رسالة راعوية بمناسبة السنة البولسية
المطران لويس ساكو
كركوك- العراق
ايها الاحباء، " عليكم النعمةُ والسلام من لدنِ الله أبينا ومن لدنِ الرّب يسوع المسيح" ( 1 قورنثية 1/3). أوّد ان اتوجه اليكم بهذه الرسالة الرعوية، بمناسبة السنة المخصصة لمار بولس، والتي تكاد تختتم، مركزًا على شخصيِّةِ مار بولس ورسائله، واهميتِها لنا نحن ابناء وبنات الزمن الحاضر.
ما الهدف من السنة البولسية؟
كان البابا بندكتس السادس عشر، لدى افتتاحه السنة البولسيّة، قد رسم لها هدفين اساسيين هما: التعمق في تعاليم القديس بولس، وتشجيع العمل المسكوني.
ان كنيستنا الكلدانية تعدّ بولس، الرسول الأمثل " شليلآحِا". وعُرِّبَت اللفظة السريانية "بالسليح"، وتشمل شخصه وتعليمه كما جاء في رسائله. ولهذه الرسائل اهمية كبرى في معرفة العقيدة والاخلاق المسيحية. وقد كُتِبَ بعضٌ منها قبل الاناجيل.
في كنيسة المشرق، نقرأ رسائل مار بولس في الاحتفال اليومي بالليتورجيا، لكن من دون ان ننتبه الى بلاغاتها. فمن الاهميّة ان نقرأها بطريقة أفضل، وبالحري ان ندرسها ونتعمق فيها. وهنا ادعو جميع أبناء الابرشية الاعزاء الى القيام بهذه القراءة التأملية والاغتراف من ينابيعها الصافيّة حتى تتغلغل كلمة الله فينا.
لقد التقى بولس المسيح بشكل شخصي على طريق دمشق، وحوّل هذا اللقاء حياته برمتها، وراح يعلن ما اختبره في هذا اللقاء. لذلك تقوم روحانيّة المسيحي كلها على اللقاء الشخصي بالمسيح، ندخل معه في علاقة حميمة، فيملأ قلبَنا. هذا اللقاء الحرّ الواعي يرسم ملامح شخصيّتنا وتاريخنا وقيمتنا. لقاءٌ يدفعنا إلى الأمام ويجعلنا نسير بهمّة وقوّة تنقلان الجبال! لقاء يدفعنا الى الالتزام بوعودنا نحوه كما فعل بولس. هذا ما يجب ان نتوخاه في السنة البولسية هذه مستفيدين من هذا الزمن المقدس لتأوين تعليمه ومطابقته على واقعنا الحالي.
مكانة بولس في ليترجيتنا المشرقيّة
ان بولس هو أحد الاولين الذين أعلنوا ايمانهم بالمسيح بشكل يحمل المؤمن على التساؤل عن معنى حياته. انه يتكلم عن المسيح بموضوعيّة ويقدّمه كحدث تاريخي وكونيّ وخلاصي. وهذا ما نلمسه في تراتيل كنيسة المشرق التي تخصص في دورتها الطقسية تذكاراً للرسولين بطرس وبولس في الجمعة الثانيّة بعد الدنح، وفي السابق كان يحتفل بعيدهما في 29 من شهر حزيران. كما تخصص موسما كاملا (سبعة اسابيع) للرسل عمومًا، فيه تُسلِّط الضوء على نشاطهم الرسولي في اعلان الانجيل ومعاناتهم وتدعو المؤمنين ليحذوا حذوهم في التلمذة وحمل البشارة واللجوء الى شفاعتهم. فهم ايضا قد نالوا مواهب الروح القدس في المعمودية، وبالتالي هم مرسلون. لا توجد كنيسة من دون التبشير، هذه طبيعتها.
هناك ترتيلة تُعطي الأولوية لروما والأهميّة الخاصة لاستشهاد الرسولين فيها: " طوباك يا روما الشهيرة، يا مدينة الملوك وآمة العريس السماوي. فيك واعظان حقيقيان موضوعان كميناء: بطرس هامة الرسل الذي على اعترافه بحقيقة المخلص، اقام كنيسته عليه، وبولس الرسول المصطفى ومهندس كنائس المسيح. اننا نلتجىء الى صلاتهما لتنال نفوسنا الرحمة والحنان" (م3 ص454).
