عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - سعد عوصجي

صفحات: [1]
1
هل نصلح ان نكون ابناءا لله؟؟؟
بقلم//سعد العوصجي
((الطريق الى الله يبدا من القلب))
خلق الله الانسان على صورته وجعله في احسن تقويم,, وكرمه اعظم التكريم بنعمة العقل وميزه عن سائر مخلوقاته الاخرى بنعمة النطق والتفكير والبصر وليس اقلها نعمة البصيرة وخلق له الجنان وكل ما فيها من طيبات ليتنعم بها وامر ملائكته بالسجود له,,ومع كل تلك المزايا الربانية التي حباه بها الله خلق ايضا فيه الضعف الانساني والشك والطمع والرغبة في امتلاك ماليس من حقه,, تطاول ابوينا الاولين(ادم وحواء) على ارادة الله وارتكبا الخطيئة الاولى وحل عليهما غضبه وسخطه وطردا من جنة عدن ولحق ما لحق بهما من غضبه,, لكنه لم يتركهما فقد كان معهما ومع ذريتهم من بعدهم الى ان افتدى البشرية جمعاء بابنه الوحيد السيد المسيح حسب معتقدنا المسيحي ذلك ان الله يحب ابنائه الى حد ان بذل ابنه الوحيد في سبيلهم...
الانسان خطاء فهو مجبول على الشك والضعف وعدم اليقين,,يتوق من اعماقه الى الفضيلة وعمل الخير والصلاح,,لكن طبيعته الانسانية الارضية تنتصر احيانا على طبيعته وفطرته السماوية التي خلقه الله بها والتي اعتبرها جزء من الله,, تلك الطبيعة النقية والخيرة. تتنازعه قيم متضادة في داخله ما بين الخير والشر ومابين الفضيلة والرذيلة ويتصارع في اعماقه ندان متنافران, الملاك والشيطان.
تقف مناسبة عيد الميلاد المجيد على ابوابنا,, هذه المناسبة الجليلة,مناسبة ميلاد المعلم العظيم.. يقف طفل المغارة الصغير متالما وحزينا وغريبا عنا لما وصل اليه حال الانسان, فيما نحن منهمكين في شراء ملابس جديدة وتهيئة اطعمة لذيذة ومنشغلين اين سنقضي ليلة الميلاد واي حفل سنحضر.. جدولنا اليومي مزدحم كما تفكيرنا مزدحم بعشرات الافكار,, اية هدية ياترى سوف احصل عليها؟؟ وايةهدية سوف اشتريها لمن احب؟؟ وهكذا تتجدد هذه المناسبة كل عام كغيرها من المناسبات و تمر علينا مرور الكرام دون ان نتفكر بمعنى الميلاد.  ماذا جهزنا في دواخلنا لاستقبال هذه المناسبة,, هل نظفنا قلوبنا كما فعلنا بمنازلنا؟؟ هل عيد الميلاد مناسبة لتجديد هيئتنا الخارجية وتزيين بيوتنا بشجرة الميلاد وتعليق احلى واغلى مايمكن من زينة وانارتها باجمل انارة, لتظهر بابهى حلى ,, تاركين قلوبنا في العتمة ؟؟  ان طفل المغارة الصغير يريد قلوبنا, يريد ان نتوجه اليه بقلوب صافية ونقيه تماما كما خلقها الاب السماوي.. وان نترك خلفنا الكهوف والحجر المظلمة التي نعيش فيها والتي تعشعش فيها الخطيئة والكراهية وعدم الرضا واللامبالاة والانانية التي تدمر قلوبنا .. من مشارق الارض الى مغاربها يحتفل العالم حتى غير المسيحي بهذه المناسبة الجليلة ,,لكن كم واحد منا التفت الى فقير او مسكين او مريض او محتاج واعطى له املا بالحياة؟؟ كم واحد منا غفر زلات اخيه او قريبه او صديقه؟؟ كم واحد منا ترك قلبه مفتوحا ليدخل فيه نور الله؟؟كم واحد منا يدرك معنى الصلاة التي يرددها في الكنيسة ويجعلها واقعا ملموسا في حياته؟؟ ام هي فقط شفاهنا التي تتحرك دون ان تلامس صلاتنا ودعواتنا شغاف قلوبنا... نحن يااحبائي نحتفل بالعرس فقط ولا نحتفي بالعريس الذي تركناه وحيدا ومخذولا ومتالما..
كم نحن الان بامس الحاجة الى ان نولد من جديد مع المسيح وفيه بعد هذا الكم الهائل من الكوارث التي يشهدها عالمنا المعاصر من حروب ونزاعات ومجاعة وفقر وجيوش الجياع التي تموت لان ليس لديها ماتاكله,,وما يخلفه كل ذلك من ضحايا والام وليس اقلها مرتبة ما يعانيه عالمنا اليوم من التفكك الاسري والتشرذم العائلي وقلة الاكتراث وعدم الاحترام,, كم  نحن بحاجة الى جلسة هادئة مع الذات وتقديم جردة حساب بسيطة لما فعلناه هذا العام الذي يوشك على الرحيل, كم نحن بحاجة الى ان نصارح انفسنا ونحاول ان نكون افضل في العام القادم وان نرمي هذه الاثقال الدنيوية التي نحملها بلا طائل, كم نحن بامس الحاجة الى ان نكتشف الله في ذواتنا لانه اقرب الينا من حبل الوريد لكننا لانراه بسبب غرورنا وكبريائنا وغشاوة قلوبنا التي افسدتها مادية الحياة. كم نحن بحاجة الى ان نتامل في ذواتنا وكم كانت قريبة من الله في هذا العام.. كم نحن بحاجة الى ان نذكر الله كل حين وليس فقط عندما تنتابنا النوائب,, وكم وكم وكم.
