عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - جبرايل ماركو

صفحات: [1]
1
حلقة دراسية حول الحكم الذاتي للشعب الكلداني السرياني الاشوري في العراق.
دراسة واعداد. جبرايل ماركو
1 . الخلفية التأريخية
لسنا هنا بصدد سبر اغوار تأريخ العراق ــ بلاد ما بين النهرين ــ لنتعرف على مدى اصالة الشعب الكلداني السرياني الاشوري وسرمدية وجوده الازلي في وطنه. ولسنا هنا ايضا بصدد التحدث عن حضارته وعلومه وثقافته ودوره الريادي والوطني في بناء العراق الحضاري والمعاصر بمشاركة جميع المكونات القومية والدينية العراقية. بقدر ما نريد ان نسعى سوية لتسليط الاضواء على مشروعية حقوق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري القومية والوطنية في العراق الفيدرالي الموحد. وتأريخ نضال شعبنا الدؤوب والمتواصل على المسرح السياسي العراقي بدون باستمرا. للاقرار بوجوده القومي وبحقوقه القومية والوطنية المشروعة. منذ تأسيس الدولة العراقية في 23 اب 1921 والى الوقت الراهن. معاهدين الجميع على استمرار نضال شعبنا السلمي حتى يتم الاقرار دستوريا بحقوقنا القومية والوطنية المشروعة.
ان الهدف الاساسي من هذا المؤتمر الذي يشارك فيه اليوم عدد من المطارنة والكهنة ونائب رئيس البرلمان الالماني والعديد من السفراء ونائب ممثل حكومة اقليم كوردستان العراق في المانيا. الى جانب العديد من رجال العلم والفكر والكتاب المشهود بعطائهم. ومسؤولي وممثلي المؤسسات الانسانية ومؤسسات المجتمع المدني وممثلي الاحزاب السياسية والشخصيات الوطنية العراقية المستقلة. هذا المؤتمر الذي دعت اليه اللجنة التحضيرية. املنا ان نسعى معا لتسليط الاضواء واقع شعبنا الكلداني السرياني الاشوري على كل الصعد وخاصة على صعيد عمليات الابادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجري القسري التي طالت ابناء شعبنا في العراق. في الوقت الذي نؤكد للجميع باننا بامس الحاجة للاستماع الى ارائكم وافكاركم وتحليلاتكم ومداخلاتكم لاغناء تجربة مشروعنا السياسي وتفعليه على الساحة السياسية العراقية. مستفدين من خبراتكم وتجاربكم النضالية والسياسية. ليستطيع شعبنا ان يساهم الى جانب كل المكونات القومية والدينية في عملية بناء العراق الفيدرالي الموحد على الاسس والمفاهيم الوطنية والمبادئ الديمقراطية وصولا الى بناء دولة المواطنة الحقيقية.
فبالرغم من سياسة التهميش والاقصاء والالغاء لدور شعبنا في العملية السياسية وحرمانه من ممارسة حقوقه القومية والوطنية المشروعة في العراق. من قبل جميع الحكومات العراقية المتعاقبة على السلطة بما فيها الحكومات التي جاءت على سدة الحكم من بعد 9 نيسان 2003 . نعم لقد حرم شعبنا من تلك الحقوق المشروعة التي اقرتها مواثيق وقرارات الامم المتحدة وشرعة حقوق الانسان وموافقة دولة العراق عليها منذ تأريخ انضمامها الى عصبة الامم في عام 1932. ولكن رغم كل هذا لم يتوقف نضالنا السياسي ودوره الوطني البناء والريادي على الساحة الوطنية العراقية جنب الى جنب مع جميع ابناء المكونات القومية والدينية العراقية. ناهيك عن الدور الهام الذي ساهم به ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في تأسيس الحركة الوطنية العراقية ورفد صفوفها بخيرة المناضلين والكوادر السياسية كوقود ازلي لاستمرار شعلة مسيرتها النضالية .من اجل اقامة البديل الديمقراطي في العراق. القادر على حل المسألة القومية في الوطن. اما اخلاصنا الوطني للعراق فمشهود به من قبل اغلبية ابناء الشعب العراقي التي مازالت تحتفظ به الذاكرة العراقية الى يومنا هذا. سنحاول اليوم وبايجاز التحدث عن اهم المراحل النضالية التي مرت بها قضية شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق. وكيف تعاملت معها جميع السلطات السياسية العراقية المتعاقبة على دفة الحكم كما ذكرنا في البداية.
1. منذ تأسيس الدولة العراقية تم تغييب واقصاء وتهميش لدور وللحقوق القومية والوطنية المشروعة للشعب الكلداني السرياني الاشوري من الدساتير العراقية النافذة. بالرغم من العديد من الوعود الشفهية التي قطعت لشعبنا من قبل كل السلطات السياسية العراقية انذاك. ولكن مع الاسف لم تجسد تلك الوعود على ارض الواقع ولم تر النور. ولكن في نفس الوقت لم تتوقف مطالبة شعبنا السلطات العراقية للاقرار بوجودنا القومي وبتثبيت حقوقنا القومية والوطنية في الدساتير العراقية النافذة في تلك الفترة. الى جانب المحاولات العديدة التي قامت بها قياداتنا السياسية لدى عصبة الامم للعمل على اقناع الحكومة العراقية للالتزام بقرارات الشرعية الدولية وشرعة حقوق الانسان التي تؤكد على مشروعية حقوقنا القومية والوطنية في العراق. الا ان كل هذه المحاولات لم تجد اذانا صاغية امام معارضة السلطات السياسية العراقية.
2. مؤتمر قمة عمادية.
في منتصف شهر حزيران عام 1932 انعقد مؤتمر قمة عمادية بمشاركة جميع القوى السياسية والدينية لشعبنا. حيث انبثقت عن المؤتمر المذكور وثيقة وطنية. تم توجيهها الى الملك فيصل الاول والى الحكومة العراقية والى البرلمان العراقي والى المندوب السامي البريطاني. حيث تضمنت تلك الوثيقة على المطاليب القومية والوطنية التالية.
· الاقرار بالوجود القومي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق.
· الاقرار بحقوقنا القومية والوطنية المشروعة المتمثلة بالحكم الذاتي في مناطقه التأريخية.
· تخصيص نسبة مئوية من الميزانية العراقية الى سلطة الحكم الذاتي
· انتخاب الشعب الكلداني السرياني الاشوري لممثليهم في السلطة المركزية.
· الاقرار بالحرية الدينية للشعب الكلداني السرياني الاشوري في العراق.
· العمل على تطوير البنية التحتية في جميع المناطق التي يتواجد فيها ابناء شعبنا.
· اعتماد اللغة العربية والسريانية في المدارس الرسمية.
· توزيع الاراضي على ابناء شعبنا مع الحصانة التامة لجميع اراضي ابناء الشعب الكوردي.
· تعزيز وتوطيد العلاقات الوطنية بين جميع ابناء المكونات القومية والدينية العراقية.
لم تكتف الحكومة العراقية على رفض بنود الوثيقة الوطنية لحل قضية شعبنا في الوطن التي اقرها مؤتمر قمة عمادية. بل كلفت الجنرال بكر صدقي قائد الجيش العراقي انذاك للتوجه الى شمال العراق لضرب الحركة التحريرية لشعبنا التي انتهت. بارتكاب اول ابادة جماعية وتطهيرعرقي في تأريخ العراق المعاصر بحق ابناء شعبنا العزل من قبل الجيش العراقي الرسمي في بلدة سيميل الموافق 7 اب عام 1933 والتي ذهب ضحيتها الالاف من الشهداء الابرياء من الرجال والنساء والاطفال الذين كان ذنبهم الوحيد هو مطالبتهم الحكومة العراقية للاقرار بوجودهم القومي وبحقوقهم القومية والوطنية المشروعة دستوريا في مناطقهم التأريخية التي سكنوها منذ الازل. ناهيك عن تشريد عشرات الالاف من ابناء شعبنا الى سوريا ولبنان وقبرص نتيجة الابادة الجماعية المذكورة .
3 . انتفاضة الحبانية 1941.
لم يتوقف نضال ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الوطن. بل استمر في متابعة مسيرته النضالية والمطالبة بحقوقه القومية والوطنية المشروعة في العراق. وانطلاقا من مبدأ لا يضيع حق ورائه مطالب. جاءت انتفاضة الحبانية ردا على مواقف الحكومة العراقية والاستعمار البريطاني حول حرمان شعبنا من تثبيت حقوقه القومية والوطنية المشروعة في الدستور العراقي. وامتدادا لاستمرارية النضال ولدعم مطالب شعبنا المشروعة التي اقرتها وثيقة مؤتمر عمادية عام 1932 المتضمنة الاقرار بوجودنا القومي والوطني في العراق. وجاءت ايضا ردا على الابادة الجماعية التي ارتكبت بحق ابناء شعبنا العزل في سيميل. نتيجة مطالبتهم بمنحنهم الحكم الذاتي ضمن مناطقنهم التأريخية في العراق.
4 . المشاركة في ثورة 14 تموز 1958.
شارك ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بثورة 14 تموز 1958 التي قادها الزعيم عبد الكريم قاسم. وقدموا العديد من الشهداء والضحايا دفاعا عنها. ويومها استبشر ابناء كل المكونات القومية والدينية العراقية بكل انتمائاتهم السياسية خيرا بتجسيد اهداف الثورة. الهادفة الى اقامة البديل الديمقراطي والى بناء مجتمع العدالة والمساواة وترسيخ مبدأ المواطنة العراقية. وحل المسألة القومية المزمنة في العراق على اسس ومفاهيم وطنية وديمقراطية. لكن كل تلك الامال التي عقدتها جماهير المكونات القومية والدينية العراقية على الثورة مع الاسف ذهبت مع ادراج الرياح بسبب الصراعات الداخلية القاتلة التي نشبت بين احزاب وتيارات القوى الوطنية العراقية. والمؤمرات التي حيكت ضدها بدعم من الجهات الدولية والاقليمية والعربية التي ادت في نهاية المطاف الى اسقاط الثورة على يد الرئيس عبد السلام عارف واعوانه البعثيين.
5 . المشاركة في صفوف ثورة ايلول 1961.
الشعب الكلداني السرياني الاشوري شريك اساسي وفاعل في ثورة ايلول على كل الصعد. والمناضل الشهيد اثنيل شليمون كان اول شهيد من ابناء الثورة يسقط شهيدا في ساحة المعركة. بعد ان قاد عملية تحرير مبنى قائمقامية قضاء العمادية. نعم لقد شارك ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في صفوف ثورة ايلول الى جانب الاخوة الكورد والقوى الوطنية العراقية منذ انطلاقتها. ايمانا منهم لاقامة البديل الديمقراطي في العراق باعتباره الحل العملي والوحيد لتقديم الحلول العملية للمسألة القومية والدينية في الوطن. لقد برزالعديد من مناضلي شعبنا في قيادة الثورة الكوردية وقادوا اهم واشرس المعارك على مختلف الجبهات ضد السلطات الدكتاتورية. نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر الشهيد هرمز مالك جكو والشهيدة البطلة ماركريت جورج التي لقبت بجاندارك الفرنسية. والشهيد طليا شينو. والقائد الانصاري توما توماس وغيرهم من الابطال الذين سطروا اروع البطولات في ساحات المعارك. هنا نريد التأكيد بان الشعب الكلداني السرياني الاشوري كان الحليف والشريك الحقيقي للاخوة الكورد وللقوى الوطنية العراقية في النضال المشترك الذي خاضوه معا لاسقاط النظام الدكتاتوري لاقامة البديل الديمقراطي في العراق.
6 . عملية الابادة الجماعية في قرية صوريا.
في 27 ايلول 1969 ارتكبت قوات النظام الدكتاتوري في العراق الابادة الثانية بحق ابناء شعبنا في قرية صوريا التابعة لقضاء زاخو.نتيجة لانفجار لغم ارضي باحدى مجموعات الجيش العراقي. وعلى اثر ذلك اصدرت قيادة الجيش العراقي الاوامر بشن الهجوم على ابناء قرية صوريا العزل التي ادت الى استشهاد العديد من الرجال والنساء والاطفال ورجال الدين. نعم لقد شاركنا الاخوة الكورد والقوى الوطنية العراقية في السراء والضراء. كما قامت قوات النظام البائد في حرب الانفال بتدمير اكثر من 250 قرية من قرانا واديرتنا وكنائسنا التأريخية في في اقليم كوردستان العراق لقاء المشاركة وما قدموه ابناء شعبنا من دعم وامكانيات لكل القوى الوطنية العراقية بكل انتماءاتها القومية والسياسية. ناهيك عن الاف من الشهداء والضحايا الذين سقطوا في ساحات المعارك الى جانب الاخوة الكورد والقوى الوطنية العراقية في حرب الانصار ضد النظام البائد ــ والاخ سعيد شابو ــ العضو السابق في مكتب السويد للمجلس الشعبي هو احد المناضلين الاحياء الذين سطروا العديد من البطولات في معارك حرب الانصار. وشاهد عيان على كل تلك المراحل بتفاصيلها الدقيقة وبحلوها ومرها ـــ ناهيك عن مئات الضحايا الذين استشهدوا في عمليات الانفال السيئة الصيت التي شملت ابناء شعبنا والاخوة الكورد.
7 . صدور مرسوم نيسان 1972.
اصدر مجلس قيادة الثورة مرسوم نيسان 1972 الذي تضمن الاقرار بالحقوق الثقافية للناطقين باللغة السريانية في العراق. - الشعب الكلداني السرياني الاشوري - لقد شهدت هذه المرحلة اهم النشاطات والفعاليات القومية التي قادها النادي الثقافي الاشوري في بغداد الى جانب بقية مؤسساتنا القومية والثقافية والاجتماعية في العديد من المدن العراقية وبالدعم اللامتناهي من جماهير شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. لقد اعتبرت تلك المرحلة من اهم المراحل الاساسية في بلورة وصقل الوعي القومي والوطني والفكري للحراك السياسي الذي قادته النخبة القومية والوطنية المثقفة. والتي كان لها الفضل والدور الرئيسي في تأسيس تنظيماتنا وحزابنا السياسية في العراق- بالرغم من قصر عمر تلك الفترة الزمنية ــ بسبب الغاء النظام البائد للمرسوم المذكور بعد ان بدأ تأثيرها الواضح لدور المؤسسات القومية بين اوساط شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بشكل خاص وبين الاوساط الوطنية بشكل عام – لهذه الاسباب المذكورة اعلاه تعتبر تلك المرحلة من اهم المراحل الذهبية في تأريخنا المعاصر في العراق التي ساهمت في قيادة عملية الحراك السياسي وبلورة الوعي القومي والوطني وبلورة مفهوم العلاقة الجدلية بين الانتماء القومي والوطني في اوساط ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ومع كل القوى الوطنية التحريرية على الساحة العراقية.
8 . عملية التعداد السكاني.
في عملية التعداد السكاني التي جرت في العراق عام 1977 في القرن المنصرم رفض النظام البائد تسجيل ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري انتمائهم القومي في الخانة القومية المخصصة في استمارة الاحصاء. اسوة بالاخوة العرب والكورد والتركمان. ومارس النظام البائد سياسة التعريب ضد ابناء شعبنا لالغاء هويتهم القومية من خلال اجبارالكثيرمن ابناء شعبنا بالقوة على تسجيل اسمائهم في الخانة المخصصة للقومية العربية. والذي يتنافى مع ابسط مبادئ وقوانين شرعة حقوق الانسان ومبادئ المواثيق الدولية التي اقرتها الامم المتحدة. الحقوق القومية المشروعة بما فيها حق تقرير المصير لكل الشعوب في العالم. ناهيك عن عمليات التغيير الديمغرافي الذي قام به النظام السابق في العديد من مناطقنا التأريخية في سهل نينوى وكذلك التغييرات الديمغرافية والتجاوزات التي قام بها الكورد على العديد من القرى والمناطق التأريخية لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في شمال العراق. ناهيك عن العديد من قرى شعبنا التي مازات حتى تحت سيطرة الحزب العمال الكوردستاني.
9 . انتفاضة اذار 1991.
كانت جماهير شعبنا واحزابنا السياسية ومؤسساتنا القومية السباقة في الانخراط في صفوف انتفاضة اذار الى جانب جماهير واحزاب كل المكونات القومية والدينية العراقية. لاسقاط النظام البائد ولاقامة البديل الديمقراطي. فقدمارس ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري الشراكة مع ابناء الشعب الكوردي في اول انتخابات حرة شهدها اقليم كوردستان العراق عام 1992.
10 . ما بعد 9 نيسان 2003.
تؤكد لنا النتائج والوقائع الميدانية بأن الشعب الكلداني السرياني الاشوري كان الخاسر الاكبر من جراء نتائج العملية السياسية في العراق بعد سقوط النظام البائد. اذ تعرض شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ومايزال يتعرض اليوم لابشع عمليات الابادة الجماعية والتطهير العرقي وعمليات التهجير القسري من وطنه التأريخي. من دون ان تبذل الحكومات العراقية الجهود المطلوبة للدفاع عن مواطنيها لايقاف عمليات الابادة والتطهير العرقي التي تستدهفهم بشكل يومي خلال السبعة السنوات الاخيرة. والتي ذهب ضحيتها العديد من رموزنا الدينية وعشرات الالاف من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. والتي كانت اخرها ولن تكون الاخيرة. الابادة الجماعية التي ارتكبت في كنيسة سيدة النجاة في العاصمة بغداد في 31 اكتوبر 2010 . امام مرأى ومسمع الجيش العراقي وقواته الامنية والحكومة العراقية. ومن دون ان تكشف الحكومات العراقية الفاعلين وتقديمهم للمحاكمة العادلة. بالرغم من بلوغ تعداد الجيش العراقي وقواته الامنية المليون عنصر.
· قوميا مازالت احزابنا ومؤسساتنا القومية تناضل وتطالب من اجل تثبيت الحقوق القومية والوطنية المشروعة وفي مقدمتها استحداث محافظة لشعبنا في مناطقنا التأريخية في سهل نينوى والعمل على تفعيل المادة ــ 35ــ من مشروع دستور اقليم كوردستان العراق ليتمكن ابناء شعبنا من ممارسة سلطات الحكم الذاتي في مناطقهم التأريخية في اقليم كوردستان العراق.
· وطنيا فقد اثبتت الاحداث والوقائع وبشكل دامغ للجميع على ترسيخ المحاصصة الطائفية والمذهبية والعرقية بين القوى السياسية الكبرى الفاعلة على الساحة السياسية العراقية. نتيجة عدم وجود ثقة فيما بينها. مع تباين واضح في الاراء والمواقف والطروحات السياسية حول الصورة الحقيقية للعراق الفيدرالي الموحد. والتي تقف اليوم حجر عثرة امام تحقيق المصالحة الوطنية الفعلية على الساحة العراقية. كل هذه العوامل وغيرها ساهمت بدورها في كشف الساحة الوطنية العراقية امام القوى الظلامية والارهابية لتقود عمليات تفجير السيارات المفخخة في كل المناطق الامنة وممارسة عمليات الاغتيال والخطف ضد المواطنين العراقيين الابرياء.
نعم لقد تعرض ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العديد من المدن والمناطق في وطنهم العراقي الى عمليات الابادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري من وطنهم. ناهيك عن ايضا عمليات الاغتيال والخطف والتهديدات الارهابية الشبه اليومية التي تمارس ضدهم للاسراع في تهجيرهم من وطنهم واخرها ولن تكون الاخيرة. الابادة الجماعية التي ارتكبت بحق ابناء شعبنا الابرياء في كنيسة سيدة النجاة في العاصمة بغداد في 31 تشرين الاول 2010 ودخول قوات الامن العراقية الى نادي اشور بانيبال في العاصمة بغداد والتهديدات التي اطلقتها الى جميع الحضور.نعم لقد تعرض ابناء شعبنا لكل انواع الاغتيالات والخطف والتهديد والاضطهاد في البصرة والموصل وبغداد والانبار وكركوك. اما في منطقة الدورة فقد تم تخييرابناء شعبنا ما بين دفع الجزية او اعتناق الاسلام واجبار النساء على ارتداء الحجاب كشرط اساسي لبقائهم في منازلهم. ناهيك عن التفجيرات التي طالت كنائسنا لعدة مرات في بغداد والموصل وكركوك. بالاضافة الى عملية الاغتيالات التي طالت رموزنا الدينية وهم خارجون من بيوت الله بعد تأدية شعائرهم الدينية وابتهالاتهم لله ودعوتهم لعودة الامن والسلام الى ربوع الوطن.
ان الهدف الاساسي من وراء عمليات الاغتيال والخطف والتهديدات التي مورست ضد ابناء شعبنا في مختلف المدن والمناطق في العراق من قبل القوى الظلامية والارهابية كان بهدف اجبارهم على الهجرة من وطنهم السرمدي ومغادرته من دون العودة. مما اصبحوا مجبرين للتوجه الى الدول الاقليمية المجاورة بحثا عن الامن والامان. ولكن رغم كل هذه الاحداث الاليمة التي اصابت شعبنا في الصميم. والعوامل الضاغطة على ابناء شعبنا من كل الجهات. استطاعوا ان يصمدوا في الوطن وان يواصلوا مشاركتهم في العملية السياسية ايمانا منهم لديمومة وجودهم في الوطن. والعمل على مطالبة القوى السياسية العراقية في مجلس النواب العراقي وخارجه. لتحمل مسؤولياتها الوطنية للدفاع عن وجود شعبنا وللاقرار بحقوقه القومية والوطنية المشروعة من خلال تقديم مشروع سياسي ووطني على الساحة العراقية يضمن لشعبنا الشراكة السياسية الحقيقية في العراق الفيدرالي الى جانب كل المكونات القومية والدينية العراقية. للعمل معا على بناء وطن العدالة والمساواة للجميع. هكذا اتخذت جماهيرنا الشعبية زمام المبادرة لاول مرة في تأريخنا السياسي المعاصر ودعت الى انعقاد المؤتمر الشعبي الاول في مدينة عنكاوة بتأريخ 12 ــ 13 اذار 2007 والذي شارك فيه اكثر من 1200 مندوب من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري من الوطن والمهجر. حيث وافق المؤتمرون وبالاجماع على القرارات الاتية.
· وحدة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري.
· توحيد خطابنا القومي والسياسي.
· المطالبة بالحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري ضمن مناطقه التأريخية التي يقيم عليها اليوم في العراق الفيدرالي الموحد.
· تم توجيه مذكرتين باسم مؤتمر عنكاوا الى البرلمان العراقي والى برلمان اقليم كوردستان تضمنتا المطالبة على الاقرار بالحكم الذاتي لشعبنا الكلداني
السرياني الاشوري وتثبيته في الدستور العراق الفيدرالي ودستور اقليم كوردستان كضمانة دستورية وقانونية لحقوقنا القومية المشروعة ولشراكتنا السياسية الحقيقية في العراق الفيدرالي الموحد.
11 . مفهوم الحكم الذاتي في القانون الدولي والدستوري.
يعكس مفهوم الحكم الذاتي تأريخياً الجوانب المتعددة لحياة المجتمعات الانسانية – للقوميات والمجتمعات العرقية ـــ ويعتبر الحكم الذاتي ذو تأريخ طويل في الفكر الانساني والفلسفي الذي اكسبه الاهمية الفعلية للمعاني والادوار التأريخية وللممارسات والنتائج والحلول العملية التي حققها على الواقع. التي ساهمت في حل الخلافات والصراعات والنزاعات المزمنة بين القوميات المتعددة التي تعيش في وطن واحد. وعليه يمكن القول ان المقصود بالحكم الذاتي. هو نظام قانوني وسياسي يرتكز على قواعد القانون الدستوري. أو بتعبير اخر هو نظام لا مركزي مبني على اساس الاعتراف بالخصوصية القومية داخل الدولة. تتمتع بالاستقلال في ادارة شؤونها القومية تحت اشراف ورقابة السلطة المركزية. ولهذا فالحكم الذاتي في نطاق الدستورالوطني هو اسلوب للحكم والادارة في اطار الوحدة القانونية والسياسية للدولة. وقد ورد في الفصل الحادي عشر من ميثاق الامم المتحدة وفي المادتين 73 و 76 التي نصتا بكل وضوح على مفهوم الحكم الذاتي. وعلى التزام الدول الاعضاء في الامم المتحدة التي يتواجد فيها قوميات متعددة. لمنح شعوبهم حكما ذاتيا لادارة شؤون مواطنيهم ضمن المعايير العامة التي لا بد من تتوافر لديها مقومات الحكم الذاتي وممارستها على الواقع من خلال الالية الانتخابية لاختيار سلطات الحكم الذاتي الاساسية على الاسس الاتية.
· العمل على انتخاب سلطة تشريعية في منطقة الحكم الذاتي تتولى مهمة وضع الدستور وسن القوانين. على ان تتم عملية انتخاب اعضاء السلطة التشريعية بحرية وفي اطار ديمقراطي حقيقي.
· العمل على تشكيل سلطة تنفيذية يتم اختيار اعضائها من خلال ضوابط قانونية لها الصلاحية في ادارة منطقة الحكم الذاتي وخاضعة للمساءلة والمحاسبة من قبل السلطة التشريعية. التي تحظى بموافقة الشعب.
· العمل على تشكيل سلطة قضائية يناط بها مسؤولية تطبيق القانون واختيار القضاة والمحاكم.
· العمل على ضرورة التحقق من مشاركة السكان في اختيار حكومة الحكم الذاتي من دون اية ضغوط خارجية مباشرة او غير مباشرة
12 . مفهوم الحكم الذاتي في الدستور الفيدرالي.
قامت العديد من الدول التي اسهمت ظروفها التأريخية والاجتماعية والسياسية لوجود قوميات متعددة او جماعات متباينة على اراضيها. بطرح مشروع الحكم الذاتي كحل عملي للمسألة القومية من خلال العمل على تنظيمها ضمن الاطر القانونية والدستورية ليكون اساسا لحل المسألة القومية. وعلى هذه الاسس اقتنعت اكثر الحركات القومية والتنظيمات السياسية في العالم بأن الحكم الذاتي يمثل بالنسبة اليها احد اشكال التعبير السياسي الذي من خلاله يمكن المحافظة على خصوصيتها القومية والوطنية وتطويرها والعمل على تنمية تراثها الحضاري والثقافي وعلى قيام ابناء القوميات بادارة شؤونهم الداخلية داخل الدولة الموحدة. وعليه يمكن القول ان المقصود بالحكم الذاتي. هو نظام قانوني وسياسي يرتكز على قواعد القانون الدستوري الفيدرالي. وبتعبير اخر هو نظام لا مركزي مبني على اساس الاعتراف القومي داخل الدولة بالاستقلال في ادارة شؤونها تحت اشراف ورقابة السلطة الفيدرالية. ولهذا يبقى نظام الحكم الذاتي يمارس في نطاق الدستور الفيدرالي كنظام للحكم والادارة في اطار الوحدة القانونية والسياسية والسيادية للدولة.
ان المطالبة المشروعة بحقوقنا القومية والوطنية المشروعة. تستند بالدرجة الاولى الى المواثيق الدولية التي نصت عليها مبادئ وقوانين الامم المتحدة التي وردت في ميثاقها في الفصول 73 و 74 ومبادئ شرعة حقوق الانسان . واستنادا الى الوقائع القانونية والدستورية والظروف السياسية لعراق الفيدرالي. ولما كان شكل ادارة الدولة العراقية يتبنى النظام الفيدرالي كما نصت عليه المادة الاولى في الدستور العراقي. والتي تنص على ان جمهورية العراق دولة مستقلة ذات سيادة ونظام الحكم فيها جمهوري نيابي ديمقراطي اتحادي. اي بمعنى ان الفيدرالية في العراق هي نظام لادارة الدولة والمجتمع. وبما ان مفهوم الحكم الذاتي من الناحية السياسية والقانونية الذي يطالب به ابناء شعبنا لا يتقاطع او يتناقض مع المفهوم الفيدرالي لنظام الدولة العراقية كونه يأتي بالدرجة الثانية من ناحية شكل ادارة الدولة والمجتمع ومن الناحية القانونية والدستورية والسياسية. وعليه نستطيع ان نستشهد بالعديد من الدول في العالم التي تبنت النظام الفيدرالي. حيث تركيب هيكلية الدولة يتألف من العديد من المقاطعات والاقاليم ومناطق الحكم الذاتي. مثال على ذلك الصين. بلجيكا. كندا. سويسرا. اسبانيا. وماليزيا وغيرها من الدول الاخرى في العالم.
ان الحقوق القومية والوطنية المشروعة التي نطالب بها اليوم. لهو حق مشروع لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. وهو ثمرة نضالهم وتضحياتهم. الذين قدموا انفسهم قربانا على مذبح القضية والوطن. وفي نفس الوقت هي استحقاق سياسي ووطني مشروع اسوة باستحقاقات كل المكونات القومية العراقية التي تم اقرارها وتثبيتها في الدستور الفيدرالي العراقي كضمان دستوري وقانوني لحقوقها القومية المشروعة ولشراكتها السياسية الحقيقية في العراق. ان المادة 116 من الدستور العراقي تحتاج اليوم الى تعديل وتشريع قانوني من مجلس النواب العراقي لاصدار القانون المعني.لتتضمن هذه المادة على الحكم الذاتي ليتسنى لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري ممارسة حقه في الحكم الذاتي ضمن مناطقه التأريخية في العراق وتثبيته في الدستور الفيدرالي. لهذا فان مطالبة شعبنا المشروعة بالحكم الذاتي تتسم بالوطنية وبالعقلانية السياسية والقانونية والدستورية وتستند وتعتمد ايضا على اسس ومبادئ النظام الفيدرالي لجمهورية العراق.
ان الاقرار بالحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق وتثبيته في الدستورالفيدرالي العراقي. يعتبر تعزيزا لتقدم العملية السياسية العراقية وترسيخا ودعما للقيم الديمقراطية ولوحدة وسيادة العراق الفيدرالي. كما يعتبر في نفس الوقت امتحانا واختبارا لمصداقية كل القوى السياسية العراقية الفاعلة لتجسيد مواقفها على الواقع وتأكيدها على مدى حرصها وجديتها لبناء دولة القانون في العراق. لانه لايمكن بناء دولة القانون في العراق من دون الاقرار بالحقوق القومية والوطنية المشروعة لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري وفي مقدمتها استحداث محافظة لشعبنا في سهل نينوى وتفعيل المادة ــ 35 ــ من مشروع دستور اقليم كوردستان العراق. ليتم ممارسة سلطات الحكم الذاتي في مناطقنا التأريخية في العراق. لان الاعتراف بالخصوصية القومية لكل مكون قومي وديني في الوطن وبحقوقه القومية والوطنية المشروعة وبالتعددية السياسية وبحق الاختلاف والتمايز. سيساهم بقوة فعالة في تعزيز الهوية الوطنية العراقية الجامعة التي لايمكن فرضها بالاكراه او بألغاء الاخر. من هنا نناشد الحكومة الالمانية وكل المؤسسات الانسانية المشاركة في السيمنار وجميع ممثلي الحكومات والاحزاب الوطنية العراقية والشخصيات الوطنية العراقية المستقلة المشاركة. ومن خلالكم نتوجه الى جميع جماهيرالمكونات القومية العراقية وقواها السياسية المتمثلة تحت قبة مجلس النواب العراقي وخارجه. لدعم وتأييد حقوقنا القومية والوطنية المشروعة المتمثلة في استحداث محافظة للشعب الكلداني السرياني الاشوري في سهل نينوى. وتفعيل المادة ــ 35 ــ من مشروع دستور اقليم كوردستان العراق. ليتسن لابناء شعبنا ممارسة سلطات الحكم الذاتي ضمن مناطقهم التأريخية في الوطن. كضمانة دستورية وقانونية لشراكتنا السياسية الحقيقية في وطننا الازلي عراق.


2
الشعب الكلداني السرياني الاشوري واقع
بين مطرقتي الشيعة والسنة وسندان الاكراد

بقلم. جبرايل ماركو

منذ تأسيس الدولة العراقية سنة 1921 والشعب الكلداني السرياني الاشوري لم تتوقف معاناته كشريك وطني اصيل في الوطن. ولم يتوقف ايضا نضاله الدؤوب الوطني والقومي من اجل الاعتراف والاقرار بحقوقه الوطنية والقومية المشروعة. وتثبيتها في الدساتير العراقية النافذة. البداية كانت من مذكرة المطالب الوطنية التي اقرها مؤتمر قمة العمادية  المنعقد في الخامس والسادس عشر من شهر حزيران 1932. الذي ترأسه الشهيد قداسة البطريرك مار ايشاي شمعون. حيث اقر المؤتمرين بالاجماع على قراراته الوطنية التي طالبت بالاقرار بالحكم الذاتي  لشعبنا ضمن مناطقه التاريخية. وضمن وحدة وسيادة العراق. فكان الملك فيصل الاول اول المرحبين بالمطالب المشروعة مبادرا باللقاء مع  الشهيد قداسة البطريرك مار ايشاي شمعون في مصيف سرسينك. لكن  الاستعمار الانكليزي وبالتعاون مع الرجعية العراقية ومع بقايا ضباط الدولة العثمانية في الجيش العراقي. عملوا على افشال هذه المطالب الوطنية المشروعة. وساهموا في شق وحدة الصف القومي. وقاموا بارتكاب مجزرة سيميل  بحق العزل من ابناء شعبنا في السابع من اب 1933. ولكن رغم كل هذه المآسي والويلات التي لحقت بابناء شعبنا. لم يتوانوا على مواصلة الاستمرار في النضال والمضي قدما في مسيرتهم من اجل المطالبة بحقوقهم الوطنية والقومية المشروعة. والعمل ايضا على رفد الحركة الوطنية العراقية في كل مراحلها النضالية بخيرة المناضلات والمناضلين من اجل اقامة البديل الديمقراطي في العراق والاقرار بالتعددية القومية. للاقرار بحقوقهم الوطنية والقومية المشروعة. وتجسيد دور الشراكة الوطنية الفعلية في كل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية في الوطن. كما انهم لم يبخلوا يوما في تقديم الشهيدات والشهداء على مذبح الوطن للدفاع عن العراق عندما تعرض لاي هجوم خارجي.

وبحكم ثقل الوجود الديمغرافي والجغرافي  للشعب الكلداني السرياني الاشوري مع الشركاء العرب في محافظة  نينوى ومع الاكراد في شمال العراق. ومع انطلاق ثورة ايلول سنة 1961 التي شارك بها ابناء شعبنا في صفوف هذه الثورة التي قادها الملا مصطفى البارزاني. وقدموا العديد من الشهداء من اجل اقامة البديل الديمقراطي في العراق والاقرار بالحقوق الوطنية والقومية للاكراد والكلدان السريان الاشورين وبقية المكونات الاخرى. والعمل على تثبيتها في الدستور العراقي. وهكذا استمر النضال ايضا جنب الى جنب مع احزاب المعارضة العراقية حتى تم اسقاط النظام الدكتاتوري في التاسع من نيسان 2003. فكانت المراهنة على قوى المعارضة العراقية التي استولت على السلطة بدعم من الامريكان وحلفائهم من اجل اقامة نظام ديمقرطي حقيقي يقود العراق في المرحلة القادمة. ولكن سرعان ما تبخرت كل تلك الوعود والاحلام الوردية. فلم تتطابق حسابات الحقل مع حسابات البيدر. وخاصة بعد تأسيس نظام المحصاصة الطائفية بين الشيعة والسنة والاكراد. حيث تم الاتفاق فيما بينهم على توزيع كل السلطات والمواقع والمناصب في الدولة العراقية. والعمل على اقصاء وتهميش والغاء دورالكلدان السريان الاشوريين والايزيديين والصابئة المندائئين. والتنصل من حمايتهم ومن الدفاع عنهم والتنكر لحقوقهم ولدورهم. مما تعرضوا للعديد من عمليات الابادات الجماعية والقتل والاغتيال وعمليات الاختطاف للضغط عليهم واجبارهم على تهجيرهم من مناطقهم التاريخية ومن العاصمة بغداد ومن مدن البصرة والموصل والمدن العراقية الاخرى. والاستيلاء والسيطرة على املاكهم وعقاراتهم. ومن دون ان يتمكنوا ممثلي شعبنا في كل الدورات البرلمانية من تقديم اي حل يذكر لاعادة هذه الاملاك والعقارات الى اصحابها الشرعيين. لهذا بقيت قضايا املاك وعقارات ابناء شعبنا من دون اي حل حتى الان. ولم تقم الحكومات المتعاقبة على السلطة ببذل اي اية جهود حتى الان لاعادة الاملاك المغتصبة الى اصحابها الشرعيين. بالرغم من كل الوعود والتصريحات التي اطلقها سماحة السيد مقتدى الصدر وبقية زعماء القيادات الشيعية التي تدير دفة الدولة العميقة في العراق.

وكلما نراجع خطابات ومواقف القادة العرب والأكراد من قضايا شعبنا (الكلداني السرياني الآشوري) منذ سقوط النظام الدكتاتوري عام 2003 والى يومنا هذا. نستغرب ونندهش بسبب هذه التناقضات الموجود بين الكلام الذي سمعناه وبين ممارساتهم على الواقع الذي نعيشه بشكل يومي. واذا سلطنا الاضواء على عملية الاقصاء والالغاء والتهميش التي يعاني منها ابناء شعبنا في كافة المجالات وعلى كل الصعد. ولاسيما على مستوى الوظائف العامة وفي القوات المسلحة. بالإضافة الى التجاوزات المستمرة على العقارات والبيوت في العاصمة بغداد والبصرة مثالا . والتجاوزات ايضا على آراضي بلداتنا وقرانا في الاقليم. وعلى سبيل المثال. مسألة اراضي مدينة عنكاوا. حيث حتى الان لم يتم تعويض اهالينا في عنكاوا باراضي عوضا عن اراضيهم التي تم تشييد المطار عليها. ولا عن الاراضي الزراعية التي تم الاستيلاء عليها مؤخرا من قبل متنفذين في سلطة الاقليم. بالرغم من كل الجهود التي بذلتها وتبذلها جمعية مارعودة الزراعية. والجاوزات ايضا على القرى واراضي في محافظة دهوك. وكذلك وجود العديد من المجمعات السكنية للأكراد. التي تغزو القرى والقصبات لأبناء الشعب الكلداني السرياني الاشوري. ومنها ناحية مانكيش. وقرية كوماني القريبة من مدينة عمادية. وقرية كوري كافانا قرب ناحية زاويتة وغيرها من القرى الاخرى في قضاء زاخو واخيرا كانت قضية اراضي قرية بادرش. بالإضافة الى ذلك. فإن قرى سهل نهلة ايضا تعاني من بعض التجاوزات والمضايقات باستمرار بحجة تواجد عناصر من مقاتلي  p . K . K والناس جميعهم يعلمون بأن هذه المنظمة لا وجود لها في تلك المنطقة. ولا يوجد اصلا مبرر لوجودها هناك. وأن الجميع يعلم ايضا أين يتواجد عناصر هؤلاء الثوار. أنهم يتواجدون. في الجبال وفي المناطق الوعرة قرب الحدود التركية. وان منطقة سهل نهلة تبعد أكثر من مائة كيلومتر من الحدود التركية. كما ان هؤلاء ليسوا قطاع الطرق. بل قوات منظمة لهم إمكانيات مادية ولوجستية وعسكرية بمستوى الإقليم. فما هو هذا الدافع لكي يتواجدون في قرى فقيرة حيث يظهر ذلك من خلال بيوتهم التي معظمها بنائها من الطين. وهكذا فإن معظم قرانا باتت متجاوز عليها وبذرائع مختلفة. وبالرغم من العديد من المطالب التي قدمت الى كل السلطات في الاقليم. ولكن مع الاسف كانت كلها بلا جدوى. وعلى كل حال كانت باقية بلدة القوش بدون تجاوز على أراضيها ولكن بدأ التجاوز على حقوق أهلها من قبل مديرية الآسايش في الناحية. فقبل فترة زمنية ليست ببعيدة. حاول مجموعة من شباب القوش العاطلين عن العمل والبالغ عددهم آكثر من سبعون شاباً الأنخراط بمؤسسة الحشد الشعبي في محافظة نينوى. ولكن قبل الالتحاق تم إستدعائهم الى مركز الآسايش في القوش وتهديدهم بطردهم من القوش هم مع عوائلهم إذا التحقوا بقوات الحشد الشعبي. بالرغم من آن الحشد الشعبي هي مؤسسة حكومية ولكل مواطن له الحق بالانضمام اليها. وعند استدعاء هولاء الشباب الى مركز الاسايش للتحقيق معهم. طالبوا هؤلاء الشباب من الاسايش توفير فرصة عمل لهم في القوات المسلحة الكردية. ولكن الاسايش رفضوا ذلك. واخيراً بدأوا هؤلاء الشباب بالتفكير لإيجاد طريقة للهجرة خارج الوطن. لانهم لم يعودوا يشعرون بان هذا الوطن ينتمون اليه. وهناك مشكلة أخرى في القوش. وجود قوات الامن الكوردية ( الآسايش )المنتشرة في القوش. حيث تتواجد مديرية آسايش نينوى في القوش. وكذلك مديرية آسايش تلكيف في القوش. بالاضافة الى مديرية آسايش القوش. ولا نعرف لماذا لا تذهب آسايش نينوى وتلكيف الى قضاء الشيخان. او ناحية فايدة مثلا. وهي مدن كوردية ولها اهمية كبيرة وخاصة فايدة. فيها الكثير من المجمعات. والنازحين. ومنهم الأكراد السوريون. ربما يتطلب مراقبتهم. أما قصبة القوش المسيحية الخالية من الغرباء. فقد كان عدد نفوسها قبل سقوط النظام. حوالي سبعة آلاف نسمة. أمًا الآن لايتجاوز نفوسها آلفين وخمسمائة نسمة. وبسبب الهجرة المستمرة. لأنهم يعتقدون بآنه لا يوجد مستقبل لهم في هذا البلد يضمن لهم الحرية والعدالة والأمن والاستقرار. فاحزاب السلطة الحاكمة في بغداد هدفهم تطبيق الشريعة الإسلامية عاجلًا أم آجلًا. أما سلطات الإقليم. يعتبرون المكونات غير الكوردية في اقليم كردستان مقيمين بشكلٍ موقتً. وهذا ما صرح به قبل عدة سنوات الملا بختيار عضو المكتب السياسي في حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني. وعندما طالبوا بعض السياسين من أبناء شعبنا منه بالتراجع عن تصريحه. ولكن لم يلق اية استجابة منه للاعتذار. كما لم نسمع من الأحزاب السياسية الكردية رفض هذا التصريح وادانته. او استنكاره. لقد كان تاريخنا مع الأكراد في الماضي مليئ بالمآسي والويلات. ولكن استبشرنا خيرًا بالثورة الكردية. وبالقيادة البارزانية التاريخية للشعب الكردي. ولكن عندما نرى الممارسات والمواقف ونعيش الواقع المرير نعتقد وبدون شك. بأن معاناتنا الان وفي المستقبل ستكون أصعب بكثير من معاناة أجدادنا. من هنا نناشد كل القيادات السياسية العربية والكردية وكل المسؤولين ان يتم التعامل مع الشعب الكلداني السرياني الاشوري كشريك وطني حقيقي الذي قدم التضحيات على مذبح الوطن والامة في سبيل نيل وتثبيت حقوقه الوطنية والقومية المشروعة في الوطن وفي الاقليم اسوة بابناء كل المكونات القومية والدينية التي نصها عليها الدستور الفيدرالي ومسودة دستور الاقليم.

3
حلقة دراسية حول
الحكم الذاتي
للشعب الكلداني السرياني الاشوري

في العراق


1 . الخلفية التأريخية   

لسنا هنا بصدد سبر اغوار تأريخ العراق ــ بلاد ما بين النهرين ــ لنتعرف على مدى اصالة الشعب الكلداني السرياني الاشوري وسرمدية وجوده الازلي في  وطنه. ولسنا هنا ايضا بصدد التحدث عن حضارته وعلومه وثقافته ودوره الريادي والوطني في بناء العراق الحضاري والمعاصر بمشاركة جميع المكونات القومية والدينية العراقية. بقدر ما نريد ان نسعى سوية لتسليط الاضواء على مشروعية حقوق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري القومية والوطنية في العراق الفيدرالي الموحد. وتأريخ نضال شعبنا الدؤوب والمتواصل على المسرح السياسي العراقي بدون باستمرا. للاقرار بوجوده القومي وبحقوقه القومية والوطنية المشروعة. منذ تأسيس الدولة العراقية في 23 اب 1921 والى الوقت الراهن.  معاهدين الجميع على استمرار نضال شعبنا السلمي حتى يتم الاقرار دستوريا بحقوقنا القومية والوطنية المشروعة.

ان الهدف الاساسي من هذا المؤتمر الذي يشارك فيه اليوم عدد من المطارنة والكهنة ونائب رئيس البرلمان الالماني والعديد من السفراء ونائب ممثل حكومة اقليم كوردستان العراق في المانيا. الى جانب العديد من رجال العلم والفكر والكتاب المشهود بعطائهم . ومسؤولي وممثلي المؤسسات الانسانية ومؤسسات المجتمع المدني وممثلي الاحزاب السياسية والشخصيات الوطنية العراقية المستقلة. هذا المؤتمر الذي دعت اليه اللجنة التحضيرية. املنا ان نسعى معا لتسليط  الاضواء واقع شعبنا الكلداني السرياني الاشوري على كل الصعد وخاصة على عمليات الابادة الجماعية والتطهيرالعرقي والتهجري القسري التي طالت ابناء شعبنا في العراق. في الوقت الذي نؤكد للجميع باننا بامس الحاجة للاستماع الى ارائكم وافكاركم وتحليلاتكم ومداخلاتكم لاغناء  تجربة مشروعنا السياسي وتفعليه على الساحة السياسية العراقية.  مستفدين من خبراتكم وتجاربكم النضالية والسياسية. ليستطيع شعبنا ان يساهم الى جانب  كل المكونات القومية والدينية في عملية بناء العراق الفيدرالي الموحد على الاسس والمفاهيم الوطنية والمبادئ الديمقراطية وصولا الى بناء دولة المواطنة الحقيقية.

 فبالرغم من سياسة التهميش والاقصاء والالغاء  لدورشعبنا في العملية السياسية وحرمانه من ممارسة حقوقه القومية والوطنية المشروعة في العراق. من قبل جميع الحكومات العراقية المتعاقبة على السلطة بما فيها الحكومات التي جاءت على سدة الحكم  من بعد 9 نيسان 2003 .  نعم لقد حرم شعبنا من تلك الحقوق المشروعة التي اقرتها مواثيق وقرارات الامم المتحدة وشرعة حقوق الانسان وموافقة دولة العراق عليها منذ تأريخ انضمامها الى عصبة الامم في عام 1932 . ولكن رغم كل هذا لم يتوقف نضالنا السياسي ودوره الوطني البناء والريادي على الساحة الوطنية العراقية جنب الى جنب مع  جميع ابناء المكونات القومية والدينية العراقية. ناهيك عن الدور الهام الذي ساهم به ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في تأسيس الحركة الوطنية العراقية ورفد صفوفها بخيرة المناضلين والكوادر السياسية كوقود ازلي لاستمرار شعلة مسيرتها النضالية .من اجل اقامة البديل الديمقراطي في العراق. القادرعلى حل المسألة القومية في الوطن. اما اخلاصنا الوطني للعراق فمشهود به من قبل اغلبية ابناء الشعب العراقي التي مازالت تحتفظ به الذاكرة العراقية الى يومنا هذا.

سنحاول اليوم وبايجاز التحدث عن اهم المراحل النضالية التي مرت بها قضية شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق. وكيف تعاملت معها جميع السلطات السياسية  العراقية المتعاقبة على دفة الحكم كما ذكرنا في البداية.

1.   منذ تأسيس الدولة العراقية تم تغييب واقصاء وتهميش لدور وللحقوق القومية والوطنية المشروعة للشعب الكلداني السرياني الاشوري من الدساتير العراقية النافذة. بالرغم من العديد من الوعود الشفهية التي قطعت لشعبنا من قبل كل السلطات السياسية العراقية انذاك.  ولكن مع الاسف لم تجسد تلك الوعود على ارض الواقع ولم تر النور. ولكن في نفس الوقت لم تتوقف مطالبة شعبنا السلطات العراقية للاقرار بوجودنا القومي وبتثبيت حقوقنا القومية والوطنية في الدساتير العراقية النافذة في تلك الفترة. الى جانب المحاولات العديدة التي قامت بها  قياداتنا السياسية لدى عصبة الامم للعمل على اقناع الحكومة العراقية للالتزام بقرارات الشرعية الدولية وشرعة حقوق الانسان التي تؤكد على مشروعية حقوقنا القومية والوطنية في العراق. الا ان كل هذه المحاولات لم تجد اذانا صاغية امام معارضة السلطات السياسية العراقية.

2.   مؤتمر قمة عمادية.

في منتصف شهر حزيران عام  1932 انعقد مؤتمر قمة عمادية  بمشاركة جميع القوى السياسية والدينية لشعبنا.  حيث انبثقت عن المؤتمر المذكور وثيقة وطنية. تم توجيهها الى الملك فيصل الاول والى الحكومة العراقية والى البرلمان العراقي والى المندوب السامي البريطاني. حيث تضمنت تلك الوثيقة على المطاليب القومية والوطنية التالية.

•   الاقرار بالوجود القومي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق.
•   الاقرار بحقوقنا القومية والوطنية المشروعة المتمثلة بالحكم الذاتي في مناطقه التأريخية.
•   تخصيص نسبة مئوية من الميزانية العراقية الى سلطة الحكم الذاتي
•   انتخاب الشعب الكلداني السرياني الاشوري لممثليهم في السلطة المركزية.
•   الاقرار بالحرية الدينية للشعب الكلداني السرياني الاشوري في العراق.
•   العمل على تطوير البنية التحتية في جميع المناطق التي يتواجد فيها  ابناء شعبنا.
•   اعتماد اللغة العربية والسريانية في المدارس الرسمية.
•   توزيع الاراضي على ابناء شعبنا مع الحصانة التامة لجميع اراضي ابناء الشعب الكوردي.
•   تعزيز وتوطيد العلاقات الوطنية بين جميع ابناء المكونات القومية  والدينية العراقية.

لم تكتف الحكومة العراقية على رفض بنود الوثيقة الوطنية لحل قضية شعبنا في الوطن التي اقرها مؤتمر قمة عمادية. بل كلفت الجنرال بكر صدقي قائد الجيش العراقي انذاك للتوجه الى شمال العراق لضرب الحركة التحريرية لشعبنا التي انتهت. بارتكاب اول ابادة جماعية وتطهيرعرقي في تأريخ العراق المعاصر بحق ابناء شعبنا العزل من قبل الجيش العراقي الرسمي في بلدة سيميل الموافق  7 اب عام 1933  والتي ذهب  ضحيتها الالاف من الشهداء الابرياء من الرجال والنساء والاطفال الذين كان ذنبهم الوحيد هو مطالبتهم الحكومة العراقية للاقرار بوجودهم القومي وبحقوقهم القومية والوطنية المشروعة دستوريا في مناطقهم التأريخية التي سكنوها منذ الازل. ناهيك عن تشريد عشرات الالاف من ابناء شعبنا الى سوريا ولبنان وقبرص نتيجة الابادة الجماعية المذكورة .

3 . انتفاضة الحبانية 1941 .

 لم يتوقف نضال ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الوطن. بل استمر في متابعة مسيرته النضالية والمطالبة بحقوقه القومية والوطنية المشروعة في العراق. انطلاقا من مبدأ لا يضيع حق ورائه مطالب. جاءت انتفاضة الحبانية ردا على مواقف الحكومة العراقية والاستعمار البريطاني حول حرمان شعبنا من تثبيت حقوقه القومية والوطنية المشروعة في الدستور العراقي. وامتدادا لاستمرارية النضال ولدعم مطالب شعبنا المشروعة التي اقرتها وثيقة مؤتمر عمادية عام 1932 المتضمنة الاقرار بوجودنا القومي والوطني في العراق. وجاءت ايضا ردا على الابادة الجماعية التي ارتكبت بحق ابناء شعبنا العزل في سيميل. نتيجة مطالبتهم بمنحنهم الحكم الذاتي ضمن مناطقنهم التأريخية في العراق.

4 . المشاركة في ثورة 14 تموز  1958.

 شارك ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بثورة 14 تموز 1958 التي قادها الزعيم عبد الكريم قاسم. وقدموا العديد من الشهداء والضحايا دفاعا عنها. ويومها استبشر ابناء كل المكونات القومية والدينية العراقية بكل انتمائاتهم السياسية خيرا بتجسيد اهداف الثورة. الهادفة الى اقامة البديل الديمقراطي والى بناء مجتمع العدالة والمساواة وترسيخ مبدأ المواطنة العراقية. وحل المسألة القومية المزمنة في العراق على اسس ومفاهيم وطنية وديمقراطية. لكن كل تلك الامال التي عقدتها  جماهير المكونات القومية والدينية العراقية على الثورة مع الاسف ذهبت مع ادراج الرياح بسبب الصراعات الداخلية القاتلة التي نشبت بين احزاب وتيارات القوى الوطنية العراقية. والمؤمرات التي حيكت ضدها بدعم من الجهات الدولية والاقليمية والعربية التي ادت في نهاية المطاف الى اسقاط الثورة على  يد الرئيس عبد السلام عارف واعوانه البعثيين.
 
5 . المشاركة في صفوف الثورة الكوردية ايلول 1961.

 الشعب الكلداني السرياني الاشوري شريك اساسي وفاعل في الثورة الكوردية على كل الصعد. والمناضل الشهيد اثنيل شليمون كان اول شهيد من الثورة يسقط  في  ساحة المعركة. بعد ان قاد عملية تحرير مبنى قائمقامية قضاء العمادية.  نعم لقد شارك ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في صفوف الثورة الكوردية الى جانب الاخوة الكورد والقوى الوطنية العراقية منذ انطلاقتها. ايمانا منهم لاقامة البديل الديمقراطي في العراق باعتباره الحل العملي والوحيد لتقديم الحلول العملية للمسألة القومية والدينية في الوطن. لقد برزالعديد من مناضلي شعبنا في قيادة الثورة الكوردية وقادوا اهم واشرس المعارك على مختلف الجبهات ضد السلطات الدكتاتورية. نذكر منهم على سبيل المثال الشهيد هرمز مالك جكو والشهيدة البطلة ماركريت جورج التي لقبت بجاندارك الفرنسية. والشهيد طليا طليا وغيرهم من الابطال الذين سطروا اروع البطولات في ساحات المعارك. هنا نريد التأكيد بان الشعب الكلداني السرياني الاشوري كان الحليف والشريك الحقيقي للاخوة الكورد وللقوى الوطنية العراقية في النضال المشترك الذي خاضوه معا لاسقاط النظام الدكتاتوري لاقامة البديل الديمقراطي في العراق.

6 . عملية الابادة الجماعية في قرية صوريا.

في 27 ايلول 1969 ارتكبت قوات النظام الدكتاتوري في العراق الابادة الثانية بحق ابناء شعبنا في قرية صوريا التابعة لقضاء زاخو.نتيجة لانفجار لغم ارضي باحدى مجموعات الجيش العراقي. وعلى اثر ذلك اصدرت قيادة الجيش العراقي الاوامر بشن الهجوم على ابناء قرية صوريا العزل التي ادت الى استشهاد العديد من الرجال والنساء والاطفال ورجال الدين. نعم لقد شاركنا الاخوة الكورد والقوى الوطنية العراقية في السراء والضراء. كما قامت قوات النظام البائد في حرب الانفال بتدمير اكثر من 250 قرية من  قرانا واديرتنا وكنائسنا التأريخية في في اقليم كوردستان العراق لقاء المشاركة وما قدموه ابناء شعبنا من دعم وامكانيات لكل القوى الوطنية العراقية بكل انتماءاتها القومية والسياسية.  ناهيك  عن الاف من الشهداء والضحايا  الذين سقطوا في ساحات المعارك الى جانب الاخوة الكورد والقوى الوطنية العراقية  في حرب الانصار ضد النظام البائد ــ والاخ سعيد شابو ــ  العضو السابق في مكتب السويد  للمجلس الشعبي هو احد المناضلين الاحياء الذين سطروا العديد من البطولات في معارك حرب الانصار. وشاهد عيان على كل تلك المراحل بتفاصيلها الدقيقة وبحلوها ومرها ـــ ناهيك عن مئات الضحايا الذين استشهدوا في عمليات الانفال السيئة الصيت التي شملت ابناء شعبنا والاخوة الكورد.

7 . صدور مرسوم نيسان 1972.

اصدر مجلس قيادة الثورة مرسوم نيسان 1972 الذي تضمن الاقرار بالحقوق الثقافية للناطقين باللغة السريانية في العراق. - الشعب الكلداني السرياني الاشوري -  لقد شهدت هذه المرحلة اهم النشاطات والفعاليات القومية التي قادها النادي الثقافي الاشوري في بغداد الى جانب بقية مؤسساتنا القومية والثقافية والاجتماعية في العديد من المدن العراقية وبالدعم اللامتناهي من جماهير شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. لقد اعتبرت تلك المرحلة من اهم المراحل الاساسية في بلورة وصقل الوعي القومي والوطني والفكري للحراك السياسي الذي قادته النخبة القومية والوطنية المثقفة. والتي كان لها الفضل والدور الرئيسي في تأسيس تنظيماتنا وحزابنا السياسية في العراق- بالرغم  من قصر عمر تلك الفترة الزمنية ــ بسبب الغاء النظام البائد للمرسوم المذكور بعد ان بدأ تأثيرها الواضح لدور المؤسسات القومية بين اوساط شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بشكل خاص وبين الاوساط الوطنية بشكل عام – لهذه الاسباب المذكورة اعلاه تعتبر تلك المرحلة من اهم المراحل الذهبية في تأريخنا المعاصر في العراق التي ساهمت في قيادة عملية الحراك السياسي  وبلورة الوعي القومي والوطني وبلورة  مفهوم العلاقة الجدلية بين الانتماء القومي والوطني في اوساط ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ومع كل القوى الوطنية التحريرية على الساحة العراقية.

8 . عملية التعداد السكاني.

 في عملية التعداد السكاني التي جرت في العراق عام 1977 في القرن المنصرم رفض النظام البائد تسجيل ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري انتمائهم القومي في الخانة القومية المخصصة في استمارة الاحصاء. اسوة بالاخوة العرب والكورد والتركمان.  ومارس النظام البائد سياسة التعريب  ضد ابناء شعبنا لالغاء هويتهم القومية من خلال اجبارالكثيرمن ابناء شعبنا بالقوة على تسجيل اسمائهم  في الخانة المخصصة للقومية العربية.  والذي يتنافى مع ابسط مبادئ وقوانين شرعة حقوق الانسان ومبادئ المواثيق الدولية التي اقرتها الامم المتحدة. الحقوق القومية المشروعة  بما فيها حق تقرير المصير لكل الشعوب في العالم. ناهيك عن عمليات التغيير الديمغرافي الذي قام به النظام السابق في العديد من مناطقنا التأريخية في سهل نينوى وكذلك التغييرات الديمغرافية والتجاوزات التي قام بها الكورد على العديد من القرى والمناطق التأريخية لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في شمال العراق. ناهيك عن العديد من قرى شعبنا التي مازات حتى تحت سيطرة الحزب العمال الكوردستاني.

9 . انتفاضة اذار 1991.

 كانت جماهير شعبنا واحزابنا السياسية ومؤسساتنا القومية السباقة في الانخراط في صفوف انتفاضة اذار الى جانب جماهير واحزاب كل المكونات القومية والدينية العراقية. لاسقاط النظام البائد ولاقامة البديل الديمقراطي. فقدمارس ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري الشراكة مع ابناء الشعب الكوردي في اول انتخابات حرة شهدها اقليم كوردستان العراق عام 1992.

10 . ما بعد 9 نيسان 2003.

تؤكد لنا النتائج والوقائع الميدانية بأن الشعب الكلداني السرياني الاشوري كان الخاسرالاكبرمن جراء نتائج العملية السياسية في العراق بعد سقوط النظام البائد.

•   اذ تعرض شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ومايزال يتعرض اليوم لابشع عمليات الابادة الجماعية والتطهير العرقي وعمليات التهجير القسري من وطنه التأريخي. من دون ان تبذل الحكومات العراقية الجهود المطلوبة للدفاع عن مواطنيها ولايقاف عمليات الابادة والتطهير العرقي التي تستدهفهم بشكل يومي خلال السبعة السنوات الاخيرة. والتي ذهب ضحيتها العديد من رموزنا الدينية وعشرات الالاف من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. والتي كانت اخرها ولن تكون الاخيرة. الابادة الجماعية التي ارتكبت في كنيسة سيدة النجاة في العاصمة بغداد في 31 اكتوبر 2010 . امام مرأى ومسمع الجيش العراقي وقواته الامنية والحكومة العراقية. ومن دون ان تكشف الحكومات العراقية الفاعلين وتقديمهم للمحاكمة العادلة. بالرغم من بلوغ  تعداد الجيش العراقي وقواته الامنية الى المليون عنصر.

•   قوميا مازالت احزابنا ومؤسساتنا القومية تناضل وتطالب من اجل تثبيت الحقوق القومية والوطنية المشروعة وفي مقدمتها استحداث محافظة لشعبنا في مناطقنا التأريخية في سهل نينوى والعمل على تفعيل المادة  ــ 35ــ من مشروع دستور اقليم كوردستان العراق ليتمكن ابناء شعبنا من ممارسة سلطات الحكم الذاتي في مناطقهم التأريخية في اقليم كوردستان العراق.


•    وطنيا  فقد اثبتت الاحداث والوقائع وبشكل دامغ للجميع على ترسيخ المحاصصة  الطائفية والمذهبية والعرقية بين القوى السياسية الكبرى الفاعلة على الساحة السياسية العراقية. نتيجة عدم وجود ثقة فيما بينها. مع تباين واضح في الاراء والمواقف والطروحات السياسية حول الصورة الحقيقية للعراق الفيدرالي الموحد. والتي تقف اليوم حجر عثرة امام تحقيق المصالحة الوطنية الفعلية على الساحة العراقية. كل هذه العوامل وغيرها ساهمت بدورها في كشف الساحة الوطنية العراقية امام القوى الظلامية  والارهابية لتقود عمليات تفجير السيارات المفخخة في كل المناطق الامنة وممارسة عمليات الاغتيال والخطف ضد المواطنين العراقيين الابرياء.

 نعم لقد تعرض ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العديد من المدن والمناطق في وطنهم العراقي الى عمليات الابادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري من وطنهم. ناهيك عن ايضا عمليات الاغتيال والخطف والتهديدات الارهابية الشبه اليومية التي تمارس ضدهم للاسراع في تهجيرهم من وطنهم واخرها ولن تكون الاخيرة. الابادة الجماعية التي ارتكبت بحق ابناء شعبنا الابرياء في كنيسة سيدة النجاة في العاصمة بغداد في 31 تشرين الاول 2010  ودخول قوات الامن العراقية الى نادي اشور بانيبال في العاصمة بغداد والتهديدات التي اطلقتها الى جميع الحضور.نعم لقد تعرض ابناء شعبنا لكل انواع الاغتيالات والخطف والتهديد والاضطهاد في البصرة والموصل وبغداد والانبار وكركوك. اما في منطقة الدورة فقد تم تخييرابناء شعبنا ما بين دفع الجزية او اعتناق الاسلام واجبار النساء على ارتداء الحجاب كشرط اساسي لبقائهم في منازلهم. ناهيك عن التفجيرات التي طالت كنائسنا لعدة مرات في بغداد والموصل وكركوك. بالاضافة الى عملية الاغتيالات التي طالت رموزنا الدينية وهم خارجون من بيوت الله بعد تأدية شعائرهم الدينية وابتهالاتهم لله  ودعوتهم لعودة الامن والسلام الى ربوع الوطن.

ان الهدف الاساسي من وراء عمليات الاغتيال والخطف والتهديدات التي مورست ضد ابناء شعبنا في مختلف المدن والمناطق في العراق من قبل القوى الظلامية والارهابية  كان بهدف اجبارهم على الهجرة من وطنهم السرمدي ومغادرته من دون العودة. مما اصبحوا مجبرين للتوجه الى الدول الاقليمية المجاورة بحثا عن الامن  والامان. ولكن رغم كل هذه الاحداث الاليمة التي اصابت شعبنا في الصميم. والعوامل الضاغطة على ابناء شعبنا من كل الجهات. استطاعوا ان يصمدوا في الوطن وان يواصلوا مشاركتهم في العملية السياسية ايمانا منهم  لديمومة وجودهم في الوطن. والعمل على مطالبة القوى السياسية العراقية في مجلس النواب العراقي وخارجه. لتحمل مسؤولياتها الوطنية للدفاع عن وجود شعبنا وللاقرار بحقوقه القومية والوطنية المشروعة من خلال تقديم مشروع سياسي ووطني على الساحة العراقية يضمن لشعبنا الشراكة السياسية الحقيقية في العراق الفيدرالي الى جانب كل المكونات القومية والدينية العراقية. للعمل معا على بناء وطن العدالة والمساواة للجميع. هكذا اتخذت جماهيرنا الشعبية زمام المبادرة لاول مرة في تأريخنا السياسي المعاصر ودعت الى انعقاد المؤتمر الشعبي الاول في مدينة عنكاوة بتأريخ 12 ــ 13 اذار 2007 والذي شارك فيه اكثر من 1200 مندوب من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري من الوطن والمهجر. حيث وافق المؤتمرون وبالاجماع على القرارات الاتية.


•   وحدة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري.
•   توحيد خطابنا القومي والسياسي.
•   المطالبة بالحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري ضمن مناطقه التأريخية التي يقيم عليها اليوم في العراق الفيدرالي الموحد.
•   تم توجيه مذكرتين باسم مؤتمر عنكاوا الى البرلمان العراقي والى برلمان اقليم كوردستان  تضمنتا المطالبة على الاقرار بالحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري وتثبيته في الدستور العراق الفيدرالي ودستور اقليم كوردستان كضمانة دستورية وقانونية لحقوقنا القومية المشروعة ولشراكتنا السياسية الحقيقية في العراق الفيدرالي الموحد.

11 . مفهوم الحكم الذاتي في القانون الدولي والدستوري.

 يعكس مفهوم الحكم الذاتي تأريخياً الجوانب المتعددة لحياة المجتمعات الانسانية – للقوميات والمجتمعات العرقية ـــ ويعتبر الحكم الذاتي  ذو تأريخ طويل في الفكر الانساني والفلسفي الذي اكسبه الاهمية الفعلية للمعاني والادوار التأريخية وللممارسات والنتائج والحلول العملية التي حققها على الواقع. التي ساهمت في حل الخلافات والصراعات والنزاعات المزمنة بين القوميات المتعددة التي تعيش في وطن واحد. وعليه يمكن القول ان المقصود بالحكم الذاتي. هو نظام قانوني وسياسي يرتكز على قواعد القانون الدستوري. أو بتعبير اخر هو نظام لا مركزي مبني على اساس الاعتراف بالخصوصية القومية داخل الدولة. تتمتع بالاستقلال في ادارة شؤونها القومية تحت اشراف ورقابة السلطة المركزية.  ولهذا فالحكم الذاتي في نطاق الدستورالوطني هو اسلوب للحكم والادارة في اطار الوحدة القانونية والسياسية للدولة. وقد ورد في الفصل الحادي عشر من ميثاق الامم المتحدة وفي المادتين 73 و 76  التي نصتا بكل وضوح على مفهوم الحكم الذاتي. وعلى التزام الدول الاعضاء في الامم المتحدة التي يتواجد فيها قوميات متعددة.  لمنح شعوبهم حكما ذاتيا لادارة شؤون مواطنيهم ضمن المعايير العامة التي لا بد من تتوافر لديها مقومات الحكم الذاتي وممارستها على الواقع من خلال الالية الانتخابية لاختيار سلطات الحكم الذاتي الاساسية على الاسس الاتية.

•   العمل على انتخاب سلطة تشريعية في منطقة الحكم الذاتي تتولى مهمة وضع الدستور وسن القوانين. على ان تتم عملية انتخاب اعضاء السلطة التشريعية بحرية وفي اطار ديمقراطي حقيقي.
•   العمل على تشكيل سلطة تنفيذية يتم اختيار اعضائها من خلال ضوابط قانونية لها الصلاحية في ادارة منطقة الحكم الذاتي وخاضعة للمساءلة والمحاسبة من قبل السلطة التشريعية. التي تحظى بموافقة الشعب.
•   العمل على تشكيل سلطة قضائية يناط بها مسؤولية تطبيق القانون واختيار القضاة والمحاكم.
•    العمل على ضرورة التحقق من مشاركة السكان في اختيار حكومة الحكم الذاتي من دون اية ضغوط خارجية مباشرة او غير مباشرة

12 . مفهوم الحكم الذاتي في الدستور الفيدرالي.

 قامت العديد من الدول التي اسهمت ظروفها التأريخية والاجتماعية والسياسية لوجود قوميات متعددة او جماعات متباينة على اراضيها. بطرح مشروع الحكم الذاتي كحل عملي للمسألة القومية من خلال العمل على تنظيمها ضمن الاطر القانونية والدستورية ليكون اساسا لحل المسألة القومية. وعلى هذه الاسس اقتنعت اكثر الحركات القومية والتنظيمات السياسية في العالم بأن الحكم الذاتي يمثل بالنسبة اليها احد اشكال التعبير السياسي الذي من خلاله يمكن المحافظة على خصوصيتها القومية والوطنية وتطويرها والعمل على تنمية تراثها الحضاري والثقافي وعلى قيام ابناء القوميات بادارة شؤونهم الداخلية داخل الدولة الموحدة. وعليه يمكن القول ان المقصود بالحكم الذاتي. هو نظام قانوني وسياسي يرتكز على قواعد القانون الدستوري الفيدرالي. وبتعبير اخر هو نظام لا مركزي مبني على اساس الاعتراف القومي داخل الدولة بالاستقلال في ادارة شؤونها تحت اشراف ورقابة السلطة الفيدرالية. ولهذا يبقى نظام الحكم الذاتي يمارس في نطاق الدستور الفيدرالي كنظام للحكم والادارة في اطار الوحدة القانونية والسياسية والسيادية للدولة.
 
ان المطالبة المشروعة بحقوقنا القومية والوطنية المشروعة. تستند بالدرجة الاولى الى المواثيق الدولية التي نصت عليها مبادئ وقوانين الامم المتحدة التي وردت في ميثاقها في الفصول 73 و 74  ومبادئ شرعة حقوق الانسان . واستنادا الى الوقائع القانونية والدستورية والظروف السياسية لعراق الفيدرالي. ولما كان شكل ادارة الدولة العراقية يتبنى النظام الفيدرالي كما نصت عليه المادة الاولى في الدستور العراقي. والتي تنص على ان جمهورية العراق دولة مستقلة ذات سيادة ونظام الحكم فيها جمهوري نيابي ديمقراطي اتحادي. اي بمعنى ان الفيدرالية في العراق هي نظام لادارة الدولة والمجتمع. وبما ان مفهوم الحكم الذاتي من الناحية السياسية والقانونية الذي يطالب به ابناء شعبنا لا يتقاطع او يتناقض مع المفهوم الفيدرالي لنظام الدولة العراقية كونه يأتي بالدرجة الثانية من ناحية شكل ادارة الدولة والمجتمع ومن الناحية القانونية والدستورية والسياسية. وعليه نستطيع ان نستشهد بالعديد من الدول في العالم التي تبنت النظام الفيدرالي. حيث تركيب هيكلية الدولة يتألف من العديد من المقاطعات والاقاليم ومناطق الحكم الذاتي. مثال على ذلك الصين. بلجيكا. كندا. سويسرا. اسبانيا. وماليزيا وغيرها من الدول الاخرى في العالم.

ان الحقوق القومية والوطنية المشروع التي نطالب بها اليوم. لهو حق مشروع لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. وهو ثمرة نضالهم وتضحياتهم. الذين قدموا انفسهم قربانا على مذبح القضية والوطن.  وفي نفس الوقت هي استحقاق سياسي ووطني مشروع اسوة باستحقاقات كل المكونات القومية العراقية التي تم اقرارها وتثبيتها في الدستور الفيدرالي العراقي كضمان دستوري وقانوني لحقوقها القومية المشروعة ولشراكتها السياسية الحقيقية في العراق. ان المادة  116 من الدستور العراقي تحتاج اليوم الى تعديل وتشريع قانوني من مجلس النواب العراقي لاصدار القانون المعني. لتتضمن هذه المادة على الحكم الذاتي ليتسنى لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري ممارسة حقه في الحكم الذاتي ضمن مناطقه التأريخية في العراق وتثبيته في الدستور الفيدرالي.  لهذا فان مطالبة شعبنا المشروعة بالحكم الذاتي تتسم بالوطنية وبالعقلانية السياسية والقانونية والدستورية وتستند وتعتمد ايضا على اسس ومبادئ النظام الفيدرالي لجمهورية العراق.

ان الاقرار بالحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق وتثبيته في الدستورالفيدرالي العراقي. يعتبر تعزيزا لتقدم العملية السياسية العراقية وترسيخا ودعما للقيم الديمقراطية ولوحدة وسيادة العراق الفيدرالي. كما يعتبر في نفس الوقت امتحانا واختبارا لمصداقية كل القوى السياسية العراقية الفاعلة لتجسيد مواقفها على الواقع  وتأكيدها على مدى حرصها وجديتها لبناء دولة القانون في العراق.  لانه لايمكن بناء دولة القانون في العراق من دون الاقرار بالحقوق القومية والوطنية المشروعة لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري وفي مقدمتها استحداث محافظة لشعبنا في سهل نينوى وتفعيل المادة ــ 35 ــ من مشروع دستور اقليم كوردستان العراق. ليتم ممارسة سلطات الحكم الذاتي في مناطقنا التأريخية في العراق.  لان الاعتراف بالخصوصية القومية لكل مكون قومي وديني في الوطن وبحقوقه القومية والوطنية المشروعة وبالتعددية السياسية وبحق الاختلاف والتمايز. سيساهم بقوة فعالة في تعزيز الهوية الوطنية العراقية الجامعة التي لايمكن فرضها بالاكراه او بألغاء الاخر. من هنا نناشد الحكومة الالمانية وكل المؤسسات الانسانية المشاركة في السيمنار وجميع ممثلي الحكومات والاحزاب الوطنية العراقية والشخصيات الوطنية العراقية المستقلة المشاركة. ومن خلالكم نتوجه الى جميع جماهيرالمكونات القومية العراقية وقواها السياسية المتمثلة تحت قبة مجلس النواب العراقي وخارجه. لدعم وتأييد حقوقنا القومية والوطنية المشروعة المتمثلة في استحداث محافظة للشعب الكلداني السرياني الاشوري في سهل نينوى. وتفعيل المادة  ــ 35 ــ من مشروع دستور اقليم كوردستان العراق. ليتسن لابناء شعبنا ممارسة سلطات الحكم الذاتي ضمن مناطقهم التأريخية في الوطن. كضمانة دستورية وقانونية لشراكتنا السياسية الحقيقية في وطننا الازلي عراق.

وشكرا للجميع





جبرايل ماركو

4
الكهنوت والمساحة الثقافية

بقلم. جبرايل ماركو

ترددت بالحقيقة كثيرا قبل ان ابدأ بكتابة هذا المقال. لئلا يفسره البعض حسب مزاجهم وارائهم وخاصة من ذوي الافاق الضيقة. وكل الذين يعطون الاولوية والاهمية القصوى للاعراف والعادات والتقاليد الدخيلة على الكنيسة على حساب مبادئ وقيم الايمان المسيحي. ولكن غيرتي على مستقبل الكنيسة وايماني برسالتها الروحية والمكانة التي تحتلها كنيسة المشرق في عقلي وفي قلبي بكل تسمياتها. وايضا وقاري الكبير لأبائها القديسين والروحانيين ولدورهم ولتضحياتهم في نشر الرسالة الروحية السمحاء. وما قدموه ايضا لابناء شعبنا وللبشرية جمعاء في ارساء مبادئ واسس علم اللاهوت والفلسفة وعلم الاجتماع والادب. كل هذا شكل  لدي من اهم الدوافع الاساسية لاعداد وجهة نظري عن اهمية ودور الكاهن المثقف في كنيسة المشرق وفي حياة المؤمنين بشكل خاص. لترسيخ دور ومكانة الكنيسة الريادية في حياة المجتمع الكلداني السرياني الاشوري منذ اعتناقه للمسيحية وحتى يومنا هذا. لهذا ركزنا في بحثنا هذا على اهمية ودور الكاهن المثقف شعورا منا لدوره الاساسي والفعال في دعم ديمومة مسيرة الكنيسة السرمدية. والذي نعتبره ايضا باعباره العمود الفقري وصرحها القوي الذي يبنى عليه مستقبل الكنيسة. ولما للكاهن ايضا من دور اجتماعي هام بين الرعية بسبب احتكاكه اليومي وعلاقته المباشرة والمستمرة مع المؤمنين. للتعاطي والتعامل مع المتغيرات العديدة التي طرأت على طبيعة حياة البشر في عصر العولمة وتحدياتها. نتيجة تقدم العلوم والثورة التكنلوجية وتأثيراتها على عقلية الانسان وعلى أرائه ومفهومه للحياة. وما تركته ايضا من اثار سلبية على الحياة الاجتماعية والتفكك الاسري وعلى السلوك البشري بشكل عام. فما احوجنا اليوم اكثر من الامس الى التمسك والاحتفاظ بمقوماتنا القومية وبقيمنا الروحية والى التوجيه الاخلاقي والادبي لانقاذ ابنائنا من الضياع والانصهار في المجتمعات الغربية. حتى نستطيع معا ان نستمر في الحياة في هذا العالم المتغير والمتناقض كشعب حضاري معطاء في ترسيخ وتعزيز القيم الروحية والانسانية لدى ابناء الكنيسة.
فمن اهم اشكالايات العلاقة بين الكاهن والناس من ابناء الرعية والمذاهب الاخرى والعلمانيين وحتى ابناء الديانات الاخرى والملحدين. هي واحدة تتعلق بمدى قدرة الكاهن وثقافته ومعرفته وانفتاحه على الاخر لاقناعهم برسالته الروحية. لكون الكاهن يقضي كل حياته مقيم على خطوط التماس. فيحتك ويتفاعل روحيا وفكريا وثقافيا واجتماعيا مع هؤلاء جميعا. فلن يستطيع الصمود في موقعه ويساهم بدوره الريادي. ما لم يتسلح بالعلم وبالمعرفة وبثقافة شاملة توجه عقله وتصوب رأيه عند الاخر. فالى جانب علم اللاهوت والثقافة الروحية والايمانية يحتاج الكاهن ايضا الى الالمام بكل ميادين المعرفة والحياة. وبالاخص في علم الفلسفة وعلم الاجتماع والتاريخ وعلم النفس وقيم ومبادئ الديمقراطية والتسلح بثقافة الحوار. فمنذ انتشار المسيحية والاباء الاحبار تركوا بصماتهم في كل المواقع وضربت اقدامهم في كل صوب وناح. وتشبعت عقولهم بالعلم وبالمعرفة. فكانت لهم حوارات وسجالات داخل الكنيسة ومع ابناء الديانات الاخرى. تلك الحوارات والسجالات والنقاشات التي ساهم بها علم اللاهوت والفلسفة وشرح العقيدة المسيحية والتعليم الكنسي والتي حققت نتائج مهمة وتركت اثار بصماتها على صفحات التاريخ. نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر. الحوار الشهير الذي قاده البطريرك مار طيماطيوس الكبير مع احد الخلفاء العباسيين.
فاذا كان علم اللاهوت والعلوم الدينية وفقه العقيدة المسيحية. هي محور النشاط  الروحي والفكري والثقافي في كنيسة الامس. فان العلوم الوضعية وقوانينها ومسار الحياة وعلم الاجتماع وعلم التاريخ. باتت محاور النشاط الفكري في كنيسة اليوم. كنيسة الحوار مع الذات ومع الاخرين. كنيسة التجدد. وكنيسة الانسان المؤمن في همه اليومي وامور عيشه. الكنيسة المنتمية الى الناس والمجتمع. فالكاهن هو محور ودليل انتساب الكنيسة الى الناس. وهو الذي يجسد مبادئ الايمان وقيم الكنيسة على الارض. وهو معبر الروحيات والزمنيات. فلم تعد الحياة كما في الماضي حيث الراهب والناسك يحبس نفسه في صومعته المغلقة او في ديره ويعيش في عالم زهدي وروحي خاص. فاليوم اصبحت مسؤولية الكاهن صعبة وكبيرة بسبب كل هذه التحديات. لانها باتت تتطلب ان تتوافر لدى الكاهن مؤهلات ثقافية وفكرية عامة. فضلا عن الثقافة الدينية ليأخذ الفعل الروحي مفعوله وابعاده كاملا في المسار الزمني. لكون الثقافة العامة تساعده في طبيعة موقعه ومتطلباته ودوره في حياة الناس لمساعدتهم على ترسيخ ايمانهم. وتقديم حلولا عملية لمشاكلهم العائلية والاجتماعية والتربوية. وبات لهذه الثقافة ثلاثة مفاهيم اساسية يجب ان يتحلى بها الكاهن لتساعده في هذا الزمن الصعب والرديئ على ايصال رسالته الروحية والتبشرية الى المؤمنين.
١- العقلانية. فالعقل هو المصدر والمرجع الوحيد الذي يفسر طبيعة الموجودات على ضوء نبذ الحجج والمبادئ الدينية التي لا يقرها المنطق. هذه العقلانية تحكمت اليوم بمسار الفكر الفلسفي المعاصر. واربكت الكهنوت بالمطلق وبالمسلمات. وساهمت في التباعد بين الناس والحقائق السرمدية. وابعدتهم على التسليم الاعمى باليقين الالهي. او المعرفة الغير مستندة الى برهان عقلي اواقناع منطقي وموضوعي. فالعقلانية  باتت منهج الحياة المعاصرة. فكيف للكاهن ان يتعاطى ويتعامل مع هذا المنهج ليتمكن من اقناع الناس برسالته الروحية ومساعدة الناس لارشادهم على حل مشاكلهم الحياتية. فخطاب الوعظ التقليدي خطاب الترغيب والترهيب. وخطاب المسموح والمحظور والذي يمارسه البعض. لم يعد كافيا  لمواجهة كل هذه التحديات التي يتعرض لها الناس نتيجة التأثيرات التي تستدعي مواجهتها بالاعتماد على لغة العلم المعاصر. فمساعدة زوجين لتجاوز خطيئة الخيانة الزوجية لا تقوم فقط على خطاب تعليمي قوامه لا تزن او لا تشتهي امراة قريبك او مقتنى غيرك. ولا تقوم ايضا على خطاب ترهيبي قوامه مصير الزاني هو نار جهنم.

فالخطاب التعليمي - الترهيبي او الردعي التي تحركت مفرداته في اذهان الناس وفعلت فعلها في مرحلة لم تكن فيها العقلانية منهج الحياة. لم تعد كافية لمواجهة كل هذه التحديات. لأن العلمانية والوجودية احدثت انقلابا في كل المفاهيم. وخاصة حول مفهوم حرية التعبير عن الرأي داخل المؤسسات الكنسية. ومفهوم الديمقراطية واليات ممارساتها ومفهوم الحق والواجب والمسؤولية. والمساءلة والمحاسبة. والخطيئة والكرامة. واليوم ايضا قد ادركت الكنيسة واقع بوادر واقع بداية التباعد بين الكنيسة والمجتمع. فالوضع القائم يدعو الكنيسة للقيام باعداد دراسات تحليلية حول كيفية التعاطي مع هذه التحديات. وتضع خطط عملية للعمل على تصديها لمشاكل الحياة العامة وكيفية معالجة تحدياتها وتعقيداتها من منظور اخر مختلف عن المنظور التقليدي. ياخذ بعين الاعتبار كل التحولات وتاثيراتها التي طرأت على عقلية وافكار الاجيال التي تربت على قيم الحرية والديمقراطية. والذي بات يتطلب من الكهنوت العمل على الاعتماد على لغة تحليلية منفتحة. وعلى نتائج دراسات علم الاجتماع ومعطياتها. وعلى العلم ومناهجه كضرورة تتطلبها المرحلة الراهنة والقادمة. لتستطيع الكنيسة تجديد نفسها من دون المس بجوهر الايمان في عالم متجدد بات يشهد يوميا انفجارات علمية ومعرفية وذرية وتكنلوجية. حتى تستطيع الكنيسة والكهنوت تجديد حضور الله في عالم تتجد فيه قواعد السير كل لحظة.

٢ - مجابهة القيم اللاخلاقية. نعيش اليوم في عالم اختل فيه نظام القيم والاخلاق الانسانية. عالم متحرر من الاخلاق اسلوبا وممارسة في سلوك الفرد والجماعة والحكومات والدول . فالوجه التدميري بات الغالب اليوم على حضارة هذا العالم. والفكر العدمي المكشوف هو الذي يقود ويسير اعماله. والكراهية باتت سمة العلاقة فيه بين البشر. والعنف هو الاسلوب المعتمد اليوم في حسم الخلافات وحل المشاكل. وهنا يأتي دور الكاهن المثقف لكونه المربي الروحي والمعلم والموجه والمرشد الى القيم الايمانية والروحية الفضيلة. ورسالة الكاهن لها مضمون ايماني تعزز فيه قيم الثقافة وتجعله اشد قربا الى مسامع الناس. اما القناعات الاجتماعية والفكرية فتحتاج الى التسلح بالثقافة العامة ليستطيع الكاهن ان يؤثر ويزيل ويغير اتجاه المسارات المشبوهة لدى الناس. فقد يلجأ بعض الكهنة للهروب من مجابهة هذا الواقع وتحدياته بقولهم ان رسالتهم ليست دنيوية. وليس المطلوب منهم ان يقففوا على هامش القضايا الزمنية. أو ان يتجاوزوها بالحياد والعجز عن التصدي لها بادعائهم انها لا تدخل في دائرة الروحانيات. وقول يسوع المسيح. مملكتي  ليست من هذا العالم. لا يعني به انفصالا بين الروح والزمن. بل يعني تجديد لمعنى المجيئ وفكرة الخلاص. فالمسيحية لا تبعد الانسان عن امور دنياه. بل هي نهج فريد في فهم العلاقة بين الروح والزمن. رسخته نداءات الكنيسة ورسائل الاحبار والمجامع المسكونية والادبيات الاسقفية وكتابات الاباء اللاهوتيين. التي اثبتت مدى التزام الايمان المسيحي بقضية الانسان ومستلزمات عيشه الحر الكريم في نظام ديمقراطي واجتماعي عادل. تسوده الاخلاق وترعاه المبادئ والقيم التي تحقق العدالة الحقيقية للانسان.  لهذا فالكاهن الغريب عن ميادين الثقافة العامة والمثل العليا. لن يتمكن من التزام قضية الانسان في دنياه. لانقاذه من انظمة القيم الغير اخلاقية. لان الثقافة الاجتماعية والنفسية تمكن الكاهن من ضبط قواعد السلوك والوعي وقانون العلاقات بين الناس. باعبار الثقافة الدينية لا تمتلك لوحدها حلولا سحرية. ولا تملك وصفات جاهزة يوزعها الكاهن  على ابناء الرعية كما يصفها الطبيب لمرضاه.

٣ - الديمقراطية والتنمية. الديمقراطية والتنمية هما عنوانان اساسيان للتحول في بنية تركيبة المجتمع المعاصر واليات عمله. ومنهما ترسل الاشارات الضوئية في اتجاه بناء العلاقة بين المؤسسات الكنسية والمجتمع. وبين الكاهن والرعية. وفي المجتمعات المتقدمة يود الناس ان يكون الشعب مصدر السلطة. وان تكون السلطة الجهاز التنفيذي لتنمية الانسان. اما بالنسبة الى السلطات الروحية فيتعذر ان يكونوا العلمانيين مصدرها. لأن الكهنوت دعوة الهية وفعل ارادي خاص بصاحبه. والسؤال هنا. كيف ستكون السلطة الدينية المتمثلة برجال الدين ديمقراطية التكوين وتنموية الفكر والاراء!
 برأينا المتواضع ان الخطوة الاولى تبدأ في اختزال المسافة بين الكهنوت والمؤسسات الكنسية والناس. وذلك عن طريق الاعتماد على الانفتاح وعلى الحوار المسؤول والبناء. للتعاطي والتعامل مع المؤمنين ومعاناتهم اليومية وتفعيل الدور الاجتماعي للمؤسسات الكنسية على كل الصعد. فالكنيسة الى جانب واجباتها الروحية تستطيع ان تكون مركزا للتنويروالتوعية والتثقيف. تساهم في تخطيط حياة الجماعة المؤمنة على قاعدة التشاور والحوار الجاد والمسؤول. فثقافة الكاهن هي التي تعطي الوجه لاشراقه وجواز عبوره الى عقول وقلوب الانسان. وسيبقى الايمان المسيحي صالحا لكل الازمان. بينما المؤسسات الكنسية مدعوة الى التجدد والتكيف مع خصوصيات ومتطلبات كل مرحلة منهجا وسلوكا وممارسة.

5

المسيرة البرلمانية لسعادة النائب المثابر كلارا عوديشو
 وتجربتها النوعية في برلمان الاقليم مثال حيوي يحتذى به

بقلم. جبرايل ماركو

بات حضور دور النساء في البرلمانات الوطنية حقيقة تؤثر ايجابا على النسيج الوطني والقومي وعلى النسيج الاجتماعي والسياسي والاقتصادي للاوطان. ومع ذلك فان وصولهن الى هذه المواقع في السلطات التشريعية الهامة وممارسة العمل التشريعي فيها ودرجة فاعليتهن وتأثيرهن على صياغة واصدار القوانين والقرارات. مازالت تمثل تحديات كبيرة وكثيرة يجب استهدافها ومعالجتها والتغلب عليها لضمان وجود مؤسسات ديمقراطية فعالة. مع الاحترام الكامل لحقوق الانسان واتاحة الفرص امام الجميع. واليوم ثمة حاجة اساسية وضرورية الى وجود جهود منسقة لاستهداف جميع المراحل التي تعيق المشاركة السياسية للمرأة من لحظة اتخاذها قرار ترشيحها لهذا الموقع العام وحتى وصولها اليه. وذلك لضمان امتلاكها التأييد الجماهيري والموارد والامكانيات اللازمة لتأحذ دورها الفاعل. ولتكون ايضا قادرة على التاثير بشكل ايجابي وفعال على بناء وتطور الوطن. ويعتبر هذا الطموح والتطلع حافزا مهما لدعم جهود العديد من النساء الشجاعات والمصممات على تحمل المسؤولية بثقة وبجدارة واثبات مصداقيتهن وتحقيق افضل النتائج. لبناء نظام ديمقراطي مؤسساتي حقيقي فاعل وحكم تمثيلي عادل ومسالم. مع التركيز على مجابهة كل هذه التحديات والمعوقات التي تواجهها النساء للعمل على ايجاد الاليات العملية للتغلب عليها. ولايجاد ايضا اليات فعالة للتأثير على تفعيل دور السلطات التشريعية على كل المستويات. بالاعتماد على التجارب المتنوعة والغنية للدول التي سبقتنا في ممارسة التجربة الديمقراطية. وحققت نتائج ملموسة في مسيرتها. والتي يمكن الاعتماد عليها والاستفادة والتعلم منها.
 ويوم كانت البطولة والشهامة والشرف والجرأة والنزاهة وما اليها في مراتب القيم والمسؤولية محصورة على الرجال. وفي اعتلال مفاهيمنا الوطنية والقومية والسياسية. المحصورة بفئة معينة من الرجال. دون النساء. حيث لا يزال المعجبون. بمكانة ودور المرأة التي تتجسد فيها مثل هذه الخصال. يشهدون لها. اذا ما ارادوا ثناء ومديحاً على ضوء ما سطرته المرأة عبر مسيرتها السياسية والبرلمانية بأنها أخت الرجال. ولكأن الجدارة في النساء استثناء.
واليوم امتشقت قلمي لأروي وأكتب عن تجربة ومسيرة امرأة كلدانية سريانية اشورية مميزة. وعن دورها النضالي وعن رؤيتها السياسية ونظرتها المستقبلية الثاقبة. وعن تجربتها السياسية والبرلمانية الناجحة. التي تركت بصماتها بارزة في كل المواقع التي تابعتها بكل جدارة ومسؤولية ومصداقية وجدية. فهي ليست مجرد امرأة عادية. بل امرأة مناضلة جريئة مقدامة صبورة شجاعة محاربة صنديدة وذو شخصية قوية تستحق كل الاحترام والتقدير والاعتزاز والفخر بها. واعتبار تجربتها البرلمانية الغنية بالانجازات وسام شرف في تاريخها على ما قدمته من مواقف جريئة تحت وخارج قبة البرلمان. وما حققته من نتائج عملية وملموسة على العديد من الصعد. فقد كرست هذه الأم والأخت المناضلة حياتها للنضال الوطني والقومي. ولم تنأى بنفسها يوماً ولم تبخل عن بذل أقصى الجهود وتقديم التضحيات والعطاء المستمر. وممارسة العمل الدؤوب دون كلل أو ملل من أجل رفعة الوطن ومن اجل اثبات وتثبيت دور الشعب الكلداني السرياني الاشوري في عملية الشراكة الحقيقة في الوطن وفي الاقليم. والعمل ايضا على تحقيق وتثبيت حقوقه الوطنية والقومية العادلة والمشروعة في الدساتير العراقية النافذة. وكانت هذه المرأة ومازالت السباقة  في اتخاذ زمام المبادارات وفي ترسيخ وتعزيز دورها الريادي في ممارساتها اليومية وعلى تأكيدها على ضرورة واهمية انجاز وحدة الخطاب السياسي لشعبنا. واصرارها المستمر على مطالبة  كل الاحزاب السياسية على اهمية وضرورة العمل معا لوضع استراتيجية العمل المشترك. وعلى تحديد أولويات المرحلة الراهنة والمستقبلية وضرورة تحديد متطلباتها ورسم خارطتها وتحديد الياتها العملية لتجسيدها على الواقع. ومن خلال تجربتها البرلمانية الفريدة. اثبتت لجميع ابناء شعبنا سعادة النائب كلارا عوديشو العضو في برلمان اقليم كوردستان العراق عنفوانها أنها الأم والأخت الأسطورية والمناضلة التي جسدت في مسيرتها البرلمانية الالتزام ببرنامجها الانتخابي وبمبادئ البرنامج السياسي للمجلس الشعبي. والتزمت بقيم الكفاح والنضال. وتميزت ايضا بجرأتها وبشجاعتها في اتخاذ المواقف الصائبة والواضحة المعالم والاهداف. فلم تتواني يوما او تتقاعس عن متابعة كل قضايا ابناء شعبنا في الاقليم. وسنمر هنا على بعضها على سبيل المثال لا الحصر. نبدئها بقضية متابعة التجاوز على اراضي قرية اهالينا في كشكاوا في منطقة وادي نهلة الى جانب الزيارات الميدانية التي قامت بها واللقاءات التي اجرتها مع زملائها البرلمانيين مع ابناء شعبنا ومع الاكراد المتجاوزين على تلك الاراضي والتي تم حلها عبر قرار المحكمة لعودة الاراضي لاصحابها الشرعيين. ناهيك عن الزيارات الميدانية الدورية التي قامت بها الى كل مناطق وقرى ابناء شعبنا في محافظة دهوك. للاطلاع على معاناتهم واوضاعهم والتعرف على مطالبهم والاستماع الى ارائهم والاخذ باقتراحاتهم. ومتابعتها عن كثب مطالب قضايا اهالينا في قرية شيوز والوقوف الى جانبهم وتاييد مطالبهم ومتابعتها لحلها بالتعاون مع كل الجهات المختصة. مع تثمين جهودها المبذولة مع محافظ دهوك ومطالبتها وحصولها على تخصيص قطعة ارض في سيميل المكان التاريخي لارتكاب اول ابادة جماعية في تاريخ العراق من تاسيسه سنة 1921 تلك الابادة التي ارتكبت ضد ابناء شعبنا العزل في السابع من اب سنة 1933. داعية حكومة الاقليم لتحمل مسؤوليتها الوطنية لتمويل اقامة النصب التذكاري للشهيد الكلداني السرياني الاشوري ولبناء متحف لتدوين اسماء شهداء الابادة. وبناء قاعة كبيرة لاحياء ذكرى الشهيد سنويا. ومن دون ان نغفل ايضا جهودها المبذولة مع وزير النقل في الحكومة الاتحادية لاعادة تمثال الثور المجنح الى بوابة مطار بغداد الدولي.

ولم تنقطع يوما عن تواصلها الدائم مع القاعدة الشعبية. والرد الايجابي على كل الاتصالات التي تتلاقاها من ابناء شعبنا الساعين الى طلب مساعدتها لحل قضاياهم العالقة. ومن دون ان ننسى ايضا دورها المحوري الذي قامت به اخيرا للتصدي لايقاف عملية التجاوز على اراضي اهالينا في قرية بادرش. والاجتماعات التي عقدتها مع كل السلطات المختصة في الاقليم. لحل مسألة التجاوز عبر السلطات القضائية.
كما يشهد لها اصرارها الدائم على الانفتاح والتعاون والتنسيق مع كل القوى السياسية للعمل معا لخدمة قضايا شعبنا الوطنية والقومية في الوطن وفي الاقليم. الى جانب شغلها الشاغل ومتابعتها المستمرة مع كل السلطات والجهات المختصة في الاقليم لرفع كل التجاوزات عن قرى واراضي شعبنا والعمل على اعادتها الى اصحابها الشرعيين. بالاضافة الى خشيتها وحذرها من بداية ظهور ملامح عملية التغيير الديمغرافي يتم التخطيط له في قضاء عنكاوا  من قبل البعض من المتنفذين واصحاب المصالح في الاقليم. بالتعاون والتنسيق مع الاسف مع عدد من المنبطحين والمتخاذلين واصحاب ضعاف النفوس من ابناء بلدة عنكاوا. وقد وزادت الخشية اكثر في الفترة الاخيرة وخاصة بعد تكرار عملية القضم والاستيلاء على عدد من اراضي ابناء شعبنا تحت حجج وذرائع واهية. لتبرير السيطرة عليها واستملاكها واقامة مشاريع عليها لخدمة مصالح اصحاب النفوذ. ولدينامية سعادة النائب كلارا عوديشو وحركتها وديموتها التي لا تتوقف عن النشاط  واللقاءات والتواصل والمتابعة لقضايا الجماهير الشعبية. فقد نجحت في كسب ثقتهم وبات غالبيتهم يعتزون ويفتخرون بمصداقيتها وبمواقفها ويصفونها بخلية النحل التي لا تتوقف عن العمل والعطاء والتفاعل المستمر مع مطالبهم. بالرغم من كل التحديات والصعوبات التي تواجهها في مسيرة عملها البرلماني ولكن لم تتواني يوما ولم تتوقف عن مطالبتها بحصر التصويت لمقاعد الكوتا بابناء شعبنا. واخرها كان في اللقاء الذي جمع رئيس الاقليم  السيد نيجرفان البارزاني مع احزاب شعبنا. عندما طالب المجلس الشعبي والحركة الاشورية الديمقرطية بضرورة اصدار قرار من برلمان الاقليم يتضمن حصر التصويت لمقاعد الكوتا بابناء الشعب الكلداني السرياني الاشوري من خلال تنظيم جداول انتخابية خاصة بهم. ولكن جاء الرفض مباشرة من احزاب تحالف الوحدة القومية - حزب بيت نهرين الديمقراطي والمجلس القومي الكلداني وحزب آنو جوهر -  بحجة ان ذلك يتعارض مع حقوق الانسان. جاء رفضهم من اجل ضمان مقاعدهم باصوات البشمركة والشرطة والقوى الامنية الاخرى. وكأن سرقة مقاعد الكوتا من اصحابها الشرعيين. لا تعتبر جريمة واجحاف بحق ابناء شعبنا لاختيار ممثليهم الشرعيين في برلمان الاقليم.
ان الهدف من تسليط الاضواء على مسيرة البرلمانية النائب كلارا عوديشو. يهدف الى  سبر اغوار ومكامن القوة الموجودة على الساحة القومية. وللكشف عن طاقات وامكانيات المرأة الكلدانية السريانية الاشورية لفتح الباب على مصرعيه امامها وتشجعيها على خوض تجربة العمل السياسي من خلال التسلح بالإرادة وبالثقة بالنفس ولنيل استحقاقها المشروع وممارسة ادوارها واثبات وجودها في كل المهام التي تناط بها. القادرة على اثبات وجودها وترك بصماتها الواضحة خلف مسيرتها. مع قناعتي الشخصية عن وجود المئات من النساء الجديرات من امثال الايقونة مارغريت كيواركيس. القادرات على قيادة المسيرة بنجاح وتولي المسؤولية بكل ثقة وجدارة. لاداء دورهن واثبات وجودهن وجدارتهن ومنافسة الرجال ديمقراطيا على تقديم افضل النتائج  للوطن وللشعب. عندما يتم منحن الفرص واتاحة المجال لهن .



6


الدكتور روبين بيت شموئيل يحاضر عن اللغة السريانية في نادي طور عبدين في السويد

ألقى الدكتور روبين بيت شموئيل في نادي طورعبدين الاشوري في مدينة يونشوبينك/ السويد محاضرة قيمة وحيوية جدا حول اللغة
 السريانية: واقعها وتطورها. استطاع الدكتور روبين بيت شموئيل باسلوبه الاكاديمي المتميز ولغته الام الشيقة ان يفتح افاقا جديدة في العمق لدى الحضور. وطرح افكارا مستحدثة في معالجة التداعيات التي تتجلى في واقع امتنا في الوقت الراهن. وعرض بعض المعالجات لهذه التساؤلات التي اثارها والتي جذبت انتباه المتلقي النخبوي المتميز ايضا. وحث المشاركين على طرح ما يجول في رؤسهم للاجابة قدر المستطاع على اسئلته وطروحاته المثيرة للانتباه في محاضرته. ويبدو ان الدكتور روبين بيت شموئيل قد استفاد كثيرا من خبرته في القاء المحاضرات التي تتعلق بهويتنا وثقافتنا وتاريخنا وجغرافيتنا القومية. واسهب في علاقة واهمية الجغرافية والتاريخ في الفكر القومي المعاصر. مؤكدا ما ينظر له بان الجغرافية او الارض اقوى من التاريخ. فالتاريخ لا احد يستطيع ان يسرقه منا اما الجغرافية فيمكن ان تؤخذ منا بشتى الوسائل والضغوطات. وهذا الموضوع يعكف الدكتور المحاضر ان يقوم بدراسته وبحثه ونشره في المستقبل القريب جدا. وادار الندوة الملفان والاديب ميخائيل ممو الذي نظم الاسئلة والتعقيبات والاجوبة التي رد عليها المحاضر الكريم بعقلية اكاديمية وعلمية مسؤولة مما اثارت اعجاب واحترام الحضور النخبوي العزيز.


7

الذكرى السادسة والاربعين لاغتيال الشهيد البطريرك مار ايشاي شمعون
ولد البطريرك مار إيشاي داوود شمعون في السادس والعشرين من شباط من عام 1908 في قرية قودجانس بجبال هكاري في اعالي بلاد ما بين النهرين. والده القائد داوود ايشاي شمعون شقيق الشهيد البطريرك مار بنيامين شمعون. والدته  السيدة الفاضلة استر شقيقة المرحوم المطران مار يوسف خنانيشو.
نشأ البطريرك مار ايشاي شمعون وترعرع في بيئة دينية وقومية لها تاريخها المشهود. تتلمذ على يد المطران مار يوسف خنانيشو والارشمنديت ياقو توما أشيثا. في عام 1915 ووسط ظروف مأساوية وقاهرة ومعقدة. التي رافقت عملية التهجير الجماعي لابناء شعبنا من موطنه في هكاري باتجاه اورميا وسلامس وهمدان في ايران. من بعدها قام الانكليز باعداد  وتخطيط عملية اغتيال البطريرك مار بنيامين شمعون على يد المجرم سمكو الشكاكي. ومن ايران وبتوجيه ورغبة الاستعمار الانكليزي توجه ابناء شعبنا سيرا على الاقدام  باتجاه مخيم بعقوبة في العراق.  في هذا المخيم تم اختيار البطريرك مار ايشاي داود شمعون من قبل زعماء ووجهاء الامة بطريركا. تمت رسامته بطريركا في كنيسة مريم العذراء في مخيم بعقوبة على يد نيافة المطران مار يوسف خنانيشو خلفا لعمه البطريرك مار بولس شمعون الذي وفاته المنية عام 1920  ليتقلد من بعدها الكرسي البطريركي. وليكون البطريرك التاسع عشر بعد المائة في كنيسة المشرق.
 في السادس عشر من حزيران 1932. ترأس البطريرك مار ايشاي شمعون رئاسة مؤتمر قمة العمادية في شمال الوطن. شارك فيه جميع زعماء العشائر والقيائل والوجهاء. تم اقرار في المؤتمر وبالاجماع  وثيقة مطالب شعبنا الوطنية والقومية في العراق. بما فيها اقامة الحكم الذاتي في مناطق شعبنا التاريخية في شمال الوطن. وتم تقديم وثيقة المطالب المذكورة الى الحكومة العراقية التي لاقت تأييدا انذاك من الملك فيصل الاول. حيث التقى البطريرك مار ايشاي شمعون في مقره الصيفي في سرسينك. هذا التأييد واللقاء المذكور لاقى امتعاضا ورفضا واعتراضا من الاستعمار الانكليزي الذي حث الحكومة العراقية على رفض مطالب وثيقة قمة العمادية. والعمل على مطاردة البطريرك وزعماء العشائر والقبائل ووجهاء الشعب. بقصد ارهابهم وشق وحدة صفهم لدفعهم على التراجع عن مطالبهم.
في عام 1932 وبعد حصول العراق على الاستقلال الصوري من الاستعمار البريطاني. تفاقمت قضية امتنا وشعبنا في الوطن. فبدلاً من حلها في اجتماعات عصبة الأمم المتحدة المنعقدة في جنيف. استطاع البريطانيون تمرير قرارات في هذه الاجتماعات من دون الاشارة الى حقوق شعبنا في العراق. وهنا جدير بالاشارة ان البطريرك مار ايشاي شمعون اثناء انعقاد اجتماعات عصبة الأمم المتحدة في جنيف كان متواجدا في جنيف على امل ان يشارك في هذه الاجتماعات. لكن المساعي البريطانية السلبية نجحت بمنعه من المشاركة فأبدى امتعاضه بتوجيه رسالة الشديدة اللهجة والمؤرخة في 16 كانون الأول 1932 الموجهة إلى لجنة الطعون الدائمة في عصبة الامم. حيث استنكر فيها ما أقرته وتعمدها اهمال حقوق امتنا وشعبنا مبيناً أن القرار المتخذ لا يتطابق مع التوصيات المقدمة من قبل اللجنة سابقا ً. وأن القرار الأخير لا يضمن أمن ووجود ومستقبل شعبنا وامتنا في وطنه وهذا ما نرفضه.
تم محاصرة دار قداسته في بغداد من قبل الامن والشرطة ووجهت له تهديدات صريحة بتصفيته اذا لم يمتثل لاوامر وقرارات الحكومة العراقية ومستشاريها من البريطانيين. لكن البطريرك مار ايشاي شمعون لم يهتم بتلك التهديدات لايمانه المطلق بقضية شعبه ولم تثنيه تلك التهديدات عن عزمه للمضي قدما في الدفاع والمطالبة بحقوق شعبنا وامتنا المشروعة. وامام هذا الموقف القومي الشجاع والثبات المبدئي انطلقت الحرب الدعائية والاعلامية المسمومة والملفقة والكاذبة من قبل مستشاري الاستعمار الانكليز والحكومة العراقية في مناطق ومدن وقرى محافظات الموصل ودهوك وكركوك واربيل اضافة الى مركز بغداد لتشوية سمعة البطريرك و أنصاره ومؤيديه …
 بعد مجزرة سميل الدموية السيئة الصيت والسمعة بحق ابناء شعبنا الاشوري في السابع من اب عام 1933 اقدمت الحكومة العراقية على نفي البطريرك مار ايشاي شمعون وعائلته الى جزيرة قبرص وسحب الجنسية العراقية منه. سنوات النفي قضاها في قبرص مع افراد عائلته. سافر إلى مدينة شيكاغو بولاية الينوي الامريكية سنة 1940 حصل على الجنسية الأميركية. وفي عام 1949 انتقل إلى مدينة سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا . استشهد البطريرك مار ايشاي شمعون على يد المجرم دافيد ملك إسماعيل أمام منزله في مدينة سان هوزيه في ولاية كاليفورنيا بتاريخ 6 تشرين الثاني عام 1975 حيث مارس مهامه بطريركا لكنيسة المشرق  لغاية يوم إستشهاده. واليوم يسود تسائل وتعجب واستغراب بين اوساط  كنيسة المشرق بشكل خاص وبين اوساط ابناء شعبنا بشكل عام. عن اسباب عدم اقرار كنيسة المشرق يوم السادس من تشرين الثاني من كل عام. لاحياء ذكرى استشهاده في كنيسة المشرق. نظرا لتاريخه الحافل ولما قدمه لكنيسة المشرق ولشعبه. ولمواقفه المستميتة للدفاع عن حقوق شعبه في المحافل الدولية واستشهاده من اجل قضية شعبه. اسوة بما يتم احياء ذكرى اغتيال البطريرك الشهيد مار بنيامين شمعون. من هنا نتوجه الى البطريرك مار آوا الثالث والى اعضاء سينهادوس كنيسة المشرق. ليتم ادراج هذا الاقتراح في جدول الاعمال السنهادوس القادم. ليتم تحديد يوم السادس من تشرين الثاني ذكرى احياء اغتيال البطريرك مار ايشاي شمعون.


8

الفرق بين مواقف رجل الدولة السيد سركيس اغا جان وبين مواقف انصاف الرجال!

بقلم. جبرايل ماركو

في هذا الزمن الرديء. زمن الافتخار والاعتزاز ببيع الذات والضمير والوجدان. زمن الخنوع والخضوع والانبطاح. زمن التغيير الديمغرافي في المناطق التاريخية لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في سهل نينوى. وزمن الاغتصاب والاستيلاء على الاملاك العقارية لابناء شعبنا في بغداد. وفي زمن الاغتصاب والاستيطان في قرى واراضي شعبنا في الاقليم. امام مرآى كل هولاء ممثلي الشعب في السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية والادرات العامة في السلطات الاتحادية. وممثلي الشعب في السلطات التشريعية والتنفيذية والادرات العامة في الاقليم. يحدث كل هذا من دون ان ينطقوا حرفا. او يحركوا ساكنا. ومن دون ان يطلقوا مواقف ادانة واستنكار. ومن دون ان ينطقوا حتى بكلمة معنوية واحدة. في هول كل هذه الاحداث الفظة. لا بد لنا من ان نعيد احياء الذاكرة عند ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. لنستذكر معا الفرق الكبير والشاسع بين دور ومواقف الوزير السابق سركيس اغا جان. رجل الدولة الحقيقي ورجل المواقف الوطنية والقومية. ورجل المهمات الصعبة. لنقارنها معا مع مواقف انصاف الرجال الانهزامية. الوزير السابق سركيس اغا جان مارس السياسة في أعلى مراتبها. وترك بصماته بارزة في كل المواقع والاماكن. وما يزال يمارس السياسة على كل الصعد بقوة وبصمت. اطلق مواقفه الوطنية والقومية بكل جرأة وشجاعة. في الوقت الذي لا يجرأ الاخرون حتى على اطلاق الهمس. يمتازون في تنفيذ اوامر اسيادهم بدون اي اعتراض او ابداء الرأي حتى لو كان ذلك على حساب مصالح الشعب وعلى حساب كرامتهم. الوزير السابق طالب بالحكم الذاتي للشعب الكلداني السرياني الاشوري في مناطقه التاريخية. كضمان وحيد لاستقلالية قراره السياسي الوطني والقومي. ولضمان ممارسة شراكته الوطنية الفعلية. وايضا لممارسة حقوقه الوطنية والقومية المشروعة. لضمان استمرارية مستقبل مصيره ووجوده في الوطن.
لم يستزلم ولم يستسلم لأحد. بقي حرا في تحديد خياراته ومواقفه السياسية. وبقي حتى الان نزيها. ولم يغتني من فساد الاخرين. ولم يستعبد الناس. بل دافع عنهم وعن حقوقهم بكل قوة وبسالة. ولم يبيع ولم يشتري كما يفعل اليوم انصاف الرجال لضمان مواقعهم ومصالحهم الشخصية. مواقفه الوطنية والقومية الجريئة ستبقى محفورة الى الازل في اذهان وذاكراة كل الاوفياء والمخلصين للوطن وللامة. في الوقت الذي ستجعلنا ايضا نتذكر اليوم ممارسات ومواقف أقزام الدولة وجبابرة الانبطاح والخنوع. الذين فسحوا المجال امام اسيادهم ليستبيحوا بقرى وباراضي وباملاك وعقارات شعبنا. وهم صاغرون وصامتون خرساء. لا يجرؤون على المطالبة باعادتها الى اصحابها الشرعيين. من دون ان يوبخهم ضميرهم  ويندب لهم جبينهم.
ساكشف لكم حقيقة وكيفية اطلاق الوزير السابق سركيس اغا جان لمشروع المارشال حول بناء قرى ابناء شعبنا في محافظة دهوك. مناطق صبنا وبرور وزاخو. وفي  نهلة التي تكون شبه معزولة في ايام فصل الشتاء. حيث شيد فيها البيوت للاهالي. وتم بناء مدرستين ابتدائية واعدادية في منطقة نهلة حتى لا يطر ابنائها للذهاب الى المدارس الاعدادية  البعيدة عنهم في القرى الكوردية. وتم ايضا تشيد الجسر لربط قرية كشكاوا مع بقية قرى نهلة. وشق الطريق لربطها وايصالها مع بقية القرى والمدن. ناهيك عن بناء المؤسسات الثقافية والاجتماعية والرياضية وتقديم لها الدعم والمساعدة. الى جانب بناء الكنائس والقاعات الكبرى في كل القرى والبلدات في الاقليم وفي سهل نينوى.
 كيف تم اتخاذ القرار. في احدى زيارة رئيس وزراء حكومة الاقليم الاستاذ نيجرفان البارزاني الى خارج العراق. ترأس وزير المالية السابق سركيس اغا جان جلسة اجتماع الحكومة لكونه كان نائبا للرئيس. وطلب من سكرتير الجلسة ادراج مسألة بناء قرى شعبنا في جدول اعمال الحكومة. وبعد مناقشة البند المذكور وافق مجلس الوزراء بالاجماع  على قرار تخصيص ورصد ميزانية  خاصة للمباشرة ببناء قرى ابناء شعبنا. بعد ان كان قد دمرها كاملة النظام السابق خلال الحرب العراقية الايرانية. عندها طلب السيد سركيس اغا جان اثناء الجلسة من السكرتير للعمل على ارسال نسخة من القرار الى وزير المالية للتنفيذ وللمباشرة فورا بالمشروع.
للتذكير فقط. في زمن الوزير السابق سركيس اغاجان اتخذ قرار في رئاسة مجلس وزراء حكومة الاقليم. قرارا يمنع بموجبه بيع اراضي في عنكاوا لغير الكلدان السريان الاشورين من اجل المحافظة على خصوصيتها القومية وديمغرافيتها. القرار جاء نتيجة قيام احد الكهنة في مدينة عنكاوا ببيع اراضيه الى رجل كوردي. وعندما علم السيد سركيس اغا جان بالخبر. تم استدعاء الرجل الكوردي والكاهن وطلب من الرجل الكوردي التنازل عن عقد الشراء مقابل اعادة المبلغ المدفوع اليه. في زمن السيد سركيس اغا جان طلب من وجهاء اهالينا في عنكاوا للعمل على حث الشباب الى الانتساب الى كليات القوى الامنية. ليتم ادارة مدينة عنكاوا ذاتيا من قبل ابنائها الضباط والافراد الذين سيتخرجون من الكليات والمراكز الامنية. لكن مع الاسف الشديد لم يتلقى هذا الاقتراح الاستجابة من ابناء عنكاوا.
في زمن السيد سركيس اغا جان لم يجرأ الكورد يوما على اغتصاب والاستيلاء على اراضي ابناء شعبنا في الاقليم. بل قام السيد سركيس اغا جان ببناء قرى قرولا وديرابون وفيشخابور وتم اعادتها الى اصحابها الشرعيين . بعد ان كان قد استولى اليها الكورد من قبل جماعة فاضل ميراني رئيس المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني. ان قائمة الانجازات تطول وتطول. واكتفي بهذا القدر ليستطيع القارئ الكريم للقيام بالمقارنة بين الزمنين. واما الفرق بينه وبينهم. كالفرق بين بياض الثلج وسواد الزفت.

9
رسالة مفتوحة الى الاباء الروحيين الاجلاء.
مع اقتراب موعد انعقاد اعمال المجمع المقدس لكنيسة المشرق. نتوجه اليوم بالدعاء والصلاة من قلب مؤمن مفتوح الى ربي وإلهي. يا من علمتنا أن نُصلّي. ليأت ملكوتك لتكن مشيئتك. ليختار روحك القدوس. الانسب من بين اعضاء المجمع المقدس. ليكون رأسا جديدا لكنيسة المشرق. يستطيع ان يتحمل المسؤولية التاريخية بكل ايمان وجدارة. قادر على قيادة سفينة الكنيسة الى بر الامان. يؤمن ويمارس القيادة الجماعية بالتعاون والتنسيق مع كل الاباء الروحيين. يتسلح بقناعة الانفتاح على الاخر. ينفتح و يتعاون مع كل كنائس المشرق. يعمل بكل جد وبدون كلل وملل لتحقيق وحدة كنيسة المشرق مهما صادفته من عراقيل وصعوبات وتحديات. يسجل نقلة نوعية لاول مرة في تاريخ ومسيرة كنيسة المشرق عبر فتح الباب واسعا امام دور العلمانيين ذوي الاختصاص للمساهمة في ارساء قواعد وأسس عملية التجديد والحداثة. لتعزيز وترسيخ دور كنيسة المشرق بين ابناء شعبنا على كل الصعد. فمن خلال التجديد والحداثة تستطيع كنيسة المشرق ان تعيد بريق مجدها الى سابق عهدها. وان تجابه كل تحديات الديمقراطية والعلمانية وتحديات وتأثيرات القوانين الوضعية على شخصية الانسان. نصلي لكم ابتي بالايمان والخشوع . أنت قلت لنا إطلبوا تُعطَوْا. إقرعوا يُفتح لكم. إننا نُصلِّي أن تعطي يا رب لجميع اعضاء المجمع المقدس. قلوبًا قادرة على التمييز وحسن الاختيار. قلوبًا صاغية لك. قلوبًا مطيعة لتعاليمك السمحاء. قلوبًا تهابك بمحبة. قلوبًا مثابرة ومتعطِّشة لك دومًا. قلوبًا وديعة ومتواضعة ومُحبة. آمين يا ابتي. إننا نصلّي ايضا لكي تمتليء قلوبهم بروحك القدوس ليحل عليهم كما حلّ على تلاميذ إبنك الحبيب في يوم العنصرة. فدلَّهم على الكنز الحقيقي فأصبح قلبهم هناك. وأعطاهم كل ما يحتاجونه من مواهب وصفات للقيام بالشهادة للحق الّذي من خلاله نصل إلى الحياة الأبدية. الهي. ليجعل روحك القدوس قلوبهم مندمجة إندماجا تاما مع قلب يسوع الأقدس. لتصبح قلوبهم مصابيح تنير لهم الظلمة لينيروا الدرب امام الجميع. وليصبحوا يرون الأشياء من خلال هذا القلب الّذي يحمل في طيّاته المحبة والرحمة للجميع. وليذكَّرهم روحك القدوس بالتعاليم التي نَبَعَتْ من هذا القلب الأقدس.لكي لا ينطقوا بأي شيء نجس بل يشيدوا بحكمة محبتك للبشرية أجمعين. فكما قال السيد المسيح أن كل عمل او قول أو فكر ينبع من القلب. فكيف إذا لو كان هذا العمل نابعًا من وحي قلب إبنك الحبيب فلا بد أن يكون نقيًّا.


10
سيدي الجليل غبطة البطريرك مار لويس ساكو الموقر.
الاختلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية. نحترم رأيكم جدا. ولكن سيدي. من حق الشعب الكلداني السرياني الاشوري ان يعبر لقداسة البابا فرنسيس عن معاناته في وطنه التاريخي. وعن تهميشه واقصائه والغاء دوره في الشراكة الوطنية. ومن حقه ان يطالب بتثبيت حقوقه الوطنية والقومية المشروعة في الدساتير العراقية النافذة. وعن اعادة كل املاكه وعقاراته التي تم الاستيلاء عليها من قبل شركائه في الوطن. ومن حق الشعب ان يطالب بايقاف عملية التغيير الديمغرافي في مناطقه التاريخية استنادا الى المادة الدستورية 23 الفقرة  ب ثالثا. والالتزام بتنفيذ تفسير وقرار المحكمة الدستورية العليا للمادة المذكورة. والذي تم تعميمه منذ اسبوع على كل الدوائر العقارية في العراق. ومن حق الشعب ايضا ان يطالب بتحرير الكوتا المخصصة للمسيحيين من سطوة الحشد الشعبي ومن سطوة الحزب الديمقراطي الكوردستاني. ليكون التصويت للكوتا حصريا من حق ابناء شعبنا لاختيار ممثليهم لدى السلطات التشريعية. ومن حق الشعب ايضا سيدي ان يعبر لقداسة البابا فرنسيس ليتم رفع كل التجاوزات عن كل الاراضي والقرى في اقليم كوردستان العراق. وان يتم منح اراضي لاهالينا في عنكاوا عوضا عن الاراضي التي تم الاستيلاء عليها لتشييد مطار اربيل.









11
رسالة الى قداسة البابا فرنسيس بمناسبة زياراته الى مهد الحضارات

بالرغم من اهمية وضرورة زيارة قداسة البابا فرنسيس الى العراق. لتعزيز حقوق المسيحيين العراقيين بشكل خاص. ولتعزيز صيغة العيش المشترك بين ابناء كل المكونات
 القومية والدينية في العراق. لكن اهتمام الفاتيكان بوضع ومستقبل المسيحيين في العراق وزيارة قداسته. جاءت متأخرة جدا جدا. واذا كنا نريد معرفة ذلك. لنعود قليلا الى بداية السبعينات من القرن الماضي عندما فتحت السفارات الغربية ابوابها امام الهجرة الجماعية للمسيحيين العراقيين. وبالاخص بعد اسقاط النظام في 2003 حيث بدأت الهجرة الجماعية من العراق بعد تعرض ابناء شعبنا للابادات الجماعية والى عمليات الخطف والاضطهاد والاقصاء والالغاء والتهميش والتهجير من موطنهم التاريخي. حيث هاجر اكثر من مليون نسمة مسيحي ارض العراق. ولم تتوقف الهجرة ومازات مستمرة حتى الان.
 نتمنى في البداية ان تكون الزيارة موفقة وناجحة لقداسته وان تحقق كل اهدافها وعلى كل الصعد.  ونريد نطرح بعض الاسئلة الى دوائر في حاضرة الفاتيكان والى قداسة الحبر الاعظم البابا فرنسيس. ليسأل من كل المسيحيين العراقيين في الولايات المتحدة الامريكية وفي استراليا وفي كندا وفي السويد والنروج والمانيا والدانمارك وهولاندا والنمسا وفي ايطاليا وفي بقية دول الانتشار. هل سيعودوا الى وطنهم. بعد ان نالوا كامل حقوقهم كمواطنيين اسوة بالسكان الاصليين لكل تلك الدول. وبعد ان باتت لهم احياء وشوارع باسماء ابنائهم. وبعد ان شيدوا مؤسساتهم وكنائسهم وتولى ابنائهم اهم المناصب في السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية وفي الادرات العامة. الى جانب تمتعهم بالامن والامان والاستقرار.
قداسة البابا فرنسيس. نتضرع الى الله ونصلي من اجل وصولكم بالسلامة الى ارض الوطن. ومن اجل نجاح زيارتكم التاريخية الى ارض مهد الحضارات. املين ان تفلح في تثبيت الحقوق الوطنية والقومية للمسيحيين العراقين في الدساتير العراقية النافذة. وتحقيق شراكتهم الوطنية الفعلية. لازالة معناتهم منذ تأسيس العراق 1921 ولانجاز عمليات الاصلاح على كل الصعد في العراق. وان يتم توقيف كل عمليات التغيير الديمغرافي المستمرة في مناطق شعبنا التاريخية. وان يتم اعادة كل عقارات واملاك المسيحيين والصابئة التي تم الاستيلاء عليها في كل المدن العراقية. وان تتم المطالبة من رئاسة الاقليم ومن برلمانه ومن حكومته. للاقرار بحق ممارسة شعبنا والارمن والتركمان والايزيديين لشراكتهم الوطنية. وان تتم عملية رفع كل التجاوزات عن قرانا واراضينا في الاقليم. وان يكون التصويت للكوتا في الانتخابات الفيدرالية وفي انتخابات الاقليم حصريا بالمسيحيين فقط لا غير. حتى يتم اختيار ممثليهم في السلطات التشريعية والتنفيذية. عندها فقط قداسة البابا فرنسيس. تستطيع ان تبقى البقية الباقية من المسيحيين وبقية المكونات الغير مسيحية في العراق.  بعد أن أصبحنا اليوم أقلية مسيحية في مساحة جغرافية محددة.


12
دعوة عامة لابناء شعبنا في السويد
للمشاركة في الندوة الحوارية
 في النادي الثقافي الاشوري
 نوشبوري

ستقام ندوة حوارية مع االمدير العام التنفيذي في مؤسسة كابني في الوطن لاب الفاضل عمانوئيل يوخنا. حول الانجازات التي قامت بها مؤسسة كابني في العراق ومشاريعها المستقبلية في سهل نينوى. الى جانب الوضع السياسي ومستقبل شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في مناطقه التاريخية الوطن. وذلك  يوم الثلاثاء الموافق 7 حزيران 2017  في تمام الساعة السابعة مساء في النادي الثقافي الاشوري في نوشبوري. الدعوة عامة للجميع

                                                 
                                                                                                               الهيئة الادارية



13

التقى اليوم وفد من ممثلي مؤسسات شعبنا القومية مع وزيرة خارجية السويد السيدة مارغوت فالستروم في مدينة يونشوبينك في السويد. وقد تم التداول مع وزيرة الخارجية عن مدى تعرض شعبنا الى الابادات الجماعية والاضطهاد في اوطانه الى جانب ممارسة التهجير القسري على ابناء شعبنا من مناطقه التاريخية في العراق وسوريا وتركيا. من دون ان يتحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته الاخلاقية لحماية كل هذه المكونات القومية والدينية وضمان حقوقها المشروعة. بالاضافة الى عدم التزام المجتمع المذكورة بمبادئ وثيقة شرعة حقوق الانسان التي اقرت في الامم المتحدة.
 وفي نهاية اللقاء تم تسليم رسالة رسمية الى وزيرة خارجية السويد تتضمن مطالب شعبنا وحقوقه الوطنية والقومية المشروعة بما فيها الحكم الذاتي في مناطقه التاريخية في العراق. والطلب من الحكومة السويدية لدعم مطالب شعبنا في المحافل الدولية.


14
المنبر الحر / في ذكرى يوم الشهيد
« في: 22:00 10/08/2016  »

في ذكرى يوم الشهيد

 استذكر هذه الايام الكلمات الناضحة بالالم لرفاق الدرب الاوفياء الذين رحلوا عنا الى العالم الروحي. اعرف انكم لن تعودوا. ولن يحزنكم الغياب. ولكن اود ان اعلمكم بان حطام احلامنا ينتشر اليوم بعد رحليكم في كل شوارع وازقة وحارات مناطق شعبنا في اوطاننا التاريخية. التي باتت اغلبيهتا اليوم فارغة من اهلها. لقد اخترتم موعد رحيلكم الى العالم الاخر فارتحتم. ونحن على يقين بان ذاكرتكم الازلية مازالت تختزن بنفس قيم الوفاء والمبادئ التي اقسمنا عليها اليمين للمضي قدما الى الامام حتى الرمق الاخير من دون ان نحيد عنها قيد انملة.
أما نحن. الذين ننتظر. فنخجل من كوننا نعيش الهزيمة والاحباط ألف مرة في اليوم. من دون ان نستطيع مقاومتها.
لم نعد نعرف أنفسنا كما كنا في الماضي القريب. لان الاغلبية من دعاة ابطال القومية قد نكسوا بوعودهم وهربوا من خنادقهم. وتركوا ابناء شعبنا العزل فريسة للذئاب. لقد أضعنا الهوية عندما اضعنا القضايا الوطنية والقومية. فضاعت الأمة مزقا مزقا وهاجر ابناؤها في اغلب اصقاع العالم. والتهمت الطائفية جسم الامة الموحد. والتهم الطغيان الشعب. والتهمت الهزيمة بالتحالف مع تجار القومية واصحاب المصالح الخاصة إرادة الأمة. واصبح طريق تحرير نينوى يمر عبرعواصم دول الانتشار. وغاب المقاومون الاوفياء عن الساحة القومية إلا قليلا في سهل نينوى.
أيها الذين لا يطويهم الموت وتقيمون في الوجدان شهود علينا. تحاسبوننا وتجلدوننا جميعا ليس عن تقصيرنا. فهذا خارج الحساب. بل عن خيانتنا التي هدرت نضال الأمة على امتداد أجيال. فضيعنا البوصلة الحقيقية وضيعنا معها ما كان قد تحقق على طريق النضال.
رفاقي الاوفياء. لقد قتلنا الحاضر بالماضي. وقتلنا المستقبل بالحاضر. فإذا نحن امام مرحلة بلا هوية جامعة. وقتلنا القضية القومية التي كانت مقدسة بالصراع بها وعليها من أجل السلطة والمصالح الحزبية الضيقة في عواصم العز. من دون ان نوحد الخطاب السياسي ومن دون نتعلم العبر والدروس من اخفاقات الماضي وفشله. فإذا نحن لا أحد..

15
لقاء وفد رئاسة المجلس الشعبي
مع مسؤول مكتب السويد
في مدينة يونشوبينك

التقى يوم الجمعة الموافق 4 ايلول 2015  وفد من رئاسة المجلس الشعبي برئاسة السيد فهمي منصور مع جبرايل ماركو مسؤول مكتب المجلس الشعبي في السويد. تم في بداية اللقاء تقييم نتائج زيارة وفد رئاسة المجلس الشعبي الى السويد.   والنتائج المهمة التي حققتها وخاصة حول قرار الحزب الاشتراكي الديمقراطي لتقديم مشروع الحكم الذاتي الى البرلمان السويدي لاقراره. الى جانب مطالبة وفد رئاسة المجلس الشعبي للعمل على تعزيز علاقات المجلس الشعبي مع بقية الاحزاب السويدية. لاستثمار هذه العلاقات لدعم المطالب الوطنية والقومية المشروعة للشعب الكلداني السرياني الاشوري وتثبيتها في الدساتير النافذة في العراق الفدرالي. كما طالب وفد الرئاسة للعمل على التركيز في هذه المرحلة الراهنة على مطالبة المجتمع الدولي بالدرجة الاولى على تحرير سهل نينوى وتوفير الحماية الدولية لشعبنا لضمان عودة ابنائه الى ديارهم وضمان استمرار وجودهم في مناطقهم التاريخية في العراق. وتم التطرق ايضا الى  مسألة ايجاد الية تنظيمية للتعاون والتنسيق بين مكاتب المجلس الشعبي في اوربا لخدمة قضايا شعبنا في الوطن. كما تم التركيز في اللقاء على ضرورة مأسسة عمل المجلس الشعبي والعمل على بناء وتوسيع قاعدته التنظيمية في الوطن وفي المهجر. والعمل ايضا على تفعيل دور المجلس الشعبي على الصعيد القومي والوطني والاقليمي الدولي لخدمة قضايا الامة والوطن!