وفي مدراش عيد الرسولين ورد: " من لا يبكي عندما تبادل بطرس وبولس السلام برهبة ثم اقتيد بطرس الى الصلب وبولس ليضرب عنقه بالسيف كالحمل.. وحيثما سقط دم الشهيدين نبتت اشجار جديدة جميلة، ثمارها لذيذة واوراقها شافيّة. كان مرضى روميّة ينالون الشفاء بفضلها" (م3 ص 466).
" اليوم تسبح لك كنيسة الامم فقد حققّتَ ببولس واكملت سور خلاصها واخضعت له الامم والملوك وانقذتها من الضلال" (م3 ص 466).
من هو بولس؟
ولد بولس في مدينة طرسوس ( بسوريا!) في عائلة يهودية، افتخرت باصولها وانتمائها وتعلقها بتراثها الديني. كان بولس ميسورا ولهذا حصل على " المواطنة الرومانيّة". اسمه قبل الاهتداء كان شاؤول ( أي المسؤول). كان يتقن الى جانب اللغة العبرانية، اللغة اليونانيّة. وفي الرسالة الى غلاطية يرسم بطاقته الشخصية: " :أَنا رَجُلٌ يَهودِيٌّ وُلِدتُ في طَرَسُوس مِن قيليقِية، على أَنِّي نَشأتُ في هذهِ المَدينة، وتَلَقَّيتُ عِندَ قَدَمَي جِمْلائيلَ تَربِيةً مُوافِقَةً كُلَّ المُوافَقةِ لِشَريعةِ الآباء، وكُنتُ ذا حَمِيَّةٍ لله، شأَنَكم جَميعًا في هذا اليَوم" (أعمال 22/3) " إِنِّي مَخْتونٌ في اليَومِ الثَّامِن، وإِنِّي مِن بَني اسرائيل ، مِن سِبْطِ بَنْيامين عِبْرانِيٌّ مِنَ العِبْرانِيِّين. أَمَّا في الشَّريعة فأَنا فِرِّيسِيّ، وأَمَّا في الحَمِيَّة فأَنا مُضطَهِدُ الكَنيسة، وأَمَّا في البِرِّ الَّذي يُنالُ بِالشَّريعة فأَنا رَجُلٌ لا لَومَ علَيه( فيليبي 3: 5-6). " وبَينما أَنا سائرٌ وقَدِ اقتَرَبتُ مِن دِمَشق، إِذا نورٌ باهِرٌ مِنَ السَّماءِ قد سَطَعَ حَولي نَحوَ الظُّهْر، فسَقَطتُ إِلى الأَرض، وسَمِعتُ صَوتًا يَقولُ لي:شاوُل، شاوُل، لِماذا تَضطَهِدُني؟ فأَجَبتُ:مَن أَنتَ، يا رَبّ؟ فقالَ لي: أَنا يَسوعُ النَّاصِريُّ الَّذي أَنتَ تَضطَهِدُه. ورأَى رُفَقائي النُّور، ولكِنَّهم لم يَسمَعوا صَوتَ مَن خاطَبَني" ( أعمال 22:6-10). "أَشكُرُ لِلمَسيحِ يسوعَ رَبِّنا الَّذي مَنَحَني القُوَّة أَنَّه عَدَّني ثِقَةً فأَقامَني لِخِدمَتِه، أَنا الَّذي كانَ في ما مَضى مُجَدِّفًا مُضطَهِدًا عنيفًا، ولكِنِّي نِلْتُ الرَّحمَة لأَنِّي كُنتُ أَفعَلُ ذلِكَ بِجَهالَة، إِذ لم أَكُنْ مُؤمِنًا، ففاضَت عَلَيَّ نِعمَةُ رَبِّنا مع الإِيمانِ والمحبَّةِ في المسيحِ يسوع" ( 1 تيموثاوس 1:12-13). " هاءَنَذا أُقَدَّمُ قُرْبانًا لِلرَّبّ، فقَدِ اقتَرَبَ وَقْتُ رَحيلي. جاهَدتُ جِهادًا حَسَنًا وأَتمَمْتُ شَوطي وحافَظتُ على الإِيمان، وقَد أُعِدَّ لي إِكْليلُ البِرِّ الَّذي يَجْزيني بِه الرَّبُّ الدَّيَّانُ العادِلُ في ذلِكَ اليَوم، لا وَحْدي، بل جَميعَ الَّذينَ اشْتاقوا ظُهورَه" ( 2 تيموثاوس 4: 6-8).
