عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - رزاق عبود

صفحات: [1]
1
من صولة "الفرسان" الى صولة الخصيان، الحشاشون الملثمون يحمون المزبلة الخضراء!
لازال نوري المالكي بملابسه الامبراطوية يعيش بزهو الايام التي قضى فيها، بوحشية مفرطة، على قسم من ميليشيات حلفائه بدعم القوات الامريكية، وضباط الجيش العراقي السابق. ولا زال بطل مجزرة سبايكر، وتسليم الموصل، يهدد بين الحين والاخر بتصفية المتظاهرين، وسحق انتفاضة الشعب. ولازال رجاله، ومؤيديه، ومرتزفته، وجلاوزته ذوي نفوذ كبير في اجهزة الدولة عامة، خاصة القوات الامنية، ولا زالت بعض الدوائر، والقطعات ترفع صورته. تمسكا بما وهبهم من الدرجات الوظيفية، والرتب العسكرية، والاقطاعيات، والمنح، والمناصب، ووزع عليهم السلاح، والاموال. ولازال انصاره(بلطجيته) يطلقون النارعلى المتظاهرين، والمحتجين، مثلما فعلوا عندما كان سيدهم رئيسا رسميا للوزراء. ورئاسة الوزراء خدعة مزدوجة يستغلها العبادي ليدعي ان بعض الاجهزة لا تنفذ توجيهاته، وفي الوقت نفسه يبقي تلك الاجهزة، وقياداتها بسلام من العقوبات، والمحاسبة. فان "فاحت الريحة" يرميها على زعيم حزبه، وعصابته، والمغرضين، والمندسين(من هم المندسين؟). وفي نفس الوقت يستخدمها، عن قصد، وتصميم، عصا سرية لضرب المعارضين، والمتظاهرين، والمطالبين بالاصلاح، واعداء الفساد والمحاصصة. هناك اتفاق سري، صار مكشوفا، بين العابدي الذي يتحدث عن الديمقراطية، وحرية التظاهر، والاعتراف بالاخر، وزيارات طاووسية للكنائس، وبين عصابات المالكي و"التحالف الوطني" عامة التي تقوم بالاختطاف، والتعذيب، والترهيب، ومحاولات الاغراء، والقتل، والتغييب. وهو نفس الاتفاق الذي "دبره" التحالف الوطني، بتغيير الوجوه بعد اجتماع الكل ضد المالكي، فخافوا ان "تطير" رئاسة الوزراء من ايديهم فجاؤوا بامعة يسيروه حسب ما يريدون. والان بعد ان اتسعت حركة الاحتجاجات، وضمت حركات، وزعامات دينية من داخل "التحالف الوطني" وخارجه خافوا ان تطغى حركة الاحتجاج وتتسع اكثر، وتتصاعد فتغير الحكم سواء باكتساح الخضراء، او بالانتخابات القادمة. فطرحوا مؤامرة "التسوية التاريخية"، ودخلوا في بيت ابي سفيان من جديد. للاتفاق مع منافسيهم للتمسك بالسطة سوية(سلطة دينية سنية شيعية تحت "سقيفة" واحدة). ولما شاهدوا، ولمسوا ان من يريدوا التسوية معهم مرفوضين من كل الاطراف، صافحوا يزيد، وبرؤوه من دم الحسين. ولما اتسعت دائرة المعارضة الجماهيرية لمؤامرة تبييض وجه المجرمين، والالتفاف على مطالب المحتجين، والشعب عامة، ارسلوا عصاباتهم لقتل المتظاهرين المسالمين لتحقيق "المجزرة التاريخية" بدل "التسوية التاريخية" الخيانية. من اجل ارهاب الناس، وشق الصفوف، متناسين، ان هذا عراق الشهداء، والوثبات، والانتفاضات، والثورات، وان اوراقهم صارت مكشوفة حتى لابسط الناس، وتخلت عنهم حتى المرجعية التي يحتموت بظلالها، ويعملون ضد توجيهاتها.
لقد تعانوا مع البعث عام 1963 وذبحوا ثورة تموز وزعيمها، وباعوا اراضي العراق لحكام الكويت، وحاربوا مع ايران ضد العراق في الثماينيات، وسلموا مفاصل الحكم لعملاء ايران، وغيرها بعد اغتصاب الحكم بمساعدة "الشيطان الاكبر" امريكا. والان، ومن جديد يتعاونون، ويتحالفون مع كل الشياطين دفعة واحدة مع عصابات القتل التابعة لهم، وشخصيات مرتبطة بداعش. يسمحون لها بالتفجيرات في كل مكان يتجمع فيه البسطاء. محاربة الاجهزة الاعلامية التي لا تصفق لهم وتفضح فسادهم. غلق "فضائية المدي"، ومهاجمة فضائيات اخرى امثلة صارخة. رفض تشريع قانون انتخابات منصف يضمن عدم سرقة اصوات الناخبين. ويرفضون تشكيل مفوضية انتخابات مستقلة نزيهة لانهم لا يريدون التنازل عن الحكم مطلقا حتى لو خسروا في الانتخابات. حصل ذلك في عام 2010 وسيحصل مرة اخرى.
هاهم اليوم يكشفون بوقاحة عن وجههم الفاشي الدموي بكل صلافة، معلنين بلغة الدم "ما ننطيهه"! يستأسدون على المتظاهرين العزل، على الفقراء، والبسطاء، الذي اوصلوهم الى سدة الحكم. يطلقون النار بكثافة على المتظاهرين السلميين، ويستخدمون القتلة الملثمين لذبح الشباب العراقي! هل هي صدفة ان يطلق الرصاص الحي على الجماهير المسالمة في شهر شباط، وبعد اربعة ايام من ذكرى انقلاب حلفائهم القدامى والجدد؟؟؟؟
من تسوية دموية الى تسوية دموية اخرى! فما هو رد الفعل؟؟؟
لم يبق امام قوى الثورة والتغيير، امام قوى التيار المدني الديمقراطي، امام كل المطالبين بالاصلاح، امام كل اعداء المحاصصة والفساد، امام انصار دولة المواطنة، والحرية والديمقراطية الحقيقية، امام كل العراقيين الشرفاء، الا التظاهر اليومي وفي كل العراق، واستمرار مقاومة حكم اللصوص، والانتفاضة الشعبية ضد سلطة الفساد، والعصيان المدني الشامل، ورفع شعار التغيير، وليس الاصلاح، فلا يمكن اصلاح الفساد، ولا يمكن اصلاح المحاصصة، ولا يمكن اصلاح الخونة، ولا يمكن التسامح مع القتلة. لابد من الثأر للشهداء. يجب رفع شعار "الشعب يريد اسقاط النظام" بهبة شعبية عارمة، واقتحام المنطقة الخضراء، وتسليم السلطة لممثلي الجماهير الثائرة. لقد حدث ذلك في اوكرانيا، وجيورجيا، ومصر، فلماذا لا يحصل في العراق؟؟؟ ان منحهم اي فرصة اضافية يعني ضياع فرصة تاريخية، وحقيقية للتغيير!
التصعيد، التصعيد، التصعيد حتى يرحل حكم الفساد، والمحاصصة، والطائفية!
رزاق عبود
11/2/2017



2
حوار حول شخصية "النبي" محمد، وصحة نبوته، وقرآنه!
يوم 2 شبط 2017 قام الاستاذ عبود الدراجي، وعلى موقعه في الفيس بوك باعادة نشر مقال لصباح ابراهيم بعنوان "القرآن كتاب لحل مشاكل محمد الخاصة" من يوم 1شباط 2017 نقلا عن موقع "مفكر حر" وقد جرت تعليقات، وتعقيبات على الموضوع. الذي يهمني هو الحوار الفكري المعلوماتي، الذي دار بيني وبين الاستاذ عادل برازي بروح منفتحة بعيدة عن التشنج. احببت جمع الحوار في عرض خاص املا من المختصين، والباخثين الادلاء بدلوهم، وتصحيح ما ورد في حيدثي، او حديث الاخ عادل فانا لست باحثا، ولا مختصا بالتاريخ الاسلامي بقدر اطلاعي البسيط على ىنتف من الكتابات عن الموضوع تسند موقفي الانتقادي من الدين. اعتقد، واتمنى ان الحوار، والجدل، والنقاش سيستمر مع الاخ عادل لان الموضع شيق، ومهم، وآني، ومتشعب، ومثير للجدل ايضا. لهذا اتمنى ان يسعفنا المختصون بملاحظاتهم، كي نستفيد انا، اوالاخ عادل من خبرة، ومعلومات الاخرين باسلوب اكاديمي، فحديثنا لا زال مجرد تبادل اراء، ومعلومات باسلوب حواري صريح متمدن، وارجو ان يستمر على هذا النحو، وكما يقول محمد، او الله في القرآن "وجادلهم باللتي هي احسن"! واتمنى مساهمات كثيرة بدون تعصب، ولا تشنج، ولا اتهامات، ولا شتائم. فتاريخ الفكر الاسلامي المتنور يثبت ان المدارس الاسلامية الفكرية، والمذهبية لم تتعرض لللاخرين بالاهانة، او الاساءة، بل كل مدرسة، او مذهب، اوفرقة عمل على كسب المؤيدين والمناصرين بالدعوى والجدل. بعكس الحكام الذي قتلوا، وصلبوا، وحرقوا، ومثلوا بالفلاسفة، والعلماء.
كتبت اول تعليق مقتضب على الشكل التالي: مقال المعي جميل وان لم يأت بجديد لكنه أوضح فكرة ما! لابد من الإشارة هنا ان ليس كل عرب الجزيرة، او عشيرة محمد كانوا من عبدة الاوثان ففي الجزيرة العربية، وفي مكة بالذات، كان هناك اليهود، والمسيح، والصابئة، والآحناف (الموحدون) والملحدين! وخديجة اول زوجات محمد كان مسيحية، وعمها كان قسا معروفا! اما عرب العراق، وسوريا، واليمن فاغلبهم كانوا مسيحيين!
ورد الاستاذ عادل باسلوب مهذب على الشكل التالي:
بالنسبه الى من يقول بأن القرآن الكريم هو من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم وليس وحيا فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم كان أميا واﻻمي ﻻيألف كتابا بالبﻻغة المعروفة في القرآن الكريم.
وأما من قال بأن القرآن الكريم كتبه محمد صلى الله عليه وسلم لمصلحته الشخصية فلو كان صحيحا لما كتب اﻻية اﻻتية (ولو كنت فظا غليظ القلب ﻻنفضو من حولك فاستغفر لهم و شاورهم في اﻷمر) فالمسلمون لم ينفذوا أوامر النبي محمد صلى الله عليه وسلم مما أدى الى خسارة المعركة ونزلت هذه اﻻية أو عندما كان محمد صلى الله عليه منشغﻻ بشرح دين اﻻسﻻم لجماعة جاء أعمى يسأل عن شيء فرده النبي صلى الله عليه وسلم ﻻنشغاله فنزلت هذه اﻻية (عبس وتولى أن جاءه اﻷعمى)
وأما من قال بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان شهوانيا فبعض نسائه كن ثيبات فلو أراد إرضاء شهواته الجنسية ﻻختار نساء صغيرات وكلهن ابكارا
وأما من قال ان محمد صلى الله عليه وسلم كان عقيما فقد رزقه الله بالحسن والحسين و ب فاطمة
كما ان الله سبحانه وتعالى لم يعد المجاهدين المتقين بالحورالعين فقط في الجار اﻻخرة بل وعدهم أيضا بالجنة تجري من تحتها اﻻنهار وفاكهة كثيرة وانهار لبن وخمر
والقرآن الكريم تحدث في امور الحياة (لقدكان لكم في رسول الله أسوة حسنة) كحسن معاملة الوالدين والزوجة والجار الصدقة و الزكاة للفقراء واليتامى والمساكين
ولعل اﻻعحاز العلمي للقرآن الكريم جعل أطباء وفلكيين وفﻻسفة وحتى ملحدين يسلمون فأنا انصح هدا الشخص الذي يجادل بغير علم ان يتدبر في معاني القرآن الكريم قبل ابداء رأيه والله أعلم

فكتبت له ردا بسيطا حسب معلوماتي وارائي:
الاستاذ عادل برازي، تحية طيبة
ارجو ان تسمح لي بالرد على، ومناقشة ما اوردته في تعليقك حول شخصية محمد:

1 ان الاسم الحقيقي لمحمد بن عبدالله هو: قثم بن عبداللات وقد سمى نفس بمحمد بعد ذلك.
2 محمد لم يكن اميا قط. فهو من عائلة ميسورة، ومعروفة من بني هاشم، اشهر بيوتات مكة وقريش. تعلم الفروسية، والسباحة، حسب ما تقول السيرة النبوية، ومن غير المعقول ان لايتعلم القراءة، والكتابة. وهم سدنة الكعبة، ومن اشهر تجار مكة! قصة "الامية" اخترعت بعد وفاته بفترة طويلة!
3 اشتغل محمد عند خديجة قبل زواجه منها، وكان يدير تجارتها، وليس من المعقول ان تشغل اميا، وهي المتعلمة. كل تجار مكة، بما فيهم محمد كانوا يعرفون القراءة والكتابة. من ينظم الحسابات لابد ان يعرف القراءة والكتابة!
4 اول اية كتبها محمد هي: "اقرا بسم ربك...." ولا اظن ان "الله" يطلب من "امي" ان يقرأ!
5 هناك رسالة كتبها محمد بخط يده الى ملك اليمن، وقتها سيف بن ذي يزن. وكذلك رسائله الى ملوك العالم حوله، وشيوخ القبائل العربية. ورسائله المتبادلة مع زعماء المدينة "يثرب"
6 لا اعتقد ان من يفرض على اسرى قريش تعليم المسلمين وابنائهم القراءة، ان لا يتعلم هو نفسه، والا يناقض نفسه، او يخالف اوامر ربه التي تدعوا الى التعلم! كما ان اسرى قريش يعرفون القراء دليل اخر على ان سادة قريش وفرسانها في الاقل كانوا كلهم يعرفون القراءة ومحمد كان منهم!
7 الاية التي اوردتها:"ولو كنت فظا غليظ القلب..." تنافض ما اوردته بعدها من قصة الاعمى. التي تثبت انه كان فظا، ولم يحترم حتى رجل اعمى. لكنها نرجسية محمد واسلوبه في تبرير اعماله بايات يخترعها، كما هي في قصة الاعمى، او ما اورده كاتب المقال من امثلة. كذاك ما اوردته(لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة)! نرجسية، وحب ذات فظيعة ولو تدرس تاريخه، وتصرفاته لما اتخذته اسوة حسنة ياصديقي! لقد شلخ امراة هجته الى نصفين! اقرأ كتاب "من تاريخ التعذيب في الاسلام" لهادي العلوي.
8 اما عن النساء فاغلب نسائه شابات جميلات، وعائشة دخل فيها، وهي طفلة. محمد كان شهوانيا شبقا، وعدد نسائه يثبت ذلك. اضافة الى ان تعدد الزوجات مؤشر ازدراء للمرأة
9 كان محمد يسعى وراء "ولد" يخلفه، ولذلك ناكح شمالا، وجنوبا، صغيرة، وكبيرة، ولم يفلح. وهذا يشير الى تخلفه العشائري، ونظرته الدونية للمرأة، وانه ابن عصره، وبداوته، وليس نبي ربه. والا لماذا لم يعتبر فاطمة خليفته مثلا؟ الحسن، والحسن هما ابناء علي وليسوا ابناء محمد. هم احفاده وليس ابنائه!
10 ارتباطا بالنقطة السابقة لماذا يعد رب محمد(المسلمين، والمتقين، والمجاهدين، والمؤمنين، والشهداء) اي الرجال فقط بجنة، وخمر، وحور العين؟ ماذا عن المسلمات، والمتقيات، والمجاهدات، والمؤمنات، والشهيدات) لماذا لا يوعدهن برجال اشداء مفتولي العضلات، او شباب حلوين، او في الاقل ملابس، وبدلات جميلة؟؟
11 الجنة التي يصفها محمد بالانهار، والاشجار هي ردة فعل لقسوة الصحراء، التي كانت تحيطهم. وقد راى تلك الطبيعة الجميلة في زياراته الى بلاد الشام (سوريا ولبنان) وفلسطين. وهي نفس الطبيعة الموجودة في كل اوربا.
12 هل تسمح ان تذكر لي اسماء الاطباء، والحكماء، والفلاسفة، والفلكيين، والملحدين الذي اسلموا؟؟ كل علماء المسلمين الذي نقرأ عنهم كانوا ملحدين، وكل الفلكيين ملحدين قديما وحديثا! اما اذا كنت تقصد سارتر فارجو ان تقرا قصة اسىلامه جيدا!
13 واضح من حديثك، واسلوب كتابتك، وصورك انك شخص متنور، ومتحرر اجتماعيا. انصحك، اتمنى عليك، ان تقرا كتاب قديم جدا اسمه "من تاريخ الحركات الفكرية في الاسلام" للعلامة الفلسطيني بندلي جوزي كتبه عام 1953 اساسا للدفاع عن الاسلام لكنك تكتشف الزيف التاريخي الذي احيط بالاسلام وتاريخه. الكتاب كان ممنوعا في جميع الدول العربيةن، لكن قد تجده في الانترنيت. اضافة الى كتب اخرى كتبت في مصر، ولبنان، وسوريا، وحتى المغرب تثبت بطلان الخرافات الدينية كلها وليس الاسلام فقط.
14 ارجو ان يتسع صدرك لحديثي مع كل الامنيات الحلوة بقراءات ممتعة تفتح الافق وتصفي الاذهان، وتضمك الى صفنا نحن الملحدين المنفتحين على العالم.
مع الشكر الجزيل لهذه الفرصة للتعرف!
وجاء رد الاستاذ عادل بعد يومين وبادب جم:
شكرا لك و اﻻختﻻف في وجهات النظر ﻻ يفسد للود
اما عن اسماء العلماء الذين اعترفوا باﻻعجاز العلمي للقرآن الكريم وبنبوة محمد صلى الله عليه وسلم فهم
كيت مور أكبر علماءالتشريح والأجنة واستلم عدة جوائز يصرح في احد مؤتمراته بأن القرآن الكريم وضح نظام تطوير اﻷجنة بطريقة شمولية ومبسطة
العالم مارشال جونسون أستاد علم التشريح وعلم اﻷحياء التطوري في جامعة طوماس ايفرسون فيﻻديلفيا اكد ان القرآن الكريم ذكر مراحل تكوين الجنين الداخلية والخارجية ولم يتم اكتشافها اﻻ مؤخراً وﻻ يمكن لشخص عاديا اكتشافها في القرن السابع الميلادي اﻻ إن كان وحيا من الله تعالى
البروفيسور يوشيهدي استاد اﻻيميريتوس في جامعة طوكيو أكد ان جل اﻻتباتات الفلكية لنظام
الكون مذكورة في القرآن الكريم
فالفلكيون الملحدون ان الكون كان قطعة واحدة ووقع انفجار كبير فأصبحت قطعة واحدة(او لن ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رثقا ففتقناهما)
إذا سألت عالما من علماء اﻻحياء اين نشأت الحياة فسسقولون لك من الماء والبحر (وجعلنا من الماء كل شيء حي)
في عام النباتات والحيوانات وزواجهما (سبحان الذي خلق أزواج كلها مما تنبت اﻻرض ومن أنفسكم ومما ﻻ يعلمون)
فكيف لشخص وإن لم يكن اميا على حد تعبيرك عاش في الصحراء ان يؤلف كل هده المعلومات والتي لم يتوصل بها العلماء اﻻ في القن العشرين اﻻ ان كانت وحيا من الله تعالى
واما عن زواج النبي صلى الله عليه وسلم فتعدد الزوجات كان موجودا عند العرب وحتى اﻻنبياء وحدد اﻻسﻻم العدد في أربعة والنبي صلى الله عليه وسلم كان له تسعة وهي يعتبرن أمهات المؤمنين واستثي محمد صلى الله عليه وسلم في المعدود وليس في العدد اي اذا ماتت زوجة من ازواجه فﻻ يحق له استبدالها بأخرى عكس باقي المسلمين (ﻻيحل لك النساء من بعد و ﻻ ان تبدل بهنمن أزواج ولو اعجبك حسنهن)
واما عن قصة اﻷعمى فهو عبدالله بن ام كلثوم جاء مسترشدا والنبي صلى الله عليه وسلم كان منشغﻻ بهداية كبار قوم قريش مما كان والله أعلم سيجنبه حربا طاحنة فظهر على وجهه العبوس ولو كان النبي صلى الله عليه وسلم خبيثا ﻻخفى هده اﻻية

وبسبب رغبتي، وودي في استمرار الحوار الهادئ، كتبت له الرد التالي الذي اختفى من الفيس بوك ولا اعرف السبب. ربما هناك مساحة محددة للتعليقات فعدت الى مسودتي ادناه:
الاستاذ عادل، شكرا لسعة صدرك، وحسن تفهمك!
انا في الواقع لم اسمع باقوال هؤلاء، ولم اقرأها سابقا، واشك بالاقوال المنسوبة لهم! لسبب بسيط هو: ما علاقتهم بالقرآن، وهم علماء تشريح وفلك؟! في العراق، وايران تنسب اقوال لغاندي، وسارتر، وحتى لكارل ماركس، ولينين عن ثورة الحسين، واشتراكية علي بن ابي طالب. ولا يمكنني التصديق بها، لان غاندي مثلا كان ضد العنف! وقد يكون ماركس، ولينين، وسارتر سمعوا بابن خدلون، او ابن سينا، او الخوارزمي، اما عن ثورة الحسين فلا اظن ذلك! (ارجو ان لا تدخل في موضوعة الشيعة والسنة فهو خلاف قديم اججته الوهابية والصهيونية مؤخرا لتمزيق العرب والمسلمين واضعافهم)!
القرآن، ياصديقي كتب بلهجة قريش، والعرب كانوا، ولا زالوا بلهجات مختلفة، ومتعددة تبدو احيانا، وكانها لغات منفردة. ولا زال الناس قديما، وحديثا يستعينون بالمفسرين لفهم القرآن، فكيف فهم هؤلاء الذين ذكرتهم القرآن وباي لغة قرؤوه؟ القرآن جمع في عهد عثمان واحرق ما عداه، كما ذكر المؤرخون، ووقتها لم تكن العربية منقطة، ووضعت النقاط بعد ذلك. و"القرآن حمال اوجه" كما قال علي بن ابي طالب فبأي وجه فهم العلماء الذين ذكرتهم القرآن؟
اما قصة مراحل تطور الجنين الداخلية و"الخارجية" فلا افهم ماذا تقصد بالخارجية؟ اذا خرج الجنين من بطن امه لا يعود جنينا. وانت تعرف بالتاكيد، ان علم التشريح موجود قبل الاسلام، وكل الاديان "السماوية". ففي مصر مثلا، لا زالت الموميات بعد الاف مؤلفة من السنين محتفظة بكل قدرة الانسان على الخلق والابداع، مثل حضارة المايا في البيرو، والانكا، وغيرها. ولم يأت لا محمد، ولا القرآن بجديد. اما الفلك، فانت تعرف بالتأكيد ان حضارات وادي الرافدين القديمة مثلا عرفوا النظام الشمسي، وحددوا مكان النجوم، والمجرات، وحددوا بعد القمر عن الارض بدقة متناهية. وابتكروا اسماء الايام، والاشهر، وقسموا الزمن الى ساعات، ودقائق، وثواني...الخ! وانت تعرف ايضا ان محمد ، حسب السيرة النبوية، التقي بكهنة، واساقفة حران اثناء سفراته الى الشام القديمة. وحران كان يسكنها الصابئة المندائيون، وهم بقايا السومريون، ويعرفون الكثير عن ابداعات اجدادهم في اور، وسومر، وبابل، واكد، واروك! مثلما يعرف قساوسة المسيح في الشام والجزيرة العربية، وكذلك يهود الجزيرة العربية، الذين كان محمد يلتقي بهم، ويتعامل معهم، ويتعلم منهم يعرفون ان التوراة جمع الكثير من معلومات، وخرافات الحضارات القديمة، وكما يقول علماء الغرب الان، ان التوراة كتب في العراق القديمة. ابراهيم ظهر في اور، وحتى قصة الطوفان مثلا مذكورة في ملحمة جلجامش، وغيرها من ابداعات، وكتابات ابناء وادي الرافدين القديمة. والطوفان (الفيضان الكبير) لا زال يتكرر في العراق بين فترة واخرى، والاهوار دليل واضح على قدمه واصله. وتتذكر ربما سونامي 2004 الذي ستتحدث عنه البشرية بعد الف عام وربما يسمى بالطوفان. بالمناسبة الصابئة المندائية، اذا كنت قد سمعت بهم يصلون خمس مرات في اليوم، ويتوضؤن قبل الصلاة، ويتعمدون بالماء الجاري، ومنهم تعلم محمد ذلك في حران. وهم اول دين موحد على الارض، وليس اليهودية كما يشاع. الشخص، الذي تعلم منه محمد الكثير يدعى "ورقة بن نوفل" منهم من يقول انه قس مسيحي، ومنهم من يقول انه حاخام يهودي، وهناك من يعتقد انه كان صابئي مندائي! منه استمد محمد فكرة النبوة ومنه اخذ محمد اغلب المعلومات، التي تعتقد انها كانت غير معروفة في ذلك العهد. محمد التقى بالعشرات ايضا من امثاله في رحلاته التجارية! وحتى في زمننا يوجد اميون، وعلماء في نفس البلد!
اما عن انفتاق السموات، والارض! اولا، هذه القصة قديمة، وقبل محمد. ثانيا، انه يتحدث عن سماوات في حين انها سماء واحده، وهذه ايضا اسطورة مندائية قديمة من وادي الرافدين. تشير الى نزول ادم الى الارض. ولا تنسى ان محمد او القرآن في هذه الاية وغيرها لايفرق بين الكون، والارض. العلماء يتحدثون اليوم عن الانفجار الكبير الذي انتج الكون، وليس الارض، و"السماوات" فالارض ليست سوى كوكب صغير من الكواكب الاخرى يدور في الفضاء الذي يسمى سماء، او سماوات. اسمح لي ان اذكرك هنا، ان القرآن ذكر الكواكب التي ذكرها السومريون في وقتهم، وعرفها العرب عنهم.(كان هناك فلكيون عرب ايضا، وهم الذين ابتكروا، او اكتشفوا، او وضعوا اسماء الابراج التي يستعملها العرافون، والمنجمون في كل انحاء العالم حتى اليوم)! لكن الفلكيون، وكما تعرف، يكتشفوا كواكب جدديدة باستمرار. ماذا لو اكتشفنا ان هناك "بشر" في كوكب اخر؟ من هم انبيائهم، وماهو قرآنهم؟ ولماذا لم يخبرنا القرآن مثلا عن الديناصورات، او عن قارتي امريكا ليسافر اليها العرب، ويفتحوها للاسلام مثلما غزوا الاندلس مثلا؟ اما قصة "وجعلنا من الماء كل شئ حيا" فهذه ايضا مقولة سومرية قديمة. وتتناقض بالمناسبة مع قول القرآن "من التراب خلقناكم والى التراب تعودون". وينفي بذلك ان الله خلق ادم ثم نفاه الى الارض! يكذب نفسه بنفسه! لماذا لم ينفيه الى المريخ مثلا؟ لان محمد ومعاصريه لم يعرفوا غير الارض كوكبا مأهولا، بل لم يسمعوا عن قارتي امريكا، او استراليا، او نيوزيلندا، او القطبين! واذا كان "الله بكل شئ عليم" فانه كان سيعلم مسبقا ان الشيطان سيغري حواء فتغري ادم باكل التفاحة. وقصة ادم والتفاحة موجودة في كل خرافات العالم القديم التي جمع اغلبها التوراة، واعتمدها الانجيل، وتوارثها القران!
اما عن عدد زوجات "النبي" فحدث ولا حرج! رسميا 9 ولكن كان له اعداد مضاعفة من الجواري، وما ملكت ايمانه، اضافة الى المسبيات بعد كل غزوة. واذا كان تعدد الزوجات موجودا قبل الاسلام، فهذا يعني ان الاسلام لم يغير النظرة الدونية للمرأة عند العرب قبل الاسلام. بل استخدم "جاهليتهم"! مع العلم، ان تعدد "الازواج" كان ايضا مقبولا عند بعض القبائل العربية، ومنها قريش، وهذا يعني ان محمد ابخس المرأة، ومنح الحق كله للرجل حتى في مسالة الورث، والنسل، والحكم...الخ!
اما عن قصة الاعمى الذي اسميته "عبدالله بن ام كلثوم"، فانا لم اقل ان محمد كان خبيثا، بل كان غضا، قاسيا، محبا لنفسه. محمد كان ذكيا جدا، وعمليا، واستغل كل الاحداث، والطرق، والوسائل لصالحه. لكن التاريخ، والسيرة النبوية لاتحدثنا مطلقا انه كان يجتمع بكبار قريش. لقد كان يدعو الناس سرا، وجهار، صغيرا، وكبيرا، فقيرا، وغنيا، مفردا، وجماعة. لوكان نبيا حليما، و"على خلق عظيم" لما ازعجه رجل اعمى! وماذا يفعل الاعمى هناك؟ ومن دله على محمد؟ ولماذا لم يستغل محمد الفرصة لاظهار رحمته امام الكفار غلاظ القلوب؟ الصحيح ان رجال قريش عيروه بتصرفه، واستخدموه ضده فادرك خطأه، فتداركه بآية قرآنية! نضيف ان اسم الرجل الاعمى عبدالله بن "ام كلثوم" يثبت صحة قولنا، ان النساء كانت تتزوج اكثر من رجل، وهوامر مقبول وقتها(زياد بن ابيه، وكثير من الصحابة الذين صاروا خلفاء بعد ذلك كانوا من ابناء تلك الزيجات، والذين نسميهم اليوم لقطاء)!
ان مجرد فشل محمد في اقناع سادة قريش، ورجالاتها حتى "فتح" مكة يثبت انهم لم يكونوا مقتنعين بدعوته، وان ربه لم يقف الى جانبه ليهديهم. انت ،ربما، لم تقرأ ان عمه ابو طالب الذي رباه لم يسلم، وان عمه الحمزة الذي قاتل معه لم يسلم، وان عمه العباس الذي اغتصب ابنائه حكم المسلمين من الامويين لم يسلم، وقصة ابي لهب معروفة، وللعلم فالخلاف بين محمد، وعمه ابي لهب لم يكن دينيا. اذا كان كل هؤلاء الذين عاشوا معه لم يصدقوه فلماذا تريدني ان اصدقه بعد 1400 سنة؟ وانا اعرف ان الارض كروية، وليس مستوية، وان الكواكب اكثر من سبعة، وان الانسان تطور من الطبيعة، وليس من ضلع ادم. بالمناسبة ادم يعتبر اول نبي، وتقاتل ابنيه هابيل وقابيل فكيف تكونت البشرية؟ ونفس الامر ينطبق على ابناء نوح. هل تزوجوا اخواتهم، ام امهاتهم، وكيف سمح الله لهم بكل ذاك الفسق؟ وانت تورد "خلق لكم ازواجا من انفسكم"! محمد بقى يدعو الناس 11 عاما في مكة ولم يكسب غير نفر قليل من اصدقائه واهل بيته. هذا يثبت ان اهل مكة لم يكونوا جهلة، ولم تكن حجة محمد قوية فلجأ(هاجر) الى يثرب (المدينة) واخذ يقتل، ويستعبد اهلها من المسيحيين، واليهود، وغيرهم، او يفرض عليهم الجزية، ثم غزا مكة، بعد ان سطا على قوافل العرب في حوادث معروفة تسمى الان "غزوات". اي مثلما "يغزوا" اليوم انصار داعش مدن اوربا، التي منحتهم الامن والامان! كلمة "غزوة" كانت تستخدم قبل الاسلام ايضا عندما كانت القبائل المتناحرة تغزوا بعضها! مثلما يفعل المسلمون الان في اكثر من بلد عربي، واسلامي!
لا ياصديقي، البشرية قدمت حضارات عظيمة قبل الاسلام، ومعلوماتها توارثها الناس ولازالت صروحها قائمة في العراق، ومصر، وسوريا، ولبنان، والاردن، وتركيا، وروما، واليونان، وايران، واثيوبيا، والهند، وحتى في الجزيرة العربية، اليمن مثلا، وغيرها.
 "النبي" محمد لم يأت بجديد، بل كتبه بالعربية، وبلهجة قريش.
مع كل التقدير لاصغائك! وعذرا عن الاطالة!!!
رزاق عبود
7 شباط  2017

3
اختطاف افراح شوقي حرب مفتوحة ضد حرية الكلمة!
انتشر بسرعة كبيرة، وصاعقة خبر جريمة اختطاف الصحفية، والناشطة المدنية افراح شوقي. حيث تم اقتحام منزلها، وانتهاك حرمة دارها في منطقة السيدية في بغداد. كما وجد له صدى واسعا، ليس في العراق فقط، بل في العالم كله. وادانت الفعل المشين جهات رسمية عليا من رئيس الوزراء، ومكتب رئيس البرلمان، ووزير الداخلية، ومحافظ بغداد اضافة الى ادانة، واحتجاج المنظمات الصحفية، وجمعيات الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية، ومنظمات المجتمع المدني، وزعماء احزاب، وكتل نيابية...الخ! ووصل حد استنكار دولي من ممثلي هيئة الامم المتحدة.
هذا يعكس الصدمة التي سببها الفعل الهمجي، والسلوك الدنئ للعصابة التي نفذت الاختطاف. كما يعكس، ويفضح انفلات الامن في البلاد، وهذا ما ارادت العصابة ان تؤكده، وتشير اليه مع معظم الصحف الاقليمية والدولية. لان نشرهم الخبر كان القصد منه الاشارة الى فشل الاجهزة الامنية في العراق في تثبيت الامن. اضافة الى ان الاجهزة الامنية، ونقصد النظيفة منها، لاتجد الدعم القانوني، والمادي الكافي في وقت يمر فيه البلد باوضاع استثنائية حيث الحرب مع داعش. في نفس الوقت اطلق "قانون العفو" الجديد سئ الصيت سراح مئات(ربما الوف) الموقوفين(الابرياء!) بتهم متعددة اغلبها الاختطاف. وهذا ما اشار اليه رئيس الوزراء، عن حق، في تصريح صحفي، وسبق له ان حذر قبل وبعد اقرار القانون في البرلمان. وهي تسوية بين اللصوص الكبار على حساب امن، ومصلحة، وسلامة الوطن والمواطن، وتاكيدا جديدا على ما اعلنته المنظمات الدولية، بان العراق واحدا من اخطر المناطق في العالم على حياة الصحفيين!
الذي يهمنا عراقيا:
ـ ان افراح شوقي صحفية نبيلة، وجريئة، والاختطاف يراد منه تكميم الافواه، ورسالة انذار، وتحذير الى كل الصحفيين والاعلاميين الاحرار!
ـ الخاطفون كانوا 15 جبانا مسلحا مقنعا ضد امرأة مسالمة(ولية مخانيث) بالعراقي الفصيح!
ـ ادعوا انهم من رجال الامن لتشويه سمعة الاجهزة الامنية، وخلق البلبلة، ونزع ثقة المواطن العراقي الضعيفة اصلا بقوات واجهزة الامن العراقية! ودليل على الفوضى والتسيب!
ـ استخدموا سيارات ذات دفع رباعي مسجلة في اربيل للتمويه، وخلط الاوراق، واثارة النزاعات القومية، وشحن الاجواء بين ابناء الوطن الواحد، واثارة حساسيات تهدف لحرف الانظار عن المجرم الحقيقي!
ـ افراح شوقي مناضلة شجاعة من اجل حقوق المرأة، ومساواتها الكاملة مع اخيها الرجل، وهذا ما لا يعجب القوى المتخلفة المسلحة المسيطرة على الشارع المنفلت!
ـ افراح شوقي ام لاطفال اعتقلت، واهينت كرامتها امامهم، وقيدت اياديهم بالحبال، واختطفت امهم امام اعينهم لاثباط عزيمة بقية المناضلات!
ـ افراح شوقي ناشطة مدنية شجاعة، ومساهمة دؤوبة في مظاهرات ساحة التحرير، وهذا يزعج الفاسدين، الذين يخيفهم هذا الاستمرار والاصرار على كشف الفساد، والمفسدين، وحماتهم!
ـ افراح شوقي صحفية رفضت مثل الكثيرين بيع قلمها، وسمعتها المهنية، وشرفها الاعلامي، واصرت على الاصطفاف مع الشعب ضد ظالميه، وسارقي قوته، وثرواته!
ـ قام الخاطفون السفلة بسرقة الحاجات الشخصية للسيدة افراح شوقي في اشارة، واضحة لطبيعة اخلاق، وسلوكية، وقيم مرتكبي هذه الجريمة البشعة! وللتمويه عن القصد من جريمة الخطف!
ـ اقتحام بيت عائلة عراقية، واختطاف امراة، وام، وصحفية ناشطة، مسالمة، وافزاع اطفالها بشكل همجي يعكس استهتارهم بكل القيم، الاجتماعية، والدينية، والاخلاقية، ويذكرنا بزيارات الفجر، التي كان يقوم بها جلاوزة امن صدام، الذين غيروا انتماءاتهم، وولاءاتهم، وصاروا يخدمون سيدا جديدا يدفع اكثر.
ـ الجماهير العراقية، خاصة الحركة المدنية الديمقراطية، تعي الفرق الكبير بين المسلحين الشرفاء، الذين يحاربون داعش، ويضحون بأنفسهم من اجل العراقيات، والارض العراقية، وبين هؤلاء المسلحين الاوباش، الذين لا يهمهم سوى القتل، والتخريب، والنهب، والفساد، والاعتداء على الحرمات، والترويع، ونشر الارهاب.
ـ من يقف وراء عملية الاختطاف النكراء بانتماءات بعثية داعشية طائفية، يهدف الى خلط الاوراق، ونشر البلبلة، والذعر، وتبادل الاتهامات، واشغال المتظاهرين، والجماهير عامة بامور جانبية.
ـ لقد حذرت الصحفية افراح شوقي في كتاباتها من خطر، وسلطة، وتجاوزات، وعربدة، المليشيات المسلحة، فاصبح اختطافها دليلا على صحة مخاوفها، وصدق تحذيراتها، وعمق تحليلها، ودقة تشخيصها.
ـ الاسئلة كثيرة عن المسؤولين، والمنفذين، والسبب، والتوقيت، والاسلوب، والهدف من الاختطاف، لكن السؤال الاهم اين الدولة، واين اجهزتها، واين المتباكين على "هيبة" الدولة؟
السؤال الواقعي، والملح: بعد تحرير الموصل من ارهابيي داعش، هل سيتم تحرير بغداد من دواعش الطائفية، والفساد، واللصوصية؟؟؟!
حتى ذلك الحين لنهتف مع اهلها، واصدقائها، ورفاقها، وزملائها، وجماهيرها: "كلا كلا للسلاح   نعم لحرية افراح"!
رزاق عبود
28/12/2016

4
فيديل كاسترو بين التمجيد والانتفاد!
رحل قائد الثورة الكوبية، زعيم جزيرة الحرية، فاتح هافانا، قائد اليخت غرانما، قائد حرب العصابات الكوبية، بطل جبال السيرا مايسترا، منهي عهد باتيستا، قاهر الامبريالية، مذل الرؤساء الامريكان، ناشر الثورة الاشتراكية العالمية، عدو الرأسمالية اللدود، الزعيم الكاريزماتي، القائد الثوري والبراجماتي، ايقونة الثوار، الخطيب اللامع، رجل المبادئ. الكثير من الالقاب، التي يستحقها، والمتوارثة من زمن الرومانسية الثورية، التي الهمتنا(ورطتنا احيانا) الى تجارب "الكفاح المسلح" في كثير من مناطق العالم. تركنا دراستنا، ودعنا اهلنا، تخلينا عن اطفالنا، غادرنا اوطاننا لنلتحق باي ثورة ضد الاستعمار والامبريالية، ومن اجل الحرية، او الاشتراكية. في فلسطين، وارتريا، وظفار، وموزمبيق، والصحراء الغربية، والكونغو، وانغولا، وشمال العراق، واهواره، وغيرها، وغيرها، وكل منا كان يحمل في جيبه صور كاسترو، وتشي جيفارا، ويتصفح كتب حرب العصابات، والثورة العالمية من تشي جيفارا، وماو، وريجيس دوبريه، واشعار لوركا، وقصة فونشيك: تحت اعواد المشانق. "ديكتاتورية" البروليتاريا كانت هدفنا، الذي نضحي بارواحنا من اجله، رغم اننا نرفع "راية الحرية". اسمينا ابنائنا، وبناتنا، بل حتى بعض المدن، والقرى باسماء فيدل، وجيفارا، وكوبا، وهافانا.
وسقط جدار برلين، وسقطت معه كثير من الاوهام، وقرأنا عن، وسمعنا بحقائق لم نسمعها من قبل، او بالادق لم يراد لنا، ان نعرف عنها شيئا، والمبررات دائما جاهزة. سقطت صورة المثل، الرمز، النجمة الهادية، عندما قلد كاسترو ببزته العسكرية، وسيجاره الكوبي، ولحيته الثورية جلاد الشيوعيين في العراق صدام حسين وسام خوزيه مارتيه، اول الشيوعيين في كوبا، فاهتزت القيم، والاعتبارات، وحتى النظريات. يقال، ان كاسترو بذاك الوسام انقذ رأس اكثر من "زعيم" شيوعي عراقي منهم عزيز محمد، وعامر عبدالله( لست متأكدا من دقة ذلك القول)! وانتقل الالاف منا قبل، وبعد سقوط التجربة الستالينية الى دول تمارس الديمقراطية، وتداول السلطة، وتحترم حقوق الانسان وحرياته العامة، رغم النفاق الكبير، والفارق الطبقي الفظيع. لكننا، كنا، ولا زال الكثير منا يبرر غياب الديمقراطية، والانتخابات الحرة المباشرة في بلدان نتشارك معها ايديولجيا، ونرى كل سيئاتها حسنات، ونختلف مع الدول التي احتضتنا، ووفرت لنا الحرية المطلقة لنشتمها في عقر دارها.
رغم كل هذا، وذاك فان جزيرة "الحرية" بقيت صامدة بوجه غزوات الامبريالية، ومؤامراتها الخبيثة، وحروبها العدوانية المتعددة الاشكال، واطول حصار اقتصادي بالتاريخ. ونجا الرئيس كاسترو من  مئات محاولات الاغتيال التي خططت لها المخابرات المركزية الامريكية. وصمد، وتحدى 11 رئيسا امريكيا (حسني مبارك عاصر6 رؤساء) لكن هناك فرق بين التحدي، والخضوع.
المعلومات متوفرة، والافكار ليست جديدة، لكني مع هذا اعتقد باننا يجب ان ننصف الرجل، ونتفهم (لانقبل) جلوسه على الكرسي 57 عاما بلا انتخابات، ولا استفتاءات. انجازات الثورة الكوبية لمواطنيها كبيرة جدا خاصة للاجيال، التي عاشت تحت ظل ديكتاتورية باتيستا، وغطرسة الشركات الامريكية. ولكننا كلنا قلنا لمضطهدينا، لجلادينا، لحكامنا: "ليس بالخبز وحده يحيا الانسان"! واعتقد انه من حق الشعب الكوبي، ان يقول ذلك ايضا. لكن الحقيقة يجب ان تقال ايضا فكاسترو لم يعد يصدر الثورات، ولم يعد يدعم حروب العصابات بالسلاح. ليس لعدم قدرته، ولكن لأن الظروف تغيرت في امريكا اللاتنينة، والعالم، وعاد بالامكان انتصار "الثورة الاشتراكية" عبر لعبة الانتخابات. بشرط ان تحافظ على السلطة، على الحكم، ليس بالقوة، بل باعادة انتخابك عبر صناديق الاقتراع. لهذا لم يفرض كاسترو على رفاقه في امريكا اللاتنينة طريقة نضالهم، بل احترم التغيرات في بلادهم، ونشوء ظروف جديدة. ليته احترم الظروف الجديدة في بلده ايضا. وليس مثل حالنا في الشرق، والغرب حيث فرضت علينا الديكتاتورية السوفيتية (الروسية) حتى انظمة احزابنا الداخلية. ليس على الشيوعيين فقط، بل حتى على الاحزاب اليسارية الاخرى، او ما سمي بالديمقراطية الثورية، التي لم يبق منها غير هياكلها، وسقطت مثلما سقط الاتحاد السوفياتي "العظيم".
كوبا، في الظروف الجديدة تطرح كمثل للانجازات التي تحققت للجماهير الشعبية ويفوز المرشح اليساري في امريكا اللاتينية بهذه الوعود، وتلك المكتسبات. لكنه لا يتخلى عن مبادئ التعددية، وتداول السلطة. كوبا كاسترو ساعدت حتى حكومات يمينية مثل البيرو، واخيرا كولوممبيا في تحقيق السلام بعد حرب اهلية مدمرة دامت ما يقارب الستين سنة. تجارب البرازيل، وفنزويلا، وبوليفيا، ونيكاراغوا، لم تطلب من كوبا بالمقابل تغيير اسلوب حكمها، كما لم تفرض كوبا عليها التشبه باسلوب حكمها. احترام متبادل.
علينا ان نفهم الاسباب النفسية، والفكرية، والامنية لطريقة حكم كاسترو بعد 643 محاولة اغتيال، وعدة محاولات غزو، وتخلى الاتحاد السوفيتي عنه مرتين ثم سقوط الاتحاد السوفيتي، وبقاء القطب الواحد. ما يحسب له(حسب علمي) انه لايوجد تمثال واحد لستالين في كوبا. ربما لانه صار شيوعيا في زمن خروتشوف الذي ادان الستالينية. وبقي كاسترو ايضا زعيما شعبيا، بسيطا، نزيها، مثقفا. وحسب قراءاتي، فان معارضيه في الداخل لا يتهموه، الا بانه رئيس غير منتخب، وهذا صحيح. وهنا المعضلة، التي لا افهمها، واعتقد يشاركني  في ذلك  الكثيرون. لماذا لم/لا تجرى انتخابات حرة ديمقراطية في كوبا؟ فاما ان الانجازات التي يتحثون، ونتحدث عنا وهمية، ولاقيمة لها بدون حرية. او ان الشعبية (الجماهيرية) المزعومة مقتصره على انصاره فقط. وهذه نرجسية خطرة، وديماغوجية رهيبة من قبل الرفيق كاسترو.  شافيز اعيد انتخابه ثلاث مرات في فنزويلا، كما اعيد انتخاب رئيس بوليفيا، بسبب انجازاتهما للجماهير الشعبية. ام ان الجمود العقائدي، لم يتح لكاسترو فهم تغيرات العصر، ولم يفهم، او لم يرد، ان يفهم ان "ديكتاتورية البروليتارية" مرحلة(ضرورة تاريخية) وليست قدرا تاريخيا مؤبدا. سنبقى نذكر فيدل كاسترو بطلا ثوريا تاريخيا عنيدا لكنه لم يصل الى مستوى ثورية، ونزاهة، وصدق، وتجرد، وتضحية تشي جيفارا برومانسيته الثورية الملهمة بعكس شخصية كاسترو المثيرة للجدل.
اعتقد ان المخرج الامريكي اليساري النزعة اوليفر ستون اعطى صورة متوازنة في فيلمه الوثائقي (الكوماندور) عن الزعيم الكوبي الراحل. اتمنى ان يشاهد حلقاته كل من يحترم كاسترو، فلقد كان موضوعيا، وذكيا في تقديم صورة كاسترو للعالم كله!
رغم كل ملاحظاتنا، فان جزمة كاسترو تشرف كل التيجان التي تحكم بلداننا! وعذرا لمن يختلف معي!
رزاق عبود
28/11/2016

5
اردوغان (هتلرخان) على طريق صدام المحتوم!
الارعن اردوغان يتبع خطوات الطغاة الاكثر شهرة في العالم، ويعيد تصرفاتهم المغرورة، التي قادتهم الى مزابل التاريخ حيث ينتظرون زميلهم الجديد التركي القومي الاسلامي الفاشي رجب طيب اردوغان. نحن لا نريد ان نبتعد كثيرا ونشبهه بهتلر، اوموسوليني، اوفرانكو، اوباتيستا، اوبينوشيت، وغيرهم ممن جرفتهم مكانس الشعوب الى مصيرهم القذر. لكننا نذكره اولا بكنعان ايفرين الضابط الكردي المستترك الذي حاول قمع الديمقراطية، وبناء حكم عسكري في تركيا. وقبله الكثير من مجانين العظمة الاتراك وتاريخهم المغولي الرهيب.
نذكره بالشاه، الذي قمع الشعوب الايرانية، واراد ان يتوسع على حسب الخليج العربي، الذي اسماه الخليج الفارسي، وعلى حساب العراق بعد ان سمح له اسياده الامريكان، والبريطانيين بقتل رئيس الوزراء المنتخب مصدق، وضم الاحواز، او ما يسمى احيانا عربستان. كيف انتهى به الامر ذليلا حقيرا، لم تقبله حتى امريكا لاجئا على اراضيها، وهو الذي خدمها طويلا. نذكره بالقذافي الذي حاول فرض الوحدة مرة على مصر، ومرة على تونس، ومرة على تشاد، وحاول ان يكون ملك ملوك افريقيا(الشاهنشاه تعني ملك الملوك)! وما دمنا في افريقيا نذكر اردوغان بمصير ملك الملوك الاخر هيلاسي لاسي امبراطور الحبشة، التي تركها جائعة، ولا زالت جائعة، لان من خلفوه لم يختلفوا عنه في غرورهم وافكارهم التوسعية، ومحاولة ضم الصومال، او اوغادين، واريتريا، وجيبوتي، بل ادعى حتى باليمن ارضا حبشية. عيدي امين المجرم الرهيب، ومصير السادات، وبعده مبارك. واذا اقتربنا اكثر، وهو ما يهمنا فصدام حسين انتسب للنبي محمد مرة، ولعلي بن ابي طالب مرة اخرى، بل ادعى ان نسبه يعود الى نبوخذ نصر. ولقب نفسه بمختلف الالقاب، وظن ان الناس تعبده، وستدافع عنه(بالروح بالدم نفديك يا صدام) لكنه انتهى في حفرة قذرة. لقد حاول صدام احتلال ايران ثم الكويت، وكانت اطماعه تصل حدود الارض المسماة عربية. صدام  حارب الاكراد في حقوقهم الثقافية، والسياسية، ثم "حلفائه" في الجبهة المشؤومة، حتى ذبح رفاقه في مجزرة رهيبة، وانتهت به عنجهيته الى مغامرات خارجية اضعفت العراق، واضعفته شخصيا حتى انتهى الى ما يعرفه الجميع.
اردوغان عندما لم يسلم له زعماء الاكراد صك زعامته، ومطلق صلاحياته انقلب عليهم لكنهم صاروا اقوى جماهيريا، وسياسيا. اختلق، او استغل مغامرة الانقلاب العسكري، التي لو كانت قد نجحت لرحبت بها كل القوى التي تدينها الان، كجزء من النفاق السياسي العالمي. بعد ان لم تسعفه الانتخابات الاخيرة، ولم يحصل على الاغلبية المطلقة ليحول تركيا الى جمهورية رئاسية يتحكم بها وحده، ويغير دستورها على مزاجه. كان الحزب الذي تصدى له علنا وبدون مساومات، ورفض الخنوع هو حزب الشعوب الديمقراطية.  ثالث حزب في البرلمان لديهم 59 مقعد. هاهو اردوغان مثل صدام يحاول تصفية، او اضعاف خصومه. بتهم وهمية حيث اتهم حركة "خدمة" التي انشأها المعارض التركي فتح الله غولن المقيم في امريكا، بالقيام بانقلاب عسكري، واعتقل الالاف من القضاة، والمحامين، والصحفيين، والفنانين، واساتذة الجامعة، وغيرهم، واجرى تصفيات في المؤسسة العسكرية. توجه الان الى الخصم الكبير التالي حيث اعتقل 13 نائبا، وزعيمي حزب الشعوب الديمقراطي وسط احتجاجات محلية، وعالمية كبيرة، دون ان يهتم بالحصانة البرلمانية التي يتمتعون بها. ومع هذا لازال الغرب المنافق، والناتو العدواني يعتبر تركيا دولة ديمقراطية، رغم كل التجاوزات، والاعتقالات، والاغتيالات التي شملت ابناء الشعوب التركية من اليسار حتى اليمين.
التهمة الموجهة لحزب الشعوب الديمقراطي وزعاماته هي الصلات مع حزب العمال الكردستاني، مع العلم ان اردوغان نفسه كان قد تفاوض مع عبدالله اوجلان بوساطة شخصيات حزب الشعوب الديمقراطي، فلماذا لايعتقل وفوده وممثليه الذين كانوا يتفاوضون مع ال(ب ك ك) قبل ان ينقلب عليهم بسبب رفضهم مشاريعه التسلطية؟! لكن الغرور ورغبة التسلط، والتفرد طالما قادت اصحابها الى الهاوية، فقد اقحم اردوغان دولته في حروب، وتدخلات عدوانية في العراق، وسوريا، ومصر، وليبيا، وتوتر علاقاته مع ايران، والاتحاد الاوربي. والان يفتح من جديد ابواب الحروب الداخلية ضد الاكراد المسلحين المنظمين الغير مستعدين للاستسلام لرغبات اردوغان الديكتاتوية. انه يتبع سياسة مستشاريه الصهاينة باقتراف الجرائم، وتجاهل اصوات الراي العام العالمي. لكن العالم تغير وان كان اردوغان يضغط على، ويهدد اوربا بموجات اللاجئين، فان الشعب التركي الذي يرى ان "خليفته" المزعوم، و"سلطانه" الموهوم يفتح عليهم ابواب جهنم. لن يظل مخدوعا او ساكتا ابدا.
ان اعتذاره لروسيا، وتنازله عن عنجهيته لن تنفعه، فروسيا لها مصالحها، وحلفائها في المنطقة، وهي لن تتخلى عن علاقاتها الاستراتيجية مع ايران، او سوريا، وحتى العراق. ان سقوط داعش المحتوم في المنطقة سيحول جزء من بنادقهم الى الساحة التركية، كما سبق للافغان العرب ان وجهو سلاحهم ضد بلدانهم. وان اموال الخليج، والسعودية لن تستمر في ضخ الدماء في اقتصاد تركيا، فالاموال تهرب دائما عندما تتوتر الاوضاع. وسيجد اردوغان نفسه ان اجلا او عاجلا معزولا في عنجهياته مثل صدام حسين، وسيسقط مثلما سقط، وسيكرر العسكر محاولاتهم للمرة السادسة، وستتوحد حتى الاحزاب التركية التي تقف معه الان ضده، خشية على مواقعها، وعلى وحدة، ووجود تركيا نفسها. وسيعملون لاعادة تركيا الى سياسة التعايش، والانفتاح على جيرانها التي خدمتها كثيرا، وسيرى الشعب التركي المخدوع دينيا، وقوميا ان السير وراء غراب اردوغان الاسلامي لن يقودهم الا الى ارض الخراب.  فان عصر الامبراطوريات الدينية، او القومية، او العسكرية قد ولى الى غير رجعة!
رزاق عبود
5/11/2016

6
بصراحة ابن عبود!
اياد علاوي يعود لمزاولة مهام قندرته!
اعتقد ان الكثيرين اصيبوا بالدهشة، والاستغراب، وعدم التصديق، ان لم نقل بالصدمة، وانا واحد منهم، بعد سماع الدكتور اياد علاوي نائب رئيس الجمهورية السابق/الحالي، وهو يطلق صفة قندرة(حذاء) على مهمته في الدولة من على شاشات الفضائيات، وعلى مرأى ومسمع الملايين من العراقيين. الوظيفة/المنصب/المهمة في الدولة هو موقع لخدمة الناس، وتأدية الواجب الوطني. فكيف توصف مهمة(المصالحة الوطنية) بالقندرة! فاما ان "الرئيس" علاوي(حسب تعبير الخوال اللبنانيين) يعتبر المصالحة الوطنية هي مجرد "قندرة"، او انه يخدع الاخرين في حماسه لها! فعند توليه المنصب اول مرة قال انه قبل بالمنصب لتكليفه ب"مهمة المصالحة الوطنية". وبرر عودته الان بنفس السبب "ملف المصالحة الوطنية".
انا في الواقع لا اعرف ماذا يقصد سيادة/فخامة النائب بذلك؟ فان كان يقصد كبار ضباط الجيش العراقي السابق، فاغلبهم اما عادوا الى الجيش، او طلبوا التقاعد، ويعيشون في اوربا والاردن، و امارات الخليج، وغيرها. وقسم انضم لداعش، او اسس داعش، وساهم في خيانة الوطن وتدميره، وارتكب المذابح بحق الشعب العراقي. الواضح انه  يقصدهم مثلما يقصد بقايا البعثيين الهاربين من وجه العدالة. وهم ايضا اما احيلوا الى لجان المسائلة والعدالة، او شملهم قانون العفو الا خير، او انتظموا في احزاب اخرى كتائبين، او لاغراض االتسلل، والاندساس، والتخريب، والتشويش في اجهزة الدولة كافة. اما من اجبروا على التبعيث فالناس تعرفهم جيدا، ولا خوف منهم، ولا عليهم.
انا في الواقع لحد الان لايمكنني فهم، او تصديق، ان يقول "دكتور" درس، وتعلم، وعاش، وعمل في اوربا، وفي بلد الاتيكيت(المملكة المتحدة) يستخدم هذه الكلمة! لا ادري كيف يمكن ل"زعيم" حزب الوفاق الوطني، و"قائد" القائمة الوطنية العلمانية العابرة للطوائف والقوميات وصف وظيفته/ مهمته/واجبه/عمله ب"القندرة"؟! رحم الله الخليفة الذي قال: "وليت عليكم ولست بخيركم"! ولحد الان، لم اسمع اعتذار، او تراجع، اوتوضيح، كما تعودنا من سياسيي العالم، الذين يحترمون شعوبهم، وناخبيهم.! ولم نسمع احد من قادة "الوطنية"، او "الوفاق" ينتقد ذلك السلوك، وذلك التصرف، او ذلك الخطأ، وهم في غالبيتهم يحملون جنسيات اوربية، وشاهدوا كيف يعتذر السياسي الاوربي بعد زلة اللسان، او الهفوة الشخصية، اما باعتذار شخصي، او رسالة يقرأها ممتله الرسمي(الناطق باسمه) او توضيح من الناطق، واعتذار باسم السياسي "الكبير" الذي اخطأ. مرشح الرئاسة الامريكية الجمهوري ترامب، مثلا، اعتذر اكثر من مرة بسبب هفوات لسانه، او اخطاء في سلوكيات، وتصرفات، او تصريحات سابقة. ولا اعتقد ان علاوي اهم من ترامب عالميا، ولا الشعب العراقي اقل قيمة من ناخبي ترامب!
السؤال الذي يحيرني ان علاوي، ومكتبه الاعلامي صرحا اكثر من مرة انه "لم يقدم شكوى، او استئناف، او اعتراض على قرار العزل للمحكمة الاتحادية"، وانه "ليس من طلاب المناصب". وانه "لن يعود الى موقعه" حتى لو صدرقرار من المحكمة الاتحادية لصالحه. فلماذا عاد وبهذه السرعة الصاروخية الى "قندرته" السحرية؟ على الاقل "يتعزز" شوية، ولو بالچذب!
الامر الاخر الذي يحيرني ان السيد علاوي ينتقد تدخلات ايران في الشؤون الداخلية للعراق، ويطالب باتخاذ "مواقف قوية" ضد ايران. لكنه يطلب من الحكومة العراقية "التفاهم" مع تركيا بسبب احتلال قواتها جزء من التراب الوطني العراقي، وتدخلاتها السافرة في الشؤون العراقية في كركوك، وتلعفر، والاقليم، ومشاركتها المدعومة بالادلة بسقوط الموصل، وثلث العراق بيد داعش!(صيف وشتاء فوق سطح واحد)! لم نسمع ايضا ان الدكتور علاوي انتقد الكويت لضمها اراضي عراقية، اوبناء ميناء مبارك، ولا للسعودية التي ترسل متشدديها للقتال داخل العراق، وتحرض على الطائفية، وتشوه سمعة الحشد الشعبي، بل يشيد بها، وبقطر، وغيرها من الذين يمولون الارهاب في العراق، وسوريا، وليبيا، ومصر. لم يعترض على احتلال السعودية للبحرين، ولا حربها العدوانية ضد الشعب اليمني الذي طالما وقف مع قضايا العراق.
الدكتور علاوي في كل تصريحاته "يرفض" التدخل الايراني، ونحن معه. ولكن لماذا يتحدث ليل نهار عن المشاكل الوطنية الخاصة بالشأن العراقي مع الكويت، والسعودية، والامم المتحدة، وسفراء الدول الاجنبية، الذين يلتقيهم بصفته كقائد معارض، او نائب رئيس جمهورية؟ اليست هذه دعوة رسمية، وعن سابق اصرار للتدخل في الشؤون الوطنية؟
ترددت كثيرا في كتابة هذا الموضوع، لكن عودة علاوي السريعة الى مهام منصبه(قندرته) حيرني، واحرجني امام القراء، والاصدقاء، خاصة واني، وثقت بسياسة علاوى المعلنه عن معارضتة للطائفية، وبناء دولة المواطن، واذا به يقوم بالتخطيط، والتنسيق مع نوري الماكي مجرم سبايكر، وسقوط الموصل ضد حيدر العبادي الذي يحاول الاصلاح رغم كل المعارضة من الفاسدين، والعقبات، والحرب مع داعش. ان من يريد ان يهتم بملف/ موضوع/ اشكال: المصالحة الوطنية بامكانه ان يقوم بذلك بشكل افضل، وهو بعيد عن السلطة ليكون اكثر حيادية، ومصداقية. لقد ساهم اعلام الدكتورعلاوي عن قصد، او غير قصد في التحريض ضد ابطال الحشد الشعبي، الذين تركو كل شئ، وجاءوا ليستشهدوا من اجل دحر داعش. ووصفهم بالميليشيات، ونسب لهم جرائم وحشية من صنع وفبركة اجهزة دعاية البعث السرية. كيف تدعوا للمصالحة الوطنية، وانت تحذر من، وتهاجم، وتشوه سمعة  الطرف، الذي تريده ان يتصالح مع الطرف الاخر؟ لقد تجلت المصالحة الوطنية بابهى صورها عندما استقبلت النجف، وكربلاء، وبابل، وواسط، والبصرة، ومدن الاقليم الاف، بل ملايين النازحين من المناطق، التي يطالب علاوي التصالح معها. اهل تكريت، والفلوجة، والرمادي، والموصل استقبلوا، ويستقبلون ابطال الحشد الشعبي، والعشائري، والجيش، والشرطة العراقية، وقوات البيشمركة بالورود، والاحضان، والقبل، والاعلام البيضاء، ودموع الفرح، وعبارات الشكر لتخليصهم من داعش. لكن الدكتور علاوي للاسف يردد مع الوهابيين، والدواعش، والبعثيين الصداميين، وفضائحية الشرقية: الدعايات، والتشويهات، والحرب الاعلامية ضد ابطال تحرير المنطقة الغربية. فهل المصالحة الوطنية ستشمل بقايا بعث صدام، وتستثني "الروافض"؟ 
بغض النظر عن صدق النيه من عدمه، فان اكثر شيوخ العشائر العربية السنية تبرئوا من اقوالهم، ومواقفهم السابقة المؤيدة لداعش، وانا شخصيا اعتقد ان وحدة شعب العراق، وقوته، وسلامه ووحدة اراضيه تنطلق من هناك، وهي بدأت، وتعززت،  دون الحاجة الى موقع، ولا منصب للمصالحة الوطنية. وعزلت في الواقع العناصر الحاضنة، والمحرضة على الارهاب التي يريد الدكتور علاوي، ربما، التصالح معها! كيف نتصالح معهم، وقد رفضتهم مجتمعاتهم، ومدنهم، وقراهم، وعشائرهم؟
اذا كان الرئيس علاوي لا يريد ان يحتذي باصدقائه الاوربيين، فهل له في الاقل الاحتذاء بشيوخ العشائر الذين تراجعوا، او بروا مواقفهم السابقة المجبرين عليها؟ وهو موقف بغض النظر عن الاهداف، والاسباب، والدوافع، والتاويلات يدل على شجاعة، وحرص ويسهم في ردم الفوارق المصطنعة!
والى متى سيبقى ملف المصالحة الوطنية مفتوحا؟ وماهي خارطة الطريق التي يتحدث عنها الدكتورعلاوي؟ وماهو موقفه من التطهير العرقي التي يقوم به صديقه، وصديق صدام مسعود البرزاني ضد العرب، وغيرهم في كركوك، واطراف الموصل، وغيرها، وبمعظمهم تشملهم ملفات المصالحة الوطنية؟ الم يفهم الدكتور رسالة(حسجة) شيوخ العشائر العربية في الحويجة، وكركوك، وهم يزوروه ليوضحوا له ان " مسعود صديقه من ايام المعارضة " يفتح ملفات جديدة: العرب، والاكراد، والشبك، والايزيدية، وملف التركمان، وملف القرى المسيحية المغتصبة؟ ام ان هؤلاء ليسوا عراقيين، ولا تشملهم خارطة طريق المصالحة الوطنية؟
اذكر الدكتور علاوي انه في "سنوات المعارضة" توحدت القوى الوطنية، وتاسست جبهات عديدة دون حاجة لمنصب نائب الرئيس. ام تحب ان تسمى صاحب "الولاية الثانية" مثل حليفك الجديد، وزميلك النائب الفاسد نوري المالكي، والخائن اسامة النجيفي؟
يحضرني هنا حديث الشاعر، والكاتب، والمناضل مظفر النواب، عن ردة فعل احد الفلاحين ايام النضال المسلح في الاهوار، وهو يري النواب يحمل بندقية قائلا:
كنت اكثر هيبة وانت تجول الهور في عصاك!
رزاق عبود
3/11/2016

7
اطفال المزابل في بلاد الاسلاميين الثرية!
يعيشون بين النفايات، وسط الفضلات، بين الاوساخ والقاذورات، بين الذباب، والجرذان، ومختلف الديدان. يستنشقون الروائح الكريهة، ويلفهم ضباب الغازات السامة. يلعبون بالمواد الحادة، والعدد الخطرة. تتناول اصابعهم الرقيقة الحاجات المميتة. اصابعهم الغضة مجروحة، محروقة، مسودة، او مقطوعة. بلا امهات، ولا اباء، يسمعون عن المياه الساخنة، والاغطية الدافئة، يتمنون حضن العائلة، يحلمون ببيت يحميهم، وغرف تأويهم، وكبير يداريهم، ويعتني بهم، يعلمهم، يوجههم. يأكلون الفضلات القذرة، والخبز العفن، والاطعمة الفاسدة، يصنعون لعبهم من النفايات العفنة، ويبنون ملاجئا من الاثات المهترئ. يتعرضون لهجوم الكلاب السائبة، واللصوص المخمورين، والمجرمين، والمغتصبين. يطبخون طعامهم على نيران من المزابل، ويقصون اغطية، وملابس، وستائر بمقص من الزجاج المكسور.
يرتجفون من البرد، يبنون اكواخا من البالات المتعفنة، والخشب المتفسخ، واطارات السيارات المستهلكة، والاثاث العتيقة. ايادي متسخة، ووجوه مسودة مثل مداخن المطابخ. اكوام من السخام تتجمع على خدودهم الغضة، ووجوهم المرهقة، وعيونهم المتعبة، وارجلهم النحيلة، وشفاههم المتشققة. لا يقتنون الكتب، ولا يعرفون قراءة قصص الاطفال. نسوا حتى الحلم بحياة اخرى افضل. ترافقهم طيور هائجة من نبح الكلاب، وكلاب هاربة من هدير الناقلات. كلاب مسعورة، وقطط مريضة، وطيور جائعة، وجرذان تنشر الامراض. يعيشون كالحشرات، كالقمل، كالبراغيث. يموت الواحد منهم ببطأ، يذوب شيئا فشيئا مثل الثلج قبل الاوان. تلتهمهم حرائق المزابل العفوية وهم نيام. يدخنون السجائر التالفة، يشربون الخمر، وهم صغار ليشعروا بالدفأ، يتعاطون الحبوب، والمخدرات لينسوا واقعهم المزري، والامهم الرهيبة. يخوضون في الاوحال الطينية، ويغوصون في مستنقع النفايات. بلا ماء، بلا كهرباء، بلا راديو، او تلفاز، كحيوانات الزرائب. حتى الحيوانات افضل فهناك من يقدم لها المأوى، والطعام، والماء، والدواء، والفراش، وسقف الامان!
ما حاجتهم لكل ذلك فحكامهم الاسلاميين يوعدوهم بجنة سماوية تتوفر فيها كل مستلزمات النفاق!
رزاق عبود
24/9/2015   

8
ليس دفاعا عن وزير النقل كاظم فنجان الحمامي ولكن...!
كثرت التعليقات، ورسوم الكاريكاتير، والطرف، والاحاديث الساخرة على صفحات التواصل الاجتماعي، وكتبت المقالات بعد تصريحات وزير النقل الجديد كاظم الحمامي عن "مطار" سومري قبل 5000 سنة في الناصرية. لا اتفق مع زلة لسان الاستاذ الحمامي، مثلما يصعب علي ايضا، ان اتقبل بعض التعليقات اللاذعة بحق مثقف عراقي، وكاتب حر، ومفكر جرئ، ومواطن شجاع تصدى لكل الاخطاء، وفضح الكثير من الفساد، والسلوكيات المخربة بجرأة متناهية، وخبرة مختص، ومعلومات دقيقة. يحق ،طبعا، لكل شخص ان يقول رأيه، ويعبر عن فكره، لكني اعتقد، ان هناك تسرعا في نهش الرجل، والنيل منه، كما يفشي الامر ايضا عن خصومات سياسية لاطراف بارعة في استغلال الهفوات مع انها طامسة حد الهامة في مستنقع الفساد، والاخطاء، والطائفية.
اعتقد ان الكثيرين يعرفون الكابتن الحمامي، وقرأوا له مقالاته الغنية بالمعرفة والمعلومات، فهو مثقف موسوعي تناولت كتاباته الكثير من الفروع من الادب حتى السياسة، وما بينها من علوم وفنون. ارسل مقالاته في الفترة الاخيرة الى كثير من الصفحات العلمانية العراقية، والعربية، وحتى العالمية فهو يجيد الانكليزية، ولغات اخرى على ما اعتقد اجادة تامة. كما كان ضيفا على الكثير من قنوات التلفزيون، واليوتوب، وتحدث في البرلمان العرافي عن حدود وحقوق العراق في شط العرب والخليج العربي، وله الكثير من المولقف الجريئة، واعتقد انه اقترب كثيرا في افكاره، وطروحاته الاخيرة من المدنيين، والعلمانيين، ودعم المتظاهرين ضد الفساد، وهو عدو لدود للطائفية. لهذه الاسباب، كما ارى، اختطفه المجلس الاسلامي الاعلى من محيطه الجديد هذا، قبل ان يتخذ موقفا نهائيا. اعتقد ان الرجل لازال مستقلا فكريا، وهو تكنوقراط متمرس، ومحايد. "مشكلته" حبه العميق لعراقيته، وموسوعيته المعلوماتية. فليس كل العراقيين الحاليين، كما يعتقد الحمامي احيانا، هم احفاد سومر، واكد، واشور، وغيرها، او ورثة بابل، ونينوى، والوركاء، وغيرها من مراكز الحضارات العراقية القديمة. الموسوعية المعلوماتية اصبحت عالة على اصحابها في العصر الحديث. مع تطور العلوم، والفنون، والاداب، وامتزاج العالم، والتقاء الحضارات، وتقارب الشعوب، وتواصل الهجرات. لذا توجب التخصص في مجال معين، كما هو حال العالم المتمدن!
لقد كتب الاستاذ الحمامي عن نفس الموضوع مقالا مطولا لازلت احتفط به، وكنت اخطط لكتابة رسالة شخصية له، او رد بسيط على استاذ وافر العلم، والمعرفة، والخبرة، والامانة العلمية. من الضروري الاشارة هنا الى ان الحمامي من اكثر، ان لم يكن اكثر الكتاب، الذين اقرأ لهم امانه في الاشارة الى المصادر، وعدم ادعاء المعلومة، فهو يتحدث عن المصدر، وينسب معلوماته دائما لاصحابها دون ادعاء، ولا تزوير، ولا زيف، وبتواضع جم. لهذا، اعتقد، ان الاستاذ الحمامي وقع في الخطأ، الذي اقام عليه الدنيا ولم تقعد بعد. فهو لفرط حبه للعراق، وتاريخه الحضاري، واعتزازه، وفخره به فاته القصد من النظريات الغربية عن "الكائنات السماوية" التي وصلت ارض سومر! لا اريد التفصيل في ذلك، لكن هناك "عالم" اثار امريكي من اصل روسي يستخف بقدرة الشرقيين، ويشك بامكانية عقولهم على ابداع مثل تلك الحضارات، فابتدع نظرية الكائنات السماوية. واعتقد ان هذه المدرسة يراد لها التوسع، والانتشار من قبل الصهيونية العالمية، ولاغراض معروفة، خاصة وان، ما يسمى قصة الخلق وجدت نصوصها على رقع الطين والفخار السومرية. (ارجو من المختصين تصحيح هذه المعلومة)! ذاك "العالم" من اتباع النظرية الفوقية الاستعلائية "الشرق شرق والغرب غرب ولا يلتقيان". وان لم يقل ذلك صراحة.
اتذكر انني في ثمانينات القرن الماضي شاهدت مناظرة تلفزيونية بين اراء ذلك العالم المتعصب، ومدرسة الاستشراق السوفيتية، التي تعارض تلك النظرية، وتعارض نظرية وفكرة التفوق الحضاري للعقل الاوربي على العقل الشرقي. وقد حاول انصار تلك النظرية اختلاق تفسرات مختلفة لكيفية بناء الاهرامات الفرعونية في مصر، وانتهى بعضهم الى ان المصريين القدماء استعانوا ايضا مثل السومريين القدماء بمخلوقات فضائية. بعد اكتشاف حضارة "المايا" واهراماتها في البيرو، وغيرها نسب نفس الفريق تلك الابداعات لمخلوقات سماوية. في حين انهم لم يجدوا تفسيرات، وتخطيطات لاروع الكاتدرائيات التي بنيت في اشد فترات الظلام الاوربية. دون "ان يستعينوا بمخلوقات فضائية" مثل السومريين، والفراعنة، وحضارة المايا. في المقابل فلا يوجد شرقي واحد يشك في عظمة ذلك المعمار، او ينسبه لمخلوقات سماوية!!!!
قبل فترة ليست بعيدة ظهر ذاك العالم متحدثا عن نظريته بفيلم وزع بحماس على الفيس بوك، واعتقد، انني كتبت وقتها تعليقا، بان هذا الفيلم ينتقص من قدرات شعوب الشرق القدماء. نشير هنا الى ان الهنود، والفرس ابدعوا بحضارتهم، وهم شرقيون ايضا. ولكن ان يعطى السبق لبلاد الرافدين، فهذا ما لايعجب بعض الدوائر.
اعتقد ان زلة لسان الحمامي نابعة عن حماس وطني، وحب عميق للعراق وارضه، وتاريخه الحضاري، وفخره الدائم بذلك. واتمنى عليه ان يعيد دراسة نظرية المخلوقات السماوية. فنحن نعرف ان الكهنة القدماء كانوا ينسبون كل شئ لا يقدرون على الاجابة عليه الى السماء. وقتها يسكت العامة خوفا من اتهامهم بالكفر، او جدح الالهة. فألهىة اليونان تسكن السماء، وتتزاوج مع البشر احيانا مثل قصص الامراء، الذين يتزوجون من "العامة". كل الانبياء ادعوا ان كتبهم "سماوية" وانها "كلام الله" وهكذا. كان للقدماء تفسيرات اخري غير التي اثبتها العلم عن البرق، والرعد، والزلازل، والفيضانات، والهزات الارضية، وغيرها. الان اغلبنا يعرف تفسير هذه الظواهر، ومع ذلك لازال البعض يصر انها غضب من الله، او اعمال شيطانية. ونعرف القليل ايضا عن الديانة المندائية التي تؤمن بعالمين سفلي، وعلوي يسكنه الملائكة والصالحون. واغلب الاديان تؤمن بخروج "الروح" وتحليقها الى السماء. لقد اختلط الخيال الادبي، والعلمي، والفني، والديني في الحضارات القديمة. لهذا نحتاج الى علماء مختصين نزيهين موضوعيين للاجابة على كثير من الاسئلة، التي تخص تاريخنا، واهميته، وتأثيره عالميا، ودوره الحاسم في دحض الكثير من الخرافات، وهذا احد اسباب اغتيال علماء الاثار العراقيين القليلين جدا، واختطافهم، او اغرائهم بالسفر لدول اخرى.
اثر حل نص على لوح اثري سومري حديثا علقت احدى المختصات البريطانيات، ان ما نعرفه عن الحضارة السومرية "قليل جدا" قد لا يتجاوز العشرة بالمئة، واضافت بحسرة "للاسف"! فكم نعرف نحن من يعيش على هذه الارض عن تراث وحضارة "الاجداد" الذين عاشوا هنا قبل عشرات الالوف من السنين؟ وما هو حجم الحسرة، ومقدار الاسف على قلة هذه المعرفة، بعد ان وقع مصير البد الحضاري بيد اعداء الحضارة والتطور!
هذه ملاحظات عابرة، فانا لست مختصا، ولا باحثا بشأن حضارات وادي الرافدين العريقة، ولا ادعي صحة ما اقول، واتمنى ان يتولى المختصون مواصلة بحث، وتطوير الموصوع، والرد، والتوضيح العلمي، وليس السخرية فقط مما تحدث به الكاتب، والوزير الجديد كاظم الحمامي. ليته لم يقبل الوزارة فرغم ثقتي الكاملة بنزاهته، وقدرته، واخلاصه، واملي ان ينجح في مهمته، لكني افتقد كتاباته منذ ان استوزر.
رزاق عبود
5/10/2016

9
المنبر الحر / اهلي
« في: 02:55 02/10/2016  »
اهلي*
 اهلي احرقوا كتبي
اهلي مزقوا صوري
اهلي اوصدوا غرفتي
اهلي دفنوا كل حاجاتي
اهلي اتلفوا كل اوراقي، واشعاري
 و حتى دفاتر انشائي
اهلي اعدموا شهادات مدرستي
وكؤوس الفوز، وانواط تفوقي
اهلي تبرئوا مني، ومن نسبي
تركوني بلا تاريخ، ولا قيد يشير الى اصلي
اهلي مسحوا من كل سجلاتهم اسمي
اهلي من كل اوراقهم غيبوا ذكري
 كأنهم لم يسمعوا عني، ولا يتذكروا شكلي
مزقوا شهادة الميلاد، وحتى انكروا يومي
.
.
اهلي غيروا القابهم، وحرفوا اسمائهم
اهلي بدلوا افكارهم، وتنكروا لماضيهم
اهلي حاربوا ابنائهم، وزوروا تاريخهم
اهلي رقصوا لاختفائي، وعزفوا لحن تشييعي
اهلي قطعوا اوردتي، وداسوا باقدامهم دمي
اهلي طربوا لنعيق البوم عند نافذتي
وشؤم، وتحذير، صار لهم طيفي
ولما زرتهم حيا
اظهروا كل زيف الدم
اغلقوا الباب في وجهي
سلبوني حتى اسمالي
خيبوا كل احلامي وامالي
وفي مزاد الجحد باعوني
اهلي
حفروا قبري بايديهم
وحيا محبطا دفنوني
رزاق عبود
4/1/2014
*ثلاثون عاما من الفراق، والغربة، والحنين. كبر الصغار، وصار لهم اطفالا. شاب الشباب واصبحوا اجدادا. في الرسائل والهواتف كانت الاشواق الكاذبة، والادعائات الفارغة، ورياء الوفاء، واللهفة الى اللقاء. بعث لهم من منفاه كل ما عنده. قصر على اطفاله، ولم يقصر عليهم. ادعوا العازة، والمطاردة. ولما زارهم، لم يسألوا الا عما في جيبه. يملكون القصور، وهو لايملك غرفة. لايعرفون موقع قبر امهم، ولا يزورون قبر ابيهم، ويدعون البر بالوالدين. لما شاهد انهم "مؤمنين" زيفا، يركعون تظاهرا، عرف انهم المعنيين بما ذكره قرآنهم، وسماهم بال"منافقين"! لم يغيضه غناهم، ولم يحسدهم على ما يملكون فهو زاهد بطبعه. لكنه تألم كثيرا لما لمسه من جحود وقح، فلم يسمع كلمة شكر واحدة، او اشارة عرفان عابرة، لما قدمه لهم ماديا، او معنويا من نصيحة، او رأي، او مشورة، او جهد ساعدهم فيما هم عليه ،فتذكر مقولة "الاخوة الاعداء"، مشاركا الكثيرين ذلك الاحباط!

10
اضغاث الماضي العراقي*
دخل المغول الجدد، وسكان الكهوف الى عاصمة العراق، وأعيد بناء ابواب بغداد القديمة، وعزلونا عن العالم . "بلاد السواد السعيدة" صارت بلاد السواد الحزينة، سجون بغداد فتحت من جديد، وقصور نهاية لا تنتهي. عزلة، ووحشة "نقرة السلمان" صارت نزهة مقارنة بالسراديب الحديثة، والسجون الامريكية والاسلامية. رايات الحزن تطوف في شوارع بلادي، اطياف الموتى تزور الاحياء وتتخطاهم عددا. الاعدامات مثل الدعايات، لم يعد يكترث بها احد. كل الحنفيات تصب دما، وجهنم في كل ركن، وكل باب. الحمامات العامة تحولت الى مغاسل للموتى، والمستشفيات الى مستودعات للجثث. العاب الاطفال مسدسات، وبنادق، وكراة اللعب، رمانات، ومتفجرات. يسقون حدائقهم برشاشات الرصاص. حتى رسائل المحبين صارت تنتهي "اذا التقينا"! او "اذا كتب لنا البقاء"! سنتزوج على سنة الحرب، وشرع الاغتصاب. ارغفة الخبز مثل كارتونات المزابل ملوثة بكل انواع الغش. ملاك الموت يرفرف في سمائنا، بعد ان ترك كل الفضاءات. الغيوم الممطرة رحلت الى غير ديارنا، ولا تمطر سمائنا الا سما، وعفونة، وتلوثا. ابدلوا اسم الملاك الى هلاك. تتجول الطلقات الطائشة بلا خوف، تتحسس رائحة البخور المحروق اكراما للموتى. الدموع تغسل حزن الوجه، وتتغلغل عذابا في جسد الروح. اختفت حفاوة القادمين من الغربة، وصار استقبالهم سياطا من التهميش. الضمير ودعنا ورحل يبحث عن قبر يأويه.المجانين، والكلاب السائبة، والمتسولون، يملئون الشوارع، والساحات. النوافذ، والعيون، والرئات تستقبل دخان الانفجارات. يدخل الشرطة الى كل مكان، ولا تجدهم في اي مكان حين تحتاجهم. يعرفون سر، قف، استدر، ارفع يديك، واطلاق الرصاص بغزارة الرمال القادمة من الصحراء في عاصفة الاجتياح. لقد بدلوا كلمة الحب الى حرب. اجيال الحرب تتوالد، ويوميا يولد جلاد يمنح البلاد اسمه، وترفع الغوغاء صورته، ويقف فوق السطوح معلنا علويته على الرعاع. نصب الحرية لملم رموزه، ورحل يبحث عن جواد سليم ليشاركه القبر. جاء مربو الحمام من المربعة، والثورة، والشاكرية ليصادروا حمامات النصب التي سبقهم الجنود الى شويها، وتناولها. وقف البدو يرقصون الچوبية في باب الشرجي، واصطف اهل الچبايش ليرقصوا الهچع عند وزارة الدفاع. رفض اهل اربيل الغناء لان كلمات احمد الخليل كانت عربية. وقف روزخون يوزع الادعية، ويستلم اثمانها قصورا، ومواقع، ومناصب . ان لم تدفع للمحتال فانت كافر، ملحد، ويحل قطع راسك، او قتلك، وحتى حرقك.
 لم نعد نستقبل ضيوفنا في الديوانية (غرفة الخطار) تحولت الى مجلس عزاء دائم، ومجمع عشائري لدفع الفصل، وتقديم الفدية، وتسليم الفصليات. مهد الحضارات ، بلاد الثورات، ارض الشعراء، يحكمها اجلاف يرتدون العمائم، والصايات، يستلمون اوامرهم عبر المحيط، وعبر النهر. صدقت نبوءة حضيري ابو عزيز "دكتور جرح الاولي عوفة، جرح الجديد عيونك تشوفة"! ديمقراطية الملالي من عرب، وعجم، واكراد. اعادوا لنا ما اختفى من بلادنا، اعادوا التراخوما الى عيون اطفالنا، والسل الى صدورنا، وانواع السرطان، واصفرت الوجوه بسبب اليرقان، وعادت الكوليرا تمرح في الاحياء الشعبية، واوبئة اخرى لم نسمع بها من قبل.
حروفنا الاولى التي نتبجح "اننا" قدمناها للعالم تختفي من عالمنا، وتصبح الاجيال امية غبية مسلوبة الارادة. جاؤونا على دبابات الاجنبي، وطائرات اليانكي. كل جاء مع سيده، واوامره، ومؤامراته، وخططه اللعينة، وخريطة التخريب التي يجب ان ينفذها في جيبه. النفط تتنعم به شعوب الدنيا، ماعدانا. حتى البدو صار لهم عمارات، واسواق، وسيارات، وطائرات، ومعارض دولية، وسباقات عالمية، ومهرجانات دورية، ونحن يحرقنا النفط بعوادمه في شوارعنا المحفرة، المعفرة، المدمرة. مبذول نفطنا في اسواق الدنيا، ونحن منتجيه نتمناه، وننتظره، كما ننتظر الماء. سلعتان اشتهرت بها البلاد لكنها اختفت من الاسواق. نستورد مائنا، ومنتجات نفطنا، والغاز، وخضرتنا، وحتى تمرنا من شعوب، وبلدان لم يسمع  بها احد قبل الاحتلال. اهل الكهف جاؤوا لينفوا علمائنا، ادبائنا، اطبائنا، خبرائنا، مبدعينا الى المنافي، او المشافي، او السراديب، او المقابر. فتحت السراديب، والاقبية، والدهاليز على مصاريعها لخزن منتجات الديمقراطية الامريكية الاسلامية. حولونا الى رعاع، الى حفاة، الى امعات، الى رعايا لا ترى، ولا تبصر .تمشي الاف الكيلومترات، ويقطعون البراري للزيارة، او الحج، او اللطم، ولا تخرج للاحتجاج على الفساد، والسرقات، واستباحة الوطن. يلطمون، ويبكون، ويدقون الصدور، ويمزقون الملابس، ويشجون الرؤوس، ويمرغون وجوه اطفالهم بالدم. يشتمون اخوتهم في الدين، ويقتلون اشقائهم في الوطن، ولا يتحركون ضد من يستبيح بلدهم، ويلوث ارضهم، وينتهك عرضهم، ويستبيح بيوتهم، ويسرق اموالهم، ويعبث بتاريخهم، ويهرب اثارهم . سكان البلد الاصليين، واحفاد بناة حضارته، وتاريخه، ومجده صاروا "اقليات"، و"جاليات" مشردة، ومجموعات مبعثرة، وعوائل ممزقة، ونساء مسبية، وحرمات منتهكة. يذبحون كالنعاج، ويباعون كالمواشي. يموتون من العطش، والجوع، والتعب، والانهاك، والغدر، والخيانة. يشارك الجميع دون استثناء بجريمة ابادتهم، وتصفيتهم، وتشريدهم، او تدجينهم. اسواقنا القديمة الاثرية الزاهية، المزدحمة، النشطة، المكتظة، سيطر عليها الوجوم، والخوف، والقلق، والتوجس. شوارعنا تقاسمتها الانفجارات، ومزقتها الحواجز، وحاصرتها النفايات. في اسواق الكتب تباع المسدسات، والبنادق، والالغام،  وصنف الكتاب حسب الطائفة. الشعراء الذين كتبوا للعراق، تغنوا بالعراق، ماتوا، وتشردوا، وتغربوا، وسجنوا، وعذبوا من اجل العراق منعت كتبهم، واحرقت دواوينهم، واحتلت دورهم، واسقطت تماثيلهم، وبدلت الشوارع التي تحمل اسمائهم. حتى المدارس اغلقت لانها تحمل اسما لايروق للحاكمين. بغداد دار السلام يحكمها قتلة. بغداد مدينة العلم يغزوها الجهلة، بغداد مدينة الجمال يستبيحها اللصوص، بغداد مدينة المياه يموت اطفالها عطشا. بغداد الخضرة، والبساتين تتحول الى مزبلة. بغداد عاصمة العراق مرهونة ارادتها بيد العملاء. بغداد المظاهرات، والانتفاضات، والوثبات، والثورات صارت معتقلا كبيرا، وساحة كبيرة للاعدامات، والاغنتيالات، واصطياد المعارضين، واطلاق النار على المحتجين، وتغييب المتظاهرين. حتى اكلاتنا الشعبية مسخت. الباميا صارت خراطيشا للرشاشات، والنومي بصرة صارت رمانات للقتل، الرقي حتى قشره صار احمر من دماء القتلى، والقيمر الابيض اصطبغ بلون الرماد. حتى الطيور المهاجرة لم تعد للعراق، فاكثر الاهوار مجففة، والاجواء مسممة، والمياه ملوثة، والغابات اقتلعت من جذورها. اعواد البردي صارت حرابا، وسهاما للصوص، والمتنازعين، بعد ان كانت اقلاما للسومريين. النخيل صارت تلطم على نفسها من الاهمال، والتجاوز فمشعت سعفها، وبادت مخيفة للطيور، ومحرومة من الثمر. هؤلاء الذين يتحدثون باسم الجنة حولوا بغداد، وكل العراق الى جهنم. اللبلبي لم يعد له طعم، والباقلاء منخورة بالديدان، والشلغم معفر بالبارود، واللوبية مغسولة بالدماء. المزة صارت سلعة مهربة، ممنوعة، محرمة، والبارات اقفلت بالشمع الاسود، واصحابها يسجنون، يهانون، يسلبون، يهجرون، ويقتلون. اين ساتذوق طعم الباچة التي عشقتها ايام الدراسة؟ واين اجد باقلاء بالدهن يفوح منها عطر البطنج، وليس الكافور، واين ساسمع الچالغي، وفرقة الانشاد، ومائدة نزهت، والمقامات، واغانی الریف؟ اين ساطرب للخشابة، والتصفيق البصري، واتمتع برقص الهيوة، والفرقة القومية، وبنات الريف. مقتل، ومقاتل، وعويل، ومآتم، ومواكب حزن في كل مكان. اهل التطبير منعوا الاطفال من الذهاب الى المدارس، ارعبوهم مثل شقاوات ايام زمان. يبكون على عشرات السبايا لالف عام مضت، وقد تحول الملايين الى سبایا، ومسبيين، بلد كله مسبي، ولا تسمع للحكام، والطبالة، وقراء التعازي، ولو انين تعاطف. السياسة كانت نضالا ضد الاجنبي، ضد المحتل، ضد الاقطاع، ضد الاستغلال، ضد الصهيونية، ضد الاستعمار، ضد حرب فيتنام، ضد حرب السويس، ضد النكبة، ضد هزيمة حزيران، ضد المعاهدات الجائرة، ضد شركات النفط، والاضطهاد. من اجل حقوق المرأة، والطلاب، والعمال، والفلاحين، من اجل الحرية، والديمقراطية، والتعليم، والخبز، والعمل، والتعايش. وصار سياسيو الصدفة "اشراف روما" الجدد. راية واحدة كانت توحد الجميع، وان اختلفوا سياسيا، او عرقيا، او دينيا، او مذهبيا. الان الاف الرايات، الاف الاذاعات، الاف الفضائيات، الاف الجرائد والمجلات، وكلها طائفية بغيضة، وعصبية مريضة، وانتهازية ممقوته. من الانقلابات العسكرية الى الصراعات الطائفية. بغداد كان يفصلها النهر، وتوحدها الجسور. النهر كان شريانا يسقي الجميع، والجسور لم تكن تعنى غير التوحد، والمظاهرات، والوثبات حتى اسمائها تدل على بغداديتها، وعراقيتها والان صارت ثكنات، ونقاط تفتيش، وحواجز بين الاهل والاحبة. الزعيم كان عربيا، وكرديا، وتركمانيا، واثوريا، وكلدانيا، وسريانيا، وارمنيا، سنيا، وشيعيا، مسلما، ومسيحيا، ويهوديا، وصابئيا، ويزيديا، وشبكيا، لكنه قبل كل شئ كان عراقيا. احب العراق، واحبه شرفاء العراق. واليوم يتبجحون، ويتعصبون بالانتماءات المناطقية، والعشائرية، والدينية، والقومية، والطائفية. كان الصفصاف شجرا للزينة فقط تلتحف به الحدائق المنزلية، والعامة ويمنح الظلال لارصف الشوارع، والمتجولين، والعشاق، وطلاب المدارس، وباعة الدوندرمة. والان صارت كل اشجارنا صفصافا لكنها منزوعة الاغصان، والاوراق، عارية الا من عقمها مثل كل السياسيين، والسياسيات الجهلة في بلدنا المسكين. شعب، وبلد كان يباغتهما الفيضان احيانا. حتى الفيضان في تلك الايام كان يحمل معه الخير، والطين، والخصب، والاسماك، وطيور الماء، ويحيي الارض اليابسة، ويعيد المياه الى السواقي، والانهر، والجداول الجافة. فيضانات اليوم تحمل الامراض، والاوساخ، والعفونة، والمزابل، والنجاسات، وتختطف الاطفال، والمواشي. لم يعد دجلة يفيض، ولا الفرات، ولا حتى شط العرب ذو المدين. تفيض علينا المجاري محملة بالعفونة، والنجاسات تذكرنا باوساخ السياسيين الفاسدين، وقذارة افكارهم، وعفونة جرائمهم، وظلامية تاريخهم.
لم يعد هناك شيائا نقيا في بلد النقاوة، والطيبة، والصفاء، والتسامح. كل شئ صار مغشوشا، الطحين، والخبز، والرز، والشاي، والدواء، والماء، والنفط، والبانزين، وحتى الدين. رغم زيارة الملايين المغفلة، المعطلة عقولها الى باب الحوايج، والمعصومين، والقديسين، والاولياء، ولا يسلم زوارهم، ضيوفهم، مريديهم من القتل، ولا السرقة، او الاحتيال، او الاخنطاف، او الاغتصاب، والسلب، والنهب، او الاختفاء، او الموت. حتى "العلگ" الاخضر لم يعد يمثل بني هاشم، صار لون النفاق، والتخلف، والتنازع، والغش، والابتزاز، والاحتيال، والاستغلال. كيف يمكن ان يعوض علگ، او لطخة حنة، او عوذة، او دعاء، او حرز، او بصاق "ملّه" مسلول، او لمسة معتوه الادوية، والعقارات، والتطعيم؟ كنا نضحك، ونسخر، ونستغرب، ونحن نرى ذلك في الافلام الهندية في خمسينات، وستينات القرن الماضي، وما تنقله الاخبار من غابات الشعوب البدائية. اليوم صار العالم كله يضحك على هذه الملايين المغيبة، المخدوعة، المغشوشة، المسيرة بالريمونت، وهي تطلب شفاءها، وثرائها، وصحتها، ونجاحها، ونسلها من حجر اصم، او التبرك بمراقد لا احد يدري من دفن فيها. جموع تستحضر الماضي، وتحتقر المستقبل، تمارس الثأر البدوي، والقتل البريري في عهد الحداثة. نحارب جارنا، اخونا، صديقنا، زميلنا، اهلنا، اقاربنا. نحارب العالم، ونهدده بالفناء، ونحن لا نملك ابسط مستلزمات الحياة. نجتر خطب الخلفاء، واقوال السلف، ونحيي الموتى من نصوص عفا عليها الدهر، ولم نستطع اعادة زراعة نخلة واحدة اقتلعتها حروب عبثية.   
رزاق عبود
*يبدو انني كتبت هذا الموضوع قبل فترة، وانزوى بين خبايا الحاسوب، متأثرا وقتها ،ربما، بمشاهد، او اقوال، او صرخات ما. ويبدو انه لم يتغير شيئا في بلدنا، الذي تتكرر فيه المهزلة كل يوم على شكل مأساة!

11
أحبتنا الاكراد: لا تنخدعوا بالشعارات القومية!
لقد اغرقنا "الزعماء" العرب سابقا بشعارات القومية العربية، والوحدة العربية، وهرشوا رؤوسنا بهراء "وطن من المحيط الى الخليج"، وهم لم يستطيعوا توحيد حتى عشائرهم ناهيك عن جماهير بلدانهم. ف"بطل" القومية العربية جمال عبدالناصر، الذي اراد توحيد الامة العربية، ورمي اسرائيل في "قعر البحر" ادت دعواته، ومغامراته الى انكسار الامة كلها، وخسارة حرب الايام الستة، واحتلال بقية فلسطين، والجولان السورية، وسيناء المصرية!  قتل اغلب معارضيه في مصر، وسوريا، وعادى العراق، وتآمر على قائد، وزعيم، ثورة14 تموز عبدالكريم قاسم، وادخل العراق، والمنطقة في انقلابات عسكرية متتالية، وحروبا لا زال بعضها مستمرا. حارب ضد شعب اليمن، وتآمر ضد بورقيبه في تونس، والقائمة تطول، ثم سلم مصر لرئيس اخرق قدم مصر كلها، و"قضية" الامة العربية، على طبق من فضة الى عدو الامة العربية الكيان الصهيوني الاستيطاني.
اما "القائد الضرورة"، الذي اراد ان يحمي البوابة الشرقية للامة العربية، فلم يستطع حماية حتى غرفة نومه من تفتيش الفرق الدولية الباحثة عن السلاح الكيمياوي. قتل رفاقه، وحلفائه، وحارب الشيوعيين، والاكراد، والاسلاميين، وحتى اهل بيته، بعد ان "استلم الراية" من عبدالناصر "لتوحيد" الامة العربية. وبدلا من استعادة "القضاء السليب" ضيع، وفرط بحدود العراق البحرية، ونصف شط العرب لصالح ايران، والكويت. حارب سوريا، وعادى مصر، وعبث في امن لبنان، واغتال قادة النضال الفلسطيني، ولم تسلم حتى الدول الاوربية من جرائم قتل معارضيه. وانتهى في حفرة قذرة كأي جرذ حقير، بعد ان شيد بدماء الشعب قصورا تحولت واحات للجنود الامريكان، والفاسدين من الحكام بعده.
اما "البطل" الثالث، الذي نادى بالقومية، وتوحيد الامه العربية، واصدر الكتب الخضراء، وصبغ ساحة طرابلس باللون الاخضر، فلم يترك بلد لم يعاديه ثم تحول ليصبح ملك ملوك افريقيا الكارتوني، بعد ان انتهت به ثورياته، وعنترياته القومية الى عارض ازياء، بائسة، ومضحكة لكل العالم. بطل الامه العربية جند جيشا من الحريم لخدمة نزقه الجنسي، ثم تحول الى مغتصب لبنات مدارس، وجامعات، ليبيا. ومن كان يقوم بترقيع نتائج جرائم اغتصابه طبيب عراقي "قومي" هو الاخر، اعترف بذلك بنفسه على شاشة التلفاز بعد السقوط الدموي لطاغية ليبيا، وتعرض "القائد"  نفسه لاغتصاب الغوغواء انتقاما لجرائمه واذلاله لبنات، وابناء ليبيا. وفتح قائد "الفاتح" على نفسه، ووطنه نيران جهنم الامريكية والقطرية، والوهابية، والداعشية، وعلى من كان اكثر الشعوب تسامحا دينيا، وقوميا في الشمال الافريقي، ومزق ليبيا بدل توحيد الوطن العربي، وافريقيا!
وقبل كل هؤلاء "الابطال" دمر هتلر العالم بقوميته العنصرية، وازهقت ارواح 60 مليون انسان بسبب نزقه القومي النازي. وانتهى منتحرا، مندحرا، وحرقت جثته كالكلاب الموبوؤة مع عشيقته. اما موسوليني، بطل ايطاليا "القومي" فانتهى مشنوقا من قدميه نكاية بما اذاق الشعب الايطالي من جرائم، وحروب، وفاشية.
الشعب الكردي كبقية الشعوب له حق الدولة الوطنية او القومية. لكن العالم يتطور، ومفهوم الدولة الوطنية، والقومية بات مختلفا، ونسبيا. مع العولمة فقدت حتى الحدود جوهرها، ودورها، ولم يبق للشعور القومي الانعزالي دورا، بل اصبح عارا على معتنقيه، ونحن نرى ان كل الاحزاب اليمينية المتطرفة الحديثة في اوربا ذات اتجاه قومي، شوفيني، عدواني، متطرف، مع جذور نازية، او فاشية، تدعوا للانغلاق، ومعاداة الاخر! في حين ان الاغلبية تشعر بالمواطنة الاوربية! وهذا ليس مطلقا تشبيها بالشعور القومي المشروع لاكراد العراق.
 ثم ماذا جنى العرب، وحتى الافارقة، من دولهم "القومية"، غير انظمة ديكتاتوية، شمولية، متخلفة، ورجعية، وفاسدة. لن نتحدث عن ايران، او تركيا، او سوريا. فلكل بلد ظروفه الخاصة، لكننا في العراق، يقول الشخص انا عراقي، ولا يقول انا عربي، وكذا فعل الكردي، واتمنى ان يستمر يفعل ذلك ايضا، وكذا يفعل التركماني، والارمني، والاشوري، والكلداني، والسرياني، وغيرهم. فاسم "العراق" وريث بلاد الرافدين، ليس فيه انتقاص لاحد، بل يشكل فخرا لكل من ينتمي لهذه الارض. ولم يفرق لا العهد الملكي، ولا الجمهوري بين ابناء الشعب الواحد حسب القوميات. ولا توجد دولة في العالم ليس فيها قوميات، او اثنيات متعددة من الهند حتى امريكا، وكل دول اوربا بدون استثناء. والدول تتجه الى الاتحاد، لا الى الانفصال، والتشرذم. وجنوب السودان اخر مثال للحروب الداخلية المتوقعة، بعد ”الانفصال والدولة القومية"!
والان ماذا يختلف "بطل" الامة الكردية مسعود البرزاني عن "ابطال" الامة العربية؟ فهو يبدأ بتخوين القيادات، والجماهير الكردية، التي لاتتفق معه في نواياه الانفصالية، او توقيت الانفصال، وفي الاساس بنزعته الفردية الديكتاتورية، والتحكم برقاب، وثروات الملايين الكردية من قبل حزب واحد اختصر الى عشيرة، وتقلص الى عائلة، اي بالضبط مثلما فعل حافظ الاسد، وبعده صدام حسين، والقذافي. ونحن نشهد معكم ماذا يفعل القومي التركي اردوغان، الذي يغلف نزعاته الاستعلائية برداء اسلامي. كيف يتحالف من يريد الاستقلال والدولة الكردية المستقلة مع زعيم دولة تضطهد، وتحارب، وتحاصر، وتقتل يوميا اكبر وجود كردي في العالم: تركيا؟ كيف يهاجم، ويعادي، ويقاتل مع الجيش التركي اكبر حزب كردي في المنطقة: حزب العمال الكردي؟ هذا "الزعيم"، و"القائد الضرورة" سبق له ان قبل يد صدام، مثلما قبل ابيه يد الشاه، وكلاهما من مضطهدي الاكراد في بلديهما. بل تحالف مع الشاه، واسرائيل، وحزب البعث "القومي" ضد العراق، الذي اقر بتقاسم العرب، والاكراد تربة العراق، فاصطف هو وابيه ضد الثورة التي كتبت في الدستور ان العراق وطن مشترك للعرب والاكراد. ثم تحالف مع صدام ضد الطالباني، وبقية القوى الكردية الاخرى واعتبر صدام "ضمانة الاكراد"! وهاهو يسلم صك الضمان الى اردوغان. وساهم "البطل القومي"، ولازال يساهم في محاربة اكراد سوريا تحت العلم التركي. هل يعقل ان من يرفض تسليم السلطة بعد انتهاء ولايته في الاقليم، ان يكون زعيما ديمقراطيا لدولة كردية مستقبلية؟ انه مثل سيده السابق صدام، وسيده الجديد اردوغان، وسيده الاسبق شاه ايران يرى الاكراد رعيته الخاصة، وان كردستان "اقطاعية خاصة" لآل برزان! لا اظن ان هذا ما حلم به، وناضل من اجله، واستشهد الاف الاكراد في العراق، وايران، وتركيا، وسوريا! ولا اظنه ينسجم مع تعطيل برلمان الاقليم، او قتل، واختطاف الصحفيين الاكراد!
اوربا التي يسكنها مئات الالوف من الاكراد كلهم سويديون، او دانماركيون، او المان، او بريطانيون، او فرنسيون، او ايرلنديون، او نمساويون، او...او... او كنديون، واستراليون، وامريكيون مثل غيرهم، بغض النظر عن دياناتهم، واعراقهم، وبلدهم الام، او قوميتهم، او منحدرهم المناطقي. ماذا يضير الكردي ان يكون مواطنا عراقيا، او سوريا، او ايرانيا، او تركيا. مثلما هو مواطن في دول المهجر، واللجوء اذا كانت كرامته القومية محترمة، وانتمائه القومي مصونا، ولا تجاوز، او اعتداء عليه، او انتقاص منه. وهذا ماعليه حال اكراد العراق واكثر. وهذا ما توصل اليه كل القادة البراغماتيين الاكراد، وعلى رأسهم البطل القومي المناضل، والسجين الثوري: عبدالله اوجلان.
هذه مجرد اراء وافكار نابعة عن حب، وتفهم، وتعايش طويل مع اصدقاء، ورفاق، وزملاء اكراد لم اشعر يوما انهم اقل قيمة، او منزلة، او مقدرة، بل انتمينا الى احزاب، ومنظمات، وجمعيات كان يقودها اكراد، او عرب، او ارمن، او سريان، او تركمان دون اي شك في ان هذا امر طبيعي، فكلنا عراقيون. قد يحتلف معي الكثيرون، وهذا امر طبيعي، لكن الاختلاف لا يستدعي العداء، او التهجم، او الشتائم فلكل صاحب رأي قدرة، وحق في الدفاع عن افكاره، وارائه، والعاجزون فقط يلجئون الى السباب، والاتهامات.
اكتب هذه السطور، وانا استعيد الحديث، الذي اجراه معي احد الاخوة الاكراد بعد ان كتبت، وتحدثت كثيرا عن حق الاكراد في الانفصال، وتاسيس الدولة القومية قائلا: "ياصديقي اقدر روحك الاممية، وحماسك الثوري، لكن ما يجمعني مع ابن الفاو العربي في اقصى الجنوب، هو اكثر مما يجمعني مع كردي من ديار بكر". واخر اتصل بي في وقت متاخر من السليمانية "حلبچة الجریحة" يمازحني، ويعاتبني بصدق وحرقة: "هل تريد ان تمنعني من زيارة البصرة لشراء تمرها، والتمتع بضيافة اهلها، ام تريدني ان امنعك من التصيف في صلاح الدين، او التمتع بعسل الشمال"؟!
لقد غير هذان الصديقان الكرديان في الواقع، مع اخرين من الاكراد، موقفي، وقدموا لي معلومات، ومعطيات افادتني كثيرا، وجعلتني اكثر تمسكا بعراق موحد من الفاو حتى زاخو، ولا اظن ان هذين الشخصين عميلين للعرب، او شوفينيين ضد ابناء قوميتيهما، فكلنا نستمتع بمهارة هاوار الكروية، واشعار گوران، وابداعات شيركو بيكه سي، ونطرب على صوت احمد الخليل، وهو ينشد: هربچي، هربچي كرد وعرب رمز النضال!
رزاق عبود


12

الى زهير الدجيلي*

مناشير الشعر

رزاق عبود

الحزب باقي، وانت باقي
الحزب باقي بالعراق، وانت لان اسمك عراقي
يازهير الحزب خيمة ، وانت واحد من وتدها
لا تظن ننسى نضالك، لا، ولا شعرك الراقي
الشعر ديوان الامم، وانت واحد من اهلها
مو غريب تموت، لا، ولا غربة لتهدك
تندفن لا ما تندفن، تنزرع شدة قصايد
تجي يومية لعندك
چم كتاب اندفن گبلك
وچم مكتبه انحرگت بدربك
وچم عزيز الحرگ گلبك
وچم قصيدة انمنعت وكسرو غصنهه
بس بقينه نقره شعرك، وشعر مظفر صديقك
احنه ما ننسى ربعنه، لا، ولا ننسى شعرنه
گبلك السياب راح، وهو يبچي على العراق
هو، وانت، دموع، ومحبة، وفراق
هو باقي، وانت تبقى مثل اي نخلة بعراقي
افترقنا بالمهاجر، واندفنا بالبعيد من المقابر
بس جذرنه يبقى اخضر، يوصل لحد العراق
شگد بچينه، شگد نعينه،
وشكثر شمات غصو بالنفاق
الحزب ما مات، لا، ولا انت تموت
هم تودعنه، وتروح، وتجي خطار بحفلنه
باخر اذار نقرالك مناشير الشعر
تصعد هنا عل المنصة
وتاخذ بايدك الحره
 ورده حمرة من حزبنه
رزاق عبود
13/3/2013
قبل ثلاث سنوات ارسل لي الاخ فرات المحسن مع اخرين قصيدة اخيه الشاعر زهير الدجيلي(القصيدة الدجيلية) وهي مهداة الى الحزب الشيوعي العراقي بمناسبة اطفاء شمعته التسعة والسبعين. تأثرت بها كثيرا، وكتبت الرد اعلاه. كنت اتمنى ان يزورنا في حفل الثملنين، لاقرأها في حضرته. لكنه لم يحضر، وغادرنا بعد ان كتب(تلى) شهادته الشيوعية. المسلم يقرأ الفاتحة عند لحظات الموت، والمسيحي يرسم اشارة الصليب، وكذا يفعل كل مؤمن حسب تعاليم دينه. اما زهير الشيوعي فقد كتب لنا قصيدة(شهادة) يؤكد بقائه على العهد. امهلته تلك الشهادة قوة الاستمرار لثلاث سنوات اخرى، لتثبت له ساحة التحرير في بغداد صدق توقعاته، وعمق تفائله، وثقته المطلقة بالمسيرة الدائمة لشعب، وحزب ينهضان دائما بعد كل كبوة! وداعا ابا علي فانت في جنة الخالدين!

13
أدب / ايام مظفر النواب*
« في: 20:01 04/03/2016  »


ايام مظفر النواب*


رزاق عبود

"يجي يوم نلم حزن الايام
وثياب الصبر ونرد لهلنه
يجي يوم الدرب يمشي بكيفه ياخنه لوطنه

يجي ذاك اليوم، لكن انه خايف
كبل ذاك اليوم تاكلني العكارب"
                          مظفر النواب

يجي يوم يا مظفر، تمنيت
وما اجه
وكلتنه العگارب واحنه عدلين
حشاك من العگارب يا ابن بغداد
انت ابن العراق، وسيد الامجاد
بس حقك تموت من القهر
يا ابن شريعة النواب
ديدان الزبالة على دجلة صاروا اسياد
وحرامية امس واليوم
صاروا للشعب نواب


3/10/2011
*كتبت هذا النص الشعري قبل سنوات. الان، وانا اسمع اخبار مرض، ومحنة شاعرنا، واستاذنا، ومعلمنا الكبير

14
متى يثور الشعب في المملكة الوهابية الصهيونية؟!
مملكة القمع، مملكة الدمار، مملكة البدو، مملكة الجمال، مملكة الرمال، مملكة بول البعير، مملكة التآمر، مملكة امراء النفط، مملكة القرون الوسطى، مملكة الاعدامات الهمجية،  مملكة اضطهاد المرأة، مملكة تصدير الارهاب، مملكة التخلف، مملكة اضطهاد الانسان، مملكة الصحراء، مملكة الحريم، مملكة الغلمان، مملكة الخوف، مملكة قطاع الطرق، مملكة الجربان، مملكة الجرابيع، مهلكة آل سعود، وغيرها، وغيرها! كثيرة هي المسميات، التي تطلق على ما يسمى "المملكة العربية السعودية"! قامت على الذبح، والغدر، والخطف، والسرقة، والغزو، والاغتصاب، والعمالة. سلموا امرهم للانكليز اولا، ثم للامريكان، وانتهوا مرتزقة، وسيوف مسلطة ضد العرب، والمسلمين لصالح الصهاينة.
الدولة الوحيدة في العالم التي تسمى باسم عائلة من الاميين، والجهلة، والمتخلفين، والمعاقين، المنحرفين، الدمويين، الذين سيطروا على اراضي الجزيرة العربية بالغزو، وقطع الرؤوس، وحرق الاحياء، واغتصاب النساء، والعبودية. بريطانيا العظمى(المملكة المتحدة)، مملكة اسبانيا، مملكة هولندا، مملكة السويد، مملكة الدنمارك، مملكة النرويج. اشهر الممالك في التاريخ حديثا، وقديما لم تسم اسرها الحاكمة، دولها باسمها. لا امبراطور الحبشة، ولا شاه ايران، ولا مملكة الزولو في جنوب افريقيا تجرأوا على تسمية دولهم باسم عوائلهم. اما قطاع الطرق، وباقري البطون، وقاطعي الرقاب فسموا ارض المعلقات، وقوافل التجارة، وقبلة المسلمين باسم عائلة امتهنت، ولازالت اللصوصية، والقتل، والتآمر.
تآمرت مع اسرائيل ضد مصر الناصرية، ومع امريكا، واسرائيل ضد العراق، ملكيا، او جمهوريا، ومع تركيا، واسرائيل، وداعش ضد سوريا، ومع فرنسا ضد تونس بورقيبة، ومع الارهابيين ضد ثورة الياسمين. تآمرت مع الناتو ضد ليبيا، ومع اسرائيل ضد عرفات، وحماس، وكل الفلسطينيين، وهكذا...! سجل طويل من التآمر، والخيانة، والتدخل في شؤون الدولة الاخرى. اغنى دولة نفطية في العالم يعيش نصف سكانها في بيوت الصفيح، والطين، والخيام، والعراء. باسم الاسلام طردت عشيرة نبي الاسلام (بني هاشم) من جزيرة العرب. خادم الحرمين يحول بيت النبي محمد الى تواليت عامة. دولة الحجيج يموت فيها الاف الحجاج سنويا بسبب التعامل الوحشي مع جموع المسلمين الحجيج. حولت مكة المقدسة الى مونهاتن، والرياض الى مواخير للجنود الامريكان. يسكنون القصور، والشعب يعاني الجوع. سكان المنطقة الشرقية مواطنون من الدرجة العاشرة. واليوم حروب في سوريا، واليمن، وليبيا. المرأة بلا حقوق، والشباب بلا مستقبل، والبيئة في خراب دائم، والمعارضون، والمحتجون يخطفون، ويقتلون، ويصلبون، ويجلدون.
لقد اطاحت الشعوب العربية بطواغيتها بن علي، حسني مبارك، القذافي، فماذا ينتظر الشعب في الجزيرة العربية لينتفضوا على حكام خونة، وشيوخ دين قتلة، وعائلة مالكة منحطة سافلة.
متى يثور اهل المنطقة الشرقية المستضعفين،المستاهنين، المستعبدين، المضطهدين طائفيا، ودينيا، وانسانيا من اجل كرامتهم، وحقوقهم المسلوبة؟
متى بثوراهل نجد النبلاء، الذين شردتهم عصابات الوهابيين، والسعوديين في كل بقاع الارض، واسقطت عنهم الجنسية، وارغمت المضطرين الى العودة على اعلان البيعة، وتوقيع صك الولاء؟
متى يثور اهل الحجاز المتحضرين، المتنورين، الذين فرضت عليهم الوهابية الظلامية، واغتصب الملك منهم على يد عصابات آل سعود؟
متى يثور هذا الكم الضخم من المتنورين، والمثقفين، والمتعلمين، والمتحضرين من شعراء، وادباء، وفنانين، واساتذة جامعة، واطباء، ومهندسين، وغيرهم، الذين درسوا في جامعات العالم المتمدن، وعاشوا الحضارة، ورأوا كيف تعامل المراة، والطفل، وكيف تراعى حقوق الانسان، والتقدم ليعودوا لبلاد قرووسطية تتراجع دوما الى الوراء اجتماعيا، وسياسيا، واخلاقيا، ودينيا، وقوميا، ووطنيا؟
متى تمتلأ الشوارع في اول ارض ثارت ضد الحكم العثماني البغيض وهاهو الملك المعتوه سليمان يضع تحت تصرف السلطان الجديد اردوغان كل مقومات البلاد، وسلاحها، ومالها ويورطها في حروب ضد ابناء جلدتهم، واخوة دينهم، وجيرانهم؟؟
رزاق عبود
4/1/2016

15
العراق، والمرجعية، وثورة الاصلاح في خطر
اثبتت احداث الجمعة 6 تشرين الأول 2015 ان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يفضل الفاسدين على الشرفاء، والطائفيين على الاصلاحيين، وتوجيهات المستشارين المشبوهين على توجيهات، وارشادات، ونصائح المرجعية الدينية المخلصة. مالم يخرج الى العلن، ويعلن عن تبرئه، واعتذاره مما حصل من عرقلة للمتظاهرين، واطلاق النار فوق رؤوسهم، ومحاسبة الفاعلين، وكشف من يقف ورائهم. فالحادث يشيرالى ان المندسين من انصار الولاية الثالثة، وحماة الفساد، والمفسدين، وكهنة المحاصصة الطائفية اصبحوا اكثر جرأة في التعبير عن ارائهم، وكشف معدنهم الفاشي المستخف بالجماهير، والمستعد لاغراق انتفاضة الشعب العراقي السلمية ضد الفساد، بالدم، مثلما اغرق صدام نتفاضة اذارالشعبية1991 ومثلما تعاملت عصابات المالكي مع معتصمي الانبار. كما يلاحظ سكوت، او تواطئ، او عجز رئيس الوزراء، ومسؤولي المزبلة الجرباء على اعمال اجهزة الامن والقمع، والميليشيات، ولواء 56  وهم يمارسون يوميا وبكل خسة ووقاحة التجاوزات، والاعتداءات، والاهانات، والعرقلة، والمضايقات، والتهديدات، والاستفزازات، والاختطاف، والتغييب، والاعتقال، والاغتيال لنشطاء، وناشطات التظاهرات، وقادة الحراك المدني، والوجوه الجماهيرية المتظاهرة ضد الفساد، والمفسدين.
الخطر الاخر، وربما الاكبر، الذي قد، لا يستشعره الناس هي المؤامرة الكبيرة، والخطيرة على العراق ومصيره، ووحدته، وعراقيته. فالمالكي نفذ كل طلبات ايران الخامنئية، كي تدعم بقائه  في السلطة، وامريكا دعمت بقائه، اولا، لانها كانت تريد ان تضمن تنازلا من ايران فيما يخص المسألة النووية، ولا تريد مواجهة ايران على الساحة العراقي، ولانها تريد الانسحاب السريع من العراق. فورطت ايران، والمقاومة اللبنانية في الحرب السورية، بعد ان حرفت الثورة السورية عن مسارها السلمي. واصبح العراق متورطا بالحرب السورية بعد قتال ميليشات طائفية هناك لصالح النظام السوري. العراق الان ضحية هذا التورط، والمخط، والفخ، الذي الذي نصبه له اردوغان، ومسعود، والامريكان. فاحتلت الموصل وصارت ساحة المعركة اكبر من حجم جيش الرواتب(الفضائيين) الهزيل، واستنزاف جديد لقوى ايران، واشغال العراق عن البناء، والتقدم، وخلق منطقة عازلة تضمن مطامح الضغط، والانفصال للبرزاني، واعوانه.
اليوم، وقد ثار الشعب منذ 31 تموز حتى اليوم في جميع محافظات العراق من الجنوب حتى الشمال ضد الفساد، والخراب، وسرقة المال العام، والمحاصصة الاثنية، والطائفية اللعينة، التي جرت على البلد حروبا طائفية، ويخطط البعض لحروب قومية خدمة لمصالح اسرائيل، وتركيا. فبعد ان اشغلوا العرب السنة، والشيعة في قتال اخوي منذ 2003 بعد احتلال العراق، يشجعون اليوم، ويخططون لحرب اهلية بين اكراد العراق انفسهم، وبين اكراد العراق، وبقية قوميات الوطن، لا يستفيد منها سوى تجار الحروب، والمتربصين بالعراق، ووحدته، وامنه، واستقلاله، وسلامته. هاهو مسعود البرزاني يسمي، مثل اردوغان، حزب العمال الكردي بالارهابي. وهاهي ايران الخامنئية تبني ميليشيات طائفية في العراق لتكون سلاحا بيدها ضد من يعارض مصالحها، وتعليماتها، ورجالاتها. والكل شهد المظاهرة الصلفة، التي قام بها كلبي ايران المسعورين في العراق هادي العامري، و تابعه المهندس بزيارة مدحت المحمود، الذي يطالب دعاة الاصلاح، والمتظاهرين، والمرجعية الدينية العليا بتنحيته عن قيادة السلطة القضائية في العراق. لقد حارب العامري كمرتزق مع جيش الخميني ضد العراق، وآسر، وعذب، واستنطق الاسرى العراقيين. وشكل جيش التوابين واجبرهم على الحرب ضد اهلهم، وطنهم. والخزعلي(حليف العامري) اعلن بكل وقاحة من على شاشة التلفاز، انه سيقاتل الى جانب ايران، اذا حصلت حربا بين البلدين الجارين. علينا ان نعرف هنا، ان سلطة ولاية الفقيه بزعامة خامنئي تعمل بعكس السياسة الخارجية السلمية المنفتحة لحكومة الرئيس رباني، وتعمل المستحيل لعرقلة هذه السياسة، فالتوتر مع الجيران، والعالم، وتصدير الثورة، هي سياسة، ووسيلة الخامنئي للاحتفاظ بسلطة الملالي، وولاية الفقيه. ويريد ان يفرض نفسه على شيعة العراق، والعالم، ويسلب، ويستحوذ على الموقع الذي يشغله السيد علي السيستاني كمرجع اعلى للشيعة في العالم. السيستاني، ومرجعيته في النجف لا تعترف بولاية الفقيه، ولا الدولة الاسلامية، بل تشجع، وتطالب بدولة مدنية ديمقراطية تحترم كل الاديان. في ايران ثلاث قوى تتنازع النفوذ، والسلطة: ولي الفقيه الخامنئي، والحرس الثوري الاسلامي المتحالف مع الخامنئي،  وحكومة الرئيس رباني، التي تنتهز الفرصة، ودعم الشعب الايراني للتخلص من سلطة ولاية الفقيه.
امر اخر، مهم، بل، وخطير يجب توضيحه حيث استغل العامري، والخزعلي، وغيرهم من عملاء ايران الخامنئي مرونة المذهب الجعفري الذي يقر بحرية تقليد، او اتباع المرجع الذي يختاره الفرد، او الجماعة. لذلك اختاورا مرجعا اخر لهم يقلدوه ضد مصالح شعبهم، وبلدهم، وابناء مذهبهم في العراق، الذين يتظاهرون يوميا تأييدا لمطالب الشعب، ومرجعية السيستاني بالاصلاح، والتغيير، ومحاربة الفساد والمفسدين، وتوفير الخدمات الاساسية للشعب. ان حياة المراجع الكبار في النجف الاشرف في خطر بعد ان اختاروا الاصلاح، والوقوف مع الشعب، والانحياز الى الجماهير الفقيرة. وكلنا يذكر التهديد الذي نعق به "مختار العصر" المالكي، بان لديه ملفات ضد المراجع العظام وابنائهم. انهم يحضرون لحرب شيعية شيعية، والاساءة الى مرجعيىة النجف العليا الرشيدة، وسبق لشاهات ايران تصفية المراجع التي تخرج عن سياساتهم، واوامرهم، والخامنئي ليس الا شاها جديدا مرتديا عباءة ولي الفقيه.
على العبادي، وطاقمه ان يختاروا بين العمالة لايران الخامنئية، والانقياد الاعمى لها ضد مصالح الشعب والوطن، او التعاون معها كجارة تحارب الارهاب الوهابي، الذي يشكل خطرا عليها، او الانضمام الى صف الشعب، والوطن، وتنفيذ تعليمات، وتوجيهات المرجعية، التي وقفت الى جانب مطالب الشعب كما فعل من قبل سيد ابو الحسن، وغيره.
رزاق عبود
9/11/2015

16
اسئلة الى مخانيث المنطقة الجوفاء، وسفلة البرلمان (العراقي)!
بعد ان استعاد جبناء البرلمان انفاسهم، مثلما يستعيد اللصوص الذين هربوا مؤقتا من الشرطة رباطهم، ويبدأوا التخطيط لجريمة اخرى. تحت الضغط الجماهيري، والمظاهرات الحاشدة، ومطالبات المرجعية الدينية منح مجلس النواب (الدواب) التفويض للعبادي، ليقوم بعمليات الاصلاح، التي يطالب بها الشعب. بعد ان "طلعت الشمس على الحرامية"، وعرفوا، ان الاصلاحات تمس مخصصاتهم، وحماياتهم، وامتيازاتهم، وسرقاتهم. بعد ان تأمروا مع ولي الفقيه في ايران، ونسقوا مع قادة ميليشات طائفية متنفذة، وجعلوا رأس الافعى (نوري المالكي) متحدثا باسمهم، وباستشارات من ثعلب الفساد، ومقنن السرقات، والاختراقات، والانتهاكات، ومبرر التجاوزات ( مدحت المحمود)! واتفقوا مع مافيات الجريمة المنظمة، وعصابات الاختطاف، والترويع، والاغتيال، صاغوا قرارا خبيثا جديدا يقيد ايدي حيدر العبادي، ويسحب البساط من تحت اقدام دعاة الاصلاح. قاموا باىقلاب ابيض مثل انقلاب البكر/ صدام على عبدالرحمن عارف. العبادي وعارف يشتركان في صفات الضعف، والتردد، والسذاجة، والوثوق بالحرامية. ادعوا بقرار خبيث، لا نعرف كيف مرر، ولم يكن في برنامج جلسات المجلس: ان اصلاحات العبادي، واجراءاته غير دستورية. الاسئلة التي يطرحها كل عاقل شريف في العراق هي:
هل محاربة الفساد، والمفسدين، واستعادة الاموال المسروقة مخالفة دستورية؟
هل محاولة استعادة الاموال المنهوبة من الثروة الوطنية مخالفة دستورية؟
هل محاسبة المسؤولين عن الفساد، وتبديد ثروة الوطن، والشعب مخالفة دستورية؟
هل محاربة الرشوة، والمحسوبية، واستغلال الوظيفة مخالفة دستورية؟
هل محاولة حشد الجهود الوطنية لمحاربة الارهاب مخالفة دستورية؟
هل استجواب، او استدعاء، او اعتقال سارقي المال العام، ومستغلي المناصب مخالفة دستورية؟
هل محاولة الغاء المحاصصة الاثنيىة، والطائفية مخالفة دستورية؟
هل السماح بالمظاهرات الجماهيرية، والاستماع الى مطالب الشعب مخالفة دستورية؟
هل المظاهرات السلمية لتحقيق المطالب، وتحسين وضع الخدمات مخالفة دستورية؟
هل الاستماع الى خطب، وتوجيهات، وملاحظات المرجعية الدينية مخالفة دستورية؟
هلم المطالبة بدولة مدنية ديمقراطية، دولة مواطنة لكل العراقيين مخالفة دستورية؟
هل محاربة داعش، وكل انواع الارهاب، بكل الوسائل مخالفة دستورية؟
هل محاولة معرفة، وكشف اسباب سقوط الموصل، وثلث العراق بيد داعش مخافة دستورية؟
هل محاولة معرفة، وكشف المسببين في جريمة سبايكر مخالفة دستورية؟
هل محاولة انصاف ضحايا جريمة سبايكر، وغيرها مخالفة دستورية؟
هل محاولة كشف سرقة البنك المركزي، ونهب اموال الرصيد الوطني مخالفة دستورية؟
هل محاولة منع التستر على المجرمين، واللصوص، والارهابيين، وسراق المال العام مخالفة دستورية؟
هل المطالبة بالضرب بيد من حديد على ايدي المفسدين، والفاسدين، وخونة الوطن مخالفة دستورية؟
هل محاولة ابعاد المنتفعين، والانتهازيين، والمنافقين، والمندسين مخالفة دستورية؟
هل محاولة وضع الشخص المناسب في المكان المناسب مخالفة دستورية؟
هل محاولة استعادة اموال، واملاك، ومنشآت، ومزارع الدولة المنهوبة مخالفة دستورية؟
هل محاولة الكشف عن المشاريع الوهمية، والصفقات المشبوهة، وتهريب الاموال مخالفة دستورية؟
هل محاولة معرفة وكشف حقائق صفقات الاسلحة، واجهزة الكشف، وغيرها مخالفة دستورية؟
هل فتح الجسور، ورفع الحواجز الكونكريتية مخالفة دستورية؟
هل فتح جزء من المنطقة الخضراء امام سير المركبات الاهلية مخالفة دستورية؟
هل محاولة تحسين صورة العراق محليا، واقليميا، ودوليا مخالفة دستورية؟
هل محاولة دعم الزراعة المحلية، وتشجيع الصناعة الوطنية مخالفة دستورية؟
هل محاولة تنشيط، وتشغيل المشاريع المجمدة، والمعامل المعطلة مخالفة دستورية؟
هل محاولة تنويع مصادر الدخل الوطني، وعدم الاكتفاء بالريع النفطي مخالفة دستورية؟
هل محاولة كشف اللصوص، والخونة، والمجرمين، والمتعاونين، والمتواطئين مع الارهاب والجريمة المنظمة مخالفة دستورية؟
هل حماية المتظاهرين السلميين، وتلاحم الشعب، والجيش مخالفة دستورية؟
هل الوعد، اوالمطالبة بتحسين الاوضاع العامة، وتوفير ابسط الخدمات مخالفة دستورية؟
هل تقليص الحمايات، والنفقات، والمخصصات، والامتيازات الخيالية مخالفة دستورية؟
هذا ما طالب، ويطالب به المتظاهرون، والشعب، وكل الخيرين، وتدعمه المرجعية الدينية بكل ثقلها، فهل كل هؤلاء مخالفين للدستور، الا انتم شلة الحرامية القتلة؟
طاح حظكم، وحظ دستوركم
وطاح حظ العبادي،
اذا لم، يشكل حكومة تكنوقراط وطنية كفوءة مخلصة، ويحل البرلمان، ويجمد العمل بدستور بريمر(دستور الحرامية، والطائفية) فالمرحلة ثورية، وتحتاج لقرارات، واجراءات ثورية، والا فليعلن فشلة، وتنازله لمن يستطيع اكمال المهمة التي فوضه بها الشعب، والمرجعية، والمصلحة الوطنية العليا!
رزاق عبود
8/11/2015

17
العنصرية لاحقت الفيلية حتى في السويد. استشهاد لافين وصفي اسكندر!
سمعنا سابقا عن ان مئات العراقيين الفيلية يعانون من عدم البث في قضايا لجوئهم بسبب عدم حيازتهم لوثائق شخصية، بعد ان هجرهم نظام صدام الفاشي في ليل اسود مقتلعا اياهم من بين اهلهم، وذويهم، واصحابهم، وجيرانهم، واعمالهم، ومساكنهم. صودرت ممتلكاتهم، وسحبت منهم وثائقهم الشخصية، واستولى الاوباش على معظم ثرواتهم. لكن اقسى ما عانوا منه هو التنكر لوطنيتهم، ومواطنتهم. اقتلعوا من ارضهم، التي عاشوا فيها، وناضلوا، وقاتلوا من اجلها، وساهموا بجهودهم، ودمائهم، واموالهم، وتضحياتهم في بناء تاريخها، وحضارتها، وتقدمها. القوا على الحدود مع ايران، وسلبهم الجحوش الزيباريون، ما استطاعوا اخفائه من قليل مال، او صيغة بسيطة. "عراق صدام" تنكر لهم، واعتبرهم من اصول ايرانية، وطابور خامس، و"ايران الاسلامية"، تركتهم في العراء، واعتبرتهم جواسيس للعراق.
اضطر الالاف منهم، وبشتى الطرق الوصول الى سوريا، او اوربا لانهم عراقيون اصلاء، ولا يشعرون بأي انتماء لايران، التي مسخت تاريخهم، وتنكرت لهم رغم اعتناقهم لنفس المذهب، الذي تدين به سلطة الملالي في طهران. في اوربا عانى الكثير منهم الامرين لاثبات، عراقيتهم، ومظلوميتهم، ومن اجل حق اللجوء. في السويد استقر الكثير منهم، وانسجموا مع اهلها، ومع بقية العرقيين بشكل خاص. وكما كانوا في العراق صاروا هنا في المقدمة في الابداع، والفن، والموسيقى، والتجارة، والعمل، والسياسة، والعلم، وكل المجالات، التي توفرها الديمقراطية السويدية، وهم يحملون في عروقهم تاريخ عريق لوادي الرافدين، وقدرة عجيبة على التكييف، والابداع.
عندما قامت ثورة 14 تموز 1958هبت جماهير العراق، خاصة جماهير بغداد لحماية الثورة، ودعمها. وكان عگد الاكراد، الذي يسكنه الفيلية سباقا، فانطلقوا في مقدمة الجموع للدفاع عن الثورة، عندما قامت عصابات 8 شباط 1963 للقضاء على الثورة. سكان عگد الاكراد الفيلية اول من وصل الى "وزارة الدفاع" للدفاع عن الثورة، وزعيمها المحاصر، الذي صرعه الفاشيون في مبنى الاذاعة العراقية مع بقية رفاقه. عگد الاكراد، والفيلية اخر معقل للمقاومة سقط في بغداد بعد ان قاتل الناس بكل ما وصلت اليه اياديهم. لكن كيف يمكن لحي شعبي اعزل ان يقف بوجه الدبابات، والمدافع، ووحوش الحرس القومي الفاشي.
مثل اجداده، واعمامه، واقاربه، واهله، وعشيرته، مثل فيلية عگد الاكراد في بغداد انطلق الشاب الوديع (لافين) ليدافع عن طلابه الصغار بوجه الهمجي العنصري، الذي يحمل سيفا ليذبح كل من يصادفه، من اللاجئين، وابنائهم. جاء يذبح الاطفال العزل في مدرسة امنة، لكن الشاب الفيلي "لافين" كان له في المرصاد، ومثل اهله في بغداد عام 1963 لم يفكر بنفسه، ولا حياته، بل اعتبر مهمته هي حماية الاطفال الذين كانوا بعهدته. غيره كان سيهرب بنفسه، لكن "لافين" لم يفعل ذلك. انه ليس مثل الاخرين، تلقى طعنات العنصري الحاقد، وحمى بجسده الربيعي الشاب اجساد الاطفال الغضة. تصارع مع الموت، ادى واجبه بشرف، ونال مفخرة الشهادة. صار اسمه على لسان كل سويدي، وكل اوربي، وربما في مناطق عديدة من العالم. كل الاذاعات، ومحطات التلفاز تتغنى باسمه، وتشيد ببطولته، وتمتدح ايثاره، وعزمه. ترك ورائه ارثا خالدا في مدينته الهادئة "ترولهيتان" وفي بلده السويد حيث ولد، وتعلم، وعمل، وحلم، ان يكون في الاعالي، في المقدمة، بجده، وجهده، وعلمه، وتربيته، واخلاقه، وتفوقه، وتضحيته، فسمى مع الملائكة تاركا عائلة مفجوعة، وام ثكلى، واب مكلوم، ومصاب اليم، وخبر يصعب تصديقه. صدمة لم يفق منها الكثيرون بعد. ترك ورائه لوعة، وألما، وحيرة، وحسرة، وقهرا، وحزنا لا يسعه القلب، ولا يتحمله العقل، وجرحا لاتشفيه كل عبارات المواساة، ولادموع الفجيعة. رحل الطير الوديع "لافين" مسجلا مأثرة اخرى للفيلية، وكأنه يدون مأساة جديدة لقوم لازال حقهم مغبونا، وابنائهم مشردة، ليذكرنا بالجرح النازف بعد اختطاف نظام المجرم صدام الاف الشباب الفيلية من احضان اهلهم، وغيبهم في المقابر الجماعية. وهاهي العنصرية الحاقدة تغيب الشاب الفيلي اليافع "لافين" وتنتزعه من احضان اهله، من صدر امه، من عناق ابيه، من حنان اخوته، ولا تترك لهم سوى صوره الجميلة، ومأثرته الخالدة، وحزن اسود، وقهر يشبه قهر اهله في عاشوراء الحزين. ستبقى خالدا، وستبقى، صورك تزين شوارع المدن السويدية، والعراقية. ستبقى خالدا، ابيا، عصيا على الفناء متل حي الاكراد في بغداد. مثل عراقيتهم الابية، وتضحياهم الزكية. نم قرير العين، ولابويك، واهلك، واقاربك، واصدقائك، ومحبيك، وطلابك، ومعلميك، صبرا على فراق العزيز الوديع، ومفخرة مجيدة لعريس مقاومة الارهاب، والتعصب. سنزفك كل يوم، وكل عام لمجدك التليد.
"لافين" لن نقول وداعا فانت في قلوبنا ابدا!
رزاق عبود
25/10/2015

18
الوحدة الاندماجية الفورية بين سوريا والعراق: الحل الامثل للقضاء على داعش وحل الازمة السورية (الجزء الثاني، والجزء الثالث)
نبذة تعريفية*:
"الهلال الخصيب" مصطلح جغرافي أطلقه عالم الآثار الأمريكي جيمس هنري برستد على حوض نهري دجلة والفرات في العراق ، والجزء الساحلي من بلاد الشام(سوريا). هذه المنطقة كانت شاهدة لحضارات عالمية، وأهمها العصر الحجري الحديث، والعصر البرونزي حتى ابتداء الممالك، والمدن في جنوب الرافدين، وشمال جزيرة الفرات العراقية، وغرب الشام.
يستخدم هذا المصطلح عادة في الدراسات الآثارية، إلا ان له استخدام سياسي أيضاً، حيث استخدمه اللبناني (أنطون سعادة) منطلقاً من التداخل الثقافي في هذه المنطقة الجغرافية عبر التاريخ ، ليبرهن على وجود "أمة" واحدة تجمع سكان هذه البيئة الجغرافية ، وأسس لذلك الحزب السوري القومي الاجتماعي، ونادى بوحدة الهلال الخصيب تحت اسم سوريا الكبرى، يوم كان لبنان، وسوريا "دولة" واحدة تحت الحكم العثماني، والانتداب البريطاني ثم الفرنسي.
 وهي منطقة غنية بالمياه، وتمتاز تربتها بالخصوبة التي تسمح بالزراعة فيها بسهولة، مما سهل الزراعة فيها ابتداءً من الزراعة البعلية . وفي التراث الأسطوري الديني للمنطقة، يقال أيضا، أن النبي نوح كان لديه ثلاثة أبناء :سام، و حام، و يافت ، أعطى نوح هذه المنطقة لابنه سام لذلك سميّت "سامية". كما حصلت فيها أحداث بشرية مهمة كتطوّر فكرة الآلهة السماوية، بدلاً من عبادة ظواهر الطبيعة. كانت المندائية سباقة في هذا المجال كاول دين توحيدي سماوي.
 

الهلال الخصيب سنة 7500 قبل الميلاد .

نبذة تاريخية*:
ان فكرة اقامة وحدة سورية عراقية تحت التاج الهاشمي، هي فكرة قديمة تعود جذورها الى اليوم الذي طرد فيه الملك فيصل بن الحسين، واجبر على التخلي عن عرش سوريا بالاحتلال الفرنسي للبلاد في الخامس والعشرين من شهر تموز العام 1920 اثر قضاء الجنرال (غورو) على المقاومة الوطنية في معركة ميسلون، وهي ضاحية من ضواحي دمشق. ان شكل هذه الوحدة عرف فيما بعد بمشروع "سوريا الكبرى" ثم مشروع "الهلال الخصيب".
 بعد مرور اكثر من 16 عاما على الانتداب الفرنسي، وجدت حكومة الانتداب تحت ضغط تصاعد الوعي السياسي، وتغير الوضع الدولي، بأن عليها ان تلبي جانبا من المطالب الوطنية السورية، ففكرت بصياغة معاهدة تضمن "استقلال" سوريا، وابقاء النفوذ الفرنسي فيها ذات الوقت. وبعد تأجيل، وتسويف دام ثلاث سنوات، وتحت ضغط الاحداث العالمية، وتجمع غيوم الحرب في اوربا، عرضت مسودة المعاهدة على السوريين في العام 1939 فرضوا بشئ غير قليل من التبرم. الا ان البرلمان الفرنسي رفضها وابى التصديق عليها. فتأزم الوضع في سوريا، واضربت دمشق عدة ايام، وانطلقت التظاهرات ترفع شعرات الوحدة مع العراق. وبتشجيع من الحكومة العراقية التي كان يراسها نوري السعيد، انطلقت تظاهرات مماثلة في بغداد شملت كل قطاعات الشعب تقريبا ابتداءا بالطلاب والعمال، وانتهاء بالنقابات المهنية.
في هذا الوقت اوفد نوري وزير داخليته ناجي شوكت الى تركيا لاستطلاع راي حكامها في اتجاه كهذا. لم تبد تركيا اي معارضة. لكن اندلاع الحرب العالمية الثانية اوقف كل شئ. وما ان انتهت الحرب حتى نالت سوريا حريتها، وارسيت قواعد الحكم بدستور ديمقراطي برلماني فنامت الفكرة.
وعندما قام محمد حسني الزعيم بانقلابه في 1949، خيل لنوري السعيد، وكان رئيس الحكومة انذاك، بأن حلمه في توحيد القطرين قد يتحقق فاسرع بارسال جلال بابان، وزيره المفوض في لبنان لمقابلة زعيم الانقلاب، مؤكدا وقوف العراق الى جانبه ودعمه له. وفي الثالث من شهر نيسان، اعلم (بابان) بغداد، ان الامير عادل ارسلان نائب رئيس الوزراء السوري اعلمه، بان المفكرين ورجال السياسة في سوريا يرغبون في وحدة بين سوريا، والاردن، والعراق بشكل اتحاد كونفيدرالي. فابلغ هذا السياسي بان العراق: "يرحب بالفكرة مبدئيا على ان تاتي عن طريق قانون مشرع".       
كان حسني الزعيم في اول ايام حكمه يخشى التدخل الخارجي كثيرا قدر ما يخشى اعدائه في الداخل. فما ان حصل على هذه الجواب حتى قدم اقتراحا للحكومة العراقية، بابرام اتفاق عسكري دفاعي. فبادرت بغداد بارسال وفد عسكري برئاسة العقيد الركن عبدالمطلب الامين، ثم قدم الى بغداد من سوريا، وفد عسكري مدني يحمل رسالة من حسني الزعيم الى نوري السعيد، احيت في نفس ذاك السياسي المخضرم اماله في الوحدة. مما يلفت النطر في هذه الرسالة قول الزعيم السوري:"اسال الله العظيم ان ياخذ بيدنا في سبيل خير امتنا العربية الخالدة"! وهو كردي الابوين، وابوه شيخ قبيلة كردية من حكارى!
وضعت مسودة اتفاق عسكري، وعقدت اجتماعات باشراف عبدالاله مع اعضاء  الوفد السوري (فريد زين الدين، اسعد طلاس، العقيد توفيق بشور) وسافر نوري السعيد الى دمشق، وتم مبدئيا وضع اللبنة الاولى للوحدة بالتوقيع على اتفاق الدفاع المشترك، وصدر بيان رسمي بذلك في بغداد في 17 نيسان .
الا ان مصر، والسعودية خشيتا من هذا التقارب. فتم اجهاض المشروع بالسرعة التي بدأ بها. بادر الملك فاروق بالاعتراف بالنظام الجديد، وارسال مبلغ من المال للزعيم (قيل انه خمسين الف جنيه) كما منحته السعودية اعترافها الكامل مع هدية مناسبة. وفك الحصار، الذي كان ياخذ بخناق محمد حسني الزعيم، وخرج من عزلته. فاستسلم للمحور المصري السعودي، واضطرت الحكومة العراقية، الى سحب قطعات الجيش العراقي من الاردن، التي كانت مهيأة تحت الطلب السوري. وتم ذلك في اواخر شهر تموز 1949. وفي 14 من اب من نفس العام قام اللواء سامي الحناوي بانقلابه، الذي اعتبر، وكانه انتصار لفكرة الوحدة، فكان تقارب عراقي سوري جديد، بل، و دمغ الانقلاب بهذا الطابع ليأتي العقيد اديب الشيشكلي بانقلابه في 19 كانون الثاني، ومعه تقارب، وتعاون اوثق بين سوريا من جهة، والمحور المصري السعودي من جهة اخرى، ليقضي الى حين على امل عبدالاله، ونوري السعيد.
 ويظهر، ان وزارة علي جودت الايوبي في العراق كانت تضع علاقتها مع مصر بدرجة من الاهمية تفوق اهتمامها بما يجري في سوريا. وعلى هذا تم الاتفاق مبدئيا على تجميد الصراع على سوريا، وبعث الايوبي بنائب رئيس الوزراء مزاحم الباججي الى مصر، فوضع مع وزير خارجية مصطفى النحاس الدكتور صلاح الدين الاتفاق الاتي الذي اتخذ له العنوان الغريب"اتفاق الكرام" وهذا نصه:
رغبة في توطيد علاقات الود والاخاء القائمة بين البلدين، واستجابة لرغبات شعبيهما الشقيقين، وعملا على تدعيم اركان الجامعة العربية، وتنقية جوها من كل ما يكدره، فقد اتفق الطرفان على ما يلي:
1 ان يمتنع كل منهما على مدى خمسة اعوام من تاريخ التوقيع على هذا الاتفاق من التدخل في امور سوريا الداخلية، ومن اثارة وتشجيع ما قد يعتبر تدخلا فيها بالذات او الواسطة.
2 ان يعملا جهدهما متضامنين على بذل خير الوساطة بشكل بعيد عن اي مواطن التدخل لتستقر الاحوال في سوريا على وضع دستور سليم يستند الى مشيئة الشعب السوري.
لاشك ان المادة الاولى تشير الى فكرة الوحدة العراقية ـ السورية وتشمل خلافا للتدخل بشكل عمومي مشروعي الهلال الخصيب وسوريا الكبرى.
تم التوقيع على هذا الاتفاق في القاهرة بتاريخ 26 كانون الثاني 1950 الا ان معارضته العراقية سبقت وصول الموقعين عليه. فقد قبر باجتماع في القصر الملكي ترأسه عبدالاله، وحضره معظم رجال السياسة في البلاد، وهوجم الاتفاق لاسيما من جماعة حزب الاستقلال، ونوري السعيد، وبعض اعضاء الوزارة نفسها الامر الذي اضطر الحكومة الى الاستقالة.
 لكن همة الداعين الى الوحدة من السوريين لم تفتر فقد فاجأ صبري العسلي ممثل الحزب الوطني في الحكومة في ايلول 1950 (صار نائبا لرئيس الجمهورية العربية المتحدة بعد تسع سنوات)بدعوة علنية للوحدة مع العراق دون علم حزبه. لكن جوبه بمعارضة شديدة. والراجح، ان مبادرته تلك كانت بايعاز من العراقيين. وعلى اية حال ففي شهر تشرين الثاني من العام نفسه قام كل من ناظم القدسي رئيس الوزراء، وفوزي سلو رئيس الاركان العامة بزيارة الى بغداد لبحث موضوع "الدفاع المشترك... بين الدول العربية، وتقوية الروابط التجارية، وتوسيع نطاق التبادل السلعي بين البلدين" كما جاء في البيانين الرسميين.
الا ان اديب الشيشكلي قام في 21 تشرين الثاني 1951 بانقلاب على فوزي سلو، والقى القبض على جميع الساسة ورجال الدولة الذين يناصرون، ويدعون الى الوحدة، وفي مقدمتهم معروف الدواليبي رئيس الوزراء المعروف بتحمسه للفكرة، وباتصالاته الدائمة بالعراقيين، وارتفعت النداءات والاحتجاجات من العراق مطالبة بالتدخل العسكري لانقاذ المعتقلين والعمل على اعادة الحياة الدستورية في سوريا "اذ ليس بوسع الحكومة العراقية التنصل من المسؤولية المترتبة عليها تجاه القطر الشقيق" من بيان وقعه 30 نائبا في مجلس النواب العراقي. وبدات حرب اعلامية شديدة، وفتحت الحدود العراقية في وجه نخبة من الساسة السوريين اللاجئين كمعروف الدواليبي، وصبري العسلي، وعدنان الاتاسي، وحسني البرازي، وميخائيل اليان. في المقابل، فقد اعتبرت مصر والسعودية حركة الشيشكلي الاخيرة  "حركة داخلية بحتة" وعضدتها، وتعاونت مع القائم بها. كان فاضل الجمالي قد تسلم المهمة من نوري السعيد، فعمد الى انفاق المال بسخاء في هذا المطلب. ذكر ان نوري السعيد  كان يسخر من تخبط الجمالي ومحاولاته، واثر عنه قوله بالمناسبة، انه لو بقي في الحكم لمدة ستة اشهر اخرى لتحقق الاتحاد بين القطرين، ووجد عبدالاله العرش، الذي اراده لنفسه بعد نهاية وصايته. لم يعد شك في انحياز الشيشكلي الى محور مصر السعودية. ففي يوم 23 تموز 1952 كان الشارع في مدن سوريا الرئيسية يغص بالمتظاهرين المتحمسين للثورة المصرية، واصدر الشيشكلي رئيس الجمهورية بيانا رسميا يؤيد فيه النظام الجديد الى "ابعد حد"
ان مقاومة السعودية لمثل هذه الوحدة كان سببه خوفها من غزو هاشمي للحجاز لاستعادته من ايدي السعوديين. هذا الخلاف بين البيت السعودي، والبيت الهاشمي ابقى سوريا الممزقة المنهوكة بسلسلة من الانقلابات مفتوحة لصراع الاثنين. ولم يكن عبد الناصر يريد مبدئيا الدخول في هذا الصراع، ومواصلة الدور السابق الذي اضطلع به الملك فاروق، لانه كان يفكر بشئ اكبر من سوريا. كان يفكر باطار عربي اوسع من هذا. الا انه ما لبث ان انجر الى هذا الصراع ليمثل الشخصية المحورية فيه. فركز على تعبيد طريقه الى الرياض، ودمشق ووثق علاقته مع الاولى بزيارات متتالية. وشفع اديب الشيشكلي بيانه السالف الذكر بزيارة لمصر طرح فيها اراء حول التعاون بين مصر وسوريا واقترح تنسيقا عسكريا. لكن لم يتبلو شئ من ذلك، ثم اطاح به وبحكومته انقلاب قام به مؤيدو حزب البعث من الضباط، وواصل الانقلاب الجديد مد الجسور الى مصر وسافر ميشيل عفلق وصلاح البيطار لمقابلة عبدالناصر وتكررت الاتصالات وشاركت فيها فروع حزبهما في الاردن والعراق.
عندها اتصلت المخابرات البريطانية باديب الشيشكلي وعرضت عليه استعدادها لمساندته في العودة الى الحكم اذا استطاع ان يقبض على ناصية الحال. انتبهت مصر الى ما يجري، فقررت التدخل مباشرة لدعم الوضع الراهن في سوريا. ووضع عبد الناصر يده بيد السعودية، التي كانت متحمسة لعودة شكري القوتلي اخر رئيس وزراء قبل ان تبدا الانقلابات. شعر العراق، وبريطانيا ان عودة  القوتلي الى السلطة بمثل هذا الدعم ستعرقل، ولو مؤفتا، اي محاولة قد يقوم بها الشيشكلي في مجلس النواب السوري الذي عليه ان ينتخب رئيس الجمهورية. احتدم الصراع بين القوتلي الذي تؤيده مصر والسعودية وبين خالد العظم الذي يدعمه العراق وبرطانيا. واصبح المال سلاح المعركة وبلغ ثمن صوت النائب في المرحلة الحرجة من الانتخابات ربع مليون ليرة سورية وفتحت ابواب الخزائن السعودية واسفرت المعركة عن فوز القوتلي باغلبية 91 صوت مقابل 41 صوت لخالد العظم. في عام 1956 اجتمع العراقيون في بيروت مع الشيشكلي ومعهم رجال الامن اللبناني، وميخائيل اليان. وهو سياسي ووزير سوري سابق. وابدى اليان استعداده للتعاون على احداث انقلاب يطيح بحكومة شكري القوتلي المتعاونة مع مصر والاتيان بحكومة صديقة للعراق. وارسل نوري السعيد، غازي الداغستاني، معاون رئيس اركان الجيش، لمقابلة الشيشكلي في بيروت تموز 1956 حيث عادت الحكومة الى القصة القديمة، وهي الشروع بالفعاليات الداخلية وحث السوريين المبعدين على الاستمرار في وضع خططهم الرامية الى احداث انقلاب يؤدي الى تاليف حكومة تعلن الاتحاد مع العراق وكان ثمة ميثاق متفق عليه بهذا الخصوص بين الكتل السورية.
ان الاتحاد الهاشمي الذي جرى بين العراق، والاردن قبيل ثورة الرابع عشر من تموز اصاب القادة السوريين، والحكومة بعميدها شكري القوتلي بالهلع الكبير وافقدهم التوازن. خافوا ايضا من فكرة "المد الشيوعي" الموهوم، واحتمال تحول سوريا الى احدى دول الديمقراطيات الشعبية على غرار دول اوربا الشرقية الامر الذي، قد يعرضها لغزو امريكي. قادة البلاد الخائرين، المتذبذبين، الهلعين، كانوا يفتقرون الى كفاءة، او موهبة لايجاد نوع من التعاون فيما بينهم. فحلوا مشكلتهم بالهروب الى الامام، اي الوحدة مع مصر. هربوا من عدم استقرار دمشق، الى "استقرار" القاهرة، وهربوا من خوفهم من الشيوعية الى قومية عبدالناصر المعادية للشيوعية، هربوا من "حرية العزلة السورية المستقلة" الى شباك الوحدة العربية مع مصر.
ومعروف ماحصل بعد ذلك من تخبط ناصر، ومعاداته ثورة14 تموز العراقية ثم انفراط عقد الوحدة مع سوريا. محاربته الشيوعية داخليا، والتحالف مع الاتحاد السوفياتي خارجيا. خسرت مصر، وخسر العرب. تمددت اسرائيل بدل ان يرميها ناصر "في قعر البحر"! بعدها تحولت مصر الى محمية امريكية اسرائيلية، بفضل نائبه، وخليفته انور السادات. ويقال ان اتفاقية كامب ديفد، وخروج مصر من اتفاقية الدفاع المشترك، وضغوط، ونصائح الاتحاد السوفيتي وفر مجالا موضوعيا، وعاملا دافعا لتقارب سوري عراقي جديد رغم كل التباينات الفكرية بينهما. وحاولت قيادة احمد حسن البكر، وحافط الاسد في 1978ـ1979 اعادة الوحدة للحزبين، وتوحيد البلدين، لكن عميل الامريكان الفاشي صدام حسين مسح بدماء رفاقه من البعثيين، والاف الشيوعيين، والاكراد حروف محاولة جدية لاقامة دولة عصرية ماكانت الامور ستبدو، عليه اليوم لولا انقلابه المشين. الانقلاب الذي جر العراق الى حرب مع ايران الخميني، ثم غزو الكويت، وبعدها احتلال العراق من قبل الامريكان وحلفائهم. بالضبط، كما اسقطوا ثورة تموز في انقلاب 8 شباط 1963 الدموي ومنعوا امكانية التطور الديمقراطي السلمي للجمهورية الفتية. ومثلما قام المجرم صدام حسين بقبر تلك التجربة، فان المجرم ابو بكر البغدادي، وخلافته الهمجية رفعت الحدود عمليا بين البلدين، ووفرت فرصة موضوعية، لم يفكر بها لا هو، ولا اسياده في واشنطن، وانقرة، والدوحة، والرياض، وتل ابيب. بالضبط مثلما كادت خيانة السادات، ان توفر فرصة لاقامة الوحدة بين العراق وسوريا.
انها فرصة تاريخية لوضع داعش بين كماشة الجيشين السوري، والعراقي لتبدأ خطوات الهلال الخصيب الحديث، الذي يضمن حل ازمة الحكم السوري، ومعاناة الشعبين السوري، والعراقي، ويوفر امكانية خيالية امام العراق للتخلص من الضغوط الخارجية، والشروع بالبناء السريع، وضمان الحقوق القومية، والدينية، والتقافية لكل القوميات، والطوائف، والاثنيات على ساحة البلدين.
اسرائيل لن تقف مكتوفة الايدي، وامريكا لا تسمح بذلك، لكن العامل الروسي الجديد، وخطر الارهاب العالمي، والتغيرات الهيكلية الحاصلة في تركيا، و"دولة الوحدة الجديدة" التي تخلص العالم من خطر داعش ستحظى بدعم دولي، واقليمي، وشعبي يمنع اعتداءات اسرائيل، وممانعة واشنطن، وقلق انقرة. السعودية، وقطر، ومن لف في فلكهما منشغلة، ومتورطة في مستنقع اليمن. لن يتوقفوا عن التآمر، لكن لا يملكان القدرة على وقف التطور الايجابي خاصة، وقد خبر الشعبان في سوريا، والعراق الصديق من العدو، وتعبا من الحروب الاهلية المفروضة من الخارج. هناك مؤسسات دولة قائمة في سوريا رغم كل الدمار، والخراب، وهناك امكانيات اقتصادية هائلة في العراق ستوظف لاعادة البناء السريع في دولة الوحدة الديمقراطية المدنية الخالية من الفساد، والطائفية، والتعصب القومي، والتمييز الطائفي.اعتقد ان الاردن، ودول الخليج، ولبنان ستشعر مرة اخرى ان دولة قوية اخرى الى جانب مصر سيضمن علاقات جوار سليمة، ونمو سريع، واستثمارات مضمونة، وانفتاح على كل الدول الاقليمية ما عدا اسرائيل، بعد ان خبر الجميع مخاطر، وويلات التدخل في الشؤون الداخلية، والحروب الطائفية، والانجرار وراء المخططات المعادية لدولهم، التي لم، ولا يستفد منها الا عدو الجميع: الكيان الصهيوني. وقتها سيبدأ فعلا، العد التنازلي للنفوذ الصهيوني، وقيام دولة ديمقراطية في فلسطين تضم الجميع، كما انهار نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا. بعد التفاهم الايراني الامريكي الاوربي فلن يعير احد اهتماما لادعاءات اسرائيل انها "ضامنة" لمصالح الغرب في المنطقة، فالسياسة، كما قال تشرشل هي مصالح دائمة، وليست صداقات دائمة. وما على العراق، وسوريا، ودول المنطقة، الا الاستفادة من هذا المبدأ، وهذه الفرصة التاريخية.
قد يبدو الامر حلما ساذجا، وخيالا رومانسيا، لكن الكثير من الاشياء الكبيرة بدات بحلم صغير. انا ارى العكس: الامر واقعي جدا، وضروري، فلا سوريا قادرة على اعادة البناء وحدها، ولا العراق بتحكم الاخرين بمياهه، وموانئه، وامنه يستطيع السير اسرع دون موانئ، ومياه، وموقع، ومؤسسات سوريا. اكرر ما ذكرته في القسم الاول من المقالة: توحدت المانيا، وقبلها فيتنام، انهار الاتحد السوفيتي، ودخلت كل دول اوربا الشرقية في حلف الناتو، واستقلت تيمورالشرقية عن اندونوسيا، فاز الاصلاحيون في ايران، وانتخب الامريكان رئيسا اسود، ودخل الاكراد بقوة الى برلمان تركيا. هذه، وغيرها كانت يوما ما "احلاما ساذجة"، و"نكات فجة"، لكنها صارت واقعا معترفا به. و"مسيرة الميل تبدأ بخطوة واحدة".
•   الخارطة نقلا عن الجوجول. كثير من المعلومات مستقاة من ملاحظات وهوامش الاستاذ جرجيس فتح الله في كتاب "العراق في عهد قاسم"!
•   ما اشبه اليوم بالبارحة، فيما يخص التآمر على العراق، وسوريا
رزاق عبود           

19
الوحدة الاندماجية الفورية: الحل الامثل للقضاء على داعش وحل الازمة السورية(1)

داعش مدعومة من اسرائيل، وقطر، والسعودية، وتركيا، وكل قوى الظلام في العالم تحتل اليوم مساحات شاسعة، ومهمة من اراضي العراق وسوريا، وتقيم عليها دولتها الاسلامية المتخلفة. ان نظرة متفحصة للاقليم الذي احتلته عصاباتها، يوضح البعد العسكري، والسياسي لتكوين منطقة عازلة، وممتدة في نفس الوقت بين دول ذات اطماع توسعية، واهداف استقطاعية، وبين العراق، الذي قد ينهض من جديد، ويشكل خطرا على مؤامرات التوسع، والامتداد، والتشرذم والتقسيم.
كل الخبراء الاستراتيجيين قديما، وحديثا، يؤكدون، ان العراق هو العمق الاستراتيجي لسوريا، وان دمشق في مرمى نيران اي غاز، او معتدي. منذ القدم كانت العلاقات بين الشعبين، والدولتين مهمة، وحيوية، وذات تاثير متبادل. وقد عملت القوى الصهيونية العالمية بكل قواها من اجل ان لا يدوم السلام والوفاق بين الدولتين، وان يتعمق الخلاف بينهما دائما. ففي عهد ثورة 14 تموز تطورت العلاقات بسرعة فتعجلها البعث العفلقي بانقلابه العسكري. وعندما اتفق الرئيسان حافظ الاسد، واحمد حسن البكر على توحيد بلديهما، وحزبيهما، امرت المخابرات الاجنبية رجلها في العراق صدام حسين بانقلابه الفاشي، الذي استهله بمذبحة ضد رفاقه، وكل من يؤمن بالمصالح، والعلاقات الاستراتيجية للبلدين. واستمرت القطيعة، والمؤامرات طوال فترة حكمه. ثم اغرق سوريا بالاف الضحايا الهاربين من جحيم الفاشية الصدامية، وحروبها العبثية، من كل المكونات السياسية، والعرقية، والدينية. كما ورطوا سوريا في المستنقع اللبناني لخلق جفوة بين الشعبين اللبناني، والسوري، وكانا شعبا واحدا قبل الاحتلال الفرنسي، البريطاني، ولخلق عداوة مستمرة بين العراق وسوريا. وعندما لم يرضخ النظام السوري، رغم كل ملاحظاتنا عليه، الى الضغوط الامبريالية، بعد الاحتلال الامريكي للعراق، دفعوا قطر والسعودية، وتركيا مدعومين بقوة من اسرائيل باشعال حرب اهلية طائفية عنصرية، بعد ان اختطفوا ثورة الشعب السوري السلمية، وعندما لم يستغل النظام السوري الفرصة لدمقرطة البلاد، والتصالح مع المعارضة الديمقراطية، جرت الامور وفق المخطط المرسوم من الدوائر الصهيونية، وحلفائها في المنطقة. دمروا العراق، واشغلوه في حروب طائفية عبثية، ثم انتقلوا الى سوريا، واشعلوا حريق الحرب الاهلية فيها التي تطورت فاصبحت اقليمية ودولية، بعد ان تدخلت فيها كل المخابرات الغربية المنسقة مع اسرائيل. الناتوا اشرف بنفسه على الحرب الاهليه في سوريا.
العراق، وسوريا الان بلدان مدمران، وقسم كبير من اراضيهما محتلة، ويخوضان حربا(يجب ان تكون مشتركة) ضد ارهاب داعش، وحلفائها، واشباهها. البلدان متجاوران، ومتشابهان في التركيبة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية. يحتاجان، ويكملان بعضهما. العراق الغني جدا، يمكنه اعادة بناء البلدين بدون مساعدة احد. سوريا تحتاج العمق الاستراتيجي، والاقتصادي، والاجتماعي للعراق، والعراق محتاج لموانئ سوريا على البحر المتوسط لتصدير نفطه، واختصار طرق تصدير، واستيراد ما يحتاج بمنفعة متبادلة، ومشتركة. التكامل، والنمو الاقتصاديان، يمكن ان يتحققا بوقت قياسي، يحرر العراق من تحكم تركيا، وايران بمنافذ، وطرق تصديره، واستيراده. الوحدة تخدم الشعبين في البلدين فلا اقلية سنية، ولا اغلبية شيعية. الطوائف المسيحية في البلدين تعيد توحيد نفسها مثل العرب، والاكراد. لن يشعر العلويين، ولا الدروز، ولا غيرهم بأقليتهم، فالعراق مثل سوريا فيه الاقليات، والاثنيات، والاديان، والطوائف، والقوميات المتعايشة في البلدين منذ مئات السنين، قبل ان ياتي الطوفان الوهابي المتحالف مع السرطان الصهيوني.
الدولة الجديدة ستفتح مجالات كثيرة، وكبيرة جدا للعمل، والاستثمار، والتطور. ففي العراق، وسوريا طاقات بشرية، ومادية هائلة تكون عمادا، واساسا لدولة قوية اقتصاديا، ومنفتحة اجتماعيا، وديمقراطية سياسيا. كما يتوفر مجال لانضمام الاردن ليكون للدولة الجديدة منافذ على البحر الاحمر، اضافة الى الخليج العربي، والبحر الابيض المتوسط. في الاردن يعيش الاف السوريين، والعراقيين، الذين اندمجوا مع الشعب الاردني. الاتحاد الهاشمي السابق بين العراق والاردن يوفر امكانية للاستمرارية في تطوير البلدان الثلاثة الى دولة فدرالية، او كونفيدرالية. ويتحقق الهلال الخصيب الذي حلمت به الشعوب، والسياسيين في البلدان الثلاث منذ بدايات القرن الماضي، وسقوط الدولة العثمانية، لكن اتفاقية سايكس بيكو، ووعد بلفور، ثم مؤامرات السعودية، واخطاء عبدالناصر جعل الامور تسير منحا اخر.
سوريا، والعراق، والاردن كانوا بلدا واحدا تاريخيا، وجغرافيا، واجتماعيا، وعشائريا، ودينيا. ان دولة مدنية ديمقراطية فدرالية، او كونفدرالية يمكن ان تتحول خلال وقت قصير نسبيا الى جنة على الارض كما كانت في زمن الخلافة العباسية، او قبلها في عهد الاشوريين.
ان هذا الاتحاد/ الوحدة يمكن ان يوحد كل القوى المناوئة للتطرف، والعنصرية، والحروب، ويجمع ثروات البلدين/ البلدان في خزينة واحدة، في جيش واحد، في بوتقة اقتصادية واجتماعية واحدة. لقد توحدت المانيا، وقبلها فيتنام، وهاهي سويسرا بديمقراطيتها المباشرة تعطي مثالا كبيرا ومهما على امكانية التعايش في دولة كونفدرالية، كما اعطت المانيا، والمملكة المتحدة مثالا للاستمرار في دولة فدرالية. ان دولة كبيرة، قوية، غنية، واسعة بهذا الشكل تمنع ايران، او تركيا، او اي قوى اقليمية اخرى من التفكير بمحاولة اعادة الامبراطوريات القديمة. ان لبنان سيكون المرشح الاكبر، والمستفيد الاول، مثل هكذا جار، او شريك، قوي وغني، او يختار صيغة التحالف، او الاتحاد، او التوحد. ان قوة الجيش السوري بشقيه المعارض، والحكومي واجهزته الامنية، والجيش الاردني، والمخابرات الاردنية القويان، والفاعلان سيكونان دعما قويا، وفعالا للقضاء على داعش، وتوحيد جهود، وشعوب الهلال الخصيب المدني الديمقراطي. فلا ينقص هذه "الدولة الحلم" زراعة، ولا صناعة، ولا تجارة، ولا سياحة، ولامياه، ولا عقول، فكل الثروات الطبيعية، والبشرية موجودة في قلب العالم هذا. فيجب انعاشه، وجعله ينبض من جديد ليكون مركز العالم الجديد مثلما كان مركزا للعالم القديم. فمن يحن الى العالم الحضاري القديم، ومن يتمنى المستقبل الراقي العصري، ومن يسعى ويخطط لمنطقة خالية من الارهاب والتطرف عليه ان يؤيد هذا الحلم، ويسعى الى تحقيقه فتختفي كل المعوقات الاخرى امام مجتمع جديد يتطور باستمرار، لامكان فيه لداعش، وافكارها، وسلوكياتها البربرية!
رزاق عبود
6/8/2015

20
طغاة السعودية، وامارات الخليج اسفل السافلين!

منذ اشهر، وطائرات التحالف الخليجي، السعودي، الصهيوني تدك المدن، والقرى، والاسواق، والبيوت، والموانئ اليمنية، وتزيد فقرها خرابا. نقلت الحرب الطائفية الى "اليمن السعيد"، بعد ان نشرتها في المنطقة كلها. تقض البيوت على اصحابها، وتهاجم الاسواق، والجوامع، والمستشفيات، والمدارس، والمناطق المكتظة بالسكان لاثارة الرعب على الطريقة النازية، الفاشية، والصهيونية. تحتل المدن، وتسلمها الى داعش والقاعدة، وتسلح العصابات العشائرية، وتشجعها على السلب، والنهب، والقتل، وزرع الفرقة، والفوضى. الاف الضحايا من قتلى، وجرحى ومعوقين، ومشردين، ونازحين، نتيجة الحملة البربرية على السكان المسالمين، بحجة محاربة الحوثيين، ودعم الحكومة "الشرعية"! ولا احد يعرف من اين اكتسبت شرعيتها، غيرعمالتها، وخضوعها للحرب الطائفية، وتمزيق الصف الوطني، والنسيج الاجتماعي اليمني؟
الزيديون حكموا اليمن عدة قرون، حتى الاطاحة بهم من قبل عبدالله السلال، الذي لقي دعما من الرئيس المصري انذاك جمال عبدالناصر، الذي ورط مصر في المستنقع اليمني، فانهك الاقنصاد المصري الضعيف، واحط من سمعة الجيش المصري، واشغله في معارك جانبية. وقتها، وقفت السعودية الى جانب الزيديين، والامام بدر "الشيعي" ضد عبدالناصر "السني"! فما الذي تغير ياترى؟ حليفها السابق الذي تحاربه الان، وتسميه ب"المخلوع" العقيد عبدالله صالح، هو الاخر زيدي. فما هو السر اذن؟
الحوثيون رفعوا شعار "الموت لاسرائيل". وهذا خط احمر للحكام العملاء في منطقة الخليج العربي، والسعودية، فهذا يعريها امام شعوبها. خاصة، وان دولة فقيرة مثل  اليمن تتحدى امريكا، والصهيونية. وهم حلفاء امريكا والصهيونية، وبقائهم مرتهن بالاشتراك بكل مشاريع، وخطط، ومؤامرات، وحروب امريكا، واسرائيل ضد شعوب المنطقة.
هبت قوات التخلف البدوية المسلحة امريكيا، والموجهة اسرائيليا لتحول اليمن الى انقاض. بعد ان احرق، ودمر، ومزق العراق، وسوريا، وليبيا انتقل هذا التحالف المشبوه لتحطيم التراث العربي العريق، والمشمول كله بحماية اليونسكو. قصف المدنيين، وتدمير المدن، بالضبط، كما فعلت، اسرائيل في غزة، واكثر بكثير. حجتهم وقف "التمدد" الايراني. بعبع جديد "شيعي" بعد البعبع "الشيوعي"! لكن الصور، التي تنقلها وكالات الانباء العالمية، لا تشير، الا، الى حقد طائفي مريض، وتنفيذ مشاريع صهيونية لاشغال العرب في حروب طاحنة، واستنزاف ثرواتهم، وقوتهم. السفارات، والممثليات الصهيونية السرية، والعلنية في كل دول الخليج، والسعودية، والاردن امرتهم بشن الحرب. لقد عاقبوا دولة السويد لانها اول دولة اوربية غربية بعد ايسلاند تعترف بالدولة الفلسطينية. فشنوا على السويد حربا شعواء اعلامية، واقتصادية. ثم عادوا يتوسلون لشراء السلاح، لكن السويد غيرت اجراءاتها بحيث لا يمكن بيع السلاح للدول الديكتاتورية، او تلك التي تنتهك حقوق الانسان. وهذا يشمل كل امارات الخليج، والسعودية. رغم ان السويد، والمانيا اكثر من يستقبل المهاجرين، واللاجئين العرب الهاربين من جحيم الحروب التي اشعلتها دول الخليج، والسعودية في العراق، وسوريا، وليبيا، والصومال. بدل استقبال الملايين، التي شردتها حروبهم فانهم يشعلون حربا جديدة تضيف لنهر اللاجئين رافدا جديدا من اليمن الفقير. بعد ان اغرقته سابقا باللاجئين من الصومال، وارتريا، والسودان نتيجة دعمهم المستمر للحروب المحلية، والقوى الاسلامية المتطرفة الارهابية. لوشنت هذه الحرب ضد لقيطتها داعش لقضي عليها منذ زمن، ولعاد العراقيون، والسوريون والليبيون الى ديارهم بدل ركوب البحر، والموت في غياهبه، او على شطآنه. لو استخدموا نسبة قليلة من قصف تحالفهم الشرير لتحرير الجولان، او دعم غزة، او مجرد التهديد بالحرب ضد اسرائيل لاوقف، ولو الاستيطان الذي يقضم يوميا اراضي من الضفة الغربية، ويضيف ارقاما جديدة لاعداد النازحين، والمهجرين، واللاجئين الفلسطينن في الضفة الغربية والقدس الشرقية. لكنهم ليسوا عربا، وليسوا مسلمين، وليسوا بشرا. يستخدمون مليارات الدولارات التي بامكانها تدمير اسرائيل واستعادة فلسطين مائة مرة، وبناء كل الصحاري العربية، وتوقف الهجرة الى الغرب "الكافر"! لكن ادوارهم مرسومة. اضعفوا سوريا، واشغلوا حزب الله، واسقطوا العراق، واشغلوه في حروب طائفية، ودمروا ليبيا، والسودان، والان يصبون حممهم على الشعب المسالم الذي، لم يعرف الطائفية في حياته، فقسموه الى سنة، وشيعة، مع انه لم تكن كلمة "الشيعة" متداولة في اليمن، قبل المد الطائفي الوهابي الصهيوني. يريدون اعادة تقسميه الى شمال شيعي، وجنوب سني. كما خططوا، ويخططون لتقسيمم العراق الى ثلاث دول مصطنعة. وتقسيم سوريا الى اكثر من كيان... وهكذا، ليبقوا هم، واسيادهم الصهاينة في مأمن من تطور، وتقدم الشعوب المحيط بهم، والقريبه منهم، وخطر انتشار الديمقراطية، وهم يطبقون المذهب الوهابي المتطرف، ويحرمون المراة حقوقها، ويسلبون الشباب حق الحرية، ويبنون ابراجهم الاستعراضية باستعباد العمالة الاجنبية. لكن الطغاة الاغبياء، ينسون دائما، ان سادتهم سيتخلون عنهم بعد ضعفهم، وفقرهم، وانتفاء الحجة لهم، كما تخلوا عن الشاه، وصدام، وغيرهم من خدم الاستعمار، والصهيونية، والامبريالية العالمية. وقتها ستشنقهم شعوبهم بالعقال، الذي يضعوه على رؤوسهم.
اذا كان احتلال السعودية للبحرين مدعوما بقوات درع الخليج، ودعم امريكا، واسرائي،ل فان احتلال، وتدمير اليمن، لن يكون بهذه السهولة، وسيغرق الحكام البدو في مستنقع اليمن، وستتحول نيرانهم ضدهم، وسيتحول اليمنيون، الى محررين لشعوب الخليج، والسعودية، بدل ان يرضخوا لاحتلال الوهابيين الصهاينة. وان غدا لناظره قريب. العراق ينهض، وسوريا تتصالح، وليبيا تتعافى، ولبنان سيطرد اللصوص، الطائفيين، وسيحاصر الحكام البدو الهمج في جحورهم، ويلقون في مزابل التاريخ مع صنيعتهم داعش!
رزاق عبود
29/8/2015

21
الشعب يريد حكومة تكنوقراط مهنية، لا حكومة فساد طائفية!

المحاصصة الطائفية، والاثنية هي الطامة الكبرى على الشعب العراقي بكل قومياته، واديانه، بعد سقوط الديكتاتورية. فسياسة المحاصصة، والتوافق، والتساوم، والتراضي بين الحيتان على حساب مصلحة الشعب والوطن، قادت البلد الى الخراب الاقتصادي، والاجتماعي، والسياسي، والامني. ثلث البلاد محتلة من الدواعش، والشباب عاطل عن العمل، وازمة السكن ليس لها مثيل في المنطقة، ملايين النازحين، والمشردين، وانعدام الثقة بين الشعب وحكامه، وانعدام الامن، والخدمات، و... و.... و.... ليس هناك كاتب، او صحفي شريف لم يحفظ النواقص عن ظهر قلب. اسأل اي متظاهر في اية ساحة من ساحات التظاهر في العراق كله، فستجد القائمة نفسها. قد تزيد، لكنها لن تنقص ابدا! هذه الطامة الكبرى، هذه الافة الرهيبة، هذا المرض الخطير، لم يترك بقعة واحدة في الوطن لم يصبها بالهزال، والنخر، والتآكل. الجماهير المنتفضة في المدن العراقية شخصتها كعلة رئيسية، والمرجعية الدينية الشيعية رفضتها، بعد ان تيقنت من مخاطرها. رئيس الوزراء حيدر العبادي يتحدث ضدها، كثير من الاحزاب، والتيارات، والناشطين المدنيين تدينها! رئيس مجلس النواب شخص عيوبها. الاهم، ان كل المتظاهرين(الشعب) رفعوا اللافتات، واطلقوا الهتافات ضدها. خرجوا ثائرين ضد الفساد، ومن اجل التغيير، وهم مقتنعين، ومؤمنين، ان الفساد هو الوجه الاخر للارهاب الذي يطحن ابناء، وبنات الشعب يوميا. فماذا ينتظر العبادي ليخلصنا من الارث الثقيل للديكتاتورية، والفردية، والطائفية، والعبأ الرهيب على الجماهير الشعبية؟!
ان حكومة تكنوقراط مهنية مخلصة هو الجواب الآني لتحقيق مطاليب الشعب، وهو الطريق الوحيد لانقاذ البلاد من ورطتها. اذا كان العبادي، وطاقمه المؤيد صادقا، فعليه تنفيذ مطالب الجماهير الغاضبة باتباع مايلي:
1 تجميد العمل بالستور المشوه، الملغوم، وتشكيل لجنة من اختصاصيين لكتابة مشروع دستور جديد مدني ديمقراطي حضاري. الدستور لا يكتبه السياسيون والملالي. الدستور يكتبه فقهاء في القانون بتروي، وحيادية كاملة.
2 تشريع، او تعديل قانون انتخابات عادل جديد حضاري، وعصري يقوم على اساس التمثيل النسبي، باعتبار العراق دائرة واحدة، وعدم سرقة اصوات الناخبين، ومنحها الى جهات لا تستحقها.
3 الغاء نظام المحاصصة الطائفية، والاثنية، وتجريم الدعوة لها، فالعراق السياسي مكون من احزاب، وليس مكونات اثنية، او طائفية. كان الهدف من وراء المحاصصة تقسيم العراق والشعب يريده موحدا.
4 تشريع قانون احزاب واضح ينظم عملية النشاط السياسي، يحدد مصادر مالية الاحزاب بتبرعات، واشتراكات اعضائها، ومناصريها فقط.
5 اجراء التعداد السكاني العام لمعرفة العدد الحقيقي لسكان العراق، والتوزيع الديموغرافي لسكانه.
6 تفكيك، والغاء المنطقة الخضراء، لانها تمثل تعالي على الشعب، وانعزالا عنه، وتعد وكرا للفساد، وحصنا لطبخ المؤامرات ضد الشعب والوطن!
7 تحويل القصور الرئاسية في كل انحاء العراق الى متاحف وطنية مفتوحة للجماهير، فقد بنيت باموال الشعب والوطن. كل الثورات في العالم حولت قصور الملوك، والاباطرة، وكل الطغاة الى متاحف، ومتنزهات عامة مثل الثورة الصينية، والروسية، والفرنسية، والتركية، وغيرها.
8 العمل السريع على توفير كل انواع الخدمات للشعب عن طريق ابعاد الفاسدين، وتشغيل كل المشاريع، وتنفيذ كل الخطط المحققة لذلك.
9 الفصل الفعلي بين السلطات، والاستقللالية الكاملة لسلطة القضاء، والحرية الكاملة للسلطة الرابعة من صحافة واعلام لتمارس دورها الرقابي
10 محاربة الفساد الاداري، والمالي، واجتثاثه من جذوره بالكامل مع حواضنه
11 سن قانون المحكمة العليا، ورفض كلمة، وصيغة "الاتحادية" لانها مشروع تفسيمي ليس له اساس سياسي، او جغرافي، او تاريخي
12 سن قانون الضمان الاجتماعي، وتامين العيش الكريم لكل عراقي، فدولة غنية مثل العراق لا يجوز ان يعيش اكثر من نصف سكانها تحت خط الفقر
13 سن قانون النفط والغاز، واعتباركل الثروات الطبيعية ثروة وطنية لكل العراقيين
14 سن، وتطبيق، وتعديل قانون الخدمة العامة ليضمن للعاملين في قطاع الدولة، والخاص حقوقهم المعيشية والمهنية
15 انصاف الشهداء، وعوائلهم، والمتضررين من كل عهود الظلم التي مرت على العراق
16 اقرار، وتثبيت معايير المواطنة، والكفاءة، والنزاهة في تسلم كل المسؤوليات
17 تقليص عدد الهيئات المستقلة، وان تسلم مسؤولياتها الى اناس مستقلين كفوئين ومهنيين، ورفع ارتباطها بمجلس الوزراء
18 اقرار استقلالية البنك المركزي ماليا، وسياسيا، واداريا، كماهو الحال في كل الدول الديمقراطية المتمدنة، وان يكون البنك هو المسؤول عن السياسة النقدية للبلد، وليس اي طرف اخر
19 عدم التضييق على الصحافة، والاعلام، وعدم تفييد الحريات العامة، او الخاصة
20 منع، وحل المليشيات بكل اصنافها، وانواعها، ومحاسبة مسؤوليها عن الجرائم، التي ارتكبتها بحق ابناء الشعب العراقي، وسحب السلاح من المليشيات والعشائر، واحتكار اجهزة امن الدولة في حمل السلاح دفاعا عن الوطن والمواطن العراقي
21 فتح ملفات الفساد قضائيا، ومحاسبة المفسدين، واسترجاع الاموال العامة من سارقيها اينما وجدوا، واي جنسية يحملون
22 اجراء اصلاحات قانونية شاملة، مثل الغاء المخبر السري، ووقف انتهاكات حقوق الانسان، والحريات العامة، واعادة هيبة القانون
23 اجراء اصلاحات سياسية، واجتماعية، وتعليمية، واقتصادية، تمهد لتطور علمي، صناعي، زراعي، تجاري، صحي، اجتماعي، وثقافي
24 منع استيراد العمالة الاجنبية الرخيصة لانه متاجرة بالبشر، واستعبادهم ومنافسة العمال العراقيين في اجورهم، كما انها صورة من صور الفساد حيث يجري تهريب العمالة الى العراق بطرق غير قانونية، كما ان اجورهم الحقيقية هي غير الاجور في القوائم التي تقدم للسلطات. وهم خطر امني فاغلبهم من دول ينتشر فيها التطرف والتعصب الاسلامي وربما يكونون مرتبطين باجهزة تجسس عالمية
25 الغاء الالقاب، والمسميات الدخيلة على مجتمعنا، وتاريخنا الثقافي، والسياسي، والوظيفي مثل: (سيادة، فخامة، دولة، سعادة ....الخ) من الالقاب الترفعية على الشعب، وخلق سلم بشري بين ابناء الشعب الواحد المتساوي في الحقوق والواجبات
26 الغاء ما يسمى المفتش العام، وهيئات كثيرة اصبحت مرتعا للفساد، وليس كاشفة له، بل وسيلة للتستر على الفاسدين، وتبادل المنفعة معهم وابتزازهم على حساب الشعب والوطن.
27 تطوير اجهزة الرقابة المالية المختصة المهنية، والمستقلة بدل ترهل اجهزة الدولة "بهيئات، ولجان نزاهة"، لم تحارب الفساد بل ساهمت في تعدد اشكاله
28 التصدي للانحدار، والتردي، والدمار، والخراب الحاصل في كل مؤسسات الدولة ومكافحة روح السلبية المستشرية
29 الكشف الكامل عن مساوئ المحاصصة، والمحسوبية، والمنسوبية، والمخالفات، والانتهاكات، والتجاوزات، والرشوات، والقيام بالمحاسبة الشاملة العلنية في ندوات، ومحاكمات عامة من اجل المسائلة، والمكاشفة من عام 2003 حتى اليوم
30 تعريف الشعب العرقي في ندوات عامة عن الحقوق، والواجبات، والاسحقاقات، واهمية المسائلة، والمحاسبة، والمكاشفة، وفضح الصفقات السياسية التي جرت على حساب مصالح الشعب والوطن.
31 القيام بحملة شاملة لمحو الامية، ووقف تسرب الاطفال من المدارس، وتجريمه، ومحاربة ظاهرة اطفال الشوارع الغريبة على مجتمعنا، ومحاربة انتشار المخدرات، والعصابات الاجرامية
32 التطبيق الكامل لحقوق المراة والطفل، والاهتمام بالعائلة، واعلان المساواة الكاملة بين الجنسين، وفسح المجال للعمل، والتعليم لكل قادر عليه بغض النطر عن جنسه.
33 رعاية، وانصاف الايتام والارامل والثكالى وتوفير حياة انسانية لائقة تعوضهم سنوات الحرمان والقهر والاضطهاد والعوز
34 حماية المنتوج الوطني وخاصة الزراعي وتقديم القروض والمساعدات والاستشارات القانونية والفنية للنهوض بالقطاعات الانتاجية
35 منع اغراق الاسواق العراقية بالمنتجات الزراعية المستوردة والاهتمام بمساعدة ودعم الجمعيات الفلاحية العراقية للنهوض بواقع الزراعة العراقية وتحسين حالة معيشة الفلاح والمزارع العراقي
36 دعم النقابات العمالية والمهنية بكل انواعها وعدم التدخل بشؤونها واصدار قوانين عمل عصرية تضمن العيش الكريم لمنتجي الثروات العراقية
اعلاه نماذج بسيطة مما يجب عمله، ومما يطالب به الشعب الثائر، واي مناورة، او تسويف، او اجراءات ترقيعية تحذيرية، تعني تحويل ثورة "اصلاح النظام" الى ثورة ل"تغيير" النظام! وثورة التحرير عازمة على ذلك!
الشعب الثائر يريد اصلاحا جذريا حقيقيا يمهد للتغيير الشامل، وليس لامتصاص النقمة فقط!
رزاق عبود
10/8/2015   

22
نداء  الى ثوار التحرير وكل العراق الاحبة!
احذروا من المكيدة، فهم اساتذة فيما يسمى "مبدأ التقية"!
اجراءات العبادي الباهتة لعبة لتشديد قبضة حزب الدعوة(البلوة) الفاسد على السلطة!
"اجراءات العبادي" الترقيعية خبيثة، وتهدف الى:
1 شق صفوف المتظاهرين، واللعب على مسألة التهدئة، وكسب الوقت، والتسويف
2 الهاء، وخداع المتظاهرين، والشعب الثائر بترقيعات جانبية، اذ لم يحقق اي مطلب من مطالب المتظاهرين العراقين، ولم يمس اي من مراكز الفساد باي اجراء
3 الضغط المعاكس على المرجعية الشيعية من قبل ايران لحملها على التراجع عن تاييدها لمطالب المتظاهرين. وربما التهديد بتبديل الولاء للمرجعية، كما فعلت عصائب الباطل فهي تتبع مرجعية الخامنئي، وولاية الفقيه، ولا تسترشد بمرجعية النجف
4 تهريب المسؤولين عن الفساد، والخراب، والسرقات تمهيدا لعودتهم مع جيش اجنبي، او عودتهم بعد اسستتباب الامور، وربما اصدار عفو عام عنهم بحجة ظروف العراق
5 تمسك العبادي، وجماعته بالدستور المشوه، الذي تطالب الجماهير بالغائه، او تجميده، وكتابة دستور جديد لدولة مدنية ديمقراطية، وهي مناورة لعدم تحقيق مطالب الثوار بحجة الدستور
6 محاولة وضع المرجعية الدينية في مواجهة المتظاهرين، ودق اسفين بينهما من اجل وقف الزخم الجماهيري الذي انتجه دعم المرجعية لمطالب الثوار
7 لم يغير العبادي، لحد الان، الشخصيات الفاسدة، التي طالبت الجماهير بمحاسبتها فلا زال يعتمد على رجالات النظام الفاسد، واتباعهم في مؤسسات الدولة، والاكتفاء بعمليات تجميلية اعلامية، لا تمس جوهر التغيير الشامل الذي يطالب به الثوار
8 ان سكوت رجال الامن على الاعتداءات على المتظاهرين السلميين في ساحة التحرير، رغم الادعاءات انهم هناك لحماية المتظاهرين يعكس نفاقا، واضحا، وتنسيقا مع القوى المعادية لثورة الشعب، ويفضح مخططات حزب الدعوة لضرب المتظاهرين، ببعضهم، كما فعلوا في الانبار، والبصرة، او الاعلان، ان المظاهرات باتت تشكل خطر على الامن العام، ويجب توقفها، او فظها بالقوة كما فعلوا في كربلاء
9 وهذا هو سر الدعوة الى التهدئة، ومنح الوقت، وعدم رفع سقف الطلبات. ففي وقت طالب العبادي "بالتفويض"، ولقاه من الشعب، والمرجعية نجده يحاول الان ايجاد الحجج "للتخوين"! لو كان صادقا لطالب باستمرار المظاهرات كدعم، واسناد "لاصلاحاته"!
10 ان ظهور البياتي امس في "العراقية" ليتحدث باسم العبادي، وحزب الدعوة، والحكومة، وهو نفسه، الذي طالب بابقاء الماكي رئيسا دائما لمجلس للوزراء، يعكس اما تواطئا من قبل العبادي، او محاولة التفاف على "حزمة الاصلاحات" التي يدعيها. الشعب طالب بتغيير الوزراء، وليس تقليص عددهم. خاصة وان تقليص عدد الوزارات لم يكن هدفة التغيير، بل احكام السيطرة على كل الوزارات، اي انفراد حزب الدعوة، وحلفائه بالسلطة تمهيدا لضرب المتظاهرين، والاعلان انه حقق مطالب الشعب والمرجعية. البياتي طالب بوقف التظاهر!
اذا كنا على خطأ، وهذا محتمل، فليثبت لنا العبادي خطأ شكوكنا بتحقيق، او الوعد بتحقيق كل مطالب الجماهير، التي لم ترفع مطالب غير معقولة! وليعلن بنفسه اسماء من تسببوا بخراب العراق و"نيته" في محاسبتهم!
رزاق عبود
16/8/2015

23
من "الربيع العربي" الى "الصيف العراقي"، لنسقط حكومات، الفساد، واللصوص؟!

يوم 31 تموز 2015 خرج الشعب العراقي بكل اديانه، وطوائفه، وقومياته، بكل الوانه السياسية المخلصة للوطن، رجال، ونساء، اطفال، وشباب(الاغلبية العظمى) ليقول: كفى لحكم العملاء الجبناء، واستشراء الفساد، ونهب اموال الشعب، والتهاون في الدفاع عن الوطن، وحماية تربتة، وصون حدوده، ووحدة اراضيه! "بأسم الدين باگونه الحرامية"! هتاف مدوي، بليغ، واضح، وصريح، وغير قابل للتأويل، ارتفع من شوارع وساحات البصرة الى ساحة التحرير في بغداد، وكل مدن العراق، التي شملتها الانتفاضة المباركة، فاضيف الى سجل الشعب العراقي الثوري يوما جديدا. ارتعبت الطغمة الحاكمة، وفقدت توازنها، وظهرت على حقيقتها، كأي طغمة معزولة مستبدة، منذ انقلاب 8شباط 1963 لحد اليوم، لتتهم الشعب المنتفض، المطالب بحقوقه، الرافض لحكم الحرامية، الداعي للقضاء على الفساد، ووقف النهب اليومي لاموال الشعب، وسفك دماء ابنائه، وبناته يوميا. مثلهم مثل نوري السعيد، مثل صالح جبر، مثل عبدالسلام عارف، مثل طاهر يحي، مثل صدام حسين، وجلاوزته شتموا الملايين المتظاهرة، المنتفضة، ووصفوهم بالعملاء، والمندسين، والمغرضين، و"المتأمرين بليل"، واخرها شتيمة المجرم الدولي، واللص المحترف، وبائع دماء الشباب في البصرة المتعجرف بهاء الاعرجي: "مظاهرات مدفوعة الثمن"! من ياترى دفع ثمنها؟ ومن استلمه؟ ام تظن ان كل العراقيين مشروع بيع وشراء مثلك؟ وهل المتظاهرين الجوعي، العطشى، المرضى، المحترقين بنارانقطاع الكهرباء والماء النقي، وغياب ابسط الخدمات، يملكون ما يملك المتسول السابق، بائع كارتات التلفونات في لندن، والمتسكع في جوامع، وحسينيات لندن، وقت مجالس العزاء،  والمناسبات المختلفة لملآ بطنه؟ هل هناك بين المتظاهرين، من يملك مثله، وبقية العصابات الحاكمة الشقق، والبيوت، والقصور، والفنادق، والاراضي، والامتيازات، والارصدة، والفيلات، والسيارات في امارات الخليج العربي، وايران، وسوريا، ولندن، وقبرص، والاردن، وغيرها؟ ورغم الطابع السلمي الواضح، ورغم اغلبية المسلمين الشيعة بين المتظاهرين، فكل الاحزاب الاسلامية(الشيعية) والجهات الرسمية من نواب رئيس الجمهورية، الى وزراء حكومة المحاصصة والفرهود وصفوا المتظاهرين الابطال بالمتربصين، والفوضويين، والانتهازيين، والمغرضين! نفس اللصوص يتهجمون على الشرفاء، كما هو الحال في كل الانظمة الفاسدة المستبدة. نفس الاتهامات منذ زمن فراعنة مصر، الى فراعنة "المزبلة الخضراء"! المتظاهرون، الذين ارسلوا ابنائهم، واخوانهم، وابائهم، وازواجهم، وحتى اجدادهم لمواجهة داعش، التي استقدمها حكام بغداد، واربيل لاستغلالها فزاعة ضد الشعب العراقي، وحجة لاستمرار الفساد، والتمزق، والمحاصصة. المتظاهرون يواجهون بالشتائم بدل الاستماع الى مطالبهم المشروعة!
اي من المتظاهرين سيطر على املاك الدولة، واستولى على عقارات الحكام السابقين؟ اي من المتظاهرين زور الشهادات، والحسابات، والايرادات، وتلاعب بالمصروفات؟ اي من المتظاهرين يستلم راتبه بملايين الدولارات؟ اي من المتظاهرين استلم عمولات من الشركات الاجنبية والمحلية؟ اي من المتظاهرين سرق مخصصات مشاريع وهمية؟ اي من المتظاهرين اجبر القضاة على بيع ضمائرهم، ونكث عهودهم، ويمينهم؟ اي من المتظاهرين خالف الدستور، وخرج عن القوانين؟ اي من المتظاهرين هرب عتاة الارهابيين من سجون العراق ليعودوا يحتلوا الموصل، والرمادي، وصلاح الدين؟ اي من المتظاهرين اعطى اللصوص، وسارقي المال العام، والمختلسين، والفاسدين جوازات سفر ديبلوماسية، وهربهم بطائرات حكومية؟ اي من المتظاهرين منع، واعاق، وعرقل، او اختلس اموال بناء المدارس، او تعبيد الشوارع، او نهب ارصدة البنك المركزي، وتلاعب ببنود الميزانية العامة للدولة؟ اي من المتظاهرين سرق واختلس، واستولى على اموال اليتامى، والارامل، وتعويضات الشهداء، والاموال المخصصة للنازحين، والمهجرين؟ اي من المتظاهرين يقف ضد الشفافية، ومحاسبة المسؤولين المقصرين، ومحاربة الفساد، واستعادة اموال الدولة المنهوبة؟ اي من المتظاهرين منع، واعاق محاكمة المتعاونين مع الارهابيين، وتستر على جرائمهم؟ اي من المتظاهرين له سجون سرية تمارس فيها ابشع انواع التعذيب، وامتهان كرامة الانسان؟ اي من المتظاهرين اطلق النارعلى المتظاهرين في البصرة، والرمادي، والسليمانية، وغيرها؟ اي من المتظاهرين سد الطرق، وقطع الساحات كي لا يصل المتظاهرين، والمنتفضين ليمارسوا حق كفله الدستور؟ اي من المتظاهرين حارب المخلصين، وابعد الشرفاء، وضايق الصحفيين، واغتال المعارضين؟ اي من المتظاهرين انتهك حرمة البيوت، وسحل النساء في الشوارع؟ اي من المتظاهرين مسؤول عن تدهور الاوضاع العامة، وسوء الخدمات؟ اي من المتظاهرين يتغاضى عن السرقات، والاغتيالات، والاختطافات، والاغتصابات، واخذ الخاوات؟ اي من المتظاهرين لديه حمايات، وحراسات، وفضائيات، وميليشيات؟ اي من المتظاهرين مسؤول عن الانفلات الامني، ونشاط العصابات، والاختلاسات، والابتزازات، وانتشار المخدرات؟ اي من المتظاهرين مسؤول عن التجاوز على الحريات المدنية، فردية كانت او عامة؟ اي من المتظاهرين يمارس التعالي، والترفع على الناس، ويركب السيارات المصفحة، وله مواكب تحميها عصابات اجنبية، ومحلية؟ اي من المتظاهرين تجاوز على شرطي مرور، او مواطن عادي، او اوقف سيارة اسعاف لمرور موكبه؟ اي من المتظاهرين استغل البسطاء، والمعوزين، ووزع البطانيات، وتزوج من القاصرات؟ اي من المتظاهرين مسؤول عن انقطاع الكهرباء، والماء، واختفاء الدواء، وارتفاع اسعارالعذاء،؟ اي من المتظاهرين مسؤول عن تهريب النفط، واختفاء منتجاته في بلد نفطي؟ اي من المتظاهرين مسؤول عن استيراد الخضروات من بلدان صحراوية في بلد الرافدين؟  اي من المتظاهرين مسؤول عن تاخير تسديد رواتب العاملين في قطاعات الدولة المختلفة؟ اي من المتظاهرين مسؤول عن اثقال كاهل الشعب بانواع الهموم، والامراض، والمصائب، والانفجارات، والاختناقات، والفيضانات؟ اي من المتظاهرين مسؤول عن تعميم الخراب، والبؤس، ونشر الامية، والاوبئة، وانتشار البطالة؟ اي من المتظاهرين مسؤول عن تشرد الاطفال، وبحث العوائل عن الطعام في المزابل؟ اي من المتظاهرين مسؤول عن انتشار مدن الصفيح، والكارتون، والاكواخ البائسة؟ اي من المتظاهرين اختلس اموال الحصة التموينية، وقلص مفرداتها، وزادها رداءة؟ اي من المتظاهرين مسؤول عن العجز المالي، وافلاس المحافظات، وافراغ خزينة الدولة؟ اي من المتظاهرين مسؤول عن اعلى نسب تضخم في العالم؟ اي من المتظاهرين وقف ضد الغاء، او تعديل، او تخفيض رواتب، ومخصصات، وصرفيات، وامتيازات الرئاسات الثلاث، والنواب، والوزراء، والمسؤولين الكبار، وتقاعدهم، الذي لم يحلم به هارون؟ اي من المتظاهرين له مخصصات خيالية، وحمايات سرسرية، ووزارات عائلية، وجنود، ومراتب فضائية؟ اي من المتظاهرين له مزارع استجمامية، واستثمارات خيالية، واقطاعيات، واقاليم، ومحافظات طائفية؟ اي من المتظاهرين له حضوة مثل ابناء المسؤولين، واقاربهم، واهاليهم، واصدقائهم في الايفادات، والسفرات، والولائم، والعزائم، والحفلات، وجلسات البذخ، والمنح والهبات؟ اي من المتظاهرين تجاوز على بيوت الجيران، وشوارع المدن، ووضع الحواجز الكونكريتية، واقام السيطرات اللاشرعية، وحول بيته الى ثكنة عسكرية؟ اي من المتظاهرين شارك في اهانة الادباء، والفنانين، والعلماء، والكوادر المتخصصة، واستباحة البيوت، ومهاجمة النوادي، والاتحادات الاجتماعية، والنقابات العمالية، والمهنية، بالضبط مثلما تفعل عصابات داعش؟ اي من المتظاهرين ساهم في نهب اثار العراق، وتهريب كنوزه الحضارية، وتشريد عقوله العلمية؟ اي من المتظاهرين قسم العراق الى ملل، وطوائف، واديان، وعشائر، واثنيات؟ اي من المتظاهرين اسس حكومات المحاصصة، وشارك في امتيازات زعماء الطوائف، وتجار الحرب الاهلية؟ اي من المتظاهرين هيأ، او خطط، او ساهم، او دعى، او تعاون مع قوى خارجية للتقسم، والتهجير، والنزوح، والتصفيات العرقية؟ اي من المتظاهرين مسؤول عن سقوط الموصل، وتهجير المسيحيين، وذبح الايزيديين، وسبي، واغتصاب، وبيع الايزيديات؟ اي من المتظاهرين مسؤول عن جريمة سبايكر، وغيرها من جرائم ابادة شباب العراق؟ اي من المتظاهرين مسؤول عن ضياع مليارات الدولارات من خزينة الدولة، والمنح، والقروض، وتخصيصات المنظمات الدولية، وعائدات النفط؟ اي من المتظاهرين مسؤول عن تسليم الرمادي، وقبلها الموصل، وصلاح الدين، وتشريد اهاليها؟ اي من المتظاهرين جند الاطفال بنفس طائفي، وارسل الشباب غير المدربين للقتال في حين يتمختر اولاد المسؤولين في مدن الغرب، ويتمتعون في احضان عشيقاتهم، وما ملكت ايمانهم من بنات الكفار، والمسلمين؟
قائمة التساؤلات لا تنتهي، ولكن:
اي من السؤولين عن دمار العراق، وتحطيمه، وتقزيمه، وافقاره، واذلاله، واحتلال مدنه، وتسميم ارضه، ومياهه، وشحة زاده، وتشريد اهله، وتمزيق وحدة صفه، ونسيجه الاجتماعي غير ساكني "المومس الخضراء" ممن يسبحون بدماء الشعب العراقي، وينهبون ثرواته، فاللصوص، والقتلة، والخونة اخوة في كل مكان، وزمان، مهما اختلفت اجناسهم، واديانهم؟؟؟
من ياتري شوه سمعة شعبنا، ووطننا غير المندسين، والمغرضين، والمتأمرين، والمتربصين، والفوضويين، والانتهازيين، والمزورين، والمختلسين، والفاسدين، والمتاجرين بالدين، والمذهب، والقومية؟ من، غير "اشراف روما" في المزبلة العفناء؟؟!!
رزاق عبود
3/8/2015

24
لماذا يحتفل العراقيون في العيد؟!
لم اعد افهم هل اختلط الامر على العراقيين؟ ام انه لم يعد هناك عراقيين؟ صفحات الجرائد، ونشرات الاخبار، ومتابعات الفضائيات، ومكالمات التلفونات، والاحاديث اليومية كلها تتحدث عن القتل، والدمار، والارهاب، والتفجيرات، والموت، والتشرد، والنزوح الجماعي، ومع هذا فاضت صفحات الفيس بوك اليوم، وامس، وبشكل غريب، بل ومقزز ببطاقات التهاني، وازدحمت بشدات الورود، وعبارات التبريك، والاماني، والتهاني. قسم كبير منها من اناس لا علاقة لهم بالدين لا من قريب، ولا من بعيد. وعيد الفطر مناسبة دينية بحتة. العراق كله عبارة عن خيمة مجلس عزاء(فاتحة) ضخمة تمتد من الشمال الى الجنوب. فهل صار العراقيون يتبادلون التهاني في مجلس العزاء بعد سنوات من الحكم الاسلامي الطائفي، والاثني المتعصب؟!
لا استوعب كيف "يحتفل" او "يعيد" العراقيون وهم يقاسون، ويتعذبون، ويعانون، ويكابدون نقص الخدمات، وانقطاع الكهرباء. متظاهرين مسالمين يسقطون برصاص المليشيات والشرطة الاسلامية. الدواعش يحتلون ثلث البلد، ويذيقون اهله العذاب، والاذلال اليومي. الشعب ممزق الى طوائف، واديان، واثنيات. نفطه يسرق، واثاره تنهب، وامواله تهرب الى الخارج في حسابات الفاسدين، وشركاتهم اللصوصية.الرشوة تنخر جهاز الدولة كله، والمحسوبية تزكم الانوف. ملايين العاطلين عن العمل، والاف الشباب يذبحون بسبب اخطاء الحاكمين. جيش صرفت عيه المليارات تبخر في دقائق. ملايين النازحين، والمهجرين، واللاجئين، والمغربين، والمغتربين داخل وخارج الوطن. وطن سيادته منتهكة، وحدوده مخترقة، واسوقه سائبة لاعمل الارهاب الوهابي القذر. سياسة طائفية مقيتة مزقت النسيج الاجتماعي، الذي تميز به المحتمع العراقي. التعصب القومي، والمذهبي، والديني، والتناحر العشائري، والمناطقي. اقصاء العقول، والخبرات، والكوادر المخلصة الشريفة. تتحكم بهم وجوه وشخصيات  فاسدة، مزوة، منافقة، وعميلة. ارض، واعراض، وقيم، ومقدسات مستباحة. فقراء مسحوقين، يتامي، وارامل، وثكالى بالملايين. "علماء" دين كاذبين، لا ينشرون سوى العداء الطائفي، والديني. لاحساب، ولا مراقبة على كل هذا الانفلات في كل الجوانب، واموال الشعب، وثروات الوطن المنهوبة. اضطهاد، وظلم، وتمييز ضد الاقليات، والنساء. مشاريع وهمية، وانجازات فنطازية. بلد النفط، يستورد المنتجات النفطية، بلد الشمس تنقطع عنه الكهرباء، بلد الانهار يموت فيه الشجر، والبشر عطشا. تلكأ في انجاز، ولو مدرسة بسيطة، تبليط شارع، انشاء مستوصف. المئات تذبح في مصباح العيد اثر عمل ارهابي مجرم، ويكتب البطرانيين "كل عام وانتم بالف خير"! اي خير؟ خير المزابل، ام الكلاب السائبة، ام تفشي الامراض المعروفة، وغير المعروفة؟ خير المجاري الفائضة، ام الاف الجثامين العائدة كل يوم لشباب في عمر الورود في حين يتمتع ابناء المسؤولين في مدن الغرب، والخليج، ودور الجوار سياحة، وايفاد، وبعثات على حساب ملايين الجوعى في بلد السواد؟ خير الحزن، والفواتح، والتفجيرات اليومية؟ خير قوافل التوابيت اليومية الى الاحياء الشعبية؟ خير الانفلات الامني، وتزايد العصابات واستخدام المخدرات، وتعدد المليشيات؟ لا افهم كيف تتبادلون التهاني، وفي كل شارع مجلس عزاء، وفي كل نشرة اخبار تفجيرات، وانتهاكات، وضحايا، وموت، ودمار؟ لصوص يسرقون الميزانية، ويبيعون النفط في السوق السوداء، ويتعاونون مع الشيطان في سبيل تمزيق خارطة الوطن.
هل عاد الايزيديون الى ديارهم؟ هل استعادوا سباياهم؟ هل عاد المسيحيون الى الموصل، هل استعادوا كنائسهم، واديرتهم، ومقابرهم المدنسة برجس داعش؟ هل عاد ابناء المنطقة الغربية الى مدنهم، وقراهم؟ هل تحررت الانبار؟ هل استعيدت الموصل؟ هل استقر الوضع في كركوك؟ هل باتت شوارع المدن العراقية امنة من الارهاب؟ فلماذا، وعلى ماذا تتبادلون التهاني؟ لانكم خلصتم من رمضان؟ كنتم صائمين كل السنة، فكل السنة هي رمضان في العراق، لكنه ليس رمضان الخير، كما يدعون، انه رمضان الموت، والقتل، والتفجير، وارهاب الناس، وهتك الاعراض، وسلب الاموال، وتهريب النفط، واستباحة الارض، وبيع الايزيديات. امن اجل هذا تتبدلون التهاني؟ تهانينا اذن بموتكم اليومي!
رزاق عبود
18ـ7ـ2015

25
وداعا صباح المرعي، عذرا ايها الفقيد الغالي!

لم نكن بالصديقين اللصيقين، وربما كانت امزجتنا تختلف بالكامل. لكنه دخل القلب منذ اللحظة الاولى، رغم كل الحذر، وعبارات، وسلوك المجاملة المعتاد، وهو يعتذر انه كان على عصام، ان يخبره بزيارتي ليتهيأ افضل. اجبت: "انا اعتذر لاني اقتحمت عليك وحدتك". رد باتسامته المعهودة، التي يصعب تفسيرها احيانا: "انها شقة الجميع، هذا بيتكم فتفضل"!
كان ذلك في اواخر سبعينات القرن الماضي عندما دعاني الصديق العزيز عصلم خماس، الى شقة الفقيد في شارع جيورجي ديمتروف في العاصمة البلغارية صوفيا. ترددت قليلا عليهم بعد ذلك، لان الشقة كانت مفتوحة دائما لمن كان يسكن المدن الاخرى، ولا يجد نزلا، او فندقا يأويه، او يفوته القطار، وهو امر كان يتكرر في صوفيا. لم التقه سابقا، ولم ادخل شقته قبل ذلك اليوم. سمعت بالشقة، التي يطلق عليها البعض "المضيف". سمعت باسمه اول مرة عندما كنت احاول تدبير سكن لاحد الهاربين من جحيم صدام حسين عام 1978 في احد فنادق صوفيا. اشار احدهم: "خذه الى فندق صباح"! ولما سالت جديا اين يقع ذلك الفندق؟ فهمت من الضحكة الجماعية، التي قوبلت بها انها مزحة تقدير لطيفة. لما كنت هناك بعد سنة من هذه الحادثة. فهمت ماذا كانوا يقصدون! كانت شقته شبه ملجأ لكل من لم يجد سكنا حتى من السواح العراقيين. وليس نادرا ان تكون الزيارة عند الفجر، وفي الغالب لايعرف زوار الشقة صاحبها. الذي كان عليه ان يذهب مبكرا الى عمله كطبيب في احدى مستشفيات صوفيا.
في زيارة اخرى، بعد ان، اعتبرت نفسي صديقا دعاني الى غرفته الخاصة، التي لايدخلها احد الا من "يمون" عليه خاصة الاخ هشام مطر، او عصام خماس الضيف شبه الدائم هناك. كانت علاقتهم، واستمرت، عميقة، وقريبة، وحميمية، وتتخذ شكل الاخوة العجيبة، والرفقة الابدية. انهم كما يقال احيانا: "رب اخ لم تلده لك امك". او كما مزح معي مرة: "علاقتي بهما زواج كاثوليكي. وهما اقرب الي من ابناء عائلتي". معروف عن صباح انه قليل الحديث عن اموره الخاصة، واعتقد ان، حدود صداقته، تقف عند حدود مايسمى في الغرب "الانتگريتيت". فهمت ذلك من اول لقاء، واول زيارة، واحترمت الامر. وربما احبني واحترمني لذاك السبب. فاجئني، ونحن في غرفته، وهو يطلب مني سماع قصيدة كتبها. لقد سحرتني شعريته، واعتقد اني من القلائل، الذين يعرفون انه يكتب الشعر الشعبي الرقيق جدا. انقذني صوت عصام خماس من حرجي، وهو يصيح بمزاحه، وفطنته، وعفويته المعهودة: "بلكي رزاق يقنعك انه انت خوش شاعر وتبدي بالنشر". ارتسمت على محياه ابتسامته الخجولة، ونظرته الطفولية البريئة، وشئ من الرضا الفرح. قلت له، انا لست ناقدا ادبيا، ولا افهم كثيرا في الشعر، لكني كمتذوق اعتقد ان شعرك جميلا، وقد سمعت ما قاله عصام وهو قارئ جيد.
خرجنا من الغرفة وهو يشعر بنوع من الارتياح، والاطمئنان، واتسعت ابتسامته، وهو يرى عصام خماس يقوم بحركات صامتة(بانتوميم) لشاعر يلقي قصيدة. تناولنا الطعام الذي اعده عصام، وهما يمارسان المعاكسة البريئة المعتادة مع بعضهما. اعتقد انهما كانا ثنائيا جميلا. شدة الورد الثلاثية صباح المرعي، وهاشم مطر، وعصام خماس انقطعت منها وردة، او سقطت منهم نجمة، كما علقت استاذتنا سلوى زكو في الفيس بوك على خبر وفاة الدكتور صباح المرعي.
في الصيف الماضي، كان ضيفا على مؤتمر الانصار الابطال، كنت مدعوا مثله. لم التقيه في الجلسة الافتتاحية. سمعت بعد ذلك، بوجوده. كان الطقس حارا جدا بشكل استثنائي في ستوكهولم. طلبت من احد الاصدقاء، ان يقلني الى الفندق. تعلل ان الوقت متاخر. قلت ستجدهم يتبادلون الحديث في حديقة الفندق فالجو حار جدا. وهؤلاء لم يلتقوا منذ سنوات ولن يضيعوا الفرصة. كان صديقي متحمسا للقاء الملحن الكبير كوكب حمزة، وانا كسرت كل التقاليد، ورافقته لرؤية صباح. قالوا متعب ويرتاح في غرفته. بعد لحظات جاء مسرعا بملابس النوم. فرح بلقائي، وقدر انني جئت من اجله. ودعته في نهاية اللقاء، وكعادته طلب مني بهدوء، والحاح، ان ازوره في لندن. واضاف: "ترة ازعل اذا تروح عند غيري"! في اليوم الثاني، وجدته بالصدفة يجلس في احدى مقاه ستوكهولم، وانا في طريقي لموعد طبي. جالسته قليلا واستغربت جلوسه لوحده. تعلل بانه سبق، وان تجول في المدينة، وانهم سيعودون قريبا ليتجهوا معا الى المطار. عندما استعيد صورته الان افهم، ان قواه لم تسمح له بالتجوال، وانه يضطر للراحة. لم يرد ان يشغل لقائنا بعد عشرين سنه من الفراق بامور وضعه الصحي.
اليوم "يحتفل" الملايين بما يسمى "عيد الفطر المبارك" رغم انه لا توجد بقعة اسلامية على الارض لا يسودها الفقر، والعوز، والمرض، والتخلف، والاضطهاد، والحرب، والارهاب. سألني صاحب المحل عن سبب كدري اليوم فشرحت له الامر بانني لم ازر الفيس بوك منذ اكثر من ستة اشهر، واليوم صعقت بخبر وفاة احد الاصدقاء. قال: "هذه الحياة طفولة، وصبا، وشباب، ثم حياة عائلية، وبعدها شيخوخة، وامراض، وعجز احيانا، ثم النهاية المحتومة. لكن الانسان الطيب يحصل على الخير دائما". اعترضت: "لكن الطيبين هم من يصابون بالمكروه دائما". رد متحسرا: "فعلا للاسف"! عندما شرحت له كم كان صديقي طيبا، وكريما، ونبيلا، ومعطاءا. سالت دموعه دون ان يرد، وهو امر غير اعتيادي لرجل سويدي. عرفوا بانضباطهم، وعدم اظهار مشاعرهم. فكيف بنا يا فقيدنا صباح كم سنبكيك ياترى؟ وكم سنتألم لفقدانك؟ وهل تعوض خسارتك لاقرب اهلك واصدقائك؟
رزاق عبود
17/7/2015

26
ولازال المسيح يجر في الموصل صليبه

قبل قرابة الالفي سنة قام المحتلون الرومان، بطلب من بعض طغاة حاخامات اليهود، بجريمة صلب المسيح عيسى ابن مريم امام عيني امه، وحضور اصحابه، واتباعه، وتلاميذه، وجمهور من المنافقين العاشقين لدم الثوار، والحاقدين على راية السلام، والكارهين لرسالة المحبة. على نفس الارض، وعلى نفس البلد هجم الطامعون بارض المسيح، بعد مئات السنين، وباسم المسيح ليقتلوا سكانه يهودا، ومسيحا، ومسلمين. كل من لم يتعاون معهم، كل من لم يخضع لهم، كان مصيره القتل. احتلت كنيسة القيامة، ومرابع رسول السلام، والانسانية، وتدنست بحوافر الخيل، وسيوف الغدر، ونهبت ثروات كثيرة، وازهقت ارواح لا تعد. ثم غادروا مهزومين اذلاء. بعد مئات السنين على رحيلهم، جاء محتلون جدد، جاؤوا لينتقموا من جديد، جاؤوا ليثأروا، ان رسالة المصلوب غطت كل العالم. جاء الصهاينة للاستيطان وطرد اهل البلد الاصليين. حلت النكبة التي شردت الملايين، وبينهم الاف المسيحيين. في حزيران 1967 حلت نكبة اخرى، هزيمة اخرى، جريمة اخرى، خيانة اخرى، مأساة اخرى سميت بنكسة حزيران. احتلت اثرها كل مرابع المسيح، وكنائسة، ومكان، ولادته، وجولاته، وطرق نشر دعوته، ولازالت ترزح، وتأن من الاحتلال رغم غناء فيروز العذب، وصوت مارسيل خليفة، وقصائد درويش، والقاسم، وزياد الثورية، ورغم خطابات الحكام الهادرة، ورغم ادعاءات السياسيين الفارغة. بقي المسيح اسيرا بعد الفي سنة من ميلاده عند الصهاينة الاوغاد. وتشرد مسيحيون جدد.
في الغزوة الاستعمارية بقيادة المتصهين جورج بوش، وحلفائه الطامعين بخيرات العراق، ودعم حلفائه من الخونة العراقيين، و"الجيران والاشقاء" الحاقدين، احتلت عاصمة السلام، ولازالت منذ نيسان 2003 يلفها سواد الحزن، والفساد، والاحتلال، والارهاب، والقتل، والتشرد، والتهجير، ووباء الطائفية. بعد ان عاشت ديكتاتورية فاشية لمدة 30 عاما. بسبب الاحتلال البغيض الذي يسميه الخونة، والعملاء، والمنتفعين تحريرا، تعرض المسيحيين العراقيين، وتعرضت كنائسهم، واديرتهم، ورجال دينهم، وعامتهم، ومناطق سكناهم، وبيوتهم، لاول مرة في تاريخ هذا البلد، بلدهم، المتسامح الى الحرق، والتدمير، والتفجير، والقتل، والنهب، والاغتصاب، والاختطاف، وهرب الالاف من ارض الاباء والاجداد.
في اذا ر2011 خرجت التظاهرات ضد نظام الاسد في سوريا، واستغلت قوى الظلام، والتخلف، والتعصب الفرصة لتكشرعن انيابها، وتمارس سياستها الهمجية. مرة اخرى كان  المستهدفين مسيحيي سوريا، وسكانها الاصلييين، فحرقت كنائسهم، وسبيت نسائهم، وقطعت رقابهم، فتوزعتهم المنافي، والملاجئ، والمخيمات في طول العالم، وعرضه.
بعد ان تمكن المغول الجدد من التوطن، والتسلح بدعم من الغرب، وتركيا، وقطر، والسعودية، والكويت، ومعظم دول الخليج، وكل الخاضعين لسيطرة الاحتكارات العالمية امتدت الايادي السامة، وعبرت المعدات القاتلة، والجموع المتعطشة للدماء، فاحتلت عاصمة المسيح في العراق. ارض تلاميذه الاوائل. سفوح اوائل المبشرين، واول القاطنين، واحفاد حضارة وادي الرافيدن. بتواطئ واضح، وخيانة مكشوفة، وغدر مفضوح، من قبل حكام بغداد، واربيل لتبسط عصابات داعش الاجرامية سيطرتها على الموصل، وما حولها فتعرض المسيحيين، مع الايزيديين، الى الذبح، والسبي، والقتل، والاختطاف، والطرد، والتهجير، والنهب، ومصادرة الاموال، وفتحت اسواق النخاسة من جديد للسبايا من نساء الايزيدية، والمسيحية، وصار اطفالهم سلعا للبيع، والشراء.
في حزيران النكبات يتعرض المسيحيين من جديد عام 2014، الى نكبة جديدة، غزوة ظالمة، مأساة قاسية. صمتت اجراس الكنائس، وحطمت نواقيس الصلاة، واخرست الدعوة الى المحبة بايدي شريرة ظالمة. أتي "عيد" الميلاد من جديد ليجد المسيح مصلوبا في كل بيت، في كل كنيسة، عند ابواب كل دير، وعلى اشجار، واعمدة سهل نينوى، واينما تنفس مسيحي في ارض اجداده. الكنائس المقدسة، بيوت الله، مدمرة، مدنسة باقدام وحوش داعش، ومن حالفهم، وسلحهم، ودعمهم، وازرهم، وتواطأ معهم لتنفيذ مخطط افراغ العراق، والمنطقة من المسيحيين، او تحويلهم الى عبيد لارادات السياسيين العشائريين الطائفيين. تحولت تجمعاتهم، ومخيماتهم، ومأساتهم الى وسيلة للارتزاق، والمتاجرة بدموعهم، ودمائهم. الاعتياش على نزيف المجروحين، وعذابات المشردين، ومحنة النازحين في المنافي، والملاجئ، ومخيمات الحجز، وبراري الهروب، وجبال الهجرة، وعراء التشرد.
مريم العذراء عادت من جديد تضمد الجراح، وتسعف الجرحى، تكفكف دموعها، تحضن الاطفال، وتواسي المعذبين صابرة، وهي تشاهد ابنها المسيح لازال مصلوبا، نازفا. لم يوقف نزيفه، لا خطابات السياسيين، ولا ادعاءات المنافقين، ولا هراء المدعين، ولا حتى صلوات بابا روما. تحولت دماء المسيحيين العراقيين، واجسادهم، ومصائرهم، ومشاهد تشردهم، وصور عذاباتهم الى وسيلة اغتناء الحكام الطائفيين، والقوميين، والانتهازيين، والوصوليين، لاستدرار عطف الغرب "المسيحي" ليرسل قواته، ومساعداته، وامواله، وخبرائه، وطائراته، ووفود دوله، ومنظمات مساعداته الانسانية، وجمعياته الخيرية، ووحدات اغاثته الفنية، وتبرعاته، التي يضيع اغلبها في حسابات السياسيين، والموظفين، والمسؤولين الفاسدين، والمفسدين. ينهبون المساعدات المخصصة للجوعى، والمشردين لتباع في اسواق السوق السوداء، او تسلم الى القوى الظلامية التي شردتهم. لازالت مخيماتهم تغرق بمياه الامطار، ويعصف بها الغبار، خالية من مدارس الاطفال.
رغم كل ذلك يرقص البعض،للاسف، ويحتفل، ويتبادل التهاني، ويرسل "المعايدات" وشدات الرود، واكوام الزهور، وينشر صور الرقص، والغناء، والسهرات، في حين تبقى قبور المسيحيين في براري شمال العراق بلا اسماء ولا شواهد، ولا صلاة، ولا ترتيل. يستمر نزف المسيح، وسيل دموع العذراء، وعيون الاطفال الهلعين جاحظة نحو لقمة خبز، او ورقة دفتر مدرسي، او قطرة ماء نقي، يحلمون بكنيستهم الانيقة، وبيوتهم النظيفة المصادرة المشوهة ابوابها، وجدرانها بحرف النون.
قبل عشر سنوات قضى التسونامي على ارواح 300000 انسان من مختلف البلدان، والقوميات، والاديان، والطوائف، والالوان، والاجناس. اشعلت اليوم المشاعل، والشموع، والمصابيح، والقيت الكلمات، وقرأت الصلوات في السواحل لاحياء ذكرى الضحايا. وشعبنا في العراق يعيش تسونامي اثر تسونامي، ولا مسؤول ممن تسبب في مصيبتهم يشعل شمعة واحدة لاضائة ظلمة المخيمات، وتبديد عتمة التشرد.
هذا ليس استهانة، ولا تنكرا، لكل الجهود الانسانية الشريفة، التي قدمت من الافراد، الذين يعملون بصمت بعيدا عن الاضواء، ومنظمات المجتمع المدني حسب امكانياتها، مشكورة، لكن المأساة اكبر من قدراتهم، وهي مسؤولية الدولة، والحكومات، والاجهزة المختصة، لحماية، ونجدة، وانقاذ، واسعاف، ودعم رعاياها، وليس مهمة القليل من الشرفاء، ولا وسيلة لمتسولي الشهرة، وحب التصور مع المنكوبين دون اعتبار لمشاعرهم، ومعاناتهم، واوضاعهم المزرية، وكانهم يتصدقون، ويتباهون على طريقة الرجل الاوربي الابيض، الذي يتصور مع الاطفال السود ليعلن تفوقه العنصري.
المسيح لا زال مصلوبا، لا زال ينزف، لازال يتألم، لا زال يتعذب، ولا زالت مريم تبكي. من غير المعقول ان نتركهم هكذا، او نتحول الى سواح نلتقط الصور في ارض الحدث، وكأننا سواح في متحف، وليس امام مسلخ بشري حقيقي، ومأساة انسانية فظيعة يتعرض لها اهلنا. هل نكتفي بالصلاة للمسيح، وهو ينزف؟ ام نقتصربالتواسي لمريم، وهي تتألم؟ ام نحاول انزاله من صليبه، واسعاف جراحه، ومرافقة امه؟ الوسيله المثلى، ان نقاوم من صلب المسيح من جديد، ان نفضح من ساعد في نصب الصليب، ومن مهد للقتلة الجدد، ان يشوهوا ارض المسيح، وتشريد ابنائه. طالما ظلت الموصل محتلة، وطالما ظل احفاد الاشوريين، والكلدان، والسريان، والارمن، وغيرهم في المخيمات سيبقى المسيح مسمرا على صليبه في ساحات الموصل، وبغداد، واربيل. لن يكون هناك "عيد" ميلاد الى ان تولد من جديد صحوة الاخوة، والانسانية، والتسامح، والمحبة، والتعايش، والتعاطف، والتعاضد، والنخوة العراقية، التي صلبت مع المسيح.
مع الاعتذار، والتقدير لكل المناضلين، والعاملين، والخيرين، والمتبرعين، والمتطوعين، والمتعاطفين، فهم، بالتاكيد، يفهمون، ما، ومن اقصد!
"عيد" باي حال عدت يا "عيد"؟؟؟؟؟؟؟؟
رزاق عبود
 26 12 2014

27
بصراحة ابن عبود
هيفاء الامين وجحوش الاسلاميين!
واخيرا تأكد الخبر، بعد التصريحات الشخصية، والحزبية بأن المرشحة السابقة للتيار المدني الديمقراطي في الناصرية تعرضت لتهديدات بالقتل تشبه التهديدات، والبدائل، التي عرضها الدواعش على مسيحيي الموصل، وايزيديتها. الاستسلام، والخضوع ، او القتل. هؤلاء الحيوانات المتلحفين بصوفة الدين، لا يعرفون لغة الحوار، والتفاهم، اوالنقاش، اوالاقناع. ولا يستمعون لربهم، الذي اوصى (وجادلهم باللتي هي احسن)! انهم قتلة، سفلة لايعرفون غير لغة الدم، ولا يجيدون استخدام غير السلاح. منحطين، ساقطين ابتلى بهم الوطن، والشعب. نحن هنا لا نشتمهم، بل نكرر الصفات، التي يطلقها عليهم ابناء الناصرية الشرفاء. سفهاء، وجهلة يفضحون انفسهم بانفسهم، فهم ليسوا مسلمين، ولا مسالمين، لا هم مؤمنين ولا متدينيين. فالمسلم "من سلم الناس من لسانه ويده". والمؤمن الورع يتفرغ للعبادة، ومساعدة الاخرين، ويحصن نفسه من سوء الكلام، ويهذب طباعه عن الفظاظة. "ليس مؤمنا من كانت به فظاظة". نحن هنا لا ننحدر الى مستوياتهم الضحلة، في السباب، والشتائم. كما يتصور البعض. بل نكشف عن حقيقتهم، ونرفع عنهم اقنعتهم المزيفة، ونناديهم بصفاتهم الفعلية. انهم مثل، ابو لهب، عم النبي محمد، الذي تآمر مع قريش على قتل ابن اخيه. انهم مثل "نغل علي" عبدالله بن ملجم، الذي اواه، ورباه، وامنه، فشق راس الخليفة الرابع علي بن ابي طالب بسيفه الغادر، ولم تقم للاسلام قائمة منذ ذلك اليوم. و"نغولة علي" المعاصرين على نفس الدرب سائرين.
هؤلاء المخانيث، كانوا يرتدون الزيتوني، ويكتبون التقارير على اخوتهم، واصدقائهم، ويوشون باقاربهم، وجيرانهم، واهلهم، وهاهم يكررون الفعلة، وبكل وقاحة مع اختهم ابنة الناصرية المناضلة النصيرة البطلة، التي كانت تقاتل في الجبال مع انصار الحزب الشيوعي ضد جيوش صدام وسلاحه الكيمياوي. عندما كان هؤلاء الامعات، يرقصون، ويهتفون "بالروح بالدم نفديك يا صدام"، كانت البطلة هيفاء الامين تهتف ضد صدام، وتطلق النار على جنوده، واذنابه. هيفاء الامين تستحق نصبا، مدالية، تكريما، وليس تهديدا بالقتل. لكن هل ينتظر الناس من "المجاري القذرة ان تفوح عطرا". سيبقون عفنين مدى التاريخ. كان عليهم ان يتشفعوا بها، يتفاخروا بها، يتشبهوا بها، كما يدعون انهم يتشفعون، ويجلون زينب بنت علي، لا ان يحاولوا حجرها في چادر خميني، لم تعرفه شوارع العراق، ولا اجساد العراقيات سابقا.
يقال، ويكتب انه صوت لها عشرة الاف، او اربعة عشر الفا، او ستة عشر الفا ناخب. المهم انهم عشرات الالوف من اهل الناصرية، الذين ارادوا ان تكون هيفاء الامين ممثلة لهم في البرلمان، لا طريدة لهؤلاء الهمج. مثلما صوتوا لها يفترض، ان ينتفضوا، يتظاهروا، يحتشدوا، يتجمعوا، يعتصموا، يحتجوا على المضايقات، والتهديدات، التي توجه لهذه المناضلة ابنة ذي قار. انها اهانة لهم، تهديد لهم، مضايقة لهم، ولا يجب ان يصمتوا على ذلك، ولا يتوقفوا عن الاحتجاج حتى يستجيب المحافظ، والسلطات الامنية في المحافظة بالتعهد بحماية المناضلة هيفاء الامين، ومحاسبة المجرمين. يجب ان لا يصمتوا حتى تشجب الاحزاب، والميليشيات المسماة اسلامية، التي "وافقت" على اصول اللعبة الديمقراطية، واحترام القانون. تصرفات، واعمال هؤلاء الخارجين عن القانون لاتنسجم مع المثل الديمقراطية، التي يدعوها. هؤلاء الذين يهددون الناس باسم الاحزاب، والاسلام. يهددون الحريات الشخصية، المكفولة بالدستور، الذي كتبه الاسلاميون.
المعروف، والموثق، والمشهود لها، انها كانت نصيرة مع اخوتها، رفاقها، زملائها الانصار، والنصيرات. على منظمة الانصار تحدي هؤلاء الجبناء، وامتشاق السلاح من جديد لحماية رفيقتهم، نصيرتهم، زميلتهم هيفاء الامين، بعد ان تخلت اجهزة الدولة، والاجهزة المحلية في اداء ابسط واجباتها في حماية حياة وامن المواطنين. هؤلاء المنافقون القتلة لا يعرفون غير لغة العنف، ولذلك احنوا رؤوسهم ايام واجههم صدام بتلك اللغة، فانخرطوا في صفوف الخانعين. وانخرطتم انتم في مواجهة شجاعة، ولم تحنوا رؤوسكم. لقد حاربتم صدام، واجهزته القمعية، وعساكره، وعليكم مواجهة نفس العدو المراوغ، الذي نزع السدارة، ولبس العمامة.
لقد قرأنا لبعض الكتاب، الذين احتجوا على هذه الافعال النكراء، وسمعنا بعض السياسيين الشجعان يسجلون موقفا، وبعضهم بكلام خجول تعب الناس من الاستماع اليه. الامر بحاجة الى فعل جماهيري بحجم القوى المساندة للحريات الشخصية، والداعمة للمسيرة الديمقراطية، وحق المراة في المساواة الكاملة في الحقوق، والواجبات. اي ديمقراطية هذه، واية حريات، واي دستور لايضمن حتى حق الفرد في اختيار ملابسه؟! ماهي الخطوة القادمة؟ هل سيمنع القساوسة، وشيوخ الصابئة من ارتداء ملابسهم الخاصة؟ ام سيمنع الاكراد من ارتداء ازيائهم التقليدية؟
الحزب الشيوعي العراقي، وهيفاء الامين عضوة لجنته المركزية، والتيار المدني الديمقراطي، الذي كانت هيفاء الامين مرشحته في الناصرية، ورابطة المراة العراقية، التي هيفاء عضو قيادي فيها، وكل المنظمات النسائية الديمقراطية، وكل القوى الديمقراطية، وحتى الدينية المتنورة، ان يقوموا بحملة اعلامية، واحتجاجية لتعرية قمع الحريات الشخصية باسم الدين، والمضايقات، والتهديدات، والمخاطر التي تتعرض لها المناضلة هيفاء الامين، والتضامن معها بشكل فعال، واضح، وصريح. يجب عرض قضيتها على البرلمان، ومجلس الوزراء، ورئاسة الجمهورية، والقوائم، والكتل البرلمانية للحصول على دعمها، او تعرية مواقفها الانتهازية. والتوجه كذلك الى الراي العام، والمنظمات المختصة في حقوق الانسان، وقضايا المرأة في المحيط الاقليمي، والدولي. اما وزيرة المرأة(بيان نوري) فهي ضد المرأة، لانها تؤمن اصلا انها تابعة للرجل، وان المراة عوره ويجب سترها بحجاب. ومع انها (ناقصة عقل ودين) او ربما لهذا السبب، فقد عينت "وزيرة المرأة" لتمارس اضطهاد المرأة باسم المرأة، كما يضطهد الاسلاميون المسلمين، وكل العراقيين باسم الاسلام.
ان الميليشيات الطائفية، هي ممثلة لاحزابها، ويجب فضح انها تنفذ سياسة احزابها. اما الادعاء بانها "تصرفات فردية" صادرة من "افراد غير منضبطين". فهذه اسطوانة كل الميليشيات، والديكتاتوريات في العالم، حتى تتمكن من فرض ما تريد ثم تتبنى الامر الواقع. لقد سمعنا هذه الادعاءات من موسوليني، وهتلر، وصدام حسين، حتى استتب الامر لهم، فصارت سياسة رسمية منهجية.
لقد تباهى صدام حسين يوما، ان حزب البعث يضم ملايين العراقيين. وهاهم الاسلاميون يتباهون اليوم بمسيرات الحفاة المخدوعين المليونية. لقد جر صدام ملايين البعثيين، والعراقيين الاخرين الى حروب ضد الجيران، والاشقاء، وابناء الشعب بكل قومياته، وطوائفه، وانتهى به الامر الى حفرة قذرة، بعد ان هرب من ساحة المعركة. والاحزاب الاسلامية "المليونية" لم تستطع وقف زحف افراد داعش ضد ثاني مدينة عراقية، ومخزن اثار، وحضارة العراق، وبدل ان يتوجه الظلاميون الى قتال داعش، وتحرير الموصل، وبقية المدن المحتلة، ونجدة اهالي سنجار، وسهل نينوى راحوا يستأسدون على هيفاء الامين. لقد صدق شعبنا، وصدق المثل الشعبي المتداول في الناصرية "ولية مخانيث"!
رزاق عبود
21 12 2014

28
أدب / مقاتلة ايزيدية
« في: 12:54 15/12/2014  »


مقاتلة ايزيدية

رزاق عبود


حواجب معقودة، تسريحة مصفوفة
وجنات وردية رقيقة
ملابس نظيفة انيقة،
عيون حادة شفوقة
شفاه مصبوغة بالحمرة
لون الدماء، لون الحياء،
لون الحرية الحمراء
امرأة مثل كل النساء
تحمل حقيبتها، ترضع وليدها
 تصفف شعرها، تذرف دمعها
تشد صدرها، وتحزم خصرها
بحزام من العتاد
تمشي، تتعثر، تسقط، تنهض
تواصل طريقها بعناد
عصاها بندقية، فراشها من تراب
طعامها نتاف من الاعشاب
وسادتها صخرة في بقعة جرداء
امرأة مثل كل النساء
تحب اهلها، تداري اخوتها
تنظف بيتها، وتعتني باسرتها
تربي اطفالها، وتطبخ طعامها
تقرأ الكتب، تسمع الاغاني، تتابع المسلسلات
تناقش في السياسة، وتشارك في السجالات
وترقص على الموسيقى مع اخواتها
تركت كل شئ وتسلحت
تدافع عن عرضها، وارضها، ونفسها
قصدت الجبال، والمناطق الوعراء
امرأة مثل كل النساء
تناوبت على دفن صغارها
رعت واعتنت، بعجائزها
اسندت شيوخها، وعالجت مرضاها
تنازلت لام الرضيع عن مائها
تموت من العطش، والجوع، والشمس
وتعيش بكبرياء
امرأة مثل كل النساء
دافعت عن بنات جنسها
حمتهم، بعد ان تخلي عنهم الاشقاء
بدل ان تجف سقيت ارضها بالدماء
لبوة جريحة تقاتل بلا عناء
ولن تسلم نفسها للجبناء
امرأة مثل كل النساء
هربت من الخطف، والسبي، والقتل، والاغتصاب
سلمت من دون الاف الضحايا، والسبايا الابرياء
قاتلت كي لا تباع جارية رخيصة
حوصرت في جبل مكين عن الاعداء
رفضت ان تكون رهينة ذليلة
تحدت وعورة الطريق، وصعوبة المسالك
وقسوة التقاليد، والشرع، والاولياء
امرأة مثل كل النساء
جسمها لم يتعود على القتال
ولا فكرها على الحرب
ولا دينها على القتل
ولا ايديها على السلاح
لكنها الحياة في الكرامة والاباء
امرأة مثل كل النساء
كانت ضحية مسلوبة منهوبة
وغدت مقاتلة شجاعة مهيوبة
حماية الاوطان ليس فقط مهمة الرجال
ولا حكرا على من امتهن القتال
الشجاعة، والنعومة، البسالة، والامومة والفداء
امرأة مثل كل النساء
بعض الرجال يهربون  مثل الارانب
وبعض النساء تقاتل كالعجائب
لا تريد ان تكون سلعة، اولعبة للبيع والتداول
ولا مرهونة للاقوال، والانذال
ولا اسييرة العقائد الحمقاء
امرأة مثل كل النساء
نسيت جميل طفولتها، وعذب احلامها
وطيب ذكرياتها، وايام مدرستها
تذكرت ابناء قريتها المذبوحين
ونساء محلتها المغتصبات
وابناء جلدتها، واطفال جارتها
بيوت شارعها، ومقدسات اهلها
تفجرت انسانيتها، واتنفضت انوثتها
فتحول سخطها رصاصا على الاعداء
امرأة مثل كل النساء
ايزيدية من جبل سنجار
مقاتلة من قلعة شنگال
مناضلة في البوادي والقفار
امرأة عصية على داعش الجبناء
امرأة ليست مثل كل النساء

23/11/2014

29
أدب / غزوة الموصل
« في: 18:15 08/12/2014  »


غزوة الموصل*


رزاق عبود


مهجرون، مرحلون، محاربون،
مطاردون، محاصرون، ممزقون
شبك، صابئة، نصارى، وايزيديون
كانوا اهلنا، كانوا اصلنا، كانوا فخرنا
كانوا حضارتنا، التي بها تتبجحون
عندما صار العراق طوائفا
جاء المغول الى بناتنا يشترون
عندما بات العراق مناطقا
جاء الوحوىش الى نسائنا يغتصبون
عندما عاد العراق دوائرا
جاء الرعاع الى اطفالنا يستعبدون
عندما وهنت بغداد جاء مغول الدواعش
الى اصلنا يستأصلون
احتلوا بيوتهم، سرقوا اموالهم، نهبوا ثرواتهم، احرقوا كتبهم
حرموهم من كل ما يملكون
منعوا عنهم اعمالهم، حرموا عليهم حتى ملابسهم،
ومرافقة المعوقين من اهلهم
منعوهم من اسعاف جرحاهم، او دفن موتاهم
دنسوا دور العبادة، حولوا الكنائس الى زرائب
هدموا الدير القديم، واحرقوا، ما استطاعوا يحرقون
يخيروهم بين السم، والسم، بين الجدري، والطاعون
تغيروا دينكم، تدفعوا الجزية، ترحلوا، او تقتلون
اتركوا حليكم، وخواتم قرانكم، مدخرات عمركم،
هوياتكم، مصرفكم اليومي، طعام السفر، وكل ما تملكون
اهجروا اطفالكم، نستعبدهم، او نبيعهم،
وبنسائكم، وبناتكم، نحن حسب الشرع مستمتعون
لايحق لكم البيع، ولا الشراء، او الاختلاط مع جيرانكم، فانتم مشركون.
املاكهم صودرت، اغراضهم نهبت، اعراضهم نهكت
اذهبوا الى البراري، والجبال، عسى من البرد تجمدون
سيروا بلا حمل، ولا اكل، ولا ماء، عسى من الجوع تموتون
اهينت مقابرهم، حطمت صلبانهم، تركوهم في العراء يهيمون
لا ارض، ولا سكن، ولابيوت تحميهم، لا جيش، ولا قانون
اطفال بلا مدارس، ولا فراش، ولاحليب، ولا امهات يرضّعون
تباع النساء، وتسبي الحرائر، وتغتصب العذارى
اقوام، واديان، وطوائف بكل حقد يبادون
جزية، فدية، اتاوة، يدفعونها وهم صاغرون
عاد الغزو من جديد، عاد الفتح الديني للانسان يبيد
رجع الغزاة ينشرون القتل، وبدماء الضحايا يسبحون
عاد بناة الحضارة للخيام، والقتلة في بيوتهم المغتصبة يسكنون
جيرانهم القدامى "فرهدوا" اثاثهم، واداروا ظهورهم ناكرون
تنوح الفضائيات الشريفة
والغيارى في الجرائد، والمواقع يكتبون
والآف المهجرين في المنافي يتظاهرون
واستمر غيرهم بسياساتهم، وشعاراتهم يهاترون
واخرون بما جرى فرحون،
طربا، وشماتة، وعلنا يرقصون
حفلاتهم صاخبة، ماجنة، و"اخوتهم" في العراء مشردون
مصائب، ويلات، فواجع، ومأساة، وجع، وانتحار، وجنون
تشريد، وتهجير، وظلم، واضطهاد، وسفالات بها الدواعش يفخرون
دعارة باسم الله، وعنف دين، واجحاف، ورايات سود يرفعون
مسبيون، مسبيون، مسبيون، مسبيون
اهلنا الشبك، والنصارى، والصابئة، والايزيديون
في الموصل الحدباء، وكل العراق طالهم الغزو
يلحق بهم، يتبعهم، يرافقهم، يطاردهم
نفس المصير في كل يوم يلاقون
فهذا عالم الارهاب، و عصرالظلاميون

18/10/2014

*نص حزين، وكانه شعر الرثاء، تحرر من القواعد والاملاء
مع الاعتذار

30
عندما يدفن الاباء فلذات اكبادهم!

كان، في الايام الاخيرة، مهموما، متضايقا، تحس انه يكظم شيئا. يكتم عنك امرا. لقد تعود، ان لا يحمل الاخرين همومه، مع انه يحمل هموم الجميع. تشعر انه فقد بريق عينيه من الحزن. يعاني من شئ ما، ويكابر على ألمه. يتسامى على جروحه، ويدفن همومه في غابة من الحزن تغطي كل ملامحه. عندما تسأله يقول: سلامتك! واذا الححت بالسؤال تجد علامة استفهام كبيرة ترتسم على محياه، وامتنان عميق، وهو يحاول تغيير مجرى الحديث كي لا يكدرك بما يعانيه. فكرت الاتصال به تلفونيا، كي اهرب من نظراته الحائرة، المحيرة، وغشاوة الحزن التي تسكن عينيه، لكني لم اجد الشجاعة لذلك. فشلت في امتحان الغور في اسرار حزنه! 
شعور بالذنب يراودنا، تركناه، وحيدا في همومه، والمه، وحزنه وعذابه، وشقائه، ولن يغير من وجودنا معه، بعد الفاجعة، شيئا من خسارته الجسيمة. كلماته المعبرة، وهو يصف ابنته، فقيدته بالرقيقة، الطيبة، الشفافة، العطوفة، الحنونة. تعكس بكاءا مرا برسم الكلمات. تخيلتها ملاكا، لاني لم احض بشرف لقائها. ليس صدفة ان تسمي ابنتها، التي تشبه امها تماما، كما فهمت: "ملاك"!
تركت ورائها بيتا نظيفا لامعا شفافا يوشحه السواد. تركت وراءها بنتين بعمر الزهور تركت عمرا لم يكتمل، وسنينا لم تكمل دورتها، وغيابا محسوسا، وحزنا لا ينتهي. تركت ابا محروقا، مهموما، مكدوما، شاحبا، متألما، وقد تعودنا عليه مبتسما ضاحكا. تركت اهلا، واخوات، واصدقاء، ورفقة، واقارب لا يصدقون انهم فقدوها الى الابد.
عندما ينتقل الحي الى عالم الاموات. عندما تتوقف الحياة في عروق الجسد، ويصمت النبض، وتتجمد الدماء، وتحتل غيوم الحزن ملامح الوجه النير، ويتغير اسم الجسد النابض الى جثمان. لاتنفع، وقتها، كل عبارات التعازي المستهلكة، ولا مواساة ذوي القربى والاصدقاء، ولا تجد تمنيات الصبر، والسلوان لها معنى. فالخسارة لا تعوض، والامل لن يعود، والحياة فارقت الجسد. لذا تجدني عاجزا، وقاصرا على التعبير عن مشاعري. تذكرت ابي يوم دفن ابنته الشابة، ثم ابنه القوي اليافع. رأيت صور ابنتي اختي في وجهي بنتيها بتول، وملاك. لا اعرف، ولا يمكنني، ان استوعب ماذا يدور في خلد صديقي ابو هند، وهو يدفن، داليا، ابنته الشابة صديقته، عزيزته، اليفته، كما تحدث عنها.
كل ما اسعفني من ذاكرتي مقطعين من خاطرة شعرية كتبتها يوما ما، وانا اتخيل مشاعر من يدفنون احبائهم: 
عندما تودع حبيبا، تصبح الدموع اثقل من الصخر
عندما تدفن عزيزا، يصبح التراب اغلى من الذهب
عذرا صديقي العزيز، واستاذي الجليل، الجلد ابو هند(هادي الجواد)، لقصوري في التعبير. فاجعتك شلت تفكيري، وكسرت قلمي، وعقدت لساني. لكني استطيع التأكيد، انه لا يوجد اقسى وجعا، ولا اشد الما، ولا اعمق جرحا، ولا اكبر مأساة من اضطرار الوالدين لدفن فلذات اكبادهم! عسى ان تكون اقوى من المصاب من اجل بقية بناتك، واحفادك!
رزاق عبود
9/11/2014

31
سمر يزبك نجمة سورية تنير فضاء الادب السويدي في خريف ضبابي

دعيت الروائية السورية المعروفة سمير يزبك الى  السويد لحضور معرض الكتاب الدولي في جوتنبرغ، واللقاء العالمي للكتاب في ستوكهولم. نظمت لها لقاءات مع جمهور قرائها من السويديين، والعرب، وللتواصل مع ابناء وطنها السوريين. دعتها  دار النشر "اورد فرونت" بمناسبة  حيازة المترجمة ماري انيل على جائزة احسن ترجمة لعام 2013 لروايتها "رائحة القرفة" التي ترجمت الى السويدية تحت عنوان "ومضة داكنة من الضوء"!  ماري انيل سويدية تجيد العربية بشكل ممتاز، وقامت بترجمات سابقة لنوال السعداوي، وعلاء الاسواني، وغيرهم.
سمر يزبك درست الادب العربي في جامعات سوريا. كاتبة، وصحفية، وروائية، ومناضلة عنيدة في سبيل حقوق الانسان، المرأة خاصة. تعتبر نفسها روائية بالدرجة الالولى، وتتمنى، ان تتفرغ لذلك كليا، بعد استقرار الاوضاع، وقيام نظام ديمقراطي في سوريا. اصدرت مجموعتي قصص قصيرة: مفردات امراة، وجبل الزنابق. كتبت سيناريوهات العديد من المسلسلات، والافلام السورية. ساهمت في مجموعة "انتولوجيا بيروت 39" من بين العديد من الكتاب تحت سن الاربعين، عندما اختارت اليونيسكو بيروت عاصمة للكتاب عام 2009. حصلت على جائزة "تشولوسكي" التي يمنحها نادي القلم السويدي(PEN) للكتاب، والناشرين المطاردين، والمهددين، والمنفيين. وعلى جائزة "هارولد بنتر" البريطانية عام 2012 مناصفة مع كارول آن دافي. ونالت جائزة "بن اوكسفام" من هولندا. منظمة الامم المتحدة منحتها الجائزة الاولى  لسيناريو فيلم السماء الهابطة. بعض هذه الجوائز منحت سابقا لكتاب مشهورين مثل سلمان رشدي، و وابرتو سانيانو. جعلتها هذه الجوائز، ايضا، خطرا اعلاميا على النظام السوري. استخدمت اموال الجوائز للمنظمة، التي انشاتها لمساعدة الناس المتضررين من الحرب الاهلية في سوريا خاصة النساء، والاطفال. 
اولى رواياتها طفلة السماء 2003، ثم الصلصال 2005، رائحة القرفة 2008.  تقطع نيران 2012، ولها روايات، ومجوعات قصصية اخرى. ستصدر لها قريبا رواية بعنوان بوابات ارض العدم! تتسم كتاباتها بقوة الملاحظة، وحدة الوصف، وجرأة التعبير، وضمير حي تعكسه المشاكل، والهموم، والمواضيع والاشخاص الذين تتناولهم! تسلط الضوء بشكل خاص على طبقية، وباترياركية المجتمع السوري الذي تعاني منه المرأة والاطفال بشكل خاص.
سمر يزبك تنحدرمن عائلة علوية لكنها كحال الكثير من شرفاء المثقفين السوريين رفضت الصمت، واختارت الوقوف الى جانب شعبها. وقامت بانتقاد، وتعرية جرائم، واساليب نظام الاسد التعسفية على صفحات مدونتها، والفيسبوك مما اثار غضب النظام. بعد ان قامت، ومنذ بداية الانتفاضة السورية بجولات عبر سوريا لوصف عنف النظام المفرط، والاستماع الى، ومشاهدة معاناة الناس المحاصرين، والمعرضين لقصف القنابل العشوائي، واطلاق النار على المظاهرات السلمية ضد نظام حكم البلاد بالحديد والنارلاكثر من 40 عاما، فاصبحت بذلك شاهدا حيا، وعالميا لانتفاضة الشعب السوري ضد نظام الاسد. تعرضت، بسبب ذلك، للاعتقال خمس مرات اضافة الى التهديدات، والمضايقات اليومية. شاهدت بعينها اقبية التعذيب، وشهدت الجحيم عندما اقتادتها المخابرات السورية معصوبة العينين، الى زنزانات التعذيب حيث راحة الدم، والبول، والبراز، وصراخ المعذبين. شباب معلقين من ايديهم المقيدة من الخلف، يأنون شبه موتى. التقت المليشيات الفظة المرعبة المسماة بالشبيحة. حاولوا كسبها فرفضت، واسكاتها فعاندت. قيدت حركتها، ولم تعد تلتقي اهلها، واقاربها، اوزيارة مدينتها "جبلة". في نفس الوقت اصبحت هدف كراهية، وحقد  الاسلاميين المتشددين. اعتبرت كافرة، ومرتدة، و"متهتكة" حتى من اصدقاء الطفولة، وزملاء الدراسة، ورفاق المهنة. حاولوا تشويه سمعتها، وتلويث صورتها بنشر الاشاعات المغرضة، الكاذبة، الملفقة ضدها. لما اصبحت حياة ابنتها الوحيدة مهددة بالخطر اضطرت الى مغادرة بلدها، والاستقرار في باريس. 
كتابتها غنية بالصور، ومفعمة بالمشاعر، والاحاسيس، والدراما مما يعكس تاثير كتابة السيناريو، ربما، عليها. الامر الذي تفسره بانها تعشق تصوير المشاهد، والحالات الانسانية، ونصوصها تعكس امورا حقيقية، واحداثا واقعية. اما شعرية لغتها، التي يتحدث عنها النقاد السويديون فتعزيها الى حبها للشعر، وانعكاسه، عن غير قصد، في كتاباتها، وانها ممتنه لوصف النقاد نصوصها بالشعرية. فهي تحب الشعر، وتقرأه يوميا. ومثلما تعرضت للمضايقات بسبب نشلطها السياسي، ومواقفها ضد القمع، والديكتاتورية في بلادها، فانها تلقت الكثير من النقد الجارح، والمحاربة لنتاجاتها بسبب تحررها الفكري، والاجتماعي، وخروجها عن خيمة العائلة، والعشيرة، والطائفية، وتمردها على القوالب الجامدة، فتجرأت على الحديث عن "التابو" المحرمات الاجتماعية، والاخلاقية، والنفاق، والزور الفكري، والاجتماعي في المجتمعات التقليدية. كتاباتها تعكس هموم الطبقات المسحوقة، وتصور احزمة البؤس حول المدن السورية، والتمايز الطبقي، وتاثيرات الحرب الاهلية، ومعاناة فئات الشعب السوري في الوطن، والملاجئ، ولقاءاتها مع المقاتلين من اجل تغيير النظام. تركز على موقف، ومعاناة، ووضع المرأة في ظل نظام غير ديمقراطي، ومجتمع شرقي تقليدي، ومحاولات الاسلاميين جر المرأة، والمجتمع الى الوراء بسلفيتهم المقيتة. بعد ان اختطفوا الثورة السورية، يحاولون فرض اجندتهم السياسية، والدينية، والطائفية، وادخلوا البلاد في حرب اثنية، وطائفية مدمرة يعاني منها الان كل السوريين، بدل توجيه النضال بانواعه ضد نظام الاسد.
روايتها "رائحة القرفة" الصادر عام 2008.تعكس فيها الفقر المدقع، والغنى المفرط، والاستهانة بكرامة الانسان، والعلاقات الانسانية بين الرجل، والمراة، او المرأة، والمرأة. موقع المرأة، وصورتها، ودورها، وحدودها المرسومة في مجتمع تقليدي محافظ، ومنافق. الاستغلال الجسدي، والنفسي، والجنسي، الذي تتعرض له المراة السورية، خاصة من الطبقات المعدمة. توضح المظالم، والمشاكل، التي تنشأ، وتتراكم في ظل نظام ديكتاتوري. كتاباتها تعكس شخصيتها المستقلة، وقوة ارادتها، ولا تخفي علمانية تفكيرها، ومنهجها. عن الرواية بشكل عام تقول: انها مثل الشجرة جذورها، وجذعها من الواقع،  لكن الاغضان، والفروع يدخلها الخيال، والتصور، والصنعة الفنية. عن رائحة القرفة تقول: "لم اختر الرواية، هي التي اختارتني، فاحداثها، وشخوصها شدتني، ووجدت ان من واجبي ان اكتبها".
كتابها "تقاطع النيران ـ  يوميات الانتفاضة السورية" يعكس تجارب شخصية، ومعايشات قائمة على الواقع بالكامل، وتعكس معاناة الناس البسطاء من الحرب واثارها، خاصة المراة، التي تفقد معيلها، ولا تجد من يساعدها، او اطفال فقدوا الابوين. مشاهداتها، ولقاءاتها في ارياف المدن، خاصة ريف دمشق. زياراتها لمخيمات اللاجئين السوريين في تركيا، ولبنان، والمشردين في الارض السورية وعلى الحدود. شخوص التقتهم، تحدثت اليهم، ولا زالت صورهم ماثلة في ذاكرتها.
عن الغربة تقول ان الغربة، والمنافي، لم تعد، كما في السابق، فوسائل الاتصال الاجتماعي متوفرة عبر التلفون، او الانترنيت بشكل يومي. "انا ارى ان المنفى والغربة  اختلفا، وانظر لهما كجسر بين الداخل، والخارج. بامكاني ان اقدم الكثير لوطني، وشعبي عبر وجودي الاضطراري في الخارج. وجودنا في منافينا الاوربية يمنحنا تجارب، وافاق جديدة، ويوسع من مداركنا، وحتى ادواتنا، واساليبنا في تناول قضايانا عبر الادب. لكن الانسان، وخاصة المثقف المهموم بمصير وطنه، وشعبه يبقى في الغربة، كأنه جسد بدون رأس.افكاره، وحواسه، ومشاعره تسافر دائما الى ارضه الاولى".
سمر يزبك تدخل سوريا بين فترة، واخرى بشكل سري لترى بعينيها ماذا يجري هناك، ولتقدم خبرتها المكتسبه من المنفى، والعيش في بلد حر، او نقل المساعدات لابناء وطنها، رغم المخاطر التي ترافق ذلك. وعبر مشاهدتها، ومعايشتها الشخصية، ترى كيف، ان وسائل الاعلام الاجنبية لاتنقل الحقيقة كاملة، ولا تصور الامور كما هي، وانما وفق تصورات، واحيانا حسب مصالح البلد المعني. مثلا تسلط الاضواء اليوم على الحرب ضد داعش، او حصار كوباني، رغم اهميته ذلك، لكن الاعلام الاوربي، يتجاهل قصف نظام بشار الاسد للمدنيين، مثلا، او ما تتعرض له المدن، والقرى المحررة من سيطرة النظام من قصف عشوائي، وتدمير مستمر. وكأن الاعلام  الغربي يتحدث عن شيطان داعش، وينسى ان هناك شيطانا اخر اسمه بشار الاسد. اشعر احيانا، وكأن العالم تخلى عن الثورة السورية"! ورغم كل ماتقوم به من نشاطات، واعمال فهي شديدة التواضع، ولا تحب الحديث عن نفسها، ودورها، بل تفضل الحديث عن دور، وشجاعة الاخرين.
في سؤال عن تجاربها، وموقفها، ورأيها في موقف المثقفين السوريين قالت، انها تحترم اختيار البعض للصمت، لانهم لا يريدون مغادرة الوطن، ولكني: "لا افهم، ولا احترم، ولا اسامح من خان ضميره، وزور الحقائق. شهود الزور هؤلاء مشكلتي معهم صعبة جدا. انا لا اوافق على الصمت. على المثقف ان يقول كلمته، مهما كانت النتائج، والظروف". وفي ردها عن الافاق المتوقعة، اشارت الى انها تثق بالمستقبل، وبالشعب السوري، وقواه الحية، وان هناك اجيالا جديدة من المبدعين ممن يقدمون نتاجات متطورة حديثة، معظمهم ترك الوطن، لذا تتوفر لهم الامكانية الافضل في قول ما يرديون.
كتبها ترجمت الى عدة لغات منها السويدية، والايطالية، والفرنسية، والانكليزية، لكنها ممنوعة داخل وطنها سوريا.
رزاق عبود
25/10/2014

32
بصراحة ابن عبود
السبي الايزيدي
منذ القدم، والعراقيون يسبي بعضهم بعضا سياسيا، اواجتماعيا، اودينيا، او طائفيا. واخذ الاجنبي حصته، ايضا، في سبي العراقيين خلال التاريخ. اباطرة الفرس، والاسكندر المقدوني، بدو الجزيرة، الامويون، والعباسيون، المغول، والعثمانيون، الصفويون، والانكليز، والامريكان، وغيرهم. كلهم تمتعوا، وتلذذوا برؤية العراقيين، او احد مكوناتهم، وهم يسامون العذاب، والتشريد، والتهجير، والنهب، والاذلال. فبعد مذابح بكر صدقي ضد الاشوريين، توقعنا ان يتوقف الامر عند ماساة اليهود في اربعينات القرن الماضي، عندما تعاونت الصهيونية العالمية، والسفارة البريطانية في بغداد مع عملائهم الحاكمين لترحيل اليهود العراقيين، ونهب املاكهم(الفرهود). لكن تبعهم الشيوعيون في الستينات والسبعينات، والثمانينات. الاكراد، نالوا حصتهم  في الانفال، والكيمياوي. الفيليون هجروا بليل اظلم، وسلبت كل حقوقهم، وممتلكاتهم، ولا زالوا يعانون من الاهمال، والنكران، والتهميش، وعدم استعادة كل حقوقهم، او معرفة مصير ابنائهم المغيبين. بعد الاحتلال الامريكي، واسقاط النظام الصدامي، وتفكيك الدولة العراقية اطلق عفريت الطائفية من عقاله، وشملت المذابح حتى الجيران، والاقارب.
بعد غزوة داعش للاراضي العراقية تعرض شيعة الموصل، وتلعفر الى معاملة قاسية، وهربوا بمجملهم الى مناطق "امنة". ثم حل الخراب، والدمار، والتشريد، والتهجير، والنهب، والسلب، والاغتصاب بمسيحيي الموصل. لم يشفع لهم من الابادة الشاملة، والاستعباد، والاستباحة سوى انهم من "اهل الكتاب". ولم يشفع لهم الكتاب في ماساتهم التاريخية "فخيروا" بين الرحيل، او الجزية، او الموت، او اعتناق الاسلام.
بعد ان افرغت الموصل( كل نينوى) من المسيحيين بكل طوائفهم، واثنياتهم لاول مرة في تاريخ العراق، توجهت عصابات داعش نحو المدن، والقرى، والمزارات الايزيدبة. عملت بهم قتلا، وذبحا، واغتصابا، ونهبا، واستعبادا. ففي جبل سنجار وحده الذي فرت اليه العوائل الايزدية المسالمة هنك مئات العوائل المحاصرة تنتظر موتها، او ذبحها، او اسرها، واستعبادها، بعد ان تخلت عنهم السلطة المركزية، وقوات البيشمرگة، التي هربت بجلدها امام جرذان داعش. كما فعلت فرق، والوية المالكي في الموصل، والانبار، وتكريت. هناك الاف الاسرى للمساومة، او سلعا للبيع في اسواق النخاسة. في طريقهم الى سنجار "اضطر الاطفال الى شرب دماء امهاتهم المذبوحة لعدم توفر الماء". حسب شهادة بعضهم. تحيط بهم جثث الموتى المزروعة على الطرق طعاما للذئاب. كبار السن والمرضى، والعجزة، والمعوقين، والنساء، والاطفال يموتون في الجبال، والوديان من الانهاك، اوالجوع، اوالعطش، فلا معين، ولا مساعد، ولا مغيث. هرب من هرب، وقتل من قتل، وانتحر من انتحر. لا احد يستجيب لاستغاثاتهم، لا في طريق هروبهم، ولا في قراهم المحروقة، او بيوتهم المسلوبة، اومعابدهم المدمرة، ولا في جبال ملاجئهم. القليل من يقاتل لا يملك الا سلاحا محدودا، لا يقارن بما يملكه الاوباش الغزاة من اسلحة، ومعدات متطورة متعددة المصادر. في حوزة المقاتلين الجياع ذخيرة قليلة، وعتاد بائس، ومصير محتوم ينتظرهم، اذا لم يتحرك الضمير العربي، او الكردي، او الاسلامي، او العالمي. ورغم استغاثاتهم، ونداءاتهم، وصريخهم، وتوسلاتهم، بما فيها استغاثات، ومناشدات اميرهم، ورئيس المجلس الروحاني الاعلى للطائفة الايزيدية: "تحسين علي سعيد" الخطية، وعبر الوفود، او الصحف، والفضائيات، فلا حياة لمن تنادي. لا زال جبل سنجار محاصرا بعد قتل الالاف منهم، وخطف 7000 من النساء، والاطفال، وحوال 400 الف نازح. نصف مليون انسان من سكنة العراق الاصليين، من بناة حضارته، من اعمدة تاريخه، من المتمسكين بعراقيتهم، مشردين في بوادي العراق، وجباله، وكهوفه، في الاقليم، وسوريا، وتركيا. يهددهم خطر الابادة الجماعية. يعاملون كما عومل  اليهود ايام سلطة هتلر.
مصيبتهم الكبرى، وحظهم العاثر، انهم ليسوا من "اهل الكتاب". فهم حسب داعش وكل فقهاء الظلام "اقلية مشركة"!، "عبدة الشيطان"!. "يقدسون ابليس"!، "امتداد للمجوسية"! رغم صريخهم اليومي انهم قوم موحدون، ومسالمون. في اخف الاتهامات "مرتدين"!، لا يستحقون غير السيف، والاستباحة، والاستعباد. حتى لو ارادوا دفع الجزية لاتقبل منهم، فهم مشركون، والجزية تفرض على اهل الكتاب من "النصارى، واليهود". وللمشرك حد السيف فقط. لو كان الصابئة في شنگال لقضي عليهم الان، فلم يبق منهم في العراق غير المئات بفضل الاسلاميين، ابناء عمومة داعش في بغداد. حتى "المرتدين" احسن حالا من الايزيدية، حيث "لا يجوز" استعباد نساء المرتدين، كما يقول فقهاء خليفة الدم، اماالايزيدية "المشركون"  ف"يجب" قتلهم، او استعبادهم، او بيعهم في اسواق النخاسة. يعتمدون على حديث "صحيح" او غير صحيح، لا يهم، فهم يسخرون القرآن، والسنة، والفقه، والشريعة، والتاريخ، والسيرة، لصالحهم، ويفسرون كل شئ بظلامية عقولهم المريضة. "اقتلوا من بدل دينه" حديث، انتزعوه من "صحيح" البخاري. هذا ما فسره لهم، وامرهم به شيخ الظلام، والتكفير، والقتل، ونبي الوهابية، ومثلهم الاعلى: "ابن تيمية" قبل مئات السنين. اخبارهم تقول: "الصحابة قاموا باستعباد النساء المرتدات"! فلا خلاص اذن للايزيديات سواء كن مشركات "اصلا"، او مرتدات، فهن محل استعباد، وبيع رقيق، ومتعة لمقاتلي داعش.
بعد القبض على اليزيدين، كما يقول اعلام داعش تم "تقسيم نساء اليزيديين واطفالهم وفقا للشريعة بين المقاتلين من الدولة الاسلامية الذين شاركوا في عمليات سنجار بعدما تم ارسال خمس المستعبدين الى سلطة الدولة الاسلامية لتقسيمهن كخمس"! هذا ما كتبته، وتباهت به نشرتهم المجرمة "دابق". بالضبط، وكما اشرنا في مقال سابق يتصرف الداعشيون مثل غيرهم من الاسلاميين المتطرفين، المتشددين، المتزمتين، السلفيين، الظلاميين، التكفيريين، الحشاشين، الوسخين، العفنين، سمهم ماشئت. حيث استعبدت نساء، واطفال المسيحيين في الفيليبين، ونيجريا، واجبرن على اعتناق الاسلام للزواج منهن، او تحويلهن الى جاريات، واغتصابهن.
يعامل البشر، ابناء الوطن، اخوة في الانسانية، في القرن الواحد والعشرين معاملة شنيعة بائسة، يباعون كرقيق، يتبادلونهم كغنائم حرب، يستعبدوهم، يجروهم بالسلاسل كالحيوانات، اغتصاب النساء، والاطفال، وذبح الرجال، بيع الاطفال وارغام القاصرات على الزواج. يتعرضون لمذابح يومية، ومجازر مستمرة، ولا زال مصير الالاف منهم مجهولا منذ ان شنت داعش هجومها عل مناطقهم في 2/8/2014. ورغم بدأ الغارات الجوية الامريكية منذ 8 من نفس الشهر، الا ان الرحمة الامريكية، والاروبية، لم تشمل الايزيديين. ظلوا مهجرين، مشردين، مستعبدين، اسرى، او محاصرين في جبل سنجار. لم يتحرك احد، مثلما تحرك الكل، عندما كانت بامرني محاصرة. يتعرضون كل لحظة الى عننف نفسي، وجسدي، وجنسي، وتهدر كرامتهم الانسانية. يذبحون كانعاج، ويباعون كالمواشي، وسلبت حريتهم، وقيمتهم الانسانية.
كتب هادي العلوي، انه اثناء السبي البابلي لليهود ايام نبوخذ نصر، كانت الجماهير العراقية المحتشدة على الطرق يرقبون الاسري غير المقيدين، ويعطوهم الماء، والطعام دون اعتراض من الحراس. بعدها استقر اليهود في العراق، وبنوا معابدهم، ومارسوا طقوسهم. فهل كان الوثني نبوخذ نصر اكثر رحمة من هؤلاء، الذين يدعون انهم يعتنقون "دين الرحمة"؟! الى متى تستمر المذابح المتكررة ضد هذا المكون المسالم الاصيل؟! والى متى سيستمر السبي الايزيدي؟ اليس هناك من عراقيين يمدوهم بالماء، والطعام، او يزودوهم بالسلاح والعتاد ليدافعوا عن انفسهم؟! لماذ لا تكون هناك طلعات جوية، ولو للكشخة؟! اين ذهبت المروحيات، وغيرها من الطائرات، التي دفعت من اموال العراقيين، ومنهم الايزيدية؟! الم يبق هناك خجلا عند الحاكمين عربا، وكردا، ومتدخلين اجانب؟ لماذا هذا الحقد الدفين ضد الايزيدية؟
متى يهب العرب، والاكراد، والعالم لتخليص: الايزيدية من السبي الداعشي؟؟؟
رزاق عبود
21/10/2014
ارفق ما قراته على موقع "بحزاني نت"، عبر الفيسبوك، والعهدة على كاتب النص!
"بدأ منذ يوم امس هجوم خطير على جبل شنكال ، وكان الهجوم في البداية موجهاً نحو قاطع بارا وكلي شلو وتم صده وقتل عدد من مهاجمي داعش .
ثم عاودوا الهجوم بعشرات العجلات من همر ومدرعات والاف المسلحين من ارهابيي داعش مما ادى الى سقوط مجمعي دهولا وبورك بيد داعش بعد الهجوم العنيف .
وذكرت قناة الحدث ان مئات العوائل الايزيدية محاصرة في جبل شنكال . كما ان الاشباكات العنيفة مستمره في مفرق شرف الدين ، ويتعرض المزار لقصف شديد .

ويذكر ان قوات البيشمركة الكوردية كانت قد حررت منطقة ربيعة في يوم 1 أكتوبر وتقدمت الى شنكال وتوقفت على بعد عشرة كيلومترات . ومنذ عشرون يوماً فأن تلك القوات لازالت واقفة مكانها ولم تتحرك لانقاذ الايزيدين ، رغم تصريحات عديدة بانهم سيقومون بتحرير شنكال . كما ان الطيران يحوم في المنطقة دون قصف لقوات داعش لحين نشر هذا الخبر .
كما ان قلق شديد يسود الشارع الايزيدي من الموقف المتفرج لقوات البيشمركة والطيران وعدم التحرك لفك الحصار على الايزيدين .

وقد وردنا هذا النداء
إخوان نحن الآن في ضيق

ونحتاج مساعدة من الجميع
أرجوكم ساعدونا
الكل في الجبل محصور
هناك معارك عنيفة بين قوة حماية شنكال ومرتزقة داعش
قوة حماية شنكال في الجبل تحتاج مساندة الإعلاميين والنشطاء"





33
العالم كله يريد القضاء على داعش واردوغان يريد القضاء على الاكراد!

يستمر الرئيس الاسلامي التركي رجب طيب اردوغان بتحدي العالم كله، ومعارضة التحالف الدولي لمواجهة خطر داعش. فبعد ان ساهم مع حلفائه العرب قطر، والامارات، والعربية السعودية، والكويت الذين ضخوا المليارات لانشاء، وتسليح، وتقوية، ونشر كل المنظمات الاسلامية المتطرفة في سوريا، والمنطقة. العرب يريدون اسقاط النظام السوري، ليس لانه معادي لاسرائيل، او لانه غير ديمقراطي، بل نكاية بايران. يريدون استنزاف ايران في سوريا. فهم ينسقون مع الغرب بقيادة امريكا، لاشغال ايران، وحزب الله في المستنقع السوري، ليخلوا لهم، ولاسرائيل المجال عبر استمرار التمزق العربي، وزيادة التوتر في الشرق الاوسط، واشغال العالم عن المشكلة الفلسطينية، وزيادة الاستيطان الاسرائيلي. يريدون ليبيا جديدة بعد انكفاء العراق بسبب تدخلاتهم. الغرب من جهته، يريد مساومة ايران في سوريا حول برنامجها النووي، الذي لايهدد احد غير اسرائيل في المدى البعيد، ورسم خارطة جديدة للشرق الاوسط تناسب اسرائيل ومخططاتهم. دخلت الدول العربية المحافظة، وتركيا، واسرائيل، ومجمل الغرب، بقيادة واشنطن في تحالف على حساب الدم السوري، والتشرد الفلسطيني، والتمزق العربي.
المعروف، ان اكراد سوريا، ومنذ بداية الثورة السورية في اذار 2011 انتفضوا، وشاركوا سلميا في المطالبة بحقوقهم الوطنية، والقومية، والانسانية. بعد اختطاف الثورة السورية من قبل الاخوان المسلمين اولا، ثم المتطرفين الاسلاميين بانواعهم، وما يسمى الجيش  السوري الحر. نأى اكراد سوريا بانفسهم عن هذا الانحراف، والاقتتال الاهلي، واقاموا ادارة ذاتية بقيادة الاتحاد الديمقراطي المدعوم من قبل حزب العمال الكردستاني. وانشأوا قوات الحماية الشعبية((YPG بموافقة، ودعم، وتغاضي النظام السوري، الذي امدهم بالسلاح، والعتاد، ولم يهاجم مناطقهم، ولم يتعرض لهم ميدانيا. لم يساهم اكراد سوريا في الحرب الاهلية الرعناء الدائرة في بلادهم، حتى اضطروا، مؤخرا، للدفاع عى اراضيهم، وشرفهم امام زحف، وهمجية داعش ثم "دولة الخلافة الاسلامية"                                                                                                                                         
لقد قاد التنسيق التركي، مع داعش" والدعم اللوجستي، والمخابراتي لها، الى احتلال الموصل، واجزاء كبيرة من المنطقة الغربية في العراق. داعش تحركت، وفق مخطط مسبق، وبالاتفاق مع انقرة، ودعمها المتنوع الاشكال في عبور مقاتليها الى الاراضي السورية، والعراقية. القصد سد الحدود السورية المتاخمة للعراق، ومنع وصول الاسلحة، والمعدات من العراق، وايران، ووصول المليشيات الشيعية العراقية الى سوريا بحجة حماية العتبات المقدسة هناك. ولا ادري لماذا لا يعبرون الحدود الاسرائيلية لحماية القدس الشريف، وقبلة جدهم الاولى. او ليساعدوا اخوتهم المسلمين الاكراد المحاصرين في كوباني مثلما تمركزوا في سامراء، او مثلما "ساهموا" في فك الحصار عن امرلي؟!
ظن مسعود البرزاني، حليف اردوغان، انه سيكسب من خلال فرض الواقع. اوهموه ان داعش ستنشأ دولة عازلة بين العراق، و"كردستان"! فيبرر انفصاله عن العراق فسكت عن، وتواطأ مع احتلال الموصل. لم يدافع حتى عن القرى الكردية في شمال الموصل، ولم يحم الاقليات، التي يدعوها، ان يتحولوا من عراقيين الى كردستانيين، وترك الايزيديين، والمسيحيين، والشبك، والتركمان يذبحون كالخراف، وتسبى نسائهم، و تباع بناتهم في سوق النخاسة، او اجبارهم على دخول الاسلام بالقوة، بعد ان سلبت كل اموالهم، واستبيحت اراضيهم، وبيوتهم. لتحقيق حلم الاتراك في استعادة ولاية الموصل، التي تشمل كل الاقليم باسم الخلافة الاسلامية. لقد امر البرزاني قواته بالانسحاب، بالضبط مثلما فعل المعتوه نوري المالكي!
لقد تصدى مقاتلي حزب العمال الكردستاني لداعش في سوريا، وكوباني، وسنجار، وغيرها، بعد ان تخلت عنهم قوات البرزاني. خرجت مظاهرات في تركيا تطالب الحكومة التركية بالتدخل فواجهتهم الشرطة، وجيش اردوغان بالنار وقتلت العشرات، واعتقلت المئات، وعادت الطائرات التركية الى قصف القرى، والمدن الكردية قرب حدود العراق، بالتعاون مع عصابات البرزاني بدل الاستجابة لمطالب العالم كله، وليس الاكراد فقط، بالمساهمة  في فك الحصار عن كوباني، والسماح لاكراد سوريا باللجوء الى اراضيها، وهم المحاصرين بين حدود تركيا، ونيران داعش. قوات داعش تدمر كوباني، وتقتل اهلها، وجيش اردوغان يتفرج متشفيا على بعد امتار من المذابح اليومية في كوباني. اردوغان اعلن بكل صراحة، ووقاحة، انه لن يخوض حربا ضد داعش، بل يريد اولا اسقاط النظام السوري. مدعيا ان النظام السوري اخطر من داعش، وهو امر لا تدعيه حتى المعارضة السورية المسلحة، التي دخلت في هدنة غير معلنة مع النظام، وانخرطت في محاربة قوات الدولة الاسلامية. اردوغان يريد استعادة سوريا، التي طردت القوات العثمانية بالتعاون مع رجال الثورة العربية، والقوات البريطانية، اثناء الحرب العالمية الاولى. ليضمن حدود اسرائيل، ويهب الجولان الى اسرائيل مثلما اقتطع الاسكندرونة.
اردوغان يحاول مساومة، ومقايضة ايران على النفوذ في المنطقة، بعد ان طرده السيسي من مصر. يريد معاقبة سوريا بسبب علاقاتها التاريخية مع حزب عبدالله اوجلان. سوريا تدعم حزب اوجلان ليس حبا بالاكراد، فهي تضطهدهم في سوريا، ولا تعترف بقوميتهم. لكن سوريا تريد معاقبة تركيا لدعمها الارهابيين الاسلاميين، وتدخلها الفض، والسافر في شؤونها الداخلية. اردوغان على استعداد لحرق الموصل، والعراق، وسوريا كلها في سبيل كسر شوكة الاكراد، الذين يدافعون اليوم ببسالة عن انفسهم، واراضيهم، ويسجلون ملاحم جديدة في النضال الوطني، والقومي. لقد تورط العراق سابقا في الحرب الاهلية السورية بدعم، وتحريض، وطلب من ايران. وهاهي تركيا، الان، تورط البرزاني في خيانة قومية، ووطنية، وهو يتحالف مع داعش، واردوغان ضد مناضلي حزب العمال الكردستاني.
ان القيادات العشائرية، والاسرية انتهى دورها، وهذا ما يميز الحركة الثورية الكردية في تركيا بجناحيها المدني، والعسكري، السري، والعلني. هذا ما تخشاه القيادات العشائرية الكردية في العراق. ان بذور هذه النهضة لا نكتشفها نحن، بل ان ظهور احزاب، وجماعات معارضة للاسلوب القديم واقع تشهده ساحة الاقليم. ولو تجري انتخابات ديمقراطية فعلا، نزيهة فعلا، لراينا ان الشباب الكردي يملك حسا وطنيا، وقوميا، وليس عشائريا. ان التظاهرات، التي خرجت في مدن الاقليم للتضامن مع اكراد كوباني المحاصرة الصامدة والبطلة، والاستعداد للتطوع في القتال دفاعا عنها هو تعبير اخر، وصارخ على ان اكراد العراق يرفضون التحالف مع اردوغان ضد اوجلان.
ان اجترار الحديث عن الدولة المستقلة، والانفصال عن العراق من قبل البرزاني هي مجرد محاولات لتحويل الانظار عن تحالفه مع اردوغان. وحديثه المتكرر عن "كردستانية" كركوك اسلوب لابعاد النطر عن ماساة كوباني، وعجزه في سهل نينوى، وتخاذله في شنگال. ليبرر سكوته عن مؤامرة حليفه اردوغان، وهو يسحق الاكراد عبر داعش في كوباني، وغيرها.
للتاريخ نذكر، وقلوبنا تدمى، ان البرزاني الاب وضع كل بيضاته في سلة شاه ايران، فتكسرت كلها بعد معاهدة الجزائر عام 1975 بين صدام حسين، والشاه وبيعت الثورة الكردية مقابل نصف شط العرب. الان يضع البرزاني الابن للاسف كل بيضاته في سلة السلطان اردوغان، الذي باعه عندما، وصلت قوات داعش الى حدود اربيل، ورفض مساعدته. ولولا المصالح الامريكية، والاوربية في اربيل، ولولا المخاوف من سطوة ايران الكاملة في العراق، لكان البرزاني اليوم مع عائلته لاجئا في السويد، او امريكا. فتركيا لاتمنحه اللجوء، بعد ان، يفقد سيطرته على انابيب النفط. لقد خذلته تركيا، مثلما خذلت ايران ابيه.
اردوغان يسمي اكبر حزب كردي: حزب العمال الكردستاني بانه منظمة ارهابية! في وقت يحارب مقاتليه اشرس منظمة ارهابية في التاريخ، في حين يتفرج جيش اردوغان، وحرس برزان بدون اكتراث.
من هو الارهابي اذن، اوجلان ام اردوغان؟!

رزاق عبود
11/10/2014

34
بصراحة ابن عبود
الهمجية الاسلامية، داعش نموذجا!
يردد الوهابيون، واشقائهم، وابنائهم، ولقطائهم من السلفيين، والجهاديين، والداعشيين، والطالبانيين، والنقشبنديين، واخوان المسلمين، والقاعدة، والاحزاب الاسلامية كلها: انهم ليسوا متطرفين، ولا متعصبين، ولا متخلفين، ولا متزمتين، ولا متشددين، ولا، ولا.... بل هم سلفيون، اصوليون! اي العودة الى الاسلام الاول، الى السلف "الصالح". الى ممارسات الحكام الاسلاميين الاوائل. ومن العدل، والانصاف ان نوافقهم على ذلك، ونقر لهم ما يقولوه. فما يفعله الداعشيون اليوم في سوريا، والعراق، واي مكان اخر. هو بالضبط ما فعله سلفهم الصالح واجدادهم الراشدين، ومثلهم الاحسن. فالداعشيون، لم يـأتوا بجديد سوى الاسلحة، والسيارات، ومعدات الكشف، والاتصال، واستخدام الانترنيت، وغيرها، مما لم يتوفر للداعشيين القدامي. المشتركات بينهم، هو الاصرار على استخدام السيف لقطع الرؤوس، والحجر للرجم، والسبي، والغزو، وذبح البشر، كما تذبح النعاج. هذا مافعله اسلافهم، واصحابهم في ايامهم الاولى، والخلافات التي جاءت بعدهم، حتى الخلافة العثمانية، قبل سقوطها. الخلافة الاسلامية، التي يحاول اردوغان اعادتها عن طريق داعش عبر "ولاية الموصل"، التي حاول البرزاني تسليمها على طبق من فضة الى حليفه القديم الجديد. متجاهلا الاف السجناء الاكراد في سجون الخليفة اردوغان، والاف القرى الكردية المحروقة، والمقصوفة يوميا بنيران حلفائه الاسلاميين الاتراك.
بدأ الوهابيون رسالتهم الجديدة بذبح الحجاج مما اضطر الخليفة العثماني ان يستعين بمحمد علي باشا حاكم مصر. يعلن جميع الاسلاميون، كما اعلن اسلافهم انهم يطبقون، او سيطبقون الشريعة على الناس من كل القوميات، والاديان. بل يريدون فرض الجزية على الانكليز، والفرنسيين، والاستراليين في بلادهم. شريعتهم هي شريعة الغاب: القوي يأكل الضعيف. المسلح يقتل الاعزل. العسكري يقتل المدني. الكبير يقتل الصغير. الرجل يغتصب المراة. الغازي يبيع نساء، وبنات، ابن البلد المحتل. الاسلامي يقتل المسيحي، والايزيدي، والشبكي، والشيعي الرافضي، والسنى المرتد. كل هذا فعله الاسلاميون في  كل غزواتهم، وحروبهم، ودولهم، وخلافتهم، قديما. وهذا ما تفعله داعش، والطالبان، وبوكوحرام، وشباب الصومال، وانصار الاسلام، وجيش الله، وجند محمد، والنصرة، وغيرها، وغيرها في كل مكان يتمكنون منه. يتحدثون عن، ويدعون الى، ويمارسون "الجهاد" مثلما فعل اسلافهم. فهم يمارسون جهاد الذبح، والقتل، والغزو، والسرقة، والنهب، والسطو، والحرق، والنسف، والتفجير، والاعتصاب، والاستيلاء على البيوت، والاراضي، وتهجير السكان. كل تاريخهم هو القتل، والهوس الجنسي. لذا اضافوا "جهاد النكاح"، فلم يعد يكفيهم ما يغتصبون من النساء، والاطفال، وما يستبيحون من الجواري، والاماء، والسبايا، وما ملكت ايمانهم، بل صاروا يستوردون "الاخوات" المسلمات للجهاد معهن على "سنة الله ورسوله"! وبما انهم لايحترمون المرأة، ولا يقيمون لها وزنا، ولا يرون فيها غير متعة للجسد الذكوري، ولا يحق لها، ان تعمل، او تدرس، او تقاتل، فهي مجرد عورة، وماكنة تفريخ. الا انهم هذه المرة سمحوا لها بممارسة "النضال"، و"الجهاد" عن طريق الدعارة الاسلامية المفتى بها شرعا، من قبل شيوخ، وعلماء دين(قوادين) واساطين الشريعة، فسمحوا لها بجهاد النكاح. فاستكملوا دينهم بالقتل، والنكاح، واسكنهم ربهم في جنات النعيم خالدين فيها ابدا مع حريمهم، وجواريهم، وامائهم، وحواريهم، المجاهدات المنكوحات، على طريقة الماجدات الصداميات. وتحت راية الله اكبر!
انهم يتحدثون عن السلف الصالح، والعودة الى الاصول، ورغم انهم لا يعترفون بنظرية دارون حول ارتقاء الانواع، واصل الانسان فهم يطبقونها حرفيا بالعودة الى الهمجية الاولى، والغريزة الحيوانية بقتل الاخر، وسبيه، والسيطرة على طعامه، وثروته، وبيته، واستباحة نسائه. انهم يعودون الى الغابة، الى اصولهم الحيوانية. عمر الحضارات لا يتجاوز عشرات الالاف من السنين في حين بقي الانسان الاول في الكهوف، والغابات بدائيا ملايين السنين. ولا غرابة ان "تنزل" رسالتهم في كهف، وتستخدم اساليب همجية، بربرية لنشرها، وفرضها على البشر، والحضارات الاخرى، التي تجاوزت عصر الغزو، والبداوة. فلا تلوموهم اذا قالوا انهم اصوليون. بل صدقوهم، فقد عادوا الى اصولهم الهمجية.
الانسان العائد الى بدائيته، اوالمتحنون(عائد الى اصله الحيواني) في العصر الحديث يترك اوربا، وامريكا، واستراليا ليطلق لحيته القذرة، يلقي بملابسه المدنية، وشهادته المدرسية، ويتمرغل بالرمال، والاوساخ، ويغسل يديه بالدماء، ويرتدي ملابس البدواوة، ويحمل السيوف، ويستخدم السكينة في ذبح البشر. هذا "انسان" معادي للحضارة، والمدنية، والتطور، والتقدم، والانسانية، ومصاب بجنون العودة الى وحشيته. الاصولي الطالباني نسف تماثيل بوذا. الاخوان في مصر خططوا لنسف الاهرامات، وغيرها من رموز الحضارة الفرعونية العظيمة. وقبلهم هدم اجدادهم بدو الجزيرة قصور كسرى، وهدموا المدن، وحطموا التيجان، ومزقوا السجاد ليتقاسموها بينهم. حتى نساء الملوك، وبناتهم، لم تسلم منهم فمارسوا معهن قبل 1400 عاما جهاد النكاح، ووزعوا نساء البلدان المغزوة كقطع الاثاث في بيوت فحولتهم البربرية. من قرأ سيرة "سيف الله المسلول" خالد بن الوليد يعرف اي وحشية مورست ضد سادة العرب انفسهم، فكيف مع الاخرين. هاهم احفادهم يسبون المسيحيات، والايزيديات، والتركمانيات، والكرديات في الموصل، وغيرها، وينسفوا قبور الانبياء، والاولياء، والجوامع، والكنائس، والاديرة، والمعابد، بالضبط، كما فعل اسلافهم ليثبتوا اصوليتهم، وسلفيتهم، وحنينهم الابدي، وانتمائهم الروحي للتصحر، والتخلف، والموت.
الانسان البدائي السلفي الاصولي(الاسلامي) يعشق ثلاثة اشياء، ويقدسها، ويحارب كل ماعداها. سلاحه، والدم المراق به، وعضوه الذكري ليغتصب به بنات، وزوجات، واخوات عدوه، خصمه، جاره، حليفه. رابعة الاشياء، التي يحملها راية دينية، وسند ديني يتبجح به، او يبرر به جرائمه، ووحشيته، وبربريته. قد تكون الراية سوداء، او خضراء. المهم انها تحمل اسم ربه، ونبيه. قد يتمسح بها بعد برازه في البراري، التي احتلها، لكنه يرفعها في اليوم الثاني ليقاتل في ظلها مستندا لعرف ديني، وحديث مسند، وكتاب يدعوهم الى: "واقتلوهم حيث وجدتموهم"! انهم لا يكذبون هؤلاء البوكو حرام في نيجريا، اوابو سياف الاندنوسي، او الفليبيني، او الجهادي المصري، او النصرة السوري، او القاعدي اليمني، او الوهابي السعودي، او بو بكر البغدادي، فكلهم من نفس الحضيض الذي انحدروا اليه بارادتهم، وارتضوه لانفسهم، لانهم اختاروا العودة الى اصولهم الحيوانية، الجاهلية، البربرية. انهم يطبقون شريعتهم، شريعة الغاب، فلا تستغربوا لهمجيتهم. الكلاب المدجنة، وحيوانات السيرك، قد تموت جوعا، اذا عادت لحياتها القديمة في الاحراش، والغابات، وتصبح فرائس سهلة، لانها نسيت كيف تصيد فتصبح هدفا للصيد. اما هؤلاء الاصوليون، الجهاديون، السلفيون الداعشيون، فلا زالوا يحملون فؤوسهم، ورماحهم، وسيوفهم، وراياتهم، ويتلذذوا بصيد البشر، والسباحة بدمائهم! انهم يكرهون الحياة، ويعشقون الموت!
رزاق عبود
29/9/2014


35
بصراحة ابن عبود
كلكم داعشيون ارهابيون أيها الاسلاميون!
منذ ان اعلن ابو بكر الداعشي خلافته ظهرت علينا التصريحات الرسمية، وغير الرسمية. الدينية، وغير الدينية، من مسؤولين كبار وصغار. من صحفيين، وكتاب، وطلبة دين، و...و... كلها تتبرأ من داعش، ودولتها الاسلامية. وكأن الدولة الاسلامية ظهرت اليوم، بعد احتلال(غزوة) الموصل، وليس بعد الاحتلال الامريكي للعراق. متناسين ان المقبور الزرقاوي اعلن دولته الاسلامية في العراق منذ 2003 واعلن نفسه اميرا على المؤمنين. متناسين، ان الظواهري، وقبله الملا محمد اعلن نفسه خليفة على المسلمين، واوجب الطاعة له على كل مسلمي الارض. كأن الزرقاوي، والبغدادي، والمصري، والافغاني، وغيرهم لم يذبحوا الاف العراقيين، لا لشئ، الا لانهم عراقيين. كأن داعش لم تغير اسمها سابقا، وتمدد دولتها الى الشام فتصبح الدولة الاسلامية في العراق والشام، بعد ان كانت دولة العراق الاسلامية. ذبحت من السوريين الالوف، وشردت الملايين. نسى هؤلاء السفلة، انهم سلحوا، ومولوا، وسهلوا دخول القوات المغولية الى سوريا، اولا ثم نقلوها الى العراق بعد تواطئ البرزاني، والمالكي معا بغضا، ونكاية ببعضهما. تناسى الطائفيون من كلا الطرفين ان مليشياتهما تقاتلوا، وتذابحوا باسم الدين، والمذهب في شوارع بغداد، والبصرة، وسامراء، والنجف، وكربلاء، والموصل، والانبار، وغيرها. كل زعيم فيهم اعلن نفسه خليفة على قومه، واميرا للمؤمنين. بماذا تختلفون عن داعش ايها المنافقون فانتم تكفرون بعضكم، انتم تقبلون العبودية، وتجيزون الحريم، والجواري، وتزويج القاصرات. ملوك، ورؤساء الدول، وامراء الخليج، وشيوخ الدين من اقصى العالم الاسلامي الى اقصاه تمتلأ قصورهم بالحريم، والجواري، والسبايا. ينامون على الحرير، ويتضور ملايين المسلمين جوعا. يموت ملايين المسلمين في مجاعات تكفي لمنعها ما يرمى يوميا من فضلات في دولة الامارات وحدها. لقد استقدمتم "الكفار" لتقاتلوا بهم اخوتكم في الدين. جمعتم الاسلحة في الجوامع، والحسينيات، واستخدمتم مكبرات الصوت في جوامعكم لحث الناس على قتل بعضهم، وسحق بعضهم، وذبح بعضهم، واكل اكباد بعضهم، وافناء بعضهم، وسبي نسائهم. بدل الدعوة الى السلام، والوئام، والمحبة، والتعاطف، والرحمة. القيم، التي، تدعون ان نبيكم، وقرآنكم بشرا بها، ودعا اليها. الم تفجر الاحزاب الاسلامية في العراق، مثلها مثل الاخوان، والقاعدة، والجهاد، وجبهة الانقاذ، وغيرهم من الاحزاب، والجماعات الاسلامية مؤسسات، ودوائر دولهم بمن فيها من مسلمين، وغير مسلمين، نساءا، ورجالا، شيوخا، واطفالا؟ قاموا بذلك، ويقومون، قبل ان يفتى بن لادن، وغيره من الارهابيين بجواز ذلك. الم تتعرض الاقليات الدينية، والطوائف الاخرى الى الطرد، والخطف، والابتزاز، والتهجير، والتصفيات على يد نفس المليشيات، التي تدعي الان انها تحارب داعش. تحاربها بنفس طريقتها، على شكل ارهابها، لا احترام للاسرى، ولا معالجة الجرحى، ولا صيانة للمدنيين، بل قصفهم  بعكس ما تقضي قواعد، وشرائع، واصول الحرب الدولية، التي يدعي المسلمون انها استبطت من خطب ابو بكر، وعمر، وعلي، مع العلم، ان الثلاثة عاملوا خصومهم باشد قسوة. واخذوا نسائهم سبايا، واطفالهم عبيدا. كلكم مثل داعش تتبنون فكرا متخلفا، ونهجا ظلاميا، وحكما ظالما. تحنون الى الصحاري، والكهوف، والغزوات، والغارات، والفتوحات، والاحتلال، والسبي، والجواري، والحريم. في كل حروبكم قديمها، وحديثها مارستم القتل، والنهب، والسلب، والخطف، والاغتصاب، والاعتداء، والايذاء، وقطع الرؤوس، وتشويه الاجساد، وفقأ العيون، والجلد، وقطع الاطراف، ورجم النساء، وحرق الاحياء، وصلب المعارضين، وشلخ الثائرين. تسعون جميعكم لالغاء كل مظاهر الحضارة الانسانية، والتمدن البشري، والتطور العلمي. تقومون بمحاربة الفن، والثقافة، والجمال، والعلم، والبحث، والاكتشاف، والتفكير الحر. تمنعون، الموسيقى، والغناء، والمسرح، وتحتقرون المرأة. تقتلون، وتسجنون، وتبعدون، وتحاربون، وتغتالون الثقافة ورجالها، وما اكثرمن سقط منهم تحت حكم الاسلاميين في بغداد، وطهران، والرياض، والخرطوم، وكابول. تريدون، بل تقومون فعلا بجر البلدان، والمجتمعات قرونا الى الوراء. محاربة المرأة، وتهميشها، والتضييق على حرياتها، وتسفيه عقلها، والاستخفاف بامكانياتها، بل سلب حياتها، ودوس كرامتها، واعتبارها عورة، حتى استعبادها، وبيعها سلعة في سوق النخاسة. حرمانها من التعليم، والسفر، واختيار شريك حياتها، وحضانة ابنائها، والتزوج من، وتزويج الاطفال، وتشويه اجسادهن عبر ختان البنات. نشر الدعارة الاسلامية باسم زواج المتعة، والمسيار، والعرفي، ورضاعة الكبير، وجهاد النكاح، و...و...!  الم تفرضوا الحجاب على غير المسلمات؟ الم تمنعوا الافطار على غير المسلمين؟ الم تمنعوا بناء الكنائس؟ الم تهدموا، وتحطموا الشواهد الحضارية؟
المليشيات اداة حرب، وقمع بيد الحكام الاسلاميين من الحرس الثوري الايراني الى جيش القدس، وقوات بدر، وعصابات الحق، وجيش المجاهدين، وجند الله، ومئات الاورام السرطانية غيرها في طول البلاد الاسلامية، وخارجها!   استخدمتم المليشيات في الحرب الطائفية، حتى داخل الطائفة الواحدة، كما حصل في العراق، وكما يحصل في ليبيا، واليمن، وسوريا، ولبنان، وغيرها. لقد اوقفتم عجلة التطور في كافة مجالات الحياة، ونشرتم الفساد العلني، والمستور على كل المستويات، وبكل الصور، والاشكال، بل غلفتم الدعارة بغطاء ديني كتعدد الزوجات، وزواج القاصرات، والعودة الى عصر الجواري، والاماء، وما ملكت ايمانكم، وسبي، واغتصاب، والمتاجرة بالنساء، والغلمان. حاربتم حقوق الانسان باسم الاسلام، ونشرتم البطش، والارهاب، والرعب، والقمع باسم الله، والدين، والطائفة، والمرجعيات، والفتاوي المتخلفة. سلطاتكم الاسلامية استباحت المدن، والحرمات في البيوت، والشوارع، والمدارس، والجامعات، وكافة مؤسسات الدولة، والمجتمع، بل حتى في المعابد، والجوامع، والكنائس. منعتم، وقمعتم المظاهرات، وحولتم المدن الى ساحات حرب، وميدان صراعات دينية وطائفية. حاربتم الراي المخالف، وسحقتم المعارضة. همشتم المواطن، والمحتمع، والمنظمات المدنية، وقمع الصحافة، والاعلام المعارضان لاساليبكم الاستبدادية، وافكاركم الظلامية، واغتلتم الاقلام، والاصوات التي كشفت جرائمكم، وعرت انتهاكاتكم. بسبب سياساتكم، واخطائكم، وافكاركم، وتخبطكم، وفسادكم، وتخلفكم نشرتم البطالة بين الشباب. انتشار البطالة يغذي الارهاب، ويسهل تجنيد الشباب، وانتشار الجريمة، والمخدرات. مارستم الابتزاز، وفرض الاتاوات، والقتل، والسرقة، والنسف، والتفجيرات في اي وقت، واي مكان عندما كنتم معارضة، وعندما حكمتم. في كل بلد حكمتم، العراق، مثلا تضخمت القوى الامنيىة، والعسكرية، دون دور يذكر لها في خدمة، او حماية المواطن، ما عدا تكليف خزانة الدول اعباء جديدة، وثقيلة، وزيادة فقر المواطن، واثقال كاهله، وزيادة همومه، ومشاكله المعيشية، ومحاصرته في كل زاوية. اجهزة مخترقة يسهل شرائها، واستخدامها ضد السلطة، التي انشاتها، ومولتها، وسلحتها، ومكنتها فاصبحت سلطة داخل سلطة، ولنا في احداث الموصل، وحزام بغداد، وهروب السجناء امثلة ساطعة. حاربتم كل نشاط اقتصادي وطني، وكل محاولة للتصنيع، والاعمار، وقامت سلطاتكم العسكرية بنسف منشآت، ومواقع الشركات، التي لا تستسلم للابتزاز. انتشر الفساد المالي، والاداري، وتمدد في كل مفاصل الدولة، والمجتمع، وبذلك عشش الارهاب المحلي، والاجنبي.  بل ان عصابات الجريمة المنظمة اصبحت تستعين، وتحتمي بالاجهزة الامنية، والعسكرية للقيام بنشاطاتها بفرض الاتاوات، واخذ الرشاوي، فاصبح النظام المافيوي هو السائد، وسمة الحياة اليومية، فتهدد الاستقرار المجتمعي، وتعرضت السلطات المحلية في المحافظات الى التهديد، واصابها العجز عن تقديم الخدمات للمواطنين، فاضطر الناس الى الاساليب غير القانونية لتمشية امورهم في "دولة القانون". استغلت ذلك حتى سلطات، واجهزة الدول الاقليمة، والدولية، واصبحت تتعامل، وتتفاهم، و"تدبر" امورها عن طريق رشوة الاجهزة الامنية، والعسكرية فاستبيح الوطن، والمواطن. اقيمت واجهات لشركات تجارية، ومقاولات لفرض اتاوات علنية، والتعامل مع اجهزة المخابرات الدولية، والعصابات الارهابية بشكل علني. فضاعت الخدمات، وضاع الامن، واختفى السلام المجتمعي، بعد ان، تحولت قوات الشرطة، والامن، والعسكر الى منظمات ربحية لا علاقة لها بالمهنية، ولا مهامها الوطنية، والاخلاقية، التي "اقسمت اليمين" على ايدائها، فتعاونت بالكامل مع قوى الارهاب، واصبحت تتحرك بامرها. هذا ما قام به الاسلاميون في الشرطة، والجيش، والاجهزة الامنية. فصارت السيارت المفخخة، والعبوات، والاحزمة الناسفة، والتفجيرات الضخمة زادا يوميا للمواطن المسكين الخاضع لسلطة الاحزاب الاسلامية. واستخدمت الحواجز لاذلال، واستغلال، وابتزاز المواطن بدل حمايته، او اكتشاف الارهابيين الذي يتجاوزون الحواجز، ونقاط التفتيش دون ادنى صعوبة لزرع عبواتهم، وتفجير سياراتهم المفخخة في اي مكان يختاروه، وبالتسيق مع القوات الامنية الاسلامية. وكما هرب الاطباء، والصيادلة، والعلماء، والتجار، ورجال الاعمال من بطش داعش في الموصل، فان الاف مؤلفة من الكوادر العلمية، والفنية، والاجتماعية، والتقافية، والتقنية، والادارية، والتعليمية هربت خارج الوطن. بدل تشجيع عودة الكفاءات حورب من بقى يخدم الوطن حتى اصبح عدد الهاربين تاركي الوطن، وطالبي اللجوء عند جيران العراق، او في اوربا، وامريكا، واستراليا، وغيرها اضعاف اضعاف من هرب منهم من ديكتاتوية صدام، وحصار امريكا على الشعب العراقي.
فبماذا تختلفون عن داعش في الموصل، وبوكوحرام في نيجيريا بغير الاسم؟ لماذا تتبرئون منهم، وتبرئون اسلامكم، الذي يجمعكم مع داعش. فكل المنظمات، والاحزاب، والسلطات، والمليشيات ذات منهج، ومنبع ارهابي واحد.
دعوا المسلمين بدون اسلاميين تتطور بلدانهم، وتتحسن احوالهم، وتنموا قدراتهم، وتتقدم شعوبهم، ويعيشوا بامن، وسلام مع ابناء وطنهم، وجيران بلدانهم.
افصلوا دينكم عن دولهم حتى يروا العالم بعيون مدنية بدون قيود ولا حدود
عطلوا احزابكم، وكفونا شركم، فقد شبعنا، وكدنا ننقرض من ارهابكم!
رزاق عبود
30/8/2014

36
بصراحة ابن عبود
وفد الجالية العراقية في السويد، ام حرامية الجالية في العراق؟!
على مدى ايام تقوم فضائية "العراقية" بمتابعة، وتغطية "جولات" استعراضية لما يسمى "وفد" الجالية العراقية في السويد”! ولا نعرف من اختارهم، او انتخبهم ليمثلوا الجالية العراقية الكبيرة في السويد؟ اكثر ما اثارني في اليوم الاول من التغطية انهم يعلنون: "ان الامور عادية، والوضع طبيعي في العراق، وكلشي ماكو، مو مثل ما تذيع الفضائيات المغرضة" ما هو الطبيعي، ايها السادة والسيدات؟ لقد امتلئت المدن العراقية من الشمال الى الجنوب بالنازحين، والهاربين من جرائم داعش، ومعسكرات اللاجئين تملأ البراري العراقية، على اطراف المدن. حتى قمم الجبال اكتظت بالهاربين من جحيم الخلافة الاسلامية الجديدة في العراق. يدعون انهم "يمثلون الجالية العراقية" وان "وسائل الاعلام السويدية تتحدث عن ثورة عشائر وتنفي وجود داعش"! انا اتابع وسائل الاعلام السويدية يوميا، ولم اسمع، او اشاهد هذا الادعاء الفارغ!
كما اسلفت، لا احد يعرف من سمح لهم بتمثيل مئات الالوف من العراقيين في السويد من مختلف الاحزاب، والتوجهات، والاديان، والطوائف، والقوميات؟ ثانيا ان وسائل الاعلام السويدية منحازة بالكامل ضد داعش، وضد الارهاب، وكتبت كل الصحف المركزية، وتحدثت اهم محطات التلفزيون والراديو، ولا زالت تتحدث عن مأساة المهجرين، وتنقل جرائم داعش بحق الشعب العراقي، وتبين مخاطرهم على المنطقة، وتطالب الحكومة السويدية، ومنظمات الدعم، والاغاثة  الى تقديم الاسناد، والعون للحكومة العراقية، والمتضررين من جرائم داعش. لقد غطت وسائل الاعلام السويدية الفعاليات، التي قامت، وتقوم بها منظمات، وجمعيات العراقيين لدعم اهلهم، ووطنهم، وجيشهم في العراق. اكبر ثلاث فعاليات، لحد الان، جرت في ستوكهولم احداها في نادي الجمعية الاشورية، وبتنسيق مع التيار الديمقراطي العراقي حضرها مراسل العراقية في ستوكهولم، واجرى بعض المقابلات، ولم يكن بين "وفد الجالية العراقية" احد في اي من الفعاليات الاحتجاجية ضد جرائم داعش في العراق.
اذا كانوا متحمسين، ومتعاطفين، ومتضامنين مع شعبهم، وجيشهم، كما يدعون، لماذا لم يشاركوا بتلك الفعاليات؟ لماذا لا يتطوعوا؟ لماذا لا يتبرعوا؟ لماذا لم يعتذروا بالاحرى لشعبهم، وهم يعتبرون قطع الرؤوس، ونقر البطون، وخطف، وسبي النساء، واحياء سوق الرقيق، ونسف الاثار، والمراقد المقدسة، وتهجير، ومطاردة، ومحاولة افناء المسيحيين، والايزيدين، والشبك امر طبيعي؟
بدل التطوع، والتبرع، او الاعتذار يذهبون الى بغداد بسفرة مجانية، كمجوعة دعائية رخيصة تابعة للحزب الحاكم في بغداد، لسرقة قسم مما خصص لمساعدة اللاجئين من اخوتهم العراقيين، ليأتوا، كما يدعون، لاقناع الراي العام السويدي وتوضيح الحقائق حول داعش، وكأن الاعلام السويدي متواطئ مع داعش، مع ان اكبر الصحف السويدية، واكثرها انتشارا، واحتراما "اخبار اليوم" Dagens Nyheter ارسلت منذ اليوم الاول لاحتلال الموصل صحفييها للمنطقة، والتقت بالاهالي الهاربين من جحيم داعش(ISIS) وربما كانوا اول الصحفيين من اوربا على ارض الاحداث. لكن من اين لمجموعة منعزلة عن المجتمع السويدي، وبقية العراقيين ان تعرف، او تتابع ذلك. وان كانت تعرف ذلك وتنكره، فهذا دليل اخر على سوء نيتهم من زيارة العراق. يبدو انهم لا يعرفون السويد، ولا السويدية، ولا يحق لهم تمثيل العراقيين في السويد، ومحاولة الكسب على حساب معاناة، وماساة العراقيين.
في السويد توجد سفارة عراقية، ربما من انشط السفارات العراقية في الخارج. ومثلها المركز الثقافي العراقي في السويد. يقوم  موظفي السفارة، والمركز بالحضور المستمر، والمشاركة الدائمة بكل الفعاليات العراقية، خاصة الداعمة لشعبنا. كانوا هناك، مثلا، يوم 2 اب الحالي في الاعتصام امام البرلمان السويدي. الاعتصام، الذي لم يحضره اولئك المدعين  طمعا في فتات الفساد العام في العراق.
اخجلوا قليلا ايها المدعين، وعتبنا على الفضائية العراقية، التي قطعت اشواطا طويلة في الاستقلالية، وعرض الرأي، والرأي الاخر، وهم يعلمون جيدا ان هناك الالاف من العراقيين، ومئات المبدعين العراقيين في السويد، الذين لم ينسوا وطنهم، ولا شعبهم، ولا يهدفوا من فعالياتهم سحت مال يسرق مما خصص للمحتاجين. بل يدفعهم التصاقهم بوطنهم، وتعاطفهم الصادق مع ابناء شعبهم.
اذا كان كل شئ طبيعي فلماذا ذهبوا للعراق اذن؟ ولماذا خصصت العراقية جل وقتها لمتابعة الاوضاع، وقامت بحملة "النازحون مسؤوليتنا"؟ وهل ياترى ان الطائرات الروسية، وبعدها الامريكية تقضف اشباحا؟ في شمال، وغرب العراق؟
لماذا تصمت المنظمات العراقية، التي قادت مظاهرات الدعم، والاحتجاج على زيف "وفد الجالية العراقية"؟ اين مراسل العراقية في السويد من هذا التشويه؟
رزاق عبود
8ـ8ـ2014

37
مصر والسعودية ومحمود عباس طلبوا من نتنياهو نزع سلاح حماس!