اعلام مكتب السويد


16
وفد رئاسة المجلس الشعبي يلتقي ايلان دي باسو في السويد

التقى وفد رئاسة المجلس الشعبي برئاسة فهمي منصور وعضوية جبرايل ماركو مسؤول مكتب السويد. بالسيد ايلان دي ديباسو عضو اللجنة المركزية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي ومسؤول الحزب في مدينة يونشوبينك ومسؤول العلاقات الدولية في مقاطعة سمولاند وعضو رئاسة مجلس بلدية مدينة يونشوبينك.

قدم الاخ فهمي منصور شرحا وافيا عن واقع شعبنا ومعاناته المستمرة في وطنه التاريخي. بسبب تعرض مناطقه التاريخية الى عملية التغيير الديمغرافي. الى جانب ممارسة سياسة التهميش والاقصاء تجاه ابنائه في جميع مرافق الدولة العراقية. اضافة الى تعرض ابناء شعبنا منذ سقوط صدام حسين الى عمليات الاختطاف والاغتيالات المنظمة لفرض التهجير القسري على شعبنا من مناطق تواجده في المدن الكبرى. حيث بات وجوده اليوم رمزيا في العاصمة بغداد وفي العديد من المدن الرئيسية الاخرى.  قياسا او مقارنة مع تواجده خلال العشر السنوات الماضية الاخيرة. ناهيك عن ممارسة المكونات الشيعية والسنية والكوردية سياسة المحاصصة المذهبية والطائفية والعرقية. واهمال حقوق بقية المكونات من ابسط حقوقها الوطنية والقومية المشروعة. وتستمر المعاناة بقساوة اكثر وخاصة بعد مرور اكثر من عام على الابادة الجماعية الاخيرة التي تعرض لها ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في مدينة الموصل ومناطقه التاريخية في سهل نينوى بسبب غزوة داعش التي أدت الى اقتلاعه من ارضه وتهجيره قسريا الى شمال العراق.

واضاف الاخ فهمي منصور. واليوم ايضا يدفع ابناء شعبنا فاتورة صراع الاحزاب الكوردية على مصالحها الحزبية الضيقة. والتي تجلت بكل وضوح في طريقة تعاطي اغلبية الاحزاب الكوردية السلبي مع صياغة حقوق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المشروعة في مسودة دستور اقليم كوردستان العراق. من خلال طرحهم لالغاء المادة 35 التي تقر بالحكم الذاتي لشعبنا. والرغبة في الغاء الكوتة في برلمان الاقليم التي تخص شعبنا وبقية المكونات القومية الغير كوردية.

 واشاد الاخ فهمي منصور بمواقف القومية الشجاعة وتصريح الدكتورة منى ياقو ممثلة شعبنا في لجنة اعداد الدستور. عندما انسحبت الدكتورة منى ياقو من عمل جلسة اللجنة اعتراضا على عملية الاقصاء والتهميش لحقوق شعبنا. واكدت الدكتورة منى ياقو. بان ممثلي الاحزاب الكوردية يتعاملون مع ابناء شعبنا  كضيوف في وطنه التاريخي الذي تمتد جذورهم في العراق لاكثر من 7000 عام. وتابعت. ولكن ليعلم الجميع بانني لن اوقع على اية وثيقة اذا لم تضمن حقوق شعبي القومية المشروعة.

بدوره اكد السيد ايلان دي باسو على استعداده لبذل اقصى جهوده لدعم اقرار مشروع الحكم الذاتي لشعبنا في البرلمان السويدي. والعمل ايضا على اسثمار كل امكانياته وعلاقاته في قيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي وعلاقاته مع العديد من البرلمانيين لدى الاحزاب السويدية الاخرى المتمثلة في البرلمان السويدي للتصويت لصالح مشروع الحكم الذاتي.

وفي ختام اللقاء قدم الاخ فهمي منصور شكره وتقديره للسيد ايلان دي باسو. وثمن عاليا الدعم المطلق الذي لمسه في مواقفه للعمل على اقرار مشروع الحكم الذاتي للشعب الكلداني السرياني الاشوري. والضامن الوحيد لحقوقنا الوطنية والقومية في مناطقه التاريخية ولديمومة وجوده في وطنه!



17

مشروع الحكم الذاتي يسلك طريقه الى البرلمان السويدي

 يوم الاثنين الموافق 17 اب 2015  التقى وفد من رئاسة المجلس الشعبي برئاسة الاخ فهمي منصور وجبرايل ماركو مسؤول مكتب السويد. مع عضو البرلمان السويدي توماس ستراند. قدم السيد فهمي منصور في بداية اللقاء. لمحة موجزة عن تاريخ المجلس الشعبي ودوره السياسي على الساحتين الوطنية والقومية في العراق وفي المهجر. وما يمثله المجلس الشعبي في مجلس النواب العراقي والحكومة الاتحادية وفي برلمان اقليم كوردستان العراق ولدى حكومة الاقليم. وعرض فهمي منصور شرحا تفصيليا عن واقع شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق. وما يتعرض له من ابادات ومجازر واضطهادات وتهجير قسري من مناطقه التاريخية. التي تتعرض ايضا الى التغيير الديمغرافي. الى جانب تعرض شعبنا الى التهميش والاقصاء على كل مستويات الدولة العراقية منذ سقوط نظام صدام حسين 9 نيسان 2003 . وحتى يومنا هذا. اما افجع الابادات والتهجير القسري فقد تجلت بالابادة الجماعية التي تعرض لها ابناء شعبنا في مدينة الموصل وفي مناطقه في سهل نينوى بسبب غزوة داعش التي ادت الى اقتلاعه وتهجيره من ارضه الى شمال الوطن.

بعدها طرح عضو البرلماني السويدي توماس ستراند العديد من الاسئلة والاستفسارات عن الوضع السياسي في العراق بشكل عام وعن اوضاع شعبنا ومستقبل مصيره في الوطن. وما هي الحلول المطلوبة لدعم استمرارية وجوده في العراق.
بدوره أكد الاخ فهمي منصور ان وضع شعبنا بات يتطلب اليوم للعمل على توفير الحماية الدولية له في مناطقه التاريخية في العراق. لكونها الضامن العملي والوحيد من اجل حماية وجوده. والعمل ايضا على تثبيت حقوقه الوطنية والقومية المشروعة بما فيها الحكم الذاتي في الدستور الفدرالي العراقي.

  من جانبه اكد السيد توماس ستراند بانه سيلتقي قريبا لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان السويدي لتقديم تقريرا يتضمن طلب الشعب الكلداني السرياني الاشوري. لتوفير الحماية الدولية له في مناطقه التاريخية في العراق. وسألتقي مع كتلة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في البرلمان السويدي. للعمل على تقديم مشروع الحكم الذاتي الى البرلمان السويدي ليتم اقراره. وكان السيد توماس ستراند  قد صرح الى احدى الصحف السويدية بعد لقاء المجلس الشعبي. بانه سيستبسل من اجل اقرار مشروع الحكم الذاتي في البرلمان. وسيلتقي بقية رؤساء كتل الاحزاب السويدية الاخرى في البرلمان. لاقناعهم على التصويت لصالح مشروع الحكم الذاتي.

 يذكر ان جبرايل ماركو كان قد قدم مشروع الحكم الذاتي الى المؤتمر السنوي للحزب الاشتراكي الديمقراطي 2014 حيث تم تم اقراره بالاجماع  والعمل لتقديمه الى البرلمان السويدي. والعمل على تبنيه في البرلمان الاوربي وعلى الصعيد الدولي.

وفي ختام ىاللقاء قدم الاخ فهمي منصور شكره وتقديره الى السيد توماس ستراند. وأثنى على هذا الموقف التاريخي من الحزب الاشتراكي الديمقراطي والشعب السويدي لدعم الحقوق المشروعة للشعب الكلداني السرياني الاشوري في وطنه. وقدم له دعوة رسمية لزيارة الى العراق.






19
المنبر الحر / مناشدة
« في: 14:09 24/08/2014  »
مناشدة

يوم الاربعاء الموافق 27 اب 2014 سيدأ التصويت المبكر في جميع المراكز الانتخابية في المملكة السويدية. هذه السنة انا مرشح لعضوية البرلمان السويدي ولعضوية المجلس البلدي على قائمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي عن محافظة يونشوبينك. اليوم ثبت للجميع بان شعبنا ليس له اصدقاء في العالم. سوى هذه الديقراطية التي يجب علينا استثمارها بشكل صحيح في خدمة كل قضايانا الوطنية والقومية.
انا بامس الحاجة الى اصواتكم ودعمكم ومساعدتكم. لذا اناشد الجميع لمنحي اصواتهم الفردية لكي اكون خير ممثل في البرلمان السويدي القادم. لادافع عن حقوق شعبنا المشروعة في اوطاننا. وعن جميع حقوق الشعوب المطهدة في العالم وعن كل القضايا الانسانية في هذا العالم المضطرب. شاكرين مسبقا موقفكم النبيل! للمزيد من المعلومات يمكنكم الاتصال بنا على رقم التلفون. 0704302214

Gabriel Marko


20
دعوة عامة

دعوة عامة من الاخوة الايزيديين. الى جميع احزاب ومؤسسات شعبنا القومية والروحية والى جماهير شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. للمشاركة في التظاهرة المركزية التي ستقام من قبل الاخوة الايزيديين في العاصمة السويدية ستكهولم امام البرلمان السويدي. لمطالبة الحكومة السويدية وكل الاحزاب السويدية لتحمل مسؤولياتها ولدعم مشروع اقامة المنطقة الامنة والحماية الدولية لجميع المكونات القومية والدينية في سهل نينوى.
التظاهرة ستقام يوم الثلاثاء الموافق 19 اب 2014. حيث يبدأ التجمع  في الساحة الساعة 13.00 ظهرا . وفي تمام الساعة 14.00 ستنطلق التظاهرة نحو البرلمان السويدي. نهيب من الجميع المشاركة للتضامن مع الاخوة الايزيديين. ولنعبر ايضا عن مطالب شعبنا لاقامة المنطقة الامنة تحت الحماية الدولية. لضمان عودة الجميع الى مدنهم وبلداتهم وقراهم.  مع التركيز على رفع مطالب شعبنا ورفع الاعلام القومية فقط.
 يوم الخميس الموافق 14 اب 2014  شاركنا في التظاهرة التي اقامها الاخوة الايزيديين في مدنية يونشوبينك السويدية.

المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري
مكتب السويد

ال

21
الحماية الدولية
خيار الشعب الكلداني السرياني الاشوري
لضمان وجوده القومي في مناطقه التاريخية
في العراق

حسمت جماهير شعبنا الكلداني السرياني الاشوري امرها و قرارها وخيارها السياسي.  عبر مطالبتها بالحماية الدولية ضمانا لعودتها الى مناطقها التاريخية في سهل نينوى. جاء ذلك في الشعارالذي رفعته الجماهير الشعبية الغفيرة المشاركة في المسيرة التي انطلقت من مدينة عنكاوا يوم الاثنين الموافق 11 اب 2014 باتجاه القنصلية الامريكية. مطالبين المجتمع الدولي وهيئة الامم المتحدة وكل المؤسسات الانسانية ذات الصلة. للعمل على اقرار مشروع الحماية الدولية  في مجلس الامن الدولي. ضمانا لعودتهم الى مدنهم وقراهم في سهل نينوى. بعد ان اجبروا على مغادرتها قسرا. بسبب فشل الجيش العراقي وقوات البشمركة الكوردية حمايتهم من غزوة داعش الارهابية. وقد جاءت مطالب واهداف المسيرة الشعبية مطابقة وداعمة  لقرار مجلس النواب العراقي الذي جرى التصويت عليه باغلبية الاعضاء.  يوم الخميس الموافق 7 اب 2014 والذي اكد  فيه على القرارات التالية:
 
1 ـ اعتبار ماتتعرض له المكونات العرقية والدينية الاقلية في العراق على يد مجرمي داعش وحلفاؤهم جريمة ضد الانسانية ومطالبة المجتمع الدولي بملاحقة مرتكبي تلك الجرائم ومحاسبة الدول والمؤسسات التي تساندهم او تمول نشاطاتهم.
2 ـ اعتبار مناطق سنجار التي تعرضت لنزوح جماعي والحمدانية وبرطلة وبعشيقة وتلكيف والقوش وشيخان والمناطق التركمانية في تلعفر وطوز وامرلي وبشير وتازة مناطق منكوبة نتيجة هجمات داعش الارهابية على مناطقهم واعتبار مايتعرضون له كارثة انسانية مع ضرورة توفير الحماية الدولية لتخصيص الملاذ الامن بقرار دولي صادر من مجلس الامن الدولي.
3 ـ مطالبة الامم المتحدة والمنظمات الانسانية التابعة لها بالعمل الجاد لاغاثة النازحين من تلك المناطق وفقا لما تملي عليه مسؤوليتهم وبما ينسجم مع ميثاق الامم المتحدة.
4 ـ الطلب من الحكومة ان تخصص على وجه السرعة مبالغ مالية مجزية من ميزانية الطوارئ لغرض تأمين الحاجات الانسانية لسكان تلك المناطق وتعويض المشردين والنازحين عن الاضرار.
5 ـ الطلب من الحكومة العمل على ايصال المساعدات الانسانية العاجلة الى النازحين من تلك المناطق وبكافة الوسائل المتاحة
6 ـ مفاتحة البرلمان العربي والاوربي لغرض مساندة قرار مجلس النواب العراقي بهذا الخصوص ومطالبة حكومات الدول العربية والاوربية بتقديم كل وسائل الدعم للنازحين من المناطق المنكوبة.
7 ـ مطالبة هيئة الاعلام والاتصالات بالزام كافة المؤسسات الاعلامية بعدم بث او نشر اي نشاطات او بيانات تخص نشاطات داعش الارهابية.
8 ـ مطالبة الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم تطهير المناطق من داعش الارهابية واعادة النازحين والمشردين الى مناطقهم عاجلا.
من هنا نهيب بكل احزاب ومنظمات ومؤسسات شعبنا القومية والروحية على الالتزام والتمسك  بهذا المطلب الجماهير المشروع. وعدم هدر هذه الفرصة التاريخية التي لا تعوض. والتي تعتبر في نفس الوقت الضامن الوحيد لتثبيت حقوق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الدستور الفيدرالي العراقي. ضمانة لشراكته السياسية الحقيقية والحماية الذاتية والدفاع عن حقوقه ووجوده القومي. مناشدين الجميع للعمل يد بيد من اجل تحقيق الحماية الدولية وتجسيدها على الواقع  باقرب فرصة ممكنة. من خلال التحرك السريع على الصعيد الوطني والاقليمي والدولي.

المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري
مكتب السويد

                                       



22
صرخة قومية
صرخة قومية نوجهها الى جميع ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في مدينة يونشوبينك وضواحيها للمشاركة بكثافة في المسيرة الشعبية التي ستقيمها احزاب ومؤسسات وكنائس شعبنا والمؤسسات الارمنية, دعما لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري والارمن في العراق وسوريا. الذين يتعرضون اليوم لعملية الابادة الجماعية في موطنهم التاريخي. وذلك يوم السبت الموافق 2 اب 2014 الساعة 13.30 اللقاء سيكون في ساحة المحكمة الاستئنافية التي تقع في مركز المدينة. والانطلاق سيكون في تمام الساعة 14.30 من الساحة المذكورة مرورا بشارع مركز المدينة والسير باتجاه ساحة سوق يوم السبت. ومن ثم التوجه نحو ساحة مركز بلدية مدينة يونشوبينك. حيث سيتم الاستماع الى الكلمات التي سيتم القائها من قبل ممثلي عدد من الاحزاب السويدية ووممثلي الكنائس السويدية والختام سيكون بكلمة الاحزاب والمؤسسات القومية والروحية.

اللجنة التحضرية

23
الذكرى السابعة لتأسيس المجلس الشعبي
والدراسة النقدية والمراجعة العقلانية الشاملة
لمسيرته السياسية


بقلم: جبرايل ماركو


تحل الذكرى السابعة لتأسيس المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري. وشعبنا يواجه تحديات مصيرية كبيرة على كل الصعد. وفي مقدمتها حتمية تثبيت حقوقه الوطنية والقومية المشروعة في الدستور الفيدرالي العراقي. واستمرار نزيف هجرة ابناء شعبنا من الوطن. وديمومة خطر التغيير الديمغرافي الزاحف نحو مناطقنا التاريخية. واستمرار التجاوزات على اراضي وقرى شعبنا في شمال الوطن. والاهمال الفاقع من جانب الحكومات الاتحادية والمحلية. لعدم قيامهم بواجبهم الوطني لاعادة بناء وتطوير البنى التحتية في مناطقنا التاريخية. وانعدام الخدمات الاساسية في جميع مدن وبلدات وقرى شعبنا. وغياب الحد الادنى من الاستثمارات في مناطق تواجد ابناء شعبنا لخلق فرص عمل جديدة للتخفيف من ازمة البطالة المتفشية في اوساط الشباب. من دون ان ننسى عملية الاقصاء والتهميش والالغاء لدور شعبنا الوطني على كل الصعد. ناهيك عن هذا التغلغل السافر من قبل الاحزاب الكوردية والعربية في انتخابات الكوتا المخصصة لشعبنا من اجل السيطرة والتحكم بالقرارالقومي المستقل. كل هذا وغيرها من التحديات المصيرية الاخرى. باتت تلح وتفرض نفسها بقوة ضاغطة على المجلس الشعبي لتوحيد كل الجهود والامكانيات الذاتية. للعمل على اتخاذ قرارات مصيرية وشجاعة وجريئة وحاسمة. لاجراء اصلاحات وتغييرات تنظيمية وسياسية جذرية وشاملة في البنية التنظيمية والهيكلية للمجلس الشعبي. بالاعتماد على اسس مبدئية ونضالية وسياسية عصرية. وتبني معاييرالكفاءة والخبرة والنزاهة والوفاء والاخلاص في اختيار الكوادر القيادية. والتركيز على بناء قاعدة تنظيمية واسعة في الوطن وفي عالم الانتشار. والعمل على مأسسة منهجية العمل في المجلس الشعبي. والانفتاح بالدرجة الاولى على استقطاب الكوادر الاكاديمية المتخصصة الى صفوف العمل. وفتح الباب على مصراعيه امام المرأة الكلدانية السريانية الاشورية. لتأخذ دورها وموقعها الريادي وتتحمل مسؤولياتها القيادية على كل المستويات. والعمل ايضا على تبني اليات عمل منهجية. تساهم في تفعيل وتيرة العمل السياسي القادرة على مجابهة كل التحديات ومواكبة كل متطلبات المرحلة الراهنة والمستقبلية. الى جانب الانعكاسات الخطيرة من استمرار الصراع العرقي والطائفي والمذهبي على السلطة في الوطن. الذي اصبح يفرض نفسه بقوة على مستقبل مصير وجودنا القومي وعلى مستقبل المسيرة السياسية برمتها. كل هذا وذاك بات يتطلب من رئاسة المجلس الشعبي وهيئته العامة في الوطن. لاتخاذ قرار تحديد تاريخ انعقاد المؤتمر الشعبي الثالث في العراق. والاسراع في اختيار اللجنة التحضيرية للمباشرة في اعداد ملفات المؤتمر واطره التنظيمية والقانونية. والانكباب على اجراء دراسة شاملة ومراجعة نقدية لمسيرة المجلس الشعبي بكل ايجابياتها وسلبياتها. بالاعتماد على منهجية تحليلية علمية وموضوعية. والمبادرة الى انتاج ثقافة فكرية جديدة نابعة من طموح وتطلعات الجماهير الشعبية ومن الواقع الوطني والقومي ومتطلباتهم. لأن الفضاء التاريخي والذاتي والموضوعي الذي تأسس فيهم المجلس الشعبي في 15 ايار 2007  والظروف القومية والوطنية والاقليمية والدولية المحيطة بالمرحلة ومعطياتها انذاك. تختلف اختلافا كليا عن الوضع القومي والوطني الراهن ومعطيات ونتائج العملية السياسية العراقية. أو قد تكاد تكون نقيضة لها الى حد ما. لهذا بات يتطلب من الجميع للسعي معا الى تقديم برامج عملية ورؤى منهجية سياسية متبلورة تنقذ الوضع الراهن وتلبي متطلبات المسيرة السياسية المستقبلية وتضمن مصير وجود شعبنا في العراق. والمبادرة الى وضع برامج عملية فعالة تركز في اولوياتها على تلبية احتياجات الانسان الكلداني السرياني الاشوري بشكل خاص والعراقي بشكل عام. وتتفاعل بايجابية مع كل التغيرات السياسية التي تشهدها الساحات الوطنية والاقليمة والدولية. والالتزام بمفاهيم ديمقراطية ووطنية لدعم العملية السياسية في الوطن. عبر تبني مفاهيم سياسية اثبتت فعاليتها وجدراتها ونظرتها المستقبلية الواضحة المعالم والاهداف. لان الامم الحية والفاعلة تجدد خلاياها الاجتماعية باستمرار. عبر اجراء دراسات نقدية لتاريخ نضالها السياسي والفكري. وعبر تقييم نتائج تجاربها التي تواكب عملية النضوج السياسي. لتكون دوما على موعد متجدد لانبعاث شخصيتها ومسيرتها النضالية.

ستبقى ولادة المجلس الشعبي حدثا تاريخيا وعصريا متجددا في تاريخ شعبنا. نولد من رحمه ولادة جديدة في كل عام. ونتمسك بقيمه وبمفاهيمه الوطنية والقومية. ونعتمد على طاقات ابناء شعبنا الخلاقة والمبدعة المنبثقة من عمق ارثنا وتراثنا الحضاري النهريني. الضاربة جذوره في بطون التاريخ واعماق الارض. لنساهم معا وباستمرار في عملية تجديد تياره السياسي المحوري وتطويره بارادة حرة ومستقلة. للمضي قدما وبخطوات واثقة نحو تحقيق وتجسيد طموح وتطلعات جماهيرنا الشعبية لاستحداث المحافظة في سهل نينوى لابناء شعبنا وبمشاركة المكونات العراقية الاخرى. وللعمل على تفعيل المادة ــ 35 ــ من دستور اقليم كوردستان العراق. للمباشرة في بناء مؤسسات الحكم الذاتي لتمارس دورها وتتحمل مسؤولياتها المطلوبة في مناطقنا التاريخية. من دون ان نغفل من استذكار تاريخ تأسيس المجلس الشعبي. العمل على تكريس وترسيخ عملية ممارسة العمل الديمقراطي على كل المستويات داخل الاطر التنظيمية في المجلس الشعبي ومؤسساته. واحترام الرأي والرأي الاخر. وحرية ممارسة النقد البناء لتصويب المسيرة السياسية من الانحراف. بعد ان باتت الامة بامس الحاجة الى استنفار شامل لكل طاقتها وامكانياتها للعمل على صيانة وحدتها القومية. وترسيخ وحدة خطابها السياسي. ليتمكن الشعب الكلداني السرياني الاشوري تجاوز كل حالات الارتباك والتجزئة التي نعيشها  اليوم على الساحتين الوطنية والقومية.

نريد ايضا من الاستذكار. العودة دوما الى مبادئ وفكر ونهج ونضال وتجارب الاخ المناضل سركيس اغاجان. لنحلل ونقيم على ضوء خبرته ومسيرة انجازاته كل الاهداف التي تحققت والتي لم تتحقق. والوقوف بكل مسوؤلية امام تقييم مسيرة عمل المجلس الشعبي بعد انعقاد المؤتمر الشعبي الثاني. لنستطيع معا تقييم النتائج وتجاوز كل المصاعب والتعقيدات التي رافقتنا في المرحلة الراهنة. ولنستوحي من نظرته المستقبلية الواضحة ورؤياه السياسية السديدة الاليات العملية للتصدي لمخاطر كل التحديات التي نواجهها اليوم. ولنستمد من جذوته النضالية المتقدة. الوقود الازلي لديمومة مسيرة المجلس الشعبي. ونستلهم من رؤيته السياسية الثاقبة البدائل العملية التي تأخذنا الى افاق ابداعية بالاعتماد على قناعاتنا السياسية وعلى الامكانيات الذاتية. وعلى العلاقة الجدلية بينهما. لتستمر مسيرة المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري في المضي قدما نحو تحقيق اهدافها. كمؤسسة أمينة على الثوابت الوطنية والقومية. والالتزام بمشروع الحكم الذاتي لشعبنا كخيار استراتيجي. والعمل ايضا على تجسيد كل الاهداف والمبادئ والقيم الفكرية الكبرى التي ارسى دعائمها الاب الروحي للمجلس الشعبي المناضل سركيس اغاجان إئتمانا عقلانيا ونضاليا. تلك ألافكار التي جسدت انجازات تاريخية في جميع مناطق تواجد شعبنا التاريخي في العراق. عبرتنفيذ مشاريع عمرانية وثقافية وانمائية وسياسية. والتي باتت اليوم معروفة في عمومياتها لدى كل أبناء الأمة الكلدانية السريانية الاشورية في الوطن وفي المهجر. نعم. انها خارطة طريق شاملة ساهمت وما زالت تساهم بقوة في ضمان مستقبل الشعب وترسيخ وجوده القومي وتشبث ابنائه في الارض. على الرغم من كل محاولات التشويه والتحريف والتعتيم الاعلامي الذي مارسه ومازال يمارسه البعض.
 
لقد انتصرت مسيرة وانجازات المجلس الشعبي على الواقع. من خلال التسلح بالمنطق التأريخي وبتبني العقلانية والموضوعية والمقاومة السلمية في نهجها. واسقطت كل الاصوات ومحاولات تفكيك وحدة الامة الكلدانية السريانية الاشورية. بعد ان أثبتت النتائج العملية على الواقع صوابية رؤيتها ووحدة قدراتها وحرية قرارها واستقلاله. وحتمية المصير والوجود في العراق. كشريك وطني اساسي وفاعل. ليساهم مع كل المكونات العراقية في بناء العراق الفيدرالي الديمقراطي الموحد. في الوقت الذي أبقى المجلس الشعبي في الساحتين الوطنية والقومية قامات نضالية ورجال المبادئ الصامدين. الذين كانوا ولا يزالون يرون الضوء في نهاية النفق. ويضعون أمام نصب عيونهم وأنظارهم تضحيات شهداء الامة الأبرار. نموذجا ومنارة يهتدون بها في كل الاوقات العصيبة والصعبة. داعين رئاسة المجلس الشعبي للعمل على التمسك بقوة بخيار العمل القومي المشترك. لتعزيز وترسيخ وحدة القرار السياسي ووحدة الشعب الضامنة لمواجهة كل التحديات التي تواجه قضية الامة في الوطن. في ظل وجود متغيرات جديدة في المنطقة وفي العالم. وذلك من خلال تفعيل دور تجمع التنظيمات الكلدانية السريانية الاشورية وترسيخه لقيادة مسيرة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في المرحلة الراهنة. ولتكن اختلافاتنا في الرؤى السياسية لا تتعارض مع الثوابت الوطنية والقومية. ولنتمسك دوما بلغة الحوار الجاد والمسؤول في حل كل اختلافاتنا. لتفادي الساحتين الوطنية والقومية المزيد من الاخفاقات المتكررة التي شهدتها ومازالت تشهدها ساحتنا الداخلية عند كل استحقاق مصيري. حيث الجماهير الشعبية وحدها تدفع  في كل مرة الثمن باهظا. بسبب وجود هذا النمط الخاطئ في بنية وتركيب العلاقات السائدة. 

لا تخلو تحدياتنا الوطنية والقومية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية من تعقيدات ومعضلات تحتاج إلى جهود جبارة في الجوانب النظرية والعملية لحلها. كي نصل مع كل القوى الوطنية العراقية إلى خارطة طريق شاملة تتضمن البرامج العملية التي تخرجنا من نظام المحاصصة العرقية والطائفية التي نعيش في ظلها. لتكون أمتنا جديرة بمقابلة الأمم الأخرى وتعيش في مفاعيل هذا العصر كقوة محركة وفاعلة وليست متلقية تنفعل بما يملى عليها. في الوقت الذي تمتلك امتنا من المقومات ما هو أعظم بكثيرمن أمم أخرى وجدت لنفسها موقعاً ودورا تلعبه على المسرح الدولي. من دون ان تبقى مجرّد تجمع بشري يتحكم في مواردها ومسارات تطورها المهيمن وطنيا واقليميا وعالميا. لأن التحدي الأول يفرض علينا العمل سوية. للخروج من مستنقع الندب على حظنا العاثر والاقتناع بأن ما نحن فيه ما هو إلا نتيجة للمفاهيم وسياسات الاقصاء والتهميش والالغاء لدورنا الوطني التي جرى العمل بهم طوال الحقبات الحالية والسابقة. فقد حان الوقت ونضج الوعي السياسي للإقلاع عن فلسفة الرهانات بتغيير الأوضاع التي نعيش في ظلها من تلقاء نفسها. أو عبر متغيرات إقليمية ودولية. فلا قيمة لأيّ كيان سياسي إلا بما ينتجه من قوة مادية على الارض وما يمثله من قيمة اجتماعية مؤثرة في المعادلة السياسية. وبقدرهذا التجسد تتحدد قيمة وفعالية أي كيان سياسي. وإن أيّ ممارسة عفوية لا تستند إلى استراتيجية واضحة المعالم والاهداف والى التكتيكات السياسية الملائمة لها. ستبقى مجرد نشاط عملي فقط لاغير. وحدها القوة المهيمنة (داخلياً وخارجياً) تستطيع توظيفه بما يخدم مصالحها - حتى وإن كانت في ظاهرها نقيضاً للقوى المسيطرة ـ فضلاً عن أنّها تساهم بانفضاض الجماهير عن هذا النوع من النشاط. لأنها وبحسها العفوي تذهب إلى القوة التي تراها المحرك الحقيقي للأحداث والممسكة في دفة توجيهها.

وعلى الصعيد الوطني. مايزال العراق يعيش اليوم واحدة من اصعب مراحله التاريخية. اذ تواجه كل مكوناته القومية والدينية تحديات خطيرة ومصيرية. تشمل الى جانب تهديد وحدة العراق الفيدرالي والعيش الحر. الخطر على العملية الديمقراطية الفتية. والخطر من ان تتحول المحاصصة الطائفية والعرقية والفساد والعبث والهدر وحكم الفاسدين الى اعراف وعناوين تكبل بهم مستقبل العملية السياسية والوطن. وتُهجر شبابه وكوادره الاكاديمية ومثقفيه ومبدعيه. الخطر الذي يجعل الوطن مجددا مهددا بالقضاء على الحالة الهشة من السلم والامان التي يعيشها اليوم. ليكون البديل القادم اندلاع الحرب الاهلية بين مكوناته القومية والدينية. التي لا احد يعرف نتائجها ومسارعقباها. في الوقت الذي نرى ان لغة العقل والحوار الجاد والمسؤول لا تزال ابوابها موصدة بوجه كل قواه السياسية ومقفلة امام كل دعوات الانقاذ والاصلاح والتغيير. بالرغم من أنها السبيل العملي والوحيد لانقاذ ما تبقى من فسحة الامل قبل ان تغيب عن سماء الوطن بسرعة.

وأخيرا. نستذكر تلك اللحظة التارخية التي تم فيها اتخاذ قرارتأسيس المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري. ونستذكرمعها المعاناة الكبيرة التي انجبت وأنتجت تيارا سياسيا بديلا. وتجربة تاريخية فريدة ومميزة ونوعية نراها دائما تنطلق كانطلاقة الفينق نحو الاهداف من واقع شعبنا ومتطلباته. من دون ان يغيب عن بالنا يوما. بأن استمرار المسيرة السياسية تحتاج دوما الى عملية المراجعة والتقييم والى تطبيق مبدأ المساءلة والمحاسبة لتصويب البوصلة. وتحتاج ايضا الى فضاء واسع من الحرية وممارسة العمل الديمقراطي والنقد البناء والمراجعة النقدية باستمرار. الكفيلة بتحرير مسيرة المجلس الشعبي من اي التباس وتلبد في ثناياها وفي مجرى حراكها السياسي من الجمود العقائدي والسلفية الفكرية والطفولة الثورية.







24
العلامة الاب البير ابونا
ايها المتبحر في اغوار
 كنيسة المشرق
بقلم: جبرايل ماركو

ابتي الجليل. ستدخل التسعين يا مودع الثمانينات. وستجتاز وقرها بلا قلق من الاتي وبدون رهبة. ويستتب لكم البال والاطمئنان الى الوجه الالهي الحي الذي طالما احتضن بالمحبة العلوية التي لا تنضب. تكريما لعطاء وثمار رسالتكم الروحية  التي ابتدأت من مرحلة عنفوان شبابكم المستقيمة مرورا بسن الكهولة وصولا الى ايام الشيخوخة. وسيبقى الوجه الالهي البهي حاضنا لشهود ميلاد المسيح والفصح. المعمدة روحهم بانبعاث الحياة من الحياة. حيث لا موت يعروهم من بعد بزوغ الفجر القيامي.
العلامة البير ابونا لم يغادر يوما بيئته وطبيعته القروية البريئة. ولم يحذف من قاموسه الايماني والفكري والثقافي انتسابه الى الكلمة. أما براءة طفولته فهي اول ارض مس جلده ترابها. وقد حظيت بها فلم يدعها. ولم تطيب نفسه بتركها. لان الكلمة هي الاصل. مهما ارتبك المشككون واختلطت عندهم المفاهيم. فالبشر ينتسبون لآدم. وبين الكلمة والابداع والعلامة البير ابونا صفاء وداد ووفاق على الدهشة والابتكار وخدمة الجمال الالهي. حتى غدت الحياة معه منظومة سرمدية لها منهج واضح الاهداف والمعالم. اسهمت في بناء وترسيخ هذه العلاقة المتأنية التي رسمت فوق الفراغ قوس غمام. سفك الاب البير ابونا في سبيلها موهبته. ومنحها بعدا روحيا ورمزيا حيا يتحرك في كل اتجاه. أما شخصيته فاعتنقت مفهوم الشفافية ولم تخجل في الانتساب اليها. بل اغتنمت الكلمة خدمته لترد اليه بافضل عطائها السرمدي. وهي لم تبق معه كلمة مفردة معزولة بل كلمات وكلمات وكلمات أعاد الاب البير ابونا صياغتها لتفصح عن الوان عقله وبنات افكاره. لان الكلمة المبدعة عنده لا تُكرم لغناها بل لفضلها.
ابتي الفاضل. ايها العابر من حياة البساطة الى عالم بناء الذات والعطاء والبحث والتوثيق. لم يعاينك جيلنا كثيرا في مسيرة الطفولة والشباب. بقدر ما عايش مسيرتكم الكهنوتية وانتم تمرون في كل مدن وبلدات وقرى شعبنا المنتشرة في ربوع الوطن. مكرسا حياتكم في سبيل تقديم الخدمات الروحية الى كل ابناء الكنيسة. حتى باتت سيرة مسيرتكم الروحية كتابا روائيا محكيا على شفاه كل الاجيال تروي عن تأريخكم الروحي وعن خدماتكم المشهود لها وعن رؤيتكم الاصلاحية في الكنيسة. في الوقت الذي سنحت فرصة المعاينة اكثر امام بطاركة ومطارنة واساقفة وكهنة وشمامسة والعديد من ابناء كنيسة المشرق المنتشرين في الوطن من شماله الى جنوبه وامتدادا الى كل بلدان عالم الانتشار. الى جانب نخبة من المثقفين الذين طالعوكم ناهلين من سنابلكم المليئة بثمار الروح والثقافة السريانية وعبيرالحياة الازلية. مرورا بكل الاسفار والبينات التي سطرها قلمكم. ومتصفحين العديد من ابحاثكم وكتبكم ومقالاتكم التي تنزهكم بين الوجدان والتأريخ والواقع المشرقي اللاهب. التي تجعل القارئ ان يلامس اشجى اوتار الانسان الحميمة. في تساؤلاته عن سبب وجوده والمصير. وعما يجابهه اليوم من ظلم وكفر ويقين واحباط وقلق ورجاء... وموت وقيامة. انها تساؤلات جريئة طرحتها ايضا امهات الفسلفة. ولكن لا خلاص ولا رجاء إلا بيسوع المسيح.
العلامة البير ابونا الباحث دوما عن الحقيقة العارية. جاهد  في استثمار الحداثة المتحررة لخدمة الرسالة الروحية. بالرغم من بعض هفوات ستينات القرن المنصرم. واذا كان الصراع بين القديم والجديد يفتك بالحياة الفكرية والثقافية لدى جميع الاجيال. لكن العلامة البير ابونا حذر في اجتناب الذنوب. بالرغم من عشقعه للحداثة في كل تحولاتها. لان الولادة الجديدة وحدها تمحو ذاكرة الخوف بالرغم من أن نفوس التقلديين تضيق بها. لهذا فضل الاب البير ابونا التأمل الفلسفي على العروض. والفلسفة خواطر الإفهام وعلمُ يُربى باستقامته ودقته كل الذين يستبعدون ان يكون للفلاسفة انفتاحهم على كل مناحي الحياة. حيث الحقيقة تكمن في خواتم وفكر وثقافة الاب البير ابونا. لانها الترجمان الذي اراد ان يتوارى فيه المنهل الذي لم يستطع الا ان يغرف منه بدون تشتت. فلم يأخذ بنوازل الاحكام وبمن قال ما ترك الاول للاخر شيء. فلكل قلب خاطر. ولكل خاطر نتيجة مضافة هي ثمرة الاتصال المكثف بين الانسان وذاته ومحيطه الاجتماعي. من هنا. فالنقش الفكري عند الاب البير ابونا تجلى في نحت الحروف في الصخر. داعما لمذهبه في التفكير الايجابي تجاه الخالق. بالرغم مما رافق ذلك من شحنات الوجع الوجداني والتي تتمايل في نقاء جمالي هارب من كل قاعدة.
أبتي. لم تكن دخيلا الى الحياة الكهنوتية. بل نلت الدرجة الكهنوتية مؤمنا ورعا وخشوعا. وأديت رسالتك الايمانية والروحية في بيوت الله بكل صدق وصفاء ووفاء واخلاص. ولم ترضك يوما انصاف المعارف فطلبت فيها مشقة الاصالات وسهرت الليالي من اجل تحقيقها. مخترقا بطون كتب تأريخ اللاهوت والادب الروحي وافاق الفكر والثقافة باحثا في رحلة الاكتشاف والتوثيق لكل ابداعات كنوز ومخطوطات الاباء الروحيين العظام نذكر منهم لا للحصر( مار افرام السرياني ومار نرساي ومار توما اودو ومار اوغين منا. ومار ادي شير والمفريان ابن العبري وخامس القرداحي.) فنضج خصبكم الروحي والفكري والثقافي معادلا ومعياريا لفضول معرفي يتدفق علما وفكرا وانفتاحا وتعمقا اسهم في اغناء لاهوت كنيسة الشهادة والشهداء.
 ومن ثمار ابداع تراثكم الروحي والثقافي المتراكم والمجبول بخبرة الحياة الروحية التي كانت زادكم اليومي. ان العاطفة تسقط عند نتوء الأنا. وان الانسان يحمل قلبا رحبا بالمحبة والحق أو هو ليس بشيئ. من دون ان نغفل التطرق الى العديد من انتاجاتكم المتنوعة التي اغنيتم بها مكتبة كنيسة المشرق لغة وفكرا وثقافة وتراثا. لتفتح الافاق المستقبلية امام كل الباحثين والمستشرقين. اما قمة موقفكم الشجاع والغيورعلى مستقبل كنيسة المشرق الكلدانية تجلى بكل وضوح في مقالتكم الجريئة والمعنونة ( كنيستي تفتقر الى رعاة )  يومها وجهتم صرخة الى قداسة البطريرك مارعمانوئيل الثاني دلي والى كل مطارنة واساقفة كنيسة المشرق الكلدانية والى جميع ابنائها في الوطن وفي عالم الانتشار. تلك الصرخة التي استجاب لها الرب يسوع المسيح مجسدا امنيتكم من خلال عمل الروح القدس الذي اختار قداسة البطريرك مار لويس روفائيل الاول ساكو راعيا صالحا لكنيسة المشرق الكلدانية. فقد أثبتت الايام للجميع. ان قداسته أفلح في انقاذ سفينة الكنيسة من الغرق ليقودها بكل ثقة وامانة الى بر الامان. مساهما في اعادة الثقة بين المؤمن والكنيسة. ومرسخا دعائم وجودها بالرغم من كل الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن وانعكاساتها السلبية. مسجلا نقلة نوعية مميزة من خلال خارطة الطريق التي وضعها قداسته المبنية على صوابية رؤيته السديدة ونظرته المستقبلية الواضحة الاهداف المعتمدة على مفهوم وحدة كنيسة المشرق والانفتاح على جميع الكنائس وعلى الشريك الوطني الاخر في العراق. ليؤكد للجميع. وفي وسط هذا الغليان والتكفير والارهاب. ان الانبعاث المشرقي قادم. ليثبت ابناء الشعب الكلداني السرياني الاشوري وجودهم وليساهموا بدورهم الريادي والفعال في بناء الذات والوطن. وليعودوا ويؤكدوا للعالم. نحن هنا باقون في ارضنا وفي اوطاننا لنشهد باستمرار للمسيح. ونِعمَ المسيح الحي الذي يوحدنا بمحبته وعطائه وتضحيته على الصليب لانقاذ البشرية من الهلاك. تلك هي الرسالة وذلك كان الرجاء.
ابتي. كثيرون أذهلتهم ثقافتكم وافكاركم وارائكم. ولكن قلة منهم احسنت قرائتكم وادركت حقيقة اهدافكم ودوركم ومساعيكم الوحدوية لكنيسة المشرق بكل تسمياتها. وكم ساهمتم بدوركم الفاعل كصمام امان ضد المذهبية والقبلية والطائفية والعصبيات البدائية التي مازالت مع الاسف تعشعش في عقول البعض الى يومنا هذا. مع ان موضوعيتكم التأريخية ومحملوكم الوطني والقومي يشهدون لكم ولرسالتكم بكل فصاحة بل هم اسياد احكام. ومن هؤلاء القلة اذكرعلى سبيل المثال ( المغفور له الاب المناضل بولس بيداري. والمغفور له مثلث الرحمات قداسة البطريرك مار روفائيل بداويد. وقداسة البطريرك مار لويس روفائيل الاول ساكو. والمرحوم المطران اندراوس الصنا. والمطران الشهيد مار فرج رحو. والمرحوم الاب الدكتور يوسف حبي. والبروفيسور افرام عيسى السناطي) والفريق النخبوي الذي طالما كنتم ــ ولو افراديا ــ على تواصل وثيق بفكرهم وتطلعاتهم.
يا اثيلا في الفلسفة واللاهوت والاداب وعلم الانسان. يا أميرا مشرقيا تاجه المحبة والايمان. وفكره وعقله وقلبه وحلمه كان وما يزال. ان يرى يوما وقد تجسدت وحدة كنيسة المشرق. من دون ان نغفل ابدا القيم المسيحية واللغوية في الادب والتراث السرياني والتي انسكبت منذ عشرين قرنا على اديم زاخو. زاخو التي رفدت وما زالت ترفد كنيسة المشرق بنخب الاحبار الكبار. ومن دون ان ننسى شهدائها. وجبل الزيتون المقدسي المتصل بسماء القيامة. انها الحقيقة السرمدية الساطعة والمحبة التي تجلت منذ اكثر من الفي عام في اورشليم.  والتي كانت مرصودة منذ الازل من قبل انشاء هذا العالم. وستبقى مفتوحة على المدى الانساني اللامحدود.
أبتي. ايها المستضيء بالنور الالهي الساطع. الغارف من الينابيع وروائع الادب الروحي ومؤلف العديد من كتب اداب اللغة الارامية وتراثها ــ كما يحلو لكم تسميتها ــ ستبقى كلها مصادر مهمة لتدرس في كلية بابل اللاهوتية وفي الاديرة وفي كل كنائس المشرق. لتغرف من ينابيعها كل الاجيال القادمة. ولتلمس عن كثب حقيقة وعظمة لاهوت وفكر واداب كنيسة المشرق. لتتسلح بالمعرفة وتساهم بدورها الريادي في متابعة المسيرة وصقل هذه الكنوز الروحية. أما تأججاتكم وعطاءاتكم ستبقى معينا حضاريا لا تنضب ينابيعها. وشواهقكم الفكرية ستبقى واحات يلاذ بها من الصحراء.
 واخيرا أقر بأنني ما خفت على عباءة هذا الراهب الكاهن وعلى اسكيمه. وعلى حسه المرهف والطيبة التي ما بعدها طيبة. المتجذرة في اعماق انسانيته وفي فكره الوجداني المصفى وفكره المؤرخ الباحث الثاقب. وثقافته الواسعة وخياله اللاهب وقلمه الملهم. مع ازدياد شوقي لحرقته الصارخة وتوقه اللهيف الى الخلود. والجائع للسلام. للحب. للغفران. ولوجهه الذي يشقى للخلود وشوقه الذي يجتاح السماء. فمبارك عمركم المديد المأخوذ بالاعماق. ولسنين عديدة ابتي الجليل.





25
تقدم فرقة بيما المسرحية في مدينة يونشوبيك. عرضها المسرحي الفكاهي باللغة العربية ممزوجة باللغة السويدية. بعنوان ــ اللغة السويدية للمهاجرين ــ وذلك يومي السبت الموافق 5 نيسان 2014 الساعة الخامسة مساء. والاحد الموافق 6 نيسان 2014 الساعة الرابعة مساء. على صالة مسرح هوسكفارانا على العنوان التالي
 
HUSKVARANA TEATER
JÖNKÖPINGSVÄGEN 17
 
سعر البطاقة 80 كرون سويدي
 
للحجز يرجى الاتصال بالاشخاص التالية اسمائهم.
 
فبرونيا  0739755913
انجيل  0700 410271
سامي  0700908949
سميرة  0700 775936
 
 
فرقة بيما المسرحية





26

الخيار بين
ثقافة ادارة الاختلاف
وبين ثقافة الانتحار؟

بقلم: جبرايل ماركو

دعونا نعترف جميعنا. بان ساحتنا الوطنية والقومية مازالت تفتقر الى ادنى اسس وقواعد مفاهيم ثقافة ادارة وتنظيم اختلاف الرأي مع الاخر. وخاصة بعد ان فشلت تياراتنا السياسية فشلا ذريعا في عملية وحدة خطابها السياسي. وفقدت مصداقية الالتزام بكل اتفاقيات العمل المشترك التي عقدتها فيما بينها على مر التأريخ المعاصر. وبعد ان فشلت ايضا هذه الاحزاب في عملية تثبيت حقوقنا الوطنية والقومية المشروعة في الدستور الفيدرالي العراقي. وبعد ان اختفت من قاموس بعض تياراتنا السياسية اعطاء الاولوية للمصالح القومية العليا. بدلا من اعطاء الاهمية والاولوية للمصالح الحزبية الضيقة والشخصية. هل سألت هذه الاحزاب السياسية نفسها الى اين هي ماضية في هذا الخيار وما هي نتائجه؟ وهل تعلم احزابنا اننا اليوم بتنا امام كيانات سياسية قلقة على نفسها ومتآكلة من الداخل؟ وعلى وجه الدقة الشعب الكلداني السرياني الاشوري بات يعيش اليوم اخطر مرحلة تأريخية تهدد استمرارية وجوده القومي في العراق. نعم يا سادتي. ان الاختلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية. اذا عرفنا حقا ادراك وفهم وادارة حق الاختلاف في الرأي. لكي لا تتحول اختلافاتنا في الرأي الى خلافات مزمنة. لاستغلالها في اطلاق الاتهامات والمزيدات والمضي قدما نحو خلق المعارك الجانبية من خلال محاولات تشويه الادوار وسمعة الاخرين. وخاصة عندما تمتلك بعض القيادات السياسية الارض الخصبة لقناعات مسبقة ومكتسبة من تأريخها النضالي ليبرروا حسب قناعاتهم وارتباطاتهم وتوجهاتهم. بان الاختلاف في الرأي يكون بين الحق والباطل. في الوقت الذي غاب عن مفهومهم تلك الحقيقة التي تؤكد. ان الحق والحق يختلفان ايضا. وان السبيل لتحقيق الحق لا يمر فقط عبر بوابة واحدة. بل يمكن ان نصل الى الحق عبر طرق ومسارات مختلفة. ولكن في النهاية يجب علينا ان نستوعب ونقتنع جميعنا ونحتكم الى العقل والمنطق ليقودنا في النهاية الى رأي مشترك والى قرار الفيصل الذي تمتلكه لوحدها جماهير شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. هذا اذا كنا حقا وفعلا نؤمن بممارسات اللعبة الديمقراطية ونتائجها. متسائلين في نفس الوقت. هل وصلنا الى مرحلة النهاية حيث لم يعد مكانة لاصوات العقلاء وسط هذا الصراع القاتل. وتنامي شعور بغليان غير مسبوق تجاه كل من يشجع على ممارسة اللغة التحريضية الداعية لتخوين الآخر وهدم الكيان القومي وإلغاء التعددية السياسية في المجتمع الكلداني السرياني الاشوري. كحق إنساني وعالمي وكوني في الاختلاف المنتج للإبداع. مفرداً وجمعاً.

الحوار يا اخوان ليس بداية الحل بقدر ما هو الحل نفسه. والحوار المسؤول هو ارقى لغة التواصل التي انتجتها الامم الراقية. بعد ان حققت من خلاله افضل النتائج. وبعد ان اثبتت كل الوقائع بان الحوار المسؤول يعتبر افضل وسائل التواصل والتعاطي لحل كل الاختلافات والخلافات بين كل المخلوقات البشرية أيا كان شكلها ومجالها وسياقاتها. وهنا تبدو الأمور اكثر موضوعية ومنطقية حينما نتحدث عن طبيعة كونية اقتضت اختلاف البشر في الثقافات وتباينت الاراء والمفاهيم والمعتقدات. فالناظر بعين واعية يدرك جيدا أن هذا الاختلاف في الاراء طبيعيا. أيا كان نطاقها سواء داخل الأسرة الواحدة. أو بين التيارات السياسية. أو ضمن مكونات المجتمع الواحد. وحتى ضمن النسيج الإنساني العام. والحوار الهادف ليس سوى شاهد على استمرارية عملية انتاج الفكر الذي يقود في النهاية الى الاتفاق بالتلاقح بين اختلاف الاراء. والحوار المسؤول هو دليل حياة يحركها تعدد الأطياف واحتواء كل طيف على ملامحه لتأخذ موقعها في السماء الوجودي. دون أن تفرض نفسها لونا وحيدا أو تصادر حق المكونات الاخرى في التلون ضمن إطارها الخاص أو الوجود في الإطار العام. واذا اخذنا الامور من الناحية الواقعية سنجد ان الاختلاف في الرأي حالة طبيعية جدا تعيشها كل المجتمعات البشرية. ولم يعد امامها اي بديل اخر سوى تبني مفهوم الحوار في انتاج افضل التسويات لخدمة شعوبها. بعد ان بات الحوار انجح وسيلة لإدارة الاختلاف في الرؤى ضمن سياق يستوعب جميع الافرقاء متطلبات الاولوية للوصول الى كلمة سواء. ومهما اختلفت الاراء بين الافرقاء سيبقى الحوار البديل الوحيد والأكثر جدوى وفعالية على مستوى صهر التباين في الطرح السياسي والحضاري ضمن الية تستغل تنوعه إيجابا ولا تظلم هذا التنوع بإحالته لذريعة إقصاء واهية ضمن أنانية فكرية بحتة لا تتسع لأكثر من رأي واحد. ولا يمكن ان تنتهي الاختلافات والخلافات في عشية ليلة وضحاها بين نهج مشروع المطالبين بالضرورة الحتمية لقيادة اوليات المصلحة القومية العليا من خلال تجمع التنظيمات الكلدانية السريانية الاشورية وبين نهج معارضيه. ومن الغير المنطقي ايضا ان تبق الحالة السياسية الراهنة بين التيارات السياسية بعيدة ومنعزلة عن التداول والحوار بسبب اختلاف الرؤى السياسية حول المصالح القومية والوطنية. في الوقت الذي لم يعد بمقدور اي حزب ان يجابه لوحده كل هذه التحديات المصيرية والاستحقاقات السياسية التي يواجهها اليوم الشعب الكلداني السرياني الاشوري الساعي الى تثبيت حقوقه الوطنية والقومية المشروعة في الدستور الفيدرالي العراقي النافذ. ضمانا لديمومة وجوده في مناطقه التأريخية في وطنه. وضمانا لشراكته الوطنية الحقيقية في ظل عراق فيدرالي ديمقراطي موحد. بعد ان تم تثبيتها في دستور اقليم كوردستان العراق. ومن غير المنطقي والعقلاني ايضا ان تتحول هذه الاختلافات في خطابنا السياسي الى مادة سامة لقتل روح الطابع الاخوي في علاقاتنا القومية والوطنية. لتحولنا عبر صفحات المواقع الالكترونية وبقية الوسائل الاعلامية الاخرى الى جبهة حرب يخسر الجميع في معاركها.

لقد رسخت الديمقراطية الغربية في جوهرها الحقيقي وفي ممارساتها اليومية وفي نتائجها العملانية التي حققتها على كل الصعد. من خلال الحوار لانتاج افضل الحلول لكل مفاهيم الاختلاف في الرأي. وذلك من خلال تجسيد مفهوم الحوار المسؤول في مسألة التعاطي مع كل قضايا الاختلاف مع الرأي الاخر. واستطاعت ايضا عبر الية الحوار ان تنتج ثقافة تنظيم ادارة الاختلاف في الرأي مع الاخر التي تقود دوما إلى متسع ذهني فعال قادر على مواجهة الحجة بالحجة ضمن نقاش موضوعي هادئ الشكل مهما تضمن النقاش من صخب حول المضمون. وانطلاقا من هذا وذاك. تأتي اهمية الحوار كأفضل آلية إقناع ناجعة في عملية التعبير عن الحق الذي يفقده اليسر قوته ولا يمنحه العسر إلا ضعفا. واليوم وغدا لا خيار امامنا سوى أن نحاور أنفسنا أولا. ونبدأ من الأقرب فالأقرب. وأن نؤسس للوعي الوطني والقومي من خلال الحوار كحالة ثقافية عامة يحتاج تأصيلها قدرا كبيرا من العمل وقدرا أكبر في مواجهة الذات بمختلف مفاهيمها. ابتداء من الافراد والاحزاب السياسية ومؤسساتنا القومية والروحية. وامتدادا الى كل مفاصل الحياة في المجتمع الكلداني السرياني الاشوري برمته.

ان الخطوة الأهم في هذه المرحلة المصيرية تتطلب من الجميع الابتعاد كليا عن العلاقات التكتيكية والتركيز على العلاقات الاستراتيجية بين احزابنا وتنظيماتنا السياسية. التي تفرضها متطلبات المرحلة الراهنة على الجميع. للعمل معا على تعزيز قيم الحوار الايجابي المسؤول وغرس وتكريس مفاهيمه في صميم العقلية الاجتماعية والثقافية والفكرية والسياسية والروحية باختلاف توجهاتها الفكرية ومستوياتها الثقافية. وبنظرة بسيطة سنجد أن الاغلبية يختلفون في طروحاتهم وارائهم ولكن القليل منهم يتعاطون مع الاختلاف في الرأي بطريقة حضارية. لهذا نرى أن اليات الحوار قادرة على نزع في اصعب الاحتمالات كل مفاهيم التعصب والتمسك بالرأي. من خلال مقولة ــ أفحمته أو أسكته ــ من دون أن نفكر ولو بأضعف الإيمان في مفردات ذو فعالية وتأثير ايجابي افضل على نحو ــ اقنعته أو اتفقت معه ــ والاسباب في ذلك لا تعود الى ضحالة الوعي وضعف الياته في اوساطنا السياسية والفكرية والثقافية والروحية. بقدر ما ترتبط مباشرة بقيم اتصالية مفقودة لم تجد من يكرسها أسرياً أو تعليمياً أو حزبيا أو مؤسساتيا أو روحيا. مما ادى الى تراكم هذا الفهم الخاطئ للاختلاف في الرأي. بوصفه حالة نزاع مؤجل أو مشروع تصعيدي لا يستوعب التأدب بقدر ما يتبنى التأديب بمعناه العربي المعتاد وليس بحقيقته اللغوية المحضة.

اذا الاختلاف في الأراء وفي المواقف السياسية على ساحتنا الوطنية والقومية ليست هي المشكلة بحد ذاتها. ولا هي مكمن الخطر. بقدر ما تكمن المشكلة الحقيقية في عدم قدرة التيارات السياسية حتى الان للاتفاق معا على اوليات المصلحة القومية العليا وعلى وحدة خطابها السياسي وعلى الية ومنهج التعامل والتعاطي مع الرأي الاخر. وذلك بسبب انعدام الثقة بين كل التيارات السياسية نتيجة تفضيل البعض منها مصالحها الحزبية الضيقة على حساب الحقوق الوطنية والقومية المشروعة للشعب الكلداني السرياني الاشوري في الوطن. حيث ساهم البعض وما يزال يساهم بدوره لهذا النهج. الذي يقود الى انقطاع التواصل والحوار بين الرأي والرأي الاخر. بعد ان بات الاختلاف في الرأي عند البعض وسيلة للهروب من المسؤولية الملقاة على عاتقهم. وتبريرا لفشل مستمر لدورهم ولنهجهم الذي ساهم وما يزال يساهم في اقصاء وتهميش دورنا الوطني القومي في العملية السياسية على الساحة الوطنية بشكل عام. ولغياب مشروعهم السياسي الضامن للحقوق الوطنية والقومية المشروعة للشعب الكلداني السرياني الاشوري التي تضمن شراكته السياسية الحقيقية ومستقبل وجوده في العراق بشكل خاص. ناهيك عن مخاطر وارتباطات ومواقف اخرى لتلك القوى التي ستكشفها لنا الايام القادمة.

ولما كان مفهوم الاختلاف في الرأي يعني في نهاية المطاف افكارا متباينة. يتطلب نقاشا وحوارا مسؤولا بين كل الاحزاب لتقود الجميع الى الاتفاق على الرأي الاكثري الذي سيحصن وحدة خطابنا السياسي ويعزز موقفنا الوطني والقومي على الساحة العراقية.  فالاوربيون يلتقون دوما وبينهم اشد الخلافات. لكنهم يعرفون انهم يقيمون تحت سقف واحد وانهم في النهاية ملزمون للعمل معا للخروج بحلول عملية لخدمة شعوبهم. بينما نحن نبدأ بنسيان السقف الواحد الذي نعيش تحت رحمته. ولا نلبث ان ننتقل مباشرة الى مرحلة متقدمة لنسف هذا السقف ونسف الحوار برمته. لنقر في النهاية ونعترف ونبرهن. بأن اختلافاتنا هي خلافات مزمنة وعميقة غير قابلة للحل. سائلين في نفس الوقت. متى سنأخذ العبر والدروس من عملية اضوية المرور. باعتبارها تعبر فعلا عن ثقافة الديمقراطية في الغرب. فحين تعطي اضوية المرور الفرصة للسيارات والناس لتسير في اتجاهات مختلفة ومتقاطعة. فانها في الوقت نفسه تدير وتنظم عملية الاختلاف في الاتجاه الاخر بطريقة تجعلهم لا يصطدمون هولاء ببعضهم البعض. بينما نحن لم نتوصل حتى الان الى اية تسوية تنقذنا من الاصطدام. لان الجميع يسير في اتجاهات معاكسة التي ستقودنا حتما الى التصادم بدلا من التلاقي.



27



ندوة تحليلية في رحاب افاق
 الفكر والرؤى السياسية
 في شعر نينوس آحو!




تقيم اللجنة الثقافية لنادي طورعبدين الاشوري في مدينة يونشوبيك. ندوة تحليلية في رحاب افاق الفكر والرؤى السياسية في شعر نينوس آحو. وذلك يوم السبت الموافق 14 كانون الاول 2013 الساعة الثالثة من بعد الظهر. في قاعة النادي.


يتضمن برنامج الندوة. تقديم دراسة نقدية وتحليلية لاهم المراحل الفكرية والرؤى السياسية التي تميزت بها مسيرة المناضل نينوس آحو. كشاعر قومي عاصر اهم المراحل النضالية لقضايا شعبه المعاصرة في الاوطان وفي بلاد الانتشار. تليها بعد ذلك كلمات يلقيها بعض رفاق الدرب الذين عاصروا مسيرته الشعرية. الى جانب القاء قصائد شعرية معبرة من وحي مدرسة نينوس احو الشعرية. وسنستمع ايضا الى عدد من الاغاني التي كتب كلماتها الشاعر الراحل نينوس آحو.

الدعوة عامة للجميع

حضوركم يشرفنا


الهيئة الادارية

28
شكرا خالص ايشوع
ممثل الامة
في مجلس النواب العراقي!

بقلم: جبرايل ماركو

حقا. تستحق ايها الاخ خالص ايشوع لقب ممثل الامة في مجلس النواب العراقي بجدارة. لأنكم منذ حملتكم الانتخابية وصولا الى انتخابكم رئيسا لكتلة المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري في مجلس النواب العراقي وحتى اليوم. كنتم مثالا حيا للمسؤولية  ومصدر فخر اعتزاز جماهير شعبنا ومثالا حيا تقتدي به اجيالنا القادمة.  واثبتم للجميع ابناء شعبنا من خلال ممارساتكم اليومية وعبر مواقفكم السياسية الشجاعة والجريئة والواضحة الاهداف خلال مسيرتكم في مجلس النواب العراقي. بانكم حقا من سلالة واحفاد قادة ورجالات وعظماء نينوى. ومن وارثي فكر وثقافة وحكمة وفلسفة وعقلانية خطاب العلامة ابن العبري. وكنتم الاول من ابناء شعبنا وفي تأريخ العراق المعاصر. من يطرح في قبة مجلس النواب العراقي. تثبيت مشروع الحكم الذاتي  للشعب الكلداني السرياني الاشوري في الدستور الفيدرالي العراقي. لضمان الحقوق الوطنية والقومية والشراكة السياسية الفعلية للكلدان السريان الاشورين اسوة ببقية المكونات القومية والدينية في العراق الفيدرالي. هذه المبادرة الجريئة والجوهرية والاساسية شكلت الدافع الفعلي لانطلاقتكم نحو اهداف ومشاريع حيوية وانمائية مهمة. استطعتم انجازها خلال دورتكم النيابية ومن دون تمييز ولجميع ابناء منطقة سهل نينوى. وفي مقدمة هذه الانجازات. جاءت كلية التربية لتكون النواة الحقيقية لتشييد مشروع جامعة علمية في عاصمة شعبنا بخديدا. ثم تلتها الصالة الرياضية المغلقة ومعمل الخياطة في بلدة برطلة. كل هذا تم انجازه بفضل جهودكم الحثيثة وبمواصلة العلاقة مع ناخبيكم وبفطنتكم وبمصداقيتكم المعهودة. وبالتعاون مع زملائكم النواب العراقيين في بقية الكتل السياسية. ثم جاء الانجاز النوعي الثاني الذي تجلى في صدور قرار المحكمة الدستورية العليا حول تفسير المادة ــ 23 ــ  من الدستور العراق الفيدرالي. الفقرة ــ ب ــ التي تؤكد للسلطة التنفيذية للعمل على تفعيل المادة المذكورة للايقاف زحف التغيير الديمغرافي الذي تتعرض له باستمرار مناطق شعبنا التأريخية في سهل نينوى.

 ولم تنحصر جهودكم الدؤوبة للدفاع عن قضايا ومصالح الشعب الكلداني السرياني الاشوري على الساحة الوطنية. بل تجاوزتها الى الصعيد الاقليمي. حيث شاركتم في العديد من المؤتمرات الدولية التي عقدت في لبنان التي نظمها الاتحاد الاوربي. ومؤخرا شاركتم ايضا في المؤتمر الذي انعقد في الاردن حول مستقبل المسيحيين المشرقيين في اوطانهم. أما على الصعيد الدولي فقد شاركتم ايضا في العديد من اللقاءات المكثفة التي اجريتها في مقر العديد من وزرات الخارجية لعدد من الدول الاوربية شارحا لهم معاناة الشعب الكلداني السرياني الاشوري. ومطالبا دعم مطالبه المشروعة في  العراق. الى جانب العديد من اللقاءات الاخرى التي عقدتها مع الكتل السياسية في عدد من برلمانات دول الاتحاد الاوربي. ناهيك عن اللقاءات المتكررة التي عقدتها في البرلمان الاوربي نفسه في العاصمة بروكسل. ولقاءات مماثلة عقدتها في امريكا وكندا لشرح ابعاد قضايا شعبنا ومعاناته في الوطن وفي مقدمتها تثبيت حقوقه الوطنية والقومية. والضغط على الحكومة الاتحادية في بغداد لايقاف زحف التغيير الديمغرافي في مناطق تواجد شعبنا في سهل نينوى. من دون ان نغفل مشاركتم الاخيرة في البرلمان الاوربي مع عضو مجلس محافظة نينوى السيد انور هداية الى جانب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي السيد همام حمودي. حيث دحضتم اقواله ادعاءاته من خلال ردكم الشجاع في قاعة البرلمان الاوربي. بان المسيحيين ليسوا في احلى ايامهم في العراق.واثبتم ايضا امام المسؤولين في الاتحاد الاوربي حقيقة واقع شعبنا ومعاناته المستمرة على كل الصعد وفي مقدمتها حرمانه من تثبيت حقوقه السياسية المشروعة وايقاف عملية التغيير الديمغرافي التي تتعرض له مناطقه التأريخية في العراق. جاء ذلك من خلال مطالعتكم ومواقفكم المعهودة والمميزة التي قدمتموها سوية  في البرلمان الاوربي. وبالامس جددتم مواقفكم الوطنية القومية من على شاشة فضائية الميادين عشية انعقاد المؤتمر المسيحي المشرقي الاول في لبنان. حيث كنتم اكثر جرأة وشجاعة ومصداقية ووضوحا في طرح معاناة وواقع شعبنا في العراق. وظهر ذلك جليا لملايين المتابعين عبر شاشة فضائية الميادين. عندما اكدتم ان قضية شعبنا في العراق هي قضية وجود او لا وجود. مطالبا من جميع الكتل السياسية العراقية العمل على تثبيت حقوق شعبنا الوطنية والقومية المشروعة.لضمان ديمومة وجود الشعب الكلداني السرياني الاشوري في العراق وضمانا لشراكته السياسية الى جانب بقية المكونات القومية والدينية العراقية. وفي مقدمتها العمل على استحداث المحافظة  لشعبنا في سهل نينوى. وانجاز الحكم الذاتي في مناطق الشعب الكلداني السرياني الاشوري التأريخية ذات الاغلبية التي يتواجد فيها ابناء شعبنا في اقليم كوردستان العراق. هذه المواقف الجرئية التي اكدت عليها. نقلتها اغلب الصحف والقنوات اللبنانية والمواقع الاعلامية. كما استشهد بها العديد من الزعماء اللبنانين والمحللين السياسين في العديد من القنوات اللبنانية. واليوم ابرزت جريدة السفير اللبنانية الواسعة الانتشار في لبنان العالم العربي على صفحتها الرئيسية واشادت بالمواقف الجرئية لكل من ممثلي العراق ومصر في مؤتمر المسيحي المشرقي الاول الذي عقد  تحت رعاية الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان في بلدة الربوة اللبنانية يومي السبت والاحد الموافق 26 ـ 27 تشرين الاول 2013  . كما اشادت اليوم ايضا الصحف والعديد من الفضائيات اللبنانية والمواقع الاخبارية بشجاعة مواقف ممثل العراق البرلماني خالص ايشوع وممثل الاقباط في المؤتمر المذكور. والتي تميزت حسب رأي الاعلاميين بالمواقف الجريئة التي شخصت كل الامور باسمائها ووضعوا الاصبع على الجرح. عارضين في الوقت نفسه البدائل العملية التي تساهم في رفع الغبن والمعاناة عن كاهل الشعب الكلداني السرياني الاشوري في العراق والشعب القبطي في مصر. متمنين من هيئة متابعة المؤتمر. العمل على تجسيد قرارات المؤتمرعلى الواقع. والعمل ايضا على متابعة الانعقاد الدوري للمؤتمر المذكور الذي سياهم في تعزيزات العلاقات بين المسيحيين المشرقيين وتفعيل دورهم الوطني في شمال افريقيا والشرق الاوسط.

29
الأديب الكبير روبين بيت شموئيل يحاضر في لبنان

باهتمام شبيبة الراهب بتيون لكنيسة المشرق الآشوريّة في الحدث بلبنان، يلقي طالب الدكتوراه اللبنانيّة الأديب الآشوري الكبير روبين بيت شموئيل محاضرة عن اللغة الكتابيّة الحديثة  / السوريث، وذلك في تمام الساعة السابغة من مساء يوم الأحد المصادف 25/ آب/ 2013 في قاعة الكنيسة.


30
هل بات دور المثقف العراقي
أسير السياسة
 ومصالحها الضيقة

بقلم: جبرايل ماركو

ثمة مفارقات وعلامات غريبة عن الواقع الوطني العراقي. باتت تلوح هذه الايام في افق المرحلة الانتقالية للعملية الديموقراطية في العراق. وخاصة بعد ان بدأت تظهر معالمها ونتائجها بجلاء ووضوح امام المراقب والمحلل السياسي العراقي. وبالاخص حول ما يدور هذه الايام داخل اروقة ودهاليز تركيبة الكتل السياسية الكبرى. من اجل ضمان استمرارية مصالحها المذهبية والطائفية والعرقية والحزبية وحتى الشخصية الضيقة منها. كل هذا يتم على حساب ترسيخ العملية الديمقراطية وعلى حساب حقوق المواطن العراقي الذي بات يدفع الثمن غاليا على كل الصعد. وقد تجلت كل هذه المفارقات الغريبة التي تأخذ معالمها وطريقها الى تركيبة البنية الاجتماعية الوطنية. وخاصة بعد ان بدأت تترسخ وتتجذر كاعراف وقيم جديدة في أجندات اوساط العديد من التيارات السياسية العراقية. والتي تتم من خلال توزيع الأدوار التي يؤديها العديد من المثقفين ورجال الدين الاسلامي في المضمار السياسي والانتخابي. مساهمة في مدى مقاربة هذا التورط بالبعد الديموقراطي وبمفهومه. فقليل من ممارسة اللعبة الديموقراطية على الساحة الوطنية. أتاحت الفرصة امام أبناء الشعب العراقي أن يكتشفوا مدى تورط رجال الدين والغالبية من المثقفين في دهاليز لعبة السياسة واروقتها ومصالحها الضيقة. التي ترتقي بالمثقف وتتعبد له وتستمد نضارتها من حيويته. وفي وليمتها تسطع في توهجه لتتألق على حسابه وعلى حساب مبادئه وقيمه الوطنية والفكرية والثقافية. بعد ان اصبحت  الغالبية من المثقفين العراقين بكل انتماءاتهم القومية والدينية. ممرا وجسرا للعبور الى مرافئ الامان الاجتماعي والعدالة والمستقبل. وضابطة الايقاع الضامن لسطوة السياسي وانانيته التي لا تحد. وعلى نقيضه في الاتجاه الاخر يسير رجل الدين الاسلامي. الذي يضفي على رجل السياسة صفة القداسة والألوهة. حيث يحاكي في القائد السياسي النزعة الاسطورية – الإلهية. فيصبح هذا القائد أو ذاك معصوماً عن الخطأ طالما يحظى برضى رجل الدين الاسلامي. لان الاخير يعتبر نفسه ممثل الله في طائفته ومذهبه على الارض. داعيا النخبة المثقفة ان تحمل ثمرة السلطة الميثولوجية.

 واليوم وبعد ان بات رجل الدين الاسلامي يريد من المسؤول في السلطة ان يدين بولائه السياسي. فيما يذهب المثقف برجل السياسة الى ان يعتمر كل الوطن له مذهباً. لينطلق من هذا المفهوم وليتدثر رجل السياسة بعباءة رجل الدين لدوره المؤثر في الوسط الاجتماعي وفي اوساط الشارع السياسي العراقي. في الوقت الذي يرفض غالباً النقد الدائم واللاذع حيناً لسيرة السياسي الذي يتبناه او لمساره الوطني العام. هذا ان وجد. وفيما يبالغ رجال الدين في التورط في مجريات الانتخابات النيابية او في انتخابات مجالس المحافظات مباشرة. بعد ان تحول البعض من رجال الدين الاسلامي الى مفاتيح انتخابية لهذا السيد او ذاك. تنفيذا لدورهم التعبوي للناخبين الذي لا يفصل ما بين الديني والدينوي. بعد ان كشف اللثام ايضا عن دور المثقف في العراق. من خلال الكشف عن حقيقة الواقع الاجتماعي في الوطن وطبيعته المذهبية والطائفية والدينية والعرقية المهجنة. ناهيك عن معايير السلطة المهيمنة على هذا الواقع. والذي يستشف منها المراقب والمحلل السياسي كل هذه الانحرافات. نتيجة المسار الذي ارتضاه هذا المثقف لنفسه بعد ان اوصد نفسه في سلوك مغلق. مختاراً بذلك نوعين من الأسر.

النوع الاول – بقاء فئة من المثقفين منعزلة تماماً عن الاستحقاق المصيري. بعد ان تبرجت في برجها العاجي واطلت من عليائها بتكبر. وما نعت في دائرتها الصغرى بخفر وقاومت ما يجري بسلبية مطلقة بانغلاق مرصود. وبعد ان عبرت عن رفضها بحقد واعترفت بتقزيم دورها الابداعي والاصلاحي الناقد. فلم تتجرأ على اشهار ممانعتها برفض المسار المذهبي – والطائفي المقلق. في زمن يحتاج الوطن الى الرأي الحر ليكشف كل الامور ويعريها امام الجماهير على حقيقتها. والى مقاومة الانجرار وراء المصالح الخاصة على حساب القيم والمبادئ الاخلاقية والوطنية. التي تسلب الوطن مداه. وخاصة بعد ان خشيت هذه الفئة ان تعلن رفضها وتعزل نفسها وتلغي دورها وترضي ان تهمش نفسها امام سطوة طاحونة المذهبية والطائفية والمحاصصة المقيتة التي باتت عرفا سائدا اليوم في كل التسويات على الساحة الوطنية العراقية من جنوبها الى شمالها. وكأن هذه الفئة خشيت ايضا ان يبحث الآخرون في ماضيها وان تتوسم بتأريخها. لانها باتت تدرك جيدا ان مخزون ثقافتها العقلاني قد اشهر افلاسه امام خطاب مذهبي وطائفي وعرقي غريب وهجين عن العرف الوطني الذي يستنفر العصيان ويقضي على مقومات الوطن.

أما النوع الثاني – الذي تأسس على ايادي فئة من المثقفين الذين انخرطوا في العمل السياسي وفي مضمار تماثلها مذهبياً. منطلقة من مفهوم يبرر بان التطابق المذهبي والولاء الثقافي ليسا عيباً في المسار التقدمي حسب مبراراتها وقناعتها الجديدة. متجاهلة ان العيب يكمن في ان يقطع المثقف العلاقة السرمدية بما ارتضاه لنفسه ومع جذوره الفكرية والثقافية والاجتماعية.  بعد ان قدم هذا المثقف نفسه في هذه الحالة على انه مجرد الة تقنية تخدم سيده السياسي باجلال واحترام. متناسيا هذا المثقف الذي اعاد تموضعه انسجاما مع هذه المتغيرات الغريبة التي طرأت على مجتمعه الذي خرج منه وخرج عليه. وكأن الانتخابات الوطنية عبارة عن مقاربة فولكلورية يتوب فيها المثقف عن خطأ لم يقترفه ويتنازل عن مبادئ وقيم آمن بها ولم يسع الى التبشير عنها. عبر تسلق بعضهم دروب السلطان علهم يصلون الى السلطة. متناسين ان حجابة السلطان الحديث بابها ضيق وشروطها حازمة. ولهذا تجدهم قد بقوا على لائحة الانتظار ليوم مجيد.

وفي مطلق الأحوال لم تنبر فئة من المثقفين أن تبشر باعتراض مقبول وتتمرد على زعماء وتنتقد السلوك وتحاول تصحيح هذا المسار المنحرف. لان المبايعة في هذه الايام باتت مبنية على فعل ايماني تحكمه المصالح الآنية والذاتية. ولكنها تبقى على اجتهاد زمني يقضي على مفهوم المثقف ودوره الريادي والابداعي والناقد. وفي مقدمتها دوره في قيادة عملية الاصلاح والتغيير الهادفة الى بناء دولة المواطنة الحقيقية التي يتطلع ويطمح اليها جميع ابناء الشعب العراقي بكل مكوناتهم القومية والدينية. فهل اختار هذا المثقف لنفسه منحى اخر يتعارض مع قيمه المبدئية والفكرية والثقافية. ليكون مجرد مخزون ثقافي بحت كآلة تحركها أيادي الاخرين؟ وتبرمج له المسار وفق ارادة اصحاب المصالح السياسية الضيقة؟ ام ان هذا المثقف بات يتمدد بدوره الطليعي وبمواقفه ورؤاه الفكرية والنقدية واعتراضه المنهجي الذي يرى الأمور بمنظار اخر للمصلحة الوطنية العليا؟ في الوقت الذي نجح هذا السياسي في ضبط الايقاع وجمع في دائرته رجل العلم والمعرفة مع رجل الدين. كما الذي أوقع في شراكه الذئب مع قطيع الغنم.مؤكدا مرة اخرى ان للزعامة في العراق الفيدرالي تقنيات ومفردات خاصة لم تعرفها القواميس في تأريخها السياسي. ولا تدركها دائرة المعارف. بعد ان بات هذا السياسي على استعداد ليسخر من المثقف ويسخّر كل شيء لخدمته ولمصالحه الخاصة على حساب المواطن والوطن حتى المقدس منه. ليحقق هذا السياسي في الانتخابات العامة القادمة اثيراً سحرياً لا يضاهى. بعد ان عرت وفضحت نتائج الانتخابات الوطنية الماضية ماهية تركيبة المجتمع العراقي على حقيقته. وكشفت في الوقت نفسه عن عورات المجتمع ونقاط ضعفه. دالة على مكامن القوة والضعف في تركيبة البيئة الاجتماعية والوطنية. تلك الدلالة التي اوحت للمهتمين بالشأن السياسي من خلال هذه المواقف والممارسات. ان يقفوا مطولا لما يحدث لعالم المثقف العراقي ودوره الذي عرفه الجميع في المجتمع العراقي الذي يتعرض اليوم الى الانحراف عن مساره التأريخي . بعد ان اصبح يخضع لعملية العرض والطلب. وما البؤر والجزر التي نجدها اليوم هنا وهناك قد لا تكفي لانقاذ الشعب العراقي بكل مكوناته القومية والدينية من هذا الفساد الاداري والمالي المستشري في كل اروقة ومناحي الحياة وعلى كل الصعد في جميع مؤسسات الوطن.

31



الاكليروس
والتعاطي
 بالشأن السياسي



بقلم: جبرايل ماركو



يكثر الحديث في هذه الايام. بين الحين والآخر. حول مسألة تعاطي رجال الدين بالشأن السياسي. متسائلين في الوقت نفسه عن أحقية هذا التعاطي ومعياره وحدوده؟ وفي هذا الاطار. قد يؤيد البعض تعاطي رجال الدين لابداء آرائهم السياسية لاعتبارات عديدة. ولا سيما منها حق الاكليروس في الدفاع عن المصلحة العامة وتوجيه السياسة في خدمتها والاهتمام بالشأن الوطني العام. ويضاف ايضا أن من حق رجال الدين ارشاد السياسيين من خلال تسليط الاضواء على مصالح المواطنين الحيوية. وفي المقابل ايضا. قد ينتقد البعض آلاخر رجال الدين بسبب تدخلهم في الشأن الزمني الذي لا يمت باي صلة الى دورهم والى رسالتهم الروحية. فهل يبرر لرجل الدين. والمسيحي تحديدا التعاطي بالشأن السياسي؟ - بعد ان اصطلحنا على تسميته ــ المكرس ــ انطلاقا من دوره الديني أولا. واستنادا الى تعاليم الكنيسة ثانيا؟

برأينا المتواضع ومن حيث المبدأ. لكل انسان الحق في التعاطي بالشأن السياسي والاهتمام به. انطلاقا من حقه في ادارة شؤونه الخاصة ولابداء أرائه. وتحديد موقفه ووجهة نظره من القضايا العامة. ولاسيما الزمنية منها باعتباره تخص كل الناس. ولكن تعاطي المكرس الشأن السياسي يرى البعض ان يبق مشروطا في رأيهم. حسب موقع ودور هذا المكرس. وما يحمله من ابعاد في ارائه وطروحاته ومواقفه. والمرهون برسالته الروحية وما يتحمله  من مسؤوليات ومهمات التي تخص مجال الخدمة الانسانية. وبالتالي. فممارسة المكرس من حقه الطبيعي التعاطي بالشأن السياسي العام. على ان يتوافق هذا التعاطي مع الدور الذي ارتضاه لحياته وللرسالة الروحية التي اختارها لنفسه.

وبناء عليه. وخوفا من ان يفقد المكرس. جزئيا او كليا. من دوره الروحي او من رسالته الروحية. يجدر بهذا المكرس ان يتنبه الى ان دوره الروحي الذي يسبق حقه الطبيعي في التعاطي بالسياسة. لا بل يتقدم عليه. ويحثه من اجل المحافظة على هذا الدور الروحي. ناصعا براقا. باعتباره اهم من ممارسة ذاك الحق في تعاطيه بالشأن السياسي. وكم من مكرس فقد دوره الروحي. بابتعاد الناس عنه. بعدما طغى حديثه السياسي على حديثه ووعظه في رسالته الروحية. كما ان تقويم تعاطي المكرس بالشأن السياسي. وتناوله المواضيع السياسية تحديدا. يتطلب تمييزا دقيقا لمحتوى الكلام السياسي الذي يدلي به. ولطريقة عرضه وشكله ومكان الادلاء به. فقد يكون الكلام السياسي طرحا لوجهة نظر. أو قد يكون لابداء رأي حول اعلان مبادئ سياسية عامة. او دخولا في تفاصيل وتطبيقات سياسية تهم الشأن الانساني العام. وقد تأتي طريقة العرض من باب الاقتراح. وقد تكون من باب فرض الأمر. الى حد الدعوة الى التنفيذ بالقوة او العنف. ولكن برأينا. يجدر بالمكرس ان يوجه تعاطيه مع السياسة بعدد من المعايير والضوابط التالية.

1 ـ ان يسعى. اولا. ليحصر تعاطي السياسة في المواضيع الوطنية والشأن العام. كأن يطالب. على سبيل المثال. بقانون انتخابي عادل لاجراء الانتخابات الوطنية. ليتم فسح المجال امام كل القوى والتيارات السياسية الوطنية. وان تشارك في التمثيل حسب الاصوات التي تنالها في صناديق الاقتراع. او ان يناشد الحكومة من اجل تقديم اقتراح قانون انتخابي عادل الى مجلس النواب ليتم اقراره. ليتيح لجميع المواطنين بأن يمثَّلوا في المؤسسة التشريعية على اسس وطنية عادلة.

2 ـ وان يسعى. ثانيا. لحصر التعاطي بالسياسة في المواضيع الجامعة. لا بتلك السياسة المصبوغة بالعرقية أو بالفئوية الطائفية. أو بالمذهبية.

3 ـ وان يسعى. ثالثا. لحصر تعاطي بالسياسة في خطوطها العريضة ومبادئها العامة. وعدم التجاوز الى حد الدخول في التفاصيل. حيث يغدو لكل امرئ رأيه الخاص. لانه حري بالمكرس. علاوة على اعتماد المعايير في تعاطي الشأن السياسي. التنبه والحذر لعدم السقوط في بعض المحاذير التالية:

• الاهتمام بالشأن الزمني على حساب الشأن الديني. بحيث يغدو وقت العمل الرسولي مخصصا للقاءات السياسية. وتهمل شؤون الرعية. وهموم ابنائها الروحية. فهل يجوز للمكرس. مثلا. ان يخصص القسم الاكبر من وقته للقاء السياسيين. بينما يُمنع المؤمنون. في غالب الاحيان. عن لقائه. والله اعلم ما تكون عليه حاجات هؤلاء الروحية؟

•  التعرض للانتقادات والاهانات: فقد يأخذ الحديث السياسي عند بعض المكرسين حد اعلان مواقف تحمل على الآخرين. فتدفع بهؤلاء الى الرد عليهم. من على شاشات التلفاز وفي صفحات الجرائد الدورية او في المواقع الاعلامية أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. أو بالانتقادات العنيفة. لا بل. بالاهانات الشخصية احيانا. ولسنا هنا لنبرر للذين يوجهون الاهانات الى رجال الكنيسة. - فتصرفهم غير مقبول قطعا – بل لننبه الى خطورة انزلاق المكرس في اطلاق الاحكام على رجال السياسة. او الصاق التهم بهم. حرصا من هذا المكرس على حرمة الكنيسة وعلى هيبة رعاتها.

 •  انقاسم الرعية او مقاطعتها للكنيسة: فقد تنقسم الرعية اذا ما كان راعيها منحازا لفئة سياسية على حساب فئة سياسية اخرى. وقد يقاطع ابناؤها راعيهم. وبالتالي. الكنيسة. بحيث يخسر الراعي. لرعيته. ولدوره الرسولي كمكرس. ولسنا هنا ايضا. لنبرر تصرف بعض المؤمنين في مقاطعة كنيستهم ــ فالمقاطعة للكنيسة لا تجوز ابدا ولأي سبب كان – بل ننبه ايضا الى خطورة ان يظهر المكرس ميله السياسي. ولا سيما انه رجل الله. ولجميع ابناء الله.

وان حق لنا النصح. في هذا المجال، فاننا ننصح بالاتي.

• ألا تتحول الصروح الدينية. مكانا للقاء السياسيين: فالاديار والكنائس والمطرانيات والبطريركيات.وباختصار. وكل امكنة وجود المكرسين. هي دور للخدمة الروحية بشكل خاص والانسانية بشكل عام. لا للتعاطي السياسي. أو للقاء السياسيين فيها. لان للأمكنة الروحية حرماتها وقدسيتها. وقد تنتهك احياناً بحضور بعض البائعين من السياسيين. وقد ترتهن احيانا اخرى عندما تطرح فيها بعض المواضيع السياسية الرخيصة.

• عدم الادلاء بالآراء السياسية من الصروح الدينية: فالسياسة. عامة. ولا سيما في مشرقنا.يغلب عليها طابع البيع والشراء. ووهناك العديد من السياسين الذين يعتلون منبر الصرح الديني اليوم لحمد المكرس أو لكسب رضاه. او لمهاجمة الخصوم. وقد يعتلي هذا المنبر غيرهم من السياسين غدا. لحمد الغير أو لمهاجمة المكرس نفسه. بعد ان يكون قد عاداهم. وما يطلب من السياسيين في هذا المجال. يطلب بالاولى من المكرسين. اذ عليهم في رأينا. الا يتدخل ايضا رجال السياسة في العظات الروحية...

• ان يتم التعاطي بالشأن السياسي من خلال الكوادر العلمانية التي تكلفهم الكنيسة. عندها تستطيع الكنيسة ان تعطي رأيها السياسي من خلال تلك الكوادر العلمانية القريبة منها او المرتبطة بنهج الكنيسة وبرؤيتها للشأن العام. فتلك الكوادر من شأنها ان تتلق على نحو افضل الآراء الاخرى. أو الانتقادات. وحتى الاهانات التي تردها من الاخرين. وبهذا. يتم الحفاظ على كرامة الرؤساء الكنسيين. وعلى دورهم الروحي بأبهى صوره وجماله.




32
رثاء الى روح
رفيق الدرب
الشاعر السرمدي نينوس آحو

بقلم: جبرايل ماركو


تعلمنا منك وما اكتفينا. وها انت تغادرنا ونحن على قلق. والريح تتلاعب في سفينة شعبنا ذات اليمين وذات الشمال. وها انت تمضي الى عالم الخلود. ونحن نعيش على الامل الذي اطلقته من منبرك الحر ليتحقق في عام 2050 . وها نحن نعترف لك ايها المناضل والمفكر والشاعر القومي الكبير. باننا سنكمل الدرب الذي عاهدناه معا. وستكون معنا كلما تشتد بنا الخطوب والعواصف وتعصف بنا الفتن التي تقودنا الى الانحراف. عندها سنناشد روحك الطاهرة لتأخذنا بأيدينا الى برالامان. لتحافط البوصلة على اتجاهها الصحيح.

نعم. لقد تعلمنا منك وما اكتفينا. وفي السنين الاخيرة تحملت الصعاب وتعبت من المرض الذي اصابك من دون انتظار. ولم يعد جسمك يتحمل اعراض هذا الوباء الخبيث الذي صار حالا يعيش معنا ونحن نعيش به. حتى اصبحنا لا نكاد نبصر امامنا وبعضنا. بعد ان تعبت ولم يعد عمرك يسعفك.

 ايها الملفان الكبير الذي تبحر في بطون التأريخ وسبر عمق اغواره. ويا ايها الاديب والشاعر الذي دأب على التفتيش في صحرائنا القاحلة عن مفرادات في لغتنا السريانية لكي تستردنا من هزيمتنا واحباطنا. وتسعفنا من وجعنا وتخلفنا. من دون ان تيأس يوما. بل تعبت من كل الانظمة التي تعاقبت على سدة الحكم في الوطن. ولكنك لم تفقد الامل يوما بقيام الدولة الديمقراطية التي اردتها ان تهتم بحياة الناس وان تحقق العدالة والمساواة بين جميع مكوناته القومية والدينية. وان تكون مع شعبها في سنوات العجاف. وان تغلق الابواب امام الريح السوداء. وان توقف نزيف الهجرة من ضفاف نهر الخابور. لكي لا يدخل الوطن في الخريف السياسي وتهتز اركانه.

هنا حيث التقيناك اخر مرة في نادي بابل الاشوري في مدينة يونشوبيك السويدية برفقة زميلكم الشاعر يوسب بيت يوسب. مازلنا نتذكر ونعيش وقائع تلك الامسية التأريخية. ونستمد القوت القومي من تأريخ مسيرتكم الحافلة بالعطاء السرمدي. ولا زلنا نحمل في ايادينا كتابك وفي عقولنا وصاياك واخر الاشعار المزدحمة بكل مراحل تأريخ شعبنا وبعبق النسيم في اول مواسمه. من دون ان ننس آخر كلماتك التي تلبس الاشجار اوراقها على اهبة الربيع ـ هنا ـ اتذكر كيف اخبرتني انك وجدت الحرية التي الهمتك لتعلن عن يوم قيامة شعبك الذي حددته في عام 2050 .
لم تغلق بابك يوما في وجه ابناء شعبك. الا للتأمل والابداع. ولم تهاجر ابدا معناة وآلام شعبك وآماله. بل كنت صنو الحياة الناضجة بالكلمة وبالصوت الصارخ وبالمواقف القومية الجريئة التي كنت تطلقها من على منابرك التي عودتنا عليها دوما. وحتى في زمن الردة كنت دوما ربيعا كلدانيا سريانيا اشوريا وصوتا صارخا يوم اختنقت الاصوات. مؤكدا للجميع. بان البوصلة التي لا تشير الى نينوى ستبقى مشبوهة.

ها انت وفي هذا الزمن الغادر تودعنا في أوج دمنا. وكأنك تعرف اننا لن نحيد قيد انملة عن المسيرة. وكأنك تعرف ايضا باننا لن نخطئ الخروج الى الربيع. ولن نحطئ الربيع. ولن تأخذنا غمامة صيف عابرة الى شتاء كاذب. ولن نبق نعيش ابدا في خريف اعمارنا. بل اننا سنشهر اعمار ابنائنا وارادتهم بغد افضل. وها نحن نعترف لك ونحن نودعك. باننا كنا قبلك نتحسرعلى اوقاتنا ونعيش بؤس ايامنا. وبقينا اسرى خوفنا. ولكنك علمتنا الشجاعة والثقة والاعتزاز بالنفس. وان وقع الكلمة اقوى من السيف. وان قول الحقيقة يحتاج الى شجاعة الفرسان. واوصيتنا ان لا نخاف ابدا من قول كلمة الحق امام سلطان جائر. وان لا نخاف مقاومة حاكم ظالم. وان لا نسمح يوما ان يدخل اليأس والاحباط الى قلوبنا. وان الشعر يختبئ في عروق الالماس. وان الاديرة البعيدة تقع على طريق الله.

نعم. لقد خسرناك. والشعب سيفقدك. ولكنك ستعيش دوما في ذاكرتنا الابدية. وفي ذاكرة كل الاجيال القادمة. وسنحتاج الى حكمتك والى ارثك في تصويب البوصلة نحو الهدف الذي اقسمنا عليه جميعنا.

ستبقى يا رفيق دربي. ويا ايها الشاعر الخالد في اعماق قلوب كل المخلصين والاوفياء من ابناء شعبك. نعم. لقد خسرنا حضورك وسنفقدك بشدة. واليوم وان كان يجتاحني الحزن العميق على فراقك الصعب. فثق بانك تجتمع ومحبتك والوقت فينا لنكون اقوياء بما نعلم وتعلم. وبما تعلمناه في مدرستك القومية.

   

33



الذكرى السادسة والخمسين لانطلاقة
المنظمة الاشورية الديمقراطية



تقيم المنظمة الاشورية الديمقراطية ــ فرع السويد. احتفالا جماهيريا بمناسبة الذكرى السادسة والخمسين لانطلاقتها في 15 تموز 1957 . وذلك  يوم السبت الموافق 6 تموز 2013  الساعة الخامسة عصرا في نادي طور عبدين الاشوري ــ مدينة يونشوبينك.

 سيتخلل الاحتفال العديد من النشاطات والفعاليات. ابرزها الكلمة السياسية التي سيلقيها عضو اللجنة المركزية ومسؤول فرع السويد السيد سعيد يلدز. والتي سيستعرض من خلالها على اهم المحطات النضالية والسياسية والنتائج التي تحققت في المسيرة النضالية للمنظمة الاشورية الديمقراطية. كما سيسلط الاضواء على دور المنظمة في الحراك السياسي على الساحة السورية. وعلى نتائجه. وعلى المستقبل السياسي الذي تنتظره سوريا الجديدة. الدعوة عامة للجميع.


مشاركتكم تهمنا كثيرا


المنظمة الاشورية الديمقراطية
فرع السويد






34

العرض المسرحي
بمناسبة عيد الام


نود ان نحيطكم علما ولأسباب خارجة عن ارادتنا. لقد تم تغيير تأريخ العرض المسرحي بمناسبة الاحتفال بعيد الام. الى يوم الاحد الموافق 26 ايار 2013 الساعة الثالثة من بعد الظهر في  مدينة يونشوبيك على العنوان التالي.

RÅSLÄTT – LINNESALEN


للمزيد من المعلومات اتصلوا مع

السيدة فبرونيا بابيلا. 0739755913
السيدة أنجيل نرسي. 0700410271



فرقة العرض المسرحي الاشوري






35
جدلية العلاقة
بين
الافاق والوجدان

بقلم: جبرايل ماركو


احب كلمة الافاق لقوة التعبيرعن معانيها الإيحائيّة وقيمتها السرمدية التي لا تنضَب ابدا روافدها من العطاء الازلي. حَسْبي لأنّها تحملنا تارةً نحو العطاء والابداع والتواضع والبساطة. وتدعونا وتشجعنا تارةً اخرى الى ضرورة واهمية الانفتاح والتواصل بقوة مع الشريك الاخر في الوطن حتى ان خالفنا الرأي من اجل ديمومة الحوار. وتحثنا الافاق في نفس الوقت وفي كل الأحوال الصعبة على التفائل بالأمل. لكي نمضي قدما نحو تحقيق تطلعات وطموح ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الوطن. والتي باتت تتطلب من تجمع التنظيمات الكلدانية السريانية الاشورية النضال الدؤوب والارتقاء الى مستوى المسؤولية والحدث السياسي من اجل تجسيد حقوق شعبنا على الواقع والعمل على تثبيتها في دستور العراق الفيدرالي. وفي مقدمتها استحداث محافظة لابناء شعبنا في سهل نينوى. وتفعيل المادة ــ 35 ــ من دستور اقليم كوردستان العراق. من خلال تشريع القوانين ذات الصلة. لتتمكن تياراتنا السياسية بناء مؤسسات الحكم الذاتي وبنيته التحتية في مناطق تواجد شعبنا في مناطقه التأريخية في شمال العراق.

نعم. ان كل الاماكن التي نقيم فيها مهما كبُرَت. وكل الزوايا التي ننظر من خلال افاقها الى المستقبل المنشود مهما اتّسعت. وكل المعارف والعلوم التي نحصّلها مهما عظُمَت دائرتها. وكل الحقائق والوقائع التي نؤمن بها وإن استقيناها من منابع اليقين. الا انها عندما نقيسُها على رحابة الآفاق اللامحدودة في فضائها الحرة. نجدها قد باتت أسيرة حدود الزمان والمكان. وعرضةً للنقد الذاتي وللنقد البناء وللدراسة النقدية والمراجعة والبحث والتدقيق. وضرورة الاعتماد على النسبيّة في عملية التقييم والنتائج التي يتم تحقيقها. والابتعاد عن قبساتٍ أو عناصر أو ملامح لا ترتق إلى مرتبة الكليّات من النظر إلى الآفاق.  والتأمُّل في ما تختزنه الافاق من دلالاتٍ معبرة عن الطموح. وارسال إشاراتٍ إلى الفضاء المُطلَق واللامتناهي. لهذا يتطلب منا ان نعترف بما يفرضه علينا شرطُنا البشريّ من قيم وضوابط وحدود. والاعتماد على الحقيقة باعتبارها أشمل وادق من مقاربتنا إياها جزئيّاً. والتخلي في نفس الوقت عن ادّعائنا حول امتلاكَها واحتكارَها. واللجوء الى ترويض النفس على فضيلة التواضع والمحبة والوفاء والاخلاص.

 وتدعونا الافاق هذه الايام في عالمها المعاصر إلى التمرّس والتسلح بمزيّة الانفتاح على كل القيم الفكرية والثقافية والا جتماعية في هذا العالم الديمقراطي. الذي وضع الاسس والمفاهيم لعالم المعلوماتية. باعتبارها المفتاح السحري والوحيد القادرعلى فتح كل الأبواب الموصدة والمغلقة امام ما تطمح البشرية للوصول اليه. ولشحن العزائم والهمم للعمل على اجتياز كل الحواجز التي اصبحت تشكل سدا مانعا امام تجسيد مشاريعنا الوطنية والقومية في الوطن. لانها الضامن الوحيد لديمومة وجودنا المستقبلي ضمن مناطقنا التأريخية في العراق. والتي ستتيح لنا في نفس الوقت امكانية ممارسة دورنا الوطني على كل الصعد. انطلاقا من مبدأ الشراكة الوطنية الحقيقية. والعمل بكل قوة وشجاعة من اجل ضمان تفعيل الية التواصل بين تياراتنا السياسية التي كانت شبه مفقودة قبل اتخاذ قرار الاتفاق على وحدة الخطاب السياسي. والعمل ايضا على تعزيز عملية العيش المشترك بين جميع المكونات القومية والدينية العراقية. التي تضيق بنا حدود الدنيا. وهي أوصافٌ لا نُطلقها على الآفاق لأنّ ابوابها بطبيعة الحال مشرّعة ومنفتحة على مصراعيها اما كل الرؤى. في مشارق الأرض كانت أم في مغاربها. أو وراء أمواج البحر أو عند أطراف الصحراء. لان عملية الانفتاح التي تدعونا الآفاقُ اليها دوما من اجل سبر اغوارها وكشف طلاسم اسرارها وعوالمها ومداها الذي هو نقيض الانغلاق والانعزال. في أنماطه كافّةً، وفي أشكاله وألوانه ومظاهره وآليّاته الشتّى. نعم يا رفاقي. ان الافاق نقيضة الأنانيّة، وقبْض اليد. والتعصُّب والعزلة. والأصوليّات. والتقليد الأعمى للاخرين. والتحجُّر الفكري. والجمود العقلي والتعصب بالرأي. عكس ما تدعو اليه الآفاقُ التي تعلمنا وتحثنا دوما على الانفتاح على العالَم الحر. الذي يَعبُر الحدود ويتجاوزها ويُلغيها. من خلال الانفتاح على الآخَر بتخطّي الحواجز التي تفصلنا عنه أو تُبعدنا منّه. والاعتراف به وبحقوقه المشروعة التي اقرتها شرعة حقوق الانسان بما فيها حقّ الاختلاف في الرأي مع الاخر. نعم إنّه انفتاح العقل والفكر والقلب معاً. والتزام بمسيرة الحداثة والتجديد المستمر والتجدّد المتواصل. وقبول الانخراط في مغامرة الكشف الدائم في عالم المستقبل. وهكذا تحثنا الآفاقُ ايضا على الاعتصام بالأمل. وحتى في صمتها البليغ توجّه إلينا الافاق النداء تلو النداء. لنغالب اليأس  بالامل وما أكثر دواعيه. ولنتوجه بكل شجاعة وجرأة ومصداقية نحو اطلاق عملية التغيير والاصلاح (وما أحوجنا إليهما اليوم). لان انقشاعها بعد اختفاءٍ تؤكّد لنا باستمرار أنْه مهما تقلّصت فسحات الأمل وتلبّدت سماء حياتنا بالغيوم. وانحجبت الرؤية أو تعطّلت. ستبقى الافاق ثمّة رجاءٌ لا تخيب بانبلاج الفجر وببزوغ النور وشروق شمس الحرية.

ولعلّ أجمل ما في الآفاق أنّها تحفّزنا. كلّما بدا لنا أنّنا اقتربنا منها. أو زادت عنّا ابتعاداً. مجسّدةً جدليّة الواقع والحلم في أبهىى صورها وعطائها. وكأنّها تستفزّنا وتحرّضنا ايجابيا. بل تشحذ فينا الهمم والعزائم والعنفوان وتدعونا إلى الإيمان بالقضية والتضحية من اجلها. لان بلوغ اهدافنا الوطنية والقومية التي حددناها معا في برنامج عمل مسيرتنا السرمدية تكمن في رهنٌ قبولنا تحدّي السعي الدؤوب الهادف الى العمل على تجسيدهما على الواقع. نعم أُحبّ كلمة الآفاق. ومن إدامة النظر إليها نستمدّ أمثلة وعِبَراً وباعثاً على الأمل. أحبّ هذه الكلمة بكل ما تعنيه وما تُرجِع إليه في واقع المرئيّات. لهذا أحببتّ الافاق دالاًّ ومدلولاً.

أما كلمة الوجدان فقد اخترناها لأنها الأجملُ قيمة وامعانا انسانيا. بل لأننا نلوذ بها كلّما بَحثنا عن تعبيرٍ يَجمع العقل والقلب ويَصِلُنا بالآخر. إنها شعورٌ ووفاء صادق تَجعل الـ نحن تتألّف من كل الأحرف الأبجدية. وتجعل الأبجدية ناطقة بكل اللغات العالمية.

بالوجدان وحده يصبح المفردُ جمعاً. والجمعُ مفرداً. لان الوجدان شعور صادق ينبع ويمر ويتمتدُّ عبر جميع الحواس. لتصل الى العقل وتستقرُّ في الضمير. وحين نتحدّث بشعور وجداني. كأننا نقْسِم اليمين من دون شعور.  وحين نعجز عن انتزاع اعتراف الآخر في الحق عبر براهين مادية ومنطقية وعقلانية. نستحلفُه بوجدانه الحي الذي لا يستطيع ان يرفض الحقيقة أو يتهرب منها. لأن ما يُميّز الوجدانَ عن العاطفة. حيث أن هذه الاخيرة أحياناً قد تكون سطحية. بينما الوجدان يغوص في عمق الاعماق الانسانية.

والوجدان لا يستقبل عاطفةً من دون عمق وكبرياء ونبل وصدق وتفاني.  والعقل قد يُحوِّر الحقيقة احيانا دفاعاً عن عقيدة ما. والقلب قد يتعامى عن واقعٍ من أجل قصة حبّ متمرّدة. لكن الوجدان يبقى ازلي وصامد في قيمه وثوابته ومواقفه. لإنه الحقيقة السرمدية بعينها التي تعمدت على الاخلاص والوفاء.

وفي البدء كان الوجدان الالهي. لان العلاقة الوجدانية تردع عن الخطيئةٍ والخيانة. وتقفز فوق معاتباتِ شوقٍ وغياب. لان العلاقة الوجدانية تَهزأ بالموت. ولأن الْتئام عقدِ العقل والقلب يَستحضر الحياة. فترى هنا مَن هو هناك. وخلافاً لكلماتٍ كثيرة. تظهر كلمة "الوجدان" في الشعر والنثر. وفي الحب والسياسة. وفي الفلسفة والأدب. وفي الحاضر والمستقبل. ولكن هيهات ان تَفقد أيَّ بُعْدٍ من أبعادها. حقا انها الكلمة التي تصلح لكل حالات النفس إلا للحقد. ولأننا نجهل الحقد. عندما نساكن الوجدان فيفيض حبنا ولا ينضب. لأن المحبة السرمدية تتغذّى دوما من افاق ومنابع الوجدان.


36


قراءة أولية في
ملفات قداسة البطريرك
مار لويس روفائيل الاول ساكو



بقلم: جبرايل ماركو


 من البديهي جدا القول والاقرار بالدور المحوري الذي سيقوده قداسة البطريرك مار لويس روفائيل الاول خلال المرحلة القادمة على كل الصعد في الوطن. مع الالتزام بثوابت كنيسة المشرق الكلدانية ونهضتها التي ستحتل المكانة الاولى في اولويات برنامج عمل قداسته. وفي نفس الوقت ستستمر الكنيسة في مسارها التأريخي الذي لا يحيد عن خطها الايماني والوطني. ولا يخضع للظروف بل يقيّم الواقع على ضوئه لكي يقال فيه. واقع عدل وحرية ومساواة. ام وضع هش يختل فيه ميزان الحق ويضيع معه منطق التنوع الذي يفتخر به الشعب العراقي بكل مكوناته القومية والدينية وهذا ما أكد عليه الدستور الفيدرالي في مواده الاساسية. هذه ليست أسئلة بل محاور– وثوابت ستدافع عنها كنيستنا الكلدانية وقداسة البطريرك في خضم المعطيات الحالية التي يطلب ان يكون راعياً وقائداً وجامعاً موحدا ومجدداً.
ولما كان قداسته هو "الرأس والأب الروحي" كما يؤكده القانون الكنسي. وبحكم كونه رأس السلطة الروحية وحامل القرار الحاسم لانهاء الاختلافات عبر ايجاد حلول عملية لها. فان اليوم يحتاج ابناء الكنيسة الى دراية كبيرة بعدما تجذرت على ارض العراق وانتشرت ايضا بشكل واسع في العديد من دول العالم. ولم يعد الهَم فقط في ادارة امور ابنائها في الوطن. بل الاولوية باتت اليوم تكمن في الحفاظ على ما تبقى من ابنائها في الوطن والمحافظة على من هم في دول الإنتشار. وذلك من خلال تعميق أواصر التواصل المتبادل. وجليّ القول ان ابرز نقطة قوّة لابناء شعبنا باتت اليوم في المهجر. التي استطاعت ان تصل الى مواقع مميزة في ميادين العلوم والسياسة والتجارة الحرة والاختصاصات المهنية المتعددة. ويكفي الكنيسة العمل على ربط هذه القوى الإغترابية بالواقع العراقي بشكل شفاف وفاعل. لتشكل نقطة ارتكاز تدعم المقيم وتحمل قضايا وهموم ابناء الوطن الى المحافل الدولية.

ولما كان قداسة البطريرك رأس الكنيسة. والحامل والحامي لتراث ولاهوت كنيسة المشرق وحضورها العالمي. فالكل بات تحت عباءته. وكلمته هي كلمة الفصل عند المطارنة والإكليروس والمؤمنين. بشرط ان تتمأسس الإدارة البطريركية وتصبح قادرة على درس المواضيع كافة من تنظيم واقتصاد وسياسة وتثبيت حقوق وطنية مشروعة لمكون عراقي اصيل. ومعالجة واقع التغييرالديموغرافي الذي بات يشكل خطرا داهما يهدد استمرارية وجود شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ضمن مناطق تواجده التأريخية في الوطن. الى جانب معالجة العديد من الامور والمواضيع الحساسة والشائكة التي تتطلب وضع دراسات اكاديمية وافية وتواصلاً أكيداً لايجاد الحلول العملية لكل القضايا العالقة. من خلال التسلح بالثقافة الفكرية وبالمعرفة والرؤية الثاقبة والنظرة المستقبلية الواضحة. وبالعودة الى القول انه الاب الروحي. الذي يعني ان ابنائه الروحين جميعهم سواسية بالنسبة اليه. ولكن هذا لا يعني مطلقاً انّه بحكم كونه أبا يعني ان لا موقف له اذا كانت الرعية مختلفة او متنوّعة الآراء. فواقع الأبوة لا يعني ابداً التسليم  باللاقرار والسعي فقط الى ارضاء الأبناء جميعاً. لان هذا سيفقد قداسة البطريرك مار لويس روفائيل الاول موقفه تجاه ما يحصل من شؤون كنسيّة ووطنيّة.

والراعي الصالح الذي نراه متجسدا في شخصية قداسة البطريرك مار لويس روفائيل الاول ينبع من مصداقيته ومن قوّة إقناعه للآخرين بالعقل والمنطق وبمواقفه ورؤيته السديدة والصائبة. الناتجة من مواكبة حثيثة لطموحات اجيال جديدة أساءت اليها السياسات وحطمت أمالها نحو تحقيق مستقبل أفضل. وقداسته المشهود له في ترفعه عن صغائر الأمور. والقادر على حمل تراث مشرقي عريق بروح الحداثة والتجدد والإنفتاح. فيستمع ويسمع. يستنتج ويدقق. يتواصل ويقرر. وأولى خطواته نتوقع ان تبدأ في تطهير ما حملته الأيام الماضية من أدران وربما أشخاص يأخذون باب البطركية مطية لمن يعملون لحسابهم. فلم يعد لأحد الحق ان ينقل عن قداسة البطريرك ما لا يريده. ولا تعود مؤسسات أنشأت لفعل الخير العام. تشكل منابر سياسية لطموحات بائدة. ولا تعود بعض المؤسسات الكنسية والمدارس وكلية بابل اللاهوتية مواقع شخصية ونفعية لا مكان فيها للتعليم الجدي والتربية المسؤولة حيث الروح المسيحية شبه غائبة والتواضع في خبر كان ومساعدة الفقير الذي أوصى به أب الحياة ليس موجوداً في خريطة طريق القيمين. أبٌ ورأس يعنيان بطريركاً حكيماً يشعر بآلام رعيته ويحمل الامها وآمالها مع صليب ظافر معلق على الصدر ليكون البوصلة التي من أجلها يعمل ابناء الكنيسة وبطريركهم.
قداسة البطريرك مار لويس روفائيل الاول. مدرك وحليم ومتواضع ولكنه بالحق يجب أن يكون كاسرا. فلا مؤسسات تشحذ المال باسمه او تحت رايته ولا شاحذو مواقع يقفون على بابه دون قضية او عقيدة. ولا ذوو القربى يعيثون إفساداً في القول والعمل. أب روحي. يعني ان عائلته هي كنيسة المشرق الكلدانية في الوطن وفي بلدان الانتشار. وزيارة ولقاء هؤلاء شرط ضروري لتعزيز الارتباط بالوطن. ولكنه ليس كافياً. لان تتويج الزيارة بعمل مؤسساتي دؤوب. هو الشرط الكافي لديمومة هذه العلاقة بين ابناء الكنيسة اينما حلّوا. .من هنا. نقترح على قداسته تكليف نائب بطريركي يهتم بشؤون الإنتشار أضحى ضرورة ماسة لوصل البطريركية بأبنائها مع حفظ دور مطارنة الإنتشار المركزي والمركّز.

ان الأب الراعي هو الدور الأساسي لقداسة للبطريرك الكلداني. اما موقعه الروحي فلا يفقده دوراً وطنياً رائداً حملته كنيسة المشرق الكلدانية طوال قرون في مسيرتها تحقيقاً لآمال كل طالب حرية في الوطن . وقداسة البطريرك هو قائد بحكم أنّه قيّم على ثوابت الكيان العراق الفيدرالي بكل مكوناته القومية والدينية. وما شعارالاصالة والوحدة والتجدد الذي رفعه قداسته. الا تكريس وتجسيد لمهمة قداسته تجاه كل المكونات القومية والدينية في الوطن. لقد ولى الزمن الذي يفاخر البعض بانتماءاته العقائدية او الحزبية. فحري بهم ان يحفظوا للمقامات الروحية مكانتها ولمرجعيات استقلاليتها ودورها.

ومن اولويات قداسة البطريرك الكلداني. العمل على التمسك بالثوابت الوطنية. بدئا من ضمان الشراكة الوطنية وتعزيز عيش مشترك تسوده الحرية المسؤولة وتصان فيه الحريات الفردية والتعددية الحضارية والثقافية. حيث تعيش الأديان بتآخٍ وتفاعل وتواصل. وحيث لا يستقوى اي مكون بالخارج على الداخل للإخلال بالتوازن الوطني. فالهمّ الوطني بارز في خطاب كنيسة المشرق الكلدانية ووثائق المجمع البطريركي وأعمال السينودس تؤكد ذلك سواء أكان في العراق أو في الشرق الأوسط. باعتباره يشكل الرئة المشرقية للكنيسة الرسولية الجامعة. وبما يحمل الوجود المسيحي في العراق والمشرق بشكل عام من معانٍ ورمزيات تفوق العدد والعدة. ورؤية قداسته الوطنية مشهودة لها من قبل كل المكونات العراقية. ونتائج تجاربه الفعالة في ابرشية كركوك والسليمانية هي خير شاهد على ذلك. وهي ليست حصراً وليدة إختبار شخصي. بل هي قراءة ناشئة عن ممارسات ونتائج تجارب وتأريخ طويل فيه حقبات مجيدة وانكسارات ونكبات في حياة كنيسة المشرق الكلدانية. اما خيار قداسته الوطني ناجم  عما تحمله من عظات وكلمات استجمعتها السنين المليئة بالإختبارات الصعبة والخيارات القاسية. بدئا من صراع ابنائها وما اصعبه الذي خبرته كنيسة المشرق الكلدانية في السنين الاخيرة. ناهيك عن التناحرات العرقية والطائفية والمذهبية الذي يشهده الوطن وما اقساه. الى جانب نحر الذات من خلال تجار الهيكل والزاحفين وما أحقره. لهذا فان مسلمات قداسة البطريرك مار لويس روفائيل الاول هي عينها ما حملته تجارب الأسلاف العظام من امانٍ وآلام وما عايشوه من عبثٍ ومجازر وقمع. وتأريخ كنيسة الشهادة والشهداء شاهد صارخ على ان الرسالة الروحية تحظى دوما برسل أوفياء وأنقياء. وان قبعت احيانا في وادٍ سحيق. فلا بد أن تنهض من جديد وتعود كالشمس الساطعة مشعّة لا تحجبها غيوم النفاق  المتمادي والحقد المترامي والشخصنة القاتلة. والدور الوطني لكنيسة المشرق الكلدانية في العراق الفيدرالي. هو استكمال أكيد وموضوعي لدورها الكنسي والإجتماعي. وتبرز قيمة ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المضافة لكونهم ينتمون الى كنيسة مشرقية واحدة متجذرة في العراق منذ منتصف القرن الاول الميلادي. حيث عرفت كنيسة المشرق كيف تقيم حصناً لرسالتها مع حالمين آخرين بالحرية من مسلمين مجلّين، فكان الوطن العراقي رسالة ضمن حصن. والخوف كل الخوف ان تصبح الرسالة بلا حصن. فنلحق بمن غادر أراضي المشرق نحو بلدان بعيدة فأضحى خائفاً على الرسالة بعدما سقط  الحصن وهذه حال العراق في السنوات العشرة الاخيرة. حيث الكنائس المشرقية العريقة عانت وتعاني صلباً وتفجيرا وسلباً.
ان الدورين الكنسي والوطني يحتّمان ايضا العمل على ارساء استراتيجية عمل جديدة تنطلق من ضرورة تواصل الجميع عبر بوابة كنيسة المشرق الكلدانية بالتعاون والتنيسق مع كل كنائس العراق. لأنه لكل منها موقعها وموقفها ودورها الريادي.  ولقد ساءت أوضاع ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري الى حد كبير بعد ما أضحى التنوّع الفكري والسياسي ــ وهومطلوب ــ  تشتتاً وتناحراً وضغائن حوّلت المؤسسات والبيوت والقلوب الى تناقضات مريرة. فانحدر الخطاب السياسي وسقطت النفوس بتجارب الحقد اللامحدود وألصق الأخوة ببعضهم تهم ونعوت التبعيّة والخنوع لهذه الفئة أو تلك. وصمتت المحبّة وغابت الألفة وسيطر الشر الدفين على الضمائر. وكانت البطركية الكلدانية اولى ضحاياه. لذا فوحدة المستقبل والمصير لشعبنا لا تسمح بعد اليوم لأي كان الإستمرار على هذا المنوال. ولما كانت الكنيسة بحكم انها جامعة وموحدة . عليها ان تجمع مع بطريركها ما فرقته السنوات العجاف. والكل يدرك جيدا بان قداسته لا يحمل بيده عصا سحرية. ولكن المطلوب من الجميع. العودة الى تصويب واقعهم وخطابهم والسعي من خلال تنوعهم الى التماس أواصر المحبة الحقيقية حيث يبقى لكل تيارخياره وقراره. على ان يلتزم الجميع بالثوابت الوطنية والانسانية حفاظاً على الخطاب الموحد ووحدة الشعب والحصن معاً. ومن هنا تبرز وتأتي اهمية وضرورة العمل على مأسسة كنيسة المشرق الكلدانية. عبر انشاء دوائر متخصصة تستعين بالعلمانيين الاكاديمين وتدرس قضايا التنظيم  والسياسة والاقتصاد والادارة والعلاقات الوطنية والاقليمية والدولية والاوقاف والعلاقات المسيحية  – المسيحية والاسلامية - المسيحية.

والدور الجامع هو موجب على البطريرك. لا ليشكل قاسماً مشتركاً. بل ليطلق عملية اصلاح عام ومصالحة شاملة تخرج العام من الشخصنة وتحرر الإيمان والحرية من افاق السياسة الضيقة. ولما كان الدور الجامع يتلازم مع دور قداسة البطريرك المطلوب كموحد ومجدّد في تعاطي الكنيسة مع كل ابنائها القريبين والبعيدين في رسم خريطة طريق للعلاقة مع الدولة العراقية والدول الاقليمية والدولية ضمن إطار الحفاظ على الثوابت ورأب الصدع. وهذا ما تميزت به ايضا كنيسة المشرق الكلدانية في مواقفها خلال كل الحقبات الماضية في الوطن. واما السؤال الملح الذي بات يفرض نفسه هذه الايام على جميع المسيحيين المشرقين. حتمية التعاون والتنيسق ووحدة الموقف. لمجابهة كل هذه التحديات التي تشهدها اوطانهم من صراعات دامية باتت تهدد استقراهم وديمومة وجودهم في اوطانهم. وشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق كان السباق في دفع الثمن باهظا على كل الصعد خلال الفترة الماضية والحالية التي تجلت في عملية تهجير ابنائه من وطنهم من جراء الممارسات والصراعات المذكورة. هذه خواطر نقدمها حول ما يتطلبه من دور قداسة البطريرك مار لويس روفائيل الاول. الذي عليه أن يتحلّى بالصبر والإستيعاب والشخصية الرائدة والقدرة على حلّ العقد بالصلاة والعمل والتخطيط الممنهج.

37


قداسة البابا
يوحنا بولس الثاني
الذي اذهل العالم





بقلم: جبرايل ماركو

 
تسمو قيمة الإنسان عندما تقتصر حياته على مسار ارتقائيّ من نقطة منسيّة. إلى فضاء عابق بالمكانة العالية والاحترام الجامع. فالإنسان الحقّ الصّالح للخلود هو الّذي يكوّن من ذاته وحوله حضورًا مميّزًا فاعلاً قابلاً للاستمرار الطّيّب في الزّمان والمكان. وهو الّذي ينسج شخصيّة متوهّجة تخترق الإنجازات اليوميّة المتلاحقة لتطبع بصماتها الازلية على الماضي والحاضر والمستقبل. وتصبح مرجعيّة في القول والفكر والعمل. وكثيرا ما كان يشعر الانسان يقينا. بأن كل ما قام به قداسة البابا يوحنا بولس الثاني خلال عهده على رأس الكنيسة الكاثوليكية. سواء في حاضرة الفاتيكان أوعبر كل زياراته المسكونية حول العالم. وكل ما كان يؤكده في رسائله وكلماته ومواعظه الروحية لم يكن مألوفا أو حتى متوقعا عند بني البشر.  وان اقل ما يقال عن المسيرة الايمانية لقداسة البابا يوحنا بولس الثاني. امتيازه بشخصية انسانية مذهلة طبعت في صورة الانسان البسيط التي لازمته طوال مسيرته الايمانية. فكان فريدا في تواضعه وتعامله وممارساته وانفتاحه على جميع الاديان في العالم. وجامعا في مواقفه وتعاطيه من اجل العودة ثانية الى تجسيد وحدة كنيسة المسيح الواحدة التي التي اقرها مجمع نيقيا سنة 325 في وثيقة الايمان. والتي يرتلها يوميا كل المسيحيين في صلواتهم. نؤمن بكنيسة واحدة مقدسة رسولية جامعة. وبالمقارنة مع كل اسلافه الذين سبقوه في تولي رئاسة الكنيسة الكاثوليكية في العالم. فقد فاجأ قداسته العالم منذ الايام الاولى ببساطة شخصيته وصلابة ايمانه وبصوابية مواقفه وبصراحته المذهولة وجرأته المميزة التي جذبت اليه الملايين من بني البشر. وبحقيقة اهدافه وبوضوح رؤيته وبشجاعته التي استمدها من قوة ايمانه. الى جانب ذهابه بعيدا الى حيث لم يستطع ان يذهب احد من اسلافه قبلاً. وفي الاول من ايار   2011  تجدد مجده بالاحتفال الذي اقيم في حاضرة الفاتيكان بانضمامه الى مصاف الطوباويين.

ومنذ الاسابيع الاولى لجلوسه على كرسي القديس مار بطرس الرسول. كرس قداسة البابا الرياضي الروحي" عزماً بابوياً فريدا ومميزا عبر مسيرته الايمانية. التي تجلت بظهور حركات وعلامات روحية وصفت بأنها "قوية". ساهمت بانتخاب هذا السلافي الآتي من ارض تهيمن عليها المبادئ الشيوعية آنذاك. تاركا انتخابه وقعا بارزا في بولونيا وطنه الام. وفي كل دول اوربا الشرقية التي كانت تدورفي الفلك السوفياتي في حينه. مبتدئا وعظه عبر اولى اطلالته على ساحة القديس بطرس: لا تخافوا. وافتحوا ابواب المسيح واسعاً امام الجميع. يومها فُهِمَت كلمته على انها دعوة الى الخروج من عقدة ودائرة الخوف للمضي قدما وبخطوات ثابتة وواثقة نحو ترسيخ مسيرة الايمان والدفاع عن قيمة وحقوق الانسان في العالم. التي أكد عليها قداسته في ارشاده الرسولي وفي رسائله ومواقفه وفي مواعظه التي كانت تخترق عقول وقلوب البشرية في كل انحاء العالم. لتجذب ملايين الجموع خارجة لاستقباله في كل زيارة كان يقوم بها.
 
الانطلاقة كانت من المكسيك في كانون الثاني 1979 عندما بدأ زياراته الراعوية الماراتونية. تلك الزيارة التي حملت همّه الاكبر للدفاع عن تكريس العدالة الاجتماعية في العالم. والتي حققت اول انتصارفي مسيرته السرمدية. يومها أكثر من مليون انسان اصطفوا على مسافة ثمانية كيلومترات على طريق المطار لاستقباله. والمشهد نفسه يتكرر بعد اشهر في بولونيا حزيران 1979 التي حجّ ناسها اليه من كل المدن والقرى ومن مسقط رأسه. مذكّرهم بخطاباته الروحية ومؤكدا لهم. لا يمكن لاحد في هذا العالم ان يفصل المسيح عن العمل الانساني. انتم حراس نهضة الكنيسة.

 لقد عودتنا الشاشات الفضائية في كل رحلاته الايمانية. كيف كانت الملايين من المؤمنين تزحف وهي متشوقة للقائه ولنيل بركته. لكن الايام والاحداث اثبتت بان قداسته كان ابعد من ان يكون انسانا مسالماً بسيطا. وخاصة بعد ان أعلن التزامه الورع والمستميت للدفاع عن حرية وحقوق الانسان في كل اصقاع العالم. يومها كشف الزعماء السوفيت عن أنيابهم. وبعد فترة قصيرة من تلك المواجهة الغير المباشرة. تلقى رصاصتين في 13 ايار 1981. على يد علي اقجا التركي الجنسية. عندما كان يلقي التحية على الحجاج في ساحة القديس مار بطرس. ويومها ايضا سأل العالم كله بدهشة. عجبا من يقف وراء علي اقجا؟ هل هي موسكو؟ ام عواصم عالمية اخرى؟ مع الاسف الشديد سيبقى هذا الحدث المثير للجدل. لغزاً في صفحات التأريخ في ظل غياب اي اثبات مادي يذكر. ولكن قداسته نجا من محاولة الاغتيال. وتابع مهمته وكأن شيئ لم يحدث. عازياً الفضل الى السيدة العذراء مريم. وغافرا وزائرا له في السجن اثناء زيارته التأريخية لتركيا. ليشهد العالم بعد عدة اعوام عملية انهيار الشيوعية. وقدوم الرئيس ميخائيل غورباتشوف 1989 الى الفاتيكان للقاء قداسة البابا بعد اقل من شهر من سقوط جدار برلين.

ولكن اياً تكن الصفات التي طبعت شخصية قداسته المميزة بالزهد والتواضع والصفاء الروحي الذي لامس قلوب البشرية في كل جولاته ومن خلال مواعظه الروحية التي اعتمدت على البساطة في التعبير والانشاء والحركات. لذا فان التأريخ الذي دونه بنفسه سيشهد بأنه كان قداسة البابا الوحيد. الذي اقدم على ما لم يقدم عليه أسلافه عبر انفتاحه على الجميع. داعيا ممثلي الديانات الـ12 الكبيرة في العالم للاجتماع في اسيزي 1986  بمناسبة اليوم العالمي للصلاة من اجل ترسيخ السلام في كل المعمورة. مكررا هذه اللقاءت في العديد من الازمات التي هزت العالم. كحرب البلقان 1993. وبعد أشهر قليلة من اعتداءات 11 ايلول 2001. بات السلام العالمي يحتل الاولوية في حياته.  فسعى بقوة الى بناء جسور الحوار مع الجميع. من دون ان تغيب عن مواقفه المطالبة بوقف الحروب. ومؤكدا ان" الخلافات لن تحل بالسلاح". بل بالحوار الذي سيقودنا الى السلام. ومن دون ان يتوقف عن كتابة الرسائل الى كل زعماء العالم ليحثهم للعمل على تعزيز اسس السلام العالمي. فكتب رسائل الى الرئيسين الاميركي جورج بوش والعراقي صدام حسين. بعد ساعات قليلة من اندلاع حرب الخليج الاولى 1991

السلام العالمي ووحدة الكنيسة كانا هاجسه الاول. وقد عمل من اجل تجسيدهم على الواقع عبر الانفتاح على الكنائس غير الكاثوليكية. باذلا اقصد جهوده من اجل تحقيق حلمه بالتقارب وتعزيز الوحدة المسكونية تجسيدا لوحدة الكنيسة المقدسة الرسولية الجامعة. بالرغم من معرفته بكل التعقيدات التي انتجتها الحقب التأريخية الماضية. ومن دون ان تثنيه يوما عن عزمه للمضي قدما نحو محطات التلاقي التي تميزت به مسيرته الايمانية. وعبر الحدث الاكثر وقعا في تأريخ الكنيسة الكاثوليكية الذي تجلى باعتذاره عن "اخطاء ارتكبت" وهو واقف على "اراض اورثوذكسية" في رومانيا – 1999. وفي اليونان – 2001  مما عكس اصراراً قويا على فتح صفحة جديدة مع الكنيسة الاورثذوكسية. وكان اول بابا الفاتيكان يقوم بزيارة الى الدول الاسكندينافية. مملكة الاصلاح البروتستانتي سنة 1989 . وفي عهد قداسته. تم توقيع اعلان مشترك كاثوليكي ــ لوثري في اوغسبورغ للتبرئة سنة 1999. الذي يعتبر الاتفاق الاول الذي عقدته الفاتيكان مع جهة بروتستانتية منذ ثورة الاصلاح. وفي مشهد مؤثر الذي شهدته عملية الافتتاح باب بازيليك القديس مار بولس الرسول مع قائدين. اورثوذكسي وانغليكاني. وهذا ما أراده قداسة مار يوحنا بولس الثاني ان تكون رسالة عميقة إلى المسكونية سنة  2000 . وأيضا مع اليهود اخوتنا الابكار كما سمّاهم قداسته. معلنا الى طوي صفحة 20 قرناً من النزاع.  حيث كان اول بابا فاتيكاني يزور اوشفيتز 1979.  كما زار الكنيس اليهودي في روما سنة 1986. وفي عام 1991 طلب من الله الغفران على التساهل تجاه ما تعرض له اليهود من اضطهاد ومحرقة من خلال اعلان تأريخي. وفي عهده اعترف الفاتيكان بدولة اسرائيل 1993.

 وفي عهد قداسة البابا يوحنا بولس الثاني انطلقت عملية الحوارالتأريخية  بين الفاتيكان وبين كنيسة المشرق الاشورية. التي تجلت بتوقيع وثيقة الاعتراف بين الكنيسة الكاثوليكية وكنيسة المشرق الاشورية التي وضعت حدا نهائيا حول الاختلاف اللاهوتي حول الطبيعة الالهية والانسانية للسيد المسيح التي دامت اكثر من 1400 سنة. حقا لقد فتحت تلك الوثيقة افاق واسعة امام الكنيستين من اجل الاستمرار والتواصل لينتقل الحوار بعد ذلك الى مرحلة الاتفاق حول تفسير مفهوم اسرار الكنيسة وصولا الى تحقيق الشراكة والوحدة المسكونية بين جميع الكنائس المسيحية في العالم. ولكن توقف الحوار لاسباب لا اريد الان الدخول في تفاصيلها. لكنه عادت كنيسة المشرق الاشورية وقررت في المجمع المقدس الذي انعقد في اواخر شهر ايار 2012  في مدينة شيكاغو من اجل مواصلة الحوار مع الفاتيكان من عند النقطة التي توقف عندها. وبرأينا الشخصي والمتواضع نرى ضرورة واهمية قصوى الى استمرار الحوار من اجل تحقيق الشراكة الفعلية بين الكنيسة الكاثوليكية وبين كنيسة المشرق الاشورية على مبدأ الاستقلالية لكل كنيسة تمنحها كامل الحرية للمحافظة على لغتها ولاهوتها وتراثها وقديسيها. لأن هذه الشراكة التي يأمل الجميع ان تتحقق باقرب فرصة بين الكنيستين. ستساهم ايضا في اطلاق الحوار بين كنيسة المشرق الكلدانية وكنيسة المشرق الاشورية من اجل الوحدة.