عرف برسول الأمم، اي الشعوب الوثنية التي بشرها في أسيا الصغرى واوروبا، وخير دليل على حسه التبشيري وعمله الرعوي، رسائله التي ساهمت الى حد كبير في رسم التعليم اللاهوتي المسيحي العقائدي والاخلاقي.
رسائله
كتب بولس عدة رسائل، منها الى الكنائس التي أسسها أو الى تلاميذه ورفاقه في البشارة مثل ثيموتاوس أو تيطس. هذه الرسائل كانت وسيلة عمليّة لتنشئة الجماعات المسيحية التي كونها أو زارها. وكانت تقرأ في اجتماعات " كسر الخبز". وهو يهدف الى دعم مسيرتها الايمانية وتثبيتها على الطريق الصحيح. فهو يشعر شعورًا عظيمًا بمسؤوليته تجاههم، فيعتبر نفسه ابًا واخًا وراعيًا. كتبها: " في شدة عظيمة وضيق صدر والدموع تفيض في عينيه" (2قور2/4). لذا بكل حرص يوبخ، ويحذر ويعلم ويوجه ويصحح ويجيب على بعض الاسئلة المطروحة أو يحل بعض المشاكل القائمة لكي يكون المسيح " كلا في الكل".
أود في هذه الرسالة ان أركز على موضوعين مهمين لهما علاقة مباشرة بوضعنا الحالي هما: وحدة الكنيسة ووحدة الزواج والامانة لهما.
وحدة الجماعة
يشعر بولس بالخطر الذي يهدد " وحدة الكنيسة". هذا ما نلمسه في الرسالة الى رومية والرسالتين الى اهل قورنثية. هناك جماعة محافظة من جذور يهودية، وجماعة اكبر عددًا، منفتحة من جذور وثنية، كما في روما، وجماعة تلتف حول أبلس في قورنثية، واخرى حول تلاميذ بطرس " كيفا" واخرى بقيت امينة تجاهه كما في قورنثية. ... هذا الانقسام شكل قلقًا! بولس لا يريد ان تنقسم الجماعة، ولا انا ولا انتم تتمنون ذلك، بل يريدها واحدة تواصل العلاقة مع التراث البيبلي ( الوحي والمواعيد) ومتضامنة مع الكنيسة الام. جماعة يقبل اعضاؤها بعضهم بعضَا، ويصونون وحدتهم الجوهرية القائمة على المسيح بحيث يصير المسيح يحيا ويعمل فيها.
ويركز في هذه الرسائل على الحياة الجديدة أو الولادة الجديدة في المسيح بالمعمودية وهبة الروح القدس التي تدمجنا في المسيح، وعلى الحرية الشخصيّة ( حرية ابناء الله) وعلى الصلاة الشخصيّة، والتخلي عن الادعاء وعيش المحبة بلا حدود. ان الروح القدس الذي يجب ان ننفتح اليه بثقة وفرح هو الذي يوحِّد الجماعة ويدفعها الى التعبير عن ايمانِها بقوّة. وهو ينسق المواهب من دون ان يؤدي ذلك الى ان يفضل المرء نفسه على الاخرين. في الكنيسة الكل مدعوون الى خدمة الانجيل بسخاء وتواضع لان الله هو الذي ينمي: " انا غرست وأبلسُّ سقى، ولكن الله هو الذي أنمى" ( 1قور 3:5-7). ويؤكد ان المبشرين هم خدام وليسوا القضية، فالمسيح هو القضية.
هذه الجماعات الناشئة كانت معرضة للفساد والاغراء بسبب الاختلاطات والتحديات خصوصا ان معظمها من أصل وثني. فظل الرسول متصلاً بها، يزورها او يرسل احدًا من تلاميذه اليها، او يكتب اليها لتوجيهها ودعمها وتثبيتها...