منذ اسابيع، وماكنة الحرب الصهيونية،الامريكية تهد بيوت الفلسطينيين، وتقتل اطفالهم، ونسائهم، وشبابهم، وشيوخهم. قصفت بيوتهم، ومدارسهم، ومستشفياتهم. شردت الالاف، ومنعت الغذاء، والدواء عنهم. حاصرتهم بحرا، وجوا، وبرا واحتلت اراضيهم من جديد. العالم المنصف كله يندد، وينتقد، ويتهم اسرائيل بالابادة الجماعية، والاستخدام المفرط للقوة، واستعمال اسلحة محرمة دوليا. مظاهرات استكار في مختلف دول العالم. حتى الامم المتحدة ادانت اسرائيل، واتهمتها بارتكاب جرائم حرب. اما محمود عباس الرئيس "الفلسطيني" فيدين صواريخ المقاومة الفلسطينية. السعودية تتهم حماس ب"استفزاز" اسرائيل، والاعتداء عليها. مصر الرسمية تتوسط بين الضحية، والجلاد. تتفرج على الذبح اليومي للاشقاء. تشارك اسرائيل بحصار غزة، والشعب الفلسطيني برفضها فتح المعابر للجرحى، والمرضى، ومرور المواد الغذائية، والطبية. اذا فهمنا ان اسرئيل تفعل ذلك، وتتعمد قتل الفلسطينيين عن سابق اصرار كدولة معادية، سياستها الدائمة، ابادة الشعب الفلسطيني، فمن غير المفهوم، ان يتوعد السيسي ايران (التي تدعم المقاومة الفلسطينية)، ويتعهد بالدفاع عن امارات الخليج، والسعودية، ولم يكلف نفسه "مسافة السكة" ولو الى معبر رفح، ناهيك عن "مسافة السكة" لنجدة سوريا، والعراق اللذين يتعرضان لهجمة ارهابية شرسة تمولها، وتدعمها نفس الدول، التي تعهد "مسافة السكة" لحمايتها. يدعي انه يحارب الارهاب في بلاده، ويدعم، ويشجع الارهاب الاسرائيلي ضد شعب شقيق. فالذي، يقصف، ويقتل ليس "حماس" بل الشعب الفلسطيني كله. ليست موزمبيق، بل غزة، التي كانت، يوما ما، تحت الوصاية المصرية. الفلسطينيون يقتلون يوميا في القدس، وفي الضفة الغربية، وحيفا، ويافا على ايدي اصدقاء السيسي الاسرائيليين. هناك لا تحكم حماس، ولا الجهاد، ولا الاخوان المسلمين، ولا تطلق صواريخ. في الضفة الغربية يحكم صديقه الرئيس اللاشرعي محمود عباس. مثل السيسي جاء باىقلاب على السلطة الشرعية. ليس بعيدا، ان عباس تعاون مع المخابرات الاسرائيلية في اختطاف، وقتل الشباب الاسرائيليين لتبرير الحملة على غزة. لا يوجد دليل واحد على تورط حماس، او الجهاد بتلك العملية. حتى لو ثأروا، لهؤلاء الثلاثة، فان مئات القتلى الفلسطينيين قتلوا حتى الان. ليس جديدا على الصهيونية التي نسفت بيوت اليهود، ومعابدهم لاجبارهم على الرحيل الى فلسطين. تعاونوا مع هتلر لاجبار يهود اوربا للرحيل الى فلسطين. قتل ثلاثة شبان اسرائليين ليس صعبا على العصابات، التي شردت شعبا باكلمه لتحقيق حلمها الاستيطاني. لكن السعودية، ومصر، وعباس يقفون مع العصابات الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني. عباس يفعل المستحيل، وبكل الوسائل لمنع الانتفاضة الثالة، ويصرح بذلك علنا. مع ان الانتفاضة الاولى هي التي مهدت لتنصيبه رئيسا على شعب مشرد. يخشى من الانتفاضة الثالثة ان تنزع منه ومن عصابة الفاسدين حوله "شرعية" سلطتهم. وفي الوقت الذي تصرف فيه مليارات الدولارات من قطر، والسعودية، وغيرها لدعم داعش، والنصرة، والقاعدة. وصرفت قبل ذلك المليارات على عصابات طالبان، وقبلها "المجاهدين". فانها تعز على الشعب المحاصر في غزة، ولو برقية تأييد لنضاله، او تنديد بالعدوان الاسرائيلي. كثير من يهود العالم تظاهروا، وتحدثوا، وصرحوا ضد الوحشية الاسرائيلية. اما حكام مصر، والسعودية، وحكومة عباس واجهزة اعلامهم، والمرتزقة من صحفييهم، و "محلليهم السياسيين، والاستراتيجيين" فيقفون مع العدوان الاسرائيلي، وتشجيعه، والحث عليه، لكي يقضي على المقاومة الفلسطينية، التي تحرجهم يوميا امام شعوبهم، وتفضح تواطئهم مع العدو الاسرائيلي، واغتصاب فلسطين. وان كنا لا نؤيد قصف "المدنيين" الاسرائيليين، كما تفعل اسرائيل مع المدنيين الفلسطينيين. اذ يجب كسب الشعب الاسرائيلي، وعزل اليمين الاسرائيلي، الذي عزى حتى حوادث الطرق الى المقاومة الفلسطينية، وحماس. ان الجنود الاسرائيليين على بعد امتار، واقرب كثيرا من الاهداف البعيدة لصواريخ المقاومة. اننا بحاجة لدعم  الرأي العام العالمي، وتفهمه. لذلك فتوجيه الصواريخ ضد دبابات العدو افضل من توجيهها الى المدن الاسرائيلية البعيدة. الشعب الفلسطيني بحاجة الى تعاطف دولي عام دائم، بدل كسب دعائي مؤقت تكون تبعياته اكثر بكثيرمن مكاسبه. يجب ان يكون المدنيين خط احمر. حتى وان، عرفنا ان الاسرائيليين كلهم جنود، وضباط احتياط لكن الكثير منهم يقف ضد سياسة حكومتهم ويجب، وبالامكان كسب المزيد. شعوب العالم قد لاتعرف عدالة قضيتنا خاصة مع ربط الاعلام الصهيوني والان الاعلام العربي الرسمي لها بالارهاب. شعوب اوربا قد لا تعرف حقيقة المجتمع الاسرائيلي العسكرية، او قد لا تشاركنا هذا الفهم. يجب كسبهم، بالتميز عن الافعال الاسرائيلية. يجب ان نعمل على تحويل الاف المتظاهرين الى ملايين خاصة في شوارع اوربا، وامريكا. حيث اليمين يحكم اغلب دولها، او اليسار المتصهين كما في حكام فرنسا الحاليين، او حزب العمال في بريطانيا. وكل اوربا الرسمية تدعم اسرائيل، وتعترف بها كدولة، بل الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة. علينا ان لا نزيد من رصيدها بل عزل حكومة اسرائيل عن شعبها، وعزل الحكومات الاوربية الداعمة لجرائم اسرائيل عن شعوبها، التي يتزايد تفهمها لعدالة القضية الفلسطينية. يجب تحويل البوصلة، ايضا، الى النضال من اجل دولة ديمقراطية واحدة، وحق العودة وليس القبول بدولة ممزقة الاوصال يراسها ممثل للاحتلال اسمه محمود عباس، او من لف لفه. لقد نجح شعب جنوب افريقيا فلماذا لا ينجح شعب فلسطين؟
لابد من الاشارة هنا، الى ان الحديث عن عدم تكافؤ القوى حديث سخيف فاسرئيل دائما متفوقة، كبقية الدول الاستعمارية، والاستيطانية، وهي تستخدم ذلك التفوق لاذلال الفلسطينيين وكل العرب. يجب توجيه الضربات الموجعة لها(لآلتها العسكرية وليس لمدنييها) لاجبارها على التراجع، والاقرار بحقوق الشعب الفلسطيني. كل حركات المقاومة لم تكن متكافئة، لا الحرب الجزائرية، ولا كل حركات المقاومة الافريقية، او الاسيوية، او دول امريكا اللاتينية، التي قاومت دول مرعبة القوة. ولنا في نضال شعب جنوب افريقيا، احدث وافضل مثلا، حيث اجبرت ضربات المقاومة قوة نووية، عنصرية، استيطانية، مثلها مثل اسرائيل، على الانصياع لارادة الشعب، ومقاومته السلمية، والعسكرية. كذلك فعلت المقومة في زيمبابوي حيث اسقطت نظام روديسيا العنصري المدعوم بريطانيا. لو لم تحارب المقاومة الفيتنامية فرنسا ثم امريكا لظلت ممزقة ومستعمرة حتى الان. لقد طرد الشعب الفيتنامي قوتين عظمتين من اراضيه، ولم يستسلم لدعاة التخاذل وعدم توافق القوة الانهزامي، الذي يسوقه عباس، و"سلطته" في مواجهة المقاومة الفلسطينية حتى السلمية منها(الانتفاضة). فكل قوة عاتية ستسقط، حتى ولو من حجارة الانتفاضة، كما اسقط غاندي بايديه العارية، وصموده بريطانيا العظمى.  لن تسقط اسرائيل، العنصرية ولن يعود الشعب الفلسطيني الى دياره، وبناء دولة فلسطين الديمقراطية لكل ساكنيها اذا لم تفعل المقاومة بكل اشكالها، او استسلمنا لاستسلام السيسي، وخيانة السعودية، وتواطيء عباس.
رزاق عبود
24/7/2014 

38
هل ستبقى الموصل عراقية اذا غادرها المسيحيون؟

مرة اخرى يصبح مسيحيي الموصل، مثل كل مسيحيي العراق ضحايا القمع، والتشريد، والتهجير، والتقتيل، وكل انواع العسف، والتمييز، والاضطهاد. ففي كل حقبة من تاريخ العراق الحديث يتعرض هذا المكون الاصيل الى المذابح، والمجازر.قام بكر صدقي في بداية القرن الماضي، بذبح الالاف منهم. متبعا نهج اسياده القدامي العثمانيون، ونصائح اسياده الجدد البريطانيون. النظام الملكي العميل لبريطانيا اعدم قادة الحزب الشيوعي العراقي وعلى رأسهم المسيحي يوسف سلمان فهد. بعد مؤامرة الشواف على ثورة14 تموز تعرض مسيحيي الموصل للاغتيالات، والمضايقات، والترويع، والتهديد من قبل القوى القومية المتأمرة على ثورة 14 تموز، والحاقدين على المسيحيين بسبب تأييدهم العام للثورة، فهرب الكثير منهم من الموصل الى مختلف مدن العراق، خاصة بغداد والبصرة. بعد هروب الطيار العراقي الى اسرائيل حرم بقية المسيحيين من دخول الكليات العسكرية، وتعرضوا لمضايقات، وتهميش، واقصاء، وايذاء. تحت حكم صدام، وبعده اخذوا بجريرة طارق عزيز، وكأن كل مسيحي هو طارق عزيز، مع ان سجون، ومعتقلات صدام، وساحات اعدامه عجت بالمسيحيين من مناضلي القوى الوطنية، وتوزعتهم المنافي كغيرهم من العراقيين. بعد الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003 تعرض المسيحيين، ورجال دينهم الى المضايقات، والقتل، والاختطاف، والاغتيال، وحرقت، وهدمت بيوتهم، وكنائسهم، واديرتهم من قبل ارهابيي القاعدة، والميليشات الاسلامية التابعة للحكام الجدد. ترك مئات الالوف منهم، مضطرين، ارض الاباء، والاجداد، وتوزعوا في كل قارات العالم، وهم يحملون العراق في قلوبهم. ويستمر عذاب المسيحيين العراقيين، كأنه حكم عليهم ان يواصلوا مسيرة العذاب، والالام، التي سارها المسيح حاملا صليبه. يصلب المسيحيون في العراق كل يوم، مثل مسيحهم، وبتواطئ الحكام العراقيين، وحكام الاقليم القوميين. كلاهما يتاجران بمصائب المسيحيين لاذلالهم، واخضاعهم، واجبارهم على الرضوخ لمشاريعهم. فحكام الاقليم القوميين المتعصبين يريدون اجبارالمسيحيين على ضم سهل نينوى الى "كردستان"، وتغيير هويتهم من مسيحيين عراقيين، اهل البلد الاصليين، الى "اقلية كردستانية". حكام بغداد يريدوهم، ان يقدموا الطاعة كاملة، ويجبروا المسيحيين على طلب حمايتهم ك"ذميين" كمواطنين من الدرجة الثانية، او الثالثة، وليس كابناء البلد الاصليين. يعاملون كحال الهنود الحمر في امريكا، او سكان استراليا الاصليين.
الكل يتبجح بانه "ابن الرافدين" ويتفاخر باثار بابل، وحضارة اشور، ومجد نمرود، وعظمة نينوى، ويتناسون، ان احفاد بابل، والوركاء، واشور، والنمرود، واحفاد الذين لازالت اثار قبورهم، واديرتهم، ومدنهم تملأ اراضي الكوفة، والنجف، وكربلاء، والحيرة، والخضر، وغيرها، لايجدون ملاذا امنا في بلد اجدادهم. فهم فيه لاجئين، مهجرين، مطاردين، او مجرد رعايا، او جالية. نتباهى بحضارتهم القديمة، ونتجاهل حاضرهم المريع.
لماذا لا تتحرك قوات البيشمرگة للدفاع عنهم؟ اليس البيشمرگة حرس حدود، وجزء من الجيش العراقي؟! فلماذا لا يحمون الحدود من تسلل الاوباش، ولا يدافع القسم "الكردي" من الجيش العراقي عن ابناء العراق؟! الم يحتل الكرد اراضيهم، وقراهم، ومدنهم، واعتبروها عواصمهم مع انها مدن اشورية؟ لماذا لم تذهب فصائل "السلام" الى الموصل للدفاع عن الكنائس التاريخية، والاثار الحضارية، وهي اقدم من مرقدي العسكريين بالاف السنين؟! لماذا لم يوجه البرزاني ميليشياته لحماية المسيحيين بدل احتلال كركوك، وسرقة نفطها، بالاتفاق مع داعش، واوامر اردوغان، الذي يرفض حقوق الشعب الكردي، ويمارس قصف القرى الكردية يوميا، ويعتقل القائد، والبطل الاسطوري للاكراد عبدالله اوجلان.
لقد رد البرزاني "جميل" صدام حسين عليه عام 1996 بتسليم الموصل الى عزت الدوري خليفة صدام عام 2014. لماذا لا يرد جميل المسيحيين، الذين قاتلوا في صفوف البيشمرگة، واستشهدوا في الدفاع عن مدن وقرى "كردستان"؟! مسيحيو العراق ليسوا، فقط، ضحايا التآمر على العراق، وجرائم داعش، والقوى الطائفية، والقومية المتطرفة، بل هم في الاساس ضحايا النفاق السياسي لحكام العراق في بغداد، واربيل واستخدام مأسي، ومعاناة، ومحنة المسيحيين وسيلة لاستدرار العطف، والدعم الدوليان، وسرقة المساعدات المقدمة للاجئين من كل الانتماءات. هل يعقل، هل يقبل ان تكون اراضي الانبياء، والحضارات، والكنائس، والاديرة القديمة مفرغة من اهلها؟
اتذكر، ونحن نعيش في محلتنا المختلطة، المتصافية، المتسامحة، وبيوتها القديمة، بدأت العوائل المسيحية تنتقل الى محلة مجاورة نشأت حديثا. كانوا يبنون البيوت الجديدة هناك، وينتقلون اليها. ورغم ان شارعا واحدا فقط يفصلنا عن المحلة الجديدة، فان ابي تحسر كثيرا، عندما ودعنا اخر جار مسيحي في شارعنا قائلا، وهو ينتحب: "چا منو بقى بالمحلة بعد"؟ّ! وصعد الى غرفته مهموما، وكأن فلسطينا اخرى ضاعت. كما ضاعت اليوم الموصل، وسبي، وشرد مسيحييها في حزيران النكبات، وعراق المؤامرات.
لمن تبقى الموصل، ونينوى اذا غادرها المسيحيون، وكل الهاربين من المغول الجدد؟!
استدراك تاريخي:
" في العام 1745 حينما كانت جحافل الشاه (طهماسب) المعروف ب (نادر شاه) تغذ السير الى المدينة لتلقي عليها الحصار قام واليها (الحاج حسين باشا الجليلي) يستنجد بالسكان ويستنهض هممهم للدفاع عنها. ولسبب ما، كان من رأي الوجهاء، والعلماء، والسكان، ان يسلموها للغازي دون قتال! فما كان من حاكمها هذا، الا ان ندب مقاتلي المسيحيين من القرى المجاورة فلبوا ندائه، وتركوا قراهم: قرقوش، برطلة، كرمليس، وغيرها ليملأوا اسوار المدينة بمواجهة اعظم ماكنة حربية جردها غاز في الشرق الاوسط منذ عهد السلطان مراد الرابع، ونجحوا في صد هذا الفاتح، الذي لم تصمد امامه تحكيمات عاصمة الهند دلهي"
فهل يا ترى "يعافب" ام يكافأ احفاد اولئك المسيحيين على وقفتهم البطولية، وتضحياتهم المعمدة بالدم للحفاظ على مدينة الموصل عراقية؟! سؤال يستحق الطرح، والتفكير؟!   
رزاق عبود
2014-07-20

39
عبد الفتاح السيسي فرعون مصر المختار!

يومي الاثنين، والثلاثاء(26و27 ايار/مايس) يتوجه اكثر من خمسين مليون مصري يحق لهم التصويت من اصل 80 مليون مصري، "لانتخاب" رئيس مصر الجديد. لكن كل الاستفتاءات، والاستطلاعات، والتنبؤات، والترتيبات تشير الى فوز المشير بنسبة كبيرة. فاز مؤخرا باصوات 90% من مصريي الخارج! والمحتمل، ان تزيد هذه النسبة، او تقل قليلا. المراقبون المشاكسون يتوقعون عودة النسبة المرتبطة بانتخابات صدام حسين، وحسني مبارك 99.99%. المعروف، ان شباب مصر يشكلون 60% من السكان، وقد اعلن ممثليهم مقاطعتهم للانتخابات، لانهم يريدون حكما مدنيا، وكونهم واثقين، بان النتيجة معدة سلفا لحاكم عسكري. في كل المقابلات الصحفية، والتلفزيونية، والخطابات، والتصريحات يتحدث المشير، وكأنه الرئيس الحالي، والقادم. كل الصور، واللافتات، والبوسترات، والدعايات تسميه رئيس مصر، او الرئيس المصري. امريكا تتعامل معه كأنه الرئيس المصري. تنتطر فقط، ان تمنحه الانتخابات الشكلية الشرعية كاملة، لتبرر التعامل مع الانقلابي، الذي صار رئيسا. وزير الدفاع، والقائد العام للقوات المسلحة، الذي حنث اليمين، وانقلب على رئيسه. وخان العهد مع شعبه، وسرق ثورته، واعتقل قادتها.  لكن، وكما يبدو، فانه حتى لوغاب الشعب المصري كله، ليس فقط الشباب، فان السيسي هو فرعون مصر الجديد. ففي الاستفتاء على الدستور العسكري، لم يشارك سوى 38.6% ومع هذا، فان الدستور، الذي يضمن هيمنة عسكرية على المجتمع المصري اقر ويعمل به. المشير الذي قتل 600 من معارضيه بدم بارد في ساحة رابعة العدوية. ثم اصدر حكما بالاعدام الجماعي على 520.  ثم لحقها قبل ايام حكم باعدام بحدود 300 شخصا بمحاكمات صورية تشبه المحاكم العسكرية في زمن الاحتلال. ففي الوقت، الذي تلغى فيه عقوبة الاعدام في كثير من دول العالم المتحضر يستمر المشير بقتل معارضيه بالجملة: محاكم صورية، او اغتيالات، او حوادث طرق، او انفجارات. الشعب المصري ثار من اجل سلطة مدنية متحضرة، لاسلطة عسكرية همجية متجبرة. تحول مبارك الى ملاك قياسا بجرائمهم. الاجرام، لا يقابل بالاجرام، والارهابيون، لا يقابلون بالارهاب. ربما يتهم "المنافس" الوحيد في الانتخابات حمدين صباحي بالارهاب، فيعتقل، او يعدم اذا اعترض بعد الانتخابات على نتائجها، او تزييفها. نأمل ان لايكون صباحين جزء من لعبة العساكر لمنح الشرعية لانتخابات مفبركة، ومعروفة النتائج. فلا زالت التهمة لكل من يعارض المشيرهي الجهل، اومناصرة الاخوان. في نفس الوقت الذي يعول فيه على الجهلة، والاميين، والذين اصابهم الخوف من الرعب الذي نشره المشير، واجهزة امنه، ومخابراته، بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ الشعب المصري.انه ينفذ تعليمات كتابي "الامير" لميكافيلي، و"كفاحي" لهتلر بحذافيرهما. التفت حوله نفس المجموعات من الابواق، والانتهازيين، والوصوليين من عسكريين، ومدنيين. نفس العصابات، التي كانت فاعلة، ونافذه في زمن مبارك تتصدر المشهد السياسي من جديد. فلول نظام مبارك يمسكون بكل مقاليد السلطة. كل معارص، ومختلف: صحفي، مثقف، متنور، فنان، كاتب..الخ، يهمش، او يغيب، او يعتقل، وابسطها يتهم بالارهاب. سياسة مزدوجة "يحارب"  ثلة من الارهابيين، ويرهب الشعب المصري كله. العقلية العسكرية، والمخابراتية، والامنية هي المسيطرة. خلع البدلة العسكرية لا يجعله مدنيا، لا بتفكيره، ولا بسلوكه. سبقه الى ذلك السادات، ومبارك، وقبلهما عبد الناصر. الجيش، العسكر هم من حكموا، ولا زالوا يحكمون. السيسي، والعسكر معه لم ينسوا هتاف الجماهير المصرية، خاصة الشباب، والقوى المدنية، واليسارية، والديمقراطية: "يسقط، يسقط حكم العسكر"! السيسي، وجماعته، لن يغفروا ذلك، وجاؤوا ليعاقبوا المتظاهرين. وهاهم مرددي الشعار، تتوزعهم السجون، والمنافي، والمقابرعلى ايدي العسكر. وهو مستمر في معاقبتهم لرفضهم حكم المجلس العسكري، الذي كان يتنمي اليه. منع منظمات الشباب، وفي مقدمتها حركة 6 ابريل التي ساندت اضرابات عمال المحلة الكبرى، واشعلت الثورة ضد مبارك. كما اصدر قانون تعسفي يمنع التظاهر وهي مقدمة لنظام قمعي يحتقر الجماهير، ويحارب حرية الراي، والتعبير عىن الاراء، والافكار، ويعتقل الان كل شباب الثورة، ومناصريها، ومناضليها بتهم التجسس، وتشويه سمعة مصر. هكذا ككل الطغاة في العالم يربط الوطن بنفسه فهو الدولة، والدولة هو. من ينتقد السيسي ينتقد مصر، فكل ما يفعله "المنقذ المخلص" صحيحا. ادعى في حديث الى "الاهرام" انه راى وحيا كلفه بحكم مصر! بالضبط مثل فرعون ادعى الالوهية. وهاهو المشير السيسي "عليه السلام" يقول للمصريين "انا ربكم الاعلى فاعبدون".
المراقبون الاجانب يتسائلون اين المعارضة؟ وياتيهم الواقع بالرد السريع: المعارضة في السجون، او مهمشة، او مهددة، او مطاردة، او مهجرة. حسب منظمات حقوق الانسان يقبع في سجون المشير اكثر من 20000 معتقل سياسي. فهو الحاكم الفعلي لمصر اما الرئيس عدلي منصور(طرطور) فهو واجهة لا غير. هل هي صدفة، ان الرجلين عملا في السعودية، التي وعدت بدفع نقص الميزانية لاسناد حكم العسكر في مصر؟! لقد حولوا مصر الى ساحة صراع بين غربان قطر، وجرابيع ال سعود. باع وزير الدفاع شرفه العسكري، وباع الرئيس طرطور شرفه القانوني. حرامي يكفل حرامي. حريات الصحافة، والرأي تنتهك يوميا. قتلة خالد سعيد يبرؤون، ويعتقل المحامي الذي يقود المظاهرات لدعم قضيته. زوار الليل ينتهكون حرمة البيوت، ويفتشونها بدون اوامر قضائية، وباساليب همجية، واعتقالات عشوائية، وكما يقول الناشطون المدنيون في مصر، فان العسكر "اطلقوا ماكنة الموت" لتحطيم الديمقراطية، التي ثار من اجلها المصريون، وقمع حرية الراي، التي ثبتها الدستور. زرعوا الخوف، والموت في كل مكان مثلما زرع صوره، التي زاد عددها عن الاعمدة، والجدران، والطيور. ابتسامتة الماكره، ونظرته الجامدة تطلان على المصريين في كل زاوية  يتوعدهم بالويل، والثبور، والاعدام لكل من يقول لا!
لايهمه امن مصر، بل امن امراء الخليج، وطواغيت بني سعود. اما بطالة الشباب، وعطالة المتخرجين، وازمة السكن، وغلاء الاسعار، وانقطاع الكهرباء، وانتشار الاوبئة، والامية ف"المنقذ" يطالبهم بالصبر، والواقعية، فهبات ال سعود توزع على الضباط الكبار اولا، وقدي لايبقى منها شئ لدعم الفقراء. على خريجي الجامعات بيع العيش، والخضروات على الارصفة. وتغليف بضاعتهم بنسخ من شهاداتهم. هذا ما يعدهم، ويطالبهم به فرعونهم الجديد.
ان المقصود من وراء منع التظاهر، بعد ان اغتصب العسكر ثورتي شعب مصر هو التحسب لثورة ثالثة، بعد ان ينكشف الوجه الحقيقي لحكم العسكر، الذي يمنح كل الامتيازات للقادة الكبار، يفرط بامن مصر، ويحمي حدود اسارئيل، يبقى مصر مظلمة، ويبعث الغاز الى اسياده في تل ابيب. لكن الاغلبية الصامتة لن يطول صمتها، فلقد اسقطت مبارك، ومرسي، وستسقط الفرعون الجديد. سيتظاهرون ضد السيسي بعد ان ينتهي فعل مخدر البدلات العسكرية، والوجوه الصارمة، والمخابرات، والشرطة الامنية، والوعود الفارغة. عندما يرى الشعب المصري مظطهديه، قبل الثورة يحكمون، من جديد برعاية، وحماية العسكر، سينتفض من جديد. لقد ثار الشعب المصري ضد السادات، الذي وعده بأن الاستسلام، وبيع كرامة مصر، وتحويلها الى محمية امريكية سيجلب الرخاء، والنعيم. لكنهم لم يروا غير القطط السمان، والجوع فاتهمهم الرئيس العسكري المؤمن بالحرامية، وهو زعيم اللصوص. كما يتهم السيسي اليوم كل معارضيه بالارهاب، وهو الذي سلط الارهاب، والقمع، والخوف، والرعب على الشعب الوديع، وحول مصر الى محمية اسرائيلية.
ان الخيار الان هو بين جمال عبدالناصر، وانور السادات. فهل تخرج الجماهير لاستعادة عزة، وكرامة، وهيبة مصر في زمن عبدالناصر، مع كل ملاحظاتنا عليه واختلافاتنا معه، ام تختار السلدات، الذي اذل المصرين، وجوعهم؟! مصر، وشعب مصر يستحقان الافضل فهي بلد الخير، والفن، والادب، والثقافة، والسياحة، والحضارة، والتسامح.
نامل ان لا يسمحوا للعسكر التحكم برقاب اهل الكنانة من جديد!
رزاق عبود
كاتب عراقي
23ـ5ـ2014

40
مهزلة انتخابات الخارج. السويد نموذجا!

بعد انتظار طويل، وكما يقول المثل: "تمخض الجبل فولد فئرا". "ملايين" العراقيين في الخارج يصوتون في "عشرات" المحطات الانتخابية! العراقيون الذين يتواجدون في كل بلاد العالم تقريبا، لم يجدوا غير عددا محدودا من الدول يقترعون فيها، وفي مدن محدودة، حتى لو كانت البلاد مترامية الاطراف مثل امريكا، كندا، استراليا، السويد، المملكة المتحدة، وغيرها. بعيدة جدا عن الاف العراقيين في المدن الاخرى من نفس البلد. مع هذا جاء الناس من مدن، او بلدان بعيدة ليؤدى واجبهم، وحقهم. قطعوا المسافات الطويلة، تحملوا المشقة، والتكاليف. احيانا عوائل باكملها مع اطفال رضع. لكنهم جوبهوا بعراقيل، وتشدد لامعنى لهما، ولا هدف، سوى منع الناس من التصويت، وحرمانهم من حقهم الانتخابي. تكرر هذا في كل انتخابات الخارج من نيوزيلندا حتى الخليج العربي. في بلغاريا عليهم السفر الى تركيا، وعراقيون ماليزيا فرض عليهم المستحيل: السفر الى استراليا، وهكذا. ايران الاستثناء الوحيد فقد فاق عدد مراكز الانتخاب اعداد كل المراكز الانتخابية في العالم، والسبب واضح، ومفهوم.
في العاصمة السويدية ستوكهولم. وفي مركز فوربري بالذات اصيب الناس بالصدمة حال وصولهم الى مركز الانتخابات. طابور طويل لا معنى له. تجد تفسيره عندما تدخل قاعة التصويت. قبل ان تدخل يحبطك موظفي المفوضية "المستقلة"، بنداءات، و"تهديدات" انه لن يسمح لك بايداء صوتك، الا اذا كنت تحمل الوثائق الفلانية! "قائمة تعجيزية" تتعارض مع اللوحة المكتوبة باللغتين العربية، والكردية في مدخل القاعة. عندما تقرأها تطمئن انه سيسمح لك بالتصويت. وعندما تدخل تصصدم بمعلومات جديدة، ومتطلبات تتصاعد باستمرار حسب ما تكشف عنه ملاحظاتك، تعليقاتك، او مظهرك. فاذا كنت اسلامي، واضح المعالم، او من الاحزاب القومية الكردية. فلا تشدد، ولا هم يحزنون، حتى اطفالك الصغار يمكنهم التصويت. اما اذا لم تجد لك نصيرا اسىلاميا، او من المتعصبين الاكراد فستواجه بتحقيق امني، وتعامل فظ، وليس "تدقيق وثائق". اذا اتفق المدققان معك، او اذا اقنعتهما بالحجة، او افحمتهما بالوثائق، التي معك فانت ستجد من يتدخل، ويطلب تدقيق الوثائق مرة اخرى، ويعترض، او يشكك. امامي شخص يتحدث اللهجة السورية صوت دون مشاكل. وعندما سالته هل اصبحت عراقيا اليوم؟ رد بصلافة انه كردي، ويصوت لكردستان! واخر يتحدث العربية "المكسرة" هرع اليه احد الاسلاميين ودگ سوالف بالفارسي. صوت الاخ، وخرج، وانا "اتعارك" لدعم حق، ووثائق ابني المولود في الخارج، ليصوت للعراق. رغم اننا استفسرنا قبل الدخول، واكد لنا احد "المسؤولين" انه يمكننا التصويت بالوثائق المصحوبة، بعد ان تفحصها بدقة. اتصل نفس الشخص،بعد ان منعونا، بالمفوضية في بغداد، اوالسويد؟ وقيل له يحق لابني التصويت، وهو يتعمد السؤال امام مسؤولي المحطة بصوت عال وياتيه الرد: نعم له حق التصويت! مع هذا يعترض مسؤول المحطة. اعداد هائلة من الموظفين والمسؤولين والمدققين، و...و يفوق عدهم داخل القاعة عدد المصوتين ولا هم لهم سوى عرقلة، واعاقة، وحجب حق التصويت عن العراقيين الذين قطعوا المسافات وتركوا اعمالهم، فوجهوا بهذه الحواجز الرهيبة. الغريب ان العراق اختصر على الاسلاميين، والقوميين الاكراد. فكل المسؤولين، والمدققين من هذين "المكونين" فقط. مع ان الاحزاب القومية الكردية تصرخ ليل نهار انهم ليسوا عراقيين. والاسلاميين الشيعة، يعلنون ولائهم لايران، وليس للعراق. في الانتخابات القادمة لن يصوت الا من لبس العمامة، او الشروال. العراقيون فقط هم من يدگ قامة، او يدگ طبل! اما الاخرين من العرب، والاكراد، والتركمان، والاثوريين، والسريان، والكلدان، والارمن، والشبك، وغيرهم ممن يريدون التصويت لعراق مدني ديمقراطي موحد، من يريدون التصويت للتغير، ومن اجل عراق بلا فساد ولا محاصصة، من اجل دولة كيانات سياسية، لادولة مكونات عرقية، ودينية، وطائفية، فعليهم تغيير جنسياتهم، والتصويت في موزمبيق.
ملاحظات واستفسارات لا بد منها:
1 لماذا لم تكتب الاعلانات، واللوحات، والتوجيهات باللغة السويدية ايضا؟ اغلب الشباب من كل القوميات خاصة المولودين في السويد، لا يجيدون القراء، والكتابة في "لغة الام"، فلغة الامم بالنسبة لهم هي السويدية، او لغة اي بلد ولدوا، ويعيشون فيه؟
2 ماسر كثرة عدد الموظفين، ومن عينهم، ولماذا، ومتى، وبحسب اي مواصفات، او معايير؟ كانت هناك عوائل كاملة تحمل الباجات، لم نلمس خبرة، او مهارة، او قدرة لديهم. بل كان بعضهم امييين.
3 كيف، وصلت البطاقات الالكترونية الى السويد؟ ولماذا لم توزع على الجميع؟ هذا دليل تزوير، وتلاعب اخر، معناه ان صاحب البطاقة سيصوت مرتين هنا، وفي العراق. فلا يوجد جهاز لقراءة البطاقات في مراكز انتخابات الخارج. فلماذا اعتمدت البطاقة كوثيقة اذن؟
4 لماذا لا يوجد سجل للناخبين في الخارج. خلال اربع سنوات سبقت الانتخابات كان يمكن منح العراقيين "بطاقة تصويت" تغني عن كل الوثائق، بعد ان يثبت الشخص عراقيته في مراكز السفارات، والقنصليات العراقية، او في مدن التواجد وباشراف المفوضية "المستقلة" للانتخابات.
5 لماذا تأخر، العد، والفرز، لعدة لايام بعد اغلاق المحطات في مخالفة صريحة لتعليمات المفوضية، والاجراءات الانتخابية. ولماذا سكت ممثلي القوى الاخرى على هذه المخالفة الصريحة، والخرق الواضح؟
6 كيف ستكون ردة فعل الشباب في بلدان المهجر(ابنائنا، وبناتنا) وهم يروون تجار السياسة، وموظفين اميين يشككون بعراقيتهم، التي يفتخرون بها. كيف سنحثهم على الالتصاق بالوطن، ومتابعة احداثه، واخباره، والاهتمام بشؤونه، وهمومه، وهم يعاملون بشك، واحتقار من قبل موظفين يشك بعراقيتهم؟!
7 لماذا هذه الفوضى، والارتباك، والارتجال؟ ولماذا لم يعترض ممثلي القوى الديمقراطية، والمدنية على ذلك، ولما لم يحضر مراقبين من البلد المضيف، ولهم خبرة واسعة في تنظيم، وادارة، ومراقبة الانتخابات في كل العالم؟
8 لماذ لم تبلغ وسائل الاعلام السويدية بالخروقات الكبيرة، والفوضى الرهيبة؟ لماذا هذا السكوت المريب؟ لماذ لم نشهد لهم حضورا ملموسا؟
9 الملاحظة المرة، والصعبة، والعسيرة على الفهم لماذا لم نلمس الحماس، والحرص، بل حتى الاهتمام بتحضير الوثائق للمشاركة في الانتخابات من قبل ممثلي بعض القوائم الانتخابية، والقوى السياسية المهمة؟
10 من المسؤول الفعلي عن التدقيق، وصحة الوثائق فكل كان يدلي بدلوه، وكل كان يفتى حسب مزاجه، ويصر على رأيه، والناخب هو الضحية! ولماذا يتدخل مسؤول المحطة بعد ان يتم التدقيق، ويعترض، خاصة، اذا كان الشخص المصوت مشكوك في ولائه للاحزاب القومية، اوالطائفية؟
رزاق عبود
6/5/2014

41
قتلة، لصوص، وخونة يريدون تمثيل الشعب العراقي!

ترك الوزراء، والمدراء، والنواب، والمحافظين، واعضاء مجالس المحافظات، والموظفين، والسياسيين الكبار، والصغار مواقع عملهم، وظهروا على حقيقتهم بدون اي قناع، يعملون لانفسهم فقط، المناصب، والكراسي، والامتيازات، وعدم الاهتمام بمصالح الوطن، ومشاعر، وهموم، المواطنين. ففي الوقت الذي يعاني الناس من البطالة، والجوع، والفقر، والضياع، ويقدمون الضحايا اليومية من الشهداء، والجرحى، والمعوقين. تنهار البيوت، والدوائر، والمدارس، والكنائس، والبنايات على رؤوس ساكينيها، اوالعاملين، او الدارسين فيها. الشوراع تصطبغ يوميا بلون دماء العراقيين الابرياء. يتمختر هؤلاء المنافقون في الشوارع، والساحات بسياراتهم الفارهة، وعرباتهم المدرعة، محاطين بحاشياتهم، وميليشياتهم، وحماياتهم المدججين بالسلاح يرهبون الناس، يضربوهم، يركلوهم، يدفعوهم، يتعدون عليهم، ويطلقون النارعليهم، احيانا. يعرقلون انسياب المرور، واقامة الحواجز، وقطع الطرق، وسد الجسور، ومع كل هذا، وغيره، يطالبوهم بالتصويت لهم في الانتخابات القادمة!
في الوقت الذي، يستعرضون فيه عضلاتهم على عامة الناس، تنفجر العبوات الناسفة في شوارع، وساحات المدن العراقية. الصراعات المسلحة تتسع في كثير من اجزاء البلد، ويزداد عدد المهجرين، والمهاجرين، والهاربين من جحيم الحروب الطائفية، والعمليات الارهابية. العنف سمة الحياة اليومية، وتحولت الانهر، والبساتين، وحافات الطرق الى مقابر للجثث مجهولة الهوية. يستمر تزايد عدد المفقودين، والمعتقلين، والمحجوزين، والمخطوفين، والمغيبين، والمعذبين، والمغتالين. الاضطرابات مستمرة، والفيضانات تتكرر، وتغرق البيوت، والحقول، والطرق.الفساد ينخر في جسد المجتمع، والدولة بشكل لا مثيل له. ايتام جدد، وثكالى تتضاعف اعدادها، ومآسيها يوميا، بقدر تزايد المهرجانات، والخطب الرنانة، والوعود الكاذبة، وبقدر اعداد مجالس العزاء، ومراسم التشييع تزداد الملصقات الملونة، واللافتات، والشعارات المنافقة. فالشعب في واد، والطامعون في مباهج السلطة في واد اخر!
وزعوا البطانيات، والصوبات، والادوات المنزلية، والمواد الغذائية. يرشون الناس لانتخابهم، فكيف سيخدموهم؟ من يدفع رشوة يستلم رشوة ومن يشتري منصبه سيعمل لاسترداد الثمن اضعافا. انهم يضخون الماء في طاحونة الفساد، الذي يجري في عروقهم، ويسيطر على افكارهم، وافعالهم. ينفقون مبالغ فلكية على دعاياتهم الانتخابية فهل تظنوهم يفعلون ذلك لخدمة الفقراء؟
ان الملصقات الملونة الفضفاضة، مثل الشعارات الطائفية المريضة، والانتماءات العشائرية، والدعايات الدينية الرخيصة، والوعود العسلية، والرشاوي الانتخابية، والاستعراضات البهلوانية، لن تجلب للشعب العراقي غير مزيد من الاحباطات، والنكبات، والخيبات بعد هذه الانتخابات المفصلية، اذا لم يحسن الناخب العراقي اختيار المرشح النزيه، والسياسي النظيف، والمناضل الذي يضع هموم الوطن، والمواطن في اولوياته.
اليونانيون قالوها "سنقطع اصابعنا التي انتخبت الفاسدين" فهل سيقطع الناخب العراقي الفساد من جذوره، وينتخب الايادي البيضاء كي لا يندم ولا يتمنى قطع يده، بل قطع الطريق على اللصوص، والقتلة، والفاسدين؟!
رزاق عبود
26 04 2014


42
الهة سومرية في شوارع المدن العراقية!

في الشوارع، والازقة، والساحات. بين البيوت، والمدارس، والمحلات حملن هم الوطن والمواطن على شكل لافتة، او منشور، او بطاقة تعريف، او برنامج انتخابي. طرقن الابواب محشدات، داعيات، مرشحات، وداعمات، ناشطات، ومؤيدات. محجبات، وسافرات من مختلف الاعمار، والاقوام، والاعراق، والاديان، والطوائف، والعشائر، والمدن، ومن كل المستويات الاجتماعية. صفة واحدة تجمعهن بفخر واصرار، ان جميعهن عراقيات. حملن الرايات، والاربطة، وشعارات المدنية، والديمقراطية، والبديل الافضل. اسماء تحملها اللافتات، والملصقات، والصور، وترددها الحناجر المتحمسة. ايسر الچرچفي، ايهام الجزائري، انعام مهدي حميد، اسراء علي ابراهيم، شروق العبايچي، كفاح الفتلاوي، نضال توما اوراها، اسراء علي ابراهيم، هيفاء كاظم الامين، سهيلة الاعسم، شيماء سميسم، تمارا جلو، هناء ادور، خيال الجواهري، هند كريم، شميران مروكل اوديشو، ازهار جابر، بدور الجراح، وعشرلت، ومئات، والاف المجندات المجهولات يحاربن من اجل غد افضل، وطفل آمن، ووطن مستقر، وخدمات مضمونة، ومساوة كاملة. مدرسة، ومستشفى، ودار حضانة، وفرص عمل.
معلمات، شاعرات، اديبات، فنانات، طالبات، مهندسات، طبيبات، صحفيات، ناشطات نسويات، وداعيات على صفحات الجرائد، ووسائل التواصل الاجتماعي، ومنظمات المجتمع المدني. ثائرات، متظاهرات، يجمعن التواقيع، يطرقن الابواب، يتحدين الظروف القاسية، يقاومن العنف بالكلمة، يواجهن القمع بالتحدي.لايستسلمن الى المضايقات، ولا تخيفهن الدعايات المضادة، ولا ترهبهن الاشاعات، والتشويهات، والتهديدات، ولا توقفهن التحرشات، والمضايقات. كل واحدة منهن تظاهرة، وظاهرة بذاتها. لافته تحملها الجماهير، ملصقة تزين الجدران، وواجهات المحلال، وابواب البيوت. معلقات ابداعية جديدة، وجداريات فنية في واجهات المدن، وساحات النضال. اصواتهن القوية تعبر المحيطات، وتتحدى الاعتقالات، وتخترق شاشات التلفزة، وميكروفونات الاذاعات. اذرعهن الرشيقة ترتفع في سماء الوطن اغصانا للامل، والحب، والسلام.
في التاريخ الحضاري العراقي القديم، النساء في سومر، وبابل، واكد، ونينوى، والوركاء، ونمرود، واوروك كن عازفات، تاجرات، وقديسات، وكاهنات(ام الملك سرجون الاكدي، وابنته كانتا كاهنتين)، وملكات، والهة. كانت الجموع تنصت لهن، تركع لهن، تعبدهن، تردد اسمائهن بخشية، وخشوع: اينانا(عشتار)، ننليل، شمش(شمس)، نمو، ننماخ، نن ـ تي، ارودو(مامي)، وغيرها من الاسماء حتى من سرقها الغرب وحورها(افروديت، فينوس) تبقى جذورها عراقية.
نساء الحاضر لسن اقل قدرا، اوحضورا، ولا اضعف جهدا، ولادورا، او مشاركة. اذا التقيتموهن، اذا صادفتموهن، اذا قابلتموهن فاركعوا لالهة العراق الجديدة. تكرموا بصورهن، تبركوا باسمائهن، قبلوا اياديهن الكريمة، اذا ترفعتم عن تقبيل اقدامهن الصامدة، الراسخة في تربة الوطن. او في الاقل صوتوا للمرشحات منهن. امنحوا انفسكم شرف انتخاب الهة بشرية تمشي على الارض، لا تختلس، ولا تسرق، ولاتخون، ولاتمتد اياديهن للمال العام. نساء(الهة) سيعدن لاطفال العراق ابتسامتهم، وللمرأة كرامتها، وللثكلى عزتها، ولليتامي امل في الحياة ومستفبل افضل، وللوطن حرية، وكرامة، ونمو، وتطور، وامان، وتوحد.
لم يطلبن الدعم من الخارج، ولا من شركات النفط، ولا من اعداء العراق، ولا من تجار الدم، والفاسدين. لم يطرقن ابواب الطائفيين، والمتنفذين. طرقن ابواب البسطاء من الناس، وتجولن في الازقة الفقيرة، والمحلات المعدمة. لم يوزعن الصوبات، ولا البطانيات، ولا قناني الغاز، اومعلبات فاسدة، او دعاية كاذبة. لم يوزعن سوى املهن بصوت يستخدم لرفعة العراق واهله، وانتشالهم من الفقر، والجوع، والبؤس، والحرمان، والامية، والعطالة، والطائفية. فهل تنخدعون بمن اهانكم، وقدم لكم الرشوات لانتخابه؟ ام ستصوتون لمن احترمكم، وحاوركم، واستمع اليكم، وزاركم في بيوتكم، بلا حمايات، ولا مدرعات، ولا رشوات، ولا ميليشيات؟ لم يقدمن الا، وعد وعهد، ان الايادي النزيهة البيضاء، لن تتلوث بمغريات السلطة، ولن يتحولوا الى سادة يتمتعون بكل الامتيازات، بل خدما لتوفير كل الخدمات للشعب الذي عاني ويعاني رغم كل ثراء الوطن.
الانتخابات، مثل الامتحان، وفي الامتحان يكرم المرأ، او يهان! كرموا انفسكم بانتخاب الشرفاء، واحتقروا كل من سرق الوطن كل هذه السنين، ولم يقدموا لنا غير الف قتيل كل اسبوع في العراق الدامي. انقذوا الوطن وصوتوا لمن حمل روحه على كفه، ورشح لطرد الفاسدين، وخدمة المواطنين. انتخبوا لمن سيعيد للعراق مجده التليد، ولشعبه مفاخره وامجاده.
رزاق عبود
18 04 2014

43
"مختار" العصر ام "جزار" العصر!

هناك اسطورة من العراق القديم تتحدث عن طاغية يستعين بساحرة عرافة تتنبأ له بالامور قبل حصولها. بقايا الشعوب القديمة من اشوريين، وسومريين، وبابليين يختارون اكديا ليقتل الساحرة. كل حرس الطاغية، ومعاونيه، ومقربيه، وقادته العسكريين مغرمين بالساحرة ويؤمنون بقدرتها. وهو يقتل كل من يشك بصواب رؤياها. لانها تتنبأ بالثورات والانتفاضات، وتخبره عنها ليقضي عليها. اعدائه يعتبرونها عاهرة اكثر منها ساحرة، او عرافة. البطل الشعبي المختار يفشل في محاولته الاولى، ويعتقل، ويترك ليموت في العراء تحت حرارة الشمس اللاهبة، ورحمة الديدان اكلة اللحوم البشرية. لكن عابر سبيل ينقذه من الموت.
من جهة اخرى، يجتمع حكماء القوم، ويقررون ان الدم لا يجلب السلام. بعكس الحاكم، الذي يعتبر ان العنف، والقسوة، والارهاب تضمن النظام، والطاعة، والخضوع. فيقوم بنشر الخرافات، والخزعبلات، واشاعة الاحقاد، وتمزيق الشعب، ويستخدم القتلة، واللصوص، والمجرمين، والمرتزقة، والخونة لتركيع الناس. يربي العقارب ويستخدم سمها لقتل اعدائه، ومعارضيه. فيستخدم سهما مسموما لاغتيال قائد التمرد ضده. لكن العرافة، تنقذه بعد ان انقذها من الموت في الصحراء. فتشفيه من الحمى، التي اصيب بها.
الشعب كله يفهم ان المشكله هي مع رأس النظام. فالخراب، والدمار يشمل الجميع، ويعم البلاد. الملك الطاغية بسبب تفرده، ورعونته، وحبه للسطلة، وغروره يستخدم الافاعي ضد الساحرة، التي تخلت عنه، وانحازت للشعب، واحبت قائد التمرد. الملفت في الاسطورة، ان المرأة لها دور كبير في اسقاط الطاغية، ومحاربة، وقتل اشد، واقوى حراسه، ومقربيه. وهو امر تميزت به الاساطير، والميتولوجيا العراقية القديمة. المفارقة، ان سيوف حراس الطاغية، وجنوده تشبه القامات، المستخدمة في التطبير الحسيني. الطاغية يعتقد انه محمي من الالهة. لكن الشعب الثائر بنسائه، ورجاله يقذف بالطاغية الى الجحيم بعد ثورة مسلحة شاملة.
من شاهد، اوسيشاهد فيلم "ملك العقارب" الذي انتجته هوليود مستوحية الاسطورة العراقية القديمة، سيرى شخصية نوري المالكي في صورة الطاغيىة في الفيلم. فبعد ان اغتصب السطة بالحيلة، والخداع، ومخالفة الدستور، وبدعم خارجي. احاط نفسه بمجموعة من العقارب من الصداميين القدامى، والنفعيين، والوصوليين، والفاسدين، والامييين، والمزورين، والطائفيين، والانتهازيين، والمرتشين، وسراق المال العام. رفض كل دعوات المصالحة الوطنية، وحل الخلافات، والاختلافات بالطرق السلمية، وارسل الجيش العراقي ليقاتل، ويقتل شعب العراق، والمتظاهرين السلميين في كل مكان من شمال العراق الى جنوبه، ومن شرقه الى غربه. استخدم القوة حتى ضد حلفائه، وشركائه في الحكومة. جمع كل السلطات بيده، واستخدم الدعايات المظللة، والاتهامات الباطلة، والتصفيات، والاغتيالات، والمؤامرات، والدسائس، وشراء الذمم والضمائر، والاجتثاثات، وتزوير الانتخابات، والاقصاء، والتهميش، وتسيس القضاء، ومخالفة الدستور، والتعالي على الشعب، واحتقار مجلس النواب، وامتهان كرامة الناس، والتجاوز على الحقوق، والاعراف، ووصل به الغرور الى التطاول على المرجعيات، التي يدعي الخضوع لتعليماتها. والخروج عن القيم، والاعراف الديمقراطية، وضخ الماء في طاحونة الطائفية البغيضة، واشعل النعرات القومية، والمذهبية، والعشائرية، واستخدام كل سلطة الدولة لمصلحة حزبه، وعائلته، واقاربه، وتحولت دولة القانون الى دولة نوري المالكي المتشرنقة بقانون 4 ارهاب. وتحالف مع الارهابيين في شراكة غير معلنة لحرمان العراقيين من الامن والامان.
هناك الان امكانية قادمة لثورة شعبية عارمة من اجل التغيير السلمي عبر صناديق الاقتراع لبناء الدولة المدنية، دولة المواطن، لا دولة المكونات، دولة الشعب، لا دولة الحكام، دولة الحرية، لا دولة الاستعباد، دولة التبادل السلمي للسلطة، لا دولة "ما ننطيها"، دول الشعب لا دولة الطائفة، دولة الدستور، لا دولة العرف العشائري، دولة العراقيين، لا دولة الطائفيين، دولة الانسان، لادولة السلطان.
ان حاكم يعلن مشروع الدم صراحة، وعلى الملأ، ويحول الدولة، واجهزتها الى ادوات للقمع، والانتقام، والثأر، ويجعل العراق يسبح في دماء العراقيين باسم "حاكم الدم" نوري الماكي وعصابته، هو اخطر من كل خطر. من يستعيد خطاب صدام حسين يوم مجزرته الرهيبة ضد قيادات حزبه(رفاقه) لابد ان يربط بين ذاك الخطاب الارهابي الدموي بالخطاب الارهابي الاستفزازي الدموي، الذي تتضمنه تهديدات نوري المالكي، وهو يحذر معارضيه من الشيعة بصولة فرسان جديدة، ويتهم المنطقة الغربية كلها بالارهاب، ويتهدد ويتوعد الاكراد كلهم بان "الدم بالدم" لهو نذير شؤم لكل العراق، والعراقيين.
لم تمض الا اشهر على خطاب صدام حتى ادخل العراق في حرب طاحنة مع الجارة ايران. بعدها احتل الكويت، واستخدم السلاح الكيمياوي ضد شعبه، وقمع انتفاضته بالحديد والنار، وجعل العراق القوي الغني، كسيحا بعد حصار بربري احمق حول العراق الى دولة كارتونية سقطت بدقائق، ولازلنا نعاني من ذلك الضعف، وتطاول الصغار على العراق العملاق. فهل سينتخب العراقيون من يريد ان يغسل شوارع العراقيين بدمائهم، ويبقيهم في تخلف، وفقر، وجوع، وبؤس، وبطالة، وانعدام الخدمات،  وقتل يومي، ام سيسعون الى التغيير، والدولة المدنية اليدمقراطية، التي يطاب، ويحلم بها كل العقلاء، والشرفاء، والمخلصين.
رزاق عبود
14 04 2014   

44
بصراحة ابن عبود
فتوى المرجعية العليا للشعب العراقي: انتخاب الاسلاميين حرام!  
                                             
قبل فترة افتى شخص يضع على رأسة اطار(تاير) ابيض يدعى كاظم الحائري. لم يسمع به العراقيون قبل الاحتلال، لا مناضلا ضد الفاشية الصدامية، ولا مدافعا عن مصالح فقراء العراقيين، الشيعة بالخصوص. يبدو ان الحائري لا زال حائرا في امره. فهو لايعرف ان العراق حسب الدستور دولة ديمقراطية. والديمقراطية تعني حكم الشعب. الشعب ينتخب ممثليه (نوابه) وهم وحدهم لهم الحق في اصدار القوانين في المنع، والسماح. "الفتاوى" والقوانين تصدر من مجلس النواب فقط. حسب الدستور، الفتوى (الفسوة) التي اطلقها، او يطلقها الحائري بعد اكله باجلة بالدهن. حدودها ملابسه الداخلية. هاي اذا كان لابس لباس. الفتوى تتعارض مع الدستور، الذي اقره الاسلاميون "لعنهم الله" والعلمانيون "عظم الله اجرهم". في مواد الدستور، رغم كل نواقصه، العراقيون سواسية كاسنان المشط. لا فرق بينهم بسبب الجنس، او العرق، او الدين، او المذهب، او الفكر، او المعتقد السياسي. يعني العلماني، والاسلامي في نفس كيس الديمقراطية، وخانة الدستور. ولا يجوز لشخص يستلم راتبه، واوامره من ايران التدخل في شؤون العراق "المستقل". ان العلمانية ليست ضد الدين، ولا ضد الاسلاميين(للاسف الشديد)! ففي الدول العلمانية يسرح، ويمرح الاسلاميون، ويعيشون كبقية الطفيليات على صدقات "الكفار العلمانيين"، والغالبية العظمى من الاسلاميين قادة، وقواعد، وانصار عاشوا، ويعيشون في الغرب العلماني، ووجدوا في البلاد العلمانية ملجئا لهم، ومقرات لنواديهم، وجمعياتهم الوهمية(بس لغف مساعدات مالية)! واقاموا جوامعهم، وحسينياتهم، ومراكزهم "الثقافية" بحرية كاملة، بل مارسوا حتى زنجيلهم البشع، وتطبيرهم الهمجي(فضحونه)  في الشوارع، والمدن، والدول العلمانية! اغلب من يقود السلطة في العراق، الان، من القوى الاسلامية، كان، ولا زال يحمل الجنسية العلمانية. ثم هل اصبح الحائري من انصار معاوية بن ابي سفيان لنسميه "معاوية بن ابي حيران". فمعاوية الغى حكم المشورة الراشدية(وامرهم شورى بينهم) وحولها الى سلطة وراثية! وهو اول من سخر "العلماء" فافتوا بقتل، وذبح الخصوم، والمعارضين، والمعترضين، وسب الامام علي بن ابي طالب اخر الخلفاء الرشدين من على المنابر الاسلامية. كما يفعل الان الحائري بشتم خصومه(منافسيه) السياسيين، و تحريم انتخابهم، وتحليل قتلهم. وهو امر فعله قبله الامويون، والخوارج، والعباسيون، فالعثمانيون، والان يتبعهم الحائريون. ثم ما علاقة رجل الدين بالسياسة؟ السياسة امور دنيا، ورجل الدين يهتم بامور الدين، والاخرة. الدين يدعوا الى الوحدة، والتعاضد، لا الى النفرة، والاحتراب. الاسلام لا يحث على السرقة، بل يقطع يد السارق( لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدهاـ علي بن ابي طالب)! الاسلاميون في العراق، وايران سرقوا الامة، والشعب، والوطن، وتسببوا بملايين المرضى، والاسري، والقتلى، واليتامى، والارامل، والمشردين، واللاجئين، والمغتالين، والعاطلين عن العمل. دون حساب ولا عقاب! في حين في الدول العلمانية يطرد رئيس الدولة، اورئيس الوزراء، او اي وزير، او موظف كبير، اوصغير من وظيفته، ويعاقب. اخر الامثلة رئيس دولة اسرائيل الصهيونية، ورئيس وزراء ايطاليا السابق برلسكوني، والامثلة كثيرة. ولا يوجد مثل اسلامي واحد على معاقبة المفسد، بل العكس يرفع، ويكرم، ويمنح جواز ديبلوماسي، وراتب تقاعدي ضخم مدى الحياة. وحورب، وعوقب، وطرد من وظيفته الشيعي ابن الشيعي، النزيه، المتمرس، الخبير، العفيف، الامين سنان الشبيبي من امانة البنك المركزي، لانه وقف بوجه المافيا الاسلامية، التي تقود السلطة في المنطقة الخضراء من سرقة الاحتياطي الوطني للعملة الصعبة. بالضبط، كما حورب، ونفي ابي ذر الغفاري. ويقتل المعارضين، والمحتجين، والمتظاهرين، كما قتل الحسين!
كان نبي الحائري، وكل المسلين، محمد بن عبالله، وحسب الروايات الاسلامية، يكنى بالصادق الامين. هل ينطبق هذا على احد من الاسلاميين، الذين يكذبون على الناس، وتابعيهم، ومنتخبيهم صباحا ومساءا؟ يسرقون اموالهم جهارا، وعلانية. يتشدقون بعفة، وشظف عيش النبي وصحابته، واهل البيت، وهو يعيشون في قصور عالية، ويركبون سيارات فارهة. اي صدق، واي امانة يملكها الاسلاميون؟ الحديث النبوي يقول "لايدخل الجنة من كذب". فهل يريد الحائري من العراقيين ان ينتخبوا اللصوص، والقتلة، والكذابين، والعملاء، والمتخلفين، والمتعصبين، والمزورين، والاميين، واصحاب الامتيازات، ومثيري الفتن، والصراعات، فيسلم العراق من جديد الى عصابة لاهم لها سوى الحكم، ولا تفكر الا بالاغتناء على حسب الفقراء. والله حيرتنه وياك يا حائري!
لم نسمع الحائري يفتي ضد، او يعترض على الاستيلاء على اموال، واراضي الدولة، وحقوق المواطنين، او يحرم سرقة المال العام، او تهريب النفط. لم يفت الحائري ضد شراء البيوت، والقصور، والعمارات في اوربا، وامريكا، والخليج العربي، والمغرب العربي، ولبنان، وسوريا، والاردن، وطهران، وغيرها من قبل المافيات الاسلامية المتنفذة في العراق. لماذا يرسل الحائري الجنود، والمتطوعين، والارهابيين للدفاع عن "العلماني" بشار الاسد؟ لماذا يتحالف الحائري مع العلماني (الامريكاني) احمد الچلبي في كتلة شيعية واحدة؟ لماذا لم يصدر الحائري فتوى تطالب باعادة حقوق، واملاك الفيليين الشيعة المغتصبة في ايران، والعراق؟ لماذا لا يصدر الحائري فتوى تمنع الاستيلاء على اموال، واملاك، وبيوت المسيحيين. وهم في "ذمة" الاسلاميين، وعليهم حمايتهم، والدفاع عن حقوقهم، وكرامتهم، اذا لم يكونوا متساويين في الحقوق، والواجبات مثل بقية العراقيين؟ لقد قامت الكنائس المسيحية باطعام، وايواء، واكساء المسلمين ضحايا القصف، والعنف، والتمييز، والفتن، والتقسيم، والتهجير، والاقصاء، والتعصب، والاقتتال الاسلامي. فكان جزائهم سلب اموالهم، وتهديد حياتهم، وقصف كنائسهم، وقتل رجال دينهم، وتشريد ابنائهم، وتمزيق عوائلهم.
السؤال الاهم لماذا "ينتخب" الحائري، و"يشارك" في الديمقراطية، وكلاهما "بدعة" علمانيىة صرفة؟!
والله شوفتك، وفتواك حرام يا ابن الحرام، وليس التصويت للعلماني، الذي سيمنحدك الامان، والحقوق الكاملة للاسف الشديد.
رزاق عبود
10 04 2014

45
اجوبة مختصرة على اسئلة الحوار المتمدن.
المرأة بين النص الديني، والقانون المدني الحديث!

1 انه ليس فقط "احساس"! انه "واقع" مر تعيشه المرأة، وكل المجتمع، فالاديان بشكل عام عامل ضغط، واضطهاد، وتمييز، وامتهان للمرأة. فالافكار الدينية كلها نتاج فكر الرجال، وفحوليتهم، ونظرتهم الدونية للمرأة. لم تتحرر المراة في اي مكان، ولو نسبيا، اذا لم يفصل الدين عن السياسة، واذا لم تتحرر الدولة، والمجتمع من هيمنة السلطة الدينية. النصوص الدينية، لا تنصف المراة.
2 فالقوانين في كل المجتمعات، التي تضطهد المراة، وتنال من حقوقها تتعكز على النص الديني، والنظرة الدينية المتخلفة للمراة. فختان النساء، واغتصابهن، وامتهانهن، وتعدد الزوجات، وتزويج القاصرات، والتمتع الاحادي بجسد المراة ينطلق من نصوص دينية متحجرة، مهما كان مصدرها. ان النظام الراسمالي القائم على الاستغلال يتوافق دائما مع النظرة الدينية، والدونية للمرأة. عندما حوصر الرأسماليين في اوربا، وامريكا انتلقوا لاستغلال النساء في المستعمرات السابقة ودول العالم الثالث. ولا زالت المرأة في العالم الراسمالي تنال اجرا اقل من الرجل، ولا زال معظم قادة الاحزاب، والحكومات، والدول من الرجال.
3 ان التجربة العالمية اثبتت، ان فصل الدين عن الدولة يفسح المجال لسن قوانين مدنية متحررة من النص الديني، والقيود اللاهوتية، ومنسجمة مع حقوق الانسان. كما اثبت التجربة العالمية، ان تعليم الاناث يحررهن من الكثير من الاوهام، والقيود، ويفسح المجال لهن للتطور، والتقدم، والعمل خارج البيت، وتبوء المناصب، واكتشااف العالم. لذا نجد الظلاميين يحاربون تعليم المراة، او يحددون تعليمها بالقراءة والكتابة، او اعتبار التعليم ترف زائد، او حرام، وتزويجها مبكرا لانهم يعرفون جيدا، ان توسع مدارك المراة سيجعلها تطالب بحقوقها، وتفهم وضعها، وامكانياتها، وقدراتها الخلاقة. وكل هذ يشكل خطرا عليهم، وعلى سلطتهم الذكورية، وينسف اساس ادعاءاتهم، وتخرصاتهم عن امكانيات المرأة، وقدراتها.
4 ان السياسيين المعادين للمراة، وحقوقها، وخاصة الاحزاب الدينية يرون فيها خطرا كبيرا على سلطتهم، ومكانتهم، وموقعم. فحرمانها من التصويت، او الترشيح، او العمل في كل المجالات، مثلا، يعريهم، ويكشف نفاقهم، ويفضح نظرتهم الدونية للمراة. يلجئون الى النصوص الدينية لحرمان المراة من دورها في العائلة، والميراث، وحضانة الاطفال، والتعليم، وغيرها للتحديد من قدرتها، وحريتها، التي كلما اتسعت تقلصت سلطتهم عليها ثم هيمنتهم على المجتمع ككل.
5 ان ما يسمى بجرائم الشرف يرتكبها من لا شرف لهم من الرجال. وهو امر مرتبط بفكرة امتلاك الرجل لجسد المراة، وحق التصرف به. يشوهها، يضربها، يحرقها، يدفنها حية، يقتلها، يزوجها لمن لا تريد، يغتصبها متى شاء، لانه بعتبرها جزءا من اثاث البيت، اشتراها عندما دفع مهرها. بل ان بعض الثقافات تجبر المراة على دفع المهر للرجل لانه "سيحميها، ويطعمها، ويحافظ على شرفها"، وحتى النساء، للاسف، يستخدمن كلمة "ستر عليها" وتزوجها. لازال الكثير من المعتوهين يظنون، ان شرف المراة يكمن في عذريتها. وان هذه العذرية تشكل شرف الرجل، او العائلة، او العشيرة. واذا لم تخافظ المراة عليه، حتى لو اغتصبت، او تعرضت لحادث، فجزائها القتل. وبما ان كل من يحكمون العالمين العربي، والاسلامي هم من هؤلاء المعتوهين فستبقى المراة قربانا دائما مثل العصور الغابرة يتباهى الرجال بتقديم حياة ابنته، زوجته، اخته، امه، قريبته ودمها لهذا الادعاء الفارغ "غسل العار".
6 علينا ان لاننسى ان كل مايسمى عادات، وتقاليد، وقيم بالية، وموروث متخلف هو تناج فكر ذكوري بحث، لم تساهم المراة في وضعه، وهو "الميراث" الوحيد المضمون لها، وما عليها الا ان تقبل به. النصوص الدينينة ذكورية، ومفسريها من الرجال ايضا، فلا مجال لصوت، وفكر، ورأي المرأة. فالمرأة لازالت في مجتمعاتنا "تطلب يدها" من ابوها، او اخيها الاكبر، او "ولي امرها". حتى لو كانت الام ارملة، او مطلقة، وهي التي ربت، وانفقت على بناتها فعند "الخطوبة" تستدعي احد الرجال من اقاربها، لتخطب الفتاة منه! حتى ما يسمى "الضيافة الجنسية" عند بعص الثقافات يقوم بها الرجل، وما على المراة، الا ان، تقبل بهذه التقاليد، العادات، الاعراف الدين..الخ دون احتجاج او ممانعة! الرجل يمنح، او يبيع المرأة الى الرجل الاخر، بالضبط كما يفعل مع حيواناته.
7 انها ببساطة لا سياسية، ولا دينية، ولاقانونية. انها عقاب من المجتمع الذكوري للمراة، التي تتجرأ، وتختار شخصا اخر من غير بلدها، او مجتمعها، او دينها، او قوميتها، وحتى مذهبها، ولردع الاخريات من فعل ذلك. والا كيف نفسر ان الرجال المتزوجين من اجنبية، وما اكثرهم، لا يواجهون هذه المشكلة. انه شكل لممارسة السلطة على المرأة، وحصرها دائما تحت سلطة، وقوانين، وقيم، واعراف، وتقاليد الرجل. باعتبارها تابعة له. انه جزء من النفاق الذي يمارسه الرجل المتخلف عندما يقبل ان يتزوج من اجنبية ليمنحه هذه الزواج فرصة اللجوء، اوالعيش في بلد متحضر يساوي بين رجاله، ونسائه. نفس الرجل يرسل زوجته "يجازف بها" لتسحبه بعد ذلك الى احدى بلدان اللجوء. يتحول الى تابع، وعندما يصل ينكر فضلها، ويسحب سيف رجولته، وعنفه، ودينه، وتقاليده من جديد ليمارس سلطته، وقمعه الذكوري.
8 في كل الصراعات، والنزاعات، والحروب العالمية، والاقليمية، والمحلية، حتى الخلافات الحدودية، والصراعات الداخلية، فان المراة تتحمل القسط الاكثبر من العذاب، والمعاناة، والتشرد، والقصف، وفقدان الابناء، والاقارب، والتعرض للاغتصاب، والاختطاف، والعمل القسري، والعبودية الجنسية. لا ننسى هنا، ان وراء كل هذه الحروب، والنزاعات، رغبات الرجال في السيطرة، والتوسع، والحروب، واظهار القوة، وعدم الاستماع الى نداءات السلام، او التسويات لتجنب الحروب. في نفس الوقت اثبتت المراة انها اذا استعملت قوتها الجسدية، والمعنوية بامكانها ايقاف حروب، واسقاط ديكتاتوريات، كما حصل في ليبيريا، وغيرها. لكن عند عقد الاتفاقيات، ومعاهدات السلام سرعان ما تنسى مساهمات، ومعانات، وتضحيات المراة، ودورها، وتجحف حقوقها في كل مكان.
9  ليس فقط "حقوق" المراة، التي ضعفت، او ضاعت، بل ان كل وجود المراة مهدد بالضياع، واعادتها الى عهد الجواري، والاماء، والعبودية. فالعودة الى قوانين المتعة، وتعدد الزوجات، وزواج القاصرات، وحرمان المراة من الميراث، وحضانة الاطفال، والطلاق التعسفي، وحجز المراة في المطابخ، ومنعها من العمل، والتعلم، والخروج الى العالم، ومنع السفر، والعودة الى "ولي الامر" حتى لو كان رجلا مجنونا. تقنين الدعارة، واباحة الاغتصاب، و....و.... اذا لم تواجه هذه القوانين، والحكومات، وقوانين الاحوال الشخصية، ومشاريعها بمقاومة حادة، وقوية، ومستمرة، والعمل على اسقاط الانظمة الاسلامية، وليس فقط القوانين، ومشاريعها. فالهدف من وراء هذه القوانين المذلة لكرامة المراة، واجحاف حقوقها الانسانية هو تكميم الافواه باسم الدين، والطائفة. ويقصد من ورائها تمزيق نسيج المجتمعات، وتفتيت الوحدة الوطنية لاضعاف مقاومة هذه القوانين المتخلفة من خلال التخفي وراء الدين والطائفة، ومحاول منع التضامن مع المراة، وبين النساء بعد تقسيم المجتمع الى سنة، وشيعة، مسلمين، وغير مسلمين،  مؤمنين، وملحدين، وهكذا، ليممروا قوانينهم الاستعبادية.
10 القوانين "الدولية" المنصفة لحقوق المراة، وعدم التمييز ضدها، ورفض، ومنع، ومحاربة، ومعاقبة العنف ضدها ليست معطلة، او مشلولة في العالمين العربي، والاسلامي فقط، بل في كثير من دول العالم، ولا تطبق، اوتتبع هذه القوانين كاملة في كثير من الدول الموقعة عليها، او التي ادخلتها في قوانينها. حتى في كثير من دول اوربا اعتمدت مثلا حقوق الطفل كجزء من قوانيها. اما لائحة حقوق المراة فاكتفت اكثر الدول بالتوقيع عليها، ولم تحولها الى قوانين داخلية. الطريق الوحيد لفرض حقوق المراة كاملة، والمساواة الكاملة  في كل الحقوق هو النضال الدائم، والمطالبة المستمرة بتطبيق القوانين الدولية، وتبنيها كقوانين وطنية.
لازالت قضية المراة لا تحظى بالاولية في مؤتمرات، ومهمات، وخطط الدول والمنظمات الدولية، وتتراجع دائما امام مشاكل الجفاف، والتسلح، والسلاح النووي، والاحتباس المناخي، والازمات الاقنصادية والمالية، والحروب المحلية، وغيرها. رغم ان المراة اول ضحايا كل هذه الازمات، والمشاكل الدولية، وحتى الكوارث الطبيعية. لازال الكثير من قادة العالم(رجال) يعتبرون قضية حقوق المراة، ومساواتها الكاملة "ترفا" يمكنه الانتظار. النفاق الدولي مستمر في قضية المراة. اعتقلت النساء الكرواتيات في كل مكان حاولن فيه عرض قضيه المراة في اوكرانيا. لكن العالم كله وقف مع اوكرانيا لان امريكا، والاتحاد الاوربي لم يعجبها ان اوكرانيا لم ترغب التقرب اكثر من الاتحاد الاوربي. وهكذا سلطت الاضواء على تدخل روسيا، وليس على انقاذ، وانصاف المراة الاوكرانية، او الروسية.
رزاق عبود
2014-03-10   
ملاحظة مهمه: اعتقد انه كان من الضروي تحويل كل سؤال الى محور خاص على مدار السنة ليتناوله المختصون بدل العموميات التي تتسرب عادة في الاجابة على الاسئلة. اتمنى على الحوار المتمدن ومركز المرأة تبني هذا المقترح وعدم الاكتفاء باذار شهرا للتعريف بقضية المراة ونضالاتها وما تتعرض له من ظلم وعسف في كل انحاء العالم، ولا باس من التشديد على اوضاع المراة في منطفتنا مع الشكر الجزيل!

46
بصراحة ابن عبود
الشمر اللعين ومختار العصر يتحالفان ضد المرأة العراقية!
اليوم الثامن من اذار يوم المرأة العالمي. خرج، ملايين النساء، والرجال في العالم كله للمطالبة "بمزيد" من الحقوق، بمساواة كاملة في الاجور، والعمل، وتبوء المسؤوليات. مظاهرات، ومسيرات، واحتفالات، وتجمعات، واشارات، واشادات بدور المرأة الطليعي في كافة مجالات الحياة. الاحتفاء بالمنجزات، والمكتسبات، والمطالبة بالاكثر، والتضامن مع من يعيش اوضاعا صعبة. في وقت تفوقت الرياضيات، والعالمات، والسياسيات، والموظفات، والعاملات، والاديبات، والفنانات، و..و.. على الكثير من زملاءهم من الرجال بسبب تفوقهن الطبيعي، وقدرتهن الخلاقة، اذا اعتقن من قيود التعسف، والمنع، والتهميش، والاقصاء، والنظرة الدونية، والقوانين التعسفية، والقيم المتخلفة، والتقاليد البالية.
في خضم هذا كله وبين اطنان الزهور، وكيلومترات اللافتات، واصوات الموسيقى، والفرح التي تعانق السماء. ترتفع في بلادنا الرايات السوداء، وتتشح نسائنا بالحداد، وينعق الغرابان علي الشمري(الشمر اللعين) ونوري المالكي (مختار العصر) ويحولان "عيد المرأة" الى عزاء. علينا الاعتراف اولا، ان ليس هناك جديدا، فمنذ ان تسلط علينا مغول العصر، لم يرتفع غير الغبار في سماء العراق، ولم نسمع غير نعيق غربانهم، ولم نر الا سيوف قتلهم، وغدرهم، وقمعهم، وطائفيتهم، وفسادهم، ولصوصيتهم. هؤلاء الظلاميون لا يحبون الا لون واحد، ولا ينشطون الا في ظلام الليل كالخفافيش المكروهة. فلا احترام لمنزلة المراة المشرعة دوليا، ولا حقوق الطفل المقرة عالميا، ولادعم العائلة المصانة انسانيا. ولا حتى المساواة، وعدم التمييز، التي اقرها حتى دستورهم المعوق. ان حزب الفضيلة (الرذيلة) الذي اسستهه دوائر الامن الصدامية، بتوجيه مباشر من صدام حسين، وحزب الدعوة(البعث سابقا) يطرحان مشروع قانون للاحوال الشخصية من عصر الجواري، وعهد العبودية، وزمن الجاهلية. يسلب حق المرأة في الميراث، واختيار الزوج، والطلاق، وحضانة الاطفال، وانتهاك كل حقوق المرأة الاجتماعية، وامتهان كرامتها الانسانية. تمزيق النسيج، والتشريع الوطني، والاسري. زواج القاصرات، والمتاجرة بالاناث، وهضم وسلب حقوق، وبراءة الطفولة، والتمتع بجسد المرأة، وكانها كتلة لحم بلا مشاعر، ولا احاسيس. تعدد الزوجات بلا حساب، والطلاق التعسفي، وحرمانها من ادميتها، وحجزها في المحارم كالموبوء. العودة الى عهد الكتاتيب، والملالي، والمشعوذين في القضاء، وامور الاسرة. فجاهل امي لايحفظ الا "جزؤ عمة" يتحكم بحياة عالم فيزيائي، ويدمر اسر مستقرة. تقنين االبغاء، واجازة اغتصاب النساء والاطفال. مشروع قانون لصالح الشاذين، والمتوحشين، والمتخلفين، والظلاميين، والطائفيين المتعصبين. رغم ان العراق ملئ بالزيجات بين مختلف الطوائف، والاديان، والقوميات. السؤال المشروع: لماذا يتدخلون في الشؤون المدنية، وقد ادعوا، وصرحوا، ونافقوا انهم لا يريدون تاسيس دولة طالبان في العراق. لكهنم فاقوها تعسفا، وظلما، وتدخلا في الحياة الفردية.
لقد طالب قادة جيش يزيد بعد اخماد ثورة الحسين باستباحة، وسبي نساء، وبنات، وحفيدات اهل بيت نبيهم. والان يقوم القائد العام لقوات يزيد الطائفية ووزير عدله بسبي كل النساء الجعفرية، بل كل العراقيات، واستباحة اعراضهن على اختلاف مذاهبهن، واديانهن، وقومياتهن، وعرضهن في مزاد النخاسة الطائفي.
بعد اللقاء الاسبوعي الثقافي في احدى المكتبات تقدمت مني امراة سويدية كبيرة في السن، وسالتني ان كنت فعلا من العراق. اخبرتني انها عاشت في العراق في خمسينات القرن الماضي، وشهدت "ثورة قاسم"! وان العراقيين كانوا متطورين، ومتمدنين، ومنفتحين، ومتسامحين للدرجة، التي كنت احسدهم عليها. خاصة وضع المراة، ومكانتها، وتحررها، ومساهمتها في مختلف انشطة الحياة، وتبؤها اعلى المناصب! تحسرت، تنهدت، وواصلت: "عندما زرت العراق مؤخرا لرؤية اهل زوجي بعد نصف قرن من الزمان، هالني ما رأيت، خاصة وضع المرأة، وحالتها المزرية". حدقت بي طويلا، وانا انصت لها بحزن، ثم مسحت دموع حسرتها، وقالت بلهجة عراقية صافية، نقية، بدون لكنة، ولا لحن:
ـ "يمة" المراة العراقيىة "مگرودة"!
ادهشتني، بكلمة "يمة" على طريقة امهاتنا العراقيات، رغم شعري الابيض شيبا. لكن كلمة "مگرودة" المشددة، وهي ترددها اكثر من مرة، سالت معها دموعي، وعصرت قلبي، واجبتها بصوت عال عله يصل اسماع "التحالف الاموي" الجديد ضد المرأة العراقية:
"واذا "المگرودة" سألت باي ذنب قتلت"؟!
رزاق عبود
8ـ 3ـ 2014

47
دولة العراق والشام الصهيونية!

بعد احتلال العراق من قبل التحالف الامبريالي الدولي بقيادة الولايات المسلحة الامريكية، اعلن بوش، وبلير على الملأ، انهما يريدان استدراج مسلحي القاعدة،  الى العرق، وتحويل مدنه، وشوارعه الى ساحة حرب، ومواجهة مسلحة مع الارهاب العالمي. سنقتلهم هناك، بدل ان، ياتوا ليقتلونا هنا. مستخدمان ذريعة 11 سبتمبر: "بدل ان يقتلونا في واشنطن، ولندن، نقتلهم في العراق". وقد طلبوا من عملائهم في السعودية، واليمن، وقطر، وغيرها ارسال الرجال، والمال الى العراق. قامت السعودية، واليمن، وسوريا، والكويت، وغيرها بتفريغ سجونها من الارهابيين، وارسالهم الى العراق لضرب عصفورين بحجر واحد. محاربة الديمقراطية الوليدة، والتخلص من الارهابيين. صار العراقيين محتلين من امريكا، ومستهدفين من جنودها، وارهابيي القاعدة.
لقد تعاون قسم من الطائفيين، والمتطرفين، والمخدوعين في البداية مع القاعدة على اعتبارهم جاءوا "ليحرروا" العراق من امريكا. كما ادعى حلفاء امريكا، وعملائها، ان امريكا جاءت "لتحرير" العراق من صدام. في حين ان الهدف المعلن للحرب، كان البحث عن اسلحة الدمار الشامل، التي لم يجدوها. وقد شجعت السياسة الطائفية المرسومة في لندن، والمتبناة من امريكا، والمدعومة من ايران، وجرائم قوات بدر في المنطقة الغربية على تشوش الصورة، واصرار البعض على التعاون مع القاعدة حتى اكتشفوا خطرها. وقد اعلن الزرقاوي بعدها تاسيس دولة العراق الاسلامية. التي حاربتها العشائر العراقية في الانبار، والصحوات، ودعم مادي كبير من الجيش العراقي، ودعم لوجستي من امريكاعلى طريقة "فتنمة" الحرب، وكتمرين لما تقوم به قواتها فيما بعد في افغانستان.
بعد اندلاع الثورة السلمية السورية، وحصولها على تأييد جماهيري، واقليمي، ودولي كبير. تعاون المحور السعودي، القطري، التركي، لاشعال حرب طائفية مثيلة في سوريا لحرف وجهة الثورة الديمقراطية، ولاغراق سوريا في حرب اهلية مدمرة، تتحول الى حرب اقليمية. وقد نجحت بفعل الحشد الطائفي، وتدخل مصر الاخوان، وايران، والمتطرفين في لبنان. بتمويل وتخطيط سعودي قطري امريكي تركي اسرائيلي. ورغم محاولات اسرائيل اظهار الحياد الا ان تدخلها الفض واضح حيث اعلنت بشكل رسمي انحيازها الى "الجانب السني" في الصراع الطائفي في المنطقة. لاستنزاف ايران، وللتفرغ للاستيطان. كما بادرت السعودية، وقطر، وغيرها من القوى الى اعلان ان الخطر الشيعي اقوى من الخطر الاسرائيلي. ان التحالف الاسرائيلي القطري السعودي التركي الخليجي لم يعد بحاجة الى اثبات، ودلائل، فالصورة واضحة بالكامل.
ان الجرائم الوحشية، التي ارتكبتها، وترتكبها جبهة النصرة، وداعش في سوريا ضد العلويين، والمخالفين في المعارضة السورية، وضد العراقيين عامة ليست كلها من تخطيطها، وبنان افكارها. فالفيلق العربي الذي شكلته المخابرات الاسرائيلية من صهاينة، ولا نقول يهود، من اصول عربية، او يجيدون العربية لديهم الاستعداد الكامل للقيام بكل الجرائم الوحشية لتشويه سمعة العرب، والمسلمين في العالم، ودق الاسفين بين الشعوب والدول العربية، وبين القوى الفلسطينية. ان من يرفعون شعارات متطرفة ضد عباس في غزة، ومن يرفعون شعارات مماثلة ضد حماس في مظاهرات الضفة الغربية هم من اعضاء، وانصار، وعملاء هذا الفيلق المتوحش. و سبق لرئيس الكيان الصهيوني نفسه، بان صرح بانه مستعد لاستخدام كل الوسائل لحماية اسرائيل. ونحن نعرف كيف ساهمت العصابات الصهيونية في تفجير المعابد اليهودية، واشعال العداء المصطنع لليهود، وتنظيم الاعتداءات عليهم في كل مكان من العالم، لاجبارهم على الهجرة الى اسرائيل. فكيف اذن مع غير اليهود؟! 
ان منظمات اسلامية فاشية مثل القاعدة، والنصرة، وداعش، وغيرها على امتداد الساحة الاسلامية، هي منظمات صهيونية بامتياز. اعمالها تخدم مصلحة اسرائيل بشكل مباشر، او غير مباشر. ابرزها تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية، وخلق العداوات المفتعلة مع الفلسطينيين، وتشويه سمعتهم في المنظقة، والعالم، وقد نجحت الى حد كبير للاسف الشديد! انظر كيف يحارب المتطرفين "السنة" في لبنان حزب الله بدل توجيه البنادق، او في الاقل العداء ضد المحتل الاسرائيلي. وكيف تختلق احصائيات للانتحاريين "العرب" في العراق، وغيره، ووضع نسبة للفلسطينيين دون دليل. حتى لو كانوا فلسطينيين، فهم تصرفوا كاسلامييين متطرفين، وليس كعرب فلسطينيين. لقد نجحت المخابرات الاسرائيلية الى توجيههم للمدن العراقية، والسورية، والان المصرية، بدل الاهداف الاسرائيلية.
ان داعش، وغيرها منظمات صهيونية، او مخترقة صهيونيا بشكل كبير. وقد اعلنت اسرائيل مرارا، وبشكل علني، ان اسرائيل تعمل مع امريكا وحلفائها في المنطقة الى عدم عودة العراق الى قوته العسكرية، والاقتصادية،واستعادة مكانته الاقليمية، لانه يشكل التهديد الاساسي لامن اسرائيل. فتستمر المؤامرات الدائمة لخلق المشاكل الدائمة في العراق لمنعه من الاستقرار، واستعادة عافيته. الغريب ان هذه السياسة يقع في حبالها، وينفذها، من يسمون انفسهم "اعداء اسرائيل" من اسلاميين، وقوميين. منهم قيادات سياسية عراقية لها علاقات سرية، او علنية مع اسرائيل، وامريكا، وقطر، والسعودية، والكويت، وايران، وتركيا، وغيرها من اطراف المحور المعادي للديمقراطية، والتقدم في العراق.
آن الاوان لوضع النقاط على الحروف، والتخلي عن سياسة التلاعب بمصير العراق لصالح القوى الاجنبية. وعلى القوى الواعية، والمعارضة لهذا المخطط الشرير، ان تكف عن السكوت، وغض النظر، والمجاملات السياسية الرخيصة، وتفضح القوى، والشخصيات المتورطة مهما كان اسمها، او موقعها، او اتجاهها.العراق اكبر من الكل، وهو الان على كف عفريت المناورات، والمؤامرات، والمصالح الضيقة!
رزاق عبود

48
حول حصار الانبار
بوش الابن استقدم القاعدة، ونوري الماكي يستقدم داعش!

تسارعت الاحداث فجاة في محافظة الانبار، بعد ان نفذ المالكي تهديداته "المختارية" بفض الاعتصام الجماهيري الدستوري السلمي. سبق ذلك عمليات كثيرة حوالي بغداد بحجة ضرب "حواضن" الارهاب. لم يخف  تيارالارهاب، ولم تجف مصادره، لا في بغداد، ولا في المدن الاخرى. اراد المالكي ان يغطي على فشله الامني، واخفاقه في دحر الارهاب في بغداد بالتصعيد السياسي، والعسكري، والطائفي في الانبار. عشائر الانبار سبق ان طردت القاعدة بقواها الخاصة، ثم تشكلت قوات الصحوة التي ثبتت الامن في المنطقة. لكن المالكي تنكر للصحوات، وسحب سلاحهم، وقطع عليهم، رواتبهم، واتهمهم بالارهاب، والتعاون مع القاعدة، التي قتلت، وتقتل ابنائهم، وشيوخ عشائرهم، وشخصيات، ورجال دين. هاهو الان يستعين بهم مرة اخرى، ويستنجد بالعشائر المسلحة، خاصة المتعاونه معه، وفي نفس الوقت زج بالجيش في مواجهة مع الشعب في مخالفة دستورية واضحة. ومقدمة لانكار دور الصحوات، والعشائر، وحلفائه المؤقتين، مرة اخرى. حيث سيترك لهم مهمة القيام "بالعمل القذر" حسب المفاهيم العسكرية الامريكية. ثم يدعي النصر، بعد ان يمزق وحدة العشائر، و”الصف السني"، ويكسب نقاط انتخابية ك"مختار العصر" الذي حارب "احفاد يزيد"! وسيضم قسما من القوى السنية الطامعة بالسلطة، والنفوذ، والجاه، والمال الى قائمته الانتخابية، ثم سيخذلهم، ويتنكر لهم كما فعل مع اتفاق اربيل، الذي اوصله الى رئاسة مجلس الوزراء.
الهدف ليس محاربة القاعدة، او داعش. رغم اهمية، واولوية ذلك. الهدف الرئيسي المرسوم له من اسياده، هو استقدام قوات داعش لتخفيف العبأ عن قوات الجيش السوري، وحزب الله، بعد ان فتحت جبهات عديدة. وقد انشغل الجيش السوري "الحر" مؤخرا بمحاربة داعش، التي "انسحبت" من بعض المناطق السورية. الحماس الامريكي، والايراني بالتصريحات، والسلاح، لدعم المالكي ضد "الارهاب" يفضح هذا المخطط الخطير، الذي يحول بلادنا كما اراد بوش الى "ساحة قتال" ضد الارهاب العالمي. وكأن العراق دولة عظمى، او لكأنه مكلف من الامم المتحدة، بدل ان يبسط الامن في مدن العراق، لا ان يورط العراق وجيشه في مشاكل اقليمية. الارهاب الفعلي يتواجد في الصحاري، وبغداد، وليس في ساحة الاعتصام. لانستبعد وجود متعاطفين مع القاعدة في صفوف المعتصمين، وبعض سكان المنطقة، بسبب الشحن الطائفي لحكومة بغداد. لكن الاغلبية الساحقة مسالمة، وغير مسلحة، ومختلفة، مع القاعدة، بل في حالة عداء، وحرب معها. فبعد ان حول بوش ساحات، وشوارع، ومدن العراق الى ساحات مواجهة مع القاعدة راح ضحيتها الالاف من المدنيين العراقيين. يقوم المالكي الان بتحويل الانبار الى ساحة لمواجهة داعش بدعم امريكي، وايراني واضح، بعد ان التقت مصالحهما مرة اخرى في تدمير العراق، واشغاله، وتمزيق نسيجه الاجتماعي. المالكي في "حربه ضد الارهاب" لايخدم مصالح العراق، بل مصالح امريكا، وايران، والنظام السوري. وفيها مكاسب لحملته الانتخابية العسكرية الامنية على طريقة صدام في افتعال الازمات، وحرف الانظار، وخلط الاوراق. ولا عجب في ذلك فنفس المجموعة  من المستشارين، التي كانت محيطة بصدام حسين، تحيط الان بنوري المالكي. والا كيف نفسر انسحاب القوات الامنية، وغلق الدوائر المدنية، وتعطيل حتى المدارس. الامر الذي اضطر الاهالي، والعشائر، وقوات عبدالله الجنابي للسيطرة على الفلوجة، فادعى الماكي انها قوات داعش. قد توجد جيوب لداعش هناك، لكن الفلوجة هي من كسرت ظهر القاعدة سابقا. وذا كانت قوات الارهابيين على اختلاف تسمياتهم قد احتلت الرمادي، او الفلوجة كما يدعي اعلام المالكي، وبعض المغرر بهم، فهو الذي دعاهم بعد ان سحب القوات الامنية، والشرطة من المدينة، وجعل داعش تستغل الفراغ. وفي الوقع انها استدرجت هناك لتخفيف الضغط على القوات السورية. وتغيير موازين القوى واجبار القوى الديمقراطية في سوريا على القبول بالاسد بعد تغير الوضع على الارض، ولتبرير موقف امريكا بابقاء الاسد، بعد ان، تعهد لهم بابعاد الارهاب عن حدود اسرائيل. المالكي يسعى لاشعال حرب اهلية في المنطقة الغربية لاشغال اهالي الانبار ومنع، او تحجيم مشاركتهم في الانتخابات القادمة، ليحجب الاصوات عن منافسيه. وقد نجح سابقا في تحجيم قوة التيار الصدري، والقوى الشيعية الاخرى المنافسة واجبرهم على القبول به رئيسا للوزراء بدعم ايراني وامريكي.
رزاق عبود
24/1/2014

49
فؤاد سالم فنان اصيل في زمن عليل!

"ياسوار الذهب لا تعذب المعصم، معصمهه رقيق وخاف يتألم"! كان هذا مطلع الاغنية، التي نقلت الشاب البصري الوسيم الخجول، من مطرب هاو، الى صف عمالقة مطربي السبعينات حسين نعمة، فاضل عواد، ياس خضر، وغيرهم. صار صوته الشجي يملأ الاسماع في الاسواق، والمقاهي، والنوادي، وتردده حناجر العشاق. حنجرة بصرية مازجت المقام العراقي(البغدادي) مع ما يسمى المقام البصري  بايقاعات خليجية (افريقية) تميزت بها جلسات (گعدات) الطرب الشعبي(الخشابة)!
رحلة طويلة لطالب معهد الفنون الجميلة من حفلات الاعراس، والمناسبات الاجتماعية، والوطنية، وخشبة نادي الاتحاد، والقاعة المركزية في العشار، وسفرات المدارس، الى مايكروفونات الاذاعة العراقية، وصوت الجماهير، واذاعة القوات المسلحة، وقاعات بغداد الواسعة، وصالوناتها الراقية، ومسارحها المشهورة. حنجرة ذهبية نادرة تولاها، ورعاها، ورباها، وتبناها الاستاذين حميد البصري، وطالب غالي في البصرة، ثم قدمها للعراقيين عامة الاستاذ سالم حسين عازف القانون الشهير، الذي لحن له اغنية "سوار الذهب" التي نقلته الى الافاق. اقترح سالم حسين اسم فؤاد بدل فالح، واختار فؤاد اسم سالم تعبير عن امتنانه لاستاذيه سالم حسين، وسالم شكر. برز نجم الشاب في اول اوبريتات غنائية في العراق بيادر خير، والمطرقة، ثم تبعهما نيران السلف، ممثلا، ومؤديا، مبدعا. كانت قدرته الايدائية عجيبة، خاصة انتقاله بين الاطوار، واتقانه السلم الموسيقي عن دراسة، وخبرة، وتجربة، وموهبة. كان قراره هادئا عميقا دون حشرجة، ولائه عالية دون نشاز. مع قوة صوت، وامكانية حنجرة كان بامكانها ان تطرب الحضور خلال ليلة كاملة، دون ان يشعر احد ان فؤاد تعب، او بح صوته. هذه كانت احدى ميزاته. نادرا ما اخذ استراحة، او فواصل. مما ميزه ايضا انه كان شاعرا مرهفا، وملما بالتراث الشعبي العراقي غناءا، ونصا. كتب كلمات، ولحن بعض اغانيه.
سلطت الاضواء على الشاب الخلوق، والمطرب المثقف، والسياسي الملتزم. دون غرور، ولا زهو فارغ رغم صغر سنه. عرف البصريون "فالح حسن" مطربا هاويا مقلدا المطرب الكبير، ومثله الاعلى ناظم الغزالي. من على خشبة مسرح نادي الاتحاد الرياضي، ثم نادي الفنون، ونادي التعارف، والحفلات الخاصة. الجمهور فی البصره عرفه باسم  فالح بريچ، ربيب العائلة الغنية، التي عارضت هواياته، وميوله الفنية، ونشاطاته التقافية، وقاطعته في البداية بسبب ميوله السياسية. كانت علاقاته الاجتماعية، وافكار الاصدقاء، والمحيطين به، تجعله قريبا من الجماهير الشعبية. فاختار عن قناعة، ودون تردد الانحياز الى قضايا الكادحين، وصار صوتهم الفني الى جانب الفنان جعفر حسن.
تعرض للمضايقات، والاغراءات، والاستدعاءات، وحتى الخيانات، والاعتقال، والضرب، لكنه لم يستسلم، ولم يخضع. حمل "قلبه على كفه" واضطر لمغادرة العراق بعد ان ضاقت عليه السبل، مثل مئات المثقفين، والمبدعين، والوف السياسيين. صرخ بوجه مضطهديه، وهو يصور تجربة مناضل مع التعذيب،  متحديا جلاده، مغنيا في اليمن الديمقراطي:
              (گلي من انطلعك شتسوي، گتله ارجع للحزب شيوعي)!
غنى لحزبه، لعماله، وفلاحيه، وطلبته، وشبابه، ونسائه، للعشاق، والوطن، وكل اهل وطنه. التاع، وهو يصرخ مع السياب، والحان طالب غالي: "ياعراق، ياعراق". ظل يبكي العراق في غربته، ويدافع عنه. دفع جل ريع حفلاته تبرعا للحزب، والانصار، والمحتاجين من الاصدقاء، والرفاق. غنى في اذاعات المعارضة، وفي احتفالاتها، ومهرجاناتها. ولما جاءت المعارضة للسلطة لم تعيد اليه، ولو وظيفته، ولم تنقذه من غربته. لم تمنحه بغداد، واربيل، ولا السليمانية ما منحهم من تضامنه، ودمه، وغناه للانصار الابطال. وللجماهير بعد انتفاضة اذار، وانسحاب عسكر، وادارة صدام، متحديا المخاطر المحتملة.
 ظل غريبا، وظلت القنابل تتساقط، والانفجارات تتصاعد قرب المستشفى، التي يرقد فيها في دمشق دون ان تفتح له مستشفيات البصرة، او بغداد، او اربيل، او السليمانية ابوابها له. لم يسر خلف جنازته اي من القادة، الذين يسمون انفسهم وطنيون، او قوميون، او تقدميون، رغم انهم اطلقوا عليه لقب "فنان الشعب" وهو لقب استحقه عن جدارة، وفخر، دون منه، او منحة من احد. مات غريبا مثل السياب في صورة ماساوية معبرة. مات العملاقان بعيدان عن وطنهما. عملاق الشعر، وعملاق الغناء، قضيا في المهجر، ولم يرافق نعشيهما غير ارملتيهما. لم تطلق لهما المدافع تحية المناضل، ولم تنكس الاعلام حزنا، ولم يقف حرس الشرف تكريما لهما، ولم يلف نعشيهما بعلم الوطن، الذي كانا اكثر، واعمق من تغنى به، وله. سيبقى الفان فؤاد سالم غريبا، حتى وهو في قبره، شاهدا على جحود الزمن الردئ. حتى نحن الذين احببناه، لم نقدم له  سوى الاعجاب، والمراثي.
لازلت اذكره شابا يافعا بعد نجاحه اللامع يقف كطفل برئ امام سينما اطلس في وسط العشار، وسيما، انيقا، وعيون الشباب، والشابات تلتهم محياه، وهو يرد بخجل، واحترام، وتواضع على التحيات، ويصافح الجميع. يرتدي قميصا احمرا قاصدا، موضحا، معلنا انحيازه، الفكري بثبات.
سنبقى نردد مع صوته الخالد اغنيته التي سببت له المشاكل مع السلطات والرقابة وهو يصدح:
"بصرتنه ما عذبت محب واحنه العشك عذبنه"
"شط العرب يا بو بلم يعرفنه وموالفنه"
لو عاد اليوم لغناها "واحنه الوكت عذبنه"
مثلما تركنا نبكي عليه، بحسرة: "مو بدينه نودع عيون الحبايب مو بدينه"
رزاق عبود
23/12/2013

50
ذكريات نضالية*
ام توثية
في منطقة التميمية/الخندق، وعلى الشارع الممتد من ساحة ام البروم حتى المعقل يقع ”نادي النفط" وحياته الليلية الصاخبة. في تناقض صارخ بين حياة الترف، التي عاشها موظفو شركة نفط البصرة الانكليزية. والفقر المدقع الذي عاشه سكنة الصرائف بالجهة المقابلة والمحيطة للنادي، وعلى امتداد نفس الشارع. غابة هائلة من الصرائف، والفقر، والبؤس، والشقاء، والمعاناة، والحرائق شبه اليومية. ليس غريبا ان يخرج من هذه المنطقة كوكبة من اشهر القادة، والمناضلين السياسيين، والنقابيين في المحافظة، والمنطقة الجنوبية، والعراق كله. مثل سالم ساهي،عبدالله الشريدة، علي الجزائري، يعقوب فالح، كريم عباس. لعل اشهرهم المناضل الاسطورة هندال جادر، وجبار حمود، الرادود الحسيني المشهور الذي استخدم التراث الحسيني لصالح الحركة الثورية البروليتارية. قدمت هذه المنطقة، وما حولها من مناطق(الرباط الصغير، الرباط الكبير، ام الدجاج، ام التفاح، البسامية، وغيرها) الكثير من الاسماء في الفن، والادب، والرياضة مثل المخرج قاسم حول، والفنان لطيف صالح، وفنان الشعب الكبير فؤاد سالم، وان كان الاخير من عائلة ميسورة انحاز الى هموم الفقراء، والمعدمين، وضحى من اجلهم، والخطاط، والناشط السياسي، والنقابي غالب كاظم، مع ابيه الشيوعي المعروف كاظم الذي مات غريبا في الكويت. منهم ايضا الفقيد جبار ناصر من شيوعي البصرة القدماء المعروفين. كان ايضا عضوا نشطا في اتحاد الطلبة العام في الثانوية المركزية في العشار في البصرة. من عائلة فقيرة معدمة تسكن الصرائف في منطقة التميمية مقابل نادي شركة النفط. كان جبار ناصر مناضلا قويا، نشطا، متحمسا، متطرفا احيانا في دفاعه المستميت عن قضايا الجماهير الكادحة، والقضايا الوطنية، والقومية، والاممية العامة. الطريف ان جبار ناصر كانت له ام شجاعة، جريئة، مقدامة، وفظة اللسان ضد ممثلي السلطة، وشرطتها. وضمن اخلاق، وقيم ذلك الزمن(ملكيا، وجمهوريا) كان للمرأة هيبتها، واحترامها، وتقديرها الخاص. ونادرا ماكانت المراة تعتقل، ولم تفتش امرأة اطلاقا. اصول العائلة من مدينة العمارة، فكانت ام جبار، وعلى رأسها العمامة النسائية العمايرچية* تبدو وكانها عملاقا لا يقهر!
اغلب شرطة المحافظة، كانوا من ابناء عشائر الجنوب الفقراء، الذين نزحوا للعمل في البصرة. كانوا يتعاطفون، سرا، مع قضايا الفقراء، لكنهم مجبرون على اداء واجباتهم في قمع المظاهرات، والاحتجاجات، والاضرابات الشعبية  من عمالية، وطلابية، وفلاحية، وكسبة(قلوبهم معنا، وسيوفهم علينا).
كان معروفا، ان ام جبار ترافق كل مظاهرة، او اعتصام، او اضراب يشارك فيه ابنها. كانت تحمل عصا غليضة يستخدمها فلاحو العراق الفقراء كسلاح شخصي عند النزاعات، او لحماية انفسهم من هجمات الشرطة، او اللصوص تعرف شعبيا بال"توثية". كانت ام جبار تتأبط توثيتها تحت العباءة، واي شرطي، او رجل امن "سري" يقترب من ابنها لاعتقاله، او ضربه تتصدى له ام جبار بكلامها الخشن، وصوتها الجهوري، وتهديداتها العشائرية، وشتائمها التي تخشاها الشرطة، واشهار توثيتها الغليضة. فكانوا يتجنبوها، ويسموها"ام التوثية" في نبرة فيها الكثير من الاحترام، والاعجاب، والفخر بالام العراقية. بعد كل مظاهرة، كانت ام جبار، تعود مصطحبة ابنها حاملة توثيتها، مهددة، متوعدة كل من يقترب من ابنها. حتى جاء البعث عام 1963 وداسوا على كل القيم، والاخلاق، وفرضوا سياستهم الفاشية، واخلاقهم الساقطة على المجتمع المنفتح، المتسامح، المتعاطف مع الافكار التقدمية. فحكم على جبار ناصر بعد انقلابهم الفاشي في 8 شباط الاسود 15 عاما في سجن نقرة السلمان. قضاها مع الوف الشيوعيين، والوطنيين من مدنيين، وعسكريين، رجالا، ونساء، شيبا، وشبابا من مختلف الاعراق، والاديان، والطوائف، والقوميات، والاصول الاجتماعية، توزعتهم سجون العراق، ومعسكرات الاعتقال الرهيبة.
*غطاء راس تميزت به النساء من مدينة العمارة.عبارة عن شدة طويلة من القماش الاسود يشبه عمائم رجال الدين.لا يحضرني للاسف اسم غطاء الرأس ذاك!
رزاق عبود
29/12/ 2013
*ساحاول تدوين الكثير من الاحاديث والذكريات التي يرويها لي البصري، المناضل، والشيوعي السابق ابو جواد "كاظم شنو" مثل القصة اعلاه. واتمنى سماع قصص من مناضلين اخرين مع الشكر! ساكون ممتنا جدا لكل تعليق، او تصحيح، او اضافة!

51
المندائية اول دين"سماوي" موحد، وليس "طائفة"!

وصلني في الفترة الاخيرة رسائل، وبيانات، ومواعيد ندوات، او احتفالات يستخدم كاتبي نصوصها عن ،عمد، او سهوا مصطلح "الطائفة المندائية"!  في حين ان المندائية اول ديانة "سماوية" تعلن "احادية الله" الواحد الاحد منذ ظهور ابراهيم الخليل، ودعوته في جنوب العراق في سومر القديمة. فمندائي اليوم، في ظني، هم احفاد اتباع النبي ابراهيم. والمندائيون اول من تحدث عن اسطورة ايام الخلق السبعة السومرية (قصة الخليقة). تعدد انبيائهم من ادم، وابراهيم مرورا بنوح، ويحيا زكريا. لهم كتابهم، ومناسكهم، وعباداتهم، وطقوسهم، ولغتهم الطقوسية، وهي ارامية على الارجح. هم اول المعمدين، لذا اختاروا التواجد دائما قرب المياه الجارية. وقد تفنن(تقصد) المستشرقون في نسبتهم الى النساطرة، واليهودية، والمسيحية الاولى، وغيرها. بسبب جهلهم بتاريخ المنطقة الكهنوتي، اولاغراض تعصبية دينية بحته، وهي انكار ان ما جاء في كتاب موسى كتب في سومر، وبابل، ومملكة ميسان قبل ظهور موسى بمئات السنين. يصرالمستشرقون على اعتبار اليهودية اول دين سماوي توحيدي.لاغراض كنسية بحتة. في حين ان التاريخ يقول غير ذلك.
موضوعنا، ان الفرق كبير بين الدين، والطائفة، التي غالبا ما تكون منشقة عن دين معين، او فكر معين. وليس نادرا ما تتسم بالانغلاق، والتعصب، والتطرف احيانا. وهذا يسري على نفس الخطأ المنتشر بالقول ب"الطائفة الشيعية" او "الطائفة السنية". وهم ليسوا طوائف، بل مذاهب(اجتهادات) ضمن الدين الاسلامي. لكن هناك طوائف شيعية مثل الاسماعيلية، والفاطمية، وعلي اللاهية، والدروز، والعلوية، والمعتزلة، والزيدية، والبهرا في الهند، وغيرهم. وللسنة طوائفهم مثلما هو عند اليهود، والمسيحيين. لكن الطائفة تختلف عن الدين، والمذهب يختلف عن الطائفة. لذا اتمنى ان يتوقف المتحدثين باسم المندائيين من شيوخ، وسياسيين، وناشطي مجتمع مدني، وممثلي النوادي، والجمعيات، وحتى الباحثين، والكتاب عن استعمل كلمة "طائفة" فهذا استصغار، وانتقاص بحق اقدم دين سماوي موحد ظهر على الارض، وهم ليسوا عبدة نجوم كما يدعي البعض. اذا كان احدث دين/طائفة (البهائية) يرفضون تسمية انفسهم بالطائفة. فكيف مع اقدم دين ظهر في وداي الرافدين؟!
للاسف، في الفترة الاخيرة، هناك من يعمل على تقسيم الوطن الى كانتونات، والشعب الواحد الى شعوب، والاديان الى طوائف. فمنذ ان تطوع مسعود البرزاني، لغرض مسموم وقال قولته المشبوهة (شعوب العراق) صرنا نسمع بالشعب الاثوري، والشعب الكلداني، والشعب السرياني، والشعب الارمني، والايزيدي، والشبكي، وغيرها ناهيك عن الشعب العربي، والشعب الكردي، والشعب التركماني. وصرنا نسمع: الشعب الشيعي، والشعب السني، والشعب المسيحي، والشعب المندائي. وغدا نسمع الشعب البصري، وشعب العمارة، والشعب الكرخي، وشعب الرصافة...الخ لاهداف، واغراض سياسية ضيقة، واطماع شخصية مريضة لاستغللال اسم المكون القومي، او الديني، او الطائفي، وحتى المناطقي. سمعنا مؤخرا ترديد "الطائفة" المسيحية في العراق. الدين الذي يضم المليارات يسمى طائفة! بل سماهم بعض الحمقى "الجالية" المسيحية في العراق! اعترضت مرة على احد المتحدثين المسيحيين(وزير في حكومة المالكي) لاستخدامه كلمة طائفة. ادعى انه حدث  سهوا. بعد قليل انتقل الى الحديث عن "كانتون سهل نينوى". ودافع بحماس عن الفكرة، وهو يحلم، ويطمح طبعا، ان يكون رئيسا، او وزيرا، او محافظا، او رئيس وزراء لهذا الكيان. في حين ان من يعتنقون المسيحية في العراق هم سكنة العراق الاصليون، ولا يجوز حشرهم في معسكرات معزولة كالهنود الحمر في امريكا. العراق كله وطن المسيحيين، وليس سهل نينوى فقط، لغاية في نفس يعقوب. فالسهل من المناطق "المتنازع عليها"، ويخطط لضمها الى ما يسمى "اقليم كردستان" في حين ان كل الاقليم وما جاوره، هو وطن الاشوريين التاريخي. وحكام الاقليم لم، ولن يوقفوا التجاوزات على القرى، والبلدات المسيحية في السهل المذكور، وهي نوايا توسعية ستأكل كل السهل، ويراد لهذه "المحافظة المسيحية" الجديدة، ان تكون غظاءا لهذه الاطماع، والمخططات. ان العراق للجميع، لكل من يسكنه، ويخلص اليه مهما كان عرقه، او دينه. فكيف باحفاد الحضارات، وبناة مجد العراق، وسكانه الاصلييين.
يجب تسمية الاشياء باسمائها، فهناك وطن للجميع اسمه العراق، وهناك شعب متعدد القوميات، والاديان، والمذاهب اسمه الشعب العراقي من زاخو حتى الفاو. وهم ليسوا اقليات، وليسوا طوائف!
رزاق عبود
5/1/2014

52
أدب / مأساة بغداد*
« في: 00:44 08/01/2014  »
مأساة بغداد*



بغداد يا دار العلوم
بغداد يحكمك الجهلة
بغداد يا مهرة مدللة
بغداد يذبحك القتلة
بغداد يحرسك اللصوص
ام الكنوز الاهلة
بغداد كنت عالية
بغداد صرت واطية
بغداد كنت مفخرة
بغداد صرت مسخرة
بغداد كنت ساقية
واليوم يقتلك الظما
بغداد كنت عائمة
واليوم عدت مضحلة
بالامس كان عرسك
واليوم صرت ارملة
بغداد اين الوثبة
بغداد اين المرجلة
عمائم سبت البشر
في كل فتوى قنبلة
لافرق، بين المذهب
فالكل صار حرملة
بغداد يا بنت الجسر
المرأة صارت محرمة
بغداد يانبع الجمال
بغداد صرت خردلة
يغداد يا دار الاسود
بغداد يحكمك السفلة
بغداد ياعرس الشباب
بغداد صرت مقتلة
بغداد كنت عاصمة
بغداد صرت مزبلة
9/4/2013
*الخاطرة الشعرية اعلاه مرثاة لبغداد المغتصبة المحتلة، بعد اختيارها عاصمة "الثقافة العربية". بعد كل هذا الخراب المبرمج يصح تسميتها عاصمة "الزبالة" العربية. نذكر ضيقي الافق ان بغداد عاصمة متعددة الثقافات مثل كل المدن الحضارية التاريخية في العالم. ففيها العرب، والاكراد، والتركمان، والارمن، والاثوريين، والكلدان، والسريان، وكل مكونات شعبنا الاثنية، والدينية. كلهم صنعوا، وساهموا في جعل بغداد مدينة ثقافة انسانية. ستبقى بغداد متعددة الثقافات رغم انف الطائفيين.
رزاق عبود

53
الجيش المصري سرق ثورة الشعب المصري للمرة الثانية!

وزير الدفاع المصري الفريق عبدالفتاح السيسي يتصرف، كانه المهدي المنقذ، وكانه مفوض من الشعب المصري بكل مكوناته! بالضبط كما تصرف وزير الدفاع، ورئيس المجلس العسكري السابق الفريق طنطاوي. الاخير اختطف ثورة يناير، والسيسي اختطف ثورة يونيو. في كلا الحالتين(الاختطافين) حال الجنرالان، دون اكمال الثورة الشعبية المصرية لاهدافها كاملة في الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، والقصاص من الفاسدين، والمجرمين. في كلا الحالتين ادعى قادة العسكر انهم يقفون الى جانب الشعب! وفي حقيقة الامر انهما خافا من سلطة الشعب. فسلطة العسكر قائمة منذ 1952. كان ذلك في الواقع اول اختطاف لاحلام الشعب. حيث قبرت احلام غالبية الضباط الاحرار، والجماهير المصرية، وتراجع عبد الناصرعن تحقيق الديمقراطية، ومنع الاحزاب، واية معارضة، وانفرد العسكر بالسلطة باسم فلسطين، والوحدة العربية. فلم يحرروا فلسطين، ولا وحدوا الامة العربية. بل العكس، اكملت اسرائيل احتلال كامل التراب الفلسطيني(الضفة الغربية)، وغزة، وجزء من سوريا، وكل سيناء. ولا زالت سيادة مصر منتقصة بفعل خيانة السادات في اتفاقية كامب ديفد، فلا يستطيعون تحريك جندي واحد دون موافقة اسرائيل. رغم هذا يصر العسكر على التمسك بهذه الاتفاقية المهينة!
منذ اليوم الاول، كان واضحا ان الجيش جاء ليستعيد الحكم، لا لترشيد الحكم. فالملايين المصرية التي خرجت كانت تطالب بمزيد من الديمقراطية، بمزيد من الحرية، بدستور مدني عصري، ولم تفوض العسكر استلام السلطة، فالجماهير المصرية كانت قادرة على اسقاط مرسي، مثلما اسقطت مبارك بشكل سلمي. الملايين، التي تظاهرت ضد القوانين المتخلفة، والاعلان الدستوري، الذي جاء به حكم مرسي، كبلها السيسي بأسوء منها، بقانون منع التظاهر، والاعتصام.
 تذكروا معي هذه الاحداث: 1 انذار العسكر لمرسي جاء بعد رغبة الاخير التفاوض مع ممثلي المتظاهرين، والاستماع الى وجهة نظرهم، وايجاد حل وسط. 2 السيسي اعلن انه مفوض من قبل الشعب. الشعب لم يفوضه، فلقد سبق لنفس الشعب، ان هتف: "يسقط، يسقط حكم العسكر". 3 طالب السيسي بمظاهرات تفوض المذابح ضد المعارضين لتشويه وجه ثورة الشعب المصري اولا، ولخلق عداوة بين الاخوان، وبقية القوى الوطنية ثانيا. انورالسادات فسح المجال للاسلاميين وحرضهم ضد القوى اليسارية، ثم انقلب عليهم، بعد ان، استقر له الوضع. السيسي يعيد نفس اللعبة، ولكن بالمقلوب، باستخدام القوى المدنية، واليسارية، والليبرالية، والفلول، لمحاربة الاخوان، ثم انقلب عليهم بقوانين منع التظاهرات، والتجمع، والاضراب. 4 الادعاء ان انقلاب السيسي جاء لحماية مصر، وامن مصر، خدعة كبيرة صدقت بها الاغلبية، كما انخدع العراقيون عندما ظنوا، ان الامريكان جاؤا محررين. السيسي تحرك بغطاء امريكي، ودعم اسرائيلي، ولحماية حدود اسرائيل، وخنق غزة، وليس لحماية الامن القومي المصري. لان اسرائيل وامريكا لا تريدان ديمقراطية حقيقية في مصر، ولا في اي دولة عربية. لانهما تريدان احتكار هذه الصفة(الديمقراطية) امام المجتمع الدولي، رغم طبيعة نظام اسرائيل العنصري. نفس الموقف الاسرائيلي، و الاوربي الغربي، والامريكي تجاه نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا. دعموه بكل قواهم، وادعوا انه ديمقراطي رغم التمييز العنصري ونظام الابارتيد. كان اسم مانديلا، مثل عرفات على قائمة الارهاب، حتى بعد ان اصبح رئيسا لجنوب افريقيا. الان يذهب اربع رؤساء امريكان لتكريمه بعد وفاته. 5عندما سيطر الجيش المصري على التلفزيون المصري، كما يفعل كل الانقلابيين، بث صور السادات، ومبارك، وعبدالناصر، والسيسي بملابسهم العسكرية. مع العلم، ان الشعب المصري ثار لتوه ضد مبارك، واسقطه، وثار اكثر من مرة ضد السادات. 6 ارتدي السيسي، ولا زال يفعل، نفس ملابس، ونظارات الجنرال بينوشيت(يمكن مقارنة الصورة من الارشيف)! بينوشيت، ادعى هو الاخر عدم دعم امريكا له عندما انقلب على الرئيس المنتخب سلفادور اليندي. بينوشيت كان وزيرا للدفاع مثل السيسي، وكان متفقا عليه(السيسي) بين الاخوان، والامريكان. 7 قال السيسي في خطابه بعد الانقلاب، انه "لا يستلم اوامر من احد، ولم ينسق مع احد". رغم انه لم يسأله احد عن ذلك. زلة اللسان تلك، كانت كفيلة لاي مراقب سياسي بسيط، ان يفهم الامر. لكن الحماس، والفرحة الغامرة، باقالة مرسي طغت على كل شئ. 8 اسرائيل اعلنت، انه شأن داخلي، ولم ترفع حالة الاستعداد القصوى، ولم تعلن الانذار العام، ولم تحرك جنودها نحو الحدود، ولم تستدع الاحتياط، كما هو دأبها عند كل "خطر" او "تهديد" محتمل. 9 اضاف السيسي في نفس الخطاب انه "يستلم اوامره من الشعب فقط". هاهو الشعب يخرج متظاهرا ليرفض قوانين كم الافواه، فلماذا لا يستجيب لرغبات الشعب بدل تحريك الجيش، والشرطة، والبلطجية ضد شباب الثورة الذين ادعى انه ينفذ اوامرهم.
10 نتذكر ايضا ان الجيش، رتب، وبسرعة لاتناسب الظروف، جلسة محكمة لتبرئة مبارك، ورجال حكمه من كل الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب المصري وخاصة شباب ثورة يناير، الذين عوملوا بقسوة، وقتلوا بدم بارد على ايدي المجلس العسكري بقايدة طنطاوي، والحكم العسكري بقيادة السيسي. 11 لم ينجح طنطاوي "بوضع خاص للجيش" وقيادته، وميزانيته، كما هو الحال في تركيا، وباكستان. فرض السيسي ذلك بالدستور الجديد، وهو امر يتعارض مع ابسط مبادئ الديمقراطية فلا هيئة، ولا جهة، ولا جهاز، ولا سلطة، ولا حزب، ولا شخص معفي، او مستثنى من الرقابة، والحساب، والشفافية. حتى ملوك اوربا لم يحصلوا على هذا الاستثناء الغريب. نفذت لجنة الخمسين اوامر العسكر، الذين بيدهم امر تعيينهم، وتغييرهم. 12 الانفجارات، والاغتيالات، ليست كلها، من صنع الاخوان. القسوة، التي تعامل بها مظاهرات الاخوان يواجه بها كل من يعارض التوجهات الديكتاتورية للجيش بقيادة السيسي. ان وقف برنامج سامي يوسف التلفزيوني، وتسيير المظاهرات ضده، والضغوط، والتهديدات، التي يتعرض لها الكثير من الصحفيين، والنقابيين، والسياسيين، خاصة اليساريين، وممثلي الشباب تؤكد عدم الروح الديمقراطية لقيادة العسكر، ومحاولة خلق عبادة الفرد. وهي واضحة من نية السيسي الترشح لرئاسة الجمهورية، فهو حاكم مصر الفعلي عسكريا، او مدنيا مثل بوتين روسيا. وقد تجاوزت اجراءاته ما مارسه مبارك، ومرسي، وحتى عبدالناصر. لكنه سيوسمها ب"الشرعية" مثل مرسي اذا انتخب رئيسا لمصر.
13 الخلاف مع حكام تركيا، ليس فقط، لانهم يدعمون الاخوان، بل هو جزء من المسرحية، ولان اردوغان وضع حد  لسلطة العسكر(حماة الدستور، والعلمانية) في بلاده استجابة لشروط الانضمام للسوق الاوربية المشتركة، ولان العسكر هناك حاولوا الانقلاب على اردوغان على طريقة السيسي، قبل ذلك وفشلوا. لان امريكا تريد نظاما اسلاميا "معتدلا" وروجت للنموذج التركي، وراهنت على الاخوان في مصر، لوقف المد اليساري، وليس "الاسلامي المتطرف" كما يدعون. فكل زعامات الاسلام المتطرف تعمل لدى المخابرات الاسرائيلية، والامريكية، وتنسق معها، واحداث سوريا، وليبيا، وقبلها العراق ادلة واضحة. وامريكا هي من فرضت على طنطاوي تسريع الانتخابات، والقبول بمرسي.
14 السيسي بقوانينه الجديدة، التي صدرت باسم (رئيس الجمهورية المؤقت) وهو عميل سعودي معروف. والسعودية تأتمر بامر امريكا، و"الزعل" المفتعل للدعاية، والتضليل، وذر الرماد في العيون، ليس الا. امريكا بحاجة لدعم خزينتها، و عجزميزانيتها فضربت،  ثلاث عصافير بحجر واحد. الادعاء امام الشعب الامريكي انها مع الديمقراطية، فادعت انها ضد الانقلاب، و"حجبت" جزء من المساعادات عن مصر. المساعدات كلها للعسكر، وليس للفلاحين، ولا للعمال، ولا ملايين العالطلين المصريين، ولاسكان المقابر. فقامت السعودية برفع العبأ عن سيدتها امريكا، كما فعلت دوما. وفي نفس الوقت لزيادة رصيد الاسرة الحاكمة المتدهور، وسمعتها المتردية في المنطقة، وداخل المملكة بسبب دعمها للقاعدة في سوريا، والعراق، واليمن، ومحاربة ايران، وحزب الله. وهذا لا يصب في صالح العرب، والمسلمين بل مصلحة امريكا، وحلفائها الصهاينة. العصفور الثالث هو تصوير السيسي بانه بطل قومي تحدي اسرائيل، وامريكا. في حين انه يعمل لمصلحتهما. فاول عداوة خارجية افتعلها هو مع الحكومة الشرعية في غزة، ومع اللاجئين السوريين، وحتى العراقيين المقيمين في مصر المعارضين للاحتلال الامريكي. لو كان السيسي معادي لامريكا، واسرائيل، كما يعلن، وكما تتوهم الاغلبية، وانه تحداهما، لكان اول تقاربه يكون مع ايران، وحزب الله، وهما اشد اعداء اسرائيل، وامريكا في المنطقة، واكثر من يتحداهما عمليا. ولا ننسى اغلاق السيسسي انفاق الحياة لشعب غزة. الامر الذي رفض تنفيذه حتى مبارك. وتسمية حماس بالمنظمة الارهابية كما تفعل امريكا، واسرائيل.
ان السياسة الامريكية في المنطقة، التي رسمتها الشمطاء رايس(الفوضى الخلاقة) بالتنسيق مع اسرائيل، ولحماية مصالحها، ولفترة طويلة تستعيد خلالها امريكا قوتها الاقتصادية، وهيمنتها الدولية المتراجعة، واسرائيل علاقاتها الدولية، وسمعتها، التي خسرتها بعد غزو غزة، ومذابحها ضد المدنيين الفلسطينيين. وترك الشعوب العربية تقاتل، وتقتل بعضها. هاهي اقوى، واكبر دولة عربية يضعها السيسي على نفس الخط العراقي، والسوري، والليبي، واليمني، في الاقتتال الداخلي، والانشغال عن البناء، والعمران، ونسيان، او التخلي كاملا عن القضية الفلسطينية. بافتعال المشاكل مع الفلسطينيين، واتهامهم بالقيام بجرائم في كل البلدان العربية. لقد نجحت امريكا، واسرائيل عبر السيسي في تحويل العداء ضد ايران، وفلسطين بدل معاداة الورم الصهيوني. واذا صدقت القصة، التي تقول انه كان الناجي الوحيد من سقوط الطائرة المصرية التي تقل كبار الضباط المصريين. لانه ببساطة "تخلف" عن ركوبها، لان امريكا خططت له، دورا اخر، وفرضته على مرسي وزيرا للدفاع، بعد ان ادخرته طويلا.
انها نفس مسيرة، وسيرة انور السادات، مثله الاعلى. واذا كان السادات ممثلا فاشلا باعترافه. فان السيسي نجح بتأدية دوره جيدا، وحاز على الاوسكار الاسرائيلي، وثقة الجمهور، الذي خدعته حركاته البهلوانية، وتصريحاته، التي تدغدغ الحس الوطني، والقومي لغالبية الشعب المصري البطل. لقد ادعى السادات انه بطل السلام، وانه لا يريد غير مصلحة الشعب المصري، وعندما لم يستفد الشعب المصري من "سلامه"، وكثرت "القطط السمان" انتفضت الجماهير عليه فسماهم بالحرامية.
اليوم يتحجج السيسي بالامن المصري، ومصلحة مصر عندما "استجاب" لرغبة شباب مصر، وعندما تظاهر الشباب ضد قوانينه التعسفية لحجب الحريات، ومنع التطاهرات، وضد تكريس امتيازات العسكر، وضد تبرئة المجرمين، والفاسدين، وضد محاكمة المدنيين امام المحاكم العسكرية، وصفهم اعلام السيسي بانهم ارهابيين، ومخلين بالامن والنظام، حتى لو كانوا اطفالا. سلطة عسكرية غاشمة جديدة تكشر عن انيابها باسم اليدمقراطية، والامن القومي، والثورة المصرية. وكما، صرخ، ويصرخ محمد مرسي بانه الرئيس الشرعي سيقول السيسي غدا عندما ينتخب انه يحكم باسم الشرعية، وانه لا يستلم اوامره الا من الشعب الممنوع من التظاهر، والاضراب، والاعتصام، والمحروم من الكلام، والتعبير، ورغبة التغيير، والمقيد بحكم العسكر.
ان القانون المعادي للحريات، يريد ان يؤمن، ويطمئن العسكر، واسرائيل، وامريكا من ثورة مصرية ثالثة تضع السلطة بيد الشرفاء من قيادات الشعب المصري الشبابية الديمقراطية، بعد ان جرب العسكر لاكثر من مرة.
لا احد يحزن على حكم الاخوان، ولا احد يبرئهم من جرائمهم، ولا احد يريد رؤية مرسي ثانية رئيسا لجمهورية مصر، غير اتباعه. لكن العسكر لا يريدون ان يسقط الرؤساء، والمستبدين، والاخوان، اويتغيرون، بثورات شعبية، او ديمقراطية حقيقية، وانتخابات حرة نزيهة، بل بقوة عسكرية يمتلكها الجيش وحده مع كل امتيازاته. فالجيش المصري يختلف عن اي جيش اخر في العالم، هو دولة داخل دولة. له مؤسساته، ومصانعه، وشركاته، وجامعاته، ومعاهده، ومدارسه، وبعثاته، وميزانياته، وعلاقاته الخارجية، ولا يخضع لرقابة، او سلطة البرلمان، بل ان مصر كلها تخضع له. انها ديكتاتورية المجلس العسكري، وليس مصلحة مصر، او الامن المصري، الذي عاد مفقودا، هو ما دفع الجيش بقيادة السيسي للتحرك. انهم يريدون احتكار الامتياز الاهم: احتكار "حق التغيير" بايديهم فقط، وسحب هذا الحق من ملايين المصريين.
الانقلاب العسكري، هو الانقلاب العسكري، مهما اختلفت الادعاءات!
اتمنى ان اكون مخطئا!
رزاق عبود
كاتب عراقي
14/12/2013

54
بصراحة ابن عبود
حزب الدعوة احنه يلوگ الّنه، نوري ياعلّه، وضيم الّنه!
بالتنسيق مع المخابرات الامريكية، والبريطانية نفذت قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي انقلابها يوم 17 تموز1968. بعد ذلك باسبوعين انقلبوا على قادة الانقلاب الفعليين ابراهيم الداود، وعبدالرزاق النايف. يوم 30 تموز اصبح السيد النائب هو الحاكم الفعلي للبلاد باساليبه التامرية، وتصفياته الهمجية لكل من يهدد، او ينافس، او ينتقد سلطته المطلقة من داخل، او خارج حزبه. بعد عشر سنوات اكمل خلالها سيطرته على كل اجهزة القمع، وبنى ديكتاتورية فاشية، في طريق اضعاف كل معارضيه السياسيين، ثم ازاح بحمام دم كل معارضيه في قيادة حزبه عام1979.
من الهوسات الساذجة، التي هتف بها رعاع البعث، والانتهازيين، والوصوليين، قبل ازاحة احمد حسن البكر: "حزب البعث احنه يلوک الّنه، احمد يا عزنه وسور الّنه"! ثم طار "العز" وتهدم "السور"، وسيطر الرئيس الجديد على كل شئ. اختطف كل الهتافات، والشعارات، والهوسات، والالقاب، واحتكرها لنفسه. ثم احتكر كل المناصب المهمة في السلطة، والحزب، وامسك مفاتيح الدولة بيده. فقادها من حرب الى حرب، ومن هزيمة الى هزيمة، ومن تراجع الى تراجع، وتضخم الوهم الى ورم سرطاني قاده الى حفرة بائسة تحت الارض.عندما اعتقل "العجول"، قائد الامة، كان بهيئة الانسان البدائي. صورة نموذجية رمزية لما قادت اليه سياسته الرعناء، وغروره الطائش. قبله توهم الغادر عبدالسلام عارف، شريكهم في اسقاط ثورة 14تموز، وذبح قائدها الفعلي، مع الاف الضحايا، الذين سقطوا دفاعا عن الثورة ومبادئها. ردد عارف برعونته المعروفة: "لا يهمنا حر البصرة، ولا برد السليمانية". بعد ساعات من خطابه الفج سقطت طائرته، فسخرت الجماهير تشفيا: "طار لحم ونزل فحم"!
قبلهم نوري السعيد هتف له شيوخ الاقطاع: "دار السيد مامونه"! فاطمأن الباشا لوهم الهتافين، وبالغ في غيه، وعدوانه، واستهتاره، فعاملته الجماهير الهائجة بنفس الاساليب البشعة، التي عامل بها القوى الوطنية، وقادتها، يوم علق قادتهم مشنوقين في ساحات بغداد، التي لم تغفر له فعلته الشنعاء فعاقبته بطريقة مماثلة.
نوري سعيد المالكي، يقع اليوم، في نفس وهم نوري السعيد، وطيش عبدالسلام عارف، واستبدادية صدام. الذي يتشبه به، ويماثله في كل سلوكه، وتصرفاته، وبطانته المحيطة. وظن نوري المالكي مثل نوري السعيد عندما هتفت "هوست" له بعض الشخصيات المنافقة بنفس طائفي: "احنه وياك لا تنطيهه" فرد بحماقة : "هو منو يگدر ياخذه حتى ننطيهه"
يتصرف بحماقة عبدالسلام، وعنجهية نوري السعيد، وديكتاتورية صدام حسين، عندما ظن ان الدولة، بل كل العراق هو ملكه الشخصي، فيتصرف به كما يشاء، دون اي اعتبار. نرى الشعب، والوطن يعانيان اليوم من فردية، وديكتاتورية، ودموية، وغدر، واستهتار صدام على يد نوري الماكي، وعصابته الحاكمة. وكما حول صدام القوانين الى "ورقة يكتبها صدام حسين"، والبرلمان يصادق على كل قرارات مجلس قيادة الثورة. يريد نوري المالكي اليوم، ان يجعل، من الديمقراطية والانتخابات مجرد شكلية تسبغ الشرعية على سلطته اللاشرعية، بالضبط مثلما فعل صدام، وقبله هتلر. يريد برلمان، وحكومة، وشعب، وصحافة، وقضاء "موافجين" على كل قرارات "مكتب دولة رئيس الوزراء"! هذا ديدن كل الطغاة. لكن مصيرهم واحد في مزبلة التاريخ، مهما طال الزمن او قصر، في حفرة قذرة كالجرذان، او جثة محروقة كاجساد المصابين بالطاعون، او مسحولا بحبال الغوغاء. على مدى ثمان سنوات من حكم، وسلطة، وديكتاتورية حزب "الدعوة الطائفية" لم يحصد شعبنا غير الالم، والفقر، والفساد، والبطالة، والعنف، والموت المجاني اليومي، والطائفية، والتهميش، والامراض، والعلل، والضيم.
نذكر السيد نوري المالكي، الذي يوهمه مستشاريه، وداعميه في الداخل، والخارج بان الرعاع كانت تهتف في شوارع بغداد: "باچر بالقدس يخطب ابو هيثم"! في حين كان ابو هيثم يجلس ليقرأ خطاب التخلي عن السلطة، الذي كتبه له صدام حسين.
نامل ان تكتب اصوات الجماهير في صناديق الانتخابات القادمة، خسارة، استقالة، تخلى، اقالة، تنحي الرئيس الضرورة الجديد، والا فان جماهير الشعب العراقي الملتاعة ستخرج لتعيد هتاف الشعب المصري البطل في ثورته الجبارة" ارحل يعني امشي، ولا انت ماتفهمشي"
الافضل لابو حمودي ان "يلم چوالاته ويمشي"! "گبل ما يطلعوه بالقنادر" كما يقول شعبنا الطيب!
رزاق عبود
10/12/2013

55
بصراحة ابن عبود
من "سيدي" ابو عداي الى "مولانة" ابو حمودي، نفس النفاق، نفس النفوس!
نوري ابو السبح (مع احترامنا لكل بائعي السبح والمحابس) اصبح بقدرة قادر، وبغفلة من الزمن، وتواطئ العنصريين والطائفيين رئيسا لمجلس الوزراء. قبله اصبح راعي الغنم(مع احترامنا لكل الرعاة وباعة المواشي) صدام حسين التكريتي رئيسا للجمهورية العراقية. كلا الاثنين دعمتهما المخابرات البريطانية والامريكية. كلا الاثنين تآمرا على سلامة الجمهورية، وتعاونا مع دول اجنبية ضد بلدهما. كلاهما حاولا اغتيال رئيس البلد. كلاهما هربا من "النضال" وفضلا اللجوء، والتعاون مع مخابرات البلد/ البلدان المضيفة. كلاهما اطاحا برئيس حزبيهما بمؤامرة جعلتهما رئيسان للحزب، والوزراء/الدولة. كلاهما قربا ضعاف النفوس من شيوخ العشار، ووزع عليهم المال، والسلاح، والاراضي (مع احترامنا لكل الشيوخ الذين رفضوا الخضوع). كلاهما اشترا الصحفيين، والابواق، والمطبلين، والمزوقين، والشعراء، والراقصين، والمداحين، والرداحين (مع احترامنا لكل القامات التي حافظت على شرفها المهني). كلاهما ملأ ساحات بغداد، وشوارع المدن العراقية بجثث معارضيه، ومنتقديه، ومنافسيه. كلاهما شوه ساحات، وشوارع العراق بصورتيهما الكريهة. كلاهما جعل من ابنائه، واقاربه، وعشيرته، ونسبائه، مرتزقة وسلطهم على الناس (مع احترامنا لابناء عشيرة بني مالك، وابناء تكريت، الذين بقوا على عهدهم السياسي، والفكري). كلاهما قرب النفعيين، والوصوليين، والفاسدين، والمهربين، والمرتشين، والانتهازيين، واللصوص، ومهربي الاثار، وجعلهم من بطانته المقربة على حساب الاكفاء، والمخلصين، والشرفاء. كلاهما سيطر على مراكز القرار في الدولة، واحتفظ باهم المناصب الامنية، والعسكرية، والحزبية. كلاهما لهما حماية ضخمة، ومواكب مرافقين لم يحظ بها كل رؤساء العالم. كلاهما حارب الشيوعيين، والقوميين غير المتعصبين، والوطنيين، والاسلاميين غير الطائفيين. كلاهما حاربا، وضايقا، ونظرا باستصغار لمكونات شعبنا القومية، والاثنية، والدينية، والطائفية. كلاهما حول الجامعات، والمدارس، ودور البحث والعلوم الى مراكز حزبية، ومنابر للدعاية، والتضليل، وتزوير الحقائق، والتاريخ. كلاهما افتعل الازمات، والمشاكل، والخلافات، مع الحلفاء، او الاصدقاء، او الجيران، لتصريف ازماته الداخلية. كلاهما اطلق صراح المجرمين من السجون، وسلحهم لقتل ابناء الشعب. كلاهما فرطا بحقوق، واراضي، ومياه، وشرف، وسمعة، وسيادة الوطن، وقيد البلد باتفاقيات، ومعاهدات مشينة. كلاهما حول ملايين العراقيين، خاصة ذوي الكفاءات، الى مهاجرين، ولاجئين، ومشردين، ومتسولين في بلدان لم يسمعوا بها من قبل. كلاهما اطلق العنان لالقاب الفخامة، والسمو، والسيادة، والتعالي حتى قاربت اسماء الله الحسنى. كلاهما بدد الثروة النفطية على شراء السلاح، والعملاء، والمؤيدين، والمصفقين، وترك الشعب يعاني الامرين، وجعلا من العراقيين افقر شعب في اغنى وطن. كلاهما تمسك بالسطلة حتى الاسنان، وقدما العراق ضحية على مذبح الحكم، والسلطة المطلقة، وتعظيم الذات، وسيادة العنف. كلاهما جعلا نفسيهما فوق القانون، وفسرا الدستور وفق ما يريدان. كلاهما سيس القضاء، واخضعاه لرغباتهما، ونزعاتهما، ومصالح سلطتهما. كلاهما احتقرا مجلس النواب، ولم يتعاملا مع النواب، الا كمجموعة من المنتفعين، و(المشرعين) لقراراته. كلاهما، وباسم الدين، سمحا للارهاب، والتعصب، والطائفية، والاثنية ان يمزقوا الشعب والوطن. كلاهما تحصنا في قصورهما، كالسلاطين، وتركا الشعب جائعا بلا غذاء، ولا سكن، ولا كهرباء. كلاهما اعادا الى العراق امراضا انقرضت، وعلل اندثرت، واستوردا امراضا لم نسمع بها من قبل. كلاهما امتلئت السجون في عهدهما بالاف المواطنين من كل الاعمار، والاجناس، والاعراق، والاديان، والطوائف، والاتجاهات ومورست، وتمارس في سجونهما ابشع انواع، التعذيب، والاستخفاف بحقوق الانسان، وكرامته. كلاهما اعاد افكار، وممارسات، وقيم، واخلاق عفى عليها الزمن. كلاهما شوها سمعة العراق، والعراقيين في العالم من فساد، وحرب، وعدوانية، وعنف، وارهاب، والتدخل في شؤون الدول المجاورة. كلاهما، كلاهما، كلاهما..... دمرا العراق، ووضعاه على حافية الهاوية، والتقسيم، والزوال.
كل ذلك بسبب النزعة الديكتاتوية، وحب السلطة، والتفرد، والاستبداد، وتجاهل ارادة الشعب، وقواه الحية. فهل تاتي امريكا جديدة لتخلص العراق، والعراقيين من الثاني، بعد ان انتهت مهمات الاول؟ ام ان الشعب، وقواه الوطنية سيزحفون نحو صناديق الاقتراع لازالته بلا دبابات، ولا طائرات، بل بفعل عمل حضاري اسمه: الانتخابات؟ ام ياترى سيفوز نوري كامل المالكي بنسبة 99.99% كما يدعي، ويتوعد، ويهدد انصاره من على شاشات التلفزة التي سيطر عليها؟ عندها لابد من تحويل الشوارع، والساحات الى ميادين ثورة شعبية لتغيير النظام الديكتاتوري الجديد. فالعراق لا يتحمل، ولا يستحق احتلالا جديدا. ولا ديكتاتورا جديدا!
رزاق عبود
3/12/2013

56
بصراحة ابن عبود
عيد الاضحى، وفيروس الحج!
ما ان اقترب ما يسمى عيد الاضحى، الذي يعقب فريضة الحج الى مكة، والطواف حول الكعبة، وهو تقليد "جاهلي" حافظ عليه محمد حفاظا على موقع مكة الاقتصادي سابقا، ولابقاء هيمنة قبيلته قريش على عرب الجزيرة، حتى بعد الاسلام. الهيمنة، التي امتدت الى كل حدود الدولة الاسلامية بعد ان حصر محمد الحكم على قريش، حتى جاء العثمانيون، وكسروا هذا التقليد، والاحتكار العربي القريشي للخلافة الاسلامية.
يفترض، ان العيد مناسبة يحتفل بها الحجاج بعد اداء، واكمال مراسيم الحج. لكن اغلبهم يعودون الى بيوتهم بعد انتهاء ايام العيد. ملايين المسلمين،غيرهم، يحتفلون بعد اداء شعائر لم يقوموا بها. العيد، يعني ان يكون الناس في فرح، وسعادة، وبهجة بعد انتصار على عدو، او نزول المطر بعد احتباس طويل، او بعد موسم حصاد جيد، او زوال كابوس وباء ما ...الخ.
 رغم اننا لم نحج، وان كل الامور، التي توجب العيد، لم تحصل فقد انهالت علينا التهاني، والتبريكات، والامنيات من كل مكان، من المسلمين وغيرهم. من المؤمنين، والملحدين، من خصوم الاسلام، ومناصريه. استعدت الاسواق، والمحلات، والتجار والمضاربين. زينت الشوارع، والجوامع، والمقرات، والدوائر، والمدارس. نظفت البيوت، واشتريت ملابس العيد. واعدت اشهى، واطيب الاكلات. قامت الصحف بتحضير مانشيتات مثيرة. وارتدت مذيعات، ومقدمات برامج الفضائيات افضل حللهن، وارتدى قسم منهن انواع الحجابات المزيفة بالوان فاقعة، وساطعة، وتقليعات صارخة تذكرنا، بالوانها الفضفاضة، بملابس الراقصات اكثر مما تذكر بثياب رابعة العدوية، او المؤمنات الصالحات في الافلام، والمسلسلات المنافقة. وهي تصور ماض "جميل" لم يعشه احد، و"عدالة" موهومة لم يتمتع بها احد.
لم يتفق المسلمون، كالعادة، حتى على "يوم العيد" رغم اضطرارهم على اداء مراسم الحج في نفس اليوم. لم اجد تفسيرا مقنعا لهذا الا مر ابدا. فهل يحتفلون ياتري بفرحة اختلافهم، وتشتتهم، وتعاديهم، وتحاربهم حتى في مناسباتهم التي تفترض التصافي، والتآلف؟ لا افهم كيف يحتفل (يعيد) المرأ في العراق، او افغانستان، او البحرين، او الباكستان، او مصر، او تونس، او ليبيا، او اليمن، او الصومال، او فلسطين، او السودان، والدماء تسيل في الشوارع، واوطان محتلة، او مختطفة، وحروب اهلية مدمرة، وسلطات قمعية، وميليشيات همجية. في كل شارع تقريبا مجلس عزاء، وملايين البيوت تبحث عن فقيد، او تفتقد اسير، او سجين، اومختطف، او مفقود، او مهجر، او تتحسر على شهيد، اوقتيل، او جريح.
في العراق في كل بيت، في كل شارع، في كل محلة، في كل منطقة، مجلس عزاء. في كل يوم سيارات مفخخة، وانفجارات مدوية، وفي كل منعطف تفجير، او نسف، او مسدس كاتم للصوت يتربص بالناس، ويزهق ارواحهم بلا حسباب.
في مكة نفسها حيث "بيت الله الحرام" فوضى، واحتدام، وزحام، وخصام، واوبئة وفيروسات قتلت المئات، وربما الالاف، رغم تعتيم السلطات البدوية، التي تعتبر موت البشر، كموت الذباب. وبدل، ان يحمي الرب بيته، ويحفظ زواره، ويقي ضيوفه، ويرسل اليهم طيوره الابابيل لترمي الفيروس بحجارة من سجيل. انهالت علينا البطاقات، والمعايدات، والكارتات، والفيس بوكات، والتلفونات من المؤمنين الجدد بابابيل من الامنيات بالصحة، والعافية، والامن، والامان، والسلام، والوئام، واعادة الكهرباء المقطوعة، وجريان الماء النقي المختفي، وتوفيرالخدمات الصحية والاجتماعية المفقودة، واستمرار الحصة التموينية، واماني بالتوافق، والديمقراطية، وزوال المحاصصة، والطائفية. اذا كان كل هذا مفقودا فلماذا تحتفلون؟ اذا كانت كل هذه النقاط السوداء من طائفية، وتمزق، وقتل على الهوية، وفساد يزكم الانوف، وسرقة المال العام، واستغللال السلطة، ونهب الثروات الوطنية، والتفريط بسيادة، واراضي الوطن، و...، و... فلماذا تعيدون؟ واي هلال ياترى اسعدكم برؤيته؟
بعد الانقلاب البعثي الامريكي الكويتي الاسود على ثورة 14 تموز 1963 ابقت اغلب العوائل اطفالها في بيوتهم. ورفضت الاحتفال "بعيد رمضان"! لا اتذكر، وكنا صغارا، اننا شعرنا بفرحة عيد، او تبادل تهاني، او رأينا ساحات ،الدواليب" او دورالسينما مزدحمة. حزن اسود خيم على البيوت، والساحات، والشوارع، والنفوس. سحابة سوداء غطت سماء الوطن. كيف يحتفل(يعيد) الناس وابنائهم مغيبة، او معتقلة، او معذبه، او مشردة، وبيوتهم مستباحة، وبناتهم مغتصبة، ومقطعة الاطراف.
نفس الايام  غضبت السماء، فهطلت امطارا غزيرة صاحبتها فيضانات، وسيول رهيبة، هددت المدن، والقرى، وخطوط السكك الحديد. كانت العشائر في حالات مشابهة، حتى في العهد الملكي، تبادر الى اقامة السدود الترابية لحماية المدن، والقرى، والحقول، والطرق العامة، وسكك الحديد. في تلك السنة المشؤومة لم تتحرك العشائر، كشكل من الاضراب ضد سلطة الانقلاب الدموي، وبات الخطر محدقا. فتفاوضت السلطات، مضطرة، وتوسلت بالعشائر، ان تهرع كعادتها لحماية الطرق، والجسور، وغيرها، واستثارت هممها، وحاولت اغرائها بشتى السبل. وامام الخطر الكبير، والحزن الرهيب، والعيد اللاسعيد، وافقت عشائر الجنوب على الفزعة، واقامة السدود الترابية بنفس المساحي، التي حرثت بها الاراضي التي وزعتها ثورة تموز على الفلاحين الفقراء. كان شرطهم الوحيد، بعد ان، رفضوا كل المغريات، والتهديدات، ان يسمحوا لهم بترديد الهوسات التي يريدوها. وافق المعنيون على مضض، فهب ابناء عشائر الجنوب للعمل، وهم يرددون هوستهم الاحتجاجية، الشهيرة، المدوية التي اخافت السلطات، وارعبت ازلامها:" شلون نعيد واخت كريم حزنانة"!
السؤال المطروح كم اخت، كم ام، كم زوجة، كم بنت، وكم اخ، كم اب، كم زوج، كم ابن، مفجوعين بالانفجارات اليومية، والقتل المجاني للعراقيين في الاسواق، والشوارع، والساحات، والمدارس، ومجالس العزاء؟ مع هذا تنهال علينا التهاني والتبريكات من كل حدب وصوب وبمختلف السبل والوسائل.
هل صرنا نحتفل بالموت ياترى؟ هل صارت مشاهد الدم اعيادا؟
متى نسلط حزننا، والمنا، وفواجعنا، وقوتنا ضد هؤلاء الذين جاءوا  مع دبابات الموت ليزرعوا الموت في شوارع عراقنا الحبيب؟؟!!
عند رحيلهم وعودة الصفاء والهناء لشعبنا سيكون عيدنا الاكبر!
رزاق عبود
18/10/2013

57
حاضر البصرة لوحة صحراوية لمدينة حضرية!

اتابع بأسى الصور القادمة من البصرة الفيحاء. الميناء الوحيد، بوابة العراق البحرية، ونافذته على العالم. المدينة التي هام بها اهلها، وانشغف بها زائريها، وسحرت داريسيها، وطلاب جامعاتها، فاصبحوا ينتمون لها روحيا، ويتفاخرون بعلاقتهم بها. مدينة عشقها، حتى المنفيين اليها. وانا اطالع الصور المؤلمة، واسمع الاحاديث المقلقة، والشكوى القاسية، واقرأ ما يكتب عن بصرتنا الحالية من مراثي. تحضرني صور الاصدقاء، والمعارف، والاقارب القادمين من المدن الاخرى، او القرى، والارياف، ومراكز الاقضية. كانوا يلتصقون بك خوف الضياع في الزحام، او يضعون اكفهم على اذانهم اتقاءا لضجيج السيارات، وصريخ الباعة المتجولين، ونداءات الحمالين، او "سواق" السيارات، ومساعديهم "السكن". كان القادمين من الزبير، او الفاو، او القرنة، او المدن الجنوبية الاخرى، اومن امارات الخليج، ومشايخها يظنون انفسهم خارج الشرق. بنايات عالية، عمارات شاهقة، شناشيل بديعة، وكورنيش منعش. محلات تجارية كبيرة، اسواق حديثة. بضاعة، وسلع من كل انحاء العلم تتكدس بتباهي على رفوف المحلات الصغيرة، والكبيرة. حتى البضاعة المهربة كان لها شارعها الخاص. شوارع، وطرق جديدة، بيوت عامرة، شط يتبادله المد، والجزر دون ان يؤثر على تدفق جريانه، وازدحام ملاحته. وسائل نقل، وسيارات حديثة فخمة. جامعة لها سمعتها، وتفخر بانجازاتها، واساتذتها، وتفوق طلبتها، وفروع جديدة لم يسمع بها التعليم العراقي سابقا. نساء، قويات، متحررات، يرفضن الوصاية، يدرسن، يعملن، بثقة عالية بالنفس، ويشاركن بنشاط  في الحياة الاجتماعية، والسياسية، والثقافية، والفنية للمدينة، والبلاد. مراوح، واجهزة تبريد حديثة تقاوم الشرجي الثقيل. مسابح عصرية مختلطة في نوادي النفط، والميناء. جوامع قديمة، ومآذن شاهقة تشق الفضاء باذانها عبر مكبرات الصوت. كنائس تطرب الاذان بنواقيسها، وتشرح الروح ببهحتها، وانفتاحها. اديرة تاريخية تصارع الزمن، اسواق تقليدية تمتد للعصر العباسي، واخرى للعثماني، واسواق عصرية تضاهي ما في مدن الغرب الاوربي. الشيخ زايد في زيارته للمدينة في بداية ستينات القرن الماضي، تمنى ان تكون امارة ابو ظبي تشبه البصرة في يوم من الايام. المستشفيات الرسمية، والخاصة يتعالج فيها المرضى من كل بلدان الخليج، وايران، بل حتى من اليمن، والهند، وغيرها. فروع الشركات الاجنبية ترفع اعلام بلدانها، واسماء شركاتها في كل شوارع البصرة. وسائل اتصال متطورة بناها اليابانيون خلال ايام، وظلت تخدم لسنين. بيوت عالية، و"احواش" فسيحة، وقصور، وحدائق وارفة تعكس غنى التجار، والمترفين، والتطور المدني الدائم. ابراج كنائس تشق عباب السماء مثل المآذن بتصافي، وتصالح، وتعايش. اسواق الصابئة الذهبية تزين الشوارع، والواجهات قبل البيوت، واعناق، واصابع، ورسغ العرسان. سوق الهنود، سوق الصياغ، سوق الاقمشة، سوق التجار. اسواق لا عد لها، ولا حصر يتعامل فيها ابناء المدينة بتساو تام. كنائس المسيحيين، مقابرهم، نواديهم، حفلاتهم، احتفالاتهم، واعيادهم الدينية. المندي الصابئي، وكنيس اليهود، ومحلات زلخا، وساعات زكي زيتو، واسواق عبد المسيح، ومكتبة فرجو، وصيدلية قيصر، وصياغة زهرون، سوق حنا الشيخ. البان البچاري، تجارة جيتا، شركة سيمون كاريبيان، الداغستاني، الچقمقچي، الموسوي، المزروع، الانصاري، كانت هذه الاسماء بصرية عراقية. لايلحق اسماء مالكيها توضيح، او تعريف: مسلم، مسيحي، يهودي، صابئي. كان يعوضها: صديقي، جاري، شريكي، ابن محلتي، استاذي في المدرسة، تاجر اقمشة، صائغ، طبيب، قابلة، معلمة، مدرسة، طبيبة...الخ. كان الناس يعرفون بوظائفهم، باعمالهم، بمحلاتهم، بشهرتهم، بصنعتهم، بحرفتهم، بمهنتهم، باعمالهم، بالرياضة التي يبرعون بها، باخلاقهم، بدورهم الثقافي، والاجتماعي، والسياسي، والفني. اشهر ساعة في البصرة سميت باسم مصور شمسي ارمني كان يقف عندها. ساعة سورين. لم يجبر احد المسيحيات، اوالصابئيات، او اليهوديات على ارتداء الحجاب. لم يفرض حتى على المسلمات. لم يكن الحجاب موجودا اصلا. لم تكن ابواب الجوامع السنية مغلقة بوجه الشيعة، ولا الشيعية بوجه السنة. كانوا يصلون الجماعة في نفس الجامع ذاك "مسبل" وهذا "متكتف". لم يمنع احد المسلمين من دخول الكنائس، ولم يطرد احد أي مسيحي، او صابئي اراد التغسل، او التضلل من شمس الصيف، او نوم القيلولة في جامع الامير. كانت محلاتهم، مثل بيوتهم متجاورة دون حواجز، ولا القاب، ولاحمايات، ولا ضغائن. يتناولون طعام الغداء سوية دون خوف، او شك، او حذر!
كانت مدرسة حداد الاهلية تضم الجميع رغم انها كانت في الاساس لابناء اغنياء المسيحيين. كانت البارات، والنوادي، والسينمات يملكها، ويرتادها الجميع، ومن كلا الجنسين. لم يكن نادي "التعارف" مقتصرا على الصابئة. وعندما تاتي لميعة عباس عمارة لتلقي شعرا هناك كانت البصرة الثقافية تنقل قبلتها الى النادي. في المدارس اليهودية درس اول المتعلمين، والمتعلمات من ابناء العوائل المعروفة. الفرق، والنوادي، والالعاب الرياضية كانت تعرف اسماء ارا، جورج، كاظم، احمد، عبدالله، عبد الاحد، عبدالحسين، وعبد المسيح، شمعون، حسقيل. مدير المدرسة، المعلم، المدرس، استاذ الجامعة، الطبيب، المحاسب، المهندس، الضابط، معاون، او مفوض الشرطة، المحامي، النجار، الصباغ، العامل، الاسطة، الخلفة، السائق، يمكن ان يكون مسلما، او مسيحيا، او يهوديا، او صابئيا، عربي، او كردي، او ارمني، او تركماني، او من اصول ايرانية، او هندية، او باكستانية، اوافغانية، او بلوشية. لم تكن هناك مقاهي، او مطاعم، او كازينوهات، او نوادي، او مكتبات، او مدارس، او اماكن "خاصة" مغلقة للمسيحيين، او اليهود، او الصابئة، او غيرهم. الكل يشارك الكل في كل شئ مشترك. المسارح كانت عامرة، والفرق الموسيقية عديدة. لايوجد نادي، او مدرسة، او مؤسسة، او جمعية تخلو من فرقة فنية. كنت تسمع اصوات ام كلثوم، وعبدالوهاب، وفريد الاطرش، وحضيري ابو عزيز، ورضا علي، ومحمد القبنجي، وصديقة الملاية، وعفيفة اسكندر، ومائدة نزهت، سليمة مراد، وناظم الغزالي، وعوض دوخي تتآلف مع اصوات الخشابة، ورقصات الهجع، ودگ الكاولية. شارع الوطني، وغيره من الشوارع المشهورة يقدم لك الشاي السيلاني المهيل، والقهوة البرازيلية المحمصة، وعسل الشمال الصحي، وعرق "مسيح"، ومستكي، وبيرة فريدة، او شهرزاد. مكتبات، وكتب العالم. البضاعة الراقية، واشهر الاكلات، واخر التقليعات، وكل الصحف والمجلات.انواع العطور، والتحف، واحدث الكماليات. واجهات انيقة، ومصابيح بلورية، نيونية، بهية تنير ظلمة الليل، وتزين واجهات المحلات، وتبعث البهجة والاطمئنان في نفوس المتجولين.
اليوم انتشرت المهفات، بدل المبردات، والحفر، و"الطسات" بدل الشوارع الحسنة التعبيد. مستنقعات المياه الاسنة، والبرك العفنة، والمجاري الملوثة، بدل النافورات الملونة الجميلة المنعشة، واحواض اسماك الزينة في الحدائق العامة. بيوت الصفيح، والكارتون، والتجاوزات بدل العمارات، والمدن المنسقة التنظيم. الانهر الجميلة صارت سواقي، وسواحلها، جرفها، حواشيها صارت مكبا للنفايات. الاطفال الذين كانوا يسبحون في الانهر النظيفة، صاروا باعة متجولين، وجوهم كدرة، وثيابهم متسخة، وعيونهم، واجسادهم تعبى مرهقة. يحيط بهم الخطر، والمخاطر، والتسول، والتشرد، والضياع، والتسرب من المدارس في كل مكان. الساحات، والملاعب التي كانوا يلعبون بها صارت مستودع نفايات، ومقالب قاذورات. يبحثون بين فضلاتها عن مادة للبيع، او الطعام. الاطفال الذين يتنافسون اليوم على العلب الفارغة، كانوا في زمننا يلقون قطع الخبز في الانهر ليتمتعوا برؤية تنافس الاسماك مع النوارس "الغاگ" على الفتات، واسراب الزوري. يتنافسون من يغوص اطول مدة، ومن يقفز من اعلى غصن من الاشجار المحيطة بالنهر. بدل النوافذ المزينة، والواجهات المزركشة، والاقواس الفنية، تعترضك بيوت طينية عشوائية، وصرائف بائسة. بدل المتنزهات، والواجهات الحضارية، وغابات النخيل، وانواع التمر، واشجار الكالبتوس، وسياج الرازقي، والياسمن. بدل النبگ، والعمبة، والرمان، والجمّار، والليمون، والرطب بانواعه، تصدمك نخيل مشنوقة، واشواك صحراوية، وغبار يعمي العيون، وشوارع بلا ارصفة، وطرق بلا تعبيد او تنظيف. كان عطر النسوة يختلط مع عبق الورد، وعبير الزهور، وشذى الريحان، وانواع التمور، والحنة، تواجهك اليوم مزابل عفنة، واسواق متسخة، وشوارع محفرة. بواخر، ومراكب، وسفن، وزوارق، وابلام كانت تحمل الناس من كل مكان، والى كل مكان، صارت مجاريها مقابر للالات الحربية، وبقايا القنابل، والالغام. اختفت الاسماك، وهاجر الصبور مع الطيور. عادت السطول، واختفت الحنفيات. مياه عكرة بدل مياه رقراقة منتظمة. فوضى مرورية، و"خبصة" سوقية، بدل التعاون، والانسياب، والانسجام. بالامس: "حبيّب تفضل، تعدة، خو ما كلش مستعجل"؟! اليوم: "ولك انت منين جاي؟ انت من ياعشيرة"؟!
رائحة البهارات، والسمبوسة، والفلافل، والطرشي، والعمبة، والياسمن، وصابون الرگي، والهيل، والزعفران، ومطاعم هندية، وباكستانية، وكبة موصلية. اختفت وحلت محلها  رائحة البارود، والرصاص، والاجساد المحترقة، والاطراف المقطعة. كنا نتقي البعوض، والحرمس، والناموس بالناموسيات "الكلة" فوق السطوح الرطبة. اليوم نحتاج لمفارز، وجنود، ودوريات، وسيطرات لاتقاء التفجيرات، والارهابيين، والمفخخات، ولا نفلح. هدوء الليل البصري العذب، لم يكن يخدشه غير دوي مكائن الطحين في الطويسة، أودقات ساعة سورين، أومكينة الثلج قرب "الباورهوز"، او اذان الفجر، او نواقيس الكنائس، وغناء البحارة المغتربين، ودگات الخشابة في بساتين الطرب. اليوم، ليلا، ونهارا يزعجنا، ويفزعنا دوي القنابل، والانفجارات، واطلاق الرصاص، والمفخخات. عواء الذئاب البرية، ونباح الكلاب السائبة، وهدير عجلات الهمر، وصريخ رجال الميليشيات، وجعجعة السلاح يعكر سكون الليل، وهدئة الحياة.
الطبخات البصرية كانت تخلط تمن العنبر بالدهن الحر، والزبيدي، الروبيان بالبسمتي، ولحم الغوزي، والگطان المشوي، وطيور الماء، الكشمش، بالماش، والعدس. طرشي ابو الخصيب، والنجف، بطيخ الگرمة، والزبير، ورگي الهارثة، ولبن المعدان، و"خريط" الهور. تختلط عباءات النسوة الريفيات، وزوار العتبات من الهند، والباكستان، وايران مع ازياء الراهبات من دير القديس يوسف في اسواق القشلة، والخضارة، ومحطات الباصات الخشبية للسفر، والسفرات. الان تختلط دماء، ولحوم البشر، والجثث المجهولة الهوية مع الاخشاب، والرماد، واطراف الاطفال، وبقايا الاجهزة الناسفة.
اختفت الشوارع الجميلة، والساحات المنتظمة، والحدائق الغناء، واحتلتها المزابل، والجيف، والقطط، والكلاب السائبة، والنافقة. جمال اخاذ اختفى مع الفساد، والاهمال، وتغير الاحوال!
حتى المتسولين كانوا احسن هنداما!
ثغر العراق هجرته الابتسامة!
هل يعقل ان يكون هذا حال اغنى مدينة في العالم؟!
ملاحظة مهمة : لم تكن الحياة والصور، كلها وردية بالكامل، لكن ذكرياتنا تقودنا الى الجوانب الجميلة، مقارنة بالخراب، الذي نعيشه اليوم!   
رزاق عبود
7/10/2013

58
بصراحة ابن عبود
استأصلت بواسير دولة القانون فمتى يستأصل رأسها؟!

كتب، وقيل الكثير، ونسجت قصص، والفت نوادر، ونكات، وتعليقات ساخرة، عن مؤخرة رئيس الكتلة البرلمانية لدولة القانون حتى اصبحت اكثر اهمية، وشهرة من مؤخرة الممثلة، والمغنية، والناشطة النسائية المشهورة جينفير لوبيز. وهزت رؤوسنا، وحيرت عقولنا اكثر مما كانت تهتز مؤخرة الراقصة المصرية الشهيرة سهير زكي. القضية وما فيها، ان مؤخرة الشيخ خالد العطية، والعهدة على الراوي، كلفت خزينة الدولة العراقية 59 مليون دينار. يعني الشيخ خالد العطية گاعد يومية يتثاوب، لومغفي في قاعة مجلس النواب، اوالكافتريا الخاصة بالمجلس فصارت عند الرجل بواسير من كثرة الجلوس. شغلته گاعد ليش هاذه الحسد؟! اختلف الرواة عن مكان اجراء العملية الجراحية لندن، او باريس، او بيروت، او..او.. ومقدار الكلفة، وكم لغف الشيخ من فرق العملة، وفرق الكلفة الحقيقية للعملية. وظهرت تكذيبات لهذه الرواية منهم من يدعي ان الرجل اجراها في سوق مريدي المختص بكل شئ. واخرين ينفون ذلك على اعتبار السوق يقع في منطقة يسيطر عليها الخصم، وهي غير امنة لزيارته، وربما يزرعون في مؤخرته فتيلة ناسفة، مثلما دحست للمسكين في السعودية، الذي حاول نسف امير سعودي للدعاية، والاعلان. وهو امر خطر على المالكي، الذي يجتمع يوميا برئيس كتلته البرلمانية. وبعضهم يدعي ان الرجل أبى(قوية هاي أبى) ان يكشف مؤخرته الاسلامية لطبيب كافر، فاستخدم مقص مزنجر من مخلفات العهد البائد وقام بالعميلة بنفسه. عملية ختان بسيطة، بس من ورة. المشلكة اننا لا نعرف الحقيقة كاملة بين مكذب، ومؤكد مثلما لا نعرف مثلا من هو "ابو محمد" الشهرستاني المقرب جدا من رئيس الوزراء، والذي قدمت له رشوة ليسمح لشبكة الاعلام العراقية ( ان تلعب بكيفها) كما يدعي الشيخ صباح الساعدي(يؤكد ان لديه وثائق مؤكدة). لكن الكثير، الذي نعرفه ان صفقة السلاح الروسي (بيها فساد) ولم يكشف لنا المالكي ملف التحقيق، الذي وعد به، ولم يكشف اسماء "المقربين جدا" منه، والمتورطين بها. كما ان حسين الشهرستاني (الشمر الثاني) كما يسميه شيخ المعتصمين في الناصرية. لازال "يصدر" الكهرباء حسب ما يدعي، ويترك المدن العراقية مظلمة. وهو فاشل، وكذاب، كما قال المالكي بعظمة لسانه، ومن على شاشة "العراقية". لم يعزل، ولم يعاقب، ولا زال نائبا لرئيس الوزراء. لا والمصيبة، مسؤول عن ملف الطاقة، التي اختفت تحت طاقية الاخفاء الشهرستانية. سبقهم فلاح السوداني، الذي لغف ملايين وزارة التجارة، وذهب بها الى امريكا ليساعد اوباما في حل الازمة الاقتصادية، وتشغيل چم واحد بطال بلكي الله يهديهم ويصيرون بحزب الدعوة. تاركا الملايين الجائعة، التي تعيش على مفردات الحصة التموينية. ناهيك عن فضيحة اجهزة كشف(مداعبة) المتفجرات، وهروب قيادات القاعدة من السجون، وسقوط المئات من العراقيين يوميا ضحايا التفجيرات الارهابية بفضل "فعالية الخطط الامنية" للقائد العام للميليشيات المسلحة!
القائمة تطول، ولا نريد ان نسترسل. كل ملفات الفساد تنتهي عند مقربين من السيد عفوا(دولة) رئيس الوزراء نوري المالكي، او قيادات حزب الدعوة العربي الاشتراكي. او خبراء، ومستشارين، ومعاونين، ومقربين، واقارب القائد المچلب بيها. "اكو واحد يگدر ياخذهه حتى ننطيهه". يعني السمچة خايسة من راسها.
المثل نفسه موجود في كل ثقافات العالم: "السمكة تخيس من راسها". لكن بما ان الاسلاميين استثناء، ووضعهم خاص، فان السمكة عند رئيس القائمة خاست من مؤخرتهه. وبما ان عظم الاس هو الاقرب الى المؤخرة، والبواسير، كما يقول طبيب العظام الذي اراجعه، فهذا يعني، ان السياسة الاسلامية خايسة من راسها(اسها) والدليل في الحالتين بواسير الشيخ خالد العطية، القريبة جدا من عظم الاس. والذي نسينا ان نتمى له العافية بعد ازمة البواسير، التي ادخلته موسوعة غينيس للارقام القياسية. وراس السلطة(السمكة) رئيس الوزراء، ووزير الدفاع، ووزيرالداخلية، والقائد العام للقوات المسلحة، والمرشد العام لحزب الدعوة، و...و... و، وزعيم اسراب الاسماك الخايسة الحاج نوري المالكي.الذي حطمت السلطة في زمنه كل ارقام العالم القياسية في الفساد والفشل، والعجز، والتهميش، والطائفية، والفردية، وانفلات الامن، والفرهود، والفوضى، والبطالة، والهجرة، والتهجير، والقمع، والتنصل عن الوعود والعهود، والاستخفاف بحقوق المواطنين، وخرق الدستور، وتسييس القضاء، وقمع المتظاهرين، و.....و طلعت ارواحنا!
رزاق عبود
2/10 2013

59
بصراحة ابن عبود
لماذا تشتم الخنازير يا خلدون جاويد؟!
كم دفعت الكويت لرفع اسم الزعيم من سجل الشهداء؟!
اتحفنا الشاعر المبدع خلدون جاويد بقصيدة جديدة محتجا فيها على رفع اسم الزعيم الوطني الخالد عبدالكريم قاسم من سجل الشهداء. ومسلطا غضبه على هؤلاء الذين يدوسون على قيم شعبنا بافعالهم الدنيئة. هؤلاء السفلة، الذين تحكموا برقاب شعبنا بغفلة من التاريخ، وبعد تسوية سقوط تضمن "السلطة مقابل النفط والتبعية". هؤلاء اللصوص الذين يسرقون لقمة عيش الشعب، ويزهقون ارواحه، ويطفئون شمسه. يتعدون على احاسيسه، ومشاعره، ورموزه. قدم احد الكتاب مرة تحليلا نفسيا عن سبب خلاف الملك حسين، والحبيب بورقيبة مع الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر. وقد عزى الكاتب السبب الى قصر قامة الرجلين امام القامة الطويلة لعبد الناصر. خاصة وان، محبيه كانوا يطلقون عليه "العملاق العربي"، ويصفون معارضيه بالاقزام. يبدو ان نفس العقدة تملكت(ان صح تحليل الكاتب) هؤلاء الصغار، الذين تشتمهم الناس، صباح مساء، وتبصق على صورهم في الشوارع، وتطلق عليهم مختلف النعوت، والتعليقلت الساخرة، وتلعنهم ليل نهار. في حين ان ذلك البطل الذي اسس الجمهورية العراقية، وحقق الاستقلال الوطني، وحطم حلف بغداد، ووزع الاراضي على الفلاحين، والبيوت على الفقراء، واستعاد ثروتنا النفطية من الشركات الاجنبية، واصدر قانون تقدمي للاحوال الشخصية انصف المرأة كثيرا، وحاول استعادة الكويت (القضاء السليب) فان صوره هي الاكثر انتشار، ومبيعا.
 هل هي صدفة ان ياتي قرار السفلة بعد توقيع اتفاقية خور عبدالله، وقبول ميناء مبارك؟ انهم انفسهم، الذي استلموا الملايين الكويتية، وقتها للتحريض ضد قاسم، وافشاء خططه، واستعداء العالم عليه. نفسهم اليوم يضحون باكثر من الكويت السابقة، ويستلمون مبالغ اكثر من ال الصباح لرفع اسم الشهيد  البطل من سجل الشهادة.كما رفعوا اشارات الحدود من اماكنها لصالح شيوخ تدمير العراق. سيبقى هؤلاء الجبناء يخافون من صورته، من هيئته، من ذكراه، ومن حب الفقراء له. اناس ولدوا بعد استشهاده يحملون صوره. لهذا يرتعب هؤلاء القتلة، الذين جاؤا بنفس القطار، الذي اسقط ثورة تموز، واغتال رجالها، وقتل الالاف من ابناء الشعب، واغرق البلاد في بحر من الدماء، كما يفعلون اليوم. نفسهم اليوم مهتزون، مثلما ارتعبوا منه في دار الاذعة العراقية، وصفوه بدقائق، وهو الذي عفا عنهم. يحاولون اليوم تصفية ذكراه الخالده بين ابناء شعبه.
الخنازير يا صديقي خلدون يعيش عليها مليارات الناس في القارات الخمس. ما بين مربين، ومزارعين، وتجار، واكلي لحومه، ومنتجات ذبحه. بل حتى بعض اعضاء جسمه تصلح، طبيا، لتعويض نفس الاعضاء الانسانية. اما هؤلاء الجراثيم، الطفيليات، الذي يعتاشون على دماء شعبنا، فلن يصلوا حتى الى مستوى الخنازير البرية التي يصطادها البعض، ويأنفون من اكل لحومها. يقتلوها لانها تعبث بالحقول، والمزارع، وتسبب مشاكل مرورية. الخنازير البرية تشبه هؤلاء الحاقدين على عبدالكريم قاسم، وثورته، وجمهوريته، واصلاح زراعه. فرغم قوانين حماية الطبيعة، التي تشملهم يعيثون بالطبيعة فسادا، كما يفعل الفاسدون الان في بلادنا، الذين وصلت بهم الوقاحة حد استلام رشوة من الكويت، وامر من ايران، وتوصية من بقايا صدام لرفع الهلال من قبة السماء!
رد الزعيم الشهيد عبدالكريم قاسم يوم سال،و قتها، عن موقفه من الهجوم، الذي تشنه عليه اذاعة الاهواز الشاهنشاهية بانه: " يشرفنا ان تاتينا الشتائم من اذاعات الشاه العميلة"! ونحن نقول اليوم بصوت الزعيم، كما قال المتنبي:
       اذا اتتك مذمتي من ناقص      فهي الشهادة لي باني كامل
رزاق عبود
28/9/2013

60
بصراحة ابن عبود
فساد على الطريقة الاسلامية!
من يتابع اخبار العراق في صحف، وفضائيات، واذاعات، ومواقع،   ونشرات العالم، فان الفساد بكل انواعه، هو الذي يتصدر الاخبار، والتعليقات، وتليه اخبار الارهاب. هذا امر مفهوم لان الثاني نتيجة الاول. وهذا ليس صدفة، ولا مبالغة، فكل تاريخ الاحتلالين العثماني، والبريطاني، والنظامين الملكي، والبعثي، لم نسمع بمثل هذه القصص الخيالية من الرشاوي، والعمولات، وسرقة، وهدر المال العام، والاستيلاء على املاك الدولة، والسكن في قصور، وبيوت، ودوائر الدولة، واغتصاب الاراضي، والمزارع، والمياه، والبساتين. واستغلال المناصب والوظائف. شركات وهمية، ونفط يهرب علنا، واثار غالية تباع باثمان بخسة، وحضارات تباع لتجار الاثار، وتحف، ولوحات، وكنوز تصادر، وتوضع عليها اليد ثم تختفي خارج الحدود. مدن حضارية، وحفريات تاريخية تنهب، وكوادر تقتل. كهرباء تصرف عليها المليارت، ولم تشعل مصباحا واحدا ليوم كامل، الا في المنظقة الخضراء وبيوت الاباطرة الجدد. حتى هذه فمن المحولات وليس من "الوطنية". بيوت، وعمارات في الاردن، والخليج العربي، وبيروت، ودمشق، ولندن، وباريس، واستوكهولم، وكوبنهاغن، وقبرص، واسبانيا، والمغرب، وواشنطن، وغيرها من دول، ومدن العالم. رواتب حيالية، امتيازات غير معقولة، مخصصات، وثروات تفوق كنوز هارون. احتياطي البك المركزي ضاع. مخصصات الحصة التموينية تختفي، اموال الاستثمارات، ولا استثمار على الارض. ملايين للمدارس، ولا بنايات غير الطين، والقصب. مليارات للدفاع، والامن، والشعب يذبح بالمئات كل يوم. مليارات تصرف على المصالحة: وزراء، ومستشارين، وشراء ذمم، وصحوات، والحرب الطائفية مشتعلة، والقاعدة امتدت لسوريا. مليارات لمحاربة الارهاب، والا رهاب يحرق الاخضر واليابس. ويزرع الموت والدمار في كل زاوية.
ارهاب يتمول من الفساد، ويعيش على الفساد، ويستغل الفساد، ويشجع عليه، ويحتمي به. وكل حكامنا، ومحافظينا، ووزرائنا، ومدرائنا العامين، ومستشارينا اسلاميين ابناء اسلاميين، واخوة اسلاميين، وزوجات، واخوات، وبنات، ومحظيات اسلاميين. ولا نتائج على الارض سوى الفساد المنتشر، والارهاب المنتصر، والفوضى المنفلته تحت راية الله اكبر الارهابية. وفوق كل ذلك، وبعد مظاهرات الناس ضد الرواتب التقاعدية، والمخصصات والرواتب الفلكية للرؤساء الثلاث، والوزراء، والنواب، والمسؤولين الكبار، يضاف لها سرقة اسلامية جديدة اسمها "الخدمات الجهادية" والمقصود بها تزوير الشهادات في سوق مريدي، واسواق طهران، والسيدة زينب. والاتجار بالمخدرات، والسرقات، والعمل الاسود، والعيش على صدقات المساعدات الاجتماعية في دول "الكفار". وعطايا، وهدايا الشيوخ، والملوك، والحكام، والمخابرات الاجنبية، وابتزاز الاخرين، واستغلال عوزهم، وحاجتهم. وبكل وقاحة يجمعون من الفقراء، والمحتاجين، والمرضى، والجوعى، والمشردين اموال الخمس، والزكات بدل ان يقدموا لهم الدعم، والمساعدات.
الاسلاميون يقومون بعمليات تجميلية لوجوههم القبيحة، وانوفهم القذرة، وشفاههم الوعرة، واسنانهم المنخورة. حتى مؤخراتهم تصرف عليها الملايين من ميزانية الدولة، وقوت الشعب(بواسير اسلامية). ينامون في الفنادق الفخمة، و "يتزقنبون"  في المطاعم الضخمة، ويسكنون القصور والشقق الفارهة، ويستقلون السيارات، والطيارت، واليخوت التي تخص الطغاة. ويترددون بانتظام على الملاهي، والبارات، وكازينوهات لعب القمار، واسواق بيع الحلال، والحرام.
هؤلاء يتجاهلون، ان قرآنهم، ونبيهم نهاهم عن ذلك، وان عمر بن الخطاب قال ،اخشوشنوا فان الترف يزيل التعم". وان علي بن ابي طالب باع سيف ذي الفقار ليشتري خبزا لاهله وهو خليفة المسلمين. هؤلاء الصعاليك، هؤلاء المتسولين على ابواب الاجانب، والمتربعين عند فتات موائد الامراء، صاروا تجارا، ومقاولين، وملاك اراضي، وصناعيين، واصحاب فخامة، وصيارفة، ورجال مال، واعمال. وكلهم، دون استثناء، حصلوا على برائات ذمة، وصكوك تزكية، وتوصيات، من زعيم دولة اللا قانون نوري المالكي. الرشاوي منتشرة، الخاوات قائمة، القتل، والخطف، والسجن، والتهجير، والمحاربة، والقتل، والاعتقالات، على الهوية قائمة. ملفات الفساد تزكم الانوف، وصارت رائحتها اشد "خيسة" من روائح المجاري الفائضة في المدن العراقية المهملة. نواب حرامية، وزراء حرامية، مستشارين حرامية، مدراء عامين حرامية، ميليشيات حرامية، زعماء حرامية، عساكر، ورجال امن حرامية، حمايات حرامية، وهؤلاء كلهم في خدمة الارهاب، والدولة الاسلامية. كلهم على جباههم "رگع، ونعلچات" اسلامية. كلهم يصلون(امام الناس) على ترب اسلامية(دگ النجف). یشترون، ويبيعون بنات المؤمنين باسواق نخاسة المتعة، والمسيار، والعرفي، ونكاح الجهاد لشيوخ الارهاب والقتل، والدعوة الاسلامية.
لقد قرانا، وسمعنا عن اجرام، ونهب المغول، والتتار، والمستعمرين، والفاشيين، والنازيين، والطغاة، والمستبدين، وتجار العبيد، وطمعهم، وجشعهم، وسرقاتهم، واستهتارهم، وقمعهم، لكنكم اصقطتموهم جميعا بالضربة القاضية. باسم الاسلام، والدعوة الاسلامية، والدولة الاسلامية، والشريعة الاسلامية، والتقاليد الاسلامية، والعادات الاسلامية، والفتاوي الاسلامية، والغزوات الاسلامية، والنهوبات الاسلامية، والفراهيد الاسلامية، والاستيلاءات الاسلامية، والمصادرة الاسلامية، والمراوغة الاسلامية، والكيود الاسلامية، والخدع الاسلامية، والدعارة الاسلامية، والمذابح، والحروب، والمجازر الاسلامية، والتفجيرات الاسلامية، والمفخخات الاسلامية، والاحزمة الناسفة الاسلامية، والردات الاسلامية، والمؤامرات الاسلامية، والميليشيات الاسلامية، وخيانة العهود، والوعود الاسلامية، والتقية الاسلامية، والمتعة الاسلامية، ونكاح الميتة الاسلامية، وقمع المرأة الاسلامية، ومص الاثداء الاسلامية، وغير الاسلامية، وبناء السجون الاسلامية، والقصور الاسلامية، وطقوس الدم الاسلامية، وجموع الحريم، والجواري، وما ملكت الايمان الاسلامية، والحواري الاسلامية، وبيوت الفجور الاسلامية، والعطالة الاسلامية، والمخدرات الاسلامية، وادوات التعذيب الاسلامية، واساليب الانتقام الاسلامية.
لم ار منكم اسلامي واحد بكى، او حزن، او اسقط دمعة، على الجموع الجائعة، الامية، المريضة، المتخلفة، المهجرة، المستضعفة الاسلامية. 
"اولاد القحبة لا استثني منكم احدا"
رزاق عبود
26/9/2013

61
وثيقة شرف لاناس بلا شرف!

اجتمع يوم الخميس19/9/2013  في بغداد الجريحة مجموعة من ادعياء الوطنية والدين، وتجار الموت، والطائفية ليتوافقوا، ويوقعوا من جديد، وبشكل رسمي، وعلنا تعهدا على استمرار الذبح اليومي لابناء شعبنا، والنهب الصارخ لثروات الوطن، وتمزيق ما بقي من نسيج الامة العراقية. الادهى من كل ذلك انهم اسموها "مبادئ للسلم الاجتماعي", و"وثيقة شرف"! عن اي "سلم اجتماعي"! وعن اي "شرف" يتحدث زعماء الميليشيات، والطائفية، والعنصرية، والفساد؟! هل اجتمعوا لتعيين مناطق السرقة، وتحديد اوقات النهب، والفرهود، والاستيلاء على املاك الدولة، مثل كل المافيات في العالم؟ ام اجتمعوا لتحديد حجم الفساد، ومقدار العمولة، وطرق تهريب الاموال، وشراء العقارات في الخارج؟ ام لتخفيض مواد الحصة التموينية؟ ام رفع عدد القتلى، والمذبوحين، يوميا، وطريقة توزيعهم على مدن، واطياف، واديان، واثنيات العراق، وقومياته؟ ام تحديد عدد الكنائس، والجوامع، والحسينيات، والمعابد، والمراقد، والمدارس، والمباني الحكومية، التي تقصف، او تفجر، او تهدم، وتحرق؟ ام تعيين الاسواق التي سيزرعون بها المتفجرات، واين سيقوم الانتحاريون، الذين هربوهم من السجون، او استوردوهم من خارج الحدود بتفجير  اجسادهم القذرة بين جموع العراقيين؟ في المقاهي، ام في الساحات، او الاسواق، ام في مجالس العزاء، او حفلات الاعراس، او المهرجانات؟ ام اجتمعوا ليحددوا اعمار، وجنس من يقتل، ويذبح كل يوم، وهل تكون حصة المراة المقتولة 25% كما هي حصتها في "مجلس الدواب"، او يرفعوها الى 30 او 40% ليقللوا من عدد، الارامل، والناشطات المطالبات بحقوقهن المهدورة؟ ام ان حلفائهم في القاعدة بحاجة الى حوريات عراقيات في الجنة، التي ازدحمت بمجرمي القاعدة، والجهاديين، والوهابيين، وجبهة النصرة؟ او ربما للبحث عن زرقاوي جديد يذبح الامنين على الطريقة الاسلامية، بعد ان "قضت" عمليات بغداد على كل امراء (دولة العراق الاسلامية)؟ او انشاء فرق موت جديدة، وافتعال انقسامات مدمرة، ووصفات، واساليب تضليل شيطانية؟ او لزيادة فتح الحدود، والاعلان العلني، والتباهي الصلف بالعمالة لدول الاقليم، وضمان مصالحها على حساب مصالح الوطن، وتنفيذ مخططات اعداء الوطن واستقراره؟ ام للتنازل عن اراضي، ومياه، وثروات عراقية جديدة مقابل حسابات في الخارج، وحقائب ديبلوماسية مليئة بهدايا العمالة، والخسة؟ ام يا ترى ليتفقوا على تقليص جديد لساعات التجهيز الكهربائي؟ خاصة وان الشتاء قادم، وليس من "المستحب" تعويد المسلمين على الترف لانه يزيل النعم؟ ربما اجتمعوا لاستيراد شاي مسموم، او رز صالح لاكل الحيولنات يوزعوه على العراقيين من رعاياهم المبتلين ليتصدقوا به عليهم، ويخلصوهم من استمرار عذابات الدنيا؟ ام جلسوا ليتفقدوا، ما بقي، عرضا، من مؤسسات الدولة ليفككوها، ولزيادة تمزيق تربة الوطن، وفصم لحمة الشعب؟ او ربما لتشكيل ميليشيات جديدة لارتكاب مجازر بشعة، همجية تمهيدا لحرب طائفية اخرى؟ ام لنزع ما بقي من أمن، وأمان، واستقرار في بقعة ما، لم تتلوث بالعهر الطائفي كما حصل في الناصرية مؤخرا؟ ام لزيادة رداءة، وسوء الخدمات، وتخفيض مستمر لمستوى معيشة الشعب على طريقة: "جوع كلبك يتبعك"؟ او ربما لزيادة جديدة في عدد العاطلين عن العمل، والباحثين في القمامة لسد رمق عيشهم؟ او لتشجيع العصابات، والجريمة المنظمة، وعمليات خطف الاطفال، والرهائن، التي عادت من جديد لتبرير "جولة زعران" جديدة؟ ام لتنسيق، وتنظيم الهجوم الاعلامي، وشتم كل من يعارضهم، او يختلف معهم، وتشويه سمعة كل من يريد حلا جذريا صحيحا للازمات المفتعلة؟ او تنظيم حملات مسعورة لنشر الحقد، والكراهية، وزيادة الاحتقان؟ او البحث عن مخرج فاشل ينسق مشاهد الدمار، والتخريب في مسرحية دموية عبثية؟ اولالغاء ما بقي من اشكال الديمقراطية الصورية، وحرية التعبير، وغلق المزيد من الاذاعات، والفضائيات المشاغبة؟ ام لتحديد طرق اعدام، او التخلص من المنافسين بالكاتم، او التفجير، او حادثة سير، او دهس، او الاستمرار بالطريقة المضمونة مادة 4 ارهاب؟ او ربما للاتفاق على زيادات جديدة  لرواتب، وامتيازات، ومخصصات، وسيارات، وحمايات، وتقاعد الرؤساء الثلاث، والوزراء، والنواب(الدواب)، والمستشارين، وذوي الدرجات(العاهات) الخاصة؟ او ربما لتلقين الشباب المنتفض المشاكس درسا جديدا من الضرب، والاختطاف، والاهانة، والاعتقال، والتعذيب، والتهميش، وقمع مظاهراتهم، وانتفاضاتهم واعتصاماتهم القادمة؟ او للتضيق الدائم، والمتعدد الاشكال على منظمات المجتمع المدني؟ او الاتفاق على كيفية تزوير الانتخابات واساليب سرقة اصوات الناس، وحرمان القوى الشريفة فعلا من الوصول الى اماكن القرار والتأثير؟ او ربما الاتفاق على الغاء الانتخابات باعتبارها بدعة غربية، والعياذ بالله، بدل اشغال الناس والحكومة، بانتخابات كل 4 سنوات، واطلاق وعود، وبرامج لا ينوون، ولا يستطيعون تحقيقها؟ او ربما التخلص نهائيا من المطالبة بقانون احزاب، وانتخابات عادلة ونزيهة؟ او ربما الاتفاق على صيغة مجزية لتبادل المناصب، والمنافع، وتوزيع مناطق النفوذ، والهيمنة؟ ام ابتكار طرق جديدة للاغتيالات، والتصفيات، وبث الفرقة الطائفية، والتصفيات العنصرية، والتهجير، والتغيير الديموغرافي للمدن، والقرى؟ او ابتداع طرق لعدم منح الناس حقوقهم  من الضمان الاجتماعي لان الله خلقهم فقراء ولا يجوز الاعتراض على حكمة الخالق؟ ربما لابتكار وسائل جديدة لاشعال، وزيادة، واستمرار التوتر، والتشنج، وافتعال الازمات المتكررة لاشغال الناس بها؟ او ربما الاتفاق على نوع السلاح، واساليب الصراع، وهل سيستخدمون السلاح الكيمياوي ضد بعضهم، ام ضد معارضيهم فقط؟ او التفكير بالقلق الذي يشغلهم عن بقاء اعداد قليلة من المسيحيين، والصابئة، وكيفية اجبارهم على الرحيل عن ارض ابائهم، واجدادهم؟ او الاتفاق على طريقة تقاسم الغنائم، وتوزيع مناطق النفوذ، وتقليل خسائر الميليشات، واصباغ الشرعية على نشاطاتها الاجرامية، وضمان المصالح الحزبية، والشخصية؟ ربما يفكرون بعشر سنوات جديدة من قتل الشعب، وسرقة ثرواته، والكذب عليه، والمتاجرة بدمائه، ونشر الفرقة، والطائفية، وترسيخها كسياسة ثابة تخدم الاحزاب الحاكمة؟ او خلق وسائل تضليل جديدة، وفضائيات جديدة، وصحف صفراء جديدة، وشراء اقلام، ومرتزقة جدد لتفريق الصفوف(فرق تسد) ومحاربة الشرفاء، والمتاجرة بالدين، والمذهب، والقومية.
يوم الخميس الاسود اعترف السادة المجتمعون، تحت سقيفة المحاصصة، بكل وقاحة، وصلف: انهم كانوا، ولا زالوا، وسيستمرون بلا ضمير، ولا احساس، ولا شرف. يوقعون مع بعضهم وثيقة "شرف" ليعلنوا انهم بلا شرف. السؤال هو لماذا لم يدع الشرفاء الحقيقيين من ابناء، وقوى الشعب العراقي؟ السؤال الاهم اذا دعوا، هل سيحضرون؟ واذا حضروا هل سيبقون شرفاء، ام يتحولوا الى شهود زور؟
يحضرني الان ما قاله برناردشو لاحد السفهاء(ربما حضر اجتماع خميس الحرامية)عندما وجه حديثة الى الكاتب الساخر قائلا: انت تكتب من اجل المال، وانا اكتب من اجل الشرف! فرد عليه شو: كل واحد يبحث عن الشئ الذي ينقصه!
رزاق عبود
21/9/2013

62
بصراحة ابن عبود
نوري المالكي رئيس مجلس السفهاء والقائد العام للعصابات المسلحة!
يوم 31/8/2013 كان الشعب العراقي على موعد جديد مع تاريخه النضالي الحافل بالثورات، والانتفاضات، والهبات، والوثبات، والمظاهرات ضد الظلم، والقهر، والحرمان. كما وعد الشباب، وتعهدت تنسيقياتهم، وقياداتهم، خرج الشعب العراقي في مختلف المحافظات، بكل طوائفه، واصنافه، ومكوناته، واتجاهاته، واعماره ليحتج على الظلم الذي يعانيه، ولتصحيح مسار العملية السياسية الاعوج. مظاهرات الشعب تعكس بوضوح البون الشاسع بين السياسيين الفاسدين،المنتفعين، وبين جماهير الشعب المسحوقة، وتعري بشكل صارخ الاستخفاف الكبير بمشاعر، واحاسيس، واحوال، واوضاع، وهموم الناس من قبل السلطة الحاكمة. خرجت المظاهرات السلمية المجازة، وغير المجازة لتعبر عن غضب الشعب، ونفاذ صبره امام النهب العلني لثرواته، والاستهتار الكامل بمقدراته. رغم التشدق الفارغ بالحرية، والديمقراطية، وحقوق الانسان، وحرية التعبير، والتظاهر، التي كفلها الدستور فان الجماهير المسالمة، ووجهت بنفس اسلوب القمع، والعنف، والعسف، والعدوان الذي واجه بها النظام السابق، والانظمة الديكتاتورية الاخرى التحركات الشعبية. نفس الاجهزة الامنية، والعسكرية، وقوات الشرطة، والقوات الخاصة سوات(ميليشيات حزب الدعوة) التي سهلت هروب ارهابي القاعدة من سجون البصرة، والتاجي، وابو غريب، وغيرها، واجهت الجماهير المتظاهرة بشكل سلمي وحضاري باطلاق النار، والضرب بالعصي، والهراوات، وخراطيم المياه الحارة، والعفنة مثل نفوسهم القذرة. لم يتوقع شباب الناصرية، وبغداد ان تنصب لهم الفخاخ، ويحاصرون، ويطوقون وينهال عليهم ضربا، وعدوانا، وشتما، واهانات، وسحل، واعتقالات، وقنابل غاز، ومسيلة للدموع، واختطافات، واعتقالات عشوائية، ودهس بالسيارات المصفحة، وتعذيب، ومضايقات، واستفزازات شديدة قبل، وبعد الوصول الى نقاط التظاهر، او التجمع. قطعت الطرق والجسور، واحتجز الناس، ومنعوا من الوصول الى ساحات التجمع والتظاهر. نصبوا الحواجز الكونكريتية، وفرقوا الناس الى مجاميع صغيرة لتهجم عليهم قوات كبيرة مدججة بالسلاح(ولية مخانيث)! وضرب الصحفيين، وسحب  الفتيات من شعرهن. صدور مدماة، واذرع مكسورة، ورؤوس مصابة. اعلنوا الحرب ضد الشعب، بعد ان اعلنوا الهدنة مع الارهاب. ورغم ان مطالب الناس مشروعة ضد سرطان الفساد المستشري في جسد الدولة العراقية، وقلة الخدمات، وسرقة المال العام، والرواتب والمخصات الخيالية للنواب، والمسؤولين الكبار، وذوي الدرجات الخاصة، والامتيازات، والمنح، ومليارات "المنافع الاجتماعية" التي لم يحلم بها اكبر السلاطين المتجبرين في التاريخ. شعب جائع، ومسؤولين كبار متخمين. فان السلطة جندت كل طاقاتها لقمع المحتجين، بدل سماع شكواهم.
لقد وفى المالكي بوعده، وتعهدة على شاشة التلفاز من انهم سيتعاملون بشدة مع المحتجين. نفذ خادمة الصغير عدنان الاسدي وكيل وزارة الداخلية، تعليمات سيده بابداع، كما فعل برزان التكريتي في الدجيل.
اقول "الوزراء" سفهاء، لان السفيه هو من لاتهمة الامور حوله، ولا يفكر الا بنفسه. لم نسمع ادانة، او شجب، او اعتذار، ناهيك عن استقالة، من اي مسؤول عن الاعتداءات، التي تعرض لها المتظاهرين المسالمين. لم يحتج، او يعترض اي واحد منهم لانهم جميعا بلا شرف، ولا ضمير، ولا ذمة، والا لتحركوا وهم يرون شباب بلدهم يسحلون، ويضربون، ويدهسون بالسيارات العسكرية، ويتلقون الضربات، والهراوات، والاهانات. في الدول الديمقراطية تسقط حكومات، اذا ارتكبت اخطاء بسيطة. بعض مستشاري، ووزراء مرسي استقالوا بسبب ضرب المتظاهرين، حتى سقط تحت ثقل خروقاته وتعنته، ولن يكون مصير الطغاة الجدد في بغداد افضل من مصير مرسي، او مبارك، او القذافي، بعد ان وعي الشعب العراقي قدراته الخلاقة، وامكانياته الجبارة، وقرر استخدامها للدفاع عن حقوقه المشروعة.
اما القوات المسلحة، التي هاجمت الشعب فهي عصابات خاضعة لسيطرة زعيم العصابة نوري المالكي. مجاميع من القتلة، والسفلة، وقطاع الطرق، وخريجي السجون، والشقاوات، والحواسم، ومستغلي الفرص دمجوا بالجيش من ميليشيات مجرمة، اوافراد انضموا اليه، او الحقوا في صفوفه عشوائيا، طمعا بالمال العام، والتحكم بمصائر الناس، وممارسة سطوتهم، وسلطتهم عليه، واستخدام الزي العسكري، وسيلة لتنفيذ مآربهم الاجرامية. يدعون ان الجيش، والشرطة، وقوات الامن، والقوات الخاصة، هي لحماية الشعب، والوطن. رئيس العصابة استخدمهم لضرب الشعب، واهانته بدل حمايته. ثم يخرج بكل وقاحة ليقول انه يؤيد مطالب المتظاهرين "المشروعة". المتظاهرين، الذين اشبعتهم قواته، وضباطه، وميليشياته ضربا، واهانة. يقتل الميت، ويسير في جنازته. اذا كانت المطالب عادلة، ومشروعة، والرواتب التقاعدية الضخمة، والامتيازات الهائلة غير شرعية، وغير دستورية، فلماذا اذن اضطرت الجماهير للتظاهر ليقدم رئيس عصابة السفهاء "اقتراحا" الى البرلمان لالغائها. الم يسمع كلبه المسعور، قائد عصابات بدر، ووزير القتل هادي العامري، وهو يستهزء من على شاشة "العراقية" بمطالب الناس المشروعة، ويرفضها جملة وتفصيلا. لماذا لم يتهم هذا السفيه بالكذب، والفشل مثلما تحدث عن "مصدر الكهرباء" الشهرستاني! هل تراه يخاف من ميليشيات العامري، ام من اسياده في طهران؟
اذا كانت الجماهير تظاهرت لمطالب عادلة، ومشروعة قمعت بهذه الوحشية، فكيف اذا طالبوا باسقاط السلطة؟ ان المرجعيات الدينية التي يسميها كريمة، وعليا، وشريفة هي ايضا  طالبت بالغاء الرواتب التقاعدية، وامتيازات النواب، والمسؤولين، والرئاسات الثلاث، وتحقيق العدالة الاجتماعية. ترى هل سيرسل قوات "سوات" لاعتقالهم كما كانت تفعل قوات صدام حسين؟ هل سيقتل الصدر الثالث في سجون "مختار العصر" نوري كامل المالكي؟
ملاحظة مهمة: تحدث بعض المتظاهرين عن تعاطف بعض الجنود معهم. نثبت ذلك حتى لا نتهم بالتعميم، وغبن الاخرين.لكننا نخاف عليهم ايضا من العقاب، والتسريح من الخدمة، كما كان يجري في العهود المبادة، لكل من يبدي تعاطفه مع الشعب!
سؤال اهم: لماذا استخدمت "قوات مكافحة الارهاب" ضد ضحايا الارهاب، اذا لم يكن المالكي متحالفا مع الارهابيين؟!
رزاق عبود
2/9/2013

63
بصراحة ابن عبود
اذا كنتم احرارا، شرفاء، البسوا اكفانكم واخرجوا مع المتظاهرين!
لم يبق حزب اسلامي، او نائب في البرلمان من غير حزب الدعوة، ودولة اللاقانون، الا وانتقد الوضع السياسي، والامني، والاقتصادي القائم في العراق. شاركهم في ذلك ممثلي القائمة العراقية الوطنية، والمنشقين عنها، والتحالف الكردستاني بشقيه الموالي، والمعارض، مع كل النواب الذين يسمون انفسهم مستقلين. في الداخل، والخارج، في الجوامع، والحسينيات. خطباء، ومرجعيات، وعلماء، وقادة كتل كلهم تحدثوا ضد الفساد، والارهاب، وانعدام الخدمات، وعذابات الناس. لكن الشباب، الشباب وحدهم، ومن ازرهم، وساندهم، وآمن بدعوتهم سيخرجون يوم 31 اب 2013 ليتظاهروا ضد الفساد المتفشي في جسد الدولة العراقية، والارهاب الذي يذبح، يوميا، الابرياء في الشوارع، والساحات، والاسواق، وحتى في دور العبادة، وضد الديكتاتورية الجديدة التي تطل بوجهها القبيح. اذا كان الصدريون "احرارا" كما يسمون كتلتهم، اذا كانوا جند المنقذ، كما يسمون جيشهم. اذا كانت القائمة العراقية فيها من العراقية، والوطنية كما تدعي. اذا كانوا في المجلس الاسلامي الاعلى يقفون الى جانب "المواطن". اذا كان الاكراد حريصون على الديمقراطية ومكتسباتهم. اذا كان هناك فضيلة في حزب الفضيلة. اذا كنتم صادقين باقوالكم، وتصريحاتكم، وملفاتكم التي تكشفوها يوميا على الفضائيات، و في الصحف، والمجلات. فان يوم 31 آب يوم اتنفاضة الشعب العراقي ضد الحيف قريب. اذا كنتم احرارا البسوا اكفانكم، واخرجوا مثل معلميكم! اذا كنتم عراقيون وطنيون اخرجوا لتثبتوا وطنيتكم! اذا كنتم مع المواطن، مع الفضيلة، مع الخير، ضد الفساد، والارهاب، ومع الديمقراطية اخرجوا يوم 31 آب مع الشباب، واحتلوا ساحات، وشوارع العراق لتطهير البلد من الفساد، والارهاب، ولمنع تكرار نظام القائد الضرورة، والحزب الواحد. اخرجوا لتقولوا لا! والا فاكرمونا بصمتكم! الشعب لا يريد اقوالا، الشعب يريد افعالا! الشعب لا يريد تصريحات، الشعب يريد مظاهرات واعتصامات! الشعب لا يريد فتاوى، وادعاءات، وكشف ملفات، الشعب يريد تحرك ضد الفساد، والارهاب، وسرقة المال العام، وتوفير الماء، والكهرباء، وكل الخدمات، والغاء امتيازات المسؤولين عن كل ما يعانيه ابناء الشعب. الشعب يريد عدالة اجتاعية، لا محاصصة طائفية! اذا لم تخرجوا يوم 31 اب لتكونوا في المقدمة، فاركنوا اذن في مؤخرة التاريخ، ودعوا الاخرين يتقدمون شعبهم، ليقودوه نحو دولة مدنية، ديمقراطية توفر له الامن والامان، والعيش الكريم، وتستخدم ثرواته لترفيهه، لا لاغناء اللصوص، والقتلة، والمحتالين، والمزورين، والمرتشين، والفاسدين، وتجار الدين.
يوم 31 اب 2013 يوم امتحان، وفي الامتحان يكرم السياسي العراقي او يهان!
رزاق عبود
27/8/2013

64
بصراحة ابن عبود
هل مرجعيات النجف بعثية يا نوري المالكي؟!
الفساد المالي والاداري، سوء الادارة، الفشل في توفير الخدمات، الرشوة، المحسوبية، السياسة الطائفية، التهميش، الاقصاء، استغلال المناصب،الرواتب، والمخصصات الضخمة للمسؤولين، اسلوب عيش خيالي، اغتناء فاحش سريع ، الاستحواذ على املاك الدولة، هدر المال العام، فقدان الامن، والامان، هروب الارهابيين من السجون، زيادة سطوة القاعدة، توسع، وتمدد، وتعدد اشكال الاعمال الارهبية اليومية ضد العراقيين وبشكل يومي، اكاذيب على الفضائيات، مؤتمرات صحفية قرقوزية، تصريحات منمقة منافقة، لاعلاقة لها بالواقع، وعاظ السلاطين لهم حظوة، مقابل ابعاد، ومحاربة الكوادر المخلصة، والمتخصصة، املاك، وحسابات، واموال في خارج الوطن، قصور خيالية، قمع المتظاهرين، اعتقال المحتجين، محاربة، وتسقيط المعارضين، اغتيال المختلفين، محاصرة، ومضايقة، واعتقال، المنتقدين، والصحفييين، اغلاق الفضائيات المعارضة دون امر قضائي، تصفية الخصوم السياسيين، كواتم الصوت، التعذيب في السجون، تسييس القضاء، بناء ميليشيات لارعاب الناس، مضايقة معتنقي الديانات الاخرى، الضغط على الشباب، ازدراء حقوق الانسان، التقليص المستمر للحريات الشخصية والعامة، اضطهاد متزايد للمرأة، محاربة الثقافة، والفن، والادب، والمنظمات، والشخصيات، والرموز الثقافية، والعلمية، تجاهل المبدعين، التدخل في الحياة النقابية، التدخل في استقلالية البنك المركزي، حتى الرياضة، والرياضيين طالتهم نيران الضرب، والاهانات، والقتل. المتقاعدون يزدادون فقرا، الارامل والايتام، والمطلقات في وضع مزري، مدن مقطعة بجدران الاسمنت، وتجاوزات نقاط التفتيش، والسيطرة، والاختناقات المرورية. الاف الاطفال، والعوائل تعيش على مكبات الفضلات، البطالة في تصاعد دائم، البطاقة التموينية في خبر كان، وغيرها، وغيرها من الافعال، والتصرفات، والظواهر، والسلوكيات، والاوضاع، والاحوال، والامور الشائنة. يقوم بها نفر من السياسيين تسلطوا على رقاب الناس. استخدموا الدين كعكازة لوصوليتهم. استغلوا اسم المرجعيات الدينية لصعودهم، استخدموا الطائفية البغيضة وسيلة للحكم، وتقسيم الشعب، وتجزئة الوطن، وقتل روح، ومعنى، وصفة المواطنة. كل من اعترض، كل من تظاهر، كل من تحدث، كل من احتج، كل من كتب في صحيفة، اومواقع الانترنيت، او الفيس بوك ضد هذه الجرائم، فالتهم جاهزة "بعثية" يحنون للنظام السابق، حتى لو كانوا شيوعيين، او معممين، او حلفاء سابقين، او مشاركين حاليين في الحكم. بلغ السيل الزبى، ووصل حد التهجم على المراجع، الذين يسموهم "عظام" اثناء الحملات الانتخابية. اداروا ظهرهم لالتزاماتهم، ووعودهم، وتعهداتهم، وقسمهم، عندما جلسوا على الكراسي الذهبية.
عندما لم يعد بالامكان تغطية الشمس بغربال، عندما لم تنفع التلميحات، عندما لم تؤثر خطب الجمعة، عندم لم يخجلوا من سد ابواب المرجعية بوجوهم، عندما تبرئت المرجعيات عشرات المرات من افعال السياسيين الفاسدين. عندما مارست دورها في المراقبة، والنصح، والارشاد،عندما استخدمت كل الوسائل المتاحة حضاريا، ومدنيا في تبني قضايا المحرومين، والمعذبين، و"المستضعفين في الارض". اخذت المرجعيات الشريفة تبادر الان، وبشكل علني، وصريح توجه اللوم، والاتهامات، وفضح الخروقات، والتجاوزات، والوقوف في وجه التحشيد والشحن الطائفي، وتشير الى التقصير والمقصرين. عندما لم يعد الامر يسمح بالحياد، او المجاملة، وقد اصطبغت شوارع المدن العراقية، حتى التي يسمونها مقدسة، بالدم العراقي الزكي.
البعض يدعي، للاسف، انها محاولة لتبرئة النفس. اقول لا باس. البعض يدعي انه للنأي بالنفس من غضبة الجماهير القادمة لا محالة. لابأس. البعض يقول انه ندم على الدعم اللامحدود، الذي قدمته المرجعيات للسياسيين الطائفيين، الذين استغلوا اسمها، وتاجروا به. لا بأس. البعض يقول لحفظ ماء الوجه من السياسيين المحسوبين عليها. لا بأس.البعض يعتقد انها لتهدئة النفوس. مهما قيل، ويقال، وسوف يقال. المرجعيات الشريفة من كلا الطائفتين تحركت، وادت دورها النابع من ضميرها الانساني، ومسؤوليتها الشرعية في الوقوف بوجه الحاكم الظالم مهما كان دينه، او مذهبه. لكن جماهير العراق المكتوية بالفساد والارهاب تنتظر الدور الاكبر، الدور التعبوي، الذي قام به يوما ما مالك الاشتر، وابو ذر الغفاري، والحسين، وعبدالله بن الزبير، وان تسير في مقدمة الجماهير المتظاهرة لتغيير الوضع وتنقية سمعة المرجعيات الكريمة، واظهارالصورة العليا، التي ينتظرها الناس، ويؤمنون بها. الصورة الزاهية التي يحاول الفاسدين، والمتفردين من الساسة تشويهها، وتصويرها بالتخل عندما اصطفت الى جانب الجماهير المحرومة، والشعب المعذب.
لقد ارتدى الصدر الثاني كفنه، ومشى في مقدمة المعترضين، والمحتجين، والمنتفضين بوجه الطاغية صدام، وقدم حياته على ذلك الطريق. نتمنى ان يقود ممثلي المرجعيات في المدن العراقية، وخاصة في بغداد مظاهرات الاصلاح، والتغيير، ووقف القتل اليومي للناس، واستغلال، السلطة والتفرعن المتعاظم. لنرى وقتها، ان كان المالكي سيجرؤ على اتهام المراجع العظام بالبعثية. اتمنى، بل اطالب ان تسير العمائم السوداء، والبيضاء، ورجال الدين من كل اديان وطننا في مقدمة المتظاهرين يوم 31 اب ليقودوا جماهيرهم، تابيعيهم، مقلديهم، المؤمنين بهم ضد الظلم، والتجاوزات، ولحماية حياة العراقيين من القتل اليومي. هذه ليست دعوة لتدخل رجال الدين بالسياسة، بل اصرار على التوضيح، ان الصبر قد نفذ، وان العراقيين كلهم يريدون الحياة الامنة، الحرة، الشريفة، المرفهة، التي يستحقونها. في الاقل ليتردد المرتزقة من استخدام خراطيم المياه، والهراوات، والغازات، والرفسات، والركلات، والدهس بالسيارات، والرصاص ضد المتظاهرين المسالمين العزل. انها دعوة لحماية من تسمونهم ابنائكم، شعبكم، اهلكم، ناسكم، ابناء دياناتكم، اتباع مذاهبكم. كونوا درعا لحمايتهم، كي لا يتمكن المجرم، القاتل، الفاسد، السارق، الناهب، الهادر للمال العام، ان يستخدم اسمكم! انه مفصل تاريخي ايها السادة الكرام، والشعب ينتظر منكم الدعم، وليس فقط النصيحة، والمشورة، والدعاء. سيقال، ويذكر عنكم، لم تسكتوا عن الحق. هذا سيسجله التاريخ لكم. فاخرجوا ضد الباطل، وهو امر ملزم، وواجب شرعي، وحق لكم. وقتها فان التاريخ، سينحني لكم، بعد ان تنجحوا في تنحية الطغاة الجدد، واعادة الامل لشعبنا المعذب. طريق الحق لم يعد موحشا، بل ملايين الناس ستسير ورائكم. لنسمع، بعد ذلك، بماذا سيصفكم المالكي: بالمرتدين، ام الطائفيين، ام انصار القاعدة، ام الارهابيين، ام بقايا البعثيين. ام سيبتدع تهمة جديدة لكم؟ ساعدونا، بربكم، على اكتشاف مواهبه الشتائمية!
رزاق عبود
17/8/2013

65
بصراحة ابن عبود
نوري المالكي يهدد المتظاهرين المسالمين ويطلق سراح الارهابيين!
اذهلتني وقاحة، وصلافة ديكتاتورالعراق الجديد، وهو يتوعد في مقابلة تلفزيونية انه "سيسحق المعتصمين، ويعاملهم بمنتهى الشدة والقسوة"! من شاهد، وسمع خطابات دكتاتور العراق السابق، وهو يهدد رفاقه الحزبيين، او تهديدات عيدي امين، اوالقذافي، لن يجد فرقا، الا، في صورة، وصوت المتحدث. نفس الغرور، نفس العنجهية، نفس التعالي، نفس التمسك بالنهج الاعوج، نفس التفرد، نفس الطغيان، نفس اللامبالاة بارواح المواطنين، نفس التملص الدائم من المسؤولية. وبالتأكيد ستكون النهاية نفسها في مزبلة التاريخ. الناس انتظرت منه تفسيرا، اواعتذارا لهروب سجناء ارهابيي القاعدة، او وعد، وتطمين بالقبض عليهم. وعد، وعهد بحماية الناس من التفجيرات اليومية. توضيح سبب استمرار استخدام جهاز(لعبة) كشف المتفجرات المزيف ذاته. تفسير قتل الناس المسالمين من كلا الطائفتين. تفسير الاختراقات، تفسير عجز الاجهزة الامنية. يوضح اين ذهبت 19 مليار دولار صرفت على الاجهزة الامنية لهذا العام فقط. وماذا يفعل مليون و 600 الف عسكري اذا لا يحموا الوطن، والمواطن. تفسير اسباب السكوت على هدر المال العام بدون مقابل يذكر. بدل كل ذلك يستمر ديكتاتورنا الجديد يتصرف، ويصرح، وكأنه "امام معصوم". وزع شتائمه، وسبابه، واتهاماته على اقرب وزرائه، وحلفائه، ومساعديه. "انا ومن بعدي الطوفان". يستحقون كل ذلك! لانهم لا زالوا متمسكين به رئيسا للوزراء. لازالوا متمسكين بالطائفية، لا زالوا متمسكين بالمحاصصة. لو كان الصدريين، وكل التحالف الوطني، والتحالف الكردستاني، الذين ينتقدون المالكي، واداء حكومته صادقين في رفضهم لما يجري، لاجتمعوا تحت قبة البرمان، حتى لو قاطعت كتلة دولة اللاقانون الاجتماع، وسحبوا الثقة منه، لارغموه على الاستقالة، او في الاقل تقديم بديلا عنه. المالكي، واجهزته وراء اغلب التفجيرات تنفيذا، او تواطئا، او قصورا في مواجهتها. يريد ان يستخدمها للشحن الطائفي، واشعال حرب طائفية جديدة. فهو يستفيد بل يحرض على التصريحات الطائفية في الانبار ليكسب البسطاء من الشيعة. ويحاول اليوم استخدام هروب الارهابيين للتحريض ضد معارضيه ومنتقديه من الشيعة. فمرة يتهم  دول الجوار، ومرة التيار الصدري، ومرة العراقية، ومرة حزب الفضيلة. بل هاجم حتى مرجعيات النجف. ولم يوجه لوما واحدا لفشل(تواطؤ) اجهزته في القضاء على الارهاب، والارهابيين. هذه ليست اول حالة هروب، وكلها تشير الى تواطئ السلطات، والاجهزة التي يقودها المالكي. اطلق سراح ارهابيين سعوديين، وتونسيين، وليبيين، وكويتيين، وغيرهم. بحجة مبادلتهم مع عراقيين(لايوجد عراقي معتقل في تونس او ليبيا). كيف يمكن مبادلة صياد سمك عراقي اعتقل ظلما مقابل عشرات الارهابيين؟ هل يستطيع المالكي ومستشاريه الاجابة على هذا السؤال البسيط؟ ام انه اطلق سراحهم لتأجيج الحرب الطائفية ليستفيد منها ليمدد فترة اغتصابه للسلطة، واغتيال معارضيه ومنتقديه؟ هل يعقل ان يموت في بغداد وحدها كل اسبوع الف مواطن مسالم برئ اعتقد بسذاجة ان هناك خطط واجهزة امنية تحميه؟ الادارة، والمعاهد الامريكية، وسكرتير عام الامم الامتحدة، والاتحاد الاوربي، ومنظمات حقوق الانسان الدولية، وشرطة الانتربول انتقدوا الوضع  في العراق، وحذروا من عواقبه الوخيمة. اما "هدام" الجديد فيكتفي بتبديل اربطته، وبدلاته، وتسريحته، وصبغ شعره، ويحتفظ بنفس سياساته، وعنجهيته، وتبريراته، وصلفه، ووقاحته، ولا يكترث لدماء العراقيين. بل يسبح بها للوصول الى الزعامة الابدية دون ان يرمش له جفن لكل صرخات المستغيثين. السؤال الابسط، البرئ، لماذا اعلن القائد العام للقوات المسلحة(المفخخة) حالىة التأهب القصوى لحماية السفارتين الامريكية، والبريطانية، ولم يتحرك لوقف نزيف الدم العراقي؟ لماذا تحرك لقمع الشباب المتظاهرين في ساحة التحرير، بدل ان يوجه قواته لتعقب الارهابيين؟
لا اظن ان مرجعية النجف من المنطقة الغربية، ولا اظن ان مقتدى الصدر من المثلث السني، ولا اظن ان عمار الحكيم من "المناطق الحاضنة". كلهم انتقدوا الاداء السيئ للحكومة ورئيسها. الان يبتدع المالكي، واعلامييه، ومسوقي فرديته، والمدافعين عن جرائمة، حجة ولعبة جديدة "حزام بغداد"! بعد ان ظهر بطلان ماسمي سابقا بالمثلث السني، او المنطقة الغربية، او الحواضن. حيث عرف الناس ان ابناء تلك المناطق (ابناء الصحوات) هم من طردوا القاعدة. وان المالكي، وعصابته الحاكمة، ومستشاريه هم من امدوا القاعدة بالمقاتلين، والمخططين، والانتحاريين بعد تهريبهم من السجون بصفقات خيانية مكشوفة. ان "مختار الظهر" انكشفت ملاعيبه، وسقط الصبغ المزيف عن جلده. هو لن يسلم الحكم(العراق) كما قال صدام الا "ارضا بدون شعب". ان كل الساكتين، والمتواطئين، والداعمين، بل حتى المترددين مشاركين في الجريمة. كلهم شركاء في دماء العراقيين المسفوحة. فعلى الجماهير العراقية الخروج للتظاهر، والاحتجاج، والاعتصام رغم تهديدات، وقمع، وقسوة التعامل. لقد قطف الحجاج مئات الالوف من رؤوس العراقيين، وهاهو خليفته الحجاج نوري المالكي يسلك نفس الطريق. فهل يا ترى نرى جموع الصدريين، والتحالف الوطني، والعراقية وغيرهم من المنتقدين، والمعارضين، والمنددين ينظمون الى جموع المتظاهرين في البصرة، والناصرية، والسماوة، وبغداد من اجل التغيير، ام تخيفهم تهديدات المالكي الصريحة بجولات فرسانية جديدة؟
رزاق عبود
12/8/2013

66
بصراحة ابن عبود
اكراد، سنة، وشيعة هذا الوطن خنبيعة!
كثر الحديث في الاونة الاخيرة، وعزفت نغمة التقسيم مرارا، ما بين محذر منه، وداعيا اليه. ليكشف النيات السيئة، والمخططات الخبيثة. فذاك يطالب بفدرالية شيعية، واخر باقليم سني، والثالث، الذي يقف وراء، ويحرض على كل الدعوات يطالب بانفصال المحافظات الشمالية ذات الاغلبية الكردية، وتكوين دولة كردية "مستقلة" باسم "حق تقرير المصير"!
زعماء الشيعة، يستخدمون هذه الدعوة كفزاعة، وتهديد، وبتحريض من ايران، وبنفس الوقت لتهديد ايران احيانا. زعماء السنة، الذين حاربوا الفدرالية، ووقفوا ضد الاقاليم، وطالبوا باعادة كتابة الدستور يستخدموها للابتزاز السياسي "اللعب على الحبلين بالعراقي الفصيح"، ولتهديد زعماء الشيعة بالتقسيم، اوتكوين "الاقليم السني"، ولمغازلة الزعماء الاكراد، الذين يشجعون ذلك، للحصول على دعمهم في هذا الاتجاه التخريبي لوحدة العراق التاريخية، والجغرافية. احيانا يلعبون على حبال الدول الاقليمية التي لا تريد للعراق خيرا. زعماء الاكراد(ليس الاكراد) يحرضون، ويسعون، ويتأمرون لانشاء الاقاليم كممهد، ومبرر لتقسيم العراق. لتحقيق "المشروع الاسرائيلي" في تكوين دولة كردية "مستقلة" في شمال العراق. ليس حبا بالاكراد طبعا، وانما لاضعاف العراق، وابتزاز تركيا، والضغط على ايران، وتفتيت سوريا. لا يقصدون ابدا الطموح المشروع للاكراد في انشاء دولتهم القومية، او في الاقل منحهم حق تقرير المصير في الدول التي يعيشون ضمنها.
لكن كل هذه المشاريع، والخطط، والمؤامرات تصطدم بعقبات حقيقية. فالاقليم الشيعي، اذا انشأ، ستبتلعه ايران، ويغص بلعومها باعداد غفيرة من السنة الموجودين في "اقليم" الجنوب، والوسط ذو الاغلبية الشيعية. اضافة الى انقسام العشائر الكبيرة مابين سنة وشيعة. كما ان الشعور القومي سيزداد بعد التحاقهم مع عرب الاحواز المغتصبة فتندلع حرب قومية بين شيعة الفرس، وشيعة العرب. حينما يصبح العرب اغلبية في ايران، ويعاملون كاقليه كما يشعر السنة الان في العراق بسبب السياسة الطائفية.
بغداد عصية على التقسيم ففي كرخها، ورصافتها تعايش الشيعة، والسنة منذ مئات السنين، وناضلوا، وتضامنوا، وتظاهروا ضد عدو مشترك عندما كانت المواطنة، والوطنية هما المقياس، قبل ان ياتي الاحتلال، وعملائه، ومشاريعهم الطائفية. افتعلت الحرب الطائفية  بوصفات عنصرية بهدف تصفية المناطق السنية من الشيعة، والمناطق الشيعية من السنة. ثم اكتشف الطرفين انها مؤامرة دولية، واقليمية، وبحر من الدماء لا ينتهي، ومدينة واحدة لا تقسم مهما نصبوا من كتل، وحواجز، واسوار كونكريتية. بغداد فيها ايضا الاف المسيحيين، والصائبة، والتركمان، والايزيدية، والارمن، وملايين الاكراد(سنة، وشيعة)، وغيرهم فعلى اي قسم، او اقليم، او طائفة سيحسبون.
الاقليم السني، اذا انشأ، لن يجد هدوئا، واستقرارا ابدا، فالدول الاقليمية كلها طامعة فيه. الاحزاب، والجبهات متعددة الاتجاهات، والولاءات، والارتباطات الاقليمية، وعشائره مسلحة حد الاسنان، وذات حس قومي، ووطني عاليان. كما ان بقايا البعث المسلحة تتمركز هناك مثلها مثل القاعدة، والتنظيمات الارهابية الاخرى. اضافة الى ان معاداة الفيدرالية ورفضها متاصلة في نفوس الاغلبية الساحقة مما يسمى "المكون السني". ومهما حاولت تركيا، او السعودية، او الاردن، او قطر، فلن ينجحوا في توحيد سكان المنطقة على مبدأ الفيدرالية، والتقسيم.
ان زعماء الشيعة، مثل زعماء السنة، وزعماء الاكراد يحاولون تاجيج، واستغلال المشاعر القومية الضيقة، والطائفية البغيضة، ومعاداة روح المواطنة العراقية من اجل ترسيخ الفرقة بين ابناء الشعب الواحد. فزعماء الاكراد ما فتئوا يتحدثون عن العراق "المصطنع"، والخارطة "المجمعة"، و"سايكس بيكو" و"كيان افتعله البريطانيون"، وغيرها من سخف الادعاءات، والاكاذيب. متناسين عن قصد ان الاحتلال البريطاني جاء "لتحرير" العراق، كل العراق، بولاياته الثلاث البصرة، وبغداد، والموصل. العراق، الذي بناه سكانه الاصليين من سومريين، وعيلاميين، وبابليين، واشور، وكلدان، وسريان، وصابئة، وغيرهم. العرب سكنوا العراق قبل الغزو الاسلامي، وكانت لهم دولهم، وحواضرهم، وحضارتهم. الاكراد نزحوا من ايران اثناء الاحتلال العثماني للعراق، وكانت لهم اماراتهم. فلا يحق، ولا يجوز لعرب الجزيرة ضم العراق الى الحجاز، ولا لاكراد الشمال ضمه الى تركيا، او ايران. الشعب بكل مكوناته يرفض هذه التقسيمات التي لاتضمر غير الشر للجميع.
علق احد الاصدقاء الكرد مرة قئلا: "لايمكنني تصور العراق دون زاخو، او الفاو" وقال اخر كنا نبيع العسل "عسل شمال" في شوارع البصرة، ونعود بهدايا من التمر بانواعه. غالبا ما نحصل عليه مجانا عندما يسمعون لكنتنا الكردية. بالمقابل رفض اكثر من صاحب مطعم، وفندق في السليمانية، واربيل اخذ الثمن عندما عرف انني من البصرة. اذا كان البعض يدعي، تحاملا، ان العراق الحديث اسسه وحكمه السنة، فهذا شئ يحسب لهم لا عليهم. الجواهري الكبير الشيعي لقى كل الاحترام، وكذلك المرجعيات الشيعية من "الحكم السني". وزعيم ثورة تموز عبدالكريم قاسم الذي دمر حلف بغداد بثوره شعبية يقبل يدي محسن الحكيم في المستشفى. كافئه الحكيم بعد ذلك بتحالفه مع البعث، والاقطاع، والشاه، وشيوخ الكويت ضده. نفس الزعيم الذي اعلن ان العراق "وطن مشترك للعرب والاكراد". واستقبل ملا مصطفى البرزاني استقبال رسميا، وشعبيا كبيرا. قابله الملا بالتحالف مع البعث، والشاه، والموساد. زعماء السنة التقوا في معاداتهم للثورة الوطنية، وزعيمها قاسم مع زعماء الشيعة، وزعماء الاكراد،عندما الغت الثورة قانون العشائر، وسنت قانون الاصلاح الزراعي، وقانون الاحول الشخصية الذي انصف المرأة العراقية. وهاهم "الزعماء" يجتمعون اليوم على تقسيم العراق وطنا، وشعبا، وتحويل العملية السياسية برمتها الى محاصصة لتوزيع المناصب، وتقاسم ثروات البلد بينهم، وابقاء العراق ضعيفا، متخلفا، ممزقا، خدمة لرغبات اسيادهم من وراء الحدود، واستمرار نهبهم لثرواته.
قد يبدو الامر ساذجا، بسيطا، رومانسيا، لكنني اراهن على الشعب العراقي وقواه الحية، لعزل هؤلاء المتزعمين عليهم. ان عزوف 65 من الشعب العراقي عن المشاركة في الانتخابات المحلية الاخيرة، يعكس صورة واضحة عن رفض الشعب العراقي لتسلط زعماء الطوائف. ولن يكون اليوم بعيدا ليكون مصيرهم مثل مبارك، والقذافي، وبن علي، واخرهم محمد مرسي، وسبقهم الشاه، وصدام. ستخرج الجموع من الشمال الى الجنوب بعد صحوتها التاريخية، وتعود الى وطنيتها العراقية، وهي تكنس زعماء "من قلة الخيل" وتهتف مدوية:
اكراد سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعة
رزاق عبود

67
السندباد يبحر في شط العرب في بلم عشاري

عائدا من دجلة الخير، خائبا، متعبا، مذهولا، حيث اعترضه القراصنة، وارغم على ترك سفينته هناك. خيروه بين سفينته المكدسة بالكنوز، والاسرار، واخبار الزمان، وزورق صغير يغادر به بسلامة، فاختار بلم عشاري. سافر بين ركام الطين، وضحالة المياه، واكوام الغرقى، مترصدا، مكتشفا من جديد ضفتي شط العرب الممتدة ما بين النهر المستلب، والبحر المنهوب. مسيرة موجعة، ومسافات من الردى.استذكر قصصه، ومغامراته، وتواريخ سفراته، وحكاياته التي ينتظرها الناس اكثر مما ينتظرون بضاعته. يراقب المفرق، والتقاء النهرين. يرفع يده ليمسح دمعه نزلت على خده، بعد ان التفت فرأى النهرين يفترقان من خلفه. يواسي نفسه انهما يجتمعان، يحتضنان، يواصلان السير معه في مجرى شط العرب. ينظر الى المرافئ القديمة المبنية من جذوع النخيل، وانواع الخشب الهندي، وصخور منزوعة من بقايا المدن التاريخية، وميناء الابله المندثر. اول ميناء في العالم. تمر به السفن العملاقة، والبواخر الحديثة، والزوارق السريعة. بعضهم يتعرف عليه، يعرضون عليه سفنهم، او مرافقتهم، او ان يقود ابحارهم، لكنه يصر على البقاء في بلمه. يريدون ان يدخلوا التاريخ بوضع اقدامه في سفنهم. لكنه يرسم تاريخه وحده. الاغلبية تهزء به، تسخر منه، ويرمون فضلاتهم عن قصد امام زورقه الصغير. يناور ليتجنب مضايقاتهم. يعصره وجع دا خلي، وتتعكر ملامحه، وهو يفتقد بعض الملامح، والشواهد، والاثار، التي رافقت سفراته القديمة، وسجلتها ذاكرته. تلك الشواهد، والحواضر المليئة بالحكايات، والالغاز، والاحجيات، والعبر. احجيات، والغاز، كان الناس ينتظروه ليحمل لهم مفاتيح حلها، وبسط مضامينها، وكشف اسرارها. لكنه، لم يجد غير النوارس الجائعة تزعجه بصوتها، وتفزعه بهجماتها العفوية. غاضبة، ربما، من فقر حمولته، او انعدام اشرعة تحط عليها لترتاح قليلا من مشقة الطيران، والبحث. ظل يفكر ترى هل مر السومريون من هنا؟ هل عبرت سفنهم شط العرب؟ هل ازعجتهم نوارس النهر، وطناطل الساحل، وسعالي الغابات؟ اين اثارهم، مآثرهم، وسفنهم القديمة؟ هل يعرفون يا ترى ان الضفة الاخرى لم تعد سومرية، لم تعد مندائية، لم تعد عراقية؟ سنين طويلة وهو يمحر عباب البحار، والمحيطات، ويزور الامصار، ويغالب الاخطار. يعرف طريق الهند، والسند، وسواحل عمان، وجزر الواق واق. شاهد تقافز الحوريات، وسمع ضحكات الدلافين، وراقب تلاعب الرياح باشرعته البيضاء البينة في عتمة الليل، وكانها ملاك اسطوري تقوده الى المرافئ الامنه، والمراسي التي يقصدها، والموانئ التي يعرفها، والوجوه التي يطمأن لها. شواهق السواري، التي تتحدى السماء، وتخيف الجن، وكانها تقول ان طريق السمو يمر عبر المشاق، والمخاطر، والتحدي. لم يبدو بلمه صغيرا، كما في غابر الازمان. ضاق المجرى، ولم يعد الضياء يغطي مياه النهر. كان كل ما حوله مظلما. لا شراع ابيض يميزه، ولا بوصله تهديه. يحفظ مجرى النهر عن ظهر قلب. لم يخف، ولم يفزع، لكن انتابه الالم، وسيطرت عليه الحسرة، وافتقد الالفة القديمة. افتقد ترانيم الشيوخ المندائية، وملابسهم الناصعة البياض.افتقد طقوسهم، وتحسر على غيابهم. تركوا له ورقة على سطح النهر تقول: لم يعد الماء نقيا، كما كان. لم يعد المجرى، صافيا كما نريد. لم تعد النجوم لامعة مثل السماء الاولى. انتظرناك طوىلا. انتظرنا سفينتك انت، ونوح. ولما سمعنا ان القراصنه اختطفوك ارتحلنا قبلك. نبحث عن سماوات تصطع فيها النجوم، ومياه تجري دون تلوث، وملابس بيضاء نقية، بعد ان جمعنا كل ملابس شيوخنا وصنعنا منها شراعا لسفينتنا المغادرة بلا عودة. نحن نعرف انك ستبكينا فنحن نبكيك، لكن من يغتصب سفينة السندباد، ويتركه في بلم صغير، وينهب مدينته لا نأمل ان يحمينا. سنرحل، ونامل لك، ولنا ان تحمينا نقاوتنا من هجمات الهمج، وقوارب صيد البشر. نتبخر بعبق الماضي، وسفينة بابلية، وربان نوح، وروح جلجامش معنا.
ظل السندباد يجذف لوحده، بوحشة فريدة، لا احد يلوح له، ولا نجم يهديه، ولا زوادة طعام يسكن بها جوعه. ظلمة الليل قد تخفي قراصنة جدد، وقطاع طرق يحتلون السواحل، ووحوش سحرية تقتنص ركاب السفن. قد تطمع حتى بزورقه الصغير. في هدئة الليل، وسكونه الثقيل تسائل مع نفسه: اين الصيادين؟ اين شباكهم، التي كانت تعيق طريق البحاره؟ ممن سيطلب الماء، والغذاء؟ لم يصادف، حتى الان، غير الظلام الدامس. لا يميز الضفة من النهر، ولا اضوية تشير الى مدن كانت زاهية. لم يصادف سفرات ليلية لعشاق يستغلون غياب القمر. في النهار كان الناس يصطفون ملوحين، محيين، مرحبين، مودعين، او مستقبلين متمنين طيب الاقامة، او سلامة الطريق. يصطفون بين مناظر خلابة تبهر النظر، وتسعد الخاطر، كانهم جزء من لوحة جميلة خارقة رسمتها الطبيعة. بساتين عامرة، منعشة، وظلال وارفة وديعة. حدائق غناء على طول الساحل، وامتداد صفوف النخيل تقف ناثرة شعرها متسامقة تمنح الجموع ظلالا وارفة بمظلة سعفها. ثمرها الفردوسي، وهيبتها تمنح الامان. انواع الطيور الجميلة  تتقافز بين الاغصان، والسعف، والمسلات، تلاعب الاطفال، وتغرد في كورال غنائي ساحر، كحرس شرف منتظم يؤدي التحية لاشهر بحار، واشجع مغامر، وابرع محدث. صحى من غفوه حلمه فلم يجد غير الظلام يحيط به، والخوف يعتريه، وتتسلل الريبة الى تلافيف روحه، وشغاف افكاره رغم انه عصي على الخوف. رغم مهاراته الربانية، ومواهبه الفذة في خوض البحار، واكتشاف الامصار، وتحدي الاخطار، لكنه يجد نفسه محتارا، مهموما، مضطربا، فهذه ارض، ومياه يعرفها جيدا، لكن يشعر بغربته فيها، يحس انه يراها لاول مرة. ظن انه يدخل العوالم السفلية كجني عاقبه سيده فارسله الى غابة الظلمات.استنجد بابن ماجد، ونواخذة الخليج، ومرشدي الميناء. لم يسعفه احد منهم. لم يسمعوا صوته المختنق. ولا تعرفوا على شكله البائس. اين فروع الشط العامرة بالمد، والجزر، والمزدحمة بانواع السفن، والابلام، والحركة؟ ايعقل ان يكون هذا هو الخورة مقصد "الابوام" و"المهيلات" و"الدوب" التجارية؟ اين حمدان الذي تغنى به العشاق، والشعراء، وصدح باسمه المغنون؟ اين اخوته يوسفان، وكتيبان، و...  و... ومئات الانهر، والاشرعة، والترع، والسواقي، والمسنايات، و"الشرايع"؟ اين الچراديغ، والمسافن، ومكابس التمر، والعلب المعطرة بماء الورد، والمحشاة بالجوز؟ اين شارع الكورنيش، ومحتفليه، وعشاقه، ورواده، ومريديه، ونواديه، وفرقه، وموسيقيه، ومقاهيه، وسهراته، ولياليه؟اين الجزر الخمسة التي توجت راس النهر، وكانت عامرة بالزرع، والماء، والناس، والطيبة، والتجارة؟ الجزر التي تسوق منها البحارة، واهتدى بها الملاحون، ولجأ اليها التائهون. اين اشجار الحنة، اين عبق السدر، والنبگ، ورائحة الحناء، والبمبر؟ اين عثوق الرطب، واكداس التمر، وانهر الدبس، والمعسل، و"خصافات" البرحي؟ ارهف السمع طويلا، لا مطبگ، ولا ناي، ولا فيفرة تومان. لاصوت طبلة، ولا تصفيق، ولا جلسات، ولا غناء خشابة، ولا مقامات بصرية! لم يلمح علي بن محمد يرقص الهيوة في عاصمته المختارة.
ايعقل ان يكون هذا طريق مواكب، واعراس، واعياد السومريين، ومملكة ميسان، وزوارق المحتفلين من الابله، الى المعقل، الى الرباط، الى المسفن، الى العشار، مرورا بالخورة، والبراضعية، وقصور الشيخ خزعل، وحمدان، متعديا كل ابي الخصيب الى الفاو، الى الخور، الى الخليج... تحول الى مقبرة للسفن الغارقة، والقوارب الخربة، واجسادا ظلت بلا دفن، وضفاف مزدحمة بالطين، والنفايات، والطمى، وفطائس السمك، والطيور، والقطط، والكلاب السائبة، وفضلات السفن الغريبة. بكى حتى النحيب. تمنى لو انه القى رواسيه عند شجرة ادم، بدل ان يسوقه التيار الى مجاهل الزمن، واشباح الموتى، وصرخات الغرقى، واسماء جديدة للشط، وفروعه، وروافده لم يسمع بها من قبل. ترى هل غيروا اسم الشط ايضا بعدما ازالوا شواخصه؟ هل سرقوا كل المحار، ونهبوا اللؤلؤ من جوفه، وقضوا على كل الاسماء؟ هل تسد الرواسب مجراه، وتقطع عنه الطريق الى حضان الخليج؟!
رزاق عبود
14 تموز 2013     

68
اين احفاد ثورة العشرين من ثورة ملايين المصريين؟!

مرت يوم 30 حزيران 2013 الذكرى 93 لثورة الشعب العراقي الخالدة يوم 30/6/1920 ضد المحتل الانجليزي، وصلفه، وتجاوزاته، واعتداءاته، وخططه الاستعماريه، وتعاليه على شعبنا، وعدم احترام قواته لعادات، وتقاليد شعبنا، وقيمه الرفيعة. يوم حارب ابناء العشائر العراقية جيوش اكبر، واقوى امبراطورية في ذلك التاريخ عسكريا، واقتصاديا. حاربوها باسلحة بدائية بسيطة، لكن بعزيمة، واقدام، وشجاعة، وتكتيكات اذهلت المحتلين، وقادتهم العسكريين. يوم هتف الثوار، بعد كل انتصار يحرزونه هوستهم المشهورة "الطوب احسن لو مگواري"! الهوسة التي تلقفها الشاعرالعراقي الكبير عبدالله گوران وهو يتحدى الظلم في العهد الملكي بقصيدة مجهولة الاسم، ولعله تقصد ذلك:"كردي .. وكيس تبغ.. حفنة زبيب .. وبندقية .. ثم صخرة .. وليأت العالم كله.. كل العالم.."! اعتقد ان الشاعر الخالد، لو كان حيا، لا نتفض، وجاء الى ساحة التحرير، وسط بغداد، كما فعل بعد ثورة 14 تموز 1958 واستبدل كملة "كردي" ب "عراقي" ليستنهض كل شعبنا من شماله الى جنوبه. لقد اجبرت ثورة العشرين، واتساعها، وازدياد خطرها على مشاريع الامبراطورية البريطانية الاستعمارية على اعادة حساباتها، وتيقنت من عدم امكانية "الحكم المباشر" للعراق، كما في الهند، ومستعمراتها الاخرى. فتشكلت الدولة العراقية الحديثة، وعكست حكومتها الاولى طبيعة الانفتاح، والتعايش، والتآخي. فلم يهمش اي مكون، ولم تعزل اي كفاءة.
لم يحتفل الحكام الاسلاميون الحاليون بالثورة، ولم يعتبروها عيدا وطنيا، ولم يجعلوا ذكراها السنوية عطلة رسمية. لانهم حاقدون على الثورة التي قدمت عراقا متسامحا، لا طائفيا. عراقا موحدا من الشمال الى الجنوب، ومن الغرب الى الشرق. شارك الشيعة، والسنة، المسيحيون، واليهود، والصابئة، والايزيدية، العرب، والاكراد، والتركمان، والارمن، والشبك، وغيرهم باشكال مختلفة. الكردي محمود الحفيد زحف بقواته من السليمانية الى الفرات الاوسط ليقاتل كعراقي شريف ضد الانجليز الذين حاربوه، واعتقلوه، ونفوه. بالامس لم يحتفل القادة القوميون الاكراد، ولا الطائفيون العرب بذكرى ثورة العشرين، لانهم لا يريدون شيئا يذكرهم بوحدة العراق ارضا، وشعبا. ولا يريدون ازعاج اسيادهم القدامى، والجدد بذكرى تلك الثورة الجبارة التي مرغت تاج "الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس" بالوحل. امس توقعت ان تزحف الملايين العراقية المحرومة من الكهرباء، والماء، والغاز، والنفط، والدواء، والسكن، والمدارس، والعمل، والخدمات البلدية والصحية، والامن، والامان، و... و...و! لتطالب بحقوقها، تعلن تجديد ثورتها. اغنى بلد في الارض، وافقر شعب في لعالم. بينما زحفت الملايين المصرية الى الساحات، والشوارع لتخلع الرئيس الاسلامي محمد مرسي. ملايين "السنة" ضد رئيس "سني" وجماعة "سنية". ملايين الشعب المصري بكل طوائفه، واحزابه، وقواه، وشبابه، نساءا، ورجالا زحفوا مرة اخرى ليزيحوا ديكتاتور اخر بعد سنة  من حكم الاخوان، الذي لم يحسن اوضاعهم المعيشية، وسرق منهم الحرية التي ثاروا من اجلها. العراقيون يعانون منذ عشرة سنوات من كل انواع الحرمان، والاذلال، والارهاب، والفساد، والسرقات، والخيانات، ومصادرة الحريات، لكنهم يخرجون لاعادة انتخاب من يعاملهم كالعبيد، ويسوقهم كالخراف، ويسترخص دمهم في شوارع، واسواق المدن، ويقتل المتظاهرين، ويعتقل، ويغيب المحتجين، ويحارب، ويغتال المعارضين. يهتفون "هيهات منا الذلة" ويسكتون على الضيم. اين رفض الذلة من اعادة انتخاب من يذلكم، ويسترخص دمائكم؟ تمجدون ثورة الحسين من اجل الحق، والحرية، والعدالة، وانتم تعيدون انتخاب يزيد جديد، يقتحم بيوتكم، ويسرق اموالكم، ويتصدق عليكم بنصف كيلو عدس في ارض السواد، التي سلموا اسواقها، ومصائرها للمضاربين الجشعين، والمسؤولين الفاسدين.
في مصر حاول "الاخوان" افتعال حرب بين المسلمين، والاقباط، وفشلوا، ثم سحلو بالحبال زعيما شيعيا على طريقة ذبح الاطفال في سوريا ليشغلوا الناس بحرب طائفية ضد مجموعة صغيرة لتبرير تحالفهم مع اسرائيل ضد سوريا، وفلسطين. المتظاهرون المصريون اجبروا الجيش المصري على الانحياز لهم، ولثورتهم. فمتى يتحرك قادة القوى الوطنية، والثورية، واليسارية، والقومية، وكل من يدعي الديمقراطية والاعتدال، وعبور الطائفية ليقود الجماهير لتغيير الاوضاع بالعراق؟!
في شوارع مصر مئات المتظاهرين، ثم الاف، ثم ملايين المتظاهرين، ضد نظام تدعمه اوربا، وامريكا، واسرائيل، وكل قوى الظلام في العالم. لكن الثوار داسوا باقدامهم ما يسمى بالشرعية المزيفة. فمتى يدوس العراقيون بوحدتهم، وهوساتهم، ومگاويريهم، ودبكاتهم، و"چوبياتهم"، ومظاهراتهم على المحاصصة الطائفية، والاستبداد، وانشاء حكم وطني يخدم الشعب، لا دول الجوار، والاحتلال، والمضاربين؟!
ان الشعب المصري، وقواه الديمقراطية الموحدة اخرجت 33 مليون مصري (حسب تقديرات جوجول) ليقولوا للرئيس الاسلامي، ونظامه الاخواني: "ارحل"، وكسبوا الجيش الى جانبهم! ثلاثة ملايين يزحفون الى كربلاء بين الحين والاخر، "لاحياء" ثورة الحسين. ثلاثة الاف منهم فقط يمكنهم الزحف على المنطقة الخضراء، لتحقيق اهداف ثورة الحسين، واعادة البهاء لعراقنا، والصفاء، والاخاء لشعبنا!
لقد سرق الانجليز ثورة العشرين، بعد ان، حولوا شيوخ العشائر الى اقطاعيين، فتحالفوا مع المستعمر ضد شعبهم، ووطنهم، وحولت امريكا، وبريطانيا "المعارضين" القدامى لديكتاتورية صدام الى حكام طائفيين فاسدين، فتحولوا الى جلادين لشعبهم، وعصابات لنهب اموال، وطنهم، وقوت ابناء شعبهم. تفرعنوا على اهلهم. هل ننتظر عبد الكريم قاسم جديد ليخلصنا من الحكومة العميلة، ام نزحف نحو المنطقة الخضراء، ونجبر العسكر على الانضمام لنا، وحمايتنا بدل قتلنا، كما تفعل ميليشيات حزب الدعوة المالكي المسماة "سوات"؟!
هل تكون ثورة الشعب المصري الجديدة محفزا لثورة شعب العراق المحروم، مثلما كانت ثورة العسكر المصري عام 1952 ملهما لثورة تموز 1958؟! ام سيظل السياسيون يطالبون ب"التهدئة" فيما بينهم في حين يصطلي الشعب العراقي بنيران الطائفية، والارهاب، والفساد، والخيانة الوطنية؟!
رزاق عبود
1/7/2013

69
مصيبة عائلة المناضل صالح حسين الحلفي، ابو سلام!
عندما يفجع الاب بابنائه!
تعرفت عليه قبل عام تقريبا. منذ اللقاء الاول صرنا اقرب الاصدقاء. عانقني، وكأنه يعرفني منذ دهر، متسائلا بحنو: "اين انت يارجل انني ابحث عنك منذ زمن طويل". رافقته لفعاليات يصر على حضورها رغم كل الظروف. لا صحتي، ولا صحته تسمح بذلك. لكنه اجبرني ان اقاوم الامي احيانا. سنين عمره، وشحوب محياه كانا يشغلاني. دأبه، وتفائله كانا يحيراني. من اين له هذه الاراده الحديدية، والاصرار القوي. هذا الشموخ العجيب، والعناد الثوري، وطيبة بصرية اصيلة. مسيرة النضال الطويلة، التي بدات منذ اربعينات القرن الماضي، واضرابات الميناء الشهيرة في الخمسينات. كان فيها بطلا، ومشاركا، ومنظما، وقائدا، وضحية كسجين، ومفصول سياسي، ومنفي عن مدينته. يتحدث عن ذلك، وكأنها سفرة، وتجربة اعتيادية عاشها، مدعوما برفقة ام سلام. يراودني ان اسأله كلما التقيته عن الميناء، واضراباته، وشهدائه، ونضالات ابنائه. لكن اخشى ان اثير فيه اللوعة، او الالم الدفين، والغبن العميق، الذي يحسه كل مناضل قديم يشهد ما انتهى اليه نضال شعبنا في سبيل الحرية والديمقراطية. "عليك ان تهتم بصحتك" يردد علي دائما. "اعمل الفحوصات الضرورية". يكرر وصيته كل مرة التقيه، او اتصل به. سالته مرة عن سبب تعبه، وشحوبه. رد بحنان الاخ الاكبر: "عليك ان تهتم بصحتك". واضاف: "انني عشت ما يكفي، ورأيت الكثير في حياتي، وقدمت ما استطيع. لكن الذي يمزق نياط قلبي ان ابنتي ترقد عليلة في المستشفي، وكل يوم يخبروها بتشخيص ما. انا اشك انهم يخفون شيئا". فهمت سبب وجومه، وحزنه، والهم العميق في عينيه. اخبرني يوما انه بدأ العلاج ضد المرض الخبيث. "الطبيبة تؤكد ان كل شئ سيكون بخير. انا لا افكر بنفسي. انا قلق، وفي منتهى الخشية على ابنتي. انها محنة، وابتلاء، ان تتحسن صحتي، وصحتها تتدهور. انا قد اعيش، وهي قد تغادرنا! الشابة التي قضت عمرها في المهاجر، والمنافي نحملها اينما تغربنا. كيف، وعمر ابنها لم يتجاوز الثمان اشهر، وابنتها ذات السنتين". هل هناك عدالة في ذلك؟!
تذكرت والدي الذي دفن ابنه، وابنته الشابين. كاد ان يفقد صوابه، لولا دعم الاخرين. اما انا فلا زالت ماساة استشهاد اختي، وبعدها اخي تسيطران على فكري، وحواسي. ابو سلام رغم لوعته، وعذابه، وحزنه الشديد، لم يجزع، ولم يفقد الامل. توقفت عن الاتصال به خشية ان يصدمني بالخبر المريع. لقد فهم بذكائه، وفطنته سبب انقطاعي. معه في كل حواسي، واحاسيسي، وخوفي، وانا احاول تطمينه والتخفيف عنه. "وقت المعجزات انتهى، ونحن لسنا غيبيين" يكرر ابو سلام على مسمعي. لكن الامل يبقى رغم ان الفاجعة واقعة، لا محالة. ليس هناك اقسى من ان يسبق الابناء اباءهم في مغادرة الحياة. ليس هناك اصعب من وقوف الوالدين عند قبر الابن، او الابنة. انها معضلة تدمي القلب.
اليوم كان هناك لقاء تلفزيوني مع ام سويدية خسرت ابنها في التسونامي عام 2004. تردد: "انني اعاني يوميا من انني حية، وهو ميت. اشعر وكأنني خذلته". سيطر علي هم الحالة الميئوسة لسهير ابنة صديقي ورفيقي ابو سلام، وسرحت افكاري اليه. اريد الاتصال به، ولا اجرؤ، خشية الصدمة. وكأنه القدر المؤلم. ساعات، ويتصل بي صديقي ليخبرني بالمصاب الاليم. اهي مصادفة ان اشاهد تلك المقابلة في نفس يوم رحيل سهير؟ ام هي مفارقة محزنة ان يكون اليوم "الثالث عشر" الذي يتشائم منه الكثيرون عبر الكرة الارضية. انا اعجز ان احدث صديقي، واخاف ان ارى انكساره، ولا اتحمل الحزن في عينيه، رغم كل صلابته، وثبوته، وعزمه، وشدته. لكنه يفي بوعده، ويتصل ليخبرني بالمأساة.
اخر مرة التقيته فيها عندما اصر على حضور مجلس عزاء شاب ودع الحياة بعمر الزهور. كان بالكاد يستطيع المشي. العلاج بالاشعة، والكيمياوي انهك جسده، وحالة ابنته تنهك روحه، ووجدانه. عاتبته، برفق، لماذا جئت، وانت في هذه الحالة؟! رد بصوت خفيض يفيض لوعة: "اداء الواجب. حتى لو كنت مقعدا لوجدت وسيلة للمجئ، وتقديم التعازي، رغم انني لا اعرف الشاب، ولا عائلته. لكنه عراقي، وابن رفيق قديم". كنت اراقبه، ونحن في مجلس العزاء، وعبرة تتكسر في صدري. نظراته هائمة نحو اخوة الشاب المتوفي  في صدر المجلس يستقبلون، ويودعون المعزين. كان يردد بصوت كسير: "مساكين، مساكين، رغم فقدان والدهم يتعرضون لهذه الكارثة". في ذاته يتوقع، ويخاف، ويخشى، ويتمنى ان لايجلس يوما في ذلك المكان يصافح الناس المعزين. رغم واقعيته، التي يصرح بها، محاولا، مغالبة الواقع المر، والحزن العميق، والالم القاتل، فان شعوره الانساني، وابوته تطغى على صوته، ووجهه المغطى بسحابة حزن داكنة.
هذا المصير اللعين، تلك المصيبة المحتومة. هذه الكارثة الرهيبة، والفاجعة الموجعة، وقعت رغم كل الامل. الموت يطارد العراقيين اينما كانوا، ومن كل الاعمار، ولكل الاسباب، وتعدد الوسائل. يختطف منا وردة جميلة، يقطع غصنا يانعا، يقطف زهرة فواحة، ويطفأ عينا لامعة. شبح الموت يدور حولنا، يسرق احبابنا، ورفاقنا، واهلنا كل يوم، وكاننا حقلا مهدورا لسيفه القاسي. عائلة فجعت، ام اثكلت، اب اثقل الحزن على حياته. اطفال تيتموا، وزوج ترمل في غربة قاسية، ووطن مذبوح. المآسي المستمرة في عراقنا، فاضت علينا كالتسونامي، وجرفت اجساد اعزتنا، وغيبت ابنائنا، واغرقتنا بحزن عميق. نحن لا نؤمن بالقدر، او المقسوم. لكن اناسنا يتساقطون كاوراق الخريف. الموت يطرق ابوابنا في كل المواسم، ويترقبنا كالذئب في قصيدة الجواهري في رثاء الاعزاء:
                ذئب ترصدني وفوق نيوبه    دم اخوتي واقاربي وصحابي
لكن عزائنا، وحتى لا نيأس، ويصيبنا القنوط، نتواسى بما قاله ابو الحسن التهامي في رثاء ولده:
               يا كوكبا ما كان اقصر عمره    وكذا تكون كواكب الاسحار
كل العزاء، والصبر، والسلوان صديقنا المناضل صالح حسين الحلفي، ورفيقة حياته، ونضاله، وشريكة مصيبته ام سلام. لكل العائلة المبتلاة بغدر الزمان وفقدان الشابة سهير.
كل كلمات، الرثاء، والعزاء، والمواساة، لا تعوض الخسارة. صبرا احبتي!
رزاق عبود
13/5/2013

70
بصراحة ابن عبود
لماذا لا ينضم الحزب "الشيوعي" "الكر دستاني" الى التيار الديمقراطي؟!

لقد ساهم الحزب الشيوعي العراقي بفعالية في تاسيس التيار الديمقراطي بقواه وشخصياته، التي اجمعت على النضال في سبيل البديل الديمقراطي، الذي يضمن الدولة المدنية، دولة المواطنة، من اجل وحدة العراق ارضا وشعبا، والغاء المحاصصة الطائفية، والاثنية، واصلاح العملية السياسية، لتكون طريقا للوحدة، والتقدم، والاعمار، بدل التمزق، والتخلف، والفساد، وغياب الامن، وانعدام الخدمات في اغنى دولة في العالم من حيث الموارد الطبيعية.

الغريب ان الحزب الشيوعي الكردستاني الذي هو، كما يعلن، جزء من الحزب الشيوعي العراقي،
لا زال يقف خارج صفوف التيار الديمقراطي، الذي يتسع باستمرار، وينظر له الكثيرون على انه البديل المؤمل لحكم المحاصصة الطائفية، وفرصة لتخليص الوطن، والشعب من مشاكلها، ونتائجها الكارثية. المفروض ان كردستان هي جزء من العراق، حسب الدستور، وتصريحات القادة الاكراد، خاصة عندما يتعرضون لضغوط خارجية. لذا فالاحزاب هناك، وبالمنطق، هي احزاب عراقية، او امتدادات لها.

الحزب الشيوعي العراقي يدعو الجميع الى "مؤتمر وطني"، او "تحالف وطني" او "قائمة وطنية شاملة" لحل الازمة العراقية، لكن "جزء منه" يبقى خارج هذه الدعوة، وهذا امر غريب جدا. كيف يتحالف حزب شيوعي اممي على اساس قومي؟ التحالف الكردستاني، وفيه قوى معادية للشيوعية بشكل صريح يتعاون، ويتحالف معها الحزب الشيوعي الكردستاني، لكنه لا يتعاون، ولا يتحالف مع الحزب الاصل، وحلفائه. ويقال ان له "كوتة" في الهيئات القيادية للحزب الشيوعي العراقي! مثل قيادات الاقليم القومية تتمتع بكل الامتيازات، فقط الامتيازات، ولا تتحمل من مشاكل، وهموم العراق شيئا. فقط عندما تتعرض لقصف ايراني، او تركي تتشكى وتطلب الحماية. "بخيرهم ما خيروني، بشرهم عمو علي". هل سيطالب الحزب الشيوعي الكردستاني بمنصب رئيس الجمهورية، اذا فاز التيار الديمقراطي في الانتخابات القادمة؟!
لا افهم كيف يسمى حزب شيوعي على اساس قومي نسبة الى القومية. فلا توجد دولة اسمها كردستان. اذن علينا ان لا نعترض اذا سمى الحزب الشيوعي في السعودية نفسه اسم الحزب الشيوعي "السعودي"! حتى الارض التي يتواجد عليها الاكراد يقطنها ايضا عرب، وتركمان، وارمن، واشور، وسريان، وكلدان، وشبك، ويزيدية، وغيرهم. هل تم صهرهم في الكردستانية؟ ام ان على كل مكون قومي تاسيس حزب شيوعي له؟! محاصصة اممية!

يبدو ان "الاممين" انفصلوا قبل القوميين، والا كيف نفسر ان ينظم الحزب الشيوعي "الكردستاني" الى التحالف "الكردستاني"، ولا ينضم الى التيار الديمقراطي العراقي؟! لماذا يصوت الشيوعيون الى القوميين، والاسلاميين، ولا يصوتون للديمقراطية، والشيوعية؟! لماذا يلزم الشيوعي الكردي، والكلداني، والاشوري، والسرياني، والارمني، والتركماني، حتى لو كان في كندا، او امريكا، او استراليا، او السويد، او البصرة، او بغداد، ان ينتمي، رغما عنه، الى الحزب الشيوعي الكردستاني؟ هل يعقل، ويصح هذا السلوك؟! حتى، لو كان الامر مجرد قضية تكتيكية مؤقتة. كنا صدقنا، بهذا الادعاء، لو كان اسم الحزب(كما يفترض) الحزب الشيوعي العراقي تنظيم "كردستان"، او الاقليم، او في المنطقة الشمالية لاسباب ثقافية، او لغوية، او تكتيكية. لماذا حاربتم اذن حزب كادحي كردستان؟! ولماذا لا نقبل بالتظيمات(الاحزاب الشيوعية) الاخرى في العراق؟
ما كان بودي الخوض في هاذ الموضوع الحساس، والمعقد لولا لقائي صدفة باحد الشيوعيين العراقيين الاكراد، وهو يتحدث بحسرة: "انا لا استطيع الاستمرار على هذا التناقض. سبق وان قلت، انه لايمكنني ان اري العراق بدون زاخو، او الفاو. وانا لاافهم الان، انا الكردي في بغداد، ان انضم لتنظيم "قومي" يحمل اسم "الشيوعية". امنح صوتي لقتلة رفاقنا، وجحوش صدام القدامى، واترك التاريخ النضالي الطويل لحزب فهد. لو كان فهد اليوم حيا لاجبروه على الانتماء الى الحزب الشيوعي الكردستاني لانه كلداني من اهالي الموصل. ايعقل هذا؟" هذا البطل الجسور، والنصير الشجاع، والمناضل الجرئ، يشيح بوجهه كي لا ارى دموعه!
هذه المغالطة التاريخية، والفلسفية، والتنظيمية، والجغرافية، ليست لصالح احد. نطالب باصلاح النظام الانتخابي، كي لا، تذهب "اصواتنا" الى الاخرين، لكننا نمنح اصواتنا طواعية الى القوميين، والاسلامويين، واعداء الشيوعية. هل هناك منطق، او حكمة في ذلك؟
نطالب جماهير الشعب بالتصويت للايادي البيضاء، ومن اجل التغيير، ومبدأ المواطنة، وضد المحاصصة. و"رفاقنا" يصوتون لسارقي المال العام، والمتمسكين، بالمحاصصة، وضد التغيير. هذه ليست اتهامات، فمثلما خرجت مظاهرات تطالب بالاصلاح، وتعميق الديمقراطية، والتغيير، وضد الفساد، والمحسوبية، وضد المحاصصة، وحكم العوائل، واستغلال السلطة في مدن الوسط، والجنوب، وبغداد خرجت ايضا الجماهير في السليمانية، واربيل، وحلبجة، وغيرها. ترفع نفس المطالب فالسلطة، وممثليها فاسدة في المركز، والاقليم.
طبعا سيرد القوميون المتعصبون بشراسة، ويتهمونا بالعنصرية، والشوفينية، ولا نقول سوى: ان عزيز محمد الكردي ظل سنوات طويلة يقود الحزب الشيوعي العراقي، ولم يعترض عليه عربي، او تركماني واحد. لان النفس الاممي، كان ولا زال سائدا. عندما "كان" عزيز محمد امميا، كان يلاقي الرفض، والمقاومة، والتآمر من بعض العناصر الكردية في الحزب. ان الدفاع عن صحة مبادئ التنظيم الشيوعية السليمة، ووحدة الوطن، والفكر ليست عنصرية، ولا شوفينية. بل دعوة صادقة لكل الشيوعيين العراقيين للعودة الى امميتهم الصادقة، التي كانت تميزهم وتمنحهم حب، وتقدير، وثقة كل مكونات الشعب القومية، والاثنية، والدينية. لان مبادئ الشيوعية طبقية، وليست قومية انتهازية، تتغير حسب مصالح القيادات الشخصية.
احد الشعارات التي رفعتها قوى التيار الديمقراطي في الانتخابات المحلية هو: "التغيير بايديكم" فهل نغير؟!
"صوتكم هو الحل"!
رزاق عبود

71
بصراحة ابن عبود
ماكو ولي الا علي، واجانه حاكم سرسري!
اثناء انتفاضة اذار المجيدة في البصرةعام 1991، التي ابتدأها الجنود، والضباط المحبطون المتراجعون من الكويت، بعد الاهانة، والاذلال اللذان تعرضوا لهما، وسحق كرامة الجيش العراقي، وتوريطه في احتلال دولة شقيقة، بعد سنتين من انتهاء حرب مع الجارة ايران. بدأت الانتفاضة باطلاق النار على جدارية لصدام حسين. فكانت الشرارة، التي اشعلت نار الانتفاضة في برميل البارود في البصرة. المدينة، التي عانت ويلات الحرب العراقية الايرانية لمدة ثماني سنوات. سبقتها الهجمة على القوى الوطنية، والديمقراطية، وخاصة الشيوعية. انتشرت الانتفاضة بسرعة مثل النار في الهشيم. خرجت الجموع لتسقط نظام القمع، والفاشية، والحرب. هبت المدينة كلها بمسلميها، ومسيحييها، وصابئتها، عربها، واكرادها. رجالها، ونسائها، بشيبها، وشبابها عسكريين، ومدنيين اهل الريف، مثل اهل المدينة. الزبير السنية، والحيانية الشيعية كلهم هتفوا ضد صدام بما فيهم المبعثيين المجبرين. هربت عناصر البعث، وهربت قوات الامن، والمخابرات، واستسلمت الشرطة، ولم تجد اثر للجيش الشعبي، او اي تنظيم مسلح تابع للنظام. سقطت المدينة كلها خلال ساعات قليلة، وتحررت من قبضة نظام صدام. تسلح الشعب كله، بعد ان سلم العسكر السلاح للاهالي، وفتح الجيش مشاجب الاسلحة للجماهير الثائرة.
كنا مجموعة شباب ـ يروي احد المشاركين في الانتفاضةـ نقف امام جامع للسنة في شارع الجزائر. كانت سماعاته تردد شعارات الانتفاضة، وتدعو اهالي البصرة الى اليقظة، والاستمرار بالثورة. كنا قد سمعنا، ان مجاميع عبرت حدودنا مع ايران، ودخلت التنومة، وهي ترفع صور الخميني. (وسائل الاعلام العالمية نقلت هذه الصور لايام طويلة، مما اثار قلق الجيران العرب، الذين ايدوا الانتفاضة في البداية. وخافوا بعدها من شعار تصدير الثورة الايرانية). يواصل صاحبي: كنا مجموعة شباب، وكانها تمثل الفسيفساء العراقية. عربا، واكرادا، سنة، وشيعة، صابئة، ومسيحيين. شيوعيين قدامى، واخرين. كنا مسلحين جميعنا نناقش كيف نحمي شارعنا، ومنطقتنا، والمدينة. وكيف نتصدى لاعمال النهب، والتخريب. كنا مصممين على المقاومة، مهما كان الثمن. فنظام صدام ساقط لا محالة بعد ان تبعتنا 14 محافظة اخرى. تفاجئنا بمجموعة مسلحة جاءت محمولة بسيارات غريبة، ومجاميع تهرول معهم من جهة "متنزه تموز" وهي تهتف: "ماكو ولي، الا علي، ونريد حاكم جعفري"! اصابنا الذهول، فمجاميعهم كبيرة، وسلاحهم اكثر، واكبر. كيف؟ نحن نقف هنا من كل الاديان، والطوائف. كيف تختصر الانتفاضة، والثورة، والشعب، والوطن بطائفة واحدة؟! بمذهب واحد؟ بخط واحد؟! حجمونا هكذا، بسرعة خاطفة، قبل الانتصار النهائي، كما اختزلنا صدام باسم البعث. ساد الخوف، والاحباط، والرعب، والتشاؤم. توجهوا نحونا، وطالبونا، ان نهتف معهم، ان نرفع اعلامهم! كيف؟ نحن بصريون، والمنطقة مختلطة، وهؤلاء الجيران تحملوا مصاعب الحروب، والديكتاتورية سوية. كيف نفرض عليهم ديكتاتوريتنا. انسحب بعض الشباب، سلموا سلاحهم الى من بقي، وذهبوا الى بيوتهم. بقينا مجموعة قليلة من انتماءات شيعية. المنسحبون كانوا هم الاغلبية. لكنهم لم يرفعوا شعار دينيا، او طائفيا، او قوميا. فهذا امر غريب على التقاليد البصرية، والاعراف النضالية، التي تميزت بها ايام المد اليساري، ولا زالت اثارها باقية. كانت الهتافات، والمشاعر، وطنية خالصة، قبل وصول هذه المجاميع المسلحة الغريبة. اثار دخول الايرانيين، وعملائهم فزع اهالي البصرة، وجيرانهم العرب، والامريكان. فجاءت الطائرات السمتية، بمباركة امريكية، لتسحق الناس، والمنتفضين، بعد ان، عاث الايرانيين وعملائهم، فسادا، ونهبوا الدوائر، والمؤسسات، وشجعوا الفرهود ليتستروا به لسرقة ما هو اهم من وثائق، وسجلات، وخرائط، واموال. ثم تبعهم حسن المجيد باساليبه الفاشية، واعدامات الشوارع الكيفية. تحول السراق، ورافعي الشعارات الطائفية ادلاء للامن، والمخابرات. يشخصون المنتفضين ليقتلوا، او يعذبوا على الفور، وامام الملأ. عاد الطغيان البعثي بفضل المندسين، والخونة، والجبناء، والتدخل الاجنبي. ضاعت الثورة، وسقطت الانتفاضة بالدم، والنار. وهرب "الجعفريون" الى الوهابيين "النواصب" في السعودية. بعد ان سمعوا ان السعوديين يعطون مخصصات لجوء رغم تركهم في البراري. ايران الجعفرية اعادت الكثير لمقاصل النظام، وابقت الاخرين اسرى معسكرات مذلة.
بعد سنوات طويلة صعبة قاسية من الحصار، والموت الجماعي، والتدمير المنظم لامكانيات، وقدرات، ونسيج المجتمع العراقي. بعد ان ارسل جورج بوش الاب طائراته لنجدة صدام ضد انتفاضة شعبنا. ارسل جورج بوش الابن جحافله واساطيله، وطائراته، واسلحته المخصبة نوويا لتدمير ما تبقى من العراق، وتمزيق وحدة ارضه، وشعبه. واحتلاله، وتدمير طاقاته الدفاعية، ومؤسسات دولته، وتسليمه لنفس العصابة التي عبرت الحدود العراقية من ايران لاجهاض انتفاضة اذار المجيدة. عبرت هذه المرة من كل الحدود، وعلى متن الدبابات الامريكية، والبريطانيىة. اختطفوا العراق رهينة، وتعاملوا معه كغنيمة حرب، تقاتلوا على تقاسمها. سرقوا كل شئ، وحولوا العراق الى نموذج للفساد، والتمزق، والخراب، والسرقات الاسطورية، والنهب العلني باسم الدين والطائفة. ومثلما اجهضوا بعمالتهم لايران انتفاضة اذار المجيدة عام 1991 اجهضوا غبطة العراق بسقوط الصنم، وسرقوا فرحة الشعب.
وصف العلامة هادي العلوي ديكتاتور العراق السابق بالسرسري. وهاهو العراق اليوم يبتلي بعد الاحتلال بألاف السرسرية يقتلون، وينهبون، ويسرقون باسم الدين، والطائفة. هذا ليس تجاوزا للاصول، بل ان "الجماهير الشيعية" في المدن ذات "الاغلبية الشيعية" هي التي هتفت، ولا زالت: "قشمرتنه المرجعية، وانتخبنه السرسرية" فالعتب اذن على السرسرية مو عليه، ولا على الجماهير الغاضبة!
رزاق عبود
27ـ4ـ2013


72
بصراحة ابن عبود
مفوضية الانتخابات ودولة القانون يهيئان لاعلان نتائج انتخابية مزورة!
رغم كل الاستطلاعات المحايدة، وتصريحات المراقبين المحليين، والدوليين، بان المشاركة في الانتخابات المحلية، كانت متدنية جدا، ولم تتجاوز في اكثر التصورات تفاؤلا نسبة 37% فان المؤتمر الصحفي، الذي سارعت المفوضية "المستقلة" للانتخابات بعقده، اعلن ان المشاركة فاقت ال50%. ومع التصويت الخاص51%. لاندري من اين جائت هذه المعطيات، وعلى اي اساس احتسبت النسبة، وكل المراقبين، والصحفيين، والعالم كله شاهد الاقبال الضعيف على الانتخابات. رغم محاولة الاستعانة بالمرجعيات الدينية، التي دعت الناس الى الانتخابات، واعتبرتها واجب شرعي(مع انها بدعة حسب الشريعة). هذا يعني، ان فرق النسبة سيجير لصالح قائمة الحكومة حيث ستوضع استمارات انتخابية، حسب السجل الانتخابي، في صناديق الاقتراع، لاناس لم يحضروا اصلا الى محطات التصويت. والهدف الثاني من رفع النسبة هو قطع الطريق على المطالبة باعادة الانتخابات، لان قانون الانتخابات يوجب اعادتها اذا انخفضت نسبة المشاركة، كما حصل في البصرة مثلا.
المؤشرات التالية تؤكد ان المفوضية، التي عينت من قبل الحكومة، وبالتعاون معها تحضر لطبخة مفبركة من النتائج:
1 شابت الانتخابات، وحتى قبل بدايتها محاولات لارهاب الناس، ومنعهم من التصويت. فقد تعرض الكثير من مرشحي، وناشطي القوائم المنافسة لحملات تهديد، وتخويف، واعتقالات كيفية، واغتيالات. كما سبق يوم الانتخابات انفلات امني، وتفجيرات في كل المحافظات العراقية تقريبا. لترويع الناس ومنعهم من التصويت. لاحظ انه لم تحدث انفجارات في الموصل، والانبار. هذا يؤكد ان جهات مرتبطة بالحكومة، واجهزتها الامنية، هي من قام بالتفجيرات لاغراض التخويف، والشحن الطائفي.
2 فرض منع التجول في اماكن عديدة حتى يوم الانتخابات. خاصة منع العجلات، والسيارات، ووسائك النقل، وزيادة الحواجز، والسيطرات لمنع، واعاقة الناس من التوجه الى محطات الانتخابات. خاصة في المناطق الغير محسوبة على قائمة الحكومة.
3 استمرار الدعاية الانتخابية حتى في يوم ، وساعة التصويت. قرب، بل، وحتى داخل المحطات الانتخابية نفسها.
4 استمرار الاذاعات، والفضائية "العراقية" بالحديث عن الانتخابات بطريقة لا تخفي تحيزها لدولة القانون. وعدم احترام الصمت الانتخابي!
5 الاف من الاسماء لم تكن موجودة في السجل الانتخابي. خاصة في المناطق التي تؤيد منافسين لدولة القانون.
6 اضافة الى الاذاعة، والتلفزيون الرسميان استخدمت اجهزة الدولة المحلية والمركزية، وقوات الامن، والشرطة، وحتى الجيش لاغراض الدعاية الانتخابية والتاثير على الناخبين. وصل حد نقل المؤيدين بسيارات الجيش، والشرطة، واعاقة الاخرين بشتى الوسائل للوصول الى محطات الاقتراع.
7 لاحظ المراقبون المستقلون استمارات جاهزة سلمت للمقترعين لوضعها في الصندوق. واستغلال امية الكثيرين في كتابة القائمة التي يؤيدها مسؤول المحطة كما كتبت على ايدي الكثيرين ارقام القوائم التي "يجب" ان يصوت لها الناخب.
8 استمرار ظاهرة المال السياسي، والمحاولات العلنية لشراء اصوات الناس بالمال مباشرة، او تقديم هدايا، وعطايا من القوائم الغنية من الاموال التي سرقوها من الشعب. بطانيات، صوبات، ملابس، مواد غذائية، وغيرها.
9 تم في حالات كثيرة استبعاد، او منع المراقبين المستقلين، او ممثلي القوائم الصغيرة من الاشراف، والمراقبة للتاكد من شفافية، وسلامة العملية الانتخابية.هذا بشير الى نية، وخطة مبيتة للتزوير.
10 تعرض بعض المراقبين، و كذلك الناخبين المحتجين لعدم وجود اسمائهم في السجلات الانتخابية الى الضرب، والاهانة، والابعاد.
11 سيارات وزارات معينة يراس وزيرها احدى القوائم تقوم بنقل المؤيدين الى محطات التصويت، وترفع لافتات تدعوا لانتخاب قائمة الوزير.
12 تعرض افراد الجيش، والشرطة، والامن في التصويت الخاص الى نفس الضغوط، وكانت الاستمارات توزع على الافراد جاهزة باسم القائمة.
13 اضافة الى عدم تحديث سجل الناخبين، فان التلفونات التي اعلنتها المفوضية لا ترد على من يتصل ليستفسر عن دائرته، او اسمه. وقد خبر ذلك الكثير من المراقبين، والناخبين، والصحفين الذين حاولوا التاكد من خدمة التلفونات.
هذه المعطيات، وغيرها تجعلنا نشك بصحة النتائج، التي ستعلنها المفوضية. ان التاخر بنشر النتائج، وغياب الشفافية، والحيادية تؤكد النية المبيته لترتيب نتائج لصالح قائمة دولة القانون بشكل خاص.
رزاق عبود
21ـ4ـ2013

73
بصراحة ابن عبود
المادة 4 ارهاب تطبق على طلبة كلية الهندسة في البصرة!
قام العميد الركن نبيل عبدالرزاق جاسم(عميد) كلية الهندسة في جامعة البصرة، بالغاء مواد الدستور العراقي حول حرية الرأي، والتعبير، والحرية الشخصية، والحرية الدينية، والسياسية، وطبق فقط المادة 2 الفقرة 4 ارهاب. كأي صدامي سابق، او لاحق، قام العميد بدس مخبريه بين الطلبة للوشاية، بمن ينتقد، او يعبر عن رأيه، او يبدي ملاحظة، او يتورط ويتحدث مع زميلة له.  البعض، و"للانصاف"، يقولون ان العميد قام بمنجزات عديدة اثارت حنق بعض(كل) طلبة الكلية، واساتذتها. من هذه المنجزات الجبارة، التي اشادت بها الصحف العالمية، ورشحت العميد لنيل جائزة نوبل للاداب. جائزة خاصة فصلت على قياسه تسلم لمرة واحدة، وتلغى بعد استلامه لها:
1 قام العميد بقطع كل الاشجار المحيطة بالكلية، بعد ان اخبرته زرقاء اليمامة بوجود جيوش العدو الحضاري، والعسكر المتمدن، متخفيا وراء تلك الاشجار. وان الطلاب والطالبات "يلعبون ختيلة" بدل الدراسة، او الصلاة. قام صدام حسين بقطع النخيل خوفا من استحدامها ستارا لتسلل الجيش الايراني. الجنرال نبيل عبدالرزاق يقطع الاشجار بامر ايراني. وحدة بوحدة. لعد شلون!
2 منع "العميد" الطلبة من اقامة حفلات التخرج السنوية الاعتيادية، لانها "مسيئة للاداب العامة" وتؤدي الى "اختلاط الجنسين" في الكلية المختلطة اصلا. وطالبهم القيام بحفلة لطمية. مو بيده، يكره الفرح، والمستقبل الذي يمثله الشباب. لو"عميد" سجن چان افتهمناها!
3 منع السفرات العلمية الاعتيادية، والضرورية، والبرنامجية، التي يقوم بها حتى طلاب المدارس الابيتدائية في كل العالم، وانحاء العراق. طارحا نفس الاسباب، ان "السفرات مسيئة للاداب"، وتشجع الطالبات على السفر "دون محرم". وهذا يتعارض مع انظمة كلية الهندسة للعلوم الدينية!
4 منع، وعدم الاعتراف بالاجازات المرضية، حتى لو كات صادرة من مستشفى الصدر التعليمي. حتى لو سيارة الاسعاف تنقل احد الطلبة، او الطالبات، لان العميد لا يمكن ان يصدق ان طالب/طالبة يمكن ان يمرض/تمرض، وقد حالفهم الحظ باحسن عميد في العالم. شرجي البصرة، وترابها، والذباب الوديع، والكلاب السائبة، وعفونة حمامات الكلية، تحمي الطلبة من كل انواع الامراض.
5 منع مراجعة، وزيارة، ومواجهة، ومقابلة، وعدم استقبال اي طالب(ماعدا المخبر السري) فعميد الامن(عفوا الكلية) مشغول في قراءة التقارير السرية، والتراويح، والتحضير لمعركة احتلال صحراء التنومة، وتخليصها من غزو الجراد. بعدين هو ما يتنازل ويقابل طالب! شنو قابل الطلبة بمستواه حتى يقابلهم؟!
6 منع، واغلاق الكافتيريات لانها تؤدي الى الاختلاط، والعياذ بالله. والمرطبات التي تباع فيها غير اسلامية. والچكليت اوربى. كما ان فستق العبيد المستورد من السودان ينافس، ويزاحم الفستق المستورد من اولاد العم السادة في ايران. بعدين الفستق السوداني يدوخ، وراح يكسر على الترياق الايراني الاسلامي؟!
7 قام العميد باعادة عملاء، وجواسيس الاتحاد الوطني لطلبة العراق من زمن المقبور صدام، ومنحهم حرية التجسس، وكتابة التقارير، وتشويه سمعة طلاب، وطابات الكلية. وقد تم معافبة الكثير بسبب هذه الوشايات الكاذبة، والامر تطور ليشمل الاساتذة المستائين من سلوكية العميد. حسباله عميد شرطة. اكيد چان عريف بالامن! لقد سبق زعيم حزبه نوري المالكي باحتضان فدائي صدام!
8 قام بتغيير اختصاصات الاساتذة ليطور امكانياتهم التدريسیة، ففرض على مدرسي الرياضيات تعليم طلاب الهندسة جزو عمه، وتبارك، والمقتل. واولى دروس الرياضيات، والهندسة الى سادة، وملالي من جامع الامير في العشار، واستقدم اساتذة من قم الايرانية لتدريس الطلاب، بان شط العرب ايراني. وان كلية الهندسة تابعة لحوزة قم!
9 تضامنا مع فيضان المجاري، وانسداد مرافق الصرف الصحي، والخيسة، والجيفة، التي تعم شوارع، ودرابين، ومحلات، واسواق البصرة، والعشار، وتجمع النفايات، وتكدس المزابل، فان العميد منع اصلاح المرافق "الصحية" في الكلية، ووزعت على الطلاب اقنعة ضد الروائح النتنه، وانبعاث الغازات الكيمياوية من المرافق اللاصحية! الارهابي ده كله عميد؟!
10 كدليل على احترامه، واهتمامه لاستغلال التطورات العلمية، والتقنيات الحديثة، اوصى شرطته السرية بتصوير اختلاط الطلاب بالطالبات في الدور "السرة"، او في الكافتريا، او عند مدخل الجامعة. واستخدام هذه الصور كمبرر، لرزالة الطلاب، والطالبلت الدائمة، واستخدمها كدليل لسوء الادب، وسقوط الاخلاق، ووسيلة للتهديد لتسليمها للاهل، واجبار الطالبات، خاصة، على تصرفات معينة، او تحويلهن الى واشيات، او وشاة ضد زملائهم. وسيلة ابتزاز موروثة من اساتذته في مديرية امن البصرة. عميد كلية عسعسة، مو هندسة!
11 عدم احترام الطلاب، ولا ممثليهم المنتخبين، وعدم الاعتراف باي منظمة، او جمعية طلابية في الكلية، واعتبار الجميع غنما، ومواشي يقودهم الراعي نبيل بعصا الملا، مثل الكتاتيب التي تخرج منها!
12 يتجول بالسر، ويباغت الطلاب، والطالبات، ويحاسبهم، ويزجرهم، ويشتمهم، وينهرهم عن "الفحشاء والمنكر"، خاصة اذا وجد طالب، وطالبة يتحدثان. او الگذلة طالعة شوية، او الولد لابس قميص زاهي الالوان، او طالع صدره، او شعره طويل، او يجوز يدخن، وما ذب الجگارة من شاف فخامة العميد. معقول ادخن في حضرة السلطان؟! عاد اشبع رزالة وشتائم. اكيد خير الله طلفاح قرايبه!
13 فوض موظفي الاستعلامات سلطة تحديد لبس، وقصة شعر الطلاب، ونوعية ملابس الطالبات باعتبارهم شرطة اخلاق جديدة. تدربوا على ايدي لجنة الامر بالمعروف في السعودية، والنهي عن المنكر في قم. خاصة خدماتهم السابقة في سوق حنا الشيخ لبيع احدث انواع المودة النسائية. حرشة اسلامية!
14 منح الموظفين، والعمال، والمستخدمين، والكناسين، والزبالين، والحراس "حق" تأديب طلبة الكلية، وتعليمهم الاصول العشائرية، واللكمات، والضربات، والهراوات البوليسية، والمضايقات الشخصية، والتهديدات، والابتزاز، الذي يصل حد المطالبة بالفصل العشائري. هاي كلية هندسة لو كلية علاسة! بعد ناقصهه بس مضيف.احسن من الكافتريا المغلقة!
15 منع دخول، وتداول كل الافكار الحديثة، والمقترحات المفيدة، والاجهزة المتطورة، ووسائل التعليم العصرية، باعتبارها "قنابل" تهدد السلم الاجتماعي، والامن القومي، وتصنيفها ضمن اسلحة الدمار الشامل، ومعادية للافكار، والمعتقدات الاسلامية.
16 بسبب المخاطر الامنية الكبيرة نتيجة اعتراضات الطلبة، وتظاهراتهم، وتاثيرها على الامن الوطني، اعلن العميد الكلية ساحة حرب. فاستدعى اجهزة الامن، والشرطة، والجيش، والحرس الخاص، وعصابات العميد لمحاربة قوى "الشغب" الطلابية الخطيرة. وترك ساحات البصرة، وشوارعها مفتوحة للارهابيين يزرعون فيها العبوات الناسفة، والسيارات المفخخة، ويتولى العميد مع جيش حمايته مهمة ارهاب طلبة كلية الهندسة الذين كان من سوء حظهم ان يكون واليها وحامي حماها "العميد" نبيل عبدالرزاق.

17 بالنظر لكون العميد الركن ينتمي لعشائر الجنوب، ووريث تقاليد الاقطاع الفظيعة فلقد اسس امارته، وقوانيها الخاصة، واساليبها البربرية في ارهاب الطلبة، واهانتهم، واذلالهم، كما فعل محمد العريبي سابقا بفلاحي العمارة المحتجين، او المنتفضين، او المعترضين. السرگال نبيل يريد ان يتجاوز رئيس عشيرته السابق!
بس معقولة يعني کل هذه الانجازات الجبارة ثم يخرج طلاب الهندسة، وهو يصرخون بصوت واحد، ومعهم بعض الاساتذة "الكل يريد تغيير العميد"؟! ترة خطية! اكيد هاي مؤامرة من قوى خارجية، لاتريد لكلية الهندسة السير على طريق السراط المستقيم. يعني انجازات القائد الضرورة، وتاريخ علي حسن المجيد "علي كيمياوي" كلها ما نفعت؟! هذولة طلاب الهندسة شگد ناكرين لجميل "نبيل حسن المجيد" وانجازاته الرائعة؟!
قضى علي كيمياوي على اتنفاضة البصرة الخالدة بالحديد، والنار، والقتل، والاعدام الكيفي. فهل يقضي ارهاب نبيل عبدالرزاق على كلية الهندسة، بعد ان حولها الى خرابة ينعق على اطلالها كالغراب؟!
جامعة البصرة تعود لتاريخها النضالي، والشرارة تبدا من الهندسة لتحرق ديناصورات التخلف، والظلامية!
ملاحظة مهمة: في اتصال تلفوني سريع طلب احد الطلبة المحتجين تغيير اسم امير امارة الهندسة الاسلامية الى نبال عبد السهام حربة!
رزاق عبود
14/4/2013


74
امينة التونسية بصدرها العاري اشرف مليون مرة من بعض "التوانسة" الملطخة اياديهم بدماء العراقيين، والسوريين!
تناقلت الانباء صور الاف النساء اللواتي تظاهرن عاريات الصدور امام السفارات التونسية في الكثير من دول العالم. تضامنا مع الشابة التونسية امينة تيلر ذات التسعة عشرعاما.استخدمت امينة حقها في الاحتجاج بالطريقة، التي تريدها. فسخرت جسدها كوسيلة للاحتجاج، وصدرها كلافتة للاعتراض. سبقها ابن بلدها البطل محمد البوعزيزي، الذي اشعل النار في نفسه، فاشعل نار الربيع في الشرق، والعالم كله. هو، وعن حق وجدارة، لقي التمجيد، والفخر، والاعتزاز، والتقدير، والتكريم، والجوائز، والنصب، رغم فقدانه حياته ثمنا لحرية تونس. اما امينة فاتهمت باشنع التهم، ووصفت بابشع الاوصاف، وتوالت عليها التهديدات بالقتل، وخرجت الفتاوي بتحليل دمها، والحث على سلب حياتها. الداعية الاسلامي عادل العلمي دعى الى "اقامة حد الجلد والرجم حتى الموت" عليها، كأنه خالقها، او كأنه امير المؤمنين في تونس "النهضة الاسلامية". سبقتها المناضلة المصرية علياء المهدي، التي تحدت الطاغوت الجديد في مصر، وسياسة، ودستور اعادة المرأة الى قفص المطبخ. في اوكرانيا بدات حركة احتجاج الصدور العارية"فيمن"، وانتشرت في العديد من دول العالم. قام بها نفر من النساء الباسلات احتجاجا على امتهان كرامة المراة في دول عديدة. ولدعم حقوق المرأة المهضومة في كل مكان. تصرف، واحتجاج امينة ليس شاذا، ولا غريبا، ولا جديدا، لكنها جرأة تثير ثيران المصارعة السلفية.
صدر المرأة مثل دوما، وفي كل مسيرة التاريخ علامة ورمز، الصمود، والشموخ والحرية، والثورة فشعلة الحرية في امريكا تحملها امرأة ناهدة الصدر. وشعار ونصب الثورة الفرنسية يتقدمه تمثال المرأة محسورة الصدر ترفع الراية الحمراء. بعده نصب النصر في كثير من دول العالم خاصة بعد الحرب العالمية الثانية، يتصدره امرأة مكشوفة الصدر كرمز للشموخ، والتحدي، والاصرار، والحرية. فهل سيعترض الكهفيون الجدد على كل هذه النصب، ويهدموها كما فعلوا مع تمثال بوذا في افغانستان، واسد بابل في البصرة، ومحاولة نسف شواهد الحضارة المصرية، وتحويل بيت النبي محمد الى دورة مياه عامة في مملكة سارق الحرمين. هل سيحطمون كل القطع الاثرية العارية الصدور في متاحف العالم. لم ار، او اسمع في حياتي، واينما حللت احدهم ينهر امراة لانها ترضع طفلها بشكل مكشوف. خاصة المتسولات في بلاد"الخير" الاسلامية، التي ينتشر فيه الفقر بقدر انتشار فتاوي القتل، والذبح، واذلال المرأة.
في كل دول العالم، وفي واجهات دور المحاكم، وفوق رؤوس الحكام تنتصب، وتطل صورة لامرأة عارية الصدر وهي تحمل ميزان العدالة. العدالة نفسها كلمة مؤنثة ايها الفحول المتصحرين. فهل ستهدمون المحاكم، ام تلغون العدالة؟!
عندما يغزو "خليفة المسلمين" الجديد في طهران، او القاهرة، او تونس، او بنغازي، او بغداد، اوكابول، او انقرة، او...او... اوروبا ويبدا فتوحاته الاسلامية سيقوم، اول ما يقوم به، تهديم كل التماثيل العارية الصدور في روما، ولندن، وباريس، وغيرها. لان مهمتهم الاساسية محاربة الجمال بسبب قبحهم المزري، ويقاتلون عدوهم الاول، المراة لانها ولدتهم، وارضعتهم، واطعمتهم، وربتهم حتى طالت لحاهم، فهبوا يكنسون بها شوارع العالم من "نجاسات" الانوثة. ثم يقضوا على بقية الاصنام لانها حضارية معادية لاسلامهم الصحراوي!
لا افهم لماذا يربط هؤلاء المتحجرين حرية المرأة، وكرامتها، وشخصيتها، وانسانيتها، وملكيتها لجسدها وحدها، بالدين، والعادات، والتقاليد، والشرف، والسمعة، والحلال، والحرام؟ فهل يمكنهم ياترى الاجابة على الاسئلة البسيطة التي يطرحها العالم كله على "علماء" المسلمين. في امتحان بسيط للمعلومات، والضمير:
هل اغتصاب النساء في بيوتكم، وحروبكم، وغزواتكم حلال؟ هل "فرض" ارضاع الكبير من الصدر المكشوف حلال؟ هل نكاح الجثث حلال؟ هل قتل، واغتيال المخالفين، والمعارضين حلال؟ هل الزواج من القاصرات، واللاجئات السوريات حلال؟ هل ارغام القاصرات، والفتيات العراقيات، والسوريات، والبوسنيات على الزواج من مجرمي القاعدة حلال؟ هل هتك اعراض الاطفال، والخادمات في بيوت شيوخكم حلال؟ هل اجبار المراة على الجماع ضد ارادتها حلال؟ هل الزواج من القاصرات حلال؟ هل اجبار الزوجة على الجماع رغم الحيض حلال؟ هل فرض سجود المرأة للرجل حلال؟ هل بيع اللاجئات الفلسطينيات، والعراقيات، والسوريات، والكرديات حلال؟ هل جهاد المناكحة حلال؟ هل المضايقات، والتحرشات، والاعتداءات الجنسية حلال؟ هل ملاطفة الابن لامه الارملة حلال؟ هل استعباد المسلمين، والمسلمات في السودان حلال؟ هل اغتصاب الخادمات المسلمات من الفيلبين، وتايلند، والهند، وبنغلاديش، والباكستان، والصومال، والمغرب، ومصر حلال؟ هل جلد، وصلب، ورجم المرأة المسلمة عارية امام الجموع حلال؟ هل اغتصاب فلسطين، وبناتها من قبل "اولاد العم" الصهاينة حلال؟ هل قتل النساء، والاطفال، والشيوخ، وغيرهم من الابرياء باموال اسلامية قطرية، وسعودية حلال؟ هل هدر دم المسلمين الشيعة في العراق، وايران، ولبنان، والبحرين، والزيدية، والفاطمية، والعلوية في اليمن، وسورية، وتركية حلال؟ هل سرقة الاموال العامة، والاستيلاء على املاك الدولة حلال؟ هل قتل الاخوة في الوطن من مسيحيين، واقباط، وصابئة، وارمن، وبهائية، ودروز، واسماعيلية، واكراد، وامازيق وغيرهم حلال؟ هل تفجير الجسد العفن بين النساء، وترك اجسادهن عارية ممزقة في الاسواق والساحات حلال؟ هل حرمان البنات من المدارس، والجامعات، والسفر، والمعالجة الصحية، وحتى سياقة السيارة حلال؟ هل فض بكارة الشابات لاعدامهن حلال؟ هل ممارسة ختان النساء حلال؟ هل قتل الشابة، التي احبت شابا حلال؟ هل قتل الطفلة لرفضها الزواج من شيخ بعمر جدها حلال؟ هل الحريم، والجواري، وما ملكت ايمانكم، وعشرات الزوجات حلال؟ هل تقديم المرأة دية "فصلية" لقتيل حلال؟ هل جلوس شيوخ الاسلام عند السواحل للتفرج على السائحات الكافرات العاريات حلال؟ هل تسكع الملتحين المؤمنين المصلين في شوارع الدعارة الاوربية حلال؟ هل عيش علماء، وشيوخ، ورجال دين المسلمين على صدقات الكفار في الغرب حلال؟ هل شراء السلع المسروقة من مخازن من يعيلوكم في الغرب حلال؟ هل المتاجرة بالمخدرات القاتلة الممنوعة حلال؟ هل ممارسة الجنس مع الغلمان، واغتصاب الاولاد الصغار حلال؟ هل، وهل، وهل.... قائمة الاسئلة عن افكاركم، وافعالكم، وفتاويكم المبتذلة، يمكن ان تطول بقدر رعونة، وعفونة، وتخلف افكار ديناصورات العرب والمسلمين. لكن السؤال الاهم هل كل ما سبق حلال، وكشف صدر امينة حرام، وفعل تستحق عليه القتل، والرجم، والجلد، والتكفير، و..و.. وكل قاموس العنف الاسلاموي؟!
اريد ان اقول لهؤلاء المتخلفين المعتوهين، البلهاء، ان مكانكم في مستشفى الامراض العقلية، الذي سجنتم فيه التونسية امينة تيلر. ان صحت الاخبار. ومكانها في قمة هرم الشجاعة، والتحدي، والشموخ،. اذكركم ان كشف الصدر للاحتجاج، او الحزن، او التعبير عن الجزع، او للردع عادة عربية قديمة، لازالت شائعة في اكثر من مكان. اذكركم، ايضا، باحدى قياديات النساء، اللواتي انهين الحرب الاهلية في ليبريا، وجئن بامرأة كرئيسة جمهورية، وارسلن الديكتاتور تايلر الى المحكمة الدولية في لاهاي لينال عقابه كمجرم حب. تلك المراة هددت تايلر، وزبانيته في حالة مقاطعتها، اواخراجها من القاعة، التي يتواجد فيها مع رؤساء افارقة اخرين بكشف صدرها، ونزع كل ملابسها. حتى المجرم تايلر كان اشفق منكم يا اسلاميي تونس. لقد ارسلت تلك المرأة، وغيرها من النساء الافريقيات تايلر الى مكانه الطبيعي ليتعفن في سجنه. وسترسلكم امينة، وها قد تبعتها مريم، وكل نساء تونس البطلات الى مزابل التاريخ، ويتسلقن هن قمم المجد. لا تنسوا ان تونس دولة افريقية. وسيطردنكم نسائها التونسيات. مثلما ساهمن بشرف في طرد الطاغية بن علي. لم، ولن تكونوا احسن، ولا اقوى منه، ولا من تايلور. لقد تقاسمت تلك الجريئة الافريقية ليما غبوي مع رئيسة جمهوريتها الين جونسون، واليمنية توكل كرمان جائزة نوبل للسلام عام 2011.العالم كله يقاسم الان امينة، ومريم، وكل نساء تونس، وشعبها الابي حق الاحتجاج المتنوع الصور، حتى نيل المساواة التامة، والحقوق كاملة، غير منقوصة.
دعوني في الختام ان استعير مع الاعتذار من شاعر تونس الكبير ابو القاسم الشابي، فاغير، واقول:
                 اذا المرأة يوما ارادت حياة    فلابد ان يستجيب القدر
رزاق عبود
كاتب عراقي
8/4/2013

75
كل 8 اذار والنفاق مستمر!

مع 8 اذار من كل عام ياتي اليوم العالمي للمرأة.الصحف، والمجلات، والاذاعات، والفضائيات تتهيأ، او تتحدث عن اليوم "العالمي" للمرأة. الاحزاب، والمنظمات، والمؤسسات، والجمعيات، والشركات، تتذكر فجاة، ان هناك امرأة في صفوفها تستحق التكريم. الزعماء، القادة،الرؤساء، المدراء، يستعدون لتحسين صورتهم، ومجاملة المرأة لمرة واحدة في السنة. المحلات التجارية تستعد لوضع الهدايا، والحاجات النسائية في واجهاتها. فرصة جديدة لاستغلال اسم المرأة. محلات الزهور توفر اكواما من الزهور، والورود، والاكاليل لتلبية رغبات زبائن "في السنة مرة"! عندما يتذكر الزوج، الحبيب، الاخ، الصديق، الرفيق، الزميل، المدير، الوزير، المسؤول، القائد...الخ ان هناك في بيته، في دائرته، في وزارته، بين جماهير حزبه امرأة تستحق الالتفات. فرصة لاتعوض ليظهر في الصحافة، والاعلام كشخص متحضر، ومناصر للمرأة. نفس هؤلاء "اغلبهم" لا زال يردد "المره قندرة"! ويؤمن انها "ناقصة عقل ودين"! يرفض مصافحتها لانها محرم نجسة! عورة يستعيذ بها من الله. "تلميذة الشيطان"! و"استاذة ابليس"! سبب المشاكل والحروب، وخراب البيوت! "مكانها البيت"! "شاورها وخالفها"! "تكرم عن طاريها"! "حشاك مرة"! "المرة مرمرة"! "كلهه خلك مرة"!
احتقالات، تهاني، بطاقات تهنئة، بوسترات، حفلات تكريم، تقديم جوائز. ندوات، مؤتمرات، فعاليات، اجتماعات، زيارات ميدانية. قصائد قديمة، وجديدة عن المراة. اغاني عن الام، خطابات، مقالات، هتافات، مسيرات للاحتفال، او مظاهرات للاحتجاج على وضع المراة المأساوي في اغلب دول العالم.
المرأة ورغم "احتفال" اغلب دول العالم بيومها، لا زالت مضطهدة، مهمشة، معزولة، منبوذه، مكروهة، ولا تتمتع بكامل حقوقها الانسانية. تحررت اغلب دول العالم، ولا زالت المرأة المستعمرة الاخيرة في العالم. كلمات المجاملة، استخدام الالقاب، تقبيل الايادي، السماح لها بالعبور، او الجلوس، او نزع القبعة ليست سوى شكليات تخفي ورائها كما هائلا من التمييز، والنظرة المتخلفة الدونية، حتى في اكثر دول العالم تمدنا. لازالت المرأة سلعة تباع، وتشترى. لازال جسدها معروضا في الاقبية، والمواخير، وواجهات العرض، والشوارع المظلمة. الوئد القائم في الهند، والصين، ودول كثيرة في عالمنا العربي، والاسلامي رغم تحريمه. محرومة من التعلم، ومواصلة الدراسة، من اختيار الزوج، او العمل. لازالت اسيرة العادات والتقالييد المتخلفة. تقدم كدية لاهل القتيل"فصلية"، تباع كعبد لايفاء الديون، تقتل "غسلا للعار"، ترسل للعمل في الخارج لتعيل عوائل باكملها، وتتحمل خلالها الاذلال، والاهانة، والاعتداءات الجسدية، والجنسية، اضافة الى حرمانها من رؤية اطفالها. تعمل في الحقول طوال النهار، في حين يدخن الرجال النارجيلة، او يشربون قهوتهم. تعود مرهقة من العمل في المصانع، او المزارع، او الخدمة، او الوظيفة لتواصل العمل الاضافي الاجباري في البيت. حفلات الاغتصاب مستمرة في الهند، وغيرها رغم المظاهرات، والاحتجاجات. النساء في دول الخليج العربي، وغيرها من الدول الاسلامية، التي تدعي المحافظة، والتمسك بالاخلاق، لا زالت تتعرض للتحرش الجنسي، وسحب العباءة، والسخرية من شكلها، وجسدها، وملابسها. لازالت الكثير من الاعمال محرمة على المرأة في عالمنا المتخلف رغم انها سبحت في الفضاء، واشتركت في الحروب. ممنوع ان تصبح قاضية، او رئيسة دولة. متهمة بضعف ارادتها، وقلة همتها، واسيرة عواطفها. تعدد الزوجات يجعلها وكأنها جزء من اثاث بيت الزوجية. ممنوعة من السفر، الا برفقة محرم حتى لو كان طفلا، او معوقا، او مجنونا. ممنوعة من سياقة السيارة، او الدراجة. ممنوعة من التصويت في الانتخابات، وان صوتت فولي امرها يقرر لمن تصوت. وليها مسؤول عن زواجها، وطلاقها، عملها، دراستها، سفرها، خروجها من البيت، حتى لو كانت هي معيلته. شهادتها منقوصة في المحاكم، وارثها نصف حق الرجل. لا زال الرجال قوامون على النساء، حتى لو كانت عالمة ذرة. تحرم من اطفالها بعد الطلاق. حرمان اطفالها من رجل اجنبي من جنسية بلدها، في حين تمنح الجنسية لاطفال الرجل من زوجة اجنبية. تغتصب في الحروب، والنزاعات، وتؤخذ رهينة عن زوجها، او اخيها، او ابيها حتى يسلم نفسه. طمطمة الاعتداءات الجنسية، والاغتصاب من المحارم من الاهل، والاقارب. الاطفال المولودين يعتبرون غير شرعيين، فتعاقب المرأة مرتين، مرة بسبب الاعتداء عليها، ومرة بسبب عدم الاعتراف باطفالها، الذين اجبرت على حملهم، وولادتهم. فالاجهاض حرام حتى لو كانت الفتاة مغتصبة. استمرار العنف الاسري بكل اشكاله. ختان الاناث، اخذ يزداد، ويدخل بلدان، ومناطق لم تكن تعرفه، او تمارسه. زواج القاصرات، ورجم "المخطئات" فرض الحجاب، والنقاب، ومنعها من المشاركة في الدروس، والمسابقات الرياضية، بل منعها حتى من حضورها، ومشاهدتها. حتى في احتفالات اذار المخصصة للمرأة نسمع كلمات مثل "عماد الاسرة" او "المسؤول الاول عن الاسرة" ليس تقديرا لدورها، بل لتحميلها المسؤولية عن كل فشل، او مشكلة، او مصيبة تتعرض لها الاسرة. يحملوها المسؤولية كاملة دون منحها، حتى ولو حق التعبير عن نفسها، او طرح رأيها. لازالت النساء تنش كالدجاج، وتساق كالابل في ممالك البدو، والتزمت.
مادام رئيس جنوب افريقيا يستقبل في اوربا مع زوجاته الاربعة، او الخمسة
ما دامت "وزيرة المرأة" في الحكومة العراقية تطلب الاذن من زوجها للذهاب الى وظيفتها
ما دام اغلى مسكن في العالم(2 مليار دولار) موجود في الهند حيث ملايين النساء بلا بيوت
ما دام قتل النساء، وجرائم "الشرف" انتقلت الى اوربا
ما دامت هذه الامثلة الفظيعة موجودة فان 8 اذار هو يوم النضال في سبيل حقوق المرأة عالميا، وليس "عيدا" عالميا للمرأة. فالمرأة التي ينال قاتلها عقوبة مخففة، مع وقف التنفيذ، لا يمكن ان يكون لها يوما للاحتفال، بل عهدا  لاستمرار النضال.
رزاق عيود
8/3/2013

 

76
على التيار الديمقراطي ان يعقد المؤتمر الوطني في ساحة التحرير!

تكررت الدعوة الى عقد المؤتمر الوطني لحل الازمة السياسية المستعصية في العراق. ايدتها القوى، والاحزاب الصغيرة، لتساهم عن حرص، في تحديد مصير، وصورة مستقبل العراق. ايد الدعوة جلال الطالباني، لاحراج المالكي. يؤيدها الان اياد علاوي لنفس الغرض، ولحشد كل المعارضين لسياسة المالكي. الدعوة التي اطلقها الحزب الشيوعي العراقي بالاساس تهدف الى وضع سياسة وبرنامج ملزم لدولة مدنية ديمقراطية، وحكومة ذات طابع حزبي، لا محاصصة طائفية. الان، والمظاهرات تعم العراق، يحاول الكثيرون استغلالها لصالحهم. القوى المتنفذة المتحالفه مع المالكي، او المشاركة في الحكومة، والمعارضة له تريد استتخدامها كورقة ضغط لمزيد من المكاسب الشخصية، والحزبية، والطائفية، وليس لاصلاح العملية السياسية، وارساء اسس الدولة المدنية الديمقراطية. التيار الديمقراطي، وقواه الفاعلة، هم الجهة الوحيدة، التي تدعم المطالب المشروعة للمتظاهرين، والمعتصمين، وابناء الشعب كافة، عن ايمان مبدأي بضرورة التغيير، وتريد بناء الدولة المدنية، والغاء سياسة، وحكم المحاصصة. في مقال سابق طالبت التيار الديمقراطي بقيادة انتفاضة شعبنا، واليوم وموعد مظاهرات "حب العراق" يقترب فلابد من اتخاذ ساحة التحرير، مكانا لعقد المؤتمر الوطني على اساس تمثيل شعبي بمن حضر في ساحة التحرير. فالقوى المتنفذة، داخل، وخارج الحكم، لن تعقده، ولن تحضر اي مؤتمر وطني واسع التمثيل يهدف لاصلاح العملية السياسية، وتصحيح المسار. يريدون مؤتمر "زعماء" يجتمعون للمساومة، والمحاصصة، وتبادل المناصب. لانهم يعتبرون العراق غنيمة حرب عليهم تقاسمها فيما بينهم. في حين ان اغلبهم كان خارج العراق، ولم يعان ما عاناه اهله. الشعب العراقي لم يجن من تغيير النظام غير الارهاب، والفساد، ونهب اموال الشعب، واغتناء المسؤولين، والحرب الطائفية، والبطالة، والتهجير، وتمزيق الشعب والوطن، وتبديد ثرواتهما. لم يحصل المواطن العراقي الا على مزيد من الفقر، والقتل، وانعدام الخدمات، وانقطاع المياه الصالحة الشرب، وفيضان المجاري امام بيوتهم، وتسرب اطفالهم من المدارس، وتيتمهم، وارملة امهاتهم. على التيار الديمقراطي ان يهئ وثيقة يعرضها على الجماهير الحاضرة في ساحة التحرير، والعمل على ان تحضرها وفود من كل المحافظات العراقية، وتقدم الدعوات لكل القوى الصغيرة، والكبيرة المشاركة او غير المشاركة في الحكم. ليحكم الشعب بعد ذلك من هو الذي مع الوحدة الوطنية، ومن هو مع الفرقة، وتقسيم الوطن، وتمزيق الشعب، واستمرار معاناة المواطنين. وارى ان المؤتمر يجب ان يصوغ مطالب يطرحها على الشعب، ويضغط على الحاكمين لتفيذها. ويناضل من اجل تحقيقها بكل الوسائل السلمية:
1 اجراء انتخابات مبكرة تسبقها تشكيل حكومة تكنوقراط مستقلة عن اي حزب. تقوم بتعداد سكاني، وتشكيل مفوضية انتخابات مستقلة لتنظم الانتخابات باشراف هيئات دولية، واقليمية، ومحلية لتضمن نزاهة، وعدالة الانتخابات، وصحة التصويت، وسلامة، وشفافية فرز الاصوات. سن قانون ديمقراطي للانتخابات يضمن عدم سرقة اصوات الناخبين، ولا تحويل الاصوات لغير المستحقين. وقانون احزاب، يمنع تشكيل احزاب، او قوائم على اساس ديني، او مذهبي، او اثني، او قومي. فالاحزاب يجب ان تكون عراقية خالصة بدون ارتباطات، ولا اجندات، ولا تمويلات خارجية.
2 اعادة كتابة الدستور، او في الاقل تعديله باشراف خبراء، واساتذة، وقانونيين مختصين بكتابة الدساتير لضمان كتابة دستور ديمقراطي لدولة مدنية متحضرة. الدستور الحالي كتب بطريقة اعتباطية من قبل سياسيين، ولارضائهم، ولتطمين مصالحهم الضيقة. دستور يعكس نظام المحاصصة، وتقسيم الغنائم الذي يفرخ المشاكل، والازمات.الدستور المشوه احد اسباب ما يمر به العراق، وما يعاني منه شعبه. كتب بصيغة توافقية ملغومة، تفجر بعد تبخر التوافقات، واختلاف المتفقين.
3 مكافحة الفساد بشكل فعلي، وصحيح دون مواربة، ولا مداراة، واعلان اسم الفاسدين وسارقي اموال الشعب، وتقديمهم الى المحاكمة لينالوا جزاءهم، وضمان، والزام المذنبين باعادة الاموال، ومطالبة دول العالم مساعدة العراق في استعادة امواله المنهوبة، وعدم السماح لتعدد الجنسية، ان يكون غطاءا لسرقة اموال الدولة. فكل الدول تمنع السرقة، والفساد، والابتزاز، والاختلاس.
4 ضمان استقلالية القضاء، وتصفية السلطة القضائية من كل المتلونين، والمرتشين، والمهادنين، والمتسيسين، والطائفيين. فدولة سيادة القانون، والدولة المدنية، والدولة الديمقراطية تعني الاستقلال الكامل للقضاء، وان الناس سواسية امام القانون، وان الدستور، والقوانين تسري على الكل بلا استثناء، ولا مجاملات ،ولا اعفاءات فلا احد فوق القانون.
5 تثبيت وضمان الحكم بالاغلبية السياسية، والا ما معنى الانتخابات. والكف عن ترديد اكذوبة ان المرحلة تتطلب حكومة وحدة وطنية، او شراكة وطنية، او ماشابه من الالفاظ والاساليب، التي تتحول الى غطاء للطائفية البغيضة، وتفرغ العملية الديمقراطية من محتواها الفعلي. ان التحالفات، او تكوين الجبهات على اساس البرنامج السياسي، قبل، او بعد ظهور نتائج الانتخابات يقرر الجهة الفائزة، والتي من حقها الحكم امر مشروع. فلا توجد ديمقراطية بلا معارضة فعالة، مراقبة، محاسبة. لكن ليس على اساس طائفي.
6 تفعيل دور البرلمان ليقوم بتشريع القوانين، التي تضمن استقرار الامن في العراق، واعادة الاعمار، والاستثمار لصالح الشعب العراقي. وعدم تحويل البرلمان الى مكان للوي الاذرع، والحصول على المكتسبات الفردية. ان البرلمان يمثل الشعب كمصدر وحيد للسلطات، واي استهانة بهذا الدور يعني استهانة بالشعب، وبالديمقراطية، وبمبدأ الانتخابات. فما فائدة اجراء الانتخابات، اذا لم نضمن حكم الفائز فيها، ومراقبة اعماله في البرلمان، وضمان التداول السلمي للسلطة على اساس نتائج صندوق الاقتراع.
7 ان وجود، واستقلال، وحيادية، ونزاهة السلطة الرابعة احد صور وضمانات تمتع الشعب بالديمقراطية، والكشف عن الممارسات السيئة. من الضروري ان تكون اجهزة الاعلام التابعة للدولة مستقلة، وغير حزبية، وتمثل دائما الدولة وليس الحكومة. فالحكومات تتبدل، والدولة قائمة. ان وجود اجهزة اعلام تابعة للاحزاب، والمنظمات لايتعارض مع الامر السابق فهنا تمثل الصحافة الحزب، او الزعيم، او الائتلاف. لكن اجهزة اعلام الدولة تمثل الجميع، وتراقب الجميع.  سن قانون ديمقراطي يضمن هذا الحق، ويطبق ذاك المبدأ هو الاساس في حرية التعبير عن الراي، والحصول على المعلومة، ومراقبة نشاطات المجتمع ككل. القانون يحدد العقويات للمسئ، او المخالف، او المتجاوز، وليس حكومة، او جهة حكومية معينة. القضاء المستقل النزيه، وحده يبت بامر غلق، اوايقاف، او تجميد نشاط، او سحب اجازة، او معاقبة مؤسسة، او جهة اعلامية، وليس الحكومة.
8 منع، وحل كل المليشات في كل العراق، مهما كان اسمها، او قوميتها، او دينها، او مذهبها فلا سلطة تنفيذية، او امنية الا من الوزارة المختصة.الجيش، والاجهزة الامنية، وكل القوات المسلحة خاضعة للدستور، والقانون، وتحت رقابة البرلمان، والسلطة الرابعة، ولا امتياز، او استثناء لاحد. ولا خضوع وتبعية منها لاي حاكم او مسول. فاذا ساد القانون على الجميع ضمن عدم تهميش، او عزل، او اقصاء احد. ان تمييز، او استثناء احد يعني فسح المجال للتقسيم، والتفرقة، واثارة الحساسيات. ان ادعاء الخوف من تكرار اخطاء الماضي امر مرفوض، وادعاء كاذب لان العراق دولة ديمقراطية للجميع وليس لقومية، او دين، او مذهب معين. وسائل المعارضة للخروقات، والتجاوزات، موجودة، ومضمونة حسب الدستور، ولا ضرورة لميلشيات، او حرس خاص. ان التذرع "بالوضع الخاص" اساليب للالتفاف على الدستور، وعلى مبادئ الدولة الديمقراطية الواحدة الموحدة. ويعكس نيات مبيتة، واهداف معادية للدستور.
9 اعادة النظر في الاتفاقيات الامنية المعقودة مع الدول خاصة الدولة المحتلة، وهي لاغية بحكم القانون، لانه لم يتم عرضها على البرلمان، ولم يصوت عليها الشعب، كما اشترط لعقدها. ان الفقرات السرية، التي تنتقص السيادة، وتخل بالاستقلال، والواضحة من خلال التدخل الفض للسفير الامريكي، والمسؤولين الامريكيين في شؤون العراق الداخلية، وكان العراق ولا ية امريكية. بل انه حسب الدستور الامريكي، فان العراق لا يتمتع بالحقوق والصلاحيات، التي تتمتع بها الولايات الامريكية. فحتى تشكيل الحكومة، وتعيين السفراء، والسياسة الخارجية، والدفاعية مرهونة بموافقة الطرف الامريكي، فاين الانسحاب، واين الاستقلال، واين السيادة؟!
10 العمل على اخراج العراق من الفصل السابع، لان ذلك يحد من استقلاله، وسيادته على ارضه، ومياهه، وثرواته. حتى عائداته النفطية، لازالت تحت تصرف وموافقة الامم المتحدة، ولازال العراق يدفع غرامات، وتعويضات مالية ضخمة، ومجحفة، معضمها لشركات امريكية، فرضت على النظام السابق، وحولت الى كاهل الشعب العراقي. في الواقع ان الحكومة العراقية، وسلطة الاقليم لا تريد للعراق ان يخرج من طوق الفصل السابع، لان ذلك يمنحهم امكانية مساومة امريكا لحمايتهم. مرة باسم النفط، ومرة باسم النفوذ والقواعد، او محاربة ايران، او الحفاظ على امن اسرائيل.
11 يجب على الدول المحيطة بالعراق التوقف عن التدخل في شؤونه، واحترام استقلاله، وسيادته على ارضه، ومياهه، واجوائه، وعدم التجاوز على حقوقه البحرية، والنهرية، وثرواته، او التدخل الفض في شؤونه عن طريق زرع العملاء، ودعم المليشيات، وشحن الطائفية، وتقديم خدمات لوجستيه للارهاب. بل وفرض وصاية لم يطلبها احد على مكونات قومية، او اثنية، او دينية، او طائفية.
12 على المؤتمر تثبيت مبدأ العلمانية، اي فصل الدين عن الدولة."الدين لله والوطن للجميع".العلمانية تعني دولة المواطنة. هذا ليس الغاءا للدين، بل احتراما له. وهو مبدا تتبعه كل الديمقراطيات القائمة. فحرية الاديان، وممارسة العقائد، والطقوس الدينية، وصيانة دور العبادة، مضمونة في الدستور، ولا يحتاج لدور اي مرجعية، او مجلس علماء، او مفتي. هذه الجهات تهتم بمتابعة امور رعاياها وتابعيها من المؤمنين، ولا مكان لهم في اجهزة الدولة. فتلك مهمة السياسيين، والموظفين.
13 يجب التاكيد على بناء دولة المؤسسات، والفصل بين السلطات، ومبدأ التداول السلمي للسلطة، دون مناورات، او التفافات، او تفسير القوانين، او الدستور بشكل يفتح الطريق امام التفرد بالحكم، وبناء دولة شمولية جديدة. المحكمة الدستورية المستقلة النزيهة غير المسيسة هي وحدها من تتولى حل النزاعات القانونية على اساس مواد الدستور الجديد، او المعدل، بما يضمن سيادة القانون، وعدم الخروج عن الدستور، فهو القانون الاساس للدولة الديمقراطية.
14 تثبيت دور المراة الكامل، والفاعل في ان تاخذ حقها المشروع في تولي كل المناصب، ودخول كل المجالات، والعمل في كل المهن، والوظائف، دون تحريم، او استثناء، او معوقات، او شروط. المراة اكثر من نصف المجتمع  في العراق، ومن حقها ان تمثل في كل مؤسسات الدولة حسب نسبتها السكانية. والغاء، ومنع كل القوانين، او القيم، والعادات، والتقاليد، والممارسات، التي تحد من حرية المرأة، ومساواتها الكاملة مع الرجل، او الحط من قيمتها الانسانية تحت اي مسمى.
يمكن الاستمرار في تقديم الاراء طويلا، لكني، لا اعتقد ان متظاهري التحرير، او شباب شباط، او قيادات التيار الديمقراطي بحاجة الى نصائح، او توجيهات، او اقتراحات فهم في قلب الحدث، وصميم الفعل. لكنها افكار بسيطة احببت ان اساهم بها من باب "اضعف الايمان". فالساحة الحقيقية هي ساحة التحرير، ساحة الوطن، ساحة التغيير ومن فيها، ابطالها، يعرفون، ويفهمون ظروفهم اكثر منا. مع كل الدعم، والاسناد، والاجلال لجهودهم الجبارة وشجاعتهم الباسلة!
رزاق عبود
12ـ2ـ2013


77
على التيار الديمقراطي التصدي لقيادة انتفاضة شعبنا وتصحيح مسارها!