وفي عام 2000 حجّ البابا الى الاراضي المقدسة. حيث دسّ بين جدران حائط المبكى صلاة توبة عن الجرائم المرتكبة بحق اليهود. ومد يده ايضا الى المسلمين من خلال لقائه 80 الف شاب مسلم في الدار البيضاء سنة  1985. وزار العديد من الدول الاسلامية. وكان اول بابا فاتيكاني يزور جامعاً اسلاميا عندما زار قبر يوحنا المعمدان في الجامع الاموي في مدينة دمشق 2001. خلال سفر حجه على طريق اثار اقدام مار بولس الرسول. وطوال عهده. اعتبر قداسته كل العالم رعيته الكبيرة. فكان في حج مستمر وتواصل دائم مع البشرية. تارة لدى رعايا قريبة وتارة اخرى لدى رعايا بعيدة. معتبرا ان السفر بالنسبة له. كان حجاً صادقاً للهيكل الحي لشعب الله. على قوله. لقد كان الناس يجذبونني اليهم. ومؤكدا للعالم في الوقت نفسه. وقوفه دوما الى جانب الفقراء والمضطهدين والمهمشين. وعبرهذه النية الصادقة التي ارتسمت دوما على وجهه. تابع سفره. وفي كل محطة. كان له موقف ونداء لايقاف العنف والتسلح في العالم. مؤكدا على الاصلاح والتجديد في الكنيسة من خلال العودة الى الينابيع والجذور المسيحية. والعمل معا من اجل تجسيد وحدة كنيسة المسيح. متابعا مسيرته حتى النهاية ومؤديا رسالته السامية من دون توقف. خاتما حجه الاخير الذي استقر به في لورد عام 2004  حيث وقف مريضاً بين المرضى.

لقد كان المرض بدأ يتسلل الى جسمه في الاعوام الاخيرة من حياته. ففي بداية التسعينات من القرن الماضي. بدأ درب صليبه. بعد ان خضع لعملية جراحية لازالة ورم في الكولون سنة 1992. ومن بعدها تعرض لكسر في الكتف الايمن اثر وقوعه سنة 1993 .  فرُكِّبَ له ورك اصطناعي على اثر وقوعه مجدداً سنة 1994 وفي عام 1996  اجريت له عملية الزائدة الدودية. ثم تلتها مرحلة بداية ظهور عوارض مرض الباركنسون التي تفاقمت في الاعوام الاخيرة من حياته. ولكن رغم كل هذا العناء الذي لازمه. كان يصر دوما على مواصلة رحلته. قائلا للمقربين اليه عندما كانوا يطلبون منه لاخذ المزيد من الراحة.  صدقوني يا أحبائي. ان الحياة الابدية هي المكان الوحيد التي سيرتاح بها ابن الانسان.

ومن اهم مفارقات الامور العجيبة الاخرى التي رافقت قداسته. تميزه بالقدره الفائقة للقيام بمسؤلياته على كل الصعد. بالرغم من شدة مرضه. الذي لم يثنيه ابدا عن اداء واجباته الروحية. مستمرا على مواصلة كتابة التأريخ بثقة وبدقة متناهية. حيث رافقتها حركات وايحاءات وصفت بأنها "نبوية".  اما الصلاة فكانت "تمرينه" اليومي والاساسي الذي ما تأخر يوماً عنه. خصوصاً عند اتخاذ القرارات او خلال فترة الكتابة وفي اجواء اداء الصلاة والتعبد. هكذا امضى قداسته أيامه الاخيرة. بعد ان كانت صحته قد بدأت تتراجع ابتداء من 15 كانون الثاني 2005. وقبل ان تتدهور حالته الصحية سريعاً. لازمه الألم بقوة. لكنه "كان دوما مستسلماً لإرادة الله". لقد كتب سكرتيره الشخصي ستانيسلاس دزيويز. في اللحظات الاخيرة. عاد قداسته الى ما كان عليه دائماً. رجل صلاة. مرددا باستمرار في كلماته الاخيرة: "دعوني اذهب عند الرب".

38
بطاقة تعريف بالاساقفة
الناخبين لاختيار بطريرك
 كنيسة المشرق الكلدانية
وبحسب اسبقية الرسامة الاسقفية!





بقلم: جبرايل ماركو

لأنكم رعاة صالحين تجمعون ما بدّدته رياح الشرق والغرب, ولأنكم الرعاة الذين اتوا ليرمموا كل ما تصدّع في كنيسة المشرق, ويبنوا ما لم يبنوا, ويحددوا ما هو مشاع ومسلوب. ويطالبوا بما هو مهمش, ويعلنوا ما هو خفي. ولان الانسان قيمة مطلقة في عيون قلبوكم, والحقيقة عندكم لا باطن لها ولا ظاهر, كونكم تبصروا متطلبات ديمومة ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الوطن, ومدى توقهم الى احقاق العدالة والتنمية والمساواة في الحقوق والواجبات, لهذا تتجه انظار وعقول وقلوب ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري هذه الايام الى انعقاد المجمع المقدس في حاضرة الفاتيكان بتأريخ 28 كانون الثاني 2013 . مترقبين بشغف صعود الدخان الابيض حاملا لهم بشرى اختيار البطريرك الجديد.

نعم هي جلسة انتخاب لا غير, فالنص واضح وصريح على ما يقوله المهتمون بمتابعة ملف اختيار البطريرك الجديد: "لا كلام سوى عن الانتخاب". اما المفاجآت فتبدو بعيدة وواردة في نفس الوقت. وكل الامور متروكة لالهام الروح القدس وحكمة المطارنة الاجلاء الذين سمعوا وعرفوا وعايشوا الواقع ومتطلباته وتحدياته بكل دقة وامانة. وعاينوا معالم خارطة الطريق للنهوض بكنيستنا الكلدانية ومأسستها. وأن يتفقوا فيما بينهم على اهمية وضرورة توافر صفات تحديات المرحلة الراهنة في شخصية البطريرك الجديد. وفي مقدمتها العمل على تجديد الكنيسة وتحقيق الوحدة المسيحية في العراق, والعمل على ايقاف نزيف هجرتهم من الوطن. والانفتاح على كل المكونات القومية والدينية في العراق. متمنين من ابائنا الاجلاء ان يكونوا على مستوى الحدث الهام والمسؤولية في عملية الاختيار, التي ستشكل نقلة نوعية في مسيرة الكنيسة وفي تعزيز وجود شعبنا واستمراره في الوطن. داعين ان تكون كل هذه الايام " زمن صوم وصلاة". متضرعين الى ربنا يسوع المسيح, ليلهم ابناء الكنيسة واساقفتها للتوفيق في حسن اختيار بطريرك يحمي الكنيسة ويحفظها الى اجيال مديدة بعيدا عن المحسوبيات والمنسوبيات!

 واليكم استعراضا موجزا عن سيرة حياة الاساقفة الكلدان الناخبين للبطريرك الجديد. متمنين من الاباء الروحيين ان يتجردوا ويبتعدوا عن الاطر القبلية والقروية. مركزين هدفهم وجهودهم نحو اختيار الشخصية الكفوؤة وصاحبة الصفات التي تتطلبها تحديات المرحلة الراهنة. واملنا كبير بان يعطوا الاباء الاولوية القصوى الى مصلحة الكنيسة وأن يختاروا الشخص المناسب.. استجب يارب!



1.   الكاردينال مار عمانوئيل دلي. من مواليد تل كيف 6 تشرين الاول 1927 . نال الرسامة الاسقفية 19 بتأريخ نيسان 1963 . انتخب بطريركا على كنيسة المشرق الكلدانية 3 كانون الاول 2003 . وتم تنصيبه بتأريخ 21 كانون الاول 2003 واستقال في 19 كانون الاول 2012.

2.   المطران مار اندراوس صنا. مواليد ارادن 1920 . نال الدرجة الاسقفية بتأريخ 1957 . ظروفه الصحية  وعمره لا يساعدانه على المشاركة في اعمال المجمع المقدس.

3.   المطران مار ابراهيم نعمو ابراهيم. من مواليد تل كيف 10 تشرين الثاني 1937 .  نال الدرجة الاسقفية 27 تشرين الاول1974  . اسقف ابرشية مار توما في ديترويت ـ ميشكان. يحمل شهادة الدكتوارة في اللاهوت. وقد بلغ سن التقاعد القانونية.

4.   المطران مار حنا زورا. من مواليد بطنايا 15 اذار 1939 .نال الدرجة الاسقفية بتأريخ  27 تشرين الاول.  رئيس اساقفة الاهواز سابقًا. حاليا اسقف  كندا. كرسي اسقفي. وقد بلغ سن التقاعد القانونية.

5.   المطران مار توما ميرم. مواليد تل كيف 6 اب 1943 . نال الرسامة الاسقفية بتأريخ 11 اذار 1984 . رئيس اساقفة ابرشية اورمية ـ ايران.

6.   المطران مار انطوان اودو. من أصل القوشي ومن مواليد حلب 3 كانون الثاني 1946 . راهب يسوعي رسم اسقفا في 11 تشرين الاول 1992 . اسقف ابرشية حلب. دكتوارة في الادب العربي. وماجستير في الكتاب المقدس.

7.   المطران مار جبرائيل كساب.
من مواليد تل كيف 4 اب 1938 . نال الرسامة الاسقفية بتأريخ 5 ايار 1996 . اسقف ابرشية استراليا ونيوزلندا. يحمل لقب رئيس اساقفة.

8.   المطران مار رمزي كرمو. عائلته من تل كيف، لكن من  مواليد زاخو 3 شباط 1945 . نال الرسامة الاسقفية بتأريخ 25 شباط 1996 . رئيس اساقفة ابرشية طهران.

9.   المطران مار جاك اسحاق. عائلته من القوش، لكنه من  مواليد الموصل 27 شباط 1938 . نال الرسامة الاسقفية بتأريخ 26 ايلول 1997 . رئيس اساقفة نصبين شرفا. دكتوارة في الطقوس. عميد كلية بابل.

10.   المطران مار شليمون وردوني. مواليد بطنايا 24 نيسان 1943 . نال الرسامة الاسقفية بتأريخ 16 شباط 2001 . رئيس اساقفة الانبار شرفا. دكتوارة في التربية المسيحية.

11.    المطران مار ميشال قصارجي. مواليد زحلة ـ لبنان 13 حزيران 1956 . نال الرسامة الاسقفية بتأريخ 10 اذار 2001 . اسقف ابرشية بيروت. دكتوارة في الحق القانوني الكنسي.

12.    المطران مار ربان القس. من مواليد كوماني 18 اذار 1949 . نال الرسامة الاسقفية بتأريخ الاول من شباط 2002 . اسقف ابرشية العمادية.

13.    المطران مار ميخا بولا مقدسي.
مواليد القوش 1949 . نال الرسامة الاسقفية بتأريخ الاول من شباط 2001 . اسقف ابرشية القوش.

14.    المطران مار سرهد يوسب جمو. عائلته من تل كيف، لكنه من مواليد بغداد 14 اذار 1941 . نال الرسامة الاسقفية بتأريخ 18 تموز 2002 . اسقف ابرشية كاليفورنيا. دكتوارة في الطقوس الكنسية.

15.   المطران مار لويس روفائيل ساكو. مواليد زاخو 4 تموز 1949. نال الرسامة الاسقفية بتأريخ 14 تشرين الثاني 2003 . رئيس اساقفة ابرشية كركوك. دكتوارة في اباء الكنيسة. دكتوارة في التأريخ. ماجستير في الفقه الاسلامي.

16.   المطران مار اميل شمعون نونا. من مواليد القوش 18 كانون الاول 1967 . نال الرسامة الاسقفية بتأريخ 8 كانون الثاني 2010 . رئيس اساقفة ابرشية نينوى. دكتوارة في اللاهوت الرعوي.

17.   المطران مار بشار متي وردة. عائلته من قرى زاخو. لكنه من  مواليد بغداد 15 حزيران 1969 . نال الرسامة الاسقفية بتأريخ 3 تموز 2010 . رئيس اساقفة ابرشية اربيل. حاصل على شهادة ماجستير في اللاهوت الادبي.



ملاحظة: ان الحق القانوني الخاص بكنيسة المشرق الكلدانية غير جاهز وغير مثبت من قبل الكرسي الرسولي, لذلك يحق للاساقفة المتقاعدين ان يشاركوا في عملية انتخاب البطريرك, كما حصل في اختيار البطريرك الحالي, ولو كان الحق القانوني الخاص مثبتا, كما هو الحال في جميع الكنائس الكاثوليكية, لما تم انتخاب البطريرك مار عمانوئيل الثاني دللي. أما بالنسبة للمعلومات المذكورة اعلاه فهي مقتبسة من الدليل الحبري للكنيسة الكاثوليكية ومن خلال الاتصالات الشخصية.
 

  

39
مسرحية
طلب زيارة


تقدم فرقة بابيلا للفنون والتمثيل. مسرحيتها الجديدة بعنوان ــ طلب زيارة ــ على مسرح صالة مسرح مكتبة مدينة يونشوبينك. حسب الاوقات التالية.

يوم السبت الموافق  16  اذار 2013          الساعة 16.00
 
يوم الاحد الموافق   17  اذار 2013         الساعة  14.30

يوم الاحد الموافق   17 اذار 2013          الساعة 18.00

يمكنكم حجز بطاقتكم عبرالاتصال برقم التلفون: 130059

سعر بطاقة الدخول: 60 كرون سويدي


                                                                                                              الادارة



40
العلامة
سيادة المطران
مار لويس ساكو

بقلم: جبرايل ماركو

المطران مار لويس ساكو. العابد في هيكل اللاهوت والفلسفة والمعرفة والكلمة. يٌؤتى كما تؤتى الحروف على وقع الاصطفاف. محمولة على شق اليراعة. لاغناء الروح والفكر وتصويبه نحو المسار الصحيح. متسلحا بالرؤية الثاقبة والنظرة المستقبلية الواضحة المعالم. وصولا الى تحقيق الاهداف التي تضمن حقوق شعبه في العيش الكريم في وطنه. مرات عديدة سألت نفسي وما زلت أكرر هذا السؤال كل يوم. أي حسن أكمل فيه؟ وسيادته الذي يمتاز بالطاقة المبدعة والسرمدية التي لاتطال. ناهيك عن تجسيده لمثال النزاهة والاستقامة والرؤية السديدة. التي كانت دوما وراء مواقفه الحكيمة. حيث عززت روافدها مشحذة الفهم ومدعاة التأمل في الحياة والوجود والانفتاح على كل الثقافات المتنوعة في الوطن وفي العالم. المكتنزة بالفوائد والقيم الروحية والعدالة الاجتماعية والحرية وملاذ الرأي السديد.

واذا شئت ان تعرف اكثر عن سيادة المطران مار لويس ساكو اللاهوتي والعلامة عن قرب. فدونك مجلسه. لتكتشف بنفسك عن قناعة. مدى اهتمامه الجاد بمستقبل ومصير شعبنا في الوطن. ومدى موقعه المهم والهام في قلوب وعقول ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الوطن وفي عالم الانتشار. وفي قلوب وعقول ابناء الشعب العراقي عامة. وخاصة بعد نجاح تجربته الفريدة التي نالت التأييد والدعم والمصداقية من ابناء كل المكونات القومية والدينية في كركوك ــ العراق المصغر ــ ومن دون ان تغفل سبر اغواره لتكتشف عندئذ عن مدى طموحه ورؤيته الصائبة ونظرته المستقبلية ومشروعه المستمد من تجارب التأريخ ومعطيات الواقع الذي سيضمن عملية ترسيخ جذور ابناء كنيسة المشرق بكل تسمياتها في كل ارجاء الوطن. بالرغم من كل هذه الرياح والعواصف التي تعصف بكل بلدان الشرق الاوسط. معتمدا في ذلك على كلام سيدنا يسوع المسيح الى تلاميذه. لا تخافوا. ناهيك كلامه الذي يتجّدد على  نبض الافئدة. فيخلع على السامع من قدراته وانبساط اساريره. ما يطمئن ويؤنس ويرضي من كنوز المنطق الرخيم. والمحاج الواضحة وعمق الثقافة الراغبة بقوة الانفتاح والتعاون مع الشريك الاخر في الوطن.

لقد افلح سيادة المطران مار لويس ساكو. ان يجمع ما بين ترسيخ قيم الكنيسة وعلم الادارة بلباقة وذوق. ونتائج تجاربه التي جسدها على الواقع  في مدينة كركوك. مشهودة له في ابرشيته عند القاصي قبل الداني. ونادرا ينسى سيدنا شيئا وعاه في تجربته الغنية بالعبر والعطاء. لاعتبار سيادته. الشجرة المفيحة التي يتحلق حولها المؤمنون والعطاش الى الحق والحرية. واذا عقد اثبت وأكد. ومسيرته الغنية بمصداقية مواقفه اكبر دليل على ذلك. تلك المصداقية التي تعتبر في نفس الوقت من اهم قيمه وثوابته في الحياة وفي التعامل مع الاخرين. لان مواقفه تبنى على الحق واحكامه.  لهذا تجده قد شرع ابواب التراث الانساني في عملية تعاطيه مع الجميع. الى جانب اطلاعه الواسع ومعرفته الشاملة بالواقع الوطني وتركيبته الاثنية والدينية. وحتمية عيشها المشترك في وطن تسوده قيم العدالة والمساواة لكل ابنائه.  الى جانب حرصه الشديد الى ايمان وتراث كنيسة الشهادة والشهداء. وشوقه الدائم الى وحدة كنيسة المشرق من دون شروط. متماسك الرأي في موضع الصواب الثبيت. حاذق البصيرة. يأخذ كل الامور بعين الاعتبار ويحسبها بدقة متناهية. ويتصرف على ضوئها دوما بحزم وثقة.

هذا الكبير في الاحبار عاش على مجد الانجيل والكتب المقدسة. ليظل على الصدق والبوح الصائب في عالم الفكر ونضح الكلمة والسمو في رؤياه السديدة في الحياة وما بعد الحياة. تجاربه في الحياة ساهمت في كشف عن تعب الدرب وهو يتعاطى الصقال والجلاء. والعدة والابتهال على الرقعة الواحدة. واعظم ما فيه. شدة ايمانه بقوله ومعتقده وتمسكه برأيه المدروس الذي يغربله على وهج الذاكرة. نعم هذا المؤمن. بل معلم الايمان صيوب في كل ارائه ومواقفه. ومهتم على تصويب الاهداف من اجل ضمان وصول سفينة مسيرة شعبه الى شاطئ الامان . ومتهيئ دائما لتسوية الدروب على اسس مستقيمة. اما المغامرة عنده فهي بحجم الواقع. وعلى ضوء السراج والشموع يعرف كيف يجعل الارض والسماء بصيرتين في عمق الانسان. وجازم على متابعة الاستمرار في مسيرة الاباء الذين تركوا اثار بصامتهم على مسيرة كنيسة الايمان. اما ارائه فهي مدرسة وينبوع دائم للحداثة والتجدد ومأسسة الكنيسة. لتستطيع من خلالها مواجهة كل التحديات التي تواجهها اليوم في الوطن وفي الشرق الاوسط. نأمل من اباء المجمع المقدس ان يختاروا من مشروعه. أسس ومبادئ خارطة الطريق والياتها العملية من اجل تعزيز مسيرة الايمان المستقيم بين ابناء كنيستنا الكلدانية في الوطن وفي دول الانتشار.

المطران مار لويس ساكو. رؤية مسيحية متجددة في المشرق. هذا ما يلمسه الانسان من خلال ادائه للرسالة الروحية التي ساهمت وما زالت تساهم في عملية ترسيخ واقع رسولي بين ابناء الكنيسة في العراق. بالاعتماد على تجسيد وتكريس تعاليم سيدنا يسوع المسيح التي يهتدي بها دوما. حقا انه موسوعة ايمانية متنقلة ومنفتحة على الجميع.  بعد ان استطاع تحطيم  كل الاراء المتصارعة على شواطئ لاهوته ورماله. وابرزَ الصواب منها دون اي اضطراب. لم يعتد في حياته ان يطلق كلامه جزافا. بل يعمل على صياغة تعابيره ومضمونها  بدقة متناهية. ثم يعمدها بالرذاذ المنقى والمصلى عليها.  ويطلقها بين ابناء كنيسته والى كل ابناء الوطن بدون تمييز. لهذا فالوجود في صومعة سيدنا مار لويس ساكو. تشعر باستشفاف الوهة ومراحل الايمان. والاطلالات على المغلق علينا. ومن مقاصده في العمر. أن يجعل الكائن الادمي شريكا حقيقيا لله في لعبة القدر وكيان البشر. مركزا في اهدافه اولا وأخيرا. من اجل أن يترك نثيرا من أنامله على الاغطية المثقلة بالشموع. وعلى حجر الهيكل الذي قدسه الانخطاف فوق الذبيحة والقربان المقدس.

سيدي الجليل مار لويس ساكو. اربأ بكلمتي هذه ان تكون دراسة عنكم. بل هي شعور وخواطرعلى اعوام هوامش المليئة بالعطاء المستمر. وانفعالات وتفاعلات متناثرة. عبر القراءات لبعض من نفثاتكم. اما دراستكم الحقيقية عنكم. فهي عمل مكرس يومي تمارسونه في وطن مازال يئن الانسان فيه من حدة الصراع القائم على اللاعدالة بين المواطنين. بينما سيادتكم تمضي قدما في العمل من اجل وحدة كنيسة المشرق ووحدة ابنائها وديمومة وجودهم على ارض الوطن.تكريسا للعيش المشترك بسلام  ومحبة مع كل الشركاء في الوطن. على أن اجركم لعظيم عند الله. حفظكم الله سيدي.


41


حلقة دراسية للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري في السويد






تحت عنوان: " رؤيتنا للديمقراطية في العراق الفيدرالي"، أقام مكتب السويد للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري حلقة دراسية، يوم السبت 3 تشرين الثاني ( نوفمبر ) 2012، في العاصمة السويدية ستوكهولم، بالتعاون والتنسيق مع الاشتراكيين الديمقراطيين من أجل العقيدة والتضامن في السويد.

 شارك في الحلقة الدراسية الدكتور حكمت داود جبو الوزيرالمفوض في السفارة العراقية في السويد، والسيدة ليليان الاعمى عضو الهيئة التنفيذية للاشتراكيين الديمقراطيين، وعدد من أحزاب تجمع التنظيمات الكلدانية السريانية الاشورية، والحزب الديمقراطي الكوردستاني والحزب الشيوعي العراقي والتيار الديمقراطي العراقي وهيئة الدفاع عن حقوق الديانات القديمة في العراق، ونخبة من الشخصيات الاكاديمية الوطنية العراقية المستقلة.

وفي بداية أعمال الحلقة، رحب عضو مكتب السويد للمجلس صبري إيشو بالحضور وتمنى منهم المشاركة الفعالة بارائهم ومداخلاتهم ومقتراحاتهم، بهدف إغناء وإثراء الحوار من اجل ترسيخ العملية الديمقراطية في العراق، التي ستساهم بنتائجها في تجسيد الحقوق الوطنية والقومية والدينية لكل المكونات العراقية.

وتحدث في الحلقة الدكتور حكمت داود، الذي ركز في كلمته على بناء الانساني العراقي على قيم واسس المفاهيم الديمقراطية المعاصرة، وإطلاق عملية التنمية في كل مناطق العراق، وترسيخ العملية الديمقراطية، والعمل على ضمان مطالب الشعب الكلداني السرياني الاشوري كشريك اساسي في العراق.

 اما السيدة ليليان الاعمى، فقد اكدت على إستعداد الحزب الاشتراكي الديمقراطي السويدي المساهمة في دعم العملية الديمقراطية في العراق، التي ستضمن بدورها تحقيق العدالة والمساواة لجميع المكونات القومية والدينية في العراق.

بعدها قدم بولص دنخا بأسم مكتب السويد، مشروع رؤية المجلس الشعبي للديمقراطية في العراق، داعياً كل القوى السياسية العراقية الاتفاق على إطلاق عملية التغيير والاصلاح في كل مؤسسات العراق الفيدرالي والعمل على سن القوانين المعاصرة التي تساهم في ترسيخ وتفعيل العملية الديمقراطية في الوطن.
 وأكد في نفس الوقت على ضرورة فهم تركيبة العراق الأثنية والدينية وضرورة مشاركة الجميع في عملية صياغة كل القرارات الوطنية التي تساهم في تحقيق مفهوم المواطنة العراقية، مركزاً على اعتماد اللامركزية الادارية من خلال تفعيل نظام الاقاليم والحكم الذاتي، وتفعيل دور مجالس المحافظات من خلال تفعيل دور كل وحداتها الادارية في كل مناطق العراق.

 وشدد على أهمية التوزيع العادل للثروة الوطنية وتطبيق مبدأ المساءلة والمحاسبة لمكافحة عملية الفساد الاداري والمالي المستشرية في كل مؤسسات الدولة العراقية، والعمل على وضع دستور حضاري، يأخذ بعين الأعتبار الحقوق المشروعة لكل المكونات العراقية التي ستساعد في تشريع قوانين عصرية تساهم بدورها في تعزيز العيش المشترك وفي بناء عراق ديمقراطي تعددي فيدرالي يكون نموذجا، يُحتذى به في الشرق الاوسط ليواكب مسيرة التطور في الدول الديمقراطية العريقة في العالم.

 بعدها أنتقل المشاركون الى مناقشة المحاور التي وردت في المشروع من خلال الرؤى السياسية المختلفة، لكل تيار سياسي أو حزب أو رأي اكاديمي مستقل. وفي نهاية الحلقة أجمع المجتمعون على تضمين الأراء والأفكار والمقترحات التي وردت، في مذكرة اليكم أدناه نصها:


مذكرة صادرة عن ندوة مكتب السويد للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري حول: تثبيت الحقوق الوطنية والقومية للشعب الكلداني السرياني الاشوري في الدستور الفيدرالي العراقي، وتعزيز للديمقراطية ولوحدة وسيادة العراق



الاستاذ جلال الطالباني رئيس جمهورية العراق.
الاستاذ نوري المالكي رئيس الحكومة الاتحادية.
الاستاذ اسامة النجيفي رئيس مجلس النواب العراقي.
الاستاذ مسعود البارزاني رئيس اقليم كوردستان العراق.
ألأستاذ نيجيرفان البارزاني رئيس حكومة أقليم كوردستان
الأستاذ رئيس وزراء أقليم كردستان نجيرفان بارزاني.
الأستاذ ارسلان باييز رئيس برلمان اقليم كوردستان العراق.



نحن ممثلو عدد من الأحزاب السياسية العراقية، ومنظمات المجتمع المدني، ومن الشخصيات السياسية الوطنية العراقية المستقلة في السويد، شاركنا في الندوة الحوارية المنعقدة بتأريخ 3 تشرين الثاني 2012 في العاصمة السويدية ستوكهولم، التي دعا لها مكتب السويد للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الأشوري، وشارك فيها نخبة من أبناء الجالية العراقية.
 ومن خلال المناقشات المستفيضة للعديد من المحاور السياسية والإنسانية، التي أكدت على جملة من القضايا الأساسية هي، دعم وحدة العراق وسيادته وتعزيز الوحدة الوطنية والعملية الديمقراطية وكيفية تحصينها، مع التركيز على الجوانب البالغة الأهمية والمتعلقة بحقوق المواطن العراقي على كل الصعد، وكيفية ضمان حقوق القوميات والمكونات الدينية التي يتشكل منها الشعب العراقي. أجمعنا في رؤيتنا وأفكارنا على النقاط التالية.

1 ـ التأكيد على وحدة العراق ارضآ وشعبا، وتأييد كافة الجهود المبذولة من اجل تعزيز المصالحة الوطنية وبناء الدولة العراقية الحديثة على الأسس الفيدرالية والديمقراطية واحترام سيادة القانون وحقوق الإنسان وبمشاركة جميع المكونات القومية والدينية العراقية، والابتعاد كليا عن سياسة الإلغاء والاقصاء وتهميش الأخر في العملية السياسية التي ظهرت جليا في عملية انتخاب اعضاء المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في مجلس النواب العراقي. المتعارضة مع احكام وقرارات المحكمة الدستورية الاتحادية والفقرة العاشرة من المادة التاسعة من قانون المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، التي أكدت على ضرورة تمثيل المكونات العراقية في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات.

2 ـ العمل على إصدار القوانين التي تسعى إلى تثبيت الحقوق الوطنية والقومية للشعب الكلداني السرياني الاشوري وفق الدستور الفيدرالي العراقي، أسوة بكل المكونات العراقية. وذلك من خلال العمل على استحداث محافظة في سهل نينوى للكلدان السريان الاشورين وبقية المكونات العراقية الاخرى في سهل نينوى. والعمل ايضا على تفعيل المادة ــ 35 ــ من دستور اقليم كوردستان العراق, التي تنص على منح الحكم الذاتي للشعب الكلداني السرياني الاشوري في جميع مناطقه التي يشكل فيها الاغلبية.

3 ـ العمل على ايقاف عمليات التغيير الديمغرافي التي تتعرض لها مناطق الشعب الكلداني السرياني الاشوري في سهل نينوى وفي اقليم كوردستان العراق, مطالبين الجميع الالتزام بدستور العراق الفيدرالي. حيث نصت المادة ــ 23 ــ الفقرة ــ ب ــ (يُحظر التملك لأغراض التغيير الديمغرافي)، والعمل أيضا على رفع كل التجاوزات عن جميع اراضي الشعب الكلداني السرياني الاشوري في كل مناطق تواجده في العراق.

4 ــ ندين كل العمليات الإرهابية بكافة إشكالها ونشجب استهداف المناطق السكنية والمواطنين الأبرياء كرد فعل او كوسيلة لتحقيق أغراض سياسية، كما نستنكر بشدة التدخلات الإقليمية السلبية في الشؤون الداخلية للعراق او السعي للنيل من وحدته وسيادته.   


إننا إذ نرفع اليكم هذه المذكرة كلنا ثقة انها ستكون محل اعتبار ودراسة واهتمامكم لما يصبو إليه الشعب الكلداني السرياني الاشوري المتطلع إلى الغد الفيدرالي الديمقراطي في الوطن .


المشاركون


1.   الحركة الديمقراطية الاشورية ــ قاطع اسكندنافيا.
2.   المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري.
3.   الحزب الديمقراطي الكوردستاني.
4.   المنظمة الاشورية الديمقراطية.
5.   التيار الديمقراطي العراقي.
6.   حركة تجمع السريان المستقل.
7.   هيئة الدفاع عن المذاهب والديانات في العراق.
8.   نخبة من الوطنين العراقين المستقلين.






















42
ذكرى يوم الشهيد
الكلداني السرياني الاشوري
في مدينة يونشوبينك



احيت اندية طورعبدين الاشوري ونادي بابل الاشوري  في مدينة يونشوبينك. ذكرى يوم الشهيد الكلداني السرياني الاشوري. يوم السبت الموافق 11 اب 2012 الساعة الخامسة مساء على مسرح مكتبة المدينة.
افتتح الحفل بالوقوف دقيقة صمت على ارواح شهداء شعبنا. بعدها القى الملفان ايليو درا كلمة الاندية شارحا فيها اهداف ومعاني الشهادة. وضرورة العمل على احياء هذه الذكرى الازلية. تخليدا لارواح الشهداء شعبنا في كل اماكن تواجدنا في الاوطان وفي المهاجر. ثم رحب  بممثل السفارة العراقية في السويد. وممثلي الاحزاب السويدية وممثلي احزاب ومنظمات شعبنا ومؤسساته القومية والروحية وبجميع الحضور. مثمنا حضورهم ومشاركتهم  في احياء ذكرى يوم الشهيد الكلداني السرياني الاشوري. بعدها انشدت مجموعة من فناني شعبنا اغنية قومية من وحي المناسبة.

 وقد تميز احتفال هذه السنة بحدث تأريخي مهم. تجلت  بمشاركة السفارة العراقية في السويد لأول مرة بصفة رسمية. مثلها الوزير المفوض في السفارة العراقية الدكتور حكمت داوود جبو. الذي القى كلمة وطنية قيمة باسم السفارة العراقية من وحي الذكرى. عبر من خلالها عن معنى  التضحية والشهادة من  اجل تحقيق الاهداف الوطنية والقومية التي ضحى شهدائنا من اجلها. ومؤكدا في نفس الوقت على اهمية احياء يوم الشهيد الكلداني السرياني الاشوري في الوطن والمهجر. ومشددا على الدور الوطني المميز لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في بناء العراق. ودوره الريادي والفعال في تعزيز العيش المشترك بين كل مكوناته القومية والدينية. ونضاله الدائم في كل المراحل الوطنية المهمة الذي شهدها تأريخ العراق منذ تأسيسه الى يومنا هذا. ومطالبا كل القوى السياسية العراقية على دعم الحقوق الوطنية والقومية المشروعة للشعب الكلداني السرياني الاشوري في وطنه. واضاف الدكتور حكمت جبو. ان شعبنا لم يبخل يوما في تقديم قوافل الشهداء على مذبح الوطن من اجل الحرية  والسيادة واقامة البديل الديمقراطي في العراق. مذكرا باسماء الشهداء الذين عاصرهم في ساحات النضال. هرمز جكو. مارغريت جورج. توما توماس. طاليا طاليا. والمطران مار فرجو رحو. ومشيدا بكل الشهداء الذين تسلقوا على اعواد المشانق والذين استشهدوا في اقبية السجون العراقية وفي ساحات النضال. اما كلمة كنيسة المشرق الاشورية. فقد القاها الخور اسقف دانيال شمعون. حيث عبر من خلالها عن معنى التضحية والشهادة التي يقدمها الانسان من خلال تقديم نفسه قربانا من اجل حرية وكرامة الاخرين. داعيا الجميع دوما على معايشة معاني الشهادة  والعمل على احياء ذكرى يوم الشهيد. تثمينا وتقديرا لتضحياتتهم التي لا تثمن ابدا.

كلمة الحزب الديمقراطي الاشتراكي السويدي. القاها مسؤول الحزب في مدينة يوشوبينك السيد ايلان ديباصو. حيث أكد فيها على الحق المشروع للشعب الكلداني السرياني الاشوري في اوطانه على ممارسة حقوقه الوطنية والقومية اسوة بكل المكونات القومية والدينية الاخرى. وطالب الحكومة السويدية والبرلمان السويدي من اجل مطالبة البرلمان الاوربي للاعتراف بالابادة الجماعية التي ارتكبت ضد ابناء شعبنا 1915 في تركيا والعمل على دعم مطالب شعبنا في الوطن. بعدها القى مسؤول حزب اليسار السويدي في مدينة يونشوبينغ السيد جيري يوهانسون كلمة الحزب.  مؤكدا فيها على اعتزازه بمشاركة شعبنا في احياء يوم الشهيد. مشددا على دعم حزب اليسار السويدي لمطالب شعبنا المشروعة في اوطانهم. ومذكرا باهمية دعم العملية الديمقراطية في دول الشرق الاوسط. باعتبارها النظام السياسي الوحيد الذي يضمن حقوق كل المكونات القومية والدينية في جميع الدول ذات التعددية الاثنية والدينية. بعدها قدم العازف الموسيقي نينوس شليمون عزفا منفردا من وحي ذكرى الشهادة على الة العود نالت اعجاب الحضور.

اما كلمة تجمع التنظيمات الكلدانية السريانية الاشورية . فقد القاها السيد اسحق ايليا. حيث اكد فيها على اهمية تكريم يوم الشهيد الكلداني السرياني الاشوري والاقتداء بقيمه وبتضحياته. وبالعمل على مواصلة المسيرة من اجل تحقيق الاهداف الوطنية والقومية التي ضحى الشهيد من اجلها.

وقبل الفقرة الختامية. قدمت مجموعة من ابناء شعبنا في مدينة يونشوبيغ عرضا مسرحيا رمزيا.عبروا من خلاله عن مآسي الاحداث الاليمة التي اصابت ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في تأريخه المعاصر ابتداء من مذابح بدرخان 1843 ومذابح سيفو 1915 ومذبحة سميل 1933 ومجزرة صوريا 1969 وشهداء الحرب اللبنانية 1975 وشهداء شعبنا في العراق ما بعد عام 2003 وشهداء مجزرة سيدة النجاة في بغداد 2010 . العرض المسرحي كان مؤثرا ومعبرا. ابكى الجمهور من خلال الاداء الحي والمعايشة الحقيقة  الهادفة الى ايصال معاناة ابناء شعبنا الذين استشهدوا في عمليات الابادة الجماعية في اوطانهم الى ابنائهم الاحياء. واختتم الحفل باغنية وطنية انشدتها مجموعة من فناني شعبنا في مدينة يونشوبينك.












43


ذكرى يوم الشهيد
الكلداني السرياني الاشوري
في مدينة يونشوبيك


يقيم نادي طور عبدين الاشوري ونادي بابل الاشوري في مدينة يونشوبينك. حفلا تأبينيا بمناسبة ذكرى يوم الشهيد الكلداني السرياني الاشوري. وذلك يوم السبت الموافق 11 اب 2012 الساعة 17.00  مساء على مسرح قاعة مكتبة مدينة يونشوبينك. الدعوة عامة للجميع.

يتخلل الحفل التأبيني. كلمات من وحي المناسبة باسم الناديين طور عبدين وبابل. تليها كلمة تجمع التنظيمات الكلدانية السريانية الاشورية. وكلمة السفارة العراقية في السويد.
كلمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي السويدي. كلمة حزب اليسار السويدي. الى جانب مجموعة من الاغاني القومية من وحي المناسبة. يؤديها مجموعة من فناني ابناء شعبنا في مدينة يونشوبيك. ويختتم الحفل. بمسرحية تعبيرية عن مآسي الابادات الجماعية التي ارتكبت ضد ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري.  تقدمها مجموعة من ممثلي فرقة مسرح بابيلا لمدينة يونشوبيك.


لمزيد من المعلومات يمكنكم الاتصال
بالسيد جبرايل ماركو على رقم الهاتف ادناه

0704302214     


               اللجنة التحضيرية



44

مَن يستهدف
كنيسة المشرق؟

بقلم : جبرايل ماركو

منذ ألفي سنة وكنيسة المشرق بكل تسمياتها مازالت تتعرض لاستفزازات لاهوتية وتحديات فلسفية ومواجهات سياسية. لاقتلاعها من ارضها ومن جذورها. من خلال تهجير ابنائها من هذا المشرق. لالغاء دورها وتشويه رسالتها الروحية والانسانية المستمدة من بشارة تلامذة ورسل يسوع المسيح. ناهيك عن تعرض كنيسة المشرق لتحريض ظاهر وخفي تقوده كبريات الوسائل الاعلامية والصحف العالمية. منتهكة مقدساتها وحرماتها من أكثر من وسيلة ومنبر وجهة. فلماذا ياترى كل هذا الاستهداف والانتهاك الفاضح وهذه الاستفزازات؟ وما هي المرامي الحقيقية من جعل كنيسة المشرق هدفا في مرمى هذه التجريحات الدائمة؟ ومن يقود هذا الاستهداف؟ وكما قال يسوع المسيح. ابواب الجحيم لن تقدر عليها. وسيبقى المشرق الى الازل الركيزة الاساسية والمرجعية المسيحية الاولى في العالم. فيه تشكّل كنيسة المشرق مرجعية المسيحية وحصنها الدائم. تمدها بالزخم وتنير دروبها الصعبة. وتجمع تحت جناحيها جميع أبناءها في المشرق وتلم شمل كل المشتّتين والمنتشرين في اصقاع العالم. وستبقى عبر مركزيتها القوية والصارمة أحياناً.  مانعا قويا لتجنبها انشقاقات جديدة وتفسخات أخرى كانت مؤلمة بعد ان أصابت وحدة كنيسة المشرق في الصميم. واذا كان ضعف كنيسة المشرق اليوم كما بالأمس يكمن في عدم انصياع البعض من اساقفتها الى قراراتها المركزية. فإنها ستبقى الركيزة والمرجعية الأولى التي تضمن مسيرة المسيحية منذ بداياتها. هذه المركزية وما فيها من سلطة روحية. تشكل أسلوب عمل أكدت جدارته من خلال الامساك بزمام الأمور نتيجة انتشارها الواسع في هذا العالم. وحضور ايمانها الأساسي والجوهري في نسج لاهوت المسيحية وتصويبه والسهر عليه. من خلال عمل ارسالياتها في كل اصقاع العالم المتشبعة بالتقوى والصلاح والعلم. الى جانب انخراط كنيسة المشرق في مسيرة الديبلوماسية الدولية ومشاركتها الفعالة في صوغ قيم العدالة والحرية والحوار. يديرها رجال ونساء. وتسيّرها دوائر وبطركيات وأبرشيات ورعايا امتدت الى كل دول المشرق وفي شبه الجزيرة العربية وبلاد فارس وافغانستان ومنغولية والتتر وصولا الى أقاصي الهند والصين لتصل اليوم الى امريكا واستراليا. ويستمر تأريخ هذه المؤسسة الإلهية والانسانية المشابه لتأريخ كل المؤسسات الانسانية الأخرى. ولكنه يتجاوزها ويمتاز عنها بنكهة معلّمها ومؤسسها يسوع المسيح. لتستمر كنيسة المشرق المسيرة في اداء رسالتها الروحية وسط هذا العالم الهائج بافكار واراء متناقضة. حاملة بذاتها جراحاته وآلامه وهمومه بالرغم من كل هذه الرياح التي تعصف بها. معاهدة على استمرار دوام المؤسسة الإلهية التي لا عيب فيها ولو شكّل رجالها ومدبّروها عثرات وفضائح أو تركوا علامات استفهام سلبية. لاننا نقيم في مؤسسة شبّهها يسوع المسيح بسفينة. بحّارتها طيبون وسيئون. وقادتها مترددون ومقدامون وفيهم جميعاً صفات الانسان الضعيف. وعلى لسان بولس الرسول قول جريء وعظيم "لقد اختار المسيح جهّال العالم وبسطائه. ليخزي بهم الحكماء" هذه الجملة النبوية تشكل اليوم التحدي الأبرز للكنيسة وتجعلها تجابه كل الخيارات الصعبة. وإذا قلنا. يتطلب من الكنسية تحسين ادائها والعمل على انتقاء الأفضل من الاساقفة والكهنة والرهبان والراهبات. فان هذا الامر سيدخلنا في متاهات أخرى لا تقل صعوبة عن الأولى. فمن يستطيع منا ان يضمن الإنسان وردود أفعاله. ومن يضمن ارتدادات الظروف والأحوال وانعكاساتها على قلب الأنسان ومزاجه وطبعه وسلوكه؟ أليس الانسان عالماً قائماً بحد ذاته ولا أحد يستطيع توقع ردود أفعاله وتصرفاته؟ ألسنا كلنا مرضى الى حدود معينة؟ ومن منا لا يرغب في المغامرات الجنسية والسياسية والاقتصادية؟ ومَن مِن البشر بدون خطيئة وعيب. فليرجمها بحجرة كما قال يسوع المسيح؟

 ولكن. كل هذا لا يمنع كنيسة المشرق من السهر على تربية ابنائها ورجالها ونسائها روحيا واخلاقيا. وهذا الأمر لا يمنع مطلقا المؤسسة الكنسية من السهر على مراقبة رجالها ونسائها ومساءلتهم ومحاسبتهم. ولا يمنعها ابدا من احتضانهم في وحدتهم وعزلتهم القاتلة أحياناً كثيرة. لأن القداسة ليست هروباً او انتحاراً. بل هي فعل ممارسة يومية مع رسالة المسيح. وهي فعل انخراط أساسي في مصير العالم وصعوباته. لأن الحياة المغمسة بالتعب اليومي وبالجهاد القاسي هي القداسة الحقيقية. فمن يمارسها. سواء أكان اكليريكياً أم علمانياً. يجعله الله في عداد أوليائه. لأن الأعجوبة الكبرى التي صنعتها المسيحية من خلال مسيحها هي أعجوبة التحولات الداخلية. بعد ان عرفت المسيحية منذ ولادتها فضائح جمّة وعثرات كبرى. ولكنها ومنذ بداياتها الاولى عرفت أيضاً قداسة لا مثيل لها. تلك التي تشكل الخمير في عجين قربانها المقدس. تمنع الانسان من السقوط. وتصوبه نحو الاستمرار في مسار الاستقامة. لأن الأسلوب الذي اتبعه السيد المسيح أسلوب مغاير كليا  لأساليبنا البشرية ولمنطقنا ولتصرفاتنا. فقد اسس يسوع المسيح كنيسته وسط العالم وشكّلها من رجال حفاة وعراة لا مقاييس فيهم للزعامة والوجاهة. ولكنه ومن خلالهم استطاع ان يخرق صمت العالم ويواجه أساليبه العقلانية ليؤكد للجميع أن الإنسان بمقدوره ان يصنع ذاته ويتجاوز حدوده. وان الضعف الذي يكمن فيه هو الأكثر طواعية ليد الله الأزلية التي تغامر به الى الأفضل وتجعلنا نحن المهمشين والمنسيين والطالعين من تربة العذاب والمرض.  وجوهاً نوارنية جديدة. لا نسب لها ولا حسب. بل تتظلل بعباءة الله وحده وترى منه المعين والمعجن والرغيف.
ان الأعمى وحده لا يستطيع رؤية عظمة انجازات كنيسة المشرق. ولا يريد أن يرى. لأن الحسد والحقد والضغينة قد سدّت كل منافذ الضوء الى عينيه. فمن يستطيع ان ينكر على كنيسة الشهداء والشهادة بشارتها ووعظها وانجازاتها. لاهوتيا ورسماً ونحتاً وأدباً. ومن يستطيع ان ينكر على كنيسة المشرق تعلقها بكرامة وحرية الإنسان بغية قيامته من الضياع والجهل والتعصب. ومن يستطيع ان ينكر على أتباعها عطاءات وجمالات شتى تفيض من عيونهم سلاماً وأماناً وحضوراً إلهياً محبباً. ومن يجرؤ على التنكر للحضارة التي اقامتها المؤسسات الكنسية من مستشفيات ومدارس وجامعات ودور عجزة. ومن مساهماتها الانسانية التي تتجاوز المألوف في عبورها الى الفقراء والمهمشين والمتعبين. تؤانسهم وتحاسنهم وتدربهم وتحميهم من غدر الأيام القاسية. ومن يستطيع ان ينكر مناخ الحرية وقواعد العدالة والسلام الذي وفرته من خلال وعظ ورسائل ابائها العظام. التي تشكل اليوم من اهم المحطات والينابيع للديمقراطية التي نعيش في كنفها هذه الايام. والتي لا يمكن لاي مخلوق نكرانها. ناهيك عن قواعد سلوك وبصمات بارزة في الحضارة الانسانية لا يستطيع أحد تجاهلها.

كل الخطايا لا تعكّر بهاء الكنيسة وجمالها. لأن التحديات المصيرية التي واجهتها وما زالت تواجهها كنيسة المشرق خلال نشر رسالة المسيح مازالت قائمة. ولا تندرج إلا في باب المواجهات التأريخية والسياسية والاقتصادية. باعتبار كل هذه التحديات تفتقد الى الحد الادنى لقواعد سلوكية مكرسة في انجيلها المقدس. وكل الخطايا والرزايا الطالعة من قلّة بعض بطاركتها واساقفتها وكهنتها ورهبانها لا تعكر صفو بهائها وجمالها الطالع من عمق الله ومن قلب مسيحها ومن آلاف قديسيها الذي قدموا انفسهم فداء على مذبح كنيسة المشرق. واليوم نعيش في مرحلة التحديات ازاء عالم صعب وناكر للجميل. والأكثر نكراناً هم هؤلاء الذين رضعوا روحيا من لاهوت وايمان وتراث كنيسة المشرق. وبشروا بلغتها السريانية التي قدسها يسوع المسيح. ونهلوا من مراجعها وتراثها وعلومها اللاهوتية والفكرية والثقافية. علماً ونوراً وسلاماً. واستفاضوا في نشر غسيلها ورشقها بالتهم العديدة. ولكن. على كنيسة المشرق تحمل البعض من هذه العواقب لأنها مازالت تفتقد الى اليات وأدوات فعّالة لمواجهة أخصامها ونقادها والقائلين بموتها. فيما سواها يمتلك المال والاعلام والوسائل الخفية والظاهرة. ولا يتورعون عن مهاجمتها لأنها لا تحسن استعمال الطرق الملتوية. في عالم يسيطر عليه المال والاعلام وتجارة الجنس. وفي عالم يتّجه مسرعاً صوب المواجهات العرقية والمذهبية والحضارية والدينية. وفي عالم متجهم الوجه لا يعرف سوى غريزة البقاء والسيطرة. ولكن ستبقى كنيسة المسيح صمام أمان والرادع الحقيقي لعدم سقوط البشرية في الموت والدمار والخراب. في الوقت الذي نرى دولاً ومؤسسات تسهر على السياحة الجنسية وتصوير المرأة كما خلقها الله لاستغلالها لكسب المال على حساب كرامتها. بينما الكنيسة تشدد وتكرس القيم الاخلاقية وصون حقوق المرأة وجعلها مساوية للرجل بالحقوق والكرامة. فيما تساق المرأة في بعض المجتمعات الاخرى كالبهيمة. بينما تدفع الكنيسة المرأة الى مراتب القداسة وتجعلها أماً واختا وزوجة مثالية لا يمكن التلاعب بصورتها الانسانية التي خلقها الله على صورته. حيث المرأة تمثل نصف البشرية وباب خلاصها. غير ان الصهيونية التي تحفر قبر أوروبا وأميركا. ترى في الكنيسة عدوتها اللدودة. وهي في اقدامها على اثارتها للفضائح الجنسية ونبشها لتأريخ قلّة من الكهنة والاساقفة المرضى جسدياً ونفسياً تريد الرد على البابا بنيديكتوس السادس عشر لتجرُّئه على فتح ملف البابا بيوس الثاني عشر لتطويبه. لكونه البابا المعاصر لمرحلة الحرب العالمية الثانية. والذي تتهمه الصهيونية بالصمت. بل بالتواطؤ على ما سيمى بمجازر اليهود. لهذا السبب ولاسباب اخرى قامت قيامة الصهيونية العالمية. لتشويه صورة الكنسية وصورة البابا الحالي. وهذه ليست المرة الأولى التي تحاول الصهيونية تشويه عطاءات وجمالات الكنيسة أو التشهير بقيمها وبرجالاتها ولن تكون الأخيرة. لأننا نعرف مقدار الاساءات الخطيرة التي سببتها الصهيونية وما تركته من آثار مخيفة على قيم الحضارة العالمية والجنس البشري. لنتذكر فقط اثارالثورة الفرنسية والثورة الشيوعية. وما لحق بالكنائس الكاثوليكية والارثوذكسية من أذى كبير. حيث ما زالت ارتداداتها قائمة حتى اليوم. بعد ان كان للصهيونية الأثر الأكبر في تأجيج نارها وتفتيت وحدة اللحمة الوطنية بين مكوناتها. وزرع بذور الفتن الطائفية والمذهبية وتقويض أسس السلام العالمي واللقاء الانساني مقدمة لانشاء أوطان قومية وعرقية ومذهبية على انقاض الدول القائمة. ناهيك عن السموم الفتاكة الأخرى التي تبثها اليوم في ما يسمى بحراك الربيع العربي الذي ستظهر نتائجه المدمرة قريبا على مستقبل استمرار وجود المسيحية في المشرق.


45

اين نحن اليوم
 من مفهوم
 ثقافة الحوار؟


بقلم: جبرايل ماركو
 
تتردد في هذه الأيام على مسامع ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. عبارات ومفاهيم منهجية وقيم معرفية حول تكريس وممارسة العمل الديمقراطي على ساحتنا القومية من خلال تبني وممارسة. ثقافة الحوار. والاعتراف بالاخر. واحترام الرأي الآخر. والانفتاح على الاخر. داعين الجميع وخاصة تياراتنا السياسية ومؤسساتنا القومية والروحية العمل على تبني هذه القيم المعرفية في تركيبة بنية ذهنيتها الفكرية والسياسية. والعمل على تجسيدها وتكريسها على الواقع في ممارساتها اليومية على كل الصعد الحياتية. لتكوين تطلع استراتيجي وطموح جماعي هادف يقودنا في النهاية إلى الانتقال العملي نحو تكريس على الواقع مفاهيم التعددية السياسية القائمة فعليا في المجتمع الكلداني السرياني الاشوري. لنعيش معا على ضوء نتائجها فضاءً ديمقراطيا حقيقيا يضمن الهامش الفعلي للحرية الفردية وحرية التعبيرعن الرأي. ولبناء المجتمع المدني والحضاري الذي تطمح اليه الغالبية المطلقة من جماهير شعبنا في الوطن وفي بلدان الانتشار. وذلك على اسس ومفاهيم ومبادئ قيم الديمقراطية. تلك القيم القادرة على تحررنا كليا من ثقافة السجال والجدال السائدين اليوم في ساحتنا الثقافية والفكرية والسياسية. ولما كانت النخب المثقفة هي السباقة دوما في ابتكار وطرح الحلول العملية لحل كل العقد المتراكمة في عقلية الوسط الاجتماعي. وذلك من خلال اتخاذ المواقف الجريئة واطلاق المبادارت التنويرية الجريئة الهادفة دوما الى فتح باب الحوار على مصراعيه امام كل الاراء والافكار لتساهم معا في انتاج القاسم المشترك للاعتماد عليه في صياغة خطابنا السياسي وبناء مشروعنا القومي القادم. والشروع في نفس الوقت الى نقد الواقع القائم لايجاد البدائل العملية. نظرا لما تمتاز به النخب المثقفة من اتساع افاق رؤيتها ونظرتها المستقبلية والموضوعية المنفتحة على قيم ثقافة الحوار. التي قدمت افضل النتائج عبر تجاربها وخبراتها المكتسبة من خلال ادائها وممارساتها ومعايشتها للواقع وعبر اعتماد منهجية تحليلاتها العلمية والعملانية الخاصة بكل نخبة من النخب المثقفة الهادفة الى تعزيز وتكريس وتجسيد هذا المفهوم الريادي والحضاري لدى الغالبية من ابناء امتنا. على امل الانتقال من دوامة الثقافة الاحادية الجانب والمنغلقة على نفسها والرافضة للانفتاح على الاخر والاعتراف به. بعد ان باتت تعرف اليوم بثقافة الكسل العقلي والجمود الفكري والاستهلاك والتكرار الببغائي. والتنصل من تحمل مسؤولية الشأن الوطني والقومي والتركيز فقط على الخلاص الفردي التي تمتاز به هذه الثقافة التسلطية. تمهيدا للانتقال إلى ثقافة العصر التي سنطلق عليها اسم "ثقافة الحوار". تيمناً بالحالة الديمقراطية الناشئة والسائدة اليوم على الساحتين الوطنية والقومية وفي منطقة الشرق الاوسط. في الوقت الذي يفرض علينا الواقع الميداني ويطالبنا باهمية وضرورة التوجه نحو الاعتماد على مفهوم وقيم "ثقافة الحوار" التي تضعنا أمام مسؤولية معرفية تتعلق بطرح السؤال التالي: هل بوسعنا اليوم أن نصف الثقافة التي نتدوالها ونمارسها على الساحة الوطنية والقومية من خلال تعاطينا وتعاملنا باساليب متماهية بهدف تعزيز وحدة البيت الكلداني السرياني الاشوري بأنها ثقافة حوار؟ من دون أن ننحاز إلى الحوار الذي تفرضه علينا اغلب الاحيان الوقائع وردود قرارات افعالها. الناتجة من جراء عدم تثبيت حقوقنا الوطنية والقومية المشروعة في الدستور الاتحادي. ومن جراء الاستمرار في ممارسة عملية الاقصاء والتهميش والالغاء المستمر لدور شراكتنا الوطنية في العملية السياسية. ومن جراء هذا الزحف الجنوني نحو مناطقنا الجغرافية بهدف التغيير الديمغرافي ضمن مناطق تواجدنا التأريخي في الوطن. من دون ان تساهم قرارات هذا الحوار المفروض علينا في ايجاد الحلول العملية لقضاينا الاساسية المذكورة انفا.؟ فإذا كانت الإجابة بالإيجاب. فما هي اذا مقومات وقيم ونهج ومبادئ الحوار المفروض؟ وما هي الأسس والبدائل والاهداف التي تجعل من ثقافة حوار حقيقي تساهم قراراته في انتاج معادلة سياسية فاعلة تتبنى رؤية استراتيجية وخارطة طريق مجهزة بخطط عملية. تتطلب من قيادة تجمع التنظيمات الكلدانية السريانية الاشورية. القيام بمتابعة يومية من خلالها لدى السلطات التشريعية والتنفيذية على الصعيدين الاتحادي واقليم كوردستان العراق ومع كل القوى السياسية العراقية. لايجاد حلول وطنية لكل قضايا شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق.

 ولتبني  ثقافة الحوار واعتماد الياتها في ممارسات قيادة تجمع تنظيمات الكلدانية السريانية الاشورية وضمن مؤسساتها. مع ضرورة تفعيل عمل كل اللجان المشكلة لمتابعة عملها على قدم وساق من اجل انجاز جميع المهمات الموكلة اليها وفي مقدمتها تعزيز الصلة العضوية مع ابناء شعبنا والعمل على تلبية احتياجاتهم الاساسية والدفاع عن مصالحهم اليومية. اخذين بعين الاعتبار بكل الظروف والتحديات التي تواجه ثقافة الحوار اليوم على ساحتنا الوطنية والقومية. التي تتطلب التوقف عند غياب قيمها المعرفية وضعف الوعي الوطني والقومي وشبه انعدام الثقافة السياسية لدى الكوادر السياسية. مع ضرورة التأكيد على التعاطي بصدق وباخلاص مع مسألة وحدة الخطاب السياسي الذي تم الاتفاق عليه. بالاضافة الى التواصل الميداني مع القاعدة الشعبية للاستماع الى ارائها ومشاركتها في صياغة القرار الوطني والقومي. تمهيدا لتجسيد قيم المجتمع الديمقراطي في اوساطنا الشعبية. لتنمية وعي الذات وما يملكه من رؤى ثاقبة ونظرات مستقبلية واضحة المعالم. التي ستقودنا إلى الانفتاح على عالم متطور من اجل بناء الانسان والمجتمع الديمقراطي الذي نطمح اليه. وعلى ضوئه ستتحدد جميع فروع المعرفة وكل أنماط السلوك والقيم التي تتسم بها ثقافة الحوار وقيم المجتمع المدني التي تنتجها الياته. لأن الثقافة هي إنتاج المعنى والقيمة. وهي أقرب ما تكون إلى قيم الرياضة. رياضة النفس والذهن والعقل والروح والبدن والسلوك. التي ترقى بالكائن البشري إلى مصاف الكمال الإنساني الذي يتحد فيه النسبي والمطلق والعابر واللانهائي. فعبر الثقافة انتقل الكائن البشري من الحياة الطبيعية الخالصة إلى الحياة الاجتماعية الفاعلة والمنتجة. وإلى العمران والتمدن. وفي الثقافة فقط. تتجلى الصفة الإنسانية لهذا الكائن البشري. وبها يغدو الفرد الطبيعي كائناً اجتماعياً وكائناً سياسياً وعضواً فعالا في الجماعة الإنسانية على الاسس التالية.

•   الحوار مع الذات. الذي يشترط استقلال الوجدان وتحرير الذهنية الفكرية من التعقيدات التأريخية. والاعتماد على قيم المعرفة والوعي السياسي. واستقرار وهدوء النفس. ومجاهدة النفس لكبح جماح الهوى نحو المصالح الشخصية والمصالح الحزبية الضيقة. والتخلي عن كل ما يضر بالمصلحة القومية العليا. والاعتراف بالنقص والاحتياج الملازمين للكائن البشري. وبإمكانية خطأ الذات. وضرورة التعلم من الاخطاء ومن الآخرين. والقناعة في استحالة المطابقة بين الفكر والواقع. والصدق مع الذات ومع الآخرين. والتي تكمن مع الذات والشجاعة في مواجهة رغباتها ونزواتها وأوهامها وأباطيلها ورؤيتها لذاتها.

•   الحوار مع الاخر. الذي يشترط فيه ان يكون الانسان متصالحا مع نفسه ومع قناعاته. بمعزل عن اي تكتيكات او مناوارات سياسية. لان الاراء يجب ان تنسجم دوما مع الثوابت السياسية والمواقف المبدئية. من دون الخوض في حسابات الربح والخسارة. كما يفترض الاعتراف به على ان الآخر هو ـ أنـا ـ. وحقوقه ضمانة موضوعية لحقوقي وحريته ضمانة موضوعية لحريتي ولوجودي. فكل واحد منا هو ـ أنا ـ لذاته و واخر لغيره. فلا ذاتية بلا حرية ووجود الاخر. تلك الذاتية الحقيقية التي تعني الاستقلال والحرية التي تتقوَّم بملاءتها بالآخر والآخرين. واغتنائها به أو بهم. وخلافها الذاتية الفارغة الجوفاء الميتة المحددة بذاتها فحسب.

•   الحوار مع العالم. الذي يفترض ان نتوخى فيه الواقعية والموضوعية في خطابنا السياسي معززا الثقة بالشريك الوطني والعيش معه تحت سقف الوطن الموحد. والانفتاح على كل الثقافات العالمية والاستفادة من تجاربها ونتاجها وخبراتها. والاعتراف بوجود العالم وبمصالحه السياسية. والتسلح بقيمه المعرفية باعتبارها المفتاح الحقيقي للدخول الى قلب هذا العالم.

•   وعلى ضوء ما تقدم. يمكننا أن نقارب هذه العلاقة الجدلية مع واقعنا السياسي واوضاعنا الراهنة على المستوى الوطني والقومي. الذي يرفض ما بات معروفاً في ارتباط العلاقات الاجتماعية التقليدية بأنساق ثقافية مغلقة على حقائقها النهائية التي تحكمها جميعاً رؤية مشتركة إن لم نقل واحدة للعالم. لان المطلوب بات التوجه نحو تبني ذهنية معرفية جديدة في الفكر السياسي وفي علم الاجتماع السياسي. لتكريس ثقافة الحوار. التي وحدها تؤسس لتغيير اجتماعي سياسي حقيقي. تضمن توافر ارادة التغيير. لتستعيد الثقافة جذرها الجدلي ونسغها الأخلاقي. باعتبارهما شرطا ضروريا للانتقال التدريجي من واقعنا المأزوم. إلى نظام اجتماعي سياسي ديمقراطي. يواكبه ويلازمه مشروع ثقافي نقدي وتأسيسي يعيد إنتاج العلاقات الاساسية بين الفكر والأخلاق والسياسة.

46

هل نحن أحرار
على كوكب الأرض؟

بقلم: جبرايل ماركو
 
في سياق حديث مع صديق ومفكر سويدي. تساءلنا معا: هل نحن فعلاً أحرار على هذا الكوكب الارضي؟  وهل حرية الإرادة كانت ولا تزال محور المسألة المركزية منذ بداية الفكر الفلسفي؟ وخاصة بعد ان اختلفت التيارات الفلسفية والفكرية فيما بينها حول مواقفها من هذه المسألة الحيوية. فتجد اليوم من يتبنى نظرية الحتمية السببية التي تقر. بأن الأحداث المستقبلية هي نتائج حتمية لأحداث الماضي والحاضر معاً من بعد خضوعها لقوانين الطبيعة. فيما يقابلها في الجانب الاخر اللاحتمية التي تميل إلى الفوضى. بينما نجد فريق ثالث يتبنى مفهوم التوافقية التي تضمن لهم ان تتعايش الحرية مع الحتمية. والتي تقابلها في الجانب الاخر اللاتوافقية. حتى ان علماء الرياضيات كانت لهم مساهماتهم التحليلية في هذا المجال.

لسنا هنا في وارد الدخول في دراسة بحثية فلسفية لسبر اغوار حرية الإرادة. ولست مؤهل للدخول في هكذا مغامرة. بقدر ما أردنا بكل بساطة القيام بمحاولة بسيطة لتسليط الاضواء على كيفية فهم ما هو مجال نطاق تحركنا الحقيقي. ومن هو حر الإرادة؟ وهل الشخص الواعي هو الذي يتمتع بالتحكم الكامل في كل خياراته وقراراته وتصرّفاته؟ وهل حرية الإرادة ممكنة بمعزل عن أيّ تأثيرات خارجية أو داخلية اخرى؟ أم أن الحتمية باتت واقع لا محال بعد ان فرضت وجودها على المسار الحياتي؟ في الوقت الذي لا أوافق على الحتمية المطلقة تماماً. إلا انني أؤمن بوجود حتميات معينة يمكن تمييزها من خلال اسبابها ودوافعها. فنحن نولد. ونمتلك. منذ لحظة تكويننا الاولي. مورثات نكتسبها من الوالدين ولا نختارهما بارادتنا. بل نجهلهما أصلاً. لأنها حتمية بيولوجية. فالمورثات الجينية التي نملكها تتضمّن كل المعلومات المتعلقة ببنية تركيب جسدنا وشكلنا وصحتنا وقدراتنا العقليّة مع نسبة الاستعداد والتهيؤ للأمراض. بالإضافة إلى ميزاتنا النفسية من طباع وميول وذوق ومواهب كامنة. تبقى كل هذه الصفات الموروثة صافية الى حين بدء تأثرها بالعوامل الخارجية وخصوصاً خلال مرحلة النمو الأولى في بنيتنا العقلية والذهنية بعد ان تبدأ تأخذ بعدها الفكري والثقافي.  ويليها دور تأثير الحتمية النفسية المكتسبة من البيئة التي نعيش فيها. فالتربية والاخلاق والقيم الاجتماعية والمبادئ التي نتلقاها ونعتنقها. خلال زمن تبعيّتنا للأهل. فتصقلنا وتقرّر إلى حدّ بعيد شخصيتنا وميولها المستقبلية. أما الاحداث والتجارب والخبرات الناتجة منهما. كالسلبيّة منها والإيجابيّة، فتتراكم في لا وعينا وتساهم في نحت وبناء شخصيتنا القادمة. وتَجمعٌ الدراسات في نتائج ابحاثها ضمن هذا السياق على مدى أهمية السنوات الأولى من عمر الانسان في تشكيل الخطوط الأساسيّة لبنية نمو شخصيته. فكم من الانحرافات قد يرتكبها البعض من جراء النتيجة المباشرة لما اختبروه في الصغر. من دون ان تستثني من أمامنا حتمية أخرى هي الحتمية الاجتماعية. في شقّيها العائلي الضيّق والاجتماعي الأوسع. فكل منّا يكون فرد في عائلة. التي هي بدورها جزء لا يتجزأ من المجتمع الكبير. نكبر ونترعرع فيه على عادات وتقاليد وقيم ومعتقدات تطبع شخصيتنا بشكل جذري. ويستمر هذا المجتمع بتأثيراته ليملي علينا اسلوب وطرق تصرّفاتنا ومسلكنا وأخلاقياتنا. وينظّم إيقاع حياتنا. ويرسم لنا حدود المسموح من غير المسموح به.  حتى المدرسة تساهم بدور مهم لا يستهان به في بيئتنا الاجتماعية. وتشارك على طريقتها التربوية في تصميمنا على طريق قمع روح المبادرة فينا أو على العكس إطلاقها. أما المال أو المستوى المادي لبيئتنا. فلا داعي للتذكير عن دوره البارز. وكم هو ملازم لوضعنا الاجتماعي.  الذي يمنحنا فرص بلا شك أكبر وخيارات أوسع لدى توافر المال. القادر على ضمان وسائل راحة وعلم وعلاج واطمئنان مادي وحتى بناء علاقات اجتماعية متميزة. ناهيك عن خضوعنا بشكل من الاشكال الى حتمية ثقافية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالعناوين الاجتماعية والدينية معاً. حيث هذه الأخيرة لها أيضاً كلمتها النافذة. في عملية تحديد خياراتنا الاولى وخصوصاً في بيئتنا المشرقيّة. التي تملي علينا بدورها الاطار المفروض والمرفوض. وتميّز على طريقتها بين الفضيلة والرذيلة على نحوٍ لا يسهل اختراقه.

لنترك قليلا المجهر الآن ونبتعد عنه ولو لبرهة عن الإطار المصغّر. لنكتشف في الحقيقة ان الإنسان يقع تحت تأثير الحتمية الطبيعية البيئية. ونقصد بها البيئة الجغرافية التي احتضنتنا منذ الازل. فعندما نعيش في مكان ما من هذا العالم المترامي الاطراف. ونترجم هذه الحتمية عمليّاً بوجودنا في العراق. كوطن ولدنا وترعرنا فيه. فإذا كانت الحتمية الجيولوجية أو التأثيرات المناخية العنيفة. كما يحدث في كثير من البلدان من زلازل وأعاصير وبراكين وتسونامي وما إلى ذلك. فقد تكون وفرتنا نوعاً ما من العوامل المؤثرة. بسبب موقع العراق المميز على الخريطة العالمية. المجسّد لحتمية التأثيرات الجيوسياسية التي أخضعته دوما خلال تأريخه لمهبّ أهواء منطقة تشهد الصراعات عليه منذ الاف السنين. بسبب وجود اهمية موقع العراق الاستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط. حيث يشكل مركز مهم وملتقى ومهد حضاري حافل بالانجازات على كل الصعد. من دون ان ننسى بنية تركيبته ومنحى صراعات تياراته الفطرية والثقافية التي لم تعرف الاستقرار. بينما المواطنون في العراق. إذا جازت هكذا تسمية على القاطنين على سطحه. يدفعون في كل لحظة أثمان أخطاء انظمته وقياداته السياسية المتعاقبة على السلطة حتى يومنا هذا. نتيجة استزلام أكثرية حكامه وقادته واعتباراتهم التسلّطية منذ تأسيس الدولة العراقية. الى جانب وجود ازمة شبه دائمة. مردها غياب التوافق الحقيقي بين تركيبة مكوناته القومية والدينية. وغياب التربية الوطنية والمدنية الصحيحة التي تقر الاعتراف بالاخر والانفتاح عليه والتعاون معه كشريك وطني. وقد تطول بنا اللائحة باتجاه القوانين التي أصبح الكثير منها بالياً لا تتطابق مع ثقافة العصر. وإلى حفنة فاسدة من المسؤولين يتولون مناصب إدارية أو سياسية مازلوا يتحكمون بمصير مستقبلنا وحياتنا اليومية. وقد يتراء لنا جانب. كثيراً ما نقلّل من أهميته وحتمية الوقت أو الزمن. فمن منّا لا يعلم كم هو الوقت مهم لدى انتظارنا قلقين لحبيب. وكم نود أحيانا تقليص الوقت لاختصار معاناة أو لمعرفة اسرار الغيب. أو بالعكس سعيا لتمديد الوقت لإطالة بعض لحظات السعادة. ألسنا نردّد في لحظات نفاد صبرنا. وما أكثرها. أننا نريد لو كان بمقدورنا قلب الدنيا رأساً على عقب في ثانية لإنهاء الظلم وإحقاق العدل والمساواة؟ متسائلين إذا كنّا سنعيش لفترة اطول لنرى تغييراً ما. أم سنبقى حكماً أسرى  الزمن. ولما كانت الحرية هي غياب الاكراه. لانها تهدف الى وجود فعل إنساني محرّر من كل العلل. وبناءً على ما سبق. وبعد هذا المرور السريع نسبيّاً على العوامل التي نخضع لها ونتأثر بها وتتحكم بنا وبقراراتنا وتُظهِر محدوديّتنا وقدرتنا الفعلية. يبقى السؤال الذي يفرض نفسه أين اذا هي حرية إرادتنا؟ حريتنا هي هناك حيث نستطيع التحرّك. فهي مرتبطة ارتباطا وثيقا بمجال تحركنا. سائلين بطريقة أخرى: ما هي حدود تحركنا الحقيقية؟ وهل تحرّكنا في إطاره الضيق يعني أننا أحرار؟ ألسنا مقيدين أكثر ممّا نعتقد؟ مستنتجين من هذا كله أن حرية إرادتنا تبقى نسبيّة. بل نسبيّة جداً في كثير من الأحيان. فماذا تركت لنا العوامل البيولوجية والنفسية والتربوية والعائلية والاجتماعية والبيئية والثقافية والدينية والسياسية والجغرافية والزمنية. من مجالات تحرك وحرية إرادة صافية نابعة من قرار شخصيّ؟ هل نستطيع التخلص من بيولوجيّة جسدنا لكي نتحكّم بصحتنا ونسبة ذكائنا؟ وهل في إمكاننا أن نتحرر من نفسيتنا العكرة المتلبدة وأن نبلغ النضج الكافي لنطلّع على مكوّنات شخصيتنا؟ وهل في مقدورنا الترفع عن قيم مجتمعنا. وهل نستطيع ان نواجه الواقع؟ وأن نخطّ طريق حياتنا بتصميم ناسفين القيود المكبِلة؟ وهل في وسعنا نزع قوالب تربيتنا التي غلّفتنا منذ الصغر ونفض الغبار عن أعيننا وقلوبنا؟

عندما خطرت لي فكرة التحدث عن هذا الموضوع. شرعت بتفنيد المواقف التي نحن محدودون ضمنها. ولكن سرعان ما فوجئت بعد تعدادها بأنه يحسن بي أن أكتفي بالنقاط القليلة حيث نستطيع التحرك. أو بالأحرى الاهتزاز ولو بخفر. لأتساءل في النهاية عن حجم مساهمتي في بناء نفسي. وعن دوري في ظلّ هذه الحتميات الخاضع لتأثيراتها. متسائلا أيضاً عن عمق وعينا للاقرار بأخطائنا واخفاقاتنا وسقطاتنا التي ارتكبناها في مسيرة حياتنا. وعن العقاب الذي نستحقه جرّاء ارتكاب أمر لم ندركه. وهل نحن فعلاً من نعتقد؟ أم أننا كتلة كوّنها الزمن والتأريخ والذكريات والأحداث والمصادفات والظروف؟ فالعصفور الذي يولد في قفص. يتغذّى وينمو ويقفز ويطير في داخله. وهو مقتنع أن الكون ينتهي عند حدود جدرانه. ولا يدرك مأساة هذا العصفور إلاّ عصفور آخر حدوده الفضاء الأوسع ومداركه الأفق اللامتناهي. اذا أين نحن؟ وأيّ عصفور نحن؟ لنجد في النهاية ان كلّ واحد منّا فعلا موجود في قفص على قياسه. لا يمكننا التحقق من وساعته وحجمه إلاّ إذا خرجنا منه. وحلّقنا بعيداً. والقفص هو الدوافع والعلل التي تحيطنا. وكالحبال تلفّنا. تسمح لنا بالتحرك نسبياً كلما وسعت محيطها. وتعود لتكبّلنا كلما ضاقت واشتدّت الظروف من حولنا. ويبقى الهدف دائماً هو الانتقال من قفص أصغر إلى قفص أكبر.

 الحتمية هي من مضادات الحرية. والحتمية هي من مضادات الحياة الحقيقيّة أو الحياة الحقّة، وهي حكماً من صلب وانتاج عالمنا المادي الذي نعيشه اليوم بكل ابعاده وعواقبه نتيجة ملازمة الحتمية له باستمرار. وإذا كنا نحن من هذه المادة. فلن نستطيع. مهما طال بنا الزمن. نزع أصفاد وقيود الحتمية. بل علينا الاكتفاء بتخفيف وطأتها باجتهاد متواصل. لانه واجب وليس خيار. ولأن عيش الحرية الكاملة المطلقة ليس من شأن عالمنا هذا. بل من صلاحيّات العالم الآخر الذي ينتظرنا. أو... ننتظره. عند ذاك تتكشّف لنا كل الأسرار. ويظهر المخبأ. ولا نعود متّصلين بالمؤثرات. عندها وعندها  فقط تأتي الحرية المجنّحة. الحرّية الحقيقيّة الملازمة للحياة الابدية الحقّة.

47
الحالة الشعبية لمسيرة
تيار سركيس اغاجان
وطموحاته المستقبلية

بقلم : جبرايل ماركو

في الخامس عشر من ايار تحل على جماهير شعبنا الذكرى الخامسة لميلاد المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري. الذي استطاع ان يثبت وجوده كاطار وطني وقومي وكيان معنوي وسياسي لشعبنا. من خلال مسيرته الفتية الحافلة بالانجازات والعطاء على المستوى الوطني والقومي. واليوم تتجه انظار الغالبية من ابناء شعبنا والعديد من المراقبين السياسين المتابعين لمسيرته. من اجل رصد افاق رؤياه المستقبلية وبرنامج عمله وطموحه السياسي الذي سيسعى اليه المجلس الشعبي لتكريسه في المرحلة القادمة. ناهيك عن العديد من المشاريع التي سيتم طرحها وتداولها في جلسات المؤتمر الثالث القادم. الذي سيكون فرصة تأريخية سانحة امام المعالجة الجادة والساعية نحو ايجاد الحلول والبدائل العملية لكل القضايا الاساسية التي تهدد وجودنا القومي في العراق. عبر النقاش الشفاف والحوار الجاد والمسؤول. لاجراء تقييم شامل لكل النتائج الايجابية والسلبية التي طبعت مسيرة المجلس الشعبي خلال الخمس  السنوات الاخيرة من عمره السياسي. مع التركيز بكل تأكيد على اتخاذ القرارات والتوصيات والمواقف إلاستثنائية على المستوى إلاستراتيجي والسياسي والتنظيمي. لترتق كل القرارات والمواقف الى مستوى الاحداث السياسية ومتطلبات المرحلة الراهنة. وتجسيدا لطموحات وتطلعات ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وفي اولويتها. النضال بكل الوسائل الديمقراطية المشروعة والمتاحة من اجل انجاز مشروع استحداث المحافظة لشعبنا في سهل نينوى وتفعيل المادة ــ 35 ــ من دستور اقليم كوردستان العراق. عبر مطالبة ممثلي المجلس الشعبي في برلمان الاقليم تشريع القوانين ذات الصلة. ليتم على ضوئها تنفيذ مشروع الحكم الذاتي ضمن مناطقنا التأريخية في شمال العراق. من دون ان نهمل مطالبة الحكومات الاتحادية والمحلية للعمل على تطبيق سياسة الانماء المتوازن في جميع مناطق العراق الفيدرالي. وضمان مسألة تطوير البنى التحتية وتقديم الخدمات في مناطقنا الجغرافية والمحافظة على ديمغرافيتها. ومواكبة مسار كل التطورات والتحولات السياسية التي تشهدها الساحات الوطنية والاقليمية والدولية. مع تثمين النقلة النوعية والتغيير الايجابي الذي شهدته الساحة القومية. بعد اقرار احزابنا بوحدة الخطاب السياسي وانبثاق تجمع التنظيمات الكلدانية السريانية الاشورية. الذي ساهم الى حد ما في توحيد المشهد السياسي. وتحمل مسؤولية قيادة مسيرة شعبنا في المرحلة الراهنة. من اجل مجابهة كل الاخطار المحدقة التي باتت تشكل خطرا حقيقيا على مصير وجودنا القومي. نتيجة عدم تثبيت حقوقنا الوطنية والقومية المشروعة في الدستور الفيدرالي. والتغيير الديمغرافي التي تتعرض له مناطقنا التأريخية في الوطن. من دون ان تتخذ الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كوردستان العراق اية اجراءات عملية  لوقفها حتى الان. ناهيك عن استمرار عملية الاقصاء والتهميش التي تمارسه القوى السياسية المتحكمة بالقرار السياسي الوطني ضد كتلنا السياسية في مجلس النواب العراقي. بسبب الغاء دورها كشريك وطني وابعادها عن المشاركة في الحوارات السياسية الدائرة اليوم. لايجاد الحلول للأزمة الوطنية الراهنة التي تعصف بمستقبل العملية الديمقراطية. والتي على ضوء نتائجها سيتقرر مصير العملية السياسية في العراق.
 كل هذا بات يفرض الواقع السياسي على قيادة تجمع التنظيمات. للعمل على المتابعة الحثيثة من اجل ايجاد الحلول العملية للاخطار المذكورة. وكمصداقية لتجسيد القرارات التي اتخذتها في اجتماعاتها الدورية بهذا الصدد. والعمل ايضا على تكريس قيم ومفهوم العمل المشترك ومبادئ اللعبة الديمقراطية على ساحتنا القومية لتحصين وضعنا الداخلي من الاختراقات المستهدفة دوما من الاخرين. ولفسح المجال امام الفرص الحقيقية للعبور إلى مفهوم العمل الديمقراطي العصري الفاعل الذي يطمح اليه ابناء شعبنا في الوطن والمهجر. بالاعتماد على صقل الوعي القومي وتحفيز عملية النضوج السياسي وترسيخ روح التجذر بالارض. وتكريس مفهوم الإنتماء الوطني تجسيدا لتكريس قيم المواطنة الحقيقية الضامنة للخروج بالمجتمع العراقي بكل مكوناته القومية والدينية من أزمته البنيوية وأمراضه الاجتماعية والفكرية التي مازالت تقف عائقا امام تقدم مسيرة العملية السياسية في العراق. ونحن على ثقة تامة بان هذه الرؤية السياسية ستقودنا حتما للرد على تسائل مشروع وجوهري. تتداوله اليوم جماهير شعبنا في اوساطها السياسية والثقافية والفكرية  وفي حواراتها ونقاشاتها الدائرة حول مستقبلها السياسي في العراق. متسائلة. هل يملك ــ التيار الشعبي ــ الشجاعة والجرأة والقدرة على اتخاذ قرار النقلة النوعية ثانية. ليثبت المجلس الشعبي مرة اخرى جدارته ودوره الريادي المتميز في عملية تفعيل واستنهاض الطاقات القومية لدى ابناء شعبنا؟ لتفعيل دورها وتحمل مسؤولياتها والمشاركة في عملية مضاعفة وتيرة العمل السياسي. وتحديث البنية التنظيمية وترسيخ وتكريس قيم العمل المؤسساتي الممنهج في مسيرة المجلس الشعبي المستقبلية؟ تلبية لما باتت تفرضه متطلبات المرحلة الراهنة والقادمة بكل تطوراتها وتعقيداتها على الساحة العراقية. للنهوض بالمشروعين الوطني والقومي. ليمتلك ـ التيار الشعبي ـ  القدرة والقوة على اختراق حدود كل العقبات التي تقف اليوم حاجزا امام تقدم مسيرته الشعبية الهادفة بالدرجة الاولى الى بناء الانسان الكلداني السرياني الاشوري وطنيا وقوميا. ليصبح قادرا على ممارسة دوره السياسي وتحمل مسؤولياته في كل المواقع.
وقبل سبر اغوار وافاق هذه الرؤية السياسية. حيال ما نطرحه وما نقدمه من بدائل عملية ونموذجية مقرونة بمفاهيم واليات عملية وعصرية. اعتمدتها الشعوب الاوربية ومارستها في تجاربها الديمقراطية والحياة اليومية التي قادتهم الى بناء افضل المجتمعات عدالة في العالم. وانطلاقا من هذه النتائج. نلح ونقترح على المجلس الشعبي من اجل ضرورة التسلح بها وتبنيها في منظموته الفكرية والسياسية وفي ممارساته اليومية. املين من الهيئة التنفيذية في المجلس الشعبي. للعمل على ادراج مسألة قرار تشكيل لجان العمل في اجندت اجتماعاتها القادمة. لمنح اللجان المذكورة المزيد من الوقت الكافي لاعداد والتحضير مسودة مشاريعها. لتقديم افضل الحلول العملية لكل ما تعانيه جماهير شعبنا من هذا الواقع المعاش في الوطن. املين من الجميع الاعتماد في دراساتهم على تبني منهج الواقعية والموضوعية الضامن نقل مسيرة ــ التيار الشعبي ــ الى مرحلة تعيد الاعتبار والثقة الى جماهيره لتمارس دورها النقدي والرقابي الفعال. وفي مقدمتها تطبيق مبدأ المساءلة والمحاسبة من القمة الى القاعدة واحترام الرأي الاخر. وتكريس مبدأ المنافسة الايجابية في الحياة السياسية. لفسح المجال امام الجميع للمشاركة في صياغة القرارات والمواقف. ووضع خارطة طريق المشاريع اغناءً للتجربة السياسية الفتية. لانه من دونها لن تتطور وتستقيم عملية الاصلاح والتغيير في مسيرة المجلس الشعبي. ولن يستطيع اختراق واجتياز كل هذه العقبات والتحديات التي تواجهه اليوم على الصعيدين الوطني والقومي لانجاز برنامج عمله. وتوخياً للأمانة وللموضوعية والإنصاف. فلا بد ايضا ان نقر بحجم  كل هذه الضغوطات والصعوبات والإستهدافات والعقبات التي تعترض عملية تفعيل مسيرته الشعبية منذ انطلاقتها. بعد ان ساهمت ودعمت قيادة عملية تغيير المعادلة السياسية وفتح الافاق امام الرؤى والبدائل العملية على ساحتنا القومية. من اجل تفعيل ونقل هذه الحالة الشعبية الى عمل تنظيمي ديمقراطي عصري. يشارك بفعالية وقوة اكثر في ممارسة دوره وتأثيره في الحياة السياسية على الساحتين الوطنية والقومية. وخاصة بعد ان اثبت المجلس الشعبي جدارته في تقديم المشاريع والحلول العملية لحل قضايانا القومية والوطنية في العراق. مكرسا وجوده تيارا سياسيا فاعلا على الواقع الميداني ومحققا نتائج ملموسة من خلال قرار مشاركته في الانتخابات الوطنية. التي قادته الى تولي موقعه السياسي في مجلس النواب العراقي وفي برلمان اقليم كوردستان وفي حكومته وفي مجالس المحافظات.
فمنذ انطلاقة مسيرة السيد سركيس اغاجان وبروز دوره السياسي على الساحة القومية والوطنية. متميزا بانجازاته التأريخية على كل المستويات. التي ارست من خلالها اسس اللبنات الاولى للبنى التحتية في جميع مناطقنا التأريخية. وفي مقدمتها. انجاز مشروع اعادة اعمار قرانا ومؤسساتنا القومية والروحية. لتدب الحياة فيها من جديد. تحفيزا للنهوض بالعمل القومي واثبات الوجود والتجذر والتشبث بالارض. ورفع التجاوزعن العديد من قرى شعبنا المتجاوزعليها كورديا واعادتها الى اصحابها الشرعيين.
 سياسيا. تميزت الساحة القومية باطلاق السيد سركيس اغاجان مبادرته التأريخية في اب 2006. التي أكد فيها. ان العملية الديمقراطية في الوطن لن تكتمل. من دون حصول الشعب الكلداني السرياني الاشوري على الحكم الذاتي ضمن مناطقه التأريخية في العراق الموحد. ليمارس حقوقه الوطنية والقومية المشروعة اسوة ببقية المكونات العراقية. بالاستنادا الى مبادئ الدستور الفيدرالي حسب ما نصت عليه المادة الاولى. جمهورية العراق دولة اتحادية واحدة مستقلة. ذات سيادة كاملة. نظام الحكم فيها برلماني ديمقراطي. وهذا الدستور ضامن لوحدة العراق. حقا لقد أحدثت تلك المبادرة السياسية الجريئة تحولا نوعيا مميزا على الساحة الوطنية والقومية. وساهمت في اعادة الثقة بقوة الى المشروع القومي بين اوساط شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. وأسقطت كل حواجز المحرمات. واخترقت بقوة كل العقبات التي كانت تقف مانعا امام مطالب الحقوق الوطنية والقومية المشروعة. لتشد اليها جماهير شعبنا بفطريتها وسجيتها إلى مرجعيتها المتمثلة بالوحدة القومية ووحدة الموقف والكلمة. فلم يكن أمام الزعيم الشاب الواعد خيارا اخر. سوى اتخاذ القرار المصيري والحاسم. بالاعتماد على رؤيته الثاقبة ونتائج تجربته السياسية التي استلهم مبادئها من تجاربه المبكرة التي خاضها في الحقل القومي والوطني. والتي تقاطعت في حينها مع التطورات الدراماتيكية والصراعات الدائرة بين مختلف القوى السياسية التي شهدتها ومازالت تشهدها الساحة العراقية. بعد ان بدأت تفرض وقائع جديدة تشكل خطرا على مستقبل قضيتنا القومية في العراق. يومها قرر الاب الروحي ــ للتيار الشعبي ــ ان يتحمل مسؤوليته القومية والتأريخية ويصدر قرار دعوة انعقاد المؤتمر الشعبي الاول. داعيا الى تنظيم الحالة الشعبية التي التفت حول مشروعها القومي. والتوجه نحو وضع هيكلية تنظيم حراكها السياسي. لتفعيل حيويتها وضبط انفعالاتها وإيقاع حراكها القومي. ولاسيما المنجذبين منهم بقوة نحو مسيرة ـ التيار الشعبي ـ تداركاً وتحسباً لأي تطورات مباغتة. وخشية من انحراف بوصلة المسيرة الشعبية. وخاصة بعد ان لجئ اصحاب المصالح الضيقة. الى تأجيج المشاعر المذهبية على الساحة القومية بغية شق الصف القومي الواحد نزولا عند رغبة اعداء الامة. مع الاعتراف بوجود بعض الثغرات التي رافقت عملية تنظيم الحالة الشعبية. بالرغم من اقصى الجهود التي بُذلت في هذا الإتجاه خلال فترة زمنية قياسية. بهدف الارتقاء بالحالة الشعبية الى مستوى العمل الممنهج وترسيخه على قواعد صلبة ومتينة. تلبية لتطلعات وطموح روادها. الهادفة الى المباشرة في بناء نواة تيار سياسي ديمقراطي قادر على توجيه البوصلة نحوالاتجاه الصائب. خدمة للاهداف الوطنية والقومية.
وإنطلاقاً مما تقدم. فإن المؤتمر التأسيسي الاول  ـ للتيار الشعبي ـ كان قد رمى بكل ثقله الجماهيري ومسؤوليات وتبعاته الجسيمة على كاهل زعيمه الشاب المؤتمن على مستقبل مسيرة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. بعد ان تولى المهمة القومية  كرجل دولة بامتياز متحملا مسؤوليته بجدارة وانفتاحه على الجميع للمشاركة في اتخاذ القرار القومي المستقل. وخاصة بعد ان كان قد أكد منذ الخطوة الاولى. على اهمية وضرورة ترسيخ الوحدة القومية نهجاً وممارسةً وسلوكا. والعمل على توجيه كل الجهود في المرحلة الراهنة نحو تكريس وحدة الخطاب السياسي الذي تفرضه الاستحقاقات السياسية. لينال شعبنا الحكم الذاتي في العراق الفيدرالي. الضامن لاستمرارية وجوده القومي وصيانة وحدته الديمغرافية في منطقة ادراية واحدة. من خلال الاستفادة من مضمون المادة ـ 140 ـ من الدستور الفيدرالي. بدلا من ان يعيش شعبنا اليوم الانقسام بعينه. من خلال وجوده في منطقتين ادرايتين داخل الواطن الواحد. ليكون في المنطقة الاولى خاضعا للدستور الفيدرالي. بينما في المنطقة الثانية يخضع لدستور اقليم كوردستان العراق. يومها عارض البعض من قيادات شعبنا مشروع الحكم الذاتي. ولكن ستثبت الايام القادمة للجميع وبلا ادنى شك. لا بديل لشعبنا عن الحكم الذاتي. باعتباره الضامن الوحيد لاستقلالية قراره السياسي. ولصيانة وحدته الديمغرافية وضامنا لشراكته الوطنية الحقيقية. سائلين في نفس الوقت قياداتنا السياسية. ماذا سيكون مستقبل مصير الشعب الكلداني السرياني الاشوري في الوطن؟ بعد ان يتخذ الاكراد في العراق قرار تقرير مصيرهم ويعلنون دولتهم المستقلة؟ نعم. في كل الظروف الاستثنائية والمصيرية تحتاج الامة الى رجال مبادئ لا رجال مصالح.

48


ندوة سياسية
حول
اهمية العمل المشترك
بين احزابنا ومنظماتنا السياسية
في المرحلة الراهنة



يقيم مكتب السويد للمجلس الشعبي. ندوة سياسية حول اهمية العمل المشترك بين احزابنا ومنظماتنا السياسية في المرحلة الراهنة. يقدم الندوة السيد جبرايل ماركو مسؤول مكتب السويد.  وذلك يوم السبت الموافق 19 ايار 2012 الساعة السادسة مساء. على قاعة نادي اشور في العاصمة ستكهولم.

دعوة خاصة لجميع احزابنا ومؤسساتنا القومية والروحية. ودعوة عامة لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. للمشاركة في الندوة المذكورة. من اجل تبادل الاراء واثراء النقاش والحوار. اغناءً لتجربة العمل المشترك الفتية. وترسيخا لوحدة الخطاب السياسي في الوطن وفي المهجر. باعتباره الضامن الوحيد لتثبيت حقوقنا الوطنية والقومية المشروعة  في الدستور الفيدرالي العراقي. ضمن مناطقنا التأريخية في العراق. ضمانا لشراكتنا السياسية ولتفعيل العملية الديمقراطية. وتعزيزا للعيش المشترك بين جميع المكونات القومية والدينية في الوطن.



حضوركم
ومشاركتكم
تشرفنا


مكتب السويد


49
مواجهة ساخنة بين البطريركيات السورية والسفارات الأوربية بدمشق

23 آذار 2012 
 
دمشق ، باريس ـ الحقيقة ( خاص):
كشف مصدر واسع الاطلاع في البطريركية الأرثوذوكسية في سوريا عن مواجهة ساخنة بين البطاركة السوريين من جهة ، لاسيما البطريرك أغناطيوس الرابع هزيم وأغناطيوس زكا الأول عيواص، والسفارات الأوربية في دمشق ، لاسيما منها السفارة الفرنسية، جهة ثانية ، على خلفية اكتشافهم"مخططا فرنسيا وأوربيا لتفريغ سوريا من مسيحييها".
وقال المصدر في حديث مع "الحقيقة" عبر البريد الإلكتروني من البطريركية الأرثوذكسية بدمشق إن القضية بدأت الشهر الماضي حين اكتشف البطاركة أن وزارة الخارجية الفرنسية ، ومعها وزارات الخارجية الكندية والسويدية والألمانية، أعطت سفاراتها في دمشق توجيهات بـ"منح أي سوري من الطائفة المسيحية تأشيرة ( فيزا) فورا وبمجرد تقديمه طلبا إلى هذه السفارات ، ودون الحاجة إلى تقديم أية ضمانات أو مستندات تشير إلى أنه سيعود إلى سوريا فور انتهاء مدة الفيزا كما جرت العادة".
 
 وبالتزامن مع ذلك ، يتابع المصدر القول، قامت وزارات الخارجية الأربع بالاتصال مع رعايا الأبرشيات والمطرانيات السورية في بلدانها (السويد وفرنسا وألمانيا وكندا) وطلبت منهم إعداد قوائم بأقربائهم ورعايا كنائسهم في سوريا ممن يريدون مغادرتهم بلدهم ، لكي تقوم السفارات بالاتصال بهم لمنحهم تأشيرة "فيزا مفتوحة" ، أو الطلب منهم مراجعة هذه السفارات للحصول على مثل هذه الفيزا في الحال.
وإلى ذلك، يتابع المصدر، عمدت الحكومة السويدية مؤخرا إلى إصدار قرار رسمي يقضي بـ" إعطاء كل مواطن سوري تأشيرة ( فيزا) مفتوحة فور تقدمه بطلب إلى السفارة السويدية في دمشق ، لكنها أرفقت القرار بتوجيهات سرية إلى السفارة لم يعلن عنها ،  تطلب من القسم القنصلي في السفارة عدم تطبيق القرار إلا على المواطنين الذين يصطحبون معهم وثيقة من إحدى الكنائس السورية تثبت أن مقدم الطلب مسيحي .... وهو ما يعني أن القرار يهدف إلى تشجيع المسيحيين إلى مغادرة سوريا ، وليس منح أي مواطن سوري ، بغض النظر عن انتمائه الديني ، مثل هذه التأشيرة بسبب الظروف التي تعيشها سوريا".
وقال المصدر " إن الكنائس السورية اطلعت على عشرات الإفادات لمواطنين سوريين راجعوا السفارة السويدية بناء على قرار الحكومة السويدية ، لكنهم فوجئوا بأن القنصلية طلبت منهم شهادة كنسية ، وهو ما ليس منصوصا عليه في القرار المذكور"!
إضافة لذلك ، أظهرت التحقيقات والاتصالات التي أجراها البطاركة أن هذه الدول ، وبشكل خاص فرنسا ، تريد تفريغ سوريا من مسيحييها "باتفاق مع عدد من الدول التي ترعى المنظمات الإرهابية في سوريا ، لاسيما السعودية وقطر"... وهو ما دعا هذه البطريركيات إلى المبادرة إلى الاتصال مع السفارات الأوربية في دمشق والطلب منها " بشكل صريح ، وبلهجة قاسية ، التوقف عن هذا العمل القذر فورا".
 
 ويؤكد المصدر أن المواجهة الأكثر سخونة كانت عبر اتصال هاتفي بين البطريرك أغناطيوس الرابع هزيم ، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذوكس ، والسفير الفرنسي بدمشق إيريك شوفالييه قبل مغادرة هذا الأخير دمشق في السابع من الشهر الجاري بيومين ، حيث سمع السفير " كلاما قاسيا جدا من هزيم الذي حرص ، رغم مقامه الديني وتهذيبه ، على إسماع السفير الفرنسي كلاما لم يكن يتخيل أن يسمعه من رجل دين مسيحي في أي يوم من الأيام ... فقد اتهم هزيم السفارة الفرنسية والسفارات الأوربية الأخرى  بممارسة النخاسة ، وبأنها تقوم بما كان يقوم به تجار الرقيق الأوربيون في أفريقيا حين كانوا يقومون بشحن الأفارقة إلى أميركا كما تشحن المواشي لتشغيلهم عبيدا في المزارع الأميركية"!
وقال المصدر " إن الأمر الذي كان أكثر إثارة لغضب البطاركة هو أن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ونظراءه الأوربيين ، وفي الوقت الذي يسبغون فيه أمام وسائل الإعلام صفات ليبرالية وعلمانية كاذبة على المعارضة السورية المرتبطة بهم ، أي المجلس الوطني السوري وتوابعه ، يعمدون خلف الأبواب المغلقة إلى تحذير الكنائس السورية منه ومن سياساته الإقصائية الطائفية ومن هيمنة الإسلاميين عليه "!
 
 وكشف المصدر أن عددا من رؤساء الأبرشيات والمطرانيات السورية في الخارج ، وبشكل خاص الكاثوليكية في فرنسا ، تورطوا في هذه اللعبة مع الحكومة الفرنسية ، بينما وقفت الأبرشيات السورية الأخرى في السويد وغيرها بحزم في وجه هذا الأمر ، وطلبت من رعاياها عدم الاتصال بأقاربهم في سوريا لتشجيعهم على ذلك.
لكن الأكثر إثارة في القضية هو ما كشفه المصدر لـ"الحقيقة" عن قيام البطريركيات السورية بالطلب رسميا من الرئيس السوري اتخاذ إجراءات حازمة لمنع سفر المسيحيين ، وعلى رأسها عدم إعطائهم جوازات سفر، وعدم منح تأشيرة خروج لمن كان لديه منهم جواز سفر مستخرج في وقت سابق.
وأكد المصدر أن الأجهزة المعنية باشرت فورا بتطبيق هذه التوجيهات على نحو صارم ، حيث بات سفر المواطنين المسيحيين متعذرا جدا إلا بالنسبة لمن كان بحاجة ماسة وقاهرة للسفر من قبيل العلاج أو الدراسة أو ما شابه ذلك ، خصوصا في أوساط الشباب


50
طوبى
 لمن
آمن ولم يرَ


بقلم: جبرايل ماركو



طوبى لمن تعمد قلبه بلحظات الصفاء المفعم بالامل. وعشش الايمان المسيحي في ثنايا روحه... طوبى لمن مشى على درب المسيح. فأيقن معنى المحبة الحقيقي والرجاء والعطاء والتضحية من اجل خير البشر... طوبى لمن عاشت روحه متعة الصوم والتقوى والفضيلة في ايام الصوم المجيدة... طوبى لمن يعرف حقا معنى قيامة يسوع المسيح  ويعيش معانيها بالتقوى والخشوع. حقا يا احبائي. كم نحن اليوم بأمس الحاجة الى ترسيخ وتعميق العلاقة الروحية مع المسيح لننال الخلاص الابدي.

ها هو العيد قد اقبل. يحمل في ثنايا الورد كل الافراح لتشرق الشمس من دون مغيب. لان خارطة طريق سيدنا المسيح ابدية وراسخة في وجدان كل مؤمن حقيقي... لتبقى امالنا سرمدية الى ابد الدهر. انه عيد القيامة بكل معانيه السامية الراقية والنبيلة. انه المجد والعز والخلاص لابناء الارض... انه العيد الذي يعيد الى النفوس التائهة الامان والطمأنينة. لان كل نفس بشرية تمر بتجارب الضعف والعجز والمرض والسلطة ومغريات الحياة! فطوبى لمن يستثمر "وزنات" العيد في افضل السبل. لاختيار طريق المحبة والصدق والتسامح والطيبة. لتعبيد طريق المحبة بأبهى صورها . كما عبرت الطفولة ببرائتها في مسيرة احد الشعانين المنيرة عندما دخل المسيح مدينة السلام.

انها القيامة المجيدة ! فطوبى لمن سمع صوت المسيح ورفع يديه للصلاة والدعاء ونفض عن كاهليه غبار الغل والحقد والحسد والضغينة! مجسدا قول المسيح "احبوا اعداءكم وباركوا لاعينيكم"... فهل يا ترى من مجيب يسمعه؟ نعم انه العيد الكبير! العيد الذي يعيدنا فعلا الى جذور الىينابيع التي لا تنضب. الى الاصالة الانسانية الصافية. المعترفة بالاخطاء والهفوات... انها المناسبة التي يتكرم بها الله علينا في كل عام كي نعود الى ارواحنا وذواتنا فنحاسبها عند الخطأ ونصوب الطريق حين تتوه العيون فتسلك مسلكا بعيدا عن... المحبة!

اجل انها المحبة!  انها رسالة الفادي يسوع المسيح! طوبى لمن فهم عمق مضمون رسالته الروحية. ومشى على دربه مجردا قلبه وكيانه من كل ضغينة لينال الراحة الابدية. وبالاخص ازاء ما تعانيه الاسرة اليوم من مشكلات نشأت جراء الانحراف عن خط سيرها الحقيقي الذي اراده الرب لها. لهذا نجد انفسنا اليوم في موقع الداعين للعودة الى الجذور المسيحية وقيمها الروحية النقية الطاهرة التي جاهد المسيح من اجل تأصيلها وترسيخها في نفوسنا وفي قلوبنا من اجل بلوغ الحياة الابدية. وخاصة لاتباعه المؤمنين الرافعين الصوت عاليا "ايها المسيح. بآلامك تحررنا من الآلام. وبقيامتك المجيدة افتدينا من الفساد. فيا رب المجد لك".

ولكي نكون فعلا على مستوى آلام المسيح وقدسية عطاءاته. يتطلب من الجميع العمل على اعادة "صياغة" مفهوم بناء العائلة. من خلال تركيز الكنيسة على التعليم المسيحي للشبيبة التي هي دعامة الكنيسة واستمراريتها الازلي. وذلك عبر اطلاق الندوات والحوارات وعقد المؤتمرات بالاعتماد على مبادئ الايمان المسيحي السليم. لبناء اسرة مسيحية بكل ما تعنيه هذه الرسالة من سمو وتقوى وروعة وجمال ونور وقداسة وبهجة وايمان وروحية عالية تهدف الى تخريج ابناء صالحين يخدمون مجتمعهم ويغيرونه نحو الافضل. لان الاسرة المسيحية هي عماد المجتمع. فاذا ما قامت الاسرة على اسس قويمة سليمة استقرت احوال المجتمع وتوطدت اركانه. واذا وهنت قواعدها ولم تتحقق لها اسباب القوة على اختلافها اضطربت حياة المجتمع واختل توازنه! من هنا نرى ضرورة العودة الى جذورنا الصحيحة لانه من المسلم به ان الاسرة المعاصرة غير المسيحية (وخاصة في البلدان التي لا تعير الدين اية اهمية) تعاني التمزق والاضطراب. بسبب افتقارها الى روحية الرسالة المسيحية بأبعادها الانسانية والاجتماعية والنفسية والعاطفية.

فلنعد الى جذورنا المشرقية والى لاهوتها الروحي الذي وضعه اباء كنيسة المشرق... ولتكن اسرتنا مسيحية ممارسة وايمانا. مشعة بنور المسيح. سائلين انفسنا صادقين. هل نقوم بما يحب المسيح ويرضى؟ وهل حقا سعينا لتجنيب ذاتنا واولادنا الفساد؟ هل حفرنا في اعماق وجدانهم حقيقة القيامة ومعنى الجلجلة ورمز الصليب وفظاعة الآلام التي عانها الفادي في طريق انتصاره وجهاده وكفاحه من اجلنا نحن؟ وهل اسسنا العائلة التي ارادها المسيح. وحفظناها من الرذيلة والفساد؟

صلب السيد المسيح من اجلنا. فانتصر على الموت. وبقيامته المجيدة يهب الحياة الأبدية لكل من يؤمن به. ليمنحنا الله العقل المنفتح والقلب الباحث عنه. لنفكر في معنى الكلمات التالية التي نطق بها الفادي العظيم. السيد المسيح: "انا هو القيامة والحياة. من آمن بي وان مات فسيحيا".


51

مكتب السويد للمجلس الشعبي
يلتقي السفير العراقي





يوم الخميس الموافق 22 اذار 2012 . التقى الاخوة في مكتب السويد للمجلس الشعبي مع السفير العراقي في العاصمة ستكهولم. قدم جبرايل ماركو لمحة موجزة عن مسيرة المجلس الشعبي واهدافه ومنهاجه السياسي وانجازاته على الساحتين الوطنية والقومية. ومشاركته بفعالية في العملية السياسية العراقية من خلال ايصال ممثليه الى مجلس النواب العراقي والى برلمان اقليم كوردستان العراق والى مجالس المحافظات. بالاضافة الى مساهمة المجلس الشعبي مع بقية تياراتنا السياسية في تشكيل تجمع التنظيمات الكلدانية السريانية الاشورية الذي اكد على وحدة خطابه السياسي حول تجسيد الحقوق الوطنية والقومية للشعب الكلداني السرياني الاشوري. من خلال استحداث محافظة  لشعبنا في سهل نينوى وتفعيل المادة ــ 35 ــ من دستور اقليم كوردستان العراق. للعمل على اصدار القوانين ذات الصلة حول تشكيل مؤسسات الحكم الذاتي في المناطق التأرخية لشعبنا في شمال العراق.

برأينا ان الديمقراطية في العراق لن تكتمل. ما لم يتم تثبيت مطالب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الدستور الفيدرالي. لانها  لن  تشكل اي خطر على حقوق اي مكون عراقي. ولان شعبنا يشكل القاسم المشترك لكل المكونات العراقية. وشعبنا يعتبر مصدر غنى للعراق من خلال ما يملكه من كوادر علمية وفكرية وثقافية يمكن استثمارها في كل المجالات لخدمة الشعب العراقي.

بدوره رحب السفير العراقي بالاخوة في مكتب السويد في بيتهم الوطني. مؤيدا تثبيت مطالب شعبنا المشروعة. ومنوها بدوره الوطني المميز عبر تأريخ العراق من اجل قامة البديل الديمقراطي. ومشددا في نفس الوقت على ما قدمه  شعبنا من تضحيات جسيمة على مذبح الوطن. واضاف. انا لا اعتقد ان هناك مكون عراقي يعارض مطالب شعبكم  المشروعة. لانكم بالحقيقة انتم الشعب الاصيل في العراق. نأمل ان يحقق المؤتمر الوطني المزمع انعقاده في المستقبل القريب. ان يحقق المصالحة الوطنية الحقيقة بين جميع المكونات القومية والدينية العراقية من اجل ترسيخ الامن والسلام وانصراف الجميع لبناء العراق الفيدرالي الموحد.




               مكتب السويد




52
اين
دور كنيسة
 المشرق التأريخي؟

بقلم: جبرايل ماركو

لا تحسد كنيسة المشرق بكل تسمياتها على موقعها ووضعها الصعب في الوطن وفي المهجر. لان الحالة التأريخية الراهنة واستحقاقات شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق باتت امام مواقف حرجة ومعقدة. والشعب بات صعب المراس. والمنطقة كلها تقبع على بركان متفجر. والسياسة الدولية تمر في مأزق خطير وفي طريقها لتكريس عالم جديد متعدد الاقطاب. والعراق القابع على مفترق طرق. تولد الازمات فيه وتتشعب سنة بعد سنة لتصبح التشعبات هي لب صراع الازمة بعينها. فمن صراع شيعي سني داخلي الى صراع في قلب الاسلام وفي قلب المسيحية. تقوده الى انشقاقات داخلية بين توجهين ومسارين لا يمكن مقاربتهما. إلا من خلال صراع دولي واقليمي يدور علناً وفي الخفاء في شمال افريقيا والشرق الاوسط. وينعكس سلباً على مستقبل مصير وجودنا وعلى واقع القضية والوطن.

ففي زمن توسعت فيه تأثيرات الديموقراطية لتشمل كل نواحي الحياة. بعد ان اصبح من الصعب على بطاركة كنيسة المشرق. ان يواجهوا هذه العاصفة الهوجاء التي دمرت أسساً متعددة كانت لحقب زمنية طويلة مدماكاً ظاهراً في بناء لبنة العائلة والقرية والمجتمع الكلداني السرياني الاشوري. هذه الحرية المتفلتة من كل قيد ورسن والتي اصبحت مأزقاً جديداً يضاف الى المآزق السياسية والاقتصادية والدينية في الوطن. وخاصة بعد ان مزقت هذه الحرية جهاز المناعة عند العائلة وادخلت اليها قسراً كل جديد في الارض بدون استئذان عبر كل انتاجات الثورة التقنية من التلفاز والانترنت والاقمار الاصطناعية وغيرها. بحيث لم يعد سهلاً غربلتها والتمسك بالجيد منها ونبذ الرديء. هذه الحرية التي هي لب صناعة الانسان وجوهر كرامته اضحت كما هي اليوم حرية محرجة. اخرجت الجميع من عباءة المقدس واحترام القيم لتضعهم كأسنان المشط سواسية.  هذا الامر المستجد على ساحتنا القومية لا احد يدرك نتائجه وما فيها من سلبيات وايجابيات. لكننا نعرف أمراً واحداً ان السلطة لم تعد كما كانت. لقد فقدت زهوها وهيبتها ومجدها وهذا في المطلق أمر حسن وجيد. لأن أحداً لم يولد عبداً للآخر. ولكن النظام الكوني وروح الانتظام يفرضان تراتبية وهرمية وضوابط جديدة لا يمكن تجاوزها بدون ان يترتب على ذلك خلل عضوي في مسار الفرد والعائلة والمجتمع.
ولم يعد البطريرك وحيداً أباً دهرياً على صورة آدم وهارون وابراهيم وموسى في زمن العمل الجماعي المبرمج والمدروس والمنظم بحيث تتحول البطركية فيه خلية نحل تطل على العالم الذي اصبح اليوم قرية كونية صغيرة تتعرف بسهولة الى عدد ابنائها المقيمين في الوطن وفي المهجر. المؤمنين والملحدين. الاغنياء والفقراء. الأقوياء والضعفاء. الجهال والعقال. لتعرف الكنيسة كيف تحرك طاقاتهم وتدخل واقعهم لتستنهض القوة وتشحذ الهمم وتحرك المشاعر وتبلسم الجراح وتقف مع المرضى والمعوقين والفقراء. ولم يعد البطريرك مدبراً وحيداً لكنيسته. وسلطاناً لا يقاوم على عرش الكنيسة. بل راعياً تسانده اجواق من الرعاة الساهرين على قطعاتهم يصحون مع انبلاج الفجر للصلاة ثم بدء العمل.
ولا يمكن للبطريرك ان يبقى غريباً عن نقاشات عصره وثروة زمانه الفكرية والفلسفية والاخلاقية. فهو بطريرك سيد مجبول بالحكمة والقامة والنعمة الروحية والانسانية. لا يهمه الجاه بقدر ما تهمه الثقافة. ولا يهمه المال بقدر ما يهمه العطاء. ومن منبره الطالع من ألفي سنة يجب أن يسمع العالم كلمة تهز مضامينها قلبه وعقله. وألا يتصرف على هواه بل ينطلق من اقتناعات سامية وراسخة. بأنه مرسل ورسول ومبشر وراع ومعلم يهب نفسه للحقيقة وصون الحق والعدل ويسعى الى حمل التأريخ على كتفيه ليسير وسط العالم عمود نار يهز بحضوره الاقربين والابعدين فلا مسايرة ولا مكابرة ولا سبات عميق. بل مسكون بالله وخدمة شعبه لا ينام ومن حوله اطفال يبكون من الجوع ورجال أذلتهم الحاجة. هوالسباق في المطالبة بحقوقهم والراعي الامين لمصالحهم. لا يحابي الوجوه ولا يخضع لتهديد ولا ينام على ضيم قطيعه. طليعي في كل شيء، حساس الى حدود القداسة. أب حافظ لعائلته ومعلم يتكلم بصوت معلمه الالهي. بطريرك يسهم في نقاش عالمي واقليمي ووطني وقومي. يطال مناحي الحياة كلها الدينية والسياسية والاخلاقية والاقتصادية. بطريرك مستشاروه لا يصفقون ولا يقبل منهم التصفيق. ومطارنته واساقفته يسهرون على خدمة سيدهم يسوع المسيح وصون كرامته والسهر على قول الحقيقة. سفراء الى أبنائهم والى الآخرين. ميزتهم الوحيدة التواضع والأناة والحلم وليس عبادة المال والسلطة والتسلط.
نحن باقون وصامدون في قلب المشرق. لاننا من أبنائه الاصلاء ولو جار الزمان علينا وتنكر لنا إخوة فيه لحقوقنا الوطنية والقومية المشروعة. سنبقى مقيمين في العراق حتى الازل. وسنكون دوما في طليعة المدافعين عن الوطن وعن حق الانسان وحريته. وسنقف في طليعة المدافعين عن قضايا المواطن وكرامته. واسهاماتنا لا تنطلق من اننا قومية صغيرة. بل تنطلق من قناعتنا الراسخة باننا من أبناء هذا البيت ومن صناع تأريخه وحضارته. ومجالنا الحيوي يتعدى كيان العراق ليمتد الى انطاكية وكل امكنة المشرق. ومواعيدنا مع مسألة الاقليات والاكثرية نتناولها في نقاشات موضوعية هادئة. تنطلق من هاجسنا على مصير الانسان ومصير الحضارة ومصير الوطن.
حاجتنا الى الفقراء والعمال والمزارعين أكبر بكثير من حاجتنا الى الاغنياء والمترفين والساهرين للصبح. لأن هؤلاء هم الخميرة في العجين يحملون الله على وجوههم وفي أيديهم. هؤلاء هم أبناؤنا واخوتنا تماما كما هم أغنياؤنا. لا يمكن للكنيسة ان تتنكر لفقرائها وبسطائها وعمالها. انهم الاقرب الى قلبها لأنهم الاكثر حاجة الى رعايتها والاهتمام بشؤونهم. هذا هو النبل وهذه هي الكرامة الكهنوتية ورسالتها الانسانية. كلنا يخرج من رحم الفقراء. ثم نتعالى عليهم. نحن نخرج من بيوت العمال والفلاحين والفقراء وهم وحدهم يمدون الكنيسة بالدعوات النقية والتقية. ثم ننسلخ عنهم ونعقد الصلح مع الاغنياء والتجار والرؤساء وننسى أننا منهم خرجنا وان لهم علينا حقا في صون كرامتهم والسهر على مصالحهم.

لا قيامة لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري. ولا لكنيسة المشرق بكل تسمياتها بدون قيامة قرانا ومدننا في مناطقنا التأريخية في الوطن. ففي هذه القرى نشأت كنيسة المشرق. ومن تراثها العريق نهل ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ثقافتهم وفكرهم الوطني والقومي. وفي هذا الريف الصلب والصعب واجه الانسان مصيره. وفي هذا الريف ايضا كان خزان الرجال يزرعون الارض بدفء أيديهم ويخرجون الريف من الصمت لتطلع من أيديهم حكايات الجمال والخصب والصلاة. فلا مستقبل لشعبنا في العراق بدون قرانا التي تتطلب منا ان نعيد الحياة اليها على كل الصعد. لكي يكون الانسان الكلداني السرياني الاشوري. سندا للريف يحسن فن الزراعة والعمارة يدرك محاسن الجمال وروعة الارض وبهاءها. يستنهض الهمم لعودة اعمار هذه القرى واصلاح تربتها وبساتينها التي أصبحت بورا وعليه أن يعيد الى شعبه ثقافة التواضع والاكتفاء الذاتي. ثقافة احترام الفلاح والعامل عبر اصلاحات وطنية تحترم حق هؤلاء. لأنه لم يعد عندنا مزارع او عامل وطني. فمن واجب الكنيسة ايضا ايلاء الريف أهمية قصوى والضغط على أصحاب القرار لتشجيع الاستثمارات وتحسين وسائل الاتصال وحض مؤسساتنا التربوية والصحية والاقتصادية على اعتبار الريف ارضا منكوبة من الواجب تأهيلها وايلاؤها باعتبارها تستحق منا كل الرعاية والاهتمام.
وفي ضجيج الايام وصخب الظروف. تبقى الرجولة هي الاساس في وصل ما انقطع ووضع أسس القيادة والريادة. لان المسيحية تؤمن بالشخصانية وهذه هي فلسفتها المفضلة. والقيادة لا تنفصل عن الشخص ولو كان العمل جماعيا. ويبقى القائد هو المحرك والموجه والملهم. يقول احدهم "قائد بطل على جيش وعل خير من جيش بطل وقائده وعل". لان القيادة تمرس واختبار في الممانعة. والقائد يسير بشعبه بصلابة الايمان وصلابة الحقيقة لا يهادن ولا يجادل ولا يماحك. لأنه مفتون بسلام شعبه وحرية أمته. وخير خرافه. يسلك امامهم مسلك العظيم الوفي. الصالح. المحب. الصبور. الصامت على جراحه الشخصية من أجل وحدة أبنائه يحمل في صدره وقلبه وضميره ألم شعبه. يحزن لحزنهم ويفرح لفرحهم. لا يؤثر فيه اطراء او تبجيل او تمجيد. ينعش الامل في قلوب أبنائه ولا يمكنه ان يظهر ضعفه ومخاوفه امام شعبه لئلا تنهار عزائمه. بل ان يمضي قدما في التفاؤل حتى في أحرج الاوقات وأدق الظروف واصعبها. لانه يعرف ان الله هو من يقود التأريخ ويطبع محطاته الكبرى. وان الله لا يمكن أن يسمح بموت البريء وظلم المظلوم وسرقة اليتيم والارملة او هدم حضارة الحرية. لا تستطيع أن تجهَرَ بالحقيقة إلاَّ إذا كنت تتحلى بثقافة عالية. وجُرأة نادرة. وارادة حرة صلبة. وروحانية شفافة. وثقة بالنفس لا حدود لها... هكذا نطمح ان يكونوا  بطاركة كنيسة المشرق بكل تسمياتهم. أولا وأخيرا رجال في كل الظروف والمفارق والاوقات المصيرية.

53
جدلية الأنا والآخر
في فكرنا الوطني والقومي

بقلم : جبرايل ماركو

في السيكولوجيا. كما في السياسة. تقدم الأنا نفسها دوما في مواجهة الآخر. وتقدم ايضا نفسها وفكرها ومبراراتها مقابل الفكر الآخر. انطلاقا من مفهومها الكائن في المنطقة المركزية المقابلة للآخر وكما تشاء هي دائماً. وكما في اشكالية المرآة حيث الجدلية الوجودية: فاذا كان الآخر صورة للأنا، كان مقبولاً. واذا كان مختلفاً عنها صار جحيماً. كما يقول الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر. الا انه في خطابنا الوطني يبدو اننا لم نتجاوز مسارالعلاقة بين الانا والآخر في فكرة المرآة فأصبح مفهوم هذه الجدلية غير المتوازية اشبه ما يكون بمفهوم الجحيم. حيث دخلت الانا والآخر ساحة الصراع المتشدد والمتأزم وكأنهما في سباق مع الزمن من يستطيع ان يحطم الآخر اولاً؟ ومن الذي سيكسب الوقت والرهان على التسلّط والفوقية وتحطيم الآخر بأية وسيلة؟ حتى ان الوسائل غير الحضارية باتت مشروعة في ادارة هذا الصراع.

وتستحضرنا هذه الايام وفي هذه الآونة الراهنة. فكرة الحوار بين الانا والآخر. لاننا مازلنا ندور في دوامة فلك ازمة سيكولوجية وسوسيولوجية وسياسية ستنعكس سلبا على مصير ومستقبل حوارنا الوطني والقومي والثقافي والفكري. للعمل على وضع منهجية موضوعية قد تقودنا في نهاية المطاف للدخول في مشروع الحداثة والتطور.  الذي نأمل ان يضع حدا فاصلا  لصراعنا المزمن الذي ادخلنا في مهب العاصفة. ولكي يكون بحثنا هذا موضوعياً علينا ان نركز النظر على ما يجري عن طريق التأمل في ما تعانيه الساحة الوطنية من صراعات معقدة افقدت قيمة المواطنة عن مفهومها الحقيقي على حساب الانتماء المذهبي والطائفي والعرقي. بالاضافة الى ما تعانيه ساحة الحوار بين الانا والآخر من مشكلات فقدان الثقة بين الطرفين. التي لا تخلو ايضا من اسقاطات ذاتية قد تنعكس على مبدأ الحوار بين المتقاتلين، وما يستتبعه ذلك من فوقية وانانية وحب التسلط واستحواذ على مقدرات الامور بالطرق غير المشروعة والمدانة محلياً ودولياً المنصوص عنها في شرعة حقوق الانسان. ولعل العلاقة بين الانا والآخر. ضمن هذا المنطلق. تقوم على اساس ما يشبه العلاقة الغريبة بين الحرب والحضارة. او بين الصدام والحوار. او بين الخيط الرفيع  وبين الحرية والاستعباد. او بين صناعة المشكلات وايجاد الحلول المناسبة لها. وبين فكر ارسطو واطماع الاسكندر المقدوني.

 ومن البديهي جدا ان يكون هذا الوضع القائم بين تياراتنا الفكرية والثقافية. منافياً لاصول الحوارالمسؤول وقبول الآخر. وترسيخ قيم العدل والمساواة والسعادة والسلام والحرية والحب. باعتبار ان الحب هو سفر من اسفار الحق في الخلق. لان الالتباس في الحوار بين الانا والآخر يوجد في المفهوم وينطلق من رمزية الاختلاف. وفي هذه الرمزية: الجغرافيا والتأريخ والسياسة وعلم الاجتماع والامن بالاضافة الى الثقافة والدين. وعليه فقد يكون الحوار مدار بحث على كل الصعد الذي سيقودنا على الاقل للتلاقي حول التفاهم حتى لو كان في حده الادنى، فإذا استثمرنا هذه النتائج الاولية وامعنا فيها النظر بعمق في ممارساتنا اليومية، التي قد يفصح الكلام عن الفكرة البديلة. حيث ستشكل اللغة المتداولة في الية الحوار المسؤول نموذجاً من المعاني والدلالات، التي ستعتمدها المصطلحات المتداولة وتخضعها لمنطق حركة الانا التي لا تهدأ في اتجاه تحطيم الآخر او قبوله.

اذا الى اين سيقودنا في النهاية هذا الجدل القائم؟  هل سيقودنا الى سفسطائية جديدة او اننا سنحتاج الى سقراط جديد يقف ساخراً، عنيداً. مشغولاً بطرح الاسئلة التي تترك في عقل متلقيها نوعاً من القشعريرة والرعدة حتى يقتنع بها في النهاية. القابلة للبحث حول ايجاد حلول واجوبة جديدة لكل هذه الاسئلة التي تدور في خلدنا الفكري. ليكون الجواب الاول والافضل دائماً لهذه الاسئلة .الكامن في التوصل الى المعنى الايجابي من خلال انشغال العقل في جد واجتهاد وفي تأدية الحقيقة بأمان القلب. لان الامان الذي ناشده الفيلسوف ابن العبري في حواره مع الفلاسفة والذي رأى فيه منقذاً من الضلال. حول الحقيقة التي تقوم على قاعدة. وحدة الحقيقة في وحدة العقل الانساني. واذا كان هناك اختلاف في الاراء مع الاخر. فقد يكمن في مضمون الاختلاف حول تعدد وجهات النظر للوصول اليها. لان مبدأ الاختلاف والتنوع مشروع على اساس كشف الحقائق الشاملة حتى ينكشف لب المشكلة للناظرين والعارفين والسامعين على حد سواء.

لهذا فان تعميق الحوار بين الأنا والآخر يجسد لثقافة فكرية ناضجة تتكون بفعل الاحتكاك الحضاري بين المختلفين وفهم العلاقة المعرفية العميقة التي تشد الانسان أينما كان الى أخيه الانسان. التي تعلو وتسمو فوق كل اعتبارات الدم والعصبية والقبلية والانتماء. لترسخ على قاعدة متينة وعمق أواصر الصلات والتعاون والتعارف والتثاقف وتلاقح الافكار والمفاهيم والاعتراف بالآخر كشريك أبدي. والقبول بالتعددية الثقافية والفكرية. حيث تنصهر كل هذه المفاهيم في مصطلح الحب والعقلانية وصناعة الفلسفة التي تستقطب إرث الحوار بين الأنا والآخر وإرث الحوار بين الثقافات لتغليب مفهوم السياسة الفلسفية بالمعنى الذي تحمله في طياتها للدفاع عن المصالح العامة وتوسيع مصادر انتاجها. فتصبح السياسة فنا قائما بحد ذاته يرتبط فيما يرتبط بالاخلاق والقيم والثقافة والتطور والحرية.

ان المشكلة الراهنة في واقعنا السياسي ضمن معطيات الصراع الجدلي بين الأنا والآخر تعود الى رغبات مضمرة في العقل الباطني التي تتطلب اليوم تطهير الذهنية والذاكرة من ألافكار الغريبة عن اصالة تراثنا الفكري والثقافي وقيمنا الوطنية والقومية. التي تربينا عليها عبر قيم الانعزال والانغلاق على النفس. وعدم الانفتاح على الاخر المختلف عنا. فحرمنا من ثقافة الانفتاح على الآخر ونصرته. والاعتراف به وقبوله والاندماج معه لخلق مناخ صحي وسليم تتبارى فيه نماذج التحضر والتمدن والتضامن والحرية والعدالة والمساواة. لان مفهوم الانعزال والانغلاق يعتبر هذه الميزات. سلعا تجارية للاستهلاك الكلامي تباع في اسواق التكلم وأسواق المكاسب والارباح وسلب الآخرين لغة العيش الكريم والحرية والحق في عدالة التبادل من خلال تحويلهم الى أحجار شطرنج تحرك بأيد عاتية كيفما تشاء، تبعا لقوتها المادية ومصالحها الذاتية في أسواق السياسة والسوسيولوجيا والسيكولوجيا، كسوق استهلاك بدون أن تحدها قيم العدالة والحرية.

 اذا لماذا لا نحاول ان نقيم بين الأنا والآخر هذه العلاقة على أساس الانفتاح الثقافي والحوار والعمل على اعادة قراءة حقيقة التأريخ وفهم كينونة الاخر ؟ بدلا من ان نقف سدا منيعا في وجه حركة التطور الزمني المستمرة. التي تتطلب منا التفاعل مع النتائج الايجابية وتجسيد ما جاء به الحكماء والعقلاء والفلاسفة والمفكرون من حلول على وسع ثقافة الكون الغنية بقيمها المختلفة. بدلا من الاعتماد على الالغاء والاستلاب والتهميش والاقصاء على قاعدة منطق القوة البربرية المنقرضة. فاذا راقبنا نوعية الحوار الدائر اليوم بين الأنا والآخر. القائم على اساس تثبيت افضل الصيغ السياسية الضامنة لحقوقنا الوطنية والقومية التي ستعزز شراكتنا السياسية وديمومة وجودنا في مناطقنا التأريخية في العراق. واستقلالية قرارنا السياسي.  فاننا مطالبون في الوقت نفسه كمواطنين عراقيين في هذا الوطن الذي تستباح حرماته وتنهب ثرواته ويقضى عليه يوميا بكل الطرق غير المشروعة والهمجية. نرى اننا مطالبون بايجاد حلول سريعة لكل العقبات قبل فوات الاوان بما يستدعي رؤيتنا في أحسن الاحوال لواقع المواطن من فقر وحرمان وحصار فكري وثقافي وعزلة تغذيها تيارات طائفية ومذهبية وعرقية بشعة. لهذا يدعون الواجب الوطني لبذل اقصى الجهود والعمل الدؤوب. والتعاون والتنسيق بين كل الفئات المثقفة وكوادر "النخبة الفكرية" التي ستعيدنا الى نمط تفكير سليم يعيد الينا عزتنا وكرامتنا ويعيد ثقتنا بوطننا بكل ما  تحمله هذه الفكرة من مضامين حضارية وثقافية وسياسية واجتماعية وخلقية ومناقبية واتزان وحسن تصرف ودراية بالامور المعيشية للمواطن على قاعدة نقل الصراع بين الأنا والآخر من التسلط والالغاء والتهميش والاستعباد والقمع الى دائرة القبول الاخر والالتزام والاخلاق والحرية والمساواة وحق التعبير وحق تقرير المصير وحق الاختيار والتنوع والتعدد. لان المتضررين من كل هذه القيم. يعيشون معنا في هذا الوطن، ويرفضون ان نتبادل معهم الافكار والآراء. على كافة المستويات، فهم موجودون بيننا. يمارسون أحقادهم وكراهيتهم وعنفهم ومقتهم بدون رادع. وفي كل يوم يطلقون الوعد والوعيد بينما الاغلبية صامتة كالنعامة التي دفنت رأسها في الرمال، ويلقون بالمسؤولية والتبعية على الآخرين، وينأون بأنفسهم عن تحمل المسؤولية ورميها على الآخر مما يسمونه قوى "الانعزال"

إن ايجاد الحلول للأزمة الراهنة هي من مهمات "النخبة المثقفة وقوى التنوير". بما تحمله من اراء وأفكار وافاق وقيم وأصول مبدئية وأخلاقية ومفاهيم غنية بالتراث والفكر الحضاري. وبالابتعاد من كل الذين أغرقوا انفسهم في محاكاة ذواتهم الانانية والتحزب والتعصب والتمثل بالغريب والشنيع البعيدين كل البعد عن قيمنا الثقافية والفكرية. عازلين أنفسهم، ضائعين ومساهمين في حركة ذلك الصراع وذلك التنافس. محملين الآخر دائما كامل المسؤولية ومتنصلين من كل المسؤولية والاحوال والمصائب. عاملين على ترسيخ التقسيم والتفرقة حتى بين الشعب الواحد. لهذا لا بد أن يلتقي المثقف الكلداني السرياني الاشوري مع اخيه الاخر ومع كل مثقفي المكونات القومية والدينية العراقية. على قاعدة استمرار ومد جسور الحوار وتحمل مسؤولية مواطنين تمازجوا وتبادلوا المؤثرات واتحدوا على قول الحق وقول لا للتفرقة والتسلط والجهل والعصبية والقمع والابتزاز والتهويل والتخويف والاستبداد وبعيدا عن الضجيج المفتعل والصراخ الصاخب. وبعيدا عن البحث عن ضحية دائمة معينة لأفعالنا والتملق والتفرد بصناعة المشكلات ومن ثم صناعة الحلول المفبركة. وبعيدا عن توجيه أصابع الاتهام الى الطرف الآخر الاضعف في المعادلة السياسية العراقية. وبعيدا عن مراعاة مفاهيم الحقيقة والحق. الذي سيقودنا في النهاية الى تفعيل حركة الحياة ليتحرر المواطن ويستمر في المسيرة نحو الهدف المنشود. لانه لا يمكن أن تبقى حركة الحياة رهينة العزلة والانقسام والتردي والفساد والشرذمة مما يلزم الآخر النظرالى الأنا والآخر كغير نقيضين متمايزين، بل كجهتين متكاملتين وعليه يكون مبدأ المشاركة في صناعة المشكلات مؤسسا لضرورة المشاركة في صناعة الحلول العملية ايضا.