الرسالة الثانية الى قورنثية، كتبها في نهاية عام 57، الى نفس الاشخاص ، لان المشاكل عوض ان تحل تفاقمت.. يتكلم عن خصومه الذين سودوا صورته.. والمعترضين على تعليمه.. الميل الى التخلي عن الايمان لمصالح ذاتيّة.. ويبدو ان أحدهم أهان بولس اهانة كبيرة، فراح يدافع عن نفسه ( التهم – الطمع . يصرف كثيرا ).. البدعة الغنوصية..
ارسل تيطس الذي نجح فى مصالحة الجماعة.. ففرح بولس..
يتكلم بولس عن ذاته وكم تحمل من اجلهم وكيف قارب الموت.. يقارن بين خدمة العهد القديم والعهد الجديد.. و يشدد فيها على أهمية الرسالة وفعاليتها ووحدة الجماعة.. يجمع الهبات لمساعدة التلاميذ في اورشليم ( محاصرة المدينة- ثورة ابن كوكبا) .. ثم توصيات وتحيات..
قد يكون هناك بعض الشبه في واقع مار بولس وواقعنا.. هناك بعض التشتت والتبعثر سببه السطحيّة في الثقافة المسيحيّة، ودوافع مصلحيّة ودوافع خارجيّة ( الجماعات الوافدة).
الانقسام يبدأ عموما في الداخل، في الكيان العميق قبل ان يبرز الى الخارج: في الشخص والعائلة والكنيسة والوطن. هناك شدخ في العلاقة يتجلى في مواقف حسد، غيرة، رفض، كبرياء، طمع في مال أو منصب أو شهرة.. فهناك حاجة الى مراجعة الذات ومواجهتها وتجديدها.. هذا ما نسميه التوبة وهي الخبز والوعي لهذه الوحدة المبنية على المسيح وليس على بولس أو أبلس أو لويس ... وتتقوى وتنمو من خلال الكنيسة بالرغم من الصعوبات والاختلافات.. يجب ان يستقطب المسيح في الكنيسة ومع الكنيسة ومن خلال الكنيسة حياتنا ليشبعها ويحقق وحدتها ويخلصها من التشتت والانقسام والضياع.. هذا يجب ان نفهمه جميعا.. وبهذه المناسبة ادعو جميع الاخوة والاخوات الذين عانوا بعض الصعوبات وسوء فهم والتغرب الى العودة الى كنيستهم الام ويعملوا فيها ومعها بايمان واخلاص وسخاء وصبر.
وحدة الزواج
يتكلم بولس عن الحياة الزوجية في اجوبة على اسئلة طرحها عليه القورنثيون. انه يتكلم عن الحب والعطاء المتبادل بين الزوجين. هذا الحب الذي يضمن وحدة الزوجين وينظم دينامية العلاقة الجنسية ويجعل ممارستها كعطاء الذات للاخر. هذا العطاء الكامل يدعو الى الامانة. فلا فراق ولا طلاق. على الزوجين ان يعيشا علاقتهما الزوجية في الامانة المشتركة والوحدة. فالواحد خلق من أجل الاخر ليكونا سعيدين بوجودهما معًا. هذه الامانة والوحدة تتأسسان على الايمان والصلاة المستمرة، وبواسطتها تمكن الحياة في الروح و تتحول شيئا فشيئا علاقة الحب هذه والعطاء والخدمة الى ينبوع نعمة وسلام ..
الزواج: دعوة ومسؤولية
حياة الانسان من طبعها اخذ وعطاء وفي قمّة هذا " الاخذ والعطاء" يأتي الحب بين الرجل والمرأة. وللانسان وحده المقدرة على الحب. ولما يكون الحب قائمًا، يرى كل من الشريكين، الشريك الآخر وكأنه غير محدود بحيث يعطي ذاته له بصورة غير مشروطة.
ان نزعة الانسان الى الحياة الزوجية، نزعة طبيعية عادية لكن ليس كل واحد كفؤءا لها. انه دعوة، فيها يختار الرجل شريكته وتختار هي شريكها في سبيل خلق شركة وشراكة وتصير الجنسية sexuality بالتالي صفة الخلق والخلاص: انميا واكثرا على صورة الله.