هل ستبقى ذكرى ميلاد المعلم العظيم مناسبة طارئة في حياتنا تتجدد بدوران عجلة الحياة؟؟ وهل سنبقى نعيشها هكذا على الهامش؟؟ هل سيستطيع الانسان يوما ما من التغلب على عناصر الضعف في داخله وان ينطلق حرا في رحاب الله؟؟ان مايريده الله منا هو قلوبنا, قلوب مفعمة بالرحمة والانسانية والبساطة والحب ومحبة الاخر, فهل سنبخل بها عليه؟؟ يارب, ساعد عبادك في تجاوز محنهم واعطنا القوة والايمان لنتغلب على ارضيتنا ولنرتقي بقلوبنا اليك لنستحق ان يطلق علينا//ابناء الله//.
وكل عام وانتم بالف خير,,وسلام المسيح معنا جميعا.امين
 

2
المنبر الحر / البدايات الاولى
« في: 21:11 12/08/2012  »
البدايات الاولى

بقلم//سعد العوصجي

((فجاة,, وبينما كنت اتناول طعام الغداء فقدت شهيتي تماما رغم جوعي الشديد,, واجتاحتني غمامة سوداء,, تلك الغمامة التي طالما تجتاحني وتجعلني كئيبا وسوداوي المزاج, وبدا قلبي يعتصر حزنا ويقطر دما,, حزنا على المصير الذي سيؤل اليه الانسان.. ثم التفت الى حيث  تجلس والدتي ونظرت مليا بوجهها التعب,, فشعرت فجاة ان حياتي انما هي جريمة كبرى....))
من مذكراتي, في 27ايلول1987/الموصل
هكذا استهل ذلك الفتى العشريني بدايات تشكيل نظرته الى الحياة والكون محاولا بقدر مااستطاع ان يجد المعنى والهدف من الوجود والحياة,, كانت تشغلني في بدايات تشكل وعيي وادراكي بالحياة افكارا من مثل الحياة والموت,,الوجود والعدم,,الخالق والخليقة. كانت تستهويني هذه العناوين الكبيرة في الحياة كي اطلق العنان لعقلي في تشكيل افكاره والتامل في محاولة  للوصول الى اجابة على السؤال الازلي المحير,, لماذا نحن هنا؟؟ من اين اتينا؟؟ والى اين نحن ذاهبون؟؟ بل كنت احيانا احاول تجاوز المستحيل عن طريق التفكير بكيف اصبح كل شيء في الكون على ما هو عليه, ومن يقف وراءه؟؟
ان تولد,, عليك ان تموت يوما ما...هذا هو قانون الحياة. لكن يبقى السؤال قائما,, لماذا نولد وناتي الى الحياة؟؟ هل لنموت في النهاية؟؟ وان كان كذلك,,  فمالمعنى والمغزى اذن من وجودنا في ضيافة الحياة؟؟ هل نولد وناتي الى هذا العالم لنكبر ونتناسل ونعمل وناكل ونشرب ثم لنموت في النهاية؟؟ هل لهذه الدورة اي معنى وهدف؟؟ هل الانسان في قبضة قوى خارقة ليس بامكانه الفلتان منها وتقرير مصيره بنفسه؟؟ هل الانسان,,هذا الكائن الاسطوري صاحب الانجازات العظيمة في الحياة مصيره الموت والفناء وكانه شيء لم يكن البتة؟؟هل يلقى الانسان هكذا جزافا في الحياة كي يعمل على استمراريتها وديمومتها كما يلقى الحطب في الهشيم, وفي النهاية يموت وكانه لم يخلق من قبل؟؟ ام ان وجوده في الحياة لهدف سامي؟؟ اين والدي؟؟ اين اجدادي؟؟ اين الاولون؟؟ اين ذهب الجميع؟؟ لامكان اخر غير العدم,, فمن العدم اتينا واليه ننتهي.وهكذا ياتي اناس ويذهب اخرون وتستمر عجلة الحياة بالدوران ونحن من ورائها لاهثين دون ان ندرك مغزاها, فالحياة برمتها كشريط سينمائي ضخم يمر من خلال جهاز عرض وحياة الانسان الفرد فيها هي تلك اللقطة التي تظهر على الشاشة لتختفي بعدها لتاتي  لقطات اخرى تمثل حيوات اخرى لاناس اخرون فكم هو ضئيل دور الانسان الذي يصنع الحياة في الحياة..ان كل انجازاتنا وافعالنا في الحياة,,تهافتنا وتكالبنا عليها وتقاتلنا مع بعضنا البعض وكل الحب والبغض الذي نحمله تجاه بعضنا البعض ليست سوى لحظة عابرة في عمر الزمان, فهل تامل الانسان يوما ما في حياته وتفكر بها واخذ العبر من الاولين؟؟ فلو نظر الانسان نظرة الى الخلف وتامل مع ذاته بكل ما مر من حياته والى كل ما ارتكبه من اخطاء بحق نفسه وبحق غيره وما سببه من كوارث لاناس اخرين,,فسيلوح له كم كان مغرورا وعنجهيا وضئيلا ذلك عندما تنطفيء في اعماقه جذوة الحياة وتتساوى جميع الاشياء في نظره ولا يتبقى له سوى الخطوة الاخيرة باتجاه اللحظة الحقيقية في الحياة,, لحظة الموت. فكم هو مغرور هذا الانسان وكم هو ماخوذ بالعزة بالنفس ولكن في حقيقته هو اضعف ما خلق الله.
 هل الانسان مخير ام مسير؟؟بمعنى هل نمتلك خياراتنا في الحياة ام ان كل شيء مقرر ومعد مسبقا

اذا كان الانسان مسيرا من قبل قوى اخرى اكثر منه ذكاءا وارادة,, فهل يكون الانسان مسؤلا عن افعاله؟؟ اذا كنت مسيرا ومكتوبا علي افعالي مسبقا فهل ساحاسب عليها في النهاية؟؟ واذا كان الانسان مخيرا في حياته,, فمالذي يجعله لايحيد عن الصواب وان يتبع السلوك القويم.. انه العقل الانساني وانه الضمير الحي وانها الانسانية التي خلقها الله بنا..العقل هي النعمة التي استودعها الله في الانسان وميزه بها عن سائر مخلوقاته الاخرى,, ومن ثنايا هذا العقل يولد الضمير الذي يشكل الحد الفاصل والخيط الواهي في التمييز بين الحق والباطل وبين الخير والشر وبين ان نكون بشرا او اي شيء اخر.