منذ 21 كانون الأول العام المنصرم يتظاهر خصوم المالكي في مدن عراقية عديدة. جاءت الاحتجاجات كرد فعل لالقاء الفبض على بعض حماية وزير المالية رافع العيساوي. اتخذت المظاهرات، للاسف، طابع طائفي. اولا: هذا ماجعلها تنحصر حتى الان في المنطقة الغربية، وما يسمى المحافظات السنية. ثانيا: ان الدعم الجماهيري لها في تلك المدن ليس واسعا رغم التغطية الاعلامية الواسعة. هذا يعني ان الاغلبية السنية ليست مع التصعيد الطائفي ونتائجه الكارثية. ثالثا: محاولة تنظيمات القاعدة استغلال الوضع، وتصدر المظاهرات، ورفع شعارات طائفية بغيضة، رافقتها حملات مبتذلة على فضائيات مشبوهة شنت هجوم شديد على ايران، وربطت شيعة العراق بمجملهم بالسياسة الايرانية الخاطئة، وتدخلاتها الفجة في العراق. رابعا: ان فلول البعث، وتنظيمات عزت الدوري حاولت، وتحاول ركوب الموجة، وحرف المطالب الشعبية باتجاه عنصري، وطائفي بحديثه، وحديثهم عن الصفوية.
ما ذكر في ثالثا، ورابعا يوفر دعما للماكي وتوسيع شعبيته، وهو المستفيد الاكبر من الشعارات الطائفية، التي قد تحرك الطرف الاخر للالتفاف حوله، وهو ماخطط له، ويسعى اليه. العراق كله كان سيهب ويقف معهم، لو خرجوا مثلا بعد الاعتداء على البنك المركزي العراقي، واتهام امينه سنان الشبيبي بالفساد. ان تأييد مقتدى الصدر، وقيادات شيعية، وعشائرية اخرى محكومة بخلافات شخصية مع رئيس الوزراء وليس بسبب اخطائه، وتفرده، وتجاوزاته، وخروقاته، وعنجهيته، التي قد تقضي على العملية السياسية برمتها. الكل يريد ان يكون اليوم زعيما وطنيا يلتف حوله العراقيون بكل طوائفهم، ودياناتهم، وقومياتهم. خامسا: رفع علم صدام نذير شؤم بالتحضير لحرب اهلية ثانية لا تبقي ولا تذر. ودليل على عفوية التظاهرات، وعدم قدرة الداعين اليها على السيطرة عليها، او هو غزل مكشوف مع بقايا النظام السابق، وتنظيمات القاعدة، وتطبيق المبدا الانتهازي عدو عدوي صديقي! سادسا: ان محاولة نقل التجربة السورية، ورفع شعاراتها، واعلامها الطائفية خطأ فادح، وسياسة غير مدروسة  تعكس اليأس والاحباط، وانعدام الرؤيا السياسية الوطنية، وليس الحزم على التصدي لخروقات المالكي، وتاييد مطالب الجماهير المشروعة، وليس شعارات المندسين. فكل المطالب حتى الان لها طابع طائفي، ومحلي، بل شخصي. مثل اطلاق سراح حماية العيساوي، والعفو عن الهاشمي، واطلاق سراح "السجينات" والغاء قانون المسائلة والعدالة، وغيرها التي تتعارض احيانا مع الدستور، او تدعو الى الفردية التي يتظاهر ضدها الناس. يجب التفريق بين السلطات الثلاث، وصلاحياتها ومهماتها. حصر الاحتجاجات في المنطقة الغربية، ومحاولة البعض استغلالها للادعاء انهم يمثلون السنة. ورفع شعارات طائفية مقيته رغم الادعاء بالوطنية، والعراقية. رفع علم اقليم"كردستان" يشير لنوايا انفصالية، والتهديد بالاقليم السني، وهذا ايضا تحرك طائفي لا يخدم العراق ولا يجلب الدعم والاسناد للمتظاهرين من ابناء المدن العراقية الجنوبية. ان صمت المدن الكردية دليل واضح على المكر، والخديعة، ومحاولة ضرب الاطراف ببعضها للاستفادة الانانية والمساومات. لقد كسب المالكي قيادات المنطقة الغربية قبل فترة عن طريق التحريض على الاكراد، وقياداتهم، واستخدام ضباط جيش النظام السابق، وهم بمجملهم من المنطقة الغربية لكسب المنطقة، وارهاب الزعامات الكردية، التي استفادت هي بدورها من بعض الضباط الذيي كانوا في سوريا. وقد صرح قادة الاكراد، الذين يصرون على استمرار المحاصصة الطائفية، رغم نتائجها الكارثية، عن تحول التحالف "التاريخي" مع الشيعة الى تحالف جدي مع السنة. مع العلم ان الحليف التاريخي، والموثوق على مدي تاريخ العراق الحديث كانت القوى الوطنية والتقدمية الديمقراطية، التي رفعت شعار "الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان". وليس الاسلاميون الشيعة، او السنة الذين لايؤمنون اصلا بالديمقراطية، وحقوق القوميات فكلهم بنظرهم رعايا ولي الفقيه، او الخليفة. اكتشفت الزعامات الكردية الان، انهم سنة وانهم يمثلون الاغلبية طائفيا اذا وضعوا جانبا، تعصبهم القومي، وطموحاتهم الانفصالية في حين انهم اختاروا الفيدرالية. ان النظرة القصيرة المدى، وشحن العدوات لا يقدم للاكراد، ولا السنة النفوذ المشروع في عراق ديمقراطي موحد، وليس اقاليم مجزئة، او طوائف متحاربة، او قوميات متقاتلة.
ان المطالب الشعبية الانية هي توفير الخدمات، وتحسينها. ابقاء البطاقة التموينية مع تحسينها. القضاء على الفساد، محاربة البطالة، والشروع بالبناء، والعمران، وتوفير الامن والامان، وغيرها من المطالب الشعبية التي تسمعها على لسان كل انسان في شوارع المدن العراقية.
على التيار الديمقراطي باعتباره الجهة الوحيدة العابرة للطوائف، والاديان، والقوميات، والاثنيات، ولديه مشروع مدني ديمقراطي، ان يتبنى مطالب الجماهير الشعبية في كل مناطق العراق. والبدأ في مظاهرات في بغداد، والمدن ترفع شعارات وطنية موحدة، والدعوة لانتخابات مبكرة، حتى لو لم يحصل التيار على مايتمناه، ويطمح له من مواقع وقوة تاثير. فالمهم وضع العراق علة طريق التغيير والاصلاح الوطني بعد ان قادت المحاصصة العراق من حرب الى حرب. لم يجن منها الشعب غير البؤس، والحرمان، والعطالة، والفساد، والارهاب، وحرب الزعامات، ونهب اموال وثروات الوطن. يجب تحشيد الناس قبل اجراء الانتخابات، واحراج القوى الاخرى المدعية بالمدنية، والوطنية، والعراقية، والعلمانية. رفض المحاصصة وعدم الاعتراف باي حكومة تشكل على اساسها. اهم الشروط والمطالبة الاساسية، هي فرض اجراء التعداد السكاني في كل العراق. وسن قانون انتخابي ديمقراطي. وتشريع قانون ديمقراطي لللاحزاب، وتشكيل هيئم مستقلة فعلا لللاشراف على الانتخابات المحلية، والوطنية، وباشراف دولي. ضرورة تغيير الدستور لصالح الدولة المدنية ورفع كل الفقرات والمواد المفخخة منه. فلم تتحقق حتى الان وعود تغيير الدستور، ولا محكمة عليا مستقلة فعلا. وهذا لا يتحقق دون  حكومة تكنوقراط محايدة استثنائية تقود مرحلة ما قبل الانتخابات سواء مبكرة او اعتيادية. على هذه الاسس يجب ان يقود التيار الديمقراطي تحركا موازيا يدعو كل القوى دون استثناء للعمل معا لتحقيقها. يجب انهاء نفوذ المتنفذين، يجب ايقاف سطوة المنتفعين، ووضع حد للعب بمقدرات الشعب والوطن. يجب كشف كل الملفات، يجب استعادة الحريات المغتصبة، و تطويرالديمقراطية المنقوصة، وتحرير البللاد الكامل والفعلي من كل نفوذ اجنبي، والغاء كل المعاهدات، والاتفاقيات التي تنتقص من استقلال العراق، وسيادته على كل اراضيه، ومياهه، واجوائه، وصيانة حدوده. ان التيار الديمقراطي امام مسؤوية وطنية، وفرصة تاريخية لانقاذ البلاد من السقوط في الهاوية التي يحفرها فرسان الطائفية، ومحاصصة المكونات. فالمكونات في العراق، وفي الديمقراطية الحقيقية احزاب وبرامج سياسية، وليس محاصصات طائفية، ودينية، وعرقية.
رزاق عبود
7/1/2013

78
ازمات العراق مستعصية، ام مصطنعة؟!

ازمات العراق، والحكم في العراق لا تنتهي. فاضافة الى مشاكل الفساد، وقلة الخدمات، وانقطاع الكهرباء، وغياب الماء الصالح للشرب، وشحة الادوية، ورداءة العناية الصحية، ومآسي الفقر، والعوز، والبطالة، والبطاقة التموينية، والارهاب، وغياب الامن، ورداء تصريف المياه، وانسداد المجاري، والفيضانات، والعواصف الرملية، وتلوث البيئة، والتصحر، والالغام، والجفاف، والانفلات الامني، والخطف، والسرقات، والمشاكل العشائرية، واذلال المرأة، وغياب حقوق الاطفال، وتشغيلهم، وتسربهم من المدارس، ومشاكل السكن، وفوضى المرور، والتجاوزات، ومعانات اليتامى، والارامل، والتهريب، وسرقة اثار العراق، والتفريط بالاموال العامة، واستغلال الوظيفة، والمحسوبية، والرشاوي. تدهور الزراعة، وتوقف الانتاج، ونهب شركات، ومؤسسات قطاع الدولة، انهيار البنى التحتية، و... و...  و... مشاكل لا تنهي، مشاكل قديمة، ومشاكل جديدة. كلها بسبب العملية السياسية القائمة على المحاصصة الطائفية الدينية، والاثنية. المشاكل مع علاوي، لا تعد ولا تحصى رغم انه شيعي. والمشاكل مع مقتدى الصدر تتجدد باستمرار رغم انه شيعي. ومع الصرخي مع انه شيعي. يتهم البعض بالعثية، رغم ان اغلب الطاقم المحيط برئيس الوزراء كانوا، ولا زالوا بعثية. فالاجتثاث يطبق حسب المزاج، والمصالح. مرة مع النجيفي، ومرة مع طارق الهاشمي، ومرة مع العيساوي، وهؤلاء سنة، وبعثيون سابقون، وشركاء في العملية السياسية، والحكم. تارة مع الطالباني، واخرى مع البرزاني. احيانا مع الاقليم، او مع حكومات المحافظات. مشاكل رئيس الوزراء واختلافاته لا تنتهي. تصورات، واختلافات، ومعارضات، واحتجاجات، وتصريحات الاخرين، لا تتوقف. تجاوز على المؤسسات، والصلاحيات خاصة القضاء، والهيئات "المستقلة" الاخرى. خروقات دائمة للدستور من كل الاطراف المتنفذة المتحكمة بقرار السلطات العليا. برلمان (خانجغان) ليس له دور فاعل ولا يهتم اعضائه الا بمصالحهم، وامتيازاتهم، وتعدد زوجاتهم.
مشاكل، وازمات مسؤول عنها كل من يشارك في الحكم بشكل ما، ويريد استمرار المحاصصة تحت اسماء مختلفة(وحدة وطنية، شراكة وطنية). حاولوا تصوير القضية كخلاف بين العرب، والاكراد واذكاء روح العداء، والتعصب، والحرب ليطرح كل واحد منهم نفسه ممثلا للعرب، واخر ممثلا عن الكرد. ولما شعروا ان الخيار صعب، وان العرب لا يقفوا وراء زعيم واحد، وان الاكراد ليسو كلهم خلف البرزاني، وان العراقيين عربا، واكرادا لا يريدون الحرب الاهلية. تحولت القضية الى خلافات بين الاطراف الشيعية، وبين الاطراف السنية، وبتاثير، وتحريض من الحلفاء في القائمة الواحدة، او الحكومة الواحدة. وايدي خارجية لا تريد للعراق خيرا. كل طرف حاول استمالة، او شراء طرف ما، وباخس الاساليب. العراقيون يعرفون ان الشيعة ممزقين، والسنة ممزقين، والاكراد ليسوا على اتحاد كامل. "قادة" التركمان طالبوا بحماية تركيا على اساس ان الشيعة تحميهم ايران، والسنة تحميهم السعودية، والاكراد تحميهم امريكا، واوربا، واسرائيل! الحقيقة ان العرب ليسوا كلهم سنة، ولاكلهم شيعة، ولا كلهم اسلاميون. والاكراد ليسوا كلهم سنة، ولا كلهم شيعة، وليسوا جميعا راضين عن تطور الاوضاع في الاقليم بدليل تعدد احزابهم، وتكرر احتجاجاتهم، ومظاهراتهم التي لقيت نفس القمع، الذي لقيته مظاهرات بغداد، وغيرها من المدن العراقية. التركمان ايضا لم يكونوا يوما موحدين، وهم منقسمين طائفيا الى سنة، وشيعة. لهذا تجد "الزعماء" يفتعلون هذه المشاكل، والازمات، والاحتكاكات، من اجل التحشيد الطائفي، او القومي، او الديني، وخداع البسطاء من الناس، ومغازلة الغرائز البدائية عندهم. يعزفون على نغمة، ان الشيعة مهددين من السنة، او العكس. وان العرب مهددين من الاكراد او العكس! افتعال المشاكل، والازمات، والمخاطر، والمؤامرات الموهومة من اجل حرف انتباه الناس عن الفشل الذريع لمجمل السياسة الطائفية الدينية، والعنصرية. يحاولون الحفاظ عليها لانها تضمن بقائهم في السلطة سواء في المركز، او الاقليم، او المحافظات. والا ما معنى تمسكهم بمحاصصة التكوينات الطائفية، والاثنية. خلافهم على توزيع المناصب والاموال، وليس تنافسهم على خدمة الشعب المسكين.
لوسار العراق بعد التغيير على طريق المدنية، والعلمانية، وصوت الشعب لاحزابه، وليس لطوائفه، وقومياته، واديانه لكانت الامور افضل، والخدمات افضل، والعلاقات افضل، ولقدم العراق نموجا لحكم الشعب، والتداول السلمي للسلطة، وانطلاق العمران، والبناء والتقدم بدل اشغال البلد، وطاقاته بازمات مفتعلة، بسبب الصراع على حجم الغنيمة.  الاطراف الدولية، والاقليمية لاتريد هي الاخرى للعراق الاستقرار، ولا تريد للديمقراطية ان تسود وتستقر. يريدون اي يبقى العراق والمنطقة ساحة حرب، ونزاعات، واقتتال، وسوقا لبضاعتهم، وموردا للنفط، والغاز، والمواد الاولية. متى ما فكر العراقيون كعراقيون ورفضوا زعمائهم، وصوتوا لعراقهم، لاحزابهم، للديمقراطية، للحرية، للمدنية، للعلمانية فان الازمات المفتعلة التي يستفيد منها اطرافها رغم الاتهامات المتبادلة في الاعلام ستستمر حتى يحترق العراق. والنار تحرق الاخضر واليابس كما يقال. فهؤلاء "الزعماء" المفروضين على شعبنا، لا يستطيعون الصيد، او العيش الا في المياه العكرة. والا كيف نفهم الاتهامات اليومية للحكومة، وسياستها وكلهم اعضاء فيها. لم نر احد يستقيل، ولم نسمع احد يقول لا اريد الاستمرار في هذه المسرحية القذرة، التي تفتل مئات العراقيين كل يوم. لقد تكشف ان الفرزدق، وجرير كانا ينالان الشهرة، والمجد، والفائدة في هجائهما لبعضهما، في حين كانا في الواقع اصدقاء مخلصين حصدا المجد بالتظاهر بالخصام. ان مسرحية جرير وصاحبة مشتركة ومتساوية ولم تضر احد. اما جرائم المنتفعين في تأزيم العملية السياسية تودي بمصير شعب، ووجود وطن بعد ان اقنعوا الناس، او اجبروهم على الاقتناع ان الاقليم هو الوطن، وان الطائفة، او العرق هما الشعب. فمتى تعود لشعبنا العراقي روحه الوطنية، ومتى يتجرأ الناس في رفض كل هؤلاء المتحكمين بمصير شعبنا، ووطننا ووقف مسيرته نحو التقدم والعيش الكريم. لقد بكى اهل الفاو لضحايا حلبچة، وانتفض اهالي زاخو ضد احتلال الفاو.رفضت سامراء قمع المنتفضين في كربلاء، ورفضت النجف تهديم الفلوجة. يجب ان نختار حكاما جدد زعماء جدد، باي وسيلة كانت، فشعبنا ووطننا يستحق اكثر من الخراب، والدمار، والارهاب، والافقار المستمرين.
رزاق عبود
3/1/2013

79
الصين والطريق الشيوعي للرأسمالية!
المقدمة
لازال الحزب الشيوعي الصيني يحكم البلد منذ 60 عاما بعد انتصار جيش ماو تسي تونغ  الفلاحي على قوات  شيانغ كاي شيك، زعيم حزب الكوميتانج القومي، التي انسحبت الى جزيرة تايوان، واقامت جمهورية الصين. في حين اسس ماو جمهورية الصين الشعبية. في الصين الشعبية برلمان شكلي يضم 3000 عضو ليس كلهم اعضاء في الحزب، ولكن يجب تزكيتهم عبر منظمات الحزب. يمثلون 55 قومية تعيش في امبراطورية الصين القديمة، التي ورثتها السلطة "الشعبية". ضمت اليها قبل سنوات جزيرة هونغ كونغ، المستعمرة الانجليزية السابقة، وفق تسوية "بلد واحد ونظامان". اذ استعادت بموجبها ايضا المستعمرة البرتغالية القديمة ماكاو التي تعتبر اكبر جزيرة دعارة، ونادي قمار في العالم.لازالت تايوان ترفض قبول هذه التسوية، لكن الصين ليست مستعجلة. الصين الشعبية تنتظر التفوق العسكري، والاقتصادي على امريكا. الحامية الفعلية "لاستقلال" تايوان باساطيلها الموجودة في المحيط الهادئ. التفوق الذي تنبأ به ماو تسي تونغ، كما يقال انه سيحصل عام 2014 .
مع الاخذ بنظر الاعتبار الازمة العالمية، التي تعيشها زعيمة الرأسمالية مع بقية دول النظام الاستغلالي. تورطها في حروب كثيرة، واستمرار الانفاق العسكري الهائل، تقع الولايات المتحدة الامريكية في نفس الفخ، الذي نصبه ريغان للاتحاد السوفيتي، عندما اعلن "سنميتهم  تسليحا"!  قد تنجح الصين بنفس التاريخ، او بعده بسنوات قليلة بتحقيق حلم ماو، وهو نفس حلم لينين، الذي اجهضه ستالين بعد موت الاول، والغائه السياسة الاقتصادية الجديدة(نيب). لينين صرح: "سنستخدم تقنيتهم ثم نتفوق عليهم"! ومثل ستالين فرض ماو ديكتاتورية، وعبادة الفرد، التي ادت في النهاية الى انهيار التجربة السوفيتية، وكل اوربا الشرقية، التي كانت تسمى اشتراكية. خليفة ماو استغل اسمه، وحلمه لحرف الثورة الاشتراكية بعد تجارب ماو الكارثية في الثورة التقافية، وموت 30 مليون صيني بسبب ماسمي وقتها المسيرة العظمى، وما تبعها من مجاعة ادت الى اكل لحوم البشر في بعض مناطق الصين. يطلق عليها المراقبون الكارثة الكبرى، التي استمرت لعشر سنوات. تصفية اهم كوادر، ورفاق الثورة، كما فعل ستالين. خاصة ما يسمى بعصابة الاربعة بقيادة زوجة ماو. من سخريات التاريخ ان ستالين حجز، وعزل كروبسكايا زوجة لينين بعد "وفاة" الاخير. ابقى خلفاء ماو على العلم الاحمر، والنشيد الاممي، واسم الحزب الشيوعي، لكنهم يبنون الرأسمالية باسم الشيوعية، كما بنى شيانغ كاي شيك الرأسمالية في تايوان باسم الوطنية. الذي فات فلاسفة الحزب الشيوعي الصيني(لا اظنهم غير واعين لذلك، لكنه تكتيك مقصود لابقاء سلطة الحزب الواحد) ان القوانين الاقتصادية موضوعية، ولا يمكن ايقافها، وانه لا يمكن تحقيق العدالة الاجتماعية بسياسة السوق الحرة. وكما تنبأ ماركس، ولينين فان التمركز الرأسمالي المالي (الامبريالية) يقود الى ازمات عامة، وليس فقط محلية. راينا كيف اثر الانهيار المالي في اكبر بنوك امريكا، والعالم الى الازمة المالية ثم النقدية، والاقتصادية العامة، التي يعيشها النظام الرأسمالي الدولي. رغم ادعاءهم مرة انها ازمة مالية، ومرة نقدية، ومرة فساد مدراء البنوك، ومرة سياسة الاقراض غير المنضبطة، وغيرها من محاولات التغطية على مرض الرأسمالية المزمن. لكنهم يعترفون بشكل غير مباشر انها اعراض مرض واحد اسمه ازمة الرأسمالية العامة، التي تتجسد باشكال مختلفة. فالرأسمالية تفترض الاستغلال البشع لقوة العمل، وهو ما تقوم به الشركات الصينية، والاجنبية في الصين، وخارجه. تحولت الصين الى قوة امبريالية بمعنى استغلال اقتصادي لشعوب، ودول، وقارات باكملها، دون احتلال، كما يجري في افريقيا ،واجزاء كبيرة من اسيا. احتلت عسكريا العديد من جزر الارخبيل الفليبيني بعد اكتشاف النفط، ولم يوقف استمراها لاحتلال المزيد سوى اعلان البنتاغون ان المنطقة تقع ضمن مايسمى المصالح الاسراتيجية الامريكية. تتصرف الصين، كمضارب جشع بدون احساس، ولا اخلاق عندما تحاول ابتزار دول، او شركات، واقاليم كاملة لشرائها باثمان بخسة مقابل دفع، او ضمان دفع ديونها، كما جرى في عروضها على اليونان، الامر الذي سرع في قروض اوربا الخائفة من المنافسة الصينية. في الوقت الذي تستغل فيه الصين فقراء افريقيا، واسيا، وحتى اوربا تقوم الشركات الراسمالية العالمية باستغلال فقراء الصين بابشع الاشكال، وافظع الطرق برضى وموافقة السلطات الصينية، وتسهيلاتها. ان المظاهرات، والانتفاضات، والاضرابات، والهبات الشعبية اليومية، التي تتسرب اخبارها الى الصحافة العالمية تعكس الهوة المتزايدة بين الشعب، وحكامه، بين قيادة الحزب، واعضائه الثلاثين مليون. يذكرنا بالراسمالية الوحشية، التي بدات في اوربا في القرن الثامن عشر، وفي اوربا الشرقية بعد سقوط التجربة الستالينية. تصادر اراضي الفلاحين بدون تعويض، لان كل الارض ملك للدولة. تدفع لهم ثمن انتقالهم الى اطراف المدن، وحياة البطالة، والتشرد، وتبيع نفس الارض باثمان خيالية الى الشركات الصينية، والاجنبية العملاقة، وسط صفقات يشوبها الفساد. الامر الذي يتحدث به الجميع داخل، وخارج الصين، واعترف به سكرتير الحزب الجديد، الزعيم الجديد للصين في خطابه الاول بعد مسرحية "انتخابه". الليبرالية فكرا، وممارسة تنتشر، وتتوطد في الصين، وليس ادل على ذلك من الدعوات العلنية لبعض الاقتصاديين بضرورة تبني الراسمالية رسميا لانها الطريق الوحيد لتفوق الصين على امريكا. كما ان الانترنيت، لايمكن ايقاف تاثيرها مهما منعت، واغلقت، وحجبت الصفحات والمواقع غير المرغوب بها. فالتقنية الحديثة يمكنها الالتفاف، والتحايل على كل اساليب الحجب، والمنع كما يحصل في الصين وايران الشريك  التجاري الكبير للصين. تعتبر الصين الثانية بعد الولايات المتحدةالامريكية في التسبب في تلويث البيئة، ومايسمى بالاحتباس الحراري بسبب كمية الكاربون الذي تطلقه مصانعها. ولا زالت الدولتين ترفضان تحمل مسؤوليتيهما الانسانية، والتاريخية في منع الكارثة البيئية القادمة. ولم تنفع دموع الوزير الياباني في مؤتمر الدوحة في تغيير موقفهما المتصلب. الفوارق الطبقية خيالية في الصين فما بين مليارديرية يتفطرون في هونغ كونغ، ويتغدون في طوكيو الى اناس تبحث في النفايات عن بقايا طعام صالح للاكل. مستشفيات خاصة، وطوابير يقف فيها المرضى اياما لمقابلة طبيب غير اختصاصي. تحديد نسل، وحشي يؤدي الى وأد البنات، اودفع غرامات هائلة. الطبقة الوسطة تنمو، وتتسع، وينمو، ويتسع معها افكار، وممارسات، ونتائج السوق الحرة. معها يكبر الرحم الذي سيولد الثورة الاجتماعية نحو نظام جديد(الردة) يطيح بالحزب، وافكاره الاشتراكية باسم الاصلاح، ومحاربة الفساد، والديمقراطية، والتعددية، وتلبية حاجات الانتاج، والاستهلاك المتسعة، فتطور قوى الانتاج يتطلب علاقات انتاج مناسبة.
فهل القليل مما ذكر له علاقة بالشيوعية التي كان يحلم فيلسوفها الاول بمجتمع خال من الطبقات، والفقر، والقمع، والاستغلال؟
للحديث صلة 
رزاق عبود

80
مكتبة الطفل العراقي بادرة تستحق الاشادة والدعم!

العراق هو احد بلدان العالم، الذي يسم العنف حياته اليومية بكل تفاصيلها. وكما هو الحال في كل الصراعات، والحروب، والكوارث، فان النساء، والاطفال هم الضحية الاولى، وينالون الحصة الاكبر من المعاناة، والعذاب. بعد سنوات طويلة من الديكتاتورية، والاضطهاد، والفاشية، والحروب، والحصار، والعقوبات الاقتصادية، والاحتلال، والارهاب، والحرب الاهلية، والهجرة، والتهجير، والسياسات الطائفية، والعنصرية، والفساد، والخراب الشامل، فان شؤون الاطفال وضعت جانبا، واتسمت حياتهم اليومية بالعنف، والحرمان بكل اشكاله.
من مهام، واهداف لجنة التضامن السويدية العراقية(سيسك) التي تاسست عام2000 التضامن مع الشعب العراقي، ودعم نضال منظمات المجتمع المدني العراقي من اجل السلام، والديمقراطية، والمساواة، والعدالة الاجتماعية. لهذا تعاونت مع رابطة المراة العراقية، التي تناضل من اجل عراق مستقل، مسالم، وديمقراطي يضمن المساواة بين الجنسين، ورعاية الطفال، ووقف العنف، والتمييز ضد المراة. وتولي حقوق الانسان، والطفل اهتماما خاصا.
لذا، انشأت ومنذ سنوات مكتبتين للاطفال واحدة في منطقة الكرادة، والاخرى في افقر مدن العاصمة بغداد مدينة الثورة(الصدر). حيث يحصل الاطفال على امكانية القراءة، واللعب، وتعلم الغناء والعزف، والاستماع للموسيقى واغاني الاطفال، والرسم، والمسرح، وكتابة الشعر، وغيرها. اضافة الى امكانية التعرف على ادب الاطفال العالمي، والسويدي خاصة، واشهر كتابه مثل استريد ليندغرين. اضافة الى نتاجات مكتوبة اصلا باللغة العربية. يوفر طاقم المكتبتين المساعدة في الواجبات البيتية، ودروس اضافية، وخصوصية مجانية للاطفال زوار المكتبتين. بعض الاطفال يجد في المكتبة مكانا للهدوء والخلوة مع النفس، او اقراءة، واداء واجباته المدرسية في ظروف افضل بعيدا عن ازدحام البيوت، وضجيج السكن، وانعدام الامكانيات. اخرون يجدوها ملجأ آمن من الظروف المنزلية الصعبة، او الهرب من سخط الوالدين، او العنف المنزلي، ومخاطر اللعب في شوارع بغداد. في المكتبتين يجدون من يستمعع لهم، ويساعدهم، ويدعمهم نفسيا. طاقم المكتبتين متخصص، ومتعلم، ومدرب للعمل مع الاطفال، ويتمتع بامكانيات، ومؤهلات تربوية. دخول دورات تطور امكانياتهم باستمرار للعمل، والتعامل مع الاطفال، رغم كل الظروف الصعبة. في بلد كل شئ فيه يدور حول العنف، والانفجارات اليومية، ونقص، اوانعدام الخدمات.هناك مدرسي موسيقى، ومختصين بمسرح، وادب الاطفال، والنشاط المدرسي الفني شبه المعدوم في المدارس الرسمية، فيجد الطفل تعويضه في المكتبتين. حيث ترعى، المواهب، وتنمى، ويجري الاهتمام بها، والاخذ بيدها لتحقيق احلامها. المكتبتين تحولتا الى واحتين يلتقي فيهما الاهل، والاطفال عبر الاديان، والاثنيات، والطوائف، والافكار السياسية، والوضع الاجتماعي. يتعرفون على بعضهم، يناقشون اموراطفالهم، ويبنون صداقات، ويكتسبون خبرات، ومعارف جديدة.
اضافة لذلك صارت المكتبتين موقع لتبادل الخبر، والحديث عن المشاكل المشتركة خاصة الامهات، وما تتعرض له النساء من عنف، وتمييز، وتهميش، ومعاملة سيئة، ونظرة دونية، وسيادة الفكر الذكوري، والعشائري، ومحاولة ربط ذلك بالدين، واعتبار وضع المراة السئ، وظروفها الصعبة، وكانها امر سماوي لا يجوز مناقشته، ولا يجب تغييره، ويحرم الحديث فيه. لكن العاملات في المكتبة، والمتطوعات المنتميات جميعهن الى رابطة المراة العراقية حولن المكتبة الى مكان تثقيف، ومنبر للتوعية، والتنوير، والمحاضرات عن حقوق المرأة، والطفل، وشؤون الاسرة، والحقوق الاجتماعية، والانسانية، ودورات حول قوانين الاحوال الشخصية، واسس واساليب التربية الحديثة.  كل هذا زاد اهتمام العوائل، وخاصة النساء بالمكتبتين، وصارتا قبلة لزيارة النساء المعنفات، لسماع النصائح، والارشادات، والدعم المعنوي، والنفسي، والصحي، والقانوني حسب الظروف، والامكانيات، والحالة المعنية. تنظم ايضا محاضرات، ودورات حول الرعاية الصحية، ونمو، وتربية، وشؤون الطفل، والمرأة، والكومبيوتر، ومحو الامية، والخياطة، والتطريز. لقد نجح طاقم المكتبتين ببسالة، واندفاع، وحماسة منقطعة النظير الى اقامة علاقات، وتقديم الخدمات لنساء، وعوائل تعيش على هامش المجتمع، وفي اطراف المدن. في اماكن لم يسمع بها احد، ونساء ارامل، واطفال يتامى لم يروا غيرجيرانهم في اكواخ كارتونية قرب المزابل، والمستنقعات. نظموا السفرات لطلاب المدارس، وزوار المكتبة، واهتموا حتى بالمعوقين من الاطفال.اقاموا مهرجانات، وفعاليات، ومسابقات فنية، ورياضية بالتنسيق، والتعاون مع المدارس، ومديريات التربية، والبلديات ومنظمات المجتمع المدني. نشاطات اهتم بها الاعلام المحلي، وتحدث عنها باطراء تستحقه.
هذه الجهود الجبارة تحتاج الى دعم، ومساعدة مالية مستمرة من اجل استمرار تقديم هذه الخدمات، التي يحتاجها الطفل العراقي المعذب، ولا تستغني عنها المرأة العراقية، التي تعاني اهمال السلطات، وظلم المجتمع، وقيمه، وعاداته، وتقاليده المتخلفة. لذا تسعى لجنة التضامن السويدية العراقية(سيسك) بكل السبل والوسائل الممكنة، وتبذل الجهود، لجمع المال لمكتبتي الطفل في بغداد. سواء بطلب المساعدة المادية من الجهات السويدية المانحة، او جمع التبرعات في الاحتفالات، واللقاءات الجماهيرية، او تنظيم مزادات، واسواق خيرية يبيعون فيها حاجياتهم القديمة، والجديدة، وبعض الاكلات السريعة من اجل جمع مبالغ، ولو بسيطة.
عندما يراقب المرأ هذه الامور الايثارية، يزداد ايمانا بقدرة المراة على التضحية، والفداء، وروح التضامن مع الاخرين. عندما سألتهن لماذا كل هذا العناء، وانتن تعشن في هناء، ورفاه اجابت احداهن: "لان الاخرين محرومين مما نتمتع به"! اما الاخرى فاجابت بكلمات حركت مشاعري، واسالت دموعي، واثارت فخري وهي ترد بحزم، وكانها تلقي علي درسا يجب استيعابه: "هل تستطيع ان تجري، ولو مقارنة بسيطة مما تتجرعه، وتتحمله، وتقوم به، وتقدمه زميلاتنا في الداخل بنات وطنك؟ ! نحن نقدم ما نستطيع، ونعود لحياتنا، وبيوتنا الامنة، لكن نسائكم في بغداد يتحدين المخاطر في سبيل خدمة الاطفال، والنساء"! تمنيت وقتها، لو انني املك الدنيا، لاقدمها لبنات وطني الجريح. كما يفعل خمس نساء سويديات وثلاث نساء عراقيات في ستوكهولم. 
لقد سمعت اول مرة عن هذا النشاط الرائع عبر ندوة اقامها التيار الديمقراطي في السويد عن اوضاع المرأة في العراق. استعرضت وقتها الزميلة وداد زكي معلومات عن المكتبتين ودورهما في مساعدة اطفال بغداد. حينها امتزجت الغبطة  مع شعور بالذنب والقصور.عدد قليل من السويديين يساعدون ويعملون من اجل الطفل العراقي، والمرأة العرقية، ويجمعون التبرعات على حساب راحتهم، ووقت فراغهم، واحيانا كثيرة عملهم اليومي، في حين ان اغلبنا لا يعرف شيئا عن هذا النشاط الانساني الجميل. بعد فترة استمعت لتقرير انجازي للفدائيات المتفانيات، من العاملات بالمكتبة. اذهلني ذلك النشاط الرائع، وذاك الاندفاع العجيب، والحرص على الاستمرار، وتقديم الخدمات في ظرف لا يضمن المرأ امر رجوعه الى بيته اذا غادره، فكيف وهن يتوجهن من اقصى بغداد الى اقصاها لرسم الابتسامة على شفاه اطفال العراق المنكوبين  في وطن ينزف باستمرار. ادعموهن رجاءا، كي يمتد نشاطهن لكل مدن العراق، ورسم البسمة على شفاه اطفال العراق الحزين!
رزاق عبود
18/11/2012


81
ابوس الگاع جوة جدامچن*

ابوس الگاع جوه جدامچن
واشم عطر الوطن بيها
ابوس الگاع جوه جدامچن
واتلمس عذر للمامشة عليها
ابوس الگاع جوه جدامچن
وانتن للوطن خيمه ورواسيها
ابوس الگاع جوه جدامچن
واتحسس فرات ودجلة ترويها
ابوس الگاع جوه جدامچن
وانتن بالجسر سدهه وشواطيها
ابوس الگاع جوه جدامچن
وانتن نخل للتعبان فٌي بيها
ابوس الگاع جوة جدام كل حرة
خير الدنيه كله جوه رجليها

رزاق عبود
23/09/2012                             
*تشرفت قبل فترة بلقاء مجموعة نساء عراقيات مناضلات. وانا استمع الى حديث منجزاتهن، وكفاحهن العنيد مرت بذهني كلمات الشاعر الفلسطيني توفيق زياد وهو يخاطب شباب الانتفاضة: "...ابوس الارض تحت نعالكم..." فجاءت هذه الخاطرة الشعرية البسيطة تحية، وتقدير لتلك الفصيلة المضحية المقدامة!

82
آن اوان الربيع الفلسطيني!

الان وقد اعيد انتخاب الرئيس اوباما لولاية ثانية، لم يعد هناك مبرر مقبول لتاخر انتفاضة الشعب الفلسطيني البطل. الشعب الذي ادخل كلمة "انتفاضة" الى كل اللغات الحية. صور اطفال الحجارة الفلسطينية، والمقلاع دخلت ارشيف التاريخ الثوري للشعوب، ومقدمات الاخبار، ومانشيتات الصحف. "ربما"، يكون الرئيس اوباما، قد طلب من عباس، وغيره من القادة الفلسطينيين تأجيل انتفاضتهم، تأجيل نهضتهم حتى الدورة الرئاسية الثانية. كما فعل كل الرؤساء قبله. يعدون الرؤساء العرب، والمسلمين لكبح حماس الفلسطينيين، ويطالبوهم في نفس الوقت ان يتبرعوا لحملاتهم الانتخابية، ويرفدوا البنوك الاميريكة بادخاراتهم واستثماراتهم الملياردية. في حين تعيش بلدانهم مرحلة العصور الوسطى.اوباما، ربما، يعني ما يقول، خاصة، وقد وقف القادة العرب والمسلمين كلهم معه ضد ايران، وليس ضد اسرائيل. وعملوا المستحيل كى لا يمتد الربيع العربي الى الاراضي الفلسطينية. لقد ضخت مخابرات اسرائيل وغيرها، مليارات الدولارات في جيب جبريل رجوب عميلهم المؤتمن، لالهاء، واشغال الشباب الفلسطيني في متابعة كرة القدم، وزرع الخصومات، والشقاق بينهم كفرق، ومجموعات تشجيع متناحرة بدل التوجه الى التظاهر ضد الاستيطان، والاحتلال الاسرائيليان. والتمهيد لانتخابه (تعيينه) زعيما مهادنا.
الان وقد اتضح للعالم كله عدوانية اسرائيل، وتحديها القرارات الدولية في توسيع الاستيطان، بل تحديها الرئيس الامريكي نفسه، الذي كان يخشى اللوبي الصهيوني، ويحسب حسابه، فهادنهم مضطرا خلال السنوات الاربعة التي مرت. ولا بد ان ينتقم للاهانات العلنية، التي وجهها له نتنياهو في عقر داره، والابتزاز الاسرائيلي الفظ، الذي عاد مكشوفا في كل اوربا، وامريكا. الان اصبحت يدي الرئيس مطلقة. ولم يعد هناك مجال للادعاء، ان الشعب الفلسطيني، او القيادة الفلسطينية لا تريد "احراج" الرئيس الامريكي. بل اضافت اربع سنوات جديدة لعشرات السنين، التي انتظر فيها العرب، ان يفي رؤساء امريكا بالوعود بعد فوزهم بالفترة الثانية. الان سيحرج نتنياهو، لان الرئيس الامريكي، لا يحبه ولا يرتاح له، وهو امر معروف عالميا. الشعب الاسرائيلي تهمه العلاقات مع امريكا جيدا. لذلك سيبتعد عن نتنياهو ويقف ضد مغامراته اذا تشنجت العلاقات الامريكية الاسرائيلية. رأينا كيف اجبر المتظاهرون الاسرائيليون في ربيعهم نتنياهو على التراجع. بل اجبروه، حتى على تقليص نفقاته العسكرية. يجب ان يبدأ الربيع الفلسطيني الان، خاصة، وان تعاطف الشعوب الاوربية واضحا مع حقوق الشعب الفلسطيني. ان الازمة الاقتصادية في اوربا، وامريكا ستجعلهم لن يستسلموا للمغامرات، التي تريد اسرائيل جرهم اليها. ان شعوبهم اولى بهذه المساعدات، التي يقدموها لاسرائيل، لذلك ستكون اوربا وشعوبها شاكرة للشعب الفسطيني وربيعه اذا نجح في تعكير العلاقات الاسرائيلية الاوربية. مثلما ستكون امريكا شاكرة. فخطاب اوباما، واشارته في التركيز على الداخل الامريكي رسالة واضحة لمن يريد ان يفهمها، ويستغلها. لكن الحكام العرب مشغولين بمحاربة سوريا، ومحاصرة ايران الدولة الوحيدة، التي تدعم قضية فلسطين قولا، وفعلا. فعلى الشعب الفلسطيني اخذ المبادرة، وعدم الانصات لاي رئيس عربي حتى لو كان محمود عباس نفسه.
يجب ان يكون شعار الربيع الفلسطيني رفض حل الدولتين، لانه لن يضمن الحق التاريخي لفسطين، ولن يضمن عودة اللاجئين، ولن يضمن عودة الحقوق الى اصحابها. يجب التحرك نحو اليسار الاسرائيلي، نحو عرب اسرائيل نحو حركة السلام الان، نحو الشباب الاسرائيلي الذي يجبر على القتل، والارهاب ضد شباب باعمارهم، وقتل اطفال، ونساء، وشيوخ عزل. يجب استمالتهم للنضال ضد يمينية، وعسكرية، وعنجهية اليمين الاسرائيلي المتطرف. ان المظاهرات السلمية التي تطالب بدولة ديمقراطية، واحدة لكل من يريد البقاء، والعيش معا، يجب ان يكون شعار الانتفاضة، وهدف الربيع الفلسطيني. المظاهرات السلمية، والنداءات للتعايش السلمي ستعزل الصهاينة المتشددين ويكون لها صدى، وتاثير ايجابيان في العالم كله. كثير من يهود العالم لا يؤيدون السياسة التوسعية الاسرائيلية. لاحظنا ان سفن غزة نظمها يهود معادين للسياسة الاسرائيلية الصهيونية، ومؤيدة لحق الشعب الفلسطيني. عندما ترفع شعارات التعايش المشترك في دولة ديمقراطية واحدة، كما هو حال جنوب افريقيا الان. فان الشباب الاسرائيلي المتعطش للحياة السلمية، والذي لم يعد يتحمل النفقات العسكرية الضخمة، ولم يعد يقتنع بمبرراتها. الاجيال الاسرائيلية، التي تعبت من الحروب، وتعبت من العيش في ملاجئ تحت الارض. اضافة الى العقد والامراض النفسية، التي يعاني منها الجنود نتيجة اجبارهم على القتل العشوائي. كل هذه القوى ستكون عامل ضغط على حكام اسرائل، ليس فقط المتظاهرين الفلسطينيين.
في اسرائيل يهود من البلدان العربية يعرفون جيدا الحقيقة كاملة، ويتعاطف معضمهم مع من يريد العيش معهم. التاريخ المشترك، والتعايش الذي خبروه مع المسلمين، والمسيحيين قبل الهجمة الصهيونية يؤكد ذلك، ويسمح بدعاوى الانفتاح والتعايش من جديد. تعريفهم، وتذكيرهم بالتاريخ، الذي لايريد حكام اسرائيل ليهودهم ان يعرفوه. ان العرب مسلمين، ومسيحيين، هم الذين سمحوا لهم بدخول القدس واداء شعائرهم عند حائط المبكى، بعد ان منعهم كل الغزات من ذلك. كثير من يهود فلسطين يعرفون ذلك، ولا باس من تذكيرهم، خاصة الاجيال الجديدة المظللة بالدعاية الصهيونية وتصويرهم العرب كمصاصي دماء اليهود. لتكن ارض الميعاد، لكن ليس من الضرورة طرد العرب مسيحيين، ومسلمين منها. يمكن العيش معهم كما عاشوا سوية في جزيرة العرب، والعراق، والشام، ومصر، والاندلس، وكانوا وزراء، واطباء، وحكماء، لازال العرب يتفاخرون باسمائهم. كما يتعايش اليوم الوف العرب، واليهود اصدقاء، وزملاء، وجيران، ومواطنين متساويين في دول كثيرة خاصة في اوربا، وامريكا. في احيان كثيرة ينتمون لنفس الاحزاب، والمنظمات، والجمعيات، بل يتظاهرون سوية ضد القمع الصهيوني الفاشي لشعب فلسطين، وحصارهم الجائر لغزة. ان فلسطين للجميع، ولا ضروة لتقسيمها مرة اخرى. ان قرار التقسيم، ثم قرار القبول باسرائيل كدولة لليهود فقط اضر بقضية فلسطين كثيرا، ولا داعي لتكرار المأساة. اوربا لم تكن تريد اليهود فهجرتهم بحجج مختلفة الى فلسطين، خاصة بعد وعد بلفور المشؤوم. اما عرب فلسطين، مسلمين، ومسيحيين فلم يطردوا يهودها. بل تعاطفوا معهم بعد جرائم النازية بحقهم، والتي كان زعماء الصهيونية يدعمونها لارغام يهود اوربا للهجرة الى فلسطين. ان يهود فلسطين قبل الهجرة الصهيونية، تعرضوا، ولا زالوا يتعرضون للتمييز على يد عتاة الصهاينة، بعد تاسيس الكيان الصهيوني. وهذا عامل مهم ومشترك لكل سكان فلسطين التاريخيين مهما اختلفت اديانهم. لقد رحل من لم يشأ، او يقبل حكم الاغلبية في جنوب افريقيا، لكن من قبل واعتبر نفسه جزء من تلك الارض بقي وله حقوقه الكاملة. هذا الخطاب نفسه يجب ان يوجه للشباب، لليسار، لقوى السلام، لامهات الجنود، بان ارض فلسطين اولى بشعبها بسكانها من اليهود والعرب من موجات الهجرة، والمستوطنين الذين يعاني من تطرفهم ليس الفلسطينيون فقط، بل الاسرائيليون ايضا.
الربيع الفلسطيني يجب ان ينطلق في كل فلسطين التاريخية بالتنسيق مع كل قوى اليسار، والسلام بغض النظر عن اديانهم، او اتجاهاتهم السياسية. ليرحل نتنياهو الى حيث يريد، وليعود المتطرف ليبرمان الى روسيا. ليخرج الشباب الفلسطيني من يهود، ومسلمين، ومسيحيين، رافضين حل الدولتين العنصري، والتمسك بارض واحدة، بوطن واحد لشعب واحد متعدد الديانات، والقوميات. فهذا مصير كل العالم هاهي امريكا الشمالية، وهاهي اوربا، وهاهي افريقيا، وهاهي اسيا، وهاهي استراليا، وامريكا الجنوبية، تتعايش فيها الاديان، والقوميات، والاجناس، والطوائف، والافكار في ظل دول ديمقراطية علمانية، فلماذا لا يتحقق ذلك على ارض السلام والتعاش الاولى في العالم؟
قولوا حلما، قولو خيالا، قولوا غير واقعي، لكن تجربة جنوب افريقيا، والربيع العربي، وامريكا اللاتينية حطمت كل الثوابت المفتعلة. لم ينجح الصهاينة في منع انتخاب اوباما، فلا تدعوهم ينجحون في منع اعادة فلسطين الى كل من يريد العيش فيها متساوي الحقوق، والواجبات مع الاخرين. سقطت النازية، والفاشية، والعسكرية، والتوتاليتارية، وستسقط الصهيونية العنصرية بالربيع الفلسطيني الشامل مهما طال زمنه! لكنه يجب ان يبدأ الان، ولو على الفيسبوك، فالقتل الاسرائيلي اليومي لايمكن مواجهته بالتنديد فقط! شعوب العالم كلها تنتظر ثورة شعب فلسظين لتتضامن معه. الجماهير العربية الان ليست مقيدة كما كانت، وحكامها الجدد يخشون صوتها، الذي كان، وسيظل دائما الى جانب قضية فلسطين العادلة.
رزاق عبود
8/11/2012
للحديث صلة

83
بصراحة ابن عبود
المالكي يقطع رؤوس الفقراء العراقيين!
تفاجأ العراقيون امس بمكرمة مالكية جديدة اصابت الناس بالذهول، وخاصة الفقراء، وذوي الدخل المحدود. لقد الغى المالكي، بجرة قلم، حق تمتع به العراقيون منذ 21 سنة بتعويض بعض حرمانهم بمواد غذائية بائسة، متقطعة، متقزمة، متقلصة، متردية باستمرار. قام باستبدال البطاقة التموينية بمبالغ نقدية زهيدة لا تكفي لايام، امام الغلاء الفاحش، والغش المستفحل، والاستغلال المنفلت، والجشع اللامحدود. خدمة جديدة يقدمها المالكي لمن يدعموه، ومن جاء لخدمتهم من ذوي النفوس الضعيفة، والاحتكاريين، والفاسدين، والمضاربين بقوت الشعب. ضربة جديدة يوجهها "الرئيس المؤمن" للعوائل الفقيرة، الكادحة، المعوزة. فبدل الاستماع الى شكاوى الناس والمتظاهرين، والمحتاجين، ومنظمات المجتمع المدني، والاحزاب الوطنية، والصحافة، وصرخات الجوعي، والعاطلين، والارامل، والايتام بتحسين مواد، ومضمون، ونوعية الحصة التموينية، وزيادة كمية مفرداتها، وايقاف التلاعب بها، واضافة مواد اخرى اساسية، تجاوبا، وتناسبا مع الزيادة الهائلة لموارد الدولة المالية. فأن قرقوش العراق الغاها كاملة، ليمنح الجشعين من التجار الكبار، والمضاربين، والفاسدين في حكومته، وحزبه، وبطانته، طريقة جديدة للسرقات، والنهب، واستغلال حاجة الناس، وزيادة فرص المفسدين بالاغتناء على حساب الشعب. الراي العام يطالب، ويتوقع متابعة، ومحاسبة هؤلاء، ومقاضاتهم، ومعاقبتهم، لكن عوقب الفقراء بدل ذلك، وهذه صفة كل الطغاة، والمتفردين في الحكم، والمعزولين عن الشعب، المحاطين بعصابة، لا هم لها سوى سرقة اموال الوطن، والشعب. يؤكد القرار هيمنة الفاسدين، واللصوص على شؤون الوطن، والمواطنين، وسرقة ارزاقهم، واسباغ شرعية كاملة بتأييد حكومي، ومجارات رسمية للفساد الذي يهتك جسد الشعب والوطن. يعني الوقوف الى جانب الباطل ضد الحق، الى جانب الغاصب ضد المغتصب، الى جانب المتخمين ضد الجائعين، الى جانب المرفهين ضد المعدمين، الى جانب اعداء الوطن، ضد المواطنين، الى جانب اللصوص ضد الممسروقين، الى جانب الظلم ضد المظلومين، الى جانب الاقوياء ضد المستضعفين، الى جانب السراق ضد حماة وحراس الثروة الوطنية، ليتأكد الحس الشعبي، الذي لايخطأ، ان ثروات الوطن للحرامية، وحاميها حراميها.
القرار يؤكد من جديد اغتراب السلطة عن الجماهير المسحوقة، ازدياد الفجوة بين الاغنياء والفقراء، اتساع الهوة بين الشعب والحكومة، بين المواطن العراقي البسيط والموظف الفاسد المرتشي. لم يكن هناك في تاريخ العراق، والمنطقة هذا العدد الكبير من اصحاب الملايين والملياردات، وهذه الكم الهائل من ملايين المعدمين، والفقراء، والعاطلين عن العمل، والمشردين، والمهجرين، وسكنة بيوت الكارتون والصفيح، والباحثين في المزابل. عدالة اسلامية على الطريقة المالكية. ربما يخرج علينا بمذهب جديد يسمى المالكية المحاصصية، او التموينية، ولكن الاسم الاصح هو اللصوصية!
حاول المالكي سرقة احتياطي العملة العراقية(حق الاجيال، وظهير الاقتصاد العراقي) ولما فشل عزل امين البنك المركزي. لما خرجت الناس، وتظاهرت، وكتبت الصحف، وطالبت، وتوسلت المنظمات، واقترحت الاحزاب تحسين وتطوير مواد الحصة التموينية، قام الحاكم العادل (الحجاج الجديد) وراى ان هناك رؤوسا(حصصا تموينية) قد اينعت، وحان قطافها فهجم على اخر احتياطي للعائلة العراقية الفقيرة. يحاول فك الحصار عن اسياده في طهران، والاستماع والانصياع الى تعليمات، وضغوط صندوق النقد الدولي، بدل ان يستمع لثلث سكان العراق، الذين يعيشون تحت خط الفقر، والثلثين الباقيين القريبين من هذا الخط اللعين بسبب سياسته "الرشيدة".
ترى هل يؤمن المالكي فعلا بخط الصراط المستقيم الذي سيسير عليه يوم الحساب؟ ام ان حبل صرته مشدود الى سلطة التفرد، والصوت الواحد، وشلة الفاسدين، وعدم الاستماع الى صراخ الجائعين.اقول مع الامام علي بن ابي طالب: ان الفقر قاتل، وان الجوع اب الثوار. ولن يخلص المالكي من غضب الفقراء الجياع. واستغرب مع ابي ذر الغفاري وهو يصرخ: "اعجب لامرئ يموت جوعانا، ولا يخرج الى الناس شاهرا سيفه"! اين الماكي من فلسفة هذين الرجلين؟ وهل سيظل الشعب ساكتا؟ ام ان ثورة الجياع، ثورة الخبز ستنطلق، وتهز كيان الفاسدين، كما هزت ثورة الخبز في مصر كيان السادات، وقططه السمان؟!
الامر "الايجابي" الوحيد في القرار، هو الاعتراف الرسمي الواضح، والصريح، بالتقصير، والفشل، والعجز. والاقرار بان الفساد والمفسدين هم الحاكمين الفعليين، وانها حكومة عصابة حرامية، وليست حكومة شراكة وطنية.
يقال ان هناك شخصا كان يعاني صداعا دائما فذهب الى طبيب يبدو انه حشاش فقام بقطع رأسه ليخلصه من الصداع الدائم. وهكذا حل نوري الحشاش صداع الفقراء العراقيين بان قطع رؤوسهم. جزاه الله خيرا! حاشاه، ان يكون، اقل ظلما من الحجاج، او صدام!
رزاق عبود
7/11/2012

84
بصراحة ابن عبود
لا، لا، لا، لا لحازم القمرچي في الكاظمية!
قام وكيل الامن السابق حازم الاعرجي بجولة بوليسية على طريقة الكابوي، وشقاوات ايام زمان، وزرگات الامن القديمة في اسواق الكاظمية مهددا، متوعدا اصحاب المحلات، وقطع ارزاقهم بيده اللئيمة. حيث قام بتكسير اقراص السي دي امام محلاتهم، والقاها في الشارع على طريقة اسياده الصداميين القدامى، باذلال الناس، والتسييد عليهم، وممارسة سلطه لا يملكها، وفرضها بعمامته، وتواطئ السلطات"ياهو يجي يتشيخ براسنة"! قام برمي قطع الاقراص في الارض "متعلم على الزبالة، والوساخة"! اذا كانت المدينة "مقدسة" فكيف يرمي الزبالة والاقراص "المحرمة" في شوارعها؟ الا يخشى ان تدنسها مثلما دنستها اقدامه؟ خو يسوي حمله لتنظيف المدينة، ورفع الاوساخ منها، وجعلها نظيفة، لائقة "بقدسيتها". على الاقل يشغل كم واحد من الاف البطالة في المدينة! لو يخاف من المافيا الايطالية؟
لماذا لا يمنع المخدرات، والحشيش، والحبوب، والكبسول الذي يبعثه لهم اسياده الجدد في طهران؟ يريد منع التبرج، وبيع مواد التبرج. يبين عنده نية يحتفل مع اولياء نعمته الجدد الامريكان بيوم الهالوين(يوم الموتى)! طيب اذا يريد يمنع التبرج(المكياج) لعد هو ليش متبرج؟ اشو مقلم شواربه، وحاف حواجبه! يصير "عالم" دين(وين المختبر ماله) يحف؟! يصير يختلي مع حفاف، لو حفافة؟ واذا العلوية بالبيت حافتلة، ليش ما يبدي بنفسه، ويمنع مرته من الحفافة؟ الامام علي بن ابي طالب قال: "لو سرقت زينب بنت علي لقطعت يدها". يالله خلي يگطع ايد اللي حفتله؟ خل یگطع ايد الحرامية داخل، وخارج الحرم الكاظمي! خل يحارب الفساد، والمفسدين اللي باگو الملايين! بعدين التجار اللي استوردو، وباعو مواد التجميل، والاقراص مو كلهم اسلام، ومسلمين؟! الكاظمية، خو فرغتوها من غير المسلمين. بعد چم مگرود صبي، ومسيحي بالعراق حاطين عينكم عليهم! ما ترتاحون، اذا ما تهجروهم! بعدين وزير التجارة، مو من جماعتكم؟ ليش ما تروح تكسر الاقراص اللي عنده؟ لو گادر بس على الفقره المساکین؟!
واذا الاعرجي سيد، وابن رسول الله(كما يدعي) ليش ما يسوي مثل اجداده علي، وابنة الحسن يطلع بالليل يبحث عن المحتاجين يساعدهم؟ ماكو ارامل، وايتام بالكاظمية؟ دروح هناك بلكي تلگة عدهم اقراص، لو مكياج، لو خمر، لو گاعيدن يلعبون لگو. حتى تخلصهم من الموبقات، وتخليهم يغنون: "فوك ضيم الله لحگني الاعرجي"! هسه اني ليش ذكرته بالارامل المسكينات خاف ياخذهن كلهن جواري عنده؟!
بعدين اكو فد سؤال مشروع! شمدري الاعرجي انه اكو عرگ بالكاظمية، ويريد يمنعه؟ اشو خطية الشباب يسافرون من الكاظمية لابو نؤاس، بلكي واحد يحصله فد ربعية! وهناك تستقبلهم الشرطة، والامن، والمخابرات، والقوات الخاصة، وقوات بدر، وجيش القدس، وجيش المهدي، ويرجعون سكرانين من الخوف! اذا الاعرجي يعرف وين يبيعون خمر في الكاظمية خلي يگل الناس وين، لو بس اله، ولجماعته؟ شنو هاي الانانية؟! بعدين هو من المبشرين بالجنة، وهناك خمور، وحواري، وغلمان. اي ما يصير يا مولانا تريدهه دنيه واخره. خلينة نتونس بدنيانة، احنة ما ظامنين الجنة مثلك!
اما القمار، واللگو، والميسر، ولعب الزار هاي کانت بزمن الملك. شنو رجعت بزمن السادة؟! هي العالم عدهه فلوس تاكل حتى تلعب قمار؟ هاي الزواغير اللي بيها شرب، وقمار دلينه عليهه مو بس الك، حرام. بعدين الريسز بعده يشتغل!
سالفة لاءات الاعرجي ذكرتنا بلاءات مؤتمر الخرطوم. عندما اجتمع حكام العرب(حشاكم) في مؤتمر قمتهم العتيد، وقرروا لاءاتهم الثلاثة. "لا صلح، لا تفاوض، لا استسلام"! على اساس يقصدون اسرائيل، بس همه كانوا يقصدون شعوبهم طبعا! يقال ان بعض الحكام العرب(سخونة) حال عودتهم الى عواصمهم، وقصورهم، وحريمهم اتصلوا باصدقائهم الصهاينة وسالوهم: "ما هو رأيكم بهذه النكته البايخة"؟ احد الصهاينة رد بخبث: "هاي لاءاتكم مثل عباءاتكم مصنوعة(محيوكة) عدنة!
هسة عاد يا مولانة علينة؟! لو "اللي بي حكة تحكة، واللي بي شوكة تچكة" على گولة البغاده. اگول صدگ، الكاظمية بعدهه تابعة لبغداد، لو صارت اقليم بوحدها برئاسة فخامة، ضخامة، سماحة، زعامة السيد حازم الاعرجي حفظه الله ورعاه.
هاذه خبر جديد ما سامعين بي! عيش، واسمع فانت في بلاد العجايب، والغرايب، والمصايب!
رزاق عبود
5/11/2012


85
اختطاف ثورة الشعب السوري السلمية!

قبل 19 شهرا بدات ثورة الشعب السوري، بعد ان وصلتها رياح الربيع "العربي". بدأت بمظاهرات بطولية للشباب الاكراد الذين يعانون الحرمان، والتمييز، وسلبهم حق المواطنة. بعدها تطورت الانتفاضة، وامتدت الى مدن، وقرى كثيرة طالبت الجماهير بالاصلاح، والديمقراطية، والحريات، والتعددية السياسية، والغاء حكم الحزب الواحد. لقد حظيت ثورة الشعب السوري بتاييد واسع خاصة من قبل جماهير الدول التي سبقتها في ربيع المنطقة، رغم ما انتهت اليه الانتخابات من سرقة نضالات الشباب في كل من تونس، ومصر، وليبيا، والتسوية البائسة في اليمن. لقد كتب العديد، وانا من بينهم دعما للثورة، وطالبنا بالاستجابة لمطالب، ومطامح الجماهير الثائرة، والاقرار بحقوق الانسان الطبيعية. السلطة قدمت وعودا كثيرة بالاصلاح، ودعت الى الحوار، لكنها للاسف لم تكن لا صادقة، ولا جادة، اذا حكمنا على حجم التنازلات التي قدمتها. كان من الممكن اصلاح النظام من الداخل، وهذا ما حثت عليه حتى امريكا، ودول اوربا. بل ان اقرب حلفاء النظام السوري روسيا، والصين، وايران طالبت علنا بالاصلاح، والتفاوض مع الثوار. كانت الجماهير تطالب سلميا، بالاصلاح ثم تطور الشعار الى اسقاط النظام، بعد ان تجاهلت السلطة كل المطالب السلمية، والشرعية، واستخدمت العنف ضد المظاهرات غير المسلحة. لكن، ومع بدأ الانشقاقات عن النظام، وتشكيل ما يسمى الجيش السوري الحر انحرف مسار الثورة. بدأ استخدام العنف، وللاسف قام النظام باستخدام العنف المفرط مما عمق ازمة النظام، وسوريا، وزاد من تعاطف العالم مع المطالب الشرعية للشعب السوري، خاصة مع انحياز الاعلام العالمي للمعارضة، وعدم نقل الصورة بشكل حيادي. بدا واضحا بعد ذلك، ان الامر مدبر لجعل الساحة السورية كحلقة ضغط على ايران اضافة الى العقوبات. وقامت تركيا، والسعودية، وانضمت اليهما قطر لتصفية الحسابات مع ايران على الساحة السورية بالتدخل المفضوح في شؤون سوريا، ومحاولة اطالة امد النزاع من اجل احتواء سوريا، وايران معا، ومنح اسرائيل المجال الاوسع لتسوية اوضاعها الداخلية، والاستمرار في الاستيطان، واثارة موضوع السلاح النووي الايراني، والتهديد بحرب ضد ايران. خطة واضحة لاقامة تحالف عربي اسرائيلي ضد "الخطر" الايراني، ونزع سلاح حزب الله، وان تطلب الامر اثارة الحرب الاهلية اللبنانية من جديد في هذا البلد المنكوب. حلقات في سلسلة معدة مسبقا كشفت عنها التسريبات حديثا، وعاد التحالف الامريكي السعودي العلني مع القاعدة. فبدل مطاردتهم، وتصفية قياداتهم، كما تدعي الادارة الامريكية، فانه اعيد التنسيق العلني مع المنظمة الارهابية لاضعاف النظام السوري، والضغط على ايران، واشغال الارهابيين في سوريا، وتولت تركيا، والسعودية نقلهم بموافقة امريكية، وتمويل قطري سعودي واعيد سيناريوا جذب الارهابيين هذه المرة الى سوريا بدل العراق.الكل يعرف كيف فتحت امريكا الحدود العراقية امام الارهابين من كل انحاء العالم في سياسة اعلن عنها بوش بكل صراحة باستدراجهم الى العراق، بدل توجههم لضرب مصالح امريكية. محاربتهم على الساحة العراقية بدل الامريكية حتى لو هلك الملايين من العراقيين نتيجة تلك السياسة العنصرية. تطور الامر في سوريا باستخدام القاعدة، والسلفيين، والاخونجية كمرتزقة لتحقيق اهداف امريكا واسرائيل في المنطقة. ادارة اوباما لم تتخلى عن سياسة الفوضى الخلاقة، وقام اوباما بمباركة  كل اجراءات، وعمليات المخابرات الامريكية السرية. ودفعت الملايين رغم ازمة امريكا الاقتصادية. وبهذا انضم اوباما الى من سبقه من حاملي جائزة نوبل الملطخة ايديهم بدماء الشعوب مثل كيسنجر، ورابين، وبيريز.
ان ما يجري الان في سوريا رغم تحفظنا على طريقة معالجة الامر بالطريقة العسكرية، والامنية فقط، وهو الامر الذي فشل في العراق. هي حرب طائفية بامتياز تشنها الوهابية ضد سوريا ثم لبنان، وصرف النظر عن جرائم اسرائيل، والقضية الفلسطينية. تحالفت الرجعية العربية، والمخابرات الامريكية، والاطماع التركية، وحلف الناتو، واسرائيل في حلف قذر لحرف وجهة الصراع العربي الصهيوني الى عربي عربي، وطائفي، واقتتالات داخلية، وهو ما تسميه اسرائيل حرب الايديولوجيات الاسلامية. مع العلم ان كل المنظمات الارهابية هي من صنع المخابرات الامريكية، والاسرائيلية.
المطلوب الان، ان تكون هناك لغة تصالحية واضحة من قبل النظام تجاه المعارضة الديمقراطية، وقوى الاصلاح داخل النظام نفسه، والتوجه لحوار جدي مع المعارضة الديمقراطية، والاعتراف بالاخطاء والجرائم المرتكبة، ومحاسبة المسؤولين، لتفويت الفرصة على نجاح المخطط الصهيوني الوهابي الامريكي. وعلى المعارضة الديمقراطية سحب يدها من الارهابيين، الذين يعملون لصالح اسرائيل، وامريكا، وقطر، والسعودية، ولفرض تركيا كقوة اقليمية مقابل ايران. قد ورطت اوربا، وامريكا، والسعودية تركيا بهذا الموقف، مستغلة اطماعها التاريخية، لتعيدها عمليا الى التحالف مع اسرائيل بعد الاستعراضات البهلوانية. بنفس الطريقة التي اصطف بها الحكام العرب مع اسرائيل ضد ايران اثناء قادسية صدام. المخطط الامريكي الاسرائيلي الوهابي ماض بنجاح، لكنه بات مكشوفا مع الرعب، والهلع للاعمال الاجرامية للعصابات الارهابية في سوريا التي بدأت تتكشف للعالم. خاصة مع انتقال المليشيات الاسلامية المسلحة من شمال افريقيا الى سوريا لتنتقل بعد اداء مهمتها الى لبنان، والعراق، لتنقل بعد ذلك الى ايران عبر تركيا، للقيام باعمال ارهابية، واشعال حرب طائفية، لن تسلم تركيا من اذاهما.
رزاق عبود
4/11/2012

86
وطن ضاع وايام مضت
في الماضي
كانت افلام الصغار بريئة، جميلة، وبرامجهم التلفزيونية، وتمثيلياتهم المدرسية مفيدة، وممتعة، ولا تحث على الكراهية، والقتل، ولا تفرق بين الناس. حكايا الجدات، رغم فزعنا من السعالي، والطناطل، والساحرات، وخوفنا من "درب الصد ما رد"، تنتهي بعيشة سعيدة، ورفاه، وبنين، وبنات، حلوين، وحلوات. افلام المغامرات كانت بلا دماء، والسندباد يعود دوما محملا بالهدايا، والحكايات، والقصص الجذابة. صندوق الدنيا ينفتح ضاحكا مع الاطفال يداعبهم، ويثير تعاطفهم.علي بابا لم يكن لصا، و"افتح ياسمسم" كانت وديعته، وسرا يصونه بالامان، ويحرص عليه بفكره، وجسده. عنترة بن شداد قاتل جيوش النعمان من اجل النياق الحمر للفوز بعبلة. قيس بن الملوح بكى كل عمره على ليلى، وفقد عقله من اجلها. زرقاء اليمامة انذرت اهلها، ولم يستمعوا لها. كانت هذه نماذج الامس، وقصص المساء، واحاديث اللقاءات. شهرزاد تتحفنا كل ليلة بحكاية جديدة حتى يطل الصباح فتسكت عن الكلام المباح. مصباح علاء الدين ينير الدروب، والبيوت، واماسي الحكايات. ننام بعدها بهدوء، بلا تذمر، حتى لو كنا عشرة في غرفة واحدة. ننام جوعى احيانا، لكننا لا ننهش لحم بعضنا، ولا نغتصب طعام غيرنا. مهما بعدت المدارس كنا نروح، ونغدو مشيا، او عدوا، او على الدراجات العتيقة، لا باصات، ولا سيارات، لاخطف، ولا مفخخات لا حواجز، ولا عصابات. لا قوافل مصفحة، ولا جيوش حمايات، ولا مواكب مسؤولين تسد علينا الطريق، او حواجز كونكريتية عملاقة تقسم الاحياء، وتمزق العوائل. لم نغز الاشقاء، ولم نحارب الجيران. لم نستسلم لامريكا، ولم نخضع لايران.
كنا نرفع العلم، نؤدي له التحية، ونردد النشيد الوطني. ننظف ايادينا كل يوم، نقلم اظافرنا كل خميس. كل واحد منا كان يسعى، يجد، ويحلم ان يكون فارس الصف. كنا نبجل المعلم، ونخشى المدير، ولا نفرط بواجبنا البيتي. كان في مدارسنا مكتبات، وكتب من كل العالم، وبكل اللغات. لم يكن هناك تسرب من المدارس، ولا اطفال شوارع. لا صغار يبحثون في النفايات، ولا عوائل تسكن المزابل. لم يكن يلهينا غير الرياضة البريئة. لايغرينا الا بائع الدوندرمة، ولفة الحلاوة، وبائع الشربت، واللبن البارد، ولفة العمبة، يراقبهم جميعا موظف البلدية. باعة اللبلبي، والباقلاء، واللوزالمحمص، والفول السوداني، واللوبياء. الشلغم، مزيل السعال، والشوندر مغذي الدم، باعة البادم، والسميط، والسمسمية، وحلاوة جزر، وعسلية ام العسل.انواع الكرزات، للسفرات، و"الگعدات"، للافراح، والحفلات و"طبة" السينمات. وافراح الزواج، والختان، والخطوبات، والاعياد. وقتها تتقلص المحلة الى بيت واحد، والعوائل المتعددة تصبح عائلة واحدة. لاحبوب، ولا كبسول، ولا حشيش، ولا مخدرات. كان هناك دورا للايتام، وملاجئ للعجزة. الام بطبيعتها عطوفة، حنونة، مضحية، ساهرة والاب رحيما، ودودا، كريما، مجاهدا. الام رغم اميتها تساعد في الواجب البيتي، والاب رغم تعبه يسألنا عن المدرسة.هدوء الشوارع، نظافة الاحياء، الفة المحلة، تعاضد الجيران.الحارس الليلي ينام مطمئنا، لان الشباب لا تنام.
في الماضي
لا حجاب، ولا نقاب، ولا فرض، ولا شروط، ولا محرم، ولا حدود. ولاحرمة في مصافحة الغريب، والقريب، او الاحباب. لا شك في نوايا الاصدقاء، والجيران.العباءة كانت وسيلة للمشوار السريع، ولاخفاء المناشير. "اسفري يا ابنة فهر فالحجاب داء في الاجتماع وخيم". كان هذا شعارا مخطوطا على الجدران، ولا فته ترفعها الابواب. العباءة لاتغطي وجها حسنا، ولا تقمع جمالا فاتنا، ولا تكفن شعرا سارحا. "الشيلة" كانت لتحمل دبوس الذهب. الناس تعرف حدودها، وتقدر الاخلاق، وتفهم الاصول، وتجل القيم.الابتسامة، والتحيات لم تكن ممنوعة، ولا حتى القبلات، ولا الاختلاط في الجامعات. صواني الخير ترفعها الايادي الناعمة، والاقدام المحناة تدخل البيوت المفتوحة الابواب بلا استحياء. الشوارع تعط بالعطور، والبخور، وتضج بلعب الاطفال. صخب طاسات الحمامات يمتصه عبق الدارسين.اسيجة البيوت، والحدائق العامة مزينة بالياس، وعطر الشواء، والياسمين ينعش الاجواء. كان الخجل غير مصطنعا، والاباء ليس ادعاءا، والايمان ليس تبجحا. لم يسرق جار من جاره، ولم يخطف احد ابنة الجيران. لم ياخذ الاخ اخاه رهينة. كانت ايامنا ايام، وليالينا ليالي. بحث عن الصفاء والوئام. نلعب الخرز(الدعبل)، السيفونات، والدوامات، وسلمان يگول، الختيلة(غميضة جيجو)، وطوير الراح بيدي لاح، وشرطة وحرامية(ما اكثرهم اليوم). نتقافز وراء الطيارات الورقية، ونركض مع الفرارات، ونداعب الحمام، والفراشات. سيوفنا من خشب، وخيولنا من قصب. لاسيوفنا تجرح، ولا خيلنا ترفس. المختار لم يكن وكيل امن، ولا العطار مخابرات. صديقك لا يخونك ولا يكشف اسرارك. جارك لا يشي بك، ولا الاهل يتخلون عنك عند المحن. كل البيوت تفتح ابوابها اذا كنت سياسيا مطاردا، او جنديا هاربا. ذهب كل ذلك الى المتاحف. ملئوا الشوارع بالمواكب، والمخارف. واطفأوا الانوار، والمعارف.
اخلاق مستوردة مثل الاطعمة التالفة. جباه محروقة من الدجل، وسيماء النفاق بادية على الوجوه. اعادونا للجاهلية الاولى. ولم يعيدوا لنا اخلاق ايام زمان.
رزاق عبود
24/7/2012
ملاحظة مهممة:لم يكن الماضي كله جميلا، لكنه كان بسيطا مثل بساطة حياتنا واحلامنا!

87
بصراحة ابن عبود
لماذا، وكيف يحتفل المعذبون بالعيد؟!
قبل ايام اخذت الرسائل، والبرقيات، والتلفونات، والبريد، والمواقع الالكترونية تزدحم بالشعارت الفارغة، والاحلام الموهومة، والاماني والامال الخرفة في سيل عارم، وتيار جارف، يشير الى مدى مدى تغلغل فكر، وتاثير الظلاميين داخل نفوسنا، وافكارنا، وحياتنا، او استسلامنا له. الامر الغريب والسئ، انك تستلم "التهاني" من اناس، لم تسمع بهم، ولم ترهم يوما ما. يزداد الامر سوؤا، وانت تجد اخرين كل حياتك معهم، ومعرفتك بهم، لم تجدهم يميلون الى هذه التبريكات، او يقدسون هذه المجاملات! اناس توقعت ان يكونوا طليعة، مشاعل، مثلا، قدوة، جنود لنشر الضوء، والوعي، والنهضة، تجدهم يرددون كلمات الملالي الاميين، ودعاوي الطائفيين، وغيبيات الظلاميين.عن وعي، او دونه تحولوا الى رسل التضليل، والانجرار الى ظلام القرون الوسطى عبر جرعه الدواء الممزوج بالسم، وكلمات الحق التي يراد بها باطل، والعلب الناسفة المغلفة بالوان زاهية. بعد ان كانوا رسل الخير، والسلام، والتوعية، والنهضة، والتبشير بالجديد.لا الوم البسطاء، ولا المخدوعين، ولا المجبولين على اتباع الجماعة، ولا احرم على الناس دياناتهم، ومعتقداتهم، وايمانهم، بل استغرب من هؤلاء الناس الذين حاربهم رجال الدين، وقتلتهم الفتاوي، وشردتهم الشرائع، ان يتحولوا ابواق الى جلاديهم.
"كل عام وانتم بالف خير"! اي خير والعراق كل عام(كل يوم) فيه جوع، فيه حرب، فيه قتل، فيه دم، فيه فساد، فيه خطف، فيه نهب، فيه سلب، فيه اضطهاد، فيه قمع، فيه دوس لكرامة المرأة، ومحاربتها، واذلالها، والنيل من انسانيتها، فيه جهلة يحكمون، وعلماء عاطلون. سفلة معززون مكرمون، وشرفاء نجباء مشردون في اصقاع الارض؟
"نهنئكم بعيد الاضحى المبارك"! العيد يعني الفرح،( العيد يعني الناس وياهم اعيد) والاحتفال بعد مجهود شاق، او ثورة اجتماعية، او منجزات نوعية. والعيد المقصود هنا عودة الحجاج بعد اداء فريضة الحج. نواب البرلمان، والوزراء، والمسؤولين الفاسدين، وتنابلة اوربا تركوا واجباتهم، وراحوا يحجون للمرة الالف علس حساب الشعب. المجرمون السابقون، والحاليون ذهبوا للحج معا، عل الله يغفر لهم ذنوبهم! الفقراء، والشهداء، والضحايا، وسكنة المقابرالجماعية من يغفر لهم ذنوبهم؟ القتلة يعاودون جرائمهم كل يوم، لذلك يحجون كل عام، اويعمرون في كل فرصة تتاح. لان ضمائرهم مثقلة بالاثام. اضافة الى لقب حجي، وادعاء امام الناس بالورع، متناسين ان الحج عادة قديمة يؤديها العرب قبل الاسلام، وبنفس الطريقة. بعضهم كان يؤديها عراة امام خالقهم. فهل مبارك ياترى حجهم؟ وهل سعيد عيدهم، وهم يواصلون جرائمهم تحت لقب الحجي؟ اي سعادة هذه، والملايين تسكن بيوت الصفيح، والكارتون؟ اي سعادة، والملايين لازال مشردة داخل وخارج الوطن؟ اي سعادة، والوف الاطفال تترك المدارس ليلتحقوا مع عوائلهم في جيوش البحث عن لقمة العيش في المزابل؟ كيف يكون الانسان سعيدا، وهو بلا سكن، ولا كهرباء، ولا ماء، ولا خدمات، ولا دواء، ولا عمل؟ كيف يكون العربي، او المسلم سعيدا، والعراق يحتله الامريكان والصهاينة، ويتحكم به الظلاميون؟ كيف يحتفلوا بالعيد، وليبيا احتلها الناتو، وتقاسمتها المليشيات مثل العراق؟ اي سعادة وسوريا تحترق بنار الطائفية، والسلفية، وحرب الاخوة، والجولان محتلة، ولبنان على شفى حرب اهلية جديدة؟ كيف يكونوا سعداء وقبلتهم الاولى محتلة، ومفاتيح البيوت القديمة صدئت، وصار قادة العرب والمسلمين يقبلون ايادي الصهاينة، ويحاربون الفلسطينيين؟ كيف يسعد البحرينيين ونسائهم تغتصب يوميا من عصابات مرتزقة جلبتها الاسرة الحاكمة؟ كيف يسعد المسلمون، والصوماليون في حرب طاحنة منذ عشرات السنين؟ كيف يحج الناس لبيت حرام، ومسجد شريف "خادمها" لا يعرف كتابة اسمه، ويتبادل الانخاب مع بوش الذي قاد، ويقود اتباعه حروب صهينة كل العالم المسمى عربي او اسلامي؟ ابهذه الحالة المزرية نحتفل؟ الهذا يكون لنا كل عام عيد للتغطية على عورات الامة المكشوفة؟ الشهيد ابو عمار ياسر عرفات اقسم، ان لا يتزوج حتى تتحرر القدس، وتزوج قبل ان تصبح القدس عاصمة فلسطين! واقسم ان لا ينزع بدلته العسكرية وغترته الفلسطينية قبل ان تتحرر كل فلسطين وسممه الاسرائيليون بمساعدة اقرب رفاقه فهل نحتفل بهذا؟!
انا لا ادعو الى تحريم الاعياد، ومنع الافراح، وقتل الابتسامة! الافراح الشخصية مستمرة: مولود جديد، زواج، نجاح في العمل او المدرسة...الخ. لكن هذا النفاق الجماعي يحيرني. هذا التمرغ الطوعي بالوحل يقلقني. الناس البسطاء يحتفلون رغما عنهم لانهم يظنوها واجب ديني. فهي اعياد دينية بامتياز. الذي لا افهمه ان هؤلاء الذين ملئوا، ويملؤون الدنيا صراخا، وكتابة ضد الظلاميين، وضد المد الديني، وضد السلفية يشعلون نار الخداع معهم لايهام البسطاء اننا في عيد سعيد ومبارك. يساعدون في تمرير الخدر، والخداع. ان تجامل انسان بسيط قد يكون امرا مفهوما، لكن ان تتحول الى بوق ديني، وانت بلا دين، تنشر رسالة لا تؤمن بها امر اقل ما يقال فيه انه تخلي عن الواجب بحجج احترام العادات، والتفاليد.  الزهاوي الشاعر الجرئ دعا في بداية القرن الماضي وبااتحديد عام 1924
     سئمت كل قديم عرفته في حياتي   ان كان عندك شئ من الجديد فهات
ولمن يدعي انه يحترم مشاعر الاخرين، وقيمهم، وايمانهم، اسأل لماذا يتخلى الانسان الواعي عن دوره التوعوي وقد دعا نفس الفيلسوف عام 1928
      ثوروا على العادات ثورة حانق    وتمردوا حتى على الاقدار
كان هذا ديدن المتنورين، والمنورين في بداية، واواسط القرن الماضي، لذلك تمتلأ صفحات الانترنيت اليوم حنينا للايام، والصور القديمة. يوم تحدى الناس كل القيم البالية، وعارضوا كل المفاهيم المتخلفة، وحاربوا كل العادات السيئة. لم يسكنوا، او يجاملوا، او يجاروا كما يفعل اليوم الكثيرون للاسف تحت مختلف الحجج، والاعذار. يجب الاقتداء بهم من جديد والا ينطبق علينا قول الشابي:
                 ومن يخشى صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر
مع الاعتذار لكل من تمسه كلماتي، او لا يفهم قصدي
رزاق عبود
26/10/2010
بامكانكم الاطلاع على نماذج التهاني الساذجة التي يتبادلها البعض وارجوكم ان تسالوا النفس اي منها ينطبق على الواقع!
"نهنئكم بمناسبة عيد الاضحى المبارك. اعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات والامن والاستقرار والطمانينة ودوام الصحة والعافية. لكم ولكل من هو عزيز لديكم. وكل عام وانتم بخير"! خرط محترم، وتكرار ممل، واشياء مفقودة!
"اشاطركم مسرات العيد، عيد الامان، والسلام، عيد الحب، والخير، والوئام" هل يوجد شئ متوفر مما يعرضه الاخ؟!
"كل عام وانتم والعراق والعراقيون بالف خير ومحبة وسلام متمنيا لكم دائما ايام ملأها الاعياد، ولشعبنا الطيب كل الخير والاستقرار"! عماذا يتكلم، ومع من؟!
"اجمل التهاني واطيب الاماني بالعيد السعيد. ابعث لكم خالص التهاني واطيب التمنيات بمناسبة حلول عيد الاضحى المبارك. بوركت اعيادكم وسعدت ايامكم وكل عام وانتم بالف بخير" افتهمتوا شئ؟ لو الاخ ما بيجمعش؟
قارن اعلاه مع احلى "معايدة" وصلت عبر الفيسبوك:
"كل عام وحكومتنا "الرشيدة" بالف خير، منتصرة خضراء على الشعب والفقراء، صامدة رجعيىة بوجه التقدم والديمقراطية"


88
حذاء اليهودي السويدي برور فيلر افضل من رؤوس كل الحكام العرب والمسلمين!

التقيته قبل فترة في فعالية للتضامن مع الشعب السوري. ما ان سألته عن وضعه اجاب مع ابتسامة عريضة، وفخر، وتحدي واضح: سنبحر مع حملة جديدة الى غزة! بعد فترة، كان في نقاش حاد مع منتقديه على شاشة القناة الثانية للتلفزيون الرسمي السويدي. تحدث بحماس عن شرعية ما يقوم به لكسر الحصار الظالم على مليون ونصف انسان في غزة واكد: هم في المرة السابقة قتلوا تسعة اشخاص بلا ذنب، سوى تضامنهم مع الشعب الفلسطيني. الطبيبة كارين، اليهودية، هي الاخرى قدمت احصائيات سريعة عن معاناة سكان غزة بسبب الحصار غير المشروع لقطاع غزة، واكدت مثل فيلر انهم قد يتعرضون للاعتقال مرة اخرى، وربما يفقدون حياتهم. لكن لابد من ابداء التضامن مع الشعب الفلسطيني، ولا بد من تقديم المساعدات اللازمة للمحاصرين هناك.
امس نقلت الاخبار ان السلطات الاسرائيية اعتقلته بشكل مهين، وقيدت يديه خلف ظهره، واقتادته للتحقيق معه. رغم استغراب، واعتراض الخارجية السويدية باعتباره مواطنا سويديا. اسرائيل لازالت تعتبره مواطنا اسرائيليا، رغم انه، وايام العدوان الاسرائيلي الهمجي على غزة مزق جنسيته، وجواز سفره الاسرائيلي، امام صحفيي العالم، وتمسك بجنسيته السويدية، التي منحت له بعد تركه اسرائيل بسبب اعمالها العنصرية ضد العرب برفقة امه المناضلة الشيوعية الالمانية التي تعرضت لمضايقات، واعتقالات النازيين الالمان. يقول انها اخبرته، انها لا يمكنها ان تعيش في دولة يعامل فيها سكنة البلاد الاصليين متل نظام الابارتيد في جنوب افريقيا، ويعاملون الفلسطينيين، كما عاملهم النازيون الالمان. فيلر ناشط سياسي يساري، وفنان مرموق اثار غضب السفير الاسرائيلي، واخرجه عن صوابه عندما اقام معرضا، مجد فيه الفدائية التي فجرت نفسها في حيفا. ورغم رفضه لقتل النفس، والمدنيين الا انه صور بحيرة الدم، اتي تكونت من جسد الشهيدة النازف مصدره العنف، والقمع الاسرائيليين. السفير حطم النصب، واثار مشكلة ديبلوماسية مع السويد اضطرت بعدها اسرائيل الى سحبه.
هذا البطل لم ار صورته يوما ما في صحيفة عربية، ولم اسمع فضائية عربية ممن تدعي العروبة، والاسلام تجري لقاءا معه. ولم ار دولة عربية تكرمه وتمنحه الاوسمة كما تفعل مع من يبصقون في وجوههم. وهو يترك الحياة الامنه التي يعيشها في السويد، والاحترام الذي يلقاه اينما حل، ويعرض نفسه للمخاطر في سبيل نصرة غزة المحاصرة. في حين يقوم فيل قطر بزيارات سرية وعلنية لاسرائيل، والتبرع لبناء المستوطنات الصهيونية. وفي وقت يدافع فيه اليهودي فيلر عن حقوق الشعب الفلسطيني يدعوا بعض صحفيي الكويت اسرائيل الى تصفيتهم نهائيا. وفي وقت يرفض فيلر الاحتلال الصهيوني لفلسطين، "تتفهم" العائلة المالكة السعودية "حق" الصهاينة في فلسطين، وتتأمر معها ضد ايران، وحزب الله، وسوريا، وحماس. وفي الوقت الذي يحتج العالم كله على اعتراض سفن المساعدات. يقوم الاخوانجية من كل حدب، وصوب باستقبال رسل، ومبعوثي اسرائيل باعتبارها اقل خطرا من الشيعة. في وقت تحكم غزة مجموعة من الاخوان المسلمين(حماس) الحائرة بين الدعم اليساري اليهودي،  والايراني الشيعي، وخناجر الاخوة الاعداء في الظهر. وتستمر الصحافة، والاذاعات، والفضائيات العربية بشتم اليهود، كل اليهود، ليل نهار. ويصمتون عمن يقتل شعوبنا العربية الاسلامية في السعودية، والبحرين، ومصر، وغيرها. سفن الى غزة مبادرة يهودية خالصة. فليس كل اليهود يؤيدون اسرائيل، بل كل الحكام العرب. وليس كل اليهود راضين عن الارهاب الاسرائيلي. الاف، بل ملايين اليهود في العالم خرجوا متظاهرين ضد الغزو الاسرائيلي الامريكي للعراق، والحرب ضد غزة في حين اقام الحكام العرب خصوصا في مصر، والسعودية، والاردن حصارا ضد المسلمين والعرب من سكان فلسطين.
ان الماثرة التي يقوم بها اليهودي برور فيلر، ومخاطرته بحياته كل مرة، وكل يوم، وهو يتحدى الصلف الاسرائيلي، والانحياز الامريكي، والخيانة العربية الاسلامية لاشقائهم في فلسطين المحتلة، فخر للانسانية، ووصمة عار في جبين المتخاذلين من الحكام العرب والمسلمين. ولا زال كلاب السلفية، والوهابية ينبحون من فضائياتهم، ومنابرهم، ويسمون اليهود بالخنازير، واعداء الاسلام. فمن هو عدو الاسلام ياترى؟ من يخترق الحصار لمساعدة الشعب الفلسطيني في غزة؟ ام من يؤيد، ويقيم، ويشدد الحصارعلى الشعب الفلسطيني من ال سعود، وملك الاردن، وحكام البحرين، ومبارك، وخليفته مرسي في مصر(العروبة والاسلام)؟
ان حذاء اليهودي برور فيلر يشرف رؤوس كل الحكام العرب، والمسلمين، وابواقهم من الوهابيين، والسلفيين، وكل الارهابيين الذين شوهو صورة الاسلام، والعرب بتنسيق كامل مع الصهيونية العالمية قديما، وحديثا.
رزاق عبود
22/10/2012


89
خواطر على ضفاف الطفولة

ادمن الذاكرة، وامتهن الحنين، وركب بحر الذكر يات. حمل حقائبه مسافرا عبر الزمن. رحلة مضنية وغنية. جاب البحار، وتلقى صفعات التيار. لانت صخور الساحل، ولم يلن عزم الراحل. تجاوز الحدود، تخطى المحظورات، عبر المحيطات، ولا زال يلمس نبض الجذور، ويحس نبع الاعماق، ويستسقي عذب الماء، ويسمع صوت الايام. حاكى الاقوام، وعاشر الانام. سرد حكاياته، تعلم الكثير، وظل، وفيا لاول نهار. حبل السرة مشدود عند جذوع النخل، وحبل جواده مربوط عند النهر. حليب الام لازال طازجا كريما، زكيا. كلما ابتعد زاد التصاقه، وكلما طال به العمر عاد صغيرا. تستجد الاحداث، وتتوالى الايام، ويزداد التحاما مع الماضي.الفكر يسرح هناك. عبر ثقب الاوزون يجد الضياء. امتلئت حقائبه بالتجارب، وتنوعت في دفقها المشارب. كلما زاد وزنها مالت نحو المهد. يعقر ذاكرته دوما نحو الشط الاول، نحو الساحل الابدي، نحو الدرب القديم. يعزف اوتار التاريخ، وينقب جغرافية المكان. تعبت عيونه، لكن شفافية الايام تنير له الطريق. بساطة اهله ترشده الى الحدائق، والجسور. كل نهر يلتقيه يذكره بشطه. كل مساحة ماء تعيده لبيئته. كل بحر يعبره يقوده الى خليجه. ظل ابن الماء، وجنين الملتفى. ربيب شجرة ادم، ونديم المجرى. يستنشق عطر الماء مثل سمكة. يغور الى قاع الشط، يبحث عن لؤلؤة.عن خاتم سقط، وعقد انفرط، عن صديق قديم ظل يذكره، وطفل كاد ان يغرق. تدغدغه نسيمات الهواء فيضحك منتشيا، كطفل يسير اولى خطواته. تداعبه الهمسات فيرقص على اصوات الريح. ينتصب مثل سارية، ويطلق جناحيه مثل شراع. يكلم الشط، وكانه يلقي قصيدة. مثل المسيح يمشي على وجه الماء. يلاعب النسيمات، يداعب الذكريات، ويغتسل بماء المطر. مثل حبات مسبحة تمر كل الوجوه بين اصابعه، تحضر كل الاسماء، وتمرق المسميات. تبتسم الكنى، تضحك الالقاب، وتقهقه المقالب. اصغر الاحداث، واكبر الحوادث. شريط لا ينتهي من الصور الاليفة. يفتح صندوق الزمن، فينسكب كل الماضي. تعود كل الساعات مهرولة نحو المكان الاول. يتجول في ذات الشوارع، يصافح ذات الايدي. يلاقي نفس الوجوه. عبق الطين، والتراب المبلل بمطر خجول. تضايقه رطوبة الهواء، ويحاصره الغبار فيهرب الى صف النخيل يستنجد بعبق الطلع، وخضر السعف، وبواسق الاشجار.هفهفة الاجنحة الوجلة. تراقص الفراشات، وخرير المياه. يخترق البساتين نحو الشاطئ. يبحث عن مرساته القديمة. يلقي نفسه على صخرة شامخة، وحيدة مثله. هو مثل الصخر لن يحترق من جديد. انصهر مع الزمن القديم. تجلد، تصخر، استعصى على ضياع الاديم. تمر به سفينة نوح السومرية. يومئ لها. تقف مستجيبة. تتشرئب الاعناق. يصعد على سلم الايدي الممتدة. يسمع انشودة البحار. يردد ترنيمة الطفولة. اينما سافرت ستعود. انما سافرت لتعود. صعدت السفينة لتعود. الفنارات ترشد الطريق، وتدل الضالين. تقتحم الضباب، وتبدد الظلمات. من رأى منارات الشط، لا يضيع. من راى فنارات الساحل، لن يحير. ضاع كل شئ الا البوصلة. سيعود فالشط، البصرة، الساحل، النهر، الملاعب، حتى المقابر تحتضن الماضي، والجديد. الشط لازال يجري مثل دم العروق. يتدفق مثل ثورات العبيد. مثل شهقات الامل، مثل الطيور العائدة، مثل السماء الواعدة. النخل، والسعف، والشط، والتمر، الناس، وعهدنا العتيد. يظل يحلم بعالمنا السعيد. كل لحظة يولد طفل جديد.
رزاق عبود
1/9/2012   

90
رابطة المرأة العراقية مصنع المعجزات

حين كنا شبابا قيل لنا، لمواساتنا، عندما نساق الى الخدمة الالزامية، ان الجيش "مصنع الرجال"! عندما كنا نعتقل، او نسجن سياسيا، كان يقال لنا، لرفع معنوياتنا، وشد ازرنا، وتقوية عزمنا، ان الاعتقال "مصنع الرجال"! او السجن "مفخرة الرجال"! متناسين، ان المصنع الاول، كان رحم الام، وان المدرسة الاولى، التي "صنعت" كل الرجال كان حضن الام. ناسين، او متناسين، ان "الرجولة" بمعنى الشجاعة، والبطولة، والاصرار، والاخلاص، والوفاء، والاقدام، والتحمل، والثبات على العهد ليست حكرا على الرجل دون المراة. وان السجون، والمعتقلات، وغرف التعذيب، وساحات الاعدام، والمقابر الجماعية، والمحارق الكيمياوية، فيها سجل طويل جدا من اسماء النساء. تاريخ العراق النضالي الحديث منذ ثورة العشرين، قبلها، وحتى اليوم، يثبت ان المرأة العراقية كانت الى جانب الرجل، وفي احيان كثيرة، في مقدمة المظاهرات، والاعتصامات، والوثبات، والانتفاضات حتى الكفاح المسلح ضد النظام الصدامي الفاشي.
في الورشة التي اقامتها "رابطة المرأة العراقية" في الفترة 19 حتى 24 ايلول 2012 بدعم، وتنظيم، وتمويل لجنة التضامن السويدية العراقية(سيسك) لتدريب بعض الكوادر النسائية من ناشطات رابطة المرأة العراقية لاستغلال اجهزة الاعلام المختلفة لايصال رسالة النضال، والدفاع عن حقوق الطفل، وضد العنف الاسري، والتعريف، ونشر النشاطات الخاصة بهذه الفعاليات. تضمنت الدورة، ايضا، محاضرات من مختصين بنفسية الطفل، والمرأة المعنفيين، وسبل تجاوز هذا السلوك المشين، ومقاومته، وكيفية فهم، ومساعدة الاطفال، الذين يتعرضون للعنف بمختلف اشكاله، ويعانون بالتالي من مشاكل، وعقد، وامراض نفسية تؤثر على حياتهم، ونشاطهم اليومي، والمدرسي، والمعرفي، وعلاقاتهم مع المحيط، وتاثير كل ذلك على العائلة، والمجتمع.
في المراجعة، والتقارير التي قدمت عن نتائج الورشة السابقة، وفي استعراض الخطط الطموحة للفترة القادمة، والتزامات المشاركات، تجلى المعدن الحقيقي للمرأة العراقية. وبشكل خاص مناضلات رابطة المرأة العراقية، ذات الارث النضالي الطويل، وهن ينفضن عن كاهلهن كل اعباء، واوزار، ومعوقات التقاليد المتخلفة، والعادات المتحجرة، وينطلقن في عالم معاصر مستخدمات ابسط وسائل النضال: الكلمة المسموعة، حتى استخدام ارقى واحدث وسائل التوعية، والتواصل، والتحشيد الاجتماعي مثل الفيس بوك.
21 امراة من مختلف الاعمار، والاديان، والقوميات، والمستويات المجتمعية، والدراسية. بخلفيات مختلفة، وقابليات ثقافية، ومهنية متباينة، وتجارب متفرعة، ومتعددة. شابات، ومسنات، سافرات، ومحجبات، من الضواحي، ومراكز المدن، انصهرن في بوتقة واحدة من النقاش، والملاحظات، والنقد، وعرض التجارب، والدراسة، واستعراض المعوقات، والمقترحات لتخطي كل المعوقات. صخرة صلدة من الاصرار. نار حامية من الحماسة، والتاكيد على مواصلة الطريق. ثقة عالية بالنفس لا يرقي اليها اكثر المتفرغين للعمل المهني، والديمقراطي، والسياسي. نماذج توحي لك بان ملكة زنوبيا، وملكة سبأ، وكل الهات بابل، واشور، واكد، كن هناك يدافعن عن حصن المراة، ويصن معقل العائلة، ويحمين براءة الطفولة بكل جوارحهن.
مجندات مدربات يقتحمن الصعاب رغم الاهوال والظروف الصعبة، التي تحيط بنشاطهن. يجمعن بين العمل اليومي، والالتزام العائلي، والاهتمام الفكري، والسياسي، والانشغال الكامل في قضايا المرأة والطفولة، دون الانعزال، والتقوقع، او الانغلاق في دائرة واحدة. ففي حين تنشغل الفضائيات، والصحف الكبيرة ببرامج تافهة عن "النواعم والمطابخ والتبضع" وتحويل النساء الى دمى بشرية بايدي الرجال يتجه جيش المجندات المجهولات للمشاركة في كل هم، وشأن محلي، ووطني، وقومي، واممي. يقمن دروسا لمحو الامية، وندوات للتوعية الصحية والاجتماعية، ومحاضرات عن حقوق المراة والطفل. مبادرات لتنظيف الشوارع، ومحلات السكن، الى حملات متطورة لحماية البيئة. يؤسسن مكتبات الاطفال لتكون نواتا للتنوير، والتعليم، والتربية، ومراكز توعية لكل العائلة، والمجتمع، بل حتى دور رعاية، وعلاج اجتماعية، وصحية. محطة لقاء، واهتمام بالنساء، والاطفال، والاباء. حيث تتفتح العيون، والاذهن عن مصادر جديدة، ومتعددة للثقافة، والاطلاع على حقوق، وواجبات، ومهمات متبادلة للفرد، والمجتمع.
تقصير السلطات، عجز القوانين اجحاف القيم البالية، تخلف الوسائل، ضعف الامكانيات، صعوبة التنقل، والاتصال، المحاربة والمحصرة، ووضع العراقيل امام نشاطهن، والاهدار الكامل لحقوق الانسان من حرمانه من ابسط الخدمات حتى سرقة اصواته الانتخابية. كل ذلك لم يثنهن عن نقل الاطفال وعوائلهم من شوارع الذبح الارهابي، والهوان اليومي الذي يعيشونه الى احضان الطبيعة، والمتنزهات، والمكتبات. يخرجون اطفال المدارس من حجراتهم الضيقة، وصفوفهم البائسة، ومدارسهم البدائية، وبيوتهم المهدمة، واجواء التلقي، والاملاء السلبيان، الى اماكن، وفضاءات، واجواء، وشخصيات يتعلمون فيها، ومنها المشاركة النشطة، والابداع الفني، والرسم البرئ، والمشاركة الجماعية الرائعة. ينقلوهم من روح المشاكسة، والمعاكسة، ومخاطر الشوارع، ومهن المتاجرة بالبشر، الى احضان، ونفوس، ونشاطات، وامكانيات تصقل مواهبهم، وتنمي قابلياتهم ليعيشوا عالم الطفولة الجميلة، الذي يروه في الافلام، وبدؤا يقرأوه في كتب، وكراريس، ونشرات المكتبات، التي فتحت لهم لتخلق الطفل المسرحي، والموسيقي، والرسام، والنحات، والقصاص، وهو ينطلق في فضاءات جديدة لم يسمع بها، ولم يتلمسها الا في انشطة الرابطة.
الاعتزاز، والفخر، والثقة العالية بالنفس، والرغبة الصادقة في تقديم ما فوق الطاقات هو ما ميز تلك الايام. وكانهن اردن ان يثبتن النظرية العلمية عن تفوق المرأة الذهني، او تاكيد الحقيقة المعروفة ان المرأة، بعكس الرجل، بامكانها ان تقوم بكثير من الافعال في نفس الوقت، وبنجاح كامل. الصديقات، والاصدقاء من السويد اتسعت حدقات عيونهم، تعجبا واعجابا، وازدادت قلوبهم حنانا ورقة، وتفتحت اذهانهم على صور، ونماذج جديدة، ومتجددة. تيقنوا بالكامل، ان جهودهم، ومساعيهم، واموالهم، وتبرعاتهم، ومحاضراتهم، وارشاداتهم، واوقاتهم لم تذهب سدى. انها مجسدة على ارض الواقع، وبصور لم تتحقق في اكثر المجتمعات استقرار، وامنا، وتطورا، وخبرة. بالتواضع المعروف عن السويديين باركوا هذا الصرح العتيد من النجاحات، وشكروا الرابطيات. بدل تلقي الشكر لدعمهم، وتحمل عناء، ومشقات السفر في طريق، والى بلد محفوف بالمخاطر. علقت احدى المحاضرات من السويد، وعيونها تدمع اعتزازا، وغبطة:" انهن ليس فقط رابطيات، ليس فقط ناشطات نسائيات، او امينات مكتبات، انهن سوبرمانات".
والان، باعتقادي، آن الاوان للقول، ان رابطة المراة العراقية مصنع الامال. مع الاحترام، والتقدير لجهود كل المنظمات النسائية في العراق، التي تعمل في ظروف، واشكال، ومنطلقات، وامكانيات مختلفة.
شكرا لجنة التضامن العراقية السويدية "سيسك" لهذا الجهد الرائع، ومحفل الانجازات الضخمة!
رزاق عبود
29/9/2012


91
بصراحة ابن عبود
والي بغداد كامل طلفاح الزيدي يغلق بيت الجواهري!
في هجمة بوليسية، وحركة همجية، وتوجهات ظلامية، وخطوة لا دستورية، قامت ميليشات والي بغداد الطائفية، بالهجوم المباغت على مقر اتحاد ادباء وكتاب العراق الذي تاسس عام 1959 وكان اول رئيس له شاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري. قدمت لهذه الهجمة البربرية ذرائع مفتعلة، وحجج لا علاقة لها بالواقع، وادعاءات مفبركة. ادعوا ان الحملة ضد "المحلات" غير المجازة. مقر اتحاد الادباء ليس "محلا" بل جمعية ثقافية، وجزء اساسي من المجتمع المدني. بل هو اهم مؤسسة ثقافية اجتماعية غير حكومية. قالوا ان الغزوة جاءت تلبية لشكاوي، ونداءات الاهالي فاستجاب الخليفة لنداء وامعتصماه! مع ان مقر الاتحاد ليس في منطقة سكنية، ولم يشتك احد من نشاطاته. الاتحاد مجاز قانونيا، واجريت انتخابات ،مؤخرا، افرزت هيئة ادارية تحظى بقبول، واحترام كل مثقفي العراق. في تلك الانتخابات لم يستطع اسلامي واحد الفوز بمقعد في الهيئة الادارية، فاستعانوا بالملا كامل الزيدي للثأر لفشلهم، وفرض سيطرتهم على الاتحاد وفق الطريقة الاسلامية. ان الاساليب، التي اتبعت، والهروات التي استخدمت، واعقاب البنادق التي هشمت رؤوس، واكتاف زوار النوادي، والعاملين بها، واطلاق الرصاص فوق رؤوسهم، والصفعات، والركلات، والاهانات، "المؤدبة والقانونية جدا" ليس لها علاقة بالقانون، كما يحاول محامي الشيطان عبدالكريم البصري مسؤول الرياضة، والشباب في مجلس ولاية بغداد تصويرها. تكسير القناني، وتهشيم الزجاج، وخلع الابواب، وكسر الشبابيك، والعبث بالاثاث، وتحطيم الموجودات، ليس عمل قانونيا. لماذا جرى على شكل غارات على الطريقة الصدامية؟ لم يهاجم مقر الاتحاد خلال حكم صدام ولا مرة واحدة. اصحاب المحلات، والنوادي، والجمعيات "الغير شرعية" يمكن استدعائهم، تحذيرهم، تبليغهم بغلق ابوابهم، او تجديد اجازاتهم. بذا تكون اجراءات قانونية، اما الهجوم على طريقة "الامر بالمعروف والنهي عن المنكر" السعودية. اللجوء لاساليب الزرگات البوليسية، ليس له علاقة بالقانون يابلطجية دولة القانون. ثم اذا كان القرار صادر من مجلس محافظة بغداد لماذا يا ترى استخدم لواء المنطقة الخضراء التابع للمالكي مباشرة؟ ولماذا بلغ جميع من شملتهم المداهمات بانها امر من رئيس الوزراء؟! في كل مكان دخلوه سواء كان نادي، او مقر اتحاد، اونقابة، او محل بيع مشروبات، او حفلة غنائية، اعلنوا انهم ينفذون اوامر رئيس الوزراء. اين الفصل بين السلطات اذن؟ واين حدود السلطات المحلية؟  هل حصل انقلاب ونحن لا نعلم؟ من هو رئيس الوزراء ياترى المالكي ام الزيدي؟ عندما حذرنا، مع الكثيرين ان ما جرى في البصرة، وبابل، والكاظمية، وبغداد سابقا، هي محاولات جس نبض، هي مخطط مرسوم لقضم الحريات المدنية، والحقوق الانسانية شيئا فشيئا. اتهمنا بالمبالغة وتضخيم الامور. لكن غارات البدو المسلحة لا تضع مجالا للشك.
ان تصوير مقر الاتحاد، وكانه بار لبيع المشروبات هي اهانة للثقافة، والمثقفين في العراق، وتجني على الواقع، وتحريف الحقائق، وتسفيه العمل الابداعي، واساءة واضحة لغير الاسلاميين، والاقليات الدينية في العراق. مع ان بيع المشروبات ليس عيبا الا في عرف الجهلة. وصل الامر بالمتهور والي بغداد الملا عثمان الزيدي، ان يصف مئات المتظاهرين من صفوة مثقفي العراق ب "ثلة من المخمورين"! مسبة من شخص قضى حياته قبل "توبته" خادما صداميا، وزائرا دائما لمجالس الكاولية. ان المغالطات، التي طرحت، والادعاءات، التي عرضت، والتبريرات التي سيقت، والمظاهرات الغوغائية، التي دبرت لدعم الغزوة، والفتاوي المستعجلة التي ارتجلت، تؤكد ان الامر مبيت، وانها خطة منظمة، ومدروسة لاسلمة المجتمع العراقي بالقوة، وفرض دولة دينية تتعارض مع بنود الدستور. بحجة الاغلبية المسلمة، والتقاليد، والاعراف الدينية، وكأن اغلبية العراقيين، والحاكمين منذ تاسيس الدولة العراقية الحديثة، لم يكونوا مسلمين.
الاسلاميون عاشوا، ويعيشون في دول اوربا، وامريكا، وغيرها حيث الحريات الشخصية مصانة، والحياة المدنية محترمة. لم يجبرهم احد على ارتياد البارات والنوادي، ولم يفرض احد عليهم شرب الخمر بالقوة، ولم يمنعوا من الصلاة، او الصيام، ولم تغلق جوامعهم، ولا حسينياتهم، التي تتكاثر كالفطر لتتحول مقارا للتزوير، والطلاق الشكلي، وتهريب البشر، وتزويج القاصرات، والتجارة بالمسروقات. تركيا دولة اسلامية، واندونيسيا اكبر دولة اسلامية، وحتى الباكستان لم تحدث فيها مثل هذه الغارات الهمجية على حياة، ومنظمات المجتمع المدني، والتجاوز على حقوق، وحياة، وحرية، الفرد، والاقليات غير المسلمة. هل في دستور دولة القانون تطبيق قوانين صدام، وحملته الايمانية، التي وصفوها انها "عبثية" عندما كانوا باعة متهجولين على ارصفة سوريا؟ لماذا هاذ العبثية اذن؟ هل من الاسلام، والدستور منع المسيحيين، والصابئة، وغيرهم ممارسة حياتهم الاجتماعية بشكل طبيعي، كما كفلها لهم الدستور؟ الخطوات القادمة هي الغاء الاعراس، واحتفالات التخرج، وتحريم التبرج، ومنع الاحتفالات، وعقوبات الرجم، وقطع الايدي في الساحات العامة. لماذا لا تاخذهم الغيرة على الشباب الذين تسحقهم المخدرات الاسلامية من ايران؟ لماذا لايحاربون تجار الاغذية الفاسدة، والحبوب المسممة؟ لماذ لا يضمنوا انتظام الحصة التموينية، ومفرداتها؟ لماذا لا يوقفوا خطف الاطفال، وتهريب الفتيات الى الدول المجاورة؟ لماذا لا توقف التجارة بالاعضاء البشرية؟ لماذا لا تبنى دورا للايتام، او تقديم مساعدات للارامل؟ لماذا لا يحارب الفساد، والمفسدين؟ لماذا لا يوضع حد للتزوير، والمحسوبية، والرشاوي؟ لماذا لا تحارب البطالة بدل غلق محلات الناس، وقطع ارزاقهم، وضمهم الى جيش العاطلين؟ لماذا لا يمنعون الجنود، والمستشارين، والشركات الامنية من حفلاتهم الماجنة؟ لو "ابوي ما يگدر الا على امي"؟ الشريف الرضي جامع كتاب نهج البلاغة قال كلاما في الخمر. ابو نؤاس الشيعي قال كلاما في الخمر حتى الحبوبي تغنى بالخمر! الشبيبي، وجمال الدين لهم قصائد خمرية. لماذا لا تهاجم بيوتهم، وتمزق صورهم، وتحرق كتب اشعارهم؟ لماذا لا يتم وقف هروب الارهابيين من السجون؟ لماذا لا توقفوا الاختراقات في الاجهزة الامنية؟ لماذا لا تقضوا على تهريب الاثار، والاموال، والوثائق التاريخية العراقية؟ لماذا لا تبنوا مدارس للاطفال السائبين في شوارع بغداد؟ والاهم من كذلك لماذا لا تحموا سكان بغداد من الارهاب اليومي الذي يقطف حياة المئات يوميا؟ ام ياترى انتم من يقف وراء هذه الجرائم المروعة؟!
هؤلاء السلفيون الذين يحكمون بغداد الحضارة، والمدنية، بغداد التاريخ، والثقافة، بغداد الشعر، والعلم، بغداد المسرح والسينما، والموسيقى، بغداد الچالغي والمقامات، بغداد النوادي والمنتديات، وصالونات الادب والثقافة، بغداد الرسم والنحت والجداريات، بغداد المتاحف والمكتبات، بغداد المقاهي، والسهرات، والندوات، بغداد الاسواق، والمهرجانات، بغداد العلم والابداعات، بغداد الوثبة والانتفاضات، هؤلاء لا يعون، بل سيتعلمون، ان بغداد لن تتحول الى قندهار.
رزاق عبود
9/9/2012

92
بصراحة ابن عبود
غزوة المالكي، وعصاباته على الحريات المدنية!
عندما اغتصب الفاشيون السلطة بعد انقلابهم الدموي الاسود في 8 شباط 1963 وذبحوا ثورة 14 تموز وقائدها، نشروا الرعب، والفزع، والارهاب، والقمع في كل بقاع العراق. لم تسلم من جرائمهم اصغر قرية في الوطن الجريح. ابرز من باركهم، وقتها، هو محسن الحكيم(المؤسس الفعلي لحزب الدعوة) مشاركا حكام المنطقة العملاء، وشركات التفط، وحماتها المخابرات البريطانية، والامريكية، ورموز الاقطاع والرجعية. اتذكر، ونحن صغار، ان السفلة، والمنحطين، وابناء الشوارع، والشاذين، والمخانيث، والقتلة، وكل الفاشلين، والساديين انتطموا بصفوف "الحرس القومي" السيئ الصيت، وحملوا غدارة بورسعيد الناصرية. اليوم تتكرر نفس الماساة، نفس الجريمة، نفس الاساليب، نفس البطش، نفس الحقارة، نفس الحثالات من السوقيين، والمنحرفين، والسقطة، وتجار الجريمة، والمخدرات، وحماة الفساد، والمفسدين، والمرتشين، والحواسم، والعلاسة، يرتدون ملابس الحرس القومي الجديد. الوية المنطقة الخضراء، ومرتزقتها المتوحشين.
ثلاثة اشياء يبغضها الفاشيون سواء كانوا قوميون، ام اسلاميون. المرأة، والثقافة، والحرية. وهاهم اليوم مثل اسلافهم اعداء المرأة، وقانون الاحوال الشخصية. هاهم يهجمون على رموز، ومواقع، وممثلي الثقافة، والعلم، والتحضر، والمدنية. النوادي الاجتماعية، والثقافية، والمهنية في العراق مثلت منذ القدم ملتقى المثقفين، والمبدعين، ومحبي الحياة المدنية. الحرية في الحركة، والتفكير، ونمط العيش، والرأي، هو ما يميز هذه الفئات في كل دول العالم، والعراق ليس استثناءا. الحكومة الفاشية الحالية حكومة الاميين، والفاسدين، والمزورين، والقتلة، والمتخلفين، والظلاميين تسلط ميليشياتها على النوادي الاجتماعية. هاجمت الجمعيات، والنوادي الاشورية، واتحاد الادباء، ونوادي الصيادلة، والاطباء، والمهندسين، والسينمائيين، وغيرهم. فرضوا الحجاب الاسود على المرأة مسلمة، او غير مسلمة، وتجاوزوا الحدود لجعل مناطق في العراق، وبغداد (الكاظمية) مواقع خاصة باكياس القمامة المتحركة. يريدون تحويلها الى مزابل كهفية. لايوجد دولة في العالم تعزل مدن باكملها. وتحدد من يدخلها، او يخرج منها، وتحدد له شكل لباسه، ونعاله، وتسريحة شعره. الفاتيكان مفتوحة للجميع، وسواح تايلند يدخلون كل المعابد. حتى جوامع ومساجد افغانستان التاريخية، ومنها مسجد يعتقدون ان علي بن ابي طالب صلى فيه، مع انه لم يعبر حدود العراق. يزورها السواح من كل انحاء العالم. كذلك تاج محل في الهند، وقبر المسيح، ومسجدي القبة، والاقصى في فلسطين، وغيرها. لكن هؤلاء الظلاميين، مستبدي العراق الجدد، يخططون لمهازل جديدة، لمذابح جديدة، لمآسي جديدة. سؤال يفرض نفسه: لماذا لا تعطى الاعظمية نفس المكانة، وفيها ضريح الامام ابي حنيفة النعمان؟!
زياد بن ابيه عاد ليحكم، والحجاج عاد ليصلب، وطلفاح ارسل من جديد شرطة اخلاقه( الشرطة السياحية) لتقتل الشباب، وتمزق ملابس الفتيات، تعاكس الطلبة، وتضيق على العوائل. تغلق محلات الحلاقة، تطلق النار فوق رؤوس زوار النوادي الاجتماعية. تحرم الغناء، وتمنع الموسيقى، وتحدد عرض الزلف، وطول الگذلة، وشكل الحاجب، ونوع المكياج. يتهمون الناس بالتخنث! هؤلاء المخانيث، الذين يختبئون، ويرتجفون، ويرتعبون، ويتواطئون عند سماع كلمة القاعدة. صاروا ابطالا، وفرسانا على رؤوس النساء، والشباب، الذي توهموا انهم يعيشون في دولة ديمقراطية.
القائد العام للقوات المسلحة، ورفيقه الساعدي، ومراسله الاعرجي، وكلابه في اللواء 56 (ميليشيات حزب الدعوة) يتركون الارهابيين يقتلون الناس ليل نهار، يفجرون، ويقتلون، ويذبحون، ويختطفون، وجيش، وشرطة المالكي تطارد المدنيين بدل حمايتهم. في نهاية سبعينات القرن الماضي ابان الهجمة الصدامية على كل القوى الوطنية، والتقدمية، والقومية، وحتى البعثية المعارضة لنهج الاستبداد، والديكتاتورية تجرأ احد الفنانين من على مسارح العراق، وهو يصرخ بجرأة: "صاحت التطوة ياوادم"!! هاهي التطوة تصيح من جديد لتطيح بكل ما له علاقة بالحقوق لدستورية، والحرية الفردية، ومسلمات الديمقراطية. مشوهة وجه العراق التاريخي، والحضاري، ومخيبة ظن كل الواهمين، والمخدوعين، بان الاسلام السياسي، يمكن ان يتبع قواعد اللعبة الديمقراطية. انهم يجيدون فقط اللعب بعواطف الناس، وتحريك الطائفية، وتأجيج الفرقة، وبث الفتنه. لكن ليس وحدهم من يتحمل هذه الجرائم بحق العراق، والعراقيين. كل من يشاركهم في حكومة المحاصصة الطائفية، والعنصرية مسؤولون تاريخيا، واخلاقيا، وسياسيا، وحتى قانونيا، عما يفعله ناظم كزار الجديد باسم الدين، والوطنية، والمشاركة، والعملية السياسية(اللعبة الانتهازية). لايوجد مبرر واحد غير الانانية، والنفعية الفردية، والمصلحة المادية في بقاء الاحزاب، والقوائم، والتحالفات الاخرى، كقطيع الخراف يجرها بائع السبح القديم، يسلخ جلودهم، ويعرض اعراضهم في سوق النخاسة المحاصصية.
اتمنى ان يعيد الجميع حساباتهم، ويعيدوا قراءة، او الاستماع الى قصيدة الشاعر المبدع نزار قباني وهو يصرخ محتجا بدون خوف:
"في حارتنا ديك سادي سفاح ينتف ريش دجاج الحارة كل صباح"
فهل يقبل العراقيون الاباة، ان يحكمهم ديك سفاح؟ وهل تحول كل المناضلين القدامى، وابطال المعارضة والمقاومة الى دجاج؟ التاريخ يعيد نفسه في العراق على شكل مهزلة، فلقد صرخ طالب النقيب بوجه الانكليز في عشرينات القرن الماضي، بعد تنصيبهم الملك فيصل بن الحسين ملكا على العراق: هل تظنون ان كل العراقيين دجاج لتاتوا لهم بديك من الحجاز؟؟!!
تري من سينتف ريش الديك الانكلو امريكو ايراني؟؟؟؟!
رزاق عبود
6/9/2012
افتح الرابط المرفق، لتتاكد من دقة وصف نزار القباني للمالكي وامثاله!
http://www.youtube.com/watch?v=NZ9wkhVUMgQ&feature=player_embedded

93
لماذ يصوم الجياع في رمضان؟!

اليوم، او غدا، او بعد غد(لابد ان يختلفوا) سيمتنع ملايين البشرعن تناول الطعام، والشراب لمدة شهر كامل(يصومون) منذ ان فرضها عليهم رجل من بني هاشم في مكة باسم الله قبل 1400 عاما. الصيام موجود في اكثر من دين، لكن الدين الاسلامي هو الوحيد، الذي يتميز بهذا التطرف. شهر كامل، بنهار كامل من ظهور الشمس حتى غيابها. كان من دواعي فرض الصيام، هو "التضامن" بين الفقراء، والاغنياء، وجعل الاغنياء "يحسون" بجوع الفقراء. وكأن الاغنياء لا يجوعون، ويشبعون يوميا.هذا يعني ان الدين الاسلامي طبقي، ولا يؤمن بالعدالة، والمساواة، ويقر، ويرضى بوجود الفقراء الجياع الى جانب الاغنياء المتخمين. لكن الحال تغير الان، ففي كثير من البلدان غير الاسلامية، المسلمون هناك، لا يعانون من الجوع، بل بعضهم، من اكثر اغنياء البلد، الذي يعيشون فيه. جمعوا اموالهم، كما يفعل اكثر الاغنياء بطرق اكثرها تتعارض مع الدين، والاخلاق. المهم انهم ليسو جياعا، ولا فقراء.
الشيوخ، والاغنياء، والحكام، والمسؤولين، في البلدان المسماة اسلامية، او غير اسلامية في الغالب لايصومون حتى يشعروا بفقر الفقراء. فهم اما يتحججوا بالسفر، وهم على سفر دائم بسبب وضعهم المالي. او الادعاء لاسباب صحية(على مرض)! بدل الشعور بحال الفقير فانهم يتباهون، باموالهم، وثرواتهم الذي "رزقهم" الله بها.فيتجنبون الصيام عن طريق اطعام الفقراء(اطعام مسكين)! ترى اين التضامن، واين الاحساس بحاجة الفقير، اذا كان يفرش لهؤلاء المساكين بساط على الارض فيه الكثير من المواد، التي انتهت صلاحيتها، او فائضة عن الحاجة، او جمعت عن غير وجه حق! اليس هذا غسل للاموال على الطريقة الاسلامية؟! 

يتحدثون عن الصيام منذ شروق الشمس حتى غيابها. في كثير من البلدان التي يعيش فيها المسلمون الان، فان الشمس تظل مشرقة لاكثر من عشرين ساعة فهل هذا انصاف، او تضامن، او عدالة، او حكمة الاهية، اذا كان الخليجي، او الايراني يصوم سبع الى ثمان ساعات في اليوم، ويصوم المسلم في شمال اوربا اكثر من عشرين ساعة؟! ان بعض مناطق الشمال الاوربي، التي ابتلت بوجود المسلمين لاتغيب الشمس خلال الصيف كله فهل يصومون اليوم كله، ويموتوا من الجوع في نهاية الشهر؟! يخدعهم أئمتهم بحلول(حيل) مبتكرة. فالبعض يصوم بعدد ساعات صوم ابن بلده، ويفطر، رغم ان الشمس مشرقة. او جداول، ابتدعها البعض، تحدد ساعات الليل من ساعات النهار. مع هذا فهم يخالفون "امر الله" في قرآنه بالصوم منذ شروق الشمس حتى غيابها. لماذا يصوم هؤلاء القوم لاله، لا يعرف، ولم يسمع بالشمال الاوربي، ولم يدر، ان الارض كروية، وان هناك مناطق لاتغيب عنها الشمس، او لا تشرق عليها لمدة ستة اشهر. وماذا لو حل رمضان في الشتاء حيث الشمس لاتشرق خلال ستة اشهر في تلك المناطق فهل يلغى الصيام، ام يصوم المسلمون ليلهم بدل نهارهم؟! عجيب امر هؤلاء الناس! قد نتفهم البسطاء، الذين ينفذون اوامر ربهم، او تعاليم دينهم بدون نقاش. لكن المتعلم، المهندس، الطبيب، الفيزيائي لماذا لا يشغل دماغه ويقرر، ان زمن الضحك على الذقون قد انتهى؟!

ان رمضان هو من الاشهر الحرام الموجودة قبل الاسلام. بعد ان تعبت القبائل العربية من الحروب، والغزوات فيما بينها، وكادوا ينقرضون اجتمع حكمائهم، وقرروا عدم القتال خلال الاشهر حتى يحافظوا على ارواح الناس. واختير رمضان شهرا للصيام نتيجة الطبيعة القاسية، والوضع الاقتصادي، والحالة المعيشية، والظروف المناخية، التي ادت الى فترات مجاعة، وجدب، وجفاف طويلة، فاختاروا رمضان من بين هذه الاشهر الحرام للاقتصاد، وادخارالقوت، وتوفير الطعام. فلماذا لا يجتمع حكماء الاسلام من جديد، ليقولوا، ان حكمة صيام رمضان انتهت، وحاجتها قد انتفت؟!
المجاعة، والجفاف، والتصحر مستمر لسنوات في بلاد اغلب سكانها من المسلمين رغم صلاتهم اليومية، ودعائهم المتكرر، وصلوات الاستمطار (الاستسقاء) الدائمة، التي لايسمعها لا ربهم، ولا رب غيرهم، ولا تعيرها تنبؤات الطقس اهتماما. فلماذا يصوم يا ترى هؤلاء المساكين في اثيوبيا، والصومال، ومالي، والباكستان، وبنغلاديش، وهم جوعى خلال سنوات طويلة بسبب الجفاف. وان نزل المطر فعلى على شكل سيول يجرف  ملايين الاجساد النحيلة الى المقابر الجماعية، والكثير الكثير يظل بلا قبر. فاين التضامن، واين الحكمة، واين الصحة، في صيام الجياع (صوموا، تصحوا)! أتذكر امراة، وانا اقدم لها الطعام، الذي ترسله امي سالتها لماذا تصوم رمضان، اذا كانت على هذا الحال، وهي ارملة مع عدة اطفال صغار، فكان جوابها اكثر صراحة، ومرارة: "احنة السنة كلها صايمين بقت على هذا الشهر"! قد يقول منافق، او ساذج، او بسيط، ان الفقراء يحصلون على المساعدة خلال شهر رمضان. لماذا ينسوهم خلال سنة كاملة، ولا يتذكرونهم الا في رمضان، وفقط وقت الفطور بالذات؟! والسحور، اذن، اليس لهم حق في تناول السحور؟ ما يقدم لهم هو "صدقة" وليس "مساعدة"! ولايقدم لهم، بل كفدية، عطية الى الله الذي "خلقهم" فقراء معدمين. أي الاه عادل هذا الذي يترك عباده جوعى خلال سنة كاملة على مدى عمرهم، ويطلب منهم(يعاقبهم اكثر) بصوم شهر رمضان اضافة لذلك؟!
من شروط الصوم، كما يدعي المسلمون، حسن المعاملة، وحلو الكلام، وعدم النميمة، وعدم الحرب، او القتال، والسرقة ...الخ. لماذا خلال شهر رمضان فقط نطالب الناس بذلك؟! وهل يتوقف المتعاملون في الاسواق فعلا عن النفاق، والكذب، والاحتيال، والنصب؟ لماذا ترتفع اسعار المواد الغذائية في رمضان رغم ان البائع، والمشتري هم من المسلمين في الغالب فهل هذه احدى مكرمات رمضان؟؟ اذا تجولت في أي سوق اسلامية ستسمع السباب، والشتائم، والمشاجرات، والحديث الوقح، والاشارات الوسخه تجاه النساء فهل هذه اخلاق رمضانية؟! ان شيوخ قطر، والامارات، والسعودية، وغيرهم منشغلين بشراء العمارات، والفنادق، والفرق الرياضية، وملاهي الطرب، وصحافة الدعارة، وفضائيات الفتنة في حين يتضور ابناء غزة، والصومال، واثيوبيا، وبنغلاديش، وغيرهم من المسلمين جوعا، وبينهم اعلى نسبة لوفيات الاطفال في العالم. فهل هذا هو التضامن الاسلامي الرمضاني؟ اهذا هو شهر البر، والبركات، والخير؟ متى ينتبه الناس الى حالهم؟ متى يثوروا بوجه جلاديهم، ومصاصي دمائهم، وسارقي لقمة عيشهم، حتى لا يحتاجوا لشخص يتصدق عليهم باسم رمضان، او ينصب لهم "السفرات" على الارصفة مثل الحيوانات.
فهل رمضان كريم؟ اي كرم؟ من اللصوص، والحواسم، وسرقة المال العام؟ وهل هو شهرالعطاء؟ لمن ياترى، وممن؟ ولماذا "هبات" وليست حقوق توفى؟ وهل الارامل، والمساكين، واليتامى، والمتعففين يظهرون فقط في رمضان؟ وهل الشهر "فضيل" لتلقى فيه فضلات الاغنياء على الفقراء، كما تلقى العظام الى الكلاب؟ ملايين المسلمين بلا ماكل، ولا ماوى، ولا ملبس فاين تقواكم الموسمية منهم؟ اين البيوت، والمدارس، والضمان الاجتماعي؟ امور تجعلنا نستغرب مثل ابي ذر الغفاري كيف "يبات المرأ جوعانا، ولا يخرج الى الناس شاهرا سيفه؟؟؟!
لا، وبعد، يصوم رمضان، بعد ان، صام السنة كلها!!
مع الاعتذار لك المؤمنين الصادقين الساكتين على مضض!
رزاق عبود
20/7/2012

94
في العراق شعب واحد، لا شعوب متعددة!

بات مألوفا، للاسف، واحيانا بحسن نية استخدام البعض مصطلح "شعب" من قبل متحدث، او كاتب، اوصحفي، وهو يقصد احد مكونات الشعب العراقي الاثنية.
منذ ان، افتى الشيخ مسعود البرزاني بعد الاحتلال، واستعمل عبارة "شعوب العراق" امعانا في تقسيم العراقيين على اساس قومي، وطائفي يخدم مصالح حزبية ضيقة. صار مباحا، كما يبدو، تقسيم، وتمزيق، وتقزيم العراق بشكل منهجي، ومخطط. ينجر له البعض دون تمحيص، وبحسن نيه. المقولة كانت طعما، وبالون اختبار مر بسبب انشغال العراقيين بالتطورات المتسارعة منذ الاحتلال،  وسقوط الصنم، وحتى الان. لم يرض الجميع عما قاله مسعود، واراد البعض استغلالها لصالحه، واجنداته السرية. رغم خطورة، وخطأ الاستخدام. فالشعب كلمة قانونية تعني المجموعة البشرية التي تضمها حدود دولة ما. تعدد القوميات لا يعني تعدد الشعوب. هي مكونات قومية، لا مكونات سياسية. المكونات السياسية، لاي بلد، هي الاحزاب، التي تمثل طبقاتها، وفئاتها الاجتماعية. المثير للقلق تكرر اطلاق كلمة الشعب على مكونات العراق القومية، او الدينية، او الطائفية. على الطريقة الصهيونية، التي اعتبرت اليهودية دينا، وعنصرا. صرنا نسمع شعبنا الكردي، وشعبنا الاشوري، وشعبنا السرياني، وشعبنا الكلداني، وشعبنا التركماني، وهكذا. وربما نسمع قريبا شعبنا المندائي، او شعبنا الشيعي، اوالسني، اواليزيدي، اوالفيلي، او الشبكي، او الهوراماني، او البصري(استخدمت) هكذا، دون الاعتبار لتداعيات التمزيق، والفرقة، والانعزال، والمواجهة، التي قد تنسحب على التفكير الجمعي، وتخدش لوحة الفسيفساء الجميلة، التي يتباهى بها شعبنا العراقي. ان العراق يضم قوميات، وعناصر، واثنيات متعددة توحدت في بوتقة الشعب العراقي الواحد. ان دس السم بالعسل قد يبدوا للوهلة الاولى مغريا، لكنه يؤثر على الانتماء الوطني، وشعور، وروح، وحق المواطنة، ويعيدنا الى نغمة "التبعية" وهو ما ترغب به القيادات الضيقة النظرة. تنفذ بذلك المشروع الامريكي الصهيوني في العراق، والمنطقة عن قصد، او بدونه. وخبرابناء شعبنا الاصلاء من الفيلية التعامل العنصري معهم، والجرائم ضد الانسانية، والابادة الجماعية، التي ارتكبت بحقهم من قبل النظام الصدامي، وقبلها التمييز الحقوقي زمن الحكم الملكي. وكأن انقلابي شباط الاسود كانوا يريدون شطب اخر منجز، كان باقيا، لثورة14 تموز الذي اقر مواطنة الجميع لمن يرغب بها، دون التمييز بين عرق، او دين. ولا احد يريد تكرار تلك الماساة، التي لم تنطو فصولها لحد الان. كما ان ذلك قد يؤثر على روح التضامن، التي عرف بها الشعب العراقي عندما تعرض الاشوريون، او البرزانيون، واكراد العراق عامة اثناء حروب الشمال، والانفال، او جريمة حلبچة. كذلك ما تعرض له الفيلية من ظلم فاحش. حيث شملت الاحتجاجات، والادانات كل المدن العراقية. ابرزها صور التعاطف مع المهجرين قسرا من ارضهم، وديارهم، ووطنهم.

الشعوب تعيش داخل حدود بلدانها بخارطتها المعروفة حتى، وان اختالف الجيران على الحدود المرسومة. لم نسمع احد يقول، مثلا، شعوب الولايات المتحدة الامريكية رغم التعدد الهائل لقوميات ذلك البلد، او جارته كندا. حتى دولة المانيا الفيدرالية، وسويسرا الكونفدرالية، لم نسمع، او نقرأ احد يقول شعوب المانيا، اوشعوب سويسرا. المعروف، ايضا، ان ايطاليا، وفرنسا، واسبانيا فيها قوميات متعددة، ولم نسمع احد يقول "شعوب" اذا استثنينا الباسك في اسبانيا. حتى المتطرفين منهم تخلوا مؤخرا عن مطالب الانفصال، ولم ينجحوا بكسب جماهير قوميتهم في اسبانيا، او في الجزء التابع لفرنسا ان يسموا انفسهم شعبا مستقلا. وهاهم الاسبان جميعا يناضلون ضد الازمة الاقتصادية، رغم الارث الفرانكوي البغيض. فكيف، ونحن بلد صغير، قياسا، بالدول المشار اليها نقول الشعوب العراقية. هذا ليس تعاليا، ولا اغفالا للحقيقة، ولا شوفينية، او طمس حق احد، او نكران انتماء احد، بل العكس تماما. فالعراقي في زاخو هو نفسه العراقي في الفاو من ناحية الحقوق، والواجبات، والانتماء الوطني. العراقيون ينتمون لقوميات، واثنيات عديدة فهم عرب، واكراد، وتركمان، وكلدواشورين، وارمن، وهناك الكثير من اصول فارسية، اوهندية، او شركسية او..او..او، لكن هذا لايجعلهم شعوبا متعددة، بل قوميات، واثنيات متاخية تعيش في بلد واحد، كشعب واحد.

الاديان السماوية، وغير السماوية تضم قوميات، وشعوب متعددة لكن لايمكن القول مطلقا، ولم نسمع، الشعب الاسلامي، اوالشعب المسيحي، وحتى الصهاينة في اسرائيل يسمون انفسهم الشعب الاسرائيلي رغم انهم يمزجون بين الدين، والقومية. الشعب مصطلح قانوني، لاعلاقة له بالانتماء الديني، او الطائفي، او القومي.الهند، التي تتفوق على أي بلد  في العالم بتعدد الاديان، والطوائف، والقوميات، لم اسمع، او اقرا يوما، من يقول، او يكتب "الشعوب" الهندية. كانت تسمى شعوب شبه القارة الهندية قبل انشاء دولة الهند الحديثة بعد الاستقلال من بريطانيا، والانفصال الدموي، باسم الدين الاسلامي لباكستان. وهي الاخرى متعددة القوميات لكن مصطلح الشعب الباكستاني هو السائد. ثم انفصلت بنغلاديش عن الباكستان. ولا زال البلدين يزحفان في حين تتقدم الهند بفضل ديمقراطيتها بخطوات واثقة لتكون قوة اقتصادية جديدة في العالم، يحسب لها حسابها، رغم محاولات المتطرفين التي تتاكل امام التكامل الاقتصادي، والاجتماعي.

دول اوربا الان، وبسبب الهجرة المتزايدة اليها تضم مزيجا من كل القوميات، والاديان يبلغ الملايين احيانا مثل الاتراك في المانيا، او العرب في فرنسا، او الهنود في بريطانيا. كل منهم يحمل جنسية البلد الذي يعيش فيه وينتمي لشعبه، ولا احد يكتب، او يقول الشعب الهندي في بريطانيا، او الشعب التركي في المانيا، او الشعب العربي في فرنسا. يشار لهم بالعرب، او الاتراك، او الهنود، او الافارقة، ويضاف لهم اسم بلدهم  الجديد لتحديد انتمائهم، وتثبيت مواطنتهم. فالاكراد العراقيون، والتركمان العراقيون، والعرب العراقيون، ليسوا شعوبا مختلفة، بل قوميات متاخية متشاركة في هذا الوطن المضياف المتسامح. لايهم من نزح اولا الى ارض الرافدين. فكل مواطن هو عراقي، قبل ان يكون كردي، او عربي، او تركماني، او أي انتماء اخر. كلنا ضيوف عند ابناء الوطن الاصليين، الذين ازحناهم على مرالتاريخ، بطرق مختلفة، وحولناهم، واسميناهم "اقليات"، بل وصفهم بعض الحمقى ب"الجاليات". لقب، وروح المواطنة هو الاهم، والاصح، وهذا حالنا منذ السومريين. حتى اليهود، بعد السبي البابلي، الذي ندفع ثمنه الان على يد الصهاينة، ومخططاتهم، وجواسيسهم، وعملائهم، واذنابهم. حتى اولئك الاسرى ذابوا في بوتقة الشعب العراقي، الذي فتح لهم ذراعيه،  حتى اصبحت قبور حاخاماتهم مزارا لكل الاديان، وصاروا "انبياء الله" يتبرك بهم الجميع، ويصلون في اضرحتهم، ويقدمون لهم العطايا، والنذور.

ان محاولة "خطيئة" اذا لم نقل "جريمة" تمزيق العراقيين الى شعوب متعددة، لا تخدم احد. وتضر بتطور العملية السياسية، وتعرقل مسيرة البلد نحو دولة مدنية ديمقراطية. ان بعض غلاة القوميين، والعنصريين يستغلون المشاعر القومية، لخدمة مصالحهم الشخصية، او مصالح احزابهم فقط. لقد راينا كيف نفخت الاصوات، والشخصيات، والزعامات المتعصبة في نيران الحرب الطائفية، فلم يجن منها العراقيون غير المذابح، والمآسي، والالام، والتشرد، والتغرب. في حين يتربع اولئك المجرمون على كراسي السلطة، والنفوذ، ومصادر الثروة، ويتصافحون مع امثالهم بايديهم الملوثة بدماء حروبهم الطائفية التي اشعلوها.

لقد دفع العراقيون ثمنا باهضا جدا لتلك الحرب القذرة، فلا تبذروا لحروب عنصرية، قد تزيل خارطة العراق السياسية الى الابد، وتعود بلاد الرافدين مثل لغاتها القديمة، الى صفحات التاريخ. اتمنى من الاصدقاء الصحفيين، والكتاب الانتباه الى هذا المنزلق الذي يحاول البعض ان يجرنا اليه، عن سوء، او حسن نية. الاسكندر الكبير عندما احتل بابل، تمنى انه ولد فيها لتغنيه عن كل حروبه، والمعروف انه عاد، ومات فيها. ولا زال يسمى المقدوني رغم اغريقيته.

رزاق عبود
15/7/2012


95
بصراحة ابن عبود
مقدمة لابد منها
قليلا من المرونة، وسعة الصدر يا قادة الحزب الشيوعي!

ما كان بودي نشر الموضوع المرفق ادناه، الذي كتبته في عام 2010. بعد مهزلة النتائج الانتخابية، مهما كانت المبررات التي سيقت. لكن الرد التعسفي على ملاحظات، وتصورات المثقفين، ووصفهم "بالاطفال"، و"المزاجيين"، و"الانفعاليين"، و"مدعي الثقافة"، و"افتقار المعايير"، بعد اللقاء بالمالكي، جعلني اتحمس لارساله، ليس فقط ردا على تهكمات سكرتير الحزب على اصدقاء، ورفاق حزبه، بل تاكيدا، لما ورد في مقالي السابق عن "زنبيل" حميد مجيد موسى، الذي واجهه البعض بشتائم معهودة. اتفق تماما مع ما ورد في حديث الكاتب حكمت حسين، في مقاله:"الشيوعي العراقي يرفض" المنشورة يوم 12/7/2012 واحب التذكير، ان الرفض يتضمن نفس الاسلوب، الذي رد به استاذه عزيز محمد على منتقدي جبهته مع صدام حسين، مقابل سفراته العلنية الى موسكو بريجنيف. حيث وصف معارضي جبهته باليساريين المتطرفيين، والمزاجيين، والمتفرجين، وغيرها. كما سمى قادة منظمات الحزب الذين طالبوا بموقف واضح من الهجمة على الحزب عام 1978 بالمتطيرين، ثم طار بجلده من ساحة المواجهة.
يبدو ان بعض قادة الحزب، لم يتعلموا، او لايريدوا، ان يتعلموا ان حزبهم، وجماهيره، ومبادئه، وبرنامجه تحظى بالاولوية، وليس التفاخر باللقاء مع من ادعى الانتصارعلى الماركسية، تشبها بصدام حسين. لم نسمع ردا من حميد مجيد موسى بهذه الخشونة على تهجمات المالكي على الماركسية، والعلمانية، والحداثة، ومسيرات، و"شعارات" الاول من ايار. بل تولى الرد نفس الكتاب، والمثقفين، والاعلاميين، الذين يسميهم "الحزب" الان اطفال، وتنقصهم وضوح الرؤية. اذا كنت قد انتقدت سابقا عدم قدرة بعض قادة الحزب على التحدث مع الاعلام، و"تمنيت" ان يجيدوا استغلال الفرص، فاني اضيف الان عدم قدرتهم في التحدث مع اصدقاء الحزب من الكتاب، والاعلاميين، والمثقفين، وهم مادة الحزب الانتخابية، ووجوهه الجماهيرية. لازالوا يعتبروهم جنودا عليهم الطاعة للاوامر فقط. ليعلم المتعاملين مع ابطال مبدأ "التقية" ان المالكي(مع عدم الحكم المسبق على النوايا) تنكر لتعهداته مع الصدر، والحكيم، وخلع رئيس حزبه، وتنكر لاقوى حليف كردي له، وتخلى عن مبدا الشراكة، وفسخ العلاقة مع العراقية، وربط العراق بمعاهدة استرقاقية مع امريكا، وحارب حتى بعض مرجعيات حوزته. مستعد لان يتخلى عن اي "تفاهم" مع الحزب، كما تخلى عن تحالفه معه عام 2002 الذي اشار اليه مفيد الجزائري، بعد اشهر، حين سقط النظام، وتنكر لدور الحزب النضالي، وانشغل في حرب، ومحاصصة طائفية بغيضة. الا يشبه هذا الموقف اسلوب صدام  في "تحالفه" ومحاولة تصفية الحزب الشيوعي ثم تصفية قادة حزبه، وانفراده بالسلطة في الحزب، والدولة وهو مايفعله الماكي الان محاطا بنفس ضباط الامن، والمخابرات، والحرس الذين كانوا يحيطون بصدام حسين. ان رد "الحزب" او رد السكرتير يشير للاسف الى قلة دهاء، وحنكة سياسية. في الديمقراطيات، فان قادة الاحزاب يدعون، او يفتعلون الخلاف، او المعارضة الداخلية لسياسة القيادة لجعل الخصم، اوالحليف الذي يتم التفاوض معه، يعتقد انه يجازف بعدم تقديم التنازلات. يبدو ان المالكي يجيد ذلك جيدا. فقد استطاع بمساعدة سعدون الدليمي، وغيره تفكيك جبهات معارضيه، ومخالفيه، وحلفائه، وجاء دور الحزب الشيوعي العراقي. واول الغيث قطر كما يقال. نتمنى ان تنتبه قيادة الحزب الشيوعي الى ذلك. على امل ان يقدم الحزب توضيحا، ان لم يكن اعتذارا للهجة الحادة، واللغة الشديدة المتعالية الى اصدقاء، ورفاق الحزب. وهو امر لا يبشر بخير، ويكشف عن وجود بون شاسع بين تصرفات القيادة، وجماهير الحزب، وهذا اول نجاح لخطة الدليمي/المالكي. بعد ان توهم حميد مجيد موسى للاسف، كما فعل عزيز محمد، ان موقعه في السلطة مضمون. وان حصة الحزب مامونة.او كما يقول شعبنا: "بعده ما ركب هز رجله"! وفي الوقت، الذي ارتفعت الامال، مؤخرا، بقدرة الحزب على توحيد التيار الديمقراطي، والشيوعي، واليساري عامة فان المخاوف تصاعدت الان على وحدة الحزب الشيوعي نفسه. نامل ان نكون مخطئين، وعسى، ان يطمئننا الحزب، انه متمسك بخطه، ويحترم اراء اصدقاء الحزب. نشير هنا انه سبق للمالكي الادعاء عند تاسيس "دولة القنون" انها قائمة عابرة للطائفية، لكنه سرعان ما انضم الى التحالف الشيعي الاكبر عندما هدد موقعه كرئيس للوزراء. نؤكد هنا انه من حق، وواجب قيادة الحزب التحرك، وطرق كل الابواب لتحقيق سياسة الدولة المدنية الديمقراطية، لكن يجب التوضيح الهادئ، لا الرد المتشنج. كفانا خسارة لاناسنا، مقابل مصافحة منافقة من اعدائنا. كان من الممكن ان يتضمن الرد "تفهم" الحزب انتقادات زيارته لرئيس الوزراء" بدل "رفض" مع التاكيد، ان المرونة بالتعامل مع شركاء العملية السياسية ترافقها مبدأية عالية، وتمسك صارم بسياسة الحزب. لذا فانا اعتقد ان"الانفعال والمزاجية" كانت سمة رد الحزب، وليس الانتقادات الحريصة من اصدقائه ورفاقه.
يحضرني هنا الكاريكاتير العبقري للمبدع الكبير الاستاذ فيصل لعيبي، وهو يضمن رسمه تجسيدا لعزيز محمد وهو يرضى ب"مقر وجريدة". في جريدة المجرشة عام 1992 بعد مؤتمر فينا. فهل هذا هو مطمح ابو داود الوحيد، بعد كل هذا الدرب النضالي الطويل، وهو يقود حزبا قدم الاف الشهداء في سبيل مصلحة الوطن، والشعب، ولتبقى راية الشيوعية عالية خفاقة في سماء العراق؟! ولماذا لبس الاستاذ مفيد الجزائري "دشداشة العيد" ليس فقط في ليلة العيد، بل حتى قبل ان يبدأ شهر رمضان. لا تستعجلوا ايها الاحبة، فلقد سبقكم قائد مخضرم اعلن في ساحة التحرير محييا "ثورة" 17 تموز"العظيمة" ومعلنا حرق الجسور مع الجميع. بعدها باسابيع بدأت الحملة المكشوفة، والشرسة على الحزب، وكل القوى الديمقراطية. انتبهوا للفخ المنصوب! لا ادعي انني افهم السياسة افضل منكم، ولا يحق لي العتاب على من يمسك الجمر بيده. لكنها امانة تاريخية، ومسؤولية مصيرية قد تحدد وجود الحزب. دعونا ننشغل بتجميع الصفوف، لا ترقيع الشقوق الجديدة.
رزاق عبود في 12/7/2012
اتنهت المقدمة والان الفيلم!
لسان حال اصدقاء الحزب الشيوعي العراقي: نحبك، وانت لابسنه!
الكثير من رفاق، واصدقاء، وانصار، ومؤيدي الحزب هم من ابرز مثقفي، ومفكري، ومبدعي العراق. يندران يكون بين هؤلاء من لم تكن له صلة ما، في وقت ما بالحزب، ونشاطاته. تضم قوائم شهداء الحزب، كذلك، العديد من الادباء، والفنانين، والشعراء، والصحفيين، والمفكرين، والمربين، والاساتذة، والعلماء، وغيرهم من خيرة مثقفي شعبنا، وطبقته العاملة، وفلاحيه الواعين نساءا، ورجالا! اغلب من دافع، ويدافع عن الحزب، ويتمسك به الان، وقبل، وفي المستقبل هم من هؤلاء. تجلى ذلك من جديد قبل، وبعد انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة. حيث ساهموا بنشاط، وبعضهم كان في الساحة للدعاية، والترويج لقوائم الحزب، وحلفائه. وبعد النتائج المزورة ساهموا في التحليل، والنقد، والاراء، والافكار للاستفادة منها، في اي، انتخابات قادمة. وفضحت كتاباتهم الدورالمشين لحلفاء الحزب الحاليين، والسابقين في محاولة اذلاله، وتصويره، وكانه حزب معزول جماهيريا، خدمة لنواياهم السيئة، وانتقاما من دوره النضالي ضد الديكتاتورية، وموقفه من الحرب، والاحتلال.
ثم توالت التصريحات، والمؤتمرات الصحفية لقادة الحزب، ولم نسمع، ولو كلمة، شكرا، لهؤلاء الذين تركوا كل شئ، وظلوا يتابعون، ويدعمون الحملة الانتخابية للحزب. ماعدا اشارة خجولة من الاخ جاسم الحلفي.
ذكرني هذا الموقف، للاسف، بزيارتي للدنمارك، وانا ارى احد شعراء الحزب، الذي تغرب، واختلف مع الكثيرين بسبب تمسكه بالحزب، وولائه، رغم كل ملاحظاته! رايت كيف يوقفه احدهم، بطريقة فضة، وباسلوب سوقي، يرفض السماح له بالدخول الى حفلة الحزب. اخذ الشاعر المبهوت يقسم ببساطة، وتواضع، ويحاول اقناع "حارس" الحزب بانه سبق وان اشترى بطاقتين له، ولي انا ضيفه. ظل يبحث بين وجوه "المسوؤلين" في البهو عن احدهم حتى لمحه، وناداه ليثبت براءته من تهمة محاولة الدخول "قچق" الى حفلة الحزب. بعد ان نسي البطاقتين في البيت. كان قد حدثني سابقا عن زيارته لمقر اللجنة المركزية في بغداد، ومرور "المسؤولين" دون ان يكلف احدهم نفسه، ولو التحية العادية على شاعر كتب، ويكتب الكثير عن حزب الشهداء. لم اصدقه وقتها، وظننته يبالغ.استغل المناسبة ليلتفت الي، وبصوته الكثير من الحسرة، والمرارة، واللوم: "هسة صدگت"؟! لقد رايت بنفسي، على قلة حضوري في المناسبات، كيف يترك شعراء، وادباء، وكتاب الحزب، علماء، وشخصيات معروفة، وكوادر مناضلة سابقة يبحثون عن مكان في المقاعد الخلفية، او يبقوا واقفين دون ان يلتفت لهم احد، او ينهض احد "المسؤولين" في الصف الاول ليسمح لاصوات الحزب، والشعب في الجلوس تقديرا لدورهم، او تشجيعا لغيرهم، او رفقا بعمرهم، فالرفيق الخالد فهد قال: "ان تكون مسؤولا، يعني ان يكون راسك اقرب الى حبل المشنقة"! ولم يقل اقرب الى المنصات في الحفلات. مرة حاول صديق يرافقني، ان يجد لي مكان، اجلس فيه بسبب الام الظهر، فما كان من احدهم، الا ان ركض يمنعه من ذلك بكل وقاحه، وبصوت مرتفع يقول لصاحبي: "لحظة، لحظة، خاف (هذا) يگعد بمكان الضيوف! ذكرتني صورته، ببدلته الجديده، وربطه العنق الانيقة، وشاربه الكث، وحركاته المصطنعة برجل الامن، الذي سحبني يوما من شارع محلتنا في سيارة بيكب مغلقة مموهة اعدت للاختطاف. جلس بعدها هذا الشخص وحده مع "المسعول" في الصف الامامي لان اي من الضيوف "المهمين" لم يحضر!
اين كل هذا مما اوصى به الخالد فهد، وطبقه عمليا في تعامله مع الجواهري، مثلا، وبقية المثقفين الذين التقى بهم خارج، وفي صفوف الحزب، وفي السجون. لقد صعد اثنان منهم معه الى المشنقة، وهما يهتفان الشيوعية اعلى من الموت، واعلى من اعواد المشانق.
هل يتعلم قادة، ومسؤولي الحزب، والمنظمات في الداخل، والخارج، ان الضيوف اولى بالجلوس في افضل الاماكن، فانتم اصحاب البيت المضيفين، تجلسون اخر الناس، بعد ان تضمنوا راحة ضيوفكم لا راحتكم اولا. لهذا، وغيره الكثير التفت الجماهير سابقا حول الحزب، ولهذا، وغيره كان الشيوعي يسمي شعبي، او جماهيري، اي انه اقريب الى نبض الشارع، وطريقة التعامل البسيطة دون تعالي فكيف ندعي الحديث باسم البروليتاريا، ونتصرف بطريقة ارستقراطية!
رزاق عبود
2010

96
بصراحة ابن عبود
متى يمتلأ "زنبيل" حميد مجيد موسي؟؟
قبل فترة اجرت فضائية البغدادية لقاءا مع السكرتير الجديد/ القديم للحزب الشيوعي العراقي الاستاذ حميد مجيد موسى للحديث عن الوضع السياسي الحالي. الغريب انه عندما سؤل عما قدمه الحزب خلال عمره النضالي الطويل اجاب: "احنة جايين"!!!! هل يعقل ان سكرتير(اول، لو ثاني) اعرق حزب في العراق، و"كان" يوما ما، من اكبر الاحزاب الشيوعية في المنطقة، والعالم، ينسى كل محطات حزبه النضالية، ودوره الوطني، والثوري. حارب الاستعمار البريطاني وحكوماته العميلة. الحزب، الذي قاد انتفاضات الفلاحين في الشمال، والجنوب. اسس الجمعيات الفلاحية، ومنظمات الشباب، والطلاب، والمرأة، والنقابات العمالية، سرا وعلنا، وقاد اشهر، واكبر الاضرابات من الميناء، والنفط في البصرة، حتى كاورباغي في كركوك. وشل بغداد في اكثر من اضراب جماهيري. اسس عصبة مكافحة الصهيونية، واسقط معاهدة بورتسمورث في وثبة الجسر1948، وفجراتنفاضة تشرين1952، وقاد المظاهرات الصاخبة ضد العدوان الثلاثي على مصر1956. ساهم في تفجير ثورة14 تموز1958، وضمن انتصارها بجماهيره، التي حمت الثورة من التحرك الداخلي، وشلت محاولات التدخل الخارجي. الاصلاح الزراعي، واول قانون تقدمي للاحوال الشخصية انصف المراة لاول مرة في المنطقة. وقدم اول وزيرة في المنطقة كلها، وغيرها، وغيرها. كل هذا نساه السكرتير، وقدم مثله المحبب من جديد "المايمد زنبيله محد يعبيله"! ذكر هذا المثل ايضا في مقابلة سابقة مع نفس الفضائية ايام الحملة الانتخابية في عام 2010. وبدل ان يستغل الفرصة لعرض مطالب الجماهير، وشرح، وتقديم برنامج الحزب الانتخابي، كما فعل، كل القادة الذين التقتهم البغدادية ضيع الفرصة الثمينة، وانشغل بالرد على الاخ الجيلاوي، الذي كان قد قدم في وقت سابق برنامجا عن بشت اشتان في نفس الفضائية. ساعتين من البث المباشر(بلاش) اضاعها ابو داود، وانشغل في رد على شخص، لم يكن موجودا في حينها. وهذه المرة ايضا، بدل، ان يتحدث عن مؤتمر حزبه التاسع، الذي لقي طعون كثيرة من مندوبيه مد ابو داود "زنبيله" مرة اخرى بدل ان يمد بساط الدعاية، والتعريف، والدعوة لبرنامج حزبه الجديد، ووثائق المؤتمر الاخرى.
بعد الخطأ الاستراتيجي في دخول الحزب في مجلس الحكم الطائفي برر ابو داود، وقتها، براجماتيته بنفس المثل. وطلع بالزنبيل فارغ. هل شحت الامثال، والعبر، والصور النضاليه، والقناعات الفكرية ليعيد ابو داود نفس المثل، خارج سياق الحديث، في الحوار الاخير مع شذى الجنابي المنشور في الحوار المتمدن. "اللي مل ينزل زنبيله ما احد يعبيله"! قوية هاي "ما احد"! طلع الزعيم "الاوحد" صفر على الشمال.لمصلحة من ياترى؟ ولماذا تستمر هذه "الچفصات"؟!
ابو داود، وغيره من قادة الحزب، جلهم عاشوا، ودرسوا في اوربا، وفهموا،جيدا، قواعد اللعبة الديمقراطية. المتحدث البارع باسم الحزب السياسي، يجيب بما يريد ان يوصله للقارئ، والسامع، اوالمشاهد. ليس هناك جواب مباشر لسؤال مباشر فزمن البكالوريا فات على "شياب" الحزب، وعليهم تعلم اللباقة في الاجابة على اسئلة الصحفيين حتى لوكانوا دارخين جدول الضرب. حتى اجوبة نعم، او لا، يلتف عليها السياسي البارع في اوربا ليجيب، بما يريد، لا بما سؤل مستخدما كل بلاغته الممكنة. لا ندعو الى النفاق، او الكذب، او المراوغة. لكن عندما يشتكي القائد الشيوعي نفسه في نفس المقابلة(مع البغدادية) بان الاعلام ليس في جانب حزبه، وانه لايملك الاموال الكافية لاصدار جريدة جماهيرية، او اطلاق فضائية. يهدر فرصة مجانية في حديث "مطماطي" كما يسميه العراقيون يضيع الوقت، والفرصة معا. "يبط الگلب". ادعو الحزب، كما دعى قبلي الكثيرون، الى ان يحدد متحدث مختص في كل شأن على حدة.. كالاقتصادية، او التربوية، او الثقافية... الخ. وينظم قادة الحزب، ومن يشخصهم كناطقين رسميين حسب الاختصاص في دورات يتعلمون فيها كيفية التعامل مع الصحافة، والاعلام بشكل عام. فلم اقرأ، او اشاهد، او اسمع مقابلة معهم، الا واصابني الحنق، والغيض على الشيوعيين الذين يسميهم العراقيون "محد يگدر على لسانهم"! ولا يحتاجون الى التسول، و"مد الزنبيل"! فاليوم المثل السائد هو "امام المايشور محد يزوره". او حتى لا يسمى "ابو الزنابيل" بدل "ابو الخرگ"!
امل ان يكون الصدر واسع بسعة زنبيل ابو داود. صوچه هو نزل زنبيله، واحنه عبينه، فما كو داعي للزعل. بس لا تجينه زنابيل الشتايم من كل مكان!!
رزاق عبود
2/7/2012

97
الشاعر طالب عبدالعزيز يعلن برائته من البصرة، ويسخر من شطها الجميل!

نشر الشاعر البصري طالب عبدالعزيز موضوعا في موقع "الاسبوعية" بتاريخ 17/6/2012 مقالا بعنوان: "البصرة مدينة في الخيال فقط" يصفها بانها "خربة من خرابات الدنيا"!
ما كان ليخطر في بالي يوما انني ساضطر للدفاع عن البصرة بوجه احد ابنائها. بصرة الشعراء، والبساتين. بصرة النضال، والاضرابات، والمظاهرات. مدينة المربد، وشعرائه. المعقل، وعماله، وفنانيه، ورياضيه.الزبير، والحسن البصري، والبريكان. ابو الخصيب، والسياب، وسعدي يوسف، والشجر، والنخل، والثمر، واثار ثورة الزنج. القرنه، وملتقي النهرين، وجنة عدن، ادم، وحواء، وثورة العشرين. الجمهورية، وفيصل لعيبي، وابو سرحان، ودرابين(لاينات) الفقر، والنضال. البصرة القديمة، وعبدالكريم گاصد، ومهدي محمد علي، والصگر.الرباط، وفؤاد سالم، والمقامات البصرية، والمسرح، والابريت، والرقص الفلكلوري.العشار، والنهر، وبلم عشاري، ومقهى "الدكة"! مقهى طالب المفضل، وقبلة الخليج. ام البروم، وحيويتها، ونشاطها، وساحتها التي لاتنام. جزيرة السندباد، وميناء السفن العملاقة، الابلام، والابوام. ملايين النخيل، والتمر، والطيور، والخلق الاصيل. مدينة النفظ، الذي يعيش منه العراق. مدينة التجارة، والغيارى، التي لا يضيع فيها، ولا يجوع غريب!
لوكان شاعرنا انتقد الخراب، والدمار، الاهمال، والتمييز المتعمد، النهب، السرقة، تشويه معالم المدينة، هدم اثارها، وسرقة كنوزها، قطع رؤوس نخيلها. تجفيف انهرها، وحرق بساتينها، اهمال متنزهاتها، غلق نواديها، تشريد اهلها، محاربة الفكر النير، والغناء، والموسيقى، والجمال. كنا اتفقنا معه، وايدناه، وسبق ان كتب الكثيرون عن ذلك. لكنها "المكان" ايها الشاعر، المكان الذي جعل همنغواي يتمسك بهافانا، ويهجر نيويورك(كانت البصرة هافانا الشرق لفترة طويلة جدا) ولا اقصد ملاهيها، بل حياتها الثقافية، والفنية، التي كانت، ولا زالت تقدم الجديد، والمتميز، والاصيل في كل مجالات الابداع. شط العرب الذي تهزأ منه تكفيه مراكبه الصغيرة، و"كسلته"، التي جمعت الوف الناس في عرس حضاري اممي يوم نوروز على انغام الخشابة، و"فيفرة" تومان. المكان، الذي كتب عنه، وله السياب اجمل قصائده، وغنى المغنون اجمل اغانيهم. المكان، الذي ابكى سعدي يوسف في مربده الاول. المكان، الذي غنى له، وعنه فؤاد سالم بحرقة، ولا زال يحنو، ويهفو اليه.
تقارن البصرة بروما.هناك، درس، وعاش، وتزوج جواد سليم، لكنه عاد الى "مكانه" ليبدع فيه، ومن وحيه، اجمل نصب فني في تاريخ العراق الحديث. اختصر(لم يختزل) التاريخ كله في لافتة النضال الاسطوري لشعب العراق. بابلو نيرودا السفير في فرنسا كتب فيها اجمل قصائده عن سانتياغو. اشهر لوحات بيكاسو كانت عن قراه، ومدنه الاسبانية الصغيره رغم عيشه في فرنسا. لا اريد ان اطيل، او اكرر الامثلة فانت كشاعر اعرف مني بهذه الامور، والامثلة، والنماذج. مثقفوا العراق تتوزعهم، اليوم، عواصم، واجمل مدن اوربا، وامريكا، واستراليا، ونيوزيلندا، وكندا، وحتى مدن الشرق بكل اقاصيه. لكن هل اختفت النخلة من لوحاتهم؟ هل غاب النهرين عن نتاجاتهم؟ يحنون لخبزة التنور، ومسگوف "دجلة الخير" رغم توفره في كل مكان. انه "المكان"، وارتباط الذاكرة فيه، والنوستالجيا، ليست عيبا، فقد ابدع الكثيرون بفضلها. روما، لاشك في ذلك، مدينة جميلة يحبها، ويعشقها، ويزورها كل الاوربيين، لكن افقر قرية في البانيا (الالبان كثر في ايطاليا) يعتبرها اهلها، اجمل من، كل ايطاليا. في كثير من مدن ايطاليا اصبحت معروفة عالميا مشكلة النفايات، وتكدس الازبال بسبب، سيطرة "المافيا" على التعامل معها. فهل تريدنا ان نقول ان ايطاليا، او روما بلد، اكوام النفايات، والاوساخ؟! في السويد يتندر البعض: "اذا لم تتعرض للنشل في حياتك، فسافر الى روما". هل تريدنا ان نعمم هذا الوصف فنقول اهل روما كلهم نشالين. فكيف لشاعرنا المرهف ان يكتب: " وبصراحة اقول انا ومنذ اول زيارة لي لاوربا "روما" تحديدا تركت الكتابة عن البصرة او التغني بتاريخها حتى"؟! 
شط العرب، بساتين ابي الخصيب، نهر الخورة، جزيرة السندباد، مرابع الزبير، جامعة البصرة ستبقى في ذاكرة الكثيرين من اجمل الاماكن في العالم. شط العرب يضم في احشائه سموم الحروب الفاشية، واكداس السفن الغارقة، وبقايا الشهداء، من جنود، ومناضلين، وفلاحين، وسفانة، وصيادين. هذا لايحوله في نطرنا الى "سعلوة" تلتهم البشر. بل العكس، يمكن ان نقدم خدمة، فنقوم بحملة عالمية لاجبار الجهات المختصة على انقاذه، تنظيفه، واعادة عافيته كاملة. منظمات البيئة الدولية اشارت في تقاريرها، وافلامها، ان ثلاثة ارباع نفايات العالم، وسمومها تحتضنها محيطات، وبحار العالم. ومنها شواطئ ايطاليا. فهل نحكم على هذه المساحات المائية الهائلة كلها بانها متخلفة، قذرة، عفنة كما وصفت شط العرب. حمل المجرم المسبب، المسؤولية عن هذه الفاجعة ايها الصديق، لا الضحية. القتلة لا المقتول. فشط العرب، وشوارع البصرة، وطبيعتها، وكل معالمها المهملة، ضحايا، ولا يمكنها ان تنطق مطالبة بانصافها. لايمكن ان نتهم الفقراء بالجوع. دون ان تعرف، دون ان تدري، وبالتاكيد، لم يكن هذا قصدك ابدا، خدشت مشاعر الملايين، وطعنت الذاكرة، وصورها الجميلة بالصميم. كتب لي مرة احدهم من الرمادي عن موضوع كتبته عن البصرة: "اذا لم يكن في البصرة غير النخيل، والسياب فهاذ يكفيها". يحضرني، يوم صيف جميل في ستوكهولم، كنا مجموعة اصدقاء، في جولة في سيارة، بعد حضور معرض فني، وتحت تاثير الطقس الجميل، والمناظر الخلابة، لواحدة من اجمل مدن العالم قلت مازحا مشاكسا: "لو كان السياب هنا، بدل الكويت لما صرخ ياعراق، ياعراق"! اركن صاحبنا السيارة جانبا،اوقف المحرك. وهو ليس من البصرة، والتفت الي غاضبا: "السياب كان في لندن، وعاد الى العراق، اذا كنت تعتقد ان ستوكهولم اجمل من البصرة ارجو ان تتركنا لوحدنا في السيارة، ودعنا "نستحضر" بجمال ستوكهولم جمال مدننا"! انتبه، بعدها، الى ضحك الجميع بخبث. فهم المقلب، وعقب، كمن يتحدى معارضيه: "حسبالي"! اظنك، يا صديقي، قرات ماكتبه، وقاله الراحل الفلسطيني توفيق زياد عن الارض، والوطن، والمكان. كل البلاد جميلة، لكن بلادي اجمل. البدوي يعشق صحرائه. وسكان الغابات لا يستطيعون التنفس خارجها. جزر صغيرة معزولة لا يغادرها اهلها. البصرة غزاها الفرس، والاسكندر، وموجات البدو، والمغول، والاتراك، والبرتغاليين، والانكليز، والاوباش، والظلاميين. البصرة مثل القمر يبدو هلالا ضعيفا مسكينا ثم ينمو، يتسع، يتحول بدرا كاملا  منورا. قد تحجبه الغيوم لحظات، لكنه يبزغ من جديد فلا تغرنك العواصف، والرمال، وغبار الراحلين. ستكنسها رياح التغيير، والتجديد، وسنة الحياة المتطورة ابدا نحو الاحسن. قد تبهر عيوننا اضوية المدن الغربية، لكنها تخفي ورائها فسقا، وفسادا، وزيفا كثيرا. لا يحجب تعلقنا بمرابع نشأتنا، فهذه سنة بشرية. الانبهار الذي سماه شمران الياسري ابو گاطع "انبهار الريفي بالمدينة" يزول تاثيره عندما تخفت الاضواء، وتتجلى الصورة الحقيقية. بصرتنا خراباتها كثيرة، ومآسيها عديدة، وجراحاتها عميقة، لكنها نهضت، وخرجت منها، سابقا، وستفعل هذه المرة ايضا. اليس من التجني شاعرنا المبدع ان تكتب:"لوتأملت الشوارع وعلى مدارالمائة سنة الماضية من وجودها كحاضرة فلن ترى شيئا ذا اهمية.....لم اجد فيها مدينة بمعني المدينة التي يفترض ان تكون"! ايعقل هذا؟ من منا عاش مائة سنة ليثبت كلامك؟ اكل هذا الشعر، والفن، والثقافة، والتاريخ حصل في "خربة من خرابات العالم"؟! برلين، ودريسدن،وروما، واغلب مدن اوربا تخربت بعد الحرب، ونهضت من جديد. ستعود البصرة "عمار" كما يقول اهل الخليج، بعد ان، يرحل عنها البدو الهمج، والظلاميون، والغزاة الجدد!
ارجو العفو، والمعذرة، والسماح، ان كنت حاد الكلام، قاسي الالفاظ، مطلق الاحلام، لكن البصرة قلعة ذكرياتنا، ومهبط روحنا، ومهد طفولتنا، ومعين نضوجنا، سنصونها بكل قوانا. وستبقى البصرة جميلة مثل اجمل المدن في العالم، اذا لم نتجاوز، ونقول اجملها.
رزاق عبود
27/6/2012

98
قتلتنا الفتاوي ما بين الحائري والقرضاوي!

قبل ايام افتى احد شيوخ الشيعة المدعو كاظم الحائري، وهو "عراقي" يعيش في مدينة قم الايرانية. الرسالة تقرا من عنوانها، كما يقال. لقد حرم الشيخ الحائري على العراقيين التصويت للعلمانيين. وهو طبعا لا يعرف معنى العلمانية، ولا من هم العلمانيين. كل الذي يفهمه، ويريده، ان يظل الاسلاميون في بغداد يحكمون بالحديد، والنار، والفساد، والرشوة، والطائفية، والمحسوبية، والعشائرية، وسرقة اموال الشعب، والسجون السرية، والتعذيب، واغتيال المعارضين، وتصفية الخصوم، واسكات المنتقدين باسم الاسلام، ونشر التجهيل والظلامية باسم الطقوس الدينية. شخص يعيش في ايران، ويتحكم في شؤون العراقيين، الذين تعبوا بعد عشر سنوات من حكم الاسلاميين، ونفاقهم، ونهبهم المال العام. كما تعب الايرانيون. لقد اعاد اسياد الحائري ايران، وشعوبها الى القرون الوسطى، كما اعاد تلاميذهم، وعملائهم في بغداد، العراق الى ما قبل العصر الصناعي. بالضبط كما اراد اسيادهم في واشنطن. العلمانية، التي حرمها الحائري، ولا يعرف عنها شيئا لاتعني سوى عدم تدخل السلطة الدينية في الحياة السياسية. الاسلام علماني بفقهه فهو بعكس المسيحية مثلا، لا يؤمن بالكهنوتية. اي ان الصلة مباشرة بين العبد وربه، دون الحاجة لوسيط. فاذا كان الغرب المسيحي الكهنوتي تخلى عن سلطة الكنيسة، وفصل الدين عن الدولة. اي لاسلطة للكنيسة على السلطة السياسية، بل السلطة للشعب عبر نوابه. واذا كان اسياد الحائري في طهران اقروا مبدا الانتخاب، وليس البيعة، ولا الخلافة، وان اقصروه على الاسلاميين من طائفة واحدة. فقد اقروا مبدئيا بالعلمانية، التي تقول ان الشعب مصدر السلطات، وباسمه يحكم احمدي نجاد، وليس باسم اهل البيت، لذلك قيدوه، ومن ياتي بعده، بمبدا ولاية الفقيه فاصبحت الانتخابات مجرد شكل فارغ، لان كل قرارات النواب يجب ان لا تتعارض مع الخامنئي المعصوم عن الخطا مع انه جاء بتزكية، وترشيح من نصف علماني، ومحسوب الان على خصوم الخامنئي، هاشمي رفسنجاني.
لقد تخلت اوربا عن سلطة الكنيسة، ولم تتخل عن الدين، ولم تفرض الالحاد على احد. فالعلمانية تعني ان "الدين لله والوطن للجميع". المبدأ الذي تطورت به اوربا.الشعار الذي رفعته الثورة العربية ضد الاستعمار العثماني المغلف باسم الخلافة الاسلامية. ورفعته المشروطية ضد استبداد الشاه. تركيا نفسها طبقت العلمانية، وتخلت عن سلطة الخلافة، ومنعت الحريم، واستعباد الناس باسم الدين (الاسلام لم يلغ العبودية كما هو معروف)! واهم من كل ذلك وصل الاسلاميون في تركيا، الى السلطة بواسطة العلمانية. البابا الكاثوليكي لازالت له منزلة خاصة عند مقلديه، ولا زالت دول اوربية تمنع الاجهاض، مثلا، بتاثير الكنيسة الديني، وليس السياسي. لازالت الكنائس عامرة، والجوامع يزداد انتشارها، ويحارب التمييز ضد اليهود، والمسلمين. لم يستلم الملحدون السلطة في اي بلد من بلدان اوربا الغربية. وان كان احدهم ملحدا، فلن يفرض الحاده على الاخرين. في الهند رئيس الجمهورية مسلم، بفضل العلمانية، رغم الصراع المسلح بين الهندوس، والمسلمين. زعماء اوربا كلهم مسيحيون، اذااستثنيا حكام البوسنة، وكوسوفو، والبانيا، لكنهم لايضطهدون المسلمين في بلدانهم، كما تفعل كل الدول العربية، والاسلامية. لم يمنعوا الصلاة، ولاصيام رمضان، ولم يمنعوا احد من الحج الى مكة، كما تفعل بعض الدول الاسلامية. الكثير من قادة احزاب الاسلام السياسي، المعادين للعلمانية، يحملون جنسيات اوربية، رغم انهم يدعون علنا، وبنكران جميل فض، الى غزو اوربا،وفرض الخلافة الاسلامية هناك. بل، وصل الامر باحد المعتوهين، وهو من انصار الحائري بالمناسبة، الى الادعاء، ان المسلمين احق باستراليا من سكانها الاوربيين. المسلمون يهربون من جور حكامهم الاسلاميون الى اوربا العلمانية. الحائري يلعن يزيد كلما شرب ماءا صافيا(بعكس اهله في العراق) لكنه لم يقل كلمة واحدة ضد تعطيش العراقيين من قبل يزيد الايراني خامنئي وتغيير، وسد مجاري كل الانهار، والروافد، التي تصب في العراق حتى يضطر العراقيون الى شراء الخضروات الى ابد الابدين من ايران. ربما يملك الحائري مزارع خضروات يصدر منتوجاتها الى اهله بالعراق مستغلا عطش ارضهم الذي يسببه قادة طائفته في ايران.
ككل المنافقين باسم الدين يقع الحائري، في تنافض مع نفسه، ودينه، وطائفته، وشعبه وضميره(ان بقي له شئ منه)! فلنسأل: السموم، التي ترسلها ايران الى شط العرب الا تحتاج لفتوى ضدها؟ ارسال وترويج المخدرات في ايران، والعراق الا تحتاج لفتوى ضدها؟ الفساد ونهب المال العام، والرشاوي من الشركات "الكافرة" الا تحتاج لفتوى ضدها؟ اضطهاد المرأة، واغتصاب الاطفال الا تحتاج لفتوى ضدها؟ كيف يمنع العراقيين من التصويت للعلمانيين ويدعم المالكي، وقائمة المالكي تضم علمانيين؟ المالكي متحالف، باسم المشاركة الوطنية، مع العلمانيين الاكراد، والقائمة العراقية العلمانية. كيف يطالب الحائري بدعم النظام السوري العلماني، ويحرم ذلك على العراقيين؟ لماذا لا يعترض الحائري على الحماية الامريكية العلمانية لصديقه المالكي؟ "صيف وشتاء على سطح واحد"!
اذا كان السيد مقتدى الصدر الذي يعتبر الحائري مرجعه الاعلى بعد ان اوصاه ابوه به، يعلن انه سيصبح علمانيا، اذا اصرت ايران على دعم المالكي، فكيف بنا، نحن الذين لا مرجع لنا غير الشعب، وسلطته المكتسبة عبر صندوق الاقتراع. اليس من متدبر؟! الا يوجد من يقول للرجل انك تخرف؟!
القرضاوي حلل الاستعانة بالعلمانيين الاجانب الكفرة، لاخراج صدام المسلم من الكويت ثم اعتبره شهيدا. ارسل الارهابيين لذبح ابناء الشعب العراقي، بحجة الاحتلال الامريكي، وقطر التي يعيش فيها محتلة من الامريكان. وتصل به السفالة، والوقاحة، والنفاق، ان ينكر وجود قاعدة السيلية! يحرم على العراقيين الاستعانة بالاجنبي، ويحلله لاهل ليبيا، وسوريا. يسكت عن احتلال البحرين، ويطالب بتحرير العراق. انه نفس التخبط، نفس النفاق، نفس الكيل بمكيالين. وعاظ السلاطين هؤلاء من طينة واحدة، من رجس واحد، من مستنقع واحد، ولذا تزكم الانوف بنجاستها القذرة.
"حيرنه هوى القذرين" مع الاعتذار لصاحب الاغنية الشهيرة!
رزاق عبود

99
الحلة، عماد هجول، جواد بكوري، وباعوك يا وطني!

وصلت الحلة، اول مرة، عندما اردت مفاجئة صديقي احمد السعدي، الذي كان يدرس معي في المعهد. شوق كبير لرؤيته، وايفاءا لوعد، بان ازوره بعد اول راتب استلمه. كنت اعرف انه يعمل في جمعية استهلاكية.عرفت عنوانها من تبادل الرسائل. تفاجأ، وهو يراني اقف عند الديسك. لم تفقده المفاجئه تماسكه، وهدوئه المعتاد. سلم "الدخل" الى احد زملائه. لم يتفقد احد منهما مقدار المبلغ فالثقة عالية، والاخلاق صارمة. "بس لحظة"! اشار باصبعه، ودخل الى مديره. خرج، وابتسامة الفرح تغطي وجهه. عانقني بقوة، شد على يدي اكثر من مرة. وكانه يريد، التاكد، ان الامر ليس حلما، او خيالا. لمعت عيناه بدموع فرح اللقاء. ظل يمسك بي غير مصدقا. اخذته الفرحة، والمفاجئة.
ـ لماذا لم تخبرني لاستعد؟
ـ عندها لا تعود مفاجئة، وانا وعدت ان افاجئك!
ـ اقصد، ان اخذ اجازة من العمل.
ـ لاداعي، فاليوم خميس، وغدا جمعة، وانا اسافر مساء الغد.
ـ انس ذلك لقد انتظرت اكثر من سنة لاراك، وتاتي ليوم واحد.الكل هنا يريد ان يراك!
ـ انا، لا اعرف احد سواك هنا!
ـ لكنهم يعرفوك، فلقد حدثتهم طويلا عنك.
ـ اين حقيبتك؟
ـ في الفندق!
ـ أي فندق؟! الا تستحي؟! لو جئتك الى البصرة، فهل ستتركني في فندق؟
ـ لا طبعا، اجراء احتياطي، لم اكن متاكدا انني سالقاك بهذه السهولة!
ـ المهم لا عليك، اكيد انت جائع الان!
 بعد جولة صغيرة، دلفنا الى احد المطاعم، وقبل ان نجلس، تراجع فجاة، وقال:
ـ لا، لا، الافضل، ان تتذوق كباب الحلة في مقهى بيت هجول.

سرنا بموازاة النهر، هناك، وفي مقهى مضاءة بشكل جميل، وارائك نظيفة مغطاة بحصير القش، القينا باجسادنا المتعبة. اكلنا الكباب الشهي، وشربنا الشاي المهيل. طقوس عراقية لابد منها. عندما هممنا بالدفع صاح احد الشباب بصوت جهوري:
ـ معقولة يعني تجي من البصرة خطار، وناخذ منك فلوس؟! مو عيب!
شاب يافع قوي البنية، مشعر الصدر. ابتسامته لاتفارقه، ومزاحه مستمر مع الجميع. عيون تبرق بالابتسامة، وصدق النية، واضاف:
ـ صار زمان منتظريك، وهسة تريد تدفع فلوس العشة؟! تريد تفضحنة!
 
اقترب بحمية، وابتسامة عريضة ترتسم على كل محياه، قدم نفسه: عماد شهيد هجول! جلس الى جوارنا قليلا. استأذن بعدها من شغيلة المقهى، قائلا انه سيعود بعد قليل. التفت الي: وين الجنطة مالتك؟
ـ بالفندق!
ـ ياالله امشي ده نشوف الفندق.

في الفندق اذهلتني مبادرة اخرى.اراد عماد، ان يدفع الاجرة، فتدخل صاحب الفندق، محدثا موظف الاستعلامات، معلقا: يمعود تريد تفضحنه، خطار بيت هجول وتاخذ منه فلوس؟! بعدين احنه، وين شفناه، حتى ناخذ منه فلوس! اشو بس ذب الجنطة، وراح. التفت الي معاتبا غير تگول انت خطار بيت هجول چان اخذتك لبيتنا!

بقيت مشدوها! أي كرم؟! أي طيبة؟! أي حفاوة؟! اية اخلاق؟! أيها قيم؟! لماذا يقولون اذن ان اهل البصرة، وحدهم طيبين، وكرام؟! هذا الكرم الحاتمي لامثيل له، وانا لم احظ بمثل هذه الحفاوة حتى في البصرة نفسها. في الطريق انضم الينا صديق ثالث خرج من احدي الكازينوهات الجديدة على كورنيش الحلة، تملكها عائلته. ترك عمله ورافقنا. كانت الحلة زاهية بخضرتها، وشطها، وجسورها القديمة، والجديدة. علق جواد بطيبة:
ـ أي مو بس انتو عدكم كورنيش، احنه هم صار عدنة كورنيش، بس مو على شط العرب!
ضحكنا طويلا لمزاحه، وحكاياته الطريفة. شعرت بالفة، وحميمية عجيبة تجاه المكان، واهله. ثلاثة اصدقاء ظلوا يتنازعون على حمل حقيبتي. كل واحد يصر اننا سنذهب الى بيتهم. وانا حائر بينهم. حسمها عماد صائحا بصوته الجهوري:
ـ الجنطة يمي اشو منو يگدر ياخذهه؟! وبعدين بيتنة قريب، واهلي مسافرين للزيارة! واحنا شباب، وناخذ راحتنه الليلة بوحدنة!

عند البيت، وجدنا اهله هناك. ادركنا انه خدعنا! ضحكنا كثيرا لهذا المقلب. جواد بكوري قال بلهجته الحلاوية الجميلة: هاي لعبتنه يعني؟! كانت الوالدة قد اعدت عشاءا اخر، واصرت ان "تصب" العشاء لانه من غير المعقول ان يدخل الصديق البيت لاول مرة، ولا ياكل! واضح من تبادل الكلام والسلام، ان جواد له علاقة جيدة، وقريبة، من اهل عماد، وبمزاح قال:
 
ـ أي، والله حجية انه ميت جوع، وهاي اول مرة ادخل بيتكم. ضحك الجميع لمزاحه، وامتزجت القهقهة مع صوت الحجية، وهي تؤكد: البيت بيتك يمه! عرفت بعدها انهم دائمي التزاور. وهناك صداقة عائلية، و"ميانة". كانت امسية عامرة  بالنقاش، والحديث، والذكريات، فايام السبعينات كانت مليئة بالاحداث، والحراك السياسي، وحبلى بالمفاجئات. كان جواد بكوري يعارض الجبهة القائمة، وقتها، مع البعث، وانسحب، كما فهمت، من العمل السياسي بسببها. كان جل النقاش، في تلك الامسية، هو محاولة اقناع جواد "بضرورة" الجبهة، و"حتميتها" للانتقال الى مرحلة افضل، وان الاجواء الديمقراطية النسبية، التي توفرها تخدم الوطن اكثر مما تخدم البعث. لكنه كان يردد بحسرة، واضحة، ولوعة صادقة، ومرارة قاسية:
ـ "باعوك ياوطني، باعوك ياوطني"!

الان بعد كل هذه السنين اسال نفسي هل كان يقصد بالوطن العراق؟! ام يقصد نفسه كشيوعي؟! لان الشيوعي في كل العراق كان يسمى "وطني". ربما خوفا من كلمة الشيوعية، التي ارتبطت بالنضال، والتضحية، ومعارضة السلطة، والمطاردة، والفصل من الوظيفة، والتعذيب، والاستشهاد! "هاي الحكومة طلع منها بس وزير وطني واحد، والباقي كلهم حرامية". هذا ماكان يردده الناس ايام الجبهة، ويقصدون مكرم الطالباني فعامر عبدالله كان وزير دولة، والناس، مفتحة  بالتيزاب، مو بس باللبن! ما اشبه اليوم بالبارحة.هذا ماردده الناس عن وزارة المالكي قبل الانتخابات الاخيرة،عندما كان فيها وزيرا شيوعيا واحدا!

عماد شهيد هجول، صديقي، ورفيقي الحبيب، وزميل دراستي فيما بعد، قتله المرتزقة  الفاشيون في بشت اشتان. جواد بكوري لازال يحمل راية الطبقة العاملة، رغم انتمائه لعائلة ميسورة الحال. اما صديقي احمد السعدي فقد انقطعت  اخباره رغم كل جهودي. اتمنى، ان القاهما يوما ما قبل ان اودع هذا العالم!

ترى هل بقيت الحلة على ناسها، واخلاقها، وقيمها، وبساطتها، وبهجتها، واسواقها المكتظة، وتقاليدها الثورية، والاجتماعية وكرم اهلها، ام اطاح بها فيضان الحواسم، والظلامية، كما فعل مع البصرة! ام سنردد مع جواد بكوري، اذا التقيناه بحرقة، وعن حق عن واقعنا الحالي:
باعوك يا وطني!

رزاق عبود     

100
بصراحة ابن عبود

البصرة يحرقها جحيم حزب الدعوة الاسلامي!

قبل فترة قرأت خبرا، عن منع الغناء في البصرة . تصورت ان الامر مجرد مزحة، او خبر مفتعل، او دعاية وهابية مغرضة، اوربما اشاعة علمانية باطلة. فهل يعقل، ان يمنع الغناء في مدينة الغناء، والرقص، والموسيقى، والمسرح، والادب، والثقافة عموما. مدينةالفلكلور، والتراث الافريقي، واخوان الصفا! مدينة الاوبريت، والنوادي الفنية، والاجتماعية، و الاحتفالات، والمهرجانات. مدينة المربد، وفخر الشعراء! لكن تكررت المقالات حول نفس الموضوع، ونشر الخبر في الصحف العراقية، والعربية، وتلاقفته المواقع الالكترونية، خاصة "الحاقدة" منها. قررت التاكد من اهل البيت انفسهم، فرأيت، ان ملايين المتظاهرين خرجوا تاييدا للقرار الثوري، وهم يهتفون: "دمر، دمر جيش وشعب وياك يا مجلس البصرة"! على طريقة ايام زمان: "اعدم، اعدم جيش وشعب وياك يامجلس الثورة"! ياللحيف ما اشبه اليوم بالبارحة؟! سمعت اشاعة اخرى، ان القرار "دولي" بعد ان اقره مجلس الامن الاسلامي في الامم المتحدة. باقتراح من حكومة طالبان! باستثناء زيارة اعضاء مجلس البصرة الدورية لملاهي، وفنادق دبي، وعمان، ودمشق، واسطنبول. دبي الصحراوية تغيرت الى واحة خلال سبع سنوات. والبصرة الاسلامية منذ عشر سنوات واحد يحفر، وواحد يطم. ثم فكرت مليا، ما حاجة اهل البصرة للغناء؟ من اين لهم الوقت للاستماع لهذه الترهات؟ من اين لهم المال الكافي لحضور الحفلات؟ فكل وقتهم مشغول بالبحث عن الغاز، والادوية المفقودة، وشراء الماء الصالح للشرب، وتصليح المحولة، وانتظار الوطنية، والبحث عن نفط، وزيت، وبانزين، وكاز.او تجدهم مجتمعين في مجالس العزاء المتكررة بسبب المس الكهربائي. تمعنت اكثر في الامر، فوجدت ان مجلس محافظة البصرة قد حل كل مشاكل البلاد، والعباد، ولم يبق، الا ان، يزيل اخر اثر للفسوق على ارض النخيل، والنفط، والمياه، والادب، والطرب. لقد اعادوا غرس كل النخيل، التي اقتلعتها حرب صدام، او القصف الايراني. وعادت البساتين مزهرة عامرة. وتوقف استيراد الخضروات، والفواكه من دول الجوار نهائيا. قاموا بتنظيف شوراع المدينة من الاوساخ، والازبال، والفضلات، والكلاب، والقطط (البزازين) السائبة، واعادوا الارصفة لاهلها المشاة! عبدوا كل الطرق. لم تبق دربونة في البصرة القديمة، او العشار، او المناوي، اوالزبير، الا، وعبدت بالاسفلت، اورصت بالمرمر، الذي انشأ له مجلس المحافظة معملا عند سفح جبل سنام على عناد الكويت "المتخلفة". نظموا فوضى المرور، وقضوا على كل الاخنتاقات، والتجاوزات. اختفى الاطفال الحفاة بملابسهم الرثة المتسربين من المدارس لبيع الحلوى، والسجائر، والصحف الى السواق، والنفرات لاعالة عوائلهم المسحوقة. لن تجد طفلا واحدا، او مسنا معوقا يتسول، ويستجدي المارة، فالناس، كل الناس، تعيش في بحبوحة. وزعوا دارا لكل ارملة مع راتب شهري محترم، وبالدولار، وجواز سفر ديبلوماسي مثل اعضاء البرلمان. اكيد هسة اعضاء المجلس حاطين عيونهم على المگرودات الارامل، وكل واحد راح ياخذ خمسة، متعة، وخمسة عرفي، وخمس جواري! حتى "يسترعليهن"، لا ترحون بعيد. واكمالا لعمل المعروف، فقد انشأوا احدث الملاجئ للايتام، ودورا للمعوقين، والمسنين، والعجزة. دول الاتحاد الاوربي ارسلت وفدا لتعلم تجربة البصرة في حل هذه المشكلة العويصة! ردموا كل المستنقعات، والمسطحات، والبرك، والبحيرات المائية في الجمهورية، وغيرها، ولم تعد هناك طسات في شوارع المدينة بحيث رفع الناس المقاعد من سياراتهم للجلوس(على الطريقة الاسلامية) على ارضية السيارات المريحة بحيث لاترغل بطونهم أي طسة، او حفرة، او ينطش عليهم ماء اسن. اي ماء اسن؟ المجاري كلها على الطريقة الالمانية تصلح للملاجئ اثناء الحروب. اما التراب، والغبار، والعواصف الرملية المتعددة الالوان، فقد اختفت من زمان، بعد الحزام الاخضر، الذي زرعه المحافظ حول المدينة. بس نوبات تتسلل، چم غبة، تراب بسبب تعاونها مع الارهابيين، وهذا ايضا، في طريقه الى الزوال، لان الحزام الاخضر، مثل المحجر مال حدايق الحكومة، گبل، مشبك، وراح يمنع الحصو الكبير"الصلابيخ" اما الرمل، بعد هاي قدرة الله.

ازالوا كل مراكز الحراسة، والسيطرات، ونقاط التفتيش، والدوريات، وسرحوا اغلبية الشرطة، واعطوهم تقاعد مبكر، لان الامن مستتب في المدينة، فلا تفجيرات، ولا تفخيخات، ولا سرقات، او سطو. عبالك عايش بسويسرا! سويسرا تروح فدوة لنظافة سوق الخضارة، لو زفرة السماچة العطرة، التي تجذب السواح من كل انواع الذباب، والبق، والحرمس، والزنابير، اما الفئران، والجرذان فيقدم لها الحليب الحار على طريقة اهالي النيبال. المتنزهات تعم المدينة، يلجا اليها اهالي البصرة هربا من حرها القائظ. هناك كل شئ مجانا الشاي، والماي، والبيبسي، والدوندرمة. مدن العاب، وملاعب للاطفال ما موجودة حتى باليابان. جنات تجري من تحتها الانهار حسب ما وعد البزوني! ، يگلك يومية اعضاء مجلس المحافظة يطلعون يوزعون ورد على الناس. بس هي الناس تريد فجل شيسولها؟
 
شط العرب نظف قاعه، واعيدت الحياة الى قناته الملاحية بحيث اصبحت البواخر العظيمة، التي كانت تصل الى المعقل في بداية القرن الماضي تواصل طريقها الى القرنة لنقل السواح، والزوار، والحجاج من كل انحاء العالم للتمتع برؤية شجرة ادم، وحواء، وهي تغسل ملابس زوجها في جنة عدن مرة في الفرات، ومرة في دجلة لتنطبق عليها البستة القديمة: "يامسعدة وبيتچ على الشط منين ما ملتي غرفتي"! الاغنية منعت  حسب قرار مجلس المحافظة! وبذا ينال جدنا الاقدم ادم، وامنا حواء قرار مجلس المحافظة باثر رجعي. لان الرجعية هي الكلمة الوحيدة التي تناسب مذاق  المحافظ الرجعي. راح يرجعونة الى بداية ظهور البشرية(لابسين من غير هدوم)! سياحة القرنة ليست الوحيدة، التي ازدهرت موخرا في البصرة فالمستشفيات الحديثة، التي بناها مجلس المحافظة الاسلامي صارت قبلة لكل اهل الخليج، وايران، والدول العربية، لانها تخطت مستشفيات السويد، ويقال ان مستشفيات ايران، والاردن، افلست، وعزلت، بسبب توجه كل المرضى الى البصرة. اختفت مدارس الطين، والقصب، ووزع على كل طالب كومبيوتر مثل رواندا(حتى رواندا غلبتنه) والمعلمين لطفاء لا يصرخون، ولا يزعقون عبالك ملايكة. الخيزرانات، ودوها للمتحف البصري، وصنعوها اريكات للمقاهي، والكازينوهات على الكورنيش، وچربايات صيفية للفنادق العامرة بالسواح. كان الكويتيين قديما يرددون: "المايزور البصرة تظل بگلبه حسرة". يقال ان المقولة تبدلت الى: "اللي يزور البصرة تصير ببطنه قرحة". عساكم بكل القرح يامجلس تخريب البصرة.

الانباء تقول انه على طاولة مجلس المحافظة(عدهم طاولة، لو گاعدين على بساط) لان الطاولات، والقنفات، والكراسي بدع غربية والعياذ بالله. المهم على البساط على الطاولة، على التخت، هناك قرار لاحق سيمنع كل الاذاعات، والمحطات الفضائية، التي تذيع الغناء الماجن المحرم، وستمنع كل الدشش ومحلاتها، قوية هاي الدشش، هسة يمنعون الدومنة، ومحلات بيع الاشرطة، والسي دي، واجهزة التسجيل..الخ..ألخ، وباثر رجعي! أي حتى، الذي تحايل على منع صدام للدشش سيعاقب لان صدام سبق مجلس المحافظة في التعتيم، والتغييم، والتظليل، ومنع الفرح عن الناس. (همه منين جايين؟ مو كلهم چانوا لابسين زيتوني گبل)!
 البعض يحتج و يقول: اي ليش لا؟ لازم يعلمون الناس الاخلاق مو صاروا مثل، (يقصد فرجة) للعالم، وقضوا على الرشوة، والفساد، والمخدرات، وتهريب النفط، والمحسوبية، والفقر، والامية، والجهل، والامراض، والتحرش بالبنات، والتعصب، والطائفية. صارت البصرة مدينة افلاطون الفاضلة. الشرطة الدولية ترسل دورات للبصرة،للتعلم، لانها مدينة نموذجية من حيث تعامل الموظفين مع المواطنين، والمعاملات تمشي مثل الماي، لا واسطة، ولا رشوة، ولا خالك عمك! اصلا حتى كلمة الطابور(السرة) اختفت من قاموس اهل البصرة، بس تسأل واحد: منين يبدي السرة؟ يسألوك بتعجب: شنو انت من اهل الكهف! العالم عايشة بنعيم!
وتماشيا مع كل قيم العدالة الاجتماعية، والانصاف، وتقدير جهود السلف التعبان، فقد تم توزيع الاوسمة، والانواط، والمكرمات، واعادة الاعتبار الى المناضلين القدامى: الحاج فانوس، والحجيات لمبة، وچولة، وصوبة! بعد عودتهم المكثفة للخدمة الفعلية في بيوت المواطنين!

القرارالجديد سيمنع الاعراس نهائيا، اوالغناء في الاعراس، (تريد تعرس اسمع مقتل، تريد تلطم اسمع مقتل). وستكسر كل الطبول، والدمامات، والطارات، والدفوف، خاصة تلك، التي استقبل بها اهل المدينة نبيهم محمد. وستكسر اصابع كل الكواسير(خايف على الانامل الذهبية للكاسور الشهير سعد اليابس). ومن اليوم وصاعد ستمنع مجالس الذكر، والمولد النبوي، لان ما يردد فيها هو نوع من الغناء. اما في عاشور فستمنع الردات، والهوسات الحسينية، لانها نوع من الغناء، والغناء حرام حسب قرآن مجلس محافظة البصرة. وقد ابلغ السفانة القادمين من الخليج، والهند ان بستاتهم، ورداتهم ممنوعة لانها نوع من الغناء، ومن يخالف تصادر سفينته، ويشنق في وزرته. يحظرني الان الحيدروسي وهو يصرخ محتجا: "والله بغبسة"!

خو السينمات، عزلت من بحدهه، لا احد منعها، ولا شي، همه الناس بالبصرة ما يحبون السينما، بس الافلام الهندية، والبصرة متروسة هنود، بعد شلهم بالافلام. اي يعني مو تتهمون مجلس المحافظة الهندي بمنع السينمات، هي العالم شبعت من السمبوسة! سبق لمجلس المحافظة، ان منع النشاط المسرحي(يقال، اني سمعت) لانه يتعارض مع الاسلام، وهناك جدل كبير قائم الان حول كيفية حل اشكالية التشابيه، وهي نوع من المسرح. البعض يقترح منعها لانها تشجع على الاختلاط المحرم بين الجنسين، واخر يقترح نقلها الى مرابع حي الطرب القديم لتطهيرها من الرجس الماضي باثر رجعي! دمنعوها همه الممثلين مال التشابيه كلهم مكبسلين! واذا كلش خو اخوتكم الايرانيين استاذية بالتشابيه! استوردو مناك، هي بقت على التشابيه؟!

اما انهر العشار، والخندق، والابلة، والخورة، والرباط، صايرة احلى من فينيسيا. نظفت، وعدلت، وزرع على جوانبها الزهور، والاشجار، والنخيل، وعادت ابلام العشاري تنقل الاحبة، والعشاق، والمخطوبين، والمتزوجين، وخاصة ملايين السواح، وكل الناس للنزهة من العشار حتى الزبير. يگلك نهر العشار وصل للزبير حتى الناس تزور مقام علي بالبلم بدل ازدحام السيارات. وما يحتاجون اقنعة، ولا كمامات من خيسة النهر. اما الشناشيل فحتى امير موناكو جاي يستفيد من خبرة اعادة اصلاحها، وترميمها، وايطاليا خايفة من توجه السواح الى البصرة بدل فينيسيا. ايام زمان كان كل ما يحيط البصرة بوادي، وبراري، والبصرة واحة التنفس الوحيدة، واليوم صارت خرابة. وين الكويتيين الي كانوا يگولون: "البصرة عمار". هسة شيگولون؟؟ خربهه مجلس المحافظة، خربت دنياهم!

لقد استطاع مجلس المحافظة ان يوقف زحف الاسمنت على بساتين البصرة ويمنعوا امتداد الكونكريت الجامد الى ابي الخصيب الذي يقضم يوميا وتقطع اشجاره، ونخيله، وتردم انهره، وسواقيه، وتحول اسمه من ابي الخصيب الى ابو الكونكريت. اما طريق اللوفات الرهيب الجميل، وجسوره الشهيرة، وانهره العامرة فقط تحولت الى جنة، بعد ان رفعوا كل الزبالة، وحولوها الى قنوات للسقي، والنزهة، وزرعت الزهور على جوانب كل الطرق. وعلى طول الطريق يصدح صوت فؤاد سالم:"حمدان حدر بو بلم حمدان حدر"! لكن النخيل المشنوق على الجانبين يردد: "شوف الزبالة بديرتك شوف الزبالة"!
لو يطلع تومان من قبره، ويشوف حال البصرة بلا خشابة، ولا غناء، ولا هيوة، ولا كسلة، ولا دگاگات، ولا مسرح، ولا بستات، ولا تسجيلات ام البروم، ولا بلم عشاري، ولا سينمات، ولا اغاني تصدح من المقاهي لصرخ باكيا: اعيدوني الى قبري افضل. صدق من تنبا مازحا: "تومان العبد شگ ثوبه"!

اگلكم ياجماعة البصرة الخيرين، اخاف انه ذكرتهم بشي ما مانعي، وهسة راح يمنعوه! مو تزعلون علي، تره، مو قصدي، انه بس حبيت اتشاقة ويه الجماعة، واذكرهم ان صدام حسين، وحسن المجيد بنو قصور في البصرة، وتالي لگوهم بالحفر. مجلس المحافظة البزوني وين راح يلگوه، بيا زاغور؟!

ايام اقتتال المليشيات الاسلامية للسيطرة على البصرة، وتحويلها الى معسكر طائفي خاص بفرع واحد. انتهت جولة الخرفان بنجاح مليشيات حزب الدعوة ممثلة بجندرمة السلطة بدعم ايراني امريكي مشترك في حسم الامر لصالحها. خاصة ضد ميليشيات المجلس الاعلى، وجيش المهدي. وكبادرة حسن نية، فان مجلس محافظة البصرة، اعاد الاعتبار الى اغنية (العفو) انشودة الصدريين: "على عناد كل العدا  والبصرة بصرة مقتدى"!
وتمشيا مع الظرف الحالي، وتماشيا مع قرار المجلس بمنع الغناء فانه قرر اتخاذها شعارا، علما، رمزا يكتب بخطوط كوفية كبيرة على واجهة مبنى المحافظة، مع قليل من التحوير المناسب لذوق مجلس المحافظة المحافظ، والتزاما بقرار مجلس المحافظة فيصبح:

              على عناد كل الغنا   والبصرة صارت مأتما

وانه ضحك كالبكا

رزاق عبود
29/5/2012

101
يهمني جدا من يحكمنا ايها الزميل وليد يوحنا بيداويد! لن نستبدل طاغية بطغاة!

في تعليق على المقال المنشور اليوم 29/5/2012 على صفحات الحوار المتمدن كتب الزميل وليد يوحنا بيداويد تعليقا بعنوان"انت لايهمك من يحكم". ما كان بامكاني ايجاز ما اردت قوله للاخ وليد بحدود مايتيحه نظام التعليقات في الحوار المتمدن. ليتهم يعطون الكاتب مساحة اكبر في الرد على التعليقات. لذ اكتب على عجالة ردا "مقتضبا"! خاصة، وانني اتوقع ردودا انفعالية، كما حصل سابقا، وصلت حد الشتائم، والتهديد، والوعيد.

لانريد ان نستبدل طاغية بطغاة. فهذا ليس حلمنا، ولا همنا، ولا املنا. النظام السوري يقصف المدنيين، ويقتل الاطفال، ويغتصب النساء، ويواجه المظاهرات السلمية بالاسلحة الثقيلة. يتبع نفس اساليب القاعدة، وطالبان في التعامل مع المختلفين في الراي، والموقف: ارهابا اعمى. وهذه ليست اشاعات، او ادعاءات. النظام السوري ليس حامي حمى المسيحيين، ولا العلويين. لقد بدأ يصلي علنا(وهو الملحد) على شاشات التلفزيون مع مفتي الديار السورية، الذي سيتنكر له عندما يسقط، ويدعي انه كان مجبرا على الظهور مع الرئيس! موقف جبان في وقت تسبى فيه المسلمات، ويقتل المسلمين الذين يتحدث المفتي باسمهم نفاقا. لقد فقد الاثنان مصداقيتهما وشرعيتهما. ليس لاحدهم شرعية في الاساس، فكلاهما جاءا بالتعيين، وليس الانتخاب. خان المفتي ابناء دينه، وقتل الرئيس ابناء شعبه بالجملة.

بشار الاسد الامين العام لحزب البعث، والقائد العام للقوات المسلحة، ورئيس الجمهورية، والمسؤول الاول عن اجهزة الامن يقتل المسلمين والمسيحيين، والعلويين، والدروز، وكل معارضيه. السجون السورية مكتظة، بكل مكونات الشعب السوري القومية، والدينية، والطائفية. بعض معلوماتي استقيها من مسيحيين سوريين. احدهم التقيته قبل اسبوع، وعاتبني لاني انقطعت عن الكتابة عن سوريا. كان عائدا لتوه من هناك. المسيحيون السوريون همهم الوطن، وليس النظام. الكثير للاسف من كل الطوائف خدعوا بديماغوجية النظام، وادعائه، انه يمثل الوحدة الوطنية، ويضمن سلامة المسيحيين، وغيرهم  من "الاقليات". الشبيحة، وقوات الامن تقوم بقتل الجميع، وتلقي اللوم على المعارضة السورية. صدام حسين استقدم ملايين المصريين للعمل محل العراقيين، الذين ارسلهم الى جبهات القتال مع ايران. وما ان انتهت الحرب، وصار المصريين عبئا، والعراقيين العائدين من الحرب بلا عمل، قامت عناصر امنه، ومخابراته بتفجير مناطق سكن، وتجمات المصريين مما اثار الرعب بينهم، وجعل الاغلبية العظمى منهم تغادر العراق حفاظا على حياتهم. هذا ديدن الطغاة الفاشيين.

عندما تصف النظام السوري بالعلماني. تنسى ان العلمانى لا يتحزب لدين، او طائفة، وهذا سر تطور نظام اوربا السياسي القائم على فصل الدين عن الدولة. ولذا يجد الاسلاميون حريتهم الاكبر في اوربا "الكافرة". السلفيون، والوهابيون، وانصار القاعدة، والاخوان المسلمون، ليسوا ديمقراطيون. لكن لا يجوز ابادتهم باحواض التيزاب، او ماكنات الثرم كما تقترح. المسيح لم يوص بذلك، فهو نبي السلام، والتسامح، وصاحب القول الماثور: احبوا اعدائكم! لقد اضطر الاخوان المسلمون في تونس، ومصر، واليمن، وحتى ليبيا الى الموافقة على شروط اللعبة الديمقراطية. لانهم اغلبية سياسية الان، وقد يخونوها عندما تتهدد اغلبيتهم. عندها ستنطلق ثورة جديدة. الاحراق بالتيزاب، كما تقترح  مارسه البعث السوري ضد المسيحي فرج الله الحلو ايام الوحدة مع مصر.

اباد حافظ الاسد عشرات الالوف من اهل حماه، وسجن مئات المسيحيين، ممن اختلفوا معه، بما فيهم مؤسس حزبه ميشيل عفلق، وغيره. القضية ليس كما يريد النظامان السوري، والعراقي تصويرها بين سنة، وعلويين، او شيعة، وسنة، او مسلمين، ومسيحيين. سوريا مثل العراق ارض التسامح، والاخاء، والتعايش، ولكل مكونات شعبيها دور تاريخي في بناء الوطن والدفاع عنه. الوطن ليس لطائفة، ولا قومية، ولا دين. اذا كنا ضد هتلر، وموسوليني، وفرانكو، وصدام، وبينوشيت، واتاتورك، فلا يمكن ان نفكر مثلهم. لاتنس، ان اتاتورك اباد الكثير من المسيحيين، والمسلمين باسم العلمانية. الشعب السوري يريد ديمقراطية حقيقية. واذا توفرت الديمقراطية  تضعف السلفية، والوهابية، وكل انواع التطرف يمينا، او يسارا، لانه يتم حسم الامور بالنقاش، وصندوق الاقتراع، وليس بالتيزاب، او المثرمة. في اوربا كل الاحزاب اليمينية المتطرفة، والعنصرية، والفاشية، والنازية الجديدة تضعف جماهيريتها بعد استلامها السلطة، او مشاركتها فيها، او دخولهم البرلمان كقوى معارضة. كما راينا في ايطاليا، والنمسا، وهولندا، والدنمارك، وروسيا، وغيرها لان سياساتهم لاتخدم المصلحة العامة، وتتكشف مواقفها المخادعة، وطروحاتها الكاذبة فتنفر منها الجماهير.هذا ما يحصل في تونس، ومصر، وليبيا، وحصل في ايران، والعراق، والسودان. لذا فان النظام السوري الدموي يتبع توجيهات النظام الايراني بعدم منح الحرية والديمقراطية للشعب السوري لانها ستؤدي الى سقوطه، وسقوط اصدقائه. هل فكرت لماذا يدعم النظام الاسلامي الايراني النظام العلماني في سوريا؟ الايضطهد النظام الايراني المسيحيين، واليهود، والبهائيين، والسنة، والزرادشتية في ايران؟ انا لا ادافع عن الاسلاميين كما تتهمني، فانا احد ضحاياهم. لكني لا ارضى باضطهادهم مثلما اضطهدوني لاننا سنشترك في السوء وقتها. الانتفاضة السورية مثل التونسية، والمصرية، والليبية، واليمنية، واالبحرينية لم يبدأها الاخوان. لكن استبداد الحكام، وتشبثهم بالسلطة، واستخدام العنف المفرط ضد المظاهرات السلمية منح الاخوان، وغيرهم فرصة التظاهر، والادعاء بالديمقراطية. وربما يكونوا جادين في اتباع النموذج التركي؟ زيادة دورهم جاء مترافقا مع ضعف اليسار، وانكماش دوره في كل مكان، وتمزق المعارضة للديكتاتوريات. من الضروري التذكير هنا، ان سقوط التجربة الستالينية، وانكشاف حجم القمع الستاليني ضد معارضيه، أي عدم وجود الديمقراطية في كل الدول المسماة بالاشتراكية ساهم في سقوطها، واثر في سمعة، وجماهيرية، ودور اليسار العالمي. لكن اليسار يعود الى الساحة بالتدريج اثر الازمة المالية للراسمالية العالمية، وتخليهم عن مبدأ ديكتاتورية البروليتارية، واقرارهم بالتعددية السياسية. ونرى تصاعد نفوذ اليسار في فرنسا، واسبانيا، واليونان، وايطاليا، والمانيا، وامريكا اللاتينية، التي وصل فيها اليسار للسلطة بانتخابات حرة، ديمقراطية بعد ان تعرى اليمين، والليبرالية الجديدة. لو لم تكن هناك ديمقراطية لاكتسح اليمين المتطرف اوربا مثلما فعلت النازية في المانيا، والفاشية في ايطاليا، والعسكرتاريا في اليابان، وتركيا، وباكستان.

جرائم "القاعدة" معروفة للجميع، لكن القاعدة تديرها اسرائيل، وامريكا وهي تنقلهم حيثما تشاء، وحيثما تتهدد مصالحهما. امريكا لا تريد الديمقراطية في الشرق الاوسط، لان ذلك ليس في مصلحتها. تريد ان تفرض شروطها على الحكام، الذين تدعمهم. الامر الذي سينفضح، ويعارض، لو كان هناك برلمان منتخب تناقش فيه الاتفاقيات مع امريكا، وغيرها. اسرائيل تخشى الديمقراطية في المنطقة لانه سيعاد النظر في سياسة التطبيع معها، وتقرر الشعوب لا الحكام قضايا الحرب، والسلام. امريكا، واسرائيل تشتري الحكام، وتبدلهم، لكنها لا تستطيع شراء شعوب باكملها. لذا تحاول الان اختطاف الثورات، وتحول ربيع الشعوب الزاهي الى خريف سلفي كئيب. كما اختطفت ثورة الشعب الايراني ضد الشاه باسم الخميني، وحاولت باسم القرضاوي، والاخوان المسلمين في مصر، وليبيا باسم المجاهدين، وتونس باسم حزب النهضة، واليمن بتسوية بائسة، وحركت القاعدة، مؤخرا، للالتفاف حول ثورة الشعب اليمني. ان ترسخت الديمقراطية فان المعاناة، والكذب، والزيف سيستمر لدورة انتخابية واحدة، او اثنتين، ولس مثلما هو الحال مع الحكام، والانظمة الشمولية الوراثية لعقود عديدة. ان الثورة الفرنسية مرت بمخاض عسير، وسقطت رؤوس اغلب قادتها لكن في النهاية انتصرت الديمقراطية.

لاتنسى ياصديقي، ان بوش غزا العراق، واحتله باسم المسيحية الصهيونية وقالها علنا انها حربا صليبية! فهل تريد من المسلمين ان يشنوا حربا مقابلة  لتصريحات معتوه مثل بوش الابن، الذي لم يوافقه  حتى ابوه على حربه في العراق. لاتنسى ايضا، ان قسا احمقا متطرفا في امريكا قام بحق القرآن. فهل يدعوا المسلمون بعضهم لحرق الانجيل؟ 

لا ياصديقي انها حروب، وقمع السلطات باسم الدين، والطائفة، والقومية. المسيحيون سواء في العراق، او سوريا، او مصر لا يشرفهم، ان "يحميهم" جلاد مثل بشار الاسد، او طاغية مثل صدام حسين، او مستبد مثل حسني مبارك. المسيحيون اسمى من ذلك!
وعذرا للاطالة!

رزاق عبود
29/5/2012

102
سوريا: مجازر بعثية برعاية الامم "المتحدة" وصمت الامم "المتحضرة" و تواطئ"الاخوة" الاعداء!

لليوم الثاني على التوالي، يواصل نظام البعث الفاشي في دمشق هجومه على المدنيين العزل. عشرات بل مئات القتلي يسقطون كل يوم بدم بارد، وبنفي تافه من نظام سافل. كل خطط الجامعة العربية، وانذاراتها الكاذبة، والمقاطعات، والعقوبات الاوربية الشكلية لنظام القمع الاستبدادي، وخطة الامم المتحدة، التي ولدت ميتة لم تحم الشعب السوري البطل من غطرسة، وبطش النظام الموغل بدماء شعبه. فلا زالت الدبابات، والمدرعات، تجوب شوارع المدن السورية، التي تحولت الى ساحات حرب. استمرت المدافع الثقيلة، والراجمات تقصف البيوت، والمدارس، والمستشفيات، والاحياء السكنية. لم يسحبوا الاسلحة الثقيلة، ولا قطعات الجيش حسب خطة كوفي عنان، ولم يطلقوا سراح احد من الوف السجناء، ولم يجروا المفاوضات مع المعارضة السورية، حتى ولو الصنيعة منها. متعلمين الدروس من جلاوزة صدام، وقمعه انتفاضة اذار 1991 خاصة وان، الكثير من قادة بعث، وجيش صدام يتواجدون هناك، ويدعمون النظام بالخبرة، والمال. مستفيدين من حليفهم وراعيهم الاسلامي في ايران، وحليفهم الجديد حاكم بغداد نوري المالكي، حيث وصع يده بيد البعث، الذي يريد اجتثاثه في العراق، خاصة وان، المحيطين به من خبراء، ومستشارين جلهم من جلاوزة النظام الصدامي، الذي يدعي انه كان يعارضه. الاف الاطفال ضحايا مجازر الترهيب للشبيحة، وذبح الشباب بالجملة، واغتصاب النساء، والتهجير القسري، والارهاب الجماعي للمدن المتفضة. ثم يدعون، ان كل هذه الجرائم البريرية يقوم بها ارهابيون. نحن نتفق معهم انهم ارهابيو البعث، وعصابات الشبيحة، والاجهزة الامنية لعائلة الاسد، التي تحكم سوريا باسم البعث مثلما حكمت عائلة صدام. المظاهرات، التي تنطلق بعد كل صلاة جمعة تواجه بالقصف المدفعي. مواجهة المتظاهرين العزل بالسلاح الثقيل. الشبيحة يتسلون بقتل الناس في بيوتهم، وتباد عوائل عن بكرة ابيها، ويدعون العروبة، والاسلام، والثورية، والمقاومة، ويصدقهم المغفلون. النظام السوري يعرف، ان التصريحات الامريكية، والخطابات الاوربية هي للاستهلالك المحلي. المستعمرة الامريكية الجديدة في العراق تمده بكل اسباب القوى، رغم العقوبات الدولية. اسرائيل لا توافق على اسقاط نظام ضمن لها سلامة حدودها، وترك حزب الله يحارب لوحده، ومزق الصف العربي. الامم المتحدة، ومجلس الامن مشلولة بحجة الفيتو الروسي والصيني، لكن امريكا غزت العراق، رغم وقوف العالم كله ضدها. لان ذاك ما ارادته اسرائيل، وتلك كانت الخطوة الاول في الشرق الاوسط الجديد، الذي تتباهى به البومة رايس. لكن الوضع خطر، وقد يؤثر على المنطقة كلها، ويمكن ان يمتد الصراع داخل الدول الحليفة لامريكا، واسرائيل، واشعال حرب طائفية، وعنصرية في كل المنظقة، بدأت صورها الاولى في لبنان الجريح. مراقبو الامم المتحدة يتفرجون على ذبح الاطفال، والقصف المدفعي اليومي للبيوت الامنة، والمظاهرات السلمية، ويكتفون بالادانة الصحفية. نفس الشلل، والتفرج، الذي "راقبت" به مجازر رواندا، وكوسوفو، والبوسنة. التلفزيون السوري يتمادي في سياسة التخويف، والترهيب بعرض صور الاطفال المقطعي الاطراف امعانا في السخرية بكل العالم، وتحد واضح لكل القوانين الدولية، والشرائع السماوية، التي صار النظام يتعلل بها في سباق مع معارضيه من الاخوان المسلمين. استمرار القتل تحت الرقابة الدولية، وكأن مراقبي الامم المتحدة موظفين صحيين في مجازر الاغنام الحكومية. نفط ليبيا حرك الناتو. الخلافات مع القذافي اثارت همة الجامعة العربية، وطلبت من امريكا، والناتو تدمير ليبيا بحجة محاربة نظام القذافي، الذي يقصف المدنيين. لكن الجميع يعرف، ان ضحايا الانتفاضة السورية المشتعلة منذ 14 شهرا فاق ضحايا كل انتفاضات الربيع العربي. ويكتفي مجلس الامن بالادانة "باشد الالفاظ"، وتتنازل روسيا، والصين على الموافقة على الادانة بشرط ان تشمل المعارضة. في حين ان المجازر الاخيرة لم تكن نتيجة معارك بين جيش الاسد، وجيش سوريا الحر، الذي التزم بالهدنة، حسب خطة كوفي عنان الساذجة. المجتمع الدولي ممثلا بالامم المتحدة يتجاهل عذابات الشعب السوري، ويرسل اشارة مؤلمة، الى ان الحل بعيد، وان عدد الضحايا في تزايد. خاصة وان، الشعب السوري لم ترهبه المجازر الفاشية، والانتفاضة مستمرة، والمظاهرات تتزايد، ويتسع نطاقها، وتصل الى عقر دار الاسد دمشق. الامم المتحدة عاجزة متحججة بالفيتو الصيني الروسي، والديبلوماسية لم تنجح، ولن تنجح ما لم ينظم بشار الاسد، وزبانيته الى رهط مجرمي حرب البلقان امام محكمة لاهاي الدولية. بعضهم يسعى لحل مشابه لحل اليمن يوفر العفو، والامان لجلاد سوريا، مثلما وفرها لجلاد اليمن. لكن الظروف تختلف، ولازال الدكتور يقتل مرضاه يوميا حتى تقتحم الشرطة الدولية عيادته. مستفيد من تمزق المعارضة، وتشتتها، واختلاف مرجعياتها، وارتباطاتها الدولية، والاقليمية. هذا ما جعل المفكر صادق العظم يصرح للتلفزيون السويدي عن قلقه من مجازر النظام، وتزايد الضحايا، واستمرار معاناة الشعب السوري، واطالة امد الانتفاضة والقتل اليومي، والاغتصابات، وتدمير المدن، اذا اقتصرت الجهود على الديبلوماسية العرجاء. ويقترح اقامة اقاليم محمية دوليا، ومناطق منع الطيران لحماية المدنيين من مجازر البعث السوري. لكن التدحل الدولي العسكري صعب باعتقاد الديبلومسي يان الياسون، الذي سيتسلم قريبا منصب مساعد الامين العام للامم المتحدة لشؤون النزاعات الدولية. لان التوازنات الدولية لصالح النظام السوري، بسبب مصالح الدول الضيقة، ولعدم الوحدة داخل مجلس الامن. لكنه يحذر ايضا، ان الضغط الشعبي، وجرائم النظام السوري ومجازره ستجعل من المستحيل استمرار التجاهل، والصمت القاتل، ويؤكدايضا ان موقع سوريا الاقليمي، ومجاورتها لاسرائيل، ولبنان وخوف الدول الغربية على امن اسرائل اكثر من اهتمامها بضحايا الشعب السوري. ويعتقد ان اوربا ستدعم مبادرة عنان بوقف اطلاق النار، واطلاق سراح السجناء، وبدأ مفاوضات مع المعارضة، وسحب الجيش من الشوارع، لكن النظام يرفض كل ذلك، ويقول الياسون بمرارة، ان تشكيلة الامم المتحدة، لا تمثل الضمير العالمي، ولا زال الفيتو يمنع اتخذ القرارات المنصفة. فشل مجلس الامن في تحقيق السلام، والامن الدوليين يقلل من هيبة، وفاعلية الامم المتحدة، وهذا، ما تريده الدول الكبرى ليتم الرجوع اليها لحل الخلافات الدولية، مما يمكنها من فرض شروطها، وتحقيق مصالحها الضيقة. لكن تزايد الامور سوءا، وتحرك الشعوب لنصرة الشعب السوري، قد يغير المواقف، ويرجح التدخل العسكري، او التهديد به. لكن معاناة الشعب السوري ستستمر الى حين.
ان استمرارالشعب السوري رغم كل العذابات، وفداحة التضحيات، وتمزق المعارضة، يشير الى ان، مصير الاسد سيكون الاسوء من مصير كل المستبدين الذين اطاح بهم تسونامي الربيع العربي، وربما يكون مصيره اسوء من مصير صديقه القذافي. لقد صمت الشعب المصري 30 سنة ثم انفجر، وطرد مبارك والشعب السوري صبر اكثر من اربعين عاما، وانتفض، ولا بد ان يرسل بشار الاسد، وبعثه، وزمرته المجرمة، وشبيحته السافلة، الى مكانهم الطبيعي في مزابل التاريخ، وخلف قضبان سجون المجرمين بحق الانسانية.
رزاق عبود
28/5/2012

103
الا يفتقد احد الشاعر خلدون جاويد؟!

الشاعر الجميل(كما يسميه اصدقاؤه) خلدون جاويد تتوزع صورته صفحات المواقع، والصحف الالكترونية. كذلك قصائده، وبعض مقالاته. غرف البالتوك تحتفظ في اراشيفها الكثير من الامسيات، التي احياها بلا تعب، ولا منه، ولا تردد، ولا تشكي. منذ فترة، ونحن، لا نراه، لا نسمع عنه، لا نقرا له جديدا، وهو المغزر في الانتاج. لا احدا  يسال عنه،  يتذكره، يفتقده؟! عجيب هذا العالم، وعجيبة علاقات الغربة الرهيبة.

الشاعرخلدون جاويد، ومنذ ستة اشهر، او ينيف  طريح الفراش، شبه مشلول اثر عملية فاشلة في الظهر، الذي اعاق  حركته كثيرا. كان يامل ان تمنحه العملية فرصة اكبر في االحركة، والابداع، والتنقل لكي يشارك الاخرين نتاجاته. النتيجة كانت عكسية للاسف الشديد. يتنقل، ومنذ ستة اشهر بين المستشفى، والمصح، والبيت على ايدي غرباء، وباجهزة، والات صنعت لخدمة المعوقين، وليس للتعذيب كما في بلداننا. لكنه يتعذب من حالته، ومن عزلته، ومن نسيانه. يعيش، فترات، وحيدا في شقته عاجزا، يعتمد بشكل كامل على موظفي الرعاية الصحية. لحسن حظه يعيش في دولة تحترم الانسان، وتقدره، وتقدم له الخدمات، بغض النظر عن عمره، ولونه، وجنسه، وعرقه، ودينه، وافكاره.

اتسائل الم يتذكره، يذكره، يفتقده احد المواقع، احدى الصحف، التي كانت تتسابق على نشر جديده؟ الم تذكره المنظمات، والاحزاب، والنوادي، والتجمعات الثقافية، وغرف البالتوك، التي كان يحيي، او يشارك في اماسيها؟ الم تذكره القاعات، التي كانت ترتج تصفيقا لبلاغته، وشعره؟ الم يذكره الاصدقاء، والرفاق، والزملاء؟! الم يسال احد  ممن استمعوا اليه، صفقوا له، تصوروا معه، اين ذلك الشاعر، الانسان، الصديق، الرفيق، الزميل؟! انا لا الوم احدا ممن لا يعلم، ولكني استغرب، لهذا الصمت العجيب عن غياب شخص كان له حضورا كبيرا، ومهما؟

قد نختلف مع خلدون الانسان، الصديق، الشاعر، السياسي، الجرئ الافكار، لكن ان ننساه، فهذا امر لا افهمه. لقد طلب مني، ومن صديقه الحميم الفنان نبيل تومي، ان لانزعج احد، بخبر مرضه، وشلله. لكنني لم اعد اطيق الصمت، حتى وان اخل بوعدي له! ليس استعطافا، ولكن لاحساس شديد بالاحباط، والاستغراب، من هذا الصمت العجيب، وهذا التجاهل الجاحد لشاعر له مكانته، منذ كان طالبا في جامعة بغداد، وتحدى البعث بعنفوان الشباب ايام عنفوان البعث. تصدى للظلاميين، والمفسدين، والفاسدين، والانتهازيين، والوصوليين، والمتعصبين قوميا، ودينيا، وطائفيا. فهل تعاقبه القوى الديمقراطية، واليسارية، وتجمعات المثقفين، ونواديها، ومنتدياتها على نشاطه، وجرأته؟ّ ام هو ياترى ذات النمط التقليدي، في ان نرثي الانسان عندما يغادرنا، ونضع قبل اسمه كلمة فقيد، او شهيد حسب الوضع، والظروف؟! نضع صورته مع بقية من غادرونا، ونذكره مرة كل عام، حتى يتكدس ظلام النسيان، وتمسح صورته الايام.

هل يحق لنا ان نلوم، وننتقد، ونعتب على السلطات اهمالها لرموز شعبنا من المبدعين، اذا كنا ننسى اصدقائنا؟! قد ابدو قاسيا بعض الشئ، لكني شهدت اكثر من مرة هذا الحيف، وسمعت من يردد: "ليس لنا في غربتنا الا بعضنا". لم اشعر يوما بهذه الحمية، وهذا التعاطف، وهذا التآلف فهل يحق لنا ان نلوم الاخرين؟! لا ادري ان كان الصديق خلدون جاويد يتفق معي، ويغفر لي كسر حاجز الصمت، كي اطلق صرخة لنغير طبيعة التعامل مع بعضنا، فلم يعد لنا،فعلا، غير بعضنا!
رزاق عبود
21/5/2012

104
بغداد اكبر مدينة كردية في العراق فليخرج منها الطائفيون والعنصريون والشوفينيون!

بعد ان فشل تجار الحروب، وقادة المليشيات الطائفية في اعادة الحياة للحرب الطائفية بين ابناء الشعب الواحد، والدين الواحد، هاهم اليوم، يحاولون اشعال حرب قومية عنصرية شوفينية مثل حرب الستينات، التي اضعفت ثورة تموز، وقائدها فسقطت بايدي القتلة، والشوفينيين، والعنصريين، واعداء العراق، وثورته. انهم يعيدون الكرة اليوم لاسقاط العملية السياسية، واشغال الناس عما يجري من التفافات حول التوافق الوطني، والخروج عن الدستور، والاجماع الوطني،  ومحاولة بناء سلطة  الحزب الواحد! ليس غريبا ان تتزامن هذه الدعوات لاخراج الكرد من بغداد، والمناطق العربية، مع الظهور العلني الوقح لعزة الدوري،  بعد ان شعر بالامان، لتاكيد ماتسرب سابقا عن اتصالات دولة القانون معه عبر العراب عزت الشابندر(لاحظ تطابق الاسماء)! ولعل عودة الشوفيني المسعور، وربيب صدام حسين، مشعان الجبوري، مؤشرا، ان لم نقل دليلا على نية الاتفاق مع البعثيين الصداميين ضد الشيوعيين، والاكراد وهو تحالف قديم اسقط ثورة تموز، والعراق في بحر من الدماء لم تجف بعد.

يدعون لطرد الاكراد، وكأن العراق مقسم بين العرب، والاكراد، كأن الاكراد ليسوا عراقيين! من سيترك بغداد ياترى لقادة المليشيات الطائفية، التي تحظى تسلكاتها، وتصريحاتها بموافقة الحكومة، ومباركتها.الصمت يعني الرضا، والموافقة، كما يفهم، ويعرف كل العراقيين. نعم السؤال من سيترك بغداد، والجنوب العراقي الى شماله؟ رئيس الجمهورية الكردي، ام وزير خارجية العراق هوشيار زيباري، وهما، بالمناسبة، يجيدان العربية  افضل من كل قادة المليشيات، وخريجي المدارس الايرانية، وحملة الشهادات المزورة. هل سيتركها النائب الثاني لرئيس البرلمان العراقي، ام النائب الاول لرئيس الوزراء؟ ام اعضاء البرلمان العراقي الاكراد حتى لو كانوا اسلاميين؟! هل سيترك بغداد زوج النائبة صفية السهيل الكردي، ام الوزراء الاكراد في الحكومة؟ وماذا عن الاكراد في دولة القانون، وبعضهم وزراء، ومدراء عامون، وخبراء، ومستشارون؟! ام ان المالكي يعتبرهم واجهة تذكرنا بطه محي الدين معروف؟! الضباط الاكراد، وقادة الاركان والفرق، والافواج، التي ساهمت بقمع القاعدة، والمليشيات الخارجة عن القانون؟ هل سيسرحون؟ لمن سيرسل السفراء الاكراد في الخارج برقياتهم، واين سيقدمون تقاريرهم؟ هل نخترع لهم عاصمة، خاصة، ام دائرة خاصة، ام سيعفون من الخدمة ويسجلون على ملاكات اربيل؟

لماذ لا يطالب هؤلاء القتلة، وتجار الحروب بطرد السفير الايراني، الذي يتصرف كالحاكم الفعلي لبغداد؟ ام يا ترى ان التوجيه جاء منه، والفكرة فكرته؟! من يدري؟ اختلطت الامور، ولا نعرف من هو الحاكم الفعلي للعراق؟ اهو السفير الايراني، ام السفير الامريكي الذي بنى له مستعمرة كبيرة داخل المستعمرة الخضراء؟ الا يطرد هو الاخر؟ لماذا لا يطالبون بطرده، وخروجه، ورحيله؟ اليس هو، وحكومته من جلبوا كل هذا البلاء والبلداء للوطن؟ الجامعات العراقية من الجنوب الى الشمال، وفي بغداد خاصة تعج بالاساتذة، والباحثين، والموظفين الاكراد. هل سيطردون جميعا ومن يحل محلهم؟ عرب البادية، ام عصابات دولة العراق الاسلامية؟ لقد اثارت بريطانيا الحرب الدينية بعد ان اجبرها الشعب الهندي بقيادة غاندي على انهاء استعمارها للبلد، فطرد الهنود المسلمون الى باكستان، والهندوس الهنود الى الهند، وكلها كانت تسمى شبه القارة الهندية. فهل يخطط الدعاة لحرب اخوة على الطريقة الهندية الباكستانية الانكليزية بامتياز؟ ام على الطريقة البوسنية حيث لازال الاخوة لايثقون ببعضهم؟ ام تراهم يحضرون لفلسطين جديدة على اراضي العراق خدمة لنوايا الصهاينة بابقاء العراق ودول المنطقة مشغولة بمشاكلها الداخلية، وحروبها الطائفية، والقومية، والدينية حتى يتفرغ الصهاينة لابتلاع المزيد، والمزيد من الاراضي على طريق اسرائيل الكبرى؟على من سياتي الدور القادم ياترى؟ على التركمان ام الارمن، ام المسيحين بكل طوائفهم واثنياتهم؟ ام على الصابئة القلائل المتبقين؟ وهل سترحل ياترى مؤسسة المدى الى السليمانية، ام الى اربيل لضرب عصفورين بحجر واحد. الخلاص من مؤسسة صحفية مشاغبة تفضح الفساد كل يوم، ومن صاحبها الكردي ابن بغداد؟

لقد دافع سكان حي الاكراد عن ثورة تموز باسنانهم امام دبابات الانقلاب الفاشي عام 1963 وسيدافعون هذه المرة، بقوة، ومعهم كل اشراف بغداد من القوميات، والاديان، والطوائف، والمذاهب، والاتجاهات السياسية المختلفة. فهذه بغداد عاصمة العراق يسكنها، ويقطنها، وله كامل الحق فيها كل عراقي مهما كان جنسه، او دينه. لقد حذرنا سابقا من خطورة الفدرالية، واستغلالها لتمزيق العراق، وضرب، واستعباد كل قومياته. وهاهي القوى السوداء تكشر عن انيابها العنصرية. يطالبون ان تكون كركوك مدينة عراقية، فلماذا يريدون جعل بغداد عاصمة العراق عربية فقط؟ من ثار في العشرين اليسوا العرب والاكراد؟ من ساهم في تاسيس الدولة العراقية اليسوا العرب والاكراد؟ من يعيد تاسيس الدولة العراقية الان اليس العرب والاكراد؟ الا ينص الدستور الذي وضعه العرب والاكراد، على ان العراق بلد الجميع؟ العراق، وبغداد مثلما هي البصرة، اواربيل، اوالحلة، او السليمانية، اوصلاح الدين، او كركوك، او الموصل مدن عراقية عصية على العنصرية، والشوفينية، والطائفية. انه مخطط خطر على الجميع الانتباه له. انها اللبنة الاولى، وحجر الاساس لشطب خارطة العراق، والقضاء نهائيا على احلام الحرية، والديمقراطية، والتقدم. ان الاعتداءات الاخيرة في بابل تثبت صحة مخاوفنا. يجب التصدي لها وطنيا، وكشف تواطئ المسؤولين، الذي يلعبون بالنار لتحقيق مكاسب انانية ضيقة لا علاقة لها بمصلحة الوطن، واحلام شعبه بالحرية، والرفاه، والسلام، والتاخي، والعيش المشترك. لقد اختلقوا لعبة المثلث السني، والان المثلث الكردي، وغدا سيكون العراق كله مجرد طائرة ورق مثلثة بايادي رعنة مجنونة للتحضير لفرهود جديد، وتهجير جديد، وحواسم جدد، وعراق غريب لا علاقة له بماضيه الحضاري المتسامح المتعايش، والهاء ناسه عن المطالبة بحقوقهم.

في سبعينات القرن الماضي فاق عدد سكان بغداد من الاكراد، على المليون ونصف، فقال عنها الناس انها اكبر مدينة كردية في العراق.لا اعرف الاحصائية الان. لكن هل نرضى، ان تعاد مآسي الحرب الطائفية، بوجه اخر؟ تلك الجريمة، التي غيرت  ديموغرافية مدن العراق الجميلة، وداس مشعليها باقدامهم الهمجية على فسيفساء التكوين الاجتماعي الجميل.هل يرضى سياسيوا العراق بذلك؟هل يصمتوا؟ هل يصمت الشعب العراقي عن سياسة عزل عنصري جديدة؟

لتمتلأ ساحة التحرير، وساحات، وشوارع مدن العراق الاخرى بتظاهرات احتجاجية، واعتصامات وطنية، معلنة التضامن، والتاخي، ورافضة اقتتال الاخوة، وتمزيق الوطن!

رزاق عبود
10نيسان ‏2012‏‏

105
أدب / المرأة اسمى*
« في: 15:56 11/03/2012  »
المرأة اسمى*
الحب ياسيدي
ليس نزوة
والمرأة يا صاحبي
ليست لعبة
الحب اكبر من النزوات
والمرأة اعظم الكائنات
الحياة هبة
والمرأة واهبة الحياة
حملتك امرأة
ولدتك امرأة
رعتك امرأة
رضعتك امرأة
اطعمتك امرأة
عشقتك امرأة
فدتك امرأة
حمتك امرأة
اعالتك امرأة
اوتك امرأة
ولازلت تعيّر صاحبك
فتقول
لا تبك مثل امرأة
تبا لك يا جاحد
 انت لا تساوي كعب امرأة
رزاق عبود
2011
*كنت في طريقي الى مركز المدينة فسمعت احدهم يتباهى بعبثية ساقطة لصاحبه: "ان علاقتي بها لتمضية الوقت فقط"! استفزني الحديث فكتبت الخاطرة اعلاه!


106
العام العاشرعلى الرحيل المفجع للرائد المجدد محمود البريكان!

مرت قبل ايام الذكرى المفجعة العاشرة لرحيل(مقتل، اعدام، تصفية؟) شهيد الشعر، والوطن في العراق 28/2/2002. الزبيري النجدي البصري. استاذ اللغة العربية، والشعر الحديث. كان اول الرواد، والمجددين، لكن انعزاله، وتواضعه، وزهده، وبساطته، وادبه الجم، وحيائه الطفولي حجب عنه الاضواء، او هكذا اراد! كان لا يحب النشر، ولا الظهور، ولا الاضواء، ولا ضجيج المناسبات، كأي عظيم، صادق، متواضع. ادبه الجم منعه، حتى من، انصاف نفسه، او الدفاع عن فضله، فسرق السياب، والملائكة، والبياتي، والحيدري الشرف الرفيع من سابقهم، وا ستاذهم، وان كان السياب قد اقر بقدرة البريكان منذ الاربعينات. لكننا لم تقرا، او نسمع هذه الشهادة من الاخرين(الملائكة، والبياتي، الحيدري).لايمكننا الجزم، ولكنا قرأنا شهادات لمعاصريه من امثال الشاعر الكبير سعدي يوسف، ولميعة عباس عمارة، والاديب الكبير، الذي غادرنا مؤخرا محمود عبدالوهاب صديقه، وزميل دراسته، ومتتبع، ومقدر الثروة الادبية للبريكان. قتل مثل المتنبي غدرا، ومثل ابن المقفع بوحشية نادرة. فالحاقدين على الابداع، والمبدعين، والجهلة لهم حضور في كل زمان، ومكان، وقسوتهم متشابهة، ومتقاربة. عزلة قاسية، فرضها على نفسه، لامه عليها الكثيرون دامت نصف قرن انتهت بمقتله. لكنه لم يكن صامتا كان يكتب، ويبدع. كان يعرف جيدا، ان محيطه لا يفهمه، ليس بمستوى نبوغه.اختار العزلة، ورفض الهجرة. كان الخيار مفتوحا امامه لكنه ظل وفيا لعراقه، لبصرته، لبيئته. عزله، لم يفهمها الكثيرون مثل شعره الجديد المتميز. لقد سبق عصره، وتجاوز معاصريه. يقول الشاعر رشيد ياسين:"ان ابداع البريكان يتقدمنا بمائة عام"! النقاد المجايلين(ليس كلهم) لم يفهموه باعتقادي، وهو يعرف ذلك. هو اول المجددين، هو رائد الرواد. الاخرين، الذين يطلق عليهم، الرواد، غيروا شكلا، لكن البريكان غير مضمون، ومفهوم، ودور الشعر. لم يكن يريدها ثورة ناقصة. معروف انه صدم بتعثر ثورة تموز، ولم يكن يريد ان يصدم نفسه بالتوقف عند الشكل. في لقاء مع الشاعر حسين عبداللطيف عام 1969 في مجلة "المثقف العربي" يقول البريكان:"ان الشعر لا يحيا مع الحذلقة، وليس وسيلة لتحقيق اي غرض مباشر، ولا طريقة للتنفيس عن عواطف فجة، ومن ثم فهو لا يخضع للتنظيم الخارجي، وقلما يعكس رغبات الشاعر اليومية، لان منطقته هي منطقة الذات العميقة". ويكتب الشاعر والناقد عبدارحمن طهمازي واصفا ابداع البريكان بدقة، وكانه يتحدث بلسانه:"ان موضوعه ولغته من الغنى بحيث لايدخل عليهما ما يعكرهما، فحذاقته لا تتحول الى حذلقة، ولا اللغة الى هدف شعري، فاللغة ليس هدف شعري عند البريكان، اي الغموض الموغل في الاغراب واستعراض المهارات اللغوية بعيدا عن روح الشعر"!
الاعلام، والصحافة، والنقاد الهواة، لا زالوا يظلمون البريكان، وهم يوردون امثلة من اوربا، والامريكتين، والمهجر، في حين ان اشعار البريكان لا تقل مستوى باي شكل عما يستشهدون به. بل تتعداه في اغلب الاحيان. اتذكر هنا ملاحظة قالها السكرتير السابق لاكاديمية العلوم السويدية التي تمنح جائزة نوبل العالمية للاداب في رد على سؤال صحفي، ما معناه ان النتاج العربي، وغيره سيظل مغبونا، ما دام لا يكتب بلغات مثل الانكليزية، والفرنسية، والاسبانية، والالمانية، اويترجم بحماسة لها. نفس الغبن يناله تراث البريكان في لغته، وبين اهله. البريكان لازال شعره معروف، فقط، عند النخبة، والمهتمين، من العراقين، والعرب. كتاب واحد فقط كتب عنه، وكراس، وبضع مقالات. في حين كتبت مئات الكتب عن شاعر عظيم اخر هو الجواهري لانه شاعر كلاسيكي، مدح، وذم، وهجى. وكتب اكثر منها عن السياب، ونازك، والبياتي. اما البريكان الذي يرفض استخدام كلمة "قلب" في الشعر، فلا يجري الحديث في الاعلام، الا عن سر عزلته، او لغز مقتله. في حين انه اللغز الاكبر في الابداع الشعري العراقي، والعربي في القرن العشرين."كنت اقرأ له احدي قصائدي الجديدة، واظنني اوردت فيها كلمة"قلب". استمع الرجل الى قصيدتي، وربما اثنى على شئ منها، ونسينا الامر، ونحن في مقهى بالبصرة نتداول الحديث حرا كالماء في شط العرب، واذا بمحمود يقول لي، ضاحكا، ساترا بيده اليمنى زاوية فمه: اتعرف؟ كلمات مثل كبدـ فؤادـ رئةـ قلب ـ ضلع ... هي قاموس بائع المشاوي(الفشافيش بتعبيره) وليست قاموس الشاعر." سعدي يوسف ، الثقافة الجديدة،306 /2002.
محمود البريكان، رغم الحاسدين، والمغرضين، شاعر سبق زمانه، سبق الريادة، ان صح التعبير. البريكان الانسان، المثقف، الموسيقي، متذوق السينما، الشاعر، الاديب صفاته كثيرة، وامكانياته جبارة. لم ننصفه، ولن ننصفه. غيبه زمن الحروب، ويغيبه زمن السقوط المروع لقيم الاخلاق، والابداع، والتسامح في عراق الطائفية، والتمزق. يحضرني مشهد لن انساه ابدا. كان البريكان يجلس على اريكة في غرفة اخي يشاركه فيها الشاعر عبدالكريم كاصد.الشاعر الراحل مهدي محمد علي بجسمه النحيل يجلس على الارض، وكانه يعلن استاذية الرجل ينصت بعمق، ويحاول استنطاق استاذه بكل احترام. سالت اخي:
ـ من هذا الرجل الذي يضع كفه على طرف فمه عندما يتحدث:
ـ انه المتنبي المجدد.
ـ لكنك سبق، ووصفت الجواهري بالمتنبي الجديد
ـ نعم الجواهري متنبي جديد، لكن هذا متنبي مجدد. واضاف بالعامية: يسوه ابو الجواهري بالشعر الحر!
طبعا كان ذاك تقييم حماسي لرجل غير مختص. لكنه يعكس سحر شخصية البريكان، وتاثيره.
البريكان، والسياب دفنا في مقبرة الحسن البصري في الزبير. الاول مات مقتولا والثاني مات معلولا. لكن السياب حظي في الاقل باسم يردد في الاجواء، والافاق، والمناسبات، والمحافل العربية. تمثاله ينتصب شامخا على ضفاف شط العرب. اما البريكان، فلا تمثال، ولا جائزة باسمه. كتاب يتيم للشاعر، والناقد عبدالرحمن طهمازي، يتحدث عن قيمته الفنية رغم غزارة، ونوعية، وخصوصية، وتفرد ابداعه، وانتاجه. شاعر له رؤيته الخاصة لدور الشعر، والقصيدة، ونظرته للحياة. فلكل قصيدة من شعره، منحى مختلف، وصيرورة مختلفة. شاعر مثقف من طراز مرموق رفيع حضوره الشخصي مميز يبعث الرهبة، والوقار بصوته الهادئ، وحديثه البطيئ، وكانه يحدث نفسه. ثقافة موسوعية شملت عمق المعرفة الانسانية. صدره كان وطنا لثقافات العالم. راهبا، صوفيا، متأملا، فيلسوفا، سمه ما شئت. اختار حريته بعزلته، واعتزل بحرية. اختار الصمت، واختار الاخرين الادعاء. قال عنه السياب عام 1957:"شاعر عظيم لكنه مغمور!!بسبب نفوره من النشر، وساحاول بذل كل جهد لاخراجه من صمته ليتبوء مكانته اللائقه به"! لكن السياب فشل، او لم يبذل الجهد الموعود. من يعرف؟! لكن كل معاصريه، ومعارفه، وزملائه خرجوا من تحت عباءة صمت البريكان. اختار حريته بشجاعة، ربما كان يعرف او يحس، ان شهرته تسلبه حريته. والحرية اهم قضاياه، وجوهر شعره، وشاعريته، ومعنى حياته. انتبه الى حدود حريته فاختار عزلته(ليس صمته) والا من يتحمل من يصرح:"ان كل كلمة لا يعنيها الشاعر تعني تفككا في الكيان، وان عبارة لا تستقطب شيئا هي خيانه". نطق الحلاج قبله بالحقيقة، فصلب، وصرح بها ابن المقفع فقطع اوصالا. سافرطويلا، وعميقا بين الحقيقة، والخيال، والتخيل، خطوط، وضلال، وصور، ومسارت لم يرها، او يلمسها احد سواه. لقد حار "الربع" حتى اقربهم، الى اخر لحظة في تفسير الظاهرة اهي انطوائية، ام اعتزالا، ام ترفعا، ام نخبوية، ام تقوقعا، ام حذرا، ام اختيار خلوة مع النفس، والابداع. لقد حاور الصمت، وهذا ما لا يفهمه المغرمون بالصخب. كان منعزلا منذ صغره، وصباه، وايام مدرسته الابتدائه. هذه سمة النبوغ، والتفرد. كان متفردا منذ صغره. ابوه الشيخ داود البريكان فتح اول مدرسة للبنات في الزبير، في العراق كله، واخته اول معلمة في القضاء. اختاره معلم العربية من بين كل الصف ليقرا ما كتبه في مادة الانشاء. منذ ذلك اليوم، وحتى مقتله ظل البريكان، وعبدالوهاب صديقان لا ينفصلان. درس الحقوق، ولم يمارس المحاماة. امتهن التدريس وكأن مصيره تعليم الاخرين. لا اجد فرقا بين ما كتبه البريكان، وما كتبه اي شاعر عظيم غربي. الفرق الوحيد انه زبيري نجدي بصري عصامي، ويكتب العربية. الفرق الثاني انك كلما تعيد قرائته، مع ندرة ما يتوفر لديك من نصوص تكتشف جديدا مع كل قراءة، وكأن هذا الرجل مستمر في الجدة، والتجديد حتى بعد حياته.
رزاق عبود
4/2/2012   

107
مسلسل خيال علمي مصري من اخراج السلفيين وانتاج الاخوان المسلمين (3)

في الحلقة الثانية شاهدنا ماحل بالفن، والسياحة، ودور المراة، والفوضى في كل شئ. تدهور الامور، واختفاء كل مظاهر المدنية في مصر، التي شهدت اولى بدايات النهضة الحديثة في الشرق . مصر التي ظهر فيها محمد عبدة احد شخصيات الاصلاح في الفكر الاسلامي بعد الكواكبي، والافغاني. مصر، التي هرب اليها الشاعر العراقي محسن الكاظمي، ومات فيها منفيا، بعد ان، طالب بالاصلاح الديني، والسفور في بدايات القرن العشرين. مصر احمد شوقي، وزكريا احمد، وسيد درويش، وعرابي، والمظاهرة المشتركة (عاش الهلال مع الصليب) ضد محاولات الانجليز تمزيق الوحدة الوطنية. وجد المصريون المتسامحون انفسهم امام مقاصل في كل ركن، وكل ساحة. كتب نجيب محفوظ، والسباعي، وطه حسين، والعقاد تجمع في الاسواق، والساحات العامة، وتحرق علنا. مفارز مختصة تقوم بتطهير مقابر المسلمين، من كل هؤلاء الملحدين، والكافربن، والمرتدين، ونبش قبورهم، ونقل بقايا رفاتهم الى مقابر غير معلومة في الصحراء، مثل القذافي.حرق ما تبقى من رفات بعضهم مثل سلامة موسى، وغيره من الملحدين. تحطيم، وتهديم نصب، وضريح جمال عبدالناصر، لان الاسلام لايسمح باقامة نصب تذكارية، او اضرحة كما يفعل "الروافض" في العراق، والكفار في الغرب. محاكمة غيابية لعبدالناصر، وغيره من رجال الثورة احياءا، وامواتا لانه اعدم سيد قطب زعيم الاخوان، ولم يفرض الحجاب على المراة المصرية. مثلما حوكم عادل امام، اليوم، غيابيا، والحبل على الجرار. جرت محاولة فاشلة لاستعادة عمر الشريف بسبب اهانته الاسلام، وتمثيله مع عادل امام. الغاء النظام الجمهوري، والعلم المصري، والنشيد الوطني فهذه كلها بدع خارجة عن الشريعة، واعادة نظام الخلافة، وتكون البيعة لمرشد الاخوان، ويقضى على المعارضين كمرتدين. فرض الجزية على الاقباط سكان مصر الاصلين، لانهم من "اهل الذمة"، ومن لا يعجبه فليرحل عن ارض الاسلام. منع كل الاعياد، والمناسبات الخاصة بالمسيحيين لانهم يشركون بالله. يعاقب بالجلد كل من يبيع شجرة عيد الميلاد المجيد، او يقدم التهنئة لمسيحي "كافر" حسب توجيهات خليفة المسلمين يوسف القرضاوي. منع عيد الحب لانه بدعة غربية، ومن يحتفل به ينال القصاص العادل. وبما ان كل انواع الفنون حرام فكل من يمارسها يعرض نفسه للحرق العلني، كما يحرق الشاذين جنسيا، او المثليين. لان اللواط، والسحاقة حرام في الاسلام، ولا مكان لمأبون في ارض الاسلام رغم ان اهل الجنة انفسهم بشروا بغلمان، وولدان مخلدين.البلد يعيش عسكرة كاملة بسبب اعلان الجهاد المستمر على الكفار في العالم كله، ويجند كل الذكور القادرين على حمل السلام، مهما كانت اعمارهم، فلا بد من غزو لندن، وباريس، واستعادة الاندلس الاسلامية، ومالطة، وصقلية وغيرها. وتسمية البحر البيض بالبحر الاسلامي، وتاجيل موضوع تحرير فلسطين، والقدس. فقبلة المسلمين الاولى لم تعد مهمة مادامت القبلة المكية بيد الوهابيين، ثم ان تحرير القدس يمر عبر لندن. والصهاينة حلفاء الدولة الاسلامة في مصر ضد الروافض، من حكام ايران، والعراق، وجنوب لبنان. ويكون الشيخ عمر ابو حمزة هو والي المسلمين في اوربا. ارسال غواصين للبحث عن جثة الشيخ اسامة بن لادن في اعماق البحار، اذا صدق ادعاء امريكا بانها القت جثته بالبحر بعد التشاور مع وهابيي السعودية. رفع كل الكلمات الاجنبية من الكتب المدرسية مثل ديمقراطية، جمهورية، حرية، حقوق الانسان، المساواة، العدالة، التصويت العام والحر المباشر. وتحريم القول بكروية الارض، او النزول على سطح القمر. منع وتبديل كل الاسماء غير العربية وغير لاسلامية. فلا يحق لسكان مصر مهما كان دينهم، او مذهبهم، او قوميتهم ان يتسموا باسماء من قبيل جورج، او مرقص، او لوسي، او...او... فهذه موبقات يجب تخليص المجتمع منها. لقد احرق النازيون الالمان اليهود، والغجر، والشاذين جنسيا، والمعوقين، والمتخلفين عقليا لانهم عالة على المجتمع، ويسيئون لصورة المجتمع الاري النقي، ولابد من استعارة هذه الخطوات الجبارة من الحاج محمد هتلر. بسبب كثرة وفيات الرجال في الغزوات الاسلامية الجديدة فيضاعف عدد الزوجات اضافة الى الجواري، وما ملكت ايمانهم. وتعاد العبودية فهي غير محرمة في الاسلام اهتداءا بالسلف الصالح، والصحابة الاجلاء الذين امتلأت بيوتهم بالعبيد، والجواري، والغلمان.اكثر اطباء مصر، وعلمائها، وباحثيها ومبدعيها هربوا خارج الوطن بسبب المطاردة، والملاحقة، والمضايقة، والقوانين المتخلفة. فالمستشفيات منع فيها الاختلاط، مثل كل الاماكن العامة، والخاصة، ومنع الاطباء من فحص النساء. والطبيبات اما هربن، او تركن الشغل، او تقاعدن، ولا توجد في كلية الطب، اي طالبة جديدة لان المراة مكانها البيت. كل الموظفات، والعاملات السابقات، حتى السلفيات، والاخوانيات منهن، تركن الوظيفة، لكي لا يضطررن لارضاع العدد الهائل من الزملاء حسب الفتوة المشهورة. ولاتوجد سكرتيرة بقيت في العمل باستثناء العاهرات، لان مفتي الديار الوهابية ابن باز اعتبرها، مما ملكت ايمانهم، ويجوز نكحها. تشريح الجثث حرام، وكذلك البحوث الجينية. ولا يجوز لرجال الاطفاء الدخول الى المدارس، اوالبيوت،او العمارات المحترقة لانقاذ الناس، خشية وجود نساء هناك فتترك البيوت، والمدارس تحترق باهلها تشبها بامر هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر السعودية، حيث منعوا رجال الاطفاء من الدخول الى مدرسة بنات محترقة وتركو 150 فتاة تموت حرقا. منعت الكهرباء باعتبارها بدعة غربية والعياذ بالله فتوقفت المعامل، والمصانع، والقطارات، وتوقف اجراء العمليات الجراحية، وعم الظلام مصر البهية.
في المناظرة عن السينما قال ممثل الاخوان بانهم سينتجون افلاما اسلامية جيدة و"العملة الجيدة تطرد العملة الرديئة" لهذا نشاهد في نهاية المسلسل ملايين المصريين، وهم يشدون الرحال نحو صحراء سيناء، وقسم منهم ينوي المواصلة عبر البحر، او الصحراء الوصول الى صحاري الجزيرة العربية حيث موطن السلف الصالح، والصحابة الاوائل للعودة الى حياة الخيام، والبداوة، ورعي الغنم والجمال، وركوب الحمير حسب تعليمات، وتوصيات، وارشادات السلفيين وحلفائهم الاخوان المسلمين، الذين يطلبون منهم العودة الى عادات اجدادهم، الى الجاهلية الاولى يسكنون الخيام، ويرعون الكلأ، ويحلبون الماعز، ويوؤدون البنات، حتى يطمئن الاسلاميون، ان دعوتهم قد نجحت بعودة اعراب مصر الى بداوتهم الاصيلة، وعودة مصر الحضارات الى ما قبل التاريخ!
رزاق عبود
19/2/2012
حكمة الحلقة
بسبب الاكتئاب الشديد، الذي اصاب المشاهدين، والمقاطعة الواضحة من الجمهور، وتحريم التلفزيون، وقطع الكهرباء قررت المؤسسة العامة للسينما الاسلامية التوقف عن بث بقية حلقات المسلسل المرعب! جزاهم الله خيرا!

108
مسلسل خيال علمي مصري من اخراج السلفيين وانتاج الاخوان المسلمين(2)

في الحلقة الاولي عرضنا الجزء البسيط، البسيط جدا مما حل بقطاع السياحة في مصر.السياحه في مصر متطورة، وتاريخها طويل، واهميتها كبيرة اقتصاديا، واعلاميا، واجتماعيا. وتشكل مصدرا مهما للدخل القومي المصري. لذا لم يستسلم العاملون فيه الى المضايقات، والتقييدات الاسلامية، فابتدعوا اساليب جديدة، لجذب السواح، متكيفة مع الوضع الجديد. مستفيدين من تجربة بولونيا، والمانيا بتنظيم زيارات للسجون، والمعسكرات النازية. حيث يقوم المرشد السياحي المصري بتنظيم جولة على المتاحف المغلقة، والمعارض الفنية المختومة بالشمع، لان فيها اصنام، والاصنام تتعارض مع حكم الشريعة القائم في مصر. معارض الرسم مختومة بالشمع، لان فيها المثير من الصور العارية، والعياذ بالله، ثم ان التجسيد حرام في الاسلام. لذلك الغيت فروع النحت، والرسم، والتصوير، والتمثيل في كلية الفنون، لان ذلك يتعارض مع احكام الاسلام، وانشأت كلية جديدة لتعلم تلاوة القرآن، والاذان على الطريقة الوهابية. يقوم المرشد ايضا بجولة حول ساحات، وملاعب كرة القدم المغلقة، لان كرة القدم "لهو غير مشروع" ولا يستر فيه الرجل عورته (افخاذه)! لذا منعت كرة القدم. ولان الشباب يذهبون للملاعب اكثر مما يذهبون للجوامع.استغرب السواح من بقع الدم على الارضية الخضراء للملاعب المصرية، فاوضح لهم المرشد ان الملاعب، والساحات الرياضية تحولت الى ساحات للاعدام، وقطع الايدي، والارجل، والرؤوس، والجلد، ورجم الزناة، وغيره. تطبيق الحدود حسب الشريعة الاسلامية وفق اصرار السلفيين، والاخوان المسلمين على التمثل بالسلف الصالح واعادة مجد الدولة الاسلامية في اوج همجيتها.ما اثار استغراب الضيوف القادمين لرؤية التجربة الاسلامية عن كثب، ان كثير من المحلات، و البنايات، والاسواق مغلقة، وبعضها مختوم بالشمع الاحمر مثل بيع اشرطة، واقراس الموسيقى، محلات الحلاقة، ومحلات الملابس الحديثة، خاصة، النسائية لان المرأة مكانها البيت، وليس التجارة، والرجال لا يحق لهم بيع الملابس للنساء حتى لو كن مع محرم. البنوك اغلقت لان الربا حرام في الاسلام، وما بقي من البنوك "الاسلامية" يخيم عليه الصمت، والسواد، والكساد. الاقباط يحملون علامات خاصة تميزهم عن "سادتهم" من المسلمين، مثل اليهود في المانيا النازية. يعملون فقط في الاعمال الحقيرة، التي يرفض "السادة" المسلمون العمل فيها. كنائسهم هدم ما ارتفع منه على جوامع المسلمين، ولا يسمع لاجراس كنائسهم رنين. البابا شنودة، الذي رفض، ولا زال يرفض التطبيع مع اسرائيل، ولا يعترف بمعاهدة كامب ديفد فرضت عليه الاقامة الجبرية، وربما مات كمدا. كل الممثلات فرض عليهن الحجاب، وفرضت اللحى على الممثلين، ولا يجوز لهم العمل في غير الافلام الاسلامية، التي لا زالت تنتظر الفتوة بطريقة عملها. الكثير من بنات عوائل الطبقات المتوسطة، اوالعليا. فرض عليهن البيع، او التخلي، او قتل الحيوان المنزلي، لانه لا يجوز الاختلاء بالذكر حتى لو كان كلبا. ولا يجوز لهن ركوب الدواب من الذكور، ناهيك عن الدراجات، فهناك طابور للنوق تقف فيه النساء، وطابور اخر للبعران يقف فيه الرجال لمنع الاختلاط المحرم على المرأة المسلمة. اما المرأة غير المسلمة، فعليها الالتزام بقوانين الدولة الاسلامية في مصر، والا تعرضت للعقاب الشديد. في الاسواق لا يجوز وضع الخيار الى جانب الطماطة(البندورة) خشية اثارة الشهوات الشيطانية، والا تعرض البائع للغرامة.  اذا كان للبائع حمارة، او ناقة، او عنزة يستخدمها في عمله، ولم يغط عورتها فتسحب رخصته فورا. هذا اذا بقي حيا. انتزعت المايكروفونات من اسطح الجوامع، ومناراتها، لانها من انتاج بلاد الكفر، وعلى المؤذن ان يبح صوته خمس مرات يوميا رغم عوادي الجو، او مصاب بخوف الاماكن العالية. ولا يحق له تسجيل الاذان، واعادة قراءته، كما يحصل الان، وفي كل مكان. فجهاز التسجيل حرام لانه من انتاج الكفار. ثم انها وسيلة جيدة للقضاء على البطالة المستفحلة بين المطربين الممنوعين من الغناء حيث تقبل توبتهم، ويتم تدريبهم على اداء الاذان، ليعوضوا معصية الخالق فترة اشتغالهم بالغناء الحرام. وبما ان انظمة المرور بدعة غربية لم يعد احد يحتاجها، ولم تبق في البلد الا سيارات قليلة تعود للقليل من السفارات الباقية، والتي استثنيت من قرار المنع لابداء حسن النية السلفية، فقد توقفت كل اشارات المرور عن العمل، واصبح الامر فوضى كاملة، وبسبب حركة الدواب غير المنظبطة، فان حوادث الطرق تشغل الراي العام، وتثير التطفل، ويستخدمها الوعاظ في خطب الجمعة كدليل على صحة نظام المرور الاسلامي، الذي لاتؤدي الحوادث فيه الى الموت، الا نادرا باذن الله. وفي الغالب يكون الضحية حيوانا. وهنا لاتوجد "جمعية الرفق بالحيوان" فالانسان نفسه مهان!
استغرب احد الاجانب العاملين في احدى السفارات، والقادم حديثا لدولة مصر الاخواـ سلفية فسأل المرشد السياحي: اذا كنتم منعتم كل شي مستورد من الغرب، فكيف تتحرك حاويات القمامة تلك، وتسير بسهولة خلف ذاك الرجل، الذي يبدو انه يحركهن برمونت في يده؟! ضحك المرشد السياحي، اولا ثم كتم ضحكته، متلفتا حوله خشية، ان يكون احد افراد الامر بالعروف، والنهي عن المنكر قريبا منهم. فالضحك ليس للرجال، وليس في الاماكن العامة، فقال بصوت مخنوق:                انهن حريمه!
ـ ماذا تعني حريمه فهن بحدود العشرة، وحق المسلم اربعة فقط،كما اخبرونا!
ـ صحيح، اربعة فقط زوجاته، والبقية جواري، لكن كلهن حريمه!
بهت الرجل الاجنبي محاولا اخفاء انزعاجه خوفا من الترحيل الفوري. لكنه مع ذلك تجرأ، وسال:
ـ وما الحكمة في وضع النساء في اكياس القمامة؟!
وفجأة انبرى رجل ملتحي، محلوق الشنب، ويلبس جلابية قصيرة كان يقف خلفه:
ـ للتمويه، بالضبط مثلما تصبغون وجوه جنود القوات الخاصة عندكم. المراة جوهرة ويجب تمويه لبسها لمنع سرقتها، وهي ناقصة عقل، وقد تستسلم بسرعة لعيون، وايدي سراقها من الرجال!!
رزاق عبود
14/2/2012
البقية في الحلقة القادمة من المسلسل الماساوي عفوا الاسلامي! 

109
مسلسل خيال علمي مصري من اخراج السلفيين وانتاج الاخوان المسلمين(1)

قبل فترة عرضت قناة العربية برنامجا حول مخاوف الوسط الثقافي المصري، وخاصة العاملين بقطاع السينما، من سيطرة الاخوان، والسلفيين على السلطة السياسية في البلد، وفرض رؤيتهم، ووضع قائمة شروط، وممنوعات على النشاط الثقافي. هذا، اذا بقيت، سينما، ومسرح، وثقافة، وصحافة حرة، اذا استولى المتشددون على مقدرات الشعب المصري. لقد هرب الكثير من العاملين في الوسط الثقافي العراقي بعد الغزو الامريكي، وقبله بفعل الحصار الجائر على الشعب العراقي، الى مصر، وسوريا، وتونس، ولبنان، والمغرب، والخليج العربي، ودول الغرب. ومن يصل الغرب يفقد بشكل شبه كامل صلته بجمهوره، ومحيطه، ومحفز ابداعه. فاين يا تري ستهرب الالوف المؤلفة من ممثلي الثقافة المصرية؟! في الحلقة قال ممثل الاخوان: بانها مخاوف لا اساس لها، وانهم سينتجون "افلاما اسلامية"! قضية ان يعمل الاسلاميون بالسينما، التي حرموها تناولتها الفكاهة المصرية، وسخريتها اللاذعة كثيرا. بالي سرح الى افلام الخيال العلمي الامريكي. وهم يصورون الحياة على الارص، او كوكب مفترض، بعد ان يتعرض الى كارثة طبيعية، او نووية، اوغزو خارجي، بحيث يعود فيه البشر الى ما قبل التاريخ. يتقاتلون على كسرة خبز، او بقعة مياه، او غابة صغيرة، او ربما امراة، وحيدة. الكل يريدها متعة خاصة به. تصورت الحياة في مصر المليئة بالموسيقى، والافلام، والابداع، والكتب، والصحف، والمهرجانات. الحياة بكل مظاهرها، يصحون على قائمة ممنوعات، ومحرمات، ومحظورات تعيدهم الى العصر الحجري. خاصة، وقد بدات قطعان "الامر بالعروف والنهي عن المنكر" تمارس اضطهادها الفكري على الناس، وبدأت المليشيات الاسلامية تتسلح، وتنتظم للتهئ لتحويل مصر الى طالبان جديدة. تفرض  مقاييسها على ملابس، ومآكل، وشكل، وطريقة معيشة الناس. من بلطجية النظام الى بلطجية الاسلام. تخيلوا مصر، التي يزورها ملايين السواح سنويا لرؤية الاثار الفرعونية، والاسلامية، والقبطية، وغيرها. تتحول هذه "الاصنام" الى هدف للمتشددين، مثل تماثيل بوذا في منطقة بانيان في افغانستان. مصر بلا اهرامات، ولا ابو الهول، ولا، ولا! هذه كلها اثار كفار، واصنام لا يجوز الحفاظ عليها! هؤلاء السواح القادمون من كل انحاء العالم، حتى ولو، من السعودية. يجلبون معهم الامراض، والعادات، والسلع الخبيثة ناهيك عن تعريهم العلني.هذا لا يجوز في بلاد "مسلمة" كمصر. تصور الاف مؤلفة من الذين يعملون بقطاع السياحة يتحولون الى عاطلين، وملايين من عوائلهم بلا رزق، ولا معين. هؤلاء، الذي تباكوا على مصادر رزقهم، وشنوا غزوة الجمل سيقومون هذه المرة بغزوات لتحطيم الاثار، التي كانو يعتاشون منها، واتهموا ثوار التحرير انهم حرموهم من مصدر رزقهم! ربما سيهجمون هذه المرة على الازهر باعتباره رمز الاسلاميين، كما كان ميدان التحرير، وسيبقى يمثل رمز الثورة المصرية. حتى لو جاء السواح كيف يتنقلون فلقد منعت السيارات، والقطارات، والباصات، والطائرات لانها بدع غربية، ولم تكن موجودة في زمن الرسول. وكيف يمكن للسائح، ان ينتقل الى شرم الشيخ، او الغردقة، او "خرائب" الاهرامات المفجرة، بدون وسائل نقل. السائح الغربي المسكين لديه اجازة اسبوع، او اسبوعين، واذا ركب بغلة، او جمل، او ناقة، او بعير، او حمار، او حتى حصان  قد يحتاج الى شهر ليصل الى مقصده. وقد تطول المدة اذا رافقهم واحد من عصابة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، لانه سيجبرهم على التوقف للصلاة خمس مرات باليوم. الماء، الذي معهم قد يخلص بسبب الوضوء خمس مرات في اليوم. قد يضطرون للبحث عن واحة ماء للتوقف ليشرب السواح الماء، لانهم لم يتعودوا على العطش والمشقة مثلنا. وهم يحبون التحمم، والاغتسال يوميا، ولاكثر من مرة، فهم لايؤمنون بان الترف يزيل النعم. المفروض ان تكون هناك قافلتين واحدة للنساء، واخرى للرجال، لان الاختلاط حرام. ومن اين ناتي بالعبيد المخصيين لحراسة قافلة النساء. ام ان نساء الكفار مباحة. لاخوف، فان زمن الجواري، والعبيد سيعاد، مثلما كان زمن الصحابة حسب برنامج السلفيين.عدد الجمال بسبب منع وسائل المواصلات الاخرى قليل جدا قياسا لملايين المصريين، والوف السواح. واصبحت اجرة البعير اغلى من اجرة الطائرة بسبب كثرة الطلب. وهذا ما لايستطيع المتعهد المصري الصغير، او السائح الفقير دفعه. هذا يعني ان المجموعة السياحية تقضي اسبوع، او اسبوعين في خيام اقيمت قرب المطار بسبب ازدحام كل الفنادق. في انتظار جمال رخيصة، او معقولة الثمن، ان توفرت.الامر سيؤدي الى افلاس شركات السياحة المصرية، التي لايمكنها تحمل دفع الغرامات باستمرار، بسبب الاخلال بشروط العقد. الشركات الاجنبية ستتوقف عن ارسال السواح الى مصر، لانه لا احد يريد ان ينام فترة اجازته في خيمة في ساحة مطار القاهرة تتعرض فيه زوجته، او ابنته للمضايقات، والتحرش، اضافة الى فرض الحجاب، ومنع الاختلاط. والرجل يحتاج الى رخصة للقاء ابنته، او زوجته. عقد زواجه غير شرعي فلم يقم حسب احكام الشريعة. واذا افترضنا انهم بعد انتظار طويل، ومشقة سفررهيبة، ومعاناة شديدة، وصلوا الى السواحل. ماذا سيفعلون هناك؟! كل شئ ممنوع السباحة، والمايوهات، والشورتات القصيرة، لانها تخدش الخلق العام. وربما تتعرض نساء الكفار، الى غزوة، ويبعن في سوق النخاسة، فتعلن اكثر من دولة الحرب على مصر. الامر "الايجابي" هو ان بلطجية غزوة الجمل في ساحة التحرير سيعلنون توبتهم، وايمانهم بالثورة، و يقرون بقيادة السلفيين، والاخوان لانهم حولوهم الى تجار كبار بسبب ارتفاع اسعار تاجير الدواب، وسينتخبون في البرلمان، بعد ان وفروا المال الكافي لدعايتهم الانتخابية. وهم يجيدون هذه اللعبة من التزوير، والتجنيد، والتضليل، والاجبار، وشراء الاصوات.عندها تعود السلطة من جديد الى ايدي البلطجية، مثلما هو حاصل في العراق. لكن هذه المرة بلطجية بلحى مصبوغة، وجباه مطموغة، ومسابح طويلة، ودشاديش(جلابيات) قصيرة، وكفانا الله شر الجمال. وكل واحد سيرفع في مكتبه شعار :"وقد تكرهوا شيئا وهو خيرلكم"!
حكمة الحلقة:
الاخوان المسلمون يقولون نريد بناء "دولة مدنية ذات مرجعية اسلامية"!
فاتهم الاضافة هنا "بحماية ميليشيات بلطجية"
رزاق عبود
البقية في الحلقة القادمة من المسلسل الاسلامي!

110
الشعب السوري يذبح والعالم يتفرج!

يتصاعد القتل اليومي للمدنيين العزل، والتصفيات الجسدية لرموز المقاومة الشعبية، من قبل اجهزة القمع السورية، وعصاباتها، ومرتزقتها، ومليشياتها المسلحة. يوما بعد يوم، وبسرعة البرق يتحول "الرئيس الاصلاحي الشاب"! الى رئيس عصابة ارهابية لا يختلف في سلوكه، وتعطشه للقمع عن صدام حسين، وغيره من الطغاة الدمويين. بل يصرح، ويتباهى بذلك علنا امام العالم، ويصفق له اعضاء مجلس الشغب بحماس مشاركين في جريمة الذبح اليومي للشعب، المطالب بالحرية. الدول العربية اخترعت لعبة الفرص، والمراقبين بتوجيه من واشنطن لتمنح النظام جرعات تمد في عمره، وتزيد من نزيف الدماء اليومي. تركيا تراجعت عن حماسها لدعم الثورة، والتغييرات بضغط امريكي، ورجاء اسرائيلي، وعربي(خليجي) حتى ينهك الشعب السوري، ويتعب مثلما راهن "مجلس التآمر الخليجي" على تعب المتظاهرين في اليمن وخاب ظنهم. لا زالت مافيا النفط، والسلاح في روسيا تمد النظام الفاشي في دمشق بالاسلحة الفتاكة. اوربا الغربية مع امريكا تفتعل ازمة مع ايران، وتصعد الموقف بحجة "المفاعل النووي" وتهدد بالعقوبات، والحصار لحرف انظار الراي العام عما يجري في سوريا. وهم يعرفون جيدا ان النظام السوري هو القاعدة الامامية لايران، وان عناصر حزب الله، والحرس الثوري الايراني، ومرتزقة من جميع انحاء العالم يساهمون في ذبح المعارضة السورية. ان دعم انتفاضة الشعب السوري المستمرة منذ اذار 2011 هو افضل عقاب، وحصار لايران لو كانوا صادقين. لم يعد العالم يفهم سبب هذه الالاعيب المكشوفة. لكن المؤكد، ان الشعب السوري البطل، الذي صمد كل هذه الاشهر الطويلة، وتحدى الارهاب، والصمت الدولي، وقدم الاف الضحايا سينتصر في النهاية. الجيش تزداد انشقاقاته، ولو توفرت له الفرص المناسبة لالتحق بالثوار مباشرة. النظام يترنح، ويتوسل الحوار مع المعارضة رغم التبجح الفارغ. الخلافات وصلت الى العائلة الحاكمة، وقيادات حزب النظام، الذين يخافون على مصيرهم، وامكانية تقديمهم لمحاكمات دولية، وخوفا على تضرر مصالحهم الاقتصادية. الثقة بين اطراف النظام، واجهزته تضعف باستمرار. تزايد حالة الانشقاق، والالتحاقات بالجيش السوري الحر، وتزايد امكانياته للدفاع عن المتظاهرين، والمدن السورية المنتفضة. صمود درعا، وحماه، وحمص، وادلب، وغيرها رغم احتلالها عسكريا، دليل على تصميم الشعب السوري المضي في ثورته، ودليل على فشل سياسة الارهاب المبرمج لنظام البعث في سوريا. النار تقترب من دمشق، والحبل يقترب من اعناق المجرمين الحاكمين. موقف مجلس الامن، والاعيبه المكشوفه، والتحجج بفيتو روسيا سيتغيرعندما يقترب حبل المشنقة من راس النظام مع توارد اخبار تململ، وتردد، وتذمر الكثير من قادة الجيش، بعد ان تلطخت سمعته بقمع المتظاهرين المسالمين المطالبين بالحرية، والديمقراطة، والعدالة الاجتماعية. ان وحدة المعارضة، وتنسيق اعمالها مع اللجان الشعبية الثوربة، وجيش سوريا الحر كفيل بتقريب ساعة الخلاص القادمة لا محالة رغم كل محاولات النظام اطالة عمره عن طريق الحل الامني، والقمع المفرط للشعب، ورغم محاولاته، وادعاءاته "الحوار" مع المعارضة. لقد بدأت الجرذان تهرب من السفينة الغارقة، وسيجد الجلاد بشار نفسه، قريبا، لوحده امام جبروت الشعب، الذي لا تقهره جبابرة.
رزاق عبود
29/1/2012

111
الربيع العربي ،الاسلام، الاسلاميون، والديمقراطية!

الربيع العربي الذي تردد، اوتراجع  المثقف في المنطقة عن تاييده، بل حذر منه، وعاداه بعضهم بحجة اكتساح الاسلاميين للساحة السياسية، او تنفيذ "مخططات امريكية"!. للمتقف، واليساري خاصة تجربة مرة مع الاسلاميين. فلقد ساندوا ثورة الخميني مثىلا، ودعوا الى دعم "خط الامام"! لا زالت في الذاكرة  صحيفة الحزب الشيوعي اللبناني، "النداء" حيث وضعت صورة الخميني في صفحتها الاولى كاملة، متصورة، انه سيقود النضال ضد الامبريالية. نفس الوهم راود قطاعات واسعة من الحزب الشيوعي العراقي، والسوري، وغيرها. بالنتيجة فان الجنوب اللبناني "الشيوعي" صار "شيعيا" بقدرة قادر، وصار حزب الله ممثل المستضعفين، وليس الحزب الشيوعي الليناني حزب الكادحين، وقبلة خيرة مثقفي لبنان. في الجنوب، والوسط العراقي الحاضنة التاريخية للحزب الشيوعي العراقي، وبسبب الضربات العنيفة التي وجهها نطام صدام الى الحزب ثم الى الحركة القومية الكردية، ليصفى له المجال في حرب ايران.تحول معظم الشباب المتحمس نحو الاحزاب الاسلامية الشيعية، وخاصة حزب الدعوة الذي استفاد كثيرا من ثورة الشعب الايراني، التي اغتصبها الخميني، وغياب الحزب الشيوعي الواضح عن الساحة في الكسب الطائفي  بين جماهير الشعب المعادية للنظام الفاشي الصدامي. لكنهم تحولوا في الواقع الى طابور خامس، وميليشيات تعمل لصالح ايران ضد الوطن العراقي، بحجة الدين، والطائفية. ان تجارب افغانستان، وحكم طالبان، والافغان العرب، حرك الريبة، والحذر عند المتقف في المنطقة، والخوف من سيطرة الاسلاميين، الذين يعلنون بصراحة نيتهم بتطبيق الشريعة الاسلامية. الجرائم الفظيعة، التي ارتكبت على هذا الطريق في الجزائر مثلا، وراح ضحيتها مئات الالاف من الابرياء، بذبح بربري يذكرنا بجرائم المغول، والتتار، والنازية. لان الاسلاميين في الجزائر اعلنوها بصراحة انهم يتخذون الديمقراطية، وسيلة لاقامة حكم اسلامي يطبق نظام الحدود، والشريعة الاسلامية الحجرية. هذا ما جعل مظاهرات الجزائر، لا تاخذ مجالا اوسع، مثل تونس ومصر، بسبب تردد اليسار، واوساط المثقفين في تاييدها فاستغل النظام هذا التردد لتقوية مواقعه. وهو نفس الخوف الذي يراود المثقف السوري اليوم، للاسف، وراود المثقف المصري ايام ثورة يناير المجيدة، التي اطاحت باكبر صنيعة اسرائيلية امريكية في المنطقة. في تجربة مماثلة للثورة الشعبية الايرانية، التي اطاحت بالشاه. ثم اختطفت وتحولت الى "ثورة اسلامية" منع فيها كل الخصوم، والمعارضين، والمختلفين، حتى في صفوف الاسلاميين انفسهم، وحوربوا، كما يحصل الان في العراق. لقد قمعت الحركات المعارضة بعنف، وصفي بالكامل تقريبا الحزب الشيوعي الايراني"تودة"، الذي قاد اضرابات العمال، ونضالات الطلبة، التي كان لها الدور الحاسم في تردد الجيش، وحياده، واسقاط النظام الشاهنشاهي. طرحت الانظمة الديكتاتورية في سوريا، واليمن، ومصر، وليبيا، وتونس، والجزائر نفسها بانها حامية العلمانية، وصمام الامان لمنع استلام الاسلاميين السلطة، والعودة بالبلدان الى القرون الوسطى. اختار، ويختار الكثير للاسف اهون الشرين. انظمة ديكتاتورية تدعي العلمانية، والديمقراطية، وتمارس اقسى انواع البطش ضد معارضيها، وينخر انظمتها الفساد المالي، والاداري، وغياب حقوق الانسان بالكامل. لكن الشباب التونسي، والمصري، والليبي، والسوري، واليمني لم يتردد، ولم يتراجع. سار بالثورة وقبل بنتائج الاصطفاف السياسي. سرقت الثورة بشكل ديمقراطي في تونس، ثم في مصر، وسرقت بشكل همجي في ليبيا. المعادلة صعبة في اليمن، والمعركة لازالت مستمرة في سوريا. الاسلاميون بدأوا منذ اليوم الالتفاف على الديمقراطية تحت اسماء "دولة مدنية ذات مرجعية اسلامية" او "دولة ديمقراطية بدستور يسترشد بالاسلام"... الخ من محاولات تشويه، وركوب موجة الديمقراطية. هاهم الاخوان المسلمون في مصر يصرحون. "ده الشعب المصري، هو اللي اختار الاسلام"! في حين ان الشعب المصري اختار "حزب الحرية والعدالة" الذي تحدث عن حرية، وعدالة اجتماعية، وديمقراطية مستغلين العداء الشديد للانسان المصري البسيط، لنظام مبارك. الفلاح الذي تصور، وصوروا له، انهم الوحيدين الذين كانوا ضد نظام مبارك. ان تراجعاتهم الواضحة عن ادعاءاتهم، ومنذ الان عن الديمقراطية التعددية، والانتقال السلمي للسلطة، ومحاولة احتكار كتابة الدستور يجعل الشعب المصري  يعيد حساباته بسرعة ايضا. " ما ساحة التحرير موجودة اهي" كما يصرخ بسطاء المصريين فكيف، بشبابها، وشارعها السياسي المتحمس. لقد تخلى الاخوان المسلمون عن شعاراتهم الاسلامية عند "اقرارهم" بالدولة المدنية، و"قبولهم" بالانتخابات، والنظام الديمقراطي، واتضح نفاقهم الوطني، والقومي عندما ايدوا اتفاقية كامب ديفد، بل خيانتهم لشعاراتهم، ومبادئهم، التي "حاربوا" بها مبارك، وذهبوا بانفسهم، لواشنطن، وقدموا تعهدات "بضمان امن اسرائيل"! و"التزامهم بالمعاهدات الدولية"! اي اتفاقية "السلام" بين مصر، واسرائيل. الديمقراطية المنقوصة، التي ستتحقق في مصر، وتونس، وليبيا، وسوريا، واليمن، كما هو حال العراق، لن تكون دائمة لصالح الاسلاميين، الذين يتعرون يوما بعد اخر. فتاريخ الانظمة الاسلامية، لم يحل مشاكل الشعوب في اي زمان، ومكان. ايران، والسودان، وافغانستان، والعراق، امثلة واضحة على التراجع الحضاري، والمدني، والاقتصادي، والسياسي في تلك البلدان. لان الاسلاميين سينشغلون، ويشغلون الناس بقضية الحجاب، والنقاب، وتقليص الحريات العامة والخاصة، اذا لم يتم منعها بالكامل، وتحجيم دور المرأة في كل المجالات. وهم اساتذة في ادارة ملفات الفساد، وسرقة المال العام، والاغتناء على حساب الجماهير مستغلين سلطة الدولة. فرفاقهم في ايران لم يقضوا على البطالة، ولا التخلف، ولم يجعلوا المستضعفين اغنياء. وفي العراق لم يعيدو، ولو الكهرباء الى وضعها الطبيعي، وبدل الاحتلال المباشر للبلاد، كبلوها، بمعاهدة استرقاقية مع "الشيطان الاكبر" امريكا "عدوة الشعوب"! ومثل ايران ازداد المستضعفين في الارض بؤسا، وضعفا، وتضاعفت بالملايين ثروات، واملاك، وامتيازات قادة الاحزاب، والحركات، والمنظمات، والمؤسسات الاسلامية. وكلما تعرت سياساتهم، وانكشفت الاعيبهم، وطالب الناس بالامن، والامان، والخدمات، والوقود، والادوية، والعمل، والغذاء، اثاروا فتنة الطائفية البغيضة، التي يعتاشون عليها، ويلجأون اليها، اذا اشتدت ازماتهم. كما يفعل، وسيفعل الاخوان المسلمون في مصر، كلما تعرت، وانفضحت دعاياتهم اثاروا الفتنة بين المسلمين، والاقباط، واستقدموا الوهابيين من الخارج، وحركوا هيئات الامر بالمعروف، والنهي عن المنكر. وهم يعلمون علم اليقين، ان السطة منكر ومبعث فساد، واثراء غير مشروع، لذا يقبلون عليها، رغم كل مناكرها. المعروف الوحيد، الذي يمكن ان يفعلوه، وسيذكرهم الناس بالخير، اذا فعلوه، هو العودة الى جوامعهم، ومساجدهم، وازهرهم، وترك السياسة للسياسيين، والاقرار بان الدين لله، والوطن للجميع. السلطة هي المحك، والديمقراطية، لن توصلهم الى السلطة فقط، بل ستكشفهم، وتعريهم، وتقلل شعبيتهم. لقد فهم اشقائهم في تركيا ذلك، فاعلنوا انهم ليسوا حزب اسلامي، وان السياسة للسياسيين فقط. والتجربة القادمة في تونس هي محك اخر، فاما الاقتداء ب"تلامذتهم" في تركيا، كما يدعون في حزب النهضة الاسلامية، واما تغيرهم صناديق الانتخابات القادمة بكل تاكيد. عهد الديكتاتوريات انتهى حتى ولو رفعوا القرآن على اسنة الرماح. والربيع القادم في ايران، والسودان، والعراق سيشهد نهاية التجارب الاسلامية البائسة في منطقتنا. ولن ينفع الاخوان في تونس، او مصر، او ليبيا اي خريف قادم فالشعوب العربية ذاقت طعم الحرية، ولن تتخلى عنها ابدا، والعالم لن يسمح بذلك ايضا.
رزاق عبود
9.1.2012 

112
حزب الدعوة العفلقية في العراق!

اسس ميشيل عفلق حزب البعث العربي الاشتراكي بتاثير من النازية الالمانية "لمقاومة المد الشيوعي". وتاسس حزب الدعوة الاسلامية في العراق بتاثير، ودعم حركة الاخوان المسلمين في مصر. الحركة التي انشاتها المخابرات البريطانية. واعلن بيان تاسيس حزب الدعوة ان سبب انشائه هو "لمقاومة المد الالحادي في العراق". وكان "المد الالحادي" يخوض نضالا شعبيا ضد النظام الملكي العميل لبريطانيا. فمرجعية الطرفين كانت في لندن، وليس في الازهر، او الحوزة العلمية في النجف.
واليوم مثل الامس يعود كل منهما الى احضانه الاصلية. الذي يهمنا هو تشابه مسيرة جماعة عفلق في العراق، بقيادة صدام حسين بالقفز الى السلطة، والتمهيد لبناء سلطة الحزب الواحد، والفرد الواحد قائد الامة. صدام حسين اراد قيادة الامة العربية فقادها من هزيمة الى اخرى. نوري المالكي يريد قيادة الامة الاسلامية كلها، بعد ان فشل الخميني في ذلك، وتحول الى خطر على السلام العالمي، وارسل الاطفال الايرانيين، والعراقيين(ابناء المهجرين) للحرب، وهم يحملون (صكوك الغفران) جوازات سفر الى جناته المزعومة. فالنهج الانفرادي، الاستبدادي، المغامر، الذي يتبعه المالكي الان هو نفس النهج الصدامي. فقد بدأ المالكي بازاحة، واغتيال كل منافسيه بشكل مريب. فاغتيال محمد باقر الحكيم المنسوب الى القاعدة. ثم اغتيال سليم عضو مجلس الحكم في السابق.ابعاد، وتهميش، وتخوين قيادات تاريخية في حزب الدعوة حتى سيطر مع عصابته على الحزب بالكامل بعد التامر على ابراهيم الجعفري. وهاهو يتبع الخطوات الصدامية في الانفراد بسلطة الحكم بالعراق مع واجهة انتخابات مزيفة، وصولات عشائرية مثل بيعات صدام حسين، وقياداته القومية، والقطرية. صدام حاول تصفية كل الحركات، والاحزاب القومية، وارغامها الانتماء لحزب البعث، او التعرض للتصفيات الجسدية، او الهروب خارج الوطن: مصر، وسوريا، وليبيا، وغيرها. صدام اغتال الركابي، وحردان، والسامرائي، وغيرهم،  وعزل البكر.  فالتصفيات الدموية لقيادات حزبه في 1979. المالكي يريد ان يخضع كل الحركات الاسلامية الشيعية له ليواجه بها الحركات الاسلامية السنية. حاول مع الفضيلة، والمجلس الاعلى، بشكل تامري، وبشكل دموي مع الصدريين. ولازال يخطف القيادات، والكوادر من جماعة الحكيم، وغيرها باغراءات الاستيزار، والمناصب الاخرى، او بالتهديد بالملفات! وهي نفس اللغة، والاسلوب الذي استخدمه صدام. قضى على منشقي الحزب الشيوعي المتياسرين بقيادة عزيز الحاج، واذل بعضهم بمناصب، ووظائف، او تصفيات جسدية. ثم توجه نحو الاحزاب الكردية، وبعدها الحزب الشيوعي العراقي. كان صدام يعتمد على اموال النفط، وسلطة الدولة، والدعم الامريكي له. بالضبد كما يفعل المالكي. وفي وقت يدعي محاربة البعث ويحاول "اجتثاث" كل معارضيه  السياسيين فانه مثل صدام احاط نفسه بمجموعة من ضباط المخابرات، ورجال الامن، والعصابات، والوصوليين، الذين استبعثهم، ورضوا به قائدا للامة. المالكي استتابهم، وكلهم بعثيون سابقون يشملهم قانون الاجتثاث(اخذ منهم البراءات كما فعل العفالقة بعد انقلاب8 شباط 1963على ثورة14 تموز1958). فرديته، وتسلطه حتى داخل قيادة حزب الدعوة، ومجلس الوزراء. قرارات فردية تهم مصير البلد، والعملية السياسية، بدون استشارة احد حتى من حلفائه. كل الوزرات الامنية بيده، وهو القائد العام للقوات المسلحة. نسخة عن تسلكات صدام، وعهده. خطابات، ومؤتمرات صحفية ارتجالية، مثل بدايات صدام. صدام اخذ يستعد بعدها لالقاء خطبه، ويناقشها مع مختصين. المالكي اسوء من صدام اذن، فلا زال يرتجل الخطابات في مناسبة، وبدون مناسبة، وكانه شيخ عشيرة. كل الاجهزة الامنية، والمخابراتية بيد بعثيين صداميين يستلمون الاوامر مباشرة منه، ولهم خبرة كبيرة في تلفيق التهم، ونصب الشراك، وتشويه سمعة الاخرين، والايقاع بالمعارضين. ثم يتشكى من الاندساسات، والاختراقات. يتحدث عن قمع المعارضين، وقمع انتفاضة اذار زمن صدام. المالكي انزل قواته العسكرية، استخدم القتل، والخطف، والتخوين ضد المتظاهرين المسالمين. في حين يستمر القصف اليومي للاراضي العراقية من "الشقيقة" ايران، و"الجارة" تركيا. اقام سجون سرية فاقت فظاعتها قصر النهاية، واشارت اليها تقارير منظمات حقوق الانسان الدولية. اما الفساد المالي، والاداري فالعراق يتصدر تقاريرغياب الشفافية، والفساد المستشري.  صدام سلط ابنائه، واقاربه، وعشيرته على امور الدولة. مكتب المالكي يراسه ابنه واقاربه، والمقربين ممن لا اراده لهم غير خدمة المامور. كل شئ لم يكن مستقلا في عراق صدام حتى القضاء، وهو نفس ما متبع الان. فالمالكي هو القاضي، وهوالحكم. اجهزة اعلام الدولة، وامكانياتها كلها تحت تصرفه، ولتبرير خروقاته الدستورية، والدعاية له. الان بدات الاغاني، والقصائد الرخيصة للمالكي الاوحد. يحاول تجيير كل المنجزات باسمه كما فعل صدام. فالتاميم قام به صدام، والانساحب الامريكي حققه المالكي، وهكذا. قريبا سيعلن عن نفسه المهدي المنتظر، ويصفي ثلاثة ارباع الامة. حراسات، وحمايات تذكرنا بالحرس الجمهوري، وقوات الحرس الخاص، بل حول المالكي كل الجيش، وقوات الامن العراقية الى مليشيات خاصة به. في حين تترك جماهير الشعب طعما للتفجيرات، والعبوات الناسفة، والاعمال الارهابية. في زمن صدام كانت خيوط الاتهام تشير الى عصاباته، والان تشير كل الدلائل الى اجهزة المالكي، لاشغال الناس، واذكاء الطائفية. ان حزب الدعوة الاسلامية، استعمل الاعمال الارهابية في زمن صدام خدمة لاسيادهم في ايران.العراقيون يذكرون، ان تلك الاعمال"الجهادية" لم تقتل، ولا مسؤولا صداميا واحدا. كل ضحاياها بسطاء الناس، الذين يعانون اليوم من جرائم، وقمع ارهابيي الامس. ان تسريب الدعوة الاخيرة لقادة البعث العراقي من سوريا اكدت الاخبار السابقة، عن اتصالات بين قادة حزب الدعوة، وقادة حزب البعث المحظور برعاية سورية ايرانية. لقد ارضاهم بتعيناته البعثيين في مفاصل الدولة المهمة. اثبت لهم حسن نيته. ولن يكون اليوم بعيدا ليعود عزت الدوري نائبا للمالكي، او رئيسا فخريا للجمهورية، او قائد الحرس الخاص للماكي، بعد اعلان توبته، ومبايعته له. ويكون الاحمد نائبا له، ومستشارا خاصا. كان تعداد جيش صدام مليون وهو في حالة حرب، والان تعداد القوات المسلحة مليون ونصف. الا ان استبداد صدام كان يوفر الامن، اما جيش الماكي فيوفر الامن للمنطقة الخضراء فقط مع بعض الاختراقات، والعمليات المفبركة، التي ينفذها حرس المالكي لاستخدامها كاوراق ضغط ضد معارضيه، وتبرير تسلطه. (وهو نهج مارسه صدام ايضا، وتخلص فيه من منتقديه، ومنافسيه). وزيادة عدد الملفات، التي يلوح بها لكل من يعترض على سياسته الديكتاتورية. وهو بهذا يجمع كل السلطات بيده كاي حاكم مطلق. صدام التكريتي هدد مصير البلاد كلها بحربه مع ايران، وغزوه الكويت ثم الاحتلال الامريكي للعراق. والان فان نوري التكريتي(مع الاعتذار للشرفاء من اهل تكريت) يهدد وجود البلاد كلها، فخطر التقسيم قائم، وخطر الاجتياح الايراني، اوالتركي قائم، وعودة الاحتلال سيناريو محتمل بسبب معاهدته مع اسياده الامريكان، ومنحهم حق التدخل، والعودة متى شائوا. هذا ما صرح به السفير الامريكي، وقائد القوات الامريكية في المنطقة، ووزير الددفاع الامريكي،  والسفير الامريكي المتجول في الشرق الاوسط في اكثر من مناسبة. ان مصير العراق، ومستقبل العملية السياسة، ومصير التغيير الديمقراطي بعد سقوط الصنم كلها على يد عفريت اسمه نوري كامل المالكي. فهل يتحرك شرفاء الشعب، والجيش، والقوى السياسية، والشرفاء في حزب الدعوة لانقاذ العراق من الكارثة المحدقة. ان الشعب العراقي سريع العقاب كما اظهرت نتائج الانتخابات الاخيرة. كما ان الذاكرة الشعبية لا زالت تتذكر جرائم الحرس القومي، ومؤامرات العفالقة ضد ثورة تموز، وهتافات الجماهير: "الما يصفق عفلقي". قد تتكرر اليوم فتهتف الجماهير: "الما يصفق دعوجي"!
فهل يرضي هذا مناضلي حزب الدعوة الحقيقيين، وهل هذه الديمقراطية الاسلامية الموعودة؟؟؟!!
رزاق عبود
4/!/2012

113
عن أي سلف "صالح" يتحدث الاسلاميون؟!

عندما تجادل الاسلاميين عن حلهم، ونموذجهم، وتواجههم بافغانستان، وايران، والسعودية، والعراق، والصومال، والسودان، وغيرها. تجدهم يتعللون بان هذه الدول لا تطبق الاسلام الصحيح . مع العلم، ان الحاكمين هناك من نفس الطينة، والمبادئ، والشعارات، والمشارب، والمرجعيات. يبررون، ماحصل من تخلف بابتعاد "الامة" عن اتباع امثلة "السلف الصالح". ويروون لك قصص منفردة، مفتعلة، مختلقة، منزوعة من سياقها التاريخي. ولكن من هم السلف الصالح ياتري؟ لو اتفقنا ان السلف الصالح هم الصحابة، والخلفاء الراشدين، او الخلفاء المشهورين، الذين يعتز الاسلاميون بهم ويطرحونهم رموزا للعدالة الاجتماعية. فاذا تصفحنا التاريخ، كما وقع، لا كما يحب ان يرويه السلفيون لوجدنا الهول. لا نجد ما يفتخر به المرأ، او يعتز به المسلم. فالمسلمون الاوائل بدأوا نشاطهم كقطاع طرق للقوافل التجارية، وفرضوا الاتاوات عليها، وحاربوا القبائل، التي لم تستجب للاسلام، واستباحوا اموالها، ونسائها. استعمروا المدينة، التي استقبلتهم بعد الهجرة، وفرضوا عليها قوانينهم، وتصرفوا مع اهلها كغزاة محتلين جزاء استضافتهم. وهاهي عصابات الاسلاميين تقوم اليوم بالخطف، والنهب، والسرقة، والسطو، والابتزاز لتمويل عملياتهم الارهابية، وتسميها غزوات!
انهم يتشبهون باسلافهم، الذين يسموهم صالحين، ولا ندري اي صلاح، في ان يترك ابو بكر جنازة صديقه، واخيه، ونبيه، ويجمع اصحابه في السقيفة لينصب نفسه خليفة على المسلمين. ثم يقتل كل من عارض خلافته، حتى لو كان من الصحابة، وحفظة القرآن. وقد وصل به الامر الى حد استباحة نساء المسلمين تحت ماسمي "حروب الردة"! فقط لان الناس ارادوا استخدام اموال الزكاة في مناطقهم بدل ارسالها الى مكة لتوزع على اغنياء قريش. اي ان "المرتدين" سبقوا اوربا بالف واربع مائة سنة، بالمطالبة بالنظام اللامركزي.عمر بن الخطاب، الذي يسموه العادل، والفاروق يدور بعصاه (الدرة) ويضرب الناس، وكانهم دواب. لم يبق احد في مكة لم يشتك من غلاضته. وقصة اشعاله النار لامراة جائعة هي، واطفالها تعني، انه لم يحقق العدل، والكفاء، والمساواة، الذي وعدهم به الاسلام، ويدعي الاسلاميون الان انهم سيحققوه، ولم تحققه اي دولة اسلامية لاحديثا، ولاقديما. ان منظر المجاعات والجياع في الصومال، والسودان الذي يطل علينا يوميا عبر شاشات التلفزيون كان موجودا اذن في زمن عمر وغيره من الخلفاء حسب رواياتهم. اما عثمان بن عفان فمثله مثل اي ملك ظالم، مثل صدام، والقذافي، ومبارك، وعلي عبدالله صالح، وماركوس، والشاه اعتبر ان املاك الدولة (خزينتها العامة) ملك شخصي له ووزعه على اهله، وعائلته، واصدقائه. ولما اعترض صديق النبي محمد، وحافظ قرآنه، وحديثه عبدالله بن مسعود كسر اضلاعه. وعندما اعترض اصدق المسلمين، واكثرهم مطالبة بالعدل الاجتماعي ابي ذر الغفاري جلده، ونفاه الى الصحارى.علي بن ابي طالب قضى كل ايام حكمه حروبا، لازالت مستمرة حتى الان. اما جرائم معاوية بن ابي سفيان، فمعروفة. فقد رفع القرآن على اسنة الرماح، وقصف الكعبة بالمنجنيق، وسبى واستباح نساء مدينة نبيه. وفرض نفسه عليهم، وعلى بقية المسلمين، وغير المسلمين خليفة بقوة السيف، والارهاب. معاوية دس السم للصحابي مالك بن الاشتر، والحسن بن علي بن ابي طالب. قتل الثائر محمد بن ابي بكر الصديق، واحرق جثته في جوف حمار. اي منهم سلف صالح يا ترى؟ واليه على العراق الحجاج بن يوسف الثقفي، السفاح الذي قتل مئات الالوف من العراقيين المسلمين؟ ام ابنه يزيد الفاسق، الذي ذبح اهل بيت النبي، وجز رؤوسهم، وحملها على الرماح، وهو امر لم تفعله العرب قبل الاسلام؟ ام قائد جيشه سعد بن ابي وقاص، الذي احرق خيام بنات النبي، وحفيداته وهو يصرخ:"لا تبقوا لاهل هذا البيت باقية"؟! ام الشمر بن ذي الجوشن الذي جز رأس الحسين حفيد النبي، وسبى حفيدة محمد زينب بنت علي؟! ام ابو العباس السفاح الذي دشن حكم العباسيين بمجزرة رهيبة منحته اسمها؟ كل الخلفاء، واغلب ولاتهم، ان لم يكونوا كلهم، الذين جاءوا بعد محمد من ابي بكر حتى سقوط الخلافة العثمانية اياديهم ملطخة بدماء الشعوب مسلمين، وغير مسلمين فعمروا بن العاص ذبح اقباط مصر بالالاف. واخرين سبوا الصابئة، واليهود، ومسيحيي العراق، وسوريا، وفلسطين رغم انهم من اهل الكتاب. السلطان العثماني مراد الاول ذبح في يوم واحد مئات الالوف من اهل بغداد عندما غزاها. اذا كانوا هؤلاء اسلافكم الذين تفخرون بهم، فكيف ستكون افعالكم وانتم اليوم تملكون الاسلحة الاتوماتيكية، والكيمياوية، والجرثومية والقنابل، والطائرات؟ ستعلونها حربا على العالم حتى ينتهي بني البشر.
تاريخ سلفكم لاينسجم مع منطق الحضارة اليوم فنظام الحدود، وقطع الايدي، والرجم، والصلب، والحرق، وسمل العيون، والعبودية، والجواري، والموالي، والغلمان اعمال بربرية، وتعتبر جرائم ضد الانسانية الان. الشعوب تثور اليوم من اجل الحرية، والديمقراطية، ولم يكن بين سىلفكم حاكم واحد منتخب بشكل حر. كلهم جاؤا بالسيف، والتأمر، والمكر، والخديعة.كلهم كانوا حكاما مطلقين جمعوا كل السلطات، والثروات بايديهم، كاي ملك مطلق الصلاحية. كل خلفائكم "الراشدين" ثار الناس عليهم، وقتلوا باشكال مختلفة. شهدت فترات حكمهم فتن، ودسائس، وحروب، وتسميم، وقطع اطراف، وسلخ الجلود، ونفخ الابدان. لقد اجتاح يزيد بن معاوية مدينة نبيه، واستباح نساء، وبنات الصحابة، حتى حملت الف عذراء. لقد نكسوا معارضيهم، ومخالفيهم في الابار، اوالقوهم من شواهق الجبال، او تركوهم يموتون تحت شمس الصحراء. فعلها ابي بكر، كما فعلها اخر خليفة عثماني. هؤلاء، واقتداءا بالسلف الصالح، ورشدهم ابتكروا القازوق، وغيرهم من "محاسن" السلف. هل سلفكم الصالح من فروا في غزوة احد؟ ام العبد "وحشي" قاتل الحمزة عم النبي، و"سيد الشهداء"؟ ام تقاتلهم على الغنائم في كل الغزوات، التي تفتخرون بها، وتجددونها اليوم في افغانستان، وباكستان، ونيجريا، والعراق، والسودان، والصومال، واندونيسيا، واسبانيا، وتنزانيا، ولندن، والهند وغيرها، وغيرها؟ اسلافكم كانوا عنصريين، متعصبين، حصروا الحكم بالعرب، و"الخلافة في قريش". فرضوا العربية على كل الاقوام. لم يغيروا شيئا في القوانين البربرية، التي كانت سائدة قبل تسيدهم على الشعوب "فالعين بالعين، والسن بالسن، والانثى، بالانثى، والحر بالحر، والعبد بالعبد" وهكذا. حقد اسود، وتعطش للدماء:"اقتلوهم حيث وجدتوموهم" وثأرشخصي اعمى لم يسبقه مثيل:"اقتلوه حتى لو كان متعلقا باستار الكعبة". قتلوا الاطفال، والمجانين، واغتصبوا العذارى غلية. منعوا الخروج على الحاكم، حتى لو كان ظالما، مستبدا. ها هم شباب "الامة" اليوم يتصدرون ثورات الشعوب، التي تطيح بحكامها، ليأتي السلفيون، ويحكموهم بامر الله! واقتدائا بالسلف الصالح كما يعلنون!
اذا كان اولئك هم اسلافكم. لا نريدكم ولا نريد جرائمكم.
للحديث صلة
رزاق عبود
27/12/2011 

114
ماذا يعني شعار "الاسلام هو الحل"؟!

يرفع الاسلاميون، على مختلف مذاهبهم، واحزابهم، شعار "الاسلام هو الحل" ولكن ماذا سيحل الاسلاميون ياترى اذا استلموا الحكم؟! ماهو الحل السحري الذي يوهمون به بسطاء الناس؟ لقد استلموا الحكم في افغانستان بمساعدة  المخابرات المركزية الامريكية، وربيبتها المخابرات الباكستانية، فماذا جرى ياترى؟ نصبوا المشانق، والمقاصل في كل شارع. حولوا الملاعب الرياضية الى ساحات اعدام، ورجم. اجبروا الناس على مشاهدة قسرية لبربرية الحل الاسلامي بالرجم، والجلد، وتقطيع الاطراف. اغلقوا المدارس، والاعمال، وسدوا كل ابواب الحياة بوجه البنات، والنساء، واقتصروها على الاولاد، والرجال، واختزلت مدارس الاولاد الى كتاتيب يعلم فيها ملالي،لا يعرفون العربية، اصعب كتاب عربي: القرآن. حرموا المرأة من كل حقوقها، وباعوا بنات الافغان في اسواق النخاسة، لمن يدفع اكثر داخل وخارج الحدود. حجبوا النساء في بيوتهن، وعزلوهن عن المحيط بقطعة قماش تغطيها من قمة راسها حتى اخمص قديها، وكانها خيمة متحركة. حطموا الزراعة النامية، ونشروا زراعة المخدرات، وعملوا على توزيعها، وانتشارها، واصبحت اهم مصدر للدخل القومي.

حطموا الكنوز الحضارية الافغانية، ونسفوا اكبر تمثالين لبوذا على الارض، وحرموا سكان المنطقة من السياحة، ومردودها. منعوا الموسيقى، والغناء، بل حتى الحلاقة. سدوا كل ابواب الثقافة الحرة. انقسموا على انفسهم، وقسموا الشعب الافغاني، الى شيع، وقبائل، وزعامات، وعصابات، ومجموعات متحاربة. اثاروا الفتن، والصراعات المحلية، واصدروا فتاوى باراقة دماء الالاف من الابرياء. استخدموا الاطفال للقتال، واستغلوا اجسادهم قنابل موقوتة. حاربوا العالم كله، واحتضنوا كل ارهابيي العالم. حتى صار اسم المسلم الافغاني يعني الارهابي. وضعوا لوحة على الحدود الافغانية، وكتبوا: معمل الارهاب العالمي. فقر، وجوع، وتخلف، وامية، وانحطاط، وحروب، وتشتت، وتشرد، وغربة، ودمار، وذبح يومي للبشر. لم يحلوا اي مشكلة في البلد، بل حلوا الدولة، والمجتمع. تلاميذهم في الصومال مثل اساتذتهم دمروا البنية التحتية على بساطتها، وقاموا بتهديد السلم الاهلي، والعالمي، وشنوا حروب التفكيك، والقرصنة، وقتل الابرياء في الاسواق، والمدارس، والمستشفيات.

الاسلاميون الحاكمون في السودان قسموا البلاد، وشطروا العباد، بعد حروب اهلية طاحنة، واستعباد شرس للشعوب غير العربية في السودان. باعوا الافارقة عبيدا، وجواري داخل، وخارج السودان. وحولوا البلد الى ساحات حروب، وشقاق، ونزاع، وفتنة. في ايران نفس الخراب، والدمار، والبطالة، وامتهان حقوق الانسان. السعودية تدعي الاسلام، وتحكم باسمه. ورغم انها الدولة النفطية الاولى في العالم فلا زالت الامية، والفقر، والامراض منتشرة في مملكة البدو. تمييز طائفي، واحتقار للمرأة، وصل حد الافتاء بمنعها من الجلوس على كرسي، او اظهار فتنة عينيها. ناهيك عن قيادة السيارة، او السفر. اولياء امرها اطفال قاصرون، حتى لو كانت عالمة ذرة. فالحل الاسلامي اذن هو حل المجتمع، وتخريب الاخلاق، وتمزيق الاواصر الاجتماعية، وتفتيت الروابط الوطنية، وجعل المسلم يحتقر "الذمي"، ويستعبد "الكافر" ويقتل "المرتد" ويقيم الحدود على الشباب، اذا تهندموا، وتانقوا، وواكبوا ركب الحضارة البشرية. تقاتل المذاهب، والطوائف الاسلامية بحيث يحلل دم الشيعي"الرافضي"، ويجاز قتل السني"الناكر للولاية"، كما حاصل في العراق. نشروا فكرا ظلاميا، واقاموا حكما طائفيا، يقتل فيه الاخ اخيه، ويستباح فيه مال الجار، وعرضه.

ولا يامن فيها المرا على نفسه، وماله. في العراق، كما في افغانستان جاء الاسلاميون الى السلطة بمساعدة الامريكان. الغريب انه رغم الامثلة السيئة، والنماذج المخيفة، والنتائج الفظيعة لحكم الاسلاميين في العالم، قديما وحديثا، فان الحركات الاسلامية تطالب "بالحل الاسلامي" واوله اضطهاد المرأة، كما يحصل الان في العراق، وايران، والسودان، وجنوب لبنان، واندونيسيا، وليبيا، وستلحقهم تونس، ومصر، واليمن، والاردن، والمغرب رغم دعاوى الاعتدال، والوسطية الكاذبة. فقندهار هي النوذج المثالي، والمتبع في كل الدول التي ابتلت بحكم الاسلاميين، او نفوذهم الواسع! فتاوى بالخلع، وسفك، واهدار الدماء، كما في مصر. قد تختلف في الاشكال، والنسب حسب الظروف، والضرورات. لكن الصورة نفسها: تفكيك، وحل اللحمة الاجتماعية لكل مجتمع يقوده سوء حظه الى قيادة الاسلاميين له. اي خلق مشاكل جديدة مستعصية للمجتمع، واعادته الى ظلام القرون الوسطى. ولا تحدثني عن تركيا فاسلاميو تركيا اعلنوها منذ اعادة اجازة حزبهم، واستلام السلطة، تخليهم عن تطبيق احكام الشريعة الاسلامية، وامنوا بفصل الدين عن الدولة، و تعهدهم القبول بالحكم العلماني، الذي يعني الدين لله والوطن للجميع. تخلوا عن "الحاكمية لله" وارتضوا بحكم الشعب، وصندوق الاقتراع. فان تخلوا عن هذه الاختيارات سيرفضهم الشعب التركي في اول انتخابات.
رزاق عبود
22/12/2011


115
ورحل البصري الوسيم، معلم الجميع محمود عبد الوهاب!
ضرب الجرس فاسرعت بفتح الباب لاصادف رجلا طويل القامة، وسيم، بشرة شقراء، طلعة اوربية، واناقة غير عادية، وقبعة امريكية من الخوص. استقبلته ببشاشة مرحبا
Hello welcome!
"شنو تحجون انكليزي بالبيت"؟! فاجئني بلهجته البصرية الهادئة، وابتسامته المازحة. "عفوا ظننتك احد زملاء اخي في العمل. احيانا ياتون خبراء من الخارج فيتبرع بمرافقتهم"! "لا، لا، انا من الولاية بس شوية كاشف"! وربت على كتفي ضاحكا بمرح، يداري حرجي!
خرج اخي من غرفته مسرعا يعدل هندامه، وهو يصيح مرحبا بضيفه، ملتفتا الي: "انه استاذنا محمود عبد الوهاب الا تعرفه"؟! لم اره سابقا، بقيت، باهتا انظرالى هذا العملاق البصري "انه مارون العراق الذي حدثتك عنه"! هتف اخي بجذل، واحترام، وفخرلايخفى. كان اخي مولعا بالادب، والنقد الادبي. كان معجبا جدا بالناقد اللبناني مارون عبود، ويردد دائما: "انه عصر مارون عبود". كان ذلك في ستينات القرن الماضي. محمود عبدالوهاب يجله الجميع، بل ينتظرون، ويتمنون تقييماته، وملاحظاته، ونقده، وكانه حكما لكل ما ينتجه الاصدقاء. كنت شابا، لكني اذكر كتاباته في مجلة "المثقف"، التي كانت تصدر في خمسينات القرن الماضي.اخي يحتفظ بكل اعدادها منذ صدرت وحتى منعها. طالما تصفحت اعدادها فضولا.فاجد قصص محمود عبدالوهاب القصيرة، ونقده الذي لم افهم منه شيئا.
محمود عبدالوهاب الشاعر، والناثر، والناقد، والمترجم، قصاص، وروائي. ضم البصرة، والادب في صدره كما يضم رئتيه. لم اصادقه، ولم احضر جلساته فلست من جيله. اخي انسحب، وانعزل بعد انقلاب شباط الاسود، ثم مطاردات ناظم كزار الرهيبة في السبعينات. انا اختطفتني السياسة كلية. لكن اسمه ظل يتردد، ومواقفه يتداولها الناس. سياسيا، ونقابيا، ومهنيا، وثقافة موسوعية. زاره احد الاصدقاء بعد السقوط فسألته عنه. اجاب: التقيته، وتحدثت معه، وسجلت صوته انه يقترب من ثمانينات عمره، لكنه حيوي، ونشيط، ولا يكل الحديث كعادته. الحديث الدروس. انه الشيخ الوحيد، الذي التقيته، ولا يهذي. ذهنه ضافيا، وكانه ابن العشرين. يتذكر كل الاسماء، والحوادث، والطرائف. ذاكرة عجيبة رغم كل هذه السنين، والعذابات. انه ايقونة، وامثولة البصرة في ثقافته النوعية الواسعة، وادبه الجم، وكياسته.
رفض الهجرة: "لااقدر على ترك البصرة يوما واحدا انها رئتي الكبيرة"! عندما زرت العراق تمنيت ان اراه، ان احج اليه، ان اقبل يديه، ان احي صموده، واصراره، وبقائه. لكني خشيت، ان يعاتبني، يؤنبني: لماذ خرجتم؟ لماذا هاجرتم؟ انه مثل رشدي العامل رفض مغادرة العراق. فضل الصمت، والقراءة على الهروب. كتب رشدي في احدى رسائله لاصدقائه: "لا افعل شيئا الان: اجلس في غرفتي، استمع للموسيقى، وافكر فيكم"! كنت، في غربتي اتخيله متل رشدي العامل صامدا، بطلا، شامخا حتى ودعنا دون ان ينالوا من صموده، وصمته. خشيت ان يؤنبني، كما انب رشدي اصدقائه، وحذرهم:"لا ترحلوا فالغربة اسود من وجه الجلاد"!  محمودعبد الوهاب مثل رشدي العامل لم يرحل. بقي امينا لبيئته، ينتزع منها الابداع، والرمز، والصراخ الهادئ. قارئا، ومترجما، وكاتبا في انتظار الزمن المناسب!
المفارقة المحزنة، ان الشاعر مهدي محمد علي كتب في رثاء الشاعر المبدع محمود البريكان بعد مقتله في اذار 2002 اي قبل سنة من سقوط الصنم على ايدي اسياده. وسماه بالمعتزل الحميم: " ...غادرنا الشاعر محمود البريكان بعد رحلة اعتزال شديد، وتواجد مديد لما يزيد عن خمسين عاما من الشاعرية، والشعر.. عرف بزهده بالنشر رغم انغماره بكل قضايا الشعر وقضايا الناس..."! اظن ان مهدي كان سيكتب عن استاذه محمود عبدالوهاب مثلما كتب عن محمود البريكان، ربما كان سيزيد عدد سنين نشاط وابداع محمود عبد الوهاب وحضوره الدائم. لكن مهدي رحل قبل استاذه بايام قليلة. فمحمود عبدالوهاب، لم ينعزل، ولم يصمت، ولم يتقوقع، انه لايستطيع ان ينعزل، مثلما لايستطيع ان يصمت. ظل يقرا، ويقرا، ويكتب، ويكتب. ظل مع الناس، الذين احبهم، واحبوه. مع اصدقائه، وتلاميذه من ادباء البصرة، وفنانيها، الذي خدموه حتى ساعاته الاخيرة، بعد ان ظل وحيدا، بلا اهل، ومهملا بتعمد من قبل سلطات، لاتبحث الا عن ابواق، رغم انه سيد المقاومين. واشرف من كل الحاكمين. لم يرحل، لم يهرب، ولم يتواطئ. انه مثل رشدي العامل الذي قال عن نفسه: "اني سعيد لاني لم اكن اعلانا، ولا شعارا كاذبا، ولا مهرجا في سوق النخاسة، ولا متواطئا"! قال ابو علي ذلك، وهو في عقر دار الظلم، وتحت سيف الجلاد. وربما قال محمود نفس الشيئ، وان لم يقل فقد قام بنفس الفعل.
رزاق عبود
10ـ12ـ2011


116
الرحلة الاخيرة للمهاجر. الشاعر الانيق مهدي محمد علي يودعنا على عجل!