ان الجنس " الجنسية" sexuality علاقة مقدسة لتبادل " غيرية" الاشخاص . مع الجنس يظهر نور يحدد ويرسم ويميز الاشخاص.. الجنس علاقة التشابه في الاختلاف.. ثنائية منفتحة على الوحدة ، لكنها تشهد لغيرية جوهرية عند اشخاص معمولين ليتحدوا اولا روحيا الواحد مع الاخر.. هكذا علاقة الله مع الانسان والرجل مع المرأة والمسيح مع الكنيسة: " لنخلق الانسان على صورتنا ومثالنا" ففي البدء يوجد آخرون.. والحبّ البشري العميق يُعاش من قبل الزوج والزوجة كأبوة وأمومة اكثر فاكثر واعية ومسؤولة: عظيم سر الحب ( أفسس 5/32). والتأكيد على هذا التشابه في الاختلاف هو صياح آدم من فرحه أمام حوّاء " هذا عظم من عظامي ولحم من لحمي" ( تكوين 2/23).
في المسيحية علاقة الزوجين مشبهّة بالعلاقة المتبادلة بين المسيح والكنيسة فالزواج المسيحي ليس مجرد علاقة انسانية – طبيعية عابرة، بل عهد حبّ وشركة والتزام مدى الحياة. الزواج امتداد لسرّ الخلق، لسرّ الثالوث. حب وشركة عطاء متبادل بين اشخاص وليس مجرد اخذ وملكية. انه رباط روحي وشركة مقدسة كما يؤكد بولس في الرسالة الى أفسس( 5: 22- 25). انه شركة مقدسة بين شخصين متكافئين: الرجل بقوته و رجولته ورزانته وحكمته والمرأة برقتها ونعومتها وعاطفتها . الاثنان - الواحد يغذيان هذه الشركة ويعمقانها خصوصا لما يأتيهم طفل هو ثمرة حبهما. هذا الحب يتطلب حضورا وشركة والتزاما وتناغما وتعهدا بالعيش في الامانة في الصحة والمرض والفقر والغنى والنجاح والفشل…
ان تعليم بولس يمس في الصميم مسالة رئيسية في مجتمعنا الحالي. هناك مشاكل زوجية وطلبات للفراق والبطلان اخذت تزداد. انها تصب في خراب الاسرة التي هي صورة الثالوث والتي رفعها السيد المسيح الى مستوى علاقته بالكنيسة. هذه الحالات غير المسؤولة تدعو الى الاسف والقلق لانها نابعة من اعتبار اناني وشهواني دون النظر الى مجمل الامور والى مستقبل الاطفال.
اننا نقوم باعداد المخطوبين للزواج من خلال دورات منظمة، لكن هذا لا يكفي، لكن المسؤولية تقع على الزوجين وعائلتهما لكي ينميا في الحب والحوار والتفاهم ويكبرا في رسالة ومسؤولية الامومة والابوة.. من اجلها يجب ان تخطي كل الصعاب؟؟ عليهما التحلي بالشجاعة في تغيير مواقفهما وصقل طبعهما وتقبل حالهما من اجل خلاصهما وخلاص عائلتهما.
الخاتمة
المطلوب منا اليوم هو ان نعمل من اجل نمونا فكريًا وروحيًا واجتماعيًا وان نتفاعل مع مجتمعنا لكي نكون امناء تجاه الرسالة التي يدعونا الله اليها من خلال وحدتنا وامانتنا . وأود ان أختم هذه الرسالة بتذكيرنا جميعًا باننا نحن العائشين على هذه الارض، انما لكي نعيش الرحمة بيننا،واننا بحاجة جميعًا الى هذه الرحمة. انها الشعور الوحيد الذي يجعلنا نتذكر ألم الاخرين ومعاناتهم وتساعدنا على تحمل أحمال بعضنا البعض.
" وبعدُ، أَيُّها الإِخوَة، فافرَحوا وانقادوا لِلإِصلاح والوَعْظ، وكونوا على رأَيٍ واحِدٍ وعيشوا بِسَلام، وإِلهُ المَحبَّةِ والسَّلامِ يَكونُ معَكُم" ( 2 قورنثية 13/11).
كركوك 12 حزيران 2009