 مرت الايام ومضت السنون وكبر ايضا ذلك الفتى الحالم بالخلود لكن تلك الاسئلة المحيرة لم تزل تنخر في عقله دونما اجابة ,, لماذا نحن هنا,, من اين اتينا, والى اين نمضي؟؟؟  انظر الى عالمنا المضطرب فيلوح لي كحقل من الحنطة تتلاعب بسنابلها رياح الاقدار يمينا وشمالا ونحن ازاء ذلك بلا حول ولا قوة ننحني كما رياح مصائرنا واقدارنا تموج,,كم تتوق نفسي لمعرفة الجانب الاخر من الحياة وعبور هذا الخيط الواهي بين الحياة والموت واطلع على الحقيقة العارية من كل شيء الا من صدقيتها ,,كم كنت اتمنى ان احدث ثقبا في جدار الحياة لاطلع على حقيقة الانسان.. لكن كم كانت خيبتي كبيرة فالانسان اصغر من ان يحدث خدشا تافها في جدار الحياة, انه كمن يكسر الجلمود بمعول من خشب فاسرار الحياة والوجود والموت بيد خالقها فقط,, اننا لسنا اكثر من مخلوقات ارضية لاترتقي الى مناص الالهة بكل ما وهبه الله لنا وبما ميزنا به عن سائر مخلوقاته الاخرى. فما على الانسان سوى ان يستمتع بما خلقه الله في الحياة وبما قسمه الله له فالقناعة هي مفتاح السعادة والرضا عن الذات هو طريق الفلاح, وان يسلك بما تمليه عليه انسانيته وضميره وان يجد سبل الخير في داخله وان لاينقلب الى ذئب ضد اخيه الانسان,, فالحياة هي اختبار لانسانية الانسان. ولكن هل يتعظ الانسان من تجارب الاخرين,, ربما.
(هل هنالك امل,, نعم للخالق امل عظيم. اما للانسان فلا) هكذا كتب المفكر النمساوي فرانز كافكا.


اذا كان الانسان مسيرا من قبل قوى اخرى اكثر منه ذكاءا وارادة,, فهل يكون الانسان مسؤلا عن افعاله؟؟ اذا كنت مسيرا ومكتوبا علي افعالي مسبقا فهل ساحاسب عليها في النهاية؟؟ واذا كان الانسان مخيرا في حياته,, فمالذي يجعله لايحيد عن الصواب وان يتبع السلوك القويم.. انه العقل الانساني وانه الضمير الحي وانها الانسانية التي خلقها الله بنا..العقل هي النعمة التي استودعها الله في الانسان وميزه بها عن سائر مخلوقاته الاخرى,, ومن ثنايا هذا العقل يولد الضمير الذي يشكل الحد الفاصل والخيط الواهي في التمييز بين الحق والباطل وبين الخير والشر وبين ان نكون بشرا او اي شيء اخر.


3
رد على مقالة السيد سلام مروكي
(تعريف جديد عن حياة المهجر)
غربتنا,,, ماساة ام ملهاة؟؟؟
بقلم/// سعد العوصجي

بداية اوجه شكري الجزيل للاخ العزيز سلام مروكي لنشره مقالته الموسومة(تعريف جديد عن حياة المهجر) على صفحات العزيزة عينكاوا كوم و التي تخص شريحة واسعة من العراقيين المغتربين لما تحمله الغربة في طياتها من الم ومعاناة نفسية تثقل على كاهل المغترب عن اهله ووطنه,, بعد ان كنت شخصيا قاب قوسين او ادنى من ان اعتبر نفسي انسانا من الدرجة الثانية لايستطيع تجاوز مشكلاته وازماته وان يخلق منها منطلقا جديدا لحياته وان يصنع من الظلمة نورا وان ينفض عنه غبار الزمن لينطلق في اندفاعة الى الحياة يحدوه الامل والتفاؤل.. شكرا اخي العزيز لاني لست انا وحدي الذي يعاني.
لماذا يختار الانسان طواعية منفاه؟؟؟ كما ذكرت اخي العزيز هناك الكثير من الاسباب ولكن مايهمنا هنا هو السبب الاقتصادي والعامل الديني الذي اجبر الكثير من مسيحيي العراق لمغادرته بسبب الشعور المتعاظم لديهم بالتهميش وباعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية.