من الرحيل عبر بادية السماوة الى الرحيل عبر بوابة الخلود. سفرة طويلة من الالم، والاحلام، والامال، والغربة، والابداع، والحنين، والاصرار، والتمسك بالذاكرة، والذكرى، والمكان، والزمان، والانسان. عرفته، وانا صبي، صديقا لاخي المولع بالادب، والثقافة، والسياسة، وحب الاطلاع. كانت لدينا مكتبة غنية من الكتب الممنوعة، وغير الممنوعة. كان هذا، ربما، سر صداقتهما. ثالثهما كان الشاعر الكبير عبدالكريم كاصد. جلسات من النقاش الفكري، والادبي، ومتابعة اخر القراءات، واخر الاصدارات. الدواوين، والروايات الجديدة. اسماء لامعة جديدة من امريكا اللاتينية حتى الصين، وفيتنام، والكتب، والمجلات المصرية. كان مهدي يأتي، وينزوي في ركن من غرفة اخي حيث المكتبة، ويظل يلتهم الكتب. اذا اطللت عليه يقابلك بابتسامة خجولة، او نكتة عفوية. اخي يفهم من فتحة الشباك ان مهدي في غرفته. مهدي يدخن، وليس في بيتنا من يدخن، او يطيق دخان السيجائر، اوريحة الخمر. كان مهدي يجيد اخفاء الزجاجة، والقدح بحيث لايثيرا شك، وغضب، او حساسية ابي المفرطة تجاه كل ماهو "حرام". يدخل اخي البيت، ويسال: "هل فأر الكتب في الغرفة"؟! "سالناه اكثر من مرة، ان كان يريد طعاما، وكالعادة يفضل انتظارك"! تجيب الوالدة. وتستغل الفرصة لتعاكس مهدي، الذي تعتبره احد افراد العائلة، تفتح باب الغرفة بهدوء: "ها، يمه ما جعت؟ شنو حية رمل؟" كان مهدي يضحك جذلا، كالطفل، وهو يسمع تعليقات امي الحريصة، ان تداريه، وتبدي حنانها، كانه احد ابناءها. اذا تاخر في زيارته تسأل اخي بقلق واضح: "يمة اشو اخوك مهدي صار فترة ما بين خاف مريض؟ اسأل، خابر"!.كان اخي يطمأنها بمزاح: "لاتخافي، اكيد دار التقدم جايبة كتب جديدة، والاخ مشتريهن! من يخلصهن يجي"! كانت هذه الصورة، التي رسخت في ذاكرة افراد البيت جميعا عنه. اضافة الى هدوئه العجيب، وسرعة بديهيته، ومزاحه، ونكاته، وبساطته، وتعليقاته. اذا ضرب الجرس، وسمع احد يسأل عن الطارق: فيرد "جريذي الكتب"، اما اذا كانت امي من يسأل فيجيب مع ضحكة بريئة، دافئة: "حية الرمل"!
الصورة الثانية، عندما التمسته، ان يصحح اولى محاولاتي الشعرية العامية. اخذها بتردد مع ابتسامة، وديعة، خجلة. كان بوده ان يعتذر، وتحرج من ذلك. قدر احترامي له، وثمن ثقتي بتقييمه. فقبل على مضض. مرت ايام، فسالته ان كان قد صحح القصيدة. جلست الى جانبه، ولم اجد خطا، او شطبا. سالته: ماذا الم تصحح القصيدة بعد؟ اجاب برقته المعهوده، موجها، نظراته الذكية، الحاذقة خلف نظارته الانيقة: وماذا اصحح منها انها قصيدتك، وبالعامية، وانا لست خبيرا بهذا النوع من الشعر؟! ثم انك اعطيتني القصيدة مكتوبة بقلم الرصاص، وانا، لا احب، ان اشوه اوراق الاخرين بالحبر، او قلم الجاف، او الالوان. ولم اجد ما يستحق الملاحظة. عليك ان تواصل التجارب، يبدو ان لديك موهبة، وأقرا المزيد. وقتها لم اصدق انه قرأها، او اهتم بها، وربما هو لايحب الشعر "الشعبي"! فسألت الاستاذ علي العضب عن رايه في القصيدة. "جميلة، ولا اخطاء فيها"!. والاوزان، والبحور؟ سالت مستغربا! "انها من بحر الخبب". علقت: اذن الاستاذ مهدي محمد علي لم يجاملني؟! فاحتج علي العضب: "اذا كنت قد سالت الاستاذ مهدي، فلماذا تسالني  هو شاعر مهم، واستاذ في اللغة العربية"!
الصورة الثالثة: طلبت منه المساعدة. بل المساندة، والتنسيق.احد الاشخاص في محلتنا، كان بعثيا عدائيا يستفزنا، فيخط على جدران بيوت اصدقاء الحزب الشيوعي شعارات حزب البعث مثل "امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة"، او "وحدة حرية اشتراكية". وبخط جميل جدا، فني، وكانه خط القرآن، الذي يكتبه الخطاط الشهير هاشم. الكل كان يكرهه، ويعاديه، لفعلته، ولا يطيقه لفظاظة لسانه عند النقاش، وتهجمه المباشر على الفكر الماركسي، حتى وان كان، من يناقشه ليس شيوعيا، ولا حتى يساريا. فالكره، والامتعاض كان عاما ضد البعث، وافكاره، في بداية حكمهم نهاية ستينات القرن الماضي. اما انا فقد اتبعت معه خطا اخر. تقربت منه، رغم انه لا يود التقرب مني خوفا من تقارير رفاقه عليه، وخشية الاصطدام، والمواجهة. لكنه كان يجد نقطة التقاء معي، وهي الاهتمامات الادبية، والثقافية. كان مولعا بقراءة الا دب، ومعجبا باستاذه في اللغة العربية مهدي محمد علي. ويراه يتردد على بيتنا. طلبت من مهدي ان يحاول التاثير عليه، ويشجعه على قراء كتب غير متوفرة في الاسواق. فبدا مهدي يشجعه على قراءة الكتب لشعراء، وروائيين عالميين، وعراقيين. فاكتشف بنفسه ان افضل ما قرأه من الشعر، والرواية، والادب العام، وكتب الاجتماع، اوالسياسة، او التاريخ...الخ كتبها ماركسيون، او شيوعيون وموجودة في بيتنا. وكلما ازداد اعجابه ازداد ابتعاده عن البعث العربي الاشتراكي. اقنعته ان حزب البعث حزب قومي عربي، وهو كردي الاصل، وانه حزب افكاره فاشية تسلطية عدوانيه، وانت انساني النزعة، رغم تعجرفك المصطنع. تغيرت افكاره الفلسفية الى المادية، وتبدلت نظرته الى المرأة. وقطع علاقته السياسية، والفكرية، والتنظيمية بحزب البعث. كان عضوا في مكتب الثانويات في الاتحاد الوطني لطلبة العراق. وهذا المستوى من التنظيم لا يصله، الا من كان بعثيا بدرجة نصير، وعدائيا شرسا ضد الشيوعيين خاصة. كان هذا سببا،فيما بعد، للحكم غيابيا عليه، وعلي بالاعدام حسب القوانين، التي اصدرها صدام بحق البعثيين، والعسكريين السابقين، اذا انتموا لحزب اخر، ومن كسبهم لذاك الحزب. هرب وقتها ذلك الشيوعي المتحمس، والبعثي السابق في نهاية السبعينات، الى الكويت بتحريض مني، ودعم من والده، ليتجنب الاعدام، وانا سافرت الى الدراسة في الخارج بعد فترة مطاردة، وتخفي. بعدي بفترة هرب الاستاذ مهدي ناجيا بجلده عبر بادية السماوة الى الكويت، ومنها الى سوريا، التي استقر فيها. لم يعد للعراق بعد الاحتلال، وسقوط الصنم. ليس خوفا، ولا ترفعا، ولا ترفا، فلم ينعم بذات "الترف"، والامان، الذي نعيشه في اوربا. لكنه خشي، ان يرى البصرة على غير ما تركها. بقيت البصرة في ذهنه جنة البستان. وسيبقى هو في ذهننا الشاعر، والانسان.
كتب عن هروبه عبر بادية السماوة، مع صديقه وزميله الشاعر عبدالكريم كاصد، ومخاطر الموت اختناقا في "تانكر" حشره به المهربون مع صديقه، ورفيقه الشاعر عبدالكريم كاصد. كتب عن اكتشافه، وتلمسه، تشوه، وخراب، وانسحاق الانسان العراقي تحت طاحونة الفاشية، والحصار بعد التقائه ببعض اقاربه، ومعارفه الزائرين، اواللاجئين في سوريا. ظل قريبا من الوطن، لم يبتعد كثيرا عن بيئته، وجماهيره، ومحيطه، وقرائه. مثل مظفرالنواب ظل يحتضن العراق في قلبه، وعواطفه، واحاسيسه، ويتنسم هوائه عبر الحدود. ظل شاعرا بنتاجه، وتحسس نبض الوطن حتى توقف قلبه عن النبض. كتبت له عدة رسائل، ولم ارسلها. لا زلت محتفظا بها، كانها تعويذة ضد النسيان، وخشية، ان تسبب له مشاكل الرقيب، وتثير لواعج الاحزان. لم اتصل به كل هذه السنين، ولم ازره. اقسمت ان لا ازور سورية  حتى تتحرر من الطاغوت البعثي، الذي اظطر هو، ان يتحمل ظله الثقيل. لم يكتب لي هو الاخر. لكن رسائله كانت تصل لي عبر اللمسات الخفيفة الناعمة على النتاجات الادبية، التي ارسلتها الى الثقافة الجديدة، ونشرت.
حاولت مرة، ان ارسل له مساعدة بسيطة مع احد الاصدقاء. رفض استلامها قائلا: لا اظن انه سيوافق، فانا اعرفه جيدا، واخمن انه سر عدم اتصاله بك كل هذه السنين رغم كل هذه العلاقة الحميمية بينكم.
لقد اظطرني مهدي، يوما، ان اقول "لا" للحزب لاول في حياتي. رفضت الذهاب كمشرف على هيئة تضم مجموعة من ادباء، ومثقفي البصرة بينهم الشاعر مهدي محمد علي. كيف يمكن ان اذهب كمشرف على اساتذتي؟! امر غير مفبول، ولا معقول! وقد يخلق ردة فعل معاكسة. لماذا لا تقول قد يشعرون بالفخر؟ رد صاحب التكليف. لم اقتنع بالحجة، واصررت على احترام حساسية، ورهافة مشاعر المثقف، حتى وان، كانت ثقافته بروليتارية. نحن لم نؤيد الثورة الثقافية لماو تسي تونغ في الصين، التي اهان فيها المثقفين، والمتعلمين، وعزلهم عن الحزب، والجماهير. ولن اغامر ابدا في فعل، قد يساء فهمه، او يجرح كرامة اناس لهم مكانة في المجتمع. سارفض اليوم، مثل امس، نعي الحزب، ولن اسميه الراحل، فهو لم يرحل. انه سافر للقاء السياب، والبريكان، ومصطفى عبدالله، وغيرهم من الاصدقاء. انه باق معنا ابدا. كنزه الادبي يمنحه الذكرى، والخلود ابدا. الكلام يبدو انه تطاول على الواقع، اوتكابرغير مقبول. لكننا، لازلنا، لحد الان، ندرس، ونحفظ قصائد شعراء " "الجاهلية" فكيف بشعرائنا الذين تحتضنهم القلوب، والافكار، والكتب، والذكريات؟!
رزاق عبود
4/12/2011

117
عطية زايد البهادلي"ابو شهدي" بطل من الداكير* (1)

"في البصرة ماكو جبهة"! هذا ما كان يردده الناس. ويقصدون بالجبهة التحالف المشؤوم بين حزب البعث، الذي تظاهر بالتقدمية، والحزب الشيوعي العراقي اقوى، واوسع، واقدم الاحزاب العراقية في اواسط سبعينات القرن الماضي. "وكأنه هناك جبهة في بقية مدن العراق"، يرد الاخرين بسخرية، ومرارة! لكن البصرة لها خصوصيتها. فهي ثاني مدينة بعد بغداد، وفيها ميناء العراق الوحيد، وقواعده البحرية العسكرية، وفيها معظم احتياطي العراق من النفط. فيها شركة نفط البصرة، وملايين النخيل. مجاورة لايران، والكويت، والسعودية، ومياه الخليج العربي. مدينة فيها تجمعات عمالية كبيرة، وجمهرة مثقفة واسعة، وتاريخ نضالي طويل، وتراث من الغلبة اليسارية والديمقراطية في كل مفاصل الحياة الاجتماعية، والسياسية، والثقافية، و الفنية، والادبية، والرياضية، بل وحتى الدينية. خزين هائل من العداء لجرائم حزب البعث. كان التهادن غير ممكن، التساهل غير محتمل، النسيان شئ صعب. سفينة البعث غارقة لا محالة في بحر الشيوعية الهائج في مدينة هندال، وابو زيتون، وعبدالزهرة مزبان. جامعة البصرة، ومن اين ما اتى طلابها يصطبغ اغلبهم باللون الاحمر بعد فترة وجيزة. لهذا كانت الجبهة مجرد هدنة مؤقتة استغلها صدام ليضمن نجاح تأميم النفط، ودعم المعسكر الاشتراكي، وتحذير الجيران، والتفرغ للاكراد، وبناء اجهزة قمع قوية، ومركزة الدولة بشكل بوليسي رهيب، وتحييد، وتحجيم الحزب الشيوعي. المنافس الاكبر، والاخطر. رغم الانشقاق ورغم جرائم ناظم كزار. كانت الاعتقالات، والاغتيالات، والتغييب، والفصل، والطرد من الوظيفة، والتهديدات، والاغراءات، والمضايقات، ومداهمة البيوت، والاختطاف سمة الحياة السياسية في البصرة. حتى يوم توقيع الجبهة، وفي اثناء المسيرة المشتركة، للاحتفال ب"اعياد تموز"!17 تموز 1973 لم يمر بدون مواجهات، واعتقالات، وصدامات، وانزال لافتات الحزب الشيوعي بالقوة.

في 1977 بدات حملة مكشوفة للتسقيط السياسي، وزرع الخونة في صفوف الحزب، وتحييد المترددين، وتهديد الوف الاصدقاء، والمؤيدين، بعد الذعر الذي اصابهم من توسع جماهيرية الحزب، وامتداد تاثيره حتى الى دول الجوار، رغم كل اجراءاتهم التعسفية، والقمعية، ورغم كل اغراءات خططهم الانفجارية، والارتفاع الملحوظ للمستوى المعيشي، والنمو السريع للطبقة الوسطى. حاولوا زرع الشكوك بين القيادة، والقاعدة، بين الحزب، وجماهيره. حملة تأليب، وترغيب، وترهيب فظيعة. توسعت، واتخذت طابع مكشوف من الاستدعاءات، والتجاوزات، والاعتداءات، والاختطافات، والمضايقات في اماكن العمل، او الدراسة، او السكن. خفافيش الليل تتجول في عز النهار. سيارات الامن المكروهة تنشر الرعب في كل مكان. دائرة الامن تتضخم، وتتسع، وتتمدد سراديبها تحت الارض. مدينة كاملة من غرف الاعتقال، والتعذيب، والتغييب تحت واجهة مديرية الامن الصغيرة. مدينة تحت احتلال الحرس القومي الجديد!

في ليلة ظلماء رن جرس بيتنا. كنت متوجسا، ومتهيئا لك طارئ. كان الوضع "مكهرب" فكل ضربة جرس، او دقة باب، تعني زوار الفجر، الذين صاروا ياتون في أي وقت. خرجت امي لترى الطارق. وانزويت انا في الحديقة في مكان يسمح لي بالتنصت، والتصرف. سألها الطارق عن ابو فلان، فلم تعرف من هو ابو فلان! "يمه خاف انت غلطان"؟! طمأنها بصوت خافت، انه ياتي فعلا لاول مرة، وانها لم تره من قبل، لكنه متاكد من البيت، ومضطر للزيارة، واقسم انه ليس من الامن! عادت امي الى الباب الخلفي لتصدم بي، وانا اراقب من وراء زرع الحديقة: "يمه هاذه واحد ملثم يسأل عن ابو فلان، تعرفه منو هاذه؟!" طمأنتها بعد ان ميزت صوته، ان لاتخاف فهذا صديق، وربما بحاجة لمكان يتخفي به. احضريه الى الحديقة الخلفية. سلم علي، بارتباك، واعتذر لمجيئه الى البيت، رغم التعليمات الحزبية المشددة، ورغم ان الوقت متاخر ليلا. اوضح، قبل ان اسأله، انه عرف مكان بيتنا بالصدفة. راني، وانا ادخله مرة، وكان في زيارة لصديق في محلتنا. "لايهم الان، انت، ولا  كلاب الامن"! قلت مازحا. "لكن لماذا قصدتني، فليس لي بك صلة حزبية مباشرة. واغلب الصلات صارت فردية، واكيد لديك صلة ما"؟! اجاب: صحيح يارفيق! سحبته من جوار حائط بيتنا، وكان مغطى بسياج ضخم من الخضرة. وطلبت منه ان لا يستعمل كلمة رفيق، وان يخفف صوته لان الصوت في الليل يسمع جيدا. وان البيت المقابل، والمجاور وكلاء امن، واكيد لديهم مهمة مراقبة بيتنا. وقد يتنصتا الان. اعتذر مرة ثانية، وواصل حديثه: صحيح، انا لدي مسؤول، ولدي  صلة. لكنهم استدعوني الى الامن، ولما سالته عن رأيه قال: "اذهب، واصمد، ولا توقع على أي تعهد"! اخشى ان يكون مسؤولي قد سقط سياسيا، ويتصرف حسب امرة الامن. من غير المعقول ان تكون هذه توجيهات الحزب. قلت لا لم يسقط ، ولكن هذا توجيه الحزب فعلا! فهل تريد ان تلتزم به، ام تفضل توجيهي؟! سال باستغراب، وامتعاض، وهل لديك توجيه مغاير؟ قلت نعم رأيي، ان لا تذهب، ولا تسلم نفسك! ولا تنام في بيتكم فيضطرون للمجئ الى مقرعملك، وهناك ناقشهم بصوت عال، وافضحهم، هددهم بانك ابن عشائر، وشرطة الامن اغلبهم من الارياف، وهذه الامور قد تؤثر فيهم، وهددهم بالثار...الخ حاربهم بسلاحهم، ولا تذهب معهم،  وان حاولوا اعتقالك عنوة، اهرب الى منطقة عشائركم، حتى تتوقف الحملة، كما يعتقد الحزب، وان كنت اعتقد انها لن تتوقف، لانها لم تبدأ اليوم، بل ازدادت، واتخذت اشكالا اكثر حدة، وبصورة مفضوحة. هنا سألني بتحد، وعنفوان الشباب: ولماذا لا اسلم نفسي، واصمد هل تشك بقدرتي على الصمود؟! قلت له ياصديقي انت جئتني، وخرقت الضبط الحزبي، والتسلسل الحزبي، وانت تلبس بيجاما، ودشداشة، ومستعد للاستسلام لسجنهم، او اعتقالهم، او توقيفهم سميه ما شئت. وهذه مؤشرات ليست جيدة. اضاف بسرعة، وبصيغة تحدي: ومعي هذا ايضا. رفع بوجهي كتاب "تحت اعواد المشانق" للمناضل الشيوعي الجيكي، وصموده في سجون النازية. نظرت اليه، بحيرة، وعطف معا، وحاولت اختيار كلماتي فانا اعرف حساسيته، وحماسته، واندفاعه، الذي يصل حد التهوراحيانا، بسبب قلة الخبرة، وصغر العمر، وعدم دراسة الامور، ولا فهم الواقع. "انت لست شتاينبك يا عطية، واذا حاولت الاستعانة به، فهذا يعني ان هناك خوار في داخلك، وتحاول ان تجد من يدعمك، في صمودك. الامور تختلف، وامكانيات الناس على الصمود متباينة. وانا لا اضمن حتى نفسي رغم ثقتك العالية بي. بحيث اخترتني للاستفسار. ربما اموت تحت التعذيب، وربما اسقط براچدي واحد. احيانا يتقلص العالم الى دائرة صغيرة ضيقة جدا ينعدم فيها التفكير، والاصرار، ولن ينفعك، وقتها شتاينبك. قد يلقوك عاريا تماما على ارضية السرداب، ولا تجد ما تستر به عورتك، فكيف بكتاب تستجدي منه الصمود. الصمود موجود هنا في قلبك، وهنا في راسك". امسك يدي بقوة، مستفزا، وقال بحدة: "اذا سقطت انت، يطبك مرض، اما انا، فلن ينتزعوا مني كلمة"! اجبته بعد ان بلعت اهانته: "هذا شئ جيد، ان لا تعترف بالرموز، فمن صمد في 63 19ذهب بنفسه هذه المرة. واتمنى ان تصمد، ولا تنهار، ولكني لا انصحك بالتسليم، واختبار نفسك، فلسنا دراويش. لديك طريق افضل لتثبت لهم انك لا تستسلم بسهولة. الموافقة على الاستدعاء، والذهاب بارادتك، وقدميك، هي اولى خطوات الاستسلام. وهم يعرفون ذلك جيدا، فلهم خبرائهم، ومختصيهم في علم النفس الانسانية، وهناك من يتحداهم، لكن لا داعي لهذه الفروسية الان، فهؤلاء بلا اخلاق، وهم مصممون على سحقنا هذه المرة. عد الان الى مكان اختفائك، وفكر جيدا بما قلته".

في اليوم الثاني كانت البصرة القديمة تتحدث عن شاب صغير شيوعي هرب من عمله في المبايعات الحكومية، لان الامن جاؤا لاعتقاله، وكان يهتف بحياة الحزب، ويهدد الذين جاؤوا لاعتقاله. ابتسمت مع نفسي للخبر، فلقد صدق توقعي، وصدق هو كلامي، وعمل بتوصيتي. بعد فترة التقيته صدفة في الشارع، وطلبت منه ان يعبر الحدود الى الكويت، لان اقاربه يعملون "سواق" على خط الكويت، واكيد لديهم صلة بالمهربين. بعد اسبوع  من حديثنا، اعترض طريقي فجاة في نفس المكان، وانا احاول التملص من متابعة رجال الامن، الذين توقفوا على بعد ليراقبوا، وربما فكروا، انهم سيضربون عصفورين بحجر واحد. سالته مستغربا: لماذا عدت؟ اجاب رفضوا استلامي هناك. لم يكن معي ترحيل! اجبته بشكل عصبي، منزعجا من تصرفه: لو أستلموك لكانوا اغبياء، او من رجال المخابرات. من انت حتى يفتحوا احضانهم لك، واغلبهم هناك، بلا اقامات، وقد التجأ اليهم الكثير من الرفاق مؤقتا؟! قاطعني بفظاظة: انا لا اتحمل البقاء بعيدا عن الحزب، واخشى ان اتهم بالجبن، والتخاذل! اجبته بعصبية: انا اخبرتك، انا طلبت منك، وهذا يسمى تراجع منظم، للحفاظ على الكادر، حتى تتضح سياسة الحزب، ويقرر طريقة تصرفنا، وتحركنا. يبدو ان الصدمة كبيرة،  والضربة عامة، والهجمة منظمة، وقيادة الحزب في ارتباك واضح. ونحن قد نحتاجك في وقت اخر، او في مكان اخر. فلا تفرط بامكانية تواجدك بعيدا عن الاعتقال في الكويت، او غيرها فهذا مجرد اجراء احترازي ومؤقت، وليس هروبا، او تخاذلا.

كان ذلك في خريف عام 1978بعدها لم اره، ولم اصادفه مرة ثانية. انا تركت العراق في "مهمة" دراسية، واقنعوني ايضا انه امر حزبي، وتراجع منظم، للحفاظ على الكادر، وسنستدعيك عند توفر الظروف المناسبة. وها قد مر اكثر من ثلاثين عاما، ولم يستدعني احد. تحول التراجع المنظم الى غربة، ثم الى "توطن" كما يصفه الشاعر سعدي يوسف.بسبب عمق الضربة، وفاشية الاساليب التي استعملت ضد منظمات الحزب. لكنني ظللت اسال عنه، واتابع اخباره الشحيحة. كنت معجبا بشجاعته، وعنفوانه، واشعر بمسؤولية خاصة اتجاهه. حتى صعقني احد الانصار، وهو يستمع الى القصة التي اعيد ها دائما على مسامع الاخرين. سالني هل تقصد ابو شهدي؟ قلت لا اعرف ما اسمه الحركي، لكن الذي اعرفه انه سافر الى الكويت مرة اخرى ثم عاد الى الوطن، والتحق بالانصار. قال هو ذاك اذن لقد سمى نفسه ابو شهدي تيمنا بالشيوعي المصري الشهيد شهدي عطية. لقد كان شجاعا حد التهور كما وصفته، وهذا نابع عن ايمان، وصلابة، ومبدأية عالية، وتربية عائلية، واستخفاف بالموت. قاتل، وحمى رفاقه، واستشهد ببطولة. بكيت وقتها طويلا. شعرت بالفخر لانه كان احد رفاقي. وبالحزن الشديد لخسارته المبكرة، وهو بعمر الزهور، مثل العشرات غيره. الان افكر كم من الشباب، والكوادر الحزبية، والعلمية، والثقافية سحقتهم طاحونة الفاشية الصدامية، والاخطاء السياسية غير المدروسة، وكيف اخذنا الحماس النضالي جميعا، واستسلمنا للرومانسية الثورية دون تمحيص، ودراسة. انحني، اليوم، احتراما لكل من سبقنا، في رفض المغامرات، التي راح ضحيتها المئات من خيرة ابناء، وبنات الحزب والشعب. احد الحكماء اوصى: "يجب ان تتخذ قرارك عندما يكون قلبك حارا، ورأسك باردا، وليس العكس". لكن من اين كنا سناتي، وقتها، ببرودة الاعصاب، ونار الغدر، والخيانة تسحق اجساد الرفاق، وتغتصب الرفيقات؟! كلنا كنا نتسابق الى الشهادة، الى الموت في سبيل المبادئ. ونسينا، تحت وقع الحماس، ان مهمتنا هي المحافظة على الحياة. والا كيف يمكن ان ترسل مثلا سعدي يوسف، او كوكب حمزة، ليقاتلا، ويستشهدا، ومن يعوضهما؟! كم اتمنى الان، بعد ان برد الرأس، ان من كان بيده القرار، وقتها، ان يقول للاخرين ما قلته لعطية يوم كان يريد ان يذهب بنفسه الى الموت.

*الداكير هي كلمة محورة عن الدوكيارد الانكليزية بمعنى المسفن. مكان تصليح، وصيانة السفن. وهي جزيرة صغيرة في نهر شط العرب ترتبط بمنطقة العشار قرب مديرية الكمارك  بجسر الداكير. كان عطية يسكن مع اهله هناك.

رزاق عبود

118
سوريا شعب ثائر، ونظام جائر!

منذ مارس/اذار الماضي، والمظاهرات السلمية المناهضة للنظام السوري مستمرة في كل المدن السورية. عدد ضحايا الثورة الشعبية يقترب من الاربعة الاف. لاول مرة في تاريخ سوريا تتحول الاف العائلات السورية الى لاجئين في تركيا، ولبنان اضافة لمن نجح منهم من الوصول الى اوربا، او من تشرد داخل سوريا. ورغم القتل، والذبح اليومي، وانتهاك الاعراض، واستباحة حرمة البيوت، ومحلات العبادة، فان الشعب السوري يبتدع كل يوم اساليب نضالية جديدة. لقد تجاهل النظام السوري مثل اغلب دول العالم والاقليم، في البداية، مطالبات الشعب السوري بالاصلاح. نعم، مظاهرات سلمية طالبت بالاصلاح، والحرية، والديمقراطية، وحقوق الانسان المحروم منها الشعب السوري منذ نصف قرن من الزمان. ادعى النظام، ان خطة الاصلاحات موجودة على الطاولة، وضمن برنامج الحكومة! ولم نر منها اي شئ. ولما ايقن النظام ان الشعب لن يخدع هذه المرة، وانه اعطى الاسد فرصة 11 عاما ليقوم باصلاحاته الموعودة، لكنه لم يفعل. اخذ يهاجم المتظاهرين، ويتهمهم بانهم عصابات مسلحة. ثم ادعى ان عصابات مسلحة تطلق النار على المتظاهرين، وليس الجيش، وقوى الامن ليبرر اعداد الشهداء المتزايد. الشعب يرى الدبابات، والمدرعات تقصف البيوت، والمدارس، والمستشقيات والنظام يصر على لعبة العصابات المسلحة. ثم ادعى بمؤامرة اقليمية سرعان ما تحولت الى دولية على سوريا. حتى اوثق حلفائه ايران انتقدوا عنفه غير المبرر ضد شعبه. ورغم تردد العرب، وصمت العالم ظل الشعب يناضل، ويقدم الشهداء حتى ارغم العالم كله على التحرك. فرضت العقوبات الاقتصادية، والسياسية، والديبلوماسية على سوريا. عزلة دولية فظيعة لايخرقها الا ايران، والصين، وروسيا وهي دول تقمع شعوبها، وتقيد حرية الراي فيها. اما لبنان وحكومتها العميلة فهي الوحيدة التي تغرد خارج السرب العربي ترافقها حكومة اليمن المنهارة. وحكومة عراقية لا تمثل شعبها، بل مصالح ايران الطائفية. النظام السوري هو المسؤول الوحيد عما وصلت اليه الاوضاع في سوريا. كان بامكانه الاستجابة لمطلب الجماهير بالاصلاح، قبل ان تتطور الى التغيير، ثم الاسقاط، والان تطالب الجموع بالمحاكمة، والاعدام لقتلة الاطفال. كان يمكن الاستماع الى اعلان دمشق، الذي سبق ثورة الشعب السوري، ووقعه عشرات المبدعين، والناشطين السوريين. لكن النظام اعتقل معظمهم. لا يمكن لوم الشعب السوري. لقد استنفد كل الاساليب السلمية للنضال. مع ذلك لا زالت المظاهرات تصرخ سلمية، سلمية. ان ما يجري من مقاومة مسلحة من قبل "جيش سوريا الحر". رد على العنف السلطوي، وليس من قبل المتظاهرين المسالمين. اضافة الى العديد من العمليات، التي يقوم بها النظام، وينسبها الى الثوار مثل اغتيال رجال الامن، والشرطة، والجيش الذين يرفضون اطلاق النار على شعبهم. ان النظام البعثي السوري يقود، ويدفع البلاد الى حرب طائفية وحرب اهلية مثلما فعل اصدقائه حكام العراق في بغداد بامر من اسيادهم في ايران ليبرر استخدام العنف المفرط ضد الجماهير العزلاء. ان الدكتور الذي تحول الى ديكتاتور لا يستمع لشعبه، ولا يستمع لنصائح تركيا، الذي كان المبادر لفتح ابواب العرب امامها. ولا يستمع لنصائح، ومهل، ومبادرات الجامعة العربية، ولا حتى اصدقائه الروس، والصينيين. فهل كل هؤلاء يشاركون بالمؤامرة؟ هل كل اوربا "سنية" تحاول ابعاد العلويين "الشيعة" عن السلطة؟ وهل الطائفة العلوية راضية عن الجرائم التي ترتكب باسمها او تنسب لها؟ الكثير من المنشقين من الحزب، والجيش، والامن علويين! كان بامكان النظام التحول الى انفتاح تدريجي، وليس فقط وعود في تواريخ غير محددة، ولا موثوقة. النظام الاردني خشى من تطور الاحداث، وقدم تنازلات وكذلك فعل نظام المغرب. تنازلات قد تكون بسيطة، شكلية لكن الوضع الدولي، والمزاج الشعبي العربي لن يسمح بالتراجع عنها، او الالتفاف عليها، بل ستتطور مثل كرة الثلج. المثير للسخرية، ان القومجية، والوطنيين المزيفين يدعون انها "مؤامرة" ضد الصمود والمقاومة. اي صمود، واي مقاومة؟! لقد ترك حزب الله، ولبنان وحدهما في مواجهة اسرائيل، رغم انهما كان يقاتلان لحساب سوريا. وهوجمت حماس، ودمرت غزة، ولم يطلق من دمشق غير الشعارات الفارغة. بل لم يحم حتى رموز المقاومة من الاغتيال على اراضيه من قبل المخابرات الاسرائيلية! ناهيك عن الجولان، والمفاوضات السرية بينه وبين اسرائيل بوساطة تركية. نظام البعث السوري وقف مع امريكا ضد العراق بعد غزو صدام للكويت. قبلها وقف مع ايران ضد العراق في الحرب العراقية الايرانية. وقبل هذا كله رفض حافظ الاسد طلب الضباط الاحرار، والناصريين احتجاز السادات، الذي كان يزوره في دمشق، لكي يتمكنوا من التغيير ولم يفعل. كانت موافقة ضمنية من حافظ الاسد على معاهدة الاستسلام، التي خطط لها السادات، ووقعها في كامب ديفد. فعن اي قومية، وثورية، وصمود، ومقاومة يتباكي هؤلاء المخدوعين، ام المظللين، ام الرافضين رؤية الحقيقة؟ لقد تراجع موقف العراقيين التضامني القومي، مؤقتا، بعد سقوط النظام الصدامي. لان الانظمة العربية وقفت ضد التغييرات الديمقراطية، وليس ضد الاحتلال، فهي التي شجعت عليه! فهل يريد القومجية، ومدعي الثورية اليوم، ان يحولوا شعبا اخر ضدهم،خاصة، وانه حكم بالحديد، والنار من قبل نظام "قومي" لمدة نصف قرن كله هزائم قومية؟! انهم يخوفون العرب، والعالم، والاقليت السورية من سيطرة الاخوان المسلمين على السلطة في سوريا. الاخوان المسلمين، كما يعلن قادتهم، ضد التطبيع، وسياسة الاستسلام مع العدو الصهيوني. انهم يتناسون، عن عمد، ان حماس تابعة للاخوان المسلمين، وهي التي تقود خط المقاومة بكل الاشكال، وليس سوريا. لدينا تحفظات جديةعلى نهج، وبرامج الجماعات الاسلامية الفكرية، والاجتماعية، والسياسية، لكن تشويه، او تزوير الحقائق امر غير مقبول. الا يشعرون بالحرج، ان فقدوا الخجل نهائيا، عندما يلتقي قلقهم من سقوط النظام السوري مع القلق الاسرائيلي؟! انهم فقدوا البصيرة بالكامل. كيف يسمون نظاما تخشى اسرائيل، وامريكا من سقوطه نظام داعم للمقاومة؟! هل لانه احتل لبنان مثلما احتل صدام الكويت، وكسر ظهر المقاومة الفلسطينية، واضطرها للتفاوض مع العدو الصهيوني. رغم اننا لا نقر ذلك التبرير البائس لقيادة فقدت الثقة بحلفائها واشقائها، فادارت ظهرها لشعبها، وخذلت انتفاضة الحجر. فهل يعيد انصار الصمود والمقاومة حساباتهم، ويراهنون على الشعوب بدل الانظمة؟؟!!
رزاق عبود
20/11/2011

119
من مصر الضباط الاحرار الى مصر الشباب الاحرار

تكررت،كثيرا، مقولة، ان ثورة الضباط الاحرار في يوليو/تموز 1952 انقلاب عسكري اصبح ثورة بعد ان تبنته الجماهير. وان ثورة الشباب، والشعب المصري باغلبيته الساحقة في 25 يناير/كانون الثاني2011 ثورة شعبية "دعمها" الجيش. وهو ذات الجيش، الذي كان يدين بالولاء الكامل لحسني مبارك. هو ذات الجيش، الذي خطط مبارك لاستخدامه ضد الشعب لكن الجنود رفضوا ذلك. انهم الان ينفذون مطالب الثوار واحدا بعد الاخر. بعد ان نفذوا مطلبهم الرئيسي في ازاحة مبارك عن السلطة تحت اسم التنحي. او تسليم السلطة الى المجلس الاعلى للقوات المسلحة . حسب السيناريو الذي رسمه الامريكان بسبب علاقتهم المتينة مع كبار ضباط الجيش. لكن الاصرار الشعبي،كان ولا زال، على اسقاط النظام، وليس اسقاط الرئيس فقط. ان مطالب ثورة الشباب، التي التف حولها الشعب المصري، وتبناها، كما اثبت ذلك الزحف المليوني بعد خطابي مبارك، وسليمان في كل انحاء مصر. الامر الذي اقنع قادة الجيش انهم، حتى لو اطلقوا النار فان الشعب سيواصل ثورته. بعد ان استنشق شباب مصر الابطال عطر الياسمين التونسي فانهم نشروا على ربوع مصر الثورة عطر الفل البلدي. وسرعان ما حملت رياح الثورة، والتغيير، والتجديد هذا العبق ليدخل كل بيت في المنطقة العربية. ما علينا الا ان ننتظر اخبار الفضائيات عن ثورة جديدة في بلد عربي اخر. ومهما تعالى، وادعى الحكام بانهم ليسوا بن علي، كما ادعى فرعون مصر، وسقط. فانهم الان يدعون ان الجزائر، او اليمن، اوسورية ليس مثل تونس، او مصر. كما ادعى حاكم ليبيا، وسقطت سلطته في ليبيا.الان يضيف جزاري سوريا، واليمن اسم ليبيا. بعد ان تهاوى عرش "ملك ملوك افريقيا". وقتل اسيرا على يد الاسلاميين. الاسلاميون، الذين يريدون سرقة ثورة الياسمن في تونس عبر التهديد، والمال السياسي. يخططون ايضا لسرقة ثورة شباب مصر قبل الانتخابات، مثلما فعل زملاءهم في ليبيا. الاخوان المسلمين، وانصار القاعدة الذين انكروا مشاركتهم في الثورة المصرية، والثورة الليبية ثم استلموا دفة السفينة بالتعاون مع العسكر. يقبلون "توبة" القتلة، اذا انضموا اليهم، وسلموهم مفاتيح السلطة، وعفا الله عما سلف، مقابل كرسي الحكم. اما العلمانيون، فقد، يقيموا محاكم لكل رجالات العهد الماضي لكل من سوق لسياسته، وساير خيانته، وسرق اموال الشعب والوطن.
لقد توقفت "ثورة" الضباط الاحرار عام1952 في منتصف الطريق، وصارت "سلطة" الضباط، الذين لم يعودوا احرارا. اكلهم الفساد، والخيانات، والنزاعات، والصراع على السلطة. واليوم يحاول العسكر بشتى الطرق، وهذه المرة، بمساعدة الاسلاميين سرقة ثورة الشباب والشعب المصري. بمختلف الطرق والوسائل، حتى لو استعانوا باسرائيل.اليوم بات على الشباب المصري، على ابطال التحرير، ان يوقفوا ارجاع عقارب الساعة الى الوراء. لقد احبطت معنويات الجماهير العربية، بعد ان صدمت بانحراف ثورة الضباط الاحرار، فانكفأت لفترة طويلة جدا. يجب عدم السماح للمخطط الاسلامي الامريكي الاسرائيلي اختطاف الربيع العربي. وها نحن نراهم كيف سمحوا للناتو بتهديم ليبيا، وتشويه صورة ثورة شباط فيها، ويتفرجون اليوم على ضحايا الشعبين السوري، واليمنى ليعاقبوهم بشكل اشد بعد ذلك بتسليم السلطة لاعداء الديمقراطية. الديمقراطية، التي ثارت من اجلها الشعوب. الديمقراطية، التي يحاولون اجهاضها قبل ولادتها ليكبحوا جماح الشعوب الاخرى بتقديم نماذج مشوهة للديمقراطية ليخدعوا الشعوب بعقم نضالهم من اجل الحرية، والديمقراطية، وحقوق الانسان. مرة اخرى يقع مصير المنطقة بايدي الشعب المصري. عسى ان لا يخذلنا هذا الشعب المعطاء، كما خذلنا ضباطه "الاحرار". نضع املنا، وثقتنا بشباب مصر وقواه الحية الساعية نحو حياة افضل، وتصدر نضال شعوب المنطقة نحو حياة حرة كريمة، بلا قمع، ولا ظلامية، ولا مجالس عسكرية!
رزاق عبود

120
تحرير ثورة التحرير!
ثورة الشعب المصري، التي فجرها شباب مصر، ليس لها مثيل في التاريخ المعاصر، ربما تشبه قليلا ثورة شعب رومانيا ضد شاوشيسكو، التي ضيعها البيروقراطيون. وتشبه كثيرا ثورة الشعب الايراني التي اطاحت بالشاه، واختطفها الملالي. وربما ثورة اكتوبر البلشفية التي سرقها ستالين. اصرار، وثقة كبيرة، ومواصلة عجيبة بعناد ثوري مميز، ومطاليب واضحة، وعشرات الشهداء. اجبرت الجيش على "الحياد" ثم التحرك، لاجبار مبارك، بامر من واشنطن، للتخلي عن السلطة. ثورة الشباب حركت ملايين المترددين، رغم دعاية، وحرب اعلامية رهيبة من قبل اعلام السلطة، وداعميها في الخارج، وجيش ضخم من الشرطة، وقوات الامن، وعصابات البلطجية، وجيوش المجرمين المسلحين، والقتلة الماجورين. الشعب اراد اسقاط النظام، فسقط راسه، وفرض المزاج الثوري، والضغط الشعبي في شوارع، وساحات مصر الثائرة، التراجع المستمر لقادة الجيش، اصدقاء الرئيس القدامي. لم يتحقق حتى الان، الا مطلب رحيل زعيم النظام، وكل الايجابيات الاخرى فرضها المزاج الثوري. لكن التوجس، والحذر، لازال ضروريا. لان الطريقة التي تنحى بها راس النظام تشير الى اخراج امريكي بارع. حاول حسني مبارك ان يخرج عن مساره، فاجبر على التخلي خاصة، وان سامي عنان جاء من واشنطن مع خطط التحرك التدريجي حسب تطور الاوضاع. ويبدو ان مبارك، وسليمان كانا مصران على تنفيذ خطتهما الخاصة بالمراوغة، والمناورة، واستغلال الوقت، واستخدام اساليب البلطجة، والترهيب ومحاولة شق المعارضة، ودق اسفين بين قوى المعارضة، والقوى الثورية في ساحة التحرير، وبين مكونات الشعب المصري. كانت واقعة الجمل، التي خططت بتنسيق بين الجيش، وقوى الامن القشة، التي كسرت ظهر البعير، والبروفة الاخيرة، لخداع الجماهير بان الجيش يقف لجانبهم. حتى الان نجح المجلس العسكري الذي ركب الموجة واختطف الثورة من خداع جمهرة كبيرة من الشعب المصري، بانه يقود الثورة الى بر الامان. نجحوا في انقاذ رقبة مبارك، وابنائه، واعوانه المقربيين. ونجحوا في تبرئة انفسهم من جرائم النظام (السابق). لقد شقوا وحدة قوى الثورة، فبعد ان كانت قوى الثورة موحدة اصبحت الان مئات الاحزاب، وعشرات الجبهات، وعديد التحالفات. والاف المرشحين والشخصيات! المجلس العسكري يتقرب من هذا، ويغازل ذاك، حسب موازين القوى، والدور، والحساب المستقبلي. لا زالت قوات الامن بدعم العسكر تمارس الاعتقال، والتعذيب، والتغييب. ويقدم نشطاء الثورة المدنيين الى محاكم عسكرية خلافا للدستور، وخلاف العرف الدولي، وتعارض اتفاقية حقوق الانسان، التي اعلن المجلس العسكري انه يلتزم بها. قانون الانتخاب ملئ بالالغام. ويخدم اطراف بذاتها عقدت مع المجلس في الظلام اتفاقياتها المشبوهة لضمان مراكز العسكر، وضمان حصانتهم المستقبلية. ان الشعب المصري يعرف هذه الوجوه التي شاركت مبارك كل جرائمه ضد الشعب المصري، والفلسطيني، والعراقي، والشعوب العربية الاخرى. رآهم، وهو يؤدون التحيات لحسني مبارك، وجمال مبارك، وسوزان مبارك على شاشات التلفزيون، وصفحات الجرائد. وقد استعانوا بنفس المرتزقة من الاعلاميين، الذين اعتمد عليهم حسني مبارك، في تبرير جرائمهم بحق الثورة وشبابها. نفس الجوقة، التي وصفت ثوار ساحة التحرير، بالعملاء، والخونة، والاطفال، وغيرها ومن كلمات الاستهانة، والاستخفاف، والشتائم. يعرضون اليوم خدماتهم، بكل صفاقة على المجلس العسكري، ويقدمون ولاء الطاعة لاولياء امرهم الجدد. يدعمهم "محللين" و"مراقبين" و"خبراء" عسكريين متقاعدين ممن كانوا يمسحون احذية الريس ويؤدون التحية "العسكرية" لابن سيدهم "المدني" رغم تقاعدهم عن الخدمة. صاروا اليوم يشتمون شباب الثورة، ويسموهم بالخارجين عن القانون! اي قانون؟!
الشعب المصري، وقواه الحية، وشباب الثورة عليهم الان مسؤولية تاريخية في فضح، وتعرية المجلس العسكري، ورفع مطالب الثورة من جديد، وعدم الاكتفاء بسقوط راس النظام. يجب اسقاط النظام كله. هدف الثورة. ومحاكمة من خانوا الشعب، والوطن، والقسم العسكري، وسرقوا اموال الشعب، وبدل حماية الحدود والشعب ساروا على سنة، وزير الداخلية السابق، في تمزيق وحدة ابناء الشعب المصري، ونشر العداوات، والتعصب، والطائفية لتبرير فرض حالة الطوارئ ومحاربة، ومحاكمة، واطلاق النار على كل من يعارضهم. آن الوقت لاستلام المقود، استعادة الدفة، قبل ان، يفاجأ احرار مصر بغزوات جمل جديدة، وبلطجية جدد، ومرتزقة جدد يتحدثون باسم الثورة، ويقتلون الثوار. وتضيع تضحيات ساحة التحرير، وربما تمسح من الوجود، او تصبح قاعدة عسكرية للمجلس، او موقع لمحاكمات الشوارع، لمن اذلوا رئيسهم! نجح السيناريو الامريكي. يجب الان فرض سيناريو الشباب المصري!
رزاق عبود

121
اجواء اوربا المسممة بالدعاية الاسلامية!

في مشهد رئيسي في فيلم بوب فوسه "الكباريه" يجلس الكاتب الانكليزي الشاب (بريان) مع الالماني (ماكسيميليان فون هيونه) في بار صغير للبيرة في الريف الالماني. هذا قبل ان يستولي هتلر على السلطة. ماكسيميليان، المتحدر من عائلة برجوازية المانية، لم يكن قلقا بشان صعود النازيين: تهورهم الجنوني، ومنظري المؤامرة، والشغب الذي يثيروه. ليس، مما لا يمكن، السيطرة عليه باعتقاده. على بعد ينهض شاب، ويبدأ بترديد اناشيد نازية. الفرقة الموسيقية تنتظم خلفه. بعد قليل يشارك الكثير في الانشاد. بريان، وماكسيميليان يتجهان نحو سيارتهم المنتظرة. "أولا زلت تعتقد انه يمكن السيطرة عليهم"؟!
الباحث الالماني فيكتور كليمبيرير، كان مقتنعا بان اللغة تشكل من يتحدثون بها.الكلمات(المتعصبة) المتشددة تؤدي الى سياسة (افكار) التعصب، او التشدد. كليمبيرير سجل ملاحظاته اليومية على صراع الخطابات في اوربا ثلاثينات القرن الماضي. ملايين التمرينات، بشكل اتوماتيكي، وبدون ادراك هضمت الكراهية الى الحد الذي لم يعد هناك شئ غيرها.
" كلمات مثل جرعات صغيرة جدا من سم الارسنيك: ابتلعت كلها بدون انتباه. كان يعتقد انها لا توثر لكن بعد فترة يعطي السم مفعوله"!
يقصد كليمبيرير ان "روح" الناس اتضحت عبر تلك اللغة.الكل يتحمل المسؤولية.
فرنسا بدات بترحيل الغجرغير الفرنسيين.الحكومة الايطالية ارسلت العصابات المسلحة ضد المهاجرين الافارقة. سويسرا منعت بناء مزيد من منارات المساجد.في البرلمان الاوربي يتعاون حزب المحافظين البريطاني مع النازيين الجدد في ليتوانيا. في بلجيكا كسب حزب الفلامنك الانفصالي الانتخابات. في المانيا اقترح احد قادة البنك المركزي زيادة الولادات، لان المسلمين بداوا يتحولون الى اغلبية. في هولندا اصبح حزب اليمين المتطرف (PVV) ثالث اكبر حزب في البلاد، والحزب يريد منع القرآن. في هنغاريا ميليشيات شبه عسكرية بملابس سوداء تقوم بدوريات في شوارع المدن. في السويد المتسامحة يدخل البرلمان حزب معادي للاجانب. حول كل القارة الاوربية ينمو الخوف من كل ماهو غريب، اجنبي، ومختلف. النرويج كان من نصيبها ان تدفن 77 من ضحايا الارهاب. بينهم العديد من المسلمين. و"لازلتم تعتقدون انه بالامكان ضبطهم"؟!
العنصرية في اوربا تتسع، وتمتد، ليس فقط بسبب الازمة الاقتصادية، كما حدث في المانيا، وايطاليا، واسبانيا الثلاثينات. بل لان المد الاسلامي صار هو الشبح الذي يخيف اوربا، وليس الشيوعية. كل عمل ارهابي في اوربا ورائه جماعات، وتنظيمات اسلامية، او بسببها. "الاسلام هو الحل"! شعار يخيف الجميع، حتى اقرب اصدقاء المسلمين في الغرب، ويحرج تضامنهم مع المسلمين. وهذا ماسماه العنصري النرويجي التحالف الماركسي الاسلامي. فاليسار الاوربي بمجمله لا زال يؤيد حق المسلمين، في اللجوء، والهجرة، وممارسة شعائرهم، وتأييد قضاياهم المصيرية مثل فلسطين، والديمقراطية. لكن الاسلاميين(ليس المسلمين) ملئوا شوارع اوربا بالخزعبلات، والسلوكيات المريضة الاستفزازية: كالصلاة في الشوارع. تعدد الزوجات، اطفال محجبات، زواح من القاصرات، اشباح نسائية تخفي حتى عينيها. لطم، وتطبير في شوارع لندن. ترويع الاطفال بمشاهد، وصور مخيفة، وشعائر تعود لما قبل التاريخ. فتاوى متخلفة، وخطب حرب همجية. الناس الذين يعينوهم، ويعيلوهم هم مجرد خنازير تدخل الجنة اذا قتلتهم، سرقتهم، تحايلت عليهم، خدعتهم، اغتصبت نسائهم. فكل اوربا التي احتضنتهم مجرد، وليمة حرب، ونسائهم سبايا عندهم. حلال الفسق بهن لانهن زوجات، وبنات، واخوات "الكفار" وهن "كافرات". يقمعون شعوبهم في ايران، وافغانستان، والسعودية، وليبيا، واليمن، والصومال. يحرمون الديمقراطية، ويعظمون الدكتاتوريين باسم اطاعة اولياء الامر. يولد، وينشأ، ويتعلم، ويعمل في بلد اللجوء ويكافأ من انعموا عليه بتفجير جسده النجس بين المدنيين الامنين من الاطفال، والنساء، والعجزة "كفارا" ومسلمين. لو تدخل جوامعهم، لو تسمع خطبهم، لو تتمعن توصياهم، لو تتفحص دعاءهم، لو تقرأ نشراتهم، وكتبهم، لو تشاهد فضائياتهم، لا تجد غير تربية الحقد، والكراهية، والقتل، والحرب. كل شئ مباح لتحقيق اهدافهم الشيطانية. ان المسلمين في الغرب لا يعانون من العنصرية بقدر معاناتهم من خوف الناس من تهديدات، وسياسات، وتفجيرات الاسلاميين. هؤلاء غير قابلين للتطور، رافضين للتمدن، محاربين للحضارة. يحنون الى الصحارى، وقطع الايدي، والجلد، والرجم، وفقأ العيون، واثبت ذلك "التائبون" في السعودية، واليمن، ومصر، وليبيا، ولندن، واسبانيا، والعراق، ونيجريا، واندونيسيا، والباكستان، وغيرها. انهم يريدون ان يزرعوا الارض مقابر من اجل الفوز بجنات وهمية. اوربا التي عاشت نصف قرن من السلام يريدون ان يفخخوا جسورها، وشوارعها، ومدارسها، وتلويث نفوس الشباب بعد غسل ادمغتهم وتوزيع الاكفان عليهم، بدل شهادات العلم، والمواطنة، والانسانية، والصحة، والطمأنينة، التي منحتها لهم بلدان اوربا "الكافرة". يريدون اقامة الخلافة، وحد السيف، وقتل المرتد، وفرض الجزية على اهل البلاد، التي فتحت ذراعيها لهم كالافعي، التي لدغت الصدر الذي احتييت بدفئها.
رزاق عبود

122
متى يعيد الحزب الشيوعي العراقي النظر في طبيعة علاقاته مع المثقفين؟!

الحزب الشيوعي العراقي اقدم حزب سياسي في العراق لازال يواصل نشاطه، ونضاله لتحقيق اهدافه. كان في خمسينات، وستينات، وسبعينات، وحتى منتصف ثمانينات القرن الماضي اكثر الاحزاب جماهيرية طوعيا، وافضلها تنظيما، وقدرة على التحرك بين صفوف الجماهير. بل الاكثر سطوة، وفاعلية في التعبئة خاصة بين اوساط المتقفين. كان موقف الحزب من مبدع ما، اوموقف المبدع من الحزب دليل، وفي اوقات كثيرة مقياس، وسر شهرته، ومكانته. لقد حافظ غالبية المبدعين على علاقة جيدة مع الحزب، وان اختلفوا مع بعض سسياساته، ومواققه.لان المستهلك الثقافي ياتي بالاساس من جماهير هذا الحزب. لكن قيادات الحزب بعد استشهاد فهد، وسلام عادل، للاسف، لم تواصل خط فهد، الذي كان يحترم المبدعين، ويتعامل معهم على هذا الاساس، ويقدر حساسيتهم، ومشاعرهم الملتهبة، ونزوعهم الفطري للاستقلال. لقد تعاملت قيادات الحزب مع الانتلجنسيا،للاسف، وفق الفهم، والخظ الستاليني.اعتقد انه دون وعي، او قصد، خاصة وان، اغلب قيادات الحزب،التي تحكمت بسياساته كانت من الانتلجنسيا المتأدلجة حتى النخاع. لقد اشترطت، تلك النخبة، مثل ستالين الطاعة العمياء لمنتسبي، واصدقاء الحزب، وانصاره، واعتبرتهم جنودا ملزمين بتنفيذ الاوامر الصادرة من المسؤول، اللجنة المركزية، المكتب السياسي، السكرتير.اعتقد، ان من عملوا في اعلام الحزب، على سبيل المثال، لمسوا، ويتذكرون حالة الاجبار، والالزام تلك، التي خلقت الاحباط في نفوسهم، وجعلت الغالبية تبتعد عن الحزب، ونشاطاته، واعماله، وصحافته، وحتى سياساته. بل وصل الامر ببعضهم الى مقاطعة، ومعادات نشاطات، وفعاليات الحزب لحد تسفيه المشاركة بالانتخابات. ليس لعدم ايمانهم بالديمقراطية، بل لان(قيادة) الحزب، رغم ادعاءات التجديد لاتزال تعتبر تصويت الاعضاء، والاصدقاء، والمناصرين أمر مفروغ منه (بالجيب) حسب التعبير الشائع. هذا احد اسباب المبالغة بحجم، وقوة الحزب الانتخابية. متناسين، ان الكثير تغيرت افكاره، ومواقعه الطبقية، والتزاماته، ونظراته الفلسفية، وهذا حق مشروع اذا كان قائما على اسس فكرية. بل نشأت على الطريق عداوات قائمة مع الحزب، ورغبة في الثار، والانتقام، والتشفي، للاسف الشديد.
ليس من حقي،هنا، تقييم الظروف، والاسباب، التي تغير، وتبدل فيها الكثير، خاصة جمهرة المثقفين ممن عانوا من قمع افكارهم، وارائهم، وتسفيه مقترحاتهم داخل الحزب، والتهم الجاهزة من الشللية، والتكتل، والتسيب.. الخ. وممن عارضوا الجبهة مع البعث بالتطير، والفقرالايديولوجي، والبتي برجوازية، والتطرف اليساري، والتفرج، وغيرها.هناك ايضا من له معاناته، وتجاربه المرة في حركة الانصار المسلحة في شمال، وجنوب الوطن. وهناك من اتخذ موقفا من الستالينية البغيضة اثناء الدراسة، او اللجوء،اوالعيش في الدول التي كانت تسمى اشتراكية. ولا ننسى الجمهرة الكبيرة، التي عانت مرارة، واحباط تجربة تواجدهم في اليمن الديمقراطية، وسوريا، والجزائر، وغيرها. كل من اجتهد، او اختلف، اوعارض، او رفض، او احتج، او ابدى رأيا، قد لا ينسجم مع الخط العام، ولو ممانعة خجولة. حتى من مارس حقه في النقد والتقد الذاتي اعتبر معاديا، او منشقا، او منهزما، اومشوش التفكير...الخ. لقد احتكروا النقد لانفسهم، وكانه حق مقدس للقيادات، التي تختار بعضها، وتتوارث المهمات، والمناصب، والادوار بالتوصيات، وكانها محفل ديني مغلق. رغم ان الحزب كان ولا زال بنظر عامة الناس يسمى حزب المثقفين. والمقصود شعبيا ان الشيوعيين كثيري الاطلاع، والقراءة، و"يفهمون في كل شئ". وان اغلب المبدعين محسوبين على الحزب. "انطي الثقافة للشيوعيين". "الشيوعين رب الثقافة". "كل المثقفين شيوعيين" وغيرها، وغيرها، مما يتردد من اقوال على افواه البسطاء، والواعين من ابناء شعبنا. كل مثقف في العراق كان معرضا للشبهة، والمراقبة ومحط شك رجالات الامن "لان كل مثقف شيوعي". بنظر سلطات القمع. يحظرني انه عند افتتاح دار الثقافة الجماهيرية في البصرة في 1969 جاء مدير دور الثقافة الجماهيرية مع حماية ضخمة، وسيارات مسلحة. ساله احد الشعراء الشيوعيين، وكنت على مقربة منهما: "هل يحتاج فتح دار للتقافة كل هذا السلاح؟ّ!" فاجاب البعثي، الذي تخلص منه صدام بعد فترة، بكل وقاحة: "خلي الثقافة الكم، احنه شغلتنه عرض القوة" وبابتسامة خبيثة، وحركة استفزازية رفع طرف سترته ليظهر مسدسه على طريقة رجال الامن. هذا يذكرنا بقول دوهرينغ الذراع الايمن لهتلر: "كلما سمعت كلمة ثقافة تحسست مسدسي".لعله ليس غريبا ان يكون اول وزير شيوعي في حكومة الاحتلال الامريكي وزيرا للثقافة. هذا اعتراف رسمي، سرعان ما ندموا عليه، بعد اكتشافهم اهمية هذا الموقع. ورغم ان ماركس، وانجلز، ولينين محسوبين على الانتلجنسيا الالمانية، والروسية، فان قيادات الحزب نظرت دائما للمثقفين نظرة حذر، واستصغار، واعتبرتهم عاجزين عن فهم الامورالسياسية، رغم وجود قيادات محسوبة على المثقفين كما اسلفنا. ليس مستغربا ابتكار عبارات من قبيل الانحياز الطبقي، او الانصهار الطبقي، اوالثقافة الاشتراكية، اوالثقافة البروليتارية، اوغيرها. لتبرير الانصياع الكامل.
ما دفعني لكتابة الموضوع، هذا الابتعاد المتزايد باستمرار لجمهرة المبدعين عن نشاطات، وفعاليات الحزب حتى الثقافية منها. بعد ان ذاقوا طعم الحرية، والتخلص من الوصاية الحزبية(خيمة الحزب) في دول اللجوء. كذلك تعدد المنابر والاحزاب، وتحول الحزب الشيوعي الى حزب صغير في الداخل. يلجأ اليه المثقفون كسند، ودعامة ديمقراطية، وعلمانية مضمونة. لكن الخيارات واسعة ولم يعودوا ملزمين(مضطرين) للانتماء الى حزب العمال والفلاحين، او العمل في صحافته، اواعلامه. ولم تعد الجمهرة الواسعة تبحث عن الفكر الحر، المتميز، الاشتراكي، الثوري. الفكر الظلامي هو السائد. وهو من يملك المال والسلطة. وهمش بهمجية كل الاخرين. اضافة لاجيال لم تسمع بالحزب ونضالاته. في الخارج تعلمنا ان الحزب بحاجة الى المثقف، وليس العكس، ان الحزب يتودد للمثقف وليس العكس.لقد وجدنا "فهد" في اوربا، وهو يربت على اكتاف المبدعين، ولا يلزمهم، ان يسيروا ورائه. قد يكون في المقدمة مناضلا، مكافحا، مضحيا، لكن ليس سيدا، آمرا، موجها. ليس بالضروري ضم كل المبدعين الى صفوف الحزب، وتحويلهم الى جنود.لقد كان رهيبا، ان يستبدل المبدع ريشته، او قلمه، او آلة عزفه ببندقة قديمة، في الجبال، والا تعرض للاتهام بالجبن، والتردد. لقد اجبرت الستالينية الكثير من المثقفين للتحول الى مخبرين، بالضبط كما فعلت المكارثية. لقد انتحر فابتساروف، و(مات!) غوركي مهموما، محصورا، معزولا لان ستالين اعتبرهم جنودا في جيشه المطيع. من يشاهد صورة ستالين، وهو يرفع نعش غوركي يفهم الاشارة، التي اراد ان يبعثها الى المختلفين "حفار قبر الثورة الاشتراكية" كما وصفه تروتسكي!
رغم كل الدروس، والعبر، والتجارب، والملاحظات، والتطور الفكري لا زال الحزب الشيوعي العراقي حتى في وثائق مؤتمره القادم، يصر على تسمية المبدعين ب(شغيلة) الفكر! من يقرا كتابات الاستاذ، الفنان المبدع فيصل لعيبي، او يعيد قراءة اشعار مظفرالنواب، اوسعدي يوسف سيري اي ذنب كبير، اذا لم نقل جرما، ارتكب بحق رموز ثقافتنا! وكم يعاني مبدعينا من احباط، ومرارة نتيجة ربط مسيرتهم النضالية، والابداعية بمسيرة الحزب. ان التكريم في المناسبات، والاشادة بعد الوفاة لن تعوض اي مبدع دقيقة واحدة تحكم فيها بمصيره من لايعي معنى كلمة مبدع!
ملاحظات لابد منها:
1 هذا ليس تهجما، بل وجهة نظر قد تلقى الاهتمام من مندوبي المؤتمر التاسع للحزب
2 اتمنى ان تكون الردود غير متشنجة
3 كل حركة سياسية لها هذا التاريخ، وارتبط مصير الملايين بها ملزمة بسماع الملاحظات الحريصة
4 لا يملك احد الحقيقة الكاملة، وكل اجتهاد معرض للخطا، او الصواب
رزاق عبود
30/10/2011     


123
شاعر سويدي يحصل على جائزة نوبل للاداب

كما هو معتاد في يوم 6/10 من كل عام خرج السكرتير الدائم لاكاديمية العلوم السويدية ليعلن اسم الحائز على جائزة نوبل العالمية للاداب لعام 2011. وقد تفاجأ الجميع عند اعلان اسم الشاعر توماس ترانسترمر.الذي اكمل الثمانين من عمره في ربيع العالم الحالي 15 ابريل/نيسان. وقد تعرض لجلطة دماغية اصابته بشلل نصفي في الجزء الايمن من جسمه. وتوقف عن الكتابة منذ عشرين عاما تقريبا. لكنه لازال يعزف على البيانو، احيانا، بيده اليسرى لعائلته، واصدقائه المقربين. لم يصدق احد الخبر، حتى زوجته وابنته الاكبر "أمما" تقول انها قطعت الامل منذ خمسة عشر عاما. وكانت تتوقع ان تكون الجائزة هذا العام من حصة الشاعر ادونيس. الكثير من محبيه والمهتمين بادبه، يأسوا من حصوله على الجائزة. اخرون، رغم فرحهم، بذهاب الجائزة الى سويدي، فانهم كانوا يفضلون استريد ليندغرن كاتبة قصص الاطفال العالمية. ترجمت كتبها لكل اللغات الحية تقريبا. احد نقاد الادب نيكلاس شيلرالمتخصص بادب ترانسترمر يقول انه ينتظر منذ عشرين عاما هذا الخبر، ويعتقد ان توماس شاعر عالمي، وليس سويدي فقط، لان اشعاره ترجمت الى 60 لغة اخرها البنغالية. ترجمت بعض قصائده الى العربية ايضا. زوجته تقول انها تعودت ان تنتظر كل عام في مثل هذا اليوم قرب التلفون. وعندما رن الجرس، وقدم السكرتير الدائم لاكاديمية العلوم السويدية نفسه ارتبكت ولم تعرف ماذا ترد. لكنه اضاف: "اظنك تخمنين سبب اتصالي، لكني اريد الحديث مع توماس". حيث اوجز له اسباب حصوله على الجائزة. طبعا توماس لا يستطيع الكلام، لكنه كان فرحا، جذلا كالطفل، وبدا انه اسعد انسان في العالم، بعد ان يأس من الانتظار. ويشعر بانه تكريم كبير، وتعجب في نفس الوقت لمنحه الجائزة.الكثير من النقاد، والمتخصصين بالادب شعروا بفرح كبير كونه سويدي وشاعر، وادبه يستحق الجائزة، ومرشح لها منذ عشرات السنين. توماس يكتب النثر، والشعر اضافه الى بحوثه النفسية كونه مختص بهذا المجال، وعمل فيه. ويكتب ما يسمى بالقصيدة اليومية، متحنبا الاهتمام بالهموم الكبيرة. تتسم قصائده بالصعوبة واختيار دقيق للكلمات، وفي معظمها قصيرة جدا، بعضها قد لا يتجاوز السطرين. المعروف عنه انه يرفض الشعر، والنثر السياسي، ويعتقد انها ليست من مهام الاديب.هذا مايعيبه عليه الكثير من المثقفين اليساريين السويديين. في السبعينات رفض توقيع بيان احتجاج، وقعه كبارمثقفي السويد ضد حرب فيتنام، وقصف هانوي.شعر بعزلة قاسية، وقتها، وانتقادات علنية اضطرته للسفر الى امريكا حيث بقي هناك سنوات طويلة. نظمت له سفرات الى المدن الامريكية لالقاء اشعاره، ومن هناك جاءت شهرته العالمية، لان المؤسسات الامريكية شجعت على ترجمة اشعاره لعديد من اللغات، وخاصة الانجليزية، فدخل اللعبة السياسية دون ارادته. ومن هنا يعترض البعض على الجائزة، لكنهم لا يختلفون على قيمته، واهميته الادبية. اوكما تقول الناقدة، والصحفية الادبية ماري لوندسترم انها: "تتنفق لاول مرة، بالكامل، مع الاكادميمة في اختيارها الموفق". اما مسؤولة القسم الثقافي في التلفزيون السويدي،الناقدة، والباحثة الثقافية ايفا بيكمان فتشعر بسعادة كبيرة لهذا الاختيار، وتفاجئت بها، مثل الكثيرين، وكانت تتوقع فوز ادونيس. اما بيتر انجلوند السكرتير الدائم للاكاديمة فيقول، انه لاينكر فرحته، وغبطته، وانه تاثر كثيرا باشعار توماس. وهو يركز على اهمية اللغة، التي استخدمها الشاعر وتكثيفه للعبارات، والاستعارات اللغوية، ونجاحه الكبير في كتابة ما يسمى السهل الممتنع. المعروف ان سبعة فقط من كتاب السويد حصلوا على جائزة نوبل للاداب، طوال تاريخها الذي تجاوز المائة عام، اخرهم توماس هذا العالم.اخرمرة حصل عليها مناصفة الكاتبين ايفيند يونسون، وهاري مارتينسون،عضوان في الاكاديمية السويدية عام 1974. الامر الذي اثار الشكوك، والتساؤلات، وقتها، حول مصداقية، وحيادية لجنة اختيار الفائز. الامر الذي جعل من المحرج طوال هذه السنين منح الجائزة لسويدي، رغم كثرة من يستحقها، من المبدعين.لكن يبدو، ان هذا الحرج قد انتهى الان، وباختيار موفق كما يقول البعض. وهي اجمل هدية بعيد ميلاده الثمانين كما تقول ابنته باولا. وتضيف: انا مثل ابي لازلنا تحت وقع صدمة المفاجئة، ولانصدق ان هذا حصل. "منذ كنا شباب في عمر 16 سنة كنا نكتب الشعر لكن توماس كان يتفوق علينا جميعا لا احد يضاهي المعيته الشعرية"! يعلق صديق الطفولة الشاعر والصحفي كريستر دوكة، وهويحشر نفسه، ليقدم باقة الورد لصديق عمره في الشقة، التي احتشد فيها عشرات الصحفييين، والاصدقاء، والاقارب من المحتفلين بالشاعر الذي يردد بصعوبة: "انه شرف كبير، وانا سعيد، سعيد، سعيد". زوجته التي رعته كل هذه السنين تحضنه، وتتحدث باسمه، وتجيب على اسئلة الصحفيين. باكورة كتباته مجموعته الشعرية الصادرة عام 1954 وضمت 17قصيدة اعلنت عن ميلاد شاعر عبقري حسب راي النقاد، وقتها، مثلما هو الان.
رزاق عبود
7/10/2011

124
قتلة الاطفال في دمشق، وصنعاء يحظون بدعم امريكي!
تتوارد الاخبار اليومية عن قتلى وجرحى جراء اطلاق النار على المتظاهرين، والمواطنين المسالمين من قبل قوات البعث السوري الهمجي، وقوات صدام الصغير في صنعاء. الرئيس السوري يواصل قمع شعبه بكل السبل، وافظعها القتل اليومي للاطفال، الذين تتزايد اعدادهم باستمرار متوقعا هذا الدراكولا البعثي، ان بامكانه اضعاف ارادة الجماهير السورية، التي تتظاهر ليل نهار من اجل صباح اجمل للشعب الذي تحمل عنف، وقمع، وسطوة الحزب الواحد، والشخص الواحد. نظام الاجهزة الامنية التي تحكم كل شئ في الوطن. وطن بكامله رهين اجهزة جهنمية، صممت لقمع الشعب، وتخريب الوطن. مستغلا الصمت الدولي، والدعم الاوربي، والامريكي بضغط اسرائيلي. النظام يلعب باسطوانة المتطرفين، والارهابيين، والقاعدة، ليغازل الغرب، واسرائيل الذين يكتفون "بالتهديد" بفرض العقوبات. وقد وصل حد التواطئ الى الاستسلام لوقاحة الموقف الرسمي الصيني، والروسي من ثورة الشعب السوري بمطالبة "الطرفين" بعدم استخدام "العنف" وكأن المتظاهرين، هم الذين يستخدمون الدبابات، وهم من يقصف البيوت، والمدارس، ودور العبادة بالقذائف والصواريخ. انتفاضة الشعب السوري السلمية، التي نأمل ان تنظم لها قطعات اكبر من الجيش السوري لتقليل معاناة الشعب، وحماية المدنيين، وتقصير عمر النظام الدموي. صريخ تركيا للدعاية الاعلامية فقط. هي، وامريكا تحاولان اطالة معاناة الشعب السوري، ليتسنى لهم اختيار البديل الاقرب لمخططات امريكا، والصهيونية في المنطقة،  بين رجالات المعارضة، او من داخل النظام من هو مستعد (اجباره) للتعهد بعدم معارضة المخططات الامبريالية في المنطقة، والتعهد بحماية امن الكيان الصهيوني، كما نجحوا نسبيا في ليبيا، وتونس، ومصر.
و"رينكو" اليمن عاد لينتقم من الشعب الثائر، يثأر من الشباب المتحمس لرحيله، بدعم سعودي، وتفويض امريكي، وتواطئ اوربي للقضاء على ثورة الشعب اليمني البطل. "الادارة الامريكية وضعت ثقتها في السعودية والمبادرة الخليجية" كما تقول هيلاري كلينتون. والسعودية، وامارات الخليج لاتريد ديمقراطية حقيقية على حدودها فالكابوس التحرري يؤرق سلاطين النفط. وقد انفضحوا، اي طغاة، وقساة، وطلئفين، وفاشيين، وهم يقمعون ثورة الشعب البحريني السلمية بالحديد، والنار. ولا زالت البحرين محتلة من قبل قوات البدو السعودية بضوء اخضر من واشنطن. فامدادات النفط، والقواعد الامريكية في البحرين، والكويت، وقطر اهم من الديمقراطية، التي يدعون دعمها. دماء شعوب المنطقة، لا ارخص منها، لارضاء العصابات الصهيونية المتحالفة مع الرجعيات العربية. اليمن لها حدود طويلة مع عمان، التي شهدت انتفاضة قمعت بسرعة، وصمت. ومع السعودية المتخوفة من انتقال شرر الربيع العربي الى اراضيها فهي مع علي عبدالله صالح مرة تهدد بفوضى شاملة في المنطقة، ومرة بملايين اللاجئين، ومرة بسيطرة القاعدة على اليمن. لقد دعمت السعودية، وامريكا صالح في حربه ضد الحوثيين والان ضد الشعب اليمني كله. وامريكا تخرق القانون الدولي، والسيادة اليمنية وتقوم بعمليلت عسكرية ضد "رجالات" القاعدة. تقوم بالتصفيات الجسدية على طريقة الكابوي، دون اكتراث بالقانون الدولي، اوالمدنيين، او المحاكمات العادلة لادانة مجرمي الارهاب الدولي.وصالح يقتل شعبه بموافقة امريكا طالما سمح، وسكت لها عن لعب دور الكابوي في جبال، وصحاري، ومدن اليمن. لقد عاد صالح بمهمة القتال ضد شعبه لتغطية خروقات امريكا للقانون الدولي متوهما انها سترضى عنه، وتبقيه، بعد ان رفضه شعبه. وكأنه لم يتعلم من درس بن علي، ومبارك، وقبلهما صدام. وكأنه لا يسمع بالخلاف المشتعل على العلن بين امريكا وحليفتها الباكستان، فقط لان، الاخيرة احتجت على خرق سيادتها، وطالبت بالتنسيق في العمليات ضد القاعدة! فهل يعتقد صالح، ان اليمن اهم من باكستان؟  سوريا تركت لتركيا لتلعب معها لعبى لوي الاذ رع الشكلية. والشعب اليمني ترك ليكون ضحية لتواطئات صالح مع امريكا، والغرب كله، وانظمة شيوخ النفط المحيطة به. لكن الربيع، الذي كشف امكانية الشعوب، التي تريد امريكا الحد منها ستكشف قبل "ويكيلي" زيف ادعاءات امريكا الديمقراطية. بل هي تسعى وراء تطبيق نظريتها في الفوضى الخلاقة، لتمنع انضمام بقية شعوب العالم، والمنطقة الى ربيع الشباب المنتشر حتى شوارع امريكا الرأسمالية الجشعة.
رزاق عبود

125
سوريا البعث، تتوارث السلطة، وتورث القمع!

تستمر قطعان البعث في حصد ارواح الشعب السوري، الذي انتفض بلا عودة من اجل طوي صفحة البعث الملطخة بالدم، والقمع، والارهاب. رغم التعتيم الاعلامي الرسمي، ومنع الصحفيين الاجانب من الدخول، او النشاط في سوريا، الا ان التقنيات الحديثة، ومنها الهاتف النقال، والانترنيت مكنت العالم من معرفة، ومتابعة ما يجري في سوريا الثائرة من اجل الحرية، والديمقراطية، وحقوق الانسان. فجريمة حماه الاخيرة يوم الاحد 31/7/2011 التي قتل فيها اكثر من مائة شخص في. دبابات، ومدرعات بشار الاسد اقتحمت شوارع المدينة، وبيوتها، واطلقت النارعلى المتظاهرين العزل. دون تمييز بين نساء، ورجال، و شباب، واطفال. الكل كان هدفا لنيران البعث الحاقدة على الشعب المطالب باسترداد كرامته المسلوبة، وحريته المغتصبة، ليعيد الشبل(الخبل) ما فعله ذاك ألاسد (الجحش). في استباحة المدن السورية، وتصفية الالاف من اهاليها. منظمات حقوق الانسان الدولية، والمحلية، التي تحصل على معلوماتها من مصادر موثوقة تشير الى اختفاء اكثر من ثلاثة الاف شخص منذ بدا انتفاضة الشعب السوري في اذار. وتقول المعلومات المتوفرة انه يختفي شخص كل ساعة. وقصة الطفل ذو الاثني عشر عاما اصبحت معروفة عالميا. حيث اختطف، وعذب بوحشية، واحرقت اجزاء من جسده، وقطع ذكره. واعيدت  جثته الى اهله لارهاب الناس. لكن الجماهير تزداد صلابة، واصرارا، على التغيير، والاطاحة بالنظام. ويبدو ان الطغاة لا يفهموا، انهم كلما اوغلوا بدماء الشعب السوري، كلما ازداد هذا الشعب اصرارا، وعزما لانتزاع ثأره من النظام الفاشي، الذي جثم على صدره منذ ستينات القرن الماضي بشعارات فارغة. فالوحدة العربية لم تتحقق، بل مزق وحدة الشعب السوري نفسه. ولا منح الحرية للشعب، فالبعث مرادف للقمع، والقتل، والسجن، والاضطهاد. اما اشتراكيته فلقد جعل الشعب السوري يتشارك بالفقر، والعوز، والظلم. ولا زال يطالب بتحرير العراق، وفلسطين ولم يحرر شبرا واحدا من الجولان. المحسوبية، والطائفية، والفساد، والسجون، والبطالة، والرشوة، والهجرة، والتشرد هي "المكتسبات" التي حققها النظام البعثي في سوريا. رغم تمتع البلد بالخيرات، ورغم مدنها الجميلة، وسياحتها العامرة، وسواحلها الساحرة. هذه الامور لم تعد خافية، ولم تكن خافية في يوم من الايام، فسجون سوريا معروفة بالتعذيب، وتضم معتقلين من جنسيات غير سورية. لكن الشعب تعب من الصمت، وكسر حاجز الخوف. لكن، للاسف الانتقادات الخجولة، و"العقوبات" الخفيفة، لا زالت تسم الموقف الاوربي، والامريكي، رغم ما يسمى "بتشديد" العقوبات على شخصيات النظام، ودعوة مجلس الامن للانعقاد. حتى روسيا حليفة النظام القوية عبرت عن قلقها من جرائم حماه. وتركيا الجارة الصديقة، بدات تصيح بصوت عال. اما الصمت العربي الرسمي، فلا يحيراحد، فهم ضالعون في الجريمة لانهم يقفون في طابور السقوط. وايران تمنح كل دعمها، وترسل قواتها، ومستشاريها لقمع الشعب السوري. وموقف الصين المخزي ليس غريبا. رغم استمرار التظاهر وتصاعد القمع، وحظر التجوال، واستهداف دور العبادة، واطلاق النار على العزل. لكن الثوار يبتكرون ربيعا سوريا خاصا تميز بالاغاني الثورية، والمسيرات المسائية، وسيوفر رمضان اجواءا افضل لها. الشعب، ورغم الحواجز، والانتشار الامني المكثف، والحرس الثوري الايراني،  وحظر التجول، والقناصة، ينتظر ان تلتحق دمشق، وحلب باريافهما، وبقية المدن السورية. عندها، لن يجد بشار الجرذ مكانا له غير مزبلة التاريخ. ايران بدأت ترتب اوضاعها بعد النظام السوري، وتهيأ فنادق رخيصة لاذناب النظام الساقط لا محالة. فالشعب الذي طرد العثمانيين، والانكليز، والفرنسيين، ابطال معركة الكرامة ينتظرون من الجيش السوري، ان يثأر لتلطيخ سمعته باستخدامه لقمع الشعب بدل حمايته. ان بوادر الانقسامات واضحة، والعالم كله، وليس الشعب السوري وحده، يأمل، وينتظر ان ينظم الجيش السوري الى شعبه مثل الجيش التونسي، والمصري للمساهمة، في اسقاط نظام القمع.
رزاق عبود
1/8/2011

126
نكتة الرئيس السوري(البايخة) الملطخة بالدم!

قبل ايام، قرأت في احد المواقع، تصريحا منسوبا للرئيس السوري بشار(الاسد): "اذا ثبت ان الشعب السوري لايريدني ساستقيل، واعود لوظيفتي كطبيب"! الجماهير السورية الغاضبة تخرج يوميا وتصرخ: "الشعب يريد اسقاط النظام" والاف، بل ملايين اللوحات التي يرفعها السوريون في طول البلاد، وعرضها مكتوب عليها "ارحل"! اعتقد، ان طبيب العيون، بشار، لم يعد اعمى فقط، بل هو مصاب بالصمم ايضا، اذا كان لا يرى، ولا يسمع كل هذه الالوف، التي تعدت المليون في يوم "اسرى الحرية"، وكلها تطالب برحيله، واسقاط نظامه، وبالحرية، والديمقراطية، وضد الفساد، والطائفية، وضد القمع، والقتل اليومي لابناء، وبنات الشعب السوري البطل.
لقد صبر الشعب السوري، ومنح الرئيس الشاب احد عشر سنة لينفذ وعوده، بالاصلاح، والدولة العصرية، ومحاربة الفساد. ولم يلمسوا غير مزيد من القمع، ومصادرة الحريات، ومركزة الحكم في ايادي عائلته. هاهم يتظاهرون منذ اربعة اشهر، عله يرى، ويسمع، وينفذ وعده ليرحل، بعد ان قال له الشعب بلغة المظاهرات، والاعتصامات، والاضرابات، والشهداء، والمعتقلين، والمشردين، والمهجرين انهم لايطيقون نكتته الفجة، ومزاحه الثقيل، وحديثة المناور، وحواره المنافق. يريدونه، ان يترك السلطة للشعب. وقد كتبوا باكثر من لغة ارحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل!
الضغوط الدولية تزداد، وتتسع، وتتعدد اشكالها. والعقوبات تشمل الرئيس الاعمى الاصم. الادانات من كل حدب، وصوب، من الاشقاء، والاصدقاء، والجيران، منظمات حقوق الانسان، الصحفيين، والامم المتحدة، وكل العالم، ما عدا القذافي، وحكام ايران.اما "الرفيق المناضل" فلا زال يعتقد ان مجلس شعبه المعين يمثل الشعب السوري، وهو يصفق له، ويريده رئيسا! لماذا ينعزل الطغاة عن الواقع؟!
الحوار، والمحادثات التي يجريها مع انصاره، لكسب الوقت والخداع، رفضها الشعب. المعارضة لا تثق باي وعد، امام عشرات الشهداء، الذين يسقطون يوميا برصاص جيشه، ومليشياته، ومرتزقته. حملات القمع الدموية، العسكر يحتل المدن، حواجز امنية، محاصرة المدن، والقرى، والبيوت، اطلاق الرصاص على المتظاهرين العزل، تصفية عوائل باكملها، اعتقالات، تجاوزات، مقابر جماعية، انتهاكات مروعة وقمع فظيع. تناقض كامل مع اقوال الرئيس، الذي يظن، ان مصيره سيكون افضل من مصير صديقه، مبارك، او حليفه القذافي. حتى الوزيرة كلينتون، المغرمة بالرئيس "الاصلاحي" انتقدته علنا. وقالت انه فقد شرعيته، وكأن الديكتاتوريات لها شرعية! السفير الامريكي يراقب، وينتقد الوضع. ويطالب بحزم اكثر،مثله مثل تركيا! الم ير الرئيس كل هذا؟ اذا لم يسمع صراخ الملايين، ولوعات المعذبين، افلم يسمع ما قاله الرئيس الفرنسي مثلا؟ هل هناك اصدق من استفتاء التظاهر اليومي ضده؟؟؟!
كان المماليك في العصور العباسية الاخيرة، يفقئون عيني الخليفة، او يسببوا، او ينسبوا له عاهة تزيل عنه حقه في الحكم فيعزل. اما وان، الرئيس بشار يعترف رسميا انه اعمى، واصم فلماذا لا يعزل نفسه بشكل حضاري؟ لماذا لا يستقيل؟ فالشعب السوري باغلبيته الساحقة يطالب بذلك. فهل هناك حياة لمن تنادي؟! ام هو بحاجة لطفل سوري يقول له بصراحة: انت عار ياسيادة الرئيس الطبيب!
رزاق عبود
15/7/2011

127
اليونان عورة الرأسمالية المكشوفة!

المقرضين، ومستخدمي قطاع الدولة، والمتقاعدين في اليونان يمكنهم تنفس الصعداء. قابلية اليونان على الدفع قد تأمنت، في الاقل مؤقتا. برلمان اليونان صوت يوم الخميس 30/6/2011 ب154 صوت من 300 لصالح قانون جديد، يسمح بتطبيق حزمة تقشف قدرها 28 مليار دولار. بعد ضغوط كبيرة من قبل اليمين الاوربي على اليمين اليوناني للتصويت لصالح الاجراءات التقشفية من اجل الحل المؤقت للازمة المالية. هذه يعني انه تتوفر الان اموال في خزينة الدولة لدفع رواتب موظفي الدولة، ورواتب التقاعد حتى نهاية الصيف الحالي. وان كل الدائنين المحليين، الذين بحوزتهم سندات الدولة مستحقة الصرف خلال الصيف سيتمكنون من استلام مبالغها.
لكن القانون مختلف عليه، ولا يحظى بالاجماع، ورفض حتى من قبل بعض نواب الحزب الحاكم. عدد المتظاهرين في ساحة سينتاجما، الذين يطالبون باستقالة الحكومة، والوقف الفوري لدولاب الاقتراض اليوناني، تزايد بسرعة عند الساعة السابعة مساءا في مواجهة البوليس، الذي يحمي الحواجز المقامة حول البرلمان. العاصمة اثينا حاولت ان تعود الخميس الى حياتها الطبيعية بعد يومين من الاضراب العام، واسوء الاضطرابات، والصدامات منذ سنين عديدة.
الغاز المسيل للدموع لا زال مسيطرا على الاجواء، عندما حاول عمال الصيانة تنظيف مخلفات المواجهات. كل المتحدثين الى وكالات الانباء العالمية القوا باللوم على البوليس، وليس على المتظاهرين، الذي يرمون الحجارة.
حسب الميتالوجيا اليونانية فان اله البحار"ذيتيس" حاول ان يجعل ابنه الاول اخيل خالدا عبر تعميده في الماء المقدس في نهر ستيكس. ولان امه امسكته من كعبه صار كعب اخيل هو الجزء الوحيد الممكن اصابته. خلال حرب ترويا اصيب البطل النصف اله بسهم في كعبه. فكان هذا سبب موته. ومن هنا جاء تعبير كعب اخيل.
اليونان صارت كعب اخيل الاوربي. هذه الدولة الصغيرة، قد تصبح اكبر اخفاق للاتحاد الاوربي. قادة الاتحاد الاوربي اصيبوا بالذعر، وهم يشاهدون الانتفاضة العنيفة في مهد الحضارة الاوربية، ومولد الديمقراطية.
استقصاء اليونان مثل فتح علبة  باندوراس. هنا توجد كل شرور الكون. الديون الفلكية، الفساد، المحسوبية، التهرب الضريبي، بيروقراطية فظة، قطاع خاص يمص دم عماله، وقطاع دولة مترهل، كما لو كان فيلا خارق السمنة، وكسول. الان الكعب مكشوف، واليونان يرافقها في ثقل المديونية ايرلندا، وايطاليا، واسبانيا، والبرتغال. البنوك العالمية، والنخب الحاكمة يقومون الان بكل جهدهم لتوفير التنفس الاصطناعي لليونان. لكن لا احد يعرف كيف سيتمكن اليونانيون من تسديد كل هذه الديون، والفوائد الضخمة المترتبة للمقرضين. ليس السواح ذوي الدخل المحدود. وليست الام تيريزا، من يضع شروط القروض. الاستقطاب في بنية الاتحاد الاوربي يتزايد. المستشارة الالمانية ميركل تتشكى من الجنوبيين "الكسالى". مع ان احصاءات الاتحاد الاوربي توضح، ان اليونانيين يعملون ساعات مضاعفة لما يعمله الالمان. رغم سن التقاعد المبكر. رغم الاضرابات، وعيدين وطنيين احدهما يتعلق بالاحتلال الالماني. بعد سحق النازيين لليونان استلمت المانيا قروضا لاعادة البناء. والغيت ديون اليونان على المانيا. الان يطالب اليونانيون ان يحصل نفس الشئ بالنسبة لديون المانيا على اليونان. لكن لو الغيت ديون اليونان، فان كل الدول الاخرى ستطالب بالغاء ديونها، وهذاغير ممكن. قد يتسائل الكثير في الشمال الاوربي لماذا يجب عليهم العمل الشاق، والطويل لدعم اولئك الجنوبيين الممرغين في الوحل. بلد في سبعينات القرن الماضي كانت ديكتاتورية. وبعد سقوط الطغمة العسكرية، وحتى اليوم تداولت السلطة السياسية فيه ثلاث عوائل. شعب يثمن الحياة اكثر من العمل. بلد كان فيه اقل معدل للانتحار في العالم 6،5 لكل 000 100 نسمة عام 2010 .ارتفعت معدلات الانتحار بشكل مفاجئ بنسبة40% كنتيجة مباشرة للازمة. الاهل المحملين بعبأ الديون يخسرون اعمالهم، ولا يستطيعون، ان يقدموا لابنائهم حتى المعيشة اليومية. تقول الكاتبة السويدية ذات الاصل اليوناني الكساندرا باسكاليدو: "كعب اخيل الاوربي مصاب. السؤال المطروح هو كم من الوقت يتمكن الاتحاد الاوربي من الحفاظ على الضحية على قيد الحياة"؟!

ونحن نطرح السؤال الاعم، الذي يهمنا: كم من الازمات، والفضائح، والمجاعات الجديدة بحاجة لاقناع الجماهير، والسياسيين، ان سياسة الليبرالية الجديدة الراسمالية نتائجها مدمرة، وقد تزيل شعوب، ودول من خارطة النشاط البشري! فهل يتعظ من يحكم بلدنا اليوم بان ما استوردوه من وصفة اقتصادية بمشورة صندوق النقد الدولي، هي وصفة فاسدة مثل الادوية، والاجهزة، التي استوردوها من السوق السوداء العالمية؟!

رزاق عبود
2/7/2011   

128
بصراحة ابن عبود

من عراق صدام الى عراق المالكي!

لقد عودنا صدام عندما كان حاكما اوحدا في العراق، ان يجير انجازات الغير لنفسه، ويتباهى بما لم يفعله. في نفس الوقت ينأى بنفسه عن كل الاخفاقات، والخروقات، والهزائم، ويلقي اللوم دائما على الاخرين. فبعد كل هزيمة عسكرية كان يعدم العشرات من كبار الضباط. وفي كل منعطف يفتعل مؤامرة خارجية، وعملاء في الداخل. تطير بعدها رؤوس، وتختفي شخصيات، واحيانا مدنا، وقرى باكملها. وهاهو صدامنا الجديد، وبعد المائة يوم، التي تعهد بها، ووعد الشعب، ان كل مشاكله ستحل. لم يلمس الشعب، أي تغيير، ولم يحصل أي تقدم، ولم يطرأ، أي تحسن، لا في الخدمات الاساسية، ولا الوضع الامني، ولا عمل الوزارات. ولانه الصيف، والكهرباء تنقطع باستمرار، والنفط غير موجود في بلد النفط، والعواصف الرملية تزداد في ارض السواد، والمواد الطبية تختفي، واكوام الزبالة تتحول الى تلال، حتى صارت بغداد ثامن اوسخ مدينة في العالم. الهوة بين الفقراء والاغنياء تتسع بشكل، لا سابق له، ولا مثيل.الشراكة الوطنية، التي تحدث عنها، وتباهى بها طويلا لم تحصل. المصالحة الوطنية، التي رفع لوائها لم تتم. العداوات، وعدم الثقة مستمرة، والاتهامات تتزايد بين شركاء السلطة. عمل مجلس الوزراء شبه معطل.البطالة تتسع، والجريمة تاخذ اشكالا متعددة، وبغطاء رسمي احيانا. التزوير صار المهنة الرئيسية لاغلب اعوان السلطة. الفساد، بكل اشكاله، ينتشر كالسرطان في جسد الدولة العراقية، تسرب التلاميذ من الدراسة، انحدار المستوي العلمي للمدارس، والجامعات، وهجرة الكفاءات الى الخارج. مع كل هذا الفيض من الاخفاقات، نجد المالكي يتحدث عن الترشيق. وكان غيره الذي ابتدع اكبر مجلس وزراء في العالم. 41 وزيرا يفضح عددهم طبيعة النظام الطائفي، المحاصصي للنظام الاسلامي في العراق. لقد وعد قبل الانتخابات، ان وزارته الجديدة ستكون وزارة عمل، وانجازات، ولم نر لحد الان غير تضخم في بيروقراطية الدولة. فحتى الدولة المحتلة ليس لها هذا العدد من الوزارات، والمستشارين. هذه غلطته لايقر بها لكنه يحاول ان يوهم الناس انه يحاول اصلاح امر نزل عليه من السماء. ثم جاءت خطبته الثانية.  (صار مولعا بالخطابات، والمؤتمرات الصحفية ليثبت لنفسه، والعالم انه هو الوحيد الحاكم الفعلي في العراق). فالقى في خطبته الجديدة، غير الرشيقة، اللوم على مجلس النواب، متناسيا، انه يحتل فيه موقع الاغلبية حسب مارتب له جماعته القضاة. ممن فسروا الدستور حسب ما يريد. ترى لماذا لا ينتقد اغلبيته؟ لماذا ينتقد البرلمان كله؟ اهي محاولة للتهرب من المسؤولية، ام هي مقدمة للعودة الى نظام قرارات مجلس قيادة الثورة؟
ان الخطوات، والتصرفات، التي يتبعها صدام المالكي خطيرة جدا لانها نسخة عن خطوات، وتصرفات صدام التكريتي. يعتمد على مجموعة ضيقة من الضباط، والمستشارين، اغلبهم كانوا من بطانة صدام. في نفس الوقت الذي يتهم المطالبين بالاصلاح، والتغيير، ومكافحة الفساد، بانهم من اتباع صدام. لايحترم الاتفاقات، والعهود، التي يعقدها مع الاخرين، بل يتخذها وسيلة لكسب الوقت، وتصفية الخصوم بكل الاشكال، وتركيز السلطة بيده، وهذا ما فعله صدام حسين ايضا.

الان يريد تمديد بقاء القوات الامريكية في العراق لحمايته، وايجاد مبررات لتدخلات ايران، وليستقوي بها على خصومه. اسس مجالس عشائر، وسلح بعض العشائر، واشترى بعض شيوخها في خطوة سبقه اليها  صدام، لاشغال الشعب العراقي في الفرقة، والنزاعات العشائرية، بعد خسارة مئات الالاف من الضحايا بسبب الصراع الطائفي الذي اججه تياره الاسلامي في جسد المجتمع العراقي. ان ملامح الديكتاتورية، والانقلاب على الدستور، والشرعية، والتهيئة للقفز فوق التجربة الديمقراطية، والتداول السلمي للسلطة، وفصل السلطات، صارت واضحة، وتدعو للقلق، ووجب التصدي لها.

بات واضحا من خلال خطب، وتصرفات، وخطوات صدام المالكي معتمدا على دعم ضباط صدام له، لانه يعيد لهم السلطة عبر لعبهم الدور الاكبر، وان كان من وراء الكواليس، وهذا يرضي غرورهم في هذه المرحلة. ويخدم مخططه في التحول التدريج الى "القائد الضرورة"، ويتبع اسلوب  عبدالناصر، الذي بقي على راس السلطة معتمدا على خلافات مريديه. فالتيار الصدري يخشى المواجهة العسكرية(الان) بعد ان ترك لوحده سابقا، وكانه يريد ان ينتقم من سكوت الاخرين وقتها. لكن التيار في الواقع يحاول مثل ضباط صدام زيادة نفوذه في سلطة الدولة حتى تحين ساعة اخذ الثار. والا كيف نفسر الموقف السلبي من المظاهرات الشعبية، وكثيرا ما ادعى الصدريون انهم يصطفون لجانب الشعب؟! المالكي يستفيد ايضا من حياد بعض رموز العراقية، الذين ظل المالكي يخطط لشقهم عن العراقية. اضافة لرموز من كتل اخرى. تركهم يتمتعون بالاضواء، والمناصب، والمنافع، والمكاسب، والامتيازات. ان المالكي يعمل بخبث، ودهاء عجيبان لا تفسير لهما، الا ان قوة خارجية لها امكانية الدولة، والدهاء السياسي لمتابعة خطه في الانقلاب التدريجي على الديمقراطية، وتحويلها الى حكومة ولاية الفقيه المالكي. خاصة، وان حزب الدعوة لازال يدعو الى اقامة دولة اسلامية. ولم يغير أي من الاحزاب الاسلامية برنامجه في فرض حكم الشريعة. لكنهم يتبعون حيل صدام حسين في الانقضاض التدريجي على التجربة الديمقراطية، بعد ان يضمنوا ان جميع مفاصل الدولة الاساسية باتت بايديهم. فينحي، اويقيل، او يحيل الى التقاعد، او يحيي قانون الاجتثاث في حق من يشكل خطرا عليه من ضباط، وكوادر صدام القدامى، او خصومه السياسيين. او من يعارض سياسته، ويطالب بالاصلاح، ومحاربة الفساد. ان قمع المتظاهرين المسالمين، واختطافهم، واطلاق النار عليهم، ومحاربة الصحافة، ومحاولة فرض الصوت الواحد، يشير، ويؤكد ما يخطط له المالكي، وحزبه، وعصابته، التي اغتصبت، وانفردت بالسلطة.

فمتى، متى تجتمع القوى الديمقراطية الحقيقية الداعية لاقامة دولة مدنية، عصرية، والاستمرار في التجربة الديمقراطية حتى ترسخها. دون التفكير بروح حزبية ضيقة؟! مستقبل العراق، ومستقبلهم كقوى ديمقراطية مرتبط بما ستؤول اليه مخططات المالكي للاتقلاب المتدرج، والانقضاض على السلطة كاملة، وفرض بديله الاسلامي الفاشي. مثلما فرض صدام حسين سلطة عائلته القمعية. متى تلتحق قوى الشعب الفاعلة كلها بربيع المنطقة، والاصطفاف وراء لافته نصب الحرية، قبل ان يجدوا انفسهم في المنافي من جديد؟! ويخطأ من يظن ان امريكا تعارض الديكتاتورية في العراق! ان ما يهمها، هو وضع "مستقر" يخفف من تكاليف احتلالها للعراق، وعدم التصادم مع ايران حاليا، والخروج من المأزق العراقي، بما يضمن مصالحها، وخططها في المنطقة. هذا ما يعرفه المالكي، وما تعهد به لهم، واقنعهم انه هو وحده من يستطيع تحقيق هذا السيناريو. عمالة مزدوجة لايران، والامريكان!

رزاق عبود
27/6/2011

129
اخطاء اياد علاوي القاتلة

الموضوع ليس اسهاما في الحملة التشهيرية، التي تتعرض لها القائمة العراقية من شريكها في الحكم، بل هو موضوع فكرت بكتابته منذ زمن بعيد. الحملة الحالية ضد علاوي، وقائمته، وصراع الكراسي، والكتل على السلطة، هو ما جعل الموضوع انيا ملحا. للتذكير، والدراسة، والتصرف، والتغيير!

الدكتوراياد علاوي سياسي متمرس، ومخضرم، وبعثي سابق. ترك حزب البعث في اوائل سبعينات القرن الماضي، وغادر العراق خوفا على حياته، بعد ان شعر ان صدام حسين، الذي كان يقود جهاز حنين سئ الصيت يصفي كل المعارضين حتى في صفوف حزبه. واياد علاوي من الاسماء المنافسة، التي يخشاها، ويحسب لها ذلك الشقي الف حساب. بسبب مكانته الاجتماعية وتاريخه الحزبي.القاتل الذي استولى على قيادة حزب البعث، والدولة، بعد ان صفى قياداته بشكل سري، وعلني، بل واعدم بعضهم بيده، مثل اقرب اصدقائه عدنان حسين.

باعتقادي، ان اول اخطاء اياد علاوي هو عدم انتقاده لاخطاء، وجرائم حزب البعث في العراق منذا التمزق، والاقتتال العبثي بين قوى جبهة الاتحاد الوطني، وخاصة بين الشيوعيين، والبعثيين، وتامر البعثيين على ثورة تموز، واصطفافهم مع قوى الاقطاع، والرجعية، والمخابرات الاجنبية في محاربة ثورة14 تموز1958 ثم اغتيالها بقطار امريكي يوم 8 شباط 1963. حمامات الدم، التي يتحمل وزرها قادة حزب البعث ومنهم الدكتور اياد علاوي، والحركات القومية الاخرى، التي ارتبطت بمؤامرات عبدالناصر، ورجعية المنطقة ضد ثورة العراق. لا زال علاوي، للاسف، يعتبر انقلابي8 شبط، و17تموز ثورتان. لازال يترحم على عفلق، ولم نسمعه يقول كلمة طيبة بحق عبدالكريم قاسم، ولو كلمة مرحوم. في حين يدعوا للمصالحة والتسامح. الشعب العراقي لن ينسى الجرائم، والحروب الداخلية والخارجية، التي ارتكبت باسم تلك "الثورتين"! لقد اعتذر عنصريو جنوب افريقيا، وحكام استراليا، وحكام كندا للسكان الاصليين، لكننا لم نسمع لحد الان اعتذارا، ولو خجولا، ممن شاركوا في تلك الجرائم، بل هناك من يبررها، بوقاحة، ويلقي اللوم على الاخرين. الخطأ الثاني كان مرافقة الاسلاميين، والوقوع في فخ احمد الچلبي، والطلب من امريكا باحتلال العراق. وقتها اعيد سيناريو ما بعد ثورة تموز حيث تحول المؤتمر الوطني الذي ضم كل القوى المعارضة لصدام الى عصابة الخمسة، التي استقدمت الامريكان لاحتلال بلادنا، وتمزيق وحدة شعبنا، وبث العنصرية، والطائفية، وتسليط الاسلام السياسي على رقاب شعبنا.
الخطأ الثالث الاستراتيجي، بنظري، هو موافقته على اجراء الانتخابات الاولى مع معرفته اليقينية بنتائجها، التي خططت لها ورسمتها ايران، وعملائها في العراق. كانت سذاجة سياسية، لازلنا نتحمل نتائجها الكارثية حتى الان. فوسط الشحن، والاقتتال الطائفي، والحرب الاهلية، والتدخل الايراني الصارخ وافق علاوي على اجراء الانتخابات. كان عليه ان يبقى رئيسا للوزراء حتى يعاد تنظيم الدولة على اسس جديدة ديمقراطية، وبناء مؤسساتها المختصة على اسس مهنية، بعيدا عن التاثير الحزبي، والطائفي، والديني، والعنصري. لقد رفض الجنرال ديغول اجراء انتخابات بعد طرد النازيين من فرنسا رغم اصرار، والحاح روزفلت على ذلك، وتهديده بعدم الاعتراف بحكومة الوحدة الوطنية، التي شاركت في مقاومة الاحتلال النازي، بسذاجة عدم العارف بظروف اوربا وقتها. كذلك كانت سلطة المستشار الالماني كونراد اديناور شبه مركزية لاعادة بناء المانيا، والتخلص من اثار الحكم النازي. لكن الدكتور اياد علاوي القادم من ديمقراطية مستقرة في لندن تصرف بسذاجة شديدة، ورومانسية ديمقراطية، وربما خطأ حسابات يعاني هو نفسه نتائجها حتى الان، من العزل، والتهميش، والمحاربة، ومحاولات التصفية. وضياع ثمان سنوات من عمر العملية السياسية، وبقاء، وتعقد، وتشعب مشاكل العراق، وبناء نظام المحاصصة اللاديمقراطي البغيض. سبقها خطأه العجيب الغريب بالموافقة على الدستور الطائفي المحاصصي التقسيمي المشوه، واقعا تحت خدعة التقية. رغم انه شيعي ويعرف اجادة زعماء الشيعة السياسيين لهذه اللعبة القذرة. ارتبط بذلك خطأ موافقته على الانتخابات الاخيرة دون ان يصر على تحقيق الاصلاحات، والتغييرات الدستورية قبل اجراء الانتخابات. واستسلم مرة اخرى لخدعة التقية. الخطأ الكبير في قبوله التحالف مع دولة القانون، وهو يعرف جيدا انه وقع خديعة الثعلب مسعود البرزاني، وتقية نوري المالكي. فلم يتحقق أي وعد، اوعهد، او اتفاق وظل الماكي يحكم، وحده. وهو رئيس الوزراء الوحيد في العالم، الذي يحكم دون اغلبية، ويتولى كل السلطات، والوزارات السيادية. ديكتاتورية باسم ديمقراطي. الخطا الاخر الفظيع هو موافقته على انضمام الثعلب حسن العلوي الى العراقية. ذلك الوصولي المولع بالاضواء الذي تصرف، وكانه حكيم العراق المختار يصرح، ويفاوض، ويتحدث، ويفصل كما يشاء. يعرف الدكتور علاوي، ان حسن العلوي ارسل برقية تهنئة لصدام، الذي قضى على قيادة الحزب والدولة، بشكل همجي، وهم اصدقاء،  ورفاق علاوي نفسه، وكان مصيره سيكون مشابها، لو لم ينجو بجلده. وقد تعرض لمحاولات اغتيال كثيرة كادت احداها ان تودي بحياته. لازال حسب بيانات الوفاق، والعراقية يعاني من اثارها. حسن العلوي ابقاه صدام في الخارج ليكون عينه على كل المعارضين خاصة البعثيين، وهو لم يتعرض لمحاولة اغتيال واحدة. حسن العلوي وضع يده بيد ايران، والف لهم الكتب، التي ظنوها تهاجم صدام وتعريته، لكنها(الكتب)  كانت تهدف في الواقع نشر الصورة التي ارادها صدام عنه. بحيث يرعب معارضيه، ومخالفيه. كان العلوي في الواقع يدس السم  في العسل، وهو يحذر(يهدد) بشكل مبطن، ان هذا هو مصير من يعارض صدام. وراينا كيف بكى، ودافع عن صدام بعد اعدامه.  كما راينا كيف خذل العراقية منذ اول جلسة للبرلمان. كما تخلى بامر من ايران عن دوره كرئيس للبرلمان كاكبر الاعضاء سنا، كي يتجنب امكانية دعوة عقد البرلمان، واحراج المالكي. حسن العلوي حصان طروادة داخل العراقية، ان كان لازال فيها. وان حصلت خلافات، او انشقاقات داخلها فستقود خطوط المؤامرة اليه.

لقد استسلم اياد علاوي لللاسف لضغوط الادارة الامريكية، التي لاتريد الان الدخول في مواجهة مع ايران بسبب تحالفهما في افغانستان ضد طالبان، ومحاولة استيعاب ايران، اوسوريا، لعزل حزب الله في لبنان، وحماس في غزة. المالكي، الشخص الذي تريده ايران، وامريكا الان فولائه واضح للطرفين. مع هذا وافق علاوي على التسوية معه.

اعتقد ان على اياد علاوي، وقائمته العراقية التخلي عن دعم المالكي، وعدم الرضوخ للضغوط الامريكية. ليس هناك، من يصدق، ان المصلحة الوطنية هي السبب. فالمصلحة الوطنية تقتضي ترسيخ الديمقراطية، وحكم الاغلبية السياسية، واخراج المحتل من العراق، وتحقيق السيادة الكاملة. ان موافقة اياد علاوي، وقائمته على المعاهدة الامريكية العراقية خطا اخر، وخيانة لمشروع الوطنية الذي ترفعه العراقية. فالمعاهدة كرست الاحتلال الامريكي للعراق، ومنحت امريكا حق التواجد، والتدخل الابدي في العراق، والاحتفاظ بقواعد، وسجون سرية، وعلنية على الاراضي العراقية. من اخطاء اياد علاوي، والعراقية ايضا عدم الاصرار على الاستفتاء الشعبي الملزم على المعاهدة مع امريكا، التي هي اسوء بكثير من معاهدة بورتسمورث قياسا بظروف الوقت، الذي نعيش فيه ورفض الحماية، والوصاية، والاستعمار المباشر، وهذه كلها تتضمنها المعاهدة الخيانية.

ان معالجة كل هذه الاخطاء، وغيرها، هو بالنزول الى ساحة التحرير، والانضمام الى الشعب، الى الجماهير،الى الشباب لتحقيق المطالب المشروعة للعراقيين. اذا كانت كل، وساطات مسعود، وسوريا، وامريكا لم تنفع في تثبيت حق العراقية الانتخابي، فان الشارع سيعيده لها سواء بسقوط الحكومة الطائفية، او باقامة انتخابات مبكرة بقانون انتخابي ديمقراطي عصري يضمن استقرار العملية الديمقراطية، وكتابة دستور عصري يرفض الطائفية، وتقسيم العراق، واقامة حكومة مركزية قوية تتولى اعادة البناء، وتوفير الاحتياجات الاساسية للجماهير. هذا مافعلته كل الدول التي مرت بظروف مشابهة لظروف العراق. والا فان الدكتور اياد علاوي سيرتكب الخطأ القاتل، والحاسم الذي سيمحي دوره، ونضاله، لاسقاط صدام، وبناء دولة عصرية مدنية، لا مكان فيها للدين السياسي. والعودة للتحالفات القديمة، والقريبة من مشروع العراقية الوطنية تحت اية تسمية كانت.

مرة اخرة اؤكد ان الموضوع ليس مساهمة في الحملة الشرسة ضد العراقية الشريك في الحكم وتتحمل كل اخطائه اذا لم تخرج منه وعنه. بل دعوة للعراقية وقادتها الى اختيار الاصطفاف الى جانب المتظاهرين المطالبين بالاصلاح، والتغيير، ومحاربة الفساد، والمفسدين، ووقف التداعيات الامنية، واعادة الحقوق المهضومة لاصحابها. وهي مطالب مشروعة، طالبت بها العراقية في برنامجها الانتخابي. ذلك هو الطريق الوحيد لاستعادة حقهم الانتخابي المسلوب. عليها ان تختار بين الشعب، والمناصب الشكلية. بين ان تشارك في الحكم لاضطهاد الشعب، او تحكم لخدمة الشعب. ولا يوجد خيار اخر يجنب علاوي وقائمته من اخطاء اخرى!

رزاق عبود
22/6/2011 

130
ضخامة الرئيس طالباني حامي حمى القاعدة في العراق!

جلال الطالباني كرئيس للجمهورية رفض توقيع احكام اعدام صدام حسين. كيف لا، وهو الذي ابقاه حيا كل هذه السنين، وجعل منه بطلا قوميا. رئيس العراق رفض توقيع احكام الاعدام بحق علي كيمياوي، بطل الانفال، وغيره من مجرمي الحرب. الرئيس يؤخر ويعرقل تنفيذ احكام الاعدام بحق عتاة المجرمين، والارهابيين، وامراء القاعدة في العراق. نفس الرئيس لم يتردد بتصفية خصومه في السليمانية، وغيرها. لم يتردد في حرب الاخوة التي حصدت ارواح الوف الاكراد الابرياء. لم يتردد في مجزرة بشت اشتان وقتل عشرات الاسرى. لم يتردد سابقا في التعاون على اعتقال اوجلان، ومحاكمته في دولة تبيح حكم الاعدام. لم يتردد في المشاركة في تصفية المخابرات الايرانية لقاسملو في فينا! كل هذه الجرائم، ربما، كانت قبل ان يوقع على نداء بتحريم احكام الاعدام. لكنه لم يتردد مؤخرا بالسماح لشرطته، وعساكره باطلاق النار على المتظاهرين المطالبين بالاصلاح في السليمانية، رغم توقيعه على النداء.
 
يدعي ضخامة الرئيس، انه وقع على نداء لوقف احكام الاعدام في العالم. وهذا الامر لا زال بطرا اوربيا. والنداء غير ملزم له كرئيس لدولة تقر حكم الاعدام. وقعه كمحامي. اما وقد اصبح رئيسا للجمهورية فواجبه يحتم عليه تنفيذ ما تعهد به، واقسم عليه بالحفاظ على مصالح العراق. ومصلحة العراق تقتضي الان ابقاء احكام الاعدام، ولو لفترة مؤقته انتقالية. هو يدعي الاسلام، ومسبحته اطول من مسبحة خامنئي. وفي القرآن مبدا القصاص والسن بالسن. ولكم في القصاص يا اولى الباب! الطالباني شارك في كتابة الدستور، ولم يضع فيتو ضد ابقاء حكم الاعدام ساريا في القوانين الجنائية العراقية. الطالباني دعا الى التصويت على نفس الدستور المتضمن جواز احكام الاعدام، وصوت عليه ايضا. فلماذا ياترى لايوافق على التوقيع على احكام الاعدام الصادرة بحق الارهبيين في العراق؟ لماذا لا يكلف نائبيه بالتوقيع؟ هل مغازلة الاشتراكية الدولية، ومصافحة القاتل باراك اهم من مصلحة العراق، والالتزام بالقسم الذي اداه امام البرلمان والشعب العراقي، في حماية ارض وسماء، ومياه العراق؟ لم يكن في القسم عبارة، او فقرة تقول الحفاظ على ارواح قتلة الشعب العراقي. لكن العميل الايراني السابق، وحليف ايران القوي في حلبچة يعرف جيدا، ان هؤلاء القتلة هم ابناء، وعملاء، وجنود الانظمة، التي وافقت على رئاسته للعراق واولهما ايران، والسعودية. كما ان بينهم الكثير من الرفاق البعثيين، والسوريين ورئيسنا ليس نكارا لنعمة الامس!
اذا كان الرئيس محامي.هو الان ليس محامي. هو رئيس لجمهورية العراق فانه يعرف جيدا ان كل الاجراءات، والقرراات، والتصرفات باطلة اذا تعارضت مع الدستور. وكل اجراءاته، وقراراته، وتصرفاته بهذا المجال مخالفة للدستور. كما يعرف جيدا، وهو المحامي، والصحفي السابق ان الدستور سيد القوانين، وفوق كل شئ. الدستور الذي كتبه بنفسه، وصوت ودعى الشعب الى التصويت عليه يقر احكام الاعدام.

يمكن تنحية الرئيس اذا خالف الدستور. لماذا لا ينحى سفير القاعدة في المنطقة الخضراء؟
مجرد سؤال لدولة القانون؟؟؟؟

رزاق  عبود
19/6/2011

131
من الدكتور بشار الاسد الى الجلاد بشار الشبيحة!

الوضع في سوريا يزداد سوءا، سواء بالنسبة للمتظاهرين، والمحتجين والمعارضين، والمطالبين بالاصلاح والتغيير، اوللنظام، الذي جرب كل اساليبه القمعية، والقى بكل اجهزته الامنية، وقواته العسكرية ليس لتحرير الجولان، او استعادة لواء الاسكندرونه، بل لمحاربة الشعب الاعزل، وقمع المظاهرات السلمية، وخطف الاطفال الابرياء، واغتصاب النساء، وتعذيب السجناء، والمعتقلين. القائمة تطول، لكن الاسوء، باعتقادي، هو التواطئ الدولي عما يتعرض له الشعب السوري الرافض للديكتاتورية. فخطابات الاسد، ووعوده، واتصالاته السرية، ودعم روسيا، والصين له، ومنحه المهلة تلو الاخرى زاد من عذابات الشعب، ومعاناته. ان منح الاسد مدة اسبوع من قبل رئيس الوزراء التركي. ثم مجلس وزراء الاتحاد الاوربي في اليوم الثاني، وتصريحات هيلاري كلنتون بنفاذ الصبر يفضح الاتصالات السرية مع امريكا، واوربا، ووعود بشار، وعساكره بالقضاء على "المؤامرة" الديمقراطية في سوريا. لقد انتظر الشعب السوري احد عشر عاما، ان يقوم بشار بالاصلاح، والانفتاح، ومل الانتظار، والوعود، فالابن لا يختلف عن ابيه. وهو ليس اكثر من لعبة بيد الحرس القديم، وان ظن نفسه رئيسا. لقد اختار بشار ان يحارب شعبه، واختار الشعب ان يسقط كل النظام، ولن يرضى بتغيير شكلي للوجوه، او ترقيعات اصلاحية. قادة النظام ارتكبوا، ويرتكبون يوميا جرائم ضد الانسانية، ويجب ان يحاسبوا عليها!

من استمع الى خطاب بشار الاسد الجديد يصاب بالغثيان فقد تجاوز القذافي الذي وصف شعبه بالجرذان، الى وصف الجماهير السورية  بالجراثيم. ومن اسخف ما ذكره، ان هناك 64 الف مسلح بين المتظاهرين. كيف يا ترى؟ ومن سلحهم؟ ولماذا تهتف الجماهير سلمية؟ كيف تسرب السلاح لهم في وقت تقول منظمات حقوق الانسان الدولية انه يوجد في سوريا 65 الف رجل امن سوري؟ أي انهم، مع ذلك، يزيدون على المسلحين المزعومين بالف، ناهيك عن الجيش، وعصابات النظام. ويعني هذا ايضا انه يوجد 135 رجل امن لكل 250 مواطن سوري. وهو رقم تجاوز كل الانظمة القمعية في التاريخ. ولعله يفسر "صمت" الشعب السوري كل هذه المدة الطويلة من القهر! ان هذا قد يعني، ان الالوف من رجال الامن المغلوبين على امرهم انظموا للجماهير الشعبية. تعبوا من مراقبة، ومحاسبة، وقتل، وترويع، واختطاف، وتضييع الناس في الاقبية السرية لابشع جهاز امني في المنطقة.

بشارالاسد، ربما، ويا لسخرية القدر، استعار عبارة بريخت الشهيرة: "ويل للشعب الذي يبحث عن منقذ". بتحويلها الى واقع رهيب، يهددهم بالويل، والثبور، ويستعير من رصيد القمع الاسلامي في العراق، وايران ومعاقبتهم بقسوة لان الشعب رفع شعاره المدوي: "الشعب يريد اسقاط النظام"! وردا على مظاهرات المرتزقة، والبلطجية، والشبيحة رفع الشعب لافتات، وصرخ باعلى صوته: "ما بنحبك يا بشار"! ظن هذا الطفل المدلل المولع بتوجيه النصائح، ان الشعب يحبه و"يموت فيه"، كما ظن قبله صدام حسين، والقذافي، وحسني مبارك، وعلي عبدالله طالح. ان الشعوب لا تحب جلاديها، حتى لو حملوا لقب دكتور! فرانكشتاين كان دكتورا، وملادوفيج "جلاد البوسنه" كان دكتورا، ورئيسا لصرب البوسنة. الكثير ممن احرقوا الناس، ونشروا الرعب النازي في اوربا، والعالم كانوا اطباء. وبشار الاسد ليس استثناءا! لكل جلاد ايضا طبيبه الخاص، مرغما، او راضيا يطيل بعمر الجلادين مثل اطباء فرانكو، وستالين، وموسوليني، وهتلر. مع احترامنا لكل الاطباء الشرفاء.

الدكتور بشار الاسد هورئيس سوريا، ورئيس الجيش، ورئيس المخابرات، والجبهة الوطنية، وحزب البعث القائد،  ورئيس اجهزة الامن القمعية. كل السلطات متمركزة في يديه. لم يعالج هذا السرطان، الذي يسمى تمركز السلطة، ولا مرض الديكتاتورية، ولا علة القمع، ولا وباء السجون والمعتقلات، ولا داء الفساد، ولا جذام البطالة، ولا انتشار عدوى الطائفية، ولا فقر دم الحرية. فهو القائد الاول للدولة التي فيها كل هذه الامراض، بما فيها وباء عسكرة المجتمع، وتضليل الاعلام، فنصف القيادة القطرية من الجيش. فعن أي جراثيم يتحدث هذا الجرثومة البعثية، التي ابتلت بها سوريا، والامة العربية، والشرق الاوسط. ان اكبر الجراثيم واخطرها هم بشار، وماهر الاسد، ورامي مخلوف. ثلاثي الفساد، والقتل، والترويع. الدكتور بشار الاسد يضحك على نفسه، ام يضحك على العالم؟ فكل دباباته، ومدرعاته، وجرائمه بحق الشعب السوري المناضل تجعله اكبر ورم خبيث في الجسد السوري يجب استأصاله باسرع وقت لتعود للجسد السوري عافيته، وصحته، ورونقه. وهو جدير بكل هذا بعد كل هذه التضحيات الغالية!

رزاق عبود
20/6/2011

132
بصراحة ابن عبود

صدام المالكي على خطى صدام التكريتي!

على الطريقة الصدامية، تصدر صدام الجديد جلسة مجلس الوزراء العلنية، كما كان، صدام السابق يتصدر اجتماعات مجلس قيادة الثورة! على الهواء مباشرة، شاهد العراقيون، تلذذ صدام المالكي بموقع الصدارة، يتحدث، ويوجه، ويقاطع الاخرين. يتحدث باسم كل الوزراء، وباسم الجيش، والشرطة، والمخابرات. ظن نفسه يتصدر مضيف حرامية يتباهى بصولاته، وجولاته. لم يدر في خلده(ربما يقصد) انه يكشف عن ديكتاتورية جديدة، وصلف مشابه، ومكابرة، ودجل، واظهارسطة كان يمتلكها سلفه التكريتي. مائة يوم مرت على وعده بتحسين الاداء، وتوفير الخدمات، ولم يقدم لنا سوى وعودا جديدة، واساليبا قديمة في الدعاية الفجة، والادعاء الزائف، والعنجهية البائسة. يدعو الضباط الكبار الى "الميز"، وكأنه يجلس في مقهى يملكها، و يتصرف كأي چايچي فيها. صدام التكريتي كان يجمع المجلس امام الاعلام ليوجه الاوامر، والنصائح، والتوجيهات الى مجلس قيادة اللعبة. صدام المالكي تصرف بنفس الطريقة. ومثله مثل سلفه، قدم التوجيهات مباشرة الى الوزراء، وكانهم تلاميذ في حوزة الملا نوري. وجه تهديداته المباشرة للشعب العراقي، ولكل من يعترض، لكل من ينتقد، لكل من يخالف، او يختلف فهو المجلس، وهو الدولة. وكما كان  صدام يعلم وزرائه، ورفاقه اعضاء القيادتين طريقة الاكل، واستعمال الشوكة، وغسل الاسنان. جلس المالكي يتحدث بنفس اللهجة الى وزراء، وضباط كانوا في الخدمة قبل ان يجره ابوه كالخروف الى المطهرچي. ومثل صدام ظهر صاحبنا مغرم بالترشيق والرشاقة. علم "الرئيس القايد" رفاقه على الرجيم، وتخيف الوزن. اما المالكي فقام بنفسه بهرولتهم صباحا، ومساءا داخل المجلس لكي يترشقوا. ولم تبدو اثار الترشيق على أي منهم. اما الماء الملوث مثل حديثه، والكهرباء المنطفئه مثل عهده. والمياه الاسنه في شوارع العراق مثل جيفة فساد حكومته وحزبه. اما الدواء، والامن، والامان فهذه اقتصرت على رفع بعض الكتل الكونكريتيه هنا، وهناك لوضعها امام المتظاهرين ضد فساد حكومته. اما الحرية التي اختفت، والديمقراطية، التي اقتصرت على مناصريه، ومشاركيه في النهب، والسلب، والفساد، والمحسوبية، والطائفية. فهي بخير، طالما يتمتع بها، هو وحده مع عصابته. كواتم الصوت، التي عادت، وبقوة الى شوارع المدن العراقية لم يتحدث عنها، كي لايكشف ان زوار الفجر، والليل، والنهار هم من مليشياته، التي اصبغ عليها صفة الجيش، والشرطة، والحرس الوطني، وغيرها من المسميات الجديدة القديمة. لم يخجل، مثل صدام، ان يتوجه اليه الضباط الكبار بكلمة سيدي، وهو المدني الهارب من الخدمة العسكرية. أي بلد ديمقراطي يتوجه فيه الوزراء، او قادة الجيش لرئيسهم المدني بكلمة سيدي؟! انها صفة مشتركة مع صدام! لم ينقصه سوى بدلته العسكرية، ونياشينه، ورتبته المزورة.

بدى، وهو يستمتع بصدارة المجلس، يتحدث عن الرشاقة، ومشاكل البلاد تفوق عشرات المرات ما كان يعانيه الناس اثناء الحصار الظالم على شعبنا. كديك في مجلس الدجاج الهرم. ذكرني بالمثل العراقي: "الديچ يمشط النهار كله، وبالليل ينام على الضروگ". ذكرنا بالديك المغرور، صدام حسين بعد اخراجه من حفرته، وهو يترك شعره الاشعث، واسنانه لجندي الاحتلال الامريكي يعبث بها امام ملايين البشر. استفز ديكنا المالكي ملايين العراقيين الذين يفتك بهم الفقر، والجوع، والمرض، والبطاله، وقلة الخدمات، وندرة المحروقات. جلس يتحدث في مجلسه المكيف، المبرد، وكأنه يحكم سويسرا المترفهه، وليس العراق الذي يعبث به الفساد، وتمزقه الطائفية، ويضيع شبابه بين البطالة والفقر، ويلعب اطفاله بالمياه الاسنة. رغم كل تبجحاته، وانجازاته، وانتصاراته الدونكيشوتية على كتل الاسمنت، فلم يشرح لنا، او يوضح لماذا تختطف مخابراته المتظاهرين في "بلد الديمقراطية" من الشوارع؟ ولماذا يحاصر المتظاهرين؟ لماذا يهرب امراء القاعدة بسهولة من سجون جيش صولة الفرسان؟ لماذا تستمر الانفجارات؟ لماذا تستمر التجاوزات على الحدود، والمياه، والثروات، الطبيعية، والفرد العراقي من كل الدول المحيطة بالعراق؟!
مثلما تبجح صدام بالانتصار الكبير بقادسيته العبثية، والبلاد تعيش خرابا مروعا. وبانتصاراته في ام هزائمه، في وقت يوقع وزير دفاعه وثيقة الاستسلام العار في خيمة صفوان. جلس صدام المالكي يتباهى بانتصاراته على الارهاب في وقت تحصد فيه تفجيرات الارهابيين مئات الضحايا يوميا. ويتحدث عن الانجازات الامنية، في وقت تعبث به العصابات بمقدرات الشعب، وتختطف الاطفال، والنساء، وتروع المواطنين. انه منتصر في منطقته الخضراء! آمن في حماية اسياده الامريكان، وضباط صدام القدامي الذين قمعوا انتفاضة اذار1991 وهاهم يخططون لصدام المالكي كيف يقمع، ويروض معارضيه، ويصفيهم جسديا.
"سيدي" ايها الطاووس المغرور! كان سيدك صدام طاغية اهوج انتهى جرذا اختفى في حفرة. وانت ديك من زفت سيحرق العراق، وشعبه بحروب، وخلافات، ونزاعات تعب منها شعبنا.

المظاهرات المسيرة المدفوعة الثمن سبقك اليها صدام، وعلي عبدالله صالح، وحسني مبارك، والقذافي، وبشار الاسد. ولم تات بجديد من اساليب الخداع، والنفاق، والسرقة، والفساد، وخنق الحريات، وقلب الحقائق، وتشويه الوقائع، ومضايقة، واعتقال، وتصفية الخصوم.
الامر المختلف انها تجري باسم الاسلام، واهل البيت، وبدعم ايراني امريكي.
اين ستختفي من الشعب اذا ثار يا صدام المالكي؟؟

رزاق عبود
17/6/2011

133
لماذ تقصف ليبيا النفطية، وتهادن سوريا البعثفاشية؟!

منذ انتفاضة درعا البطلة، التي تحولت الى انتفاضة، وهبة سورية عامة في كل المدن، والقرى، والقصبات في البلد، واشترك في التظاهرات، والاعتصامات، والاضرابات ملايين السوريين من مختلف الفئات، والطوائف، والقوميات، والاديان، والطبقات. وانظم اليهم، ولو بخجل، الكثير من المثقفين، والفنانين، والصحفيين. تحت ضغط التهديد، والتخويف من الفوضى، وسيطرة الاخوان المسلمين. رغم الهجمات المروعة، التي شنتها قوى الامن السورية بكل تنظيماتها، وجيش الحرس القديم على المواطنين العزل، والتصاعد المستمر لعدد الشهداء الى المئات حسب اكثر التقديرات تواضعا. وبلغ عدد المعتقلين عشرات الالوف. حيث امتلئت السجون السورية، واقبية قمعها مما اضطرها بين الحين والاخر "لاطلاق سراح" مجاميع معينة لتوفير المكان لاعتقال مجاميع اخرى، ثم تعيد اعتقال ممن اطلقت سراحهم، وهكذا. اضافة الى عشرات الالاف من المطاردين، والمصابين، والمهجرين، والنازحين، وهذا يحصل لاول مرة في سوريا، داخل وخارج الوطن. لكن الانتفاضة مستمرة. الامر الذي ميز رد الفعل الرسمي السوري عن سابقيه التونسي، والمصري هو المناورة، والمراوغة، والادعاء بالاصلاحات، التي كانت "على الطاولة" ولم ينفذ منها أي شئ حتى الان! مما يكذب ادعاءات ابواق النظام. فاذا كانت مطالب المتظاهرين صحيحة، ومشروعة، ومعقولة، و"القيادة فكرت بها، ولكن تاخرت باعلانها"، فلماذا اذن تواجه المظاهرات بالحديد، والنار، والمقابر الجماعية؟ ولماذا تتاخر "القيادة" اكثر، وتفسح المجال "للعناصر المتأمرة" لتقود المتظاهرين؟! ولماذا لم يستطع هذا الجيش العرمرم من العساكر، والشرطة، والمخابرات، وقوى الامن القضاء على "العصابات المسلحة التي تقتل المتظاهرين"؟ ولماذا لا توجه القوات المسلحة النار ضد "العصابات" بدل ان توجهه لصدور العزل من الشباب، والاطفال، والنساء؟
منذ خمسين عاما، وهم يبنون "جيش التحرير" فلماذا لا يوجه هذا الجيش المسلح حتى الاسنان لتحرير الجولان بدل "تحرير" الساحات، والشوارع، والجوامع، والمدارس، والجامعات السورية من المطالبين بالحرية، ومحاربة الفساد، والديمقراطية، وحقوق الانسان؟
الغريب، ليس غريبا ابدا على الامبريالية! ان كل هذه الجرائم، التي ميزت رد النظام البعثي مثل اطلاق النار على المتظاهرين، اعتقال، وقتل الاطفال، واحتلال المدن، وقصف المناطق السكنية، ومداهمة دور العبادة، وخطف، واغتصاب النساء. وهو امر لم يحصل في الاقل في رد بن علي، ولا مبارك رغم كل جرائمهما. الامبريالية الامريكية لا زالت صامتة، وساكتة عن جرائم النظام الفاشي الحاكم في سوريا. لان ما يهمها ليس حقوق الانسان السوري، او حقوق الانسان في ما يسمى الوطن العربي. فقد تجاهلت حقوق الشعب الفلسطيني لاكثر من نصف قرن، ولا زالت. بل لان النظام السوري لايشكل خطرا على اسرائيل، ولا ينوي مهاجمتها، وهو نفس التطمين، الذي قدمه احمدي نجاد في ايران لتمتنع امريكا، وحلفائها في اوربا عن دعم حركة الاصلاح الايرانية، رغم كل الضحايا ورغم كل ادعاءات الدعم الفارغة.
في ليبيا، ومنذ اليوم الاول للانتفاضة دخلت قوات الكوماندو البريطانية، والفرنسية، وغيرها ل"حماية" العاملين في ابار النفط الليبية! في حين ان الانتفاضة بدأت في بنغازي، بعيدا عن ابار النفط في الصحاري الليبية. وحثوا المتظاهرين المسالمين على التسلح. بعد ان تعهد لهم من فرض نفسه قائدا للشباب الليبي المنتفض ضد الارعن القذافي باستمرار ضخ النفط، وبارخص الاسعار. ورغم تخويف القذافي بالقاعدة، كما يفعل زميلة صدام الصغير في اليمن فان امريكا سكتت عن جرائمهم كما سكتت عن احتلال السعودية، للبحرين، وسحق انتفاضة الشعب البحريني البطل. لا ننسى ان النظام السوري ايد الاحتلال السعودي للبحرين مقابل السكوت عن جرائمه ضد شعبه. ان الجرائم، التي يرتكبها القذافي، وكتائبه امر هين جدا بما ترتكبه قطعات بشار الاسد، والبعث السوري في سوريا البطلة. وما يعلنونه من "اجراءات" و"عقوبات" ضد رموز النظام السوري ماهي الا نكات تافهه في مجالس عزاء الشعب السوري ومقابر ابنائه  الجماعية.
لماذا لم تتدخل الجامعة العربية مثلما هبت، وطالبت بقصف ليبيا؟ وهل تختلف الديكتاتورية في سوريا، عن الديكتاتورية في ليبيا في شئ ما؟ لماذا لم تسارع الجامعة بطلب التدخل الدولي مثلما فعلت عندما غزا صدام الكويت؟ ام ان قصف سوريا المستسلمة ليس مهما مثل تدمير العراق الخطر على اسرائيل، واحتلاله، وتحييده؟
وهل اليمن بعيد عن الحدود السعودية؟ لماذا تدخلت في البحرين بحجة الاغلبية الشيعية، والدور الايراني، وفعلت نفس الشئ في اليمن لدعم صالح ضد الحوثيين على اساس انهم شيعة، ومتواطئين مع ايران؟ ان النظام السوري متحالف رسميا مع ايران، وان الصبغة الطائفية للنظام السوري غير خافية، رغم انه قتل من العلويين ما لم يفعله أي نظام سابق في سوريا. فلماذا لايخيف هذا التحالف العرب، وامريكا فتسارع بقصف النظام السوري؟!
ان النفاق الامريكي، والاوربي بلا حدود، وان الصمت العربي مخزي كالعادة لانه تابع لنفس المنافقين. لكن الشعب السوري، الذي كان اول من طرد المستعمرين في المنطقة، واول من اقام جمهورية في الدول العربية. لن يكف، ولن يتوقف حتى تتحقق كل امانيه، واماله، ومطالبه.ببناء نظام ديمقراطي تعددي. ان الشعب السوري شعب واحد، وليس شعوبا، كما بدأ بعض المزايدين، وعرابي النظام الطائفي المحاصصي في العراق يرددون، ويكتبون، لتفتيت وحدة المنتفضين، ولصب الماء في طاحونة النظام المتهرئ. فالملايين تردد: "الشعب السوري ما ينذل". ونحن نثق بارادة هذا الشعب الذي يقف اعزلا امام جيوش القمع، والقتل الهمجي امام انظار العالم الذي يدعي التحظر!   

رزاق عبود
2ـ6ـ2011

134
عبدالجبار عبدالله ابن الشيخ الديني الذي صار شيخا للعلماء!

 ولد العالم العراقي الكبير عبد الجبار عبدالله في قلعة صالح في محافظة ميسان يوم 4ايار1911. والده، مثل جده كان رئيس (شيخ)المندائيين الروحي في العراق، والعالم. هذا العالم الفيزيائي الفذ يعتز به العالم، ويخلد اسمه بصور شتى. لكن ملايين العراقيين، الغارقين اليوم في جحيم الفكر الديني المتعصب، يجهلون اسمه، وقدره، ومكانته. انه اثر خالد من اثار بلاد النهرين، مثل بابل، و نينوى، واور، و الملوية، وغيرها من نصب حضارة وادي الرافدين. لكنه للاسف، نصب شمله الاهمال، والنسيان، والتجاهل، والنهب مثل بقية اثار، وثروات العراق. الا من قلة قليلة تندب وحدها حظ العراق العاثر بحكام جهلة. يقال عنه انه، مفخرة للعراق والعراقيين، وانه رفع اسم، ومكانة العراق عالميا. فاهينت كرامته، ومسخت مكانته بعد انقلاب البعث الفاشي في 8 شباط 1963 حيث اعتقله طلابه من الحرس القومي في المرافق الصحية لجامعة بغداد. ليعكسوا بذلك مدى انحطاطهم، وسفالتهم، وسقوط اخلاقهم. لكنه ظل يسموا ابدا ويبقون هم في حفر الرذيلة. بعد تخرجه من الجامعة الامريكية في بيروت عام 1934، وعودته الى العراق عين مدرسا للغة الانكليزية في الثانوية الشرقية في بغداد. رفض الوظيفة وعاد الى مدينته العمارة ليعمل مدرس فيزياء، ورياضيات. تتلقفه احدى جامعات نيويورك، استاذا باحثا في خمسينات القرن الماضي. ورغم الاغراءات، يعود ليخدم وطنه فيعين مدرسا في دار المعلمين الابتدائية. الاجحاف بدأ معه، وضده مبكرا، فبعد انهائه الدراسة الابتدائية اضطر، ان ينتظر سنة كاملة حتى تفتح ثانوية(متوسطة) في العمارة ليواصل الدراسة فيها. هل لطالب موهوب مثله ان يلاقي نفس الاهمال في بلد يحترم نفسه، ولا نقول يحترم العلم، والعلماء. راينا كيف اهتم عبدالكريم قاسم، واعلامه بموهبة عادل شعلان، وقدراته الحسابية الخارقة، وهي لاتساوي صفرا مقابل نظريات عبدالجبار عبدالله العلمية.   يعين "موظفا" في الانواء الجوية في "مطار" البصرة مابين عامي1938 و1941 رغم كونه عضوا في جمعية الانواء الجوية البريطانية، ويحمل شهادة تخصص من احدى ارقى معاهدها. ورغم الاهتمام العالمي به توليه الحكومة الملكية "رعايتها" اثناء الحرب العالمية الثانية فتجنده ضابط احتياط برتبة (ملازم ثان)! وفي حين تعينه نفس الحكومة مدرسا للفيزياء في الثانوية المركزية في بغداد تعرض عليه الجامعة الامريكية(M.I.T) المرموقة في نيويورك بعثة دراسة الدكتوراه عام1944. المعهد المذكور تعاقد مع العالم عبدالله للعودة مدرسا وباحثا فيه. وعندما عاد لبغداد عام 1946 حاملا شهادة الدكتوراه في الفيزياء يعين مدرسا في دار المعلمين العالية. كلية التربية التابعة لجامعة بغداد حاليا. ثم رئيسا لقسم الفيزياء فيها. حتى تقدره ثورة 14 تموز بتعيينه رئيسا لجامعة بغداد عام 1959 بعد اعفاء رئيسها الاول متي عقراوي. ومن رئيس جامعة، وباحث، ومشرف، ومحاضر في اشهر جامعات العالم، تاتي قطعان الحرس القومي لتمتهن كرامته. ولولا مكانته العلمية العالمية لما وجد لقبره اثر اليوم. وحتى  رئاسته الجامعة لم يمر دون مخاض عسير، ومماطلة مملة، وعرقلات مقصودة، ونظرة حاقدة من غلاة رجعية ذلك العهد. فلقد رفض رئيس مجلس الرئاسة، وقتها نجيب الربيعي التوقيع على امر التعيين على اساس، ان عبدالله، لم يكن مسلما، والعراق "بلد اسلامي". وزير داخلية الزعيم وقتها احمد محي الدين رد على المعترضين في مجلس الوزراء: "اننا نريد تعيين رئيس جامعة وليس امام جامع". اما عبدالكريم قاسم، فقد هدد بحل مجلس الرئاسة كله، اذا لم يوقع الامر خلال المدة المقررة فاضطر نجيب الربيعي الى الرضوخ خوفا على منصبه وليس حرصا على مبدأ الافضلية. وفي حين يقلده الرئيس الامريكي هاري ترومان وسام "مفتاح العلم" في الخمسينات، فانه في بلده  وفي عام 1964 احيل على التقاعد. وبسبب المضايقات، واتهامه بالانتماء للحزب الشيوعي العراقي المحظور وقتها، اضطر لمغادرة العراق ليجد مكانه المناسب في معهده، الذي يعرف قدره في نيويورك.
بعدها أنتظراربعين عاما، وهو مسجي في قبره، ليكرم باطلاق اسمه على احد شوارع بغداد، واحدى قاعات جامعة بغداد. وانا اقول ان التكريم معاكس فان شوارع بغداد، او العمارة، اوقاعة، او مدرسة، او أي جامعة في العراق تتكرم بان تحمل اسم هذا العالم. في السويد لايوجد عالم، او فنان، او كاتب معروف، الا وهناك ما يحمل اسمه فالشوارع، والساحات، والطوابع، ومتاحف خاصة، والتقود تحمل صور الكتاب، والفنانين، والعلماء، ونحن نشوهها بصور "القايد". وندفع المبدعين الى المنافي!
عبدالجبار عبدالله لم يكن عالم فيزياء، او انواء، او رياضيات، فحسب كان واسع الثقافة والاطلاع، ومتعدد المواهب والاهتمامات، ويمكن اعتباره اخر الموسوعيين على طريقة الفارابي، وابن سينا، وغيرهم. كان عارفا، ومهتما كبيرا بحضارة وادي الرافدين، وخاصة الموروث الثقافي لديانته المندائية. كان واحد من القلائل في العراق، والعالم ممن يجيدون اللغة الطقسية لديانته المندائية. يفهم ويقرأ النصوص والتراتيل. كان يجيد اللغات الارامية، والفرنسية، والالمانية، والانكليزية اضافة الى العربية. ولع بالادب العربي، الشعر الجاهلي خاصة. ويحفظ الكثير بذاكرة عجيبة تذكرنا بقدرة شاعره المفضل الجواهري على الحفظ. اهتم بالادب العربي عموما، وكان مشتركا وكاتبا في الكثير من مجلات زمانه. ومكتبته الخاصة في بغداد، او في البصرة ضمت خزينا من كتب الادب العربي القديم، والمعاصر. كان مهتما بشوؤن الفلسفة والتاريخ، وله باع فيهما تجلى في كتاباته في مجلة "الرابطة" التي كان سكرتير تحريرها في بغداد. اكد لي احد اقاربه انه كان يكتب الشعر، ولا ينشره. وربما كان له ديوان كامل. نامل من الباحثين ان ينشروه. فلقد كانت له مكانة خاصة بين ادباء البصرة تؤكد انه لم يكن عالما طبيعيات فقط. اهتماماته المتعددة، وتفوقه العلمي في الثانوية رشحه ليكون واحدا من بين 26 طالبا من كل مدن العراق، وقراه مبعوثا الى الجامعة الامريكية في بيروت عام 1930. كانت الجامعة، وقتها، اكبر صرح علمي في الشرق الاوسط. وهناك ايضا تجلت مواهبه التنظيمية، ومشاعره الوطنية، واهتماماته السياسية بمصير وطنه فقد ساهم في تاسيس اول جمعية طلابية عراقية خارج الوطن ضمت  وجوها، لها دور في تاريخ، وحضارة، وثقافة، وسياسة العراق في العصر الحديث مثل عبدالفتاح ابراهيم، ومحمد حديد، وعلي حيدر سليمان واخرين. كانت الجمعية نواة الرابطة الثقافية، التي اسسها بعد عودته متفوقا في دراسته الى بغداد.

 اثناء رئاسته لمجلس جامعة بغداد رفض تدخل السلطة في شوؤن الجامعة والبحوث، والدراسات، والحياة الجامعية، ووضع اسس استقلالية المؤسسات العلمية، والبحثية في البلد. الامر الذي احترمته حكومة قاسم وداست علية بالاقدام السلطات التي جاءت بعده. تمتع عبدالجبارعبدالله بسبب استقلاله العلمي، ومهنيته العالية باحترام عالمي كبير. كان ضيفا محاضرا، او مشاركا، او باحثا في كثير من الجامعات، والمعاهد، والمؤسسات العلمية العالمية المرموقة مثل (الجمعية البريطانية للانواء) و(الجمعية الاكاديمية للعلوم في نيويورك) و(جمعية الفيزياء الامريكية) وغيرها. عبدالجبارعبدالله، كان من اوائل الدعاة الى استخدام الطاقة الذرية للاغراض السلمية منذ عام 1957 . كان نائب رئيس اللجنة التي كلفت بدراسة المشروع بعد ثورة تموز1958. قدم دراسات، وابحاث، واقتراحات بهذا الخصوص، واختار بنفسه موقع الفرن الذري للابحاث في بغداد. والذين تلقوا، ويتلقون العلاج الاشعاعي في ذاك المصح عليهم ان يشكروا الدكتورعبدالجبار عبدالله على ذلك.
نحن لا نتحدث عن عبدالجبارعبدالله كونه عراقيا فنتحزب اليه، او نتعصب له، فهو ليس بحاجة لثنائنا، او مدحنا، ولا حتى كتاباتنا. لكنه ربما شعور بالذنب بسبب التقصير في حق هذا الصرح العملاق، او لعله الفخر لانتمائنا لنفس البلد، الذي اعتاد للاسف، ان يبخس حق مبدعيه. فعبدالجبارعبدالله اول من ادخل الفيزياء الرياضية في دراسة الموجات الجوية، وصار هذا الانجاز بعد ذلك شرطا موجبا لكل دارس، او باحث في علم الانواء الجوية. أي ان كل باحث، او عالم، او دارس في الانواء يعرف اسم العراق بفضل اسم عبدالجبار عبدالله. في المعهد الذي درس، وبحث فيه كان انشتاين احد اساتذته، وهناك اشادة بارشيف المعهد من العبقري انشتاين بالعبقري عبدالله. اضافة الى انه قدم الكثير من البحوث والنظريات. وكانت له ريادات سجلت باسمه حيث طبق قوانين الفيزياء على الانواء تحت اسم "الانواء الحركية" وادخل الاعتماد على قوانين الرياضيات لتمكن الارصاد الجوي من التنبأ بحصول العواصف، وطريقة سيرها، وسرعة حركتها، واتجاهاتها قبل وصولها الى الاماكن المنكوبة مما يتيح المجال للانذار المبكر، ويقلل الكثير من الخسائر البشرية والاقتصادية. كما انه اسس فرع  بالانواء الجوية متخصص بدراسة تشكل الاعاصير، والزوابع.

فاين سيقف، لوعاد اليوم ليرى اعاصير الفساد التي تدمر بلده؟ واي مكان يختاره كمنفى؟ وهل سيطالب بالانتماء الى حزب اسلامي كي يعود، ولو موظف صغير في جامعة بغداد؟ ام سينصرف مثل ابيه للمطالبة بمعبد، ومقبرة خاصة لابناء ديانته، بعد ان تهدد وجودهم بالكامل؟ او لعله سيكتفي بمحاولة انقاذ رفات اجداده، وابناء جلدته في ابي غريب من جرافات التعصب الاعمى؟ من يدري؟

لقد تمتع بذكاء حاد، وسعة ادراك، وثقافة واسعة، وموهبة نادرة، ووعي عميق، وعبقرية متميزة. فهل هذه الصفات، والخصائص مطلوبة ومرغوبة اليوم في عراق الفساد، والطائفية، والتعصب القومي؟ هل ستنتبه العمارة مدينة ولادته ان تتشرف بوضع اسمه على شارع، او مدرسة، او جامعة؟ ام عليه ان يعلن اسلامه من مقبرته في ابي غريب حتى يسمح له بالبقاء هناك؟  كان عبدالجبار عبدالله يفتخر، ويتشرف ان يكون ابن العراق. انا اعتقد انه شرفا للعراق ان يكون احد ابنائه اسمه عبدالجبار عبدالله!

سمعت مرة ان احد علماء الفلك اطلق اسم العالم العراقي عبد الجبار عبدالله على احد الكواكب، او النجوم، او الاقمار الصناعية. لااتذكر بالضبط! فاين سيضع بلده العراق اسمه، وصورته؟ هل نكتفي بشارع، وقاعة؟ وهو الذي وصف بانه مفخرة العراق العلمية، وسفير العراق العلمي، ونجما عالميا متميزا، وضع العراق على خارطة العالم العلمية!

ان كتبا لاتفي حق هذا العبقري العظيم فكيف باسطر قليلة. ها نحن نغبنه من جديد، فعذراّ!
رزاق عبود
4/5/2011

135
سوريا الاسود تتحدى بشار الفأر!

صدام حسين اطلق على العراق عراق البعث، وعراق صدام. وحافظ الاسد سمى سوريا باسمه. حول الوطن كله الى اقطاعية لعائلته، واورثها لابنه. 50 عاما من حكم الطوارئ، وتكميم الافواه، ومحاربة الراي الاخر، وقمع المعارضين، واملاء السجون بالرافضين لافكار البعث، ونظامه الشمولي. المادة الثامنة من الدستور السوري احتكرت السلطة لحزب البعث. سنوات طوال، والشعب السوري يعاني الفقر، والفساد، والكبت، وحكم العائلة، التي سيطرت على الحزب، والدولة مثلما فعل صدام باسم البعث ايضا. المخابرات المتعددة تحصي انفاس الناس تمهيدا "لتحرير" الجولان المحتلة، و"المواجهة" مع العدو الصهيوني. شعب ثلث مواطنيه تحت خط الفقر، والنظام ينفق المليارات على الامن والمخابرات. منذ عام 1969 ومحكمة امن الدولة، والقضاء التابع كليا للسلطة يوزع الاحكام الجائرة على المعارضين. وقومية كبيرة من الاكراد محرومة من حق المواطنة، وتعاني التمييز، والاضطهاد. وعندما ثار الشعب السوري ذي التاريخ النضالي العريق سلميا جوبه بالرصاص الحي، والغاز، والاعتقالات، واساءة معاملة السجناء، وقتل، وتعذيب الاطفال. واطلقت ايدي الاجهزة الامنية ذات الصيت السئ، والمعفاة من كل محاسبة حتى لوصفت نصف الشعب السوري. يتهمون المعارضة بتجييش الشارع، ويرسلون الدبابات والمصفحات لمواجهة المتظاهرين العزل، وتصيدهم عبر القناصة.
 
رغم التعتيم الاعلامي، والسيطرة الكاملة على الاعلام في البلد، واتهام المطالبين بالحرية بالتامر، ووصفهم بالعصابات المسلحة، ومجموعات جاءت من الخارج، ومندسين هتفوا ضد النظام. فان عدد المساهمين في التظاهرات يزداد ويتسع يوميا. فكم عدد المندسين يا ترى؟ فكل المدن السورية انتفضت القريبة، والبعيدة عن الحدود. ومن اين تسللت العصابات، التي اطلقت النار على نفسها؟ فكل الدول المجاورة بما فيها اسرائيل لا تريد للنظام ان يسقط. ان شعوب المنطقة قررت، ان ترسم خارطة اخرى لبدانها، ومستقبلها، وسوريا ليست مستثاة من هذا الاتجاه. 6 اسابيع من الثورة الشعبية المستمرة رافقها مئات الضحايا من الشهداء، والجرحى، ومئات المعتقلين، وعشرات الاستقالات، والاقالات. أكل هذا مؤامرة وتدخل خارجي؟ النظام يقر، يوميا، بضرورة الاصلاح، ويحاول ترقيع النظام باجراءات، وقرارات فوقية، وكانه وصي على الجماهير، التي لاتثق، لا بوعوده، ولا اصلاحاته! الجماهير تريد التغيير الكامل والجذري! والنظام السوري، لا يفهم طبعا لماذا تستمر المظاهرات طالما ان الرئيس اصدر كذا، وكذا، وانه قال كذا، وكذا. انهم لا يستوعبون، ان الشعب السوري مثل بقية الشعوب يريد ان يقرر الامور بنفسه، وان ينتخب رئيسه، بنفسه، ويغيره بنفسه، ويختار ممثليه، والناطقين باسمه بنفسه. الجماهير تتظاهر يوميا، وتطالب باسقاطه، وهو يستمر بمناته، وعطائه، واصلاحاته، ووعوده! هؤلاء الطغاة لا يتحملون، ان الجماهير، لا تهتف لهم، بل تهتف ضدهم! مثل ماري انطوانيت، التي استغربت لماذا ثار الشعب الفرنسي؟ ولماذا لا يكتفي الجياع بتوزيع البسكويت عليهم؟ دكتور العيون اصابه العمى، وصح عليه المثل: "طبيب يداوي الناس وهو عليل"! كل هذه الجماهير متأمرة، وعميلة، ومندسة، وطائفية، وعصابات مسلحة، وان السلطات لم تطلق الرصاص، القتلى يموتون لوحدهم! هو لا يفهم مثل انطوانيت، ان الشعب لم يثر من اجل رفع الرواتب، او اقالة محافظ، وان تهم الاندساس، والتسلل، والسلفية لاترقع الفتق الكبير في رداء النظام، وان اعلامه، ومرتزقته، واجهزة امنه ستتعب قريبا، وتتخلى عنه! حتى هؤلاء الذين يصفقون لخطاباته في مجلس الشعب "مجلس البعث" قد حزموا حقائهم، وحجزوا بطاقات سفرهم. بدا التخلي عن النظام، والتنكرله يزداد يوميا للحفاظ على موقع في سوريا القادمة. بدأت الجرذان تغادر السفينة الغارقة. وسفينة النظام كثر قباطنتها من المخابرات، والاجهزة الامنية، والحزبية، والحرس القديم. واذا كان في السفينة اكثر من قبطان تغرق. وان كان المغفل بشار يظن انه من يقود السفينة ويحدد اتجاهها. 72 قتيل في يوم واحد يوم الجمعة العظيمة الدامية، واطلاق الرصاص على المشيعين والمتظاهرين. ومحاولة بث الفتنة كما فعل حلفائه العراقيين رغم  ان الشعب اجاب بانه واحد.
ان القيادة البعثية المتحجرة في سوريا لاتعي، ان العالم تغير، وان الانظمة التي سبقته بالسقوط استخدمت كل حيله، والاعيبه، وادعاءاته وباءت بالفشل.ان تسونامي الغضب في دول المنطقة عام ومستمر. سوريا اول دولة مستقلة في المنطقة، وصاحبة اول تجربة ديمقراطية في المنطقة لن تتخلف جماهيرها، ان ترسل مظهديها الى مزبلة التاريخ، مهما ادعوا، ان الوضع خاص، ومختلف، وان سوريا ليست مصر وليست تونس. نحن نقول له ان للشعب السوري، ايضا، تاريخ خاص غني بالنضال، وان صبره نفد وموعد رحيل وحساب جلاديه قد حل. وهو موعد يحدده الثوار في الشارع، وليس في خطابات الرئيس، او دبابات جيشه. ان وضع بشار ونظامه حرج، فصدام اعدم، وبن علي هرب، ومبارك سيحاكم، والقذافي محاصر، ومهرج اليمن تنازل للجماهير المطالبة برحيله. وسيلتحق بقافلة الراحلين ليس بشار الفأر وحده، بل كل المصابين بعمى السلطة، التي لا ترى في شعوبها طاقات جبارة، ان تحركت لن يوقفها الارهاب، او القتل، او التعذيب، او التهديد، فلقد عايشت كل هذا، وذاك وتريد الان ان تذوق طعم ارادتها الحرة. لقد قال بشار في خطابه الاول متحديا شعبه:"اذا ارادوا المواجهة فنحن مستعدون"! ويبدو ان الشعب السوري البطل قبل تحدي الحرب التي اعلنها بشار. ان الشعب هو السيد، وهو من سيحسم التحدي!

رزاق  عبود
24/4/2011


136
مستشارة الرئيس السوري تستنكف من ذكر الاكراد

بعد ايام من احداث درعا، التي حاولت السلطات السورية التعتيم عليها بدون فائدة. خرجت علينا مستشارة الرئيس السوري، وكغيرها من ممثلي الانظمة القمعية التي تحارب الانسان، وحقوقه، وتمنع الكلمة الحرة، وحق التظاهر، وابداء الراي، والديمقراطية. خرجت علينا، بثينة شعبان، وبجعبتها، كالعادة اتهامات جاهزة بالخيانة، والتدخل الاجنبي، والتامر الدولي، وعصابات مسلحة معزولة، واحداث فتنة، وعناصر مندسة، و غيرها من الترهات، التي سبقتها اليها الانظمة في تونس، ومصر، وليبيا، واليمن، والبحرين، ولم تخدع احد. لكنها انتبهت، بخبث، الى ان المتظاهرين كانوا اكرادا. كان قصدها طبعا، ان الاكراد لايمثلون الاغلبية! لكن زلة اللسان ورطتها في هفوة اخرى. حاولت استدراكها بشكل شوفيني، عنصري، متعالي واضح يليق بافكار، وسلوك البعث. فبعد ان هنأت الاكراد بعيدهم عادت، واعتذرت لانها ذكرت الاكراد "فكلنا سوريون". تجاهلت، ان هؤلاء السوريين مثل "البدون" في الكويت بدون بطاقة وطنية، او جنسية، او جواز سفر. فهم غير موجودين في السجلات السورية الرسمية، رغم انهم متواجدين على مساحات واسعة، في مدن عديدة، وقرى كثيرة من الجمهورية "العربية" السورية. وتغافلت مرة اخرى ان سوريا تتكون تاريخيا من قوميات متعددة. وان اسم "سوريا" ليس عربيا فهو منسوب الى السريان، الذين يسميهم النظام اليوم المسيحيون فقط. نسيت المستشارة، او تناست عن قصد، ان هؤلاء الاكراد شاركوا، ويشاركون في بناء سوريا، واشتركوا في الدفاع عنها. وان منهم، وبينهم ادباء، وشعراء، وعلماء، وفنانين، ومبدعين في كل المجالات فاقوا العرب في كتاباتهم العربية. يشار لهم بالبنان، ويحضون بشهرة، ومكانة وطنية، وعربية، وعالمية محترمة، ونالوا جوائز معتبرة. وان الجيش السوري ضم، ويضم افرادا، وقادة كبار منهم، شاركوا في حروب سوريا "القومية". وان احد رؤساء سوريا كان كرديا. والكثير من المناضلين السياسين، والقادة النقابيين هم من هؤلاء الاكراد، الذين تستنكف بثينة شعبان من ذكرهم بالاسم. ان اول برلمان منتخب في سوريا ضم اكرادا ايضا مثل خالد بكداش. هل نست السيدة بثينة، وقادة حزبها العنصري، ان اشهر قائد كردي في العصر الحديث عبدالله اوجلان، كان لاجئا عندهم، وتدرب مع انصاره، ومسلحيه على اراضيها، قبل ان تتحسن علاقاتها مع تركيا فتتنكر لعروبتها بايواء الدخيل، واكرام الضيف، ودعم اللاجئ حسب الاصول العربية القديمة التي يدعي حكام سوريا تمسكهم بها. لقد سلم عبدالله اوجلان، بالتعاون مع الموساد الى تركيا.
هذا السلوك ليس جديدا على حزب اسسه ميشيل عفلق، الذي ادعى، ان الاكراد عربا نسوا عربيتهم، مثلما وصف اتاتورك اكراد تركيا بانهم اتراك الجبل. لقد حاكمت السلطات الصهيونية العرب بعد انشاء الكيان الصهيوني باعتبارهم متسللين فما الفرق؟؟ بين العنصرية البعثية، والعنصرية الصهيونية؟!
هناك مثل شعبي عراقي يقول: "الحجرالذي لا يعجبك قد يشج رأسك!" وهاهي انتفاضة الاكراد في درعا تتحول الى انتفاضة سوريه عامة، وعارمة ستطيح بنظام التسلط، والديكتاتورية مثلما اسقطت عربة البوعزيزي بن علي في تونس، ومثلما اسقط شباب "الكونتاكي" فرعون مصر!

رزاق  عبود

ملاحظة لابد منها: الموضوع كتب ليلة تصريحات بثينة شعبان عن انتفاضة شباب درعا. لكن تحالف "مؤامرة" بعثي كومبيوتري ابتلع النص الاصلي، فاعدت كتابته بشكل مختصر، بعد ان استعدت قليلا من صحتي!
مع الشكر والاعتذار!
الكاتب

137
حماية المدنيين الليبيين، ام الحفاظ على عرش السعوديين؟!

مرة اخرى تمول الاموال السعودية، والخليجية عملية تدمير بلد عربي. بعد ان دفعت المليارات لتدمير العراق اثر غزو صدام للكويت، الذي خططت له، وشجعت عليه واشنطن. هذه المرة بحجة "حماية الشعب الليبي" من تجاوزات القذافي. وكأن الثوار مجموعة من القاصرين. جرائم القذافي ضد شعبه، وضد الامه العربية، وافريقيا ليست جديدة. لكن الموجة الثورية في ليبيا تزامنت مع انتفاضة المنطقة الشرقية في السعودية، وانتفاضة اهل البحرين من اجل الحرية والديمقراطية، وضد الفساد، واقامة ملكيات دستورية. السعودية، والبحرين اتهمتا ايران بالتدخل، واتهمتا الانتفاضة بالطائفية. في حين انه في كلا البلدين كانت الانتفاضة عامة، وشاملة، وتصدرها الشباب، والمثقفين، والاصلاحيين، وحتى علماء دين متنورين. جرى اعتقالهم في السعودية. القذافي اتهم القاعدة، مثلما فعل قبله بن علي. واتهم حسني مبارك الاخوان المسلمين. نفس الادعاء ترفعه اليوم السلطات الاردنية، والسورية، واليمنية، والعراقية!

كيف يمكن لدولة مثل قطر، تساهم في قمع متظاهرين في البحرين، ان "تحمي" الثوار في ليبيا؟! كيف تسحق السعودية انتفاضة اهل البحرين، وتحتل المنامة، ثم تدفع تكاليف حملة تدمير ليبيا؟! السعودية تستضيف دكتاتور تونس السابق! حكومات الغرب، والحكومات العربية، صمتت بشكل كامل، تقريبا،على التعامل العنيف مع المحتجين في البحرين، والسعودية، ولدرجة كبيرة عن جرائم علي عبدالله صالح في اليمن. الذي يتحجج هو الاخر بالقاعدة، والارهابيين، وايران! الرئيس الفرنسي، يريد ان يحسن صورته الداخلية، بعد سياسته الهوجاء في دعم نظام بن علي في تونس لاخر لحظة. الامر الذي تبعه تناقص شعبية سوركوزي الى الحضيض، واستقالة وزيرة خارجيته، ووزراء اخرين. بسبب فضائح تواطئهم، وتعاونهم، واستلامهم رشاوي من بن علي، و حسني مبارك. اوربا، التي تعاني الازمة الاقتصادية بحاجة لدعم، واستثمارت الدول العربية النفطية، وتريد ان تظهر بنفس الوقت،امام شعوبها، انها تؤيد الحركات الديمقراطية في البلاد العربية. فجاءت التسوية القذرة، ان تقوم دول الخليج، بدفع تكاليف الحرب على ليبيا(ليس على القذافي) مقابل السكوت عن جرائمهم في البحرين، والسعودية، وسلطنة عمان، والاردن. والا، فاي حرية، واي ديمقراطية، واي حقوق انسان تتوفر في البلدان العربية، التي تساهم اليوم في قصف ليبيا "دعما" للثوار المطالبين بالحرية، والديمقراطية، وحقوق الانسان، ومحاربة الفساد، والتنمية. لماذا لا يمنحوها الى شعوبهم قبل الشعب الليبي؟! القذافي رغم جنونه، ورعونته، ودمويته، فلديه حرس من النساء. في السعودية تمنع المرأة، حتى من قيادة السيارة، او الخروج الى السوق لوحدها، او السفر دون رفقة محرم! لكن قطر، ودول الخليج الاخرى، والسعودية دفعوا ثمن الصمت على جرائم قمع شعوبهم في تغطية نفقات الحملة على ليبيا. وزيادة انتاج النفط، لتغطية "النقص" بسبب انقطاع النفط الليبي، رغم نسبته الضئيلة في الانتاج العالمي. وهذا نفاق اخر، فلا يوجد عجز، بل فائض في الاسواق، لان احداث ليبيا تزامنت مع تسونامي اليابان، وبيع النفط المتوجه لليابان في الاسواق العالمية، مما ادى الى زيادة ارباح الشركات النفطية العالمية، ولي نعمة حكام الخليج، برفع الاسعار بحجة التفص المفتعل. وانخفاض سعر النفط الخام بسبب الضخ السعودي. وهكذا تثبت السعودية، مرة اخرى، حرصها على امن اسرائيل، والاقتصاد العالمي الداعم لها في حين يعيش ملايين السعوديين تحت خط الفقر في دولة عدد نفوسها اقل من ولاية نيويورك، لكن فقرائها اكثر بالاف الاضعاف من الفقراء السود في بعض ضواحي نيويورك. هؤلاء يستلمون مساعدات اجتماعية(حقوق) في حين "يمن"، و"يتصدق"، و"يتكرم" الملك بين حين واخر على فقراء الشعب السعودي! من العار، ان يكون هناك فقيرا واحدا في السعودية، او قطر، او عمان، او الامارات لكنهم موجودون،  وبكثرة. ثم مالفرق بين المرتزقة السود، الذين جندهم القذافي من بين فقراء افريقيا، والمرتزقة الاقل سوادا من الهند، والباكستان، الذين يقتلون المحتجين في السعودية، والبحرين، وسلطنة عمان؟!

قرار مجلس الامن الذي ايدته، وطالبت به الحامعة العربية بأمر من اوباما ينص على حماية المدنيين، وليس قصف المدنيين. كما تقوم قوات الناتو الان! الم تطلقوا النارعلى المدنيين في دوار اللؤلؤة، والمنطقة الشرقية، وسلطنة عمان، واليمن، وساحة التحرير في بغداد؟! ان النفاق الاوربي، والامريكي، والعربى الرسمي لا حدود له!! لقد انتصر الشعبان التونسي والمصري دون دعم خارجي، بل بالضبط، لانهما لم يتلقيا دعما خارجيا. الان يريد الغرب، ان يدعي امام شعوبه انه ينشر الديمقراطية في الوطن العربي. لقد كانت وزيرة خارجية امريكا في دبي عندما دخلت قوات درع الخليج، واحتلت البحرين، واطلقت الرصاص على المتظاهرين المسالمين. ولم تعترض بكلمة واحدة. بل ايدت، ودعمت الجرائم. بالضبط كما ايدت ودعمت جرائم اسرائيل، واستخدمت الفيتو لعدم ادانة اسرائيل. واستغلت احداث ليبيا، وثورة شعبها للتغطية على فضيحتها، اذ كانت الدولة الوحيدة، التي ايدت اسرائيل. ولم تحتج أي دولة عربية على هذا الموقف، بل اعتبرته ثمنا لسكوت امريكا على جرائمهم ضد شعوبهم. كما يسكتون على جرائم اسرائيل في غزة، وكل فلسطين.

كلنا مع الشعب الليبي في سبيل التحرر، والديمقراطية. لكن امريكا، واوربا لا يهمها، الا مصالحها، ومصلحتهم في استمرار البقرات الحلوب في الخليج، والسعودية تحرك ماكنة الاقتصاد، والعسكرة الغربية. وهم يقصفون اليوم ليبيا لتسليمها ارضا خرابا، كما فعلوا مع العراق، لتقوم شركاتهم بعد ذلك بالاستثمار هناك "لاعادة اعمار" ليبيا، ولفرض شروط، وحدود التحول الديمقراطي على القوى، التي ستستلم السلطة بعد دحر، او تنازل القذافي. فما يفعلونهم ليس لحماية المدنيين الليبين بل للاحتلال الاقتصادي لبلدهم بعد ان يدمروه عسكريا. ودول الخليج بقيادة السعودية تساهم بهذه الجريمة لضمان بقاء عروشهم، لكنها ساقطة لا محالة.

رزاق عبود
24/3/2011

138
صدام االيمن، هل يواجه مصير صدام العراق؟!

الثورة في اليمن، بدات، قبل ثورة الياسمين في تونس، وسبقت ثورة الشباب في مصر. بن علي هرب الى السعودية، ومبارك ينتظر المحاكمة! القذافي يواجه، لا شعبه فقط، بل العالم كله. ولا اظنه سينتصر على كل هذا الحشد. عهد المعجزات انتهى، ورامبو هوليود لا يصلح لصحارى ليبيا. صدام حسين تحدى العالم كله، وجعل شعبه كله ضحايا لحصار قاتل لئيم. جعل الملايين دروعا بشرية لحماية سلطته المتأكلة. والعالم لا يسمح باعادة التجربة الكارثية. ادعى صدام حسين، ان الجيش، والشعب معه. وان العالم كله، وامريكا بكل اساطيلها، لن تستطيع احتلال شبر واحد من سواحل العراق. لكن جيشه تخلى عنه قبل شعبه، وحرسه الخاص تركه وحيدا. وخذله اقرب مساعديه، ورفاقه. اختبأ كالجرذ في حفرة قذرة تليق بتاريخه الملوث بالدم، والعار، والنجاسة.

علي عبدالله صالح لعب كل اوراقه. حرض العشائر على بعضها، اشعل الفتنه الطائفية، عامل اهل الجنوب كمواطنين من الدرجة الثانية، بعد ان انقلب على قادتهم الذين وثقوا به. حاربهم، وقاتلهم، وفتك باهل الجنوب، بنفس الضباط، والاوباش الذين فتكوا بابطال انتفاضة اذار 1991 في العراق، بعد ان استعارهم من صدام. ادعى انه يحارب الارهاب، ويحارب القاعدة، ويحمي حدود السعودية، ويحمي البحر من القرصنة. وهو يمارس الارهاب ضد شعبه، ويدفع بالعشائر المسالمة الى تجاوز الحدود لتقع في كماشة نيرانه، ونيران السعودية.القراصنة يحكمون معه، ويشكلون حرس حمايته. ضباط صدام الذين التجئوا اليه، وجدوا مرابع افضل. اتهم اهل الجنوب بمعاداة الوحدة، فهب الشمال كله ضده. اتهم معارضيه بالارهابيين، والخونه، والمخربين، فخرج الطلاب، والاساتذة، والحكام، والمحامين، والمثقفين للمطالبة برحيله. كل الشعب اليمني من الشمال الى الجنوب. عشائر، واهل مدن، شيوخ دين، محجبات، ومنقبات، وسافرات. يتظاهرون يوميا ضده، ويطابون برحيله. ولازال يدعي، ان كل الشعب معه، وان المتظاهرين اقلية. لازال متمسكا بالسلطة، رغم ادعائه انه زهد بها، لكنه لايسلمها. 40 عاما على ثورة السلال، و30 عاما على سلطته ولازال اليمن "السعيد" يعاني الفقر، والجوع، والمرض، والامية، والبطالة، والفساد. لازال بلد الحضارات الاولى يعاني من ظروف القرون المظلمة. اعلن الاحكام العرفية، وحالة الطوارئ، وكأن البلد كانت تعيش نعيما من الحرية. حول الشوارع الى ساحات حرب، واطلق الرصاص على الجموع، التي اقسم على خدمتها، وحمايتها. اليمن الوادع اصبغت شوارعه وساحاته بدماء الشهداء، ومن كل الاعمار. تخلى عنه حتى رفاقه في حزبه، واخوانه في جيشه، وديبلوماسيه، ووزراء في حكومته، والكثير،الكثير ممن تعبوا من صراخه الاهوج، وهو يطالب بمزيد من رؤوس المحتجين المطالبين برحيله. متظاهرون مسالمون يواجهون الات القمع، والدبابات. يتنصل من جرائم الاجهزة الامنية، لكنه يعتذر لامريكا، واسرائيل لانه اخطا في عباراته. والان حتى الامين العام للامم المتحده ينتقده. انه يحاول ان يقلد عنجهية القذافي، او غرور صدام حسين. لكن مثله الاعلى: حسني مبارك يقبع محبوسا في بيته، وصديقه صدام نبش اهله جثته، ومثلوا بها، والقذافي محاصرا في مخبئه. ترى في اي جحر سيختبأ، وهل سينجوا من غضبة الجماهير، ام ستقطعه الجموع ثأرا، وغيضا، قبل ان تصدر المحاكم اليمنية حكمها على:
واطي عبدالسلطة طالح؟؟!

رزاق عبود
21/3/2011

139
مجلس التأمر الخليجي يحتل البحرين!

بشكل مفاجئ، دخلت قوات متعددة البدوية، دولة البحرين "بطلب" من مليكها اللادستوري، واللاشرعي، ليوقفوا عملية التغيير، التي يطالب بها الشعب البحريني بكل طوائفه. حكام الخليج العربي، الذين ورثوا (اغتصبوا) الحكم عن ابائهم، او اجدادهم، الذين بدورهم، حصلوا عليه كمنة من المستعمر البريطاني، ومكافأة لخدماتهم، في خيانة مصالح شعوبهم. حصلوا على القاب شيخ، او امير، او ملك. لايعدون سوى بيادق على رقعة شطرنج يحركها سفير الدولة العظمى. مطالب شرعية، ومظاهرات سلمية تواجه باطلاق النار الحي، مع اتهامات بالعمالة، والخيانة، والارهاب، والتخريب، لاستمالة الجيران المرتعبين، ومغازلة القوى العظمى الخائفة على مصالحها. ففي الوقت، الذي تعوي اذاعاتها، وفضائياتها، وصحفها من الصباح حتى الصباح على جرائم القذافي، واستخدامه العنف ضد معارضيه، الذين يطالبون بالتغيير مثل ابناء البحرين، او اليمن، او عمان.

 لم يكتف شيوخ البترول بتبديد اموالهم على البذخ، وترك انظمتهم السياسية بلا اصلاح، وتقديم الاموال السخية لشراء الذمم في عمان، والبحرين، ودعم الانظمة المتخلفة هناك. بل ارسلوا جيوشا، لم نرها تتحرك، عندما قصفت بيوت المسلمين السنة في غزة، وشجعت، وايدت مبارك على اعمال البلطجة ضد ثوار 25 يناير، وقدمت له الاعانات المستعجلة، التي لم تنفعه والدعم، بعد ان تخلى العالم عنه، واحتضنت اللص بن علي الهارب من شعبه!

هذا التناقض الغريب، يعيدنا الى بدايات القرن الماضي حيث هب العرب بقيادة شريف مكة للثورة ضد الاستعباد العثماني، وانشاء دولة عربية عصرية. وقتها قام آل سعود بالتامر عليه، وطردوه من الحجاز، وفرض الوهابية على سكان المملكة. هاهم اليوم يعيدون نفس الموقف، ويقفون بوجه الهبة الشعبية من المحيط الى الخليج. شباب، لا يطالبون، الا بالتغيير، واللحاق بركب الحضارة. لم يرفعوا شعار دولة اسلامية، ولا اشتراكية، ولا شيوعية، ولا قومية. ثورات تطالب بالكرامة، والعدالة الاجتماعية، وحقوق الانسان، وضد البطالة، والفساد، ونهب المال العام. ثورات انتصرت في دول، وستنتصر في دول اخرى، بالضبط لانها غير مؤدلجة. لكن  طغاة الخليج العربي، ابتدعوا فكرة "التدخل الخارجي"، والتوسع الايراني، بعد ان فشلت ادعاءات القذافي، وقبله بن علي، ومبارك في اتهام المتظاهرين، بانهم عملاء، وخونة، ومخربين، وان القاعدة، تحركهم!

ان مشهد دخول القطعات العسكرية السعودية من الجسر، الذي يربط  البحرين بالسعودية. الذي كان الهدف من انشائه التحضر لهذا اليوم. رغم ان الشباب السعودي المتحضر، المتعطش للرقي يعبره، ليعيش بعض من نتف المدنية الموجودة في البحرين، المحرومين منها في مملكة الظلام. المنظر يذكرنا بالتدخل السوفيتي  في فغانستان. مبرراته، كانت ايضا، التدخل الاجنبي في افغانستان. وقف حكام الخليج، وشيوخ دينهم، وقتها، ضد ذاك التدخل، ونسوا فلسطين، وانشأوا، ومولوا، بمساعدة واشنطن، منظمة "القاعدة" الارهابية، التي يدعون اليوم انهم يحاربونها. فما الفارق يا ترى، ولماذا يسكت العالم على هذا الغزو؟؟

لقد وقف نفس الحكام ضد دخول جيوش حلف وارشو الى جيكوسلوفاكيا ايام ربيع براغ للتغيير الديمقراطي. مثلما، وقف اسيادهم من قبل، عندما كانوا محميات بريطانية ضد دخول ستالين في هنغاريا. فلماذا تصمت اوربا الان؟ وماذا يختلف غزوهم عن غزو صدام للكويت، او احتلال ايران للجزر الاماراتية؟

ان الدول، التي ارسلت قواتها الى البحرين، وخاصة السعودية، تريد بالاساس توجيه رسالة لمواطنيها، بان تحركاتهم ستواجه بالعنف، والابادة مثلما فعلوا في المنطقة الشرقية اكثر من مرة. صحيح انه لا توجد في معظم امارات الخليج حركات سياسية منظمة، ولا احزاب، عدا الاخوان المسلمين. لكن البحرين، تختلف، فلديها هذا التقليد، والمعارضة منظمة بشكل جيد، ولها برنامج واضح يحظى بالشعبية الواسعة. فاذا كانت تحركات، غير منظمة، وغير متجانسة، وهبة عفوية، في تونس، ومصر نجحت في التغيير، واسقاط طغاتها. فكيف، اذن، ستكون النتيجة في البحرين ذات التاريخ النضالي السياسي، والنقابي العريق، وفيها منظمات مجتمع مدني واسعة التاثير؟!

ان استبدال الجزرة بالعصى، في التعامل مع المعارضة البحرينية، قد ياتي بنتائج عكسية، غير متوقعة. واذا كان "السقف العالي" لمطالب المعارضة لم يحظ بتأييد الاغلبية، فانه سيحظى بعد الغزو بتاييد الاغلبية العظمى، وهم يرون خيانة، وتخاذل، واستسلام مليكهم للابتزاز السعودي، الذي جاء بقواته، كخطوة استباقية، ورسالة تحذيرية لقوى الانتفاضة الشعبية في المملكة السعودية. التاريخ، وتجربة تونس، ومصر، وليبيا، واليمن خاصة  يؤكدان تلاحم المعارضة اكثر، وتزايد اتساعها، وتوسع الالتفاف حول برنامجها، مهما كان سقفه عاليا، وتنقص، الى الحد الادنى، من "شرعية" الحكام.

اعتقد، ان ملك البحرين، سيندم طوال حياته، اذا بقي حيا، لهذه الخطوة الرعناء. ففي الوقت، الذي يعلنون به، ان القذافي يستقدم المرتزقة لقتل شعبه، فان ملك البحرين يستقدم جيوشا، لقتل شعبه، واحتلال وطنه. اعتقد ان هذا الاجراء، لاتوافق عليه كل العائلة المالكة، التي ستخسر سلطتها الى الابد، بسبب هذه الخطوة الخيانية. خاصة، وان البحرين لاتتعرض لعدوان خارجي. الامرالذي يستدعي دخول قوات "درع الجزيرة" حسب ماينص ميثاق تاسيسها عام 1982.

لقد اذل شعب البحرين شركات النفط الاجنبية، اكثر من مرة، وفرض شروطه النقابية عليها. وسيمرغ هذه المرة هامات العائلة المالكة الفاسقة الخائنة في الوحل. يبدو، ان الطغاة، لا يتعلمون الدرس ابدا. فالشعوب، في عصر الديمقراطية، والعولمة، والفيس بوك، والثورات هي التي تقول: "العصا لمن عصا" وليس الحكام الخونة !!!

رزاق  عبود
14/3/2011

140
الهجوم على الحزب الشيوعي العراقي هجوما على الديمقراطية في العراق!

اثبت تاريخ العراق السياسي الحديث، ان التحول عن النهج الوطني، الى التسلط، ومحاربة الديمقراطية، تبدا دائما بمحاربة، ومهاجمة، ومنع الحزب الشيوعي العراقي، ومنظماته، وصحافته، ومتابعة، مريديه، وانصاره. قد تاخذ الهجمة اشكالا عديدة، تتفاوت بين غلق المقرات، او سحب الرخص، وملاحقة نشطاء، وكوادر الحزب، والتضييق عليهم، واعتقالهم، وتعذيبهم، حتى اعدامهم. فلقد اصدر نوري السعيد امرا بمنع الافكار الشيوعية "الهدامة"، ومنع نشاط الحزب الشيوعي، وضرب تنظيماته، واعدم قياداته(فهد وحازم وصارم) وعلقهم على المشانق في ساحات بغداد، اشارة الى "تحضر" المستعمر البريطاني، ولي نعمة حكومة نوري السعيد، والنظام الملكي.
سحلت الجماهير الغاضبة نوري السعيد بعد ثورة14 تموز1958 بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم، الذي ابتدا فرديته، واحتكاره للسطة، بالتضيق على الحزب الشيوعي العراقي، وابتكر حزبا مصطنعا بقيادة داوود الصائغ. ثم جاءت فتوى محسن الحكيم باعتبار "الشيوعية كفر والحاد" ليستغلها قاسم، ومن بعده انقلابيي 8 شباط 1963 الذي اعدموا قاسم، وذبحوا ثورة14 تموز وانجازاتها، وقتلوا، واغتصبوا، وشردوا الالاف، متسلحين بالفتوة ذاتها، وبقوة البيان رقم 13 بابادة الشيوعيين. واستمرت الانظمة، التي تتالت بعدهم تمارس نفس السياسة، بدرجات مختلفة، وحاربت كل معارضيها بتهمة الشيوعية.
عندما استولى البعث الصدامي على السلطة مرة ثانية عام 1968 تودد للشيوعيين في العلن، وحاربهم في السر. وشهدت الفترة، التي سبقت الجبهة اغتيال، وتصفية، وتغييب مئات القيادات، والكوادر الشيوعية. بعد انقلاب صدام حسين على الجبهة، والردة عن الخط "التقدمي" بالهجوم على الحزب الشيوعي، ومقراته، وصحافته، وكوادره. ابتلت بهذه الهجمة كل القوى الديمقراطية المعارضة لنهج الفاشية، والتسلط، والدكتاتورية، وشملت حتى قيادة حزب البعث. وشهد عام 1979 اكبر مذبحة دموية لقيادات بعثية عارضت، او مجرد الشك، انها تعارض نهجه التعسفي.
اليوم يبدا صدام المالكي التراجع العلني عن الديمقراطية المدعاة، بقمع المظاهرات، والمسيرات الاحتجاجية، واعتقال الناشطين، والاعلاميين، وغلق المحطات الفضائية، بل واطلاق النار على المظاهرات السلمية. مثلما شهدت فترة حكمه السابقة مذابح دموية لمعارضيه في احزاب الاسلام السياسي، لم يفعلها معهم حتى صدام . تعلم المالكي من صدام ان يتغدى بهم، قبل ان يتعشو به! لكنه لن يستطيع تصفية غالبية الشعب العراقي الذي يقف ضد نظامه التعسفي الفاسد، واجراءاته القمعية، مع حزمة من المرتزقة (البلطجية) تلتف حوله خوفا على رؤوسهم من جرائم ارتكبوها معه في صولاته، وجولاته ضد معارضيه الاسلاميين، ويعينوه الان في قمع القوى الديمقراطية.
ان احزاب الاسلام السياسي في العراق، خاصة الدعوة، بدات نشاطها لمحاربة الشيوعية، و"وقف المد الالحادي" وليس لمحاربة الملكية العميلة، ولا حزب البعث الصدامي الفاشي. ولازالت تلوح بين الحين، والاخر بفتوى الحكيم. ان سلطة المالكي، بعد ان، زورت الانتخابات، ومنعت على الشيوعيين، حتى ولو مقعد واحد في مجلس ناحية نائية من العراق. قامت بخداع، وتظليل، وايهام مرجعياتها الدينية، الذين تصفهم بالعظام، بل استغفالهم، وتشويه اهداف، وغايات، المتظاهرين، والمحتجين، المطالبين بالقضاء على الفساد، والخدمات الاساسية للشعب، وايقاف نهب الاموال العامة باسم الاسلام وسلطتة.
نحن نعرف هذا، ونعرف، ان الحزب الشيوعي اصبح حزبا جماهيريا، في يوم ما، بسبب تصدره مظاهرات، واحتجاجات، وانتفاضات، ووثبات، واضرابات العمال، والفلاحين، وكل الجماهير الشعبية، والدفاع عن مصالحها، وتقديم اغلى الضحايا في سبيل ذلك. عليهم الان، ان يقوموا بنفس الدور، حتى يستعيدوا المكانة، التي خسروها. على الحزب، ان يتحول من المهادنة، الى المواجهة، ومن النصح، الى الانتقاد، ومن المجاملة، الى الفضح العلني لجرائم، وسرقات، وتطاولات، وتجاوزات سلطة المالكي، وفساد ادارته. من الاشارات والملاحظات الخجولة، الى معارضة ثورية لكل ما يسئ للشعب، والوطن. ان ما يشرف الشيوعيين، ويعزز مكانتهم، ليس منصب وزير، او مدير عام، او مستشار في حكومة الاحتلال. فالشعب، لن يصدق، ان الايادي البيضاء، لن تتلوث اذا تقاسمت الزاد مع عصابة اللصوص. ان ضربات، وهراوات، وركلات، ورفسات، ورصاص الشرطة في كل الازمان، وكل مكان، هي التي اكسبت الشيوعيين، وانصارهم حب واحترام، وثقة الجماهير، ومنحتهم اوسمة التقدير، وليس المناصب الوزارية، او المقرات، او الصحافة العلنية، التي يعيد محرريها قراءة كلمة الاقتتاح الف مرة قبل نشرها. عودوا الى اماكنكم، التي اعتادت الجماهير، وتريد الان، ان تراكم فيها، كما كنتم دائما، في مقدمة المتظاهرين، والمنتفضين، والمحتجين، والمضربين، والمعتصمين، والثائرين!
لقد اجبرتكم الجماهير على التظاهر معها فلا تخذلوها، ولا تخذلوا انصاركم، ومحبيكم، ولا تاريخكم باي اعذار(برجماتية) او وطنية، او "ضرورة المرحلة". ان مقراتكم هي في ساحة التحرير، تحت نصب الحرية، بين عمال المسطر. في ساحة الفردوس، بين المتظاهرين، بشكل شبه يومي، وليس في اروقة السلطة الملوثة بالاحتلال، وسرقة المال العام، والطائفية. لقد اغلق المالكي بالحديد، والنار مقرات رفاقه الاسلاميين، وهاهو يبعث اليوم قواته التأديبية، الى مقراتكم ملوحا بعقاب اقسى، اذا لم تدخلوا تحت جلبابه الايراني، بعد ان فشل صدام في اجباركم على الدخول تحت خيمة ثورته. لقد اخرجكم صدام من مقراتكم بالحديد والنار، واغلق صحافتكم. بنفس الاعذار، ونفس الاساليب، ونفس المنعطفات. انهم نفس القتله، نفس السياسة، نفس النهج، وعملاء نفس الاعداء.
بعد تجربة "الجبهة" المرة مع حزب صدام، وتخلي الكثير من رفاق، واصدقاء، ومناصري الحزب، عن الحزب. جاء رد الحزب القوي على تخرصات صدام المنشورة في جريدة الراصد. ذاك الرد الشجاع، جعل هذه الجموع تتصل بالحزب من جديد، وتطلب العودة الى صفوفه، والمشاركه في نشاطه الثوري المعارض للفاشية الصدامية، والمطالب باسقاط الديكتاتورية. لا زلت اذكر احد الكوادر الشيوعية، ممن عاصروا الخالد فهد، وكان معه في سجن الكوت، رافقه العشرات من مريديه. يطلب اللقاء بالحزب، ليضع نفسه مع مجموعته في خدمة الحزب، وخطه الثوري. وهو يقول بشموخ: "اي هسة الواحد يحس روحة شيوعي". فصفة النضال بكل الاشكال ارتبطت بذهن العراقي باسم الشيوعية.
انا اعرف، بل متاكد، ان الكثير من "الفلاسفة" و "المنظرين" من "المرجعيات" الشيوعية القابعة في "حوزاتها" الدافئة الانيقة في لندن، وبرلين، وكوبنهاغن، او الخائفة على وظائفها في بغداد، سيعترضون، ويدعون ان الو قت "تغير" ونحن نعيش في زمن ديمقراطي. على اساس بالديمقراطيات الغربية ماكو مظاهرات! انا اقول لهم، كما يقول متظاهري ساحة التحرير: نحن لم نر من الديمقراطية الامريكية الاسلامية، غير اللصوصية، والطائفية، والقتل على الهوية، وانعدام الخدمات. وهذه الديمقراطية، لا يريدها شعبنا، والشيوعيون طليعة الشعب. خلوا نصائحكم، لانفسكم، وانزلوا الى الساحة، ان كنتم فعلا شيوعيين! فنحن نشأنا، ونحن نرى الشيوعي يقف الى جانب الحق، ولا يخاف من قولته، او فعلته لومة لائم!
ان ساحة التحرير اشرف مقر، لحزب الشهداء، ولافتات المتظاهرين اصدق جريدة فهناك "طريق الشعب" الحقيقية. والمنشور السري، اوالعلني اكثر هيبة! كما ذكر شاعر الشعب العراقي مظفر النواب في مقابلاته التلفزيونيه عن نشاطه الثوري في الاهوار، وقول احد الفلاحين له: "لقد كنت في عصاك اكثر هيبة من البندقية التي تحملها الان"!
تظاهروا يا احفاد الجسر، والوثبة، وأل ازيرج، ومعارك الانصار الابطال، واضراب كاورباغي! دعوا النهر الثالث يفيض بالنضال من جديد ليكتسح تسونامي حزب الفداء كل الفاسدين نحو وطن حر وشعب سعيد!
رزاق عبود
6/3/2011


141

ميليشيات حزب الدعوة تطلق النار الحي على المظاهرات السلمية!
المرجعيات الدينية، وقفت الى جانب المفسدين، بدل الوقوف الى جانب المستضعفين!!!!
كما توقعنا، فان النظام الطائفي في بغداد، تهيأ بشكل جيد جدا، لقمع المظاهرات. فلقد تم منع التجول، لاعاقة وصول المتظاهرين الى ساحة التحرير، والتجمع تحت نصب الحرية لاستلهام الروح الثورية، التي تواصلت مع الاجيال العراقية المتعاقبة، لتنطلق في مسيرتها التي ارادوها سلمية، وارادها النظام مصبوغة بحمرة الدماء العراقية الزكية. لقد اعدت خراطيم المياه الحارة، في وقت يفتقد اهالي بغداد، والعراق كله للماء النقي. واجهوهم بالهراوات الكهربائية مقابل السواعد الغضة، التي حملت مطالب مشروعة. قابلت الهتافات الداعية لحب الوطن، ووحدة الشعب بالرصاص الحي. الجماهير التي اجتمعت دون اكتراث لدين، او طائفة، او قومية، او جنس، او عمر، او منطقة، او عشيرة. جمعهم حب العراق، ومحاولة اصلاحه بالهتاف، وتقديم المطالب بشكل سلمي. لكن السلطة فرقتهم بالغاز المسيل للدموع، والقنابل الصوتية، ومزقتهم بالحواجزالكونكريتية. مندسون من منتسبي اجهزة الامن، وعناصر حزب الدعوة، افتعلوا الاحتكاك، وفق خطة مسبقة، واضح جدا، انهم استلموا الاشارة، والتوقيت من زبانية المالكي، الذين كانوا يراقبون الموقف من اسطح البنايات. حتى هذه الالوف القليلة اخافتهم، ارعبتهم، لانها دليل التحدي، وكسر حاجز الخوف. مواجهات مفتعلة، واستفزازات مرسومة بدقة. تكررت هذه الجرائم في كل المدن، التي سارت فيها المظاهرات المطلبية. وتفاوتت فيها التجاوزات من اعتداءات، واعتقالات، الى اطلاق النار، وقتل، وجرح عشرات المتظاهرين.
بعد ان تجاوز المتظاهرون كل العقبات والحواجز ومنع التجول، وسار الناس ساعات طويلة للوصول الى ساحة التحرير. رغم تاليب رجال الدين، والمرجعيات العليا، التي وقفت، للاسف، الى جانب السلطة، ولم تقف الى جانب المطالب، التي أكدت هي نفسها، اكثر من مرة، انها "مشروعة"! يبدو ان المرجعيات تعلمت النفاق الصحفي مثل الحكام الفاسدين يقولون شيئا للناس، ويتفقون مع الحاكمين على شيئ اخر. لقد رتبوا لكل اشكال القمع، الا الاهتمام باحوال الناس.اعتداءات على رجال الاعلام، والمراسلين. وخطف، ومصادرة كاميرات المصورين، واعتقال بعضهم، ومنع الكثير من مزاولة عملهم. وغلق، ومنع بعض الفضائيات من العمل، او تغطية الاحداث. وحجز، واعتقال، واقامات جبرية على منظمي التظاهرة. سيارات تدور في الاحياء الشعبية، تتحدث باسم المرجعيات، التي خذلت اتباعها، ودعتهم الى عدم التظاهر، واسطفت بذلك الى جانب المفسدين، بدل ان تقف الى جانب الحقوق، والمطالب المشروعة للجماهير المتظاهرة. وفي محاولة للتاثير على المتظاهرين سربت بعض بنود الميزانية وفيها اغراءات، فهم الناس انها مغازلة لتقعد الناس عن التظاهر. خطة محكمة مرسومة بدقة! لو كانوا استخدموا كل هذا الجهد، والعمل، والتفكير لتنفيذ مطاليب الناس لما تظاهروا اصلا. لكن النفاق ملازم للانظمة الفاسدة، فهم ينتقدون استخدام القوة ضد متظاهري تونس، ومصر، وليبيا. وفي نفس الوقت يعاملون متظاهريهم بشكل افظع. فالتصعيد قامت به قوات الامن، والمندسين الذين زرعتهم السلطة بين المتظاهرين. رغم ذلك، فالمظاهرات اوصلت صوتها، وفرضت ارادتها، بل نجحت حتى في ارغام بعض الفاسدين، والفاشلين على تقديم استقالاتهم، كما حصل في البصرة، والحبانية، وحمام العليل، وغيرها.
يردد المسؤولون دائما في الفضائيات ان: " من حق المواطن التظاهر، ومن واجب المسؤول الاستماع". واعترافهم المتكرر، بوجود الفساد، وتفشيه في اجهزة الدولة كافة. لكن عندما تظاهر المواطن ليسمع صوته، ولفضح الفساد يواجه بالرصاص، والطائرات المروحية، ومسلحون فوق اسطح البنايات، وقناصة تصطاد المتظاهرين، ويصورونهم لاستدعائهم، واعتقالهم، كاي نظام بوليسي.
كل هؤلاء المتظاهرين، كل هذه الجموع، كل هذه المدن، من الشمال الى الجنوب، ومن الشرق الى الغرب تطالب بالاصلاح، وتغيير المسؤولين. في البصرة، في كركوك، في كربلاء، في اربيل، في السليمانية، في الحمزة، في بغداد الثوار، في كوت ابو كاطع. في بابل التاريخ، في النجف، والسماوة، والموصل الحدباء في الانبار، والناصرية، والعمارة، وتكريت، والحويجة، وغيرها. في 17 محافظة عراقية، دماء سالت، وارواح ازهقت، وانضمت الى قافلة الشهداء. هل كل هؤلاء المتظاهرين نياتهم سيئة، واهدافهم مريبة؟! 
قوات مكافحة الارهاب (مليشيات حزب الدعوة غير الرسمية) تذكرنا بالحرس الجمهوري، والحرس الخاص لصدام المالكي، الذي يتهم ملايين المتظاهرين في العراق، انهم صداميون، وتكفيريون. ردت الجماهير على دعاية المالكي، وابواقه بهتافهم المدوي: "لابعثية، ولا تكفير، احنه نطالب بالتغيير"! ولانه اسلامي، ويدعي الاهتداء بنبي الاسلام رفع المتظاهرون ايضا الحديث النبوي القائل: "افضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر". كان بين المتظاهرين رجال دين، واطباء، وعلماء، ونواب برلمان، ومثقفين. كل هؤلاء خرجوا للتظاهر ضد الفساد!
فمن هو الصدامي، والتكفيري ياترى؟؟؟!!
رزاق عبود
25/2/2011

142
الى حكام الفساد في بغداد
                                          الشعب يريد اسقاط نظام الفساد!

غدا(25/2/2011) تبدا مظاهرات الشعب العراقي ضد الفساد، والطائفية، والتخلف، وسوء أوانعدام الخدمات، وتردي الاوضاع العامة، وغياب الامن، وانتشار الفقر، والبطالة، وازدياد عدد الارامل، والايتام، والمقعدين، والمشوهين، والمعوقين. قابلها زيادة مفرطة في ثراء الحكام، وارتفاع حجم الفساد، وعدد المفسدين، والمزورين، وتفشي الرشوة، وانتشار السجون السرية، واوكار التعذيب. حكام يتحججون مرة بالمؤامرات الداخلية، والخارجية، ومرة بالارهاب، ومرة بالعرقلة من قبل المعارضة في بلد لا يسمح فيه للمعارضة، فاما معنا، واما ضدنا، وضدنا يعني التصفية. يتبادل النواب، والوزراء تحميل المسؤولية. وقد مل الشعب كل الوعود، وتعب من الامال، وزهقت ارواحهم من الانتظار. بعد ان انفضحت دعاوي المرجعيات بالتاثيرعلى المسؤولين، والوقوف الى جانب الشعب. لكن  خذلوهم للاسف، وانحازوا للحكام، بل طالبوا الشباب بعدم التظاهر، وعدم المطالبة بحقوقهم. لكن رياح التغيير هبت، وعاصفة الثورات اندلعت، ووصلت نسائم الحرية الى مدينة الثوار، وقلعة الاسود، والان ينظم ابناء الشعب العراقي، بكل قومياته، وطوائفه، واديانه، نسائه، ورجاله، شيبه، وشبابه تحت نصب الحرية الخالد لينطلقوا نحو تحرير مستقبلهم من حاضر احتكره الفساد، والارهاب، والتمييز، والتهميش، وتقسيم الشعب، وتجزئة الوطن. سبقتهم البصرة، والكوت، والناصرية، والديوانية، والسليمانية البطلة ليثبتوا للعالم ان الوطن واحد، وان الشعب واحد، وان القتلة، والمفسدين يقفون في صف واحد في مواجهة الشعب كله من شماله الى جنوبه.
لاحظ تصادف خطاب نوري المالكي، مع خطاب معمر القذافي، واستخدام نفس العبارات، نفس التهديد، نفس الخشية، نفس الريبة، نفس الاستصغار، والاستهانة بعقول، وامكانية، واهداف الجماهير الغاضبة الثائرة المتحدية. نفس التعالي، والغطرسة الخافيان للجبن، والخوف. يستهين المالكي، مثل القذافي، بعقول الناس، ويعتبرهم مراهقين قاصرين. نفس السباب، والشتائم، والتهم لكل ممثلي، وجماهير، ومنظمات المجتمع المدني. كل الادباء، والفنانين، والعلماء، والمفكرين، والمثقفين، والنقابات، والمؤسسات. كل العمال والفلاحين، كل رجال الدين الشرفاء الذين سيخرجون مع الجماهير الغاضبة. الشباب الواعي المثقف، وطلاب الجامعات، واساتذتها. كل هؤلاء الثوار، كل هؤلاء المحتجين المنظمين الملتزمين الواعين اعتبرهم نوري المالكي مثل زميله معمر القذافي اطفالا غير راشدين، ودعا امهاتهم للخروج، واعادتهم الى بيوتهم متجاهلا، بل لا يريد، ان يعرف، ان تلك النسوة، اللاتي يريد المالكي مثل القذافي تحويلهن الى شرطة اخلاق، وسجانين، سيخرجن، ويتظاهرن مع ابنائهن، وازواجهن، واخوانهن، وابائهن، وزملائهن، وسيطالبن مع بقية المتظاهرين بوقف الفساد، ومحاكمة المفسدين، فهن اول من يتاثر بمشاكل الشعوب، والاوطان، ولا توجد امراة في العالم عانت، وتعاني مثل المرأة العراقية. ولا اظنها ستخرج لتمنع المتظاهرين، بل ستسير في مقدمتهم لتطالب بالقصاص لمن اهدر، وسرق المال العام. نسى الماكي، انه سبقه غيره من الطغاة، في التحريض على الثوار، فكانت النتيجة عكسية: زاد عدد المتحمسين للمساهمة في الاحتجاجات ضد الظلم، والعمالة، والبطالة، والقهر، والجوع، والحرمان، والفساد، والرشوة، والمحسوبية، والطائفية. لقد تطاول الماكي حتى على رؤساء العشائر الذين رفعوه الى السلطة وتاكدوا الان، انه خدعهم، ولم يلب هذا المتشرد الدعي اي من مطالب الجماهير. ولم يف باي وعد من وعوده الانتخابية. فهل سيخذل هؤلاء الزعماء ابناءهم وشبيبتهم، ام سيخذلوا المالكي، ويديروا له ظهرهم، كما فعلت القبائل الليبية مع دعوات القذافي الداعية، الى تمزيق الشعب الى عشائر متحاربة متقاتلة، بعد ان بائت تجارته الطائفية. لو كان هناك دولة قانون في العراق، كما يدعي المالكي، لاعتذر عن كلامه، ولحوسب كمفتري، ومشوه سمعة، ومدعي كاذب، وحوكم بجريمة القذف، بعد ان اتهم شباب العراق، وكل المتظاهرين بالعمالة للقاعدة، وانهم صداميون، وبعثيون، وغيرها، من الاتهامات، التي وجهها لطليعة شعبنا المتجمعين في ساحة التحرير، السائرين من تحت نصب الحرية عابرين جسر الجمهورية، وهذا مايخشاه المالكي واعوانه، متجهين نحو المنطقة الجرباء، نحو مرتع الفساد، نحو مستنقع العمالة والخيانة، نحو مغارة الاربعين حرامي، ليخلصوا شعبنا، ان تمكنوا، من هذه الزمرة. ان رياح الثورة العابرة للحدود من تونس الى مصر، ومن مصر الى ليبيا، ومن ليبيا الى الجزائر، والمغرب، وموريتانيا، وقد وصلت بغداد، واستقرت في عاصمة الثوار في ساحة التحرير تحت نصب الحرية. تكتسح بدربها الطغاة وتخلص البلاد من براثن الفساد.
لقد اعتبر القذافي المحتجين جرذان، ومهلوسين، ووسخين، وشذاذ افاق، واطلق عليهم الرصاص، وقذفهم بالصواريخ، ووسمهم يالخيانة والعمالة، وتبين ان مليارات النفط كلها في حسابات عائلته. والمالكي جمع عناصر الامن، واساليب الترهيب، والتهديد، ومناورات تمزيق الصف، والتاثير، والاغراء. سيواجه المالكي الشعب العراقي غدا بمنع التجول، وخراطيم المياه، واسلحة، واقنعة، ومعدات، واجهزة مكافحة الشغب، والغاز المسيل للدموع، ليبلغنا عن جزء من ميزانية ال100 مليار دولار، والقسم الاخر يعرفه الشعب في امتيازات، ورواتب، ومنح، وقصور، وحسابات في البنوك، وقصور في الامارات، وسوريا والاردن، وقبرص،.. و...! غدا يتضح، وينكشف الوجه الحقيقي لنوري الفاشي مقابل شعب اعزل لا يريد سوى مكافحة الفساد في حين ان رئيس وزراء دولة القانون يسخر كل امكانيات الدولة، لحماية الفساد، والمفسدين. غدا سيقول الشعب كلمته ويرفع القناع عن الوجه القبيح لدعاة العدالة والتغيير!!
رزاق عبود
24/2/2011 

143
جماهيرية القذافي تطلق النار على جماهيرها

كما توقعنا، وتوقع العالم كله، فقد وصلت رياح ثورة الياسمين التونسية الى شوارع ليبيا. ثورة تونس، التي افزعت "الاخ" القذافي، فخرج على شاشة تلفزيونه يؤنب ثوارتونس، ويتهمهم بالغباء، ويطالبهم باعلان الندم، واعادة صديقه بن علي الى السلطة "لانه افضل رئيس على الارض" لسببين بسيطين: صداقته مع ديكتاتور ارعن مثله، وانتساب زوجة الرئيس الهارب الى مدينة طرابلس الليبية. هذا المهووس بالسلطة، يعتقد، ان بلده لم، ولن يتاثر بثورتي جارتيه تونس، ومصر. لقد تـأثر نفسه سابقا بالثورة المصرية، وزعيمها جمال عبد الناصر. وجاء الان دور الشعب الليبي للتأثر بثورتي تونس، ومصر، والاقتداء بهما. ورغم ادعاءاته الفارغة، وضجيج اعلامه المحنط، بان جماهير ليبيا تعبر عن نفسها عبر "اللجان الشعبية"، ولا تلجأ الى المظاهرات، فان الجماهير، اول ماها جمت، واحرقت هو مقرات، ومكاتب اللجان الشعبية. ورغم ادعائه، واعلامه الطبال، ان سلطتة، هي سلطة الجماهير، فان الاجهزة الامنية، وعصابات اللجان الشعبية المسلحة اطلقت النار الحي على المحتجين، والمتظاهرين رغم "قله" عددهم كما يقول. وعلى طريقة استاذه مبارك  اخرج البلطجية، والقتلة، والمرتزقة المستوردين باسم "مؤيدي" القذافي  في مظاهرات بائسة، تعودنا عليها نحن ابناء الانظمة القمعية المختلفة في اجبار طلاب المدارس، وموظفي الدولة على التظاهر، ورجال الامن بملابس مدنية، وحمل صور"الاخ" القائد، كما فعل قبله الرئيس القائد في بغداد، والرئيس الهارب في تونس، والرئيس المخلوع في القاهرة. وشوهت صور القذافي القذرة البشعة شوارع طرابلس، وزادتها بؤسا على بؤسها. ورغم ان، مدينة بنغازي البطلة معروفة تاريخيا بمعارضة نظام القذافي القمعي، فان المظاهرات، والاحتجاجات امتدت الى كل مدن ليبيا تقريبا. رغم التنازلات، التي قدمها النظام، تحسبا، بادعاءات الاصلاح، واطلاق سراح السجناء "بعد اصلاحهم"! لكن الاعتقالات لازالت مستمرة. ربما كان القصد من الافراج عن بعض السجناء، توفيرالمكان للسجناء الجدد. وشمل التظاهر كل فئات الشعب الليبي من طلبة، وشباب، ومهنيين، وحقوقيين، نساءا، ورجالا. لقد وصلت الثورة الى بلادهم بعد ان جثم قائد الثورة على قلوبهم اكثر من 40 عاما، اي اطول مدة قضاها حاكم في العصر الحديث، ولم يحكم ليبيا احد غيره بطول هذه المدة. لقد قضى القذافي، وجهازه الامني بوحشية فريدة على انتفاضة سجن ابي سليم. وقتل 1200 منهم. كلهم من اهل بنغازي. فهل سيطلق النار الان على كل الجماهير المنتفضة في سجن ليبيا الكبير؟! مرتزقة يرفعون صور مجنون بملابس غريبة، مضحكة، مثار تندر العالم. وبقدر تزايد عدد صور المعتوه يتزايد عدد القتلى في شوارع ليبيا الثائرة. ان احفاد عمر المختار نهضوا، ولن يتوقفوا حتى يزيلوا هذا الكابوس القابع على قلوبهم، ويعيدوا لليبيا وجها المتطلع نحو الحرية، والحياة الكريمة، والعدالة الاجتماعية، وحقوق الانسان. بلد بلا دستور، ولا نظام حكم واضح، بل يخضع شعب كامل لمزاج الصنم الاخضر، ونصوص جنونه الاخضر، وكانه قادم من المريخ. في وقت يعيش شعبه على الارض، التي لم تعد تعرف لها لون بسبب تقلبات حربائه حسب تقليعات ملابسه المضحكة. لكن الشعب الليبي لم يخضع، ولم يستسلم، او يسلم امره للجان الخضراء، بل اختار طريق الثورة الحمراء على طريق التحرر والانعتاق. واذا كان بلطجي مثل مبارك، وجلاد مثل بن علي هربا مع عائلتيهما خوفا من ثورة شعبيهما، فهل ينجو طاووس ليبيا من نفش ريشه؟! ورغم كل اعداد القتلى، والجرحى المتزايدة، فلا زال المعتوه يسخر من مطالب شعبه، ويحاول اللعب على اسطوانه الاصلاحات، وحركات ابنه سيف الاسلام في المؤتمرات الشعبية الطارئة، والتغييرات السطحية لمحاولة امتصاص نقمة الشعب. لم تنجح هذه الالاعيب مع شعبي مصر، وتونس فهل يظن القذافي انها ستنجح مع الشعب الليبي. الفساد المتفشي، وسرقة اموال ما يسمى بخطط التنمية، التي لم ير منها الشعب شيئا. ورغم انتفاضة الشعب على لجانه، ورغم ادعاء صحافته، واصوات الماجورين، من ان القذافي، هو وحده من يغير ويصلح، وهو اعتراف ضمني بفساد الوضع، وديكتاورية الحكم. فلا حقوق انسان، ولا حريات الا ما يمن به فيلسوف زمانه، ونظريته العالمية. تتناسى هذه الزمرة الماجورة، ان الشعب يريد التغيير، لا الاصلاح. نفس الشعار، الذي رفعته جماهير تونس، ومصر، وترفعه اليوم كل المدن الثائرة في الوطن العربي: "الشعب يريد اسقاط النظام". في الوقت الذي يفتح فيه موانئه، ومطاراته لقوات مكافحة الارهاب، والهجرة غير الشرعية الاوربية يسد كل الابواب، والمنافذ على جماهير شعبه المطالبه بالانعتاق والتحرر. وفي الوقت الذي تتظاهر فيه الجماهير مطالبة بتغيير النظام يقف هبل الليبي في احدي ساحات طرابس تحت حراسة مشددة مادا يديه لمرتزقته لتقبيلها.  صوره تغني عن الاف الكلمات، والمقالات، وهي نفس الطريقة، التي اذل بها صدام حسين حتى اقرب مقربيه. هؤلاء المرتزقة الاذلاء يحكمون احفاد عمر المختار. بلد المليارات النفطية، يعاني من البطالة، والقيود على الحياة السياسية، والفساد الاداري، والسياسي. وهي نفس السلبيات التي ثارت ضدها جماهير مصر، وتونس المجاورة لليبيا. فهل يظن المعتوه، واتباعه انه سيسلم من عدوى الانتفاضة الشعبية؟ هضم حقوق الانسان، سوء توزيع الثروات وتبديدها على العملاء، ومداحي السلاطين، وتصدير "الثورة"!
"سلطة الشعب" كذبة سمجة للقذافي رددها، وصدقها، وظن ان الناس ستصدقه. وهو حكم بوليسي، استبدادي، قمعي، وظلم سياسي، لايختلف عن كل الانظمة القمعية التي سقطت، وستسقط. فحاجز الخوف، تجاوزته الجماهير، وسيكتسح مدها كل سدود الطغيان. التغييرات المتسارعة ستغير النظام في ليبيا، ولا ندري اين سيجد طائرة، او سفينة تحوي كل ملابسه الشاذه مثل عقله. فلقد "تألم كثيرا" لهروب بن علي، ودعم مبارك بكل قواه، بل اتهم معتصمي ساحة التحرير ب"عملاء الموساد". وطالب الجيش المصري بعدم تسليم السلطة الى حكم مدني. طبيعي، ان يتالم، ويحزن، ويشتم فهو من نفس العصابة، التي نشرت الظلم، والطغيان، والفساد، والتوريث، ونهب ثروات البلاد في جمهوريات القمع، والخوف. ورغم انه اطاح بالملكية في بلاده اطلق على نفسه ملك ملوك افريقيا. فاي كوخ افريقي سيضم هذا المعتوه، ولاي ساحر في غابات افريقيا سيلجأ هذا المخبول لشفائه من علله العصبيه، وعقده النفسية، واي لون سيختار لكتاب هزيمته العالمية المحتومة.

رزاق عبود
17/2/2011

144
متى يزيح احفاد عمر المختار، طاغية ليبيا، معمر العار؟!

منذ عام 1969، بعد انقلاب القذافي في الفاتح من سبتمبر، وليبيا تعيش حقل تجارب من "دون كيشوت" العرب. تراه حاملا سيفه الخشبي مبارزا اشباح اوهامه الخرقاء. فمرة يبدل اسم الجمهورية الى جماهيرية. ليس للجماهير رأي، ولا ثقل، ولا تاثير فيما يفعله القائد. فلو كان لها راي، لما ابقته دقيقة واحدة راعيا لخمسة اغنام في صحرائها الواسعة. تجاربه الوحدوية مع مصر، وتونس، والمغرب، وتشاد، ثم المغرب الكبير صارت اضحوكة للناس في كل مكان. بعدها تنكر لعروبته، واكتشف انه زعيم افريقي، وسيوحد القارة السوداء تحت قيادته، في حين ان جيرانه العرب رفضوه، حتى ولو، مواطن عادي، مقابل وحدته الاندماجية، وثروته النفطية. تقلبه يثير العجب، والغضب. مرة مع المغرب ضد الجزائر، ومرة مع الجزائر ضد المغرب.ساعة يؤيد انقلابات موريتانيا، وساعة يندد بها. اما عرض ازيائه المضحك فقد حوله الى مهرج فاشل اصاب اغلب مصممي الازياء في العالم بالعقم. اراد ان يصبح دولة نووية، وهو لا يملك جيش نظامي. بل لازالت اغلب طرق ليبيا غير مبلطة، والطبيعة البدوية تسيطر على الحياة الاجتماعية فيها. حاول ان يشق نهرا في الصحراء، بعد ان استغفلوه، ان بامكانه، ان يشق نهرا يحمل اسمه في وسط الصحراء متجاهلا حتى ابسط معارف طلاب الدراسة الابتدائية حول خصائص، وقدرات، وحجم المياه الجوفية. واهدرت المليارات، بلا فائدة. ظل القذافي يتنقل من نظرية الى اخرى، من موقف الى اخر، من معسكر الى اخر. وظلت نظريته الخضراء، وكتابه الاخضر، بلا ورق، ولا غصون كالحا مثل افكاره البائسة. وصل به الهوس بكتابه الاخضر، حد صبغ الاسفلت في ساحة العاصمة الكبرى باللون الاخضر ليقيم فيها استعراضاته البهلوانية، ويلقي خطاباته الصبيانية، ويعرض ازيائه المبتكرة من حريم سلاطين ال عثمان. صرف، ولا زال يصرف الملايين على مركز دراسات الكتاب الاخضر في اسبانيا، فصار المركز موردا لكل ابل المرتزقة، وخرفان المديح، وقراصنة الفكر. ولم يتحول لا كتابه، ولا نظريته الى نظرية عالمية، ولا حركة جماهيرية تقض مضاجع الامبريالية. بل مصدر رزق للسفلة، ووعاظ السلاطين، ومرتزقة سقط المتاع. ولايذكر المركز، او الكتاب، الا في حديث السكارى، ونوادر الفكهين. بعد ان استسلم بالكامل للشيطان الاكبر، وبنى تمثالا لصدام، ودفع تعويضات هي الاعلى بالتاريخ للحفاظ على حكمه، جلس يثرثر مرة عن الاسلام، ومرة عن العروبة، ومرة عن افريقيا. طرد حتى اللاجئين الفلسطينيين بحجة ارغامهم على العودة لوطنهم، بدل ان، يرغم اسرائيل على اعادتهم الى بيوتهم، التي طردوا منها. لو كان صرف، ولو جزءا بسيطا، من كل هذه المليارات المهدورة في مغامراته العبثية لكانت فلسطين اليوم حرة عربية، كما كان يدعي في الايام الاولى لانقلابه، بل انتهى به التخاذل، والخوف، والخرف، الى ابتداع بلد اسطوري اسمع اسراطين! ليت السرطان قد خطفه، فخلصنا، وخلص الشعب الليبي منه. بعد كل هذه الاندحارات، والويلات، والتراجعات، والحديث الفارغ عن الجماهير، والجماهيرية. خرج يوم هروب بن علي مذعورا، وهو يشتم الشعب التونسي الثائر، ويدعوهم الى اعادة بن علي لانه افضل رئيس موجود. رغم ان ملايين الشعب الجائع، وحتى الاف العساكر وقفت الى جانب هبة الابطال في تونس الخضراء، فانه يتطاول ويتدخل في شوؤن دولة اخرى، وشعب ثائر، حتى زبانية النظام السابق فيه مستعدين لتقبيل احذية متظاهري تونس لابقائهم في السلطة، بعد ان تنكروا لسيدهم الهارب. ولم تنفع حتى كلمة الخضراء المرادفة لاسم تونس بدعم قائد "الثورة" الخضراء في ليبيا. خوفا من ان تنتقل عدوى التمرد، والتحدي، والثورة الى جماهيريته الجرباء، وعقول قيادته الجوفاء، ونظريتهم الجرداء ليعمها عطر ثورة الياسمين. هذا المعتوه لم يسمع حتى تصريح زعيم الامبريالية اوباما، الذي رفض قمع جماهير تونس، ولم يسمع باعتذارات قادة فرنسا الاشتراكيين للشعب التونسي. ولم ير كيف كانت عائلة صديقه المفضل تعيش بترف، وبذخ في وقت تعيش فيه اغلبية الجماهير على حافة الجوع. لقد احرقت الجماهير الغاضبة، وصادرت ثرواتها المسروقة. كما ستفعل جماهير ليبيا احفاد عمر المختار لتطيح بطاغية عهده هو الاطول في حكم الطغاة في العالم بعد ستالين، وفرانكو حتى اليوم. من غير المعقول ان يبقى هذا المعتوه يتحكم برقاب الشعب الليبي، في حين ان اغلب الاحرار، والمثقفين، والمبدعين يعيشون غرباء في الملاجئ، اويقبعون في السجون، او ضيعتهم فرق الموت في جحيمية القذافي. ولان سار عمر المختار متحديا، مبتسما، شامخا الى مشنقة الاستعمار الايطالي، فان الشعب الليبي البطل، لن يتوانى ان يعيد التجربة التونسية، ويتحدى مشانق، وسجون، وعسف، وجنون اخر الديناصورات البدوية!

رزاق عبود
24/1/2011

145
متى تثور بغداد لتلحق نوري الايراني بنوري البريطاني؟!

الشعوب العربية كلها، تتململ، تتحرك، تنتفض، تتظاهر، تثور من المحيط حتى الخليج. ولاول مرة ربما بشكل متناسق منذ عهد الخمسينات، والستينات. عهد الثورات، والانتفاضات، والتجديد. واليوم بدأت الهبة في الجزائر ثم توقفت لتعود بين الحين، والاخر. لكن في تونس الخضراء، تونس الثورة، تونس الشباب، تونس الشابي، استمرت في الثورة حتى طردت طاغيتها، ولا زالت حتى تتعمق ثورتها، وتتجذر، وتحقق كل ما ثارت من اجله: ديمقراطية حقيقية، وقطيعة كاملة مع النظام السابق. في اليمن، والاردن، والسودان، تسير المظاهرات بشكل شبه يومي. في سوريا يتحفز الشعب والنظام معا. مسالة سقوط مبارك في مصر مسالة وقت. رغم كل المناورات، ورغم كل الخداع الامريكي، والنفاق الاوربي. الشعوب هناك انتفضت ضد البطالة، وغلاء الاسعار، والفساد، ونهب المال العام. هذه السلبيات يعاني منها العراقيون منذ فترة طويلة، لكنها تنوعت، وتعددت، واضيف اليها بعد سقوط الصنم صور سوداء جديدة في حياة العراقيين. امور لا يعاني منها من ثار في تونس، ومصر، واليمن، والجزائر.في الاقل ليس في النسب الخيالية، كما في العراق. فانعدام الخدمات بانواعها، او سوءها، وترديها، وتخلفها. الحريات الشخصية، والاجتماعية، والمدنية تخنق، وتضيق، يوما بعد يوم، حتى وصل الى نوع الملابس، وشكل اللحية، وتسريحة الشعر، وطمغة الجبين، ونوع الدشداشة..الخ..الخ. نسبة بطالة ليس هناك بلد في العالم وصل الى مستواها. اكثر من نصف السكان تقريبا عاطلين عن العمل، واغلب العاملين يعانون من البطالة المقنعة. غلاء حاد بالاسعار لايتناسب مع رداءة السلع المطروحة في الاسواق، والمستوردة من مزابل ايران، والصين، ودول الخليج، وغيرها. ازمة سكن، وانعدام المساكن اللائقة لاغلب السكان. اما المضاربات العقارية فقد وصلت حد ان اسعار الاراضي في البصرة، مثلا، اغلى من "مانهاتن" في وسط نيويورك. هذا يزيد معاناة ذوي الدخل المحدود، فكيف بمن لا دخل له على الاطلاق؟! الفساد صار اسما مرادفا للعراق، ولا يوجد بلد يسبقنا فيه، ولا زال يتسع، ويزداد، ويتنوع، وياخذ اشكالا مختلفة. الكهرباء صارت حلما، وامنية، وطلب يتمناه العراقي من مصباح علاء الدين، رغم صرف عشرات المليارات من الدولارات. مثلها مثل الماء النقي الصالح للشرب، بل حتى لغسل الايدي، او الملابس! اما اذا غامرت، وتحممت به، فعليك تدبير اجرة زيارة طبيب الجلدية. اما الغذاء، والمواد الغذائية، وفسادها، وردائتها، واسعارها الخيالية، جعل الناس تتمنى ان يكون كل يوم، يوم وفاة لامام ما حتى يتمتع الناس بطعم اللحم في "القيمة" الايرانية. سجون سرية في كل مقرات الاحزاب الاسلامية، والمليشيات التابعة لها، وفي العديد من الوزارات. اساليب، ووسائل تعذيب لم يبتدعها افظع افلام الرعب، والمعسكرات النازية. تغييب، اغتيالات، كواتم صوت لكل معارض، لكل طيار سابق، لكل امكانية علمية، لكل خبير، او استاذ جامعة، لكل الشخصيات، التي قد تشكل خطرا على ايران، او اسرائيل، او امريكا، او على احزاب الظلامية. تهميش المخالف، والمعارض، اذا لم يتم تصفيته. محاربة، الاقليات الدينية بكل الاشكال لغاية التصفيات الجسدية. طائفية مقيتة تواجهك في كل مكان في الصور، في مقرات الاحزاب، في دوائر الدولة، في الجرائد، في الاذاعات، والمحطات الفضائية . امراض لم يعرف لها العراق مثيلا تحصد ارواح الناس صغارا، وكبارا. تشوه خلقي، وفيات الاطفال، مياه مسمومة، واجواء ملوثة. يقابلها شحة الادوية، وانعدام اغلبيتها، وارتفاع اسعار ما توفر، اضافة الى تحول الدلال، والمضمد، والمطهرجي، والعربنجي، والحلاق، الى صيدلي يبيع ادوية، المفروض ان تكون مجانية. الحصة التموينية تتاخر لاشهر عديدة، وتتقلص مفرداتها، وتسوء موادها لدرجة يرفض الكثيرون استلامها، يكفيهم ما تكدس امام بيوتهم من مزابل، وفضلات. سرقة المال العام، مشاريع وهمية، صفقات خيالية، ارصدة، وحسابات، واموال، واملاك في الدول والبنوك الاجنبية، استثمارات لاعضاء الاحزاب الحاكمة فقط. وفي بلد الحرف الاول تنتشر الامية، والجهل، والخرافات! اما المدارس فتشبه تلك في مجاهل افريقيا، بل حتى الكتاتيب في العهد العثماني كانت افضل لانها في الاقل كانت في الجوامع، او في بيت الملا. اما الان فالمدارس من القصب، اوسعف النخيل، او طين، او تنك(الصفيح). صور للجهل، والتخلف، والفقر، والمعاناة في بلد النفط والحضارات. تهميش، واضطهاد، واستصغار، والتقليل من شأن المراة، والتحديد الدائم، والمتعدد لحياتها، وشخصيتها، وتقييد حريتها، وحركتها.اضطهاد الاقليات الدينية، والعرقية الصغيرة. التزوير في كل شئ. كثيرون ممن يحكم عراق اول جامعة في العالم شهاداتهم مزورة في سوق مريدي، او اسواق طهران، او مستحصلة باثمان عالية من جامعات لم نسمع بها. حكومة نصفها مزورين، وتتستر على المزورين، والمفسدين، والسارقين، والقتله، والحرامية، والسلابة، وقاطعي الطريق، وممارسي النصب، والنهب، والاعتداء على اموال الاخرين، وسرقة بنوك الدولة، واطلاق سراحهم، وتسفيرهم خارج الوطن بدل محاكمتهم. دستور متخلف، مشوه، مرتبك، مفتعل، يمهد لتقسيم البلاد، واقامة حكم ولاية الفقيه، ويفرض الشريعة قانونا على كل العراقيين مهما اختلفت اديانهم، ويمسخ شخصية الانسان، خاصة المراة.ارهاب ديني، وقومي، وسلطوي داخلي وخارجى مدعوم من الحاكمين، ولا رغبة في محاربته، والقضاء عليه نهائيا، لانه يوفر لهم غطاء سلب، وتقليص الحريات السياسية، والاجتماعية، وتبرير تصفيات حساباتهم مع المختلفين. قوانين اسوء من قوانين صدام. صار المخبر السري، هو الحاكم الفعلي، كل معارض ممكن ان تطاله تهمة الارهاب. وتبرير غياب الامن والامان الذي يسمح للحاكمين، والمتنفذين بتصفية خصومهم، اوذوي الاراء الحرة، او الصحفيين الجريئين. قمع المظاهرات، واطلاق الرصاص عليها، ومنع الاحتجاجات بكل اساليب القمع، والمنع، والمضايقات، والتضييقات، والتصفيات، والملاحقات. منع الثقافة المتحررة المتطلعة، والتصييق على الابداع، وتحريم النشاطات الثقافية، واتهام الثقافة، والمثقفين، والمبدعين بالزندقة، والفجور، وغيرها من التهم، التي تبيح التصفية الجسدية بغطاء دينى، او اخلاقي متشدد، وترسيخ القيم والافكارالمتخلفة الباليه عن المراة، والفن، والثقافة عموما. التدخل في الحياة الاجتماعية، والشخصية، ومحاولة فرض نمط من العيش يعود الى القرون الوسطى، وبسط الظلامية على الحياة عامة، ونشر الخرافات، وافكار الضلال تمهيدا لمنع كل نشاط مخالف لاراء الاحزاب الدينية، وبرامجها، ونظرتها المتخلفة للحياة، والسياسة، والمرأة، والثقافة، والفن. المحسوبية في التعيين، والتوظيف، والترقية، والبعثات، والتعامل بحيث اصبحت وزارات، ودوائر، ومحافظات محسوبة على عشيرة، او عائلة، او مجموعة. وهو ما لم يصله الحال حتى في زمن الصنم. حالة الشوارع، والساحات، والازقة، والمحلات تذكرنا بمنظر اوربا، اوهيروشيما بعد الحرب، او لكانك تسير في شوارع بلد تعرض لكارثة طبيعيه. سيارات تغوص في الطين، دراجات، واطفال يتعلقون بالاوحال، شوارع تملئها مياه المجاري الاسنة الحاملة للامراض، والاوساخ. المياه الاسنة تحيط بكل بيت، وشارع ماعدا بيوت المسؤولين والمنطقة الخضراء. طرق غير معبدة، شوارع بدون ارصفة، ارصفة بدون شوارع. نظام المجاري وصرف المياه الصحي شبه متوقف مع كل ما يرافق ذلك من نتائح كارثية على الصحة العامة، والمرور ومنظر الشوارع، وتلوث البيئة. انتشار الاوبئة في بلد ليس هناك فيه شئ صحي ،او صحيح. اطفال تفتش في القمامة، تبحث عن الايدي الامنة لرعايتها. مستشفيات تباع فيها الحياة وتشترى. مع احترامنا لمن لا زال يحترم مهنته في مساعدة، وانقاذ ارواح الناس. لكن المستشفيات مثل الشوارع مليئة بالموت، ولاتفه الاسباب. قد يكون اصبع مجروح، او حمى بسيطة، اذا لم تتوفر الادوية، والاجهزة اللازمة، والاشخاص المؤهلين. بلد يزيد فيه عدد الارامل على المليون، وفيه اكثر من اربعة ملايين يتيم. مئات الاف المشردين، والمعوقين، والمرضى. قتلى تجاوز عددهم المليون، ولاسباب عدة من اشكال العنف الذي انتشر بعد سقوط الصنم. الاف المفقودين، والمخطوفين. جثث مجهولة الهوية، وحوادث تسجل ضد مجهول. لجان تحقيق بلا نتائج. اكثر من خمسة ملايين مهجر خارج الوطن، وبحدود المليونين داخل الوطن. ضحايا تهجيرات صدام العنصرية، لا زالوا يعيشون في مخيمات ايران التعسفية. مئات الالوف من ضحايا النطام السابق لا زالوا بلا تعويض، ولا عمل، ولا دخل، ولا اعتراف بحقوقهم. لا زالت اموال، واملاك الفيليين، وحقوقهم ضائعة بين البيروقراطية، والرشوة، والتجاهل، والانكار. في حين استولى رجال العهد الجديد على بيوت، واموال رجال العهد القديم. بل فاقوهم في بذخ العيش، والعسف، واستغلال المناصب. في حين، ان نصف الشعب يعيش تحت خط الفقر في اغنى بلاد العالم. فوضى، وبؤس المدارس، والتدريس، وهبوط سمعة الجامعات العراقية الى الحظيظ. وزراء، ومستشارين، واساتذة، ومسؤولين، وباحثين، ومحافظين، وزعماء احزاب، واعضاء برلمان بشهادات مزورة، وذوي سوابق. قتلة يقودون مؤسسات ثقافية. سفلة يوعظون الناس، وجهلة امييون مسؤولون عن التربية، والتعليم في بلاد الرافدين.
كل هذا، وغيره الا يستدعي هبة، انتفاضة ، ثورة لتغيير الواقع المر؟ لتحقيق العدالة الاجتماعية؟ لتوزيع عادل للثروات؟ لازالة الحواجز بين المدن، والمحلات في شوارع بغداد؟ وغيرها، وغيرها، وغيرها!!! اذا لم يكن للاقتداء بامثلة تونس، ومصر، والجزائر، والاردن، واليمن. ففي الاقل الاستماع الى القول المنسوب الى علي بن ابي طالب: "لوكان الفقر رجلا لقتلته"، او صرخة ابو ذر الغفاري، وهو يدعو الناس الى الثورة على الطغيان: "اني لاعجب لرجل ينام جوعانا، ولا يخرج على الناس شاهرا سيفه"! اوامام كل هذا الاذلال، والاستهانة، بمقدرات، وكرامة الشعب العراقي احياء قول عمر: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا"! او الاقتداء بجيفارا، الذي ترك مقعد السلطة الدافئ، وذهب يدافع عن الكادحين في غابات افريقيا، وادغال امريكا اللاتينية. وبدل المشي الى قبر الحسين، لماذا لا نفعل مثله، ونثور بوجه يزيد العصر، وامويي المنطقة الخضراء؟!
لقد تحرك الناس في الحسينية، والبصرة، والناصرية، وبغداد، وغيرها. ارعبت هذه الحركات نوري المالكي، فتنازل عن نصف راتبه ، وادعى انه لن يترشح لولاية ثالثة. وكانه يمن على الناس، بعد ان اشترى هو وابنه نصف دمشق، والامارات. وأمن لنفسه، وعائلته مليارات الدولارات التي تكفيه لعشرة حيوات، وليس ثلاث ولايات. يتصرف مثل ماري انطوانيت، التي امرت بتوزيع البسكت، لاسكات ثورة الجياع في باريس. فهل يثور شعبنا، مثلما ثارشعبي تونس، ومصر، ومثلما ثار الحسين، ومثل ثورة العشرين، بعد ان بلغ السيل الزبى، واصبح ملايين العرقيين ينامون على الطوى في اغنى ارض بالعالم. هل تزئر اسود بغداد لتخلصا من جرذان الطائفية، واللصوصية؟ هل تتحرك بغداد الثورة مثلما تحركت عام 1958 لتكنس الاحتلال وتلحق نوري الايراني بنوري البريطاني؟؟؟!!!
رزاق عبود
5/1/2011   

146
ام الدنيا، تهز الدنيا، من ثورة الياسمين، الى ثورة الفل!!

واخيرا استمعت الشقيقة الكبرى الى صوت الشقيقة الصغرى، وانتقل تسونامي الشباب التونسي الى الشباب المصري. ولكننا في الواقع نظلم الشعب المصري، اذا قلنا، و"اخيرا"، لان هذا الشعب الحي، لم يتوقف ابدا عن النضال، والمعارضة، والمقاومة، حتى ولو، باضعف الايمان، بالنكتة السياسية، التي تسخر، وتهزء من النظام، واركانه، ورموزه، و"تمسح فيهم الارض"! وقد تطورت هذه الوسائل، والاساليب، وتدرجت، حتى الثورة المشتعلة منذ 25 كانون الثاني، الثورة الشعبية، التي هزت العام، وليس اركان النظام المصري وحده. فالنظام، الذي "كان" يعتبر (عامل أستقرار المنطقة) لم يعد مستقرا، بل مفككا، مهزوزا،مرتبكا، ينتظر السقوط الكامل. مليون ونصف المليون من قوات الامن الخاصة، وهو رقم قياسي في العالم، والتاريخ. نظام بوليسي بامتياز يحكم ملايين الجوعى، والمعدمين، والعاطلين عن العمل. اسعار خيالية للسلع الاساسية، مقابل اجور لاتكفي للطعام، ناهيك عن الحاجيات الضرورية الاخرى. مئات، اوالاف يتمتعون بحياة ترف اسطورية، وفوق ذلك استولوا، وباثمان بخسة على قطاع الدولة، الذي بنته تلك الملايين الجائعة بجهدها، وعرقها. نظام يستمع الى وصايا البنك الدولي برفع الاسعار، وقطع الحماية عن السلع الاساسية، ولا يستمع  لصريخ الجوعى، وانين المرضى، ومعاناة العاطلين. يتسلم مليارات المساعدات العسكرية ليوفر الحماية للكيان الصيوني، ولا تهمه حماية حدود بلاده، اومساعدة الملايين من سكنة المقابر. يهئ لتوريث ابنه، ولا يهمه موت ملايين الاطفال الرضع. يزود، ويجهز حرسه الامني، والجمهوري باحدث وسائل الانصات، والتعذيب، والقمع، والتضليل، وشراء الذمم. يتحدث عن الديمقراطية، ويقمع المعارضة، يتبجح بحرية التعبير، ويمنع المظاهرات، والاحتجاجات، وحتى التجمعات، او اي وسيلة رفض، او اعتراض، حتى ولو في الانترنيت. يتكلم عن الاختيار الحر ويزور الانتخابات، ويعتقل من يشكك ب"نزاهة" الانتخابات، حتى لو كان قاضيا. الفساد ينتشر كالسرطان في جسد مصر، ويسرق ابسط حاجيات الناس، واحلامهم، وامالهم. لقد افقروا هذا البلد الغني، واذلوا ذلك الشعب الابي. لكن الحقيقة البسيطة: "الضغط يولد الانفجار" تظل اقوى من التظليل، والتهليل، والتهريج، والتملق، والدعاية الفارغة، والادعاء الاجوف. ورغم استمرار جوقة النفاق، والتشويه، وحملات القمع، والتجويع المنظم، والتخريب، والنهب، والسلب، والترويع، والتخويف، واشاعة النهب، والسلب، والسرقات، واطلاق سراح السراق، والمجرمين، والغوغاء ليعيثوا في الارض فسادا. وهو ذات الاسلوب، الذي اتبعه صدام، واعاد تطبيقه بن علي، وطورته بوحشية سادية وزارة الداخلية المصرية برئاسة وزيرها القاتل. لكن المارد المصري انطلق من سجنه. هناك امل كبير، ان لاتعود الساعة الى الوراء، فهذا قانون الشعوب. لقد سقط جدار الخوف، وانتهى زمن احتكار السلطة. فرغم الالاعيب، والمناورات، والتنازلات، والالتفافات الخبيثة، والخطابات المنافقة، والتعديلات الوزارية، وكلمات التهدئة، فان السلطة الشعبية تتوسع، وتتوطد، والامن الشعبي يفرض نفسه، بعد ان تخلى حماة الحرامية عن واجبهم. برلمان شعبي عفوي تلقائي بدل البرلمان المزيف. لكن الحذر من الانقلاب العسكري الهادئ المرحلي المخادع، الذي لايعرف عنه لا الشارع، ولا من يقود الدبابة. انقلاب تقوده الحكومة، انقلاب يقوده النظام. انقلاب تؤيده، وترتب له، وتنسقه امريكا، واسرائيل. لان مصر ليست تونس، ومبارك ليس بن علي. فالتحول الثوري بعد تموز 1952 اسقط اغلب انظمة المنطقة، وتوالت الثورات الشعبية فيها، وانحسر الاستعمار في اسيا، وافريقيا. هذا الطوفان الذي بدأ في تونس، وتحول الى تسونامي عارم في مصر سيطيح باكبر العروش، ويحطم اقوى القلاع. والاهم، وهذا ما يخيفهم، سيطيح بكل مشاريع امريكا في "الشرق الاوسط الجديد"، وطمس القضية الفلسطينية، وابقاء الديكتاتوريات، و"الديمقراطيات" الشكلية العميلة باسم مكافحة الارهاب، وخطر المتشددين. لكن انتفاضة احفاد عرابي، وزغلول، والسيد، وشهدي عطية، وابناء قاهرة الغزاة، وابناء ثورة الصمود الدائم الحالية، والنفس الطويل، والاصرار على الاستمرار في تحقيق كل المطاليب التي سقط من اجلها عشرات الشهداء، والاف الضحايا، وبعد صبر، وقهر دام ثلاثين عاما، سبقه قهر، وجبر، وخيانة السادات. ومقابل الرباعي الامريكي، الاسرائيلي، اوربا المنافقة، والرجعية العربية، فان الشعب المصري، يواجه هذا الرباعي القذر، والعالم كله وكل المشككيين بقضبة الشعوب، وعقابها، وانتقامها المحتوم دائما باربع كلمات لاتقبل المساومة هي: الشعب، يريد، اسقاط، النظام! وسيسقطه عاجلا، ام اجلا باذن الشعوب!! وما بين جمعة الغضب، وجمعة الرحيل، فان الشعب المصري سيسقط نظام الظلم، والقمع، والفساد، والخيانة، وكما هزم الاعتداء الثلاثي عام 1956 سيهزم الاعتداء الرباعي على مصر الثورة، وشعبها الابي عام 2011!!
رزاق عبود
29/1/2011
 

147
ثورة الياسمين في تونس الحمراء

بعد شهر من المظاهرات، والمواجهات، والمسيرات، والاضرابات، والضحايا من شهداء، ومصابين، ومعتقلين، ومطاردين احتجاجا على ظلم طاغية دام ثلاثة وعشرين عاما، حكم البلد بالحديد والنار. حكمه قام على انقاض عهد رجل مريض لنظام مريض. الاول حكم البلد باسم الاستقلال وتحكمه زوجته دليلة. والاخر حكم باسم التغيير والتجديد، وتحكمه زوجته ليلى. ليس انتقاصا للنساء، ولكن للتاكيد، ان للظالمين دائما عقدة نفسية تحب التسييد لانها مسودة، ولعبة بيد من هو اقوى.العهد الاول عهد ابو رقيبة كان مساومة مع الفرنسيين، كي لاتاتي قوى اليسار، وكي يقف بوجه تيار عبد الناصر القومي. وهكذا استمر حكم فرنسا بصورة اخرى. ولكي لاتحصل ثورة شعبية، وهبة جماهيرية بعد ان بات بلد مثل تونس تحكمه مومياء في المستشفى. قررت فرنسا، مرة اخرى، ان تسد الطريق فجاء بن علي. ولما وصلت تونس الخضراء حد المجاعة في حين تعيش العائلة "المالكة"، والسياح الاجانب في فيض من البذخ، والرفاهية، والترف. مرة اخرى تعاونت فرنسا وقوى من داخل النظام كي لايحصل المحظور، ان تصل قوى اليسار بقوة الثورة الى السلطة، فتفضح،عن غير قصد، العمالة الكاملة لنظام بن علي الذي دعمته كل دول اوربا الراسمالية. ومرة اخرى مثلما اجهضت ثورة14 تموز في العراق، ومثلما سرقت ثورة الشعب الايراني  1979. فان الخوف الان، ان تسرق تضحيات الشعب، وبطولات الشباب، وبكاء الامهات، وعويل الثكالى. وباسم التعقل، والموضوعية، والفترة الانتقالية تسرق ثورة الياسمين التي انطلقت وامتدت في كل قرى، ومدن، واحياء تونس. الشرطة لازالت قوية، ومتماسكة، وعادت لاطلاق النارعلى المتظاهرين، لانهم يريدون التغيير الجذري، وليس الشكلي. ستاتي المعارضة الشكلية لتحكم لصالح حزب بن علي حتى يستعيد لملمة صفوفه ويوجه ضربته باسم التغير، باسم التجديد، باسم الحفاظ على الثورة! وربما يعملون على افتعال الخصومات بين الاحزاب، والقوى الشعبية المعارضة الفعلية، التي قادت الثورة، ولم تحصل الا على ثلاثة مناصب وزارية. كل شئ بقي بيد الحزب الحاكم حتى رئيس الوزراء، صاحب نفس تاريخ سيده وزيرا سابقا للامن، والداخلية، ومساهما في بطش الجماهير. اوربا، وامريكا ستوافق بحجة: "افضل من استلام الاسلاميين للسلطة"، وكانه لا يوجد في الشارع التونسي غير الاسلاميين. وقد كان دورهم هامشيا جدا في الاحداث الاخيرة. فهي ثورة عفوية شبابية ساخطة لم تفكر بحزب، او دين، او ايديلوجية. لكن قوى اليسار والديمقراطية تقدمت، وبادرت لتتصدر الثورة الشعبية فنالتها الاعتقالات. اكثر ما يخيف الان، هو ان يركب السياسيين التقليديين المركب الذي اعده لهم النظام السابق بالتعاون مع فرنسا ويبدؤون(بدؤوا) باطلاق الرصاص على الجماهير التي حملتهم الى السلطة. بالضبط كما حصل في ايران الخمينية، والعراق في ظل دولة حزب الدعوة الحالي. وكما حصل سابقا في بلدان عدة. وستتعاون كل الدول المجاورة، وكل الدول العربية لفرض بديلها، لابديل الجماهير، تمهيدا لعودة الديكتاتور، كي تحبط من عزيمة الجماهير المتحفزة في البلدان التي تحركت فيها مظاهرات مشابهة. وكما سرقت القوى الفاشية، والقوى الدينية الظلامية فرحة العراقيين بعد سقوط الصنم، فان نفس السيناريو قد تكرر ومن نفس القوى المشابهة: نهب، سلب، قتل، اطلاق الرصاص، تخويف،  تخريب، حرق، عصابات...الخ..الخ. فهذا النظام الذي ابتدا من الاستقلال 1956 وحتى هروب بن علي لن يستسلم بسهولة مالم يتم تطويرالثورة على طربقة ثورة اكتوبر. والا فستسقط كما سقطت ثورات اخرى، او في الاقل ستسرق كما سرقت كل الثورات. ولابد من التذكير، ورغم الصورة السوداوية، والماساوية، والحذر، والقلق المشروعان، من انه ليس صدفة، ان تنطلق هذه الهبة في بلد الشاعر الذي صرخ في بداية القرن الماضي
       اذا الشعب يوما اراد الحياة           فلا بد ان يستجيب القدر

كما انطلقت قبلها ثورة 14 تموز في بلد الجواهري الذي قال باسم الشعب: "انا باق واعمار الطغاة قصار". حتى ولو استمرت اكثر من عشرين سنة في حالة بن علي، واكثر من ثلاثين سنة في حالة صدام حسين.
                فلابد لليل ان ينجلي              ولا بد للقيد ان ينكسر
ولكن حذارى من عودة الليل، ومن اعادة شد القيد. وعندها قد يصبح التوانسة على وطن اسوء، وليس على وطن اجمل كما هتف احد الشبان المتظاهرين في ساحات تونس الثائرة!

رزاق عبود
17/1/2011

148
أدب / اغتيال سيدة النجاة
« في: 11:08 09/01/2011  »



اغتيال سيدة النجاة



رزاق عبود



هدوء، صلوات، وتراتيل
ابخرة، عبق، وسلام المرسلين
عزف، وترانيم
ملائكة، ومصلين
رهبة، خشوع،
وجمهرة مؤمنين
فرقعت الدنيا
اهتزت الارض
تمايلت الكنيسة
صعقت الصلبان
ترنح المسيح
مصلوبا بايادي الارهابيين
مغول برشاشات
وحوش، وغدارات
قنابل، ومتفجرات
جهنم لخمس ساعات
وحفنة شياطين.
ابواب منخورة
ارائك مكسورة
صلبان محطمة
قداس عاد مذبحة
وصلاة صارت عويل.
رؤوس مهشمة
عيون مذعورة
اذرع مبتورة
دماء سائلة
نفوس متسائلة
اجساد مدماة
وجوه حائرة
شموع اطفأت
جثث شوهت
اطفال سحلت
وجوه دعست
نفوس عذبت.
حريق مشتعل
حاجيات مبعثرة
اصحابها قتلى مغدورين
شباب ذبحوا، وصبايا محجوزين
نزيف قاتل
اباء مذبوحين
كبار فقدوا الحول
وصغار مرعوبين
العذراء تصرخ، تنتحب، تستغيث
يزداد نزف المسيح
ايقونات مخربة
مصلى مدنس
قديسون يتذرعون الى السماء
امهات تصرخ، تلطم خدودها
وتمشع شعرها
 تبحث عن اطفالها.
اطفال بلا حياة
تحضنهم جثث الاباء
بايدي متيبسة على هواتف الاستغاثة
ارضية مدماة
ومباخر تعوم في دماء الضحايا
جثامين هامدة
عيون غائرة في بحر الرعب
صريخ، ونحيب، وبكاء،
عويل، وفزع، وذهول
ذهول اللامعقول
صور الغائبين
اشباح المعدومين
همهمات المودعين
واصابع تبحث عن نجاة
كيف، وقد اغتيلت سيدة النجاة؟


23/11/2010

149
يا مسيحيون العراق لا تحبوا اعدائكم!

تقول القصة ان ابن الله يسوع، وهو مسمر على صليبه يتضرع الى ربه قائلا: " يا ابتي اغفر لهم فهم لا يعرفون ما يفعلون". وربما كررها الراهبان الشهيدان الاب ثائر، والاب وسيم اللذين ذبحا في كنيسة سيدة النجاة في بغداد. اعادها ايضا الاب الناجي من المذبحة في صلواته بعد الحادثة، على جثث الضحايا، وهو يودع صديقيه، ورفيقيه، وعشرات من ضحايا ارهاب التعصب في نفس الكنيسة. ترى هل فعلا ،لا يعرف القتلة ماذا يفعلون؟! هل توهموا؟ هل اخطأوا المكان؟ لا، والف لا، لقد اقتحموا كنيسة، وليس مسلخا. لقد ذبحوا اناسا، وليس خرافا! لقد قتلوا بدم بارد مدنيين وليس عسكريين. قتلوا متعبدين، مصلين، متضرعين الى نفس الاله الذي ذبحوهم باسمه! قتلوا بوقاحة رجال دين، واطفال، ونساء، وشيوخ، وشباب. حاصروهم، واحتجزوهم، وارعبوهم، وابادوهم في بيت  من بيوت الله. انهم يعرفون بالضبط ما يفعلون يا ابونا !.يعرفون جيدا، ان النبي الذي يتبعون تعلم على يد قساوسة حران. يعلمون ان ورقة بن نوفل عم زوجة محمد خديجة كان قسا نصرانيا، وهو معلمه الاول. يعرفون ان نبيهم ارسل اوائل المسلمين الى النصراني النجاشي ملك الحبشة، الذي اواهم، وحماهم، وساندهم، واكرمهم. يعرفون ان محمد قد قال: "من اذى ذميا فقد اذاني". يعرفون ان ربهم اوصى من قتل نفسا بغير ذنب كانما قتل الناس جميعا. وان دم البرئ اشرف من حجر الكعبة. يعرفون ان كتب اليونان، والرومان ترجمها المسيحيون لتقوم على اساسها الحضارة الاسلامية. يعرفون ن اطباء الخلفاء كانوا مسيحيين. يعرفون انه لولا الاب انستاس الكرملي لضاعت علوم العربية في قرون الظلام العثمانية. يعرفون ان رواد النهضة الحديثة في العراق تعلموا في المدارس المسيحية واليهودية. يعرفون ان من ادخل الصحافة والطباعة الى العراق كانوا مسيحيين. يعرفون ان من قتلوهم بغدر، وخسة، ودناءة، هم احفاد اقدم حضارة بشرية. يعرفون ان كل الانبياء المذكورين في قرآنهم هم انبياء ايضا للنصرانية. انهم لا يحتاجون لتضرعاتك وغفرانك سيدي الاب، لانهم لو كانوا قد ظفروا بك لقتلوك. لو عادوا من جديد لقتلوك مع الاخرين وسيضربوك على الف خد تديره لهم. فهؤلاء مهنتهم القتل وشرفهم الذبح. هؤلاء سفلة! لقد لطخوا جدران الكنيسة البيضاء بدماء الابرياء. ومزقوا الاجساد والجدران برصاصهم الحاقد. لقد ملئوا مستشفيات العراق، وغيره بجرحى غزوتهم الجديدة على ابناء العراق الاصلاء. هؤلاء بلا خلق، ولا ضمير، ولا انسانية، ولا دين. حولوا المعبد الى مذبح، قلبوا الشموع الى دموع. دنسوا الماء المقدس ولوثوا ارض الكنيسة. دموع العذراء اغرقت ارض الكنيسة الطاهرة. راس المسيح تدلى صارخا، متاوها، متلوعا، يبكي دما. جسده الطاهر ينزف في كل كنيسة ومحلة عراقية. فهؤلاء الاوباش يريدونه مع محبيه ان يظل ابدا حاملا صليبه متعثرا في عراق الالام. اسكتوا التراتيل بتفجيراتهم. اصمتوا التهليل بزخات رصاصهم. حقائبهم السوداء مثل قلوبهم، وافكارهم فجروها مع اجسادهم القذرة المفخخة بسموم الحقد، وضيق الافق، والعصبية. يتسلون بقتل الاطفال، يرقصون على صوت الصراخ والعويل. عاثوا في الكنيسة كما الارواح الشريرة، والحيوانات المفترسة، والكائنات الهمجية. ملئوا جو الكنيسة الرهباني بالرعب، والرهبة، والخوف، والموت. لا يا ابتي لا تطلب العفو، والغفران لهم، فان ارواح الشهداء الطائفة في فضاء الكنيسة تحتج، وتقتل من جديد. كنيسة سيدة النجاة صارت مقبرة على ايدي البرابرة. قتلوا الاسرى، والاطفال، والنساء الحوامل، وانت تدعوا لهم بالمغفرة! صدق، وانا اسمعك ارى صور الشهداء تتحرك ملتاعة، ودموع المسيح تسيح دما، ورأس مريم العذراء يسقط في حضن ابنها.لقد قتلوا الناس، واعادوا قتلهم، ومثلوا بجثثهم.خمس ساعات من الرعب، والقتل، والفزع، والدماء، والصراخ، والخوف لا تسمح بالعفو، والغفران، ولا حتى النسيان.المحبة، ولاخوة، والسلام اهم صفات، ودعوات، ووصايا المسيح، وابنائه، وتابعيه للبشر. لكن هؤلاء ليسوا بشرا. لقد دنسوا الكنيسة، وشوهوا القداس، واسكتوا الصلوات، وقتلوا السلام، وصرعوا المحبة.يفرغون بسادية عمياء رصاصهم  في اجساد المؤمنين الابرياء، وهم يصرخون بهستيرية:" الموت للنصارى الكفرة"!!! وانت تدعوا لهم بالغفران! لا ياسيدي، لا يا ابتي، لا ياصديقي، لا يا اخي. هؤلاء لا يستحقون حتى تراب حذاءك.اعرف انك لست ساذجا، ولا كاذبا، ولا مدعيا، بصلواتك، وتذرعاتك. لكنك واهم، بطيبتك النصرانية، واهم انهم بشر، كما توهموا، وتوهم قبلهم الغزاة العثمانيين، وبكر صدقي، وغلاة القوميين، وغيرهم ممن سبحوا بدم المسيحيين العراقيين، انهم يستطيعون افراغ العراق من اهله.
لاتحبوهم، لا تحبوا اعدائكم! لا تديروا لهم الخد الاخر! لا تطلبوا الغفران لهم! فهؤلاء كالعقارب اذا لم تدعسها بقدمك لدغتك! وكفاكم، وكفانا، وكفى كل العراقيين لدغا من العقارب "البشرية".
ويبقى السؤال المحير كيف، ولماذا، ومن المسؤل عن تمكن المغول من اكتساح بغداد من جديد؟؟؟؟!!
رزاق عبود
15/11/2010 

150
بصراحة ابن عبود

عن اية جاهلية يتحدث الجهلة؟!

كثيرا ما يردد الاسلاميون، وبتزمت يفضح زيفهم عبارات مثل: "العودة الى الجاهلية"، او "اخلاق جاهلية"، او "عادات جاهلية"، او "قيم الجاهلية"، وغيرها، في حالة رفضهم، او معارضتهم لشئ، لا يتفق مع اسلامهم الطالباني، او مع مخططاتهم، وافكارهم الرجعية المظلمة. كما ورد الكثير في قران النبي محمد، وفي الحديث، والتاريخ الاسلامي، وصف العرب قبل الاسلام بالجهل، والجاهلية! ولا افهم كيف يمكن لهؤلاء "الجهلة" ان يحتلوا نصف العالم المعروف انذاك، ويستعمروا الدنيا، ويفرضوا دينهم على الامم الاخرى، اذا كانوا قد خرجوا توا من جاهليتهم. ان تحامل النبي محمد، واصحابه على العرب قبل الاسلام هو بالاساس، ومن بين امور اخرى، نابع من احترام عرب "الجاهلية" للمراة، وتعاملهم معها الند للند. فكانت الشاعرة، والسيدة، والتاجرة، والطبيبة، والفارسة ....الخ! ويحمل الكثير من الصحابة، والشعراء الكبار اسماء امهاتهم، لعل اشهرهم زهير بن ابي سلمى، وعمرو بن كلثوم. وسميت مناطق جغرافية مهمة، والهة، وحتى قبائل كبيرة باسم امراة. في حين اباح الاسلام، وشجع زواج القاصرات، وحصر ميراث المراة بنصف حق الرجل.

لقد حاول النبي محمد، وتبعته من بعده تشويه التاريخ العربي قبل الاسلام ليبيضوا صفحة دينهم الجديد. فالعرب، قبل الاسلام، لم يتواجدوا في الجزيرة العربية فقط، ولا في مكة فقط، ولا تمثل قريش كل العرب، ولا بني هاشم كل قريش. لقد كان لعرب العراق، والشام ممالك، وحضارات، ودول، وجيوش قارعوا بها الفرس، والرومان. ونافسوا الفينيقيون في تجارتهم، والاغريق في علمهم، وطبهم، وفلسفتهم. ولكن يبدو ان محمد اراد ان يطمر كل هذا، لان اغلب العرب قبل رسالته كانت لديهم دياناتهم كاليهودية، والمسيحية، والتوحيدية، والحنفية، ناهيك عن الوثنية. كان هناك صابئة في العراق، والشام. ثم ان الكتب "السماوية" كلها تحدثت عن حضارة اليمن، وملكتها بلقيس. ولازال العرب حتى اليوم يتفاخرون بمنجزات اهل اليمن الزراعية، والعمرانية، والعلمية، ولازالت اثار حضارتهم قائمة لحد الان. لقد وصلت التقنية اللغوية عندهم الى امكانية قراءة، وكتابة العربية في اليمن (الحميرية) من اليسار الى اليمين، وبالعكس. الخليج العربي كان مزدحما بالممالك، والامارات العربية، وظهرهناك حكماء، وادباء، وفلاسفة، وقادة، وشعراء لعل اشهرهم امرؤ القيس. ام نسي محمد وجماعته عرب  فلسطين، والاردن الذين شيدوا المدن، والممالك في عمق الصحراء، والجبال. ام تناسوا الملكة زنوبيا، ومقاومتها الغزو الروماني، وسقوط تدمر الشهير بسبب خيانة على طريقة خيانة العلقمي.

واذا كان محمد، وجماعته يجهلون، او يتجاهلون عرب العراق، وعرب الشام رغم مراسلته لهم، ودعوتهم الى الاسلام، ورسائله الشهيرة الى الملك اليماني سيف بن ذي يزن. فان من قرا تاريخ العرب قبل الاسلام، او تاريخ الحضارات يعرف، ان معظم التاريخ المدون في العهد القديم تدور اخباره، وحوادثه في المنطقة التي ذكرناها، وتسمى اراضي الكتاب المقدس، و لا ضرورة لتكراره، وانما نذكر به فقط. السؤال كيف يمكن لامة "جاهلية" ان يكون لها لغة وابجدية، متطورة، يكتب بها الشعر الراقي، ويقدر الشعر لدرجة كتابته بماء الذهب، وتعليقه على جدران الكعبة. أي امة "جاهلة" فعلت ذلك؟ هل الجهلة من يقيمون مهرجانات ادبية سميت بالاسواق اشهرهاعكاظ؟! يتبارى بها الناس بشعرهم، ويجلس النقاد، والحكام قبل اكثر من الفين سنة من "اميركان ايدول"، او مغازل "الشعر النبطي"، ليحكموا على جودة القصيدة. فلربما تكون من المعلقات. واذ لم تزد المعلقات عن سبعة، فكم كان مقياس التقييم عاليا ياترى؟ لقد عرفنا العرب امة شاعرة، وليس امة جاهلة!

لقد تطورت التجارة على يد العرب، وعرف العرب بتجارتهم مع جيرانهم. وما ذكره قرآن محمد عن رحلتا الصيف، والشتاء، الا اعترافا بدور العرب التجاري! والتجارة لا تنشط، الا عند الامم المتحضرة، التي نالت اعتراف واحترام الامم الاخرى، التي تتعامل معها. والمعروف، ان الصك، والكثير من المعاملات، والوثائق، والعقود التجارية، والصيرفة، والنقود تعامل بها اهل الجزيرة العربية قبل الاسلام. قد يكون لليهود دور في ذلك لكنهم كانوا عربا، وقبائلهم عربية، واسمائهم عربية، الى ان جاء محمد واستعداهم. عرب الجزيرة عرفوا الموسيقى، والفن، والتعامل مع المعادن، وصياغة الذهب، واشهرالسيوف هي السيوف العربية مثلما هي خيلهم، التي برعوا في تنشأتها، وتربيتها، وتحسين انواعها. كما برعوا في صناعة الملابس، والنسيج، والخمور، والنبيذ، وزراعة الكروم، وشق الترع، وتنظيم المزارع. وهم اول من اخترع المظلة البدائية على شكل عباءة صوفية يفردها المرأ، اذا اراد التخفيف من سرعة حصانه، او ناقته. العرب قبل الاسلام من الامم القليلة التي ابتدعت ليس فقط ابجديتها الخاصة، بل ابتدعت الارقام. فلحد الان لايعرف العالم غير الارقام اللاتينية، والهندية، والعربية. وفي وقت ترك العالم كله الارقام اللاتينية، لعدم عمليتها، وتبنوا الارقام العربية، ترك العرب المسلمون ارقامهم وتبنوا الارقام الهندية. مثلما تخلوا عن تاريخهم العريق، ونعتوه ب"عهد الجاهلية"، بتحريض من بدو الجزيرة العربية. ثم كيف يمكن لجاهلية ان يكون لها قصور، وممالك، وثقافات، وحضارات، ومعاملات، ومجالس، ومدن؟! هل كان النعمان بن المنذر، في العراق، والغساسنة في الشام، ومن بنى قصورهم، وقصور من بعدهم، وقبلهم جهلة؟

اما خرافة وئد البنات فلم تكن تمارسها الا قبيلة واحد في وسط الصحراء ولاسباب اقتصادية، وليس لاغراض ما يسمى بالشرف، او العار، وهذا التقليد مارسته شعوب عديدة. ولازال يمارس في الهند لاسباب اقتصادية لان التقاليد تفرض تكاليف الزواج على اهل البنت مثلا. وكثيرا ما تؤد البنات في الصين الان بسبب تحديد النسل بطفل واحد لكل عائلة، اذا كان الوالدين يفضلان الذكر على الانثى. وحتى بدايات القرن العشرين كان اليابانيون يتخلصون من عجائزهم، وشيوخهم بارسالهم الى الجبال ليموتوا جوعا وبردا بسبب القحط الشديد، ليفسحوا المجال امام الشباب للحياة. كما ان الوئد قبل الاسلام شمل الاولاد، وليس البنات فقط!

ان قوما سمحوا بتعدد الازواج، مثل تعدد الزوجات، وسمحوا للمراة بالتجارة، والوراثة، والشعر، والفروسية، وحق الطلاق امور تدل على تحضرهم لا جهلهم. خديجة، زوجة محمد، كانت تاجرة، واستخدم محمد اموالها، واموال صديقه ابي بكر ليشتري بها موالين جدد، ولينصرف ل"عبادته". ثم ان اصول الحرب، والضيافة التي عرف بها العرب، وتنظيم الحياة الاجتماعية، لا يمكن ان تكون لقوم جاهلية. فمن هو الجاهل ياترى من حرر المراة، واعطاها كل حقوقها، ام من حجبها، ومنعها من الاختلاط، وجعلها تابعا للرجل، ومتاعا له. من احترم الشعر، والشعراء، ام من قال: "والشعراء يتبعهم الغاوون"؟

هناك الكثير مما يمكن ان يذكر، وبالتاكيد فان المهتمين بتاريخ الادب العربي قبل الاسلام، وتاريخ العرب قبل الاسلام يعرفون المزيد، ولكننا نقول فقط ان اثار الجاهلية من كعبة، وحج، وصوم، وسدود اليمن، وقصور العراق، والشام، واثار تدمر لا زالت قائمة في حين لم يترك اثر لبيت من سماهم بالجهلة، ونعتهم بالجاهلية. فمن هم الجهلة ياترى؟؟!

رزاق عبود
‏22‏‏/‏10‏‏/‏10‏ 20

151
لماذا لا ينشر الدكتور عبدالخالق حسين مقالاته تحت عنوان: قرأت لك؟!

حيرني الدكتور عبد الخالق حسين، سابقآ، في مقالته عن بغداد بعد ثلاثين عاما. واستغربت اين كان الدكتور من الحواجز الاسمنتية التي جاءت بها شركات امريكا الديمقراطية لتسديد جزء من ثمن احتلالها للعراق. وتسائلت وقتها، الم يرالدكتور جدران الفصل العنصري، والطائفي، وتمزيق احياء بغداد على الطريقة الاسرائيلية البغيضة؟ الم يشاهد شارع الرشيد المنهار؟ هل تركه، ياترى قبل ثلاثين عاما، كحاله الان كئيبا، حزينا، خربا، مهملا، موحشآ؟ الم يلحظ حيرة شارع المتنبي بين جديد الكتب، وقديم البناء، والحياة، وتخلف الوسائل، وتردي الامكانيات؟ الم يدهشه قفر مقاهي بغداد الثقافية؟ الم يصطدم بالظلام الدامس في اماسي بغداد؟ الم يحدثه شارع ابو نؤاس عن بؤسه وفقره، ومحاصرته من قوى التخلف، والظلام، والارهاب؟ الاسئلة كثيرة وقد طرحها الكثير من الاصدقاء قبلي مما اعفاني،حينها عن كتابة مقالتي، مع اسباب اخرى منها احترامي للدكتور عبدالخالق، واعتقادي انه سيتراجع عن اوهامه، ويتفهم بان مدح السلطان، أي سلطان، حتى لو كان نبيا يجعلك تابعا له بدون مقابل. وكلنا نعرف قصة جلد محمد بن عبدالله لشاعره حسان بن ثابت لانه "تجاوز" الحدود التي رسمها له. الخراب طبعا لم يحصل في سنة واحد، ولا فقط بعد احتلال بغداد، ولا جديد في اجترار مسؤولية النظام الصدامي، فالكل يعرف ذلك، لكن هذا لا يلغي مسؤولية النظام الجديد، والاحتلال الامريكي في ابقاء الخراب السابق، والتسبب في خرابات جديدة، وفظيعة.

الان يتحفنا الدكتور بمقالة عن تمزق العراقيين، وتخلفهم، وتاخرهم، وتناحرهم، بعد ان اعترض سابقا مع صاحبه كاظم حبيب على عبارة الشعب العراقي "العظيم". الان يعيد، ويؤكد، عن غير قصد، الكذبة التي يطلقها اذناب الصهاينة، ومنفذي مخططاتهم، اصحاب مشروع تحويل العراق مع بقية دول الشرق الاوسط الى كانتونات متصارعة، ليصبح كيان بني صهيون "الدولة" الوحيدة القوية المتماسكة المتوسعة على الدوام. الغريب ان الدكتور العزيز يعيب على الاخرين قراءة، وتصديق ما يكتب من نكات، واخبار من "البعثيين!" في حين يعيد، ويصدق ما يكتبه اذناب العهد الملكي عن ديمقراطية نظامهم، الذي لايقال عنه ديمقراطي، الا اذا قورن بنظام صدام، ويا لبؤس المقارنة. الشعب العراقي موجود ياسيدي والعراق موجود منذ الاف السنين. ان وسم الحجاج للعراقيين باهل الشقاق والنفاق هو شرف، ووسام لهم، ان يشتمهم سفاح اطاح برقاب العراقيين الشامخة. كما  قال عبدالكريم قاسم مرة "يشرفنا ان نظام الشاه العميل يشتمنا"! وما دمت عدت يا دكتور للعهد الملكي تمجده، وتبكي عند اطلاله. فان بعض "اعيان" العراقيين هم الذي جاؤوا بفيصل، بتوصية، وامر من سادتهم في لندن، وليس فيصل هو من خلق، او حاول خلق العراق، وشعب العراق. ان العهد الملكي شهد وثبات، وانتفاضات، واضرابات عكست، واكدت وحدة العراق من الشمال الى الجنوب بكل اديانه وطوائفه وقومياته. من ثورة العشرين حتى ثورة تموز1958. وانتفاضة اذار 1991 دليل حديث على وحدة الشعب والوطن . النظام الملكي في العراق بقيادة فيصل هو نتاج ثورة العشرين العراقية العظيمة، وليس العكس. اذكر الدكتور بمواقف معروفة تثبت وحدة، وتماسك الشعب العراقي، وليس نفاقا، ولا تملقا منا نحن الكتاب "الانتهازيين" الذي ندعي وحدة الشعب العراقي. هل يذكر الدكتور، ولعله ساهم فيها، مظاهرات "السلم في كردستان" في ستينات القرن الماضي التي قام بها العرب في مدن العراق المختلفة تضامنا مع "ثورة" البرزاني، رغم ان، الاخير كان يستلم الدعم، والسلاح من اعداء العراق في ايران الشاه، واسرائيل؟ ام ينسى ان يهود العراق رفضوا الهجرة الى اسرائيل وشكلوا جمعية لمحاربة الصهيونية مما اضطر الحكم الملكي "الديمقراطي" الى اسقاط الجنسية عنهم لتسفيرهم الى اسرائيل حسب اوامر لندن؟ ام ينسى اضراب كاورباغي الشهير ووحدة القوميات المتاخية في المدينة التي يحاول المتعصبين اليوم تمزيقها؟ وهل ينسى الدكتور ان حركة الانصار المسلحة ضمت ابناء، وبنات كل قوميات شعبنا، وطوائفه، واديانه؟ ان اراضي شمال العراق تضم قبورا لمناضلين من كل فسيفساء شعبنا! ام ينكر الدكتور احتضان القبائل العربية للمهجرين قسرا من الاكراد لدرجة اثارالامر خوف صدام، واضطر لاعادتهم الى قراهم الكردية. ولا اظنه لم يسمع عن ابطال الاعظمية الذي  استرخصوا حياتهم في سبيل اهل الكاظمية، وزوارها في حادثة جسر الائئمة الشهيرة.

في العهد الاسلامي، وما قبله كانت العرب تسميه عراقا، وفي زمن الراشدين قالوا اهل العراق، وفتح العراق، و تمصير العراق، وولايات العراق. وكذلك الامر زمن الامويين، والعباسيين، والعثمانيين.الانكليز، احتلوا ولايات "العراق" الثلاث ولم يحتلوا جزر الواق الواق. بامكانك مراجعة سجلات الحرب العالمية الاولى في مكاتب بريطانيا.
أن يستعير الكاتب مقتطفات من اخرين امر مشروع، وطبيعي، وضروري احيانا. لكن من الامانة الادبية الاشارة الى المصدر. اما ان صديقنا الدكتور مرة يتناول ما كتبه المؤرخ الكبير حنا بطاطو، ومرة ما كتبه حسن العلوي، وكأنه يخترع لنا العجلة من جديد. ويعيد قراءة ما كتبه الاخرين لنا، وكاننا في صف مدرسي، او في بدايات النهضة حين كانت المجلات المصرية تعيد اقوال رجال النهضة، والصحوة، والمجددين بعبارات بسيطة للناس البسطاء. ما نقله الدكتور عن الملك فيصل لم يكن كلامه، وكان المفروض الاشارة الى انه اخذ المقتطفات من كتابات العلوي، او ما ينشره الان الملكيين عن جنة نوري السعيد المفقودة! الغريب ان الدكتور ينسى ان الحصري الذي شتمه سابقا، واتهمه بالطائفية، نقلا عن حسن العلوي، ودون الاشارة الى المصدر هو المستشار الاول للملك فيصل الاول، وكاتب خطاباته. وينسى الدكتور او يتناسى انه بسبب هذا التوجه الطائفي سحبت المرجعية الدينية في النجف مبايعتها لفيصل، بعد ان، لم يعد ملكا لكل العراقيين بسبب تاثيرات، الحصري، وغيره. وهذا امر ليس من المناسب اثارته الان، لانه يثير جرح التعصب الطائفي. لكن الدكتور اجبرنا على ذلك. وقد فاجئنا فعلا بهذه القناعة الجديدة بان البدوي المتمدن حديثا(فيصل الاول) يستطيع ان يخلق شعبا عراقيا لبلاد الرافدين العريقة. ربما سيفاجئنا الدكتور بكتابة سيناريو جديد تقوم بانتاجه الشرقية يمتدح حلف بغداد، ومعاهدة بورتسموث، و"وطنية" نوري السعيد، و"الوديع" عبدالاله، و"عقوق" الشعب العراقي! تماما، كما ادعى صدام حسين، وجلاوزته بعد انتفاضة اذار المجيدة ،وتوهم ذلك "السرسري المتسكع"، حسب تعبير العلامة هادي العلوي، انه هو الذي علم الشعب العراقي لبس الملابس الحديثة، والاحذية، والاكل بالشوكة والملعقة "كما اعلم رفاقي في القيادة"!

اما النكات، والطرائف ياسيدي الكريم، واستاذي الفاضل فليست دليل تحامل، او كراهية، او شوفينية، اواستصغار، او استهانة بالاخرين، كما تتصور. فاغلب النكات، ان لم يكن كلها، تطلق، تبتدع في نفس المنطقة، التي توجه"ضدها" النكتة. الاكراد، والدليميون، واهل الموصل، واهل الناصرية، هم انفسهم من يبتدع اغلب هذه النكات، ان لم يكن كلها، وتحور عند التداول، ويتصرف بها الراوي كما يريد. اعطني بلدا واحدا في العالم بل مدينة واحدة، لا توجد فيه/فيها مثل هذه النكات على مناطق، او مدن، او جماعات، او فرق، او طوائف. لعلك، وانت تعيش في لندن سمعت، وتسمع بالنكات المتبادلة بين الايرلنديين، والانكليز، او سكنة لندن، مع الاطراف، اوعلى اهل ويلز، واهل اسكتلندا. والنكات، والطرائف الكثيرة عن تشرتشل، وبرنارد شو، وعن الامير تشارلز، وزوج الملكة، وكل العائلة المالكة، غيرها، وغيرها.

في شمال اوربا يتبادل السكان نكات النرويجيين ضد السويديين، وبالعكس او نكات الدنماركيين ضد السويديين، والفلنديين، وهكذا دون ان يغضب الامر احد، او يثير حفيظته، او يتقدم ببرقية احتجاج. ولا يحتاج سكان المملكة المتحدة، اوالشمال الاوربي خدمات الملك فيصل الاول لخلق شعوب اوربية موحدة "خالية من النكتة". فهي عامل تقريب لا تخريب. كل النكات عن "خباثة" الناصرية مبدعيها اهل الناصرية الطرفاء انفسهم، بخيالهم الخصب، وروح الدعابة التي تميزهم. الامر نفسه يشمل اهل الدليم، او الاكرادأ، او اهل الموصل. هل يعرف صديقنا ان هناك تبادل قديم للنكات بين اهالي اربيل، واهالي السليمانية، ولا يمكنك ان تتهم احدهم بالشوفينية، بسبب ذلك! وليست حرب الحزبين"اقتتال الاخوة" سابقا بسبب هذه النكات. فهذه النكات، والطرائف توحد، ولا تفرق. تجعل من الجلسات المشتركة لفسيفساء شعبنا البهية طعم رائع من التصافي، والتسامح، وتقبل المزاح بلا ضغينة، ولا تحامل. "من حبك لاشاك" كما يقول شعبنا الطيب. واحلى، والطف، وابرع النكات عن الاخوة الاكراد سمعتها من اصدقائي الاكراد، وكذلك الحال مع اصدقائي من الدليم، او اهل الموصل. لدي صديق من الناصرية تعود ان يتصل بين فترة واخرى ليسمعني اخر نكته عن "الخباثة" فهل تراه يشتم نفسه؟ ام يجد في ذلك فرصة لجنوح الخيال الخصب والاعتزاز بالذات؟!
في بلغاريا يتندر الناس عن بخل اهالي مدينة اسمها گابروفو، وفي السويد عن سمولاند، وفي العراق عن الموصل. في بغداد مزاح ما بين الكرخ، والرصافة، او الكاظمية، والاعظمية. او مابين مناطق، ومحلات بغداد الكثيرة. وبين مدن، وقرى بعقوبة الكثيرة  من المزاح، والنوادرالكثير، وكذلك بين اهل الريف، او البادية، والمدينة. المصريون يتندرون على الصعايدة! وفي سوريا نكات متبادلة بين الدروز، والعلويين، واهل حلب، وحماه وغيرها. وكذلك الحال في لبنان.
 
الكثير من شعوب اوربا تتندر على نفسها عند التقائهم بممثلي الشعوب الاخرى ووقوعهم في مواقف طريفة. هذا لا يقلل من اعتزازهم بقوميتهم ولا يستصغر الاخرين. فهناك نكات وطرائف ضد الفرنسيين، والايطاليين، والاسبان، والالمان، والروس، والسويديين، وغيرهم. كان بيكاسو ابرع من يتحدث بالنكات عن ابناء قومه اهالي الباسك. كذلك فعل الايرلندي برنارد شو!
في كل اوربا يتداول الناس الطرائف بين المهاجرين، وسكان البلد الاصليين. وفي الولايات المتحدة الامريكية نكات البيض على السود، وبالعكس، يرووها لبعضهم، وتعرضها افلامهم بلا خوف من الاتهام بالعنصرية. او نكات الشمال على الجنوب، ونكات متبادلة بين الامريكيين والكنديين، او بين المهاجرين وسكان البلاد الاصليين. فهذه يا دكتورنا العزيز ليست خاصية عراقية، ولا بدعة بعثية، بل العكس النكات على صدام، وعزت الدوري، والصحاف معروفة، ومنتشرة حتى بين البعثيين انفسهم.

الشعوب تتنازع فيما بينها، وتختلف، وهذا ليس غريبا، ولا خاصا بالشعب العراقي. اسبانيا تتكون من قوميات مختلفة، وكذلك سويسرا، والمملكة المتحدة، وبلجيكا، وروسيا الفيدرالية، وفرنسا وغيرها، وهناك نكات، ونوادر، ونزعات انفصالية! فهل هذا كله من اختراع البعثيين وكانهم عفاريت يستطيعون اللعب بعقول الشعب العراقي "اللي مفتح باللبن" ويعرف تاريخ وجرائم الصداميين. وهم ليسوا بهذه العبقرية التي يحاول الدكتور نسبها اليهم عن غير قصد. كنت اتمنى من كاتبنا ان يحرضنا ضد ما ينشر، ويمجد الملكية الفاسدة العميلة، ويبرر جرائم صدام ويتحسر على عهده، لا ان يحارب المتنفس الوحيد الباقي لشعبنا، وهو التندر والنكات. فهل يريد الدكتور ان يدافع عن الحشاشين، او المتعصبين، او المتزمتين، او الطائفيين، او المتأسلمين المنافقين، والملتحين الكسبة، والانتهازيين، والسادة المزيفين، والفاسدين، والوصوليين، والمرتشين، والمتخلفين فكريا واجتماعيا. فهؤلاء لهم حصة الاسد من التندر، والسخرية؟! جل نكات شعبنا ضد هؤلاء، الذين يريدون، الان، حرماننا حتى من حرية الضحك، والتندر، والنكتة، ولو "انه ضحك كالبكا" كما قال الشاعر العراقي العظيم المتنبي! ولا اظن ان دكتورنا الفاضل يتفق معهم. وما دام يدافع، بحسن نية، عن ديمقراطية الاسلاميين بمسدساتها الصامته، وعبواتها الناسفة. ادعوه ان يجلس مع ممثليهم في لندن ليسمع العجب من النكات على بعضهم! اما اذا جالست الطالباني فاتعهد لك انك ستسمع منه الكثير من النكات عن "الكاكا"  مليون مرة اكثر مما سمعته، او قرأته من "البعثيين" في الانترنيت!!

انت تعيش في اوربا، وترى شخصيات الملوك، والرؤساء، والانبياء تصور في الصحافة على شكل حيوانات، او اعضاء جنسية، او صور فاضحة، وكلام "ما ينلبس عليه بوشي" على راي العراقيين. فماذا لو وصلت صحافتنا الى هذا الحد؟ هل سيطالب الدكتور بحكم الاعدام لرسامي الكاريكاتير؟! خطية سلمان عبد!

هناك الكثير ممن يقرا للدكتور عبد الخالق، وهو ضيف مكرر في اكثر من فضائية فنتمنى، ان لا نضطر لتعبيرسطر اذا راينا مقالة للدكتور، او تغيير المحطة اذا راينا صورته، او سمعنا صوته. انت استاذ مكثر في الكتابة، واتمنى ان تبرع في اختيار مواضيعك لنستمتع بقراءة ما تكتب لا ان تصيبنا الحيرة، او يعترينا الغضب. من حقك ان تكون مشاكسا! لكن ليس في تاريخ ووحدة العراق، ولا تماسك الشعب العراقي، وتاريخه الوطني وهو جزء من تاريخك وتاريخنا الشخصي. هذا كلام محب، وليس محاولة اثارة خصومة، او تعدي، او تجاوز، او محاولة كم الافواه! فلم يعد احد يمتلك هذه السلطة، خاصة ضدنا نحن الذين نعيش في خارج الوطن المنكوب، ونتعلم يوميا من ديمقراطية الاخرين التي حفظت لنا كرامتنا، ولا يحق لنا التجاوز على كرامة الاخرين، فكيف اذا كانوا كتابا مبدعين! ونتمنى ان نقرأ الافضل فهناك الكثير مما قاله الحكماء بحق الشعب العراقي افضل بكثير مما صدرعن شخص "بويع" صوريا ملكا للعراقيين فصار مالكا لهم!
عفوا عن الاطالة!
مع الشكر والاعتذار

رزاق عبود
7/10/2010   

152
بصراحة ابن عبود

الا يستحق الشهيد ملازم شاكر "ابو شروق" ولو مجلس عزاء، او امسية تكريم؟؟!!

}كما ذكرت سابقا لم التق بنصير قديم لم يعرف، او يسمع بالفقيد ابو شروق. لقد كان من اوائل الانصار الذين وصلوا الى شمال العراق، وبنى القواعد والمقرات مع غيره. شارك في الكفاح المسلح، وقاد مفرزات، وسرايا. ومع كل الكلمات الحلوة، والمقالات المقتضبة التي يتضمنها ملف الشهيد ابو شروق فانها لا تتعدى كلمات رثاء او نعي. ورغم كل العواطف الجياشة، او فخامة التعابير فانها لا ترقى الى مستوى جهاده، ونضاله، وتضحياته، بل وعصاميته. اضافة الى كونه رفيق ضحى بالكثير، وعانى المطاردة، والتشرد بسبب مبادئه. كانت له امكانيات كتابية رائعة فابو هافال كتب الشعر، والقصة القصيرة، ناهيك عن كتاباته العديدة عن حركة الانصار وامانته في نقل الصورة محاولا دائما ان يبتعد عن ذكر دوره الشخصي رغم اشادة، وشهادة الكثيرين بدوره الطليعي. الغريب انه لا يوجد تجمع للانصار الابطال في كل دول المهجر يخلوا من رفاق درب، واصدقاء، وحتى اقارب للفقيد ابوشروق. ومع هذا لم تبادر أي رابطة الى تنظيم مجلس عزاء ولو لساعة واحدة. امسية يتحدث فيها رفاق الفقيد عن ذكرياتهم معه وتقييمهم لدوره. صعقني، والمني جدا جواب احدهم، وانا اطرح ذات السؤال بانهم: ارسلوا نعي الى موقع الانصار(ينابيع العراق) واضاف الشخص المعني بلهجة اذهلتني: "لعد شتريد بعد"؟؟!!{

اعلاه ماكتبته قبل عام ولم استمر فيه لان الصدمة تغلبت علي، ووضعي الصحي لم يسمح بالكتابة. وهاقد مرعام على رحيل ابو شروق. وصمت رهيب عن ذكره، او الاحتفاء بذكراه. حزب الشهداء لا يذكر شهدائه، ومنظمة الانصار التي تعرفه جيدا اكتفت بالنعي. الكلمات التي كتبت وقتها كانت من اصدقاء الشهيد والمفجوعين برحيله مثلي. سنرحل كلنا يوما ما. فبالكاد يمر يوم لا تحمل لنا الاخبار، وصفحات المواقع انباء عن الرحيل المفاجئ لبطل، مناضل، نصير، قائد، كاتب، فنان، مربي....الخ من الاسماء المعروفة وغير المعروفة. وتستمرالايام، وكان شيئا لم يحصل، او ان احدا لم يرحل! انا لا افهم هذا الجحود. بل بدات اتفهم  صورة، وصوت ابن لشهيد سالته، ان كان قد صوت لقائمة اتحاد الشعب. فاجئني برد ملتاع: ولماذا اصوت لمن لم يزر بيتنا، لمن لم يسال عنا، لم يتفقدنا؟! كننا نتفهم الامور قبل السقوط اما وجماعة اتحاد الشعب في الحكومة فاي عذر يا ترى؟؟ هل نفاجا بعد هذا التجاهل لابطالنا ان نسمع ونرى تصرفا اخر مشابه؟! وهل نلوم احد اذا لم يصوت ابناء الشهداء لحزب ابائهم الذي لم يسال عنهم؟! ام ان القطار سيصل الى المحطة دون أي مسافر جديد بعد ان غادره كل رفاق سفر الطريق؟؟
نم قرير العين ايها العزيز ابو شروق، سنذكرك طوال حياتنا الباقية، ونذكر الاخرين الذي لايتذكرهم احد! وعذرا لكل من كنت قاسيا معه يوما ما في نقاشاتي، اوكتاباتي فقد كانوا محقين في عتابهم مهما قسى!!

ويبقى السؤال الملح: الا يستحق ابو شروق وامثاله وقفة استذكار وتقدير وتكريم؟؟؟!!!

ملاحظة لابد منها: قد يزعل، كلامي هذا، الكثيرين، لكني لا اقصد الا من يتعمدون تجاهل من يستحق التقدير، فعذرا!

رزاق عبود
24/8/2010

153
من تخفيف الحصار الى رفع الحصار حتى ازالة الكيان الصهيوني العنصري

تحت ضغط ضربات المقاومة، وصمود الشعب الفلسطيني البطل، واصطفافه وراء خيارالمقاومة. وبعد الحرب العنصرية الوحشية التي شنت على غزة الصامدة من قبل اسرائيل، والولايات المتحدة الامريكية، وقت كان العالم يحتفل بعيد ميلاد نبي السلام التي تدعي الادارة الامريكية الايمان به. الجرائم الرهيبة، التي ارتكبت بحق المدنيين، وجرائم الحرب الوحشية، التي لم يسبق لها مثيل، عرت الهوية العنصرية العدوانية الفاشية للنظام الصهيوني اكثر فاكثر، خاصة امام الراي العام الاوربي، وقسم من الراي العام الامريكي. كما يتزايد باستمرار تفهم جماهير اوربا، وسياسييها الى اهمية الحل العادل للقضية الفلسطينية، وخطر بقاء المشكلة على السلام العالمي، وتغذية الارهاب الدولي.

لقد كشف الهجوم الاسرائيلي الغادر على سفينة المساعدات التركية، والسفن الاخرى عن الاستهتار الوقح لغلاة الصهاينة، وعدم احترامهم لاي مواثيق او شرائع دولية، بل وخرقهم، حتى لابسط الاعراف، والاخلاق الانسانية الامر الذي اضر كثيرا بسمعة الكيان الصهيوني. سيظل هذا العار يلاحقه مثل عار مذبحة سويتو في جنوب افريقيا، التي كانت بداية النهاية لنظام العزل العنصري هناك. على القيادات الفلسطينية المجاهدة، وخاصة قيادة حماس ان تستفيد من هذه الحالة، وان تتعلم، ايضا، من تجارب الاخرين. ويجب على القيادات الفلسطينية، جميعها، ان تنسى وهم "حل" الدولتين. فالعالم تعب من "دلع" اسرائيل، ولم تعد ذاك الطفل المدلل التي يفعل كل شئ. انه لازال يفعل كل شئ، لكن ليس دون حساب، او عقاب هذه المرة. ان الادانات المتكررة للجرائم المستمرة للكيان الصهيوني تضع قضية الشعب الفلسطيني وحقه في العودة الى كامل ارضه، وانشاء دولته، موضع الصدارة، وبتفهم اكثر سعة. تبدلت الصورة السابقة، بنسبة كبيرة، حيث كانت اسرائيل تلعب دور الضحية التي يتعرض امنها للخطر من دول الجيران، و"الارهابيين" اصحاب الارض الاصليين. باستثناء المعاملة الخاصة التي لازالت توليها لها حكومات مصر، والاردن، والولايات المتحدة الامريكية. وحتى في الاخيرة بدات اصوات ترتفع ضد اسرائيل لكننا لم نسمع، او نشاهد احدها في اجهزة الاعلام العربية للاسف. علينا كسب الحكومات الاوربية، والاستمرار في كسب الجماهير الاوربية والافريقية، والاسلامية، و في الامريكتين.

ان رفع الحصار عن غزة يحب ان يتحول الى حصار على اسرائيل، وهذا ما مارسته مؤخرا بعض النقابات اليسارية في اوربا برفض تفريغ او شحن السفن الاسرائيلية. علينا ان نتعلم من العدو نفسه فقد طرح نفسة كحمل وديع بين "الذئاب" العربية. والان وقد بدات الشعوب الاوربية تتفهم الامور يجب ايصال، وايضاح الصورة اكثر: بان الشعب الذي يذبح، وتمارس بحقه المحارق اليومية، والابادة الجماعية، والتجويع، هو الشعب الفلسطيني، الذي طرد من وطنه، وحوصر في المخيمات، والمدن المسورة، وجدار الفصل العنصري. ان قطاعا كبيرا، يتزايد باستمرار، من يهود اسرائيل والعالم يشعر، بجرائم الصهاينة، ويخجل، ويريد ان يتبرأ منها. علينا تحييدهم، وعدم تحويلهم الى اعداء عن طريق اعمال غير مدروسة مثل تعريض المدنيين للخطر. تجمعات يهودية كثيرة في العالم تعارض سياسة اسرائيل، علينا الاتصال بها، واقامة علاقات معها، وتحويلها الى عوامل ضغط على اسرائيل بدل عوامل دعم. ان سياسة الحكومة اليمينية المتطرفة في اسرائيل، هي الاخرى فرصة تاريخية لفضح الطبيعة العنصرية للسياسة الصهيونية.

ان حماس، ومنظمات المقاومة الاخرى،  مع منظمة التحرير، وجامعة الدول العربية عليها تفعيل المقاطعة، وليس المصالحة، او التطبيع فهذا الكيان لا مستقبل له، وصار خطرا، وعبئا حتى على اصدقائه  بسبب الازمة المالية العالمية. علينا التوجه للشارع الامريكي فهناك قصور رسمي وشعبي كبير بهذه الخصوص. فانصار القضية الفلسطينية من الامريكان وبينهم الكثير من اليهود يفعلون اكثر مما نفعل لتوضيح، ان اسرائيل عبأ على دافع الضريبة الامريكي، والاوربي، والمردود الوحيد هو زيادة عداء الشعوب العربية، والاسلامية لامريكا، وازدياد عدد الانتحاريين الذين لديهم استعداد لايذاء امريكا، والغرب بسبب دعمهم اللامحدود لاسرائيل. يجب  فرض اعتذار رسمي من بريطانيا بسبب وعد بلفور. وتعرية تعاون قادة الصهيونية مع الفاشية، والنازية لاجبار اليهود على الهجرة الى فلسطين. ان دول مثل الهند، والصين تنتشر عمالتها الوافدة وبضاعتها في الاسواق العربية اصبحت اكثر ميلا الى اسرائيل، وهذ امر غير منطقي وتفسيره الوحيد: التطبيع العربى الرسمي مع اسرائيل الذي يبرر للاخرين فعل ذلك بما لدى اللوبي الصهيوني العالمي من قدرات على التحرك. و يجب ان لا ننسى ان تغير موقف اوربا الرسمي فيما يخص نظام الابارتيد في جنوب افريقيا سابقا كان دافعه العامل الاقتصادي، ورغبة شركات اوربا في الاستثمار هناك. والسوق العربية اوسع بكثير من سوق اسرائيل، لو كان لقضية العرب الاولى من لوبي مخلص.

ان خضوع اسرائيل لضغوطات المجتمع الدولي، وتخفيف الحصارعن غزة جاء نتيجة ضغط شعوب الحكومات الصديقة لاسرائيل على حكوماتها لتقوم بشئ لتخفيف ماساة الشعب الفلسطيني. انها مسالة وقت حتى تتحول امريكا نفسها عن اسرائيل، فتركيا، والعراق، وافغانستان،وايران هي اهم لامن امريكا. وعلينا اقناع امريكا ليس بالكلام، بل بالضغط الاقتصادي، والديبلوماسي ان مصلحتها، وامنها في صداقتها للشعوب العربية، والانتصار للشعب الفلسطيني في العودة لوطنه، وبناء دولة فلسطين الديمقراطية للجميع. كما نجح النضال الوطني، والضغط العالمي الاقتصادي بشكل خاص على ارغام نظام العزل العنصري في جنوب افريقيا على التغير، والتفاوض حتى اقامة دولة الاغلبية الديمقراطية دون انتقام، ولا تصفيات. يجب حصر القادة الصهاينة في الزاوية، وعزلهم عن جماهيرهم عن طريق الالتقاء بها(الجماهير) والتاثير عليها بدل اخافتها بصواريخ لا تخدش احد، او عمليات انتحارية عبثية تخدم العدو الصهيوني، وتزيد عدد المتطرفين الصهاينة، والملتفين حولهم.

الدول العربية اثبتت مرة اخرى انها اخر من يساعد الشعب الفلسطيني فلا زال الحصار مفروضا على غزة من قبل مصر، والاردن اكثرمماهو من اسرائيل بحجة الالتزامات الدولية في حين المفروض ان تكون التزاماتهم تجاه الشعب الفلسطيني هي الاقوى. لقد بادر الاوربيين والاتراك لكسر الحصار على غزة، وبقي العرب يتفرجون. ليس هناك ما يمنع فتح الحدود مع غزة من جانب مصر، او الاردن مع الضفة الغربية فاسرائيل لن تقوم، ولن تقدر على ضرب لا مصر ولا الاردن، ولا احتلالهما كما فعلت في حرب الايام الستة. ان حربها مع حزب الله وقوى المقاومة في لبنان درسا بليغا لهم، ولكل من يدعي عدم التوازن الاستراتيجي مع العدو الصهيوني. ان رفع الشعارات المتطرفة قد تكسب رافعيها بعض الاصوات الوقتية غير المؤثرة. لكن طرح رغبة السلام، ودولة ديمقراطية للجميع، واشراك فلسطينيي الداخل، في كل التحركات يمنح القضية الفلسطينية وجها اخر غير الوجه "الارهابي" الذي فرضته الدعاية الصهيونية مستفيدة من اعمال لم تعد تناسب العصر. علينا التوجه الى شعوب امريكا، واوربا، وسياسييها، ويسارها بشكل خاص، اضافة الى اليسار الاسرائيلي غير الصهيوني لنبني جدارا عازلا لدولة اسرائيل العنصرية مقابل جدارها العنصري الذي ترى فيه اعداد متزايدة من شعوب، ودول العالم وجها قبيحا للصهيونية الفاشية. يجب توحيد الصف الفلسطيني للتمكن من مواجهة شارع اسرائيلي متزايد اليمينية. باتباع سياسة ذكية دون المحاولة على كسب درجات سياسية حزبية انانية. فحل الدولتين غير ممكن التحقيق، والمزايدة عليه وهم، وهو لايكشف عدوانية اسرائيل، او يحرجها، كما يتصور المتهالكين عليه، بل يصورها وكانها تتنازل عن جزء من اراضيها لشعب بلا ارض لتؤكد سياسة اقامة اسرائيل التي خدعت العالم ويهوده عن ارض بلا شعب لشعب بلا ارض.

الان، والملايين تعرف ان اسرائيل قامت على تشريد شعب، واستيراد عصابات لتحل محله يجعل العالم اكثر تفهما وقبولا لدولة واحدة متعددة الاديان، والاجناس كما هو حال كل دول العالم. وهو امرسيكون مقبول ايضا من اجيال اسرائيلية ولدت، ولم تعرف لها وطن غير "اسرائيل" وبدأت تعي، وعلينا افهامها، ان ابائهم، واجدادهم، لم يولدوا في فلسطين، بل جاؤوا كمستوطنين، كما هو حال المستوطنين الجدد الذين يكرههم معظم  الاسرائيلين، ويحملوهم مسؤولية تعثر مسيرة السلام، والمشاكل مع العرب والفلسطينيين. ان الاسرائيليين الذي يتظاهرون اليوم لوقف الاستيطان، ولوقف هدم الدور الفلسطينية، هم مثل بيض جنوب افريقيا الذي فهموا، وقبلوا ان هذه ليست ارضهم، وعليهم تقبل مشاركتهم بها من قبل سكان الارض الاصليين. والان صارت جنوب افريقيا وطن الجميع، وغادر ويغادر من لا يعجبه الامر. وسيكون الحال نفسه في ارض فلسطين الديمقراطية. وليست دولة منزوعة السلاح، والسيادة، ومحرومة من المياه ومستلزمات البقاء، والحياة.

لا حل الا بالعودة، وتاسيس الدولة الفلسطينية على كل ارض فلسطين التاريخية. وهذا ليس شعار مزايدا غير واقعي بل العكس ف"شعب" اسرائيل مستعد لذلك رغم التبجح، والتكابرالصهيوني الكاذب. لقد بقي الصليبيون مئات السنين ثم رحلوا وسيعود غلاة الصهاينة من حيث اتوا. وليعطيهم باراك جزء من ارض امريكا الفارغة ما دامت امريكا لا زالت تنموا كدولة مهاجرين، وجعلها ولاية جديدة لامريكا. وقتها لا احد يعترض على تقديم الدعم الشامل، والكامل، والتحيزالتام للولاية اليهودية الامريكية. لقد عاش يهود الشرق والغرب في الاندلس جنبا الى جنب مع المسيحيين، والمسلمين، كما عاشوا في المنطقة العربية، والاسلامية ولم يتعرضوا للابادة، او المحارق الا في اوربا. ويمكن ليهود اسرائيل، ان يستمروا في ذلك ايضا في دولة فلسطينية ديمقراطية تضم الجميع. ان الدول الدينية لا مكن لها في عالمنا المعاصر. ومثلما اختفى الابارتيد في جنوب افريقيا سيختفي في فلسطين مهما طاول غلاة اليمين الصهيوني فلقد استسلم قبلهم غلاة العنصرية في جنوب افريقيا. والحال لا يختلف ابدا! الفرق الوحيد اننا بحاجة لنيلسون منديلا فلسطيني، مهما كان دينه، وليس لشخص لايهمه سوى ان يكون "رئيسا" ولو على مقر رئاسته المحاصر.

رزاق عبود

154
رحلة الى الماضي، شخوص باقية، وصور متغيرة!

تأملات، وتسائل!!

ليس هناك، باعتقادي، من لايحن الى الماضي "الجميل" مهما حملت الذاكرة من ادران اللوعة، وانواع المعاناة، والشكوى.الكثير منا يهرب من ماضي يريد ان ينساه، واخر يهرع لماض كان كل شئ فيه عذبا. الطفولة، الصبا، الاهل، الاصدقاء، الاقارب، الاحباب، الجيران، ايام المدرسة، شوارع اللقاء، وساحات اللعب، اماكن المشاكسة، ومنافسات الشباب. الاصدقاء يرافقك الكثير منهم في رحلة الحياة. منهم من يتعلق في الذاكرة، ومنهم من يرافقك مسيرة الدراسة، او الجيرة، او العمل، او النضال في سبيل مستقبل افضل، او تجده امامك عند كل مشكلة. لعل العراقيون هم اكثر الناس حنينا الى الماضي بكل ما كان فيه من احلام، وامال، واوهام، وتطلعات، وهموم، واحباطات. العراقيون الذين ابتلاهم العصرالحديث بالغربة، والتغرب، والابتعاد عن حضن الوطن، واصل المولد، وتشرد، وتشتت لاسابق له. تربطهم خيوط الماضي بحاضر يحاولون عدم قطعها لكي لا يقطعوا الوصل الذي حاول الاخرون تقطيعه. تاهت الدنيا فينا، وتهنا في ازقة الزمن. ضيعتنا الاختلافات، ومزقتنا الانتماءات، والتعصبات، حتى كدنا ننسى افكارنا، وقيمنا التي نادت بالحرية، والديمقراطية، وتقبل الاخر، وتفهم الاختلاف، وتقبل المختلف، والانفتاح، والتسامح. عند السفر تلتقي، احيانا، ببعض من جمعتك بهم الذكريات حلوها ومرها. اشتقت لهم، واشتاقوا اليك، كما يدعون، لكن اللقاء المباشر يختلف عن مجاملات التلفون. كنت ولا زلت ابحث دائما عمن التقيت به، ولو صدفة فهو/ هي جزء من الحياة التي مرت، ولا زالت الذاكرة تحتفظ بتفاصيلها، اوصورا باهتة عن ذلك اللقاء الحميم، اوالمصادفة العابرة. الاصدقاء، في الغالب، لهم صورهم، واشكالهم، وتصرفاتهم، ومواقفهم، وارائهم تقترب، اوتبتعد، عن تصوراتك، او همومك، او مواقفك، تتفق او تختلف عن افكارك.

مشكلتنا اننا، ودائما، ننسى عوامل الزمن، والظروف، والحوادث عندما نبني احكامنا المسبقة، او تصوراتنا الثابتة، وكاننا نتحدث عن تماثيل، او نصب، او بنايات مشيدة، لا تخضع للتغيير، او التجديد، او تتاثر بعوامل الزمن، والمناخات، والمحيط. كل مرة اكتشف، ان فلانا من الناس، لم يعد نفسه، وان صورتي عنه كانت مشوهة، او محسنة، او مرتبكة، متحاملة، غير دقيقة، او خاطئة بالكامل فمجاملات التلفون، والرسائل المكتوبة بعناية تزيد الصورة ارتباكا. عندما تلتقي باناس فارقتهم طويلا تسمع اخبارا جديدة، وترى شخوصا مختلفة، وسلوكا لم تتوقعه، وتطلع على اسرار ظننتها مستحيلة. نوايا، وظنون، ومواقف، واراء لم تكن بالحسبان. تعيد الحسابات، وتراجع الانطباعات، وتقلب اوراقك القديمة تشطب على بعضها، او بعضهم. الخيبة، والاستغراب، وعدم التصديق، وسوء الفهم، والمفاجئة، والاصطدام، والاحباط، هي دائما السمات الاكثر حضورا في اللقاء. تفاجأ باناس اخضعوا الجبال، واخضعتهم الايام . اذلوا المحن، واذلتهم عقبات بسيطة، روضوا الصعاب، واستسلموا لعوائق تافهة. ينتقدون كل الماضي، ولا يتذكرون، حسنة واحدة فيه. يوم كان الماضي اجمل الاشياء. ينتقدون كل الامور، والاشخاص، والظواهر، وينسون انفسهم، وكانهم يؤمنون بالامام المعصوم الذي لا يزل، ولا يخطأ. يحاولون تبرير اخطائهم، وهفواتهم في زلات الاخرين، ونواقصهم. يحتكمون الى المسلمات، او يظنون انهم يملكون الحقيقة كلها. لابد ان يكون لهم صوت، وراي حتى فيما لا يجيدون ولا يفهمون، بل جديد كل الجدة عن مداركهم، ومعارفهم، واهتماماتهم. الاحباطات التي تتحول الى تقوقع، او تحفز لمهاجمة الاخر، المختلف، المعارض، الرافض، المتغير. استنفار دائم للطعن بالاخر، والنيل من شخصه. وتحتار بينك وبين نفسك: اين يكمن التحجر، واين تستقر النمطية، اهي في قاع ذاكرتك البعيدة، ام في عمق تجربتك المريرة، ام صدمتك غير المتوقعة؟ كل مرة يعود الواحد منا من سفرته القصيرة، او الطويلة يراجع مواقفه، يحاسب الاخرين، وينسى نفسه. او يجلد نفسه، وينسى الاخرين. ويظل السؤال المحير: من تغير؟ من تبدل؟ من الصح؟ من الخطأ؟ والسؤال الاصعب، والاصح: من الحكم؟ فانا، والاخر، ربما، راينا في بعضنا صورة، غيرالتي رايناها سابقا، غيرالتي اختزنتها، ظننتها، تصورتها، تمنيتها، احببتها، فضلتها. كأن عالم اثار يسحب فسيلة عمرها ملايين السنين تحجرت، او تجمدت، او رسمت على جدران كهوف الاقدمين. ويلح السؤال، والتساؤل: هل نسينا ان الحياة لا تتوقف، وان عوامل المناخ، والمحيط، والظروف، والتجارب، والوضع الاجتماعي، او الاقتصادي تؤثر بالانسان. وهو يتغير دون ان يشعر؟ حتى اكبر المكابرين عندما ينتقل الى ظروف اخرى، بعد ان، تاقلم على غيرها تجده يرفض، ويقبل، يستوحش، ويستطيب، يستغرب، ويتفق. وتعود بكل القصة من جديد الى الطفل الذي ربته الذئاب، او المتمدن الذي عاش بين البدائيين، اوالحالم الذي اصطدم بالواقع. ابن الصحراء الذي انتقل الى مدن الصقيع، وابن الاسكيمو الذي ارسل الى الصحاري. كل واحد منا تغير، لكننا لا نرى الا تغيرات الاخرين. حتى المتحابين، او المتزوجين المتعايشين معا سنينا طويلة يتغير الواحد منهم يوميا حتى يصبحان غريبان على بعضهما، بل يتسائل الواحد منهما كيف عاش مع الاخر كل هذه السنين؟! تعلمت من السفر، ولقاءات الاصدقاء، ان اتقبل، ولو بصعوبة، هذا الامر. لكن اهم ما تعلمته هو المراقبة، والانتظار، وعدم التسرع في الاحكام فتحت الجلباب قد يختبأ عالم فيزياء، وتحت البدلة الحديثة قد يختفي بدوي فض، وتحت الراية البيضاء قد يقف بربري سفاح، وبين الخضرة قد تكمن حرباء. كل مرة  اتعرف على اصدقاء جدد، واصدقاء قدامى اكتشف شخصياتهم الجديدة.  فسنة الحياة تؤكد ان كل شئ في هذا الكون يتجدد، وان الحياة مقبرة الموت.

رزاق عبود
7/8/2010


155
من اجل احياء ثورة 14 تموز واستنهاض الحركة الوطنية الديمقراطية للمرحلة المقبلة

تتضح، ووتسارع في العراق اليوم شروط النهوض العام للحركة الشعبية، وتلوح دلالات تخبط، وتفكك الحكم الطائفي القومي امام التغيرات السريعة في المزاج الشعبي، بعد محاولة اجهاض التجربة الديمقراطية، وسخط الجماهير على تجاهل مصالحها وهمومها وظروفها الحياتية القاسية الصعوبة، والايغال في خدمة مصالح الاجنبي بما يشبه الخيانة الوطنية، وانتشار الفساد الاداري والمالي، واستفحال البطالة، وتردي اوضاع الناس المعيشية، وانعدام او شحة الخدمات الاساسية، اضافة الى عودة نشاط المليشيات بشكل مبطن، واستخدام العنف ضد المعارضين والمختلفين في الرأي، وشيوع ظاهرة الاغتيالات السياسية، وتغطية هذه الاعمال الاجرامية  بنسبتها الى قوى الارهاب الداخلية والخارجية، التي ما كانت لتجد موضع قدم لها، لولا تمسك الزعامات الطائفية بالسلطة، والانقلاب على نتائج الانتخابات تمهيدا للانقلاب على العملية السياسية كلها والعودة الى نظام الحزب الواحد، والحكم الشمولي، وهذه المرة بشكل اسلامي، على الطريقة الايرانية. باستبدال حزب البعث بحزب الدعوة.

ان ما يطرح للبحث بشكل جدي اليوم هو احتمال واقعي  لانفجار الوضع، وتهاوي نظام المحاصصة الطائفية/ القومية في ظروف عدم نضوج  العامل الذاتي.أي عدم تبلور الاطر السياسية الضامنة لمسيرة المرحلة المقبلة بخطى حثيثة لانجاز مهامها في ظروف الوحدة الوطنية، وفي اطار ديمقراطي عام. ان ذلك يلقي اليوم على عاتق جميع الوطنيين والديمقراطيين التحرك بشكل عاجل نحو توفير هذه الاطر بحيث يتم استيعاب المرحلة التاريخية، وتجنيد الطاقات الشعبية  بشكل ايجابي وثوري بحيث يتم توحيد الاطراف الوطنية بجبهة وطنية ديمقراطية واسعة هي البديل لنظام المحاصصة الطائفية والقومية، كما هي البديل لتمزق الصفوف الشعبية  وتشتت القوى الوطنية الديمقراطية حقا.

ويجدر بنا هنا لفهم الوضع التاريخي الراهن عقد مقارنة سريعة بالفترة التي سبقت ثورة تموز 1958 مباشرة. فقد كانت سلسلة النضالات الشعبية الطويلة من اضرابات، ومظاهرات، وانتفاضات، ووثبات. اضافة الى استخدام العنف ضد الجماهير، وزج الجيش في قمع التحركات الشعبية، قد ادت في خمسينات القرن الماضي الى ظهور اجماع شعبي حول طبيعة النظام السعيدي، واتفاق سياسي حول عدد من الشعارات الاساسية التي تتبناها بشكل او باخر كافة فئات الشعب، وبضمنهم كثير من المسؤولين الاداريين والعسكريين في اجهزة الدولة الملكية نفسها، وحتى من المقربين الى قمة السلطة، وبشكل لا علاقة له بالانتماء المباشر الى الاحزاب الوطنية السرية. لقد كانت عضوية تلك الاحزاب الوطنية ضئيلة جدا بالقياس الى الانتشار الواسع للفكر الوطني والشعارات الوطنية والالتفاف حول خطوط عامة لبرنامج وطني يدور حول اللحاق بركب التحرر العالمي، والديمقراطية السياسية، وتصفية الاقطاع، والاطاحة بسيطرة الطغمة السعيدية الملكية الفاسدة.

ان هذا هو ما نعنيه بنضوج الوضع التاريخي للتغيير. فهناك وضع من الاجماع الشعبي الذي يتغلغل في كافة قطاعات المجتمع وينخر النظام بشتى الاساليب، فيكون لاي شرخ او تزعزع فيه فعل يتعاظم ويمتد ويتعمق ، وكلما زاد الكبت زادت احتمالات الانفجار وقوته. فاليوم كما هو بالامس يسود اجماع شعبي على ضرورة تغيير الوضع الحالي، ومكافحة الفساد المستشري، والغاء جهاز القمع السلطوي باكمله كشرط لابد منه اذا كان للانسان العراقي ان يحيا بكرامة في وطنه وبين اهله امنا على حياته وحريته. وكما ان النظام الملكي الملكي السعيدي عام 1958 لم تسعفه موارده المالية المتعاظمة انذاك، ومشاريع مجلس اعماره الباذخة، والتحسن النسبي في الوضع الاقتصادي جراء موارد النفط رغم الفساد، والسرقات، وكما ان نظام الشاه لم تسعفه مشاريعه التنموية وعنجهياته العسكرية، فان نظام التشبث بالسلطة الطائفي لن يمكنه التعكز على خطط اعادة البناء التي يتضح اليوم اكثر فاكثر فشلها، وتخبطها، وهدرمليارات الدولارات من ميزانية الدولة، و"المساعدات، والهبات" الاجنبية دون نتيجة تذكر. فلا ماء نقي ولا كهرباء تكفي! وكانت نتائج الانتخابات تعكس رغبة التغيير!

ان "الوطنية" الظاهرية لنظام التمسك بالسلطة وجبروت "العمليات، والجولات، والصولات" العسكرية تبدو اليوم شبيهة بالقوة الكاذبة التي كانت لحكم نوري السعيد، ذلك السيد و "داره المامونة" * التي تبجح بها قبل اسابيع من الثورة. لقد كان النظام السعيدي يتفتت من الداخل تحت وطأة جرائمه، وفساده، ويتسلل منه معنويا، وسياسيا افراده واركانه وعندما اتى الانفجار صبيحة الرابع عشر من تموز 1958 فر نوري السعيد وحيدا بنفسه مختفيا بعباءة امراة عجوز من غضبة الملايين التي ملأت شوارع العراق لتؤكد حريتها، وكنسها للنظام المقبور، وحماية ثورتها.

قد يبدو ان النظام الطائفي قد ازال الدور الوطني للجيش العراقي تماما من مسرح السياسة العراقية بتصفية الضباط الوطنيين، وحملته الشاملة ضد كل عسكري ذي تاريخ وطني، واضعاف الجيش ووضعه تحت سيطرة طائفية عشائرية عنصرية متخلفة. لكن هذا الواقع الحالي لا ينفي امرين :
اولهما ان الروح الوطنية، والارتباط بالشعب سمتان ملازمتان لتاريخ الجيش العراقي. وثانيهما انه ما زال للعناصر العسكرية الوطنية المزاحة والمضطهدة دور سياتي وقته للاسهام في اعادة الوجه الوطني والشعبي للجيش وتصفية المؤسسة الطائفية.

هذه ليست دعوة للعودة الى سياسة الانقلابات العسكرية، بل التصدي لنزعة استخدام الجيش كطرف في النزاع السياسي، كما فعل المقبوران نوري السعيد، وصدام حسين. حيث تحول الجيش مؤخرا الى امتدادات للمليشيات التي حلت، وتلك التي لازالت قائمة. واطلاق النار على المتظاهرين المسالمين في البصرة دليل على النية في وضع الجيش في مقابل الشعب في حين المفروض ان يكون في خدمة الشعب ودرعا للوطن. لقدد هدد المالكي بانه قائد عام للقوات المسلحة، واستخدم الجيش في محاربة خصومه السياسيين بحجة فرض القانون، ومحاربة المليشيات، و يسعى لتحويل الجيش العراقي كله الى ميليشيا تابعة له ولحزبه. في حين ان الدستور اكد على ابعاد الجيش عن السياسة. وهذا بالضبط ما يريده الضباط الوطنيون الذين تعبوا من استخدام السياسيين لهم كقوة ضاربة ضد خصومهم!

 وعودة الى موضوعنا نقول ان ما تم من قبل القوى الوطنية لتوفير الشرارة التي احرقت الهشيم السسعيدي في 14 تموز 1958  وتشكيل جبهة الاتحاد الوطني تعبيرا عن الاجماع الشعبي، والاتصال بالقوات المسلحة(الضباط الاحرار) وصياغة برنامج الجبهة واسس تعامل قواها مع بعضها ومع الاحداث السياسية. حيث اصبحت جبهة الاتحاد الوطني مباشرة وفي غضون ايام من اعلانها وتوزيع نشرياتها السرية رمزا للوحدة الوطنية والنضال الوطني، ورفعت معنويات الجماهير الى مستوى التحدي، ومهدت الجو السياسي للانتصار الساحق لاي تحرك، مهما صغر، للاطاحة بالنظام المتعفن.

نفس المهمات مطروحة اليوم ايضا على جميع الاطراف الوطنية، وان وجدت فروق فعلية بين الوضعين خصوصا بسبب تاثير الارهاب، والعزل، والتهميش، والاقصاء، والقمع في منع تبلور القوى والاحزاب الوطنية ووضوح رؤيتها بسبب الحصرالدائم لوعي الجماهير في زاوية الطائفية والعنصرية المقيتتان. وان كانت هناك نواقص في عدم هيمنة جبهة الاتحاد الوطني على الاحداث بعد الثورة، فان على الوطنيين العراقيين اليوم ايجاد الحلول لهذه الفروق ولتلك النواقص كي تكون الخطوة المقبلة استيعابا لثورة 14 تموز واستمرارا لها وتجذيرا وصعودا الى مرحلة اعلى في سلم التقدم والحرية والديمقراطية والرفاه للشعب العراقي. وترسيخ نظام التداول السلمي للسلطة.

ان المهمة العاجلة التي تقع اليوم على عاتق جميع القوى الوطنية الديمقراطية تنظيمات وافرادا ومن شتى اتجاهاتهم هي التقارب الوطني تحت اشكال ملائمة وتجديد عهد التحالف الوطني الذي سبق ثورة 14 تموز 1958 واستنهاض الحركة الشعبية على اساس مبادئها ومد علاقات التحالف الوطني الى جميع القوى المؤيدة للعملية السياسية، المؤمنة بالديمقراطية، والرافضة لعودة الديكتاتورية، وعبادة الفرد، والحزب الواحد، واسلوب التمسك بالسلطة تحت أي شعار، والزام، بل اجبار القوى السياسية المتنفذة، والتي استحوذت على السلطة بشكل غير شرعي على احترام ارادة الشعب العراقي ونتائج الانتخابات.   

رزاق عبود
14/7/2010

*هل هي مصادفة ان يهوس رؤساء عشائر متحالفة مع نوري المالكي: "احنه وياك لا تنطيهه" فيرد بعنجهية تسلطية: "هو منو يگدر ياخذهه حتى ننطيهه"! مثلما هوس رؤساء العشائر لنوري السعيد "دار السيد مامونه"! نفس المعنى، ونفس الاسم، ونفس الموقع من السلطة! فهل يتحقق الوعد الذي رفعته انتفاضة الكهرباء في البصرة: "اليوم نتظاهر، وغدا نعتصم، وبعدها نثور"؟! وهل سيلبس نوري المالكي الچادر الايراني هذه المرة؟!

نحن لا نتمنى لابي اسراء هذا المصير فعليه، وعلى غيره ان يتعظ! فصناديق الاقتراع افضل من أي عباءة، او چادر للنجاة من عقاب الجماهير العراقية!

156
فاجعة احمد مزبان... مصيبة صديق، ام مأساة وطن؟!
ابادة السلطات العراقية للعراقيين عبر شبكة خطوط كهربائها العنكبوتية!

اثنان وثلاتون عاما منذ ان فارقته، ابتعدت عنه، اضطررت ان لا التقيه. سنوات طوال، ونحن نتبادل الاماني، والاحلام، والامال. سنوات قاسية، ونحن نترجى اللقاء الجميل. عندما سمحت الظروف، صرنا نتبادل الاحاديث، والتحايا، والاخبار، والافكار عبر التلفون، او الانترنيت، او رسائل شفوية من الاهل والاصدقاء. سنوات، وانا اضع اسمه على راس قائمة من سازورهم اولا. عرفت انه قاسى، وعانى، وتعذب، وتالم! اعتقل، وسجن، وطورد، وحورب في رزقه، بل حاصروه في بيته. منعوه حتى من ممارسة هواياته الرياضية المحببة. سمعت انه شبه مقعد نتيجة لما عاناه، وعائلته نفسيا، وجسديا ايام الحكم الصدامي الفاشي.

حانت الفرصة، والتقيته، ولم اصدق انني التقيه! لم يكن ذلك النابض، المرح، الحرك، النشط. ذلك الدينمو الدائم للحيوية، والانطلاق، والاقدام في  ساحة القدم، او كرة السلة، او أي لعبة رياضية يمارسها! جائني شبه كسيح، وذكرني بما قاله لي مرة تعبيرا عن اخلاصه، ووفائه لايام الصبا، والشباب، والصداقة، والرفقة، ومسيرة عمر، وعمل، وزمالة فريق، وابن محلة أبي: "اجيك امشي على ايدي گبل رجلي"! وفعلها، جائني بعكازة. يمشي على ثلاثة، كما يحلو له ان يسخر بحرقة! لم اصدق! تصورته يمزح، او يبالغ، او ان تواضعه الجم يجعله يقول ذلك! لكنه جاء! وشعرت بالذنب الحاد. نفس الشعورالذي انتابني، وانا اغادر العراق دون كلمة، ولا وداع. انتحبنا كالاطفال. غسلت دموعنا ادران الزمن. كانت فرحة اللقاء لا توصف. حضان الاحبة يتكرر، ويتجدد، وقبلات الشوق ترتسم على الجباه، والخدود، والرؤوس.

