهريرا على نشر كل الانتقادات التي وجهها السيد تومي اليها وبذلك حاولت ايصال رسالة لكل قراءها وزوارها فحواها ان ليست لدينا اية تحفظات من نقد  زهريرا كموقع ومنبر اعلامي ان كان الهدف منه هو تطوير العمل وتبيان اوجه الخلل والنقص فيه وفي اسلوبها في التعاطي مع الاحداث  ..
ولكن هي بالتأكيد سوف لن تنشر  أي مقال او نتاج ادبي او ثقافي  يمس وحدتنا القومية او يتعاطى مع الاحداث او المؤسسات ان كانت السياسية او الاجتماعية او الدينية بسلبية وتهجم غير مبرر والبعيد عن الموضوعية او تحقيق غايات شخصية وان كانت معظم الانتقادات والتهجم في هذه الفترة صارت تبنى وبشكل مقنع على خلفيات سياسية وادخال القضايا القومية قسرا في حل مشاكلنا الداخلية لغرض اسباغ الشرعية عليها  وادخالها في اطار النقد السياسي  او الرأي الحر.
وهو ما اكدت عليه زهريرا مرارا للسيد تومي ..وان الهدف من النقد وان كان بشكل مستمر هو التشويه ومجانبة الحقائق لغرض اشباع رغبات وافكار سياسية دون النظر الى الاهداف القومية او السياسية لشعبنا، والاسلوب العشوائي في طرح الامور هي مشكلة حقيقية ، وجب التأني في طرحها. ومن المؤكد ان العمل  بقواعد  النشر الحر يعنى لاالحرية المطلقة والتي قد يشذ البعض عن قواعد العمل الاعلامي والسياسي الملتزم بقضايا شعبنا .
لكون ان المنابر الحرة هي حرة في طرح الامور والقضايا السياسية التي الساخنة من أجل التقريب بين وجهات النظر والوصول الى الحدود الادنى للتوافق القومي وليس بتوسيع المسافات بينها وفتح ثغرات والدخول في تفاصيل الجدل العقيم.
في المقال الاخير للسيد تومي والذي حرصت زهريرا على نشره كونه لم يكن ليختلف عن سابقاته من المواضيع التي نشرها السيد تومي فيما يخص زهريرا نت. وقد جاء سبب نشره ايضا في ان ما انتقده السيد تومي كان يخص زهريرا تحديدا بسبب ان لاخوة الكتاب الذين انتقدهم السيد تومي نشرو نتاجاتهم  في زهريرا.
ورغم انني احاول قدر الامكان الابتعاد عن المهاترة والجدل العقيم مع السيد تومي لانه في احسن الاحوال كاتب يحاول السباحة في هذا البحر المتلاطم من التناقضات والصراعات التي هي بالاساس نتاج ترسبات  تاريخية لشعبنا وصراع شرس من اجل اثبات هويتنا القومية على ارض الاجداد اضافة الى التناقضات الوطنية والتشابك بين الاتجاهات السياسية العديدة والتي تحاول الحركة (زوعا ) ان تجد فسحة ومكان لشعبنا يمكن من خلاله مخاطبة الاخرين.
ومن المهم بمكان ان نذكر ان  السيد تومي يحاول العوم من في هذا البحر المتلاطم دون ان يحتاط بدفة توجه افكاره وتحدد مسار كتاباته  وبالتالي لن نجد أنفسنا كقراء الا امام مجموعة من الافكار المنتاقضة والمتصارعة في آن واحد.
ديدنها في الطرح هو الانتقائية. المحددة بأطار او دائرة واحدة هي زوعا ونشاطاته. ومحاولة جلب كل مايراد انتقاده او لا يتلائم وافكاره الى هذه الدائره ومن ثم اشباعه نقدا.
فمن جهة يحاول الاخ تومي لعب دور الامين الحريص على الوحدة القومية دون ان يتخذ من هذه الوحدة مسميات واضحة او حتى شعارات مطروحة او مستحدثة يمكن من خلالها مناقشة الذات ثم الاخرين. ولكن السيد تومي يصر على بعثرة كل شئ يصعب علينا من خلالها تدارك وملاحقة  سلسة الافكار المركبة لديه وتراه  ينزلق في مكان اخر الى النقد السياسي الحاد دون ان يوضح على أي ارض سياسية او فكر ينطلق لنقد الاخر.
ان كان بتوجهات يسارية لنقد المسار القومي ام بتوجهات دينية او طائفية. وحتى التسمية التي حقيقة كلنا محتارون في أي منها اختار السيد تومي  ليسير بمركبته السياسية الانتقدية ولنضع ايدينا على الخيط الذي يدلنا الى تلك الاحجيات.
ولكن الذي يمكننا ان نقرأه وبوضوح هو ان الاخ تومي هو ضد مشاريع زوعا وانجازاتها على طول الخط وحتى في الانتخابات كانت تهانيه مغلفة بأحزمة انتقادية ناسفة. لذا كان صعبا جدا ان ننتقد السيد تومي لكوننا لا نعرف مكان وقوفه فهو يختار جميع الالوان وجميع الزوايا في ذات الوقت وينتقد الجميع ..
وبالتأكيد سوف يكون لونه وزاويته دائما متعاكسة مع ما يختاره زوعا وبالتأكيد سوف لن ننزلق الى النقد المتقابل مادمت طروحاته السياسية والقومية غير واضحة.
ولكن نقطة نسجلها لصالح الاخ تومي هو اسلوبه في الكتابة كان دائما رصين و بعيدا عن التجريح وهو ويكتب بأسمه الصريح. [/b] [/size][/font]

صفحات: [1]