هل لاتزال بلادي وان جارت علي ,,عزيزة؟؟ وهل يبقى اهلها وان ضنوا علي,,كرام؟؟ هل يبقى لهذا البيت الشعري الذي يتغنى بحب الوطن من معنى ومن تطبيق عملي بعد ان عانينا ما عانيناه في بلدنا؟؟ سواء على الصعيد الرسمي او على صعيد المزاج الشعبي العام. الم يكن مسيحيوا العراق وعلى مختلف الاصعدة ملاحقين او مضطهدين بطريقة او باخرى بغض النظر عن النظام السياسي الحاكم؟؟ وفي احسن الاحوال ان كنا ننعم بالسلام في بلدنا فكان ذلك وكانه منة من الحاكم.. الم تكن سياسة الاقصاء والتهميش السياسة المعمول به ضد الاقليات الدينية وخاصة المسيحيين؟؟ الم نمنع حتى من ذكر قوميتنا في التعداد العام للسكان مثلا؟؟ الم يمنع تدريس اللغة الكلداينة او السريانية حتى ولو عن طريق الكنائس؟؟ الم يجبر بعض الطلبة المسيحيين من حضور دروس التربية الدينية الاسلامية؟؟ الم نكن في موضع الشبهة والاتهام بموالاتنا للغرب المسيحي؟؟ كم من مسيحيي العراق تقلد مناصب عليا في الدولة رغم كفائاتهم وعلمهم في المجالات كافة,,ورغم حبهم واخلاصهم لوطنهم؟؟ وتاتي الطامة الكبرى بعد الاحتلال الامريكي البغيض للعراق وماتلاه من ويلات ومصائب نزلت فوق رؤس المسيحيين المتبقين في الوطن,, نعم الجميع نال ما ناله ولكن لم يكن لمسيحيي العراق ناقة او جمل في الصراع الدائر في العراق فنحن كنا وسنبقى الحلقة الاضعف في المجتمع العراقي.الم تفجر كنائسنا ويقتل رجال الكنيسة بكل حقارة ودنائة وبدون اعتبار لاي شيء ورميت اشلائهم على قارعة الطريق.. الا يتم وبالقوة احداث تغييرات ديموغرافية في سهل نينوى الموطن الاصلي لمسيحيي العراق ونحن لازلنا نتحدث عن الاخوة والمواطنة؟؟ الا يتم وبشكل مستمر الاعتداء على ابناء شعبنا في عينكاوا وبرطلة وبقية المناطق من قبل متنفذين لهم سلطة في ما يسمى بحكومة كردستان؟؟ ماذا نتذكر اخي العزيز حتى تبقى في دواخلنا اي حنين للوطن؟؟ هذا الوطن الذي خدمناه بكل اخلاص ليكون جزائنا قتلا وتشريدا وتفجيرا وتهديدا لوجودنا على ارض اجدادنا.. وطني هو ذكرياتي وعندما تكون ذكرياتي مؤلمة وحزينة فلا وطن احن اليه,, وطني هو المكان الذي يؤمن لي الامن والامان والاستقرار والعيش الكريم,, وطني هو المكان الذي يتساوى فيه الجميع امام القانون,, وطني هو المكان الذي ارى فيه اولادي وهم يتمتعون بامنه وامانه وتكون لهم فرصة الدراسة والعمل والابداع دون ان يعيرهم احد بانتمائهم الديني او العرقي,, وطني هو المكان الذي احصل فيه على جنسيته باجراءات بسيطة ويصلني جواز سفره الى منزلي بالبريد.
نعم اخي العزيز نحن بشر نشتاق ونحن الى وطن يسكن ذاكرتنا ووجداننا,, نحن الى وطن كنا نحلم به ان يكون وطن للجميع ويستوعب الجميع,, لكن مع الاسف ضاع منا هذا الوطن وخذلنا وشتتنا في اصقاع بعيدة عنه,, نحن الى طفولتنا وصبانا وشبابنا,, نحن الى العائلة الكبيرة التي كنا ننتمي اليها,, نحن الى ابائنا وامهاتنا,, نحن الى موتانا الذين لم يعد لهم وجود معنا,, نحن الى بعضنا البعض بعد ان فرقتنا ظروفنا واقدارنا, لكننا لانحن الى وطن كنا فيه غرباء. هذا هو الحنين الذي يشدني دائما وابدا اليه. فلندع اخي العزيز اولادنا يتربون في اوطانهم الجديدة بعيدا عن كل ماعانيناه في طفولتنا وشبابنا فلندعهم لا يتارجحون بين عالمين وثقافتين,, فلنعلمهم ان يكونوا ابناءا صالحين في اوطانهم الجديدة وان يخدموها في شبابهم كي تخدمهم في كبرهم وان يكونوا قدوة حسنة واعضاءا نافعين في مجتمعاتهم الجديدة,, ولنترك خلف ظهورنا وطن شردنا فلا ينفع ان نلوك الماضي ونبكي على الاطلال,,, والله من وراء القصد. 

4
نوري حسين(الطوير- كريتي)
بقلم//سعد العوصجي
غريب انت ايها التاريخ في مسيرتك كيف تتكرر؟؟ وكيف تعيد نفسك لكن بصور واشكال مختلفة لا يوجد فارق كبير في الجوهر انما هي الظروف والوجوه والمواقف التي تتبدل..
فالاجواء السياسية التي يعيشها العراق الان تعيدنا بالذاكرة الى اجواء تموز من العام 1979 عندما تولى الرئيس الراحل صدام حسين المهام الاولى في قيادة الحزب والدولة حيث استهل تلك المرحلة بعملية الانقضاض وبضربة استباقية على رفاق الدرب والنضال بتهمة التامر على الحزب والثورة والتحضير لانقلاب يقوده اعضاء بارزين في حزب البعث الامر الذي ادى الى تصفية هؤلاء وتصفية اي صوت اخر معارض له ولسياساته وازاحة رفاق الدرب الاوائل مما مهد بعد ذلك الطريق امامه للسيطرة على مقاليد الحكم في العراق بلا منازع او معارض وبمساعدة الاجهزة الامنية المتغلغلة في كل شيء والتي كانت تحت امرته وما جرى على العراق بعد ذلك والى يومنا هذا.. فما اشبه اليوم  بالبارحة حينما ينقلب المالكي على شركائه فيما يسمى بالعملية السياسية بضربة استباقية غير محسوبة عشية خروج قوات الغزو الامريكي من العراق بحيث طالت ضربته قيادات كبيرة مشاركة في العملية السياسية منذ فترة طويلة فانت عندما تضرب الراعي تتبدد الخراف وهذا هو حال ما يجري في العراق الان بعدما اعلنها المالكي صراحة بان التوافقات السياسية التي املتها ظروف معينة وهذه الظروف انما هي( وجود القوات الامريكية لاغيرها) قد انتفت الحاجة اليها بعد انسحابهم وترك بغداد لجلاد جديد وانه عازم على الذهاب الى حكومة الاغلبية وتسلط الحزب الواحد فهو معروف عنه المراوغة وتمييع المواقف,, وما تنصله عن وعوده وعهوده التي قطعها  امام جميع الشركاء الاخرين في ما يسمى ب (مبادرة اربيل) الا دليل على منهجه في الحكم والسياسة التي يؤمن هو بها,, وليس اقلها انقلابه على  مشروع مجلس السياسات الاستراتيجية المستحدث كترضية لاياد علاوي مقابل تنازله عن حقه في تولي رئاسة مجلس الوزراء وتشكيل الحكومة بعد حصوله على اعلى نسبة من اصوات الناخبين في الانتخابات التشريعية الاخيرة,, لكن حال دون ذلك اجندات ومصالح خارجية تتعارض بل وتتقاطع مع هذا الامر والجميع يتذكر العراق بدون حكومة لفترة اكثر من سبعة شهور وعندما حصل وتم تشكيل هذه الحكومة العرجاء بتوافقات وتفاهمات خارجية عربية واقليمية,, لم تستكمل كل نصابها فيما يخص الوزارات الامنية التي بقت تحت امرة المالكي حتى يتسنى له فيما بعد ضرب كافة منافسيه والاستفراد بالحكم متكئا على هذه الاجهزة الامنية كما فعلها من قبله صدام حسين..فالرجلين تربطهما تشابهات كثيرة في المنهج والاسلوب وحب السيطرة وبمعنى اخر دكترة النظام,, ولهذا جاء عنوان مقالتنا بما يمزج بين الشخصيتين..