غادرنا، على امل اللقاء ثانية، لكنه اصر رغم تاخر الوقت: "تعال تعرف على ابنتي، وابني، وحفيدتي"! هرعت البنت تصافح عمها، الذي سمعت عنه الكثير كما قالت برقة، وادب. التقيت الملائكة في جنة احمد مزبان. بعد يوم زرته بلا موعد، هكذا، كما كنا شبابا. كانت الملائكة حاضرة: لبنى، حسان، الحفيدة فاطمة، والابن الاكبر المؤدب ايمن، وزوجته الوديعة. التقيتهم بسرعة، فانا اعرف انشغاله كمدرس. واتقفنا ان نلتقي من جديد. انتظرت يومان، كي يتصل، فانها نهاية الاسبوع. لكنه لم يفعل! استغربت، قلقت، لكني فضلت الانتظار. في اليوم الثالث، وفي وقت متأخر، رن تلفون احدهم وقال: هناك من يبحث عنك! وبدل صوت احمد سمعت من يقول بصوت يهدج: الم تسمع؟ الم يخبرك احد؟ وحدثني عن المصيبة. لم اصدق، لم استوعب، فقدت توازني، خرجت اركض الى بيتهم القريب. كانت الساعة قد تعدت العاشرة ليلا. لم يكن احدا هناك.البيت اظلم، كئيب. اثار حريق في ظلمة قاتمة. جنة تحولت الى محرقة. بيت صار مقبرة.لافتة سوداء حسمت الشك باليقين. اسماء الملائكة تنعاهم قطعة قماش  سوداء. لطمت على رأسي، صرخت، تاوهت بحرقة، ضاقت انفاسي. خاف مرافقي على وضعي الصحي مقدرا مشاعري، وحيرتي، وقسوة الخسارة، وحجم المصاب، وقوة الصدمة. لم انم ليلتي، لا اعرف اين اتجه، ولا اعرف له مكان. انتظرت الصباح لاهرع لصديقي، حبيبي، رفيقي احمد مزبان.

في مجلس الفاتحة جلس ذلك الاستاذ الجليل محاطا بالاقارب، والاصدقاء، والمعارف، وما  اكثرهم! ورغم انه كان اليوم الثالث لمجلس الفاتحة كان الجامع مزدحما بالمعزين. ذهول عجيب لخبرغريب! كيف يمكن لنيران ان تحرق الانوار؟ كيف يسمح القدر باختطاف الارواح البريئة؟ كيف تسافر الاجساد الغضة في سفينة الموت القاسية؟ كيف تحترق الزهور؟ كيف، ولماذا تغتصب الحياة، وقد بدأت لتوها؟ لماذا تؤد الملائكة؟
رغم محنته، وفاجعته، ومصيبته، وهول، وفداحة مصابه جلس يحدثني عن حالات مماثلة! شعر بفطنته، ان الصدمة افقدتني تماسكي. فهم، ان المصاب غيب توازني. ادرك انني الوع جزعا. بادرني بهمسة متوسلة: "خلوني متماسك"! حملني مسؤولية اخرى اضافة الى الكرب الذي اصابني. وانا اصرخ مع نفسي ليتني لم ارهم! حدثني عن عائلة اخرى فقدت اربعة، واخرى فقدت احد عشر شخصا! يحاول ان يخفف لوعته بمقارنتها مع الاخرين.

خطوط الكهرباء اللعينة تختطف الارواح، وكأن هذه المدينة المحطمة لم تشبع من مجالس العزاء، او تمل من ترديد سورة الفاتحة، او نحيب النساء، او حزن الرجال، اوتيتم الاطفال؟؟! ماذنب الرضيعة فاطمة ذات الاربعة اشهر، ان تضيف اسمها قائمة اهمال الخدمات، وحرمان الناس من ابسط متطلبات الحياة اليومية؟؟! سبع سنوات، والبصرة في ظلام دامس. تعاني ضجيج المولدات، وروائح غازاتها القاتلة. لماذا تبنى صحراء دبي بسبع سنوات، ولا تعاد الكهرباء الى بيوت الناس في بصرة النخيل، والبساتين، والنفط؟ لماذا نتبجح بالحضارة، وخطوط الكهرباء العنكبوتية تلوث شوراع المدينة، وتشوه صورتها، وتصعق اهلها، وكأن الالغام الارضية، التي تقتل، وتعوق يوميا العشرات لا تكفي، فوضعوا الغاما في اجواء، وسقوف، واسطح البيوت، وفضاءات الشوارع! كأنه لايكفي تلوث الاجواء، والمياه باثار الحروب والارهاب، فوضعوا الغاما سامة حتى في مياه الانابيب المنزلية تنشر الموت، والامراض، وتثير قرف المرأ بحياته.

احاطوك بالموت من كل مكان ايها البصري، ايها العراقي! ابتلاء شعب بساسة فاسدين، ومحنة وطن بحكام جاهلين، وحراس خائنين، ومسؤولين مرتشين. ورطة بشر يعيشون في ارض مرهونة لالهة الموت، والقتل، والحرائق، والقصف، والحروب، والتقاتل، والاختناق، والاحتراق، والتسمم، والامراض الغريبة العجيبة. شعب منذور للتضحية. اشعاعات لا يسلم منها الحديد فكيف اجساد البشر؟! هلي يخفف الالم، واللوعة، ان المصيبة عامة وشاملة؟ هل يشفي الجرح ان المصائب انواع؟ هل يجوز السكوت، لان هذه الحوادث تتكرر يوميا، وفي اكثر من مكان، وتدمر اكثر من بيت، وتفجع اكثر من عائلة؟؟! لماذا لا تنطفأ الكهرباء في بيوت المسؤولين؟؟! لماذا لاتتعرض عوائلهم لنفس المصاب، والعذاب؟ لماذ لا تحترق قصور الحكام الفخمة؟؟!

لماذا كتب على احمد مزبان ان يحتفي بصديقه العائد بثلاثة قرابين بشرية؟ لماذا قتلوا فرحة اللقاء؟ لماذا منعونا من متعة الالتقاء، والحديث، وتبادل، الذكريات، واستعادة الايام المسروقة من حياة الصداقة؟! هل يعقل ان الناس تتحدث عن الموت، كما تتحدث عن الافلام، او الاغاني، اوالقصص العادية؟! هل يعقل، هل هو مقبول في ظل حكام العراق، والمدينة الجهلة، القساة ان يحاربوا الارهاب، ويمارسونه في نفس الوقت عبر زرع الغامهم في اسلاك الكهرباء، وانابيب المياه، وبث السموم في فضاءات، واجواء البلد؟ هل صار الانسان العراقي عامة، والبصري خاصة مجرد رقما باهتا في سجلات الموتى، او قصاصة في سلة المهملات، اوفضلات ترمى في اكوام المزابل؟! ان كل طفل، كل شاب، كل مسن، كل روح زهقت نتيجة الاهمال المتعمد، والمقصود، والمرسوم (جوع كلبك يتبعك) في توفير الخدمات، هي جريمة كبرى، يجب ان، يحاكم عليها المسؤولين وهي عبأ، اثمآ، ثقلا باعناقهم، يسحبهم الى اسفل درجات جهنم(ان امنوا بها) غير ماسوفا عليهم.
 
ان مصيبة احمد مزبان ليست حالة منفردة، ولا وحيدة، ولا شاذة، بل هي جريمة مركبة، ومرتكبة من قبل المسؤولين الذين تخلوا عن واجباتهم، ونسوا ضمائرهم، وعهودهم، ووعودهم، بل شرفهم. فمن يتسبب في قتل طفل برئ واحد، فكيف بالمئات يوميا، لا يستحق ان يكون موظفا مسؤولا، بل مجرما مطلوبا للعدالة. والامر يشمل مسؤولي الدولة العراقية من ابسط موظف الى اعلى بيروقراطي فاسد في هرم الدولة الطائفية المنخور.

لن يعيد كلامي هذا اطفال احمد مزبان، وزوجته، ولن يواسيهما في حزنهما، ولن يعوض خسارتهما، ولا يخفف من الامهما، او يعوض خسارتهما. لكن الاستمرار في السكوت على تقاعس، واهمال، وخطايا المسؤولين بحق المواطنين الابرياء، يعني، استمرار الجرائم، والضحايا، والخسائر، والحرائق، واخبار الموت حتى ينتهي اخر نفس في المدينة الحزينة، والعراق المنكوب.

رزاق  عبود
16/5/2010

157
البصرة بعد 32 عاما.....(4)
اين بصرتنا؟؟!!


"البصرة ليست كبقية المدن، البصرة لها طعم خاص" ، "البصرة اجمل مدينة زرتها في حياتي"  "البصرة المدينة الوحيدة، التي لا تشعر فيها بالغربة". هذه نماذج بسيطة، مما استلمته من ردود فعل، وتعليقات على ما كتبته  من مقالات عن البصرة.اناس زاروا البصرة، او مروا بها، درسوا فيها، او عملوا فيها، عاشو فيها، او ادوا الخدمة العسكرية فيها. صادفت احد العراقيين في الغربة. بعد ان ساعدته في الترجمة في احد مطارات العالم. جاء يركض بعدي يقول: "كل العالم تتغير الا اهل البصرة"! ماذا تقصد؟! لم يرد على سؤالي، بل اضاف: ليس هناك من يحب المكان الذي خدم فيه العسكرية، الا البصرة، فهي استثناء، حتى في زمن الحروب! اما صديقي، وزميلي السابق في العمل من حلبچة فقال لي بالحرف الواحد: "لو اقدم القوميون، والطائفيون، وعملاء اسرائيل على تقسيم العراق فسا ختار البصرة لاسكن فيها". قلت له مازحا: وهل تتحمل شرجي البصرة؟! رد بسرعة: "مثلما تحملنا صقيع السويد! في الاقل انا بين اهلي"! كل هذا، مر بخاطري، وانا اكتب الجزء الرابع من "البصرة بعد 32 عاما". احاول استعادة صورة البصرة التي تركتها. وصورتها بعد ان عدت اليها. حضرتني حسرة احدهم، وهو ينتحب في التلفون: عن أي بصرة تكتب يارزاق؟؟ بعد ان قرأ "البصرة وصورة الامس"  الذي كتبته اعتمادا على الذاكرة.

" عن أي بصرة تكتب يا رزاق"؟! كان صدى التسائل الباكي يرن في راسي، وانا ادور في شوارع، محلات، اسواق، ازقة، ضفاف، شواهد البصرة. صوت الاذان يختلط مع نباح الكلاب السائبة ، ومنبهات السيارات، وصياح الباعة: ابو الغاز، ابو الخضرة، ابو السمك، ابو الرگي...الخ...ألخ صور ممزقة، ولافتات قذرة، وشعارات بائسة، وجداريات بدائية، وجدران تحولت الى لوحة اعلان تنضح بالطائفية، والعنصرية، والتعصب، والتخلف. ارصفة تحولت الى اسواق، واسواق تعمها الفوضى، وضفاف النزهات تحولت الى مزابل. شوارع محفرة، وكانها اعدت للزرع وليس للسير. الاخاديد في كل مكان، وكانهم يحفرون مواقع استعدادا للحرب. "السكراب" في كل مكان في الشوارع، في الحدائق، في بقايا الانهر، امام البيوت، عند المنعطفات. المدينة كلها عبارة عن مجمع سكراب. باعة لكل شئ، مخلفات العالم تحولت الى بضاعة مستوردة في اسواق البصرة. تربة ملوثة بكل انواع الصدأ، والسموم، وبقايا البارود، والاعتدة الممنوعة، والمحرمة دوليا.

سوق المغايز، سوق الصيادلة، سوق الهنود، سوق البنات. كل هذه التسميات المختلفة لشارع كان الانظف، الاجمل، الارقى، الاحدث، الاكثراناقة وترتيب، الاكثر اثرة، وشهرة عند البصريين، وزوار البصرة، وطلبة الجامعة. الشارع الوديع المكتظ، لا يتوقف، ويتأثر مجرى الناس فيه الا عند دخول "تومان" يسير امام لوحة اعلان كبيرة لاحد افلام سينما الحمراء الجديدة. وقتها يراقب، ويترقب الكل باعة، ومشترين، مسرعين، ومتمهلين ماذا سيعزف تومان؟ واي مقلب سيدبره؟ ومن هو/هي ضحية مشاكساته؟ واي مسكين ستطاله تحرشات ذاك المهرج البارع المحبوب الذي لا يزعل منه احد رغم كل تجاوزاته. سوق المغايز، الان، لم افهم بدايته من نهايته، لم اعرف بماذا يتخصص، وماذا يشمل سجل بضاعته! لا الصيدليات الانيقة، ولا احذية باتا الحديثة، ولا محلات القرطاسية، اوالاقمشة العالية الجودة. اين الهنود، واين بهاراتهم؟ اين مقاهي المثقفين، واغاني ام كلثوم؟ اين زكي زيتو(ابو الساعات) الرقيق المؤدب؟ سوق المغايز تحول الى علاوي لكل "ستوكات" العالم. تشعر وكانك تسير بين ركام حرب، او بقايا مدينة هدها الزلزال، او لكأن معسكر مهجرين زحفت عليه المدينة فتوسطها شاذا عن نظامها الخاص. لاجامع الامير، لا سوق التجار، لا جامع البصرة الكبير! كل شئ تغير ليس بسبب السنين بل بسبب الاهمال، والتخريب المتعمد، والجهل المستحكم. ان سالت عن القديم قالوا انك من اهل الكهف! وان سالت عن الجديد قالوا كان هنا! عربات متخلفة مبتكرة، وكانك في افلام الخيال العلمي، في كوكب اخر هده زلزال مدمر. تمشي، وكانك في حقل الغام من المزابل، والمياه الاسنه، والمجاري القذرة، ومياه الصرف الفائضة وجثث الكلاب، والقطط، والجرذان النافقة.

نهر العشار شريان المدينة بجسوره العديدة، وابلامه العشارية، وصفاء مياهه، وكثرة اسماكه، تحول الى ساقية مهملة قذرة تصب فيه كل مجاري الصرف الصحية، وفضلات المصانع البدائية، والمحلات، والبيوت، والبسطيات. اين اشجار اليوكالبتوس العملاقة؟ اين البلم عشاري؟ اين البسطات، والمصطبات، وجلسات المغربية، وبائعي البزر، والشاي، والشلغم، واللبلبي، والباقلاء على اضواء اللوكس؟ لن ترى غير اكوام من النفايات ومدينة تقطعت بالمهملات، بعد ان كان يقطعها ذلك النهر الجميل رابطا البصرة بالعشار ليعانق شط العرب في لقاء جميل بين المد والجزر يتكرر مع الايام!

فمتى متى يعود شط العشار ليعانق ابلامه، ويحمل عشاقة وينقل "عبريته" وتعود لجسوره الاثيرة قصص العبور والتلاقي بين الجديد، والاجدد، بين القديم والاثري، بين جانبين يحنان لبعضهما وكانهما تمرة انفلقت، او تفاحة قطعت الى نصفين.

للحديث صلة
رزاق عبود




158
البصرة بعد 32 عاما....(3)
 من بلد النخيل الى مقبرة النخيل


"النخلة والانسان يولدان متلازمان في البصرة"! هكذا دون الكاتب العراقي/الكويتي اسماعيل فهد اسماعيل في روايته (يحدث امس). فاول شجرة تقع عليها عين البصري عندما يولد هي النخلة، واول ما يسجى عليه الطفل الوليد بساط (بلّه) من خوص النخيل، والحقيبة التي تحملها امه، او اخته، وهي تذهب الى السوق هي (علاگة) من سعف النخيل. في الشتاء يتدفا على "اطراف" من سعف النخيل، وتهز يده في الصيف اللاهب "مروحة" من سعف النخيل "مهفة" لتلطيف الجو. ويحمص رغيفه، او يشوي سمكه في تنور تشتعل فيه نار من سعف النخيل، او جذوعها اليابسة (الشلاخ). اول مركب يسيره في الماء وهو طفل صغير "كرب" النخيل. كرب النخيل تحمل شموع الخضر، او يحيى زكريا تدفعها النسوة مع مجرى الماء. اول شجرة يتعلم تسلقها هي النخلة. التمر ثمرة النخيل، فاكهته المفضلة. حلاوة تمر اشهى انواع الحلويات. يسكن في بيوت من سعف، وجذوع النخيل. ينظف بيته بانواع المكانس، ويحمل اغراضه في "زنابيل"، ويكبس تمره في خصاف(حلانة)  من اوراق النخيل. الجمّار، ماء اللگاح، الظلال الاليفة، البساتين الحميمة، السفرات المدرسية كلها مرتبطة بالنخيل. اول رسم "يشخبطه" البصري على اوراقه المدرسية، او البيتية هو للنخلة. حبال مراجيحه يشدها ايام الاعياد، او في حدائق، وبساتين البيوت على جذوع النخيل. في الاعياد والمناسبات تزين ابواب البيوت، والدوائر، وحتى الجوامع، والكنائس اقواس من سعف النخيل. اغصان النخل هذه يحملها قساوسة البصرة اثناء مسيراتهم واحتفاللاتهم تيمنا، وتشبها بالسيد المسيح. مع النخلة ترتبط ذكريات عديدة. اسماء اصحاب البساتين، اشهى الثمار، والفواكه، مواعد العشاق، والدراسة، واللقاءات السرية، واعشاش، وتغريد الطيور. منذ فجر التاريخ، والنخلة رمز البصرة. مع أغاني المحبين، وبستات المغنين، واهازيج الفلاحين لابد وان ياتي ذكر النخلة. ناظم الغزالي غنى "فوگ النخل فوگ"! ورددها بعده  العشرات من المغنين. القناطر، والسدود، ودعم الشطئان، بجذوع النخل ايام الفيضان. زارع النخلة يرعاها مثل ابنائه تكبر معهم، وتشيخ معه، وتتجاوزه. مكابس التمر، ومعاصرالدبس الشهي، وحلاوة نهر خوز، والمعسل، والشعثة، والكليجة. حتى الاسماء، والالقاب، والكنى ارتبطت بالنخلة: "طويل كالنخلة"، "قوي كفحل النخلة" شهي كالرطب، حلو كالدبس، وهكذا، يمكن ان نستمر الى مالا نهاية في علاقة البصرة، والبصري بالنخلة!

اما اليوم، والسيارة تدور بي على الطرق، والشوارع، والازقة، وبين البيوت، والمعامل، والمعسكرات، والاحياء الجديدة، ومرافقيني يتحدثون بالم ومرارة، واحيانا بعدم اكتراث "يشلع الگلب" حسب لهجة اهل البصرة. اين كوت الحجاج؟ هذه البيوت امامك! اين الخضرواية؟ صارت منطقة سكنية! اين بساتين التنومة؟ لم يبق الا ذكرها! اين "لوفات" ابي الخصيب المظلمة التي كان يخشاها "سواق" السيارات، والباصات الخشبية حتى في عز الظهيرة فالظلال دائمة هناك. اليوم: بقايا نخيل. التيتم، والارهاب، والقمع، والحروب، والتلوث، والفساد شملت حتى النخيل. شاهدت نخلات تبدو، وكانها مشنوقة، او منتحرة، تركت لتموت وحدها من الم الاهمال، محدودبة الساق تشكو ظلم الزمان، وقسوة الانسان. جذوع هامدة، كانت يوما ما، نخيلا باسقة. كأنك في ساحة معركة ضحاياها النخل الخالد. بساتين زراعية تباع بغفلة. تقطع بقسوة الى قطع سكنية. مزارع تباد، وتنصب بدلها اعمدة كونكريتية، لبيوت هجينة الشكل.

انهر الاغاني، و شطوط العشق، وجرفان اللقاء، وترع وسواقي السقي، تطمرها الاوساخ، تمنع الماء عن النخيل العطشى الصامدات. الابلام، وبقايا السفن القديمة، و"مهيلات" التمر مهجورة، كئيبة، تخالها معتصمة احتجاجا على اغتيال النخيل. النخيل محاصر هو الاخر مثل الانسان. كل شئ نحيل، كالح، مغبر، سقيم،عليل حتى النخيل. لازلت اذكر، وانا صبي، في بداية ستينات القرن الماضي موت احد الفلاحين، وهو يرى المكائن الحديثة تجرف النخيل القديمة، وتطمر الترع، والسواقي. كان ذلك في مركز المدينة. مع هذا لم يكن منظرا عاديا، ولا فعلا مقبولا. لن انسى الفلاحات خلف حائط(طوفة) البستان الملحق ببيتنا تبتل عباءاتهن بالدموع على منظر الجرافات تلتهم النخيل، وتحولهن الى جذوع بلا حياة. كانهم يذلون عزيزا غدر به الزمان. حتى النخل صار له "مگصب" علقت احداهن!

كان الزعيم عبد الكريم قاسم قد امر وقتها، ان كل بيت يبنى يجب ان تزرع فيه نخلة. اما زعماء اليوم، ساسة المحاصصة، فان شجرة الجنة، التي بها يؤمنون، وفاكهة الجنة التي يصلون، ويصومون ليشبعوا منها في اخرتهم فان الاف، بل ملايين النخيل تقلع باستمرار لتشاد محلها بيوت بلا ذوق، ولا احساس، ولا مشاعر. ليس لها علاقة بالعمارة العراقية. تقلع اشجار الجنة لتقوم بدلها بيوت الاسمنت الحقيرة. كانهم يهيئون حطبا لجهنم. حروب صدام، واوامر صدام، وتعامل صدام مع شيوخ الخليج حرم البصرة من افضل انواع النخيل. احدهم، بعد ان عاتبته: كيف تبني بيتك على اشلاء النخيل؟ اخذني الى شاطئ شط العرب، وهناك كاد ان يغمى علي! ارى ايران من شواطئ حمدان! كيف حصل ذلك؟ ولماذا؟ اشار، وعبرة تنكسر في صدره: هناك مقبرة النخيل الحقيقية، وليس بيتي! قالها وهو يسرع لاسناد جسدي المتهالك نحو الارض. مسح بيديه الخشنة دموع عيني. ثم رفعهما ليغطي دموع عينيه. قال بصوت متهدج: صدام قطع النخيل كي لا تكون ستارا للعدو. وضع المدافع بين النخيل، لتكون هدفا للعدو. حفر المواقع، واقام الخنادق بين النخيل. اما كان بالامكان التستر بها مثلما يفعل العدو؟ ام انه الحقد الاسود على البصرة ونخيلها؟؟!

العلم الصدامي كان اخضر، والعلم الاسلامي اخضر لكنهم، وهم يواصلون القضاء على خضار البصرة بكل وقاحة وسفالة حولوا بلد النخيل الى مقابر للنخيل. ذاك بحروبه، وهم بعدم اكتراثهم. انهم يكرهون الخضرة لانها اشارة للحياة، والنمو، والبهجة، وهم يكرهون كل هذا. فهل تنتفض النخلة؟ هل تتظاهر البساتين؟ هل تثور الشطئان؟ هل يهب احفاد المزارعين؟ لقد انتفض المزارعون، بوجه ملاك الاراضي القساة، عندما كان هناك من ينظمهم، ويدافع عنهم وكسبوا قانون المزارعة! فهل يثبون ويعيدوا للنخلة فسيلتها، للارض نخليها، للبساتين زينتها، للمدرسة سفرتها، للاطفال فرحتها، للبصرة عزتها، وفخرها، ورمزها، للحياة شجرتها الاجمل؟؟!!

ام حتى النخيل في البصرة صارت لها مقابر جماعية؟!

للحديث صلة
رزاق عبود
5/7/2010




159
البصرة بعد 32 عاما....
صورة الماضي الجميل، وواقع الخراب المريع! (1)

حطت الطائرة القادمة من دبي على ارض البصرة الفيحاء. مطار اشبه بمعسكر. بعد اجراءات بيروقرطية عادية اكثر تخلفا مما تركتها. استقبلني جنود المحتل بابتسامة ساخرة، وحركات توحي: نحن اسياد البلد!اخذوا صورة لعيوني وكانني ارهابي مشتبه به. اسلوب التسلط، والتعالي يجعلك تشعر بالاهانة في بيتك. لقد اقسمت ان لا ازور البصرة، وفيها جندي محتل واحد، اما ان يستقبلني جنوده بهذه الطريقة الاستفزازية فامر خدعني به من اقنعني بالزيارة، وباني لن ارى أي مظهر للاحتلال. زيادة في الاستفزاز او تباه مج قال الجندي الامريكي بلكنة: شكرا! لم اتحمل ان يعتبر نفسه في ارضه فاجبت بردة فعل تلقائية ضد احتلال بصرتي، واستلاب لغتي: Thanks

تكحلت عيني بعد غربة طويلة بصبخة ارض عطشى على امتداد النظر، وكانني اسير في صحراء قاحلة. لم المح حتى ولا شبح نخلة. رمز البصرة، وعلامتها المميزة، وسر جمالها. سارت بنا السيارة الخاصة الى خارج المطار. مطار البصرة ليس مثل مطارات العالم. من يستقبلك، او يودعك يقف على مسافة الكيلومترات من اسوار المطار(المعسكر). جمع المستقبلين وجوه كالحة، مغبرة، متعبة تبدو اكبر من اعمارها بكثير. سنوات القهر، والحروب، والحصار، والاقتتال الطائفي تركت اثارها. عيون قلقة خائفة، ونفوس مرتعبة متوجسة، واجساد هدها الحزن، والالم، وايدي كانها حبال تسحب الاعباء. الدموع انحبست، العبرات جافة، قاسية تخنق الانفاس، وتكدر فرحة اللقاء. أي امتياز نتمتع به  خارج الوطن، واي ثمن دفعه هؤلاء الذين اختاروا، او اضطروا، ان يتحملوا البقاء داخل الوطن؟!

أين النخيل؟! سألت تلقائيا! بل قل اين البشر! جائني الرد المفجوع بسرعة! صمت، فهمت ان كل تعليق قد يثير الهموم، واللواعج. شمس البصرة اللاهبة تحرق الابدان، وتحول خضرة الزرع الى صفار باهت. شعرت انني في جنازة مدينة، وليس في زيارتها. ليس هناك ما يشبه ما تركته الشوارع، والبيوت لم تعد كما كانت. حتى الاسماء تغيرت، وتبدلت، وتحورت. طريقة التحية، اسلوب الاستقبال. المصافحة مع القريبات، او الجارات، وحتى الرفيقات، والزميلات السابقات لم تعد ممكنه. ارتطمت بجدار تحفظي رهيب. كأن الطاعون الذي اصاب المدينة في القرون الوسطى عاد من جديد، فصار الناس يحذرون من مصافحة الغريب، او المسافر، او الزائر. كيف اشعر بحرارة اللقاء، وصدق المشاعراذا لم احتضن من احبني، واحببته، من رافق نموي، وشهد نشأتي؟ من حملني الشوق الى العوده للقائه! كل شئ غريب حتى اهلي!

اذن، انا لم اعد من غربة، بل جئت الى غربة رهيبة قاسية.عبرت حاجز الزمن الى قرون الوراء المتخلفة حيث الحذر، والخوف، والريبة. كأن الطائرة، التي اقلتني الى بصرتي، ماكنة زمن خيالية عادت بي الف سنة الى الوراء. وليتها فعلت لكنت التقيت الفارابي، والفراهيدي، والدوؤلي، والجاحظ، واخوان الصفا. فكثير من الذين التقيهم لم يسمعوا بسعدي يوسف ولا يعرفون من هو السياب رغم انتصاب تمثاله في اشهر شوارع البصرة. علق احدهم على دهشتي: لو كان من البرونز او النحاس لما بقي في مكانه. لكان قد بيع خردة في اسواق السكراب. نصب اسد بابل لم يعد على حاله حتى اتجاهه تغير. وضح مرافقي انه ليس نفس الاسد الذي عهدته، فهذا نصب اخر. بعض المتحجرين ارادوا ان يزايدوا على طالبان افغانستان فهدموه، مثلما هدم اشقائهم في التخلف اكبر تماثيل بوذا، واشهرها فخسر العالم رمزا حضاريا تاريخيا. وفقد الاسلام ادعاء التسامح الى الابد، مثلما خسرت انت صورتك الجميلة عن البصرة!

سارت السيارة الانيقة الجديدة بين خرائب المدينة العتيقة، وشوارعها المحفرة، والاوساخ المنتشرة في كل مكان. بين الاف الكلاب، والقطط السائبة، وروائح الجيف، والمزابل المتعفنة. "طسات، وطسات، وطسات". لولا المقاعد المريحة للسيارة الفاخرة لتقيئت فطور الطائرة الروسية البائس. من الدقائق الاولى شممت رائحة(خيسة) الفساد الاداري. المافيا الروسية دفعت لكي يسمح لطياراتها المتهالكة فقط ان تحط في البصرة، وربما في مطارات العراق الاخرى. طائرات من السنوات الاولى للقرن الماضي تنقلك الى اغنى بلد في العالم.

للحديث صلة....

رزاق عبود
24/5/2010 

160
البصرة بعد 32 عاما!
الحلة الزاهية التي تمزقت.....(2)

"البصرة عمار" هكذا كان الكويتيون يسمون البصرة. ويرددون عن خبرة: "المايشوف البصرة تظل بگلبه حسره"! كان ياتي الكثير منهم لزيارة المدينة (ايام عزها) كل نهاية اسبوع يتمتع ببساتينها، وحياتها المنفتحة، وبساطة اهلها، وكرمهم، واحترامهم ورعايتهم للغريب والاجنبي. فماذا وجدت انا ابن البصرة العائد بعد 32 عاما من الغياب، والغربة، والشوق، والحنين الى مرابع الاهل والاصحاب، الى "السماء الاولى" وملاعب الصبا. مواقع اختفت، احياء تبدلت، شوارع تغيرت. لم اجد حتى الساحات المدرسية، او الملاعب الرياضية، التي كنا نلعب، ونلتقي، ونجتمع بها. وقفت عند باب احدهم اساله: اين ساحة الخضراوية؟! قال وهو يضحك، باسى، وسخرية: انك تقف على نهرها الان! لقد تحول ذلك البستان الجميل الى بيوت، لا تعد ولا تحصى، والادهى ان لا احد، تقريبا، يعرف جاره. "فالبصرة صارت لملوم"! اضاف بحسرة مؤلمة. وما الضير، قلت، فكلنا عراقيون؟! صحيح، ولكن نحن نفتقد السمات، والصفات، والعادات، والاصول، والاعراف التي ميزت اهل البصرة. جموع هائلة من البشر، انماط غريبة من الناس، صيغ جديدة للتعامل، غرابة السلوكيات، والتصرفات.

قطعان الكلاب، والقطط السائبة، والجرذان تنشرالامراض، وتثير الرعب في نفوس الاخرين. رغم ما يقال انه خصصت(دفعت) الملايين للتخلص منها. اكوام المزابل حلت محل الحدائق المنظمة، والخضرة، والنخيل التي ميزت البصرة. مستنقعات المياه تعيق تحركك، وتولد مليارات البعوض تنشر الطنين وانواع العلل. فوضى سير رهيبة. قلة قليلة بحوزتهم اجازة سوق! كل من هب ودب يقود سيارة ويعرض حياته وحياة من يرافقه، او يشاطره السير في الشوارع الى الخطر. اطفال تركوا مدارسهم وتحولوا الى "سواق" تاكسي. عوائل يتحمل مصيرها طفل قد يقودهم الى مهلكة في اية لحظة. صريخ الناس، وضجيج الاسواق غير المعتاد! اين سكينة البصرة، وهدوء اهلها. منبهات السيارت تصم الاذان. تمنعك من التركيز، او السير اوالنوم، او مواصلة فكرة حديثك. فالمنبه يفزعك في كل  لحظة، وكانه مخصص لازعاج الاخرين. الاف من السيارات الجديدة الفاخرة تنبهك للاغنياء الجدد من القطط "الفيلة" السمان. من حواسم، وعلاسة، ورجال مليشيات، ومهربي النفط، والمستفيدين من الفساد الاداري، والمالي.

بيوت فخمة تضاهي بيوت اغنياء دبي. وفي نفس الوقت يتسرب مئات الاطفال من المدارس. يعرضون حياتهم لخطر الدهس، وتنفس العوادم، واهانات السواق، ومشاكسات البعض، وهم يندسون بين السيارات المسرعة، او مستغلين اختناقات المرور لبيع الحلويات، او الاكياس،او أي بضاعة اخرى. الغريب انني لم الحظ احد منهم يبيع الصحف، او الكتب في مدينة الثقافة، والشعر والادب. ولا يوقف هذا المد الهائل من السيارات القدديمة والجديدة الا كثرة نقاط التفتيش (السيطرات) البدائية. جنود متعبون، منهكون، يتثائبون، او يتحدثون بالنقال، يمازحون بعضهم دفعا للكدر. يتقصدون،احيانا، ايقاف بعض السيارات دون غيرها ليس لحرصهم. فانت لا تجد أي اهتمام في سلوكهم، او تصرفهم، او في طريقة حمل سلاحهم، وانما لغرض(الكشخة) على سيارة تقل فتيات، او ذات نوعية ثمينة، او طراز جديد. ممارسة سلطة وتظاهرة قوة. وضعوا لحماية الناس، ومراقبة الارهابيين، لكنهم لا يستطيعون حتى حماية انفسهم. فالسيطرة اما خيمة متهرئة، او صفيحة أكلها التاكسد، او حصيرة عتيقة، واحيانا قطعة اسمنت تعيقهم اكثر مما تفيدهم او تحميهم. بل قطع كارتونية بائسة احيانا. انهم صيد سهل لاي ارهابي مجرم، أومخرب جبان. هذه الظاهرة تذكرك بثقل، ونفاق الاحتلال الذي يحمي جنوده جيدا، ويترك جنود العراق في مهب الريح. يذكرك بفقدان الامان، بالترقب الدائم، والحذر المرهق للاعصاب رغم مرور ثمان سنوات تقريبا على الاطاحة بالصنم.عندما تشاهد هذه السيطرات البدائية تزداد خوفا، ولا تشعر بالاطمئنان. الناس تعودوا على الخطر. لم يعد هناك شيئا غريبا. سنوات الطغيان، والحروب، والاحتلال زرعت فيهم لا ابالية غريبة اتجاه المخاطر. تعود الناس على الهمرات، والدبابات، والمدرعات، وهي تقف امام ابواب بيوتهم، او تقطع شوارعهم، او تراقبهم، وهم يتناولون طعامهم، او شرب شايهم في المطاعم والمقاهي. حياة مدنية معسكرة، ام عساكر تقتحم خصوصيات المدنيين؟ صورة حاضرة دائما. تجعل البصري، او الزائر للبصرة يشعر وكانه في معسكر كبير. وهؤلاء المدنيون يعملون فيه خدما، او موظفين، او بائعين، او متسولين، وما اكثرهم!!

رغم ان القوات المسلحة (الوطنية) المفروض ان تكون للجميع، ولا تتحيز لاحد فان صور القادة السياسيين والدينيين غالبا ما تجدها ملصقة، او معلقة عند السيطرة، وكانها جزء من وسائل الحماية. ليس هناك في العراق، كما يبدو، ما يبعث على الاطمئنان.الصنمية ولت، والحرب الطائفية انتهت، والديكتاتورية سقطت، او هكذا يقال. لكن في بصرة الميناء، والخير، والثقافة، والشعر، والاحلام، تجد الخوذة هي السائدة، والبيوت الرئاسية تحولت الى "منطقة خضراء" خاصة بالبصرة. كيف لا، وهي عاصمة الخليج ولابد ان يكون لها حصنها المنعزل عن الجماهير الشعبية!

للحديث صلة   
رزاق عبود


161
بصراحة ابن عبود

مسيحيو الموصل، احق بالموصل، كل الموصل من غيرهم

تتصاعد في الاونة الاخيرة الاعتداءات، والاغتيالات، والمضايقات ضد سكان العراق الاصليين، واحفاد بناة حضارته، وتاريخه القديم من الاشوريين، والكلدان، والسريان. وسنضطر لسهولة الحديث الى تسميتهم بالمسيحيين رغم ان الديانة المسيحية تشمل الارمن، وبعض العرب فبني تغلب، واغلب بني تميم كانوا مسيحيين قبل الغزو الاسلامي للعراق، كما تنتشر المسيحية بين اقليات، ومجاميع اخرى. ولكننا نقصد هنا بالمسيحيين تحديدا الاشوريين، والكلدان، والسريان والذين يتمركزون بالموصل وقراها خاصة.
فعمليات التصفية الجسدية، والتصفية العنصرية، والاستيطان، والتكريد الذي يقوم به جحوش القيادات القومية الكردية(ليس كل الاكراد) تشاركهم في ذلك فلول البعث، وبقايا القاعدة لاهداف سياسية بحتة من اجل زعزعة الاستقرار، واخلاء العراق، وخاصة وادي نينوى من سكنة العراق الاصليين ليتم بعد ذلك اعتبار كل الموصل ضمن "الاراضي المتنازع عليها"! في حين، ان التاريخ يشير، ويسجل انها ارضهم التاريخية، وانهم حافظوا على هويتها العراقية بدمائهم، وتضحياتهم، وصمودهم، ونضالهم خلال تاريخ الدولة العراقية الحديثة بعد ثورة العشرين وقبلها.

المعروف ان قادة، ورجال دين الطوائف المسيحية تجاوبوا مثلا مع تحريم الاشتراك في انتخابات المجلس التاسيسي، الذي كان يراد له الموافقة على ابرام معاهدة 1922 مع بريطانيا. وورد تاريخيا(...ان مطارنة النصارى دعوا المسيحيين الى مقاطعة الانتخابات "تمسكا بالجامعة الوطنية، وحفظا للمصالح المشتركة، وتاييدا للحقيقة الواضحة، واستبقاء للتآلف القديم والتوادد المستقيم" على حد ما جاء في بيان التحريم الذي الصق على ابواب الاديرة، كما الصقت فتاوي علماء المسلمين على ابواب المساجد والمراقد المقدسة) الحسني ـ  تاريخ الوزارات ط 1 ص 142. عن حسن العلوي "الشيعة والدولة القومية في العراق" ص 340

ودفعوا منذ ذلك التاريخ ثمن عراقيتهم: التهميش، والتنكيل، والابعاد، بل المذابح، والمجازر المعروفة وتعرضوا للتمييز الصارخ، كما هو حالهم الان، فقد حارب ساطع الحصري المعروف بطائفيته، وعنصريته المسيحيين. وقد اعترف في مذكراته " وانا لم اتردد في الحكم بان تنفيذ هذه الخطة ـ انشاء دار للمعلمين في الحلة واخرى في الموصل ـ يعرض الوحدة الوطنية لخطرعظيم لانه كان من الطبيعي في تلك الظروف ان تكون الاكثرية الساحقة من طلاب دار المعلمين في الموصل من ابناء المسيحيين وفي الحلة من ابناء الجعفريين". ولقد كان لساطع الحصري، كما هو معروف، في الجانب الاداري، والتعليمي، والثقافي في العراق الملكي ما كان لنوري السعيد من نفوذ، وتاثير في الجانب السياسي. رغم ذلك فان المسيحيين كانوا من اوائل الصحفيين، والاطباء، والمهندسين، والمحامين، والمحاسبين في العراق. بل يمكن القول انه ان حافظت مدارس النجف القديمة على اللغة العربية هناك فان الاب انستاس الكرملي انقذ علوم العربية، ولغتها من الانقراض في العراق كله.

معروف ايضا دور المسيحيين من اساتذة مدرسة الحقوق في بداية العهد الملكي فمن خمسة عشر استاذا 9 مسلمون واربعة من المسيحيين ويهودي واحد. وهم يوسف العطا، حنا خياط،انطوان شماس،جبرائيل بنا. وهي نسب كبيرة قياسا الى عدد سكان العراق، ناهيك عن الفروع، والعلوم الاخرى التي نترك روايتها للمنصفين من اساتذتنا في تاريخ العراق. ونتمنى ان يتحفنا الاساتذة حامد الحمداني، سيار الجميل، وتيسيرالالوسي مثلا بمعلوماتهم الغزيرة عن مساهمات المسيحيين في تاريخ العراق الحديث في الاقل.
ولنورد فقط ما اورده المسيحي المستكرد "جرجيس فتح الله"  في كتابه "العراق في عهد قاسم" لنثبت صحة ما جاء في عنوان المقال، ولكي لا ندعي في نفس الوقت اختراع العجلة من جديد. وهي من اختراع الاشوريين واخشى ان لا تكون براءة اختراعها قد سجلت باسم القيادات القومية الكردية من مسعود البرزاني، وبرهم صالح، وجلال الطالباني، وغيرهم ممن ينسقون، ويخططون لتقطيع اوصال العراق، والرقص على جثث ابنائه البررة من المسيحيين، وغيرهم، الذين يرفضون التكريد، او التخلي عن عراقيتهم.

"في العام 1745 او ما بعده بقليل حينما كانت جحافل الشاه (طهماسب) المعروف بنادر شاه تغذ السيرالى المدينة لتلقي عليها الحصار قام واليها الحاج حسين باشا الجليلي يستنجد بالسكان ويستنهض هممهم للدفاع عنها ولسبب ما كان من راي الوجهاء والعلماء والسكان ان يسلموها للغازي دون قتال. فما كان من حاكمها هذا الا ان ندب مقاتلي المسيحيين من القرى المجاورة فلبوا نداءه وتركوا قراهم (قرقوش(بغديدة)، برطلة، كرمليس....) ليملأوا اسوار المدينة بمواجهة اعظم ماكنة حربية جردها غاز في الشرق الاوسط منذ عهد السلطان مراد الرابع ونجحوا في صد هذا الفاتح الذي لم تصمد امامه تحكيمات عاصمة الهند المنيعة دلهي"  ص 801

ان ابناء هذا التاريخ المجيد الذين دافعوا بعدها عن ثورة تموز، وقبلها عن العراق في ثورة العشرين، وانتفاضة اذار 1990 سوف لن يركعوا للسيف المسلط على رقابهم من جهات عديدة. ونامل من اهل الموصل، ان يذكروا هذا التاريخ المشرف لابناء مدينتهم وبلدهم من المسيحيين الشرفاء ويردوا لهم جميل بقاء المدينة عراقية منذ عهد اشور، بالوقوف سورا منيعا للدفاع عنهم بوجه تكالب الحاقدين عليهم، وعلى الموصل والعراق كله. فان تقاعسوا، حسب رواية التاريخ،  يوماعن حماية مدينتهم بوجه الغازي الفارسي، فنامل ان يقفوا ضد من جلب الغازي الامريكي لارض الحضارات. واعلموا ان المسيحيين يدفعون الثمن القاسي فقط لتمسكهم بعراقيتهم، واعتزازهم بالوطن العراقي!

162
اذا حكمت العمامة قامت القيامة (1)

كتب الكثير عن دور الدين السلبي في السياسة. ومعروف ايضا الدور التخريبي والحربي لتاريخ الاديان، خاصة ما سمى بالاديان السماوية. فمنذ ان افتعل بعض المشعوذين المنتفعين المستغلين وجود قوة خارجية خارقة القدرات  تحول الناس الى شبه عبيد لهؤلاء الذين وظفوا، عجز البسطاء في تفسير، وفهم الظواهر الطبيعية الى ادواة استغلال، وقمع، وسيطرة، وتحكم. وصار لرجال الدين السيطرة الفعلية على حياة الناس، ومقدراتهم، وكانوا وراء كل الحروب، تقريبا، او في الاقل وظفوا مكانتهم الدينية لخداع الناس وتجييشهم لمصلحة الحاكم الذي ارتبطت مصالح توسعه بمصالحهم. فكلما اتسعت رقعة نفوذ الحاكم اتسع معها عدد الناس الذي يتحكم بمصائر عيشهم وحياتهم هؤلاء المسمون "رجال الدين" وليس غريبا ان يختلقوا فرية "وكيل الله على الارض" او "خليفته في خلقه" او يدعي بعض الحكام الالوهية كما حصل في الحضارات الفرعونية، والرومانية، والاغريقية، والفارسية القديمة. وابتدع العرب، والمسلمون خاصة، النسب الى الانبياء، او انهم مختارون، كما هو حال العائلة الهاشمية في الاردن، او في المغرب وفي ليبيا قبل انقلاب القذافي، وقبلهم في العراق. وادعى صدام حسين نفسه الانتساب الى "النبي" محمد، ورسم له المنافقون شجرة نسب تنتهي الى محمد بن عبدالله. فاصبح ابن العوجة قرشيا من بني هاشم. وكذلك ادعاء الانتساب الى فاطمة بنت محمد، او علي بن ابي طالب. وصل الامر بالاخيرين(اصحاب المذهب الجعفري الاثني عشري) حد الادعاء انهم معصومين عن الخطأ. في حين ان تاريخ الاديان لم يعصم حتى الانبياء بل الاله، او الالهه في الاديان الوثنية. وتحكم العباسيون، والامويون قبلهم بحياة الناس، بادعائهم الانتساب الى عائلة محمد. والمضحك المبكي ان المماليك، والعثمانيين، وكثير من الفرس، والهنود، وغيرهم يحملون نفس الادعاءات. بل ان سلطان كوناي يدعي ان نسبه ينتهي الى محمد، وعلى هذا الاساس فقد تزوج(اغتصب)نصف فتيات سلطنته اضافة الى جواريه الاجنبيات.

التاريخ ملئ بالامثلة الرهيبة لسوق الناس الى مذابح الحكام باسم الدين. لكن الذي يهمنا هو توظيف الاسلام السئ، الذي ادى الى مذابح رهيبة شجع عليها، وساهم فيها رجال الدين، ووقف القليل منهم ضد هذه المجازر البشرية، وعندها لم تحترم مكانتهم الدينية، ولا مركزهم العلمي، او الفقهي، او الاجتماعي، ولا حتى نسبهم الهاشمي، طالما انهم رفضوا تحويل عبائتهم الدينية الى غطاء لمجازر ومظالم الطغاة. وهذا ما نلاحظه حتى الان في المعارضين في الازهر، او علماء المرجعيات الشيعية في النجف او قم. ينتهي احترامهم، وتقديرهم عندما يتعارض رايهم مع راي راس السلطة. ومحاكمات، وملاحقات الحكم الاسلامي في ايران لمعارضيه من رجال الدين، اوضح مثال على ما نقول. فمنذ الغزوات الاسلامية التي احتل فيها بدو الجزيرة العربية اجزاء كبيرة من الشرق، مثلما احتل بعدهم المغول نصف العالم تحت نفس الشعارات. منذ ذلك الحين والحروب باسم الدين، وتحت راية "الله اكبر" والاسلام مستمرة. ولناخذ امثلة حديثة وقريبة من الذاكرة ،لا زالت اثارها الدموية قائمة لحد الان. فعندما قاد غاندي الشعوب الهندية بطريق اللاعنف ضد الاستعمار البريطاني، وعلى مشارف توقيع صك الاستقلال انبرى الخائن محمد جناح لتاسيس دولة الباكستان الاسلامية. وهي اول دولة حديثة قامت على اساس ديني اسلامي وليس قومي. ومعروف عمالة محمد جناح للانكليز، وعلاقته مع الصهاينة الذين دفعوه لذلك لتبريرانشاء دولة اسرائيل العنصرية على اساس ديني. وراح ضحية عمله الاجرامي الوف مؤلفة من الهنود. وصار الجار يقتل جاره، والاخ يقتل اخيه حتى يومنا هذا بعد ان قسموا الناس على اساس ديني. وتشكلت باكستان من قسمين الشرقية، والغربية. التي انشقت بعد ذلك وتاسست دولة بنغلاديش على اساس قومي رغم الرابطة الدينية المفتعلة.  ثم انقسموا فيما بعد على اساس طائفي، والمذابح تتكرر. واعاد الامريكان والانكليز التجربة مرة اخرى في يوغسلافيا السابقة وبلقنوا البلقان من جديد على اساس ديني. ومذابح البوسنه والهرسك، وكرواتيا، وكوسفو يعرفها الجميع.
للحديث صلة!

رزاق عبود

163
وداد سالم واديب القليچي نجمان ساطعان في عالم النسيان*

لا ادري ان كان ذلك قلة معلومات، ضعف متابعة، ام واقع مريراحس، واشعر به، واتالم له، واقاسي منه. نقرأ الكثيرعن الفن، والفنانين. عن المبدعين، والمضحين ممن تركوا الوطن حفاظا على شرفهم السياسي، ولمواصلة النضال بطرق اخرى  خارج الوطن. ولكني لم اقرأ، ولو مرة واحدة، ذكرا للمبدعين الجسورين وداد سالم، واديب القليچي. واتمنى ان اكون مخطئا!

في بداية سبعينات القرن الماضي، كنت ادرس في بغداد، لكني كنت اتردد كثيرا على البصرة، مدينتي الحبيبة. في احد الايام  طلب مني الصديق الشاعرعلي العضب ان انتظره عند " گراج باصات بغداد" الجديد، قرب ساحة سعد في االبصرة القديمة. التقيته هناك وكان ممن حضرالفنان الكبير طالب غالي. كنت احد تلاميذه في الابتدائية (لكنه كان ولا زال يبدو اصغر مني عمرا، وعين الحسود بيها عود). سافرنا الى بغداد كوفد من الشبيبة الديمقراطية في البصرة (شلون شبيبة اصغرهم عمره 24 سنة). في بغداد كان موعدنا في مقر الثقافة الجديدة في باب الشرقي. التقينا وقتها(كان يوم اسود) ماجد عبد الرضا. توزعنا الى مجموعات ممن يعرف بغداد جيدا لاستصحاب اشخاص، او مجاميع اخرى لنذهب بعدها الى مكان الاحتفال في سنوية ثورة اكتوبر(ماعلاقة الشبيبة باكتوبر). كان من حصتي زيارة مقر مسرح الستين كرسي لاصطحاب الاستاذ اديب القليچي. دخلت قاعة المسرح بهدوء.عرفت انهم يتدربون ولا اتذكر ان كانت "جنرال بروفة" ام لا. وكمسرحي هاو، ولي معرفة بسيطة في العمل المسرحي المدرسي، والمحلي في البصرة جلست، احتراما، انتظر انتهاء التدريب لاصطحب بعد ذلك الفنان اديب القليچي. لم التق به سابقا سمعت عنه من اعضاء فرقة المسرح الفني الحديث لاني كنت اعيش لفترات في بيت الفنانة زينب. قرات كثيرا في الصحف عن فرقة المسرح الشعبي، ومسرح الستين كرسي. شدني المشهد، وما كان بودي مقاطعته. "زيوس" كبير الالهة اليوناني بكل هيبته، وبجدية، وحرص شديدين يدرب نفرا من فرقة المسرح الشعبي.هيئة مهيبة، وشخصية جذابة، شعر يتطاير، ويد تتحرك بين فترة، واخرى لترفع الشعر الطويل المتهادل على العيون. لا اتذكر أي شئ الان عدا هيئته الوقورة، وهو يقف، وكانه مايسترو امام فرقة سمفونية. كان بودي الاستمرار بالتمتع بمشاهدة التدريب. لكن الساعة تشير الى قرب الموعد اضافة الى ضرورة الانتظار في مكان اخر لاصطحاب مجموعة اخرى كنت مكلفا بمرافقتها ايضا، قرب سينما النصرعلى ما اتذكر. كان هو الاخر ينظر الى ساعته بقلق بين الحين والاخر. طلب استراحة قصيرة بعد ان لاحظ وجه غريب يتطفل على التدريب. اقتربت منه لازيل سوء الفهم، واخبرته بصوت هادئ انني مكلف باصطحابه الى مكان الحفل، وان وقتنا ضيق. اجل التدريب على عجل، واتفقوا على موعد اخر. لااتذكر بعدها أي شئ عنه خلال الحفلة. اتذكر فقط انني جئت في احد ايام العرض ولم يسمح لي بالدخول لان المسرح "مقبط". كان الحفل في منطقة راقية ربما تكون العرصات في الكرادة. في بيت احد الرفاق من بيت الزنبوري. من ضمن الحضور كان الرفيق عبدالستار الصافي واخرين. هناك التقيت لاول مرة بالفنان جعفر حسن بتسريحته القديمة يحاكي بها انجيلا ديفز. شاب نشط، ودود، وطيب، ودائم الابتسام، وخدوم بشكل غير طبيعي. كلفنا، انا واياه، اثناء الحفلة باحضار شخصيات اخرى، وكان جعفر يملك سيارته الصغيرة. ومازحته وقتها: هاي قبطت السيارة الجماعة وين انحطهم؟!

مرت الايام والسنين سراعا، وابتدأت الهجمة الارهابية على القوى الوطنية المعارضة لديكتاتورية صدام حسين، ونهجه الاستبدادي. طورد رفاق، واصدقاء، وانصار الحزب الشيوعي العراقي، والقوى الديمقراطية الاخرى بشكل همجي. كنت قد اضطررت الى السفرالى بلغاريا بعد ان حوصرت في كل مكان وضاق مجال الحركة. في صوفيا جند الطلبة الديمقراطيين لمساعدة الوافدين هربا من بطش سلطات صدام الفاشية. احد الايام دفعني احدهم معلقا: "روح لذاك الفندق وهسة تلگة كل جماعتك هناك"! عندما وصلت فهمت ما يعني! شاهدت الاستاذ اديب القليچي، والى جانبه الفنانة المشهورة زوجته المخلصة، الوفية، الطيبة وداد سالم. الى جوارهم كان الفنان منذر حلمي الذي تذكرني مباشرة رغم انني التقتيه قليلا في فرقة المسرح الفني الحديث وبيت الفنانة زينب. لا اعتقد انني اخبرت الاستاذ اديب وقتها بلقائي به في بغداد، ولا اظنه تذكر ذلك. ولكننا ارتبطنا منذ تلك الساعة بصداقة دامت طويلا، وود، واحترام متبادل، وتعاون. يومها مازحته: "معقولة مصلاوي وشيوعي". فرد بجدية مصطنعة، وكانه احد شخصيات شكسبير: "اولا موصلي وليس مصلاوي! ثانيا الشيوعية مو احتكار لاهل البصرة"! ضحكنا كثيرا. واستمرت العلاقة حسب وقت الفراغ. فالاف العراقيين يحتاجون المساعدة، وانا كنت طالبا ايضا. ذهب بعدها مع زوجته الى احدى المدارس الحزبية مع اطفاله الثلاثة ميديا و .. و... ما اروعهم من عائلة. بعد سنة من هذا اللقاء اجتمعنا مجددا في مدينة روسا البلغارية حيث نقل اليها كل الطلبة الديمقراطيين، بعد مشاكل ستوكهولم، لدراسة اللغة البلغارية. منها يتوزعون الى مدن اخرى حسب الفرع، ونادرا ما يرسل احدهم الى صوفيا. لقد خصصها "الرفاق" البلغار الى طلبة الاتحاد الوطني. في روسا كلفت بتدريب فرقة المنظمة، والجمعية رغم دراستي في مدينة اخرى. توليت التدريب على الغناء، والرقص، وفعاليات اخرى. وقتها طلبت من الاستاذ القليچي ان يساعدني في تدريبات مسرحية. ورغم انه مسرحي مشهور، وقدير، ومتمكن الا انه لم يعترض ابدا على قيادتي للنشاط الفني. وداد سالم تلك الانسانه الرائعة المغرمة بالفن، التي كان ملايين العراقيين تجلس لمشاهدة تمثيلياتها في تلفزيون بغداد تقف بكل بساطة وتواضع، ودون أي اعتراض تطبق توجيهاتي، وتتبع ارشاداتي. تحملت كل ثوراتي، ومزاجي العكر احيانا، لانها تعودت من عملها الفني ان لاعلاقة للامور الشخصية بالتدريب فالمخرج، المسؤول، المدرب يريد ان تمضي الامور بشكل سلس، وتنتهي، كما يتصور. وكانت تحترم هذا الوضع بشكل عجيب يدعو للاحترام والاشادة. طلبت مرة من الاستاذ القليچي ان يحضر التدريبات ويعطيني بعض النصائح، والتوجيهات فهو الخبير القدير، والعارف المهني. فغمزني: "أي غير تگول من الاول، انا حسبالي انت ستاليني حتى بالعمل الفني". اوضحت له انني لا اريد لاحد من الشباب الذي ربما لايعرف مكانته، وخبراته، وامكانياته، ان يغلط بحقه، او يتجاوز عليه. احترم اديب القليچي ذلك التكتيك، وهو يعرف ان الالتزام الحزبي كان عاليا جدا. وهو يحضر التدريبات طلب مني ان يستمع لاحدى عضوات الفرقة، على  انفراد، وقال لنجعل منها "صولو" فيبدو ان صوتها مدرب لدرجة ما. قلت: اصبت أيها المتمرس انها من عائلة فنية، وشاركت في اوبريتات المطرقة ونيران السلف باشراف الفنان طالب غالي.اتذكر انه اخرج لها وصلة خاصة بها، نالت اعجاب الجميع، كان الشباب يشعرون بزهو كبير، وفخر لا يوصف، ان بينهم الفنانة الكبيرة وداد سالم، والفنان القدير اديب القليچي. كنت اشعر بخجل، واحراج كبيرين، وانا ارى تلك العملاقة تقف مع شابات، بعضهن، بعمرابنتها دون تكبر، ولا تعالي. كانت هذه المواقف الرائعة تزيدني حبا بهذين الشخصين.

كان بيتهم مفتوحا للجميع، كرم حاتمي. كانت له قدرة عجيبة على النكات، والنوادر، والطرائف وسرعة بديهية عالية. في "برزية" ابكى الجميع، واذهلهم في ادائه توليف مسرحي اخرجه الدكتور فاضل السوداني. كانت ايام برزية من اجمل، واصعب، واغرب ايام بلغاريا. كنا محتجزين في مركز استراحة في غابة منعزلة (سواح رغم انفنا) لان السلطات البلغارية كانت لديها معلومات ان بعضنا مستهدف للاغتيال من قبل سفارة النظام الصدامي. كان وجود الاستاذ اديب بيننا، وقتها، فرصة كبيرة لنتعرف اكثرعلى شخصيته، وامكانياته، وثقافته، وقدراته الفنية خاصة في التمثيل، والاخراج. توزعتنا المدن بعدها في بلغاريا، وحرمنا من "اللمة" الكبيرة التي ضمتنا لفترات طويلة. كنا نلتقي بين الحين والاخر في المؤتمرات، او السفرات الجماعية، او الحفلات السنوية. كان يعاني كثيرا مع وداد بسبب الابتعاد عن بغداد، والعمل المسرحي، والاجواء الفنية، وغربتهم، وفرقتهم عن الاهل، والاحباب، والاقارب. خاصة وان لهم اطفال ينشأون في مجتمع غريب، وقيم اخرى لا يرون فيه العم، والخال، او الجد، والجدة. لكنهما كانا عملاقين في الصمود مثلما هما عملاقين في الفن.

تركت بعدها بلغاريا مع العشرات من العراقيين الى السويد، ورفض وداد، واديب ترك بلغاريا. سمعت انهما تطوعا للعمل في اذاعة المعارضة العراقية اثناء انتفاضة اذار ضد الحكم الصدامي الى جانب الفنان فؤاد سالم وغيره. عادا بعدها الى بلغاريا يحلمان بالعراق الحبيب، والمسرح الشعبي، واظنهما الان يقضيان اوقاتا حالمة مع احفادهما.

انها رسالة وفاء، وتقدير، واحترام، واعتذار لسوء فهم ما، او كلمة طائشة غير مقصودة! فانا لا زلت اتذكر هذين الملاكين الرائعين ذوي الامكانيات الفنية الرائعة تمنعهما الغربة، والبعد عن الوطن من ممارسة مواهبهما، وقدراتهما البارعة. فاذا كان الوطن، وحكامه الجدد تنكروا لمن ناضل، وضحى، وقدم، ووفى لعراقه دون كلل، ولا تعب، فاولى بمن يعرفهما ان يقدم لهما العرفان والاكبار. وهناك العشرات والمئات من مبدعي شعبنا ممن فضلوا الغربة والتشرد على ان يتحولوا الى ابواق، او مهرجين لنظام الفاشيين وبقوا، وباقل، واضعف الامكانيات، واصعب الظروف اصواتا لوطنهم الجريح، وشعبهم المنكوب. انني انحني امام صديقي وداد سالم وزوجها اديب القليچي واستغل الفرصة لاقدم الاجلال، والاعتبار لامثالهما من مبدعي شعبنا الذين فضلوا ظلمة الغربة على شمس الارتزاق. لكنهم سيبقون نجوما رغم اتساع سماء النسيان.

ابو ميديا، ام ميديا احبتي:
لكم ودي، وشوقي، وتقديري، واحترامي، واعتذاري!
رزاق عبود
14/11/2009
*منذ سنين، وانا افكر بكتابة رسالة الحب والتقديرهذه. لكن تسارع الاحداث والمستجدات تبيح، للاسف، بعض الاولويات. وبسبب وضعي الصحي فلابد من كتابة هذا الاعتراف لقصورنا امام تضحيات مبدعينا. الف قبلة على جباهكم، والف وردة على صدوركم التي احتضنت الوطن، وناسه، وتراثه، وثقافته! انا لم انسكما، ولكني تاخرت كثيرا، كثيرا، في الكتابة.

الوطن الذي لا يحترم مبدعيه ليس سوى خرابة!
رزاق عبود

164
اطفال ابو الخصيب في ضواحي ستوكهولم

قطعة الجنة الملحقة بارض العراق والمسماة ابي الخصيب تبقى في الذهن خضراء ملونة فرحة عذبة عطرة مقدسة تفوح رياحين وقداح، تحمل تمرا، وتسيل عسلا احمرا، تثمرعنبا ورمانا، وتسبح اسماكا، ترفل طيورا، وقصصا لايعرفها اهل العراق الاخرين. تموج مياها، وتسطع ضوءا، تنطق بالشعر، والادب، وتطرب بالغناء، والبستات، وصوت الخشابة، وقرع الخشبة، وتتشح باردية السحر، والاصيل. اصوات شجية، واحلام وردية، وامان غضة. رسوما واشكالا وردية تفيض بالالوان، والاشجان، والمعاني، وذاكرة حية يقظة لايؤثر فيها تبدل الملامح، تغير الموقع، او امتدادات المكان. الوان قوس قزح ارتداها اطفال الفقراء خرقا لاتميزالواحد عن الاخر فكل شئ مشترك الفقر، والهموم، والالعاب، وطرق اللعب، والدرابين المتسخة. اطفال تلطخت سيقانهم، ووجوههم باتربة الازقة، واطيان الترع، و"تعطرت" ملابسهم بدخان المواقد. وجه الوطن، واسماء الاهل، وصوراصدقاء واتراب الطفولة، والاراجيح المشدودة الى سيقان النخيل. الجيران، والمدرسة، ولمة العصر، وملاعب الصبا، وبقايا تحدثك عما كان، وما حل بالانسان. الملاية ام محمود يميزها عن الاخريات هدوئها، وحزمها، وغياب الخيزرانة. اطارات السيارات، و"ويلات البايسكلات" الدراجات القديمة تدور، تتسابق مع حصان السعفة بسرعة انطلاق السيقان المتسخة المتعبة، والجائعة في اغلب الاحيان. تقافز الصغيرات فوق الحبال المصنوعة من ليف النخل، متعة اللعب، ومشاركة الاخرين تنسيهم مغص الجوع، وقرصات اذن الوالدة، وعضات الاخ الاكبر، وسخرية الاخت، و"راجديات" الاب العاطل الغاضب. طيارات الورق تصارع الريح، تقاوم في الفضاء رغم كل اغصان الاشجار، وسعف النخيل، وورق الجرائد، والمجلات الثقيل. قليلون هم من يستطيعوا شراء، او صناعة طيارة ورقية "اصلية" يشاركه فيها الجميع، ويصفق الكل لارتفاعها، ويحزن، ويصرخ لانحدارها السريع، او يتسلقون الاشجار لتخليص طيارتهم الورقية من اسرالاغصان، وسعف النخيل. غابات النخل، وعرائش الكرم، وسوباط العنب، وانواع الاشجار تحيط بالبيوت الخربة الهرمة بين تغريد البلبل وتقافز الهدهد، وكانها قرى لشعوب بدائية في اعماق غابات الامازون. لكن الحضارة معهم هناك دائما. الراديو العتيق، والمدرسة البعيدة، وضوء المصباح الخافت، الدكاكين القديمة، و"زواغير" لمهن منقرضة، واخرى لازالت تقاوم. لقد استحضر شاكر بدر العطية في معرضه الصور القديمة الحزينة، الفرحة، الجميلة، الاحلام، والامال، الصعوبات، والاحباطات، والامهات، والاخوات، حبيبات الامس المنسيات، القبلات، والصفعات. الاطارات القديمة، والدراجات الجديدة، "السيارات" المصنوعة من النفايات. الكتاتيب والمدرسة، العشق البرئ، والحب الممنوع، معاناة المراة، جهدها،حضورها الدائم، توق الشباب، عفوية الاطفال، وهموم الكبار، وفطرية المحيط. جمعها اطار الطفولة البريئة.

عندما تستحضر الريشة ارواح من رحلوا، وامال من قتلوا، والساعات الجميلة عند شاطئ شط العرب في بلم الكبار، او "سلية" الصياد، او تسلق نخلة، محاولة قفز "طوفة"، او التجمهر حول تنور الوالدة، او معاكسة الجيران. الالوان هي ذاتها شاحبة، او قوية كتقاسيم وجوه اصحابها، هي ذاتها بساتين القرى البعيدة عن صخب السيارات، والمزدحمة بملاعيب العراة، والاعيب الحفاة. فم مفتوح بصرخة الام تنادي للغداء، وقطة جائعة تنتظرفضلات الطعام، وكلب نحيف ينتظرالصدقات، وطلاب منهمكون بالواجبات البيتية. ما اجمل الحياة وانت تعيشها، كما هي، كما كانت، لا كما تريد. عندما يهرع المرأ الى طفولته لاستعادة الماضي الذي لا يعود، والبحث عن ليلاه، التي تزوجت بعد طول انتظار. تطير حمامات الامس في سماء الذكرى ويسبح بط الالوان في انهر البساتين، ويصطاد النورس اسماكه في المياه العذبة. تنساب نسائم العطر شجية بهية. تاخذك غصة، غفوة، تمسح دمعة، وجع مستطاب، تتامل، تتحسر، نحيب خافت، تطلق اهة، وتسمع ضحكات الطفولة، والكركرات البريئة، والقهقهات المشاكسة من باحات البيوت، وتعاون "النسوان" في مهام البيت، والعزف على مكانس النظافة، والتلصلص على زائر غريب، اوالتنصت لقصة لم يسمع بها احد. شواطئ الانهر التي تفيض خيرا، تستعيد صورالصبايا يعدن من الشط، اوالقطاف، يتلفتن بخجل، وحذر بحثا عن الحبيب، او العريس الموعود، او يرفلن بملابس العيد او حقائب المدارس. مع اشرطة ملونه من الملابس العتيقة تطرزرؤوسهن الفرحة. تلك الساعات التي رحلت عادت بالوان، جميلة وريشة ذكية. بساطة التكنيك، وحدة الخطوط، وقوة الالوان، ونجم سهيل ساطعا يضئ الصور، واللوحات، فوق سقوف الاماسي الصيفية الرطبة، فتتحول قاعة المعرض الى رحلة على ظهر"مهيلة" تمخر عباب بحر الذكريات، تستمتع بهدوء الليل، وتستضئ بالنجم الحنين. الظلال المتمناة تصاحبك اينما ذهبت. فالشمس هناك تبعث الدفأ، وتطلق الشعر، وتحرك الاصابع، وتصقل الحناجر، وترسم الوجوه، والظلال، والبيوت العتيقة، والنخيل الباسقة، والاشجار الحانية توفر الظلال الحبيبة ل "سفرة" وجبة نهرية. كل شئ كان هناك حتى "ماي اللگاح" والمعسل. ظلت اصابعنا تغرف في المدبس، وتترطب، افواهنا بالتمرالاشرسي، ولبن "روبة" الفلاحات. تصافحنا مع السعف، والعيون الجميلة، والسحن السمراء، ورقصات الهيوة، وضربات الطار. علي ابن محمد كان هناك. السياب، وسعدي كانا هناك!

شدة حمدان "ربيع" الكاسور، ابو خميس، وابو عتيگة بصوته الشجي. شدة السبيليات، وخليف السعيد، وهو يصرخ، يتشكى معاتبا زمانه. ملابس الراقص المنهوب، وربابة الغجري، ونياق البدوي. كان بستان ابي الخصيب الذي زرعه شاكر بدر العطية في اطراف ستوكهولم مثلما انزرعت الذاكرة، والامال، والاحلام، وتجسدت في صور بسيطة هادئة حالمة صادقة رغم صرخات الامهات، وضجيج الاطفال، وقرقعة "الگاريات" العجلات الحديدية، والبايسكلات المهترئة، ودورات دولاب الهوا. تظل لقمة الامس الشحيحة اشهى من ارقى الاكلات، وملابس الفقر الرثة "اكشخ" من بدلات "المغايز" والشعور العكشة المتربة المجعدة اجمل من تسريحات نجوم السينما. قرصات النمل صارت عزيزة، والطيور الاسيرة الجريحة تداريها الايدى الغضة، وحكايات الاحبة تدور على الالسن. استحضرت ريشة شاكر بدر العطية بمهارة الزمان، والمكان، واعادتنا لايام الحنين الراقد ابدا في القلب، المتسمر خالدا في الذاكرة. كأنه كان يحمل طفولته معه على كتفه، ويتجول بها، كما تحمل الام الحنون وليدها، والشيخ مسبحته الاثيرة. رحل بايام طفولته الى هنا ليجعل منها نصبا خالدا لذاكرة الطفولة، وحلم الوطن البعيد!

رزاق عبود
15/11/2009

165
بصراحة ابن عبود

برلمان الجوازات الديبلوماسية يمنح الفوضى والارهاب في العراق فيزه دائمية

بعد جدل طويل، ومماطلات، ومساومات، و"تنازلات" ونفاق، وصراخ، وادعاءات، وتهديدات، فارغة متفق عليها بين القوائم الكبيرة. اقر البرلمان الطائفي القومي يوم 8/11/2009 مايسمى تعديلات على قانون الانتخابات لعام 2005. كان المفروض تسميتها تنزيلات، ترخيصات، اهانات، سرقات، املاءات، تجاوزات، انتهاكات! أي شي الا تعديلات. فالتعديل المرجو، والمنتظران يتضمن التعديل الى الاحسن، اي التطوير، والتهذيب، والانصاف، واحقاق الحق، ومنع الاجحاف، وازالة الغبن. لكنه ومثل كل شئ في العراق المحتل، والمحكوم طائفيا، وعنصريا فان "التعديلات" جاءت تشويهات! تشويهات لمعنى الديمقراطية، وحقوق الانسان، والاقليات، والقوميات الصغيرة. اساءات لنضالات، وتمنيات، وتطلعات، بل ومطالبات الشعب العراقي الصابر. هضم كبير لشريحة من الشعب العراقي كان الحكام الحاليين قبل ست سنوات جزء منها، أي عراقيي الخارج. ويقدر عددهم باقل تقدير بخمسة ملايين عراقي موزعين على ارجاء المعمورة. وهم الشريحة الاكثر، وعيا، وفهما، ومعرفة بالعملية الديمقراطية لانهم يعيشون، ويمارسون الديمقراطية على ابهى صورها في بلدان العالم الحر. اضافة الى الاف مؤلفة قد يصل عددهم الى المليون، او اكثر موزعين في الدول العربية، والاجنبية المجاورة، او القريبة من العراق.

لقد ماطل الاسلاميون، والقوميون من اجل عدم ادخال تحسينات على القانون لكي يضمنوا استمرار سيطرتهم على مقدرات الشعب، مثلما ضمنوا لهم ولعوائلهم حق الحماية الديبلوماسية، والامتيازات لسنوات طويلة قادمة. وهم يتهيئون لترك العراق بيد عصابة جديدة تتحكم به لمدة اربعة سنوات اخرى لتستمر معاناة شعبه من الارهاب، وفقدان الخدمات، والبطالة، وغياب الامن، وارتفاع الاسعار، والفساد بكل انواعه. قسم العراق الى دوائر  انتخابية، وليس اعتباره دائرة انتخابية واحدة. كي تضيع اصوات القوى السياسية الصغيرة، والاديان، والاقليات، والقوميات غير الكبيرة العدد، والتي تتناقص باستمرار بسبب العنف الممارس ضدها من قبل مليشيات الاحزاب الحاكمة. لقد احتجت المرجعية، واعترضت، وانتقدت، حسب الاتفاق المسبق، لذر الرماد في العيون، ولخداع الناس بانها لا توافق على التماطل في اصدار القانون. لكنها لم تعترض، او تحتج، او تنتقد القانون الجديد الذي يضمن سرقة اصوات الملايين، وتجييرها لاخرين، تريد تلك الاصوات ازاحتهم من السلطة. لا ادري ان كان سرقة الاصوات حلال بعرف المرجعية، والاحزاب الاسلامية، والقومية حليفتها في الحكم التحاصصي. ولا ندري ان كان استلام الدعم، والتمويل الخارجي، واستخدام سلطة الدولة، والرموز الدينية ، وشراء الاصوات، والتزوير حلال. فالخداع هو سياستهم، وديدنهم، واسلوبهم، سواء في انتخابات 2005 اوانتخابات المحافظات في هذا العام. لاتوجد قوانين انتخابية تبيح مصادرة اصوات المعارضين، او امتيازات يتمتع بها البرلمانيون في أي دولة ديمقراطية في العالم. ان يوم المصادقة يذكرنا بتاريخ اسود هو 8 شباط يوم اغتيال ثورة 14 تموز المجيدة. ويذكرنا بشقي الانقلاب، وراس النظام السابق، وتبعيث الناس، وفرض بيعته بقوة السلاح. واليوم تجري اسلمة المجتمع بالقوة، وفرض بيعة جديدة. فما الفرق بينهم، وبين من ينتقدوهم من اصحاب السقيفة، او من يسمونه هدام؟! فهاهم يهدمون اعمدة الديمقراطية الوليدة بتعديلاتهم، بل بمعاول تخريبهم، وتمسكهم بالسلطة، وتقسيم العراق طائفيا، وقوميا. واتاحة الفرصة، وتقديم الحجة لازلام النظام السابق، وفلول القاعدة للاستمرار في الارهاب، والقتل، والتبشير ضد الديمقراطية. فلا ديمقراطية تقاطعها اغلبية الشعب، ولا شرعية لمن يسرق اصوات صوتت ضده، انه التزوير بعينه!

فهل التزوير حلال في عرف الاسلاميين، والانفصاليين؟؟!!

‏14‏‏/‏11‏‏/‏09‏

166
بصراحة ابن عبود

صداميون يتحدثون باسم الاكراد

عندما كتبت مقالة "في العراق لا يوجد شئ اسمه اقليم كردستان ولا قضية اسمها كركوك"! حذرني صديقي الكردي، الذي اعرض عليه مقالاتي قبل نشرها انه قد يساء فهمها. وان القوميين المتعصبين قد يردون بشكل بذئ ويتجاوزون على شخص الكاتب. لم اعتقد ان طريقة "الحوار" تصل الى هذه الدرجة من "التمدن" والسقوط الى منحدرات خلقية، والفاظ سوقية، واتهامات بالعنصرية، والقومية، والشوفينية، والبعثية. بل وصلت الاتهامات الى درجة جعلتني اقوى من حلف الناتو بحيث شاركت انا، ويلتسين، وغورباتشوف في اسقاط الاتحاد السوفيتي. والله يابه، انا هيجي مهم، وما ادري بروحي! يبدو ان "الحوار المتمدن" ترك لي المجال لاختيار التعليق "اللائق" من عدمه، واعتقد ان هذه مهمة الموقع! وانا لا اكمم افواه الناس خاصة، وان اسلوبهم في الحديث والرد يكشف دناءة مستوياتهم، وضحالة تفكيرهم، وبؤس اسلوبهم الصدامي الذي اتهموني به! الاسلوب الذي تعودنا عليه من الصحاف، وطارق عزيز، وبرزان، وصدام، وعدي، ووطبان، وغيرهم من عتاة سوقية الشتائم، والالفاظ النابية!

قبل ان استمر في الموضوع زارني صديقي الكردي على غير موعد. كان قد قرا ماكتب وجاء يذكرني بما حذرني منه. ثم قرا ما كتبته اعلاه. ضحك وقال: صحتك اهم، وهناك مواضيع اخرى تنتظر، واضاف متسائلا بحكمة بالغة: الم تقرا ماقالته العرب قديما:
                     " ولو كل كلب عوى القمته حجرا  لاصبح الصخر مثقالا بدينار"
اقتنعت برأي صاحبي وتركت الامر. لكن في الفترة الاخيرة بدأت تصل كتابات قومية متعصبة باسماء عربية تتحامل على العرب كقومية ولاتهاجم السياسيين مثلا، او كاتبا بعينه. وهي طريقة صدامية قديمة حيث نشرت كتابات، واصدرت كتب باسماء "شيوعي سابق" او "شيوعي تائب" للرد على الشيوعيين، او اسماء كردية مستعارة للتهجم على الزعامات الكردية. بل افتعلت احزابا شيوعية، وكردية!

اخرما وصلني من كتابات بعنوان: "مشكلة كركوك" بتوقيع عدنان حسين! ارسلها اكثر من مصدر نقلا عن مجلة "اوان" الكويتية، بواسطة "مركز كوردستان للاعلام العربي"! (حلو، عصفور كفل زرزور واثنينهم طيارة)! اقل ما يقال فيها انها تصب النفط على النار لتزيدها اشتعالا. فاضافة الى المغالطات التاريخية، لابد ان نشير، ان بعض الدوائر في الكويت تشجع على عدم استقرار الوضع في العراق وشاركت في اغتيال الضباط، والعلماء، والاساتذة العراقيين. وانها تنسق مع القيادات الكردية المتعصبة لابقاء الوضع العراقي ملتهبا، معلقا، غير مستقر، وعدم البدا بالاعمارلاسباب سياسية، واقتصادية، وروح ثأرية بدوية متخلفة. سبق للقادة الكرد ان اقنعوا قادة الكويت بالاصرار على المطالبة بالتعويضات. وعدم اخراج العراق من البند السابع بتنسيق مع الادارة الامريكية، كما نسقا معا لعرقلة اعادة تنظيم الجيش العراقي، وشراء انظمة دفاع جوي متطورة.لابقاء العراق ضعيفا، منكفئا، اسيرشروط الكويت، والقيادات الانفصالية وغيرهم من القوى المتربصة بالعراق، ووحدته، وسلامته.

تضمن المقال مغالطات تاريخية معروفة، وترديد ادعاءات باطلة. واهمها تحميل العرب، كل العرب، واضاف لهم كل التركمان جرائم صدام، واتهمهم بنكران الجميل. ترى اي جميل تنكرله العرب؟ اول وزارة عراقية تشكلت بعد انشاء الدولة العراقية الحديثة، التي ينسب الكاتب فضل نشوئها الى الملك فيصل بدل ثوار العشرين من العرب والاكراد. ضمت تلك الوزارة كل القوميات، والطوائف، والاديان. قد تكون مقصودة الرسالة لكنها لم تثر حساسية احد بسبب روح التسامح، والتعايش المعروف بها الشعب العراقي. ان اخر رئيس وزراء في العراق يوم 14 تموز 1958 كان كرديا. الشعب العراقي كله خرج لاستقبال البرزاني بعد ان استدعاه زعيم الثورة عبد الكريم قاسم. واول عرفان للجميل قدمه "القائد الخالد" وقوفه ضد ثورة تموز ومعارضته قانون الاصلاح الزراعي، وتعاونه مع البعث، والشاه، واسرائيل ضد حكومة الثورة في العراق. وفي الوقت الذي فرط الحزب الشيوعي العراقي في الستينات بعلاقته بعبد الكريم قاسم، وكان بامكانه ان يقفز الى السلطة لو وقف موقفا انتهازيا، كما وقف القادة الاكراد يوم 8 شباط 1963 يوم ذبحت ثورة تموز. كانت قوات البرزاني تطارد، وتعتقل، وتقتل الشيوعيين وغيرهم من الفارين الى الجبال. شاركت العصابات الكردية قبلها في احداث كركوك، والموصل، والقوا بكل العبأ بعد ذلك على الشيوعيين، والمسيحيين. في السبعينات تركوا الشيوعيين اقوى حلفاء الاكراد، والمدافعين الوحيدين عن حقوقهم القومية يواجهون صدام لوحدهم. وارسل عيسى سوار اقرب مقربي الملا جثث الشيوعيين والديمقراطيين ممثلا بها عرفانا بالجميل. ثم مجزرة بشت اشتان البشعة، وجرائم فظيعة اخرى.

نريد ان نذكر كاتب المقال، او من اشترى اسمه، او سرقه، ان "القادة" الاكراد اول من ترك كركوك اثناء انتقاضة اذار 1991. والكل يتذكر تصريح الطالباني، وقتها، اننا حررنا كردستان وعليهم تحريرعراقهم! وتنكروا لثوار العراق في الوسط، والجنوب. بل غدروا بهم. وقتها اعلنوا ان اربيل، والسليمانية، ودهوك هي "كردستان" العراقية التي توسعت اليوم لتضم نصف محافظات العراق. وقريبا سيعلنون ان بغداد هي عاصمة كردستان الكبرى. مادام مجرم بشت اشتان رئيسا للجمهورية والعميل الاسرائيلي هوشيارزيباري وزير خارجية دولة العراق الكردية، وثلاثة ارباع الوزراء، والسفراء اكراد، او من حلفاء الاكراد. نقصد بالاكراد هنا القيادات الكردية. بعد قمع الانتفاضة هرب الطالباني، والبرزاني الى الخارج مع غيرهما من "الزعماء" تاركين الاكراد يعانون الامرين! ثم عادا يقبلان يدي صدام امام الملآ! فمن ياترى ناكرالجميل يا سيد عدنان حسين؟؟؟ وهل قرات تاريخ العراق جيدا؟؟ هل نسيت ان القبائل العربية، والمدن العربية استقبلت الاكراد المهجرين، واولتهم الرعاية، والكرم نكاية بصدام وعصابته؟ ام نسيت مظاهرات "السلم في كردستان" التي اخرجت الزعيم قاسم عن طوره؟؟ ام نسيت شعار"الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان" الذي رفعه العرب في العراق؟؟ ام نسيت، او تناسيت ان من هاجم القرى الكردية ودمرها وسلب "الاكراد" الفيلية على الحدود، وفي البراري، هم الجحوش حلفاء البرزاني حاليا، وعينهم وزراء، وسفراء، وهم صداميون اكراد مثل الذين يكتبون الان ويحاولون التاثير على الاخوة العربية الكردية والنضال المشترك الطويل للشعب العراقي بكل مكوناته؟؟؟ وان جمهورية 14 تموز التي شاركوا في اغتيالها ثبتت في دستورها ان العراق وطن مشترك للكرد، والعرب؟

رغم كل الاساليب القذرة، والاعيب التخريب، والتاثير النفسي، ومحاولات التمزيق سيبقى الشعب العراقي يردد: "هالوطن شركة لاكراد وعرب، گلوبنا تهتف سوه جنوب وشمال)! فليس في العراق اقاليم قومية، او طائفية، ولا مشاكل حدود بين المدن غير التي يفتعلها الانفصاليون بتوجيه معلميهم، واسيادهم في اسرائيل، وينشرون مستوطناتهم الكردية في كركوك، والموصل، وديالي، والكوت، وصلاح الدين، وغيرها. اقرا التاريخ جيدا حتى لا تكون ناكرا لجميل الشعب العراقي المتاخي!!!

رغم كل المقالات المدفوعة الاجر، مهما علا اجرها، ومهما اختلف مصدرالدفع. فان صديقي الكردي اصر ان اضيف هذه العبارة:

"هربچي كرد وعرب رمز النضال"! 

167
التيارالديقراطي، والاعصارالاسلامي القومي
 
من اجل توفيرامكانيات النجاح في الانتخابات القادمة!

الانتخابات البرلمانية االقادمة على الابواب، اذا لم تؤجل كما ادعو واتمنى، وعلى القوى الوطنية بكل مشاربها ان تستفيد من تجربة الدورة البرلمانية السابقة، ودروس الانتخابات المحلية الاخيرة. فلقد رفضت القوى القومية الكردية، والاحزاب الدينية الشيعية، قبل الانتخابات السابقة، دعوة الحزب الشيوعي العراقي وقوى وطنية اخرى لتشكيل جبهة وطنية عامة(قائمة شاملة) تدخل الانتخابات على شاكلة تجربة مجلس الحكم. لكن القوى الاسلامية الطائفية، والقوى الكردية القومية الانفصالية، كانت قد قررت تقاسم العراق فيما بينها. فادخلت العراق في حرب طائفية لعينة راح ضحيتها الاف القتلى، والمعوقين، وملايين المهجرين والمهاجرين. وتعثرت العملية السياسة طويلا، وانعدمت الثقة بين القوى المساهمة فيها. وازداد الشقاق، والتباعد حتى بين اقرب حلفاء الامس. بسبب سياسة التهميش، والعزل، والاقصاء، والمحاصصة، وتقاسم المناصب والمنافع، وكل الدولة، كغنائم حرب. وازداد الوضع حدة خاصة بعد تقسيم البرلمان الى كتلة سنية، وكتلة شيعية، وكتلة كردية، وغاب العراق. ورغم المحاولات القائمة حاليا، وكثرة الدعوات والجهود لاقامة تحالف وطني شامل ينبذ الطائفية والمحاصصة، فان الائتلافات الجديدة، والقوائم المعلنة لاتختلف كثيرا عن التحالفات الطائفية والقومية الضيقة والمناطقية والعشائرية لتثبيت تخلف العراق عن ركب الحضارة ولابقاء الهدف الديمقراطي والدولة الحديثة والنظام العلماني المتمدن بعيد المنال. ويبدو ان القوى اليسارية، والديمقراطية لازالت هي الاخرى تعاني مشكلة عدم الثقة، او علة المبالغة بحجمها ودورها او، وهو المرض المزمن، لازالت تريد فرض برنامجها كاملا على من تتحالف معه. ان تقدم برنامجك للتفاوض هو غير ما تريد التوصل اليه في نهاية المفاوضات والمباحثات بعد تقديم التنازلات والمساومات الضروية للوصول الى اتفاق، ولضمان استمرار التحالف حتى بعد الانتخابات، ولتجنب الاخطاء القاتلة في تجربة القائمة العراقية الوطنية وما شابها من تعثر وتبعثر.

فعلى الحزب الشيوعي العراقي، مثلا، ابرز واهم قوى التيار الديمقراطي، ان صحت التسمية، ان يحاول اعادة وحدة الحركة، والاحزاب، والقوى، والتجمعات، والتنظيمات الشيوعية في البلد، وتخليصها مما علق بها من ادران قومية انفصالية، اومتطرفة انعزالية، او اوهام مغامرات ثورية. صحيح ان الحزب الشيوعي لم يعد حزبا جماهيريا كما كان في السابق، لكنه لا زال يحظى بالاحترام، والتقدير من اوساط الشعب الثقافية والسياسية، وحتى القوى الدينية. ومعروف ان الشهيد سلام عادل اعاد توحيد الحزب قبل ان يستطيع توحيد وتجميع القوى الوطنية والقومية في جبهة الاتحاد الوطني التي مهدت لثورة تموز.

كما ان القوى الديمقراطية لا زالت متفرقة، والسبب هو الموقف من الاحتلال، والمشاركة في الحكم، والعملية السياسية. لكن اغلب القوى الان تقر بضرورة المشاركة، وهذا الامر يشمل ايضا التنطيمات والشخصيات اليسارية بمختلف منابعها، لعزل او تحجيم القوى ذات الاتجاه الاستبدادي. وامكانية وضرورة استغلال التفكك القائم بين القوى الدينية، وهي ظاهرة ليست مؤقته بسبب اختلاف مذاهبها ومرجعياتها، والتنافس على كسب الكتلة الجماهيرية ذاتها. واهمية جذب العناصر الدينية المتنورة المؤمنة بالتعددية، ونبذ الطائفية، ورفض التدخلات الخارجية من اي صوب، وتحديد موقف واضح من ضرورة انهاء الاحتلال، والاستقلال الكامل باسرع وقت. ان قوى المستقلين المنحدرة من مختلف المشارب تزداد اتساعا. كما ان القوى الشيعية والسنية المستقلة المتنورة التي شاركت في تجربة مجلس الحكم، لا زالت تملك تاثيرا ازداد بعد ان تجلت مخاطر الاحتراب الطائفي الذي وقفوا ضد اجنداته. هناك شخصيات دينية، وسياسية، وثقافية، وعلمية، وقانونية، ونقابية، مستقلة، ومنظمات المجتمع المدني، ومنظمات جماهيرية اضافة الى تجمعات التركمان، والمسيحيين، والايزيديين، والشبك، والصابئة، والفيلية، وكلها تجمعات تثق بالتيار الديمقراطي وتحترم مواقفه. ان اطراف كثيرة من حزب الفضيلة وبعض التيارات الصدرية ترغب في ان يكون الاتجاه ديمقراطي علماني، وعراق للجميع وكذلك الكثير من التجمعات العشائرية، والصحوات، وبعض الاحزاب الكردية غير الخاضعة لنفوذ الحزبيين القوميين الكبيرين. ان تفتت الائتلافات الطائفية الشيعية، والسنية، والقومية الكردية يفتح افاقا واسعة لتجميع وتشكيل ائتلاف وطني كبير قد لا يكون الاقوى في الظروف الحالية لكنه بالتاكيد سيكون مؤثرا. ان جمهرة واسعة جدا من "المرغمين على البعثية" تنتظر متل هذا التحالف الواسع لتنخرط في العملية السياسية، وخدمة الوطن. بعد فترة من الترقب، والخوف، وارتداء ملابس اسلامية ضيقة عليها، او الهروب خارج الوطن. ولمنع فلول النظام السابق من ابتزازها، ومحاولة جرها لاعمال تامرية اجرامية ضد الاتجاه الديمقراطي. وليس بالضروة تسمية هذا التحالف الواسع  بالتيارالديمقراطي، او اليساري، او ما شابه فالتحالفات التي قامت في امريكا اللاتينية، وفيتنام، وكمبوديا، ولاوس، وجنوب افريقيا، وحتى فلسطين لفترة من الزمن اخذت طابعا وطنيا عاما. وظروف العراق الان هي مشابهة لما قبل الجمهورية، اي مهمات التحرر، والاستقلال الكاملين، وبناء الدولة المؤسساتية غير المؤدلجة وهذا اطار عام يتفق عليه الكثير ما عدا الاحزاب الطائفية والقومية الانفصالية التي لا تفكر الا بتاخير انجاز هذه المهمات واستمرار التصيد بالماء العكر. وضرورة وضع برنامج واضح لهذا التحالف المرجو يستمر لما بعد الانتخابات، ككتلة برلمانية معارضة، او الفوز في الانتخابات والحكم سوية حتى لا تتكرر مآسي ما بعد ثورة تموز 1958، واخطاء تجربة التحالف مع علاوي، وقائمته العراقية. وما اشبه اليوم بالبارحة.

ان الامر ليس مجرد احلام، واماني، وتصورات خيالية، وحديث صالونات، بل يحتاج الى جهود متواصلة ومضنية، وعلى مختلف الصعد والمستويات، وتقديم تنازلات صعبة وقاسية. لكن مصلحة العراق اهم من اي مركز، او موقع، او اعتبار. فالشهداء قدموا حياتهم ليس من اجل المناصب، والمواقع، بل من اجل غد افضل للعراق الحرالديمقراطي. فهل يستمع الوطنيون الشرفاء، ام سينتظرون اكتساحهم من قبل التسونامي الديني والقومي المتعصب. ثم ينتقدوا تشتتهم، وتفرقهم، وتمزقهم بعد فوات الاوان؟؟!!

رزاق عبود

168
بصراحة ابن عبود

الكراسي الذهبية للوزراء وحال العراقيين الفقراء

الفضائيات العراقية، والعربية صايرة "بگد الدود" وكل يوم يطل علينا وزير عراقي معدل، وكاشخ، وعلى اخر موديل. واكيد رايح للحمام، وشابع فرك من الدلاك (يبرج برج)! مستشار الاناقة الامريكي يقف جوارالمصور. وملقن الاجوبة الطائفي يقف خلف الستار. كل كراسي صدام الذهبية تلقفها الوزراء الجدد. يتربعون عليها كالسلاطين. كرسي ذهبي، وخشب ابنوسي، ومزهرية اثرية، او صينية، او كريستال مستوردة خصيصا للمناسبة من ارقى محلات الاثاث المنزلي في اوربا. اكيد من غنائم الفرهود. تحف راقية تتوزع المكان، او تستقر على المنضدة الفخمة. بدلة عريس، قاط محترم (توة مفصل، والخياط لو ايراني، لو لبناني لان الخياطين العراقيين مهاجرين لسوريا). ربطة عنق لماعة صارخة الالوان عريضة "المنكعين" بس الله يدري بيش؟!

حضرة /سعادة/ فخامة الوزير يتلقى الاسئلة بابتسامة عريضة، وثقة اكيدة، بان الاجوبة، صح لو غلط، لن تؤدي الى اقالته، او محاسبته فهو اما من حزب رئيس الوزراء، او حلفائه! او ضمن المحاصصة، ووظيفته ثابتة الالوان. عندما يبتسم يكشف انه، يفرش اسنانه العاجية، بمعجون اسنان مستورد من باريس، او لندن، او واشنطن او جايبينه صوغة من دبي. الله يرحم معجون عمبر وسمير. ما ادري وين صفا بيهم الدهر؟! بين الحين والاخر يراقب وضع ياخته، وانبساط رباطه، ويمسح خده ليتاكد من ان العطرالفرنسي القوي راح يسطر الصحفي، ويخليه يدوخ بالاجوبة قبل ما هو يدوخ بالاسئلة. تسريحته الهوليودية مثل نجوم الافلام. ودهون الشعرالان انواع، وليس فقط برايل كريم العتيگ، او وازنين مال المشگ، من چان بسوريا، لو ايران! ربما هاي من بركات اللجوء عند دول الكفار! كل حين يرفع يده، ويبرز اصابعه لتبان الخواتم "الرجولية" وفصوص الاحجار الكريمة الغالية الثمن من تبريز، واصفهان، وطاشقند تزيد من وزنه ورونقه تتناغم مع حبات مسبحته الكهرب. على اساس الاخ كان بالحج ويذكر الله طول الوقت! وهو في الواقع يعد دقائق اللقاء، او مليارات الفساد، او عدد البيوت التي استولى عليها. صورالابناء، الاولاد فقط طبعا، تتوزع المكان، وبأطر تكفي اثمانها لاشباع مئة عائلة عراقية جائعة. خدوده مورده(يلمع لمع) عبالك جاي من غسل وتشحيم، مو من بلد الازمات. على منضدته الفخمة علبة فخمة تشير الى انه "يدخن" السيجار الكوبي بدل سيجارة العامة! زمن!!!

كل مرة اعيش هذا الكابوس عندما اضطر (انطر) لمشاهدة مقابلة، لقاء، مواجهة مع احد "قادة" بلدنا الجدد. اواحد وزراء حكومتنا "الوطنية"! واحدهم "چنه چلب سفارة" على گولة المسرحية الفكاهية العراقية القديمة. طبعا لم ار احدا منهم مرة يقف ليودع ضيفه كما تقتضي الاصول، والعادات، والقيم، والوصايا، والاخلاق الاسلامية الملتزمين "كلش" بيها. كيف يقف، وهو يمثل القانون، والسلطة، والهيبة، والجاه، والنفوذ؟! يمثل السلطات التشريعية، والتنفيذية، والقضائية، زائدا "الشرعية"! كلهن بيده، لانه يمثل المحاصصة، وهي مسيطرة على كلشي (حلقات وليس سلطات) وحدة مربوطة بالثانية. مثل مسبحته المستوردة. اما "وهم" السلطة الرابعة فهذه حبوب مهدئة للصحفيين، مثل النوام اللي كانو ينطوه ايام زمان للجهال حتى يخلصون من عياطهم (مخدرات اسلامية).
 
ترى اين يعيش هؤلاء الوزراء، والمسعولين؟ على أي كوكب؟! فكل الاذاعات، والفضائيات، والجرائد، والمقابلات، وميكروفون الفيحاء تتحدث عن فقدان الخدمات، والامان، والادوية، وانقطاع، الكهرباء، وتاخر الرواتب، وقلة التقاعد، وموت الاطفال، وانتشار الاوبئة، وشحة المياه، وتلوثها، وغلاء الاسعار، والقاذورات، والتفجيرات، و... و... و! في حين ان الواحد منهم طالع على الشاشة عبالك "عروسة جامخانة" معدل، مكمل، مزوگ، حاف حواجبه، وصابغ شعره، لابس على اربع، وعشرين حباية.عين الحسوب بيها عود! ترى اين هؤلاء من قصة عمر بن الخطاب، الذي يلعنونه صباح مساء، وهو يشعل النار تحت قدر الأمرأة التي كانت تحاولة انامة اطفالها الجوعى؟! واين هم من علي بن ابي طالب، الذي يخيط نعاله بيده، ولا يستلم راتب من بيت مال المسلمين، بل يعيش من ريع بستان صغير يملكه؟! او من ابي ذر الغفاري الذي نفي الى الصحارى لانه قال: من كان جائعا فليخرج الى الناس شاهرا سيفه. بس هو يفيد الحچي وي  هيچ عالم ما تستحي.؟!

اخر مقابلة استفزتني اجرتها فضائية الفيحاء مع مستشار الامن الوطني السابق موفق الربيعي، وهو يتصنع البساطة، ويتحدث عن ان "النضال" ضد النظام السابق في "لندن" كلفه الكثير! فهو لا يملك سوى ثلاث معامل في لندن، واخر في هولندا، وملايين الدولارات في عمان، ودمشق، وطهران، وبيتين في الكاظمية! احدهما قصرا على نهر دجلة بهر صحفي الفيحاء، واضطر مندهشا ان يسال عنه. ولكن "البسمار" ما فاد، فقد بقي الصحفي مثل بقية الشعب العراقي حافيا، في حين يتمتع فرسان الاسلام، والديمقراطية الجدد بقصور تنافس قصور سلطان بروناي. لعد ليش تحچون على ابو حلى؟! هذاك هم چان فگر، حافي، ودشداشته مشگگه، حسب رواية، خيرالله طلفاح التي كلفته حياته! وبعدين صار ريس بشعارات، وريش، ومناصب، ونجوم، وقصور، ونياشين، وخدم، وحشم، وحماية، بعد ان "ناضل" طويلا في "القاهرة"! والمشكلة يسمون انفسهم معارضين. اكيد حسب معادلة الرياضيات الجديدة التي ابتدعها طريف عراقي:

معارض سابق + مقاول = وزير جديد

169
كيف تغرب يا ابو شروق؟؟!

عناوين، واخبار، وصور مؤتمر الانصار الابطال الخامس في بغداد الصمود تغطي كل المواقع الشريفة. وانا اجلس كل حين اعيد مشاهدة الصور ابحث عن ملامح ابو شروق. اتفحص الوجوه وفي القلب غصة! ترى هل دعوه؟ هل حضر؟ هل التقى برفاق دربه؟  هل قبل ثرى بغداد؟ شيئا غامضا من الالم يعصر قلبي، ويخنق صدري، ويعسر انفاسي. فانا لم ار ما اريد رؤيته. ولم يكن هذا هو السبب الوحيد كما تبين! كنت في المستشفى في مراجعة روتينية شهرية. صحوت بعد فترة، وانا في قسم الطوارئ.لافته صغيرة تشير الى " قسم القلب". بعد اغفاءة، او غيبوبة، لا أدري! وجدت نفسي في ردهة الانعاش السريع للازمات القلبية المفاجئة. اول من فكرت به من دون كل الدنيا، كان الحبيب ابو هافال، ابو هشام، ابو شروق، حبيب الكل محمد خلف مجيد. فكرت هل سارحل دون اراه؟ لقد وعدته بزياره في منفاه الصحراوي الرهيب! اكثر من مرة حاولت اقناعه بالتوجه الى اوربا. كان دائما يقول: انا اسير في اتجاه واحد اسمه العراق. وبعد السقوط، نفس الجواب. وقبل اسابيع كان نفس الحديث. عاتبني برفق قائلا: "لست انت من يشجعني على الغربة الابعد يا ابو نوار! حالما تستقر الامور ساكون بين اهلي في بغداد. ولولا وضعي الصحي لسافرت اليوم ولكني لست مغامرا، ولا اريد ان اكون عالة على احد". كان هذا اخر حديث لي معه.  امس خرجت من المستشفى. كان الوقت مساءا، متعبا حد اللعنة، لكني اصريت، ان اتصفح البريد، وموقع ينابيع علني ارى صورة ابو شروق، وبدل صورته الباهية ينشرون الخبر الفاجعة، خبر غروبه. انهارت قواي من جديد، ورحت الطم على راسي دون وعي!  لم اصدق الخبر! ربما تشابه في الاسماء، قد يعتذرون غدا عن الخطأ! لكن برقيات النعي تعددت. ترى هل سمعت صوتي ايها الحبيب، وانا اصارع الموت؟ هل لبيت ندائي فخذلتك مع الاخرين، عشت انا، ورحلت انت؟ لم انم تلك الليلة، وعيون الابناء القلقة، تهفوا نحوي بين فترة، واخرى. هل نتصل بالطوارئ؟ هل تعود الى المستشفى؟ وهم لا يلقون جوابا، تمنيت، ان تعود النوبة، الازمة، الذبحة، السكته أي شئ حتى التقي الحبيب ابو هشام. اشاركه رحيله، مماته، سفره نحو الخلود فلم اشاركه الامه التي اخفاها عني.
 
يوم 4 تموز2009 يوم الثقافة العراقية في ستوكهولم التقيت احد الاصدقاء الانصار. سالني عن كتابه. اجبته: قرات كل كتابات ابو شروق هل تعرفه: اجاب باحترام كبير ومعزة، واضحة: ومن لا يعرف ابو شروق؟ سبقنا جميعا الى مواقع الانصار لقد بنى الكثير من المواقع بيده! لكنه انتقل للاسف الى موقع اخر بعد فترة قليلة من وصولي ولم اعمل معه كثيرا. لكننا كنا نسمع عنه، ونعرف بطولاته، ونقدر مواقفه، فدوره لا ينسى! سألته: الا يمكن دعوته للحديث عن تجربة الانصار وبناء قواعدها. في الاقل ليخرج من جحيم منفاه الصحراوي، ربما نجد له امكانية العلاج. او تغيير الجو ولو لفترة قصيرة. انه يستحق اكثر من غيره. فهو بطل دون ادعاء، ومضحي دون منه؟! اجابني النصير: اتفق معك، انها فكرة جيدة! ولم لا؟! ساطرحها على الرابطة، او النادي!! ورحت احلم، ان ارى البطل يكرم ولو بدعوة للحديث عن بطولات الاخرين فهو نادرا ما تحدث عن نفسه! وكأي "فكرة جيدة" ماتت في حضن التمني، واسلمت الروح في طابورالانتظار. ورحل الرفيق البطل دون ان يحقق له رفاق دربه هذا الحلم. حلمي! تركوه وحيدا طوال هذه السنين. لم يسعفوه بدعوة، او ذكرى،او مناسبة.
 
اقترحت عليه الكتابة عن تجربة الانصار،لانني اقرأ لمدعين، وقد سمعت انه من اوائل الذين كانوا هناك. وعدني بعد الحاح وبدأ يكتب. قلت له اكتب عن اللذين رحلوا بشكل خاص، وعن الذين يعانون في دول شتى وحدهم، ولا يذكرهم احد. اخبرني بعد فترة: "كنت قد سمعت ان نصيرا كان معنا، يعيش في صحارى افريقيا اتصل بي بعد ان قرا ما كتبت فرحا، ان هناك من يتذكره". واليوم اقرأ اسطر قليلة عن حياة حافلة بالتفاني تنعى النصير، البطل، الفقيد، الرفيق، المناضل، الزاهد، المجاهد. لقد تعودنا ان نذكر اصحابنا بعد موتهم. اساتذة في اخبار النعي، وكلمات المواساة، وخطب الرثاء. نحضر مجالس العزاء، ندعي الحزن، نتصنع الوقار، نجلس بصمت، او نتهامس مع بعضنا، نشرب القهوة المرة، ونقرأ الفاتحة، ثم نفترق، ونعود لحياتنا العادية، دون وخز ضمير، دون عتاب لانفسنا، او لبعضنا دون اعتراف بذنبنا، بخطانا،او قصورنا. وننصرف بانتظار مجلس عزاء اخر لرفيق، فقيد، شهيد، عليل، قائد، مربي، صديق، غريب اخر. سيكتب بالتأكيد الكثير عن ابو شروق من قبل رفاقه الذين يذكروه بخير. لم التق باحد ذكره بسوء ابدا! سينعوه في المواقع وجريدة حزبه، وربما تقام له مجالس عزاء، واربعينية، وتأبين. فنحن بارعون في الشكليات. لكن حال محمد خلف مجيد حال الشاعر الذي افتعل موته، فرثاه احدهم  فكتب له:
       اراك بعد مماتي جئت تندبني    وفي حياتي ما زودتني زادا
 
كم يا ترى مثل محمد خلف مجيد يردد هذا البيت العميق المعنى، والاثر وكم من الاحباط،  واللوعة، والالم، والحسرة، والشعور بالغبن يحمل البعض،عن حق، بسبب هذا الاهمال/التنكر/ التناسي/ التجاهل، مقصودا، او غفلة. نطالب الحكومات، والسلطات، والدوائر، والوزارات بالاهتمام بالكفاءات، والابطال، والمناضلين، وتكريم الشهداء، ورعاية ذويهم، وننسى نحن الاهتمام، او تكريم، او مجر ذكر مئات الجنود المجهولة، والمعروفة الذين لولاهم، لما رفعنا رؤوسنا. لولا الانصار، وبطولاتهم ما قمنا من كبوتنا، وما اعدنا الثقة بانفسنا! لكن كم واحد منهم قدمنا له وساما، كتاب شكر، التفاتة، دعوة، سؤال، زيارة، علاج، مساعدة. لقد وضعوا ارواحهم على اكفهم من اجلنا، من اجل المبادئ المشتركة، ولكننا وضعناهم على الرف.
 
انني اخاف، واخجل ان اتصل بالبطلة المنكوبة الصبورة ام هافال، فماذا أقول غير: انت بطلة مثلما كان بطلا، انت رائعة مثلما كان محمد رائعا، انت صبورة، ساكتة، راضية، قانعة مثلما كان محمد صبورا ساكتا، قانعا، راضيا بمصيره. انت مناضلة قوية مثلما كان محمد. انت ام عظيمة مثلما كان محمد ابا عظيما. انني اتشرف بتقبيل اثر قدميك لتغفري لنا جفوتنا، وغفلتنا، وتجاهلنا، وتناسينا، وتنكرنا، واهمالنا، حبيبنا محمد وعائلته، فلقد تعودنا ان نذكر احبتنا عندما يرحلون فنحن امة الرثاء، وشعب البكاء، وحزب الشهداء، ورفاق الادعاء. اعذرينا، نحن من ندعي، اننا اصدقاء!!
 
لن اقول وداعا ابو هشام فانت البقاء، ونحن الفناء!!
كم تمنيت اننا تبادلنا المكان لبعثوا فيك الحياة، ورحلت انا فعندك الكثير مما لم تقله يا نبع الحقيقة، والصفاء، والبطولة، والشرف، والكرم، والتواضع، والفداء، والتضحية!
لماذ يتمت الشمس يا ابو شروق؟؟؟!!!
رزاق عبود
13/8/2009
 
ملاحظة مهمة جدا:
عذرا لمن تمسه كلماتي، فهناك من يكابر على الحقيقة. اعذروا صديق مفجوع!!
 


170
بصراحة ابن عبود
 
هم سادة، وهم حرامية، وهم عيونهم وكحة!!

اثارت او اعادت حادثة السطو على بنك الرافدين في منطقة الزوية في بغداد التساؤلات، والاستفسارات، والشكوك حول العلاقة بين السرقات الكبرى، والفساد، والحرمنة، والسطو على المال العام، والاستيلاء على الاراضي والبيوت، والتجاوز على املاك الدولة والمواطنين بدون وجه حق، وبين الاحزاب الاسلامية. فهؤلاء جاؤا ليسرقوا، وينهبوا، ويقتلوا، ويخربوا، ويفرقوا، ويمزقوا، ويزرعوا الفساد في الارض. لقد شوهوا العملية السياسية كما شوهوا وجه انتفاضة اذار 1991. فقد دخل وقتها فيلق بدر العميل الى العراق، واعاث بالارض والبشر نهبا، وقتلا، ونقل الوثائق، والاموال، والمعدات، والاسلحة، والمعامل المفككة، والادوات، والعدد الى ايران، بالتعاون مع حلفائهم من غلاة القوميين في الشمال. وهو امر كرروه  مع غيرهم من العصابات الدولية، والجيوش الغازية وجلهم من المرتزقة. والعلاقة المشبوهة الثانية هي المال السياسي الذي جاء، ولا زال ياتي من عمليات النهب، والسطو، والقتل، والاختطاف، وانتزاع الفدية، والابتزاز، وجباية الديات، و"الفصل" باسم الدين، والشريعة، والثأر، والمظلومية و..و..و.. فاضافة الى الاموال القادمة من الخارج، والتي قدمت كبطانيات، واكياس طحين ورز، وفانيلات، وعلب زيت، و"ورقات"، و "دفاتر"، واجهزة تزوير، ووسائل، وادوية ازالة الحبر الانتخابي، ووعود بالامتيازات، وتهديد بالعقوبات، و. .. و... وصور، وملصقات، ومطبوعات، ومقرات، واساليب دعاية، تعجزعنها الحملات الانتخابية في اغنى الدول الاوربية.
 
بعد ان صيدوا "صيدة الفار" هم، وما سرقوه، وكشف اللصوص اسيادهم من "احفاد" ال البيت من ذوي العمائم السود، والبيض، والخضر، وكل الوان الطيف النهبي. وسبق ذلك اصطياد عمار الحكيم، ووكلائه في مطارات دولية، او على الحدود مع دول "الجوار" وبحوزتهم ملايين الدولارات. ترى هل ياتي مغرض، او منافق، او في الاقل مغفل ليصرح بعد كل هذه الفضائح،  بعدم وجود تزوير، وعدم تدخل المال السياسي؟! وهل سيسأل ساذج عن مصدر الفساد المالي، والاداري، والاخلاقي، وتاخر الاعمار، وفقدان الخدمات، وتقلص الحصة التموينية، وانقطاع الكهرباء؟! فالحرامي(المعممين السمان) يفعل كل شئ في سبيل اخفاء جريمته وزيادة غنائمه!
 
ايام زمان كان الحرامية الصغار يسرقون الاغنياء فقط، ويقال انهم اذا ذاقوا طعام البيت امتنعوا عن سرقته لانهم اكلوا من زاد اهل الدار وحرم عليهم سرقته. حتى لصوص الامس اشرف من غزاة، وعملاء، وعلماء، وسادة، وحكام، ونواب، ووزراء، ومعممي، وقادة اليوم! ترى هل ستصدر فتوى بتحريم، او تحليل السرقات الشرعية؟؟!! وهل سيعتذر ذوي العمائم، وخدمهم، من الافندية، عن سرقة اموال الناس، وقتلهم حراس المال العام، وتهديد من كشف امرهم؟؟ واين هم ممن يدعون الانتساب اليه، والقائل:" لوسرقت زينب بنت علي لقطعت يدها"!  ومعروفة قصة طرد امين صندوق مال المسلمين، واعادة ما استعارته زينب! فهل سيطرد المالكي الحرامية من حكومته، وتحالفاته؟! ام سيطردهم الشعب العراقي من البرلمان، والحكم، كما طردهم من مجالس المحافظات تمهيدا لطردهم نهائيا من البلد، او ملأ السجون بهم، لتمتلأ ارض العراق أمنا، وامانا، وتستخدم الاموال لاعمال الاعمار، وليس للارهاب. لو "واوي حلال و واوي حرام"
 

171
بصراحة ابن عبود

اشرب ماي والعن خامنئي!


يتذكر العراقيون، والمسلمون الشيعة في العالم، كل عام، واقعة الطف في كربلاء. حيث حوصرت المجموعة الباقية من انصار الحسين، واغلبهم من اهل بيته، ومنع عنهم الماء كاسلوب عسكري لتحطيم قواهم الجسدية، والمعنوية، وكوسيلة لاثارة الخلافات الداخلية واللعب على جوانب ضعف الصمود عند البعض. وقد تعود العراقيون استذكارا لهذه الواقعة، وربما، استغفارا، وتكفيرا لانهم شاركوا جيش يزيد بحرمان الحسين بن علي واهله من شرب الماء. فخلال الايام العشرة الاولى من شهر محرم (عاشوراء) توضع اواعي الماء الفخارية (الحبوب) وغيرها امام البيوت، والجوامع، والحسينيات، والمحلات، وغيرها ليستقي منها العطشى. وكثير من الناس يصيح، ويصرخ، وهو يوزع الماء: "اشرب ماي وانعل يزيد". ولايلعنون انفسهم لانهم يحرموننا من الماء السبيل خلال بقية ايام السنة. كان المسيحي العم ابو باسم صاحب مطعم الحمام في منطقة بريهة بالعشار في محافظة البصرة هو الوحيد الذي يبقي "حب" ماء السبيل اشهر عديدة رغم انه يؤثر على مبيعاته من "البارد" البيبسي والكولا، وغيرها. واليوم تتبجح ايران بانها حامي حمى الاسلام، وتطالب باقامة ولاية الفقيه في العراق، واعادة التحالف الشيعي، وابقائه في الحكم الى يوم الدين. وانها ملاذ المسلمين  الشيعة، وهي السند، والعمد لمحبي آل البيت! وتذكرنا كل يوم بعطش الحسين. كل هذا لا يمنعها من منع الماء على سكنة الفرات الاوسط، من الشيعة، وتجفف انهر، وسواقي الفلاحين العراقيين على جانبي الرافدين، وكلهم من المسلمين. فمنذ جاء حكم الملالي الي السلطة قام بتغيير مجرى 42 نهرا كي لا تصب في العراق خلاف القوانين الدولية، والقيم الانسانية، والاسلامية ومتبعين سنة يزيد بن معاوية. رغم انهم يلعنونه صباح مساء. لايهمهم امر ملايين من العطشى، وكلهم من اتباع اهل البيت الذين يلعنون هم ايضا يزيد كلما شربوا ما تبقى من الماء الخابط القذر الملئ بكل انواع الجراثيم، والميكروبات.

اذا كان جيش يزيد منع الماء عن جيش الحسين لاسباب عسكرية وهي مخالفة لقوانين الحرب المعاصرة. فكيف يبرر اتباع اهل البيت الحاكمين في ايران من اعداء يزيد فعلتهم القذرة هذه بحق اتباع الحسين واعداء يزيد في العراق؟ ولماذا يصمت عملائهم، ومواليهم، ومريديهم من الاحزاب الشيعية على هذا القتل اليومي لشيعة العراق؟ وصلت بهم الوقاحة ان طالبوا الشعب العراقي الجائع بتعويض ايران مليارات الدولارات عن حرب استمر فيها الخميني معارضا الارادة الدولية. ولا يرفعون اليوم صوتهم لمطالبة اصدقائهم، واولياء امرهم في طهران، ولو التوسل لفتح قليل من الماء للشرب وليس للزراعة او الرعي الذين تدمرا بشكل شبه كامل. واصبح التصحر سمة الاراضي المحيطة بالنهرين الذين يندرسان تدريجيا بسبب قطع الماء الاسلامي.

اذا كانت تركيا قد مارست هذا التعطيش، والتجفيف خلال كل تاريخها العثماني، والاتاتوركي، والاسلامي الحالي. واذا كان احفاد يزيد لا زالوا يحكمون في سوريا رغم انهم علويون. فمن اي ملة اذن جاء ملالي طهران وعملائهم الحاكمين اليوم في بغداد والمتحكمين برقاب ومعيشة الناس؟؟!

كان ابي يردد كلما شرب الماء: "لعن الله من حرمك الماء يا ابا عبدالله"!
ما احرى بالعراقيين الان ان يلعنوا بني امية الحاكمين في طهران هم، واعوانهم في العراق. الذين يمنعون الماء عن ملايين العراقيين واغلبهم من انصار الحسين. ربما ياتي زمان يتحول النداء من: "اشرب ماي واذكر عطش الحسين" الى "اشرب ماي واذكر عطش العراقيين"!

لعنة الله على كل من حرمك الماء ياشعب العراق العطشان!!!

172
بصراحة ابن عبود
 
الجيش العراقي هو الذي اسقط صدام واعاد الامن وليس الجيش الامريكي

تكثر هذه الايام الاشادة بالجهود الامريكية، و"التضحيات" الامريكية في سبيل "حرية" العراق، و"تخليص" شعبه من ظلم صدام. الغريب ان معظم الكلام يأتي من اناس لا زالوا يدعون بالتقدمية وكانوا حتى الامس القريب محسوبين على الثوريين، واليسار. ويبدو ان من يضيع بوصلته مرة يصعب عليه استعمالها مرة اخرى . يحلو له، كما يبدو، ان يكون غريبا، شاذا، متطرفا في شكره للامريكان. رغم المتاهة التي القوا العراق فيها. تناسى البعض ان كل مشاكل العراق الحالية هي بسبب الاحتلال الامريكي، وان الفوضى، والفرهود، والفساد، ونهب المال العام، وسرقة الاثار، وتحطيم الدولة العراقية، و اثارةالحرب، والفتن الطائفية، وتدخل دول الجوار، والارهاب، وانتشار المليشيات، والعصابات، والجريمة المنظمة، وهجرة خمسة ملايين انسان خلال اشهر من العراق وهروب الكوادر، والاختصاصيين كله بسبب الاحتلال الامريكي البريطاني المشترك. امريكا لم تات لتخليص العراق من صدام، وقد قالها بوش اكثر من مرة، واكدها تصريحه الشهير: "حتى لو خرج صدام مع ابنائه سنحتل العراق". قالوها اكثر من مرة ان: "العراق موقع استراتيجي، وان فيه احتياطي كبير للنفط، وان فيه سلاح الدمار الشامل، وانه يهدد حلفائنا، و.. و.." ولم نسمع مرة واحدة بوش يتحدث عن حرية العراقيين، او الديمقراطية قبل ان تبين انهم تورطوا في المستنقع العراقي. وحاولوا تبرير غزوهم له. ومن كبرى الجرائم التي ارتكبها الاحتلال بتحريض من اسرائيل، وعملائها، هو حل الجيش العراقي البطل. الجيش الذي صمد 8 سنوات في الحرب مع ايران. الجيش الذي رفض ان يقاتل دفاعا عن صدام في الكويت. ورفض ضرب الانتفاضة بل شارك الكثير من افراده جنودا، ومراتب، وضباط في الانتفاضة، التي سحقت بالحرس الخاص لصدام، وليس الجيش النظامي. الجيش العراقي كان موقع المعارضة الرئيسية لصدام، ولم يكن جيش صدام. فمنذ ان صفى صدام كل المعارضة السياسية المنظمة في العراق لم نكن نسمع الا عن تكرر اعدام الضباط الذين كانوا يريدون تخليص العراق من صدام، وقد خذلهم الامريكان اكثر من مرة. بل ان الامريكان وقفوا مع صدام ضد انتفاضة الشعب في اذار 1991. وكشفت مخابرات امريكا اكثر من محاولة اغتيال، وانقلاب ضد صدام. واغتيال السهيل في بيروت تم بتعاون مع المخابرات المركزية الامريكية، باعتراف ادارة كلنتون.
 
لقد رفض الجيش العراقي ان يقاتل في الحرب الاخيرة على امل التخلص من صدام، وعصابته وليس جبنا، ولا خوفا، ولا تخاذلا،او خيانة. خلال خمس سنوات فشلت قوات الاحتلال في بسط الامن. لكن الجيش القديم اعاد الامن باسابيع بعد ان استعان به رئيس الوزراء، ووزير دفاعه، فاعاد الامن الى العراق في البصرة ، والعمارة، وديالى، وبغداد، وغيرها. الصحوات هي الاخرى مثال على وطنية الجيش العراقي، وقوته، وصلابته، وامكانياته فمعظم رجالها هم من ضباط الجيش العراقي السابق. وسبق لضباط الجيش ان اتصلوا ببريمر وطلبوا منه السماح بمقاتلة الارهاب واعادة الامن، والهدوء، والاستقرار للعراق ولكنه رفض. لانه مع اسياده في واشنطن وتل ابيب لم يأت لتحرير العراق بل لتخريب العراق. ان كل النجاحات التي تحققت على الارض وفرض سيادة القانون، كما يسموها، هي من منجزات ضباط الجيش العراقي السابق. فهو ليس جيش صدام، وليس جيش عقائدي(بعثي) كما يحلو لصدام، والبعض تسميته. ان تصفية المئات من كبار ضباط الجيش على مدى حكم صدام دليل على ان الجيش وضباطه الكبار لم يكونوا يضمرون لصدام غير الاحتقار، والعداء. ولذا فان اعادة الجيش العراقي هو الحل الوحيد لاستقرار الامن، والنظام، واستتباب الامان في ربوع وطننا ولسد الحدود امام التسلل الارهابي، ووقف التدخلات الاجنبية في شوؤن الوطن. فاجهزة الاستخبارات العسكرية مثلا كانت تعمل ضد الخطر الخارجي، وليس ضد المعارضة العراقية. واشتهرت بفعاليتها، ومهنيتها العالية. وقد عرف الجيش العراقي بمهنيته، ووطنيته وبعده عن الطائفية، والاقليمية. واستخدمه صدام في النجف، وفي البصرة، والانبار، وسامراء، والموصل، والشمال، بل حتى تكريت بدون تمييز. وكان ضباطه شيعة، وسنه، مسيح، وصابئة، عرب، واكراد، وتركمان. ان غلبة المنطقة الغربية في نسبة الضباط الكبار هو في الواقع قضية تقليد، وعادات لان العشائرية بقيت قوية هناك، وكانت قيم الرجولة، والشهامة، والجسارة، كاخلاق بدوية، وانعدام، او قلة المشاريع الصناعية، او الزراعية جعل اهل المنطقة يتخصصون تقريبا بالانتماء للجيش. وقد ظلوا معارضين لصدام، وعنفه، وديكتاتوريته، ومغامراته العسكرية، لانهم عراقيين ولان قيمهم العشائرية، وكفائتهم العسكرية تمنعهم من السكوت على الظلم. ولذا استغرب من الحذر، والخوف، والشكوك من اعادة الجيش العراقي. فلقد اثبتوا وطنيتهم اكثر من مرة، واثبتوا ولائهم للعراق وليس لصدام اكثر من مرة. ولولاهم لما سقط صدام. امتنعوا عن القتال، ووفروا الوقت، والمال، والانفس. لكن المحتل خذلهم. فلو سلم الامريكان الامر الى الوطنيين من المعارضة، او لقادة الجيش من معارضي مغامرات صدام لما سمعنا ب "المقاومة" او القاعدة، او الارهاب، او الفوضى، او الفرهود، ونهب ممتلكات الدولة، او التفجيرات، او السيارات المفخخة، ولا تشكلت المليشيات.
 
ليس هناك خطر مما يسمى انقلاب عسكري، او عودة البعث عن طريق اعادة الجيش العراقي السابق. فاغلب ضباطه، واركانه درسوا في بلدان اليمقراطيات الغربية ويفضلون ترك الحكم للسياسيين. ضباط الجيش العراقي القديم لم يشاركوا بالحرب الطائفية بعكس القوات الجديدة المخترقة بل المشكلة من ميليشيات طائفية، وقومية متعصبة، لا يهمها مصلحة العراق. الكثير من دول العالم التي مرت بظروف مشابهة للعراق"التغيير المفاجئ" لم تحل الجيش، ولا قوات الامن، والمخابرات. بل اعادت بل اعادت بنائها، وتثقيفها، وتصفيتها من العناصر المغامرة. ان زمن المغامرات العسكرية صارت تقاوم من العسكريين انفسهم لان العسكر يريدون عدم التدخل بالسياسة. اعتقال ضباط كبار من الجيش التركي مؤخرا اكبر دليل على ذلك الاتجاه. كذلك المغامرة السابقة لاعادة النظام الفرانكوي في اسبانيا. ولعل اعتى الجيوش عنصرية في جنوب افريقيا. اثبت ان العسكر يفضلون النظام الديمقراطي وثكناتهم على التورط في السياسة، والاعيبها. يريدون ان يبقوا حماة الوطن لا مخربيه. المغامرات الانقلابية في ظل أي نظام الديمقراطي مهما كان حديثا، وهشا، ولم تستقر بعد قيم تبادل السلطة تفشل حتى لو تمسكوا بالسلطة لحين. وتجربة جنارالات اليونان مثل واضح. ان الجيش العقائدي الاكبر في العالم في روسيا رفض توجيه سلاحه ضد الجماهير، التي ارادت، واختارت النظام الديمقراطي. بل ان ضباط ذاك الجيش اعتصموا بالبرلمان في حين ضرب مدعي الديمقراطية المزيفين حصن الديمقراطية بقذائف المدفعية. ان قتال ضباطنا للمليشيات بانواعها، ودحرهم للقاعدة في مناطقهم يثبت ان ضباط الجيش العراقي هم من هذه الطينة ايضا. يعملون بصمت، ولا ادعاء، ولا يطالبون باكثر من حفظ كرامتهم، واحترام قدراتهم كعسكر محترفين. ان المؤتمرات التي تعقد لعودة الكفاءات العراقية تنسى دائما، للاسف، ان هروب هذه الكفاءات العلمية كان سببه غياب الجيش العراقي، وتنسى ايضا ان الجيش العراقي فيه اكبر نسبة ضباط اركان في العالم. والكوادر العسكرية هم ايضا ثروة وطنية لا يجوز التفريط بها، فهم كفاءات من نوع خاص، بل مهم جدا في المرحلة الراهنة. لا ننسى ان النظام السابق جند افضل العقول في التصنيع العسكري. وان التفريط بهذه الثروات جريمة بحق الوطن، مثلما هو التفريط بالاطباء، والمهندسين، واساتذة الجامعة، والعلماء، وغيرهم. يجب تصحيح خطيئة بريمر، وعدم التفريط بهذه الثروة كما فرط بها صدام بمغامراته العسكرية.
 
ان اعادة الجيش العراقي السابق بعد تخليصه من القلة الفاسدة، او المتورطة بجرائم ضد الشعب والوطن، يختصر الوقت، ويوفر المال، ويعيد الاستقرار، ويوفر الحماية للنظام السياسي الجديد، ويعيد للعراق هيبته، والحدود حرمتها، ويردع التدخلات الاجنبية، والتجاوزات من كل نوع. عندما تضمن العملية السياسية هذا الدرع الواقي ستسرع الخطى للمصالحة الوطنية، ونبذ المحاصصة الطائفية بشكل عملي وليس ادعائي، وتتفرغ لاعادة البناء، والتقدم بعد تامين حماية ظهر المسيرة الديمقراطية بجيش قوي مجرب لايتدخل بالسياسة، ويكون نفسه مطمأنا لعدم زجه بمغامرات اخرى لان الحكومة منتخبة، والبرلمان يراقب، ولا يمكن اتخاذ قرار الحرب بشكل فردي دون حساب مصلحة الوطن قبل كل شئ.
 
30/7/2009

173
ندى اغا سلطاني شهيدة الاسلام الفاشي

رزاق عبود



بين الجموع تتفرج كطفل برئ
بين الجموع ظنت انها في مأمن
تبحث عن صوتها الضائع
عن حقها المستلب
عن حريتها المصادرة
عن انسانيتها المثلومة
محجبة كما يجب
مقيدة كما فرض
مخنوقة مثل الكفن
اسيرة هي وزيها والوطن

ظنت ان في الاسلام للمرأة حقوق
توهمت انه قد ولى زمن الرقيق
خدعت ان المسلم لا يقتل مسلم
وباسم الاسلام وامر ولي الفقيه
ندى بلا حجاب
ندى بلا حياة
ندى رحلت بدون صلاة
قناصة الاسلام والخنوع
تتصيد الاطفال بين الجموع
وتفترس الرضع لاشباع الولي
الوحش والحسناء والمتوع

صعقة الموت من سماء الدين انطلقت
آية بالقتل والوئد قد نزلت
عيونها الحائرة تحجرت
شفاهها الغضة تجمدت
انفاسها الحارة بردت
نبضاتها الضعيفة خمدت
شعلة الحياة في جسدها انطفأت
خصائل شعرها الانثوي تناثرت
قيود التخلف التي تكبل شعرها تكسرت

الحياة فيها تمردت
كل الوانها تبدلت
استبدلت حنائها الايرانية
بصبغة الدماء الاسلامية
مريم العذراء تغتصب علانية
وفاطمة الزهراء تسبى جارية
يقتلوها ليحظوا باربعين مثلها
في جناتهم الفانية
لم تصرخ، لم تنطق، لم تتأوه، لم تشتك
قتلوها باقل من ثانية

قبل انبلاج الفجر ودموع الطبيعة ندى
على الاغصان والاشجار والاوراق
يتلامع الندى
في شوارع طهران صار للعباد معبد
عند حذائها بنى الباسيج مسجد
محيت شعوب باسم الدين
اخضعت امم باسم الدين
وقتلت ندى باسم الدين
صرعت ندى باسم امير المؤمنين
ذبحت ندى باسم ولي المسلمين
ماتت ندى وعاش فقيه الدين
وباسم الدين منع الندى
كل وردة مشنوقة صار اسمها ندى

7/7/2009

174
شط العرب (التنومة) وعذاب الاعمى وامور اخرى

جامعة البصرة، او الجامعة اول ما يتبادر الى ذهن العراقيين من غير اهل البصرة عندما يذكر اسم "التنومة" مركز قضاء شط العرب. لكنها البساتين، والنخيل، والمياه العذبة، والطيور، والزهور، والاسماك، والموسيقى، والغناء، والشعر، والشجن، والاضرابات، والنضال السياسي، والحركة الثقافية. رشاد البر، والغزلان، والصقور، والحكايات، وجلسات السمر، والسفرات العائلية، والطلابية، في احضان الطبيعة الخلابة، والاساطير، وقصص البطولة، والصمود والتفاني، والطيبة، والكرم، وعلاقات التجاور، والتناسب، والتعاون بين اهل العراق على جانبي الحدود حيث "عربستان" او الاحواز المغتصبة. احتضان الناس للكعيبر، ومسافري "القچق" الهاربين من ايران لأسباب سياسيه، او لزيارة العتبات المقدسه، او بحثا عن الرزق، او الالتحاق بالحبيب او الحبيبة.
 
صرح الجامعه، حدائقها، طالباتها، وطلابها، ونشاطهم، وحيويتهم. احتفالاتهم، ومهرجاناتهم الفنيه، والأدبيه، والثقافيه، والعلميه، وفعالياتهم الرياضيه، وعنفوان الشباب. صخبهم البرئ، ونقاشهم الحامی، وسفراتهم، واعتصاماتهم، واضراباتهم، ومظاهراتهم، واتحادهم المجاهد، اتحاد الطلبة العام، الذي حول شوارع البصره الى مايشبه الأنتفاضه. واعاد ذكريات ايام الوثبه، وتناغم مع ربيع باريس الطلابي احتجاجا على اغتيال استاذهم المحبوب عبدالرزاق مسلم في نهاية الستينات. النشاطات الطلابيه، التي جمعت الأجيال، ووحدت بين صائدي الأسماك، واصحاب الزوارق النهريه، والفلاحين، والمزارعين، وملاك البساتين الذين قدموا جنائنهم لسفرات الطلبه الجماعيه مع علماء، وعالمات الغد ، لبناء حلم مستقبل جميل بهي تقف المرآه فيه الى جانب الرجل. حلم اجهضه الفاشيون بقمعهم، وحروبهم، وتخلفهم، ووحشيتهم. دبت الحياة فيه من جديد مع اصرار عجيب على تحدي الصعاب.
 
جامعة البصرة هذه تحولت الى معسكر عندما انقلبت علاقات الجيرة الطيبة الى حرب طاحنة دامت ثمان سنوات  بسبب عناد، وثأر شخصي، وتصفية حسابات بين فاشي ارعن، ورجل دين متعصب، ودسائس اعداء البلدين دفع الشعبين ثمنها ملايين القتلى، والمعوقين، والمشردين، والاسرى، وتشوهات طبيعية مدمرة لن تزول لمئات السنين القادمة.
 
تمتد حدود قضاء شط العرب الشمالية حتى "الدير"  حيث تبدا حدود قضاء القرنة، ومن الجنوب الى الشلامچة عند الحدود الايرانية. القليل من يعرف الاسم الرسمي للقضاء "شط العرب" او ربما يتجاهلوه، ويفضلون التسمية الدارجة لمركزه ( التنومة). اطلقت عليه مسميات عدة مثل الجاحظ، او الاندلس. ورغم جمال هذه التسميات، وعمق معانيها بقيت تسمية التنومة هي الاحب الى نفوس اهلها، والبصريين الاخرين. مثلما تجاهل الناس تسمية حي الحسين للحيانية. بلغ عدد نفوسها في نهاية السبعينات بحدود 70 الف نسمة. اثناء الحرب مع ايران هاجر الكثير من اهلها الى الحلة، والنجف، وبغداد، وغيرها من المدن العراقية، او دول المهجر، بعدما دمرت بساتينهم، وقصفت بيوتهم. وعندما عادوا الى بيوتهم بعد الحرب لم يجدوا، الا هياكل فارغة. نهبت حتى الابواب، والشبابيك، اضافة لما فيها من متاع، واثاث. حيث تحولت التنومة الى معسكر كبير لعساكر الحروب والدمار. من نواحي قضاء شط العرب: الدعيجي، الجزيرة، الزريجي، البوارين، الصالحية، والشلامچة.
 
هناك رواية طريفة عن اصل تسمية "التنومة" حيث يقال انه في بدايات نشوء سوق التنومة بحدود 1914 كان هناك امرأة اسمها "نومة" تحتل تلة ترابية، او مرتفع كانت تبيع حاجيات كثيرة اهمها لعب الاطفال، وحلوياتهم. وكالعادة فأي مرتفع هناك يسمى جبل، او تل فسمي المكان اولا" تل نومة" ومع الزمن اندمجت الكلمتين في كلمة واحدة مع اختفاء حرف اللام. كما هو الحال في تحية الافتراق "في امان الله" التي تلفظ فيمالله وتحولت كلمة التحية "قواهم الله" الى "الگوة" وهي كلمة متداولة في البصرة خاصة في الزبير، وابي الخصيب، والتنومة. عرف عن سكان هذه الاقضية تحوير الكلمات او اختصارها(الادغام) حسب اللهجة. وهذا طبعا مجرد اعتقاد ورواية يتناقلها البعض وربما هناك روايات اخرى عن اصل ومعنى كلمة تنومة!
 
في التنومة انهر كثيرة وشهيرة، بعضها قائم، وبعضها اندرس. قسم كبير منها تحول الى سواقي، ومجاري ضحلة قذرة، كأنها تحكي قصة العذاب، والاهمال، والخراب، وتقادم الاعوام. نهر الحوامد نسبة الى عائلة كبيرة كانت تعيش عند ضفافه. يتفرع من شط العرب يصل الى  مباني جامعة البصرة ويتفرع بدوره الى سواقي تسقي البساتين حوله. تعرض للاهمال وتحول الى ساقية بائسة. عند هذا النهر كان ينتصب اكبر، واشهر چراديغ التنومة: چرداغ، الحاج بدر، مختار التنومة سابقا. كان النهر يمتلأ بانواع السفن التي تنقل صناديق، وخصاف التمر الى دول الخليج، والهند، او مدن العراق الاخرى. نهر الصالحية هو الاكبر يتفرع من شط العرب يلتف ويعود الى شط العرب مشكلا جزيرة الصالحية الكبيرة، ويصب مقابل نهر الخورة. يصل حتى منطقة الدعيجي. وهناك نهر الچباسي، ونهر الدعيجي، ونهر جاسم، ونهر حسن، وكلها تتفرع من شط العرب، ويمتد مجراها الى بر القضاء  حتى الحدود الايرانية، كما هو حال الكثير من الانهر الاخرى. الكارون هو النهر المشترك بين ايران، والعراق ينبع من ايران ويصب في شط العرب.
 
 كانت هذه الانهار تتولاها الدولة بالعناية وكان "الچراية " بمساحيهم المميزة يظهرون بين فترة، واخرى ل"چراية" الانهر من الطمى، والطين لجعلها سالكة للابلام، والقوارب، والزوارق، ومهيلات التمر، ولضمان استمرار مجرى المياه. باختفاء هذه العناية اختفى الچراية، ومساحيهم، واختفت معهم للاسف الكثير من الانهر الجميلة التي كانت تسقي اشجار البساتين، ونخيلها فانطمر بعضها، واندرس، واختفت كثير من البساتين وملايين النخيل. البصرة، والتنومة بشكل خاص مدينة الملايين من النخيل، ومدينة المليون ترعة تبات اليوم، وتصحو عطشى. انهر التنومة مثل انهرابو الخصيب، وانهر المحافظة الاخرى المتفرعة من شط العرب تتجلى فيها ظاهرة المد والجزر، التي تتكرر كل ست ساعات باليوم اضافة الى ظاهرة المد والجزر"الكبير" في كل شهر. وبسبب خصوصية الانهار الضيقة، والسريعة المياه، والطمى في قيعانها فان الصيادين ابتدعوا قفصا من جريد النخيل يسمى "الگرگور" لصيد الاسماك، وهو معروف في كل الخليج العربي، ويستخدمه الصيادون في البحر ايضا. والگرگور غير الجرجور، او اليريور بلهجة ابناء الخليج المقصود به الكوسج. من وسائل الصيد الاخرى المعروفة هدار، والسلية(الشبكة) لصيد الصبور خاصة. اضافة الى انهارها، هناك الكثير من السواقي، والجداول، والاترعة "الشاخات". وطريقة اطفال التنومه الجهنميه لصيد سمك البياح، والزوري . حيث كانوا "يخبطون" المياه، ويجبرون السمك الى السطح فيصطادوه بسهوله. ولم يكن يهمهم "الشلنت" البزاز، ولا "دودة الزعيم" وقرصاتها المؤلمه. 
 
وبين مياه شط العرب تتربع منطقة الجزائر(الجزيرة) تسمى الجزر بالارقام جزيرة 1,2,3,4 والجزيرة رقم اربعة سيطرت عليها ساجدة خيرالله طلفاح زوجة المقبور صدام حسين وجعلتها من املاكها الخاصة. مثلما اغتصب علي حسن المجيد(علي كيمياوي) احد البساتين العائد لكويتي اشتراه من كاظم الشمخاني على شط العرب وقد باع جزء من الشط. والجزائر عقد من الجزرالجميلة الصغيرة، والكبيرة في مياه شط العرب. تناسق جميل بين الارض، والمياه، والخضرة، والانسان. ولهذه المجموعة تنتمي الجزيرة المتنزه، جزيرة السندباد، حيث تقام حفلات السمر، والاعراس، واشهر العسل للمتزوجين من كل انحاء العراق.
 
گردلان، احدى المناطق المشهورة والخلابة في  قضاء شط العرب اعجب بها المحتلون الانجليز لجمالها، وخضرة ارضها فسموها Green land "گرين لاند" لكن اللفظة حورت الى گردلان مثلما تحولت كلمة "درايفر" الى درويل(السائق). گردلان تمتد بین الضفة الشرقية لشط العرب وبين نهري الخان والحويزاوي غربا.
 
 اهل التنومة يتميزون بتسامح عجيب، ويحبون التندر، والطرائف، ولهذا يتذكرون، ويميزون الاشخاص بصفات، او قابليات معينة، ويتداولون حكاياتهم ونوادرهم. من الشخصيات المعروفة والطريفة عذاب الاعمى. يندر ان احد من سكنة التنومة القدامى لا يعرفه. فهو رغم حرمانه حاسة البصر فله قدره عجيبة على التقاط الاشياء، وتلقفها. يخمط الحقائب اليدوية، ويلتقط المحابس، والساعات، والنقود المعدنية، ولعب الاطفال، والاحذية من قاع أي نهر، ويتحمل الغوص تحت الماء لاوقات طويلة. كان "يسوق" الدراجة الهوائية اذ يجلس شخص في الامام ويتولى هو القيادة عمليا. في احد الايام رآه احد المسنين "يسوق" الدراجة الهوائية "بايسكل" فعلق مشدوها: "هذه من علامات الساعة، عذاب يسوق بايسكل"! يستطيع ايضا بمهارة عجيبة لايجيدها الكثير من المبصرين تسلق النخيل بدون فروند( وسيلة تسلق النخيل). ولا احد يعرف سر قدراته العجيبه المتعددة تلك. "عذاب الغواص" هذا عذبه الفاشيون حتى الموت لعلاقته بالشيوعيين.
 
من شخصيات التنومة الطريفة المميزة الاخرى المتسول عبد الواحد يتلعثم بكلامه ويلوي رقبته ليوهم الناس ان رقبته مكسورة ليثيرالعطف، والشفقة. فيصعد الى الباص، ويستجدي الركاب. اخر شخص يتصدق عليه يقوم عبدالواحد باعادة بعض النقود له قائلا: "كملت فلوس الربعية هسة رايح لأم البروم". راضي خبالو، الذي كان يرقص للطالبات في الطبگه، ويوقف السيارات مقلدا شرطة المرور.
 
جبار الشرطي "جبير" محل تندر الناس في سوق التنومة  واحيائها، لانه مولع، ويتفنن  في ملاحقة، ومطاردة، واصطياد المهربين "القچقچية" من والى ايران. ومختص بملاحقة عابري الحدود من ايران "الكعيبر" كان يتلذذ، ويتباهى باصطياهم. ماذا كان سيفعل اليوم والحدود صارت مفتوحة لتهريب كل شئ وباوامر رسمية، ربما كان سيغتال من ميليشيات التهريب!
 
براري التنومة معروفة بحيواناتها البرية، وطيورها، وهي مرابع لصيد الغزلان، واليربوع، والطيور مثل الصقر، والحمام البري. رشاد البر اللاسع المذاق، ومطارات الانجليز القديمة. وكثيرا ما تلتهم اسراب الجراد ما تركه الربيع من خضرة، وتترك المنطقة برا على بر، وكأن جرائم جحافل الفاشيست لاتكفي التنومة واهلها. البرهو سهل منبسط يمتد حتى الحدود الايرانية. والبر فضاء واسع من النباتات البرية، والاشواك، العاگول، ورشاد البر، وانواع عديدة من النبتات، والشجيرات، والچمة، والحنظل، والبطيخ البري، وعشرات الاصناف، والانواع النادرة. تصحرت معظم البراري، وامتد التصحر حتى اتى على معظم بساتين التنومة الخضراء خاصة سنوات الحرب العراقية الايرانية، وما بعدها، وعملية بزل نهر الصالحية زاد الامور سوءا. لازال بر التنومة يذكرنا بالاحتلال البريطاني الاول للعراق حيث بقايا القاعدة الجوية. انشأوها بعد اجتياحهم العراق اثناء الحرب العالمية الاولى.
 
 التنومة: المدينة، الهادئة، الكادحة، المكافحة، الفقيرة، الخضراء، الطيبة، انجبت الكثير من الفنانين، والشعراء، والمناضلين، والقادة النقابيين، والسياسيين، والرياضيين المشهورين مثل الفقيد الفنان رياض احمد، وكاتب الدراما صباح عطوان. برز فيها الكثير من شعراء الفصحى، والعامية، لا تحضرني اسمائهم للاسف الشديد. وعرفت بفريق جيد لكرة القدم واشهرلاعبيه سجاد عبدالنبي، محمد جاسم، گاطع، وجليل الذي قطعت رجله للاسف، وهاشم محمد حنون الملقب هاشم چوبة. 
 
 التنومة، وكمنطقة مزارعين، وعمال، وكادحين، وكسبة، وعوائل فقيرة  وانتشارالوعي السياسي، والوطني، والطبقي منذ فترة مبكرة  فلقد شهدت نشاطات سياسية، وفكرية، واضرابات، ومظاهرات مبكرة. وعبرها كانت تصل اخبار الثورة المشروطية في ايران، وثورة اكتوبر في روسيا. وقد لمعت اسماء العديد من ابنائها مناضلين، وقادة نقابيين، على المستوى المحلي، والوطني. ومن السياسيين حميد غضبان، حميد بخش(ابو زكي) ، حبيب سبهان، كان شبه مقيم في نقرة السلمان، حسن سبهان الذي قاد اضراب عمال الميناء الشهيرمع حميد بخش، وصمد وادي، وحسين حربي. مهدي العامري، محمد علي العامري، عبد الباقي شنان، وحسن شنان، رمضان فعيل، علي وادي، داود وادي، محمد وادي، كاظم وادي، وهب وادي. الشهداء حبيب مطر، وفخري شاكر، وعبد النبي شنان. الشهيد جمال وناس الذي اغتالته عصابة مشتركة من الامن، والاتحاد الوطني لطلبة العراق في بداية الحملة على القوى المعارضة لنهج الديكتاتورية عام 1978. شهيد الطبقة العاملة والميناء المناضل الاسطورة صمد وادي. اغتاله ياسين الحبيب وهو من عائلة بعثية حاقدة على الوضع الجمهوري. حكم بعشرين سنة. بعد انقلاب شباط الاسود1963 اطلق سراحه، واصبح من نشطاء الحرس القومي الفاشي السئ السمعة، فاودع كل عائلة الشهيد صمد في السجن. 
 
من الاسماء المعروفة في التنومة كريم حنظل، واساذ باقر معلمين في مدرسة گردلان. وشاكر الثامري مدرس في متوسطة گردلان، استاذ باقر،  سيد علي البطاط (عم المناضل الشهيد ابو زيتون). عبد الامير البطاط، استاذ خليل،  چاسب خضير، ذيبان ، نجف، وعبيد علي، عزيز خضير، مصطفى خضير(مات في حادث سيارة)؟ ضياء صمد وادي، عقيل صمد وادي، چاسب لازم وادي(ابن اخ الشهيد صمد وادي). كانت الناس تتندر في التنومة ان الطير اذا حط في "الجبل" منطقة سكن بيت وادي يصبح شيوعيا لان كل العائلة تقريبا كانوا من اعضاء او اصدقاء الحزب الشيوعي العراقي واشهرهم الشهيد صمد وادي.
حضر الشاعر الكبير سعدي يوسف تأبين الشهيد صمد وادي وقتها، والقى قصيدة "المحطة" تضمنها ديوانه المعروف نهايات الشمال الافريقي.
 
من البيوت المعروفة بيت الحاج بدر مختار التنومة السابق وصاحب الچرداغ الشهير. ياسين شميشم، الحاج عبدون، وحسينيته المشهورة. بيت جعفر يسر، بيت الحاج ماهود، بيت زعير، وعائلة العامري الكبيرة، التي انتمى اليها الكثير من المناضلين، والشهداء، وشخصيات ادبية وفنية. ولعل اشهر البيوتات،شعبيا، هم بيت وادي حيث كانوا يسكنون في منطقة الجبل عند نهر الحوامد. سميت بالجبل لارتفاعها، ولم تتعرض لمصائب الفيضان التي كانت تصيب المناطق الاخرى بين فترة واخرى. ومنها عائلة بدن التي قدمت الكثير من المناضلين، واشهر اسمائهم الحاج بدن حيال ويسمى ابو الميناء حيث ساهم في بنائه ثم اشتغل عاملا فيه وتدرج الى درجة ملاحظ، وجميع العاملين، تقريبا، في الميناء من اهالي التنومة ساهم هو في تشغيلهم. من مواليد 1894 وتوفى عام 1984. وقد فصله مزهر الشاوي من العمل مع غيره من افراد العائلة، والقادة النقابيين في الميناء بعد استشهاد صمد وادي لانهم هتفوا اثناء المحاكمة التي جرت لمحاكمة قتلة الشهيد صمد ادي. بيت زعير، يسكنون منطقة عرفت باسمهم. برز اسم المناضل القديم فاضل ياسين الزعير شارك في قيادة الانتفاضة في منطقته، والتنومة كلها في 1991 ولما قمعت هرب مع اخرين الى ايران وتوفى فيها غريبا. ملا او الشيخ رؤوف، والكثير من البيوت، والاسماء المعروفة!
 
تميزت بساتين التنومة بعتمتها، وظلالها الحبيبة بسبب كثافة، وازدحام الاشجار، والنخيل، وكأنك في غابة استوائية. حتى بلغ مستوى النظر كما يقال 50 متر. والان لم يبق من النخيل الباسقة الا هياكل محروقة، وجذوع هامدة، تثيرالحزن، والشفقة، والالم، والحسرة، وتذكر بمآسي الحروب، والفاشية. وما سلم  من حرائق الحرب لم يسلم من عنف البدائيين اذ سرقه البدو من اعوان، واصدقاء، ومعارف، واقارب، وجلاوزة النظام الصدامي فنقلت افضل انواع النخيل (البرحي و الخستاوي) الى بواديهم، لكنها لم تثمر، لان النخلة، كما يردد اهل التنومة، وفية لارضها (النخلة وفية لاصلها). كان الاوباش يقتلعون "النشوة" وهي النخلة التي "تحمل" تثمر لاول مرة من جذورها. خلعت الفسائل، وقطعت من جذورامهاتها بشكل همجي. وقاوم النخيل المنهوب، وعاند، ولم يقدم لمغتصبيه ثمرا ما. وحتى النخلة التي تثمر (تحمل) مع العناية الفائقة يتراجع حملها بعد فترة، وليس بنفس النوعية المعروفة. وهذا ما لمسه من اختطف نخيل البصرة من ارضها. منهم من قطعها، او أحرقها غضبا، ونكاية، ومنهم من عاد يشتم اهل البصرة ونخيلها. نقلت اغلب النخيل بشاحنات خاصة مكتوب عليها (رئاسة) وهذا ما يثبت تورط السلطات، وموافقتها على هذا الاستلاب من اعلى المستويات، خاصة، وان المقبور صدام بنى له قصرا في تكريت زرع فيه الكثير من نخيل البصرة المقلوعة من ارضها، والمخطوفة من بيئتها.
 
من اصناف التمور المشهورة في التنومة البرحي، الحلاوي، الليلوي، البريم، الزهدي، خستاوي، خضراوي، الديري، الاشگر. يوجد حوالي 522 نوع من التمور في العراق وافضلها موجود في غابات نخيل البصرة خاصة ابي الخصيب والتنومة. ويسمي يوم جني التمر يوم "الگصاص".  حيث تقص عثوق النخلة بواسطة المنجل. وقتها تزدحم النسوة العاملات في جمع التمر، وتقشيره، وكبسه في جرداغ الحاج بدر مثلما تزدحم السفن المتنوعة في نهر الحوامد لنقل صناديق، وخصاف التمر. حركة عجيبة، وحبيبة من النشاط، والحركة، والبركة، وطقوس من العمل الجماعي، والتعاون، والاختلاط تتكرر كل عام. يفتقدها اهل التنومة اليوم. 
 
يتميز اهل  التنومة بطيبتهم، وتواضعهم، وتسامحهم، وهدوئهم العجيب، وكرمهم المشهود، والفتهم، وتعاونهم(العونة، والفزعة) وكدهم، وكدحهم. يعمل اغلب سكان القضاء، والتنومة خاصة في الميناء، والمسفن (الداكير) وهو حوض اصلاح السفن. وهي كلمة انجليزية اخرى محورة من DOCKYARD . وتطوع الكثير من سكنة القضاء بسبب عدم توفر فرص العمل جنودا ومراتب في القوة البحرية. صيد الاسماك مهنة شائعة عند اهل التنومة. ويعمل قسم منهم "بلامة" واصحاب ماطورات(الزوارق التي تعمل بمحرك) وهي "سيارات" الاجرة المائية في شط العرب حيث تنقل "العبرية" بين العشار، الى  مركز القضاء ونواحيه، وبالعكس. ومن اشهر (سواق) الماطورات سالم ابو الماطور وابنه. لكن العبور بالطبگة الاثيرة له طعم ونكهة خاصة، فاضافة الى مجانيتها فهي تحمل العربات، والسيارات، والدراجات بانواعها، والحيوانات، وكانها سوق عائم. احساس  خاص بالحرية، وشق عباب المياه، وانطلاقة تنمي روح الجماعية والعشرة التي اعتاد عليها اهل التنومة. تبدأ العبارة (الطبگة) بنقل العابرين الى الضفتين من الفجر حتى الساعة الثامنة مساءا. بعدها ينشط سوق الماطورات السريعة، والابلام، والزوارق الاخرى بشكل اكبر.
 
سوق التنومة الذي يقع في منتصف الطريق الى الجامعة. تاريخ طويل من الحكايات، والقصص، والاسماء، والروايات، والنوادر.حيث يتسوق الناس فيه حاجياتهم اليومية، ويتبادلون شتى الاحاديث السياسية، والاجتماية، والاشاعات، وغيرها. ويتناقلون القصص، والطرائف، والنوادر، والمكائد التي وقعت. من الاسماء التي علقت في الذهن دكان شاكر الحلاق، دكان محمود السني تساعده ابنته، محل سيد حسن ابو الرگي، والكثيرغيرهم. عند السوق يقع جامع شط العرب الرئيسي، اضافة الى حسينيات كثيرة تابعة للبيوت المعروفة يلتقي، ويصلي فيها الناس. وما يميز الجامع، والحسينيات انها مشتركة بين الشيعة، والسنة حيث يصلي فيها الجميع، وهذه من ميزات اهل التنومة.
 
من اشهر المدارس مدرسة التنومة، والمنذرية وهي مدارس ابتدائية. استاذ شاكر وعصاه التي يخشاها الجميع. كان فراش مدرسة المنذرية هو العم احمد، اب الفنان رياض احمد. وكان مسؤولا عن مستودع المدرسة ايضا. وكثيرا ما كان استاذ شاكر يرسل ضحاياه من "الكسالى" او الذي اساؤا، مثلا الى الحجز في المستودع. واذا صادف وجود رياض هناك فيقومون "بتخدير" الشاي، وشربه لحين استدعائهم مرة اخرى الى الصف. لم يكن في التنومة مدرسة متوسطة. كان الطلاب يقطعون الكيلومترات، ويعبرون الانهار الى منطقة گردلان حيث المتوسطة الوحيدة هناك. اما الدراسة في الاعدادية ففي الضفة الاخرى في العشار.
 
ومثلما اشتهرت بيوت(عوائل) في التنومة فهناك ايضا مناطق، واحياء مشهورة، وبعضها يحمل ايضا اسماء البيوت مثل سوق صفية، وگاع صفية تقع على يسار المتوجه الى الجامعة، وتمتد حتى گردلان، وبيت زعير، وبيت وادي(الجبل) الحوامد، گاع صفر، گاع الحاج شنان. وكلمة گاع تعني الارض الزراعية او البستان.
 
التنومة مدينة البلامه، وصيادي الاسماك، والعمال، والجنود المتعبين، والكسبه الزاحفين نحو الضفة الأخرى سعيا وراء لقمة العيش. ورغم نعاسهم، وتعبهم، وهمومهم يصافحون وجوه الطلبه الغضه بأبتسامات الأحترام، والترحيب. مدينة الأغاني الحزينه، والبستات، والفرق الشعبية، والمحمداوي، ورياض احمد الذي غادر مبكرآ، دون تحقيق حلمه الطفولي بان يرفع علم الشبيبه الديمقراطيه في مهرجان عالمي.
 
التنومة مثل البصرة، سابقا، لم ينصب فيها مسؤولا من اهلها فمحافظ البصرة، ومديرشركة نفط البصرة، ومدير الميناء، وامر القوة البحرية، امر موقع البصرة العسكري، حتى مدير معمل السينالكو، ومدراء المصارف، بل ومدراء دوائر التجنيد، والامن، وفروعها اسمائهم ليست بصرية مثل مجبل الدليمي مسؤول البعث زمن النظام المقبور. مطلق الدليمي مسؤول الامن، وحسين البلداوي مدير تجنيد شط العرب، وهلم جرا.
 
هذا ما يحضرني من معلومات عن التنومة الهادئة. لم اسكنها، كنت ضيفا على الكثير من الاصدقاء هناك اضافة الى زياراتي الى الجامعة. فعذرا لما نسيته من الاسماء، والبيوت، والمناطق، والحوادث، والشخصيات المتميزة، واتمنى ان يزودني القراء الكرام من اهالي التنومة، والقضاء عامة بالمعلومات الكثيرة التي نسيتها، او لا اعرفها فلا يمكن ان يوفي حق المدينة غير اهلها. اتمنى ان استلم منكم اسماء الرياضيين، والسياسيين، والفنانيين، والادباء، والبيوتات، والمناطق، والحوادث المشهودة، وغيرها، وغيرها لكي نقدم معا صورة افضل للتنومة الجميلة وحتى لا يتعرض تاريخها، وتراثها كما تعرضت المدينة الى الاهمال. لفتة وفاء الى المدينة النائمة بين الخضرة والماء كي نعيد لها بريقها، ولو بالذكرى، والتذكر!
مع الشكر الجزيل، والف عذر مرة اخرى لما نسيته!
 
رزاق عبود
3/7/2009
 

175
بصراحة ابن عبود

خامنئي صدام ايران

قد يستفزهذا العنوان الكثير من المسلمين المؤمنين خاصة في العراق، وايران، وغيرهما. لكن التسمية ليست شخصية، ولا دينية، بل مشابهة سياسية بحتة. هناك فرق كبير بين الرجلين فخامنئي رجل دين اشتغل في السياسة للاسف. وصدام حسين قاتل مأجورفرض نفسه على السياسة، لسوء الحظ. والخامنئي متعلم دينيا، وله درجة فقهية، اية الله، حصل عليها بجده، واجتهاده. اما صدام فهو شبه امي حصل على شهاداته المدرسية بمسدسه. ولكن:

صدام حسين فرض نفسه على رأس السلطة بالقوة، والاغتيال، والدسيسة، كما فرض الخامنئي نفسه لخلافة الخميني بالمناورات، والتسويات، والمساومات، وحتى التهديدات. صدام حسين اختاره مجلس قيادة الثورة رئيسا. والخامنئي اختاره مجلس الخبراء وليا للفقيه. صدام هو الذي عين مجلس قيادة الثورة. والخامنئي هو الذي يختار مجلس الخبراء. صدام حسين نصب نفسه زعيما لحزب البعث، والخامنئي زعيما للثورة الاسلامية في ايران. صدام حسين كان القائد العام للقوات المسلحة العراقية، مثلما الخامنئي قائدا عاما للقوات المسلحة الايرانية بكل اصنافها. قرار الحرب والسلم كان بيد صدام. وقرار الحرب والسلم بيد خامنئي. كل اجهزة المخابرات، والاجهزة الخاصة، والحرس الثوري تخضع للخامنئي مثلما ارتبطت كل المخابرات، والاجهزة الخاصة، والحرس الجمهوري، والحرس الخاص بشخص صدام. كانت تصريحات، وخطابات، وتوصيات، وقرارات، وحتى نزوات "القائد" صدام لها قوة القانون، وكذلك توصيات، وتصريحات، وخطب، وملاحظات، وفتاوي ولي الفقيه. الاثنان فوق الدستور، والحكومة، والبرلمان، والدولة كلها تتجسد في شخصيتيهما. فما الفرق اذن؟ بدلة، ونياشين، ونجمات، واوسمة وهنا عمامة، وجبة، وهيبة، وحظوة، ومنصب "قائد" الثورة. ذاك تحدث باسم الشعب، والقومية، والدين، والحزب، وهذا يتحدث باسم الشعب، والقومية، والاسلام، وكل المسلمين.

ذاك تحدث باسم الثورة القومية، وهذا يتحدث باسم الثورة الاسلامية. ذاك رفع شعارازالة اسرائيل، وهذا يزايد عليه. وكلاهما تعاملا سرا مع اسرائيل. يعاديان، ويهددان، ويشتمان امريكا علنا: الشيطان الاكبر، وزعيمة الامبريالية ويتوددان، ويرسلان المبعوثين، والوسطاء بالسر. صدام سحق معارضيه بالحديد، والنار، والسجون، والتعذيب، والتصفيات. وخامنئي يقوم بنفس الاعمال، وسحق انتفاضتين للطلاب بالسلاح. صدام اتهم اعدائه، ومعارضيه بالخيانة والعمالة للاجنبي، وخامنئي اتهم معارضيه، وهم من رجال "الثورة"، ياللمصادفة، بالخيانة وبالعمالة للاجنبي. صدام، وابنائه، وعصابته اغتصبوا العشرات من "الماجدات" العراقيات. خامنئي ورهطه "يتمتعون" بالقاصرات الايرانيات، والعراقيات، واللبنانيات، وغيرهن. بامكان القائمة ان تستمر! وربما يختلف معنا البعض في التفاصيل، ولكن هل من يختلف معنا بان صدام اشغل العالم باسلحة الدمار الشامل، والتصنيع العسكري، والحروب، وجلب الحصار، والعزلة، والدمار، والجوع، والامراض، والاحتلال للعراق. وهاهو الخامنئي يصرعلى السلاح النووي، والتدخل في شوؤن العالم كله، وجمع ترسانة اسلحة هائلة، وانتاج صواريخ عابرة للقارات، وشعبه جائع مريض مع اعلى نسبة بطالة في العالم بعد زيمبابوي. في حين ان ايران لا تقل غنى عن العراق، ومثلها لا تحتاج الى المساعدات، ولا الكفاءات الخارجية. يعيش الان ملايين الايرانين في المهجر هربا من ظلم الاسلام وجوره. كل بلد في العالم يستقبل اللاجئين يتناوب العراقيين، والايرانيين على النسبة الاولى في عدد المهاجرين فيه. وكل ذلك بسبب صدام ، والخامنئي وتلامذتة في العراق بعد سقوط صدام. فهل يتعض الشيوخ الذين ينتمون الى الماضي، قبل ان يسحقهم شباب المستقبل، ويسحلوهم من عماماتهم الزائفة. واذا وجد الشاه انور السادات يستقبله فمن سيستقبل الخامنئي، او نجاد يا ترى؟؟! لقد رفض الشاه،رغم جبروته، استخدام الجيش ضد الشعب، ضد المتتفضين، ضد العمال والطلبة، والا لبقي لحد الان بالسلطة! ولكن باي ثمن؟ صدام سحق انتفاضة اذار الشعبية بوحشية رهيبة، وملأ العراق بالمقابر الجماعية. فالى اي مدى سيظل القمع قائما في ايران لكي يبقى الخامنئي في سلطة الحاكم الناهي على شعب نعته بالديكتاتور؟ والى متى يظل السذج، والمغفلين، والعملاء يلهثون باسم ولي الفقيه الذي ملأ الارض ظلما وجورا، وغسل شوارع طهران بدماء شبابها، واطفالها، ونسائها؟؟؟؟ 

ما الفارق اذن؟؟؟

رزاق عبود
8/7/2009

176
بصراحة ابن عبود

الشيخ البصري يشتم الشعب العراقي في قناة العراقيين

قبل فترة اشغل الشيخ خير الله البصري الامة والعباد مع صديقه الاستاذ وائل عبداللطيف بلعبة اقليم البصرة. ولحسن الحظ فان الشعب الذي رفض الطائفية رفض الاقليمية ومحاولة تقسيم العراق على طريقة الاخوين برزاني/طالباني الشركة المتحدة لتقسيم العراق. وكان الهدف من دعوته كما اوضحنا في موضوعين سابقين هو اشغال الناس، وايهامهم، وصرف انظارهم عن مساوئ حكم الاسلاميين التي تجلت للناس على شكل سرقات، وفساد، ورشوة، وفرهود، وتهريب النفط،، وامتيازات، والاستحواذ على الثروات، وتزوير الانتخابات، ونهب الاثار، وتسليم مقدرات الوطن للاجنبي، ونشر الطائفية والاحقاد، وتمزيق الامة، واحتقار المرأة، والزواج من القاصرات، وتعاطي المخدرات، ونشر الظلامية، والظلال، والخرافات، والاساطير، والشعوذة ألخ..الخ. لكن الناس في البصرة، ومدن الجنوب الاخرى، والعراق كله صوتوا لشعارات وطنية وقوائم اعلنت تعهدها بالتزام القانون والوطنية، وليس الدين او الطائفية!

اليوم وبعد ان تعرى النظام الاسلامي العنصري الطائفي في طهران، وسقطت ورقة التوت الاخيرة عن عورة "الديمقراطية" الاسلامية. استمرالشيخ البصري، للاسف، وهو الذي ينتمي الى قائمة علمانية(العراقية) يدافع عن حكم الملالي، وداعمي الارهاب. ان التاريخ الاسلامي تاريخ استبداد، وتعصب، وحروب. وهو تاريخ حكمهم للسنوات الست في العراق و30 سنة من حكمهم في ايران. وبدل ان يساند الشيخ البصري حق الشباب الايراني، بل الاغلبية العظمى من الشعب الايراني، ويدعم رغبتهم في التغيير، وتحقيق الديمقراطية الحقة، وتعرية التزوير الواضح الذي تعرضت له الانتخابات الرئاسية في ايران، وتدخل وكيل المهدي خامنئي بعكس ما ينص عليه الدستور الايراني الاسلامي لصالح التزوير ونعت ملايين الشعب الايراني بالعملاء، والمظللين، والخونة، واصدر امرا بسفك دماء المتظاهرين المسالمين. فان الشيخ البصري ركب نفس تيار الدفاع عن الباطل، وراح يسب ويشتم العرقيين بقوله: ان الشعب العراقي، بعكس الشعب الايراني، شعب خنوع لا يعارض حكامه، ولا يثور ضدهم فالعراقيين كما وصفهم الشيخ البصري اناس "يريدون يعيشون وبس". ان الشيخ البصري  يتناسى انه من مدينة تسمى مدينة النضال، والاضرابات، وهي التي تصدت للاحتلال البريطاني، وكان لها انتفاضات، واضرابات، ومظاهرات ضد الانجليز، وشركات نفطهم، ومينائهم. ناهيك عن انتفاضات الفلاحين ومزارعي النخيل، والمشاركة في ثورة العشرين، وضد الحكم الملكي، ومعاهدات الذل التي قيدت العراق بعد احتلاله، واسناد ثورة تموز ومعارضة انقلاب 8 شباط الاسود، وانتفاضة اذار 1990. اما انتفاضات الشعب العراقي عامة، ووثباته، وثوراته العديدة فكلها مسحها الاخ الشيخ لصالح زملائه في قم، متناسيا، انه حتى حركة الخميني بدات في العراق وليس في قم او طهران. ان الهوس الطائفي، وانصر اخاك ظالما او مظلوما، وشتم الاقربين للتقرب  من الاخرين هو وراء اتهام الشيخ البصري للعراقيين بالجبن، والخنوع. للاسف، لا اعرف كيف مرت هذه الشتيمة على الاخ محمد الطائي الذي كان يقود النقاش، وعلى ضيفيه الاخرين وائل عبداللطيف، والصميدعي،  وهما عارفان، وشاهدان على نضالات الشعب العراقي وتضحياته الجسام. المؤلم جدا ان يتم شتم العراقيين من "قناة العراقيين" وهو اللقب الذي يطلقه الناس والمحبين على فضائية الفيحاء.

نامل ان يعيد الشيخ البصري قراءة تاريخ النضال في العراق منذ زمن علي بن ابي طالب الذي يتبجح به، ولا يقتديه حتى اليوم. الطريف ان الشيخ البصري ذكر،متبجحا، انه "عاش فترة في ايران" ولم يقل مضطرا للعيش هناك. في مقابلات سابقة اعلن بوضوح انه كان في ايران لاسباب سياسية فهل يا ترى كان هو المنفي او الهارب الوحيد هناك؟ ام كان هناك الاف العراقيين مثله، ومثلهم في سوريا والعالم كله؟ فهل خرجت هذه الملايين في سياحة دائمة ياترى؟ كان المفروض ان يقول، ولو للتباهي: الشعب العراقي الخنوع، ما عدا الشيخ البصري الذي قاد ثورة العشرين، وانتفاضات الفلاحين، واضرابات العمال والطلاب، ووثبة كانون، وانتفاضة تشرين،  ونصرة مصر، وثورة تموز، ومقاومة ردة شباط الاسود، والنضال ضد صدام، وانتفاضة اذار وغيرها وغيرها "لوحده طبعا"!.

لا عجب فهذه سنة الاسلاميين قسم في ايران يزورالانتخابات، و يفبرك الاعترافات، ويسفك دم الشابات، واخر في العراق يزور الارادات، ويحرف التاريخ، ويشتم الشهداء!!

يذكرني حديث الشيخ البصري بتحذير الجواهري الكبير:

تصور الامر معكوسا وخذ مثلا عمن يجرون لو انهم نصروا
تا الله لاقتيد زيد باسم زائدة  ولاصطلى عامر والمبتغى عمر

رزاق عبود
1/7/2009

177
بصراحة ابن عبود

السجينة السويدية والحكومة العراقية وسجن الكفاءات!!

قبل ايام انشغلت الصحافة، والاذاعات، ومحطات التلفزة السويدية بقضية انتقال السجينة السويدية المحكومة بالسجن المؤبد بقضة قتل، ومشاركة في قتل، حسب القوانين الامريكية. وقد حاولت حكومات سويدية عديدة نقلها الى السجون السويدية بدون فائدة. واخيرا نجح رئيس الوزراء الحالي باقناع حاكم كاليفورنيا بالموافقة على نقلها. واختلفت الاراء حول الموضوع بين متحمس ومعارض. كلفت  الطائرة الخاصة التي نقلتها من نيويورك الى السويد اكثر من نصف مليون كرون سويدي. الحكومة السويدية ورغم الانتقادات، والازمة الاقتصادية، والمالية الصعبة تصرعلى صحة العملية.

في نفس الوقت، فان الاخبار القادمة من الوطن تقول ان الكفاءات التي صدقت دعوات رئيس الوزراء العراقي وغيره من المسؤولين ودفعها حسها الوطني ورغبتها في خدمة العراق تحملت مصاريف العودة الى العراق متحدية المخاطرتاركة ورائها العوائل، والعيش المطمئن، والامان، والاستقرار، والوظائف والدخل المضمون. لم تجد ما يقابل هذا الحماس ولو قدر بسيط من المعاملة الحسنة. فالوساطات والفساد الاداري، والبيروقراطية المميتة هي الورود(الاشواك) الوحيدة التي استلموها وهم يحطون على ارض الوطن. ان ما تكتبه الصحافة العالمية، و يتحدث به المتورطون من الكفاءات العائدة، وما يعبر عنه رسامي الكاريكاتير المبدعين يثيرالاشمئزاز، والحنق، والخيبة، ويقدم صورة واضحة وجلية عن المتحكمين برقاب العراقيين ومصير الوطن من جهلة، وسراق، وحواسم، واميين، ووصوليين، وقتلة، ومجرمين، وجواسيس، وعملاء، وارهابيين لا هم لهم سوى تخريب العراق واعاقة كل ما يمكن ان يخدم العراق والعراقين.

طبعا اصحاب الشهادات المزورة في اسواق ايران ومدينة الثورة ومؤخرا في دوائر الجامعات العراقية التي سيطرعليها المنتفعون، والفساد، او من له اقارب من المعممين يحظون بمعاملة افضل واستقبال حار وتعيين مؤكد وقسم منهم يستلم راتبه وهو يعيش في المهجر دون ان يكلف نفسه عناء زيارة العراق ومشاركة اهله في معاناة قلة اوانعدام الخدمات والكهرباء والماء وغيرها.

المعروف انه ترك العراق ومنذ خمسينات العقد الماضي عشرات الالاف من الخبرات العلمية والادبية، والكفاءات التقافية والفنية والاكاديمية والسياسية والطاقات العراقية من مختلف القوميات والاديان والمذاهب والاتجاهات السياسية والفكرية. وازداد هذا النزف بشكل خاص بعد انقلابي 8شباط 1963 و 17تموز 1968. بعد الاحتلال والفوضى والحرب الطائفية والارهاب الاسود واغتيال الكوادرالمتخصصة ترك العراق ملايين المهجرين وبينهم خيرة الكوادر من مختلف الاختصاصات.

بعد ثورة تموز 1958 جاء قسم كبير من الكوادر المنفية خارج الوطن، سرعان ما عاد من بقي حيا الى الخارج بعد انحراف الثورة وانقلاب البعث الفاشي في 1963. وفي بداية سبعينات القرن الماضي عاد ايضا الكثير ممن لبوا دعوة القوى الوطنية للمساهمة في بناء الوطن. ولم يستفد وقتها الا من عاد بشهادة مزورة او جاء ليبيع سيارته الفارهة، واثاث بيته الفاخر. فقد سمح القرار الرسمي وقتها لذوي الكفاءات (ذوي العاهات كما سمتهم الجماهير) بادخال سيارة من اي نوع، او موديل، واثاث بيت كامل. وحوربت العناصر النظيفة المخلصة وسحبت جوازات سفرها. وكما هو الحال حاليا فان الكفاءات الحقيقية ظلت تعاني الاهمال والمعاملة السيئة والمطاردة والمسائلة في حين استفاد اصحاب الشهادات المزورة وخرج علينا احدهم في التلفزيون ليقول: "ان الناس في اوربا تاكل قشور الموز وترمي ثمرته لان المادة الغذائية والفيتامينات موجودة في قشرة الموز وليس ثمرته"! وهو امر لم تصدقه حتى القردة في حدائق اوربا. وتتكرر اليوم نفس المهازل والماسي ويعاني المخلصين والكفوئين من نفس المعاملة السيئة ويظلون كما في الماضي يدفعون ثمن اخلاصهم وحرصهم متحملين لوم البعض، وتندرهم، وطرائف العامة عليهم. اما المنتفعين من ذوي الكفاءات العلمية (الكلش عالية) فقد عادوا محملين بالامول والهدايا ورواتب التقاعد والاوسمة والنياشين واحزمة الضربة العكسية مثل عدنان القيسي بعد ان ادوا دورهم المرسوم في سرقة حصتهم من الكعكة المحاصصية. وفهمت الان فقط النداءات التحذيرية لكل من اتصلت به في العراق وهم يصرخون: "مو تتقشمرون وترجعون، ترة ما تلگون غيرالاهانة والبهذلة".

شكرا لحكومتنا "الوطنية" التي كرمت كامل شياع، وغيره من الكوادر المخلصة برصاصات الغدر وفساد الجهاز الاداري. وصدق من اطلق النبوءة السوداء:

"وطن بي عوجه وحده وما گدرنه عليه، لو عوج كله شلون يتعدل"

178
بصراحة ابن عبود

لماذا ينشغل الطالباني بعشرات الاسرى الكويتيين ويتجاهل الاف الضحايا الفيلية المغيبين؟!

قبل سقوط النظام الصدامي الفاشي وبعده، زار جلال الطالباني الكويت الشقيق عدة مرات. وفي كل مرة كانت التصريحات والبيانات المشتركة تؤكد على تعهد الرئيس بالكشف عن مصير الاسرى الكويتيين في العراق الذين غيبهم النظام الصدامي مع أشقائهم من ملايين العراقيين في السجون والمعتقلات والمقابر الجماعية. ومن حق الكويت ان تطالب بابنائها وهذا موقف يسجل لها. وهي قضية انسانية لا نقف ضدها ولا نستصغرها. فلا زالت الامهات والزوجات والاخوات والاخوة والاباء الكويتيين يعانون من كابوس الاحتلال الصدامي، وتغييب ابنائهم. لكن اليس من الاجدي بالرئيس التفكير بالاخوة الاكراد الفيلية، وقد ضمهم هو وصديقه مسعود الى كردستانهم، ولو وفق مبدا المحاباة المعروف "الاقربون اولى بالمعروف". كما يفعل المسؤولون الكويتيون مع ابناء جلدتهم، ويصرون على معرفة مصير ابنائهم، واستعادة رفاتهم.

لقد استقبل الطالباني كالخادم المطيع رفسنجاني الذي تفاجا نفسه بالحفاوة واللقب الجديد الذي منحه اياه الطالباني باعتبار زيارته "رحمة من الله وبركة على العراقيين". وكأنه المهدي المنتظر، او المسيح الموعود. ولم يطالب جلال ضيفه، ولو باستحياء، بتقديم التسهيلات، والخدمات للاكراد الفيلية الذين لا زالوا على الاراضي الايرانية، في مخيمات اللجوء الرهيبة منذ مصيبة تهجيرهم حتى اليوم. لايملكون وثائق سفر عراقية، ولا تمنحهم ايران اوراقا للعودة الى عراقهم الذي هجروا منه بالقوة وانتزعت منهم كل اموالهم واملاكهم ووثائقهم. ولا زال الاف منهم في اوربا يعانون من تاخر البث في قضايا لجوئهم بسبب عدم حيازتهم لوثائق ثبوتية لا عراقية ولا ايرانية. واخرين ممن منحوا اللجوء لا زالوا بدون مواطنة بلد اللجوء رغم مرور عشرات السنين على لجوئهم لنفس السبب. ولم تلغ لحد الان القوانين المجحفة بحقوقهم، واهمها القانون العنصري 666، اشارة لاستمرار التمييز ضد الفيلية.

عند الانتخابات، فقط، يتذكرهم الحزبان الكرديان ويدعوهم للتصويت للجبهة الكردستانية باعتبارهم اكراد. وفي خلافهم الانفصالي مع السلطة المركزية في بغداد يشددون على اعتبار كل مناطق تواجدهم حتى في محلات بغداد جزء من كردستانهم الكبرى! اما مصيرالاف الشباب من الفيلية الذين غيبوا في سجون الفاشية، واستخدامهم حقول تجارب للسلاح الكيمياوي والجرثومي في سجن ابي غريب وغيره. فهذا امر لا يشغل به رئيس العراقيين نفسه. ولا يهمه امر تشكيل لجان مختصة للبحث عن رفات الاكراد الفيلية. ولا زال الغبن قائم ولا زال اسقاط الجنسية قائم ولا زالت حقوقهم، واموالهم مضيعة لانهم ليسوا عراقيين. فالرئيس جلال يعمل مثل الرئيس صدام فلكي يتخلص من نقابات، واضرابات العمال، وحقوقهم اعتبرهم موظفين. ولكي يتخلص من العراقيين الفيلية اعتبرهم ايرانيين. والطالباني باعتباره صديق قديم، ووفي لصدام، واخيه برزان ويسكن في قصره ويتجول في حدائق المنطقة الخضراء ويسبح في حمامات من الذهب وياكل لحم الغزال مثل سيده القديم. وهو معروف بولائه لاسياده القدامى(كما يتضح من الاطراء المفرط لبوش ورفسنجاني) فكيف تريده اي يخرج عن تقاليد سيده، ويعيد عراقية الفيلية المغتصبة، او يرد لهم اعتبارهم، او يبحث عن جثث من فجرتهم الالغام على الحدود العراقية الايرانية، او يسال اصدقائه وزملائه الجدد من شيوخ الخليج، وتجارمصرعن مصير الفتيات الفيليات والكرديات اللاتي منحهن المجرم صدام الى صعاليك الخليج ومصر، وغيرها جواري، ومحظيات، واختص بالماجدات العراقيات لتفسه. كما تمنح الان الفتيات العراقيات متعا لملالي ايران الهرمة.

ان الرئيس وحزبه، وحزب حليفه/غريمه استقدما الافا مؤلفة من اكراد تركيا، وسوريا، وايران كاصوات انتخابية ولتغيير التركيب الديموغرافي لمدينة كركوك، والمناطق المحيطة بالموصل وتجاهلا ان هناك اضعافهم من الاكراد الفيلية كان يمكن اعادتهم، واعادة الجنسية العراقية لهم بدل منح الجنسية للمستوردين من اكراد سوريا، وايران، وتركيا. ولماذا يختلف، وتقوم الدنيا، ولاتقعد على كردستانية كركوك، ويهدد بالحرب، والخطوط الحمر، وينسى "الهنود الحمر" من الاكراد الفيلية في مخيمات ايران، وملاجئ اوربا. لا نعتقد ان التفكير الطائفي وحده هو السبب باعتبار الفيلية شيعة. لكن الكل يعرف ان الفيلية لا يساومون على عراقيتهم، ولا يشك بوطنيتهم. والاخوان طالباني/برزاني يفكران بتمزيق العراق، والانفصال عنه.

ليت الرئيسان طالباني، وبرزاني يتذكران ان الفرع الخامس للحزب الذي كانا ينتميان له جله من الفيلية وان ابرز اعضاء مكتبهم السياسي، واكبر مستشاري الملا مصطفى كانا من الفيلية. ومع هذا تأمرا مع البعث ضد ثورة تموز، وعبد الكريم قاسم رغم انه الرئيس العراقي الوحيد الذي انصف الاكراد الفيلية، واقر بمشاركة الكرد للعرب في العراق وثبت ذلك في الدستور. وفي الوقت الذي كانت دبابات الانقلاب الفاشي تهد بيوت الفيلية في باب الشيخ، وعقد الاكراد، وغيرها. كان جلال الطالبني يرفع مع جلاوزة انقلاب شباط الاسود نخب خيانتهم لثورة تموز. انه تاريخ طويل في تجاهل مصالح، وحقوق، وماسي، ومعاناة الفيلية لا زال مستمرا حتى الان من قبل الطالباني، والبرزاني رغم كل الفقاعات التي يطلقانها احيانا.
4/4/2009


179
بصراحة ابن عبود
نساء العراق : الاغلبية المهضومة!
بسبب الحروب العدوانية التي شنها نظام صدام الفاشي فقد تغير التركيب الديموغرافي للمجتمع العراقي. كما هو الحال في كثير من الدول التي عانت حروبا طويلة كان حصادها الاكبر من الرجال، لان التجنيد الالزامي في كل العالم، ما عدا اسرائيل، يشمل الرجال فقط. وقد عانت جمهوريات الاتحاد السوفيتي، السابق، والمانيا، وايطاليا، واليابان، والكثير من الدول الاوربية من هذا الخلل في التركيب السكاني. لكن المرأة في اوربا لاتعاني، ولا تعتبر هذه مشكلة اجتماعية. فالمرأة هناك تملك مصيرها، وجسدها، ولها حق التصرف به. ولا يعارضها احد من غير المتخلفين فكريا، واجتماعيا، وسياسيا، ودينيا، وعقليا. فالمراة هناك لها حق الانتخاب، والترشيح، والعمل في اعلى مناصب الدولة، والمجتمع. وتعمل كطبيبة، ومهندسة، وتقود الطائرة، والشاحنة، والقطار. تعمل كمحامية، وقاضية، وهو امر لازال محرما في اغلب الدول الاسلامية. ولم تفشل المرأة في اي من هذه الاعمال، والوظائف، والمهام. بل ان التجارب، وكل الدراسات اشارت، ان المراة اثبتت جدارتها في كل الاعمال، والمهام، التي زاولتها، وتفوقت في اغلب الحالات على زميلها، زوجها، اخيها الرجل. بدون ان تغير شي من جسدها، او ملابسها، او قصة شعرها فهي انسان كامل العقل، والموهبة، مهما طالت ملابسها، او قصرت. واذا كانت شرقية، او غربية. الامر الاساسي، ان المجتمعات المتمدنة اعترفت للمراة بالمساواة الكاملة مع الرجل، وانها ادت، وتؤدي دورها في المجتمع، وانها نصف المجتمع الفاعل. انها القدم الثاني التي يستند، ويسيرعليها الوطن، والمجتمع. المرأة في العراق زرعت، وحصدت، ناضلت، وصمدت، قاتلت، واستشهدت، عملت، وابدعت، درست وتفوقت، فكرت، وابتكرت، كتبت، ورسمت، حبلت، وانجبت، تزوجت، وترملت، تعذبت، واغتصبت، تغربت، وتشردت، صرخت، وعولت، بكت، وتألمت...الخ...الخ! اكثر من الرجال.
35 عاما من المطاردات، والعذاب، والتخفي، والحروب، والتهجير، والتقتيل. خسرت الاب، والاخ، والزوج، والحبيب، والخطيب، الصديق، والقريب حتى ارتد المجتمع بسبب الحروب، والفاشية، والاسلام السياسي الى الوراء، وعاد يمشي على اربع، وصار لمجتمعنا اربعة اقدام يمشي عليها، ويتكأ. ثلاث منها للنساء، وواحدة عرجاء للرجال.لكن الشرع الرجالي "الحضاري" جدا "المتمدن" جدا "التقدمي" جدا، الذي وضعه قادة عشائريين من الجبال، واسلاميين متخلفين من الجنوب. اخذوا من المجتمع الثلاث اقدام، ومنوا على المرأة بالربع فقط. عدد النساء في العراق اكثر من النصف بكثير، لكن لهن فقط 25% من مقاعد البرلمان، واقل بكثير في مجالس المحافظات. والكثير من ال 25% نساء مغلوب على امرهن، لم يخترهن احد، مجرد لعب بيد العشائريين، والملتحين المتخلفين. مغسولات الدماغ، والفكر يتابعن ايدي الصغير، والاعرجي، والدليمي ان رفع يده رفعنها، وان خفض يده خفضنها. توابع حتى في الحياة السياسية، هكذا يريدون. مكياج لوجه البرلمان القبيح، واجهات للمحاصصة البغيضة، وبهارات للطبخة التوفيقية الفاسدة. ثلاث ارباع المجتمع تمثله اشباح سوداء في مسرح العرائس الطائفي القومي المتعصب. لقد تناسوا ان المرأة العراقية، عمرت الحقول، وادارت المصانع، وانتجت البضائع، وانجبت الرجال وربتهم. نسي هؤلاء انهم يقبلون حذاء فاطمة القرشية، ويدوسون باحذيتهم القذرة حقوق المرأة العراقية. فاي نفاق، واي هضم للحقوق؟؟ المراة في العراق القديم، الذي يتباهون بحضارته، وهم يمارسون البريرية كانت الاهة، وقديسة في حين تباع المرأة العراقية المعاصرة في سوق النخاسة الاسلامية، والقومية الجبلية. يقبلون ايادي الشمطاء رايس، وينحنون للمراوغة هيلاري، لكنهم يستخفون بسيدات العراق، ويسحبونهن مثل قطيع جمال في الصحاري العربية القديمة، ويتمتعون بجسدها اثاثا في البيت. وزيرة "شؤون المرأة" ليس لديها، حتى مقرا لوزارتها، رغم ثقل حقيبتها، وسعة مهماتها. في حين يتمتع وزراء الدولة من ذوي الحقائب، والرؤوس الفارغة بمكاتب، وحرس، وامتيازات، وحمايات، وسيارات مصفحة. او"نائبة" تستحي ان تكشف حتى عن اصابعها، وتحجب كل جسمها بسواد تخلفها، وتتمنى ان تغطي حتى وجهها للتخلص من مشقة اغتساله صباحا. تتمتع هذه الشبح بكل الامتيازات في حين تلقى من تدافع عن المراة، وحقوقها كل الرفض، والتجاهل، والمضايقات، والسخرية، وتتلقى تهما متعددة، ولا تجد بابا مفتوحا لطلباتها بالمساواة. يتحدثون باسم الديمقراطية التي تعني، من بين ما تعنيه، حكم الاغلبية في حين تحرم الاغلبية الفعلية : نساء العراق من حقوقها الاساسية!!


180
بصراحة ابن عبود
نساء العراق : الاغلبية المهضومة!
بسبب الحروب العدوانية التي شنها نظام صدام الفاشي فقد تغير التركيب الديموغرافي للمجتمع العراقي. كما هو الحال في كثير من الدول التي عانت حروبا طويلة كان حصادها الاكبر من الرجال، لان التجنيد الالزامي في كل العالم، ما عدا اسرائيل، يشمل الرجال فقط. وقد عانت جمهوريات الاتحاد السوفيتي، السابق، والمانيا، وايطاليا، واليابان، والكثير من الدول الاوربية من هذا الخلل في التركيب السكاني. لكن المرأة في اوربا لاتعاني، ولا تعتبر هذه مشكلة اجتماعية. فالمرأة هناك تملك مصيرها، وجسدها، ولها حق التصرف به. ولا يعارضها احد من غير المتخلفين فكريا، واجتماعيا، وسياسيا، ودينيا، وعقليا. فالمراة هناك لها حق الانتخاب، والترشيح، والعمل في اعلى مناصب الدولة، والمجتمع. وتعمل كطبيبة، ومهندسة، وتقود الطائرة، والشاحنة، والقطار. تعمل كمحامية، وقاضية، وهو امر لازال محرما في اغلب الدول الاسلامية. ولم تفشل المرأة في اي من هذه الاعمال، والوظائف، والمهام. بل ان التجارب، وكل الدراسات اشارت، ان المراة اثبتت جدارتها في كل الاعمال، والمهام، التي زاولتها، وتفوقت في اغلب الحالات على زميلها، زوجها، اخيها الرجل. بدون ان تغير شي من جسدها، او ملابسها، او قصة شعرها فهي انسان كامل العقل، والموهبة، مهما طالت ملابسها، او قصرت. واذا كانت شرقية، او غربية. الامر الاساسي، ان المجتمعات المتمدنة اعترفت للمراة بالمساواة الكاملة مع الرجل، وانها ادت، وتؤدي دورها في المجتمع، وانها نصف المجتمع الفاعل. انها القدم الثاني التي يستند، ويسيرعليها الوطن، والمجتمع. المرأة في العراق زرعت، وحصدت، ناضلت، وصمدت، قاتلت، واستشهدت، عملت، وابدعت، درست وتفوقت، فكرت، وابتكرت، كتبت، ورسمت، حبلت، وانجبت، تزوجت، وترملت، تعذبت، واغتصبت، تغربت، وتشردت، صرخت، وعولت، بكت، وتألمت...الخ...الخ! اكثر من الرجال.
35 عاما من المطاردات، والعذاب، والتخفي، والحروب، والتهجير، والتقتيل. خسرت الاب، والاخ، والزوج، والحبيب، والخطيب، الصديق، والقريب حتى ارتد المجتمع بسبب الحروب، والفاشية، والاسلام السياسي الى الوراء، وعاد يمشي على اربع، وصار لمجتمعنا اربعة اقدام يمشي عليها، ويتكأ. ثلاث منها للنساء، وواحدة عرجاء للرجال.لكن الشرع الرجالي "الحضاري" جدا "المتمدن" جدا "التقدمي" جدا، الذي وضعه قادة عشائريين من الجبال، واسلاميين متخلفين من الجنوب. اخذوا من المجتمع الثلاث اقدام، ومنوا على المرأة بالربع فقط. عدد النساء في العراق اكثر من النصف بكثير، لكن لهن فقط 25% من مقاعد البرلمان، واقل بكثير في مجالس المحافظات. والكثير من ال 25% نساء مغلوب على امرهن، لم يخترهن احد، مجرد لعب بيد العشائريين، والملتحين المتخلفين. مغسولات الدماغ، والفكر يتابعن ايدي الصغير، والاعرجي، والدليمي ان رفع يده رفعنها، وان خفض يده خفضنها. توابع حتى في الحياة السياسية، هكذا يريدون. مكياج لوجه البرلمان القبيح، واجهات للمحاصصة البغيضة، وبهارات للطبخة التوفيقية الفاسدة. ثلاث ارباع المجتمع تمثله اشباح سوداء في مسرح العرائس الطائفي القومي المتعصب. لقد تناسوا ان المرأة العراقية، عمرت الحقول، وادارت المصانع، وانتجت البضائع، وانجبت الرجال وربتهم. نسي هؤلاء انهم يقبلون حذاء فاطمة القرشية، ويدوسون باحذيتهم القذرة حقوق المرأة العراقية. فاي نفاق، واي هضم للحقوق؟؟ المراة في العراق القديم، الذي يتباهون بحضارته، وهم يمارسون البريرية كانت الاهة، وقديسة في حين تباع المرأة العراقية المعاصرة في سوق النخاسة الاسلامية، والقومية الجبلية. يقبلون ايادي الشمطاء رايس، وينحنون للمراوغة هيلاري، لكنهم يستخفون بسيدات العراق، ويسحبونهن مثل قطيع جمال في الصحاري العربية القديمة، ويتمتعون بجسدها اثاثا في البيت. وزيرة "شؤون المرأة" ليس لديها، حتى مقرا لوزارتها، رغم ثقل حقيبتها، وسعة مهماتها. في حين يتمتع وزراء الدولة من ذوي الحقائب، والرؤوس الفارغة بمكاتب، وحرس، وامتيازات، وحمايات، وسيارات مصفحة. او"نائبة" تستحي ان تكشف حتى عن اصابعها، وتحجب كل جسمها بسواد تخلفها، وتتمنى ان تغطي حتى وجهها للتخلص من مشقة اغتساله صباحا. تتمتع هذه الشبح بكل الامتيازات في حين تلقى من تدافع عن المراة، وحقوقها كل الرفض، والتجاهل، والمضايقات، والسخرية، وتتلقى تهما متعددة، ولا تجد بابا مفتوحا لطلباتها بالمساواة. يتحدثون باسم الديمقراطية التي تعني، من بين ما تعنيه، حكم الاغلبية في حين تحرم الاغلبية الفعلية : نساء العراق من حقوقها الاساسية!!

181
بصراحة ابن عبود

حول انتخابات مجالس المحافظات العراقية (4)

ليس كل المتحدثين شمات، وليس كل المختلفين اعداء!

ما ان وضعت معركة انتخابات مجالس المحافظات اوزارها، وتسربت مؤشرات اولية حول تقدم قائمة دولة القانون، واخبارعن تصدر قائمة الحبوبي الفردية في كربلاء. وخسارة شاملة لقوى اليسار العراقي. حتى خرجت جماهيرالقوى الوطنية والديمقراطية على شكل كتابات(مظاهرات) على المواقع كما يخرج جمهورالفريق الخاسر المحبط الحزين المتالم الى الشوارع، والساحات معبرا عن سخطه، ورفضه للهزيمة، بعد ان انفجربالون الحلم، وتمزقت لافتة الاوهام، وصحى الناس على واقع قاس لم نستطع ان نتخيله، او نتصوره، ولذلك لم نقبل به. الصدمة كانت قوية، ومذهلة حتى لاكثر المتشائمين. لكننا نسينا، وتحت وقع الصدمة، ان النشوة التي عاشها البعض عن غير وعي، وبدون تفحص هي السبب. احتفلنا بالنصر قبل حصوله، الفقاعة التي اطلقناها عن زهو دون حساب لاختفائها السريع. انها نفس الاوهام التي صورت عصابة صدام "ديمقراطيين ثوريين" وان صدام يمكن ان يكون كاسترو العراق. نفس الاوهام تصورت،للاسف الشديد، ان الاحزاب الاسلامية، والقومية التي تسيطرعلى السلطة يمكنها ان تكون ديمقراطية للعرج. رغم صراخنا كل الوقت ان الفاشية الدينية، وحلفائها حلت محل الفاشية الصدامية. ان من يبررعقد زواج على اخته بحجة الحاجة، والاضطرار، والضروة! ويتزوج عشرات النساء على اساس ان الدين لا يعارض ذلك باسم المتعة، والمسيار، والعرفي، وياخذ الخمس من الفقراء، وهو يرتع بقصورالطغاة، ويريد بناء دولة فقيه ايران، او امارة طالبان، لا يمكنه ان يقبل بتطور ديمقراطي علماني صحيح، وانتخابات شفافة عادلة. لقد صرحوا منذ عام 2003 عندما طالبت المرجعية بانتخابات مستعجلة بلا احصاء ولا تهيئة. واتذكر الشعارالمرفوع في شوارع البصرة على اثر هذه الدعوة (الاسلام ياتي عن طريق الانتخابات) وهي مثل الانتخابات الايرانية، والمصرية، والصدامية، نتائجها معروفة وضمن المرسوم. وتصريح مهدي الحكيم الصريح قبل اغتياله: "ان الرعاع سيصوتون لنا". هذا ليس تبريرا للقصور، فلست مسؤولا عنه، بل توضيحا لاهم اسباب القصورفي النشاط، والفشل الانتخابيان. وارجو ان لا يفهم الاحبة ممن انتقدوا وصرخوا، وشتموا(عن حرگة گلب) انني اشبههم بغوغاء كرة القدم. قطعا لا، ولكن لنتذكرمعا، ان مشجعي فريق ما اناس عاديين في حياتهم اليومية، ماعدا العصابات الصدامية المنظمة في اوربا، وخاصة بريطانيا. لكنهم يفقدون اعصابهم، وينجرفون مع الاخرين للقيام باعمال لايقومون بها عادة. واعمالهم هذه نابعة عن حب، واخلاص، وتعلق، وانتماء، وانشداد، وتقييم، وتقدير (مفرط احيانا) لقوة فريقه. احد الاصدقاء اتصل بي تلفونيا، وهو يسب، ويشتم كل قادة الحزب الشيوعي العراقي. ومما قاله: "قشمرونه!" فاجبته: كن منصفا انت! قشمرت نفسك بنفسك. انك لازلت تعيش ايام عرسك. بعد مروراسبوع التقيته، كان نادما على ما قال، واسرلي انه لم ينم جيدا كل هذه الايام، وانه عاد للتدخين، وانه خرج هائما مرات كثيرة في شوارع بلدته الاوربية الباردة ليبكي لوحده. فاخبرته انني اتصلت باحدهم في البصرة فقال : "احنة عارفينهه! هذه غابة وحوش، وانتم متمدنون! (قارن مع اسم مدنيون). لقد وضعتم رمزا للقائمة غزالا في البصرة، وقوائمهم كلها ضباع، وذئاب، وسيوف، وخناجر، والغزالة وين تگايش وي هذولة"!!؟؟

نظر الي صاحبي بذهول المصدوم : "اي صحيح مثل ماگتلي گبل، هم يعرفون ظروفهم احسن، ويجب ان لا نلومهم بس غير من حرگة گلبنه". هذا هو "خصم الحچي" مثل ما يقال. الذين انتقدوا، وسبوا، وشتموا، طرحوا ارائهم بصدق، وحب، وحرص، وقلق مشروع على مستقبل العراق. ورغم اختلافهم، او خلافهم مع حزبهم السابق فهم لا يثقون بغيره. وهم كمن يعتب على امه، او ابيه. وعلى القيادات الديمقراطية، ان تتذكر من منهم لم يذق عضة الكتف من الام الحنونة، او قرصة الاذن، او راشدي الاب الرحيم عندما يضيع في زحام السوق، وهو صبي صغير. رغم حرقة العضة، او لسعة فرك الاذن، او الم الراشدي فانه يعقبه حضان حار، ودموع، ونشيج، وايدي تضمك بقوة، وصوت حنين تكسره العبرة: هاي وين رحت مو راح گلبي عليك!

انا افهم الموضوع بهذا الشكل، واتمنى ان يفهم قادة الاحزاب، والقوى الديمقراطية الامر بهذه الصورة والتعامل الصحيح، ودراسة كل ما طرح بجدية، والاستفادة من الملاحظات المخلصة. احد كوادر حزب الدعوة الذي هرب الى ايران ثم الى اوربا. قال لي مرة في معرض نقاش سياسي:
الشيوعيون يبقون مخلصون، لحزبهم حتى، وان خرجوا منه.
علقت مازحا: شيوعي مبطل!
بس يبقى شيوعي! رد بسرعة.
وهل هذا خطأ؟
لا، لا طبعا، ان من تحولوا عن حزبهم لم يكونوا شيوعيين صادقين، وعندنا منهم الكثير لكننا لا نثق بهم لانهم يعملون المستحيل لدفع استمرار شبهة الشيوعية عنهم. وهم لا يعرفون، ربما، اننا تعتز بخبرتهم النضالية.

هؤلاء "الشامتين"، "المتفرجين" "الحاقدين" "الموتورين" والكثير من التهم الجاهزة، لا يخافوا، ولا يتونوا،ان يتحدثوا عن ماضيهم الشيوعي رغم كل ما يجره عليهم ذلك من سلبيات احيانا. هناك خونة يحالون تبرير خيانتهم. وهم معروفين ولا احد يهتم لحديثم غير امثالهم. وهناك مختلفين، مخالفين، معترضين، معارضين، منتقدين، مصلحين، سمهم ما شئت يعبرون عن حبهم، وحنينهم للاصل. حرصهم، ووفائهم، صداقتهم، وحرقتهم، شيمتهم، غيرتهم، نخوتهم عبروا عنها بصور مختلفة، وان اتخذت مظهر الشماتة عند البعض. فهذا لا يعني انهم شامتون بل متالمون. مثل ام ولد غرگان..

ان الكتابات (الدراسات) التي قدمها الاستاذ جاسم المطير، وغيره من الحريصين من اصدقاء، ورفاق، ومناصري الحزب الشيوعي، مثلا، لاتصب في خانة العداء، او الشماتة بل هي ثقة عالية بمن توجه له الملاحظات، ورغبة صادقة في تجاوزالاخطاء، والمعوقات، ودليل جديد على انهم لازالوا يحملون الراية الحمراء مهما بعدوا، او اختلفوا، او تغربوا! انها صرخة عشق دائم، وليس شماتة مريضة، اشارة حرص حقيقية، حتى وان فقسوا باصابعهم عيون قائد ما، او زعيم ما فالقادة المخلصون يعرفون حكمة شعبنا المجربة: اللي يحبك ينصحك، والما يحبك يمدحك!! ولمن انتقدوا بقسوة اقول لا تنسوا التزويرالمشرعن!

للحديث صلة
24/2/2009

182
بصراحة ابن عبود
حول انتخابات مجالس المحافظات العراقية
ماذا لو كنا هناك (3)
قبل اعلان النتائج النهائية لانتخابات مجالس المحافظات، كانت التوقعات حماسية، ومفرطة في التفاؤل. وكانت التلفونات للاهل، والاصدقاء، هي التي قامت مقام معاهد الاستطلاع. كان الحماس كبيرا، وكانت السلبية اكبر، وقاتلة. لماذا اقتنع البعض بالاستطلاعات التي فبركها المنافسون (ان لم نقل الاعداء) لتحبيط الهمم؟ كما وضحنا في مقالينا السابقين. هل هي ثقة مفرطة بالاستطلاعات المزعومة؟ ام مبالغة بحجم القوى الديمقراطية؟ ام ان هناك شيئا اخر نحوم حوله، ولا نعترف به؟
لقد عملت القوى الاسلامية، والقومية الحاكمة على حرمان المهجرين من التصويت، وهم بالملايين داخل، وخارج العراق. وهم في الغالبية ضحايا سياسة الاحزاب الاسلامية، وحروبها الطائفية. الاغلبية كان يمكن ان تصوت ضدهم. كما ان الاف مؤلفة من اعضاء، واصدقاء، ومناصري القوى الديمقراطية تركوا العراق تحت التهديدات المتعددة، والاضطهاد، والمطاردة ،على مدى تاريخ العراق الحديث، وخاصة سنوات الفاشية الصدامية، واعمال العنف الاسلامية ذات الطابع الفاشي بعد الاحتلال الامريكي للعراق. وهذه الالاف المؤلفة استقرت في معظمها خارج الوطن، وتوزعت على قارات الارض الخمس.الاغلبية من هذه الالاف ابتعدت بشكل او اخر، لسبب او لاخر، وهذا حقهم، عن نشاطهم السياسي، وماضيهم النضالي. لكن الالاف من هؤلاء عادوا، وفي اوقات مختلفة، لقضاء امور شخصية كالورث، او شراء بيت، او ارض، او الزواج، او اكمال معاملة التقاعد، او التسجيل في جمعية السجناء السياسيين، وبعضهم عاد لانشاء شركات تجارية. وهذا كله من حقهم. لكن بعضهم عاد لاقامة منظمات وهمية تدرعليه دخلا باسم معاناة العراق، وهؤلاء لا عتاب عليهم. ولا ننسى من عاد، واستشهد في سبيل مبادئه.
الانسان في الغربة يتغير، و(تبرد طينته) ويستقر، ويكون عائلة، وله اطفال، ويرتبط بعمل. تتحول ارض الغربة الى وطن ثاني له. ووطن اول، ووحيد لاطفاله. بعضهم تعوق بسبب النضال، وكثيرين غيبتهم مقابر الغربة. اعتقد، انه كان علينا، ان ننشط اكثر، ان نساهم اكثر، ان نعود بالالاف، ولو مؤقتا، ايام الانتخابات ،اوالاستفتاءات، مثلا. لنحاول منح اصواتنا، ان كان ذلك ممكنا، للقوى الديمقراطية. او اعادة الاف الاصدقاء، والاهل، والرفاق، والمعارف القدامى، ومحاولة التاثير عليهم، وكسبهم (اعادة كسبهم) خاصة بعد ان اتضحت الصورة، وانكشفت الالاعيب الطائفية، والقومية المتعصبة. وتبين الخيط الاسود، من الخيط الابيض. وصحى الكثير من سبات الامس. وان كان السيف الاسلامي مسلطا عليهم، كما كان السيف الصدامي، الا ان امكانيات التحرك، والمناورة، والتاثير، وفرض الارادة كبيرة بشكل لا يقارن.
هذا لا يعني انني ابرر القصور الذاتي، اوانكر الظروف الموضوعية، التي ساهمت في نتيجة الانتخابات. وهذا لايعني ايضا انني اختلف مع ما كتبه المبدع فيصل لعيبي، او ابو نهران، واخرين ممن عاتبوا وتالموا، وتحسروا، وحاولوا تفسير الاسباب، لان الصدمة كانت قاسية، وكبيرة. ولكن لماذا ننسى انفسنا. نحن الذين "بردت طينتنا". واقتصر نشاطنا على حضور مجالس العزاء. ويقوم "النشطاء" منا باقامة الاحتفالات، والقاء الخطب على نفس المجموعة من "الشباب" التي تتناقص باستمرار. ولا يتنازل المسؤول منهم عن "حقه التاريخي" في كراسي الصفوف الامامية للمحتفلين بدل الصفوف الامامية للمحتجين  في الداخل.
لا ادري مدى صحة ما يقال، وبكثرة انه في الداخل صارت "المهمة" الحزبية  "منصبا". واننا "جماعة الخارج" ينظر الينا بشك، وريبة. وان ملاحظانتا تواجه بحساسية مفرطة، ولغتنا غير مفهومة! لاننا مجرد "متفرجين" و"بطرانين" و"افندية". وهذا يصح على الكثير منا. احدهم عاد الى العراق، وساهم في الحملة الانتخابية، بشكل فردي، كما كتب لي من "الداخل" ولم يسمح له ب"التدخل"! بشؤون الحملة الانتخابية، وان افكاره، وملاحظاته، ومقترحاته لا تصلح الا للخارج، وليست ملائمة لظروف العراق!
لكن كل هذا لايعفينا من المسؤولية. رغم محاولات التملص، والتبرير. فالملعب للاعبيه. ولكن ان نمتنع حتى عن المشاهدة، ثم نحكم، ونقرر، ونقيم، ونحسب على اساس السماع فقط، فهذ امر فيه نقاش باعتقادي.هذا ليس ردا على احد، ولا محاولة تكبيل ايدي، او كم افواه. او عرقلة نقاش، او دراسة، فانا نفسي متهم. حتى من شتموا، وبالغوا في الانتقاد التجريحي، وبالاسماء احيانا كان دافعهم الحرص، والحب، وهم يعانون اللوعة، والحسرة، والمرارة، وعدم تحمل ان يكون الوعاء، الذي احتواهم يوما ما  فارغا منهم. لكن مظاهرات البصرة، والديوانية، والاصوات المعترضة، والاحتجاجات، والطعون، ربما تعيد للبعض هدوء التقييم، وانصاف المتهمين بالقصور. فالحماس المفرط غالبا ما يؤدي الى تصرفات،او تصريحات خاطئة. و"اللي ايده بالماي مو مثل اللي ايده بالنار". ولكن النقاش، وطرح الاراء، وتشخيص النواقص، والمحاسبات، والبحث عن البدائل الافضل امور ضرورية جدا. فالمقصود مستقبل عراقنا الذي نريده حرا ديمقراطيا موحدا.
كل الحب لمن يخالفوني الرأي لانهم يسيرون معي في نفس الدرب .
للحديث صلة!


183
بصراحة ابن عبود
حول انتخابات مجالس المحافظات العراقية
اوهام ديمقراطية (2)
بعد الفشل الذريع، القاسي، والمؤلم الذي تعرض له اليسارالعراقي، في انتخابات مجالس المحافظات، والذي تحدثنا عن قسم من ظروفه، واسبابه الموضوعية بشكل غير مباشر في رقم (1). وسنعود للاسباب الذاتية في موضوع خاص، ولو انه اشبع بحثا، وشتما، وجلدا. بعد اعلان النتائج المخيبة للامال، والطموحات، والتصورات فقد استمرت، للاسف، محاولات التبرير، والتفسير، ومحاولات تلطيف الصورة، وكأن الناس لم تسمع بالنتائج. وبدل وضع المسببات، والقصورعلى مشرحة البحث والدراسة، رحنا نسمع احلاما جديدة تزيد الشارع جزعا، وتزيد الناس ابتعادا عن اليسار، رغم حبهم له، ورغم سمعته الحسنة، ورغم امكانياته الضعيفة. فاعيدت التوقعات الخاطئة على شكل استنتاجات ملفقة تحاول خداع النفس، كمن يحاول مواساة مفجوع، او تهدئة مصاب بمرض عضال. "يقشمر نفسه" بالعراقي الفصيح، فنسمع عن الاستنتاجات "العبقرية" التالية:
1 ان نتائج الانتخابات عززت الدافع الوطني بدل الدافع الديني والطائفي!
2 لقد صوت العراقيون لصالح بناء دولة المؤسسات!
3 ان نتائج الانتخابات تعكس انعطافة في مستوى الوعي السياسي والاجتماعي!
4 الانتخابات تحول مثير!!
5 تحول الواجهات الدينية الى مستقلة اقرار بالفشل!
6 الانتخابات شهدت استيعاب الجميع واجتذاب قوى كانت خارج العملية السياسية!
7 ان تحسن الوصع الامني والاقتصادي سيزيد الوعي ويعيد رسم صورة الولاءات!
8 اسمعونا عبارات طنانة مبالغ فيها من قبيل: "عرس ديمقراطي عراقي" او "تحول اجتماعي كبير" او "انتقال من الطائفية الى العلمانية" او "هزائم واضحة مقابل انتصارات واضحة" او " تخلي عن الخطاب الديني" او "دفعت المد الديني الى الوراء" الخ..الخ..
ان العبارات اعلاه تتناقض تماما مع نتائج الانتخابات، وتحليلها العلمي الهادئ.هي في الواقع محاولة ادارة الظهر للواقع، ولا تخدم الخطط المستقبلية لتجاوز القصور. بل هي عملية تحديق طويل بنصف الكاس المليان حتى تعبت العيون الحائرة، وانخدعت انه مليان بالكامل. لان الاماني تستطيع ان تخدع حتى الدماغ كما يقول علماء النفس.
عن اي دافع وطني يتحدث المفرطون بالتفائل؟ الدافع الوطني جعل نصف العراقيين يقاطعون. واللذين شاركوا، صوتوا للدين، والطائفة، والعشيرة بشكل عام. ان الانحراف الضئيل عن الخط العام ليس مؤثرا ولا يقاس عليه. حيث بدل شيخ الدين اختير شيخ العشيرة، وهو من نفس الدين، والطائفة. هذا اذا تحدثنا عمن  حسبت اصواتهم، وبارادتهم الى الاحزاب الكبيرة. اما الدافع الوطني فضاع مع تشتت الوطن، والوطنية على 400 قائمة صغيرة. وتوزعت الكراسي على 18 قائمة فقط على امتداد العراق. فالشيعة صوتوا للحزب الاقوى للرجل الاقوى. ويذكرنا الحال بتحول البعثيين من الركابي الى السعدي ثم منه الى البكر، فصدام. والسنة صوتوا للسنة، واتبعوا نفس المثال. وكان ذلك واضحا في البصرة حيث توزعت اصواتهم بين البعث، والحزب الاسلامي. ونفس الحال في الانبار، والموصل. واوضح دليل تصويت الاكراد القومي في ديالى، وصلاح الدين. الناس صوتت للاسماء، والاسماء معروفة انتماءاتها. فلم تكن هناك برامج. ان تعلم الاحزاب الدينية بسرعة بسبب امتداداتها الاقليمة وخبرة البعثيين السابقة. لا تعني غير اتقانهم التكتيك، واجادة مبدا التقية، وحرصهم ان يكون تعددهم واضح ليضمنوا حضورهم في كل مكان. كما فعلوا في مجلس الحكم، وفي منظمات المجتمع الديني، التي تخضع اغلبيتها لهم رغم انهم يهدفون لبناء مجتمع شمولي على الطريقة الايرانية مع واجهة ديمقراطية يحددون هم طريقة تبرجها وشكل حجابها، او برقعها. السياسة ليس فقط فن الممكن، بل ايضا فن التلون وهم اساتذة في ذلك بعد ان تعلموه من غيرهم الذين حافظوا على شكل واحد لتواجدهم. ولم يدخل جدد للعملية السياسية لقد كانوا في البرلمان والسلطة وكل المؤسسات. الشئ الجديد هو اكتسابهم الشرعية ودخلوا العمل السياسي من اوسع ابوابه واخذوا يديرون الدولة والمجتمع بتفويض من الناخبين.
ان اختلاف التسميات الطائفية، وتزوقها بالشعارات الوطنية، هو مجرد تغيير للواجهات، وسيعود التحالف الشيعي، او السني، او القومي، للاسف، يحكم في المحافظات فالدعوة(ائتلاف دولة القانون) قد يتحاف مع الصدريين(الاحرار) او الفضيلة، او المجلس الاعلى (شهيد المحراب) كما ان حزب الدعوة له تجليات عديدة مثل تنظيم العراق، او تيارالجعفري. وسيستعيد الشعب من جديد قول الفقيد ابو كاطع: "الحمار حمارنه بس الجلال تبدل". ستتحول دولة القانون الى دولة الشريعة. والاحرار الى تابعين، وتيار الاصلاح الوطني، الى التيار الشيعي، وهكذا. وينطبق نفس الحديث على الاحزاب الفائزة الاخرى من اسلامية، وقومية، وصحوجية، وعشائرية، وبعثية، وغيرهم. واتمنى لصالح الشعب والوطن ان اكون مخطئا.
للحديث صلة

184
بصراحة ابن عبود

حول انتخابات مجالس المحافظات العراقية
اكاذيب واوهام انتخابية (1)

انتهت اللطمية الانتخابية، واعلنت نتائجها الكارثية. بعد ان سبقتها، ورافقتها الكثير من الحراب التي وجهت لجسد الديمقراطية المسكينة. فقتل من قتل، وهدد من هدد، وابعد من ابعد، قبل، واثناء، وبعد عودة لطامة العهد الجديد. ونحن مثل غيرنا نرى النصف "المليان" من الكاس وليس فقط النصف الفارغ. ولكن وعينا، وضميرنا، وطبيعتنا العراقية(مفتح باللبن) التي شاهدت، وراقبت، وسجلت الكثير من النواقص التي ثبتت في تقاريرلاجهزة مختصة، ومراقبين محايدين، وليست من بنات خيالنا. ان محاولة زرع الوهم الديمقراطي، واستمرارذبح التجربة على الطريقة الاسلامية الطائفية التوافقية مستمرا. والذباحون يحلوا لهم رؤية الدم العراقي يسيل، وهذا معروف، ومثبت. لكن المستهجن، ان نسمي الاحزان افراحا، والمآتم اعراسا. وقائمة الكذب على المواطن العراقي المجروح طويلة، ومؤلمة.

بدات حملة الاكاذيب، والمغالطات قبل الانتخابات، وخلال ما يسمى الحملة او الدعاية الانتخابية واستمرت حتى بعد اعلان النتائج. حيث تحدثت وسائل الاعلام، والمواقع، والمحللين، والخبراء، والعرافين، والمنجمين، وقارئي الكف عن توقع انتصار"ساحق"! للعلمانيين، والليبراليين، والديقراطيين، والاحزاب الوطنية. وعن "انحساركبير"! متوقع للقوى، والاحزاب الدينية. ودعموا تنبؤاتهم تلك ب"الاستطلاعات"، و"الاستفتاءات"، والتنبؤات، وغيرها من "الدراسات الميدانية". وفي يوم الانتخابات تحدث بعض الحالمين، والمغفلين، وحسني النية، والثولان، والمنافقين، والمطبلين، عن: "العرس الديمقراطي العراقي"، وعن مشاركة 15 مليون عراقي في عملية التصويت. (شلون چذب)، وانه لم تحصل حوادث، ولا اختراقات، ولا تجاوزات، ولا تزوير، ولا خروقات، والدنية ربيع، وكانهم يتحدثون عن السويد ،او سويسرا.

اولا لا يوجد في العراق معاهد، او مؤسسات تستطيع القيام باستطلاعات علمية، صحيحة، موثوقة، ومحايدة، ومهنية. ولا توجد خبرة،او امكانيات كافية لمنظمات المراقبة، والرصد المستقلة. اتبعوا نفس الاسلوب الذي خدع، وظلل، وخدر الاف المنتخبين خاصة من مناصري القوى غير الدينية. الاسلوب الذي اتبع في انتخابات 2005 حيث تحدث الشهرستاني من فضائية الفيحاء يوميا بحجة التثقيف الانتخابي، وخدر الملايين من العراقيين في الداخل والخارج. ولا زلت اتذكر وهو يضع قائمة اتحاد الشعب، ثم الوطنية العراقية في المقدمة، او على التوالي. وهو اسلوب تحشيدي للقوى الدينية، وتخديري للقوى الاخرى. ويحضرني ان احد مؤيدي قائمة "اتحاد الشعب" وكان يسكن منطقة بعيدة عن المركز الانتخابي استدان مبلغ السفر ثم اعاده، لان الفوز"مضمون بالجيب" ولا داعي للخسارة، بعد ما سمع تلك "الاستطلاعات". نفس الخدعة اتبعت في الانتخابات الاخيرة، وقرات فاتحة الاحزاب الطائفية قبل موتها. بحيث صار ريش طواويس القوائم "العلمانية" يصل الى اوربا. واستسلموا، واستسلم معهم الالاف من الناخبين على اساس ان المسالة محسومة، ولا داعي للقلق، واتعاب النفس بالتوجه للاقتراع. وقد حذرت من الامر في اخر مقالة كتبتها عن "الامتحانات"!! بعنوان (ايها العراقيون صوتوا لوطنكم وليس لتجار الحروب الطائفية) حيث قلت : "وهاهي الاستطلاعات المفبركة تحاول ايهام الناس بان العلمانيين سيسيطرون على كل شئ ويمنعون الشرائع، ويلغون الدين، والى اخره من الاكاذيب. او في الاقل تثبيط الهمم في الخروج، والتصويت للقوائم الشريفة"

اما العرس العراقي فقد قاطعه نصف العراقيون، ولم يحضر49%  منهم للزفة. بسبب اليأس، والاحباط، والسلبية، وللاحتجاج، وعدم الثقة بالاحزاب، كل الاحزاب. وكان المفروض تسمية يوم الانتخابات: عزاء الديمقراطية العراقية. اذا كان هناك قليل من الوقعية، ولا اقول شئ اخر. ومثلما مزق الاحتلال الامريكي بغداد على الطريقة الصهيونية بجدران العزل العنصري. فان رجل "دولة القانون" منع التجول، لمنع وصول الناخبين، وضمان فوز قائمة دولة القانون. والخروقات التي يدعون عدم وقوعها استمرت منذ الحملة الانتخابية، وقبلها، ويوم الانتخاب باستخدام الرموزالدينية، والشعارات الطائفية، والمال السياسي، والرشوات، واستخدام محلات العبادة للدعاية السياسية. دخول المسلحين اكثر من موقع انتخابي في طول العراق وعرضه. تواجد المسؤولين قرب مراكز الانتخابات، واحيانا داخلها لارهاب، واجبار، والتاثير على تصويت الناخبين. خاصة في القرى والارياف. التصويت العائلي، وفرض اصوات الرجال على النساء، وتاثيررئيس العشيرة، ومصالحه، وتحالفاته، والتصويت بالانابة.غياب اسماء الاف الناخبين من لوائح من يحق لهم التصويت. عدم تكافؤ الفرص امام القوائم المتنافسة. واستخدام اجهزة الدولة الاعلامية، والمواصلات، والطبع، والنشر، والتوزيع لخدمة قوائم معينة تمتلك السلطة في المحافظات، واجهزة الدولة. والدعم الخارجي السياسي، والمالي، والفني. ثم مصادرة اصوات القوائم الصغيرة، واغتصاب اصوات الناخبين حسب قانون الانتخابات، الذي وضعته القوائم الكبيرة في البرلمان، على عجل، ليضمن مصالحها، ومصادرة اصوات حتى من صوت لغيرها. لهذا حظيت المفوضية العليا للانتخابات على الثناء، والمديح(واكيد وراها هدايا، وعطايا، ومكارم) ممن كان لهم اوفر الحظ في الفوز. فقد صمتت المفوضية (عبد المامور) عن كل الخروقات، والتجاوزات، وحملت المواطن ضعف الوعي، وتعللت كالعادة بمخلفات النظام السابق، وضعف التجربة الديمقراطية، وحداثتها. ولم يتحدث المسؤولون في الدولة، والمفوضية عن مخلفات الطائفية فيها، ولا علة المحاصصة الكامنة في كل سلوكها، وتصرفاتها، وتحركاتها. ولم يذكرشئ عن ضعف المهنية، وعدم الاستقلالية فيها. فالمفوضية هي نتاج محاصصي، ولم تستطع ان تنزع جلدها، وظلت وفية لاولياء امرها. "ومنو يگدر يگول حلگ السبع خايس. لو بنت الشيخ....."!؟ لماذا حرم اغلب المهجرين من التصويت؟ ولماذا لم يتم التعداد الاولي للسكان رغم توفر كل الظروف، والامکانيات؟ ولماذا يستمر العمل بالبطاقة التموينية كبطاقة انتخابية، وكل العراقيين يعرفون كيفية تداولها، وتحويلها، وقيمة صرفها مثل الدينار العراقي المتدني القيمة.

ان من تحدث عن "العرس العراقي" اما منافق، او مغفل، او مخدوع، او من جماعة "اللي ياخذ امي يصير عمي"! لقد قاطع 60% من اهالي بغداد الانتخابات، او حرموا منها بسبب الاجراءات المقصودة لمنع وصولهم الى مراكز الاقتراع. وبغداد هي المركز، وقلب العراق فاذا غاب اكثر من نصف اهلها فعن اي عرس تتحدثون؟! وماذا يعني ذلك غير القصورالمتعمد، وتفسير اضافي لفشل القوى غيرالدينية؟!

ولله في عراقه شجون!!

للحديث صلة!!

185
بصراحة ابن عبود
العدوان الرباعي على غزة
في عام 1956 وبعد ان اممت ثورة23 تموز المصرية قناة السويس تعرضت جمهورية مصرلعدوان ثلاثي قامت به فرنسا وبريطانيا واسرائيل. واليوم تشن اسرائيل عدوانا همجيا على اهل قطاع غزة، الذي كان تحت الادارة المصرية وقتها. تشاركها العدوان بالتواطئ، والاعلام، والتبرير، وحتى التخطيط مصر والدول العربية المستسلمة، والادارة الامريكية، وسلطة عباس الخيانية. اما بريطانيا، وفرنسا فتتفهما غزو اسرائيل وتزوداها بالسلاح. اما مستشارة المانيا فتدعم ذبح الفلسطينيين بدون تحفظ. وقد تاكد هذا الحلف الرباعي تحت مجرى العدوان الصهيوني ضد غزة. فالحصار فرض على اهل غزة من مصر، والاردن، والدول العربية الاخرى، منذ ان فازت حماس بالانتخابات، التي وصفها المراقبون الاوربيون بانها اكثر الانتخابات ديمقراطية في المنطقة. وشدد الحصار اكثر اثناء العدوان الرباعي الجديد. منعوا عنهم الغذاء والدواء، بل منعوا حتى دخول الصحفيين الى القطاع. وحسب تعليق مراسلة التلفزيون السويدي فانه بعد وقف اطلاق النار تاكد لنا بما لايقبل الشك تواطئ مصر مع اسرائيل لمنعنا من رؤية القصف الهمجي الاسرائيلي، والدمار شبه الشامل في غزة. ومعروف كيف منعت، وقمعت المظاهرات ،واطلق عليها الرصاص، وسلطت عليها خراطيم المياه في مصر، والاردن، ولبنان، والمغرب، والجزائر، والضفة الغربية المحتلة، والكثير من الدول العربية. ان مجرد لعب مصر دور الوسيط يعكس التواطئ القذر مع العدوان الصهيوني. وقام الاعلام العربي الرسمي، خاصة المصري، والاردني طوال فترة العدوان الذي ادانه العالم بالقاء اللوم على الضحية بوقاحة العملاء. ولعب الاعلام بذلك دور الطرف الخامس في العدوان. ان نختلف مع حماس لا يعني ان نقف مع اسرائيل. فحماس لم تتصالح مع اسرائيل، او تتعاون معها بسبب خلافاتها مع فتح. كما فعلت قوات امن عباس التي تحولت الى مخبرين لصالح الموساد. خوفا على امتيازاتهم السلطوية، وربما رواتب سرية من المخابرات الاسرائيلية. ولتغطية دورهم الخياني قاموا  بتشويه الدور البطولي للمقاومة بوصفها عميلة لايران، او سوريا، او تنفذ مخططات اقليمية. وكأن اسرائيل ليست مشروعا استعماريا استيطانيا خلقته الامبريالية ولا زالت تدعمه بكل الوسائل والطرق. متناسين ان المقاومة ليست حماس فقط، بل منظمات كثيرة اختارت طريق المقاومة بدل الاستسلام. تناسوا تحت عمى شماتتهم ان الالاف الذين سقطوا ليسوا كلهم مجاهدي حماس بل ابناء الشعب الفلسطيني من الاطفال، والنساء، والشيوخ، وبقية المدنيين، وحتى مؤسسات، وافراد الامم المتحدة لم يسلموا من العنف الاسرائيلي المنفلت. ووصلت بهم الوضاعة فحاولوا خداع الجماهير بقرار من الامم المتحدة تحفظت عليه امريكا دون ان نسمع، ولو كلمة لوم او عتب، من الحكام العرب اصدقاء الادارة الامريكية. بل ان كلمة وزير الخارجية السعودي لم تتضمن ولو ادانة للعدوان مثلما فعل الليبي، والتركي، وغيرهم. ثم اخترعوا لعبة التصالح الفلسطيني لالهاء الجماهير العربية، وتحويل الانظار عن عدوان الصهاينة، والتهرب من مسؤوليتهم التضامنية. وجلس عباس في مؤتمر القمامة في الكويت ليلقي اللوم على حماس التي شنت طائراتها وبوارجها حربا على غزة!!! وقبلها عمل مبارك على تدويل، وتقنين الحصار المجرم ضد اهالي غزة بمؤتمرشرم الشيخ حيث قرروا اشراك اوربا وامريكا في الحصار العسكري على القطاع الذي طالبت تركيا برفعه بدون شروط. وبنصيحة من مبارك عقدت امريكا، واسرائيل معاهدة تنفذ على الاراضي المصرية لمنع "تهريب" السلاح. وارسلت الصحافة المصرية، والفضائيات التابعة مراسيليها لتصوير انفاق التهريب التي يستخدمها اهالي غزة، والمهربين المصريين لايصال الغذاء والدواء لاطفالهم. لقد اجهضت حكومة عباس بامر من اسرائيل، والادارة الامريكية الانتفاضة في الضفة الغربية، واعتقل كل من حاول تقديم الدعم، ولو المعنوي للمقاومة في غزة. وفي وقت كان يسقط فيه الاف الضحايا من الاطفال والنساء وغيرهم من المدنيين. فان اللوم في صحافة سلطة عباس واذاعاتها، ومقابلاتها، ولقاءات نبيل عمرو الذي كان ولا زال يتحدث وكانه سفير اسرائيل وليس سفير عباس! ولكن ما الفرق؟؟؟ لقد انتجت مجازر ايلول الاسود في الاردن منظمة انتقمت لضحايا غدر الملك الاردني واكيد فان هذا العدوان الاسرائيلي المصري العباسي الاردني الامريكي سينتج هو الاخر منظمة اكثر تطرفا لتنتقم لاطفال فلسطين. وستسقط هذه المرة شخصيات اكبر من وصفي التل. لقد كانت العاهر ليفني في القاهرة، واستلمت مباركة مبارك على الحرب، واتفقوا على تشديد الحصار على اهل غزة. وسمح لمرور بعض المرضى للدعاية، وذر الرماد في العيون في حين تفتح الحدود الافريقية، ويعبر ملايين المدنيون الى الدول الاخرى حتى يستقر الوضع. حصل ذلك في السودان، واثيوبيا، وانغولا، وتشاد، وغيرها. بل حتى الحدود السعودية والايرانية فتحت لعبور مئات الوف العراقيين الهاربين من جحيم حرب صدام وارهابه. في حين منعت سلطات مبارك عبور حتى الادوية، واحتجزت المساعدات ولم يدخل الا بضع اطباء من الاف المتطوعين الذين احتجزوا قرب معبر رفح. ان ما يسميه وزير اعلام العدو( وزير اعلام الاردن السابق) "القلاب" الهجمة على مصر يتحدث بها ابسط الناس في اوربا، بل قدمت دعوات قضائية ضد وزير الخارجية المصري، ومساعده مثلما هي ضد قادة اسرائيل. فهل الاعلام الاوربي، والشارع الاوربي، مدفوع من ايران، وله مخطط اقليمي. وهل ان الاف اليهود، والاشتراكين، والشيوعيين الرافضين لحرب اسرائيل في شوارع اوربا والعالم، والرئيسان الفنزويلي، والبوليفي تحركهم المخابرات الايرانية؟؟!  صحيح اذا قيل "اذا لم تستح فقل ما شئت" وفي نفس الوقت الذي تساهم الملكة رانيا في الدعاية على شاشة العربية، يجلس زوجها الملك عبدالله متثائبا في جلسات مؤتمر القمة العربية في الكويت. لقد توحد العرب وتحمسوا بتحريض وتأليب من مبارك لتحطيم العراق بعد غزو صدام للكويت. وكان مبارك هو عراب الحرب ضد العراق، وليس ضد صدام فدمرت الحرب البلدين برعونة صدام، وعدوانية، وحقد امريكا والغرب على العراق. وهاهو مبارك يتأمر مرة اخرى ضد انقاذ الشعب الفلسطيني، ويمنع تعرية اسرائيل بوقوفه ضد المبادرة التركية، كما وقف ضد المحاولات العربية والسوفيتية، وقتها لانسحاب صدام من الكويت دون حرب. كان القصد تحطيم القدرة العسكرية للعراق، ثم حزب الله، والان حماس. لكن حزب الله الان اقوى واكثر شعبية. ونتيجة العدوان ولدت هي الاخرى التفافا فلسطينيا، وعربيا، واسلاميا حول غزة، وحماس، وزادت من عزلة اسرائيل، وعباس، وحاكم مصر، والحكام الخونة، في المحميات العربية.
ان الشعوب العربية، ومنها الشعب الفسطيني تعرف عدوها جيدا، وان نفاق الاعلام الرسمي العربي، وخاصة تحركات مصر لمحاصرة المقاومة مفضوحة تماما. ان دموع التماسيح التي يذرفها عباس ومبارك على ضحايا غزة لن تخدع احد، فلقد شاهد العالم كله، وليس العرب وحدهم شماتة، وتفرج هذين البيدقين على ضحايا الغزو الرباعي على اهلنا في غزة، والمساهمة فيه عن طريق تشديد الحصار على غزة، وتبرير حرب اسرائيل الهمجية، والقاء اللوم على الضحية ومصافحة الجلاد. اذا كانت حماس عميلة لايران، فبالتاكيد ان عباس، ومبارك، وعمرو، والقلاب، وغيرهم من الابواق المعادية لفلسطين هم عملاء اسرائيل، وقد اعلنوها بصراحة من على شاشات الفضائيات.

186
بصراحة ابن عبود
 
ايها العراقيون صوتوا لوطنكم وليس لتجار الحروب الطائفية

 
في الانتخابات السابقة نشط المتاجرون بالدين لشحذ حدة الفتنة الطائفية بشتى الاشكال، والصور، وسيطرت عليهم مكبرات الارهاب، ودعوات الاحتراب، وتحولت منائر الايمان الى ابواق للتشويش، والغلواء، والجاهلية، وتحول الملالي الاميين الى سياسيين. وقتها لم يكن الامر مهما ان تكون مثقفا، واعيا، وطنيا، كفوءا، شريفا، امينا، وطنيا، مخلصا، مقتدرا. الاهم ان تكون من ملتي، وطائفتي! المهم ان تكون معمما حتى لو كنت اميا! ان تكون سيدا، شيخا، مقلدا حتى لو كنت قاتلا، او سارقا. ان تكون من اتباع اهل البيت، او سنة النبي، حتى لو كنت ضابط امن سابق عذب، واغتصب، ونهب، وسرق، وفرهد. سيطرت على الناس روح القطيع، والحث الجمعي دون وعي، او تفكير، او مراجعة، او استفسار. وصوت حتى الملحدين، والسرسرية، والقمرچية، والمدمنين(حشاشة وعرگچية، ومكبسلين) للطائفة، وزعيمها، وممثلها، وشيخها، وسيدها، والمتحدث باسمها وهو لا يعرف عنه شيئا، بل لايعرف حتى اسمه، ولم ير شكله، او صورته. وكان التهديد، والتخويف: صوتوا للطائفة، والا فان البعث عائد سيذبح، ويقتل، ويسلخ! او ان الكفار سيسيطرون على الحكم، ويمنعون كل ما يمت بصلة لاهل البيت من شعائر. بعض المرجعيات شاركت في تلك الحملة الهستيرية ضد عقول الناس، ووزعت صكوك الغفران، وقطع في الجنة، وقصور فيها ملاصقة للصحابة، واهل البيت. وحرم على المعارض كل شئ، حتى لو كان جده النبي محمد!! بل اغتيل الكثير من علماء الدين الشرفاء المعارضين لسفك دم اخوة الدين، والوطن.
 
واليوم يعود مبدأ التقية على اقبح صوره فالمرجعيات من كلا الطائفتين، لم تظهر على شاشات التلفزيون، او صفحات الجرائد لتقول للناخبين صوتوا حسب ضمائركم. فالاوامر الايرانية، والوهابية، والاخوانچية تطالب من كل السادة، والملالي، والعلماء، والشيوخ، والدعاة، ان يجبروا الناس على التصويت لحزب بعينه، لقائمة بعينها، لزعيم بعينه. رغم خمس سنوات من السرقات، والفرهود، والفساد، والتهريب، والخيانات، والصفقات، والتعاون مع اعداء الوطن، والارهابيين، وتعطيل اعادة الاعمار، والبناء، والامن، والاستقرار. على شعبنا ان يفكر لماذا يتكالب هؤلاء على المناصب؟ لماذا يصرفون الملايين في الدعاية، والترويج، وتشويه الحقائق؟ لماذا تساعدهم فضائيات، وصحف، ودول، واذاعات؟ لماذا يريدون ان يظلوا في مناصبهم؟ لماذا اصبحوا بقدرة قادر مستقلين، ووطنيين، وثوريين؟!
 
ان شعبنا يعرف الحرباء التي تغير لونها، ويعرف حكاية ابو گاطع عن الواوية التي ادعت النسب الى النبى، لكنها انكشفت عند العبرة. لقد نفضت اغلبية شعبنا اياديها من مدعي الدين، والمتاجرين بالطائفية بعد ان خبرتهم خلال الفترة السابقة. وسينفض يده عن المرجعيات، التي لا تقف الى جانبه. كما رفضت الجموع العراقية الانصياع الى اوامر رجال الدين الذين وقفوا ضد ثورة14 تموز واصلاحها الزراعي. وعارضت فتاويها من الجنوب الى الشمال. وهاهي الجماهير ترى صمت المرجعيات على التزوير، والنفاق، وشراء الاصوات، ومحاولة اذكاء الفتنة الطائفية المقيتة! وهاهي الاستطلاعات المفبركة تحاول ايهام الناس بان العلمانيين سيسيطرون على كل شئ ويمنعون الشرائع، ويلغون الدين، والى اخره من الاكاذيب. او في الاقل تثبيط الهمم في الخروج، والتصويت للقوائم الشريفة. وهم في الواقع لايخافون لا على الدين، ولا على  الوطن. انهم خائفين، ان ياتي العلمانيين، ويفضحوا سرقاتهم، ويلغوا امتيازاتهم، ويضعوا حدا لتسلطهم، ويوقفوا تلاعبهم بمقدرات الناس، ومصائرهم. وكما علق احدهم: "ان نجاح العلمانيين في الانتخابات هي حملة وطنية لكشف الحرامية"!
 
فهل نتفق معه وننتخب من يحافظ على المال العام، وينفقه في خدمة الناس ام تنخدع الجماهير العراقية مرة اخرى؟ هل تبقى في بيوتها وتترك الحرامية يفوزون مرة اخرى؟ ام يخرجوا ليصوتوا للايادي البيضاء كي يتنعموا بالخدمات المفقودة، والتمتع بالحاجات المعدومة.
 
نتمنى ان يصوت شعبنا لصالحه، وليس لصالح سراقه. ولنا ثقة كبيرة بحكمة شعبنا الابي!!
 
الحيانية 29/1/2009

187
صوتوا لغزال البصرة الجميل، انتخبوا تيار البصرة الوطني!!

البصرة مدينة العشق، والحب، والجمال، وليس هناك من لم يصف جميلته بالغزال. البصرة مدينة الشط، والانهر، والسواقي، والاهوار، والشرايع، وهي مرتع الغزلان، وموارد الظباء الساحرة. البصرة مدينة النور، والانوار، ونور البدر يجتذب الغزلان. البصرة مدينة البهاء، والضياء، وهما مرصد الغزلان. البصرة مدينة الشمس، والدفأ حيث تتشمس الغزلان. البصرة مدينة الكرم، والطيبة، والولائم، ولا اشهى من لحم الغزال. البصرة مدينة الخير، والعطاء، وعنوانها الغزال. البصرة مدينة العهد والوفاء، ولا اوفى من اطلالة غزال. البصرة مدينة الصدق، والاصالة، ولا اصدق ولا اكثر اصالة من الغزال. البصرة مدينة الخبز، والتمور، والنخيل المعطرة بريحة الغزال. البصرة مدينة البواخر، والسفن، والابلام حيث تخطف روادها نظرة الغزال. البصرة مدينة البساتين، والاشجار، والظلال حيث تتبختر الغزال. البصرة مدينة الكسلة، والاعراس، والهلاهل، والالحان التي تتغني برشاقة الغزال. البصرة مدينة الشواطي، والضفاف، والمراسي، والموانئ، والاشرعة التي تتلهف لرؤية الغزال. البصرة مدينة التصافي، والتسامح، والتعايش، ولا اكثر صفاءا من عيون الغزال. البصرة مدينة الحضارة، والتمدن، والتطور، والسلام، وليس اكثر مسالمة من الغزال. البصرة مدينة السحر، والفتنة، ولا اكثر سحرا من نظرة غزال. البصرة مدينة الچوبي، والهيوة، والسامري، ولا ابدع من رقص غزال. البصرة مدينة نوارس العودة، وحنة الفاو، والغسق الجميل، وسحر لفتات الغزال. البصرة مدينة الشعر، والغناء، وبيادرالخير، والمطارق، واصوات "الكانات" التي لا تجفل هدوء الغزال. البصرة مدينة رمان ابي الخصيب واثل الزبير، وفناجين المضايف، وملتقى القرنة، وتمر المدينة، وفاكهة الگرمة، وبوادي التنومة، واعراس السندباد، وطعم الغزال. البصرة مدينة الكورنيش، ومقاهي الادب، وديوان الشعر، وصحف التنوير، ومناشير التبشير، وتواصيف الغزال.البصرة مدينة السندس، والابنوس، والنقش الفني، والخط البارع، وشناشيل رسوم الغزال. البصرة مدينة المربد، والخيال، وحسن الغزال.
 
البصرة يا سيداتي، وسادتي غزالة بريئة، رشيقة، جميلة، نظيفة، نقية، هادئة، وديعة، مسالمة تسير في امان، وطمأنينة تحميها، وترعاها قائمة الاخيار 428 قائمة الغزال. الغزال رمز النقاء، والصدق، والبهاء، والنزاهة، والامانة، والشرف، والكرم، والاباء، والشموخ، والوفاء، والقناعة، والاصرار، وعمق الارتباط، والاصالة، والخير، والعطاء. نأمل ان يصوت اهل البصرة الشرفاء لتلك الرموز، والصفات التي تنطبق على تاريخهم، وبصرتهم، وسمات اعضاء القائمة الجميلة قائمة الغزال 428. 
 
رزاق عبود
14/1/2009

188
بصراحة ابن عبود
 
كيف سمحت عزيزتنا "المنارة" بمثل هذه العودة الردة؟!

صحيفة المنارة البصرية مجمع وطني متنور، ونافذة ثقافية متفتحة، لهذا كانت اول صحيفة عراقية كتبت فيها بعد السقوط، واتابع ما تنشره باستمرار حسب الظروف. ويوم امس، وكالعادة تصفحت "المنارة" العزيزة وتفاجات، بل فجعت بمقال لحازم صاغية بعنوان مثير(بالعودة الى نوري السعيد) ياللهول؟!
 
بعد مهزلة قناة الشرقية التي مجدت نوري السعيد، وبيضت صفحته السوداء في مسلسل "الباشا" المشبوه. جاء الان دور بعض الكتاب ومن بينهم صواغية، وقرداغي  ليحاولوا تزوير التاريخ العراقي، ويقدموا عذرا، ومسوغا، لمن اعتبر، ويعتبر المجرم صدام حسين بطلا قوميا، ومناضلا ثوريا، وربما يقترحون له نصبا تاريخيا مثل استاذه الفاشي فرانكو. ولا ادري عن اي وطنية يتحدث الكاتب؟ فوثائق المخابرات البريطانية تقول انها وضعته مع غيره من جواسيسها حول شريف مكة الذي ثار ضد العثمانيين، وحارب مع البريطانيين ضد اخوته في الدين لكنه كوفأ معزولا منفيا في قبرص. وكان نوري السعيد من الضباط المحيطين بابنه فيصل الاول في دمشق ثم في بغداد، سياسيا مخادعا، بعد ان امرته بريطانيا بنزع ثيابه العسكرية العثمانية. يقول الكاتب بشكل لا يصدقه العقل: "ان السعيد حمل فكرة لم يحد عنها،مفادها، ان العراقيين، وبالتالي العرب لن يستطيعوا نيل الاستقلال والتقدم في ظل علاقات عدائية مع الغرب" ونواجه هذا الافتراض الساذج باسئلة بسيطة:
اولا: من استعمر من؟ ثانيا: من عادى من؟ العرب ام الذين احتلوهم؟ وهل كان هناك شرق او غرب عندما تاسست الدولة العراقية الحديثة؟
ثم يضيف الكاتب: " ومن هذا المنطلق راى نوري السعيد ان العرب.... يعطون الغرب في معركته مع موسكو مقابل ان ياخذوا منه في فلسطين على حساب اسرائيل"
 
كيف كانت بريطانيا ستكافأ عميلها نوري السعيد بتحرير فلسطين اذا تعاون معها ضد الشرق؟ ولماذا لم يقدم الغرب هذه الخدمة كعربون لاثبات حسن نيته للعرب؟ لماذا على العرب دوما ان يتنازلوا لينتظروا مكرمة الاخرين؟ كما يطالب الاستسلاميين الان، وطالبوا عرفات من قبل بالخضوع لاسرائيل علها تتعطف وتفتح المعابر! وتناسى الكاتب، ان وعد بلفور قدم للصهاينة في نفس الوقت الذي كان العرب، ونوري السعيد معهم، متحالفين مع بريطانيا، وفي نفس الوقت الذي كان جنودهم يطردون العثمانيين من البلاد العربية لتاتي بعدها بريطانيا، وتتقاسمها استعماريا مع فرنسا حسب اتفاقية سايكس بيكو. التي فضحتها ثورة البلاشفة في روسيا. والكاتب يعرف جيدا ان كل العرب (حكامهم) هم مع الغرب حتى من ادعى التقدمية منهم. فماذا اخذوا يا تري؟ وماذا اعطاهم الغرب غير حماية عروشهم؟ وماذا حصل عباس الذي سمع نصيحة نوري السعيد متاخرا؟؟ ثم ان كل الدول العربية كانت على علاقة جيدة، وما زالت مع الغرب فلماذا لم يعيدوا لهم، ولو نصف فلسطين، بعد ان اعطوا كل شئ؟
 
وهل نسيت ان عميلهم عبدالله نصب ملكا على الضفة الشرقية لنهرالاردن ثم قدت له الضفة الغربية بعد النكبة، ليقيم مملكته الاردنية التي دخلت في تحالف مع ولد العم في بغداد لوقف الميول الوحدوية التي اشتدت بعد مجئ عبد الناصر الى الحكم بعد 1952. الاتحاد الهاشمي الذي تتحدث عنه، اسمه يكشف محتواه فهو حلف عشائري متخلف وليس له علاقة بالوحدة العربية. والجامعة العربية ياسيدي مخطط اضعف العرب ولا زال وقد وضع في وزارة المستعمرات البريطانيا للتعويض عن التحالف الحقيقي بين الشعوب العربية ولوضع الدول العربية مجتمعة تحت الخيمة البريطانية. ولهذا تحمس لها نوري السعيد. 
 
ان "الوطني" نوري السعيد وقع المعاهدة الاسترقاقية مع بريطانيا عام 1922 اي قبل تاسيس دولة الصهاينة وكذلك فعل عام 1933 . فهل كان يقصد استعادة الاندلس؟؟ وهل ارسال الجيش العراقي لحرب فلسطين بدون عتاد كان لتحريرها ام لتمرير نصفها الى الملك الهاشمي عبدالله؟؟ واسقط نوري السعيد الجنسية عن اليهود العراقيين وسفرهم بالقوة الى اسرائيل. ونظمت السفارة البريطانية حامية نوري السعسد لعبة الفرهود التي اعادتها عام 2003. ولم يكن ذنب اليهود العراقيين الا كونهم لم ينخدعوا بالدعاية الصهيونية وشكلوا عصبة مكافحة الصهيونية في العراق، وفضحوا تواطئ نوري السعيد مع الصهاينة. ولا زال معظمهم داخل، وخارج اسرائيل يحاربون نهجها العدواني ضد الدول العربية. اي وطنية في ابادة انتفاضات الفلاحين ودعم الاقطاعيين؟ اي وطنية في اعدام قادة الحزب الشيوعي العراقي الذي وقف مع غيره من الاحزاب الوطنية ضد معاهدة بورتسمورث؟ اي وطنية في الدخول الى حلف بغداد؟ اي وطنية في ذبح الاشوريين؟ اي وطنية في حربه ضد الاكراد؟ اي وطنية في تاييد العدوان الثلاثي على مصر؟ اي وطنية وديمقراطيه تنسبها له في منع الاحزاب، والمنظمات، والنقابات، وقمع الاضرابات؟  وحل البرلمان والغاء نتائج الانتخابات اذا لم توافق مخططاته؟
 
ويضيف الكاتب "اما عراقيا فراهن نوري السعيد على دعامتين التنمية والديمقراطية البرلمانية على قاعدة الحزبين عملا بالنموذج البريطاني"! عن اي تنمية تتحدث والشركات الاجنبية تنهب ثروات العراق، ولا كهرباء، ولا ماء في معظم المدن، وليس الارياف كلها فقط. والامية والجهل والامراض: ثلاثي نوري السعيد يسيطر على ارض الحضارات؟؟
ثم يعترف الكاتب " غير ان المسالة الديمقراطية كان سوء حظها اكبر فبسبب الحرب الباردة وعدم احترام الحزب الشيوعي وحلفائه ثم القوميين العرب الماخوذين بزعامة عبد الناصر للعملية السياسية السلمية انجر نوري السعيد الى موقف سلبي معطل للحياة السياسية والحزبية والبرلمانية"!
 
مرة تقول يا صاحبي ان نوري السعيد اراد بناء نموذج الحزبين. اي احدهم للاقطاعيين والاخر للاقطاعيين الكبار. فلماذا تتهم الاخرين اذن بانجراره الى موقف سلبي من الديمقراطية؟ صحيح ان الشيوعيين كانوا في مقدمة المناضلين ضد طغيان نوري السعيد لكنهم لم يكونوا الوحيدين. ولا توجد وثيقة واحدة تثبت ان الشيوعيين لم يتبعوا القواعد السلمية الا عنما قمعت انتفاضة الحي بالحديد والنار من قبل "الديمقراطي" نوري السعيد. ونوري السعيد اول من استخدم الجيش في قمع المظاهرات، والاتتفاضات، والاضرابات السلمية. وما علاقة الحرب الباردة؟ ولا تنسى ان نوري السعيد وحسب نصيحتك، ونصيحته العتيدة هو الذي دفع العراق الى الاشتراك في الحرب الباردة عبر معاهداته مع بريطانيا وقوانين مكافحة الشيوعية وحلف بغداد. وهل كان الجواهري شيوعيا، او مسلحا عندما اعتقل لاكثر من مرة؟ وهل كان الرصافي وغيره كذلك؟
 
بعد كل هذا السجل الخياني والاجرامي لنوري السعيد يقول الكاتب "لكن الامرين المؤكدين ان نوري السعيد لم يكن عميلا، وان النظم العسكرية التي تلت العهد الملكي هي التي انتجت في اخطر تجلياتها واهمها الكابوس المسمى صدام حسين"! ونسي الكاتب انه قال قبل ذلك "التنمية اصدمت بتخلف الطبقة السياسية(ولم يقل الحاكمة) ومعظمها ملاكو اراضي ممن انتمى اليهم نوري نفسه. فهؤلاء ارادوا لي عنق المشاريع الزراعية والمائية الكبرى بما يخدم مصالحهم"! هؤلاء يا سيدي هم انفسهم من تحالف مع حزب البعث وقضى على ثورة تموز وانتج صدام حسين. ثم هل نسيت بهجت العطية، وغيره من جلادي شعبنا، واجهزة الامن المختلفة والشعبة الخاصة، وتحويل العراقيين الى درجات تبعية ايرانية وتبعية عثمانية؟ الامر الذي استخدمه صدام ضد الاكراد الفيلية بعد ذلك وتهجير اكثر من ربع مليون عراقي وابادة الالاف من ابنائهم. وبما ان نوري السعيد كما تقول هو من ملاك الاراضي فقد شارك هو في لي مشاريع التنمية والتقدم ولم ينفع تحالفه مع الغرب في تقدم العراق والعراقيين.
 
انه الزمن الردئ الذي يجعل كاتب عراقي يدافع عن طاغية مثل نوري السعيد. ولكن لاخبرك بشئ. ان بقايا الصداميين لم يجدوا شيئا يفخرون به بعد ان رأى كل الشرفاء الحقيقة الناصعة لثورة تموز التي غدروها. الا بالهجوم على رموزها وبعث فرعونهم القديم نوري السعيد لانهم يخشون الهجوم المباشرعلى ثورة تموز. وليس لديهم ما يغطون به جرائم فرعونهم صدام حسين فابتدعوا لعبة "وطنية" نوري السعيد وهي اقرب الى النكته  في مجلس عزاء! بل هي ماساة، ان الرجل الذي حكم العراق بمختلف الصور لمدة اربعين عاما، ولم يقض ولو على مرض البلهارزيا او يعيد كرامة الفلاحين المهدورة! فكيف له ان يصبح وطنيا؟
 
يبتدأ الكاتب مقالته بالقول"يقال ان الشعوب الحكيمة هي التي تدرس تجارب قادتها وتتعلم منها، ونوري السعيد احد القادة الذين يفترض بالعراقيين ان لم يكن العرب، درس تجربته"
بدءآ، ان كل الشعوب حكيمة، وهي تدرس تجاربها باستمرار، لكن الحكمة بالعبرة من الدرس. ثانيا ان نوري السعيد لم يكن قائدا شعبيا. كان حاكما فوقيا متسلطا. ثالثا ان شعبنا الحكيم عرف من هو نوري، واعطاه قدره بهوسته المعروفة"نوري سعيد القندرة وصالح جبر قيطانهه" وكان صالح جبر وقتها وزير خارجية نوري السعيد المكلف بتوقيع معاهدة بورتسمورث مع اسياده البريطانيين. رابعا ان الجموع الشعبية انهت نوري السعيد بطريقة لا نتفق معها. لكنها عكست الخيبة، والمرارة التي تركها تسلطه في نفوس الشعب. الامر الذي يثبت مرة اخرى ان ما حدث يوم 14 تموز لم يكن انقلابا، كما يقول الكاتب، بل ثورة شعبية حطمت حكم الانجليز في العراق. وان الجماهير الغاضبة هي التي قتلته وليس الثوار وهذه عبرة لكل جائر.
 
اتق الله يا رجل في التاريخ. اقرأ عن نوري السعيد قبل ان تمجده، وانصحك بالرجوع الى وثائق الحكومة البريطانية في مكتبتها الملكية في لندن، او مطالعة كتاب الباحث الموضوعي المحايد حنا بطاطو الموسوم: "العراق الطبقات الاجتماعية، والحركات الثورية..." باجزائه الثلاث.
 
هذه كانت مجرد ملاحظات عابرة واتمنى من المختصين تناول الموضوع بشكل توثيقي. وحرية الراي التي نشر باسمها المقال لا تعني حرية التزوير، والتزييف لتاريخنا، واهانة ذاكرة الشعب، والبصق على دماء شهداء الشعب والوطن الذين قضوا تحت ملاحقة وعنف اجهزة نوري السعيد!
5/1/2009

189
هل يزف البصريون العروس 428 الى مجلس المحافظة

البصرة، والبصريون تاريخ، وامجاد من النضال الوطني، والكفاح الثوري، والابداع الادبي، والفني، والعلمي، والاجتماعي. ولا نريد ان نكرر الاسماء خشية، ان ننسى احدا، كما ان القافلة لم تتوقف ابدا، وهناك اسماء جديدة، ونجوم وليدة تشع في سماء النضال، والكفاح، والابداع، والعطاء، وبراعم واعدة تتفتح في الطريق. فرغم الفاشيين وقمعهم، ورغم الظلاميين ومليشياتهم، ورغم الحاقدين ومؤامراتهم، ورغم الخونة وعصاباتهم، ظلت مياه الشط تحتضن صفائهم، والبساتين طيبتهم، والنخيل شموخهم، والاشجار خضرتهم الدائمة، والنفوس الخيرة طيبتهم. البصريون معروفون باصرارهم، وتحديهم للصعاب بصمت الدؤوب، فرغم الاجراءات البوليسية، والمضايقات الادارية. كان المعلمين، والطلاب، والنساء، والشباب، والمهندسين، والعمال، والفلاحين، والاطباء، والمحامين، والادباء، والمثقفين يختارون دائما ممثليهم الذين يعرفونهم ويثقون بهم رغم انف السلطات، اي كانت.
 
في زمن الفاشية الصدامية، عندما كان الفصل من الوظيفة، والطرد من العمل، والسكن، وشبح الاعتقال، او الاغتيال يطارد النقابيين الشرفاء، كانت النتائج دائما لصالحهم طالما كان هناك، ولو هامش بسيط من الحرية، او امكانية التحرك، او قلة التزوير. حتى اقفلت النقابات الصفراء بعد ذلك ابوابها على لجانها المعينة(الفائزة بالتزكية) وظلت معزولة عن الفئات التي ادعت تمثيلها، والدفاع عن مصالحها.
وفي زمن الديمقراطية الجديدة اتبعت كل الوسائل القذرة، والاساليب المعيبة، وطرق التزييف، والتخويف، والتلاعب المشين. جمعوا كل تراث العثمانيين، ونوري السعيد، وناظم گزار، وصدام حسين، وظلامية القرون الوسطى، وافتعلوا نتائج لا علاقة لها برغبات الناس، ومصالحهم، وحقوقهم، واحلامهم، وتطلعاتهم. بل صادروا حتى اسمائهم، واصواتهم، وفرضوا عليهم اناس جاؤا للفرهود، والاغتناء على حسب فقراء الحيانية، والمعقل، وخمس اميل وغيرها. اسماء  لم يسمعوا بها من قبل، اوعرفوهم حواسم، اصبحوا بقدرة التزوير، والتسويف، والتلاعب، والتضليل، حكاما ظالمين جدد على البصريين.
 
واليوم نسمع باسماء، ونقرأ عناوين، والقاب، وصفات عرفها الشارع البصري وتاريخه المجيد. اسماء من اهل، واصدقاء، واقارب، ابناء، واباء، بنات، وامهات، وجيران، اخوة، واخوات، او زملاء تلك النجوم النضالية، والابداعية الخالدة، التي طرزت يوما هامة البصرة بالفخر. اصطفت في تيار وطني تقدمي ديمقراطي مدني بصري. هدف التيار اكتساح الفقر، والجهل، والمرض، والمحسوبية، والطائفية، والفساد، والفرهود، والرشوة، والسرقة، والتهريب. كوكبة هدفها توفير الامان، والغاز، والكهرباء، والخبز النظيف، والماء النقي، والمدارس الجديدة، والعمل الشريف. هذا التيار الذي تتصدره قابليات مهنية، وادبية، وعلمية، وفنية، واجتماعية، وتربوية، ذات سمات، واخلاق، يعرفها الجميع. وتاريخ من النزاهة يعمي عيون السراق، ومغتصبي مال اليتامى، وحليب الرضع، وقوت الفقراء. تيار من الهمم، والامكانيات، والقدرات، والرغبات والنوايا الشريفة لتعمير البصرة.
 
لا اظن ان مدينة في العالم فيها هذا الكم الكبير من الادباء، والشعراء، والعلماء، والمبدعين، والفنانين. هؤلاء، وكل شرفاء البصرة ومحبيها، والراغبين في نهضتها، واعادة امجادها ونشاط ميناءها، وبهو ساحاتها، وفرحة اعيادها، وتمر نخيلها، واسماك وطيور مياهها، اذا انظموا الى هذا الزخم، واندفعوا وراء هذا التيار المرقم 428 فانه سينير الكثير من الظلام، ويزيل جل المشاكل، ويعيد الامل الى النفوس التي باتت تتطلع الى الخارج في حين ان جنتنا مهملة. هذه المجموعة من البستانيين الحذقين، والبناءة البارعين سيعيدون الخضرة لمتنزهاتنا المهملة، والابتسامة لشفاه الثكالى، والضحكة للصغار والمعذبين، والمحرومين. انه كرنفال نأمل ان يزحف الناس فيه لدفع رموز التيار الوطني الى مجلس المحافظة فهناك سيتحولون الى خدم لجماهير البصرة، كما خدموها دائما كل في مجاله. سيكونون عونا لكل من استلب حقه وسحقت كرامته. اجعلوه عرسا ايها البصريون الواعون لمصالحكم، ولا تستمعوا للسراق، والمزورين، والمنافقين، والمتاجرين بالدين والوطن. زفوا عروستكم الجميلة، ضعوها في بلم عشاري جميل وادفعوها مع تيارها الوطني لتنجب لكم الرفاه، والخير، وتعلم البنين، وتعنى بالكبار، وتعطف على الصغار، وتعين المتعبين. انها فرصتكم، لتعيدوا تاريخكم الاصراري النضالي بتثبيت حقكم، واختيار ممثليكم الحقيقيين، لتعيشوا عرسا دائما، بعد ان اثقلكم المنافقون بشتى انواع الاحزان. ستكون لنا كسلة بهية على شاطئ الكورنيش لنعيد للافراح، والاعراس، والاعياد بهجتها. ونعود الى بيوتنا مطمئنين ان عروستنا 428 ستحول بيت المحافظة الى عش جميل يتعايش به كل الطيبين. خلونه نهوس: مستاهلهه وشايف ياخير  يا  ابن البصرة!!
 
رزاق عبود
3/1/2009

190
غزة اسبارطة العرب

تذكرنا الاتهامات الموجهة للمقاومة الفلسطينية بابطال المقاومة الاغريق. وقتها كانت اليونان ممالك موزعة على المدن كما هو حال العرب اليوم. وعندما اراد الامبراطور الفارسي ان يحتلها بجيوش جرارة، واكبر اسطول حربي عرفه العالم القديم، وبأله عسكرية جبارة. بعد ان بسطت هذه الجيوش سيطرتها على الشرق القديم، واتجهت الى بلاد الاغريق. افزعت المدن الاغريقية قوة تلك الجحافل الجرارة، وباسم الواقعية، وانقاذ ما يمكن انقاذه، وانه لا يمكن مواجهة هذه القوة الغاشمة...الخ من حجج المتخاذلين القدم والجدد. كانت اسبارطة هي المدينة الوحيدة التي يحكمها ملك مقيد بدستور وبرلمان ارادته فوق ارادة الحاكم. لكن معظم النواب فكروا بامتياراتهم، وعروض الغازي الفارسي المغرية، ورفضوا الاستجابة لدعوى ملكهم الشجاع ليدنيوس بالخروج ومقاومة الغزو. تبعه مقاتلين من مدن اخرى تخلوا عنه بعد رؤيتهم حجم القوة الغازية. لكن المجموعة التي كانت معه وتدربت معه على فنون القتال وكانوا يعتبرون من القوات الخاصة بالمفهوم العصري. لكن اهم ما كان يجمعهم ثقتهم المطلقة باخلاص، وشجاعة ملكهم، واعتقادهم الراسخ بان ما يقومون به هو الدفاع عن مملكتهم الديموقراطية.300 رجل من الفولاذ البشري حاولوا اي يصدوا اكبر جيش عرفه العصر القديم. زوجه الملك حاولت اقناع مجلس النواب بارسال الجيوش لدعم زوجها وفشلت لان الملك خرج عن سلطة البرلمان وكانوا يعدون العدة لمحاكمته اذا عاد حيا. لكن انكشاف الخونة، ووصول واحد من الجرحى الباقين من هؤلاء الثلاثمائة مقاتل وهو يصف كيف قاتلوا، وصمدوا، ولم يستسلموا رغم كل الاغراءات والعروض التي قدمت. وان الملك الحر لم يفكر بسلطته، ولا عرشه، بل بكرامة مملكته، ومصير نسائها واطفالها المهددين بالعبودية. لما سمع سكان المدن الاغريقية الاخرى، وعرفوا الحقيقة توحدوا تحت قيادة المقاتل العائد بجيش جرار وهزموا الجيش الذي لم يهزم. وعاد الامبراطور الذي اعلن نفسه الاها، خائبا هاربا. واليوم توجه نفس الاتهامات للمناضلين الصامدين بوجه اغشم قوة عسكرية عرفها التاريخ، ويقفون بوجه الجيش الذي اعلنوه لا يهزم. بالامس خذل العرب المقاومة اللبنانية بنفس الحجج التافهة، ونفس الاصوات الخائنة، والادعاءات المريضة. لكن المقاتلين الفلسطينيين صامدين، ومن يسقط، او يموت، وما يتهدم، ويحرق، ويدمر فيجب توجيه اللوم للقتلة الغزاة لا للمقاومين الصادمين الابطال. قد يفنى المقاتلين عن بكرة ابيهم. لكنهم سيعودون وسيعرف العرب والعالم ان من ضيع فلسطين في العالم 1948 هم انفسهم من يفرطوا اليوم بالشعب الفلسطيني ومقاومته مرة اخرى، وهم انفسهم الذين خذلوا اللبنانيين.لقد خلد التاريخ ال300 بطل الذين دافعوا عن كرامة اسبارطة وسيخلد اسماء المدافعين عن غزة وكرامتها.
 
انا لا اؤمن بالاية القرآنية القائلة: "وكم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة باذن الله" لانه لو كان الله موجودا، لما، سمح بهذه الجرائم الفظيعة، وهذا العدد الهائل من الخونة، وعرابي الخيانة تحت مختلف الحجج، والذرائع، والاسماء. ولكني اؤمن ان المقاومة انتصرت في كل مكان وانه لن يضيع حق ورائه مطالب، وان العراقيين هزموا الانكليز باسلحة بدائية بسيطة، وكانت ذات الاصوات التي ترتفع اليوم هي التي اخمدت الثورة وليس قوة الانكليز. وان الجزائريين انتصروا على فرنسا، وكذلك فعل الفيتناميون، والليبيون، والاثيوبيون على ايطاليا. ولان الغزاة الصليبيين بقوا مئات السنين ثم انهزموا ورحلوا. ولان السجين مانديلا صار رئيسا للدولة التي سجنته، ولان السلطات الكندية، والامريكية، والاسترالية، والنيوزلندية اعترفت وادانت جرائمها بحق الشعوب الاصلية، وسياتي اليوم الذي تكنس فيه الشعوب العربية كل الخونة و تكنس معها كل العصابات الصهيونية من ارض فلسطين المناضلة. لقد استخف بعض الجنارالات الروس،سرا، بقدرة فيتنام وزعيمها "هو شي من" والقائد الاسطورة "جياب" لكنهم سلحوهم ليقفوا بوجه الغزو الامريكي. ويهزموا اليانكي شر هزيمة. لكن "جنرالات" مبارك، يسخرون من حماس وصمود اهل غزة في الفضائيات ويدعوهم الى الاستسلام، والتحول مثلهم الى بيادق في ايدي العدو الصهيوني. لكن شعب مصر وجيش مصر، سينتقما لكرامتهم، وكرامة غزة الصامدة كما صمد وتحدى العدوان الثلاثي الغاشم. وكما هزم الجيش الصهيوني في لبنان المقاومة سيهزم في غزة الصادمة.
رزاق عبود
7/1/2009 

191
بصراحة ابن عبود
 
اسرائيل تحرق غزة وعباس يخنق الضفة

منذ اكثر من اسبوع والحمم الصهيونية تنزل على رؤوس اهل غزة، منذ اكثر من اسبوع والعميل عباس لم يذهب الى نيويورك. فحماس(غزة) لا زالت صامدة، وهو يريد ان يذهب ويعود بقرار يشبه قرار نزع سلاح حزب الله. منذ اكثر من اسبوع، ونساء، واطفال اهلنا في غزة تحت مرمى الصواريخ الفاشية الاسرائيلية، والعالم يتفرج. منذ اكثر من اسبوع، والناس تموت تحت القصف الباراكي المبارك من حسني مبارك، و محمود عباس، والحكام العرب المتواطئين معهم، وبوش وخليفته الجديد. الذي حظى باصوات العرب، والمسلمين، وتبريكاتهم، ودعائهم، وصلواتهم، ويوافق اليوم بصمت الجبناء على حرقهم حتى قبل بدأ ولايته. فهو يريد مقاومة ضعيفة ليفرض شروطه عند توليه منصبه. منذ اكثر من اسبوع، والمعابر مغلقة بوجه المساعدات الانسانية. منذ اكثر من اسبوع والجثث تملأ شوارع غزة. منذ اكثر من اسبوع، والحصار على غزة صهيوني، عربي، اسلامي، اوربي، وامريكي. فالصهيونية محظية الامبريالية تفعل ما تشاء بالفلسطيني دون حساب. المظاهرات المؤيدة لابطال المقاومة، وضد وحشية الاسرائيليين، ووجهت باطلاق النار، وخراطيم المياه، وهراوات "الاخوة"، وسجون المرتزقة في بيروت، وعمان، والرباط، والقاهرة، ومدن الضفة. لقد طلب عباس من اسرائيل تصفية حماس، اواضعافها حتى يتسنى له توقيع اتفاقية الاملائات الصهيونية. توقع ان تنجح اسرائيل بيوم، او يومين، ليعود، ويخطب باهلنا في غزة من على ظهر دبابة اسرائيلية، مثلما خطب احمد الجلبي في بغداد المحتلة من على ظهر دبابة امريكية. استنكرعباس "عدم تهدئة" حماس، ولم يستنكر عدوان اسرائيل. حمل حماس المسؤولية ولم يحملها للغزاة الاسرائيليين. تشمت بالشهداء، ولم  يلم، ولو كذبا، اسرائيل. يقمع المظاهرات المؤيدة لصمود غزة، يمنع صور التضامن مع شهداء غزة، يعرقل وصول المساعدات الى اهل غزة، سجونه تطبق على المئات من المناضلين الداعمين لصمود غزة بقوائم استلمها من اسياده في تل ابيب. منظمات، وجمعيات، وفعاليات تغلق، وتعطل، ويعتقل مسؤوليها فقط لانهم يحاولون مساعدة المعذبين في غزة. سيذكر التاريخ صمود اهل غزة حتى لو سقطت، ولن تسقط، وسيتذكر الناس ايضا خيانة عباس، ورهطه الحالمين بدولة مكسورة الجناح حتى لو قامت على عظام مليون ونصف مليون فلسطيني في غزة.
 
السؤال المحيرالعجيب: اين منظمة التحرير(!) الفلسطينية؟ اين ابطال المقاومة؟ اين من كان ينشد: ثورة ثورة حتى النصر؟ اين ابطال الكرامة، وتل الزعتر، والانتفاضة؟ اين اطفال، ونساء، ورجال الحجر؟ لماذا يمنعهم عباس من التحرك؟ اين رفاق ياسرعرفات الذي حوصر ولم يكن من حماس؟ رام الله  لم يكن تحكمها حماس حينما هدها جيش العدوان الاسرائيلي. لماذا لا تحاصر اسرائيل عباس؟ الحكومة في غزة منتخبة من الشعب الفلسطيني، فمن انتخب حكومة عباس؟ السلطة الفلسطينية الشرعية موجودة في غزة، وليست العصابة المحمية بالدبابة الاسرائيلية في مقر" رئاسة" عباس. ان حماس "الارهابية" ناضلت، وتناضل بنفس الطرق التي ناضلت بها "فتح" عندما كانت "ارهابية" بنظر العرب، وامريكا. اليس هناك حدود للخيانة والتنازل؟ الم يبق ممن صمدوا في بيروت، والعين، وصبرا، وشاتيلا، و، و، و... ممن يتحدى القيادة الخائنة، ويسير وراء المقاومة مادامت ترفع العلم الفلسطيني؟؟؟
 
ان الذي ادخل السم الى غرفة عرفات لن يرتاح حتى يقتل كل رمز صمود وتحدي، فعراب اوسلو العارلا يريد لاحد ان يذكره بخيانته.
 
4/1/2009

192
مبارك، وباراك، وعباس يحولون غزة الى مجزرة بشرية

مظاهرات شعبية في المدن العربية ومثلها في المدن الاوربية. والزعماء العرب، والمسلمين يهنئون بعضهم بالعام الهجري الجديد الذي ابتدأ بمجزرة قدم فيها اطفال فلسطين كالعادة اضحية لمعبودتهم اسرائيل. قبل ايام هدد اولمورت من على شاشة العربية بافناء حماس في غزة، وقبلها بعث بالعاهرة ليفي وزيرة خارجيته الى حسني مبارك لتأخذ مباركته على هذه الجريمة. وقد هددت قبل وصولها الى القاهرة بطرد العرب الصامدين في مدن حيفا ويافا والقدس وغيرها. وبالامس يقف الصعلوكان ابو الغيط ، ومحمود عباس في القاهرة، ويتغوطان من فمهما، ويحملان حماس مجازراسرائيل. وبكل صلافة يطالبان حماس بالتهدئه، وضبط النفس، وكأن الطائرات التي تقصف وتحصد ارواح الاطفال "حماسية" وان الدبابات التي تحاصر غزة عليها الهلال، وليس نجمة داوود. ويطلب ابو الخراء من حماس ان تترك له، ولعباس مهمة ادارة الصراع على الطريقة الاستسلامية. وسبق لحماس رفض دعوة مصر بقبول شروط عباس الاسرائيلية للمصالحة الوطنية. ولهذا طلبوا من اسرائيل معاقبة حماس. مثلما طلبوا منها تخليصهم من حزب الله، ومعاقبة لبنان لانه يحتضن الحزب. تركيا التي تفاوض باسم سوريا لاستعادة الجولان ادانت الحرب ضد غزة. وهددت بقطع الحديث المباشر مع اسرائيل واعتبرت قصفها غزة جريمة ضد الانسانية. ونفذت تهديدها اليوم على لسان وزير خارجيتها علي  جان بان اسرائيل لا يمكن ان تفاوض على السلام مع سوريا، وتعلن الحرب على غزة. ادارة بوش تفهمت، كالعادة، جرائم اسرائيل. ولم تتفهم عدم احراج اي حاكم عربي خنوع.
 
مصر تشارك في حصار غزة، وتطلق النار على الجموع الهاربة من جحيم العدوان الاسرائيلي. وفي وقت تظهر فيه شاشات التلفزيون العالمية تجمع الاف الفلسطينيين عند المعابر مع مصر تدعي السلطات المصرية انه لا يوجد فلسطينيين عند الحواجز. بدل ان تفتح الابواب لهم او تقدم لهم المساعدة اطلقت عليهم الرصاص. الحكام العرب يروها فرصة لزيادة اسعارالنفظ حتى لو ابيدت كل غزة. وعباس يريد  عودة غزة تحت سلطته حتى لو استلمها بدون شعب مثلما صرح صديقه الحميم صدام حسين. ويريد العودة اليها على ظهر دبابة اسرائيلية مثلما جاء صدام على دبابة امريكية. وهدية مبكرة يقدمها الرؤساءالعرب للرئيس الامريكي الجديد فهم سيساعدون اسرائيل على اضعاف حماس والمقاومة الفلسطينية عند استلامه الحكم في العشرين من الشهر الاول في السنة القادمة. ليحقق لهم "السلام الاسرائيلي العادل". والاسلاميون لازالوا يزرعون الغامهم في اسواق بغداد، وكابول، ويوجهون سياراتهم المفخخة الى اطفال العراق، وافغانستان. ويتركون قبلتهم الاولي امانة مصونة عند اولاد العم. لماذا لا تهاجم القاعدة، وجيوش الله، وجيوش محمد، وجيوش الاسلام المنتشرة في كل مكان اسرائيل ومصالحها في العالم كله. والجواب بسيط، والكثير يعرفه ان هذه الجماعات، والجيوش من صنع الموساد، والمخابرات الامريكية لتشويه صورة العرب والمسلمين في العالم. لماذ لاتفتح مصر حدودها امام الفلسطينيين الجرحى في الاقل؟ لماذا لا تلغي معاهدة السلام مع اسرائيل؟ لماذا لا تهدد فقط بالغاءها مثلما هددت تركيا بايقاف اتصالاتها ووساطتها؟ لماذا لا توقف تدفق الغاز المصري الى دولة صهيون؟ لماذا لا يطرد سفيرا العدوان من القاهر وعمان؟ لماذا يطالب الخروفان الحسن، وعبدالله حماس بضبط النفس؟ لماذا لا يقطع العرب النفط، وقد وصل ادنى مستويات سعره، عن اسرائيل وداعميها، في الاقل ليرتفع سعره، وليس لسواد عيون اطفال غزة؟ لكن دب قطر وبدو الخليج الاخرين الذين يستقبلون بيريز ويقبلون يد العاهرة ليفي هل يجرأون ياترى، وهم مجتمعون في مسقط لاصدار عملة خليجية مشتركة ان يمنعوا البضاعة الاسرائيله في اسواقهم الحرة؟ هل يعيدوا تفعيل قانون المقاطعة؟ هل يتحملون مسؤوليتهم كعرب ومسلمين؟ ان احذية شهداء فلسطين تشرف كل تيجان الملوك والامراء العرب، وخراء اطفال غزة اشرف من لوائحهم، واسماء دولهم، وجامعتهم الصهيونية. علهم يخضبون به لحاهم وشواربهم بدل الحناء الاثيوبية.
ستتاثر حماس عسكريا، ولكن الشعوب العربية، والاسلامية ستعرف من صمد ومن تخاذل. بعد ذلك يتسائل "المحللون" لماذا يكسب الارهابيون المزيد من الشباب العرب والمسلمين. وغدا يتسائلون عن سر تزايد دور ايران في المنطقة. الحكام العرب يشاركون في دعم اسرائيل التي يعرض تلفزيونها، والتلفزيونات الداعمة لها وصول المساعدات الانسانية الى غزة. وكان القصف لفك الحصار وليس لذبح الشعب الفلسطيني. ان وصول شاحنات الصدقات في هذا الوقت بالذات دليل التواطئ الرسمي العربي مع اسرائيل. وكأن القضية هي قضية مساعدات، وليس قضية تحريرارض مغتصبة. الحصار ايها السادة فرضتموه مع اسرائيل منذ الشهر السادس العام الماضي وليس وليد اليوم. انكم توفرون لليمين، واليسار الصهيوني فرصة التنافس والمزايدة على ذبح الاخوة الفلسطينيين. لتحقيق مكاسب انتخابية. فماذا ستحققون انتم وهل سيرضى عنكم باراك اوباما، وايهود باراك. الا تبا لكم!
 
29/12/2008

193
بصراحة ابن عبود
 
اقليم البصرة لعبة جديدة للاحزاب الاسلامية للتخلص من مسؤولية الفشل (2)

في القسم الاول تحدثت بشكل عمومي عن مغالطات دعاة اقليم البصرة. والان بودي ان اناقش الامور التي طرحها ضيوف الفيحاء الافاضل، والتي تعكس الاوهام، وعدم الدقة، بل عدم استيعاب ما يتحدثون به. انها محاولة جديدة، وعن قصد، لشق الصفوف، واشغال الناس عن الاخطاء التي ارتكبوها وتعليقها على شماعة الاقليم. ورد في احاديث السادة مايلي:
 
1.     (ان نظام الاقاليم هونظام حكم اداري اتبعته الكثير من الدول المتقدمة وحان تطبيقه الان في العراق. الهدف منه التخلص من البيروقراطية)!
2.     (انها نقطة دستورية يحاولون الالتفاف عليها بالاستفتاء والتخويف والتزييف)
3.     (البصرة ثروة هائلة وواقع مرير)
4.     (هوية العراق اتحادية. انها جمهورية اتحادية فيدرالية)
5.     (يجب التحول من عالم الشعارات الى عالم التطبيق وسيحقق الاقليم نقلات سريعة اقتصادية وسياسية)
6.     (ان اغلب دول العالم فيدرالية)
7.     (لا داعي للخشية من الاستئثار بالمال والسلطة فالبصرة تختلف كليا)
8.     (مسالة اقرار اقليم البصرة مسالة خطيرة وكبيرة)
9.     ( في البصرة الصناعة فاشلة، الموانئ تلفظ انفاسها، معامل لا تعمل...)
10.(اقليم البصرة فيه فرص كبيرة والفيدرالية فيه ستكون تنموية، خدماتية استثمارية وليست استقوائية)
 
لا افهم ماذا يقصد السادة من ترديد ان الفيدرالية، والاقليم هو نظام حكم اداري!! فهل يوجد حكم بدون ادارة؟ وما المقصود بالحكم ياترى؟ ممارسة السلطة لتحقيق البرامج الانتخابية، ام التحكم برقاب الناس وارزاقهم كما تفعلون اليوم؟ وهل العراق دولة متقدمة ليحين تطبيق نظام الاقاليم فيها؟ اذا كان العراق والبصرة من ضمنه دولة متقدمة فلماذا الشكوى اذن؟ وهل يعلم السادة الذين تحدثوا ان احدى اهم مساوئ الفيدرالية هي البيروقراطية؟! ثم ما تقصدون بالبيروقراطية وانتم تطالبون بها؟! فكلمة بيروقراطية تعني مكتبية، أي موظفي المكاتب هم من يتحكم بامرالناس. والناس في دول الفيدراليات تتشكى، من ان الموظفين هم الذين يقررون وليس السياسيين! وهذه الشكاوي دائمة  سواء في امريكا، او الهند، او ماليزيا، او جنوب افريقيا، او بريطانيا، واسمها الرسمي بالمناسبة المملكة المتحدة. وهي دولة فيدرالية تناضل اسكتلندا الان للخروح منها بعد ايرلندا. ونفس الشكاوى تسمع في الدول اللامركزية مثل السويد. واذا كانت تجربة كردستان هي "القدوة والمثل" كما ذكرتم فهذا يعني برلمان الاقليم، ونوابه، وحراسه، ومبانيه، وموظفيه، ورئيس وزراء، ووزراء، ونواب وزراء، ووكلاء وزراء، ومستشارين.. الخ.. الخ، وتنشغلون باجتماعات، ونقاشات لتحديد رواتبكم، وتقاعدكم، وامتيازاتكم، وعدد حراسكم، وحجم قصوركم، ونوع سياراتكم..... ويذهب مصيرالاقليم وناسه الى الجحيم. كما ظلت حلبجة الجريحة تشتكي حتى اليوم من سلطات اقليمها. قرت عينكم على هاي القدوة!!!
 
وما المقصود بنقطة دستورية، وكاننا في لعبة كرة قدم، والحكم متحيز للطرف الاخر. لقد شرح الاستاذ طارق حرب كيفية تطبيق الاستحقاق الفيدرالي، اوالاقليم، او نظام المحافظات، ولا ضرورة للاعادة. وهو لم يكن، لا محرضا ضد الاقليم، ولا محبطا كما اتهمه الشيخ البصري. بل رجل قانون شرح حال الامور. ولا يريد الشيخ البصري، وزملائه ان تصل هذه التوضيحات والحقائق الى الناس ليفهموها. بل يريد للبصريين ان ينخدعوا بشعاراته مرة اخرى. وبعد ان يتم انتخاب جماعته يحمل المركزعدم تحقق شعار اقليم البصرة، وتوفير الخدمات كما يفعل الان مجلس محافظة البصرة الحالي، الذي وعد اهل البصرة بنعيم لا يوجد حتى في سويسرا. والشيخ البصري يدري او لا يدري يقوم  بخدمة المشروع الطائفي (اقليم الوسط والجنوب) الذي ردد انه خطر. فالشيخ يطرح نفس حجج وادعاءات اصحاب اقليم الوسط والجنوب. وشعار اقليم البصرة، بالمناسبة، هي مزايدة سياسية بينه، وبين المجلس الاسلامي بزعامة الحكيم، اي منافسة شخصية، وليس حرصا لا على البصرة، ولا على اهلها. والهدف التغطية على اخطاء، وسرقات، وقصور من يحكمون البصرة الان من اصدقاء ضيوف الندوة.
 
ان فيدرالية الشمال فرضت بالمحاصصة الطائفية والتعصب القومي، وليس باختيار الجماهير. وافق المجلس الاسلامي على فيدرالية الاخوين برزاني مقابل ما يسمى الان اقليم جنوب بغداد. ونسي الحكيم، او تناسى، مثلما يفعل الان الشيخ البصري، للاسف، ان الاغلبية العظمى من شيعة العراق لا تؤمن بمشروعه الطائفي التقسيمي. فالمدن التي يسكنوها فسيفساء جميلة من كل قوميات، واديان، وطوائف، واثنيات شعبنا. وانهم ثاروا في العشرينات من اجل وحدة العراق، واستقلاله، وناضلوا ضد صدام كديكتاتور، وليس كسني. وهو لم يمثل السنة ابدا. واشتركت معهم في هذا النضال كل مكونات العراق. فمقابل ماذا ياترى اقليم البصرة؟ هل لتحويلها الى حديقة خلفية لشيوخ الكويت، ام ساحة لممارسة بدو الخليج، وملالي قم متعتهم، ومسيارهم بين ثكالى، وارامل، وعوانس، وفتيات البصرة. اخجلوا قليلا على انفسكم! وها انتم ترون ان القوميين المتعصبين اجلوا الانتخابات في مدن الشمال وكركوك، لانهم يعرفون ان الجماهير ستنتخب غيرهم. وهم يحاولون الان منع اهل الموصل من حكم انفسهم بعد ان فرضت العصابات المسلحة عليهم. ولعلمكم، فانه لو سمح للاكراد في شمال الوطن بالتصويت لرفضوا الفيدرالية. كانت فرحتهم بسقوط صدام تختلف، لانهم استبشروا بالخلاص من ثلاث طغاة. لكن المحاصصة الطائفية/القومية ثبتت صنمي اربيل، والسليمانية بعد ان سقط صنم بغداد. كان العراق محاصراقتصاديا، واكراده محاصرين بسلاح اقتتال الاخوة.
 
 في القسم الاول ذكرت ان الثروات الطبيعية موجوده في كل العراق من زاخو حتى الفاو. لكن العراق كله في حال مرير، وليس البصرة وحدها. الثروة كانت مركزة في ايدي صدام وعصابته والان تركزت في ايدي من خلفوه على الكرسي، يمارسون سلطته، ويسكنون في قصوره، وينهبون ثروات العراق. لو كانت الثروات في ايدي الشرفاء لما بقي الحال مريرا. فكيف لا تخشى الناس اذا سيطرتم على النفط، وموانئه، ومصافيه، ومنابعه، والميناء، وموارده، والشط وخيراته. خمس سنوات من الحكم، والثروات الهائلة تبدد، والمساعدات الدولية تسرق ولم تخففوا من الحال المريرشيئا. بل زدتم حياة الناس مرارة. وصدام المجرم اعاد بناء جيشه، وطرقه، ومواصلاته، واتصالاته، ومنشآت نفطه، واحتل الكويت ودخل في حرب رعناء مع العالم، بعد سنتين فقط من انتهاء حربه المجنونه مع ملالي طهران. وها انتم تدخلون من اجل المناصب، والثروات، والامتيازات في حرب مع شعبكم الجائع. لقد قيل في الندوة ان "الفيدرالية تعني تفسيم السلطات، لا الثروات وان حصص المحافظات مضمونة في الدستور" فما هي المشكلة اذن؟ واذا كان تشكيل اقليم البصرة لن يعطييه ثروة اضافية اكثرمن حصته كمحافظة فمن اين ستاتيكم الامكانية لتحويله الى جنة خلال فترة قصيرة جدا؟ وقد تطلب اعادة بناء المانيا الاتحادية عشرات السنين ولا زالت بعض المدن، والولايات تتشكى من الغبن كما تفعلون. اذن القضية هي من يدير الثروة وكيف، لا كم من الثروات. ان البصرة كانت وستظل اكبر مدينة تجارية في العراق. تجار البصرة ليس عندهم فدرالية ليكسبوا تلك السمعة، وذاك النجاح وقد راينا كيف انتعشت الاسواق بعد ان حل الامن، بدون فدرالية الحكيم، ولا اقليم الشيخ البصري.
 
هوية العراق دولة قوية وطنيا، واقليميا، وعالميا. وهذا يحتاج لمركز قوي يسيطرعلى التوزيع العادل للثروات الوطنية، وبناء البلد بشكل متناسق دون تهميش ولا تفضيل. دعوا البلد يخرج من التخلف، والواقع المرير، ثم سنرى اذا كان الشعب سيختار مشروعكم التمزيقي، ام الوطن الواحد الموحد. اعطوا الفارس فرصة لينهض من كبوته، وسترون مقدار هيبته. البصرة محاطة بالاعداء من كل جانب، والعملاء، والجواسيس، والعصابات، تتحكم في مصيرها بحجة، او باخرى فكيف اذا كانت معزولة. البصرة كانت ولاية في زمن العثمانيين، لكن ضعف المركز في بغداد تركها فريسة غزو عصابات بدو الكويت، وعصابات المحمرة بالتواطئ مع طالب النقيب، وحليفه الشيخ خزعل. اقرأوا التاريخ جيدا. فهناك عملاء للجهتين في مشروع اقليم البصرة. ام ستفعلون مثلما فعل مسعود البرزاني عندما استنجد بصدام ضد الطالباني، وبالامريكان، واسرائيل ضد العراق. ويعلن انه جزء من العراق، فقط، عندما تتقدم الجيوش التركية وتدنس اراضي العراق، او تقصف الطائرات الاسلامية الايرانية قرى الشمال الحبيبة.
 
ما المقصود بالشعارات؟ ومن رفعها؟ وكيف ستحققوها؟ كن فيكون ام كيف؟ هل لديكم عصا سحرية؟ هاهي الهند ترزخ تحت عبأ فقرها رغم غناها، وفدرالياتها.  ومثلها نيجريا الاتحادية. هاهي اسكتلندا تشتكي، وتهدد بالانفصال، بل تحضر له. ها هو شمال ايطاليا فقير يشابه فقرنا. وحتى بلجيكا مركز الاتحاد الاوربي معرضة للتفتت، رغم، وبسبب فدراليتها. هاهي المظاهرات تتعاقب في شمالنا المغتصب، واخبار الفساد تزكم الانوف. والصراع على الثروات على اشده. خدمات مفقودة، واسعار اغلى من شمال اوربا. ويضيف المتحدثون (سنتطور مثل دبي، وكاليفورنيا). دبي الان في ضائقة اقتصادية! ترى من سينفعها بعد ان اعتقدت انها تستطيع ان تصنع المعجزات لوحدها؟ وكاليفونيا، وربما صاحبنا لايعرف اين تقع، تعاني شركات صناعة السيارات فيها من مشاكل، ويتعطل الوف العمال، وتتوسل بالمركز لنجدتها. كما هو الحال في بقية الولايات الامريكية. روسيا الفيدرالية، رغم كل تحفظاتنا على  سياسة بوتين، فانها استعادت عافيتها بعد ان تقلصت صلاحيات الفدراليات، والمحافظات التي تحولت قبلها الى اقطاعيات بيد المافيات. كما هرع المركز في بغداد لانقاذكم من عصابات الجريمة، والنهب، والتهريب، والطائفية. فالفيدرالية ايها الاصدقاء ليست عصا سحرية! فلا تخدعوا الناس، مرة اخرى، بشعارات غير قابلة للتطبيق. لان الناس ستلعنكم، بعد ان يتعرى زيفكم، وتنكشف الاعيبكم، كما يبصق البصريون الان عندما يذكر اسم مجلس المحافظة. فلا المهدي ظهر، ولا الخدمات عادت.
 
كثيرا ما كرر القاضي وائل عبداللطيف وضيوف الفيحاء هؤلاء ان "اغلب" دول العالم فدرالية. وهم لايعرفون عدد دول العالم. ولا يصل عدد الفيدراليات عشرين دولة من مجموع اكثر من 170 دولة عضو في الامم المتحدة. ولا علاقة للفيدرالية بتطورها، او تقدمها ان كانت متطورة او متقدمة. الفيدراليات نشات لظروف تاريخية.
 
لماذا لا يخشى الناس من احتكار السلطة والمال وانتم تطرحونها كسبب للفيدرالية. رأيتم اغتناء زعماء الانفصال في الشمال وتريدون، ان تصبحوا اغوات مثلهم. وبماذا تختلف البصرة؟ هاهي خمس سنوات عجاف من فقدان الخدمات، والامان، والفرهود، والفساد، وحكم الحواسم. ان البصريين متعلقين بوطنهم وهم، وطنيون من الدرجة الاولى. لقد رفضوا دعاوي شيخ خزعل، ودعاوي طالب النقيب وتمسكوا بالوطن الام، وهاهم اليوم اكثر تمسكا، ولن تخدعهم شعاراتكم. انكم تريدون فقط، ان تكونوا بعيدين عن الرقابة والمحاسبة، حتى "تلغفو براحتكم". لا اكثر ولا اقل. ها انتم تهددون قبل تكون الاقليم بان الاقليم مسالة كبيرة، وخطيرة.(بعده ما ركب هز رجله) فكيف لا يخشى الناس من خططكم المستقبلية. واذا كانت المسالة خطيرة فلماذا تعرضون البصرة للخطر؟ تتحدثون عن الاستقواء، وبه تغمزون من يدفعكم الى فكرة الاقليم، وهم عصابة البرزاني والطالباني. فهم يريدون تفتيت العراق. يريدون ان يبرروا تشبثهم باقليمهم. فلا يهمهم الا خراب البصرة، بعد ان ساهموا بخراب العراق كله.
 
اذا كان الميناء، ومنشآت النفط، والمعامل كلها متوقفة حسب ما يقول رمضان فبماذا تتبجحون اذن؟ لقد حولتم البصرة حسب تصريحاتكم الى عالة على العراق. وليس مصدر ثرواته وغناه. فمرة تقولون كل ثروات العراق منها! ومرة شللتم كل الفعاليات! يلاحظ القارئ الكريم ان النقطتين التاسعة والعاشرة متناقضة تماما. فلا ادري من اين ستاتي الفرص، وهم حولوا، ووصفوا البصرة كالعصف الماكول. فماذا نصدق ياترى؟؟!!
 
لا اظن ان هذه الشعارات الفارغة ستخدع اهل البصرة الواعين، واتمنى ان يتخلص دعاة الاقليم من اوهامهم، ويبحثوا عن المسؤولين الحقيقيين في مشاكل البصرة، ومحاسبتهم، وعدم اعادة انتخابهم!
 
شكرا لاتاحة الفرصة للتعليق على هذا الموضوع المهم! عذرا للاطالة، وعذرا ان كنت قاسيا، فمصير البصرة يحدد مصير العراق! وانا من اهل البصرة الواعين جدا لكل الاعيب تجار الكلام، والساسة الجدد.
26/12/2008

194
بصراحة ابن عبود
 
اقليم البصرة لعبة جديدة للاحزاب الاسلامية للتخلص من مسؤولية الفشل (1)

مساء 13/12/2008 قدمت فضائية الفيحاء، وبحماس وطني معهود، وغيرة عراقية لا شك فيها على مصير الوطن. قدمت ندوة عما يسمى اقليم البصرة. شارك فيها الشيخ خيرالله البصري عضو البرلمان عن القائمة العراقية، ورمضان البدران ، مدير معهد تطوير الجنوب"مستقل"، والمحامي "المستقل" منصور كنعان. كما قدمت مداخلة سابقة للاستاذ وائل عبداللطيف، وهو عراب المشروع الاقليمي. كما ادلى برأيه الاستاذ طارق حرب وهو خبير قانوني تستعين به الكثير من الفضائيات. ويلاحظ ان الضيوف الثلاثة كانوا من انصار فكرة الاقليم، وهذا يتعارض مع المهنية الصحفية. حيث المفروض ان يكون الطرف المعارض حاضرا ليشرح سبب معارضته. فكل الاستفتاءات تثبت ان اغلبية البصريين لم تخدع بهذا الشعارالانفصالي. ولم يكن احد من هذه الاغلبية حاضرا، للاسف. الامرالاخر الذي اتمنى ان تنتبه له حبيبتنا الفيحاء، هو ان مقدم البرنامج "مدير الندوة او الحوار" يجب ان يكون محايدا، وليس منحازا للموضوع، او لطرف. والا، يفقد البرنامج جاذبيته حيث ان المستمع يجب ان يسمع رأيين في موضوع واحد، والمشاهد يحسم امره اذا كان مترددا. لان الفيحاء ليست اذاعة لنظام عربي لا يسمع منها الا راي واحد. بل هي صوت الشعب. واظن، ان الاستاذ محمد الطائي عاش في اوربا، وشاهد الكثير من البرامج المماثلة.
 
صفة "مستقل" صارت مودة هذه الايام، فالاحزاب الاسلامية المتطرفة، وبعد ان تعرت اجنداتها الطائفية، وعمالتها للاجنبي، وخيانتها للمبادئ، والمسؤولية، وتنكرها للوعود، التي انتخبوا وفقها الى البرلمان، ومجالس المحافظات. ابتكروا الان لعبة "المستقل". بعد ان فقدت العمائم بريقها، لكنهم غيروا الشكل فقط، وبقي نفس المضمون. فبعد ان حكموا لمدة خمس سنوات مركزيا، ومحليا، ولم يقدموا للمواطن غير التهجير، والتشريد، وفقدان الخدمات، والامن، وانتشار الفساد، والارهاب، وزرع الافكار الطائفية البغيضة البعيدة عن قيمنا، واخلاقنا، ومزقوا مدنا، ومحلات، وعشائر، وبيوت، وعوائل، ونشروا الدماء في كل مكان، واغتنوا على حساب بؤس الجماهير. جاؤا اليوم ليستبدلوا شعاراتهم الطائفية، بالاقليمية، والمناطقية. وبعد ان كان الاسلام هو الحل! ثم الفصل الطائفي، هو الحل! جاءت الخدعة الجديدة: الاقليم هو الحل! أي اقليم البصرة!! ويدعون ان لهم حق دستوري. مثلما يقوم مسعود البرزاني بتكريد كركوك، والموصل، وديالي، وقد يصل الى البصرة خاصة، وان خارطة "كردستان" المعلنة تصل الى الخليج العربي، باسم الحق الدستوري.  ويسرق "الزعماء" في شمال العراق نفط العراق بحجة الحق الدستوري. ومثلما يريد عزيز الحكيم، وولي عهده، ان يبني اقليمه الطائفي بحجة انه حق دستوري، وهي "حقوق" ورائها باطل. أي ان المحبس مبيت منذ محاصصة الدستور.
 
ودعاة اقليم الجنوب، اواقليم البصرة لا يكفون يرددون ان البصرة غنية، وفيها ثروة العراق الاساسية من النفط، وفيها الميناء، وفيها مافيها، وكأن الناس لايعرفون ذلك. ويتجاهلون ان الدستور ثبت ان الثروات الوطنية، ملك عام، وليس ملك لاقليم بذاته، او محافظة بذاتها، وان توزيعها مركزيا. ويتناسون ان اغلب محافظات العراق غنية بالثروات النفطية، وغيرها. ويتغافلون عن الحقائق والوقائع الاخرى. ومنها ان سلطة بغداد لم تعد مطلقة، ولا ديكتاتورية، ومقيدة بالدستور الذي به يتبجحون، ويتصارخون. وانه منح مجالس المحافظات سلطات واسعة لم تستغلها. بل لم تستخدم حتى المخصصات العائدة للمحافظة من الميزانية، ولم يطوروا الخدمات التي هي مسؤولية محلية، ولم يحقوا الامن الذي هو الاخر مسؤولية محلية. رغم ادعائهم بغنى البصرة، وامتيازاتها، وقدراتها. ما الذي منعكم من استغلالها ان كنتم صادقين؟؟؟؟؟
 
ان جماهير البصرة، وعشائر البصرة، التي حاول المتحدثين مغازلتها، تعرف جيدا ان اقليم البصرة، او اقليم الجنوب، اواقليم الوسط والجنوب، ماهي الا لعبة جديدة، بعد ان احبطت الجماهير، والعشائر، وكل الواعين اللعبة الطائفية القذرة. كما انهم خبروا هؤلاء، ولن يخدعوهم مرة اخرى حتى لو نزعوا جبة الاسلاميين، ولبسوا اربطة المستقلين. ليست البصرة، وحدها من اغبن. لقد اغبن كل العراق. والبصرة كانت منارة للعلم، والعلماء، والادباء، والشعراء، والفنانين على مر الزمن. في زمن النظام الملكي، والجمهوري تغنى العراقيون، والجيران بها (المايزور البصرة تظل بگلبة حصرة). المظلومية التي تدعون بها هي بسبب الحرب الاجرامية بين الخميني، وصدام، ويتحمل الطرفان دمار البصرة. وصدام كان حاقدا على اهل البصرة، مثلما هو حاقد على اهل سامراء، والفلوجة، والموصل، بل، وحتى تكريت. عصابته فقط من انتفع.
 
اربع سنوات(فترة حكم قاسم) من تعاون "الماركسين" مع الجماهير ورغم كل المؤامرات، والمعوقات ازدهرت البصرة، وتطورت اكثر. وحسب الشيخ البصري نفسه سميت عروس الخليج. أي قبل الاقليم. وحسب الاستاذ رمضان "فالبصرة تصدر العلماء" فمتى ياترى تخرج هؤلاء العلماء؟ في فترة "التهميش"؟ ام فترة حكم "مجلس الحرامية" كما يسميه البصريون؟؟؟ وها انتم تحكمون منذ خمس سنوات، ولوحدكم، ولم تعيدوا لا الكهرباء الى حالها، ولا الماء، ولا الطرق، ولا المجاري. ولا أي شئ غير نهب المال العام والخاص. وحولتم البصرة من عروس الى ثكلى، والعلماء هربوا من، بطشكم، وفسادكم، وتهميشكم، وطائفيتكم، وفرهودكم، وسيارات "البطة". وهذا ليس ذنب المركز بل تركتم البصرة في فوضى الارهاب الطائفي، والتهريب، والتشريد، والفساد، والنزوح. لولا المركزالذي اعاد للبصرة امانها، وقضى لدرجة كبيرة على عصاباتكم. انشغلتم بمشاريعكم الخاصة، ومضارباتكم الجشعة، وشراء العقارات في الخليج، وايران، وسوريا، والاردن، وغيرها. وتركتم البصرة فريسة الخراب، والدمار. لم يكن في زمن مزهر الشاوي (مدير الميناء زمن قاسم) او حتى زمن المحافظ  اللعين محمد الحياني، وغيره، فدرالية، اواقليم، ومع هذا تطورت البصرة، وكانت قبلة العراقين، والخليجيين، بل كانت بعض المدن الاخرى تحسدها، وتعتبر نفسها مهمشة مقارنة بالبصرة.
 
قد تخدعوا الناس البسطاء، والسذج بادعاءاتكم هذه، لكن هؤلاء يتناقصون باستمرار، واهل البصرة الذين قاوموا انقلاب البعث عام 1963 المدعوم مرجعيا، وامريكيا، وكويتيا اكثر من غيرهم من مدن العراق، وبدأوا انتفاضة اذارالمجيدة، يعرفون مصلحتهم جيدا. ويعرفون تاريخ مدينتهم جيدا، والعمران الذي كانت تعيشه، والانفتاح الاجتماعي مضرب الامثال، وقدوة الاجيال. فالميناء، والكورنيش، والمطار، والمعقل، وجزيرة السندباد، ومدينة الالعاب، وحديقة الامة، والمستشفيات، والنوادي الاجتماعية، و الرياضية الراقية، ومعمل الكيمياويات، والحديد والصلب، واستخراج النفط، ومصافيه، ومينائه، وشركة نفط البصرة، وحقول الرميلة، واسطول الناقلات، ومزارع الزبير، وصفوان، ومحطة كهرباء النجيبية، والوف المدارس، وجامعة البصرة، ومعاهدها، ومستشفياتها، وحدائقها، ومتنزهاتها، وجسورها، وغيرها، وغيرها بنيت بدون فيدرالية، ولا اقليمية فكفوا عن دعاياتكم المريضة فلقد خبر الشعب سياساتكم، واذا كان لديكم ذرة من خجل، ولا اقول ضمير فدعوا البصريين يختارون من يخدمهم، ولا يستغلهم، ويخدعهم، ويتحكم بهم. ويفصلهم عن الوطن الام، عراق الخير، والتصافي، والرقي المشترك. ان بصريي اخوان الصفا، وبيادر خير، والمطرقة، وفؤاد سالم، ونازك الملائكة، والسياب، وسعدي يوسف هم الواعين، وليس من يقصدهم الشيخ خيرالله باقليمه المفترض!
 
الملاحظ ان الشيخ البصري كرر اكثر من مرة، اثناء مداخلاته، انه "كفانا من الشعارات الماركسية والوطنية، التي رفعت منذ عام1958 حتى اليوم". يستنكف ان يقول منذ ثورة14 تموز1958. وينسى انه هو بالذات من يرفع "الشعارات" اليوم ليخدع بها الناس لينتخبوه، وينتخبوا ممثلين فشلوا في اداء واجباتهم على مدى خمس سنوات سواء على مستوى المحافظة، او المركز. قد نفهم ان يتضايق الشيخ البصري من الماركسية، لكن يؤلمنا ان الشيخ البصري يقوم بالتهجم على، والاستهزاء بالوطنية!! فهل يا ترى يعمل الشيخ البصري لمصلحة غير وطنية؟ ولمن يا ترى؟؟ انه سؤال يتحتم الاجابة عليه! ونذكرالشيخ الفاضل ان الشعارات التي رفعها الماركسيين (يقصد الشيوعيين، مرة اخرى يستنكف تسمية المناضلين) في البصرة، اوغيرها قد تحققت في معظمها، رغم انهم لم يستلموا الحكم لا محليا، ولا مركزيا. فعن طريق النضال، والنشاط الدؤوب بين ومع الجماهير، والمظاهرات، والاضرابات، والتضحيات، وتقديم الشهداء حقق الماركسيون (الشيوعيون) لمزارعي النخيل مثلا، قانون ثبت حقوقهم، وحققوا للفلاحين الفقراء اصلاح زراعي تنعموا بفضله لاول مرة في حياتهم بملكية ارض يزرعوها. وقد حارب القانون، وقتها، رجال الدين امثاله، وحرموا الصلاة على ارض "مغتصبة". وكأن الاقطاعيين، لم يغتصبوا اراضي، وارواح، واعراض الناس. لقد بنيت لعمال الميناء، والسكك، والنفط بيوت بايجار رمزي، او تمليك، وثبتوا ساعات العمل في اكثر من مهنة، وشكلوا نقابات تدافع عن حقوقهم. وقانون عمل، وضمان اجتماعي. وبنيت اقسام داخلية للطلبة، وقدمت لهم المنح الدراسية. كل هذا، والكثير، الكثيرغيره نتاج "الشعارات"، والنضالات الماركسية. لقد حظيت المرأة البصرية باحترام خاص. وحصلت المرأة العراقية على اكثر القوانين انصافا في المنطقة، وحقق لها الكثير من حقوقها. وقد وقف امثال الشيخ البصري، من رجال الدين، ولا زالوا ضده. لقد نظم الماركسيون صفوف محو الامية، وقاموا بحملات شعبية لتنظيف المدن، ودربوا الجماهير لحماية الثورة، وما ان سحبت اسلحة الجماهير، وحورب الماركسيين، حتى سقطت ثورة تموز بغدر البعثيين، وتأييد الاسلاميين، ودعم، وتخطيط الامريكيين. فماذا قدم مجلس الاسلاميين لمسلمي البصرة خلال خمس سنوات ياترى؟؟؟؟
 
‏21‏‏/‏12‏‏/‏08‏
 

195
بصراحة ابن عبود
 
كلام مفيد الى النائب مفيد

خرج علينا الاستاذ مفيد الجزائري، نائب الحزب الشيوعي العراقي في مجلس النواب العراقي بحماس غريب يتحدث عن التصويت لصالح تمرير الاتفاقية الامنية "رغم الملاحظات". وسبقه السكرتير العام للحزب الاستاذ حميد مجيد موسى في مقابله تلفزيونية اخرى، وقبله افتتاحية طريق الشعب ثم ندوة الاندلس وكلها لم تقنع الكثير(ربما الاغلبية) من رفاق، واصدقاء، ومناصري، ومنتخبي الحزب، بموقفه الايجابي من الاتفاقية الامنية مع المحتل الامريكي. الحزب الذي اسقط معاهدة بورتسموث، وقادته في السجن، يوافق على اتفاقية مشابهة مع زعيمة الامبريالية، وقائده نائب في البرلمان، بحجج لم تقنع الكثيرين بدليل الكتابات الكثيرة من المع، واشهر الكتاب، والمختصين العراقيين، واغلبهم محسوبين على، او قريبين من حزب الشهداء. لقد اصيب الكثير بالصدمة. فهل كلهم مخطئون؟ انهم في الاقل مختلفين مع تصور الحزب، وليسوا معادين للحزب.
 
ولا بد من الاشارة هنا، انه بعكس ما يدعيه الكثيرون، من ان الحزب الشيوعي ليس ديمقراطيا، ولا يؤمن بالديمقراطية. فانا اقول، وعن تجربة وقناعة، ان هذا،اولا، فهم خاطئ. وثانيا هذا هو ثمن الديمقراطية القاسي. فربما كانت اغلبية القيادة مع المعاهدة، ولهذا صوتوا لها. ولكن في مثل هذه الامور كان المفروض، باعتقادي، عقد موسع للحزب، وعدم الاكتفاء باغلبية اللجنة المركزية، او المكتب السياسي. او في الاقل اجراء استفتاء داخلي في صفوف اعضاء الحزب. وربما قام الحزب بذلك. لا ادري! وبما اننا ، ربما، نعتبر من الاعداء، بسبب اختلافنا، فلم  يطلعنا احد على اخبار الحزب الداخلية، وهذا من حقهم. وربما يجيب اخر، ان راي الحزب معروف، ومطروح علنيا. ولكني افرق بين رأي اغلبية اعضاء الحزب، ورأي قادة الحزب. فكل من اختلف مع، او عادى الحزب على مر التاريخ وجه اللوم، والنقد الى الحزب الشيوعي العراقي بمجمله. في حين ان الاخطاء كانت ترتكبها قيادة الحزب، وليس الحزب كله. وبما ان القيادة منتخبة ديمقراطيا. فيمكن ان يدعي البعض، خاصة ممن يعشقون معاداة الحزب، انهم (القيادة) تمثل راي الحزب عامة. من ناحية اخرى فأن الامور المصيرية، لا يمكن ان تقررها حتى حكومات منتخبة، ناهيك عن لجان مركزية. لهذا، وفي اعرق الديمقراطيات تجري استفتاءات شعبية، لان الامر، موضوع الاستفتاء، لم يكن مطروحا اثناء الحملة الانتخابية، كما هو الحال في دول الاتحاد الاوربي حيث تجري استفتاءات حول امور مثل دخول الاتحاد، او توسيع صلاحيات البرلمان الاوربي، او دستور مشترك، او اعتماد اليورو، وغيرها. وهي امور مصيرية يجب ان يعطي الشعب رايه فيها، رغم حكومته المنتخبة. وليس نادرا ان حكومات تحظى بالاغلبية لكنها تفشل في الاستفتاء، لان الشعب له راي اخر في الامور التي ذكرناها. وهذا حصل في الدنمارك، وهولندا، والسويد، وايرلندا، وفرنسا، وغيرها. واقرب مثال الى وضعنا رفض الشعب الفنزويلي في استفتاء عام تثبيت "شافيز" رئيسا مدى الحياة رغم شعبيته الكبيرة، ورغم اغلبية حزبه في البرلمان.
 
المهم فرغم "ديكتاتورية البروليتاريا" التي لم يقصد بها ماركس حكم الحزب الواحد، بل كان يتوقع ان الناس ستعيد انتخاب حزب الطبقة العاملة لانها الاغلبية. كما هو حال الاحزاب البرجوازية التي حكمت واعيد انتخابها، واعتبرها ماركس ديكتاتورية البرجوازية. لان الحكم البرجوازي تكرر اكثر من مرة، وكان يتوقع ان يتكرر انتخاب حزب الطبقة العاملة.  فعندما عملنا في المنظمات الديمقراطية، والجماهيرية كاتحاد الطلبة، او الشبيبة، او غيرها، وفي كونفرنسات الحزب، عندما كنا اعضاء في الحزب. كانت الاغلبية تحصل على ما تريد، وتحتفظ الاقلية بحق المعارضة، والرفض دون ان يطردوا من الموسعات، او المؤتمرات. ومستحيل ان يحصل هذا في مثل ظروف العراق، والحزب الحالية. كان هناك دائما، تقريبا، الطرف الثالث الذي "يتحفظ" على القرار. وفي عديد من برلمانات العالم يتحفظ البعض، لكي لا يحرج نفسه والاخرين، لكنه يوضح انه ليس مع القرار. وما دامت ملاحظات الحزب لم يؤخذ بها، والقوة التصويتية للحزب لاتؤثر على التصويت، اما كان بالامكان تجنب الحرج، وارضاء الوف بل ملايين المعترضين على المعاهدة بتثبيت موقف الحزب. وليخلد في ذهن الناس ان الحزب لم يؤيد الاتفاقية الاسترقاقية مع ادارة بوش. كما وافق على الدستور الطائفي بحجة ضرورة الاستمرار في العملية السياسية، والمراهنة على المستقبل الذي قد يكون بعيدا. في حين ان كل تعثر العملية السياسية هو بسبب نصوص دستور التعصب الطائفي القومي. وسوف لن يكفي اذا نقض الامريكان عهودهم، وهم سيفعلون، بانه كانت للحزب "ملاحظاته" على المعاهدة، كما لا يقنع احد الان القول انه كانت للحزب تحفظات على الدستور. تعاملتم، للاسف، مع الامريكان، والاسلاميين بشروطهم. أي اخذتم الارنب بارادتكم، رغم طلبكم الغزال. اعتقد، ان التحفظ كان سيكون قرارا اكثر حكمة، واقل احراجا!
 
انه عتاب، سؤال، استفهام، ذهول، علامة تعجب، وليس تهجم، او تجريح، ولا تعدي مثل بعض الكتابات مؤخرا، والتي تجاوزت كل الحدود. رغم انها تقع في خانة الاجتهاد. والاجتهاد يحتمل الخطأ او الصواب. اعتقد ان الصدمة افقدت البعض توازن عباراتهم لكنها تعكس حماسة وطنية، وثقة كبيرة بالحزب، وعتاب مر وقاسي على اب يظنون انه ظل طريقه. "ومن حبك لاشاك"!! اننا، اصوات الحزب في الانتخابات المقبلة، نريد ردا واضحا، ومقنعا. واذا كنا "ككتاب" لا نساوي "دوخة راس" ولا "نستاهل دورة بال" .فعلى الاقل عاملونا كمؤيدين لنقنع بدورنا، اخرين، اذا اقتنعنا، بمبررات قبول الحزب بمعاهدة بورتسموث في 2008 في حين اسقطها في 1948. واتمنى، ان لايرد علينا احد باسم مستعار، ويشبعنا شتائم من باب: متفرجين، وحاقدين، وجماعة الخارج، وقاصرين، وجامدين، ومتخلفين... الخ من مفردات الشتائم، التي يزخر بها القاموس السياسي العراقي. والتي نتسلمها احيانا من اسماء مستعارة، ربما الهدف منها دق اسفين بين الحزب، والاف المثقفين الذين يرون فيه الامل، والبديل الافضل للوضع الماساوي في العراق. انا، ومعي الكثيرون، نتمنى حوارا موضوعيا لكي نفهم، نتطور، نتحرر من تفرجنا، وتخلفنا، وتحجرنا. فهل نستحق ذلك؟ وهل تلبوا رغبتنا الصداقية الصادقة؟
 
لماذا لم تتحفظوا، بدل ان توافقوا، خاصة وان، نتيجة التصويت ليست "ساحقة" كما وصفها العطية بل 144 من اصل 198 حاضرين. وهروب ثمانون نائب الى الحج، ليتخلصوا من هذا الاحراج.
لو رايحين وياهم، للحج، مو احسن؟؟؟
 
30/11/2008

196
بصراحة ابن عبود
 
الفدرالية مخطط لتقسيم العراق (1)

 كلمة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الاخيرة حول وحدة العراق وخشيته، من استغلال الفيدرالية لاضعاف دولة العراق، وتحول مراكز الاقاليم الى ديكتاتوريات(وهو واقع حال) اعادت هذه الكلمات الحياة لموضوع تأخرت في كتابته عن مخاطر الفيدرالية على وجود العراق ككيان سياسي تاريخي، وهو ما تسعى اليه القوى الداعية الى النظام الفيدرالي. وكان العراق بسعة امريكا، او بحجم الاتحاد السوفيتي السابق، او روسيا الفيدرالية الحالية. متناسين الظروف التاريخية لتكون تلك الفيدراليات. العراق كان، وما يزال دولة واحدة بحدوده المعروفة، والتي لم تنشا بعد الحرب العالمية الاولى، كما يدعي البعض، بل العكس تقلصت مساحته بعد الحرب في الجنوب، والشرق حسب الخارطة العثمانية، او حتى العباسية(الولايات الثلاث بغداد، البصرة، الموصل). والعراق فيه شعب واحد بقوميات مختلفة، وليس شعوبا متعددة، كما يروج البعض، ويعمل على بلقنة العراق لاجندات اجنبية. ولا، ولايات نشأت كل لوحدها، كما حال امريكا، او كندا، او المانيا، او ايطاليا، اوالامارات العربية المتحدة ثم توحدت في نظام فيدرالي. العراق تسكنه قوميات كثيرة من العرب، والاكراد، والتركمان، والاشوريين، والكلدان،السريان، والارمن، والهورامان، والشبك، واثنيات من اصول فارسية، وهندية، وافغانية، وبلوشية، وباكستانية، وتركية، وافريقية، ومجموعات عديدة، وحتى عرب من دول اخرى تجنسوا، او اختاروا العراق موطنا لهم لاسباب متعددة من مصريين، وسودانيين، وصوماليين، وبحرينيين، وفلسطينيين، وسوريين، ولبنانيين، ويمنيين، وغيرهم. توافدوا تاريخيا، ولاسباب متعددة، الى العراق، وانصهروا في بوتقة المواطنة العراقية السمحة. وهذا هو حال كل دول العالم اليوم حتى اكثرها انغلاقا، وتشددآ، وانعزالا. ولا يمكن ان تقام فدرالية لكل مجموعة، وفدت الى العراق. بل ان سكان العراق الاصليين انفسهم  من (الاشوريين، والكلدان، والسريان، والصابئة، والايزيدية، وغيرهم) لم يطالبوا بفيدرالية خاصة بهم. ما عدا الدعوات الخجولة لحكم ذاتي لوادي نينوى. وهي ردود فعل لما يتعرض له سكان العراق الاصليين من قمع، وتهميش، وتشريد، وتكريد، ومجازر وحشية لارغامهم على التحول من عراقيين الى كردستانيين.
 