54

ذكرى المفكر القومي
الملفان نعوم فائق


بمناسبة حلول ذكرى ميلاد المفكر القومي الكبير الملفان نعوم فائق. تقيم اللجنة الثقافية في نادي طور عبدين الاشوري في مدينة يونشوبينغ.  نشاطا ثقافيا بهذه المناسبة القومية. وذلك يوم الاحد الموافق 5 شباط 2012  الساعة الثالثة من بعد الظهر في قاعة النادي. سيتضمن برنامج الاحتفال. قراءة سياسية ونقدية للمنطلقات الفكرية والقومية للملفان نعوم فائق وكيفية استثمارها اليوم من اجل اغناء الوعي الوطني والقومي وتعزيز وحدة خطابنا السياسي لتحقيق حقوقنا الوطنية والقومية المشروعة في الوطن. كما سيتخلل الحفل انشاد عدد منالاغاني القومية والقاء القصائد الوطنية من وحي المناسبة. الدعوة عامة للجميع. نتشرف بحضوركم.




            نادي طور عبدين الاشوري
                  اللجنة الثقافية

56


حفلة موسيقية
Konsert


تقيم الهيئة الادارية في نادي طور عبدين الاشوري في مدينة يونشوبينغ. حفلة موسيقية وغنائية على مسرح المكتبة الرئيسية في مدينة يونشوبينغ. وذلك يوم الجمعة الساعة السابعة مساء الموافق 25 تشرين الثاني 2011 .

المطرب المخضرم صليبا عزيز وفرقته الفنية يحيون الحفلة الموسيقية من خلال تقديم اجمل الاغاني الاشورية العريقة باللهجتين الشرقية والغربية. رسم بطاقة الدخول للشخص الواحد 50 كرون سويدي. والاماكن محدودة.

للحجز: الاتصال بالارقام التالية.

•   شمعون بار معنو 0706397076
•   انكيدو ماركو      0753448121





               الهيئة الادارية




57

الكلدان السريان الاشوريين
في
وجدان الذاكرة العراقية

بقلم: جبرايل ماركو
 
الكلدان السريان الاشوريين مكون وطني وقومي اصيل وأساسي في بنية تركيبة العراق القديم والمعاصر بشكل خاص وفي العديد من دول الشرق الاوسط بشكل عام. ومكون قومي فاعل في نظامه الوطني والاقليمي والعالمي والكوني. بكل قيمه المعرفية والإنسانية والثقافية والحضارية. وقيمه الفكرية والثقافية والعلمية التي تداخلت وتفاعلت مع كل التطورات التي شهدتها الحضارة العالمية انطلاقا من مهد حضارة بلاد مابين النهرين. التي أنتجت ثقافات ومفاهيم في بداية الحياة المدنية على كل المستويات الفكرية والثقافية والإجتماعية والدينية والإقتصادية والسياسية والتجارية والتكنولوجية وعلوم الفلك.

 والشعب الكلداني السرياني الاشوري مكون فاعل وأساسي ومهم في البيئة الشرق الاوسطية التي إغتنت بتراث ابنائه ومساهماتهم الفعالة وادوارهم الريادية في كل حقول العلم والمعرفة والفكر والثقافة والأخلاق. ومنذ البدء ساهم الكلدان السريان الاشورين في إنطلاقة الثورة المعرفية العالمية .وهم اول من ادخلوا المطبعة الى منطقة الشرق الاوسط في مطلع القرن السابع عشر الميلادي. وواكبوا بداية عصر النهضة والإصلاح والتنوير الذي ادى إلى تحولات منهجية وعلمية ومعرفية في كل العلوم الإنسانية والفكرية والثقافية والأخلاق. هذه المناهج إنعكست بنتائجها الايجابية على المجتمع العالمي برمته وعلى السلطة السياسية. والإنسان. واللغة. والميتافيزيقا. والإيديولوجيا. والعلم. والوجود. وغيرها من القيم المعرفية الاخرى. التي كانت السباقة في عملية التأسيس والترسيخ لمفهوم الحداثة في العلوم الفلسفية والفكرية وصولاً إلى حضارة العولمة التي نعيشها اليوم بثورتها التكنولوجية. بالاضافة الى المراجعة الشاملة لتثبيت صحة معظم الحقائق والمفاهيم الفكرية. كالتناغم والإختلاف. الوحدة والتنوع. الأرض والسماء. المادة والروح. الأنا والآخر. الطبيعة والإنسان ومصيره الكوني. كل هذه المفاهيم إرتبطت بمواقف وتحولات ونقلات نوعية. تركت اثار بصماتها البارزة على صيرورة الحياة الانسانية. وتمحورت ايضا في صقل وعي انساني يتغير ويتطور مع الزمن. وعي يتبلور بالحداثة والانفتاح على ثقافة الاخر والبحث عن الجديد. والمراهنة على الحرية والديمقراطية والإختيار الحر للفرد. والفردية والخصوصية. المترسخة ضمن كل المعطيات الإجتماعية والسياسية. والعناية والاهتمام بالجانب السيكولوجي المساهم في بناء الشخصية الإنسانية الذي نعني بها. قيم الأخلاقيات والروحانيات.

الكلدان السريان الاشورين منارة من منارات هذا المشرق السرمدي. وضرورة قصوى من ضرورات صيرورة المجتمع العراقي بكل مكوناته القومية والدينية. إنبثقوا إلى الوجود منذ أكثر من سبعة الاف وسبعمائة سنة. وأسّسوا  حضارة عريقة وفكراً دينياً يتمثل يتطابق مع صفات الألوهية قبل المسيحية بالاف السنين. من خلال فكر كلي يتجسد في إتحاد الناسوت واللاهوت الواضحة معالمه في ملحمة جلجامش وفي ملحمة خليقة بابل بكل ما تتضمنه هذه الرؤية الحقيقية من وحدة الله والإنسان. وكانوا السباقين ايضا في سن القوانين الوضعية وفي تفسير مفاهيم واسرار الحياة البشرية التي أصبحت فيما بعد قيمة فردية ذات شكل وذات معنى. ترتبط بالتجسيد المادي والحسي حيث يتحقق التوازن والإتفاق الكامل بين المضمون والصورة. وصاغوا مفاهيم الحرية الشخصية قيم ومبادئ. ووضعوا لها اسس وثوابت وبنوا لها حصونا وضوابط تحميها من الانحراف والفوضى من خلال ربطها بقوانين وانظمة ضمن أطر مؤسسات فكرية وثقافية. لتبقى مصدرا تشريعيا وخلاصاً لكل المجتمعات ذات التعددية القومية والدينية. وفي وجدانهم السامي تشع منه روح المحبة والتسامح والعطاء وقبول الآخر ورفض الأنا. المتميزة بمثل عالية واخلاق وقيم وفضائل تتمايز في مجتمعنا العراقي المتعدد الاثنيات والديانات المهدد اليوم بالهشاشة. والخشية عليه من انفصال الجسم الوطني الواحد بعد الأخر بفعل سياسة التهميش والالغاء والاقصاء لدورنا الوطني والقومي. وترسيخ سياسة المحاصصة العرقية والطائفية المقيتة. واستمرار الارهاب والعنف والرجعية والأنانية وإيثار الذات والفوضى والتعصب والجريمة والفساد. وطن مازال قائم على مفاهيم عشائرية وقبلية ومذهبية وقائم على النزاعات والصراعات المستمرة. حيث الكلدان السريان الاشورين باتوا وقوده وضحاياه باسم الديمقراطية والحرية. مستقبلهم السياسي ومصيرهم بات اليوم كالريشة في مهب الريح. ومستقبل وجودهم بات يتطلب حلا عمليا لضمان استمراية حضورهم الفاعل على الساحة الوطنية من خلال تثبيت حقوقهم القومية والوطنية المشروعة وفي مقدمتها استحداث محافظة لابناء الشعب الكلداني السرياني الاشوري في سهل نينوى وبمشاركة بقية المكونات الاصيلة وتفعيل المادة ــ 35 ــ من دستور اقليم كوردستان العراق. ليتاح لابناء شعبنا اقامة مؤسسات الحكم الذاتي في مناطقهم التأريخية في شمال العراق. ولضمان شراكتهم الحقيقية في عراق فيدرالي متعدد الثقافات والاثنيات ليعيش الجميع في مجتمع مدني متطور. بينما القوى السياسية العراقية التي ضمنت حقوقها مازالت تنقصها ثقافة الاعتراف بالاخر وبوجوده وبحقوقه الوطنية والقومية والتسامح الديني. هذا التسامح إلايجابي الذي سيعزز ويسرع تقدم المسيرة الديمقراطية والعملية السياسية ويضمن وحدة العراق السيادية. وكما يقول هابرماس. لقد ادى الشعب الكلداني السرياني الاشوري دوراً محركاً في قدوم الديموقراطية الى العراق وكان له دور فاعل وريادي في ترسيخ مفهوم العملية الديموقراطية منذ الوهلة الاولى. وفي مقدمتها وضع قوانين ثقافية بقصد نشر مفاهيم ومبادئ المواطنة العراقية الحقيقية ذات التعددية الفكرية داخل الثقافة العراقية نفسها. بحيث لا تصبح هذه التعددية موضوعاً للنزاعات بين المكونات القومية والدينية والإجتماعية بقدر ما تكون عامل غنى وثراء للمجتمع العراقي برمته. وعليه يقتضي أن توضع هذه النزاعات بين مزدوجين من أجل تثبيت وتعزيز واستمراية صيغة العيش الواحد بين كل المكونات القومية والدينية في العراق. لأن المسألة هنا لا تتعلق فقط بخلفية تصارع العرقيات والمعتقدات المختلفة. بل بمدى قدرتها واستعدادها على استيعاب هذا الاختلاف والتعاون والانفتاح على الاخر والتفاعل معه في سبيل تعزيز وترسيخ قيم المواطنة العراقية فعلا وممارسة في حياتنا اليومية. لتنتقل العملية السياسية فيما بعد إلى مرحلة الانسجام والاندماج الوطني الفعلي الذي سيكرس الوحدة الوطنية بين كل المكونات الإجتماعية. وصولا الى تجسيد المواطنة العراقية في الممارسات اليومية.

نعم الكلدان السريان الاشورين ضرورة من ضرورات المشرق. لأنهم حملوا قبس الحضارة منذ بداياتها وأسسوا للإنبعاث الوجداني الذي هو من صميم النهضة المشرقية. فلا حقبة تأريخية من تأريخهم. إلا وكانوا فيها من المبدعين. في علوم الفلسفة والفكر واللاهوت. برز منهم العديد من الفلاسفة واللاهوتيين والشعراء والأدباء والمؤرخين. اثار بصامتهم نجدها في كل مرحلة من مراحل نضالات الحركة الوطنية العراقية حاملين رايات الفكر والعقيدة. حافظوا على الإرث الموروث في الشرق الاوسط. وحافظوا على وجودهم القومي والوطني وتفاعلوا مع كل ثقافات الشعوب في المنطقة. وكانوا السباقين في عملية الانفتاح على الثقافة الغربية وعلومها. فترجموا أفكارهم وانتاجاتهم العلمية والمعرفية ونشروا العلم والمعرفة وحافظوا على قيمهم وخصائصهم المشرقية في أحلك فصول تأريخه. وحملوا وجدان اوطانهم في ضميرهم في اجمل صوره البهية المتمثلة بنور العقل. وهل هناك شيء غير العقل يتخفى تحت الوجدان؟ هذا الوجدان الذي هو مصدر المعرفة المباشرة. كما يقول الفيلسوف هيغل. هذا الجوهر الأخلاقي الذي يتمثل في دائرة الأخلاق الإجتماعية. حيث يصبح الوطن مؤسسة كبيرة تتحلى بألوان هذا الجوهر. مؤسسة كبيرة واحدة تقوم على الوجدان المختصر. بالحب والعطاء اللامحدودين.

 إن ما يحصل اليوم في العراق من ابادة جماعية وتطهير عرقي وتهجير قسري وقتل وترويع وتهديد لابناء الشعب الكلداني السرياني الاشوري بهدف تهجيرهم من مناطقهم التأريخية. لهي تنفيذ لاحدى الحلقات الاساسية من المسلسل القديم الجديد الهادف إلى إفراغ بلاد ما بين النهرين من شعبه الاصيل ومن إرثه الحضاري والمدني ومن ثقافته السريانية العريقة. بل ومن وجدانه الازلي في الذاكرة العراقية. نعم هؤلاء هم ذات الوجوه. وذات الأفكار. وذات الأقنعة السوداء المبتورة البشعة الدامية. معضلتهم ترتكز على مجموعة أخطاء تراكمت مع الزمن فأصبحت حقيقة يقينية لهم. في كنهها وفي قرارتها ترتكز على أوهام مبنية على رفض الاعتراف بالاخر وعلى التفرقة والتقسيم حتى داخل مكونهم الواحد. والإبعاد والتمزق والعبث وإحتقار الحياة البشرية المقدسة. من هم هؤلاء المجرمون القتلة. الذين يخلون من العاطفة الانسانية والرحمة والتعاطف والحب؟ أي حق يخول هؤلاء القتلة أن يتحكموا بحياة ومصير الآمنين أو أن يحتكروا مصير الحضارة الإنسانية والحياة الكريمة؟  من اي شريعة الهية يستقي انسانهم المتوحش مفاهيمه ومبادئه التي تحلل له قتل اخيه الانسان؟ اين هو دور المراجع الشيعية والسنية للدفاع عن قيم معتقداتها؟ واين هو دور الحكومة العراقية والقوى السياسية العراقية لحماية المواطن العراقي؟ واين هي برامجها الوطنية لبناء الانسان العراقي؟ واين هو دور قواتها الامنية في توفير وضمان امن وسلامة المواطن العراقي؟ اين دور كل هذه المؤسسات الحكومية ذات الصلة في معالجة وتفكيك بنية هذه العقلانية المريضة وإعادة النظر في أهليتها الإجتماعية وفي قدرة وعيها وفي برامج حياتها اليومية.

ولكن. وعلى رغم كل ما يتعرض له شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في وطنه السرمدي. سيظل يراهن دوما على الوجدان العراقي ولا على ذاكرته الحية التي تختزن الكثير الكثير من مآثر ومواقف شعبنا في حياة المجتمع العراقي عبر كل حقباته التأريخية. نعم ستستمر ديمومة وجود شعبنا  في العراق. وسنواصل المطالبة بحقوقنا الوطنية والقومية التي اقرها تجمع التنظيمات الكلدانية السريانية الاشورية.  وسنواصل ادائنا ودورنا الوطني الفاعل على كل الصعد ما دامت الارادة الوطنية والقومية الحية راسخة في بيتنا ذهنيتنا الفكرية. ومادام العقل هو السائد. وما دام الحب باقياً مقوماً للحياة البشرية التي ستحتفل بولادة النور والإنتصار على الهمجية والظلامية والتردي والتخلف مهما طال المخاض في الوطن .

58
دور وسائلنا الاعلامية
في صناعة الرأي العام

بقلم: جبرايل ماركو

يكاد يجمع المجتمع الإعلامي الكلداني السرياني الاشوري. على ان عناصر الضعف الأساسية مازالت قائمة في بنية وسائلنا الإعلامية وفي مقدمتها المرئية منها بشكل خاص. نظرا لاهمية دور ثقافة الصوت والصورة معا في عملية تعزيز ثقافة الرأي والرأي الاخر وبناء الرأي العام من خلال قوة الية الاقناع المباشر والتأثيرالذي تملكه وسائل الاعلام المرئية على عقلية المشاهد من خلال صحة وقائع الاحداث التي تنقلها من مكان الحدث. وتليها في الدرجة الثانية الوسائل الاعلامية المسموعة والمقروءة وفي مقدمتها المواقع الاعلامية بكل انواعها المستحدثة على الشبكة العنكبوتية التي باتت تحتل ايضا دورا مميزا في عصر الثورة المعلوماتية لايصال المعلومة الى جميع اصقاع العالم بالسرعة الفائقة الى القارئ من خلال وجود مراسلون فاعلون يتابعون ويغطون وقائع الاحداث السياسية اليومية عن كثب. ويساهمون في نفس الوقت في عملية تحديث صفحات المواقع الاخبارية باستمرار. اما اسباب انحسار دور وسائلنا الاعلامية المرئية مقارنة مع بقية الوسائل الاعلامية الوطنية والاقليمية والعالمية. فيعود الى غياب الاستراتيجية الاعلامية التي تسهم في تحديد السياسة الاعلامية وفي بناء الرأي العام. الى جانب ضعف الخبرة الثقافية والفكرية والسياسية والاعلامية لدى اغلبية كوادرها. بالاضافة الى عدم التزامهم بالمهنية الإعلامية وغياب الموضوعية في نقل وصياغة الخبر عن الوقائع والاحداث السياسية. وعدم تسليط الاضواء على كل تطورات ومجريات العملية السياسية في العراق وانعكاساتها على الساحتين الوطنية والقومية. وتتوضح وتنجلي الامور امامنا بصورة اكثر كلما سبرنا اغوار بنية الهيكلية التركيبة في وسائلنا الاعلامية. وخاصة كلما تعمقنا اكثر وتسلحنا بمفهوم المنهجية الاعلامية وجسدناها في ممارساتنا الاعلامية. لنصل معا الى ايجاد الية مجابهة مكامن الضعف في وسائلنا الاعلامية. الذي سينعكس بدوره مباشرة على وضع سياسة اعلامية واضحة المعالم والاهداف تسهم بقوة في صناعة وبناء الرأي العام الوطني والقومي وحتى العالمي. الداعم لتثبيت حقوقنا القومية المشروعة في الدستور الفيدرالي العراقي.

الاستراتيجية الإعلامية مهمة جدا لاية وسيلة اعلامية تريد ان تساهم في صناعة وبناء الرأي العام. بالاضافة الى ضرورة تأطير بنيتها الفكرية والثقافية والسياسية. والعمل على الاستفادة من الخبرات العالمية. والاعتماد على المصادر الحقيقية التي تلامس متطلبات استحقاقات شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في هذه المرحلة المصيرية التي ستحدد على ضوئها مستقبل وجودنا القومي والسياسي في الوطن. لان الواقع الراهن يفرض على وسائلنا الاعلامية ان تولي عملية بناء الرأي العام الاهمية القصوى في سياستها الاعلامية. لكون الرأي العام سيسلط الاضواء على كل متطلبات دعم حقوقنا الوطنية والقومية المشروعة التي تضمن شراكتنا الوطنية الفعلية التي تلغي عملية التهميش والاقصاء التي يتعرض لها ابناء شعبنا في مواقع السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية بالرغم من تفوقنا على الاخرين بما نملكه من الكوادر الاكاديمية التي اثبتت جدارتها في كل المواقع التي شغلتها في العراق. لهذا نؤكد ونصر مجددا على ضرورة واهمية التأهيل المهني وبناء الكفائة للكوادر الإعلامية وتنمية قدراتها الفكرية والسياسية والثقافية والفنية. التي تعتبر بالفعل من اهم الأسس الموضوعية الفاعلة في صقل السياسة الاعلامية. كما نؤكد ايضا على ترسيخ المهنية الاعلامية بمفهومها الشامل باعتبارها المدخل الحقيقي لعملية بناء وصناعة الرأي العام الذي تطمح اليه جماهيرنا الشعبية. الى جانب الايلاء الكبير لقيادة عملية الاصلاح والتغيير في المجتمع الكلداني السرياني الاشوري على كل الصعد. والتي تعتبر من اولويات وسائلنا الاعلامية في ترسيخ مفهوم الحوار المسؤول على كل الصعد من خلال المساهمة في ادارة النقاش الشفاف على كل المستويات.

وبناء عليه. يمكننا تقديم الحلول العملية لتفعيل دور وسائلنا الإعلامية. والنظر إليها على انها قطاع حيوي مهم وفعال يحتاج باستمرار الى الدعم المادي والمعنوي والى التنمية والتطوير لتتمكن القيام بدورها في عملية تسليط الاضواء على كل المواقع التي تتطلبها الحياة السياسية لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري.  بالتركيز على عشرة نقاط اساسية التي تعتبر من اهم مؤشرات معايير المهنية الإعلامية. التي تصب نتائجها في صياغة وتحديد مستوى جودة محتوى الرسالة الإعلامية. أي المنتج الإعلامي القادر على صناعة الرأي العام والحضور في معايشة الاحداث ولفت الانتباه والمنافسة. وبالتالي التأثير الايجابي على النتائج.

1.   المهنية في قدرة وسائلنا الإعلامية في الحفاظ على استقلاليتها والتزامها بالمصداقية والشفافية والحيادية والموضوعية. من خلال التعبير عن تعددية سياسية حقيقية قائمة في بنية المجتمع الكلداني السرياني الاشوري. التي تعكس واقع مجتمعنا الاجتماعي الحقيقي وتياراته الفكرية والثقافية والسياسية.

2.   المهنية في قدرة وسائلنا الإعلامية في ان تكون ذو توجه وطني وقومي. تعزز من خلال رسالتها الاعلامية الروح الوطنية والقومية في وسطنا الاجتماعي. وتساهم في ترسيخ مفاهيم ومبادئ العملية الديمقراطية وتعزيز ثقافة قيم العيش المشترك بين جميع مكوناته القومية والدينية في الوطن. القادرة على الانفتاح على التنوع والتعدد الثقافي والإعلامي في الوطن. والقادرة ايضا على تمثيل المجتمع الكلداني السرياني الاشوري على كل الصعد وعلى تحفيز وتفعيل دوره في العملية السياسية على كل المستويات ونيل ثقته.

3.   المهنية في قدرة وسائلنا الإعلامية على تقديم الصورة الحقيقية عما يعيشه الانسان الكلداني السرياني الاشوري بشكل خاص والانسان العراقي بشكل عام. مع تسليط الاضواء على اهم الاحداث السياسية والنشاطات الفكرية والثقافية والاجتماعية والرياضية. والقيام بالمتابعة الحثيثة لكل ما  يجري في الساحة القومية والوطنية والاقليمية والعالمية في سياق يعطيها معاني التجسيد الفعلي لدور ومهام الاعلام في تفعيل الحدث وصناعة الرأي العام.

4.   المهنية في قدرة وسائلنا الإعلامية لتكون منبراً حرا للرأي والرأي الاخر. مع ضمان مساحة متكافئة ومتاحة امام جميع تياراتنا السياسية ومؤسساتنا القومية والروحية. لتغطية برامجها ونشاطاتها ونقل وجهة نظرها للرأي العام. وان تكون متاحة ايضا امام كل التيارات الفكرية والثقافية الهادفة الى فتح افاق التجديد والحداثة وممارسة النقد البناء. مع المحافظة على دورها كناقد حيادي بنّاء.

5.   المهنية في قدرة وسائلنا الإعلامية على تسليط الاضواء على اهم متطلبات المرحلة المصيرية الراهنة واستحقاقتها السياسية التي تمر بها قضيتنا القومية والوطنية في العراق. وما تحتاجه من تركيز على وحدة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. وأهمية وحدة خطابه السياسي الضامن الوحيد لتحقيق أهداف المجتمع وتطوير ثقافته وقيمه الوطنية والقومية. الى جانب مساهمة وسائل الاعلام في تفعيل عملية الاصلاح والتغيير الاجتماعي والثقافي والسياسي في بنية كل المؤسسات.

6.   المهنية في قدرة وسائلنا الإعلامية في التعبير بحرية وباستقلالية عن وظيفتها الرقابية والتعبير عن الرأي العام. والعمل على احداث التوازن بين عملية صياغة الرأي العام والتعبير عنه. والذي تجلى بوضوح في دور الاعلام مؤخرا على قدرته في تحريك الشارع الشعبي في الثورات التي قامت في تونس ومصر واليمن والبحرين وليبيا وسوريا.


7.   المهنية في  قدرة وسائلنا الإعلامية على تطوير كفاءة كوادرها باستمرار على كل الصعد. مع ضمان استمرار وإدامة تأهيلهم بشكل دوري.

8.   المهنية في قدرة وسائل الإعلام على التطوير المستمر في ادائها الفني والاستفادة من ابداعات التكنولوجيا والتقنية الحديثة لاستثمارها في تطوير الأداء الاعلامي وايصال المعلومة الى اكبر نسبة ممكنة من المشاهدين على الصعيد الوطني والقومي والاقليمي والعالمي.

9.   المهنية في قدرة وسائلنا الإعلامية على خلق علاقات وصلات تفاعلية مستمرة في عمقنا الاجتماعي والثقافي من خلال التفاعل المباشر وغير المباشر في برامجها الحوارية والثقافية والاجتماعية. والردود على كل التساؤلات التي تردها. والدخول معها في المناقشات العامة لتجسيد مفهوم التعدد والتوافق ووحدة المجتمع الكلداني السرياني الاشوري في نفس الوقت.

10.   المهنية في الحضور والمواكبة في تغطية كل الاحداث السياسية والنشاطات الفكرية والثقافية والاجتماعية. والقدرة على الابداع في منافسة بقية الوسائل الاعلامية الوطنية الاخرى. لتقديم الافضل في الاداء الاعلامي الى المواطن العراقي بكل مكوناته القومية والدينية.

 
  وتطالعنا الخبرة والنتائج الاعلامية التي حققتها السلطة الرابعة على الساحات العالمية في العالم الديمقراطي. من خلال تأثيرها على صياغة وبناء الرأي العام في مجتمعاتها. وفعالية دورها والتزامها بالمعايير المهنية المتبعة في تقييم الأداء المهني  بالاعتماد على المعايير الموضوعية التي تتحكم بالرسالة الإعلامية. التي قد تحددها المؤسسة الإعلامية نفسها أو المجتمع الإعلامي. لحث الكادر الاعلامي ايضا على الالتزام بقواعد السلوك المهني والبعد الأخلاقي المرتبط بالاداء الإعلامي. والتي تتركز على ما اتفقت عليه معظم الوسائل الاعلامية حول مواثيق الشرف في عالم الصحافة والإعلام. وتتميز الخبرة الاعلامية في مجال مصادر تقييم الأداء المهني التي تعتمد على المعايير الوطنية والقومية. ذات الصلة والعلاقة بالأطر والعمل المؤسساتي للوسائل الإعلامية ومدى الاستقرار المالي لديها. ومدى قدرتها على التطوير والتحديث المطلوب باستمرار. والفصل بين مهمة الإدارة ومهمة التحرير.   من دون ان ننسى الاشادة بتجربة موقع عنكاوا وموقع عشتار واذاعة SBS في استراليا في قيامها بتغطية اهم الاحداث السياسية في الوطن وفي عالم الانتشار.

وفي الختام. يبقى الإعلام الموضوعي والمهني الهادف الى تفعيل عمليات التنمية وترسيخ الوعي القومي والوطني والثقافي والسياسي في وسطنا الاجتماعي. الذي يواجه اليوم تحديات صعبة تجعل جميع العوامل تخضع في نهاية المطاف إلى عملية الاختيار الطبيعي في القدرة على البقاء والاستمرار والاستقرار والتكيف مع متطلبات العملية الديمقراطية في الوطن. مع اخذ بعين الاعتبار اهم متطلبات مرحلة التحول في النتائج الاولية لمرحلة التنمية السياسية الهادفة الى تعزيز الوعي الاجتماعي والثقافي والفكري والسياسي ليوازي أهمية الحريات الإعلامية التي نتغنى بها. ودورها الفاعل في صقل المواهب الفكرية والرؤى السياسية لدى احزابنا ومؤسساتنا القومية والروحية. وخاصة في هذه المرحلة الراهنة التي تتطلب إجراء عملية جراحية في مفهوم التفسير السياسي والاعلامي لفلسفة الحقوق الوطنية والقومية المشروعة لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري. وتشخيص مهام قياداتنا السياسية في تحمل مسؤولياتها وحثها على تحقيق منهجية العمل القومي المشترك وتطوير افاقها الفكرية والسياسية لتصبح أكثر انفتاحا وتقبلا وكفاءة وتفاعلا مع كل الطروحات السياسية الهادفة الى تجسيد وحدة شعبنا القومية وضمان حقوقه الوطنية والقومية المشروعة بما فيها حقه المشروع في استحداث محافظة في سهل نينوى وممارسة الحكم الذاتي في مناطقه التأريخية.  الهادف الى ضمان الشراكة الحقيقية لشعبنا في ظل العراق الفيدرالي الموحد. هذا الأمر بات يتطلب من جميع وسائلنا الاعلامية بذل جهدا إعلاميا مهنيا محترفا يستثمر فيه كل مجال هامش المساحة المتاح لها من الحرية. وتعرف كيف تنميها وتصقلها لتبني اعلاما مهنيا وطنيا وقوميا غيورا على مصالح امته ووطنه. تكون الاولوية فيه قبل كل شيء. الانخراط في تنمية حقيقية لمهنيته الاعلامية التي تشمل بالدرجة الاولى بناء الانسان فكريا وسياسيا وثقافيا. ليجيد استثمار الموارد البشرية والبنية التحتية ومؤسساتها التي تساهم في تطوير وتحسين بيئة العمل التي تضمن عملية الخلق والابداع في جودة الرسالة الإعلامية.



59


الشعوب تحيا
بالحرية
وبالمقاومة

بقلم: جبرايل ماركو


لا يزال وضع ومصير مستقبل شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الوطن يتأرجح اليوم ما بين الصمود والثبات في الوطن وبين الهجرة منه؟ بينما الوضع السياسي العام في العراق ما يزال يتجه نحو المزيد من الانحدار باتجاه تفاقم الصراع المذهبي القاتل. ناهيك عن فشل الحكومة الفيدرالية حتى الان في توفير الامن والامان للمواطن العراقي. في الوقت الذي مازالت العملية السياسية تمضي قدما في ترسيخ مبدأ المحاصصات المذهبية والطائفية والعرقية بين الكتل السياسية الكبرى. على حساب اقصاء وتهميش والغاء دور بقية المكونات القومية والدينية في العراق. وحرمانها من ممارسة شراكتها السياسية الحقيقية التي يقرها الدستور الفيدرالي. ويتجلى ذلك بوضوح من خلال استمرار حرمان ابناء شعبنا من مساهمة دورهم الوطني على كل الصعد. مع الشبه الكامل لانعدام الالتزام بابسط مبادئ الديمقراطية التي تغنى بها الشعب العراقي منذ تأسيس دولته المستقلة. وما التظاهرات الشعبية الاخيرة التي عمت جميع المحافظات العراقية الا دليل قاطع على صحة عدم قناعة الشعب العراقي بممارسات القوى السياسية والسلطات التنفيذية. نعم انها اسئلة محيرة تتردد يوميا امام ذاكرة ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. القلقين على مستقبلهم ومصيرهم السياسي في وطنهم. لان اسباب القلق مازالت قائمة وماثلة امام اعينهم وتزداد تأكيدا يوم بعد يوم بما يعانونه من حرمان واحداث وممارسات واراء تجعلهم. اما شبه غائبين عن التأثير على مجرى الاحداث السياسية. أو رعايا من الدرجة الثانية والثالثة والرابعة.  الى جانب عدم حصولهم حتى الان على اية اجوبة مقنعة من السلطات المختصة عن كل ما تعرض له شعبنا في وطنه. من عمليات الابادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري وتفجير الكنائس والتغيير الديمغرافي الذي يغزو مناطقنا التأريخية في سهل نينوى امام مرأى ومسمع الحكومة الفيدرالية المؤتمنة على تطبيق الدستور العراقي. واستمرار التجاوزات على اراضينا في شمال العراق. سؤال بات يكرر نفسه على مسمع واذهان ابناء شعبنا. أين نقف... هنا أم هناك؟  نعم إنها ساعات للقلق والحيرة. لا شيء بات يطمئن. فوضع شعبنا اصبح على مفترق خطر: النجاة بكلفة باهظة. او الفوضى بكلفة دامية مستدامة. لكن رغم كل هذه المآسي وتلك. ما زال ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الوطن. يصرون ويتوقون الى عراق الحرية والديمقراطية والمساواة والعدالة في الحقوق والواجبات كما اقرها الدستور.

نعم إنها ساعات القلق والحيرة بعد هذه المعاناة الطويلة التي عشناها. والاخفاقات المتكررة التي لازمت مسيرتنا السياسية. فأين تقف اليوم يا اخي الكلداني السرياني الاشوري؟  هل سألت نفسك يوما ما اين تقف؟ وفي أي اتجاه ستسير؟ وكيف ستوفق عمليا بين ما يطالب به تجمع التنظيمات الكلدانية السريانية الاشورية حول استحداث محافظة لشعبنا في سهل نينوى بمشاركة بقية المكونات العراقية وتفعيل المادة ــ 35 ــ من دستور اقليم كوردستان العراق. الخاصة باقرار الحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في مناطقه التأريخية في شمال العراق. وبين الواقع اليومي الذي يعيشه ابناء شعبنا في العراق بشكل عام. وفي مناطقهم التأريخية المحرومة كليا من اي اهتمام من الحكومة الفيدرالية ومن الحكومات المحلية لتطوير المستلزمات الاساسية للبنية التحتية. الى جانب حرمانهم من ابسط انواع الخدمات التي يحتاجها الانسان الكلداني السرياني الاشوري في حياته اليومية. ناهيك عن ازمة البطالة المتفاقمة بين اوساط الشباب التي تصل الى اقصى معدلها قياسا مع المناطق العراقية الاخرى. لهذا حاولنا ترتيب الموقف. وفق منطق الأولويات: أيّهما ألاهم لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري: الثبات في الوطن والمحافظة على وجودنا القومي في الارض التي تربينا عليها ورويناها بدماء زكية. أم المراهنة على مستقبل العملية الديموقراطية؟ وعلى ضوء الابحاث والنتائج التي قادتنا الى استنتاج بديهي وصعب. إنهما معاً يحتلان مرتبة الأولوية. فليس الصمود في الوطن أولاً والديموقراطية ثانياً. الاثنتان توأمان. بحاجة ماسة إليهما ابناء الشعب الكلداني السرياني الاشوري لضمان حقوقهم وديمومة وجودهم في الوطن. لذلك افتأيت لنفسي بالموقف التالي: «كن فاعلا مع الصمود السياسي والمقاومة السلمية ومع الحرية. وبالقدر الذي تقف فيه داعماً للتشبث بالارض. قف في نفس الوقت داعما لتجسيد العملية الديمقراطية في الوطن.

فإذا دعمت توجه التشبث بالارض. وخشيت على العملية الديموقراطية؟ أو جنحت نحو الحراك السياسي الذي يسيطر على كل الميادين والساحات. وخفت على المقاومة السلمية. او قد يخالجك الشك احيانا. بان «المعركة »القادمة على الساحة السياسية العراقية. ستبدأ من بعد انسحاب القوات الامريكية من الوطن. التي قد تسفر عن ضياع المقاومة السلمية ونحر الديموقراطية وفوز الفتنة وانتشار الفوضى. خاصة إذا افلتت الغرائز الطائفية والمذهبية والعرقية واستحضرت شياطين الاستباحة... او إذا قررت السلطة التنفيذية. ان تقترف التطرف. وتصبح اسيرة اللجوء الى الأمن بحجة الدفاع عن العملية السياسية.  وخاصة بعد ان اثبتت كل الوقائع والاحداث والتجارب على الساحة الوطنية منذ التاسع من نيسان 2003 والى يومنا هذا. بانه لا حصانة للعنف السائد راهنا. ولا للمقاومة السلمية ولا للديموقراطية من دون ترسيخ الضوابط القانونية. لهذا سيبقى السؤال المحير والمقلق الذي يطرحه الانسان الكلداني السرياني الاشوري على نفسه ما زال قائما. أين أقف؟ في الوقت الذي لا اريد الوقوف وسط الطرفين. لانه ليس لي منزلة فضلى بين المنزلتين والمنازلتين. ولا قدرة لي للوقوف مع هذا ضد ذاك. او على العكس. فالى متى سأبقى عرضة للدوران بين دوّامتين. الذي بات يهدد مصير مستقبلي السياسي ووجودي القومي في العراق. وخاصة بعد ان اثبتت كل النتائج للجميع ان زمن الرهان على تفعيل استقلالية قرارنا السياسي في العملية السياسية هو القرار الفعال والمجدي. الى جانب ارادة تفعيل دور اللجان التي شكلها تجمع التنظيمات الكلدانية السريانية الاشورية لانجاز المهمة المكلفة بها. من خلال متابعة عملها وتوسيع دائرة عملها بالاعتماد على الكادر الاكاديمي المختص الذي تشتهر وتفتفخر به ساحتنا القومية في العراق. والعمل ايضا على تشكيل لجان اختصاصية اخرى تساهم في عملية اعداد الدراسات والمشاريع لتطوير البنية التحتية. ووضع اليات عملية تساهم في حل كل المتطلبات الاساسية التي يحتاجها الانسان الكلداني السلرياني الاشوري. مع تقديم حلول عملية بالاعتماد على امكانيات شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في بلدان الانتشار لتحقيق قسما من احتياجات ابناء شعبنا في الوطن. ومن خلال مواصلة المواكبة من قبل ممثلي شعبنا في كل المواقع التي يتواجدون فيها. لدى كل السلطات الفيدرالية وسلطات اقليم كوردستان العراق والسلطات المحلية ؟
 
 اما الكلام المعسول الذي نسمعه احيانا من بعض القوى السياسية العراقية الذي تتناقله وسائل الاعلام  الوطنية والقومية. والذي كان اخره ولن يكون الاخير. تكرار نفس المقولة التي سمعها وفد تجمع التنظيمات الكلدانية السريانية الاشورية خلال لقائهم مع رئيس مجلس النواب العراقي السيد اسامة النجيفي. بان ــ المسيحيين ــ مكون اساسي في العراق ولهم نفس الحقوق والواجبات. هذا الكلام بتنا نسمعه كلما التقى وفد من ابناء شعبنا برئيس جمهورية العراق أو برئيس الوزراء العراقي. أو كلما قدم مسؤول اوربي او امريكي زائرا الى الوطن ومتسفسرا عن وضع شعبنا او مطالبا بضمان ودعم حقوقه في وطنه. وهو ليس نفس الكلام الذي يُقال في الخفاء أو يتناقله السياسين العراقيين فيما بينهم. وخاصة عندما يلتقون حول تعزيز صيغة تحالفاتهم المصلحية. أو في حالة البحث في مسألة توزيع المناصب والمغانم وعقد الصفقات التي تطرح وتقر في المطابخ السياسية الخاصة بعيدا عن الاضواء. لتعاد وتطرح شكليا من جديد امام السلطات التشريعية والتنفيذية. ليتم بعض ذلك اخراجها صوريا لتطغى عليها الصفة القانونية في المجلس الرئاسي أو في اروقة مجلس النواب العراقي أو في جلسات الحكومة الفيدرالية. وهذا لا يعني ابدا ان تتوقف احزابنا عن مطالبة السلطات المذكورة بتثبيت حقوقنا الوطنية والقومية المشروعة. بل ان يزيدها قوة واصرارا على المضي قدما في مهمتها. ومواصلة ممارسة الضغط  الشعبي والجماهيري والوطني والدولي على كل القوى السياسية العراقية. بما فيها اقامة المظاهرات الشعبية في جميع مناطق تواجدنا في العراق. للضغط عليها حتى نضمن حقوقنا المشروعة دستوريا.

ولكي تستمرالحرية ونضمنها كما ينبغي ان تكون وكما نطمح اليها. بات يتطلب من السلطة التنفيذية ان تصون الحرية في العراق عبر مؤسسات شرعية مؤمنة حقا وفعلا بالحرية. لان الشعب الكلداني السرياني الاشوري يقف اليوم امام تأريخ جديد: تأريخ الحرية وتأريخ ضمان حقوقه الوطنية والقومية المشروعة دستوريا. التي اقرها تجمع التنظيمات الكلدانية السريانية الاشورية. ضمانا لشراكة شعبنا الحقيقية في ظل عراق فيدرالي موحد. مع رجائنا من الجميع بعدم اخراج التجارب التأريخية التي مررنا بها من ذاكرتنا ومن ذهنيتنا الفكرية والسياسية. سواء كان ذلك بسبب التخلف الفكري والثقافي القائم في بعض اوساطنا الاجتماعية. أو بسبب الصراع الذي كان قائما بين تياراتنا السياسية على اولويات مصالحها. بدلا من العمل على وحدة موقفها ومنح الاولويات للقضية القومية ولمستقبل الشعب في العراق. لاننا اليوم بتنا نعيش مرحلة جديدة. مرحلة وحدة خطابنا السياسي الذي اعادنا الى مرحلة اثبات وجودنا وصناعة مستقبلنا من جديد والمساهمة مع كل المكونات القومية والدينية في صناعة وطن الحرية. لان الحرية. ستعيدنا الى صناعة تأريخنا المعاصر امام دهشة العالم وذهوله. هذا العالم الذي لم يكن يتوقع وجودنا. أو تجهالنا عن قصد على اننا أحياء في أقبية المجهول السياسي والمجاهيل الأمنية. هذا هو التحدي الاستراتيجي الذي يواجهنا اليوم في العراق وفي بقية دول الشرق الاوسط. ويطالبنا بأجوبة استراتيجية وإصلاحات استراتيجية في بنيتنا الفكرية والثقافية والسياسية للحفاظ على وحدتنا وعلى قرارنا السياسي المستقل وعلى ديمومة وجودنا القومي في مناطقنا التأريخية. من خلال ممارساتنا اليومية على كل الصعد لصيانة وحدة خطابنا السياسي وتفعيل دوره. باعتباره الضامن الوحيد لمسيرة الحرية البناءة التي تطمح اليها جماهير شعبنا في الوطن. كبديل عن  الهجرة والذوبان والضياع في عالم الانتشار.

 

60
وقائع المسيرة الشعبية
 في مدينة يونشوبينغ السويدية




في الاول من ايار 2011 الساعة الثانية والنصف من بعد الظهر. انطلقت المسيرة الشعبية من الساحة الشرقية لمدينة يونشوبينغ. بمشاركة عدد كبير من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري من مختلف مؤسساتنا القومية والروحية. رافعين اعلامنا القومية واللافتات التي طالبت فيها وقف التطهير العرقي بحق ابناء شعبنا في العراق. وتثبيت حقوقه الوطنية والقومية المشروعة في الدستور الفيدرالي. ومطالبة الحكومة التركية بايقاف تدخلها في شؤون دير ما كبرييل وفي اراضيه في طور عبدين. وانضمت المسيرة الشعبية الى المسيرة الرسمية التي يقودها تقليديا الحزب الاشتراكي الديمقراطي بمناسبة عيد العمال العالمي. بعدها اتجهت المسيرة باتجاه مركز المدينة مرورا بوسطها التجاري وصولا الى الساحة العامة لمركز النقابات العمالية في  يونشوبينغ. حيث تم القاء الكلمات من وحي المناسبة من مختلف النقابات العمالية والشبيبية وفي الختام القى السيد كارل بيتر كلمة اتحاد النقابات العمالية في السويد. التي تطرق فيها الى اهمية زخم الحراك السياسي الذي يجتاز اليوم العديد من دول الشرق الاوسط وافريقيا من اجل اقامة النظام الديمقراطي على انقاض الانظمة الديكتاتورية التي سيطرت على مقاليد الحكم  في الدول المذكورة منذ اوائل الخمسينات من القرن الماضي. مطالبا في نفس الوقت الحكومات الديمقراطية القادمة للعمل على تثبيت الحقوق الوطنية والقومية لكل المكونات القومية والدينية في الدول المذكور. ومطالبا الحكومة العراقية في نفس الوقت للسير قدما في تجسيد العملية الديمقراطية وتحقيق الامن والامان للشعب العراقي بكل مكوناته القومية والدينية. وكانت لجنة الاول من ايار قد اصدرت بيانا باللغة السويدية. تم توزيعه  على المسؤولين المشاركين في المسيرة وعلى الجماهير السويدية بهدف اطلاعهم على مطالب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المشروعة في العراق. وقد تضمن البيان المطاليب التالية.

1.   المطالبة باستحداث محافظة لشعبنا في سهل نينوى. بمشاركة بقية المكونات. والعمل على تفعيل المادة  ــ 35 ــ من دستور اقليم كوردستان العراق. الخاصة بالحكم الذاتي لشعبنا في مناطقه التأريخية في شمال العراق.

2.   مطالبة الحكومة العراقية للعمل على ايقاف التغيير الديمغرافي الذي يغزو مناطقنا التأريخية في سهل نينوى. والذي يتعارض مع المادة  ــ 23 ــ الفقرة  ــ ب ـ  من الدستور الفيدرالي العراقي. ومطالبة حكومة اقليم كوردستان العراق لمتابعة رفع التجاوزات عن اراضي شعبنا في شمال العراق.

3.   مطالبة الحكومة العراقية لضمان الشراكة الحقيقية لكل المكونات القومية والدينية في العراق الفيدرالي الموحد. وعدم تهميش واقصاء دورهم في العملية السياسية.

4.   مطالبة الحكومة السويدية بمنح الاقامة الدائمة لجميع ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري الذين لجوؤا الى السويد. والعمل على عدم اعادتهم الى العراق نتيجة الاوضاع الامنية الغير مستقرة في الوطن.

5.   مطالبة الحكومة السويدية احترام قرار البرلمان السويدي حول الاعتراف بالابادة الجماعية ضد ابناء شعبنا في  تركيا عام 1915 والعمل على طرحه في البرلمان الاوربي لتحقيق الاعتراف الدولي.

6.   مطالبة الحكومة التركية احترام حق الملكية العامة لاراضي دير مار كبرييل. المسجلة بقيود رسمية في الدوائر العقارية التركية. وايقاف تدخلها في شؤون الدير.



لجنة الاول من ايار






61
روبين بيت شموئيل يلتحق بالجامعة اللبنانية لنيل الدكتوراه في السريانية


بعد اجتيازه كل الامتحانات المطلوبة ومعادلة شهاداته حسب الانظمة اللبنانية النافذة التحق  روبين بيت شموئيل منذ مطلع نيسان الجاري بالجامعة اللبنانية / المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الانسانية والاجتماعية بغية الحصول على شهادة الدكتوراه في آداب اللغة السريانية. ويذكر ان بيت شموئيل كان قد نال في آذار 2008  شهادة الماجستير في اللغة السريانية من جامعة لايدن في هولندا وهي واحدة من ارقى الجامعات الاوربية المهتمة بالدراسات السريانية، وكان قد التحق بجامعته الهولندية في ايلول 2006 اثر التوصيات التي اقرها مؤتمر اللغة السريانية الاول الذي انعقد في دهوك في تموز 2005.  وسوف يشرف على رسالة بيت شموئيل للدكتوراه  كل من البروفيسور الدكتور ربيعة ابي فاضل من الجامعة اللبنانية والبروفيسور الدكتور باسيل عاكوله من الجامعة اليسوعية في بيروت، وتجدر الاشارة الى  ان المدة المقررة لنيل الدكتوراه اللبنانية هي ثلاث سنوات كحد ادنى.

62
مستقبل الثقافة السريانية
 في ظل تحديات العولمة


بقلم. جبرايل ماركو

 
لم ينقطع الجدال يوما نقدا ومفهوما ومضمونا حول دور وتأثيرات العولمة على مستقبل الثقافة في العالمين المتقدم والنامي. كما لم تتوقف ايضا الآراء المتضاربة والمتناقضة حول تفسير مفهوم هذه الظاهرة العالمية التي اخترقت كل الفضاءات والحدود الجغرافية الدولية بدون استأذان. فالعولمة. باتت بالنسبة الى مؤيديها والمدافعين عنها. هي نتاج تقدم الثورة العلمية والتكنولوجية التي تسعى الى توحد فكري ثقافي اجتماعي واقتصادي وسياسي. لكونها التتويج الاعلى لمفهوم التطور والحداثة. أما بالنسبة الى مناهضيها فتعتبرها الشركات الرأسمالية العابرة عبر القرارات القومية والوطنية والرأسمالية المتوحشة اقتصاديا. والساعية الى تحقيق اكبر نسبة من الارباح على حساب الثروات الوطنية وفرض مفاهيمها واجندتها على الواقع. بينما البعض الاخر ينعت العولمة بالصناعة الاميركية والاوربية البحتة. وكاسحة استعمارية جديدة تهدف الى الغاء الهويات الوطنية والخصوصيات القومية لكل شعوب العالم.

 نعم انه جدال قائم بين مفهومين يبتعد كل منهما عن قراءة العولمة بإيجابياتها وسلبياتها بشكل عقلاني وموضوعي. الهادف الى استثمار الرؤية الايجابية بعد ان اصبح العلم يخضع لتأثيرات معلوماتية واعلامية واحدة. والسعي الى توظيفها في خدمة التطور البشري. والعمل على تجنب الجانب السلبي. واليوم يكتسب النقاش اهميته القصوى في حدته حول مفهوم العولمة في العالم النامي. ويحتل مكانة خاصة بالنظر الى حاجز الانغلاق والضبابية التي تحجب الرؤية الايجابية في عالم العولمة عن ذهنية ابناء هذه الشعوب من خلال تغليب الجانب السلبي عليها وخاصة في اوساط الكثير من نخبها الفكرية والثقافية. وصولا الى وضع العولمة في موقع العداء من دون التمحيص في جوانبها الايجابية.

وتحتل اليوم قضية الهوية الوطنية والخصوصية القومية موقعا مركزيا ومهما في النقاش الدائر والقائم حول ابعاد وتأثيرات استراتيجية العولمة المستقبلية. لجهة الخطر الذي يتهددهما من جراء تقليص حدود الزمان والمكان اللذين افرزهما التطور التكنولوجي والثورة المعلوماتية وخاصة في عالم الاتصالات. مما ساهم الى حد كبير في اكتساح الثقافة الغربية وخصوصا الاميركية منها لمجمل ثقافات العالم. والتي ساهمت بدورها ايضا الى الغاء الحدود الجغرافية وعجز الدول المستقبلة عن كبح جماح تفاعل شعوبها مع ثقافة العولمة. في الوقت الذي ترى فيه النخب الليبرالية الجديدة ان المشكلة ليست في خطر الغاء الهوية والخصوصية القومية بمقدار ما تتصل بعقلية "اصطفائية" تضفي على نفسها هالات من السمو والقداسة. مما يعني حسب رأيهم ان الازمة ليست في الهوية القومية والوطنية في حد ذاتها. بل في تركيبة العقل المأزوم الغير قادر على الانفتاح على الاخر والتفاعل مع متغيرات ومتطلبات عصر العولمة والثقافات الجديدة التي تنتجها الثورة المعلوماتية. واصرار اصحابها دوما على الانغلاق على الذات في قفص لم يعد قادرا بعد اليوم على حماية هذه الخصوصيات من دون الاختراقات. لان العولمة في معناها الحقيقي. تؤشر الى الزيادة المتنامية في وتيرة التداخل بين الجماعات والمجتمعات البشرية. سواء أكان ذلك يتصل بالسياسة والاقتصاد ام بالاعلام ام بالثقافة والتراث. كما أن مفهوم العولمة الجديد يؤسس لثقافة عالمية يساهم الى حد ما الى تقريب في وجهات النظر بين كل الثقافات حول مستقبل البشرية في عالم خالي من الصراعات القاتلة. بل التوجه نحو المنافسة والابداع لبناء عالم افضل لخدمة الانسان على الكرة الارضية. يفرض نفسه على الواقع وينفتح على كل الثقافات من دون الحاجة الى اذن خاص من احد. لكن المعضلة الاساسية ستبقى لدى بعض نخبنا الفكرية والثقافية الغير قادرة على استيعاب افاق مفهوم العولمة ومساراتها والخشية من مواكبتها والتدخل في نتاجها والحد من سلبية بعض المعطيات والافادة من الاخرى في تطوير ثقافتنا السريانية وتقدمها من خلال الانفتاح على الثقافات العالمية المعاصرة بعقلية انفتاحية على منجزات الفكر والعلم والتقنية. لان المسألة لم تعد تكمن في حجم هيمنة الثقافة الاميركية والاوروبية. بل بمقدار ما تتعلق بمسار التطور التأريخي المستمر. سواء أكان متصلا بالولايات المتحدة الاميركية ام بغيرها من الدول الاخرى.

بهذه الرؤية ينظر العقلانيين الى العولمة باعتبار ان "القضية ليست قضية هوية او ثقافة ذاتية. بل لان وتيرة المتغيرات المتسارعة على الساحة العالمية باتت تفرض نفسها ووجودها وطابعها على متطلبات العصر. لتتمكن كل الثقافات من مواكبة مسيرة التغيير والاصلاح والحداثة اذا ارادت هذه الثقافات ان تبقى وتحافظ على مكانتها في الحضارة العالمية. لكن يبدو للبعض من النخب قد اصبحت قضية التعامل مع ما يفترض انه هوية او ثقافة ذاتية صرفة. تمارسها هذه النخبة او تلك الايديولوجيا. او ذلك الحزب. او هذه الامة. او تلك الشعوب. وفق آليات انتقاء واصطفاء واختزال. من خلال هالة القداسة المفترضة لاستغلالها لاغراض سياسية او غيرها من الاهداف والمصالح الاخرى".

في الانتقال الى الوطن والى منطقة الشرق الاوسط حول علاقتها بالعولمة. ترى النخب الليبرالية الجديدة. ان منطقتنا تعيش فعليا "في حالة من الانفصام في شخصيتها القومية والوطنية. والتمزق بين التأريخانية والترميزية، مما ينتج من ذلك الى تشتت في مفهوم الهوية ذاتها". حيث يتجلى هذا الموقف بوضوح في كيفية النظر الى التقنية والثورة المعلوماتية والتعامل معها. لجهة استيعابها والتعاطي معها سلعا من دون التوقف عند الخلفية الثقافية التي كانت وراء انتاجها. فالمنجزات الحضارية المادية التي عرفتها المجتمعات البشرية المتقدمة. لم تكن مجرد سلع او كتل مادية محايدة. بل هي تجسيد لمعايير الفلسفة والثقافة التي ابدعت في انتاجاتها. التي يتحدد على ضوئها نجاح عملية الحداثة أو فشلها في اي بلد انطلاقا من قدرته على استيعاب ثقافة المنجز الحضاري الذي استخدمه ووظفه في خدمة المسيرة الانسانية. في الوقت الذي يصيب الفشل ذلك الذي يستخدم هذا المنجز الحضاري مع رفضه لخلفيته الثقافية والفلسفية. ومع تمسكه بأنماط ثقافية مغلقة على نفسها لم تعد قادرة على مواكبة تطورات العصر وعلومه وفلسفته وحداثته. بهذا المفهوم يمكن وصف اشكالياتنا الثقافية في العالم الثالث بأنها "دائرة حول هاجس الهوية. والنقاء الثقافي. وهي اشكاليات ذهنية مبالغ فيها. يلجأ اليها البعض لاستعمالها كآليات للدفاع النفسي الجماعي. المستفزة بحالات الاحباط والفشل وعدم القدرة على التوافق مع تحولات المكان والزمان. بهدف اعطائها نوع من التوازن للذات المنجرحة. حتى وإن كان ذلك على حساب الواقع المعطى وتجاهله. بوعي او من دون وعي".

واليوم تنتصب في ساحتنا القومية جملة من المعوقات التي تمنع ثقافتنا السريانية من التعاطي والانفتاح على الثقافة العالمية المعاصرة واستيعاب جديدها ليتاح لها المجال على مواكبة التطورات وفك رموزها. واول هذه المعوقات تكمن في عملية الانغلاق والخوف من الانفتاح على ثقافة الاخر. بالرغم ان الاغلبية من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري باتت تعيش اليوم في قلب الثقافة الاوربية والامريكية. ولكن مع الاسف الشديد لم يتمكن ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري حتى الان من الانفتاح عليها والاستفادة من نتائجها وتبنيها على الاقل في ادارة مؤسساتنا الثقافية والاجتماعية والروحية. بالرغم من مرور اكثر من مائة عام على تواجد شعبنا في عالم الانتشار. الى جانب الغلو في "تديين الدنيا"، على حساب المفهوم الحقيقي  للدين بمضمونه الروحي والاخلاقي والانساني. وهو تديين تظهر تجلياته في تقديس ما ليس له علاقة بجوهر الدين. بمقدار ما يتم توظيفه في القيم والعادات وفي السياسة وفي رغبة هيمنة المؤسسات الروحية على المجتمع. اما العائق الثاني يتعلق بـ"التقديس الاختزالي للتراث". حيث مازالت الثقافة السريانية تتشبث بماضيها وتراثها وتفرض النظر الى هذا الماضي في وصفه حاضرا يحمل الكثير من النظرة الخلاصية لمشاكلنا. في وقت لم يعد في الامكان العيش بعد اليوم في وسط اسطورة التراث في ظل التحولات الثقافية العالمية التي تجتاح المجتمع الكلداني السرياني الاشوري في كل مكان. بينما العائق الثالث يتناول "المعادلة المقلوبة في العلاقة بين حلقات الزمن الثلاث. مفهوم المستقبل. وبالتالي مفهوم التقدم. في ثقافتنا الاصلية الرسمية الغير موجودة بالمعنى الحقيقي الذي نراه في الثقافة الغربية مثلا". اما العائق الرابع فيتمركز حول النظرة النرجسية و"تضخيم الذات". وهو ما يترجم نفسه بالهوس المصابة فيه ثقافتنا السريانية تحت هاجس المؤامرة المسلطة علينا والآخر المتربص بنا والخائف من تقدمنا. وهو هاجس يحجب عنا إمكان التلاقح الثقافي مع الآخر والتفاعل معه من موقع سوي بعيد عن العقد المرضية التي تطبع سلوك قسم واسع من نخبنا الفكرية والثقافية.

ويذهب نقادنا المتنورين في نقدهم للفكر والمفكر الكلداني السرياني الاشوري عبر وسمه باربعة صفات. الاولى. "الرغبوية المطلقة". حيث تتحول فيه الحالة القومية الراهنة نوعاً من الايديولجيا لجهة خلق رؤية للعالم تراه كما نرغب نحن. وليس كما يقدم نفسه وفق آليات واسس محددة. بينما تتجلى الصفة الثانية في "غياب ثقافة النقد الموضوعي". بوصفها منهجا واسلوبا معرفيا وحضاريا يساهم في كشف اوجه الحياة من ثقافة وعقل وفكر. اما الصفة الثالثة تكمن في "السلطوية" بما تعنيه من غياب التعددية والديمقراطية والحرية وانعدام مفهوم ثقافة الاختلاف مع الاخر. الى جانب العلاقة السائدة احيانا كثيرة بين منتجي الثقافة انفسهم واسلوب الصراع والعداء والتسلط الذي يحكم هذا السلوك. اما الصفة الرابعة فهي "التبريرية". بمعنى توظيف المثقف ونتاجاته في خدمة الواقع التقليدي السائد وتقديم كل التبريرات للقرارات السلطوية.

وفي الختام قد يصعب علينا التصور للخروج قريبا من ازمتنا الفكرية والثقافية المستعصية والمستدامة من دون الانفتاح على ثقافة الاخر للتعاطي والتبادل والتفاعل مع الثقافات العالمية المعاصرة. للاستفادة من  نتاجها وتجاربها والتغيرات والتحولات الجارية فيها. من خلال الاعتماد على ذهنية وعقلية منفتحة تحافط على الاصالة للثقافة السريانية وتراثها وتتصدى في الوقت نفسه للخوف والهوس من ضياع هويتنا القومية وثقافتنا السريانية. باعتبارها السبيل الوحيد القادر للحفاظ على الكيان الكلداني السرياني الاشوري  في عالم لا يرحم ابدا ويتطور بسرعة الثورة المعلوماتية. وفي طريقه ايضا يسحق كل الثقافات الغير قادرة على مواكبة تطوراته وتحولاته الجذرية. او يبقيها على هامش الهوامش.

63
دعوة عامة
لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري
في مدينة يونشوبينغ


نهيب بجميع ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. للمشاركة في المسيرة الشعبية التي ستقيمها لجنة الاول من ايار بالتعاون والتنسيق مع الهيئات الادارية لكنائس ومنظمات المجتمع المدني لشعبنا في مدينة يونشبينغ السويدية . التي ستنطلق من الساحة الشرقية الساعة الثانية والنصف من بعد ظهر يوم الاحد الموافق الاول من ايار 2011 .

اللقاء سيكون الساعة الثانية من بعد الظهر في الساحة الشرقية القريبة من مكتبة المدينة. المطالب في المسيرة ستتركز على تثبيت حقوقنا الوطنية والقومية المشروعة في الدستور العراق الفيدرالي. وفي مقدمتها استحداث محافظة لشعبنا في سهل نينوى بمشاركة بقية المكونات العراقية. وتفعيل المادة ــ 35 ــ من دستور اقليم كوردستان العراق الخاصة بمنح الحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في مناطقه التأريخية في شمال العراق. والمطالبة بايقاف عمليات التغيير الديمغرافي التي تحدث في مناطقنا الجغرافية في سهل نينوى. الى جانب المطالبة بمتابعة رفع التجاوزات عن اراضي ابناء شعبنا. وايقاف عملية التطهير العرقي التي يتعرض لها ابناء شعبنا في الوطن.



لجنة الاول من ايار




64
كتاب مفتوح
 الى بطاركة شعبنا
الكلداني السرياني الاشوري


بقلم: جبرايل ماركو


مع كلّ فجرٍ جديد رجاءٌ يتجدّد. لان وجه يسوع المسيح رحم الولادات الجديدة والاشراقات المضيئة. ولا بديل لنا الا الشهادة والاستشهاد في سبيل الحق. والعيش دوما على الامل المتجدد والمُشرِق. على الرّغم من كل هذه المآسي التي يعيشها ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الوطن. وعلى الرغم من حرمان شعبنا من حقوقه الوطنية والقومية المشروعة. وبالرغم من كل هذا التهميش والاقصاء الفادح الذي يتعرض له ابناء شعبنا في العملية السياسية ومن الشراكة الوطنية . وبالرغم من كل هذا التغيير الديمغرافي الذي يغزو مناطقنا التأريخية باستمرار والمتعارض مع مواد الدستور الفيدرالي. هذا التغيير الديمغرافي الذي بات يهدد اليوم ديمومة وجودنا القومي وشهادتنا المسيحية في الوطن. رغم كل هذا لا بديل امام شعبنا الكلداني السرياني الاشوري الا التشبث بالارض وبالوطن. والعمل على مواصلة النضال الدؤوب والتفاؤل بالمستقبل. القائم على علامات امل تهيبُّ فيها الرّوح في مفاصل تأريخيّة من سرمدية مسيرة شعبنا وكينونته.  لان الكأس المرفوعة في المذبح المقدس ترتسم منها افاق مشعة للامل الازلي القادم الينا. وللمستقبل الواعد لخلاصنا وخلاص البشرية جمعاء. ولان النعمة المعطاة لنا جميعا هي اكبر من حجم المأساة وأوسع من افاق العقل وادراكاته. لان الشعب الكلداني السرياني الاشوري لا يمكنه ان يعيش بعد اليوم حالة من الانعزال والانغلاق على نفسه من دون الانفتاح على نفسه وعلى ثقافات الشعوب التي يعيش معها داخل الوطن الواحد. لان حتمية مسيرة التأريخ التي ترسمها القيادات السياسية والروحية المدركة للواقع ومتغيراته. تأخذ دوما كل هذه العوامل بعين الاعتبار. التي ستقود بدورها كل هذه التحولات السياسية في العراق وفي المحيط وفي العالم. لان زمن التغيير القادم الينا بات يخترق الحدود وقوة وجبروت السلطات القابضة على امور البلاد والعباد من دون استأذان. وبات هذا التغيير الذي نراه قادما الى ساحتنا الوطنية والقومية. يتطلب من الجميع وبدون استثناء التعامل معه بعقلانية وبموضوعية. مع قراءة دقيقة لكل متطلباته وشروطه من خلال رؤية مستقبلة ثاقبة وواضحة المعالم. التي ستمنحنا القدرة التحليلية الصائبة لاتخاذ استراتيجية جديدة. تُفًعِلُ فينا وفي نفوسنا هذا التحول العميق وفي البنية التنظيمية والتركيبية لاحزابنا ومؤسساتنا القومية والروحية.
 
وامام عظمة هذه الثورة المعلوماتية وقوة سرعة انتشارها على الشبكة العنكبوتية وتأثيرها المباشر والبارزعلى العقل البشري بشكل عام وعلى عقلية الشبيبة بشكل خاص. مع انحسار دعوات الأنبياء وصولا في بعض الاحيان الى الضمور. والتشوق الى المال والغنى الذي لا تحده حدود. ولا سبيل من غيره الى الوجاهة والجاه والسلطة. نعم لقد انحسرت المفاهيم والقيم الانسانية والروحية لدى البشرية. وانحسر دورها بما فيها من علوم فلسفية ولا هوتية وادبية كانت على الدوام صمام الامان للبشرية جمعاء في سعيها الى التواصل مع الله والانسان. وما النتائج اليومية التي ترينا كيف خرج الجميع من فناء الله الى فناء البورصة يستلهمونها ويريدون من ورائها بلوغ درجات الكمال وبناء الدور والعمارات. وتسطير اكبر رقم قياسي من المليارات المخزنة في البنوك. التي لا يستهلك منها صاحبها الا اليسير اليسير. وهو لو انفق منها العشر للصالح العام لكان ابناء شعبنا في الوطن بألف خير والف نعيم.

بتم تدركون جيدا يا اصحاب القداسة والغبطة. ان الاغلبية من رجال الدين باتوا اليوم ايضا يسابقون رجال الدنيا في الوجاهة والجاه. لان السلطة في نظرهم باتت تزين صاحبها وتضعه فريدا امام المرآة. يتنعم برؤية وجهه البشوش وقد جلبت له الدنيا متاعاً كثيراً ومالاً وفيراً. اما الشعب فهو مجموع رعاع ينساق بالعصى. فكل هذا الذي جرى لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق. من تعرضه للابادة الجماعية والتطهيرالعرقي والتهجير القسري من وطنه الازلي الذي سكنه منذ مهد البشرية. ناهيك عن التفجيرات التي تعرضت لها كنائسنا في العراق؟ وكل هذا التهميش والاقصاء والالغاء لدورنا السياسي والوطني ولشراكتنا الحقيقية على جميع مستوياتها السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية. الى جانب عدم تثبيت حقوقنا الوطنية والقومية المشروعة في الدستور الفيدرالي. وكل هذا التغيير الديمغرافي الذي يحدث في مناطقنا التأريخية. الذي بات مقصودا باهدافه ونتائجه للقاصي والداني. كل هذا وغيرها من الامور اليومية الملحة. لم تستحق منكم يوما يا اصحاب القداسة والغبطة والنيافة ان تعقدوا قمة روحية يتيمة في الوطن. لتناقشوا معا كل هذه الامور الانفة الذكر. بالتعاون والتنسيق مع الاحزاب والمؤسسات القومية لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري. من اجل وضع استراتيجية عمل للمرحلة الحالية وللمرحلة المقبلة. توزع فيها الادوار والمهمات للعمل على انقاذ ما يمكن انقاذه؟

ايها الاباء الاجلاء واصحاب القداسة والغبطة. ندرك جيدا بانكم ترزحون هذه الايام  تحت ثقل المسؤوليات الجسام وتحملون على مناكيبكم وفوق اجسادكم مشروع قيامة شعب مترهل. اضعفته وانهكته قسوة الايام ودمرته الخصومات السياسية الداخلية. وخصومات التسميات. وشقته مصالح الزعامات. ووضعت على صدره احجاراً وأحمالاً ثقيلة. وانتم تتأملون من اين يمكن البدء؟ من السياسة وتداعياتها؟ ام من مؤسسة وحدة كنيسة المشرق الجامعة الرسولية التي نتمنى ان تدخل في القريب العاجل حيز جداول مجاميعكم الكنسية. وفي اجندات اجتماعاتكم الدورية علها ترى النور يوما في قرارات مجاميعكم الكنسية. لان وحدة كنيسة المشرق باتت اليوم مطلبا ملحا من اغلبية ابنائها لتكون الصخرة القوية لحماية وجود شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وديمومة وجوده في هذا المشرق المضطرب والملتهب على كل الصعد. ولان الكنيسة بات بحاجة الى شد حزام وشد اواصر الالفة فيما بين اكليروسها ورهبانها وراهباتها ومؤمنيها. لتطل على الشعب وعلى الوطن وعلى المحيط وعلى العالم من جديد. بهية ووديعة جذابة. تحمل اليهم انوار مسيحها المخلص الذي فداها بدمه الطاهرعلى الصليب. هذا الخادم الأمين الذي غسل ارجل التلاميذ وغسل خطايا البشرية. ووضع الفقير والمحتاج هاجساً دائماً امام عينيه. لانه يعلم علم اليقين. ان الثروة التي بين أيدينا هي عطية الهية يجب ان نتقاسمها فيما بيننا. وان الفقير مسؤولية الغني. لانهما في النهاية اخوان وضعتهما ام واحدة واب واحد والقى الله على عاتق الاخ مسؤولية اخيه قائلا "ماذا فعلت بأخيك".

ان البطركية والاسقفية تشعان بالعطاء الروحي. بقدر ما يشع صاحبهما نور النبوة والمحبة والشراكة مع الله والحرية والشجاعة. وبقدر ما يقبل طوعاً روح الاصغاء الى ما يعتمل في قلب الكنيسة وقلب العالم. فلا مكانة للعزلة بعد اليوم. ولا امكانية للصمت والسكوت عن ظلم وعن وجع وعن قهر وعن عبودية. والأنبياء كانوا دوما طليعيون سباقون مغامرون. يحملون عصا الرعاية. لان هذا العالم المضطرب بات اليوم بامس الحاجة الى آباء روحيين ومعلمين ورعاة يجسدون تعاليم سيدنا يسوع المسيح. بعد ان بات العالم يئن من فجور البطر والطمع والجشع والجمود والكراهية والتعصب العقائدي والاصولية. لقد اصبحت كلها جراح قاتلة ومميتة في جسد البشرية وفي جسد الكنيسة. ايها الجالسين سعداء على عرش كنيسة المشرق. سندكم هي قاماتكم المتواضعة وعصاكم. طيبون في الارض تأتمنهم على بعث الحياة في كنيسة الشهادة والشهداء. واجركم خدماتكم وتفانيكم في سبيل استعادة مجد وعظمة كنيسة المشرق واعادة ضخ روح القدس في عقول وقلوب ابنائها. وحصتكم علاقات تنسجونها مع ابناء الوطن المعذب واهل المحيط وكل الدنيا. لأن ابناء الشعب الكلداني السرياني الاشوري كانوا السباقين في نسج جسور التلاقي مع انفسهم ومع الشعوب والحضارات. وحين خدعهم المسيحي الغربي واستغلهم باسم المسيحية من اجل مصالحه السياسية والاقتصادية وفي مقدمتها ضمان تدفق الذهب الاسود الى بلاده. وخدعتهم الدنيا بمالها ومتاعها حسبوا انفسهم آلهة فخسروا الطعم والنكهة والحضور. وغادراغلبهم ارض الاباء والاجداد والمقدسات ومازال الى اليوم نزيف الهجرة مستمر من الوطن. وفي ظنهم ان الفدية تأتيهم بالسعادة. لكنهم تناسوا ان كنيسة المشرق ستبقى في الوطن على الدوام شاهدة وشهيدة لمعلم الهي اغدق على اتباعها وفير الخيرات ليكونوا على الدوام ابناء الله وابناء اصل واحرار.

لا تحتاجون يا اصحاب القداسة والغبطة الى من يقرأ عليكم مزامير الزمن الحاضر. وما تتضمنه من وصولية ونفاق. ومن هشاشة ومساكنة. ومن خداع. واعوجاج. وانحراف وما باتت تحمله السياسة في افاقها من فنون المقارعة والمنازلة للحصول على كرسي او مركز او حصة ما. بعد ان اضحت السياسة ضحية قوم لا يرون فيها سوى المماحكة والخصومة والنزاعات. فيما كانت في الامس القريب فناً راقياً في المنافسة وفي المهادنة. ولا يحتاج اصحاب القداسة والغبطة. الى معرفة احوال واوضاع شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق بشكل خاص. وما تشهده الاوضاع في  منطقة الشرق الاوسط بشكل عام.  ولا الى دجل ومكر السياسة الدولية المأزومة والخارجة عن كل أطر أخلاقية وانسانية في سبيل الذود عن المصالح وما تختزنه الكرة الارضية من خيرات. من دون ان يخطر على بال أحدهم. ان الخير على الكرة الارضية ملك وحق للجميع. واذا لم يتحقق ذلك. فسوف تنمو طبقة المواجهة من الفقراء والفاقمين والمسلوبة اراداتهم وحرياتهم وحينها لا مفر من الدم والدموع.

ايها الاباء الاجلاء عودوا الى روحية تعاليم مار ماري ومار ادي والى روحية كنيسة كوخي والى لاهوتها وادبياتها. المتجذرة في ارض وتأريخ بلاد ما بين النهرين مهد انتشار المسيحية. التي تحمل على كتفيها منذ قرون وزر الانسان ووزر الضمير. في مشرف صعب المراس وفي زمن. كلما هدأت فيه حقبة تأريخية اشتعلت اخرى. وكأننا امام طفرات تستدعي منا المزيد من الحيطة والحذر. والمزيد من التبصر والرؤى السديدة والسير الحذر بين السطور. لان كل عثرة تصبح معكم قضية لها ارتداداتها في الداخل والخارج. ولا تحتاجون الى قراءة المزامير لانكم ادرى بها من سوانا. ولا تحتاجون الى جوقات ملائكة تحرس الصرح واصحابه. لان اصحاب القداسة والغبطة لهم باع وذراع قوية في المواجهة والحوار. ولا سبيل امامكم اليوم الا الحوارالروحي الصادق. والى تجسيد وثيقة الايمان التي أُقِرٍت في مجمع نيقيا ــ 325 ــ. والى تبني المشروع الاصلاحي الذي اطلقه الاسقف مار باوي سورو. الذي اكد فيه على ــ وحدة كنيسة المشرق. المأسسة. الحداثة. المساءلة والمحاسبة ــ  الشراكة مع كنيسة روما. لنتمكن معا مجابهة التحديات التي تعصف بديمومة وجودنا في الوطن وفي منطقة الشرق الاوسط. ولانقاذ كنيسة المشرق من استمرارية القسمة والتفرعات.

واخيراً ايها الاباء والاحبار الاجلاء. ليس عندي ما اهديكم اياه اغلى واثمن من كلمة مار بولس الرسول في رسالته الى اهل غلاطية "هل انا استعطف الناس؟ كلا. بل استعطف الله. ايكون اني اطلب رضى الناس؟  فلو كنت الى اليوم اطلب رضى الناس. لما كنت عبداً للمسيح".

65
احتفالات نادي طور عبدين الاشوري
برأس السنة البابلية ـ الاشورية



مفاجئة رأس السنة البابلية الاشورية لهذا العام في المملكة السويدية. تجلت بزيارة ولية العهد الاميرة فكتوريا في الاول من نيسان 6761  الى مدينة يونشوبينغ. التي يقطنها عدد كبير من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. لهذا قررت الهيئة الثقافية في نادي طور عبدين للعمل على اغتنام هذه الفرصة التأريخية لتقديم التهاني باسم شعبنا الكلداني السرياني الاشوري الى الاميرة. بمناسبة حلول رأس السنة البابلية الاشورية من خلال تكليف السيد اشور بارانو في مكتبة روسليت بتقديم التهاني باسم شعبنا لولية العهد الاميرة فكتوريا مع اهدائها الكتاب التأريخي بعنوان ــ الابادة المنسية ــ للكاتبة الالمانية كبرييلا يونان. الذي نشره اتحاد الاندية الاشورية في السويد.

بدأ الاحتفال في قاعة المكتبة الرئيسية لمدينة يونشوبيغ السويدية الساعة السادسة والنصف مساء. بكلمة ترحيبية قدمها الملفان ايليا درا من وحي المناسبة شدد فيها على اهمية دور الثقافة والتراث في بناء شخصية الانسان. ومؤكدا في نفس الوقت على ضرورة  قيام مؤسساتنا الثقافية في المهجر للعمل على احياء كل مناسابتنا القومية ليتوارثها ابناء شعبنا من جيل الى جيل. ثم قدمت الفرقة الغنائية انشودة. نيسان رأس سنتنا. بالاضافة انشاد الفرقة العديد من الاغاني القومية. بعدها قدمت فرقة بابيلا للمسرح والتمثيل. مسرحية ــ واقع العائلة في المهجر ــ  حيث ابدع كل من جان بابيلا وفبرونيا بابيلا  تقديم صورة نمطية عن حقيقة واقع بعض العائلات التي يكون همها الاول والاخير جمع المال. الذي يقود بالنهاية الى انغماس الرجال في الملذات والانحراف مع نساء الهوى وممارسة لعبة الميسر. واهمال العائلة والاولاد. التي تؤدي في النهاية الى تشتت الاسرة والطلاق والضياع. حيث الاولاد يكونون الضحايا ويدفعون الثمن الاكبر.

الملفان شليمون اتورايا القادم من مدينة اوربرو. قدم لمحة تأريخية عن اسباب قيام شعبنا بتحديد الاول من نيسان. رأسة السنة البابلية الاشورية التي بدأت منذ وضع شعبنا اول تقويم سنوي في بلاد ما بين النهرين. الذي حدد فيه بداية المدنية ومهد الحضارة البشرية. واوضح الملفان شليمون اتورايا بان الاحتفالات برأس السنة البابلية الاشورية في بلاد ما بين النهرين كانت تستغرق 12 يوما. تبدأ في 21 اذار وتنتهي بعيد اكيتو في الاول من نيسان رأس السنة البابلية الاشورية. واضاف ان اهم يوم  في الاحتفالات المذكورة. كان يتجسد بيوم تقديم الملك لتقريره السنوي الى شعبه. متضمنا اهم الانجازات التي قدمها خلال السنة الماضية من حكمه. ومن ثم تليها عملية خضوع الملك الى المسائلة والمحاسبة امام رئيس الكهنة. طالبا منه ان يغفر له كل اخطائه الماضية. وبعد الانتهاء من عملية الجرد السنوي والتقييم للانجازات والاخفاقات. يأمر رئيس الكهنة باعادة تنصيب الملك من جديد على العرش بعد نيله الصفح والبركة من رئيس الكهنة ممثلا عن الالهة مردوخ في بابل واشور في نينوى.

ختام الحفل كان مع الشعراء. شموئيل ياقو. خوشابا يونان. اشور عوديشو. سركون توما. ايلشوا كيواركيس. حيث امتعوا الجمهور بقصائدهم القومية والحماسية وبالصور الجميلة التي تضمنت قصائدهم الرائعة من وحي المناسبة النسانية.






الهيئة الثقافية





66
لقاءات المجلس الشعبي
في البرلمان السويدي


في سلسلة اللقاءات التي يجريها المجلس الشعبي مع اعضاء البرلمانيين في اوربا. والهادفة الى تقديم الصورة الحقيقية عن واقع شعبنا الصعب في العراق. ولكسب التأييد والدعم لمطالبنا الوطنية والقومية المشروعة في الوطن. فقد اجرى وفد من مكتب السويد للمجلس الشعبي عدد من اللقاءات في البرلمان السويدي. برئاسة جبرايل ماركو وعضوية بولص دنخا وبسام سعيد. وذلك يوم الثلاثاء الموافق 5 نيسان 2011.

اللقاء الاول بدأ مع عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان السويدي وعضو المجلس الاوربي السيدة كارينا هيك ممثلة عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي. اما اللقاء الثاني تم مع اعضاء لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان السويدي من حزب الوسط السيدتان انييه يوهانسون وعبير السهلاني.  قدم الوفد عرضا شاملا عن الاوضاع الصعبة التي يعاني منها ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق. بسبب عدم تثبيت حقوقهم القومية والوطنية في الدستور الفيدرالي العراقي اسوة ببقية المكونات القومية العراقية الاخرى. اضافة الى تعرضهم منذ سقوط النظام البائد الى عمليات الابادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري من وطنهم. واقصائهم وتهميش دورهم في العملية السياسية العراقية. الى جانب التغيير الديمغرافي المستمر التي تتعرض له مناطق شعبنا التأريخية في العراق ــ والتي كان اخرها ولن يكون الاخير ــ  قرار مجلس ناحية برطلة لبناء الف وحدة سكنية في الاراضي التي تعود مكليتها الشرعية الى ابناء شعبنا. مخترقين بذلك الدستور الفيدرالي العراقي التي تنص المادة ــ 23 ــ الفقرة ــ ب ــ  يحذر على التملك العقاري لاغراض التغيير السكاني. وتم التداول ايضا حول حرمان مناطق شعبنا من استحقاقاتهم المشروعة من الميزانية التي تخصصها الحكومة الفيدرالية الى الحكومات المحلية. الى جانب اهمال الحكومات المحلية  لاقامة مشاريع انمائية واقتصادية لخلق فرص عمل امام البطالة المتفشية بين صفوف الشباب. والى عدم تطوير البنية التحتية للمدن والبلدات التي يقيم فيها ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. وتطرق الوفد ايضا الى اعمال لجنة متابعة مؤتمر برلين المكلفة بالاعداد والتحضيرلعقد المؤتمر القادم في مقر البرلمان الاوربي في العاصمة بروكسل. للتداول حول تأييد ودعم مطالبة الشعب الكلداني السرياني الاشوري لتثبيت حقوقه الوطنية والقومية المشروعة في الدستور الفيدرالي العراقي. وفي مقدمتها استحداث محافظة لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري بمشاركة بقية المكونات في سهل نينوى. والعمل على تطبيق المادة ــ 35 ــ من دستور اقليم كوردستان العراق. الخاصة بمنح الحكم الذاتي للشعب الكلداني السرياني الاشوري في مناطقه التأريخية في شمال العراق. كما حث الوفد الحكومة السويدية على ضرورة مساعدة ابناء شعبنا من خلال اقامة المشاريع الانمائية والاقتصادية في مناطقهم.

السيدة كارينا هيك ثمنت المعلومات القيمة التي قدمها الوفد وابدت سعادتها على انجاز وحدة الخطاب السياسي لتجمع التنظيمات السياسية والمؤسسات القومية لشعبنا.  واضافت لقد  خسرتم كثيرا خلال السنوات الثمانية الماضية بسبب عدم وحدة خطابكم السياسي. والذي حرمكم ايضا من أي تأييد ودعم من الاتحاد الاوربي وامريكا وحتى من القوى الوطنية العراقية. وتابعت. عليكم كشعب كلداني سرياني اشوري ان تعوا جيدا اهمية الحفاظ على وحدة خطابكم السياسي. لان ابناء شعبكم لن يحصلوا على حقوقهم الوطنية والقومية المشروعة من دون وحدة خطابهم السياسي. مع تأكيدي على اهمية متابعة التواصل والحوار مع جميع الكتل السياسية في البرلمان العراقي لاقناعها بعدالة مطالبكم. والتواصل ايضا مع بقية الكتل السياسية في البرلمانات الاوربية وفي البرلمان الاوربي ايضا. لتزويدها بهذه المعلومات والوثائق لكسب تأييدها ودعمها لمطالب شعبكم المشروعة. والتي لا تتعارض مع الدستور الفيدرالي العراقي. وهذا من حقكم الطبيعي في وطنكم اسوة بحصول كل المكونات القومية والدينية في العراق على حقوقها. اعاهدكم على التواصل معكم ومناقشة هذه المطاليب العادلة مع قيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي لاقناعهم على تأييدها ودعمها. وبعد غد ساناقشها ايضا مع زملائي في المجلس الاوربي في ستراسبورغ. 

السيدتان يوهانسون والسهلاني شكر الوفد على هذه المعلومات المهمة حول واقع شعبنا في العراق. والتي تفتقر اليها قيادة حزب الوسط في السويد. مع تأكيدهم على ضرورة متابعة عملية التواصل والتنسيق. ومعاهدين في الوقت على تقديم تقريرا مرفقا بالوثائق الى قيادة حزب الوسط من اجل مناقشتها لتقديم التأييد والدعم لمطالب شعبنا المشروعة. كما استفسرت السيدة يوهانسون من الوفد. حول موقف بقية المكونات القومية والدينية في العراق من مطالب شعبنا العادلة. واكدت بدورها ايضا على اهمية وضرورة مواصلة الحوار مع كل الكتل السياسية العراقية لاقناعها بعدالة المطالب. وشددت على اهمية الحفاظ على وحدة الخطاب السياسي لتجمع التنظيمات السياسية والمؤسسات القومية لشعبنا. باعتباره المدخل الوحيد لكسب الرأي الوطني والعالمي لقضية شعبكم العادلة. وفي ختام اللقاءات طالب الوفد ان تحتل مسألة الشعب الكلداني السرياني الاشوري وحقوقه الوطنية والقومية في اولويات الاجندة الدولية. كما تم تقديم دعوة رسمية من المجلس الشعبي لزيارة الوطن الى السيدات. كارينا هيك. انييه يوهانسون وعبير السهلاني. للاطلاع ميدانيا على واقع شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في مناطقه التأريخية في العراق.


67
هل ستبقى ساحتنا القومية
بعيدة عن
عملية التغيير والاصلاح

بقلم: جبرايل ماركو

باتت عملية التغيير والإصلاح مطلباً أساسياً وحاجة ملحة وضرورية في حياة شعوب العالم الثالث بشكل عام وفي حياة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بشكل خاص. ولم يعودا ترفاً بل فرصة مهمة لبدء مسيرة طويلة وشاقة تتوج بتكريس العملية الديمقراطية في البنية التركبية لاحزابنا وفي مؤسساتنا القومية والروحية من اجل الوصول الى أوسع مشاركة شعبية في صنع القرار وصياغة مضامينه. لكن طريق الانتقال إلى الحداثة والديمقراطية في مجتمعنا لا يزال شاقا وطويلا ولكن هذا لا يمنع ابدا من اتخاذ الخطوة الاولى. ولهذا مايزال يعتقد الكثير من المفكرين والنخبة المثقفة. بأن أي إصلاح سياسي في المنظومة السياسية السائدة اليوم على ساحتنا القومية يجب أن يسبقه أولا إصلاح فكري وسياسي وثقافي واجتماعي. وهذا لن يتم إلا عبر تفكيك المنظومة المعرفية القديمة بشبكتها الذهنية ومفاهيمها الحالية. والعمل على بناء منظومة فكرية أخرى مكانها. تبنى على قيم العدالة والتسامح والتعددية والمواطنة والحرية وحقوق المرأة وغيرها. وكل حديث عن إصلاح سياسي مع الإبقاء على المنظومة المعرفية القديمة وشبكة المفاهيم التقليدية إنما هو نقش على الماء.

وإذا كانت عملية الإصلاح والتغيير التي يطمح اليها ابناء شعبنا. لا يمكن ان تتم من دون صعوبات وعقبات بعضها ذاتي وبعضها موضوعي وبعضها الاخر مرتبط بالذهنية المتخلفة وافتقاد المنهجية وضعف الشعور بالمسؤولية ورفض تقديم التضحيات. فإن هذا يعني ان العمل يجب ان يتركز على إنجاز خطة تتجاوز حالات الخلل والتناقضات التي مازالت تعيشها ساحتنا القومية والوطنية. مما يتطلب العمل لاجراء مراجعة شاملة تؤدي الى تقييم مرحلة ما بعد سقوط النظام الدكتاتوري والتوقف عند جميع الاخفاقات والاخطاء ومحطات الفشل التي ارتكبت في اهم مرحلة من مراحل استحقاقات شعبنا السياسية في العراق. والعمل ايضا على القراءة الدقيقة لاسباب تهميش دورنا الوطني واقصائه في العملية السياسية العراقية وخاصة في المواقع والمحطات الرئيسية التي باتت تنفرد بها فقط الكتل السياسية الكبرى. وهذا يتطلب ايضا العمل على بلورة رؤية سياسية متكاملة مقرونة باليات عملية تدعم وتجسد على الواقع مشروع تجمع احزابنا ومنظماتنا ومؤسساتنا القومية لتثبيته في الدستور الفيدرالي وفي مقدمته استحداث محافظة لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في سهل نينوى بمشاركة بقية المكونات الاصيلة وتفعيل المادة ــ 35 ــ من دستور اقليم كوردستان العراق ليتمكن ابناء شعبنا اقامة مؤسسات الحكم الذاتي في مناطقهم التأريخية في شمال الوطن. والعمل ايضا على دعم استقلالية قرارنا السياسي والوطني وتعزيز الجبهة الداخلية التي تصون حرية وكرامة الوطن والمواطن العراقي وتوسيع نطاق المشاركة في صنع القرار الوطني لضمان توفر شروط العدالة الاجتماعية التي ترسخ عملية الاستقرار الداخلي وتضمن الامن وتصون السلم الأهلي.

إن السؤال المركزي الذي يحتاج الى اجابة جدية عليه هو التالي: هل مطلوب من ابناء شعبنا الاكتفاء فقط بمتابعة عملية التغيير والاصلاح التي تجتاح منطقة الشرق الاوسط من دون اخذ العبر منها باعتبار شعبنا الكلداني السرياني الاشوري جزءً من هذا الواقع المعاش. في الوقت الذي بات يعنينا جدا هذ التغيير على كل الصعد والمستويات. وخاصة بعد نجاح احزابنا ومؤسساتنا القومية في توحيد خطابهم السياسي والتوجه نحو مأسسة العمل المشترك من خلال اللجان التي شكلت حتى الان. والتي ستشكل في المستقبل بناء على متطلبات المصلحة القومية والوطنية العليا. وتجنبا لتكرار الاخفاقات العديدة التي رافقت مسيرتنا السياسية خلال السبعة السنوات الاخيرة. حيث تعرضنا خلالها لابشع عمليات الابادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري من وطننا الازلي. الى جانب عمليات التغيير الديمغرافي التي مازالت تتعرض لها مناطقنا التأريخية في مناطق سهل نينوى  ــ والتي كانت اخرها ولن تكون الاخيرة ــ قرار مجلس ناحية برطلة المتضمن بناء الف وحدة سكنية في اراضي تعود ملكيتها الى ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في برطلة. ناهيك عن توقف رفع  التجاوزات التي مازالت قائمة على اراضينا في اقليم كوردستان العراق؟ فهل سنستمر في الحديث عن عملية التغيير والاصلاح في اوساطانا الشعبية من دون ان تأخذ طريقها الى حيز التنفيذ العملي. بعد توفر العناصر الذاتية والظروف الموضوعية من كفاءة ورؤية تطويرية تمتلك القدرة على التحليل والاستنتاج وتؤمن بثقافة العمل الجاد والمسؤول الذي لا يكتفي بالمطالبة فقط باصدار القرارات المطلوبة بل يسهر على تطبيقها وتجسيدها على الواقع  أيضاً؟

وانطلاقاً من كل هذه التساؤلات فان المنطق والعقلانية يدعوننا ان لا نتصيد مشاهد وفقرات معينة من الشعارات والاهداف التي تطرح اليوم في اجندات امواج حركات التغيير وقرارات التنمية الانسانية العالمية كما يفعل البعض في قياداتنا السياسية لذر الرماد في العيون. وانما التوجه نحو العمل على تبني الخلاصات  والنتائج التي توصلت اليها بقية المكونات القومية التي نتعايش معها في الوطن بعد ان فرضت جماهيرها الشعبية مطاليبها المشروعة من خلال المسيرات التي قادتها في كل المدن العراقية. سواء الذي ورد في التقرير الاول الذي أكد "أن الاصلاح بات ضروريا وحتميا إذا ما أريد النجاح والديمومة لعملية التغيير الذي يتطلب ان يتم من الداخل"، وهذا ما اكده التقرير الثاني أيضاً حين شدد على أن الإصلاح الدائم في اي مجتمع لن يأتي الا من الداخل. بالاعتماد على مفاهيم ومبادئ الاصلاح الديموقراطي. لان الاصلاح الذاتي القائم على نقد صريح وشفاف ورزين ومتوازن هو البديل العملي لوضع مفاهيم اعادة تشكيل البنية الفكرية والسياسية والثقافية لاعادة تعزيز هويتنا الوطنية والقومية في العراق الفيدرالي.

ولا يكفي توافر عقلية التغيير لتحقيقه بل يستلزم أيضا وجود الارادة الحرة والاليات العملية وقواها الجماهير الشعبية الواعية صاحبة المصلحة الحقيقية في تجسيده على ارض الواقع. وللدفاع عنه من خلال بلورة مشروع واضح  المعالم يستقطب ويستوعب كل القوى المؤمنة بالتغيير والاصلاح باعتباره مشروعا وطنيا وقوميا معاصرا يمنح الفرص لانطلاق حوارمسؤول ومنفتح على الجميع وبدون استثناء. وفي مقدمتها القوى المؤمنة بتعزيز وترسيخ الوحدة الوطنية القادرة على مواجهة كل الصعاب. وهذا ما أكدته تجارب ثورات التغيير الشعبية في تأريخ الدول الديمقراطية التي بدأت مسيرتها بتغيير حقيقي وجذري.
 
واخيرا. بمقدار ما تمتد جذور وعروق هذا الحراك الديمقراطي في بنية الانظمة الداخلية وفي مناهج البرامج السياسية لاحزابنا ولمؤسساتنا القومية. وتأخذ حيزا مهما في الممارسة اليومية وفي التنفيذ. بمقدار ما تتمكن نواتها الصلبة تفعيل دورها في بناء القاعدة الاساسية لعملية التغيير والاصلاح على اسس ومفاهيم تعتمد بالدرجة الاولى على الالتزام بالاليات الديمقراطية في اية عملية انتخابية تتم في المؤتمرات الدورية وفي الاجتماعات المركزية. او في اتخاذ اي قرار او وضع اية خطة عمل داخل اي مؤسسة من مؤسسات شعبنا. لتأتي النتائج في النهاية معبرة عن تطلعات وطموح الاغلبية لتحقيق مطالبها العادلة. وخصوصا اذا تمكنت قواها الفاعلة والمؤمنة بحتمية التغيير والاصلاح من التنسيق والتعاون  في ما بينها لبلورة برامج التي تحدد الاولويات وترسم اطار العمل المشترك وصولا الى تحقيق الحقوق القومية والوطنية المشروعة التي حددها تجمع الاحزاب والمؤسسات القومية في وثيقتها التأريخية.

 ان حق توسيع قاعدة المشاركة في صناعة القرار السياسي ودعم دور مؤسسات المجمتع المدني وخاصة الاجتماعية والثقافية منها وحق الحرية في التعبير عن الرأي. سيعزز من الوحدة القومية لهذا الشعب العريق صاحب التأريخ الحضاري العظيم. لانه مهما اختلفنا في الرأي والفكر فإن الانتماء القومي يجمعنا جميعا. وستذوب بقية الانتماءات الفرعية الأخرى في هذا الحاضن القومي والوطني الجامع.





68
العلامة الكبير
البروفيسور
افرام عيسى السناطي

بقلم : جبرايل ماركو



لو يعود الامر لي أن أختار بين صفاتِ البروفيسور افرام عيسى السناطي العديدةِ صفةً واحدةً أختصربها أبعاد شخصيته المتنوعة. لقلت إنه المبدع المعطاء. ولكن ليست هذه السمة أسمى سماته، بل هي، في رأيي الشخصي، الموئلُ النفساني، لا بل الفلسفي، الذي تجد فيها السماتُ التي أهلته لدورِه التأريخي في اهم مرحلة سياسية يمر بها شعبنا في تأريخه المعاصر في العراق. ناهيك عن موقعِه العالمي والمعرفي في توثيق تأريخ شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ودور ثقافته وتراثه السرياني في الترجمة والعلوموالادب. والاهم من ذلك تأكيده العلمي على وحدتَها ومنبعَها ومبررَ وجودها النهريني. وليس المقصودُ هنا ابدا كرمه المادي وحسب، بل شيمةُ الضيافةِ والعطاءِ في المجالات كلها بما هي مشيئةٌ وقدر. والتجدد والتجديد وجهان من وجوه هذا الكرم والعطاء الرحب. وكذلك الابتكار والخلق والابداع. والحفاظ على التراث القومي والوطني أيضا.

البروفيسورافرام عيسى السناطي هو عصارة سنين غابرة. وخلاصة ذكريات حميمة مع الحضارة والثقافة والتراث القومي والوطني. نثر من جنان خواطره كلمات كان لها أثر كبير في نفوس قارئيه واصدقائه ومعارفه والمحيطين به. كما كان له الفضل الكبير في إذكاء شعلة العلم والمعرفة لتوثيق نهضة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري الحضارية والثقافية والتراثية والسير بها قدماً الى الامام. مازال السناطي يفتح قلبه الكبير لمعارفه ويحرص على اقامة صلات وثيقة معهم بما عُرف عنه من  البساطة وكرم النجار ونبل الشيم والاخلاق العالية. رجل لا تستطيع إلاّ أن تنجذب اليه لتعرف ما لديه. فتتحدث معه بكل عفوية. رجل حفلت مسيرة حياته باهم الذكريات وألاحداث السياسية المعاصرة. لأنه تقلّب في العديد من المناصب والمراكز وخبر الناس في كل المراتب والمواقع. إنه تأريخ بحد ذاته يرويه جيداً كأنه يحفظه عن ظهر قلب.

يكفينا شرفا وفخرا واعتزازا وذخرا بان البروفيسور افرام عيسى السناطي تبوأ ويتبوأ اليوم منصبا مهما في ثاني اكبر دور النشر الفرنسية. وان بلدية باريس كرمته اكثر من مرة على ابداعاته وانتاجاته الفكرية والثقافية والتراثية. تتشرف بدعوته اهم المعاهد والمؤسسات الدولية وعلى رأسها منظمة اليونسكو الثقافية للالقاء المحاضرات القيمة حول دور واهمية الثقافة والتراث في بناء شخصية الانسان. نعم السناطي قيمة علمية ومعرفية مهمة على صعيد الاستشراق وكل المستشرقين في العالم. عرفته اكثر القاعات الاوربية شهرة. محاضرا واستاذا ورئيسا لادارة جلسات مؤتمرات عالمية وشرق اوسطية. لكن مع الاسف الشديد تجهله اغلب مؤسساتنا القومية والروحية على صعيد الوطن والمهجر.

يستقبلك العلامة افرام عيسى السناطي في كل كتبه. فيرحب بك وينوّرك ويسخى عليك بالآراء والمعلومات والتحاليل دون أن يتوانى عن سؤالك كيف ترى إلى المسائل عينها. فالكرمُ والعطاء الغير محدود والاخلاق وبساطة النفس ليست في الهدايةِ وحسب. بل هو في المشورة واحترام المحاور ومناقشةِ آرائه بما يلزم من الجدية والاهتمام. و ما أن يحين موعد المغادرة حتى يبادرَ صاحبُ الدار إلى إهدائك ما فاته عرضُه في اللقاء. أو ما يكمّله و يتعدّاه إلى ميادين أخرى. فيقدّم لك كتبَه وما افتخربه من منشوراته أو حتى ما لفت انتباهه من منشورات غيره إذا رأى في ذلك ما يخدم فكرةً أو تراثا أو قيمة من القيم المعرفية.

ومن مفاهيمه الاساسية احترامِ المواهب المكرّسة واعتمادِها أساسا ثابتا في اكتشاف المواهب. وامتحانِها عبر إتاحة الفرص لها. وتوظيفها. وإبراز الاسماء الجديدة وإيلائها المساحةَ الجديرةَ بها وإيفائها حقها من الوجوه كافة. ليست هذه الاخلاق والقيم والابداعات إذاً من باب التحديث والمنافسة والسعي للنجاح المهني فحسب. بل قد تكون. في الوجه الأسطع من وجوهها. صادرةً عن كرمٍ واثقٍ بالنفس. أمينٍ تجاه الآخرين. واثقٍ بأمانتهم. غير خائف من غيّ أو حسد. وأمين على المهنة كريم تجاهها. لذا ترى البروفيسور افرام عيسى السناطي محاطا بأصدقاءَ من أجيال مختلفة، ومهن متنوعة. وفي طليعتهم الزملاء ممن عملوا معه في جميع الميادين أو في بدايات مراحل الدراسات العليا. وأكملوا المشوار على دروب أخرى غالبا ما أصابوا فيها نجاحات مهمة. وترى أيضا بين الاصدقاء والزملاء أصحاب السياسية والادب واللغة السريانية. ويحز في نفسي كثيرا لانه لم يتم دعوته الى الوطن حتى الان من اجل ان يكرّم كأحدٌ كبارَ شعبنا الكلداني السرياني الاشوري كرجلا للعلم والمعرفة بين ابناء جلدته وفي مسقط رأسه. في الوقت الذي يحفظ كل المستشرقين الأجانب الود والاحترام والوقار للعلامة افرام عيسى السناطي. وكل أولئك الذين وجدوا فيه إلى الزميل العارف والشارح وفاتح الأبواب الموصدة، الأخَ والأبَ وبيتا يفدون إليه فيشعرون فيه بأنهم أصحابُ الدار.

وما المكانُ والمكانةُ اللذان اولاهما البروفيسور افرام عيسى السناطي في حياته. للفكر والمعرفة والآداب والفنون والريادة والتجديد في حقولها منذ مطلع التسعينات. الذي بفضله اصبح عرفا وتحصيلا حاصلا في دور النشر الفرنسية والعربية والتركية لاحقاً. نعم انه من باب الحداثة والثقافة الذاتية والجماعية والسبقِ المهني وحسب. بل هو أيضا من باب حسن الضيافة والكرم على الذات وعلى الآخرين. كباراً في ميادينهم وميادين في كبارهم. والاهم من ذلك العناية الفائقة بالتراث الثقافي والتأريخي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري التي أفرد لها السناطي بابا واسعا في مسيرته التوثيقية وفي محاضراته ودراساته وفي كل المؤتمرات العالمية التي شارك بها. ناهيك عن الجهود المبذولة والمتابعة المستمرة لكل التطورات التي تجري في الوطن والعالم... وما يعطيه من ذاته ومن وقته ومن رصيده لتنجز الأمورُ على خير وجه. ويختفي داخل السعادةِ التي يبديها عند الجهد والفعل والنتائج. افرام عيسى السناطي سخي على الماضي كما هو كريم على الحاضر والمستقبل.

ويحرص ويفيض البروفيسور افرام السناطي جودا وعطاءً بتفاؤله المستمر بالحياة. وتفاؤله الخاص بالوطن العراقي وبالإنسان والإنسانية. ففي أحلك أعوام العقدين الأخيرين. يوم كان الوطن وشعبنا الكلداني السرياني الاشوري وكيانه القومي يمران باصعب الظروف التي كان يبدو للبعض انهم قد اصبحوا في مهب الريح. لم يشّك لحظةً واحدة بانتصار الأول القريب وبديمومة الثاني. مرسخا هذا التفاؤل في التأريخ والجغرافيا والمواثيق الدولية وقوة الحق و انتصار القانون. مع اعتماده - في بعده الأعمق- على الإيمان بالعمل وعلى الايادي المخلصة والوفية للقضية وللوطن. وبالقدرة الدائمة على مواجهة قوى الظلم والظلام وهزيمتها. وفي كل كتبه التي نشرها باللغة الفرنسية والعربية والتركية ركز كثيرا على اتاحة المجال امام القارئ الاوربي والعربي والتركي للاطلاع على عظمة تأريخ وحضارة وثقافة وتراث الشعب الكلداني السرياني الاشوري الضاربة الجذور في عمق ارض بلاد ما بين النهرين. تلك الكتب التي تسابقت على ترجمتها اكبر دور النشر العربية والتركية في مصر ولبنان وسوريا وتركيا. لهذ تجد العلامة افرام السناطي يدعونا دوما الى الحزم والعزم والتجاسر ومحاربة اليأس والحزن والتشاؤم. فقد يكون المتشائم كريماً بآرائه. لكنه ضنينٌ بذاته وقدرته وقواه. وبخيلٌ بما يخبئه القدر من رياحَ مؤاتية. لان الانسان المتفائلُ يعرف تمام المعرفة أن لرؤياه ثمنا. وأن هذا الثمنَ يأتي على حساب راحته وثروته وحياته وبالمجازفة بها. لكن هذه الرؤيا وهذه المغامرة تكرسانه صانعا لا مصنوعا. غالبا لا مهزوما. قادرا لا عاجزا. وقديما قال المتنبي:

 لولا المشقةُ ساد الناس كلّهُم          الجودُ يفقر والإقدام قتّالُ
 

الحرية بما هي العطاء. والعطاء بما هو حرية. هكذا هو العلامة افرام عيسى السناطي الانسان الذي يعيد كل يوم تعريفَ العطاء وصياغتَه والتفضّلَ به من اجل قضية شعبه ووطنه.

69

المناضل دنخا ليون
المارد الذي رحل


بقلم: جبرايل ماركو

أيها الصلب في  مواقفكم القومية والوطنية. الحاذق في رؤياكم السياسية. الصامد والمثابر في كفاحكم الازلي من أجل تثبيت الحقوق القومية والوطنية المشروعة وفي مقدمتها الحكم الذاتي للشعب الكلداني السرياني الاشوري في الدستور الفيدرالي.  ضمانا للشراكة الوطنية الحقيقية. وتكريسا للعيش المشترك. ونصرة لكل مظلوم ومواجهة كل ظالم.

كنتَ حقا رجلا في تأريخ وتأريخا في رجل. فجسدتَ في ممارستكم القومية والوطنية وفي ومواقفكم الفيصلية في الايام العصيبة زعامة تأريخية ذات امتدادات عابرة لمراحل مهمة وصعبة في تأريخ مسيرتنا النضالية.

أيها المتمرد بعنفوان على كل قابض على قرار. دفاعا عن حق مغتصب أو تهميش قضية أو كرامة مهانة. أيها الفاتح قلبه وبيته لكل مستجير أو مستعين. أيها الجريء الرافع صوته مدويا. مسقطا كل الضوابط والقيود. لاحقاق العدالة ورفع الغبن عن الناس.

يا من علمتنا ألا نخاف ونهاب القوي لأن لا قوة تفوق قوة الحق والارادة الحرة. يا هازم  كل الالقاب والحقائب والمراكز. وقد همشتها مرارا غير آبه بها ولا ساع اليها. يا احد الميثاقيين الذين التزموا القضية القومية والوطنية هدفا اسمى لهم.. يا آخر القلة التي واجهت بقوة كل المتمذهبين والطائفيين من دون أن تخشى يوما أية ارتدادات سلبية على موقعها او مكانتها.

أيها المنتصر بارادة الحياة على قدر الموت. أنت يا من انتصرت من خلال مواقفك الصلبة والصائبة. لم تغريك المناصب ولا المساومات ولم تحيد عن مبادئك التي تربيت عليها. وانتصرت على موتك المتجدد كل يوم في معركة وفاء الاهل والأحبة والاصدقاء.

أيها المناضل الكبير. أخشى أن نكون في وداعك. نودع معك الحقيقية الميثاقية. الحاضنة لجميع أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري والمتفاعلة معهم كلهم. بلا استثناء أو استبعاد او استقواء.

نعم رفيق دربي. كنت فعلا مثالا يقتدى به كل الوطنيين الاحرار. فصح فيك قول المتنبي لسيف الدولة: "فيك الخصام وأنت الخصم والحكم"؟
 
منذ سنوات قلت: رفاق الدرب والاصدقاء الذين نحبهم يغيبون عنا واحد تلو الاخر. بعضهم تخطفهم الظلمات. والبعض الآخر يضلّون في الصحراء متساقطين على جوانب الطريق. والبعض الثالث تغيبهم الارض. وكلما غاب واحد منهم أحس أن غصنا مني قد انقصف. لكـأني بعد قليل سأصبح مجرد عمود من الخشب كان يوما... شجرة!

رفيقي دنخا ليون.

أمام هول هذه الفاجعة الكبيرة. يتخطى الحزن كل الكلام. فلا ادري بأي كلام أنصفك وأنت الذي لا ينصفه أي كلام؟ وعند حلول الكارثة ينحبس الضوء ويخطف الموت العافية.

باكرا كتبت اسمك في دفاتر الغياب. يا نجمة الغياب رفيقي دنخا ليون. أنا عاتب عليك. أوَ هكذا ترحل عنا من غير وداع. رحلت عنا قبل اكتمال الزمان؟ لقد اصطادك الموت قبل أيام ووشم الجبين العالي الذي تتكأ عليه جبال حكاري التي مازالت تحتضن قبور اجدادك المار شمعونين وكنيسة مار شليطا في قرية قوجانس. كان هذا اخر كلام في اتصال تلفوني معكم. يومها اتفقنا معا ان نلتقي في الصيف المقبل في دير الزعفران. ومن دير مار حاننيا ننطلق سوية نحو موطننا حكاري. وتحديدا الى قرية قوجانس لنصلي معا في كنيسة مار شليطا بمشاركة ارواح اجدادكم العظام التي مازالت ترفرف حتى اليوم على قبورهم. لكن الموت المفاجئ غيب الامل ومرَّ كما يمر الرعاع وهو لا يدري أي غاضب قتل وأي مارد بسهمه أصاب.

يا كبيرا من ابناء شعبي ومن وطني. لقد فقدت ساحات النضال القومية والوطنية مناضلا فذا ومفكرا عظيما وانسانا خلوقا. كان هدفه الاسمى دوما الضمان الدستوري للحقوق القومية المشروعة لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق. حقا رفيقي دنخا ليون كنت واحدا من أعمدتنا القومية والوطنية. الذي سيبقى خالدا فينا كخلود جلجامش وعظمة انكيدو وعشتار. وكخلود أعمدة بوابة عشتار في بابل.

نادرة هي الأرحام التي تجود بمناضلين اوفياء مثلكم. سيرتكم التأريخية ستبقى لنا ملاحم نضال وبطولات ووقفات عز وعطاء. قلائل هم الذين من نسيجكم ممن أعطوا كل شيء. وكل ما لديهم. وبذلوا الدم في سبيل قضية الأمة والوطن. ملتزمون القسَم على أن يكونوا جنودا أوفياء وصادقين أصفياء أنقياء مخلصين في صفوف الحركة القومية العظيمة الحاضنة للنهضة القومية والاجتماعية الآيلة الى النصر المظفر حتما.

ترجلت ايها الفارس عن صهوة جوادك بعدما أتعبتَ الحصان. لقد تعب الحصان وما تعب الفارس. في ذياك الزمان يوم كنت والدهر على غير وئام. وأي دهر على الأحرار ما جار وما قسا. غلبك فقهرته وقهرك فتحديته وصرعت التنين كعادتك في كل معمعة وفي كل نزال.

رفيق دربي دنخا ليون لن ابكيكم ابدا. بل أحييكم بالتحية التي لا تحية لنا سواها.
 
يحي الوطن... والبقاء للأمة.


70
نادي طور عبدين الاشوري
يحي ذكرى الملفان الكبير
نعوم فائق

يوم الاحد الموافق 6 شباط 2011 أحيت الهيئة الادارية لنادي طور عبدين الاشوري في مدينة يونشوبينغ السويدية. الذكرى الواحدة والثمانون لرحيل الملفان الكبير نعوم فائق. رائد الحركة القومية ومنظرها الروحي والفكري الذي أكد دوما في ادبياته السياسية على وحدة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وعلى اهمية وضرورة المحافظة على وجوده القومي في مناطقه التأريخية وعلى تثبيت حقوقه القومية والوطنية في دساتير الاوطان التي يشكل فيها مكون قومي من مكوناتها القومية والوطنية. لضمان شراكته السياسية الحقيقية وتفعيل دوره في العملية السياسية. الملفان ايليا درا عضو اللجنة الثقافية الذي افتتح الحفل بكلمة ترحيبية بالجميع موضحا ضرورة واهمية احياء ذكرى الملفان الكبير نعوم من خلال العمل على تجسيد تلك المبادئ والافكار التي نادى بها. وخاصة في هذه المرحلة الراهنة والمهمة التي يناضل اليوم ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق من اجل تثبيت حقوقهم القومية والوطنية المشروعة في الدستور الفيدرالي. تلاه بعد ذلك السيد سعيد طورعبدينايا العضو القيادي في المنظمة الاثورية الديمقراطية ومسؤول فرعها في السويد. الذي عدد اهم المهام التي مارسها الملفان الكبير نعوم فائق خلال حياته العملية. كمفكر ومعلم وصحفي واديب. معددا في نفس الوقت المجلات والصحف التي اصدرها في الوطن والمهجر. وقد ركز السيد سعيد طورعبدينايا في كلمته على العمل معا لتحقيق حلم الملفان الكبير الذي ناضل من اجله وفي مقدمته. وحدة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري التي المسها قد تحققت اليوم من خلال مشاركتكم في احياء ذكر ملفاننا الكبير نعوم فائق. مشيدا في نفس الوقت بوحدة الخطاب السياسي الذي توصلت اليه كل احزابنا ومنظماتنا ومؤسساتنا القومية في الوطن. مشيدا ايضا باتفاقهم الذي يعتبر نقلة نوعية  في تأريخنا شعبنا المعاصر. ليتم من خلاله تجسيد المشروع السياسي المتمثل في استحداث محافظة لابناء شعبنا في سهل نينوى بمشاركة بقية المكونات. وتفعيل المادة ــ 35 ــ من دستور اقليم كوردستان العراق ليتمكن ابناء شعبنا من ممارسة سلطات الحكم الذاتي في مناطقهم التأريخية. واصفا السيد سعيد طورعبدينايا هذه المرحلة لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق بالفرصة الذهبية التي تتطلب من جميع احزابنا ومؤسساتنا القومية والروحية العمل يد بيد وبكل اخلاص ووفاء. من اجل تجسيد استحقاقاتنا السياسية في العراق على الواقع. لتكون الضامن الفعلي لدورنا القومي والوطني في العملية السياسية العراقية ولشراكتنا الحقيقية في العراق الفيدرالي الموحد. ولضمان ديمومة وجودنا في الوطن.

الفقرة الثانية في برنامج الحفل تجلت في القصائد الشعرية المؤثرة التي القيت من وحي المناسبة التي بدأها الشاعر المبدع اشورعوديشو. ثم تلاه الشاعر المرهف خوشابا يونان. وثالثهم كان الشاعر حبيب شابو. وخاتمها بالمسك كانت اطلالة نجم الحفل الشاعر سليمان كلي الذي الهب الحضور الذي طالب بالقاء قصيدة ثانية. هكذا عودنا دوما الشاعر سليمان على ابداعاته الرائعة ومفاجاءاته المثيرة. وفي الختام شكرت السيدة رجاء زيتون الحضور لمشاركتهم في هذه المناسبة القومية المهمة. كما حيت اللجنة الثقافية على جهودها المبذولة لاحياء وانجاح هذا الحفل الكبير.



الهيئة الادارية
نادي طور عبدين الاشوري


71
مكتب السويد يلتقي
هيئة العلاقات الخارجية
في البرلمان السويدي


يوم الخميس الموافق 17 شباط 2011 . التقى وفد من مكتب السويد للمجلس الشعبي. برئاسة جبرايل ماركو وعضوية بولص دنخا. مساعدي رئيسة هيئة العلاقات الخارجية في البرلمان السويدي. السيدتان اليزابيت بيورنسدوتر وآنا لوفهيم. في البداية قدم الوفد تعريفا عن المجلس الشعبي ومسيرته السياسية وانجازاته على الصعيدين القومي والوطني. بالاضافة الى ما يمثله اليوم في مجلس النواب العراقي ومجالس المحافظات وفي برلمان وحكومة اقليم كوردستان العراق من خلال مشاركته في الانتخابات الوطنية المباشرة. اضافة الى دوره الفاعل في العملية السياسية العراقية. بعدها قدم الوفد شرحا شاملا عن واقع شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق. وما يتعرض له شعبنا للابادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري من وطنه منذ سقوط النظام البائد. ومن دون ان تضع الحكومة الاتحادية العراقية حدا  لهذه الابادة الجماعية ومحاسبة المجرمين. ومن دون ان تتوقف هذه العمليات التي كانت اخرها المجزرة التي ارتكبت ضد المؤمنين الابرياء في كنيسة سيدة النجاة في العاصمة بغداد في 31 تشرين الاول 2010 . كل هذه الاحداث وغيرها اجبرت احزابنا ومنظماتنا ومؤسساتنا القومية على توحيد خطابها السياسي واتفاقها على مشروع سياسي موحد. يتضمن المطالبة باستحداث محافظة لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في سهل نينوى بمشاركة بقية المكونات. وتفعيل المادة ــ 35 ــ  من دستور اقليم كوردستان العراق. ليتاح لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري اقامة مؤسسات الحكم الذاتي في مناطقهم التأريخية في شمال العراق. كما تم التداول ايضا حول عمليات التغيير الديمغرافي التي تتعرض له مناطق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في سهل نينوى امام مسمع ومرآى الحكومة الاتحادية والحكومة المحلية من دون اتخاذ اية اجراءات عملية لايقاف هذا التغيير المنظم الذي يتعارض مع المادة ــ 23 ــ  من الفقرة ــ ب ــ من الدستور الفيدرالي العراقي. مع مطالبة الحكومة الكوردستانية للعمل على رفع التجاوزات عن بقية قرى واراضي ابناء شعبنا في شمال العراق. كما تطرق الوفد الى حالة الحرمان التي يعاني منها ابناء شعبنا في سهل نينوى من استحقاقاتهم المالية المخصصة لهم في ميزانية الحكومة المحلية. الى جانب الاهمال المتعمد من قبل الحكومة المحلية في تطوير البنية التحتية وعدم اقامة المشاريع الانمائية والاستثمارية للمساهمة في معالجة ازمة البطالة المتفشية في اوساط الشباب لايقاف نزيف الهجرة من الوطن. في الختام طالب الوفد من هيئة العلاقات الخارجية في البرلمان السويدي ومن خلالهم الحكومة السويدية لدعم وتأييد مطالب شعبنا المشروعة. باعتبارها الضامن الوحيد لتوفير الامن والامان لابناء شعبنا ولاستمرار وجودهم في العراق ولضمان شراكتنا الحقيقية في ظل العراق الفيدرالي الموحد. مع التأكيد ايضا على اهمية مساهمة الحكومة السويدية في اقامة مشاريع انمائية واستثمارية في مناطق شعبنا في سهل نينوى وفي اقليم كوردستان العراق. وفي النهاية قدم وفد مكتب السويد للمجلس الشعبي دعوة رسمية لرئيس واعضاء هيئة العلاقات الخارجية في البرلمان السويدي لزيارة الوطن.
      
                  المجلس الشعبي
                                                  مكتب السويد                  



72
لقاءات اليوم الاول
للوفد الرئاسي للمجلس الشعبي
في العاصمة ستكهولم



1.   استهل وفد المجلس الشعبي القادم من الوطن لقائه الاول في وزارة الخارجية السويدية يوم الاربعاء الموافق 9 شباط 2011 . مع السيدة غفران النداف مسؤولة قسم علاقات الخليج والعراق والسيد اوسكار شيلين مسؤول الملف العراقي في وزارة الخارجية السويدية. ضم وفد المجلس الشعبي كل من الاخوة جونسون سياوش مساعد رئيس المجلس الشعبي. وخالص ايشوع بربر رئيس قائمة المجلس الشعبي في مجلس النواب العراقي وبمشاركة الاخوة جبرايل ماركو مسؤول مكتب السويد وصبري ايشو سكرتير المكتب. قدم الاخ خالص ايشوع بربر تقريرا شاملا عما يتعرض له ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق لابشع انواع الابادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري من وطنهم. وخاصة الابادة الجماعية التي ارتكبت بحق المؤمنين في كنيسة سيدة النجاة في 31 تشرين الاول 2010 . كل هذا يحدث ضد ابناء شعبنا من دون ان تقوم الحكومة الاتحادية في بغداد بواجباتها المطلوبة لحمايتهم والدفاع عنهم وتقديم المجرمين الى العدالة. واضاف. ان كل هذه الاحداث وغيرها اجبرت احزابنا وتنظيماتنا ومؤسساتنا على توحيد خطابهم السياسي واتفاقهم على مشروع سياسي موحد يطالب باستحداث محافظة لشعبنا في سهل نينوى وبمشاركة بقية المكونات الاصيلة وتفعيل المادة  ــ 35 ــ من دستور اقليم كوردستان العراق التي تنص على الحكم الذاتي لابناء شعبنا. ليتمكنوا من اقامة سلطات الحكم الذاتي في مناطقهم التأريخية وممارسة حقوقهم المشروعة. ثم قدم الاخ جونسون سياوش تقريرا موثقا عن التغيير الديمغرافي المبرمج والممنهج الذي تتعرض له مناطق شعبنا في سهل نينوى الهادف الى القضاء على وجودنا القومي والوطني في العراق. والمطالبة ايضا برفع التجاوزات المتبقية عن الاراضي وقرى ابناء شعبنا في اقليم كوردستان العراق. كما ركز على حرمان مناطق شعبنا في سهل نينوى من اي اهتمام  ودعم لاقامة مشاريع انمائية مقارنة ببقية المناطق في محافظة نينوى. وفي الختام طالب وفد المجلس الشعبي من الحكومة السويدية لدعم مطالب شعبنا المشروعة في العراق المبنية والمستندة الى مواد الدستور الفيدرالي. كما حث الوفد ايضا الحكومة السويدية لاقامة مشاريع انمائية واستثمارية في سهل نينوى لمعالجة البطالة المتفشية وللمساهمة في يطوير المنطقة وتشجيع ابناء شعبنا للبقاء في مناطقهم التأريخية في العراق.

2.   الساعة السادسة مساء من يوم الاربعاء الموافق 9 شباط 2011 . التقى وفد المجلس الشعبي سيادة المطران عبد الاحد شابو. مطران السويد واسكندانافيا لكنيستنا السريانية الارثذوكسية. حيث ثمن السيد خالص ايشوع بربر مواقف سيادة المطران عبد الاحد شابو واثنى على تصاريحه الاعلامية في جميع وسائل الاعلام الهادفة دوما الى وحدة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ودعم مطاليبه المشروعة وفي مقدمتها اقامة الحكم الذاتي في مناطقه التأريخية. ثم قدم السيد خالص ايشوع شرحا مفصلا عن واقع شعبنا الصعب في العراق وما يتعرض له من ابادة جماعية وتطهير عرقي وتهجير قسري من وطنه التأريخي. كما وضح النقاط الاساسية التي اقرتها اللجنة البرلمانية التي شكلها مجلس النواب العراقي في جلسته الخاصة. للعمل على حماية ابناء شعبنا والعمل على معالجة اوضاعهم وخاصة في المناطق الساخنة. وشدد السيد خالص ايشوع بربر على اهمية الاتفاق الذي اقرته احزابنا ومنظماتنا ومؤسساتنا القومية في العراق. الهادف الى المطالبة باستحداث محافظة لابناء شعبنا في سهل نينوى وبمشاركة بقية المكونات الاصيلة. وتفعيل المادة ــ 35 ــ من دستور اقليم كوردستان العراق.  ليتمكن ابناء شعبنا من اقامة مؤسسات الحكم الذاتي في مناطقهم التأريخية في شمال العراق. بدوره رحب المطران عبد الاحد شابو برئيس واعضاء الوفد طالبا لهم التوفيق والنجاح في مهمتهم في السويد وفي الوطن. واكد على استعداده الدائم الى دعم وتأييد المطالب المشروعة لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق.

3.   اللقاء الاخير من يوم الاربعاء الموافق 9 شباط 2011 كان مع المنظمة الاثورية الديمقراطية في السويد. حيث اقامت المنظمة مأدبة عشاء وعمل على شرف وفد المجلس الشعبي الذي يزور السويد لاول مرة. تدوال الجانبان اوضاع شعبنا ومستقبله السياسي في العراق. وخاصة مرحلة ما بعد الاتفاق الذي تم بين احزابنا ومنظماتنا ومؤسساتنا القومية وبمباركة جميع كنائسنا. وشدد الجانبان على ضرورة واهمية التزام الجميع بكل ما ورد في بنود الاتفاق وبذل اقصى الجهود على استمراريته وتجسيده على الواقع. من جانبه اكد رئيس واعضاء وفد المجلس الشعبي حرصهم الشديد على الالتزام والتمسك بالاتفاق والعمل على تجسيده على الواقع. وقد تجلى ذلك بوضوح في تبني مؤتمر برلين لمقرارات الاتفاق الذي اقرته احزابنا ومنظماتنا ومؤسساتنا القومية في العراق وخارجه. من جانبه اكد السيد سعيد يلدز مسؤول فرع المنظمة الاثورية الديمقراطية في السويد. استعداد المنظمة على تقديم كل مايطلب منها من اجل دعم عملية استحداث محافظة لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في مناطقهم التأريخية في سهل نينوى وبمشاركة بقية المكونات الاصيلة. وتفعيل المادة ــ 35 ــ من دستور اقليم كوردستان العراق. ليتسن لابناء شعبنا اقامة مؤسسات الحكم الذاتي في مناطقهم الـتأريخية في شمال العراق. وفي الختام اتفق الجانبان على التواصل والتعاون المثمر.          يتبع


مكتب السويد


73
المطلوب
 مرجعية إعلامية


بقلم: جبرايل ماركو


ان حالة الهلع  والتخبط الاعلامي والضغوط النفسية التي ترخي بتحدياتها وبظلالها على ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق. نتيجة استمرار ارتكاب عمليات الابادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري بحقهم منذ 9 نيسان 2003  في الوقت الذي مازال الاستقرار الامني في المناطق السخنة غير مضمون. بينما الاجواء الامنية معرضة في اي وقت الى حدوث عمليات ارهابية في بغداد والموصل الخارجتين عن سيطرة القوات الامنية العراقية. ناهيك عن التفجيرات التي طالت مرات عديدة كل كنائسنا المشرقية في اغلبية المدن العراقية. كل هذا وغيره ادى الى اصابة الانسان الكلداني السرياني الاشوري في صميمه. وترك اثارا وندوباً وجروحا عميقة في القلب وفي الذاكرة. بما بات يهدد بزعزعة الثقة بالشريك الوطني والآخر والقريب والذات. لان ابناء شعبنا الذين يرتضون طوعا ان يقدموا انفسهم فداء لقضاياهم القومية والوطنية. يرفضون في نفس الوقت وبكل قناعة ان يكونوا ضحية للقوى الظلامية والارهاب والعنف الفكري او الديني او السياسي. من خلال استضعافهم وابادتهم واغتيالهم. من دون ان تلق تلك الجرائم الانسانية اية متابعة ومحاسبة من قبل الحكومة العراقية وقواتها الامنية واجهزتها المختصة. والاكتفاء فقط بالشجب والاستنكار واصدار بيانات الادانة لرفع العتب عنها ولذر الرماد في العيون. وحتى من دون اتخاذ وبذل ابسط الاجراءات الامنية للكشف عن مرتكبي هذه الجرائم. لتحمي المواطن العراقي من هذه الدوامة البربرية. وهذا هو الحد الادنى من استحقاق الانسان العراقي وما يكفله له الدستور الفيدرالي العراقي. لكن عمليات الابادة الجماعية والتطهير العرقي لم تنته بعد. ومن دون ان تكشف السلطات الحكومية حتى الان عن الاسباب والدوافع الحقيقية التي تقف وراء ارتكاب هذه الجرائم الشنيعة بحق ابناء شعبنا العزل. ومن دون ان تتحمل الحكومة العراقية ادنى مسؤولياتها فيما يجب ان يقال للرأي العام العراقي... اما خوفا من الجهات التي تنفذ وتقف خلف هذه الابادة الجماعية؟ او للتغطية على تصفية الحسابات بين بعض القوى السياسية العراقية المتصارعة على السلطة بسبب الاختلافات المذهبية والطائفية. على حساب وجود ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الوطن باعتبارهم الحلقة الاضعف؟ او استهتاراً بالضحايا البريئة...!

وفي الحالتين. يتساءل ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري عن مسؤولية المرجعيات الافتائية. التي لا تحرّم ولا تجرّم ولا تمنع القتل والتكفير. ولا تبادر الى الى تحمل مسؤولياتها لوضع يدها على الامور. ولا ترفع صوتها عاليا في وجه هؤلاء المجرمين. حفاظا على روحية الدين وكرامة كلمة الله. وصونا للتعاليم الدينية السمحاء ومعانيها السامية. واحتراماً لمسؤولية المقامات التي تمثل هذا الدين. للعمل على منع الاعتداء باسم الشريعة الدينية على اخوتهم في الوطن والانسانية...!فمن حق الكلداني السرياني الاشوري ان يخاف على وجوده القومي؟ وان يعتب على الجميع؟ وان يغضب ويسأل "لماذا يقتلوننا؟". نعم من حقه الطبيعي ان يطالب بحمايته من قبل الحكومة العراقية والمؤسسات الدستورية التي شارك في انتخابها وان يحملها كل المسؤولية عن تقصيرها. ومن حقه ايضا  ان يصرخ ويقول "آخ". ولو صمّ السامعون آذانهم. وأطبق المسؤولون والناظرون جفونهم. ونامت ضمائرهم  وغفت بصائرهم...!

نعم من حق ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. في العراق بشكل خاص ان يطالبوا قيادات احزابهم السياسية ومؤسساتهم القومية والروحية بعد توحيد خطابهم السياسي. ان يؤسسوا لمرجعية اعلامية قومية. وان ينتخبوا ناطق رسمي لهم على ان يستق كل مواقفه وتصريحاته من من لجنة المتابعة لتجمع الاحزاب والمؤسسات القومية. بشرط ان تكون من اولويات ومهمات المرجعية الاعلامية. العمل على وضع استراتيجية اعلامية ردعية ووقائية. تدافع عن تثبيت حقوقنا القومية والوطنية المشروعة في الدستور العراق الفيدرالي وفي مقدمتها استحداث محافظة لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في سهل نينوى وتفعيل المادة ــ 35 ــ من مشروع دستور اقليم كوردستان العراق. ليتمكن ابناء شعبنا من ممارسة مهام سلطات الحكم الذاتي في مناطقهم التأريخية. ضمانة للشراكة الحقيقية. ولتضمن امن وسلامة ابناء شعبنا من شر الابادة الجماعية والجرائم التي ترتكب بحقهم بشكل شبه يومي. وتجبرهم على الهجرة القسرية والرحيل من وطنهم الازلي. وتجعل منهم مادة للتحليل الاخباري والتعليل والاكثار من وضع التصورات وكتابة السيناريوات الاحباطية. والارتقابات التهويلية الجاهدة لاضعافهم. والتعامل معهم على انهم مشروع ضحية. سهلة المنال. لانهم لا يملكون اية مرجعية تحميهم. ولا بكّاءة تندبهم وترثيهم .....