وهكذا وجد قادة في العملية السياسية من المكون العربي السني نفسه فجاة مطلوبا للعدالة وتلاحقه الاجهزة الامنية ليصبحوا من جديد في المنافي ومعارضين خارج الوطن  فليس من باب الصدفة ان يظهر الهاشمي فجاة ممولا للارهاب وداعما له وهو نائب للرئيس في دورتين متتاليتين ولكن نتيجة لمواقفه الاخيرة من مسالة الاقاليم التي طالبت بها بعض المحافظات ذات الاغلبية السنية,,فرد له الصاع صاعين. ولا المطلك الذي هو نائب رئيس الوزراء الذي لا يحضر بانتظام الى مقر عمله كافيا لسحب الثقة عنه في البرلمان المهزلة وانما بسبب انتقاداته المتكررة لاداء رئيس الوزراء المتعثر والعنجهي واستفراده بالقرار السياسي وادارة الدولة من منظوره ومنظور حزبه وكان الشركاء السياسيين الاخرين هم فقط ديكور للديمقراطية. انه توقيت مريب لاثارة هذه المواضيع الذي جاء عشية الانسحاب الامريكي وهي بمثابة رسائل من المالكي الى الداخل والخارج بانه سيد بغداد الجديد. فاذا اراد المكون السني ان يعمل في الحكومة فتحت رؤى وتنظير ومواقف حزب الدعوة من جميع الامور التي تخص المجتمع العراقي او يصبحوا خارج العملية السياسية ومطلوبون للعدالة والقضاء المسيس هذا اذا لم تتلقفهم عبوة لاصقة او طلقة من كاتم صوت.
ان العراق ياسادتي مقبل على ايام حالكات باستفراد حزب الدعوة وحلفائه على مقاليد الحكم في العراق بعد ان خلت لهم الساحة بخروج الامريكان وبدعم الجارة الشقيقة (ايران) المعنوي والمخابراتي والاستراتيجي,, وبعد انقلاب المالكي على شركائه الاخرين من خلال التنصل من التزاماته ووعوده,, فعندما قلنا في مناسبات سابقة بان المالكي في حال تسنمه مهمامه كرئيس للوزراء لولاية ثانية فانه سيكرس من خلالها كل جهوده لتثبيت دعائم دكتاتورية جديدة تحكم باسم الدين ليس لمفهوم المواطنة فيه من مكان وسيحاول تكريس نفسه حاكما واحدا اوحدا وسيسير بالعراق  الى المجهول,, فاننا لم نكن نحمل على الرجل اية ضغينة لان  كل المؤشرات كانت تشير بانه يستحين الفرصة المناسبة للضرب بيد من حديد وما تاخير تسمية الوزراء الامنيين واشرافه المباشر وبالوكالة على وزارات الدفاع والداخلية وجهاز المخابرات العامة انما هو امر دبر بليل للسيطرة على العراق. ومما شجع في ذلك ومع الاسف الانقسام الطائفي المرير الذي يعاني منه المجتمع العراقي  بحيث تجد ابسط مواطن يتحدث بنفس طائفي.
والان يحق لجميع العراقيين الوطنيين ان يتسائلوا,, هل كان ثمن الاطاحة بنظام صدام حسين وتدمير العراق مجزيا؟؟ ام ان كل الذي فعلته جرائم الولايات المتحدة الامريكية في العراق لم يكن اكثر من مقولة (بدلنا عليوي بعلاوي).. اليس هذا بالضبط ما حصل في العراق,, بحيث سلمت البلاد والعباد من هالك الى مالك ؟ مع الاخذ بنظر الاعتبار حقيقة لا يستطيع احد ان ينكرها بان النظام السابق دشن عملية كبرى في الاعمار والبناء والتعليم والصحة وبناء المدارس والمستشفيات ومعاهد البحوث والدراسات والطرق والجسور والخطوط السريعة والبنى التحتية وما الى اخره , في حين ان الديمقراطية الجديدة في العراق لم تستطع طلاء بناية واحدة شيدها النظام السابق على الرغم من المليارات المهولة من الدولارات المخصصة لاعمار هذا البلد المنكوب طيلة الفترة الماضية..اليس بعد 9 سنوات على ما يسمى بعملية (تحرير العراق) نجد عراقا منقسما تتجاذبه الصراعات الدينية والمذهبية والقومية وعلى شفا الانقسام والتشظي الى اقاليم ودويلات متناحرة؟؟ الم نبدل نظاما ديكتاتوريا باخر؟؟ الم نخسر كعراقيين بلدنا وثرواتنا وامننا ومستقبل اجيالنا مقابل لا شيء؟؟حتى البناء الذي كان قائما قبل الغزو دمر؟؟ اين ذهبت مليارات الدولارات المخصصة لاعمار البلد؟؟متى كان العراقيون لاجئون داخل بلدهم؟؟ هل يذكر تاريخنا الحديث على الاقل, ذلك؟؟ الشيء الوحيد الذي تغير هو دخول شركات النفط الاحتكارية الى العراق والعودة الى ايام نهب الثروات الوطنية دون حسيب او رقيب. الم تحمي قوات الغزو وزارة النفط فقط والمنشات الاخرى ذات العلاقة من الخراب والدمار الذي لحق بالعراق عشية غزوهم المشؤم في حين ترك كل العراق تحت النار. الا يزال هناك احد الان وبعد هذه الفترة من الزمن من لا يشك بالنوايا (السليمة)لماما اميركا في العراق.