 ان شمال العراق ظل يعامل دوليا، واقليميا، ووطنيا(اثناء فترة الحصار حتى سقوط الصنم) كجزء "محمي دوليا" من العراق، ولم يعامل كدولة، او اقليم مستقل، او اقليم فيدرالي يقف في الطابور ليدخل الى الدولة الفيدرالية المحاصصية الجديدة، رغم كل المحاولات التي جرت وتجري. ورغم كل اللوبيات الصهيونية في اوربا، وامريكا، ورغم التعاون مع القاعدة عن طريق السماح "لانصار الاسلام" في اقامة معسكراتهم قرب حلبچة الجريحة. ولقد اتفق عملاء ايران من قيادات المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق مع عملاء اسرائيل من قيادات ما يسمى بالتحالف الكردستاني على تقسيم العراق، والتمتع(القيادات فقط) بخيرات ثرواته على حساب تمزيق الخارطة السياسية، والجغرافية للعراق الموحد، ارضاءا لاوامر اسيادهم اعداء العراق التاريخيين. وبالتنسيق الصامت مع سوريا(النظام السوري) التي تحلم(وتتامر) بان يطالب العرب السنة الانظمام لها، وهذا ما تحلم به السعودية ايضا. ولذلك ابتدعوا لعبة المحاصصة ثم الفتنة الطائفية لفرض الواقع بقوة السلاح، وانهر الدم. لكن القوى الحية في المجتمع العراقي تداركت الموقف، وان بعد خسارة الاف الضحايا، والشهداء، وتشرد الملايين من ابناء البلد الواحد. ورغم الادعاء بان الفيدرالية هي الافضل " لتوحيد العراق"، وكأن العراق كان مقسما. فان "اقليم كردستان" نفسه، لا زال ممزقا، ولم تتوحد القيادات، كما يدعون،الا اعلاميا، فلا زال لكل حزب وزاراته(وزيرين لكل وزارة). ولا زالت قيادة البرزاني تصر ان اربيل هي عاصمة الاقليم في حين يصر الطالباني، ان السليمانية هي العاصمة. واختلافات كثيرة على المواقع، والاموال، والمناصب، والموارد. لازالت تمنح استثمارات، وامتيازات، وعقود لدول، وشركات اجنبية دون موافقة المركز، وبشكل غير قانوني، ومخالف حتى لنصوص الدستور الملغوم، الذي لفلفوه. بل تتنافس القيادتين على سرقة الثروات الوطنية، كما كانت عائلة صدام تفعل، ولكن بشكل افظع، واصرخ. الخلافات، والانشقاقات الحزبية، والاتهامات المتبادلة، وسجن المعارضين، والصحفيين النزيهين، والمنتقدين، وقمع المظاهرات(في حلبجة، والسليمانية، واربيل، ودهوك، وحتى كركوك) ونقص الوقود، وازمات الكهرباء، والماء، وغيرها هى مؤشرات بسيطة على فساد الادارتين. ان محاولات الاسراع "بالبناء والاعمار" القصد منه ليس رفاهية الاكراد بل تحريض الجنوب على الانفصال عن العراق. بنفس الوقت يقوم حلفائهم في الجنوب من قادة المجلس الاعلى بالتسيق مع حلفائهم في الشمال، ومع "اطلاعات" على عرقلة أي نمو، او تطور، او أي استقرار امني لكي يتحججوا بالفيدرالية. والصريخ "انه في ظل الفيدرالية فقط يحدث الرخاء"، ويضربون مثلا في محافظات الشمال. مستغلين فقر الناس، وحاجتهم، وجهل البعض، وطائفية البعض الاخر، وتحريف الامور، والوقائع متناسين ان ما يسمى بتقدم "كردستان" لا يعدو عن بنايات، واسواق يملكها قادة الاحزاب الكردية، وابنائهم، واقاربهم، ويتجاهلون متعمدين حقيقة، ان ما بني بسبب الحماية الدولية، والمساعدات التي يسرق اغلبها قادة "اقليم كردستان الفيدرالي". مثلما سرقت، وتسرق المساعدات التي تقدم لمدن الجنوب، وتعرقل مشاريع الانماء فيه بانتظار الفرج "الفيدرالية"! ولا ندري من سيحقق الرفاه، والعدالة في النهاية المهدي المنتظر، ام الفيدرالية المنتظرة؟؟!! بشكل يذكرنا بالاغتناء الفاحش لمسؤولي الحكم البائد في زمن الخطة الانفجارية. ثم ماالذي يمنعهم من البناء، والتعمير اذا كانوا جادين فهاهم يحكمون،ومنذ اكثر من خمس سنوات، بشكل شبه مستقل عن المركز، وكانهم في كونفدرالية، وليس فقط فيدرالية. الامور في فيدرالية الجنوب غير المعلنة اسوأ بكثير مما كانت تحت الحصار الدولي، وحكم الديكتاتورية فماذا سيفعلون اذا استقلوا فعلا بفيدرالياتهم الطائفية.؟؟!! ربما سينزح الناس الى الصحاري ليأكلوا الچمة، او سيطالبون في حصتهم من نفط الكويت باعتبار وجود اقلية شيعية فيه. او ضمهم الى "فيدرالية بدر" في البصرة!
 
لقد زادت اطماعهم بتوجيه من ايران، وبعد اكتشاف الثروات في مدن اخرى غير البصرة فطالب الحكيم ب"ضرورة اقامة اقليم واحد لجنوب ووسط العراق" والسبب طبعا ليس للتطوير، والتقدم، او الرفاه، او البناء بل كما يصرح الحكيم: "ان الفيدرالية يجب ان تكون في جميع العراق، يحاولون منع الشيعة من التمتع بفيدرالية" هذا يعني ان القصد ليس جنوب العراق، او وسطه بل شيعته، ولهذا بدأوا بالتصفية المذهبية، والدينية، وتهجير الاخرين لكي يضمنوا اقليما شيعيا صرفا يدين لهم بالولاء. فالحكيم يطالب ب:"اقامة اقليم واحد في جنوب العراق ووسطه، لوجود قواسم مشتركة بين ساكني هذه المناطق"! ويقصد طبعا فرض اللطم، والزنجيل، والقامة، والحزن، والسواد على ابناء "اقليمه" هذا وكأن سكانه لم يكفيهم ما شهدوه من تطبير صدام لمدة 35 سنة!!!
 
وهناك حقيقة اخرى، لايتحدث عنها احد، هي ان ايران، والمجلس الاعلى وقادة الاحزاب القومية الكردية عرقلوا قرار من مجلس الامن يتيح منح الحماية لاقليم الجنوب تحت الخط( ) او على الاقل منع تحليق الطائرات. سبق لبريطانيا ان تقدمت بمثل هذا المشروع لكن ايران، والقيادات الكردية، والشيعية بعلاقاتها الدولية المشبوهة، وقفت ضده لانه سيمنح الامن، والامان لسكان المدن الجنوبية، ويتيح امكانية التطور العمراني، والاقتصادي في البصرة وغيرها. لكن هذا سيسحب البساط من تحت اقدامهم. ولو كان ذاك قد حصل لخسروا حجتهم الحالية، والنفوذ الديني، والطائفي الذي فرضوه بقوة سلاح المليشيات بعد الغزو الامريكي فنهبوا، وسرقوا، وفرهدوا، وقتلوا، واختطفوا، وشردوا، وهجروا ما شاء لهم ليحققوا مخططهم الشيطاني فيما يسمى اقليم الجنوب الشيعي(شيعستان) الذي ان تحقق سيوقع كل الاتفاقيات الامنية، والاقتصادية، والصحية، والتعليمية مع "الجارة" ايران التي اغرقت اسوق الجنوب، والعراق بكل غث، وهزيل، ومسموم، ومنتهي مفعوله، ونشر الارهاب، والمخدرات والقيم البالية، والاعراف المتخلفة وصولا الى مصير عربستان الذي ضم بالقوة الى ايران بعد اغتيال الشيخ خزعل. وسيتدفق ملايين الفقراء من الايرانيين ليطالبوا بعد ذلك بتصويت للانظمام الى جمهورية اللطم والقامة الاسلامية في ايران، كما غيروا اسم الخليج العربي، الى الخليج الفارسي، وكما ادعى الشاه المقبور، ان البحرين، وكل ارض الخليج العربي فارسية. ولازالت حكومة الملالي الاسلامية تحتل جزر الامارات، وتدعي ملكيتها. في نفس الوقت تطالب بتحرير القدس عبر البصرة، ولبنان! ترى أمن اجل هذه الفيدرالية ناضل الناس، وانتفضوا في اذار1990؟؟ وهل هذا ما يحلم به القاضي وائل عبداللطيف ليبني امارة لمتعة نزاق بدو الخليج، وملالي التخلف في قم؟؟؟!!!
للحديث صلة
12/11/2008

197
بصراحة ابن عبود
 
امريكا بحاجة ألى ألعراق وليس العكس

الولايات المتحدة الامريكية غزت العراق من اجل النفط، ولاقامة قواعد عسكرية دائمة فيه، ومن اجل الضغط على ايران، ومن اجل ضمان امن اسرائيل، ومن اجل استدراج فلول القاعدة وكل المتطرفين اليه، واتخاذه ساحة عالمية لمحاربة الارهاب، كما صرح اكثر من مسؤول امريكي وعلى راسهم مجرم الحرب جورج بوش. لهذا، ولاسباب كثيرة اخرى بعضها خرافي، وديني لكنها تورطت في المستنقع العراقي. وتريد الخروج باي ثمن، لكنها تريد من العراق ان يدفع هذا الثمن. وكأن كل ما خسره العراق خلال اكثر من خمس سنوات من الاحتلال، وما سبقها من سنوات الحصار الجائر، لايكفي. تريد مقايضة خروجها المحتوم باستقلال العراق. ما لم تنجح بفرضه عبر الاحتلال العسكري المكلف للخزانة الامريكية تريد فرضه بالمفاوضات. وربط العراق بمعاهدة امنية تشبه، بل اكثر تعسفا من معاهدة نوري السعيد عام 1930 مع اسياده الانكليز. وامريكا، وهي تعيش اكبر ازماتها الماليه في كل تاريخها، والحرب في العراق تكلفها مليار دولار اسبوعيا، اضافة لحربها في افغانستان، وتدابيرها، واجراءاتها الامنية، والكساد الاقتصادي الذي تعانيه، وعزلتها الدولية المتزايدة، وانحطاط سمعتها، وهيبتها الى الحضيض. وازدياد المعارضة الشعبية للحرب، وانخفاض شعبية بوش بشكل فظيع. يضعها في موقف ضعيف جدا!
 
اذن الطرف العراقي هو الاقوى، موقفا، في المفاوضات. استنادا الى وضع امريكا غير المريح اطلاقا، فهي دولة احتلال، والعالم كله تقريبا ضد هذا الاحتلال. هي اخطات، وفشلت، وكذبت، وزورت الوثائق، وشوهت الحقائق، والشعب الامريكي باغلبيته الساحقة ضد حكومته. بعد ايام في 4 /11/2008 ستجري انتخابات حاسمة في امريكا اما تغير في خطها العام، واما ان يضعها خليفة بوش الجمهوري(ما كين) على خط الانهيار النهائي. فحديثه عن البقاء مائة سنة في العراق ما هو الا غرور فارغ، وخطة استعمارية واضحة. واوباما يريد تخليص امريكا من هذه الورطة. ونحن نتذكر كيف استغل الايرانيون بذكاء مسالة الافراج عن اسرى السفارة الامريكية في طهران. حيث كان مبعوثي ريغان المرشح وقتها للرئاسة يحث الايرانيين على ابقائهم ليربح السباق باسمهم، وغازلهم باسم الايمان، وفضيحة اسلحة الكونترا. حيث باع الايرانيين اسلحة دفعت اثمانها الى العصابات الفاشية في نيكاراغوا. وكان الرئيس كارتر المعارض الحالي للحرب، والمؤيد لاوباما يريد الاسراع ،وقتها، باطلاق سراحهم ليستفيد من العملية كدعاية لفوزه. واكيد تحدث اوباما مع القيادات العراقية بنفس المعنى فالرجل يريد، مخلصا، تخليص امريكا من ورطتها. ليس فقط لانه كان ضد الحرب من البداية بل لانه يعرف ان تكاليفها اذا ستمرت ستعيق تنفيذ وعوده الاصلاحية الاجتماعية في امريكا حيث البطالة المتصاعدة، وحيث 40 مليون امريكي لايملكون ضمانا صحيا، والانهيار المالي الامريكي سبب ازمة عالمية، وتشرد الوف من الامريكيين من بيوتهم التي اشتروها لانهم لم يعودوا يملكون ما يدفعون به اقساط قروضهم الى البنوك. الميل العام لدى الامريكيين هو الخروج من العراق. القادة العسكريين الكبار يوصون بنفس الامر. حالة الجنود مزرية. فشل القوات الامريكية في القضاء على الارهاب مقابل النجاحات الكبيرة للجيش العراق في فترة قصيرة. عودة القاعدة، وطالبان القوية في افغانستان. وخروج حليفهم القوي برفيزمشرف من السلطة في باكستان. وبالتالي فهم في حاجة لقواتهم، وتكاليفها هناك. حيث الشعب الامريكي اقل معارضة لها بسبب احداث 11 سبتمبر2001. كما يوجد غطاء اوربي، ومن الامم المتحدة ايضا.
 
الشعب العراقي، وقواه الحية تعارض المعاهدة الامريكية. ثم ان القوات الامريكية موجودة كقوات للامم المتحدة، ومجلس الامن يستطيع ان ينهي مهمتها، او يبقيها حسب طلب الحكومة العراقية. اذن المفاوضات يجب ان تجري مع الامم المتحدة، وليس مع امريكا. وتغيير نص التمديد بما يتلائم والوضع الناشئ، وسيادة العراق. العراق ليس بحاجة لحماية احد، فلم يحتله احد حديثا قبل احتلاله من امريكا. والجيش العراقي كفيل بالدفاع عنه وقد فعل في حربه مع ايران. ولم يحارب في المرة الاخيرة لانه اراد التخلص من صدام، لكن الامريكان خذلوا الجيش، ونكثوا بوعودهم للعراقيين بتسليم السلطة للمعارضة. وفرضوا أنفسهم كقوة احتلال بقرار من الامم المتحدة. اذن بامكان الامم المتحدة انهاء الاحتلال، والعراق عضو مؤسس في الامم المتحدة ومن حقه طلب المساعدة العسكرية من أي دولة، او مجموعة دول في حالة تعرضه لاعتداء جديد. اما حجة ان العراق تحت الوصاية الدولية حسب الباب السابع فالامم المتحدة تستطيع حل هذه الامر. واذا رفضت  امريكا ذلك في مجلس الامن فان الجمعية العامة بامكانها فعل ذلك، خاصة وان معظم الدول غيرت موقفها من الحرب بما فيها بريطانيا. التي يهمها الان وضعها الاقتصادي وليس تحالفها مع بوش، الذي سيخرج قريبا من البيت الابيض. ولا ادري، ولا افهم سبب توقيع المعاهدة. وقد رفض الشعب العراقي في بداية العشرينات الاحتلال البريطاني، ومحاولة فرض معاهدة 1922 فكيف يقبلها الان، وقد اتضح زيف امريكا، وافتضح دور عملائها في العراق؟ ماذا نفعت معاهدة التعاون والدفاع المشترك مع سوفييت غورباتشوف؟ وامريكا الان في نفس الوضع فهم بحاجة لدعم، وليس تقديم الدعم للاخرين. وهم يريدون خلق حالة عداء دائم بين العراق وجيرانه كما افتعلوا مع صدام لعبة حماية البوابة الشرقية التي اعادوا فتحها من جديد للارهابيين والقتلة. فالنظام الاسلامي الايراني ليس خالدا. لماذا لا تقدم الدعم للمعارضة الايرانية بدل تكبيل العراق بحلف بغداد جديد؟ فالعراق يؤثر، ولا يتاثر في المنطقة. وطالما حلمت امريكا ان يكون العراق مركزا لسياستها العدوانية في المنطقة، والسيطرة على موارد البترول فيه. فكيف يضع البعض تفسيرات عجيبة، ويختلق اعذارا مصطنعة لتبرير عقد الاتفاقية الامنية مع المحتل، الذي عليه ان يعترف بجريمته، ويدفع فاتورة اخطائه، لا ان نكافئه بمنحه الوصاية على مقدرات العراق، وشعبه. فالقانون الدولي اقوى من أي معاهدة ثنائية حتى لو كانت مع اقوى دولة. علما ان هذه القوة في طريقها الى الانهيار. ويكفي التذكير بترددها، وتنازلاتها امام الصين، وايران، وكوريا. ان عصر العراق هو القادم، وعصرامريكا هو السائر في طريق الانكفاء. فلا تكبلوا انطلاقه العراق!!
 
15/10/2008

198
بصراحة ابن عبود
الغاء المادة خمسين ايعاز بابادة المسيحيين

 سابقا، عندما كان العراق، عراقا واحدا موحدا، اذا حصلت مشاكل مؤقتة، ازمات، قلاقل، مؤامرات، مضايقات، يهرب الاف المسيحيين، يغادرون ارض اجدادهم الموصل، يرحلون، يلجأون الى البصرة، وبغداد، والحلة، والحبانية، والمدن الاخرى! الان الى اين يتوجهون؟؟ وهم يواجهون "تهديدات من قبل متشددين مسلمين". كما يدعي القتلة انفسهم. النتيجة نزوح جماعي! ووضع مزري، وتشرد، وهلع، وخوف، تعيد مآسي حملة نيرون ضد مسيحيي روما.
 
لكن اللعبة واضحة! ما لم تنجح به المليشيات القومية في كركوك تحققه اليوم في الموصل. فالمسيحيين غير مسلحين، كما هو حال العرب، والتركمان هناك. فهم اناس مسالمين، وليس هناك من يقف الى جانبهم، او يدعمهم. ما عدا التصريحات، ودعوات التضامن الفارغة. تفجير البيوت على الطريقة الاسرائيلية، وتحويل العوائل المسيحية الى لاجئين في بلادهم، متشردين في قراهم. فتحول سهل نينوى الى معسكر للهنود الحمر العراقيين، الامر الذي حذرت منه في مقالات سابقة.
 
لماذا استهدفت "الجماعات المسلحة" المسيحيين بالذات، وبشكل خاص بعد رفضهم الغاء المادة 50 من قانون انتخاب مجالس المحافظات، ومطالبتهم بحقوقهم العادلة التي ضمنها الدستور. والسؤال: من هي هذه الجماعات المسلحة؟ ومن سمح لها بالتسلح؟ ومن يسلحها؟ ولماذا السكوت عن جرائمها؟ ولماذا توقفت "صولة الفرسان"، او الخطة الامنية الخاصة بالموصل؟؟ وما هي مهمة مجلس المحافظة في حفظ امن، وسلامة، وحياة سكان المحافظة؟؟؟ هل سيسكت المجلس، وغالبيته من الاكراد اذا هوجمت القرى الكردية، او مناطق سكن الاكراد في الموصل، التي يراد ضمها الى "كردستان"؟؟ ولماذ لم تهاجم الجماعات المسلحة العوائل الكردية، وهم جيران للعوائل المسيحية المسبية؟ "القاعدة" و"المقاومة" اعلنوا انهم يستهدفون كل من يتعاون مع الاحتلال. والبيشمرگة، وقادتها خدم الاحتلال فلماذا لم تهاجمهم "الجماعات المسلحة" و"الجماعات الاسلامية المتشددة" اذا كانت هي فعلا من قتل المسيحيين؟؟ ان اللواء عبدالكريم خلف، وهو خبير، ومطلع، برأ القاعدة، وعصاباتها من هذه الجرائم. ترى من يرتكب الجرائم يا مجرمين؟ ولماذا استهدفت الكوادر التي تحتاجها المحافظة لاعادة البناء كالاطباء، والصيادلة، والمهندسين، والاساتذة، والعمال الفنيين؟؟ وتتوالى التعهدات باستتاب الامن، وتشكيل لجان تحقيق(لجان تمويه) ويا كثرها، ولم نسمع عن نتائج! فهل التحقيق يوضع مباشرة في ملف يكتب عليه سري للغاية، او للحفظ فقط. دون اتخاذ اجراءات، او توجيه الاتهامات، او في الاقل نشر ما توصلت اليه "لجان التحقيق" ولو لذر الرماد في العيون؟؟ ولماذا يتحدث الناس علنا، ان ميليشيات كردية مسلحة، تقوم بقتل المسيحيين. ترى هل ينفذون قرار البرلمان العراقي الذي اقر تصفية المسيحيين؟!الحكيم، والبرزاني، والمشهداني اعلم!!!
 
ان الغاء المادة خمسين، والشطب على كل القوميات، والاثنيات، والاديان، والطوائف الصغيرة "غير المسلحة" في بلدنا، وهم كلهم من سكان العراق الاصليين على طريقة الكاوبوي(اجداد بوش)، وعلى طريقة الكابتن كوك والفاشيين البيض في استراليا، ونيوزيلندا. وهتلر في اوربا، وعلي كيمياوي في البصرة، وحلبچة! ما يجري في الموصل هو ما يسمى في وثائق الامم المتحدة، ولا ئحة حقوق الانسان، والقانون الدولي تصفية، أوتطهيرعرقي، وديني، وطاتفي على طريقة ابادة الارمن في تركيا، او التوتسي في رواندا، والفلسطينيين في ارض اجدادهم. ان وراء الامر اجندات قومية طائفية دينية متعصبة ذات طابع فاشي. ان التحالف العصباني، والمجلس الاعلى للثورة الفاشية في العراق هما الطرفان المسؤلان عن الجرائم، والمجازر ضد مسيحييي الموصل لدفعهم للجوء الى قرى تحت سيطرة البيشمرگة لوضعهم تحت موس الحلاق. لم يستطيعوا ان يظهروا عضلاتهم، وعنترياتهم امام الجيش العراقي في خانقين ففعلوها على المساكين المسيحيين في الموصل (بطل علي، وفي الحروب نعامة). وهي عمليات استمرت منذ السقوط، وتصاعدت الى هذا الشكل الهمجي المكشوف. فاين الادعاء بان البيشمرگة "الجحوش" تحفظ الامن في مناطقها؟ واين ادعاءات الحكومة في استتباب الامن؟ واين مسؤلياتها في فرض الامن في "كل" العراق؟ ولماذا يقف الجيش، والجهات الرسمية، وقوات الاحتلال موقف المتفرج؟ هل هي متواطئة، ام مترددة، ام استلمت اوامر باتخاذ موقف الحياد امام ذبح اهلنا في الموصل؟؟؟ واذا كنت مخطئا، والمعلومات مشوشة، ومبالغ فيها، كما يقول الدكتورعلي الدباغ، وزعماء البيشمرگة، فلماذا تزامنت اذن مع مضايقة، وقتل، وتصفية، وتهديد، وتشريد المندائيين، والايزيديين، والشبك؟؟؟ ووصل مع الاخيرين (الشبك) ادخال عصابة مرتزقة تدعي تمثيلهم الى مبنى البرلمان! وكيف سمح لهم الحرس الامريكي المسؤول عن امن البرلمان، وسلامة النواب بالدخول وهم ليسوا نوابا، ولاهم يحزنون، وانما مجموعة مشتراة قبضت الثمن على الطريقة الصدامية الذي اختلق الحزب الثوري الكردي ليمثل الشعب الكردي والسطل (فحل التوث) طه محي الدين معروف نائبا للرئيس. وهذا يفسر لماذا تقف القوات الامريكية متفرجة على قتل "اخوة الدين" في الموصل، كما سمحت بدخول المهرجين الى البرلمان العراقي. واكيد هي التي امرت الجيش العراقي باتخاذ مواقف التفرج في الموصل الحدباء. ام ان القائد الجديد للقوات الامريكية في العراق جاء ليكمل هدم ما فات بريمر من لبنات في بناء المجتمع، والدولة العراقيان؟ او، لربما، انه ينسق مع البرزاني وليس مع المالكي؟؟ ولماذا يصمت الاعلام الرسمي على نزوح المسيحيين من مدنهم في كل انحاء العراق، وخاصة الموصل، وتحولهم الى مهجرين، ولاجئين، ومشردين، كما بالغت في احداث كربلاء، والنجف، وسامراء، وتل اعفر، وغيرها، وعرضت المهجرين في كل نشرة اخبارية، وقدمت لهم مليارات الدولارات (بيا جيب طاحت) لدعمهم، ومساعدتهم للعودة الى مناطق سكناهم الاصلية بسبب ماسمي، وقتها بالفتنة الطائفية التي ابتدعها نفس المجرمين الذين ينفذون اليوم تهجير، وتشريد، وتصفية، وقتل المسيحيين. رغم ان عدد المهجرين قارب الاربعين الف نازح، أي ما يقارب نصف مابقي من مسيحي العراق تحت الحكم القومي الديني الطائفي. وبدل ذلك يوجهون الاتهامات الى القاعدة، والتكفيريين، وهي نفس الاتهامات التي وجهت لاعمال القتل في مناطق اخرى. وذهب رئيس الوزراء بنفسه ليقود عمليات صولة الفرسان، ودورة الفنجان، ورقصة الخرفان!! اما مسيحيي الموصل فليذهبوا الى الشيطان!! في كل زيارة حسينية ترسل الحكومة 40000 مسلح لحماية الزوار، فلماذا لا ترسل ولو نصف العدد لحماية المسيحيين؟ ام ان التحالف الطائفي القومي الحاكم يريد التخلص نهائيا من المسيحيين، ونكران، ومسح دورهم الحضاري، والتاريخي، والثقافي، والعلمي، ونضالهم، واصرارهم الدائم للحفاظ على الهوية العراقية المتميزة. كما احتلوا ارض اشور، وتحويل مدن الاثوريين، والكلدان، والسريان الى "كردستان"؟؟! مثلما تحولت فلسطين الى اسرائيل!!
 
لقد حاول الطغاة على مر التاريخ نزع العراقيين الاصليين من العراق، ولم ينجحوا. لا داريوش الفارسي، ولا الاسكندر المقدوني، ولا بكرصدقي، ولا صدام، ولن ينجح تحالف الحكيم البارزاني الطالباني في ذلك. ولن تخدع احد دموع التماسيح التي يذرفوها على "الاخوة" المسيحيين في العراق. دون ان يشيروا بالاسم الى الكلدان، والسريان، والاشوريين، والشبك، والايزيدية، والمندائيين، والارمن، والهورامان، وغيرهم. فهذه مجرد "اقليات" مزعجة في طريقها الى التصفية!!
 
سينتصب من جديد برج بابل، وسيحمي الثورالمجنح نينوى الخالدة، وسينهض اشور بانيبال لنجدة احفاده، وستكتسح جيوش سنحاريب كل الجحوش، وسيهرب القتلة في صباح مثل 14 تموز الى قطارات اسيادهم من الايرانيين، والامريكان، والاسرائيليين.

199
بصراحة أبن عبود
 
الامريكيون الشرفاء، والعراقيون الحقراء!

لا يمر يوم بدون تصريح لمسوؤل امريكي عن ورطة امريكا في العراق. لايمر يوم دون ان تتحدث الصحافة الامريكية، عن جرائم القوات الامريكية في العراق. تصريحات اعضاء في الكونغرس، حديث الناطقة باسم الكونغرس، صحفيون، ممثلون، فنانون.... نادرا ما يمر فيلم، او مقدم برنامج سياسي، او ساخر، او مسلسل تلفزيوني حديث لا يتندر فيه الامريكيون على بوش، وحربه في العراق، وينتقدون افعال جيشهم هناك، بل يبكون على الضحايا من الطرفين. الجنود الجرحى، والمعوقون، المرضى، والمقعدون، عوائل القتلى، والمنتحرين يتحدثون يوميا عن فظائع الحرب الامريكية في العراق. مظاهرات شبه يومية ضد جرائم الحرب الامريكية. جمعيات، ومنظمات تتشكل يوميا للمطالبة بالانسحاب من العراق. مرشح الرئاسة الديمقراطي "اوباما" يصرح ضد الحرب، ويذكر الامريكان يوميا بها، ويتعهد بالانسحاب السريع من الحرب "الفاشلة"، او "الخطأ الفادح"، او "الجريمة الكبرى" كما سماها في تصريحات عديدة. اما في العراق فلا زال الرئيس العراقي، وكثير من المسؤولين يثنون على غزو العراق، ويتبجح احمد الچلب بانه اقنع(خدع) الادارة الامريكية، بغزو العراق. لازال كثير من السياسيين يسمون امريكا حامي، ومنقذ، ومحرر. رغم كل الدمار الذي سببه غزوها للعراق. واليوم يروجون لتوقيع معاهدة استرقاقية مع قوات الاحتلال ليحققوا ما لم يحققه الغزو، وما لم، ولن يرض به الشعب العراقي الأبي. الشعب الذي قاوم، ورفض كل الاحتلالات، والغزوات، والمعاهدات، ورفض وجود القواعد الاجنبية على اراضيه، وثار، وتمرد بوجه الانكليز، حتى طردهم بثورة14 تموز العظمى. واليوم يريد الاحتلال الانجلوامريكي اعادة الحصان الجامح الى اسطبل النفوذ الامريكي الانجليزي بعد خمسين سنة من ثورة تموز، التي هزت كياني امريكا، وبريطانيا العظمى، واسقطت حلف بغداد الذي يراد احيائه تحت اسم الاتفاقية الامنية مع دولة الغزو امريكا.
 
الامريكان الشرفاء، والعالم كله يتحدث عن جرائم امريكا في ابو غريب، وفظائعها في السجون الاخرى السرية، والعلنية في اراضي العراق المحتلة، والحقراء يمتدحون انسانية امريكا، وحرصها على مصلحة العراق. العالم كله يستنكر، وينتقد جرائم، واستهتار شركات الحراسة الامنية، والحصانة التي يتمتع بها مجرميها، في وقت يمتدح بعض العراقيين "اخلاقية" امريكا، و"عدالتها". تبتز من ليبيا مليون دولار تعويضا عن كل شخص بسبب حادثة لوكربي، ولكنها تعوض العراقيين بعد قصف بيوتهم، وحرق زرعهم، وابادة حيواناتهم، وقتل عوائل باكملها بعشرات الدولارات، ويتحدث البعض بوقاحة عن "انسانية" و"انصاف" امريكا، وانها "دولة القانون، والنظام" في العالم. ملايين العراقيين تشردوا في البراري، والقفار، واراضي الجيران، بعد ان سدت "كردستان!" في وجوههم، وزعماء الاكراد، والمؤتمر الوطني، وغيرهم من اللگلگية يتحدثون عن الحرية، والديمقراطية، والامن الذي ينشره جيش امريكا الغازي في العراق المغتصب. جاؤونا بحرية القتل، وديمقراطية التسلح، وشريعة الغاب، والفرهود، وقتل الاخ، والجار، وتقسيم العراقيين على اساس طائفي، وقومي، وديني، ومناطقي، واعادة العمل بقانون العشائر الذي الغته ثورة تموز، وتسليح العصابات، وبناء عصابات القتل، والاغتيال، والاختطاف، وفرق التصفية. ويدعون ان امريكا جاءت تحمل الحداثة، والتمدن، والديمقراطية. والامريكان يسرقون النفط، وامتيازات استخراجه، ينهبون الاثار، والامجاد، والاموال، وفتحوا الحدود للقتلة، والاوغاد. حولوا العراق الى محرقة بشرية، ومزبلة نووية، وموطن امراض بدنية، ونفسية. حولونا الى شتات، وشردوا اهلنا، وعوائلنا، ويطالب البعض باعطائهم قواعد عسكرية، وامتيازات ابدية. أي "مخانيث" هؤلاء، واي حقراء ابتلى بهم الشعب والوطن؟ لكن الامر ليس جديدا ولا غريبا على المنطقة، ولا تاريخ العالم فابو رغال قاد جيش ابرهة الى مكة، وفقيه شيعي قاد جيش هولاكو الى بغداد، وابو عبدالله الاندلسي، سلم مفاتيح قرطبة الى ملوك الاسبان، والملك عبدالله الهاشمي سلم قيادة جيشه الاردني، وجيوش العرب الى غلوب باشا، ونوري السعيد استقدم بريطانيا مرتين لاحتلال العراق، واعمام هوشيار زيباري قتلوا الاكراد لصالح صدام. في رومانيا، وكرواتيا، وفرنسا، وهولندا قبل الخونة ايادي هتلر، وسلموه مفاتيح بلدانهم، وعواصم دولهم. واليوم استقدم زعماء الشيعة(وليس الشيعة)، وزعماء الاكراد(وليس الاكراد) وخونة ما يسمى بالمؤتمر الوطني(اللاوطني) من سقط المتاع، بقيادة احمد الچلب الامريكان الى بغداد السلام، كما استقدموا سابقا ملكا من الحجاز القت به بريطانيا في مزابل قبرص بعد ان خدمها طويلا. سيأتي اليوم، الذي يعلق فيه شعبنا هؤلاء الخونة، والمخانيث، والسماسرة، والسراق، والقتلة الحقراء على اعواد المكانس لينتقلوا مع غيرهم من الخونة، والمجرمين الى مزابل التاريخ. مكانهم، وموقعهم الطبيعى. وسيعود للعراق صفائه. فكل الغزاة لقوا نفس المصير، وكل الخونة لقوا كل التحقير.
 

200
بصراحة ابن عبود
 
اعداء العراق يقتلون اصل العراق

عرف مسيحيي العراق بوطنيتهم الصادقة، والتصاقهم بالوطن الام، وتمسكهم بهويتهم العراقية. فتجمعاتهم في الخارج في دول اللجوء التي شردوا اليها تحكي قصة تعاطفهم مع العراق وشعبه. كانوا اول الصحفيين، والمناضلين، والشهداء. قادة، وزعماء، وعسكريين شرفاء. علماء، واساتذة جامعة، ووزراء. في العشرينات من القرن الماضي رفضوا كغيرهم من شرفاء الوطن الاستعمار البريطاني، ورفضوا التحول الى طابور خامس، او حصان طروادة فاذاقهم الانكليز انواع العذاب. ومعروفة قصة رفضهم توقيع معاهدة الاذلال البريطانية. تجاوبا مع تحريم الاشتراك في انتخابات المجلس التاسيسي الذي كان يراد له الموافقة على ابرام معاهدة 1922 مع بريطانيا.  (...ان مطارنة النصارى دعوا المسيحيين الى مقاطعة الانتخابات "تمسكا بالجامعة الوطنية، وحفظا للمصالح المشتركة، وتأييدا للحقيقة الواضحة، واستبقاء للتآلف القديم والتوادد المستقيم" على حد ما جاء في بيان التحريم الذي الصق على ابواب الاديرة كما الصقت فتاوي علماء المسلمين على ابواب المساجد والمراقد المقدسة) الحسني ـ  تاريخ الوزارات ط 1 ص 142. عن حسن العلوي. الشيعة والدولة القومية في العراق ص 340
 
بعد ثورة14 تموز المجيدة، اندفعوا بحماس لتاييدها، وساهموا بحمايتها، والدفاع عنها، وكانت المؤامرات ضد ثورة تموز تستهدفهم دائما. كما حصل في احداث كركوك، والموصل. وجرت محاولات تشجيع هجرتهم الى خارج الوطن (بالضبط كما يجري الان، على ايدي اعداء العراق من كل صنف). بعد انقلاب 8 شباط 1963الدموي، نالهم ما نال غيرهم، من ابناء الشعب العراقي من مطاردة، وقمع، واعتقال، وتعذيب، وتشريد، ونهب ممتلكات، والاستيلاء على بيوتهم، واعدامات بالجملة. واستمرذلك الاضطهاد المتعدد الاشكال في زمن الاخوين عارف، ثم نظام صدام حسين الفاشي، الذي شهد هجرة جماعية للمسيحيين لاسباب سياسية، ونتيجة الحروب العبثية للديكتاتور المقبور. بعد سقوط صدام حسين، والاحتلال الامريكي للعراق تعرضوا مثل غيرهم للارهاب، والتشريد، والتكريد، والتمييز، والتهميش. هوجمت، وهدمت، وحرقت، وقصفت معابدهم، وكنائسهم، وبيوتهم، ومناطق سكناهم، وتشرد الاف المسيحين في دول الجوار، واوربا حفاظا على حياتهم، واعراضهم.
 
استخدمت القوى الدينية، والقومية المتطرفة مختلف الوسائل، والطرق، والاساليب القذرة، لارهاب المسيحيين، ومصادرة ارادتهم. فتعرضوا في مدن البصرة(لاول مرة في تاريخ المدينة)، وبغداد، والموصل، وحتى في قراهم التاريخية في سهل نينوى الى مذابح، واعمال ارهابية فظيعة، والهدف واحد، وضعهم امام خيارين احلاهما مر. اما الخضوع لوصاية القيادات القومية الكردية، وتسليم امرهم لها، او الهجرة خارج العراق. والنتيجة واحدة، تصفية واخلاء العراق من سكانه الاصليين، واحفاد بناة حضارته العتيدة. كما جرت محاولات اجرامية لتزوير نتائج تصويتهم في الانتخابات، اوعدم ايصال صناديق الاقتراع لقراهم. او بكل بساطة فقدان صناديق الاقتراع بكاملها بقدرة قادر على ايدي المليشيات القومية الكردية. واشرنا في في مقالنا السابق(غول المحاصصة يلتهم سكان العراق الاصليين) الى ان النية كانت مبيتة للهجمة على المسيحيين. وان ماسمي بالتصويت السري هو لعبة "تقية" اجادها قادة الشيعة، والقادة الاكراد. ولم يعترض لا الرئيس الكردي، ولا نائبيه الشيعي، او السني الاسلاميان على الغاء المادة الخمسين من قانون انتخابات مجالس المحافظات. لان هذا كان من ضمن الاتفاقيات السرية بين ماسمي باللقاء الرباعي "عصابة الاربعة" وكذلك الاتفاق السري بينهم لتمرير تاجيل الانتخابات في مدن الشمال وكركوك. لان العصابات القومية الكردية تعرف لمن سيصوت المسيحيين. ولان الاسلاميين لا يريدون ان يروا صابئي "نجس"! او مسيحي "كافر"! الى جانبهم في مجالس المحافظات، حتى، لو ان، اصواتهم قد لا تؤخر او تقدم في شئ. لكنها سياسة الاقصاء، والتهميش، والابعاد التي اتفق عليها من قبل اقطاب المحاصصة الطائفية والقومية. ولان المسيحيين لم يوافقوا على اقصائهم، وطالبوا بحقهم الطبيعي، وهم  يرفضون بشكل عام توقيع معاهدة استرقاقية مع المحتلين الامريكان فعوقبوا، ويعاقبون، على وطنيتهم الصادقة وعراقيتم الاصيلة. بالضبط كما عاقبتهم بريطانيا على وطنيتهم لرفضهم معاهدات الوصاية على بلاد الرافيدن فسلطوا عليهم بكر صدقي، وعصاباته، واليوم يقوم ابناء واحفاد بكر صدقي بنفس الجريمة بحق اهل بلاد الرافدين، ولنفس الاسباب. لكن المسيحيين العراقيين من كلدان، واثور، وسريان، وارمن، وغيرهم سيصمدون باصراهم، ودعم الشرفاء في العراق والعالم، كما صمدوا بوجه غزوات الفرس، والاغريق، والمغول، والعثمانين، والانكليز، والامريكان، وقمع الحكومات الرجعية لهم. والتاريخ يعلمنا دوما، وان بدراما سوداء ان هؤلاء الابطال سيحافظون على وجودهم، وبقائهم، وموصلهم كما حافظوا على العراق بثقافتهم وقلوبهم.
 
" في اواسط القرن الثاني عشرالقى السلطان صلاح الدين الايوبي حصاره الاول على المدينة وكعادة مقاتلي ذلك الزمان خرج احد فرسانه من المعسكر ممتطيا جواده وتقدم من سور المدينة يدعو احد فرسانها للنزال. فسال احد حراس السور رفيقه :"بم يرطن هذا وماذا يريد"؟ ثم خلع حذائه الثقيل وقذف الفارس به فاسقطه عن ظهر حصانه وقد اصابه بجرح بليغ في راسه. حمل على اثرها الى صلاح الدين وتقول الرواية: ما ان علم السلطان بان فارسه جرح ب "جزمة" حتى انتابه غضب مشوب بقرف عظيم وامر في الحال برفع الحصار عن المدينة..." (العراق في عهد قاسم. جرجيس فتح الله المحامي. ص 801 ). وستشق "جزمات" المسيحيين العراقيين رؤوس كل الارهابيين والمرتزقة الذين يحاولون انتزاعهم من ارض ابائهم واجدادهم، وفرض الوصايا عليهم. ومثلما انسحب الجحش الاقدم صلاح الدين سينسحب احفاده. كما يتنصلون اليوم من مسؤوليتهم فيما يجري. لكنهم لا يفعلون شيئا لحمايه"الكردستانيين المسيحيين"! فمدينة الموصل تحت سطوة المليشيات الكردية، وليس القاعدة، او غيرهم من الارهابيين، وان كانوا سواء في عدائهم للعراق، واهله الاصليين.

201
بصراحة ابن عبود
 
لماذا مسابقة علم، ونشيد، ولدينا اجمل علم، واحلى نشيد، يا مفيد؟!

قبل فترة قرات، غير مصدقا، خبرا عن مسابقة اعلن عنها رئيس لجنة الثقافة في مجلس النواب العراقي. المطلوب فيها تقديم اقتراحات لعلم، وشعار دولة، ونشيد وطني جديد للمساهمة في هذه المسابقة. استغربت اكثر، وانا ارى مقترحات من اصدقاء، و"رفاق" لشعار، وعلم جديدان للعراق الجديد.
 
لقد فرضت الجماهير نشيد موطني على السلطات الجديدة. لما فيه من عمق تاريخي، وارتباط روحي بنضالات شعبنا. اما العلم العراقي فلان صدام شوه علم الوحدة الثلاثية بشعار تضليلي حربي غزواتي هو نداء "الله اكبر" فان الاسلاميين، الذي يمثلون اغلبية البرلمان، ارادو ان يستمر علم صدام لعراق ما بعد صدام. ولم ينجح الضغط لحد الان باعتبار يوم 14 تموز عيدا وطنيا للعراق، وان تحققت خطوة على الطريق باعتباره "يوم الجمهورية"، وعطلة رسمية. اما العلم العراقي، ونتيجة لضغط القيادات الكردية فقد استبدل علم صدام حسين بعلم لاسامة بن لادن حيث يتصدره شعار الحرب والغزو "الله اكبر". رغم تعدد قوميات، واديان، وطوائف شعبنا المعترف بها في الدستور، ورغم التصريحات الطنانة، بان العراق للجميع. فما هي الخطوة التالية يا ترى؟ ازالة نصب الحرية من وسط بغداد، واعادة صور صدام في جداريات كبيرة تتوزع العراق؟
 
لازلت غير مصدقا ان النائب الشيوعي الاستاذ مفيد الجزائري هو من اعلن المسابقة. واذا كان قد اعلنها،مكلفا، كنائب في البرلمان وليس كعضو مكتب سياسي للحزب الشيوعي العراقي السند الاساسي لثورة14 تموز العظيمة. والحزب الذي قدم الاف الشهداء من اجل حمايتها، والدفاع عنها، والتصدي لانقلابي 8 شباط 1963 القتلة. فلماذا لم يقرن اعلانه ذاك باعلان اخر يقترح فيه، باسم الحزب، علم تموز، وشعار تموز، ونشيد تموز رموزا مستعادة للعراق الديمقراطي الجديد. القيم التي سرقها الفاشيون. فالعلم، والشعار لم يتركا مكون عراقي قومي، او ديني الا وتضمنته خطوط، والوان، ورموز العلم وشعار الجمهورية. كما ان العلم والشعار لم يفرضا بالقوة، بل بمسابقة حرة جماهيرية، علنية، وبتحكيم مختصين محايدين.
 
اذا كانت الاغلبية الجديدة(وكلنا يعرف كيف حصلت على اغلبيتها) تريد فرض مسابقة جديدة. افليس بمقدور الاغلبية القديمة، والمستقبلية، محاولة استعادة رموز الثورة التي حررت العراق، ووضعته على طريق التحرر والتقدم، والتمدن، بدل محاولة جر الفنانين، والمثقفين لمسابقات عبثية الهدف منها تحويلهم الى صيادي جوائز، ومنح، وهبات، ومكارم من القيادات الجديدة. في محاولة مقصودة لطعن الثورة، وفصل مبدعي شعبنا عن جماهيرهم.
 
الذي اتمناه(ان كنت مصيبا فيما اقول) ان لاينخدع الفنانين العراقيين الذين يعتزون بثورة 14 تموز المجيدة، ورائد النهضة التشكيلية العراقية الحديثة الفنان جواد سليم مصمم العلم، وشعار الدولة بهذه الدعوة. بل يطالبون باستعادة العراق لكنوزه الفنية التي ابتدعها استاذهم القديم جواد سليم. خاصة، وان معظم المثقفين يكتبون الان في صحف، ومواقع الكترونية تحمل صور الزعيم، ويرفرف في فضائها علم ثورة تموز الجبارة، وينتصب شعارها الجميل للفنان جواد سليم. اتمنى ان تبدأ حملة واسعة من اجل الضغط في سبيل ذلك، او تحويل ذلك الى طلب جماعي عن طريق المساهمة الجماعية بهذه المسابقة الجديدة، والمساهمة بمقترح استعادة شعار وعلم تموز. عسى، ان يجد ندائي هذا، اذنا صاغية، وقبولا من الفنانين، ومجموع المثقفين، واتمنى ان يفهمني ابناء وطني من المبدعين. من جانبي ساسعى لبدأ حملة بهذا الاتجاه، واتمنى دعمكم، قبل ان، يصل اليوم الذي يتحول فيه المتحف الوطني العراقي الى سوق هرج، والمسارح الى مراكز شرطة، ونصب الحرية الى خشلة في سوق الجمعة. ف "التطوة" تحوم في اجواء العراق الحزين.

202
الانهيار المالي للامبريالية هل يعيد توازن البعض؟!*



بعد اللتى، واللتيا، وافق ممثلي الراسمال في مجلسي الكونغرس الامريكي على حزمة (حلول!) للازمة الاقتصادية. الذين تنفسوا الصعداء لا يعلمون، ربما، ان اثار نجاح هذه الخطوة، لن تكون سحرية، او فورية النتائج. فالخطوة اتخذت لوقف المزيد من الانهيارات. وهي تشبه لحد بعيد الحاجز المشبك الذي يوضع على الطرق الجبلية لمنع سقوط الاحجار الكبيرة. لكن الاحجار الصغيرة تظل تتساقط، و يبقى احتمال سقوط حجرة كبيرة غير متوقعة تجر معها كل الحاجز. ولهذا فالازمة المالية الرأسمالية الحالية تشبه الى حد بعيد الازمة العالمية عام 1930 وربما ستكون اكثر تاثيرا، وايلاما لان المركز المالي العالمي موجود في Wall Sreet وان اوربا ليست موحدة في مواجهة الازمة. فالسوق واحدة ، رغم تعدد الاوطان. وعدم الثقة بين البنوك في القرض، والاقراض يتعدى الحدود. رغم التظاهر الكلامي بالتكاتف، والانانية الفعلية في محاولة حل الازمة لكل بلد على حدة. لكن سقوط الدومينو سيسري على النظام الراسمالي العالمي، وتتواصل الانهيارات.
 
الهدف من الحزمة الامريكية، ليس مساعدة الاقتصاد الدولي كما اعلن. الاهداف الرئيسية تقوية سعر صرف الدولار، وهذا له اثار كارثية على كثير من الدول، والشركات. وسترتفع الفائدة على القروض الممنوحة خاصة للافراد ، والعقارات. فحزم الانقاذ ستواجهها حزم ازمات اخرى. هبوط البورصات العالمية، وتخبط السياسات المالية للدول، وحرصها على انقاذ نفسها(كلمن يحود النار لگرصته) سيؤثر على علاقات البنوك، والمؤسسات المالية فيما بينها، وعلى الشركات التي ستضطر لتاجيل صفقاتها، وطلباتها حتى تجد القرض اللازم، والجهة مانحة الاعتماد الموثوقة من الجهة البائعة. وستقوم البنوك المركزية الوطنية باقراض البنوك الاخرى لتجاوز ازماتها ولمساعدتها في السيولة النقدية(رغم مخاطر التضخم اللاحقة).البطالة ستزداد لتزامن الكساد الاقتصادي مع الازمة المالية. لان الشركات الانتاجية لن تستلم طلبات جديدة. والشركات المشترية لن تجد من يغطي لها طلباتها القديمة فتتراجع عنها، او تطلب تاجيلها. كما ان عدم الثقة بالبنوك ستتسع لتشمل الناس العاديين الذين سيسحبون مودعاتهم، ومدخراتهم خوفا عليها، رغم كل تاكيدات، وتطمينات الحكومات ذات الصلة. ان دعوات الهدوء لن تنفع لان الناس خائفة، وقلقة، ومصابة بالفزع، على اموالهم، ومدخراتهم، وتضخم  قروضهم، وانخفاض اسعار عقاراتهم. مما يقلل من السيولة النقدية عند البنوك، اضافة الى هروب الاموال الى السوق الامريكية لتسديد القروض، وشراء الشركات المفلسة، او المنهارة. فامريكا لاتهمها الا مصلحتها، واثبتت مرة اخرى انها لا تتحمل مسؤوليتها عند الضرورة. وهذا ما سيدفع اوربا الى اتخاذ سياسة مالية موحدة ،او حزمة حلول مشتركة لانقاذ اقتصادياتها المتشابكة. فرغم الادعاءات ان دافع الضرائب في بلد ما  لا يتوجب عليه ان يدفع اخطاء المضاربين في بلد اخر فان الاخطبوط المالي لن يعطيهم هذه الحرية وسيجدون انفسهم مضطرين لمواجهته بشكل جماعي. ولانه لايوجد زعيم اوربي واحد يستطيع مواجهة الازمى بمفرده، او ان يضع الحلول الشاملة. ففي بريطانيا، وبلجيكا، وفرنسا، والمانيا، وايسلندا، وايرلندا، وهولندا تحاول الحكومات انقاذ البنوك والشركات الكبيرة خشية من انهيار اقتصادي عام. الامر الذي يفسره الناس على انه هدية لاصحاب، ومدراء البنوك، والشركات، ومكافئتهم على تصرفاتهم الحمقى. وان ارتفعت مثل هذه الاصوات في الكونغرس الامريكي نفسه ضد "وال ستريت" فكيف في الشارع اذن! ان ملايين من البشر على طول الكرة الارضية سيتاثرون بهذه الازمة العميقة التي ستتجاوز باثارها ازمة 1930 فكل المؤشرات تشير الى انها ستكون الاصعب في تاريخ الراسمالية  نتيجة شمول، وعمق الازمة، وبسبب العولمة الراسمالية. فانخفاض فرص العمل، وزيادة البطالة، واتسام النظام المالي الراسمالي بالطمع، والجشع، واللامبالاة، والتهرب من المسؤولية، والشك العام في فعاليته بسبب التردد والتخبط في المفاصل الاقتصادية، وقلة الاستثمارات، وتردد التجار، والوسطاء، وربح وسطاء العقار على حساب المشترين، والبائعين المضطرين، ذوي الامكانية المحدودة على الاختيار والدفع. وغيرها من العوامل سيدفع الازمة الى التعمق والتوسع.  وهذا النمط من الازمات توقعه ماركس وتناوله تلاميذه، كاوتسكي، بوخارين، بليخانوف، لينين، وغيرهم. متنبأين بها كما تنبأ المعاصرين، وحللوا ازمة 1930. بقي ان يستغل اليسار العالمي هذه الازمة لتوسيع صفوفه، والتبشير بارائه حول اهمية، وضرورة تدخل الدولة، وسعة، وقوة قطاع الدولة، والقطاعات التعاونية، والمشتركة وسيطرة الدولة على البنوك والمؤسسات المالية.
 
رزاق عبود
4/10/2008
* الموضوع ليس بحثا اقتصاديا معمقا بل ملاحظات سريعة عامة!

203
بصراحة ابن عبود
 
غول المحاصصة يلتهم سكان العراق الاصليين

منذ ان خلف الطائفيين، والقوميين المتعصبين(جماعة المحاصصة) البعث الصدامي في حكم العراق، وخطوات التصفية، والتهميش، والازاحة، والتهجير، والاقصاء، والتشريد لابناء الشعب، والتكريد، والتشييع، القسريان للدولة، والمجتمع مستمرة. مرة بدعم ايراني، ومرة بدعم امريكي، ومرة باستهتار سافر. وقد اجتمعت الخطايا الثلاث في الخطوة الاخيرة بالغاء المادة 50 من قانون انتخابات مجالس المحافظات، التي تضمنت تمثيل متواضع لبعض قوميات، واثنيات، وديانات، وطوائف عراقية اصيلة. وبدل التصحيح، وانصاف المندائيين، شطب هذه المرة على الجميع.
 
التوافق على هذه الخطوة الشوفينية، تم اصلا بين ممثلي الائتلاف الاسلامي، والقيادات القومية الكردية. فالاولى لا تؤمن بغير المسلمين الشيعة سكانا للعراق، والثانية سمت اقليمها "كردستان" اشارة الى حصره بقومية واحدة. رغم انه "اقليم" عراقي، وليس ولاية عثمانية، وهو الموطن الاصلي للاشوريين، والسريان، والكلدلان، واليزيدية، والشبك، وغيرهم.
 
نحن لا ندعوا الى تقسيم العراق الى طوائف، واقوام، بل شعب عراقي واحد متعدد الالوان، والاديان. لكن عملاء ايران لا يريدون تشجيع القوميات، والاديان الاخرى في ايران ان تطالب بحقوقها اسوة بشقيقاتها في العراق. والقيادات القومية الكردية لاتريد لغير حزبيها المتنافسين على المال والسلطة، ان يعملا، وينشطا، ويتحكما في ما يسمى "اقليم كردستان". ولعبة 22 تموز كانت مفتلعة، وممهدة للعبة الاكبر، وهي شطب سكان العراق الاصليين من قبل نفس العصابة. وسياتي دور التركمان لاحقا بالتاكيد. فهي محاولة صدامية لاخذ النفس، والانفراد بعد ذلك بالقوة التالية المهيئة للتصفية. وهي خطوات متتابعة، ومتناسقة تثبت ان "المحيبس مبيت" من زمان. فلقد اقصي ممثلهم من المفوضية العليا للانتخابات. ثم الاتصال بامريكا، واوربا لسحب سكان العراق الاصليين بحجة "حماية المسيحيين العراقيين". فمن يحمي الصابئة، والشبك، واليزيدية، والارمن، وغيرهم؟ وهكذا فالمد الديني الطائفي، والقومي العنصري يكتسح البقية الباقية من اهلنا الاصليين. والتهمت الحيتان المتعصبة اخر الاسماك التي صمدت بوجه تيار الاجتثاث العرقي. ولو كانوا صادقين، فيما يقولون من ادعاءات، وما يعقدون من اجتماعات. بعد تزايد الرفض، وحركة الاحتجاجات محليا وعالميا. لتداركوا خطيئتهم! فلماذ لم ترفض الرئاسة (الكروش الثلاث) وتنقض هذا القرار مثلما رفضت المادة24 لقرار 22 تموز. وادعت وقتها انه مناقض للدستور؟؟ في حين انها كانت تهيئ لهذه الطبخة المخالفة لنص دستوري اخر يثبت حق المراة، و"الاقليات" في التمثيل. فهل هناك صيف، وشتاء على سطح واحد؟ ولماذا استثنيت الانتخابات في كركوك، واقليم كردستان؟؟ المعلوم ان اغلب المسيحيين يعيشون هناك. اذن المقصود سد الطريق عليهم. فلا انتخابات جديدة ينتخبون فيها من يريدون. ولا تمثيل منصف اذا اجريت الانتخابات بعد فترة، بعد ان الغييت المادة 50. "تريد ارنب اخذ ارنب، تريد غزال اخذ ارنب". أي الكسب على حساب الغير. تحقيق مساومات معينة. والضحية المساكين سكان العراق الاصليين الذين سموهم ظلما ب"الاقليات"! وهكذا بين كرش الرئيس، ولحيتي نائبيه غرق اهل العراق في طوفان الاقصاء، وخسرت القوميات، والاديان الاخرى حقوقها السياسية، بعد ان سلبوها حقها التاريخي، والثقافي. نتذكر كيف منعت القرى المسيحية في شمال العراق من التصويت بحجج مختلفة، او زورت ارادتهم، وضاعت صناديق التصويت، التي اختاروا عبرها ممثليهم في غابات، وجبال، ووديان الصهر القومي.
 
والمضحك المبكي التصريح ب: "تكليف المفوضية العليا للانتخابات ايجاد الية مناسبة تكفل تمثيلهم وتسد ما في القانون من نواقص، وثغرات". دفعا للمسؤولية، وذرا للرماد في العيون! خو ليش "بدل ما تگلهه هش، اكسر رجلهه". اعيدوا المادة القديمة للقانون الجديد. لو ماكو موافقة من عمو نجادي، والحلفاء في الاقليم؟؟ ان السريان، والكلدان، والاشوريين، والايزيدية، والشبك، والصابئة، والارمن، والهورامان، وغيرهم من قوميات، واديان، وطوائف اصيلة في العراق. سكنوه قبلنا، وبنوا حضارته قبل ان ياتي المتحكمون الجدد الان ليشطبوهم بخطة قلم، وكانهم يعيدون مجازر بكر صدقي، ويعطوا ايلول اسود للعراق. فالغاء المادة 50 من قانون الانتخابات يوم 24 ايلول 2008 سيظل تاريخا اسود يؤشر للقمع، والتهميش، والاقصاء، والصهر، العنصري لشعوب العراق الاصيلة. واستخدام العنف ضدهم. وما عودة العمليات الارهابية مجددا بعد التبجح بالامن النسبي، و"النجاحات الامنية"، الا تاكيدآ على ان وراء اعمال العنف ميليشيات مرتبطة بالاحزاب الكبيرة الحاكمة، وهو تهديد واضح، وصريح، وانذار خطير بأن الاعتراض على الشوفينية الجديدة مصيره التهجير، والتشريد، والابعاد، والتصفيات. في ظل حكومة تآلف لصوص التعصب الديني، والقومي.
 

204


يا نبي العصر كارل ماركس انهض فقد صدقت جل نبوئاتك

الازمة الاقتصادية تعم العالم، ومنشأها الولايات المتحدة الامريكية. السياسة المالية الراسمالية في تخبط واضح، ودائم. مزيد من الارباح مقابل المزيد من الفقر، والبؤس، والبطالة. مهدت للازمة الفضائح المتعاقبة للشركات، والبنوك، والمؤسسات المالية الامريكية العملاقة، وهي تفتعل اعلى الارباح لتزيد من قيمة اسهمها في السوق، وليحصل مدراء، ورؤساء اداراتها مزيدا من الامتيازات، والرواتب العالية. والان بعد ان فشلت كل الترقيعات فان نظرية الامبريالية اعلى مراحل الرسمالية التي طرحها ماركس، وطورها لينين تشير الى عمق الازمة الرسمالية، وهي ليست الاولى، ولن تكون الاخيرة. اسعار الفائدة في ارتفاع مستمر، والثقة بين البنوك، والمؤسسات المالية في تدهور دائم. وقيمة الدولار ترتفع، وتنخفض مع الخطط، والميزانيات، والمقترحات، والمشاريع، وحزم الحلول المتعاقبة الفشل. لان رأس المال المالي ليس له وطن، وليس له شرف. فالربح هو اقصى غايات الراسمال العالمي مهما حمل من اسماء جليلة، او ادعى القيام باعمل حسنى. وكل الحلول المطروحة تحاول انقاذ كبار البنوك، كبرى الشركات، كبرى المؤسسات المالية، كبرى البورصات الدولية اما الضعفاء، الفقراء، متوسطي الحال، فعليهم تحمل نتائج اخطاء الكبار. فاللص الاكبر، والاقوى ياخذ دائما الحصة الاكبر من السرقة. واذ يعول بعض الجهلة، والبسطاء، والعملاء ، وذوي النية الحسنة من غير المتعمقين باساليب الاحتكارات العالمية، بان سيدة العالم الحر(امريكا) ستنقذهم من ورطتهم في وقت تتخبط بازمتها العميقة. يشبهون حال المثل العراقي: "اعمى يقود ضرير"، او المثل الفلسطيني/الاردني: "مسلخ يستلف من عريان". في حين تلجأ القيادة الراسمالية الاكبر في العالم  الى وصايا كارل ماركس بتدخل الدولة، فحتى اقصى الليبراليين، والمحافظين يطالبون الان بتدخل الدولة، بما فيهم صقر الراسمالية الجديد مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة جون ماكين. ولكن ليس لحماية العامة من الناس، بل لحماية البنوك، والمؤسسات المالية الضخمة من الانهيار. واخرون يريدون تدخل الدولة دون الاعلان عن ذلك، أي بشراء المصارف، والمؤسسات المقبلة على الافلاس، او تقديم القروض الضخمة لها، كي لا يتجه الراي العام الى اليسار، بعد ان يتاكدوا من صحة وصايا نبي اليسار كارل ماركس. فيدعون انهم يفعلون ذلك لحماية العاملين هناك من البطالة. في حين ان الواقع هو سرقة ما دفعه الناس من ضرائب لانقاذ اللصوص الكبار، واستعادة هؤلاء اللصوص ما دفعوه مضطرين من ضرائب للدولة التي تحميهم. في نفس الوقت سيعقب ذلك مباشرة ارتفاع سعر الدولار، لترتفع بذلك قيم القروض التي قدمتها امريكا، وبنوكها للاخرين. وهي لعبة درجت عليها الشركات، والاسواق العالمية الكبرى حيث تشترط دائما الدفع بسعرالصرف.  وهي ايضا وسيلة خبيثة لتحويل مسار الاموال العالمية باتجاه السوق الامريكية لشراء البنوك، والمؤسسات، والشركات "المشرفة على الافلاس" في امريكا. ويلاحظ الان ضعف، وصعوبة السيولة النقدية في كبرى بنوك اوربا.
 
ان البلدان، التي تسيطر فيها الدولة، وليس الاسواق، ولو نسبيا، على الاسعار، وسعر العملة، والبنوك الكبيرة، ومفاصل الاقتصاد لاتتعرض الى مثل هذه الهزات العنيفة. وان لم يعد احد بمامن بعد ان سيطرت السوق المالية الراسمالية على اقتصاد العالم نتيجة الليبرالية الجديدة، والعولمة الراسمالية. ان بين ذلك اهداف سياسية كالضغط على المراكز المالية الجديدة التي تحاول ان تكون مرتبطة بالدولة، وتوجيهاتها بقدر الامكان، وتصدير تاثيرات السوق المنفلت اليها كما هو الحال روسيا، والهند، والصين، التي تاثرت بسبب تعاملها مع السوق المالية العالمية الموحدة. فالتعاملات عالمية، والسوق الرأسمالية اوسع، والفقراء والصغار، والجدد في السوق اول، واكثر من يتاثر في حين يعود بعد فترة اللصوص الكبار لاقتسام الغنيمة من جديد، ولم يخسروا شيئا فهم ليسوا اكثر من محركين لخيوط الدمى المالية. فقد تخطت سلطة الطغمة المالية حدودها الوطنية منذ امد بعيد. وبكلمات لينين فان الاندماج الدولي لزمر الراسمال المالي "هو الاتجاه الوحيد العام، والاكيد فعلا على مدى السنين، ليس بالنسبة لبلدين وانما بالنسبة للعالم كله، الرأسمالية كلها"  فالرأسمال المالي الكوسموبوليتي ينفصل اكثر فاكثر عن التربة الوطنية، ويضع نفسه ليس فقط في مواجهة بعض الطبقات والفئات الاجتماعية، بل في مواجهة امم باسرها. فالقهر الذي يمارسه الراسمال المالي يشتد باستمرار، والاحتكارات الجبارة اذ تقبض في ايديها على الجانب الاعظم من الانتاج الاجتماعي، انما تسيطر على حياة الامة. ان حفنة من اصحاب المليارات والملايين تتصرف بلا رقابة في جميع ثروات العالم الراسمالي، وتتلاعب من اجل مصالحها الضيقة بمصير البشرية كلها.
 
رزاق عبود
28/9/2008         

205


بصراحة ابن عبود
 
ليس ضروريا ان نستبدل ايران باسرائيل ايها الصديق طارق حربي!!

في منعطفات تاريخية معينة تحصل ردود افعال غير واعية لا نجد لها تفسيرا احيانا. كالوطنية المنغلقة التي اجتاحت اوربا بعد مجئ غورباتشوف. وانحسار الشعور، والتضامن الاممي، ثم اليأس، والاحباط الكبيران اللذان عما الملايين، وغير وجه العالم بعد سقوط التجربة السوفيتية. وجنون التعصب القومي، والديني الذي لازالت اثاره قائمة في يوغسلافيا السابقة. او في بلد السلام، والتعايش عراق الرافدين. عندما انشطر المجتمع الى طوائف، واديان، واثنيات، وعشائر متصارعة، وكنا، قبل ذلك، نفتخر في الخارج اننا جئنا من مجتمع لا يسال فيه الاخر عن دينه، او مذهبه، بل يستحي ان يفعل ذلك. ولم نصح بعد من وقع الصدمة، ونحن نعد خسائر الاحتراب الطائفي، والديني، والقومي المفتعل. الاعلام الامبريالي له قدرات رهيبة على التاثير، وله خبرات في الاستراتيج، والتكتيك، وعلماء نفس يعرفون كيفية صياغة الخبر، وكيف يوجهوه، ومتى، ولمن، وباي شكل يصاغ. خبراء تاثير اعلامي تكلف جهودهم الملايين ونتائج خبرتهم: حروب، وسقوط دول، وحكومات، وتنحي مسؤولين، ونيل صفقات..ألخ. فقد استطاع صدام، وحلفائه، ومعه الاعلام الغربي،مثلا، ان يوهم العرب بان الخطر قادم من الشرق، ولابد من حراسة البوابة الشرقية. وظل شعبنا يطحن على مدى ثمان سنوات نتيجة هذه الخدعة المقصودة لتحطيم بلدين جارين، واستنزافهما، واشغالهما، ثم احتوائهما. واستغلت اسرائيل الحرب للتقرب من الانظمة العربية تحت ذات الواجهة، وكان كيسينجر وتلامذته اكفاء في النجاح. الانكليز استخدموا الهنود في حروبهم ضد شعوب اسيا لتوجيه العداء لهم، وكذلك فعل هتلر، وموسليني، وقبلهم نابليون باستخدام ابناء شمال افريقيا في  جيوشهم. والقياصرة الروس استخدموا القوزاق من قبل. والتاريخ الحديث ملئ بالامثلة مثل استخدام العثمانيين المجندين الاكراد في مجازرهم ضد الارمن، ومحاولة الانكليز استخدام  الاشورين في العراق، وهكذا.
 
ان اسرائيل كانت وستبقى عدوة العراق الاولى فخارطة اسرائيل الكبرى من الفرات الى النيل. واستخدمت احقر الوسائل لتهجير، وتهريب يهود العراق اليها. قصفت المفاعل النووي، تجسست على العراق، شاركت في غزوه مع امريكا مؤخرا. اوعزت لعميليها بريمر، واحمد الچلبي بتفكيك الدولة العراقية، وحل الجيش، واجهزة الامن، التي لو كانت قد انتقلت الى امرة القيادة الجديدة لما حصل ما حصل في العراق. ساهمت في النهب، والفرهود، وحرق المؤسسات، والوثائق العراقية ذات الاهمية الكبيرة علميا، وحضاريا، وسياسيا، وتاريخيا، وسرقت كنوز لا تقدر بثمن. او عزت لعملائها من القيادات القومية الكردية بمحاربة ثورة14 تموز، وقبلها ضد وحدة العراق.اسرائيل لا تضمر لنا الخير يا صديقي، وكما قال المتنبي:
اذا رايت نياب الليث بارزة                  فلا تظن ان الليث يبتسم
 
باسم الواقعية، والسلام، ومصلحة البلد شق السادات الصف العربي، وقيد مصر باتفاقيات مذلة. كذلك فعل الملك حسين. وهؤلاء لا يمثلون شعوبهم. كما ان اتفاقيات اوسلو فرضت على الشعب الفلسطيني. ولازالت الاستطلاعات تشير الى ان الاغلبية ضدها. اسرائيل شاركت في الاعتداء الثلاثي على مصر بعد تاميم قناة السويس، وشنت حربين ضد العرب ولازالت تشن الحروب المتتالية، واخرها تدمير لبنان وحصارغزة الظالم. دست الجواسيس في لجان التفتيش الدولية، ساهمت في تخريب الاقتصاد والمجتمع العراقيان، وهم يفتخرون بذلك. والبعض يعتقد،للاسف، ان في التقرب اليهم مصلحة وطنية!! وبالتأكيد قرأت، ياصديقي، ما كتب اخيرا، في الصحافة الاسرائيلية وفضح  خيانات القيادات القومية الكردية. وكيف ينفذون اليوم تعليمات اسرائيل بابقاء العراق معطلا حتى تتفرغ اسرائيل لسوريا، والفلسطينيين، وتبقي العراق مشغولا بمشاكله لسنوات طويلة. عراقا منكفئا، لا يشكل خطرا عليها، ولا يستطيع الدفاع عن نفسه. تتذكر بالتاكيد دعمهم للشاه ضد العراق، وبقية الدول العربية، وضد الثورة الشعبية التي اختطفها الاسلاميون، وكيف قدموا السلاح للخميني لمحاربة العراق. ثم ان السادات، وغيره ممن يقبلون ايادي اولمرت، كما وصفتهم، لايمثلون شعوبهم، وليس فيهم واحد منتخب من قبل شعبه. اسرائيل تحميهم مقابل تنازلاتهم. لذلك فالالوسي يلعب بعواطف الناس كما فعل نوري السعيد، الذي كان يبرر المعاهدات الاسترقاقية مع بريطانيا بانها لمصلحة الوطن، ويربط العراق بحلف بغداد العدواني. مثال الالوسي، واحمد الچلبي، والقيادات الكردية، وكل اعداء العراق يعملون اليوم بذات الاتجاه وبدعم من اسرائيل، وتحريضها، وتخطيطها. ليتك قرات يا صديقي، استمعت لاحاديث اليهود العراقيين الذين يتحدثون عن المعاملة العنصرية ضدهم في اسرائيل. لقد قتل الاسرائيليون سكرتير الامم المتحدة السويدي الاصل. وساهموا في مقتل لومومبا، وعبد الكريم قاسم، ومجازر صبرا وشاتيلا. ان الصهيونية حركة عنصرية معادية للعرب، والانسانية كما هو حال النازية الا لمانية، والفاشية الايطالية، والعسكرية اليابانية. واسال يهود العراق الذين اسسوا عصبة مكافحة الصهيونية. اسرائيل معادية لكل حركات التحرر، ودعمت نظام الابارتيد في جنوب افريقيا، وهي معادية للعراق بشكل خاص لاسباب سياسية، وتاريخية، وايديولوجية، وعسكرية. وما فعلته، وتفعله بعد الاحتلال الامريكي للعراق دليل على ما نقول. واقرا ما تنشره الصحف الاسرائيلية عن دور الموساد في العراق لكي تقتنع اكثر. فيجب ان لا نستسلم لعواطفنا وتاثير الدعاية الامبريالية المتمرسة في تغليف اهداف دعواتها، وعدوانها. ان بعض الفلسطينيين اذا اصيبوا باحباط، وعمى سياسي، ورفعوا صور صدام، فهذا لا يعني انهم ضد الشعب العراقي. انهم مخدوعين مثل بعضنا! ما ادراهم ان صدام جاء بدبابة امريكية وانه باع اليهود المتبقين، وهربهم الى اسرائيل، وان صواريخه قتلت الفلسطينيين، مثل صواريخ حزب الله. وان اسرائيل حصلت ولا زالت تحصل على تعويضات بسبب ذلك، وان عدد كبير من الشركات الاسرائيلية تاخذ تعويضات من صندوق الامم المتحدة للتعويضات بعد حرب الكويت باسماء شركات امريكية، واوربية. ثم لماذا تريدنا، ان نتصرف مثل الفلسطينيين اذا كان تصرفهم خاطئا؟ هل تريدنا ان نقع في خطأ منظمة مجاهديي خلق، واتباعهم مبدا "عدو عدوي صديقي" فلجاوا الى صدام وحاربوا الشعب العراقي؟ استخدمهم صدام لاغراض خبيثة، كما ورط الكثيرين من قياداته بجرائمه ضد الشعب العراقي. اسرائيل ستزول، ان عاجلا ام اجلا ، ان ليس على ايدي الفلسطينيين فعلى ايدي اليهود انفسهم، وربما على ايدي القوى التي خلقتها، بعد ان انتهى دور اسرائيل الاستراتيجي. اما ايران فهي ليست ملك طابو للملالي، وكما "طار الشاه سيطيرون". الشعب الذي انجب مصدق قادر على انجاب غيره، وهم باقون، وهم جيراننا، وعلينا ان لا نعيد سياسة صدام العنصرية بدون وعي. فالشعوب الايرانية بريئة من جرائم الملالي مثلما هو الشعب العراقي من حروب صدام ضد الجيران. ان اعداء العراق هم اسرائيل، وامريكا، وحكام ايران، والكثير من الحكام العرب، ولهم عملاء في العراق. ان الدولة التي تمارس ارهاب الدولة، او الاستخدام المفرط للعنف حسب تقارير الامم المتحدة، لايمكنها ان تكافح الارهاب او تقضي عليه. فهي التي ترسله لنا، وكل المنظمات الارهابية في العالم مرتبطة بالمخابرات الاسرائيلية، والامريكية بشكل من الاشكال. وهذا ليس من خيال نظرية المؤامرة، بل من خلال الواقع، والتصرفات، وتقارير الصحافة العالمية، والمخابرات الدولية. ولا تقل لي ان طالبان والقاعدة لم تنشا على يد امريكا، واسرائيل. والاخيرة قامت بجهود، ومذابح عصابات ارهابية سلحتها بريطانيا. سيبقون يدعمون الارهاب طالما ان هناك مصلحة في تشويه سمعة العرب، واليساريين، والشرقيين. كما ابقوا على المنظمات اليسارية المتطرفة في السبعينات ولكنها انتهت بقدرة قادر بعد سقوط جدار برلين. لذلك علينا دعم جهود الشعب الايراني لاسقاط حكومة الملالي، وليس دعم اسرائيل، والصهيونية والا سنرتكب نفس خطيئة مجاهدي خلق. ولا تنسى يا صديقي ان اغلبية الانصار الذين حاربوا صدام في جبال العراق قد تدربوا على يد المنظمات الفلسطينية، وان الساحة اللبنانية التي كانت تسيطر عليها منظمة التحرير، وحلفائها اللبنانيين احتضنت الاف الديمقراطيين العراقيين الذي هربوا من بطش صدام اوائل، واواسط سبعينات القرن الماضي. ان اسرائيل المحتلة المغتصبة، والمشاركة في احتلال العراق لايمكنها ان تقدم المساعدة لنا في حربنا ضد الارهاب. اسرائيل يا صديقي تتجسس حتى على امريكا نفسها، والفظائح كثيرة في هذا المجال فكيف بالعراق. وعذرا فلست رقيبا على فكرك، ولا فرضا على رايك، ولكني ما اردت لكاتب وطني مثلك ان يخدعه من رافق الچلبي، وساهم في تشكيل فرق الموت السيئة الصيت. وكما قلت فانه في اوقات الاحزان، والصدمات الكبرى يمكن للمرأ، ان يشط في تفكيره، لكنك اكثر وعيا. وانت ترى معي كيف يصور الاعلام الغربي ان روسيا هاجمت جورجيا في حين ان الواقع هو ان جورجيا هي التي هاجمت الجمهوريات المنشقة بتحريض من امريكا، وحلف الناتو لتبرير انظمام جورجيا، واوكرانيا لذلك الحلف لمحاصرة روسيا. رغم ملاحظاتنا على سياسة بوتين لكنه يفكر بمصلحة وطنه وهو يرى ان النار تدخل بيته. فهل يعقل ان تكون الصواريخ الامريكية في بولندا، وجيكيا موجهة ضد ايران مع علمنا ان تركيا عضو الناتو اقرب، وان اسرائيل لديها مئتين راس نووي، كما ذكرت، ونصفها موجه ضد العراق بالمناسبة. اقصد ان الصهيونية، والامبريالية متمرسة في الخداع الاعلامي ولهما القدرة الفظيعة على تقديم الصور المقلوبة كما صورت الصومال خطرا على العالم، وان في العراق اسلحة دمار شامل، لم يعثر لها على اثر.
 
ارجو ان يتسع صدرك وصدر كل الاصدقاء ممن دافعوا عن مثال الالوسي فلدينا بدائل كثيرة في قوى شعبنا الوطنية، وامكانيات شعبنا الجبارة، بدل التعويل على حماية امريكية، او مساعدة اسرائيلية. فهذا اشبه الى النكتة من الواقع!
 
 

206
بصراحة ابن عبود
 
شكرا جاسم المطير، عذرا عزيز الحاج!!

مساء السبت6/ 9/2008 تشرفت باستضافتي في غرفة ينابيع العراق/ غرفة الانصار الشيوعيين العراقيين واصدقائهم. للحديث عن مدينة البصرة، ورغم وضعي الصحي، وصعوبة تواصل الحديث، فان الاعتذار لطلب الانصار الابطال يبدو امرا مستحيلا. ترددت كثيرا في الحديث عن مدينتي الحبيبة، لانه في الخارج صارت "الدنية اقوام" وصرنا نسمع عن الشيعي، والسني، والعربي، والكردي، المسيحي، والمسلم، والصابئي.. الخ. وكانت هذه شبه المحرمات في الاوساط المتعلمة، والمثقفة، خاصة بين اوساط اليسار العراقي. وتميزت البصرة بحساسية خاصة في هذه الامور بسبب التسامح الكبير، والتعايش بين كل اطياف الشعب العراقي، والانفتاح الاجتماعي الذي يميزها. كما ان الحديث عن مدينة بعينها اصبح يبدو كالتعصب لها. وصارت شبهة الاقليمية، والمنطقية، و"ولد اللوة" امر غير مستحب يتجنبه الناس. والسبب الاخر هو انني قد تركت البصرة منذ ثلاثين عاما. أي عشت في المنفى/المهجر اكثر مما عشت في البصرة. واشعر عندما يحدثني احدهم ممن زاروها حديثا، وكانه يتحدث عن مدينة افريقية قبل الحرب العالمية الثانية. تمنيت ان يتحدث احد الشباب ممن غادروا البصرة حديثا، وذاكرته لازالت طرية، والاسماء، والاماكن بالنسبة له شئ عاش معه حتى خروجه قبل سنوات، او اشهر قليلة.
 
احدى البصريات في المنفى، كانت تلومني كثيرا، لانني لا اعلن عن بصريتي. خوفا من تهمة الاقليمية، وكذلك لاسباب صيانية. ولاني عشت فترات قليلة في بغداد، وبعقوبة، والحلة، فكان من السهل الادعاء انني من هذه المدن، خاصة، وانني اعرف شوارعها، وناسها بشكل جيد. كما ان لبعقوبة، والحلة بشكل خاص طعم مميز، وفضل علي، حيث اختفيت مرتين في الحلة من ملاحقة مخابرات صدام. وفي بعقوبة كانت لي ايام جميلة، وفيها تعرفت على الشاعر المبدع الشهيد خليل المعاضيدي، الذي اغتاله الصداميون وهو في عز شبابه، وعطائه. كتبت مرة لتلك الرفيقة السابقة بانني احب البصرة، واتحدث عنها ليس لانها مدينتي بل لانها مدينة العمال، والاضرابات، والشعر، والادب، والموسيقى، والغناء، والمسرح، والاوبريت، والفلكلور الشعبي الغني، والتاريخ الفكري، والسياسي الثري، كأي عراقي اخر يفتخر بان البصرة مدينة عراقية، وفيها هذا الكم الهائل من الابداع، والتاريخ العريقان. من هذا المنطلق تحدثت عن: (البصرة، رحلة في ذكريات مدينة) وليس كبصري/ بصراوي او شروگي كما يسمينا البعض في بغداد. وان كان الامر يشرفني، ولا ارى فيه عيبا ان كون من ابناء البصرة، بل فخرا، واقصد بصرة التسامح، والانفتاح، والثقافة، والكرم، والتعايش، وليس بصرة(على عناد كل العدا البصرة بصرة مقتدى) للاسف الشديد. لكنها ستعود الينا، كما عاد اليها كل من زارها، او درس، او عمل فيها، او نفي اليها لان (اليشرب ماي المده لازم اله رده) والمده مختصر بصري لظاهرة المد والجزر، التي تختص بها البصرة دون مدن العراق الاخرى، بسبب التقاء شط العرب الخالد بمياه البحر عبر الخليج العربي. تحدثنا، انا، وزوار الغرفة، كثيرا عن ناسها، ونخلها، وتمرها، وشوارعها، وساحاتها، واحتفالاتها، ونضالاتها. عن "الكسلة"، وعن شخوص المدينة الشعبية، والادبية، والفنية، والسياسية.. الخ.. الخ. كما تداخل الاستاذ عريبي الخميسي، بمعلومات قيمة، واتحفنا الاستاذ جاسم المطير بمساهمة، ومداخلة، وتصحيح، واضافة لبعض المعلومات، واعادنا الى سنين لم نعشها، واحداث سمعنا بها ممن هم اكبر منا عمرا، وامور يعرفها هو كمختص، كبصري عتيگ، وصحفي مهني، ومبدع، وناشط سياسي قديم. واهم ما قاله الاستاذ جاسم المطير ذو الخبرة الطويلة في الحوار، والنقاش، والجدال مع الاخر انه ينتقد من يخرج عن سكة النقد الصحيح الى الشماتة. او يستعمل كلمات نابية، والفاظا غير لائقة. لاتفيد ولا تخدم الحوار الهادئ الذي يوصل الى الحقيقة، ويحترم تعدد الاراء، والافكار، دون الحاجة الى شتيمة، او سباب.
اصابني هذا القول في الصميم. فقد قرأت قبل فترة للاستاذ عدنان الظاهر مقالا ينتقد فيه اسلوب الاستاذ فؤاد النمري في الرد، والنقاش، والحوار مع الاخر، وكنت انا واحد ممن اساء لهم الاستاذ النمري، بعد نشر موضوعي المعنون "سقطت الستالينية عاشت الشيوعية". وقرأت موضوعا للاستاذ عزيز الحاج بعنوان "بؤس الجدل العراقي". ولا ادري ان كنت من بين من  قصدهم الا ستاذ عزيز الحاج حيث أسأت اليه كثيرا في موضوعي المعنون (عزيز الحاج من ثوري منهار الى صهيوني مغوار).  للاسف لم استفد من شدة الرد الذي مارسه معي الاستاذ النمري، فاستعملته ضد الاستاذ عزيزالحاج، ووجدتني كمن ينهى عن المنكر، ويفعله. ولكن كلمات الاستاذ جاسم المطير اعادت الصواب الى تفكيري، وشعرت انني اسأت كثيرا للرجل(عزيز الحاج) الذى ابى ان يرد بنفس الطريقة حسب علمي، وان كنت لا الومه ان كان قد فعل. واتمنى ان يستفيد غيري من نصيحة الاستاذ جاسم المطير، وعلينا ان نحترم خصومنا الفكريين، والمختلفين معنا لاننا نطالب بالديمقراطية، وندعوا لها، نطالب بالنقاش الحر وندعو له. نطالب بالحوار الهادئ وندعو له. وعلينا، ان لا نكون، كمن يدعو للصلاة، وينسى نفسه. خاصة، وان الردود، التي توالت بعد ان كتب شاعرنا الكبير سعدي يو سف رثائه الخاص لصديقه كامل شياع. طابع التشنج، والحدية، والقسوة في استخدام الكلمات. وانا اتفهم المحتجين، والمنفعلين. ربما جرح احساس الكثيرين، او اساء الكثرين فهمه باعتقادي. لكن سعدي يوسف ليس عدوا، ولن يكون، وله اجتهاده الخاص حاليا. والاجتهاد يحتمل الخطأ، والصواب من الطرفين. ولا احد يمتلك الحقيقة المطلقة. هذه صارت مسلمة لا يختلف عليها اثنان. والاختلاف مفيد لانه مصدر التطور، والحركة، والتفكير، واعادة التفكير. و"اختلاف امتي نعمة". قول منسوب للنبي محمد، قبل 1400 سنة. ونحن نعيش عصر العولمة، والنقاش المفتوح. اذا كنا لا نتحمل من يختلف معنا، لكنه يقف معنا في نفس الخندق، فكيف سنقنع الاخرين، باننا سنختلف عمن ننتقدهم، ونتهمم بالظلامية، والتعسف، والقسر، والاكراه، والديكتاتورية. ولنقل مع فولتير: قد اختلف معك، لكني مستعد لتقديم حياتي ثمنا كي تتمكن ان تقول ما تريد!
 
فشكرا لجاسم المطير، وعذرا لعزيز الحاج، ولكل من اسأت اليه في الاسلوب الذي تعودنا عليه دون مراجعة، ولا نقاش، ولكن الصحوة ضرورية احيانا. الاختلاف، والتعدد في الاراء، والافكار، يبقى قائما، لكن اسلوب الحوار، يجب ان، يكون متمدنا يتناسب مع عصرنا.

207
الفلاح خروتشوف كان سينجح افضل من البيروقراطي غورباتشوف

استلم خروتشوف زعامة الحزب الشيوعي السوفيتي بعد وفاة ستالين المفاجئة. في نفس الوقت اختارت امريكا زعيما شابا جديدا تعهد بالتجديد هو جون كندي. ولذلك كان خروتشوف الذي تعدى الستين يسميه "الفتى" كندي، ويناديه باسمه جون عندما يلتقيان اجتماعيا، او سياسيا. كانت هذه نبرة استصغار، واستهانة بقلة خبرة خصمه، والتباهي بخبرته الحزبية الكبيرة، ودوره القيادي كمستشارسياسي في حصار ستالينغراد. متناسيا، ربما، انه مثلما يقف ورائه مكتب سياسي فانه يلتف حول كندي الكثير من المستشارين من كل نوع. حرك كندي عند الامريكيين الوطنية الامريكية، كما يفعل اوباما اليوم، محاولا توحيد الامة الامريكية لقيادة العالم كله، وليس العالم الراسمالي فقط. في الوقت ذاته كان الاتحاد السوفيتي يطمح ان يكون قائدا للعالم الثالث، الذي كان يتوجس من قيادة امريكا للعالم. فولدت منظمة دول عدم الانحياز. هذا التوجس اثبت صحته في عالم القطب الواحد اليوم، والتحكم بمصير العالم كله. اختار الاتحاد السوفيتي نقطة تحدي قريبة حيث دعم كوبا بكل قواه، واستقبل الثائر فيدل كاسترو كبطل تحرير، وشجعه على تحدي امريكا. كاسترو الذي خطب بالانكليزية بشكل مقتضب، في موسكو، وهو يتحدث الى الصحفيين، والى جانبه خروتشوف: بان امريكا تسرقنا، والسوفيت، يساعدوننا. امريكا، ارسلت سفن للمتسللين، والسوفيت قدمو لنا الطائرات. 
 
كان لدى كندي الشاب رغبة في المهادنة بعكس سياسة التحدي التي اتبعها سلفه ايزنهاور الذي تعامل بالند. وجاءت "غلطة المعلم" خروتشوف، عندما اكتشفت طائرات التجسس الامريكية الصواريخ السوفيتية في اراضي كوبا. وهذا ما جعل ميزان الصقور يرجح في ادارة كندي، الذي كان مقتنعا، كما يبدو، بسياسة التعايش السلمي التي روج لها خروتشوف. الذي حاول احياء سياسة لينين الاقتصادية (نيب) وكان يمزح مع كندي علنا، وامام الاعلام، وهو يلعب معه الغولف، والتنس: باننا سناخذ منكم التكنولوجيا ثم نتجاوزكم. وافق خروتشوف في اتفاقية سرية دون علم، او  استشارة القيادة الكوبية. على سحب الصواريخ النووية من الاراضي الكوبية مقابل سحب امريكا لصواريخ مماثلة من قواعد في تركيا. كانت هذه الخطوة التي اعتبرت تنازلا  للامبريالية. اضافة الى فشل السياسة الزراعية المغامرة، والازمة الاقتصادية فكان من السهل ازاحته عن الزعامة بعد ان فقد شعبيته التي اكتسبها نتيجة انفتاحه على الجماهير. لكن الاقتصاد يبقى هو العامل الاساس، وهو الذي يتحكم في نتائج كل انتخابات في الغرب. لقد اتبع خروتشوف مثلا سياسة تاجير الاراضي للفلاحين، وسمح بتفكيك بعض السوفخوزات(مزارع الدولة). ومغامرة نهر الاورال التي انتهت الى كارثة بيئية، واجتماعية، واقتصادية. كان يحب الخطوات الكبرى، لكنه اهتم بالتفاصيل، وفي التفاصيل يكمن الشيطان. في عام 1964 وبعد ان منح وسام بطل العمل الاشتراكي في الاتحاد السوفيتي، وهو الذي قاد البلاد الى الخراب الاقتصادي كمقدمة لازاحته، ليضمن له مكانة خاصة. والذي قلده الوسام هو الستاليني الجديد، وغريمه الاساسي ليونيد بريجنيف الاوكراني الاصل. وكان هو، ورهط ستاليني في المكتب السياسي وراء وضع العصي في عجلة الاصلاح، الذي اتبعه خروتشوف كمقدمة لعزله. عادت تصريحات الحرب الباردة، ولغة التحدي تتصاعد. ظهور جيفارا، وكتابات ريجيس دوبريه، والحرب الفيتنامية، ودور "هوشي منه" فيها نشر الشيوعية بين اوساط المثقفين في العالم. الامر الذي زاد غرور، وتصلب بريجنيف، والقيادة الستالينية الجديدة معتقدين ان الفضل يعود لهم. الامر الذي انقلب عليهم حيث بازدياد دور المثقفين زادت أصوات المطالبة بالاصلاح. كما هو الحال في جيكوسلوفاكيا، وزعيمها الكسندر دوبتشيك. لكن بريجنيف كان ضد أي اصلاح في الحركة الشيوعية، والتجربة السوفيتية. ولما  دخلت دبابات حلف وارشو يوم 21/8/1968 براغ، فانه دق المسمار الاول في نعش الاتحاد السوفيتي، وسياسة فرض النموذج الستاليني للاشتراكية، رغم كل معاناة الشعوب السوفيتية، والدول الاشتراكية الاخرى، وتخلفها التكنلوجي. رفع دوبتشيك شعار "التغيير عن طريق التقارب" قاصدا التقرب من الجماهير، وسماع اصواتها، وشكواها، والتقارب مع احزاب الاشتراكية الديمقراطية لتكوين جبهة عالمية ضد الراسمالية. فطالب بجعل وجه الاشتراكية اكثر انسانية بمنح المزيد من حرية التعبير. لهذا نجد ان امريكا لم تعارض، مثل اوربا، تدخل حلف وارشو، واعتبرته "تصرفات خاصة بهم". ولم تصفق لربيع براغ كما صفقت اوربا الاشتراكية الديمقراطية. في نفس الفترة وصلت المنافسة بين ماو تسي تونغ، وبريجنيف الى حرب الحدود بين قطبي الشيوعية العالمية الصين، والاتحاد السوفيتي. وكان الخلاف المفتعل بين الدولتين في الواقع هو على زعامة العالم الثالث. وجاء "دنج  جياو بينك" بعد وفاة ماو بشعار عدم مركزية الاقتصاد. واتهم وقتها بانه كونفوشيوسي وليس شيوعي. فرد ساخرا: "المهم النتائج، وليس التسميات". لكن الحزبان الشيوعيان الايطالي، والفرنسي قادا تيار "الشيوعية الاوربية" بعدم التبعية لموسكو، والتعامل مع سياسة، وتجربة الاتحاد السوفيتي بروح النقد، وليس القبول التام. وتخلوا عن مبدأ "ديكتاتورية البروليتاريا" منطلقين من ان الحزب الذي يحقق مصالح الجماهير يعاد انتخابه، ولا ضرورة لفرض حكمه بشكل قسري عن طريق الايولوجية. وازدادت جماهيرية الحزبين. في حين تقلصت جماهيرية الحزب الشيوعي، الذي يقوده جورج مارشيه في فرنسا لتمسكه بديكتاتورية البروليتاريا.
 
كانت الاشتراكية الدولية تخطط لاضعاف نفوذ الشيوعية على مدى طويل عن طريق فرض الاصلاح من الخارج، وخاصة الاقرار بحقوق الانسان. ولذلك كانت لعبة مؤتمر هلسينكي1975 .حيث اعترف الغرب بحدود اوربا ما بعد الحرب مقابل الاقرار بلائحة حقوق الانسان. وقعت على ميثاق هلسينكي 35 دولة اوربية، ونشر على نطاق واسع. استفاد من هذا التقرير كل المنشقين السوفييت والدول الاشتراكية الاخرى. واستغله بافل في جيكوسلوفكيا، وساخاروف الروسي، وغيرهم ممن كانوا يسمون وقتها بالمنشقين. أي ان سياسة تغيير الشيوعية من الاسفل(السياسة السرية لاحزاب الاشتراكية الديمقراطية في اوربا بزعامة ويلي برانت) اخذت موضع التطبيق ووقع الستاليني العجوز بريجنيف، ومجموعة الشيوخ في مكتبه السياسي بالفخ الذي نصبته احزاب الاممية الثانية. رافق ذلك التضخم الاقتصادي، وارتفاع الاسعار في الدول الاشتراكية. وتقلصت الخدمات المقدمة للناس بفعل نفقات التسلح الرهيبة. وغزو افغانستان الذي ادانه العالم كله، وتردي الخدمات الصحية، والتعليم بسبب الاهدار الرهيب للثروة في المستنقع الافغاني. وتعرض المجتمع السوفيتي الى ازمة اجتماعية، واقتصادية، وسياسية. في وقت ازداد فيه الرفاه الاجتماعي في دول اوربا الغربية، وظهورالكومبيوتر كعامل امتياز في مجتمعات الغرب. زيادة تمدن المجتمع.اختيار بابا الفاتيكان من بولندا لم يكن اعتباطيا. وزيارته لبلده عام 1975 واستقباله من قبل الملايين، وظهور نقابات حرة في بولندا ومباركتها من قبل البابا الجديد. ثم ظهور غورباتشوف كحل وسط بعد تتابع موت الحرس القديم اندروبوف ثم تشيرننينكو لان ميخائيل غورباتشوف كان،وقتها، اصغر عضو في المكتب السياسي للحزب (54 عاما). وقد رفع(الاصلاحيون) شعار ضرورة تحرير الشيوعية من ارث ستالين، واعادة اللينينية كسياسة صائبة تتكيف مع ظروف كل بلد. فقام الاصلاحي غورباتشوف كبادرة حسن نية، وغزل لاوربا الغربية بالاعتذار الرسمي لساخاروف، ودعوته الى العودة الى موسكو، واستقباله رسميا في المطار.اغلق السجون الاصلاحية للمنشقين، والمختلفين مع الخط السياسي للحزب. مارس سياسة دوبتشيك اللينينية بالاحتكاك المباشر بالجماهير في بلد يعيش فيه وقتها 240 مليون انسان. ومن الضروري التذكير هنا ان بريجنيف كان يعتقد ان "الشعبية، والاختلاط بالجماهير بدون حواجز ليست سياسة شيوعية"!!!. كان بريجنيف يمارس سياسة التعالي، والتمايزعن الناس التي مارسها ستالين ظنا منه انه انسان غيرعادي. طالب غورباتشوف، ودعا الى التغييرفي كل المجالات. وفي 1986 ظهرت مفاهيم البريسترويكا(اعادة البناء) والغلاسنوست(العلنية) او الشفافية بالمعنى السياسي.
 
كان ريغان معاديا صريحا، وعنيدا للشيوعية، ومصمما على اسقاطها باي ثمن، وحاول استنزافها عن طريق زيادة سباق التسلح، وبرنامج حرب النجوم المكلف. في وقت يعاني الاقتصاد السوفيتي من نزيف الحرب في افغانستان، وتخلف الصناعة، وضعف، بل تدني الانتاجية. وبعد مؤتمر "ريكيانيك" الذي وقع فيه ريغان، وغورباتشوف وثيقة انهاء سباق التسلح، والتخلص من نفقات التسلح الهائلة بقي الجرح النازف في افغانستان فطالب (بعودة الجنود الى الوطن) فعادوا عام 1988 وزادت شعبيته. لكن الاقتصاد ظل مريضا. ولم تنفعه شعبيته، فقد فشل داخليا، خاصة في السياسة المالية، لانه لم يكن مصلحا قويا، ومصمما مثل لينين، او بينك في الصين. فقوبل بالمظاهرات، والاضرابات، وهو الذي اعلن التزامه بمقررات وثيقة مؤتمكر هلسينكي باحترام حقوق الانسان. كان كارثة لشعبه اكثر مما هو مصلح، وخدم اعدائه، عن غير وعي، بسذاجة الحالم، وليس رجل الدولة الحازم. كما ان المخابرات السوفيتية(ك ج ب) التي كانت تخطط لاستلام السلطة على مراحل خدعته بمعلومات مظللة عن حالة الاتحاد، ومزاج الناس.العولمة لعبت دورها، وازيحت ديكتاتورية البروليتاريا في دول اوربا الشرقية خاصة بعد ان الغى غورباتشوف قانون/ مبدأ بريجنيف بحق التدخل لحماية الاشتراكية في دول حلف وارشو. وفيما كان يزور المانيا الديمقراطية، ويعانق هونيكر المعادي لسياسة غورباتشوف، والذي كان يحتفل بمرور 40 سنة على تاسيس المانيا الديمقراطية كانت الجماهير تزيح جدار برلين، بعد ان تعهد غورباتشوف للمستشار الالماني كول باعادة توحيد المانيا، على ان، لا تدخل حلف الناتو.(نكث كول، والغرب بوعودهم، ودخلت المانيا الموحدة حلف الناتو). لم تكن عند غورباتشوف صورة، ولا خطة واضحة، عن كيفية الاصلاح. لم يكن عظيما مثل لينين، ولم يكن رجل دولة محنك. قضى حياته في ظل السياسيين الكبار فبدى مهرجا فاشلا، بعد ان استلم الزعامة. كانت شخصيته تراجيدية، تدعو للشفقة، حسب راي المحللين الغربيين. وكان الانقلاب العسكري الفاشل في 19/8/1991 القشة الني كسرت ظهر البعير، وسقط نمر الورق كما وصفه ماو، وظهر غورباتشوف بملابس الامبراطور الجديدة يوم 25 / 12/ 1991 يعلن استقالته كاخر زعيم للاتحاد السوفيتي، وانتهاء التجربة الروسية في بناء الاشتراكية. تجربة ستالين الماساوية، والاصلاحات الكلامية دون الاهتمام بالوضع الاقتصادي للجماهير التي يتحدثون باسمها. وانزلت الراية الحمراء، التي رفعت يوم ثورة اكتوبر، وظلت ترفرف لمدة 70 عاما لتعلن فشل الشيوعية العسكرية، والاشتراكية الستالينية، والادارة البيروقراطية لدولة العمال والفلاحين. ويبقى السؤال الذي يطرحه الباحثون من الطرفين هل نجحت الرأسمالية في السباق التاريخي الى الابد، ام انه درسا بان التطور الفني، والتقني له دور مهم، لكن الشيوعية كفكر لم تمت. لان المجتمع الطبقي الذي انتجه لازال قائما وان اختلفت حدة، واساليب الصراع الطبقي في اوربا، ودول عديدة.
 
رزاق عبود
14/9/2008
 

208
أدب / ارهاصات الغربة*
« في: 12:19 13/09/2008  »

ارهاصات الغربة*
         
(1)
لا وطن، ولا اهل،
ولا اصدقاء
مللت الحياة ،
ومل مني البقاء
 
(2)
في الغربة
الاقارب عقارب،
والاصدقاء اعداء،
وحديث الرفاق،
جله نفاق
 
(3)
خذلوني،
كلهم خذلوني،
اهلي، واصدقائي، ورفقتي
وحتى عيوني!
 
رزاق عبود
 
* كتبت في اوقات مختلفة وحسب المزاج!

209

بصراحة ابن عبود
 
يتظاهرون ضد صور محمد ويغتصبون بنات محمد

قبل فترة دعا الرئيس السوداني "المسلم جدا" الى تظاهرة ضد ما يسمى في الغرب صور محمد. وقد تجمع من ملايين المسلمين في السودان العشرات فقط. ولم تستطع كاميرات تلفزيون النظام تضخيم العدد. فالنظام السوداني اغتصب السلطة باسم الاسلام، ويرفل رموزه بالثروه، والجاه في حين يعاني عامة السودانيين المجاعة، والعذاب، والعطش، والبطالة، والملاحقة. ويستلم رجال النظام، ورموزه الرشاوي الضخمة من شركات النفط "الكافرة" التي تسرق ثروات السودان، وتلوث بيئته. وفي الوقت، الذي يتظاهر فيه الرئيس، وشرطة امنه ضد" صور محمد" الدنماركية، يتظاهر ابناء الدنمارك، ودول اوربية اخرى، ويكتب صحفييها ضد تلوث بيئة السودان، وسرقة اموال شعبها. وكاد وزير خارجية السويد الحالي، ان يفقد حقيبته الوزارية، لولا تخليه عن الاسهم، التي يمتلكها في الشركة العاملة هناك، ويخرج من ادارتها كمستشار، نتيجة الضغط الشعبي. ويتظاهر "كفار" اوربا باستمرار، ويكتبون، ويحاسبون حكوماتهم على مواقفها من الحكومة العسكرية في الخرطوم، وجرائمها الشنيعة في دارفور. فلا زالت ميليشيات الجنجويد المدعومة، والمسلحة من قبل حكومة البشير تهاجم، وتحرق بيوت، وقرى سكان دارفور. وهرب الملايين منهم الى الدول المجاورة خاصة تشاد. ولازالت تجارة العبيد قائمة في السودان، لان الاسلام لم يمنعها، ولم يحرمها. ومنذ زمن طويل يختطف ابناء، وبنات دارفور (اخوة الدين) وابناء وبنات مسيحيي الجنوب السوداني(اهل الكتاب) وابناء وبنات سكان المناطق السودانية من الاثنيين(اخوة في الوطن والانسانية) ويباعون في اسواق النخاسة في شمال السودان، وبعض دول الخليج. اغتصاب المسلمات من بنات دارفور يجري بشكل يومي، ومنهجي بعلم، وتشجيع من السلطات، وفي اقل تقدير صمتها. وفي وقت نهاجم، وننتقد تركيا لانها تحجب ماء الفرات، ودجلة عن سوريا، والعراق، ونستنكر فعل اسرائيل المشابه ضد ابناء فلسطين، ولبنان. فان الحكومة السودانية تمارس نفس الجريمة، ولم نسمع انتقادا لها من اي نظام عربي. وفي وقت هبت جامعة الدول العربية لاجتماع عاجل لاستنكار، ورفض قرار محكمة لاهاي بحق البشير، وملاحقته كمجرم حرب، وابادة بشرية في دارفور، ورفضت طلب مقاطعته، وتسليمه. لم تستمع الجامعة العربية لاستغاثة الاخوة في الدين، و"العروبة" مما يجري بحقهم من قتل، وتشريد، واغتصاب، واستعباد. مما اضطر بعض قياداتهم على مضض للجوء الى اسرائيل، التي تستغل كل شئ اعلاميا ضد العرب. فمتى يستحي العرب، والمسلمون من جرائم العرب، والمسلمين بحق اشقائهم، واخوانهم في دارفور، وغيرها من مناطق السودان؟ ومتى يخجل حكام السودان من افعالهم البربرية، ويكفوا عنها؟ وكيف، ولماذا نلوم الصهاينة، والاتراك اذن؟ ومتى يتذكر الوعاظ الملتحين، والمتهندمين من على شاشات الفضائيات العربية وبرامجها الدينية اخوتهم في دارفور، وينصحون، ولو نصيحة، النظام "العربي المسلم" في الخرطوم لمراعاة ابسط الحقوق الانسانية؟ ولماذا لا يعترض "حماة حمى الاسلام" في طهران على هذه الجرائم بحق المسلمين هناك. بدل ارسال الفرق الخاصة لقتل ابناء، وبنات الشعب العراقي؟!.... لكنه، وقريبا من السودان احتضنت اثيوبيا المسيحية اوائل المسلمين الذين ارسلهم محمد. وحمتهم من بطش قريش. وهاهم اليوم مسيحيوا اوربا، والعالم يعطفون على، ويدافعون عن مسلمي دارفور في مواجهة جلاديهم من مسلمي حكام السودان. فلماذا يا ترى تغتصب بنات محمد، ولا تعترض امة محمد الا على صور اغتنى اصحابها بسبب احتجاجات الرعاع في البنجاب، في حين بقي ابناء، وبنات محمد يعانون الفقر، والظلم، والجوع، والعطش، والتشرد، والقتل اليومي وتتعرض بناتهم للاغتصاب المنظم من قبل ابناء محمد؟؟؟!! فيا لبئسكم!!
 
ملاحظة لابد منها:
منذ سنوات طويلة تنشط البعثات التبشيرية بين ابناء السودان من كل الاديان وحققت نجاحات كبيرة بسبب موقفها الانساني، وما تقدمه من مساعدات. واهم اعمالها شراء العبيد من عصابات الجنجويد، واعتاقهم. وتتبنى عوائل كثيرة في الغرب هؤلاء الاطفال لاسباب انسانية. في حين يصمت العالم الاسلامي، والعربي على جرائم حكومة السودان. ويبشر الاسلاميون بقنابلهم، ومفخخاتهم في اوربا، والعالم، ويكسبون للاسلام ارهابيين، واعداء جدد.

210
بصراحة ابن عبود
 
ابتعد العرب، ام ابعدوا عن العراق؟!

كثيرا ما يتهم المسؤولون العراقيون في لقاءاتهم، ومقابلاتهم الصحفية، وخاصة وزير الخارجية هوشيار زيباري، وممثلي الاحزاب الطائفية المرتبطة بايران. يتهمون الدول العربية بانها تخلت عن العراق، وانهم(العرب) ابتعدوا، ولم يقدموا العون، والمساعدة. وهذه نغمة اعتاد عليها ممثلي القيادات القومية الكردية ايضا، ويبررون التدخل الايراني بسبب الغياب العربي. والصحيح ان هذه القوى كانت تخطط، وتعمل منذ البدأ لابعاد العراق عن اشقائه العرب، واعتبروه دولة غير عربيه، وان ايران هي الدولة "الوحيدة" التي قدمت "المساعدات"! في حين ان أي منصف يعرف، ان الكويت، مثلا، غامرت بوجودها نفسه، وسمحت للقوات الغازية بالمرور عبر اراضيها. وكانت اولى المساعدات الانسانية من دولة الكويت، ودول الخليج الاخرى، بما فيها المملكة العربية السعودية. كما ان مصر، والاردن كانتا من اوائل الدول التي بعثت سفيرا لها في بغداد. والاردن، هي الاخرى سمحت لقوات الغزو المرور عبر اراضيها، واجوائها "لتحرير" العراق. لكن اولى العمليات الارهابية المدعومة من ايران كانت موجهة ضد المصالح العربية فاختطف، واغتيل الديبلوماسيين المصريين، وكذلك فجرت السفارة الاردنية. كما تعرضت قوافل المساعدات الخليجية الى السطو، والنهب، واغتيال، واختطاف حراسها، وسائقيها، ولم نسمع ان احد الرعايا الايرانيين تعرض لنفس المحاولات. المستشقيات الميدانية الاماراتية، والكويتية، والسعودية تعرضت هي الاخرى الى اعمال عدوانية، لم تتعرض له "المساعدات" الايرانية. فهل هذه صدفة، ام مخطط واضح الاهداف؟؟ كما ان الاعلام العراقي الرسمي، والشعبي وجه بشكل غير اعتيادي للتهجم على الدول العربية، واتهامها بشتى التهم، ولم يصمد أي منها للحقيقة. بل العكس، تمت زيارات، واتصالات مع مسؤولين عراقيين مع دولة الصهاينة في فلسطين المحتلة. وهذه اشارات تثير المراقب العربي، وتستفز الشارع العربي الرسمي، والشعبي.لان العراق كان وما زال يعتبر الحجر الاساس لاي صمود، وتصدي لمشاريع التوسع الصهيونية، ومشاريع الاستسلام الامريكية. لان من بين اهدافه محو العراق كدولة موحدة من خارطة المنطقة السياسية. وفي وقت تحولت السفارتين البريطانية، والامريكية الى شبه قواعد عسكرية في المنطقة الخضراء في بغداد، لم تقدم، أي ضمانة، لاي سفارة عربية، ولم تحض البعثات الديبلوماسية العربية، باي اهتمام او حماية، ولو ان، المسؤولين العراقيين غير قادرين على حماية انفسهم. وهذا طبعا احد اهداف الغزو الانكلو امريكي للعراق بتحويله الى قاعدة للتأمرعلى قوى التحرر في المنطقة ودق اسفين مع الشعوب العربية. ان الموساد بالتنسيق مع قوات الاحتلال، وعملائهما في العراق نشرت روح الاستهزاء، والتشفي، بالفلسطينيين وشجعت على مضايقتهم، وابعادهم، وتهجيرهم داخل وخارج العراق. وسمعنا اصوات لا زالت تتكرر خاصة من جماعة الچلبي: "باننا لن نحارب عوضا عن الاخرين". في حين ان حرب فلسطين هي قضية عراقية ايضا مثلما هي قضية فلسطينية، وان العراق كان، ولازال في حالة حرب مع دولة العدوان الصهيوني. وان اسرائيل شاركت، وتشارك في احتلال، ونهب العراق، وسرقة اثاره التاريخية منذ بداية الغزو حتى اليوم. ان حالة الاستعداء، وصلت الى درجة ان كل تصريح عربي رسمي، او شعبي، وكل خبر تنقله الفضائيات العربية اعتبر، ويعتبر تهجم على العراق في حين ان قلوب العرب، كما هو حال كل شعوب العالم مع شعب العراق، وما يتعرض له من احتلال، وانتقاص سيادة، وتشريد، ومهانة، ونهب ثروات، وتخريب مقصود للارض، والانسان. وعومل، كل من وقف ضد غزو العراق، وتدميره كعدو، كما هو الحال مع فرنسا، والمانيا، وروسيا، وغيرها. ان ايران دفعت عملائها لابعاد العراق عن محيطه العربي. وعملاء الموساد عملوا المستحيل لسلخ العراق من امتداده العربي. والاحتلال، وعملائه، وعرابيه عملوا كل ما في وسعهم لفسخ الروابط التاريخيه بين العراق، واشقائه.
بذلت الجامعة العربية جهودا كبيرة من اجل المصالحة الوطنية، ومن اجل استعادة العراق لسيادته الكاملة، وتعرضت جهودها، ونشاطاتها للهجوم، والتهميش، والتشويه. ولو اتبعت توصيات مؤتمر شرم الشيخ الاول لتجنبنا الكثير من التداعيات، ودخلنا مرحلة البناء منذ السنة الاولى للاحتلال بدل الانشغال لحد الان بمطاردة العصابات المسلحة. ومؤخرا توضح، وتبين بالادلة، ولم يعد سرا، دور ايران، واسرائيل، وقوات الاحتلال التخريبي لعزل العراق، والاستفراد به. واستغلال الوقت لبناء دولة داخل دولة، وجيش موازي، ومعادي للجيش العراقي، وهذا ما تاكد اخيرا في احداث خانقين. ومع هذا فلا زالت اصوات نكرة نشار ترتفع بين الحين، والاخر متهمة الدول العربية بالقصور، بدل توجيه الاتهام للاعداء الحقيقيين للعراق. وبدل تحميل المجرم الاكبر امريكا، وحلفائها الوزر الاعظم، فيما تعرض، ويتعرض له العراق شعبا، وو طنا من حروب، ودمار، وفساد، وطائفية، واقتتال، وتهجير، ونزاعات، واختفاء الخدمات، وقصورالدولة في ابسط، واولى مهماتها: توفيرالامن للمواطن. فهل يعي مثقفينا، وكتابنا، وصحفيينا هذه الحقيقة التي يحاول الاحتلال، بكل امكانياته، ان يشوها ويوظفها لصالحه. تصريح امريكا كان واضحا منذ اليوم الاول للاحتلال، من ان، قضية العراق قضية تخصها وحدها، ولا تسمح لاي "تدخل" في شؤون العراق الذي تحتله. لكنها سمحت بدخول "القاعدة" وكل عصابات القتل، والنهب، والمخابرات الاجنبية. اذا كانت دول اعضاء دائمة في مجلس الامن، ودول عظمى، وحليفة لامريكا لم تستطع ان تؤثر على مسار الامور، فكيف بالدول العربية ذات الامكانيات المتواضعة، والتي بمجموعها لا توازي الثقل الاسرائيل فكيف بالامريكي! ومع هذا تجرأت، واعلنت وقوفها ضد الغزو والاحتلال، وحذرت من نتائجه المدمرة. وكان موقفا صريحا، وشجاعا، وصحيحا اثبتت الاحداث انهم كانوا، ولا زالوا معنا. ولكن قوى معروفة جيدا عملت، وتعمل على تحجيم دور ذلك الموقف.
 
نتمنى ان يكف البعض عن ترديد مقولة، ان الفراغ الذي احتلته ايران سببه السلبية العربية  فهذا ادعاء ظالم، وتشويه كامل للحقيقة. فكيف يتمكن ان يقدم لك المساعدة من اغلقت بابك بوجهه؟! ان جولة رئيس الوزراء نوري المالكي العربية الاخيرة، ونتائجها الايجابية يثبت صحة رأينا!!
 
16/8/2008

211
واطفأت شمعة اخرى في ظلام العراق الدامس

لم يصح الشرفاء بعد من، صدمة اغتيال الانسان، العالم، المثقف، الاديب، الشاعر، الخبير، الاكاديمي، المستشار، المبدع، عاشق العراق كامل شياع. تأمر عليه "الحلفاء" في الحكومة "الوطنية" مثلما اغتال حلفاء الامس توفبق رشدي، وفكرت جاويد، وشاكر محمود، والخضري، وبشار ورفاقه، وعايدة ياسين، وصفاء الحافظ، وصباح الدرة، والعشرات غيرهم. كلهم يحملون نفس الامكانيات الكبيرة، التي حملها كامل شياع. كلهم عملوا، وناضلوا، وضحوا في سبيل سعادة، وحرية شعب العراق. كلهم كانوا يحلمون مثله، ان يعود العراق، الى مجد مسلة حمورابي ومكتبات المامون، وهيبة الرشيد، وابداعات المستنصرية. لكن الرياح السوداء العاتية لا ترتاح للشموع الموقدة. وخفافيش الظلام لا تهدأ، من شعاع الشمس المتسرب لكهوفها المظلمة. قد يفكر القارئ الكريم: هذه اتهامات جاهزة تعودنا عليها! او ردود فعل متسرعة لا ينبغي الاستسلام لها! او يتهمونا بالانقياد لهواجس غريبة تحت وقع الحزن، والالم، والضربة، والصدمة الشديدة، والخسارة الفادحة! قد يكون كل هذا، وذاك. فالحزن سيد الاتهامات، والخسائرالكبرى تخلق الاحباطات، وتحرك الهواجس، وتوقظ الشكوك، وتولد الظنون ، وتبرر التساؤلات. هل يمكن ان يقنعنا احد ان تحركات كامل شياع الحذرة لم تسرب الى القتلة؟ هل هي صدفة، ان يكون الوزير، ومستشاريه الاخرين في زيارة خارج العراق؟؟ ام انهم كانوا يحتفلون، مسبقا، بما خططوا له في التخلص من منافس نزيه، ومراقب شريف، وجدية مناضل، ودأب عراقي صادق، وحرص مهني بارع؟؟؟ اسئلة، وتوجسات، نامل ان، تكون مجرد هواجس، واوهام!! لكن هذا البلد الجريح عودنا على سوقية يصبحون رؤساء، واميين يتحولون الى ادباء، وجهلة الى علماء، وخونة الى وزراء، وشقاوات الى قادة، وزعماء، وملالي الى مرشدين وحكماء. بلد الاخوة، صاروا فيه كالاعداء، وحماة الثقافة مجرمين اشداء. لايهمنا من يزعل، او يحتج، او يبتأس، او يتضايق، او يعترض! فلن يعوضونا ما خسرناه. العراق الذي يغتال فيه العلماء، والادباء، والخبراء، والاطباء، والضباط، والطيارين، وكل الشرفاء يغادره الالوف من الكوادر المدربة، والعقول المجربة، والقدرات المتطورة، والشخصيات المتعلمة، يعود له واحد فيه كل هذه الصفات، والامكانيات اضافة الى الامانة، والاخلاص، والطيبة، والوفاء، والتواضع، والنزاهة، والشرف، وكل ما هو مفقود، ونادر الان في عراق الاحتلال الامريكي، وحكم المماليك. لا يصح محاسبة الجازع على جزعه فالحزن العراقي الصادق دائما ما يتضمن شق الجيوب، وخدش الخدود، ومشع الشعر، ونثر التراب على الرؤوس. لازلت اذكر، وانا صغير، كيف خرجت ام احدهم عارية تماما، وهي تلطم وجهها، وصدرها. فقدت صوابها، بعد ان، دهس احد اقاربها ابنها وفارق الحياة. كان حزنا بلا مجاملة، ولا استحياء، ولا تصنع. فالفجيعة ليس فقط ان تفجع بابنك، او اخيك. بل الافجع ان تاتيك الطعنة من احدهما. فيا حزننا، ويا فجيعتنا، ويا لخسارة العراق.
 
لن نقول وداعا ياكامل شياع، بل نأمل، انه بقي رجال ياخذون بثأرك، وثأر كل من اختطفته قوى الظلام لتهدأ روحك بين شهداء الشعب والوطن!!
 
رزاق عبود
29/8/2008

212

الطاقة النووية ليست في كل الاحوال سلمية*

عاد مؤخرا الحديث عن استخدام الطاقة النووية للاغراض السلمية. والمقصود به طبعا انتاج الطاقة الكهربائية بشكل اساسي تعويضا عن استخدام النفط، والفحم. وقد استغل انصار الطاقة النووية كمصدر "رخيص"، و" نظيف" لتوليد الطاقة بعد التغيرات المناخية بفعل مايسمى بالارتفاع الحراري العام في محيط الارض. ان ارتفاع اسعار النفط عالميا، وزيادة الضغوط من انصار حماية البيئه، وجمعيات المحافظة على الطبيعة، وضغط الكوارث المناخية من فيضانات، وسيول، او انحباس الامطار، وعواصف، ولمواجهة الضغوط الاقتصادية من المراكز الاقتصادية الجديدة في الهند، والصين، وروسيا، هي عوامل مساندة لانصار الطاقة النووية لرفع اصواتهم. وقد استغل ساسة كثير من الدول الارتفاع الحراري للدعوة، بشكل منافق، للعودة الى استخدام الطاقة النووية بدل مواجهة التغيرات المناخية باجراءات للمحافطة على البيئة، او فرض شروط على الصناعات الثقيلة. السبب الاساسي في تلوث البيئه. او اتخاذ اجراءات لتغيير نمط الحياة الاستهلاكية، والحد من التصحر، والتهام الغابات الاستوائية، وغيرها من اخطاء تغيير تناسق وجه الارض الطبيعي. بالادعاء كذبا، ان المحطات النووية لا تؤثر على المناخ، اولمواجهة خطر الركود الاقتصادي القادم، خاصة في امريكا، واوربا. لتخفيف حدة الرفض الجماهيري المتوقع. حيث اعلنت فنلندا،مثلا، انها ستبني ثلاث محطات جديدة، وكذلك اعلنت بريطانيا. وتحاول حكومة السويد اليمينية الحالية التنصل من القرار المتخذ بتفكيك المحطات الباقية. بعد ان فرض ضغط الراي العام غلق مفاعل في اولى محطات السويد النووية. وتنصلت ليتوانيا مؤخرا من تعهداتها بالتخلص من المفاعل النووي من طراز شيرنوبل. وكان التعهد احد شروط دخولها الى السوق الاوربية المشتركة (الاتحاد الاوربي). وهناك دول كثيرة تسير بنفس الاتجاه مستغلة ضعف الوعي البيئي عند الغالبية الساحقة من سكان البلدان الفقيرة. او في ابتزاز واضح بالتهديد بخطر الانكماش الاقتصادي القادم، واسعار النفط الفائقة الارتفاع، اوالتغيرات المناخية، والكوارث الطبيعية المحسوسة لكل انسان الان على اليابسة، وهي دعاية تؤثر على سكان البلاد الغنية. الامر الذي يعكس عدم اكتراث واضح في مصير البشرية، والكرة الارضية، واستخفاف كامل في حياة الاجيال القادمة. فجرائم هيروشيما، وناغازاكي ماثلة في الاذهان، ولازالت تبعياتها مستمرة في التشوه الخلقي لالاف المواليد الجدد. وهو نفس المصير الذي يعاني منه سكان، وبيئة المناطق التي اجريت فيها التجارب النووية كصحراء نيفادا الامريكية، وفي المحيط الهادي حيث اجريت التجارب البريطانية، والفرنسية. وفي مناطق عديدة من اراضي الاتحاد السوفيتي سابقا. ومنذ حرب الخليج الاولي فان العراقيين وسكان البصرة بالذات يعانون انواع الامراض، والعلل، وتفشي انواع السرطان بسبب استخدام القوات الامريكية، والبريطانية لليورانيوم المنظب في الذخيرة المضادة للدروع. وزادوها في حربهم المستمرة على العراق منذ احتلاله عام 2003. ان سكان شيرنوبل، والمناطق القريبة منها بشرا، وزرعا، ومياها، وجمادا شواهد رهيبة على الجحيم النووي. فمهما تطورت وسائل الصيانه فان الانسان يبقى معرضا لارتكاب الخطأ. واي خطأ؟! ويكشف الصحفيون بين فترة واخرى، رغم التعتيم المنظم، عن اخطاء، وفضائح كبيرة، وكثيرة كادت تؤدي الى كوارث افظع من شيرنوبل في امريكا، وبريطانيا، والسويد، واليابان، وغيرها. الحرائق النووية تحاط بكتمان متشدد بعكس حرائق الغابات التي تصاحبها ضجة اعلامية. كما ان الكثير من البلدان مثل ايران، واليابان، وامريكا تقع على خط الزلازل الذي لا ينفع معه اي اجراء  للصيانة في ما لو حدثت الكارثة. ان المدعين ب"نظافة" الطاقة النووية يتعمدون اخفاء حقيقة ان الفضلات النوويية لا يمكن التخلص منها ابدا. وان وسائل اخفائها في اعماق الارض لا يعني التخلص الدائم منها فالاشعاع يتسرب على مدى السنين. وبما انه لا يوجد عاقل الان، لا يقر بكروية الارض، فانك كلما تعمقت مبتعدا عن ارضك فانك تعرض جارك في الجهة المقابلة للاشعاع باقترابك منه. اضافة الى اخطار الحرائق، والزلازل، والمياه الجوفية المتلوثة التي لاتعرف الحدود. واذا كانت الفضلات النووية السويدية اكثر الدول انفتاحا، وتقنية لم تجد بعد المقبرة النووية المناسبة فكيف بالهند، او باكستان، او ايران. الامر لا يقتصر على اطلاق المارد النووي، واستخدام طاقاته. الخطر الاكبر، والتحدي الاهم هو في امكانية السيطرة على هذا المارد ومزاجه المتقلب. ولم تقم اي جهة علمية، او سياسية حتى الان بتطمين البشريه من هذا الخطر الرهيب.
 
ان الدعوة للمحافظة على البيئة، والسيطرة على التغيرات المناخية لا يتم بوضع الديناميت النووي في اعماق الارض المعرضة للتحرك، وحدوث الزلازل، وانفجارالبراكين، وحركة المياه الجوفية، والحرائق الواسعة، والاعصارات الفتاكة. ناهيك عن الاخطاء البشرية التي لايمكن توقعها مهما اتخذ من اجراءات الصيانه، والحذر. ففضائح الاخطاء، والزلات البشرية تتوالى في اكثر الدول تقدما في التقنية، واستخدام التكنولوجيا المتطورة.
 
لقد اكتشف نفق في طبقة الاوزون في بداية سبعينات القرن الماضي وتم معالجة هذا الخطر الى درجة كبيرة، بمحاربة اسبابه. والصور الحديث لناسا تشير الى تحسن كبير في طبقة الاوزون الامر الذي يمنع وصول الاشعة القاتلة الى جو الارض. ان تقليل استخدام النفط، والفحم، وترشيد استخدام الطاقة الكهربائية، والمياه، والحد من استخدام المبيدات والاسمدة الكيمياوية، وغيرها من اجراءات المحافظة على البيئة، تخفف من اثار ونتائج الحرارة المناخية. الطاقة المائية، والهوائية لم تستنفد بعد، ولا يمكن ان تستنفد. يقدر ان 70% من الطاقة الكهربائية في الدنمارك تاتي من استغلال الرياح، وقد بدأت بهذا المنحى منذ ازمة النفط العالمية في منتصف سبعينات القرن الماضي. وتتبعها الان الكثير من الدول. الدنمارك الان مصدر40% من التوربينات، واجهزة، وتقنية استغلال الطاقة الهوائية لتوليد الكهرباء. كما ان الطاقة الشمسية، وخاصة في بلداننا العربية لا زالت تذهب هباءا. ربما لاتريد اوربا تبديل اعتمادها على نفط العرب، والشرق، وروسيا الى تبعية الى شمس العرب، والافارقة. فعلينا المبادرة في اجراء البحوث، والتجارب على الطاقة التي تذهب هباءا، قبل ان نجد انفسنا بلا نفط، ولا موارده، بعد ان يجد غيرنا مصادر اخرى للطاقة.
 
رزاق عبود
 
* في رسالة سابقة طلب مني الاستاذ حسن اللواتي المشرف على نشرة "المسار" في جامعة مسقط المساهمة في ملف حول استخدامات الطاقة النووية. وقد ارسلت له،وقتها، المساهمة اعلاه. ونظرا للحديث الجاري عن الاستخدام السلمي للطاقة النووية في منطقتنا، ولتعميم الفائدة اقترح علي احد الاصدقاء نشر الموضوع. اتمنى ان يكون مفيدا!!

213
بصراحة ابن عبود
 
خارطة العراق كانت وستبقى وسيزول الحاقدون

منذ سنوات بدات بعض الاوساط في الخارج تردد نغمة نشاز،ارتفعت بعد سقوط النظام الفاشي على يد اسياده القدامى، وبدعم من عملائهم القدامى، والجدد. وهي ان خارطة العراق الحديث وضعتها بريطانيا بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى، واحتلالها للعراق. ويردد هؤلاء الخونة، والحالمون بتمزيق وحدة العراق الجغرافية، وتمزيق وحدته الوطنية، واوصاله الشعبية، ما يقوله اعداء العراق. متناسين ان عراق وادي الرافدين هو ذاته العراق قبل، وبعد الغزو الفارسي الذي اسقط بابل. ودولة الاشوريين مكانها المحافظات الشمالية، او ما يطلق عليه الان "كردستان العراق". فالتاريخ، والاثار، واسماء المدن، والحواضر تصرخ باسماء اشورية، وبابلية، وارامية. وفارس احتلت العراق وضمته بمساحته الحالية. وفعل نفس الشئ الاسكندر المقدوني الذي اتخذ من بابل عاصمة لامبراطوريته التي امتدت الى الهند. وقبل الاسلام كانت التسمية ايضا عراق، وبحدوده الحالية، وفي زمن الامويين، والعباسيين وقبلهم الخلفاء الراشدين. وقسمه العثمانيون الى ثلاث ولايات هي البصرة، وبغداد، والموصل. بعد ان انتقل مركز الخلافة الاسلامية الى الاناضول: تركيا الحالية. وولاية الموصل تضم كل المحافظات الشمالية. وابقى الحكم العثماني التقسيم ذاته حتى الاحتلال البريطاني للعراق في سنوات الحرب العالمية الاولى. واختلفت الدولة التركية الحديثة مع بريطانيا حول ولاية الموصل التي طالبت بها تركيا. التي لازالت تطالب بكل اراضي الدولة العثمانية من هنغاريا حتى الفاو. وقد عولج الامر عن طريق الاستفتاء الذي حسم الامر بالانضمام الى "الدولة" العراقية الحديثة(ليس العراق الحديث). علما ان محمود الحفيد شارك بثورة العشرين كعراقي، وليس ك"كردستاني". وجاء مع قواته الى الجنوب، والوسط الثائر بوجه الاحتلال البريطاني. حتى في اشعار العرب القديمة، وشعراء اكراد العراق ذكرلاسم العراق كوطن واحد. لذلك فالنغمة التي تشكك الان من خارطة العراق مفتعلة وليست صحيحة. فعرب الجزيرة الذين غزو العراق باسم الفتح الاسلامي أسموا الغزو فتح "العراق"، وفتح فارس، وفتح الاناضول الذي تم على يد المغول. وبريطانيا احتلت "العراق" اثناء الحرب العالمية الاولى، وليس الوقواق. ولم تغير،او تضيف لخارطته شيئا في حدوده الشمالية، وما اختلف عليه مع ال سعود سمي المنطقة المحايدة التي منحها صدام للملكة العربية السعودية لقاء مساعداتها(قروضها) في حربه ضد ايران، وكذلك فعل مع الاردن. مقابل دعم الملك حسين المطلق للحرب. كما منحت بريطانيا عربستان التي كانت شبه مستقلة عن الدولة العثمانية الى شاه ايران لاسباب ليس المجال لذكرها الان! فكيف اصبحت الخارطة مفتعلة ايها المفتعلون؟؟؟؟
 
كان في العراق قبل الفتح الاسلامي دولة عربية، اصبحت في فترات ما، خاضعة للنفوذ الفارسي (كما هو الحال الان). وكان سكان العراق وقتها مسيحيين، ومجوس، ويهود، ومندائية، وديانات اخرى. وتطورت مدن جديدة في العراق "العربي". كانت هي ايضا موجودة قبل الفتح الاسلامي كالبصرة، والكوفة، وواسط التي اعيد تمصيرها وبنيت بغداد في زمن المنصور. ولكننا لم نسمع ببناء دول او مدن جديدة في شمال العراق فهي موجودة امتدادا لتاريخ العراق الاشوري، وما قبله. وسكانها الاكراد دخلوا البلاد، واختلطوا مع اهلها، وسكنوا الجبال لانهم اصلا جاؤوا من القوقاز. وهم اخر من اسلم، وبدون فتح، ولا غزو. والسليمانية هي بالاساس معسكر السلطان العثماني سليمان العسكري، وكان اغلب جنوده من الاكراد. لقد صبغ العرب الفاتحين العراق بصبغه عربية اسلامية، وصبغ الاكراد شماله باغلبيتهم الكردية. ولكن سكان الارض الاصليين هم الاشوريين، والكلدان، والسريان، والايزيدية، والشبك، والهورامان، والباجلان. تكرد البعض وبقي الاخر محتفظا بلغته، وسماته، واديانه، وثقافته المميزة. كما تعرب ما بقي من اتراك، وشركس، والبان، وزنوج، وغيرهم في المنطقة العربية. في حين حافظ التركمان، والاكراد الفيلية مثلا على لغتهم، وسماتهم القومية بسبب تواجدهم في مناطق خاصة بهم. ولا ينافس احد وطنية الكرد الفليلية ولم يشكك بولائهم سوى نظام صدام الفاشي. لذا فالتوسع، والامتداد لا يمنح الحق بالادعاء بملكية الارض. فلا الاكراد الفيلية اعتبروا عگد الاكراد في بغداد ولاية لهم، ولا تركمان كركوك ادعوا احقيتهم بحكم العراق، او تكوين حكومة اقليم خاص بهم. كما تدعي تركيا بولاية الموصل، وقبرص ،وجزر يونانية كثيرة. وكما يدعى الفرس الشيعة الان، ان العراق كان فارسيا، ويجب ان يعود لهم. سيطالب الغزاة العرب اذن بالاندلس. لقد كانت بغداد في يوم ما(وربما لا زالت) اكبر مدينة كردية في العراق. ولم يزاحمهم احد بمحلاتهم. فكانوا اول الرياضيين، واول المطربين، والملحنين، والرسامين. انهم عراقيون اكراد كما هو حال الكلدان، والاشوريين، والتركمان، والسريان، والارمن، الذين استوطنوا العراق. وان اخر رئيس وزراء في العهد الملكي كان كرديا ولم يعتبر العراقيون الاكراد بسبب ذلك انهم ملكيون او من جماعة نوري السعيد. كما يحاول القوميون المتعصبون الاكراد اليوم تصوير كل العرب كاعداء لهم.
 
ان لعبة التقسيم، التي اتفقت عليها عصابة الخمسة في لندن، ثم سافرت، وسلمت شرفها لسيدها الجديد في واشنطن هم من اتفقوا على تقسيم العراق، وجاؤوا ببدعة الفدرالية غطاءا، وتورية لتقسم العراق بين الشيعة(الطائفيين من زعماء الشيعة) والاكراد(زعماء التعصب الكردي). وحصر العرب السنة في المناطق الغربية، وفرض الواقع في الجنوب، والشمال في تواطئ واضح مع ايران، والزعامات الكردية، والزعامات الشيعية العميلة. عن طريق الخطوات الانفصالية التدريجية في الشمال، وعبر عرقلة اعمار الجنوب، و تحسن الوضع الامني، و المصالحة الوطنية، لتبرير انفصاله بعد ذلك ليتمتع سادتهم في طهران بنفط، ومياه البصرة وحقول مجنون. لكن شعب العراق رجال، ونساء انتفاضة اذار، وابطال مقاومة الاحتلال، واحفاد ابطال ثورة العشرين من العرب، والاكراد، والتركمان، وكل قوميات شعبنا التاريخية وعوا اللعبة، وفهموا المؤامرة. لذلك تجد الاصوات ترتفع اليوم في كل مكان لعراق واحد موحد بعد ان اتضحت المؤامرة الكبيرة على العراق بدعم صهيوني، واحتلال امريكي، وتسويق من الكونغرس اليميني المحافظ، وحرب اهلية شعواء مستترة باغطية طائفية.
 
العراق يا سادتي يا مهندسي التمزيق خارطته موجودة في سجلات الغزو الفارسي، والمقدوني، والصفوي، والعثماني، والبريطاني، والامريكي  حاليا، ولن ينجح تلامذة المخابرات الصهيونية، وخدم اطلاعات الايرانية في توريط اكراده، وشيعته في مؤامرة ضد وحدة العراق. فمصالحهم السياسية، والاقتصادية، وعلاقاتهم الاجتماعية اقوى بكثير من طموحات "الزعماء" القومين، والطائفيين المتعصبين. الذين يريدون تحويل العراق الى امارات منفصلة كي يسهل اكلها من الطامعين. وها نحن نرى كم "كردستان" موجودة في شمال العراق وكم "فدرالية" شيعية في جنوب، ووسط العراق. ان التمسك بتاريخ العراق، ووحدة ترابه لايعني التنكر لوجود الاكراد، او التركمان، او اية قومية اخرى، لكن الكل عراقيون. الهوية الوطنية عراقية وليست كردية، او عربية، او شيعية، او سنية، او مسيحية، او تركمانية، او مندائية...ألخ لهذا نجد التهميش، والاجحاف، والظلم المقصود ضد الاكراد الفيلية بسبب تمسكهم بهويتهم العراقية. ان مايتمتع به الاكراد في شمال العراق هو من خيرات كل العراق. لكن الزعماء يريدون ان يحصروا الثروات بايديهم، بعد ان اشتغلوا جحوشا لدى الشاه، وصدام، وملالي ايران، وعسكر تركيا، والامريكان، والصهاينة وغيرهم. ان لعبة التقسيم لن تمر، وسيكشف التاريخ ان الكثير من الجرائم المرتكبة في كركوك ومناطق الشمال، وبغداد، ووسط، وجنوب العراق الاخرى ساهمت فيها المليشيات المساة بالبيشمرگة بعد ان اخترقها الجحوش، وشوهوا تاريخها النضالي، مثلما اخترقت المليشيات الطائفية، واجهزة صدام السابقة اجهزة الجيش، والامن الجديدة، واجهزة الحكم كافة. وسينتفض ابناء الشمال ضد من فرق مدنهم الكردية الى مناطق نفوذ، واقطاعيات، ونقاط حدود، وگمارك بين المدن، والقرى، والارياف. لقد استقبلت جماهير الجنوب، والوسط الاكراد المرحلين الى مناطقهم بالترحيب، والاحترام، والتعايش، والمساعدة نكاية بانظمة الحكم الديكتاتورية. واليوم يرفض "زعماء" الاكراد السماح للعراقيين(غير الاكراد) من الاستقرار المؤقت في "كردستان"! ان الاكراد في الشمال، لايقلون كرما، ووفاءا عن العرب في الجنوب، والوسط. لقد تحملوا عبأ استضافة المعارضة لنظام صدام 35 عاما، وحتى قبل ذلك، وسيرفضون هذه المعاملة اللاانسانية بحق مواطنيهم الذين قدموا لهم كل الدعم، والمساعدة ايام محنتهم. وسيناضلون من اجل ان تبقى مدنهم الكردية عراقية يشاركهم فيها العرب، والتركمان، والاشوريين، والسريان، والكلدان، والشبك، والهورمان، والايزيدية، وغيرهم كما يشارك الاكراد ،بكل حق، العرب والتركمان في مدنهم في البصرة وبغداد، والموصل، وكركوك، والحلة، والنجف، والديوانية، وغيرها. ولم نسمع ان ولايات فدرالية امريكية(نيويورك مثلا) منعت انتقال سكان من ولايات اخرى، او رحلتهم لان اصلهم من شيكاغو، او تكساس كما يحصل مع سكان كركوك من العرب، والقوميات الاخرى. ولم يحصل في المانيا الاتحادية، ولا حتى في سويسرا الكونفيدرالية.
 
ان انتفاضة اذار عمت العراق كله، ووحدته مثل ثورة العشرين، لكن خيانة الزعماء الاكراد وزعماء الشيعة ابقى صدام في السلطة، وهاهي نفس الزعامات تبقي العراق في دوامة من الحرب والقتل، والتمزق، والتهجير، والتشرد، والطائفية بعد ان استقدموا قوات اسيادهم لاحتلال العراق.
وسيبقى صدى صوت احمد الخليل يصدح في كل ارجاء العراق رغم انف الحاقدين:
"گلوبنا تهتف سوه جنوب وشمال
هربچي، هربچي، هربچي
كرد وعرب رمز النضال"

214
بصراحة ابن عبود
 
حول محنة المهجرين والمهاجرين العراقيين
 
تشريد العراقيين وسيلة الاسلاميين  للحكم في العراق

بعد سقوط النظام الفاشي على يد اسياده، بعد ان تخلى قادة الجيش عنه، وقررت الجماهير(حتى الحزبية) عدم حمايته من مصيره المحتوم رغم كل السلاح الذي وزع عليهم ورغم كل مخازن السلاح المنتشرة في كل العراق. جاء المحتل وعملائه بلعبة الطائفية وهم يرون تعطش الناس للديمقراطية، ورغبة العراقيين للعيش بشكل متمدن كغيرهم من البشر.هالهم ذلك التسامح العجيب الذي ابدته الجماهير، وعدم انجرارها وراء القتل الكيفي، والانتقام العشوائي، والتصرفات اللامسؤولة. افزع ذلك الطائفيين المتخلفين، والصهاينة، وساسة البنتاغون الذين خططوا ويخططون للاحتفاظ بالعراق قاعدة لهم. فامروا عملائهم، وارسلوا بريمر ليدمر المجتمع العراقي، واجمل خصائصه التسامح، والتعايش. بعد ان دمر جيشهم، وحصارهم كل البنى التحتية للبلد. وتضاعفت الامور فظاعة، بالتدخل الواسع لايران، وبكل الوسائل القذرة، واستلت الغرائز الهمجية العدائية من كهوفها، وابعثت من جديد في حملة رهيبة من التضليل، والخداع، والابتزاز، والتهويل، والتحريض، فاعادوا العراق الى ماقبل التاريخ. وصارت المليشيات الطائفية هي الحاكم الفعلي في كل مكان حتى في اجهزة الدولة. وتحول العراق الى ساحة عداء. الكل يعادي الكل، والكل يخشى الكل، وانعدمت الثقة بشكل كامل، اوهكذا بدى للوهلة الاولى. هواجس عجيبة غريبة قسمت، وفرقت، وصنفت، ومزقت البيوت، والعوائل، والاقارب، والمحلات، والعشائر، وحتى الاحزاب بفتنة قذرة. لكن العراقيين، وبحسهم الفطري النبيل، ورغم محاولات العصب الطائفية العميلةالحقيرة، صحوا بسرعة، ووعوا المؤامرة المدبرة ضد شعبنا، ووطننا. وقد لعبت الاحزاب، والقوى الوطنية، والتقدمية، والوجوه المثقفة، ورجال الدين المتنورين، وكل الطيبين، والمتسامحين (العراقيين الحقيقيين) في تحقيق هذه الصحوة، والا لاختفى العراق من خارطة العالم. رافق ذلك الاخفاقات، والسرقات، والنهب، والاحتيالات، والمحسوبية، والفساد باشكاله، وانواعه في تعرية الطغم الطائفية الحاكمة في المركز، والمحافظات. لكن قوى الظلام استمرت بالتحرك باشكال اكثر عنفا، واكثر فاشية، واكثر سفالة. واستمرت التهديدات، والاغتيالات، وتم تهجير ملايين العراقيين الى داخل وخارج البلد. ومثلما تاجروا بالدين، والطائفية، تاجروا بارواح، واعراض، واملاك الناس، وسيطروا على بيوت المشردين بطريقة "اسلامية". فالسبي الطائفي في العراق اجاز كل شئ. احتلوا بيوت المهجرين(كما فعل صدام مع بيوت الاكراد الفيلية) وباعوها، اجروها، هدموها، نهبوها من اجل ان لايعود الناس اليها. وهاهم اليوم ينفذون ما خططوا له. يريدون ان يستمر التطهيرالعرقي، والديني، والطائفي، بل حتى العشائري في مدن العراق. لكي لايعود الناس من كل الطوائف، بعد ان، كشفوا اللعبة ليزيحوا هؤلاء القتله من مواقعهم في مجالس المحافظات، والحكم، والتسلط، والتحكم برقاب الناس بشكل يحن فيه الناس لايام زمان، ويترحموا على صدام المجرم. يحاولون اليوم بكل صلافة منع عودة المهجرين والمشردين من الداخل، والخارج الى مناطق سكناهم الاصلية "باخلاق اسلامية عالية". يشردون الناس، ويسبوهم مثلما سبى يزيد عائلة الحسين واعوانه! فما الفرق اذن؟! انهم يتاجرون بماساة، ومعاناة العراقيين للكسب السياسي، كما تاجروا بماساة كربلاء لسنوات طويلة لكسب المال، والمواقع.
 
الدول "المضيفة" شلون ضيافة؟؟. تضخم عدد المهاجرين اليها لتستفيد من المساعدات الدولية التي تذهب لجيوب المسؤولين، والموظفين الفاسدين فيها، والجمعيات الانسانية(!) تفعل نفس الشئ لان محنة العراقيين اصبحت تجارة رابحة، ومهنة تدر الملاييين. الاحزاب الاسلامية الحاكمة في المحافظات، ومليشياتها المقنعة، وباساليبها الوضيعة تمنع "خطط" الحكومة لاعادة المشردين الى بيوتهم. لكي لا يساهموا في انتخابات المحافظات القادمة. واصروا على فرض نص يمنع المهجرين من التصويت، لكي لا تؤثر اصواتهم على وضعهم الانتخابي. خاصة وانهم في الخارج عرفوا حقائق كثيرة، وتفتحت عيونهم على امور عديدة. كما ان تاثير تلك العصابات الطائفية اقل بكثير في دول المهجر. وان استمر الضغط النفسي، والشحن الطائفي خاصة بين بسطاء الناس، وجهلة العامة. يخافون عودتهم وهم يرون ان العراقيين بمختلف مذاهبهم، واديانهم، وطوائفهم، وقومياتهم يعيشون في دول المهجر مثلما عاشوا قديما في العراق دون حساسيات، ولا نزاعات، ولا حروب، ولا ميليشيات. ان الاسلاميين بعد ان ذبحوا الاف العراقيين وشردوا ملايين منهم لم يتورعوا اليوم عن الاستفادة من جرائمهم في النهب، والتشريد، والترهيب، وشحن روح العداء بين العراقيين. واستخدامها بوقاحة لاستمرارهم في حكم الناس بالقوة، وسرقة اموال الوطن. يجب تعرية الدور التخريبي المعرقل لهؤلاء الاوباش،الذين لا زالوا ينفذون قوائم الاغتيالات بحق العلماء، والاطباء، واساتذة الجامعة، والكوادر الفنية، والعسكرية. وافراغ العراق من العقول. اضافة الى الانعدام شبه الكلي للخدمات، والامن، وابسط مستلزمات العيش.
 
ان حكومة بغداد، وهي بغالبيتها اسلامية  ومن نفس الاحزاب المجرمة. يبدو انها تستخدم مبدأ التقية في "الدعوة" الى عودة المهجرين، وتمنح الاردن، وسوريا ملايين الدولارات، والتسهيلات النفطية، والتجارية، والمالية، لابقائهم هناك. وليتها قدمت هذه الملايين التي تصرفها على الدعاية في تمكين الناس من العودة الى ديارهم وبيوتهم. بلد النفط، والميزانية الخيالية، وباسعار النفط العالية. تمنح مساعدات الى ايران، وسوريا، والاردن، وغيرها، وتحجبها عن مواطنيها المحتاجين. ماذا لو خصصت مليارات قليلة من الدولارات لعودة المهجرين لعادوا رغم انف الاحزاب الاسلامية الطائفية، على ان تتولى قيادة العملية قوى وطنية، وعالمية متخصصة ونزيهة لها خبرة في تنظيم عودة المهجرين. وقد نجحت العملية في دول عديدة اهمها البوسنة فلماذا لا تنجح في العراق. لو قضى نوري المالكي على نفوذ المليشيات السياسي مثلما قضى على نفوذها العسكري (على قسم منها) وخصص المليارات الضخمة التي يخصصها للحملات العسكرية التي تستفيد منها شركات بيع السلاح الامريكي اكثر مما يستفيد منها المواطن العراقي، لعاد الناس الى ديارهم، وعاشوا بامان، وسلام، وتسامح، وتصافي. فلقد تعرت مخططات الطائفيين من القاعدة حتى الاحزاب الحاكمة في بغداد. لو عادوا لقضوا بانفسهم على الارهاب والارهابيين. هذا اذا كان المالكي لا يؤمن بمبدا التقية ويعمل به. والا لكان حاسب ممثلي المليشيات في مجلس وزرائه التي تقوم بالتصفيات والاغتيالات لحساب اسيادهم في الخارج  لتفريغ العراق من امكاياته البشرية التي عرف بها على مر التاريخ. التاريخ قاس في احكامه، ومثلما تعرت خطط الطائفيين، ستتعرى القوى، والاحزاب، والشخصيات التي تساندهم بالسر. وهذا سر خوفهم من عودة المهجرين الذي عرفوا حقيقتهم، وتخلصوا بشكل كبير من سطوتهم الروحية.
بس ياترى "ابو الويو يجوز من عادته"؟؟؟!!!
 
وهناك اسئلة لابد من طرحها:
متى يعاد الامن، والامان الذي وعد به المواطن حتى يتشجع للعودة؟
اين يسكن المواطن الذي نهبت المليشيات اثاثه، وهدمت بيته، او باعته لاخرين،اواستولت عليه؟
هل تحسن الوضع الامني فعلا، وماذا عن الخدمات، والماء، والكهرباء، ولا نفط، ولا بانزين؟
هل توقفت الاغتيالات، والتصفيات، ام ان القوائم تطول، وتتجدد، وتتسع؟ ولماذا لا يحاسب احد؟
لماذا لا تتطور جهود الحكومة لاتخاذ الاجراءات، بدل الاكتفاء بالتوصيات، فوزير الهجرة، والمهجرين نفسه يشكو من سلبية الحكومة؟
لماذا يضغط المالكي، وزيباري على الدول الاوربية على اعادة اللاجئين العراقيين، ولا يسألهم ويسال امريكا لماذا يسرقون الكوادر العلمية العراقية، وفي مقدمتهم الاطباء؟
لماذا لا تعود عوائل المسؤولين الكبار، وقادة الاحزاب الحاكمة الى العراق اذا كان الامان متوفرا كما يكرر رئيس الوزراء؟ يوصي بالصلاة وينسى نفسه!!!
ويبقى السؤال الاهم اذا كانت الحكومة كلها لاجئة عند الامريكان في المنطقة الخضراء، ولا تستطيع حماية نفسها فكيف تحمي المهجرين المغلوب على امرهم؟ فاقد الشئ لا يعطيه يا ابو النور!!
ولابد من السؤال المدمرالى متى يبقى العراقي ينادي:
اذا ما ناديت ناديت حيا   ولكن لا حياة لمن تنادي
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
1/8/2008

215
بصراحة ابن عبود
 
سؤال للدكتور كاظم حبيب:
هل صحيح ان في كل عراقي يسكن  صدام حسين؟؟!!
 
قبل فترة كتب البعض، وتندرعلى، وعارض، واستكبر مقولة الشعب العراقي "العظيم". ومنهم استاذنا الدكتور كاظم حبيب. كما كررالكثير من الكتاب، والمتحثين، للاسف، ان "في كل عراقي يسكن صدام حسين". ويقصدون العنف، والوحشية، والقمع، والغدر، والخيانة، والسادية، والتسلط، والتعنت، والقتل، والفردية، والديكتاتورية، والدموية، والسادية، والتعطش للدم، و.. و.. وغيرها من الصفات الهمجية التي ميزت شخصية الفاشي صدام حسين.
 
فهل هذه فعلا سمات كل عراقي؟؟؟!!
 
في اليوم الاخير لايام الثقافة العراقية. التقليد السنوي الجميل لنادي 14 تموز في ستوكهولم، و المخصصة هذا العام لتمجيد اليوبيل الذهبي لثورة 14 تموز المجيدة. كان المحاضر يوم 14 تموز 2008 هو الكاتب المعروف الدكتور كاظم حبيب، الذي شتم الحاضرين(عن غير قصد) بهذه الفرضية الظالمة مرة اخرى. وطبعا صفق له البعض بحماسة البلاغة التي تعود خطبائنا على خداعنا بها كما يفعل سياسيو الغرب، وكنت اظنها بدعة عربية قبل ذلك. نسي الكتاب، والمتحدثين الذين يكررون هذه العبارة الظالمة، بحق العراقيين. ان الامور لا تعمم، واننا عندما نقول "العراق العظيم" لا نقصد "عراق صدام" كما كان يردد الديكتاتور المقبور. والشعب العراقي العظيم. لانقصد به الثلة المجرمة التي تحكمت برقاب العراقيين منذ 8شباط 1963 حتى 9نيسان 2003 وبعدها باشكال، وصور مختلفة، وبمسميات اخرى، وبدرجات اقل، وغير مباشرة. 
 
نحن نقصدالشعب العراقي العظيم الوريث لاقدم، واعظم الحضارات البشرية. وقاهر الطوفان، والطاعون، والغزوات، والاحتلالات المتعاقبة. نقصد الفلاحين الذين فرضوا على الانكليز حكما وطنيا بقوة المگوار الذي انتصر على المدفع( الطوب احسن لو مگواري). نقصد الشعب العراقي الذي خرج صباح الرابع عشر من تموز ليحمي ثورته، ويشل تحرك القطعات المعادية للثورة وكانت اكبر بكثير من امكانيات الثوار. الشعب الذي شل الاسطول الامريكي السادس، الذي نزل في لبنان، وقوات الليفي البريطانية التي نزلت في الاردن لاجهاض الثورة، واعادة العراق (الحصان الجامح) الى اسطبل النفوذ الانكلو امريكي، وحلف بغداد، وحكم نوري السعيد. الشعب الذي اسقط قبل ذلك معاهدة بورتسموث، وفرض انتخابات ديمقراطية نسبيا عام 1954 وتضامن مع مصر ضد العدوان الثلاثي، ومنع نوري السعيد من اين يكون العراق الطرف الرابع في العدوان، كما تسعى امريكا الان، ليكون العراق منطلق عدوانها وتأمرها على دول الجوار وقوى التحرر في المنطقة. الشعب الذي فرض مجلس الاعمار، و"خبز الاعاشة". الشعب الذي خرج عام 1961 يطالب بالسلم في كردستان. الشعب الذى حمى التاميم عام 1972. الشعب، الذي لم يحم صدام، وساهم فعليا بسقوطه. عندما نقول الشعب العراقي العظيم نقصد مهدي الخالصي، وعبدالجبارعبدالله ، ومحمد سلمان حسن، وعبدالفتاح ابراهيم، ويوسف سلمان، والاب انستاس الكرملي، وعزيز شريف، والرصافي، ومظفر النواب، والجواهري الكبير، نقصد بدر شاكر السياب، ونازك الملائكة، وسعدي يوسف، ومحمد سعيد الصكار، وعبدالوهاب البياتي، ورشدي العامل، ومصطفى جمال الدين، وهادي العلوي، وغالب طعمة فرمان، وزينب، وناظم الغزالي، ومحمد الكبنجي، ويوسف العاني، وقاسم محمد، وجواد سليم، وفائق حسن، وفؤادالتكرلي، وخضير عبدالامير، وعبدالله كوران، وبي كه س، ومهدي المخزومي، وابراهيم السامرائي، والاف مؤلفة من المبدعين، والمناضلين، والشهداء في سبيل عراق خال من العنف، والاقتتال من كل مكونات الشعب العراقي.هذا الشعب الذي يرفض ان يموت، يرفض ان يستسلم، يرفض ان يشوه تاريخه. فتصدى للطائفية، والطائفيين، مؤخرا، وافشل مخططاتهم لرسم العراق بخارطة طائفية، بغيضة.
 
ان شخصية صدام حسين ليست عراقية، ولا تميزالعراقيين. انها فريدة في اجرامها مثل ناظم كزار. تلتقي في همجيتها، مع عصابة تاريخية من القتلة، والمجرمين من الحجاج، وهولاكو حتى عيدي امين مرورا بستالين، وبول بوت، وهتلر، وموسيليني، وفرانكو، وباتيستا، وبينوشيت، وغيرهم ممن غرقوا بدماء شعوبهم. في مسيرة التاريخ العالمي يغافل هؤلاء المجرمين التاريخ، ويعتلوا سدة السلطة ليرتكبوا المجازر بما تسوله لهم نفسياتهم المريضة، وعقدهم البائسة. وانت تعيش في المانيا يا استاذنا، لا يمكن ان نحرم الشعب الالماني مثلا من صفة العظمة، وهو يفتخر بماركس، وبريخت، ونيتشة، وغيرهم. لايمنعهم ان النمساوي المعقد هتلر قادهم، وقاد العالم الى دمار الحرب العالمية الثانية، ولا يتحمل الشعب الجيورجي جرائم ستالين بحق رفاقه، وشعوب الاتحاد السوفياتي، والعالم باسره. والحديث يشمل موسوليني ايطاليا، وفرانكو اسبانيا. وغيرهم ممن تحتقرهم شعوبهم، وتنظر اليهم كلطخة عار كريهة تشوه تاريخهم. انا اعرف انك تقصد النزعة التهميشية، والفردية، والقسوة، وغيرها من صفات العنف الفردي. وهذه لا يختص بها الشعب العراقي. بل ان مراحل التطور الاجتماعي هي التي تفرض نمطا من التعامل، والسلوك البشري. ففي الوقت الذي يصفق فيه مثقفونا لاوربا متناسين تاريخها الاستعماري، يقوم مثقفوا اوربا بتعرية التاريخ الدموي الاستعماري المخزي لبلدانهم. اوالمديح المج، والاشادة النشاز الان لامريكا، ومشروعها "الديمقراطي" المحمول على دبابات الاحتلال العسكري، وهم يعرفون جيدا تاريخها الدموي، واهدافها في غزو العراق، واحتلاله، الامرالذي يصرح به حتى مرشح الرئاسة الديمقراطي، ومسؤولين سابقين، وحاليين كبار في المؤسسة الامريكية ومن الحزبين.
 
العراق، والعراقي فيه قيم انسانية رائعة كثيرة تطغي على مايشذ احيانا. فصفات،الطيبة، والنخوة، والكرم، وحسن الضيافة، واحترام الغريب، وعزة النفس، وتقدير المبدع. هذه القيم الجميلة هي ما مايميز، ويجمع العراقيين، وما يتفاخرون به، وليس جرائم صدام. ان سرسري مثل صدام لا يمكن ان يكون صورة لكل عراقي. فكثيرا ما نسي العراقيون جراحهم في سبيل المصلحة العامة. وكثيرا ما هبوا لنجدة بعضهم رغم كل الفوارق، والاختلافات. ومن المؤسف ان تخرج هذه الشتيمة من الشخص الذي شاهد، وعاش، وخبر الكثير، وهو يتحدث عن شخص عراقي (عبدالكريم قاسم) عرف بالتسامح حد السذاجة. بل ادى به مبدأ  "عفا الله عما سلف" ان يكون صدام حاكما للعراق، وعلى مدى سنوات اذاق فيها العراقيون الذل والهوان.
 
مع كل الاحترام والتقدير للمحاضر كاظم حبيب، وكل العظمة لشعب تموز، وثورته العظيمة!!
 
رزاق عبود
15/7/2008

216

ما المقصود ب "كركوك محافظة كردستانية"؟؟؟!

 

"كركوك محافظة كردستانية وفيها اقليات اخرى"! تصريح نائبة "كردستانية". لو كنت قد سمعت ذلك من شخص اخر، لو قرأته في صحيفة ما، او في مواقع الانترنيت لما صدقته! لكني سمعت ذلك باذني ورايت بعيني تلك النائبة تؤشر بيدها للصحفيين بكل تحدي، ان لم نقل شيئا اخر. هل كردستان دولة جديدة لم نسمع بها؟ هل استقل(انفصل) "اقليم كردستان" ولا ندري بحيث صارت له محافظات، والعرب، والتركمان فيه اقليات تناضل من اجل حقوفها، والاعتراف بحق تقرير مصيرها، والحصول على الجنسية الكردستانية مثل سكان القدس؟؟؟؟؟.

 

الذي تعلمناه، ودرسناه في كتب الجغرافية، والتاريخ(ليس الكتب المدرسية فقط) ان العراق فيه محافظات شمالية بعضها تسكنها اغلبية كردية. الذي نعرفه ان اغلب سكان العراق هم من العرب، وهم شركاء مع بقية القوميات الموجودة في العراق. ونعرف ان العراق موجود منذ بدأ التاريخ. وان اسمه عراق ماخوذا من "ارك" او "اروك" المدينه العراقية القديمة. ونعرف ان التركمان يشكلون اغلبية سكان محافظة كركوك. كما يشكل الاكراد الاغلبية في اربيل، او السليمانية مثلا. وانهم(التركمان) يسكنوها منذ ان دخلوها مثل الاكراد كجنود في الجيوش العثمانية، ربما قبل ذلك، فهم يدعون انهم تركمان، وليسوا اتراك. هذا ما وضحه لي احد الاكراد مرة عندما سالته عن اسم اضراب "كاورباغي". ونعرف ان العرب سكنوا المدينة، مع غيرهم، لانها جزء من بلدهم، ولان شركات النفط كانت بحاجة الى عمال لتشغيل اعمالها هناك. ونعرف ان الكلدان، والاشوريين، والسريان سكنة العراق الاصليين، واحفاد بناة حضاراته الاولى هم من اسسوا المدينة مع بقية مدن العراق، ولازال اسمها مستمدا من لغاتهم. كما يسكنها ايضا الشبك، واخرين. المدينة، التي يريد البعض، الان تحويلها من عراقية الى كردستانية مثلما تحولت مدن يافا، وحيفا، والقدس الفلسطينية الى مدن صهيونية. ليس عجيبا فالقوميون المتعصبون اشقاء في افعالهم مع الصهاينه المتطرفين. ولا زالوا يستلمون التعليمات منهم وكما تزحف المستوطنات الصهيونية لتلتهم ارض فلسطين العربية تلتهم الجماعات المستقدمة من تركيا، وسوريا، وايران، وشقاوات المدن الكردية الشمالية اراضي كركوك. بالضبط كما فعل الفاشي صدام حسين، وكما فعل عنصريو جنوب افربقيا. وكما يفعله القومجية الكرد(وليس كل الاكراد) اليوم في كركوك، واهل كركوك لتغيير طبيعتها الديموغرافية بالقوة، والحيلة، والتزييف، والخداع، والترهيب، والترغيب، وفرض الامر الواقع. والواقع الوحيد الذي رسخ في اذهان الناس، رغم محاولات المخلصين من الاكراد، واصدقائهم هو ان القيادات القومية الكردية، وعصاباتها لا تهمها وحدة العراق(بما فيه كركوك، والمحافظات الكردية)، او استقراره، او تطوره، او سلامة اراضيه. بقدر اهتمامهم ببناء امارات منفصلة تحت حكمهم. وفي الوقت الذي سمحوا فيه لقطعان الجحوش(الجاش) الذين حاربوا الحركة الكردية، وحرقوا قرى الفلاحين الاكراد، وتقدموا جيوش علي كيمياوي، ونهبوا ما بقي عند المهجرين من الاكراد الفيلية، واغتصبوا نسائهم، ونهبوا مالهم، وبناتهم. سمحوا لهم بالالتحاق في صفوف البيشمركة، وعفوا عن جرائمهم، وخطاياهم بحق المدنيين الاكراد، ناهيك عن الثوار الاكراد، والعراق كله. يرفضون، وبوقاحة، بقاء مئات العوائل العراقية من اصل عربي في كركوك، ارض بلادهم. ويعارضون كل مسعى للوحدة الوطنية، والمصالحة الوطنية. لانهم، واسيادهم من عملاء الموساد يعرفون ان استعادة العراق لعافيته. العراق الموحد القوي. العراق الذي يسمح لحي الاكراد في بغداد، او البصرة، او الديوانية، او الرمادي. لايخدم مصالحهم، ويجعل ولاء المواطنين الاكراد الشرفاء الى العراق بدل الزعامات العشائرية. وتجدهم يحرضون على كل المحاولات لتكوين اقاليم شيعية، وسنية، ومسيحية، ومندائية، وغيرها لاضعاف العراق  واشغال اهله بالنزاعات المحلية حول الثروة، ومصادر المياه، والنفط، وحدود الاقاليم و..و.. ليبرروا بعد ذلك افعالهم الشنيعة في تغيير ديموغرافية المدن، والقرى على راحتهم. ولا يهمهم ان الكردي المولود في البصرة، او بغداد، او كربلاء.. ألخ قد يتعرض لاعمال انتقامية، بل هم يشجعون عليها، وتمويلها على طريقة حلفاءهم الصهاينة الذي احرقوا المعابد اليهودية لاجبار اليهود على مغادرة العراق الى اسرائيل. وهاهم يسعون لاستيراد الاكراد من كل مكان من اجل تكريد كركوك ذات الاغلبية التركمانية على طريقة حليفهم السابق صدام حسين في تعريب كركوك. فهل هناك من فرق بين قومي الماني متعصب يدعي افضلية العنصر الاري، او قومي عربي شوفيني يدعى فوقية العرب، او تركي، او فارسي، متعنت يدعي دونية الاكراد، او سوري مغفل ينكر وجودهم، او روسي فاشي يطالب بصهر كل القوميات في القومية الروسية. والامثلة تطول، ومتشابهة. واذا كانت الامثلة لا تعجبهم، والتشبيه غير منصف، ويدعون ان هذا من خصائص الفدرالية. فلم نسمع، ان ولاية فدرالية امريكية(نيويورك مثلا) منعت انتقال سكان من ولايات اخرى، او رحلتهم لان اصلهم من شيكاغو، او تكساس كما يحصل مع سكان كركوك من العرب، والقوميات الاخرى. ولم يحصل في المانيا الاتحادية، ولا الامارات العربية، ولا حتى في سويسرا الكونفيدرالية. فالفيدرالية لا تعني التقسيم، ولا الانفصال، ولا الحدود المفتعلة، ولا تغييرات ديموغرافية. الا في فهم، وتفسير ضيقي الافق. ويبقى السؤال: فهم يدعون انهم ليسوا انفصاليين، ولا انعزاليين، ولا تقسيميين!!! فلماذا اذن هذا الاصرار على التقسيم، والانفصال، والانعزال، وتخريب علاقات العراق عن قصد مع جيرانه العرب، والاتراك. للتفرد به، وفرض شروطهم ليبقى العراق ضعيفا منكفئا كما تريده اسرائيل؟؟؟

7/7/2008


217

البصرة يوم الاثنين 14 تموز 1958

 
كعادتي صباح كل يوم من ايام الاسبوع عدا الجمعة. اتجهت الى "معمل توما" للنجارة الملاصق لبيتنا. كان ابي يصر على ذهابي الى موقع شغلي رغم انني لم ابلغ بعد الثامنة من العمر(هاي اذا سجل النفوس صحيح) لانه  قطع وعدا مع استادي الاسطة مكي الدوشمچي، بانني ساتواجد في مكان العمل المخصص لنا حتى يعود استادي من زيارته السنوية لاهل زوجته في المحمرة في ايران. وزيارة الامام موسى الرضا، مع انه لم يكن شيعيا. كان ابي، والاسطى احمد يعتقدان انه من الافضل حضوري، رغم عدم وجود مهمات عمل، ولكن لتواصل الشعور بان لك عمل تستفيد منه: "بدل ما اتخم بالشوارع، او في بستانكم الكبير". قد تتعلم شيئا من النجارة اضافة الى الدوشمة. هذه كانت حجتهم. وكانت حجتي: "ولكن حتى اطفال المدارس لديهم عطلة صيفية". ولم يهتم احد لاحتجاجي!!
 
كنت جالسا في جناح الدوشمة في راحة الشباك الكبيرالذي يبدو انه كان بابا في يوم من الايام. فاضافة الى الاعمدة الحديدية الغليضة التي تشبه قضبان السجن تعطيك احساسا بان المارين في الشارع ينظرون اليك، وكانك "مسجون" تستحق العطف. وما اكثر السجناء في ذلك الوقت. كان هناك ايضا"مشبك" شبكا من الحديد، لمنع الذباب، والحشرات الاخرى. كنت جالسا، سارحا، صافنا (مدولغ) احسد المارين على حريتهم، والاطفال الاخرين على لعبهم في الشارع، او تصيدهم السمك، او سباحتهم في شط العشار، الذي لا يفصله عن المعمل سوى الشارع الذي تسلكه السيارات، و"العرباين" عربات الخيل القادمة من البصرة القديمة. كان الوقت مبكرا، وهدوء عجيب يلف المكان رغم صدى صوت مكائن المعمل. فجاة تحول الشارع الى ميدان حركة عنيفة. رأيت تقافز الكبار، وصياحهم، وفرحهم، وهزجهم، وهوساتهم. كانهم يلعبون مثل الاطفال الذين وقفوا مشدوهين مثلي على حافة الشط، وسرعان ما اختفوا وراء الحشود، ولم يعد لهم اثر. "العرب" ابناء الريف الهاربين من ضيم الاقطاع، وظلمه، الذين يسكنون في البساتين المجاورة يلوحون بمساحيهم، وكوفياتهم، وعقلهم. وهو امر لم نشهده من قبل خاصة، وان ازاحة عقال قد يعني عركة قد تنتهي بالقتل، او الفصل! الكبار بملابسهم الداخلية لايلقون بانفسهم في النهر في حر تموز اللاهب، بل في وسط بحرعجيب غريب من الناس الجذلى الذين فقدوا أي سيطرة على تصرفاتهم، كما بدى لي. سعف النخيل علامة الفرح البصري الاصيل، والغصن الذي دخل به يسوع الناصري الى القدس. وسيلة الزينة المحببة. استغربت بخيالي الطفولي كيف يرقص الكبار في الشوارع؟ لماذا نزعت النساء عباءاتهن، ويلوحن بهن، ويرقصن كما في الافراح، والاعياد، والاعراس.؟! لكنه ليس خميسا اليوم، ولا يمكن ان يكون حفل زفاف! ثم ان الحفلات عادة تقام في الاماسي! ومن يكون هذا العريس الذي ترقص له النساء، والرجال في الشوارع، ويوقفون السير؟! لماذا لا يحتج سواق السيارات على توقف المرور، بل يطلقون بجذل طفولي اصوات "الهورنات" منبهات سياراتهم عالية تصم الاذان، ولا احد يعترض على تصرفهم هذا؟؟ وبعضهم يرقص على اسطح السيارات!! الهلاهل تشق الفضاء. هاهم عمال، وموظفي "باورهوز" شركة توزيع الكهرباء اراهم من بعد يتركون اعمالهم، ويخرجون ليتجمعوا امام بناية المتصرفية( المحافظة)! عجيب، لا يمكن ان يكون هذا اضرابا عن العمل، او مظاهرة ضد الحكومة، فالشرطة لا تمنعهم، ولا تهاجمهم، وقسم كبير من الشرطة يشارك الناس رقصهم، وجذلهم، وهتافاتهم، وهوساتهم! عصيهم، التي طالما اوسعوا المتظاهرين بها ضربا ترتفع في الهواء مع هوساتهم الريفية. ترى هل الشرطة خائفة؟ ام ان الفرحة عامة؟! صورة رايتها تحت فراش اخي مرة، كان يحتفظ بها بسرية، مرفوعة على الاعواد عرفت بعدها انها صورة جمال عبدالناصر بطل السويس، كما يسمى وقتها. صورة كبيرة، نوعا ما، لثلاث رجال مقيدين بالسلاسل عرفت بعدها انهم فهد، وحازم، وصارم. رجال "شرطة القوة السيارة" الذين لا يبعد مقرهم سوى عشرات الامتار عن الشباك الذي اجلس في راحته. والذين يستخدمون عادة في قمع المظاهرات، والاضرابات، والاحتجاجات الشعبية. اغلقوا الباب، وسحبوا الحرس المتبختر الى الداخل، وانكفئوا في مقرهم، "لاحس ولا ونس"!! عجيب ما يجري، والاعجب بالنسبة لي، ان الاسطى احمد نزع على عجل صدرية العمل، وصار"يدگ" يضرب الكانة. ولكن الوقت ليس ظهرا، ونحن بدأنا للتو، فكيف يدعونا الى التعطل؟! والاغرب، ان الصديقين الحميمين الاسطة توما، وكامل(صاحبي المعمل) هما الاخران يتناوبان على ضرب الكانة الكبيرة في مدخل المعمل، وهذا لا يحصل الا في الحريق، او اعلان بدأ استلام الاسبوعية في نهاية الاسبوع، اي يوم الخميس. لكنه ليس خميسا اليوم، ولا يوجد حريق، او حادثة في المعمل فكل مكائن النشر متوقفة. وانا اتنقل ،مذهولا، بين ما يجرى داخل المعمل، وخارجه، فكل شي لم يكن طبيعيا. الناس في الشارع تنحني صوبي وتصيح بي باستغراب: "گوم، اطلع شكو گاعد بالسجن"؟! ويؤشرون على قضبان الشباك، ويضيفون: "صارت حرية، صارت ثورة"!! كلمتان لم اسمع بهما من قبل. وانا احاول اقناع نفسي، وابرر: الاسطى احمد يدعو "النجارين" الى التوقف عن العمل، وانا لست نجارا، فكانته لاتهمني، وصاحبي المعمل توما، وكامل يضربان الكانة الكبرى لاستلام الاسبوعية، وانا لست تابع للمعمل، انا "صانع" عند "الاسطة مكي"، وهو الاخر متعاقد مع المعمل، ولا يعمل فيه. الاسطى مكي فقط من يستطيع ان يسرحني الى البيت لكنه في ايران! ماذا لو صار فرهود من يحمي عدته، وادواته؟ كيف ابرر ثقته بي؟ ماذا افسر تركي موقع العمل بعد دقائق من وصولي اليه؟ لكن الاسطى العبوس احمد يصيح مبتهجا:
-         رزاق گوم روح للبيت اليوم ماكو شغل، ما تسمع الكانة، صارت حرية، صارت ثورة!!
-         شنو يعني ثورة عمو احمد؟!
-         يعني كش ملك، هسه من تطلع، وتشوف الناس الفرحانة تفتهم شنو يعني ثورة!!
رفعني الاسطى احمد من الارض حتى رايت صلعته التي تتوسط هامته واضحة. كنت اختلس النظر اليها لغرابتها، عندما ينحني احيانا. كان بشوشا، فرحا، منبسطا على غير عادته فهو "الخلفة"، ووكيل الاسطى توما اذا غاب. الحزم، والصوت الخفيض سمتاه. وهاهو يلاعبني، وانا ابن الثمانية سنوات، وكانني طفل صغير. الاسطى توما نادى بسرعة على ياسين. المتدين، والعابس الوحيد في المعمل، تبين فيما بعد، انه من الاخوان المسلمين. طلب الاسطى توما منه ان يذبح الخروف بسرعة، ويوزع لحمه على العمال. وما علاقة توما المسيحي بالذبح الاسلامي؟! ما الذي يجري في هذا الكون؟ انا اعرف انه يذبح في راس السنه، ويوم الميلاد، ويوزع اللحم على العمال، والفقراء. ينحر ايضا يوم العاشر من محرم "عاشور". ولكن اليوم ليس عاشور، ولا عيد ميلاد، ولا راس السنة، فهل اختل عقل الاسطى الكبير توما وهو الرزن العاقل الذي يحل المشاكل، وسوء الفهم بين عماله، وابناء المحلة احيانا؟! طلب مني الاسطة توما،هو الاخر، الذهاب الى البيت، وتقديم التهاني الى ابي، واخوتي بالحرية، وان اباركهم بالثورة، واعطاني قطعة لحم، وهو يمزح، ويقهقه: قل لابوك، ان لا يخشى فهو ذبح حلال. واستمر يقهقه وكانه عثر على كنز ما.
 
خرجت من المعمل، غير مصدق، ولا فاهم (اطرش بالزفة) اخذ منى الوقت اكثر من نصف ساعة للوصول الى بيتنا الملاصق للمعمل. الوف مؤلفة من الناس ترقص، وتهزج في فرح، وجذل لا يضاهيه الا الفرح الذي شاهدته في نفس الشارع في اول ايار بعد سنة من ذلك. كان ابي قد عاد من عمله، وهو الاخر ينحر خروفا. الجيران كلهم يذبحون الدجاج، والديكة اشارة الاحتفال، والفرح. لم يكن احد في البيت. اخوتي، واخواتي كانوا في الشوارع يرقصون مع غيرهم. اخي الاكبر الذي كان على خلاف "زعلان" مع ابي رايته يقبل يدي ابي، كما يفعل في الاعياد. فركت عيني اكثر من مرة للتاكد من ان الامر ليس حلما. امي تقف بلا عباءة في باب الحوش، وتطلق زغاريدها. تستقبلني بعناق طويل، وبوسات لا تنتهي، وهي تصيح بصوت منهك: راح يرجعون اخوك الكبير للشغل بس خطية الملك كتلوه!! ابو مزهر بائع النفط العصبي المزاج، الذي لم يدخل بيته سواي  من ابناء المحلة، كان يذبح هو الاخر خروفا. ويهوس بين الحين، والاخر، وكأنه اخذ بثأر قديم. بيت العم اسكندر المفصول سياسيا من شركة نفط البصرة يضج بالناس. تجمع الجميع امام بيته يوزعون الماء، والحلوى، وهو يمسح العرق المتصبب عن وجهه بمنديله، او "خاولية" صغيرة خاصة، وقد زين باب بيته بالسعف كما يفعل في عيد الميلاد. هو الاخر حضنني، وقبلني كعادته، وهو يقول: اخوانك، واخواتك، وكريمة في المظاهرات انت شتسوي هنا؟! وربت على كتفي ساحبا اياي الى جنبه كعادته عندما يكون منشرحا مازحا. كريمة كانت ابنته الاكبر المعلمة، ومعيلة البيت. زوجته لا تسمح له بالتظاهر لضعف في قلبه. هاهو رياض، وموفق، وافرام، وابرام، وكل ابناء، وبنات العوائل المسيحية المقابلة لبيتنا، يتجمعون عند باب العم اسكندر، ويدبكون الدبكات الاشورية. ويوزعون اغصان الياس، والحلويات على ابناء المحلة، والمارين في شارعنا. هل انا في حلم؟ هل هو فيلم هندي؟ اسئلة كثيرة، وكبيرة، ومحيرة اكبر من راسي الصغير. جيراننا بيت المنديل، العائلة الاقطاعية النجدية اغلقو باب بيتهم، كان بعضهم يطل بين الحين، والاخر من شناشيل البيت الكبير."عذار" سائقهم الاسمرالطيب الخدوم متسمرا قرب الباب حائرا بين الولاء لذوي نعمته، وخوفه من مداهمة الناس لبيت الاقطاعي، وفرحة الجماهير. سحبته الموجة، وقضت على تردده. بعدها رايت بنات المنديل يلقين الواهلية على المحتفلين من شرفات قصرهم الكبير. لا ادري ان كان ذاك تحوطا من غضب الناس، ام لانهن بنات متعلمات، وعرفن اليوم، ان الحرية تشمل الجميع. القنصلية السعودية، كانت تطل هي الاخرى على الشارع المزدحم باجساد البشر الذين لم يبحثوا عن ظلال اشجار الرصيف في حر تموز اللاهب كعادتهم كل يوم. لو كان شط العرب جافا لامتلأ بشرا في ذلك اليوم. رافدان من البشر يتوسطهما شط العشار. جسر "باورهوز" القديم الضيق صار يهتز من ثقل الناس. گهوة ابو حقي توزع الماء البارد على الناس. سينما الحمراء الجديدة فتحت الابواب للناس التعبى، وبعض من اصابهم الاعياء، والاغماء ليتمتعوا بنسمة البرودة التي طالما لجأ اليها الناس هربا من لهيب الشوارع في صيف البصرة الرهيب. السعف يتراقص بايدي الناس، صور قليلة لعبد الناصر، والجواهري، وفهد كانت ترى بين الحين، والاخر. سباب وشتائم ضد نوري السعيد، وعبدالاله، والانكليز بلا خوف، ولا هلع. زحفت جموع الفلاحين الذي تحولوا الى عمال حفر بافواج متتالية تحمل المساحي، والمعاول، والمكاوير، وتنذر نفسها لخدمة الثورة.
 
توقفت سيارات عسكرية، نزل منها ضباط، ومعهم سماعات كبيرة تسلقوا الاشجار، والكونكريت الضخم الذي تستند اليه اعمدة الكهرباء، مقابل القنصلية السعودية، على حافة نهر العشار، وهم يدعون الناس الى الهدوء. اذاعوا بيان الثورة رقم واحد اكثر من مرة. ثم بيان منع التجول، ودعوة الجماهير، الى التعاون مع القوات المسلحة. كلمات كثيرة اسمع بها لاول مرة، ولم افقه لها معنى، لكن التصفيق العالي، والهتاف المدوي، والهوسات، يعني ان حديث العسكر يعجب الاخرين. سمعنا لاول مرة اسم الزعيم عبدالكريم القائد العام للقوات المسلحة. ارتجل الفلاحون هوسات، وزجل للثورة، وقائدها، والجيش العراقي. ثم جاءت الدعوة المؤدبة الهادئة دون وعيد، ولا تهديد، ولا تحذير تطالب الناس الانسحاب الى بيوتها لان الجيش في انذار" جيم"!!. واعوان النظام، وعملاء العهد البائد قد يختفون بين الجماهير، وان الباشا الهارب المطارد قد يختفي في بيوت احد الاقطاعيين في البصرة. وطالب الضابط باحترام حرمة البيوت، والاخبار عن أي ظاهرة، او تحرك مشبوه "فالجيش في خدمة الشعب". لاول مرة تسمع الناس هذه العبارة، ولاول مرة يصفق الناس للعسكر، ولاول مرة يطالب العسكر المتظاهرين التفرق بهدوء دون تهديد، ولا وعيد، ولا اطلاق رصاص. كان من الصعوبة اقناع الجماهير بالانسحاب فالفرح كان طاغيا، ولا يمكن السيطرة عليه. وارتفعت الهوسات: "وين يروح المطلوب النه". انسحبت الجموع، بعد فترة لتترك للجيش، والشرطة مراقبة الطرق، والتحركات، ومحاصرة البيوت، والمواقع المشبوهة، وحراسة المناطق الحساسة. ففي البصرة الكثير من المواقع العسكرية الحساسة اضافة لكونها مدينة حدوية مع اكثر من دولة، اضافة الى مياه الخليج العربي، والقاعدة البريطانية في الشعيبة. في اريافها تنتشر بيوت الاقطاعيين في القرنة، والمدينة، وشط العرب"التنومة". هناك يمكن لنوري السعيد ان يختفي، او يحاول الهرب الى خارج البلاد. هذا ما كان يتحدث به الكبار، كاحد اساليب حث الناس على التفرق، وترك الامور للجيش. الدباباب، والمصفحات، وناقلات الجنود نزلت الى الشوارع، وكان الاطفال، والكبار يصعدون عليها، يصافحون الضباط، ويقبلون الجنود، ويوزعون عليهم الماء، والجكليت، والخبز، والفواكه. أي مشهد، أي حلم، أية ظاهرة من التلاحم العجيب، وفي تحول العلاقة، والدور بين الجيش والشعب. رغم منع التجول كانت الناس تقف عند ابواب بيوتها، تتجمع على الارصفة. العشرات يتجمعون امام القنصلية السعودية دون ان يتعرضوا لها، وفي مقهى ابو حقي، الذي لم يمنع الناس من الاستراحة على "التخوت" الانيقة. البيوت كانت توزع الطعام، والماء على الجنود، والضباط. ما ان تمر سيارة عسكرية مسرعة، او متباطئة حتى يعلو التصفيق الحاد، والتحيات، والاشادات، ولاول سمعت الشعار الخالد "عاش تضامن الجيش وي الشعب". ظلت الجماهير ليوم، او يومين مترقبة منتظرة. كان منع التجول شكليا فلا يمكن كبح جماح الفرحة، والغبطة الشعبيان. ان عفريت التمرد، والانعتاق انطلق من قمقمه، ولايمكن حبسه من جديد. وجرد حسام الغضب من غمده. ظلت الجماهير تراقب، وتتابع كل التحركات، وتصاحب، وتتابع تحرك كل سيارة، او رتل عسكري، وكأن الجيش بحاجة لحماية الجماهير، وليس العكس. سيطر على اذهان الناس فهم بسيط، وعفوي بان الجيش مفجر الثورة، وهي وديعة عنده، ويجب دعمه، وحمايته، والوقوف الى جانبه ليحافظ على وديعتة بكل امانة. كنا نسمع ان الجماهير حاصرت بيت الاقطاعي فلان، او الملاك فلان، او المتنفذ السابق فلان، لكن حرمة اليوت لم تنتهك، ولم يتعرض احد للاعتداء. كانت هناك ثقة هائلة بالجيش، وتصرفاته. كانت حدود البصرة مع الكويت، والسعودية، وايران، ومياه الخليج العربي(كما هي الان) مقلقة للجميع. كنا نسمع الكبار يتناقشون، ويتبادلون الراي، ويتداولون الاشاعات، وترتفع التحليلات، والتخمينات، وتخمد. كل واحد يجتهد على راحته. كان هناك برلمان شعبي في كل منعطف، ومحلة، ومقهى، وبيت، وتجمع. الكل صار يتحدث بالسياسة. لم تعد هذه الكلمة مخيفة، ولا حكرا لاحد.
 
اخيرا سمعنا النبا، الذي لم افقه معناه، وقتها، ولم اعرف اهميته، ولم اقدر حساسيته فالصورة لا زالت مشوشة عندي. شاهدت الناس تتسابق لتمزيق، والقاء صور الملك فيصل الاول في المزابل، او تدوسها بالاحذية، والعوائل تقف في الابواب لتنزع صور المليك من اطاراتها، وتحرقها امام الملأ، وتنزعها من صفحات كتب اطفالهم المدرسية. لازلت اتذكر بنت جيراننا المسيحية، التي تكبرني سنا، وهي تقول: " اي خلصنا من مليكنا مليكنا نفديك بالارواح يومية الصبح ذابحينة بيهه". اذن حتى الاطفال تحرروا من شئ ما. حتى طلاب المدارس ثاروا على قمعهم اليومي. فجاة ارتفع صوت جهوري لرجل من "طارمة" البيت، بصوت مبحوح من هتافات الامس، وخلفه تسمع هلاهل متتالية: "ابشركم، ابشركم: كضوه لابس عباية مال نسوان". وعلا التصفيق، وارتفعت الهلاهل، والاهازيج، والاغاني، واصوات الطبول، و"تنكات الدهن" صفائح الزيوت، والدمامات، و"براميل" النفط، وامتلات الشوارع من جديد بالاجساد الراقصة، وتشكلت حلقات "الهوسة" الريفية. تتناثر عليهم الواهلية من كل مكان. وكالسيل انطلق ضحايا الاقطاعيين الذين يطوقون محلتنا بصرائفهم، واكواخهم البائسة هم، وعوائلهم، ومساحيهم، ومناجلهم، وسعف النخيل، والهوسات، والردات الريفية المدوية، اعلام، ورايات عشائر، وبيارق توحدت تحت علم الجمهورية، وصوت الثورة، وفرحة الانتصار، وبهجة الحرية، وحلاوة الانعتاق. لا اذكر بالضبط الاهزوجة التي نظمت بشكل جماعي، وعلى عجل مع ضحكات السخرية، والاستهزاء: "الباشا لابس عباية اليوم كضوه، ومثل الهايشة بحبل ربطوه".... وارتفع صوت التحدي، والمناكدة، والشماتة، والتشبيه الساخر بالباشا: "مامونة يا دار كريم،هي..هي". وكان الناس قد عرفوا اسم قائد الثورة.
 
ترى هل هي صدفة، ام قدر تاريخي، ان يصادف اليوبيل الذهبي لثورة الرابع عشر من تموز في يوم اثنين، كما هو الحال قبل خمسين سنة؟؟! وهل هي صدفة ان تجري مفاوضات لربط العراق بحلف بغداد جديد، وتسليم مقاليد سيادتنا الى المحتلين الامريكان، واعادة المعاهدات التي الغتها ثورة تموز؟؟!! لكن الشعب الذي سحل نوري السعيد، وعلق جثته في الساحات، التي شهدت اطلاق النار على متظاهري الحرية، والاستقلال، والغى حلف بغداد، والمعاهدات الاسترقاقية، وازال القواعد البريطاتية سيكنس كل معاهدة استرقاقية جديدة، وكل عميل جديد، وسيعلق جثث الخونه، والعملاء، وبائعي كرامة الوطن، وسارقي ثرواته في شوارع الغضب العراقي الاصيل.
 
رزاق عبود
الاثنين
14/7/2008


218
بصراحة ابن  عبود
 
الاكراد الفيلية قلب العراق النازف

وانا صغير كان يمر من امام بيتنا، احيانا، رجلا يحمل "شيلمانه" على ظهره. ويتجه بها الى البيوت الجديدة، التي تبنى على اطراف محلتنا. ادهشتني قوته، وقدرته العجيبتان، وهو يحمل شيلمانه قد يصل طولها الى خمسة امتار،  ناهيك عن وزنها وهي من الحديد الخالص. لما سالت عنه قالوا: "انه كردي، والاكراد اظهرهم قوية"! ولما اعترضت: ولكن صديقي فلان هو الاخر كردي لكنه اضعف من السعفة؟! اجابوا: هؤلاء يختلفون، انهم اكراد فيلية! وكان هذا بعد سنوات تفسيري الوحيد لقوة لاعب السلة المشهور، الذي يضرب المثل بلياقته البدنية، فهو افضل سنتر(موزع) كرة سلة في البصرة، ولم نره متعبا ابدا. اموري امان ذلك اللاعب الاسطورة، والاخر حامل الشيلمانه يذكراني بعباس الديك، اول بطل للمصارعة الحرة في العراق اصبح بطلا عالميا، وعن جدارة، وليس مزيفا مثل عدنان القيسي. وتقفز اسماء انور مراد حامي هدف المنتخب الوطني العراقي المشهور. ولاعبي كرة القدم الاخوة محمود اسد، وصمد اسد. وعشرات الرياضيين المتميزين في كرة السلة، والقدم، والطائرة، والملاكمة، والمصارعة، والساحة، والميدان، وغيرها. وبينهم الكثير من الفتيات ايضا. كنا، ولا زلنا نردد احلى الاغاني العراقية لاول ملحن عراقي انتقلت الحانه خارج الوطن حيث غنت له فائزة احمد، والثلاثي المرح، ونجاح سلام، وسميرة توفيق، ونرجس شوقي، وغيرهم. عرفنا بعد ذلك ان صاحب الصوت الحنون، والملحن المبدع رضا علي هو من الاكراد الفيلية. عباس جميل، وجعفر حسن، ونصير شمة، ومحمد حسين گمر، والمئات من المبدعين، والمبدعات من المطربين، والفنانين، والسياسيين، والادباء، والكتاب، والصحفيين، والمناضلين، والشهداء، وقادة احزاب، ومنظمات نقابية، ومهنية، وطلابية، واساتذة جامعة، ومدرسين، ومهنيين بارعين. اغلب، واشهر التجار الناجحين، خاصة في سوق الشورجة الشهير ببغداد، وسوق التجار في البصرة، والصناعيين العراقيين كانوا منهم.  في بغداد كانت لهم مدارس خاصة متميزة مثل المدرسة الفيلية. منظمات ونوادي، وجمعيات رياضية، وثقافية، ونواحي اجتماعية عديدة تزرع حب الوطن، والانتماء له في افكار اعضائها، وجمهورها. حتى مواكبهم الحسينية كانت متميزة، وذات نكهة خاصة، ويختلط في شعاراتها، و" رداتها" الديني، مع الوطني.
 
كانوا، ولا زالوا، دائما في مقدمة النضال الوطني، والطبقي، والاجتماعي. ولهذا حاربهم المستعمرون، والنظام الذي جاء بعد ثورة العشرين(بتاثير القوميين المتعصبين، وايتام الحكم العثماني) فابتدعوا لعبة "التبعية الايرانية" في حين ان قبائل عربية عديدة وكبيرة اختارت التبعية الايراانية زمن الحكم التركي لتخليص ابناءهم من الخدمة في الجندرمة العثمانية، ولم يعتبروا تبعية ايرانية بعد ذلك. حاولت ثورة 14تموز، وقائدها الخالد عبدالكريم قاسم انصافهم، لكن عملاء ايران بالذات في المرجعية الشيعية، وعملاء الاستعمار، وشركات النفط، والقوى القومية المتطرفة، وابناء الاقطاع، وكل الرجعيين، واعوانهم اسقطوا الثورة. وكان "عگد" الاكراد في بغداد اخر معقل سقط في الدفاع عن ثورة تموز، واعتقل الالاف من ابنائهم، وبناتهم بسبب ولائهم للعراق، وثورته المجيدة. وقد شهدت مناطق تجمعاتهم الاخرى في القشل، والكفاح، والصدرية، وابوسيفين، وباب الشيخ، وغيرها مقاومة ضارية للانقلاب الفاشي.
 
لم اصدق انه في السبعينات، وصديقي الذي يجيد العربية احسن مني لديه شهادة جنسية من الدرجة الثانية. وحتى هذه لم يعترف بها حين سفر كل اهله الى الحدود الايرانية بعد ان سلبوهم كل الوثائق، والمقتنيات، والاموال، واستولوا على ممتلكاتهم المنقولة وعير المنقولة. ايران التي تركتهم يعيشون في الخيام حتى يومنا هذا رغم "تبعيتهم" المدعاة، وانتمائهم لتفس المذهب. في ايران يعتبرون عراقيين! وفي العراق طردوهم على اساس انهم ايرانيين. وفي اوربا صعوبات جمة لاثبات هويتهم من اجل منحهم حق اللجوء. تقاسمتهم المنافي، وتخلت عنهم القوانين والدول. الاف مؤلفة من الشباب اختفوا في سجون النظام الصدامي الفاشي. حولوهم الى حقل تجارب لاسلحتهم الفتاكة. اعدموهم للتسلية السادية. لم يجد اهلهم، وذويهم لا ذكر، ولا قبر لهم. وكلهم كانوا شبابا في عمر الورود. اثناء الحرب مع ايران انظموا الى صفوف الاحزاب الاسلامية، ومنظماتها، وجيش بدر، جبرا، وطواعية، وقاتلوا، واستشهدوا في سبيل الوطن. ولما عادت بدرالى العراق، واستلمت الاحزاب الاسلامية السلطة تنكرت لهم، ولم تطالب بحقوقهم، ولم تعوض خسائرهم.
 
في البراري، والقفار، وعلى الحدود، وبين حقول الالغام تركوا فريسة للذئاب، والحيوانات المفترسة الاخرى. وبقيت جثث من لم يتحمل المسير في العراء طعاما للوحوش وتعرض الاحياء منهم الى هجمات الجحوش الذين كانوا يكمنون لهم لنهب ما استطاعوا اخفائه من مال، ومتاع، وحلي بسيطة. وقد كافئهم البرزاني والطالباني على اعمالهم "القومية" تلك بعفو عام، ورواتب، ومنح، وتقاعد ضخم تقديرا لاعمالهم "البطولية"! ضد اشقائهم الكرد الفيلية. من قرأ بعض كتابات الاستاذ عبد الغني الخليلي، وماساة عائلته، وامه العجوز يتصور حجم الماساة. هذه العائلة، التي ضحت، وقدمت الكثير في سبيل العراق لم تجد فرصة لدفن موتاها في المكان الذي يرغبون. وقليل من يعرف ان تهجير الاكراد الفيلية تم على وجبات، ومرات كثيرة ففي 1969 سفر الاف منهم بحجة عدم حيازتهم للجنسية العراقية وفي 1970  و1971 هجرت الاف اخرى بحجج مماثلة واهية، واغلبهم ولد، وعاش، ودرس، وعمل وادى الخدمة العسكرية في العراق، ولم يعرف وطنا اخر، ولا يعرفون كلمة من الفارسية غير "خوش" التي يعرفها كل العراقيين. ثم الحملة الاشهر قبل، واثناء الحرب العراقية على ايران عام 1980، وهي ماساة بشرية رهيبة المفترض استعادتها سنويا لان "السبي الفيلي" فاق بكثير السبي البابلي، وحتى ماساة كربلاء التي قتل فيها العشرات في حين شرد، وقتل، وذبح، ودفن حيا الالاف من الاكراد الفيلية دون ان تقام لهم العزاءات، ولم تسيير المواكب، ولم تدفن جثث موتاهم بشكل لائق، ولا استعادوا حقوقهم التي سلبت منهم. انهم فلسطينيوا العراق بلا منازع. انهم الجرح العراقي النازف منذ عشرات السنين ومأساتهم وصمة عار في جبين القتلة العنصريين ممن امروا بالتهجير، والخونة الذين تسلقوا السلطة مدعين الدفاع عن حقوقهم. وفي وقت تقوم الدنيا، ولاتقعد، ويهدد البرزاني بالحرب من جديد، بسبب كركوك، ويحذرتركيا بالتدمير، والعرب، والتركمان بالتهجير لم نسمعه، وصاحبه المتصهين يصران بنفس القوة على استعادة حقوق الاكراد الفيلية رغم انهم حصدوا اصواتهم الانتخابية بحجة القائمة الكردستانية، وضموا مدن وقرى الاكراد الفيلية كغنائم حرب وتوسع عنصري دون الالتفات لابسط مطاليبهم الانسانية، ورفع الحيف عنهم، ولازالوا، كما كانوا يعانون المضايقة، والتمييز، والتهميش باشكال، وحجج مختلفة. مع ان القائمة الكردستانية هي القائمة الثانية في البرلمان العراقي، والسلطة الثانية في المركز، والاولى، والوحيدة في الاقليم. 
 
شارك الاكراد الفيلية في نشاطات الحزبيين الكرديين، وقاتلوا في صفوف  "البيشمرگة" وقدموا الشهداء حتى ايام الملا مصطفى البرزاني. وكانوا يمثلون اغلبية الفرع الخامس للحزب الديمقراطي الكردي. لقد ساهم الاكراد الفيلية ومنذ البدأ بحركة انصار الحزب الشيوعي العراقي في نضاله المسلح وشاركوا، وساهموا مع الاخرين من رفاقهم من ابناء القوميات العراقية في الكفاح المسلح ضد الحكم العفلقي، وقدموا في ذاك الطريق الكثير من الضحايا، والشهداء. لم يلتفتوا الى مصيبتهم الخاصة، ولم ينعزلوا بل وضعوا ايديهم مع رفاقهم بوطنيتهم المشهودة، والمعهودة، عبر تشخيص صائب بان النظام الصدامي الديكتاتوري كان عدو الجميع.  ومثلها مثل القيادات القومية الكردية، والقيادات الدينية الشيعية، التي تنكرت لهم فان الحكومة العراقية لازالت ساكته(اقل ما يقال) عن حل مشاكلهم المعلقة، واستعادة حقوقهم، ومطالبة ايران بالتعامل معهم بشكل انساني كجالية عراقية كما يفعلون مع عملاء طهران، والجالية الايرانية في العراق، ولو من باب التعامل بالمثل. وفي الوقت الذي سيطر زعماء وكوادر الاحزاب الاسلامية الحاكمة على الكثير من بيوت رجالات البعث، والحكم السابق، واستولوا على الكثير من اراضي، وممتلكات، ومساكن الدولة دون وجه حق، واعتبار العراق كله غنيمة حرب فان الاف من الاكراد الفيلية لازالوا يسكنون الخيام في ايران، والعراق، واحيانا امام البيوت، والمساكن، والاراضي، التي كانت عائدة لهم في يوم ما. فاي عدالة اسلامية، واي اخوة كردية، واي ماساة فيلية في زمن بوش، وحلفائه، وعملائه في العراق، البلد الذي ساهم الاكراد الفياية في بنائه القديم، والحديث، ولا زالوا متمسكين بوطنهم، ووطنيتهم. وسيبقى الاكراد الفيلية كما يبدو يحملون مآسي العراق على اكتافهم، واعبائه على رؤوسهم، ويغرقون في همومه في حين  ينعم مبتزيهم بالمال، والنعيم، والسلطة. وسيظلون يحملون ،الشيلمان، لتشاد بيوت الاغوات، والاقطاعيين، والاسياد، وتجار العبيد الجدد. في حين يظل ابنائهم مشردين في داخل وخارج الوطن المنكوب.
رزاق عبود
7/7/2008

 

219
بصراحة ابن عبود
 
عزيز الحاج من ثوري منهار الى صهيوني مغوار

كنت اظن ان الرجل قد تعلم شيئا، وان اللهاث وراء الاسم الاول قد اعطاه درسا. لكن بعد قراءة ماكتبه تحت عنوان "طالباني وباراك: لماذا هذه الضجة المفتعلة والمنافقة؟؟" فيبدو ان السقوط لا قاع له، وهاويته عميقة مثل خرافة جهنم.  ويبدو ايضا ان الصورة لا زالت مختلطة في ذهن الرجل، الذي سبب انشقاقه عن الحزب الشيوعي العراقي في اواخر ستينات القرن الماضي دمارا كبيرا للحزب، والشعب، والوطن، ومنع الحزب من استلام السلطة، وهيأ المجال لسيده اللاحق صدام حسين، وعصابته العفلقية، ان يختطفوا العراق مرة اخرى. حتى قاده الى الاحتلال الامريكي، الذي كان، ومازال عرابه الاكبر سيده الجديد(مام جلال) الذي يدافع عنه اليوم بكل حماسة. لقد كنت واحدا من المتحمسين (المخدوعين) الذين انجروا وراء ادعاءاته الثورية، وتطرفه اليساري، وخسرت سنه دراسية بسسب انتظاري الالتحاق بثوار القيادة المركزية في الاهوار. وعشرات غيري خسروا حياتهم، ومستقبلهم. وكنت واحدا من الملايين العراقية المندهشة، المستغربة، اللاعنه، الساخطة على ذلك الرجل الذي خرج على شاشة تلفزيون ناظم كزار ليطالب الانصار بالقاء السلاح، ولم يطالبهم بالعودة الى حزبهم. طالبهم بالسير وراء قيادة "الثورة الصدامية" وليس الاستمرار في النضال لاسقاط الحكم العسكري الديكتاتوري الجديد، او في الاقل فرض الديمقراطية. وها هو اليوم يدعو للاستسلام، وليس السلام، وبحجج واهية. لو كان رئيسك شريفا لامتنع عن الذهاب الى لقاء الاشتراكية الدولية. لارسل شخصا اخر، وتخلص من الحرج. وعزيز الحاج يعيش في فرنسا البلد الذي ارسله اليه سيده السابق صدام بعد ان اشبعه مدحا، وتملقا، ونصائحا، ومعلومات في كيفية محاربة الشيوعيين، وكل المعارضين بما فيهم الاكراد. واشبع اعداء صدام، ومعارضيه قذفا، وشتما، وتحريضا. ويعرف عزيزالحاج جيدا ان الكثير من الاشتراكيين الفرنسيين، والالمان، والسويديين، والانكليز، وغيرهم يرفضون اللقاء بقادة الصهيونية ويتجنبون مصافحة القتلة مثل باراك بسبب جرائم قانا، وجنين،  وغزة، واحتلال لبنان، وغيرها. ثم اذا تفطن عزيز فجأة انه كردي، ويدافع عن "مام جلال" فهل نسي ان اسرائيل تحتل ارضا حررها الكردي صلاح الدين الايوبي من الصليبيين. وان الشعب الكردي يعاني الاضطهاد في بلد تقيم معه اسرائيل علاقات طيبة ويرفض الاعتراف مثل باراك بحق الشعب في الوجود. وهل نسي ايدولوجيته السابقة التي تعلم: "ان الشعب الذي  يستعبد شعبا اخر لا يمكن ان يكون حرا". وهل نسي ان امريكا التي تطالب، وتطلب من عملائها تطبيع العلاقات مع اسرائيل كان لها نفس الموقف من نظام روديسيا العنصري، ونظام الابارتيد في جنوب افريقيا، وان اسياده الجدد، واسياد رئيسه لم برفعوا اسم البطل، والمناضل العالمي نيلسون مانديلا من قائمةالارهاب الا قبل ايام بمناسبة ميلاده التسعين. رغم ان مانديلا حمل غصن الزيتون اكثر مما حمل بندقية؟ ام ان المقاييس تغيرت ولم يبق من الثوابت الا ما قاله لينين العظيم من ان اقصى اليسار يلتقي مع اقصى اليمين؟! وهاهو اكثر المتطرفين في تاريخ الحركة السياسية العراقية يدعو الى مصافحة اقصى اليمين الصهيوني. ان "الراحل" السادات لم يسترجع سيناء "بالتفاوض" كما يحرف عزيز، بل بحرب اكتوبر المجيدة، وان معاهدة كامب ديفد مع العدو الصهيوني اخرجته من دائرة الصراع مع اسرائيل، وعزلت اكبر، واقوى دولة عربية وافريقية عن حركة التحرر الوطني العالمية. واسرائيل هي الرابحة، وليست مصر، ولا الامة العربية، ولا السلام، ولا المقاومة الفلسطينية، ولا الشعب الفلسطيني. وان المفارقة المزيفة التي ذكرها بتشويه ذكرى قائد الثورة الفلسطينية كان الاجدر ان يطبقها على "مام جلال" الذي ساهم في قتل ثورة14 تموز في مؤامرة شباط 1963بتحالفه مع البعث الفاشي. وتحالف مع عسكر تركيا، وشاه ايران بدل القوى الوطنية العراقية نصير، وحليف الاكراد الطبيعي في السبعينات، وحارب، وتامر على مصطفى البارزاني. وارتكب جريمة بشت اشان التي لم يعتذر، ولم يندم لفظاعتها حتى الان. وتامر، وتجسس لصالح صدام عندما كان مقاتلي عزيز الحاج في كردستان. وقد قبل جلالك يد صدام، والشاه مثلما قبل يد باراك، وبوش، ورايس. وهل نسي عزيز ان البيشمرگة الكردية من العراق، وايران، وتركيا تدربت في معسكرات المقاومة الفلسطينية التي يسخر منها الان. وان نفس المنظمات الفلسطينية، وقفت مع انشقاقه،للاسف، ودعمت مقاتليه، ودربتهم ايضا. وان من اوائل الشهداء العراقيين في  صفوف المقاومة الفلسطينية كانوا من الاكراد الفيلية. "وان كنت ناسي بفكرك"!!! لكن يبدو ان عزيز الحاج، الذي يستلم راتب مستشار من الرئيس الصهيوني، وهو يسكن في فرنسا يطمح في وساطة باراكية لتعيينه سفيرا لمام جلال في القدس المحتلة. او في الاقل لرعاية مصالح جلال وزوجته المتزايدة في اسرائيل مع غيره من خونة الشعب الكردي العظيم. ان الشعب الكردي في كل مكان يؤيد حق الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه الكاملة، ويرفض مصافحة قتلة اشقائه، والا يقع في تناقض مع نفسه. وان النفاق الذي اتهم به عزيزالحاج الصحف العربية، التي انتقدت "مصافحةالسيد رئيس الجمهورية مام جلال"شنو هالميانه" مع "الزعيم" الاسرائيلي باراك(عايزه بس يضيف العظيم). ان النفاق ينطبق عليه لان هذا دليل خرف، او نفاق سياسي فهو، وغيره من المطبلين للتطبيع، والرؤساء يعرف جيدا ان التطبيع، والاتفاقيات الاستسلامية مع العدو الصهيوني مرفوضة من شعوب تلك الدول، وان الشعوب، وصحافتها لا تناصر حكامها المفروضين في سياساتهم الخيانية. اما نكتة ان "العراق ليس بلدا مجاورا لاسرائيل" فهذا منتهى الخرف السياسي. هل من الضروري ان نكون جيران لنرفض النظام العنصري في جنوب افريقيا، او روديسيا السابقة؟ وهل من الضروري، ان نكون جيران اسبانبا لنرفض حكم فرانكو سابقا. او ان نؤيد الثورة الجزائرية؟؟؟ كان علينا حسب مفاهيم عزيز الحاج الغريبة ان نؤيد حصار امريكا لكوبا، وحربها ضد فيتنام، واحتلالها لغرينادا، و...و.. و لاننا لسنا جيران مع تلك الدول! ولايحق لاوربا دعم حقوق الشعب الكردي لانهم ليسو جيران!! ولماذا لا يسال صديقه الجديد باراك لماذا قصفت طائرات اسرائيلية المفاعل النووي العراقي؟؟ ولماذا عرضت قصفت حاملات النفط العراقية بعد تاميم النفط، والعراق ليس جارا لاسرائيل؟  ولماذا تامرت حبيبته الجديدة اسرائيل على ثورة تموز، وساهمت في اغتيال زعيمها البطل، وقتل رفاقه، وقادة حزبه السابقين، واستباحت مخابراتها اراضي العراق بعد الاحتلال الامريكي للعراق، وساهمت في نهب، وسلب، وحرق اثاره، وحضارته، ووثائقه، وكنوزه ونحن لسنا جيران؟؟؟ ان ماذكره عن مواقف ايران، وبعض القومجية، والاسلاميين كلمة حق يراد بها باطل، ولا تنطلي على احد، وهو يدعونا الى ان نسلك سلوك الخونة، والمتامرين، والعملاء ما دام الحاكم الفلاني، والحاكم الفلاني تصافح مع باراك او مع غيره من مجرمي الصهيونية. ربما ليبرر تمجيده لمجرم مثل صدام. وتبريره الان مصافحة جزار، وعنصري حقير مثل باراك. ويذكرنا بالمثل العراقي: "الحرامي حسباله كل الناس حرامية"!!!
 
5/7/2008

220
ثورة 14 تموز المجيدة. استذكار وجيز!!

لازال المشككين، والمظللين، والحافدين، والعملاء القدامى، والجدد؛ خاصة ممن يحكمون اليوم بامر، ولصالح اسيادهم الامريكان يعيدون ترديد الاسطوانة المشروخة حول ماهية الحدث الكبير الذي هز العالم صبيحة الرابع عشر من تموز 1958. فبعد ان عجزوا عن تشويه صورة الثورة، وقائدها الخالد في اذهان الشرفاء من ابناء العراق. ورغم كل الحقد، والمؤامرات، والتزييف، والكتب، والمقالات، و"البحوث" في داخل العراق، وخارجه لم يجدوا غير نغمة لقيطة هي التشكيك، ان كان الحدث العظيم ثورة ام انقلاب، لاشغال الناس عن اهمية الثورة، ومنجزاتها. خاصة وهم اليوم في معرض محاولة اسقاط كل منجزاتها في اعادة القواعد الاجنبية، التي ازالتها الثورة، واعادة القوات الاستعمارية التي طردتها الثورة. والغاء قالنون رقم 80 الذي حرر الثروة النفطية من ايدي الشركات الاحتكارية، واعادها الى اهلها.
 
لقد تحدث الكثيرون، وكتبوا عن منجزات الثورة السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، وندم الكثيرون ممن تأمروا على الثورة، وقائدها. ولكن لا زال البعض حتى من المخلصين يردد: هل كانت ثورة ام انقلاب؟؟؟!!! لا ادري كيف يناقش هذا الامر؟! فمجرد السؤال، او الشكك، او الاستفسار، هو اهانة للثورة، وللملايين التي خرجت صبيحة ذلك اليوم الاغر تدافع عن العراق، ووحدته، واستقلاله، وثورته. الثورة تعني تغير الطبقات الحاكمة، والنظرة الى الجماهير المسحوقة، والعلاقات الاجتماعية في مجتمع ما، وحتى شكل النظام السياسي. ففي الوقت الذي يقولون فيه عن شخص ما انه احدث ثورة في الغناء، او الموسيقى، اوالرسم يبخسون حق الثورة التي غيرت وجه الشرق الاوسط، ويعتبرها عملاء الشاه وخلفائه، والانكليز، والامريكان مجرد انقلاب رغم ان كلمة انقلاب في الفارسية تعني ثورة.
 
لقد تغير شكل النظام السياسي الى جمهوري، وقضي على الملكية المستوردة، والنظام الوراثي الذي تجاوزه التاريخ، فقط، لان المستعمرين لازالوا يحتفظون بملكة لو نحيت لافلست معظم صحف الاشاعات الانكليزية التي تعتاش على فضائح الاسرة المالكة المتعفنه. كانت الطبقات الحاكمة هي الاقطاع، وطبقة التجار الكبيرة المرتبطة بالشركات الاحتكارية "الكومبرادورية". في حين مثلت الثورة مصالح الجماهير الشعبية من فلاحين، وعمال، وكسبة، وكل الفقراء، وطبقة التجار المتوسطة، والصغيرة والبرجوازية الوطنية، الصغيرة، والمتوسطة وحتى الكبيرة المهتمة ببناء صناعة وطنية مستقلة، واقامة مشاريع انتاجية كبيرة تحول العراق من مستورد الى مصدر. الغيت الملكية الاقطاعية، وان بقيت الملكيات الكبيرة. لكن الفلاحين تخلصوا من النظام شبه العبودي، وحصلوا على الارض ليزرعوها لصالحم. وظهرت التعاونيات  وانظم لها الاف الفلاحين طوعا. وما حدث من تراجع في الانتاج الزراعي في سنين الثورة الاخيرة مرده الى البيروقراطية، والمؤامرات، وعودة ممثلي الاقطاع الى النفوذ باشكال مختلفة، وحجب المساعدات، والقروض عن  فقراء الفلاحين.
 
اصبحت الحركة السياسية اكثر اتساعا، ونشاطا وبرز الى العلن احزاب، ومنظمات كانت ممنوعة. وكان يجري التهيئة لانتخابات حرة ديمقراطية لكن الثورة اغتيلت، واجهض الحلم بتامرالمأجورين. النقابات العمالية، والمهنية، والجمعيات الفلاحية، والنسائية، والطلابية، والشبابية...الخ منها من ظهر الى العلن، ومنها من تشكل بفعل الاجواء الجديدة. قيم، واخلاق، وتسلكات، وتصرفات، ومفاهيم عالية الرقي انتشرت بين الجماهير. نظرة جديدة، ومتمدنة الى المراة، ودورها. موقف مميز ثوري، واول قانون تقدمي للاحوال الشخصية في الشرق الاوسط كله يساوي نسبيا بين المراة والرجل، ويعترف بانسانيتها الكاملة. وقد حاربته القوى الرجعية، والمرجعية المتخلفة التي لا ترى في المراة سوى متاعا في خدمة الرجل. واول شئ فعله عبدالعزيز الحكيم عندما اصبح رئيس مجلس الحكم هو الغاء ذلك القانون الذي كان مفخرة للمرأة والمجتمع العراقيين. ثورة تموز نشرت التعليم، وفتحت المدارس، والكليات لابناء الفقراء، والبسطاء. وشهدت الارياف اولى المدارس، وحاربت الامية، والفقر، والجهل.
 
بناء الصناعة الوطنية الخاصة، والتابعة للدولة خطوة ثورية اخرى على طريق الاستقلال الاقتصادي والرفاه الاجتماعي. اخراج العراق من حلف بغداد، والغاء المعاهدات الاستعمارية الجائرة، ووضع امكانيات العراق المادية في خدمة قضايا التحرر الوطني في المنطقة والعالم. وابرزها دعم القضية الفلسطينية، وارسال السلاح، والمساعدات الى الثورة الجزائرية، وثورة غالب بن علي في سلطنة عمان. اقامة علاقات مع مصر عبدالناصر، والاتحاد السوفياتي خطوة ثورية اخرى في طريق الاستقلال السياسي، والارادة الحرة، والسيادة الوطنية. تلك الخطوات، والمنجزات، التي لا يتذكرها الجيل الجديد، ولم يسمع بها،ربما، اثارت حقد، وغضب، وغيض العملاء ممن عادوا الى السلطة اليوم بدعم اسيادهم بعد ان نفذ بوش مخطط رئيسه الاسبق باعادة الحصان الجامح. لكن الثورة التي اطاحت بعرش الطغيان، واعترفت بالقوميات الاخرى، ووضعت مقدرات البلاد في خدمة اهلها. وقائدها الذي بنى البيوت ووزعها على الفقراء، والارض على الفلاحين، واعطى المراة، والعمال حقوقهم لم تمسح من ذاكرة الطيبين، وان الجماهيرالتي خرجت يوم 14 تموز1958 لتفتك برموز الطغيان، وقضت على رمز العمالة، وممثل الاستعمار نوري السعيد بايديها، وان بطريقة مقززة تعكس مدى الضيم الذي كانت تحس به( والاحداث العفوية تقاس على اوقاتها، وظروفها. ويختلف تقييمها في مراحل لاحقة ومن قوى مختلفة). ستخرج هذه الجماهير بالتاكيد مجددا لتقتلع  أي نوري جديد يفرط بحقوق، وسيادة، وسلامة، وشرف، ووحدة ارض العراق. فالعراق بلد الثورة، والثوار، وان عاد بعض تلامذة البنتاغون لنهب ما اخذته الثورة من حقوق الشعب فان ما سلبوه اليوم لن يظل في ايديهم ابدا. وامريكا تخلت دوما عن عملائها. فحكام امريكا هم تلامذة تشرشل الذي قال: لا توجد صداقات دائمة بل مصالح دائمة. وثورة14 تموز ستبقى ثورة دائمة رغم انف الكلاب الذين يسموها انقلاب.
 
رزاق عبود
28/6/2008


221
امسية خلدونية للوطن والشعر والذكريات

 

في جمع قليل مميز من المهتمين، والمعجبين الكثر بشاعرية، وشعرالحبيب، والصديق خلدون جاويد، وفي ضيافة نادي بابل العراقي في ستوكهولم رحل بنا الشاعر المبدع بسفنه السياسية، ومراكبه الاجتماعية، وقوافله العاطفية يقودهم ربان الشعر، تسبح مع الموجات في خلجات الصدور، ويتقدمهم الحادي في طرق النضال، والشوق، ويسامرهم النديم في امسيات الطرب، ويجالسهم ساعات المرح، و يصاحبهم سنين الالم، وتجول خواطر السياسة، وذكريات الاحبة، وجراح الوطن، ونحيب الشوارع، وملامح الرفاق، وعيون الحبيبات، وخصلات الحواري، وغابات الانس، ووهج العشق، والحنين لصدرالام، ودروب الطفولة، وملاعب الامس. المدرسة، والشارع ، والجامعة، والبيت، الكنيسة، والجامع. مولد المسيح، وسبي الحسين، وشموع يحيى زكريا، ونيران كاوه، وناي الصحارى. صخب المظاهرات، ومعاناة المناضلين، صراخ المعذبين، وشموخ الشهداء، وروعة التعايش، والالفة، والتسامح في ربوع احلى وطن.

 

لم يغب شيئا عن شعر، وحديث، وذكريات، وابيات خلدون. لكن الوطن كان الحاضرالاكبر، كان بين قصيده، وانينه، وحنينه، وشوقه، وصراخه، وعتابه، ولومه، واحتجاجه، وحبه، وعشقه، والمه، وسيل ابداعه الذي يسكنه جني الوطن، وتدورر به عفاريت الابداع، وتحلق فيه ملائكة العشق، وتشدوا فيه طيور الحب، والجمال. وكأن الوطن صار حديقة في صدره، اوجنينة ملحقة بقلبه، وهو البستاني الساهر عليه، يسقيه بدمه، ويمسحه بدموعه. يحدب، ويحنو على زهوره، ووروده كما يحنوا على ابنائه، وبناته. كأن "كومة" القصائد امامه، وطلبات الحاضرين ابواب الوطن الموصدة بوجوهنا يفتحها بابا، فبابا فندخل الى الباب الشرقي، ونقف بخشوع تحت رائعة جواد سليم. نمضي الى شارع ابو نؤاس، ونتنشق عبير المسكوف! نفتح باب المعظم، وندق ابواب كلية البنات المغلقة. نهم من هناك عبر الميدان، وشارع الرشيد الاغر، الى شارع المتنبي متحف الثقافة العراقية،. نحلق في سماوات الزبير، ونسلم على المربد، ونتناول تمر البصرة. نعانق منائرالكاظمية، ونتجول في ازقة الاعظمية. نعبر جسر الشهداء، ونتوقف عند "المعلق"، ونلوح من بعيد لكنيسة العذراء. نسافر الى الموصل، ونعرج الى السليمانية، واربيل، ونتجول في مزارع بعقوبة، نروي عطشنا في ديالي، ونتوضأ في دجلة، ونتعمد في الفرات، ونتنزه في شط العرب. نشارك في اضراب كاورباغي في كركوك. نساهم في الوثبة، والانتفاضة في شوارع، وساحات بغداد، نراقب صمت "ابو خزامة" ونبكي امام المتحف الذي نهبه المغول الجدد، ونضع الورد عند اعواد مشانق قادة الشعب فهد وحازم وصارم. اخذنا معه الى انهر، وشطوط، وبساتين الحلة الفيحاء، وزرنا معه النجف، وكربلاء. تقاسمنا الهموم مع الحبانية، والرمادي، وعمنا في بحيرة الرزازة. الشباب، الطلاب، المراة مانحة الحياة، الفتيات رمز العنفوان والتجدد. التلاميذ الساعين الى مستقبل جديد، العمال والفلاحين المتكاتفين من اجل وطن افضل سعيد. ابكانا، واضحكنا، صفقنا، وتأوهنا. زفرت حناجرنا، وما بح صوته، وهو يتغزل بالحبيبة، وكرسي المدرسة، وشارع المحلة، واجتماع الخلية، وجمع الاصدقاء، واحضان الاهل، والاحبة.

 

لقد كسرت صمتي، ياصديقي بمعول شعرك! صمتي الاحتجاجي من غدر جبان، وتقول كاذب، وخذلان "رفاق" وتخلي "اصدقاء". لكن امسيتك، شعرك، صمودك، اصرارك، جرأتك، تجددك، سموك، حرقتك، وانت تبكي الوطن، لوعتك، وانت تشتم جلادي شعبنا منحني دما جديدا يقاوم العناد، والاحباط . قصائدك، وعيون ابو روزا المندائي الذكية، وهو يسال، ويستفسر بطريقته البسيطة المحببة، والحاحه الصادق، وكانه ابراهيم يبعث مرة اخرى ليبشر العراقيين بدين جديد. اعادتا المداد لقلمي الجاف.

 

لكل من كتب، واتصل، وعاتب، ولام، وسال، وزعل اقدم اعتذاري لصمتي الاضطراري، واضع جبين نتاجي البسيط تحت اقدامهم الواعدة السائرة باصرار في طريق تعرية جرائم نهب، وسرقة وقتل، وتقسيم، وتقطيع العراق، وتمزيق شعبه، وارضه.

 

لكم كل حبي، واعدكم ان لا اسكت حتى يسكتني "ملك" الموت، بعد ان  يمل من قطع انفاس الملايين من ابناء العراق الاحبة. وكما تقول الاغنية: "على عنادك، على عنادك، راح اكتب، واحرک افادك". مع الاعتذار لمطربتنا المحبوبةّّّّّ!!!

 

وسيبقى شعرك خا لدا يا خلدون!!!

 

رزاق عبود

222
لماذا تتهجم منال هادي باسم الشيوعيين والرابطيات ونادي 14 تموز في ستوكهولم؟؟؟


يوم 16/11/2007 تشرفت بحضوراربعينية الفقيدة الكبيرة نزيهة الدليمي. كتبت اثرها موضوعا بعنوان: "المناضلة نزيهة الدليمي تؤبن تحت ظلال الراية التي قتلتها". طرحت فيه بعض الملاحظات. ويبدو ان اجتماعا مغلقا طارئا، ومجلس حرب قد التئما على عجل، بين اشخاص على مستوى عالي من "المسعولية"، لوضع خطة لمواجهة الخطر الداهم من (المرتد) رزاق عبود، فشكلوا غرفة عمليات للرد على هجمات العدوان. اوكلت قيادة غرفة العمليات بالناطق العسكري باسم الشلة السيدة/السيد منال هادي. وطبعا بلا اسم صريح، ولا عنوان، ولا بريد حسب متطلبات الهجوم العسكري. تماما، مثلما اوكل صدام حسين لمنال يونس مهمة "الحرص" على نساء العراق عن طريق التهجم على الشيوعيات، والرابطيات، وانشاء دارا للترفيه عن "رفاق القيادة" باسم اتحاد نساء العراق. فهل بدلت السيدة منال اسم والدها لمقتضيات اللجوء في السويد؟؟!

"انا عارف بيجيبوا الاسامي دي منين"؟؟!!

 

صعقت مع الكثيرين، وانا اقرأ الهراء، والشتائم الذي نشر تحت عنوان "الى الاستاذ عبدالرزاق عبود" بتوقيع منال هادي. وانا لااعرف شخصا بهذا الاسم. ولهذا فالحديث سيكون الى شبح محتمل وجوده، او شخصية منتحلة. لقد وردت الكثير من التهجمات، والشتائم، والادعاءات الخاطئة. ولابد من توضيح الحقائق، وتفنيد الاكاذيب:

 

انا لا اكتب باسم "ابو عبود" بل "ابن عبود". وعبود كنية شعبية كان يتداولها مجموعة خاصة من المثقفين التقدميين في البصرة لتسمية الحزب الشيوعي العراقي تحببا. فعبود اسم سهل، وشائع بين الكادحين. واول من ابتدع هذه التسمية شاعر بصري معروف، قد لايسمح لي بذكر اسمه. وفي بيتنا بالذات. وسابقى ما حييت "ابن عبود" وليس ابن طائفة، او دين، او مذهب، او قومية، او مدينة، او عشيرة!! لذلك فقد صدقت فيما ذكرت ان "ابو عبود لاتنطبق عليك". فانا لا يمكن ان اكون ابا لحزب الكادحين، بل هو ابا لكل الشرفاء.

 

ابو گاطع (شمران الياسري) قمة لايمكن الوصول اليها في الكتابة العامية الساخرة. وهو روائي، وصحفي لامع، وشاعر، ورسام، ويجيد العزف، والغناء. فهو متعدد المواهب. اذا كنت قد سمعت باسمه فقط، ولم تقرئيه. وانا لست ساذجا لاحاول مناطحة هذه القمة الشامخة. وصراحتي، التي اغاضتك، تختلف عن اسلوبه المتميز. لكن صراحته، كانت تغيض، وتثيرحقد الحاقدين، وضيقي الصدر من المطبلين للرؤساء، والزعماء من اي صنف كانوا. فابعد من الاذاعة العراقية في زمن قاسم. واوقف عن الكتابة في "طريق الشعب" زمن الجبهة. ثم خسرناه في "حادث" في منفاه القسري.

 

انا لازلت اهتدي بمواقفي، وارائي، وكتاباتي بما ينشره الحزب الشيوعي العراقي من وثائق وما يعلنه من مواقف، وما يصرح به ممثلوه في لقاءاتهم في قاعات نادي 14 تموز. واحضر، قدر الامكان، الندوات، والاحتفالات، التي تدعوا لها رابطة المرأة العراقية، ونادي14  تموز. ولا توجد جهة خاصة "اتعامل معها". فانا غيرمنتم لاي منظمة، او جمعية، او حزب (خليناها لمنال هادي). واذا كانت هذه الجهات هي من حرضتني فلتوجه السيدة منال هادي شتائمها الى هذه الجهات "العميلة"! التي "اتعامل" معها. لقد صعقت فعلا مما تحمله منال هادي من حقد، وتحامل، وانا لا اعرف لحد الان من هي هذه السيدة او السيد. ولا اعتقد ان المنظمة، والرابطة، والنادي تشاركها هذا الحقد، والضغينة ضدي. وانا كما تعرف المناضلة الغيورة "بصراوي" ولنا "گلوب سمچ" کما یقال عن طيبة اهل البصرة . فارجو ان تبصرني السيدة منال هادي باصدقاء السوء المحيطين بي كي اتجنبهم، واخلص من رفقة السوء هذه التي تقصدها. و"اجرچ على ابا عبدالله".

 

ان بعض من يقود منظمة الحزب في ستوكهولم، والرابطة عايشني، وزاملني في دراستي في "بلغاريا الحب والحلم". ويعرفون جيدا مواقفي. كنت، ولا زلت من بين المطلوبين من قبل سفارة النظام البائد في صوفيا، ومرتزقته، وتعرضت لثلاث محاولات اغتيال، ومحاولتين اختطاف هناك. اضافة "للدگ" المحترم الذي تلقيته من جلاوزة السفارة، والاتحاد الوطني، واذنابهم، والذي احيت الامه اليوم شتائم منال هادي مع الشكر. ودغدغت مشاعر احبابها الصداميين.

حتى في ستوكهولم، وفي كارلسلوند في الايام الاولى لوصولنا الى السويد كان بعضهم هناك وشهد محاولة اختطاف ابني الاكبر، والوحيد وقتها. وتكررت المحاولة في مخيم في اقصى شمال السويد. قد يختلف معي الكثير ممن عاصرني في بلغاريا، في امور كثيرة. وهو امر طبيعي بسبب "مزاجي الخاص"!  و"عقدة النقص"! و "الكلام الجارح"! حسب تشخيصات الطبيبة منال هادي، لكن لا اظن ان شريفا منهم يتجرأ على الطعن بمواقفي.

 

اذا كانت السيدة منال هادي لها حق ملكية الحزب الشيوعي العراقي، ورابطة المراة العراقية، ونادي 14 تموز(ملك طابو) كان المفروض ان تلجا الى الشرطة، والمحاكم، وليس الى المواقع. فنحن نعيش في دولة القانون، وليس مملكة الاكاذيب، والشتائم الخاصة بها. وعليها التذكر ان موقع الحزب(الطريق) فيه الكثير مما لا يتحمله العاقل من ملاحظات، وتهجمات ضد حزب فهد، وسلام عادل. لكن "الطريق" لا تمتنع عن نشرها ايمانا بالديمقراطية، والتعددية الفكرية، واختلاف الاراء، وايمانا بالنيات الحسنة، وليس الاهداف المشبوهة الواردة في مقال منال هادي.

 

على نفس المنوال تسرع السيدة منال هادي الى الفضح عن نفسها وتكشر عن انياب حقدها القديم، ربما، فهي تقول: "فهذا عهدنا بك ، اما ان كنت من الذين يزاودون على وطنية وتأريخ ، كل من نعتز به، فهذا  أمرمرهون بعقدة النقص التي تعاني منها، وقد خسرت رصيدك بين الاخرين مسبقاً ، وانت توجه الشتائم والالفاظ الغير لائقة ، لوطنيين افنوا حياتهم من اجل قضاياهم ورسالتهم الفكرية والوطنية، في كل مناسبة ، اوفعالية تكون حاضرا فيها،وليس ذلك الا بدافع التحريض والأساءة ولا غير.."

 

اترك القارئ، وحده يحكم، كم، في هذه السطور القليلة من شتائم كثيرة. واتمنى من القارئ المخلص ان يجد شتيمة واحده، في مقالي، بحق الوطنيين الذين نصبت السيدة منال هادي نفسها محامية عنهم. اما صدام، وعلمه، ونظامه فلن يسلموا من شتائمي، وسبابي لانهم يستحقوها.

 

انا يا سيدتي كتبت، وازعجت الكثيرين، ولا اصدق ان الحزب، والرابطة، والنادي من بينهم، ولن تستطيعي دق هذا الاسفين. فملاحظاتي الهادفة، ورأيي الصريح ليس مثل الشتائم الواردة في مقالتك. وقد رد علي مرة اتحاد الادباء باسلوب هادئ، وعتاب اخوي بعيد عن روح الهجوم والعدائية الذي وسم كتابة منال هادي. وقتها لم ارد لاني قلت ما ارت، وقالوا ما شاؤا. ولم يكن هناك داع لاستمرار"النگرة" بيننا. اما سالفة "رصيدي بين الاخرين" فكلمة "الاخرين" كافية لتشرفني لانها تشيرالى انعزالكم، كما هو واضح، فاجتمعتم تحت جنح الظلام لكتابة البيان رقم واحد لانقلابكم. وكما قال احد قادة ثورة تموز يوم كانت اذاعة الاهواز الشاهنشاهية تتهجم بشكل يومي على الثورة وقادتها: "يشرفنا ان اذاعة الشاه تتحدث ضدنا". فاسلوب الكتابة مفضوح، و"أحنة  أولاد القرية، وكلمن يعرف اخيه". مو هيج منولة؟؟؟!

 

ان زعاطيط الكتابة لا يفهمون ما يقرأون. ولقد عاب علي الكثير من الاصدقاء انني اكتب ببساطة. وقد تمسكت بهذه الطريقة، لانني لا اكتب للنخبة. فهم ليسوا بحاجة لكتاباتي. ولا اطمح ان اكون في مصاف الكتاب الكبار، اعوذ بالله، او اصل الى مستوى عبقرية ابو كاطع، الله يستر. ويبدو انه علي ان اكتب ببساطة اكثر حتى لا يفسر"اختناق العبرة" بانه سخرية من حديث السيدة ذكرى. والحديث ضد صدام، وعلمه هجوم على المناضلة نزيهة الدليمي. السؤال هو: هل من قرأ صراحتي هو "عبوسي" الذي يجيد القراءة، ام "الحاج راضي" فجاءت على طريقة:" اه ديكي نحباني للو..."

 

وتواصل السيدة منال تهجماتها وتناقضات حديثها وتذكر:

"انك ومهما نمقتَ من فصيح العبارات، لن تستطيع ان تزاود على نضال ومسيرة، رابطة المراة العراقية والحزب الشيوعي العراقي،  الذي قفزت على اكتافه كي تحصل على ( الدكتوراه..)"

 

من الواضح ان السيدة منال، والشلة، التي كتبت كانت حاضرة في الحفل التابيني، ولابد انها لاحظت ان وزني لايسمح لي بالقفز. صحيح أنني مارست هوايات رياضية عديدة، لكني لم امارس رياضة القفز العالي، ولا اجيدها لاسباب واضحة. والحزب الشيوعي العراقي صرح عال جدا، ولايمكن لاي طرزان ان يقفز عليه. والحزب ليس عارضة يحاول المرأ القفز عليها للهرب من الانضباطية، او ركوب الميترو بدون بطاقة. الحزب كان، وما زال، وسيبقى امكانية، وليس عارضة. بل ان هناك مدعيين عارضين يدعون التحدث باسمه مثلك. هؤلاء لن اقفز على اكتافهم، بل ادوس على رؤوسهم وانعل والديهم. حتى لايستمروا بتشويه سمعة الحزب واصدقائه، وتاريخه، ومناضليه. انا لم اقفز سيدتي خوفا ولا رعبا. ولم اختبا في غرفة في القسم الداخلي في صوفيا، ولا في البصرة، ولا بغداد. والزمالة الدراسية رفضتها لاكثر من مرة حتى اجبرت على القبول بها تحت حجة التراجع المنظم، وسحب الكادر وربما انا الوحيد الذي طالب باعادته الى الداخل ولم انجح في محاولاتي والعلم عند قادة المنظمة، والحزب الاحياء. ليبرؤا ذمتي او ينعلوا سلفه سلفاي.

 

وتواصل السيدة منال هادي محاولة سلب حقوقي الفكرية، ولجم فمي، وتعطيل حرية الكلام في بلد الديمقراطية:

"ثم ايها الاستاذ رزاق ، من اعطاك الوصاية لتبدو بهذا الحرص( الشديد) على الرابطة وتقترح، تغيير اسمها؟  وهل لك شأن في ذلك؟ أليس الدافع وراء ذلك معروف تماما، وقد جاء بتحريض واضح، ممن تتعامل معه؟؟"

 

رغم السخرية الواضحة من كلمة الاستاذ " بس هم شكرا"! ولكن بودي ان اشير الى السيدة، ان سمحت، باعتباري استاذ: ان زمن المحظورات، والمقدسات قد ولى، وانتهى، وي عمچ ستالين. وبامكان الكاتب، أي كاتب، حتى لو واحد "معقد" مثلي، ان ينتقد(مو يشتم) اي حزب، او منظمة، او شخص، او افكار. والتنمرعلى الناس، موديل قديم. الا اذا كانت السيدة منال منتمية لاحدى المليشيات المسلحة التي تجبر الناس على سلوك، او لبس معين. ان الحزب الشيوعي العراقي ورابطة المرأة العراقية تطرح برامجها للمناقشة والحوار علنيا. ومقترح تغيير الاسم، كان تضامنا مع وضع المرأة، ومعاناتها في ظل جمهورية، وعلم منال هادي. نصيحتي هي: دخلي دورة لمحو الامية، لو تشترين مناظر جديدة، أو تروحين يم عبوسي يقرالچ المقالة. سبق وان كتبت موضوع اقترحت فيه تبديل اسم الحزب (بوية شكبرها) شو ما اعترضتي؟؟؟؟

 

تساؤلات مشروعة:

من يعيش في السويد عليه ان يتعلم من ديمقراطيتها، واسلوب الحوارالعالي. لكن هناك فرق شاسع بين من يعيش في السويد، ومن يسكن في السويد، ويبدو ان السيدة منال هادي تسكن السويد، وتعيش في طالبان. وعلى راي فقيد الغناء العراقي ابو خالد "جسمي ساكن بغداد وروحي ساكنة البصرة"!!!  ويا منولة شبقى بعمري؟؟!

 

لقد نشر قبل فترة مقال موتور مشبوه بتوقيع "علي احمد" تهجم فيه على الشيوعيات، والرابطيات باسلوب ساقط، وبذئ، ولم اقرا للسيدة منال هادي ردا عليه. ام ترى ان منال هادي هو نفسه علي احمد؟؟! الله لا يجعلهه غيبة. ولو الطيورعلى اشكالها تضرگ!!

 

في نفس يوم نشرمقال منال هادي الذي سارعت كل المواقع الى نشره دون الانتباه ،للاسف، الى محتواه المسئ. نشرت المواقع ايضا خبرا عن قتل، وتهديد المليشيات اطباء الامراض النسائية في العراق. اما كان الافضل منها كرابطية همامة، وشيوعية قح، وتموزية للعرج ان تبادر للرد على هؤلاء بدل الانشغال في الهجوم على نصير لقضايا المرأة، ونضالاتها تضمنها موقفه حتى المقال الذي ردت عليه. ام انها مثل المليشيات الاسلامية تريد ان تحتكر حق الحديث في قضايا المراة بالنساء فقط. اكيد وضعت اسمي في قائمة التصفيات القادمة، وبودي ان اسال بسخرية مع عادل امام: "انا اسمي مكتوب"؟؟؟!

 

اذا كانت السيدة ذكرى  قد وجدت انني اسأت لها، ولذكرى والدتها الفقيدة، والمربية الكبيرة جليلة الهاشمي. عبر الاشادة بدورها الوطني، والتربوي، والنضالي في مقالتي"المزعجة" كان بامكانها الاحتجاج على الامر بنفسها، فعنواني الالكتروني معروف. ولا اظن انها من السذاجة، ان تصدق ادعاءات منال بانني اسات الى ذكرى المربية، والمناضلة الكبيرة، التي لم اكن اعرف انها ابنة مدينتي فزادتني فخرا. واواجه الكاتبة بنفس السؤال الذي طرحته علي: من خولها حق التحث باسم ثلاث منظمات، وعائلتي الفقيدتين جليلة، ونزيهة. ان مجرد ذكر هذين الاسمين تنحني الرؤوس احتراما فكيف بالاساءة  يا سيدة الاساءات؟؟

 

اذا كانت السيدة/ السيد منال هادي مهتمة هكذا، وحريصة على علم صدام الدموي، ونجوم وحدته الانقلابية، وشعار الغزو (زعلان أوي). فقد كتب ضدهذا العلم العارالكثيرون، وانا ليس اولهم، وسبق وكتبت مرات ضده، وفي مناسبات عدة. فهل كانت تلك الكتابات قبل ان تستلم السيدة/ السيد منال هادي ثمن هذا المقال المشبوه.

 

لمعلومات السيدة منال هادي:

لقد نشرت نعيا بسيطا للمناضلة الكبيرة نزيهة الدليمى، التي اتشرف ان بيتنا كان من بين من زارتهم عندما زارت البصرة بعد ثورة 14 تموز. لان اختي الكبيرة كانت واحدة من مؤسسي الرابطة، وعضوة اول هيئه علنية للرابطة في البصرة، ومقرها في الطابق الثاني لبناية قديمة مقابل قاعة التربية في العشار. وهي المرة الاولى، التي ارى فيها ابي، وهو يحمل صينية الشاي الى مجموعة من النساء الخطار. اختي الرائدة هذه، ياسيدتي، قادت اكبر مظاهرة نسائية في تاريخ العراق ضد انقلاب 8 شباط الاسود، وانتهى بها الامر ملقية في شط العشار مقابل مبنى المحافظة. وقد انفتحت العملية القيصرية اثر، ولادتها الاولى، التي لم يمرعليها اكثر من اسبوع. الامر الذي ابقاها بعيدة عن ابنها الرضيع طيلة فترة اختفائها، ومعالجتها بشكل سري من قبل احد الاطباء الذي خاطر بحياته يوميا، وهو يدخل الباب الخلفي لبيتنا. مستغلا السماح له كطبيب بالحركة رغم منع التجوال المفروض على المدينة المناضلة لليالي طويلة.

 

في نفس ذلك اليوم جرح اخي الاكبر برصاصات الغدر التي اطلقت على المظاهرة، التي كان يتقدمها، فهربه البعض من المستشفى، واخفاه الناس لفترة طويلة ووفروا له العلاج بعد ان فقد وعيه لمدة اسبوع. استشهد اخي الاكبر بعد فترة بعد ان وصلت الجلطة التي سببتها جروح الرصاص الى قلبه الشاب. اما انا ورغم صغر سني، وقتها، فقد خرجت مع العائلة، والمحلة، التي خرجت عن بكرة ابيها كالوف البصريين للتظاهر ضد انقلاب 8 شباط الاسود. ولازالت خدوش الرصاص مرسومة على ساقي. فلا تاتي الان للتحدث عن ذلك اليوم الذي "يقطر حزنا والما" فمقالك يا سيدتي يقطرحقدا، وسما. واعتقد ان المسؤولين في نادي 14 تموز يفهمون معنى القوسين وكلمة ليس. التي هي ليس من كلمات منال واخواتها. ولا تحاولي التصيد بالمياه العكرة.

 

في بلغاريا سيدتي، وانا اكتب الان، لا زلت اشعر بوجع، واثر الضربات التي تلقيتها من زمر البعث، وازلام السفارة، وجلاوزة الاتحاد الوطني لطلبة العراق. يوم اقتحمت جموعهم المئوية دفاعا عن الرفيقة النصيرة البطلة سليمة "ام لهيب"، التي اخترقت جموعهم بالصفعات، والبصاق على وجوههم، وهم يوجوهون لها الشتائم البذيئة التي تليق بهم. الشتائم التي تستعيرها الان السيدة منال هادي، وتوجهها لي. تقدم لنجدتي وقتها الرفيق السابق رزاق السماوي. واحد اكراد تركيا من الحزب الشيوعي التركي الذي لولا قوته العضلية لما كنت بين الاحياء اليوم.

 

لم احضر الى ساحة "السيرجل توري" في وسط ستوكهولم لارقص تحت علم الفاشيين كما فعلت ربما السيدة منال، وهذا من حقها. يومها لم اصفق، ولم ارقص.،ولم ارفع علما. وقد حضرت تلبية للدعوات على مواقع الانترنيت، وكانت رابطة المراة، ونادي 14 تموز من بين من دعا الى حضور التجمهر. وسمع من كان يجلس الى جانبي على المدرجاتplattan اجابتي على استفسار احدهم الاستفزازي: لماذا لا ترفع العلم العراقي؟ فاجبته: اني لن ارفع العلم الصدامي، الذي تسبب في قتل الالاف من العراقيين!! ومنهم ابي ايام انتفاضة اذار المجيدة.

 

السيدة منال هادي اما مصابة بعمى فكري، وسياسي، او قصر نظر طبيعي، وعليها مراجعة الطبيب المختص او محل (العوينات)، والسوسيال يدفع الكلفة بعد ان تقدم kostnads förslag.

كما اسلفت انا لا اعرف من هي السيدة منال هادي. لاني تعلمت في النضال السري ان لا احفظ الاسماء،اذا كانت من معارفي( وان كنت استطيع ان اخمن، رغم ان بعض الظن اثم) ولهذا ساواصل الرد على شبح  اسمه منال هادي، ولكن بادب، وحشمة افتقدهما مقال (هجاء) الكاتبة، ونشرتها في مواقع (تعتب) اذا لم اراسلها، ولكنها سارعت في نشر صحيفة الشتائم بحقي.

 

تقول السيدة منال هادي بلسان العارف العالم القريب من الاحداث والحاضر لكل المناسبات من كومونة باريس حتى ثورة اكتوبر العظمى: "لكنك وفي كل محفل ومناسبة ، لاتحتكم الا لمزاجك، ونواياك ،وكأنك بذلك تريد ان تسيّر الأمور كما تشتهيه نفسك، والشواهد كثيرة على انفعالاتك ، واسلوبك الجارح في التعامل مع الاخرين ، دون الاكتراث لمشاعرهم.... وانت توجه الشتائم والالفاظ الغير لائقة ، لوطنيين افنوا حياتهم من اجل قضاياهم ورسالتهم الفكرية والوطنية، في كل مناسبة ، اوفعالية تكون حاضرا فيها،وليس ذلك الا بدافع التحريض والأساءة ولا غير.."

 

لم اكن اعرف انني بهذه الدرجة من السوء. فالرسائل والمكالمات التي انهالت علي منذ ان ظهرت كتابتها على الانترنيت تستهجن، وتدين، وتستفسرعن النكرة، التي تتطاول على الاخرين دون وجه حق. ومع كل احتراماتي، وتقديري، واعتزازي للاصدقاء الذين اتصلوا، والمواقع التي اعتذرت فانني بودي ان تطمأن السيدة منال، ويهدأ بالها. وحتى لا ازعجها مرة اخرى ساتوقف عن الكتابة في المواقع، والحضور في المناسبات، لان العراق الذي دفعني للكتابة من جديد بعد صمت طويل اختطف في الداخل من الفاشية الدينية، والعصابات الارهابية، وتدنس ارضه قوات احتلال باغية. وفي الخارج اختطف الكلام باسم العراق من ديناصورات تعود لما قبل البشرية.

ملاحظة: ربما ارد فقط على الستاليني العتيد (النمري) الذي اشبعني شتيمة مثل منال هادي!!

 

في الختام:

انا لا اريد ان اردد قول المتنبي العظيم(اذا اتتك مذمتي من ناقص....) فانا لا اعرف ان كانت السيدة الكاتبة ناقصة، او كاملة، او نص ستاو؟! ولكن واضح ان لديها عقدة ما(يا عوئد)، والبزون اذا لم تجد من تتخانق معه تشرمخ نفسها. ولكني اعترف للدكتورة النفسية الكبيرة منال هادي ان لدي عقدة نقص لم تكتشفها تنتابني كلما اقابل أحد من الانصار،او النصيرات الذين رفعوا هاماتنا في جبال الوطن رغم ملاحظات، او خيبة، او مرارة البعض. فالتجارب دائما لها تقييمات متعددة، ومختلفة، وهذا امر احترمه، واتمنى ان يتوقف عند حد الشتائم لابطال التجربة بسلبها، وايجابها: الشيوعيين وحزبهم البطل. امام هؤلاء الابطال اشعر فعلا بالنقص. والعقدة الثانية هي انني اشعر بالصغر امام كل صورة شهيد. لانني لم استطع ان اقدم نفسي فداءا لمبادئي كما فعلوا. وهاتان العقدتان ستظلان تلازماني حتى اخر نفس. وان كنت ابكي كالاطفال عند تذكر اليوم الذي قتل فيه الفاشيون اختي الحبيبة بكهرباء غدرهم الدنئ.

 

بودي ان اشكر السيدة منال لانها شجعتني، وحفزتني، ومكنتني على الاعتراف العلني بعقدتي النقص عندي. وامل ان تفعل هي نفس الشي، وتعتذر، او تعترف بخطاها، اذا تسرعت فالانفعال طبيعة انسانية. واشكرها ايضا لانها ذكرتني ببيت الشعر المؤلم من شاعر محبط خذله اهله وهو يقول: جزى الله النوائب الف خير     علمني عدوي من صديقي

 

وبودي اذا سمحت لي المحللة  النفسية الكبيرة منال ان استبدل كلمة نوائب بكلمة مواقع فتصبح

جزى الله المواقع كل خير              علمني عدوي من صديقي

واخيرا:

"من كان بيته من زجاج عليه ان لايرمي الاخرين بالحجارة"

المثل صيني، وليس مقولة كما ورد في مقالتك. ليت العلامة الموسوعي هادي العلوي بيننا الان فهو ضليع بفلسفة التاو الصينية القديمة. لتحدث لنا عن اصل، وفصل هذا المثل، او الحكمة الصينية. وانا لست "جامچي" حتى اخاف ان يرميني احدهم بحجر. وهل منال في فرقة اسلامية تكفيرية لرجم المختلفين معها؟؟؟   

 

في بلغاريا كنت من القلائل الذين وقع بايديهم كتاب "اضواء على الحركة الشيوعية في العراق" الذي كتبته مديرية الامن العامة باسم سمير عبد الكريم، كما كتب اليوم، باسم منال هادي. وصادف ان زارني احد الاصدقاء، ووجد الكتاب ملقيا "تكرمون" في التواليت. فسالني: لماذا الكتاب في التواليت؟ اجبت: انه مكانه الطبيعي! اما مقالة السيدة منال هادي فهي ورقة تواليت عادية يلقيها القارئ في التواليت. وكما يقول السويديون:spolas bort med toalett vattnet

 

واخرا، وكما يقول السويديون مضيفينا، ومعيلي بعضنا:

Jag tackar för mig!!!

رزاق عبود

223
المناضلة نزيهة الدليمي تؤبن تحت ظلال الراية التي قتلتها


يوم 16/11/2007 وكغيري من عشرات الحاضرين استمعت الى كلمات التأبين، وقصائد "الرثاء" التي ليس لها علاقة بالمناسبة في مقر نادي 14 تموز في ستوكهولم/ السويد. توالي على منصة الحديث الكثير من رفاق، ورفيقات دربها، ومن زميلاتها في تاريخ النضال النسوي في العراق، والكثير ممن عاصروها، او التقوها، او سمعوا، اوقرأوا عنها، او عملوا معها. استمعنا ايضا الى الكلمة المؤثرة التي تضمت نعي الفقيدة الكبيرة جليلة الهاشمي. القتها ابنتها ذكرى التي خنقتها العبرات اكثر من مرة. فالخسارة جسيمة. مناضلتان كبيرتان في تاريخ الحركة النسوية، والوطنية، والشيوعية العراقية. عانتا الويل، والظلم، والسجن، والتشرد، والمطاردة، والموت تغربا من النظام الذي غيرعلم ثورة تموز المجيدة. العلم الذي جمع الرموز الوطنية لتاريخ، وحضارة شعوب وادي الرافيدن. وفي غمار الحرب ضد ايران، والكويت، والحركة الوطنية العراقية وضع صدام بيده الدموية عبارة "الله اكبر" التي استخدمها غزاة العراق قديما، واستخدمها صدام لقمع انتفاضات شعبنا. ورغم ان التأبين حسب الاعلان المنشور على المواقع الالكترونية ينظمه نادي 14 تموز، ورابطة المرأة العراقية، التي ساهمت الشهيدة في تاسيسها تحت اسم جمعية تحرير المرأة العراقية، ثم رابطة الدفاع عن حقوق المرأة العراقية. الاسم الذي تغير بعد ثورة تموز الى رابطة المرأة العراقية، التي لازالت في مقدمة المناضلين في سبيل الحقوق الكاملة للمرأة العراقية. وفي هذه المناسبة اقترح، بتواضع، اعادة الاسم القديم بعد أعادة أضطهاد القرون الوسطى للمراة العراقية في ظل حكومات المحاصصة الطائفية .

 

كانت الكلمة الاولى لمنظمة الحزب الشيوعي العراقي. وهذا ليس غريبا، فالفقيدة قيادية في الحزب وربت اجيالا من الشيوعيين، والشيوعيات الذين هتفوا باسمها في شوارع العراق ومدنه الفقيرة، والكبيرة. ولم اسمع كلمة لرابطة المراة. وهذا امر غريب. والاغرب في كل هذا ان يتم التأبين تحت ظل العلم الفاشي المقيت الذي كان احد اسباب فقداننا لهذة المناضلة الصلبة. نادي 14 تموز المشارك في التأبين(لم تكن له كلمة) ورابطة المرأة العراقية ليستا منظمتين رسميتين. وليسا تابعين لاي جهاز حكومي او ديبلوماسي يضطرهما لرفع علم الفاشية، الذي ورثه النظام الطائفي، وتمسك به. وهناك سفارات عديدة، ومنظمات كثيرة لا تلتزم بهذا العلم العار. ولا اجد مسوغا لتمسك نادي 14 تموز(ليس 14 رمضان) ورابطة المرأة العراقية، والحزب الشيوعي العراقي ان يرفعوا هذا العلم المقيت في مناسبات شعبنا الوطنية، او المناسبات الاممية، او الخاصة بالنادي، او الرابطة، او الحزب الشيوعي العراقي. وألاخير اكثر المعانين من مطاردات الاجهزة الفاشية التي رفعت هذا العلم الذي لم يكن لشعبنا رأي في اختياره، عكس ما جرى لعلم ثورة تموز 1958. واذا كانت المجاملات الرسمية تقتضي من بعض الموظفين الرسميين في العراق، او الخارج الوقوف مضطرين تحت هذه الراية المشؤومة. فليس هناك من بروتوكول، او مرسوم يلزم القوى الوطنية، او المنظمات الشعبية خاصة التي عانت من قمع سلطات العلم. فالحزب الشيوعي له رايته الحمراء، وكان يمكن ان تظلل الحفل التابيني. ولا ادري ان كان قد اتفق على علم وطني للحزب كما الحال في كل الاحزاب العالمية. ولرابطة المرأة المناضلة كذلك شعارها الذي أختطه على ما اعتقد الفنان الكبير محمود صبري . وهو يزين كل نشراتها، وكراريسها. واذا كانت دولة السويد "فقيرة" لهذا الحد بامكانيات الطباعة لتصوير شعار كبير للرابطة، او الحزب كان يمكن خط لافتة كبيرة تؤبن الشهيدة. ويكون لون القماش احمر، او ابيض، او اسود، او صورة عملاقة للفقيدة. كاللافته التي رفعت في ساحة "سيرجل توري" بعد فوز المنتخب العراقي بكاس اسيا. تناسب حجم نضالاتها، وتضحياتها، بدل ان يرهق عيوننا التعبى منظرعلم صدام خلال الوقت الذي مر ونحن نستمع لقصص النضال على خلفية علم القمع الرهيب. الامر يذكرني بمطالبة فرانكو بلوحة الجيرنيكا لرفعها في قصره. وقد رفض، كما هو معروف، الفنان الشيوعي بيكاسو اعادة اللوحة الى اسبانيا طالما ظل فرانكو في الحكم، وطالما لم تعاد الجمهورية الى اسبانيا. اللوحة اعيدت بعد ان تعهد الملك الاسباني خوان كارلوس نفسه انه سيقف بوجه أية محاولة انقلابية لاعادة الديكتاتورية. واعيدت الى المتحف الذي كان بيكاسو مديره قبل ان يهرب من فاشية فرانكو بعد ان ظلت لاربعين عاما تزين جدران مكتب الامم المتحدة في نيويورك. فهل ستوافق رابطة المرأة العراقية، والحزب الشيوعي العراقي على ازالة نصب الحرية ايضا من ساحة التحرير، بسبب المجاملات الرسمية؟؟

 

على قوى شعبنا الوطنية المناضلة مثل الحزب الشيوعي العراقي، ورابطة المراة العراقية، والمؤسسات الثقافية في الخارج ،في الاقل، مثل نادي 14 تموز في ستوكهولم استعادة رموز ثورة تموز، وامجاد، ونضالات شعبنا بدل تلويث اسماء، واجساد، ونعوش شهداء الشعب برداء القتل الذي خطه صدام. انا شخصيا سانسحب من اي فعالية يرفع فيها هذا العلم العدواني المتخلف. ولن احضر أي فعالية يرفع فيها علم الحرب هذا. واناشد الجميع ممن عانوا من الاضطهاد، والتشرد، والغربة، وناضلوا ضد الفاشية، وتحملوا التضحيات، وقدموا الشهداء بسبب تلك الراية العدوانية ان يفعلوا نفس الشئ. على منظماتنا الوطنية حزبية، او مهنية، أوثقافية، او فنية، او انسانية ان تبادر الى فرض ارادة التيار الشعبي الرافض لهذا العلم العار. لنجعل من حركة رفضنا هذه وسيلة لاستعادة الوجه المشرق لعراق تموز، والخير، والتقدم، والتسامح، والتعايش، ونبذ القيم المتخلفة الدخيلة على ثقافة شعبنا. وآمل، ان لاتدنس ذكرى فقيد اخر، او مناسبة ما، بظلال علم الحروب والغزو الصدامي مرة اخرى. بل يرفرف علينا علم 14 تموز الذي صممه فنان الشعب الكبير جواد سليم في مسابقة وطنية عامة اختير بعدها علما للجمهورية العراقية الخالدة.

ارجو ان لا "يزعل" منظموا التأبين من ملاحظاتي هذه، فالعراق من وراء القصد!!

224
سقطت الستالينية عاشت الشيوعية


بعد انهيار التجربة الستالينية في الاتحاد السوفيتي السابق اسرع الذين صفقوا لستالين ثم لعنوه، ولخروتشوف ثم شتموه، ولبريجنيف ثم سفهوه، ولغورباتشوف ثم خونوه. الى نعي الاشتراكية والشيوعية قبل ان تلفظ انفاسها الاخيرة. وبداوا "بمراجعة" فلسفتهم الماركسية.هؤلاء انفسهم كانوا يمنعون الاخرين من انتقاد التجربة الستالينية في الصحف، والمجلات، التي كانوا يسيطرون على رئاسات تحريرها كما تسيطرالان المليشيات على شوارع المدن العراقية. من يقرأ الان لمن طبل، وصفق، ورقص للبريسترويكا سيجد انهم اول من شتم غورباتشوف بعد سقوطه. بعدها حملوا حقائبهم، وطلبوا اللجوء في دول الراسمالية "الايلة للسقوط" كما كانوا يكتبون في مستعمراتهم الاعلامية. ولم يحملوا معهم أي من الكتب الماركسية واللينينية التي كانوا يتباهون بها على رفوف مكاتبهم ولم يقرأوها جيدا.

 

ان الاتحاد السوفيتي لم يسقط في التسعينات. ولم يسقط لأن اهوج مثل يلتسين ركب موجة الردة. وليس لان ساذج مثل غورباتشوف تراجع بسهولة امام الضغط بعد ان حاول التغيير الفوقي. التجربة سقطت يوم ابعد لينين بسبب مرضه، واماتته ربما، ثم تحنيطه، ووضعه في الساحة الحمراء. كما حنطوا النصوص الماركسية. سقط الاتحاد السوفيتي عندما رفضت "السياسة الاقتصادية الجديدة" التي وضعها لينين. وطبقوا الشيوعية العسكرية حسب بدعة ستالين النصف ماركسي، والنصف لينيني. عنما قضى هذا الاخير على كل رفاق، واصدقاء لينين موتا، وقتلا، وشنقا، وخنقا، ونفيا، ومطاردة، او تجميدا، وابعادا،او تهميشا. وفرض الاقامة الجبرية حتى على كروبسكايا زوجة لينين. وصار ستالين مثل امبراطور فرنسا: "انا الدولة والدولة انا". وصاحبنا اضاف كلمة الحزب فصار الشعار: انا الدولة والحزب، والدولة والحزب انا. حتى النظرية الماركسية فسرت، ونشرت كما يشتهي هو، وليس اصحاب النظرية. لم يكن ستالين شيوعيا لتسقط الشيوعية معه. الشيوعيه مثلها الاعلى، وهدفها، وغايتها: الانسان، اثمن راسمال على الكون. لكنه استصغر حياة الانسان، وصارت الملايين تسقط، وتموت، وتجوع، وتحارب، وتتجمد، وتحاصر، وتباد، وتنفى، وتهجر ليبقى هو القائد الاعظم. ان ما ينسب من ايجابيات الى التجربة الستالينية هي مجرد نتائج ثانوية لم يستطع قتلها، او خنقها، ولكن هدفها الاساسي: الانسان قضى عليه بدون رجفة جفن. وتصور المحرفون، والتحريفيون، والمصفقون القدامى، والمداحون، والمهرجون، واعلام الراسمالية الضخم، ودعاية الاشتراكية الدولية، والصهيونية العالمية، ان شبح الشيوعية الذي امده لينين بالحياة، واعتقله ستالين من جديد قد مات في سجون ستالين، وخرافات يلتسين، وترهات غورباتشوف، ومؤامرات الامبريالية، واحابيل الردة. ونسوا انهم رددوا على مدى عقود ان الفكر لايموت. وان كل ما تنبأ به ماركس قد حصل. وكل ما حذر منه لينين قد تحقق. لم تقرا "رسالة لينين الى المؤتمر"، والتي اوصى فيها بعدم انتخاب ستالين، ليس كسكرتيرعام للحزب، بل حتى كعضو في المكتب السياسي. محذرا ان ذلك سيجر على الدولة السوفيتية، والعالم مخاطر كثيرة. وقد تحمل ستالين ذنب تشويه التجربة الاشتراكية في العالم، وسقوط جمهورية مهاباد في ايران، وتهاوي نتائج حرب الانصارفي اليونان، والجمهورية في اسبانيا مع حلفائه الامبرياليين، ومساومات مؤتمر مالطا، وطهران، وغيرها من المساومات السرية. وقبل كل ذلك يتحمل مسؤولية تفاجأ الدولة بالهجوم النازي الالماني. وابادة الملايين من ابناء دولة العمال والفلاحين، وقضائه على خيرة قادة الجيش الاحمر. حول الاتحاد السوفيتي الى معسكر رهيب لخنق الاراء، وقتل الافكار، ومسخ العقول، وتشويه الفن، والادب، وخلق عبادة الشخصية البعيدة كل البعد عن روح الماركسية. فاخضع الارادة الجماعية الى ارادة الفرد، بعكس وصايا الماركسية. وقد استنسخ صدام حسين، وطغاة غيره، كل جرائم ستالين.

 

 ياسادتي، يا من نسيتم قراءاتكم الماركسية، ودورات التثقيف الحزبي في الدول اللااشتراكية التي كررت ان التاريخ لا يسير في خط مستقيم، وان الردة محتملة في كل وقت، ومكان. وان الماركسية نظرية علمية، والخروج عن قوانينها يولد الاخطاء بالضبط كما انتجت الثورة الصناعية الراسمالية المنفلته كوارث طبيعية رهيبه. واليوم يتباكون على البيئه وكيفية انقاذها. ياسادتي التعبى، ان الاشتراكية ليس حلم طوباوي، بل هو مشروع انساني علمي طويل الامد، ومتعدد الاشكال، ويتطور مع الحياة. لكن ستالين ومن لف لفه حنطوا النصوص الماركسية وجمدوا الوصايا اللينينية، وفرضوا على كل شئ نظرية واحدة، واسلوب واحد من الشيشان حتى فيتنام. ومن كوبا حتى اليمن الجنوبي. لكن المياه الهادرة تكتسح في طريقها العوائق، وقد اكتسحت عاصفة الاخطاء المتراكمة نتائج الاخطاء ومرتكبيها. اما الشيوعية والماركسية فظلت وستظل تتطور، وتعيش، وتنهض من جديد لانه لا يمكن لوي عنق التاريخ، ولا يمكن تزييف الحقائق، ولا يمكن القول ان الارض غير كروية . واحد زائد واحد يساوي اثنين. هذا ما تعلمناه في الحساب البسيط. ولذلك فسحب الديمقراطية (روح الشيوعية) وطبيعتها المتطورة، والمتجددة، والمتكيفة من حقها في التحرك بتلك الطرق جعلها تضيع في صحاري الديكتاتوريات، والجمود العقائدي، وعبادة الشخصيات. وقمع الحريات، وتسييس كل شئ حرف القافلة عن الطريق، وخرجت العربة عن السكة. وهذا امر طبيعي علمي صحيح فاشعال البارود يؤدي الى انفجار، واشعال النار يؤدي الى حرائق، وبناء سدود ضعيفة يؤدي الى فيضانات، وجرف الغابات يؤدي الى سيول، وتدمير الحقول يؤدي الى مجاعة، وتخلف التصنيع يؤدي الى تراجع الانتاج، وتضخم البيروقراطية يولد الاختناق، والترهل، والفساد، وتوقف التجديد. وهذا كله حصل، والماركسية بريئة منه ولهذا رفضته كما يرفض الجسد الجسم الغريب. قد تستغربون، ولكن لو لم يحصل كل هذا لقلنا ان الماركسية خطأ. لهذا نجد اليوم اغلب اساتذة الاقتصاد في الغرب يؤكدون صحة استنتاجات، وتنبؤات ماركس، وانجلس، ولينين حول الامبريالية، والشركات متعددة الجنسيات، والشركات الدولية، وسيطرة راسمال المالي، والسوق المالية العالمية، ودورات الكساد، والتضخم في الدول الرسمالية، واخيرا العولمة الراسمالية.

 

" ...ان تصور التاريخ العالمي يتقدم الى الامام تقدما، هادئا، منتظما بدون قفزات كبرى الى الوراء في بعض الاحيان، هو امر مناف للديالكتيك، ومناف للعلم، وغير صحيح نظريا"

لينين 2 ص 55 مجلد المختارات.

 

واليوم والذكرى التسعين لثورة اكتوبر المجيدة. نجد الايمان بقيم الثورة يتجدد، وتزداد الشعوب التي تريد ممارسة التجربة بطريقتها الوطنية كما اوصى ماركس، ولينين، وكما اوصى فهد رفاقه في العراق بخلق(نظرية ثورية وطنية). وكما حاولوا في هنغاريا في 1956 وجيكوسلوفاكيا 1968 واليمن الديمقراطية(عبد الفتاح اسماعيل). ان الثورات الاشتراكية السلمية في امريكا اللاتينية، وتجدد دماء ثورة كوبا، وفيتنام، والنمو الاقتصادي الرهيب في الصين اعتمادا على وصايا ماركس من ان الاقتصاد ياتي اولا ولن يستمر التطور اذا لم يصحبه التطور الديمقراطي. وهذا ما يحصل في الصين حاليا رغم كل الملاحظات. ولا ننسى ان الصين مرت باكثر من حالة اجهاض. وتتزايد الافكار اليسارية شعبية في كل العالم. واضرابات العمال الاخيرة في امريكا، وبريطانيا، وفرنسا وقيام حكومات ائتلافية يسارية في النرويج، وايطاليا، وتكشف ماسي، ومخاطرالليبرالية الجديدة بسرعة يمنح الشيوعيين الثقة المتجددة بان سقوط التجربة الستالينية كان امرا محتوما ليتم غربلة الفكر، والتجربة للتهيأ لتجارب جديدة، وهي تملك خزينا عظيما من الخبرة وتملك اغلب الاجوبة على اصعب الاسئلة، بعد بدا تفسخ الامبريالية، واحادية قطب العالم، ووقوعها في الفخ الذي نصبته لثورة اوكتوبر وسار مختطفي الثورة بانفسهم اليه، للاسف. فحلم جيفارا  يتحقق بانشغال الامبرياليه في اكثر من حرب، وتحولت السياسة الخبيثة لريغان "سنميتهم تسليحا" الى واقع يعيشونه، وهم يموتون حروبا.

 

علقت مرة احدى الشيوعيات القديمات في بلغاريا مازحة معتبرة ان ما جرى في الاتحاد السوفيتي  ودول اوربا الشرقية، مجرد تجربة، وستنتهي قريبا. لقد خرجت روسيا من الحرب الباردة لتدخل امريكا الكثير من الحروب الساخنة. كان هذا ما فكر به، واراده اندروبوف فقتل قبل ان يصفي حسابه مع الالة البيروقراطية الرهيبة في الدولة(السوفيتية). ان شباب روسيا اليوم يتطلعون لاصلاح اخطاء التجربة الستالينية. لكن التجارب الجديدة لن تستنسخ مرة اخرى ليعاد تطبيقها في بلدان اخرى. فالماركسية والشيوعية ليس دينا مغلقا، ولا نصوص مقدسة انها متجدده كالحياة التي خلقتها.

 

7/11/2007

225
البصرة تسقط بيد القراصنة

 

"ان ما تسمعه او تقراه عن البصرة، هو غيض من فيض، نقطة في بحر، لاشئ، امام الصورة الكاملة....." هكذا يتحدث البصريون في التلفون، او الرسائل الشفهية، اوالاتصالات الالكترونية. "شئ لا يصدق، شئ خرافي" يضيف من يتحدث معك. "لانعرف من اين جاء هؤلاء السفلة القتلة المجرمون، الجلادون، المخربون، المتخلفون، الارهابيون، المتحجرون، الهمج، القساة، الظلمة، المغول، الفاشست، الصهاينة، الحقراء، الجبناء، الساقطون، الانذال، المخانيث، المأبونون، المخصيون،...الخ...الخ." لم يترك البصريون النجباء أي كلمة في قاموس الشتائم، الا وقالوها، الا واستخدموها، الا وشهروها سلاحا سريا بوجه المغول الجدد، طالبان البصرة. انه سبي جديد، ارهاب ديني، انفلات امني، تراجع اخلاقي، سلوك متخلف، انحطاط حضاري، سقوط اجتماعي، بربريه، دموية. من اين ناتي بعد بكلمات الشتم، والسباب؟؟ لو يعود افصح الهجائين العرب اليوم لعجزوا عن التعبير. الهجاء كان يردع، والشتيمة تؤثر، والسباب يولد رد فعل. اما هذه الحيوانات فلا تزداد الا بطشا. وليس ردها الا قتلا، ولا حديثها الا رصاصا، ولا حوارها الا اغتيالا. ويتبجح المالكي ان قواته ستستلم المهمات الامنية!! ممن؟؟ من المحتلين وعملائهم؟ ام من المليشيا ت وعصاباتهم؟ ام من الجيوش الطائفية التي تتكاثر كالفطر؟ لقد تسلمتم الامن في الديوانية، والسماوة، وبغداد، وكركوك، وكربلاء، فماذا جرى؟ مذابح مستمرة، ودماء تنزف، وارواح تزهق، واعراض تنتهك، وكرامات تهان، وثروات تبدد، واموال تنهب، وبشر تخطف.

 

قبل ايام اعترض احد الضباط سيارة بلا ارقام تابعة لاحدى المليشيلت متصورا انه يمثل السلطة. هدده السائق: "اذا كنت رجلا فابق في مكانك". تصرف هو حسب فهمه للرجولة. عاد المهدد مع سيارات اخرى اقتادت الضابط الى ما يسمى مكتب الشهيد. وهناك اشبعوه ضربا، واهانات، وشتائم، وسباب. حلقوا شعر رأسه، وحاجبيه. اعتدوا عليه جنسيا ثم اطلقوه الى الشارع عاريا تتبعه الشتائم، والتهديدات. عاد الرجل الى بيته سحب مسدسه وانتحر. اما القتلة جنود الاسلام الابطال فقد خرجوا بسياراتهم الخالية من العلامات يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر. ويرهبون البنات الصغيرات في المدارس بان من لاتتحجب ستقتل. بعدها بايام اعترضتهم قوات اخرى فعادوا، واختطفوا 40 من افراد الحرس الوطني، واشترطوا اعتذارا رسميا لاطلاق سراحهم. وفعلا ذهب وفد يمثل القوات المسلحة الى مكتب الشهيد، وقدم اعتذارا رسميا، واطلق صراح المختطفين، المهانين الذين سيتسلمون المهمة الامنية في البصرة في منتصف ديسمبر.

 

مخانيث الغزوات الاسلامية الجديدة يتلقون الدعم من السلطات المحلية، والدينية، والشرعية، والرسمية. اوالاكتفاء بالتفرج على مجازر المليشيات بحق ابناء البصرة وبناتها. في وقت يقتل فيه الاطباء، والمهندسين، والمحامين، والعلماء، والضباط السابقين، واساتذة الجامعة. يتلقون الدعم المالي، والمعنوي، واللوجستي، والاستخباراتي من الدول الصديقة المجاورة وغير المجاورة. الجنود البريطانيون انسحبوا من وسط المدينة، واتفقوا مع المليشيات: اتركونا لحالنا، واذبحوا ما شئتم، ومن شئتم. نساء البصرة مستباحة لكم مثلما هي البصرة كاملة. ارهبوا، ارعبوا، اغتصبوا، شردوا، اقتلوا، احجزوا، افصلوا من العمل أي امراة لا تلتزم باوامركم الطالبانية، ولا تستسلم لاخلاقكم المنحطة. أفرغوا البصرة من كل شئ جميل، وكريم، وحضاري. وهل بقيت حضارة في بلد حكمها علي كيمياوي واستباحها الانجليز، واحتلتها ايران، وفرهدها تجارالخليج، وعصابات الفرهود، ومناضلي الحواسم، وفرسان جيش القدس، وعصابت بدر، وفدائي صدام، وفلول الجيش الشعبي. كل هذه العصابات توحدت ضد البصرة. كل هؤلاء القتلة ارتهنوا البصرة. كل هؤلاء السفلة يريدون مسح البصرة تاريخا، وا خلاقا، وقيما، وثقافة، وبشرا من الوجود. البصرة تعاني سكرات الموت، تسحب النفس الاخير، تموت ببطء وعذاب شديد. والمالكي يحلم بان يستلم رايات من قماش مهترأ ملطخة بدماء الابرياء، وعلما لوثته يد صدام، والفاشيةالدينية بعبارة الله اكبر. وهي نفس الصرخة التي اطلقها بدو الجزيرة العربية عندما احتلوا مدينة العلم، والعلماء. ونفس النداء الذي صرخ به الصفويون يوم "حرروها" من العثمانيين الذين استعمروها من قبل تحت نفس الشعار. وجاء بعدهم علي كيمياوي، وهادي العامري، وعمارالحكيم. ليقيموا ولاية الموت، بدل ولاية الفلسفة، والتسامح، والمدارس العلمية، والحركات الفكرية.

 

هل سيستمر البصريون بالانتحار على طريقة الضابط المحبط؟ هل  سيعودون لسيطرة القبائل الهمجية الغازية من الكويت المتحالفة مع طالب النقيب، ايام الحكم العثماني لتسيطرعلى المدينة  بعد ان ينسحب الجندرمة العثمانيون الى قلعة القشلة ليلا. هل يعود شيخ خزعل من جديد يفرض الاتاوات التي يجمعها له طالب النقيب. استغرب مرة احد ضباط الامن من سامراء: "عجيب امر هؤلاء البصريون تذهب لاعتقال ابنهم فيقابلوك بالترحاب مع دعوة للتفضل وشرب الشاي". لكنه اضاف: "انه ليس خنوع بل رفض مؤدب لاساليبنا القذرة". هؤلاء الناس تعودوا على المقاومة ولكن حتى مقاومتهم تتسم بالنبل، والاخلاق العالية.

 

لقد استغل هؤلاء القراصنة الجدد، وقطاع الطرق، غياب الشرفاء، وتعففهم عن مواجهة المخانيث وتعاليهم على السقوط في مخالب المواجهات البربرية. فاختاروا الصمت، او الرحيل، او الهجرة. لكن السندباد عائد لا محالة. سيعود ليكتسح بسفنه المحملة بالثوار كل جيف الغزوالامبريالي، الاسلامي، الطائفي، الفاشي. وستعود بصرتنا لاهلها. وسيدهش رجال المليشيات المنهزمين، كما استغرب رجال الامن، ومخابرات صدام في اعياد تموز منتصف السبعينات على لسان ضابطهم المذهول من جموع العمال بقيادة هندال، والفلاحين بزعامة ابو محمد، والطلاب يتقدمهم جمال وناس:

 

من اين جئتم بهؤلاء الناس؟؟؟

 

انهم ناس البصرة ايها الحمقى. لقد تعودوا ان لايلوثوا ايديهم باجسادكم القذرة سيكتفون بالبصاق في وجوهكم وتمزيق فتاويكم التكفيرية، ودوسكم معها باقدامهم.

226
البرزاني والطالباني يغامران بمستقبل العراق ومصير الاكراد

 

ما ان ينعم الاكراد في شمال العراق بشئ من الرفاه، او الاستقرار، ويعم السلام ربوع قراهم ومدنهم حتى يتحرك "زعمائهم" لتعكير الجو، وتغييرالصورة الجميلة لتتحول الى ماساة. وكانهم يحسدون اشقائهم على نعمتهم. عندما سن قانون الاصلاح الزراعي في عام 1959 ساءت العلاقات مع بغداد، وصعد المتمردون الى الجبال. وفي وقت كان المتظاهرون في بغداد، والبصرة، وغيرها يتظاهرون من اجل "السلم في كردستان" كان الرصاص يطلق على ابناء الجنوب الذين استقبلوا الملا مصطفى البرزاني من البصرة حتى بغداد. وعندما ايقن زعيم ثورة 14 تموز انه لابد من تغيير طريقة الحكم، ومالت الامورالى الاستقرار، ومسودة الدستور المؤقت بادت جاهزة، والانتخابات الحرة على الابواب تحالف زعماء الاكراد، للاسف، مع البعث، والامريكان، وشاه ايران، والموساد، وشيوخ الخليج لاسقاط ثورة تموز. وقد نالهم ما نال بقية الشعب العراقي من ظلم، وقمع، ومطاردات، وحروب على يد القادم بقطار امريكي.

 

وفي السبعينات، وقد فرضت الجماهير العربية، والكردية وبقية مكونات الشعب خطا تقدميا على النظام، وبعد مفاوضات لحكم ذاتي قد لا يلبي الطموح، لكنه اول اعتراف واضح وصريح بحق الاكراد، وخصوصيتهم. وسن القانون رقم90 لاصلاح زراعي خاص في كردستان لتعويض كادحي كردستان ما اصابهم من اجحاف، وظلم الاغاوات. لكن "الثورة" انطلقت من جديد لتعطي للقوى الرجعية، والفاشية، والشوفينية الغلبة في سلطة بغداد وحزبها الحاكم لفرض الحلول العسكرية. وتطورت الامور ليس لصالح الجماهير العراقية وتفردت الديكتاتورية، وتعسفت بعد ان تخلى الشاه عن حلفائه الاكراد، بعد اتفاقية الجزائر المشينة. وعانت الجماهير الكردية الويلات، والماسي ومات زعيمهم غريبا.

 

واليوم والاكراد والعرب والتركمان وغيرهم  وقد حلموا بغد افضل للعراق ومنقطتهم خاصة. بعد دهر من الفاشية والحروب العدوانية داخليا وخارجيا. تغيرت فجاة خارطة التحالفات، وتحولت الى ايران وعملاءها، والامريكان الغزاة ورجالاتهم. ابعدوا ممثلي الشيعة، والسنة العلمانيين، والقوى التقدمية، والديمقراطية التي ساندت كفاح الاكراد البطولي، وتحالفوا مع مغول القرن الواحد والعشرين لتكوين سلطة عجيبة غريبة "لملوم" من المتطرفين والعنصريين، والشوفينيين. باساليب مخابراتية قذرة لتشويه الصورة الوطنية، وفرض الامر الواقع وافتعال المبررات، وخداع الجماهير الكردية بشعارات باهتة. وصارت كردستان خط احمر وكركوك خط احمر، وعبادان خط احمر. والاكراد في الشمال لايجدون سوى الخطوط الحمراء بدل خطوط الكهرباء، والماء، والغاز. وقطع حمراء للاسعار الرهيبة، والاقطاعيات الجديدة.  وصارت المخابرات الاجنبية من كل نوع تفتح مكاتب شبه علنية. وفجاة صارت القضية القومية الكردية في تركيا بيد  "مجموعة ارهابيين". فحزب العمال الكردي الذي هو بضيافة الزعامات الكردية في شمال العراق مثلما هو حال مئات الجنود الاتراك، والاسرائيليين، والايرانيينن في السليمانية، واربيل. صاروا مجموعة ارهابية حسب وصف الاسياد القدامى الجدد الامريكان.

 

وبسبب الغباء السياسي فانهم يعتقدون ان امريكا، واوربا يمكنها ان تتخلى عن قواعدها في تركيا وتنقلها الى شمال العراق، وقد دعاهم الطالباني لذلك اكثر من مرة (وهب الاميرما لايملك). في نفس الوقت يحرضون حزب العمال، ويفسحون له المجال، ويوفرون له الامكانيات لضرب تركيا من الاراضي العراقية. في نفس الوقت الذي يمنحون "صكوك الغفران" للشركات النفطية الامريكية لتسرق اموال وثروات الشعب العراقي بعربه، واكراده، ومكوناته الاخرى. مع نسبة محفوظة في بنوك سويسرا وامريكا على طراز حصة "القايد صدام" من نفط العراق. ناسين ان تركيا لها القدرة ان تضم شمال العراق "كردستان" كما ضمت شمال قبرص وستبقى القواعد الامريكية التي تبرع بها الطالباني في "الاراضي التركية الجديدة". خاصة وان اتفاقية الموصل لعام 1924 تنص ان "ولاية الموصل" ستبقى ضمن حدود العراق، والا فان تركيا في حل منها. هذا ما يقال عن النصوص السرية بين بريطانيا، وتركيا. والله والزعماء اعلم!!!

 

ان زيارات عبدالعزيزالحكيم، ومساعديه، والطالباني، ومستشاريه، وممثلي البرزاني المتكررة الى واشنطن في الاشهر الاخيرة اقنعت "قشمرت!" بعض زعماء الكونغرس الامريكي لاصدار قانون تحميل تركيا جريمة الابادة الجماعية للارمن . وهو امر لا يتناقش به عاقلان! ولكن لماذا الان؟  وقبلها اقنعوا نفس رجالات الكونغرس باصدار قرار تقسيم العراق. وكأن العراق سوبر ماركت في واشنطن. لماذا لم يصدرالكونغرس قرارا بتوحيد كردستان المجزأة بدل تقسيم العراق الموحد؟؟ يظن زعماء الاكراد في العراق انهم بوضع كل اوراقهم في سلة امريكا سيكسبونها الى جانبهم. خارقين كل الالتزامات الدستورية. ويبدو ان زعماء حزب العمال الكردي اصابتهم نفس العدوى من اشقائهم العراقيين، وصاروا يخشون من تمتع شعبهم بالهدوء، والسلام، والاعتراف التدريجي بهويته القومية. فلقد شارك اكراد تركيا في الانتخابات الاخيرة بنشاط اكثر حتى من الاتراك انفسهم. كما اشار الى ذلك المراقبون الدوليون. وفاز الكثير منهم بمقاعد في البرلمان التركي الجديد(80 مقعد). وحصل الاكراد على مكتسبات جديدة بسبب نضالهم، ومواقف حزب العدالة والتنمية، وضغط الاتحاد الاوربي.فصارت لهم صحفهم، واذاعاتهم. وبدل ان يصطفوا الى جانب المدنيين، والمتفتحين، زادوا من قوة العسكر التي ضعفت. بالضبط كما فعل زملائهم في ستينات، وسبعينات العراق. كما انهم يخشون من انتشار المدارس، والعمل، والديمقراطية، والرفاه في مناطق تركيا الجنوبية لانها تحرمهم من الهاربين اليهم. وهم متهمون ايضا باستحدام الاطفال كجنود. في المظاهرات المفبركة الاخيرة ظهر طلاب المدارس (اطفال) في شمال العراق، وهم يحملون السلاح. كما صرح اكثر من زعيم: "ان الاكراد كلهم مسلحين حتى الاطفال". ياسلام. عرب وين طنبورة وين. على هدى الخميني وصدام سائرين!!

 

ان حزب العدالة والتنمية الاسلامي الواجهة مؤيد قوي لدخول تركيا الى الاتحاد الاوربي. ودول الاتحاد تشترط تحسين وضع الاكراد، والقوميات الاخرى في تركيا، والاعتراف بحقوقهم القومية، والثقافية. وزعماء الاكراد على جانبي الحدود يريدون منع دخول تركيا الى المجموعة الاوربية،لانهم يخسرون قاعدتهم اذا زادت الحقوق المكتسبة للاكراد في تركيا. وبهذا يتفقون مع جنارالات تركيا الرافضين للتقارب الاوربي. في حين ان الكثير من مثقفي الاكراد، وعقلائهم،في اوربا يحثون دول اوربا على قبول تركيا لكي يفرض عليها فيما بعد تطبيق مبادئ حقوق الانسان في تركيا. وسيكون اول المستفيدين اكراد تركيا.

 

ان خط المغامرات الذي سارت، وتسيرعليه القيادات الكردية لا يخدم مصلحة الاكراد. حتى المظاهرات المصطنعة تشير الى عزلتهم، واحساس الجماهير الكردية في شمال العراق بان الزعماء لا يهمهم امر الناس البسطاء. وها قد عادوا من جديد، عندما ضاقت الدائرة على مواقعهم، الى محاصرة حزب العمال الكردي كما فعلوا في التسعينات مرة بامر من صدام، ومرة بالتحالف مع العسكر التركي. كما سبق لهم ان تامروا مع حافظ الاسد ضد زعماء الاكراد في سوريا. ومع الملالي ضد قاسملو في ايران. ويقال انهم وراء اقناع الاسد بطرد عبدالله اوجلان من سوريا. واليوم يستخدمون اللاجئين الاكراد من هاتين الدولتين خاصة لتكريد مناطق عربية، او اشورية، او تركمانية في سياق وهم كردستان الكبرى التي تتقلص باستمرار بسبب سياساتهم الرعناء. حدثني احد القادمين الاكراد من اربيل: ان الناس هناك تترحم على صدام، وتتشكى من قلة الخدمات، وارتفاع الاسعار، وانقطاع التيار الكهربائي، وشحة الوقود، في حين يغتني اصحاب السلطة، وابنائهم، واقاربهم، ومرتزقتهم، ويتحولون الى الف عدي، والف قصي.

 

ارحموا الاكراد المساكين. كفاكم مغامرة بارواحهم، ومستقبلهم! الم تتعلموا من دروس التحالفات مع الشاه، وصدام، وعسكر تركيا، وبعث سوريا، والموساد، والسافاك، والمخابرات الامريكية؟؟

 

اعرف ان القوميين المتعصبين المتربعين في شقق فاخرة في لندن، وباريس، واستوكهولم،وبرلين وواشنطن، وتورنتو، وسدني، وغيرها من "كردستان الشتات". والذين يساهمون، او يستلمون حصصهم من اموال النفط المهرب، والمال المسروق من افواه الاكراد الفقراء، لن يعجبهم هذا الكلام الصريح . فهم بعيدون عن النار. ويتنعمون بالماء الحار والبارد والكهرباء ونعيم الخدمات المجانية والسيارات الفارهة والحسابات المتضخمة. اما الفلاحين الاكراد فلا يستحقون الا ان يكونوا وقودا لاحلامهم الطوباوية وافكارهم القومية المتعصبة التي لا ترى في مصلحة ابناء جلدتهم الا حطبا لنار افكارهم الجهنمية. كما يفعل القرضاوي: يبعث بناته للدراسة في امريكا وابناء الاخرين قنابل بشرية الى العراق، وافغانستان!!!

 

هذه ليست المرة الاولى التي تدخل فيها القوات التركية شمال العراق بعد ان وقع معها المقبور صدام حسين اتفاقية امنية. بلغ عدد اختراقاتها للحدود 24 مرة. ولم يحتج لا البرزاني، ولا الطالباني. بل بالعكس ساعدوا تركيا وجيشها في ملاحقة ومطاردة قوات حزب العمال الكردي. وزعماء الاخيرلا يريدون ديمقراطيه في تركيا لان الديمقراطية، وعضوية الاتحاد الاوربي، تقلص من نفوذ الحزب، وبقية المتعصبين الاكراد المتاجرين بدماء شعبهم الابي!!

 

ان الذي مارس دور "الجحش" لاكثر من جهة، واكثر من مرة.لايحق له التكلم باسم،اوالادعاء بزعامة الشعب المقاتل، الذي قال عنه شاعر الكرد الخالد عبدالله گوران: 

 

كردي .. وكيس تبغ..

حفنة زبيب.. وبندقية..

ثم صخرة..

وليأت العالم .

كل العالم.. 

227
نزيهة الدليمي و تشي جيفارا يستشهدان في يوم واحد


قبل اربعين عاما وفي التاسع من اكتوبر قام عملاء الاستخبارات الامريكية بتصفية القائد الثوري الكبير والمناضل الاممي الشجاع الطبيب الارجنتيني، واحد قادة الثورة الكوبية بعد القاء القبض عليه في ادغال بولييفيا التي اراد منها ان يشعل الثورة الشعبية المسلحة ضد الاوليجاركية في امريكا اللاتينية، بعد ان طاف في الكونغو، وانغولا. تحول البطل الى اسطورة وقديس تحج الى مكان مصرعه الوف البشر. وتحول الجبناء الى جيفة قذرة عفنة يبصق عليها حجاج مزارة جيفارا العظيم. ترك الجاه، والوزارة، والحكومة، والاضواء، واختار صعوبة الغابات وظلمتها ورطوبتها، ومخاطرها، ليدافع عن مبادئه، ويشعل الثورة العالمية بوجه امبريالية امريكا المتوحشة. وصار منارة للثوار، ومثلا للابطال، وقدوة للمناضلين. ومثله الطبيبة نزيهة الدليمي تتخلى عن طبقتها الوسطى لتنحاز الى جانب الفقراء. فضلت الاهوار، والقرى، والارياف، والجبال على اضواء بغداد، واستبدلت دعة العيش في المدن الكبيرة، وامتيازات العمل في المستشفيات العصرية الفاخرة لتتنقل بين المحتاجين، والفقراء، والمساكين، والمرضى في افقر مناطق العراق. تغربت، وتشردت، وتحملت الصعاب، وقادت حملة عالمية لتعرية النظام الفاشي بعد انقلاب شباط الاسود، وبعدها ضد  نظام الطاغية صدام.

 

في السبعينات وكانت عصابات منظمة حنين، بقيادة المقبور صدام، وشرطة ناظم كزار السرية تغتال الشرفاء في الشوارع، والبيوت، والساحات، والناس تموت في "حوادث مؤسفه" او تختفي بلا اثر. وقفت نزيهة الدليمي تتحداهم، وهي تهتف "سنمضي سنمضي الى ما نريد وطن حر وشعب سعيد" في قاعة الخلد بعد احتفال جماهيري كبير اثار فزع، وغضب، وقلق نظام العفالقة فحاولوا التاثير على مجرى الاحتفال ولكن صوت نزيهة الهادر وشخصيتها القوية لم تترك لهم المجال. وتماسكت الجموع الهائللة، وهي ترى ام بشرى  تلوح بيدها، وكانها توزع للنشيد الحزبي في قاعة خصصت للفرقة السيمفونية العراقية. كانت تلك اول مرة ارى فيه نزيهة الدليمي. الوزيرة السابقة، وقائدة رابطة المراة العراقية. المناضلة، والشيوعية الصامدة. وظلت تصارع الفاشية، كما صارعت المرض بعد ان اتعبتها السنين، ومعاناة الغربة، والتشرد فصرعها المرض الغادر كما صرعت رصاصات الغدر جسد جيفارا الطري اليافع. ومضيا معا الى الخلود في قائمة شهداء وابطال الحركة الشيوعية العالمية.

 

رزاق عبود

9/10/2007

228
شيوعية قديمة تحصل على جائزة نوبل للادب لعام 2007
 

كما هو الحال في كل عام وقف السكرتير الدائم لاكاديمية العلوم السويدية امام باب مكتبه ليفاجأ صحفيي العالم باسم الفائزة بجائزة نوبل: الروائية البريطانية دوريس ليسنج. فلم يرد اسمها في اي من التوقعات المتداولة. مولودة في طهران عام 1919 وانتقلت مع والديها الى روديسيا. الاسم القديم للمستعمرة البريطانية السابقة زيمبابوي. وحسب تعليقها فان الخبر لم يعد مفاجئة، ولا مثيرا فاسمها يتردد على قائمة المرشحين منذ ثلاثين عاما. وتضيف انهم اخبروها ان نضالها ضد الامبريالية، والاستعمار البريطاني لافريقيا، وكتبها، ومقالاته ضده، وكذلك انخراطها في حركة تحرر المراة، وشخصيتها القوية قد تقلل شعبيتها عند لجنة اختيار الفائزين بجائزة نوبل. وعلقت ببساطة، وذكاء للصحفيين المتجمهرين امام باب بيتها، بانها حصلت على معظم الجوائز الاوربية وشئ جميل ان تنظم نوبل الى قائمة جوائزها الاخرى. انه تكريم كبير. دوريس ليسنج نشرت في الصحافة، وعمرها 8 سنوات. وها هي تحصل على جائزة نوبل للادب وهي في سن 88 عاما. ولازالت نشطة، وتشارك في الحملة المناهضة للاحتلال الامريكي للعراق، وجرائم جيشه هناك. وعلقت بجدية ان الصحفيين سيشغلونها الان عن اكمال روايتها الجديدة. ومعروف انها قليلة اللقاءات الصحفية وتعتقد ان الصحافة في بعض الاحيان تشوش على عمل الكاتب. النقاد، ومتابعي نشاطها الادبي يقسمون حياتها الابداعية الى ثلاث مراحل. مرحلة الاربعينات، والخمسينات يسموها المرحلة الشيوعية حيث اتسمت كتبها، ونشاطاتها بمحاربة الاستعمار، والامبريالية، والحروب العدولنية ضد شعوب اسيا، وافريقيا. والستينات والسبعينات المرحلة النفسية حيث تناولت كتبها الحالة النفسية، والمشاكل الاجتماعية، والمعاناة الشخصية. كما انشغلت في مرحلة التسعينات بكتب الخيال العلمي. وهي المرحلة التي يتفق قرائها، ونقادها بانها سهلة، وبسيطة، وضعيفة فنيا، ولا تناسب كاتبة كبيرة مثلها. طبعت كتبها بالملايين في جميع انحاء العالم تقريبا، وفي لغات عدة. لغتها سهلة، وبسيطة، مثل شخصيتها المتواضعة، والمحبوبة، والدافئة في علاقتها، ولكنها جريئه في طرح ارائها، وصريحة في تناول مواضيعها. وتقول ان الشعارات وحدها لا تكفي وان على المرأ ان  يصرخ، ويتظاهر، ويناضل. من المبررات التي طرحتها اكاديمية العلوم السويدية لاختيارها ان سيرتها، وخبرتها، واسلوبها الفني فيه فائدة كبيرة للبشرية، ونقد  وتناول نسائي متميز للتجربة العالمية. وفيه قيم، واخلاق عالية، وقيم فنية، وانسانية رفيعة. ولذا فان اختيارها كان لشخصها، ولادبها معا. وهذه اول مرة تتحدث الاكاديمية السويدية عن شخصية، ودور، ونشاط حائز الجائزة. وهي فعلا اسم معروف، ولها شعبية واسعة في بلادها، والعالم. ورغم خيبة البعض من المراقبين السويدين الذي كان يامل، او يتوقع، او يرغب، ان تذهب الجائزة الى ادونيس مثلا، او الجزائرية اسيا جبار. ولكنهم يقولون كونها امراة، وكاتبة مبدعة تستحق الجائزة يخفف من احباطهم. ورغم انها من انصار حرية المراة، ومساواتها الكاملة بالرجل، وشاركت طوال حياتها في هذا النشاط، خاصة فضحها لمعاناة المرأة في البلدان المستعمرة، والمحتلة من قبل الغرب. الا انها تنتقد الحركة النسائية المعاصرة المتطرفة، التي تضع المرأة في مواجهة الرجل، وتحرف قضية، ومفهوم تحرر ومساواة المراة. وهذا قد يحث  جيل الشابات الان الدخول الى جيش قراءها بعد حيازتها الجائزة ذات التقدير العالمي الكبير.  اليسار البريطاني يعتبرها كاتبته، وستحظى بشعبية اوسع بعد الجائزة. تتميز بانها تفاجا قرائها بمواضيع جديدة، واساليب متميزة في الكتابة ولا تكترث لما يقوله النقاد، او القراء عن كتاباتها وقد وصل عدد كتبها الى الثلاثين كتابا. تناولت مواضيع مختلفة من القطط، والطيور حتى مشاكل السياسة العالمية، واحوال المراة، ومشاكل العلاقات الانسانية، والمعاناة الشخصية، وحتى قصص المغامرات. وهي تعتقد ان ذلك اضافة الى معاصرتها لاحداث مثيرة، وعيشها في اماكن عدة منحها خبرة متنوعة ايضا. فلا غرابة  ان يفرح معظم البريطانيين والنقاد ودور النشر في العالم لنيلها الجائزة. ويعترض البعض لتدخلها كثيرا في السياسة، وتناولها قضية الاعراق، والحريات العامة، وحقوق الانسان، كما صرح احد كتاب بوتين من موسكو.

 

رزاق عبود

11/10/2007

229
رسام الكلب ونباح المتطرفين

منذ الصيف الماضي، وربما قبل ذلك انتشرت في السويد ظاهرة ما يسمى بكلاب الدوار (الفيلكة حسب اللهجة العراقية). حيث يوضع تشكيل ما لكلب في الدوار. قد يثير، او لايثير الاهتمام ذلك يتبع غرابة او طرافة الرسم، او التشكيل الخشبي في الغالب. وبعضها لا ينتبه لها الناس لصغر حجمها. وتفنن الكثيرون في كلابهم. كما اختلف الناس، والنقاد، والمعلقين على الظاهرة بين مؤيد ومعارض، وباحث يريد ان يعرف مصدرها، ومغزاها. ولكنها كاي "تقليعة" فرضت نفسها. والكلب في اوربا، وخاصة في السويد، جزء اساسي، وعضو عزيز في العائلة. قيمته، ومكانته اغلى بكثير من قيمة، ومكانة الانسان في نظر اجهزة الامن، والسلطات في الكثير من الدول العربية والاسلامية. وكثيرا ما تحمل الكلاب، او القطط البيتية اسماء لشخصيات ثقافية، او فنية، اورياضية، او سياسية اعتزازا بهم. و يفتخر، ويعتز الاحياء من تلك الشخصيات بذلك. فهناك كلاب تحمل اسماء نابليون، وبالمة، وصوفيا لورين، ونوبل، وانشتاين، وبيتهوفن، ومادونا، وجاكسون، وتايسون، والقائمة طويلة. ويعرف من تفضل عليه القدر، وتعسف سلطاته من ابناء الشرق انه يوجد في بلاد الكفر قوانين لحماية الحيوان تمنع ضربها، او تعذيبها، او نقلها بشكل مؤذي مثلا. اما الانسان في بلداننا فله الله. يحميه من ضرب، وتعذيب، وتهجير حكامنا المسلمين المؤمنين.
 
الفن، والادب، والصحافة في بلد مثل السويد ليس لها علاقة بدوائر الدولة، ولا سياسات الحكومات، او برامج الاحزاب، بما فيها الاذاعات، والتلفزيونات الرسمية. أي الممولة من الدولة، لكنها مستقلة، وحرة تماما في ما تطرحه، وتقدمه من برامج، ومواضيع. والسلطات هي التي تتودد لها، وليس العكس. ليسوا جوقة متملقين، ومداحين كما في "اذاعاتنا" الرسمية. ورسام الكاريكاتير، او المصور الصحفي هنا لايسلم منه احد.  نتذكر ديغول يوم رسموا انفه على شكل قضيب ذكر. او بوش حاليا، وهو يرسم باشكال مختلفة، او توضع صورته على جسد حمار، او خنزير، او شيطان، او هتلر، وهكذا فعلوا مع بلير، او الرئيس الفرنسي الجديد، او هلموت كول المستشار الالماني الاسبق، وتاتشر، وغيرهم الكثير. في السويد رسموا الملك على شكل راقصة، او حيوانات برية، ووضعوا صور وجوه بناته على اجساد عارية. رسموا صورة يوران بيرسون رئيس الوزراء السابق على شكل بقره، وخنزير. ونفس الشئ مع رئيس الوزراء الذي سبقه انجفار كارلسون رسموا وجهه على شكل قبقاب. صفحات الجرائد السويدية تمتلأ يوميا بصور مضحكة لشخصيات عالمية من بابا الفاتيكان، الى رئيس زيمبابوي، والرئيس الايراني. حتى السيد المسيح لم يسلم منهم، ولا رؤساء وزراء اسرائيل. معارض تشكيلية كاملة اظهرت المسيح بين الشاذين جنسيا. بعضها اقيمت في قاعات تابعة لكنائس مسيحية. ولم يتظاهر سوى مجموعات قليلة من المسيحيين الشرقيين سرعان ما اقتنعوا ان عليهم ان يتاقلموا مع جو الحريات الديمقراطية. خاصة حرية الراي، والتعبير في بلدهم المضيف، او يدخلوا في تعارض مع شعبهم ووطنهم الجديدان.
 
بعد تجربة ما يسمى في اوربا "رسوم محمد" التي نشرتها احدى الصحف المغمورة في الدنمارك لفنان مغمور اصبحا بفضل مظاهرات الاسلاميين، وتصرفات الغوغاء، والمدعين، والمنافقين الذين بدل ان يهاجموا اسرائيل هاجموا الجبنة الدنماركية. نعم بفضل هؤلاء اصبحا مشهورين في كل انحاء العالم. تماما كما خدمت فتوى الخميني سلمان رشدي. لم نسمع احد يحتج لدى امريكا،  واسرائيل حيث تصدر الصحف يوميا وهي مليئة بالشتائم، والسباب، والكاريكاتير المخزي بحق الاسلام ورموزه، وعلى راسهم النبي محمد. لارس فيلكس الرسام السويدي المشاكس، الذي يعشق الاضواء، والاثارة، وبعد فترة من خفوت صوته، وبهوت بريق رسومه حاول ان يعود الى الاضواء من جديد. لقد سبق له ان اقام  نصب خشبي في بارك وطني بدون اجازة، او موافقة. ليس فيه أي دلالة فنية او ذوق تشكيلي. مجرد محاولة بهلوانية للخروج عن المالوف، والاثارة، وكسب الشهرة. واقام نصب اخر من الخشب على انقاض كنيسة محترقة ازيل في نفس اليوم الذي كانت فيه مظاهرات خجولة ضد رسومه امام مقرالصحيفة التي نشرتها. لقد سبق لاكثر من قاعة عرض، وجاليري، ومهرجان، وصحيفة، ومجلة ان رفض مشاركة فيلكس برسومه غير اللائقة عن النبي محمد. (لم تشد المنظمات الاسلامية في السويد، التي تاخذ مساعداتها من الدولة السويدة بهذه المبادرات. كما لمم يفعل الاسلاميون في العالم ذلك، ولم يذكروه بالخير للمؤسسات السويدية المحايدة). لكن صحيفة محلية مغمورة في مدينة صغيرة  نشرت الرسوم . وقد التقت وفود اسلامية كثيرة من المدينة وغيرها رئيس تحرير الصحيفة الذي اوضح انه لم يقصد اثارة مشاعر المسلمين، ولا الاساءة لنبيهم، وانما حاول استخدام حقه في حرية النشر، والتعبير. وان القضاء هو الذي يحل الخلاف، وليس التهديد، او المقاطعة، او المظاهرات. وكان هذا نفس رد الفنان التشكيلي السويدي، الذي اعترف ايضا انه حاول الاستفزاز لمعرفة ردة الفعل. اثبت له الاسلاميون، جزاهم الله خيرا، ان الاسلام ليس فيه نفس ديمقراطي. وقدم له المتطرفون خدمة لم يحلم بها(ربما خطط لها) فصارضيفا على كثير من الصحف، والاذاعات، والتلفزيونات المحلية، والعالمية هو ورئيس تحرير الصحيفة المغمورة التي نشرت تخطيطاته. وقدم الاسلاميون خدمة مهمة اخرى، ومجانية للدول الاسلامية الديكتاتورية التي تحارب الاسلاميين في بلادهم، وتعتقلهم، وتصفيهم، وتسميهم بالارهابيين. فجاة صار السفير الافغاني، والباكستاني، والجزائري، والايراني في صف واحد مع المتطرفين الاسلاميين محاولين اعادة اوربا الى عصر ظلامهم. واحرقت الاعلام السويدية وصور فيلكس، واستخدم الارهابيون في كل مكان هذه الجموع الهائجة الجاهلة لتنفيذ سياساتهم البغيضة. في نفس الوقت الذي يصطف فيه الاف الملتحين، ذوي الدشاديش القصيرة، والمحجبات على ابواب السفارت السويدية في الخارج، ودوائر هجرتها في الداخل طالبين اللجوء، والحماية من تعسف، وظلم نفس الحكومات التي راح سفرائها، واعلامها الموجه يتحدثون باسم الاسلام. وجاءت فرصة اخرى للقاعدة لتحاول اثارة الفتنه بين جماهير المسلمين الذين تحتضنهم الدول التي تسميها دعايات القاعدة، والاسلاميين بدول الكفر والفساد. ويوجهون التهديدات لشخصيات ومصالح السويد والدول الاسكندنافية الاخرى. انكم ترهبونهم فعلا!  انكم تخيفونهم فعلا! مثلما ارهب، واخاف المغول، والتتار، والبرابرة، والقراصنة الشعوب، والدول، والحضارات، والسفن المسالمة الامنة. هذه ليست شجاعة، ولا بطولة، ولا غزوات جديدة. هذه مجرد جولات دون كيشوتية يستخدمها الارهابيون، والمتطرفون، والحكام المعزولون عن شعوبهم وسيلة لحرف انظار شعوبهم عما تعانيه من قهر، وحرمان، وتعسف، وتخلف.
 
ترى هل تتوقف الدول الاسلامية عن استيراد سيارات الفولفو، وتستعيض عنها بالجمال؟ ام تتوقف عن استيراد تلفونات اريكسون لتستخدم حمام الزاجل؟ او تعود للقصب، والخيام، وتطرد الشركات الاوربية العملاقة التي تبني الابراج، والعمارات التي يتباهون بها ليل نهار؟ هذه الزوبعة ينطبق عيها المثل السويدي الذي يصف مثل هذه التصرفات  بمن يحارب البعوض بالمدافع. جعجعة فارغة، وعواصف فنجانية. ودعاية ديبلوماسية فارغة. ففي نفس اليوم، الذي قابل فيه السفير المصري مع عشرين اخرين من زملائه رئيس وزراء السويد كانت شرطة نظامه السرية تعتقل اسلاميين بالعشرات في القاهرة رغم حصانتهم البرلمانية. ويسقط يوميا مئات المسلمين العراقيين بسبب جرائم الاسلاميين المنافقين. محمد الذي عفا عمن هجاه وشتمه وحاول قتله برئ منكم!!
 

230
علم ودستور ومجلس امة  كل عن المعنى الصحيح محرف

 

الشاعر الوطني العراقي النبيل، معروف الرصافي، وصف النظام الملكي البائد، ومؤسساته الصورية وصفا دقيقا ببيت الشعر اعلاه. لو عاد اليوم لاعتقلوه، ووصفوه بالارهابي، او الصدامي، او المعادي للعملية السياسية، لاتهموه بالكفر، وقد تجرأ وتنبأ بما يجري الان. لقدموه لمحكمة شرعية، قاضيها جاهل، واتهموه بالزندقة، وحكموا عليه بالرجم. لو كان الرصافي حيا اليوم لبصق في وجوه حكامنا الجدد بسبب طائفيتهم، وعنصريتهم، وميليشياتهم التي تزرع الموت، والدمار، والتخلف في شوارع العراق الذي احبه.

 

فما الذي تغير فعلا بعد سقوط الصنم. ابقي على الاسم المشوه لجمهوريتنا العزيزة الذي ابتدعه خيال صدام المريض بغمزة  من حاشيته المخصية. "جمهورية العراق" بدل الجمهورية العراقية لترفعهم الهمجي على المرأة، وبسبب كرههم، واسيادهم، القدامى/الجدد، وتحسسهم من ثورة 14 تموز، التي اسقطت الملكية، واقامت الجمهورية العراقية بدعم شعبي ليس له مثيل في تاريخ العالم. وابدلوا علمها الذي خطه الفنان العراقي الخالد جواد سليم. العلم الذي تضمن كل الوان القوس قزح العراقي عربا، واكرادا، وتركمانا، وقوميات اخرى. فكانت الوانه حزمة ورد عراقية فواحة. لكن الطائفيين اصروا على علم صدام الموروث من المقبور عبدالسلام عارف، ووحدته الثلاثية، التي لم تر النور، ورغم تخلي سوريا، ومصر عن علم الوحدة الوهم. وشوهه بعبارة "الله اكبر" التي تذكر بالحروب، والغزو، وقمع انتفاضات الشعب العراقي، وهي مفردة الارهابيين المفضلة، ومفخخاتهم الاجرامية، واحزمتهم الناسفة التي تحمل كلها ماركة "الله اكبر". اعترافا منهم بفضل صدام عليهم. ابقوا شعار العدوان البدوي، الجاهلي، البربري، الذي وضعه صدام حتى في غرف نومه لانه مولع بالقتل، والدماء، حافظوا على النسر المتوحش، رمزا يذكر الشعب بعدوانية حكامه الجدد، وتخلفهم، ودمويتهم مثل المفترسين القدامى. في حين ابتدع الفنان جواد سليم رمزا، وشعارا لجمهوريتنا،  وبلدنا، ووطننا اختصر، وتضمن كل تاريخ، وحضارة، وشعوب وادي الرافدين. اما الدستور الذي فصله الصفوي همام حمودي، واخاطه الثعلب فؤاد معصوم. فليس له علاقة بتوحيد العراق، ولا قانونا اساسيا للامة، ولا وضع اسسا صحيحة لوحدة، وسلامة ارض الوطن. بل مجموعة الغام مهيئة للانفجار، وتحطيم البنيان العراقي في اية لحظة زرعتها مجموعات طائفية، وقومية، متعصبة، ومتعنتة. اشتركت الايديولوجية، والدين، والسياسة، والطائفية، والتعصب القومي، والتخلف الاجتماعي في رسم خطوط الدستور وابعد القانون، والقانونيين وهما الطرفين الوحيدين الذين يضعان الدستور في كل تاريخ الشعوب. وحتى دستورهم المشوه هذا لم يحترموه. فرئيس الجمهورية يتصرف، وكأنه حاكم فعلي بسلطات، ومستشارين، وقرارات، وامتيازات، وصلاحيات، وتعيينات، وارشادات، ومكرمات، وفرمانات. في حين حدد الدستور مهمته بالتمثيل الفخري. ونص الدستور ان المسؤولين الكبار، واعضاء البرلمان يجب ان لايحملوا جنسيات اجنبية. لكن اغلب مسؤولينا من رئيس الجمهورية، واحد نوابه، ووزراء، ومستشارين، ونواب رئيس الوزراء هم مزدوجي الجنسية، ولا نعرف، ولائهم لمن. وهي مخالفة صريحة للدستور. ونفس الحال ينطبق على الكثير من اعضاء مجلس النواب. بل ان معظمهم لا يسكن العراق، وجائوا اليه بعد الاحتلال فقط. في حين ان الدستور الذي صاغوه ، وصوتوا عليه يشترط على النائب ان يكون عراقي الجنسية. واغلب النواب لا يعرفهم الناخب، ولم يصوت لهم بل صوت لرئيس، او زعيم، او امام، او شيخ القائمة. ناهيك عن التزوير في نتائج الانتخابات، والطريقة التي تمت بها الدعاية، والعملية الانتخابية. واغلبية النواب لا تنطبق عليهم شروط التحصيل الدراسي بل ان الكثير من "نوابنا" اميين، ولا زالوا يبصمون عند استلام رواتبهم. وهم انفسهم، ويا للسخرية يناقشون، ويعدلون، ويسنون قوانين التربية، والتعليم، والثقافة، والعلوم، والتكنلوجيا وغيرها. في بلد الحروف، والحضارات الاولى. نوابه يجهلون الحروف، ولم يسمعوا بالحضارة. اما نسبة "الحريم" المسكينات، المهضومات الجناح فحدث، ولا حرج. "اسمك بالحصاد ومنجلك مكسور" بس اسمهه نائبة تاخذ راتب، ومخصصات، وعدهة حماية، وسيارات، وتبوس ايد السيد صباحا ومساءا. على فضله، ونعمته السخية.

مسكين يا عراق، تباع في سوق النخاسة ممن باعوا انفسهم للاجنبي القذر!!

231
هل يعقل ان تشجع الحكومة السعودية الارهاب في العراق؟؟!


منذ اسابيع تنظم السفارات الايرانية، وعملائها باسم الجاليات العراقية مظاهرات، واعتصامات وتجمعات امام البعثات الديبلوماسية للملكة العربية السعودية، في مختلف دول العالم. بحجة دعم المملكة للارهاب في العراق، وتحميلها مسؤولية فتاوي بعض المتطرفين من علماء الدين في السعودية. لعله ليس من مهمة كاتب يساري الدفاع عن حكومة المملكة العربية السعودية. ولست في معرض معارضة المعارضة السعودية في الداخل، والخارج، التي تتحدث عن مشاكلها واختلافاتها مع النظام القائم في بلادها. ولكن لابد من كشف دوافع، واغراض من يقف وراء هذه المظاهرات، والشعارات، والهتافات الطائفية البغيضة المرفوعة ضد كل السعوديين، ومن جهات تذبح العراقين كل يوم. وهم عملاء "اطلاعات"، والمليشيات، والاحزاب، والجماعات المرتبطة بها. وللتغطية على الدور الايراني القذر في ما يجري من مذابح، وجرائم، وفوضى في العراق الجريح. فالسعودية بعكس ايران رفضت مرور الطائرات الامريكية باجوائها لقصف العراق. وقدمت المخابرات الايرانية الدعم اللوجستي لقوات الغزو الامريكي. في حين وقفت السعودية ضد احتلال العراق، وحذرت من نتائجه الوخيمة. والسعودية تعرضت، وتتعرض لجرائم الارهاب الاسلامي المتظرف قبل الغزو الامريكي للعراق. والتحقيقات التي اعقبت حوادث 11 ايلول، لم تثبت تورط الحكومة السعودية، والا لغزتها امريكا قبل العراق. ان للسعودية دور كبير في محاربة الارهاب العالمي لانها ضحية له، ولان شبابها وقعوا ضحية لممولي، وناشري فكر الارهاب، والتكفير. وفي الوقت، الذي طاردت السلطات السعودية الارهابيين في بلادها، واسقطت الجنسية عن بن لادن كجزء من الاعتراف بالخطا السابق في ما سمي وقتها "دعم الجهاد في افغانستان". فان ايران قدمت الدعم له، وللقاعدة، ولطالبان قبل، وبعد سقوطهم. وفي اراضي ايران قواعد، ومعسكرات كثيرة لمجرمي القاعدة، وقياداتها، وترفض تسليمهم للسعودية التي تطالب بهم. وايران ممر امن لارهابيي العالم المتوجهين الى العراق. اضافة الى حدود حليفتها العربية: سوريا. في الواقع ان المواقف السعودية في دعم العراق، وارسال المساعدات الانسانية، اضافة الى استقبال الالاف من اللاجئين العراقيين في رفحا وغيرها، ورفضها لمحاولت تقسيم العراق. ودعم سوريا ضد الضغوط الامريكية، ومؤتمر مكة لتوحيد الصف الوطني في العراق. ومؤتمر مكة لوقف النزاعات الفلسطينية الداخلية. وكذلك دورها في اعمار لبنان، ومحاولة المصالحة بين اطراف التنازع فيه. هو الذي دفع ايران وعملاءها، وحتى امريكا لتحريك هذه الجموع المضللة في القسم الاعظم منها للضغط على السعودية. خاصة وقد رفضت الاحتلال الامريكي، ومشروعه الطائفي في العراق، ومحاولا ت تقسيمه، وتقسيم لبنان، وعزل سوريا تنفيذا للمطالب الاسرائيلية. والادهي ان الاعتصامات تنسب للجاليات العراقية في البلدان المعنية. في حين ان من يقودهم مجموعات مرتبطة بالسفارات الايرانية، وبدوافع طائفية مقيتة.