نعم من حق ابناء شعبنا. ان يطالبوا بمرجعية اعلامية. تضع خارطة الطريق لتحرك اعلامي واعي. تضبط فوضى التصريحات التخويفية. والتصاريح العشوائية والغير مسؤولة. وتحد من خطر الاحاديث الاحباطية والتحليلات الارتجالية التي لا تحمل اية مسؤولية قومية ووطنية. بل تجعلهم اسيري هواجس سوداوية وافكار ظلامية وافاق ضيقة تنعكس سلبا على ديمومة وجودهم القومي. وتؤثر على تفاعلهم الوطني في العملية السياسية في العراق التعددي الفيدرالي. حيث التضامن والتكامل يصونه الدستورعلى اساس تعزيز التلاقي والتعايش الحرّ بين كل المكونات القومية والدينية في الوطن.

ومن واجب وحق كل ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. ان يرفعوا صوتهم بقوة وعنفوان حرصاً على استمرار وجودهم ومستقبلهم السياسي وعلى كيانهم القومي. وحفاظا على دورهم وحضورهم الفاعل على كل الصعد. ومن حقهم ايضا ان يطالبوا بالاحتكام الى مرجعية اعلامية قومية. تتولى مسؤولية رسم السياسة الاعلامية المسؤولة لتتولى عملية الاشراف والتوجيه. وترعى عمليات التنسيق بين كل مؤسساتنا الاعلامية. وتسهم في الحد من فوضى اعداد البرامج في وسائلنا الاعلامية التي لا تعبر عن متطلبات مرحلة استحقاقاتنا السياسية. وتسعفنا من هذا الظهور الاعلامي النرجسي. الذي يكثر فيه الكلام الغير مسؤول ويختفي في مضمونه المعاني المطلوبة. وخصوصاً عندما يظهر بعض رجال السياسة ورجال الدين في الوسائل الاعلامية ويدلون بآرائهم البعيدة كل البعد عن طموح وتطلعات ابناء شعبنا. من خلال تصاريحهم التي لا اسس لها. ولا ضوابط ولا قواعد ولا تماسك في افكارها وارائها وطروحاتها. او عندما يبادر بعض الاعلاميون والكتاب الى كتابة مقالات او اجراء تحقيقات او اعداد مقابلات. من دون اجراء دراسة دقيقة لنتائجها وعواقبها لاستشراف انعكاساتها المستقبلية على مصير ابناء شعبنا في العراق.

ان غياب دور المرجعية الاعلامية. تفقدنا السيطرة والتحكم بالبوصلة المناطة اليوم بيد وسائل اعلامية تفتقد الى الحد الادنى من التعاون والتنيسق فيما بينها. حيث تدفعنا الى التبصّر اكثر في دورها وحدود تحركها وصلاحياتها وللعمل معها. كل يعلن من موقعه ووفق انتماءاته واجندته وقدراته. بينما المطلوب هو للحد من تهوّر بعض انجازات الاعلام. وغالبا ما تكون لها ردود سلبية وانعكاسات قاسية لعدم وجود التنسيق المطلوب فيما بينها. ولعدم مراعاة  المهنية الاعلامية والاحترافية الفنية. وخصوصا في مقاربة الامور الدقيقة وتناولها للقضايا الساخنة في الاوقات الصعبة والحرجة. على هذا نريد ان يُبنى الامل في ان يعي ابناء شعبنا دورهم ورسالتهم وفلسفة حضورهم. وفي ذلك. دعوة صريحة. الى الاعلام والقابضين عليه. ليكون اعلاما حضاريا. بصيرا ومتبصرا. اساسه العقلانية ورسالته الموضوعية والارتقاب. اعلاماً حذراً... لا اعلاما يتذاكى على الآخرين. ويصدقون انفسهم على انهم من اشباه السلطة!


مطلوب اليوم من قياداتنا السياسية ومؤسساتنا القومية والروحية. للعمل معا على وضع  الاستراتيجية الاعلامية. لتقوم بمهام بلورة رؤية اعلامية واعية على كل الصعد. القومي والوطني والاقليمي والعالمي. والتعامل مع عصر العولمة بكل ما يحفل ذلك من متغيرات وما يطرحه من تحديات تمكن اعلامنا من اداء وايصال رسالته الاساسية في خدمة قضايانا القومية والوطنية والعمل على تطوير اداء خطابنا الاعلامي والياته ووسائله على كل المستويات. التي ستوفرها له الاستراتيجية الاعلامية بكل مؤسساتها واجهزتها والياتها العملية. ذاك المنظور الشامل للمنطلقات ومتطلبات العمل الميدانية للاستهداء به في عملية رسم السياسات البرامجية التي ستعالج كل قضايانا الاجتماعية والثقافية والفكرية والسياسية. والتأكيد على ثوابت مطالبنا القومية والوطنية. الداعمة لوحدتنا القومية ووحدة المصالح والمصير والامن القومي والوطني. والعمل على الالتزام بقيمنا وتراثنا الثقافي. والعمل ايضا على استثمار كل ما وفره الفضاء من جسور قوية للتواصل ولتوطيد الرابط القومي والوطني بين الوطن والمهجر. للمساهمة معا في دعم خطابنا الاعلامي. والاهم من ذلك التأكيد على احترام حرية التعبير واحترام الرأي الاخر. وتوخي الدقة والمهنية الاعلامية والصدق والموضوعية. والعمل دوما على اثراء مجال الحوار المسؤول وتشجيع المشاركة فيه. الذي سيكسب اعلامنا المصداقية وثقة المواطن العراقي بكل انتماءاته القومية والدينية. وتعلقه باعلامنا على ضوء حرية الاختيار الكاملة المتاحة له من بين المصادر الاعلامية العديدة. المكتوبة والمسموعة والمرئية والمعلوماتية. تلك الاستراتيجية التي ستمثل ايضا في مجمل رسالتها وادائها إطارا فكريا واعلاميا وسياسيا متكاملا يمكن للمرجعية الاعلامية الاسترشاد به في المستقبل نحو تطوير اداء مؤسساتنا الإعلامية وتوجيهها بشكل أفضل لخدمة أهداف التكامل فيما بينها وتعزيز فرص التعاون مع الوسائل الاعلامية العالمية بما ينسجم ويحقق أهداف شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في صياغة رؤى اعلامية واضحة تستطيع ان تعبر بشكل قاطع عن تطلعات وطموح جماهيرنا الشعبية. لتستطيع رسم خطة انطلاقتها الاعلامية الصحيحة نحو الافق المنشود والحضور الاعلامي واثبات الوجود. مع اخذ بعين الاعتبار دوما الية وكيفية تحصينه. لان التنافس الاعلامي الحاد في فضاء بلا قيود بات لا يرحم ابدا.



74
المنبر الحر / ميلاد يسوع الطفل
« في: 18:06 24/12/2010  »
ميلاد
يسوع الطفل


بقلم: جبرايل ماركو

أكثر ما يربك ويحير هذا العالم في ليلة الميلاد. ان المسيح الذي أتى من أجل الفقراء. يحتفل بميلاده الأغنياء. فيتحول ميلاده بطريقة غريبة. وكأنه لا رعاة ساهرين. ولا مجوس ساجدين. ولا ملائكة تنشد وتسبح للرب... بل وكأن المسيح تغير وصار هناك مسيح آخر. لم يخبرنا الانجيل عنه. ولد ميسوراً وعاش مترفاً وقضى حياته راغدا متنعما. وما يزيد البشرية اليوم ارباكا في تسائلها حول كيفية غياب ذاك المزود. وكيف صارت الاقمطة العتيقة ثيابا فاخرة. وباتت كسرات خبز الفقراء موائد مترفة. وتغير الدعاء والصلوات الربانية الى قرع الكؤوس. وانقلب صمت بيت لحم الى الضجيج الصاخب. غير ان المسيح يعرف كما يعرف الأغنياء ان الاحتفالات التي تقام في مناسبة ميلاده. انما تقام في كل مناسبة. سواء أكان المسيح مولوداً. أم مصلوباً أم قائماً من بين الاموات. بل هي تقام بالمسيح ومن دونه. وعلى الأرجح من دونه أي من دون الفقراء.

لأنه ما من احد ارتبط اسمه في هذا العالم بالفقراء. كما ارتبط  اسم سيدنا يسوع المسيح بهم. فعندما تجسد انسانا على الارض فقد أخذ تحديداً جسدهم. كما أخذ حاجتهم ووجعهم ومعاناتهم وآلامهم وهمومهم. ومثلهم صار يعطش ويبرد ويجوع. واضطهد مثل الفقراء. ومثلهم يتشرد. يلاحقونه من بيت الى بيت فيهرب. يطلبونه فيختبىء. وفي كل حين يعملون على ايذائه. وفي كل الاوقات يتآمرون عليه. حتى بدا يحمل صليبه وهو مازال طفلا. كما يحمل الفقراء صلبانهم منذ طفولتهم. متروكين في المياتم. ومتروكين في المعامل. موزعين على الأرصفة. منسيين في السجون. مهملين في المستشفيات. يعذبونهم ويستغلونهم. ويضربونهم. ويبيعونهم كأي سلعة تجارية في الاسواق. ويتاجرون بهم. ليحملوا في أجسادهم الصغيرة علامات المسيح. أو ليحمل المسيح في جسده علاماتهم.

وفي الليلة الميلادية تختفي كل هذه العلامات. بل يختفي كل الأطفال في طفل بيت لحم وفي الطفل ادم زهير مارزينا شهيد الطفولة في كنيسة سيد النجاة في وطني الجريح. كما تختفي نجمة الميلاد وكل النجوم وكل الغيوم وكل الهموم. ويصبح العراق وبيت لحم بيت الخبز. بيت الفقراء. وتصير تطعم الاغنياء. فكل الاغنياء هذه الليلة جائعون الى الزاد الروحي. يريدون ان يشبعوا لكنهم هائمون وضائعون. يرتجفون عّراة. الليلة يحسدون الفقراء. لانهم لا يستطيعون دخول المغارة. ولن يدخل المغارة من كان جسده مختلفاً عن جسد المسيح. فقيراً كان أو غنياً. وكيف هو جسد المسيح؟ حقا انه جسد لا يملك أي شيء. ولا يحتفظ لنفسه بشيء. ويكون طعاما لسائر الاجساد. لذلك يسهل على الفقراء أن يدخلوا. ليس جميع الفقراء. كما يصعب ذلك على الاغنياء. وليس كل الاغنياء. الا من كان على فقر المسيح لانه المثال الحقيقي للانسان العادل. وكما يقول بولس الرسول "انه الغني الذي افتقر كي يغنينا بفقره".

وفي ليلة الميلاد. الدعوة مباحة للفقراء. فيتمكن الرعاة من أن يسهروا. والمجوس من أن يسجدوا. ويستطيع الملائكة ان ينشدوا المجد للعلى والسلام على الأرض وبين الناس المسرة. نعم أرض تبحث عن السلام. كما تبحث عن الطعام. كما تبحث عن المسيح. وفي هذه الليلة الميلادية ومن مزوده يبحث المسيح عن الناس. فلا حاجة الى السؤال عنه. لأنه بيديه الصغيرتين يريد أن يضم الجميع. وأن يكسو ببضع أقمطة عري الجميع. وان يشبع ببضع الكسرات من الخبز جوع الجميع. وأكثر ما يربكه أن يكون الميلاد مجرد احتفال يحضره كل واحد منا. ويتأمن فيه كل شيء. ويغيب عنه المسيح. لكن المسيح لا يغيب عنا ابدا فهو كالشمس. نظنها قد غابت  ولكن هي باقية في مكانها. تشرق في منتصف الليل. ولا يبقى ليل. والفقراء. الفقراء في ليلة الميلاد. كواكب... ويضيئون.


في هذه الليلة الميلادية نصلي للطفل يسوع المسيح ونتضرع ونبتهل ونتسائل اليه. فتكون صلواتنا كلمات متصلة ومتواصلة. نتكلم وحدنا ولا ندع أحدأ ان يشاركنا في الكلام. ولا حتى أن يبادلنا الأفكار فتفتقد كلماتنا إلى الروح. روح الصدق التي تتقاطعها فتعيد إليها حياتها ومعناها و جوهرها و تجعلها ذات فائدة وهدف اسمى.  حتى ربنا. أحيانا نحادثه وننفرد بحديثنا معه. عارضين طلباتنا. متدرعين بحججنا. غير آبهين بقلوبنا التي يملكها ويتكلم من خلالها ولا إلى ما يريده منا. وهو الذي يريد خيرنا و صلاحنا. متسائلين بأن يجيبنا في الحال فيوافق على أفكارنا أو يصرخ في وجهنا معترضا. وهو الذي صلب ومات من أجلنا لمغفرة خطايانا. وشعرة من رؤوسنا لا تسقط إلا بعلمه وإذنه.

 
 من قال إن الله لو تكلم. سيصرخ عاليا . فالمسيح عندما يتكلم. يتكلم من القلب إلى القلب. كلمات ربانية عبر الهمسات برقة تواضعه وكبر روحه. هو قبلة وشعلة المحبة التي لا تعرف غاية. هو ابتسامة على وجه متألم ارتضى بآوجاعه تمجيدا لاسمه. هو سخاء السماء وكرمة الأرض تغدق بثمارها على البشرية. هو حنان أب وأغنية جميلة لأم حنون. هو فرحة طفل مبهور بهديته ليلة عيد الميلاد. هو الذي ارتضى أن يلبس حلة الإنسان ليرفعه إليه. مملكته ليست من هذا العالم. ولكن ارتضى أن يأتي إلى هذا العالم ليأخذنا اليها. مملكته قائمة على عرش المحبة و جمال النفس. إنه في الجمال الأجمل. وفي الكبر الأسمى. وفي التواضع الأكثر تواضعا. وفي المحبة. دمعة على الوجنتين و ينبوع روحي لا ينضب.

المسيح لا تهمه المظاهر. بقدر ما يهمه الجوهر عند الانسان. لا يكترث للزينة الفاحشة ولا إلى الأنوار المتلألئة. بل يتابع باهتمام بالغ حياة الفقراء في بيوتهم العتيقة. ونوره فهو نور النجمة التي اقتادت المجوس إلى مغارته.  اليوم . لو أردنا أن نصلي في ليلة ميلاده . نقول يا رب. أعطنا السلام في عيد ميلادك. اننا نصلي كما تريد أنت وبحسب منطقك أنت فندخل في ذاتك وننهل من تعاليمك السرمدية ونتعلم منك القيم الانسانية التي جسدتها لنا على الارض بفعل العطاء الحقيقي. حتى لو أخذنا هذا العالم إلى الضفة الأخرى. إلى الشهوة والملذة فنعود مسرعين إليك. مهرولين إلى صدرك. لنجدك تسكن قلوبنا. وتنتظر أن تعانق روحنا. فنرتمي في حضنك كالاطفال لنولد من جديد. نداعب قدميك ونتلمس يديك مرتعشين. ونشكرك على انتظارنا ونغفوا إلى جانبك لانك عريس السماء و طفل المغارة. الصغير الكبير . النائم في حضن مريم لك المجد إلى ابد الأبدين. آمين .
 


75
وفد المجلس الشعبي
يلتقي
مسؤولة العلاقات الدولية


في سلسلة اللقاءات التي يجريها مكتب السويد للمجلس الشعبي. مع المسؤولين في الحكومة  السويدية ومع الكتل السياسية البرلمانية ومع قيادات الاحزاب السويدية. حول اوضاع شعبنا ومستقبله السياسي في العراق. فقد التقى يوم الاثنين الموافق 20 كانون الاول 2010  وفد من المجلس الشعبي برئاسة السيد عزيز عمانوئيل القادم من الوطن وعضوية جبرايل ماركو وبولص دنخا وصبري ايشو في العاصمة ستكهولم  مع السيدة  Anna Linde مسؤولة العلاقات الدولية في قيادة الحزب الاشتراكي السويدي.

 قدم السيد عزيز عمانوئيل شرحا مفصلا عن واقع شعبنا الصعب وضبابية مستقبله السياسي في العراق. على ضوء ما يتعرض له ابناء شعبنا للاباد الجماعية والتطهير العرقي المنظم وفي ظل غياب الحقوق القومية والوطنية لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري. في جميع الدساتير العراقية النافذة منذ تأسيس الدولة العراقية  1921 وحتى يومنا هذا. مع استمرار استهدافه وارتكاب عمليات الابادة الجماعية والتطهير العرقي ضد شعبنا التي بدأت في سيميل 1933 وفي صوريا 1969 وفي عمليات الانفال في الثمانينات من القرن الماضي. بالرغم من الدور الوطني الريادي الذي ساهم به ابناء شعبنا الى جانب ابناء كل المكونات القومية والدينية في العراق لاقامة البديل الديمقراطي لحل مسألة المكونات القومية والدينية في العراق. وقد ساءت اوضاع شعبنا في العراق واصبحت اكثر تعقيدا منذ 9 نيسان 2003. حيث لم تتوقف عمليات الابادة والقتل والخطف والتهجير القسري. التي لم يسلم منها الاساقفة والكهنة والتي كانت اخرها مجزرة سيدة النجاة في العاصمة بغداد. واعتبار شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق مجرد اقلية دينية. ناهيك عن التغيير الديمغرافي التي تتعرض له مناطق شعبنا التأريخية في العراق واستمرار هجرة ابنائه من وطنه بسبب فقدان الحد الادنى من الاستقرار والامان.

 وتسائل السيد عزيز عمانوئيل عن اسباب غياب دور الاتحاد الاوربي وامريكا والامم المتحدة. للدفاع عن شعبنا من خلال الضغط على الحكومة الاتحادية في بغداد وعلى القوى السياسية العراقية الفاعلة لايقاف عمليات الابادة والتطهير العرقي وعمليات التهجير القسري التي يتعرض لها ابناء الشعب الكلداني السرياني الاشوري. والعمل على ضمان حقوقهم القومية والوطنية المشروعة وفي مقدمتها الحكم الذاتي الضامن الوحيد لشراكتنا الحقيقية في العراق الفيدرالي الموحد.

 وبدوره اكد السيد عزيز عمانوئيل على الجهود التي يبذلها  المجلس الشعبي على كل الصعد ودوره السياسي  الفاعل على الساحة العراقية بالتعاون والتنسيق مع احزابنا ومؤسساتنا القومية وخاصة في عملية تثبيت الحقوق القومية والوطنية المشروعة لشعبنا في الدستور الفيدرالي وفي مقدمتها الحكم الذاتي بعد ان تم تثبيته في مشروع دستور اقليم كوردستان العراق. كما طالب السيد عزيز عمانوئيل كتلة الاحزاب الاشتراكية الديمقراطية  في البرلمان الاوربي لدعم مطالب شعبنا المشروعة في العراق. والعمل على ضمها الى اجندتهم السياسية اسوة بمسألة دارفور وجنوب السودان والقضية الفلسطنية والقضايا الساخنة الاخرى في العالم.

بدورها السيدة أنَا ليند ابدت تعاطفها وتاييدها الشديد لمطالب شعبنا المشروعة التي تكفلها القوانين الدولية وشرعة حقوق الانسان. واكدت على اهتمامها ودعمها لايجاد الحل السياسي لمعضلة شعبنا وخاصة فيما يخص تشكيل محافظة لابناء شعبنا في مناطقهم التاريخية. مع الاستمرار في المطالبة بتثبيت الحكم الذاتي في الدستور الفيدرالي ايضا. واكدت ايضا على تقديم تقرير شامل بخصوص لقائنا وطروحاتنا ومقترحاتنا الى قيادة الحزب الديمقراطي السويدي. وشددت على ضرورة واهمية تفعيل التواصل السياسي مع كل الكتل السياسية في البرلمان الاوربي كونه مركز القرار الاوربي. وفي الختام تم تقديم دعوة رسمية باسم المجلس الشعبي للسيدة أنَا ليند لزيارة الوطن. للاطلاع على الواقع الميداني ولتكوين صورة حقيقية عن معاناة شعبنا في الوطن. وقد وعدت السيدة أنَا ليند ان تلبي الدعوة في المستقبل القريب.


               المجلس الشعبي
                مكتب السويد


76

تحديات امام
حداثتنا الفكرية




بقلم: جبرايل ماركو


ارتبط مفهوم الحداثة الفكرية في الدول الديمقراطية بمفهوم العقلانية والموضوعية التي اسستا لأولوية دورالعقل وسيادة احكامه في مجالات المعرفة المختلفة وخصوصا المعرفة العلمية. كما ارتبطت الفلسفة العقلانية بفلاسفة معينين منذ القرنين السابع عشر والثامن عشر ابتداء من ديكارت وسبينوزا وليبتز وغيرهم من الفلاسفة الاخرين.  واليوم يتداول او سيتعمل مصطلح العقلانية في التعبير عن وجهات النظر الخاصة التي يبرهن به مفكرو العصر المستنير ممن يعتقدون بقدرة العقل والبحث العلمي على كشف الحقائق ووضع اسس تعميق مبادئ وقيم الحرية والديمقراطية المتناغمة مع النظام السياسي والاجتماعي المعاصر. ولهذا نجد ان الغرب قدم العقل والعلم بوصفهما القادران على استيعاب وصياغة المعرفة بكل فروعها وفق مسارات العقلانية المنفتحة على متطلبات مرحلة ما بعد الحداثة الفكرية. فما هي يا ترى احوال وواقع حداثتنا الفكرية امام متطلبات وتحديات الحداثة الفكرية والثقافية المعاصرة؟ وما هي اسباب اخفاقاتنا الفكرية والثقافية والسياسية المتكررة في عملية تطوير وتحديث البنية الفكرية لمجتمعنا الكلداني السرياني الاشوري؟ وماذا عن اخفاقاتنا المتكررة في تحقيق أسوأ النتائج على صعيد الساحتين القومية والوطنية؟ وما هي اسباب اقصاء وتهميش دورنا كشريك حقيقي في المعادلة السياسية العراقية في الوطن؟  وأين نحن من كل هذه التحديات التي تواجه متطلبات مرحلة استحقاقاتنا القومية والوطنية  والمصيرية؟ التي على ضوئها سيحدد مستقبل وديمومة وجود شعبنا الكلداني السرياني الاشوري على خارطة العراق الفيدرالي الموحد.

اليوم يتمثل جوهر العقلانية بمسألة تحرير الروح والنفس البشرية من وصايا السلطة السياسية. وهذا يتطلب تحرير مجتمعنا الكلداني السرياني الاشوري من اثار وصاية سياسة الاحتكار التي تمارسها بعض تياراتنا السياسية على ساحتنا القومية. بالاضافة الى التحرر ايضا من اثار سلطة الكنيسة مع المحافظة على استقلالها الاداري والروحي. وضمن افق هذه المبادئ والقيم والتضحيات اعتبرت نضالات المثقفين والمفكرين في الغرب. كثمرة للنزعة الانسانية التي اعادت الاعتبار الى فعالية واهمية دور الانسان الفكري والثقافي والريادي كمركز للعالم ومحور له. ومن خلال هذه الاسس والمبادئ التي اعتمدت على  تبني مفهوم العقلانية والمعرفة في انطلاقتها ابتداء من وضعية القطيعة بين ماهية ودور الفلسفة والفكر وماهية ودور كنيسة المشرق في بناء الانسان روحيا وقوميا خلال تأريخها الطويل. وعليه فقد ارتبط مفهوم تحرر المجتمع الغربي من سلطة الكنيسة بمسألة تحرر الفكر من المفاهيم اللاهوتية وتأكيد سلطة العقل كسلطة متناقضة تماما للنقل. التي استطاعت بدورها في اظهار الانتقال في الفكر الاوربي من مرحلة الوعي التقليدي الى مرحلة الوعي الفكري الحديث. الذي يعد بمثابة التحرر من الرجعية اللاهوتية في الفكر ونقله الى المرجعية الانسانية. اي الى ترسيخ دور العقلانية في عملية الابداع الفكري والتنافس التي عززت دور الحداثة الفكرية في صياغة المنظومة الفكرية والعلمية والسياسية في حياة الشعوب الاوربية.

واليوم تحيط بساحتنا القومية والوطنية تحديات كبيرة امام انطلاق مشروع الحداثة الفكرية. فليس هناك حتى اليوم معالم او تحديد واضح لمعنى مسيرة حداثتنا الفكرية والثقافية. لكونها مصطلحا يتخذ دائما معنىً مغايرا بحسب المجال الفكري الذي نمارسه ونتناوله في حياتنا اليومية. ففي الوقت الذي نجد في المجال الفلسفي الذي يبدأ فيه تحديد الحداثة الفكرية عادة بفلسفة ديكارت العقلية التي تؤسس باكملها على الذات المعرفية. اما في الادب والفن فيبدأ تحديد الحداثة ببودلير. ولكي نعي سبب الصلة بين ديكارت والحداثة. علينا فقط ان نسبر اغوار بطون كتب الفلسفة ما قبل ديكارت ــ سواء في الغرب المسيحي او في المشرق المتنوع ــ لنجدها مشغولة بقضايا محددة. كوجود الله. وخلود النفس. وقدم العالم. والجبر والاختيار. بينما عند دريكارت ومن جاء بعده من الفلاسفة. فقد احتلت الاولوية عندهم الاعتماد على المنهج الفكري الذي يكفل مصداقية المعرفة. فوجدوا المنهج العقلاني عند ديكارت والتجريبي عند بيكون والنقدي عند كانط والجدلي عند هيغل. وقد يرى البعض ان هذا التطور يخص الغرب وحده؟ بينما يراه البعض الاخر بانه مصدر للتطور وللوعي البشري بوجه عام. أي كان موقعه الجغرافي في هذا العالم. المهم اية كانت النتيجة ففي النهاية نستطيع ان نؤكد انه حدث تطور حاسم يسجل في خانة تأريخ الفلسفة والمعرفة.

اما على الصعيد القومي والوطني فان مشروع الحداثة الفكرية مازال شبه مغيب على صعيد النخبة المثقفة. وعلى صعيد مؤسساتنا الفكرية والثقافية والسياسية. وغيابه هذا بدأ يخلق لنا اشكالية قائمة ومتجددة امام كل من الوعي والعقل والابداع. لان الواقع مازال ينتج صراعا محتدما بين انصار الحداثة وانصار الاصالة الذاتية والخصوصية التراثية. بحيث اصبح تأريخ فكرنا وثقافتنا السريانية هو نفسه تأريخ تطور هذا الصراع وانبعاثه المتواتر. وكأن من شأن هذا الصراع هو العمل على خلق رؤيتين متعارضتين في عقليتنا. لكل منهما رؤيته الخاصة بقضايا الماضي والحاضر والمستقبل. بالاضافة الى رؤية كل واحدة الى التأريخ والعقل. فالاولى تراه رؤية تراثية مهجوسة او مأخذوة تماما في استغراق سلبي بالماضي وما يشكله من تراث ضاغط على العقل المستقل. وهي لحظة محاصرة تماما في مشغولية الهوية والاصالة الذاتية والصراع السياسي المزمن بين تياراتنا الفكرية خدمة للمصلحة الحزبية الضيقة على حساب المصلحة القومية والوطنية العليا. وعلى حساب ضمان حقوقنا القومية المشروعة وفي مقدمتها الحكم الذاتي الضامن الوحيد لمصير ومستقبل ديمومة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الوطن. وهذه حقيقة واقعة نعيشها اليوم في ساحتنا القومية وان خفت حدة وتيرة صراعها الى حد ما على امل ان تختفي الى الابد في المستقبل القريب من قاموسنا السياسي بعد التوافق المبدئي بين احزابنا ومؤسساتنا القومية. اما الثانية فهي رؤية ليبرالية حداثية تعيش على كمال التوفيقية بين عقل التراث وعقل الحداثة لكي لايقال عنها انها تتبنى قطيعة معرفية مع التراث على غرار القطيعة المعرفية التي شهدها الغرب. ولكن اي تكن صحة الرؤيتين فان هذا الصراع القائم والمزمن في حالاته المأزومة بدراية او بعدمها. ما يزال يدفعنا اليوم باتجاه ضرورة وحتمية ايجاد البديل العملي من خلال طرح تبني مفهوم العقلانية ومسألة الحداثة الفكرية والثقافية انطلاقا من التأكيد على تعريف الذات وفهمها اولا وفهم شركائنا الاخرين في الوطن. وهنا يطرح السؤال نفسه علينا. من نحن وماذا نريد؟ وما هو التراث وكيف نستوعبه استيعابا مثمرا ونستثمره على ضوء العقل والواقع؟ وما هي رؤيتنا وفهمنا للشريك الاخر؟  وكيف نحدد فهمنا لطروحاته وتعزيز العلاقة الوطنية معه؟ وكيف نحدد علاقتنا وتعاملنا مع فكره وانتاجاته الفكرية والمعرفية والثقافية؟ وفي المحصلة النهائية كيف سنعمل معا في بناء الوعي المعرفي والقومي والوطني وتكريسه وترسيخه بين ابناء الشعب العراقي بكل مكوناته القومية والدينية. لتعزيز العيش المشترك ولبناء وطن المواطنة والقانون والعدالة للجميع.

 إن بنية فكرنا وتراثنا مازالت تطغي عليهما الصبغة العامة في بنائه الداخلي وتركيبته البنيوية. لانه فكر وتراث يعودان الى مرحلة ما قبل الثورة العلمية. لم يعانيان من ابداعات الثورة العلمية وتحدياتها. ولم تتفجر هذه الثورة في بنيتهما. على غرار ما فعلته في الفكر الغربي. وعليه فان  فكرنا عصري القشرة. لكن بنيته وبنائه الداخلي ينتميان الى ما قبل المنهج العلمي. لهذا. فالتحدي الأكبر الذي يواجه الشعب الكلداني السرياني الاشوري وقواه الفكرية والنخبوية الحية. هو التحدي الذي يفرضه عليها العلم وثقافته وفلسفته وعقيدته. عقيدة التنوير. والاصلاح والتغيير. فلا خيار ومفر امامنا سوى المجابهة الجدية المباشرة مع الواقع المرير. فهذه الأمة العريقة التي تعودت على حمل راية الحضارة لآلاف السنين. تجد اليوم نفسها مع الاسف الشديد على هامش التاريخ أو ربما خارجه. فلا حداثة فكرية الا بالمجابهة الجدية مع الفكر السائد من دون بناء مؤسسات فكرية وثقافية مستقلة. لان فكر الفئات. يهرب باستمرار من المجابهة الجدية ويسعى جاهداً باستمرار إلى حماية نفسه من هذا التحدي اللانهائي الطابع بالالتفاف حوله من دون أن يجرؤ على اختراقه. لأن في ذلك مقتله. وهو يبتدع المبرارات المتنوعة. مستعينا في ذلك بعناصر مجتزئة من اللاعقلانية التراثية واللاعقلانية الغربية الحديثة. بهدف الالتفاف حول ثقافة التنوير. وتفادي الانفتاح عليها والتفاعل معها ومجابهتها الجدية. وبالتالي حجب جوهرها عن واقعنا المتخلف فكريا وثقافيا وتراثيا. وتحديث اللفظ الظاهر لخطابنا الفكري السائد للعمل على اخفاء تخلف مضمونه الباطن.

 إن مهمة الحداثة الفكرية والثقافية الكبرى تقع اليوم على عاتق المفكر والمثقف الكلداني السرياني الاشوري. والمطلوب منها العمل على بناء عقلية حديثة تعتمدها حركة تحررنا القومي الوطني. لتستطيع ان تفلح في استيعاب الفكر التنويري الأوروبي استيعابا منهجيا نقديا جدليا. وتبتعد عن تناقضاته وجنونه في سياق تخطي كل ما لايتطابق مع خصائصنا القومية والوطنية ومع تراثنا الفكري والثقافي. ومن اجل ضخ دماء وافكار جديدة في البنية الفكرية والثقافية لحركة تحررنا القومي والوطني لتستطيع مواكبة مسيرة العصر ومجابهة تحدياته وتلبية متطلبات وتطورات وطموح المرحلة الراهنة بكل استحقاقتها السياسية التي ستحدد على ضوء نتائجها مصير ومستقبل ديمومة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الوطن. ولتمكنه ايضا من أداء دوره ألاساسي والمميز في المعادلة السياسية العراقية كشريك حقيقي وفعال في تحمل المسؤولية والمشاركة الفعلية في اتخاذ كل القرارات السياسية الوطنية على كل الصعد.
 
 


77
نشاطات مكتب السويد
للمجلس الشعبي
 في العاصمة ستكهولم


1.   عقد مكتب السويد للمجلس الشعبي. يوم السبت الموافق 4 كانون الاول 2010 لقاء عمل مع اللجنة المركزية للكنيسة السريانية الارثذوكسية ومع اتحاد الاندية السريانية في السويد. في مقر كنيسة مار افرام السرياني في مدينة سودرتاليا. ثمن السيد جبرايل ماركو خلال اللقاء الجهود المبذولة من الجميع . حول تجسيد ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وحدتهم القومية ووحدة خطابهم السياسي الداعم لتثبيت الحكم الذاتي لشعبنا في الدستور الفيدرالي. الذي تجلى بكل وضوح في المواقف والكلمات التي القيت في المسيرة الشعبية التي اقيمت في العاصمة ستكهولم  في 14 تشرين الثاني 2010  استنكارا وادانة للابادة الجماعية التي ارتكبت ضد ابناء شعبنا في كنيسة سيدة النجاة في العاصمة بغداد. كما قدم السيد جبرايل ماركو شرحا وافيا عن مسيرة المجلس الشعبي واهدافه ومنهاجه السياسي وبرامج عمله والانجازات المهمة التي حققها حتى الان على الساحتين القومية والوطنية. الى جانب تجسيد وتفعيل دوره القومي والوطني في العملية السياسية العراقية. مع التأكيد من جانب المجلس الشعبي على الاستعداد التام لضرورة واهمية متابعة مسيرة التعاون بين جميع الاحزاب والمؤسسات القومية والروحية التي شاركت في تنظيم وانجاح المسيرة الشعبية. خدمة لقضايا شعبنا القومية والوطنية في العراق وفي بقية الاوطان التي يتواجد فيها ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الشرق الاوسط. بدوره رحب السيد خلف خلف رئيس اللجنة المركزية للكنيسة السريانية الارثذوكسية في السويد. بوفد مكتب السويد للمجلس الشعبي واثنى على الجهود المبذولة من قبل الجميع. وابدى ملاحظاته على بعد الامور والنواقص التي ظهرت في عملية تنظيم التظاهرة. واكد بقوة على ضرورة ان تتسم علاقاتنا بالصدق والاخلاص والوفاء والصراحة. وان يوجه جهد العمل الجماعي الى دعم قضية شعبنا في الوطن. محذرا البعض من استغلال الجهد الجماعي للمصالح الحزبية الضيقة . وبدورهم اجاب الاخوة في وفد مكتب السويد على جميع التساؤلات والاستفسارات التي طرحها الاخوة المشاركين في اللقاء المذكور. وفي الختام تم تقديم دعوة رسمية باسم المجلس الشعبي لجميع المشاركين في اللقاء لزيارة الوطن. للاطلاع على على الواقع الميداني والتعرف على مناطق شعبنا وعلى الانجازات التي حققها المجلس الشعبي لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في جميع مناطق تواجدهم في العراق.

2.   يوم الاحد الموفق في 5 كانون الاول 2010 . شارك وفد من مكتب السويد للمجلس الشعبي في حفل التأبين الاربعيني لشهداء كنيسة سيد النجاة. الذي اقامه نادي اشور ونادي بابل والحركة الديمقراطية الاشورية في العاصمة ستكهولم. وشاركت في حفل التأبين السيدة عبير السهلاني عضوة البرلمان السويدي عن حزب الوسط وهيئة الاحزاب والقوى الوطنية العراقية. واتحاد الجمعيات العراقية في السويد. ونخبة من الكتاب الشعراء العراقيين. الى جانب مشاركة عدد من احزابنا ومؤسساتنا القومية وجمع غفير من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. كلمة المجلس الشعبي القاها  السيد جبرايل ماركو. التي تضمنت من وحي المناسبة ومن واقع  مسيرة تأريخ شعبنا منذ تأسيس الدولة العراقية والى الحالة الراهنة. مؤكدا على الدور النضال الوطني والريادي لابناء شعبنا في تأسيس الحركة الوطنية العراقية لاقامة البديل الديمقراطي في العراق وحل المسألة القومية. ومشاركتنا كشعب كلداني سرياني اشوري في صفوف الثورة الكوردية. للاقرار بوجودنا القومي وضمان حقوقنا القومية والوطنية المشروعة في الدستور العراقي. الى جانب مشاركتنا الفعالة في حرب الانصار في شمال الوطن لاسقاط النظام الديكتاتوري. ومذكرا ايضا بكل عمليات الابادة الجماعية والتطهير العرقي التي ارتكبت ضد ابنا شعبنا العزل في سميل وصوريا والانفال. والابادة الجماعية والتطهير العرقي التي تعرض ويتعرض له ابناء شعبنا منذ 9 نيسان 2003 والتي كانت اخرها مجزرة كنيسة النجاة ولن تكون الاخيرة . ناهيك عن حرمان شعبنا من ممارسة حقوقه القومية والوطنية المشروعة في العراق. وتهميش واقصاء والغاء لدوره الوطني في العملية السياسية العراقية. بالرغم من كوننا مكون قومي اساسي في العراق. وفي ختام كلمته طالب السيد جبرايل ماركو كل الاحزاب والقوى السياسية العراقية المنضوية تحت قبة المجلس النواب العراقي وخارجه. لاثبات مصداقيتها وجديتها لدعم وتأييد تثبيت حقوقنا القومية والوطنية المشروعة وفي مقدمتها الحكم الذاتي في الدستور الفيدرالي. باعتباره الحل العملي والوحيد الضامن لامننا وسلامة ابناء شعبنا ولشراكتنا الوطنية الحقيقية في العراق الفيدرالي. كما القى السيد صبري ايشو عضو مكتب السويد قصديتين باللغة السريانية من وحي المناسبة.

3.   يوم الاثنين الموافق 6 كانون الاول 2010 . التقى وفد من مكتب السويد برئاسة جبرايل ماركو وعضوية بولص دنخا في مقر بلدية سودرتاليا. السيد يلماز كريمو عضو البرلمان السويدي عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي. والسيد اندش لاكو عضو المكتب التنفيذي للحزب الاشتراكي الديمقراطي ورئيس بلدية سودرتاليا. تداول الوفد معهم القضايا التالية.

a.   شرح الوفد واقع شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق. الذي يتعرض الى الابادة الجماعية والتطهير العراقي وعمليات التهجير من وطنه منذ 9 نيسان 2010 . وانتقد الوفد هذا الصمت الدولي وخاصة العالم الحر بما فيهم الحكومة السويدية. على كل هذه الجرائم التي ترتكب ضد شعبنا والتي تنقلها اغلب الوسائل الاعلامية  العالمية والاقليمية والوطنية بكل صورها البشعة والمؤلمة. الى جانب  ما يتعرض له ابناء شعبنا الى تهميش واقصاء والغاء لدورهم الوطني في العملية السياسية. والى عدم اهتمام الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كوردستان العراق. بتطوير مناطقنا الجغرافية وحرمانها من اقامة مشاريع انمائية التي تتيح فرص العمل امام الشباب حيث تتفشى البطالة في اوساطهم. وطالب وفد مكتب السويد الحزب الاشتراكي الديمقراطي السويدي لممارسة ضغطه السياسي على الحكومة السويدية لدعم مطالب شعبنا العادلة. لكون الحزب يقود المعارضة في البرلمان السويدي.

b.   قدم الوفد شرحا مفصلا عن مفهوم مشروع الحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري الذي يتبناه المجلس الشعبي ويعمل من اجل تثبيته في الدستور الفيدرالي العراقي. مع التوضيح  لهم  بان مشروع الحكم الذاتي يستوفي كل الشروط التي حددتها المواثيق والقوانين الدولية وشرعة حقوق الانسان المدونة في وثائق الامم المتحدة. لهذا ننتظر دعم الحزب الاشتراكي الديمقراطي للحكم الذاتي باعتباره الحل الامثل والوحيد الضامن لحقوقنا القومية والوطنية المشروعة. ولضمان امن وسلامة ابناء شعبنا في الوطن. ولشراكتنا الوطنية الحقيقة في العراق الفيدرالي.

c.   العمل لعقد مؤتمر خاص في البرلمان السويدي. حول مستقبل شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق. ليتم على ضوء توصايات المؤتمر تقديم مشروع  الى البرلمان السويدي. لمناقشته مع ممثلي بقية الاحزاب السويدية ليصار الى اقراره باسم البرلمان السويدي.

d.   العمل على اقامة المشاريع الانمائية في مناطق تواجد شعبنا في العراق. لخلق فرص العمل امام البطالة المتفشية بين اوساط شعبنا وخاصة في الوسط الشبابي. لتكون حافزا عمليا لاستقرارهم في مناطقهم. بدلا من التفكير بالهجرة من الوطن.

e.   اقتراح لتأسيس هيئة سويدية ــ عراقية من اجل شعبنا. على ان تعمل  الهيئة المذكورة من اجل استقطاب الرأي العام العالمي. لدعم مطالب شعبنا المشروعة في العراق. وللعمل ايضا على ممارسة الضغط على الحكومة الاتحادية والقوى السياسية العراقية الفاعلة تحت قبة مجلس النواب العراقي. لتثبيت الحكم الذاتي لشعبنا في الدستور الفيدرالي العراقي.

بدورهم اكد السيدان يلماز كريمو واندش لاكو بان الحزب الاشتراكي الديمقراطي يقود المعارضة وليس في السلطة. وعبروا عن شكرهم وامتنانهم للوفد حول تزويدهم بهذه المعلومات القيمة عن واقع شعبنا الصعب في وطنه. وعن موضوعية الحلول السياسية التي يطرحها المجلس الشعبي لضمان الحقوق القومية والوطنية المشروعة لشعبنا في العراق. واكد السيد يلماز كريمو حول قيامه باستجواب وزير خارجية السويد السيد كارل بيلد عدة مرات في البرلمان السويدي. ومسائلته حول موقف واجراءات الحكومة السويدية لوقف عمليات الابادة الجماعية والتطهير العرقي التي يتعرض لها الشعب الكلداني السرياني الاشوري في العراق. ولكن مع الاسف الشديد ان ردود ومواقف وزير الخارجية السويدي في البرلمان لم تكن مقنعة ابدا. لانها كانت اقتصرت على مطالبة وزارة الخارجية السويدية من الحكومة العراقية لبذل جهودها لحماية الشعب الكلداني السرياني الاشوري وبقية الاقليات في العراق. من دون ان تقوم الحكومة الاتحادية باية اجراءات عملية لتوفير الامن وحماية ابناء شعبنا. ولم تكشف حتى الان عن المجرمين. الا ان هذا لا يقف عائقا امامنا ابدا للقيام بواجبنا القومي والوطني لمتابعة دورنا في البرلمان السويدي لاستجواب الحكومة وتحميلها مسؤولية التقصير في دورها الانساني لحماية كل المكونات القومية والدينية التي تتعرض للابادة والتطهير العرقي في العراق. واكد السيد يلماز كريمو عن استعداده التام للعمل على تحمل المسؤولية لعقد مؤتمر خاص في البرلمان السويدي حول مستقبل شعبنا في العراق. وعلى مواصلة تعاونه مع المجلس الشعبي لدعم مطاليب شعبنا العادلة في المحافل الدولية. اما السيد اندش لاكو اكد للوفد للعمل على تحديد موعد اخر لوفد مكتب السويد مع مسؤول العلاقات الدولية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي لكونه المسؤول المباشر عنها. ليتم بحث كل هذه الامور معه. ليقدمها الى قيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي لمناقشتها ولاتخاذ القرارات والمواقف بشأنها. وحول اقامة المشاريع الانمائية فقال انها من مهام الحكومة السويدية. ولكن اطلب منكم اللقاء مع مؤسسة
Palme hjälp fonden )  ( اي صندوق بالمه للمساعدات للتداول معهم حول اقامة المشاريع الانمائية في مناطقكم الجغرافية. كما ايدى السيد اندش لاكو اقتراح تاسيس هيئة سويدية ــ عراقية لدعم مطالب شعبنا في العراق. وابدى استعداده  لترشيح بعض الاسماء السويدية النافذة للمشاركة في الهيئة المذكورة لتقوم بواجبها المطلوب. وفي الختام قد الوفد دعوة رسمية باسم المجلس الشعبي الى السيدين يلماز كريمو واندش لاكو لزيارة الوطن. للاطلاع عن كثب على الواقع الميداني لابناء شعبنا. ولتكوين صورة واقعية عن الوضع القائم في مناطق تواجد شعبنا في الوطن. وفي النهاية تم تزويدهم بنسخة عن ملف مشروع الحكم الذاتي لشعبنا في العراق.


               
               
               المجلس الشعبي
               مكتب السويد



 

78
رؤية شعبنا وثوابته القومية
 في عاصفة التغييرات
 الجيوستراتيجية الشرق الاوسطية


بقلم: جبرايل ماركو


مازال وطننا العراقي يتخبط منذ تأسيسه. في عملية صراع متواصل ودائم حول ايجاد الحلول العملية للمسألة القومية. والاقرار بوجودها وتثبيت الحقوق القومية والوطنية المشروعة لكل المكونات القومية والدينية في الدستور الفيدرالي العراقي الدائم. تجسيدا لقيم المساواة والعدالة بين جميع ابنائه التي أقرها الدستور الفيدرالي. وقد سجل لقاء احزابنا ومؤسساتنا القومية الاخير في اربيل. علامة بارزة في الخطوة الاولى نحو التحول النوعي في مسيرة توحيد خطابنا السياسي الذي تنتظره جماهير شعبنا بفارغ الصبر.  وقد ارخى اللقاء المذكور بظلاله على الساحة الوطنية العراقية ايضا. حيث واكبت القوى السياسية العراقية والاسرة الدولية هذه الايام باهتمام بالغ.  مطلب الحكم الذاتي الذي لاقى دعما  وقبولا بارزين على الصعيد الدولي والوطني والقومي كحل عملي ووحيد للحقوق القومية والوطنية المشروعة. للشعب الكلداني السرياني الاشوري في مناطقه التأريخية. وضمان شراكته الوطنية الحقيقية في ظل العراق الفيدرالي الديمقراطي الموحد. والفيصل في ايقاف دوامة استمرار ارتكاب عمليات الابادة الجماعية والتطهير العرقي المتعمدة ضد ابناء شعبنا. والغريبة في تأريخ العراق وفي تأريخ شعبنا المعاصر. تلك الابادة الجماعية الهادفة الى اغتيال هويتنا القومية والوطنية. لضرب اسس الوحدة الوطنية العراقية وصيغة العيش المشترك. والهادفة ايضا الى تفكيك مفهوم دولة المؤسسات الفيدرالية والغاء تحرير العراق من النظام الدكتاتوري. وضرب وحدة وسيادة العراق المستقلة. وتحويله الى دولة الطوائف والمذاهب. لتكون الساحة العراقية مفتوحة امام القوة الظلامية والمجموعات الارهابية التي تغذيها وتمولها وتدعمها صراعات المصالح الاقليمية والدولية . لزعزعة الاستقرار والسلم الاهلي في الوطن. بغية تمرير مخطاطاتهم  وفرضها امرا واقعا على الساحة العراقية. التي باتت تخدم بكل تأكيد مصالح جيوستراتيجية اقليمية ودولية بحتة. خدمة لتوجيهات القوى الاقليمية والدولية التي تعمل اساساً على استغلال واستثمار اسباب كل هذه النزاعات والخلافات القائمة  بين القوى السياسية على الساحة العراقية. لفرض الحلول التي تنسجم مع مصالحها واهدافها. سعيا لتحقيقها على حساب مستقبل الاستقرار السياسي في العراق.

  ان تفاعل مخطاطات التغيير الديموغرافي والجيوستراتيجي التي تتسارع وتيرتها هذه الايام وبصورة متواصلة في مناطق دول الشرق الاوسط بصورة عامة. وفي مناطق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق بصورة خاصة. والمصحوبة باستمرار ارتكاب عمليات الابادة الجماعية والتطهير العرقي. الهادفة الى تهجير ابناء شعبنا والى ضرب وحدته القومية ومقاومة كل امكانيات الوجود وعوامل الاستقرار الضامنة لديمومة وجودنا القومي في الوطن. من دون ان تبذل الحكومة الاتحادية وقواتها الامنية اية جهود عملية تذكر لايقاف تلك العمليات. ومن دون ان تفلح في اية عملية امنية لالقاء القبض على هؤلاء المجرمين لتقديمهم للعدالة ولمحاكمتهم علنية اما الشعب العراقي. لاثبات مصداقية مواقفها الحقيقية حول ضمان امن وسلامة شعبنا وضمان حقوقه القومية والوطنية المشروعة دستوريا. وفي مقدمتها تثبيت الحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الدستور الفيدرالي. باعتباره حق مشروع ومطلب شعبي ضامن للدفاع عن وجودنا وديمومته في العراق الفيدرالي. وضامنا لممارسة وتفعيل دورنا السياسي بدلا من تهميشه واقصائه والغائه من العملية السياسية الهادفة الى بناء دولة المؤسسات في العراق الفيدرالي الموحد.

ومن هذا المنطلق نؤكد لجميع القوى السياسية العراقية. انه من حقنا كمكون قومي اساسي في العراق الفيدرالي ان نضمن دستوريا حقوقنا القومية والوطنية المشروعة وفي مقدمتها الحكم الذاتي. وأن نضع امام نصب أعيننا خلاصة ومعيار "الارباح والخسائر" التي ستلحق بنا من جراء  التغييرات الديمغرافية والجيوستراتيجية التي يخطط لها في مناطقنا التأريخية الهادفة الى الغاء استحقاقاتنا السياسية. وخصوصا ان هذه الارضية المتزعزعة ستنعكس سلبا على الواقع الذي يعيشه الشعب العراقي بكل مكوناته القومية والدينية. نتيجة غياب أي اكتراث حكومي لما يعانيه العراقيين عامة من فقر وبطالة وغياب لدور المؤسسات الحكومية واستمرار نزيف الهجرة. ولا سيما في صفوف ابناء الشعب الكلداني السرياني الاشوري الذين يسجلون اعلى نسبة من جراء استمرار ارتكاب ضدهم عمليات الابادة الجماعية والتطهير العرقي للقضاء على وجودهم في الوطن. وقد اكدت الدراسات والاحصائيات الاخيرة عن ارتفاع نسبة التراجع الديموغرافي الكبير في نسبة تعداد ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في مناطقهم التأريخية. التي باتت تفرض على احزابنا ومؤسساتنا القومية والروحية العمل الجاد لتوحيد خطابها السياسي وتشخيص أولويات ومتطلبات المرحلة الراهنة. لانقاذ ما يمكن انقاذه. من خلال العمل الجدي والفعال المقرون بالنتائج العملية لاعادة الثقة والاعتبار بينها وبين جماهير شعبنا. وللعمل ايضا على تفعيل وتثبيت دورها الوطني في المعادلة السياسية القائمة. بدلا من ان تستمر احزابنا ومؤسساتنا القومية والروحية  في سجالاتها العقيمة حول جنس الملائكة. بينما الوطن ومناطقنا التأريخية تتفرغ من سكانها الاصليين. عندها لن ينفع الندم ولا تنفع الشعارات ولا التصاريح الاعلامية.
 
ولكن رغم كل هذا الواقع الصعب. ورغم استمرار عمليات الابادة الجماعية والتطهير العرقي التي ترتكبت ضد ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري لاقتلاعهم من جذورهم ومن وطنهم التأريخي. مازالوا حتى اليوم صامدين في وطنهم  ومتشبثين في مناطقهم. مراهنين على صيغة العيش المشترك والانفتاح على ثقافات كل المكونات القومية والدينية في العراق. خصوصا اننا كنا وما نزال السباقين في ترسيخ مفهموم الوطنية باستمرار. وتجسيد شعار العيش المشترك. مؤسسين نموذجا اجتماعيا فريدا من نوعه على الخريطة الوطنية العراقية. داعمين لسياسة الانفتاح المتوازن بين الشرق والغرب. لتعزيز اسس ومداميك قيام النهضة الوطنية والثقافية والاعلامية. متحملين مسؤولية الدفاع عن القضايا القومية والوطنية كلما دعانا الواجب القومي والوطني على جميع الجبهات وفي المحافل الاقليمية والدولية.

وعلى امل انعقاد اللقاء الثاني لاحزابنا ومؤسساتنا القومية. ومباركتنا للمبادرة الجريئة والشجاعة التي اقدم عليها مجلس روؤساء الطوائف المسيحية  في العراق.  حول دعوته إلى عقد اجتماع موسع يضم روؤساء الطوائف والكنائس المسيحية في العراق ومسؤولي الأحزاب والمؤسسات القومية. وممثلي شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. في مجلس النواب العراقي وفي برلمان إقليم كوردستان العراق. وممثلي منظمات المجتمع المدني ونخبة من الخبراء. املين من الجميع  العمل على تحمل مسؤولياتهم القومية. للخروج بقرارات تأريخية تلبي طموحات ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العيش الحر الكريم. الذي يؤكد على الثوابت الاتية.

-   التأكيد على ان العراق هو وطن تعايش كل المكونات القومية والدينية العراقية. ومركز هام ودولي دائم للحوار الحضاري في ما بينها.

-   التأكيد على وحدة الخطاب السياسي ووحدة الموقف الوطني والقومي. الضامن لاستقلالية قرارنا السياسي وتفعيل دورنا الوطني في العملية السياسية العراقية.

  - التأكيد على ضرورة ترسيخ وتجسيد مبادئ ومفاهيم النظام الفيدرالي لكل المكونات القومية والدينية. الذي اقره النظام الاتحادي وذلك بالتنسيق والانسجام مع روح الثوابت الجوهرية التي اعتمدها الدستور الفيدرالي في مواده ومضمونه. والعمل على ادخال بعض التعديلات الدستورية من خلال لجنة تعديل الدستور التي اقرها مجلس النواب العراقي الماضي. وفي مقدمتها تثبيت الحكم الذاتي للشعب الكلداني السرياني الاشوري في الدستور الاتحادي ضمانا للشراكة الحقيقية ولتعزيز الثقة. وتأمين التوازن بين كل المكونات القومية والدينية في العراق.

وفي الختام. لا بد ان نحي صمود ابناء الشعب الكلداني السرياني الاشوري. وايمانهم وقناعتهم الراسخة بوطن الرسالة وبمعادلة أبدية كيانية في العراق الفيدرالي الموحد. التي لا يجوز لآي كان ان يفرط بها او أن يتخلى عنها. لان اختراق المعادلة ستكون بمثابة انتحار وطن وشعب وتأريخ. معبرين لكل القوى السياسية العراقية بالرسالة الاتية: ان وجودنا القومي والوطني في العراق هو اقدم من وجود كل المكونات القومية والدينية. فلا استقلال ولا سيادة ولا فيدرالية ولا ديمقراطية ولا حرية للعراق من دون تثبيت الحكم الذاتي للشعب الكلداني السرياني الاشوري في مناطقه التأريخية ضمانا لشراكته الوطنية الحقيقية. وتجسيدا للعيش المشترك المستقر والنمو المتوازن في جميع مناطق الوطن.

79
السيد ينادم كنا
ما بين سياسة الفعل
ورد الفعل

بقلم: جبرايل ماركو


نعم السياسة هي فن الممكن. ولكن ما هو هذا الممكن ... وما هي أسسه وأولوياته ومحدداته؟؟ وما هي العوامل والظروف الذاتية والموضوعية التي تحدد ابعاده وملامحه ونتائجه العملية ؟؟ وهل (هذا الممكن ) يمثل قيمة ثابتة ام متغيرة ؟؟؟ ومن الذي يا ترى يحدد شكل وحجم ومقدار هذا الممكن ؟؟ وهل يرضي ضمير اي مسؤول تنظيم  قومي ووطني ممارس للعبة الديمقراطية والسياسية ان يكون هذا الممكن مفصلا له بمقاسات الاخرين التي تناسب مصالح واهداف طرفا بحد عينه. وعلى حساب استحقاقات شعبنا السياسية وضمان حقوقه القومية والوطنية المشروعة بما فيها الحكم الذاتي. وعلى حساب الشراكة الحقيقية لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق الفيدرالي الديمقراطي الموحد. وعلى حساب مصير جماهير شعبنا ومستقبلها السياسي وديمومة وجودهها في وطنها التأريخي؟

 ويبدو ان البعض هذه الايام ما يزال  يبني واقع انجازاته السياسية في الوطن. على ضوء هذه النتائج الشحيحة التي جناها شعبنا منذ سقوط النظام البائد في 9 نيسان 2003 والى يومنا هذا (والتي جاءت بفعل تحصيل حاصل وليس باي فعل سياسي يذكر)  مقارنة مع حجم التضحيات الجسيمة التي قدمت على مذبح القضية والوطن خلال الفترة المذكورة. وما تعرض ويتعرض له ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق لعمليات الابادة الجماعية المنظمة والتطهير العرقي وعمليات الاختطاف والاغتيالات التي لم تسلم منها حتى رموزنا الدينية. ناهيك عن التفجيرات التي طالت كل كنائسنا في العراق. واخرها ولا نعتقد ان تكون الاخيرة. الابادة الجماعية التي ارتكبت بحق ابناء شعبنا البررة في كنف كنيسة سيدة النجاة في العاصمة بغداد. اما الخسارة الكبرى التي اصابتنا في صميم طموحنا القومي والتي لا يزال نزيفها قائم حتى الان من دون اي علاج. تهجير مئات الالاف من ابناء شعبنا واقلاعهم من جذورهم من العراق الى دول المهجر. 

لا نريد هنا العودة الى كل المواقف والتصاريح التي ادلى بها السيد ينادم كنا الى وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة خلال هذه السنة. بقدر مانريد تسليط الاضواء على المواقف والتصاريح التي ادلى بها الى وسائل الاعلام في الفترة الاخيرة. وتحديدا  خلال وبعد عملية الابادة الجماعية التي ارتكبت في كنيسة سيدة النجاة. وما رافقها من ادانات ومسيرات استنكار على المستوى الرسمي والشعبي في الوطن والمهجر. الا ان النقلة النوعية على ساحتنا القومية تجلت في الدعوة الى الاعتصام الجماهيري الذي دعت اليه احزابنا ومؤسساتنا القومية والروحية في الوطن. حيث لبت الجماهير الشعبية الدعوة. واعتصمت يوم الخميس الموافق في 4 تشرين الثاني 2010   في مدينة نوهدرا وامام ساحة المركز الثقافي الاشوري. بمشاركة الحركة الديمقراطية الاشورية واحزابنا ومؤسساتنا القومية استنكارا لعملية الابادة الجماعية التي ارتكبت في كنيسة سيدة النجاة ورمزا الى وحدة الموقف القومي. هذا الاعتصام الذي اعتبره كل ابناء شعبنا بانه الخطوة الاولى في الاتجاه الصحيح نحو توحيد خطابنا السياسي التي تفرضه مرحلة الاستحقاقات السياسية الراهنة. والمطلوب اتخاذ قرارها من قبل القيادات السياسية باقرب فرصة ممكنة. وهذا ما تنتظره جماهير شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بفارغ الصبر. للعمل معا على تثبيت حقوقنا القومية والوطنية في الدستور الفيدرالي بما فيها الحكم الذاتي الضامن الوحيد لشراكتنا الحقيقية في ظل العراق الفيدرالي الديمقراطي الموحد. والضامن ايضا لاستقلالية قرارنا السياسي في الوطن. لكن مع الاسف فرصة الفرح هذه لم تدم طويلا لان السيد ينادم كنا افسدها بعد ثلاثة ايام فقط من الاعتصام. من خلال ما ورد في مقابلته مع جريدة النهار اللبنانية في 7 تشرين الثاني 2010.  والسبب دوما يعود الى طبيعة ذهنيته النرجسية التي تأبى وترفض مشاركة اي انسان اخر سواه في اتخاذ القرارات العادية والمصيرية حتى لو كانوا المشاركين من رفاق دربه داخل الحركة الديمقراطية الاشورية. لان وحدة خطابنا السياسي برأي السيد ينادم كنا ستحرمه من مهمة الانفراد في الظهور في وسائل الاعلام  وفي اتخاذ القرارات المصيرية ضمن ممكنه السياسي.  لانها ستكون من مهام القيادة الجماعية المنتخبة من قبل كل احزابنا ومؤسساتنا القومية والروحية. وهذا لا يتطابق قطعا مع  طبيعة نرجسيته المعروفة وتأريخه السياسي. فسارع على اثرها السيد ينادم كنا وعلى طريقته الخاصة الى افشال هذه المبادرة الفتية في مهدها. بعد ان وعدوا ممثلي احزابنا ومؤسساتنا القومية والروحية. الجماهير المعتصمة بتشابك الايادي عهدا منهم ووفاء على المضي قدما في متابعة مسيرة تحقيق وحدة الخطاب السياسي.

 المقابلة المذكورة. تؤكد للقارئ الكريم بكل وضوح وحسب اجوبته المرفقة ادناه. بان السيد كنا لاتهمه وحدة موقف شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. ولا يعيرها اي اهتمام. واصفا ممثلي شعبنا في  قائمة المجلس الشعبي في مجلس النواب العراقي بممثلي قائمة التحالف الكوردستاني. والتي وردت نصا في اجوبته على اسئلة فاضل النشمي مراسل صحيفة النهار في بغداد. نقتطف منها اهم النقاط التي تناولت الشأن القومي. ليتمكن القارئ  الكريم بنفسه لمس حقيقة التناقض الواضح ما بين الممارسة الفعلية والاستهلاك الاعلامي .

• هناك من يقول ان الموقف المسيحي غير الموحَّد ربما يساهم في تعقيد الأمور؟

 - لا ليس لهذا الأمر علاقة، وسواء كان موحَّداً او غير موحد، فنحن بشر من هذه البلاد لدينا حقوق وعلينا واجبات. وما همّ الآخرين ان كنا موحدين او غير موحدين، وهل الشيعة او السنة او الكورد موحدون؟

• لكن حاجة الاقلية الى توحيد مواقفها مهم جدا؟

- هذا مجرد كلام وتبرير ليس له علاقة، فنحن ابناء هذا البلد ولدي حقوق حتى لو كنت فرداً واحداً. نعم كل طرف يسعى الى ضمنا تحت إبطه وهذا ما لا نقبله. نحن احرار ومن ابناء هذا البلد الاصليين والدستور يحمي الكل.

• حصلتم على مقاعد لا بأس بها في مجلس النواب من خلال مبدأ "الكوتا" وكان يمكن ان يكون لكم دور مهم وقوة ضاغطة، وقد رأينا كيف عانى المالكي لاقناع حزب الفضيلة الذي له 6 مقاعد نيابية.

 - لدينا خمسة مقاعد حصلت على ثلاثة منها قائمتنا (الرافدين) وهناك مقعدان للتحالف الكوردستاني. نحن متفقون ليس فقط كمكون مسيحي، بل ان الايزيديين والصابئة والشبك معنا، ونمثل مجتمعين 14 نائباً.

 • ما دام الأمر كذلك، هل لديكم مواقف موحدة من مسألة تأليف الحكومة؟

- نعم، لكن ما زال التحرك ينصب اليوم على صعيد المواقع الرئاسية الثلاثة، وهذه المناصب غير مطروحة علينا، سواء كنّا مكوناً اجتماعياً او سياسياً. ونحن لم نطالب بها؟

• حادث سيدة النجاة اعاد الى الاذهان مطالبة بعض الجهات المسيحية باقامة اقليم خاص لهذا المكون، من اية زاوية تنظر الى هذا الامر؟

 - نحن في كل العراق ولنا جميع الحقوق، لدينا اربع حالات في العراق من ناحية الوجود المسيحي، واقصد هنا وجودنا في البصرة وبغداد وكركوك واقليم كوردستان. ولكل حالة ظروفها الخاصة، واختزالها في مسألة اقامة منطقة خاصة للمسيحيين يصدر عن اناس ليس لديهم اطلاع على جغرافيا العراق وتاريخه. وهذا أمر مرفوض وليس له اساس دستوري او موضوعية على الارض. ويسوّق ربما لاغراض وأهداف سياسية. وهو يتناغم مع سياسات خارج مصالح شعبنا.


وبالرغم من تفاؤلنا الحذر حول ما تضمنه بيان الاجتماع الاستثنائي للجنة المركزية للحركة الديمقراطية الاشورية المنعقد في بغداد 17 ــ 18 تشرين الثاني 2010 . وما ورد في البيان من مواقف ايجابية نتيجة الجهود المبذولة من قبل المخلصين والغيورين في صفوف الحركة الديمقراطية الاشورية وهم كثروا. حول دعوتهم. قيادات احزاب شعبنا إلى اجتماع تداولي عاجل في الوطن. للتداول حول الواقع القومي لشعبنا وتفعيل المطالبة بحقوقنا القومية والاتفاق على خطوات لاحقة نحو توحيد الخطاب والرؤية السياسية صوب توحيد الخطاب السياسي. ومن حسن حظ شعبنا ان يصادف هذا الاجتماع. حديث اطلاق مبادرة مهمة للرئيس جلال الطالباني في 18 تشرين الثاني 2010  من باريس الى القناة الفرنسية الذي نقلته صحيفة  صوت العراق. حول عدم معارضته لتشكيل محافظة مسيحية في مناطقهم التي يشكلون فيها الاكثرية. مؤكدا على ان تحقيق الحكم المحلي هو من اهداف البرلمان والدستور العراقيين، اللذان ينصان على ان العراق دولة اتحادية فيدرالية ديمقراطية.

لكن السيد ينادم كنا الذي يؤرقه ويقلقه بل تزعجه جدا عبارة الحكم المحلي لكونها المرادف الحقيقي للحكم الذاتي. وخاصة بعد ان لاق مشروع الحكم الذاتي في الاونة الاخيرة ترحيبا وتأيدا كبيرين في ساحتنا القومية والوطنية والدولية. والذي تجلى واضحا في مضمون المذكرات والبيانات التي اصدرتها الاحزاب والمؤسسات القومية والروحية. ومن خلال الكلمات التي القيت من قبل ممثلي احزابنا ومؤسساتنا القومية والروحية امام الجماهير المشاركة في المسيرات الاعتصامية التي اقيمت في الوطن والمهجر. وتأكيدهم على ان الحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري هو الحل الامثل والضامن الفعلي والوحيد لسلامة امننا واستمرارية وجودنا في مناطقنا التأريخية في العراق. الى جانب التطور الملحوظ في الموقف الدولي وموقف بعض القوى الوطنية العراقية الداعم لمشروع الحكم الذاتي لشعبنا. من دون أن تشير الوسائل الاعلامية الى اي اعتراض يذكر على ذلك.

 لكن مع الاسف كان السيد ينادم كنا السباق في انتهاك حرمة ومصداقية ما ورد في بيان اللجنة المركزية للحركة الديمقراطية الاشورية. من خلال اعتراضه على مبادرة الرئيس جلال الطالباني الداعمة لاستحقاقنا السياسي المشروع المتمثل بالحكم الذاتي لشعبنا في مناطقه التأريخية في الوطن. وقبل ان يجف الحبر على قرارات الاجتماع الاستثنائي للحركة الديمقراطية الاشورية المنعقد في بغداد. جاء الرد سريعا على لسان السيد ينادم كنا. لصحيفة النخيل معتبرا ان تشكيل محافظة على خلفية قومية او دينية يناقض الدستور العراقي، معتبرا انه يجب ان تكون المحافظة لجميع مكونات منطقة سهل نينوى وبما لا يتعارض والدستور العراقي. وبدورنا نسأل السيد ينادم كنا الذي كان عضو في لجنة صياغة الدستور الفيدرالي. لماذا لم تعارض في حينها على اقامة اقليم كوردستان العراق على اساس عرقي. بل يومها وقعتم على الدستور ومن شدة فرحكم قًبلتموه امام مرأ الجميع. مبديا فرحكم العارم بهذا الانجاز العظيم. وهل ستجرؤون على رفض ومعارضة اقامة اقليم في الجنوب واقليم اخر في الوسط على اساس مذهبي عندما سيطرحه المجلس الشيعي الاعلى على مجلس النواب العراقي الحالي لاقراره؟

بينما رحب السيد ينادم كنا عضو مجلس النواب العراقي. لوكالة كوردستان للانباء ( اكانيوز)  بدعوة الرئيس مسعود البرزاني لاستقبال اكثر من 50 عائلة مسيحية الى الاقليم. بعد جريمة سيدة النجاة في العاصمة بغداد بقوله. حقيقةً، اننا نتلقى موقف رئيس الاقليم بكل ترحاب، واننا كمسيحيين نثمن هذه الخطوة كثيرا. وأضاف كنا، ان "المسيحيين كانوا يتوقعون هذا الموقف من رئيس الاقليم، حيث ان اقليم كوردستان العراق كان منذ عام 1961 ملجأ للاحرار، الذين تمكنوا من الافلات من يد النظام العراقي حينها، وتحول منذ عام 2004 الى ملجأ للمسيحيين النازحين من مختلف المناطق العراقية.

أما اسباب ودوافع ترحيب السيد كنا بدعوة الرئيس مسعود البرزاني. فباتت مكشوفة ومعروفة للقاصي والداني. فهي محاولة جديدة تضاف الى المحاولات العديدة التي لا تحصى. حول تعبيد الطريق امام اعادة علاقة السيد ينادم كنا بقيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني. بعد ان تيقن مؤخرا ان الصراع الذي راهن عليه بين قائمة اسامة النجيفي وقائمة التحالف الكوردستاني. قد انتهى بعد النتائج الايجابية الاخيرة التي افرزتها مبادرة الرئيس مسعود البرزاني. التي ساهمت في عملية تعزيز العلاقات بين الرئيس مسعود البرزاني ورئيس مجلس النواب العراقي. من جراء توصلهم الى تفاهم مبدئي حول تنفيذ المادة ( 140 ) التي تتضمن مسألة كركوك والمناطق المتنازع عليها.  وقد تجلى هذا التفاهم بوضوح من خلال تصويت جميع اعضاء التحالف الكوردستاني لصالح انتخاب السيد اسامة النجيفي رئيسا لمجلس النواب العراقي. ومن خلال ما تضمنته ايضا كلمة رئيس مجلس النواب العراقي حول المدح والشكر لمبادرة ودور الرئيس مسعود البرزاني في جعل الحل عراقيا. هذه العبارة التي رددها السيد اسامة النجيفي عدة مرات امام اعضاء مجلس النواب العراقي وعلى مرأى ومسمع السيد ينادم كنا. 

كلمة اخيرة . اذا كان السيد ينادم كنا لا يستطيع تحقيق الممكن. والذي لا يمثل سوى ربع معشار ما يستحقه شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. فلماذا لا يقتنع ويضع هو وفريقه ايديهم بيد المجلس الشعبي وبايادي بقية احزابنا ومؤسساتنا القومية والروحية. للعمل سوية من اجل تغيير الشروط والظروف والقواعد التي تحدد شكل ومضمون وحجم هذا الممكن. الذي يؤكد عليه باستمرار رابي سركيس اغاجان ؟؟؟




80


كلمة وفاء
على روح الفنان المبدع
جورج هومه السرمدي


بقلم: جبرايل ماركو


لقد شاءت الاقدار ان يباغتكم الموت. فخيم الصمت وتناثرت رائحة الموت في كل مكان. فصعقنا من هول الفاجعة برحيلكم المفاجئ. نعم لقد غيبكم القدر وانتم في قمة عطائكم الفني. رحلتم عن اهلكم وعنا وعن جميع محبيكم كسرعة رحيل الاحلام. وباتت الايام تهرب منا كضوء البرق حين يخطف الموت اعز احبائنا. هكذا بات الموت يغيب أحبتنا وفلذات اكبادنا وننام خوفا من أن ينزع ذاك المساء في سكونه الرهيب جسدا الى السكون الأخير. فنستفيق على صورة الفنان الراحل جورج هومة رحمه الله. الذي عرفته عن قرب زميلا في صفوف الدراسة ايام المرحلة المتوسطة. وانسانا ورفيقا وصديقا وفنانا ملتزما بقضيته القومية والوطنية. اثبت جدراته الفنية منذ انطلاقته الاولى في فرقة ــ بيبا ــ التي اسسها في مطلع السبعينات من القرن الماضي مع نخبة من رفاقه الفنيين. فصعد نجمه الغنائي كالبرق في سماء الوطن والمهجر. وبات شامخا في عالم الفن كشموخ نخلة وطني العراق.
تميز المرحوم الفنان جورج هومه بصبره في الشدة وبخشوعه الدائم في معبده الفني. قانعا بالذي له. يعترف بالحق قبل أن يشهد عليه. لايقهره الشح ولا يطمع فيما ليس له. ولد وولد الفن معه. تعمد بالموسيقى النهرنية والتراثية الاصيلة. أحب الموسيقى منذ نعومته وابدع فيها وهذب وصقل المقامات السريانية. كان وسيبقى احد اعمدة اغنيتنا السريانية الاصيلة. أحيا تراثنا الفني من خلال اعماله المبدعة والخالدة. وشيد مدرسة فنية جامعة ما بين التراث والحداثة. ستبقى مدرسته مرجعا لكل روادنا واجيالنا القادمة ليسبروا اغوارها ليلهموا وينهلوا من تراثها وفنها عبق الالحان. اجاد اداء الطرب الاصيل واغرم فيه حتى العشق. فجسد في مسيرته الفنية كل قيم الاصالة والتراث في الحانه وفي كلمات اغانيه وفي طربه وفي أفكاره وأرائه.
سوية بدأنا مشوار الشباب في منتصف الستينات من القرن الماضي. معا ترعرعنا وتتلمذنا في المدرسة القومية والوطنية. التي قدمت لمسيرة شعبنا خيرة من المبدعين الاوفياء في كل مجالات الحياة اخلاصا ووفاء لمبادئهم القومية والوطنية. فكنت واحدا من الذين تركوا بصامتهم البارزة على العديد من الاعمال الفنية والثقافية والادبية والاحداث السياسية والقومية والوطنية في الوطن و المهجر.
 كان المرحوم الفنان جورج هومه انسانا فطنا وخجولا لا يخيبه اللسان. طاهر القلب. كقطرة ماء حفرت في صخر غربته ليس عنفا بل تكرارا لا ينضب في حب القضية والوطن. الذي وهبه من سنين عمره وضحى من خلال فنه الخالد من أجل شعبه ووطنه. عشق العراق والخابور بأهله وتلاله وجباله ووديانه وسهوله. حاملا عبق طيبتهم في غربته وفي قلبه الكبير الذي لم يتوقف عن النبض عطاء وفنا وحبا وشوقاً الى ذكرى الطفولة والشباب والنضال السرمدي.
 من منا يستطيع ان ينس ويغيب عن باله هذا العازف البارع والمبدع على الة الكمان الذي سحر بمعزوفاته الرائعة كل الذين شاركوا في حفلاته الموسيقية والفنية في الوطن والمهجر. فقد كان بحق من الاوائل الذين تصدروا صفحات منتدياتنا الثقافية والفنية كفنان وملحن ومطرب. متنقلا في عالم الاغتراب بهدف نشر الفن الاصيل. كافح طوال حياته من اجل تأمين لقمة العيش الكريم. مع اصراره الدائم على أن لا يضيع سنين غربته إلا بتحقيق ما هاجر من اجله. اقتلعته رياح الغربة من الخابور ومن قريته والطو تحديدا. ليس فرارا من القدر بل فرارا من عدم الاعتراف بالاخر وانعدام الحرية والديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي. لم يساوم مهما قست عليه الايام في الغربة وابعدته عن ابناء شعبه ووطنه. بقي المرحوم الفنان جورج هومه دوما يحن ويتغنى بوطنه بيت نهرين ويعيش على أمل العودة الى الى مسقط رأسه.

 
امتازت سيرة حياته الفنية الزاخرة بالعطاء الفني اللامحدود وبالحب والصداقه والوفاء. فهو الوحيد من فناني شعبنا الكلداني السرياني الاشوري الذي تغنى برائحة تراب الوطن الممزوج بعطر رائحة امطار التشارين. بقي الفنان جورج هومه شرقي الهوى  والفؤاد رغم السنين الطويلة التي امضاها في المهجر.   
من أصعب الأمور في مسيرة حياتنا اليوم. أن نودع رجالا كبارا رحلوا عنا وتركوا اثار بصماتهم الواضحة في اعمالهم الفنية والثقافية وفي القضايا القومية والوطنية. أيها الفنان الصلب في تكريس الفن السرياني الاصيل. العنيد في تصويب وترسيخ الحانه الفريدة والخالدة التي ستغنيها كل اجيالنا القادمة وسترددها في كل المناسبات الى يوم الازل. ستبقى اثار بصماتكم شاهدة على مسيرة الاغنية السريانية المعاصرة. ستبقى حيا بيننا ايها الصامد والمثابر في تطوير وابداع الاغنية الشعبية والتراثية والقومية. سنبقى نستمع الى صوتكم الرخيم والى اغانيكم التي لن تموت. نعم ستبقى سرمديا في ضمير شعبنا الكلداني السرياني الاشوري.
 
أيها الفنان المتمرد بعنفوان على كل ما لا ينتمي الى تراثنا وفننا الاصيل. دفاعا وحفاظا لاستمراية الفن الرفيع. يا من علمتنا ألا نخاف ونهاب القوي لأن لا قوة تفوق قوة الحق والارادة. أيها المنتصر بارادة الحياة على قدر الموت. أنت يا من انتصرت من خلال مواقفك الصلبة والصائبة. لم تغريك المكانة ولا المساومات ولم تحيد عن مبادئك القومية والوطنية التي تربيت عليها. فانتصرت على موتك المتجدد كل يوم في معركة العطاء والوفاء للشعب وللوطن وللاهل والأحبة والاصدقاء. 
 

 أيها الراحل الكبير. اليوم لن نبكيك ولن نرثيك بكلمات الرثاء. بل نودعك ببسمة الرجاء الدائم على محياك أحييك. وأنثر عليك كلمات الوفاء والاخلاص التي تعمدنا وتربينا عليها من قيمنا وتراثنا الاصيل في حكاري. من صميم الفؤاد الجريح على رحيلكم اقدم باقة حب صادقة. علها تفي عن كل كلام قلته فيك فتغنيك... وترضيك. رحم الله الاخ والفنان جورج هومه. الذي لم تكسر الرزايا ريشات جناحيه. ولم يغادرنا الى بحر النسيان. بل سيبقى مشعلا وعمودا فنيا في ذاكرة وجداننا وفي قلوب ابناء شعبنا في الوطن والمهجر. رحم الله فقيدنا الغالي وأسكنه فسيح جناته ولأهله وذويه الصبر والسلوان.

81
المجلس الشعبي يلتقي
المنظمة الاشورية الديمقراطية
وعدد من مؤسساتنا القومية



عقد يوم الاحد مساء الموافق 7 تشرين الثاني 2010 في مدينة سودرتاليا اجتماعا مشتركا ضم كل من المجلس الشعبي ــ مكتب السويد ــ المنظمة الاشورية الديمقراطية ــ فرع السويد ـ واتحاد الاندية الاشورية في السويد ومنظمة أكسا ــ ACSA ــ تداول المجتمعون الاوضاع السياسية الراهنة التي يمر بها ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق بعد الابادة الجماعية التي ارتكبت في كنيسة سيدة النجاة والتهديدات الاخيرة التي اطلقها قادة دولة العراق  الاسلامية. حول اباحة قتل ابناء شعبنا في العراق. والتحرك المطلوب القيام به في السويد واوربا لحماية ابناء شعبنا في الوطن. بعدها ناقش المشاركون فقرات جدول اعمال الاجتماع وتوصلوا الى النتائج التالية.


1.   العمل على عقد مؤتمر خاص في البرلمان السويدي. على ان يسبقه العمل على ارسال وفد برلماني سويدي الى الوطن. لعقد اللقاءات مع احزابنا ومؤسساتنا القومية والروحية. والقيام بزيارات ميدانية في مناطقنا التأريخية للاطلاع عن كثب على الواقع الميداني والاستماع ايضا الى اراء ومقترحات ابناء شعبنا ومعاناتهم. وقد اكد المجتمعون على ان يكون الهدف من عقد المؤتمر في البرلمان السويدي. مناقشة مستقبل شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق. وعلى ان يتضمن جدول اعمال المؤتمر النقاط التالية.

a.   مشروع الحكم الذاتي.
b.   ايقاف نزيف الهجرة من الوطن.
c.   التغيير الديمغرافي

2.   العمل على عقد مؤتمر خاص في البرلمان الاوربي. على ان يسبقه ايضا قيام وفد برلماني اوربي لزيارة العراق لعقد اللقاءات مع احزابنا ومؤسساتنا القومية والروحية. ومع الحكومة العراقية والكتل السياسية في مجلس النواب العراقي ومع رئاسة برلمان وحكومة اقليم كوردستان العراق. لتكوين تصورواضح وجلي عن الواقع الميداني والسياسي لشعبنا في العراق. ليتم على ضوئها صياغة فقرات جدول اعمال المؤتمر للخروج بنتائج عملية تساهم في تثبيت الحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الدستور الفيدرالي العراقي. باعتبار الحكم الذاتي هو البديل العملي الوحيد الضامن لحقوقنا القومية والوطنية المشروعة ولشراكتنا الحقيقية في ظل العراق الفيدرالي الموحد. وأن تساهم نتائج المؤتمر ايضا في ايجاد الحلول العملية لايقاف نزيف هجرة من العراق. من خلال مساهمة الاتحاد الاوربي باقامة مشاريع انمائية في مناطقنا التأريخية تساهم في خلق فرص عمل لابناء شعبنا لديمومة وجودهم في الوطن. والضغط على الحكومة الاتحادية وعلى الكتل السياسية في مجلس النواب العراقي لايقاف محاولات بعض الجهات السياسية الهادفة الى التغيير الديمغرافي في مناطق شعبنا التأريخية في العراق.

3.   العمل على التواصل الدائم  مع كل الكتل السياسية في البرلمان السويدي. من اجل اقناعها للعمل على ايقاف قرارات اعادة ابناء شعبنا الى الوطن. نتيجة استمرار الابادة الجماعية التي ترتكب من قبل الارهابيين ضد ابناء شعبنا. والعمل على منحهم الاقامة الدائمة في السويد.

4.   اطلع السيد سعيد يلدز المجتمعون على المشروع الذي قدمه عضو البرلمان السويدي السيد هانس لينديه من الحزب اليساري. حول مساءلة وزيرالخارجية السويدية عن الاجراءات والضمانات العملية التي سيقدمها الى الاتحاد الاوربي لحماية ابناء شعبنا في العراق. وما هي المساعدات التي ستقدم الى ذوي ضحايا سيدة النجاة. والعمل ايضا على الغاء قرار الحكومة السويدية لاعادة ابناء شعبنا الى العراق. السيد سعيد يلدز اكد ايضا على قيام المنظمة الاشورية الديمقراطية بالتواصل مع العديد من البرلمانيين السويدين لدعم المشروع المذكور. وطالب بدوره جميع اعضاء البرلمان السويدي من ابناء شعبنا لدعم المشروع ولتكثيف جهودهم وتفعيل دورهم للضغط على الحكومة السويدية لتساهم في تقديم حلول عملية لضمانة امن وسلامة ابناء شعبنا في العراق.

5.   اتفق المجتمعون على متابعة تنفيذ القرارات وتجسيدها على الواقع. واستمرار التواصل الدوري فيما بينهم. والانفتاح على جميع احزابنا ومؤسساتنا  القومية والروحية في السويد. من اجل التوصل الى وحدة الموقف القومي ووحدة خطابنا السياسي. لنستطيع اقناع وكسب الرأي العام السويدي والاوربي والعالمي لدعم ومساندة قضاينا القومية والوطنية في المنابر الدولية. وحماية وجود شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وديمومته في الوطن.



المجلس الشعبي
 


82

المجلس الشعبي
في
البرلمان السويدي

في سلسلة التحركات التي سيقوم بها مكتب السويد للمجلس الشعبي. لعقد اللقاءات مع احزابنا القومية ومؤسساتنا القومية والروحية حول ضرورة وحدة خطابنا السياسي. والتداول مع الاحزاب الوطنية حول تثبيت مشروع الحكم الذاتي لشعبنا في الدستور الفيدرالي. والتواصل مع الكتل السياسية في البرلمان السويدي لايقاف الابادة الجماعية التي يتعرض لها ابناء شعبنا في العراق . فقد التقى يوم الاحد الموافق 8 تشرين الثاني 2010 في مقر البرلمان السويدي وفد من مكتب السويد للمجلس الشعبي برئاسة جبرايل ماركو وعضوية صبري ايشو مع السيد روبير خلف عضو البرلمان السويدي في كتلة الحزب المسيحي الديمقراطي. قدم الوفد تهانيه القومية بمناسبة فوزه في الانتخابات السويدية ودخوله القبة البرلمانية. متمنيا له التوفيق والنجاح في مهمته. من خلال تقديم افضل النتائج للمملكة السويدية والعمل على دعم وابراز قضايا شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الوطن. والعمل ايضا على ايصالها الى المنابر الدولية.
 بعدها تداول الوفد مع السيد روبير خلف النقاط التالية.

1.   مناقشة مسألة الابادة الجماعية التي ارتبكت مؤخرا بحق ابناء شعبنا الابرياء في كنيسة سيدة النجاة في بغداد. والعمل على حتمية حسن استثمارها قوميا وسياسيا. وضرورة العمل على طرحها في البرلمان السويدي. لمطالبة الحكومة السويدية بتحمل مسؤولياتها والمساهمة بدورها للدفاع وحماية شعبنا  الكلداني السرياني الاشوري في العراق الذي يتعرض لابشع عمليات الابادة الجماعية والتطهير العرقي منذ سقوط النظام البائد في 9 نيسان 2003  لتهجيرهم  من وطنهم التأريخي.

2.   ضرورة التحرك الموحد على كافة المستويات والصعد على الساحة الاوربية والعالمية من خلال استثمار امكانياتنا المؤثرة في المهجر. لاقناع الرأي العام العالمي للاهتمام باستمرار وجودنا القومي في العراق. ولتحمل مسؤولياته الاخلاقية والانسانية. تجاه ما يتعرض له ابناء شعبنا في الوطن. والعمل على دعم مطالبنا القومية والوطنية المشروعة بما فيها الحكم الذاتي الضامن الوحيد لحقوقنا القومية والوطنية. ولديمومة وجودنا القومي في الوطن وتجسيد شراكتنا السياسية الحقيقية في ظل العراق الديمقراطي الفدرالي الموحد.

3.   العمل على عقد مؤتمر خاص في البرلمان السويدي. حول مستقبل شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق على ان يتضمن جدول اعماله النقاط التالية.

o   مشروع الحكم الذاتي.
o   الية ايقاف نزيف الهجرة من الوطن.
o   ايقاف التغيير الديمغرافي في مناطقنا التأريخية .

4.   تم تقديم دعوة باسم المجلس الشعبي للسيد روبير خلف لزيارة الوطن. للقاء مع ابناء شعبنا ومع احزابنا ومؤسساتنا القومية والروحية. للاطلاع عن كثب على اوضاع شعبنا ومعايشة الواقع السياسي القائم في الوطن. لتكوين خلفية حقيقية عن واقع شعبنا في العراق. تمكنه من تقديم الادلة القاطعة في مشاريع مقترحاته البرلمانية حول عدالة قضايا شعبنا.

السيد روبير خلف ثمن عاليا مبادرة مكتب السويد للمجلس الشعبي. وأبدى استعداده للتعاون الدائم والدفاع عن قضايا شعبنا العادلة في البرلمان السويدي والاوربي. كما ثمن المقترحات التي تم التدوال حولها. وأكد شخصيا بانه طالب البرلمان السويدي لدعم مشروع الحكم الذاتي لشعبنا. وللضغط على القوى السياسية في مجلس النواب العراقي لتثبيت الحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري  في الدستور الفيدرالي العراقي. واضاف السيد روبير خلف ضرورة العمل على توحيد خطابنا السياسي ومطلبنا القومي والوطني ليتسنى لنا اقناع العالم الحر لتأييد ودعم حقوقنا القومية المشروعة بما فيها الحكم الذاتي. ثم تطرق السيد روبير خلف الى ضرورة التحرك الموحد على الساحة السويدية والاوربية والعالمية لنتمكن من تحقيق افضل النتائج لخدمة قضايانا القومية والوطنية. واثنى على الجهود المبذولة من قبل احزابنا ومؤسساتنا القومية والروحية المشاركة في الاجتماع الموسع في سودرتاليا يوم الاحد الموافق في 7 تشرين الثاني 2010 .حول تشكيلهم هيئة العمل المشتركة. لتكون نواة العمل بين احزابنا ومؤسساتنا القومية نحو العمل معا في المستقبل. وهنئهم  على اتفاقهم لاقامة المسيرة في العاصمة ستكهولم في 14 تشرين الثاني 2010 الساعة الثانية من بعد الظهر استنكارا للابادة الجماعية التي تعرض لها ابناء شعبنا في كنيسة سيدة النجاة في بغداد.

 وبدوره ابدى السيد روبير خلف اهتمامه المطلق حول ضرورة عقد مؤتمر خاص في البرلمان السويدي حول مستقبل شعبنا في العراق. مؤكدا لوفد مكتب السويد للمجلس الشعبي على بذل اقصى الجهود من اجل عقد المؤتمر المذكور لما سيشكله من نقلة نوعية وانطلاقة نحو عقده في البرلمان الاوربي. وأكد على تحمله شخصيا مسؤولية مناقشته في هيئة العلاقات الخارجية في البرلمان السويدي باعتباره عضوا فيها. حيث ستعقد اجتماعها الدوري يوم الخميس القادم. وفي الختام شكر السيد روبير خلف المجلس الشعبي على دعوته لي لزيارة الوطن التي اتشرف بها. والتي ستتيح لي فرصة تأريخية للقاء ابناء شعبي في العراق.




               المجلس الشعبي
               مكتب السويد


83
المسؤول
أمام
محكمة الشعب


بقلم : جبرايل ماركو

عندما يتبوأ الانسان موقعا سياسيا أو سلطويا او روحيا أو وظيفيا. عاما أو خاصا. عندها يبدأ مسلسل حياته في الظهور والاطلال امام الجماهير. وفي الوسائل الاعلامية المرئية والمسموعة والمكتوبة. على حلقات تتراوح بين أقصى الدراما وأدنى الكوميديا. تُحسب له وعليه تحركاته. تُحصى مواقفه الايجابية والسلبية. تحبس أنفاسه. تُحفظ له وعليه زلاّته وأخطائه. تمسي مسيرته. في الماضي والحاضر. تحت المجهر. بسلبياتها وايجابياتها. فتجتاح البعض مواسم غرور. ولو بدون حصاد سوي. في حين يعاني البعض الآخر وطأة المسؤولية. وقلة هي التي تدرك ان السلطة هي في خدمة الشعب. تسمو به بقدر ما تنحدر به الى مستوى مشاكله ومعاناته. وترديك بقدر ما تنأى عنه في غربة الهروب الكبير. فما الذي يتغير في شخصية المسؤول الطالع من هذا الوسط الاجتماعي عندما يرتقي سدة المسؤولية؟ ولماذا يتنكر لمبادئه ولاهدافه ولمواقفه ولتأريخه السياسي. ويهجر ماضيه بسرعة البرق. وينقطع عنه بشكل انتقامي. طمعا بحاضر يظل مجوّفا ولو برّاقا. متطلعا الى مستقبل يظنه في الفتوحات ولو سرابا. ألا يفقه هذا "المسؤول" ان هذه السلطة هي لخدمة الجماهير الشعبية التي منحته ثقتها. وهي زائلة في النهاية. فلو دامت لغيره ما وصلت اليه. يكفي أن يعود المسؤول الى ذاكرته القريبة والى العناوين والشعارات التي اطلقها. والى الوعود البراقة والعهود التي قطعها على نفسه. ويستعرض اطارات الصور المنثورة على الجدران الباردة خلال حملته الانتخابية ليفهم ان سطوة من فيها محاها غبار النسيان. وان بعض الابتسامات الصفراوية أدمتها صروف الأيام. أم أن نشوة الغرور والتملك والانتصار الاني تذهب بسديد وصواب الرأي. فينقاد خلف مصالحه الشخصية وخلف الشهوات السامة وينجرف وراء الغرائز المشينة التي لن تترك في رحلته إلا وصمات العار والانتحار.

ألا يعلم "هذا المسؤول" ان في الالتزام بالمبادئ وتجسيدها على الواقع وبالتواضع والاستقامة قمة العلو والمصداقية. وأن في البذل والعطاء والتضحية قمة السعادة. وأن في التواصل والحوار مع الرأي الاخر أساس البناء. وأن في الصدق والنزاهة والاخلاص والوفاء أساس الاستقرار والاستمرار؟ أفلا يخشى المسؤول عند الظلم من قدرة الله عليه. أم أنه ينسى ويظن أنه بديكتاتوريته صار الصنم صاحب الكلمة الفصل والنهي؟ ألا يحسب لمن حرمه مركزا بجوره. أو كرامة بتعسفه. وأن دورة الحياة ستدور عليه يوما. ويُحرم هو ويُظلم، فيتذوق علقم العجز الذي تلذذ باستغاثة من أذاقه مرارته؟

أنا أعتقد الى درجة اليقين ان بعض من يصاب بمرض السلطة وغرورها يقع صريع مرض عضال لا شفاء منه. بل انه لا يسعى الى الشفاء منه.

تراه في يوم يمالئ هذا المرجع طالما انه في ذروة سلطته. حتى اذا تلمّس ضعفا فيه لا يجد غضاضة في الانتقال الى الضفة المعاكسة. سابحا في بحر من الرياء والوصولية. مهشِّما صورة من كان "مجبرا" في التعامل معه. في انتظار وصول الفرج عبر المسؤول الجديد. الذي يقدم له الخضوع والارتهان والطاعة بانسحاق وانبطاح، فكل شيء مباح للحفاظ على الموقع حتى البكاء! وما أكثر النوّاحين والمتملقين والمرائين هذه الايام!

فأين هو المبدأ الذي يتشدق به البعض؟ وهل باتت المبادئ والقيم والاخلاق تتبع المصالح الشخصية؟ وعندما يبادر ذلك "المسؤول" الى اعطاء الدروس في الاخلاق والقيم وهو المرتكب الاول. في عملية اختراق القرارات والقوانين والسباق الى مخالفتها. ماذا يبقى من صورة الموقع الذي "يحتلّه"؟ وهل يعلم إن الانفصام المتفاقم في شخصيته يهدد بضرب أسس البناء المجتمعي. فلا تكاد تقرأ كلاما بتأريخ اليوم حتى تجد أنه يجافي كلاما قيل بالامس. من الفم ذاته. فأيهما تصدّق؟ واذا كنت مؤمنا بكلام البارحة. ودفعت الثمن في سبيل ايمانك باهدافك ومبادئك. في كرامتك او مصالح شعبك القومية والوطنية او حتى مستقبل حياتك. فبماذا تبرر الرجوع والكلام الجديد. ومن يعيد اليك ما فقدت. من يبلسم جرح كرامتك النازف. ومن يعوّض خسارتك في مصداقيتك وفي كرامتك او في مواقعك. بل من يقدر ان يعيد الروح الى من فقدته في غفلة من لحظة؟! أجل. انها لعنة القدر نزلت علينا. وبتنا أسراها كلما توسمنا في الآتي. نستفيق على رجع الصدى الذي يضج في الآذان والأفئدة والعقول لصد الابواب امام كل محاولة اصلاح وقمع كل عملية تغيير. ولكن. هل نستسلم ونلقي سلاح القلم. وهو  وحده المتبقي لمن شهد لحقيقة مسيرة المؤسسات التي اثبتت جدارتها. أم نستمر في المقاومة من خلال محكمة الشعب. التي نحن قضاتها. في الظن وفي الحكم؟
 
لا شك ان الاستسلام في قاموس حياتنا ممنوع ومرفوض لأنه نقيض الأمل. وبفقدانه تفقد حياتنا اهدافها ومصداقيتها ومعناها ومبناها. والحل ان يظل كل منا فاعلا في موقعه. ناشطا في ساحته القومية والوطنية. عصيا ومقاوما على الضغوط والمغريات التي يتعرض لها سواء بالترهيب أو بالترغيب. معنيا وناشطا وفاعلا في محكمة الشعب. يسائل ويحاسب ولو على قدر امكانياته ويحكم على المرتكب والظالم والمحتال والوصولي والاستغلالي بالمؤبد نفيا ومقاطعة وتهشيما. حتى يستحيل مسعاه لتبييض الصفحة السوداء أشغالاً شاقة. الى أن ينفذ حكم الاعدام الوظيفي او السياسي او المهني فيه. عندها نقول يحيا حكم وعدالة الشعب الحي.


84


كلمة وفاء
الى روح الفقيد الكبير
رابي بطرس اسخريا


بقلم: جبرايل ماركو


على خطى المسيح سرت زاهداً في هذه الدنيا الزائلة. حاملا كل يوم هموم ابناء شعبك ومستقبلهم السياسي في الوطن. ناضلت بصمت وبهدوء. وكنت المثال الصالح للحقيقة وللعمل الانساني من خلال منظمة كابني ومشاريعها الانمائية. ومن مصداقيتك ووفائك واخلاصك وتفانيك في العمل القومي والوطني والانساني تعلمنا افضل القيم القومية والوطنية. وفي قلبك الكبير حملت اعباء ومعاناة ابناء شعبك. واعطيتهم الامل ومنحتهم الرجاء السرمدي. وبذلت ذاتك في سبيل اهداف شعبك التي ائتمنت عليها. فواكبت الكبار بارشادك. ورافقت الصغار بتربيتك القومية والوطنية النبيلة. وسهرت الليالي على تحقيق مبادئ شعبك. وبذلت الجهود القصوى من اجل تجسيدها على الواقع. فكنت القاسم المشترك لكل الارقام. ومرشدا روحيا لكل التيارات. ومصغياً لمن لم يسمع له. فجسدت العطاء اللامحدود لخدمة الفقراء والمظلومين والمضطربين. فكنت ابا واخا ومؤاسياً للمتألم والحزين. وفي قلبك الطاهر رنمت الصلاة الربانية التي استمدت منها العزم والثبات والديمومة لمواجهة ما يعترضك من الصعاب في مسيرتكم الانسانية المقدسة. فواجهت كل العقبات برباطة جأش وتميزت بالصبر والايمان والرجاء الوطيد. فتحملتها كلها برحابة صدرك الواسع. وسلوك متميز بالرصانة والجدية والاخلاص والفكر النير والقلب المنفتح على الجميع.

هكذا عرفناك منذ ان بدأنا العمل الانساني معكم من المهجر ومن خلالكم في الوطن عبر منظمة كابني في اوائل التسعينات من القرن الماضي. سراجاً يتوهج نورا ومحبة وعطاء وحقا وعدلا وبحرا انسانيا. وقمة في النبل والشموخ والمصداقية. لا ينحني ابداً امام عواصف التجارب مهما قست. ولا يهاب الاعاصير مهما اشتدت قوة رياحاها. كنت وستبقى روحكم الطاهرة زنبقة يفوح منها شذا الصدق والحرية والبراءة.

هكذا سمعنا صوتك العذب. نشيداً خفاقا يحرث القلوب ويبذر حنطة الكلمة في نفوس ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري التي مزقها الاضطراب والاحباط والقلق على المصير في الوطن. فهدأت من جنون العاصفة كل ما استطعت اليها سبيلا. ورفعت كأس الخلاص بخشوع وحسبك ان ترفع معها النفوس الى العلى. وستبقى روحك ترفرف بيننا كما كنت تسير بالقطيع بعاطفة الاب وامانة الراعي الصالح الى مراعي الحياة.

هكذا احببناك خمرة صلاح وطيبة ورأفة. مرشداً ومعلما للاجيال. وابا لا يعرف التعب والملل من الكد والجد لضمان مصير ابناء شعبه. نعم ستبقى انشودة حالمة في مدينة الاعالي القدسية. وفي مملكة الفكر الحر والتمسك بالقيم القومية والوحدة التي دعوت اليها كل تياراتنا السياسية لقيادة سفينة شعبنا الى شاطئ الامان. ومتابعة العمل الانساني لانقاذ الفقراء والمرضى والمساكين والمتروكين والمحزونين والمهمشين هنا وهناك.

هكذا وجدناك صامدا في ربوع الوطن. تجول في مدنه وقراه وتقطع المسافات على طرقاتها وتدخل بيوتها مستفقدا. اخا وصديقاً تشاركهم افراحهم وتواسي احزانهم. وتخفف من وطأة معاناة ابناء شعبك الكلداني السرياني الاشوري. وتزرع الامل والسلام في قلوبهم.  وتسهر الليالي على سلامة الخراف لا خوفاً من الذئاب فحسب. بل وفاء لنبل الرسالة الانسانية ومبادئها التي اعتنقتها وامنت بأهدافها وجسدتها على الواقع بكل صدق واخلاص وبشهادة الجميع. فكنت صياداً ماهرا على شواطئ ايامنا. وصخرة صامدة تكسرت عند مينائها امواج آثامنا. فكنت وما زالت اعمالك جمال الغلال والمواسم. وملهم الوفاء والصدق والضمير الحي والوحدة واللقاء. ونور المشاعل والمصابيح في ليالينا الحالكة. وشمس اللقاء بعد ظلام الغربة.

سيفقدك محبيك من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. حيث كنت لهم اخا كبيرا وانسانا مخلصا في تفانيك القومي والوطني والانساني. ستفقدك مدننا وقرانا التأريخية الصامدة التي كنت تنتقل اليها كتنقل النحلة بين الزهور والتي لم تفارقها ولم تفارقك حتى يوم رحيلك. سيفقدك الشعب والوطن اللذان هما احوج ما يكون اليوم الى عراقيين اصلاء من امثالك.
 
نعاهد روحكم الطاهرة ان نكون اوفياء ومخلصين ومثابرين على تجسيد المبادئ التي قطعنا العهد سوية عليها يوم التقينا معا في مدينة نوهدرا في منتصف تموز عام 2005  عندما كنتم على رأس منظمي اعمال مؤتمر اللغة السريانية الاول.

تغمد الله روحكم الطاهرة وأسكنها فسيح جناته مع الابرار والصالحين. ولعائلتكم وللاهل ولجميع العاملين في منظمة كابني ولاصدقائكم ولمعارفكم الصبر والسلوان.




85
المجتمع القبلي والعشائري

لا يصنع الديموقراطية

 
بقلم: جبرايل ماركو


الديمقراطية ليست عٌقاراً سحريا تقدمه امريكا ودول اوربا الغربية كوصفة علاجية الى ابناء شعوب دول العالم الثالث المحكومة بالنظم القبلية والعشائرية والمذهبية والطائفية. سعيا منها الى تغيير تلك المجتمعات الى انظمة ديمقراطية بين ليلة وضحاها ــ وان توارت ظاهريا هذه الايام الانتماءات القبلية والعشائرية والمذهبية والطائفية خلف نظم ومؤسسات الدولة الحديثة ــ فحيرة الولايات المتحدة الامريكية مازالت قائمة حتى الان في كل من العراق وافغانستان وفي بقية دول الشرق الاوسط. بسبب النتائج الغير مشجعة التي حققتها في حملتها العسكرية على نشر المبادئ الديمقراطية. نعم انها حيرة استثنائية لم تحصل لأي قوة دولية سابقة في العالم. لسبب بسيط قد جرى تجاوزه بشكل تعسفي من قبل منظري علم الاجتماع السياسي في دوائر البنتاغون الامريكي خلال عملية وضع خارطة طريق نشر الديمقراطية. بسبب ابتعادها عن تحليل الواقع الحقيقي للتركيبة الاجتماعية المبنية على القبلية والعشائرية والمذهبية والطائفية في الدول المذكورة ــ ويبدو ايضا قد غابت عن بالهم عن قصد أو عن غير قصد ــ مسألة تفوق انتماء الفرد في العالم الثالث الى القبيلة أو العشيرة أو الطائفة أو المذهب اكثر بكثير على انتمائه الى الدولة. تلك الانتماءات التي باتت تعتبر اليوم من اهم المعوقات التي تقف عائقا امام تحقيق الديموقراطية في دول العالم الثالث على النمط الغربي. كما ان الافق المنظور والنتائج الميدانية يؤكدان بكل وضوح على اخفاق اميركا في تحقيق خطتها حول اقامة النظم الديمقراطية في المجتمعات المحكومة بالانظمة الدكتاتورية. حتى لو حشدت ثلثي حكومات العالم في كابول من اجل تدارس مخرج لها من هنا أو هناك. أو حتى لو أجريت انتخابات باسم الديمقراطية كل سنة في العراق وافغانستان. بعد ان جذرت شعوب العالم الثالث تفوق انتمائها القبلي والعشائري والطائفي والمذهبي على انتمائها الوطني من خلال ما تعكسه وما تفرزه ذهنيتهم من افكار واليات بعيدة كل البعد عن ابسط المبادئ الديمقراطية. المتجلية في الية اتخاذ قراراتها ومواقفها السياسية والظاهرة في ممارساتها اليومية التي تعمقت وتأصلت اكثر فأكثر في هيكلية الدولة المعاصرة. يروي المرحوم احمد حسن الزيات الديبلوماسي المصري في مذكراته التي عايش فيها مرحلة استقلال الصومال. عن حادثة ذات مغزى عميق. عندما اراد ان يستكمل الشكل الحديث لبناء الدولة الجديدة في الصومال. فطلب من الاحزاب ان تسجل نفسها في شكل رسمي. فجاءته مجموعة صومالية وقالت نحن ــ حزب دحلة ومرنيلة ــ فسأل الزيات وماذا يعني اسم هذا الحزب؟ فأجابوه. نحن ممثلي قبيلتين صوماليتين صغيرتين اسمهما ــ دحلة ومرنيلة ــ فرفض الزيات تسجيل الحزب الجديد. مؤكدا لهم ان مفهوم الاحزاب السياسية في النظام الديمقراطي يختلف عن حياة القبائل. فعاد اليه الاشخاص أنفسهم بعد عدة ايام من الاستمهال. وقالوا لقد أسسنا حزبا جديدا. ولما سألهم عن اسمه فقالوا سميناه ــ الحزب الديموقراطي المستقل ــ فعاد وسألهم من جديد. وهل هناك حزب اخر اسمه الحزب الديموقراطي حتى تميزون انفسكم بتسمية ــ المستقل ــ عن الاخرين. فقالوا لا. ولكن حزب ــ دحلة ومرنيلة ــ يحتاج الى الحروف الثلاثة ليستقيم الوضع بين القبيلتين!


لقد سبقنا الى هذا التحليل عن تركيبة المجتمع العراقي القبلي والعشائري والمذهبي والطائفي والعرقي. عالم الاجتماع العراقي الدكتور على الوردي في بداية الخمسينات من القرن الماضي. وها هي الاحداث السياسية والوقائع الميدانية التي عايشناها والنتائج التي توصلنا اليها في العراق منذ 9 نيسان 2003 الى يومنا هذا. تتطابق تماما مع كل ما أكده الوردي في تحليلاته وابحاثه ودراساته الاكاديمية عن عقلية وذهنية وشخصية الفرد العراقي بكل مكوناته القومية والدينية. وتزداد الامور للمرء اكثر وضوحا اذا ما استعرضنا اسماء الكتل السياسية للمقارنة ما بين ازدواجية تسمياتها الوطنية والقانونية والائتلافية والوحدوية والوفاقية.وما بين تركيبتها وممارساتها المذهبية والعشائرية والقبلية والطائفية. نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر. ائتلاف دولة القانون. الائتلاف الوطني العراقي. القائمة العراقية. قائمة الاحرار. قائمة وفاق العراق الى غيرها من القوائم الاخرى التي اتخذت تسميات لنفسها باسم الوحدة والوطنية والاستقلال والسيادة. بينما تجد ان مماراساتها ومواقفها تنطلق من خلفية انتمائها القبلي أوالعشائري أو المذهبي أو الطائفي. التي ينطبق عليها المثل الشعبي العراقي القائل ــ من برا خام ومن جوا سخام ــ ناهيك ايضا عما طرحته تلك الكتل السياسية في اجندتها الانتخابية من برامج اصلاحية وتغييرية وخدماتية ووعود طنانة ورنانة. وبين ما تمارسه عمليا على الواقع وما تلمسه الجماهير الشعبية في مواقفها السياسية ومناوارتها الصورية الى جانب الاتهامات المتبادلة فيما بينها حول تشكيل الحكومة العراقية. التي تتناقض الى حد بعيد عما وعدت به خلال حملاتها الانتخابية حول حرصها على العملية السياسية وعلى الانتقال السلمي للسلطة فور مصادقة المحكمة الدستورية على نتائج الانتخابات. وتكليف الكتلة السياسية التي فازت بالاكثرية لتشكيل الحكومة الاتحادية. مع تأكيد تلك الكتل ايضا على الالتزام بالعملية الديمقراطية وتجسيدها على الواقع من خلال اغلبية تحكم واقلية تعارض في مجلس النواب العراقي.

في الوقت الذي يتسائل المواطن العراقي؟ عما قدمته احزاب هذه الكتل السياسية من خدمات وحلول للمشاكل المزمنة التي مازالت تعاني منها الجماهير الشعبية على كل الصعد. بعد ان فازت في انتخابات مجالس المحافظات؟ وبماذا يبررون ما شهدته بعض المحافظات الجنوبية من التظاهرات الضخمة المطالبة بحل مشكلة الكهرباء والماء. وتطبيق القانون ومعالجة الفساد الاداري والمالي المتفشي في جميع مفاصل ومرافق جمهورية العراق الفيدرالي. واين تبخرت وعودهم الانتخابية حول معالجة مشكلة البطالة والفقر التي تتافقم يوم بعد يوم بين الاوساط الشعبية في الوطن؟ والى اين ستقودهم السجالات اليومية بين الكتل السياسية حول تشكيل الحكومة الاتحادية بعد ان فرضت نفسها على المشهد السياسي العراقي. والتي بدأت اخذ اشكال مختلفة من التجاذبات والاتهامات التي باتت تشكل خطرا على العملية السياسية وعلى مستقبل البلد واستقراره. وخاصة بعد ان بدأت الكتل السياسية الكبرى تتقاذف الاتهامات المتبادلة فيما بينها حول من يعرقل تشكيل الحكومة الاتحادية. نتيجة فقدان الثقة فيما بينها وبسبب الانفصام القائم ما بين كتل سياسية تحن الى العودة لاقامة دولة مركزية. وكتل سياسية اخرى تؤكد على احقية مكونها في تشكيل الحكومة الاتحادية لضمان مستقبلها السياسي في العراق الجديد. وكتل اخرى تصر على ضرورة الالتزام بالدستور الاتحادي ضمانا لتطبيق الفيدرالية كأفضل حل لبناء العراق الجديد.

ان مشروع الديموقراطية كما يعلم الجميع قائم على تراكمات قيم ومبادئ الثقافة الديمقراطية وعلى قيم العدل والمساواة بين المواطنين في كيان اسمه دولة المؤسسات. بينما هذه القيم المذكورة لا تجدها في قاموس مجتمع القبيلة او العشيرة او الطائفة او المذهب. بل انها تبدو في كل تجلياتها تراتبية في عقلية وذهنية المواطن الشرق الاوسطي بغض النظر الى اية قومية انتمى. اما في الجانب المنطقي والعقلاني نجد ان مسألة المساواة والعدالة تناقضها دوما حالة التعصب في المجتمع القبلي والعشائري. المترسخة والمتجذرة في البنية التركيبية في وسطها الاجتماعي. لانها توحي لعضو القبيلة او العشيرة او المذهب أو الطائفة. شيئ من الزعامة والتمايز والتفوق على الاخر. ليس بسبب قدراته ومؤهلاته او امكانياته الفكرية والثقافية والعلمية كما هو الحال في المجتمع الديمقراطي أو المجتمع المعلوماتي الراهن. بل بسبب رابطة الدم ورابطة الحسب والنسب. ولا نستغرب كثيرا ان نرى في هذه الايام وفي المستقبل في المجتمعات المذكورة اللجوء الى حل المشاكل والخلافات والجرائم في المجالس العشائرية أو القبلية أو عند مراجعها الدينية. بدلا من اللجوء لدى السلطات القضائية المختصة لحلها. بعد ان وصل الامر في الاونة الاخيرة بالعديد من القوى السياسية في الوطن اللجوء لدى مراجعها الدينية لمساعدتها على حل خلافاتها الداخلية والسياسية ونيل بركاتها. وهذا ما قام به ايضا الرئيس الامريكي باراك اوباما مؤخرا بعد ان استنفذت كل الجهود والضغوط  المبذولة على الكتل السياسية الكبرى لتشكيل الحكومة الاتحادية. مما اضطر الرئيس اوباما الى توجيه رسالة سرية الى المرجع الديني الاعلى السيد علي السيستاني مبديا فيها قلقه على مستقبل العملية السياسية وطالبا منه المساعدة على بذل جهوده للعمل على انقاذ الموقف الحكومي المتردي في العراق. من خلال ممارسة نفوذه وسلطاته المرجعية ودوره الديني للضغط على الكتل السياسية العراقية لاقناعها على ضرورة تشكيل الحكومة الاتحادية. ويبدو ان هذا هو  الامل الاخير الذي ينتظره الشعب العراقي في فرصته الاخيرة حول مسألة تشكيل الحكومة العراقية العتيدة. المرهونة بانتظار صدور الفتوى من المرجع الاعلى السيد السيستاني الذي انقذ العراق مرات عديدة من حروب اهلية متوقعة؟

وعلى الصعيد القومي كنت طوال حياتي السياسية معجباً بقدرة أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري على النهوض السريع للخروج من أزماتهم. والتوجه مباشرة نحو بناء قدراتهم الذاتية وتأسيس قاعدة البنية التحتية اذا ما توافرت لهم اجواء الحرية والديمقراطية في وطنهم. الا ان السنوات السبعة العجاف التي تلت بعد سقوط النظام البائد. والانتقال بالعراق الى الحياة الديمقراطية. واخفاق احزابنا ومؤسساتنا القومية والروحية حتى الان في تحقيق الحد الادنى من النتائج على كل الصعد. وخاصة في تثبيت حقوقنا القومية المشروعة بما فيها الحكم الذاتي في الدستور الاتحادي. واستمرار الصراع القائم على ساحتنا القومية. واتساع هوته بين تياراتنا السياسية التي ادخلتنا في سجالات عقيمة اضعفت موقفنا السياسي على الساحة الوطنية وابعدتنا عن مهام أولوياتنا الاساسية وعن تجسيد استحقاقتنا السياسية. التي شكلت مفاجئة كبرى وصدمة قوية عند الاغلبية الساحقة من جماهير شعبنا الكلداني السرياني الاشوري الصامتة. مبدية خشيتها من استمرار تفاقم هذه الازمة. التي ستقودنا في النهاية الى نتائج كارثية لا يمكن تحمد عقباها. بسبب رفض احزابنا ومؤسساتنا القومية والروحية التي تدعي بالديمقراطية في برامجها السياسية وفي انظمتها الداخلية وفي ادبياتها السياسية. الاعتماد على تبني عملية الحوار المسؤول في حل اختلافاتها وتوحيد خطابها السياسي. بسبب تشبث وتعصب كل طرف بأرائه ومواقفه السياسية التي ورثوها من العقلية القبلية والعشائرية والطائفية والمذهبية التي مازالت هي المشعشة والسائدة والمسيطرة على ذهنية اغلبية قياداتنا السياسية ومؤسساتنا القومية والروحية. 

وفي الختام. اسئلة نوجهها الى كل من يهمهم الامر برسم الاجابة عليها. الى متى تستمر القيادات السياسية في ارتكاب الاخطاء القاتلة بحق مستقبل مصير شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في زمن استحقاقاته السياسية والقومية والوطنية في العراق الفيدرالي؟ متى سنتعظ من تجارب الماضي ونتعلم الدروس والعبر من اخطائنا واخفاقاتنا المتكررة؟ متى نستطيع التحرر من الانتماءات القبلية والعشائرية والمذهبية والطائفية؟ متى نستطيع تنظيم اختلافاتنا السياسية؟ متى يسمو انتمائنا القومي والوطني فوق كل الانتماءات الاخرى؟ متى نستطيع العودة الى جذورنا والى اصالتنا لنستطيع تحصين قيم وتراث ثقافتنا السريانية؟ متى سيعلو صوت الحقيقية والصدق والاخلاص والوفاء ووحدة القرار السياسي في ربوع قياداتنا السياسية ومؤسساتنا القومية والروحية. متى يتجرء البعض لاعادة تموضعه خلف مشروع الحكم الذاتي الضامن الوحيد لاستقلالية قرارنا السياسي. ولشراكتنا الحقيقية في ظل العراق الفيدرالي الموحد. ولديمومة وجودنا القومي على أراضينا التأريخية. لنستطيع معا تحقيق طموح شعبنا في العراق. ورسم بسمة الامل على شفاه افواه اكبادنا في الوطن.

86


رسالة مفتوحة
الى كل
من يهمهم الامر
بقلم: جبرايل ماركو

حالات عديدة يسجلها التأريخ في مؤشره البياني عن صعود دور الشعوب وتطورها وصولا الى مراحلها الذهبية. ومن بعدها بداية مرحلة الانحدار والانحطاط التي تنتهي احيانا الى حد الزوال والاندثار من الوجود. وهذا ما يتخوف منه البعض على اوضاع شعبنا وعلى مستقبل مصيرهم السياسي وديمومة وجودهم في العراق. نتيجة ما اصابنا في الصميم في السنوات السبعة الاخيرة على كل الصعد. ولكن رغم كل هذا الواقع المأساوي ورغم كل عمليات الاغتيال والقتل والاختطاف والاضطهاد والتهجير القسري والتطهير العرقي التي مورست وما تزال تمارس ضد ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في وطنهم. ورغم كل أساليب التضييق والتآمر بأشكاله المتعددة ومحاولات زرع بذورالفتنة والشقاق والنفاق بين وحدة أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. وبين تنظيماته السياسية ومؤسساته القومية والروحية. لا تزال مسيرة المجلس الشعبي ومشروعه السياسي يتقدمان بثبات وبخطوات حثيثة وواثقة. وان لم ترتق الى مستوى الطموح الجماهيري المطلوب. منفتحين على جميع تياراتنا السياسية للتنسيق معا والعمل يد بيد للمضي قدما نحو تثبيت الحكم الذاتي لشعبنا في الدستور الاتحادي. اخذين بعين الاعتبار كل الصعاب والعراقيل التي تعترض مسيرة العملية السياسية في العراق. والصعوبات التي تقف امام تشكيل الحكومة الاتحادية في خضم استمرار الخلافات بين الكتل السياسية حول من سيتولى الرئاسة والمناصب السيادية. ورغم كل هذا ايضا مازالت الارادة السياسية المستقلة التي تقف خلف المسيرة الشعبية وتقودها برؤية سديدة ونظرة مستقبلية ثاقبة. صامدة في موقفها كالطود الشامخ في وجه كل الذين يقفون وراء تسويق عملية التشويه والتحريف ضد مشروع الحكم الذاتي الضامن الوحيد لاستقلالية قرارنا السياسي. تلك الاستقلالية التي تتجلى بوضوح في مواقف المجلس الشعبي القومية والوطنية الشفافة والشجاعة والجريئة. التي تتلمسها الجماهير من خلال ممارسات المجلس الشعبي اليومية وعبر برامج عمله وفي قراراته وفي مقرارات مؤتمراته التي تدعو دوما على العمل معا لضمان حقوق شعبنا القومية والوطنية المشروعة دستوريا بما فيها الحكم الذاتي الضامن الوحيد لشراكتنا الحقيقية في ظل عراق ديمقراطي فدرالي موحد!

لكن كل هذا لن يعفِ احزابنا ومؤسساتنا القومية والروحية من مسؤولياتها والتزاماتها لبذل كل الجهود الصادقة. للخروج من هذا الانقسام الداخلي الحاد الذي فرض حالة من الاحباط على مستقبلنا السياسي نتيجة التباين في المواقف السياسية من مسألة وحدة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ومن مشروع الحكم الذاتي. للعمل على الانتقال الى مرحلة التواصل وبناء الثقة المتبادلة وتبني لغة الحوار المسؤول التي ستقودهم في البداية الى تحقيق الحد الادنى من الوفاق والتنسيق والتفاهم حول الثوابت القومية والوطنية. في الوقت الذي تترقب جماهير شعبنا بحذر شديد مسألة التعاون والتنسيق بين ممثلي شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في مجلس النواب العراقي. حول كيفية ادائهم وتعاطيهم مع موضوع ضمان قضيانا القومية والوطنية دستوريا. طالما ان عملية تعديل الدستور الاتحادي مازالت قائمة خلال دورتهم الانتخابية الحالية. والفرصة التأريخية مازالت سانحة امامهم  للعمل معا على تثبيت التسمية القومية الموحدة وحقوقنا القومية المشروعة. بعد ان بدأت مهمتهم الفعلية منذ افتتاح مجلس النواب العراقي جلسته الاولى. وبعد ان بات ابناء شعبنا في الوطن والمهجر يشعرون بالقلق واليأس على مستقبل مصيرالعملية السياسية وعلى ضمان ديمومة وجودهم القومي في العراق. على ضوء مايشهده الوطن من استمرار الاعمال الارهابية والتفجيرات الشبه اليومية في مختلف المناطق. وعلى ضوء استمرار نزيف الهجرة وما تشهده له مناطقنا التأريخية من مؤمرات للتغيير الديموغرافي. وعلى ضوء استمرار الصراعات والاختلافات بين احزابنا السياسية على ساحتنا القومية والوطنية التي تعصف بوحدة موقفنا القومي ووحدة خطابنا السياسي من مسألة المطالبة بمشروع الحكم الذاتي. ارتأينا أن نوجه رسالة مفتوحة إلى كل الذين يهمهم الامر بمختلف انتماءاتهم ومشاربهم السياسية. وتحديدا الى كل الذين يكررون في تصاريحهم الاعلامية وفي مواقفهم السياسية مقولة استقلالية قرار احزابنا كشرط للتنسيق معا حول قضيانا المصيرية. بهدف التشويه والانتقاص من المنجزات التي حققتها مسيرة المجلس الشعبي خلال تجربتها الفتية. وللهروب الى الامام من التزاماتهم ــ ولغاية في نفس يعقوب ــ ولتغطية ارتباطاتهم مع كل القوى السياسية الرافضة لمشروع الحكم الذاتي الذي يوحد مناطقنا الجغرافية في العراق الفيدرالي. وقد تعوَد ابناء شعبنا على سماع هذه الحجج الواهية كلما اقتضت ساعة الضرورة وعند كل استحقاق قومي ووطني الذي يفرض على احزابنا ومؤسساتنا القومية والروحية الاتفاق على وحدة الموقف والخطاب السياسي حول ثوابتنا القومية والوطنية. وفي الوقت الذي يعلم هؤلاء علم اليقين بانهم لا يملكون استقلالية قرارهم. بل ان قرارهم مرهون في مكان اخر. وستكشف عنه الايام المقبلة لجماهير شعبنا كما كشفت عنه الوثائق الاخيرة عن مَن قرر وخطط وشارك في عملية اغتيال الشهيد فرنسيس شابو عضو كتلة الحركة الديمقراطية الاشورية في أول برلمان اقليم كوردستان العراق. ورسالتنا هذه موجهة ايضا الى كل الذين وقعوا في فخ الانانية القيادية وفي مصيدة المصالح الشخصية والحزبية الضيقة. وفي فخ الفتن وحياكة المؤامرات وتهميش والغاء واقصاء دور رفاق الدرب. كل هؤلاء باتوا يشكلون اليوم العقبة الرئيسية امام تقدم مسيرة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الوطن. وقد ان الاوان لجماهير شعبنا ان تقول كلمة الفصل بحقهم. وتضعهم امام عملية المساءلة والمحاسبة. علها تلهم عقولهم وتلمس ضمائرهم  وتنشط  ذاكرتهم لاستخلاص العبر والدروس من تجاربنا النضالية ومن نتائج الانقسامات الداخلية وانعكاساتها المدمرة والخطيرة على مستقبل مصيرنا السياسي ووجوده في العراق. اَه ! ما اشبه اليوم بالبارحة. والعودة بهم الى الماضي القريب وتذكيرهم بالنتائج الكارثية التي حصدناها من الاختلافات التي تمت بين قياداتنا السياسية حول وثيقة حقوقنا القومية والوطنية. التي وافق عليها جميع القادة المشاركين في مؤتمر قمة عمادية الذي انعقد في شمال العراق برئاسة البطريرك مار ايشاي شمعون في مطلع حزيران 1932. حيث انقسم موقف قياداتنا السياسية ما بين مؤيد للوثيقة واخر معارض لها. وعلى اثرهذا الاختلاف نفي بطريرك كنيسة المشرق الاشورية الى جزيرة قبرص.  وسحبت منه الجنسية العراقية. ورفضت الحكومة العراقية مطالب شعبنا المدرجة في الوثيقة. وتم تهجير قسم كبير من ابناء شعبنا قسرا الى سوريا. واختتمت الحكومة العراقية ردها على مطالب شعبنا المشروعة بارتكاب مجزرة شنيعة ضد ابناء شعبنا العزل في سميل في السابع من اب 1933 . وعندما تسألهم بعد هذا السرد عن نتائج اختلافاتنا؟ ولماذا تفسدوا ما أنتم جزء لا يتجزأ من بنيانه وكنتم من صنّاعه حتى الأمس القريب. يقولون بان مشروع الحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري هو طرح عنصري ويشكل خطر على مستقبل العراق وعلى وجود شعبنا. وان الظروف السياسية الراهنة ليست مهيئة ولا تسمح بطرحه الان. وان الحكم الذاتي يقف عائقا امام تحقيق العملية الديمقراطية في الوطن. ويهدد وحدة وسيادة العراق! وهذا ما يتنافى كليا مع مفهوم ومبادئ النظام الفيدرالي الواردة في مواد الدستور الاتحادي.

نعم. ثمة امور عديدة من حق الجميع الاختلاف حولها. سواء كانت في سياسة السوق الاقتصادية أو في الممارسات حول إدارة شؤون البلاد والعباد أو في امور اجرائية اخرى. أما الذي لا يحق لاي طرف فينا الاختلاف عليه أبدا. إذا كنا فعلاً اوفياء ومخلصين وصادقين مع انفسنا ومع قضايا شعبنا المصيرية ومع مبادئنا التي اعتنقناها. التي حثتنا على العمل معا لضمان حقوقنا القومية والوطنية المشروعة بما فيها الحكم الذاتي وتثبيتها في الدستور الاتحادي اسوة بما تم تثبيته في دستور اقليم كوردستان العراق. وتعزيز العيش المشترك بين جميع المكونات القومية والدينية في الوطن والدفاع عن العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد. وهذا ما يفترض بدون جدل أن نكون متفقين عليه جميعاً. لأن كل مايملكه شعبنا اليوم من مقومات قومية ووطنية وامكانيات ذاتية. هي حصيلة وحدة مواقفه السياسية ونتائج تراكمات نضاله منذ انطلاق حراكنا السياسي والقومي والوطني المعاصر في منتصف القرن التاسع عشر في حكاري وطور عبدين مرورا باورمية وسلامس وصولا الى عراق اليوم. هذا النضال السرمدي الذي منحنا هويتنا القومية والوطنية. وعزز فينا روح العنفوان والانتماء القومي وديمومة الوجود. الذي فرض نفسه امرا واقعا على المعادلة السياسية في الساحتين القومية والوطنية. وعزز فينا روح التضحية والوفاء والاستشهاد للمضي قدما في مسيرة شعبنا نحو ضمان حقوقه المشروعة ولديمومة بقائه في مناطقه التأريخية. تلك المسيرة التي احدثت تحولا تأريخيا مهما في بنيتنا الفكرية والثقافية وشكلت نقلة نوعية في عملية صياغة وثيقة مطالبنا القومية وفي اتخاذ قرارنا القومي والوطني المستقل. وعززت سر بقائنا كقوة سياسية قومية وطنية مستقلة. من خلال تزويد نضالنا المشترك بالوقود الازلي لتبقى شعلته متقدة وصامدة امام كل العراقيل والمؤمرات التي حيكت ضدنا من قبل الاستعمار الغربي بكل اشكاله بالتعاون والتنسيق مع الحكومات الرجعية وقواها السياسية والعشائرية. وما رافقها من تغييرات داخلية وتقلبات دراماتيكية في سياسة ومواقف كل من روسيا وبريطانية  تجاه الوعود التي قطعوها لابناء شعبنا لضمان استحقاقاتنا السياسية. كل ذلك لم يثنِ عزم ابناء شعبنا على ايمانهم بعدالة قضيتهم. بل زادهم اصرارا على تمسكهم بقوة بمشروعهم السياسي وبوحدة الموقف ومتابعة المسيرة والرهان على مواصلة النضال معتمدين بالدرجة الاولى على امكانياتهم الذاتية وظروفهم الموضوعية وعلى وحدتهم القومية والوطنية وعلى استقلالية قرارهم السياسي. ورفضهم لكل اشكال التبعية أو النزول عند رغبة اي مكون قومي او ديني في الوطن أو خارجه. في نقل مصدر القرار من بيتنا الكلداني السرياني الاشوري الى أية ساحة اخرى مهما كان اسمها! فماذا حصل ياترى حتى اصبحنا اسيري هذه الاختلافات والصراعات التي تعصف اليوم بوحدة قرارنا وبموقفنا وبوحدة صف أبناء البيت الواحد؟

لقد كشفت في الفترة الاخيرة بعض الجهات السياسية العراقية الفاعلة على الساحة الوطنية في بعض مصادرها الموثوقة. بأن ثمة من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري مَن ساهم ــ مع سبق الاصرار والتصميم ــ  في ترك باب بيتنا القومي موارباً ان لم يكن مفتوحاً على مصراعيه امام تدخل القوى السياسية المعارضة لحقوق شعبنا القومية والوطنية المشروعة في العراق. تلك القوى التي تؤكد في مواقفها وفي تصاريحها الاعلامية وفي ادبياتاتها السياسية على عروبة واسلامية نينوى. والمسؤولة في نفس الوقت عن كل ما تعرض ويتعرض له ابناء شعبنا في مدينة الموصل من تطهير عرقي وتهجير قسري واغتيالات شبه يومية مستمرة الى يومنا هذا. بهدف ضرب وحدة صفنا ومشروعنا القومي والوطني. إما ظناً منهم بأن الوقت كان مناسباً لهم لاستقواء بتلك القوى المذكورة لتغيير مسارالمعادلة السياسية على ساحتنا القومية والوطنية لصالحهم. أو لأعتقادهم بأن الفرصة الذهبية اصبحت مواتية لهم للانقضاض على خصمهم في الساحة القومية بالضربة القاضية وإلى الأبد! وعليه نقول ان من يدعي باستقلالية القرار ويطالب احزابنا ومؤسساتنا القومية بامتلاكه. ويتجاوز على ثوابتنا القومية والوطنية. ان يفصح امام ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري علناً وبصراحة لا لبس فيها. عن الاسباب الموضوعية التي تقف وراء معارضتهم لمشروع الحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق؟ وان يبينوا بالوقائع والحقائق عن الاخطار التي تحدق بمصير ومستقبل شعبنا ومصالحه القومية والوطنية من جراء تثبيت الحكم الذاتي في الدستور الاتحادي؟ وماهي الخسائر السياسية التي سيكبدونها من جراء دعمهم لمشروع الحكم الذاتي؟ وما هو مشروعهم البديل عن الحكم الذاتي لضمان حقوقنا القومية والوطنية المشروعة. ولايقاف نزيف هجرة ابناء شعبنا من مناطقهم ولانهاء عملية التغيير الديمغرافي والتجاوزات التي تمارس امام اعين الجميع على مناطقنا التأريخية؟ وما هي الضمانات التي تكفل حقوقنا القومية والوطنية المشروعة بعد ان راهنوا على مشروعهم السياسي والوعود التي قطعوها لابناء شعبنا. اخذين بعين الاعتبار وجودهم في سلطة القرار السياسي منذ انتفاضة اذار 1991 والى يومنا هذا. مقارنة مع واقعنا السياسي المتشرذم الغير فاعل حتى على خارج هامش العملية السياسية في الوطن. ناهيك عما دفعه ابناء شعبنا الثمن غاليا على كل الصعد منذ 9 نيسان 2003  والى يومنا هذا. من دون ان تقف قيادات احزابنا ومؤسساتنا القومية والروحية ولو للحظة واحدة لمراجعة الذات ولممارسة عملية النقد الذاتي ومحاسبة الذات المسؤولة عن كل ما وصلت اليه اوضاع شعبنا في الوطن. لاعادة النظر بكل الممارسات الماضية وللعمل معا على تقيمها وما تتطلبه المرحلة القادمة من جهود مشتركة لصياغة رؤيتنا الاستراتيجية التي ستضمن مصيرنا في العراق قبل فوات الاوان. لاننا بتنا لا ندري بالحقيقة ما الذي تضمره لنا الاحداث والايام القادمة الحبلى بالمفاجاءات الكبيرة في الوطن؟



87
على درب القداسة
 ووحدة كنيسة المشرق
مار بشار وردا
بقلم: جبرايل ماركو

سيدي صعب على المرء أن يتلمس في شخصكم الانساني والروحاني المشرقي كل الإشارات... أو حتى أن يلتمس بعضا منها... وإن بدا هذا في ظاهره جليا. وعلى تباعد أقسامه زمانيا. بسيطا في تركيبه. يألفه المؤمنون. كل المؤمنين. في طقوس عباداتهم. وفي تمجيدهم المعهود الى العَلِي... والعَلِي. عنده وجه علاماته في  كل الوجوه. وبالاخص حينما تدنو من ناسك عاشق له. يشع حبا وعطاءا وفرحا ونورا ورجاء. يعني أن تدخل في ضميره. في ضميركم. أي أن تحيا بوجدانكم بَوحَ سره الثاقب. وتلبس وجهه البهي. وتسكن قلبه المنير...
رسالتكم الاسقفية. نور وومض روحاني كثيف. بل حوار رباني وكينوني يُسيِرُ قوافل المعاني والدلالات ويفتح الافاق الروحية امام الخاشعين. كما نُجيمات أليمِّ البيض تتلاحق في الريح... رسالة حوار مسؤول يأخذك وينقلك الى حيث أنتم في صفائكم وسلامكم. إشراقاتكم... فيض لاهوتي لا يكفيه عالم العبور. ها هنا... فيرقى بنا الى حيث تبرأ الحقيقة من ثقل الجسد. بينما وعظكم الرباني...يسبر اغوار النفس وينغرس في الأعماق... مثل حبة الحنطة تملأ المكان.