لك الله ياعراق فعدالة السماء لن تزول بعد ان فقدنا ثقتنا بعدالة الانسان.

5
اعياد الميلاد...وجع الذاكرة   
     
                         
بقلم/// سعد العوصجي

يقال ان ذاكرة الانسان هي كالشريط السينمائي المخزون في العقل يسترجعه المرء في اوقات ومواقف شبيهة باحداث الامس,, وبما اننا على ابواب عيد الميلاد المجيد,, فسوف اطلق العنان لمخيلتي باسترجاع ذكريات قديمة طواها الزمن بين ثناياه لكنها لم تزل تتفاعل مع الحاضر.
لاادري لماذا تعتريني في مثل  هذه الاوقات من السنة مشاعر من الحزن والحسرة واعني بها مناسبة اعياد الميلاد التي من المفروض ان تدخل البهجة الى القلب ,, قد يكون السبب ان الايام لم تعد نفس تلك الايام وان السعادة والقناعة والرضا مفاهيم قد اختفت من حياتنا.
عندما انظر الى اولادي وهم مشغولون بعوالمهم الافتراضية على الانترنت او البلاي ستيشن واجهزة الموبايل ومقتنيات التكنولوجيا الحديثة الاخرى التي كانت ضربا من المستحيل في ايامنا,, اشعر بحزن عليهم لانهم لم يعيشوا فرحة العيد كما فعلت انا ولم يحسوا بمعنى العيد ولا يعرفوا ما هو العيد ولماذا العيد؟؟
بالعودة الى سنوات طوال خلت وتحديدا في النصف الاول من سبعينيات القرن الماضي في المدينة التي ترعرعت ونشات فيها الموصل الحدباء حيث الزمن غير هذا الزمن والايام غير هذه,, كان للعيد وفرحة العيد معاني كبيرة وجميلة في دواخلنا,, لازلت اتذكر وفي القلب غصة وجه والدتي الحنون وهي تهم بتهيئة ما يتيسر لها من لوازم العيد من صواني (الكليجة) التي كانت تشوى في فرن الحي القريب وكيف كانت تشتري لنا الملابس الجديدة والاحذية الجديدة التي لاتلبس ولا تمس قبل العيد بحيث نظل ننتظر هذا الزائر العجيب الذي هو العيد على احر من الجمر حتى يتسنى لنا الاستمتاع بالاشياء الجديدة البسيطة من ملابس والعاب التي كانت تساوي كنوز سليمان في قيمتها.. كان القليل من الناس والميسورين فقط يمكنهم ابتياع شجرة كرسمس حيث يتحلق حولها الاطفال مبهورين بها وبالزينة التي تعطيها رونقة وجمالا وبالاضوية الجميلة التي تتلالا وكانها نجوم في سماوات بعيدة..
وقبل هذا وذاك لازلت اتذكر صرامة والدتي وعدم تساهلها في مسالة الذهاب الى الكنيسة وحضور القداديس وصلاة الرمش وكل الرتب الاخرى التي تقام قبيل القداس الكبير( قداس العيد).كانت كنيسة الشهيدة مسكنته هي الكنيسة التي ارتدناها لسنوات طويلة بحكم كونها الاقرب الى مسكننا,, لازلت اتذكر كيف كنا نتهيا للذهاب الى الكنيسة وكيف كانت صعوبة الاستيقاظ من النوم قليلا بعد منتصف ليلة 24\12 الموصلية الشتائية الباردة على اطفال صغار, كنا نهم بلبس ملابسنا الجديدة والخروج في تلك الليلة الابرد على الاطلاق لنذهب مشيا على الاقدام الى الكنيسة مجتازين درابين و(عوجات) منطقة الخزرج مرورا بمدرسة بابل الكلدانية العريقة وصولا الى (المطرانخانة) ثم الولوج الى الكنيسة الواقعة قبالتها,, لازلت اتذكر باحة الكنيسة واعمدتها الرخامية ولازلت اتذكر باب الدخول الاول المخصص للنساء والثاني المخصص للرجال,, كانت الكنيسة من الداخل مهيبة بجدرانها واعمدتها الرخامية التي تعبق برائحة تاريخ زاه وبسقفها المقوس المزين برسوم شتى ومذبحها الذي يتوسط كل شيئ وصورالسيد المسيح والعذراء والقديسين وبالصلبان المنتشرة في كل الانحاء,, لازلت اتذكر تلك الغرف الخشبية المضلعة الصغيرة بجانب الجدران والمخصصة للمعترفين الذين ينالون بركة العفو والغفران. كانت الكنيسة مليئة بجموع المؤمنين رجالا ونساءا,, كبارا وصغارا حتى تغص بالجموع الغفيرة من المصلين الذي يضطرقسم كبير منهم الى الوقوف.
كان مذبح الكنيسة المهيب باثاثه البسيطة والمتواضعة يضوع برائحة الشموع والبخورالتي تعبق المكان وتظفي عليه طابع القداسة مليئا بجوق من الشمامسة كبارا وصغارا يتوسطهم المطران الجليل المرحوم مار عمانوئيل ددي والخوري جبرائيل بصوته الجهوري المهيب الذي كانت تهتز له جدران الكنيسة وبقسمات وجهه المطبوعة في الذاكرة,, لازلت اتذكر الكاهن الجديد بصوته الرقيق وهدوئه المعهود به سيادة المطران الحالي ( لويس ساكو) حيث كان لايزال في مستهل حياته الكهنوتية,, كانت الاجواء مشبعة بالايمان والتقوى وكان قداس العيد من احب الاشياء على نفسي منذ نعومة اظفاري,, فليس هناك عيد بدون حضور قداس العيد. كان جمع المؤمنين يشاركون في التراتيل والصلوات سوية مع الشمامسة على اصوات (الصنوج) ورائحة (البسمة) التي تعبق المكان وتضفي عليه طابعا روحانيا عظيما بتنا نفتقده في ايامنا الحالية,, كانت كنيسة مسكنتة ببساطتها وتواضعها وجدرانها القديمة واعمدتها الرخامية التي تتوسطها تعبق بالتاريخ وبالروحانية وكان السيد المسيح  لتوه قد مر من ههنا.