 

اما الفتاوي التي تصدر في السعودية فهيئة الافتاء مستقلة في المملكة، واغلبيتها العظمى ضد هذه الفتاوي، التي اضرت بالمملكة، وامنها، وسمعتها، وابنائها قبل غيرهم. وهي فتاوي تشبه الفتاوى التي تصدر في "قم"، واماكن اخرى بتكفير ابناء السنة، وشتم الصحابة، وخاصة عمر بن الخطاب، الذي فتحت بلاد فارس في عهده. وصدرت فتاوي كثيرة في السعودية حرمت "الجهاد" في العراق، واعتبرته كفرا.  ثم ان شعب المملكة، والحكومة السعودية، ومثقفي السعودية بحاجة الى الدعم، والاسناد، والتضامن ضد مفتي الارهاب، والتكفير! فكم من الصحف، والصحفيين، واساتذة الجامعة، بل، وحتى، علماء الدين المعتدلين ممن تعرضوا  للمضايقة، والفصل من الاعمال، والتهديد بالقتل، وسحب الشهادات. واضطر بعضهم لترك البلاد. هؤلاء ضحايا لهذه الفتاوى المجنونة, لماذا لم تخرج مظاهرات لدعم هؤلاء الذين يتحدون فتاوي التكفير، بدل وضعهم في نفس الخانة؟؟؟ لماذا لم تخرج مظاهرات مؤيدة لامام جامع ابي حنيفة في بغداد، السني الذي خطب ضد فتاوي التكفير، والقتل الطائفي، وهددته القاعدة بالقتل، واهدرت دمه. في الواقع يا سادتي، وهذه ليست دعاية، بل اقرار بواقع قائم. فالسعودية، وابنائها هم من بدؤوا حركة التصحيح، والاعتدال، والانفتاح، قبل ما يسمى بمشروع امريكا لنشر الديمقراطية الطائفية في المنطقة. ورائدة هذا الانفتاح هي الفضائيات العربية. واول فضائية عربية هي "م ب س" التي اعقبتها مئات الفضائيات. اذ بدات معها حركة الانفتاح، والحوار، وسماع راي الاخر. وجاءت "الجزيرة" لمواجهتها بسبب خلافات بين المملكة، وقطر. ولا زالت المحطات الممولة سعوديا من افضل الفضائيات العربية حيادية، والطرح الموضوعي، وصحة المعلومات. والفضائية "العربية" سيدة القنوات المهنية، دليل كبير على مدى الانفتاح، والتوعية، ونشر الفكر العلمي الذي تقوم به الاموال السعودية الرسمية في مواجهة اموال، واصوات سعودية خارجة عن القانون. كما ان اشهر، واكبر الصحف، والمجلات الليبرالية، التي تصدر داخل، وخارج الوطن العربي ممولة سعوديا. ان الحكومة السعودية لم تكفر كاتبا عالميا، او تفتي بقتله كما فعلت الثورة الايرانية. والسعودية لم تتخلى عن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، في مبادرة الملك فهد التي تبنتها الجامعة العربية رغم الضغوط الامريكية، والاروبية، والدعاية، والمؤمرات الصهيونة. ولم تشتر السلاح، او محاولة الاتصال مع العدو الصهيوني كما فعلت حكومة، ولي الفقيه. ولم تجعل من ارواح العراقيين، واللبنانيين مادة للمساومة مع امريكا. ونحن ابناء البصرة نعرف من هجر ابناء الزبير، وابي الخصيب، وغيرهم من اخواننا السنة، واسكان عصابات، وميلشيات في بيوتهم. ولم نسمع ان الحكومة السعودية قامت بالتطهير الطائفي في المنطقة الشرقية كما فعلت، وتفعل الحكومة "الاسلامية" في طهران، باهل الاحوازالشيعة العرب. وفي حين قامت المملكة، ومنظماتها المدنية بارسال المعونات الطبية، ملئت حكومة ايران الاسواق، والشوارع العراقية بالمتفجرات، والمفخخات، والمخدرات، والبضائع التالفة. وفي حين استقبلت السعودية العديد من ابناء العراق الفارين من الارهاب، والعنف اليوميان قامت ايران، وتقوم بقتل الاطباء، والطيارين، والضباط، والعلماء، واساتذة الجامعات، والمهندسين، والخبراء، وكل الكفاءات، التي تحتاجها عملية اعادة البناء. وعلى مستوى المقارنة السريعة بين البلدين فان العمران في السعودية، الذي قد لا يشمل الجميع، مستمر بعكس الخراب، والفقر، والتخلف في بلد النفط، والثروات، والزراعة: ايران. امام مغامرات التسلح النووي. ان زيارات، وخطابات المسؤولين السعوديين، وجولاتهم تجري امام الصحافة، والتلفزيون، ويقرون بالنواقص، ويعدون، ويوعدون بحلها. لم نسمعهم ينكرون، او يدعون انها دعاية الشيطان الاكبر. والفضائيات المدعومة باموال سعودية تلتقي، وتحاور يوميا المعارضين، والمختلفين مع فتاوي التكفير، او الحكومة السعودية. في حين يصعد العرب الشيعة المشانق يوميا في الاحواز، وتغتصب بناتهم، ويحشر ابنائهم في السجون، والمعتقلات، ويموتون تحت التعذيب الوحشي، وتلقى بجثثهم في البراري.

 

معروف تاريخيا الالتزام بين المذهب الوهابي، وصعود ال سعود لتوحيد المملكة، وبناء الدولة الحديثة. وليس من السهل تجاوزه، او التنكر له، بعد ان اصبح مذهبا للاغلبية من السكان. ونختلف مع النظام السعودي في امور كثيرة جدا. ولكن ان نتهمه بتمويل الارهاب في العراق، فهذا لعمري مثل اتهام جميع الالمان بالنازية، او كل الايطاليين بالفاشية، او كل اليهود بالصهيونية، او كل العرب، والتكارتة بالصدامية. ان الادلة واضحة، وصريحة، وثابتة في تدخلات ايران في العراق.  ولن تنفع مظاهرات، وتجمعات، واعتصامات "اطلاعات" وليس الجاليات العراقية في صرف الانظار، او تغطية جرائم ملالي ايران، وعملائهم في العراق. اما ان يظلل عدد من ابناء المملكة لقتال اخوانهم في العراق. فهم ليسوا وحدهم، وقعوا ضحايا غسل المخ. فامريكا، وايران، وسوريا، والقاعدة، واسرائيل اتفقوا جميعا على تحشيد كل ارهابي العالم لحرق ابناء العراق. وعندما تسقط الحكومة الموالية لايران، وامريكا في العراق، سيتكشف الدور الفظيع للارهب والفتاوي الارهابية الايرانية في العراق. فتاوى الارهاب "السعودية" معروفة، ومعزولة، ومندد بها، ومدانة من قبل السلطات السعودية، واغلبية شعب المملكة، ومثقفيها. لكن مفتي الدولة الايرانية(ولي الفقيه) يدعوا لسحق10 ملايين عراقي مقابل تحولها الى مقاطعة ايرانية في عودة دموية للاحتلال الفارسي لبلاد الرافدين. والتاريخ يذكرنا، ان سقوط بابل، واشور كان على ايدي ملوك الفرس.

25/8/2007

232
الايزيدية ماساة، ومزايدات، وتساؤلات

 

الايزيدية، والصابئة المندائية، اضافة الى الاثنيات الباقية من بني كلدان، وسريان، واشور، هم سكنة العراق الاصليين، وورثة حضارة وادي الرافدين الشرعيين، ومن اوائل الموحدين، وميزتهم(ذنبهم الوحيد) مع من ذكرناهم يريدون الحفاظ على هويتهم الدينية، والقومية، والثقافية الخاصة، والمتميزة. وقد تحملوا بسبب ذلك، وعلى مدى تاريخ طويل، الى مضايقات، ومطاردات، ومحاربة، وقمع. وتعرضوا مؤاخرا الى محاولات اقصاء، ووصاية، وسرقة حقهم الانتخابي في الترشيح، والتصويت، والتمثيل. ووصلت مؤخرا الى درجةالابادات الفردية البشعة، والتصفيات الجماعية الشرسة ، بسبب تمسكهم بعراقيتهم التي لم تحمهم من ميليشيات الاحزاب الحاكمة التي تدعي العراقية. وقد تعرض اتباع الديانة الايزيدية للرجم في كركوك مؤخرا امام انظار السلطات، والمليشيات التي تتظاهر انها تحترم حقوق الانسان، وتدعي انها تعرضت يوما ما الى التهميش، والمظلومية. قبلها تعرض مجموعة من الايزيدين الى التصفيات، ووجهت الاتهامات الى مدير شرطة الموصل. لم يحصل تحقيق، ولم يعاقب المجرمين!!

 

لماذا انتشر خبر رجم البنت الايزيدية التي تزوجت مسلما كانتشار النار في الهشيم، ولم يسمع الا القليل بخبر رجم بائعي الزيتون الايزيديان في اسواق كركوك امام انظار السلطات المحلية، وتفرج شرطة الاقليم؟ وتركت جثتي المغدورين متروكة في العراء! وهو تصرف لا اخلاقي، ولا اسلامي، ولا انساني، ولم يتعارف عليه العراقيون ابدا!! لماذا طمطم الخبر؟؟؟! ثم الحدث المروع  الذي اودى بحياة المئات من الابرياء. كيف تسنى لكل هذه الكمية الهائلة من المتفجرات ان تصل الى قرية صغيرة من قرى سنجار؟ واين المليشيات (حرس الاقليم) التي تدعي انها توفر الامن، والامان لكل من يعيش في شمال العراق المسمى باقليم كردستان. ام انه بسبب تمسكهم بعراقيتهم، وارتباطهم الاداري بمحافظة الموصل، وعدم رغبتهم الاندماج بالاقليم عوقبوا بهذه القسوة؟؟ كما عوقب الصدريين، وحزب الفضيلة، وغيرهم لانهم عارضوا الاحتلال، ووقفوا ضد بدعة الفيدرالية؟؟ ام ان من يريد ان يجعل شمال العراق ايضا شيعا، واحزابا، وشعوبا، وامارات مثلما حولوا العراق كله، ارادوا دق اسفين بين القوميات، واتباع الديانات التي تسكن تلك المناطق؟ وهنا ايضا تتحمل سلطات الاحتلال، والسلطة المركزية، وبدرجة اكبر مايسمى بحرس الاقليم الذين تركوا اراضي شمال العراق نهبا لمخابرات، وجواسيس، وعملاء، ومخربي مختلف اعداء العراق من دول، ومنظمات. هذا يعني تنسيق مع قوى الارهاب التي، ينددون، باعمالها الاجرامية، ويتركون لها الساحة سائبة. اما التصريحات المنددة، وبرقيات التضامن، والتعازي، والزيارات الاستعراضية، ورشاوي السكوت عن التقصير(التعويضات) فليست سوى قتل القتيل والمشي في جنازته.

233
صوت الانتصار يطغى على دوي الانفجار

 

عفوية الشعوب تخلق المستحيل. الطيبة البشرية تتغلب دائما على الشر. الفرح العراقي الصادق غامر هادر ثائر لايحده حد، ولايوقفه سد. شهدت ذلك صبيحة الرابع عشر من تموز 1958، و يوم صدر القانون رقم 80، ويوم تاميم النفط عام 1972. ورأيته اليوم بعد فوز منتخبنا الوطني بكاس امم اسيا لاول مرة في تاريخ الكرة العراقية. من اين جاءت هذه الامواج البشرية في كل شوارع، وساحات العالم متحدية الارهاب، والموت، والطائفية، والغربة، والاحتلال، وشرائع المليشيات؟ رفع هاوار جبله، وطار يونس لاستقباله. تلقف رأس يونس رسالة هاوار متحدين كل الاصوات الناشزة عن "شعوب" العراق. وتوالت الهتافات، والاصوات،والتسميات، والتوصيفات المحببة: منتخب المحبة، منتخب التالف، والتاخي، والتصافي، والوحدة. هذه الجموع المليونية وهذه الفرحة لم يكن يهمها فوز، او خسارة المنتخب بل فوز وحدة العراق فخرجت تحتفل بوحدة، وتضامن، وتاخي، العراقيين. وليس لان كرة يونس هزت شباك الفريق السعودي. نسي الناس انقطاع الماء، والكهرباء، وفقدان الغاز، والنفط، والبانزين. نسوا التوابيت التي تنتظر التشييع، والجثث التي تنتظر التسليم، او التشريح، او التشخيص. نسوا الاطفال المشردين، واليتامى، والارامل، والجثث المجهولة الهوية. نسوا الارهابيين، والمجرمين، والطائفيين، والقتلة. نسوا البطالة، والفقر، والعوز، والجوع، والتشرد، وتمزق العوائل، وتغرب الاهل والابناء. لم ينسوا كل ذلك بل وضعوه مؤقتا الى جنب. انزلوا سلة همومهم الثقيلة من على هاماتهم المتعبة المرهقة، ووضعوا اسم العراق. فهذا الاسم بلسم لكل الجراح، ومصدر كل الامال، والاحلام. فجاءت التعابير العراقية الصادقة، وجائت التسميات الصحيحة: الفرح العراقي، الغيرة العراقية، فرحة الدموع، التي غسلت، ولو الى حين، دماء الشهداء من شوارع بغداد الجريحة. "منصورة يابغداد" امل، وحلم، وصوت، ونداء ظل يهدر. صرخة الفرح التي افزعت الموت، وشلت الارهاب، واصمت اذان المزيفين، والمشعوذين، والمتاجرين بدماء الشعب العراقي المسكين. اثبت الاكراد انهم عراقيون مثلما اثبتوه في اول استفتاء لهم في بدايات القرن الماضي، ويوم14 تموز يوم اعلنوا ولائهم، ويوم انتفاضة اذار لتحرير العراق من الفاشية. اللاعبون اخزوا الطائفيين، والقوميين المتعصبين واقاموا عرسا عراقيا ميدانه العالم كله. وحفر المحتفلون بساريات راياتهم العراقية قبور الخونة، والعملاء.26 مليون عراقي كان يطارد كرة الملعب ليظفر بها. لا من اجل هدف السبق، او لقب الهداف بل من اجل ان يقال ان العراق سجل هدفا. وهو اعظم هدف في تاريخه الرياضي. ومثلما صرخ الشعب في ثورة العشرين "الطوب احسن لو مكوارة" صرخت الجموع في كل مكان. العراق احسن لو طشارة. لن يستطيعوا تحويل العراق الى طشار، ما دامت اسماء الفريق متنوعة في وحدتها العراقية. لقد قاتل الجرحى مثل ابطال الاساطير. حاربوا باخلاق وروحية الفرسان. الكل للعراق، والعراق للكل. نهض الزبير ليعانق علي، وعادت الخنساء لتضمد جراح الحسين. صعد نبوخذ نصر الى برج بابل يحي الجموع، ويو زع زهور جنائنه المعلقة لابطال بابل الجدد. اسرع اشوربانيبال بعربته العسكرية لياخذ حمورابي معه في تفقد جموع المحتفلين. صعد الصدر ليضمد جراح المسيح، ونزلت العذراء لتواسي زينب. ونهض سلام عادل ليلبس عمامة ابيه ويرفع علم الثورة. عاد محمود الحفيد من منفاه ليعانق شعلان ابو الجون. ونهض مصطفى جواد ليشكر ويهنأ انستاس الكرملي. وانتفض الجواهري، وهو يقول باسم الشعب: "انا حتفهم"، وشارك جموع المغتربين في شوارع الشام، والسيدة زينب. جاءت الحافلات بيهود العراق المهجرين قسرا ليستعيدوا جنسياتهم، وهم يهزجون مع شعبهم الجذل بالفوز التاريخي. وانتشر شيوخ الصابئه المندائية على الطرقات بملابسهم البيضاء الطاهرة يوزعون خارطة العراق الذهبية. نهض الزعيم الامين من قبره المجهول، وهو يصرخ سننتصر سننتصر سننتصر. وانتصرنا على ديمون الفرقة، والنزاع، والطائفية. كركوك مدينة التعايش، البصرة مدينة التسامح، بغداد عاصمة الوطن الواحد الموحد الكاظمية، والاعظمية. النجف، وكربلاء، عين كاوة، وشيخان، الفاو، وزاخو، الفلوجة، والكوفة تنادوا لشوارع الابتهاج، ورقصوا بايدي متشابكة. تحدوا الحواجز الكونكريتية، وجدران العزل الطائفية، واجراءات المنع الامريكية. وساروا حتى الصباح يهتفون للعراق الحر. فرحة المآسي العراقية انتصرت على المحاصصة الطائفية، واضواء انتصارات المنتخب عوضت عن كهرباء السلطة المقطوعة. سلطت الضوء على عجز المتصدين المتسلطين على رقاب جموع الشعب التي خرجت من دون خوف من احد ليهتف ابناء النجف الشيعة، ليونس ابن كركوك السني: "يونس ابو الغيرة". وطافت السيارات في تكريت، والفلوجة، وهي تحمل صور هاوار كبطل قومي وتقبلها كقديس. خرجت كردستان عن بكرة ابيها لتحيي نور، وكرار، ونشأت، وتفتخر اربيل بابنها هوار وابوها العراق. اضواء الملاعب ابهرت عيون المتصيدين بالماء العكر، وحشرتهم في زاوية الخذلان، والتقصير، وانعدام المسؤولية. رقصت دهوك على انغام الهيوة. ودبكت البصرة الجوبي على طبول السليمانية. اصطفت الربابة الى جانب الناي لتعزف نشيد موطني. تعانق الارز والنخيل، السهل والجبل العقال مع اليشماغ. نوروز وشموع الخضر. شط العرب يقبل دوكان. كاوة الحداد يشعل النار ويطرد الاشباح بمطرقته الهائلة. الوان القوس قزح العراقي اطفئت، مؤقتا، جرائم الارهابيين. كتيبة عراقية متخصصة مقدامة اسمها المنتخب الوطني ازالت الغام الطائفية، والتعصب، والمحاصصة، وأمنت طريق المحتفلين. اسيا بكل الوانها، وقومياتها، وشعوبها، ولغاتها، واديانها، ومدنها صارت عراقية. اطفال ولدوا في الغربة ولا يعرفون اللغات العراقية، بل كانوا يخجلون من اخبار بلدهم الرهيبة امام اترابهم. صبغوا وجوهم بالوان العلم العراقي، ورسموا نجومه على جباههم، والتفوا بعلم العراق فخورين بانتمائهم لاول مرة. تخلت الفتيات عن تبرجهن لوشم نجمات العلم العراقي على وجناتهن الغضة، وارتدين الوانه يرقصن رشاقة الفوز والوحدة. صارت الوان العلم العراقي وخارطته "نفنوف" لكل امهاتنا، واخواتنا، وحبيباتنا. نعم ارتفعت راية الرياضة الانسانية، وسقطت راية استغلال الدين، والطائفية، والاثنية. كتب اسم العراق بالذهب على خرائط المدن، وتوالت الاصوات المهنئة عبر الاثير تبارك وتحيي. كلهم رددوا ان عنقاء العراق انتفضت. دموع الفرح تغسل هموم الحرب. ساحات، ومدن الغربة، والضياع، والتشرد صارت ميادين احتفالات، واعياد، وفرحة. اتسعت رقعة الفرح لتشمل العالم كله رغم اعداء الحياة، وتجار الحروب وممتهني القتل، والانتحاريين المرضى. مفاتيح الفرح توزعها الناس ودخلوا بيوت العراقيين ليوزعوا على سكانها "واهلية" وزهور الوحدة، والامل، والتصافي. اسد بابل نهض من جديد، ونفض غبار الزمن ليلتهم اعداء العراق، ويحمي "اسود الرافدين" ويقودهم الى عرينه الامين وسط زخم الهلاهل، والهوسات. ورغم الظروف الصعبة، والتجاهل، وعدم الرعاية مقارنة بامكانيات الفرق الاخرى. رغم الصعوبات، والاهوال، والمعوقات فان "اولاد الملحة جابو الكاس". وقدموه تاجا لتاريخ طويل من فن الكرة العراقية، وهدية لصف طويل من لاعبي كرة القدم الذين حرموا مثلهم من كل امتيازات يستحقونها. لكن بريق الكاس يوعد بان شمس تموز اشرقت من جديد ولن تغيب ابدا رغم الحاقدين، والمحتلين، والطائفيين. ولن يستطيع احد تجيير النصر له فهو نصر لشعب العراق صنعه ابنائه وقدموه لهم، وللشهداء، واهلهم، وللثكالى، واليتامى، والمشردين، وضحايا العنف، والارهاب، والحرب، والطائفية، والفساد. نفس الجماهير خرجت يوم ثورة14 تموز قبل 49 عاما. وهاهي تخرج الان لتسحق في طريقها كل من سرق، وقتل، وشوه صورة العراق البهية. وشمس تموز اللاهبة كفيلة بتجفيف كل المياه الضحلة.

رزاق عبود

30/7/2007     

234
انجمار برجمان احد عباقرة الفن العالمي يغادرنا بهدوء

 

ما كادت دموع فرحة الامس تجف على خدودنا حتى باغتتنا اخبار اليوم بنبا فاجع. وبعد ان اتحفنا فريق المنتخب الوطني العراقي لكرة القدم بفن رائع تحدثت عنه كل الصحف السويدية مع صور كبيرة، وعديدة من احتفالات العراقيين العفوية، وفرحتهم الغامرة، التي ملئت ساحات السويد وشوارعها في كل المدن تقريبا. استقبلنا اليوم مع اخبار الانفجارات المعتادة من بغداد، خبر مفجع، ومؤلم خاصة بالنسبة لمحبي الفن السابع، ومتابعي الثقافة، وهواة الابداع. تفاجئت الجهات الرسمية، والفنية، والثقافية السويدية، والعالمية التي كانت تحضر بهدوء وبنوع من سرية التفاصيل للاحتفاء بعيد ميلاده التسعين في السنة القادمة. بخبر وفاته الهادئة على سريره في بيته في جزيرة جوتلاند الخلابة. قرب المكان الذي عمل، وصور فيه اغلب افلامه.

 

منذ نعومة اظافرنا، ومنذ اولى الافلام السينمائية، حفظنا اسم انجمار برجمان. عرفناه قبل ان نعرف السويد، ونوبل وجائزته، وبالمه ونشاطه.هذا المبدع الذي شغل العالم وثور طريقة عمل هوليود. المخرج الذي منحه الرئيس الفرنسي الراحل ميتران اعلى وسام. ونالت افلامه العديدة (اكثر من اربعين فيلما) العديد من جوائز "الاوسكار"، و"كان"، ومهرجانات السينما العالمية الاخرى. الكاتب، والمؤلف، والمخرج المسرحي، ومدير المسرح القومي السويدي لاربعة سنوات متتالية. مؤلف ومخرج العديد من المسرحيات، والافلام، والتمثيليات التلفزيونية، والاذاعية التي لازال الناس يذكرها، ويعاد عرضها باستمرار في جميع انحاء العالم رغم ان بعضها يعود لاربعينات، وخمسينات، وستينات القرن الماضي. اول فيلم اخرجه كان فيلم "الازمة" عام 1945. واخرج اولى مسرحياته في عام 1937. وتوالت بعده النجاحاات، والابداعات التي جعلت منه مخرجا عالميا يشار له بالبنان، ويعتبره الكثير من مخرجي السينما العالمية استاذهم، او ملهمهم، وبعضهم حصدوا من الجوائز اكثر مما حصد. حياة عاصفة من الانتاج، والمشاكل، والمصاعب، والتقلبات تزوج خمس مرات وله 8 ابناء والعديد من الاحفاد. لكنه ندم على حياته العاصفة هذه. واستمرت زيجته الاخيرة من انجريد 24 عاما ولما توفت عام 1995 بسرطان المعدة ظل هو ينتظر الموت الذي عالجه في الكثير من كتاباته، وافلامه، ومسرحياته حتى ظن الناس انه مهووس بالموت ويخافه. لكنه، وفي اكثر من مقابلة صحفية، قال انه لايخشاه وينتظره كامر محتوم، ولا يؤمن بالعالم الاخر ليخشى من يعاقبه. في افلامه، ونتاجاته المتعدده عالج مسائل الموت، والحياة، والشيخوخة، والعلاقات الانسانية. وتناول عالم المرأة الساحر في اشكال، ومواضيع، وصور متعددة، وظل يتناوله، ويدور حوله دائما، ولم يستقر فيه كما حال زيجاته المتعددة. لكنه لم يمتلك نظرة متخلفة، او معادية لعالم المراة، او "بلاد" المرأة، كما يحب ان يسميه. وافلامه الاولى حيث الطبيعة، والبحر، والاجساد العارية رغم الانتقادات انه يكثر من مشاهد التعري الا انها اكسبته شهرة عالمية حيث كان يقدم جسد المرأة كجزء جميل من الطبيعة الجميلة، التي ظل يتعامل معها في كل افلامه، وليس متاجرة، او تسويق جنسي. اكثر من اربعين فيلم، و125 مسرحية. انتاج، وابداع استمر لاكثر من نصف قرن. ولد في 14 تموز عام 1918 لاب قسيس عامله بقسوة، وتزمت تركت اثارها على حياته عكسها في اشهر واخر افلامه فانني والكساندرا. حيث حب الام وقسوة الاب وهي نموذج لحياة الطبقات الوسطى السويدية في النصف الاول من القرن العشرين. نال الفيلم اكثر من اوسكار. كان يحمل صورة امه في محفظته حتى مماته.

 

منذ طفولته كان يحلم ويصر على انه سيعمل في مجال المسرح الذي انتقل بعده الى السينما لكنه زاوج بينهما كمخرج مبدع، ملهم، ومطور، ومجدد في مواضيعه، واساليبه. ظل طيلة حياته العملية يكتب نصوص المسرحيات، والتمثيليات، والمسلسلات التلفزيونية، والاذاعية. ويؤلف الكتب في مواضيع ثقافية شتى. حصل على الاوسكار عام 1960 وتكررت في 1962. ركزت افلامه السينمائية، والتلفزيونية على الغور في عمق، ومغزى، وتعقد العلاقات الاجتماعية. كان يحث الممثلين ان يرتقوا الى الذروة في ايدائهم ليجسدوا الحدث، اوالمشاعر، اوالاختلاجات النفسية. افلامه كانت تثير دائما زوبعة من النقاش، والتعليقات وتؤثرفي الناس، ومشاعرهم. كان يحاول اكتشاف سر العلاقة بين البشر كمسألة الجنس الذي عانى من كبته بسبب، ولادته في بيت متحفظ، او الحنان الابوي الذي ظل يشكو من افتقاده. ظل يحاول اكتشاف، واختبارعالم المشاعر الانسانية في مختبرالسينما، والمسرح، والتلفزيون. ورغم كل شهرته، وثرائه، ومكانته العالمية فان انطباعات العاملين معه من السويديين، والاجانب: انه انسان دافئ، يعمل بحماس، واندفاع، وبتفاعل تام، عطوف، يصادق الجميع، له حضور، واحترام، وشخصية قوية جدا مما جعل البعض يتصور ان الناس تخاف منه في حين انه انعكاس للتقدير، والاحترام الذي يحظى به بسبب براعته، وحرفيته، وجاذبيته الشخصية التي جعلت الكثير من النساء تقيم علاقات معه. وهذا احد اسرار تقلب حياته الاجتماعية، وتعدد زيجاته ربما. جدي، ومرح في نفس الوقت. لم يكن ثقيلا، او مخيفا، كما يتصوره، ويشيع عنه من لم يعمل معه. ولكن رهبة شخصيته، وسمعته، ونجاحاته حولته الى اسطورة حية. هناك من يتحدث عنه كزير نساء، او عدم تحمله لنقد الصحافة، ومخاصمة بعض النقاد احيانا، وشائعات، وفضائح كثيرة اغلبها مختلقة. لكن الصحيح هو انه كان يطلب الكثير ممن يعمل معه، ودائما يعتذر ممن يسئ له، او ينفجر في وجهه، او يسئ فهمه. لذلك كان محبوبا من كل من كان يعمل معه. لهذا ترى ممثلين، ومخرجين كبار يبكون امام الكاميرا بسبب وفاته في بلد يتعلم المرأ فيه كبت مشاعره. بعض المتابعين يبررون قسوته، او شدته من ان العمل الاخراجي ليس عمل جماعي، ولا يتصف بالديمقراطية. لكن نتائجه ديمقراطية جماعية يفرح، وينال من نجاحها الجميع، وليس المخرج وحده. والممثلين الكبار الذين عملوا معه يصفونه بانه طبيعي، ودافئ، وحنون، وعطوف، ويستغربون من شائعات خوفهم، اوارتجافهم امامه. ويفرقون بحزم بين قوة شخصيته، واحترامه، وتقديره، ومنزلته العالية، والخوف منه، فليس فيه ما يخيف كما علقت احدى الممثلات التي مثلت دور امه. كان ينتقد نفسه بجراة اذا اساء تقييم موضوع، او شخص ويراجع تصرفاته، واعماله. "كان متحدثا عبقريا" كما يصفه الكاتب السويدي هانينك مانكلت. كان يحب من يعمل معهم، ويوجه ملاحظاته، ونصائحه، وتوجيهاته، ويعلمهم باستمرار دون انتقاص او اساءة. وكما كان مجددا، وجريئا في افلامه السينمائية، واعماله التلفزيونية فقد كان جريئا في اخراج المسرحيات، وتعامل مع النصوص الكلاسيكية لشكسبير وغيره بروح عصرية فقدم رؤيته وتصوره الجديدان للنص القديم. يقول عنه زملاء عمله انه كان يتهيا

235
المسيح يصلب يوميا في العراق
 


الجميع في العراق المحتل، يتحدث عن مظلوميته: الشيعة، والسنة، والاكراد. وجميعهم لهم اصوات عالية، ومناصب، ونفوذ في الدولة، والمجتمع ،ولهم ميليشيات، وامتدادات، ودول تدعمهم، وتساندهم، وتتبنى قضاياهم. وفي ظلال هؤلاء تضيع مظلومية سكان العراق الاصليين، تتناثر اجسادهم، تغتصب اعراضهم، وتنتهك حرماتهم. تحرق، وتفجر كنائسهم، وتسبى نسائهم، ويفرض الحجاب على حرائرهم. يقتل كهنتهم، وعلمائهم، ويهجرون من مناطق سكناهم، يعاملون كبشر من الدرجة العاشرة. توزعتهم الارض، وهم اصحاب الوطن. صار المأوى، والمأمن، والمسكن، والعيش الشريف حسرة عليهم. اطفال بلا مستقبل، ونساء بلا معيل، ورجال بلا حول ولا قوة. عجائز وشيوخ افنوا حياتهم في خدمة وطنهم الحبيب صاروا متسولين في طرقات العراق والدول الاخرى. عوائل تشتت، واخرى ابيدت بالكامل. هل يعقل كل هذا ونحن نتباهى بان العراق اول من وضع القوانين، وننسى ان اجدادهم هم من خط القوانين على مسلة حمورابي. ندعي اننا علمنا البشرية الكتابة، ونتجاهل ان اجدادهم هم اول من وضع اول ابجدية في التاريخ. نتفاخر باننا ابتكرنا العجلة، ونتناسى ان اجدادهم هم من اخترع العجلة، وسير العربات ولولاهم لما صنعت الالات، والسيارات. ونقول اننا اول من نظم المكتبات، وان اول مكتبة جمعها، ونظمها اشوربانيبال، ونحن اليوم ندمر التاريخ الذي احتضن ابداعاتهم. وكم تباهينا، وتباهينا بان على ارضنا شيدت احدى عجائب الدنيا السبع، وننسى ان احفاد من شيد تلك الجنائن المعلقة معلقون الان في البراري، والقفار، والجبال، وعلى ابواب المنظمات الدولية والانسانية، هربا من الظلم، واملا في السلامة، او لقمة عيش. ندعي اننا ترجمنا الكتب اليونانية، وبنينا الحضارة الاسلامية وان بغداد كانت مركز الحضارة العربية الاسلامية، ولا نتذكر ان من ترجم تلك الكتب كانوا اسلاف من يذبحون اليوم باسم العروبة والاسلام.

 

منذ ان احتل الانكليز بلادنا اثناء الحرب العالمية الاولى، وبعد قرون من القمع، والاضطهاد العثماني جاء الاوربي "المتمدن المسيحي" ليضيف لابناء دينه الاما جديدة، ومأسي متنوعة فبعد ان فشل في عزلهم  عن بقية السكان، وسلب وطنيتهم، وجرهم للتعاون معه ضد بلدهم سلط عليهم كلابه في حملات تاديبية رهيبة قادها بكر صدقي. وظلوا طوال العهد الملكي يعانون من التهميش، والتعامل الدوني، حتى جاءت ثورة14 تموز 1958 التي استبشروا بها ودعموها بقوة بعد ان اعادت لهم روح المواطنه التي حرموا منها. وشعروا انهم عراقيون من الدرجة الاولى اسوة بغيرهم. فحاربتهم القوى الرجعية المعادية للثورة . وبعد انقلاب الشواف على الثورة وفشل تلك المحاولة سلطت القوى القومية، والدينية المتعصبة عليهم رماحها، ورصاصها بحجة دعم الثورة، وزعيمها، ومقاومة المؤامرة. وبعد انقلاب شباط الاسود كان نصيبهم مثل غيرهم من التهجير، والتشريد، والتعذيب، والاعتقالات، والسجون، والاعدامات، والفصل من الوظيفة. وغادر العراق الالاف منهم. وعندما هرب  احد الطيارين الى اسرائيل عوقبوا جماعيا، وحرم ابنائهم من دخول الكلية العسكرية، وسلك الشرطة، وغيرها من اجهزة الامن مثل القوى السياسية المعارضة. بعد عودة البعث الثانية في 17 تموز1968 استمرت الهجرة الرهيبة الى خارج الوطن، واستمر التعامل معهم كفئة منبوذة، وفرضت عليهم حرف ومهن لايحترفها غيرهم وحولوهم الى خدم في بيوت المسؤولين. فكانت عودة الى الرقيق الابيض في القرن العشرين. ثم اجبروا على الالتحاق في اجهزة مكروهة من قبل الشعب امعانا في محاولة عزلهم، واسلوبا خبيثا لتاجيج نقمة الناس ضدهم، وتشويه سمعتهم. وكأنهم الوحيدين ممن انتموا الى حماية المسؤولين، او الحرس الجمهوري. متناسين ان شباب العراق كله يخضع لالزامية الخدمة العسكرية، وليس لاحد حق الاعتراض ضد التنسيب لاي جهاز، اومكان،اوحدة، اوصنف. وعندما اشترك بعضهم في انتفاضة اذار 1991ضد الطاغية اجبروهم على وضع اشرطة خضراء على جباههم. واعدم الكثير من ابنائهم على ايدي جلادي النظام العفلقي.

بعد سقوط النظام على ايدي اسياده في نيسان 2003 استبيح كل ما هو مسيحي مثلما استبيح كل ما هو عراقي بشكل عام. والمعاناة هنا مضاعفة، واكثر ايلاما، لان المسيحيين اقلية دينية، وهم مسالمين بطبعهم، ودينهم، ولا يوجد من يحميهم: لا عشيرة، ولا ميليشيا، ولا جيش، ولا شرطة. واخذت صور المأساة تتنوع باشكال فظيعة، وازدادت معاناتهم بشل رهيب يصعب على المرأ تصور قدرتهم على التحمل مع كل هذا الكم الهائل من الاضطهاد المتعدد الاشكال. فاحرقت، وفجرت الكنائس، والاديرة، واضرمت النيران، وضربت معاول التهديم في المعابد، والمقابر وكل ماله  صله بدينهم، وتجمعاتهم. واخذ المسيحيون يخطفون كرهائن، ويذبحون كالخراف، واعيدت قوانين القرون الوسطى وتجلت في: "الاسلام، او الجزية"! وفرض عليهم واقع انهم مطلوبين في أي لحظة. وانهم مشروع قتل، او اختطاف، او تهجير، او نهب، وقت ما شاء القتلة. اعتداءات، وتجاوزات متنوعة لم يسلم رجال دينهم منها، اذا لم يكونوا الاكثر تعرضا للمضايقات، والاهانات، والضرب، والشتائم، والقتل، والخطف، والاعدامات البربرية. سرقوا وطنهم والان يسرقون حياتهم بكل وقاحة. حرموهم من كل شئ حتى من حق الحياة. ما ذنب الاطفال من افعال هؤلاء القتلة المجرمين الاشرار محبي الدمار، ومصاصي الدماء؟ ورغم الاحتجاجات، والمظاهرات في كل انحاء العالم، لانهم في العراق لايستطيعون قول شئ، فانهم يبادون مع صمت السلطات، والاجهزة الامنية، وتواطئها احياتا ولا ذنب لهم سوى عراقيتهم الاصيله، سوى تمسكهم بارض الاباء والاجداد، يعاملون كما عامل الاوباش الهنود الحمر في اميركا، او الابورجين في استراليا، او السود في جنوب افريقيا العنصرية. وكأن المسيح لازال مصلوبا ينزف، وهو ينزف ليس في فلسطين وحدها، بل في كل المحافظات العراقية العشرة التي يتواجد بها مسيحيوا العراق. تشاهد في الصور، والاخبار، والمظاهرات، والافلام بقايا الكنائس التاريخية الثمينة المهدمة، والسيارات المحترقة، والجثث المتفحمة، والرؤؤس المقطوعة، والاطراف

 المبتورة. الجثث تفترش الشوارع، ودموع مريم تنهمر لتمتزج مع دماء ابنائها. لا زالت مريم تبكي منذ اكثر من الفي سنه، وهاهي تذرف دما في شوارع، وازقة، وكنائس، واديرة، وقرى المسيحيين في العراق. البلد الذي بنوه بجهودهم، وحملوه على اكتافهم، وضموه في قلوبهم، التي تنتزع اليوم بوحشية بايدي المغول الجدد المتوهمين انهم يستطيعون انتزاع حب العراق، وارضه، وتاريخه، من صدور احفاد الحضارات المسالمين. يهرعون، ويلتجئون الى كنائسهم هاربين من المطاردة، مصلين من اجل الخلاص، وتغيرت تلك الوجوه الخاشعة، التي كانت يوما طافحة بالسعادة، والمرح، والامل، والضحكة، تجدها وجوها عابسة، مكفهرة، كئيبه، حزينة، خائفة. عيون مرعوبة، ونظرات هلعة، وملامح خطها الحزن، والالم، تكشف الخوف، والروع حتى في بيوت الله، التي لم تعد امنة، ولم تعد تامن على نفسها، ولم تعد مصانة، او محرمة من قبل اولئك الذين يقتلون، ويذبحون، ويغتصبون، وينهبون، ويدمرون، ويفجرون باسم الله، ويقتحمون البيوت  ويقتلون النساء الحوامل، ويبقرون بطونهن. اني لاعجب كيف يسير الاف المسيحيين العراقيين المهجرين المشردين في كل مدن العالم، وهم يحملون العلم "العراقي" الذي يذبحون تحت ظله وباسم العبارة التي لوثها صدام المجرم بخطه. لقد غزونا بها، واحتلوا بلدنا، وحولوا سكانه الاصليين الى عبيد ودافعي جزية. بالضبط كالاحتلال الصهيوني لفلسطين، وكالاستعمار الفرنسي للجزائر. الكل يقتل باسم الله،  والكل يذبح، ويشرد، ويعذب مسيحيي العراق باسم الله ، والاسلام من ميليشيات حكومية، الى قوات شرطة، الى حرس وطني، الى جموع تكفيرية مجرمة دخيلة على العراق، واهله، واخلاقه. كلهم دخلاء. واهل الوطن الاصليين صاروا غرباء في وطن خط اسلافهم حدوده، وحفروا، جداوله، واستقوا بمائه، ورسموا صورته الحضارية.

 

ستفيض مياه الرافدين يوما لتكنس كل هذه القاذورات من ارض العراق، وتعيد لمسيحييه،لاهله الاصلين، جوهرة تاجه، كل العزة، والكرامة، والمنزلة الرفيعة التي يستحقونها. وسياتي من يمسح دموع العذراء، ويعيد للكناس بهاءها، وللاديرة رونقها، وللصلبان، بريقها، وسموها. ليعيد للعراق وجهه الحقيقي!

14/7/2007

236
أيها العراقيون اتحدوا ضد الاحتلال والارهاب والطائفية


لم يمر العراق في كل تاريخه الطويل بما يعانيه الان من ذبح، وقتل، ونهب، وخطف، وفساد، وتفرقة، وفرقة، وتهجر، وتهجير، وغيرها من الصور الماساوية لعراق ما بعد الاحتلال. فقد جاءنا الاحتلال وسلبنا اعز ما نملك: استقلالنا الوطني، وحريتنا، ووحدتنا، وتسامحنا. ونشر السلب، والنهب، والفرهود، والفساد، والخراب، والتهديم، وفرق القتل، وقسم العراق الى اقاليم، وقوميات، وطوائف، واديان، وعشائر، ومجاميع متناحرة متقاتلة. ووصمنا بالهمجية، والتخلف، والعنف، وكل ما يحمله التاريخ الامريكي الاسود من قمع للشعوب، ودموية، وتصفية للسكان الاصليين في بلده. وحروبه في فيتنام، وقمعه لشعوب امريكا الجنوبية، والسبق في استخدام السلاح النووي، ودعمه الكامل للكيان العنصري الصهيوني في فلسطين المحتلة. وجلب لنا معه الاف القتلة، والمجرمين من فرق الموت، والشركات الامنية: مرتزقة متوحشين متعطشين للدماء. وبالتنسيق، والتخطيط  المسبقان احضر معه الاف الجواسيس، والمخربين، والمهربين، واللصوص الدوليين، ورجال المخابرات، والتخريب من دول حاقدة على العراق، وجيشه، وتاريخه، وشعبه، وحضارته من دول قريبه، وبعيدة عربية، واسلامية، واسرائيلية، وغربية، وكل من له ثأر مع شعب الانتفاضات، والثورات، والحضارات، وكل طامع في الثروات الهائلة. وبامتيار حمل لنا الورم القاتل الثاني: منظمات الارهاب العالمية، ونقلها عبر ايران، وسوريا، والسعودية، والاردن، والكويت، وتركيا من مرتزقة، وقتلة، وفلول القاعدة في كل مكان. وكلهم جاؤوا بفضل الحدود التي فتحها، والفراغ الذي تركه بعد حل الجيش، وكل الاجهزة الامنية فصارت البلاد مرتعا لكل من هب ودب من سرسرية العالم حتى امتلئت جنتهم بكل من يريد ان يتغدى، او يتعشى مع النبي، بعد ان يتوضأ بدماء العراقيين الابرباء من كل القوميات، والطوائف، والاديان. ونشروا، وتوسعوا بتاييد، وتطبيق سياسة فرق تسد، وبالاطر، والسياسات التي وضعوها مع عملائهم لتقسيم العراق اجتماعيا، واثنيا، ودينيا، وطائفيا فزرعوا مرض الطائفية بعد ان وضعوا ايديهم بيد من تساعده هذه السياسة على التسلط، والتحكم بابناء جلدته من الطائفة، او القومية، او العشيرة، او المنطقة. وبعد ان تباهى الكثيرون في البداية بان ما حصل في العراق يعد مفخرة لشعب ليس فيه دولة، ونظام، واجهزة، ولم تنشب فيه حروب، ولا نزاعات. وكانت هذه التبجحات كلمة السر، وساعة الصفر لبدأ الحرب الاهلية المقنعة باغطية طائفية، ودينية، وقومية بعد ان انسحب المجرمون، والقتلة، وبانتظام واستردوا انفاسهم، ووجدوا الحدود امامهم مفتوحة لا دخال واخراج كل شئ بعد ان طمأنهم السيستاني من غضب الشعب وانتقامه. وتحقق لاسرائيل ما ارادت من اشغال دولة استراتيجية في المنظقة، وتركت العراق لقمة سائغة بيد حكام الملالي  في ايران الطامعين بارض، وخيرات العراق، واحلامهم المريضة باستعادة عاصمة دولتهم الفارسية القديمة في سلمان باك. واعادة بناء طاق كسرى من جماجم، واجساد العراقيين. ووفر فرصة لمن يريد ان يحرق ابناء طائفته وقودا لمطامعه الشخصية. وحول قطاع طرق، وقتلة محترفين، ومجرمين مطلوبين الى مقاومين ومناضلين. وجعل من سفلة، وقتلة، ولصوص مجاهدين اسلاميين. وصارت العمائم تتبدل كالاحذية مرة بيضاء، ومرة سوداء، ومرة خضراء. واحيانا تنزع الدشداشة ليحل محلها السروال والعكس. المهم ان تدور طواحين الموت، لتطحن عظام العراقيين، وان تستمر ثرامات اللحم الصدامية تثرم الالاف الجديدة من الضحايا. وتتوزع المقابر السرية والعلنية ازقة، وشوارع، المدن، ومياه الانهار، وحوانيت المستشفيات، والطب العدلي. وصار القتل على الهوية، والخطف، والارتزاق، والسلب، والنهب، والابتزاز، وسرقة المال العام مهنا جديدة يختص بها من ينشط على ارض العراق، فالسني يقتل السني، والشيعي يقتل الشيعي، والكردي يقتل الكردي. هكذا من اجل خبط الدم العراقي في كوكتيل تنتعش به الوحوش البشرية الاحتلالية، والارهابية، والطائفية. هذه الطواعين الثلاثة التي تلتهم لحوم العراقيين وتشردهم في كل بقاع الارض. وصار العراقيون "الاحرار" الجدد متسولين، ومستجدين، ولاجئين، بل رقيق ابيض في كل مكان. وصار العالم، والمثقف، والفنان، والشاعر، والكاتب، والاستاذ الجامعي، والطيار، او الضابط السابق، والرافض الجرئ، والمسيحي، والصابئي، واليزيدي، واي متنور ليس له مكان في ارض الاحتلال، والارهاب، والطائفية. تحالف بوش مع بن لادن وكل ملالي الصنمية في تدمير الارض، التي عرفت اقدم الحضارات، وقتل، وتشريد من منحهم المكان فرصة، وشرف وراثة هذا التاريخ، والمجد العظيم لابناء الرافدين القدامى. فهل يعى العراقيون، والسياسيون الشرفاء ان الامر يتطلب تنظيف البلاد من هذه الطواعين الثلاثة. استئصال هذه الاورام الخبيثة من جسد الوطن لكي يعود للعراق صفائه، وللعراقيين تسامحهم، وتعايشهم. توحدو ايها العراقيون الشرفاء، وطالبوا بطرد المحتلين، والارهابيين، والطائفيين فهذه الحيوانات الخرافية التي جاءت لتبتلع اجساد ابناء شعبنا هي السبب في كل شئ، وهي متحالفة في السر، والعلن، موضوعيا، وذاتيا. فلا تمشوا وراء الوهم، ولا تركضوا وراء السراب، ولا تصدقوا بالاكاذيب. مثلث الموت هو الاحتلال، والارهاب، والطائفية، وليس مناطق السنه. والصفويون هم من عبروا الحدود ولبسوا الملابس العراقية، وليس شيعة العراق او اهل الجنوب. كيف يمنحك المحتل حرية وقد جاء ليغتصبها؟ وكيف يدعمك الجارالطامع، وقد جاء لنهبك وقتلك، والثار منك؟؟ وكيف ينفعك التكفيري، وهو يقتل امك، او اختك، او ابوك، او اخوك باسم الطائفية؟؟؟ بوش يقول ليس مهما ان يموت العراقيين بالمئات كل يوم بل الاهم سلامة جنودنا، ومشروعنا الشرق اوسطي، وحاميته اسرائيل!!! وولي ايران اللافقيه لايهمه ابادة نصف الشعب العراقي حتى يبسط على القسم الباقي ولايته. وبن لادن، وقاعدته، ومن على شاكلته كفروا اغلبية الشعب العراقي ليبنوا امارتهم الاسلامية على هياكل العراقيين من كل الطوائف، والاديان، والاجناس. فهل نحتاج لنوح جديد ينقذنا من طوفان الدم العراقي هذا؟؟ ام ان الغيرة العراقية ستتحرك لدى الشرفاء، وتوحد جهودهم لطرد المحتلين، والارهابين، والطائفيين، ومن يمثلهم، ويتعاون معهم، وينفذ سياستهم من ارض التسامح، والتعايش، والتصافي.

 

رزاق عبود

7/7/2007

237
انقلاب محمود عباس وطموحات جلال الطالباني. عن النظام الرئاسي في العراق
 

من ضمن شروط ما سمي بالمصالحة الوطنية هي اعادة النظر بمواد الدستور العراقي الذي اقر بمبدأ التقية. فلم يجر تعديل الدستور ولم يتم الالتزام بالمدة المحددة لاجراء التعديلات، تمهيدا للتصويت الشعبي عليها، ولا عدهم نية يخلصون. والسبب طبعا هو ان الكتلة الشيعية(المفروضة على الشيعة من ايران) والكتلة الكردية ( من شيوعيين، وقوميين،الى اسلاميين متعصبين) اتفقوا على التسويف في الامر. فهؤلاء متمسكون بقضية الفيدراليات، ومكانة المرجعية، ودونية المرأة. واولئك متمسكون بكركوك، وحدود الاقليم، وتوزيع الثروة. ومن ضمن ما تطالب به الجبهة الكردية هو توسيع صلاحية الرئيس. ويبدو، ان العم جلال، يعتقد انه سيبقى رئيسا الى ان يطيح به غزو تركي ربما. ولهذا يتمسكون بالمحاصصة الطائفية، والقومية. وهو(هم) يطالب بصلاحيات واسعة، يمارسها في الواقع على عناد الدستور، ونوابه، ورئيس الوزراء،  ورئيس البرلمان. يفاوض، ويزور، ويحضر مؤتمرات، ويتخذ قرارات، وتوصيات، ومراسيم ويصرح باسم العراق. وعندما يتحدث عن كركوك فهو كردي للعرج. كما هو حال حليفه التاريخي ضد عبد الكريم قاسم، عبدالعزيز الحكيم. حيث يدافع عن ايران ويطالب بتعويضها بمائة مليار دولار(شكد حصته منهه؟). ولم نسمعه ولو مرة واحدة يتحدث عن حقوق ملايين الاكراد الفيلية المشردين في العراق، وايران، والعالم كله، وتعويضم عما لحق بهم من ضيم، وظلم، وضرر، وما سرق منهم من مواطنة، واموال، واطفال.

 

موضوعنا هو صلاحيات الرئيس، ومطبات الصلاحيات. ففي العالم، كما هو معروف، هناك انظمة رئاسية( كلشي بيد الريس) وانظمة حكومات (كلشي بيد رئيس الوزراء). أي الرئيس، او الملك(رئيس الدولة) منصب فخري تشريفي تمثيلي. لكنه رمز الدولة. وهذا النظام هو الافضل لان الشعب يختار حكومة على اساس برنامجها السياسي تتكون من حزب، او عدة احزاب. اما الرئيس فيجب ان يمثل، ويخدم الجميع كما هو حال ملك السويد، وملكة بريطانيا، وملكة هولندا، والدنمارك، وملك النرويج، والرئيس النمساوي، او الالماني، او الايطالي. ولم نسمع هناك مشاكل والسبب وضوح الصلاحيات، وتحديد المهمات. فالحكومة قد تكون اشتراكية، او ليبرالية، او دينية، او مؤتلفة من كل هؤلاء. لكن الرئيس يمثل الدولة كلها، والشعب كله. وفي النظم الرئاسية التي تتداخل فيها المهمات كثيرا ما تحصل مشاكل تعطل الحياة السياسية، وتشل الحياة العامة، وتقسم الشعب الى فريقين متعارضين كما حصل، ويحصل في لبنان او الجزائر كامثلة قريبة وكثيرا ما تحتقن الامور وتقترب من الحرب الاهلية. ولنا في وضع لبنان درسا بليغا، وهو نفس الموقع والوضع، الذي يطمح له الطالبني: نظلم محاصصي طائفي بغيض يقسم الشعب الى ابد الابدين وتنفجر الصراعات وقت ما تتضرر مصالح السيد الرئيس. وكم مرة استقال رئيس وزراء الجزائر بسبب عدم الانسجام، والتداخل في الصلاحيات( واحنه ما عايزنه مشاكل)! وراينا كيف شلت الحياة في اوكرانيا وتوالي المظاهرات والثورات من برتقالية الى حمراء والدولة صفراء.

 

وهناك انظمة رئاسية واضحة حيث معظم الصلاحيات بيد الرئيس كما هو الحال في فرنسا،  وروسيا، وامريكا. في الاخيرة لا يوجد رئيس وزراء. وهنا تتعقد الامور عندما يكون الرئيس جمهوري، والبرلمان ديمقراطي، أوالعكس. او الرئيس اشتراكي، ورئيس الحكومة محافظ، او العكس كما حصل اكثر من مرة في فرنسا، او جيكيا، او بلغاريا. تخيلوا  لو ان الاخوان المسلمين سيطروا على مجلس الامة المصري بوجود الرئيس مبارك! لقد اتفق السياسيون، وكتبة الدستور في العراق ان يكون منصب الرئيس تمثيلي، تشريفي،فخري. ومن يطمح بغير ذلك عليه ان يتولى قيادة حزبه، او جبهة انتخابية ليصبح رئيسا للوزراء، والحاكم الفعلي في البلاد اذا فاز حزبه، او جبهته في الانتخابات. كما الحال في ايطاليا، وبريطانيا، والسويد وغيرها من النظم المستقرة الذي وضعت لرئيس الدولة( ملك، او رئيس جمهورية). مهام تشريفية، واحيانا يعطى مهمات شكلية لا تؤثر على النظام. كأن يقدم رئيس الوزراء البريطاني استقالته الى الملكة ويستلم التكليف منها بشكل بروتوكولي لا اكثر ولا اقل. وقد تجاوزت هذه الشكلية اغلب الدول الملكية، والجمهورية في اوربا، والعالم. وقد يفتتح البرلمان الجديد كما يفعل ملك السويد مثلا. وينتهي الامر. ولذلك وحتى لا يحصل الانقلاب الذي قام به عباس بمساعدة اسرائيل، وامريكا ضد الحكومة الشرعية لحماس. وهو نموذج صارخ لتشابك، وتصارع الصلاحيات. فمن الافضل ان يكون لنا رئيس فخري تشريفي تمثيلي سواء كان كردي، او هندي. ويكفينا الاشكالات القائمة الان، والتي يجب ان تضع لها التعديلات الدستورية المنتظرة حلا، لا ان تزيد الامور تعقيدا، او تضع عقبات، وصعوبات جديدة. كما هو الحال فيما يسمى الان نظام الرئاسات في العراق (عدنة ثلاثة السيد الرئيس). وهو نظام شاذ، وغريب، وليس له دور في عقل، وذهنية واضعيه سوى عرقلة سير العملية السياسية، ووضع العصا في عجلة انفصال السلطات التشريعية، والتنفيذية، والقضائية، ومنع سلاسة عمل الدولة، وانسيابيته.

 

هسه هو الريس " فخري"، وعنده ميزانية، وقصور، ومستشارين، وحماية، وناطقين، وخبراء، ونصحاء(عشتية) بالالاف. لعد لو يصير رئيس بصلاحيات، اكيد ياخذ ميزانية الدولة كلها. مثل ما راح لامريكا حتى يخفف وزنه، عليه التخفيف من وزن  الصلاحيات التي يطالب بها. ويكفيه فخرا ان يمثل العراق، والعراقيين. فنياشين "الريس القايد" صارت "قياطين" لاحذية جنوده المنهزمين. رغم صلاحياته المطلقة. 

238
النفط مقابل السلطة


العراق باحتياطه النفطي المكتشف(المعلن) يمتلك ثاني احتياطي نفط في العالم. واذا عرفنا ان هناك حقولا لم تكتشف بعد، واخرى لم تستثمر منذ اكتشافها في ثلاثينات القرن الماضي اضافة للحقول الجديدة في الجنوب والشمال. ويؤكد بعض الخبراء ان النفط موجود في كل اراضي العراق من شماله الى جنوبه، ويخفى هذه الامر لاغراض استراتيجية. لكن الولايات المتحدة لم تخف طمعها في هذا الاحتياطي الاكبر في العالم. وتريد السيطرة عليه لضمان استمرار تدفق امدادات النفط ، وللتحكم بالاقتصاد العالمي، ولوقف صعود عمالقة اقتصاد جدد مثل الصين، والهند. ولربط اقتصاد اوربا بيدها بعد ان ظهرت اتجاهات تطورها كقوة اقتصادية مستقلة عن السوق الامريكي. وهنا يكمن سر حماس حكومة بلير للالتحاق بمشروع الحرب الامريكية ضد العراق، وافغانستان حيث توجد مكامن النفط، التي خسرتها بعد ان تقلص دور بريطانيا كدولة استعمارية. ونذكران وزارة النفط، هي الوحيدة التي لم يسمح الجنود الامريكان باقتحامها، ونهبها، وحرقها يوم احتلوا بغداد. في حين قامت دباباتهم بقلع بوابات الدوائر، والوزارات الحكومية الاخرى، والمستودعات والبنوك، ليدخلها عناصر الغوغاء، وعملاء المخابرات الاجنبية، واللصوص الدوليين، وتجار الاثار، والمرتبطين بجيش الاحتلال بمختلف الوشائج، والصلات. ولاحظنا ان اعمال التخريب التي اعقبت الاحتلال اقتصرت على منشات النفط، وانابيب نقله لتضمن عقود امريكية، وبريطانية لاصلاحها، ولتضمن سيطرتها التكنولوجية لعقود طويلة قادمة على قضايا الادامة، والصيانة، والتجديد. ومهما ادعى عملائها في العراق والمنطقة بان امريكا لا تحتاج الى نفط العراق، فان مجرد العودة لتصريح بوش الاب، وتقارير المخابرات في تسعينات القرن الماضي، خاصة بعد ان امروا صدام باحتلال الكويت من انه: من الخطأ، والخطر الكبيران ان نترك منطقة استراتيجية فيها اهم مخزون نفطي في العالم بيد نظام لا نعرف مستقبله مثل نظام صدام. كما اننا نتذكر جيدا تصريحات، وكتابات كيسنجر الكثيرة حول "خطر بقاء النفط بيد العرب". وان شركات النفط ساهمت بانقلاب 8 شباط 1963 ضد ثورة 14 تموز ونظام عبد الكريم قاسم. وتصريح ايزنهاور الشهير صبيحة يوم الثورة : "لابد من اعادة الحصان الجامح". ومن سخريات القدر، وربما من تخطيطات المخابرات، ان يتحكم بالعراق اليوم نفس من تامر على الثورة ، ومزق الوحدة الوطنية، واقصد زعماء الشيعة، وزعماء الاكراد الذين وضعوا ايديهم بايدي العفالقة لضرب الثورة. وكان محسن الحكيم اب عبدالعزيز الحكيم اول من ابرق مؤيدا، وجلال الطالباني الرئيس الحالي كان يمثل القيادة الكردية في التخطيط، والتهيئة، واسناد الانقلاب الفاشي. ولعله من اوقح الصفاقة ان يحدد بوش مهام الحكومة العراقية فهو يقول علنا: ان على حكومة المالكي ان تشرع قانون النفط، واجراء المصالحة الوطنية، واجراء انتخابات محلية. انتبهوا لم يقل البرلمان العراقي بل قال: "ان على حكومة المالكي". وهذا مافعلته مؤخرا رغم مقاطعة وزراء التيار الصدري، وجبهة التوافق. وهي فرصة مناسبة استغلها المالكي جيدا. مستسلما لاوامر العم سام. رغم ان هناك تحفظات كثيرة، ومن وزراء عدة في وزارة المالكي نفسها. رغم الادعاء ان الحكومة اقرت القانون بالاجماع. تصوروا، الخبر لم يقل "مشروع" قانون بل قانون النفط والغاز. رغم انه في العرف الديمقراطي لا يصبح قانونا الا بعد اقراره من البرلمان. ليس هذا غريبا على ديمقراطية بوش الذي عفى في نفس يوم، وساعات صدور القانون عن احد مستشاريه الذي عرض امن الولايات المتحدة للخطر رغم ان رئيسه احتل العراق باسم الحفاظ على امن امريكا.

 

القانون المقترح، باختصار، يلقى معارضة شعبية واسعة، ويقف ضده صف طويل من خبراء النفط العراقيون، والعرب، والاجانب، ووزراء نفط سابقون بل حتى دول الخليج تعتبره اكثر ليبرالية من كل قوانين الدول المنتجة للنفط، ويتعارض مع مقررات الاوبك والاوابك. خاصة في مسالة زيادة الانتاج، ومدة التعاقد، والتحويل المالي المفتوح، وغيرها. وهذا يعني الغاء كل منجزات القطاع العام النفطي، وكل تاريخ شركة النفظ الوطنية منذ صدور قانون 80 حتى اليوم، واعادة منح اراضينا للشركات الاجنبية، وخاصة الامريكية(من ضمن فقرات القانون شطب 26 حقلا من حقوق شركة النفط الوطنية وعرضها لنظام المشاركة رغم انها مكتشفة ومنتجة ومطورة).. اضافة الى مصادرة حق الاجيال القادمة في التمتع بخيرات بلادنا النفطية بتقديمها هدية لشركات بوش النفطية، وانفاق العائدات النفطية على شراء الاسلحة والمعدات من المجمعات العسكرية الامريكية(بلغت مخصصات شراء المعدات العسكرية حسب الموازنة التي اعلنها المالكي 13 مليار دولار). بدل الانفاق على اصلاح المضخات، والمصافي، والمعدات، والمنشات العراقية، وزيادة فاعلية، وامكانية، وطاقات صناعة المشتقات النفطية.  بل سمحوا للبنك الدولي(الامريكي) للتحكم باسعار النفط ومشتقاته بعد ظهور نتائج الانتخابات مباشرة برفع الدعم عن الاسعار. وهذا ما وسعته وزارة الشهرستاني حيث تجاهلت المصافي العراقية، وشركة توزيع المنتجات النفطية، وسمحت للقطاع الطفيلي بالاستيراد، واستغلال حاجة الناس للنفط ومنتجاته. ووصل الامر الى حد اهمال، والغاء عدادات تصدير النفط للتغطية على السرقات، والتهريب الذي تقوم به ميليشيات احزاب الحكومة، المرتبطة بايران، ودول اقليمية اخرى. وكوبونات النفط التي يشهرها الحكام الجدد بوجه القدامى عادت اليوم على شكل منح، وعقود مشاركة، وصفقات مشبوهة، ولكن هذه المرة بمليارات الدولارات. الحرامي حرامي سواء كان صدامي، او اسلامي، او قيادي كردي. ومع اعادة نظام المشاركة الذي لاتعمل به الا الدول الفقيرة، وفقط في الحقول ضعيفة الانتاجية. وليس العراق البلد الذي يصل وارده النفطي الى الوف المليارت من الدولار الامريكي سنويا سيذهب معظمها اذا طبق القانون الى شركات بوش وعصابته. هذا يعني اعادة الاقتصاد الامبريالي الى المنطقة كما اعادت امريكا وعملائها نظام الاستعمار، والغزو العسكري من جديد.  ان حججهم مردودة، ايضا، حول كلفة البحث، والاستخراج، والاستثمار لان كلفة استخراج الغاز، والنفط العراقيان هي الارخص  في العالم. اما حجة الاستفادة من الخبرات الاجنبية فخبراء النفط العراقيين، ومؤسساتهم، وفنييهم، وعمالهم، هم الاكثر معرفة، ودراية، وخبرة بامور ثروة بلادهم النفطية ويقدموها الان للدول المجاورة التي تتسارع للاستعانة بخبراتهم. في حين يلهث مشرعي قانون سرقة نفط العراق وراء "الخبرات" الاجنبية التي سرقت المليارات خلال فترة قصيرة فكم ستسرق اذا تعاقدت لعقود طويلة.

 

ومن الحجج المردودة التي يتعلل بها من يقايض سلطة النفط بسلطة الحكومة الاتهام الصحيح للنظام السابق بان الاقتصاد كان وحيد الجانب وان الميزانية مرتبطة بواردات النفط. فالهدف المعلن من قبل الحكومة هو زيادة الانتاج، أي زيادة تبعية الاقتصاد للنفط، وهذه المرة ترتبط الموازنة العامة بالشركات. اشاع اتباع الاحتلال ان صدام عرض على امريكا عقود واتفاقيات نفطية مغرية مقابل تركه في السطلة رفضتها، وفضلت الحرب لتغيير النظام. وهذا طبعا لايقنع الا الاغبياء، والسذج. الواقع ان امريكا رفضت "الحصة"، وارادت الثروة النفطية "كاملة" بيدها. وهاهي اليوم تساوم المالكي ورهطه اما ان يطيروا من السلطة باستمرار الفلتان الامني، او تسليم الثروة النفطية بيد شركات امريكية. للتذكير فقط ان كل رموز الادارة الامريكية المتنفذة، من بقى منها، ومن استقال، ومن طرد، هم اعضاء، او رؤساء، او مدراء مجالس ادارات الشركات النفطية العملاقة في امريكا، والعالم، او يمتلكون اسهم كبيرة جدا فيها. واشهرهم ديك شيني نائب الرئيس، الذي وضع منذ 2001 مشروع خصصة النفط العراقي. أي ان القانون معد سلفا مثل جدولة الانتخابات، والدستور، وغيرها من الخطوات المتسرعة، التي تخدم المشروع الامريكي في العراق، والمنطقة، والعالم.

 

فكم سيبقى ياتري من اسهم الثقة الشعبية، والسياسية بالقيادات الشيعية، والكردية اذا اقر قانون "النفط مقابل السلطة" وضياع مستقبل العراق وثروته الى الابد.

 

3/7/2007

239
الاسلاميون ذبحوا العراق من الوريد الى الوريد فاوقفوهم


سالت صديقي القادم حديثا من الوطن عن احوال البصرة، واهلها، وامورها. رد بلهجته البصرية البسيطة المحببة: يا بصرة؟!  واجهش. قبلها كنت قد سالت اخرين قادمين من بغداد، والموصل، والحلة، وديالى، والديوانية، والعمارة، والناصرية، والكوت، وغيرها من مدن العراق التي كانت عامرة بالحركة، والحياة، والثقافة، والا لفة، والمحبة، والتسامح، والموسيقى، والغناء. كان الرد ياتي دائما مصحوبا بالحسرة، والالم، والتأوه، والدموع التي تنساب من عيون رجال ذوي قلوب جلدة. كلهم يصرخون: يابغداد؟! يا ديوانية؟! يا بعقوبة؟! يا موصل؟! يا كركوك؟! لم يتعرفوا على مدنهم، لم يجدوا اهلهم، لم يصادفوا اخوتهم، واصدقائهم، واحبتهم، وجيرانهم، وزملاء دراستهم، او رفاق عملهم. قتل من قتل، ورحل من رحل، وهاجر من هاجر، وهجر من هجر، واختفى من اختفى، وصمت الكثيرون، وانعزلوا، وانكفأوا كمرضى الجذام. والسؤال المحير الذي واجهوه، تلقوه كطعنة رمح: ماذا تفعل هنا، لماذا عدت؟ تعقبه توصية قاسية غريبة لا تتوقعها: امل ان تكون عاقلا،  ولا تبقى هنا، واخبر كل من تعرفه في الخارج، ان لايعودوا. او يفكروا بالعودة! فلم يعد العراق عراقنا، ولا الاهل اهلنا! لقد ضيعنا هؤلاء المغول الجدد، ومسخوا كل قيمنا. عجيب امر هؤلاء الناس الذين كانوا يلومننا لاننا تركنا الوطن وكانت رسائلهم، ومكالماتهم تحث على العودة، وعدم نسيان الوطن، وعدم التاقلم، او التوطن في الخارج. هاهم اليوم يلومننا لاننا جئنا لزيارتهم، لرؤية الوطن، والاحباب، ورفاق الامس، والاهل، والاصدقاء، والجيران. ولكي يمسح علامة التعجب عن وجهك، ويزيل اثارالاستغراب من محياك يطوف بك احدهم في شوارع الامس، ويحدثك باكيا: لقد حرقوا الاخضر، واليابس لقد سرقوا كل شئ ! المدارس تحولت الى سجون، والبساتين الى معسكرات، والنوادي الى مقرات تعذيب، والمسارح الى محاكم شرعية قرقوزية، والبيوت الى مقابر، والنساء الى جواري، والرجال الى عبيد، والاطفال الى سلع، والاخلاق الى مزحة، والقيم الى شتيمة، والتسامح الى بدعة، والتعايش الى جنحة، والفرح الى رذيلة، والامل الى خطيئة. وتحول الجهلة الى قادة، ومعلمين، والاميين الى امراء، ومسؤولين. وصارالقتلة قضاة، والسفلة وعاظ، والرعاع متحكمين، وكتبة التقارير قادة احزاب، والوشاة كوادر حزبية رفيعة، والخونة الى زعماء، والسماسرة الى رجال دين!! هل ترى شارعا معبدا؟ ام مدرسة بنيت؟ ام كهرباء اعيدت؟ لقد سرقوا لعراق، كل العراق. نفطه، وزرعه، وارضه، ومائه، والجريمة الاكبر شوهوا سمعة، واخلاق اهله، وسلبوا طيبته. واذا قلت له: لا تبالغ يا صاحبي، لو خليت لقلبت! يواجهك بسؤال ادهى:  وهل ترى الدنيا غير مقلوبة. والجهلة، والقتلة، والسفلة من ايران، وافغانستان، وارتريا، والصومال، واليمن، وصحارى العرب، واحراش شمال افريقيا، ومزابل اوربا جاؤوا ليحصدوا رقاب العراقيين على طريقة الحجاج. ملئوا دجلة بالكتب مثل المغول، علقوا الرؤوس، وشوهوا الجثث كالتتار سرقوا، ونهبوا واغتصبوا، واهانوا، واذلوا، وعربدوا كالبرابرة. لا ترى غير عمائم بيضاء، او سوداء، او خضراء وسيلة عبور الى الاغتناء، والجاه، والتسلط، وفرض الاحكام الجائرة، ونهب الاموال، والتمتع بالصغيرات، واعادة البشر الى الكهوف. ويدعون ان الاسلام نقل العرب من الظلام الى النور، ومن الجاهلية الى الحضارة. فلماذا ،اذن، يسحقون كل شئ حضاري، متنور، متفتح، متطور؟ لماذا يدمرون كل ماهو بشري، وكل ماينم عن طيبة، وانسانية. هؤلاء القادة المعممون، وان تنكر بعضهم بالبدلات الحديثة، احيانا، يشبهون الافلام الخيالية عن غزو وحوش فضائية اتخذت هيئة البشر، لكنها تتغذى على لحومهم. الماساة ان الافلام خيالية، ودائما ما تندحر جيوش الغزاة تلك. لكن الشعب العراقي يعاني من اكلة لحوم بشرية يعيشون بيننا ويشربون دماء ابنائنا ويمنعون الهواء، والماء، والضياء، ليمنعوا نمو أي زهرات، او نباتات جميلة نقية. ينشرون الظلام الدموي لتنموا الطحالب، والفطريات التي يتنفسون رائحتها النتنة ويتمرغون عليها كالكلاب الجرباء. ولا استثناء الا لمن تصدى، وتحدى، وقاوم، وشهر، وفضح، وناضل ضد، ووقف بوجه برابرة العصر الحديث الذين حولوا مهد الحضارات الى جحر الخرافات. فاوقفوهم باي وسيلة. امنعوا الاحزاب الدينية. اجتثوا المليشات الطائفية ابعدوا الخرافات الدينية عن كل قرار سياسي. اربعة سنوات ونيف من القتل والذبح، والفتن، والفساد، والخراب فاقت كل سنوات القمع الفاشي الصدامي بل كل ماسي الشعوب التي تتفرج مستغربة كيف لعراق المسلات ان تتحكم بامره كل هذه الحثالات؟؟!!

240
لماذا لا يستغل العرب ورطة امريكا لحل قضية فلسطين؟!


عام 1947 رفض الحكام العرب بامر من بريطانيا قرار التقسيم، واعلنوا حربا بجيوش غير مسلحة، وقائد بريطاني يرتدي ملابس بدوية، فخسروا الحرب. وضاع نصف فلسطين، وتاسست مملكة اردنية هاشمية على النصف الاخر. وضمت غزة الى الشقيقة الكبرى، وفهمت الشعوب المسرحية. وفي عام 1967 رفض العرب نصيحة السوفييت وخاضوا الحرب بجيوش مكشوفة، وخطط معروفة، وقيادات مهفوفة، ومطارات مقصوفة. فضاع النصف الثاني من فلسطين بالاضافة الى الجولان، وسيناء، وشوية من لبنان، وشوية من الاردن. وعرفت الشعوب حقيقة حكامها. وفي حرب التحريك الساداتية، "حررت" مصر جزءا من صحراء  سيناء، وخسرت السيادة على كل مصر. بعدها امتد قازوق طويل في جسد الامة العربية اسمه معاهدة السلام الاسرائيلية المصرية. ذهب السادات يستجدي السلام الانفرادي من حاخامات الكنيست الصهيوني مقابل التخلي عن عروبة مصر، وعن اخواتها العربيات. عام 1982 احتلت اسرائيل عاصمة عربية هي بيروت بعد ان احتلت قبلها القدس عاصمة فلسطين، وثالث الحرمين عند المسلمين. وكل ذلك والعرب لايتجرأون، ولو بالتوسل لامريكا، لتحرير ولو جزء من فلسطين. بل ولو ادانة جرائم صبرا، وشاتيلا، او حرق المسجد الاقصى، او جريمة المسجد الابراهيمي، أو قتل، وتصفية زعماء الشعب الفلسطيني. كيف ينتفض العبيد بوجه اسيادهم؟ فقضية فلسطين يؤيدها السوفييت وهم كفار فكيف نتعاون مع الكفار لتحرير فلسطين قبلتنا الاولى؟ فاضطرياسرعرفات بعد ان خذله العرب وخانه صدام بمغامراته الى توقيع معاهدة اوسلو غاسلا كل دماء الانتفاضة الفلسطينية بحبرها القذر، وجامعا كل حجارتها رصيدا لمعاهدة "سلام" جديدة قدم فيها ورهطه كل التنازلات ولم تقدم اسرائيل شيئا واحدا. ومعروف ان عناد اسرائيل، وقوتها، وعنجهيتها، واعتداءاتها، وحروبها ضد العرب، وجرائمها المستمرة ضد شعبي فلسطين، ولبنان وليدة الدعم، والتشجيع الامريكيان. فالكيان الصهيوني يسقط خلال ساعات اذا تخلت عنه الادارة الامريكية. كما تخلت عن الشاه، وصدام، وعيدي امين، وغيرهم من الطغاة الذين انتهى دورهم.

 

الان امريكا في ورطة في العراق، والشرق الاوسط كله، وفي الصومال، وافغانستان، ولاتحظى باحترام احد، وانحدرت مصداقيتها الى الحضيض، حتى عند اقرب حلفائها. وهي تتوسل الى العرب مساعدتها في العراق، ولبنان، والصومال، والسودان. كما توسلت لانقاذ اسرائيل من ورطتها في لبنان بعد ان دفعتها الى مستنقع الجنوب اللبناني. الشعب الامريكي بدا يفهم، ويشعر ان اسرائيل عبئآ، والعالم كله يربط الارهاب بعدم حل قضية فلسطين. وحتى امريكا اعترفت رسميا بهذه الحقيقة عبر توصيات لجنة بيكر/هاميلتون، التي ضمت وزير دفاع امريكا الحالي.   الشعوب الاوربية، وعت المسالة جيدا قبل الامريكان وكذلك قسم كبير من حكوماتها. فماذا ينتظر العرب للتحرك، والضغط الاقتصادي، والسياسي. وتجربة قطع النفط لا زالت ماثلة وتاثيرها واضح. الروس عادوا بثقل اكبر بعد مساومات غورباتشوف. وهم لم يعودوا لاشيوعيين، ولا كفار. والحكومة الفلسطينية يراسها اسلامي. وايران تسند القضية الفلسطينية وموقف تركيا تقدم كثيرا عن السابق. فلماذا لايتحرك العرب، وهاهي رايس تصرخ انقذونا؟ لماذا تقاوم ايران كل الضغوط، وتفرض كوريا الشمالية شروطها على امريكا رغم كل ضعفها وفقرها؟ لماذا تذل منظمة كحزب الله، او حماس الجيش الاسرائيلي وتفرض شروطها، ولا يستطيع العرب رغم كل قوتهم، وكثرتهم، وغناهم، ونفوذهم،وتاثيرهم، وصداقة بعضهم، وتحالف بعضهم مع العم سام الضغط على امريكا، وهي الضعيفة الان، والمستجيرة باصدقائها من العرب؟؟!

 

لقد وصف الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر الوضع في اسرائيل بالأبارتيد في جنوب افريقيا سابقا. فمتى ياتي مانديلا عربي لقلب الطاولة على صهاينة تل ابيب، وواشنطن؟؟

241
الحزب الشيوعي العراقي شرف العراق الذي لا يثلم

 

في كل عام وفي صباح الواحد والثلاثين من اذار يطل علينا ذلك المولود الجميل بطلعته البهية وسحره الاخاذ يبتسم للجديد، للغد، للايام القادمة، للاحلام المسحورة بالنضال، والصمود، والتضحية، والايثار. يوم 31 اذار 1934 ولدت لجنة مكافحة الاستعمار والاستثمار. منذ اليوم الاول تقدمت سمته، صفته، مهامه الوطنية على كل ما عداها. كان الوطن مبتلى بنير الاستعمار البريطاني، وقيود معاهداته، واتفاقياته السرية، والعلنية مع الحكام عملاء المحتل. وظل مناضلي الحزب اوفياء لذلك العهد بان يكون الوطن اولا واخيرا. وليس عجيبا ولا صدفة وكلمة الشيوعي كانت ولا زالت مخيفة يردد الناس عند اعتقال شيوعي، او استشهاده، او اختفائه، او نفيه، او تغربه  "وطني" مطارد . وما احلاه من لقب فالحزب ومناضليه كانوا مع العمال، والفلاحين، والطلاب، والنساء، والشباب، والشغيلة، والكسبة. يصوغون لهم مطالبهم، ويقودون نضالاتهم، ويدافعون عن مصالحهم، ويؤسسون جمعياتهم، ونقاباتهم، وروابطهم، واتحاداتهم. كانوا في الصرائف، والبيوت، والشوارع والبساتين، والجبال، والحقول، والقرى، والمدن، والمدارس، والجامعات، والمعامل. زرعوا الامل في كل حقل، وبنوا الحلم في كل مصنع، وشيدوا المفاخر في كل مواجهة. ظل حزب الشعب والشهداء ينمو بشموخ كنخلة عراقية عميقة الجذور، كشجرة، وارفة الظلال. ملايين من العروق، والجذور انغرست في قلب كل عراقي شريف، كل وطني حر، كل مناضل غيور. اجيال تتجدد باستمرار ومع الزمن. وفي كل عام وكأنه حديث الولادة. انه كالتاريخ، كالحياة، كالماء يظل يجري، ويتحدى، ويتجدد بلا شيخوخة، ولا تعب. رغم الجراح، والالام، والصعاب، وقوافل الشهداء. كالثيل المتجدد بعد كل قطع كالسيل العارم، كالريح، كالعاصفة، كالفارس المغوار يمتطي جواده، ويقوم من كبوته متحديا الغبار، والحفر، والاهوال. يعود بوجه مشرق متعدد الاسماء، والقوميات، والطوائف، والاديان، والمناطق، والطبقات، والاعراق في نسيج سجادة عراقية خالدة كسومر، كاشور، كبابل، كبغداد، كالعنقاء لا تعرف الفناء. يستل سيفه، وقلمه، ويرفع صوته، وعلمه محملا بحب الاهل، والاصدقاء، والانصار، والحلفاء، ويلاقي تهيب الاعداء، والمنافسين، والمتربصين الذين قالوا عنه "سنحتل العالم بمثل هؤلاء البشر". كالنخيل، والاشجار، والانهار يتوزع العراق يزداد خبرة، وتجربة، وحكمة تتوارثها الاجيال، والكوادر. قطار من العقول، والشعراء، والعلماء، والادباء، وكل انواع المبدعين، والشهداء ظل يسير على سكة الحرية للوطن ناشدا السعادة للشعب. في المقدمة دائما، وفي الصميم حاضر ابدا. لم يحارب مع عدو ضد وطنه، ولم يمتطي دبابة احد، ولم يسرق علم احد. ستبقى تلك الراية الحمراء خفاقة ابدا فلقد تعمدت بدماء فهد، وحازم، وصارم على ايدي عملاء الانكليز، وبدماء سلام عادل، والحيدري، والعبلي، وابو العيس، وابو سعيد، ومئات الرفاق على ايدي مطايا الامريكان. وستار خضير، وعبد الامير سعيد، وشاكر محمود، وفكرت جاويد والمئات معهم على ايدي الفاشيست، وسعدون والعشرات  من الشهداء على ايدي الارهابيين والظلاميين. ستبقى عراقية تلك الهامة التي ظلت مرفوعة، ولا زالت تناضل لانهاء الاحتلال، وتحقيق رفاهية الشعب. قال فهد، مؤسس الحزب وبانيه: "ان الحزب هو هيئة اركان الحركة الوطنية". بعد سنتين من تاسيسه قاد انتفاضة فلاحية، وبعد اعتقال قيادته اجهض اتفاقية بورتسمورث. بعد اعدام مؤسسه وقادته نظم الحركة الوطنية وقاد وثبة 1952، وبعد سنتين اوصل بجبهته 11 نائبا وطنيا للبرلمان عام 1954. وبعد المطاردة، والملاحقة تصدر انتفاضة 1956 دعما، ونصرة للشعب المصري، وتاميم قناة السويس. بعد سنتين وفر القاعدة الجماهيرية الكبيرة والحصينة لنجاح وحماية ثورة 14 تموز 1958 . قبلها اسس جبهة الاتحاد الوطني التي شكلت قاعدة جماهيرية لدعم نجاح الثورة . وخلال سني الثورة اجهض وقاوم وتصدى لكل المؤامرات الرجعية. تصدى في 1963 للانقلاب الفاشي وقدم مئات الشهداء فسقط الانقلاب على ايدي الجلادين انفسهم. ورغم الانشقاق اليساري المتطرف ورغم مجازر ناظم كزار وفر الحزب قاعدة للتطورات التقدمية، وحماية تاميم النفط، ودخل في جبهة لحماية المكاسب متنازلا عن الكثير من المواقع في سبيل مصلحة الشعب والوطن. ولكن الغدر سمة ملازمة للعفالقة. فلم يستسلم ولم يهادن طالب بالديمقراطية، وتوسيع حقوق الناس فجن جنون الطاغية. فاطلق العنان لقطعانه تحت شعار"لاشيوعية بعد اليوم" وشملت الحملة الهمجية الوف الشيوعيين وانصارهم واصدقائهم وعوائلهم. ولم تبق وسيلة سلمية ممكنة للنضال  فهرع الى الجبال رافعا السلاح. وترك المئات من رفاقه واصدقائه رفاهية اوربا ووداعة العيش، والتحقوا بحركة الاثصار حلما لعالم جديد وغد سعيد. وفضح وعرى حروب الطاغية المجنونة. ودافع عن الشعب ضد حصار الطاغية.ووقف ضد حرب الامريكان، وحذر ومن تبعاتها، واثارها ومخاطرها. وهاهي شوارع بغداد تلمس مدى صدق تخذيراته ومخاوفه وتجد لها صورا ماساوية واضحة على الارض العراقية كلها..ولو كان الحزب كقوته في الخمسينات او السبعينات لما حصل ما حصل ولما تاجر الطائفيون، والقتله، والارهابيون، والصداميون، والتكفيريون، والخونه باموال ودماء الشعب العراقي الابي. لكنك تسمع  في كل مكان الساسة الشرقاء يرددون اليوم ما طالب ويطالب به الحزب الجبار والشعب يزداد التفافا حوله وتدفقا اليه وسيعود بتحالفاته الذكية، وسياسته الصائبه، وتحليلاته العميقة مركز الهام، ونواة تجمع، وصداره  لحركة وطنية شريفة لانتزاع حرية العراق والسير به نحو شاطئ الامان. انه الفارس المنتظر الذي لم تتسخ يديه بنهب، وسلب، ولا فساد اداري، او مالي، او تهريب نفط. انه الشرف الذي منحه اياه الشعب الواعي. هذا الشرف الذي يدافع عنه بامانة وسيصونه ويصل به الى شاطئ الامان رغم كل العواصف والاهوال كما تصل الشعلة الاولمبية عبر الصحارى والبحار والمحيطات. وستبقى الشيوعية اليوم وغدا وبعد غد رغم انف كل الحاقدين، وكما انتهى صدام سينتهي اعداء الشيوعية الى الاندحار وستبقى الراية خفاقة تحمل شرف العراق والعراقيين وتصونه

رزاق عبود

 

242
                                          اذا كانت كركوك عراقية فلماذا يطرد منها العراقيين

 

التاريخ مثل الدستور يكتبه المنتصرون. وبهذا يتشابه الوضع في العراق قبل سقوط النظام وبعده. حيث كتب خدم صدام التاريخ كما يشاء. واعتبرهو الدستور مجرد هبة منه. قانون ادارة الدولة، وبعده الدستور العراقي الجديد تقاسمهما المنتصرون المتعاونون مع الاحتلال كما تقاسموا العراق ارضا، وشعبا، وثروات، وقوانين، واقاليم. والا، ففي اي دستور توضع فقرة/ مادة حول قضية تثير النزاع؟ اضافة لكونها شان اداري، وسياسي وليس قانوني! فالدستورهو عقد اجتماعي، أي وعاء قانوني لشكل الدولة، وطبيعة نظامها. وليس حدود محافظاتها، ومدنها، وعدد مدارسها وتسليح شرطتها. واليوم ودعوات التصالح الوطني تصم الاذان، ويتفق الجميع على انه الحل الوحيد لاستباب الامان، وانجاح التجربة العراقية. نسيان الماضي، وفتح صفحة جديده، وغيرها من دعوات حل الازمة العراقية. في الوقت ذاته يفتح، وبقسوة الجرح القديم لاثارة مشاكل جديدة العراق في غنى عنها. فخارطة العراق ثابتة، وحدوده الخارجية معترف بها دوليا. اما حدود المحافظات فليست قضية قومية، ولا طائفية. وكركوك منذ فتحنا كتب الجغرافية، والتاريخ مدينة عراقية بعربها، واكرادها، وتركمانها، وسريانها، وكلدانها، واشورييها، وشبكها، وغيرهم وحتى اسمها يعود لتاريخ العراق القديم. العراق الان يعاني نزفا شديدا فهل من الصحيح فتح جرحا جديدا، ولمصلحة من؟ وهل نهجر السكان مثلما فعل صدام؟ وهل يعاد الاكراد من بغداد الى المدن الكردية ولماذا؟ منذ وعينا كان جيراننا عرب، واكراد، وتركمان، وقوميات اخرى. وماذا بعد كركوك هل تقسم الموصل ويرحل العرب منها؟ ام نتوجه الى ديالى ونطرد العرب منها؟ ام نقصدالكوت ونقتطع اجزاء منها؟ اما كفي العراق تقطيعا للاوصال وسفكا للدماء؟ هناك اكراد وتركمان، وغيرهم رحلوا من كركوك لاغراض عنصرية فهل نكون عنصريون مثل صدام؟ وهؤلاء الذين نقلوا اليها بالقوة، او برضاهم ما ذنبهم لنهجرهم مرة اخرى؟ لقد ولد جيلان من ابناء هؤلاء في المدينة، ولا يعرفون غيرها، فاين سيذهبون، وماذا سيعملون؟ والاكراد الذين رحلوا او ارتحلوا الى بغداد والجنوب هل نجبرهم على العودة وهم يشعرون انهم من البصرة او بغداد اواي مدينة اخرى عاشوا فيها كعراقيين؟ كيف نرد على من يتهم الاكراد بالانفصاليين اذا كنا نصب الماء في طاحونة الارهابيين، والصداميين، واعداء الاكراد، والعراق؟ لقد حول اليمين العراقي، والاقليمي، والعالمي مدينة كركوك بعد ثورة 1958 الى ساحة حروب شوارع لتمزيق العراقيين، والهاء الثورة، واشغال قيادتها، وشق الصف الوطني. فهل تعمل نفس القوى الان ولذات الهدف؟ ولماذا ننقاد لمخططاتها؟ واذا كان الاكراد وفي مرات عديدة الضحايا، فلماذا نحولهم الى جلادين بنظر الاخرين؟ لماذا نحشد العداء ضد الاكراد وقد شاعت روح التسامح واعترف اشد المتعصبين في حقهم في ادارة انفسهم وحقوقهم الثقافية بل وحتى الفدرالية؟ ام ان من الضروي شن حرب عصابات جديدة، وتشريد العوائل الكردية من جديد الى الجبال؟ وكانه كتب على الاكراد ان يكونوا مطحنة لطموحات الزعماء! رفقا بالشعب الذي يريد ان يستمر بالتمتع بما يعيشه من امان نسبي، ورفاهية محدودة يحسده عليها ابناء المحافظات الاخرى.

 

لقد قاد اضراب كاورباغي  الشهيرضد شركات التفط في كركوك العرب، والاكراد، والتركمان، وغيرهم. ودخلوا السجن سوية، وناضلوا جنبا الى جنب، وتحملوا التعذيب، والفصل، وواجهوا الرصاص معا. فهل يريد البعض نقل تجربة الاقتتال الطائفي المرة الى مدينة كركوك الجميلة؟ الاولى بمن يدعي الحرص على العراق، ووحدته، وامنه، وحريته، وسلامته ان يعرض عليهم البقاء في كركوك بل يفتح الابواب لاستقبال النازحين، والهاربين، والمهجرين، والمشردين من ضحايا حروب زعماء الطوائف. بدل ان يفتح الباب لحروب قومية، وطائفية جديدة. بل وربما اقليمية تهدد مستقبل العراق ووجوده. كركوك عراقية وعلى زعماء الاكراد التعلم من اخطاءهم، واخطاء غيرهم. ان الفقرة ج من المادة 140 تنص على ان كركوك وبغداد لن تتبع أي اقليم فلماذا يصر الزعماء، والمتطرفون على ضمها الى اقليم كردستان، ويعتبروها خطا احمر؟ هل هذه خبرة النضال والافتتال؟ اغلبية سكان مدينة كركوك تركمان، والتركمان لا يريدوا للعرب ان يرحلوا. ولماذا يراد فصلها عن العراق، وقد اختار التركمان، والاكراد العراق. ان تقارير المخابرات الدولية المسربة للصحافة تحذر من مخاطرهذه السياسة. بل حتى لجنة بيكر هاملتون طالبت بتاجيل القضية والاستفتاء حول ضم كركوك الى كردستان. وهؤلاء "الدخلاء" حتى لو لم يوطنهم صدام فانهم عراقيين. والمناطق التي قدموا منها، وبقية مناطق العراق خطرة وكركوك افضل لهم. قسم من المشردين اختار سوريا، او الاردن، او مصر، او اوربا وهؤلاء اختاروا كركوك فما المانع؟ نفس الامر يجري للاسف في قرى الموصل حيث تكرد القرى العربية تمهدا لضم الموصل الى كردستان. ومجلس محافظة الموصل الاغلبية من الاكراد رغم ان اغلبية سكان الموصل هم من العرب. فكيف حصل هذا؟ والحال مشابه بالنسبة لمدينة كركوك حيث الاغلبية للتركمان لكن المحافظ كردي!

لقد هجرت الحكومات المتعاقبة في العراق الاكراد الى مدن مختلفة. في البصرة،مثلا، حشرت عشرات العوائل الكردية في بيت اقطاعي مهجور. وتولدت علاقة حميمية بيننا وبينهم لمعارضتنا للحكومة، وعطفنا على الاكراد. وقد سمح لهم ابي باستخدام البستان الذي كنا نعيش فيه ليخرجهم من السجن الذي وضعوا فيه. كان ابو جبار، الذي صار شرطيا فيما بعد، يحن بشكل غريب الى قريته الجبلية. ولما سألته مرة ببراءة الاطفال اليس الافضل لكم هنا، حيث لا حروب، ولاطيارات تقصف، والاطفال يذهبون الى المدارس بامان وحرية؟ فرد بالم: وهل يعيش السمك خارج الماء؟ نحن اناس جبليون، ونحب جبالنا. بعد اتفاقية 11 اذار رفض اغلبيتهم العودة الى كردستان رغم الدعاية الكثيفة بين صفوفهم من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني. هذه المرة سالت ابو جبار غاضبا عن سبب اختياره البقاء في البصرة بعد ان حل السلام في كردستان وكنت متحمسا للثورة الكردية كغيري من ابناء المدينة الاممية. ونبهته الى انه شبه حاله بالسمك. فلماذ يختار البقاء في شبكة الصياد. رد علي مثمنا حماستي، وحبي للشعب الكردي، وعطفي على قضيته قائلا:" ياابني نحن هنا "اسماك زينه" معززين مكرمين لا احد يعتدي علينا ولا اخر يجبرنا على اطعام احد او التطوع لصالح احد". بقيت غاضبا، وحانقا عليه كل هذه السنين، ولكني افهم اليوم حكمة ذاك الفلاح الكردي الذي اقتنع انه عراقي، وبامكانه العيش في المكان الذي يفضله. فهل يستعير ياترى زعماء الاكراد حكمة ذاك الرجل، ويعاملوا العرب بين ظهرانيهم كاسماك الزينة. فالجميع ضحايا صدام وسياسته العنصرية، وان باشكال مختلفة.

 

لا ادري ان كان ابو جبار لا زال حيا. وهل بقي في البصرة ،ام ارتحل عنها كما فعل الكثيرون اثناء الحرب مع ايران؟ لربما عاد الى قريته الجبلية في كردستان، وربما لحقه صدام بانفاله وسلاحه الكيمياوي! فالعراقيون جميعا عانوا من نفس المطاردة، والتهجير، والظلم، والترحيل وآن الاوان لوضع حد لهذه المعاناة، فالعراق يسع الجميع.


243
                                           ابو الخصيب فردوس النخيل والمياه والشعر
 

الى صديقي علي باقر ابن ابي الخصيب البار الذي استشهد على ذرى كردستان
 

البصرة الفيحاء بلد النخيل، والمياه، والطيبة، كثيرا ما توصف ببندقية العرب لكثرة سواقيها وترعها، وجداولها، وانهرها، وشطوطها، واهوارها، ومياهها الغزيرة، وابارها العذبة. فكيف وابي الخصيب عبارة عن لوحة الوانها النخل والشجر وخطوطها انهر لاتنتهي وكانها ارخبيل من الجزر وشبه الجزر التي تشكل واحة عجيبة نسجت اجزاءها من قطع بساتين خرافية بكل مافيها من سحر وجمال واسرار واخبار وبشر تعايشوا مع النخل وسافروا مع المياه واستوطنوا جنة من الخيال الرائع. فهل هي بندقية البصرة، ام بندقية العراق، ام بندقية الخليج، ام بندفية العرب، ام بندقية العالم؟؟! لنسافر الى هناك ونحكم بانفسنا:

 

بعد ان تعبر السياره جسر الخورة قادمة من العشار يبدأ طريقا ملتويا كالافعى حيث تحتاج مهارة خاصة في قيادة السيارة، وقدرة كبيرة على مقاومة اغراء سحر الطبيعة. "لوفات" ابو الخصيب هذه تقودك بين غابات النخيل، والاشجار المتنوعة، وعرائش العنب المتشابكة، والمتقاطعة المتعانقة مع سعف النخيل، وعذوقه، واغصان اشجار التوت، والتين، والسدر"النبگ"، والاعناب، والصفصاف في نسيج عجيب لسجادة اغصان بارعة الروعة. تتعدى البراضعية، ومناوي لجم، والسراجي. بيوت مرصوفة الى جانب الشارع، وكانك تطرق ابوابها عند كل استدارة. كل مرة يكاد مقود السيارة يزوغ من بين يديك. وعبر الانهار، والسواقي، والشطوط فوق قناطر متعبة، وجسور قديمة تستغرب كيف تتحمل ثقل كل هذه السيارات، والعربات، والباصات الخشبية، ودگ النجف، وهي تنحدر يوميا باتجاه قرى، ونواحي القضاء الخصيب متخطية بساتين التجار، والفلاحين، والمزارعين.الشناشيل وجدت لها مرتعا بين التمر، والتين، والعنب، والرمان، والليمون، والبرتقال، والتكي. حلت الاشجار المثمرة ذات الظلال محل اشجار الزينة المتسلقة. بيوت مطرزة بالخضرة، والورود، وسعف النخيل، والاغصان، و"التسلاگات". تشعر وكأن البيوت، والقصور، والاكواخ، والصرائف، وبيوت الطين (الكوت)، والكبر، والصوابيط  نبتت مع الزرع. مارا بمهيجران، ويوسفان، وحمدان. انهار تسمت باسماء مناطقها، او العكس. تفيض مدا، حتى تلامس مياهها اغصان الشجر المتدلية بغنج، وتتلقف الاجساد الباحثة عن الانتعاش من حرارة الجو، ويختنق السمك فيها متقافزا عندما تنسحب المياه جزرا. هذه الظاهرة الطبيعية الجميلة المتلازمة مع حركة القمر توفر عناء السقي احيانا وتتيح للاطفال الصغار، وللصيادين، خاصة بطريقة "الوهار"  و"السكرة" اقتناص الاسماك بانواعها. قبل دخولك مركز القضاء يستقبلك اشهر، واحلى منتج لابي الخصيب "حلاوة نهر خوز" اللذيذه، التي حاول الكثير من بدو النظام الصدامي سرقة سر الصنعة ليقلدوها، ويبيعوها في مناطقهم. لكن الاسطة "رمو" استطاع ان يخفي عن كل مقاول جشع متطفل سرا من اسرار الحلاوة الشهية. ومن اين لهم ان يعرفوا ما المقصود بدبس الدمعة المادة الاساسية لصناعة الحلاوة الشهية. وربما عاد الاسطى البارع لانتاجها من جديد بدون ضغط، ولا اكراه، ولا اجبار على البوح بسر صنعتها. ولا ينافسه في جودتها، وليس شهرتها، سوى ابراهيم بربر في كوت خصاف. فاذا كان للخليج داناته فحلاوة نهر خوز هي دانة(لؤلؤة) بحرالنخيل هذا. بعد "معمل" الحلوى هذا، وقبل ان تغادر نهر خوز تجد" براحة" الحاج ابراهيم الشواريح (نسبة لشرحه الخشب) من استيراده الخاص يصنع افضل الزوارق، والماطورات. لكن مهره "ختمه" موجود على ظهر كل بلم عشاري "اصلي" ولا يضاهيه في صناعتها احد. وكانه يريد ان ينافس حلاوة نهر خوز بصناعة كانت وستظل مرتبطة بمدينة السواقي، والجنادل، والعشق العذري. 

وانت في القضاء تسير بك السيارة، او قدميك، او عربة يجرها حيوان ما، تصادفك اسماء غريبة، وماثر عجيبة. تصادفك قصور شيوخ الكويت مثل عبدالله المبارك،  ويوسف العذبي الصباح، وشيخ جراح الصباح، الذي كان يمتلك بيتا كبيرا لايعتبره السكان قصرا. وقصور، وبيوت، وبساتين كبار ملاك البصرة المعمرة وسط جنة الخلد هذه مثل بيت النعمة، وبيت العقيل، والبسام، والراشد. وكلهم من الزبير اضافة الى بيت المناصير، وبيت الفداغ، وبيت الديوان، وبيت النقيب، وعوائل بصرية اخرى. بلد سلطان، ومكتبة جامع التكية النقشبندية،تضم مخطوطات قديمة، ودواوين شعر نادرة، ونسخ اصلية من رسائل اخوان الصفا. زعيم الطريقة الشيخ محمد النقشبندي يزور التكية سنويا في رمضان، ويحضر ماتم، وتصريفات، وجلسات الذكر. فوانيس بلد سلطان التاريخية يقوم على رعايتها، واشعالها ليليا غانم، ابوعثمان وكانه في قصر امبراطور صيني. الى ان اعفته من العناء مصابيح الشوارع الكهربائية الحديثة، وحل محله النواطير ببندقياتهم الهرمة، لا عجب فهناك كان يعيش الكثير من اعيان، واغنياء، وبيوتات القضاء. مراقد لشيوخ، واولياء لم نسمع بهم: مقامات ابو الريش، وشيخ درويش، وسيد صالح. باب سليمان، والمدرسة القديمة. باب طويل، باب ميدان، باب النص، باب الثلث. وطبعا لكل باب تفسير للتسمية يعرف سرها اهلها العتگ. عوائل، واسماء معروفة، ومحترمة: بيت العبدالواحد، وبيت الطه، وبيت حوار، وغيرهم. قرية اللباني، ومشروع اسالة الماء القديم/الجديد، وعطر ملكة الليل يفوح عند المساء فيتزاوج العطر، والماء في نزهة ليلية ساحرة. الشيخ ابراهيم: ملعب رياضي شاسع تحيط به غابات النخيل، وارواح ثوار الزنج، واثار عاصمتهم "المختارة" وبقايا عبيد الامس، وهم يحتفظون بتراثهم، واغانيهم، وطقوسهم، وموسيقاهم، وايقاعاتهم الافريقية الراقصة، واسمائهم المميزة: جوهر، بدر، شمس، هلال، نجم، قمر، صوغة، جواهر، بدور، ريحان، حلوم، وهكذا. الكتاتيب، والمدارس القديمة، والحديثة، والمستوصفات، والاسواق الشعبية، والدكاكين التقليدية. دوندرمة حميد الشيرازي ذات الطعم الخاص، ودهليزه المظلم تداهمك البرودة قبل ان تتناول تلك المادة المثلجة المرطبة في حر الصيف اللاهب. وعلى الطرف الاخر عند جسر زهير يقف منافسه صبري، يتباهى بطعم البرتقال ونكهته في مصنوعه الشهي.

 

بين الغابات تتخيل بدر شاكر السياب، شابا يافعا، يتلصص من بين اعواد الحلفاء، وشجيرات الرمان ليتمتع بمشهد "وفيقة"، وهي تطحن الحبوب، او تطش تمن الشتال، وتنظفه من الدنان، حالما بها اما، وحبيبه. يركبه جني الشعر، وتسوقه عفاريت الابداع "بلما" زورقا في "بويب" نهره المحبب يخترق جيكور خميلته التي كان يناغي بها حواري الشعر، ويناجي جنيات القوافي، ويغازل تدفق المياه في "نهر" العذارى. تراه ماسكا عصاه، وهو يرعى غنمه قرب مرعاه المحبب "جبل الراعي". صافنا حينا، وحينا اخر يمازح، او يشاكس الراعية هيلة، او يصغى ساهيا لعزف موهان الاعمى على الناي القصبي(المطبك). من بعيد ياتيك صوت سعدي يوسف وهو يسير بطريق بدر يجدد، ويطور، ويتخطى كل من سبقه. من مسافة اخرى ترى بدر مرة اخرى يمازح صديق عمره محمد علي اسماعيل، وهما يتجولان بين غابات النخيل مبعدين باصابعهم النحيلة عرائش الاعناب، وسعف الفسائل يسرعان لاستقبال صديقهما المشترك القادم من العشار: محمود البريكان. ويتهادى اليك عند الغروب صوت فرق الخشابة يايقاعها الراقص، والولدان المخلدون يرقصون على طريقة قصور العباسيين، والمماليك، وسلاطين بني عثمان . "ابو عتيگة" قارئ المقام الفطري بصوته العذب وهو يصرخ: "البين لملم جيوشة علي، تخسين يا دنيتي انت وگومچ علي". يرافقه اخوه ابو خميس، ربيع "ابو الفالول" لان اثار مرض الجدري غزت وجهه. كانا اشهر ثنائي بين فرق الخشابة واشهر فرقة خشابة في البصرة كلها: شدة حمدان. تنافسها شدة خليف(خلف) السعيد في ابو مغيرة. عالم شجي من الاغاني، والالحان، والطقوس، والمراسيم، والموسيقى، والمتعة، والاعراف، والقيم الانسانية البسيطة كالطبيعة.

 

اشجار النخيل العالية الباسقة لا تنافسها في شموخها الا اشجار اليوكالبتوس العملاقة وكانها مظلة طبيعية تحمي فسائل النخيل، والرمان، والمانجو، والعنب، والتين من حرارة الشمس اللاهبة. ورغم كثافة الزرع، والاغصان، وتشابك الفروع، والرطوبة الخانقة، وكانك في غابات الامزون الاستوائية تتسلل خيوط الشمس الذهبية لتسقط بقعا صفراء ساطعة وكانها دراهم ذهبية، وقعت هنا، وهناك من يدي قرصان هارب تكشف عن ظهيرة النهار. فتحس نعمة الخضرة، والاوراق، والاشجار، والظلال، وهي تحمي العشاق، والاحباب، والاطفال، والشعراء، وطالبي الانس في خمائل ذات نسيم عذب. هذا النسيج السحري بين اوراق الاشجار، وخيوط اشعة الشمس يصنع رداءا خلابا من السحر والوهم والخيال والسراب وكانك تعيش ملكوت السموات وتطير على اجنحة الملائكة. في الليالي، ونور الفانوس، او "اللوكس" في قارب عشاق، او صياد ليل، او مكتئب مستوحد تبهرك تلك الظفيرة الضوئية تمتد بين القارب، والجرف وكانها خط من النور ينغرس في جسد الماء المتحرك الرقراق المتلاعب كخد صبية جذلة. يغري طيور النورس ان تتطاير، والفاخت، والحمام يجفل عند كل حركة، وتسمع صفق الاجنحة الصغيرة وكانها ارتطام الحجر بالماء عندما يتسابق الصبيان نهارا بمن تدوم حجارته المسطحة مشيا على الماء. تسمع ضربات المجاديف على سطح الماء، وهمس، وحركات "القچقچية" وهم يهربون الشاي، والسكر الى ايران. صريرالزهيوي، ونقيق الضفادع متقافزة بين الماء واليابسة. يختلط مع نباح الكلاب، واصوات الناس، وصياح الديكة، وخوار الابقار، وطنين الزنابير، والنحل. وتتطاير وتقافز البازنينو، وفرس النبي، وملكة الليل، وغيرها من انواع الجراد التي تساعد في تخليص الاطفال من قرصات البعوض. البلابل الجميلة وتغريدها الرائع وهي فرحة بحريتها، اوهي تبكي اسرها في اقفاص من جريد النخل لتباع في اسواق القضاء، او العشار، او الزبير. حالها حال الببغاء "ألبيبي متو"الذي يظل طريقه من غابات الهند فيؤسر في جنائن ابي الخصيب. صوابيط العنب، والكروم، وشجيرات الرمان المتعدد الاسماء، والالوان، والانواع  يتفطر فرط حلاوته. عسل طبيعي محبب يسيل بين يديك وانت تفلع رمانة مائية. ما ان تلامسها حتى تسيل دموعها العسلية على اصابع يديك فتحس لزوجتها بين شفتيك وكأن رحيق الحياة يلامس لسانك. الليمون "نومي" او "لومي" حلو، وحامض، وحامض حلو، وابو الصرة. برتقال الماوردي، لم ار له مثيلا اينما سافرت وعنب الكشمشي(نسبة الى الكشمش) المتلاصق كتؤم سيامي، وكانه ينافس تمر القنطار في لزوجته وميوعته ودلعه. اعناب السلطاني، والبنگي، وديس العنز بطعمها الشهي وحلاوتها العجيبة، وصوابيطها السحرية ملهمة الشعراء، والمغنين. طرشي ام هشام الشهير، لايعرف سرجودته، وصنعته حتى ابناء بيتها.افضل هدية يمكن ان يحملها مسافر او زائر لاصحابه. تختفي ام هشام في سردابها البارد بعد ان تقفل الباب ورائها وتعود اليك حاملة كنزها في علبة او شيشة. بعد ان يتوسط لك طبعا احد ابنائها او احفادها. وهو ليس للبيع بعكس طرشي "الحجية مكاوي" التي تقف طوابيرالسيارات عند بيتها كل يوم جمعة قادمة من البصرة لشراء طرشي ابو الخصيب بنكهته الخاصة. اصوات الفزعة، والاطفائية تحاول اخماد الحرائق المتكررة في صرائف الفقراء، وبيوت الفلاحين، وخزين المزارعين، والاسواق العتيقة، والبيوت الاثرية. لعب الاطفال، وصراخهم، ومزاحهم، وشجارهم ونزاعهم الذي لا ينتهي رغم صيحات، ومنادات، الامهات من وراء الابواب نصف المفتوحة، والروازين، والشبابيك، وهن يحذرن من خضرة ام الليف، وشگاك البطون، والطنطل، والسعلوة، وطيرالحوم، والآفة، والحوتة، والعربيد، او التحرش بدرگة الزنابير . لكنهم يستمرون بالعابهم المسلية: الدوامات، والروة، والخرز، والچعاب، والگاري، والصگلة ولاگ. شقاوتهم، وعنادهم في ملاحقة حية المزراق التي ترفض الاستسلام فتنتحر بصدم راسها الضخم الصلب في جذع نخلة ما. او تجمعهم كالمتوحشين حول "رگة" سلحفاة ضالة لكسر "گحف" درع ظهرها بحجاره لايعرف مصدرها وسط هذه البساتين الخضراء. صراع الديكة، واللقاءات السرية للعشاق، والسياسيين يتبادلون رسائل الحب، او المناشيرالتحريضية. زغاريد النسوة، واهازيج الرجال، واغاني الصبيان، وتصفيق الشباب عند الافراح، والاعراس، والطهور، والمناسبات، وقراءة الذكر، واحياء المولود، وايام عاشوراء، وجلسات الصوفية، والعاب الدراويش. حيث تتحول الاحياء الى عائلة واحدة. عندها تتقدم ام فرج الگهوچي لعرض خدماتها في طبخ المقبلات الايرانية الشهية التي تجيدها ببراعة  كالقرابيج، والدملوج، والخشگة مقابل اجرة زهيدة.

 

مثل هذه البيئه لا بد ان تهب شعراءا، كبارا، وصغارا بالفصحى، والعامية: بدر شاكر السياب، سعدي يوسف، مصطفى عبدالله ، عبد الدايم الناصر، عدنان دكسن، وغيرهم العشرات. سحقتهم الغربة، والتهجير، والحروب، والقمع، واقتلاع النخيل، وتجريف البساتين وفرض السواتر الترابية، والمواقع الكونكريتية بين احضان الخضرة، والاعناب، والتمر، والبرتقال. سرقوا عذرية هذا الخصيب لسنوات طويلة، وتركوا نخيله مشنوقة تموت واقفه من الحزن، والالم، والبارود، والكيمياوي، والقصف الصاروخي. وكانها تبكي فراق ابنائها، او ان ابنائها لم يطيقوا رؤيتها مشنوقة فهاجروا فزعا وروعا. غابت الاجواء الشاعرية فغابوا معها. عبق اليوكالبتوس يمتزج بمهارة الطبيعة مع عطور الجوري، والياسمين، والرازقي، والقداح، وطلع النخيل، والجمار، والخلال المطبوخ، ورائحة الخبز الحار المنبعثة من تنانير الفلاحات. يضحكن لصخب الاطفال، ومطابتهم الملحة بالحناوة. بانتظار الازواج، والابناء، والاخوة العائدين بصيد شهي من الشانك، اوالحمري، او تمر البرحي محملين برائحة الياس، ولزوجة نبات السوس، و"مخاط الشيطان" يلتصق بدشاديشهم المغبرة. غابات من الفواكه لا مثيل لها في اي بستان عراقي اخر. ففي ابي الخصيب وحده تجد ثمرة الهمبة (المانجو) وفيه فقط تجد العنب الكشمشي، والبطيخ البري(البطوش) والتفاح البري الابيض، يذوب في الفم كانه شعر بنات. وبين احراشه يرقد الياس، والسندس، والجوري، وانواع الطيور المهاجرة، والاليفة كالبعيعي، والهليجي، والفاخت، والحمام، والدجاج، وديك الهند، ودجاح خيبر، وانواع البط، وحمام الورشان البري "الوحشي"  وكل انواع الزرازير، والعصافير، وهدهد سليمان، والزيطة المسحورة، وابو الزعر، رغم كل فزاعات الطيور المنتشرة في البساتين والحقول، ورغم دهاء، وتربص الواوية "بنات اوى". والبومة التي وجدت لها اعشاشا، وبيوتا في حيطان ام الصخر. الخيزران، والسيسبان، والبردي، واشكال، وانواع العدد، والادوات، والاواني، والاغراض، والاسرة، والكراسي، والارائك "التخوت" من سعف، النخيل، وجريده، وليفه، وجذوعه. جدل الصبيان، ورهانهم حول التسميات، وعنادهم، وما المقصود بالشيص، اوالخصاب، اوالسميسمي، او الخكري. ومتى يحوش صبري الاعمى الهمبوش ويقدمه هدية لاعز الاصدقاء او علية الناس. عن العلگه، وماء اللگاح في الجربة "القربة" وماء ورد، وسبع مايات. وفوائد البمبر اليابس المغلي مع حليب الهايشة" البقرة". متى ينقل التمر الى اليوخان(مستودع التمر) وما المقصود بغسالة اليواخين. ومن هو ياترى الابرع في فن الترويس ومراعاة المشارات بتوزيع الماء عدلا. ومن الاقدر والاقوى في نقل الماء بالدلو من النهر الى المنزح، والمشاريب.

 

الاطفال يغافلون اهلهم للسباحة في الشطوط، والشاخات، والانهر، والجداول، والسواقي، وبحيرات النواعير. لن يفهموا سبب قسوة الاهل، وخشونتهم، ومنعهم من السباحة حتى يبدأ المضمد سيد عباس بغرزالابر الرهيبه في فردات مؤخراتهم لوقف مرض البلهارزيا. ورغم العصي، والراجديات، والدفرات، والكفخات، و بعد انتهاء دورة الابر يعودون مرة اخرى  للسباحة خلسة. فقد تعودت اجسادهم الطرية على الخيزران، والحزام "السير"، وضربات الجريد، ولسع الجلد بالطراف (سعف النخيل) وحتى القايشات، والگصاميل . وصارت الابر وخزات بسيطة مقارنة بما يلاقوه يوميا من ملايين الحشرات المنتشرة في بساتينهم الجميلة، او قرصات ابو الزمير، وابو الجنيب، او دودة الزعيم، ناهيك عن الرفش "عضاض الخصاوي" وهو كابوس مرعب للكبار والصغار ممن ينزلون النهر. وشاركت المدارس في خطب اصطفاف الخميس في تحذير الصغار من السباحة في الانهر والشطوط. كان مدير مدرسة المحمودية في العهد الملكي الاستاذ صالح عمر يضع ختم المدرسة على اذرع التلاميذ للتاكد في اليوم الثاني من عدم خرق حصار السباحة في مياه البساتين الموبوءة بالبلهارزيا. لكن مسيرات النمل، وقوافلها العجيبة، وعنادها بعد كل خباثة من طفل عابث علمهم معاودة الشقاوة كل مرة. احد الاطباء اليهود كان يسكن هناك قرب نهر مهيجران، وكان لديه جهاز تقطير يقدم لزبائنه وجيرانه ويحثهم على شرب الماء المقطر فكان جيرانه وزبائنه لا يصابون بالبلهارزيا اذا التزموا بتوجيهاته فاشتهر صيته. حتى ظن الناس البعيدون ان النهر مبارك فصاروا يأموه، ويشربون منه، ويحملون منه المياه. وسمي نهر اليهودي حتى يومنا هذا. مثلما كان الناس من كل انحاء القضاء، والبصرة ياتون لزيارة "السادة" من بني هاشم مثل سادة الگرية، والاساطير التي تروى عن العربيد الذي يسكن في البئر الذي يتوسط الحوش. وبيت المير، وقد اختصوا بمرضى العيون وكان يقدمون للبسطاء ماءا مقطرا للعيون. وغيرهم من البيوت الهاشمية(السادة) يقصدهم الناس للتذرع، والتشفي.

 

ومثلما اشتهرت بالشعراء، والكتاب، والعلماء، والسياسيين، والاساطير ، وحكايات الجن والطنطل. نبغ من هذه البيئة العذرية الكثير من الفنانين، والرسامين، والخطاطين ولعل اشهرهم عبدالوهاب الشريدة الذي كان يجيد خطي النسخ والثلث، بشكل عجيب فكان الناس يقصدونه من كل انحاء القضاء لكتابة عرائضهم للدوائر الرسمية. واغلب الطلبات تجاب تقديرا، واعجابا بخط العريضة وليس لعدالة، او صحة طلب صاحب العريضة. و ليس صدفة ان احد اشهر رسامي القضاء منقذ الشريدة هو احد ابناء ذاك الخطاط العبقري الى جانب فنانين اخرين مثل مجيد اسماعيل، وفؤاد الگبان، وشاكر بدر وغيرهم. ومثلما كان للموسيقى الشعبية من حظوة برز من ابناء القضاء ملحنين، وموسيقيين، ومسرحيين ولعل اشهرهم ياسين صالح عبود صاحب المكتبة الموسيقية الغنية الذي قدم اوبريتات عن السياب و"ابو النفط" بالتعاون مع صديقه رسام الديكور مجيد اسماعيل عرضها  تلفزيون البصرة في حينها. انهر، وشريعات، ومسنايات تتذكر همس العشاق، ولغط نساء القرية، وهن يمضغن الحندگوک، ويغسلن الملابس، او ينقعن زنابيل تمن الشتال ليطوف الدنان مع الماء الجاري. يحلمن بزيارة ايران لشراء الحنة، والشذر الصاغ. ويتباهين بقدرتهن على معرفة الشذر، والعسل الاصليان. الصبيان، والرجال وهم يرمون الشص، والبلد، والشبكة (السلية)  لصيد السمك في انهر بريم، وبويب، وسلمان، ونهر جاسم، ونهر الحد، ونهر الدعيجي، ونهرالكنجي، ونهر بكران. والنهر الخالد شط العرب، شط الروايات، والحكايات، والقصص، والاساطير، والاغاني، والاشعار، والرحلات، والسفرات، وبساتين الصدور. تنتشر على جوانبه الچراديق (مكابس التمر)، والموانئ الصغيرة الخاصة لتصدير التمور، او شحنها الى العشار، والهند، ودول الخليج في سفن خاصة، واسماء مميزة مثل سمبوك، والبغلة، والمهيلة، والبوم، والشوعي، والجنب، واللنج، وغيرها. تدفع بالمردي الى المياه العميقة ثم يسحبها ابو گرون (التك) الى منتصف النهر لتواصل الى مقصدها. قصص الكهول، وحكاياتهم عن يخت"دردبيس" الشيخ خزعل ِشيخ المحمرة مع طباخه الهندي متجها الى زيارة صديقه الشيخ مطلك السعدون يمخض عباب النهر. بقايا الزنج في مستعمرتهم، وعشهم الجميل "جبل نوبان" حيث المراسيم، والطقوس الافريقية القديمة. والى هناك ياتي الناس بابنائهم، وبناتهم الذين بهم "مس من الجنون"، فيتولى "ربيع" تدهين المريض/ المريضة. بعدها رقصة الزيران، والطناگير وخروج الجني من راس المريض/ المريضة. حسب معتقدات الناس البسطاء في ذلك الوقت. لم يكونوا قد سمعوا بعد بالامراض النفسية، والعصبية، الى ان خطف الدكتور فاضل زيا في العشار اغلب زبائن السحرة، والمشعوذين، والنوابة، والسادة المزيفين. الذين كانوا يبصقون في الماء ليشرب منه المريض ولم يكن نادرا ان يكون السيد، او العلوية مصابا بالسل فينتقل المرض الى المسكين طالب الشفاء "راد يكحلهه عماها". وازدحم الزنوج في مدن اخرى: ابو مغيرة، والعميرية، والسبيليات، وغيرها. ابو الخصيب يبقى خصبا بكرم، وبساطة، وعلو اخلاق اهله، ونقائهم الريفي، وتسامحهم فبين السواقي، والشرايع، والبساتين، وتلاقح اشجار النخيل، والفاكهة، وتطاعمها تزاوج الناس، وعاشوا بالفة عبر الاديان، والمعتقدات، والمذاهب، والقوميات، والوان البشرة، والمركز الاجتماعي. وبفضل هذا التنوع الجميل انتشرت انواع الخرافات، والحكايات، والاساطير، والقصص وانطلق الخيال الخصيب الى الطرائف، والغرائب من الاشخاص، والاحداث يمضون بها وقتهم، ويتسلون بها على عذاباتهم، وهمومهم اليومية، وهم يتحدثون عن محمد بهلوان، وقصص مصارعاته وملاكماته في مشارق الارض ومغاربها التي فاز بها جميعا بفضل خرزة سحرية يمتلكها. الحلاق محمد حبيب "طبيب الاسنان" غير المرخص، وهو يقلع اسنان الفقراء بالچلابتين والخنچيره. عدته البدائية التي يخفيها بعناية كلما داهمته الشرطة بعد الاخباريات الكثيرة ضده. واخوه ابو سودي المشهور بزيان الطاسة. بابا خلف، وزوجته ام كلثوم حارس السوق الذي يفتح المحلات في الليل للقچقچية. ملا فيروز الذي ظن انه من الوليين، وبقدرته الطيران فوقع على قارعة الطريق وانكسرت رقبته. تمهيد باشا بائع البقليات، والجكليت الشهير، وشميرة الدلالة وقد نظم عنهما الزجال محمد الشاعر افضح، واشهر زجله.  خلف الريحان يتسلق اطول نخلة، بسرعة عجيبة، ويلگح اضخم النخيل دون الحاجة للاستدارة لطول يديه (يشوكها). واختلف الناس في وزن "الرك" الذي يحمله على ظهره بحيث تميل القنطرة التي يعبر عيلها، وتنحني وهو صامد. وعندما يستريح "يدهن زردومه" بجرعة من الخمر يرتشفها من قدحه الذي صنعه من غلاف ثمرة جوز الهند. مهدي ابو السينالكو، مهدي خبالو يفاجاك من الخلف وهو ينقر على كتفك وعندما تلتفت يرعبك بمنظره الرث، ولحيته الكثة المغبرة، والتصاقه بجسدك، وهو يستجدي: عشرة، عشرة، عشر فلوس!

 

اسواق ابي الخصيب، وطابعها الخاص، والمسقفة في الاغلب، تنتشر الشناشيل على جانبيها  وغالبا ما يكون السوق قرب ساقية، او نهر، او شريعة حيث تنقل السفن الطحين، والسكر، والحبوب وما عداها من بضائع الى السوق مباشرة. او تنقل القصب، والسعف، والحصران، والبواري، والحلفاء، والبردي، والحشيش، والبرسيم"الجت"، وخصاف التمر( الحلانه او الرطيلة حسب لهجة ابو الخصيب). وفي باب سليمان غالبا ما يختم البحارة وجبة عملهم الطويلة المرهقة برقصات، واغاني تراثية، واهازيج عمل خاصة بالبحاره (نهمة). يجلسون بعدها للاستراحة، وتبادل الحديث، واستعادة حوادث السفرة، واهوالها، وقصصها بشئ من المبالغة العذبة، وهم يتناولون القرابيج المغموسة بالماء البارد، ويستحمدون الله علىسلامتهم. تدخل السوق القديم فيصادفك عبدالوهاب ابو گنيدو، يتبختر بكرشه، يحمل مروحة المانية يدوية "بنكة" تعمل بالبطارية، وعلى راسه منديله المميز. يتعمد المرور بمنتصف السوق  يتباهى بسذاجة الطفل بلعبته الجديده. ويذهب ليجلس في شرفة بيته المطلة على السوق، والشريعة. بائع الحلاوة ابو خرواشة، وقهوة زهير، والجرخچي "ميشكو": مصلح الاواني، والصحون، واباريق الشاي الفرفوري. الحدادين، والتنكچية، والخياطين، والصاغة، والبزازين، والعطارين الذين يستعين باعشابهم البرية، وعقاقيرهم الشعبية حتى الاطباء اذا تعذرت حيلة دواء الصيدلية. باعة الحلويات، والمعجنات، والشاي، والبقليات، والتتن. المتسول "ملقن" يتسول في النهار ويشتري بالصدقات خمرا يسكر به الليل كله ويغني المقامات، كما يشتهي، في خلوته في منطقة الجبل.  المطيرچية، وفريضتهم المشهور ناجي ابو البايسكلات. تلك الوجوه تشكل ملامح لوحة السوق القديم الاثير لدى ابناء القضاء. الاسواق تضم كل قوميات، واديان، وطوائف البصرة اذا لم نقل العراق فالهندي، والفارسي، والتركماني، والبلوشي، والعربي، والكردي، واليهودي، والصابئي، والنصراني، المسلم، الشيعي، والسني. ولا احد يهتم لذلك فهم ابناء منطقة واحدة وسوق واحد حيث تجد بهارات الهند، وحرير، وفرفوري الصين. راديوات فيليبس الهولندية، ومكائن خياطة سنجر الانجليزية. مخبز الحاج حمودي وخبز الاعاشة، والتجاري، والتفتوني للمناسبات، والميسورين. ملا منصور ابو الحلويات لايكتفي باغراء الاطفال بما لذ وطاب بل يقوم بترويج صناعته الاخرى في العوذ، والاحجية، والحجاب، والرقي، "البازبند" علها تشفي المرضى. ينافسه الصائغ عبد الشيخ في اعمال السحر، والشعوذه وكشف المكتوم، واستشراف المستقبل. ابو لويس الارمني بائع الخمر"ابو العرگ" یرتهن العگال ممن لیس معه سعر الربعيه. بعد وفاته عثر ابنه على گونية مليئة بالعگل للعرگچية الذين لم يسددوا دينهم.

 

 شناشيل بيت الهارون رمز ابي الخصيب، ومعلمها الاشهر.المعلم الرسام عبدالله عبد الودود المشهور برسم الصور الشخصية "البورتريت" واشهر رسوماته صورة لعبدالكريم قاسم ظلت توضع طيلة سنوات الثورة في المناسبات قرب محل الحلاق عبدالله يحج اليها المحتفلون بالمناسبات الوطنية ويؤدي لها الاطفال، والمارين من العسكر التحية بشكل عفوي. منطقة ال ابراهيم العجيبة التي تنتصب بناياتها على نسق مستقيم رغم ما يشاع، من ان الذي بناها اسطى كفيف يدعى داود الاعمى. هناك تنتصب ايضا مدرسة المحمودية، وبناية المحكمة، ومركز القضاء "القائمقامية"  ودائرة البريد، ومركز الشرطة، ونادي ابو الخصيب، وبعضها منذ العهد العثماني. بيوت الاطباء، والموظفين الكبار الذين يعينون للعمل في القضاء. مكتبة القضاء وحديقتها المميزة حيث تضم حلقات النقاش، وتبادل الاخبار، وقراءة الشعر. الجوامع القديمة، واشهرها جامع ابو خفيف، وجامع الصافي. والتباهي بان المصلح الديني جمال الدين الافغاني زار القضاء في طريقه الى ايران، واستضافه السيد ابراهيم الرديني في ديوانيته الشهيرة . دخان "الدوغة" معمل الطابوق، والحبوب، والحبانات، والشرابي، والمدانات (انية، وجرار، وقوارير الماء الفخارية)، والبساتيگ والطابوق بانواعه. معامل بدائية الف الناس دخانها، واستخدموا منتجاتها.

 

 

جسر ابو فلوس، وباب سليمان، وبساتين حنا الشيخ، ومدرسة القنطرة. ومعمل الثلج لصاحبه عبدالحسين باقر، الوكيل العام لاستيراد الفرفوري من الصين. گهاوي حميد، وفرج، وزهير، ومونس. وحسين الرعيد، وجبار الرعيد. مقاهي تزخر بالرواد، واحاديث السياسة، والادب، والطرائف، والنوادر، وتبادل الاخبار، ونصب المقالب. وغالبا ما تجد اسماعيل مجيد كاتب العرائض المعمر مكوما في احد تخوت المقاهي، وهو يحدث  الشباب عن اقدم البنايات، والسيارات، والبيوت. يتذكر تنكر"صهريج" الماء وسائقه الشهير "شويع" وهو ينقل المياه العذبة الى بيوت القرى المتناثرة وسط غابات النخيل. واشهرالمقاهي قهوة محيبس رغم غلقها، وربما هي اول مقهى في ابو الخصيب تحولت  بنايتها الى مصرف الرافدين. تقابل بشموخ "تانكي الماي" العتيق، و"سرة" ابو الخصيب الشهير حيث تقف قوافل الباصات الخشبية. واول راديو يدخل القضاء يجتمع الناس حوله مستمعين للاذاعات العالمية، والمعلق يونس بحري، العراقي المؤيد للنازية. اجتماع العوائل في امسيات الخريف والشتاء عند مواقد الكرب، والشلاخ، يرتشفون الشاي الساخن، المهيل، والاستماع الى حكايات المسنين، وقصص ايام زمان، وعنترة بن شداد، والزير سالم، وايام الفيضان الرهيبة وتشرد الفقراء. قصص السلاطين، وغزوات الجراد الذي ياكل الاخضر واليابس في طريقه ثم ياكله الفقراء انتقاما واضطرارا. تذكر سنة الحالوب، ويوم امطرت الدنيا عگروك "ضفادع" . تبادل النوادر، والنكات، والطرائف، وماحصل للبعض من مقالب الخبثاء. في ليالي الصيف الرطبة غالبا ما يتم اللقاء، او الاجتماع  "الگعدة" في البكشة الملاصقة للبيوت وعلى ضوء السراج، واللمبة، او البطل، ابو فتيلة، وصوت البريمز يهدر حيث تجهد النساء لتعد عشاءا مناسبا، أوتفاجا الضيوف بحلاوة المدگوگة، اوالشعثة الدسمة،او الرارينجينة الاثيرة من تمر القنطارالشهي. بعد تعتومة العصريات من الخبز الحار، والجبن والنعناع، او تمر ورهش.

 

 في بعض المناطق الحدودية، كان الناس يتسوقون من الجانب الايراني بوضع النقود في زنبيل، او گفة خاصة، او طشت  يدفعها المشتري العراقي الى الجانب الاخر فتعود مدفوعة من البائع في الجانب الايراني محملة بما لذ وطاب من "الميوة"، والحاجات الاخرى حسب الفصول، والبائع، وتبادل ادوار البيع والشراء على جانبي النهر. اسطوانات الموسيقى، والاغاني الهندية، بسكت كرم، و بسكت اجيل، شربت الو بالو، عصير جوز الهند، و شربت البيذيان، وهو عصارة اللوز الذي ذكره الشاعر مظفر النواب في احدى قصائده الفصحى. مدن وجزر ارتبطت باسم ابي الخصيب، والتعايش الجميل بين البشر: كوت الزين، ام الخصاصيف، الشمشومية، ام الرصاص المقابله لنهر الكارون الايراني، المخراج، المطوعة،ام اليبابي، مقام سيد صالح، الطويلة، الدعيجي، وغيرها من مناطق الحدار، والكثير من درر، وجنات الطبيعة الرائعة.

 

ترى هل بقيت الاشجار، والنخيل، والانهار، والاسواق القديمة، والبيوت الاثرية، والبساتين الجميلة، والنواعير في بساتين اللگطة، وكوت الرعيد، والسقائف، وماكنات السقي. الطيور، والاسماك، والمكايد، والكبرات، على حالها ام ان تلك الجنة الارضية بكل ما فيها من اناس طيبين، وعلاقات نزيهة، وكرم فطري، وبساطة عذرية، وروائح زكية قد سقطت ضحية الزمن، والتغيير والحروب، والنزاعات، والافات الجديدة التي لم نسمع عنها ابدا؟ هل نعود لنصادف ذلك الصفاء، والعذرية، والالفة، والمودة التي كان يستقبلنا بها اصحاب البساتين رغم غربتنا ورغم ازدحام بساتينهم بالشتلات، واحراش الرمان، واحواض السمك الملونة، وصوابيط العنب، والنبك البمباوي، والتفاحي، والبمبر، والهمبة مصادر رزقهم الذي يتقاسموه مع كل عابر سبيل؟؟؟

 

ملاحظة لابد منها: ابو الخصيب عالم كامل من السحر، والحكايات، والانغام، والشعر، والموسيقى، والزرع، والقيم، والتقاليد، والتراث، والابداع، والرسم، والخير لايمكن ان يفيه حقه من زاره مرة او مرتين. لكن تصفح كتاب صديقي محمود بدرعطية "ابو الخصيب، وجوه في السوق القديم" واحاديث خاصة جمعتني به فاستعنت بذاكرته ومعلوماته الغنية التي وصفها الاستاذ فرات المحسن في مقدمته للكتاب: (ذاك خزينه المستطاب ابدا... يحتفظ به بين دفتي صدره ليستله بثمالة المحب...) فشكرا لمحمود الذي كان معي حكواتي رائع، لقصص، واسماء، واحداث، ومواقع، وطرائف لاتنتهي. وشكرا لفرات الذي انقذني من حيرة الامتنان لمحمود. وكم اتمنى مثل الشاعر جاسم الولائي ان يتم توثيق احاديث كتابه "لتصبح اضافة رائعة للارث الثقافي". ولعله جهد مستقبلي يجمعنا معا لتوثيق القضاء الخصيب بكل شئ.

 

شكرا وعذرا للاسماء، والاماكن، والشخوص، التي لم تذكر، فحديثي رغبة في التمسك بالماضي الجميل وهل يمكن انصاف منصف.

 

رزاق عبود

244
تجار المواكب الحسينية ودماء الشيعة المهدورة


لايضيع تجار الطائفية فرصة ما،لاثارة النعرات، والفتن الطائفية، من اجل تقسيم وتشتيت ابناء الوطن الواحد والدين الواحد. وهذا امر بات معروفا ومدانا. لكن الاستهتار بارواح، وحياة، ومشاعرالناس، ودمائهم امر وصل حد السادية الوحشية. مراسيم وطقوس متخلفة لا تمت للتقاليد والاعراف، والدين بصلة، بل هي محرمة اصلا كضرب الزنجيل، والقامات"التطبير" ولطم الصدور، وكفخ الهامات. وكل هذا يجري امام الاطفال الصغار الذين ينشأون ومنظر الدم يرافقهم في كل مناسبة. بل يجبروهم على ممارسة هذه المراسيم الهمجية، دون الاكتراث لمشاعرهم، واعمارهم، ومستقبلهم. ناهيك عن ميثاق حقوق الطفل العالمي الذي وافق عليه العراق وثبته الدستور. يمارسون طقوسهم الدموية نصف عراة امام النساء "الحريم" اللاتي يطالبوهن بالحشمة. ورغم الجو الحار والظرف الامني السئ، ورغم الحالة المعيشية الصعبة لملايين العراقيين فانهم يجبرونهم باشكال مختلفة على المساهمة بهذه الشعائر البدائية. وكأن الحروب، والدماء، والسجون، والمقابر الجماعية، والمطاردات، والاعدامات، والتصفيات،التي عانى منها شعبنا ليست كافية حتى نضيف لها ماسي تاريخية مر عليها اكثر من الف عام. والقصد منها فتح الجروح واثارة العدوات. فلم يشهد العراق، ولم يمارس الشيعة في العراق هذه الامور قبل التشييع الصفوي. وكانه لايكفي ان يموت الحسين، بل يجب ان يموت كل شيعة اهل بيته حتى يرتاح تجار الطائفية والشيعة الصفوية. فرغم التفجيرات، والمفخخات، وقذائف الهاونات، ورغم ماساة جسر الكاظمية، وماسي عديدة كثيرة منها تفجير موكب السيد محمد باقر الحكيم وغيرها من الجرائم. فان هؤلاء المهووسون بمنظرالدم، والعذاب، والدمع، والقتل، والسواد ظلوا يسيرون المواكب المليونية دون الاكتراث للوضع الذي يمر به البلد، او حياة الناس التي تتعرض للخطر كل مرة. فالاهم بالنسبة لهم استخدام هذه الحشود لاظهار قوتهم. مستغلين ايمان الناس البسطاء وحبهم لآل علي. كما فعلوا دائما وهم يقبضون ملايين الدولارات من المواكب، والشعائر، وقراءة المقتل، وغيرها. كما فعلوا، ويفعلون وهم يسرقون من الناس البسطاء نذور الاضرحة المقدسة. وانتزاع الخمس والصدقات من افقر الفقراء. وكل هذا يهون امام الالوف التي تموت كل مرة بسبب هذه الزيارات، التي تكلف حمايتها ملايين الدولارات، واشغال الاجهزة الامنية، والعسكرية عن اداء واجبها. الامر الذي يستغله الارهابيون كل مرة. حيث ينشغل القسم الاعظم من قوات الامن في حماية المواكب فيستغل القتلة هذا الفراغ للتحرك. كما حصل في مذبحة الحلة اليوم. الم يكن ممكنا تاجيل الزيارة الاربعينية، ولو للمساعدة في انجاح خطة امن بغداد؟ الا يمكن الاستفادة من الاموال والجهود المبذولة وتوجيهها لدعم الخطة الامنية ومحاربة الارهابيين؟ حتى الحجيج الى بيت الله توقف في بعض السنوات لاسباب فرضتها ظروف تاريخية معينة. فلماذا لا تتوقف هذه الانتحارت الجماعية بعض الوقت؟ ولكن المنتفع لا يفكر بمصلحة البلد، وارواح الناس. فتجار السيارات، والاقمشة، واصحاب المطاعم، والفنادق، والمواد الغذائية، وتجار اللحوم والمواشي، وغيرهم الكثير يتمنون لو يقتل الحسين كل يوم لكي يبيعوا بضاعتهم ويستفيدوا من دماء الاخرين لتشغيل ماكنة تجارتهم. اما السياسيين المنظمين، والمشجعين لحمامات الدم هذه من وراء الكواليس فلايضيعون فرصة، كما قلنا، لتحشيد الناس، واستخدامهم كدروع بشرية لمصلحة سياساتهم الحزبية الضيقة التي ليس لها علاقة بالدين ولا بالحسين. فان كان الحسين شهيدا، فالشهيد يفتخر به ولا يلطم عليه. وان كان الحسين اماما فالامام يقتدى به ولا يبكى عليه. وقد اوصى الحسين نفسه بعدم البكاء وضرب الخدود، وشق الجيوب كما يقول قراء المقتل انفسهم. الذين يفعلون عكس ما اوصى به الحسين. والا فكيف يعيشون دون استدرار الدموع. ان هؤلاء القراء، والائمة، والشيوخ، والسادة المزيفين، والقادة السياسيين، والزعماء الطائفيين الذين يدفعون الناس للموت مثلهم يشبه الكبش الذي قاد ابناء جلدته الى الموت: "حيث تنادت الخراف يوما للنظر في شانها مع الانسان، وفي امر التحرر من نيره وعبوديته. وكان بين هذه الخراف كبش كبير يتوقد حماسا. فبهر هذا رفاقه بحماسته وكبر جسمه واقنعهم بان الحرية تؤخذ اخذا ولا تعطى بسهولة ويسر، وان لا سبيل اليها الا بانتزاعها بالقوة، وسرعان ما اتخذه الخراف قائدا لهم ورئيسا عليهم، ومشوا ورائه. وسار الكبش امام القطيع حتى بلغ بناية كبيرة مضرجة جدرانها بالدماء وقال: هذا بيت الحرية وهذا بابها، افتحوا الباب ولا ترتدوا عنه، وان سالت دماؤكم انهارا. فما كان من الخراف الا ان امتثلوا لامر الزعيم ونطحوا الباب الكبير فتكسرت قرونهم وسالت دماؤهم، ولكنهم ما برحوا يضربون الباب بقوة حتى تحطم وانفتح فدخلت الخراف المبنى واذا بها في المسلخ. واما الزعيم الكبير فكان قد ولى الادبار". كما فعل الاكباش الكبار بعد خان النص عام 1977 وكما فعلوا اليوم بعد التهديدات الامريكية. اما اولاد الخايبة من فقراء، وبسطاء الشيعة فهم بنظر زعماء الطوائف خرافا تستحق الذبح لحساب مصالح الاكباش الكبيرة. ولكن جماهير الشيعة ليست خرافا كما يظن الصفويون وقد تفتحت عيون الكثير منهم وستتفتح عيون اكثر وسيمسكون بالاكباش الهاربة ويلقونها الى المسالخ. واليكم قصة صديقي الشيعي المؤمن الذي عاش كل عمره وهو يصلي، ويصوم، ويتعبد، ويحج، ويزور. لكن في اخر اتصال تلفوني به كان يشتم زعماء طائفته. فسالته عن السبب فقال: اجيبك بما اجبت السيد الذي سالني عن سبب انقطاعي عن الجامع. فاستبد بي الفضول: وماذا كان جوابك. فرد، قلت له: مولانه كنت، سابقا، احضنك فاشم فيك رائحة اهل البيت، ام الان فاشم رائحة نفط. والحليم تكفيه الاشارة.

 

الان عرفت لماذا كان ابي يرفض الصلاة وراء امام، او سيد وهو يردد: "العلام نصفهم ظلام".

 

6/3/2007[/b][/font][/size]

245
ماذا يفعل عداي الحكيم في ايران والحدود مسدودة


تناقلت وكالات الانباء وبنوع من الشماته، والتهويل، والسخرية نبأ اعتقال امير النجف غير المتوج عمار الحكيم بعد عودته من ايران عبر الكوت(معبر زرباطية). وقد اعلن عن خروج مظاهرات! وارسال برقيات احتجاج على اعتقاله! عجيب! هل هو العراقي الوحيد الذي تعتقله وتهينه، وتبهذله قوات الاحتلال؟ الم تحتل البلد كله، واذلت اهله بمساعدة ومباركة حزب والده؟ ثم الم يقل السيد نوري المالكي انه ليس هناك احد معفي من اجراءات الخطة الامنية؟ والخطة الامنية منعت النوافذ المظللة للسيارات. واغلقت الحدود مع ايران وسوريا لانها معابر الارهابيين وقتلة العراقيين.
فماذا كان يفعل السيد ياترى هناك؟ وكيف خرج ودخل من الحدود؟ ولماذا يستقل سيارة مظللة؟ خايف من الشمس لو صاير محجب؟ وهل ذهب ليخبرهم باسرار الخطة الامنية؟ ام لاستلام رواتب ميليشيات بدر، وجواسيس "اطلاعات" في النجف؟ ام ربما لاستلام مبالغ النفط الذي تهربه عصاباته الى بلد الوالدة ايران؟ او عقد صفقات جديدة، اواستلام اثمان صفقات قديمة مع الجارة "العزيزة" الجمهورية الاسلامية؟ ان السيد ليس له صفة سياسية. "خلك مسعول" مؤسسة شهيد المحراب.
(لاحظ ان لفظة مؤسسة تطلق على دوائرالدولة فقط) ! فهل يحتاج مسؤول منظمة "مدنية" الى كل هذه السيارات، والحمايات، والماطورات، والرشاشات، والمسدسات، والدنانير، والدولارات؟ ام ان هذه اساليب مافيات النفط الجديدة في العراق؟ ثم من اين جاءت هذه الالوف(اكيد ملايين) من الدولارات، والملايين(اكيد مليارات) من الدينارات؟ ولماذا يكدس السيد هذه الملايين، وهو يعيش بين ملايين الفقراء، والمعدمين، واليتامى، والمشردين، والمهجرين، ويشرف على عشرات الجمعيات "الخيرية" في كل العراق؟
لماذا يترك كل هؤلاء بلا مأوى ولا طعام في حين يركب هو وابيه السيارات الفخمة، ويستخدمون الحراسات الضخمة؟ لماذا لا يقتدي "بجده" علي بن ابي طالب الذي كان يرقع نعاله بيده، او مثل الحسن بن علي الذي كان يطوف على بيوت الناس ليلا موزعا الصدقات، والحسنات على الفقراء، والمحتاجين وهو ملثم الوجه؟
لقد احتل ودمر اكثر من جامع اسلامي، ومدرسة، واهين اكثرمن مرجع ديني فلماذا لم يعترض الحكيم؟ ولماذا لم يحتج السيد النائب عادل عبد المهدي؟ ولماذا لم يغضب فخامة الرئيس جلال الطالباني؟ ولماذا لم تخرج المظاهرات، وترسل برقيات الاحتجاج؟ هل بقية العراقيين اقل اهمية، واقل قدرا وقيمة من المدلل عداي الحكيم؟
السيد مقتدى الصدر اختفى منذ ايام "خطية" ولا احد يسال عليه، ولا تسير مظاهرات لصالحه، ولا ترسل برقيات احتجاج على اختفاءه، ولم يزعل لا عادل، ولا جلال؟ يجوز راح يجيب المهدي و يجي! مو هذا هم سماحة السيد، وهم ابن رسول الله ، وهم من اتباع اهل البيت، عفوا سلالة اهل البيت! ولماذا يعتذر زلماي خليل زاده على مثل هذا "الخطا" ولم يعتذر لمقتدى الصدر او غيره، او قصف النجف، او الثورة، او الفلوجة، او اغتصاب الفتيات العراقيات من قبل جنود الاحتلال وكثير من جرائم المحتلين؟
التفسير الوحيد هو ان عمار الحكيم مثل جلال الطالباني وغيره مجرد مراسلين عند السيد السفير حفظه الله. اكيد دازه يجييب خبر، لو يودي خبر الى العمام في ايران من العمام في واشنطن! ولكن هذا عراق العجائب. فعمار الذي اقتصر "نضاله" على العزائم الحسينية، والمآكل العاشورية. اراد ان يبدو مناضلا ضد الاحتلال الذي يطالب ببقائه! وبين كيف قاوم بتسليم يديه الى كلبچات الجنود الامريكان، وسارع الى جده العباس يشتكى له عليهم ويطالبه باخذ حوبته! وكشف عن ضعفه في العربية والسياسة والدين والحساب. واعاد لنا ذكرى المظاهرات، والاحتجاجات، والتوسلات التي ارسلت الى المقبور صدام حسين لكي يعفوا عن المقبورعدي صدام حسين الذي قتل خطأ گواد الريس. التاريخ يعيد نفسه اما بشكل ماساة او بشكل مهزلة وفي العراق يعيد التاريخ نفسه على شكل مأساة هزلية.

 

24/2/2007[/b][/font][/size]

246
يا المهدي شجابك للزرگة؟؟؟!!!

 

كشفت زلة لسان الدكتور علي الدباغ  وروايته عن مجزرة الزرگه في ظهر الكوفة. سخف خرافة ظهور المهدي المنتظر. وذكر: انها ليست من ابتداع العراقيين فقط. وان مهدي الزرگة ليس اول مهدي يظهر اويدعي الوكالة، ولن يكون اخرهم. وتبين ان قصة المهدي، مثل قميص عثمان تاجر به العرب طويلا. ومثل قضية فلسطين التي يزايد بها الحكام العرب منذ اكثر من نصف قرن. الفرق ان عثمان قتل بيد اهله الذين طالبوا، ويطالبون بدمه. وفلسطين ضيعها من يدعي العمل لتحريرها. واليوم يقتل "المهدي" في نفس البقاع التي قتل فيها "جده" الحسين. وبنفس الطريقة الهمجية. الفرق ان اتباع اهل البيت "شيعته" تخلوا حينها عن الحسين، وتنكروا له. فاستشهد وحيدا مع صحبه، وعائلته، وناصره الصابئة، والنصارى. واليوم يقتله اتباع اهل البيت انفسهم بايديهم بالتعاون مع جيش يزيد القادم من عبر المحيط. هذا امرا صار معروفا. ولكن ما لم يفهمه الناس: كيف يختار المهدي وكيلا "بعثيا" حسب رواية الدباغ، او "دمبكچي" حسب رواية اخرين؟ او من "القاعدة" حسب رواية محافظ النجف، او "عصابچي" حسب رواية نائب المحافظ؟ وكيف وفي "دولة القانون والدستور" يذبح الف شخص بلا محاكمة، ولا محاسبة، ولا يعرف الناس ما الفعل الذي اقترفوه؟ فالشبهة لا تبرر القتل لا في شرع الدين، ولا الاخلاق، ولا القانون. واذا كانوا "موضع مراقبة منذ سنتين" فلماذا لم يلق القبض عليهم مسبقا، ولماذا لم يسمع بهم الناس سابقا؟ وهل يمكن ان يكون الاطفال القادمين من ارياف الحلة ارهابيين تقصفهم طائرات امريكية وتجهز عليهم قوات "النشامة" العراقية؟ وهل اصبحت المواكب الحسينية حكرا على احزاب الحكومة ويقتل ما عداها؟ والادهى كيف يستعين "المراجع العظام" با "لكفرة" لحمايتهم من "وكيل المهدي" الذي جاء يخلص الناس من "العلماء الفاسدين"، ويمهد لقدوم المهدي على طائرة الخطوط الجوية الهاشمية باعتباره من بني هاشم؟ ام ان المراجع الشيعية والحكام الشيعة صاروا يمتثلون بامر بن لادن الذي اجاز قتل الابرياء لتنفيذ عملياته الاجرامية؟ هل يعقل ان جيشا مسلحا ومدربا "قوات خاصة سماوية" لا تستطيع ان تدافع عن نفسها ولو لدقائق؟ ولا تستطيع ان تقتل ولو مهاجم واحد رغم انهم "جند السماء" والمهاجمين جنود المالكي وبوش؟ لعل هذه الحادثة والجرائم التي سبقتها في بغداد وغيرها في التطهير العرقي، والديني، والطائفي تبين مدى خطورة الخرافات، والسخافات، والترهات، التي يريد ان يحكمنا بها هؤلاء القادمون من كهوف العصر الحجري. الى أي مدى يواصل هؤلاء القتلة التشبه بصدام وهتلر وموسوليني وعصابات الصهيونية في دير ياسين لارعاب الناس؟ واي مصير ينتظر من بقي في العراق ،و يرفض هذه الجرائم الهمجية باسم الدين؟ حتى الصهاينة والامريكان ياسفون في بياناتهم الرسمية، ولو كذبا، عن سقوط ضحايا مدنية، او اطفال، او نساء، او شيوخ. اما الحكومة العراقية وممثليها، ومحافظة النجف وحاكميها والمرجعيات"الحكيمة" التي استغاثت بالكافر فلم يبد منها ولو اشارة ندم على هذه المذابح والمجازر التي يخجل منها حتى القتلة الساديين! اذا كانت خرافة المهدي وظهوره المتوقع دحضت من اتباع اهل البيت انفسهم( احيلكم الى كتابات الباحث الشيعي وخريج الحوزة العلمية في النجف الاستاذ احمد الكاتب). فان تسلكات وتصرفات وجرائم قادة الاحزاب الاسلامية في العراق اثبتت انهم بلا قيم، ولا اخلاق، ولا وازع ضمير وانهم مستعدين مثل عيدي امين، وبول بوت، على بناء عروشهم من جماجم ضحاياهم. لقد خذل "شيعة علي" ابنه وتركوه يذبح كالنعاج في واقعة الطف، وهم يرددون بشماته "ياحسين شجابك للكوفة". مثلهم مثل كل قراء المقتل الحسيني يبدؤن قرائتهم بالقول: "ياليتنا كنا معكم سيدي فنفوز فوزا عظيما". ولم اجد منافقا منهم يتطوع ليقرا المقتل بدون مقابل وقبل العشاء الدسم. ليقول بعدها كذبا عظيما. سنظل نجلد انفسنا طوال الدهر مالم نتخلص من الخرافات التي يزرعها هؤلاء المدعين بانهم وكلاء الله، او المهدي على الارض. وسيظلون يرتكبون المذابح كتلك التي نفذها ابو درع، والزرقاوي، او مجزرة الزرگة التي وصمت ارض الكوفة، للاسف، بعد مئات السنين بنفس العار مرة اخرى. في زمن صدام كنا نستحي ان نقول نحن عراقيين واليوم صرنا نستحي ان نقول نحن من عوائل شيعية.

 

رزاق عبود

7/2/2007[/b][/font][/size]

247
المنبر الحر / الدين جلاد الشعوب
« في: 01:49 12/02/2007  »
الدين جلاد الشعوب


الحديث عن الدين لم يعد محرما، او غير محببا، او غير مسموحا به. فلقد اسقط اهله هالته المقدسة. وكشف علمائه ورجاله زيف رحمته. فكثير من الاحزاب الاسلامية، والشخصيات الاسلامية، والجمعيات الاسلامية، والجماعات، والعصابات الاسلامية، والجيوش الاسلامية، والفرق الاسلامية تنشطر كالاميبيا في سوق المتاجرة بالدين. وهذا لا يخص الاسلام وحده بل كل الاديان فظاهرة التعصب، والتحزب، والتحجر، والتمذهب ظاهرة عالمية جاءت بعد سنوات طويلة من التحضير، والتهياة، والاستعداد في الدهاليز المظلمة. ووفر الانقلاب الديني في ايران وانهيار الاتحاد السوفياتي مجالا رحبا لذلك، وصعود نجم الولايات المتحدة الامريكية، وظهور مايسمى بالعالم الاحادي القطب. واذا كانت الكنيسة قد خسرت هيبتها في بعض الدول وارتفعت في بعض الدول حسب موقفها من الفكر، والاحتلال النازي، والفاشي في اوربا والعالم. وظهرت الفاتيكان دولة خاصة للمسيحية الكاثوليكية. لكنها وظفت كل امكانياتها لمحاربة الشيوعية ودعمت الامبريالية العالمية بحجة محاربة الالحاد. الصهيونية استخدمت اكذوبة ارض الميعاد لتبني قاعدة متقدمة للامبريالية في الشرق الاوسط. في الهند قاد غاندي الشعب الهندي الموحد الى الاستقلال. لكن اسلامي الهند، وبالتعاون مع بريطانيا قسموا القارة الهندية الى بلدين وشعبين لا زالا يتحاربان ضد بعضهما بعد ان حاربا سوية ضد الاستعمار البريطاني. ثم انقسمت باكستان الى دولتين بعد انفصال بنغلاديش. ولا زالت باكستان مهيئة لمزيد من الانقسامات باسم الدين اضافة الى تورطها في افغانستان. ومشكلة كشمير اخذت طابع ديني متزايد وهي حقل حروب  داخلية وسبب نشوء حروب متعددة بين الهند وباكستان. وفي الهند يتجدد القتال والعنف بين المسلمين والهندوس. وفي باكستان بين السنة والشيعة. وفي سيرلانكا وتايلاند بين البوذيين والمسلمين. وبينهم وبين المسيحيين في الفيلبين. ولازال الدم الايرلندي يساح في الشوارع ويستمر اقتتال الاخوة وتقسم البلاد منذ عقود بسبب النزاع بين البروتستانت والكاثوليك. والقائمة تطول والدم يسفك بسبب قوة الشحن الديني الذي يدفع لقتل الانسان اخيه الانسان، رغم ادعاء كل الاديان بالسلام والتسامح والاخوة وغيرها من الشعارات الفارغة. وفي عراقنا الحبيب عراق التسامح والمحبة والتعايش حيث استقبل اهله الطيبين الارمن الهاربين من التصفية العنصرية في تركيا وحيث احتضن العرب الاكراد الذين تهجرهم الانظمة الديكتاتورية المتعاقبة. واحتجوا على مذابح الانكليز ضد الاشوريين وضد التهجير القسري لليهود والاكراد الفيلية. وعاش السنة والشيعة والنصارى واليهود والصابئة والشبك والايزيدية الاكراد والعرب والتركمان، والاشوريون والسريان، والكلدان  وغيرهم جنبا الى جنب متاخين، متحابين، متصاهرين، متعايشين.

 

الان يعاني هذا البلد الجريح من مذابح ومقاتل ومقابر جماعية وقتول بربرية باسم الدين والطائفة والشرع. كل ذلك لان الغربان من رجال الدين صاروا يقودون البلد ويتحكمون باهله وانكشف الوجه القبيح للدين في العراق وكشر عن انيابه الهمجية. فلم تعد هناك حرمة للمعابد والكنائس والجوامع والبيوت والاعراض والارواح والاعمار. وتشرد في اقل من اربع سنوات من حكم الدين 4 ملايين انسان عراقي في الداخل والخارج وتمزق النسيج الاجتماعي الجميل وغرقت الفسيفيساء العراقية في بحر الدماء الطائفية والعنصرية، وتقسمت الوحدة الوطنية بحروب الثار العنصرية. وتمزقت الخيمة العراقية الجامعة الى كانتونات ومليشيات مسلحة تقتل الاخ، والنسيب، والجار، والصديق، والقريب.

 

عودوا الى جحوركم، وصوامعكم، وافكاركم المتخلفة، ونفسياتكم المريضة، وشهوتكم الدموية. فباسم الدين والرب غزا بوش افغنستان، والعراق، ويخطط لغزو ايران وسوريا. وباسم الدين ذبحتم كل الجمال في بلدي الحبيب. عودوا لربكم ان كنتم تتقون.

 عندما شاهد فيلسوف العصر والزمان كيف تستعمر البلدان، وتستعبد الشعوب، ويستغل الفقراء وتستباح الحرمات باسم الدين قال: "ان الدين افيون الشعوب". ولو شاهد اليوم الجرائم في فلسطين، ولبنان، وافغانستان، وايران، والصومال، والسودان، والجزائر، واندونيسا، والرياض، ونيويورك، ولندن، وانقرة، ومدريد، ومذابح العراق اليومية باسم الدين لقال ان الدين جلاد الشعوب.

عذرا للمؤمنين الصادقين الذي تضيع صلواتهم السلمية بين ضجيج الحرب الدينية والمقاتل الطائفية.

رزاق عبود

5/2/2007[/b][/font][/size]

248
العملية السياسية بحاجة الى عملية جراحية
[/color]
 

العملية السياسية الجارية في العراق تعاني منذ بدايتها من مضاعفات خطيرة وهي الان في غرفة الانعاش المركز. الفريق الجراحي العراقي المرافق لتنفيذ العملية مغلول الايدي، وبدون قفازات طبية، ولا ادوات جراحية. والجراح الاول الامريكي يحتكر كل الادوات ولكنه لايعرف استعمالها ولا يجيد(لا يريد) استخدامها لصالح اتمام العملية بنجاح. لان نجاحها يعني انتهاء دوره، وانتفاء مبرر وجوده في غرفة العمليات. لذلك يظل يماطل، ويعرقل ويفتح الجراح واحدا تلو الاخر ليقوم مرة اخرى بخياطتها بطريقة خاطئة. تتولد عنها مضاعفات جديدة. ويبدو ان كل مباضعه، ومشارطه، وقواطعه غير جيدة التعقيم، او ملوثة عن قصد مسبق. وحتى الهواء في غرفة العمليات غير نقي كما يجب. واهل الطب يعرفون احسن مني ان اخطر الجراثيم، والميكروبات، والفيروسات موجودة في ردهات المستشفيات. امر قد يبدو غريبا، ولكنها معلومة صحيحة. فبعض الجراثيم تعودت، وتكيفت على كل المعقمات، ومواد التطهير المعروفة. وامر التخلص منها هو اصعب الامور. وكثيرا ما تغلق ردهات باكملها، او تحجز طواقم كاملة في اشهر المستشفيات العالمية بسبب ان هذه الجراثيم، والفيروسات قد لوثت هذه الاماكن او الاشخاص. واصبح خطر الوباء محتملا. ان الجراح الامريكي لايحسن استخدام ادوات الجراحة ولا يريد لاحد اخر ان يستخدمها او يقبل استشارة احد حول كيفية استخدامها. فعملياته الاستراتيجية تتعاقب، وقادتها يتبدلون، واعذارفشلها تتغير مثل بدلات الرئيس الانيقة. لكن المريض العراقي يظل ينزف بدون رحمة، ولا شفقة من هذا الجراح المغرور. فمرة يقطع شريانا بدل توسيعه، او يقص وريدا بدل لحمه، او يجرح عضوا بدل علاجه، او يزيد نزيفا بدل وقفه. الطاقم المرافق يتفرج بحسرة، وغضب، وحيرة بلا حول ولا قوة. وهم يرون ان المريض ينحدر نحو الهاوية، ويغيب وعيه، وينخفض ضغطه، ويزداد نزفه، وتتقطع انفاسه، والجراح الامركي مستمر في عناده، وتجبره، وتكبره. لا يؤدي عمله المفروض، والمطلوب، ولا يترك للاخرين فرصة تجربة امكانياتهم، وقدرتهم، ومعرفتهم في حالة المريض وطريقة علاجه. لقد جمع كل ادوات الجراحة تحت يديه، ولبس قناع، وصدرية الجراح لكنه يمارس مهنة الجزار.

 

هذا هو حال العملية السياسية في العراق. طبيب اخرق، واخرين مسلوبي الارادة. واهل المريض لا احد يستمع لصراخهم، وبكائهم، واستنجادهم. ان وضع ادوات الجراحة بيد جراح عراقي/ عراقيين قديرين، وازالة الجراثيم التي دخلت غرفة العمليات مثل جراثيم المحاصصة، والتعصب، والتشدد، والتخندق، والانغلاق. وتطهير ادوات الجراحة من كل ما يلوثها ويؤدي الى مضاعفات قاتلة والتهابات شديدة: من فساد، ومليشيات، وتحزب اعمى، وسرقة اموال الدولة، وغياب الامن، وفقدان الخدمات، وخراب الاقتصاد. يمكن ان ينقذ المريض العراقي. ان وجود القادة، والسياسيين في المنطقة الخضراء لايمنحهم صفة الجراحين الذين سينقذون المريض. صحيح ان اردية الجراحين خضراء ولكنها ليست مشتقة من المنطقة الخضراء. فملابس الاطباء مشتقة من الطبيعة الخضراء، اصل كل حي فيها. وهو لون الامل، والشفاء، والهدوء. اما المنطقة الخضراء فصارت للاسف تعكس لون العفونه، والتلوث، والفطريات السامة القاتلة، التي قد تسبب مضاعفات خطيرة قاتلة اذا مست جراح المريض الذي يحتضر. المريض بحاجة الى غرفة انعاش هادئة نظيفة معقمة من جراثيم الطائفية، والعنصرية، والاحقاد، ومشاريع الاحتلال، لكي تعود له عافيته. فمتى ما تغير الطاقم الجراحي الملوث الى اخر قادرعلى اتخاذ زمام المبادرة، ومتى ما تولى رئاسة الطاقم اناس وطنيون شرفاء حازمون وعازمون على انقاذ المريض ولاهم لهم سوى مصلحة الشعب والوطن فان العملية ستسير على احسن وجه، ويتماثل المريض العراقي الى الشفاء السريع. ولكن:

1ـ هل تتذكرون سيارة (ام الدخان) التي كنا نركض ورائها ونحن صغار. كنا نمرض، لكن البعوض بقي نشطا، ينشر الملاريا، والتيفوئيد في اجسادنا الضعيفة.

2ـ ام تذكرون الدودة التي سميت "دودة الزعيم" وقد جلبت من امريكا، وقتها، وقيل انها ستاكل بيوض "دودة" البلهارزيا في المياه العراقية ولكنها اكلت كل بيوض الاسماك المرغوبة وادت الى ازمة، وشحة في انواع الاسماك.

3ـ هناك طريفة تروى عن رائد الفضاء البلغاري. اذ سال عن سبب احمرار اصابعه بعد عودته الى الارض فاجاب انه كلما حاول ان يضغط زرا فان قائد الرحلة الروسي يضربه على اصابعه.

 

رزاق عبود

21/1/2007[/b][/font][/size]

249
خطة بوش لاتجلب ألأمن للعراق لان اهدافها أمن امريكا
[/color]
 

من استمع الى الخطابات، والتصريحات، والتعليقات، التي سبقت، او اعقبت الاعلان عن استراتيجية بوش الجديدة(العتيقة) ومن اطلع على بنودها المعلنة وجد فيها الحديث الكثير عن "امن" امريكا، و"مستقبل" امريكا، و"شوارع" امريكا، و"مصالح" امريكا، و"مواطني" امريكا. اكثر من الحديث الجانبي عن امن العراق، وشعبه، وابنائه الذين يقتلون بالمئات يوميا في ظل الاحتلال الامريكي البريطاني الايراني. فهم يريدون محاربة الارهاب العالمي على ساحة العراق. هذا ما يردده بوش، وادارته ويردده الان نوري المالكي، ووزرائه كالببغاوات. ولهذا يريدون ابقاء الحدود مفتوحة امام كل التكفيريين، والارهابيين، والمجرمين، والجواسيس، والمخربين للدخول الى العراق وقتل الالاف من اهله مقابل جندي او اثنان امريكيان في الشهر. ومن الان يهيئون لتحميل العراقيين مسؤولية فشل استراتيجيتهم الجديدة. حيث علنوا انهم اخذوا كل الصلاحيات وانه لا تدخل سياسي في شؤون العسكر. أي انقلاب عسكري ابيض على سلطة الحكومة الكارتونية في العراق. ويهددون ان صبر الشعب الامريكي سينفد، وهو نافد، وهناك اتفاق بين الجمهوريين والديمقراطيين من وراء الكواليس على انسحاب من العراق. لكن بعد تحميل الفشل للعراقيين وليس لقوات الاحتلال. على طريقة انتصارات القادسية، وام المعارك، وام الحواسم حيث حاول صدام تغطية الشمس بغربال بانتصاراته الموهومة، رغم الهزائم الواضحة، ورغم الحصار، و احتلال العراق، وانهاء دولته، ودمار شعبه، وخراب اقتصاده. وبذلك يصرون على الاعتماد على سياسة عميلهم السابق حتى بعد قبره.

 

ان زيادة عدد القوات العسكرية الامريكة، لن يزيد الامور الا سوءا، فذلك سيقلل من همة، وعزيمة، وصلاحية، ومشاركة القوات "المسلحة" العراقية التي سيوكل لها تلقي الصفعات.  بالادعاء انها ستكون في المقدمة والامريكية للاسناد.الهدف هو تحميل "العراقيين" مسؤولية اخفاق الخطة الامنية الجديدة. ان عدد الارهابيين من كل انحاء العالم، سيزداد، وهذا ما تسعى له خطة بوش. اذ يجد هؤلاء، حجة جديدة لتعبئة اعداد متزايدة من القتلة خاصة بعد اعدام المجرم صدام بالصورة الخاطئة التي اخرجت بها مسرحية الاعدام لتظهر العراقيين امام العالم كهمج، ودمويين. وبحاجة لوصاية امريكية. الكثيرون ممن فكروا بالقاء السلاح، والمشاركة في المصالحة الوطنية،  سيعلقون الان محاولتهم الدخول في العملية السياسية. هذا اذا لم يعودوا للسلاح وبشكل اوسع هذه المرة.  ان الاطراف الاكثر تشددا وتطرفا، والتي تحاول افشال العملية السياسية، ستدعي ان ادعاءاتها هي الاصح، وتحصل على نفوذ جديد مناطقيا، وبشريا. كما ان تحريك مسالة كركوك في هذا الوقت بالذات يفتح جبهة جديدة لتشغل العراق، والعراقيين، وتنقل المذابح الى منطقة جديدة. شبه هادئة. المليشيات ستجد من جهتها وسيلة اخري لتجنيد الكثير من الاتباع، والمرتزقة، والصداميين بذريعة ان الخطة تستهدف القضاء على المليشيات.الصداميون سيجدون الان مبررا اخر للاستمرار في مذابحهم ضد الشعب المسكين. فالشعب كله رهينة عصاباتهم، وهم يخطفون، ويقتلون في اي مكان واي منطقة لزيادة الفرقة بين المواطنين، وتوسيع الشرخ بين المواطن وحكومته، وزيادة خوفه من تسلطهم، او هروبه خارج الوطن. وهي مشكلة كبيره للعراق حيث يخسر الكوادر، والموارد، والعقول، والكفاءات العراقية، التي يحتاجها الوطن حاجة ماسة. لو كان الامريكان صادقين والحكام مخلصين لاعادوا الجيش العراقي القديم باستدعائه عبر الاذاعة او الفضائية العراقية ولاختفى الارهاب والارهابيين خلال اسبوع واحد. لكن حكامنا منزوعي الارادة ومعدومي الوطنية للاسف. فمن قال لا لصدام يمكن ان يقول لا لامريكا. والشعب كله سيقف وراء من يحاول حقن دماء الشعب العراقي. الانسحاب الامريكي خير، وليس شر على العراقيين. حيث ستتضح الصورة ويتضح الفريق المعادي. والشعب موحد، وواعي، ومنظم، ومسلح. الارهابيون لن يستطيعوا هزيمة الشعب لكنهم يستطيعون ذبحة بالتفجيرات، والمفخخات، والاغتيالات، ويستطيعون ايذاء المحتل على جرعات اقل. المستهدف هو العراق والعراقيين سواء من قبل امريكا، او الارهابيين، او الصداميين، او ايران، او غيرها ممن جعل العراق ساحة نزاله مع خصومه. امريكا صوملت الحرب، وبلقنت  الحرب، والان فلسطنت الحرب مثلما فتنمت الحرب. وعرقنة الحرب تجري يوميا لكنها على درجة اكبر. وما ان يقر "مجلس الدواب" قانون نفط جديد يلغي قانون رقم 80 واعادة سرقة كل اموال، ومستقبل شعبنا، وتثبيت علاقة خاصة مع واشنطن، فان امريكا سوف تخرج. ولا يهمها، وقتها، ان قال العالم منهزمة او منتصرة فستلقي باللوم على العراقيين، وتحقق ما جائت من اجله، وتنفذ ما تريده اسرائيل باخراج العراق من ساحة المواجهه لسنوات طويلة. وهي ايضا خطة مستعارة من صدام حسين. كما فرضت بريطانيا معاهداتها، وشروطها على مجالس النواب الملكية. فهل سيظل رئيسنا المنفوخ يتبختر ويسمي "الاصدقاء" الامريكان "محريين" وهم الذين استعبدوا حتى الحجر في العراق الابي؟؟؟ وماذ سيقول المالكي اذا چلقوه بعد فشله المتوقع؟؟؟ واين سيطلبان اللجوء هذه المرة؟؟؟!

 

رزاق عبود

16/1/2007[/b][/font][/size]

250
عوانس السياسة العراقية يهاجمون ضمير الشعب العراقي
[/color]

 

اجلت طويلا كتابة هذا الموضوع لان الاحداث تتسارع وتتوالى والوطن يحترق وهناك مثل عراقي يقول "الحگران يقطع المصران". كان بودي حگرانهم "نلبسهم" حسب المثل العراقي الفصيح. لكن مواجهة نباح الكلاب السائبة لم يعد يحتمل التاجيل. وان كنت اقصد جراء لم تتعلم بعد حتى النباح ولكن عوائها يصم الاذان. فمن "الجزيرة" الى "المستقلة" وفضائيات اخرى، ومواقع الكترونية، وصحف مشبوهة لا يجد هؤلاء المبتورين غير اقدم، واشرف حزب سياسي قائم في العراق يصبون عليه جام غضبهم. مرة بحجة "التقييم" ومرة  بحجة "العتاب والحرص" ومرة باسم "حرية الراي". او "الاجتهاد".الاجتهاد صاير مودة هالايام. مع ان كل هذه العناوين لا تعني الشتائم، والسباب، والتهم، والتطاول، والتحريف، والتزييف الا في مخيلة تلك الطبول الفارغة. "رفاق" اتعبهم الطريق، او ظللتهم النظريات، والشطحات اليسارية، واليمينية. او تجارب شخصية مرة، او عانوا من تسلكات فردية لا علاقة لها بالحزب. واخرين كانوا يوما "اصدقاء" لم يحصلوا على منصب وزير، او سفير، او رئيس تحرير، او مسؤول كبير في الدولة. فحملوا الحزب مسؤولية ضياع فرص انتهازيتهم. واذا كان مفهوما هذا الاحباط لدى الرفاق، خاصة، وان بعضهم افنى زهرة شبابه مناضلا في صفوف الحزب، ويتحسر على ما الم بالحزب من خسائر. فما شأن سفلة، وسماسرة "گواويد" سابقين، ومعروفين لعدي صدام حسين وما علاقتهم بالنضال، والفكر، والسياسة، وحرية الراي، والموقف؟؟! كانوا يلعطون احذية المسؤولين بالسنتهم القذرة التي يشتمون بها اليوم الحزب الذي قاد وثبة كانون، وانتفاضة تشرين، وثورات الفلاحين، واضرابات العمال، والطلبة، والنساء، وساند وحمى ثورة 14تموز المجيدة قدر امكاناته. الحزب العراقي الوحيد الذي رفع السلاح بوجه الطاغية المقبور لاهداف وطنية عراقية عامة. ان من فاتهم قطار الوظائف والمناصب عليهم ان لا يوجهوا سهام غضبهم على الحزب الذي يواصل نضاله في حين تعبوا هم من النضال. وقد وجد معظمهم في دول الراسمالية "العفنة" التي كانوا يحاربوها من بغداد، او عواصم الدول "الاشتراكية" سابقا، بشعارات مزيفة موطن ومصدر رزق يتقبل منه المساعدات الاجتماعية، او يحصل  على التقاعد باحتيالات شتى. من كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بحجر ايها الاخوة الاعداء. الحرص، والعتب، والنقد، والراي الحر، والاجتهاد لا يعني اتهام الحزب بالمشاركة بالمشروع الامريكي، او التخاذل، او ماشابه من التهم الظالمة. ومن حول نفسه الى باحث، ومحلل سياسي عليه ان يتذكر ما قاله الحزب قبل الحرب وما فعله، وما زال يقوله، ويفعله بعد الحرب اللعينة. بعض المتهجمين رفض حتى المشاركة في المظاهرات ضد الحرب التي يعترف حتى بوش الان بجنونيتها. والان صار مناضلا ضد الاحتلال من ستوكهولم، ولندن، وباريس، واستراليا، وغيرها. ام ان ابواب السلطة، والسفارات، والوزارات صارت تذكرتها ذم حزب فهد، والحيدري، وسلام عادل، والعبلي، وابو العيس، وشاكر محمود، وفكرت جاويد. كما كان الحال دائما في عراق الديكتاتوريات والان عراق الطائفية من ابواق، سبقتهم، او لحقتهم ممن لفضتهم قافلة النضال، والتحدي فوجدوا في معاداة الحزب تشفيا، وندب حظهم العاثر وتبريرا لانتهازيتهم. على من ارتضى الخنوع ان لايتهم الاخرين به، ومن تعب من النضال ان يقدر ويحترم من لازال مواصلا. ومن يتصور ان جماهيرية الحزب كما في الخمسينات، او  السبعينات، وان الساحة لازالت لهم ويطالبهم بما لايمكن ،اوتوقع ان كل المناصب ستكون من نصيبه فعليه الصمت. فنحن تبعنا الحزب ونحن نغني:

"اليمشي بدربنة شيشوف يا ابو علي،

لو موت لو سعادة، 

واحنة دربنة معروف يابو علي

والوفة عدنة عادة"

لم يكن هناك وعدا بالمنصب، او الوظيفة. جل ما كنا نتمناه الشهاد ة في سبيل المبادئ. والغريب ان كل هؤلاء ومنهم من صارضيفا دائما على ابواق الدعاية ضد الحزب، او ممن يبث سمومه في المقاهي، والنوادي، وصالات، وجلسات السكر يعتبرون انفسهم من "اصدقاء" او "انصار" او "مؤازري" الحزب، او "الحريصين" على مستقبله او "تصحيح" مساره. شنو شرطة مرور؟؟! لم  يضع اي منهم بطاقة في صندوق انتخاب قائمة الحزب. بل اختار قائمة طائفته، او قوميته، او منطقته، او ظل معتزلا في برجه العاجي. ولم يكلفوا انفسهم شراء تذكرة للسفر للمدينة التي فيها مركز انتخابي. فاذا كانت اجرة السفر اغلى من تثبيت موقف ليرفع رصيد الحزب في البرلمان ثم معاتبته اذا لم يستثمر قوته البرلمانية التي منحها اياه هؤلاء المدعين. فلماذا اذا هذا البصاق على النفس. احيانا يخيل لي، لو ان، كل هؤلاء المدعين، وما اكثرهم، صوتوا للحزب بدل التهجم عليه لكان نصف البرلمان له. ولكن يبدو ان مقولة لينين لا زالت سليمة وهو يصف هؤلاء المرتدين "من يسقط سياسيا يسقط اخلاقيا". وحتى لا يحرفوا الكلام، فالمقصود بالسقوط ليس الاختلاف، او تبدل القناعات. السقوط هو ان تشتم اهل بيتك. وتسرق منهم ماثرهم. والانتقال الى خنادق الاعداء. ان نزيف الاحتقار النفسي هو الذي يظهر على شكل مكابرة، وادعاء فارغ كما تفيض المجاري العفنة في شوارع بغداد المحتلة. وليتهم صارحوا انفسهم، وتسائلوا مع احد الشعراء الذي لم يصمد تحت تعذيب الجلاد ناظم گزار بعدما انحرف عن الطريق وتبع التطرف اليساري مع القيادة المركزية وهويصرخ نادما ومقرا بالذنب :

"ادريني ما بي جرح

جا ليش ماخذني النزف

يااهل الجرح"؟؟؟

 

هذا الاعتراف الجليل بالضعف الانساني الطبيعي امام الات، وادوات وحشية للتعذيب ليس سقوطا! انها محاولة للنهوض من الكبوة. لم يهاجم الاخرين ليبرر ضعفه. وهذا جدير بالاحترام

 

حتى نحترم انعزالكم، واختياركم الابتعاد عن الخط، والفكر السياسي الذي اعتنقتموه يوما ما. عليكم احترام خيارات الاخرين بالاستمرار، والمواصلة حتى وان اخطأوا، او يخطأون والمثل العراقي يقول" انطي الخبز لخبازته حتى لو تاكل نصه"

 

مع الاعتذار، والحب، والاحترام لكل سليم وحسن النية من المختلفين مع حزب فهد والحريصين على مواصلة مسيرته النضالية باجتهاداتهم الهادئة، وعتبهم الصادق، لكن اتمنى ان يفهموا ان السياسة فن الممكن. كما انه ليس كل ما يعرف يقال. واتمنى على الحزب ان يكون له ناطق رسمي يحدد ويوضح موقفه من الاحداث والتطورات السياسية حتى لا نمنح المدعين فرصة تشويه صورة وسمعة الحزب وخطه السياسي. فانا لم اعد احظى بشرف عضوية الحزب ولست ناطقا باسمه. بس خذتني الحمية لان "الماله اول ماله تالي".

 ولا نريد ان نقول للمتكالبين على الحزب ان القافلة تسيرولايهمها..... ولكن نقول الله يهديكم!!!

 

رزاق عبود

6/1/ 2007 [/b] [/font] [/size]

251
العراق ليس بحاجة الى ديمقراطية التفجيرات. العراق بحاجة لاحكام عرفية تحقن الدماء
[/color]

 

لا يوجد بلد في العالم يمر بظروف العراق المهدد بالتقسيم، والضياع، وشعبه المذبوح يوميا مهدد بالفناء والتشرد. لايفكر المسؤولون فيه باعلان حالة الطوارئ، وتطبيق الاحكام العرفية. حتى في امريكا حامية تجربة الفوضى العراقية، والمسبب الاساسي لكل هذه المآسي، تعلن حالة الطوارئ وتعتبر المنطقة تلو الاخرى منطقة كوارث. بل، وتتقبل مساعدات من الخارج، اذا تعرضت الى كوارث طبيعية كالهزات، او الاعاصير، او الفيضانات، او حتى الاضطرابات الشعبية كالتي حدثت ايام كلينتون. فهذا اجراء طبيعي، وديمقراطي، ودستوري لان الاهم مصلحة الشعب واعادة الامور الى مجراها الطبيعي ويتطلب اجراءات استثنائية. اما في العراق الجريح فيكابر هواة السياسة، ومراهقي السلطة القابعين في المنطقة الخضراء بانهم يستطيعون حل الامور بعصاهم السحرية والقوة الامريكية، والتوسل بدول الجوار، والادعاء بانجازات موهومة، والقاء القبض على الاف الارهابيين دون ان نرى انحسار الارهاب. والاسباب معروفة فكثير من السياسيين مرتبط بدول الجوار وهذه يهمها ابقاء العراق في حالة فوضى لتصفية حساباتها ولمنع التجربة الديمقراطية العراقية من ان تتحول الى منار لشعوبها. عصابات النهب والفساد تستفيد هي الاخرى من هذه الحالة التي توفرلها الملايين من الارباح كفرق حماية وسرقات، ومستشاري امن، ومعدات امنية تستورد في اغلبها من امريكا. زعماء المليشيات يحتاجون الى الفوضى وانعدام الامن لتبرير وجود مليشياتهم وهم وزراء في الحكومة واعضاء في مجلس الدواب. القوى الداعية لفدرالية الجنوب تحرص على استمرار الفوضى لتبرر مطالبتها بفدرالية تنعم بهدوء . رغم ان المدن المقصودة بالفيدرالية يحكموها منذ الاحتلال وبيدهم السلطة المركزية، ولم ينجحوا في فرض الامن والامان ولا في اية قرية عراقية من اقليمهم المزعوم. فالحروب المحلية مستمرة من البصره الى السماوه، ومن الديوانية الى النجف وكربلاء. وزعماء الاكراد ووزرائهم ونوابهم يروق لهم استمرار الفوضى لجلب الاستثمار لمناطقهم "الامنه" وتثبيت الامر الواقع، والتطهير العنصري، والتمهيد للانفصال بطريقة غادرة مخالفة نصوص الدستور الذي كتبوه مع حلفائهم الطائفيين ليناسب مطامعهم ومقاصدهم. وهم لم يقدموا للشعب العراقي في الجنوب والوسط أي دعم ولا مساعدة. بقوا متفرجين وشامتين بل ومحرضين في حالات كثيرة. ووزير الخارجية العراقي لم نجده يسعى لا اقليميا، ولا دوليا من اجل تغيير الوضع الى الاحسن. هؤلاء المتامرون الكبار على العراق هم الذين يعارضون اعلان حالة الطوارئ  وتطبيق الاحكام العرفية ليتم استتباب الامن والسلام في ربوع العراق وبين اهله.لان ذلك يضر بمخططاتهم. فليس هناك تجربة في العالم افاقت من ديكتاتورية بغيضة لتصبح على ديمقراطية الذبح، والفوضى، والفرهود. لقد شوه صدام معاني الوحدة والحرية والاشتراكية وهاهم الحكام الجدد مع حماتهم الامريكان يسيئون الى الديمقراطية التي ناضل الشعب العراقي من اجلها طويلا. وقدم في سبيلها التضحيات الجسام. الديمقراطية التي يريدها الشعب هو توفر الخبز والعمل والامان والوقود والكهرباء والماء والمجاري والخدمات الصحية والدواء. وهذه لا تتوفر في ظل العصابات السائدة، والمليشيات المنفلته، والحدود المكشوفة، والفساد المستشري. بل في ظل سلطة مركزية قوية تحمي الحدود، والحقوق، والرقاب، والارواح. والدستور يبيح اعلان حالة الطوارئ. والديمقراطية ليست دواءا له اثارا جانبية مميتة. الديمقراطية يجب ان تكون دواء شافيا لا قاتلا مدمرا. وكل دول المنطقة تقريبا تسود فيها حالة طوارئ رغم ما تتمتع به من استقرار. فالهدف من الديمقراطية ليس الفوضى بل الحرية واعلان حالة الطوارئ الهدف منه تامين الحياة الديمقراطية لا الحياة العبثية.

 

رزاق  عبود

18/12/2006[/b][/font][/size]

252
الامريكان اعدموا صدام بايدي شيعية لمصالحة بعثية
[/color]
 

حسم حبل المشنقة اللغط الذي كان سائدا، واجاب على التساؤل حول اعدام صدام من عدمه. وكل متابع ذكي للاحداث، والجولات، والزيارات، والمفاوضات، واللقاءات، والتصريحات، الاخيرة اشتم رائحة صفقة بين بعض دول المنطقة، وامريكا المتورطة في العراق. ويبدو ان الدهاء الاقليمي، البدوي بشكل خاص، اقنع الامريكان بضرورة المساومة لاقناع كل الجيران، وضرب اكثر من عصفور بحجر واحد. وانا شخصيا اعتبر ان صدام قد مات منذ ان وطئت ارض العراق اقدام وزيرالخارجية السوري. فالكثير من الدول العربية ومنها سوريا، كانت ترى امكانية، وتود رؤية عراق بدون صدام. ولكن تطلب الامرمن جورج بوش حرب رهيبة، وخسارات يومية، وتدمير الدولة العراقية، واستقدام الارهاب العالمي للعراق، وانتشاره، وزياده قوته في المنطقة، وقرابة اربع سنوات من الذبح اليومي للعراقيين ليقنع ادارة بوش المتغطرسة، بضرورة مقايضة الايرانيين، والسوريين، وارضاء البعثيين. ايران الان الدولة المحتلة الثالثة بعد امريكا، وبريطانيا في العراق. ولكنها تخشى من عودة صدام، ويداعب مخططاتها خبث الانتقام. وسوريا كانت، ولا زالت تعتقد انها الوريثة الشرعية لصدام في العراق. ولولا مؤامرته ضد البكر وقيادة البعث، لكان العراق الان اقليما سوريا منذ نهاية السبعينات. والبعثيين، خاصة المعارضين، او المتضررين، او الهاربين، او الخائفين من صدام، كانوا يرونه العقبة الكأداء في تحقيق ما يضنونه فكرا قوميا يصلح للعراق والمنطقة. البعثيون الذين سقطوا مع صدام وهربوا الى سوريا، والخليج، والاردن، واوربا، وغيرها. يشعرون بمرارة الهزيمة، وضياع الامتيازات، وعيونهم على السلطة من جديد. وقد التقوا مع رفاقهم القدامى الذين سبقوهم الى المنافي والمهاجر، وقسم كبير منهم وضعوا ايديهم بيد الامريكان، وحلفاء ايران في العراق، واقنعوهم مؤخرا بعد ان اقنعوا امريكا، قبل ذلك، بضرورة عودة البعثيين، ولكن بدون صدام. كوسيلة للخروج من العراق مع الحفاظ على ماء الوجه. فتحضرت المطابخ الديبلوماسية، والمخابراتية، والقيادات البعثية، لتعد طبخة مناسبة يهضمها البعض، ويعمى عن تصديقها الكثيرون في البداية، ويصدم بها الاخر بعد اليقظة من نشوة الشماتة. ايران الاسلامية ستقبل بفض يدها عن بعض المليشيات مقابل راس صدام كما قبلت ايران الشاهنشاهية بفض يدها عن البرزاني مقابل نصف شط العرب ورؤوس مناضلي عربستان. وسوريا قد تسد الطريق على الارهابيين مقابل عودة البعثيين الى السلطة كاملة، او تقاسمها مع الحكام الجدد مقابل توقف "المقاومة" المسلحة. وربما يتطور الامر الى وحدة بين البلدين، وتحول التحالف مع ايران الى منافسة على النفوذ في العراق. ويتحقق مخطط الاحتواء المزدوج. خاصة وان العصا التركية قد رفعت الى جانب العصا الاسرائيلية، بالدعم الذي قدمه اردوغان الى حكومة السنيورة في لبنان. وشنق صدام (الموت السهل) سيرضي غليل ميلشيات الصدر وغيرهم من المتعصبين، الذين يفكرون بالثار الشخصي، وليس بمصلحة الوطن، ويورطها في نفس الوقت. فاختير اول ايام عيد الاضحى لدق اسفين بين شيعة العراق العرب، وغيرهم من العرب السنة داخل وخارج العراق. وكذلك تحميل الحكام الشيعة في العراق وحلفائهم في طهران، وحدهم مسؤولية الاعدام، التي يرفض الجميع عداهم توقيتها وانيتها. فالاكراد الفيلية، وضحايا حلبجة، والانفال، والشيوعيون، وايران، والكويت، ومنتفضي اذار والشعب العراقي كله يريد ان يحاكم صدام، واعوانه، ويقتص منهم على جرائم تعتبر جريمة الدجيل مجرد نزهة مقارنة بها. ولكن اللاعب الامريكي المتحكم، والقوي، مستفيدا من نصائح، وخبرات اصدقائه العرب، والعراقيين، والاسرائيليين، والاتراك، وبعض "المعتدلين" في ايران ممن يحتفظون بخيط معاوية مع امريكا ابتدعوا سوية هذه اللعبة التي ستكون بداية اضعاف موقف، ووحدة الائتلاف العراقي الشيعي الموحد. ومن شاهد عبد العزيز الحكيم، وهو يقرا كلمته في حضرة بوش، مرتجفا، يعرف من كتب تلك الكلمة! ومن راقب زيارة الطالباني الى ايران، واخرين الى السعودية، والكويت، وواشنطن، ومصر، والجعفري الى سوريا، ربما فهم اللعبة كاملة. فتهديد رايس كان واضحا: "على جيران العراق مساعدة امريكا" ولم تقل مساعدة العراق.  فبوش، وامريكا حملوا الحكومة العراقية وحدها المسؤولية كاملة. والعرب والمسلمين حملوا الشيعة العراقيين المسؤولية. وبعض مراهقي السياسة صفق، وضحك، واحتفل. متناسيا اساليب البلاطات، ودهاليز المخابرات في التخلص من ملك، او رئيس، او ديكتاتور وتبديله باخر.الصفقة مع ايران مقترنة بتهديد البوارج اذا لم تنفذ وعدها. وسوريا عينها على ثروات العراق بعد ان طردت من لبنان. وقد تغير خارطة تحالفاتها! وتركيا اطمئنت الان، انه لا دولة للاكراد في شمال العراق، ولا ضم لكركوك الى ما يسمى اقليم كردستان. واتفقوا على بعض برقيات الاحتجاج، والتهديد، والتنديد، والاستنكار، لارضاء غضب الشعوب، والتغطية على التواطئ. وربما القليل من الحكماء يعرف ويسكت لان فيه حقن لدماء العراقيين. واخرين علمتهم التجارب الانحناء امام العاصفة. واصبح صدام المجرم "بطلا قوميا" و"شهيدا" في مواجهة الاحتلال. ياللسخرية!! وصار حلفاء الحكم، والائتلاف وبالا، وعبئا على بعضهم وسيبدا التناحر والاقتتال. نارهم تاكل حطبهم. لتبرير انسحاب المالكي، وانكفاء الاكراد، وصمت الضعفاء، وعودة البعثيين الاقوياء الظالمين القدامى كمخلصين، خاصة وانهم عرفوا كيف يغرون امريكا بالهجوم على عدوتها ايران باعتبارها العدو الاول للعراق، والعرب، وليس اسرائيل وهذا ما تريد ان تسمعه واشنطن، وتل ابيب، وبعض العواصم العربية. اضافةالى استياء امريكا من خذلان، ونكران جميل ممن جلبتهم من المنافي، وحولتهم الى حكام فاصبحوا لصوصا، وامراء حرب. الان بعد ان تمت الصفقة مع ايران، وروضت سوريا، وشوهت سمعة السلطة الشيعية، وزادت عزلتها، وفقدت ثقة الجماهير، وذاق الشعب العراقي ذرعا بالتدخل الايراني، والانفلات الامني، وفقدان الخدمات، وحرب المليشيات، والقتل اليومي سيتقدم الان ضابط كبير سابق، او بعثي عتيگ. بعد ان ازيح البعبع المخيف "الگود فادر" على طريقة المافيا، ليتفاوض مع الامريكان باسم البعث الجديد لا  ليعيد الامن للعراق بل ليخلص امريكا من ورطتها في العراق. وزيادة عدد القوات المقترحة من بوش لن تكون لتعزيز امن العراقيين بل لتامين التحول الجديد ضد المليشيات المسلحة من كل الاطراف فمصلحة امريكا قبل كل شئ. وانطبق على المالكي المثل الساخر: "حطه بالزرف وصاح حرامي". فمن هو الحرامي التالي يا ترى؟؟؟

 

رزاق عبود

 

31/12/2006 [/b] [/font] [/size]

253

مجلس الدواب العراقي
 
[/color]

افرزت الانتخابات الفتوچية التي جرت في ديسمبر الماضي مجلس "نواب" عراقي اختلف على تسميته في البداية: مجلس وطني، ام برلمان، ام جمعية وطنية. وبما ان مثيله يسمى مجلس النواب في ايران سمي كذلك في العراق. لان "مجلس الشعب" عبارة مخيفة للقوى الفائزة.الجماهير التي تابعت جلسات المجلس، واعتقدت واهمة انه سيحل كل مشاكل البلاد، لها راي اخر بالتسمية. بعد مشاهدة طريقة التصرفات( العنتريات) والنقاشات (المهاترات) والخطابات (التهديدات) والاضافات (التهجمات). سوق الدواب هذا: داخل طالع، لانظام، ولا احترام. تسبيح، وتحميد، وتهميس الشوارب، وتعديل الزلوف، وتصفيف الگذل، ومسح اللحى، وشرب الچاي، ودگ سوالف، وگص، وهمز، ولمز، وغمز، وكاننا في سوق مطيرچية. عگل، وچفافي، وعمايم، وسدارات، وطرابيش( المتحف البغدادي) كروش، وبطون، وعضلات مفتولة، وحواجب معقودة، وملقوطة، وخدود محفوفة، وشفاف مكتنزة متبرجة تبرج الجاهلية الاولى. زواگ اسلامي. البدلات الثمينة، والاربطة البراقة، والعباءات المذهبة، والصايات الانيقة، والزبون العدل، والمؤخرات المكتنزة، وما تعرف اللي جدامك، امراة، لو رجال، على فد عباية. البرنامج اليومي يحدده مزاج "النواب" والاحداث، والاخبار، وكانهم هيئة تحرير جريدة، او مجلس طلاب مدرسة ابتدائية، وليس سلطة تشريعية للبلد. لم تشرع أي شئ مفيد للشعب لحد الان. مقاطعات لكل من لا يعجبك حديثه، او نقطة نظام، والاغلبية لا تعرف معنى نقطة نظام، ولا متى تستخدم، او لماذا. ولا ندري أي مغفل وضعها ضمن النظام الداخلي لعمل المجلس! فالنائب يعلق من اجل التعليق، ويعارض من اجل المعارضة. وكاننا في نادي للسكارى، او جمعية مستجدين. فلا يوجد في أي برلمان معاصر يحترم نفسه، ما يسمى نقطة نظام. فهذه من تقاليد اجتماعات، ومؤتمرات الجمعيات الطلابية.  المفروض ان هناك برنامج عمل لكل جلسة. والمتحدثين معروفين ومن يريد ان يعقب، او يضيف، او يرد، يسجل نفسه مسبقا. لكل متحدث، ولكل موضوع، اونقطة بحث، وقت محدد. لايجوز تجاوزه. ورئيس الجلسة هو من يدير النقاشات، وابداء الملاحظات، والاضافات، والتعقيبات. وليس سفطة من ممثلي الطوائف يتسطرون عبالك غربان على غصن شجرة خريفية. ورئيس الجلسة عادة هو رئيس البرلمان المنتخب. فأن غاب ينوب عنه مساعده الاول، او الثاني حسب الظروف. وهم في الغالب ممثلي اكبر الكتل الفائزة في البرلمان. ولا يشاركون في التقاش، والتعقيب، والعركة، والخبصة، كما يجري في العراق. فهو، او، هي شخص محايد "يحط حزبة على صفحة" ويدير النقاش حسب الوقت المخصص، والترتيب المنظم، والموضوع المحدد. اما ربعنه فاذا الواحد ما طلع ذاك اليوم بالتلفزيون. وقف وطلب نقطة نظام حتى تدار الكاميرات صوبه. وكل واحد داگ ركبة للثاني. اذا حچه ابو التوافق لازم يعارض ابو الائتلاف، والعكس صحيح. حتى لو واحد ذكر اية من القران. حتى داخل الكتلة الواحدة لا يوجد انسجام، ولا تنسيق(محدش له دعوة بالثاني). خوش وحدة وطنية هاي!! يهاجمون الارهاب، ونصفهم ارهابيين، ويبررون مذابح مليشياتهم ضد بسطاء الشعب وعلمائه.

 

النسوان ماخذات الهن صفحة، ودگ فچ للصبح: شراح اطبخين اليوم؟ شكلتو البارحة؟ ويمتة نزور مرة ثانية؟ هاي البدلة منليچ؟ هاي الشيلة ايرانية، لو من سورية؟ مجرد اجساد تملأ المقاعد ليقال ان الاسلاميين يحترمون المراة، ويقدرون دورها. كلمن جايب مرته، ومرت اخوه، وبت عم السيد، واخت المله. تردون نسوان هاي نسوان، وحسب النسبة "بس تكرم عن طاريهن" معاشهن يفيد، وتقاعدهن زايد خير. واذا حاججت احدهم، او حاسبته، او انتقدته، يقول لك انهم ممثلي الشعب وان 12 مليون عراقي خرج لانتخابهم. مسكين هذا الشعب، الذي لم ينتخب لا اسماء، ولا اشخاص، ولا برامج. بل قوائم لا يعرف مضمونها "لاسباب امنية". وفرض السيد بفتوته انتخابهم، والا فانه تحرم على المرأ  زوجته "أي منهن؟" وهيئة علماء المسلمين فرضت ان تنتخب القائمة الفلانية، والا يصبح المرأ رافضي يحل قتله.

 

ولكن علينا الاعتراف ان النواب لهم ذوق رفيع في اختيار الفنادق، والشقق، والمناطق الراقية في دمشق، والقاهرة، وعمان، وبعضهم في طهران، واسطنبول، واخرين في لندن، وغيرها، لكي يمثلوا الشعب من هناك. هم وعوائلهم في ارقى الفنادق على حساب الشعب. كما انهم نجحوا وبسرعة خارقة في تشريع قوانين تضمن تقاعدهم، ومصالحهم، وامتيازاتهم، ورواتبهم الضخمة، ومخصصات سكنهم، وقطع اراضي لهم، ولاقاربهم، وتعيين حماية ضخمة لهم كي لا يقتلوا مثل بسطاء العراقيين في ساحة الطيران. ممثلي الشغب هؤلاء يجيدون اثارة الشغب، والعتب، والهجوم، والسباب، والشتائم، والصولات البهلوانية، وتوتير الجو، وزيارة الولائم، والتوسط لعقد الصفقات، واقامة العلاقات، ورفع العلاوات، وتعيين الاقارب، والاحباب، وذوي الارتباطات، والزواج من اكثر من واحدة من الحلوات. ممثلي الشعب لا علاقة لهم بهموم الشعب. يقال ان بعضهم لم يحضر ابدا، ولا يعرف حتى مكان المجلس، والكثير لم يؤدوا حتى القسم. نسوا القسم فاغلبيتهم جنسياتهم اجنبية. وهذا يتعارض مع الدستور الذي "وافق" عليه الشعب. بسبب هذا وغيره مما لاتكفيه مجلدات، سمى الشعب مجلس ممثليه "بيا فيلم طالعين؟" مجلس "الدواب" وهو اسم على مسمى.

 

مع الاعتذار للمخلصين، والاشراف، والجادين. بس مع الاسف مصدگين انهم گاعدين بمجلس، نواب، مو مجلس دواب. لو كنت رساما كاريكاتيريا لرسمت زلماي خليل زادة بملابس الكابوي على ظهر حصان، وهو يضرب بسوطه(الباسطون بالعراقي الفصيح) ليسوق اعضاء مجلس الدواب الى حظيرتهم (الاسطبل، او البارگة حسب تعبير الكاوبوي العراقي).

 

رزاق عبود

‏19‏‏/‏12‏‏/‏06‏ [/b] [/font] [/size]

254
بصراحة ابن عبود

 

محمود عباس يريد اجهاض انتفاضة الصمود مثلما اجهض انتفاضة الحجر
[/color]

 

بين فترة واخرى يخرج زعران فتح، وعصابات خاصة مدربة لاثارة الشغب للتظاهرالمسلح وارعاب الناس، واحتلال الدوائر، والمباني، والمؤسسات المدنية الفلسطينية بتوجيه من عباس الذي يستلم توجيهاته من رايس والموساد. كلما ضاقت الامور باسرائيل دوليا، او حصلت مشكلة داخلية عند اسياده في الحكومة الاسرائيلية، اوظهور ظرف غير مناسب لدولة الاحتلال. والان وبعد تقرير بيكر/هاميلتون، الذي يقر امريكيا، ولاول مرة، ببعض الثوابت الفلسطينية كحق العودة، والقدس، والدولة المستقلة، وغيرها. وبعد الجولة الناجحه لرئيس الوزراء الفلسطيني المنتخب اسماعيل هنية لبعض الدول العربية، وايران، ومحاولة كسر الحصار الدولي على الحكومة الشرعية التي انتخبها الشعب الفلسطيني باغلبية كبيرة. خرجت نفس العصابات لتطلق النار على الناس، وتحتل منشات السلطة.

 

ربما يقول البعض من حقهم التظاهر، ومن حقهم المطالبة برواتبهم. ولكن من حقنا ان نسال: لماذا لا يتظاهرون ضد الحصارسبب انقطاع رواتبهم؟ لماذا لا يتظاهرون ضدالتجويع المنظم للشعب الفلسطيني؟ لماذا يخربون الامن وهم "رجال امن"؟ لماذا لا يتظاهرون لاطلاق سراح الاسرى؟ لماذا لايتظاهرون ضد اعادة احتلال قطاع غزة من قبل اسرائيل؟ لماذا لا يتظاهرون ضد الاجتياحات اليومية لمدن الضفة الغربية؟ لماذا لايتظاهرون ضدحائط الفصل العنصري؟ لماذا لا يتظاهرون ضد الحواجز؟ لماذا لا يتظاهرون ضد القتل اليومي، والاذلال المنظم، والاغتيالات؟ لماذا لا يهاجمون سجون اسرائيل التي تضم الاف من مناضلي الشعب الفلسطيني البطل، وعلى راسهم المناضل الفتحاوي مروان البرغوثي؟ لماذا لم يتظاهروا سابقا ضد فساد سلطة فتح، وسرقة المساعدات الدولية التي ازكمت الانوف وجعلت الشيوعيين، والمسيحيين يصوتون لحماس؟ ام ان اتفاقيات اوسلو وظقتهم حماة لامن اسرائيل، وان سلطة حماس تهدد امن اسيادهم في اسرائيل؟  فلا عجب اذن ان اسمهم "الامن الوقائي" لوقاية اسرائيل من المقاومة!!

 

ان الجيش الاسرائيلي الذي انهزم امام مقاتلي حزب الله في لبنان، ولم يستطع لحد الان اطلاق سراح الجندي الصهيوني الاسيرلدى المقاومة الفلسطينية، لن يحميهم من غضب الشعب القادم. سيتحولون الى قطاع طرق، ومتسكعين مشردين، ومجرمي حرب مطلوبين مثل افراد جيش العميل حداد. لقد شوهوا سمعة الشعب الفلسطيني واساؤا الى قضيته وحرفوا النضال، وغيروا وجهته لصالح الاحتلال. لقد لوثوا تاريخ مناضلي فتح البطولي. من حقنا ان نسال مرة اخرى، وليسال رجال امن عباس انفسهم ايضا: لما سممت اسرائيل عرفات ولم تسمم عباس؟ لماذا قتلت ابرز قادة الشعب الفلسطيني في لبنان، وتونس، ورام الله، وغزة، ومدن الضفة؟ ولم تمس عباس؟ الم يكن مكتبه مجاورا لمكتب ابي جهاد في تونس فلماذا اغتالوه وتركوا عباس مدللهم، وعميلهم؟ قد لا نتفق مع الخط الفكري لحماس، ولا مع برنامجها الاجتماعي، ولكنها حركة مقاومة باسلة اثبت صمودها، واثبتت الانتخابات شعبيتها.

 انا لست متدينا، ولا حتى مؤمنا، لكنني مؤمن تماما بان اطفال الحجارة الذين ارغموا اسرائيل على التفاوض، والاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية سيطرودن اسرائيل من ارضهم، ومعهم عباس، وجلاوزته من مرتزقة الامن. كما طردت المقاومة اللبنانية اسرائيل من جنوب لبنان ومعها مرتزقة حداد!!!

 

رزاق عبود

10/12/[/b][/font][/size]

255
جمهورية لطمستان المسلحة
[/color]
 

لم اشهد فرحة في حياتي كتلك التي عمت العراقيين صباح الرابع عشر من تموز 1958 خرجت الناس عن بكرة ابيها تحمل سعف النخيل، وصور الشهداء، وهي ترقص، وتغني، وتهتف، وكانها تعوض القهر الذي جثم عليهم من الحكومات الملكية المتعاقبة، او لكانهم يواسون انفسهم عن دموع الثكالى، والارامل، ودماء الشهداء، وسنوات السجون، والمعتقلات، واطلاق النيران على المتظاهرين . بحر من البشر الجذلة بلا حدود. عاش الناس الفرحة العارمة غير مصدقين، وتغيرت طباع الناس وتناسوا همومهم، ومشاكلهم الخاصة، وصار حماية الثورة هو الهم الاكبر.  خفافيش الليل، وغربان الشؤم استكبرت على هذا الشعب حريته، وفرحته، وتالفه، واحلامه، وجمهوريته الوليدة، فبدات العصابات المسلحة تنشر الرعب، والدمار، والاغتيالات في شوارع المدن العراقية. ولم يمر شهر دون ان نسمع عن مؤامرة ضد الثورة ومنجزات الشعب. وبدل الوقوف الى جانب المستضعفين، ودعم الثورة التي انصفتهم جاءت الفتوة الشهيرة بتكفير قوى الثورة، وانصار العمال، والفلاحين، والكسبة، والطبقات الشعبية. وانقسم الشعب، واضطربت الحالة الامنية، واشتدت المؤامرات حتى جاء البعث الارهابي بدبابة امريكية، وانقلاب فاشي ليطحن الاف الناس منذ اليوم الاول. وامتلئت السجون، والمعتقلات، وغرف التعذيب، والمقابر بشرفاء العراق وخيرة رجاله ونسائه، وانتهكت الاعراض، واستبيحت المحرمات، وتشرد الالاف. ولم تصدر فتوى بتحريم انتهاك اعراض المسلمين، وكل المؤمنين في العراق الجريح. بل كانت قد صدرت فتوى اخرى بتحريم اراضي الاصلاح الزراعي الموزعة على الفلاحين المعدمين. ومنذ ذلك اليوم الاسود، والعراق يعيش حزنا رهيبا. ارتفعت الارقام القياسية في السجون، والمعتقلات، والمختفين، والمخطوفين، والمبعدين، والمهاجرين، والمهجرين، والمفصولين السياسيين. حتى احتج هتلر في قبره على فظاعة ما ارتكب في ارض السواد. ونسى الناس فرحتهم، التي لم تتكرر الا منقوصة يوم 9نيسان عام 2003 بسقوط الصنم على يد القوات المحتلة وبدبابات امريكية مباشرة هذه المرة. يوم 9نيسان ظن الناس انها ستكون خاتمة الاحزان. ولم يدر في خلد احد انها بداية رحلة الألام، والاحزان، والمذابح الجديدة في العراق الجريح. وتحولت الاحلام الجميلة الى كوابيس مفزعة. انتشر السواد في كل مكان، واللطم في كل ساحة، وقراءة "المقتل" حتى في الاعراس. حجبت وحجرت الاناث، حتى في سن الرضاعة، وحوربت الاديان، والطوائف الاخرى، وتجول اللصوص بحرية، وعاث السلابون، والنهابون، والخاطفون في الارض فسادا، واستهتارا، وبغيا. وظهرت المليشيات السوداء، وفرق الموت، و"صاحت التطوة ياوادم". عاد الحزن، والقتل، والذبح على الهويه، وانتشر التهجير الطائفي، والديني، والتصفية العنصرية، وعادت الهجرة الجماعية الى خارج الحدود. فبعد ان هرب 4 ملايين انسان خلال 36 سنة من حكم البعث الفاشي، وصل عدد من هرب من العراق المضطرب خلال ثلاث سنوات من سقوط البعث الى ثلاثة ملايين عراقي. ولا زال نزيف الهجرة، والتشرد مستمرا. اطباء، وعلماء، وتجار، وطلاب، وكوادر فنية، ومهندسين، وفنانين، ومسيحيين، وصابئة، وغيرهم، وغيرهم. الهدف افراغ العراق من كل خير، ومن كل مختلف، من كل من يرفض العودة للعصر الحجري. تحولت المسيرات المليونية حيث يمارس الاطفال، والكبار اللطم، وضرب الزنجيل، والقامة، وضرب الرؤوس، والزحف بشكل همجي بدائي الى مظهر عادي. و صارت البيوت العراقية كلها تعيش مراسم العزاء، واللطم على رجالها، ونسائها، وشيوخها، وشبابها، واطفالها، الذين يتساقطون كل يوم بسبب الارهاب، والحرب الطائفية، التي ادخلنا فيها نفس من ادخلوا عراق تموز في الدم، والقتل، والدمار، وضيعوا الثورة، ومنجزاتها. واليوم تحالفوا، من جديد، بشكل مباشر، او غير مباشر مع الصداميين، والتكفيرين ضد الشعب العراقي المسكين حتى تحول اللطم، وشق الملابس، وضرب الرؤوس، والبكاء، والنحيب، والصراخ الى ظاهرة يومية عراقية بفضل زعماء الطوائف، وحلفائهم من المحتلين، والارهابيين. فلا قوات الامن توفر الامن، والامان، ولا المليشيات التي ادعت انها جاءت لتسد الفراغ حمت حيا او بيتا. بل صارت عامل تقتيل وتشريد الملايين من العراقيين داخل وخارج وطنهم المنكوب. نفس الغربان، نفس الخفافيش، نفس الوحوش، واللصوص، والقتلة والمجرمين، نفس العصابات المسلحة. اجيال جديدة من المغول، والتتار، والبرابرة تزحف في شوارع العراق تبيد البشر، وتهد الحجر، وتزرع الموت، وتنشر الدمار باسم الاسلام، واهل البيت، والمهدي، والطائفية، ومحاربة الاحتلال الذي استقدموه. واحتلت غابات الاسلحة كل الطرق، والتهمت كل التاريخ، وكل الاخلاق، وكل القيم. وداست على التسامح، والوحدة، والتعايش. فالظلام لا يتعايش مع النور، والقتل لا يتعايش مع الحب، والوحش المفترس لا يشبع من الدماء. يتلذذ بمنظر الدم، ويشغف للصريخ، ويتمتع بمشهد اللطم على الصدور، وضرب الرؤوس، وشق الزيوج، وفتق الهامات، ومسخ براءة الاطفال. وصدقت لوعة "نبوءة" مظفر النواب "ما مر عام، الا والعراق فيه دم".

 

رزاق عبود

25/11/2006[/b][/font][/size]

256
بصراحة ابن عبود

 

حرب الزعماء ضد الشعب
[/color]

رغم كل الشواهد، والادلة، والوقائع، والتصريحات، والاحاديث عن التدخل الاقليمي في العراق ورغم معرفة الجميع ان الحدود مفتوحة للارهابيين من كل حدب وصوب، وان الاجهزة الامنية والقوات المسلحة مخترقة، وان اجهزة صدام الامنية، والاستخباراتية، وفلول البعث الصدامي تقود الثورة المضادة المسماة بالمقاومة، وان اجهزة مخابرات دولية عديدة تنشط على الساحة، وان اسرائيل وغيرها لايروق لها استتباب الوضع في العراق. وراينا كيف هرع رئيس وزرائها الى واشنطن بعد هزيمة الجمهوريين الاخيرة ليطالب بعدم انسحاب القوات الامريكية "لان ذلك خطر على امن اسرائيل". ومع ان رجال صدام السابقين، واعوانه يجولون في البرلمان، والحكومة، وكل اجهزة الدولة. فان الكثير من مروجي الاشاعات، وذوي النفوس المريضة، وكجزء من المخطط الصدامي يصورون وكان حربا طائفية قائمة في العراق. وان الارهاب اليومي ردود افعال والجرائم المسلحة حرب ميليشيات. في حين ان الصراع ضد التغيير، وصراع القوي الاقليمية والعالمية هو الذي يزرع الموت في كل مكان. فالوضع ليس صراع سنة، وشيعة كما يسعى زعماء الطوائف لترسيخه ليخدم اغراضهم المريضة بل هي حرب اعداء الشعب ضد الشعب انها ثورة مضادة مسلحة وقد عاشتها قبلنا انغولا، والكونغو، ونيكاراغوا، وغيرها. لقد انتقل مرض كيل الشائم، وتبادل الاتهامات من السياسيين الغير مسؤولين الى المواطن العادي للاسف. وصارت التهم تلقى جزافا على الجيران، والاهل، والاقارب. وهو يعكس للاسف الشديد نجاح المخطط الصدامي المرسوم. وللاسف الشديد ايضا فان حتى ممن كان يرجى منهم التعقل، وتهدئة الوضع يوزعون الاتهامات جزافا ويتحدثون عن حتمية حكم الاغلبية، ويقصدون الشيعة. في حين المفترض ان يتحدث من يدعي العلمانية، والتمدن، والديمقراطية، والعقلانية بلغة السياسة لا لغة الطائفة. أي عليه ان يطالب بالحكم  للاغلبية السياسية. فحتى لو افترضنا جدلا بصحة ما يدعوه، فالشيعة هم اغلبية عربية، وليس عراقية فاذا جمعنا الاكراد غير الشيعة، مع السنة من كل القوميات، فليس هناك اغلبية طائفية شيعية في العراق. والسنة ليسوا مهمشين كما يدعي البعض فهم موجودون في اعلى مستويات الدولة، والبرلمان، والحكومة. وهم ليسوا اقلية، اذا نظرنا الى، المذهب فهم مع الاكراد السنة يشكلون الاغلبية الطائفية. ولكن الواقع الذي لا يتحدث عنه احد هو ان زعماء الشيعة، وزعماء السنة يشكلون الاغلبية في البرلمان. أي اغلبية دينية وليست سياسية هي الاخرى. وزعماء الاكراد رغم ادعائهم بالعلمانية يتحالفون مع القوى الشيعية الطائفية، وليس مع القوى الوطنية العلمانية، ولو اجتمع الاكراد العلمانيون مع العرب العلمانيون سنة، وشيعة، ومع المسيحيين، والصابئة، والايزيدية، والتركمان لكانت هناك اغلبية علمانية قادت البلد الى برالامان، ولانكشف زيف القيادات الدينية التي تريد تحويل اتباعها الى ضحايا على مذبح مطامعها الشخصية. ويستمر الحديث عن مجموعة "خسرت" السلطة، ويقصد بها السنة. والذي خسر السلطة في الواقع هم الصداميون الذين ذبحوا الجميع. والان يذبحون الجميع في الشارع الذي انتقلت سلطتهم اليه. وهناك من يدعي ان الشيعة "ربحت" الحكم. في حين ان حكومات ائتلافية هي التي تقود السلطة منذ سقوط النظام الصدامي. ان مجموع الشعب ربح السلطة. اثارة الفتنة، والدعاية الحاقدة، والاشاعات، والتصريحات المتشنجة، والتشهير، والتحريض اسلحة ارهابية فظيعة يستخدمها زعماء الطوائف، وضحاياها ابناء طوائفهم. فليس هناك طائفتان متصارعتان. هناك ارهاب تكفيري، وصدامي، وشعب يذبح ويجب توطيد اواصر الثقة ليتم التعاون الداخلي، ورفض اجندة الدول الاخرى التي لا تريد للعراق خيرا.

 

كيف نتصالح اذن اذا كنا متخندقين؟ كيف نتفاهم اذا كنا متعادين؟ كيف نتصارح اذا كنا لانريد للحقيقة ان تظهر وتسود؟ يجب عزل المتطرفين، والطائفيين من كل طرف، ومهما كانت سمتهم، اوصفتهم. وعلى الاحزاب الوطنية، والمجموعات الصادقة في التغيير، والديمقراطية ان تتحالف، وتتالف فوق القوميات، والطوائف، والاديان. فهذه مسؤولية تاريخية، وواجب وطني، وليس منة من احد. كم سيكون جميلا مثلا لو تحالف الصدريين مع جبهة التوافق فكلاهما يدعوا لجدولة انسحاب قوات الاحتلال. ولماذا لا يتحالف حزبا الفضيلة والدعوة مع القائمة العراقية وهم يدعون انهم ليسوا طائفيين، ولا يريدون بناء دولة دينية في العراق. ولماذا لا يتحالف الاكراد مع حلفائهم التاريخيين بدل التحالف مع زعماء التطرف الطائفي لزيادة الشقاق والنفاق. ام ا ن المثل الشعبي الساخر ينطبق على زعمائنا السياسيين والدينيين: تريد ارنب اخذ ارنب، تريد غزال اخذ ارنب. ولعنة الوطن، والشعب، والتاريخ، وارواح الشهداء على من تسبب، ويتسبب في سفك دماء العراقيين مهما كان حسبه، او نسبه، او منصبه.

 

رزاق عبود

12/11/0[/b]6[/font][/size]

257
بصراحة ابن عبود
[/color]
 

تثبيت الامن  وحل المليشيات هل هو شعار للاستهلاك والدعاية ام ضروة حتمية لاستمرار الدولة العراقية.

للوصول الى حل لاستتباب الامن، والقضاء على الارهاب، وانسحاب السلاح والجماعات المسلحة من الشارع العراقي، لابد من معرفة الاسباب الرئيسية لظهورالجماعات المسلحة، واشتباك المواقع. فالقوات العراقية مخترقة من المليشيات، والمليشيات مخترقة من الارهابيين الصداميين، والتكفيرين، وتعمل على تاجيج الوضع لتبرير وجودها. كما ان تقصير القوات الاجنبية التي تدعي انها موجودة لحفظ الامن واخفاقها الكامل هو مبرر اخر للمليشيات ودعوة صريحة لعدم الثقة بالدولة الجديدة وتشكيلاتها المسلحة ونظامها الديمقراطي. عدم تفعيل قانون مكافحة الارهاب  ساهم في تمادي القوى الاجرامية، والطائفية، وسيطرة العصابات المسلحة على الشارع. اطلاق سراح الاف المجرمين المتمرسين على القتل، قبل سقوط النظام عامل اخر، وامر مخطط له بعناية، ولديهم خطط مسبقة، ومستجدة لتنفيذها. تترافق وتتناغم مع الفضائيات التي تمول وتسير من نفس الجهات الحاقدة على التغيير في العراق. فوضى عارمة فالميلشيات تملك مثلا نفس اجهزة، ومعدات، وسيارات الجيش والشرطة، وملابسهم، مما فتح المجال للشكوك بين اطراف الحكم، وعدم الثقة باجهزته المسلحة التي هي موضع اتهام دائم ومبرر في معظم الاوقات. هذا ولد لدى المواطن حيرة وخوف من كل المسلحين. وتطلب من بين امور اخرى دعاية، واعلانات تكلف خزينة الدولة الملايين من الدولارات لتدفع المواطن للتعاون مع الاجهزة الامنية. القوات الاجنبية تقوم بتجاوزات على المواطنين المدنيين، وعلى القوات المسلحة الحكومية مما يضعف هيبتها. انفلات عمل قوات الاحتلال بحيث يعرقل استتباب الامن، والنظام، ويخلق حاجز من الخوف، والتحسس، وعدم الرضى، سواء لدى المواطن العادي، اوالاجهزة المسلحة للدولة. تم شراء الاسلحة من المواطنين، وهذا شجع على السرقة من الجيش والشرطة لبيعها، او قيام اعضاء الشرطة انفسهم ببيعها. لقد تم تدمير اسلحة وعتاد كثير ثم اشتري نفس العتاد والسلاح مرة اخرى. خسارة مالية، وانتظار حتى وصول السلاح والعتاد الجديد. في حين ان المليشيات والارهابيين لهم خزين رهيب من السلاح والمعدات. لم يتم تفعيل القضاء بالشكل المطلوب كما ان الاجهزة التحقيقية، والقضائية مخترقة، وبعضها محسوب بالكامل على النظام السابق  والدليل حالات الافراج عن مجرمين معروفين، او اختفائهم من السجون مقابل مبالغ معينة، او الافراج عنهم "لعدم كفاية الادلة" او بكفالة، وعودتهم مرة اخرى الى العمل المسلح مع خبرات، وعلاقات، وصلات جديده. تعدد الجهات المسلحة: جيش، شرطة، حرس وطني، حرس حدود، مخابرات، حمايات الشخصيات وحرس المؤسسات( ف ب س) حرس خاص، ميايشيات، وهكذا. بحيث اختلط الامرعلى المواطن، والجهات الرسمية نفسها. فالحمايات، وفرق الموت صارت ميليشيات خاصة تتبع احزاب، ومنظمات، او اجهزة معينة، واحيانا اشخاص. وكلها فوق القانون. وهم لم يحموا احد، ولم يصونوا مؤسسة ما. فالاغتيالات، والاختطافات للمسؤولين والسياسيين مستمرة، وتفجير الدوائر، والمؤسسات لم يوقفه احد منهم. تحرك قوى النظام السابق بسبب حل الجيش، والاجهزة الامنية المختلفة والمتعددة، وانسداد الافاق امام افرادها، والخوف من الانتقام العشوائي، وعدم تفعيل القضاء لمعاقبة مرتكبي الجرائم من رجال العهد البائد. وبعضهم استغل دعوة السيستاني وسياسة الاحزاب الدينية بقبول ما يسمى بالتوابين الذي اطلقوا اللحى، وحملوا السبح. ولكنهم ظلوا يحملون كل الحقد للشعب، والتغيير وبقوا امناء لاسيادهم وقدموا لهم كل المعلومات وساعدوهم في انتحال الصفات والشخصيات، ورغم النداءات المتواصلة لتعاون المواطنين فهذه الظواهر ووجود رجال النظام السابق في اعلى المستويات يجعل المواطن يتردد في التعاون. ان تعدد وتشتت المجموعات المسلحة يصعب امر القضاء عليها. وتعددها، اما تكتيك متقن على اساس حرب عصابات لخلايا تتحرك حسب محيطها وظروفها وامكانياتها. واما انه ليس لها قيادة موحدة، او قيادات تعمل لهدف ما، الهدف الوحيد هو خلط الاوراق، وسفك الدماء وتحويل مبدا "الفوضى الخلاقة" الذي تنظر له رايس ضد القوات الامريكية. يدعون محاربة المحتلين، وهم في الواقع يحاربون الشعب بسلاح المحتلين، واسلوبهم، وفلسفتهم. لكن الفوضى هنا قتالة، وليس خلاقة.

 

في كل بلد، وخاصة من مر في ظروف العراق كان غصن الزيتون دائما ترافقه البندقية. لان الاوهام حول النيات الطيبه سذاجة سياسية يدفع ثمنها المواطن من دمائه كل لحظة. فهل تمد يدك للتكفيريين ودينهم القتل وقد كفروا الجميع وحللوا دمائهم؟ ام المصالحة مع من يريد اعادة الامور الى الوراء، ويتحدث بصراحة عن افضلية النظام السابق؟ كما ان مثل هذه القوى الدمويه تعتبر نداءات المصالحة علامة ضعف ولذا يجب ان يترافق هذا النهج مع القوة. فقد تعهد الكثيرون بوقف النزيف ووقف القتل ولم يتوقفا. بل كانت وسيلة، وفرصة لملمة الصفوف، واكتشاف مواطن الضعف وضربها. فالعنف الارهابي كله هو لوقف العملية السياسية. مجموعات صدامية ارهابية متحالفة لاسقاط الوضع الجديد. والا فمن هي المقاومة، ومن هي المجاميع المسلحة التي يدعي الطالباني، والمالكي وغيرهما اللقاء بهما؟ وماذا اثمرت ياترى هذه اللقاءات؟ توجد فرصة للعمل السياسي لكل الاطراف. فلماذا التسلح اذن؟ كان من الخطا التخلي عن السياسة التي اتبعها اياد علاوي بان التفاوض يتم فقط  مع من يلقي السلاح ويؤمن بالعملية السياسية. ولكن الاعتراف الرسمي بما يسمى "المقاومة المسلحة الشريفة" اتاح المجال لكال العصابات الاجرامية، والمليشيات الطائفية، ان ترفع السلاح بحجة "المقاومة" الموجهة ضد الشعب الاعزل. كان المفروض استخدام عامل الردع لتثبيت هيبة الدولة والردع هنا ضد المتجاوزين وليس ضد المواطنين الذين وقعوا بين مطرقة الارهاب وسندان شلل الدولة. فمن اختار العملية السياسية لايحتاج الى السلاح. فاما مع العملية السياسية، او ضدها. فالاحتلال مرفوض من الجميع.

 

رزاق عبود[/b][/font][/size]

258
مسيحيو العراق من التقتيل والتهجير الى التكريد
[/color]

قبل، واثناء الحرب العالمية الاولى، وعدت بريطانيا الكثير من الشعوب بتحقيق مطامحها في الحرية، والاستقلال، وتكوين دول قومية. واشترطت، مقابل وعدها، وقوفهم الى جانبها في حربها ضد العثمانيين وعقدت مع بعضهم عهود، ومواثيق، ووقعت اتفاقيات دولية بهذا الخصوص. فقد وعدت الشريف حسين بمملكة عربية موحدة وحارب رجال الثورة العربية التي كان يقودها الى جانب القوات البريطانية ضد المسلمين الاتراك، ولولا مساعدتهم، ودعمهم لما نجحت بريطانيا في دحر الجيش العثماني. كما وعدت الاشوريين، والاكراد بكيانات مماثلة بعد الحرب. ولكن الوعد الوحيد الذي وفت به هو لبني صهيون: اغتصاب فلسطين وتشريد شعبها. الشريف حسين انتهى منفيا في قبرص. وابنه طرد من سوريا فعوض بعرش بغداد بعد ثورة العشرين وفاز الملك عبدالله بامارة شرق الاردن التي ضمت اليها فيما بعد الضفة الغربية بعد هزيمة 1948 حيث حارب الانكليز الى جانب الصهاينة ضد "حلفائهم، واصدقائهم" العرب. الاكراد بقوا موزعين بين اربع دول. اما الاشوريين فانتهت انتفاضتهم في تركيا الى مجازر رهيبة اضطرتهم للهرب الى العراق، وسوريا، ولبنان. ولم تكد الجراح تلتئم حتى تعرض الاشوريون في شمال العراق الى مذبحة جديدة على يد ضابط عثماني سابق من اصل كردي تنكر لقوميته وصار رئيس اركان الجيش العراقي، وارتبطت باسمه اكبر مجزرة ضد مسيحيي العراق بكر  صدقي. الذي اغتاله اسياده البريطانيون بعد فترة للتخلص منه. فمات غير ماسوفا عليه. ولكن اسمه دخل التاريخ كجزار رهيب واول من قام بانقلاب عسكري في العراق، والوطن العربي. وهرب الالوف من الاشوريين مرة اخرى الى سوريا، ولبنان. وبقي المسيحيون العراقيون جميعهم من اشوريين، وسريان، وكلدان، وعرب  يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية رغم انهم سكان البلد الاصليين واحفاد بناة حضارة وادي الرافيدن التي يتفاخر بها الان من جاء من الصحاري، والقفار. ولم يشفع لهم انهم عراقيون اصلاء، وادخلوا الطباعة، والصحافة للعراق الحديث كما ابتدع اجدادهم الكتابة في العراق القديم. بعد ثورة 14 تموز1958 شعروا لاول مرة كغيرهم من من العراقيين بكرامتهم، وعزتهم، وتساووا مع الجميع بكل الحقوق، والواجبات. فالتفوا حول الثورة ودعموها كبقية الفئات المظلومة في العهد الملكي. وبعد اشتداد المؤامرات ضد ثورة تموز وزعيمها عبد الكريم قاسم. تعرض المسيحيون في العراق الى حملة مطاردات، ومضايقات، واغتيالات شرسة خاصة بعد حركة الشواف في الموصل. واستغل العنصريون، والبعثيون، والمتعصبون تلك الاحداث ليشنوا حملة شعواء ضدهم مما اضطرهم للهرب والنزوح من مدينتهم الجميلة الموصل الى مدن اكثر تسامحا مثل البصرة، وبغداد. وبدات دوائر خارجية تغريهم للهرب من ارض اجدادهم للاستفادة منهم ككوادر متعلمة ومتدربة، ولدق اسفين في الوحدة الوطنية، وحرمان الثورة من كوادر للعمل والبناء الجديد. بعد انقلاب شباط الفاشي 1963 واثناء حكم الاخوين عارف تعرضوا الى تمييز قذر. منعت عليهم الكلية العسكرية، والطيران وكثير من الوظائف، والدراسات، وصاروا موضع شك في ولائهم للوطن، ولقوا معاملة سيئة اضطرت الكثير منهم للهجرة خارج الوطن. لكنهم لم يتنكروا، ولم ينسوا عراقيتهم في ابعد المهاجر. ورغم ما لاقوه من اضطهاد، وقمع، وتمييز، وحرمان، وتهميش  كانوا، وظلوا سفراء رائعين لبلدهم وحضارتهم، ونظموا الحملات المساندة للعراق، وشعبه، والتضامن معهم كلما تعرض العراق الى محنة ما. بعد الاحتلال الامريكي للعراق تعرضوا للقتل، والاختطاف، وهوجمت كنائسهم ودور عبادتهم وهربت الاف العوائل الى الاردن وسوريا في طريقهم الى اوربا، وامريكا، واستراليا حفاظا على حياتهم. ولم تفعل السلطات لحد الان ما يكفي لحمايتهم وطمئنتهم للبقاء في وطن الاجداد. كما زيفت ارادتهم، وافتعلت منظمات كارتونية تتحدث باسمهم ولم تصل صناديق الاقتراع الى مناطق تواجدهم الكثيف، وفرضت عليهم قوائم لاعلاقة لهم بها، لا دينيا، ولا اثنيا. واخيرا صار المسيحيون كردستانيون ولم يعودوا كلدان، او اثوريين، او سريان. رغم انهم يعيشون على ارضهم التاريخية، واغلب المدن القديمة، والحديثة تحمل اسماء من تاريخهم الطويل، وبلغاتهم محورة عربيا او كرديا. وسبق للقوى التقدمية العراقية المطالبة بالحقوق الثقافية لابناء حضارة وادي الرافدين. وابسط الحقوق السياسية المتمثلة في حكم ذاتي، او ادارة ذاتية فى القرى، والمدن، والقصبات التي يشكلون الاغلبية فيها، او يسكنوها لوحدهم. لكن كل الوسائل، والاساليب تتخذ من اجل افراغ هذه المناطق وبقية مناطق العراق من المسيحيين، وكأنهم جسم غريب. في حين ان الغرباء هم من يدفعوهم للهجرة، وترك البلد حفاظا على اعراضهم، وسلامة حياتهم، وتاريخهم، وتراثهم. فمتى يتحرك ضمير العالم للحفاظ على الاقلية الباقية منهم، ويضمن لهم، ولو، حق التسمي بالاسماء التي حملوها على مر التاريخ.

 

رزاق عبود

‏11‏‏/‏11‏‏/‏06‏[/b]


259
بصراحة ابن عبود
الصداميون يذبحون العراق والطائفيون يتقاتلون على تقطيعه

يستمر الذبح اليومي في العراق، وتلقى الجثث في كل مكان بعد التعذيب، والقتل. ويحدث انفجار هنا، وقصف هناك. سيارات مفخخة، وعبوات ناسفة، ومجازر بشرية في كل لحظة، وفي كل انحاء العراق الجريح. سيل الدم والدموع لايتوقف. الغريب، ان كل ذلك ينسب الى الحرب الطائفية القائمة في العراق، واستمرار التهجير، والتصفية الطائفية، والعنصرية، والدينية. وهذه الاساليب ليست جديدة في العراق، ولا غريبة على الصراع السياسي الدموي فيه.
وقد ادخله البعث العفلقي الى العراق، خاصة بعد ثورة14 تموز1958 حيث بدات الاغتيالات بحق الشيوعيين، والقاسميين، والقوى الديمقراطية الاخرى، وحتى الدينية المتنورة. وظهرت لاول مرة المليشيات المسلحة الهوجاء "الحرس القومي" على الطريقة الفاشية، تنشر الرعب، والدمار، والموت في عراق التسامح، والتعايش.
وتكررت المظاهرات، والمؤامرات، والانقلابات المسلحة. وكل مرة يصاحبها بحر من الدماء، وموجة من الاغتيالات. واشهرها احداث كركوك، والموصل، وانقلاب 8شباط 1963 الذي وضع العراق على سفينة الموت، والدمار منذ ذلك اليوم الاسود. بعد انقلاب 17 تموز 1968 استمرت العمليات، وازدادت حوادث الدهس، والاغتيالات، والاختطاف لكل المعارضين السياسيين حتى من داخل صفوف البعث نفسه وامتد الارهاب الى خارج حدود الوطن، واغتيلت شخصيات سياسية معارضة في الكويت، وبيروت، وعدن، ولندن، وطهران، وستوكهولم، والخرطوم، وغيرها.
وكلنا  يتذكر مجازر ابو طبر ومسالخ قصر النهاية التي كان يشرف عليها المتنافسان ناظم كزار، وصدام حسين. ثم تصفية قيادات مهمة في حزب البعث كانت محسوبة على يساره، او بدات تؤمن بخط التعاون الوطني وتريد بناء نظام طبيعي في العراق.
بعدها حمام الدم الذي مهد لاستلام صدام رئاسة الجمهورية وقيادة الحزب بتصفية قيادات البعث المنافسة له فتغدى بهم قبل ان يتعشوا به. وابعد البكر، وتفرغ للاكراد، والشيوعيين، والاسلاميين، وانتشرت المذابح، والاغتيالات، والاختطافات، والتصفيات على قدم وساق، وعلى مختلف الاصعدة، وفي كل مكان. وكلنا يتذكر تهديد صدام للشيوعيين العراقيين بان: "ايدينا تمتد الى براغ".
ثم الهجوم البربري على الثورة الكردية الذي مهد له بمؤامرة دنيئة مع الشاه المقبور. واحرق بعدها الشعبين العراقي، والايراني بحرب مجنونة "لاستعادة" ما سلمه بتوقيعه، وتنازل عنه برضاه للشاه المقبور. وهجرمئات الالوف من العراقيين من الاكراد الفيلية، وتركهم بين حقول الالغام على الحدود الايرانية. ثم اجتياح الكويت، واستهتاره بارواح الالاف من الضباط، والجنود العراقيين، اضافة الى السبي، الذي تعرض له الكويتيون. ولا زالت صور المذابح، والمجازر، والحرائق لقمع انتفاضة اذار المجيدة عالقة في الاذهان.
وتعرض يوميا على شاشات الفضائيات وعلى قارعة الطرق. ويشاهد فيها الهمجية، والفظاعة، والاستهانة بمصير، ودماء، وكرامة، وحياة العراقيين. وبعد حروبه الهمجية مع ايران، وغزو الكويت ادخل العراق في محنة الحصار الذي ذهب ضحاياه مليون طفل عراقي. وهو يحتفل سنويا بعيد ميلاده ببذخ اسطوري.
ثم الحرب الاخيرة حيث احتل العراق من قبل امريكا، وحلفائها بسبب حسابات "القائد الضرورة" ومغامرات بوش، وحروبه العدوانية. ولا ننسى جرائم الاسلحة الكيمياوية بحق الاكراد، وعرب الاهوار، والانصار الشيوعيين، وغيرهم في كردستان.
وسبق لصدام ان قال انه لن يسلم العراق الا ارضا بدون بشر. وها هو ينفذ تهديده الوقح بايدي ايتامه. فلقد ربى الاف المرتزقة من الوحوش البشرية، وعلمهم على سفك، ومص الدماء ببرودة اعصاب، وزودهم بالمال، والسلاح، والخطط، ودربهم على اساليب ارعاب الناس.
والكثير من المراقبين قالوا ان الحرب بدات بعد انتهائها. وقد هدد الصحاف بصراحة بذلك قبل اختفائه وسيده. ولكنها حربا ضد الشعب وليس ضد المحتلين. ورغم كل هذه الوقائع، والشواهد، والدلائل، فان غلاة الطائفية لا زالوا يتهمون بعضهم البعض. لايمكن اعفاء المليشيات الاسلامية بطرفيها، من الجرائم.
ولكن المليشيات كلها مخترقة من قبل اجهزة صدام السرية، وتنفذ السياسات المرسومة لها. فجيش المهدي الشيعي لا يختاف عن جيش محمد السني، وقوات بدرالجعفرية، لا تختلف عن تتظيمات القاعدة التكفيرية. فكلها تنفذ سياسات صدام بشكل غير مباشر بتهورها، ومباشر من قبل العناصرالتي اخترقتها. وعملاء صدام فيها ملالي، وعلماء، وسادة، وايات الله ، وامراء.. الخ.
لقد راينا كيف نزع رجال الامن، والمخابرات ملابسهم الدينية خلال قمع انتفاضة اذار، وتحولوا الى جلادين، بعد ان،  تنكروا بملابس المنتفضين. ان غلاة الطائفية من الطرفين يعرفون هذه الحقيقة جيدا. ولكنها تخدم مصالحهم الفئوية، والشخصية الضيقة، ولذلك يتهمون بعضهم علانية، وربما يلتقون في الخفاء، كما تفعل المافيات في اوربا، وامريكا لتقاسم مناطق الذبح، والقتل، والسرقة، والنهب، والخطف.
اما رجال الدين العقلاء الغير طائفيين فضائعين في حمى الهستيريا الطائفية، واستعداء الناس، والاهل على بعضهم. ولا احد يستمع لدعواتهم، ونداءاتهم، التي تضيع وسط ضجيج مؤامرات، واصوات مدافع، وهاونات البعث الطائفية. لقد الصقت جرائم كركوك، والموصل، والسحل الذي قام به الغوغاء بالشيوعيين العراقيين وانصارهم بعد انتصار ثورة تموز خلال مقاومتها لمؤمرات العملاء والقوى الرجعية.
وضاعت اصوات الشيوعيين المنددة بالارهاب، والغوغاء، في ضجة هدير دبابات انقلابات المتامرين. فالشارع تسيطر عليه عصابات لها اهداف، ومشاريع مرسومة، وتعليمات تاتيها من القاهرة، ودمشق، وطهران، واسطنبول، ولندن، و واشنطن.
وهي نفس المصادر التي تسير، وتسيطر اليوم على فرق الموت التي حولت شوارع العراق الى حقول للموت. لانعفي المليشيات كما قلت، ولكن المليشيات في معضمها من نفس الرجال الذين تدربوا في اجهزة صدام، وجندهم بريمر، واذنابه في قواته، وشرطته، وحرسه، وحماياته. فالى متى يظل شعبنا ينزف، وحناجر زعماء الطوائف تعزف لحن المذابح.
اما حان الوقت لاعتقال "رجال" الدين، وزعماء الطوائف، وقادة المليشيات، الذين يحرضون على الحرب كما حصل في مصر، واندونيسيا، والجزائر فضعفت قوتهم وقلت عملياتهم الاجرامية.

رزاق عبود
11/11/06[/b][/size][/font]

260
بصراحة ابن عبود
ما الذي تغير في امريكا "الجديدة" حتى يدافع عنها "التقدميون" القدامى؟؟؟

سنوات طوال وهم يهتفون: تسقط امريكا، والموت لامريكا، ويرددون ان امريكا زعيمة الامبريالية. ويذكروننا بجرائمها في كوبا، وفيتنام، ولاوس، وكمبوديا، والفليبين، وافغانستان، وبوليفيا، ونيكاراغوا، وغرينادا، وبنما، وفلسطين، والصومال، ولبنان، و.. و..
وحتى يوم الثامن من نيسان 2003 كانوا  يتظاهرون اسبوعيا مع الملايين في شوارع، وساحات العالم، وهم ونحن نردد نفس الشعارات، ونضيف لها دور امريكا القبيح في رعاية، ودعم، واحتضان الارهاب العالمي، وشككوا باحداث 11 سبتمبر، وتحدثوا عن مشاريع امريكا في استغلال الجريمة لاهدافها العدوانية ، ونواياها الامبراطورية، بعد ان خرجت معظم دول امريكا اللاتينية من حديقة امريكا الخلفية.
واصبح النظام الامريكي(العالمي) الجديد، ومشروع الشرق الاوسط الكبير، وانتصار اسرائيل الكامل، وتمددها من الفرات الى النيل، ولو بصيغة امريكية وقوات متعددة الجنسيات، حتى يتحقق وهم بوش، وعصابته المتصهينة من اليمين الديني في "عودة" المسيح ليكون "الرفيق" بوش نبي الله على ألارض.
بعد ان يحتل ارض بابل، ومولد ابراهيم، ومعجزة النبي دانيال، ويثأر للسبي البابلي، ولو بعد سبعة الاف سنة. ويحاصر ايران، وسوريا ويبنى نظاما كاوبويا يتخلله الفساد، والقمع، والسجون السرية، والتعذيب الوحشي، والسرقات الفاضحة، والاستهتار الامريكي في كل شئ. فهي القطب الاوحد، وسيدة العالم "الحر" وعليها تحرير العالم  من رجس الشيطان الرجيم. فعفا بوش "جل جلاله" عن صدام، وابنائه. لكن صدام الاثول رفض ذاك العرض الغير متفق عليه.
والا لكان قد اعاده اليوم الى السلطة، كما اعاد ملك افغانستان، وبلغاريا، وعسكر اندونيسيا. وانتهت حرب امريكا ضد صدام ولم يجدوا اسلحة دمار شامل، ولا اسلحة نوويية، ولا علاقة،موثقة، مع بن لادن مع كل خبرتهم في النفاق، والتزوير. فبدئوا حربهم على العراق وشعبه. وترك المجال للسلب، والنهب، وفتحت الحدود على مصراعيها لكل انواع العصابات،  والمخابرات، والارهابيين، والقتلة، والمجرمين، والمهربين، والجواسيس. واحرقت كل الوزارات ما عدا النفط، وهدمت، وسرقت المتاحف، والمدارس، ومؤسسات الدولة، وضاع الى الابد تاريخ، وارشيف، ووثائق، وتحف الكثير من ابداع شعبنا الفني، والادبي، والعلمي.
وسرقت ثرواته علنا، ونقلت المليارات باشكال مختلفة الى بنوك، وخزائن، وشركات امريكية. وفرضوا الاحتلال رغم الادعاء انهم محررين وبقوا متحكمين رغم الاعلان عن تسليم السيادة. وبقيت الفوضى، والقتل اليومي سيدا الشارع، رغم اعلانهم، انهم ظلوا ليحفظوا الامن في العراق، واستعر النزاع الطائفي، واحتقنت العلاقات المذهبية، والدينية، وهم يتفرجون مع ادعاءهم، ان بقائهم هو لمنع الحرب الاهلية، وهي قائمة، ومستمرة، ودموية. ويساهمون في تاجيجها بطرق مختلفة. ليلعبوا دور الحكم، والرسول المنقذ، والشرطي المرتشي.
ويتدخل السفير الامريكي، الافغاني الاصل، في كل صغيرة وكبيرة، وبيده مفاتيح الحل والعقد. ولم يحل لنا، ولا مشكلة واحدة، بل فاقم كل المشاكل.
فكل شئ غائب في العراق الماء، والكهرباء، والخدمات. الدماء العراقية وحدها  تسيل في شوارع العراق بدل المياه، والغاز. ورغم التقارير الدولية "امريكية مو سوفيتية" التي تتحدث عن جرائم امريكا في ابي غريب، وغوانتانمو، وسجونها السريه في اوربا، وسنها قوانين تجيز تعذيب المعتقلين(ياسلام على ديمقراطية امريكا)، والتنصت على ملايين الامريكيين، وسكان الكوكب كله، واتضاح دورهم في اكثر من فضيحة سياسية، ومالية، واخلاقية  وشنهم الحرب الاخيرة مع اسرائيل ضد لبنان ودعم الانظمة الشمولية في المنطقة، والعالم، والسكوت عن قانون الطوارئ في مصر، وتحكم العسكر في تركيا والباكستان، وانتشار طالبان العالمي في العراق، والصومال، والسودان، وتوسع الارهاب الدولي، والتعصب الديني، فلا زال اصدقاء امريكا الجدد في الصحافة، والمواقع، والفضائيات يبررون جرائم بوش، وعصابته، ويبيضون وجه ادارته اليمينية المتشددة(سخم الله وجوهكم).
متناسين شعاراتهم القديمة، وافكارهم "العتيقة" امام انحنائهم لاسيادهم الجدد. متوهمين ان هناك موقع وزاري، او استشاري، او اعلامي، او سفارة بقي شاغرا بعد التقاسم، والمحاصصة الطائفية.

الله يرحمك يا لينين يوم قلت: اقصى اليسار يلتقي مع اقصى اليمين.[/b][/size][/font]

261
المندائية : سنديانة الماء العراقية
رزاق عبود
رسالة اعتذار للمؤتمر الرابع لاتحاد الجمعيات المندائية في بلدان المهجر

وقت كنا صغارا في البصرة السمحاء (مسخها المتخلفون) كنا نسمع عن "الصبة" كابرع الناس في صياغة الذهب. كانت محلاتهم الجميلة الانيقة(سوق الصياغ) تغني عن النقاش في صحة هذا الامر. حيث يجلس الشيوخ بكوفياتهم الحمراء ونظراتهم الثافبة يستقبلون الزبائن، بود، وترحاب، في حين ينهمك الشباب في مداعبة الذهب المسال، وتطويعه في حلي، وصيغ جميلة بديعة.
عندما كبرنا قليلا، وصرنا نحلم، ونتخيل حظنا في الحياة، ونتطلع الى النجوم حالمين ان نصل الى سماها، ونقرا الابراج في المجلات المصرية. كان البعض يتحدث عن "الصبة عبدة النجوم".
وكبر خيالنا، واستيعابنا، وفهمنا الحياة اكثر، وعرفنا انهم كانوا علماء بالنجوم، والكواكب، ومواقعها، ومساراتها فهم احفاد السومريين الذين درسوا النجوم، وخبروا الكواكب، واعطوها اسمائها الخالدة حتى اليوم، واستعارها العرب منهم في استخدامها ادلاء في رحلاتهم مع جمالهم في الصحاري.
واعطى العرب اسماء لما اكتشفه ابناء مملكة ميسان، التي يتفاخر بها العراقيون المعاصرون، ولا يتجرأ احدهم للاعتراف انها احدى ممالك "الصبة" القديمة. فعلى ضفاف الاهوار في العمارة القديمة "ميسان" تواجد هؤلاء المولعون بصفاء الماء الجاري منذ الاف السنين.
وكم كنا نسمع عن قصص نبوغ  عبدالجبار ابن الشيخ عبدالله، العالم الذي، عينه عبد الكريم قاسم رئيسا لجامعة بغداد وسجنه انقلابيو شباط عام 1963 واهانوه في الوقت الذي تحجز له اكبر الجامعات الامريكية مقعد الاستاذية.
ودخلنا المدارس وكان ابرع، وابرز اساتذتنا في الرياضيات، والفيزياء، والكيمياء هم من الصابئة المندائية. واول استاذ علمني اصول القراءة، والكتابة، واول استاذ اهداني كتابا كان منهم. الاستاذ لعيبي الذي اقتاده سفلة الحرس القومي من الصف، ونحن صغارآ، لا نعي لماذا ياخذ هؤلاء الاوباش استاذنا المحبوب متجاهلين دهشتنا، وهلعنا، ودموع الاستاذ عبد الكريم البريسم مدير المدرسة.
ولم يعد لنا الا بعد سنة محطم الجسم والنفسية. لكنه ظل يتذكر كل تلاميذه، ويتفقدهم. يومها عرفنا، ثم خبرنا، ان من بين الصابئة، وطنيون، ومناضلون، وشهداء ابطال، وقادة سياسيين صمدوا، وجاهدوا في سبيل حرية العراق، واستقلاله، ومن اجل سعادة شعبة، وديمقراطيته. وكتبت الاناشيد، والاغاني الثورية، تيمنا باسمائهم(ستار شدة ورد...).
وعندما جائت الديمقراطية بعد تضحيات اجيال متتالية اصبح "الصبة" اول ضحاياها. حيث امتدت لهم قوى الفاشية، والظلام، والتخلف، والتعصب الديني، والمذهبي فعانوا المضايقات، والاعتداءات، والقمع، والتشريد، والتهجير بالضبط مثلما عانوه من حكومات نوري السعيد، والفاشية البعثية.
والان يتوزعهم العالم، مشردين، مهجرين، لا جئين بعد ان اضطروا لترك مهد الحضارات، مهد الاجداد، ودموعهم تغسل "المندي" الذي كانوا به يتعمدون. مؤخرا اعتقل احد شيوخ الصابئة في بغداد بحجة "الاشتباه". هرب بعدها، هلعا الى الاردن، ويقول انه لن يعود الى الاهانات اليومية في العراق: "حتى لو مت على ارصفة الغربة"( اتحفظ  على اسمه).
 في المقاهي، والنوادي، والمدارس كانوا الابرع في لعبة الشطرنج. كان استاذي في الفيزياء الذي اختطفه السرطان منا "حامد مطر" احد ابطال العراق في اللعبة الذكية. وشهدت الساحة الادبية، والفنية ، وجوه، واسماء رسخت حضورها في الساحة الثقافية العراقية، والعربية، والعالمية. من منا لم يتمتع بقراءة، او الاستماع، او مشاهدة، ابداع عبدالرزاق عبد الواحد(مع تحفظات البعض المفهومة) ولميعة عباس عمارة، وفيصل لعيبي، وغيرهم.
ان الشيوعيين العراقيين، وعن حق، اطلقوا على حزبهم النهر الثالث، بعد ان سقوا بدماء شهدائهم ارض العراق من شماله الى جنوبه. واطلق المتحمسون للادب نفس التسمية على ابا فرات، الجواهري الاكبر، بعد ان اتحف البشرية باروع صور الشعر العربي حتى الان.
وانا لا اريد ان اصف المندائية بالنهر الثالث، او الرابع، او الخامس. فكل انهار العراق شهدت حبهم لجريان الماء، وخبرت رجفات اجساد الاطفال الغضة، وطراوة العرسان وهم يتعمدون في مياه الرافدين وما تفرع منها او صب فيها، بملابسهم البيضاء( الرستا و التاغة) رمز الطهارة.
انهم كل المياه النقية، والصافية في بلاد الرافدين. فمن يريد ان يقتلعهم من هذه الارض عليه ان يجفف كل مياه العراق. فهل يبقى عراقا بعد ذلك؟ لكم كل الود، والمحبة في مؤتمركم العتيد، الذي امل، ان يسلط الضوء على ما يتعرض له العراق الحبيب وابنائه الاصليين من عذابات يومية، نامل ان تنتهي يوما ما في بلد رافق تاريخه كل عذابات العالم. لست باحثا اجتماعيا، ولا مختصا بشؤون الاحناس، والاديان، فعذرا لابناء اقدم حضارة عرفها وطننا عن قصور الحديث.

رزاق عبود
18/8/2006[/b][/size][/font]

262
بصراحة ابن عبود
اكاذيب ومغالطات الساسة والمسؤولين العراقيين الجدد عن الفدرالية، والدعم، والاستثمار، وغيرها
رزاق عبود

منذ سقوط النظام الفاشي لصدام حسين على يد قوات الاحتلال الامريكي اطلت علينا وجوه كثيره ومختلفه. غاب بعضها، واختفي بعضها، وسقط بعضها ضحية الارهاب السلفي، او الصدامي، او نتيجة الخلافات السياسية، واستمرار النهج الفاشي للنظام الساقط في التعامل مع المختلفين، او المعارضين. واستمرالبعض يتحفنا بظهوره المتكررعلى شاشات الفضائيات. كما استمرت الديماغوجية، ومحاولة التاثير على عقول، وافكار الناس، بالكذب، والخداع حينا، وبالتهديد، والفتاوي حينا اخر.الامر الذي يعكس الانتهازية، والفوقية، واستصغار عقل المواطن، والاستهانة بوعي، وثقافة الجماهير. في نفس الوقت الذي يتبجحون فيه بان العراقيين واعين، و"مفتحين باللبن". وكثيرا ما يرد كذب واضح، يدل على جهلهم، وليس جهل الشعب، كما يتوقعون، او محاولة التعميم السخيف. فان تبجحوا  بالدستور الطائفي الذي فرضوه بالخداع، والحيلة، والمناورة. نجدهم يقولون: هذا "اول" دستور يكتب للبلاد. وينسون انفسهم ويتحدثون احيانا عن دستور 1925 وهو في الواقع اول دستور دائم للعراق المعاصر. وكان هناك الكثير من الدساتير المؤقتة بعد 1958 حتى سقوط الصنم.  وعندما يتحدثون عن الفدرالية، نرى البعض يدعي انها نظام اسلامي ويفسروه كدليل على ديمقراطية الاسلام، ولا مركزيته.( لماذا لا تطبقه الدولة الاسلامية في ايران اذن)؟ 

 

ان نظلم الولايات الذي يقصدوه موجود قبل الاسلام. والذي تغبر هو انه نسب للوالي. فالامبراطورية اليونانية، والرومانية، والفارسية، والصينية، والمغولية كان لها حكام مقاطعات. بل ان الامبراطورية الرومانية فسمت الى شرقية وغربية بسبب اتساعها. والوالي الاسلامي لم يكن مطلق الصلاحية، ولا منتخب، بل الخليفة يقرر كل شئ تقريبا، وهو معين من قبل الخليفة، وقد يعزل، او تملص رگبته، اذا اخطأ او خالف امرا للخليفة. كما ان السبب الذي دعى الى تقسيم الامبراطوريات القديمة ومن ضمنها الاسلامية الى "ولايات" لم يكن الايمان باللامركزية، او الفدرالية، بل بسبب اتساع الامبراطوريات، وعدم توفروسائل الاتصال، والمواصلات الحديثة. وكثيرا ما يقول المتحدث: "ان اغلب دول العالم فيدرالية". في حين ان عدد الدول الفدرالية في العالم يعد على اصابع اليدين. وليس في اي منها من يسمى رئيس الاقليم وليس له حق منح الاستثمار للاجانب، اوفتح سفارات، اوتكوين حيش خاص كما هو عندنا. ففي اشهر الفدراليات: الولايات المتحدة الامريكية (عمامنه الجدد) لا يستطيع حاكم الولاية منح شركات اجنبية حق الاستثمارفي ولايته، او يكون له جيش خاص، اويحدد السياسة الخارجية.

 

مؤخرا ازداد الحديث عن قانون الاستثمار الجديد، والدعم، وغيره، والاستاذ ثائر الفيلي استاذ في التعميم. في هذه المجالات. فهو يقول، مثلا، ان نقدية الطفل موجودة في "كل" انحاء العالم. "حتى المريخ". وان دعم الاسعار موجود في العراق، فقط. ويورط نفسه اكثر ويقول ان دول الخليج العربي لا تفدم الدعم للسلع في حين ان نظام الرفاه الاجتماعي في هذه الدول قائم اساسا على دعم السلع الغذائية، والمحروقات، وبناء بيوت للمواطنين المحتاجين، وغيرها. هل سمع ثائر الفيلي بنظام الجمعيات في الكويت؟ وهو زائر دائم للبلد الشقيق. وحتى في اغلب دول اوربا يوجد دعم لبعض المواد، والخدمات اعترافا بالفارق الطبقي، ولتجنب ثورات اجتماعية، وحسابات اقتصادية بحتة. ان رفع الدعم الجزئي عن المحروقات الذي قامت به حكومة الحعفري لم يستطع ان يحل ازمة الوقود كما يقترح الاستاذ ثائر الفيلي. بل العكس ارتفعت الاسعار واختفت المواد، يا مستشاروزارة الاسكان التي لم تبن ولا صريفة! على كيفكم يمعودين، تره اكو اربعة ملايين عراقي، مفتحين بالبانزين، يعيشون بالغرب ويعرفون كل هاي السوالف. كذبوا، وغالطوا ببيوتكم مو بالتلفزيونات. فضحتونه(عفوا ، فضحتو نفسكم). ومن اغرب ما طرحه الاستاذ ثائر فيلي من على شاشة البغدادية (برنامج المنصة يوم 13/8/2006 ) حيث عمم مرة اخرى: "لا يوجد دعم للمواد الغذائية في كل دول الاعالم". عجيب! واضاف ان اسكان المواطن مسوؤلية الدولة في كل دول العالم. طيب وخيم العربان، وصرايف الهند، وباكستان وغيرها؟ ناهيك عن بيوت الچينكو في ولايات امريكا الجنوبية. لقد صادقت الدولة العراقية على لا ئحة حقوق الانسان، وبينها الحق في السكن اللائق.  ولكن نظام الاقتصاد الحر،الذي يدعو له ثائر، هو الذي لايلتزم بذلك. والغريب انه في نفس الوقت الذي  يطالب فيه السيد ثائر منح المستثمرين الاجانب امتيازات، وحوافز "خطية محتاجين"! يطالب بقطع الدعم، والمعونه عن ملايين الفقراء، والمعدمين في العراق. واحلى شي هو حديثه: " في كل دول العالم مباني خاصة للمعوقين" مرة ثانية، وين بالهند بالباكستان، بالصومال، بالصين، بايران، وين؟ نحن نعيش في اوربا ونعلم ان هناك عناية خاصة بالمعوقين، وان هناك مصحات، واجهزة خاصة لهم(ما رابطيهم بسلاسل مثلنه). ولكننا لم نسمع، او نرى بنايات "خاصة" للمعوقين. لان القوانين تمنع حجرهم، او حجزهم، او عزلهم. الكثير منهم يعمل وفق امكانيته. ولكن البلدية التي يسكن فيها المعوق تقدم مساعدات لتكييف السكن كمصعد خاص، او حمام مناسب بعد دراسات، وتوصيات، وروح وتعال. ان احاديث السيد ثائر تهيج المواطن العراقي بدل ان تطمئنه. وكلامه يصلح لدعاية انتخابية، وليس احاديث "مسؤول" في الدولة. الانتخابات بعد اربع سنولت، شكو مستعجل؟؟  اما ادهى ما قاله حيث صرح ان الدولة تقدم 10 مليارات دولار سنويا 4 مليار دعم للحصة التموينية و6 مليار دعم للمشتقات النفطية. ويقترح توزيعها مباشرة على الناس. ياللحكمة الاقتصادية! والى اين سترتفع الاسعار، وكم سيكون مقدار التضخم الذي يحد من النمو الاقتصادي؟ وهل يعلم سيادة المستشار ان الدول الاوربية تقدم الدعم لبعض السلع والخدمات فقط لكي لا ترتفع الاسعار وكى لا ترتفع نسبة التضخم. وهي كارثة على كل اقتصاد فكيف بالاقتصاد العراقي اللي گاعد على الرنگات. بفضل مستشارین مثل الاخ الفیلی.

هم زين صاحبنة "المستشار الاقدم"  في وزارة الاسكان. لوچان مستشار بوزارة الاقتصاد چان طلع العراق كسر!!!

رزاق عبود
15/8/2006[/b][/size][/font]

263
بصراحة ابن عبود
مظاهرات السليمانية، وفدرالية الحكيم
رزاق عبود

قبل ايام اعاد عبد العزيز الحكيم مطالبته بفدرالية الجنوب والوسط الشيعية، في الوقت الذي يعمل كل المخلصين، ما عداه واتباعه، لتخليص العراق من الفوضى التي يمر بها، والقتل المجاني للعراقيين، الذي تساهم فيه ميليشياته الى جانت الصداميين، والتكفيريين.  ومباشرة بدات فضائية الفرات التابعة له، والممولة ايرانيا، ومن المال العام العراقي المسروق، بالترويج الفج لفكرته الانعزالية، وحلمه ان يصبح زعيما، او رئيسا، او وليا للفقيه في فيدرالية الجنوب، والوسط المزعومة. رغم معارضة الكثير من الاحزاب، والشخصيات الدينية، والسياسية الشيعية الاخري لهذه الفكرة الانفصالية، اضافة الى معارضتها من قبل كل الاحزاب والقوائم السياسية الموجودة داخل وخارج البرلمان العراقي. ومع هذا يطالب بها باسم الديمقراطية! فاي ديمقراطية هذه، التي تعني معارضة الاغلبية الساحقة من الشعب العراقي؟ ومعروف، ان الزعامات الكردية المتنفذة تشجع، وتحث، وتحرض على هذه الفكرة الهوجاء. وتحلم، بل، وتعمل على تقسيم العراق لتجد مبررا لانفصالها. وبذلك تريد ان تعزل الشعب الكردي العظيم عن حلفائه، واصدقائه في الوطن العراقي بعد ان نجحت اغلب قواه السياسية في اقناع الجماهيرالعراقية بحق تقرير المصير للشعب الكردي. ولكن القيادة العشائرية تسير من جديد،للاسف، في نفس الخط الذي اتبعته بعد ثورة تموز واصلاحها الزراعي حيث تحالفت مرجعية محسن الحكيم، والقيادة الكردية، وقتها، مع البعث الفاشي لاسقاط ثورة تموز واغراق العراق في بحر من الدماء لازال جاريا لحد الان. و ليس مصادفة ان تتفق نفس المخططات السوداء ومن ابناء نفس القيادات ضد اماني الشعب العراقي بعربه، واكراده، وقومياته الاخرى لاقامة نظام ديمقراطي تعددي.

 

راحت فضائية الفرات تعرض صورة مشوهة عن الوضع في شمال العراق، وكأنه سويسرا الشرق. متناسية ان اقليم كردستان مثل غيره من مناطق العراق يعاني من الارهاب، ولو بنسبة اقل، وانتشار الفساد، والمحسوبية، واستمرار الصراع على السلطة باشكال بعيدة عن مصالح الشعب العراقي والجماهير الكردية(تاخر توحيد الادارتين وتشكيل حكومة مزدوجة مثل واضح). وهذه الامور يتحدث عنها الصحفيون الاكراد قبل غيرهم. وهم ليسوا ضد الشعب الكردي، ولا فدراليته، ولا طموحاته المشروعة. التي لاتنسجم مع السياسات الفوقيه المفروضه على جماهير الاقليم. ان المظاهرات، والاحتجاجات، التي تتكرر في مدن الشمال كركوك، والسليمانية، وحلبچة، وچمچمال، وبنجوين، واربيل وغيرها دليل على سوء الادارة في الاقليم كجزء من سوء الاوضاع في العراق كله، وليس في كردستان فقط. الامور ليست بذات السوء، ربما، ولكها تختلف عن الصورة الورديه التي يرسمها القادة، ومحطة الفرات لغاية في نفس يعقوب. ان الفساد الاداري، وانقطاع التيار الكهربائي، وسوء الخدمات، وارتفاع الاسعارالفاجش ليس مقتصرا على كردستان ولكنها ليست معفية منه. وان من ينتقد، او يكشف، او يعري السلبيات ليس بالضرورة معاديا للشعب الكردي. بل العكس هو الصحيح. وهم امر يمارسه الصحفيون الشرفاء في بلدانهم في كل مكان من العالم. ولم يشذ الصحفيون والكتاب الكرد عن ذلك. ان الاندفاع في محاولة تقسيم العراق، الى دويلات طائفية وعنصرية، والتشجيع عليها لا يخدم قضية الشعب الكردي، بل قد يجعل الحلم مستحيلا، ويترك الشعب الكردي فريسة مخططات، واطماع الدول المعادية لمصالحة. ولا يعكس نزاهة قادته المتورطين في ذلك، وانكشف مؤخرا في التامر المخزي على حزب العمال الكردستاني مع عسكر تركيا. تماما، كما تامرالحكام العرب مع اسرائيل، وامريكا ضد لبنان، وحماس. وتجربة الشاه مع الملا مصطفى، وسوريا مع اوجلان امثلة  حاضرة ومحذرة. ان الحريص على الشعب الكردي لا يتعاون بالتالي مع ايران وعملاءها في العراق لاقتطاع الجزء الاكبر من العراق باسم فدرالية الجنوب والوسط. وهنا، ايضا، يتضح تعاون الزعماء الاكراد مع اعداء الشعب الكردي خاصة، والشعب العراقي عامة في ايران.

 

واذا كانت فدرالية كردستان التي استقلت عن سلطة صدام لمدة خمسة عشر عاما وكانت معفية من الدمار الذي طال العراق منذ بداية تسعينات القرن الماضي حتى اليوم، وحصلت على دعم مادي كبير من اوربا وامريكا طيلة تلك الفترة تعاني ما تعانية اليوم،  وتتظاهرالجماهير الكردية البطلة ضد مضطهديها وسارقي قوتها، وضد الفساد المستشري، وسوء الخدمات، وارتفاع الاسعارالفاحش، وانقطاع التيارالكهربائي، واختفاء البنزين. فكيف ستعيش وتتصرف الجماهير المسحوقة في الوسط والجنوب، وهي تعيش في منطقة محروقة، مسحوقة، مدمرة وكانت ميدانا لحروب صدام، وطغيانه، وقمعه في ظل الحكام الجدد من مهربي النفط، وسارقي اموال الشعب، والعصابات الاجرامية، والميليشيات الطائفية، التي قتلت، وتقتل كل من يعارضها، وهجرت  المسلمين السنه من سكنة المنطقة الاصليين وحاربت، واضطهدت، وضايقت المسيحيين، والصابئه وحتى الاكراد، والشيعةالاحسائية في مدينة التسامح  البصرة. ولا اظنها مصادفة ان معظم جماهير مدن الجنوب، والوسط تعارض هذه المؤامرة الانشقاقية لانهم عراقيون اولا، ولانهم خبروا هؤلاء الذين يطالبون بفدراليةالجنوب ليسرقوا اكثر مما سرقوا، وينهبوا اكثر مما نهبوا، ويقتلوا اكثر مما قتلوا، والا كيف يفسر لي الحكيم، وجماعته، وطاقم الفرات الطائفي العنصري هجرة الاف الناس و تترك ارض فدراليته مجبرة، او مختارة لدول المهجر البعيدة، والقريبة. لقد دفع هتلر بملايين الشباب الالماني الى الموت على مذبح اطماعه التوسعية، وعقدته النفسية، وشعور النقص، وهاجس الانتقام الذي رافقه حتى ساعة انتحاره. وجعل صدام حسين من الذين ارادوا ان يفدوه بالروح والدم وقودا لعقدته، وحروبه العدوانية. ومحافظات الجنوب اكثر من عاني من نتائج حروبه وقمعه. فالى اين ستقودنا العصابة التي تهتف اليوم لداعي الفدرالية الشيعية: "بالروح بالدم، نفديك ياحكيم"؟  لقد احرق علي بن ابي طالب عليه السلام، كما تقول كتب التاريخ، اولئك الذين ظنوه الاها فعبدوه. فالى اية محرقة يقود الحكيم جماهير الشيعة المحرومة، المظلومة، المهضومة وهو يبتسم بجذل لهذا الهتاف المريض؟ وهاهي شعوب ايران وبعد ثلاثين سنة من ثورتهم الاسلامية تعيش فقرا مدقعا رغم ان ايران تسبح على بحيرات من النفط مثل محافظات الوسط والجنوب. فمن يريد طاقم الحكيم، وفضائيته ان يخدع بادعاءاته الكاذبة؟ وجماهير كردستان تقول بمظاهراتها، واحتجاجاتها البطولية ضد السلطات الفدرالية:
اسال مجرب ولا تسال حكيم!!
واذا رشق متظاهروا السليمانية المباني، والميليشات(البيشمرگة) الحكومية بالحجارة، ففي مدن الجنوب سيكون الرشق بالنعل الربل، او بالمدس كما يقال في النجف الاشرف!!![/b][/size][/font]

رزاق عبود
13/8/2006

264
بصراحة ابن عبود
امة عربية بائدة  ذات قيادة فاسدة
رزاق عبود

بالامس انشغلت عن التلفاز لاسباب قاهرة خلال النهار وفاتني ايضا بدايات النشرة المركزية للتلفزيون السويدي، التي احرص على متابعتها، خاصة اثناء الاحداث الهامة، لانهم يتابعون الامور بدقة وحيادية ويستضيفون محللين سياسيين مختصين "من صدک مو بس حچي".
احسست ان هناك امرا هاما قد حصل. حيث استمرت الاخبار لمدة نصف ساعة وهو امرغير عادي في نشرات الجمعة المسائية. اشارت المذيعة في نهاية النشرة والتاثر واضح من صوتها وتعابير وجهها، حيث اوجزت ان النشرة استحوذت عليها اخبار الدمار والقتل الجماعي في بيروت.
صدق حدسي فاسرعت الى التلفاز الثاني حيث يمكنني التقاط الفضائيات العربية. وهو عاطل جزئيا، ولكنه يشتغل احيانا، فلم يخذلني،مثل الحكام العرب، وجاء الخبر سريعا "مجزرة جديده لاسرائيل في لبنان".
كانت النشرة قد انتهت هناك ايضا.
بدأت اقلب الفضائيات العربية واحدة اثر اخرى. مسرحية تافهه، برنامج ممجوج، مواعظ ساذجة، رقص خليع، غناء وضيع، مسلسل هابط، فيلم سخيف. وكأن لبنان ليس بعربي، وليس بين اهله مسلمين.
المهم ان ترضى عنهم الالهة اسرائيل، وصاحبة الجلالة رايس، وربهم الاعلى بوش. "العربية" و"الجزيرة" فقط مشغولتان بنقل اخبار الحرب ومتابعة الاحداث على الساحة اللبنانية.
تذكرت احد الاصدقاء، وانا احدثه بانني استمع الى"العربية" فقط. فقال: "نوبات تضطر تسمع الجزيرة". قد تكون اخبارها وتقاريرها  للمزايدة، او للتغطية على ان الصواريخ الامريكية الموجهة، والقنابل الذكية التي تسحق لبنان وشعبه تخرج من على بعد امتار من المحطة. وقرب بيت القرضاوي، دون الاشارة الى ذلك. وكم اتمنى، ان يكون لهم مراسل في القاعدة الامريكية في "العديد" ليتابع شحنات الاسلحة، وهي ترسل من "ضيوف" الشيخ الهمام لتقتل اشقائه.
خليفة السادات "يحذر" امريكا، واسرائيل. طبعا ليس بالحرب، او قطع النفط، او طرد الخبراء، او السفير الاسرائيلي بل يحذرهم من مخاطر زيادة الكراهية لاسرائيل، وامريكا(خايف على اولياء نعمته). في نفس الوقت الذي تمنع فيه قوات امنه خروج المصلين من جامع الازهر في مظاهره تضامنية مع اشقائهم في لبنان، وفلسطين.
مفتي الازهر وكأي موظف حكومي، لا حس ولا نفس، فهو رجل مسالم، ويطيع رئيسه المسلم، ووضعه المستسلم. وتنهال على المحتجين باسم الاسلام والامة العربية الهراوات، والاهانات، والشتائم. وفي ساحة الازهربالذات.
في نفس الوقت تستخدم القوات الاردنية العنف، والنار لتفريق مظاهرة مماثلة حاولت ان تخرج لنصرة المسلمين. قوات "سليل" نبي المسلمين الهاشمي كانت لهم بالمرصاد. فالحلف الهاشمي الصهيوني اهم واقدس من كل دماء المسلمين والاشقاء العرب.

 لقد ورد في القرآن: "تبت يدا ابي لهب" والمفروض ان تكون تبت امة العرب وتب قادتهم الجرب!!
مع الاعتذار لبسطاء المؤمنين

 رزاق عبود
5/8/2006[/b][/size][/font]

265
بصراحة ابن عبود

اين فتاوي الجهاد ومقاطعة الجبنة الدنماركية من الحرب الاسرائيلية على لبنان؟؟!
[/size]


كلنا يتذكر الهمة التي اعترت القادة، والسياسيين، ورجال الدين العرب والمسلمين، وهم يتسابقون لشجب وادانة، وتكفير، ومقاطعة البضائع الدنماركية وغيرها من الدول الاسكندنافية المعروفة شعوبا، وحكومات في تعاطفها مع قضايا الشعوب العربية، واحتضانها مئات الالوف من اللاجئين الهاربين من قمع الحكومات العربية، والاسلامية. اغلبيتهم جمهرة مسلمة، والكثير منهم فرض الحجاب على بناته، ونسائه وبنوا المساجد، وحولوها الى اماكن لعض اليد التي امتدت لمساعدتهم. واغواء الشباب لقتل ابناء البلدان التي ولدوا فيها. بعد ان اسسوا جمعياتهم الاسلامية بمساعدة مالية من دافعي الضرائب "الكفار". ويرسلون ملايين الدولارات سنويا لمساعدة عائلاتهم في البلاد العربية، والاسلامية التي من الله عليها بالاسلام وحكامه الجائرين.

 

لقد امتلئت الشوارع يومها، والساحات، وازدحمت بالملتحين من مختاف الاعمار ذوي الدشاديش القصيرة، وتسابق الكثير منهم، الى الجرائد، والاذاعات، والفضائيات ليطالب بالجهاد، واستدعاء السفراء وفرض الشروط لقبول الاعتذار، و... و... وغيرها من الشعارات الحمقاء. بسبب ماسمي، وعرف في العالم "صور محمد" واغلبها كانت مختلقة، ومفتعلة، ومبالغ فيها من اناس يعيشون في تلك البلاد، وعلى فتات صدقات ابنائها"الخنازير الكفرة". واليوم كما بالامس لم يرتفع صوت واحد لمقاطعة البضائع الامريكية، اوالاسرائلية المنتشره في الاسواق العربيه، والاسلامية من الرباط الى الدوحة. ولم نسمع احد يهدد بوش او ايهود اولمرت. بل على العكس، الكثير منهم يتفهم ردة فعلهم، ويلوم المقاومة لانها تحرشت باسرائيل في مغامرة غير محسوبة العواقب. ومنذ اسبوعين وقنابل واشنطن، واسرائيل تقتل اطفال، ونساء، وشيوخ المسلمين في لبنان. وتقصف بيوت، وجوامع (جوامع، ومساجد، وليس حسينيات) وكنائس  في لبنان الشقيق دون ان يتبرع احد من هؤلاء المنافقين المكترشين على حساب الاخرين، ولو بدعوة الناس الى مقاطعة الصهاينة، والامريكان، ومحاربتهم، كما تسارعوا، واصدروا الفتاوي، وارسلوا الارهابيين لقتل "الروافض" في العراق. اين الاخوان المسلمين في الاردن، ومصر، وسوريا، والسودان، واندونيسيا، والجزائر؟ اين القاعدة وطالبان من كل ما يجري من مذابح لاخوتهم المسلمين في لبنان؟ "المجاهد" بكري يهرب من لبنان، بعد ان حل الجد، على سفينة "للصليبيين" الذين طالب في بريطانيا التي آوته بالقضاء عليهم.  في حين ان الوزراء، والنواب، والسياسيين، والقساوسة المسيحيين "الكفار"، والشيوعيين "الملحدين"، والشباب "الفاسقين" في الغرب تظاهروا، ضد امريكا، واسرائيل، وطالبوا بمقاطعة الاخيرة، وطرد سفراءها. اما القادة العرب، وشيوخ الارهاب، وعلماء النفاق فيتسارعون لتقبيل يدي شمطاء واشنطن رايس. ويمرون يوميا خانعين من تحت الاعلام الاسرائيلية المرفرفة في اكثر من عاصمة عربية، واسلامية. والنفط العربي لا زال يستخدم وقودا للطائرات، والدبابات الاسرائيلية، الامريكية الصنع، لنشر الموت، والدمار في لبنان الجميلة. لم يصدر،ولو تهديد، بقطع النفط. متى تتحرك سوريا لتحرير الجولان؟ متى تطير صواريخ شهاب الايرانية "لتدمر" تل ابيب؟ عائدات النفط اغلى من الدم اللبناني. فها هي عادة المسلمين، يستعدون عدوهم على اشقائهم. ثم يذهبون الى النوم مطمئنين يحمدون الله كونهم مسلمين. ويدعوه ان ينصر المسلمين على اعدائهم، متناسين ان ربهم قال: لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم.

 

 فمتى يتحرك دعاة الجهاد من على شاشة الفضائيات، ومواقع الانترنيت الى ساحة الجهاد الحقيقية؟؟ ام ان حرب اسرائيل الامريكية على لبنان كشفت عوراتهم؟؟

 

رزاق عبود

26/7/2006[/b]

266
بصراحة ابن عبود
اين فتاوي الجهاد ومقاطعة الجبنة الدنماركية من الحرب الاسرائيلية على لبنان؟؟!

كلنا يتذكر الهمة التي اعترت القادة، والسياسيين، ورجال الدين العرب والمسلمين، وهم يتسابقون لشجب وادانة، وتكفير، ومقاطعة البضائع الدنماركية وغيرها من الدول الاسكندنافية المعروفة شعوبا، وحكومات في تعاطفها مع قضايا الشعوب العربية، واحتضانها مئات الالوف من اللاجئين الهاربين من قمع الحكومات العربية، والاسلامية. اغلبيتهم جمهرة مسلمة، والكثير منهم فرض الحجاب على بناته، ونسائه وبنوا المساجد، وحولوها الى اماكن لعض اليد التي امتدت لمساعدتهم. واغواء الشباب لقتل ابناء البلدان التي ولدوا فيها. بعد ان اسسوا جمعياتهم الاسلامية بمساعدة مالية من دافعي الضرائب "الكفار". ويرسلون ملايين الدولارات سنويا لمساعدة عائلاتهم في البلاد العربية، والاسلامية التي من الله عليها بالاسلام وحكامه الجائرين.

لقد امتلئت الشوارع يومها، والساحات، وازدحمت بالملتحين من مختاف الاعمار ذوي الدشاديش القصيرة، وتسابق الكثير منهم، الى الجرائد، والاذاعات، والفضائيات ليطالب بالجهاد، واستدعاء السفراء وفرض الشروط لقبول الاعتذار، و... و... وغيرها من الشعارات الحمقاء. بسبب ماسمي، وعرف في العالم "صور محمد" واغلبها كانت مختلقة، ومفتعلة، ومبالغ فيها من اناس يعيشون في تلك البلاد، وعلى فتات صدقات ابنائها"الخنازير الكفرة". واليوم كما بالامس لم يرتفع صوت واحد لمقاطعة البضائع الامريكية، اوالاسرائلية المنتشره في الاسواق العربيه، والاسلامية من الرباط الى الدوحة.

ولم نسمع احد يهدد بوش او ايهود اولمرت. بل على العكس، الكثير منهم يتفهم ردة فعلهم، ويلوم المقاومة لانها تحرشت باسرائيل في مغامرة غير محسوبة العواقب. ومنذ اسبوعين وقنابل واشنطن، واسرائيل تقتل اطفال، ونساء، وشيوخ المسلمين في لبنان. وتقصف بيوت، وجوامع (جوامع، ومساجد، وليس حسينيات) وكنائس  في لبنان الشقيق دون ان يتبرع احد من هؤلاء المنافقين المكترشين على حساب الاخرين، ولو بدعوة الناس الى مقاطعة الصهاينة، والامريكان، ومحاربتهم، كما تسارعوا، واصدروا الفتاوي، وارسلوا الارهابيين لقتل "الروافض" في العراق.

اين الاخوان المسلمين في الاردن، ومصر، وسوريا، والسودان، واندونيسيا، والجزائر؟ اين القاعدة وطالبان من كل ما يجري من مذابح لاخوتهم المسلمين في لبنان؟ "المجاهد" بكري يهرب من لبنان، بعد ان حل الجد، على سفينة "للصليبيين" الذين طالب في بريطانيا التي آوته بالقضاء عليهم.  في حين ان الوزراء، والنواب، والسياسيين، والقساوسة المسيحيين "الكفار"، والشيوعيين "الملحدين"، والشباب "الفاسقين" في الغرب تظاهروا، ضد امريكا، واسرائيل، وطالبوا بمقاطعة الاخيرة، وطرد سفراءها.

اما القادة العرب، وشيوخ الارهاب، وعلماء النفاق فيتسارعون لتقبيل يدي شمطاء واشنطن رايس. ويمرون يوميا خانعين من تحت الاعلام الاسرائيلية المرفرفة في اكثر من عاصمة عربية، واسلامية. والنفط العربي لا زال يستخدم وقودا للطائرات، والدبابات الاسرائيلية، الامريكية الصنع، لنشر الموت، والدمار في لبنان الجميلة. لم يصدر،ولو تهديد، بقطع النفط.
متى تتحرك سوريا لتحرير الجولان؟ متى تطير صواريخ شهاب الايرانية "لتدمر" تل ابيب؟ عائدات النفط اغلى من الدم اللبناني. فها هي عادة المسلمين، يستعدون عدوهم على اشقائهم. ثم يذهبون الى النوم مطمئنين يحمدون الله كونهم مسلمين. ويدعوه ان ينصر المسلمين على اعدائهم، متناسين ان ربهم قال: لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم.

 فمتى يتحرك دعاة الجهاد من على شاشة الفضائيات، ومواقع الانترنيت الى ساحة الجهاد الحقيقية؟؟ ام ان حرب اسرائيل الامريكية على لبنان كشفت عوراتهم؟؟

رزاق عبود

26/7/2006[/b][/size][/font]

267
بصراحة ابن عبود
العقال والاعلام العربيان يدعمان كوفية العدوان الاسرائيلي

عندما انسحب الجيش الاسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000 توزعت الافراح كل العواصم العربية، وتباهى الجميع بان له مساهمة في ذلك. وادعى البعض الافضال، وارسل التهاني، والتبريكات. وانتشرت في العالم العربي موجة كبيرة من الفخر والاعتزاز، بعد قرون من الهزائم والاندحارات. الوحيد بين القادة العرب الذي لم يعتبره نصرا(علنا) هو القائد المحاصر ياسر عرفات. الذي حاول ان يجير الانسحاب لصالحه وفشل. وقد اوحى الانتصار اللبناني لمنظمة حماس وغيرها من حركات المقاومة الفلسطينية ان طريق الصمود ممكن ان يثمر، ويدحر اعتى قوة عسكرية غاشمة عرفتها منطقتنا. فتجربة فيتنام لا زالت حية. واستلهامها متعدد الاشكال.

واليوم والشعب اللبناني وحده (حزب الله بالتحديد) يواجه العدوان الاسرائيلي، ويتصدى لعنجهية الدولة الصهيونية المكلفة من قبل الامبريالية العالمية، والرجعيات العربية، وخاصة مثلث الخنوع، والخيانة السعودي المصري الاردني. حيث يراد فرض مشروع الشرق الاوسط بقوة السلاح الاسرائيلي بعد ان تعثر بشكل دموي في العراق. وللتغطية على ورطة امريكا، وحلفائها في العراق، واسكات صوت الصمود، واجهاض كل تحدي للاملاءات الصهيونية، والامريكية. فبدل التنديد، والشجب، والاستنكار الذي تعودنا عليه من قادة الدول العربية ومؤتمرات قمامتها انتقل الشجب، والتنديد، والاستنكارهذه المره الى المقاومة اللبنانية وخط الصمود في المنطقة. وبدل ادانة اسرائيل (لم يعد يقال العدو الاسرائيلي) ادين حزب الله، وقبله حماس، واتهموا بالمغامرة، وخطأ الحسابات، وعدم التوقيت المناسب. ولا نعرف الى اين انتهت عقلانية عرفات والدول العميلة لغيرالحصار، والتسميم، وانتشار الممثليات الاسرائيلية من الخليج الى المحيط. وانهاء المقاطعة العربية دون ان ينتهي قطع رؤوس الفلسطينيين اليومي. وماهي الحسابات الدقيقة التي صرفت مليارات الدولارات في حروب صدام وتركت الجبهة صامته مع اسرائيل؟ ومتى ياتي يا ترى التوقيت المناسب، والارض العربية تبتلع يوميا واحتلت عاصمة الرشيد الذي به يتبجون، بعد ان دنست قبلتهم الاولى، وثالث محرماتهم؟ ترى هل لديهم مقدسات، ام ان كراسيهم اقدس من القدس نفسها؟

ويتهم حزب الله بعدم حساب العواقب، وردة الفعل. فهل دعى حزب الله الى الحرب؟ انه اسر جنديان ودعى الى التفاوض غير المباشر. ولكن اسرائيل، وبتشجيع من امريكا، والمثلث الخانع هي التي اشعلت الحرب ودمرت لبنان. والهدف واضح: تاجيج الراي العام اللبناني ضد المقاومة التي تقف في وجه خيانات الانظمة العربية. وماذا عمل العرب لاسراهم في اسرائيل؟ وكيف يحاسب المظلوم ويبارك الظالم؟ أليس من المخجل ان يتفق الصهاينة، وامريكا، وبريطانيا، والحكام العرب ضد عدو واحد هو الشعب اللبناني. ومتى احتاجت اسرائيل الى عذر لشن عدوانها على الاراضي العربية؟ الا خسئت نفوسكم القذرة! 

اعلام الحكام يتحدث عن ضياع الاستثمارات(استثماراتهم) وتعطل عمل المصارف(اموالهم)، وحركة الودائع(ودائعهم)، وعن السيولة النقدية، رغم ان المسؤولين اللبنانيين لم يتشكوا من ذلك بل العكس قالوا ان السيولة مضمونة. بدل ان يتحدثوا عن المساجد المهدمة، والاطفال المحروقة، والاجساد المشوهة، والاشلاء المقطوعة، والجموع المشردة، والجثث المدفونة تحت انقاض البيوت نتيجة قصف طائرات حلفاءهم الاسرائيليون. اما ازمة الوقود، والمواد الغذائية، والادوية، والظروف الانسانية السيئة، وتحطيم البنى التحتية نتيجة الجرائم الاسرائيلية فهي كلها، بنظرهم، بسبب اخطاء حزب الله ومغامراته! وليس سببها دمار الة الحرب الفاشية على لبنان، واهله والحصار البحري والجوي والبري الذي تفرضه اسرائيل على كل الاراضي اللبنانية رغم الادعاء ان حربهم ضد حزب الله. لعنكم الله ان كان موجودا!!

في الوقت الذي يدين حاكم مصر ويندد بالمقاومة اللبنانية ،مثلما اتهم كل شيعة العالم سابقا بالعمالة لايران، فانه يعتبر ان حزب الله ينفذ مخططات ايرانية. في حين ان موانئه تستفيد من الحصار البحري لاستقبال السفن القادمة الى لبنان وفرض اعلى الرسوم عليها كتعبير على التضامن العربي والاسلامي وعربون وفاء لاسياده الامريكان والاسرائيليين. واذا كانت المخططات الايرانية ستحرر مزارع شبعا، واستعادة الاسرى العرب لدى اسرائيل، ومساعدة الشعب الفسلطيني في تحرير ارضه التاريخية فهي اشرف من مخططات الملوك والزعماء العرب وعلى راسهم الخائن مبارك لتقديم المنطقة على طبق من ذهب الى اسرائل وسيدتهم المشتركة امريكا. ان اسرائل اعلنت قبل اشهر، وايدتها امريكا كما تفعل الان انها ستزع سلاح حزب الله اذا لم تنجح الدولة اللبنانية في ذلك. فهل تنفذ اسرائيل مخططات ايرانية ايها الصايع؟؟!

ان كل ذلك يكشف تواطئه بتنسيق مع السعودية والاردن مع المؤامرة الدولية لفرض حقيقة سياسية جديدة في المنظقة بعد ان فشلت اساطيلهم فاوكلت لبني صهيون هذه المهمة القذرة. والا ماذا يعني تنديد قمة الثمانية بحزب الله، وعدم لوم (ولو لوم) اسرائيل على جرائمها ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني. المطلوب نزع سلاح حزب الله، وتفويض اسرائيل تطبيق قرار 1959 ، يعد ان سلمها الشرطي الدولي في واشنطن المقاولة الثانوية في لبنان فهو غارق في مستنقع العراق. وتصريحات بوش، وشمطائه رايس، وتابعه بلير، الا ادلة واضحة، واستمرار الحرب ضد لبنان، وشعبه لا يحتاج الى برهان فكل صحف وفضائيات العالم تتحدث عنها، ماعدا الحكام الخونة. ماذا اقول فيكم غير ما قاله الشاعر الكبير مظفر النواب:
"اولاد القحبة لا استثني منكم احدا"!!

رزاق عبود
19ـ07ـ2006[/b][/size][/font]

268
بصراحة ابن عبود
ما علاقة الاسلام بالديمقراطية؟؟!
[/color][/size]

في احاديثنا الخاصة، وكتاباتنا، وحواراتنا، مع الاسلاميين كثيرا ما نجامل، ونحاول ان
نلصق "تهمة" الديمقراطية بالاسلام. رغم ان كل علمائه، وشيوخه يعتبرونها بدعة غربية.
فتاريخ الاسلام السياسي منذ النبي محمد، وخلفائه الراشدين، حتى نهاية الدولة العثمانية
خلا من أي ممارسة ديمقراطية. فكما ان من عيوب ديمقراطية اثينا، وروما اقتصارها على
الاحرار، والنبلاء من الطبقة الحاكمة. فان التجارب الاسلامية القديمة، والحديثة اثبتت
فشلها ديمقراطيا، عندما وضعت شروطا، وقواعد لا تتناسب مع الديمقراطية التي تعني حرفيا
حكم الشعب. ولذلك فان المصلحين الاسلامين مثل الكواكبي، والافغاني، ومحمد عبده، وحركة
المشروطية، وقبلهم كلهم حركة اخوان الصفا ادركوا الحقيقة، وياسوا من الاسلام السياسي.
كثيرا ما نجامل، كما ذكرت، او يتباهى محدثينا الاسلاميين بتجارب، وامثلة من عمر بن
الخطاب، او علي بن ابي طالب، او عمر بن عبد العزيز، اوهارون الرشيد او غيرهم. متناسين
ان أي منهم لم يكن منتخبا. وان بيعة الاول، والثاني جاءت مثل بقية الراشدين من مجموعة
متنفذة فرضت نفسها بقوة المال، او السلاح، او الجاه، او النسب. والخلافة الوراثية منذ
معاوية بن ابي سفيان تنفي هي الاخرى أي صفة ديمقراطية. وان تحجج مدع، او جاهل، ان
الكثير من دول اوربا الغربية لا زالت ترئسها عوائل ملكية فهم يتناسون عن عمد ان كل
ملوك، وملكات اوربا بلا سلطة سياسية، وانهم رؤساء شرف ابقوا لاسباب سياحية،او مواقف
تاريخية معينة، او كرمزلوحدة وطنية ما، او اعتبارات اخرى. واغلب هؤلاء الملوك، والملكات
لا يحق لهم حتى الانتخاب، وقيد الدستور صلاحياتهم. وان حصل، وادلوا بتصريح سياسي ما
تقوم الدنيا، ولا تقعد حتى يعتذر الملك، او الملكة. والا فالجمهوريون على الابواب، وهم
يزدادون باستمرار رافضين الامتيازات التي ترثها العوائل المالكة رغم التقييدات
المستمرة. ناهيك عن سخرية الصحافة، ونشرها لفضائح العوائل المالكة التي تعتبر مكارم
امام فضائح، وجرائم ملوكنا، وعلمائنا، وقادتنا، ورؤسائنا الاسلاميين.

 

عن أي ديمقراطية يتحث الاسلاميون، ومجامليهم من الكتاب العلمانيين بكل اصنافهم. محمد
فرض على المسلمين كنبي، ولا تجوز مجادلته رغم انه قال "انما انا بشر مثلكم". وابو بكر
الصديق اختارته مجموعة اجتمعت لاسباب طبقية، ولا تمثل جموع الدولة الاسلامية التي شملت
كل الجزيرة العربية تقريبا. ولهذا بدات ماسميت بحروب الردة. ولم تكن" الردة" الا
انتفاضة عرب الجزيرة الاحرار ضد حكم الصوت الواحد، والحاكم الواحد، والعشيرة الواحدة
قريش. وعمر بن الخطاب جاء بنفس الطريقة ورغم توسع الدولة فان مجموعة صغيرة منعزلة هي
التي فرضته على الاسلام، والمسلمين بعد ان اوصى به ابو بكر، والحال نفسه ينطبق على
عثمان الثري الذي قاد دولة المستضعفين الاسلامية فقتل على يد من رفضوا استئثار اغنياء
قريش بالسيطرة على حكم جمهرة المسلمين الفقيرة. وقتلة عثمان جاؤوا يعلي خليفة على
المسلمين ولما رفضته الاغلبية في الشام بدات الحروب. وعلي كان يصر هو الاخر ان يكون
الحاكم عربيا، ومن قريش وقد عزل كثير من حكام الولايات لانهم لم يكونوا قرشيين. ثم ماهو
راي الغالبية العظمى من المسلمين الذي صاروا ضحايا حروب الخليفة المنصب والرافضين لحكمه
لمختلف الاسباب.

 

والشورى التي يتحثون بها "وشاورهم في الامر" كانت مجرد للاستئناس فكان النبي، او
الخليفة  هو من يقرر بعد التشاور حتى وان كان على خطأ. وغزوة احد مثال واضح، وتجربة ابي
بكر مثال اخر، وفرض عمر خالد بن الوليد قائدا للجيش رغم الملاحظات. ان حروب الردة،
ومقتل عثمان، وحروب علي ادلة، واضحة على فقدان لغة الحوار، وانعدام فعالية حكم التشاور.
فالفرد هو من يقر وليس الشعب، جمهرة المسلمين وقتها، رغم الادعاء "وامرهم شورى بينهم".
اذا اخطا الخليفة لا احد يحاسبه. في حين تبدل الحكومات المنتخبة بالانتخابات، او تسقط
نتيجة ازمة وزارية فيكلف مجلس النواب غيرها مؤقتا، حتى ينتخب الشعب غيرها. فمتى حصل هذا
في التاريخ الاسلامي؟ في سقيفة ابي بكر؟ ام فظاظة عمر؟ ام ترف عثمان؟ ام حروب علي؟ ام
قمع الامويين؟ ام مقاصل العباسيين؟ ام احتراب الاندلسيين؟ ام قوازيق العثمانيين؟ ام
مجازر حرس الثورة الاسلامية الايرانية؟ ام مذابح طالبان؟ ام جرائم الميليشيات الاسلامية
في العراق؟ ام ارهاب القاعدة الذي يخطف ارواح الاف الابرياء في كل مكان بامر من "الشيخ"
اسامة، او وكلائه، وامرائه؟

 

الاسلام دين، والدين علاقة روحية بين الرب، ومن يعتقد به. والسياسة للسياسيين وقد توصلت
التجربة البشرية بعد مسيرة مضنية، ونظريات شتى، وحكم ديني، ومذهبي، وعقائدي، وعسكري،
وتوتاليتاري(شمولي)، وديكتاتوري، ان الدديمقراطية على اساس انتخاب الشعب ممثليه لبرلمان
يناقش، ويحاسب حكومة الاغلبية السياسية. وقد يجدد الشعب "البيعة" لهذه الحكومة، او
ينتخب اغلبية جديدة من حزب، او ائتلاف سياسي اخرهو الحل الافضل لتداول السلطة. فلا
مجالس شورى، ولا اهل حل وعقد، اومجلس اعيان، او اشراف، ولا بيعة تقوم بها العشيره، او
القرية، او العائلة تصلح لان يحكم الشعب نفسه بنفسه. لقد راينا كيف نصب الخميني نفسه
وليا للفقيه لا يعارضه احد بعد ثورة الشعب الايراني. فهو ولي الامام المعصوم. وكيف ثبت
الاسلاميون العراقيون "الموقع الخاص" للمرجعية(ولاية فقيه مبطنة) في دستور عجيب غريب.
فدعونا من المجاملات الرخيصة، والتجارب الشخصية المعزولة لهذا الخليفة، او ذاك فانصاف
ذمي في كوفة علي، او اغاثة فقير في زمن عمر لا تعني ان كل الذميين كانوا يامنون على
انفسهم، ولا كل الفقراء وجدوا ضمانا لهم، ولا كل المسلمين قالوا كلمتهم. الاسلام
السياسي، والديمقراطية متضادان، فالنصوص الدينية ثابتة لا تتغير(مقدسة) في حين تتطلب
الحياة العملية، وتفترض الديمقراطية مرونة عالية، وتغيرات مستمرة، ومحاسبات دائمة،
ومراقبة يومية.

فمن يستطيع ان يحاسب من يدعي انه يحكم باسم الله وكتابه؟؟!

 

اتذكر مرة انني كنت اتحاور مع اسلامي حول الاخلاق، وانها تربية، وسلوك، وليس بالضرورة
وصايا الاهية يلتزم بها الفرد، كما كان يصر. وصادف ان مر شخصا، سقطت محفظة نقوده منه
فالتقطها صاحبنا المؤمن العائد لتوه من صلاة الجماعة. توقعت ان يركض  وراء الرجل ليسلمه
المحفظة، لكنه، وضعها في جيبه بعد ان تفحص كمية النقود التي احتوتها. استغربت، وسالته،
أي ايمان، واي اخلاق هذه، وانت تسرق علنا؟ فرد بوقاحة صاعقة:

 

هذا رزق من عند الله !!!

 

رزاق عبود

28/6/2006[/b]

269
اثخنوك الجراح  يا بصرتي الجميلة
 
هكذا يتكامل مشهد العنف، يا بصرتي الجريحة، ويتعالى صخبه معريا مؤامرة الصمت، والادعاء، والسكوت، والدجل، ويصطادوك بشبكة ارهابهم، فتشملك ساحة جرائمهم، ويضمك ميدان مؤامرتهم. وتتوهج النيران في شوارع الفيحاء، وتتعالى حرائق الانفجارات اعلى من النخل، ومآذن الجوامع، وابراج الكنائس. ويتسع فيضان القتل، والاغتيال غاسلا بالدم الاحمر القاني دروب، وازقة، واسواق، ومدارس، وساحات المدينة الهادئة. وترتفع الاعلام السوداء على ابواب بيوت المدينة المسالمة منبأة بطاعون جديد. وارتفع دوي المدافع، وازيز الرصاص ليغطي على همس الحب، والاغاني الجميلة، ورقصات الهيوة، وصياح الباعة، وضجيج الاطفال، وعنفوان الشباب، وخرير المياه في بندقية العرب. انها لغة الانتقام، والثار، والحقد البربرية، وادوات الهدم الفاشية الظلامية. لينالوا من رفعة، وسمو، وسمعة المدينة الصابرة، الوادعة، المناضلة، المضربة، المنتفضة، الثائرة.
 
ينتقمون، ويغارون من تاج الخليج، وجوهرة الشط، ومولدالاحلام، والبساتين. يريدون جرح جبين الوطن كله، وشرخ جبهة الصمود، ولوي ذراع التحدي، وفقأ عين الحارس الامين. يريدون ازالة اكليل الشعر، والادب، والثقافة الذي يزين راس الوطن. يعملون لاطفاء الالق الذي يبعث النور، والشعاع للامل، والحياة الجديدة بلا جلادين، ولا اوصياء، ولا ظلاميين، ولا دخلاء.
 
البصرة منذ عرفناها، وتربينا، وتعلمنا، ونشأنا، ودرسنا بها، كانت واثقة الخطوات نحو درب الحرية، والتطور، والانطلاق. وذلك الشعب البصري المتسامي فوق الحقد، والنزاع. المتسامح الاخلاق، والطباع. الهادئ في تعامله، وعيشه، وسلوكه. المهذب في حديثه، وقوله، وتصرفاته. الشفاف المتفتح الذهن في علاقاته. الصادق في كرمه، وضيافته، وعزته، ووطنيته، وافكاره. القوي في مبادئه، ومواقفه، ووثباته، وانتفاضاته، واضراباته، ومظاهراته، ونضاله، وصموده.
 
جاء الغوغاء، واللصوص، والقتلة، وقطاع الطرق، والجواسيس، والمدعين، والملثمين من كل مكان ليسرقوك كما سرقوا كل الوطن. جاءوا لينهبوك، وهم يعرفون انك كنزالوطن المادي، ورصيده في النفط، والماء، والخضرة، والصناعة، والموانئ، والابداع. ومستودع الثقافة الحرة التي لا تداهن، ولا تهادن، ولا تتواطأ مع السفلة، والخونة، والعملاء، ومصاصي الدماء. ومعقل الفكر النير وقلعة الاباء. البصرة رمز في صفاء الضمير، وعمق المحبة، ونموذج الرفض الصريح، والعنيف لكل ممارسات، واساليب مصادرة الحق، وخنق الحرية، وسبي العدالة، وتشويه الجمال، وسرقة ينابيع الحياة.
 
جاءوا من داخل، وخارج الحدود ليسرقوك، ويغتصبوا بكارة الصفاء، والهدوء، والتسامح، والتعايش، والالفة. جاءوا يضعوا حدا لحياتك مثلما قتلوا ابناءك من قبل: ابو زيتون، وهندال، والسياب، وشاكر محمود، ومحمود البريكان. ومثلما شردوا سعدي يوسف، وعبدالكريم كاصد، ومهدي محمد علي، وطالب غالي، ونازك الملائكة، وفيصل لعيبي، والمئات، والالوف من المبدعين، والمناضلين. لكن احتجاجك الصارخ ابدا، والتمسك بتاريخ ثورة الزنج، وافكاراخوان الصفا، وارث الانفتاح، والتلاقح الحضاري، وقصائد المربد الاصيلة ضيع عليهم اكثر من مرة نية ابتلاعك، او مسخك. لكن الهجمة هذه المرة خطرة، منظمة، دموية، شديدة، قاسية، مستمرة، مداهنة، متسترة بالدين مرة، والمبادئ مرة اخرى. هجمة شاملة، ومتعددة الاطراف، ومتنوعة الاسلحة، ووضيعة الاساليب. فمن ينتصر: قبحهم ام جمالك؟ خبثهم ام صفاءك؟ حقدهم ام حبك؟ غدرهم ام وفائك؟ جبنهم ام شجاعتك؟ قسوتهم ام حنانك؟ ظلمهم ام عنفوانك؟ ارهابهم ام غناءك؟ ضجيجهم ام هدوئك؟ عربدتهم ام موسيقاك؟ كلابهم ام طيورك؟ ذئابهم ام حراسك؟ سيوفهم ام سعفك؟ مدافعهم ام نخيلك؟ فيضانهم ام ضفافك؟ نارهم ام مياهك؟ ظلامهم ام شمسك؟ قنابلهم ام تمرك؟ مفخخاتهم ام ابلامك؟ نعيقهم ام هديلك؟ صلافتهم ام وداعتك؟ سفالتهم ام نبلك؟ لثامهم ام صفاء وجهك؟ موتهم ام حياتك؟ صحرائهم ام بساتينك؟ ذباحيهم ام اطفالك؟ مذابحهم ام جداولك؟ مجرميهم ام شعرائك؟ معاولهم ام عمالك؟ عثتهم ام فلاحيك؟ بخلهم ام كرمك؟ ظلاميتهم ام تسامحك؟ حرائقهم ام منابعك؟ كوابيسهم ام احلامك؟ 
 
هل نقول وداعا لبصرة الامس الخيرة، ام ان الابتسامة عائدة لا محالة لثغر العراق الحر؟؟؟
 
رزاق عبود
4/6/2006

270
بصراحة ابن عبود
من حق ايران امتلاك الطاقة النووية، ولمختلف الاغراض

منذ ان اعلنت ايران عن نيتها في تخصيب اليورانيوم، والادارة الامريكية التي امتدحت التعاون الايراني بالاطاحة بطالبان ثم صدام عادت الى اعتبار ايران من اكثر الدول الراعية للارهاب في العالم.
في الوقت الذي ترعى فيه نفس الادارة اسرائيل اكبر دولة ارهابية في العالم بعد امريكا. وفي وقت كانت تتهيا للتفاوض معها بشان العراق، وكأن العراق قاصر وولي امره ايران.
صارت الادارة الامريكية توجه مختلف التهم، والنعوت الى النظام الايراني. وهي نفس التهم التي رددتها، وترددها الكثير من القوى الوطنية العراقية، ومن ضمنها قوى اسلامية متنورة ولم تعرها امريكا اذنا صاغية. كان وقتها هدف اتهاماتها هو سوريا.
فبعد ان اخرجتها من لبنان بمختلف الوسائل، ربما تستعين بها الان لحل عقدة حماس. فتركتها وتوجهت الى ايران. ولعل ابسط الناس يفهم المعنى، والسبب فاينما تكمن مصلحة اسرائيل تكون هناك  ضغوط، ومناوارات، ومؤامرات، وتهديدات، وحتى حروب، وقوات، وتدخلات امريكية. ولان ايران لا تعترف باسرائيل وتعمل على ازالتها بدعم المقاومة الفلسطينية وسبق ان اخرجتها من جنوب لبنان بدعمها المقاومة اللبنانية بزعامة حزب الله.
واليوم تدعم حكومة حماس التي تعمل هي الاخرى على ازالة اسرائيل كدولة عنصرية واعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. فان امريكا تتوجه لها الان بكل قوة فوساطة سوريا مطلوبة الان. وربما ايران ايضا فالضجة النووية مقصود بها علاقة ايران بحماس فان توقفت توقف الخوف من السلاح والخطر النووي الايراني. فصفقات امريكا متعدده، وايران مستعدة للمساومة وسوق المزايدات مفتوح للمضاربين.

لقد وجدت امريكا في المشروع النووي الايراني حجة للضغط، ومبررا لشن حرب جديدة لتكتمل سيطرتها على كل حقول النفط في اسيا من تركمانستان الى العراق، وايران. نفط الخليج مضمون بالجيب. فالمشروع النووي الايراني ليس جديدا، بل هو احياء للمشروع الايراني القديم زمن الشاه. الذي لم تحتج عليه لا امريكا، ولا دول الخليج فلقد كان الشاه معاديا لحركات التحرر، ومعاديا للشيوعية، والاتحاد السوفيتي. وكأن ايران لم تقع وقتها لا على خط الزلازل، ولا اهتم احد بالبيئة، فعدو عدوي صديقي.
ان ايران بعكس اسرائيل موقعة وملتزمة بمعاهدة منع انتشار السلاح النووي. فلماذا لا تهدد امريكا اسرائيل؟ ولماذا لا يخاف العرب من قنابل اسرائيل ومن المخاطر البيئية المحتملة؟ ام ان عدو عدوي صديقي مرة اخرى؟
ان نفاق امريكا وابواقها العربية واضح، ومكشوف. اضافة الى المبالغة المقصودة، ونشر التخويف، والرعب من ايران بدل امريكا، واسرائيل. فالعملية لا زالت في بداياتها، فايران لم تخصب حتى الان اليورانيوم الذي قد يتحول الى قنبلة بعد سنوات طويلة. فالتقنية اللازمة لذلك غير متوفرة، حتى الان، لدى ايران والا لترددت روسيا بتعاونها النووي مع ايران.
ثم لماذا لم يعترض احد على قنبلة باكستان "الاسلامية"؟ لقد دعمتها الدول العربية والاسلامية، ودعمتها امريكا بعد ان تعهدت باكستان بعدم استخدامها ضد اسرائيل. وهي دفاعية فقط! ولتهدد بها الهند فقط. فلقد كانت الهند صديقة للاتحاد السوفياتي، واشد مناصري العرب، ومن مؤسسي منظمة دول عدم الانحياز. ولهذا اعترضت امريكا على تعاونها النووي مع روسيا ولم تعترض على قنابل باكستان الاسلامية التي كانت ولا زالت موجهة لاصدقاء العرب وليس لاعداءهم.

انا لا اضمر للنظام الاسلامي القائم في ايران اي ود، واتمنى زواله في اسرع وقت لتتمتع الشعوب الايرانية بالحضارة البشرية كغيرها من الشعوب، ولكن ليس على يد امريكا التي حولت العراق الى مسلخة يومية لابنائه. ولكن لا يجب الكيل بمكيالين.
ان اسرائيل هى العدو الاول لكل امانينا مهما كانت متواضعة. ونحن نعلم ايضا ان لايران مطامع في العراق، وبعض دول الخليج لاسباب طائفية معروفة واقتصادية اهمها ان نفط ايران ينتهي عام 2016 حسب تقديرات المنظمات الدولية المختصة ولهذا فهي تسعى لبديل نووى. كما احتلت امريكا العراق بسسب قرب نفاد الاحتياطي النفطي الامريكي وبسبب تحول الصين، وستتبعها الهند، الى عملاق اقتصادي كبير يهدد الهيمنة الاقتصادية الامريكية وحاجة الصين، والهند المتزايدة من النفط.
لذا فانا استغرب ان يندفع بعض الكتاب التقدميين للهجوم على حق ايران واية دولة اخرى في امتلاك اي نوع من الطاقة واي نوع من السلاح. فنحن نؤمن بالمستقبل والنظام الشمولي الايراني في طريقه الى الزوال وربما قد يساعد امتلاك السلاح النووي على ذلك. فالشعب الايراني لم ير من ثورة المستضعفين غير الحروب وتكديس السلاح. وعندها سيتخلى النظام الديمقراطي القادم بالتاكيد عن ترسانته النووية كما فعلت جنوب افريقيا بعد سقوط نظام الابارتيد، وكما فعلت اوكرانيا.
ولا تنسوا ان من يحكم في ايران هم تجارالبازار المعممين وهم بارعون في سياسة الابتزاز، والمناورة، ويعملون على الاستفادة من تجربة كوريا الشمالية، وان بدت انها تستخدم اساليب صدام في المهاترة، والعناد، والادعاء لغرض الابتزاز وفرض الشروط. ثم ان من يريد حماية العالم، والمنطقة من المخاطر الكارثية النووية الايرانية لا يهدد باستخدام السلاح النووي ضد ايران كما فعلوا مع اليابان، وكما استخدموا اليورانيوم المنضب في العراق. ام ان الاشعاع النووي الامريكي معصوم من الخطأ، مثل قنابلهم "الذكية" التي اصابت المنازل، والمدارس، والمستشفيات، والملاجئ، وخيام البدو؟؟؟!

رزاق عبود
30/4/2006[/b][/size][/font]

271
بصراحة ابن عبود
الشيوعيون يدعمون حماس والعرب والمسلمون يحاربوها

رزاق عبود
منذ اليوم الاول لاعلان نتائج الانتخابات الفلسطينية التي فاجئت قيادات حماس قبل غيرها. وكانت تصويتا ضد الفساد الفاحش للسلطة الفلسطينية وضد الارهاب، والممارسة الوحشية لاسرائيل، وضد التنازلات المستمرة للقيادة الفلسطينية امام بلدوزرات شارون.
منذ ذلك الصباح الذي فرضت فيه الجماهير الفلسطينية ارادتها، وعبرت عن رغبتها في استمرار الخط الكفاحي، الذي تخلى عنه الحرس القديم، اذ استطابوا القاب الوزراء، والاستقبالات الرسمية الفارغة، واستغلال السلطة، والتمتع بالامتيازات في وقت تجوع فيه اغلبية الشعب الفلسطني في الداخل والشتات. منذ ذلك اليوم، والنقاشات في كل مكان دائمة بين ممثلي اليسار الاوربي، وخاصة الشيوعيين من جهة، وممثلي اليمين، والاشتراكية الدولية اصدقاء السلطة السابقة المزيفين من جهة اخرى.
الجبهة الاولى تطالب باحترام ارادة الشعب الفلسطيني الحرة، وضرورة استمرار الدعم للشعب، والسلطة الجديدة لانها قضية مبدئية بالاساس، وقضية انسانية ثانيا. ¨
في حين وقف اليمين الاوربي الى جانب الضغوط الاسرائيلية، وطالب بقطع المساعدات عن الشعب الفلسطيني استمرارا لجريمتهم منذ وعد بلفور لحد الان، وتعرية لوجه ديمقراطيتهم القبيح. وموقفهم الدائم الى جانب جرائم اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وجيرانها من الدول العربية. ومحاولة قذرة لتجويع، وابتزازالشعب، والقيادة الفلسطينية الجديدة.
في كل برلمانات دول اوربا الغربية، وفي البرلمان الاوربي الموحد وقفت الاحزاب الشيوعية ضد قطع المساعدات، وضد مقاطعة الحكومة الفلسطينية الجديدة بقيادة حماس.
لكن الضغط الاسرائيلي، والامريكي وفر الاغلبية اليمينية، والاشتراكية الديمقراطية، والليبرالية لقطع هذه المساعدات على ضآلتها رغم التزامهم القانوني، والسياسي، والاخلاقي تجاه ماساة الشعب الفلسطيني. وطبعا ليس بعيدا عن تواطأ، ودعم، ورغبة، وربما طلب قيادات فتح، والسلطة الفلسطينية المهزومة لخلق العراقيل امام سلطة حماس المنتخبة من اغلبية الشعب الفلسطيني.
لقد قاطعت اغلبية الدول العربية ممثلي حماس كما فعلت امريكا، واوربا ماعدا روسيا التي كانت شيوعية في  يوم ما. ورفض وزير خارجية مصر استقبال وزير الخارجية الفلسطيني، وافتعلت الاردن بامر من اسيادها، واولياء نعمتها في اسرائيل، وواشنطن مشكلة ما لتشارك في الحصار على سلطة حماس، والشعب الفلسطيني.
ان خط الصمود الذي تتبعه حماس، مع اختلافنا مع تفصيلات البرنامج الاجتماعي، والوسائل النضالية، هو الذي سيقود الى تحقيق امل الشعب الفلسطيني بالعودة وتقرير المصير.
ونامل ان لاتدخل قيادة حماس في لعبة التراجعات، والتنازلات، والمساومات التي انتهت بحصار، واغتيال الشهيد ياسرعرفات رمز، وبطل الشعب الفلسطيني .
وان لا تتكرر تجربة الهلع، والرعب من العصابات الصهيونية عام 1948 وترك  الارض لمغتصبيها. وان لاتعاد ماساة الاستسلام لوعود اوسلو، وفك الحصار الذي تزايد حينها على دولة العصابات الصهيونية .
ان رعب القيادة الصهيونية من فوز حماس ينبغي استغلاله لصالح الشعب الفلسطيني لا ضده كما حدث مع الانتفاضة الاولى.
على قيادة حماس، اضافة الى التنسيق الشامل مع منظمات الشعب الفلسطيني الاخرى، ان تحاول الاتصال، والتنسيق مع اليسار الاسرائيلي المؤمن بالعودة وتقرير المصير، ودولة واحدة على اساس ديمقراطي وفق مبدا صوت واحد لكل شخص. وموقف اليسار الاسرائيلي، واغلبهم من عرب، ويهود 1948 اشرف من موقف الدول العربية التي تدعوا حماس الى الاستسلام، والقبول بسياسة الاملاء الاسرائيلية، والامريكية.
ونري اليوم ان اقرب الفصائل الفلسطينية الى حماس هي منظمة ماركسية ايضا، ونعني الجبهة الشعبية لتحرير فلسطسن. لقد نجح التحالف بين الرهبان الكاثوليك الثوريين، والشيوعيين في امريكا اللاتينية في فرض الديمقراطيات، ومحاربة نفوذ الشركات الاجنبية العملاقة.
كما تكلل تحالف الكهنة البوذيين مع الشيوعيين في تحرير وتوحيد فيتنام وانتصروا على اكير قوة امبريالية عالمية، وهي نفسها التي تدعم الكيان الصهيوني الذي يحاول فرض سطوته على المنطقة كلها.
ولا ننسى التجربة المغدورة حين تحالف أئمة الجوامع مع الماركسيين في اليمن الجنوبي لطرد المحتل البريطاني.
ومثال اخر هو تعاون شيوعيي جنوب افريقيا مع المؤتمر الوطني الافريقي بقيادة نيلسون ما نديلا وبدعم الكنيسة، والمساجد لاسقاط نظام العزل العنصري في جنوب افريقيا.
ومثلما سقط الابارتيد البغيض هناك سيسقط قريبا جدار العزل العنصري بتعاون حماس، وبقية الكفاحيين مع قوى السلام، واليسارالعالمي، والاقليمي، والمحلي و ربما سيخرج مانديلا العرب من صفوف حماس ليعود البهاء للمآذن، والكنائس، والمعابد، وتعود القدس مدينة للسلام، ومركز التقاء الديانات، والشعوب من كل مكان في وطن ديمقراطي يجمع الجميع.
ليتحقق هتاف الجماهير الذي رفعه الشيوعيين في شوارع الوطن العربي، والعالم:  "فيتنام وفلسطين مقبرة المستعمرين"

رزاق عبود   
24ـ4ـ2006[/b][/size][/font]

272
بصراحة ابن عبود
متى يقف بريمر الى جانب صدام في قفص الاتهام؟؟!
رزاق عبود

بعد ان دمرت عساكر بوش كل شئ حي في العراق، وقصفت الجسور، والبيوت، والمصانع والمصافي، والمعامل، والمدارس. (لم يقتل ولا قيادي واحد من ال55 المطلوبين ما عدا عدي وقصي في مواجهة مسلحة). هذا يعني ان القصف كان يستهدف مؤسسات الشعب العراقي ونتاج بناء الاجيال. كي تقوم الشركات الامريكية، والانكليزية بعد ذلك ببناء ما دمرته جيوشهم، وباسعار يقررونها هم لانعاش اقتصادهم الراكد ايام الحرب.
بعد كل هذا الخراب المنظم(بعد خراب العراق) ارسل لنا الرئيس المؤمن حاكما "مدنيا" حتى اسمه مخزي "بول" بريمر. (بالمناسبة كان اسم مستشاره الانكليزي مستر هتلي). عاشت الاسامي. فاكمل حاكمنا الجديد تهديم، وتفليش، وتحطيم، وتخريب، وحرق كل ما بقي، بالصدفة، بعد القصف بالطائرات، والصواريخ، والمدافع، والدبابات، ورشاشات الكابوي الامريكي. وقد عمل على استمرار الفرهود الذي كان يشجع عليه لتبث الصور عبر الفضائيات الامريكية لتريهم أي "همج" هؤلاء العراقيين الذين هدى الله النبي بوش لانقاذهم!
وواصل هذا المتخصص بمكافحة الارهاب ارهاب الشعب العراقي بجنوده، وحرسه، ودورياته، وعنترياته، واجراءاته اللا مدروسة. مارس التخريب المنظم كأي عثة لعينة. ففتح الحدود لدخول من كان ينتظر من الارهابيين، وقطاع الطرق، والقتلة، والمجرمين، والسراق الدوليين، وجواسيس الدول الاجنبية، ومهربي الاثار، وتجار السلاح، وغيرهم.
وحل الجيش العراقي، واجهزة الامن، والمخابرات التابعة للنظام السابق . وترك البلاد بلا جيش، ولا شرطة، ولا نظام، ولا حتى، شرطة مرور او سواق اسعاف. تحولت ارض العراق الى غابة اسلحة يتجول فيها كل حاقد، ومجرم،وسارق، ومختطف،وسلاب، ونهاب.