سيدي في ذاتكم الانسانية... الروح يعشش في ثنايا طهركم... من مسرى الطفولة البريئة. وعنفوان الشباب والأزقة. وجرح وصفاء وطيبة الفقراء. وجمال الإنسان الآخر. الذي يعود بنا الى الايام الاولى من مهد تعاليم رسالة كنيسة المشرق. ورفقة يسوع الناصري. وينابيع مار يعقوب النصيبيني ومار افرام السرياني. ومار نرساي. ومار يعقوب السروجي. وابن العبري. ومار أدي شير. وجميع ابائنا الروحيين الذين اغنوا وأثروا بايمانهم وعمقهم الروحي والفلسفي والفكري والثقافي اللاهوت المسيحي وتراثه العريق باللغة السريانية منذ العهد الاول في كنيسة الشهود والشهداء. وسيبقى الى الازل. وما بينهما من أديرة وكنائس وأماكن سجود. ومواقف أحد ورجاء... ناهيك عما قدمتموه في مسيرتكم الكهنوتية وفي كلية بابل الحبرية. ونحن على ثقة بما ستقدمه في المستقبل من حلول ودراسات وتوصيات تساهم بفعالية في عملية ايجاد الحلول الناجعة للازمات والتحديات التي تعيشها كل كنائسنا المشرقية على السواء. والتي باتت اليوم بامس الحاجة الى عملية التجديد والحداثة في اعادة تنظيم هيكلها الروحي والاداري والمؤسساتي. والعمل ايضا على افساح المجال امام الكوادرالعلمانية المتخصصة في علوم الاجتماع والفلسفة والتأريخ والادب السرياني وتراثه والتقنية وغيرها من العلوم الاخرى. لتسطيع كنيسة المشرق ان تعيد بناء مجدها وتؤدي رسالتها الروحية والريادية الفاعلة في عملية بناء الانسان روحيا وقوميا ووطنيا. وخاصة في هذه المرحلة الراهنة التي يمر بها الوطن بشكل خاص. وفي خضم هذا الصراع المضطرب الذي يعيشه الشرق الاوسط بشكل عام. حيث بهتت فيه صورة الانسان. بل وجهه السماوي. فتسطح الفكر وتسطحت الثقافة. وتساقطت القيم والاخلاق. واستشرى الفساد. حيث البقية الباقية من المؤمنين يتسائلون سيدي؟ من ياترى سيقود حملة التوبة التي تدعونا اليها دوما؟ مع رجائنا الخاص من سيادتكم مار بشار وردا ان تحتل في أولويات أجندتكم. مسألة وحدة كنيسة المشرق الموسومة بمسيحية رسولية مشرقية. والغنية بتراثها الروحاني وعلومها اللاهوتية. مع التأكيد على تكريس دوراللغة السريانية العريقة في القداس الالهي وفي الوعظ الروحي وفي مناهج تعاليم التنشئة المسيحية وفي ادبيات كنيستنا الكلدانية في الوطن والمهجر. تلك اللغة المقدسة التي تكلم بها إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح. لغتنا السريانية الجميلة التي حافظت على استمراية وجودنا كشعب حضاري. وحافظت ايضا على ثقافتنا وتراثنا القومي والروحي. ووفرت العديد من المصادر والمراجع المتنوعة.  لتنهل منها بناتنا وأبنائنا في مرحلة بناء ذاتهم الانسانية وشخصيتهم القومية وتنشئتهم المسيحية المشرقية من ينابيعها اللاهوتية والتراثية. من دون ان نغفل الدور الهام والريادي لكلية بابل الحبرية في الوطن. التي باتت اليوم نواة لجامعة روحية مهمة وصرحا ثقافيا ومرجعا علميا. ساهم ويساهم بدور مهم في عملية توحيد المناهج في العلوم اللاهوتية. لينهلوا منها جميع طلابها الاكليريكيين القادمين اليها من كل كنائسنا المشرقية. كما ارادها المرحوم الدكتور الاب يوسف حبي. لتكون نقطة الانطلاق الاساسية نحو انطلاق عملية توحيد كنيسة المشرق.
 
 كما إني. وإن كنت أعي عذابات المسيحية المضطهدة في بلادي. مع امتدادها الى باقي بلدان الشرق الاوسط والى إفريقيا السمراء. مرورا ببيت المقدس. نصلي من اجلكم أن يوفقكم الله في تكريس رسالتكم الاسقفية. ونحن نترقب وبأمل وشغف كبيرين ان نرى اثار بصماتكم بارزة على المسيرة الاصلاحية التي تتطلبها كنيستنا الكلدانية. لتعزيز دورها وحضورها الدائمين على مسرح الاحداث الوطنية والقومية. في الوقت الذي لا يفصلنا من رسامتكم الا شهور معدودة عن قرب انعقاد اهم أعمال السينودس الخاص حول مستقبل مسيحيي الشرق الاوسط في حاضرة الفاتيكان في مطلع اكتوبر القادم . متضرعين الى ربنا يسوع المسيح ان تكون أحد المشاركين في اعماله. لان ورقة عمله تشكل بداية جيدة لطرح المشكلات التي يعاني المسيحيين واهمها استمرار وجودهم في بلدان الشرق الاوسط. ولاستشراف الحلول الناجعة لها. من دون ان يغيب عن فكرنا التركيز دوما على تعزيزعملية الانفتاح على الشريك الاخر وتعزيز العيش المشترك معه في الوطن. لنقف معاً مثل نخلة وطني الضاربة جذورها في اعماق الارض صامدة ومتشبثة بديمومة وجودها في وجه كل الرياح العاصفة بها. نستمد منها الثبات والقوة والارادة الحرة لصيانة استمرار وجود شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في مناطقنا التأريخية في ربوع الوطن. لنكون شهود حق لرسالة المسيح وشهداء قضية لشعبنا وللوطن. ليعود العراق ثانية الى سابق عهده مهدا لكنيسة الشهود والشهداء. تتلألأ فيه أيقونة المسيح من جديد. فمن العراق انطلق مبشري كنيسة المشرق ـ من كوخي المسكينة ـ يبشرون برسالة يسوع المسيح كل الامم. مرورا ببلاد فارس ومنغوليا وافغانستان وصولا الى بلاد الصين.
 
 غير أني. سعيد جدا وأنا أعبر لكم عن فرحتي وبهجتي اللامحدودة حول تحقيق رجائي ودعوتي الى ربنا يسوع المسيح. برسامتكم مطرانا ورئيسا لاساقفة اربيل في كنيستنا الكلدانية.  كما اني مغْتَبطٌ وأنا أعْبُرُ معكم الى ضياء الإنسان الذي كنته. دائماً. والذي تريدنا أن نكونهٌ جميعنا... ذاك الذي أتاكم الالهام الروحي بحق في اكتشاف وجهِه المحب... والذي كان بولس الرسول منطلقكم اليه... ذاك الذي تفتحتَ على جماله الذي هو وحده البداية والنهاية. حقا أنتم تعتصروا تعاليم انجيله. فتجسدوا كلمته. حين تذوب عشقا في ذاك الذي في البدء كان الكلمة..!

  أما أنا فأقول... ستبقى سيدي مار بشار وردا في ذاكرة الكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية... ستبقى كما المعمدانيون الكبار. من مار بولس الرسول الى سائر الأولياء. مرجعا ومنارة من منائر مشرقنا العظيم. دعائي لكم بالعمر المديد...والرؤية السديدة.  والى مزيد من العطاء... ومن أجدر منكم على ذلك. يا من قدمتم من جرح الفقراء. أولئك الذين يكتبهم الدمع... ــ ومن يقرأ الدمع ياسيدي هذه الايام ــ  لتعتلي عرش المحبة والرجاء. ولتكون الشاهد للحق والحب والعطاء المجاني في كنيسة المسيح. في عالم أسقطته إنسانية موتورة في بربرية جاحدة... أين منها شريعة الغاب؟ دعائي معكم أن تسقط في ربوع وطني لغة الدموع... وأن لا يعود الفجر لعنة... وأن تعود نينوى الى نينوى وأربيل الى اربيل ...أعتز بكم سيدي. أعتز بكم. لأنكم تعاليتم على ظلم التاريخ. لتدرك أن جمال الإنسان الآخر... إنما يفوق كل قباحاته. ويا ليتهم يُدركون. ومعكم يا سيدي نحن ايضا نصلي.

اعطنا يارب كهنة قديسين. إجعل هذا المطران المرتسم أن يكون قيماً على نعمة الكهنوت. إجعله يا يسوع الناصري ان يقتدي بكم أيها الراعي الصالح. باذلا نفسه عن خرافك. إجعله يا رب مرشدا للعميان. نورا للذين في الظلام. مؤدبا للجهلة. معلما روحيا. مصباحا للعالم. يثقف النفوس المؤتمن عليها في الحياة الحاضرة. أعطه يارب أن يقف أمام مذبحك بلا خزي. وينال الأجر العظيم الذي أعددته للمبشرين في تعليم إنجيلك. الهادي الى درب الخلاص.

88


الثقافة
 هي الحل الامثل


بقلم : جبرايل ماركو

الثقافة هي المعيار الصحيح لقياس تطورالمجتمعات البشرية معرفيا.. وغنيٌّ عن القول. بان الثقافة بكل فروعها والياتها تعتبر من أهم القنوات وأكثرها فاعلية في إثراء واغناء حياة الشعوب ورسم افاق تطورها السرمدي والتأثير على مسارها ايجابا. وبوصفها للإنسان بأنه كائن عاقل. وعقله هو أهم المقومات الأساسية لوجوده. والعقل يحتاج إلى ما يثقفه ويطوره ويصقله.  فإذا كان الفكر أداة ومحتوى الثقافة. فإن التفكير هو نشاط العقل وفاعليته. الذي يسعى إلى عقلنة الوجود أو الواقع لادراكه وفهمه. وعليه فالعلاقة جدلية بين الفكر والواقع ـ الواقع والفكرـ والمعرفة في النهاية هم نتاج أو حصيلة هذه العلاقة. والتفكير هو النشاط أو الفاعلية الذهنية أو العقلية التي يقوم بها الجهاز العصبي المركزي عند الانسان. الذي يبقي هدف التفكير دوما هو العمل على حل العقد والمصاعب التي تواجه الإنسان في حياته. الى جانب تفسير وفهم الواقع الطبيعي والإنساني وكل ما يحيط به من ظواهر في هذا الوجود. أما ما يميز بين الثقافة والحضارة ـ فالثقافة هي ما نتكون بها. والحضارة هي ما نعمل بها ـ والفرق بين العلاقتين كما الفرق بين النظر والعمل. والتفكير والمراقبة. أو بين العلم والصناعة. وتسبق الثقافة الحضارة مثلما يسبق النظر العمل. الأمر الذي يجعل من الحضارة الحيز العملي الذي تختبر فيه المعايير الثقافية. وتمتاز الثقافة بوجوه ورؤى متنوعة. منها الأدبية والفنية والفلسفية، ومنها أيضاً الثقافة العلمية التي هي شرط الحضارة الصناعية. فلا يمكن لأمة أن تعيش في حضارة صناعية ما لم تحذق الثقافة العلمية التي أدت إليها... والثقافة العلمية هي أساس المجتمع الصناعي. ولا ثقافة جديدة إلا بحراك اجتماعي فاعل. ومعيار صحة كل ثقافة جديدة وحداثتها هو التجريب والنتائج المعرفية التي حققتها في عراكها الدائم التي تفصل ما بين الذهنية المجردة والذهنية الحية العملية... ويقول الوردي: الثقافة تهيأ وتفتح افاقا واسعة وتخلق ادوارا جديدة امام علمية الابداع في المجتمع. فهي الالية العملية للارتقاء بالمجتمع والنهوض به. وخلق الحالة الذاتية في تفعيل دور وتنظيم ـ النخبة المثقفة ـ التي تأخذ على عاتقها إنتاج ـ مجتمع مثقف ـ ويضيف الوردي. في الوقت الذي ينبغي علينا أن نميز ما بين المتعلم والمثقف. فالمتعلم هو من تعلم أموراً لم تخرج عن نطاق الإطار الفكري الذي اعتاد عليه منذ صغره. فهو لم يزد من العلم إلا ما زاد في تعصبه وضيق في مجال نظره. هو قد آمن برأي من الآراء أو مذهب من المذاهب فأخذ يسعى وراء المعلومات التي تؤيده في رأيه وتحرضه على الكفاح في سبيله. أما المثقف فهو يمتاز بمرونة رأيه وبوسع افاقه وبحق الاختلاف مع الرأي الاخر وباستعداده لتلقي فكرة جديدة وللتأمل فيها ولتملي وجه الصواب منها... ومما يؤسف له أن المثقفين بين اوساط شعبنا الكلداني السرياني الاشوري قليلون والمتعلمون كثيرون.. فيقال إن المقياس الذي نقيس به ثقافة شخص ما هو معيار ما يتحمل هذا الشخص من آراء غيره المخالفة لرأيه... ومن يدرس جمهور المتعلمين في تطور أفكارهم بين حين وآخر يرى عجباً. فطالما رأيناهم يسخرون من فكرة في هذا اليوم ثم يقدسونها غداً.. لأن الإطار الفكري الذي ينظر الإنسان من خلاله إلى الكون مؤلف حيزه الأكبر من المصطلحات والمألوفات والمفترضات التي يوحي بها المجتمع إليه ويفرزها في أعماق عقله الباطن.. إن كل امرئ في الواقع يلون الدنيا بلون ما في نفسه ويقيس الأمور حسب المقاييس التي نشأ عليها... ليس من العجيب أن يختلف الناس في أذواقهم وميولهم ولكن العجب كل العجب أن يتخاصموا من أجل هذا الاختلاف.

و على الرغم من أن أخلاق الفرد وطباعئه تبدو في الظاهر خاصة. إلا أنها ليست كذلك في الواقع. إذ هي تنمو في إطارها ومحيطها الجماعي. فتتطور وفق تطور المجتمع وثقافته ومناهله المعرفية. لأن الفرد يستمد أخلاقه وسلوكه من مجتمعه. كما يستفيد من ثقافته وحضارته ونظمهما. ولما كانت مسيرة المجتمع البشري التطورية مستمرة في حركتها الحضارية أفقياً وعامودياً كان لا بد للفرد من أن يطور سلوكه وفقاً لحركة المجتمع الثقافية ونتاجها. وهذا يستتبع بالطبع أخلاقاً جديدة تناسب الحضارة العالمية وتواكب الاكتشافات العلمية المعاصرة. لذا فان دور الثقافة في عملية تنمية المجتمعات البشرية. سيبقى محوري يندرج نحو توجه عقلاني شامل وعميق في فهم ابعاد وتفاعلات المسألة الثقافية. باعتبارها مشروعا ابداعيا جماعيا دائم التطور والحداثة. له مضمون تنموي وفكري في بناء وصقل شخصية الانسان. وفي تحديد معالم هدفه وتوفير اسباب رقي المجتمعات البشرية وتقدمها. وتأكيد ذواتها وهويتها واشاعة قيمها الفكرية  والحضارية وضمان حضورها الفاعل في كل ميادين الحياة.
 وهنا لا بد لنا ان نسلط الاضواء ايضا على دور ومكانة الثقافة السريانية التي نعتز بالانتماء اليها والى تراثها الغني عن التعريف. كونها من الثقافات العريقة والثرية من خلال نتاجها الفكري والابداعي والعلمي في العالم. ومثلما كانت في الماضي والحاضر مصدر عطاء وترجمة العلوم الى الثقافات العديدة. ومجال تواصل بين الامم والشعوب. فالمطلوب منا ان نحافظ على مكانتها ونعمل على حداثتها لأنها مصدر هويتنا القومية. ولتأخذ دورها الريادي كذلك في الحاضر والمستقبل الى جانب بقية الثقافات الوطنية في العراق والعالم. وان يرصد لهذا المخزون الهائل امكانيات مهمة للحفاظ عليه. والسعي دوما لاغنائه وتحديثه وتطويره. ولا بد هنا من الاشارة الى التحول الذي طرأ في جميع المجالات الفكرية والثقافية على ساحاتنا الوطنية والقومية بعد 9 نيسان 2003 . حيث تحررت الساحة القومية والوطنية الى حد ما من قيود الجمود واسر الفكر الواحد. وفتحت امامها افاق وفضاءات الحوار في اطار لا بأس به من الحرية والاحترام والتقدير للرأي والرأي الاخر والابداع والمبدعين. وهذا ما نحن بأمس الحاجة اليه في حياتنا اليومية فعليا على ساحتنا القومية والوطنية وفي المهجر. من خلال العمل على ممارسة وتجسيد مفهوم عملية الحوار المسؤول والبناء بين ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وبين مؤسساته السياسية والقومية والروحية. لاننا أبناء الامة الواحدة والبيت الواحد. وأبناء اللغة الواحدة. وأبناء المصير الواحد في الوطن. للعمل معا حول ضرورة ضمان حقوقنا القومية المشروعة دستوريا والمتمثلة باقرارالحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في مناطقه التأريخية والشراكة الحقيقية في العراق الفدرالي الموحد. والعمل على تكثيف وتفعيل قنوات الاتصال والتفاعل بين المثقفين الكلدان السريان الاشورين. لتفعيل دورهم الريادي الوحدوي على الساحتين القومية والوطنية. وتعزيزا لمكانتهم القومية واثباتا لقدرتهم الفكرية لتحرير ذهنيتنا وذاكرتنا من المفاهيم الطارئة عليها. فرسالة اهل الابداع والثقافة نبيلة وفاعلة. وهي المسؤولة بشكل مباشر واساسي في هذه المرحلة الراهنة والدقيقة في بلورة عملية الاستحقاقات السياسية والتحولات الديمقراطية التي تشهدها ساحتنا القومية والوطنية في العراق. والتي ستقودنا الى ضمان ديمومة وجودنا الازلي في مناطقنا التأريخية وتأصيل كيان امتنا عليها. وتنمية طاقاتها واثراء رصيدها الحضاري. وتفعيل دور كوادرها لاستثمار الثقافة في سبيل تحقيق التنمية الشاملة لجميع ابناء العراق.

 ثقافتنا السريانية توحد ولا تفرق. تجمع ولا تشتت. انها الطريق الامثل والاجدر والوحيد لتجسيد وحدتنا القومية ولتفعيل دورها الوطني وتفاعلها مع كل المكونات القومية والدينية العراقية على كل الصعد. ستبقى الثقافة السريانية هي الوعاء الموحد والينبوع السرمدي لاعداد وبناء الانسان الكلداني السرياني الاشوري على اسس الاخلاص والعطاء والتفاني والوفاء والتفاعل في عملية الاصلاح والتغيير في بنيتنا الفكرية وتطهير ذاكرتنا التأريخية من شوائب الماضي لتعزيز العيش المشترك مع جميع المكونات على الصعيدين الوطني والاقليمي.






89
كلمة وفاء
الى المناضل
أبو سركون



بأسى شديد. تلقينا نبأ وفاة المفكر والمناضل القومي والوطني ابو سركون في لبنان. هذا الرجل الشجاع الذي نذر حياته للدفاع عن قضية شعبه ووطنه، بالعمل والكلمة والموقف. فقد عرفناه في أيام الصعاب والمحن قدوة نضالية لا تكلّ، ومحفزاً بوعظه القومي والوطني ومواقفه لكل ابناء شعبنا من اجل المزيد من البذل والعطاء والتضحيات على مذبح الامة والوطن.

كان الاخ الكبير أبو سركون من المؤمنين بأن مصيرالنظام الدكتاتوري في الوطن الى الزوال، وان النظام الديمقراطي في العراق قادم لا محال. وان احزابنا ومؤسساتنا القومية والروحية ستعمل من اجل الاقرار بالحقوق القومية والوطنية المشروعة لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري. وكان يتطلع دوما الى اليوم الذي تقر فيه حقوقنا القومية والوطنية في الدستور الفدرالي. حتى يكحل عينيه بها. ويستعيد ذكريات الطفولة في سيميل في شمال الوطن. الذي هجر منها قسرا بعد الابادة الجماعية التي ارتكبتها الحكومة الملكية في العراق بحق ابناء شعبنا في السابع من اب 1933. سيميل التي لم تغب ابدا عن باله وعن توجيهاته وعن مواقفه وبقيت كما كل العراق حاضرة في وجدانه.

كان أبو سركون من الرجال الكبار. فكراً ونزاهة وعنفواناً. وهو الذي نشأ في كنف أسرة قومية اجتماعية. فآمن بالنهضة القومية والوطنية فكراً وعقيدة وممارسة. فانتمى اليها في مطلع شبابه. وظل حريصاً على العلاقة مع كل احزابنا ومؤسساتنا القومية والروحية مشاركاً في كل المناسبات. ومقدماً مساهمات عديدة. وهو الذي سهر الليالي الصعاب وواكب الاوضاع الصعبة وصراعاتها ايام الحرب الاهلية اللبنانية. للحفاظ على حيادية احزابنا ومؤسساتنا القومية والروحية منها. ووحدة الصف والكلمة.

إن الحركة القومية التي كانت ضنيناً بالمناضل الكبير. وبالاستنارة بعقله وافكار وبقدوته. ننعي الى الأمة هذا المناضل الكبير. تقديرا لدوره الريادي ولمواقفه القومية والوطنية التنويرية. وتخليدا لذكرى كل المناضلين الذين آمنوا بقضية أمتهم ونذروا حياتهم من أجل انتصارها.

أبو سركون رجل ثوري وشجاع. مناضل مقدام. ومعلم كبير. كل التعازي لرفيقة دربه ولاولاده ولكل محبيه. وعدا يا ابا سركون ستكون دوما حاضرا بيننا وفي ذهنية افكارنا وفي مواقفنا. وفي جميع المناسابات القومية والوطنية.

               جبرايل ماركو


90
وفد مكتب السويد للمجلس الشعبي يشارك في اللقاء الحواري لمبعوث السيد مقتدى الصدر الى اوربا


شارك وفد من مكتب السويد للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري، برئاسة السيد جبرايل ماركو، وعضوية الاخوة صبري ايشو وبولص دنخا، في اللقاء الحواري الذي اقامته ممثلية التيار الصدري في العاصمة السويدية ستوكهولم للوفد القادم من الوطن، يوم السبت 2 كانون الثاني 2010.
استهل سماحة الشيخ مهند الغراوي مبعوث سماحة السيد مقتدى الصدر الى اوربا اللقاء بكلمة ترحيبية بالحضور، ركز فيها على  الواقع السياسي في الوطن وعلى مستقبل العملية السياسية في العراق، التي ستحددها الخارطة السياسية بعد النتائج الانتخابية في السابع من اذار القادم.
 وأضاف سماحة الغراوي : " نحن كتيار صدري على استعداد للعمل مع كل القوى السياسية في العراق على اساس المشتركات الوطنية".
 وأكد على مطالبة التيار الصدري أنسحاب القوات الامريكية من العراق.
طرح وفد مكتب السويد للمجلس عددا من الاسئلة على الشيخ مهند الغراوي حول موقف التيار الصدري من عمليات التطهير العرقي والتهجير والاختطاف والاغتيالات شبه اليومية التي يتعرض لها ابناء شعبنا في وطنهم، وعن موقفهم من مشروع الحكم الذاتي الذي يطالب به غالبية ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري لتثبيته في الدستور الاتحادي، وما هو موقف التيار الصدري في حال دخول القوات الايرانية الى داخل الاراضي العراقية؟

ورد سماحة الغراوي على الأسئلة بالقول : " نحن في التيار الصدري ندين ونستنكر ما يتعرض له ابناء الشعب الكلداني السرياني الاشوري في وطنهم، ونحن طالبنا بتوفير الحماية اللازمة للكنائس، اما هدف الذين يقفون وراء عمليات اغتيال ابناء شعبكم فهو يكمن في  قيام حرب دينية في العراق ومن بعدها الانتقال الى الحرب الطائفية. نحن مع الحكم الذاتي ولكن ليس في زمن الامريكان، نحن مع الحكم الذاتي الذي سيقرره العراقيين، والتيار الصدري سيدافع عن سيادة واستقلال العراق في حال دخول القوات الايرانية الى اراضي العراق".
 وفي الختام اكد الشيخ مهند الغراوي على ضرورة التواصل بين التيار الصدري والمجلس الشعبي خدمة للشعب العراقي بكل مكوناته القومية والدينية في الوطن.


               مكتب السويد
               للمجلس الشعبي


91
كلمة وفاء
للاب الروحي
لويس قصاب

بقلم . جبرايل ماركو

ليس غريبًا على رِجَالات نينوى من ابناء الشعب الكلداني السرياني الاشوري وسُكَّانها الصامدين في مناطقنا التأريخية. وهم يروون يوميا بدماء شهدائنا الزكية ارضهم الطاهرة. ويعيشون في ديمومة كَنَفِ حضارتهم وتأريخهم وتراثهم السرياني العريق. ليطلوا علينا ابائنا الروحيين من منابر مذابح كنائسنا العريقة في نينوى. ومن صروحنا الثقافية يشرقوا علينا مُفكِّرينا ومثقَّفينا وأدبائنا من رجال ونساء. وغيرهم من أهل العلم والمعرفة والعطاء في جامعاتنا الوطنية. وما يقومون به اليوم من تشييد للمؤسسات الثقافية والنسائية والاجتماعية والتربوية والرياضية والفنية وغيرها. في كل مناطقنا التأريخية في سهل نينوى. لبناء الانسان الكلداني السرياني الاشوري قوميا ووطنيا. وما يسطِّرونه من ملاحم بمواقفهم وممارساتهم القومية والوطنية في الحياة السياسية. وما يوثقونه بأقلامهم وبمواعظهم الروحية والقومية من قيم ايمانية وانسانية تخليدًا لصيروتنا الـتأريخية ولديمومتنا الازلية على ارضنا السرمدية. لنستمد منهم العبر والدروس في وحدتنا القومية. ويزرعوا فينا الامل والثقة بالنفس والارادة الحرة والقوة والصمود والديمومة والتشبث بالارض والوطن.

في كل سنة من ليلة عيد ميلاد مخلصنا والهنا يسوع المسيح يطل علينا ومن خلال شاشة فضائية عشتار الجميلة. الاب الروحي لويس قصاب من مذابح كنائسنا العريقة في بخديدا. ليزودنا من روحية وعظ ليلة عيد الميلاد بالزاد الالهي والقومي والوطني. وليزرع في قلوبنا الحب والسلام ويرسخ في عقولنا الامل بالمستقبل والمحبة والاخلاص للارض التي اعطتنا قيم الوفاء والحرية. وحافظت على ديمومة وجودنا القومي في وطننا السرمدي.
 في كل ليلة عيد ميلاد يسوع المسيح. يعلمنا ابينا الروحي لويس قصاب من وعظه الروحي كيف نضحي من اجل الاخرين ومن اجل الحفاظ على هويتنا وعلى حقوقنا القومية والوطنية. ويرسخ في ذهنية ابناء شعبنا مفهوم العيش المشترك مع ابناء كل المكونات القومية والدينية في العراق. ويعزز بين اوساط جماهيرنا الشعبية الاعتزاز بانتمائنا القومي والوطني. من خلال تأكيده في كلمته التأريخية ليلة عيد الميلاد للذين يهم الامر. نحن هنا لسنا ضيوف على هذه الارض. ولسنا بحارة النصارى في العراق. ولسنا بجالية في وطننا الذي سكناه منذ مهد البشرية وشيدنا فيه اعظم حضارة عالمية. وعلى ارضنا التأريخية وضعوا ابائنا العظام اول شريعة للبشرية. نحن كيان قومي اصيل على هذه الارض منذ الازل.
من الاخلاص ابينا الروحي ان نقدم بحقكم كلمة وفاء. ومن الواجب علينا ايضا أن نقول لكم لقد أديتم مهمتكم بكل تفان واخلاص. وتستحقون منا كل التقدير والشكر والعرفان على كل ما قدمتموه وتقدمونه من خلال مواقفكم ومماراساتكم اليومية وفي نشر القيم الروحية والقومية والوطنية. ليستمد ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بشكل خاص. وابناء الشعب العراقي بشكل عام دروس وعبر في المحبة والسلام والاخلاص ووالوطنية والعيش المشترك. من عبارات وعظكم الروحي لليلة عيد ميلاد فادينا والهنا يسوع المسيح... لمسنا منكم الكثير من العطاء والشجاعة والثبات في المواقف ولا تستغربوا... واحترمتم الصغير والكبير.. فاكتسبتم محبة الجميع... كنتم مسؤولاً مخلصاً وأميناً... وأخاً وصديقاً وموجهاً.. الكل يكن لكم الاحترام والتقدير ويعبّر لكم عن صادق محبتهم وامتنانهم ونحن نعلم بأنكم اهلا لذلك... معدنكم الطيّب ابينا الروحي...ومصداقيتكم النبيلية... ونقاءكم وتواضعكم صفات اجتمعت بشخصكم الكريم... اثار بصماتكم الواضحة على صمود ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الوطن وتشبثهم بالارض يلمسها الجميع. دعمكم لمسيرة وحدتنا القومية في الوطن لا يمكن لاحد ان ينكرها. انتم أول من باركتم وشجعتم ودعمتم وساندتم مشروع الحكم الذاتي لشعبنا كحل وحيد لممارسة حقوقنا القومية والوطنية المشروعة في مناطقنا التأريخية. ولضمان شراكتنا السياسية الحقيقية في العراق.... من حقكم علينا ابتي الروحي أن نقول كلمة وفاء وهي لا تكفي لرجل شجاع مثلكم. لكنها تعبيرا عن ما يختلج في نفوس وضمير ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الوطن والمهجر... نصلي من اجلكم ليحميكم الرب من كل مكروه. لتبقوا سندا ودعما لشعبنا وللوطن. وفّقكم الله في نشر رسالتكم الروحية. وسدد الله خطاكم في نشر رسالة المحبة والسلام في ربوع الوطن.

92
المجلس الشعبي
وتفعيل ثقافة الحوار

بقلم . جبرايل ماركو
لكل امة خصوصياتها تميزها عن الأمم والشعوب الأخرى. تتكامل تلك الخصوصيات عبرنضوج مسيرتها السياسية والفكرية والثقافية والصيرورة التاريخية وعبر تراكم النتائج الايجابية والتجارب النضالية التي حققتها خلال مسيرتها السرمدية. وفي الوقت نفسه تواجه الأمم والشعوب ايضا تحديات وخيارات صعبة في كل العصور وفي مراحل مصيرية متعددة في مسيرتها التاريخية. بحيث تعتبر تلك التحديات بمثابة امتحان حقيقي لوحدة كيانها القومي ولمقوماتها القومية ولديمومة وجودها على ارضها التأريخية. واليوم تواجه امتنا تحديات كبرى على الصعيدين القومي والوطني في المرحلة الراهنة. وبالرغم من تعاظم هذه التحديات امام مسيرة استحقاقاتنا السياسية من كل الجوانب وعلى مختلف الصعد. الا ان الاليات العملية لمواجهة هذه التحديات لا زالت تفتقرالى الحد الادنى من التعاون والتنسيق بين تياراتنا السياسية ومؤسساتنا القومية والروحية. وذلك بسبب اعطاء تياراتنا السياسية الاولوية في ممارساتها لمصالحها الحزبية والشخصية الضيقة على حساب المصلحة القومية العليا. ولكي لا يقتصر مقالنا هذا على عرض الاسباب فقط. بل العمل ايضا على البحث دوما عن الحلول العملية لايجاد الحل الامثل. لابد لنا في البداية ان نأخذ بعين الاعتبارهموم شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وطموحه القومي والوطني والتحديات التي تواجه مستقبله السياسي في الوطن. والوقوف ايضا عند الاسباب الحقيقية التي تقف عائقا امام تحقيق وحدة شعبنا القومية وتثبيت الحكم الذاتي لشعبنا في الدستور الاتحادي كخيار عملي ووحيد لمجابهة تلك التحديات التي تواجهنا ولضمان وجودنا القومي في الوطن واستقلالية قرارنا السياسي.
 فبالرغم من توفر هذه الفرصة التأريخية والظروف الذاتية والموضوعية الشبه المهيئة لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري على ساحتنا القومية والوطنية وحتى الدولية منها. لتثبيت حقوقنا القومية المشروعة في الدستور الاتحادي لضمان وجودنا القومي وشراكتنا السياسية في العراق. الا ان حالة الانقسام والصراع التي تعاني منها ساحتنا القومية في زمن الاستحقاقات السياسية مازالت تقف عائقا امام تجسيد حلمنا القومي والوطني في العراق. ومن دون ان نأحذ العبر والدروس من الاخفاقات المستمرة التي لازمت مسيرتنا السياسية منذ سقوط النظام البائد وحتى يومنا هذا. ناهيك عن عمليات التطهير العرقي وعمليات التهجير والاختطاف والقتل التي مورست ضد ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الجنوب وفي بغداد والانبار وكركوك ونينوى.  فالشهادة اصبحت قدرنا اليومي ينتظرها ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق. ناهيك عن نزيف الهجرة من الوطن والتغيير الديمغرافي التي تتعرض لها مناطقنا التأريخية بهدف القضاء على وجودنا التاريخي في العراق. أليست كل هذه الاسباب المذكورة كافية ومقنعة لاحزابنا السياسية ومؤسساتنا القومية والروحية لتتحاور فيما بينها وتحدد خيارها العملي لتواجه هذه التحديات الخطيرة التي تهدد وجودنا القومي في الوطن.

فالمجلس الشعبي الذي انهى مؤتمره الشعبي الثاني في الرابع من كانون الاول 2009  بنجاح متميز من خلال اقرار المؤتمرون بالاجماع لمنهاجه السياسي وللتعديلات الاساسية في نظامه الداخلي. الى جانب العديد من القرارات والتوصيات التي اقرها المؤتمرون كبرنامج عمل للمجلس الشعبي لدورته الثانية. هذا المجلس الشعبي مازال يعتبر المؤسسة السياسية القومية الوحيدة التي تستطيع ان تقود وتفعل علمية الحوار بين تياراتنا السياسية ومؤسساتنا القومية والروحية. لكون المجلس الشعبي قد صاغ خياراته القومية والوطنية والسياسية نهجا وممارسة لخدمة المصلحة القومية والوطنية العليا. والتي تجلت وبوضوح في عملية تثبيت وحدة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وحقه المشروع في الحكم الذاتي ضمن مناطقه التأريخية ووحدة خطابه السياسي في دستور اقليم كوردستان العراق في 24 حزيران 2009 . ووفق هذا النهج القومي والوطني يحدد المجلس الشعبي خياراته السياسية ومواقفه القومية والوطنية من كل الاحداث السياسية على الساحة العراقية. ووفق هذه المنهجية ايضا خاض المجلس الشعبي انتخابات مجالس المحافظات وانتخابات برلمان اقليم كوردستان العراق. ووفق هذه المنهجية ذاتها سيخوض المجلس الشعبي الانتخابات الوطنية القادمة لمجلس النواب العراقي في 7 اذار 2010 .

فالاستحقاقات السياسية القومية والوطنية باتت تفرض لزاما على المجلس الشعبي ان يبادر بالانفتاح وتفعيل عملية الحوار المسؤول مع تياراتنا السياسية ومؤسساتنا القومية والروحية على اسس وحدتنا القومية والحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني في مناطقه التأريخية ووحدة خطابه السياسي. وخاصة بعد ان اصبح منهج ثقافة الحوار خيارنا العملي والوحيد لتثبيت وحدتنا القومية والحكم الذاتي في الدستور الفدرالي. ولكون ثقافة الحوار المسؤول باتت ايضا ضرورة إنسانية وحضارية ودينية في عالم أُسقِطت فيه كل الحواجز وتشابكت فيه المصالح وتزايدت احتياجات البشر بعضهم للبعض. فقد بات الشأن الداخلي للشعوب شأناً خارجياً -أيضاً- يتأثر بالعامل الخارجي ويؤثر فيه، وصار العالم معنياً ببعضه البعض بشكل أقوى وأعمق مما كان في الماضي القريب. وفي الوقت الذي تتزايد فيه أهمية الحوار العقلاني الذي يسعى الى ايجاد الحلول العملية لكل الخلافات بين احزابنا ومؤسساتنا القومية والروحية. والى تنظيم الاختلافات بين التيارات السياسية. والى تجنب الصدامات بينها. والسعي ايضا الى توسيع آفاق التفاهم عبر التركيز على المشتركات والجوانب الإيجابية التي تم تحقيقها في تجارب العمل المشترك. مع التركيز دوما على أوجه المشتركات الايجابية. سواء لتفعيل آليات الحوار الداخلي ـ بشكل خاص ـ  بين المجلس الشعبي وبين تياراتنا السياسية ومؤسساتنا القومية والروحية.  أو مع كل التيارات السياسية الوطنية للمكونات القومية والدينية العراقية على اسس ضمان الشراكة السياسية الحقيقية للجميع.

فالحوار الذي نطرحه اليوم. هو الحوار القائم على منهج التفكير والشفافية والإقناع. والقائم ايضا على اعطاء الاولوية لوحدتنا القومية ولضمان حقوقنا القومية المشروعة دستوريا وفي مقدمتها تثبيت الحكم الذاتي في الدستور الاتحادي. لا الحوار القائم على اعطاء الاولوية للمصالح الحزبية والشخصية الضيقة.  فإشاعة ثقافة الحوار داخل البيت الكلداني السرياني الاشوري باتت ضرورة ملحة لتساهم في عملية ترسيخ وحدته القومية وخطابه السياسي. والبحث ايضا في ترسيخ قواعده الناجحة على ضوء النتائج العملية التي انجزها المجلس الشعبي خلال دورته الاولى على الساحتين القومية والوطنية. والبحث ايضا في عملية ترسيخ قواعده الناجحة من خلال تبني القناعات في إيجابيات الحوار بين اوساط جماهير شعبنا التي ستؤدي حتما إلى أن تتسع دوائر التسامح والسلام الاجتماعي وقبول الآخر. ويا ليت أن يكون ضمن المواضيع المستقبلية القادمة لمركز البحوث والدراسات الاستراتيجية. موضوع ممارسة ثقافة الاختلاف في الرأي مع الاخر. والتي تعد مسألة مهمة وإيجابية يتم استصحابها في عملية بناء الإنسان الكلداني السرياني الاشوري القادر على تحمل تبعات البناء والتنمية ومعايشة متغيرات العالم العلمية والمعرفية في عصر العولمة بعقل متفتح وفكر مستنير.

فالحوار المسؤول هو الموجه الأكبر والوحيد نحو ترسيخ المشتركات الحضارية ايضا بين كل المكونات القومية والدينية العراقية. الى جانب تعزيز وديمومة عملية التواصل والتفاعل والرقي الإنساني لنمو نسق فعال في إطار الواقع الإنساني والعمران البشري. الذي سيقودنا في النهاية الى وضع حد نهائي لعملية الصراعات الداخلية والمحصصات الطائفية والعرقية. والانتقال بنا الى مرحلة المواطنة العراقية الفعلية.  والانفتاح على الاخر بدلا من الانغلاق على الذات. والتي ستفرض بدورها على تياراتنا السياسية ومؤسساتنا القومية والروحية عملية المفهوم المضاد للفاعلية الحوارية التي ستساهم بنمو أنساق متشرنقة على ذاتها وتطرد من دائرتها التفاعل مع الآخر وتلغي الاستفادة من ممكنات الحوار الحضارية. والتي ستقودنا بالنتيجة الى ترسيخ التخلف والسماح لهيمنة الرؤية الأحادية وما يستتبعها من استبداد سواء على الواقع القومي والوطني والاجتماعي والسياسي والثقافي.
 
 وفي إطار ذلك وبعد إن أنتج وحقق الحوارنتائج  ملموسة ومهمة على ساحات العالم الحر. واثبت بجدارة فعاليته كثقافة توجه الرؤية الحديثة والرخاء الإنساني وسيادة السلام والنمو الاقتصادي والازدهار السياسي. يغدو لزاما على مجتمعنا الكلداني السرياني الاشوري وقواه السياسية والثقافية تبني وممارسة  ثقافة الحوار وتفعيلها كأولوية في أجندات احزابنا السياسية ومؤسساتنا القومية والروحية.  للخروج من مأزق التشرنق والانغلاق الذي أفضى بنا إلى التدهور في حياتنا السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية.  لان الحوار المسؤول هو ممارسة يومية تتعدى كونها تعبيرات لسانية. ستقود بنا بالنهاية الى تحمل المسؤولية والى النضوج القومي والسياسي التي تعاني منه ساحتنا القومية والوطنية في العراق.

 وختاما. فإن غياب ثقافة الحوار والشفافية والمصارحة بين تياراتنا السياسية ومؤسساتنا القومية والروحية. ستفضي حتماً إلى غياب تلك الثقافة الإيجابية داخل المجتمع الكلداني السرياني الاشوري برمته، بل ستفرز للأسف ما يمكن أن نسميه حالة الاحباط  والطلاق الوجداني بين ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وبين احزابنا ومؤسساتنا القومية والروحية.  واليوم تفرض الواقعية السياسية منطقها على الاحداث. وهي تقدم نفسها على انها الخيار الامثل لاعادة صياغة العلاقات بين احزابنا السياسية ومؤسساتنا القومية والروحية بما يخدم المصلحة القومية والوطنيةالعليا للشعب الكلداني السرياني الاشوري في الوطن. ويوسع افاق الاستفادة من الامكانات المتوافرة لتحقيق تقاربات وتوافقات تحقق طموح جماهير شعبنا في ممارسة حقه المشروع بالحكم الذاتي في مناطقه التأريخية. وتؤسس لعلاقات مؤسساتية  عميقة على ساحتنا القومية والوطنية في العراق.
 

93
القديس شربل الأرثوذكسي




قليلون يعرفون ان الكنيسة الارثوذكسية تعيد للقديس شربل الرهاوي، في  5 ايلول من كل عام.
اسم شربل مركب من اسمين شربا دايل (قصة الإله). ففي السنة الثالثة لحكم الملك الرهاوي أبجر السابع أي سنة/105/ م كان بار سميا (ابن الاعمى) مطرانا للرها وكان شربل رئيس كهنة الاوثان للمعبد الوثني في الرها في شمال ما بين النهرين. في هذه السنة اصدر ترايانوس قيصر امرا لجميع حكام الولايات المتحدة الخاضعة له بأن يكثروا من تقديم الذبائح للآلهة، وان يلقى القبض على الذين يرفضون ذلك.
وعندما كان الاحتفال الكبير يقام في الرها برئاسة شربل رئيس كهنة الاوثان اقترب منه مطران الرها بر سميا وقال له: ليطالبك المسيح رب السماء والارض بجميع هؤلاء الناس الذين تضلهم وتخدعهم وتبعدهم عن الإله الحق.
تأثر شربل بكلام بار سميا فقام في اليوم الثاني ونزل ليلاً عنده مع اخته بيبايا فاستقبلته الكنيسة كلها بابتهاج وبادروا الى منحه سر العماد، ولما سمع حاكم المدينة ما اقدم عليه شربل قدمه الى المحاكمة في وسط المدينة.
وعندما سألوه عن سبب تحوله هذا فقال: كنت أعمى البصيرة، كنت اسجد لما لا اعرفه، اما اليوم وقد استنارت عينا عقلي، فلا مجال من بعد الى التعثر بحجارة منحوتة او ان اكون سبب عثرة للآخرين.

94
لقاء وطني بامتياز
بين المجلس الشعبي
والتيار الصدري


في سلسلة اللقاءات الوطنية التي يجريها مكتب السويد للمجلس الشعبي مع ممثلي الاحزاب والقوى السياسية الوطنية العراقية في مملكة السويد للعمل على اطلاع القوى المذكورة على واقع شعبنا الحقيقي ومعاناته اليومية على الساحة الوطنية منذ سقوط النظام البائد وما يتعرض له ابناء شعبنا من اغتيالات وتهجير وتطهيرعرقي في وطنه السرمدي وتفجير كنائسه. ناهيك عن الغاء وتهميش واقصاء لدوره الوطني في العملية السياسية. وللعمل ايضا على اقناع كل القوى السياسية العراقية بالاهمية الوطنية على تثبيت وحدة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري والحكم الذاتي في دستورالعراق الفدرالي لضمان واستقرار وتعزيز وحدتنا الوطنية وشراكتنا الفعلية في ظل عراق ديمقراطي فدرالي موحد.

 فقد التقى وفد من مكتب السويد للمجلس الشعبي يوم السبت المصادف في 8 اب 2009 برئاسة جبرايل ماركو وعضوية الاخ صبري ايشو في مركز التيار الصدري في العاصمة ستكهولم مع القيادي في التيار الصدري ومسؤول مكتبه في السويد السيد باسم الموسوي الذي رحب بدوره بوفد المجلس الشعبي واعتبرها خطوة هامة لتعزيز العلاقات بين التيار الصدري والمجلس الشعبي والتي ستساهم حتما بدورها في تعزيز عملية اللحمة الوطنية بين كل ابناء المكونات القومية والدينية في العراق والتي ستقودنا في النهاية الى المزيد من الاستقرارالسياسي في الوطن والاهتمام بشؤون وشجون المواطن العراقي. بعدها قدم السيد باسم الموسوي لمحة تأريخية عن التيار الصدري الذي اسس في التسعينات من القرن الماضي. بتبنيه افكار سماحة السيد محمد باقر الصدرالتي تعتمد على العقائد والمبادئ الدينية والوطنية في حماية وحدة وسيادة العراق وتحقيق المساواة والعدالة لكل العراقيين. واضاف ان التيار الصدري يملك اليوم قاعدة شعبية واسعة بين الجماهيرالعراقية حيث يحتضن اغلبية ابناء المحرومين والفقراء. وابوابه مفتوحة امام كل عراقي بغض النظر عن انتمائه القومي أوالديني أوالمذهبي. ويتعرض التيار الصدري هذه الايام الى عملية الابتزاز من عدة جهات داخلية وخارجية للنيل من مصداقيته ومن وطنيته. واضاف ايضا ان التيار الصدري يعارض الاحتلال للعراق ويطالب بخروج قوات التحالف من اراضيه. ويدين التيار الصدري الارهاب ويقف ضد اية عملية تنفذ اليوم في المدن العراقية بعد انسحاب الجيش الامريكي منها. وأكد باسم الموسوي على استعداد التيار الصدري قيادة وقواعد للدفاع عن حقوق كل المكونات القومية والدينية في العراق وتثبيتها في دستور العراق الفدرالي.

بدوره رحب مسؤول مكتب السويد للمجلس الشعبي جبرايل ماركو بالمواقف الوطنية للتيار الصدري وتأييده لعملية خروج قوات التحالف من جميع الاراضي العراقية. واثنى على مواقف التيار الصدري حول استعداده للدفاع عن حقوق كل المكونات القومية والدينية في العراق وتثبيتها في الدستور الفدرالي كضمانة دستورية وقانونية. بعدها  قدم جبرايل ماركو شرحا وافيا عن مسيرة المجلس الشعبي وهيكليته التنظيمية في الوطن والمهجر وركز على اهدافه الاساسية التي تكمن في وحدة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري والعمل على تثبيت الحكم الذاتي لشعبنا في الدساتير العراقية النافذة وصيانة وحدة خطابه السياسي. كما قدم شرحا عن نشاطات وانجازات المجلس الشعبي على الساحتين القومية والوطنية والتي تجلت اخرها في تثبيت وحدة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري والحكم الذاتي في مشروع دستور اقليم كوردستان العراق في 24 حزيران 2009  والتي نأمل من التيار الصدري ان يكون السباق في دعم عملية تثبيت وحدة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري والحكم الذاتي لشعبنا في دستور العراق الفدرالي والتي ستدعم بدورها العملية الديمقراطية وتعزز الوحدة الوطنية وتصون وحدة واستقلال وسيادة العراق. وحول قانون الانتخابات البرلمانية القادمة تم الطلب من قيادة التيار الصدري لدعم عملية الاقرار نظام الكوتا للمكونات القومية الصغيرة والاقليات الدينية في قانون الانتخاب القادم لافساح المجال امام ابنائها لاختيارمن يمثلهم في البرلمان العراقي القادم.

وفي الختام اكد الجانبان على اهمية اللقاء والمتابعة والتنسيق والتواصل الدوري والمشاركة الفعالة في كل النشاطات الوطنية والتي ستساهم بنتائجها الايجابية بدور فعال في بناء وتعزيز الثقة المتبادلة والمصداقية بين الجانبين وفي عملية تطويرالعلاقات بين المجلس الشعبي وبين التيار الصدري على مستوى القيادات في الوطن.



               المجلس الشعبي

                 مكتب السويد



95
لقاء وطني بامتياز
بين
المجلس الشعبي
والمجلس الاسلامي الاعلى



عقد في العاصمة ستكهولم يوم السبت المصادف في الاول من اب 2009. لقاء وطنيا بين مكتب السويد للمجلس الشعبي ومكتب المجلس الاسلامي الاعلى في السويد. افتتح اللقاء بكلمة وطنية شاملة القاها مسؤول مكتب السويد للمجلس الاسلامي الاعلى السيد شبر حسين خضير رحب بداية برئيس واعضاء مكتب السويد للمجلس الشعبي. مؤكدا على اهمية تعزيز العلاقات السياسية والوطنية مع المجلس الشعبي والعمل معا على ترسيخ وتجسيد الثوابت الوطنية والعملية الديمقراطية التي تضمن الحقوق المشروعة لكل المكونات القومية والدينية في العراق. والعمل على تجسيدها في ممارساتنا السياسية وفي مواقفنا اليومية ولقاءاتنا الدورية. واضاف ان الشعب الكلداني السرياني الاشوري مكون اصيل واساسي في العراق. ومطالبكم القومية هي مشروعة. ونحن في المجلس الاسلامي الاعلى نؤيد وندعم مطلب الحكم الذاتي للشعب الكلداني السرياني الاشوري ضمن مناطقه التأريخية التي يقيم عليها اليوم والعمل على تثبيتها في دستور العراق الفدرالي. والعمل معا على تفعيل العملية الديمقراطية في العراق واغنائها من خلال الاستفادة من تجارب ونتائج الديمقراطية التي نعيشها اليوم في اوربا. بدوره رحب السيد جبرايل ماركو مسؤول مكتب السويد للمجلس الشعبي بالمواقف الوطنية الجرئية للمجلس الاسلامي الاعلى المؤيدة والداعمة لمطلب الحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري والعمل على تثبيته في دستور العراق الفدرالي لضمان شراكتنا الوطنية الفعلية اسوة ببقية المكونات. وقدم رئيس المكتب شرحا وافيا عن المجلس الشعبي وهيكليته التنظيمية في الوطن والمهجر واهدافه المتمثلة في  تجسيد مقرارات مؤتمر عنكاوة المنعقد في 12 ــ 13 اذار 2007  واهمها.

1.   وحدة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري.
2.   تثبيت الحكم الذاتي لشعبنا في دستور العراق الفدارلي بعد ان تم تثبيته في دستور اقليم كوردستان العراق بتأريخ 24 حزيران 2009 .
3.   وحدة خطابنا السياسي.

 واضاف لقد دفع شعبنا  الكلداني السرياني الاشوري الثمن غاليا في العراق بعد عملية سقوط النظام البائد . ففجرت كنائسنا في بغداد ونينوى وكركوك.  وتعرض رجال ديننا وابناء شعبنا الى الاغتيال والاختطاف والتهجير والتطهير العرقي من وطنهم. واليوم نحن بامس الحاجة الى ترجمت مواقفكم السياسية والوطنية على الواقع والقبول بالاخر من خلال  تفعيل دورنا الوطني في العملية السياسية وضمان حقوقنا القومية المشروعة دستوريا وقانونيا لتجسيد الشراكة الوطنية الفعلية لجميع المكونات القومية والدينية في العراق. كما قدمت مداخلات وافكار ووجهات نظر بناءة من اعضاء مكتب السويد حول عملية بناء الانسان العراقي على اسس وطنية سليمة والعمل على بناء دولة المواطنة الحقيقية لتعزيز اللحمة الوطنية بين ابناء كل المكونات القومية والدينية في العراق. وفي الختام أكد المجلسان على متابعة اللقاءات الدورية والمشاركة في النشاطات الوطنية وتعزيز التعاون وتطوير العلاقات بين المجلسين خدمة لابناء العراق الديمقراطي الفدرالي الموحد.




               المجلس الشعبي

               مكتب السويد




96
رسالة مفتوحة الى
السيد المسيح


بقلم : جبرايل ماركو

كيف افهمك ايها المسيح اله وانا لست متبحر في لاهوت او متدرجا في كهنوت؟ تعاليمك أيها السيد لم تكن يوما في حدود عقلي المحدود. ولم تشبه ابدا سائر التعاليم. وقد جاءت عكس كل التيارات والفلسفات والمعتقدات والمذاهب. التي سبقت. فكيف افهمك في تمردك على هذا العالم؟

كيف افهمك يارب. وانت الكل المطلق في الخير وأنا أتكاثر في محدودية المادة والزمن؟ فلماذا جئت مختلفا؟ لماذا جئت ثورة تغيير واصلاح في وجه كل التعاليم والانظمة والسلوكيات العتيقة البالية والمنحرفة؟ مسيحيتك ايها المعلم. سلوك فعل حياة أبدية. هي الغاية والوسيلة في ان واحد. هي جبل النار والنور الذي يأكل كل باطل ويضيئ كل ظلمة.

كيف نفهمك وانت لا تشبهنا في شيئ؟ انت لاتمالق مثلنا ولا تساوم على حق ولا تهادن على باطل. انت لم تسقط مثلنا ومثلهم امام التجارب والاغراءات والضغوط والتداعيات التي واجهتك ــ على كثرتها وقسوتها ــ  ومشيت متحديا عن سابق اصرار وتصميم وبملء اراداتك. انسانا والها. درب الجلجلة مثال الالم والعار..... لتتم مشيئة ابيك الذي في السموات. ولتشرق عظمته في قيامتك المجيدة. ولنصبح نحن ابناء الحياة. فأين شبيهك يا سيد؟

تعاليمك ايها المعلم. تبدو غريبة مستهجنة غير مألوفة. واحيانا مستحيلة. ألأنك شئت ان تجعلنا على صورتك ومثالك؟ وترفعنا الى فوق. انت ابن الله. بينما نحن جبلة طين ألفنا رائحته وعشقنا كهوفه؟ تعاليمك جاءت ترسم المثال لكل انسان وتضع قياسا واحدا وتكيل بكيل واحد في المحبة والحق. فعدلك عدل. وكلمتك كلمة سواء قاطعة كسيف المحبة في الحق. فيها النعم نعم. وأللا لا. متمرد انت في اختلافاتك؟ لا يعجبك العجب. ولا تقبل بانصاف الحلول. ولم ترض بغير عرشك السماوي مملكة. أما مثالك يا سيد فلم يكن مثالا. وقد لا يكون. وكثير من ممثليك لم يكونوا على صورتك. ولم يعكسوا حقيقة وجهك امام الناس كما اوصيتهم انت. كيف لا ومملكتهم غير مملكتك. وعرشهم غير عرشك. فهم راغبوان في امجاد هذا العالم وملذاته. تأسرهم الزعامات ووفود المبايعين. أردتهم ان يحملوا كلمتك الى العالم كله. ليشهدوا لك لا ليشهدوا عليك. أردتهم ان يعلموا شعبك كيف يكون التسامح والغفران. وان يقودوه الى الينابيع المقدسة. وأن يبشروا بملكوتك ويعمدوا باسمك. فباسم من يعمدون اليوم. وبماذا يبشرون. أولئك غفرت لهم لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون. فهل تغفر لهولاء وهم يدرون ما يفعلون؟ كنت الراعي الصالح. فكان الواحد عندك بمقام الكل. فأقتد بك المختارون امثال القديسين في كنيسة المشرق. الذين علمونا وأكدوا لنا قائلين. ان نفس واحدة هي ابرشية بالنسبة الى الاسقف. سيرتك ايها المعلم. هي المدرسة التي تلهمنا. منها نستقي كل القيم. ففيها نتعلم كيف يكون التواضع. ونكران الذات. تمجدت ايها المعلم. حين غسلت ارجل تلاميذك وقبلتها. فما اعظمك.  وحدك كنت مثال الفقر والعفة والقداسة والطاعة. فكيف أفهمك؟ وأين أجدك؟ عظيم انت في روحانية علمانيتك. فأنت المجد كل المجد. فصلت ووازنت بين سلطتك وسلطة هذا العالم. اما هم فلا تعاليمك التزموا. ولا ارشاد خليفة بطرس ألهمهم أو استطاع ان يصحح في مسيرتهم. أو أن يعيد ما لله لله وما لقيصر لقيصر. المتبحر في الارشاد الرسولي. يدرك بقوة انه عطيتك ونعمة من الروح القدس علينا. فأين نحن من هذا الارشاد؟ وماذا حل به. فللتذكير؟ وفي مجال النقد الذاتي؟ أقتطع منه فقرة واحدة تناولت مسألة الكنيسة والالتزام السياسي. وقد جاء فيها ما حرفيته. ان الكنيسة بحكم مهمتها وصلاحياتها. لا يمكن الدمج بينها وبين الجماعة السياسية بأي حال من الاحوال. ولا ترتبط بأي نظام سياسي. وهي في نفس الوقت علامة سمو الشخص البشري وحصانته. ان رسالتها الاولى هي ان تقود البشر الى المسيح الفادي المخلص. فليس لها اذن أن تلتزم الحياة السياسية مباشرة. لان ليس لها في الواقع حلول تقنية. ولا تقترح انظمة ولا برامج اقتصادية أو سياسية. ولا تبدي ايثارا لهذه او لتلك. شرط ان تظل كرامة الانسان محترمة. وبعد. نسأل من رسولك لوقا. ألأجل هذا اضطهدك كبار الادميين؟ ألأجل هذا كله كان عظماء الكهنة والكتبة يحاولون أن يهلكوك؟ وكذلك اعيان الشعب لا يهتدون الى ما يفعلون. ألأن الشعب كله كان مولعا بالاستماع اليك؟


واليوم ايها المسيح. ننظر الى تعاليمك فلا نجد عالما كعالمك. بل عالم يتاكله الفساد ويفترس كبيره وصغيره. ناهيك ان بيتك لم يعد بيت صلاة كما هو مكتوب لتكن مشيئتك. ألا تشبه صورتنا اليوم صورة ذاك الذي حتم مجيئك الاول؟ ألا يشبه حالنا حال من أنكرك ثلاثا قبل صياح الديك؟ فمتى يكون مجيئك الثاني أيها المخلص؟



97
رسالة مفتوحة الى
ابائنا الروحيين
في كنيسة المشرق

بقلم: جبرايل ماركو

ان ما يقلق ابناء شعبنا هذه الايام هو تدخلكم  وتورطكم بالشأن السياسي أو توريطكم من قبل الذين يعارضون وحدة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. هذه الظاهرة ليست جديدة على واقعنا القومي ولكنها بدأت تستفحل في السنوات الاخيرة على ساحتنا القومية والوطنية وبدأت تلقي بظلالها ومواقفها السلبية على مستقبل قراراتنا المصيرية بالدرجة الاولى. وخاصة تلك التي تمس حقوقنا القومية المشروعة وفي مقدمتها الحكم الذاتي لشعبنا في الوطن. وباتت تهدد تدخلاتكم  بالشأن السياسي في الاونة الاخيرة وحدة كياننا القومي على الصعيد الوطني واستمرار وجوده في الوطن. كما تعرض مستقبلنا السياسي للخطر على ضوء النتائج السلبية لتدخلاتكم وخاصة لدى بعض سفارات دول الاتحاد الاوربي وامريكا. ناهيك عن التصريحات المضادة التي يطلقها بعض الاباء الروحيين بين فترة واخرى ضد المشروع السياسي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري. والذي نال تأييد اغلبية جماهيرنا الشعبية من خلال نتائج الاستفتاء الانتخابي التي حققتها قائمة عشتار الوطنية في انتخاب مجالس المحافظات الاخيرة. والمدعوم ايضا من اكثرية احزابنا ومؤسساتنا القومية. والتي تعمل جاهدة اليوم على تثبيت مشروع الحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الدستور الفدرالي لضمان شراكتنا الوطنية الحقيقية بعد ان تم تثبيته في دستور اقليم كوردستان العراق في 24 حزيران 2009.
 
ناهيك عن العديد من التصاريح السياسية التي يطلقها بعض ابائنا الروحيين في عدد من الوسائل الاعلامية الوطنية والاجنبية. والتي تشكل بدورها مادة مشروعة من وسطنا القومي للقوى السياسية في الوطن التي سعت وتسعى دوما الى تهميشنا من الساحة الوطنية العراقية والغاء حقوقنا القومية المشروعة واقصاء دورنا الوطني في العملية السياسية كما حدث في عملية الغاء القانون رقم  ــ 50 ــ الذي كان قد انصف عدالة تمثيل ابناء شعبنا في مجالس المحافظات الى حد ما. يومها لم نرى اي تدخل في الشأن العام من قبل الاباء الروحيين للدفاع عن استحقاقنا السياسي ومعارضة الغاء القانون المذكور. او القيام بتوجيه دعوة رسمية من ابائنا الروحيين الى الكتل السياسية الفاعلة. مطالبة العمل على اعادة القانون المذكور ليدخل حيز التنفيذ الى الحياة السياسية من خلال اقراره ثانية في البرلمان العراقي. واليوم يرى كل ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ان القرارات السياسية باتت تفرض وجودها على اجندات المجامع الروحية لكنائسنا المشرقية التي انعقدت خلال السنوات الاخيرة. هذه الظاهرة التي تتناقض كليا مع دور ورسالة كنيسة المشرق الروحية. وباتت تقودنا الى التقليص وحتى الى الغاء المسافة بين ما هو ديني وما هو سياسي. واذا كان من تعريف للسياسة في هذا المجال على انها فن التعامل مع الممكن بنسبية مع الاحداث والوقائع والنتائج. فان الامر بات ايضا ينسحب على كل المواقف وكل القضايا. حتى وصل الامر بالاباء الروحيين بالمشاركة مع وفود احزابنا السياسية اثناء لقاءاتها مع الزعامات الوطنية والتوسل لديها لدعم هذا المشروع ضد ذاك المشروع طبقا لما يناسب مكاسبهم وقناعاتهم الشخصية. وهم على علم ودراية ويقين بان كل هذا الذي يقومون به. سينال غدا من وحدة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ومن حقوقه القومية المشروعة. مؤكدين للجميع ان استمرار هذا التدخل من قبل بعض الاكليروس في كنيسة المشرق وتعاطيهم في الشأن السياسي ستنعكس نتائجه السلبية في وسطنا الاجتماعي. وسيفرض جملة من التناقضات والعداء على الصعيد الشعبي بين ابناء الشعب الواحد في المستقبل المنظور. وستترك ابواب النقاش والجدال مفتوحة حول نتائجها وكيفية التعامل والتعاطي معها ومع الاكليروس نفسه على اساس مبدأ الخطأ والصواب. وبالتالي المضي قدما نحو ضرورات وحتميات المطالبة باعادة النظر بهذه التدخلات وصولا الى المطالبة من قبل ابناء شعبنا الى ممارسة عملية النقد والنقد الذاتي تقويما وتصحيحا. والذهاب الى تطبيق مبدأ المساءلة والمحاسبة بحق الاكليروس على ضوء التي تعكسها نتائج تدخلاتهم في الشأن السياسي لصالح هذا الفريق او للفريق الاخر. والتي بدأت ردود افعالها تأخذ خطواتها الاولى على صفحات مواقعنا الاعلامية لتقود بنا الى حرب اعلامية نحن بغنى عنها في هذه المرحلة الراهنة بالذات. وهذا ما نحذر منه ابائنا الروحيين. والذي لن نرضاه ابدا لهم حفاظا على صيانة حصانتهم ومكانتهم الروحية بين ابناء كنيسة المشرق. ونحن ايضا على يقين تام بأن ابائنا الروحيين يعلمون علم اليقين ومن تجارب الاخرين ان التدخل في الشأن السياسي لا توجد له مسلمات دائمة  وثابتة. فكل شيئ  في السياسة هو نسبي ومتغير. وكل امر فيها متحرك ومتبدل. على عكس ما هو روحي وديني. فهنا كل شيئ مطلق ومقدس وثابت وغير قابل للجدل والنقاش أوالتأويل.

ومن المعروف في السياسة ان يتحمل الانسان تبعات خطأ اجتهاده ومواقفه. ويدفع ثمن سوء قراراته سواء كانت لجهة ابداء الرأي من اية قضية اوالالتزام بموقف ما. أو القيام بأي عمل هنا أو تصريح  هناك. ولكن عندما يتعلق الامر بالشأن الروحي وبتعاليم مخلصنا والهنا يسوع المسيح. فان الخطأ ليس مسموح به من حيث المبدأ والايمان. لان تعاليم يسوع المسيح هي كلمة الله القدوس.  وما هو الهي فهو فوق كل الاخطاء. والحياة السياسية وتجاربها تؤكد لنا ان الانسان يخطئ ولذلك تعاد المؤسسات الزمنية النظر في الدساتير والقوانين الوضعية التي صاغتها. ولأن الانسان يدرك انه يخطئ خلال فترة ممارساته في الحياة السياسية. فقد لجأت السلطات الزمنية الى وضع الية عملية لاعادة النظر لصيانة تللك الممارسات لتقليل من نسبة الاخطاء. بينما تعاليم ربنا يسوع المسيح فهي دوما فوق كل الاخطاء. ولهذا فان كل ما يصدر عن الله وما يوحي به انجليه المقدس تبقى تعاليم ثابتة ودائمة ولا توجد الية لتغييرها. بل توجد الية لاهوتية لسبراغوارها روحيا وعقليا لتفسيرها ولادراكها وفهمها على ضوء المستجدات من الامور. وبالتالي فان من يتحدث او يتصرف باسم يسوع المسيح يتمتع بحصانة ــ أو هكذا يفترض ــ تحميه من التعرض لاي تجريح او نقد او مساءلة او محاسبة واي تجاوز لهذه الحصانة يفهم ويفسر على انه انتهاك لحرمة الدين ولقدسيته. وعلى هذا الاساس والمفهوم تعودنا التعامل والتعاطي مع  ابائنا الروحيين.

خطير جدا ان يكون على طرفي الصراع السياسي ابائنا الروحيين ورجال السياسة. مما يفرض بدوره على التداخل بشكل مباشر ومقيت بين الدين بالسياسة. وهنا ايضا سيختلط مفهوم الاجتهاد الانساني بمبدأ الحقيقة المطلقة. والاسوأ من ذلك هو ان يكون على طرفي الصراع اباء روحيين ينحدرون بالاصل من كنيسة المشرق وينتمون الى مذاهب مختلفة. وهنا تكمن المصيبة الكبرى التي ستقودنا حتما الى عملية صراع المذاهب فيما بينها على حساب التعاليم المسيحية الجوهرية. فيتصارع المطلق مع المطلق . وما هو الهي مع الهي نتيجة تدخل الاباء الروحيين في الشأن السياسي سعيا للحفاظ على المكاسب الزعامية. وهنا مكمن الخطر على الصعيد الشعبي من هذا التدخل. لان الاعتقاد السائد لدى عامة الناس سيفسر على ان  كل واحد من الاباء الروحيين يقف على قاعدة مقدسة ويمسك بمبدأ الحق والحقيقة. عندها ستنتفي المساحة التوفيقية بين ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري التي تسمح لاهل المذاهب بالتحرك فيها تدويرا للزوايا الحادة او ترويجا لمقوماتنا القومية المشتركة أو تقليلا من اهم التباينات في المواقف بينهما. لان الغاء المسافة والمساحة المشتركة بين الديني والسياسي سيقلل جدا من ماهية تعاليم المسيح المقدسة ومن سموها الروحي وستعمل على نقلها الى ساحات التداول والجدال. والذي سيعرض ايضا مراجعنا الروحية ورموزها الى ما يمارس في الحياة السياسية اليومية وتداول مفرداتها وصولا الى تبادل الاتهام والاتهام المضاد. والتي ستقودنا بالنهاية عملية تدخل الاكليروس في الشأن السياسي ليكونوا جزءا من عملية الصراع بين تياراتنا السياسية. وهذا سيؤدي بدوره حتما الى اسقاط المنطق العقلاني والتوفيقي بالضربة القاضية. ليحل محله منطق التبعية المطلقة وليسود الولاء المطلق على اساس انه ولاء مقدس ممثلا  بالاب الروحي لهذا المذهب او ذاك. وهذا ما تشهده اليوم ساحتنا القومية ومجامعنا الروحية ومنابرنا الكنسية هذه الايام والذي يسعى بعض الاباء الروحيون على بث روح التعصب وحثهم على التمسك بهذه التسمية او تلك. من دون ان يعلموا ان كل تسمياتنا  التأريخية هي غنى لنا جميعا وملك لكل ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. كل هذا يحدث في هذه المرحلة المصيرية من استحقاقاتنا السياسية والتي تتطلب من ابائنا الروحيين العمل صفا واحدا  ومباركة الجهود التي تسعى لاقرارها وتثبيتها في الدستور الفدرالي لضمان شراكتنا الوطنية الحقيقية في ظل عراق فدرالي ديمقراطي موحد. بعد ان تم اقرارها وتثبيتها في دستور اقليم كوردستان العراق.

وفي الختام فان تدخل الاباء الروحيين في الشأن السياسي الذي يمس وحدة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ومطالبنا القومية المشروعة والاختلاف في مواقفهم حولها. من خلال تقسيم شعبنا الى ثلاثة قوميات مختلفة. سيوجه ضربات مدمرة ومؤلمة على القاعدة الشعبية وعلى استمرارية وجودنا وعلى مستقبلنا السياسي في العراق في ظل التحديات الراهنة التي تواجهنا على الساحة الوطنية منذ سقوط النظام البائد وحتى يومنا هذا. والتي تتطلب من ابائنا الروحيين للوقوف على مسافة واحدة من جميع احزابنا ومؤسساتنا القومية والروحية. وحثها على مواصلة الحوار المسؤول لحل اختلافاتهم وتكثيف جهودهم  ليستطيعوا الوقوف بوجه كل هذه التحديات التي تواجهنا اليوم على الساحة الوطنية.
 قوميا فان الاختلاف في المواقف بين ابائنا الروحيين حول وحدة شعبنا وصيغة حقوقنا القومية. سيعطل ايضا القدرة لدى جماهير شعبنا على التمييز بين ماهو سياسي وبين ما هو روحي. وهذا التعطيل لايخدم مصلحة اصحاب الاختلاف على حساب الاخر. بل سيسيئ اليهم وسيؤسس لمشاعر العداء والكراهية بين ابناء الشعب الواحد وهذا يتنافى مع تعاليم سيدنا يسوع المسيح.  وسيادتكم المؤتمنين على نشرها بين ابناء شعبنا. في الوقت الذي نترقب من ابائنا الروحيين مباركة وحدة كياننا القومي والعمل على نشر المحبة وتعزيز ثقافة بناء الجسور بينهم. اعتمادا على قيم المحبة والاحترام المتبادل الذي سيعززالثقة المتبادلة بين الجميع. والتي ستؤسس حتما الى وحدة قومية حقيقية. بموجب ذلك يفترض بالأباء الروحيين ان يكونوا المؤمنين والمؤتمينين على وحدة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وعلى نشر ثقافة المحبة وبناء الجسورايضا بين كل ابناء المكونات القومية العراقية. والانتباه من عملية استدراجكم ــ من حيث تريدون او لا تريدون ــ الى حلبات التدخل في الشأن السياسي وصراعاته التي ستتمحور من اختلافاتكم ومساجلاتكم حول قضيانا الزمنية ــ لا الروحية ــ المتحركة والمتغيرة باستمرار. عندها يخشى ان يفسد ملح طعامكم الروحي. واذا فسد الملح فبماذا يملح زادنا الروحي؟ مخلصنا يسوع المسيح علمنا المحبة لمنع الانقسام. لان كل مملكة تنقسم على ذاتها ستزول. وكل بيت ينقسم على ذاته سيسقط؟


98
مسيرة شعبية لابناء شعبنا
 في مدينة يونشوبينغ
بمناسبة الاول من ايار



لبى ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في مدينة يونشوبينغ دعوة ــ هيئة الاول من ايار  ــ للمشاركة بالمسيرة الشعبية بمناسبة عيد العمال العالمي وللعمل على استغلال هذه المناسبات العالمية لتسليط الاضواء على واقع قضية شعبنا القومية والوطنية ومستقبله السياسي وما يتعرض له ابنائه في العراق من قتل واضطهاد وتهجير قسري وتطهيرعرقي وتهميش واقصاء لدوره القومي والوطني في العملية السياسية في الوطن.

هيئة الاول من ايار اصدرت بيانا سياسيا ركزت فيه على  ضمان حقوقنا القومية والوطنية وسلطت الاضواء على واقع شعبنا السياسي في العراق خلال الستة السنوات الاخيرة بعد سقوط النظام البائد. ومطالبة الرأي العام العالمي والحكومة السويدية لدعم مشروع الحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في مناطقه التأريخية وتثبيته في الدساتير العراقية النافذة لضمان حقوقه القومية المشروعة وشراكته الوطنية الحقيقية في ظل عراق ديمقراطي فدرالي موحد. ورفع ابناء شعبنا في المسيرة الشعبية العديد من المطاليب القومية ورفعوا اعلامنا وصور رموز شهدائنا الروحيين الذين تم اغتيالهم في العراق. الشهيد المطران مار بولس رحو والاباء الشهداء اسكندر عزيز. رغيد كني. ويوسف عبودي وصور من كوكبة شهداء ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري الذين استشهدوا في الوطن. وهذه اهم المطاليب التي طالبت بها المسيرة الشعبية.

1.   الحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري ضمن مناطقه التأريخية في العراق.
2.   العمل على ايقاف عملية التطهير العرقي التي يتعرض لها ابناء شعبنا في وطنهم.
3.   الاعتراف بالمحرقة المنسية التي ارتكبت ضد ابناء شعبنا في عام 1915 في تركيا.
4.   لا تمسوا دير مار كبرييل في طور عبدين.
5.   منح اللجوء للعراقين في السويد.
6.   تأمين فرص العمل للجميع.

انطلق قطار المسيرة الشعبية من الساحة الشرقية لمدينة يونشوبينغ في تمام الساعة الثانية والنصف من بعد الظهر مع قطار مسيرة الحزب الاشتراكي الديمقراطي مرورا بوسطها التجاري ومتجها الى الساحة العامة للنقابات العمالية في المدينة. السيد بيتر بارشون مسؤول الحزب الاشتراكي الديمقراطي في المدينة اعتلى المنصة والقى كلمة من وحي المناسبة حيث ركز في كلمته على قيم الاول من ايار وانتقاده اللاذع لسياسة الحكومة اليمينية الحالية التي اضرت بالوضع الاقتصادي السويدي وساهمت في زيادة البطالة بين صفوف المواطنين السويدين . اما مسؤولة الشبيبة في الحزب فقد توجهت الى الشباب السويدي وحثتهم على العمل لتحمل مسؤولياتهم الوطنية والاستعداد للانتخابات البرلمانية الاوربية في الاسبوع الاول من حزيران القادم. كلمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي المركزية القاها سكرتير الحزب السيد ابراهيم بايلان ــ من ابناء شعبنا ــ مبتدئا كلمته بعبارة. انا اليوم سعيد وفخور جدا بقطار ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري  في المسيرة العمالية. وانتقد سياسة الحكومة التركية لعدم اعترافها حتى الان بالمحرقة المنسية التي ارتكبت ضد ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في تركيا في عام 1915 وانتقد ايضا مماراسات السلطات التركية الاخيرة ضد اراضي دير مار كبرييل والذي يعتبر اليوم من اهم معالم شعبنا الروحية والقومية في تركيا.
               



                                                                   هيئة الاول من ايار




99
ثقافة إدارة الاختلاف
مع الرأي الاخر
بقلم. جبرايل ماركو
دعونا نعترف جميعا بان ساحتنا القومية والوطنية مازالت تفتقر الى مفهوم ثقافة ادارة الاختلاف مع الرأي الاخر. وخاصة بعد ان اختفت من قاموس حياتنا اليومية ومن ممارساتنا السياسية مفهوم المقولة المأثورة. ان الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية. وهذا ما تؤكده لنا جميعا ما تضمنته اغلب الادبيات والمواقف السياسية المنشورة في الفترة الاخيرة على صفحات مواقعنا الالكترونية. والتي ما تلبث ان تحول اختلافاتنا في الرأي الى خلافات لتتطور الى اتهامات ومزيدات ومحاولات لتشويه دور الاخر. وخاصة عندما يملك البعض مسبقا قناعات مكتسبة ليسوقوا من خلال قناعاتهم بان الاختلاف في الرأي يكون بين الحق والباطل. في الوقت الذي لم يصلوا بعد لمبدأ ان الحق والحق يختلفان ايضا. وان السبيل لتحقيق الحق لايمر فقط عبر بوابة واحدة. بل يمكن ان نصل الى الحق بطرق مختلفة. ولكن في النهاية يجب ان نقتنع ونحتكم الى رأي وقرار الفيصل الذي تمتلكه لوحدها جماهير شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. هذا اذا كنا حقا نؤمن باللعبة الديمقراطية ونتائجها.
 
الحوار يا اخوان ليس بداية الحل بقدر ما هو الحل نفسه، كما أنه لغة التفاهم ووسيلة الاتصال بين كل المخلوقات أيا كان شكله ومجاله وسياقاته، ومن هنا تبدو الأمور موضوعية ومنطقية أكثر حينما نتحدث عن طبيعة كونية اقتضت اختلاف البشر والثقافات وتباين المفاهيم والمعتقدات، والناظر بعين واعية يدرك أن هذا الاختلاف أيا كان نطاقه سواء داخل الأسرة أو بين الاحزاب او في المجتمع الواحد أو ضمن النسيج الإنساني العام ليس سوى شاهد على استمرارية عملية انتاج الفكر بالتلاقح ودليل حياة يحركها تعدد الأطياف واحتواء كل طيف على ملامحه التي ترسم وجودها في السماء الوجودي دون أن تفرض نفسها لونا وحيدا أو تصادر حق الأطياف في التلون ضمن إطارها الخاص أو الوجود في الإطار العام. نظريا فالاختلاف في الرأي حالة طبيعية، وعمليا الحوار هو طريقة إدارة هذه الحالة ضمن سياق يستوعب جميع الأطراف المحتملة ضمن كلمة سواء، كما أنه الوسيلة الأكثر جدوى على مستوى صهر التباين في الطرح السياسي والحضاري ضمن بوتقة تستغل تنوعه إيجابا ولا تظلم هذا التنوع بإحالته لذريعة إقصاء واهية ضمن أنانية فكرية بحتة لا تتسع لأكثر من رأي واحد. ولا يمكن ان تنتهي الاختلافات والخلافات بين نهج مشروع الحكم الذاتي ونهج معارضيه بين عشية ليلة وضحاها. ومن الغير المنطقي ايضا ان تبق بعيدة عن التداول والحوار بسبب اختلاف الرؤى السياسية حول المصالح القومية والوطنية امام اهم تحديات الاستحقاقات السياسية التي تواجهنا اليوم كشعب كلداني سرياني اشوري يسعى الى تثبيت حقه بالحكم الذاتي في الدساتير العراقية النافذة ضمانا لحقوقه القومية المشروعة ولشراكته الوطنية الحقيقية في ظل عراق فدرالي ديمقراطي موحد. ومن غير المنطقي ايضا ان تتحول هذه الخلافات والاختلافات في خطابنا السياسي الى مادة سامة لقتل الطابع الاخوي لعلاقاتنا القومية وتحولنا عبر صفحات المواقع الالكترونية الى جبهة حرب يخسر الجميع في معاركها.


لقد رسخت الديمقراطية الغربية في جوهرها الحقيقي وفي ممارساتها ونتائجها على كل الاصعدة مبدأ الحوار المسؤول في التعاطي والاختلاف مع الرأي الاخر. لان ثقافة ادارة الاختلاف في الرأي التي رسخها مفهوم كهذا تحيلنا دائما إلى متسع ذهني قادر دائما على مواجهة الحجة بالحجة ضمن نقاش هادئ الشكل مهما تضمن من صخب المضمون، فمن هنا تأتي اهمية الحوار كألية إقناع ووسيلة تعبير عن الحق، فلا يفقده اليسر قوته ولا يمنحه العسر إلا ضعفا، فعلينا أن نحاور أنفسنا أولا، ونبدأ من الأقرب فالأقرب، وأن نؤسس الوعي بالحوار كحالة ثقافية عامة يحتاج تأصيلها قدرا كبيرا من العمل وقدرا أكبر من مواجهة الذات بمختلف مفاهميها بدءا من الافراد والاحزاب السياسية ومؤسساتنا القومية والروحية وامتدادا للمجتمع باكمله، وعلينا استيعاب مفهوم الاختلاف في الرأي بانه لا يعني الخلاف بالضرورة، وأن لكل عقدة حل لا يحتاج الى جهد لإيجاده من العدم بقدر ما يحتاج لمن يكتشفه في نفسه ويفك رموزه قبل أن يكون ملهما له على مستوى غيره.

إذن فالخطوة الأهم في علاقاتنا اليومية والسياسية تكمن في المرحلة الراهنة في تعزيز قيم الحوار الايجابي المسؤول وغرس مفاهيمه في صميم العقلية الاجتماعية والثقافية والفكرية والسياسية والروحية باختلاف توجهاتها الفكرية ومستوياتها الثقافية، وبنظرة بسيطة سنجد أن الاغلبية يختلفون في طروحاتهم وارائهم ولكن القليل منهم يتعاطون مع الاختلاف في الرأي بطريقة حضارية، لهذا نجد أن الحوار ينزع في أحسن الاحتمالات إلى محصلات استبدادية من قبيل"أفحمته"أو"أسكته" دون أن تفكر ولا بأضعف الإيمان في مفردات على نحو"أقنعته"أو"اتفقت معه" اما السبب في ذلك لا يرجع لقلة الوعي في اوساطنا السياسية والفكرية والروحية. بقدر ما يرتبط مباشرة بقيم اتصالية مفقودة لم تجد من يكرسها أسرياً أو تعليمياً أو حزبيا أو مؤسساتيا أو روحيا ، في الوقت الذي ادى تراكم الفهم الخاطئ للاختلاف  في الرأي بوصفه حالة نزاع مؤجل أو مشروع تصعيد لا يستوعب التأدب بقدر ما يتبنى "التأديب"بمعناه العربي المعتاد وليس بحقيقته اللغوية المحضة.

اذا الاختلاف في الأراء وفي المواقف السياسية على ساحتنا القومية والوطنية ليست هي المشكلة بحد ذاتها ولا هي مكمن الخطر. بقدر ما تكمن المشكلة الحقيقية في منهج التعامل والتعاطي مع الرأي الاخر بسبب انقطاع التواصل والحوار بين الرأي والرأي الاخر. حيث بات الاختلاف في الرأي عند البعض وسيلة للهروب من الواقع وتبريرا لفشل مستمر لدورهم ولمسؤولياتهم ولنهجهم الذي ساهم في اقصاء وتهميش دورنا القومي والوطني في العملية السياسية في الوطن بشكل عام ولغياب مشروعهم السياسي الذي يضمن حقوقنا القومية ومستقبل وجودنا في الوطن بشكل خاص. ناهيك عن مخاطر وارتباطات اخرى ستكشفها لنا الايام القادمة في انتخابات البرلمان العراقي في كانون الاول 2009. ولما كان مفهوم الاختلاف في الرأي يعني في نهاية المطاف افكارا متعارضة ونقاشا وحوارا مسؤولا بين خيارات عديدة تقود الجميع للرضوخ للرأي الاكثري الذي سيحصن وحدة خطابنا السياسي وموقفنا الوطني على الساحة العراقية.  فالاوربيون يلتقون احيانا وبينهم اشد الخلافات لكنهم يعرفون انهم تحت سقف واحد وانهم في النهاية ملزمون للعمل على الخروج بموقف موحد. ولكن نحن نبدأ بنسيان السقف الواحد ولا نلبث ان ننتقل الى مرحلة نسف السقف وفي النهاية نتوصل باعترافاتنا بأن خلافاتنا جدية وعميقة لذلك يبدو اننا في ـــ مصالحة عقلانية ـــ نأمل في النهاية ان ننجح في ادارة اختلافاتنا. لماذا لا نأخذ العبر من عملية اضوية المرور. انها تعبير عن ثقافة الديمقراطية في الغرب. فحين تعطي الاضوية الفرصة للسيارات والناس لتسير في اتجاهات مختلفة ومتقاطعة فانها في نفس الوقت تدير وتنظم عملية الاختلاف في الاتجاه بطريقة تجعلهم لا يصطدمون هولاء ببعضهم. في حين اننا لم نجد نحن حلا لاختلافات ارائنا لاننا نسير جميعنا في اتجاه واحد الذي يقودنا دوما الى التصادم.

واخيرا لنسعى معا للعمل على تأسيس وترسيخ ثقافة الحوار المسؤول التي تتعاطى مع الرأي الاخر وتتفاعل معه بايجابية. للعمل على تقليص افاق السلبية التي تتسم بها بعض التيارات السياسية والروحية المعارضة في مواقفها وتعاطيها مع مشروع الحكم الذاتي الذي بات اليوم مطلبا شعبيا وهذا ما اثبتته للجميع فوز قائمة عشتار الوطنية في انتخابات مجالس المحافظات. في الوقت الذي ندعو ايضا معارضي الحكم الذاتي الالتزام بقواعد النقد البناء وتقديم البديل العملي والابتعاد عن اساليب الترهيب والتخويف لخلط الاوراق بين ابناء شعبنا ولمنح الشرعية لقوى الظلام والارهاب ليشهدوا باقوالكم من خلال وصفكم لمطلب الحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري احيانا بالمطلب العنصري الذي سيهدد وحدة الوطن واستقراره, وتارة اخرى بوصفه بمشروع الوهم والفخ. والابتعاد عن هذا التعاطي مع الرأي الاخر الذي يأخذ احيانا افعال معطلة للاضرار بمكونات المجتمع وتخريب منجزاته, في الوقت الذي ندعو ونهيب ايضا بجميع تياراتنا السياسية ومؤسساتنا القومية والروحية للعمل على الاستمرار في عملية توحيد خطابنا القومي والوطني والتفاعل مع مطلب الحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري لمجابهة كل التحديات التي نواجهها اليوم في العملية السياسية للاقرار باستحقاقات شعبنا القومية والوطنية  وتثبيتها في الدساتير العراقية النافذة في الوطن.



100
المجلس الشعبي
يلتقي وزارة
الخارجية السويدية



يوم الاربعاء المصادف في 19 تشرين الثاني 2008. التقى وفد من مكتب السويد للمجلس الشعبي السيدة شارلوتا روديه المسؤولة عن ملف العراق في وزرارة الخارجية السويدية. قدم الوفد تقريرا شاملا عن وضع شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق بشكل عام وعن عملية التطهير العرقي التي يتعرض لها ابناء شعبنا في مدينة الموصل بشكل خاص. وقد تم التداول ايضا حول ممارسات التهميش والاقصاء والالغاء التي يتعرض لها ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري من العملية السياسية. وتغيب دور مكون قومي عراقي اصيل من اغلب مؤسسات الدولة العراقية. والذي تجلى بوضوح في عملية اختزال البرلمان العراقي لعدد ممثلي شعبنا في قانون انتخابات مجالس المحافظات. بالرغم من مشروع قرار قدمه السيد ستيفان دي مستورا ممثل الامم المتحدة في العراق الى البرلمان العراقي.

 وقد اكد وفد مكتب السويد للسيدة شارلوتا روديه ان الحل العملي والوحيد لحقوقنا القومية المشروعة في العراق. يتطلب باقرار الحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في مناطقه التأريخية التي يقيم عليها اليوم. وتثبيته في دستور العراق الفدرالي ودستور اقليم كوردستان العراق. لضمان شراكتنا الوطنية الحقيقية في ظل عراق فدرالي ديمقراطي موحد. كما طالب الوفد الحكومة السويدية لدعم وتبني مشروع الحكم الذاتي لشعبنا في المحافل الدولية. والعمل على ادراجه في جدول الاعمال لاجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوربي القادم الى جانب القضايا العالمية الساخنة.  كما تمنى الوفد من الحكومة السويدية لتفعيل دورها على الساحة السياسية العراقية للمساهمة في بناء البنية التحتية للدولة العراقية ولدعم العملية الديمقراطية في العراق. 






               المجلس الشعبي

               مكتب الســـــويد


101
مهرجان تضامني في العاصمة ستكهولم
مع ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري



اقامت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد يوم الاحد المصادف في 26 تشرين الاول 2008  الساعة الواحدة والنصف من بعد الظهر في العاصمة ستكهولم. مهرجانا تضامنيا مع ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري الذين هجروا قسرا من مناطقهم في مدينة الموصل. شارك في المهرجان التضامني العديد من الاحزاب العراقية ومؤسسات المجتمع المدني. بدأ الافتتاح بالوقوف دقيقة صمت على ارواح شهداء الشعب العراقي. بعدها قدمت الكلمة الترحبية باسم منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد بممثلي الاحزاب العراقية وممثلي مؤسسات المجتمع المدني وبالحضور الكريم. وشكرهم على تلبية دعوة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد. بعدها انشد الفنان جمال جلال بصوته الرخامي نشيد موطني موطني.

 كلمة الحزب الشيوعي العراقي قدمها السيد ابورافد استنكر فيها التهجير القسري لابناء الشعب الكلداني السرياني الاشوري من مناطقهم في مدينة الموصل وطالب الحكومة العراقية للعمل على تأمين عودتهم وضمان امنهم وسلامتهم وتعويض خسائرهم. واكد تضامن الحزب الشيوعي العراقي مع حقوق كل المكونات القومية العراقية وطالب البرلمان العراقي لاعادة الاعتبار للمادة ــ 50 ــ لقانون انتخاب مجالس المحافظات لضمان التمثيل العادل لكل المكونات العراقية في مجالس المحافظات. والعمل ايضا على تعميق التحولات الديمقراطية على الساحة السياسية العراقية وتعزيز الاقتصاد الوطني والقضاء على الفساد ومحاربة الارهاب.
كلمة منظمة الحزب الشيوعي الكردستاني فقد القاها الدكتور توما شمعون الذي اكد فيها على تضامن الحزب مع ابناء الشعب الكلداني السرياني الاشوري الذي يعتبر مكون اساسي واصيل في العراق . وهو صاحب اقدم حضارة عريقة في الوطن وطالب ايضا باعادة المادة ــ 50 ــ الى قانون انتخاب مجالس المحافظات لضمان التمثيل لجميع المكونات القومية العراقية في مجالس المحافظات. والعمل على محاسبة جميع المسؤولين الامنيين لفشلهم في حماية المواطنين العراقيين.

 كلمة هيئة الاحزاب والقوى العراقية القاها السيد حيدر علي الذي استنكرالتهجير القسري الذي يتعرضون له ابناء الشعب الكلداني السرياني الاشوري في مدينة الموصل والذي يشكل تهديدا جديا للوحدة الوطنية العراقية لذا نطالب الحكومة الاتحادية للكشف عن هوية الفاعلين ومحاسبتهم.

  السيد سعيد شابو القى كلمة المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري. ثمن فيها مبادرة الحزب الشيوعي العراقي للتضامن مع ابناء شعبنا الذين يتعرضون للتطهير العرقي منذ سقوط نظام الصنم وتهجيرهم قسرا من مناطقهم في البصرة وبغداد والانبار وفي مدينة الموصل. واغتيال رجال الدين. وحمل المسؤولية التامة للحكومة الاتحادية والجيش العراقي والقوات الامنية في فشلهم للدفاع وحماية المواطنين. واكد ان الحل الوحيد لحماية الشعب الكلداني السرياني الاشوري يكمن في تثبيت الحكم الذاتي في مناطقه التاريخية التي يقيم عليها اليوم. وطالب القوى السياسية العراقية المتمثلة في البرلمان العراقي وخارجه لدعم وتثبيت الحكم الذاتي في دستور العراق الفدرالي ودستور اقليم كوردستان العراق كضمانة قانونية ودستورية للشراكة الحقيقية في الوطن. كما طالب البرلمان العراقي لاعادة الاعتبار الى المادة ــ 50 ــ  لضمان تمثيل الشعب الكلداني السرياني الاشوري في مجالس المحافظات. كما طالب ايضا الحكومة العراقية للعمل على تامين عودة اللاجئين الى مناطقهم في الموصل وتامين سلامتهم الامنية.
السيدة خولة مريوش القت كلمة مجلس الصابئة المندائين في السويد. استهلتها بتقديم الشكر الجزيل لمنظمة الحزب الشيوعي العراقي لاقامة هذا المهرجان التضامني مع كل المكونات القومية العراقية والاقليات الدينية. وناشدت الجميع للعمل على ايقاف عملية التطهير العرقي التي يتعرض لها الصابئة المندائيين حيث كان يبلغ تعدادهم في العراق 35000 واليوم لم يبقى منهم سوى 5000 الاف يعيشون تحت رحمة الخوف. واضافت ان الديمقراطية الحقة هي التي تمنح الحقوق لكل المكونات القومية العراقية واقلياتها الدينية وطالبت البرلمان العراقي لاعادة المادة ــ 50  ــ الى قانون انتخاب مجالس المحافظات لضمان التمثيل الحقيقي لجميع ابناء الشعب العراقي في المجالس المذكورة.

 كلمة الجالية اليزيدية في السويد القاها السيد وسام جوهر خوديدا والذي شكر بدوره مبادرة الحزب الشيوعي العراقي وطالب بتفعيل دوره للدفاع عن حقوق كل المكونات القومية العراقية واقلياتها الدينية. وانتقد بشدة المهزلة السياسية التي تمارسها الاكثريات تجاه المكونات القومية الصغيرة في العراق. حيث يحملون الارهاب دوما كل الاخفاقات من التطرق الى السياسات الخاطئة التي ترتكبها الحكومة الاتحادية ضد بقية المكونات العراقية والذي تجلى واضحا في الغاء المادة ــ 50 ــ من قانون انتخاب مجالس المحافظات لحرمانهم من التمثيل في مجالسها.

 السيد سالم علي القى كلمة البرلمان الكوردي الفيلي الذي تطرق الى معاناة الاكراد الفيليين في محافظة بغداد  ومحافطة واسط وطالب البرلمان العراقي بالعمل على سن القوانين التي تضمن لهم حق التمثيل في البرلمان العراقي وبرلمان اقليم كوردستان ومجالس المحافظات. اما كلمة اتحاد الجمعيات العراقية فقد القاها السيد حكمت حيث ركز في كلمته على سياسة الاقصاء التي تمارسها الحكومة العراقية تجاه القوميات الصغيرة والاقليات الدينية وحرمانها من حق التمثيل في مجالس المحافظات من خلال الغائها للمادة ــ 50  ــ من قانون انتخاب مجالس المحافظات في البرلمان العراقي.
 واخيرا تسائل الجمهور عن اسباب غياب ممثل السفارة العراقية وممثلي بعض الاحزاب العراقية الفاعلة عن اعمال مهرجان التضامن مع ابناء الشعب الكلداني السرياني الاشوري الذي دعت اليه منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد. اما الصور فقد التقطتها كاميرة المصور بهجت ناجي

وقد تم تلاوة البرقيات الواردة من بعض مؤسسات المجتمع المدني العراقي.

•   برقية من نادي 14 تموز
•   رابطة المرأة العراقية في السويد
•   جمعية المرأة العراقية في السويد
•   جمعية مساعدة عنكاوة
•   نادي بابل الثقافي
•   الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الانسان
•   الحركة النقابية الديمقراطية
•   رابطة الانصار الشيوعيين
•   المجلس الاسلامي الاعلى


وفي الختام قدم الفنان جمال جلال وعازف الاورغ عدد من الاغاني العراقية الاصيلة التي اطربت والهبت مشاعرالجمهور.


102
البيان الختامي
لمؤتمر اللغة السريانية الرابع  8 - 12 /10/ 2008
طور عبدين ـ ماردين ـ تركيا
[ لغة قومية واحدة موحَّدة وموحَّدة]


   تحت هذا الشعار عقد المؤتمر الرابع للغة السريانية في مدينة ماردين للفترة من   8  ـ 12 تشرين الاول سنة 2008. وقد اقيم حفل الافتتاح في دير الزعفران بحضور عدد من المسؤولين الرسميين، منهم:

   والي ماردين
        ممثل وزارة الثقافة في تركيا
    رئيس بلدية ماردين
رئيس جامعة ماردين

كما حضر الافتتاح رموز دينية من طور عبدين. وقد تميز هذا المؤتمر بحضور ومساهمة عدد كبير من الباحثين المعنيين باللغة السريانية وتراثها وادابها من العراق ومن بلدان اخرى مختلفة: مثل سوريا ولبنان وفرنسا وانكلترا والمانيا والسويد وهولندا وبلجيكا وايطاليا والولايات المتحدة الامريكية وكندا فضلاً عن البلد المضيف تركيا. ولقد قدم المساهمون جميعهم بروح مفعمة بالجدية والعلمية وهدفهم الاول خدمة اللغة السريانية وتطورها وازدهارها وعصرنتها..
            
     كان المؤتمر نقلة نوعية في تنظيمه وادارته، وتميز بعلميته الاكاديمية وبتوظيفه الوسائل والتقنيات الحديثة في تقديم البحوث وايصالها الى المتلقي.

هذا وقدمت الدراسات والبحوث باللغتين السريانية والأنكليزية، ودارت معظمها حول المحاور المحددة من قبل هيئة رئاسة المؤتمر والتي هي :

1-   اللهجات المحكية وعلاقتها مع اللغات السامية.
2-   اللغة السريانية والأستشراق.
3-   طرق تعليم اللغة السريانية الكلاسيكية والحديثة.

   هذا وقد سادت جلسات المؤتمر روح الأخوة والأنفتاح على الأخر، مما اغنى البحوث المقدمة في المؤتمر. واقر المؤتمرون شاكرين مقترح هيئة الثقافة السريانية في لبنان باقامة المؤتمر الخامس لعام 2009  في بيروت.

     وبختام اعمال المؤتمر يسرنا ان نقدم شكرنا وامتناننا لكل من بادر الى دعم المؤتمر معنويا وماديا، وفي مقدمتهم الأستاذ الفاضل سركيس اغاجان، والى دار المشرق الثقافية لاشرافها على المؤتمر. كما يسرنا ايضا ان نتقدم بامتناننا لكل الجهات التي بادرت وباركت انعقاد مؤتمرنا وبخاصة فخامة رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان وقداسة مار زكا عيواص وقداسة البطريرك مار دنخا الرابع، كما نقدم شكرنا وامتناننا للعاملين في قناة عشتار الفضائية تغطيتهم لكل فعاليات المؤتمر طوال فترة انعقاده.

         
                                                                                            مؤتمر اللغة السريانية الرابع
                                                                                                     تركيا 2008

103


مؤتمر اللغة السريانية الرابع ينهي بحضيراته استعداداً لبدأ أعماله


انهى مؤتمر اللغة السريانية الرابع ــ مؤتمر الشهيد مار بولص رحو ــ  الذي سيعقد في طورعابدين بتركيا، اعماله بعد سلسلة من الاجتماعات التي عقدتها هيئة رئاسة المؤتمر والتي تمخضت عن وضع منهاج حفل الافتتاح الذي سيقام في باحة دير الزعفران والذي سيتضمن القاء الكلمات الرسمية لمؤسسات شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المعنية باللغة السريانية وثقافتها وتراثها اضافة الى الكلمات الرسمية من الجهات الحكومية التركية مع عرض فليم خاص بعنوان" المخطوطات: جسرنا نحو الماضي". كما  انتهت الهيئة من وضع برنامج جلسات العمل اليومية للمؤتمر والذي توزع على ثلاثة ايام اعتباراً من   9  ـ  11 تشرين الاول 2008 وبواقع ثلاثة جلسات لليوم الواحد، ستناقش فيها بحوث ودراسات لخمسين شخصية علمية اكاديمية مختصة ومهتمة باللغة السريانية وتراثها  اضافة الى نخبة من المستشرقين من مختلف جامعات العالم المشاركين في المؤتمر. ويتوقع ان يكون مؤتمر هذا العام متميزاً بمساهماته العلمية والاكاديمية حيث ستكون نحو عشرة شخصيات بدرجة بروفيسور من المشاركين في اعمال المؤتمر ، وستلقى  البحوث حصرا باللغتين السريانية والانكليزية لغتا المؤتمر الرابع الرسمية. علما اننا سنوافي ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بتقارير يومية عن سير اعمال المؤتمر.

                                              هيئة رئاسة المؤتمر

104
السيد رئيس الجمهورية العراق المحترم .
السادة أعضاء مجلس رئاسة جمهورية العراق المحترمون .
السيد رئيس مجلس النواب العراقي المحترم .
السيد ممثل الأمين العام للأمم المتحده في العراق .
تحية وتقدير
الموضوع
 تثبيت الحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الدستور الفدرالي ودستور اقليم كوردستان واعادة المادة 50 الى قانون انتخاب مجالس المحافظات.

في الوقت الذي نهنئ ابناء شعبنا العراقي بكل مكوناته القومية واطيافه الجميلة بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد، لا يسعنا الا ان نعبر عن خيبة الامل التي اصابتنا من ممثلي ابناء الشعب العراقي في مجلس النواب من جراء تجريدنا من ابسط حقوق المواطنة العراقية من خلال الغاء المادة 50 من قانون انتخاب مجالس المحافظات والتي تعتبرالحد الادنى من استحقاقنا السياسي والوطني لجهة تمثيلنا في مجالس المحافظات والاقضية والنواحي في العراق.
اننا في مكتب اوربا للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري بكل مكاتبه في الاتحاد الاوربي يساورنا القلق من ممارسة العملية الديمقرطية الجارية في عراقنا العزيز حيث لم يتم تثبيت حتى الان في دستوره الفدرالي الحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري ضمن مناطقه التأريخية التي يقطنها في الوقت الراهن. الى جانب الغاء البرلمان العراقي للمادة 50 من قانون انتخاب مجالس المحافظات.
وفي الختام لايسعنا الا ان نؤكد لسيادتكم ان اقرار وتثبيت حقوقنا القومية المشروعة في دستورالعراق الفدرالي ودستور اقليم كوردستان لإقامة الحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري ضمن مناطقه التأريخية التي يقطنها اليوم في الوطن والعمل على اعادة المادة 50 الى قانون انتخاب مجالس المحافظات هما الضمانة الاكيدة لاستمرارالعملية الديمقراطية ولشراكتنا الوطنية الحقيقية في عراقنا الجديد.
دمتم لعراقنا الازلي عراق ديمقراطي فدرالي موحد يضمن حقوق جميع مكوناته القومية واقلياته الدينية.
السويد                                                   المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري
30 ايلول 2008                                                              مكتب اوربا

105
معلولا راهبة آرامية هاربة من الأساطير

   

مروة كريدية


________________________________________
معلولا راهبة آرامية هاربة من الأساطير
تخلّد لغة المسيح
مروة كريدية من معلولا: بلغة المسيح عليه السلام يستقبلك أهالي معلولا، فما زال التاريخ ينطق آراميًَا هنا! انها لغة سادت منذ القرن الاول قبل الميلاد واستمرت حتى السابع ميلاديًّا، و برغم تحول لغة البلاد الى اللغة العربية ابان الحكم الأموي بعد ان فرض العرب لغتهم ورموزهم الثقافية، فإن معلولا احتفظت بإرثها الروحي وحافظت على لغتها حتى الالفية الثالثة مبقية على إرث ثقافي اندثر منذ مئات السنين.
وتتميز بيوت البلدة بارتفاع بعضها فوق بعض طبقات بحيث لا تعلو الطبقة الواحدة منها أكثر من ارتفاع بيت واحد لتتحول بذلك سطوح المنازل إلى اروقة ومعابر لما فوقها من بيوت لتكون ذات طابع متميز.
ومع اطلالة سبتمبر أيلول يرتاد الزائرين معلولا احتفالا بعيد الصليب الذي يصادف في الرابع عشر منه، حيث تقام القداديس في الكنائس، فهي تحتوي معالم تاريخية متفردة جعلتها قبلة الزائرين والحجاج المسيحيين وثاني أقدس مكان بعد مدينة القدس وهي مدينة تذخر بالاديرة والكنائس والممرات الصخرية والأضرحة البيزنطية المنحوتة في الصخر في قلب الجبل.

مار تقلا قديسة هاربة ومعجزة شطرت الجبل!

القديسة "تقلا" هي ابنة أحد الامراء السلوقيين وتلميذة القديس بولس أسطورة ميتولوجيّة أحبّها الناس وتناقلوا قصتها، فارتبطت جغرافية المكان وحتى تكويناته الجيولوجية بها، فالحكاية تدور حول الدير الذي يُعد أول دير رهباني في بلاد الشام وحول "الفج" وهو شق في الجبل يشكل ممراً ضيقاً من طرف الجبل إلى طرفه المقابل وفي هذا الشق ساقية ماء تزيد وتنقص وفق الفصول والمواسم.
وتحكي القصة ان الفج تكوّن عندما أراد السيد المسيح حماية " تقلا" الهاربة من حكم الاعدام الصادر بحقها، وفيما يتبعها الجنود الرومان ويتعقبونها للقبض عليها انشطر الجبل وانشق مبقيا تقلا في شطر آمن والجنود في شطر آخر لا يصلون اليها، وهي "معجزة " تشبه معجزة شق البحر في قصة "موسى مع فرعون ".
ولقد تحول الفجّ الآن الى مكان لتقبل "النذور" والتبرّك حيث يتقاطر الناس من كل مكان ليرشفوا من مياها المقدسة وينالوا نعمة الشفاء من المرض والطهارة والنقاوة، حيث يعتقدون بأن مياها مقدسة مباركة شافية ويحتفل العالم المسيحي بعيد القديسة تقلا في 22 تموز يوليو من كل عام.
اما بناء الدير فيعود للقرن الرابع الميلادي، حيث بني على مرحلتين:
المرحلة الاولى: وتتمثل في الكهف الواقع في قلب الجبل الشرقي المطل على الديرالحالي وفي ركن الكهف يقع " مقام وضريح القديسة " الذي يضم رفاتها، وقد أكدت المصادر التاريخية ان البطريرك الانطاكي مكاريوس بن الزعيم قد جزم لرعيته انها دفت فيه فعلا.
المرحلة الثانية: وتقع في جهة المغارة الشرقية حيث توجد كنيسة قديمة تحتوي على مائدة حجرية ولها مذبح محفور في الصخر.

أما الدير الحالي فيعود بنائه للقرن الثامن عشر وقد بنته راهبات الدير، حيث بنين غرفهن من أموالهن الخاصة وجعلنها وقفا للدير بعد وفاتهن، وماتزال حتى الآن تعيش فيه رهبنة نسائية ترعى شؤونه وتعتني به وبزائريه، وإذا أمعن الزائر النظر من سطح الدير إلى الصخور المحيطة يجد ما يعرف ب"القلالي" او الخلوة وهي غرف الانفراد المحفورة في الصخر التي كانت خلوات للمتوحدين الرهبان الذين ينصرفون إلى الصلاة والتأمل والتقشف والزهد، فمعلولا احتضنت النُساك والرهبان ممن انصرفوا للعبادة ونذروا حياتهم للاله.

Marwa_kreidieh@yahoo.fr
 http://marwa-kreidieh.maktoobblog.com







106
إستياء مسيحيي سوريا من الدولة التركية

ايلاف/ 1 سبتمبر    بهية مارديني

________________________________________
بهية مارديني من دمشق: أقام أهالي بعض القرى الكردية التركية دعوى قضائية على دير "مار كبرائيل" السرياني الذي يعود تاريخه إلى القرن الرابع الميلادي والكائن في اقليم "طور عابدين" جنوب شرق تركيا، التابع لولاية ماردين المحاذية لمدينة القامشلي السورية ، يطالب المدعوون بأراض زراعية ويقولون بأن القائمين على الدير السرياني استولوا عليها منذ عقود طويلة، ويتهمون الدير بالتطاول على أملاك المسلمين والأملاك العامة.
ونقل سليمان يوسف الناشط الآشوري السوري استياء واستنكارا شديدين في الشارع الآشوري السرياني  في سوريا من هذه الدعوى، وقال "ترى المرجعيات الآشورية والمسيحية في هذه الدعوة الكردية محاولة من السلطات التركية لإثارة الفتن مجدداً وفتح جروح الماضي بين الأكراد المسلمين والآشوريين المسيحيين، خاصة وأن هذه الخطوة جاءت بعد مرحلة استقرار وحركة عمران تشهدها القرى السريانية بفضل دعم وتشجيع أبنائها  المغتربين في أوربا".
المسؤول عن أوقاف "دير مار كبرائيل" لم يجد " أي مبرر أو سبب للشكوى الكردية المقامة على الدير "، وقال "نحن لدينا وثائق ومستندات تثبت ملكية الدير للأراضي المتنازع عليها ، و تعود هذه الوثائق الى زمن السلطنة العثمانية، وبعضها الى ثلاثينات واربعينات القرن الماضي"، .واشار الى "عرض هذه الوثائق على الجهات المعنية في الدولة التركية، في حين لم يملك الطرف الآخر أي مستند أو وثيقة تثبت مزاعمهم و حقوقهم في الأرض". وأضاف "على الرغم من ثقتنا الكاملة بحقوق الدير في هذه الأراضي وبأن لا أساس لمزاعم الطرف الكردي، لكن لا نخفي قلقنا العميق على مصير ومستقبل هذا الدير السرياني التاريخي.
اذ يبدو أن الهدف الأساسي، من تحريك هكذا قضية وفتح ملف الأملاك في هذه المرحلة تحديداً، هو وجود الدير ذاته.وما يزيد من مخاوفنا وشكوكنا،هو تحرك بعض زعماء العشائر الكردية في المنطقة وكذلك نواب أكراد في البرلمان التركي وتعاطف نواب من حزب العدالة والتنمية الحاكم فضلاً عن شخصيات اسلامية متشددة، تحركوا جميعاً لدعم مزاعم الطرف الكردي المدعي على الدير"، معتبرا "أن القضية انحرفت عن مسارها الطبيعي وبدأت تأخذ منحى نزاع اسلامي مسيحي وهذا ما لا نريده" .وأكد "نحن في أبرشية مديات للسريان الأرثوذكس نحمل الدولة التركية مسؤولية المضاعفات السلبية التي قد تنجم من اثارة هذه المشكلة.اذ كان يمكن للجهات المعنية في الدولة أن تحسم القضية قبل أن تتفاقم ووصولها الى المحاكم.وقد لمسنا تماطل وتأخير غير مبرر من قبل دائرة العقارات  في انجاز عملية الطابو لأراضي الدير، ولدى مراجعتنا الدائرة قالوا لنا لا يوجد حدود وخرائط طبوغرافية رسمية لدينا تحدد حدود عقارات كل قرية،الأمر الذي زاد من شكوكنا  في موقف الدولة التركية من هذه القضية".
من جانبه قال يوسف لايلاف "في الوقت الذي ينتظر السريان والأرمن من الدولة التركية أن تتصالح مع ذاتها وتاريخها وتعترف بمسؤوليتها عن مذابح عام 1915 التي قامت بها السلطنة العثمانية، نراها تفتح جروح وآلام الماضي والمحفورة في ذاكرة التاريخية لمسيحيي المشرق"، معتبرا أن الدولة التركية الحديثة لم تكتف بما ألحقته السلطنة بالسريان والمسيحيين عامة من ويلات ومآسي وتهجير من مناطقهم التاريخية ، لافتا انه لم يبق في منطقة طور عابدين سوى بضعة آلاف شخص يعيشون بين اطلال وخراب قراهم وأديرتهم. ، مشددا ان هذه الخطوة تأتي استمراراً  للسياسة العثمانية في اقتلاع جذور المسيحية من الأراضي الآشورية والسورية التي سيطرت عليها وسلبتها.
واضاف يوسف يبدو جلياً أن فتح ملف املاك الدير السرياني، بعد قرون وفي هذه المرحلة تحدياً، يأتي لممارسة مزيد من الحصار والخناق على ما تبقى من السريان لدفعهم على الهجرة وترك قراهم ،تالياً لاغلاق نهائياً "دير مار كبرائيل" أكبر وأهم دير سرياني ماضياً وحاضراً والذي يحج اليه سنوياً عشرات الآلاف من كل أنحاء العالم، نظراً لأهميته التاريخية والدينية معاً. واكد انه "ليس من المبالغة القول أن هذا الدير بات يشكل اليوم الحصن أو الملاذ الأخير لما تبقى من سريان تركيا.فهو ليس فقط مجرد مزار ديني مقدس ومتميز، وانما هو  ملاذ روحي ومرجعية دينية وزمنية لهم وعامل معنوي مهم لبقائهم في مناطقهم التاريخية.لهذا فاغلاقه يعني محو الوجود السرياني الآشوري والمسيحيي عامة وقلعه من جذوره من منطقة طور عابدين التاريخية".
واضاف ان القضية ليست قضية بضعة هكتارات من الأرض في جبال صخرية جرداء وانما هي قضية ابعد من ذلك بكثير، انها تمس بشكل مباشر وحيوي ما تبقى من وجود سرياني ومسيحي في جبال طور عابدين الموطن التاريخي للآشوريين السريان .
وناشد يوسف عبر ايلاف ، لانقاذ الدير السرياني ممااعتبرها المؤامرة المحاكة ضده ، ناشد جميع سريان وآشوريي العالم و الضمير المسيحي للضغط على الحكومة التركية وحثها على انهاء هذه القضية وتثبيت حقوق الدير السرياني في املاكه حفاظاً على بقاء هذا الصرح  واستمراره وكذلك من أجل حماية ما تبقى من وجود مسيحي في طور عابدين.
http://www.elaph.com/Web/Politics/2008/9/361743.htm





107
المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري يطالب بإقامة حكم
ذاتي في منطقة سهل نينوى



Published 28.8.2008, 00:43
 
 
نيوزماتيك/ دهوك


طالب رئيس المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري، جميل زيتو، البرلمان العراقي، والمجلس الوطني في إقليم كردستان العراق بـ"تثبيت حق الحكم الذاتي لمسيحي سهل نينوى في دستوري العراق وإقليم كردستان العراق".
وأكد زيتو في حديث لـ"نيوزماتيك"، اليوم الأربعاء، أن "من حق مسيحيي منطقة سهل نينوى أن يتمتعوا بحقوقهم الإدارية والسياسية في مناطق تواجدهم الأصلية"، كاشفا أن "المجلس قدم مذكرات لبرلماني العراق والإقليم بهذا الصدد".
وبيّن زيتو أن "مطلب الحكم الذاتي يتوافق مع مبادئ العراق الجديد، الفيدرالي التعددي الديمقراطي"، موضحا أن "إقامة حكم ذاتي في منطقة سهل نينوى هي مطلب حضاري ويسهم في تحسين أوضاع أهالي المنطقة".
وأشار رئيس المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري إلى أن "منطقة سهل نينوى ذات الأغلبية المسيحية تعاني كثيراً من الإهمال وقلة الخدمات بسبب السياسات المركزية في الإدارة"، مضيفاً أن "السياسات المركزية لا تخدم عملية التطور والتنمية في العراق" حسب تعبيره.
وكشف زيتو أن "المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري يستعد لخوض انتخابات مجالس المحافظات" مشيرا إلى أن "مشروعه الرئيسي هو العمل على إقامة منطقة حكم ذاتي في منطقة سهل نينوى".
وتأسس المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري عام 2007 وهو تجمع يضم سبعة أحزاب سياسية وشخصيات مسيحية ومقره الرئيسي في دهوك.
يذكر أن منطقة سهل نينوى تقع شمال مدينة الموصل، 405 كم شمال بغداد، وهي منطقة محاذية لحدود محافظتي دهوك وأربيل، وتتكون من قضائي، الحمدانية، وتلكيف، ونواحي، بعشيقة، وبرطلة، والقوش، ويتراوح عدد سكانها مابين 150 ألف و200 ألف نسمة، بحسب مصادر غير رسمية.



108


اسس الشراكة الوطنية
بين
المكونات القومية العراقية



بقلم. جبرايل ماركو


الكثير من النخب الثقافية من ابناء الوطن بمختلف انتماءاتهم القومية واتجاهاتهم السياسية يدركون جيدا ان الشراكة الوطنية الحقيقية بين المكونات القومية العراقية لا تبنى على اساس المحصاصات الضيقة في اطار المكونات الطائفية والمذهبية في الوطن. وانما على اساس المواطنة الحقيقية بمدلولاتها الثقافية والسياسية والقانونية. مما يعطي المواطن اي مواطن. الحق المطلق في المشاركة الفاعلة في شؤون البلاد. بغض النظر عن انتماءاته القومية والسياسية. من هنا يبدو ان تفعيل مفهوم الشراكة الوطنية يساهم في الانتقال من مساحة الارباح والمنافع التي يسعى اليها كل فريق لوضع اليد عليها. الى معادلة الحقوق والواجبات التي ستحقق في النهاية لكل الشرائح في النسيج الوطني العراقي العمل على التنافس للقيام بالواجبات الوطنية من جهة وللحصول على الحقوق القومية والوطنية المشروعة من جهة ثانية.

ان المدخل الآمن لانجاز مفهوم الشراكة الوطنية هو العمل على تأصيل  مفهوم المواطنة الحقيقي بحمولتها الحقوقية والقانونية ومن خلال العمل على تطبيق نظام الفدرالية الذي اقره الدستور العراقي في مواده الى جانب اقراره ايضا بالحقوق القومية المشروعة لكل مكون قومي عراقي واختيار النظام الذي يضمن له المحافظة على خصوصيته القومية وكيفية ادارتها. اما الاشكالية التي تطرح نفسها  اليوم على الساحة العراقية تكمن في الانتقال من حالة التنوع والتعددية القومية في العراق ــ الاختلاف والتشرذم ــ الى حالة المواطنة الجامعة.  حيث يطرح السؤال نفسه على كل القوى السياسية العراقية. هل تستطيع القيم الوطنية لوحدها ان تصون وحدة العراق والعيش المشترك وتجسد الشراكة الوطنية  بين ابناء كل المكونات القومية في العراق؟ وهل بامكان مشروع وطني شامل يستطيع ان يتجاوز الحساسيات والانقسامات السياسية ويسمو فوق كل المزايادات الايديولوجية ليحقق واقع الانتماء والولاء للعراق؟

ولازالة كل هذه الرواسب والمخلفات المتراكمة من جراء ممارسات سياسية الانظمة المتعاقبة على سدة الحكم في الحقب الماضية. والتي ساهمت ومازالت تساهم في العمل على تفسيخ البنية التركيبية للمجتمع العراقي وضعضعة بنائه الوطني. برأينا المتواضع يبقى الحوار الجاد والمتواصل بين مكونات الوطن القومية المتعددة  تحت قبة البرلمان هو المدخل الحقيقي والبديل العملي الوحيد لانتاج الاسس والمفاهيم والقيم التي تبنى عليها اسس الشراكة الوطنية الحقيقية. هذا الحوار المسؤول الذي لا يتجه بنا الى المساجلة بقدر ما يسعى الى ترسيخ وتعميق الادراك والتفاهم وسبر كل الاغوار الوطن ليؤسس الحوار المنشود بنتائجه العملية المرجوة الى حالة التلاقي وتنمية المشترك الوطني والاجتماعي والانساني بين كل ابناء المكونات القومية العراقية. وهذا ما تصبو اليه الجماهير العراقية من حوارها الجاد والمسؤول بعيدا عن المجاملة والمداهنة. هادفا الى احترام الاخر والاعتراف به والتعايش معه في كل مجالات الحياة. فالحوار مع الاخر يهدف دوما الى توسيع مساحات التفاهمات المشتركة وفتح افاق واسعة وجديدة للعمل بما تقتضيه متطلبات الوحدة الوطنية  وتهيئة الظروف الموضوعية لتقريب وجهات النظر بين مكونات الوطن. وايمانا من هذا المنطلق وما تشهده الساحة السياسية العراقية اليوم من سجالات بين تياراتها السياسية. بتنا اليوم بامس الحاجة الى حوار وطني صادق يقودنا الى انتاج مبادرة جريئة تنسج للجميع شبكة ايجابية من العلاقات الصحية بين كل ابناء المكونات القومية العراقية على اساس الاعتراف بالاخر والتعامل معه على اسس العدالة والمساواة في الدائرة الوطنية.

ولأن الوحدة الوطنية هي خيارنا الاستراتيجي السرمدي وصمام الامان. وليست مجرد يافطة او شعار فارغ. بل هي رسالة تتطلب من تياراتنا الفكرية العمل على تفعيلها بين اوساط الجماهير الشعبية من خلال ممارساتها اليومية لتكتسب مصداقية الاغلبية. في الوقت الذي نصر ايضا على تبني مفهوم الشراكة الوطنية كمادة تربوية اساسية في المناهج التعليمية والدراسية ابتداء من المرحلة الابتدائية وانتهاء بالمرحلة الجامعية للمساهمة في عملية تربية الاجيال القادمة تربية وطنية ترسخ القناعات لدى الجميع باهمية العيش المشترك والشراكة الوطنية وقبول الاخر والاعتراف به. والعمل على اختيار الالية العملية لتحقيق الشراكة الوطنية التي نطمح اليها بالدرجة الاولى من خلال الاعتماد على وحدة الخطاب الوطني السليم الذي يعزز وحدتنا الوطنية ويصون تنوع مكوناتنا القومية العراقية ويرسخ لدى الجميع القناعة المطلقة لتكريس الشراكة الوطنية الحقيقية كضمانة معنوية وسياسية لوجودها. والاستمرار بالحوار الصادق والتواصل الدائم لبناء جسور الثقة المتبادلة بين جميع ابناء المكونات القومية. لان التجارب الماضية العقيمة والناقصة في عملية الحوار وعلى الرغم من فشلها على المستوى التنفيذي ينبغي ان تحملنا مسؤولية اضافية لجهة الاصرار على بناء تجربة وطنية متميزة يكتب لها النجاح الذي تقتضي النقاط التالية.


1.   الاقرار بالحقوق القومية المشروعة للشعب الكلداني السرياني الاشوري بما فيها حقه المشروع باقامة الحكم الذاتي ضمن مناطقه التاريخية وتثبيته في دستور العراق الفدرالي ودستور اقليم كوردستان العراق.  كضمانة دستورية وقانونية للشراكة الحقيقية في الوطن. اسوة بالحقوق القومية للعرب والكورد التي تم اقرارها وتثبيتها في دستور العراق الفدرالي الذي ضمن لهم شراكتهم في الوطن.

2.   الاقرار بالحقوق القومية للتركمان والارمن  والاقرار بحقوق الصابئة المندائيين وبقية الاقليات الدينية وتثبيتها في الدساتير العراقية النافذة. لضمان شراكتهم الحقيقية في العراق الفدرالي.


3.   ضرورة الالتزام بالدستور العراق الفدرالي والعمل على تطوير وتفعيل بعض مواده الاساسية من خلال لجنة تعديل الدستور. والابتعاد عن معيار الازدواجية والانتقائية من قبل بعض الكتل السياسية  في التعامل مع حقوق بعض المكونات القومية  على حساب المكونات الاخرى التي تساهم في ضرب الوحدة الوطنية على حساب المصالح الضيقة واعادتنا الى المربع الاول. كما حدث في عملية صياغة قانون انتخاب مجالس المحافظات بالتصويت سرا على المادة ــ 24 ــ وتقسيم السلطة الادارية في محافظة كركوك على اسس المحاصصة القومية بين المكونات الثلاثة الكوردية والعربية والتركمانية وتهميش المكون الكلداني السرياني الاشوري من القانون المذكور الذي يتنافى ويتعارض مع الدستور العراق الفدرالي.

4.   ضرورة وضع برنامج وطني شامل يبلور خيار الشراكة الوطنية بين المكونات القومية. ويعمق مبادئها بين الاوساط الاجتماعية والشعبية من خلال  تبني كل القوى السياسية الوطنية في اجندتها وبرامجها على القيم والمبادئ التي تهدف الى ترسيخ مفهوم الشراكة الوطنية وقيمها لتلمس وترى جماهير المكونات القومية العراقية في مفهوم الوحدة الوطنية العراقية مشروع حاضرها وخلاصها ومستقبلها.

5.   ضرورة العمل على تبديل منطق التعاطي والنظر الى الامور والقضايا الخلافية. بمعنى الابتعاد عن منطق التصادم والقطيعة والعمل على على تبني منطق سلمي وموضوعي يعالج الشؤون الخلافية بعقلانية وبوعي منفتح يحتضن كل قيمنا الايجايبة لبناء الانسان العراقي الجديد المنفتح على الحداثة وقبول الاخر والابتعاد عن عقلية الالغاء والتميز.

6.   ضرورة التخلي عن النظرة المسبقة واطلاق الاحكام الخاطئة التي تمارسها بعض الاطراف في عملية تعاطيها وتعاملها مع الاحداث الوطنية في سجالاتها السياسية على الساحة الاعلامية والابتعاد عن خطاب التشنج والتخوين. والذي بات يشكل اليوم عاملا سلبيا للتباعد والتناقض بين المكونات القومية العراقية. والعمل على الاعتماد الى الخيار الديمقرطي ومفاهيمه والياته التي تتيح لنا ان نرسم صورة واقعية وصحيحة للاخرين وغير مشوهة.

7.   الانخراط في مشروع الاصلاح الشامل. انطلاقا من اصلاح مكونات الثقافة الوطنية التي تحمل في طياتها عناصر سلبية وخلفيات تقيد سعينا في اطلاق عملية التغيير والحداثة التي ستقودنا حتما للوصول الى الانخراط الجدي في عملية النقلة النوعية من موروثاتنا واقتناعاتنا التي ساهمت في صراعنا الدائم والقطيعة والتباعد. والعمل على تبني حوارا نقديا متوازنا لا نحمل فيه الاخرين مسؤولية واقعنا الراهن بل نشاركهم في هذه المسؤولية للخروج من العملية الانتقالية برؤية ثاقبة وبخطوات واثقة نحو افاق المستقبل المنشود.


في النهاية يبقى الحوار هو السبيل الوحيد لافشال كل المخطاطات الساعية الى التقسيم والفتنة والتجزئة. لان غياب الحوار كأستراتيجية وطنية لترسيخ العلاقات بين ابناء مكونات الوطن القومية يهدد الجميع بتشظيات حالات العنف المتبادلة والتي ستصيب الجميع. فالواجب الوطني والضرورة الحضارية تفرض علينا التسلح بالعقلانية التي تقودنا حتما الى انجاح عملية الحوار وتفعيلها على جميع المستويات السياسية والشعبية لبناء الثقة المتبادلة بين جماهير كل المكونات القومية العراقية. وسعيا من الجميع الى تخطي ما يعترض المسيرة الوطنية. في الوقت الذي تجدر الاشارة الى ان الجولات الماضية من الحوار قد حققت الكثير على الصعيد النظري. الا ان الخلل الحقيقي الذي يمكن ان يعترض هذه التجربة الوطنية الفتية. يكمن في غياب البعد التنفيذي والتطبيقي لما يمكن ان تتوصل اليه القوى السياسية العراقية او لما تم الاتفاق عليه سابقا. لان اهمية الحوار تتطلب المباشرة بعملية ترجمة الافكار والتصوارات التي يتمكن المتحاورون من انضاجها وبلورتها والاصرار على تجسيدها على الواقع لتاخذ طريقها الى حيز التنفيذ والممارسة عبر المؤسسات الشرعية ومن خلال المشاريع والبرامج الوطنية التي تسعى الى التطوير الدائم لمسيرة الاصلاح الوطنية.