بعد الصلاة كانت الجموع تتبادل التهاني بالعيد في باحة الكنيسة وكان البرد يقرص قرصا,, نعود بعدها مسرعين الى المنزل ليكون قدر(الكيبايات والبمبار) في الانتظار وكذلك قطع (الكليجة) الشهية التي طال انتظارنا عليها,, المحظوظين فقط كانوا يحصلون على دراهم معدودة كعيدانية يصرفونها كيفما شاؤا دون سؤال او تحقيق فكل شيء كان مسموحا في العيد..
لقد كانت ايامنا جميلة واحلامنا وامانينا بسيطة حتى وسائل الرفاهية التي كانت الراديو والتلفزيون انذاك لم تكن متوفرة في اغلب البيوت وكانت العابنا نصفها مصنوعة من اشياء بسيطة متوفرة في المنزل.. لكن كانت هناك القناعة والشعور بالرضا والسعادة,, وقبل هذا وذاك كان هناك شيء بات مفقودا هذه الايام وهو الامان والطمانينة بحيث كنا نمارس شعائرنا الدينية بكل حرية وطمانينة حتى بدون ان يقف رجل شرطة واحد على باب الكنيسة.
نعم لكل زمان اوان وظروف,, لكن بالتاكيد ايام البساطة كانت الاجملى ,, والان وبعد هذه الرحلة في دروب الحياة والضياع في طرقاتها ومشاغلها اصبحنا غرباء مشتتين في اصقاع الارض بلا وطن , بلا ذكريات وبلا رابط ما يربطنا بمنافينا,, حتى الاعياد هنا لم تعد كما كانت وحتى ايماننا اصابه نوع من البرود وحتى الناس لم تعد كما كانت فكل شي تغير واعترته لوثة من لوثات هذا العصر,, فيما لم تزل اعيننا مشدودة الى ماضينا الجميل..قد يكون هناك الكثيرمن الذين لايزالون يعانون في الوطن يتمنون حياتنا هنا في الغربة بعدما اصبحوا هم غرباء في وطنهم,, لكن القناعة والسعادة هي اشياء نسبية فليس كل من يضحك سعيد فالطير المذبوح يرقص من شدة الالم.
ومع الامنا وحنيننا الى ماضينا وحزننا على اطفالنا الذين يترنحون بين عالمين وثقافتين يبقى هناك بصيص من الامل بمستقبل افضل للجميع وان نستلهم من ميلاد المخلص دروبا للخلاص..
انه ميلاد المعلم العظيم,, وفي كل سنة تتجدد الاماني بان نولد نحن ايضا من جديد وان يعم الحب والتسامح والبساطة ارجاء العالم,, كل عام وانتم والعالم اجمع بالف خير ومحبة وسلام

6
الربيع العربي المزعوم,,,مالذي وراءه؟؟؟؟
بقلم////سعد العوصجي
يخطيء من يظن بان الربيع العربي الذي تشهده بعض البلدان العربية هو حدث بدا بعفوية من قبل شبان غاضبين وناقمين على الاوضاع الاقتصادية والمعيشية التي تمزق بلدانهم وبان القلة القليلة هي التي تسيطر على مقدرات البلاد وتستاثر لوحدها بالثروات تاركة الملايين من البشر تحت رحمة الجوع الفقر والعوز.
ان دعوات ثلة من الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي للثورة والانتفاض على واقع الحال لم يكن ليزعزع انظمة راسخة بالدكتاتورية وسلطة الفرد الواحد او الحزب الواحد قيد انملة بل لم يكن احد ليجرؤ على النزول الى الشارع لولا الضوء الاخضر الامريكي والغربي و لولا التدخل المباشر وغير المباشر والضغوط الهائلة التي تعرضت اليها هذه الانظمة من قبل الغرب عموما وامريكا خصوصا بحيث ما ان شعرت هذه الانظمة باحتراق اوراقها لدى الغرب حتى تهاوت الواحدة تلو الاخرى كقطع الدومينو، وما تلا ذلك من تحجيم دور بلدان عربية تربطها علاقات استراتيجية مع الغرب كالعربية السعودية مثلا وظهور لاعبين عرب جدد على الساحة العربية كانوا حتى الامس القريب نسيا منسيا (دولة قطر العظمى) مثالا على ذلك حتى اصبح وزير خارجيتها عرابا للربيع العربي المزعوم من خلال دوربلاده في الازمة الليبية ومشاركة قواتها الفعلية في الحرب على نظام القذافي ومن خلال الدور الخطير الذي تلعبه هذه المشيخة التي طفت على سطح الاحداث بصورة ملفتة للنظر وبدات  تلعب دورا خطيرا اكبر من  حجمها بمئات المرات من خلال ا لضغوط العربية تحت مظلة  ما يسمى بالجامعة العربية الموجهة ضد ا لنظام الوطني الشرعي في سوريا،،وكذلك الدور التامري والتحريضي المشين الذي تتبعه قناة(الخنزيرة) الفضائية في تاجيج الشارع في الدول التي تشهد اضطرابات.فبربكم متى كانت جامعتنا العربية تفرض عقوبات وتدين وتشجب وتحاصر؟ واين كانت هذه الجامعة غائبة عن معاناة العراقيين ابان الحصار الغربي الظالم على العراق في حقبة التسعينيات من القرن الماضي؟ وما هو موقفها من معاناة الفلسطينيين؟ وما هو رد فعلها على المستوطنات الصهيونية على ارض الحرم القدسي الشريف؟ ام ان هذه احداث تقع خارج نطاق دور واهتمام دولة(كطر) العظمى وشيوخها المبجلين الذين لايزالوا يحضرون المؤتمرات الدولية وهم ينتعلون (النعال).