ان الانطلاق من مفهوم اقتناع المواطن الذي يحتضن شعورا وطنيا صافيا تجاه ابناء كل المكونات القومية على ارضه ووطنه. يمكن ان يشكل حافزا اساسيا لوجوب ان يتمتع أولو الشأن بارادة حرة وقناعة وطنية راسخة تتبنى في مفهومها السياسي الحوار الجاد والمسؤول كبديل عملي للتوصل الى حلول تضمن دستوريا الحقوق القومية المشروعة لكل المكونات القومية التي تشكل الوطن الذي لا لبس فيه وتنقل الوطن في نفس الوقت الى حالة القيامة السرمدية.




110
رئيس مؤتمر اللغة السريانية يلتقي والي ماردين

التقى الاستاذ روبين بيت شموئيل رئيس مؤتمر اللغة السريانية الرابع (مؤتمر الشهيد مار بولس رحو) صحبة  الملفونو يوسف بكتاش السيد محمد كليجلار والي ماردين الذي اعرب عن سعادته في عقد مؤتمر اللغة السريانية الرابع في ربوع ولاية ماردين واستعداد الولاية لتقديم كل المساعدات الممكنة لانجاحه مؤكداً حرص تركيا على مساعدة الاشوريين السريان الذين عانوا الكثير من اجل وجودهم في هذه المنطقة من وطنهم تركيا. وبدوره عبر الاستاذ بيت شموئيل عن شكره العميق للسيد والي ماردين ومن خلاله الى الحكومة التركية للتسهيلات التي قدموها لعقد المؤتمر في قلعة ماردين (مردي) وتطرق الى دور هذه المنطقة في تألق اللغة السريانية الارامية التي كانت اللغة المهيمنة على ثقافة الشرق الاوسط قرابة الف سنة. وكان الاستاذ روبين بيت شموئيل قد زار ايضاً السيد متين باموقجو رئيس بلدية ماردين الذي عرض هو الاخر خدمات بلدية ماردين بغية انجاح مؤتمر اللغة السريانية الذي يعد فخراً لكل الماردينيين.


111
وفد مؤتمر اللغة السريانية يواصل نشاطاته في لبنان





زار وفد مؤتمر اللغة السريانية الرابع (مؤتمر الشهيد مار بولس رحو) في 12 تموز دير الشرفة للسريان الكاثوليك والتقى السيد مدير الدير الاب انطون مصير والسيدة مورين خوريا مديرة مدرسة الدير (الى الصف التاسع) التي تضطلع بتدريس اللغة السريانية, كما التقى الوفد مطران الدير ورئيس الرهبان مشاركاً اياهم صلاة الرمشا. وفي يوم الاحد 13 تموز شارك اعضاء الوفد السادة روبين بيت شموئيل ويوسف بكتاش وجبرايل ماركو في القداس الالهي الذي اقامه نيافة المطران جورج صليبا مطران جبل  لبنان للسريان الارثوذكس والذي قدم اعضاء الوفد بحرارة للمؤمنين الحضور اثناء كرازته. وبعد القداس عقد الوفد اجتماعاً مهماً مع نيافته تناول شؤون اللغة السريانية وسبل بعثها مجدداً في لبنان خصوصاً بعد الوعي الملموس الذي بدأ ينمو بين الشبيبة اللبنانية المارونية حصراً.

 اثنى المطران صليبا على دور مؤتمر اللغة السريانية في السعي لتأسيس هيكلية لغوية جامعة لكل الطاقات والجهود اللغوية من بين أبناء شعبنا ومن المهتمين بلغتنا من غير ابناء شعبنا. وفي 14 تموز التقى الوفد على هامش الزيارة السياسي اللبناني سمير جعجع حيث تطرق الجانبان الى مستقبل المسيحية في الشرق الاوسط وضرورة الاهتمام باحد مقومات هذا المستقبل الا وهو اللغة السريانية الركن الاهم في الهوية القومية لمسيحيي الشرق. وفي اليوم نفسه التقى الوفد في اجتماع موسع ضم اغلب المؤسسات والشخصيات (23 مؤسسة وشخصية) المعنية باللغة السريانية وتراثها في لبنان, وقد ركز السيد روبين بيت شموئيل رئيس الوفد في كلمته على اهمية اللغة القومية في تعزيز الوجود المسيحي في لبنان موضحاً بامثلة حية ان فقدان اللغة القومية يؤدي او يسهل ذوبان او انصهار الشعوب في قوميات اخرى. فاللغة هي التي تؤسس لاية قومية خصوصيتها وهويتها المتميزة عن القوميات المتعايشة معها.  وفي 16 تموز قام الوفد بزيارة خاصة الى جامعة نوتردام (اللويزة) حيث التقى البروفيسور ايلي كسرواني الموسيقي الاكاديمي القدير والذي قام بحهد علمي لا يقدر بثمن اذ وثق موسيقياً الالحان الطقسية الخاصة بالكنائس المشرقية, ثم زار الوفد سيادة المطران مار نرساي ديباز مطران كنيسة المشرق الاشورية في لبنان ولم يفلح الوفد بزيارة مطران الكنيسة الكلدانية لوجوده خارج لبنان. وفي 16 تموز التقى الوفد الرابطة الاشورية في مقرها بحي الاشوريين.





               هيئة رئاسة المؤتمر

112
مؤتمر اللغة السريانية
في زيارة عمل
الى لبنان


يزور لبنان حاليا وفدا من هيئة رئاسة المؤتمر الرابع ــ مؤتمر الشهيد مار بولص رحو ــ للوقوف على واقع اللغة السريانية في لبنان. وعقد بالتنسيق مع هيئة الثقافة السريانية الجانبان مساء الخميس 10 تموز 2008  اجتماعا تمهيديا في دير مار الياس لوضع وترتيب منهاج الزيارة. ضم من الجانب اللبناني السادة طوني يزبك, جانيت مارديني, اندريه كحالة, وجيني سقيم, امين اسكندر, اسعاف شاكر ورامي خليل وضم الوفد الزائر السادة روبين بيت شموئيل, يوسف باكتاش وجبرايل ماركو. تناول الجانبان سعيهما لزيارة اكبر قدر ممكن من المؤسسات والشخصيات اللبنانية المعنية باللغة السريانية والمهتمة بتراثها. وتفقد الجامعات اللبنانية التي تتناول اللغة السريانية في مناهجها.

ابدى الاخوة في هيئة الثقافة السريانية التي تعكف على تعليم اللغة السريانية الام في لبنان رغبتهم الشديدة على استضافة مؤتمر اللغة السريانية القادم في بلدهم لبنان. وهو الامر الذي سينقله وفد المؤتمر الى زملائهم المؤتمرين في دير الزعفران في طور عبدين لمناقشته واقراره. واعرب وفد المؤتمر عن مساندته اللامحدودة لتوجه الشباب اللبناني المسيحي نحو العودة الى الجذور ورغبتهم في تعلم اللغة الام ايمانا منهم بانها اهم ركائز الهوية القومية لمسيحي لبنان التي شوهت وزيفت لفترات سابقة. وعلى هامش الزيارة التقى الوفد سيادة الجنرال ميشال عون الذي اعرب عن سعادته بلقاء الوفد الزائر واثنى على تطلع الشباب اللبناني الساعي نحو التمسك بهويته المشرقية. ثم زار الوفد صحبة طوني يزبك رئيس هيئة الثقافة السريانية دير مار الياس في بلدية انطلياس الاب القدير مارون عطا لله رئيس مركز الابحاث والدراسات المختص بالتراث السرياني. ثم التقى الوفد مساء اليوم نفسه البروفيسور باسيل عكولة استاذ الاراميات في الجامعة اليسوعية. وسيواصل الوفد خلال فترة مكوثه في لبنان حرصه على تكملة جدول اعماله.




               هيئة الثقافة السريانية

               هيئة رئاسة المؤتمر


113
رؤيتنا السياسية لمشروع
الحكم الذاتي


بقلم . جبرايل ماركو


 
ان مشروع الحكم الذاتي هو مشروع وطني سياسي يحقق طموح وامال شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق للمرحلة الراهنة. ويضمن شراكتنا السياسية الحقيقية في ادارة الدولة بمشاركة جميع المكونات القومية العراقية.  والحكم الذاتي هوالمشروع السياسي الوحيد الذي سيحرر قرارنا السياسي في الوطن ويصون استقلاليته من اية تبعية سياسية ومصلحية  لقوى المكونات العراقية. وفي الوقت نفسه سيحدد مشروع الحكم الذاتي ملامح مصيرنا  كشعب له خصوصيته القومية في العراق الفدرالي ويضمن مستقبل وجودنا السياسي في الوطن. ولاول مرة يطرح شعبنا الكلداني السرياني الاشوري على الساحة السياسية العراقية مشروعا سياسيا انقاذيا  ـــ بعد وثيقة العمادية عام 1932 ـــ ويحظى بكل هذا التاييد والاستقطاب الشعبي بين اوساط جماهير شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق وفي المهجر، ويوم بعد يوم يتصاعد هذا التأييد الشعبي لمشروع الحكم الذاتي على المستوى القومي والوطني والدولي. ماعدا بعض اصوات السياسين وبعض المطارنة الذين لا ندري ماذا يدور في خلدهم وبين بنات افكارهم وما هي بدائلهم العملية لضمان مستقبل وجودنا في العراق. وكيفية تمتع شعبنا بالحرية وباستقلالية قراره السياسي والاقتصادي. ويذهبون بعيدا في تبرير الاسباب التي  تدعوهم لاتخاذ هذه المواقف والتي نطلع عليها من خلال تصريحاتهم التي يهدفون منها للعمل على تخويف ابناء شعبنا من خلال وصفهم لمشروع الحكم الذاتي تارة بالمشروع العنصري الذي سيهدد استقرار الوطن. وتارة اخرى من خلال ترويجهم بان اقامة الحكم الذاتي يهدف الى توسيع الحدود الادارية لاقليم كوردستان العراق على حساب مناطقنا التأريخية من خلال ضم مناطق ابناء شعبنا في سهل نينوى الى اقليم كوردستان العراق. متناسين في الوقت نفسه موافقتهم بالاجماع في برلمان كوردستان على القرار رقم  ــ  26  ــ  تأريخ 7 تشرين الثاني عام 2002 عندما كانت الحركة الديمقراطية الاشورية يومها ممثلة باربعة اعضاء ومن ضمنهم السيد ينادم كنا في البرلمان الكوردستاني.  كما لم يتم تسجيل اي اعتراض من قبل ممثلي الحركة الحاليين في برلمان اقليم كوردستان العراق على الفقرة الواردة في مسودة دستور الاقليم التي تنص على ضم الاقضية الثلاثة في سهل نينوى الى الاقليم.  اما احد المطارنة فقد وصف الحكم الذاتي  لشعبنا بالمصيدة في احدى تصريحاته. سيادة مطراننا الجليل هل قام ابناء شعبنا في المحافظات الجنوبية وفي محافظة بغداد  ومحافظات الانبار ونينوى وكركوك  بالمطالبة بالحكم الذاتي حتى يقتلوا ويخطفوا ويهجروا ويتم مطالبتهم بالاسلمة او بمغادرة مناطقهم الاصلية وترك املاكهم . من منا يستطيع ان يزواد على المواقف الوطنية للشهيد المطران مار بولص رحو الذي كان يبشر ليل نهار لجميع العراقيين من اجل ان يعم السلام في ربوع الوطن من الشمال الى الجنوب ويدعو الى تعزيز الوحدة الوطنية والى اعادة اللحمة العراقية والمحبة بين جميع ابناء المكونات القومية العراقية والعودة الى اصالتنا العراقية لاعتمادها في حل خلافاتنا السياسية. بماذا طالب الاب الشهيد اسكندر عزيز والشهداء الاب رغيد ورفاقه الشمامسة الثلاثة واخرهم كان الاب الشهيد يوسف عبادي. ثق تماما يا سيادة مطراننا الجليل ان الحكم الذاتي هو الضامن الوحيد لوجودنا  القومي الحر في العراق. وان وجهات النظر التي تشيرون اليها احيانا في مقابلاتكم ليست الا لذر الرماد في العيون لانها لا تملك اية ضمانات ذاتية ولا دستورية ولا قانونية. واحيانا تدفعوننا للشك بمواقفكم  هل هي مدفعوة من قبل جهات لا تريد ان نكون احرارا في وطننا السرمدي ومستقلين في صياغة قرارنا القومي والوطني.  ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري يتسائلون من جميع المعارضين لمشروع الحكم الذاتي. لماذا لا يوصف اقرار اقليم كوردستان في الدستور العراقي بمشروع عنصري يهدد مستقبل واستقرار العراق او لماذا لايشكل اقليم كوردستان مصيدة للشعب الكوردي ويهدد وحدة العراق  واستقراره. انتم تعلمون جيدا ان الاخوة الشيعة اليوم يشكلون  65% من تعداد السكان في العراق ويستطيعون ضمان الاغلبية البرلمانية في اية انتخابات وطنية تجرى في الوطن وبهذه النتيجة يضمنون دوما الاغلبية في الحكومة العراقية بالاضافة الى رئاستها. ولكن اذا سألتم الاخوة الشيعة ما هو ضمانكم الوحيد في العراق. لردوا عليكم  بكل صراحة ان ضماننا الوحيد يتضمن الاقرار في الدستور العراق الفدرالي لاقامة اقليم في الجنوب واخر في الفرات الاوسط. هذا ما يصرح به سماحة السيد عبد العزيز الحكيم وعمار الحكيم وهمام حمودي رئيس لجنة تعديل الدستور العراقي وعادل عبد المهدي نائب رئيس جمهورية العراق الى جانب العديد من غالبية  قادة وسياسي الائتلاف العراقي الموحد. وانصحكم لمشاهدة حلقة خاصة عن فدرالية الجنوب التي سيتكلم عنها محافظ البصرة في فضائية الفيحاء التي ستبث يوم الاثنين المصادف في 7تموز 2008  الساعة الثامنة مساء حسب توقيت الوطن.


 واليوم كل القوى السياسية العراقية منهمكة على كيفية صياغة قانون انتخابات مجالس المحافظات في العراق ليضمن توزيع المحصاصة بين القوى السياسية الكبرى. ماعدا محافظات السليمانية واربيل ودهوك لكونها خاضعة لدستور اقليم كوردستان العراق. ولانه لا سلطة لدستور العراق الفدرالي على المحافظات المذكورة. الا تستوعبون حتى الان القوة الدستورية والقانونية والمعنوية التي منحها الدستور العراقي للشعب الكوردي عندما اقر باقليم كوردستان العراق. الا تشاهدون كيف تقوم حكومة اقليم كوردستان العراق في حل خلافاتها ومشاكلها العالقة مع الحكومة الفدرالية في بغداد من خلال مفاوضات رسمية تعقد بين الجانبين بشكل دوري. هل سألتم انفسكم لماذا لا ترفض الحكومة الفدرالية في بغداد التفاوض مع حكومة اقليم كوردستان العراق حول الميزانية وعقود النفط  ورواتب البشمركة وغيرها من الامور الاخرى. هل يستطيع السيد رئيس مجلس الوزراء العراقي ان يقول لرئيس حكومة اقليم كوردستان نحن نمثل كل العراق وسنحل جميع الامور العالقة لاقليم كوردستان من خلال مجلس الوزراء العراقي فقط.  هل تعلمون ان وزراء الاخوة الكورد  في الحكومة العراقية لا يمثلون حكومة اقليم كوردستان العراق بل يمثلون التحالف الكوردستاني في الحكومة العراقية. والا لتفاوض السيد نوري المالكي معهم وليس مع السيد نيجرفان البرزاني. هذه هي الميزات الدستورية والقانونية والمعنوية التي سيمنحها مشروع الحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في التعاطي مع الحكومة العراقية ومع حكومة اقليم كوردستان العراق لحل اي خلاف اومشكلة بين الجانبين. او لتطوير العلاقات بين مؤسسات الحكم الذاتي وبين الاقاليم التي سيتم اقرارها دستوريا للشيعة والسنة في المستقبل القريب. الى جانب ابراز خصوصيتنا القومية والصفة المعنوية والاعتبارية والاستقلالية في ادارة امور شعبنا بانفسنا من دون الحاجة الى عقد الصفقات الفردية مع اي جهة سياسية في العراق لتحقيق مكاسب شخصية ومصالح حزبية ضيقة على حساب المصالح العليا للشعب الكلداني السرياني الاشوري.  بدورنا نتسائل يا هل ترى ماذا يريدون هولاء الذين يعارضون مشروع الحكم الذاتي لشعبنا. فتارة تجدهم ينكرون معارضتهم ويصرحون في لقاءاتهم مع جماهير شعبنا. من قال لكم اننا ضد الحكم الذاتي ولكن على ان لاياتي من الخارج. لماذا يكون حلال لبقية المكونات القومية العراقية ان يطالبوا بحقوقهم القومية وانتم  تكونون اول المشاركين والموقعين بالموافقة على اقرار تلك المطاليب  في الدساتير العراقية النافذة.  ولماذا  يكون حرام على الشعب الكلداني السرياني الاشوري ان يطالب باقرار وتثبيت الحكم الذاتي في دستور العراق الفدرالي ليضمن لشعبنا دستوريا وقانونيا لممارسة حقوقنا القومية المشروعة في العراق وانتم تكونون اول المعارضين له بالرغم من ادعائكم تمثيل شعبنا في لجنة تعديل الدستور العراقي. اين هي مسؤولياتكم القومية الا ترون هذا التناقض في مواقفكم وفي ممارساتكم. لماذا تعارضون هذا الحق اذا كان الدستور العراقي  قد اقر الفدرالية في مواده الاساسية وانتم اول من قبل هذا الدستور امام مرأى الملايين. هل سألوا هولاء انفسهم ماذا سيكون مصير ومستقبل ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري  من دون الاقرار بالحكم الذاتي لشعبنا في العراق. وماذا سيحدث لابناء شعبنا في المستقبل.  يبدو ان هذه الاصوات قد راهنت وما زالت تراهن دوما كعادتها على مصالحها الخاصة ومستقبلها السياسي اولا وعلى مصالحها الحزبية الضيقة ثانيا. على حساب مصلحة الشعب الكلداني السرياني الاشوري ومستقبله السياسي في العراق الجديد. في الوقت الذي لم يطرح المعارضون اي بديل سياسي على الاجندة العراقية الوطنية حتى الان. بل  يتم تكرار لنا مقولة الحل الوطني في اسطوانتها القديمة الجديدة. في الوقت الذي اخفقوا في تحقيق اي مكسب قومي لشعبنا في العراق منذ سقوط النظام الدكتاتوري في 9 نيسان 2003  وحتى هذه اللحظة.  فما اشبه جدال اليوم بجدال الامس الذي دار بين قوى شعبنا بعد اقرار وثيقة قمة العمادية عام 1932 وهل غابت عن بالهم تلك النتائج التي حصدناها وما زلنا ندفع ضريبتها الى يومنا هذا من جراء استمرار البعض على نفس النهج والعقلية بينما غيرنا قد سبقنا في تقرير مصيره. والعبرة دوما لمن يعتبر.

    نحن نؤكد ان الحكم الذاتي هو مشروع انقاذي للشعب الكلداني السرياني الاشوري من حالة الاحباط  التي تبدو في اوساط شعبنا نتيجة لما تعرضوا له في وطنهم الازلي  حيث اضطروا واجبروا قسما كبيرا منهم لهجرة العراق الى الدول المجاورة بحثا عن الامان وليس عن الاصطياف، ومشروع الحكم الذاتي هوالحل العملي الوحيد والضامن لوقف نزيف هجرة ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري من الوطن. بل انها الفرصة الاولى والاخيرة لشعبنا في العراق التي على ضوء نتائجها سيقرر مصيرنا في الوطن، ان مشروع الحكم الذاتي سيتم تنفيذه على عدة مراحل  بعد اقراره وتثبيته في الدستور العراق الفدرالي ودستور اقليم كوردستان العراق، كما ان عملية ارساء البنية التحتية لمشروع الحكم الذاتي قد اطلقها رابي سركيس اغاجان بخطوات حثيثة وعملية في كل مناطقنا التأريخية في العراق وعلى جميع الاصعدة والمستويات. من خلال ارساء الهيكلية السياسية والمؤسساتية والادارية والامنية والتشريعية والتنفيذية، هذه الهيكلية التي سترسي اسس الطمانينة والامل بالمستقبل  لدى جميع ابناء شعبنا والذي سيحققه ويجسده لنا مشروع الحكم الذاتي في العراق.

ان تحقيق اهدافنا القومية في الوطن بعد اقرار مشروع الحكم الذاتي لشعبنا في الدساتير العراقية النافذة. ستتم  حتما على مراحل متعددة كما ذكرنا سابقا. وعلى ضوئها سيتم  وضع تصور مستقبلي شامل من خلال وضع المخطاطات العملية التي ستهيئ لانجاز البنية التحتية المتطورة لشعبنا على جميع المستويات وفي مقدمتها بناء المؤسسات الاساسية التي  يرتكز عليها الحكم الذاتي والتي ستعتمد على الكفاءة والنزاهة بالدرجة الاولى  ووفق الاليات الديمقراطية في عملية اختيار ممثلي شعبنا الكلداني السرياني الاشوري للسلطات التشريعية والتنفيذية للحكم الذاتي.  وتجارب الشعوب التي سبقتنا في هذا المضمار علمتنا دوما ان اي اعلان عن تفاصيل الهدف الاستراتيجي لاي شعب سيعرضه لعملية الابتزاز والمساومة من قبل المكونات القومية المعارضة لهذا المشروع في  جميع مراحل تنفيذه، واكبر دليل واثبات عملي على ذلك هو ما يتعرض له اليوم مشروع الحكم الذاتي لشعبنا في مراحله الاولى من بعض من يدعون تمثيل ابناء شعبنا في السلطتين التشريعية والتنفيذية. في الوقت الذي لا ندري علام يراهن هؤلاء في ابتداع  هذه العراقيل امام مشروع الحكم الذاتي وما هو بديلهم العملي لحل مسألة حقوقنا القومية في العراق. من هنا يتضح لجميع ابناء شعبنا ان هناك مواجهة ما بين نهجين ورؤيتين في ممارسة العمل الوطني والسياسي. نهج الوضوح والثبات وشمولية الحل الذي تعتمده اليوم اغلبية جماهير شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الوطن والمهجر. ونهج دعاة الخطاب التقليدي القائم على المرواغة والتقلب في المواقف والرؤية المجتزأة ـــ والمنتقاة ـــ  لجانب من المشكلة دون جوانبها الاخرى. مما يجعل الصادق والواضح في الرؤية والنظرة مرتاحا الى طروحاته وثابتا عليها. خلافا للفريق المناور والذي يظهر غير ما يبطن. وهذا ما يكشف اسقلالية القرار السياسي ووعي الجماهير الشعبية الداعمة لمشروعها وتبعيته لدى الفريق الاخر. في الوقت الذي لم نرصد اية وثيقة رسمية صادرة من اية جهة رسمية عراقية او حزب سياسي عراقي يعارض مشروع الحكم الذاتي لشعبنا. بل على العكس تماما هناك العديد من الوثائق التي صرح بها  العديد من المسؤولين العراقيين من اعلى الهرم في الحكومة العراقية الفدرالية وحكومة اقليم كوردستان العراق وبرلمانها. بالاضافة الى العديد من قادة احزاب عراقية ينتمون الى كل المكونات القومية العراقية والعديد من الشخصيات الوطنية العراقية المستقلة. ناهيك عن عشرات المقالات التي نشرت على العديد من المواقع الالكترونية والتي تؤيد فيها حق وتمتع شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بالحكم الذاتي ضمن مناطقه التأريخية التي يتواجد عليها اليوم.
 

 ان اقامة الحكم الذاتي لشعبنا في العراق ليس الهدف منه لاعادة امجاد الماضي، بقدر ما هو مشروع وطني يضمن دستوريا وقانونيا مستقبل وجودنا القومي في العراق  بعد التجارب السياسية العديدة التي مررنا بها في العراق منذ تأسيسه في عام 1921 وحتى يومنا هذا، وبشكل خاص بعد ان بدأ نزيف الهجرة يهدد مصير وجودنا في الوطن، انه من حق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ايضا ان ينعم بالحرية والامان والاستقرار اسوة ببقية المكونات القومية العراقية. وان يطالب بالمشروع السياسي الذي سيضمن له طريقة عيشه وحياته ومستقبله. وهذا ما تقره المواثيق الوطنية والدولية وشرعة حقوق الانسان، والحكم الذاتي مشروع مستقبلي يتبناه النظام الفدرالي في مفاهيمه وهيكليته الادارية والسياسية الذي سيساهم بفعالية في بناء الهيكلية الادراية للعراق الفدرالي عراق المستقبل، والنظام الفدرالي مشروع حيوي يضمن مستقبل كل المكونات القومية العراقية لانه سيقدم نموذجا عمليا لحل المسالة القومية في جميع دول الشرق الاوسط وبالتالي سيكون العراق الفدرالي النموذج الذي سيحتذى به في المستقبل، يكفي ان الحكم الذاتي هو مشروع وطني لحماية هويتنا القومية وضمانها وتعزيزها ليس في العراق فقط بل في العالم كله، انه مشروع لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري الذي يصون هويتنا القومية والوطنية  لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري بدلا من نعتنا البعض ــ بالهوية المسيحية التي نعتز بها دينيا ــ والحكم الذاتي سيعزز ايضا مكانة لغتنا القومية الواحدة الموحدة والموحدة.


دعونا نقول  للجميع ان الخطوة الاولى والاساسية في هذه المرحلة الراهنة والمصيرية بالرغم من اختلاف وجهات نظرنا السياسية تدعونا  للعمل معا على ضمان حقوقنا القومية وتثبيتها في دستور العراق الفدرالي ودستور اقليم كوردستان قبل ان تفوتنا الفرصة ويدونها التأريخ. من خلال العمل على توحيد خطابنا الوطني والسياسي والوقوف صفا واحدا وراء مشروع الحكم الذاتي . لتفويت الفرصة امام كل الذين يضعفون ورقتنا التفاوضية مع القوى السياسية العراقية التي عودتنا دائما  في ترديد مقولتها القديمة الجديدة على مسامعنا. اذهبوا واتفقوا على مشروعكم السياسي فيما بينكم اولا وتعالوا فاوضونا على صيغة اقرار حقوقكم القومية في الدساتير العراقية النافذة ثانية. واخيرا الحكم الذاتي مشروع سياسي سيضمن ايضا المشاركة الحقيقية لكل المكونات القومية في مناطقنا التاريخية ويعزز العيش المشترك بيننا، وهذه مصداقية يبديها ابناء شعبنا ردا على المواقف المؤيدة التي ابداها ممثلي تلك المكونات في اجتماعها الذي عقد في بلدة برطلة عندما عرض عليهم  السيد ستيفان دي مستورا ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق عن موقفهم من طرح مشروع الحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري ضمن مناطقه التأريخية التي يتواجد عليها  اليوم في العراق.






114
مؤتمر اللغة السريانية الرابع يبدأ بتوزيع دعوات المشاركين




بدأت هيئة رئاسة مؤتمر اللغة السريانية الرابع الذي سيقام في طور عابدين بدير مار حنانيا (دير الزعفران) للفترة من 8 أكتوبر المقبل ولغاية 12 منه بتوزيع دعوات المشاركين في المؤتمر من مشرق العالم الى مغربه فغطت الاسماء المدعوة: الولايات المتحدة الامريكية وكندا واليابان واستراليا ومعظم دول اوربا الغربية فضلاً عن الشرق الاوسط  مهد السريانية وأرض تألقها . ويسعى القائمون على مؤتمر مار بولص رحو ان يشهد مؤتمرهم الرابع نقلة نوعية نحو علميته ورصانته الاكاديمية اذ تمت دعوة اكثر من عشرين شخصية من كبار علماء العالم باللغة السريانية وتراثها امثال سبستيان بروك وجيفري خان وكوكلي وتاكميتسو موراوكا وغيرهم فضلاً عن الضليعين والمهتمين باللغة الام من ابناء قومنا (الكلداني السرياني الآشوري) خصوصاً الذين يتولون تدريس آداب هذه اللغة العريقة في جامعات العالم للاستفادة القصوى من خبراتهم المتراكمة في حقلي اللغة والتعليم.


والجدير بالذكر ان دعوة المشاركين للمؤتمر الرابع خضعت الى اجندة فنية وادارية بحتة صاغها رأي جماعي معني بادارة مؤتمر عالمي تخصصي يهدف الى صيانة وتطوير لغتنا القومية الواحدة، تقدم فيه بحوث ودراسات لغوية علمية (لا يتجاوز زمن تقديمها على 20 دقيقة) في اللغتين السريانية والانكليزية حصراً فهما لغتا المؤتمر الرسمية وعليه سوف لن تقبل البحوث المقدمة الى رئاسة المؤتمر المكتوبة بغير هاتين اللغتين. والسريانية تشمل بطبيعة الحال (الفصيحة والسورث والطورويو).


وأعرب الاستاذ روبين بيت شموئيل رئيس هيئة المؤتمر عن أمله بالتزام الاساتذة المدعوين بالمواعيد والمحاور المثبتة في اصل دعواتهم. كما اعرب عن اعتذاره الشديد لكافة الاساتذة والزملاء الذين لم ترد اسماؤهم في قوائم المدعوين على امل دعوتهم في المؤتمرات القادمة مؤكداً انهم جميعاً يحتلون مكانهم الطبيعي في المشهد اللغوي وهم محل اعتزاز وتقدير عاليين لدى هيئة رئاسة المؤتمر. وقدم اعتذاره ايضاً للاساتذة الذين لم يصلهم المؤتمر بعد علماً ان احدى غايات المؤتمر هي معرفة الشخصيات المهتمة والمختصة بلغتنا السريانية من قومنا ومن غيره على حد سواء. وفي الوقت نفسه ثمن بيت شموئيل دور الزملاء الذين كانوا وراء فكرة انبثاق المؤتمر واثنى بشكل خاص على المشاركين في مؤتمر اللغة السريانية الاول واصفاً اياه بمؤتمر الغيرة القومية الذي عقد في دهوك في صيف عام 2005 والذي تجنى ثماره اليوم اذ يتجه مؤتمرنا الرابع نحو النضوج والعلمية والتخصص وصولا الى تحقيق شعاره المركزي "لغة قومية واحدة موحِدة وموحَدة". وخص مساعديه في الهيئة رابي جبرائيل ماركو في السويد وملفونو يوسف بكتاش في تركيا بالشكر والتقدير للجهود الاستثنائية التي يبذلونها للتحضير والاستعداد المبكر للمؤتمر الرابع: مؤتمر الشهيد مار بولص رحو.


115
توضيح




نشرت شبكة اخبار النجف الاشرف اول امس في 26 ايار 2008 على موقعها الالكتروني خبرا مفاده عن اقامة مظاهرة في السويد للتنديد بالمخاطر التي تستهدف المسيحيين في العراق بالتزامن مع انعقاد مؤتمر العهد الدولي والتي تهدف للتأثير على هذا المؤتمر الاقتصادي الحيوي والمهم للعراق.

ان هذا الخبر عار عن الصحة تماما وان القائمين على مظاهرة يوم غد الخميس هم مجموعات عراقية وسويدية وليس لاحزاب ومؤسسات شعبنا اية علاقة بها ولا تهدف المظاهرة المذكورة للتنديد بالمخاطر التي تستهدف المسيحين في الوطن.

وعليه يود المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري أن يؤكد ثانية تاييده لحكومة دولة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي في القضاء على الارهاب وبناء عراق جديد مبني على اسس ومبادئ الديمقراطية والحرية والتعددية كما يعلن المجلس ايضا بان المظاهرة التي قام بها شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في ستوكهولم يو م الاحد الماضي لا علاقة لها مطلقا بالمسيرة التي من المزمع اقامتها غدا في السويد على هامش زيارة السيد المالكي لحضور المؤتمر الاقتصادي في العاصمة السويدية. وان الهدف من المظاهرة كان من اجل لفت انظار حكومات ودول العالم والمنظمات الدولية، لاسيما الامم المتحدة ، الى قضية شعبنا وضرورة منحه حكما ذاتيا في المناطق التي يسكنها في الوقت الراهن في العراق ومطالبة حكومة السيد رئيس الوزراء بالعمل على ضمان حق شعبنا  في الحكم الذاتي وتثبيته في دستورالعراق ودستور حكومة اقليم كردستان ليكون ضمانة لعيشه في سلام وحرية واسهامه بشكل فاعل في بناء العراق الجديد مع باقي ابناء وطنه. 



المجلس الشعبي
الكلداني السرياني الاشوري
 العلاقات العامة
العراق

116
برقــــــــــــية


الى اللجنة التحضيرية للمسيرة الشعبية في ستوكهولم




نؤيد ونبارك مسيرتكم وتظاهرتكم الجبارة التي هي تجسيد حي لوحدة الخطاب السياسي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الوطن والعالم كله، وتعبير صادق عن ارادته للمطالبة بحقوقه القومية المشروعة في ارض الاجداد.

وفي الوقت الذي نؤيد فيه حكومة دولة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي في القضاء على الارهاب وقيادة العراق الجديد في مسيرته الجديدة لترسيخ مبادىء الديمقراطية والحرية والتعددية والتسامح ، فاننا نشد على اياديكم ونضم صوتنا الى اصواتكم مطالبين عبركم ومن خلالكم دولة رئيس الوزراء بمنح الحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في مناطقه التاريخية التي يتواجد فيها في الوقت الراهن وتثبيت ذلك في دستور العراق ودستور اقليم كردستان العراق، لان الحكم الذاتي هو الضمانة الوحيدة من اجل ان يستطيع شعبنا العيش في امن وسلام ومحبة جنبا الى جنب مع باقي اخوته في العراق الجديد.



والى الامام حتى تتحقق جميع مطالب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الوطن




لجنة العلاقات العامة
المجلس الشعبي
الكلداني السرياني الاشوري

117
وقائع الندوة الدراسية
حول الحكم الذاتي للشعب
الكلداني السرياني الاشوري
في يوتوبوري


 
الساعة الثانية من بعد ظهر يوم السبت المصادف في 17 ايار 2008. انطلقت اعمال الندوة الدراسية حول الحكم الذاتي للشعب الكلداني السرياني الاشوري ضمن مناطقه التأريخية في العراق. التي اقامها مكتب السويد للمجلس الشعبي في البيت الثقافي العراقي في مدينة يوتوبوري السويدية. الاستاذ صبري ايشو عضو مكتب السويد للمجلس الشعبي. افتتح اعمال الندوة بالوقوف دقيقة صمت على ارواح شهداء الوطن. وتابعها بالنشيد الوطني العراقي موطني موطني. بعدها رحب الاستاذ صبري ايشو بممثلي الاحزاب ومندوبي مؤسسات المجتمع المدني وبالشخصيات الوطنية المستقلة المشاركة. مثمنا دورهم الريادي ومشاركتهم في اعمال الندوة الدراسية.  مناشدا الجميع للمساهمة الفعالة بمداخلاتهم وبخبراتهم السياسية وبتجاربهم النضالية لاغناء مشروع الحكم الذاتي فكريا وسياسيا وقانونيا. ثم قدم السيد جبرايل ماركو مسؤول مكتب اوربا للمجلس الشعبي ورقة العمل حول مشروع الحكم الذاتي للشعب الكلداني السرياني الاشوري.  فاتحا باب الحوار والنقاش مناشدا الحضور للمساهة بافكارهم واقتراحاتهم وارائهم البناءة حول مشروع الحكم الذاتي الذي تضمنته ورقة العمل.

 ثم تتالت كلمات المشاركين التي تضمنت اراء ومواقف وطنية تدعوا السلطات التشريعية والتنفيذية في الوطن للاقرار بالحقوق القومية المشروعة لشعبنا في وطنه التأريخي . واكد الجميع على ان العملية الديمقراطية في العراق لا تكتمل ما لم يتم الاقرار بالحقوق القومية المشروعة لكافة المكونات القومية العراقية. مناشدين كل القوى السياسية العراقية على الاقرار بالحكم الذاتي للشعب الكلداني السرياني الاشوري والعمل على تثبيته في الدستور العراقي ودستور اقليم كوردستان العراق. كضمانة دستورية وقانونية لشراكتنا السياسية الحقيقية في العراق.     
وبعد مناقشات حرة ومستفيضة التي جرت حول ورقة العمل. اجمع المشاركون في ختام اعمال الندوة على توجيه مذكرة الى لجنة تعديل الدستورالعراقي ولجنة صياغة دستور اقليم كوردستان العراق لدعم المطالب المشروعة لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق.


حلقة دراسية حول الحكم الذاتي

للشعب الكلداني السرياني الاشوري

في العراق


1 . الخلفية التأريخية

لسنا هنا بصدد سبر اغوار تأريخ العراق لنتعرف على مدى اصالة الشعب الكلداني السرياني الاشوري وسرمدية وجوده الازلي في  وطنه. ولسنا هنا ايضا بصدد التحدث عن حضارته وعلومه ودوره الريادي والوطني في بناء العراق القديم والحديث بمشاركة جميع المكونات القومية العراقية. بل نسعى لتسليط الاضواء على مشروعية حقوق شعبنا القومية والوطنية ونضاله الدؤوب والمتواصل على المسرح السياسي العراقي بدون كلل أو ملل للاقرار بحقوقه منذ تأسيس الدولة العراقية في 23 اب 1921.  وسيستمر نضالنا السلمي حتى يتم الاقرار بحقوقنا القومية المشروعة في العراق  بما فيها الحكم الذاتي.

ان الهدف الاساسي من هذه الندوة الدراسية التي يشارك فيها اليوم العديد من الشخصيات الوطنية العراقية المستقلة الى جانب العديد من ممثلي القوى السياسية العراقية ومندوبي مؤسسات المجتمع المدني .حيث يحتضننا اليوم جميعنا البيت الثقافي العراقي. لنسلط  الضوء معا على مشروع الحكم الذاتي لشعبنا ضمن مناطقنا التأريخية في العراق. والاستماع الى ارائكم وافكاركم ومداخلاتكم لاغناء  تجربة مشروعنا السياسي وتفعليه على الساحة السياسية العراقية.  مستفدين من خبراتكم وتجاربكم النضالية والسياسية. ولنساهم معا في عملية بناء العراق الفدرالي الموحد على الاسس والمفاهيم الوطنية والمبادئ الديمقراطية.

 فبالرغم من سياسة التهميش والاقصاء التي مارستها جميع الحكومات العراقية المتعاقبة على سدة الحكم في الوطن لحقوقنا القومية المشروعة. والتي اقرتها مواثيق الامم المتحدة وشرعة حقوق الانسان ودولة العراق منذ تأريخ انضمامها الى عصبة الامم. الا ان دورنا الوطني البناء  استمر على الساحة الوطنية والسياسية جنب الى جنب مع  جميع ابناء المكونات القومية العراقية. ناهيك عن الدور الهام الذي ساهم به ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في تأسيس الحركة الوطنية العراقية ورفد صفوفها بخيرة المناضلين والكوادر السياسية كوقود ازلي لاستمرار مسيرتها النضالية لاقامة البديل الديمقراطي في العراق. ليتم من خلاله العمل على حل المسألة القومية في العراق. اما اخلاصنا الوطني للعراق المشهود به من قبل اغلبية ابناء الشعب العراقي مازالت تحتفظ به الذاكرة العراقية الى يومنا هذا.

سنحاول اليوم وبايجاز التحدث عن اهم المراحل النضالية التي مرت بها قضية شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق. وكيف تم التعامل معها من قبل جميع السلطات السياسية المتعاقبة على دفة الحكم كما ذكرنا في البداية.

1.   منذ تأسيس الدولة العراقية تم تغييب وتهميش الحقوق القومية المشروعة للشعب الكلداني السرياني الاشوري من الدستور العراقي. بالرغم من الوعود التي قطعت لشعبنا من قبل القوى السياسية العراقية انذاك.  ولكن مع الاسف لم تجسد تلك الوعود على الواقع. الا ان مطالبة شعبنا السلطات العراقية للاقرار بحقوقنا القومية وتثبيتها في الدستور العراقي النافذ استمرت في تلك الفترة. الى جانب المحاولات العديدة التي قامت بها  قيادتنا السياسية لدى عصبة الامم للعمل على اقناع الحكومة العراقية على الالتزام بقرارات الشرعية الدولية والاقرار بحقوقنا القومية  في العراق. الا ان كل هذه المحاولات لم تجد اذانا صاغية امام معارضة السلطات السياسية العراقية.

2.   في منتصف شهر حزيران عام  1932 انعقد مؤتمر قمة عمادية  بمشاركة جميع القوى السياسية والدينية لشعبنا . انبثق عن المؤتمر المذكور وثيقة وطنية تم توجيهها الى الملك فيصل الاول والى الحكومة العراقية والبرلمان العراقي. تضمنت  الوثيقة المطاليب القومية التالية.

•   الاقرار بالوجود القومي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق
•   الاقرار بحقوقنا القومية المشروعة المتمثلة بالحكم الذاتي في مناطقه التأريخية
•   تخصيص نسبة مئوية من الميزانية العراقية الى سلطة الحكم الذاتي
•   انتخاب الشعب الكلداني السرياني الاشوري لممثليهم في السلطة المركزية
•   الاقرار بالحرية الدينية للشعب الكلداني السرياني الاشوري في العراق
•   العمل على تطوير البنية التحتية في جميع المناطق التي يتواجد فيها  ابناء شعبنا
•   اعتماد اللغة العربية والسريانية في مدارسنا
•   تعزيز وتوطيد العلاقات الوطنية بين جميع ابناء المكونات القومية العراقية

لم تكتف الحكومة العراقية على رفض بنود الوثيقة الوطنية لحل قضية شعبنا في الوطن الذي اقرها مؤتمر قمة عمادية. بل كلفت الجنرال بكر صدقي لقيادة الجيش العراقي والتوجه به الى شمال العراق لضرب الحركة التحريرية لشعبنا التي انتهت الى ارتكاب اول مجزرة في تأريخ العراق الحديث بحق ابناء شعبنا العزل من قبل الجيش العراقي الرسمي في بلدة سيميل 7 اب عام 1933  والتي ذهب  ضحيتها الالاف من الشهداء الابرياء الذين كان ذنبهم الوحيد هو مطالبتهم لحكومتهم العراقية للاقرار بحقوقهم القومية المشروعة دستوريا في وطهنم الذي سكنوه منذ الازل. ناهيك عن تشريد عشرات الالاف من ابناء شعبنا الى سوريا ولبنان وقبرص .

3 . انتفاضة الحبانية 1941:  لم يتوقف نضال ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ومطالبته للاقرار بحقوقه القومية المشروعة في العراق. انطلاقا من مبدأ لا يضيع حق ورائه مطالب. هذه الانتفاضة جاءت امتدادا لاستمرارية النضال ولدعم مطالب شعبنا الوطنية التي اقرتها وثيقة مؤتمر عمادية عام 1932 للاقرار بوجودنا القومي في العراق ومنحنا الحكم الذاتي ضمن مناطقنا التأريخية في العراق.

4 .  ثورة 14 تموز  1958  التي قادها الزعيم عبد الكريم قاسم . يومها استبشرت كل الجماهير العراقية بكل انتمائاتها القومية والسياسية خيرا بالثورة. لاقامة مجتمع العدالة والمساواة ولحل المسألة القومية المزمنة في العراق على اسس ومفاهيم وطنية وديمقراطية. لكن كل تلك الامال التي عقدتها  جماهير المكونات القومية العراقية على الثورة لم تر النور.
 
5 . الثورة الكردية 1961:  اثنيل شليمون اول شهيد في الثورة الكردية الذي قاد عملية تحرير مبنى قائمقامية قضاء العمادية.  لقد شارك ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في صفوف الثورة الكوردية الى جانب الاخوة الكورد منذ انطلاقتها  ايمانا منهم لاقامة البديل الديمقراطي في العراق ولحل المسألة القومية لكل المكونات القومية العراقية في الوطن. لقد برزالعديد من ابناء شعبنا في قيادة  الثورة الكردية وقادوا اهم المعارك على مختلف الجبهات ضد السلطات الدكتاتورية. نذكر منهم الشهيد هرمز مالك جكو والشهيدة البطلة ماركريت جورج والشهيد طليا طليا وغيرهم من الابطال الذين سطروا اروع البطولات في ساحات المعارك . هنا نريد التأكيد على ان الشعب الكلداني السرياني الاشوري كان الحليف والشريك الحقيقي للاخوة الكورد وللقوى الوطنية العراقية في النضال المشترك الذي خاضوه ضد النظام الدكتاتوري في الوطن لاقامة البديل الديمقراطي في العراق.

6 . في عام 1969 ارتكب النظام الدكتاتوري في العراق المجزرة الثانية بحق ابناء شعبنا في قرية صوريا التابعة لقضاء زاخو. نعم لقد شاركنا  الاخوة الكورد والقوى الوطنية العراقية في السراء والضراء. وقامت قوات النظام البائد بتدمير قرانا واديرتنا وكنائسنا التأريخية في في اقليم كوردستان العراق لقاء ما قدمه ابناء شعبنا من دعم وامكانيات لكل القوى الوطنية العراقية بكل انتماءاتها القومية والسياسية.  كما قدمنا ايضا الاف من الشهداء والضحايا الى جانب الاخوة الكورد والقوى الوطنية العراقية  في حرب الانصار ضد النظام البائد ــ والاخ سعيد شابو ــ  عضو مكتبنا في السويد  للمجلس الشعبي هو احد المناضلين الذين ناضلوا في صفوف حرب الانصار وشاهد عيان كل تلك المراحل بتفاصيلها الدقيقة بحلوها ومرها ـــ ناهيك عن مئات الضحايا الذين استشهدوا في عمليات الانفال السيئة الصيت التي شملت ابناء شعبنا والاخوة الكورد.

7 . مرسوم نيسان 1972 . الذي تضمن الاقرار بالحقوق الثقافية للناطقين باللغة السريانية في العراق. - الشعب الكلداني السرياني الاشوري -  لقد شهدت هذه المرحلة اهم النشاطات والفعاليات القومية التي قادها النادي الثقافي الاشوري في بغداد الى جانب بقية مؤسساتنا القومية والثقافية والاجتماعية وبالدعم اللامتناهي من جماهير شعبنا. لقد اعتبرت تلك المرحلة - بالرغم قصر عمرها الزمني  بسبب الغاء النظام البائد للمرسوم المذكور- من اهم المراحل التي ساهمت في عملية الحراك السياسي  وبلورة الوعي القومي والوطني وبلورة  مفهوم العلاقة الجدلية بين الانتماء القومي والوطني بين اوساط ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري على الساحة العراقية.

8 . في عملية التعداد السكاني التي جرت في العراق عام 1977 من القرن المنصرم رفض النظام البائد تسجيل ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري انتمائهم القومي في خانة القومية المخصصة في استمارة الاحصاء. اسوة بالاخوة العرب والكورد والتركمان.  ومارس النظام البائد سياسة التعريب  ضد ابناء شعبنا لالغاء هويتنا القومية من خلال اجبارالكثيرمن ابناء شعبنا بالقوة على تسجيلهم  في الخانة المخصصة للقومية العربية.  وهذا يتنافى مع ابسط مبادئ شرعة حقوق الانسان والمواثيق الدولية التي اقرت الحقوق القومية المشروعة لاي شعب من الشعوب في العالم.   

9 . انتفاضة اذار 1991 . كانت جماهير شعبنا واحزابنا السياسية ومؤسساتنا القومية السباقة في الانخراط في صفوف انتفاضة اذار الى جانب جماهير واحزاب كل المكونات القومية العراقية لاسقاط النظام البائد ولاقامة البديل الديمقراطي. وشاركت جماهير شعبنا مع جماهير الشعب الكوردي في اول انتخابات حرة شهدها اقليم كوردستان العراق عام 1992.

10 . 9 نيسان 2003 . ان  الشعب الكلداني السرياني الاشوري كان الخاسر الاكبرمن نتائج العملية السياسية في العراق.

•   قوميا لم تستطع احزابنا ومؤسساتنا القومية توحيد موقفها للاتفاق حول مشروع سياسي موحد يعبر فيه عن تطلعات وطموح ابناء شعبنا ليتم اقراره وتثبيته في الدستور العراق الفدرالي وفي مسودة دستور اقليم كوردستان كضمانة دستورية وقانونية لشراكتنا السياسية الحقيقية في الوطن.

•    وطنيا  فقد اثبتت الاحداث والوقائع على تقاسم السلطة بين القوى السياسية الكبرى الفاعلة على الساحة السياسية العراقية. وعن وجود ازمة ثقة فيما بينها. مع تباين واضح في الاراء والمواقف والطروحات السياسية التي تقف حجر عثرة امام تحقيق المصالحة الوطنية على الساحة العراقية. هذه العوامل ساهمت بدورها في كشف الساحة الوطنية امام القوى الارهابية لتقود عمليات تفجير السيارات المفخخة وممارسة عمليات الاغتيال والخطف ضد المواطنين العراقيين الابرياء.

 نعم لقد تعرض ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العديد من المدن والمناطق في وطنه الى عملية التطهير العرقي. نتيجة عمليات الاغتيالات والخطف والتهديدات الارهابية التي مورست ضده لتهجيره من وطنه. فقد تعرض ابناء شعبنا للملاحقة في البصرة والموصل وبغداد والانبار وكركوك.اما في منطقة الدورة فقد تم تخييرهم بين دفع الجزية او اعتناق الاسلام والطلب من نسائنا ارتداء الحجاب كشرط لبقائهم في منازلهم. ناهيك عن التفجيرات التي طالت كنائسنا لعدة مرات في بغداد والموصل وكركوك. كما طالت ايضا عمليات الاغتيال رموزنا الدينية وهم خارجون من بيوت الله بعد تأدية شعائرهم الدينية وابتهالاتهم لله لعودة الامن والسلام الى ربوع الوطن.

ان الهدف الاساسي من وراء عمليات الاغتيال والخطف والتهديد التي مورست ضد ابناء شعبنا  في مختلف المدن والمناطق في العراق من قبل القوى الارهابية  كان للضغط عليه لتهجيره من وطنه السرمدي واجباره على مغادرته والتوجه الى الدول الاقليمية المجاورة بحثا عن الامن  والامان. كل هذه  الاحداث والعوامل الضاغطة على ابناء شعبنا كانت الدافع الاساسي للعمل على ايجاد البديل العملي  لاستمراية وجوده في الوطن والعمل على مطالبة القوى السياسية العراقية لتحمل مسؤولياتها الوطنية للدفاع عن شعبنا وللاقرار بحقوقنا القومية المشروعة من خلال طرح مشروع  سياسي وطني على الساحة العراقية يضمن لشعبنا الشراكة السياسية الحقيقية في العراق الفدرالي مع كل المكونات العراقية. وللعمل معا على بناء وطن العدالة والمساواة للجميع. هكذا اتخذت جماهيرنا الشعبية زمام المبادرة التي دعت لانعقاد المؤتمر الشعبي في مدينة عنكاوة بتأريخ 12 ــ 13 اذار 2007 والذي شارك فيه 1200 مندوب من ابناء شعبنا من الوطن والمهجر. قرر المؤتمرون وبالاجماع على


•   وحدة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري
•   توحيد خطابنا القومي والسياسي
•   الحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري ضمن مناطقه التأريخية التي يقيم عليها اليوم في العراق الفدرالي الموحد
•   تم توجيه مذكرتين باسم مؤتمر عنكاوة الى البرلمان العراقي والى برلمان اقليم كوردستان  تضمنتا المطالبة على الاقرار بالحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري وتثبيته في الدستور العراق الفدرالي ودستور اقليم كوردستان كضمانة دستورية وقانونية لحقوقنا القومية المشروعة ولشراكتنا السياسية الحقيقية في وطننا العراق.

11 . مفهوم الحكم الذاتي في القانون الدولي والدستوري.

 يعكس مفهوم الحكم الذاتي تأريخياً الجوانب المتعددة لحياة المجتمعات الانسانية – للقوميات والمجتمعات العرقية ـــ ويعتبر الحكم الذاتي  ذو تأريخ طويل في الفكر الانساني والفلسفي الذي اكسبه الاهمية الفعلية للمعاني والادوار التأريخية وللممارسات والنتائج والحلول العملية التي حققها على الواقع. التي ساهمت في حل الخلافات والصراعات والنزاعات المزمنة بين القوميات المتعددة التي تعيش في وطن واحد. وعليه يمكن القول ان المقصود بالحكم الذاتي. هو نظام قانوني وسياسي يرتكز على قواعد القانون الدستوري. أو بتعبير اخر هو نظام لا مركزي مبني على اساس الاعتراف بالخصوصية القومية داخل الدولة. تتمتع بالاستقلال في ادارة شؤونها القومية تحت اشراف ورقابة السلطة المركزية.  ولهذا فالحكم الذاتي في نطاق الدستورالوطني هو اسلوب للحكم والادارة في اطار الوحدة القانونية والسياسية للدولة. وقد ورد في الفصل الحادي عشر من ميثاق الامم المتحدة وفي المادتين 73 و 76  التي نصتا بكل وضوح على مفهوم الحكم الذاتي. وعلى التزام الدول الاعضاء في الامم المتحدة التي يتواجد فيها قوميات متعددة.  لمنح شعوبهم حكما ذاتيا لادارة شؤون مواطنيهم ضمن المعايير العامة التي لا بد من تتوافر لديها مقومات الحكم الذاتي وممارستها على الواقع من خلال الالية الانتخابية لاختيار سلطات الحكم الذاتي الاساسية.

•   ضرورة انتخاب سلطة تشريعية في منطقة الحكم الذاتي تتولى وضع الدستور وسن القوانين. على ان تتم عملية انتخاب الاعضاء بحرية وفي اطار ديمقراطي.
•   تشكيل سلطة تنفيذية يتم اختيار اعضائها من خلال ضوابط قانونية لها هذه الصلاحية. وتحظى بموافقة الشعب.
•   تشكيل سلطة قضائية يناط بها مسؤولية تطبيق القانون واختيار القضاة والمحاكم
•    ضرورة التحقق من مشاركة السكان في اختيار حكومة الحكم الذاتي من دون اية ضغوط خارجية مباشرة او غير مباشرة

12 . مفهوم الحكم الذاتي في الدستور الفدرالي.

 قامت العديد من الدول التي اسهمت ظروفها التأريخية والاجتماعية والسياسية لوجود قوميات متعددة او جماعات متباينة على اراضيها. بطرح مشروع الحكم الذاتي كحل عملي للمسألة القومية من خلال العمل على تنظيمها ضمن الاطر القانونية والدستورية ليكون اساسا لحل المسألة القومية . وعلى هذه الاسس اقتنعت اكثر الحركات القومية والتنظيمات السياسية في العالم بأن الحكم الذاتي يمثل بالنسبة اليها احد اشكال التعبير السياسي الذي من خلاله يمكن المحافظة على خصوصيتها القومية وتطويرها والعمل على تنمية تراثها الحضاري والثقافي وعلى قيام ابناء القوميات بادارة شؤونهم الداخلية داخل الدولة الموحدة. وعليه يمكن القول ان المقصود بالحكم الذاتي. هو نظام قانوني وسياسي يرتكز على قواعد القانون الدستوري الفدرالي. وبتعبير اخر هو نظام لا مركزي مبني على اساس الاعتراف القومي داخل الدولة بالاستقلال في ادارة شؤونها تحت اشراف ورقابة السلطة الفدرالية. ولهذا يبقى نظام الحكم الذاتي يمارس في نطاق الدستور الفدرالي كنظام للحكم والادارة في اطار الوحدة القانونية والسياسية والسيادية للدولة.
 
ان المطالبة المشروعة بالحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري ضمن مناطقه التأريخية في العراق تستند بالدرجة الاولى الى المواثيق الدولية التي نصت عليها مبادئ وقوانين الامم المتحدة التي وردت في ميثاقها في الفصول 73 و 74  وشرعة حقوق الانسان . واستنادا الى الوقائع القانونية والدستورية والظروف السياسية لعراق اليوم. كما ان شكل ادارة الدولة العراقية يتبنى النظام الفدرالي كما نصت عليه المادة الاولى في الدستور العراقي. والتي تنص على ان جمهورية العراق دولة مستقلة ذات سيادة ونظام الحكم فيها جمهوري نيابي ديمقراطي اتحادي. اي بمعنى ان الفدرالية في العراق هي نظام لادارة الدولة والمجتمع. وبما ان مفهوم الحكم الذاتي من الناحية السياسية والقانونية الذي يطالب به ابناء شعبنا لا يتقاطع او يتناقض مع المفهوم الفدرالي لنظام الدولة العراقية كونه يأتي بالدرجة الثانية من ناحية شكل ادارة الدولة والمجتمع ومن الناحية القانونية والدستورية والسياسية. هنا نستطيع ان نستشهد بالعديد من الدول في العالم التي تبنت النظام الفدرالي. حيث تركيب هيكلية الدولة يتألف من العديد من المقاطعات والاقاليم ومناطق الحكم الذاتي. مثال على ذلك الصين. بلجيكا. كندا. سويسرا. اسبانيا. وماليزيا وغيرها من الدول الاخرى في العالم. كما ان المادة 125 من الدستورالعراقي نصت على. يضمن هذا الدستور الحقوق الادارية والسياسية والثقافية والتعليمية للقوميات كالتركمان والكلدان والاشورين وسائر المكونات الاخرى وينظم ذلك بقانون. انتهى نص المادة 125 .

فمشروع الحكم الذاتي الذي نطالب به اليوم هو حق مشروع لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وهو ثمرة نضاله وتضحيات ابنائه الذين قدموا انفسهم قربانا على مذبح الوطن.  وهو في نفس الوقت استحقاق سياسي ووطني مشروع اسوة باستحقاقات كل المكونات القومية العراقية التي تم اقرارها وتثبيتها في الدستور العراقي كضمان دستوري وقانوني لحقوقها القومية المشروعة ولشراكتها السياسية الحقيقية في العراق. ان المادة  125 من الدستور العراقي تحتاج اليوم الى تفعيل وتشريع قانوني من مجلس النواب العراقي لاصدار القانون المعني بتفعيل هذه المادة التي تقر بالحكم الذاتي لشعبنا ضمن مناطقه التأريخية في العراق وتثبيته في الدساتير العراقية النافذة.  لهذا فان مطالبة شعبنا المشروعة بالحكم الذاتي تتسم بالوطنية وبالعقلانية السياسية والقانونية والدستورية وتستند ايضا على اسس ومبادئ النظام الفدرالي  للدولة العراقية.

ان الاقرار بالحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق  وتثبيته في الدساتير العراقية النافذة يعتبر تعزيزا للعملية الديمقراطية ولوحدة وسيادة العراق. كما يعتبر في نفس الوقت امتحانا واختبارا لمصداقية كل القوى السياسية العراقية الفاعلة لتجسيد مواقفها على الواقع  وعلى مدى حرصها وجديتها لبناء دولة القانون.  لانه لايمكن بناء دولة القانون في العراق من دون الاقرار بالحقوق القومية المشروعة للشعب الكلداني السرياني الاشوري وبالحكم الذاتي ضمن مناطقه التأريخية في العراق.  كما ان الاعتراف بالخصوصية القومية لكل مكون عراقي وبحقوقه القومية المشروعة وبالتعددية السياسية وبحق الاختلاف والتمايز. سيساهم بقوة فعالة لتعزيز الهوية الوطنية العراقية الجامعة التي لايمكن فرضها بالاكراه او بألغاء الاخر. من هنا نناشدكم كممثلي للاحزاب الوطنية العراقية وكشخصيات وطنية عراقية مستقلة ومن خلالكم الى جميع جماهير المكونات القومية العراقية وقواها السياسية المتمثلة تحت قبة البرلمان العراقي وخارجه. للاقرار بالحكم الذاتي للشعب الكلداني السرياني الاشوري ضمن مناطقه التأريخية في الوطن وتثبيته في الدستور العراق الفدرالي ودستور اقليم كوردستان العراق  كضمانة  دستورية وقانونية لشراكتنا السياسية الحقيقية في وطننا الازلي عراق.


وشكرا للجميع
                                                                                                                                               



المجلس الشعبي
الكلداني السرياني الاشوري
مكتب السويد




مذكـــــرة

السويد ـــ  يوتوبوري

الإقرار بالحكم الذاتي تعزيز للعملية
 الديمقراطية ولوحدة وسيادة العراق

السادة / رئيس وأعضاء لجنة إعادة صياغة الدستور العراقي المحترمين
السادة / رئيس وأعضاء لجنة صياغة دستور إقليم كوردستان العراق المحترمين


نحن ممثلي الأحزاب السياسية العراقية ، وممثلي منظمات المجتمع المدني، والشخصيات السياسية  العراقية المستقلة في السويد ، المشاركين في الندوة الحوارية المنعقدة بتأريخ 17 ايار 2008  في مدينة يوتوبوري وبحضور ومشاركة جمع من أبناء الجالية العراقية بدعوة من مكتب السويد للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الأشوري، ومن خلال المناقشات المستفيضة للعديد من المحاور السياسية والإنسانية التي أكدت على دعم وحدة العراق وسيادته وعلى تعزيز الوحدة الوطنية والعملية الديمقراطية وكيفية تحصينها مع التركيز على الجوانب البالغة الأهمية والمتعلقة بحقوق الإنسان العراقي عامة، وكيفية ضمان حقوق القوميات والمجموعات الدينية التي يتشكل منها الطيف العراقي ، فقد اجمع المشاركون في رؤيتهم وأفكارهم على النقاط التالية.

1 ـ التأكيد على وحدة العراق ارضآ وشعبا،  وتأييدهم كافة الجهود المبذولة من اجل المصالحة الوطنية وبناء الدولة على الأسس الديمقراطية واحترام سيادة القانون وحقوق الإنسان وبمشاركة جميع  المكونات القومية العراقية، والابتعاد عن سياسة الإلغاء ورفض الأخر، وقد اجمع المشاركون أيضا على إدانة العمليات الإرهابية بكافة إشكالها وشجب استهداف المناطق السكنية والمواطنين الأبرياء كرد فعل او كوسيلة لتحقيق أغراض سياسية ، كما استنكر المشاركون بشدة التدخلات الإقليمية السلبية في الشؤون الداخلية للعراق او السعي للنيل من وحدته .

2 ـ وفيما يتعلق بالدستور العراقي الفيدرالي ، فقد طالب المشاركون بتعديل بعض المواد والنصوص الواردة في الدستور بصيغتها الحالية ، وعبر المشاركون عن رغبتهم في ضرورة الالتفاف لما تضمنته المادة 125    من الدستور والتي أشارت  اليهم كشعبين او مجموعتين عرقيتين مختلفتين خلافا للحقائق وللوقائع التاريخية والحضارية والثقافية واللغوية، كما عبر المشاركون عن تحفظهم على ما جاء في الدستور من اعتبار الدين الإسلامي دين الدولة الرسمي،  مع معرفة الجميع  بأن الدولة كيان اعتباري وشخصية معنوية لادين لها ، وفي هذا الصدد وجه الحضور دعوتهم الى البرلمان العراقي واللجنة المكلفة بتعديل الدستور لمعالجة هذه الجوانب بأمانة.

3 ـ وفيما يتعلق بالحقوق الادارية للشعب الكلداني السرياني الاشوري من العراقيين اقر الحضور بضرورة العمل على تثبيت حقهم في الحكم الذاتي ضمن مناطقهم التاريخية والتي يشكلون فيها كثافة سكانية ، وأعتبار صيغة الحكم الذاتي من مكملات النظام الاتحادي والديمقراطي في العراق .

4 ـ وجه المشاركون دعوتهم الى لجنة صياغة دستور إقليم كوردستان العراق للاشارة اليهم باعتبارهم شعب واحد ومجموعة عرقية واحدة استنادا للحقائق التأريخية والحضارية والثقافية واللغوية مع ضمان حقهم في الحكم الذاتي ضمن مناطقهم التأريخية ذات الكثافة السكانية بنص في دستور اقليم كوردستان العراق.

5- وإذ نرفع هذه المذكرة كلنا ثقة انها ستكون محل اعتبار ودراسة واهتمام لما يصبو إليه شعبنا المتطلع إلى الغد الفيدرالي الديمقراطي .

6 ــ يدعو المشاركون المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري للسعي الى توحيد موقف القوى الكلدانية السريانية الاشورية للوصول الى موقف موحد يعزز وحدة العراق ويضمن حقوق الكلدان السريان الاشورين.






التوقيع
=======




1.   المنظمة الاثورية الديمقراطية

2.   الاتحاد السرياني الاوربي

3.   الاتحاد الوطني الكردستاني

4.   الحزب الوطني الاشوري

5.   الحزب الشيوعي الكردستاني

6.   المجلس الشعبي ــ مكتب السويد ـــ

7.   الاستاذ زهير كاظم عبود.  كاتب وقاضي عراقي سابق

8.   الاستاذ شمشون شابا. كاتب وسياسي مستقل

9.   الدكتور محمد البندر. كاتب وباحث عراقي

10.   الاستاذ علي عبد العال. كاتب وروائي عراقي

11.   الاستاذ فرعون قوج. شخصية وطنية مستقلة





118
عام على انطلاقة
المجلس الشعبي
الكلداني السرياني الاشوري



بقلم: جبرايل ماركو


شكلت حركة التحرر الكلدانية السريانية الاشورية المعاصرة مرحلة تأريخية مهمة في عملية صياغة واستنهاض وطنية ابناء شعبنا وكيانهم القومي والوطني في مواجهة كل التحديات التي مورست ضد وجودنا القومي وحقوقنا القومية من قبل كل السلطات المتعاقبة على دفة الحكم في العراق. ومحاولات التهميش والتغييب والاقصاء التي تعرض لها ابناء شعبنا بحكم منعهم من ممارسة لحقوقهم القومية المشروعة وحرمانهم من اعتزازهم بهويتهم القومية والوطنية وبسبب اقصائهم من عملية التمثيل لممارسة دورهم الوطني في المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية في وطنهم السرمدي. وكان لنضال ابناء شعبنا الدور الكبير في عملية كشف هذه الحقائق والممارسات وفضحها امام الرأي العام الوطني والعالمي لايصال قضية شعبنا العادلة الى الاجندة الوطنية والعالمية بهدف الاقرار بحقوقنا القومية المشروعة في الوطن.


لكن حركتنا التحررية ولاسباب متعددة ذاتية وموضوعية لم تستطع تحقيق المهمات القومية والوطنية والبنائية المنوطة بها بشكل يتناسب مع طموح وتطلعات الجماهير الشعبية.  وبحكم ترهل بناها الفكرية والسياسية وتاكل دورها التي تبدو غير قادرة على صون المنجزات القومية التي حققتها عبر تأريخها النضالي. بل انها بجمودها واصرارها على الاستمرار ببناها والية عملها وعلاقتها السائدة باتت تهدد بتبديد التضحيات التي بذلها ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري طوال تاريخه النضالي. وقد تجلى واضحا من خلال النتائج السلبية التي انجزتها حركتنا القومية من العملية السياسية في العراق واخفاقها  في عملية اقرار وتثبيت الاستحقاقات القومية المشروعة للشعب الكلداني السرياني الاشوري في الدساتيرالعراقية النافذة كضمانة دستورية وقانونية لشراكتنا السياسية الحقيقية في الوطن.

ان  حالة الضياع والاحباط  هذه التي عاشتها جماهيرنا الشعبية في العراق بعد سقوط النظام البائد واخفاق حركتها القومية في تحقيق خياراتها السياسية والتباس صورة قضيتها قوميا ووطنيا واقليميا ودوليا. لعدم قدرتها على صياغة مشروعها السياسي الموحد بسبب حالة الانقسام  السائدة بين تياراتها السياسية وصراعاتها الداخلية على ساحتنا القومية. وفي ظل الخلل في موازين القوى على الساحة العراقية والمعطيات الدولية بقيادة امريكا التي انصب جلى اهتمامها على ضمان مصالحها  الذاتية والاقتصادية في العراق على حساب الامن والاستقرار وعلى حساب المصالحة الوطنية على الساحة العراقية. كل هذه العوامل فرضت على واقعنا القومي والوطني حالة من الضغط على جماهيرنا الشعبية للعمل على اعادة البحث عن مشروع وطني موحد يعيد للقضية القومية اعتبارها كحركة تحرر وطني تساهم في بلورة رؤية سياسية واضحة وتعزز وحدة الشعب الكلداني السرياني الاشوري وتعبر عن تطلعاته وطموح ابنائه وتتجاوب مع متطلبات تطوره المستقبلي.  لهذا كان لابد من تولي ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الوطن والمهجر زمام المبادرة الشعبية التي انصبت جهودها للعمل على تهيئة الظروف الذاتية وانضاج الظروف الموضوعية للعمل على ايجاد البديل العملي لصياغة المشروع السياسي الموحد ليتم الاقرار بحقوقنا القومية المشروعة وتثبيتها في دستور العراق الفدرالي وفي دستور اقليم كوردستان العراق كضمانة دستورية وقانونية لشراكتنا السياسية الحقيقية في الوطن. 


هكذا تكللت جهود جماهيرنا بالاتفاق على عقد المؤتمر الشعبي بتأريخ 12 ــ 13 اذار 2007  في مدينة عنكاوة الذي شارك في اعماله ابناء شعبنا من جميع المدن والمناطق في الوطن ومن بلدان المهجر. وبعد نقاشات مستفيضة للعديد من المحاور السياسية. حدد المؤتمرين أولويات القرارات واليات العمل السياسي للمرحلة الراهنة والدقيقة التي يمر بها شعبنا في الوطن.

1 ــ وحدة الشعب الكلداني السرياني الاشوري

2 ــ الحكم الذاتي للشعب الكلداني السرياني الاشوري ضمن مناطقه التأريخية في العراق

3 ــ وحدة خطابنا الوطني والسياسي


ان الرؤية السياسية الجديدة التي اطلقها مؤتمر عنكاوة اكدت على استقلالية قرارنا السياسي وبناء الكيان القومي والوطني الذي تجلى بانتخاب المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري كنواة   اولية لانتخاب البرلمان الكلداني السرياني الاشوري في الدورة القادمة ليتسع  ويشمل جميع احزاب شعبنا  الكلداني السرياني الاشوري ومؤسساتنا القومية والشخصيات الوطنية المستقلة. ليقود البرلمان العتيد مسيرتنا السياسية والعمل على المباشرة ببناء البنية التحتية ومؤسساتها المتنوعة. ومن خلال هذه الالية العملية ستعود القضية النضالية الى الشعب بدلا من بقائها في عهدة مجموعة من المحترفين والمتفرغين. وبعد عملية انتخاب المجلس الشعبي وممارسته لمهامه ومسؤولياته القومية والوطنية الملقاة على عاتقه تجلت الامور بشكل واضح على الساحة القومية والوطنية من خلال اعتماد الاغلبية من ابناء شعبنا على المجلس الشعبي في تلبية احتياجاتهم الملحة وحل مشاكلهم العالقة. والمساهمة في انجاز العديد من المشاريع الانمائية المهمة.  في مدننا  ومناطقنا الجغرافية. الى جانب الانجازات السياسية التي تحققت على كافة الاصعدة على ساحتنا القومية والوطنية ومن اهمها.


•   ترسيخ وتجسيد وحدة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري على ساحتنا القومية والوطنية.
•   انهاء عملية الصراع على التسمية من خلال اقرار الاغلبية بالتسمية الموحدة.
•   اعادة الاعتبار لمفهوم الحركة الشعبية والمدنية التي ارسى اسسها مؤتمر عنكاوة.
•   بلورة مشروع الحكم الذاتي لشعبنا على الساحة القومية والوطنية والعالمية.
•   دور المجلس الشعبي في عملية استقطاب واقناع ابناء شعبنا الكلداني السرياني لتبني مشروع الحكم الذاتي ودعمه.
•   قدرة المجلس الشعبي على انجاز مشروع الحكم الذاتي بعيدا عن الحسابات والتجاذبات والتنافسات الحزبية الضيقة.
•   قدرة المجلس الشعبي النضالية المنزهة القادرة على تحمل مهام ومسؤوليات الشعب الكلداني السرياني الاشوري في هذه المرحلة المصيرية في الوطن.
•   قدرة المجلس الشعبي على ممارسة العملية الديمقراطية والتمثيلية التي تجسد روح التنوع والتعددية السياسية على ساحتنا القومية.
•   قدرة المجلس الشعبي على استيعاب مختلف التيارات والاراء والافكار وتنظيم طاقاتها مع مراعاة التباين والاختلاف في الظروف والاولويات.
•   قدرة المجلس الشعبي على صقل العمل السياسي في صيغ تمثيلية تعزز المشاركة الديمقراطية والتنوع في الحركة القومية والوطنية.
•   تجسيد مفهوم وحدة خطابنا السياسي من خلال مشاركة اغلبية احزابنا ومؤسساتنا القومية في المجلس الشعبي على امل ان تأخذ بقية احزابنا مكانها الطبيعي في بيت الشعب.
•   بناء المؤسسات العلمية والثقافية والاجتماعية والرياضية في مختلف مناطقنا الجغرافية.
•   انشاء العيادة الطبية المتنقلة لتقديم الخدمات الصحية لابناء شعبنا في مناطقنا النائية.
•   تعزيز العلاقة السياسية مع اغلب القوى السياسية العراقية الفاعلة على الساحة الوطنية.
•   تأسيس مكاتب للمجلس الشعبي في دول المهجر لاستمرارية التواصل مع الانجازات القومية والتطورات السياسية في الوطن.


لقد تأخرت حركتنا القومية  كثيرا لمراجعة اوضاعها وبنيتها الفكرية ونقد تجربتها السياسية. مما ادى الى وضع قضيتنا القومية ومصير شعبنا الكلداني السرياني وحركته القومية في دائرة الخطر. لذا فان عملية توحيد خطابنا الوطني ومشروعنا القومي باتت ضرورة ملحة ومرتبطة بمصيرنا ومستقبلنا في الوطن. كما ان مسألة التغيير والاصلاح التي تقع على عاتق كل القوى السياسية القومية الفاعلة والحية والمسؤولة على مصير شعبنا من داخل المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري ومن خارجه. وفي داخل تياراتنا السياسية نفسها وفي اطار مجتمعنا الواسع. افراد وجماعات. انها مسؤولية الجميع بدون استثناء. لقد ان الاوان للخروج من دائرة التدهور ومن مسار الاستعصاء الوطني المزمن. الى دائرة ثقافة الحوار البناء والمسؤول  لان حركتنا القومية والسياسية بامس الحاجة اليوم لاستعادة طابعها ودورها كحركة قومية تمثل الشعب الكلداني السرياني الاشوري كله.





119
المسيرة الشعبية في مدينة يونشوبينغ


لبى ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري اليوم في مدينة يونشوبيغ دعوة مؤسساتنا الثقافية والكنسية وشاركوا بجموع غفيرة في المسيرة الشعبية التي انطلقت من الساحة الشرقية للمدينة. الساعة 14.30  وسلكت الشارع الرئيسي لمركز يونشوبينغ. حيث انضم قطار مسيرتنا الشعبية الى المسيرة العمالية المتجهة الى مبنى النقابات العمالية وتجمع المتظاهرون في الساحة الرئيسية.

 القى السيد بيتر بارشون مسؤول الحزب الاشتراكي السويدي في محافظة يونشوبينغ كلمة من وحي المناسبة العمالية اكد فيها على ضمان الحقوق القومية المشروعة للشعب الكلداني السرياني الاشوري في العراق.

 فقد شارك اليوم جمهور غفير من ابناء شعبنا في المسيرة الشعبية. ورفعوا الاعلام القومية وصور شهدائنا ابناء شعبنا الذين تم اغتيالهم في العراق. كما رفعوا العديد من اللافتات التي عبروا من خلالها عن ارائهم ومطالبهم والتي تضمنت المطالب القومية والوطنية التالية.

1.   اوقفوا عملية التطهير العرقي ضد ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق.
2.   الاقرار بالحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري ضمن مناطقه التأريخية التي يقطنها اليوم في الوطن. والعمل على تثبيتها في دستور العراق الفدرالي ودستور اقليم كوردستان كضمانة دستورية وقانونية لشراكتنا السياسية الحقيقية في العراق.
3.   منح اللاجئين العراقين في السويد حق الاقامة الدائمة.
4.   الاعتراف بمجازر سيفو التي ارتكبت ضد ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في تركيا عام 1915.
5.   لجنة الاول من ايار الكلدانية السريانية الاشورية في مدينة يونشوبيغ اصدرت بيان باللغة السويدية. تضمن البيان الواقع السياسي الصعب الذي يعيشه ابناء شعبنا في العراق. بالاضافة الى مطالبة الراي العام الاوربي للضغط على الحكومات الاوربية لدعم حقوقنا القومية المشروعة في الوطن.
6.   لجنة الاول من ايار الكلدانية السريانية الاشورية في مدينة يونشوبينغ. تشكر جميع ابناء شعبنا الذين لبوا الدعوة وشاركوا في انجاح المسيرة الشعبية. كما نثمن عاليا الموقف القومي لجميع مؤسساتنا الثقافية والكنسية على هذه المبادرة الريادية الاولى من نوعها في مدينة يونشوبنغ. التي ساهمت في توحيد الصف والكلمة.





               لجنة الاول من ايار
                                                                             الكلدانية السريانية الاشورية
                                                                                        يونشوبينغ





120
دعوة عامة   
الى ابناء شعبنا
 الكلداني السرياني الاشوري
في مدينة يونشوبينغ



دعوة عامة الى ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في مدينة يونشوبيغ وضواحيها للمشاركة بكثافة في المسيرة الشعبية التي تقيمها مؤسسات شعبنا الثقافية والكنسية الكلدانية السريانية الاشورية.  لدعم مشروع الحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري ضمن مناطقه التأريخية في العراق وتثبيته في الدستور العراقي وفي دستور اقليم كوردستان كضمانة دستورية وقانونية لشراكتنا السياسية الحقيقية في العراق. ولمطالبة الحكومات الاوربية والراي العام العالمي والموسسات الدولية للعمل على اتخاذ المواقف الحازمة والاجراءات العملية لوقف عملية التطهير العرقي التي تمارس اليوم بحق المسيحين العراقيين والتي كان اخر ضحياها المطران الشيهد مار بولس رحو والاب الشهيد يوسف عبودي. بهدف الضغط على ابناء شعبنا لاجبارهم على هجرة مناطقهم التأريخية ووطنهم العراقي.

اللقاء سيكون في الساحة العامة القريبة من مكتبة يونشوبيغ العامة الساعة الثانية بعد الظهر من يوم الخميس المصادف في الاول من ايار 2008 . وفي الساعة الثانية والنصف تنطلق المسيرة الشعبية لتلتحم مع المسيرة العامة التي تقام بمناسبة عيد العمال باتجاه النقابات العمالية والبيت الثقافي حيث المحطة الاخيرة للمسيرة الشعبية.


       للمزيد من المعلومات يمكنكم الاتصال 

1.   سيمون بارمعنو   0707397076
2.   جبرايل ماركو     0704302214


                                                                                             لجنة الاول من ايار
                                                                                      الكلدانية السريانية الاشورية
                                                                                             في يونشوبينغ                                                     

121
المسيرة الشعبية في بروكسل




الى جميع ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المقيمن في المحافظات الجنوبية السويدية والراغبين في المشاركة في المسيرة الشعبية التي ستقام في بروكسل عاصمة الاتحاد الاوربي يوم السبت المصادف في 19 نيسان 2008 الساعة الثاثية عشر ظهرا. للعمل على تسليط الاضواء على واقع شعبنا في العراق ومطالبة برلمان الاتحاد الاوربي تحمل مسؤولياته التاريخية والاهتمام الجدي تجاه ما يتعرض له ابناء شعبنا في وطنه من اغتيالات وخطف وتهجير من مناطقه ومن وطنه. والعمل على بذل الجهود مع منظمة الامم المتحدة لايجاد الضمانات الدولية لحماية شعبنا في العراق ولمطالبة الحكومة العراقية والبرلمان العراقي لاقرار بالحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري ضمن مناطقه التأريخية في العراق وتثبيته في الدستور العراقي ودستور اقليم كوردستان كضمانة قانونية ودستورية لشراكتنا السياسية الحقيقية في الوطن.


للمزيد من المعلومات الاتصال بالسيد جبرايل ماركو على الرقم 0704302214  لتنظيم عملية السفر.



                                                                                اللجنة المنظمة

122
روبين بيت شموئيل ينال الماجستير ويتأهل للدكتوراه


في 31 آذار 2008، منحت جامعة لايدن الهولندية، واحدة من اقدم الجامعات الاوربية المعروفة بعلو كعبها العلمي، شهادة الماجستير في الاداب للطالب الاشوري من العراق روبين بيت شموئيل عن أطروحته الموسومة "المدارس الاشورية الخاصة في العراق في القرن العشرين"، والتي قدمها الى مجلس الجامعة باللغة الانكليزية في 21 شباط 2008 ودافع عنها في 20 آذار 2008. وقد اشرف على رسالة بيت شموئيل البروفيسور المساعد د. هيلين مور فان دين بيرغ مشرفاً اولاً والتي اقترحت بالاساس عنوان الرسالة، والبروفيسور باس هار روميني مشرفاً ثانياً. وحسب نظام التقييم المعمول به في جامعة لايدن منحت الاطروحة تقدير جيد. وتعذر على بيت شموئيل حضور مراسيم استلام شهادته بسبب ارتباطه باجتماع هيئة رئاسة مؤتمر اللغة السريانية الرابع (مؤتمر مار بولص رحو) في تركيا في الثالث من نيسان الجاري.
   
      وكان روبين بيت شموئيل قد التحق بجامعة لايدن في هولندا في ايلول 2006 اثر التوصيات التي أقرها مؤتمر اللغة السريانية الاول (دهوك 2005). وقد استثمر فترة تواجده في اوربا بالاتصال والتعرف على الكثير من اساتذة اللغة السريانية والمهتمين بتراثها في كل ارجاء العالم.  وتمت مؤخراً دعوته الى جامعة لندن البريطانية للمساهمة في حلقتها الدراسية السنوية في الخامس من نيسان حول مسيحي العراق الا انه لم يظفر بالفيزا بسبب ضيق المدة التي يتطلبها حامل الجواز العراقي، وطلب المشرفون على هذا النشاط من بيت شموئيل قراءة مساهمته عوضاً عنه. ويأمل قريبا ان يتمكن من  تلبية الدعوة التي وجهت اليه من قبل كلية الادأب في جامعة القاهرة لالقاء بحثه الموسوم (تعليم اللغة السريانية في العراق).

123
برقية



ِ
الاخوات والاخوة الاعزاء في
الحزب الشيوعي العراقي


تحية نضالية


بمناسبة الذكرى ال 74 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي . نحييكم ومن خلالكم نحي كل الرفاق والمؤازرين في حزبكم المناضل الذي قدم الاف الشهداء على مذبح الحرية في الوطن منذ تأسيسه في 31 اذار 1934.  لقد قاوم حزبكم اعتى الانظمة الديكتاتورية في العالم وتحمل مناضليكم اقسى انواع التعذيب في السجون والمعتقلات الدكتاتورية في العراق. في الوقت الذي لم تنجوا امهات وزوجات واخوات واطفال المناضلين من حملة الاعتقالات القمعية والوحشية التي امتاز بها النظام الدكتاتوري البائد.

ان ابناء الشعب الكلداني السرياني الاشوري كانوا السباقين في تاسيس الحزب الشيوعي العراقي والانخراط في صفوفه بقيادة الشهيد يوسف سلمان يوسف مؤسس حزب الشهداء. لقد روى ابناء شعبنا مع رفاقهم الشيوعيون بدمائهم الزكية ارض الرافدين وتابعوا مسيرتهم الشاقة والعسيرة وهم يحملون هموم الشعب العراقي رافعين راية وطن حر وشعب سعيد.

رفاقنا الاعزاء

ان ابناء الشعب العراقي بجميع مكوناتهم القومية يحتفلون اليوم بهذه المناسبة الوطنية والتأريخية. وهم على قناعة تامة بان التلاحم بين هذه المكونات هو السبيل الوحيد نحو بناء عراق ديمقراطي فيدرالي تعددي تسوده رايات الوئام والمحبة والسلام. لأن التشتت بين هذه المكونات سيفسح المجال امام الارهابيين لتوجيه نيران حقدهم على ابناء الشعب العراقي بشكل عام وعلى ابناء الشعب الكلداني السرياني الاشوري وعلى الاخوة اليزيديين والصائبة المندائيين لتهجيرهم من مناطقهم التأريخية في العراق بشكل خاص. والا بماذا نفسر اختطاف وقتل داعية المحبة والسلام مع مرافقيه الشهيد المطران مار بولص رحو الذي خرج للتو من كنيسته التي صلى فيها الى الله تعالى ان يحفظ العراق والعراقيين.

بهذه المناسبة العزيزة على نفوس كل العراقيين لا يسعنا الا ان نشد على اياديكم للمضي قدما في مسيرتكم السرمدية. وفاء الى كل الذين بنوا هذا الصرح الشامخ الاحياء منهم والشهداء. ومن اجل دفع العملية السياسية في الوطن الى مسارها الصحيح بعيدا عن المحاصصة الطائفية. ومن اجل تكريس المصالحة الوطنية لبناء عراق مستقر كامل السيادة. ومن اجل الاقرار بالحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري ضمن مناطقه التاريخية في العراق والعمل على تثبيته في الدستور العراقي ودستور اقليم كوردستان كضمانة دستورية وقانونية لشراكتنا السياسية في وطننا العراقي مع جميع المكونات القومية العراقية. ولننشد معا سنمضي سنمضي الى ما نريد وطن حر وشعب سعيد.




                                                                    المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري

                                                                                   مكتب اوربا

124
ورثة اللغة السريانية .. يسمون مؤتمرهم اللغوي القادم بـ (مؤتمر مار بولص فرج رحو)




قررت هيئة رئاسة مؤتمر اللغة السريانية الرابع تسمية مؤتمرهم القادم بـ (مؤتمر مار بولص فرج رحو) تخليداً لرجل السلام الابرز في عراقنا المتألم المطران الشهيد مار بولص فرج رحو الذي روت دمائه الزكية أرض اجداده العظام في نينوى التي انتمى اليها حد الشهادة. ووفاءً لكنيسة الشهداء التي اوكل اليها الرب مهمة نشر المحبة والسلام  في مشرقنا المتخم بالتنوع والاضطراب. تلك المؤسسة الارفع هامة في حفظ لغة الاسلاف ونشر تراثها وآدابها والتي تركت بصمات واضحة على مجمل ثقافة المشرق. 
يذكر ان مؤتمر اللغة السريانية القادم سيعقد في دير الزعفران في تركيا في الثامن من اكتوبر المقبل وتحت شعاره المركزي (لغة قومية واحدة موحَدة وموحِدة). وصرح الاستاذ روبين بيت شموئيل رئيس المؤتمر بان اجتماعاً هاماً سيعقد في مطلع شهر نيسان المقبل في تركيا لمناقشة جدول اعمال المؤتمر والتي من اهم بنوده البدء بتوزيع الدعوات الرسمية للاساتذة المدعوين لمنحهم الوقت المناسب لكتابة بحوثهم ودراساتهم ومساهماتهم في جلسات المؤتمر القادم خصوصاً ان رئاسة المؤتمر تسعى لاحتضان نخبة من المستشرقين المهتمين بلغتنا العريقة فضلاً عن زملائهم ورثة اللغة السريانية.




                                                                                              رئاسة هيئة المؤتمر

125
وفد من مكتب اوربا

يلتقي

رئيس برلمان اقليم كوردستان

في السويد


التقى يوم السبت المصادف في 22 اذار 2008  وفد من المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري – مكتب اوربا – مع السيد عدنان المفتي رئيس برلمان اقليم كوردستان الذي يزور السويد. قدم الوفد في البداية شرحا وافيا عن مؤتمر عنكاوة وعن اهم القرارات التي توصل اليها المؤتمر والتي توجت بانتخاب المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري لمتابعة وتجسيد مقرارات مؤتمر عنكاوة على الواقع. ثم تداول الوفد مع السيد عدنان المفتي رئيس برلمان اقليم كوردستان مسألة اقرار الحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري ضمن مناطقه التأريخية في العراق والعمل على تثبيته في الدستورالعراقي ودستوراقليم كوردستان كحق مشروع لشعبنا وكضمانة دستورية وقانونية لشراكتنا السياسية في الوطن مع جميع المكونات القومية العراقية. كما بحث الوفد موضوع ما يتعرض له ابناء شعبنا في وطنهم من قتل وخطف وتشريد من مناطقهم والذي كان اخرها استشهاد نيافة المطران مار بولس فرج رحو رئيس اساقفة نينوى لكنيستنا الكلدانية لممارسة الضغط على ابناء شعبنا لهجرة مناطقهم. في الوقت الذي لم نلمس حتى الان اية مواقف جدية ومؤثرة على الشارع العراقي لا من السلطات السياسية ولا من المراجع الدينية. ولم تصدر اية فتاوى لا من المراجع الشيعية ولا من المراجع السنية تحرم قتل ابناء الشعب الكلداني السرياني الاشوري في العراق. كما ان مواقف الحكومة العراقية ومواقف القوى السياسية في الوطن لم ترتق الى مستوى ما يتعرض له ابناء شعبنا في العراق.

 رحب السيد عدنان المفتي رئيس برلمان اقليم كوردستان بالوفد واعرب عن سعادته بهذا اللقاء واضاف ان الشعب الكلداني السرياني الاشوري مكون قومي واساسي في العراق ومن حقه المشروع ان يطالب بالحكم الذاتي لضمان حقوقه القومية. ونحن في برلمان اقليم كوردستان اعطينا الاهمية لحقوقكم ولحقوق التركمان. وهناك تأييد واضح للحكم الذاتي للشعب الكلداني السرياني الاشوري بين اوساط جميع قيادات القوى السياسية الكردية وستظهر النتائج الايجابية لهذه المواقف في دستور اقليم كوردستان الذي سيصدر في الاسابيع القليلة القادمة. في الوقت الذي ندعو جميع قواكم السياسية على الساحة العراقية للعمل على الاستفادة من تجربة التفاهم  بين القوى السياسية الكردية التي بدونها لم يكن باستطاعتنا الحصول على منصب رئاسة الجمهورية في العراق ولا على الوزارات السيادية ولا اقرت المادة 140 في الدستور العراقي. نحن في اقليم كوردستان يهمنا اقرار الحكم الذاتي للشعب الكلداني السرياني الاشوري ضمن مناطقه التأريخية في العراق لاثبات مصداقيتنا وديمقراطيتنا للعالم الحر على اننا نحب الحرية لكل المكونات القومية العراقية. فبوحدتكم سيكون لكم دور فاعل على الساحة السياسية العراقية وسيكون صوتكم مسموع اكثر لدى كل القوى السياسية العراقية.

واضاف في اخر جلسة لبرلمان اقليم كوردستان ادنت شخصيا عملية اغتيال نيافة المطران مار بولس فرجو رحو. واكدت في حينها امام وسائل الاعلام ان لا يكون الهدف من عملية اغتيال المطران هو للضغط على ابناء الشعب الكلداني السرياني الاشوري لمغادرة مناطقهم بشكل خاص وللهجرة من العراق بشكل عام. نحن في العراق اليوم بامس الحاجة الى وجودكم للمحافظة معا على هذا التنوع والجمال وعلى التعددية القومية في الوطن. ومن هذا اللقاء ادعو جميع ابناء الشعب الكلداني السرياني الاشوري على التمسك بقوة والثبات بمناطقهم التاريخية وعلى استمرارية وجودهم في وطنهم التأريخي.


                                                                                                 مكتب اوربا     







126
بيان بمناسبة الذكرى  الأولى لانعقاد مؤتمر عنكاوا الشعبي

   يطل علينا يوم 12 آذار من هذا العام حاملاً  معه الذكرى الأولى لانطلاقة أعمال مؤتمر عنكاوا الشعبي الذي انعقد في 12-13 آذار/2007 في مدينة عنكاوا بمحافظة اربيل، وبمشاركة أكثر من (1200) شخصية مستقلة من أبناء شعبنا في الوطن والمهجر.
إن هذا الحدث القومي التاريخي المهم كان بمثابة تحول جذري في سقف مطاليب شعبنا، وتصحيح في مسار نضاله المعاصر، بعد أن تبنى ممثلو شريحة واسعة من أبناء شعبنا الذين حضروا وقائع هذا المؤتمر مشروع الحكم الذاتي الذي أطلقه الأستاذ سركيس آغاجان، ليصبح فيما بعد مطلبا جماهيريا ملحا وحدثا معلنا للعديد من أحزابنا ومؤسساتنا السياسية والقومية العاملة في الوطن والمهجر.

يا أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري
   أن مشاركتكم المتميزة واهتمامكم الكبير بوقائع هذا المؤتمر كان الدافع القوي وراء نجاح أعماله وإصدار عدد من القرارات في غاية الأهمية، وخصوصاً أن شعبنا اليوم يعاني من الويلات والمظالم ومن عمليات القتل والسلب والتهجير، التي أدت إلى تفتيته وتشتيته وإضعاف دوره في مستقبل العراق الجديد بل حتى ان وحدته القومية باتت في خطر حقيقي بعد أن تم تقسيمه إلى شعبين في كلا الدستورين العراقي والكوردستاني.
إن انعقاد مؤتمر عنكاوا الشعبي في أرض الوطن كان بمثابة إنطلاقة جديدة لنبذ الخلافات والصراعات السياسية والطائفية التي شهدتها ساحتنا القومية طيلة السنوات الماضية، وخصوصا بعد التحولات الجذرية التي حصلت في العراق على أثر سقوط  النظام الدكتاتوري عام 2003. بل إن الوضع الآن يحتم علينا عدم إضاعة هذه الفرصة. فقد آن الأوان لأن نوحد خطابنا القومي والسياسي، ونسلح أنفسنا بإرادة جماهير شعبنا الجديدة التي انطلقت بكلمة وخطاب قومي واحد، وبشعور ينم عن المسؤولية التاريخية التي تقع على عاتق كل فرد ينتمي إلى هذا الشعب العريق بعيدا تماما عن جميع الأفكار والتوجهات الفردية الضيقة الأفق التي خسرنا من ورائها الكثير.

   إن  مؤتمر عنكاوا الشعبي لم ينته بمجرد اختتام أعماله. بل إن المشاركين فيه قد أدلوا بصوتهم ليختاروا قيادة جماهيرية جديدة من المستقلين من أبناء شعبنا، تتولى عملية متابعة وتنفيذ كل التوصيات والمقررات التي صدرت عنه من خلال المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري المنبثق عنه، تاركين في نفس الوقت الدور الفعال لأحزابنا السياسية بعد أن تم تخصيص عشرة مقاعد لها في تشكيلة هذا المجلس.
   إن المشاركين في أعمال مؤتمر عنكاوا الشعبي قد وضعوا الأرضية المتينة  والصلبة للمجلس الشعبي ليكون بمقدور أعضائه أن يواجهوا صعوبات المرحلة الراهنة ويتحركوا  سياسياً وقومياً ووطنياً ودولياً وبالتنسيق المباشر مع أحزابنا السياسية التي تمثلت فيه، في سبيل نيل جميع حقوقنا القومية بما فيها الحكم الذاتي لشعبنا في مناطقه التاريخية التي يقطنها في الوقت الراهن ولنشر الوعي القومي بين أبناء شعبنا والعمل على بناء مؤسسات قومية واجتماعية وثقافية ورياضية مستقلة والنهوض باللغة والثقافة السريانية ومناهضة جميع أشكال التغيير الديموغرافي الحاصل في المناطق التي يقطنها أبناء شعبنا وفي تثبيت الحقوق الشخصية لأبناء شعبنا في القوانين الوضعية وفق مبادئ حقوق الإنسان المنصوص عليها في ميثاق الامم المتحدة وفي مساعدة أبناء شعبنا المحتاجين وكذلك الوافدين من المناطق الساخنة والاهتمام بالأطفال والشباب والمرأة وكبار السن واليتامى والمعوقين...الخ
   وبهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا نتوجه بشكرنا العميق إلى كل اللذين ساهموا في إنجاح أعمال هذا المؤتمر، ولكل اللذين شاركوا في وقائعه التي استمرت يومين متتاليين. ونعاهد أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري بأن نكون أوفياء لهم ولقضيتنا القومية منطلقين من خلال المجلس الشعبي والأحزاب المتمثلة فيه لنكون نواة برلمان شعبنا القادم.

المجلس الشعبي
 الكلداني السرياني الآشوري
11/3/2008

127
خبر الى ابناء شعبنا
الكلداني السرياني الاشوري
في الوطن والمهجر



فضائية عشتار تعرض اليوم الجمعة المصادف في 29 شباط  2008 الساعة السابعة والنصف مساء حسب توقيت اوربا. لقاء خاصا مع رئيس الوزراء العراقي السيد نوري المالكي حول مشروع الحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري ضمن مناطقه التأريخية في العراق .



               جبرايل ماركو

128
جبال الأناضول في تركيا تحتضن مؤتمر اللغة السريانية الرابع

بعد استحصال الموافقات الرسمية التركية بموجب الكتاب المرقم 13-2008/176 في 22-2-2008، اختارت هيئة رئاسة مؤتمر اللغة السريانية يوم الثامن من أكتوبر المقبل موعداً لانطلاق أعمال مؤتمرها الرابع في صومعة دير الزعفران في مدينة ماردين جنوب شرقي تركيا وللفترة من 8-12  أكتوبر 2008. جاء ذلك اثر الاجتماع الاول الذي عقدته هيئة رئاسة المؤتمر في (دير مار افرام السرياني في هولندا ـ 3/2/2008) ممثلة برئيسها الاستاذ روبين بيت شموئيل مع الجانب المضيف: نيافة المطرافوليط مار صليبا اوزمان مطران دير الزعفران واستاذ السريانية في الدير ملفونو يوسف بكتاش. تداول الاجتماع الخطوط العامة للمؤتمر القادم وآلية تنفيذها بما يحقق اهداف المؤتمر الذي رسم محاور البحث والنقاش في:

1.   اللهجات المحكية وعلاقتها مع اللغة السامية الام.
2.   اللغة السريانية والاستشراق.
3.   طرق تعليم السريانية الكلاسيكية والحديثة.

ويذكر ان مؤتمر اللغة السريانية الذي انطلق عام 2005 من بيث نهرين العراق وبهمة نخبة مخلصة من اللغويين والمهتمين باللغة السريانية ومستقبلها, يسعى لان يكون مؤتمره الرابع نقلة نوعية نحو قوميته وعلميته خدمة لورثة هذا الكنز البينهريني العريق ووفاءً للمهتمين بتراث السريانية في كل ارجاء العالم.

لمزيد من الايضاحات:
Robin Bet Shmuel, E-mail: robinshamuel@yahoo.com
Holland, Mob: 0031(0)616033543

Gibriel Marko, zawa7@hotmail.com
Sweden, Mob: 0046704302214

Yusuf Begtas, malfono1321@hotmail.com
Turkey, Mob: +905326123628




129
 
نوري اسكندر لصحيفة تشرين: تعتبر الموسيقا السريانية مرجعية هامة للموسيقا السورية

الباحث والمؤلف الموسيقي نوري اسكندر: جذور الموسيقا السورية تعود إلى ما قبل الميلاد مروراً بالمراحل المختلفة من التاريخ.. مارس الطرب نوعاً من الاستلاب على الإنسان العربي بشكل عام

دمشق
صحيفة تشرين
ثقافة وفنون
الخميس 7 شباط 2008
حوار: زيد قطريب

اشتهر الباحث والموسيقي نوري اسكندر باشتغاله على الموسيقا الشرقية وبحثه عن جذورها وجمعها ونقلها من تراث شفوي معرض للضياع، إلى مدونات يمكن أن تعطي فكرة واضحة عن التطورات التي مرت فيها في مختلف العصور.
حيث سيتمكن المهتمون بالموسيقا أن يتابعوا آخر أعماله في الحفلة التي سيقيمها في دار الأسد للثقافة والفنون في السابع من شباط الحالي.. في هذا الإطار وحول الموسيقا الشرقية القديمة وضرورات تطوير الموسيقا السورية الرائدة تاريخياً.. هذا اللقاء: ‏
 


ـ ينتظر المهتمون بالموسيقا عملك الجديد الذي سيقدم في السابع من الشهر الحالي.. فهل يمكن إعطاؤنا فكرة عنه؟ ‏
في الحفل الذي سيقدم في السابع من الشهر الحالي، سيطلع الجمهور على أعمال جديدة، وسيتم توزيع قرصين ليزريين يحتوي الأول كونشرتو للعود ولأوركسترا الحجرة (آلة الوتريات) والثاني كونشرتو (تشيللو) مع الوتريات، ثلاث آهات صغيرة ومغناة بعنوان (مدخل إلى الصوفية) هذه التجربة الموسيقية الغنائية تعتمد على التراث في الموسيقا الدينية الإسلامية وأيضاً الموسيقا المسيحية، وهي من كلمات ياسر حمود وخير الدين الأسدي، وهناك في القرص الثاني حوار المحبة الذي كتب عام 1995 وقدم في مهرجان الأغنية السورية في حلب وهو عبارة عن مجموعتين من الكورال تضم تراتيل دينية مسيحية وإسلامية تشكل نسيج الشعب السوري منذ زمن طويل.. والجدير ذكره أن هذا العمل يقام برعاية السيدة أسماء الأسد التي تولي اهتماماً خاصاً بالموسيقيين السوريين وذلك بهدف دعم الابداع وخلق مناخات جديدة على صعيد هذا الفن الراقي في حياة الانسان. ‏
ـ من المعروف أنك اشتغلت على جمع الموسيقا السريانية القديمة، فما هو هذا المشروع وما النتائج التي توصلت إليها؟ ‏

عملت في الموسيقا السريانية منذ عام 1958 حتى الآن، ومنذ أن كنت شمّاساً في الكنيسة اكتشفت ألحاناً كثيرة مع تنويعات وإبداعات مركبة ضمن الطقوس الدينية على مدار السنة، وقد جمعت كل ذلك من المصدر تماماً فهذه التنويعات كانت تراثاً شفهياً فقمت بكتابتها موسيقيا ومن ثم طبعتها في حلب ضمن كتابين (تقليد رها) و(دير الزعفران) باهتمام من سيادة المطران يوحنا إبراهيم رئيس أبرشية حلب للسريان الأرثوذكس. ‏

ـ هل لك أن تشرح لنا أهمية تلك التنويعات بالنسبة إلى التراث السوري بشكل عام؟ ‏
تعتبر الموسيقا السريانية وهذه التراتيل من ضمنها، مرجعية هامة للموسيقا السورية ذات الشخصية المتميزة وهي تتألف من قسم من الألحان القديمة التي كانت تغنى في المعابد قبل المسيحية والقسم الآخر هو من الألحان الشعبية، وقسم من تأليف وإبداع أناس آخرين يحبون الموسيقا منهم الفخارون الذين لعبوا منذ القديم دوراً متميزا في الموسيقا.. إضافة إلى ذلك هناك تأثيرات أخرى للألحان اليونانية حيث تتجاوز خمسين لحناً جاءت من جزيرة قبرص وكريت في القرن السابع والثامن وقام بترجمتها يوحنا الدمشقي ثم ترجمت إلى السريانية وتم غناؤها. ‏
مجموعة التراتيل هذه، ورغم اسمها الديني، هي ألحان شعبية تعود إلى ما قبل المسيحية حيث يمكننا القول إنها تشكل مرجعية الموسيقا السورية. وهناك مرجعية أخرى هي الموسيقا الفلكلورية الموسيقا الدينية الإسلامية والموسيقا البيزنطية.. كلها تشكل جذور الموسيقا السورية ذات الشخصية الخاصة كما أسلفنا. ‏
الموسيقا السريانية منتشرة في الكنائس السريانية في بلاد الشام، لكن الوجه الآخر لهذه الألحان هو الألحان العربية من قدود وموشحات، فالقدود وحسب دراساتي المقارنة مع الموسيقا الإسلامية والشعبية في سورية، وجدت كثيرا من الألحان المشتركة بين التراتيل السريانية والألحان الشعبية وبين القدود والموشحات وقد قدمت نماذج من هذا النوع العربي والسرياني وكل إنسان يستمع إلى المجموعات الدينية الإسلامية في سورية والموشحات والقدود يشعر أنها تنتمي إلى جذور سورية قديمة ومنها السريانية. ‏
ـ هل ثبت علمياً أن السوريين هم من اكتشف السلم السباعي؟ ‏
هناك ثورة حضارية استخدمت السلالم الموسيقية في العراق وأوغاريت فشعوب المنطقة كانت تستخدم الموسيقا بشكل كبير خصوصاً في طقوس العبادات وكان لهذه الموسيقا مكانة هامة في المجتمع القديم وقد ظهرت على النقوش والصور كجوقات تعزف على آلات نفخية وهي تدل على أن للموسيقا أهمية كبيرة في سورية ما قبل المسيحية والاسلام. ‏
ـ هل موسيقا نينوى وأوغاريت المعروفة حالياً جزء من هذا التراث؟ ‏
موسيقا نينوى ألفها موسيقي إيراني أما الأوغاريتية فهي رقيم وجد عليه العلماء علامات موسيقية ترجموها وعزفوها لكن هذا الرقيم الأوغاريتي لا يكفي لاعطائنا فكرة عامة حول الوضع الذي كانت عليه الموسيقا في الألف الأول والثاني قبل الميلاد، لكننا نستطيع الاستنتاج والتأكد من وجود سلم سباعي كامل وذلك من اكتشافات بلاد ما بين النهرين. ‏
بما أن الموسيقا قديما لم تدون بكميات كبيرة، لم نتمكن من معرفة شخصيتها تماما، ورغم ذلك فهي لم تضع تماماً لأنها انتقلت إلى الوجدان الجماعي وتركت فيه آثارا موسيقية واضحة يمكننا دراستها والبحث عنها.. كذلك يمكننا دراسة الموسيقا الدينية بأشكالها المتعددة، ومن الممكن أن نصل إلى روحيتها وليس حرفيتها وذلك عبر دراسة المجموعات الصوفية الدينية الإسلامية والألحان الدينية المسيحية بشكل عام، من الممكن إيجاد هذه العبارات والخلايا الموسيقية التي توصلنا إلى روح الموسيقا السورية، طبعاً إلى جانب دراسات أخرى تتعلق بعلم الجمال والآثار التي تساعد في هذا المجال. ‏
ـ أليس من المحتمل أن تظهر في المستقبل اكتشافات جديدة تقدم نماذج أكثر وضوحاً وتنوعاً من الموسيقا القديمة؟ ‏
المؤثر أن الموسيقا التي تطورت في العصر العباسي خصوصا كانت تشكل مجموع الموسيقا الموجودة في المنطقة، لكنها لم تصل إلينا كما يجب ربما لأن الموسيقا أصبحت غير مستحبة في وقت ما وربما لأن الموسيقيين أرادوا الاستئثار وعدم إعطاء ألحانهم لأحد.. فرغم أنهم وجدوا أساليب للتدوين الموسيقي لكنهم لم يدونوها، فكل ما وصل إلينا هو ما تناقلته الأجيال شفهياً. ‏

في العصر العباسي كتب العلماء الموسيقيون العرب أبحاثاً كثيرة وغنية في علم الصوت والنسب الرياضية والذبذبات والمدارس الموسيقية المختلطة وفيما بعد انتقلت هذه الدراسات كلها إلى تركيا في العصر العثماني ومازالت تركيا تتعامل مع هذه الدراسات بجدية جيدة. ‏
¬يبدو أن القدماء أولوا اهتماماً كبيراً للموسيقا.. بماذا تفسر ذلك؟ ‏
نعم، الموسيقا كانت تخدمهم في عباداتهم الدينية وطقوسهم في الميثولوجيا والأساطير وصراع الآلهة والبشر.. في كل هذه الأمور كانت الموسيقا تلعب دوراً هاماً جداً في التعبير والرقيمات المكتشفة في المراحل المختلفة تدل على ذلك بشكل واضح. ‏
في المسيحية، خف الاهتمام بالموسيقا قليلاً وبقيت ضمن جدران الكنيسة ألحان تخلق الأجواء الروحية التي تساعد المؤمنين في العبادة وشكلت وألفت ألحان كثيرة ضمن الطقوس.. أما في الإسلام فكانت الموسيقا تعاني حظاً أقل من السابق نظراً لبعض الآراء للأئمة التي حرّمت الموسيقا وبعض الآراء الأخرى التي سمحت، ولكن الموسيقا بقيت أيضا في الإسلام حاملاً للمعاني المقدسة ضمن التراتيل وضمن الآيات القرآنية من خلال التجويد القرآني. ‏
أما في التجمعات الصوفية فكان للموسيقا دور أهم وأكبر ضمن الطقوس مثل (الموالد والأذكار والأعياد...الخ (أما الآن صارت الموسيقا متمثلة في ثلاثة اتجاهات أساسية: مجموعة الفلكلور الشعبي وضمن مجموعة من الألحان الدينية وكذلك مجموعة الألحان السائدة الاستهلاكية التي تقدم ضمن الملاهي.. وهذا الخط الثالث حصلت فيه تداخلات أكثر من الخطين الآخرين دخلت فيهما تأثيرات جانبية من قبل الغزاة والمستعمرين ومن قبل التقاليد، وموسيقا البلاد المجاورة، لذلك فإن الموسيقا الشعبية والدينية تبقى أكثر مصداقية وأهمية كمرجع أساسي لأي دارس أو مؤلف موسيقي. ‏
اليوم نلاحظ بشدة أن الخط الاستهلاكي يتطور بسرعة متأثرا بالموسيقا المجاورة للشعوب، أما الموسيقا الخاصة والأغاني التي تمثل الشخصية السورية فهي كميات قليلة نظراً لعم رجوع الموسيقيين إلى المراجع في التراث الموسيقي في سورية.


الآن وبعد دراستي للموسيقا في القاهرة وانفتاحي على الموسيقا العالمية ودراستي للموسيقا الشعبية والعربية ضمن التراث )الموشحات والقدود والأدوار (اكتشفت أن الموسيقا العربية بمقاماتها وأجناسها غنية جداً وتحوي على مضامين موسيقية ضمن قوالب وصيغ متعددة.. كل هذه الموجودات والمنتجات توحي بصدق وجدية الأساتذة السابقين في الموسيقا من خلال انتاجهم ودراساتهم وقد لاحظت أيضا أن الموسيقا العربية في هذه الفترة التي تمتد مئتي سنة مضت كرست على منطق الطرب في الموسيقا، طبعا الطرب شيء هام ورائع في موسيقانا العربية لكن الطرب وحده غير كاف لشحن الانسان العربي في هذه الأيام التي نجحت فيها تطورات سريعة في الفكر والفنون والثقافة. ‏
موسيقا الطرب التقليدية صارت تشد الناس في حالة تشبه الاستلاب وكأنه لم تعد هناك مشكلات أخرى تهم الإنسان العربي في حياته المعاصرة فابتعد الانسان عن مشكلاته وهمومه ومتطلبات حياته ضمن هذه الحالة الاستلابية الطربية.. لذلك انصب اهتمامي أكثر فأكثر حول كيف نطور موسيقانا ضمن مقاماتها وأجناسها في موسيقا تحمل وتحوي مضامين متعددة ضمن حوارية جدلية وتفاعلية تمكنها أن تلعب دورا ايجابيا داخل الإنسان العربي، هناك الكثير من الأساتذة قالوا إن الموسيقا العربية ليست صالحة لمشاركة العقل في البنية الموسيقية المتطورة الجيدة لأنها تحوي مسافات لا تركب لها هارمونيات وبوليفونيات، الى ما هنالك من علوم حديثة في الموسيقا العالمية، لذلك هي عاجزة عن هذا الدور.. لكنني أرد على الأساتذة أن المقامات والأجناس العربية ليست هي السبب بل السبب هو العاملون في الموسيقا العربية الذين فضلوا العمل السهل فانقادوا إلى الموسيقا السابقة ضمن طربياتها وتقليدها وقواعدها الجاهزة. ‏
لذلك منذ عام 1964 وحتى الآن وأنا أخوض تجارب موسيقية من أجل تطويع المقامات والأجناس بمرونة وأصالة ضمن حركة حوارية ديناميكية لخلق حوار موسيقي وفكري في آن واحد ولخلق موسيقا جديدة مستمدة من التراث السوري والعربي وبلغة موسيقية محلية مستفيدا من المعطيات الايجابية في الموسيقا العالمية في علوم الهارموني والصيغ المفتوحة...الخ. ‏
في هذه الحفلة سوف نسمع خلاصة هذه التجارب بعلامات موسيقية جديدة وفورمات وصيغ مكتوبة بصيغة مفتوحة )فورم سوناتا (و)الروند) و ضمن روحية المقامات والأجناس العربية. ‏
سيطلق C.D عدد اثنين ليطلع الناس وذلك برعاية السيدة أسماء الأسد التي دأبت على رعاية الموسيقيين بهدف دعم الابداع وخلق مناخات جديدة في الموسيقا بشكل‏
zkatreeb@yahoo.com ‏
">عام. ‏

130
العثور على وجه الموناليزا السومرية في احدى البساتين





افادت مصادر امنية ان الشرطة العراقية بمساعدة القوات الأمريكية عثرت على وجه سومري يسمى "سيدة الوركاء" ويكنى في أوساط الأثريين بـ"الموناليزا السومرية".وقد عثر على القطعة النادرة التي يعود تاريخها إلى خمسة آلاف عام مضت في أحد البساتين بعد أن تلقت الشرطة وقوات التحالف بلاغاً بوجودها هناك.ووجدت سيدة الوركاء المرمرية، البالغ طولها 20 سنتيمتراً، مدفونة في الطين على عمق ستة بوصات بدون أن يكون قد نالها أدنى أذى.
وتقول السلطات إنه على الرغم من استرجاع المتحف العراقي لحوالي 3500 قطعة كانت قد نهبت منه خلال الفوضى التي أعقبت سقوط بغداد، إلا إنهم لا يزالون يبحثون عن عشرة آلاف أخرى لا تزال مفقودة.
وتجدر الإشارة إلى أن بعضاً من تلك القطع كان المواطنون العراقيون العاديون قد أخذوها من المتحف إلى منازلهم في محاولة للحفاظ عليها إبان الحرب وقد أعادوها طوعاً إلى المتحف حين هدأت الأمور نسبياً. كما وجدت بعض القطع الأخرى مخبأة في خزانات بمناطق متفرقة في بغداد.
ومما يبعث المزيد من الأمل لدى الأثريين والمواطنين الشرفاء في استعادة كافة ما نهب على مدى الزمن، هي السياسة الأمنية الصارمة التي اتفق عليها العالم في محاولة تعقب الجناة عند محاولتهم بيع أو تهريب أي من تلك القطع الأثرية العظيمة.

موقع نون الخبري

131
كنيسة الاقيصرفي كربلاء..أقدم كنيسة عراقية سبقت الإسلام بأكثر من 120 عاما




الخميس 24/01/2008
كربلاء لا تضم العتبات المقدسة فقط ..ولكنها تحتضن اقدم كنسية في العراق إذ تشير المعلومات إلى أنها أُسست قبل 120 عاما من ظهور الإسلام ، وهي تقع في وسط موقع يطلق عليه (الاقيصر ) على مسافة 70 كم جنوب غربي كربلاء ، وعلى مبعدة 5 كم من قصر (الأخيضر) التاريخي المعروف.
وكان هذا الموقع مدينة متكاملة تزخر بالحياة منذ قرون بعيدة ، ويحكي ما بقي من آثارها انها كانت مدينة عامرة قبل الإسلام.
وتضم كنيسة الاقيصر التي تقع وسط الصحراء رسومات متعددة عبارة عن صلبان دلالة الديانة المسيحية.
ويقول ماجد جياد الخزاعي المدير السابق لهيئة السياحة في كربلاء "هذا المكان الذي يطل على حقبة تاريخية مهمة يعطي دلالة على عمق تاريخ المدينة التي يتصور البعض ان تاريخها محصور بما عرف عنها كونها مدينة اسست بعد استشهاد الامام الحسين بن علي (ع) في واقعة الطف..فهذه الكنيسة ووجودها في كربلاء وقدمها وتاريخها البعيد يعطي دلالة على ذلك."
ويضيف الخزاعي.." توجد على جدران الكنيسة كتابات آرامية تعود إلى القرن الخامس الميلادي حسب ما ذكرته الدراسات التي قام بها عدد من الباحثين والآثاريين..وفيها كذلك مجموعة من القبور قسم منها يعود إلى رهبان الكنيسة ورجال دينها الذي كانوا يقدمون تعاليمهم وخدماتهم وهي ملاصقة للكنيسة."
وتابع "والقسم الآخر لعامة الناس من المسيحيين الذي يدفنون هنا وهو يبعد عن الكنيسة بمسافة تزيد عن 20 مترا."
وأوضح أن "الكنيسة يحيطها سور بني من الطين فيه أربعة أبراج ويوجد في السور خمسة عشر بابا للدخول وهي مقوسة من الأعلى..فيما يبلغ طول بناء الكنيسة ستة عشر مترا و عرضها أربعة أمتار."
واشار الى ان الكنيسة " بنيت من الطابوق المفخور أو الفرشي..وهذه القيمة البنائية تثبت إنها اقدم كنيسة شرقية في التاريخ لأنها وحسب الدراسات بنيت في منتصف ستينات القرن الخامس الميلادي..وهذا يعني إن هذه الكنيسة الموجودة في كربلاء قد بنيت قبل الإسلام بأكثر من 120 عاما حسب ما ذكره الدارسون والكتب."
وبين الخزاعي أن "التنقيبات التي أجريت هي التي اكتشفت هذا الموقع والكنيسة عندما قاد السيد مظفر الشيخ قادر البعثة العراقية في هذه المنطقة."
وقال إن "موقع الكنيسة كان مثبتا لدى الاخوة المسيحيين من الكلدان الذي كانوا يأتون إلى الكنيسة لزيارتها كل عام لاحياء قداسهم واقامة الصلاة في مذبح الكنيسة، مضيفا أن هذا المكان لا بد أن يكون مكانا سياحيا ودينيا للاخوة المسيحيين لأنهم يعتبرون هذه الكنيسة هي اقدم كنيسة في الشرق الأوسط بل في الشرق عموما."وأعرب الخزاعي عن إعتقاده بان "إعادة اعمار الكنيسة لابد أن يجلب المنفعة للجميع..المسيحيين للصلاة وغيرهم كسياحة أثرية لان هذه الأرض هي منجم للسياحة ونحن بعيدون كل البعد عن استغلال ما لدينا من آثار من اجل السياحة في حين إن العالم لا يملك مثلما نملكه والسياحة لديه عامل من عوامل الاستقرار الاقتصادي."وإستطرد الخزاعي ان " آثار النبش والحفر في الكنيسة وقبورها بقصد السرقة واضحة لأن ما جرى بعد سقوط النظام من عمليات نهب وسرقة لم يترك حتى هذه الأماكن البعيدة"، موضحا أن "الكنيسة فيها قبور تاريخية وأن السراق تصوروا أن في هذه القبور ذهبا وحليا وأحجارا كريمة وغنائم أخرى."واوضح انه تم " نبش اكثر من 25 قبرا بحثا عن الغنائم..وترى أيضا آثار التخريب من قبل عسكر النظام البائد الذي اتخذ من موقع الكنيسة مكانا للتدريب والتصويب ..وترى بقايا القذائف المنفلقة وغير المنفلقة ما زالت موجودة."وكشف المدير السابق لسياحة كربلاء أن "الدراسات والتنقيبات اثبتت أن هذه القبور حفرت بحيث يحتوي كل منها على بناء حجري يضم الرفاة فيما يغطى اللحد بحجر كبير.. أما جدرانه فهي مكسوة بالجص وبعدها يهال على القبر التراب ليطلى بطبقة من الجص لتكون هي الظاهرة من الخارج."وتابع أن " إتجاه القبور يكون دائما باتجاه بيت المقدس ويبلغ عمق كل قبر اكثر من متر و25 سنتميترا وطوله مترا و 20 سنتميترا فيما يبلغ عرضه 60 سنتميترا."وبين مدير السياحة أن "العوامل البيئية عرضت الكنيسة إلى الكثير من التخريب من خلال ما تعرضت له من كوارث..ونرى ذلك واضحا من خلال أبواب الكنيسة التي أغلقت من الخارج بالحجر والجص."وأشار إلى إن الكنيسة "إذا ما بقيت مهملة فان عوامل الزمن قد تعرضها إلى الكثير من المشاكل لان الترميم الصحيح هو السبيل الوحيد لكي تبقى الكنيسة صامدة على أن تعاد قبة المذبح التي سقطت ويعاد ترميم الغرف المهدمة المحيطة بالكنيسة المخصصة للكهنة."
وطالب الخزاعي "بحملة لتشجير المكان وجعله اكثر جمالا مثلما نريد تعبيد الشارع الموصل إلى الموقع من الشارع الذي يربط كربلاء بعين التمر."وحذر من أنه إذا لم يتم ذلك "فإن ما تبقى من الكنيسة والموقع سيندثر حتما وسنخسر واحدة من المعالم الأثرية المهمة في العراق مثلما نخسر موقعا سياحيا رائعا سيأتي إليه آلاف السياح من المسيحيين وغيرهم من كل أرجاء العالم.



132
البيان الختامي لمؤتمر اللغة السريانية الثالث
19-22 كانون الأول 2007 - دهوك

 


تحت شعار " لغة قومية واحدة موحـَدة وموحـِدة " انعقد مؤتمر اللغة السريانية الثالث في مدينة دهوك
 للفترة من 19 الى 22 كانون الأول 2007 .

افتتح المؤتمر أعماله برعاية الاستاذ سركيس أغاجان وزير المالية والاقتـصاد في حكومة اقليم كردستان وبحضور عدد من السادة الوزراء والمسـؤولين الرســميين وممثلـي التنظيمــات السـياسـية والمؤسسـات القومية والثقافية والاجتماعية العاملة في الاقليم فضلاً عن نخبة من المهتمـين باللغة السريانية ومحبيها من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري والمختصين بها من أبناء شعبنا العراقي . والجدير بالذكر أن المؤتمر كان مقرراً انعقاده في بيروت في ايلول من هذا العام ، غير ان الظروف الامنية حالت دون ذلك ، لذا ارتأت الامانة العامة للمؤتمر أن ينعقد في مدينة دهوك – العراق.
بدأ المؤتمر اعماله بحفل الافتتاح الذي كان مهرجاناً جميلاً ثرياً في الكلمات التي القيت من قبل المشاركين والضيوف وكذلك في حجم ونوع المشاركة الرسمية والقومية . وواصل المؤتمر اعماله لثلاثة أيام متوالية وبواقع جلستين كل يوم ، أسهم فيها عدد كبير من الباحثين والمختصين باللغة السريانية من داخل الوطن وخارجه ، حيث دفعهم حبهم لأمتهم وللغتهم للمشاركة في المؤتمر بحيوية وفعالية ، يحدوهم الامل في دفع عجلة السريانية الى أمام لتواكب ركب اللغات الاخرى ، ولتستعيد ماضيها المشرق يوم كانت لغة الثقافة في أرجاء الشرق ، وبما يتلاءم مع طموحاتنا القومية المشروعة في حكم ذاتي في مناطقنا التأريخية


وقد ناقش المؤتمرون محاور المؤتمر ادناه :

١- التعليم السرياني في المرحلة الجامعية
٢- تطوير اللغة السريانية المعاصرة .
٣- اللغة السريانية هوية وحضارة .
٤- تجربة التعليم السرياني ومعوقاتها .





 



وقد حفل المؤتمر الثالث بالمناقشات الجادة والمداخلات المفيدة فضلاً عن الطابع الاكاديمي الذي تميزت به بعض البحوث ، مما يؤشر الى الحالة الايجابية والطريق الصحيح الذي يسير فيه المؤتمر . كما كان هذا المؤتمر انتقالة نوعية من الميدان النظري الى الميدان العملي عبر تشكيل لجان مختصة في القواعد، والمصطلحات واحياء المفردات المماتة من اجل إثراء اللغة .هذا وقد خرج المؤتمر بتوصيات عدة حول المحاور التي نوقشت .
واذ يختتم المؤتمر أعماله لا يسعه الا أن يوجّه شكره وعرفانه الى كل من مدّ يد العون بغية انجاح المؤتمر مادياً ومعنوياً وفي صدارتهم الاستاذ سركيس أغاجان وزير المالية والاقتصاد في حكومة الاقليم . كما يطيب لنا نحن المؤتمرين أن نقدم شكرنا الى الدوائر المعنية في محافظة دهوك وعلى رأسها السيد المحافظ والسيد نائب المحافظ لاِبدائهم التسهيلات اللازمة ، والى رئاسة جامعة دهوك لاستضافتها حفل الافتتاح.
كما ونثمن دور وسائل اعلامنا ولا سيما المرئي منها في نشر اللغة السريانية العزيزة. وفي الختام يسجل المؤتمرون شكرهم وتقديرهم الى أبرشية- ماردين- في تركيا لرغبتهم في إستضافة المؤتمر الرابع للسنة القادمة في دير الزغفران حيث أقرّ المؤتمرون ذلك .



دهوك22 كانون أول 2007









اعمال المؤتمر الثالث للغة السريانية لليوم الرابع في دهوك


 


اختتم مؤتمر اللغة السريانية الثالث أعماله بجلسته الختامية و التي عقدت في الساعة العاشرة من صباح السبت الموافق 22 كانون الاول 2007 , حيث استعرض المؤتمرون وقائع جلسات العمل . وقد نوقشت مقترحات وآراء عديدة واغنت المداخلات التي اتخذت طابعا اكاديما محاور المؤتمر وتم اتخاذ القرارات والتوصيات بها. وختم المؤتمر بقراءة البيان الختامي الذي اكد ان هذا المؤتمر كان انتقالة نوعية نحو الهدف المنشود تجسد في انبثاق هيئات ولجان متخصصة لدفع عجلة السريانية الى امام . وأكد المؤتمرون موعد المؤتمر الرابع في دير الزعفرانية في طور عابدين بجنوب تركيا في شهر أكتوبرمن
عام 2008










133
اهمية وحدة
خطابنا السياسي

بقلم. جبرايل ماركو



الخطاب السياسي هو منظومة من الافكار تشكلت عبر تراكمات نضالية ومعرفية نابعة من قراءات سياسية دقيقة للواقع بكل مكوناته الثقافية والنفسية والاجتماعية وتمحورت عبر مفاهيم وتجارب مستمدة من التراث والوقائع والاحداث التأريخية المهمة في حياة الشعوب. التي تختلف في الياتها ونظمها حسب مستوى النضج الفكري والوعي لمتطلبات المجتمع ومدى مصداقية ارتباطها بمستوى الاداء الحركي في العملية السياسية وحضورها وتعاملها مع الحقائق بوضوح وشفافية مع قضايا شعبها. من هنا يساهم الخطاب السياسي في المجتمعات الحية والديمقراطية بدور محوري وفعال لايجاد الالية العملية لصياغة الاسس التوافقية حول المشروع السياسي التي تخرجه من دائرة التخلف الفكري والثقافي والنفسي الى دائرة القراءة العقلانية للفكر والطرح الموضوعي لاليات المشروع الوطني.

 فكم احوجنا اليوم نحن كشعب اصيل في العراق الذي حرم من ابسط حقوقه القومية منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة. الى وحدة خطابنا السياسي لنستطيع من خلال الياته اقناع كل المكونات القومية العراقية بمشروعية وعدالة مطالبنا القومية واولها الحكم الذاتي. وان نواجه كل التحديات التي تقف عائقا امام الاقرار بمشروعنا السياسي بصدق وتصميم. مع تحفيز عملية الحوار المسؤول بين جميع احزابنا ومؤسساتنا القومية وخاصة في هذه المرحلة المصيرية والصعبة التي تجتازها العملية السياسية في العراق بشكل عام. ومرحلة بلورة اهمية الاقرار بمشروع الحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري ضمن مناطقنا التأريخية في الوطن بشكل خاص. والارتقاء بالاداء القومي بين اوساط جماهيرنا الشعبية وتياراتنا السياسية التي باتت تتطلب من الجميع مسؤوليتهم القومية المخلصة لتبني مشروع وحدة خطابنا السياسي في العراق الجديد.

 لعلها المرة الاولى في تأريخنا السياسي المعاصر يبدو فيها استحقاقنا السياسي في الوطن يمر عبر مرحلة مفصلية ما بين بداية الاستقرار وشراكتنا السياسية في الوطن وبين تداعيات تهميش وحرمان مكون قومي اصيل من حقوقه القومية المشروعة. وهي المرة الاولى ايضا التي يسود فيها التشتت والاحباط على كل المستويات بين اوساط شعبنا ومؤسساته القومية. حيث يزداد القلق على مصيرنا القومي والديني في العراق. فيما نزيف الهجرة من الوطن مستمر من دون ان نوليه اي اهتمام جدي لوضع الاليات العملية لمعالجته من خلال العمل على توفير المتطلبات الاساسية لديمومة الحياة وبذل الجهود لاقامة مشاريع انمائية في جميع مناطقنا لخلق فرص عمل جديدة قادرة على النهوض باعباء الحياة واستمراريتها. هذا الوضع بات اليوم يشكل تهديدا جديا لكياننا ولمستقبل وجودنا في العراق. انه تحد كبير تواجهه ساحتنا القومية بكل احزابها ومؤسساتها القومية للعمل على ضروروة الاتفاق على وحدة خطابنا السياسي والانتقال الى مرحلة اكتساب بعد تغييري يواجه من خلاله النشاط السياسي التقليدي ويكسر حلقات الجمود التي تقيد انتقاله الى مرحلة  الواقعية والحداثة والشفافية في التعاطي والتعامل مع الوقائع والتحديات والمستجدات التي تمر بها قضية شعبنا القومية ومستقبلها السياسي بعد الاخفقات والتناقضات والمصالح الحزبية التي تشهدها ساحتنا القومية منذ سقوط النظام الشمولي في الوطن. ابتداء من مرحلة تأسيس مجلس الحكم ومرورا بجميع المراحل الانتقالية الاخرى وصولا الى مرحلة صياغة دستور العراق الفدرالي. اذ ساهمت به احزابنا ومؤسساتنا القومية والكنسية  من خلال ممثليها بخطابات سياسية تمحورت حول مكتسباتها فقط وتركت بصمات سلبية على الصيغة الضبابية التي وردت في مواد الدستور تلك التي تخص حقوقنا القومية حيث قسمتنا من حيث لا ندري الى قوميتين كلدانية واشورية امام مرأى اكثر كتلنا الدينية والحزبية نفوذا.

ان حيثيات خطابنا السياسي ما تزال حتى اليوم تنطلق من دائرة ردود الافعال على الاحداث من دون اي يكون لها اي دور فاعل في صناعة الحدث نفسه. فيكفي ان تحصل ازمة معينة على ساحتنا القومية او الوطنية حتى نرى في اليوم التالي قد غرقت مواقعنا الالكترونية وبعض وسائل اعلامنا المرئية بالاراء والتحليلات والمواقف التي تتراوح بين المدافعة والشاجبة للحدث من دون ان تقدم اي بديل عملي لاعتماده كحل للقضية. ومازلنا نمضي قدما في دوامة مفرغة لا ترقي بنا الى مستوى المسؤولية القومية ولا تقدم لجماهير شعبنا فكرا بناء ولا طرحا سياسيا يهدف الى  تحقيق نتائج ملموسة في العملية السياسية على الساحة العراقية . فلا يمكن ان يكون لنا خطاب سياسي موحد وفاعل ومؤثر على القرار السياسي الوطني ما لم ينطلق من وحدة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ومن تحقيق طموحه والاقرار بمشروعه السياسي المتمثل بالحكم الذاتي في مناطقه التأريخية وتثبيته في دستور العراق الفدرالي ودستور اقليم كوردستان. كضمانة قانونية لشراكتنا السياسية الفعلية في صياغة القرار الوطني.

 فالمتابع للخطاب السياسي لبعض تياراتنا السياسية يلمس وبكل وضوح مدى التقلبات والاضطرابات الفكرية والسياسية التي تتسم به طروحاتها السياسية لحقوقنا القومية في العراق. والذي يعكس في نفس الوقت ضعف قدرتها على القراءة السياسية للواقائع والاحداث على الساحة الوطنية وعدم استيعابها لمرحلة التحولات الجذرية التي طرأت على ساحتنا العراقية والاقليمية والدولية. وتجاهل ادبيات هذا الخطاب المصلحي لاهمية المرحلة الفاصلة والمحورية لواقعنا القومي ومستقبل وجودنا في الوطن. لا بل يمضون احيانا بخطابهم الى محاولة طمس الحقيقة كليا بدلا من التأسيس عليها.  لايجاد معادلة جديدة ونظام سياسي قوامه الشراكة السياسية الحقيقية لكل الموكونات القومية في بناء العراق الفدرالي الموحد. واحيانا تذهب تلك التيارات في مواقفها وتصريحاتها السياسية المعلنة والخفية الى ابعد من ذلك واصفة المطالبة بالحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري بالمشروع العنصري الذي  سيشكل خطرا على سلامة ووحدة العراق ليقدمنا على اننا عنصريون بعكس ما تختزنه الذاكرة العراقية عبر تأريخها الطويل بأننا نحب الجميع ونسعى الى عراق التأخي  والمحبة. مكتفيا هذا الخطاب بالاستسلام لبعض المكاسب الحزبية الانية من دون اعطاء اي اعتبار واضح لمستقبلنا القومي في الوطن الذي سيحرك مسار هذا التأريخ  في العملية السياسية على اساس تفاعلي مع كل المكونات القومية في الوطن.

 فخطابنا السياسي المتعدد الاراء والافكار والطروحات لا يزال يرواح ضمن دوائر فكرية مغلقة يقف عاجزاعن توحيد نفسه وعن ايجاد الية انفتاحه على بقية المكونات القومية العراقية لتخرجه من دائرة المرواحة والتقوقع ضمن صيغ قديمة شكلت في مرحلة معينة عقيدة لبعض احزابنا في طروحاتها التي لا زالت تهدف الى تضليل ابناء شعبنا. فباتت اليوم تفتقر الى مستندات علمية وفكرية تجعل منها سندا واقعيا فاعلا ومؤثرا على ساحتنا القومية والوطنية لتخرجنا من الدائرة الانية السياسية الى الدائرة الاستراتيجية الفاعلة على المدى البعيد. وللعمل ايضا على ترسيخ خطاب سياسي نقدي ومسؤول يسترشد بالاسباب الحقيقية التي كانت الدافع الحقيقي لانطلاقة المبادرة الشعبية في الوطن والمهجر والتي ساهمت في انعقاد مؤتمر عنكاوة. حيث انعكس بنتائجه الايجابية على نفسية الاغلبية الساحقة من جماهير شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. الذي اكد على وحدة خطابنا السياسي واهمية تبنيه في هذه المرحلة الراهنة من خلال اعتماد الحوار المسؤول والبناء والتفاعل بين مختلف الاطر الفكرية والسياسية. سمتها الاساسية الانتقال الى المرحلة الفعلية لاستقلالية قرارانا السياسي ممارسة وايمانا. ولتوحيد خطابنا السياسي الذي ما يزال يفتقر الى ادنى الشروط التي يجب ان تتوافر في الخطاب السليم الا وهي الديمقراطية. فما زال خطابنا يحمل في طياته سعيا حثيثا لتحقيق مبدأ غلبة فريق على اخر كونه يتعامل مع الرأي الاخر كتعامله مع معتد يفتقد الى كل مقومات المسؤولية. والموسوم بسمة الانحراف عن قيمنا القومية والوطنية. ولكونه ايضا منذ مرحلة تكوينه حتى بلوغه هذا المستوى الذي هو عليه اليوم لم يبرهن القيمون عليه لجماهير شعبنا على تقديم المصلحة العامة على المصالح الحزبية الضيقة والخاصة

في الختام سيبقى شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وطموحاته القومية والوطنية المشروعة مصدر القرارات المصيرية ومعيار الحقيقة عندما تتناقض الاراء والمواقف بين احزابنا الفاعلة على ساحتنا القومية والوطنية

134
ندوة سياسية

عن الحكم الذاتي

في مدينة اسكلستونا

يقيم مكتب السويد –  للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري-  ندوة سياسية عن الحكم الذاتي في نادي بابل الكلداني الكائن في مدينة اسكلستونا  . وذلك يوم السبت المصادف في 24  تشرين الثاني  2007  في تمام الساعة السابعة مساء على قاعة النادي


محاور الندوة

1 – الوضع السياسي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق  1921  - 2003

2 – الاعلان عن مشروع الحكم الذاتي.  مؤتمر عنكاوة.  اهم مقرارته وتوصياته

3 – مقومات الحكم الذاتي  ومزاياه

4- البنية الاساسية للحكم الذاتي


المحاضرون

1.   السيد جبرايل ماركو

2.   السيد بولس دنخا

3.   السيد صبري ايشو


 

الدعوة عامة للجميع

حضوركم يشرفنا

مكتب السويد

135
ندوة حوارية

عن الحكم الذاتي

في سودرتاليا

يقيم مكتب اوربا –  للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري-  ندوة حوارية عن الحكم الذاتي في نادي بيت الثقافة الاشوري الكائن في مبنى اتحاد الاندية الاشورية في السويد. وذلك يوم الاحد المصادف في 4  تشرين الثاني  2007  في تمام الساعة الرابعة من بعد الظهر على قاعة عشتار


محاور الندوة

1 – الوضع السياسي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق  1921  - 2003

2 – الاعلان عن مشروع الحكم الذاتي.  مؤتمر عنكاوة.   واهم مقرارته وتوصياته

3 – مقومات الحكم الذاتي  ومزاياه

4- البنية الاساسية للحكم الذاتي


المحاضرون

1 – السيد جبرايل ماركو

 2 -  السيد بولس دنخا


يدير الندوة الاعلامي صبري ايشو بتغطية من فضائية عشتار


الدعوة عامة للجميع

حضوركم يشرفنا

مكتب اوربا

136
ندوة سياسية
عن الحكم الذاتي
في مدينة كوثنبورغ



بناء لدعوة انديتنا الثقافية في مدينة كوثنبورغ -  السويد -  يقيم مكتب اوربا للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري. ندوة سياسية عن الحكم الذاتي لشعبنا ضمن مناطقه التأريخية في العراق. وذلك يوم الاحد المصادف في 7  تشرين الاول  2007   في تمام الساعة الواحدة ظهرا على قاعة النادي الثقافي الاشوري


محاور الندوة


1- الوضع السياسي لشعبنا في العراق منذ عام 1921– عام 2003   

2- مشروع الحكم الذاتي.  مؤتمر عنكاوة. اهم مقراراته وتوصياته

3- مقومات الحكم الذاتي ومزاياه

4- البنية الاساسية للحكم الذاتي


المحاضرون

السيد جبرايل ماركو
السيد بولس دنخا

للمزيد من المعلومات يرجى الاتصال بالسيد جبرايل ماركو على الرقم 0704302214


الدعوة عامة للجميع

حضوركم يشرفنا

مكتب اوربا

137
ثقافة العيش المشترك

والبنية التحتية للحكم الذاتي


بقلم. جبرايل ماركو

دأب المفكرون والفلاسفة الاصلاحيون في العالم الديمقراطي الحر. على البحث والدراسة لاعداد الصيغ والمبادئ للقوانين الاساسية التي تتطلب تبنيها في دساتير الدول ذات التعددية القومية كبديل عملي لحل وضبط وضمان استقرارية انظمتها السياسية. من خلال حثها على تبني البديل الديمقراطي والياته العملية القادرة على تجسيد مفهوم ثقافة العيش المشترك باعتبارها الضامن الاخلاقي للهوية القومية ولوحدة الوطن واستقراره. ولتفعيل صيرورة التقارب والتكامل لاعتماد صيغ حضارية للتعامل مع حقيقة الاختلاف الثقافي وضرورات العيش المشترك والقناعة التامة لتبني الحوار الشفاف كخيار وحيد لانتاج الحلول الاصلاحية للدساتير والقوانين الاساسية التي تحفز على ابراز الذاتية التاريخية واستمرايتها لكل مكون قومي. والعمل ايضا على التأسيس لاعادة بناء الانسان الحر والارتقاء بالفرد الى مستوى المواطنة الحقيقية التي لاتتعدد فيها الولاءات الا للعراق. والالتزام بالدستور العراق الفدرالي الذي اقر بحقيقة التنوع والتعددية الموجودة في وطننا التي تتناغم وتتجسد فيها الحقيقة الانسانية المطلقة على اكمل وجه لبناء دولة القانون التي يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات . عندئذ فقط يصبح في امكاننا تحرير ذهنية الفرد من سياسة التفرقة ومشاريع التقسيم وما اليها من اوهام. فتجارب الشعوب التي سبقتنا في تبني ثقافة العيش المشترك تبين لنا بوضوح عن الدور الفعال والبارز الذي ساهمت به المؤسسات الثقافية ومؤسسات المجتمع المدني. التي كانت السباقة دوما في لعب الدور الاساسي والمحوري في عملية التواصل بين السلطات السياسية والشعوب. وبين روح العصر وروح الشعب. وتجارب التغيير والحداثة قادته دوما طليعة النخب المثقفة وتياراتها الفكرية الرائدة. من خلال المساهمة الفعالة في عملية التأطير وصقل الرؤى الفكرية للتيارات السياسية في المجتمع من خلال أليات المؤسسات الثقافية  التي تعمل على ترسيخ قيم ومبادئ العيش المشترك في اوساط الرأي العام معتمدة علىالطرح العقلاني والموضوعي الذي يسعى على تربية المواطن وحثه على السعي والعمل المتواصل لبناء حقائق العيش المشترك في الواقع الاجتماعي والثقافي والسياسي والالتزام بمنظومة القيم الديمقراطية التي تشكل سياجا حاميا للهوية القومية والوطنية في ان واحد. والحركة الثقافية بمعناها الواسع باتت اليوم المحرك الفعلي  الذي يساهم في مد جسور التوافق  بين الشعوب لتعزيز التفاهم والتعاون على تجسيد التعايش المشترك ولاستمرارية الحركة الاصلاحية في بنيتها الاساسية وصيرورة التأريخ. فالثقافة تساهم ايضا بدور اساسي وفعال في عملية تطوير وصقل الوعي الاجتماعي والسياسي بين الاوساط الشعبية في اغلب دول العالم. فأي سلوك أو رأي أو موقف يتبناه الفرد اوالمجموعة لابد ان ينطلق من جذور البنية الثقافية. وعقدتنا الاساسية اليوم في الوطن تكمن في افتقارنا الى مبادئ ومفاهيم ثقافة العيش المشترك بالدرجة الاولى. التي باتت تتطلب منا وباصرارعلى البحث والدراسة لايجاد مشتركنا الحضاري والانساني الذي يحتضن ثقافة كل مكوناتنا القومية ويتفاعل معها ليتلمس في النهاية تأريخنا المشترك على ارض الوطن لالاف السنين.

 نحن اليوم في العراق بامس الحاجة الى الثقافة المدنية التي تستطيع ان تواجه متطلبات العصر وتتفاعل معه بدون اي تبعية للاخر الجغرافي أو التأريخي وبدون أي قطيعة معهما بل التواصل السرمدي لتستطيع التصالح مع نفسها ومع حاضرها وتخطط لمستقبلها لاحتضان عقلا عراقيا وطنيا يؤطر سلوك  الفرد والجماعة.ويتسم بالعقلانية ويتوافق مع التنوع المحلي والوافد الثقافي. وان ينطلق هذا العقل وهذه الثقافة من رؤية ثقافية لجميع قضايانا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. ولا بد ان تولد هذه الثقافة في فضاء واسع من الحرية الفكرية والسياسية التي تضمن النمو السليم للمشروع الثقافي القومي والوطني ويحترم الاخر ويتعايش ويتفاعل معه ويحترم الانسان باعتباره قيمة عليا قائمة بذاتها بعيدة عن أي انتماء عرقي أو ديني. والنظام الفدرالي الديمقراطي التعددي الذي يعترف بمشروعية الاختلاف والتنوع الاثني يؤكد على هذه المشروعية دستوريا ومؤسساتيا.

 وتأسيسا على ما تقدم ولكي نسترد دورنا الطليعي كشعب كلداني سرياني اشوري اصيل في الوطن بشكل خاص وفي المشرق بشكل عام. ولكي لا تبقى اجيالنا دوما في حالة ارباك وضياع وانهزام. ولكي لا تستمر ثقافتنا بممارسة التحديات والصراعات مع الثقافات الوطنية الاخرى. نرى لزاما علينا التشجيع وأخذ زمام المبادرة لطرح مشروع وطني على البرلمان العراقي لاصدار قوانين تعمل على تأسيس منهجية ثقافة العيش المشترك تدرس كمادة للتربية الوطنية في جميعا المدراس والمعاهد والجامعات العراقية. للسعي على اعادة اللحمة الوطنية بين أبناء العراق الموحد في كيانه السياسي المستقل المتناغم في تنوعه القومي والمنسجم مع تأريخة الحضاري الازلي. والعمل على ترسيخها في نفوس اجيالنا القادمة. تلك  تبقى مهمة ملقاة على عاتق النخب العراقية ومؤسسات المجتمع المدني الفتية العهد بالدرجة الاولى. التي لايمكن ان تعيد تأسيس العراق على ما يريد ان يبني عليه العقل الميليشيوي الطائفي. والشعب الكلداني السرياني الاشوري الذي كان دوما ضحية سياسة الانظمة الدكتاتورية المتعاقبة على السلطة في الوطن التي اقصت الاعتراف بحقوقنا القومية المشروعة من دساتيرها. و ضحية صراع مصالح الدول الغربية في الشرق الاوسط . مطالب شعبنا اليوم وفي ظل العراق الديمقراطي الفدرالي الموحد على الاقدام بشجاعة على ممارسة ثقافة العيش المشترك مع جميع ابناء المكونات العراقية متجاوزين مخاوفنا من الماضي وغير باحثين عن امان زائف يغرينا به الانغلاق داخل دائرة ضيقة. والاقدام بشجاعة ايضا على العيش معا مدركين ان مستقبلنا المشترك في العراق لا يرتسم لمرة واحدة والى الابد. بل يتطلب عناية دائمة وتسويات متجددة. والقرار هذا يتطلب منا ايضا ذكاء يجعلنا ان ندرك ان العلاقة مع جميع المكونات العراقية ليست فقط  ضرورة يمليها علينا العيش المشترك في بيئة متنوعة. بل هو مصدر غنى لكل منا ولجميعنا.لان شخصيتنا القومية والوطنية تتكون وتتشكل من خلال علاقتها بالاخر الذي يضيف اليها ابعادا جديدة. وهذه العلاقة في العيش المشترك تكون فعالة وغنية بتراكمها المعرفي بمقدار ما يكون الاخر يتفاعل معها ايجابيا. فذكائنا سيجعلنا ايضا ندرك ان الشعب الكلداني السرياني الاشوري لا يستطيع التماثل مع أي من المكونات العراقية. فلكل قومية خصائصها ومميزاتها والعراق لا يختزل بواحدة منها. لذا فتغيير الزمن في ذهنية ابناء شعبنا يحتاج الى عمل دؤوب على اكثر من صعيد والمهام المطروحة امامنا متعددة ومتنوعة ومن اهمها.

1- العمل على تنقية ذاكرتنا التاريخية من التراكمات السلبية. واستخلاص العبر والدروس من الماسي التي حلت بنا. والبحث عن حقيقة ما جرى لانجاز المصالحة مع الذات ومع جميع المكونات العراقية. في الوقت الذي يتطلب من جميع تياراتنا السياسية ومؤسساتنا القومية والكنسية العمل على التأسيس والتركيز على هذه المراجعة التأريخية من اجل فتح صفحة جديدة في العلاقات مع أبناء جميع المكونات العراقية من الجنوب الى الشمال

2- تفعيل دور جميع القوى القومية في العملية السياسية الهادفة لتثبيت الحكم الذاتي في الدستور العراق الفدرالي ودستور اقليم كوردستان. كضمانة قانونية ووطنية وامام المحافل الدولية. والعمل معا على بناء الدولة الديمقراطية العصرية. القائمة على التوافق بين المواطنة والتعددية القومية. وعلى التمايز الصريح في طرحنا السياسي وصولا الى المطالبة بفصل الدين عن الدولة. بدلا من اختزال الدين بالسياسة من خلال منطلقات دينية بحتة  لها صفة المطلق. فالامر يحتاج منا جميعا الى تعبئة كل الطاقات وفي مختلف المجالات. وتثمين الدور الهام الذي تقوم  به احزابنا التي طالبت ودعمت مشروع الحكم الذاتي في مناطقنا التأريخية في العراق. أما استعادة دورنا كشريك حقيقي وفعال على الساحة الوطنية العراقية. يتطلب منا العمل على اشراك كل الطاقات الغير حزبية في مشروع الحكم الذاتي. فقوة الحركة الجماهيرية التي ظهرت قبل وبعد انعقاد المؤتمر الشعبي الكلداني السرياني الاشوري في مدينة عنكاوة في  12- 13 اذار 2007.  نبعت من كون غالبية المشاركين فيها اتخذوا قرار المشاركة من تلقاء ذاتهم. فلم يشاركوا لنداء من خارج  محيطهم بل اعتبروا أنفسهم معنيين بدعم مشروع الحكم الذاتي في مناطقنا التأريخية. وبوحدة الشعب الكلداني السرياني الاشوري. وبوحدة خطابه القومي والوطني. بصفتهم الشخصية وعلى طريقتهم الخاصة. هذه الصحوة الشعبية الفريدة من نوعها شكلت منعطفا هاما في تأريخ حركتنا السياسية. وباتت جديرة بالاهتمام والدراسة عن دورها وتأثيرها في رسم معالم مستقبل مشروعنا القومي في العراق الفدرالي. لأنها ادخلت بعدا جديدا في مسار حياتنا النضالية التي كانت دوما محصورة بأليات احزابنا السياسية.

3-  مقاربة الواقع الاقتصادي في مناطقنا التاريخية. والعمل على صياغة برامج تنمية محلية ترتكز على امرين اساسيين.

اولا-  وضع قاعدة احصائية شاملة تشمل عملية تشخيص لكافة الامكانيات والمعطيات المتوافرة في مناطقنا. زراعية, سياحية, بيئية. صناعية .....

ثانيا- التعاون مع الهيئات المحلية واصحاب الخبرة والاختصاص لتحديد المشاكل والبحث عن الحلول. والعمل على وضع خطة للتنمية المستدامة. والتواصل والتعاون مع المنظمات المحلية والمؤسسات المالية والهيئات الدولية ذات الاختصاص والمغتربين لتمويل المشاريع المندرجة في هذه الخطة

4-  ايلاء مسألة التعليم الاهمية القصوى. لأن معايير النجاح والتفوق ورفع مستوى الفرد المادي والفكري في عصر العولمة لم تعد مرتهنة بتوافر الموارد الطبيعية وموارد الطاقة. بقدر ما اصبحت مرتهنة وخاضعة للمستوى المعرفي والفكري والحضاري. فادراك اهمية تطور مستوى العلوم والمعرفة باتت تعتبر اليوم الركيزة الاساسية لعملية التعليم وتفاعلها المثمر في ما يخص المستقبل الاقتصادي لشريحة واسعة من مجتمعنا التي تجعلنا نركز على هذا الموضوع كأولوية ملحة للمرحلة القادمة. فالتعليم من حيث تراكم الرأسمال البشري يتخطى كونه مساعدة للمحتاجين. بل لاعتباره استثمار اساسي في عملية النمو الاقتصادي لا بل المدماك الذي يبنى عليه الاقتصاد الحديث في العالم الحر.


العيش المشترك تجربة انسانية وليست وصفة طبية جاهزة. وانما هي رؤية واضحة وارادة صلبة وعمل مستديم باتجاه خلق الحقائق على الواقع لتعزيز متطلبات التلاقي والتفاهم بين جميع المكونات العراقية.

138



ندوة سياسية
عن الحكم الذاتي
في مدينة يونشوبينغ



تقام ندوة سياسية عن مشروع الحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري ضمن مناطقنا التاريخية في العراق. وذلك يوم السبت المصادف في 29  ايلول 2007 . في تمام الساعة السادسة مساء على قاعة النادي الكلداني في مدينة يونشوبيغ

محاور الندوة

1-   الوضع السياسي لشعبنا في العراق منذ 1921 – 9 نيسان 2003
2-   مشروع الحكم الذاتي. المؤتمر الشعبي الكلداني السرياني الاشوري في عنكاوة. اهم مقرارته وتوصياته
3-   مقومات الحكم الذاتي ومزاياه
4-   البنية الاساسية للحكم الذاتي


المحاضرون

السيد جبرايل ماركو مسؤول مكتب اوربا للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري

السيد بولس دنخا عضو مكتب اوربا

•   للمزيد من المعلومات يرجى الاتصال بالسيد جبرايل ماركو على الرقم 0704302214


الدعوة عامة
حضوركم يشرفنا
مكتب اوربا

139

   
ندوة سياسية عن الحكم الذاتي في ستكهولم



تقام ندوة سياسية في ستكهولم بغية توضيح مفهوم  مشروع الحكم الذاتي  لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق . وذلك يوم  السبت المصادف في 23 حزيران 2007   في تمام الساعة الخامسة والنصف مساء. على قاعة كنيسة مار جيوارجيس للكنيسة السريانية الارثوذكسية -  منطقة نوشبوري -    الدعوة عامة للجميع


محاور الندوة

اولا -  الوضع الجغرافي والديمغرافي لشعبنا في موطنه التاريخي قبل وبعد اتفاقية سايكس بيكو

ثانيا -  وضع ومكانة شعبنا القومي والسياسي في العراق منذ عام 1921 -  تأريخ تأسيس الدولة العراقية - ولغاية 9 نيسان  - 2003 تأريخ سقوط نظام صدام حسين -

ثالثا -  غياب المشروع السياسي الموحد لشعبنا في العراق الفدرالي  من اجندة احزابنا السياسية. الصراعات المزمنة بين تياراتنا السياسية وانعكاساتها السلبية على مستقبل وجودنا في الوطن  وعلى خطابنا القومي والسياسي الموحد

رابعا -  لماذا مشروع الحكم الذاتي لشعبنا في العراق . المؤتمر الشعبي الكلداني السرياني الاشوري في عنكاوا واهم قراراته وتوصياته
 
خامسا-  مقومات الحكم الذاتي ومزاياه

سادسا -  الحدود الجغرافية للحكم الذاتي وموقعه الاداري في العراق الفدرالي

 
يشارك في الندوة

السيد  جبرائيل مركو عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الشعبي الكلداني السرياني الاشوري

السيدة  ليندا كبرئيل عن الاتحاد السرياني الاوربي

حضوركم يشرفنا

ملاحظة. سيتم توثيق الندوة من قبل فضائيتي عشتار وسورويو

                                                                                                               
الاتحاد السرياني الاوربي

140
ندوة سياسية عن الحكم الذاتي في مدينة لينشوبينغ



تقام ندوة سياسية عن الحكم الذاتي في مدينة لينشوبينغ . وذلك يوم الاحد المصادف في 10 حزيران 2007  في تمام الساعة الرابعة من بعد الظهر. على قاعة نادي بيت نهرين الثقافي . الدعوة عامة للجميع


يشارك في الندوة

السيد  جبرائيل مركو عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الشعبي الكلداني السرياني الاشوري

السيدة  ليندا كبرئيل عن الاتحاد السرياني الاوربي

حضوركم يشرفنا

ملاحظة. سيتم توثيق الندوة من قبل فضائيتي عشتار وسورويو

                                                                                                               
الاتحاد السرياني الاوربي

141
فضائية سورويو تستضيف السيد جبرائيل مركو


يستضيف برنامج قوس وقزح في فضائية سورويو. السيد جبرائيل مركو عضو لجنة التحضير والاعداد للمؤتمر الشعبي الكلداني السرياني الاشوري وعضو لجنة العلاقات بين الوطن والمهجر. لتقديم شرحا مفصلا عن مفهوم ومزايا الحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في مناطقنا التاريخية في الوطن
وذلك يوم الثلاثاء المصادف في  30  ايار 2007  الساعة السادسة مساء بتوقيت اوربا الثامنة مساء بتوقيت الوطن. البرنامج يرحب بأسئلتكم وارائكم من خلال اتصالاتكم على ارقام الهواتف التي ستعلن على شاشة فضائية سورويو



                                                                                                   
فضائية سورويو
                                                                                                 
برنامج قوس وقزح

142
نهج رابي

سركيس اغا جان

بقلم. جبرائيل مركو


غالبا ما تثير  الحقائق والوقائع جدلا بين الباحثين. الا ان ما يهم الباحث او المؤرخ الرصين هو ان يبقى الجدل حول هذه الحقيقة وبصددها قائما على مستوى الحقيقة نفسها. معتمدا على المبادئ العلمية والموضوعية ومنزها  وبعيدا عن الهوى والاغراض الشخصية. والحقيقة ليست مطلقة ولا مقدسة الا بقدر ما تكون مقنعة للباحث وثابتة في وجدانه المهني  وهي ستظل قائمة ما لم تدحضها حقيقة اخرى تلغيها وتثبت بطلانها فالباحث في نظري اشبه ما يكون بقاض يضع الزمن بين يديه اوراق دعوى ما . يمحصها ويدقق بها ليصدر بالتالي حكمه وفقا لقناعاته ويظل مصرا ومتمسكا باحكامه. الى ان تبرز معطيات او تظهر ادلة ووثائق اخرى يمكن ان تؤثر على قناعاته وتغير في مجرىاحكامه السابقة. فعليه والحالة هذه ان يعيد الباحث نشر الدعوى والنظر بها من جديد وفقا لما جد عليها من معطيات او ما ظهر من وثائق وادلة  تثبت عكس ذلك. وعلى الباحث ايضا ان لا يتردد في تغيير جوهر الحكم الذي سبق ان اصدره تغييرا ينسجم مع قناعاته الجديدة.

من هذا المنطلق الايماني بضرورة البحث عن حقيقة التطورات والانجازات التي تمت عل يد رابي سركيس اغا جان في الوطن - والتي يصفها البعض بمشروع المارشال الذي ساهم في اعادة اعمار اوربا من جديد بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية  – فالبنية التحتية الاساسية التي تم انجازها في جميع مناطقنا التاريخية في العراق تعد نقطة تحول هامة ونقلة نوعية في مسيرتنا القومية التي ستعيد بدورها الثقة والاعتبار المفقودتين بين جماهير شعبنا وبين قياداتها السياسية. كما ستساهم  بشكل فعال في ترسيخ وجودنا الديمغرافي على الواقع. والعمل على اعادة تأهيلها وعودة ابناء شعبنا  الى قراهم ومناطقهم الاصلية لتدب الحياة فيها من جديد. وستعزز من جديد عملية التواصل والتلاحم بين جميع المناطق المأهولة بابناء شعبنا. فالانجازات المذكورة التي  شاهدتها بام اعيني من خلال الزيارات واللقاءات التي كانت تتم شبه يومية اثناء تواجدي في الوطن لمدة ثلاثة اشهر مشاركا في اعمال لجنة التحضير والاعداد للمؤتمر الشعبي الكلداني السرياني الاشوري. الذي انعقد في بلدة عنكاوة ما بين 12 و13 اذار الماضي. عاهدت نفسي للعمل على نقل الحقيقة الى جميع ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وخاصة للمقمين في المهجر للاطلاع على الحقيقة وللافتخار بهذه المنجزات التي ساهمت في تعزيز الثقة  والامل باستمرارية وجودنا في الوطن. ولكي نكون صادقين ايضا مع انفسنا ومع مجتمعنا وخاصة لفضح الدعايات المغرضة التي تقوم بها بعد الجهات التي تضررت كثيرا من وراء المشاريع المنجزة . فالاغلبية من جماهير شعبنا باتت اليوم مقتنعة تماما بوجود منهجية عملية جديدة  تمكنت من قراءة الماضي واستفادت من عبره. فمن لا يقرأ التاريخ لا يستطيع استقراء المستقبل . لأن صناعة القرار التاريخي تتطلب جرأة واقتحاما لواقعنا القومي الغير صحي. وتجردا من المصالح الحزبية الضيقة والمراهنة فقط على مستقبل قضيتنا المركزية التي اقرها المؤتمر الشعبي الكلداني السرياني الاشوري في عنكاوة. تعالوا سوية نقرأ ذهنية صاحب النهج الجديد واسلوب تفكيره وممارساته اليومية ومتباعاته الدقيقة للتطورات العملية التي تطرأ على الواقع والية معالجة العقد والمشاكل.

رابي سركيس اغا جان رجل دولة بكل ما للكلمة من معنى. علمه في اعماله وفي مواقفه. عطائه المستمر اكثر من المتوقع. حول حلمنا القومي في مناطق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري الى حقيقة واقعة. قدير لانه عظيم وعظمته تتجاوز طاقة وامكانية الاخرين. انه قمة في التواضع. يحتل الانسان في نهجه محورا اساسيا في عملية تحديث بنية مسيرتنا السياسية وديمومتها. انطلاقا من المقولة التي تقول ان ثمة جذورا مقدسة في كل انسان واجبنا ان نكتشفها لا ان نتوجه الى السلبيات العارضة فيه. ينفعل ولكن بهدوء مثالي. يشع ارقى ما في الناس ادبا ويلمع ساطعا في المجتمع صونا للحق وحماية له. انه رجل ولكن ليس ككل الرجال. انه رمز قومي  لقضية شعبنا في عصرنا الراهن. مهيب صادق الحديث رائع المحضر.

انه رجل فكر وبالتجربة رجل سياسة وفعل. عندما ينطق يعني ما يقول. ينفذ ويقصد ما ينفذ. تجده دوما مركزاعلى هموم ابناء  شعبه. يعمل لضمان استمرارية وجوده ولتجسيد تطلعاته وطموحاته .والعمل على تجسيد ضمان حقوق شعبه ووحدة وطنه العراقي. ينطلق من منهجيته ومن قناعاته الذاتية ومن تجاربه النضالية الغنية ومن وضوح رؤيته المستقبلية الثاقبة وقرائته الدقيقة للتطورات السياسية المعقدة عل الساحة الوطنية العراقية ومن عمق علاقاته في الوسط القومي والوطني والدولي. يتواضع بتحفظ العظماء. ويسابق العصر ليستشرف المستقبل باكتشاف التجارب الحديثة. في قناعاته ان القرار الحر يبقى فاعلا وان الافكار النابعة من مصلحة الشعب واحتياجاته لا تموت ابدا. لهذا دعوته ان يوثق افكاره ورؤاه وتجاربه في كتاب ليكون مصدر الهام لاجيالنا القادمة. لان تأريخ شعبنا يعلمنا ان كل مائة عام تنجب امتنا العظيمة رجل عظيم يكون رمزا ومخلصا وقائدا يساهم في تصويب بوصلة مسيرتنا القومية ونقلتها النوعية لتحقيق تطلعات شعبنا في الوطن.

ان ما ينطقه بعفوية في مجالسه له افضل واجدى مما يرويه على الصعيد العام. وهو يعتقد دوما ان لااعداء له الا اعداء الشعب والوطن وان لا مشكلة له مع احد الا مع الذين يناصبون العداء لتطلعات شعبنا. يريد ان يكون جميع ابناء شعبنا معه كسرب من النحل المنتج. برفقتهم يتكل على الله ليفوز بهم ومعهم. يستشعر بقلبه ويتصرف بما يمليه عليه العقل والضمير. يحتفظ بهمومه لنفسه ويتصدى بكل قوة وحزم لهموم ابناء شعبه وكأنه المسؤول الاول عن حلها. حتى في قلب الخطر يتمسك بصلابة قناعاته ونهجه. يقدس الحب لانه يمنح ويمجد العطاء ويوفر السعادة للاخرين. انطلق في مسيرته السرمدية كنسر جامح وكأسطورة صيغت فصولها بدقة متناهية. لديه من الجرأة والجسارة ما يكفي لمواجهة اكبر الصعاب. ان ما يصدر عنه يلامس حدود ضوابط التعبير الانيق لأنه ينبع من ايمان عميق بالفضائل في داخله وعن سجوده في حضرة المنطق. قلة هم الذين ادركوا بالفعل عمق حقيقته وبعد مراميه. انه الرجل الذي يسكنه دوما الضمير الناطق بالحق وحب التعابير المتفتحة بالامل والحكايات التي تداعب طموحات الناس. يعاني كثيرا من وباء تصديق الكذب لأنه صادق في قرارة نفسه. كما يعاني اليوم في اوساط شعبنا من اناس همهم الوحيد تحقيق المكاسب الشخصية على حساب المصلحة العامة. بالرغم من هذه الانجازات الهائلة التي حققها لأبناء شعبه وعلى جميع الاصعدة. مازال يعتقد ان مشروعه القومي الذي عمل من اجله طوال حياته لم يكتمل بعد الا بالاقرار دستوريا بالحكم الذاتي  لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في مناطقه التاريخية في الوطن. يدعم وبحدود لا متناهية الحركة الثقافية ومؤسساتها ايمانا منه ان الثقافة هي المحرك الرئيسي لانطلاق مشروع الحداثة في تياراتنا الفكرية والسياسية الذي سيساهم حتما في توحيد خطابنا القومي على الساحتين القومية والوطنية. من اولويات نهجه الاعتماد على مبادئ الديمقراطية والحرية وتكافؤ الفرص والتخطيط العلمي والعملي لمستقبل مزدهر عبر تأهيل طاقات اجيال شعبنا وعطائها الدؤوب. اما فلسفته التي يعمل على ترسيخها هذه الايام اهتمامه المطلق باوساط  شبابنا لصقل مواهبهم وامكانياتهم لفتح افاق المستقبل المتطور امامهم وفق المستلزمات القومية والوطنية للعمل على اعداد وتربية اجيالنا الطالعة وتسليحيها بالايمان القومي وبالحكم الصالح لتتولى زمام المبادرة في المرحلة القادمة ولتكون قادرة على تحمل مسؤولياتها والدفاع عن مصالح شعبنا ومصالح وطننا.

نعم لقد تحول رابي سركيس حقا الى حالات استقطاب كبرى واصبح القاسم المشترك بين جميع اوساط  جماهير شعبنا ما بين الجبل والسهل وعلى يديه تحققت وحدتنا القومية وهو الوحيد الذي اثبت عمليا على وضع مصلحة شعبه ووطنه فوق كل الاعتبارات الاخرى. لذا تراه عدة رجال متقدمين في رجل واحد. حقا انه لغز من الغاز التضاد في تاريخنا العصري. نعم انه الرمز الذي استطاع ان يضع العقل موضع الكلمة لهذا تجده موجود في كل نسمة خير وفي كل نعمة عطاء.

رابي سركيس من الرجال الكبار الذين يساهمون اليوم بصياغة قرار حاضر ومستقبل شعبنا في الوطن في اصعب الحقب المتأزمة التي يمر بها الوطن. انه عين تقرأ وذاكرة تسترجع. انه الامل الساطع الذي يقهر الخوف من المستقبل. والثقة التي تبعد القلق من الواقع الحالي. والايمان الذي يغلب الاضطراب. انه صادق مع نفسه لاعتبار انه يستحيل ان يكون صادقا مع الاخرين. عندما يحاصر بالازمات يغالب اليأس بالصبر وتقديم الانجازات. يقدس العلم ويساهم بتشجيعه لايمانه المطلق ان الانسان كلما تسلح بالعلم ازداد وعيا وكلما ازداد وعيا ازداد انتاجا وعطاء. يؤمن بالعدالة ويعمل من اجل تجسيدها بين الناس. وبالحرية والديمقراطية للشعب العراقي بكل مكوناته القومية وبوحدة وسيادة العراق من الشمال الى الجنوب. حرصه الشديد انه لايعرف الغدر عندما يعاهد. ولا ينقض اذا صالح. نعم يا ابناء شعبنا لقد علمتنا تجارب الشعوب عبر التاريخ ان حقوق الشعوب المغلوب على امرها تبدأ بحلم مفكر مبدع أو بريشة فنان موهوب أو ايمان شاعر ملهم أو كاتب يدرك قراءة المستقبل أو شجاعة مقاتل مؤمن بقضيته المقدسة.

من هذا المنبر الحر اتوجه برجائي الى جميع بطاركة ومطارنة كنائسنا المشرقية الذين منحوا رابي سركيس ارفع الاوسمة تثمينا  لجهوده ولانجازاته ولعطائه الذي لا ينضب لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. ان يقتدوا بنهجه للعمل بمصداقية الايمان المسيحي على البدء بالخطوة الاولى بمشروع توحيد كنيسة المشرق كما استطاع رابي سركيس باخلاصه المتفاني وبنزاهته وعطائه اللامحدود وبمصداقيته الراسخة ان يساهم في عملية توحيد شعبنا ولاول مرة في تاريخنا بعد الانقسامات التي تعرضنا لها عبر تاريخنا الطويل في منطقة الشرق الاوسط. كما اتوجه برجائي ايضا الى جميع ابناء  شعبنا في المهجر ان يمضوا اجازاتهم السنوية في ربوع الوطن للاطلاع ميدانيا وعن كثب على جميع منجزات رابي سركيس اغا جان التي شيدت في مناطقنا التاريخية وعلى كل الاصعدة. لأن الذين اهتزت عروشهم وأخذت شمسهم تميل نحو المغيب وضاقت فسحة مصالحهم الشخصية والحزبية وانكشفت حقيقتهم امام جميع ابناء شعبنا. مازال هؤلاء يراهنون على بعض الاقلام المأجورة لشن الحملات المضادة للعمل على تشويه مسيرة رابي سركيس اغا جان في الوطن

143
السيدان جبرائيل مركو وشيرزاد شير ضيوف على فضائية سورويو

يوم السبت المصادف في 27 كانون الثاني 2007  الساعة السادسة مساء حسب توقيت اوربا. يجري الاستاذ صبري ايشو معد برنامج الحوار المفتوح في فضائية سورويو. لقاء سياسيا حول مشروع الحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في مناطقه التاريخية ومستقبلنا السياسي في العراق الفدرالي. مع السيدان جبرائيل مركو وشيرزاد شير اعضاء وفد مؤتمر استكهولم العائدين من الوطن.


   فضائية سورويو [/b] [/font] [/size]

144
د. الياس الحلياني منظمة عدل ـ دمشق

عاش الآراميون في منطقة مترامية الأطراف من آسيا، وقد كان =برستد= أول من أطلق على هذه المنطقة اسم الهلال الخصيب، وعلل ذلك بأنها((تكون شكلا نصف دائري على وجه التقريب يرتكزطرفه الغربي في جنوب شرق البحر الأبيض المتوسط ، ووسطه فوق شبه جزيرة العرب ،ويرتكز طرفه اآخر عند الخليج الفارسي ، وخلف ظهر هذا تقوم الجبال المرتفعة، وبذلك تقع فلسطين عند نهاية الجزء الغربي، وبلاد بابل في الجزء الشرقي، بينما تكون بلاد آشور جزءا كبيرا من وسطه)) برستد: تاريخ الحضارة ص 151
وقد وجدت في هذه المنطقة عدة حضارات قبل أن يسود فيها الآراميون، بل قبل أن يستوطنها الجنس السامي. فقبل عام 3500 قبل الميلاد تقريبا ازدهرت حضارة في سهل شنعار على يد السومريين وهم (قوم غير سامي الأصل)-برستد -انتصار الحضارة= فيبيب حتي -تاريخ سوريا ولبنان وقلسطين ج1 ص 149- ديلابورت-بلاد مابين النهرين ص18-

قادهم نشاطهم التجاري الى استعمال اللغة السومرية وهي لفة(ليست سامية ولا آرية) =سارترون: تاريخ العالم:الفصل الثالث.
كانت تكتب بآلة تشبه المسمار يضغط بها على الطين الذي يصنع على صورة ألواح فتترك أثرها فيه، ثم يجفف الطين ويحرق حتى يظل متماسكا مما جعل هذه الكتابة تعرف بالكتابة المسمارية. ولقد تركز النشاط الثقافي على عهد السومريين في المدن((وكان المعبد في المدينة هو نواة حضارتها والمركز الرئيس فيها))=برستد -انتصار الحضارة ص164-ولعل مما يدل على هذا تلك المدونات التي عثر عليها في كثير من الحفريات بين أنقاض هذه المعابد---(وتعتبر الحضارة السومرية أساسا لعدة حضارات آسيوية ، ولقد ظل العامل السومري هو العنصر الأساسي لثقافة ما بين النهرين)=بول ماسون أورسيل : الفلسفة في الشرق: ترجمة محمد يوسف مرسي.
ومنذ الألف الثالث قبل الميلاد، نزحت جماعات جديدة واستوطنت منطقة الهلال الخصيب، وعاش فريق منها جنب الى جنب مع مع السومريين في منطقة ما بين النهرين ثم لم يلبثوا حوالي سنة 2750 قبل الميلاد =ويلز-موجز تاريخ العالم ص66- أن يتعلبوا بزعامة سرجون الأول على دويلات المدن، وأن يؤسسوا دولة موحدة قوية شملت معظم وادي الرافدين ، وأن يتخذوا أكاد عاصمة لها.
ولم يكن هؤلاء الساميون قد تحضروا بعد فأخذوا عن السومريين بعض معارفهم (وهكذا غلب السومريين قاهريهم)=جورج سارترون:تاريخ العالم المفصل:ترجمة طه الباقر ص148. ولقد اقتبس الآكديون((الكتابة المسمارية عن السومريين ليكتبوا بها لغتهم السامية ، وكانت هذه هي المرة الأولى التي كتبت فيها لغة سامية))=برستد-انصار الحضارة ص178.. ومعظم اللوحات المسمارية التي كشفت حتى الآن مكتوبة باللغة اآكدية التي تسمى عادة البابلية. ثم ظهرت أمة جديدة عرفت باسم سومر وأكاد، وحققت ما عرف بالحضارة البابلية .
وفي حوالي القرن الحادي والعشرين ق.م . غزا الأموريون بلاد أكاد، ويستدل من أسمهم على أنهم أقاموا في (أمور) وهي منطقة من سوريا العليا كانت بين لبنان والفرات=بول ماسون اوروسيل: الفلسفة في الشرق:ص70.-----وفي عهد الأموريين اكتسبت عاصمتهم بابل شهرة عظيمة ، وغلب اسمها على سهل شنعار القديم فسمي باسم بلاد بابل =برستد: انتصار الحضارة ص186-المسعودي مروج الذهب ج1-ص313.
أشهر ملوك الأموريين كان حمورابي( 1728-1686) ق.م . اتخذ من بابل عاصمة له، استعمل (اللغة السومرية في رسائله الى ولاته) =برستد= انتصار الحضارة ص188.ولكنه استعمل اللغة البابلية في قوانينه التي تدل على أن الحضارة البابلية ((قبل كل شيء كانت حضارة تشريعية))

ثم تغلب الكاسيون =جورج سارترون: تاريخ العالم ص195. الذين أتوا من شرقي دجلة ، وأقاموا فترة بالبلاد على بابل حوالي سنة 1761 ق.م ، وظلوا فيها قرابة خمسة قرون تارة سادة وتارة مسودين، وكانت بينهم وبين فراعنة مصر مراسلات ودية ومصاهرات كشف عنها ما ورد في رسائل تل العمارنة في عهد فرعون مصر أخناتون، وكانت بينهم وبين اآشورينن حروب على الحدود بين مملكتيهما ، ثم ضعف أمرهم، وصارت الغلبة للآشوريين ، وبذلك انتقل مركز الحضارة الى بلاد آشور.

ومما لا شك فيه أن الحضارة الآشورية قد استفادت من الحضارة البابليين والسومرينن، فقد ثبت أن الآشوريين ((أدركوا القيمة العلمية للنصوص السومرية فجمعوا ألواحها وترجموها الى الآشورية)) =جورج سارترون:تاريخ العالم : الفصل السادس: المرحلة الآشورية.
تعرضت الدولة الآشورية لغزو الآراميين الا أنها ردتهم على أعقابهم، وقضت على دمشق عاصمتهم حوالي 732 ق.م .
وقد بلغ الآشوريون أوج عظمتهم في عهد سنحاريب (705-681 ق.م) الذي اتخذ نينوى عاصمة له. وممن عرف بمحبته للعلوم من الآشوريين آشور بانيببال فقد( استجلب من مكتبات بابل وغيرها من المدن البابلية كل ما وجده من الكتب القديمة في آداب البابليين وعلومهم وصناعاتهم وتواريخهم وديانتهم ، واستنسخها كلها)) =أدي شير: تاريخ كادو وآثور ج1 ص 123.
وحوالي 612 استولى الكلدانيون على سورية -وهم فرع ثاني من الآراميين تغلغل الى وادي الفرات الأسفل عرف باسم كلدو منذ حوالي القرن الرابع عشر ق.م . ولقد تحققت لهم أعظم انتصاراتهم في عهد نبوخذ نصر(604 ق.م) اذ فتح أورشليم =586= ق.م ، وأخذ خير ما فيها ونقله الى بابل . ولقد كان الكلدانيون بحكم الظروف ورثة لتقاليد آشور ومعارفها مما دفع الحياة العلمية الى الازدهار في عهدهم. فقد مهروا في العلوم الرياضية والالهية، كما كانت لهم عناية بالغة برصد الكواكب ومعرفة بطبائع النجوم)) =صاعد الاندلسي: طبقات الأمم ص20
--------------
السريان
--------------
يقول أدي شير ---وقيل أن سوريا تحريف ((أسوريا) اليوناني أي (آثور)). ويرى فيليب حتي ((أن اليونان كانوا يسمون بلاد آرام سورية))و((أسيريا)) و((أشور)) وكما أطلق اليونان اسم سوريا عليها أطلقوا اسم السريان عليهم.
يذكر أدي شير أن اسم السريان ((اسم غريب خارجي أطلقه المصريون ثم اليونان على أهل سوريا، ومن اليونان استعاره الآراميون الغربيون ، ومن السريان الغربيين سرى الى المتنصرين من الكلدان الآثوريين لأنه من سوريا أتتهم المسيحية ، فتسموا باسم السريان تمييزا لهم عن الكلدان الآثوريين الوثنيين، فبم يكن الاسم السرياني يومئذ يشير الى أمة، بل الى الديانة المسيحية لا غير.أدي شير: تاريخ كادو وآثور ج2 المقدمة ص1
ويرى اقليمس داوود صاحب كتاب اللمعة، وغريغوريوس يعقوب حلياني أول رئيس أساقفة للسريان الكاثوليك في دمشق.في كتابه اللغة العظيمة: ((ان القول بأن لفظة السريان أعجمية زعم باطل لا أصل له لأنه قول بلا سند ولا بينة . ولأن الباقين من السريان الأقدمين في بلاد آثور وكردستان وبلاد الشام الى يومنا هذا يسمون لغتهم بلسانهم سريانية، ولا يصدق أن أمة صحيحة منتشرة في جانب عظيم من الأرض تترك اسم لسانها وجنسها ، وتستبدل به اسما آخر أعجميا.
ويضيف أول رئيس لاساقفة دمشق للسريان الكاثوليك، غريغوريوس يعقوب حلياني ، في كتابه : اللغة العظيمة. متفقا في الرأي مع القس يعقوب الكلداني :دليل الراعبين في تاريخ الآراميين.((ومهما كان من أمر اشتقاق لفظ(السريان) فان أصحابه لم يعرفوا به قبل أربعمائة أو خمسمائة سنة قبل التاريخ المسيحي، أما الآراميون الشرقيون وهم الكلدان والآثورون، فان نفس التسمية لم تعرف بينهم الا بعد السيد المسيح على يد الرسل الذين تلمذوا هذه الديار،لأنهم كانوا جميعا من سورية فلسطين، وذلك لأن أجدادهم الأولون المتنصرون شديدي التمسك بالدين المسيحي أحبوا أن يسموا باسم مبشريهم، فتركوا اسمهم القديم، واتخذوا اسم السريان ليمتازوا عن بني جنسهم الآراميين الوثنيين، ولذا أصبحت لفظة الآرامي مرادفة للفظة الصاب والوثني، ولفظة السرياني مرادفة للفظة المسيحي والنصراني))
يقول غريغوريوس يعقوب حلياني ((حتى يومنا هذا نلاحظ أن قرى الكلدان الآثوريين لا يتخذون لفظة سرياني للدلالة على الجنسية ، بل على الديانة، فان هذا الاسم عندهم مرادف لاسم مسيحي من أي أمة وجنس كان)>
ويرى الدكتور فيليب حتي حتى أنه عندما اتخذ المسيحيون الآراميون لهجة أديسا وجعلوها لغة الكنيسة والأدب والتعامل اثقافي ، صاروا يعرفون باسم سوريون ، وأصبح لأسمهم القديم أي الآراميين مدلول وثني غير مستحب في عقولهم، ولذلك تجنبوه بوجه العموم وحلت محله التعابير اليونانية وهي سوري بالنسبة للشعب وسرياني بالنسبة للغة.
كذلك يرى الكتور حسن محمود في كتابه= الساميون القدماءص385- ((أن الآراميين لما اعتنقوا المسيحية، واستخدموا لهجة الرها في كنائسهم وفي آدابهم وثقافتهم نبذوا اسمهم الأول لصلته بالوثنية ، وسموا أنفسهم السوريين أو السريان.
ولقد عرض أدي شير للأوجه المختلفة لتسمية السريان فذكر أن((للكلدان المسيحيين أسماء كثيرة في التواريخ، فسموا آراميين نسبة الى آرام بن سام الذي استوطن هذه البلاد، وعمرها بنسله، ومشارقة لأنهم من المشرق،ونساطرة لاتباعهم تعاليم نسطور بطريرك القسطنطينية، وسريانا شرقيين تميزا لهم من السريان الغربيين وهم اليعاقبة ، ولكن اسمهم الأصلي كلدانلآثوريونجنسا ووطنا لأن منشأ كنيستهم ومركزها كلدو وآثور ولغتهم الجنسية والطقسية هي الكلدانية، ويقال لها أيضا الآرامية،وغلطا سميت سريانية؟؟))

يقول المسعودي تحت عنوان((ذكر ملوك السريانيين ولمع من أخبارهم(( ان أول الملوك ملوك السريانيين بعد الطوفان، وقد تنزع فيهم وفي النبط، فمن الناس من رأى السريان هم النبط، ومنهم من رأى انهم اخوة لولد ماس بن نبيط ومنهم من رأى غير ذلك)).
وهو يذهب الى أن اللسان السرياني ((هو اللسان الأول، لسان آدم ونوح وابراهيم عليهم السلام وغيرهم من الانبياء.))
كذلك يرى الجهشاري أن ((أول من وضع الكتاب السرياني وسائر الكتب آدم عليه السلام)
ويذكر القلقشندي (( أن لغة العرب المستعربة وهم بنو قحطان بن عابر وبنو اسماعيل كانت السريانية أو العبرية لأن لغة عابر واسماعيل كانت سريانية أو عبرانية))

-

كانت سورية في الأصل ، وفيما قبل الأزمنة المسيحبة، تحت السيادة المصرية والبابلية. وكانت تشكل مركز مدنية أسيوية خاصة ناميو نموا عظيما بواسطة الصناعة ، وبواسطة التجارة الواردة عن طريق فينيقية . وفي أواخر القرن السادس عشر ق.م سادها الحثيون من كبادوكية. وبعد ذلك كانت دولة دمشق التي أسسها، حسب الروايات، هيكوس ابن آرام والتي خضعت لسيادة الملك داوود. وقد أخضعت عام 737 ق.م للملك شلمناصر ملك الآشوريين.

ثم تجاذب السلطة على سورية البابليون والمصريون حتى احتلها الفرس.ولكن الاسكندر الأكبر ألحق في عام 320 ق.م سورية بالسيداة اليونانية، ووقعت تحت تأثير الحضارة اليونانية كما كانت قد وقعت قبل ذلك تحت تأثير حضارات أخرى.
وكان هيرودوت(التاريخ 7،62) قد سجل عن الأسيريين (الأشوريين) ما يأتي: ((هؤلاء (الآشوريون) كان يدعوهم اليوانيون سوريين. أما البربر (غير اليونانيين) فكانوا يدعونهم آشوريين . ولوقيانوس المنحدر من سميساط كوماني كان يدعو نفسه : أسوري؛أشوري. أما بلاده فيدعوها: سورية. أما اليونانيون فكانوا يستعملون أسماء : سورية والسيريين (الآشوريين) واللغة السورية لتسمية البلد والسكان واللغة المحلية. في حين كان يسمي السكان الأصليون أنفسهم ((الآراميين)) ولغتهم ((الآرامية)). والمسمون عندنا سوريين كانوا يسمون أنفسهم آراميين .

وكانت توجد في سورية الشمالية ، في المكان الذي بئئئئئئئئئئئئئُنيت فيه فيما بعد ، أنطاكية، مستعمرة يونانية ، هي مستعمرة ايونيالتي يُرجع ليبانيس الأنطاكي (314-393) نشوءها الى أزمنة الآشوريين. ويظهر أن الجاليات الأولى اليونانية الى هذه المستعمرة كانوا من كريت وقبرص قدموا اليها وأسسوا فيها المهد اليوناني الأول. وقد ازدهرت مستعمرة ايوني في زمن الآشوريين وزمن الفرس .وكانت مملكة سورية تشتمل في زمن أولئك الملوك على كل ممتلكات دولة الفرس القديمة في آسيا وعلى سورية ، وآسيا الصغرى، والعجم وبابل، وآشور، ومادي على بحر قزوين وتركستان وأفغانستان ومقاطعات أخرى كانت تحمل على التعميم اسم سورية.

أول من فتح أنطاكية حاضرة المشرق لأجل التبشير بالسيد المسيح هو برنابا العبراني القبرسي الذي امتاز بالفطنة والحكمة والوداعة ودماثة الأخلاق فضلا عن تعطفه الشديد على المساكين. فقد باع جميع أملاكه الوافرة ووزع أثمانها عليهم. واتفق هذا الرجل مع بولس الاناء المختار فبشرا في سلوقية وقبرص وايطاليا .
وما عدا برنابا فقد بشر في أنطاكيا وضواحيها يهوذا برشابا ورفيقه شيلا ثم لوقا الطبيب الانجيلي تلميذ بولس الرسول. وقد كتب لوقا الرسول انجيله سنة 57 م ويُستفاد مما رواه في مقدمته أنه كتب ما كتب نقلا عن الرسل الذين شاهدوا وعاينوا يسوع ومريم أمه العذراء. وأثبت لوقا نفسه ما وقع للكنيسة في سفر أعمال الرسل مدة 30 سنة مما شاهده هو بعينه أو سمعه من الرسل ولا سيما من بطرس وبولس.

وفي نواحي السنة 38 برح بطرس رئيس الرسل بلاد فلسطين ومر بفونيقي ومكث نحو سنتين يبث فيها البشارة الانجيلية حتى بلغ أنطاكية العاصمة وفيها من السكان 500 ألف نسمة(المشرق1682 ونصر الكثيرين من أهلها فحنق عليه ثاوفيلس الوالي وألقاه في السجن .
ونصب بطرس خلفا له في انطاكيا أوديوس فساس جميع البلاد الشرقية كما استنتج الآباء مما قرره الرسل في المجمع الأورشليمي يوم بعثوا يهوذا وبرشابا وشيلا صحبة بولس وبرنابا الى انطاكيا اذ صرحوا((من الرسل والكهنة والاخوة الى الاخوة الذين من الأمم في أنطاكيا وسوريا وقلليقية السلام))أعمال 15-23 فقالوا ان سلطة الكنيسة الانطاكية شملت منذ نشأتها جميع بلاد سوريا وقيليقية حتى بلغت الأقطار الهندية . وبعد ما ساس الأسقف أوديوس الكرسي الانطاكي زمنا طويلا خلفه نحو السنة 79 اغناطيوس النوراني.

=

في الجزء الشمالي الغربي من اقليم ما بين النهرين كانت تقوم مملكة الرها ، وفي مكان يقع شرقي الفرات قامت الرها عاصمتها. ولقد ظلت مملكة الرها مستقلة فترة انتدت بضعة قرون قبل الميلاد وبعده(122 ق.م الى 206 م) وقد كانت الرها من (( أهم مراكز اللغة السريانية)) غريغوريوس يعقوب حلياني-اللغة العظيمة ج4 ص123-أحمد أمين : فجر الاسلام ص155-ولما دخلتها المسيحية في مستهل القرن الثاني اكتسبت هذه اللغة نفوذا سما بها الى أن ينقل اليها الكتاب المقدس ، وأن يتخذها المسيحيون لغة لهم، وتصبح الوسيلة المعبرة عن الثقافة المسيحية. يقول فيليب حتي ((ان الترجمات الرئيسية للتوراة السريانية قد وضعت هناك في آواخر القرن الثاني))

ولقد كانت بيئة الرها مسرحا لثقافة فائقة في العهد الوثني ، وهذا ما أكدته الآثار المكتشفة. كذلك تشير بعض النصوص الأدبية الى أن الحضارة الآرامية كانت مزدهرة خلال القرنين الأول والثاني الميلاديين، ومن خلال استعراض قصة فيضان نهر ديصان (201م) تنكشف معالم حضارة على قدر كبير من الرقي، ولقد كان من الخسائر التي سببها هذا الفيضان المروع تصدع كنيسة المسيحيين التي وصفتها المراجع العربية بالعظمة والبهاء. ابن الفقيه: مختصر كتاب البلدان ص124.
ولقد أتيح للسريان أن يتأثروا تأثرا ملموسا بالثقافة اليونانية . يقول الدكتور مراد كامل: ((من المؤكد أن الأساليب اليونانية كانت ذات أثر فيما وصلت اليه اللغة السريانية ، فقد حاكى السريان الأبنية اليونانية في بعض كتاباتهم ، وقلدوهم في طريقة استعمال الكلمات ، بل انهم نقلوا الى لغتهم كثيرا من الكلمات اليونلانية، كما أسسوا علم النحو في لغتهم على غرار النحو اليوناني ، واتخذوا من الصوائت اليونانية حركات يستعملونها في كتاباتهم)) تاريخ الأدب السرياني ص15
ولقد كان هذا التأثير نتيجة طبيعية للعوامل التي مهدت له ، وأدت الى نتائجه، فلقد اختلط اليونان بالسريان اختلاطا كبيرا . كذلك انتشرت الأديرة والمدارس التي اضطلعت بالنشاط العلمي الذي يتناول العلوم السريانية واليونانية على حد سواء.
ولقد قامت هذه الأديرة بدور العوامل الفعالة في تقوية النفوذ السرياني وهو ينفذ على مهل الى الحياة العربية ، فيترك عليها طابعه . وقد أتيحت الفرصة للغة العربية لكي تصبح لغة كتابة يسجل بها تاريخ هذه الأديرة.


وجد في صدر هيكل هند الكبرى ما يلي((بنت هذه البيعة هند بنت الحارس بن عمرو بن حجر الملكة بنت الأملاك ، وأم الملك (عمر بن المنذر أمة المسيح وأم عبده ، وابنة عبده في زمن ملك الأملاك خسرو أنو شروان ، وفي زمن افرائيم الأسقف قالاله الذي بنت له هذا البيت يغفر خطيئتها ، ويترحم عليها وعلى ولدها ، ويقبل بها ويقومها الى ابانة الحق، ويكون الله معها ومع ولدها الى دهر الداهرين)) البكري: معجم ما استعجم ص264.
وهناك ملاحظة هامة يشير اليها غريغوريوس يعقوب حلياني ، وهي أن بقايا اللغة الآرامية كانت حتى ذلك الحين عالقة باللغة العربية ، ومن ذلك ما لوحظ في الأثر الذي حمل اسم امرئ القيس بن عمرو وتاريخ وفاته من اشتمال كلماته على ألفاظ آرامية. (اللعة العظيمة ج3 ص234)

ولقد اعترف كثير من الباحثين بالنشاط الثقافي الذي قامت به مدرسة الرها ، وأقروا جهودها في دراسة الفلسفة اليونانية بوجه خاص .
يقول الأب أ. س. مرمرجي الدوممينيكي (( انها كانت مركزا علميا يتقاطر عليه المسيحيون الشرقيون من النواحي الفارسية))
ويقول ماكس فانتاجو(( انها كانت مركزا لمدرسة فلسفية لاهوتية)) تاريخ الرها ص345
ويقول جرجي زيدان انه في مدرسة الرها ((ابتدأ السريان يشتغلون بفلسفة أرسطو في القرن الخامس الميلادي)) تاريخ آداب اللغة العربية ص23
ويقول الدكتور حسن عون ان مدرسة الرها(( بدأت مبكرة بالعناية بدراسة الفلسفة اليونانية وخصوصا فلسفة أرسطو ، وكان ذلك في القرن الخامس الميلادي)) العراق وما توالى عليه من حضارات ص143

ولقد قامت مدرسة الرها على أكتاف أساتذة مدرسة نصيبين الذين هجروها سنة 263 م بعد سقوطها في أيدي الفرس . وكان القديس مار افرام السرياني (توفي سنة 275) أحد هؤلاء الأساتذة العظام (( وكان غزير المواد بليغ الكتابة . تلوح العذوبة والجودة والقداسة في قصائده) أدي شير تاريخ كلدو وآثور ج2 ص 48. فكان ذلك دافعا للناس لكي يحملوه على معاودة التعليم ، فاضطلع لادارة مدرسة الرها .
وهكذا كان هناك استمرار بين هاتين المدرستين ، حتى أن مدرسة الرها ربما اعتبرت بعثا لمدرسة نصيبين)) أوليري: مسالك الثقافة الأعريقية الى العرب ص72.
ولقد أمضى مار افرام بقية حياته في الرها ، ولم يبرحها الا لفترات، كان يعود بعدها لمواصلة عمله في مدرستها.

وحين حدث الانشقاق النسطوري بعد مجمع أفسوس سنة 431م وقفت مدرسة الرها الى جانب نسطور وأخذت بتعاليمه.

وما ان أغلقت المدرسة حتى احتضن أكاسرة بني ساسان أساتذتها اذ التجأ بعضهم لمدينة جنديسابور ، وهناك وجدوا من عطف الأكاسرة ما شجعهم على بناء البيمارستانات وتعليم الطب، فبلغوا في ذلك شأوا بعيدا.

-

ان الشخصية الاسلامية الأولى التي عملت بمشورة علماء السريان ، فأقدمت على الاشتغال بالكيمياء ، هي شخصية خالد بن يزيد.قال عنه دي بور انه(اشتغل بالكيمياء بارشاد راهب نصراني). وتحدث عنه ابن النديم فقال انه كان (يسمى حكيم آل مروان وكان فاضلا في نفسه ، وله همة، ومحبة للعلوم،) خطر بباله الصنعة فأمر باحضار جماعة من فلاسفة اليونانيين ممن كان ينزل مدينة مصر وقد تفصح بالعربية ، وأمرهم بنقل الكتب في الصنعة من اللسان اليوناني والقبطي الى العربي ، وهذا أول نقل كان في الاسلام من لغة الى لغة))وكان ما نقل يتضمن كتبا في الطب ، وكتبا في النجوم.
وفي عداد الاسباب التي دفعت هذا الامير الى الاشتغال بالكيمياء والعناية باخراج كتب القدماء فيها . أمر ابعاده عن الخلافة، فقد كان راغبا فيها بعد وفاة أخيه معاوية الثاني ، ولكن مروان بن الحكم غلبه على ذلك ، فراح يحاول اكتساب العلا بالعلم. كما قال ابن النديم في الفهرست ص253
ولقد تعمق خالد بن يزيد في دراسة الكيمياء . ذكر ابن خلكان( أنه كان من أعلم قريش بفنون العلم ، وله كلام في صنعة الكيمياء والطب ، وكان بصيرا بهذين العلمين، متقنا عمله، واخذ الصنعة على رجل من الرهبان اسمه مريانوس--وفيات الأعيان ج1 ص211.
ويقرر ابن النديم أنه شاهد كتبه التي وضعها فيقول ((انه صح له عمل الصنعة))، وله في ذلك عدة كتب ورسائل ، وله شعر كثيرفي هذا المعنى ، رأيت منه نحو خمسمائة ورقة، ورأيت من كتبه كتاب الحرارات ، كتاب الصحيفة الكبير، كتاب الصحيفة الصغير ، كتاب وصيته الى ابنه في الصنعة)).
ويكشف أحد الباحثين عن موضوع رسائله ، وما عالجه فيها فيقول ان ((له في صنعة الكيمياء في الطب رسائل ، وأشهرها ثلاث احداها ضمنها كل تعاليم مريانوس ، وشرح فيها ، كيف تعلم منه، والرموز التي أشار اليه))عيسى المعلوف : تاريخ الطب عند العرب ص11
ولقد عرف خالد بن يزيد الطريقة التجريبية في أبحاثه، وهو المنهج الذي علمه اياه الراهب مريانوس.التاريخ الكبير : ج5 ص119 مطبعة روضة الشام 1922.
يقول ابن عساكر ((ان الناس تذاكروا الماء بحضرة عبد الملك بن مروان ، فقال خالد: منه ما يكون من السماء ، ومنه ما يستقيه الغيم من البحر فيعذبه الرعد والبرق ، فأما ما يكون من البحر فلا يكون له نبات ، وأما النبات فيكون من ماء السماء ، ثم قال: ان شئتم أعذبت لكم ماء البحر ، فأتى بقلال من ماء ، ثم وصف كيف يصنع به حتى يعذب، وكل هذا مما علمه اياه الراهب مريانوس)).
ويبدو أن شهرة خالد بن يزيد العلمية كانت قد ذاعت وانتشرت حتى((يروى أنه وجد الحجر الفلسفي الذي يصنع به الذهب الاصطناعي))ى بارتولد تاريخ الحضارة الاسلامية ص69.

ويبدو أن حداثة العهد بهذه المعارف في البيئة العربية، فالعرب لم يكونوا على دراية ابدا بهذه العلوم، قبل اتصالهم بالسريان. هذا الجهل العربي دفع الناس الى المبالغة في أمر من يشتغلون بها، فقيل عن خالد بن يزيد (( أن علمه من الذي استخرجه دانيال من الغار --وهو الذي أودعه آدم أبو البشر ما علم)) البيروني : الآثار الباقية عن القرون الخالية ص203.

وهناك من يذهب الى أن ما نسب الى خالد لا يعدو حد القصص العربية المشهورة بالمبالغة والبعد عن الحقيقة، فيليب حتي: تاريخ العرب ج1 ص220
استدعى خالد بعض العلماء السريان من الاسكندرية ، وكلفهم ترجمة الكتب اليونانية التي تناولت موضوع الكيمياء ، ومن هؤلاء المترجمين اسطفان القديم ، وهو اول المترجمين في هذه الدولة، وقد عرب لخالد المصنفات الطبية والكيماوية عن اليونانية)) ابن النديم: الهرست ص254- تاريخ الطب عند العرب: عيسى معلوف
هل كان هناك ترجمة قبل خالد بن يزيد؟؟؟

فيما يذكره ابن اسحق وهو بصدد الحديث عن بناء الكعبة على عهد محمد اذ يقول:
((حدثت أن قريشا وجدوا في الركن كتابا بالسريانية ، فلم يدروا ما هو حتى قرأه لهم رجل من اليهود فاذا هو : أنا الله ذويكة، الفادي، المخلص، ، خلقتها يوم خلقت السموات والأرض ، وصورت الشمس والقمر ،وحققتها بسبعة أفلاك حنفاء، لا تزول حتى يزول أخشباها ، مبارك لأهلها في الماء واللبن))مخطوطة قديمة غير واضحة المعالم، ذكرها ابن هشام في السيرة النبوية ج1 ص208
وفي صدر الدعوة الاسلامية اتخذ محمد من يقوم مقام المترجم بينه وبين من يشاء الكتابة لهم من الملوك والحكام.
يقول المسعود: التنبيه والاشراف ص246:((كان الخزرجي يكتب الى الملوك ويجيب بحضرة محمد . كذلك كان يترجم كتابات محمد بالفارسية ،والرومية، والقبطية، والحبشية. تعلم ذلك بالمدينة من أهل هذه الألسن))

يقول زيد بن ثابت ((أمرني محمد أن أتعلم السريانية . قال اني لا آمن اليهود على كتابي ، فما مر بي نصف شهر حتى تعلمت وحذقت فيه، فكنت أكتب له اليهم )) السيرة الحلبية: برهان الدين الحلبي: ج3 ص 425
كما يروي المسعودي في كتابه مروج الذهب كيف كان يترجم من الانجيل العبراني (انجيل متى) ما شاء له الله ان يترجم.

ليس من مصادفات العصر أن نجد الرواد الأوائل الذين يضطلعون بعبء الترجمة والنقل سريانا، اذ أن هذا هو الأمر الطبيعي الذي كان لا بد أن يحدث ، لأن هؤلاء كانوا قد قطعوا في هذه الطريق شوطا بعيدا،فقد مارسوا الترجمة قبل ظهور الدولة الأموية بكثير، فمنذ القرن الرابع الميلادي شرع السريان (جويدي: محاضرات أدبيات الجغرافيا والتاريخ واللغة عند العرب ص82) شرع السريان في هذا المضمار----شرح بروبوس كتب أرسطو المنطقية وايساغوس لفورفوريوس .--وترجم سرجيس كتاب الطب لجالينوس الذي يعتبر أساس دراسات الطب في الأوساط الطبية الشرقية--

وفي مصر نشط السريان قبل الفتح الاسلامي، وبدأ نشاطهم خاصة في الاسكندرية وفي الأديرة التي اتخذوها لأنفسهم ، وبسببهم عرفت مصر اللغة السريانية --وكان لهم نشاط علمي ملحوظ ، فقد ترجم أحد أساقفتهم نسخة الترجمة السبعينية الى اللغة السريانية، كما ترجم جاسيوس مقالات أهرون القس الطبية من اليونانية الى السريانية ----
وقد أدى هذا الالتحام المباشر بين السريان وعلوم اليونان الى أن أصبحت الثقافة اليونانية تعيش في كيان هؤلاء القوم ، وتخالط عقولهم ، مما جعلهم يتمكنون منها ، ويصبحون معلمين لها فيما بعد حين ينقلونها الى العرب، والذين لم يكن لديهم أي علم وقتها.

 التجمع العلماني الديمقراطي الليبرالي (عدل)دمشق

145
حديث مع شعبي الكلداني السرياني الاشوري
[/color]

بقلم جبرائيل مركو

يحذرونك دوما يا شعبي  من الخوض في غمار السياسة. انطلاقا من الحكمة القائلة بان السياسة ما دخلت في قضية الا وافسدتها. ومع ذلك فهم لا يتوانون في نفس الوقت على توجيه اللوم اليك محملينك المسؤولية شبه الكاملة عما الت اليه الامور من تأزم في المواقف على ساحتنا القومية والوطنية وما الت اليه الامور ايضا من النتائج السيئة التي حصدتها احزابنا ومنظماتنا على الصعيد القومي والوطني من العملية السياسية في العراق. منطلقين من المبدأ القانوني القائل. ان الشعب مصدر السلطات والقرارات المصيرية. وبالتالي مثلما تكونوا يولى عليكم

كم وددت اليوم ياشعبي ان تاخذ المبادرة بيدك وتقود مسيرتك النضالية بافقك الواسع ورؤيتك المستقبلية الواضحة وارادتك الصلبة ونظرتك الثاقبة ومصداقيتك التي لا توصف. وتلتف بقوتك الجبارة حول مبادرة   وحدة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري والحكم الذاتي  التي اطلقها رابي سركيس اغا جان وتتبناها كمشروع سياسي لابنائك في مناطقك التاريخية .كون المبادرة تعبر عن اراء وطموح ابنائك. وان تعمل على تثبيتها في دستور اقليم كوردستان والدستور العراقي لتحقق شراكتك السياسية الفعلية ولتشارك  جميع المكونات العراقية في صياغة ووضع السياسة والاسترتيجية المستقبلية للوطن

ثق تماما يا شعبي الابي اذا تسلمت زمام المبادرة بيدك فان الجميع سيتبعونك وسيقفون صفا واحدا بانتظار رهن اشارتك.  لانك يا شعبي تمثل صوت الامة وضميرها الحي. عندها فقط  ستضع حدا لجميع خلافاتنا الداخلية  وستغلق ابواب الصراعات بين مؤسساتنا السياسية والقومية والكنسية التي احرقت طاقاتنا في سبيل تحقيق المصالح الخاصة والمصالح الحزبية الضيقة على حساب حقوقك القومية المشروعة. لقد اثبت حقا مصداقيتك وجدارتك في كل مناسبة  عندما يدعوك الواجب القومي والوطني. او عندما يعبر ويطالب رمز من رموز ابنائك البررة عن حقوقك القومية المشروعة. فتنهض وتقف وقفتك الشجاعة وتلتف وتحتضن مشروعك وتقدم ابنائك البررة قربانا على مذبح القضية والوطن. شعبي لقد علمتنا دوما ان الشهداء يستشهدون في سبيل الشعب والوطن ولا يستشهد الشعب والوطن في سبيل الاحزاب ومصالحها الضيقة. فدم الشهادة يوحدنا ولا يفرقنا. وهكذا تكون الشهادة هي اللحمة والوقود السرمدي لمسيرة نضالك الازلي

ستبقى شعبي ملجئنا وفيصلنا الوحيد وخاصة عندما تتأزم وتتعقد امورنا. نحن اليوم نفتقد الى خطابك العقلاني الموجه لخدمة المصلحة العامة هدفا.  في زمن باتت المصلحة الخاصة والمراكز والمناصب والمصالح الحزبية الضيقة هي الدافع والموجه. نفتقد الى ممارستك المؤمنة والى مصداقيتك التي تمتاز كيد بيضاء ممدودة للعطاء النظيف لا تغريها المصالح الذاتية ولايحجب خيرها حاجز ولا يوجه عطاؤها لمارب وغايات متخومة بالشك والريبة. فانت يا شعبي الحاضر الاكبر على ألسنة الحريصين على وحدتك وكرامة ابنائك ووحدة وسيادة وطنك. ساحتنا القومية والوطنية بامس الحاجة الى قرارك الحاسم لانها خبرتك ولمست فيك الارادة الوطنية الفاعلة عند ازماتنا الصعبة لتكون فيصلها. كما خبرت كل  الذين اسقطوا ارائهم على ساحتك النضالية في ليلة ظلماء فاتخموها بالشعارات الفارغة والوعود التي لاتتعدى حدود القول. نعم يا شعبي ان ساحتك القومية والوطنية اشبه اليوم بصحراء عطشى تبحث عن رمز من رموز ابنائها الحريصين على مصالحها. انها عطشى ليد قوية نظيفة تاخذ بيد ابنائها لتنتشلهم من واقعهم المرير وتنعش فيهم الامل من جديد  وتزرع في قلوب ابنائك الحقيقة الناطقة بالخير وبمشروع حكمك الذاتي مكان السراب الخادع. نعم يا شعبي ان ابنائك تواقين الى رمز وقائد وطني مقدام يفعل الارادات القومية والوطنية بين ابنائك ليصبح الولاء كل الولاء لك وللوطن فقط لا غير


كم وددت يا شعبي ان تعتبر الشهيد يشوع مجيد هدايا اول شهيد سياسي لمشروع حكمك الذاتي في مناطقك التاريخية. وكم وددت يا شعبي ان تقوم جميع احزابك ومنظماتك السياسية و مؤسساتك القومية والكنسية للعمل على انتاج خطاب سياسي عقلاني تصالحي يعطي لدم الشهيد مغزاه ومعناه وكل ما يستحق من تكريم قومي ووطني حقيقي . فكل خطاب سياسي يجافي هذه الحقيقة يقتل الشهيد مرة ثانية ويقتل القضية والوطن معا

كم وددت يا شعبي ان تبرهن احزابك عمليا اخلاصها لقضيتك وتثبت مصداقيتها قولا وفعلا وممارسة للعمل على وحدتك الكلدانية السريانية الاشورية وان تعمل جاهدة على لملمت شملك ومعالجة جراحك بدلا من تقسيمك الى طوائف وملل وعشائر ومذاهب وتيارات ورايات من الوان مختلفة. واذ لايشككن احد في  مدى حب كل من هذه التيارات لك. الا ان من شدة الحب ما قتل. فحذار من المزاودة على حبك ياشعبي اكثر مما تتحمل والا تحولت قضيتك المقدسة الى صراع يدفع بمعجبييك وهم كثر على التنافس للفوز باسمك وقلبك والعمل على الغاء كل منافس يزاحمهم على كسب ودك وثقتك. ولكن من قال  ان صدر شعبي وقلبه الكبيرين لايتسعان الا لحبيب واحد. ومن قال ان شعبي عاجز عن مبادلة ابنائه الحب بالحب والاخلاص بالاخلاص والعطاء بالعطاء. ثم من قال ان شعبي لا يؤمن بالتعددية الفكرية والسياسية والراي والراي الاخر. الا ترون كيف تتسابق اليوم جموع شعبي الكلداني السرياني الاشوري في مناطقه التاريخية والمهجر لتعبر بعفويتها الصادقة عن وحدتها الحقيقة وعن نضالها المشترك لتحقيق حكمها الذاتي ولدمج شعبي مع جميع المكونات القومية في الوطن في نسيج فريد متناسق اسمه العراق. فيأخذ من الكنيسة جرسها ومن الجامع المئذنة ليعزز وحدته الوطنية ويكرس العدالة والمساواة بين ابنائه من الجنوب الى الشمال. ومن قال ان شعبي لايجمعه سقف واحد مع جميع المكونات القومية في الوطن يتعدى التعريف الدستوري القائل بان الوطن مزيج من عناصر مادية ثلاثة الارض والشعب والسلطات وعنصر معنوي هو السيادة الحرة المستقلة

شعبي علمتنا دوما ان نعشق الحرية والديمقراطية وان حقوق الشعوب تأخذ ولا تعطى. وانها تتطلب منا النضال والفداء من اجلهما . وان الشعوب التواقة الى تقرير مصيرها عليها ان تستمر في كفاحها السرمدي من اجل تجسيد احلام واهداف ابنائها وحقوقها القومية المشروعة حقائق وواقائع على الارض . اعلم يا شعبي كم تتعذب اليوم بسبب الصراعات القائمة بين ابنائك. وكم انت حزين اليوم لعدم اتفاق ابنائك على مشروعك وعلى وحدتك القومية.  وكم دعيت وطالبت ومازلت تطالب ابنائك للعمل على وضع حد لهذه الخلافات التي انهكت قوانا وامكانياتنا وابعدتنا عن قضيتك المركزية. وكم تمنيت من تياراتنا السياسية ومؤسساتنا القومية والكنسية ان يقروا بمفهوم الراي والراي والاخر والتعددية السياسية. وان يتم حل خلافاتهم من خلال الحوار الموضوعي والجلوس حول الطاولة المستديرة ليدفنوا كل احقادهم وخلافاتهم والى الابد.  وان يتنافسوا معا قولا وفعلا وممارسة على تقديم افضل النتائج لابنائك. والعمل على تعزيز وحدتك. وليعلم الجميع ان تجاوزها هو خط احمر لايمكن القبول به

واخيرا يا شعبي اعرف انك تعشق السلام لابنائك ولكل ابناء البشرية. وانك لا تحب الحرب ابدا ولكن لا تخشاها من اجل الدفاع عن وجودك. شعبي انت اكثر الشعوب خبرة في سبر اغوار الحروب على مدى الاف السنيين من عمرك المديد وكنت الضحية في اغلب معاركها. ولكن اذا دعاك الواجب القومي للدفاع عن قضيتك ووطنك. فان ابنائك على اهبة الاستعداد للتضحية بارواحهم قربانا على مذبحك القومي لاستمرار وجودك الازلي في الوطن[/b][/font][/size]

146
ملتقى شعري في كوتنبرك / السويد في ذكرى اشور يوسف خربوت

147
الاديب روبن بيت شموئيل يلتحق بالجامعات الهولندية
[/color]

الحقت الامانة العامة لمؤتمر اللغة السريانية احد اعضائها  الاديب روبن بيت شموئيل بالدراسات العليا في جامعة لايدن بهولاندا. احدى الجامعات العالمية الرصينة التي يشهد لها بعلو مستواها العلمي والاكاديمي. فيكفي الاشارة ان الجامعة تاسست منذ عام 1575 م . وقد انتظم الاديب روبن بيت شموئيل ببرنامجه الدراسي المكثف وسط فرح غامر من قبل اساتذته الهولنديين. اذ انه يعتبر اول طالب عراقي سيختص باللغة السريانية وليس باللاهوت الكنسي او تاريخ الكنيسة. ويذكر ان من اهم توصيات مؤتمر اللغة السريانية وقرارته العمل على ايفاد ورثة اللغة السريانية الى جامعات العالم لنيل الشهادات العليا في ادابها من اجل خلق كادر علمي واكاديمي متخصص يستطيع النهوض باعباء اللغة السريانية والمباشرة للعمل على استحداث الكليات  في جامعات دهوك وصلاح الدين والسليمانية.  لتهيئة الامكانيات الذاتية والظروف الموضوعية لاستقبال ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بعد تخرجهم من المرحلة الثانوية لمتابعة دراساتهم الاكاديمية واختصصاتهم اللغوية وتدريسها اكاديميا على المستوى الجامعي وبالاخص في جامعات الوطن وجامعات الشرق الاوسط بشكل عام حيث منبع السريانية وحاضن تراثها الثري



                                                                              الامانة العامة لمؤتمر
                                                                                  اللغة السريانية[/b]

148
أخبار شعبنا / امسية اشورية
« في: 12:58 25/10/2006  »
امسية اشورية
[/b][/color]


تقيم المكتبة الثقافية في روسلت – مدينة يونشوبنغ – السويد – امسية اشورية. على قاعتها الرئيسية وذلك يوم الخميس المصادف في 26 – 10 – 2006 الساعة 19.00  الدعوة عامة للجميع

محاور الامسية

-  اهم المراحل في تاريخ وثقافة شعبنا قبل  وبعد الميلاد. يقدمها الاستاذ جوني يوسف

-  الفن الاشوري وتراثه. تتخللها اغنيات حية من فلكلورنا الجميل. تقدمها الفنانة المتالقة نغم ادور موسى

- دور كنيسة المشرق في نشر وتبشيرالديانة المسيحية في الصين. يقدمه الكاتب والصحفي السويدي الكبير هانس كران كفيست


نهيب بابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المقيمين في مدينة يونشوبينغ وضواحيها للمشاركة في احياء واغناء هذه الامسية الثقافية التي سيحضرها العديد من ابناء الشعب السويدي والشعوب الاخرى المقيمة في السويد للتعارف على حضارتنا الغنية بعلومها وبعطاءاتها للبشرية جمعاء


                                                                 

                                                                                                     مكتبة روسلت الثقافية

149
النقلة النوعية لمشروع
رابي سركيس اغا جان



قد تختلف او تتفق مع رابي سركيس اغاجان. لكنك تجده رجلا مثابرا ومتابعا لكل شاردة وواردة على ساحتنا القومية بشكل خاص وعلى ساحتنا العراقية بشكل عام. صلبا في مواقفه. مناضلا عنيدا في مسيرته الازلية.  واثق من مواقفه وخطواته. تشدك مواقفه المبدئية التي تجذرت في شخصيته بشكل تصاعدي متقدم. خصوصا لقوة مصداقيته مع كل ابناء شعبنا واصراره على العمل لتجسيد حقوقنا القومية المشروعة بصيغة الحكم الذاتي في مناطقنا التاريخية. رابي سركيس يملك فعلا مشروعا قوميا  ووطنيا متكاملا.  نستطيع ان نقول انه يلبي طموحنا القومي للمرحلة الحالية. وهو واثق من كل تصريح يطلقه بالرغم من الظروف الشائكة والمعقدة التي تمر بها قضيتنا القومية في الوطن.


عندما تسمع الى كلماته شاخصا ممحصا في اعماق خلفياتها تجدها معبرة بصورة ساطعة عن تحقيق امال شعبنا العظيم الذي يستحق ان يتمتع بالحرية الحقيقية على ارضه التاريخية. تبهرك  ثوابته المبدئية في نضاله الحازم لمواجهة كل الصعاب والتحديات  التي تواجهنا كشعب على ارض الوطن. كما يعجبك اسلوبه الصامت وادائه السياسي الحاذق وانجازاته المتعددة النتائج . ابتداء من اللبنة الاولى التي انطلقت بها المرحلة الاولية لعملية بناء البنية التحتية في مدننا وقرانا التاريخية. والتي كانت بمثابة تهيئة الامكانيات الذاتية والظروف الموضوعية لاستمرارية وجودنا الازلي في الوطن وجعله امرا واقعا امام كل القوى السياسية العراقيةالتي ارادت تهميش حقوقنا القومية المشروعة والغاء دورنا كشريك فعال واصيل من المعادلة السياسية في قيادة العراق الجديد الذي ناضلنا جنب الى جنب وضحينا من اجله.


تجده صادقا في تصريحاته. انسان مبدئي صلب في ارائه عميق في رؤيته الاستراتيجية. مقاوم بامتياز. مستعد للتضحية دفاعا عن حقوقنا القومية ودفاعا عن قناعاته المبدئية الواثق منها. يتحدث معك بصراحة الرجل الواثق من نفسه. الصادق فيما يقوله بعفوية الطفل البريئ. لايمكنك الا وان تعجب به رغما عنك. لانه يسبر اغوارك الداخلية بدفئ كلماته الصادقة. لم اكن اعرفه شخصيا سابقا. لكنني اعجبت به اكثر عندما عرفته عن قرب. واندهشت بنضجه الفكري وبرؤيته المستقبلية الثاقبة والواضحة المعالم لمستقبل شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. التي تجلت بانتقاداته الجريئة لمسودة دستور اقليم كوردستان. لعدم تعبيرها عن وحدة ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري  وعن طموح حقوقنا القومية في مناطقنا التاريخية. فطرح مشروعه البديل المعبر عن وحدة شعبنا وحقه بالحكم الذاتي على ارضه التاريخية. هذا المشروع الذي لاقى تاييدا قويا بين جميع اوساط شعبنا في الوطن والمهجر. كما لاقى ايضا تاييدا في الاوساط الرسمية والثقافية والشعبية الكردية. وبدورنا نقدر ونثمن الموقف المبدئي والشجاع للسيد عدنان المفتي رئيس برلمان اقليم كوردستان لتاييده مشروع الحكم الذاتي لشعبنا في مناطقه التاريخية.ونثمن ايضا موقف الكاتب الدكتور جرجيس كوليزادة وكل ابناء الشعب الكردي الذين ايدوا مشروع الحكم الذاتي . كما ندعوابناء الطبقة المثقفة الكردية ان تساهم بدورها الريادي لاقناع الشارع الكردي بمشروعية طرحنا لمطلب الحكم الذاتي في مناطقنا التاريخية. كبادرة حسن نية وكمصداقية للعيش المشترك وتقديرا للمواقف النضالية والتضحيات والشهداء التي قدمناها معا في ساحة النضال.  كما تقاسمنا معا كل المصائب والاحزان التي اصابت شمالنا العزيز. لذا نطالب الاحزاب السياسية الكردية ان تكون السباقة لدعم وتاييد مشروع الحكم الذاتي  كضمانة لتعزيز وتطوير العلاقة التاريخية بين الشعبين 

 
قد يتسائل البعض من ابناء شعبنا لماذا التركيز في هذه المرحلة بالذات على مشروع رابي سركيس اغا جان اكثر من بقية المشاريع التي اعلنتها احزابنا وتنظيماتنا السياسية في الوطن . لهؤلاء جميعا نقول اننا نقدر ونثمن عاليا كل الجهود المبذولة في هذه المرحلة المصيرية لتثبت حقوقنا في دستور الاقليم كمرحلة اولى كون الوقت محدود امامنا. وفي نفس الوقت نعتبر كل المواقف التي اعلنت من تنظيماتنا السياسية بمثابة دعم لمشروع رابي سركيس اغاجان الذي يملك المقومات التالية التي يتطلب من الجميع العمل لدعمه واستثماره خدمة للقضية القومية التي ناضل وضحى من اجلها الجميع
 

رابي سركيس يملك اليوم الالية العملية لتثبيت مشروع وحدة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري والحكم الذاتي في دستور اقليم كوردستان
رابي  سركيس يحظى بدعم وتاييد شعبي واسع بين ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الوطن والمهجر
المصداقية التي جسدها بين ابناء شعبنا من خلال الانجازات التي تحققت على كل الاصعدة في جميع مناطقنا التاريخية
المصداقية والثقة التي يحظى بهما رابي سركيس لدى القوى السياسية الكردية وسلطات الاقليم
الدعم الدولي المباشر الذي يحظى به رابي سركيس لدعم مشروعه السياسي في الوطن

 
ان مشروع الحكم الذاتي الذي طرحه رابي سركيس. امتاز بوضوح معالمه واهدافه التي اكدت على  وحدة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وحكمه الذاتي في مناطقه التاريخية . وتاكيده وبكل ثقة على العمل لتثبيته في دستور اقليم كردستان  ومن ثم في الدستور العراقي  بالرغم من بعض الاصوات الشاذة التي تصدر من هنا وهناك  والتي  تهدف الى تشويه الحقيقة واعطاء مبررا لبعض القوى الكردية المتعصبة لرفض مشروع الحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في مناطقنا التاريخية .  لكل هؤلاء ولكل الا خوة الاكراد نقول اننا كشعب واحد نقف صفا موحدا خلف المشروع.  وبصوت واحد ايضا  ندعوهم لطرح المشروع امام شعبنا للاستفتاء عليه والاحتكام الى صوت الشعب الذي يعتبر الفيصل والقرارالفعلي المعبر عن الاغلبية الشعبية الصامتة.  فالجميع  اليوم مدعون وخاصة احزابنا وتنظيماتنا السياسية ومؤسساتنا القومية والكنسية وشخصياتنا القومية المستقلة لدعم هذا المشروع السياسي بكل ما نملك من القوة والامكانيات والعمل على مناشدة جماهير شعبنا للالتفاف حول مشروعها القومي والوطني الذي يقر بوجودها القومي وحقوقها القومية والوطنية المشروعة وممارستها على ارضنا التاريخية. والعمل معا لاستغلال هذه الفرصة الذهبية واستثمارها في الاتجاه الصحيح  لتجسيد طموحنا القومي على الساحة السياسية. لياخذ طريقه الطبيعي الى دستور اقليم كوردستان ومن ثم الى الدستور العراقي القادم. وفي نفس الوقت ندعو رابي سركيس اغا اجان للعمل على الانفتاح على جميع قوانا السياسية ومؤسساتنا القومية والكنسية وبالاخص على النخبة المثقفة في الوطن والمهجر والتنسيق معها من اجل تعزيز مشروعه السياسي الذي سيحقق وحدتنا الحقيقية و الوئام  والتفاهم بين جميع ابناء شعبنا في الوطن والمهجر.[/b]



 
                                                                                                                   جبرائيل مركو

                                                                                                             المسؤول الثقافي في
                                                                                                      اتحاد الاندية الاشورية في السويد


150
الى روح الشهيد فلاح يوسف زرا
جبرائيل مركو

هكذا يتطاول الارهاب في الوطن علينا كل يوم ..... ودائما نتكفل نحن بالخسائر والمرار, ولان المرار اكبر من الكلمات وابرع من الوصف. لذا وانا اتجرع  مرارة كاس رحيلكم . اكتب عن اخي الشهيد  والصديق والمناضل فلاح يوسف زرا الذي سيبقى علامة مشرقة في مسيرة نضالنا السرمدي وصيرورة وجودنا القومي على ارض الوطن

لقد كنت على الدوام انسانا شامخا صادقا مع نفسك ومع الاخرين , لم تهتز ابدا امام الرياح العاصفة بل كانت تزيدك صلابة وقوة وعزيمة وايمانا للمضي قدما في مسيرتنا الازلية , لقد  سقطت كل العقبات امام صمودك الرائع. وتناثرت في مهب الرياح امام  هامتك التي لم تهتز يوما , فبقيت عاليا شامخا حتى لحظة استشهادك

لقد كنت نخلة عراقية باسقة مثمرة في كل الفصول والاوقات وبما ان الشجرة المثمرة هي وحدها التي ترمى بالحجارة لذا كانت الاحجار تحاول ثنيك عن عزيمتك وتحطيم ثمار ابداعك لكنك صمدت وبقيت مثمرا حتى ساعة استشهادك , لقد كنت شمعة جميلة وضاءة على الدوام تحرق نفسها في سبيل ان تسعد الاخرين وتنير لهم طريق الحياة لكنها .... واحسرتاه انطفات قبل الاوان.

لقد كان همك الوحيد وشغلك الشاغل ان ترفع اسم شعبنا الكلداني السرياني الاشوري عاليا في الوطن وان تعزز وجوده وموقفه الموحد, ليصيغ مشروعه القومي والسياسي بمشاركة جميع قواه السياسية. ليعيد دوره الريادي القومي  والوطني على الساحة العراقية , وان يكون شريكا حقيقيا وفعالا في صياغة القرار الوطني المستقل بمشاركة جميع مكونات الشعب العراقي لبناء وطن العدالة والتسامح. وطن الانسان والحرية والديمقراطية والمساواة

سيفقدك محبيك من ابناء شعبنا, لقد كنت لهم اخا كبيرا وانسانا مخلصا في تفانيك القومي . ستفقدك القوش الصامدة التي كنت تنتقل اليها كتنقل الفراشة بين الزهور والتي لم تفارقها ولم تفارقك حتى استشهادك , سيفقدك الشعب والوطن الذي هما احوج ما يكون اليوم الى عراقيين اصلاء من امثالك
 
اعاهد روحك الطاهرة ان اكون وفيا ومخلصا ومثابرا  لا يلين على تجسيد المبادئ التي  قطعنا العهد سوية عليها يوم التقينا معا في نوهدرا في نهاية تموز عام 2005  عندما كنتم في عداد وفد المجلس القومي الكلداني الاشوري السرياني للمشاركة في افتتاحية مؤتمر اللغة السريانية الاول الذي تمى على مدرج جامعة نوهدرا

وداعا اخي فلاح يوسف زرا ....... وداعا ايها الجبل الاشم
وداعا ايتها النخلة العراقية الباسقة     وداعا ايتها الشمعة التي انطفات قبل اوانها
وداعا يا ابن القوش البار
وداعا يا وريث حضارات سومر وبابل واكد واشور
وداعا ايها الناسك الذي قضى عمره يصلي في محراب النضال القومي والوطني
وداعا يا شهيد شعبي ووطني
رحمك الله واسكن روحك الطاهرة فسيح جناته    والهم عائلتك والاهل والاقرباء وابناء القوش الصبر والسلوان

جبرائيل مركو [/b] [/size] [/font]

151
مار باوي
الراعي الصالح
وحركته الاصلاحية
[/size]


Zawa7@hotmail.com
جبرائيل مركو

كثرت في الفترة الاخيرة المقالات النقدية التي نشرت على صفحات العديد من مواقعنا الالكترونية والمتعلقة  بمعالجة قضية الاسقف مار باوي والتي ركزت الاغلبية منها في ادبياتها على تشويه الحقائق والوقائع للمسيرة الاصلاحية التي التي يقودها اسقفنا الجليل والراعي الصالح نيافة الاسقف مار باوي سورو. وذلك لغاية في نفس يعقوب للبعض منهم وبدافع من بعض اساقفة كنيستنا المشرقية الاشورية التي لايهمهم مستقبل كنيسة المشرق  سوى حب الذات وتزوير الحقائق والوقائع للتغطية على اخفاقاتهم المستمرة  وللنيل ظلما وبهتانا من مكانة ودور الاسقف مار باوي البارز في مسيرة كنيسة المشرق وانجازاته على كل الصعد .اما الذي يستغربه القارئ المثقف والمتابع للحدث ويتسائل بدوره عن اسباب اغفال المقالات النقدية في ادبياتها للدعوة الى عملية المصالحة الحقيقية. اذا كانت بالفعل صادقة في دعواتها ويهمها فعلا مستقبل ووحدة الكنيسة حقا. تلك الدعوة التي تستدعي قبول الاخر والاستماع الى ارائه وافكاره ووجهات نظره لحل الخلافات وللخروج من الازمة من اجل فتح افاق جديدة لمرحلة اخرى واعدة.  بينما  ابدع البعض منهم من خلال تحليلاتهم النقدية لفكر مار باوي التي اعتمدت على المفاهيم الموضوعية والقيم المعرفية للرؤية الواضحة ولنظرته المستقبلية التي يطرحها الاسقف مار باوي في خطابه الشمولي الموجه الى جميع ابناء كنيسة المشرق ودعوتهم للعمل معا لوحدة الكنيسة ووحدة شعبنا بكل تسمياته التاريخية واستيعابهم لمتطلبات المرحلة المصيرية التي نعيشها والعمل على ايجاد افضل السبل للخروج منها موحدين معيدين الاعتبار الى وجودنا واصالتنا على ارض وفي وطننا العراقي السرمدي مجسدين وممارسين لشراكتنا الحقيقية في عملية صياغة القرار الوطني المستقل .ولقد استوقفتني مقولة الاستاذ  مايكل سيبي من سدني المعبرة  فعلا عن راي الاغلبية من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري عندما ابدع وعبرعن فكر الاسقف مار باوي سورو وقال – اني اراه كلدانيا مثلما يراني اثوريا, فكلانا واحد على ارض بيث نهرين وفي الوقت نفسه نحن واحد في الرب يسوع -  بينما نعتها البعض الاخر بالحركة الانشقاقية والتمرد والبعض الاخر سارع الى حجب شمس الحقيقة عن ابناء شعبنا بالغربال متناسين اننا نعيش اليوم في عصر القرية الكونية التي لا يستطيع اي واحد منا حجب الحقيقة الساطعة عن الاخر. وذلك  بسبب تعدد االمصادر اللامحدودة والمتنوعة والمتاحة للجميع من وسائل الاعلام التي اشبعت فضائنا واثيرنا بتخمة معلوماتها الى جانب الشبكة العنكبوتية التي لا تبخل عليك ابدا لتزويدك بكل ماتحتاجه من مخزونها. ناهيك عن الامكانيات التي توفرها لك الهواتف الجوالة والتي تفسح امامك المجال كله للاتصال باية بقعة في العالم لسبر اغوارها وتقصي الحقيقة وكشف اسرارها . نعم نحن بامس الحاجة للمقالات النقدية لتصويب جميع المسارات لكنيسة المشرق الاشورية وتصويب رسالتها التبشيرية لتستمرعلى  تعاليم يسوع  المسيح. كما اننا تواقين ايضا الى المقالات التي تعتمد في دراساتها و تحليلاتها على تفعيل الفكر بدلا من فكر الانفعال. واتوجه هنا وبالاخص الى الذين عايشوا نتائج ومعطيات مؤسسات المجتمع  المدني في دول المهجر. حيث يعتمد العقل الغربي في تحليلاته على التفكير والفعل. فالتفكير يعد الابرز في مفهوم الثقافة الغربية التي قدمت للتراث العالمي كبريات المبادئ المعرفية بينما الفعل هو السائد في فلسفتها الحسية التجريبية ومناهجها الاجرائية والبراغماتية الذي ساهم بدور فعال لخروج الامة ومؤسساتها من حالة التخلف والاحباط وصان طاقات التطور والتقدم واسس لمنهجية الابداع االسرمدي . لهذا كنا نتمنى من محرري المقالات النقدية المعارضة تقديم دراسة تحليلية ونقدية للافكار والاراء التي قدمها نيافة الاسقف مار باوي سورو الى المؤتمر الكنسي الاخير للنهوض بالكنيسة بدلا من التركيز على بعض التفاصيل الجزئية والهامشية التي لاتمت باي صلة الى مشروع الاصلاح و العمل على الابتعاد قدر الامكان عن ردود الافعال واساليب الخطاب التقليدي االذي يرفض الراي الاخر ويعمل دائما على الغائه وااقصائه من اية عملية الاصلاح والتحديث التي تتطلبها حتمية استمرارية وصيرورة المؤسسة الكنسية لتلبي متطلبات جيل الشباب الطامح الى كنيسة تاخذ في نظر الاعتبار و تستوعب احتياجات ومفاهيم العصر وثقافته
 
     
افكار واراء الاسقف مار باوي سورو


- الحداثة والتجديد للانظمة والقوانين الوضعية لكنيسة المشرق الاشورية

- المسؤولية القانونية للاباء الروحيين والكهنوت 

- توحيد كنيسة المشرق بكل فروعها


 غياب ثقافة العقل الاستراتجي


 يعتمد العقل الاستراتيجي  في اهم مساراته وحراكه المعرفي على المحاولة القائمة والمستمرة لعملية ابداع الية الفعل التغييري والقائمة اساسا على الاقتحامات الشجاعة والواعية لمربعات الفهم الانغلاقي الموروث. لانه في مثل هذه الحالات يؤدي العقل الاستراتيجي في حراكه التفاعلي دور الانعكاس الفعلي للارادة الحرة المستقلة.  وفي ذات الاتجاه علينا ان نقر بان الثقافة هي الالية الفاعلة لابداع اساليب متعددة في السلوك والمعرفة لاهم البدائل الموضوعية والعملية لنجاح مشروع الحداثة الذي قدمه نيافة الاسقف مار باوي سورو الى المؤتمر الكنسي الاخير  للنهوض بالمؤسسة الكنسية وببنيتها التحتية والتركيبية والمساهمة بعملية احياء تراثها  الروحي والثقافي وتعزيز  قوة الوعظ الروحي في خطابها الايماني الذي امتازت واختصت به كنيسة المشرق خلال تاريخها التبشيري العريق الذي اوصلها الى الصين . لهو اثبات موثق ايضا للجميع وبالاخص للاباء الروحيين للعودة الى الارث والكنز الروحي  لكنيسة المشرق والى ينابيعها التي لاتنضب من العطاء والتسلح ثانية بسلاحها الروحي وارثها الثقافي ودينامية استمراريته من خلال الانكباب على دراسات وابحاث مستفيضة و مستقاة من مرجعياتنا الروحية مركزين على اهم فترات الازدهار والتطور والعطاء في حياة كنيسة المشرق. اما بالنسبة لدعاة الاقصاء ورفض الافكار والاراء المذكورة اعلاه فهذا يعد بالحقيقة تهميشا واستخفافا بقدرة وفعالية العقل الكلداني الاشوري السرياني االذي اثبت جدارته وفعايلته وقدرته على مواكبة مسيرة التطور والحضارة ومتطلباتها وقوانينها الحيوية ولابعاد مفهوم العقلانية والياته عن المشاركة في عملية التخطيط الاستراتيجي.  فالقاء نظرة سريعة وفاحصة على واقع مسيرة كنيسة المشرق الاشورية خلال الحقبة الاخيرة من تاريخها الحديث  تجدها قد اتسمت بالشخصنة وارتجالية المواقف والقرارات والتغني دوما بامجاد الماضي من دون تكليف الاباء الروحيين انفسهم العناء لبذل ادنى جهد لقراءة اسس ومقومات العصر الذهبي لانجازات كنيسة المشرق. والعمل على الاستفادة منها وتبنيها في برامجهم وخططهم المستقبلية هذا ان وجدت خطط اصلا .  بل نجد العكس تماما فلا تخطيط لبعيد المدى ولا استيعاب لمتطلبات للواقع الجديد في رؤى دينامية جدلية تلبي متطلبات المرحلة المصيرية الراهنة والمستقبلية التي تتطلب من القيادة الروحية اعطائها الاهمية القصوى للعمل على بناء مؤسسات ذات طابع اكاديمي- من خيرة كادرنا العلماني المبعد دوما عن مركز القرار في كنيسة المشرق الاشورية- لتساهم تلك المؤسسات المذكورة بدورها الريادي من خلال تقديم ابحاث ودراسات علمية ومعرفية لانقاذ المؤسسة الكنسية من ازماتها المتكررة التي تكلفنا الكثيرالكثير عند كل هزة تصيبها ارضاء لنزوات البعض من اساقفتها المولعين بحب الزعامة والسيطرة على مقدرات الكنيسة . اما الانطباع السائد اليوم لدىالاغلبية من النخبة المثقفة والتي باتت قانعة و داعمة ومصممة باصرارللمضي قدما في مسيرة الاصلاح والتحديث والتجديد التي يقودها  نيافة الاسقف مار باوي سورو من خلال بدائله العملية و الموضوعية التي تلبي وتنسجم مع متطلبات وطموح الاغلبية من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الوطن والمهجر. بينما الذين يدعون المعارضة لايملكون حتى الحد الادنى  من البدائل الموضوعية للدخول في المواجهة و الجدالات اوالدفاع عن مشروعهم المشبع بالتكرار والتغني بامجاد الماضي. واللجوء الى اطفاء الهالة القدسية على خطابهم التقليدي الذي فقد مصداقيته عند ابناء كنيسة المشرق. وفي نفس الوقت  تتسائل النخبة المثقفة ايضا كيف سيكون هناك تخطيط استراتيجي مع استفحال ذكاء تدبير الحال ومدارات الحاضر بالحاضر والتعامل مع التحديات والوقائع بردود الافعال. في الوقت الذي يعتبر التفكير الاستراتيجي قمة انجازات الكفاءة الذهنية والعطاء من حيث القدرة على التحليل والرؤى البعيدة المدى والعمل على بناء تصورات عالية التعقيد للواقع بحيث تستوعب قواه الاساسية ودينامياته المحركة وتتحكم بتسييرها وتغييرها خدمة للمصالح البعيدة المدى

ذهنية كنيسة المشرق الاشورية     
 

طبعا لا احد منا يستطيع ان ينكر الدور القومي البارز الذي ساهمت به كنيسة المشرق الاشورية ابتداء من القرن الثامن عشر وحتى منتصف القرن العشرين منه. لكن هذا الدورالذي مارسته القيادة الدينية مع مرور الزمن ما لبث ان طغى على دورها الروحي وعلى رسالتها الرسولية والرعوية وعلى ذهنية الاباء الروحيين فدفعتهم الايام للتوجه نحو المكاسب الشخصية ونزوات السلطة الزمنية. ونتيجة للظروف الموضوعية التي اتسمت بها تلك الحقبة التاريخية بالحروب المستمرة مع جميع جيراننا وللفراغ ولغياب دور القيادة السياسية المدنية مارس بطريرك كنيسة المشرق قيادة السلطتين الروحية والزمنية. هذه العدوة انتقلت بطبيعة الحال الى سلطة المطارنة والاساقفة وحتى الى الكهنة وما زالت تمارس في اوساطنا حتى يومنا هذا. هذه العملية خلقت تمازج ما بين ذهنيتنا الجبلية وما بين الذهنية الروحية السمحاء. فطغت هذه الذهنية المركبة على عقلية ومفهوم مسؤول السلطتين الروحية والزمنية فتحول هذا الصرح الروحي والرعوي لكنيسة المشرق الى سلطة زمنية مطلقة وبلا منازع وغير خاضع  لاية مسائلة اومحاسبة وقرارتها غير خاضعة للمناقشة والاعتراض بل لتنفيذها فورا. وهكذا اثبتت وبالدليل القاطع الاحداث والايام والتجارب التاريخية التي مررنا بها والماسي والويلات التي اصابتنا. فشل ذهنية القيادة الدينية لقراءة الاحداث والتطورات التي عشناها بسبب رفضهم لتبني مفهوم العقلانية الذي يعتمد على القراءة  الدقيقة والموضوعية للاحداث ويوازن ما بين الامكانيات الذاتية وبين امكانيات القوة المضادة للعمل على ايجاد الارضية والاسس الموضوعية و العملية لاتخاذ القرارات الصائبة و الحاسمة التي تهم مسيرة كنيستنا وقضية شعبنا. اما اسبابها فتعود بالدرجة الاولى الى البنية التركيبية لعقليتنا الجبلية التي تمتاز بالعزلة والانغلاق والتعصب بالراي وعدم الاعتراف بالراي الاخر. الى جانب الرفض المطلق دوما لتبني مفهوم الحوار والتغيير والانفتاح على الراي الاخر. اوالعمل على الاستفادة على الاقل من تجارب وخبرات الشعوب التي نعيش في كنف حضارتها والتي تقود اليوم العالم باسره بذهنيتها و بثقافتها وفكرها وعلومها. ولكن رغم كل هذه الاخفاقات مازالت القيادة الدينية مستمرة بممارسة هذه الذهنية بين ابناء شعبنا الكلداني الاشوري السرياني في امريكا واوربا واستراليا وكندا من خلال خطابهم وادبياتهم الموجه الى شبيبتنا الذين تربوا على مفاهيم الحرية  والانفتاح على الاخر وعلى المفاهيم الديمقراطية والتعددية الفكرية واحترام الراي الاخر. هذا الارث الذهني السيء الصيت ما يزال حتى الان يعشش في عقول وذهنية البعض من الاباء الروحيين لكنيستنا المشرقية. اخشى ما اخشاه من ان ينتقل هذا الموروث عبر البعض من اجيالنا القادمة وان يستمروا في ادارة شؤون مؤسساتنا بنفس الذهنية والعقلية التي لم نجني من نتائجها سوى خيبات الامل والاقتلاع من جذورنا والتشرد نحو الغرب الذي سيقودنا في النهاية الى عملية الضياع والانصهار في مجتمعاتها والاندثار من الوجود. اخشى ما اخشاه اننا حتى الان لم نتعلم الدروس والعبر من تاريخنا الغني والحافل بالاحداث والتجارب والماسي. واخشى ما اخشاه ان لا نقع في نفس الخطيئة القاتلة التي ارتكبتها قيادة الكنيسة المشرقية في حيكاري والتي ما زالنا ندفع ثمن نتائجها ولعنتها و تبعاتها واثارها وعواقبها تلاحقنا حتى يومنا هذا.

قبل ان اخوض في تفاصيل كيفية الية اتخاذ القرارفي كنيسة المشرق الاشورية. لابد من مداخلة تاريخية لمجريات تلك الحقبة التاريخية التي اتخذ قرار اقتلاعنا من جذورنا ومن ارضنا التاريخية. حدث ذلك عندما شاخت الامبراطورية العثمانية وضعفت ادارتها. كان الساسة في فرنسا وانكلترا منكبين على اعداد مشروعهم الاستعماري لتهيئة الظروف الموضوعية والذاتية للزحف باتجاه منطقة الشرق الاوسط  لاستعمارها ولسرقة خيراتها وثرواتها ولتقسيم المنطقة الى دول تناسب مصالحهم الاستعمارية. كان الاستعمار الانكليزي قد سبق الاحداث وارسل حملات تبشيرية مشبوهة ومزدوجة المهمة من خلال تجنيد العديد من عملاء مخابراتهم بين صفوف تلك الحملات التبشيرية السيئة الصيت لينفذوا مهمتين . الاولى تتضمن العمل على تعزيز العلاقة مع قيادة كنيستنا المشرقية والعمل على استغلال عاطفتهم المسيحية لكسب ثقتهم ولاقناعهم بان قدومهم الى منطقة حيكاري هو للدفاع عنهم ولحمايتهم من اي هجوم يشن عليهم من جيرانهم.  اما المهمة الثانية تضمنت العمل على زرع الاحقاد وتاجيج العداوة بيننا وبين جيراننا الاكراد والحكومة التركية  وافساح المجال امامهم للاعتداء على ابناء شعبنا. ولا مانع لديهم من ابادتنا  لتهيئة الظروف الموضوعية والذاتية لتنفيذ  خطتهم الجهنمية المتضمنة اقتلاعنا من جذورنا التاريخية والتوجه بنا الى العراق لتجنيدنا كمرتزقة لخدمة مصالحهم الاستعمارية في الوطن. يومها كانت القيادة السياسية برئاسة البطريرك مار بنيامين شمعون وعضوية عشائر تيارى العليا وتيارى السفلى ,تخوما, ديز , باز , وجيلو. كانت القيادة الدينية في تلك الايام منشغلة ومهمومة لايجاد حل للخروج من الازمة التي اصطنعها الاستعمار الانكليزي من خلال تشجيع الاتراك والاكراد لشن الهجمات المستمرة على مناطقنا الجغرافية والاستيلاء عليها. بينما زعيم الارساليات التبشيرية الكاهن الدجال ويغرام السيء الصيت منشغل لاقناع القيادة الدينية للعمل على شد الاحزمة والرحيل من حيكاري كبديل لتجنب الابادة الجماعية مذكرهم بما حدث لابناء جلدتهم في طورعبدين عام 1914 . في نفس الوقت كانت اجواء الحرب العالمية الاولى بين الحلفاء من جهة وبين المانيا وحليفتها تركيا من جهة اخرى قد بدات  تقترب لتدق ساعة الصفر والتي ستنعكس نتائجها حتما على مصيرنا وعلى قضية وجودنا في اقليم حيكاري. يومها ظهرت على ساحتنا القومية  فكرتان. الاولى تبنتها القيادة الكنسية برئاسة البطريرك مار بنيامين وبتاثير وتشجيع من الانكليز القاضية باقتلاعنا من جذورنا التاريخية في اقليم حيكاري والتوجه بنا نحو مناطق شعبنا في اورمية وسالامس. بينما مشروع ال- نمرود بيث شمعون تضمن على نقطتيين اساسيتين

- نحن شعب اشوري اصيل في وطننا منذ مهد البشرية, ارضنا ارتوت من دماء شهدائنا, وطننا هو مهد الحضارة والمسيحية وعلى ارضنا المقدسة ارسى تلامذة يسوع المسيح  مار ادي ومار ماري اللبنة الاولى لكنيسة المشرق, الواجب القومي يطالبنا ان نضحي بالغالي والنفيس من اجل استمرارية وجودنا على ارضنا التاريخية, وضميرنا يدعونا لاثبات مصداقية انتمائنا الوطني لارضنا التاريخية وللحكومة التركية, وبموقفنا الوطني المشرف هذا سنسجل اروع موقف تاريخي ووطني لدى حكومتنا التركية وسيكون مفخرة لاجيالنا القادمة لتعيش بفخر واعتزاز في وطنها الى الازل

- الحرب ستدور معاركها حتما في اوربا ولن تصل الى وطننا.  وحتى ان وصلت رحاها الى ساحتنا الوطنية سنشارك بكل حماس في معاركها فهذا يعد شرف لنا ان ندافع عن ارضنا وعن وطننا وعن وجودنا ونحن على اتم الاستعداد لتقديم الشهيد تلو الشهيد. فهذا افضل لنا من ان نقتلع من جذورنا ونسير باتجاه مصير مجهول لانعرف ماذا يخبئه لنا المستقبل. وعندها من سيتحمل المسؤولية.
 
هكذا اثبتت الايام والاحداث صحة وجدوى الرؤية الثاقبة والنظرة المستقبلية والقراءة الصحيحة للمشروع الوطني الذي قدموه ال- نمرود بيث شمعون للقيادة الدينية. لحل ازمتنا المصطنعة من قبل الاخرين وللمحافظة على استمرارية وجودنا على ارضننا التاريخية. لكن القيادة الدينية  رفضت مشروعهم وتم مكافئتهم من خلال تدبير مذبحة ابادة جماعية لجميع افراد العائلة المذكورة للتخلص منهم. هذه هي وسائل التعاطي والتعامل التي تتسلح بهما الذهنية المنغلقة على ذاتها. اما الذي جنيناه من قرارها الاحادي الذي اتخذته قيادة الكنيسة المشرقية لم يكن سوى الاقتلاع من الجذور والتعرض للعديد من مجازر الابادة الجماعية وتاجيج نار صراعاتنا الداخلية واحراق طاقاتنا القومية في الاتجاه الاخر خدمة لمصالح الاخرين.  فلنملك يا ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري الجراة والشجاعة ولو لمرة واحدة ونتحرر من هذه السطوة التاريخية ونفك القيود عن معاصمنا.   

تقييم نتائج القرار الاحادي


- لقد تم اقتلاعنا من جذورنا التاريخية و خسارتنا لوطننا التاريخي حيكاري والى الابد - وهذا ما يسعى اليه اليوم ايضا البعض من اساقفتنا في المهجر من خلال نشر دعاية ملفقة حول القيام البعض من تنظيماتنا وكنائسنا  في الوطن. بالغاء 2500  تاشيرة دخول تم الحصول عليها من قبل الاسقف مار ميليس زيا من احدى السفارات الاجنبية لتامين هجرة ابناء شعبنا المقيمين في الاردن الى استراليا-

- تقديم عشرات الالاف من الضحايا الذين سقطوا على الطرقات وبين الوديان والجبال, رجال ونساء, شباب وشابات وشيوخ. ابتداء من مرحلة  بداية اقتلاعنا من جذورنا من اقليم حيكاري وحتى وصولنا الى اورمية وسلامس في ايران

-  ساهم القرار على توحيد الجميع  ضدنا من- الفرس والاتراك والاكراد- ناهيك عن عشرات الالاف من الشهداء والضحايا الذين سقطوا على مذبح القضية القومية من خلال الهجمات التي شنت علينا في ايران. وناهيك ايضا عن الويلات والمجازر التي جلبها قرار القيادة الدينية لابناء شعبنا الكلداني الاشوري السرياني في ايران

-  اغتيال البطريرك مار بنيامين شمعون ومرافقيه في كوناشهر من قبل الاغا الكردي سمكو بطلب وبقرار من الاستعمار الانكليزي. الى جانب حدوث الانشقاق في القيادة السياسية وبروز قيادة ثانية بقيادة- الجنرال بطرس ايليا ومالك خوشابا- التي اتخذت قرارالعودة ودعت ابناء شعبنا للتوجه الى حيكاري موطنه التاريخي
 
- الاحباط القاتل الذي اصاب ابناء شعبنا و حالة الضياع والتشتت والتشردالذي اصابته من جراء تشتت القيادة اثناء فترة وجودنا في ايران التي ارغمتنا على ان نكون اسيري القرار الانكليزي الذي قادنا الى مخيم بعقوبة في العراق لنعيش ماساة ثانية تحت رحمة الامراض الفتاكة التي حصدت الاف الضحايا من ابناء شعبنا في مخيم بعقوبة

- تم تحقيق هدف الاستعمار الانكليزي وتجنيدنا في جيش المرتزقة للدفاع عن مصالحهم الاستعمارية في وطننا العراقي .الذي كان الدافع الرئيسي الى خلق روح العداء بيننا وبين اخوتنا العرب ابناء الوطن الواحد

- اخر نتائجها كانت مجزرة سيميله وضحاياها وتشتيت القوى السياسية لشعبنا الكلداني الاشوري السرياني الى عدة دول. فتم اجبار مالك ياقو ومالك لوكو وقسم كبير من ابناء شعبنا للجوء الى سوريا ويقيموا على ضفاف نهر الخابور, بينما البطريرك مار ايشا شمعون وعائلته فقد تم اسقاط جنسيتهم العراقية ونفيهم الى جزيرة قبرص ومن ثم حطى بهم المطاف على ارض الهنود الحمر ومازالت القيادة الدينية مقيمة في شيكاغو حتى الان.

- لو احصينا عدد الشهداء والضحايا والمفقودين الذين سقطوا على مذبح الامة نتيجة القرار الخاطئ  الذي اقتلعنا من حيكاري وحتى ارتكاب مجزرة سيميله 7 – اب – 1933.  وتم ضرب العدد الكلي في  90 سنة لحصلنا على مجموع قيامه اكثر من نصف مليون نسمة من ابناء شعبنا الكلداني الاشوري السرياني كانوا يقيمون الان في موطنهم التاريخي حيكاري بدلا من التشرد والضياع في بلدان المهجر. 

  المؤتمر الكنسي

  في الوقت الذي كان العديد من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الوطن والمهجر بانتظار صدور قرار تاريخي من المؤتمر الكنسي الاخيرالذي انعقد في شيكاغو. ينص على عودة الكرسي البطركي ثانية الى ربوع الوطن للاقامة الدائمة هناك الى جانب بطاركة  كنائسنا المشرقية. وخاصة بعد ان زالت اسباب
نفي رئاسة الكنيسة من الوطن الى ارض الهنود الحمر. وكعودة الى الجذور لاثبات مصداقية العودة والانتماء الى الوطن. فهذا قداسة البطريرك مار عمانوئيل دلي الثالث صامدا خاشعا في صومعته كاسد بابل. وذاك قداسة مار ادي الثاني ناسكا متعبدا وحارسا امينا لمعبده كاسد اشور. وهولاء السادة مطارنتنا  الاجلاء من كل كنائسنا المشرقية في  سهل نينوى العظيمة يترقبون قدومنا لنشارك معهم في اقامة صلاة صوم نينوىعلى ارض الوطن. ويجسدون  لنا اصدق مثال للوحدة والاتحاد. نعم انها دعوة صادقة موجه الينا جميعنا والى جميع قيادات احزابنا وتنظيماتنا السياسية وكنائسنا المشرقية ومؤسساتنا القومية وشخصياتنا الوطنية المستقلة في المهجر. فهل من مستجيب يا ترى لدعوة العودة الى الوطن. نتمنى الايام القادمة ان  تكشف لنا الرد الايجابي. مرة ثانية وثالثة نتوجه بدعوتنا هذه الى ابائنا الروحيين لكنيستنا المشرقية الاشورية ليصدروا قرارهم التاريخي لعودة الكرسي البطريركي الى ارض الوطن.  كتشجيع لابناء شعبنا الكلداني الاشوري السرياني ولدعوتهم للهجرة المعاكسة الى ارض الوطن. لان الظروف الموضوعية والذاتية والواقع المصيري في ديارنا سيوفر للجميع اهم الحوافز العملية والموضوعية لتحقيق وحدتنا السياسية ووحدة كنيستنا المشرقية في الوطن وبالتالي سينعكس ايجابا على دورنا الوطني وعلى قرارنا السياسي المستقل



لهذا عاهدت نفسي على ان انشر الحقيقة عبر حلقات مقرونة بالادلة والاثباتات التي وثقتها من خلال متابعتي المستمرة والدقيقة لمسيرة الاسقف مار باوي سورو منذ رسامته اسقفا في كنيسة المشرق الاشورية وحتى هذه اللحظة. علني افلح في توضيح الحقيقة وتصويبها لدى ابناء شعبنا الكلداني الاشوري السرياني في الاوطان والمهجر

الاسقف مار باوي سورو هو خليفة لمار باوي العظيم الذي كان له الدور البارز في عملية توحيد رفع مكانة كنيسة المشرق وتعزيز دورها الايماني بين ابنائها . مار باوي سورو يعيد سبر اغواركنيسة المشرق من جديد لفك طلاسم ورموز كنوزها الروحية ونبش تراثها الثقافي  للعمل على صياغته وتاطيره برؤية عصرية كي تتمكن الاجيال الحاضرة والقادمة من استعابه وفهمه ومعايشته وتكريسه في حياتهم اليومية. لاستمرارية ما كان ما يتمتع به السلف من علم روحي ودراية  وبعد نظر ورؤية مستقبلية ثاقبة ومن قداسة وتعلق بالارض والوطن. لينقل الى جميع ابناء كنيسة المشرق والتي اعني بها -  كنيستنا الكلدانية وكنيستنا السريانية بفرعيها الارثذوكسي والكاثوليكي وكنيستنا السريانية المارونية وكنيستنا المشرقية القديمة وكنيستنا المشرقية الاشورية بالاضافة الى جميع ابناء شعبنا الكلداني الاشوري السرياني المنتمين الى جميع الكنائس الانجيلية -  فالتراكمات اللاهوتية في كنيسة المشرق المختزنة في بطون تاريخها التبشيري والرسولي والرعوي وعراقة قيمها الروحية واعمدتها الثقافية هي التي ارست الاسس البنيوية لنهضتنا الايمانية وهي نفسها التي ستفتح الافق واسعا امام مشروع وحدة كنيسة المشرق وعلى عملية الانفتاح والتطور على مفاهيم العصر.

 سياسهم نيافته على اضفاء المزيد من الثقة بالنفس وتعزيز الايمان لدى ابناء كنيسة المشرق ليتمكن ابناء الحاضر من استلهام تراثهم الروحي الغني بفكره وبعطائه للانسانية جمعاء. والعمل علىالتمسك بارث بناه ابائنا الروحيين بالشهادة والصلاة والصوم في سبيل تجسيد تعاليم مخلصنا يسوع المسيح للبشرية جمعاء. فبطون التاريخ شاهدةعلى انجازات اباء كنيسة المشرق وعلى  بصماتهم التي تركوها على ثقافة جميع شعوب الشرق الاوسط وعلى الحداثة. وعلى اتساع  صدى اسهاماتهم لتصل الى الغرب ايضا

الاسقف مار باوي سورو تسري في عروقه محبة الاباء الروحيين جميعهم الذين سطروا واغنوا بابداعاتهم الروحية  وبتضحياتهم وبثقافتهم وعلومهم تراثنا الروحي وتعليمنا المسيحي وثقافتنا الدينية التي بها نبتهل الى الله عبر يسوع المسيح. ومن نفس المنبع نرتل صلواتنا والدعوة للرب لمغفرة خطايانا و للاستجابة لدعواتنا الصادقة.   وتتحرك في عروق اسقفنا الجليل عاطفة الاجداد العظام الذي يفتخر بالانتماء الى نبعهم وطينتهم ووطنيتهم. والاغلبية المثقفة من ابناء شعبنا ومن كل كنائسنا المشرقية باتت تتلمس فحوى خطابه الروحي الرشيق والمحبوك بهدوء وبعمق روحي  يريد من خلاله تبيان الرسالة الروحية لكنيسة مخلصنا يسوع المسيح التي تعزز فينا القيم والمبادئ الدينية والوطنية والانسانية. كما  سنحاول ايضا تسليط الاضواء على افكاره وارائه وطروحاته وانجازاته وعلى رؤيته المستقبلية ليقدم الى معاصريه مثلا ومثالا يحتدى به لاجيال فقدت البوصلة والاتجاه الصحيح نتيجة الانغلاق على نفسها والانعزال من محيطها. فابتعدت كنيسة المشرق عن ارثها الروحي الذي صاغوه ابائها الروحيين العظام. او ابعدت وكان الامر مقصود. او ان الهمة الكامنة في كنوزنا الروحية وبالاخص في لب ينبوع كنيسة المشرق قد بدات بالانحلال والضعف تحت وقع ضربات ضعف قيادتها الدينية ووقع ضربات الحضارة المعاصرة التي ابعدتها عن لب تراثها الروحي المصبوغ بدماء شهدائنا القديسين وبتضحياتهم وعطائهم – هذا التحول والابتعاد ظهرت ملامحه منذ ان انتقل كرسي البطركية من ارض الوطن الى ارض الهنود الحمر -  فشتان ما بين عمق جذورنا وخصبة تربة ارض الوطن المعطاء وبين سطحية جذورنا و ثقافتنا على ارض الهنود الحمر





نيافة الاسقف مار باوي سورو يعيد قراءة تراثنا الروحي والثقافي بنهم وحب داعيا ابناء واباء كنيسة المشرق للعودة الى اهم ينابيع اعمدتهم الروحية والفكرية والثقافية. متدرجا تلميذا ذكيا مولعا بالقراءة والبحث والكتابة وحفظ التراث. فقد تشرب  من هواء الوطن ومن طبيعته القاسية لكنه يحمل في عمق قلبه وفكره نزعة انسانية جامحة . وقد ادرك بحدسه وذكائه الخارق منذ الوهلة الاولى كم سيكون العمل شاقا وصعبا في قيامة كنيسة المسيح والامة والوطن واخذهم الى  مشروع الحداثة  والمسوؤلية القانونية وتوحيد جميع فروع كنيسة المشرق في كنيسة واحدة مقدسة ورسولية جامعة. لياخذ الفعل الروحي دوره الفعال والايجابي في حياة ابنائها ويساهم في تجسيد وحدة شعبنا الكلداني الاشوري السريا ني.  وبالاخص في هذه المرحلة الاستثنائية والمصيرية التي تمر بها قضيتنا القومية والوطنية باصعب المراحل وبادق الظروف بشكل خاص والوطن بشكل عام. هذه هي النقطة المركزية التي شكلت هاجسه المركزي فعمل عليها منذ ان تقبل الرسامة الكهنوتية في كنيسة مخلصنا يسوع المسيح وهذا ما لفت انتباه الجميع وبالاخص قداسة البطريرك مار دنخا الرابع. فبرز دوره سريعا على الساحة المحلية والاقليمية والعالمية.  فكان فعلا اسقف المهمات الصعبة  واسقف الانفتاح والحوار الذي الذي تبناه واراده في مشروعه منذ الوهلة الاولى لاخراج كنيسة المشرق الاشورية من عزلتها وانغلاقها على نفسها ولمد جسور المحبة والتعاون مع كنائسنا المشرقية بشكل خاص ومع اخواتها في العالم للمساهمة في تحقيق الوحدة المسكونية بشكل عام . فقاد الحوار مع الكنيسة الكاثوليكية في دولة الفاتيكان لفتح الباب على مصرعيه ولازالة العقبات امام عملية الحوار والانفتاح مع ابائنا الروحيين في كنيستنا الكلدانية. كما قدم مشروع الوحدة مع كنيستنا المشرقية القديمة. وقاد عملية فتح الحوار مع كنيستنا السريانية الارثذوكسية للعمل على بدء مسيرة التعاون نحو الوحدة الشاملة .كما قاد الحوار مع الكنيسة القبطية لتذليل العقبات امام  انضمام كنيستنا المشرقية الاشورية كعضو رسمي الى مجلس كنائس الشرق الاوسط  كون الكنيسة القبطية ترفض انضمامنا كعضو رسمي الى المجلس المذكور. سنتطرق بالتفصيل لكل القضايا المذكورة في مقالاتنا القادمة ان شاء الله



الحل

اعتقد ان عملية الاصلاح والتغيير في كنيسة المشرق الاشورية ومؤسساتها لن تتحقق في ظل غياب  لغة الحوار. وهذا ما يدعو اليه ويؤكده نيافة الاسقف مار باوي سورو في خطابه الموجه باستمرار الى الاباء الروحيين والى ابناء كنيسة المشرق الاشورية بينما يرفضها الطرف الاخر ويتهرب منها باستمرار. ناهيك عن العديد  من محاولات المصالحة المستمرة التي يقوم بها العديد من الخييرين والغيارىعلى مستقبل ووحدة الكنيسة والشعب. كما ندعو الجميع للعمل على الابتعاد عن لغة التخاطب الهابطة التي تخرج عن الاداب واللياقة وتمس جوهر الكرامة الشخصية والروحية . ان مجرد الدعوة للحوار تمثل في حد ذاتها مسالة بالغة الاهمية. كون الحوار يعد افضل وسيلة للتفاهم ولحل الخلافات بالوسائل السلمية وطريق للاعتراف المتبادل والمساهم في تحقيق التسويات . هكذا بات الحوار في عصرنا  وسيلة مركزية ومن اهم الاليات الفعالة للعملية الديمقراطية وسعيها الحثيث لاقامة علاقات عادلة يسودها الاحترام المتبادل بين جميع الاطراف. في الوقت الذي يتطلب من المحاورين العمل على ملامسة المسائل الخلافية والاساسية وان يمتلك المحاورون الشجاعة والصراحة لوضع اليد على اسباب النزاعات الفعلية وابداء استعدادهم لحل النزاعات خدمة للمصلحة العامة.

                                                         

 [/b]

صفحات: [1]