نحن نعلم من كتب التاريخ التي درسناها في المدارس ان الثورة في اي مكان كان هي التي تزيح نظاما ما لتمسك مقاليد الحكم بدلا عنه،، ليس هناك ثوار طيبون يدفعون دمائهم ثمنا لقلب نظام حكم ليسلموه بعد ذلك الى اناس لم يشاركوا في الثورة,,فنحن على سبيل المثال لم نسمع ان الغنوشي الذي كان منفيا في بريطانيا منذ اكثر من عقدين من الزمن كان قائدا للثورة في تونس ولم يكن اصلا لاعبا موثرا على الساحة لا بل حتى مسالة رجوعه الى تونس بعد هرب زين العابدين بن علي كانت مسالة شد وجذب بين المسؤلين في المجلس الانتقالي ولم يبت في الامر الا بعد حين,, وها هو الان مسؤلا رفيعا في تونس كيف لاندري؟؟
كذلك الحال في مصر لم يكن السلفيون باي حال من الاحوال في خطوط المواجهة مع نظام حسني مبارك بل هو تيار ظهر حديثا على الساحة السياسية المصرية ليفوز في الانتخابات التشريعية الاخيرة ويكون من اكبر الاحزاب حتى قبل الاخوان الذين قارعوا كل الانظمة في مصر منذ فترة طويلة  وكان لهم حظور كبير في الشارع المصري ولم تكن الانتخابات لتنتهي حتى بدات حرب الفتاوى بين الاخوان وبين السلفيين,, فماذا سيكون مصير الاقباط في مصر ياترى؟؟
وكذلك ينطبق الحال على اليمن السعيد الذي تمزقه القبلية والعشائرية والتنظيمات السلفية الجهادية وكذا سيكون الحال في سوريا البلد الوحيد الذي كان يعقد عليه الامل في الوقوف بوجه التطرف الاسلامي,, فهناك ايضا الاخوان والسلفيين والعلويين والاكراد يعني خليطا من اديان وقوميات ومذاهب واقليات فهل سينتهي مصير هذا البلد كما انتهى اليه مصير العراق من قبل,, ولنا في العراق اسوة سيئة.
هل ان منطقتنا العربية مقبلة على اهوال وكوارث وحروب دينية طاحنة؟؟؟ هل سماح الغرب بصعود التيارات الدينية المتشددة الى هرم السلطة في بعض الدول العربية التي عرف عنها الاعتدال والوسطية رسالة موجهة الى اسرائيل بان تعيد حساباتها السياسية؟؟
هل الغرب حقا مهتم بالمواطن العربي الذي ذاق الامرين طيلة عقود من الزمن تحت سلطة قيادات كانت حتى الامس القريب تعمل بكل جهدها لتحقيق وتامين مصالح هذا الغرب في منطقتنا ضاربة بعرض الحائط مصالح شعوبها وتطلعاتها في تحقيق البناء والتنمية البشرية والاقتصادية,, هذه القيادات التي كانت مدعومة الى ابعد الحدود من قبل هذا الغرب بعينه والذي انقلب عليها بلحظة واحدة وسلمها الى مصيرها المحتوم دون ان تجد هذه الانظمة من يدافع عنها ويبكي عليها بين ابناء جلدتها.
هل تهيئة الظروف لصعود التيار الديني الى هرم السلطة في الوطن العربي هو بداية الطريق للتصادم الحتمي بين العرب والصهاينة في منازلة فاصلة سيما وان القيادات اليمينية المتطرفة في اميركا تؤمن بعمق بما يسمونه معركة(الهرمجدون) بين العرب واليهود وانها تدفع الى ذلك دفعا بعدما ارهقت اسرائيل الغرب برمته اقتصاديا وهي التي لاتزال على عنجهيتها وغطرستها ضاربة بعرض الحائط كل القرارات والاتفاقيات سيما وان النظام العالمي المالي بصيغته الراهنة يلفظ انفاسه الاخيرة وما الاصلاحات الاقتصادية التي تجري ههنا وههناك الا  محاولات ترقيعية ومحاولة بث الروح في شيء ميت..
ان الغرب ياسادتي على شفا الافلاس واضحت الازمة المالية التي يعيشها شغل سياسييها الشاغل وان اغنى الدول بدات تتجه نحو الافتقار وكفرد يعيش في الغرب اشعر والمس حجم التخفيضات في الخدمات العامة المقدمة للفرد سواء في نواحي التعليم او الصحة ,,فهل تصدقون انه هناك اعلانات في وسائل الاعلام المرئية والمسموعة هنا في الدنمارك لجمع تبرعات نقدية لكنها هذا المرة ليست لاطفال افريقيا واسيا بل لاطفال الدنمارك الفقراء الذي لاتستطيع عوائلهم من شراء هدية العيد لهم ونحن على ابواب عيد الميلاد؟؟
 قد تكون احداث وتداعيات الربيع العربي الباهت رسالة الى اسرائيل بان ترعوي وتعيد حساباتها سيما وان جيرانها الحاليين لم يعودوا مسالمين ولنا في مسرحية اقتحام السفارة الصهيونية في مصر مثالا على ذلك ورسالة بان قواعد اللعبة قد تغيرت الان,, كل شيء جائز في عالم السياسة.
هذه هي مجرد تاملات وتساؤلات من مواطن عربي تحيره الحركة غير الطبيعية والترتيبات المريبة التي تجري في منطقته والتي كان حتى اكثر المتفائلين العرب لا يحلم بان يرى حسني مبارك خلف القضبان والقذافي قتيل يعرض على شاشات التلفزيون للسخرية من ملك الملوك ولا نظام بشار الاسد وقبضة البعث الحديدية التي اصبحت قاب قوسين او ادنى من السقوط والذهاب في ادراج الرياح..
هذه برمتها اسئلة بحاجة الى تفسيرات وعلى المهتمين والسياسيين الاجابة عنها,, اما انا فاقول (الله يستر).

صفحات: [1]