كل الانقلابات في العالم، وخاصة في العراق، يتبع البيان الاول فيها نداء لقوى الجيش، والشرطة الالتحاق بمواقعهم. هذا ما فعله انقلابيو البعث في شباط عام 1963وانقلابي تشرين من نفس العام  بقيادة عبد السلام عارف. ثم انقلاب 17 تموز وبعده 30 تموز عام 1968.
وبعدها تم تسريح الضباط غير المرغوب فيهم، او اعتقال من هو خطر منهم. فالقانون العسكري صارم وكان اغلبهم سيلتحقون بمراكزهم التزاما بالامر العسكري، لو اراد بريمر ان يستتب الهدوء في العراق.
وقد فعلت ثورة14 تموز1958 نفس الشئ. لكن بريمر اعطى رجال صدام المجال لاعادة تنظيم انفسهم سرا، والتحول الى التمرد المسلح، والتعاون مع ارهابي القاعدة، وهذا ما انذر، وهدد به اعلام النظام، قبل واثناء الحرب، وما ردده الصحاف حتى اخر لحظة.
لكن بريمر، وسيده بوش لم يريدا الاستقرار، والامن، والانتقال السلس للسلطة بل ارادوها فوضى ليتمكنوا من تحويل العراق الى مصيدة للارهابيين من  كل انحاء  العالم، وتحويل العراق الى الجبهة الاولى في محاربة الارهاب العالمي فتحول ما يسميه البعض "تحرير" العراق من صدام الى تحرير امريكا من الهجمات الارهابية على حساب ارواح، ودماء العراقيين. أي وقع العراقيين المساكين في الفخ المشترك للارهابيين، والمحتلين. المدن الامريكية امنة، والمدن العراقية صارت ساحات حرب.

جاء مجلس حكمه على اساس طائفي، وقومي، وهو الجرح، في الجسد العراقي، الذي سيظل ينزف لفترة طويلة. كل المصانع، والمعامل، والطرق، والجسور يمكن اعادة بنائها، ولكن وشائج التعايش التي مزقها بريمر بطائفيته، وعنصريته(التي صفق لها البعض) ستبقى تعرقل مسيرة الديمقراطية الحقة لحقبة طويلة من الزمن.
وهذا ما نلمسه يوميا من فشل الحكومات المتعاقبة بسبب السياسة الطائفية والعنصرية، التي فرضها على العراق كما فرضتها فرنسا على لبنان. وفي الوقت الذي امضى الامريكان 11 عاما يكتبون دستورهم فرض بريمر حسب قانون ادارة الدولة المؤقت على العراقيين ان يكتبوا دستورهم خلال اشهر قليلة. فعمق ازمة العراق، وعقدها، واطال امدها، ورحل نارها الى اجيال قادمة. وان استمرت الحرب الاهلية في لبنان 16 عاما فان الحرب الاهلية، اذا اندلعت، بشكل رسمي، في العراق فربما تتجاوز امد حرب داحس، والغبراء وتمتد لتشمل المنطقة كلها، وستحرق الاخضر، واليابس.
وهذا ما يسعى اليه اسياد بريمر الاسرائيليون الذين يريدون للمنطقة ان تشتعل لينعموا هم بالسلام بالضبط كما يفكر بوش. ولاعادة نفس لعبة صدام السابقة عندما حول الانظار من الخطر القادم من تل ابيب الى الخطر القادم من طهران. رغم ان الاخيره تتحمل بعض المسؤولية عندما رفعت بحماقة شعار تصدير الثورة. وهذا الشعار رفعه بالتاكيد عملاء الموساد في الثورة الاسلامية. ويبعث،للاسف، من جديد على يد الرئيس نجاد.

ماكانت الامور ستاخذ هذا المنحى لو ان الامريكان سلموا السلطة الى العراقيين مباشرة. لو انهم سلموا المدن التي "حرروها" الواحدة بعد الاخرى الى الاهالي. الى ممثلين من مؤتمر لندن. كانت هناك حكومة كاملة،كما يقال، تنتظر استلام السلطة متواجدة على الاراضي الكويتية لكن الامريكان ابوا الا ان يتركوا العراق اسير الفوضى، والاضطراب، والفرهود، والقتل العشوائي، والسلب، والنهب، والارهاب، والاحتقان الطائفي. وعاد البعثيون الهاربون المذعورون من جديد الى سيوف مشهورة فوق رقاب العراقيين من الشمال الى الجنوب.
واصبحت امام العراقيين ليس فقط مهمة ازالة اثار الديكتاتورية الصدامية، بل ازالة اثار الجرائم الامريكية بقيادة، وزعامة بريمر، والتي لا زالت مستمرة بالدوس على السيادة، والكرامة الوطنية، والتدخل الفض في شؤون العراق رغم قرارات مجلس الامن الذي جعل تحرك قوات الاحتلال حسب رغبة، وموافقة الحكومات العراقية.
لكن الواقع هو ان كل القوات المسلحة العراقية تسير حسب اوامر ورغبات القوات الامريكية وبما يخدم مخططها في المنطقة كلها وليس في العراق فقط. ان جرائم بريمر خلال سنة واحدة تعادل جرائم صدام خلال ال35 سنة التي حكم فيها العراق بالحديد والدم. فمتى يطالب الشرفاء من سياسي العراق بمحاكمة بريمر الذي جعل من العراق طاحونة موت دائمة الدوران؟؟

رزاق عبود
18/4/2006 [/b] [/size] [/font]

273
المنبر السياسي / بصراحة ابن عبود
« في: 01:21 19/04/2006  »
بصراحة ابن عبود


احنه بختك يا جعفري، العراق يرجع گري!

الانتخابات البرلمانية الاخيرة في العراق افرزت وضعا غير طبيعيا، والوضع الغير طبيعي افرزه قانون انتخابات غير طبيعي مررعلى عجل، وعلى غفلة من المراقبين، والمختصين. ودستور عجيب غريب كتب لدولة علمانية مع اقرار بولاية الفقيه. جاءت النتائج بعد حملة انتخابية مچلوبة من ميليشيات، وغوغاء مدعومة من ايران، وبمباركة المرجعية تحت شعار السلطة باي ثمن، وباي اسلوب. كان التهريج الانتخابي لقائمة الائتلاف العراقي(الايراني) الموحد هو تخويف الناس من عودة البعث تحت لواء القائمة العراقية الوطنية. مع العلم ان القوائم البعثية الفعلية لم تتعرض لهذا الهجوم، والتشويه، والمحاربة الفظيعة، والدعاية المرعبة. كما ان كوادر
بعثية معروفة "تابت" واطالت اللحى، ولبست العمامات، وتخلت عن الزيتوني، ولبست الاسود. وهي مستعدة لفعل أي شئ لسادتها الجدد. واذا عاد اسيادهم القدامى فالعودة حسب ما هو مخطط، ومرتب، ومتفق عليه حيث سيتصرفون كما فعلوا ايام انتفاضة اذار 1991 حيث قاموا بتصوير، وتسجيل كل شئ ثم ساهموا باعتقال، وبذبح الناس في البيوت، والشوارع، والساحات، والسجون، والمقابر الجماعية. وهم الان
ضباط شرطة، وجيش، وحرس، وحمايات،ومدراء مدارس ودوائر، ووكلاء، ومدراء عامون لمؤسسات كبيرة، واعضاء مجالس، ومحافظون، ووزراء، ومستشارون ..الخ، عن هؤلاء لايتحدثون ابدا فهؤلاء بعثية منزلون.

 
وعدوا، وتعهدوا انهم سيشكلون حكومة وحدة وطنية باسرع وقت، ويحسنون اوضاع الناس المعيشية، وسيقضون على الارهاب، ويوقفوا عمليات التسلل، وينظفوا اجهزة الدولة، خاصة المسلحة، من الاختراقات و...و..و وكثير من الوعود، والاوهام، والاحلام، والكلام الفارغ. واول مافعلوه رفع اسعار المحروقات، و تبعه تقليص مواد البطاقة التموينية، وزيادة انشقاق الصف الوطني، وزيادة حدة التشنج الخطر بين فئات، وقوى
الشعب المشتركة في العملية السياسية، واحتدام الحرب الطائفية، والتهجير القصري، والتطهير العرقي، والمذهبي، وازدياد العمليات الارهابية عددا وفظاعة، وتصاعد معدلات القتل اليومي، والتخريب، والتخلي عن التعهدات، والاتفاقات، والالتزامات المبرمة مع الاطراف الاخرى. واتساع التدخل الايراني في شوؤن العراق الداخلية، بل تسيير سياسته بالكامل، وتاخير انعقاد مجلس النواب المنتخب. زيادة تهريب النفط، والاثار وغيرها من ثروات الشعب، والوطن. المصافي توقفت عن العمل، والكهرباء تقلصت لدرجة كبيرة، والخدمات، بانواعها، شبه معدمومة. الادوية اختفت من الصيدليات، والمستشفيات، وانتقلت الى ايدي الدلالات. الماء تشربه، وتصاب بالاسهال حتى لو تقرا الف مرة صورة الحمد. البيوت، والمحلات، والبشر تسرق، وتنهب، وتختطف حتى لو علقت الاف آيات الكرسي. فالعصابات، والجريمة المنظمة تتسع، وتمتد من، والى اجهزة الدولة، والحكومة. كل ذلك، والائتلاف العراقي الموحد متمسك بالجعفري، الذي لايريده احد، والاخير متمسك بالكرسي متشبها بصدام، وغيره من الطغات، حتى لو ارتفعت معدلات القتل اليومي الى المئات. ولو اشتعلت كل
المساجد، وهدمت كل القباب، وخربت كل الكنائس، ونسفت كل الاضرحة. الناس تترك الوطن، الكودار تهرب، او تغتال، الاطباء ينتقلون للدول القريبة، العلماء يهربون، او يقتلون. ثروات الوطن تنهب، المشاريع، والمؤسسات مجمدة، والاعمار متوقف. بغداد الآمنة لم يعد احد يامن على نفسه فيها، ودخلت مدينة السلام السجلات العالمية كاخطر مدينة في العالم لمدة ثلاث سنوات متتالية. اكبر عدد من الصحفيين في العالم قتل في العراق. اهل بغداد الذين احبوا شوارع مدينتهم فرض عليهم منع التجول، و ديكنا المنفوخ يتجول في المنطقة الخضراء لايخرج منها، ولا يغادرها الا لسفرة خارجية لا فائدة منها، او لعرض بدلته الجديده. وزراء العالم تستقيل بسبب حادث مرور، والجعفري متمسك بوزارته رغم الاف الضحايا، والحرائق،
والانفجارات، والاغتيالات، والاختطافات. ترى هل يحتاج الجعفري لطفل يقول له انك عار ايها الامبراطور. الا يسمع تندر الناس، وتذمر المحرومين، وحسرة المستضعفين، الذي يدعي انه يتحدث، ويحكم باسمهم. وحال شعبنا يقول مع شاعر البصرة العائد من السوق خائبا، خاويا، متحسرا، ساخرا:

رديت امشي الراگ الراگ لا دشداشة، ولا مسواگ.

وهو افضل وصف لفترة حكم الجعفري!

 
رزاق  عبود

17/4/2006

274
بصراحة ابن عبود
تمخض مبارك فولد خرطا
رزاق عبود
 
هذه ليست اول مرة يتعرض فيها المسلمين الشيعة الى التشكيك، بوطنيتهم، واتهامهم بالولاء لدول اخرى. فمنذ الامويين، والعباسيين، والعثمانيين، وحتى الدول العربية، والاسلامية الحديثة، والحكام ينظرون لهم بعين الريبة، وكأنهم مخلوقات فضائية. لكنها المرة الاولى التي يتم فيها التعميم بشكل وقح على كل الشيعة في العالم. الشيعة موجودون في كل مكان، والحمد لله، بسبب "ديمقراطية" الدول التي يعيشون فيها.
فقد وصلوا الى استراليا، وكندا، وامريكا، ولية نعمة مبارك. ملايين الشيعة في الهند، والباكستان، وافغانستان، واندونيسيا، وتركيا، والعربية السعودية، والبحرين، والكويت، ومصر، وسوريا، ولبنان...الخ من الدول التي تضم بين ظهرانيها  المسلمين الشيعة. الشيعة في العراق حاربوا مع المجرم صدام (صديق مبارك الحميم) ضد ايران.
ولم يثبت احد لحد الان، ان ولاء الشيعة في المنطقة الشرقية في العربية السعودية هو لغير دولتهم رغم ما عانوه سابقا من تمييز، واقصاء. وشيعة الكويت اثبتوا ابان الغزو العراقي، والخلافات الحدودية مع ايران، ان ولائهم للكويت، وليس لغيرها. وشيعة البحرين موجودون هناك قبل الدولة الفاطمية في مصر، ولا غبار على وطنيتهم. ثم لمعلومات مبارك، وملقنيه ان التشيع عربي، وليس ايراني.
وايران اسم دولة، وليس شعب، او قومية. وهي تضم ملايين العرب، وليس كل الفرس شيعة، كما يتوهم. ان المذهب الشيعي الجعفري اجتهد به الامام جعفر الصادق، والاخير يعود في نسبه الى الامام علي بن ابي طالب الهاشمي القرشي. ولا نعرف من اين جاء البغل مبارك. فشكله يشبه ابو الهول اكثر مما يشبه العرب الذين فتحوا مصر ايام الخلفاء الراشدين.
 
ليقرأ مبارك كتب عميد الادب العربي الدكتورطه حسين الذي لاحظ، ان "شيعة علي" ظهروا منذ ايام النبي حيث اصطف الى جانبه اغلب الفقراء، وكل من رفض الاغتناء باسم الاسلام. بامكان مبارك كشخص عادي، وليس من حقه كرئيس دولة حسب العرف الاخلاقي، والديبلوماسي، ان يتهم بعض قادة الشيعة في العراق بالولاء لايران، فهذا ما يتهمهم به خصومهم في العراق. ويعرفه الكثيرون.
اما ان تاتي من رئيس دولة يدعي انه حريص على وحدة العراق، وشعبه وقلق عليه من الحرب الاهلية. فهذا امر اقرب الى التخريف منه الى التعليقات السياسية. مبارك قلق من تاثيرالديمقراطية العراقية، وهذا امر نفهمه ونلمسه، من نتائج الانتخابات الاخيرة في مصر.
لقد تآمر قادة مصر الناصرية على ثورة 14تموز ومزقوا صفوف الشعب العراقي بفتنهم، ودعاياتهم البغيضة، وتعاملهم مع الشيطان لاسقاط قاسم. واليوم ياتي من سلم بلاده للصهيونية، وقبل ايادي غولدا مائير، والسفاح شارون ليتهجم على 65% من ابناء الشعب العراقي، وفيهم قوميون، واسلاميون، وليبراليون، جمهوريون، وملكييون، وشيوعيون، ديمقراطيون، وبعثيون اصدقاء مبارك القدامى والجدد. ليصب الزيت على نار الفتنة الطائفيه، كما دعموا حرب صدام ضد ايران، والاكراد، وكل شرفاء الشعب العراقي.
 
اتذكر مرة كنت اترجم لصديقي المصري في احدى مستشفيات السويد. واستفسرعن سبب تاففي وانزعاجي. قلت له: انظر، كيف يهتمون بالانسان، و يسخرون كل الطاقات، والامكانات لخدمته.
والحمار صدام يبدد كل شي للتعذيب، والحروب، والاغتيالات، وتشريد الناس. فرد بلهجته المصرية المحببة:
ـ امان، والحمار بتاعنه؟! ملايين المصرين طالعين بره، واحنه عمالنقول مصر ام الدنيه!
 
تذكرت صاحبي المصري ذاك عندما قرات تصريحات حاكم مصر، وتخيلت مجموعة من الصعايدة الاحبة، وهم يرقصون، ويلاعبون العصي، ويهتفون: بص، شوف، حمارنه بيحكي ايه؟؟!!!
 
رزاق عبود
10ـ4ـ2006[/b][/size][/font]


275
بصراحة ابن عبود
لماذا لا يتبع زعماء اتباع اهل البيت سيرة اهل البيت
رزاق عبود

كثيرا ما يتبجح زعماء الاحزاب الشيعية في الائتلاف العراقي الموحد، وخارجه انهم من اتباع اهل البيت وانهم يقتدون بهم، ويتبعون مثلهم في كل شئ. فهل يفعلون؟ المعروف تاريخيا ان اهل البيت، والمقصود هنا حسب تقسيمات الاحزاب الشيعية علي بن ابي طالب، وابناءه، واحفاده. تميزت حياتهم بالورع، والتقشف، وبساطه العيش، والزهد، وعدم التشبث بالحياة الدنيا، ومغرياتها.
ولم يعرف ان احدا منهم عاش في قصر،او في بحبوحة عيش، او نعيم. فالامام علي بن ابي طالب كان يعيش من كد يده، ويعمل في بستان يملكه، ولا يقبض من مال المسلمين اي راتب وهو يرعى شؤون الدولة الاسلامية كلها. كان، عليه السلام، يخيط نعله بيديه، ويشارك مواليه(عبيده) الطعام.
واليوم نرى ان القادة الاسلاميين(من الصفحتين) يعيشون في قصورضخمة، ويستقلون السيارات الفارهة مع حرس، وحماية، وخدم، وحشم. يعيشون عيشة الملوك الذين قال عنهم القرآن ان الملوك اذا دخلوا قرية افسدوها. علي بن ابي طالب قبل بالتحكيم الذي رفضه الخوارج. وزعماء الشيعة اليوم يتبعون مبدا التقية اي لا يلتزمون بما يعدون، ويتعهدون(يضمروا ما ينوون). وادى ذلك الى ازمة حكومية، وعدم ثقة بين الاكراد، والائتلاف.
وكذلك مع القوى الاخرى التي اتفق معها، مثلا، على تغيير بعض فقرات الدستور بعد الانتخابات، والان يصرون على بقائه، وكانه قرآن كريم. الحسن بن علي تنازل عن الخلافة ، لمعاوية بن ابي سفيان، رغم مبايعة الناس له، لحقن دماء المسلمين، ولم يشترط ،الا ان، لا تصبح الخلافة وراثية . وقد نقض معاوية بعهدة مشيا على سيرته، وسيرة اهله. استغرب اليوم من تمسك ابراهيم الجعفري(من اتباع اهل البيت) بالحكم، وتاخيرتشكيل الحكومة، وانعقاد البرلمان، رغم حمامات الدم اليومية، وسقوط المئات من العراقيين يوميا ضحايا الارهاب، والفلتان الامني، وتصاعد مخاطر الحرب الاهلية، وتقسيم العراق، بسبب سوء ادارته.
وربما هذا مايخطط  له الجعفري مع حليفه مقتدى الصدر، وجيشه البعثي. ام انهم يتبعون ذاك الذي يوصي بالصلاة وينسى نفسه؟ علي بن ابي طالب قال يوما: "لو سرقت زينب بنت علي لقطعت يدها". واليوم ينتشر الفساد الاداري، والمالي، والرشوة، والاختلاس، والفرهود، وسرقة اموال، وممتلكات الدولة بلا حساب، ولا رقيب، وكان السرقة صارت حلالا لزعماء اتباع اهل البيت؟؟!

ان شيعة العراق المظلومين، الذي عانوا الامرين مع بقية العراقيين من ظلم، وجور، وقمع صدام، وحروبه الاجرامية يستحقون قادة (من صدک) بمستوى قادة الجهاد الشيعة، الذين ورغم ظلم، وقمع، ونهب، واقصاء، وتمييز الاتراك العثمانيين، سارعوا الى الجهاد ضد المحتلين الانجليز تدفعم الحمية الدينية، والوطنية، ولم يفكروا بموقع، او وظيفة، او جاه، او منصب.
لقد بصق القائد التركي الجريح في وجه احد علماء السنه(احد علماء المشيخة الكبار) الذي جاء يعوده في مستشفاه في بغداد قائلا: "انت هنا ترفل  بالراحة، والطمانينة، لم تدافع لا عن اسلامك، ولا عن الدولة التي وفرت لك الارزاق طيلة حياتك، وقد تركت في الحرب عالما يقاتل الكفار بنفسه على شيخوخته، وعظمته، وهو الان في الصفوف الاولى، مع انه لم ياخذ من الدولة لا قليلا ولا كثيرا طيلة حياته".
وكان يقصد السيد مهدي الحيدري، الذي قاد الجهاد ضد المحتلين الانجليز، وكان عمره ثمانون عاما. ولم يطلب  قادة الجهاد، ولا قادة ثورة العشرين بعدها من علماء الشيعة أي جاه، ولا مال، ولا تعويض.  بل لم ينالوا غير العذاب، والنفي مثل الشيرازي، والخالصي الكبير.
كان يهمهم النصرعلى اعداء الوطن فقط. ولم يشترطوا لتضحياتهم ثمنا. والامام علي انتظر حتى اتاه المسلمون، وبايعوه، ونصبوه، خليفة، واميرا للمؤمنين. رغم اعتقاد الكثير انه كان احق من غيره. فلماذا يتمسك السيد ابراهيم الاشيقر الجعفري بمنصبه رغم  ان اغلبيه شعبه لا تريده فهل هذا تشبه بعلي ام بمعاوية؟؟

رزاق عبود
6ـ4ـ2006[/b][/size][/font]

276
بصراحة ابن عبود
مقتدى الستياني يستعد لاحراق العراق
رزاق عبود

برز اسم مقتدى الصدر لاول مره بعد سقوط الصنم كرئيس عصابة نفذت اغتيال الشهيد عبد المجيد الخوئي في صحن الامام علي بن ابي طالب(ع) دون اعتبار للمكان، والزمان، ولا منزلة المغدور كابن للمرجع الاعلى السابق للشيعة. اضافة الى مكانته الدوليه، والعربيه، والاسلاميه في التقارب الاسلامي، وحوار الاديان والحضارات، وتعرية جرائم صدام على مستوى العالم. وبدا الامر في البداية، وكأنه فيلم امريكي، او مصري يعرض تنافس ابناء الذوات للسيطرة على الشارع، او اغراء اكبر عدد من الفتيات.
ولكنه في الواقع اشعل فتيل الحرب الداخلية في العراق في النزاع على زعامة الشارع الشيعي في العراق حسب توجيهات من ايران. علق صاحبي الشيعي المتدين، والمنتمي لاحدى التنظيمات الشيعية المنافسة، على وصفي الامر بفتيل النار بحسرة: النار تخلف رمادا. لقد فهمت ما يعني صاحبي فشتان بين الاب الشهيد، والابن العرديد.
 
ومنذ ذلك اليوم، وحرائق "السيد القائد" لا تتوقف، ولا تنطفي، ولا تنتهي من بغداد الى مدينة الثورة. امتدادا الى الكوفة، عبورا بالنجف الى كربلاء. واستمرت مغامراته في العمارة، والناصرية، والسماوة، حتى البصره. حيث يردد اتباعه من الغوغاء "على عناد كل العدا، البصرة بصرة مقتدى". واشتعلت نيران حروبه، ومعاركه هناك. مرة ضد المسيحيين، ومرة ضد الصابئة، ثم ضد ابناء السنة، او ضد طلبة الجامعة، ناهيك عن ملاحقة النساء.
وهاجم بالاسلحة الثقيلة مقرات المجلس الاعلى للثورة الاسلامية. فكلاهما يتنافسان على الشارع الشيعي، وكلاهما يحاولان تقديم افضل الخدمات، واصول الطاعة الى اسيادهم الايرانيين. وكل ذلك يجري باسم الشيعة المساكين الذين استمرعذابهم، بل ازداد منذ سقوط الصنم حتى اليوم. واكثر من مرة اصطدم بالقوات البريطانية في شوارع البصرة، او مع حرس الشواطئ اثناء تهريب جماعته النفط،، وغيره من ممتلكات العراق.
 
كلنا يتذكر بمرارة معارك النجف الاشرف، التي استخدمت فيها الاسلحة، والاعتدة بدون حساب، ولا اعتبار. وهدمت البيوت على اصحابها، وحفرت القبور على ساكنيها، واستخدمت الجوامع لغير اغراضها. وتعرض المرقد، والصحن الشريفان الى الاعتداء، والاحتلال من قبل عصابات المخدرين، والسكارى، والمرتزقة.
ومرة اخرى على الطريقة التي تصرف بها المجرم حسين كامل مع المراقد الشريفة التي لجأ اليها المنتفضين في عام 1991 وكادت هذا المغامرة ان تطيح بالتجربة السياسية العراقية الوليده باكملها. واليوم يعيد هذا الارعن، وحاشيته الموبوءة نفس السلوك، والتصرف، وتتحشد ميليشياته في ازقة، وشوارع، وساحات النجف الاشرف انتظارا لاوامر "اطلاعات" عند بدا المحادثات بين محتلي العراق الايرانيين، والامريكيين.
وكعملية ضغط، وتاثير مستمران لتاخير مسار تشكيل حكومة الوحدة الوطنية المنتظرة، ليتوفر لهم الوقت الاكبر للاستعداد للحرب التي يهيئون لها. ولا يهم ان تكون الحرب سنية شيعية، او شيعية شيعية، او كردية عربية ما دامت تصب في مصالح، ومخططات اجندات اسياده. الجديد في حماقاته ان يعلن بوقاحة ان ميليشياته تابعة للمرجعية. فهل هذا تحدي وقح؟ ام يعتبر نفسه المرجعية الاعلى في النجف، والعراق؟ المطلوب راي واضح من المرجعيات الرسمية.
 
وان كان هناك من يتسائل عن اللقب الجديد في عنوان المقال، فنوضح ان مقتدى "الصدر" اصدر قبل فترة تعليمات لانصاره، وميليشيات جيش المهدي( فدائي صدام سابقا) لتغيير لقبه، بعد ان تهدل صدره من عطايا، وعزائم، وتوجيهات، ونفخ الايرانيين، والاتراك، والسوريين، وحزب الله اللبناني(والله يدري منو بعد) فكبر رأسه، وتضخم صدره، وقررشراء "ستيان" يشد به صدره، وتيمنا بالسيد السيستاني كما يدعي. فاصبح اسمه الرسمي مقتدي الستياني صاحب جيش المهدي حفظه الله، وكبر صدره الميمون!!!
 
رزاق عبود
10ـ4ـ2006[/b][/size][/font]

277
بصراحة ابن عبود
جمهورية المتعة والفسنجون، وحكومة الرشوة والروزخون
رزاق عبود
 
المعروف ان الشيعة في العراق عربا، واكرادا، وتركمانا، واقليات من اصول ايرانية، او افغانية، او هندية، او باكستانية، وغيرهم ممن استقروا في العراق لاسباب مختلفة، لعل اهمها رغبتهم في العيش قرب مراقد الأئمة الذين يوالوهم. وشارك معظمهم في الحياة السياسية، واستشهد الكثير منهم دفاعا عن العراق، وحريته، واستقلاله. فقد قادوا الحزب الشيوعي العراقي، وحركة انصار السلم، ونقابات العمال، والجمعيات الفلاحية، وتنظيمات المرأة، والطلبة، والشباب، وغيرها، سوية الى جانب ابناء طوائف، واديان، وقوميات، وتكوينات شعبنا المختلفة. كما تصدوا لانقلابي 8 شباط 1963. وعانوا ما عاناه شعبنا من فاشية البعث، وديكتاتورية صدام. وساهموا بانتفاضة اذار1991. واليوم يشاركون بنشاط بالعملية السياسية بعد سقوط الصنم.
 
انخرطوا في النضال كمواطنين عراقيين، بقناعاتهم السياسية، والفكرية، وليس كطائفة شيعية. ان شيعة الاحزاب العلمانية، والنقابات، والنوادي، والجمعيات، والوزارات العراقية، وموظفي الدولة الكبار، والصغار، والمنخرطين في السلك الديبلوماسي، واساتذة الجامعات، وضباط، وجنود، ومراتب الجيش، هم ليسوا شيعة بالمعنى التقليدي، وان انحدروا من عوائل شيعية. ولهذا يمكن تسميتهم بالشيعة المجازيين، وكانت هذه هي الحالة الغالبة في العراق، قبل الاستقطاب الطائفي، و التعصب القومي مؤخرا في مجتمعنا المتسامح. ولكن ذلك لا يعني عدم وجود شيعي  حقيقي خاضع لاعتبارات التشيع الفقهية ففي الوسط المتدين هناك فئتان من الشيعة:
 
الشيعة التقليديون الذين يستخدمون التشيع حرفة لهم. وهؤلاء هم معظم قراء التعزية الحسينية، والمأتم ، وسدنة الاضرحة، وخدمها، والكشوانية، والمزورچية، والدفانة. الى جانب "سادة" الحقوق الشرعية الذين يستخدمون العمامة، والنسب الهاشمي وسيلة للكسب، والارتزاق، وتحقيق النفع الذاتي. ويشترك هؤلاء جميعا بكونهم قليلي الايمان بالدين اساسا، وبعيدين عن الالتزام بمبادئ التشيع الفقهي، والسياسي. ومن الذين يمارسون انماطا من الشعوذة، والدجل، وتزييف التاريخ، والحقائق، والوقائع، وتقديم الخدمة الشرعية للوجهاء، والتجار، والموظفين الكبار، واهل السلطة، وفق مقتضيات الكسب اليومي، وتستحوذ على هذا الفريق رغبة كبيرة في الجشع، والاحتيال على الناس، واستغلال البسطاء من ابناء طائفتهم بالذات. وهم من يصح ان نسميهم بسادة المتعة والفسنجون. يجيز، ويشجع، ويمارس هؤلاء المشعوذون زواج المتعة بافراط، ودون شروطها. اما الفسنجون فهي الاكلة الايرانية المفضلة لديهم، وتعد من الدجاج المنزوع العظم، وشراب الرمان. واغلب ضحايا هؤلاء من الفقراء، والمعدمين، لاسيما فلاحي الجنوب، والفرات الاوسط الذين يتوجهون لزيارة العتبات المقدسة، وسرقة نذورهم، او حين يستقبلون قراء التعزية (الروزخونية) في قراهم الفقيرة. ويقع ضمن ضحاياهم ايضا الزوار الشيعة الاجانب من ايران، والكويت، والبحرين، والمنطقة الشرقية في السعودية، وكذلك من الهند، وباكستان، وافغانستان وغيرها. حيث يستحوذون بمكرعلى الهدايا الثمينة، المعدة اصلا، الى اضرحة الائمة، ويتفننون في لفلفة النذور الدسمة. واليوم يتبجح هؤلاء بتاريخ نضالهم ضد جرائم البعث، وظلم صدام.
 
 تاريخ الاسلاميين المزيفين النضالي هؤلاء لا يتجاوز اللطم، والدک، والقامة، والزنجيل، ومشع الرؤوس وغيرها من الممارسات  الوحشية التي تطال حتى الاطفال الرضع في مناسبات احياء احداث كربلاء الاليمة. واقامة التشابيه المبتذلة، وتسييرالمواكب، وتوزيع ماء السبيل، واكل الهريسة، والقيمة الحسينية، والحميسة، ولفات الكراث، وچكليت القاسم. مع احتراف مهنة كتابة الحروز، والعوذ، و بيع العلوک الخضراء. وممارسة السحر، والخزعبلات، والشعوذة، والبصاق في وجوه الاطفال، والمعوقين، والمرضى، والمجانين بغية طرد الشيطان الذي تلبسهم، وطرد العين الحسود مقابل مبالغ مالية معتبرة.
 
لقد انتبه فريق من المتنورين الشيعة الى ضرورة ايجاد تغيير اساسي في طريقة التعزية الحسينية واحلال منهج علمي يعتمد وقائع التاريخ كما حدثت. كالحلي، واليعقوبي، والسبتي، والوائلي وهم ادباء كبار. لقي هذا الفريق ترحيب الاوساط الشيعية المتعلمة بينما ما يزال عامة الناس يفضلون القارئ القديم، الملا، او الروزخون الجاهل الامي، المتكسب، الذي يعرض لهم ماساة الحسين، بمزيج من متعة القصص، والحكايا، والاساطير، والاكاذيب، والمبالغات، واستدرار الدموع، ولطم الرؤوس، وشق الزيوج.
 
والفئة الثانية هم الاسلاميون المتسيسون. وتضم هذه الفئة المراجع الدينية، والمجتهدين، والمثقفين الاسلاميين والاتباع الورعين الذين يرتبطون بمراحعهم الدينية، ويمتثلون لتعاليم التشيع. ومن بين هؤلاء كان قادة حركة الجهاد، والمنخرطون في لواء المقاومة ضد الاحتلال البريطاني، وقادة ثورة النجف وثورة العشرين. مثل الاعلام، والعلماء مهدي الحيدري، وشيخ الشريعة، ومصطفى الكاشاني، وعلي الداماد،وعبد الرزاق الحلو، ومحمد سعيد الحبوبي، وباقر حيدر،ومهدي الخالصي، ومحمد الخالصي، وجعفر الشيخ راضي، وعبد الكريم الجزائري، وعيسى كمال الدين، ثم الصدر الاول، والثاني ومحمد باقر الحكيم، وعشرات غيرهم. ان هؤلاء هم الذين يصح ان يكونوا ممثلين حقيقيين للتشيع العراقي الكفاحي.
 
لكن الذي ارعب الناس، وقلب الامور، وخلط الاوراق الظهورالمفاجئ لرجال الدين التقليديين من الفئة الاولى حيث ركبوا الموجة، كما حصل في ايران، كقادة محليين، وزعماء ميلشيات، واعضاء مجالس محافظات، ومستشارين، وبرلمانيين، وكتاب دستور، ورؤساء عشائر، واقطاعيين، وقادة سياسيين ليس فقط على الجمهرة الشيعية المظلومة بل فرضوا تفكيرهم، واسلوب حياتهم، وتفسيرهم للاسلام، ونظرتهم للحياة، والسياسة، والمرأة على المجتمع، والدولة والدستور، ويريدون فرضها على الجميع. ومن يعارضهم يتهم بالارهاب، والبعثية، والطائفية، ويشرعنون عملهم مع المحتل، وتزويرهم، وفسادهم المالي، والاداري، وخطابهم الطائفي بفتاوي مختلفة. وقد انتبه الى مخاطرهم على الوطن الكثير من المثقفين، والمراجع الشيعية الحريصة على العراق، واهله. وحاول هؤلاء تبني صيغة علمانية عراقية للنشاط السياسي الشيعي، لكنهم حوربوا بنفس الطريقة، وهمشوا، واقصوامن الحياة السياسية، وفبركت فتاوي ضد قوائمهم الصغيرة. كما حذر مؤخرا المرجع الديني بشير النجفي "القيادات السياسية اللاهثة وراء المناصب"  ودعاهم للاسراع  في تشكيل الحكومة من اجل انقاذ العراق من ازماته المختلفة "لاسيما ازمة الوجود الاجنبي، والفقر، والحرب الطائفية، وانعدام الخدمات التي يرزخ تحت وطأتها العراقيون"
 
فهل سيتهم الحكيم، والجعفري، ورهطهما اية الله بشيرالنجفي بانه ارهابي، او بعثي، او من اعداء اتباع اهل البيت؟؟ كما حاربوا ايام الانتخابات القوائم الشيعية التي رفضت خطهم المدمر؟؟؟؟
 
رزاق عبود
29/3/2006[/b][/size][/font]

278
بصراحة ابن عبود
مسلمة عراقية تنزع الحجاب بعد زيارتها للبصرة
رزاق عبود
 
صديقي في لندن يتابع كتاباتي بروح نقدية، حسب رغبتي، وكثيرا ما يتصل مع قائمة من الملاحظات مدفوعا بعادة قديمة تشبع بها عندما اشرف في التسعينات على تحريرصحيفة اصدرها في لندن واغلقها بعد تهديدات من سفارة النظام البعثي الفاشي، وسفارات بعض دول المنطقة.
لكن زوجته المتدينه كانت السبب الاساسي وراء حرمان الكثيرين من قراءة الصحيفة تلك. متهمة الصحيفة انها اصبحت صحيفة يسارية، بعد ان وعدها ان تكون صحيفة ليبرالية يكتب فيها الجميع على طريقة الصحافة الغربية. وكان صاحبي قد تعب، في الواقع، وانفق كل ما ورثه من ابيه المتوفي على الصحيفة متحججا بضغوط زوجته. وكثيرا ما يتصل قائلا: "هم سويتلي مشكلة اليوم بالبيت".
ويستطرد على لسان زوجته : " صاحبك زودهه تره". وتقصد الكتابات ضد عصابات المتأسلمين مهربي النفط في البصره. وعندما طوقتهم شرطة حزب الفضيلة الاسلامي، واتهمتهم بالقتل، والاختطاف، والسرقة، والابتزاز، والاغتصاب، والتهريب، وتجارة المخدرات. لم ترد على محاججات زوجها.
 
مؤخرآ، زارت صاحبتنا اهلها في البصرة. ولما اتصلت بصديقي، لاعرف اخبار زوجته. قال ساخرا: "انها محبوسة في البصرة"! استغربت، وقلقت، حتى فهمت انه يقصد، مجازيا، ان لا أمن، ولا أمان، رغم الدعايات. واهلها يخافون عليها من الخروج.
وقد اخبرته زوجته في التلفون: ان المزابل تغطي الشوارع، والمجاري انتلقت الى السطح بعد ان كانت تحت الارض، وبرك الماء الاسنة، والطين في كل مكان، وعليك ان تحتذي الجزمة لتمشي في شوارع البصره خاصة المناطق السكنية. وتهريب النفط يتباهى به "البعثيون الجدد" اصحاب العمائم المزيفة. الكهرباء تنقطع باستمرار. والمولدات كانها مواقع عسكريه امام اغلب البيوت، والمحلات و"موسيقاها" تسطر الراس. التلفونات، وايراتها خيوط بكره كلما تمطر الدنيه، لو يهب الشرجي تنگطع.  واذ تريد "تلحمهه" من جديد، لازم تلعب ايدك. النفط مفقود، والغاز باسعار خيالية. السوق السوداء هي السائدة. السلع المستوردة عبارة عن مزابل الدول المجاوره المصدرة الى العراق.
الحيوانات سائبة في الشوارع. الكلاب، والقطط احتلت الشوارع مع المليشيات بعد ان غادرتها قطعان الجيش الشعبي.الذباب، والبق، وكل انواع الحشرات بالملايين وربما تعادل حبات الرمل والغبار التي تملأ اجواء البصرة. الميليشيات تسيطرعلى الشوارع، وتتجول بهيجان مرعبة الناس باسلحتها المشهرة، وملابسها السوداء وشتائمها..
اذا حاولت غسل يديك بماء الحنفيه، هاي اذا بيها ماي، فعليك الخروج لشراء ماء لتنظيف يديك من اوساخ ماء الحنفية. صوت المقاتل، وفي ساعات متاخرة من الليل، واذا احتجيت، اوتشكيت، او طلبت بادب تخفيض الصوت لتستطيع النوم اتهمت بالكفر، والالحاد، والارهاب، وتأتيك سياره في اليوم الثاني يستقلها ملثمون، وتختفي في حادث مؤسف.
اخيها عاطل عن العمل، ولانه غير منتم لحزب ما، فالاحزاب الاسلاميه لا تعطيه تزكيه، ومن لا تزكيه الاحزاب الاسلاميه، لا يعمل جتى لو يموت جوع. ولما اعتذر( رفض) كل اهلها الخروج معها، خوفا، وقلقا، ولانه ليس هناك ما يستحق المشاهدة. قررت الذهاب لرؤية صديقة طفولتها، وزميلتها ايام الدراسة، بعد ان دفعت لابن الجيران كي يرافقها.
وبعد حضان، وبكاء، وتبادل الحديث عمن بقى، ومن اختفى من الاصدقاء، والزملاء. طلبت منها ان يخرجا معا الى السوق. وبعد تردد طويل، وافقت الصديقة، ولكنها طلبت منها الانتظار قليلا لأرتداء الملابس الاسلامية، والحجاب.
فاستغربت وسالت بتعجب: ولكنك مسيحية؟! اشارت الصديقة الى اثار جرح في وجهها: "لقد ضربوني، وهددوني، رغم هويتي، واسمى، وتدخل الناس". ودفعت لها بكيس فيه ملابس سوداء ايرانية ومعها رسالة واضحة : "اذا اردت ان تبقي على قيد الحياة، فاستعملي هذه الملابس عند خروجك الى الشارع". ولقد تلقى والدها، وزوجها نفس التهديد فيما لو خرجت "الذمية الكافرة" سافرة.
 
لقد تفاجا صديقي بزوجته تخرج من مطار هيثرو وقد رفعت الحجاب عن راسها.  وتقاسمته الفرحة والحيرة، كما قال. ولما مازحها بسخرية مشيرا الى شعرها المتهدل على اكتافها:
ـ شعجب؟!
 بدل ان تجيب، سالته، بلا توقع، ان كان يحتفظ بمقالاتي فانها تريد ان تعيد قرائتها، وتخبرني بما اغفلته، وتزودني بمعلومات جديدة. واستمر مزاحه معها:
ـ كنت اتصور ان الوضع سيعجبك وتبقين هناك!
ـ اشكر ربك، اني رجعت، ولم تأكلني بطة!
ـ وهل اصبح البط في العراق يأكل البشر؟
ـ لا، انها نوع من السيارت التي تستخدمها فرق الموت الاسلامية الحكومية لاغتيال المعارضين، وضباط الجبش السابقين، خاصة الطيارين حسب قوائم وصلتهم من ايران.
 
 وهكذا فبدل المهدي المنتظر الذي سينشر العدل، والسلام جائتنا الاحزاب الاسلامية بسيارات البطة، وفرق الموت، والدعوات الطائفية المريضة التي تنشرالموت، والدمار، وتمزيق الوطن.
 
خيعونكم، وقرة عيونكم
 
27/3/2006[/b][/size][/font]

279
بصراحة ابن عبود
منطقة آمنة، أم وطن آمن لمسيحيي العراق؟؟!
رزاق عبود
 
كثر، في الاونة الاخيره الحديث، والكتابات، والتصريحات حول ما يسمى "منطقة آمنة للمسيحيين" في العراق. بعد ان تعرضوا الى المضايقات، والاعتداءات، والاختطاف، والاغتيالات، وحرق الكنائس، وفرض على نسائهم الحجاب الاسلامي في اكثر من منطقة من العراق. وعادوا من جديد غرباء مشردون لاجئون في وطنهم الام، والمناطق القريبة منه كسوريا، والاردن، ولبنان. اضافة الى الهجرة الكثيفة لدول اللجوء في اوربا، وامريكا، وكندا، واستراليا، وغيرها.
وهذه ليست المرة الاولى التي يغدوا فيها مسيحيو العراق ضحايا التغيرات في المنطقة. فلقد تعرضوا لتقتيل منظم، واحرقت قراهم، وسبيت نساءهم باستمرار من قبل الغزاة العثمانيين، مثل غيرهم من المسيحيين، الذين رزخوا تحت نيرالامبراطورية العثمانية مثل الارمن، والسريان، والسولاف، واليونانيين، وغيرهم.
بعد الحرب العالمية الاولى، والاحتلال الانجليزي الاول للعراق، تعرضوا للتنكيل، والمطاردة بعد ان ظن زعماءهم ان "اخوة الدين" من المحتلين الجدد سيكونوا ارحم من العثمانيين.
وتوهموا، انهم، سيفون، بما وعدوا به شعوب الدوله العثمانية من منحهم دول مستقله، او حفظ حقوقهم الثقافية، وخصوصياتهم الدينية، او ادارات محلية...الخ من الوعود الاستعمارية الكاذبة.
لكن الاثوريين في العراق كانوا من اوائل من ذاق طعم حراب المستعمر الجديد بعد مقاومي الاحتلال، وثوار العشرين في الجنوب. 
بعد مؤامرة الشواف المدعومة من مصر الناصرية، والامبريالية العالمية. سامهم غلاة القوميون، والبعثيون، والاسلاميون المتطرفون العذاب، والهوان، ونال مسيحيي الموصل القتل، والتعذيب، والمطاردة، مع غيرهم  فتشردوا في كل انحاء العراق خاصة مدنه الكبيرة، بغداد، والبصرة بعد ان قام ايتام المتامرين بالانتقام منهم جراء دعمهم لثورة14 تموز 1958 الوطنية، ومحاولتهم المساهمة في بناء الوطن، والدفاع عن ثورة الشعب، بعد ان اشعرتهم الثورة انهم مواطنين متساويين مع غيرهم من ابناء الرافدين، في اعقاب دهور من التهميش.
عقب انقلاب البعث الدموي في 8 شباط 1963 وفي زمن عارف الاول نالهم، ما نالهم من قمع، واضطهاد، وتشريد، وسجن، وتعذيب. فعادوا مهمشين طوال فترة الحكم البعثي، رغم التزويقات المنافقة.
اما الان وفي ظل الاحتلال الامريكي للعراق فان المسيحيين اول من تلقوا ارهاب التكفيريين، والمتعصبين، والمتخلفين، وبقايا البعث ولا زالوا يتعرضون يوميا لكل ما يعانيه الشعب العراقي من ارهاب، وقتل يومي، ومضايقات.
 وبسبب من قلة عددهم، وتوزعهم على مدن محدده في العراق فقد اصبحوا اهدافا سهلة لكل الحاقدين، والمجرمين. ونتيجة لهذا الوضع الماساوي الذي يعيشه الشعب العراقي كله ظهرت دعوات يائسة من بعض القوى، والاطراف تتفاوت بين الحرص، والصدق، وحسن النية في محاولة حماية ماتبقى من المسيحيين في ارض الاجداد، الى محاولة(من البعض) لاستغلال الوضع للحصول على فوائد، ومزايا سياسية، او شخصية، لاستغلال معاناة مسيحيي العراق، والامهم، وكأنه، لا يكفيهم استغلال الاخرين.
اذا كان الشيعة يحيون ذكرى الحسين كل عام، ويلطمون على مصيبته، فلا يوجد من يحيي درب الالام المسيحي الطويل في بلد المصائب، والكوارث، والحروب. وظهرت دعوات لاقامة "منطقة امنة" للمسيحيين في العراق، وجرى استخدام مصطلح "الشعب المسيحي".
متناسين ان المسيحية دين، وليس قومية، او اثنية معينة، والمسيحية تشمل ملياري مسيحي في العالم. في العراق يوجد ارمن، وسريان، واثوريين، وكلدان، وعرب، واكراد يعتنقون المسيحية. كما ان هناك مسيحيين من اصول اسيوية، و اوربية يعيشون في العراق.
 
كأنه لا يكفي ما عانوه خلال قرون الحكم الاسلامي بانواعه باعتبارهم "اهل ذمة" في، وطنهم، وظلوا يعاملون ك "كفار" طوال الحكم العثماني، ثم "اقلية دينية" في العراق الحديث. واخيرا أختصر ابن الحضارة السومرية، والبابلية، والاشوريه تحت يافطة كردستاني. دون ان يسالهم احد عن رايهم في ذلك.
وهكذا، ومثلما صار سكان امريكا الاصليين "هنود حمر" وسكان شمال افريقيا الاصليين "بربر" ، وعرب، واكراد، وسريان، وارمن الاناضول "اتراك" صار سكان العراق الاصليين، واحفاد بناة اقدم حضارة معروفة في العالم الى مجرد اقلية، او مسيحيين، او كردستانيين.
ويريد البعض حشرهم في منطقة ما، او سهل ما، او واد ما. وكانهم فئة "المنبوذين" في الهند، او حملة وباء معدي، او مجموعة مجذومة تحجر في "منطقة امنة" وعزلهم عن العالم، وحشرهم في معسكرات لللاجئين، او في كهوف صخرية.
بعد ذلك، ربما، تتطوع دولة ما، اومنظمة ما لتفرض حمايتها، ووصايتها، وتاتي مجموعة تتحكم في رقابهم، وتغتني،  وتتنعم على حسابهم. فهل نعيد تجربة الهند التي تقسمت الى دولة مسلمة، ودولة هندوسية، لمجرد ان احد القادة الهنود المسلمين(محمد جناح) تصور ان لامكانة له امام شخصية غاندي القوية الجذابة، ولان الانجليز، عملوا، ويعملون وفق مبدا فرق تسد؟؟
الباكستان نفسها تقسمت الى شرقية، وغربية ثم اعقبتها حرب طاحنة تاسست على اثرها دولة بنغلاديش. ولا زالت مشكلة كشمير قائمة!
 
ان الكانتونات التي حاول نظام الابارتيد فرضها على شعوب جنوب افريقيا. لا يجب فرضها  على ابناء العراق. وما يقال عن تمتع "المسيحيون" من امان في بعض مدن كردستان، اوتمثيل برلماني فانه جاء نتيجة تضحيات، ونضالات طويلة، ومضنية. ما يسمى "بالشعب المسيحي" هم سكنة العراق الاصليين، وبناة حضاراته، التي يتبجح بها الان، من جاء من صحارى الجزيرة القاحلة.
انهم عراقيون اصيلون، والعراق كله بلدهم، ومنهم اشتق اسمه. يحق لهم العيش فيه كغيرهم معززين مكرمين، مصانة حقوقهم، وتقاليدهم، وعاداتهم، ولغاتهم، ودورعبادتهم، وتراثهم، وشعائرهم مثلما هي الشعائر الحسينية، او غيرها.
يجب ان يكون العراق كله وطنا امنا لهم. وليس سهل نينوى، او سنجار، او تلكيف، او الحمدانية، او شيخان، او القوش، او بغديده...الخ. هناك يعيش ايضا اكراد، وتركمان، وعرب، ويزيدية، وشبك. فهل نبني جدران العزل العنصري على طريقة شارون؟
ومن سيعود من نيويورك، او ديترويت، او مونتريال، او سيدني، او اوكلاند، او ستوكهولم، او لندن، او باريس ليجد نفسه مثل الفلسطينيين يسير عدة كيلو مترات للوصول الى مدرسته، او عمله. رغم عدم واقعية الهجرة المعاكسة. 
لقد فرضت مجموعات بشرية كثيره عبر النضال، والاعتصام، والاحتجاج، وتحشيد الراي العام العالمي، بعد طول معاناة، استعادة حقوقها كاملة، في الحياة الحرة الكريمة.
كما هو حال سكان امريكا، وكندا الاصليين، وكذلك في استراليا، ونيوزيلندا، والسامر في السويد، والنرويج، وفنلندا، والاسكيمو في غرينلاند، والاسكا، وغيرهم الكثير. يجب على من حرث الارض، واخترع العجلة، وعمر المدن، واقام الحضاره، وسطر اول الحروف، وكتب اولى الملاحم، وبنى الزقورات، ودرس النجوم، وشيد الابراج، والجنائن المعلقة ان لا يلجا الى كهوف "المنطقة الامنة" بل يطالب بحقه في وطن آمن من الفاو حتى زاخو.
فهذا وطن الاجداد، وليس منة من احد.
 
رزاق عبود
24/3/2006[/b][/size][/font]

280
بصراحة ابن عبود
عبد ايران اللا حكيم خطر على وحدة العراق

رزاق عبود

بلا ذوق، ولا اعتبار للسن، والموقع، والمناسبة، قاطع "السيد" عبد العزيز "الحكيم" خطاب السيد عدنان الباچچي اثناء كلمته كرئيس جلسة افتتاح البرلمان العراقي الجديد باعتباره اكبر الاعضاء سنا. ورغم ان الجو العام مشحون، ومتوتر بسبب سياسة، وتسلكات، وتصرفات، و جرائم ميليشيات الحكيم، وحلفائه في الائتلاف الايراني المشتت، فلم يتوان، ان يرفع صوته، ويقاطع حين تطرق الباچچي للمحاصصة الطائفية، التي لو زالت، وتخلى عنها السياسيون في العراق لما بقي للحكيم، وغيره من زعماء الطوائف، ما يبرر زعامتهم، وسيادتهم المفروضة على المساكين الشيعة.
وربما يحمل صرته، ويجمع حريمه، ويعود الى ايران ليجلس عند قدمي الخامنئي. الحكيم المغرور كصاحبه ،الجعفري، يسير في المقدمة، ويجلس في الواجهة، ويدخل قبل الرئيس. شعور مريض بالعظمة .
بعد ساعات من هذه الخطوة الرعناء يتقدم السيد بطلب الى اسياده المشتركين الايرانيين، والامريكيين حيث تناقلت الانباء التصريحات التالية: "اطالب القيادة الحكيمة(اخت حكيم) في الجمهورية الاسلامية في ايران بفتح حوار مع امريكا وان تتفاهم (معها) على النقاط المختلف عليها حول العراق". اذا عرف السبب بطل العجب، الان عرفنا سبب تمسك الحعفري برئاسة الوزراء، وصولاغ بوزارة الداخلية.
الان عرفنا لماذا ازداد الارهاب، واتسعت الاعمال الاجرامية في ظل حكومة القوي الامين، والسيد الحكيم. فلا يهمهم كم، ومن يموت من العراقيين سنة، او شيعة، مسلمين، او غيرهم ،عربا او كردا المهم ان تتحول ارض العراق مستنقعا لامريكا، كما تريده ايران، حتى لو كانت مياه هذا المستنقع دماء الاف العراقيين الذين يسميهم الجعفري شعبه، ويدعي الحكيم انه جاء يخلصهم من مظلومية تاريخية. في حين حولهم الى رهائن بيد ايران لحسم خلافاتها مع امريكا.
ولم يتاخر سادته في ايران في الرد المتفق عليه مسبقا فرد سنترال المخابرات الايرانية علي لاريجاني بالايجاب على اقتراح الحكيم، مؤكدا ما كانت الناس تقوله، وقدم الديل على  ان حكومة الجعفري/ الحكيم تعمل لصالح ايران "الشيعية" ضد مصالح العراق، وشيعته المحرومين من الامن، والامان، وابسط انواع الخدمات. واخيرا اعترفت ايران "رسميا" بانها تستخدم الورقة العراقية في نزاعها مع ايران، وتضغط عليها من خلال زعزعة الامن، والاستقرار فيه.
وتبين بالادله، والوقائع، والاعتراف ان ما يسمى الائتلاف العراقي الموحد هو حصان طرواده الايراني في العراق. رضيت قاعدته الشيعيه الواسعة ام لم ترضى. عرفوا انهم يقودوهم للذبح على مسلخ المصالح الايرانية ام لم يعرفوا. وامريكا التي حشرت نفسها، بسبب الغطرسة، والمصالح الضيقة، في اعمال خاطئة كارثية.
سلمت سابقا افغانستان الى طابان، وقبلها ايران الى الخميني. والسودان الى الترابي، والبشير.ثم لبنان الى حزب الله،  وفلسطين الى حماس، واليوم تقدم العراق على طبق من فضة هدية الى ايران عبر حكام مثل الجعفري، والحكيم، وصولاغ، وهادي العامري، والصدر، وغيرهم. فالى متى تصمت جماهير الشيعة المظلومة في العراق على هذا الخيانة؟
والى متى يظل الشيعة، والسنة الواعون لهذه المؤامرة ممزقي الصفوف حد اللعنة؟ عصابة الحكيم الجعفري صولاغ العامري تهدف لتسليم نصف العراق، اذا لم يتح لها العراق كله الى اسيادهم الايرانيين. ليكون معبرا لاعادة الامبراطورية الفارسية باسم الاسلام، والتحول الى مهاراجات في امارة نفط الجنوب.
والا لماذا ابقوا الجنوب، اذا لم نقل العراق، مخربا بعد ثلاث سنوات من استلامهم السلطة المحلية، والمركزيه في العراق؟
 ابقوا الجنوب الشيعي متخلفا مخربا مهدما بلا ماء، ولا كهرباء، ولا دواء، ولا امن، ولا خدمات. في حين تنتفخ كروشهم، وتتضخم حساباتهم في الخارج، وترتفع قصورهم، ويزكم فسادهم الاداري، والمالي الانوف العراقية المبتلية بخيسة الانظمة الفاسدة، والقيادات العفنة بسياراتها الفارهة، وحماياتهم الغالية التكاليف.
ان الذي طالب بدفع مليارت الدولارات لايران، وشعبه جائع وبلاده مكبلة بديون، وعقوبات، لا يستحي ان يرهن بلاده كلها في سبيل ان يكون السيد الاول في العراق، او الجنوب، او النجف، او البصرة. فهل من يحكم في البصره، والعماره، والناصرية، والنجف، وكربلاء، وغيرها من المدن الشيعية هم من اعداء اهل البيت ايضا ياسيادة الحكيم؟؟؟؟
ولماذا يعاني اتباع اهل البيت هناك من الاهمال، والفساد، والفوضى؟ اليست فدرالية الجنوب، التي تطالب بها صباح مساء، قائمة على ارض الواقع بكل سيئاتها؟؟ ام انك لن ترتاح حتى ترى العلم الايراني يرفرف على نواصي المدن العراقية؟؟؟
 
اذا ما ناديت حيا  ولكن لا حياة لمن تنادي.[/b][/size][/font]

281
بصراحة ابن عبود
عنجهية صدام قادتنا الى الاحتلال وعناد الجعفري يقودنا الى الحرب الاهلية
رزاق عبود
 
ان غرور صدام حسين، وعنجهيته، وفرديته، وغروره الاحمق، واحلامه التوسعية، واستهتاره بارواح العراقيين قادت العراق من حرب الى حرب. مرة ضد ايران بتشجيع ودعم واسناد من امريكا وحلف الناتو والكثير من دول اوربا، واسرائيل، والخليج العربي، والاردن، ومصر،وغيرها.
ثم وبضوء اخضر من امريكا احتل الكويت، وعذب شعبها، وسرق ثرواتها. وقد عاني العراق وشعبه ما عانى بسبب تلك الحروب الاجرامية التي انتهت، دائما، الى كوارث وطنية، وتحولت الى حروب داخلية ضد شعبنا المسكين.
من ضحايا، ومعوقين في الحروب، الى مشردين، ومقابر، واعدامات جماعية، وسحق لكرامات الانسان، وتحطيم ارادته تحت وقع الارهاب، والقمع، والحصار الرهيب. واخيرا، ورغم نصائح العالم كله، والعروض السخية، ورغم التحذيرات، والتوقعات بالدمار من اكثر المراقبين تفاؤلا.
الا ان المجرم صدام ركب راسه، وابى الا ان تتكرر كارثة حربه مع ايران، واحتلاله لدولة الكويت. ولكن هذه المره ليس فقط بتحطيم القوات المسلحة، والبنية التحتية، وخراب، ودماررهيبان، بل انهارت الدولة كلها، واختفت الجيوش، وتهاوى ما بنته الاجيال بلحظات، وانهزام شنيع لم يصدقه حتى المحتل نفسه.
 
واليوم تتكرر نفس الماساة بشكل اكثر ماساوية. على يد متشبث مهووس اخر بالسلطة. لا يهمه ان يحترق العراق كله مادام هو رئيس الوزراء في المنطقة الخضراء.
فمنذ استلامه مهام منصبه لم يهتم بالتحذيرات والتنبيهات، والنصائح من الفرديه، والطائفية، والتهميش، والاقصاء. واستمر يمارس سوء استخدام السلطة، وتخريب اجهزة الدولة الحديثة بالتوازي مع تخريب الارهابيين.
واذا كان الارهابيين لا يملكون، السلطه، ولا يستلمون الرواتب الضخمة من جوع الشعب فان صاحبنا رغم ادعائه الحرص على الوطن، ومحاربة الارهاب، فان اعماله، وتصرفاته، وتصريحاته تصب الماء في طاحونة الارهابيين وتزيد الاحتقان الطائفي، والفرقة الوطنية.
ويتجاوز على الصلاحيات وينشغل بالسفريات، والجولات، وتنويع البدلات. في حين يموت المئات من العراقيين كل يوم، والاحياء منهم محرومين من ابسط انواع الخدمات.
 
الملاحظ ان تصريحات الجعفري الاخيرة لا تختلف كثيرا عما ادعاه، وتفاخر به صدام في خطبته العرجاء امام المحكمة مؤخرا. فما هي ياترى منجزات الجعفري، التي يتبجح بها اعوانه كما يتبجح صدام، وحظر التجول لا زال مفروضا على سكان بغداد.
ويفرض منع التجول وسير العربات لمدة يومين بسبب انعقاد شكلي للبرلمان الجديد بعد ثلاثة اشهر بدل اسبوعين من انتهاء الانتخابات، ولازالت حكومته الموعودة لم تر النور لحد الان. ويتحدث بلهجة، وكأنه صاحب الزمان، عن "شعبي" (صدام يقول شعبنا).
ومن يقصد بالشعب، وهو الذي يتحدث عن الديمقراطية، والاغلبية. لقد ترشح لمنصبه ب 64 صوتا، وصلوا لمواقعهم بالتهديد، والتزوير، والتزييف.
نصف الائتلاف لايريده، وكل القوائم الفائزة، وغير الفائزة الاخرى لا تريده. اليس هؤلاء شعبنا، عفوا شعبك. بماذا يتفاخر الجعفري؟ ولماذا هذا التعالي والمكابرة وسفير الدولة المحتله ،الحاكم الفعلي في بغداد، يجلس في الصفوف الاولى ويوجه تعليماته بضرورة تشكيل الحكومة؟
اليس حديث الزهو، والمغالطه، والغطرسة هذا يشبه "انتصارات" قادسية صدام، وام معارك صدام، ثم حواسم صدام.
بماذا تفتخر، وماذا ستقدم لنا بحكومة الحواسم غير مزيد من الفرقة، والتبعية لايران والاحتقان الطائفي، وتصاعد التوتر، والتمهيد للحرب الاهلية بفرق الموت، والمليشيات التي تاخذ دروسها من حرس الثورة الايراني، وحزب الله البناني الذي فرض نفسه بسلاحه كما يخطط الجعفري، وائتلافه الايراني الممزق. رئيس وزراء رغم انف "شعبي". حتى لو احترق العراق كله.
 
لقد غير رئيس الوزراء(بالگوة، والعناد) سابقا اسمه من ابراهيم الاشيقر الى ابراهيم الجعفري لطائفيته المقيتة. وبسبب شهوته المريضه للسلطة سنغبر اسمه الى حسومي السلطوي فيصبح اسم على مسمى.[/b][/size][/font]
 

282
بصراحة ابن عبود
الحرب الطائفية قائمة وزعماء الطوائف يتحاربون على الكراسي

منذ سقوط النظام البعثي الفاشي، والاحزاب الاسلامية صغيرها، وكبيرها، جديدها، وقديمها شيعتها وسنتها تتحدث عن المصلحة الوطنية، والوحدة الوطنية، وطرد الاحتلال، وتحقيق الامان، ومحاربة الارهاب، والتصدي للحرب والفتنة الطائفية، وغيرها من الشعارات السياسية المنافقة.
فلا وحدة وطنية تحققت، ولا وحدة اسلامية توطدت، ولا احتلال رحل، ولا خدمات عادت. شعاراتهم تذكرنا بشعارات صدام، والبعث عن الوحدة والحرية والاشتراكيه التي انتهت الى فرقة، وديكتاتورية، وفقر مدقع في اغنى بلاد الارض.
 
انها لمهزلة ان يطلق حزب الدعوة، والمجلس الاعلى، والحزب الاسلامي على انفسهم احزاب اسلاميه، وهم لا يتحدثون الا باسم طائفة محددة، واحيانا باسم مجتهد معين. في الوقت نفسه فان المرجعية الشيعية، وهيئة علماء المسلمين  تدعيان انهما لا يتدخلان بالسياسة، ولكن كل نشاطاتها، وتصريحاتها سياسية.
لماذا لا تتوحد الاحزاب الاسلامية بوجه العلمانيين لو كانوا فعلا اسلامين وليسوا طائفيين، ولو في قائمة انتخابية واحدة! ثم لمن سيدعو حزب الدعوة، فهل يحاول فرض الاسلام على غير المسلمين في العراق ام يعتبر السنة غير مسلمين؟ ولماذا المجلس الاعلى "للثورة" الاسلامية.
وصدام سقط، وهم الحاكمون، والمتحكمون في الشارع، والسلطة؟ ام انه استمرار لمجلس قيادة الثورة الاسلامي؟ ولماذا لا تضم هيئة علماء "المسلمين" سوى السنه رغم انهم متحالفين سياسيا، وعسكريا مع التيارالصدري، والخالصي، وغيرها من الاحزاب، والحركات الشيعية التي تلتقي معهم في "مقاومة" الاحتلال؟ ام انهم بدورهم لا يعتبرون الشيعة مسلمين؟ على الاقل ليدعوا انهم غير طائفيين. ولماذا لا تكون هناك مرجعية، وهيئة اسلامية موحدة؟ حتى نفتهم منو مسلم، ومنو غير مسلم!
 
ورغم ما صرف، ويصرف من ملايين، وربما مليارات الدولارات على الاعلانات التلفزيونية، التي  تحذرالشعب العراقي من الحرب الاهلية، وتذكرهم بتجارب لبنان، والبوسنه، ورواندا، والصومال وغيرها فهنم يدفعون الامور بذات الاتجاه. لان الهدف الاساسي من هذه الاعلانات التلفزيونية الغالية التكاليف، كما يبدو، هو دعم فضائياتهم ماديا، ومحاولة كسب ود، وشراء ذمم بعض الفضائيات التي تحاول ان تبقى محايده. ولضمان شركات الدعاية والاعلان في الجيب.
وليس غريبا هذا التصرف فلقد امتلئت مدارس الحوزه، والحضره القادرية، وغيرها من مراكز تفريخ "علماء" الدين بعملاء صدام، فتغلغلوا كالسرطان في تنظيمات كل الاحزاب، والهيئات "الاسلامية". مترافقة "بالصحوة الاسلامية" التي دعى لها صدام، وقادها المجرم عزت الدوري. وربما ليس غريبا ان نفس المسخ يقود، ويوجه، وينظم، ويمول "المقاومة" الارهابية.
 
الكل يعرف تصريح صدام حسين الشهير بان من يريد استلام السلطة في العراق فانه يستلم ارضا محروقة، وبدون شعب. ويبدو ان احزاب الميليشيات الاسلامية تقود العراق بذات الاتجاه لانها تدعي انها تحضر لعودة المهدي الذي سيعود عندما تمتلأ الدنيا جورا، وظلما ليملئها قسطا وعدلا.
يريدون ان يملؤها ظلما، وقتلا، وتعذيبا، وسجونا، وظلاما، وفسادا، وتهريبا، وارهابا حتى يعجلوا بظهور المهدي الذي سيبدا برؤوسهم، التي نشرت كل هذا الخراب، والظلم، والدمار، والجور في العراق الجريح. بعد ان امتلئت شوارع العراق الجريح بالعمائم البيضاء، والسوداء، التي لا علاقة لها لا بالدين، ولا بالاسلام.
 
اللهم، عجل فرجه، حتى يخلصنا من "السادة" و"المسلمين" المزيفين!!!
 
رزاق عبود[/b][/size][/font]

283
بصراحة ابن عبود
العراق ليس بحاجة الى ديمقراطية هشة، العراق بحاجة لحكومة ائتلافية قوية
رزاق عبود
 
الديمقراطية ليست كلمة تقال، ولا انشودة تحفظ، او اغنية سهلة تردد. الديمقراطية عملية استيعابية طويلة الامد. انها طريقة حكم، واسلوب ادارة، ونمط حياة، وتقاليد ثقافية، ونهج سياسي مرت بفترة طويلة من التطور، والتحور، والتغير، ولازالت متعددة الاوجه، والاشكال، والصيغ.
وكل ديمقراطية معروفة اخذت طريق تطورها  بمهل، وعلى حدة، ولها سماتها الخاصة. الشئ المشترك ان كل الديمقراطيات حديثة، او قديمة مرت بفترة انتقالية اكتسبت فيها ملامحها الخاصة، وميزاتها الوطنية التي اتسمت بها، وتميزت عن غيرها. ولكنها لم تولد فجاة، ولا اتخذت شكلها النهائي بيوم واحد، بل لازالت تتطور مع الوقت.
والتجارب التي عبرت مباشرة من ديكتاتورية شمولية، او عسكرية، او فاشية، او فردية دون تهيئة، او تحضير، او تمهيد، او تثقيف، او توعية، وبناء الظروف الموضوعية، والذاتية لازالت تعيش مشاكلها اليومية، وتعاني ازمات مستمرة، وعقبات، وهزات، وتراجعات متواصلة، وممارسات بعيدة عن روح الديمقراطية، كالتزوير، والفساد المالي، والاداري، واستغلال السلطة، وضعف الرقابة الشعبية، وعدم الفصل الكامل للسلطات، وتقييد الحريات الصحفية والاعلامية.
فدول اوربا الشرقية مثلا، وجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة لا زالت تعاني من مداهمة فجر الديمقراطية الذي جاء كالعاصفة. بل حتى روسيا نفسها لا زالت تحبي في ديمقراطيتها مع ارث الف سنه من القيصريه المطلقة، وسبعين سنة من ديكتاتورية شمولية باسم الاشتراكية.
واحداث روسيا البيضاء، واوكرانيا، وتركمانيا، وجورجيا، والتجارب الافريقية الحديثة امثلة على عدم صحة تجاهل المرحلة الانتقالية. ولازالت ديمقراطية تركيا، والباكستان تمر بمرحلة انتقالية. وان كان من الصعب تسميتها ديمقراطية مع النفوذ الكبير، وحق الفيتو الذي يتمتع به العسكر بتشجيع ودعم من امريكا. القفزات الطويلة قد توقع صاحبها في الوحل، وما اكثراوحال مجتمعاتنا المتخلفة. وما يجري الان في العراق دليل واضح على ما نقول.
 
ولا نقصد بالمرحلة الانتقالية ديكتاتورية جديده اهون شرا، او اقل ظلما. بل نقصد ان الحريات، وممارسة الديمقراطية، تاتي بالتدريج، والتهيئة، وان تقود البلاد حكومة وطنية ائتلافية تظم القوى الاساسية المعارضة للنظام القديم، تلغي اجهزة القمع، وتسرح الضباط الذين دعموا السلطة الديكتاتورية، والغاء جميع القوانين المقيدة للحريات العامة، اصدار قانون ينظم حرية الصحافة، والاجتماع، والتظاهر، والاضراب، والتنظيم( الحزبي، والسياسي، والنقابي، والمهني، والاجتماعي).
اقامة احهزة اعلام ممولة من الدولة ولكنها مستفلة تماما، لتكون وسيلة مراقبة لا وسيلة دعاية حكومية. الغاء المؤسسات، والاجهزة القمعية . اعادة جميع المفصولين لاسباب سياسية الى اعمالهم ، ووظائفهم، او منحهم حق التقاعد.
واعادة الاعتبار لضحايا الحكم الدكتاتوري من مدنيين، وعسكريين، واعادة جميع الحقوق لهم، وتعويضهم عن الاضرارالتي لحقت بهم، وتأمين عودة المهجريين الذين اتهموا بالتبعية الايرانية، وضمان حقوقهم كاملة. تقديم اقطاب النظام، وكبارالمسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحق الشعب، والوطن الى القضاء لينالوا جزائهم العادل، واستعادة مانهبوا من الممتلكات العامة، والخاصة .
واحترام العقائد الدينية، ودور العبادة لكافة الاديان، والطوائف في البلاد. ازالة اثار، وعواقب حروب الدكتاتورية الداخلية، والخارجية، والحملات الانتقامية ضد ابناء الشعب.العمل على الغاء جميع العقوبات الدولية، والغاء ديون العراق في سياق التعامل الايجابي مع المجتمع الدولي، وكسبه الى جانب شعبنا الذي تحمل نتائج هذه القرارات بجريرة حاكمه المستبد. معالجة التشوهات الاجتماعية، والثقافية، والاخلاقية، والنفسية، والفكرية، والديموغرافية، وغيرها التي افرزتها الحروب، وسياسات النظام الديكتاتوري، ورعاية ضحاياها، واسرهم، واعادة تاهيل معوقي الحرب، والاسرى، والمهجرين، وذوي شهداء النضال ضد الديكتاتورية. تصفية مضاهرالتمييز، والنزعات الشوفينية، والتعصب القومي، والديني، والطائفي، والعنصري.
اعادة ما تبقى من الاسرى العراقيين في ايران، وتشجيع عودة المهاجرين، والمنفيين، والهاربين الى شتى انحاء العالم بسبب حروب الدكتاتورية وارهابها. والكشف عن مصير المفقودين، والمختطفين. اعادة اعمار البلاد، واعادة بناء الاقتصاد الوطني، وفقاً للاولويات التي تمس حياة المواطنين، واتباع سياسة اقتصادية ترتكز على تحقيق تنمية متوازنة، ومستقلة للاقتصاد الوطني بالاستناد الى حماية الثروات الوطنية، والتوزيع العادل للثروة بما يخدم تحقيق الرفاه الاجتماعي للشعب العراقي. واعادة الخدمات الى وضعها الطبيعي، وتوفير الامن، والامان.
 
 التهيئة لاقامة انتخابات ديمقراطية لجمعية تاسيسية، وفق قانون ديمقراطي يجري سنه، تشرع دستورا ديمقراطيا دائما يضمن حياة ديمقراطية مستقرة، وراسخة، والتداول السلمي للسلطة، واجراء انتخابات ممثلي الشعب بحرية، وعلى اساس حق التصويت العام، والمتساوي، والاقتراع السري المباشر لكل البالغين قانونيا من الجنسين، وانتخابات مجالس المحافظات، والمجالس البلدية، وضمان اجراء انتخابات ديمقراطية للبرلمان الكردستاني على نفس الاسس.
 
وكل هذا لا يتم خلال 6 اشهر، او سنة واحدة، كما حدث في العراق الجريح، المهدم، المدمر، المنهوب، بلا دولة، ولا مؤسساتها، التي انهارت بشكل كامل. حيث تحولت الحرية الى فوضى، والديمقراطية الى عبثية، وحرية الصحافة الى تشهير، وصخب، وتهريج. واصبح الارهاب مقاومة، وضباط الامن الصدامي القديم امراء في الحرس الوطني الجديد، والبعثيين المجرمين يحتلون مراكز مرموقة في صنع القرار السياسي للدولة. وسيطر الانتهازيون، والطفيليون، والمضاربون على مفاصل الحياة الاقتصادية للبلاد. وصار الفساد المالي، والاداري، واستغلال السلطة سمات واضحة للوضع العام.
تخلص العراقيون من ظلام الديكتاتورية وابتلوا بظلام انقطاع الكهرباء، وفقدان الخدمات، والوقود. وبدل قطعان الامن، والمخابرات الصدامية، ومعتقلاتهم ومقابرهم السرية صار الارهابيون يحصدون ارواح الناس علنا، وفي كل مكان. وحل الحرمان، والبطالة الواسعة بدل الحصار القاسي. وبدل الحدود المغلقة على المواطن، صارت البلاد نهبا للمخابرات الاجنبية، وارضا مشاعة للارهاب، والتطرف، وعصابات الجريمة.
 
لم يحدث في كل التاريخ الديمقراطي الحديث ان دولة خرحت من ديكتاتورية فاشية دموية مرهقة من الحروب، والحصار، وفي ظل احتلال له اجندته الخاصة، التي ليس من ضمنها الاستقرار، والتطور، والامان، والبناء، والديقراطية الفعلية، بل الهدف تبرير بقاء قواته في البلد "الهمجي" الذي يقتل اهله بعضهم، و"بدأ" ابنائه بالذهاب الى المدارس.
بلد اكثر من نصفه امي، ويذهب للانتخابات ثلاث مرات خلال عام واحد، ويصوت على دستور دائم، لا يدري ماذا فيه. قال له زعمائه الدينيين، والعشائريين صوت ب لا، او نعم. لم يذهب شعب في العالم الى ثلاث انتخابات في سنة واحد، وفي ظل شبح حرب اهلية، واحتلال مقيت، وفي اجواء احتقان سياسي، ودينى، وطائفي، وقومي. وبدون احصاء سكاني، ولا مراقبة دولية.
انتخابات يقرر الرجل لعائلته مرشحها، ويحدد فيها رجل الدين القائمة المنزلة من السماء. وشيخ العشيره يلزم اتباعه بالتصويت لفلان، والزعيم القومي يحدد من يصوت، ومن لا يصوت.
 
ان ما يحتاجه العراق الان سلطة مركزية قوية تديرها حكومة ائتلاف وطني على اسس سياسية، وليس حكومة محاصصة طائفية. هناك احزاب سياسية عريقة موجودة على الساحة، وكانت مشتركة في مؤتمر صلاح الدين وهي الوريث الشرعي للسلطة في العراق.
ان تجربة مجلس الحكم على نواقصها كانت افضل ايداءا، واكثر تجميعا، وتمثيلا للشعب العراقي. واذا كانت هناك تيارات معارضة رفضت الانخراط فيه، او اقصيت فتوسع حكومة الوحدة الوطنية فتظم لها التيارات التي كانت خارج تركيبة مجلس الحكم. مثل التيار الصدري، وحزب الفضيلة، وحزب العمل الاسلامي، وتيار الخالصي، وممثلي منظمات المجتمع المدني، والتنظيمات القومية، والديمقراطية، التي ناصبت النظام الصدامي العداء، وغيرها.
وهناك عشائر من المنطقة الغربية حاربت النظام، وتضررت من سياساته كانت موجوده بشخص عجيل الياور، وكان يمكن تعزيزدورها بتمثيل اضافي. وكل المشاركين يجب ان يقروا النضال السياسي. وجدولة انسحاب قوات الاحتلال بحيث لا يبقي اي متحجج بانه لا يريد التعامل مع الاحتلال. حل المليشيات الحزبية، وتحجيم دوررجال الدين في التاثير على السلطة السياسية لان اغلبيتهم لاتهتم الا بمصالحها الشخصية، وسلطتها الدينية، او تتحجج باسم طائفتها.
عندما حاول الانكليز خلق فتنة دينيه في مصر بعد ثورة عرابي. واجههم علماء الازهر، وزعماء الاقباط بمظاهرات مشتركة وهم يهتفون عاش الهلال مع الصليب. يتقدمهم سيد درويش وهو ينشد بلادي يلادي بلادي.
 
فمتى يتوحد زعماء العراقيين فعلا لا قولا ويتخلون عن الطائفية، والاقليمية، والعشائريه، والقومية المتعصبة، ويهتفون  مع عزيز علي: "ياناس مصيبة مصيبتنة"
 
رزاق عبود
1/3/2006 [/b][/size][/font] 

284
بصراحة ابن عبود
وانتصرالارهابيون بفضل رجال الدين
رزاق عبود

اشعل تفجير القبة الذهبية التي تضم ضريحي الامام علي الهادي، وابنه الحسن العسكري في سامراء والمشهوره عالميا كاحد اكبر القباب الذهبية الاسلامية الشراره في الشحنات الطائفية التي تراكمت بشكل رهيب بفعل التصعيد الطائفي من زعماء الطوائف في العراق تحت مسميات عديده. الغريب، ان الجميع، بمن فيهم زعماء الطوائف، كان يعرف، ويحذر من ان النار تحت الرماد فلا تشعلوها.
ومنذ 9نيسان2003 والتكفيريين، وقوات الاحتلال، وبقايا نظام صدام، وجيوشه السريه، وعملائه، ومرتزقته، واجهزة دعايته وابواق اعلامه، ومخابراته التي اعادت نشاطها. عملت، وتعمل من اجل اثارة الفتنه الطائفيه، واشعال لهيب الحرب الاهلية، تحت اي مسمى. قوميه، دينية، طائفية، عشائرية. ومجرد استخدام كلمة "اثارة" يعني اعتراف ضمني بان الفتنة نائمة تحت شعارات فضفاضة من التسامح، والتعايش، والتناسب، ووعي الجماهير، ودور المرجعيات، وغيرها من حقن التهدئة.
وفجاة سقط كل هذا الغلاف المهلهل، الملون، المزخرف، وفارت قدور الغضب الطائفي من كثرة سعار نيران الشحن المذهبي المسموم ضد من يختلفون معهم. وبدل ان تنبري الوجوه التي "وثقنا بها"، وتصورنا انها صمام امان ضد العنف الطائفي، الى التصدي لهذا الهيجان الغوغائي، فاذا بهم ينضمون الى من يسكب الزيت على النار. بعضهم يدعوا الى التظاهر، والاحتجاج.
ولكن كيف وضد من؟ لا احد يعرف. واين سنتتهي هذه الاحتجاجات؟ ومن يسيرها؟ وماهي شعارتها؟ ومن الجهة المقابلة يعقد البعض مؤتمرات صحفيه، ويطلق تصريحات رنانة يتهم بها وزارة الداخلية، بقصد ضرب السنه.
هل يمكن لعاقل ان يتصور ان وزير الداخلية، رغم حماقته، قد يقوم بمثل هذا المغامرة؟ رغم انه واتباعه استغلوا المناسبة للمطالبة باطلاق يد ميليشياته لضرب "حاضني" الارهاب. بدل ان يعترف بالعجز، ويستقيل.

كلنا يعرف ان كل الاجهزة، وكل الاحزاب، وكل المنظمات، وكل التكتلات، والتجمعات، وكل تشكيلات الدولة، والحكومة مخترقة من قبل المخابرات الاجنبية على اشكالها.
وان اجهزة النظام الفاشي القديم تسربت، واشترت لها مواقع في كل مكان من شرطة الحدود الى المنطقة الخضراء. ومن السفارات الى سيارات النجدة.  فكل شئ معروض للبيع في عراق الاسلاميين، والامريكيين. ثم ناتي لنتهم بعضنا في وقت يتطلب التهدئه. ذاك يدعو: يجب ان تنتهي ظلامة 1400 سنة.
واخرين يعلنون خشيهم من الانتقام، والثار تحت غطاء تلك الدعوة. وفي مجتمع عراقي عاني الامرين من الحروب، والظلم، والحصار، والتمييز، والتهميش، والاقصاء، والتجهيل، والتعتيم، والفاشية. وفي جزر ثقافي، وفكري، وسياسي، وحضاري.
تجد هذه الدعوات استجابات غريزية لها بعد ان عمل النظام البائد على زرعها خلال 40 سنه من الحكم الشمولي البغيض. الخوف، والحذر، والخشية، والشك، وعدم الثقة، تغلغل في كل نفس، ودخل كل بيت، واستولى على كل قلب، وسيطر عنى كل فكر، رغم الاحاديث الكاذبه، المخادعة، والشعارات المنافقة، التي تعكس الاماني اكثر مما تعكس الواقع. التي لازال البعض يرددها، اما سذاجة، او غباءا، او كذبا، او مخادعة للنفس، والاخرين. ¨
ونحن الحالمون، لا زلنا نتحدث عن  عراقيي تصوراتنا. عراقيي الاربعينات، والخمسينات، والستينات، والى حد ما عراقيي السبعينات، والذين تعايشوا بحب، ووئام، وصدق، وحشدوا المظاهرات ضد الاحتلال الانجليزي، ومعاهداته الاسترقاقية، وشركات النفط، ونهبها لثروات الوطن، ضد الاقطاع وظلمه، وضد الديكتاتورات وقمعها، ضد التهجير، والتعريب، والصهيونية، سويه بقيادة مسيحي، او يهودي، او صابئي، او يزيدي، او سني، او شيعي، كردي، او عربي، او تركماني، او اشوري، او كلداني، او سرياني، او ارمني. يوم كانت القناعة، والموقف السياسي هما المحركان، وليس التعنت الديني، او التعصب الطائفي المعرقلان. هكذا كنا. ويبدوا، واثبتت الاحدات الدموية المؤسفه الاخيرة، ان ذلك اصبح، والى الابد جزءا من الماضي الجميل الذي لا زلنا نتغنى به، ونعتقد انه لازال موجودا.
واخذ رجال الدين، وسياسييهم يحصدون ما زرع صدام للاستفادة منه لاغراضهم الخبيثة، ولا يهمهم ان تزال الكعبة، وليس فقط قبة علي الهادي، مادام ذلك يدفع الريح في طاحونة سياستهم الطائفيه.
ويسكب الماء في نفس الطاحونه القذره. وظهر ذلك من التصريحات، والتهديدات العديده من اصدقاء الارهابيين، ومن الابتسامة الشامته الساخرة المتوعده على شفاه وزير الداخلية في زيارته لسامراء. وكأن لسان حاله يقول ها قد عدنا يا متوكل لننتقم. بدل ان يقول جئنا لنتصافي، ونلتحم.

تحدث، ويتحدث "قادة" الطرفين بوقاحة عن التهدئة، ويقومون بالاثارة. يستخدمون اسم اهل البيت وكأنه ماركة مسجلة باسمهم. لماذا يتهم اهل سامراء، مثلا، بانهم لم يحموا الضريح؟ لماذا لا يوجه الاتهام بالعجز، والتقصير لوزارتي الداخلية، والامن الوطني. وهي بيد الشيعة، والمفروض ان تحمي عتباتهم المقدسة. لقد حمى  اهل السنه في سامراء العتبات المقدسة هناك على مدى مئات السنين. خدموها وزاروها وتبركوا، وصلوا بها، وقدسوها، واعتبروها مصدر رزق.
لقد حصلت اعمال مشابهة في كربلاء، والنجف، والكوفة، والكاظمبة، ولم يتهم احد الشيعة، ولم يلمهم، انهم لم يحافظوا على مقدساتهم. عن اي تهدئة يتحدثون، وعباس البياتي يجلس في فضائية الفرات، ليهدد بالملايين الهائجه، المنفلته حسب تعبيره، ويفتخر انها حطمت مساجد الاخر.
وفي نفس الوقت الذى يتهم عباس العالم كله بالصمت، وعدم استنكار، وشجب الجريمة، فان شريط الاخبار على شاشة نفس القناة التحريضية ينقل استنكار العالم من كوفي عنان الى بابا الفاتيكان، ومن الكويت الى السعوديه، ومن الازهر الى مراكش. ويتحدث ويغمز، ويهمز، ويلمز عن الاخر.
رغم حرمة الغمز، واللمز. و"الاخر" هيئة علماء المسلمين "يزيدون الطين بلة". يعقدون المؤتمرات الصحفيه ليتحدثوا  بصفاقة، وخبرة مخابراتيه عن الشواهد، والادلة، والمشاهدات لرجال المغاوير،(كيف عرفوهم) وهم يدخلون الى صحن الامامين، ويفجرونه، وعن ذبح السنه في المدائن، وبغداد، ولا ينسى الطرفان ان يتحدثا عن الوحدة الاسلاميه، والاخوة الاسلاميه، والسماحة الاسلامية. ونسى الجميع، ما تباهوا به، عندما اتقذ الشباب السنه عشرات الارواح الشيعية في مأساة الجسر.
التي اريد لها ايضا، ان تشعل الحرب الطائفية، ولكن الجماهير خذلتهم. فاستمروا في التحريض، والدعاية المضادة، والتاجيج، والشحن الطائفي حتى تغيرت صورة التسامح العراقية، وانتهى الامر الى فرض منع التجول لمنع الجار من قتل جاره، وصديقه، الذي حماه، او انقذه، او تناسب معه بالامس. وحرق المسجد الذي صلى به فجر اليوم السابق.

انا واثق ان الايدي القذره، التي امتدت بدناءة، وسفالة لتفجر قبة، وضريح يقدسهما الملايين، هي نفس الايدي التي امتدت لتحطم جامع طلحة في الزبير، او تحرق المساجد في بغداد، وقتلت المصلين لانهم سنه بعد ان ذبحوا الاف الشيعة بالسر، والعلن. ولا يهم ان كانت قمصانهم سوداء، او رماديه حملت شارات بعثية، او شيعية، او سنية فهؤلاء يتصيدون في الماء العكر، والوانهم تتغير من شارع، الى شارع، ولحاهم تطول، او تقصر مع الوضع، مثل بدلاتهم الزيتونيه، او الدينيه.   

ان الجماهير، الغاضبة، الهائجة التي خرجت زاحفة مستهدفة الاهل، والجيران، والاصدقاء، وابناء الوطن واخوة الدين، احرفت عن هدفها، كان عليها التوجه الى المنطقه الخضراء، واقتلاع القادة المترفين، وزعماء الدين المزيفين، والسفيرالامريكي العفن، وكل مستشاري الاحتلال، والمستفيدن من محنة الشعب والوطن. ليخلصوا العراق من هذه البؤر، التي تريد ان تحرق الاجساد البريئه في اتون حربها الطائفية، وتجعل من جثثهم سلما لكراسيهم السلطويه.

يا احبتنا، يا اهلنا، يا اخوتنا، يا ابناء شيعة، وسنة العراق ان زعماءكم المنصبين لا يريدون لكم الخير فالقوهم في مزابل التاريخ، اديروا ظهوركم لهم، ابصقوا في وجوههم، وعودوا الى بيوتكم، ومحلات سكنكم، ومدراسكم، واماكن اعمالكم، وعشائركم، وجامعاتكم، وجوامعكم التي كانت، وستظل مشتركة تسع الكل لان العراق، بكل بساطة، ليس حكرا على حزب، او تكتل، او قومية، او دين، او طائفة، او زعيم، او قائد، او مرجع، فمن لا يحافظ على وحدة العراق، وسلامة اهل العراق، وسمعتهم عالميا. لا مكان له بين صفوفنا.

رزاق عبود
23/2/2006[/b][/size][/font]

 

285
بصراحة ابن عبود

 

مظاهرات كارتونية ضد رسوم كاريكاتيرية او تحالف اسرائيل وفتح والاسلاميين ضد حماس


مضى اكثر من اربعة اشهر على نشر الصور الكاريكاتيرية عن النبي محمد في احدى الصحف الدنماركية والتي انتقدتها الصحافة السويدية قبل ان ينتبه متسولي فتح، وابناء الشوارع الذين هالهم فوز حركة حماس التاريخي، الذي كان من احد اسبابه فوضى السلاح من كتائب الاقصى الغير منضبطة، واستعلاء ادارة السلطة، وزعماء فتح، وعناصرها على بسطاء الشعب الفلسطيني، والفساد المالي، والاداري الذي ازكم الانوف. فجاة تذكروا انهم مسلمين، وان لديهم نبي اسمه محمد استهزء به في صحافة غربية. وهم الذين يعيشون منذ اكثر من نصف قرن على صدقات الغرب، ومساعداته، ومنظماته، وهيئاته، وكنائسه، التي تقدم الاعانات المختلفة للشعب الذي سبق لقيادات فتح، وعصاباتها ان حرمته من مساعدات اهل الخليج، وخاصة دولة الكويت، بعد ان وقفت مع الاحتلال الصدامي للكويت التي انبثقت فتح على ارضها. وهاهم اليوم يرتكبون جريمة جديدة بحق الشعب الفلسطيني. ليحرموه من افضل، واسخى، واشد اصدقائه في اوربا. فالشعوب، والدول الاسكندنافية من اشد منتقدي السياسة الاسرائيلية، ومن اصدق اصدقاء الشعوب العربية، وخاصة الفلسطينى. خرجت مظاهرات مليونية، واضخمها منذ حرب فيتنام صد حرب امريكا على العراق. في حين يتعرض اليوم مواطنوها، وممثلياتها الديبلوماسية، وهيئاتها الانسانية الى الخطف والمضايقات، والاقتحامات، والحرق، ومقاطعة منتجاتها باسم الاسلام الذي اوصى: ولا تزر وازرة وزر اخرى. وبأسم النبي الذي عفا عن الشاعر الذي هجاه، واكساه بردته. الهدف الحقيقي هو وضع العراقيل، والمشاكل، ومحاصرة السلطة الجديدة بقيادة حماس قبل تشكلها. بالضبط كما تفعل عصابات الزرقاوي في العراق.

 

ان الانظمة، والقوى، والشخصيات المتسلطة الخائفة من زحف الديمقراطية، والتغيير استغلت القضية لتدعى الدفاع عن الاسلام، ولتشويه سمعة الديمقراطية. كما ان الشركات الخليجية، والمصرية لمنتجات الالبان، التي تحاول كل جهدها، وبمختلف اساليب الدعايه ان تنافس البضاعة الدنماركية التي ثبتت مواقعها في الاسواق العربية وبين الجاليات العربية، والمسلمة المهاجرة في الغرب. ولذا فان المقاطعة التي دعت لها هي بقصد استعمال اساليب غير شريفة في المنافسة على الاسواق. ولا علاقة لها لا بالاسلام، ولا نبيه. لماذا لا يقاطعون البضاعة الامريكية، والاسرائيلية التي تغرق الاسواق، ورجالاتها يسبون الاسلام، ونبيه كل يوم؟ وسبق لمتطرف امريكي ان وصف النبي محمد بالارهابي، وبوش اعلنها حربا صليبية على الاسلام، فلم تخرج مظاهرات، ولم تقاطع البضاعة الامريكية، ولم تحتل سفاراتها، ولم تحرق اعلامها. كما ان المقاطعة لن تفقر الدنمارك كما يدعي المدعين. بل الامر سينعكس على المسلمين، وسيقلل، ويضعف امكانية مساعداتها للفقراء في فلسطين، والعراق، وافريقيا، وغيرها. كما ان الوف العمال المسلمين يعملون في معامل "ارلا" في مختلف دول العالم، ومنها دول الخليج سيصبحون عاطلين عن العمل. اضافة الى تضرر التجار، والشركات، واصحاب المحلات الشرقية العرب، والمسلمين في دول اوربا، وغيرها، ونصف بضاعتهم دنماركية. وسيعاني ملايين اللاجئين المسلمين الذين يعيشون على المساعدات في الدنمارك وغيرها من الدول المسيحية اضافة الى كونها سوق عمل لملايين اخرى من المسلمين. وفي الوقت الذي يقاطع ملايين الاوربيين، وخاصة اليساريين، ومنهم في النمارك، محلات مكدونالد، والبضاعة الاسرائلية تضامنا مع الفلسطينيين، وبقية العرب، والمسلمين تزدحم محلات المكدونالد بالاف المسلمين في كل العالم. وفي السويد فان اشهر كاتبين يساريين هما يان جوليو، ويان ميردال وقفا علنا ضد نشر هذه الصور، واعتبراها استفزازا لمشاعر المسلمين، ولاغراض سياسية. ولكن اليسار الاوربي يشتم يوميا على صفحات الجرائد الاسلامية.

 

ولماذا تطالب الشركة، او الحكومة الدنماركية، والنرويجية وغيرها بالاعتذارعن فعل لم ترتكبه؟ وما ذنب الاف الفلاحين الذين يبيعون حليب ابقارهم الى الشركة؟ ولكن كيف يفهم الرعاع الذين يتظاهرون دفاعا عن سفاح مثل صدام حسين اهمية، وقدسية حرية الراي، والصحافة، والديمقراطية في دول مثل الدنمارك. شعوب تعلمت ان يحكمها، ويقررامرها، ويحدد ما يقال في اذاعاتها، وتلفزيوناتها، وصحفها شخص واحد اميرا، كان او ملكا، او شيخا، او سلطانا، او رئيسا. ومثلما اثمرت اتفاقات اوسلو جدارا بناه شارون واقتطع فيه المزيد من اراضي الضفة الغربية فستقوم المظاهرات التي ابتداتها عصابات كتائب الاقصى الى بناء جدار عالمي من المقاطعة، والكره، والتحيز، والتحامل ضد كل ماهو عربي، او مسلم في جميع انحاء العالم. لقد كسب النبي محمد قلوب اهل مكه عندما دخلها قائلا اذهبوا فانتم الطلقاء. فكيف سيكسب هؤلاء الرعاع الذين يدوسون مقدسات المسيحيين في اعلام الدنمارك، والنرويج ود، وعطف وتفهم الاخرين؟ كيف يطالبون الناس باحترام مقدساتهم، وهم  يدوسون باقدامهم، ويحرقون مقدسات ملايين المسيحيين في اوربا والعالم، واقصد الصليب. لم يفرضوا مقدساتهم علينا فلماذا نفرض محرماتنا عليهم؟؟؟ ان المقدسات في عالم الديمقراطية هي حرية الراي والاعلام والصحافة. قد يختلف البعض في حدود الحرية، ولكنه سبق ونشرت صورا كاريكاتورية للمسيح، وبابا الفاتيكان، وغيرها من الرموز الدينية، ولكن هذا امرا تحسمه المحاكم، وليس قطع ارزاق من يقدمون لنا الدعم. ان الاهانة لمشاعر المتدينين من اي لون كانوا امرا غير مقبول. ولكن على جماهيرالمسلمين الانتباه لمن يتصيد في الماء العكر ليدق اسفين في صداقاتنا العالمية.

 

لقد جعلت فتوى الخميني من كاتب فاشل، ومغمورمثل سلمان رشدي كاتبا عالميا، مشهورا، وبطلا لحرية الراي، ومليونيرا. وستفعل المقاطعة، والمظاهرات من صحيفة دنماركية محدودة الانتشار، ولم يسمع بها الكثيرالى صجيفة عالمية الشهرة تنافس النيويورك تايمس الامريكية، والتايمس البريطانية في شهرتها، واهميتها. وها قد بدات النتائح السلبية الاولى للمقاطعة حيث يزداد يوميا عدد الصجف التي تعيد نشر الصور السخيفة، التافهة، والمسيئة في جميع دول العالم. فتزداد الصحيفة شهرة، واتساعا، وغنى. فالى متى يستمر هؤلاء الذين يسمون انفسهم قادة المسلمين فيدعون الى المقاطعة، والمظاهرات يصبون الماء في طاحونة الاعداء؟؟؟

 

سؤال اخير. لماذا لا يقاطع هؤلاء الملتحون المتسكعون بنصف الدشاديش في شوارع كوبنهاغن، ولندن، وباريس، وغيرها من العواصم الاوربية الصدقات الاجتماعية التي تاتي من ضرائب يدفعها اشخاص، وشركات من امثال ارلا، والصحيفة التي نشرت الصور المخدشة لمشاعرهم الدينية؟؟؟؟؟؟

 

رزاق عبود


286
[size=11pt]
البصره ،  وصورة الأمس

رزاق عبود
مقدمة لابد منها

منذ ان كتبت الموضوع ادناه، وصلني العديد من المكالمات، والرسائل، والبريد الالكتروني. بعضهم يتشكى، ويتحسر، واخر يتألم، ويتذكر، والكثير يشيد، ويتشكر. وبعضهم يعاتب لانني نسيت بعض الاسماء، والاشياء. واخرون كتبوا الي باشياء لابد ،حسب رأيهم، من اضافتها. ونزولا عند رغبة كل هؤلاء اعدت كتابة الموضوع الذي يبدو انه فتح شهية البعض للكتابه عن فردوسنا المهمل. ويبدو ايضا، ان الموضوع يظل يحضى باهميه، ونكهه خاصتان. لانه نتاج الذاكره النشطه، والمتعبه، المشتاقه، والملتاعه، وليس العوده الى بطون الكتب، والمذكرات، او الجرائد القديمه. واتمنى ان اكون قد وفقت في ارضاء البعض. وبالتأكيد انني نسيت الكثير فليعذرني قرائي القدامى، والجدد. فصورة البصره فضاء رحب لا يدركه منظار، ولا تؤطره حدود.

البصره ،  وصورة الأمس

في مدينتنا الرائعه البصره ، يتجلى العراق كله، بل قل العالم اجمع. صوره نموذجيه لأي ميناء في العالم ، ابوابه مفتوحه، ونوافذه مشرعه على الدنيا كلها في البصره يعيش العرب، والأكراد، والأشوريون، والكلدان. الأرمن، والهنود، والبلوش، وألأفغان، والأيرانيون، وبقايا الأتراك، والأنجليز، وغيرهم الكثير .  مسلمون، ومسيحيون، ويهود، وصابئه، وهندوس، وبوذيون. سنه، وشيعه . كاثوليك، وبروتستانت، وارثوذكس، ولوثريه، وسبتيه. يمتزج نورووز، وعيد الفطر، وراس السنه الميلاديه، واعياد اخرى في قوس قزح جميل.
الكل كان يحتفل بيحيى زكريا، وفرحة الزهره، ومولد مريم العذراء ، وخبز العباس، وعيد الاضحى ، والمولد النبوي، والكسله، وخضر الياس.
والأغلبيه كانت تلبس السواد ايام عاشوراء . نحترم "كرصة الصبه" ونباتيه الهندوس، ولا نتضايق من اذان الجوامع، او نواقيس الكنائس، وهي تحتضن، وتجاور بعضها في تعايش، والفه صادقين . ويسرع اطفال المسلمين لتقبيل ايادي القساوسه المارين. في رمضان كانت البيوت المسيحيه الأغنى، وألأسخى في العطاء ايام الگيرگيعان "الماجينه"  من الكرزات ، وقمر الدين ، والمعجنات، والحلويات، و"من السمه" : المن والسلوى، الى النقود السخيه.  و"يحج" ابناء المسيحين، والمندائيين، مع اترابهم من ابناء المسلمين ليلة العاشر من محرم الحرام. البصره ارض التسامح، والأنفتاح، والتعايش الجميل، وعادات الكرم، والسخاء، واحتضان الأجانب، والغرباء.
كانت مدينتنا الحبيبه صوره مصغره، ونموذج جميل لفسيفساء الشرق الرائعه. في بصرتنا حيث الفقير، والغني، الصريفه الى جانب القصر، وبيوت التجار،واكواخ المعدمين . العمال والفلاحون ، واصحاب الدكاكين الصغيره، والبسطيات، والباعه المتجولين الشغيله والكسبه . الشباب والطلبه الفتيات والنساء . الصغار والكبار. كانت السياسه زادنا اليومي .   

مدينة الشعراء، والكتاب، والرسامين، والنحاتين، والعلماء، والقصاصين، والخطاطين ، والمفكرين، والعلماء، والرياضيين، وكل انواع الفن، والأبداع البشري. مدينة علي ابن محمد، وثورة الزنج ، رقصةالهيوه، وفرج الأسود. الخشابه، وحفلات الكيف: ابو العوف الذي تخطت شهرته العراق. "ربيّع"  صاحب اشهر فرقة خشابه في البصره، ومنافسه الشهير حسين بتور، وراقصه باقي العبد . فنيدق اخ تومان، و"ابوعتيگه" ،ومقاماته الشهيره، والأصيله، وتلاميذه الكثر. فرقة المناوي بقيادة نوري ابو صياح، وفرقة الساعي جماعة نجم دسبول، وابو دلم باسلوبه الخاص، وسبقهم كلهم عبد الرزاق الطلال. الكواسير(جمع كاسور) واشهرهم سعدي اليابس، والدگاگات، والغناء النسائي الجميل ذي النبره الحزينه. الطار، والدفوف، والطبل(الدنابك) ،الاتهم الوحيده، مع الرقصات الأفريقيه الممزوجه بتراث عربي، وزي بدوي .

الكسله: كرنفال البصره الخاص ،وتظاهرة اهل البصره التضامنيه مع الشعب الكردي ،والأيراني، والأفغاني، وكل من يحتفل بنورووز. مهرجان، بصري، اممي،  بهي متميز. يكمل بعده العالمي البحاره الهنود بالعابهم الناريه، وحركاتهم البهلوانيه من على اسطح سفنهم المستهلكه "المهيلات". سفرات الأثل، والنخيل الخالدات.
مدينة شط العرب، والخندق، ونهر القشله، والرباط،، وحمدان ، ويوسفان، والبساتين ، والترع ، والسواقي، و" الشريعات" ، وزوارق الأنس، وجزيرة السندباد، والأعراس، وليالي الحنه، والحفافات، وزيارة حمام النسوان، وزفات المسعدين. مطارالمعقل، وفندفه الراقي حيث يلتقي، ويحتفل فية علية، واغنياء اهل البصره، وبقايا الضباط، والموظفين الانجليز، و كبارموظفي الميناء.

انها البصره مدينة العمال ، والنضال الطبقي، والأضرابات . جاسم حلاوي، وكاظم حمدان. اول من وزع وطبع المناشير الشيوعيه في البصره، وربما في العراق كله. ابو زيتون، وهندال، عامل الميناء الاسطوره، الذي احبه الناس، وتظاهروا من اجله بالهوسه الشهيره: "حي ميت ،هندال نريده" ، وعايده ياسين "ام علي" ، وشاكر محمود، ابو جماهير، حميد غضبان ،صمد وادي، رضيه السعدي، وفريال الأسدي ،حسن نبهان ، حميد بخش، وليلى لعيبي. وعبدالزهره مزبان، نضال الدوغجي، ومصطفى بدن، وعبد الوهاب الطاهر. عبدالجبار وهبي "ابو سعيد" ويومياته ذات الشهره الواسعه بين المثقفين، والعمال، والطلبه.
مظاهرات الطلبه،واحتجاجات الكسبه، وانتفاضات الفلاحين، ومزارعي النخيل . عمال النفط ، والميناء ،والسكك، والشعيبه، ومفاخر الطابوق، ومعمل الورق، ومكابس التمر، والطحين، والبناء، والميكانيك، والكهرباء، وألأساله، والبرق، والبريد، والتلفونات . بيوت الزعيم، ومقابر الأنجليز. صرائف الطمامه، والتميميه المتناثره كمواقع الجيوش القديمه.

الطبگه الأثيره ، والتنومه ذات الطعم الخاص بنخيلها، وانهارها، واترعتها "الشاخات". وطريقة اطفال التنومه الجهنميه لصيد سمك البياح، والزوري . حيث كانوا يخبطون المياه، ويجبرون السمك الى السطح فيصطادوه بسهوله . ولم يكن يهمهم "الشلنت" البزاز، ولا "دودة الزعيم" وقرصاتها المؤلمه . رشاد البر الحار.
والمناطق ذات الأسماء الداله مثل البوارين، والدعيجي، والصالحيه، والشلامجه، وگردلان. مطارات الأنجليز القديمه في بر التنومه، وصيد الغزلان.
احتضان الناس للكعيبر، ومسافري القچق الهاربين من ايران الشاه لأسباب سياسيه، او لزيارة العتبات المقدسه . "عذاب الأعمى" الذي  كان يلتقط النقود من قاع شط العرب، وانهرالتنومه، ولا احد يعرف سر قدرته العجيبه تلك. "عذاب الغواص" هذا عذبه الفاشيون حتى الموت لعلاقته بالشيوعيين. راضي خبالو، الذي كان يرقص للطالبات في الطبگه، ويوقف السيارات مقلدا شرطة المرور.
أنهر التنومه لها اسمائها الخاصه ايضا نهر حسن، ونهر جاسم، والحوامد، والهارون، المشترك مع ايران، وغيرها. مدينة البلامه، وصيادي السمك، والعمال، والجنود المتعبين، والكسبه الزاحفين نحو الضفة الأخرى سعيا وراء لقمة العيش.
ورغم نعاسهم، وتعبهم، وهمومهم يصافحون وجوه الطلبه الغضه بأبتسامات الأحترام، والترحيب . مدينة الأغاني الحزينه، والبستات، و المحمداوي، ورياض احمد الذي غادر مبكرآ، دون تحقيق حلمه الطفولي بان يرفع علم الشبيه الديمقراطيه في مهرجان عالمي.

الجامعه، طالباتها، وطلابها، ونشاطهم، وحيويتهم. احتفالاتهم، ومهرجاناتهم الفنيه، والأدبيه، والثقافيه، والعلميه، وفعالياتهم الرياضيه، وعنفوان الشباب . صخبهم البرئ، ونقاشهم الحامی، وسفراتهم، واعتصاماتهم، واضراباتهم، ومظاهراتهم، واتحادهم المجاهد الذي حول شوارع البصره الى مايشبه الأنتفاضه. واعاد ذكريات ايام الوثبه، وتناغم مع ربيع باريس الطلابي احتجاجا على اغتيال استاذهم المحبوب عبدالرزاق مسلم.
النشاطات الطلابيه، التي جمعت الأجيال، ووحدت بين صائدي الأسماك، واصحاب الزوارق النهريه، والفلاحين، والمزارعين، وملاك البساتين الذين قدموا جنائنهم لسفرات الطلبه الجماعيه مع علماء وعالمات الغد ، لبناء حلم مستقبل جميل بهي تقف المرآه فيه الى جانب الرجل. حلم اجهضه الفاشيون بقمعهم، وحروبهم، وتخلفهم، ووحشيتهم.

 القرنه ملتقى النهرين، وشجرة ادم، وامتداد الآهوار، والبيئه العذريه، ومولد البشريه . مضايف الكرم، عبيق القهوه، وعطر الهيل، وضربات الهاون، ودگات الجاون، وخبز الفلاحات الشهي. سفر السومريون الى العالم الجديد في سفن البردي، والقصب، وغابات النخيل الكثيفه .
ثورة العشرين، ومقاومة الأنجليز، ورفض التجنيد، وايواء المعارضين ، وهوسات الفلاحين. غضبان السعد، والتنظيمات السريه الاولى، والجمعيات الفلاحيه . الصناعات الجريديه، حيث يتوقف المسافرون الى بغداد، والعماره، والناصريه، والسواح الأجانب لشراء ابداع الفلاحات اليدويه من كل الحوائج، والتحف، وادوات الزينه، وشرب اللبن الصافي، وتناول التمر ذي الطعم الخاص والتمتع بالتاريخ قرب موقع شجرة ادم، وجنة عدن المفترضه.

مدينة الحسن البصري ، والجاحظ ، واخوان الصفاء، والأسماعيليه، والصوفيه. سعدي يوسف، والسياب، وخالد الخشان، ونازك الملائكه، ومحمودالبريكان، ومهدي سعيد الصقر، وعبدالجبار وهبي، ومصطفى عبود، ومصطفى عبدلله ، ومهدي محمد علي، وفيصل لعيبي . عفيفه لعيبي، كاظم مسلم، ومحمود عبالوهاب، ومحمد خضير، وصلاح جياد، وعبد البطاط،، ومنقذ الشريده، ومحمد سعيد الصكار، جبار صبري العطيه،  قاسم حول، وابو سرحان، وعلي العضب، وفاء عبدالرزاق.. و..والألاف، من المبدعين والمبدعات، على مر العصور، والأزمان .

مصلى الأمام علي ابن ابي طالب. "جامع الأمير" وابوابه المحناة، والنذور، والبخور، وخبز عروق، والواهليه، والمخلط،، والشرائط الخضر "العلوگ"، والتمائم، والحرز. ألأسواق المسقوفه ذات الظلال، وحبانات، وحنفيات ماء السبيل. نهر الخوره، وابلام السعف، والبردي، والبواري، والحصران . التمر، والخصاف، والمهيلات الشراعيه، و"البومات" ، الدوب، وطيور النورس المشاكسه"الغاگه" .
جسر العبيد، وجسر الأحمر، وكوت الحجاج، وصبخة العرب، وباب الزبير، والأسواق القديمه. ساعة سورين، والأديره العتيقه، والكنائس الجميله.  شط العشار، والأبله، اقدم ساقيه في العالم اماكن انغرست اسمائها في ذاكرة محبيها، وشوارع سار فيها الاحبه، والاصدقاء، واحياء سكنها الاعزه، والاهل، والاقارب، والقدماء، تفوح نكهتها كخبز التنور الحار.

مدينة الغناء، والطرب، والبستات، والابوذيه، والمواويل، وشدات الخشابه، والمقامات البصريه المتميزه وقافله طويله، وعريقه من عمالقة الغناء البصري، والعراقي، والخليجي جوهر سالم العبد، محمد الاسدي، صديقه الملايه، وحيده خليل، وزهره خليل، وحياة العراقيه، وزامل خضير، وجراح البصري، وسلمان الجوهر، وعزيز صالح، وحسين البصري، وانوار عبد الوهاب، وامل خضير.
فؤاد سالم، وطالب غالي، وحميد البصري، واوبريتات بيادر خير، والمطرقه، ونيران السلف الفرق المسرحيه، والموسيقيه، وفرقة الرقص القوميه التي طافت العالم مع مدربها البارع طالب عبدالجبار. مجالس الشعراء، والمربد .
قارئات الفال، والكف، والفنجان، والتخت رمل، وكاشفات الحظ،، والحزورات، واللعبات الشعبيه، المحيبس، وسلمان يگول. الچعاب، والخرز"الدعبل" ، والدوامات، وصگله ولاگ "الطره والبلبول" ، وسالاني ما ساليته، والگاري "عجلات الدراجات العتيقه"، وحصان القصبه، الكيلي كاوه، والموگ، وعظيم الراح بيدي طاح، والجوز،والعسليه وغيرها من العاب اولاد المحله. جلسات السمر، وچاي ابو الهيل ،والنومي حامض، ولعبة البوزه، ومعمل السينالكو، والبيبسي، والمشن، والليدي ستيك . لعبة الطاق ، وقفز الحبل برشاقه بارعه . سبع حجارات ، وتلاقف الكراة مثل ابرع لاعبي السيرك .
عريسه، وعروس، والختيله "غميضه جيجو"، بيت ابيتات، وغيرها من العاب بنات الديره. واللعبات المشتركه مثل ألام، والذيب "انه الذيب، واكلكم، انه الام، واحميكم". وبنات سليمان، وعيشه بت الباشه تلعب بالخرخاشه، والحارس، والحراميه، والاختفاء وراء جذوع النخيل.

 سوق الهنود، او "المغايز"، او الصيادله ، وانواع، البهارات، والسلع المستورده، ومحلات الزرق ورق. وألأربطه الحديثه، والأحذيه. احذية باتا، ودجله، و"شجع معامل، وطني لاتشتري من باتا". وصية معلم اللغه ألأنجليزيه الهندي ألأصل.
شربت زبيب، وعصير البرتقال الطازج، وثمرات العمبه "المانجو" المقطوفه لتوها من بساتين ابي الخصيب "المضمونه"، مع النبق الملاسي "بدون نواة"، وتمر برحي. صف طويل من "المغازات" تبيع ملابس العرسان، واكاليل الاعراس، ومحلات ارقى انواع الاقمشه، واحدث تقليعات الموده. والاف لا تنتهي من المتسوقين، والمارين، والسواح، و"المتحرشين" بالبنات.
مواعيد العشاق السريعه، واختلاس النظرات، وألأشارات، والهمس، وتوزيع المناشيرالممنوعه. محلات الكتب والقرطاسيه، والساعات المستورده، واقلام الباندان، والباركر، ومجلدي الكتب، والچايچيه يطوفون على المحلات، والصيدليات، والبسطيات. ستوديو دومينيك الشهيرتعرض صورالنجوم الرياضيه، وفرق كرة القدم الفائزه بالدوري. ارشيف رائع للحركه الرياضيه في البصره. اصوات ام كلثوم، وألأغاني الريفيه من المحلات، والمقاهي المتوزعه في ألأزقه المجاورة.

 سوق الصياغ، يعرضون اجمل الحلي، واحلى الأقراط ، خواتم الخطوبه، والزواج "الحلقات" وابتكارات رافقتهم الاف السنين براعه حرفيه، ومهنيه رائعه، وابتكارات متفرده يقدمها "شارع الصبه". كما قدموا ابنائهم اساتذه لامعين في الفيزياء، والكيمياء، والرياضايات .
قاده، ومناضلين، ورموز وطنيه، وشهداء في سبيل العراق الذي خزنوا بطاقاتهم، وعاداتهم، وتقاليدهم، وثقافتهم المتميزه، وابداعهم تراثه السومري العريق، وفلكلور، وعادات الريف، وعشق المياه، والصفاء، والتراث الغنائي الريفي الثري.
مندى المندائيين، والشيوخ ألأجلاء، ولغة طقسيه عريقه، واقدم الأديان الموحده في العالم، وفلسفه، وتراث غارق في العمق يصعب ان تفصل العلمي فيه عن الروحاني. محلات بيع، وصناعة الاحذيه "الاسكافيه"، احذية صامجي، وخياطة لال، وحلاقة رامو. وكلهم من اصل هندي.

محلات اليهود القديمه، واموالهم المجمده، وعبق صابون الرگي، والسدر. صيدلية المختار، وبقرتها الشهبره ذات الراس المتحرك ،وعيادات الأطباء التي لا تحصى. واشهر، واقدم الاسماء: الطبيب الهندي برونان سنك، ودكتور توما هندو، ودكتورعتيشه، وزوجته فيكتوريا عتيشه.
وهم من اوائل الاطباء في البصره، والعراق. والاسماء الشهيره للقابلات الماذونات  جده حلوه، وجده نجمه، واختهما الاقل شهره مقبوله المعلمه، التي اعجب بها ضابط انجليزي لجمالها الاخاذ  وتزوجها. مستشفى السعدي، اول، واشهر مستشفي خاص في البصره، والمنطقه كلها. كان الناس يقصدوه من كل انحاء العراق، وايران، والكويت، ومشايخ الخليج.

مدينة التمور: البرحي، والبريم، والساير، والخضراوي ، والخستاوي، والحلاوي، والديري، والاشرسي و. . و..و قرية جيكور، وبساتين ابي الخصيب، وباب سليمان، سوابيط العنب، وبساتين الرمان بأنواعه، والنومي الحلو، والحامض، والحامض حلو، وقنوات الري ، ونهر حمدان، وعثوق التمر. الفاو، وطيبة الناس، والحناء، والديرم . سمك گباب، والروبيان، والمزلگ، والهامور، والنويبي، والصبور، والزبيدي، والشانك، والبني، والگطان، والبرزم، وابو عليوي الكريه "الشبوط".  السيبه، ونهرها، وبطيخها الحلو، وتناسب الناس مع الجانب الأيراني. ومهربي الشاي، وانواع الحاجيات، والممنوعات. ومزارع المشمش الواسعه، خاصة في منطقة الگطعه.

الأفران الشعبيه، والتنانير، وشارعها الشهير،وايدي النسوه البارعات، واناملهن الحاذقه افضل من اكثر النحاتين تعلما، ومهاره. بملابسهن الريفيه التقليديه يصنعن من الطين الحري مفاخر لاشهى الارغفه. الطين الحري يتحول بقوة الاسمنت الى افران للفقراء لصناعة، الخبز،والصمون الحار، التجاري، وابو السمسم، وخبز ألأعاشه. المكتبات العريقه، والجوامع الأثريه .
الشناشيل، والحسناوات، والعيون الواسعه، والترع  الضيقه، والقناطر الأنيقه. بيوت الأقطاعيين القدامى، وعوائل ثريه أغلبها من نجد بيت الذكير، باشعيان، المنديل، الخضيري، الشمخاني، المناصير، بيت الملاك، والمزروع، وجارالله، العقيل، العطيه. وتجار كبار من اصول غيرعربيه مثل الحاج عبد الحسين جيته الباكستاني الاصل. والساعاتي الشهير زكي زيتو اليهودي العذب المعشر اللذان اعدمهما البعثيون ظلما، وعلقوهما مع غيرهما من المغدورين في ساحة ام البروم الشهيره. چراديغ التمر، ومعاصر الدبس، وصفائح المعسل، وتمر ابو السمسم، والمكابس. 

ام البروم، وتمثال العامل، والجنود المتعبين، وسينما الكرنك(الحمراء العتيقه)، وباصات الجمهوريه الخشبيه، وبائعي شوربة الماش، والعدس التي تبعث النشاط، والدفأ في الجسد . فشافيش ام جاسم، وخمارات المتعبين من المشاكل اليوميه، وقصص الحب، والمغامرات، واحباطات الحياة . بائعات، وبائعي السويكه، ودربونة العبيد، و(يهل السويكه عزلو گرگه كتل زعفران).
سواق النيرنات، والتريلات، وتسجيلات "شرهان كاطع" الشهيره "تحت فندق العروبه" ، والأغاني الساذجه تملأ باصات الجمهوريه، والمعقل، و 5 ميل ضجيجا، وصخبآ، واشهرها اغنية فصليه، وادگ روحي واموت. وبداية رقص البزخ. مقهى طارش التي كان يرتادها المطرب المحبوب سلمان المنكوب الذي يداعب مشاعر الناس باغانيه الحزينه، وصوته العذب، وغنائه الريفي الفطري "الذي يبكي الصخر" كما يعلق المحبون، والمعجبون الكثر.
حديقة غازي، والنافوره الايطاليه الشهيره. وكانت موضع سفرات العصر للعائلات البصريه العريقه قبل ان يحتلها الخماره، والمتشردون، واختفائها المريع بعد انشاء برج الاتصالات الرهيب بارتفاعه، وانشغال باعة المواد الاحتياطيه للسيارات في شارع ابو الاسود، وهم يتفرجون على العمال اليابانيين ينشؤون البرج بسرعه فظيعه، ويتسلقون اعواده المعدنيه بمهارة القرود.
ام البروم ساحه، ومكان التقاء، وثقافه، وتاريخ، وعادات، وقيم، وطقوس خاصه، واساليب عيش تقبلها البعض، ورفضها اخرون. لكنها ظلت لوحه شامله جامعه يشوهها اندساس الشرطه السريه، ونظرات، وزرگات الانضباط العسكري بحثا عن المعارضين السياسيين، والهاربين من الجيش "الفراریه".

اسواق الخضره ، والأسماك، والطيور، والحبوب، والمواد الغذائيه، والملابس من كل اطراف العراق، والعالم. رقصات، وغناء الكاوليه، وموسيقى "مطبگ القصب"، الذي يطرب حتى الدببه، والقرده الصغار في ثنائي جميل مع الربابه البدويه .
زيارات المعدان، والقيمر، والخريط،، وطيور الخضيري، والجواميس تغسل حرارة الصيف في مياه نهر الخوره. اعياد الفطر، والأضحى، والدواليب، والمراجيح، والفرارات ، والخيول المنهكه لبائعي النفط، والعربنچيه تتحول الى حصن سباق للخياله المستجده.
ابو اللگو، والزار، والقمرچيه، ومطاردات الشرطه.  رأس المقطوع يتكلم، ودورالسينما تعرض بكرم  "ثلاثة افلام في بطاقه واحده" انواع الطيور، والحيوانات، والالعاب السحريه، ووجوه لا نشاهدها الا من عيد الى عيد، وفي ساحة الدواليب فقط. اكلة الحميسه، واصابع العروس، ومحروگ صبعه، والفشافيش، ولفات ابيض وبيض، مع الكراث. وصواني الكليچه، وخضر الياس، والزلابيه، والبقلاوه، وعسليه ام العسل. والچرك، وكعك ابو السمسم، والبغصم الشهي.

الأهوار، والمشاحيف، والقصب، وبيوت السعف، والچبايش ،والغناء الريفي، والأبوذيه، والعتابه، والشعر الشعبي . اثار سومر، وبقايا اقدم المدن في العالم ، ومقر اقدم بعثه ديبلوماسيه للبرتغاليين في الشرق. وشركة الهند الشرقيه، محلة العزيزيه، والسعوديه ، ومحلات النجارين، والخياطين، وصباغي الموبليات المشبعين برائحة الأسبرتو، والغراء، والنشاره ، واقداح الشاي ، عشره، او اكثر، من الأستكانات الحاره تتراقص في اكف الچايچيه الذين يطرزون حيطان، وابواب المحلات بسجل المديونيه بخطوط الطباشير.
صينيه اللوبيه، وبائعي الحمص، وكبةالبرغل، والبقليات. مكاتب المحامين، والمقاولين، وكتاب العرائض، والمحاسبين، ووكلاء المؤسسات الحكوميه، والمعقبين.
عيادات ألأطباء المزدحمه، ومكاتب المهندسين، والمعماريين ألأنيقه. بيت عدس الشهير ذو الطراز المعماري الخاص، الذي تحول الى دائرة التلفونات بجوارشركة مكنزي العالميه، والقنصليه البريطانيه.

 تجهيزات الريا ضي، وتتصدره صورة عبدالواحد عزيز بطل العالم كمال اجسام، واول، واخر عراقي يحوز ميداليه دوليه اولمبيه. و"حفظي" بدراجته العتيقه التي يسابق بها الهواء متحدثا عن بطولاته العالميه (دون كيشوت البصره).
ابو النور، او ابو الرياضين كما يحلوا للبعض تسميته صاحب المحل، ورياضي قديم يلتف حوله عشرات الرياضيين خاصة في العصريات داخل، او قرب المحل. يتجمعون حول باجله بالدهن، اوالتشريب، اوالباچه،او صينية لوبيه حاره مع بصل اخضر، وخبز حار، وبيبسي بارد.
رياضيين شباب، او قدامى، او مبتدئين، يجمعهم الحماس الرياضي. يتبادلون اخبار الرياضه العالميه، يتناقشون، ويتعاندون، ويتراهنون، ويتعاركون، ثم ينفضون كل لحاله، او لمقهى، او نادي ما، او لمشاهده فيلم، او مباراة رياضيه معا. متناسين كل خلافاتهم، واعمارهم، وتنافسهم البرئ.

الليدي ستيك، والدوندرمه، والماء المثلج، لمقاومه حرالصيف اللاهب، والتمرهندي ، وانواع الشربت، والعصير، و"البارد" . العالوچه، والرحاله، والتجار. والملاهي الليليه، ومخافر الشرطه تزدحم مساء كل خميس بالسكارى، والاشقيائيه.
مخفر السعوديه كان يتميز بوجود نافوره تتوسط ساحته يلقى في حوضها السكارى المشاكسين ليطلق سراحهم في اليوم الثاني، او بعد صحوتهم حيث يتحدثون عن صولاتهم، وجولاتهم امام الشرطه الساخرين، وهو افضل من "راجديات" صفعات الماره، وهورنات السواق، وبصاق الشيوخ، وحجارة الاطفال وصريخهم: "سكران بالك عنه فلوس العرگ مو منه" .

البارات المكتظه بالمخمورين، ودخان السجائر، والشرطه السريه، وانواع المزه . صواني الباصورگ المملحه، وكاظم ابو الباصورگ "ابو جواد" الذي لم يركب سياره في حياته. وبامكانه ان يخبرك عن الوقت بدقه دون ان يمتلك ساعه في يوم ما. كان يعرف انواع السيارات، وارقامها، واصحابها، اوسواقها بمجرد سماع صوت "الهورن" .
فستق عبيد، وجوز، ولوز. وحلاوة اللوزينه. و"زرزور" ابو الحب الشهير الذي فاز باليانصيب الوطني، ورفض غلق المحل بل طوره.  في حين ظل منافسه المعروف في سوق القشله "مالو" الاطرش الذي يسمع كل شيئ محتفظا بعربانته التقليديه.

السوق القديم، والحمامات، ورائحة الدارسين، ونومي بصره، وعصير تمر هندي . بائع السوس في عدته المميزه، وطاساته النحاسيه، وطعم السوس المر. وهو ينادي: " دوه المعده يا ولد"، وابو الفرارات، وشعر بنات يغريان الصغار ببضاعتهم . ويغنون: "شعر بنات، وين اولي، وين ابات...".
جسر المغايز، وعمارة النقيب، وسوق حنا الشيخ، ومحلات الكماليات الحديثه المنافسه لسوق المغايز، والمکان المفضل لتسوق طالبات الجامعه، وازدحام الناس العجيب. الصيدليات الانيقه، ومطعم حداد الراقي. ومكاتب المحامين، والمقاولين، واشهر محلات التصوير، وبيع المواد الكهربائيه، والحلاقين، وصالوناتهم الحديثه المكيفه.

محلة البچاري، وطوقها العثماني "طاق الهواز" ودرابينها الشهيره، وازقتها المسدوده التي يضيع فيها حتى بعض من ولد هناك. وقرب ساعة سورين عند الشريعه تتجمع النساء، وتضع شموع النذر على كرب السعف بمناسبة خضر الياس، وقد قامت احدى العائلات المسيحيه بفتح معمل حلويات شبيهه بالمن والسلوى اسموها خضرالياس.
هاجرت العائله لامريكا، بعد ان بدأت خفافيش الليل بالظهور في سماء البصره الصافيه. البان البچاري، وشعبيتها، وطعمها الخاص. حسينية البچاري، وملتقى الشباب المثقف والرياضي، ووجوه لمعت قي سماء البصره، والعراق العلميه، والفنيه، والادبيه، والدينيه عباس البصري الذي غنى المقامات، وعائلة سيد سعيد الحكيم التي اشتهرت بتفوق بناتها، وابناءها العلمي.
صمد المظفر مختار البجاري الشهير، وابن اشهر شخصيه دينيه في البصره. ومجالس،الوائلي، وشيخ كاظم الحاشده. وتجمع ملالي النجف "طلاب الحوزه" على "مسناية" شط العشار، في الايام التي تسبق عاشوراء.

مقهى التجار، و"سره ابو الخصيب" . سينما الرشيد، وتومان العبد، وهو يعزف المزمار بأنفه حالمآ ببطولة فيلم مصري يتحدى فيه اسماعيل ياسين. اسد بابل، واورزدي باك العتيق. شارع الوطني، وازدحام الناس فيه، ومحلاته الأنيقه، عراق سبورت، وبضاعته الفاخره.
مقهى علي بابا، والتقاء اغنياء، وتجار، وكبارموظفي المدينه. محلات بيع الكتب، والمطاعم الأنيقه، والأكلات المستوردة الأسماء "بتيته جاب، همبرجر،روست،". النوادي المهنيه، وسينما الوطني الشتوي، والصيفي، وفيلم ام الهند الذي عرض لاشهر.
واول السوبرمارکات فی البصره. جسرالأمير، وسوق بيع الطبول، وانية الماء الفخاريه، التنگه، او الشربه، وماء اللقاح، والرطب، والجممار، والطليع. شركة الزيوت النباتيه، واقواس السعف  في اعياد الميلاد، وذكرى ثورة 14 تموز .

سوق الحصران الذي تبدل اسمه مع الوقت الى سوق الحبال. كان متخصصآ بالبلال المنسوجه من سعف نخيل ابو الخصيب، والحصران من بردي الگرمه، والأهوار.الكمبار المحاك من شعر جوز الهند. الى هذا السوق كان يلجأ من يحتاج الحبال الى شد البيوت "الهطار" . وصيادي السمك، يجدون ما يحتاجون من الشباك، واغراض اخرى.
المزارعون، واصحاب البساتين، لربط خصاف التمر، وشدات "باگات" السعف، والقصب. حبل الجنب الذي ظل مفضلآ ، رغم كل الأنواع الجديده من حبال النايلون القادمه من المانيا، واليابان ثم المصانع العراقيه المحليه. اهل اللنشات كانوا يجدون ما يحتاجون من الحبال لشد بضاعتهم، من والى الهند، والخليج العربي. بيت الرديني وحبال الجوت، وكتيبان حيث يزرع، ويصنع. مهنة توارثتها ألأجيال. وسوق ظل صامدا رغم تبدل الاحوال.

شط العشار، وبلم عشاري، والبريد العتيق، وسينما شط العرب الصيفي، والمصورين الشمسيين، وصناديقهم السوداء، و"سورين الأرمني"، وحلاقي الشارع على "التنكه". صيادي السمك، وشباكهم "السليه" ، والشص ، والفاله البدائيه، والبلد، والزهر.
مدارس ، وكنائس المبشرين، وجوامع المؤمنين، والنوادي الرياضيه: الأتحاد، والجنوب، والميناء، والشروق واشهر لاعبي السله: علي محمد خان اشهر  واطول لاعب سله في البصره، عدنان ناجي، الذي اصبح كابتن المنتخب العراقي لسنوات عديده، وسالم معروف، صبيح راضي، وعيسى عبدعلي، ورزاق شريف ، وعادل الطويل، راضي علي، ومهدي صالح جاسم.
اللاعب والمدرب المشهور نجم عبد حسن(ابو الحق)، كاظم محسن، ولاعب البحريه والعسكري نعمه عبد سالم، واموري امان الكردي، واحمد مزبان، وتوفيق عبدعلي "حرامي البصره"، واخوه عيسى عبدعلي، المشهور برمية الهوك(القوس)، وطارق عبد الحليم (ابو جنه)، ايوب ميخا، سالم طماطه، رعد المعيدي، ومازن حلاوه، وحسين عبد الصمد(ابن المختار)، وعبدالنبي صخر،واحمد عبد الساده.
سامي يشوع احسن، واشهر لاعب في البصره هاجر الى امريكا بالستينات. والعشرات، العشرات غيرهم، واستاذهم جميعآ المدرب، والحكم الدولي استاذ نجم عبد جاسم، والمدربان سامي ناجي، ونوري لفته .

شارع الكورنيش، ملتقى العشاق، واللقاءات السريه، والجولات مع الاهل والاصدقاء. اطفال المناوي، وهم يغسلون سيارات المترفين، والموظفين امام ابواب النوادي المهنيه. "مطرود" ابو الدوندرمه بطل العراق في "الكمال جسماني" .
نوادي الموظفين، والبارات، والكازينوهات، وبيوت الأقطاعيين، وقنصليات الدول العظمى على امتداد شارع الكورنيش . ضربات الدومينو، والنرد، وانتقال رقع الشطرنج في مقهى بدرالعريق، والشهير. ملتقى ألأدباء، والمثقفين، واعيان المدينة، وصفوة شبابها، والزاويه الخاصه بالسياب حيث كان يجلس يقرا، ويكتب، ويستمع للموسيقى الاجنبيه.
حديقة الامه، وعبق الياس، ومسرحها الصيفي للنشاطات المدرسيه، وبعض احتفالات المدينه. خضره عجيبه، وظلال حنينه، وتناسق دقيق، واشجار، ونخيل، وخمائل، وورود لا تتكرر في حديقه اخرى، تذكرك بقصور، وجنائن الاندلس.

الطرشي الحار، والفلافل، وسمبوسه ابو عباس ، والچتني . البرياني، والمطعم الهندي، واکلة المطبگ، ودولمة حامض الكليجه، وصواني، وشموع الخضر، وخبز عروگ. نوادي الهنود، والبحاره، وخصاف التمر. عثوق الرطب المعروضه على الأرصفه بجانب الكراث، والرشاد الحار، والفجل، والخيار، والطرح، والباذنجان، والسلق، والخس، والبربين، والشبزي، والحلبه، واوراق العنب، وماء اللگاح .
الداكير، والبواخرالكبيره ، وسفن البحرين، والأبلام، والدوب، والزوارق السريعه، والعبريه، ونزهات المساء على اضواء فوانيس اللوكس . الطبگه، والعباءات السود، والماطورات، وزوارق التجذيف، والجينكوه "زورق الصفيح" ، والطراده . عمال الأرصفه، وبدلاتهم الزرقاء، والنواطيرالنعسى، وعمال المسطر بمعاولهم المغبره، ووجوهم المتعبه "عمال واحنه تعابه".
المعقل، والرافعات العملاقه "الكرينات"، وعمال الموانئ  يصحون مذعورين على صوت الصيتيه، ودراجاتهم الأنجليزيه الصفراء، و"يوميتك ثلث ميه". ايام عاشوراء، وليلة الحج، ومرد الروس، والتشابيه، وضرب القامه، والزنجيل. واحتفالات اول ايار، وعيد الشجره. والمولود، ورقص الدراويش، والعاب السيوف المثيره، وغرس السيخ في ألجلد، ومجالس الذكر. الملايات، وهن يندبن الموتى مذكرات بمصيبة الحسين.

محلات الصرافين، والروا فين، وضربات الندافين ، وباعة الملابس المستعمله "اللنگات" . أسواق التمور، والتبوغ، وانواع الصابون، وسوق الصفافير، والتنكچيه، وكاروك الخشب، ومصلحي قوريات الفرفوري، ومنقلات الشاي، والمشويات . محلات الأعشاب الطبيه، والعطارين .
الهرش حار، ورد لسان الثور، وسبع بهارات، والكاري، والكركم، والقرنفل، و ورد ازرق، والحرمل لدفع البلى، والعين الحسود و..و.. . السبح، والترب، وسجادات الصلاة . بائعات الملح ، والمهاف، وانواع المنتجات من جريد النخل وأليافه .
الدلال الملونه، والسلال، والجلل، والحصران، والعلاگات الخوصيه ، والسفره لمائدة الطعام، و"المده"، واطباق الخبز، والزنبيل، والمشخل، والمبزل، والسماط، والقفف باحجامها المختلفه، وباريات الخوص للفراش، او غطاء للصرائف. مكانيس السعف، واغطية الأواني .
الطينخاوه، وعطور الهند النفاذه، وامشاط الخشب، وحجارة الحمام، ودهن الشعراللماع، واكياس التدليك، وانواع العطور الرخيصه. المكاحل، والمسك، وماء العنبر، وماء الورد ، حبة حلوه، وكعك الأنصاري، والبغصم، والچرك، والخبز الأفغاني، والتجاري، وابو السمسم الشكرلمه، وعسليه ام العسل، وحلاوة تمر، والراشي" الرهش" ، والمدبس، والمعسل. اشجار اليوكاليبتوس العملاقه، والصفصاف، واشجار التكي، ونخيل جوزالهند العقرى  في حديقه الأمه، وفحل التوت بالبستان هيبه. النباتات المتسلقه، والزهور: الجوري، والياسمين ،والقرنفل، والقداح،والجهنمي ،والرازقي، والياس.

 سينما الحمراء الجديده، ومقهى ابو حقي الشهير. سندويج "لفة" ابو موفق الشهيه، وباورهوز، ومكينة الثلج . وجسر المتصرفيه، وجامع المظفر، مدرسة امريكان، وكلية التجاره، تانكي الماي. وسره بصره عشار. المقاهي الشعبيه، والنارگيلات، والتبوغ الخاصه. المصطبات، والحصران المبلله برطوبة الشرجي، وشاي ابو حالوب الشهير في شارع الوطن بعد اكلة الباچه الدسمه.
الزلابيه، والطاطلي، والعرموط ، واللگيمات، واصابع العروس، والشكرلمه التي تذوب بالحلق . باعة المرطبات ، ولبن "حتيته" المثلج. شربت زبيب، وعربات اللفه، صمون الحار، وابيض وبيض، والعمبه، وحلاوه بخبز، والحامض حلو ، والچاي الحار على ارصفة نهر العشار.
تمر ولبن . تمر وراشي.  باعة العلك، و"الچقچق" ، والفول السوداني الساخن، وعربات الشلغم، والشوندر، والباجله، ومحلات الباچه، والعروگ، واللبلبي، والعرنوص المملح"الذره"، والمتوت. البذور، والفسائل، والأغراس، والمشاتل .
باعة الفرارات، وطيارات الورق، والچرك، والسميط، وحلاوة البچاري الفریده . حلاوة الجزر، وجوز هند ، والهيس، وكماتيل . علاوي الفواكه ، والخضروات، واسواق الحبوب، والعطور، والبهارات، والمسك، والأدويه الشعبيه، والبخور، والمباخر. علچ بستج، وعلچ ماي، وابو الطگه، وابو السهم الأصلي .
بقايا الهنود، وثورة الزنج وحلاوة نهرخوز، التي لا يضاهيها اي تقليد . العمبه، والبمبر، والنبق الشهي بانواعه، واحجامه، واسمائه المختلفه. التوت "التكي" ، والعنب العسلي . بطيخ الزبير، والگرمه، ورقي الهارثه. وشربت خضير العصي على التقليد، انعش ما يقدم للخطار، وافضل "صوغه"  الى نزلاء مستشفى البصره الجمهوري اذا تعذرت الفواكه الطازجه.

 سوق الصفافير، والخراطين، والفخارين وهم يصنعون منتجاتهم على الرصيف امام انظار الماره ، بلا غش ولا خداع . آنية الماء "الشربه والحب" . الدباغين،، وبائعي الجلود، وعرق السوس ومكينة السوس. جمع العظام، وتصديرها لصناعة العاج. ابو الگواني، والعتيگ، والبطوله، والعربنچيه، والحمالين، وابو النفط،، وربلات المستشفى .
حميد المجربچي، وحسن الأطفائي، وهما يعالجان الفسخ، والرضوض، وخلع العظام بمهاره رائعه يعجز عنها الطب الحديث، وبلا مقابل . حدائق البيوت الصغيره، وشجيرات الرمان، والنومي، والبرتقال، والتين، وچاي العصر، واجتماع الجيران على الخبز، والجبن الأبيض، والنعناع. صواني الخضر، وخضر الياس. الچكليت، والورد، والياس، والمسقول، والقند.
بائع الزبد في صندوقه الخشبي "الصندقچه" . ليالي الحنه، والزفاف، وليلة السابعه، وسليمه الدگاگه ، واحاديث السمر، ونوم السطوح. ليالي رمضان ، والمحيبس . طوب الفطور ، وابو طبيله عند السحور.المحلبي، والشعريه، والثريده، وتمن احمر، وكبة حامض، ودولمه حامض، ومدبسه، والسمك المشوي بالتنور، والمحشى على الطريقه الهنديه، اوالفارسيه .
وصواني الفطور لاطعام الفقراء، والمصلين في الجوامع ،والبلوط المشوي ، وتمر بجوز . مواقد الفحم، وچاي المنقله "چای فحم"، والكباب، والسماق . وبائعي الفشافيش، والمعلاق، والقلب، والكلاوي على نار الفحم مع الكراث، وبصل اخضر، والسيفون .

 بائعات الحليب، واللبن، والروب ،والقيمراللواتي يتحولن الى فوالات، وقارئات كف، ورمل، وودع بعد تصريف بضاعتهن. يدرن على البيوت، والمحلات، بجناجل رعاشه، وحجول فضيه، ووشم جميل، وعصابات راس متميزه، ودگات الحنك التي تغنى بها ناظم الغزالي.
بائعو البرسيم، والسعف، والقصب، والبيض، والدجاج الحي، وطيور خضيري، والبط ، كما في قصص السندباد، والف ليله وليله . سوق الهرج، وطيور الحب، والهداهد، واقفاص البلابل المغرده، والببغاء "بيبي متو" .

مربي الطيور"المطيرچيه" وحمام الزاجل، والأشعل، وزنكي، والقمري، وآلاج، والمسكي، والعنبري، وچتف احمر، وچتف ازرق، والأصفر، والفضي، والخمبي، والمشكل، والاشعل ابو ريشه .. الخ من اسماء، والقاب الطيور التي لايفهمها غيرهم مثل قلاب ،لاعوب، رواعب، جنناي، والبراج.
صراع المطيرچيه الدائم، وسبابهم، وشتائمهم، وصفيرهم فوق السطوح، واعلانهم الحروب والسلام فيما بينهم.  يتبادلون التحديات، واستشارة حكامهم، وهم يتفقون، ويختلفون على مقادير الهده، والفكه، وطير بطير وهكذا . واشهر المطيرجيه كانوا من محلات الساعي، والعباسيه، والفرسي، ومناطق البصره القديمه. وللزبير ايضا طيورها، ومطيرچيها.

سوق البصره القديم، وسوق العقيل، وكنيس اليهود، ومقابرهم المنظمه، وسوق الجمعه الشهير في البصره القديمه، وساحة السعاده، وفريقها المشهور لكرة القدم. سوق البزازين ، والعبي، والشيل، والعصابات، والهاشمي، والدشاديش، والدراعات، وتابعي البنات "الزاتوت" ، وغزل الصبايا. ملابس الكماليات، والأسوره البلاستيكيه، واشرطة التسجيل، والمجلات العتيقه، وكتب الأغاني، وقصص الزير سالم، وعنتره بن شداد. مروجي الصحف ، وبطاقات اليانصيب .
صباغي الأحذيه يتباهون بالتلميع، والفرش الحديثه، والمنافسه على الزبائن فيما بينهم، ومع المحلات الحديثه ذات المقاعد المريحه، والمكيفه.  محلات الحلاقه ذات الصور، والجداريات المستوحات من الأفلام، والقصص الخياليه. ومصوري الكورنيش ، وشارع الوطن، والأسواق،والحدائق العامه يضايقون الماره، ويحببون التقاط الصور امام النافورات ،والمواقع المشهوره.

 ايام الشرجي الخانق، والحر اللافح، وغبار الصحراء، ونفاش البر. سقوط الحالوب، وغزو الجراد، والطيور المهاجره : البعيعي، واللقالق، وطيور البجع الألتجاء الى النافورات، ومياه الشطوط،، والأنهار، وظلال البساتين، وفيأ النخيل.
متنزه الخوره، وبساتين، وظلال البراضعيه، والسراجي، ومناوي لجم، ومناوي باشا، طريق ابو الخصيب الملتوي كالأفعى يتحدى مهارات السياقه "لوفات ابو الخصيب"، والشوارع المتعرجه، وبائعي الرطب، والخلال المسلوق. الحبابوك، والچمري، وتسلق النخيل الطويله بدون "الفرود". حندگوگ، والخبيز، والشفلح، وحية ام سليمان التي لاتخيف احد.
مزارع الخس اللذيذ، واللهانه، والطماطه، وانواع الخضروات، وحوي التمر، وتفشيقه، ونزوح عرب بزون، وبنات، ونساء الريف من آل حجيم، وآل ازيرج للمساعده، او التكسب الشحيح، والعمل الموسمي. ولا يكفي كل هذا في موسم التمرفتقوم "البيكبات" بتوزيع صناديق التمر على بيوت المحلات الشعبيه لتفشيق التمر، وانتشار الزنابير، و لدغات النحل، وخاروعات الخضره تحمي الزرع من الزرازير، والعصافير، والغاك، والمتطفلين.

الأحياء المشهوره باسماء قل من يعرف مصدرها او معناها: الطمامه، التميميه، ام الدجاج، الگزيزه، الويمبي، الفرسي، السيمر، الجاخور، الخضراويه، السيف، الطويسه ، بريهه، البراضعيه، محلة الباشا، المناوي، مناوي لجم، السراجي ، الگزاره، السعوديه ، ام الفحم ، الساعي ، القشله، التميميه، المشراق، المجيبره، القبله ، الأصمعي، المطيحه ، الرواسه ،الموفقيه ، العطيريه،ام الريش، درب الطويل، مسيرح، نظران، العاليه،الصبخه، صبخة العرب.. الخ..الخ .

بقايا الأرمن الهاربين من جحيم التصفيه العنصريه، يذكرون بالعرفان حماية العراقيين لهم ،واحتضانهم . كنيستهم المميزه العماره، و "كامب الأرمن" قرب محلة العباسيه. وبيوتهم المرصوفه الى بعض كقطع الدومينو، حيث يتجمعون، ويعيش اغلبهم الى جانب بعضهم، ويقدمون للمدينه افضل مدرسي اللغه الأنجليزيه ، وافضل محاسبي البنوك، ومدققي وحافظي سجلات التجار الكبار،والشركات المحليه، وألأجنبيه .
ابرع المصورين، وارشق الأستوديوهات واحذق فنيي الأجهزه الدقيقه. فنانين، ونحاتين، وتجار بارعين، ومهندسين ومعماريين مبدعين، ومن احسن لاعبي منتخب البصره لكرة القدم. مناضلين اممين، ووطنيين أصابهم ما اصاب الأخرين من ظلم، وتعذيب، وتمييز بعثي فاشي.

شارع ابو الاسود، والبصره القديمه ، والمشراق، ومحلات الفيترچيه، وتصليح السيارات، وانواع الحداده، واللحيم، والتورنچیه. "المكيد" مكان تجمع بقايا ألأفارقه السود ، ورقصاتهم في امسيات الخميس . والأهزوجه التي لاتحمل معنآ عنصريآ: "الليله جمعه الليله عيد طنگروا كل العبيد" . رقصات الهيوه، والليوه، والطنبوره، والزيران .
ايقاعات تأثرت بها الموسيقى البصريه، والعراقيه، والخليجيه عامة. رقصات ذات طقوس خاصه، ومراسيم، واغاني افريقيه يحفظونها عن ظهر قلب، ولا يفقهون معناها . واشهر الرقصات  هي مونيكا التي سمي المكان، والبيت الذي يرقصون فيه باسمها .
بيت مونيكا . وهو بقرب جامع الكواز، او المشراق ،او باشعيان. جامع عباسي بثلاثة اسماء . بيت باش اعيان. ومكتبتهم الشهيره، ومخطوطاتها التاريخيه. شارع الجزائر، و14 تموز، و محلات ابو شعير.

ثانوية امريكان، وكلية التجاره، ومحلة الساعي.المقصب، وخطوة الخضر، وجسر الحديد، وجسرالأحمر. الأستوديوهات الشهيره مثل قاسم، وارو، وفينوس، وستراك، والربيع، والفيحاء . مطبعة التايمس، ومديرها الهندي الاصل "شنكر لال"، وجاسم الأطرش، وعربته المليئه بالسفرطاس حاملآ وجبة الغداء، للموظفين، والعاملين فيها.
قصر شيخ خزعل امير المحمره، الذي اغتيل بمكيده مشتركه بين الانجليز وشاه ايران الاسبق. "قصر السباع" حيث يتجمع المصورون حولك كالذباب داعيك لالتقاء صور تذكاريه قرب تماثيل اسوده الشهيره التي تحرس المدخل. سينما النصر، وشط العرب الصيفيان.  سينما الحمراء العتيقه، ومقهى ابو حقي، والشركه العامه للسيارات،وملهى الفارابي الشهير .
شركة سيمون كاريبيان العالميه. ثم شركة ناقلات النفط فيما بعد. والمعهد البريطاني للغات مقابل الاعداديه المركزيه. هدمت بنايته ليقام عليها فندق حديث سرعان ما هرب صاحبه الى الخارج بسبب مضايقات البعثيين. 

الثانويه المركزيه، وقاعتها الشهيره، نادي الطلبه، ومسرحها الذي احتضن اول الأعمال المسرحيه . حيث تنافست القاعه على النشاطات مع قاعة مبرة البهجه. سوالف النساء وتضرعهن، وسمرهن، ونذورهن عند مرقد عبدالله بن علي الهادي .
المتسوله "شوشه" التي تتحول دعواتها، وامنياتها بالنجاح، والتفوق الى شتائم مره اذا تجاوزها الطلاب دون التصدق عليها بعانه، او عشرة فلوس. ساحة الثانويه التي شهدت اجمل المباريات الشعبيه لكرة القدم حيث لمعت اسماء للجيل الاول من اللاعبين البارعين مثل كريم علاوي، شاكر اسماعيل، حميد مجيد، رشيد محسن، عبدالسلام عبدالكريم، جاسم بدر، عبدالزهره شعبان، فهمي عمسو، ايرسي، سعيد يشوع( ابن القس)، اسماعيل البچاري، وحامي الهدف الشهير حمزه قاسم الذي تزوج من الفنانه سليمه خضير، وانتقل الى بغداد وغيرهم.
ثم لحقتهم اجيال مثل عمو سمسم، چاسب شند، خلاوي، عباس جبار، كاظم جاسب، فالح حسن وصفي،الذي يهدف من منتصف الساحه، وكاظم البرص. رازميك الأرمني، عزيز عبدالله، جليل حنون، كمو، وعباس الكردي، وجعفر الحساوي، ألأخوين رزاق، وهادي احمد، وعلاء احمد، وابن التنومه البارع حافظ ناصر(ابو سبع ارواح)، سمي كذلك لانه لا يتعب من العدو طوال فترة المباراة.
ونجوم نادي الجنوب علي نهر، ومحمد نهر، عبد الامير عبود، وحسين حاجم، وحسن القط، ومنصورمرجان، ومحمد حججو، والعشرات،العشرات غيرهم ممن شهدت الساحات الرياضيه الشعبيه بطولاتهم، وفنونهم، واهدافهم في ملاعب الخضراويه، وبين جبلين، والجمهوريه، والسعاده، والثانويه، ومدرسة امريكان، وساحة النفط، والساعي، والزبير، حيث جرت اجمل المسابقات، والأحتفالاات، وألأستعراضات.
ولمعت اسماء مثل:استاذ فاضل، احمد الديوان، صبيح درويش، صبحي محمد زكي، وكاطع، العداء الاسطوره، بطل المسافات الطويله، وحكمت عبدالامام بطل اسيا في سباق 400 متر، واحمد الدبي بطل العراق في رمي الثقل(الگله)، ورائد احمد في رفع الاثقال وغيرهم. والبصره معروفه بملاكميها ذوي الشهره، والمقدره، والتميز مثل علي شبح، وحميد بحري، وعلي عبد الامير(علي قاضيه)، وزبرج الأسود ابطال العراق في الملاكمه.

اراضي الملاكين الواسعه، ونوادي الأنجليز، والموظفين، ونادي الفنون . مقرالهلال الأحمر، والمتصرفيه القديمه. والدوبي . جبل سنام، وصفوان، وام قصر، شارع الكويت، وبقايا حسينية بيت العطيه، وانواع البضاعه المهربه . شارع الساحل الجميل.
قل من يعرف اسمه الرسمي فهو للغالبيه العظمى طريق يصره عشار، او طريق ا

287
الزبير فردوس نجد والبصره المفقود
رزاق عبود
 
الزبير، والأثل، وسفرات المدارس، والشبيبه ، والكشافه، وجمع الفطرالبري "الچمه"، والرمال الناعمه، وغزلان البراري ، وبيوت الشعر، والصقور. الصبار، والعاگول، وسحالي البر. مضارب خيام البدو، خرافهم، وماعزهم النحيفة الرشيقة ، ومواقدهم، ودلالهم، وعبق قهوتهم، وحسن ضيافتهم، وكرمهم، وسيوف "العرضة" تلمع في وهج المواقد المشتعلة. زيارات اهل البادية، وعزف الربابه طمعآ بعيديه العيد. ¨
جمال، وناقات اهل الباديه، وهم يتسوقون من اسواق البصره القديمه، بصرة عتبه بن غزوان، والزبير بن العوام. بيوت الگشته، وخيام البر، وهوادج الاعراب، وبرد الليالي، الذي لاينفع معه، الا النارالمشتعله، والتدثر، بالكسوة الصوفيه "الفروه" او "البشت".
ليالي السمر، وفرق الطرب، وجلسات الكيف، والغناء الشعبي الأصيل، والصفقات المنتظمه "شدة الخشابة"، وتناوب، وتقافز، وتمايل الراقصين بملابسهم، وحركاتهم، وايماءاتهم الخاصة . الدرابين المظله، والسراديب البارده.
هواء الصحراء الجاف، وطلعات العصر، والنسيم العذب عند المساء. المقاهي البسيطة، وتخوتها الخشبية المفروشة بالحصران، والبلال. تحلق الاجيال، وتداولهم لعبة "الدامة" شطرنج الزبير المبتكر، يقتلون به وقت فراغهم، ويتنافسون ببراعة اللاعبين البارعين.

قضاء الزبير، ومواقع معركة الجمل، وسوق المربد، والفراهيدي، وقبور الصحابة، والاعلام، والعلماء طلحه، والزبير بن العوام ، والحسن البصري، وابو الاسود الدوؤلي، مالك بن دينار، وحليمة السعدية،  والقاضي احمد الانصاري، و حتى المعاصرين منهم  مثل طالب النقيب، وبدر شاكر السياب. وبقايا جامع البصره القديم . مدينة الزبير التاريخيه، وبيوتها الطينيه، واسوار دورها العاليه لخلق الظلال، ومقاومة الحر الشديد.
خصوصية البناء، والهندسة، والمعمار، وعدم اطلال الشبابيك على الشوارع. نوافذ، وابواب في غاية الفن، والزخرفة . شوارعها المرمله، وسراديب البيوت التي ينزل اليها اهالي الزبير ايام الصيف اللاهب، للتمتع بالقيلوله، وبرودة يحسدهم عليها من يسير في شوارعها التي تحرقها الشمس. فناء البيت الواسع "الحوش" تتوسطه نخلة، او سدرة يرقد قربها اناء الماء الكبير"الحب" تحيطه الانية الاصغر "الشراب"، يتبرد مائها بطريقة الترشيح. تتجمع حولها العائلة مستعينة بالمهافيف لتلطيف حرارة الجو.

"هاتو"، تومان الزبير، ومقالبه، التي يعرفها، ويخشاها، ويحذرها الجميع. ونكاته التي يحفظها، ويرددها اهل المدينة، فهو جحا الزبير، وشعيب البصره، وثعلب البر. غادر الى الكويت، ومعه  اختفت المقالب وضحكات، واحاديث "دگاته" ومفارقاتها من طرقات الزبير، ودرابينها، ومجالسها.
غابات الأثل التي يدعي ألأنجليز انهم زرعوها من اجل شجرة عيد الميلاد، لكنهم، ولوا، وظلت، واتسعت غابات الأثل لتستقبل سفرات المدارس، وحفلات الأعراس، والسفرات العائليه، والحزبيه، والطلابيه، والنسائيه، والگشتة  "النوم في البراري" وليالي السهر، والسمر، والخشابه، والصيد "القنص" ، وعيون النسور اللامعة، وألأبار العميقه المدروسه، والجديده التي تشكل حول بعضها مزارع للطماطه،  والبصل، والبطيخ الشهي، والخيار، وانواع الخضروات.
الدريهمية، والبرجسية اشهر المتنزهات، والمنتجعات الشعبية في عمق الصحراء، وقبلة السفرات الاجتماعية للعوائل، والمنظمات، والمدارس البصرية، قبل ان تلوثها دماء القتلى، وتشوهها حراب الحروب، والفاشية.
اما شيوخ الزبير فيؤكدون ان النازحين الاوائل من نجد، والسدير، هم من زرعوا اشجارالاثل البرية لحماية مدينتهم، ومزارعهم من عواصف الصحراء الرملية. وحطبا للبيع اذا شحت مواسم زراعتهم، وهذا مايشير له التاريخ، وتؤكده الروايات المتوارثة. وبذا تكون اشجار الاثل اول حزام اخضر في التاريخ. انه سورالزبير العظيم. ولكن متى انصفنا الاخرين، او انصفنا انفسنا؟

اهل الزبير بملابسهم التقليديه، وقاماتهم الرشيقه، وعاداتهم، ولهجتهم المحببة، واخلاقهم العربيه ألأصيله، وتميزهم بالتسامح، وعدم الغلو الديني او الطائفي، وعلاقات مسالمه متجانسه مع بعضهم، او محيطهم. عرفوا بالزهد، والتواضع، والتقوى. ازدحمت مدينتهم بالجوامع الشهيرة كالرشيدية، والذكير،والصوالح. ومثلما اشتهروا بالورع عرفوا بحسهم الموسيقي الرفيع "اغلب مطربي الكويت من اصل زبيري".
ومن اقدم المطربين خالد الربيب من اواخر القرن التاسع عشر،وحميد ياسر، وعشرات غيرهم. وقد غنوا انواع الابوذيات، والمقامات البصريه، والبستات. ظهر بينهم ادباء، وشعراء يشار لهم بالبنان، ولا يستقيم تاريخ للأدب العراقي دون ألأشاره الى الزبير، ومساهمات اهلها، ومكتبات رجالاتها الخاصة التي صارت منابر ثقافية لكل المنطقة. فيها اسست اولى المدارس  في الخليح، ودرس فيها رجالات صار لهم وزنهم في كل مجالات الحياة، من الاحساء حتى عمان. لاتوجد مدينة في المنطقة زارها الملوك، والامراء، والشيوخ، والاعيان، والعلماء، والسفراء، وكبار المسؤولين متل الزبير.
شعرائها المحدثين محمود البريكان الذي شابه المتنبي في ابداعه، وموته. الاثنان قتلا على يدي قاطع طريق. وكأن اسطورة الخير، والشر تجسدت في حياته، وموته. خالد الخشان الشاعر الانيق المرهف المهاجر. ومئات من رجال العلم، والثقافة، والصحافة، والادب. زيارات المستشرقين، والرحاله، واول مقر لشركة الهند الشرقية في المنطقة كلها .
وهو للاسف بداية التغريب، والاغتراب للمدينة الصحرواية المحافظة الهادئة المطلة على الخليج بلا سفن، ولا سفانة. من منا لا يتذكر ألأغنيه الشعبيه عن البصره:  "البصره بيها الزبير، بيها النخل بيها الخير".

اسواقها تحمل نكهة الحكايات الشعبيه، وألأساطير القديمه، والصنعه البدويه، النعل، وألأحذيه، البشوت، والصناعات الجلديه، حولوا النخلة الى سوق صناعات كاملة. حياكة العبي، وحياكة، وتطريز انواع الملابس البدويه التقليديه. نسج العقال، والطاقيات المحليه "العرقچين".
اسواقها التقليدة باسمائها االشخصية مثل سوق الابراهيم، وسوق سويلم، واسواق باسماء السلع: سوق المسامير، والحزم، والحمام، والحصران، والخبازين، والندافين، والسمك، والحبال. وكل ما ينتجه البشر تقريبا له سوق خاص. تعدد هائل في بقعة صغيرة جدا. سوق البنات، والعيون العربيه الساحره، والشعر البدوي الكاحل السواد المغسول بعصيراوراق اشجارالسدر"النبق". العطور، والديرم، والاساور، والبراقع، والعباءات السوداء.
من بين هذه ألأسواق ظهر، وتميز تجار كبار في اسواق البصره، ويغداد، وكل الخليج مستفيدين، ومستوعبين، ومستوحين كل التاريخ التجاري لعرب نجد، التي جاء منها بالأساس اهل الزبير قبل حوالي 300 سنه. الشعيبه، وثورة العشرين، وابار النفط،، واضرابات العمال، ومقالع الرمل، والحصو، ومنتجات الجص، والجبس، والجير، وصناعة متقنه للصنادل، و السروج بالتناغم مع تربيتهم للخيول ألأصيله. معسكرات ألأنجليز، وقواعدهم، ومطاراتهم العسكريه التي طردتهم منها ثورة 14 تموز.
وتحت ارض الزبير الرملية، الناعمة يتدفق الذهب الأسود ثروة العراق ألأولى، وسبب كل مصائبه، ومشاكله، ومؤامرات ألطامعين، وغزوات الجيران، وحملات المحتلين، والمستعمرين. شركة النفط الوطنيه، وابارها الغنيه، والرميلة اغنى حقل نفط في العالم، التي لم يستفد منها الزبيريون شيئآ.

في منتصف السبعينات كنت انا وزميلي المنحدر من عائلة نجديه من الزبير في زيارة عمل الى المدينه الصحراويه المستقره بهدوء بين البر،والبحر، وكانها دره في تاج الخليج. وصلنا وقت الظهيره. فحثني صديقي الى السوق القديم . رجوته، ان نرتاح، ان ناكل شيئا، ولكنه اصر على الاسراع الى السوق القديم ساحبا اياي ورائه كمن يقود ضريرا.
كان السوق شبه مقفرا، المحلات مفتوحه، والبضائع معروضه، ولا احد هناك غير بعض الصغار، ونحن. فهمت ما يريد ان يقوله لي. تذكرت فيلم الرساله عندما ياتي احد الغرباء الى المدينه ، ويجد الاسواق فارغه فالجميع ذهبوا للصلاة مع النبي. تخيلت انني اقف في المدينه المنوره اشهد ذلك الذي شاهده الغريب. فهل بقيت ياترى اسواق الزبير مليئه بالامان، والاطمئنان الذي جعلني اتصور،يومها، انني اعبر حاجز الزمن.

رزاق عبود
30/10/2003[/b][/size][/font]

288
بصراحة ابن عبود
شيعة بني امية في الناصرية
رزاق عبود
 
تناقلت الانباء بامتعاظ كبيرالعمليات الاجرامية التي حدثت اثناء الحملة الانتخابية للبرلمان العراقي الجديد حيث اغتيل اثنين من الشباب في مدينة الثورة، وهما يقومان بالصاق البوسترات الدعائية. ثم احراق احد مقرات الحزب الشيوعي العراقي في نفس الوقت. وكالعادة ارتدى المجرمون السواد، الذي يبشرون به مستقبل بلادنا اذا تحكموا به. ولبسوا الاقنعة كما هو حال كل الجبناء، واللصوص في كل انحاء العالم. فالسياسي الشريف لا يقتل، ولا يسرق، ولا يخفي وجهه، الا اذا كان ممن اطلق سراحهم صدام حسين قبل انهيار نظامه، لنشر القتل، والفرهود، والسلب، والفساد، والجريمة بانواعها، والاندساس في العمل السياسي لتغطية اعمالهم الاجرامية، والاستمرار في تراث البعث الارهابي. وتوالت جرائمهم فاغتالوا شبان اخرين في بصرة النضال، والعمال. البصرة التي كرهها صدام، وحقد عليها، وحاربها، ودمرها، وابتدا بها حملته الشرسة ضد القوى الديمقراطية في نهاية السبعينات من القرن الماضي، وساعده في ذلك كما فعلوا بعد ثورة14 تموز من يدعون انهم يمثلون اهل البيت. يشتركون مع صدام في نفس الحقد، والكراهية لكل افكار حرة. يكرهون الحياة فيلبسون السواد لينشروا طاعونهم الظلامي، بعد ان نزعوا زيتوني الطاعون البعثي. وسارت مقابرهم المحمولة الى مدينة الحبوبي، ويوسف سلمان، ليحرقوا كل ما قد ينير درب الاخرين، ويعدهم بمستقبل زاهر. انهم كالجراثيم، كخفافيش الليل لايتحملون الضياء، ولا يطيقون شمس الحرية. فاندفعوا بكل تخلفهم، واسلحتهم القديمة، والجديده ليشعلوا نار الحقد في مقرات الحزب الذي صارع البعث وارتبط اسمه بهذه المدينة المناضلة، وانتفاضات فلاحيها الباسلة. ربما خدعوهم، وقالوا مقر الوفاق مقر بعثي، ويجب حرقه، والمقر الاخر مقر الشيوعيين الكفره، ويجوز حرقه. ولكن هل السيد اياد جمال الدين بعثي، ام شيوعي ليجري الهجوم على موكبه، ومحاولة قتله؟ وهل الجنود، والشرطة، وقوات الطوارئ لحراسة الناس، والدفاع عنهم، ام الاشتراك مع القتله، والمجرمين في غزواتهم، ونهبهم، وسرقاتهم؟ ام انهم حاميها حراميها؟!

 

ما كان بودي الاستمرار في كتابة الموضوع فلقد مر وقت على تلك الاحداث، التي ادانها كل الشرفاء ولكن القتلة لا زالوا طلقاء، وفي حماية وزير الداخلية. ولم نسمع عن الحكومة التي تدعي انها تمثل كل الشعب، وانها تحترم القانون، وحقوق الانسان، وحرية المواطن اي تعليق، او ادانة، او استنكار، او حتى ولو وعد صحفي للاستهلاك العام بان الجناة سيلقون عقابهم، وانه في العراق الجديد لن يضيع حق ورائه مطالب. ولكن يبدو ان عراق البعث تحول الى عراق المليشيات، وتصفية حلفاء الامس. وان الشرطة الاسلامية في الناصرية، والكوت، والسماوة مهمتها اطلاق النارعلى الناس المطالبة بالعمل، وانه لا مكان لمن يبحث عن الحقيقة، ولا يجوز الاعتراض على قرار الاحزاب الاسلامية. فبدل التزكية البعثية، اوالانتماء لجيش القدس، او فدائي صدام عليك فقط رشوة اي مسوؤل في حزب الدعوة، او المجلس الاعلى، او منظمة بدر، او جيش المهدي لتحصل على وظيفة، او تصبح مسؤولا سياسيا، او عضو مجلس محافظة، او مرشح للبرلمان، او تدخل سلك الشرطة، والحرس الوطني، والجيش العراقي، او العمل في احدى السفارات، حتى لو كنت تحمل هوية مخابرات، او حماية صدام. الم يحذر معاوية بن ابي سفيان الامام علي بن ابي طالب بانه  يحاربه  بجيش افراده لا يفرقون بين الناقة، والبعير. وهاهم احفاد معاوية يلبسون العمائم السوداء، ويرفعون القرآن على اسنة الرماح، تماما كما فعل اعداء امير المؤمنين ايام زمانه، واليوم يقومون بالجرم نفسه باسم اهل البيت الاطهار. اليس هو القائل عليه السلام: ياتي زمان على امتي يحكم فيه اخيار الناس اراذلهم.

يا شيعة العراق الابرار انقذوا سمعة اهل البيت الاطهار ممن يتحدثون باسمهم.

رزاق عبود[/b][/size][/font]

289
بصراحة ابن عبود

 

يا مسيحيوا العراق كل عام وانتم في مهجر جديد


بلاد مابين النهرين، ارض الرافدين، مهد الحضارات، هذه قسم من اسماء عرف بها العراق الذي بناه سكانه الاصليين ممن عانوا الامرين، وحروب الاباده، والتدميرمن الغزاة الفرس، والاغريق، والرومان، والمغول، والاتراك، والانجليز. وقد وصلهم بعض تلاميذ المسيح في بداية القرن الميلادي الاول فاعتنقوا المسيحية. وبعد الفتح الاسلامي اعتنق قسم من سكان العراق وقتها، وخاصة القبائل العربية من تغلب، وتميم الاسلام. وقسم من العرب كان مجوسيا حارب ضد اهله العرب القادمين من الجزيرة باسم الاسلام. وبقي سكان العراق الاصليين، وخاصة الكلدان، والاشوريين، والسريان اوفياء لدينهم، وارضهم، وساهموا في بناء الحضارة الاسلامية، وقاموا بترجمة الكتب العلمية، والفلسفيه من الفارسية، واليونانية، والارامية الامر الذي وضع الحجر الاساس للحضارة الاسلامية، وخاصة قي العهد العباسي. وكان الكثير من مربي، ومعلمي ابناء القادة، والولاة، والخلفاء، والوزراء، واشهر اطباءهم، ومستشاريهم، من النصارى العراقيين. وكان بينهم ولازال الشعراء، والعلماء، والادباء، والفلاسفة. ولولا اسهامات الاب انستاس الكرملي لما استمرت علوم اللغة العربية الحديثة. وقد فرضت عليهم الجزية القاسية باعتبارهم اهل ذمة رغم مشاركتهم في الدفاع عن الوطن، ومساهمتهم في بنائه.

 

في العصرالحديث، وبعد تاسيس الدولة العراقية الحديثة التي اعقبت ثورة العشرين. ساهم مسيحيوا العراق  كغيرهم، وكانوا اكثر السكان تعلما، في بناء الدولة الجديده. وقد خذلهم الانجليز مثلما خذلوا الاكراد حيث وعدوهم بنوع من الاستقلال الذاتي على جزء من ارضهم التاريخية نينوى. ولكن الانجليز قمعوا ثورة محمود الحفيد، ونفوه خارج الوطن. اما الاثوريين فقد سلطوا عليهم اول الفاشيين، والانقلابيين في العراق بكر صدقي فذبحهم، ونكل بهم، وشردهم خارج، وداخل العراق. بكر صدقي لقي نفس المصيرعلى يد اصدقائه. ولكن مسيحيوا العراق ظلوا، ومنذ ذلك اليوم، يعاملون رسميا بشك، ودونية، واقصاء، وابعاد، وتهميش، واساليب معاملة مهينة. وعوملوا دائما كمواطنين من الدرجة الثانية. وحقدت عليهم القوى الرجعية اكثر بعدما تحمسوا لثورة تموز1958 ورفضوا ان يكونوا حصان طروادة، او طابورا خامسا ضد شعبهم، ووطنهم. وازدادت المضايقات، والاغراءات منذ ذلك الحين لحمل مسيحي العراق على الهجرة، وحرمان الوطن من كفاءات تتمتع بها الان دول المهجر. واذا كان المسيحيين هربوا بعد محازر بكر صدقي الى سوريا، ولبنان وبقوا في الاخيره حتى السبعينات بلا هوية، ولا جنسية. فانني، بشوق وفضول بحثا عن اتراب طفولتي، وزملاء دراستي بحثت في صور احتفالات عيد الميلاد، وراس السنه الجديده على موقع "عين كاوة" الحبيب، وقلما تجد مدينة في اوربا، وامريكا، واستراليا تخلوا من احفاد من بنوا لنا الحضارات الاولى فعاملناهم بمنتهى البربرية، وشردناهم في صقاع الارض، كما شرد الصهاينة الفلسطينيين، وكما طارد المهاجرين الاوائل الهنود الحمر في الامريكتين، او سكان استراليا، ونيوزيلندا. واذا كان الامريكان، والكنديين، والاستراليين، والنيوزلنديين احسوا بجرائمهم، واعترفوا بها. وبختهم ضمائرهم، فاعادوا الاعتبار لسكان الارض الاصليين، وقدموا لهم الاعتذار، واعادوا لهم مقابر الاجداد. ومنحوهم امتيازات معينة للتعويض عن معاناتهم الفظيعة. فان سكان العراق الاصليين يطلق عليهم اسم الاقليات من قبل من جاء غازيا من جزيرة العرب، او ايران، او الاناضول. واليوم اجبروا الالاف منهم، ان يعيشوا على صدقات الامم المتحدة في سوريا، ولبنان، والاردن، وبلدان اخرى. ومن بقي من اهلهم في وطن الاباء، والاجداد، يعانون الارهاب، والمضايقات، والمحاربة. ان الذين يتفاخرون اليوم بان العراق ارض الحضارات، ومهد العلوم، ومسلة حمورابي، وارض الكتابة الاولى، ينسون ان اجداد هذه "الاقلية" هم من بنى سومر، واكد، والوركاء، وبابل، ونينوى، واوروك التي اشتق اسم العراق منها، وان احدى عجائب الدنيا السبع ترتبط باسمهم. يطلقون عليهم اسم الاقلية، ويعملون بكل وحشية، ودناءة على محاربتهم في رزقهم، وارضهم، ووطنهم لحملهم على الالتحاق بمن نزح، وهاجر، مرغما، مضطرا من وادي المسيحيين.

 

في خمسينات، وستينات القرن الماضي كنا نسرع صباح يوم عيد الميلاد لنشاهد اصدقاءنا، جيراننا، احبتنا زملاء دراستنا، وهم يصطفون حاملين سعف النخلة الخالدة بملابسهم الزاهية متوجهين في مواكب بهية للكنائس العتيقة، والاديره القديمة، يرددون التراتيل، والصلوات. النساء تخرج لتتضرع لمريم العذراء و"يطشون" مسيرة السعف، والصلبان بالواهلية. واليوم يذهب مسيحيوا البصره، وغيرها الى كنائسهم خلسة كمناضلي الاحزاب السريه، او ايام الدعوة الاولى. انني اشعر بالخجل لهذا السلوك الهمجي تجاه سكان العراق الاصليين. كما شعرت بالخجل يوما عندما وبخني ابي المسلم المتدين لانني لم ارافق المسيرة الى ابواب الكنيسة، كما كنا نفعل كل سنة. ابي المتدين هذا لم يمانع ان اعمد مع صديقي رياض، وموفق ابناء العم اسكندر في كنيسة مسيحية. ماذا تراه سيقول اليوم لهؤلاء الاوباش الذين يلاحقون المسيحيين في عراق اليوم كما فعل رجال الكابوي مع الهنود الحمر. الغازي يبقى غازيا مهما مرت السنين. فعتاة الفرس، والسلاجقه عادوا، وهم يسعون ان يحولوا حواري المسيح في العراق الى جواري. لقد صبغ هولاكو مياه نهر دجلة بحبر الكتب، واليوم يقوم المغول الجدد بتلوين شوارع وادي الرافدين بدماء اتباع رسول السلام.

 

لا املك غير طلب الاعتذار ممن قدموا لنا وطنا احرقناه.

 

رزاق عبود

8/1/2006

 

 [/b]

290
بصراحة ابن عبود

 

لماذا تناست الخطوط السياسية الحمراء، الدم العراقي الاحمر؟؟!


كل القوائم العراقية، وكل الاحزاب، والكتل، والتجمعات، والجبهات، والتحالفات، والتيارات، والتجمعات، والاحلاف، وغيرها من التسميات. تدعي انها اكثر عراقية من غيرها. وكلها تدعي ان برنامجها السياسي هو الافضل، والاصلح، والاكثر شعبية، والاشمل، والاعم، والابعد عن سياسات النظام الفاشي السابق، وما الى ذلك من الادعاءات السياسية، والتصريحات الصحفية. ففي عهد الديمقراطية، وحرية الرأي، يحق لاي شخص، ان يدعي ما يشاء، ويصرح بما يشاء.

 

الملاحظ ان الاغلبية العظمى اتفقت على الانخراط بالعملية السياسية، لان الانعزال هو انتحار سياسي، وليس لان البعض حريص على مصلحة الوطن.الكل يطالب، ويدعي نبذ استخدام السلاح، والاحتكام لصندوق الاقتراع، ويطالب بالحوار بدل القتال، وهكذا. ولكن الجميع له خطوط حمراء تذكرنا بلون الدم، ولغة السلاح، وصوت البندقية، ولهجة التهديد. بعضهم اخذ يصرح ان ما بعانيه الشعب، من ارهاب، وخراب، وتدمير، امورعادية مرت بها كل الشعوب ويضربون مثلا بايران. وكأن علينا ان نعايش الموت اليومي، ونقبل القتل المجاني لشعبنا لمجرد ان ايران، او فلسطين، او الصومال مرت، او تمر به. في حين نتناسى الامثلة المضيئه، التي مرت بها تجارب اخرى. عندما احتكموا لصوت العقل، فحلوا الميليشيات، وقبلوا لغة الحوار، واستقدموا خبراء اجانب لمراقبة الانتخابات فاستقرت الاوضاع، واشتغل البناء.

 

اما في العراق، فلا زال البعض يعتبر كركوك خط احمر، واخر يعتبر الفدرالية خط احمر، ونتائج الانتخابات خط احمر، والعلاقات مع الدول الفلانية خط احمر. والارهاب خط احمر، والبعث خط احمر، والمرجعية خط احمر، والوزارة الفلانية خط احمر، وغيرها، وغيرها من الخطوط الحمر،التي قسمت بيروت يوما الى معسكرات، ودول، ومقاطعات. والدم الاحمر العراقي يسيل في البصره، والنجف، وكربلاء، والناصرية، والحلة، والسماوة، ومدينة الثورة، وبغداد، وكركوك، والمقدادية، واربيل، والموصل، والرمادي، وسامراء، وبعقوبة...ولا احد يمد خطا احمرا ضده. فالكل يقتل. اللصوص، والميليشيات، والعصابات، والارهابيين، والبعثيين، والتكفيريين، وجنود الاحتلال، والشرطة، والحرس الوطني، والحمايات، وفرق الامر بالمعروف..الخ.. الخ. وبدل ان يضعوا خطا احمر ضد هذا القتل، يدعونا البعض الى تقبل هذه الظاهره باعتبارها امرا طبيعيا مادام ايران قد مرت به، ومادام الصومال لا زال يمر به. لماذا علينا ان نمر يوميا، ودوما عبر درب الالام؟ لماذا يحمل المسيح يوميا صليبه، داميا كل يوم في شوارع العراق؟ لما تسبى نساء الحسين كل يوم؟ لماذا يقتل عبدلله بن الزبير يوميا؟ لماذا تقصف الكعبة بالمنجنيق من جديد؟ لماذا تدنس العتبات المقدسة في النجف، وكربلاء، والكاظمية، والاعظمية، وسامراء؟ ان الذي لا يهتم بدم العراقيين، أي كان هذا، لايحق له حكم العراق، ولا الاشتراك في حكمه، او التحدث باسمه، مهما برر، او افتى، او فتش عن حق تاريخي، او وجود قومي، او استحقاق انتخابي، او مظلمة تاريخية، او اغلبية سكانية، او هوية نضالية، او دينية، او مذهبية.

 

شعبنا يريد من يحفظ له ارضه، ووطنه، وشرفه، وعرضه، وماله، وامنه، ويعمر البلاد التي كانت جنات ابدعت اولى الحضارات، والان يعمل البعض لاعادتها الى عهد الظلمات. وعاصمة سميت ارض السلام الى عاصمة القتل اليومي. اخرجوا من خنادقكم ايها الباحثون عن السلطة، او الثأر التاريخي، او الاستحقاق العددي. دعوا الشعب المختطف من قبلكم قبل الارهاب، والاحتلال. دعوه يعود الى احزابه، وسياسيه، وقناعاته الفكرية، وليس الى طوائفه، وقومياته، وعشائره، وعصبياته. الشعب كله يطالب بوحده وطنية، وانتم تعملون لفرقة وطنية. الشعب يريد الامن، والامان، وانتم تبررون الارهاب. الشعب يريد الحياة، ولكنه بسببكم يواجه الموت في كل منعطف. والله لو عاد عليا اليوم لصرخ بكم من جديد قائلا: ياحكام العراق يااهل الكفر، والنفاق، والشقاق. كفاكم تمزيقا لشعب، ووطن الرافدين حسب الملل، والاجناس، والطوائف، والاديان، والالقاب، والمناصب، والمقاعد. كفاكم فقد ملئتم قلوب العراقيين قرحا!! والحكيم الاكدي صرخ بوجه سائله بعد سقوط سومر من بنى العراق فاجابه: كل العراقيين بنوا العراق. وصدام هدم مابناه العراقيون فهل تريدون السير في خطى صدام، ام في خطى نبوخذ نصر؟؟؟

 

وقل ذكر ان نفعت الذكرى.

 

رزاق  عبود

6/1/2006

291
بصراحة ابن عبود

 

من يحكم في بغداد، ازلام الطائفية، ام السفير زلماي؟؟!


نقلت الاخبار اليوم الوصول المفاجئ لوزير الخارجية البريطانية جاك سترو الى البصرة. ثم فاجئنا ايضا بتصريح يعلن فيه عن رغبته(اوامره) في حكومة وطنية واسعة تضم الجميع. طبعا الزيارة، والتصريحات تثير تحفظات الكثير من العراقيين، الذين يسمعون يوميا من حكام العراق بان العراق دولة مستقلة. فقبله كان هناك رئيس الوزراء البريطاني جون بلير الذي لم يكلف نفسه حتى ولو برقية تحية لزميله الجعفري. وقبل فترة زارت الوزيرة غونزاليسا رايس جنودها في الموصل ثم التقت بالمحافظ، لالتقاط صورة تذكارية. وذهبت الى كردستان، والتقت الرئيس الكردي السيد مسعود البرزاني. ثم تكرمت بعد ذلك بزيارة بغداد، والتقت اولا،بالطبع، الجنرال كيسي قائد القوات الامريكية في العراق، قبل ان تتنازل وتلتقي بالرئيس العراقي جلال الطالباني. وبعدها تكرمت على رئيس الوزراء الدكتورابراهيم الجعفري الذي صافحها مبتسما متوددا. وهو عادة لا يصافح النساء حتى الوزيرات في حكومته. ولا ادري كيف كان يفحص مريضاته، وهو الطبيب. وقبل فترة تفاجأ فخامة رئيس الوزراء، حسب قوله، بوجود تشيني نائب الرئيس الامريكي في بغداد، والتقى به ،صدفة، عند السيد الرئيس. ولم تمض ساعات حتى فوجئ بزيارة وزير الدفاع الامريكي رامسفيلد، الذي التقى ضباطه، وجنوده قبل ان يعطف عليه بلقاء بروتوكولي، ومؤتمر صحفي هزيل فاجئه فيه مرة اخرى باعلان سحب لوائين من الجيش الامريكي. رغم الادعاءات السابقة للحكومة، ورئيسها ان اي انسحابات لا تتم الا بالتشاور مع الحكومة العراقية "المنتخبة". وفي الواقع فان القوات المسحوبة هي نفسها التي جاءت لتعزيز القوات الامريكية ايام الانتخابات، وهي التي حفظت الامن، وليس قوات وزارة الداخلية، كما تبجح البعض. وسحبت لانتهاء مهمتها، ولمغازلة الراي العام الداخلي في امريكا. وليس كما ادعى رئيس الوزراء بسبب زيادة عدد القوات العراقية فالقوات لا تتزايد بعد اسبوع من الانتخابات. غطى فشلته بكذبة. او كما يتندر شعبنا: راد يكحلها عماها!

 

السفير الامريكي زلماي يستقبل، ويودع المسؤولين الامريكيين، وكانهم ضيوف في مقاطعته العراق، وليس هو الضيف في بلد العراق "المستقل". يلتقي برئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، والوزراء، وقتما يشاء. يستدعيهم، ويوزع التوجبهات، ويضع خططا للاعمار، ويحدد المخصصات، ويبعث مبعوثين لايران، وسوريا باسم الحكومة العراقية. يشارك في المفاوضات، والمشاورات، والمحادثات حول الدستور والانتخابات، وتشكيل حكومة وطنية، ويقترح وزيرا للدفاع، ووزيرا للداخلية، واشرف اليوم على احتفالات العراق بيوم الجيش العراقي..الخ.الخ. سجون عديده يديرها الامريكان على الاراضي العراقيه وفيها سجناء من مختلف دول العالم. في البصره تخرج المظاهرات للمطالبة باطلاق سراح السجناء. وحكومة بغداد، صم ،بكم، فهم لا يفقهون.

 

ان من ابسط شروط ، ومظاهراستقلال الدول هو سيطرتها، وتحكمها بحدودها، ومطاراتها، وادارتها لسجونها، ووزاراتها، وجيوشها، ومخابراتها، وقوات امنها. في العراق اللاعب الاول هو زلماي. فهل العراق فعلا دولة مستقلة؟ وهل قطع الشطرنح في بغداد حكام، ام محكومين؟ ولماذا لا يهددون، ويتوعدون، ويتهمون، ويحذرون، ويحتجون على اسيادهم الامريكان، ولو للدعاية والاعلان فقط، كما يستأسدون على القوى الوطنية العراقية المعترضة على تخبطهم. لو، ابوي ما يگدر الا على امي.

 

رزاق عبود

6/1/2006

292
القتلة يحاكمون الضحايا في محكمة رزگار/ الجعفري


منذ البداية تحولت محكمة "العصر" الى مهزلة. فلقد تحولت بطولة المحاولين للقصاص من الطاغية الى مجرد تهمة كاذبة من صنع الطغاة. وفي جلساتها تحول المتهمون الى قضاة، والضحايا الى مجرمين افاقين كاذبين على لسان خطيب المحكمة برزان التكريتي. المدعي العام يقاطع، ويقال له اجلس انت، او اسكت انت. والمتهم الغارق بدم الشعب يترك له الحبل على الغارب. يسمح للمتهم بالاسهاب، والاطالة، والخروج عن الموضوع، والقاء الخطب السياسية. والقاء المواعظ الاخلاقية ممن لا اخلاق لهم. المحامون المرتزقه يستهزئون، ويسخرون من المحكمة، وينالون من هيبتها التي هي هيبة الدولة، ويشار للمشتكي، او الشاهد(الضحية) ب: هو، او انت، او هذا.  اي مقاييس هذه؟ حضارية؟ قضائية؟ ام كما وصفها برزان التافه انتقائية؟ ام ان القاضي المحترم يتفق مع المجرم برزان بان الشهداء مجرمين، وخونة، وكلاب، وعملاء، ويجوزارسالهم، حسب، صديق الريس، وابن عم الجعفري، الى جهنم وباس المصير؟ لان القاضي لم يحتج، ولم يرد، ولم يعلق، ولم يرفض حتى، ولو اكراما للمحكمة.

هل ان السماح لقتلة الشعب بمحاكمته، واذلاله، والاستهانة به من جديد بعد 35 سنة من القمع، وان يشتموه بشكل علني بحماية القاضي، هي مبادئ قضائية متحضرة؟ هل جئتم بصدام لمحاكمته ام ليحاكم الشعب؟ وهو يرفع صوته فيسكت القاضي. ويهدد، ويحذر فيستجيب القاضي. ان التجاوز على مشاعر، وقيم، وسمعة العراقيين، والاستهانة بشهدائهم بهذه الدرجة من السفالة لاتعكس اي سمة حضارية، ولا استقلال مسرحي للقضاء. بل العكس هي صورة مصغرة محسنة للشعب، للمناضل، للثائر، للمنتفض، للمقاوم الذي يحاكم وهو في القفص. والان يحاكم من الشخص الذي يجلس في القفص. وكاننا نمارس لعبة اطفال نتبادل فيها الادوار. وليس شأن انتظره، وحلم به، وناضل من اجله ملايين العراقيين طويلا.

لا اجد في القاضي، ولا الادعاء، ولا التنظيم، ولا الدفاع ، ولا سير الجلسات سوى استهانة بمشاعر الناس، واهانة لدماء الشهداء. واذا كان صدام وزبانيته لا يخجلون، ولا يستحون لانهم سفلة، وساقطين، ومنحلين، ومنحطين، ومجرمين. وهذا ديدنهم، وسلوكهم سواء كانوا حكاما، او محكومين. فان على القاضي، والادعاء العام التخلي عن المهمة لقضاة لا ممثلين هدفهم ارضاء السلطات الامريكيه، والاداره الامريكه، والصحافة الامريكية، والاوربية. اذا كانوا يعتقدون انهم بحاجة الى حسن سلوك من الخارج. فعليهم اخلاء المكان لمن هو اجدر منهم والسفر الى اوربا، والعمل كموديلات للتصوير في المجلات الرخيصة.

 

رزاق عبود

20/12/2005

293
بصراحة ابن عبود

 

السيد "عدي" الحكيم يمهد لحرب اهلية وتقسيم العراق


قبل الانتخابات قام عمارالحكيم بجولة شملت مختلف دول العالم، ونظمت له جاليات الائتلاف العراقي الموحد الندوات، والمؤتمرات، وحجزت له اغلى القاعات، واقامت له الولائم الدسمة في وقت  تتضور فيه اغلبية شعبنا جوعا. وبشر بالنصر القادم قبل ان تبدا الحملة الانتخابية. وافتى بحلة التزوير لانه في مصلحة اهل البيت. وبعد القرعة، وظهور الارقام للقوائم المختلفة قام عموري  بتفسير الرقم على راحته ووصل به التطاول حد اعتبار الرقم 555 مقدسا، وانه منزل باسمهم من السماء، وقد حملته لهم "كتائب عزرائيل" التي شكلها هو وحلفائه لارهاب المنتخبين، وتهديد المرشحين المنافسين في كل المناطق التي اعتبرها المالكي مغلقة لهم. أغلقتها الميليشيات، بالضبط مثلما اغلق وزير داخليتهم السجون على الاف العراقيين، واسامهم صنوف العذاب، باسم الاسلام، واهل البيت، وهما منه براء. وترك الفساد المستشري، والجريمة المنتشره في حماية المحاكم الشرعية التي تقودها عصابات جيش المهدي. ولماذا يحارب الفساد؟ ومن غيرهم برره وشرع له، ومنحه الصفه الشرعية؟ انه حاضنتهم الطبيعية. وكلنا يذكر ما تناقلته الانباء من اجتماع محافظي المدن التسعة التي ينوي الحكيم، وعصابته تشكيل اقليم شيعي منها. الرئاسه فيه للوالد الكريم، وولي الفقيه فيه علي خامنئي. وقبله اجتماع لمسؤولي الامن، والميليشيات في المدن المذكورة. وكان ذلك تحضيرا لاعلان الانفصال، باسم الفدرالية. والحاق المدن الشيعية التسعة بايران، اذا انكشفت الاعيبهم، ورفض تزويرهم للانتخابات. ما فشلت فيه كل حروب الامبراطوريات الفارسية يحققه ال الحكيم باسم فدرالية الجنوب والوسط. ولو عبر حرب اهلية طاحنة يخطط لها هو وحلفائه.

ولم تمض سوى سويعات قليلة حتى اعلن المنجم عمار الحكيم ان الائتلاف الايراني الموحد حصل على 79% من الاصوات . قبل ان تنتهي العملية الانتخابية، وقبل ان تغلق بعض المراكز الانتخابية ابوابها. بحجة ان لديهم احصائياتهم الخاصة التي تذكرنا بحسابات صدام حسين التي لا تخطأ، خاصة فوزه بنسبة 100% من اصوات العراقيين الاحياء منهم، والاموات. في الداخل، والخارج. واعلن متحدث باسم الائتلاف صراحة، انهم يعتمدون ارقامهم فقط، وسيرفضون اي ارقام تعلنها المفوضية. ولكن المفوضية، وحسب اخراج مسبق، اعلنت ارقام الائتلاف مع بعض التعديل البسيط حتى لا تكون اللعبة مفضوحة.

وهكذا، اجبروا الناس بكل الوسائل القذره على التصويت لهم، ليعلنوا بعدها، ان الاغلبية معهم، وان احصائياتهم هي النافدة، مهما اختلفت مع نتائج المفوضية. واليوم يريدون اجبار الاخرين على القبول بالامر الواقع، الذي فرضوه بالتهديد، والارهاب، والاغتيال، والتزوير، وشراء الذمم. فليس المهم وحدة العراق، ولا سعادة شعبه، ولا تحرره. بل الاهم مملكة يقودها دمى من ال الحكيم، وحلفائهم، وخيوطها تحرك من طهران، وقم.

 

رزاق عبود

20/12/2005[/b]

294
بصراحة ابن عبود
لا محالة من التوافق الوطني
رزاق عبود
 
لا اظن ان النتائج التي ستعلنها المفوضية العليا للانتخابات بعد ايام  ستوحي بفوزساحق لاحد الاطراف رغم اتباع البعض لمختلف الوسائل، والطرق غير الشريفة لتحقيق هذا التفوق. وهذا الامرلا يعكس بالضرورة فشل هذا الطرف، او ذاك. او قصور هذه القائمة، او تلك. بل يعني نجاح الشعب العراقي بفرض الواقع الذي يريده. وخلاصته ان الجماهير موزعة الولاءات، ولا تفوق لطرف على المستوى الوطني على طرف اخر في هذه المرحلة.
كذلك يعني انه ليس بامكان طرف واحد مهما ادعى من خصوصية، او وطنية، او احقية، او مظلومية ان يفرض نفسه لا على الجماهير، ولا على الواقع السياسي، والاثني، والديني، والطائفي الذي عكسته نتائج الانتخابات. خاصة وقد اعلن عن تحكيم صندوق الاقتراع، وليس البندقية.
وان زمن الانقلابات العسكرية قد ولى الى غير رجعة. ونامل ان يلتزم من اعلن، وتعهد بهذا التطور التاريخي للحياة السياسيه في بلدنا الحبيب. واننا لانريد اعادة تجربة بورما، او الجزائر، او عراق نوري السعيد عنما تلغى نتائج الانتخابات، اذا لم تعجب الحكام. النتائج تعكس ايضا فاعلية، وحركة الوعي السياسي للجماهير العراقية، والتي لا زالت ولحد كبير مرتبطة وللاسف بالاستقطابات الطائفية، والقومية.
والامر الاخير يتحمل مسؤوليته بالدرجة الاولى المحتل الامريكي، وقوى اقليمية، وداخلية لا تستطيع اقناع الناس ببرامجها السياسية فلجات لاسلوب المحاصصة المقيت الذي يترك النار تحت الرماد. ويجعل بلادنا معرضة للحرب الاهلية، والتقسيم. ومهما بدى للبعض انه سيحقق مكاسب، من الحرب او التقسيم. فان ذلك، وعلى المستوى القريب، والبعيد، سيجلب الدمار للبلد، وللقوى صاحبة المشروع ذاتها.
كما انه لن يمنع من العودة، في المستقبل القريب، الى الاصطفافات السياسية كاي مجتمع متحضر. ولا اظن ان ذلك سياخذ وقتا طويلا في حالة العراق. وهذه حقيقة، يعرفها اصحاب المشروع الطائفي، الذي لا يتحمس له في الواقع غير زعماء معزولين عن واقع الجماهير، ولا تهمهم سوى مصالحهم الشخصية، واهدافهم في التمسك بالسلطة. لهذا يستعجلون لفرض مشروعهم المقيت عبر التزوير، والتخويف، والقتل.

ان التفاؤل الذي ساد الشارع العراقي ايام مجلس الحكم، والحكومة التي اعقبته، وشملت تمثيل غالببية قوى شعبنا، رغم كل الملاحظات، ورغم استبعاد، او مقاطعة بعض القوى للتجربة لهو دليل على ان التمثيل الواسع، والشامل لكل قوى شعبنا السياسية هى الطريقة المثلى للوصول الى بر الامان.
العراق يمر بمرحلة انتقالية، وحاسمة، ومصيرية، ويجب ان تتظافر جهود كل القوى الوطنية لتحمل مسؤولية نقل البلاد على طريق الامان، والاستقرار، واعادة البناء، واستكمال السيادة الوطنية. وقد عاشت دول اوربا تجارب مماثلة بعد الحرب العالمية الثانية. لقد انتشرت فكرة الجبهات الوطنية على كل الساحة الاوربيه تقريبا لاخراج بلدانها من دمارالحرب.
والوضع في العراق لايختلف كثيرا عن وضع فرنسا، او المانيا او غيرها بعد انتهاء الحرب. ان مايسمى بالتوافق الوطني افضل من المحاصصة الطائفية، حتى، وعلينا ان نكون وافعيين، ان اتخذ اشكال تمثيل طائفي، او قومي، او ديني.
ففي اغلب القوائم يوجد مختلف الطوائف، ومختلف القوميات، ومختلف الاديان. لا ضرر من التمثيل/ التوافق، ولكن ليس على حساب الكفاءات، او القدرات. فالبلد في مرحلة بناء، ويحتاج الى تكنوقراط  نزيهين، لا الى سياسيين طائفيين، او قوميين، او دينيين مفروضين لتمثيل طوائف، او قوميات، او اديان.

نامل مع ازالة اللافتات، والملصقات، والشعارات، والصور الانتخابية، ان يخف ويزول تدريجيا ذلك الحماس الاناني، والادعاء الاعمى، والتهجمات المتسرعة، والشتائم، والاتهامات التي حولت ساحة المنافسة الى حلبة صراع. 
نتمنى مع شعبنا ان يكون صراع اراء لخدمة شعبنا، وليس صراع على السلطة لحكم شعبنا. فهل يعي قادة الاحزاب، ويستوعبوا ما اراد شعبنا ايصاله من رسالة، وهل يعود ذلك التحالف الجميل بين قوي شعبنا التي كانت معارضة للظلم، والطغيان. وهل تجمعهم مرة اخرى مائدة صلاح الدين او محلس الحكم. ليمنحوا الشعب العراقي الجريح، فرصة النظر الى مستقبله بكل ثقة، وتفاؤل، ام ستغلب المصالح الانانية الحزبية، والفردية الضيقة على المصالح الوطنية.

رزاق عبود
18/12/2005[/b][/size][/font]

295
بصراحة ابن عبود

 

العراق بين مطرقة البعث السوري، وسندان الاسلام الفارسي

 

تاريخيا حاول حكام ايران، اكثر من مرة، قضم العراق، والحاقه بامبراطوريتهم المتعطشه للتوسع. ومنذ السومريون، وحتى اليوم، ظل هذا الحلم الشرير يداعب من يملك السلطه في طهران، او مهما سميت عاصمتهم. وقد شهدت المدن العراقيه، وعلى مر التاريخ تدميرا، واحتلالا، وتخريبا، وحصارا، وتجويعا، وتدخلات فظه. ولا زالت اراضي، ومياه عراقية محتلة من قبل ايران الاسلامية.

 

ولا نريد ان نعود الى التاريخ القديم يوم تفرج حكام دمشق على سقوط المدن الاسلامية، واحدة بعد اخرى ومنها بغداد عاصمة الخلافة الاسلامية. حتى وقعوا هم ضحايا الغزو المغولي الهمجي. ولكننا نعود الى الايام الاولى لثورة تموز 1958 والمؤامرات التي استمرت ضد الثورة بتحالف مريض بين البعث العفلقي، والغول الناصري. حتى اسقطوها بالتحالف مع حكام العراق الحاليين، وكل الرجعيات العربية، والاستعمار العالمي. يومها كانت بريطانيا، وامريكا حلفائهما في ذلك الحلف المريض ضد العراق والعراقيين. واليوم يدعون انهم يحاربونها في حين ان اراضيهم متخمة بعملاء، وجيوش، وخبراء، ومستشاري، وجواسيس اسرائيل، وبريطانيا، وامريكا. سوريا البعث هذه هي نفسها قبل التصحيح، او بعد التصحيح. ففي محاربة العراق، والتأمر عليه لا يصح الا الصحيح.

 

واليوم يأتي مئات، والوف القتلة الارهابيين عبر حدود سوريا البعث، بعد ان يتلقوا التدريب، والتأهيل في مخابرات الحكم السوري، لذبح، ونسف، وتفجير، وتقتيل العراقيين دون ان يرمش لهم جفن، بعد ان يتخدروا بالادوية القادمة من ايران، ويستخدمون الاسلحة الايرانية المتطورة المخصصة، "لمقاومة" الغزو الامريكي الذي مرت طائراته عبر الاجواء الايرانية، دون اعتراض. شعبنا المسكين يذبح بدم بارد باسلحة ايرانية اسلامية، وارهابيين تسللوا، وتدربوا بمساعدة سوريا العلوية لتصفية حساباتهما مع امريكا على حساب الدم العراقي. وتدمير منشاته، ومؤسساته، وتفجير انابيب نفطه، ومصافيه التي بناها بعرق جبينه، وجهده، وامواله على مدى عقود طويلة ليتركوا العراقيين بلا ادوية، ولا مستشفيات، ولا كهرباء، ولا مياه جارية، ولا قنوات صرف صحي. فهذا، بالضبط، ماتريده ايضا، وتخطط له القوى الاسلاميه الحاكمة في بغداد . أذ تسعى لمجتمع، ووطن يشبه القرون الوسطى في اظلم ايامها حتى يعود السحره، والمشعوذين، والدجالين، والصداميين يتحكموا من جديد بمصير الشعب العراقي، ويتسابقوا على قطع رقاب ابنائه، وتيتيم اطفاله، واغتصاب نسائه، وتقطيع اوصال شبابه. لقد خسرالاسلاميون افغانستان، ولابد من افغانستان اخرى، تعوضهم عن امارتهم الضائعه، وهل افضل من ارض الرافدين لتتخذها القاعدة مقرا لها بدل الكهوف المظلمة. والبعث السوري يحاول تعويض خسارته في لبنان ببلد اكبر مئات المرات، وبخيرات لا يحلم بها فراعنة سوريا. لكنهم سيحملون معهم كل تاريخ الحرب الاهلية اللبنانية الماساوي، وكل خبرات السيارات المفخخة، والاغتيالات، المجهولة الفاعل. وقد بدؤا بالتعاون مع حلفائهم حكام ايران باختطاف، واغتيال، واخفاء الكوادرالعراقية الديمقراطيه. فلا زالت اجهزة المخابرات السورية،مثلا، تخفي في اقبيتها المناضل شاكر الدجيلي عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي.

 

هذان الجاران العدوان اللدودان، ونقصد انظمتهما، يحاولان سحق تجربة العراق الديمقراطية، والعمل على استمرار سيل الدم العراقي، متوهمين ان شعوب الرافدين قد تتخلى عن هذا الحلم الذي راودهم طويلا. لكن التاريخ لا يخطأ ابدا، فقد رحل كل الغزاة، وسحقت كل المؤامرات، وهزمت اعتى الديكتاتوريات، واستمرت الابداعات تواصل مسيرة اقدم الحضارات البشرية. سيلتحق شاهات ايران المعممين، بالشاهات المتوجين، وسيلحق ايتام عفلق في دمشق بمطايا عفلق في بغداد.

ولا ندري اين سيطلب عملاء ايران اللجوء بعدها؟؟؟

رزاق عبود

 [/b]

296
حرب الاشاعات في شوارع  بغداد

 

 الاشاعات من اقوى، واخس الاسلحه التي تستخدمها الانظمة، والجماعات الفاشية، والمنظمات المتطرفة. وقد استخدمت في الحروب القديمة، والحديثة لاشاعة الرعب، والخوف في نفوس الخصم. كالحديث عن سلاح فتاك غير معروف، او اسلحة جرثومية، او كيمياوية، او ان العدو يعذب، اويقتل اسراه، او يشويهم احياء، وهكذا. وهناك اشاعات لاشاعة روح الهزيمة، والتخاذل مثل ان قيادة الجيش هربت، او العتاد نفد، او ان مفاوضات تجري للاستسلام، او أن القطعات محاصرة، ولن يصلها أي امداد، وغيرها، وغيرها. وهي اساليب تستخدم حتى في النزاعات المحلية، او الحدودية قديما، وحديثا. وهناك اساليب، وطرق استخدمتها القوى الرجعية، والانظمة الديكتاتورية في العراق ضد معارضيها. فقد اتهمت الشيوعيين مثلا، بانهم عملاء موسكو، او ان البرزاني عميل اسرائيلي، اوهناك مؤامره من سوريا، واطلقت صفة العميل على حزب الدعوة. وهناك اشاعات هدفها اثارة الفرقة، وتشويه سمعة المعارضة، واثارة الاحقاد الطائفية، او العنصرية، و تمزيق الصف الوطني، وتشجيع اقتتال ابناء الشعب الواحد. فبعد ثورة تموز، وتشكيل المقاومة الشعبية كثيرا ما اتهمت المقاومة الشعبيه بالنهب، والسرقة، او السحل، او قتل المواطنين في الشوارع، والساحات، وكان المستهدفين وقتها الشيوعيين العراقين بشكل خاص. الذين اتهموا مثلا بتمزيق القرآن الكريم، او شتم المراجع الدينية الكرام، وغيرها من الادعاءات التي سممت الجو السياسي وقتها. ولازالت اثارها، وبعض محبذيها، ومروجيها يستخدموها حتى الان. وطوروها على مواقع الانترنيت كاصرار خبيث على تحويل كل وسيلة لاغراضهم اللئيمة. اتهمت البيشمرگة المناضلة بالقيام باعمال سطو مسلح، او مهاجمة القرى، او اغتصاب النساء في حين كان صدام يكلف المرتزقة من الجحوش للقيام بهذه الاعمال لارضاء غريزتهم العدوانية، وتشويه سمعة الثورة التحرريه الكردية، او انصار القوى المسلحة الاخرى. وتحدث المهجرين من الاكراد الفيلية انهم تعرضوا لمثل هذا النوع من الاعتداءات عندما القى بهم النظام الصدامي الفاشي على الحدود الايرانية. فمن سلم منهم من حقول الالغام تعرض الى النهب، والسلب، والاعتداءات باسم البيشمرگة الكردية. ولكن المهجرين كانوا يعرفون الجناة جيدا. واليوم يستخدم السلاح القذر الخسيس مرة اخرى. حيث تقوم عصابات ترتدي زي الحرس الوطني، او الجيش العراقي بالاعتداء، والخطف، والنهب، والسرقه لتشويه سمعة الجيش العراقي الجديد، وربما تكون القوى المندسة في الجيش والحرس، قد هيئت، ودربت لهذا الغرض. يقتلون رجال دين شيعة، او تهاجم جوامع، وحسينيات، او مجالس عزاء، وحتى اعراس، ويعلنون مسؤوليتها لتنظيمات اسلامية سنية، والعكس ايضا. كما تهاجم بيوت العبادة المسيحية، اوالمندائية باسم تنظيمات اسلاميه. وقد هوجم المسيحيون، وتعرضوا للمضايقة لاجبارهم على الرحيل من العراق بعد ثورة تموز، لانهم كانوا فئة متعلمة تضم اشهر الاطباء، والمهندسين، والمحاسبين، والرياضيين، وغيرهم لحرمان الثورة من طاقاتهم. بعد ان شعروا، لاول مرة، ونتيجة لثورة تموز، انهم مواطنين متساوي الحقوق، وهم يتعرضون اليوم لنفس الفعل الاجرامي، ولنفس الاهداف الدنيئة.

 

في بداية الحرب ضد العراق، والان في المنطقة الغربية، وغيرها من مناطق نشاط الارهابيين وقوى الرده، بعد كل عملية عسكريه، او انفجار، او اطلاق نار يلاحظ هناك من يتقدم، وينبري وبصلافة، وبهدوء، او انفعال مقصود يتحدث، ويقول للصحفيين: "مرت دورية، او سيارة عسكرية" للتمويه على الاضرار المدنية التي تعرض لها الناس، لتبرير العمل الارهابي، او يقول،بكل وقاحة: "كان هناك تجمع للمدنيين وفجاء جاءت قوات الحرس الوطني او القوات الامريكيه( حسب المتورطين في الحادثة) وبداوا باطلاق النار عشوائيا". وربما يكون هو نفسه من اطلق النار، او زرع العبوة، او قام بالتفجير،او ضغط على الريمونت، لكنه يتقدم ليدلي بمعلومات مفبركة للصحافة لتشويه الحقائق، واثارة البلبلة، و نشر الاشاعات المغرضة. فلا يمكن لعاقل ان يقتنع ان قوات الجيش العراقي، او الحرس الوطني تاتي بسيارتها، وملابسها المعروفة، وتقوم بعمل لا اخلاقي تعرف جيدا انه يثير حنق الناس.

 

في نهاية السبعينات وفي بداية الهجمة العلنية على القوى الديمقراطية في العراق، وخاصة الشيوعيين. يقوم بعثي من المحلة بزيارة بيت  شيوعي معروف اذا لاجظ وجود مجموعة من الناس تقف في الشارع مثلا. واذا لم يكن هناك احد متجمعا فيطلب منه التمشي قليلا ويدور به في محلة السكن، لاسقاطه من اعين الناس، ويتولى اخرين اشاعة، ان فلان، او فلانة سقط/ سقطت، واصبح/ اصبحت تتعامل مع البعثيين،او الامن، اوالمخابرات، وهكذا حسب صفة الزائر/الزائرة. وحتى رفاق الشخص المعني، يبدأون بالشك، خاصة وان،اساليب التسقيط كانت متعدده، ومتنوعة، ومتدرجة احيانا، وبوسائل سافلة جدا من تشويه السمعة، والمضايقات الاجتماعية، او الضغوط النفسية، والفصل من الوظيفة حتى الاعتقال، والتعذيب، والقتل. الكل يتذكر تلك الوسائل الوضيعة التي استخدمت للنيل من انصار، واصدقاء، ورفاق الحزب الشيوعي العراقي خاصة، ثم استخدمت مع قوى معارضة اخرى.

 

واليوم، والحملة الانتخابية حامية، وتشابه البرامج، والاهداف، وتشتت القوى الوطنيه بشكل لم يسبق له مثيل فان حملات الدعاية القذرة، واساليب اثارة البلبلة، والفرقة اكثر حدة. واثارة الشائعات، والحساسيات خاصة مع ارتفاع درجة الحماس. والهدف واضح اشاعة الفرقة بين الاحزاب، والطوائف، والاديان، وتشتيت الجهود، وخلق ارضية لحرب اهلية. ومقتل بعض شيوخ العشائر، واعضاء من احزاب سياسية، او قوائم انتخابية معينة، قد يجعل من الصعب خمد الانفلات، والتصرفات غير المدروسة، وردود الفعل المتسرعة، وتبادل التهم. فنقع في الفخ الذي يحفره اعداء الوطن، ومسيرة الشعب الديمقراطية. لقد فشلوا في اثارة حرب طائفية، او دينية،أو صراع كردي عربي، او كردي تركماني، او تركماني عربي حتى الان لكنهم لن يتوقفوا عن محاولاتهم الدنيئة. والان يقتلون شيوخ العشائر على امل اشعال شرارة الحروب العشائريه في مكان ما.

 

نامل، ونتمنى، ونطالب القوى الوطنيه، والاسلامية الشريفة الانتباه، وضبط النفس، ومقاومة الشائعات، والتوقيع على عهد شرف وطني بعدم الانجرار، لاي نوع من انواع الحروب الاهلية، والاقتتالات الداخلية مهما كانت صيغتها، او صفتها، او مكانها. ان التعامل الهادئ يفوت الفرصة على المتربصين بمسيرة شعبنا الديمقراطية. واحداث ما بعد ثورة تموز لا زالت حاضرة في الاذهان. ويجب عدم السماح للقوى المجرمة داخلية، او خارجية لتنفيذ مخططها الاجرامي. وامامنا الصومال، والبوسنه، ولبنان الحبيبة، وغيرها من امثلة الانسياق وراء ما يريده الاعداء، او المتطرفين، او العنصريين، او الموتورين، او المرتزقه، او التكفيريين، وقد وجدوا مؤخرا على الانترنيت مكانا خصبا، للاسف، لنشر سمومهم، فكلهم جراثيم قاتلة باسماء مختلفة.

فحذارى من فحيح الافاعي.

 

رزاق عبود

‏25/11/2005[/b]

297
بصراحة ابن عبود
شعارات وتعليقات من الحملة الانتخابية الاسلامية في العراق
رزاق عبود

بمناسبة بدا الحملة الانتخابية العراقية، وانتشاراللافتات، والبوسترات، وقيام السرسرية،ذوي القمصان السود، بتمزيق ما لا يعجب "السيد" ادام الله ظله. وكذلك المسيرات، وعقد الاجتماعات، واللقاءات، واقامة المهرجانات الدعائية، وانتشار الشقاوات الاسلاميين المسلحين( على الطريقة المصرية) وقتل المعارضين الملحدين، وحتى المؤمنين، المعممين. وبدأ توجيه الاتهمات، بدل طرح البرامح التي تخرج العراق من محنته، وتوفر للعراقي امنه، وعيشه الكريم.
ويدوخ المواطن العراقي في كم من التصريحات، والتعليقات، وا لتسبيحات، والصلوات. والعراقي يجد متعة خاصة بالهزء، والسخرية ممن يريدون خداعه. فقد الفوا ملايين النكت على صدام، وزمرته. لذلك تابع احد الفضوليين، وسجل بعض المشاهد التي يامل ان تساعد المواطن العراقي المسكين في التمعن بما يقال، وايجاد فسحة من الفرح في زحمة الموت اليومي، والشعارات القاتلة:

في مؤتمر صحفي لرئيس قائمة الائتلاف العراقي المشتت السيد عبد العزيز الحكيم يرافقه مجموعة من حلفائه في القائمة. سأله احد الصحفيين الخبثاء:

ـ مولانه، عفوا، بصراحة، هل تؤمن بالتعدديه؟

ـ طبعا، ابني، وخاصة، خاصة تعدد الزوجات!!!

وبدأ ممثل جيش المهدي الجالس(متربع) الى جواره بالتململ وهو يردد: "اننا لله وانا اليه ما نتراجع". فاراد الصحفي الخبيث، ان يستغل الموقف ليلعب على تناقضات التحالف:

ـ كيف تقول ذلك، شيخنه، وانتم منظمة اسلاميه؟؟

ـ اخي، احنه منتظرين المهدي، واذا اجه عجل الله فرجه، فلن نحتاج لاحد غيره.

وعن سبب حصول قائمتهم على ماركة "ثلاث خمسات" التي تذكرنا بفنادق خمس نجوم في المنفي اجاب واحد من جماعة بدر: تعرف احنه عدنه روح رياضية، ونقبل المنافسة، بين الميليشيات، ولذلك سنشكل لجنة اولمبيه سيكون من مهمتها اقامة دورة اولمبية على الطريقة الاسلاميه يمنع فيها اشتراك النسوان، اجلكم الله، وستكون الخمسات الثلاثة مترابطه مثل دوائرالاولمبيه العالميه. ثلث خمسات كافي، اذا خمس خمسات تصير فضيحه.

واضاف طرف اسلامي شيعي قرص:

كما انك تعرف، وليدي، ان قائمتنا اسلاميه، واحنه لو سيد وعمامتة سوده، لو شيخ وعمامتة بيضه، وعمامة خضره للمزورچيه، حتى لا يزعلون علينه. اضافة الى انها محاولة لاستعادة الشعار الذي سرق من عندنا، وهو"امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة" الى "امة اسلامية واحدة ذات عباية واحدة". واذا ما عجب الناس، ورادو شئ من الواقع، فنحول الشعارالى "امة ايرانية قاعدة تحت سجادة واحدة" 

ولاثبات اعترافهم بدور المراة المنزلي، تحدثت مسؤولة النشاط الفني في "رابطة الحرمة الاسلاميه". طبعا، الصحفيون سمعوا صوتها فقط، كانت متحجبة وراء ستارالخيمة. متحدثة عن ضروره استلهام التراث الغنائي ل"حريم" العراق: فقلصنا ايام الفرح السبعة، التي تغنت بها المطربه العراقية سابقا، طبعا، بسبب الظروف الحرجه التي تمر بها بلادنا الى ثلاثة ايام فتصبح الاغنية:

ثلاث خمسات من عمري حلالي،

ثلاث خمسات بس كلهم ملالي.

اصابيعي اضمهم وتنانيري اشگهم

منو يحچي وي الملالي، وي  الملالي منو يحچي

واضاف "ممثل" اخر: بما اننا حزب المستضعفين، الله يقويهم، ونريد التقرب الى الناس، ولان الناس تطلق على العمامة تاير فربما يتحول الاسم الى "التايرات الثلاث" بدل "الخمسات الثلاث". ناقصين فضايح؟!

كتب مراسل احدى الصحف ان احد الزعماء الطائفيين المكروهين في مدينته لجشعه، ونفاقه، وتكبره، وعنجهيته، وتقلبه(لگلگي). وبما انهوو، يعرف جيدا مشاعرالناس تجاهه كتب على باب بيته بالحبر الاخضر: " وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم". ولما كان جاره، ومنافسه من الاسلاميين ايضا، وخشية ان يتهم بمعصية كلام الله، فقد كتب مستهزئا، وبالخط الاحمر: "ان ينصركم الله فلا مانع لدينا".

البقية في النشره القادمة. اذا بقينه عدلين!

رزاق عبود
26ـ11ـ2005[/b][/size][/font]

298
بصراحة ابن عبود
زعماء الشيعة يتوافقون مع زعماء الارهاب
رزاق عبود
 
مرة اخرى يخذل زعماء الشيعة الجماهير، التي تحدت الموت، وخرجت لتصوت لهم. صحيح انها صوتت بحس طائفي، وبتاثير مرجعي. لكن الناس كانت تعتقد، ان الشعارات التي طرحت حول محاربة الارهاب، واجتثاث البعث، والوحدة الوطنية، ستكون من المهام، التي ستنجزها حكومة قائمة الائتلاف المنتخبة. ولكنها، وبدل ان تشكل حكومة وطنية اقامت مجمعا وزاريا لا احد يعرف حتى الان كم فيه من الوزرات، والحقائب الوزارية، والوزراء، ووكلاء الوزارات. المانيا الاتحادية اكبر دولة في الاتحاد الاوربي لديها 16 وزارة فقط . ولكن الاهم لدى قائمة الائتلاف، ان تعزل القوى الديمقراطية، باي ثمن، حتى ولو احترق العراق كله.
 
تحدثوا طويلا، ان حكومة علاوي استعانت بالبعثيين، وان اجهزتها مخترقة. مع العلم ان اغلب الوزارات كانت تمثلهم. ولم يقدموا للجماهير شيئا غير سرقة اموال الشعب، لا عندما كانوا وزراء في وزراة علاوي، ولا عندما تقاسموا السلطة مع زعماء الطوائف في الوزارة، التي يراسها الجعفري. وباعتراف وزير الداخلية فان الاعتماد على الكوادر البعثيه استمر، وازداد، وان الاختراق وصل مديات كبيرة بحيث صارت العمليات الارهابية، والمداهمات، والاغتيالات، وتعذيب السجناء، زادا يوميا للشعب العراقي المسكين، بدل الامن، والامان الذي ضاع، والحصة التموينية التي تقلصت ثم اختفت.
واتسع الارهاب ليشمل حتى المدن التي كانت تسمى امنة او مستقرة. وتحول اجتثاث البعث، الى امتصاص، واغراء البعث، والتنافس على عناصر البعث ليحرموا علاوي، كما يظنون، من قاعدته الجماهيرية. وياليتهم اعتمدوا على البعثيين المغلوبين على امرهم، والذين، لم يكونوا سوى بعثيين بالاسم، لكنهم تعاملوا مع بعثيين يشملهم قانون اجتثاث البعث. فاصبح قادة الفرق، والفروع ممثلين لحزب الدعوة، والمجلس الاعلى في دوائر، ومحافظات كثيرة، وفي اروقة السلطة المركزيه في بغداد . الفارق الوحيد انهم استبدلوا الزيتوني بالزبون.
واطالوا لحاهم، وحملوا السبح، وارتدوا العمائم، والدشاديش. وصاروا يعيدون على مسامع الناس ايات قرآنيه، واحاديث نبوية تعلموها من الحملة الايمانية التي حضر لها سيدهم المؤمن القابع في المعتقل استعدادا مثل هذه الايام. وفي الوقت الذي استنفرت قوات بدر، وغيرها من العصابات لمحاربة قوات جيش المهدي في النجف الاشرف، ومدينة الثورة، والبصره، والسماوه، وغيرها.
نجدهم اليوم يبصمون بالعشره، ويباركون "المقاومة" التكفيرية، وذبح المدنيين اليومي. انهم بادانة الارهاب يقصدون شيئا اخر، وقد اسموه ارهاب مليشيات بدر، وارهاب الدولة، وارهاب القوات المتعددة الجنسيات، بعد ان استعاروا مبدأ  التقية منكم.
ولم نسمعهم يدينوا ماساة جسر الائمة(التي سببها قصور في عمل وزراء الجعفري)، او جرائم الحلة، او بغداد، او بعقوبة، او كركوك، او اربيل، او النجف، وغيرها فهذا بنظرهم "مقاومة وطنية مشروعة". في حين يستغلون كل مناسبة للحديث عن استخدام العنف المفرط في الفلوجة، والقائم، وتلعفر. ولقد صرح صديقهم، وحليفهم الجديد مزهر الدليمي من على شاشات التلفزيون ان من حق "المقاومة" ان تستهدف الجيش، والشرطة العراقية اذا هاجمت اوكار الارهابيين.
هل ستقوم اجهزة الوزير صولاغ  باستدعاء مزهر الدليمي للتحقيق معه بتهمة التحريض على القتل، والتمرد حسب قانون مكافحة الارهاب الجديد؟ ولماذا عومل المقاومين الشيعة من الصدريين معاملة القوى الخارجه عن القانون؟ واليوم يسمون الارهابيين "مقاومة".
ولمصلحة من هذا التراجع؟ وكيف يفسروها شرعيا، او قانونيا، او اخلاقيا، والقوات المتعدده الجنسية موجوده بطلب من رئيس الوزراء التي يسميها قوات الحلفاء، او متعددة الجنسية، ويتحدث عن ضرورة بقائها. وفي نفس الوقت يعطي الحق لحلفائه الجدد من "المقاومة الشريفة" بقتلهم، ومهاجمتهم؟
اهكذا تردون الجميل، كما فعلتم مع حلفاء الامس الذين كانوا معكم في صلاح الدين، ولندن، ونيوورك، ومجلس الحكم، ووزارة علاوي؟ ام القصد ضرب عصفورين بحجر واحد. اولا ارضاء ايران التي تدعو لمقاومة الوجود الامريكي في العراق، حتى لو مات نصف الشعب العراقي.
وثانيا ضمان عدم تصفيتكم اذا خرجت القوات المتعددة الجنسية، وسيطر الارهابيون على الاوضاع في العراق فتنضوون تحت خيمة القاعدة، او بقايا صدام، ومناصبكم الوزارية مضمونة. ام تريدون ضرب عصفور ثالث، وهو الاهم، بنظركم، ونفوسكم المريضه، وعقليتكم المتحجرة، وهو عزل كل ما هو ليبرالي، وديمقراطي، وعلماني، وشعبي عن الساحة السياسية؟ فعدتم من جديد الى تقبيل اللحى، كما تامرتم سابقا مع البعثيين، والرجعية العربية، وشاه ايران، وشركات النفط  ضد عبد الكريم قاسم. وكما وقفتم مع  قوات الاحتلال ضد جيش المهدي.
وهدفكم الاساس هو تشتيت القوى المصوته في المنطقة الغربية، بعد ان، تشتت قواكم، وسحبت المرجعية مباركتها لكم. هذه المرة لن يسقطكم لايزيد، ولا معاوية، ولا غيره. هذه المره ستسقطم الجماهير الشيعية الغاضبة، التي تتصل يوميا بفضائية الفيحاء، والعراقية، وتتحدث عن الاحباط، والخذلان الذي سببته، وتسببه يوميا حكومة "زعماء الشيعة" التي انتخبوها.
ان حربكم ضد جيش المهدي، والخط الصدري، والاغتيالات للقوى الوطنية، وحتى المنشقة عنكم، والمضايقات، والاقصاء ضد كل ماهو ديمقراطي فضحتكم الى الابد. فقصور ادائكم، وفساد حكومتكم، وقصوركم الفخمة، وسياراتكم الفارهة، ومصافحاتكم، وعناقكم مع قتلة شعبنا.هو الذي كشفكم لشعبنا فانتم دائما، وابدا تتحدثون باسم اهل البيت، وهم منكم براء. تنحازون على الدوام للاقطاعيين، والرأسماليين الفاسدين، والطفيليين، وملوك ايران، والشيوخ المنوذين من عشائرهم، و"العلماء" الذين باعوا ضمائرهم.
لقد منحتكم الجماهير فرصة. والجماهير الشعبية عرفتكم الان، وقد عرتكم خياناتكم. ونتوقع من الخط الصدري المجاهد، وهو يعرف، بالتاكيد، ان مكانه مع جماهير المستضعفين، وليس مع ملوك الطوائف، وكما انتقد حزب الفضيلة الممارسات الطائفيه، وكذلك فعل ليث كبة، وعلي الدباغ، وغيرهم، وعن معرفة دقيقة بمجريات الامور (شهد شاهد من اهلها)، نامل ان، يصطف الجميع في وحدة وطنية عريضة، لانقاذ العراق من حلف عملاء ايران مع ايتام صدام، والتكفيريين. والطيور على اشكالها تقع.
 
لا اظن ان العلامة اياد جمال الدين ملحدا، او بعثيا، او فاسقا عندما وضع يده بيد اياد علاوي، وحميد مجيد موسى، وغازي الياور، وعدنان الباچچي، وغيرهم ممن وضعوا المواطنة العراقية والعراق فوق كل شئ. القائمة العراقية الوطنية( 731) هي التي تمثل الوفاق الوطني العراقي الحقيقي، وليس حلف زعماء الطوائف مع الارهابيين.
لقد التقى الظلاميون في القاهرة فهل يلتقي ويجتمع، ويتوافق كل المتنورين في بغداد من اجل غد افضل مضئ لشعبنا الجريح؟؟؟
 
رزاق عبود
24/11/2005[/b][/size][/font]

299
ايتام ناظم گزار يتلثمون من جديد
رزاق عبود
 
من العراق صوت عبر الاثير يشق الافاق يحدثني عن اخبار القتل اليومي. قال ان الارهابيين يقتلون الناس عشوائيا. ولكن هناك اناس تقتل عن قصد، وسبق اصرار،و...... وانقطع الخط. فعراق الخير، والخيرات الذي يحكمه اليوم اناس يجيدون تصفيط الكلام، ووضع الفاكهة الصحيحه فوق التالفة لاعطاء صورة مزيفة عما يجري. يعجزون عن توفير خطوط تلفونية لاناس حرموا عشرات السنين من الحديث مع ابنائهم في الغربة. او يوفروا الامن لشعب لم يطلب غير الامن، والامان. وكأن محدثي يعرف، او يشعر، او بالاحرى ينقل الحقيقة كاملة. دون ان يدري.
فبعد لحظات من هذه المكالمة تصدرالمواقع العراقيه في الانترنيت بيان المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي ينعى فيه شهيدين جديدين سقطا ضحية القوى الارهابية الظلامية. هذا الحقد الدفين المتاصل ضد الكادحين، وحزبهم، وحاملي رايتهم، واصواتهم. في عرس ديمقراطي انتخابي يذبح بطلين جديدين في قافلة النضال. في مدينة الثورة حيث الفقر، والعنفوان يتربيان في احضان الجماهير الساعية نحو الخير.
ترى هل يخيف هذا القتل من قتلوا الف مرة من الجوع، والمرض، والفقر، والمطاردة، والقهر، والاظطهاد؟ اي حزب في العالم قدم قائدين في درب الشهادة؟ احدهم صعد المشنقه، وهو يهتف: "الشيوعيه اقوى من الموت، واعلى من اعواد المشانق". واخر سخر من جلاديه، وتحداهم، فلم يسمعوا منه ولو، انة، وهم يقتلعوا عينيه، واظافره، ويقطعوا، لحمه ثم يدوسوه بعربة لتبليط الشوارع فانزرعت روحه في كل شجرة عراقيه، وكل نخلة جنوبية، وجرى دمه مع دجلة، والفرات وسيق جلاديه الى مزابل التاريخ.
اين بهجت العطيه، ونوري سعيد، وناظم گزار، وفاضل البراك، وعدي، وقصي، وابوهم المجرم، وغيرهم ممن شربوا من دماء الشيوعيين، وقطعوا رقابهم فتحولت اجسادهم الى سنديانات حمراء، وافترشت انفاسهم الارض "ثيل" ينمو كلما قطعته؟ ان النهر الثالث، لن يجف في العراق فدماء الشهداء، والجرحى، والمناضلين، ودموع الامهات، والاخوات، والزوجات، ورحيق الزهور تظل تمده بتيار الحياة الجارف ابدا نحو الشمس والمستقبل، وقلوب الناس.
 
هل سيلوم اللائمون لماذا لم يلبس رفيقي الاستعلامات ملابس واقيه للرصاص، او يتخندقا خلف خرسانه مضادة للصواريخ، او يقبعا في مدرعة، او يجلسا وراء زجاج مضاد للدروع؟ هل يشمت الشامتون كعادتهم؟
ام يفكروا مليا بان الشيوعيين هو اول من قتل في الانتخابات السابقة، وهم اول من يقتل في الانتخابات الجديده. ان يتدبروا، ان خفافيش الليل الملثمة اختارتهم مثلما اختارت قطعان الحرس القومي جلال الاوقاتي اشعارا لقتل ثورة تموز يوم الثامن من شباط  الاسود عام 1963 .
ان كل شرفاء العراق سيلتفوا حول حزب الشهداء، ويشرف  الشيوعيين العراقيين ان يكونوا هدف الارهابيين الظلاميين. ونذكرهم باغنية شعبنا: "بوية گضه اللي چان يحسب گضانه". فكل نخيل العراق، وكل اشجاره، وكل نجوم سمائه ارتوت من فداء فهد، وسلام عادل.
ومدينة الثورة مصنع الثوار، والتاريخ لن يعود الى الوراء. هذا قدركم ايها الشيوعيون الابطال. وليس اعتباطا غنت الاجيال: "اليمشي بدربنه شي شوف يا بوعلي، لو موت لو سعاده". مثل هكذا حزب لن يوقف مسيرته مقتل رفيقين بطلين مثلما لم توقفه مواكب الشهداء منذ اليوم الاول لتاسيسه عام 1934 ولحد الان.
 
لا زلت اتذكرتلك الام البصريه، وهي تحتج باباء اسطوري، على اخ مهزوز خيراخيه بين ان يترك البيت، او يترك الحزب في منتصف السبعينات من القرن الماضي: "لم نترك الحزب عندما طوق الحرس القومي البيت، واعتقل الاخوة، والاخوات فكيف نتركه الیوم، وجريدته تباع بخمسة وعشرين فلس".
 
مجدا حزب العظيمات، والعظماء!
 
رزاق عبود
22/11/2005[/b][/size][/font]

300
الجميلة نجوى قاسم افضل من يتناول الشأن العراقي
رزاق عبود
 
منذ بدأ الحملة الامريكية على العراق سخرت الفضائيه "العربية" حيزا كبيرا من بثها، وجهدها لمتابعة، ومناقشة الشان العراقي، وتسليط الاضواء على مجريات الاحداث. وقدمت على هذا الطريق شهداء من ابرز، وافضل مراسليها في العراق. بعد سقوط النظام، واتضاح الحقائق، والصورة تبادل الاستاذ ايليا كوزي، والانسة نجوى قاسم مخاطر متابعة احوال، وامورالعراق. ولم تخفهما التفجيرات، ولا التهديدات، ولا القصف المتكرر لمقرات "العربيه" في بغداد، والمضايقات، والصعوبات الكبيرة التي تعرضوا لها.
ومنذ اليوم الاول كان برنامج "من العراق" ولا زال، هو البرنامج الافضل، والاحسن، والاكثر حيادا، بل انحيازا لمأسي، ومظالم الشعب العراقي في حركة التغيير،ومقاومة الارهاب. وخاطرت نجوى قاسم بحياتها، وذهبت الى هناك، الى العراق المضطرب. وتابعت عن كثب، وبعيون فاحصة، وذهنيه مميزة. وسجلت مقابلات عدة مع شخصيات فاعلة في الشان العراقي. كان واضحا، خلالها، انها تحضى بقدر كبيرمن احترام ضيوفها، والتقدير لدورها، وثقافتها، وامكانياتها، واسلوبها الهادئ الهادف في الحوار، والمقابلات. وحماستها لمعرفة المزيد.
 
نويت ان اكتب عن هذا الموضوع، منذ ان كتب احد الاخوة مقالا هجوميا على الفضائيه "العربيه" متهما اياها بالتحيز، ومحاباة اعداء العراق . لمجرد انها تقابل من يعارضون العملية السياسية الجارية في العراق، او ممن نختلف معهم في تقييم الاحداث. في حين ان المتتبع الجيد لبرامج، ونشرات اخبار العربية، وتقاريرها عن الوضع في العراق تشير الى العكس تماما. دون محاولة لاتخاذ موقف متحيز، وهذا مايشير الى المهنية العاليه، والموضوعية في العمل الصحفي باعتباره وعاء، او قناة يمر من خلالها الخبر، او المعلومة. ولكل حدث، او فعل يوجد هناك مؤيد، ومعارض.
مع، اوضد. التقييمات تختلف حسب المواقف. وليس من مهمة الصحفي الناجح الموضوعي، ذو المهنية العالية ان يقف الى جانب احد الطرفين. بالتاكيد له رأي، ووجهة نظر ولكن مهمته، ودوره المحايد لا تسمح له باعلان، رايه، او اظهار تحيزه، وهذا مايميز الاعلام عن الدعايه. هذا مايميز الصحافة الحره عن الصحافة المسييرة. ولكن للاسف وبسبب الاعلام  العربي الرسمي، فان الاذن العربية تعودت على سماع الصوت الواحد فقط. الصوت الاخر  مقموع دائمآ، ومغيب. نحن، ومن نعم ديمقراطية اوروبا علينا تعودت اذاننا على سماع الاخر.
وصرنا بعكس ابناء وطننا الكبير نتحسس من الصحفي الذي ينقل رايا واحدا، وجهة نظر واحدة. خاصة واننا لا نصطدم باذاعة، او تلفزيون تمجد الحاكم صباح مساء. ولاجرائد حزبية تحتكر الحقيقة. حتى في صحافة الحزب الواحد، تقرا اكثر من وجهة نظر. هناك دائما معسكران، او اكثر تتصارع افكارها بحرية، دون قمع، او منع، او رقابة. ولهذا يتطورون باستمرار.
 
 شجعني، وحفزني من جديد، على كتابة هذا الموضوع "المتابعة" التي اجرتها "العربية" للجلسة الاولى للمؤتمر التحضيري للوفاق العراقي. كعادتها اطلت علينا الانسة نجوى قاسم انيقة، رقيقة نشطة الذاكرة، ذكية التعليق، نبهة لما تقول، متسلحة بمعرفة كافية عن النفسية العراقية، واطلاع واستيعاب واضح، وفهم عميق لكل معطيات الشان العراقي، ومكوناته السياسيه، والفكريه. ذهنية حادة، متوثبة لتلاحظ، تسال، تعقب، تضيف، توضح بهدوء، ودقة عجيبان تعكس اهتمامها بالموضوع، وتعايشها معه. محاولة ان تكون جزءآ منه، دون ان تذوب في حرارته، او تتموه في تشعباته. تبقى مراقبا ذكيا، ومديرا مقتدرا، وحاسما لنقاش، او حديث قد يحاول البعض تسييره كما يرغب.
ولكن نجوى قاسم تبقى متوهجه، منتبهة، قادرة على ان تمسك الخيط بيدها دائما. ورغم حبها الواضح للشعب العراقي، وتفهم ماساته، وتعاطفها مع جراحه، تستمع بذكاء واهتمام، حتى لمن ينكرهذه الماساة، وتوقفه عند حده، اذا حاول التجريح، او الاساءه، او تشويه، او تحوير الواقع، والاخبار. دون ان تفقد توازنها، اوموضوعيتها.
 
ان انوثة حواء التي تشع من عينيها، وابتسامتها الرقيقة، وهي تحاور ضيوفها يرافقها اشعاع حاد لشخصية قوية، وعزيمة واثقة، وثقافة، واسعه. ليس غريبا موقفها المتعاطف مع الشعب العراقي فهي ابنة لبنان، البلد الذي عانى الصراعات الطائفية، واحرقته سنوات الحرب الاهلية الرهيبه. لكن نيران الحرب الحاميه، واتونها المشتعل صقلت منها ماسة نقية المعدن، ثاقبة النظر،صافية النيه، حية الضمير. انها اجمل، واروع جوهرة في تاج الصحافة العربيه.
 
شكرا "للعربيه" لمواقفها الموضوعيه، ومهنيتها العالية، ومتابعتها السريعة، والدقيقه، والمستمرة لكل ما يجري في بلادنا. ولا ننسى انها الفضائيه الوحيده، ربما، غير العراقية التي عرفت، ولا زالت تعرف بالتاريخ، والفن، والعلم والثقافة العراقية، ورموزها الكبيرة، والشخصيات العراقية في الغربة عبر برامج جميلة تذكرنا دوما ان هناك من يحبنا، ويهتم بنا، ويضع بلسما على جراحنا النازفة دوما.
 
وشكرا للصحفية الرائعه نجوى قاسم، وهي تناجي قلوب العراقيين في كل طلة بهية على شاشة العربية. اذا كان العراقيين غير محظوظيين كما يتشكون دوما. فاظنهم ربحوا الجائزة الكبرى بصحفية لامعة اهتمت بالموضوع العراقي، وقدمته، وتقدمه بضمير حي، ومهارة بارعة، واسلوب متميز.
 
رزاق عبود
20/11/2005[/b][/size][/font]

301
بصراحة ابن عبود
الديمقراطيون في امريكا يتحالفون مع البعثيين في العراق
رزاق عبود

هكذا، وبدون مقدمات، صارالامريكان "شرطة نجدة" تبحث عن طفل "ضايع" في المنطقة الخضراء. "عجيب مكان، الطير ما يدخله شلون يضيع بيه طفل". موقع يزوروه يوميا، وهم الذين سلموه لوزارة الداخلية. يكتشفون فيه فجاة سجناء " 172 شخصا من السنه" وقد تعرضوا للتعذيب. وبعضهم "مات تحت التعذيب" حسب ادعاءات طارق الهاشمي، وعمر الجبوري من الحزب الاسلامي ( 172  شخص، وحرنه شلون حطوهم بغرفة 4 في 3 متر النوب سواهم صالح المطلگ 1200. شنو نمل؟).
هكذا دفعة واحدة اصبح الامريكان يراعون حقوق الانسان"السني" بعد ان هدوا بيوتهم على رؤوسهم دون تمييز. في نفس الوقت تقوم  برلمانات في دول اوربيه عدة باستجواب حكوماتها، وتقوم قوى المعارضه، والصحافة بالاستفسار، والنقد للحكومات التي اخفت، او لا تعرف،اصلا، ان طائرات المخابرات الامريكيه تنقل المتهمين بالارهاب من مختلف دول العالم الى المعسكر السئ الصيت في غوانتانامو. ربما على عجل ايضا، بعدما فضحت الواشنطن بوست ان هناك سجون غير سرية يمارس بها شتى انواع التعذيب من قبل عملاء المخابرات الامريكيه(همه ميخالف، بس غيرهم لا).
في استفتاء اجراه معهدPew research Center الامريكي تبين ان 46% من 2006 من الامريكيين الذين استفتاهم المعهد يؤيدون تعذيب "المشتبه بهم" كارهابيين لانتزاع المعلومات منهم.
بلغ عدد السجناء منذ بدا الحملة على الارهاب بحدود 83000 موزعين على مختلف السجون الامريكيه في دول كثيرة منها العراق. ترافقت هذه الاخبار ايضا مع الحملة التي يشنها نواب الحزب الديمقراطي، ومعارضي حرب العراق ضد ادارة بوش التي زورت وثائق كثيرة، وفبركت معلومات شتى لكي تظلل الراى العام الامريكي، والكونغرس كي يوافقا على شن الحرب على العراق. لم يشأ الحاج بوش ان يؤذي، او يحرج حليفه برويز مشرف في باكستان. كما ان ظروف، وتضاريس باكستان اصعب من اراضي العراق لتحويلها الى مصيدة لكل ارهابي القاعدة في كل مكان.
القاعده وقائدها بن لادن في افغانستان فلماذا جاء بوش الى العراق، فيتحمل شعبنا اليوم مآسى، ونتائج مدمره لهذه السياسة المستهتره  باسم الحرب ضد الارهاب. فالعراق كما يحلوا لبوش ان يردد هو الخندق الاول للحرب ضد الارهاب العالمي. صدام حسين جعل شعبنا، وقودا لحروبه العدوانية ضد الجيران.
وجورج بوش حولنا الى وقود، ووطننا الى ساحة معركة ثأر في حرب عالمية ضد القاعدة. حول العراق الى حقل تجارب لكل انواع الاسلحة، والخطط، والتدريبات الحربيه، والعتاد المحرم دوليا. ولان الراي العام في اوربا، وامريكا، والعالم كله يريد ان يعرف حقيقة سجون امريكا في اوروبا الشرقيه،التي كشفت عنها الواشنطن بوست وحقيقة الطائرات التي تنقل اسرى مشتبه بهم من كل انحاء العالم، ومنهم عراقيين بالتاكيد.
ولان بوش في ورطة مع الكونغرس ولان شعبيته انخفضت الى الحضيض(63% من الامريكان يعتقدون ان بوش لا يدير الحرب بشكل جيد). فلابد ان يكون العراق هو الضحية مرة اخرى، وان يكون الامريكان هم من يكتشف خرق حقوق الانسان. وهم الذين يخرقونها كل يوم. ولمعاقبة حلفاء ايران في العراق بدل معاقبة ايران نفسها.
"اكتشفت" امريكا فجاة ان ملجأ الجادرية الذي تديره وزارة الداخلية العراقية ورئيسها حليف ايران القوي يستخدم لتعذيب الارهابيين من العرب السنه. رغم ان التقارير ذكرت انهم من مختلف القوميات والطوائف العراقية. خاصة، وان القوات العراقية التي تقودها وزارته اثبت فعالية اكبر من جنود امريكا، وما يرافقهم من الجيش العراقي. وظهرت حقائق كثيرة في نفس الوقت فرغم الدعاية اليومية ضد حكومة علاوي بانه اعاد البعثيين الى الوزارات. اتضح ان 29 ضابط متهم بالتعذيب هم من ضباط الحكم السابق.
وهذا يشير الى الكيل بمكيالين، وان الوزارة لا زالت مخترقة، وان قانون اجتثاث البعث هو لذر الرماد في العيون فقط. وربما قام هؤلاء البعثيون بالتعذيب عن قصد مرسوم، وارسلوا الصور الى طارق الهاشمي وهيئة علماء المسلمين.
وربما هم من ابلغ الامريكان، او بالاتفاق المسبق معهم. رايس كانت في بغداد. والچلبي الزعلان من الائتلاف كان في واشنطن يتآمر، ربما، على حلفائه السابقين، ليثأر لتمزيق صوره في شوارع النجف من قبل ميليشيات بدر. اختلطت الاوراق في دار للعلب القمار السياسي على حساب الشعب، وتسرع الكثير من الاخوة.
وبدا، وكأن محطة "الجزيره" انتقلت الى مواقع الانترنيت العراقية. وكتب الكثير من الاتهامات، واستخلصت الاستنتاجات. ناسين اساليب الدعاية الامريكة، وناسين ان بوش على استعداد للتضحية بالمنطقة كلها كي لا يكتشف انه زور دواعي الحرب على العراق. وسبق، وان ضحوا بعميلة للمخابرات الامريكية لمعاقبة زوجها الذي فضح كذبة بوش بان العراق اشترى يورانيوم من النيجر. فما قيمة صولاغ او غيره. كما ان الادارات الامريكية تعودت على تصدير ازماتها الداخلية الى الخارج.
 
انا لا اضمر ودا، لا لميليشيا بدر، ولا للائتلاف، ولا لصولاغ، ولا للجعفري. ولا اقر التعذيب. ولكن الاستسلام للتسريب بهذه السرعة، ودون تمحيص يضعف من المصداقية، خاصة، وان ازلام النظام، وبقاياه، والمتحدثين باسمه، واسم الارهابيين، ومرتزقة الاعلام العربي هم اول من استغل القصه، وضخمها، ونقلها للاعلام العالمي. ولدي شعور انهم، والامريكان من ساهم في صنعها. ولاهداف مختلفة طبعا. ولكن يبقى هدفهم الاساسي زعزعة ثقة الناس بالعملية السياسية والايحاء ان اي شئ لم يتغير.
ولكنهم كشفوا في نفس الوقت كذبهم، ونفاقهم، وخداعهم للناس، وتعاونهم مع الارهابيين، واتصالهم اليومي مع الامريكيين رغم انهم يطالبون يوميا بسحب القوات الامريكيه ويتهمون الحكومات المتتاليه بالعمالة. لكنهم باعتقادي حسبوا خسائرهم وربحهم فليس اهم عندهم من التقليل من اهمية التغير الديمقراطي الذي حصل. نتفق ان عدو عدوي صديقي مبدا مرفوض، وخاطئ. وما ان ترى عدوك يصفق لك، او معك، فهذا يعني انك على خطأ. ثم ان حكومة الجعفري ليست عدوة لنا. بل نحن في ساحة منافسة حول برامجنا الانتخابية ولسنا في معرض تسقيط الاخرين فقد ياتي دورنا.
يجب ان نكون منافسين عنيدين، لا خصوم لدودين. متى اصبح القتلة الدمويين، والبعثيين المجرمين، والسلفيين التكفيريين، وطنيين، ومدافعين عن حقوق الانسان. نحن لا ندعوا الى انتهاك حقوق الانسان، ولا الى التعامل بالمثل، ولا نقر التعذيب فاكثرنا تعرض له. فلنا اخلاقنا، وقيمنا، ومبادئنا، وسلوكنا السوي. وهم بلا اخلاق، ولا قيم، ولا مبادئ، وتاريخهم دامي. ان كلمات الحق التي يراد بها الباطل مرفوضه، ويجب ان تعرى. والاعيب السياسة قذرة، في مفاهيم القتله وتجار الحروب. وعسى ان يتعض رجال الدين من هذا الدرس وينسحبوا من ساحة السياسة، ويعودوا لاداء واجبهم الروحي، ومساعدة مقلديهم، ومريديهم، بدل ان ينخرطوا بهذه اللعبه التي اسمها السياسة.
واذا كان السيد عبد العزيز الحكيم قد برر تدخله بالسياسة بان النبي محمد كان يقود الدولة في المدينة، فان ذاك كان محمد،وذاك وقت محمد، كان مضطرا.
اما بعد استقرار الدين، فان المذهب الشيعي يقول: "من حكم ظلم". والافضل ان يبتعد رجال الدين عن الظلم. اتمنى ان الوزير بيان جبر صولاغ، والاخرين ايضا قد تعلموا ان المسؤولية كبيره، كما قال، في مؤتمره الصحفي، وان المهمات عسيره، وضخمة، وصعبة، وخطره( شحسبالك لعب چعاب). ولا يمكن لاي حزب، او تحالف بمفرده ان يتصدى لها. وانهم تيقنوا ايضا، ان قتلة الشيعة، قد يكونوا شيعة ايضا، كما قلت في مقالي السابق، وكما  اكد السيد الوزير نفسه.
وان الحرب هي بين العراق الجديد بكل قواه المؤمنه بالديمقراطية، والتعدديه، وبين بقايا النظام الفاشي المتحالف مع كل شياطين المنطقة، والعالم، ويستخدم كل الاساليب الخبيثة، والقذرة ليوقف مسيرة العراق الديمقراطية. علينا الان، ان نقف كلنا ضد الارهاب، ولا نترك صولاغ لوحده. فهو وزير في حكومة منتخبة اذا اخطات تحاسبها الجمعية الوطنية، وصناديق الاقتراع، وليس السفارة الامريكيه، او هيئة علماء المسلمين، او طارق الهاشمي، او بقايا البعث. او السناتور جون مارتا الذي يريد ان يصفي حساباته مع بوش على حساب سمعة الاجهزة العراقية الجديدة. اين كانوا من اجهزة، واقبية تعذيب صدام؟؟
 
الم ينتقد نفس، الاصدقاء، والاحبه من الكتاب الحكومة بانها "تدلل" الارهابيين، وانهم ياكلون "نستله وشوكولات" في سجون خمس نجوم؟ هل نسى الامريكان فضيحة ابو غريب ليحذروا الحكومة بانهم "لن يسكتوا عن التعذيب في السجون العراقيه"؟ هي يا سجون اشو انتو ماخذيه كلهه. وسجونكم الاخرى في افغانستان، والعراق، وغوانتانامو تشهد يوميا فضائح من نفس النوع . ام تريدون تغطية خرقكم لحقوق الانسان باتهام الاخرين به. انهم تلاميذكم، ويتصرفون كما علمتوموهم. وابن الجزار ذباح. مع الاعتذار للمثل المصري!!!
 
رزاق عبود
17/11/2005[/b][/size][/font]

302
المسلم الوحيد في الصف كان مسيحيا
رزاق عبود
 
ـ الان صدقتك، واصبحت متأكدة، وفاهمة لما تردده من ان العراقيين لهم خصوصيتهم، وانهم يختلفون عن الاخرين، بطباعهم، وتصرفاتهم، وتعاملهم مع بعضهم.
 
استغربت من كلام زميلتي المعلمة التي فاجأتني بزيارتها في غرفة عملي، وهي لم تبد، يوما ما، اي نوع من التجاوب، او التفاعل مع ما كنت اردده على مسامع زملائي، وزميلاتي في مدرسة تعليم الكبارعن اننا شعب التسامح، واننا كنا نعيش سوية دون نزاعات، او احقاد، وان الاحترام كان متبادلا بين اتباع الديانات، وكان من العيب ان تسال الانسان عن دينه، اومذهبه، او قوميته. وهذا لم يكن ناتجا عن قمع، او خوف، او اوامر فوقية. بل هي تربية بيتيه، وثقافة قبول الاخر،كما هو الحال في اي ميناء اخر في العالم. انني اتحدث في الاقل عن بصرتي الجميله وفسيفسائها الرائع، وتعايش المسلمين مع المسيحيين، وغيرهم من الاديان، وكنت افتخر ان العراق مهد اقدم ديانه موحده: المندائيه. كنت اتحدث عن ضعف الاحتقان الديني، او الطائفي، او القومي،او العنصري. وان بلادنا لم تشهد حربا دينيه، او طائفية غير ضغط السلطة السياسي.
 
كانت زميلتي السويدية هذه ترفض كل هذا، وتنظر بعين الشك لكل ما اقوله، وتعتبره ادعاءات مختلقة. وتصرعلى سيادة النزاعات، والضغوط، واحتقار المرأة، و..و..و كل ما تركه العثمانيون من صورة سيئة  عن العرب، والمسلمين، والشرق بصورة عامة، في اذهان الاوربيين. كاناس غلاض، فظي التعامل، خشني المعشر، يقتلون، ويسرقون بعضهم، جلاف الطبع و.. و.. الكثير من الضغائن، والاحكام المسبقة. كانت تسخر، وتعلق باسلوب استفزازي، وتهكمي يحرج الزملاء الاخرين الذين ما تعودوا على هذه الردود الخشنه من انسان سويدي.
 
وقفت مشدوها لا افقه شيئآ، كمن يواجه لغزا محيرآ، فاستدركت لتريحني من حيرتي، وتعجبي، لهذا التغير المفاجئ الذي ظننته اول الامر مزحة ثقيلة، او استهزاء فض. اضافت:
 
ـ اليوم فقط صدقتك، وامنت بما تقول عن التسامح، والتعايش في العراق. فاليوم كنت اتحدث كعادتي عما اتصوره عن حياتكم، وتحدثت عن احتقاركم للمراة، وقتل المسيحيين في الشوارع، وعن فرض الحجاب وعدم وجود جامعات، وان البنات لا تذهب الى المدرسة. فتصدى لي احدهم، ورد على كل ما قلته، واكد ان هذا ليس صحيحا، وقال اننا كعراقيين نتعايش، وتنزاور، ونتزاوج، ونحتفل بالاعياد سوية.و..و.. وظل يتحدث مثلك.
ـ ولماذا صدقتيه ولم تصدقيني؟
ـ احزر من يكون؟ ثم ذكرت اسمه.
ـ ولكنه مسيحي عراقي، انه اشوري، او كلداني
ـ نعم دافع عن الاسلام بشكل عجيب. في حين سكت جميع المسلمين في الصف، وكلهم مؤمنين، ومؤمنات. يبدو انهم لم يقتنعوا بعد، انني هنا لا امثل سلطة. وفي الواقع انا كنت اشك باهمية دروسك عن تعدد الثقافات، والاندماج، ولكني اقتنعت الان باهميتها، وارجو ان تحضر الى صفي لتحدثهم عن مشاكل الاختلافات الثقافية كما تفعل مع بقية الصفوف.
 
شعرت بفخر كبير، واعتزاز، لا يصدق، وكدت اطير من الفرح، والزهو.فهذا عهدي ببناة حضارة وادي الرافدين. استفسرت منها ان كانت قد سالته عن سبب دفاعه، وبقية المسلمين صامتين. اجابت انه رد عليها بانك تسيئين الى ابناء، وطني، وتشوهين سمعة شعبي. نحن لنا عادات، وتقاليد، واخلاق، وقيم مشتركة انتم تسموها اسلامية، ونحن نقول عراقية. انها هويتنا الوطنية فكيف لا ادافع عنها؟! ثم انصرفت جدلة كمن اكتشف كنزا، او ازاحت عن ضميرها ذنبا.
 
بعدها تقاطر علي تلاميذها افرادا، وجماعات، وكلهم مسلمين، وتحدثوا بفخر، واعتزازعن زميلهم المسيحي، وكيف القم المعلمة "الحاقدة" الف حجر. وتجددت حيرتي فسالتهم، ولماذا جائوا الي، فردوا بصوت واحد لانها صرخت في الصف الان صدقت رزاق. سموها "الصديقه" اذن! علقت مازحا. وضحكنا بزهو جميعا.
 
صدق فؤاد سالم وهو يغني: "ما نلگه مثل عراقنا عراق"
 
آه متى تعود يا عراقنا؟؟؟
 
رزاق عبود[/b][/size][/font]

303
أدب / ارض السواد
« في: 03:08 16/11/2005  »

ارض السواد
 

بالاول

ومن كثر ما ببلادي ناس

سموها ارض السواد

وهسه

ومن كثر ماحزنت الناس

البست بس السواد.

الحزن ببلادي صنعه

نعيش بيها،

من زغرنه

واحنه بس ضيم وحزن

نرضعه ونشربه كاس.

لو تريد تغني امي

تجيب طاري موتة اختي

والبچي ومشعة الراس

ولو عصر گامت تصلي

تفتكر اول حملهه

اللي انكتل وهو شباب.

الليل لو رادت تنامه

تذكر ايام العذاب

ولو مشت للجيران تسياره

تذكر ايام الزياره

تلطم حسين الشهيد

وتنعي العباس واخباره.

لمريم العذرا تعنت

على الصليب صلبو عيسى

مريم ومريم تلاگن

هاي ابنهه بالرصاص انكتل

واخته نتلوها نتل

وذيچ ابنهه ذاك هالشايل صليبه

وينظر بعينه الحبيبه

امه تبچي وهو ينزف

ودمه راح وي الاساس.

لو بنينه البيت احنه

يبقى دمنه بكل صريفة

وجامع يواسي كنيسة

من عهد اشور احنه

وثورة الزنج العنيفة

كل عراقي صار دمه

حنة بايدين الخليفة

كرادنه شافو ظلم

صار للعام حديثه

يهودنه سبوهم سبي

سفروهم حتى جنسيتهم خذوها

والبقو عاشو بنص التهايم

والحجي الماله اساس

واحنة من ذاك اليوم احنه

حمه ومحمد وزلخه والياس

ويحيى المعمد الناس

بسجن واحد، قبر واحد، لبس واحد

اسود وشيبة الراس

 
رزاق  عبود



304
بصراحة ابن عبود
الاسلام هو الحل عن طريق القتل

كنت اتابع اخبارالمرحلة الاولى للانتخابات المصريه، ودعاة الاخوان المسلمين يرددون، ولافتاتهم تملأ شوارع القاهره، بان الاسلام هو الحل. وهو شعار كل الاحزاب الاسلاميه في كل العالم، وفي كل وقت استخدم فيه اسم الدين الاسلامي على مر التاريخ.
ولما تعبت من التلفزيون، والنقاشات، وترديد الشعارات، والتحليلات. جلست امام الكومبيوتر علني اجد الحل لضجري، وهو ( صناعة اسلاميه خالصة). اردت ان ابتعد قليلا عن السياسه، والاسلام، واذا بخبر رهيب: افغاني مسلم يقتل زوجته المسلمة الشاعره المبدعة ذات ال 25 عاما فقط، وخريجة كلية اداب، وهي نفس الكلية التي تخرج منها زوجها القاتل.
طبعا، فالاسلام يتيح للمسلم ان يضرب زوجته، اذا عصته، فهو رجل، والاسلام يمنحه هذا الحق. اما اذا ماتت المسكينه بسبب ضربه، فان الله غفور رحيم. ولا ندري بماذا عصته. قتلته الغيره، ربما، لانها تجاوزته فهما، وعلما، وشهرة، ومقدرة، ومنزلة. كما هو الحال مع كل النساء اذا اتيح لهن المجال.
انتقلت الى موقع اخر، علني اجد ماهو مسلي، ومفرح، واذا بخبر مهول اخر من بلاد الأسلام، وبطريقة اسلاميه(صداميه) ذات ماركة مسجلة. حيث قام مسلم اخر بجدع انف زوجته، وقص شفتها العليا لانها تحدثت مع رجل غريب من وراء الباب، حسب التعاليم الاسلاميه. هاي لو فاتحه الباب چان اكيد ذبحهه. لم اتحمل. اغلقت الكومبيوتر، ونزلت شاتما كل المتخلفين في هذا العالم المتراجع الى الوراء.
اعدت فتح التلفزيون من جديد منتظرا برنامج "اضاءات" حتى فوجئت بان بث فضائية العربيه ينتقل مباشرة الى عمان العاصمة الاردنية المنكوبة. انفجار، انفجاران، ثلاث انفجارات. ياللهول، يا للفظاعة. عشرات القتلى، ومئات الجرحى لا ذنب لهم سوى انهم تواجدوا في ذلك الوقت المشؤوم في باحات الفنادق الثلاثه بين سائح، او ضيف، او غريب يسكن فندق. بعضهم كان يحتفل بعرس في بلاد الاسلام الامنة. وطبعا هذا ممنوع. كيف يحتفل المسلمون في الفنادق؟
هذا حرام! يجب ان يذهبوا الى الصحراء  وينصبوا  خيمة هناك، ويعزلوا الرجال عن النساء والرضع عن امهاتهم، والصغيرات عن اخوانهن، واهلهن حتى يصبح عرسا اسلاميا(حلال). والا، فالمذبحة تنتظر المؤمنين المحتفلين بعرس ابنائهم، مطمئنين لحماية الله ورعايته. وسرعان ما تبنى العملية خليفة المسلمين المجرم الهارب ابو مصعب الزرقاوي. لم تكفيه دماء العراقيين، والاجانب هناك، فجاء لينتقم من ابناء وطنه، واهله ينشر بينهم الرعب، والدمار، والأرهاب. شعب آمن لا مورد له غير السياحة، واستثمارات الاجانب يضرب باطفاله، ونسائه، وشيوخه.
تباهى ذلك السافل وتوعد بالمزيد من اعماله الجبانة. هذا الدراغولا الاسلامي يريد ان ينافس سيده الفامبير بن لادن، ويحطم رقمه القياسي في قتل الابرياء ونشر الرعب، والدمار في العالم باسم الاسلام. ولم تمض ساعات حتى تسابق الارهابيون في العراق على منافسة رفاقهم في عمان ففجروا مطعما شعبيا في احد شوارع العاصمة العراقيه، ورواده كلهم كانوا مسلمين بسطاء فقراء، ثم تبعه تفجيراخر في مكان اخر. يحمل بصمة اسلامية.

بين ضحايا تفجيرات عمان، كما تبين فيما بعد، وياللخسارة، والماساة، المخرج العالمي السوري الاصل مصطفى العقاد مع ابنته ريما. مخرج فيلم الرسالة، وغيرها من الافلام التاريخية، والمسلسلات، متوهما، ان رسالة الاسلام هي السلام، وليس الارهاب. لقد قتله اخوته الدعاة المسلمون، الذين اراد، ان ينشر رسالتهم في العالم، بعد ان خيبوه، وقاطعوه، وخذلوه، وهو يطرق ابواب الملوك، والامراء، والرؤساء، والشيوخ، والاغنياء من العرب المسلمين طالبا الدعم لانتاج فيلم عن صلاح الدين الايوبي. الذي يتباهى به المسلمون ليل نهار بعد ان لم يبق لهم شئ يفخرون به في حاضرهم.
ولكنهم طبعا لم يخذلوا الطالبان، وبن لادن، والظواهري، والزرقاوي، وابو سياف، وصدام حسين، وعلي كيمياوي. فقد امدوهم بالرجال، والمال، والعتاد، والمحامين، والدعاية، والاعلام لكي ينشروا اسلام القتله الارهابيين. ولم لا، فالقرضاوي يحلل، ويحض على ذلك. والارهاب اسلوب رباني كما يدعي.

ترى اهذا هو الحل الذي يعدنا به الاسلاميون على مختلف تسمياتهم، ومسمياتهم، وجنسياتهم؟ بحيث اصبح المسلم العراقي، والسعودي، والاردني، والافغاني، والتركي، والمغربي، واليمني، والباكستاني، والاندونيسي، والبريطاني، والاسباني يودع اهله يوميا عند خروجه للعمل، او الدراسة، او لمجرد التسوق،  او النزهة، فلم يعد مطمئنا لعودته سالما. حتى وان توكل مليون مرة على الله، ودعى ان يعيده سالما لاهله. واذا كان المنافقين يدعون سابقا، ان الاسلام غير قائم، وانه لاتوجد دولة اسلاميه تطبق احكام الشريعة. ولهذا فحال المسلمين سيئة. كانت هذه حجتهم.
ولكننا راينا، وعايشنا، وخبرنا دول الاسلام، وبمذهبيه الكبيرين يطبقان احكام الشريعة. ولم نجد فيه حلا. الفقير ازداد فقرا، والغني ازداد غنا، والمرأة زيدت اضطهادا، وظلما، وقمعا، وتمييزا. ولم يجد المواطن في هذه البلدان النعيم الاسلامي الذي وعد به. فلم يذق المرء في ايران، وافغانستان، والسودان، وهي النظم التي ادعت، وتدعي اقامة النظام الاسلامي.
لم يجد المسلم، والذمي هناك غير الظلم، والاضطهاد، والاستعباد، والحروب، والقتل، والمخدرات، وارتفاع معدلات الجريمة، والعوز، والجوع، والامية، والتغرب. اصبحت حال المؤمنين اسوأ. واذا تبجحوا بماضيهم الاسلامي منذ دولة المدينة، وحتى نهاية العثمانيين. فلم يكن هناك، لا رفاه، ولا نعيم، ولا سعادة، ولا مساواة. فقراء، ومعذبون، وعبيد، وحروب، وقتال، وتمييز، والفساد بكل انواعه.
استاثر الحكام بالمال، والحلال، وبقي الناس على حالتهم البائسة. كما هو الحال في كل التاريخ الاسلامي. اعطوني خليفة، واحد لم يشهد زمانه جوع، وثورات، وسرقات، وحروب، وغزوات، وصراعات، وبترايادي، وقطع رؤوس، ورجم، وسجن، وتعذيب.  بسبب الفقر، والعوز، والفساد. ومن بين اربعة خلفاء راشدين قتل ثلاثة.

الاسلام لم يكن هو الحل، ولم يوفر الامن، والامان، ولا الرفاه الاجتماعي الذي يتمتع به المواطن في الدول "الكافرة" اليوم. ولن يكون هو الحل كما يدعي المسلمون المعاصرون. وان ما تتمتع به بعض الدول النفطية الصغيره، من رفاه ظاهري، ليس بسبب الاسلام، ولا المسلمين بل بسبب الايدي العاملة الرخيصة، واقتصاد السوق الحر، والفائدة، والربا الممنوعة، والمحرمة اسلاميا.
والفوارق الاجتماعية لا زالت صارخة بين مسلم، ومسلم. أي ان الدول الاسلاميه التي تتعارض حياتها اليوميه مع مبادئ الاسلام، هي الافضل في كل شئ. ومع هذا، وفي اغناها يتصدق البعض على تزويج الشباب الفقراء لانهم لايملكون حتى تكاليف الزواج، احدى فرائض الاسلام. فالمسلم هناك يكتمل دينه بصدقة، ويبقى مديونا طوال عمره.
ان الجوامع الضخمة، والقصور الفارهة، والاضرحة المطلية بالذهب، والفضة، والمحلاة بكل انواع الزركشة، والمزانة باغلى الثريات، لا تشيرالا الى، الفرق الرهيب بين الغنى الفاحش، والفقر الفاحش. فالى جانب الازهر يسكن الملايين في المقابر. والى جانب اضرحة الائمة الابرار في كل مكان يعيش اناس في بيوت تشبه القبور. انه بالضبط يشبه حال كنائس القرون الوسطى في اوروبا الجائعة.

اذا كان هذا حلكم. فنحن لا نريده. لانريده، ولا نريد اسلامكم، فمنذ ان تحرر الناس من سيطرة الكنيسة، وفصل الدين عن الدولة فان طريق اوربا نحو الرفاه الاجتماعي في تصاعد دائم واسلامكم الدموي في انحدار قائم. دعوا الناس تعبد ربها بالطريق، والشكل الذي تشاء، فالدين لله والوطن للجميع. والمستقبل للعقل، والسلام، والتعايش، والتسامح لامكان فيه لارهابي مهما اعتمر من عمامة مزيفة، او ادعى نسبآ مصطنعآ. قال النبي محمد لابي ذر الغفاري قل الحق ولو على نفسك.
وها انا اقوله لكم. وابو ذر مات غريبا جائعا محروما ممنوعا حتى من الحج بامر من خليفة النبي ابو بكر. لكن ابا ذربقي ثائرا.

رزاق عبود[/b][/size][/font]

305
اية الله برزان الطالباني، والسيد الرئيس جلال التكريتي

رزاق عبود

بعد سلسلة الكوارث، والعواصف، والاعاصير التي امتدت من خليج المكسيك حتى كوبا مرورا بولايات امريكية ساحلية بعضها مسح تقريبا من الارض مثل نيو اورليانز حتى اجتاح العراق تسونامي رهيب اقام الدنيا ولم يقعدها. منطلقا برياح سامه، واعاصير ثقيلة مصحوبة بامطار كيمياوية مصدرها مجمع النفايات، وملقى الحثالات، وموضع التفاهات كوم النتانة المدعو برزان التكريتي.
وقد تلقفها الاعلام المرتزق، والمحلليين الحراميه، والمنظمات اللاانسانية.
حيث ناشد "ابن عمه" ابراهيم الجعفري، و"صديقه" جلال الطالباني، و"خاله" جورج بوش، و"ابن خالته" توني بلير، وتوسل ان يعفوا عنه، ويوفروا له العلاج من مرض السرطان الذي سبق له، واتى على زوجته، والدة زوجة عدي صدام حسين.
فقبل فترة سمع العالم قنبلة الموسم، الاخبارية.
وصرخة الاستغاثة الدعائية، ونخوة المعتصم الاستعراضيه. وبسرعة استجابة اثارت العجب، والأستياء، والازدراء، لم يجد السيد رئيس الوزراء "مانع" من العطف عليه، ومعالجته. وابدى السيد الرئيس شهامة عجيبة لنجدة "صديقه" القديم.
الغريب ان الجمعية الوطنية لم تستدع رئيس الوزراء، والاستفسار منه لماذا يترك ملايين المرضى العراقيين، الذين خاطروا بحياتهم وانتخبوه، ويعطف على جلادهم، واحد مسببي امراضهم، وبؤسهم.
وكيف لم تستجوب السيد رئيس الجمهورية، ومسائلته عن "صداقته" مع مجرم القتل الجماعي. وابن اخ علي كيمياوي. ولماذا يهرع لنجدة مجرم التصفيات.
ما افتهمنه الرئيس ويانه لو ضدنه؟؟ "انت بتصادق من ورانه، ولا ايه"؟ لو كنت في موقع السيد جلال الطالباني لطلبت اعفائي من مهمتي، لان احد مجرمي المقابر الجماعية، يدعي صداقتي. او اخرج الى الناس، واوضح موقفي، واتبرا من صداقة هذا التافه. لا ان اطلب مساعدته، واؤكد صداقته. هكذا دون ادنى احترام لمشاعر الناس!!
لقد اثارتني فعلا حمية الرئيسين على جلاد شعبيهما. مجرم ذبح، واعدم، ودفن احياء، واغتال وعذب، واغتصب الاف من العراقيين، والعراقيات، وانتهك اعراضهم وشردهم في كل بقاع الارض.
يبدو انه لو كان برزان سالم مسلح لانظم لصديقه الاخر مدير المخابرات وفيق السامرائي مستشارا امنيا لرئيس الجمهورية. او لطرد موفق الربيعي، وعين بدله برزان التكريتي.
ان نصف اهل الجنوب مصابين بالسرطان، وملايين العراقيين مشوهة، ومعوقة. وحلبجة لا زالت تان تحت تاثير القصف الكيمياوي، وضحايا الانفال لم يعثر بعد على كل قبورهم الجماعية. والارهاب البعثي يحصد يوميا المزيد من ضحايا اصدقاء، ورفاق "صديق" الريس و"ابن عم" رئيس الوزراء.
امران، لازالا يحيراني. كيف اصبح برزان سيد، وابن رسول الله، وجده هو نفس جد الجعفري أي الامام علي بن ابي طالب كما يدعيان. نحن نعرف، ان هناك الكثير من العوائل التي تدعي نسبها الى النبي، او علي، ويسمون في المنطقه الشيعيه "سادة" حتى لو كان ايراني، او افغاني، او هندي، او تركي.
وفي المناطق السنيه هناك ايضا سادة يدعون نفس النسب، ويسمون بالاشراف. ومنهم صديق صدام السابق الملك حسين. وفي بغداد يسمون النقباء احيانا. وحرام چان بيهم واحد اصله عربي.
هسه، هذا كله قبلنه بي، وساكتين عليه. بس ماسامعين لا گبل، ولا بعد، ان آل الحسن، و"نغولة صبحة" سادة. كلنا يعرف ان مجموعة من المنافقين اختلقوا شجرة انتهت بنسب المجرم صدام الى النبي محمد. ويبدو ان برزان لا زال متعلقا بهذا الوهم .
وربما بعد وفاته، او اعدامه، سيدفن في العوجة، ويقام له ضريح على مستوى ضريح الگيلاني، وربما الحسين، والعباس ويزوره "الرفاق" من كل القيادات القطريه في الوطن العربي. واكيد راح يلطمون، ويضربون زنجيل، وقامة. لا، ويجوز يبدلون اسم المحافظة من صلاح الدين الى برزان الدين.
واكيد سياتي "خبيث" من الجنوب ليغير ترتيب الحروف، على شاهدة قبر"السيد" برزان، فيضع حرف الزاء في البداية بدل الوسط، ويضع مكانه حرف الباء. " حزروا شنو تصير"؟! وقد يحكم على هذا "الشروگي" بالرجم اذا القي عليه القبض متلبسا بجريمة "تدنيس" مقام السيد.
السؤال المشروع هو لماذا لم يفكر الرئيسين بكل ضحايا الشعب العراقي؟ واذا كان لا احد يعرفهم، او هم بالكثر، الذي تعجزحكومة تصرف المليارت للمحافظة على صدام وازلامه. على تقديم الخدمات لهم، فهم بالملايين. فهناك وجوه معروفة، ومحدودة العدد كانوا ضحايا برزان، واخوه المجرم.
هناك مثلا المطرب فؤاد سالم الذي زار كردستان قبل ان يزور مدينته البصره.
وهناك الشاعر الاسطوره مظفر النواب الذي يعاني المرض في دمشق. او سيدة المسرح العراقي ناهدة الرماح التي اعطت عصارة روحها لتضيئ الطريق لاجيال العراق في مسرح هادف ملتزم شريف. تعيش في ظلام فقدانها البصرغريبة في لندن.
هل كان احمد حسن البكر اوفى، وارفق منكما بفنانة الشعب ناهدة الرماح حيث ارسلها الى العلاج خارج العراق، ولكنها ظلت هناك لتعرية القمع البعثي، والدفاع عن الشعب العراقي، الذي تتحدثون باسمه الان.
هل سمع الجعفري، والطالباني بهؤلاء الثلاثة اذا كانا قد نسيا العراق كله، والاف المبدعين في الغربة، وانشغلا في العطف على "السيد" و"الصديق" برزان؟ صدام حسين تباهى دوما بقوله: "انه راضع ويه ذيبه"! انتو ويامن راضعين، ماغزرحليب المعارضة بيكم؟؟؟؟؟؟[/b][/size][/font]

306
بصراحة ابن عبود
فرارية الحزب الشيوعي ينتقدون تحالفاته
رزاق عبود

منذ ان اعلن عن التحالف الانتخابي المسمى القائمة العراقية الوطنية(731). الذي ضم الحزب الشيوعي العراقي، وقوى وطنية اخرى من بينها الوفاق الوطني العراقي الذي يراسه الدكتور اياد علاوي. حتى توالت الانتقادات، والاتهامات، والادعاءات التي لا اول لها، ولا اخر.
وفي الواقع فان اغلب الاقلام التي كتبت، وانتقدت(شتمت) سبق، وان ادعت، وصرخت، وتهجمت على الحزب الشيوعي العراقي، ولامته لانه لم يدخل في تحالفات قوية قبل انتخابات كانون الثاني 2005 واتهمته بالغرور، والانعزالية، وتضخيم قواه... الخ من قائمة الاتهامات الجاهزة ثم شمتوا بالنتائج.
هناك اناس مستعدة دائما للهجوم، والاتهام خاصة اذا كانت التهم ضد حزب فهد وسلام عادل (داكين ركبة). وسبق لهم ان انتقدوه لانه اشترك بمجلس الحكم، وقبلها لاشتراكه في مؤتمر لندن، ونيويورك، رغم انه لم يشترك في اي منهما.
ولا ندري ماذا يريد هؤلاء المتخندقين وراء الكليشات القديمة، والانعزالية، والجمود العقائدي، والابتعاد عن الواقع. لاشك ان بعضهم كتب بحرص، وبحرقة قلب، وخوف على مصير، وسمعة، واستقلالية الحزب، وتقديرا لتاريخه النضالي الطويل. ولكنهم كتبوا، وللاسف، بروحية المكتوي بنار الماضي، وتعقيدات التحالفات السابقة، والتجارب المرة التي عاشها الحزب، وهو يحاول دوما توحيد الصف الوطني.
ان اجترار المرارة،لا يفيد لحزب يناضل من اجل "وطن حر وشعب سعيد". ان وطنية الحزب لا غبار عليها، وشهدائه قدموا حياتهم مقتنعين بسياسة الحزب التي ضحوا بانفسهم من اجلها. ثم ان الواقع تغير ايها الاخوان. البلد محتل، ومدمر، ومنهك، والشعب جوعان، ويعاني الارهاب، والقتل اليومي، والوطن معرض للتقسيم، وحرب اهلية يخطط لها اعداء الشعب والوطن. الشعارات الرنانة، والتقوقع الايديولوجي، ما يوكل خبز.
السلة فارغة ويجب ان نملأها عنبا. لماذا لا يلام، الا، الحزب الشيوعي العراقي عندما يعقد أي تحالف، او يخطو اية خطوة باتجاه توحيد الصف الوطني؟ في حين نصفق، ونحي، ونبارك لاي حزب شيوعي، او يساري في كل انحاء العالم، حتى لو تحالف مع الشيطان. ليش: "واي حلال و واوي حرام". اليست السياسة فن الممكن؟
الم يوجب "لينين" التحالف مع حلفاء الطبقة العاملة؟ الم يسمي حزبه حزب العمال والفلاحين؟ لو كان الحزب دخل في قائمة الائتلاف العراقي الموحد لقالوا: تحالف مع القوى الظلاميه. ولو تحاف مع الاكراد لقالوا: صار ذيلا للقيادات الكردية. ولو تحالف مع جماعة الجلبي لقالوا تحالف مع الحراميه. هل يستورد حلفاء من الخارج. ام يقيم حلفا مع هيئة علماء المسلمين، والزرقاوي؟ هل يمد اياديه لسوريا، وايران،ام ماذا؟
يقولون، ان الحزب الشيوعي تحالف مع البعثيين بقيادة اياد علاوي، والاخير خرج منذ السبعينات من صفوف ذلك الحزب الفاشي، وتعرض لمحاولات عديدة لاغتياله، واشترك في مؤتمرات المعارضه من صلاح الدين الى نيورك، ولندن. واشترك في مجلس الحكم. وقاد الوزارة التي نظمت اول انتخابات ديمقراطية بعد صدام. وحاول ان يكتب دستور علمانيا، وآمن باللعبة الديمقراطية، والتعدديه السياسيه، والتداول السلمي للسلطة، واستقلال العراق، ويطالب بانسحاب المحتلين، ويقر حق تقرير المصير للشعب الكردي.. الخ . اليست هذه مطاليب شعبية؟
اليس من اجل هذا، وغيره ناضل، واستشهد الشيوعيون العراقيون؟ ثم ياسادتي الاحبة هذا تحالف انتخابي، وليس تحالف ايديولوجي. كل طرف فيه يحافظ على استقلاله الفكري، والتنظيمي. مهمته الوصول الى البرلمان باكبر عدد من المقاعد لتعجيل، و تطوير، وتأمين(اهم شي) مسيرة العراق نحو الديمقراطيه، والاستقلال الكامل. وتخليص الدستور من الفقرات، والمواد التي تشل هذه الانطلاقة.
وقد ينفرط عقد التحالف، او قد يتطور. قد يتسع، أو يتقلص. لا علاوي يطالب بامه عربية واحدة، ولا االشيوعيون يريدون اعادة بناء الاممية التي دمرها ستاين (صاحبكم). ثم ان بعضكم كتب، ويكتب في جريدة "بغداد" لسان حال الوفاق الوطني، حزب علاوي، فهل اصبحتم بعثيين؟ وهل لامكم احد على ذلك؟ خلونه ساكتين عاد.

ان شعبنا العراقي المتألم، ووطننا الجريح بحاجة الى برنامج وحدة وطنية يوفر الامن، والغذاء، والمسكن اللائق لكل العراقيين، والاستقلال الكامل، والعمل، والخدمات بانواعها، وتامين حدود العراق، وضبطها، وتنظيم علاقاته مع الجيران على اساس عدم التدخل، وحسن الجوار، والقضاء على الارهاب. نبذ الفرقة الطائفيه، والعنصرية، واحياء منهج، ومبدأ، وروح المواطنة، والمساواة امام القانون وسيادته، وبناء دولة المؤسسات، والفصل بين السلطات، واقرار حقوق الانسان، والمساواة التامة للمرأة مع اخيها الرجل، وبناء اقتصاد عراقي متين يوفر الرفاهية والاستقرار للعراق، والعراقيين، وضمان حاضر، ومستقبل الاجيال.
وهذا ما نطالب به جميعا، وهذا ما اتفق عليه الحلفاء في القائمة العراقيه الوطنية. فماذا يغيضنا ايها الاصدقاء؟ للشيوعيين العتك، والجدد، وللشامتين، والمتفرجين، وللمحبين، والمخلصين، ولكل اليساريين، وكل الوطنيين، والمؤمنين المتفتحين المتنورين، ولكل العراقيين الطيبين.
نقول ان الوطن امام مفترق خطير، ومصيري. ان احياء الموميات القديمة ليس لصالحنا، وترك السفينة لربان يقودها نحو عبادان، او دمشق، او واشنطن، او أي ميناء اخر غيرالبصره ليست مهمة مشرفة، خاصة لمن يدعو الى وحدة وطنية. واذا كان اياد علاوي برز، واثبت انه رجل قوي يستطيع ادارة دفة السفينة نحو الامن، والامان، فلم لا؟
الم يسلم اخيرا زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي قيادة ائتلافه الى غريمه التاريخي زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي في المانيا؟ نعم فعل ذلك لانه امام مسؤولية تاريخية لانقاذ المانيا، واقتصادها المنهار. لو تصرف بضيق افق لطالت الازمة الوزارية. التي لايعرف احد الى اين ستنتهي.
ولكن المصلحة الوطنية العليا اهم دائما من اية مصلحة حزبية، او شخصية. لقد نادى الشيوعيون العراقيون بهذا طويلا، هم، وانصارهم. وهاقد آن الاوان ليثبتوا صحة ما ادعوه، ودعوا اليه.
اما الحزب الشيوعي العراقي يااصدقائي فصاحبه، ومالكه، وولي امره، وربان سفينته هو الشعب العراقي العظيم الذي يريد الخبز، والماء، والكهرباء، والعناية الصحية، والامان، والعمل. ونامل ان تحقق القائمة العراقيه الوطنية (731) مع غيرها من القوائم، والشخصيات العلمانية هذه الاحلام، والمطالب، وتقينا شر الوقوع في "درب الصد ما رد" الذي يعدنا به الظلاميون، والعياذ بالله.

وصدق من قال: "وطن بيه عوجه وحده وما كدرنه عليه  لو عوج كله شلون يتعدل"
مع الحب، وامل باعادة النظر. وعوفونه، الله يخليكم، من سالفة: لو هالمركب لو ما اركب!!

رزاق عبود
7ـ11ـ2005[/b][/size][/font]


307
بصراحة ابن عبود
رشاوي احمد الچلبي الانتخابية
رزاق عبود

فاجئنا الدكتور احمد الچلبي، قبل ايام بمؤتمر صحفي اعلن فيه برنامج قائمته الانتخابية التي تحمل اسم حزبه المؤتمر الوطني العراقي. برنامجه الانتخابي، الذي هو مثل مؤتمره الصحفي فيه من النفاق، والكذب، والمبالغه، والضحك على الذقون، والمزايدات مجرد محاولة علنية لشراء الذمم والاصوات الانتخابية. مما ذكرنا بالخطة الانفجاريه التي تباهى بها صدام حسين في منتصف السبعينات.
والتي رافقها انتشار الفساد الاداري، والمالي، وارتفاع الاسعار، والايجارات الفاحش، واختفاء السلع، وشحة الخدمات، وتفشي المحسوبية، وغزو الشركات متعددة الجنسية، وسيطرتها الطفيليه شبه الكاملة على اقتصاد العراق.
وسمح بنمو القطط السمان، وظهور قوي، ولاول مرة في تاريخ العراق لطبقة برجوازية بيروقراطية فاحشة الثراء، ونظام استبدادي رهيب، وعسكرة المجتمع، والخوض في حروب اجرامية ضد الشعب، والجيران، والتلويث الكامل للبيئة، وبعثرة الثروة الوطنيه، وانخفاض الانتاج الزراعي، وتدهور حال الزراعة، والمزارعين. وزيادة الاستيراد، وتهميش الصناعة الوطنية. وحولت العراق، والعراقيين الى بلد محطم، وشعب جائع هرب اكثر من ربع سكانه خارج الحدود بحثا عن لقمة العيش. بعد ان كان يستظيف بحدود 4 ـ 6 ملايين عامل اجنبي. والمفارقة، ان الامرارتبط وقتها بتاميم النفط، وزيادة الانتاج، والتصدير المكثف الغير مسؤول.
واليوم يريد الچلبي ايضا زيادة الانتاج، وزيادة التصدير ليرشي الناس بحصص من النفط ليصوتوا له. و(طز) باجيال المستقبل، ومصلحة الوطن، والمواطن.
الاهم، عنده، ارضاء الشركات الامريكية. وكيف يصدق العراقيون هذا الوعد المستعار من الحملات الانتخابية الامريكية. وكل البنية التحتيه، مهدمة، وازمة الوقود تشتعل. وانابيب النفط سكراب للبيع؟
فهل يا ترى يملك الجلبي مصباح علاء الدين؟ ام باعتباره امريكي الجنسية له قدرة ان يقول: كن فيكون؟ وكيف سيبني العراقيون القطع الاراضي التي يريد ان يوزعها عليهم الچلبي؟ ربما من اقطاعيات اهله القديمة. ولا وجود للاسمنت، والطابوق، ومواد البناء الاخرى.
وهل لدى الناس ما تاكل لتبني. وكيف ستعمل، وتسيرمكائن، وسيارات البناء اذا كان البنزين ضايع، وادوات الاحتياطيه كلهه دغش؟
واذا كان يريد فرض الاقتصاد الحر فهذا يعني تسريح الاف جديده من العمال، وانظمامهم الى جيش العاطلين المليوني. وهذه تجربة كل دول العالم التي اتبعت سياسة التخصيص الغير مدروسة، والتي حولت الدولة الى املاك مستباحة للطفيليين من الداخل والخارج. فرهود رسمي.

يقال، والعهدة على مصادر جريدة "الشرق الاوسط " ان الچلبي "اهدى السيد مقتدى الصدر سيارة مارسيدس مصفحة على مواصفات حلف الناتو يزيد سعرها على نصف مليون دولار في اطار الرهان على كسب الصدر الى جانب الجلبي في الانتخابات المقبله. في حين طالب الصدر بابعاد الجلبي عن الائتلاف العراقي الموحد مما اصاب الجلبي بخيبة امل كبيرة".

اذا صحت رواية "الشرق الاوسط" فاي "رفسة" سيتلقاها اذن الجلبي، وقائمته من الشعب العراقي الذي يرفض الرشاوي، والخاوات، والاهانات، والازمات التي ينوء تحت وقعها يوميا. في ظل الحكومة التي يشغل فيها احمد الجلبي منصب نائب رئيس الوزراء، ومسؤول عن ملفات الفساد، وملفات اقتصادية كثيرة. فد سؤال بمحله: ليش ما وزع الدختورهاي النص مليون على الفقراء والعاطلين عن العمل في مدينة الصدر؟؟ مو چان احس؟ بيها ثواب. لو يخاف يروح لهناك؟

كان الچلبي هو صاحب فكرة الائتلاف العراقي الموحد لاستغلال المد، والاصطفاف الطائفي الذي خلقه هو وجماعته. وهاهو الان، وبالتشاور مع سادته في البنتاغون يصطنع تحالف جديد بنفس الروح، وقفازات مخملية، لكي يمنع المزيد من الانسلاخات عن جسد الائتلاف، وليمنع القوى الدينية المتنوره، والمخلصه فيه من التحالف مع القوى الديمقراطيه الحقيقيه. وبذا يعمل هو والدباغ كخارجي جناح اضافيين لتحقيق المزيد من الاهداف. ولكن هل يسمح الحكم "الناخب العراقي" بهذا التسلل الفض، ومحاولة اختراق قواعد اللعبة عن طريق زج عدد اكبر من اللاعبين مما تسمح به قواعد اللعبة؟ ام ان الناخب العراقي مفتح باللبن؟؟؟

نتمنى ذلك، والا سنواجه اربع سنوات من حكم الظلاميه، والحراميه، والكلاوچيه. حشاکم!!

رزاق عبود[/b][/size][/font]

308
بصراحة ابن عبود
"زعماء" الشيعة يستعينون بالدعاية الصهيونية
رزاق  عبود

لقد تعرض يهود اوربا الى قمع رهيب، وابادة جماعية من قبل النازية الالمانية. وقد استغل قادة الحركة الصهيونية هذه الجرائم لزيادة نشر دعاويهم حول العودة الى ارض الميعاد فلسطين وتشريد شعبها. وهناك كثير من الادلة التي تثبت ان زعماء الصهيونية استغلوا هذه الاعمال البربرية لصالحهم. بل ان بعض الباحثين، والوثائق الروسيه، والالمانية تشير الى دعم خفي وتشجيع من قبل زعماء الصهيونية العالمية الذين اعتبروا مجيئ هتلر هدية من السماء. فمعاداته لليهود ستجبرهم على التوجه الى ارض فلسطين، ويستفيد هتلر من اموال اغنياء اليهود المصادرة لبناء ماكنته العسكريه. والمعروف انه سمح لالاف اليهود الميسورين بالسفر بحرية وببواخر فاخرة الى الولايات المتحدة الامريكية في حين شحن فقراء يهود المانيا الى فلسطين على متن ظهور بواخر بائسة تمهيدا لاستخدامهم وقودا للحرب ضد السكان الاصليين.

 

لقد كرر صدام حسين نفس الجريمة بحق الاكراد الفيلية، وتسفيرهم بحجة تبعيتهم الايرانية. ولكنه كان في الاساس وراء اموال تجارهم اضافة لنظرته الشوفينيه. وكلما تحدث زعيم صهيوني اليوم فانه يذكر الناس بجرائم النازية ضدهم، والمحرقة، وغيرها. وكأن على البشرية عامة والفلسطينيين خاصة ان يدفعوا ثمن ما اقترفته النازيه الاوربيه. ولا نقول في هذا اكثر مما قاله يهودي عراقي في تفسيره لعدم انتشار الصهيونيه بين يهود العراق. بل العكس كانوا اشرس من قاومها بل قدموا الشهداء في مقاومة الصهيونية: "يهود اوربا كانوا بحاجة الى وطن فابتدع الصهاينة قصة ارض الميعاد اما نحن فلنا اوطاننا". ونعرف ان الصهيونية فجرت المعابد اليهوديه في العراق لنشر الذعر، واجبار يهود العراق على الهجرة الى اسرائيل. وكافئهم القوميون العرب، وعلى راسهم الخائن نوري السعيد بدعم بريطاني بتجريدهم من جنسيتهم العراقيه، وتسفيرهم بالقوة الى اسرائيل. وكذلك فعلت الحكومات القومية التي جاءت بعد اعدام عبدالكريم قاسم بتهجير الكثير ممن تبقى من يهود العراق بحجج مختلفة.

 

واليوم يتغنى قسم من "زعماء" الشيعة السياسيين بنفس النغمة الصهيونية حيث يتحدثون بلا كلل عن الظلم التاريخي، والحيف، والاجحاف، والاقصاء، والتغييب، والتهميش... الخ ومحاولة لعب دور الضحية. فدائما يرددون: "نحن مقموعين منذ زمن معاويه، او منذ 1400 سنة، او منذ تاسيس الدولة الاسلاميه". ومثل مبالغات الصهاينه تتضح الاكاذيب من مبالغات "زعماء" الشيعة اولئك. متناسين ان الخليفة الراشدي الرابع هو علي بن ابي طالب، الذي يعتبروه ولي الله حكم فترة زمنية هي جزء من تاريخ الدولة الاسلامية. وان ابنه الحسن جاء بعده، لكنه تنازل لمعاوية بحجة حقن دماء المسلمين. كما ان دولة الفاطميين حكمت في مصر، وشمال افريقيا، او مايسمى اليوم المغرب العربي. وان العثمانيين كانوا في بدايتهم من شيعة اهل البيت لكنهم، ولاهداف انتهازيه غيروا مذهبهم. ولنفس الاسباب، والغايات الانتهازية اعتنق شاهات فارس الذين نافسوا الدولة العثمانية المذهب الجعفري طمعا باراضي العراق الذي كان لفترات طويلة ومتعدده جزءا من الامبراطورية الفارسية. ومعروف ايضا، انه لم يكن هناك تشيع حتى زمن الامام جعفر الصادق الذي ابتدع مذهب الاماميه في محاولة لاستعادة الخلافة باسم الانتساب الى النبي محمد. وحكم بني حمدان في الشام كان شيعيا. حيث برز الشاعران الشيعيان ابو الطيب المتنبي، وابو فراس الحمداني. وحكم الشيعة منذ قرون عديدة وحتى اليوم في ايران الاسلاميه. ومنذ سنوات طويلة والشيعة يحكمون نصف لبنان، وخاصة جنوبه باسم المقاومة وحزب الله.  وحسب نظام التقسيم الطائفي في لبنان فرئيس البرلمان مسلم شيعي، ودائما هناك وزراء شيعة في الحكومة اللبنانية. ومنذ 1964 يحكم العلويون في سوريا باسم حزب البعث والقوميه العربيه. وكذلك حكم الاسماعيليون في الهند، والقرامطه في البحرين، والاحساء، والزيدية في اليمن قديما. هذا اذا  تجاهلنا حكم البويهيون ـ وهم عائلة فارسية شيعيةـ  لبغداد، والحلة (945 ـ 1055 ميلادية)، وحكم آل مزيد ـ وهم عائلة شيعيةـ من بني اسد للبصرة (1012 ـ 1150 ميلادية). وسلطة عائلة  مشعشع العربية الشيعية من "السادة" امتدت من محيط بغداد وحتى الخليج العربي في منتصف القرن الخامس عشر. فلماذا لا تحسب كل هذه السنين؟ ولماذا هذه الاستهانة بهذا التاريخ الطويل من السلطة؟ ام يجب ان يكون الحكيم، او الجعفري هو الحاكم حتى يذكرها المدعين.

 

 ثم اننا عشنا في العراق، وننحدر من اسر شيعية، ولم نر، او نلمس الاضطهاد المذهبي، او الطائفي. فمنذ تاسيس الدولة العراقية الحديثة، وحتى اليوم كان هناك الكثير من رؤساء الوزارات والوزراء الشيعة. وكذلك كبار ضباط الجيش، وموظفي الدولة. كما ان المرجعيات الشيعية هي التي دعت الى مقاطعة السلطات، بعد تاسيس الدولة العراقية الحديثة رغم قيادتها لثورة العشرين. وليس العكس. وقد حرمت هي نفسها العراق من ملك شيعي عندما رشح الشيخ خزعل(شيخ المحمرة) نفسه ملكا للعراق بعد ثورة العشرين. ولكن ارتباط المرجعيات بالعرش الشاهنشاهي جعلهم يفضلون منفي من نجد، وعميل انجليزي سابق على شيعي عربي. قتله الشاه، والانكليز بسكوت المرجعيات. وظلت المرجعيات الشيعية في زمن العثمانين، والانكليز، والحكم الملكي تحظى باحترام خاص، واستقلال تاريخي لم يحاول احد التدخل فيه. ان القمع الذي تعرض له الشيعة العراقيين مثل غيرهم، كان اضطهادا سياسيا، وليس طائفيا، او مذهبيا. لم يفصل احدنا من المدرسة، او العمل لانتمائه الشيعي بل قد يكون شيوعيا، او بعد ذلك من حزب الدعوة او غيرها. أي لاسباب سياسية بحته. وقمعت انتفاضة اذار1991 ليس لان الجنوب شيعي، بل لانهم ثاروا ضد الطاغية صدام . وان من ساهم في تعذيبهم، وقتلهم، وتشريدهم، وافشى عليهم، وهدم بيوتهم، واحرق قراهم، وحفر قبورهم الجماعيه كان اغلبيتهم من البعثيين، والخونة الشيعة. والمقابر الجماعية ضمت ايضا اكراد، وعرب سنة، ومسيحيين، وشيوعيين، واسرى كويتيين. المدير الذي فصلني من المدرسة كان شيعيا، والشرطي الذي اعتقلني، والذي عذبني في دوائر الامن كان شيعيا. وناظم كزار كان شيعيا. وحوالي مدن العراق الرئيسية، وخاصة  قرب العاصمة بغداد في مدينة الثورة تكدس ملايين الفلاحين المعدمين الشيعة الهاربين من قمع، وظلم، واضطهاد الاقطاعيين الشيعة. الاقطاعيون الذين حاربوا الاصلاح الزراعي، وساندتهم المرجعيات بتحريم الزرع في الاراضي الموزعة حسب قانون الاصلاح الزراعي.

 

 بل ان مرجعية محسن الحكيم الشيعية حاربت الزعيم العراقي الوحيد الذي حاول ابعاد الدولة عن التمذهب، والتطيف، و بناء نظام سياسي غير متعصب. وساهموا بقتله مع البعثيين يوم 8 شباط 1963 الذين كانت تتشكل قيادتهم وقت ذاك من ثمانية اعضاء خمسة منهم شيعة (طالب الشبيب، حازم جواد، محسن الشيخ راضي، هاني الفكيكي، حميد خلخال).  كما يذكر الاستاذ حسن العلوي في كتابه "الشيعة والدولة القوميه في العراق" :( كان الضابطان الوحيدان الشيعيان في اللجنة العليا للضباط الاحرار (ناجي طالب، ومحسن حسين الحبيب)، قد انشقا على حكومة عبدالكريم قاسم بعد طرد عبدالسلام عارف، وقد ساهما مع الاخير ومع القيادة القطرية لحزب البعث في اصدار حكم الاعدام  على عبد الكريم قاسم. وفي اثناء الانشقاق كان العضو الشيعي الوحيد في مجلس السيادة الشيخ محمد مهدي كبة، قد انسحب من مسؤوليته انتصارا لعبد السلام عارف. واستقال فؤاد الركابي الشيعي الاخر امين سر القيادة القطرية، وممثل الحزب في حكومة الثورة من مجلس الوزراء في اعقاب الخلاف الذي نشأ بين عبد السلام عارف وعبدالكريم قاسم انتصارا للاول). وفي الوقت الذي يصدر السيد محسن الحكيم فتوى بتحريم الانتماء للحزب الشيوعي العراقي، الامر الذي ادى الى هتك اعراض وزهق اراح الاف من العراقيين الشيعة. يبعث ببرقية تاييد لسلطة الانقلاب البعثي، ويطلب مقابلة اثنين من زعماء الانقلاب هاني الفكيكي، ومحسن الشيخ راضي قائلا(اريد اشوف اولادنا). قرت عينه على هالاولاد الذين اغرقوا العراق بالدماء، ثم سلموه لصدام بعد حين ليصفي الكثير من قيادات الشيعة، وعلى راسهم الشهيد  محمد باقرالصدر، والعديد من اسرة الحكيم نفسها.

 

ان الاستمرار في التباكي على الاطلال، والادعاء بالظلم التاريخي كلمة حق يراد بها باطل ففي كل التاريخ الاسلامي لم يحارب الشيعة كشيعة بل كمعارضين، اوطامعين بالحكم. فلقد دمر جيش يزيد بن معاوية المدينه المنوره، واستباحها، وانتهك اعراض نسائها، ثم ضرب الحجاج مكة بالمنجنيق، والنار للقضاء على ثورة عبدالله بن الزبير فيها. قبل ان ترتكب مجزرة كربلاء. وهكذا تعامل الخلفاء المسلمين الذين يتغنى زعماء الشيعة بتاريخهم الناصع مع كل من ثار، وانتفض ضدهم في مصر، وخراسان، والشام، وغيرها. ولم يكونوا من الشيعة.

 

ان الاسلام دين سلام، ودين محبة كما تدعون. فلماذا تحاولون نشر الحقد بين ابناء الدين الواحد؟ وكيف نميز بينكم وبين التكفيريين، وعصابات بن لادن، والزرقاوي وهم يدعون الى البغضاء، وقتل المسلمين. وانتم تتحدثون ليل نهار عن الحيف التاريخي، وتصرخون اليوم "بان ذلك لن يعود"، و"لن نسمح ان نحكم من الاقلية". وهو مشابه لقول وزير الخارجيه الصهيوني، الذي ارتعب من صعود نجم "هايدر" في النمسا مذكرا بجرائم النازيه: "لن ننسى ولن نسمح للعالم ان ينسى".
ان الامام الذي تتبعوه، وتتخذوه، وليا لم يشهد عهده سجينا سياسيا واحدا. بل امر حتى بالرفق بقاتله الملعون عبد الرحمن بن ملجم. فماذا تقولون عن سجون ايران الشيعيه المكتظة بسجناء الفكر، والرأي، والعقيدة، واعداماتهم للمعارضين السياسيين وفرق اعدامكم التي تنشر الرعب في المدن العراقية. فهل تنوون الانتقام ل 1400 سنه من الظلم كما تدعون؟ واين انتم من الاسلام الذي منع الثأر، ودعى الى التصالح، والتسامح، والوحدة؟
السيد اية الله علي السيستاني يدعوا الى التسامح، والوحدة، ونبذ الطائفية، وتهدئة العواطف، وعدم الثار، وتصفية الحسابات، والسعي لمنع الحرب الاهليه في العراق وانتم تتحدثون ليل نهار، وفي كل مناسبة عن "القتل على اساس الهويه" لشحن قلوب، وصدور المؤمنين بالحقد، والبغضاء.
فالى اين تريدون جر البلاد، والعباد، بتهديدكم، ووعيدكم هذا؟ والامام علي ابن ابي طالب يوصي ابنه الحسن بقاتله :(اطعمه مما تاكل)‍‍‍‍ فماذا تريدون ان تطعموا اخوتكم في الدين، والوطن؟ واين انتم من شاعر اهل البيت، وهو يقول: "ملكنا فكان العفو منا سجية..."
ان سجاياكم ليست شيعيه، وليست علويه. فكفوا شيعة العراق شركم، ومثلما تظاهر، ويتظاهر شيعة ايران، وشيعة الاحواز(تسكتون عن ظلمهم) ضد حكم الملالي الشيعة في طهران سيتظاهر شيعة العراق ضدكم بعد ان فرضتم عليهم زعامتكم بقوة، واموال ايرانية. لان شعبنا، وشيعتنا في العراق يريدون السلام، والبناء لا الحقد، والحرب، فلقد تعبنا. فكفونا شركم.
واذا استعرنا كلمات حزب كوادر الدعوة الاسلاميه فنقول لكم: "ان النسيج الاسلامي العراقي نسيج شيعي ـ سني متشابك"، ولا ينفعنا النظام "الاسلامي" الايراني الطائفي، والعنصري. فالعراقيون جميعا تعودوا على التسامح، والتعايش. فمن يصدق ان الزوج السني يعادي زوجته الشيعيه، او العكس؟
ومن سيقتل الابناء اولآ، امهم الشيعية، ام ابوهم السني؟ ان دولة المستضعفين التي ادعوا بانشائها ليس لها علاقة بالجوع الذي يعاني منه ملايين الايرانيين، ولا بسياراتكم الفارهة، وقصوركم الضخمة، ولم يمض على تسيدكم في العراق سوى سنتين، في حين تبعثون بالجوعى، والعاطلين عن العمل في مواكب زيارات مليونيه لضرب الزنجيل، والقامة، والزحف، والموت سحقا تحت الاقدام، أو خنقا بين الزحام.
اين انتم من الخليفة امير المؤمنين علي الذي كان يخيط ملا بسه، ويرقع نعاله بيده؟ ايران الاسلاميه التي تريدون بناء دولة على غرار حكمها تحولت الى دولة قومية عنصرية توظف الاسلام لاغراض سياسيه كما وظف صدام حسين وغيره القوميه العربيه لاهدافه العدوانيه الفاشيه .

اذا كان افندييكم علي الدباغ، والموسوي، والمالكي، والجعفري، وشعراء، وادباء، ومقدمي برامج، وغيرهم يتحدثون عن الحيف، والانتقام التاريخي فكيف اذن بحفنة"قادة" تستلم اوامرها من قم، وطهران. وصدقت سخرية شعبنا:  "منين ما اخيطه يفتكونه الافنديه" ‍‍.‍‍
ملاحظات مهمة
1.     لم تصدر اية فتوى بتحريم الانتماء الى، او نشاط، اوفكر البعث رغم كل جرائمه بحق الشيعة، وكل العراقيين، والجيران، والانسانية!!

2.     لم نسمع ان بلدا، او مدرسا غير شيعي منع دراسة، او تداول شعر ابو نؤاس، او الشريف الرضي، او ابو الطيب المتنبي، او ابو فراس الحمداني، او الجواهري، او غيرهم من الشعراء الشيعة كما حوربت، وتحارب اللغة العربيه(لغة القرآن) في الاحواز العربية المحتلة من ايران الشيعية.

3.     لماذا المجلس الاعلى "للثورة" الاسلامية في العراق؟ وهل ثاروا ليخدموا ام ليحكموا؟ وعلى من يريد ان يثور الحكيم، ومجلسه وصندوق الاقتراع هو الحكم؟

رزاق  عبود
30/10/2005[/b][/size][/font]

309
بصراحة ابن عبود
كلاب الله في البصره "المحافظة السليبة" ينشرون الدمار،والموت، والمخدرات
رزاق عبود

حار الكثير من المحللين، والمعلقين، والصحفيين، في تفسير اسباب زيارة الروزخون ابراهيم الاشيقر الجعفري مؤخرا الى البصره المضطربه، بعد ان رفض زيارتها يوم كانت هادئه امنة. او هكذا بدت من الخارج.  فهو يفضل زيارات العواصم العالمية، حيث تقام الاستقبالات الرسميه. وتنظم له المؤتمرات الصحفيه مع المسؤولين الاجانب ليلقي بمواعظه الفارغة. فكلنا يتذكر انكاره المستمر، والمتكررهو وحليفه "الساحق" التدخل الايراني في الشؤون العراقيه، واحتلالها جنوب العراق كله، وخاصة البصرة. حتى تناقلت وكالات الانباء والصحف في كل مكان الخبر التالي: "العثورعلى وثائق في البصره تثبت التغلغل الايراني في جنوب العراق" بعد زيارته بيوم. فلقد ذهب هناك ليحاول اقناع حزب الفضيله بعدم نشر الفضيحه.
ولكن المصالح الانتخابيه المحلية للفضيله تقدمت على علاقات التحالف الاسلامية. فقدم حزب الفضيلة الذي يحكم المحافظة المجموعات الارهابيه التي دعمها، وتحالف معها، وسكت، ودافع، عن تسلحها، وتجاوزاتها، وانتهاكاتها. بعد ان قامت بالاغتيالات، والقتل، والنهب، والاغتصاب، والسطو، والسرقة، والنهب، والفرهود، وبيع المخدرات، واخذ الخاوات حتى "فاحت الخيسه" وازكمت الانوف، ليستخدمه المحافظ الفحل ورقه في وجه حليفه، وليحاول تبرئة نفسه من العمالة لايران. بعد ان دافع وغيره من المتاسلمين عن تلك الفواحش سابقا باعتبارها استمرارا للغزوات الاسلاميه الخمس.

عندما نشرت موضوع  "الله يهرب النفط..." اتصل بي، وكتب لي الكثير من القراء، والاصدقاء مؤيدين ما ورد فيه من كشف القليل لما يجري في البصره، وما خفي كان اعظم. وبعضهم اعرب عن خشيته على سلامتي من انتقام اولئك الرعاع الذين لا يتورعون عن القيام باي فاحشة للاستمرار في تسلطهم على الناس، وسرقة اموال الدولة. بعضهم سألني بخشية وحرص: هل لديك ادله على ما تكتب؟ اجبتهم ياسادتي الموضوع يكتب عنه العالم كله، وليس انا فقط، فهل سيصفون كل الصحفيين، والكتاب؟
والادله موجوده في الشارع: لدى الناس، وعند المخابرات العراقيه، والبريطانيه، ولدى لجنة المحافظه الامنية. ولذلك فان ما نشر مؤخرا عن قتال بين قوات المحافظه، واحزاب "جرذ الله"، "وفأرالله" و"فضالة الله" ليس سوى محاولة لتبرئة الحال، ولاغراض انتخابيه بحته، ولاعطاء الجعفري "العين الحمره".
فكلنا يتذكر مقاطعة المحافظة للقوات البريطانيه، وعدم الاصغاء لمناشدة رئيس الوزراء  بالتهدئه، وانكارهم المتكرر للتسلل، والتدخل الايراني. فهل هي توبة متأخرة؟ فما حصل اخيرا من مهاجمة العصابات التي استخدمت اسم الله، ليس سوى لذر الرماد في العيون.
وليس الا محاولة بائسة للتنصل من الاشتراك في الجريمة، بعد ان تجمعت كل الاوراق لدي المخابرات البريطانيه، وبعد احتجاجات، واوامر السفير البريطاني. وقبل ان تسقط الرؤوس الكبيره قرروا التضحيه بالحراميه الصغار وقديما قيل:

"اذا تشاجر اللصان انكشفت السرقة".

اللهم استرنا من الحراميه الافنديه على طريقة "بوگ اسلامي"

رزاق عبود
26/10/2005[/b][/size][/font]


310
بصراحة ابن عبود

 

الله يهرب النفط  من البصره الى ايران
[/b]

 

اقرأ، ومعي الكثيرون ماكتب، ويكتب عن البصره "المحافظه السليبه" وقد احتلتها المخابرات الايرانيه وتحكمها تجمعات طائفيه طالبانيه التفكير،والمنهج، والاساليب، والسلوك. وتعودت ان لا اكتفي بالقراءه بل اتصل دوما بشخص مستقل لا ينتمي لاي حزب، او تنظيم لا سابقا، ولا حاليا. وله سعة اطلاع، ومعرفة، وعين مراقبه حاذقه، وحس وطني صادق. وهو كثيرا ما يردد: "التفاصيل ادهى، وافظع. ما يصلكم القليل جدا مما نعيشه يوميا ونشهده باعيننا". وفي اخر اتصال تحدثنا عن التنظيمات الاسلاميه في البصره، وكثرتها، وتعددها، وتنوعها، وانتشارها كالفطريات. قال ان التنظيمات تعد بالمئات، وليس بالعشرات. الناس منزعجه، ولكن الخوف يشل لسانهم، وحركتهم. وضع ارهابي فظيع. قلت ربما سيصوتون ضدهم في الانتخابات القادمه. قال انت تتصور الانتخابات شفافة، وديمقراطيه. لا ياصديقي فممثلي الاحزاب الاسلاميه هم الوحيدون المراقبون على صناديق الانتخابات، وهم لا يقفون هناك للتاكد من نزاهة العمليه. بل لمعرفة من لا يصوت لهم. فهم يهددون، ويتوعدون، ويشهرون الفتاوي الصحيحة، والمزيفه بالزام التصويت لهم. ثم ان اغلبية الناس اميون، ويتولى الاسلاميون املاء الاستمارات لهم. وقد اعطوهم استمارات مؤشرة مسبقا لقائمة الائتلاف في الانتخابات السابقة، ومؤشرعليها بنعم عندما صوتنا على الدستور. ولكن من اين لهم الاموال للمقرات التي تقول عنها كبيره وفخمة، ولديهم سيارات حديثة؟ قال الناس تعرف ان ايران ومخابراتها تزودهم بالدعم المادي، والمالي، وبالرجال والاجهزة. ولما سالته عن التهريب، ومن يقوم به، ولماذا لا تمنع الاحزاب الاسلامية تهريب النفط. ضحك صاحبي طويلا وقال: وهل تصدق باسلاميتهم. كلهم ادوات بيد ايران. وهم انفسهم الذين يقومون بالتهريب الى ايران حيث تتولى بعد ذلك عصابات متخصصه تهريبه الى دول الخليج العربي، والعالم. هل كل الاحزاب الاسلاميه تقوم بذلك؟ اجاب كلها بدون استثناء. تضايقت فعلا من هذه التفاصيل المزعجه. ولما سالته عن هذه الاحزاب فاجئتني اسمائها. حزب الله، وجند الله، وحزب بقية الله اسود الله .الخ. والاخيرون يرتدون دائما ثيابا سوداء، ويحملون المسدسات، والاسلحة الرشاشة اينما ذهبوا. الناس تطلق عليه حزب گاز الله لان جميع اعضائه يقومون بتهريب النفط، والغاز، والاغنام الى ايران ودول الخليج العربي. ولم تكفهم الاحزاب، يشكلون منظمات انسانيه وهميه، وكلها غش، وحراميه مهمتهم سرقة مايرد للفقراء من مساعدات دوليه. يسرقون ملايين الدولارات تحت اسماء، ومشاريع وهميه مزيفة. الناس تقارنهم بالفرق الحزبيه سابقا. تلك كانت تسرق، وتنهب، وتقمع، وتقتل باسم البعث، والسلطه. وهذه تقوم بنفس الافعال باسم الله، والاسلام. انها مهازل ماساويه. اضاف صاحبي بحسرة.

 

وماذا يقول الناس، والمتدينون حقا عن اقحام اسم الله، والدين بالتهريب، والسرقات، والخاوات، والقمع، والاغتيال، والاحتيال. قال ان الناس تخاف من الحديث العلني، ولكنهم عندما يمرون على مقرات الاحزاب ويقرؤون لافتات الاسماء يضيقون بسخريه مثلا "حزب الله: لتهريب النفط، والغاز، والاغنام". وقد وصل التذمر ببعض الناقمين الى تحوير الاهزوجه القديمه الساخره، والمعبره: "يا دنيه دثي دثي حتى الله صاير بعثي". الى اكثر سخريه، واكثر مراره، تتناسب مع الحيف الذي يعاني منه الناس في البصرة المحتلة. حيث يردد الناس فيما بينهم "يا دنيه دثي دثي، والله صار مهربچي"

 

اعوذ بالله من شر احزاب الله!!!

 

وعذرا لكل المؤمنين الصادقين.

 

رزاق عبود

311
بصراحة ابن عبود
 

ابراهيم الجعفري، وتابعه كبه يهينان الذاكرة الوطنية العراقية

 
بعد عرض المهزله التي سميت "محاكمة صدام" والتي سمح فيها مرة ثانيه لجرذ العوجه ان يستأسد على العراق والعراقيين بحيث صار بطلا بعين الساقطه رغد، وغدا رمزا لكل كلاب البعث السائبه التي جمعها القوادون من كل مزابل المدن المحيطه بتكريت ليتظاهروا ضد الديمقراطيه ويرفعوا صور بطل المقابر الجماعيه، والمسالخ البشريه، وابشع ديكتاتورعرفه العالم. ووفرت لاعداء مسيرة شعبنا الديمقراطيه مادة دسمه، وجديدة لتنفخ بها دمية المناضل "القومي"، و"المؤمن" التافه.

 

توقع العراقيون من المؤتمر الصحفي الذي عقده ممثل (تابع) رئيس الوزراء ليث كبه، بعد ان، حضر مع سيده جلسة المحاكمة، ان يعتذرعن تاخر عقد المحاكمة، او يوضح اسباب الاخطاء التقنيه التي حرمت الملايين من العراقيين، والمراقبين، والمهتمين من مشاهدة، او سماع، او متابعة مجريات الجلسة بشكل مناسب. محكمه القرن التي انتظرها العالم انشغلت ساعات ليعرف المتهمون باسمائهم وان تعاد لهم عگلهم وچفافيهم لتغطية رؤوسهم العفنه، و حجب وجوههم المجرمه. وهل يخجلون؟؟!

 

ولكن المتامرك ليث كبه، وبدل ان يعتذر، ويوضح الاسباب. بدا يتهجم على محكمة الشعب التي حاكمت رجال العهد الملكي، والمتامرين على ثورة تموز . ان "ما يسمى محكمة المهداوي"، حسب تعبير التابع كبه هي بنت وقتها ورغم صعف الامكانيات، وانعدام التكنولجيا التي وفرها اسياد كبه اليوم فان الشعب العراقي كله كان يتابعها، ويؤيدها، ويسمع ما يقوله الحاكم، والمدعي العام. ورغم قلة رجال القانون فيها فان المرافعات كانت تجري بشكل قانوني، وكان هناك محامي دفاع. وتحدث بعض المتهمين بصلافه مثل بهجت العطيه، وعصابة صدام التي حاولت اغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم. والمتامرين من عبدالسلام عارف حتى الشواف.

 

والشواف اسقطت حركته الجماهير، وحوكم بعدالة. واعقبها ارهاب اسود شنته العصابات القوميه ضد كل من دافع عن، او ايد، ولو بكلمة استقلال العراق، وسيادته ضد التدخلات الخارجيه القادمة من مصر عبر سوريا التي تمارس اليوم نفس الدور القذر الذي مارسته ضد ثورة تموز. وهذه العصابات هي نفسها التي بجل "شهداءها" رئيس الوزراء العراقي "الديمقراطي" فقط لانهم معادين للشيوعيه، وكل اليسار العراقي. وغازل ايتام العهد المباد بدل ان يعتذر لاسر الشهداء لانه ساند الانقلابيين، وتجسس على الطلبه الشيوعين لصالح البعثيين عندما كان طالبا في جامعة الموصل. كان عليه ان يخجل من ماضيه لا ان ينبش قبور الشهداء. وهاهو تابعه كبه يكرر الاساءة لتاريخ، وذاكرة شعبنا.

 

ومحاكمة الدجيل، التي حاول بها الجعفري، وبطانته، ان ينسب البطوله لحزبه عن طريق ادعاء عام قرقوزي قلب الامور، وحول المأثرة التي تباهى بها اهل الدجيل المعارضين لصدام طويلا الى مهزلة ولعب اطفال، وان اية رصاصة لم توجه الى موكب صدام. وهذه ليست لفته دفاعيه حاذقة بل خطا رهيب(زلة لسان ربما) وقع به الادعاء العام. فلقد حاول تبرئة منفذي محاولة الاغتيال، وهم في قبورهم. وليسوا في قفص الاتهام. قام بتجريدهم من دورهم البطولي، بدل ان يمجدهم. في حين كان عليه ان يوجه لائحة اتهام، لا، لائحة دفاع. فضحايا قمع صدام لم يخجلوا، او يخافوا من مقارعة حكمه الظالم. لياتي الادعاء العام الهزيل لينزع عنهم كل جرأتهم، وبطولتهم، واقدامهم، ويقدمها هدية للعصابة القابعة في قفص اتهام المحكمة.

 

 وبدل ان يوضح، او يعتذر،كبه، عن الاسباب الفنيه التي عرقلت مهمة المحكمة ذهب ليهين شعبنا بعد ان سمح لجلاده مرة اخرى ان يهين الشعب علانيه، وهو يعلن انه رئيسه المنتحب. ثم ما علاقة كبه بالمحكمة وهي محكمة جنائية خاصة مستقلة؟ ام هي محاولة قذرة، وجديده لاستغلالها سياسيا لصالح حزبه، الذي يدعي ان كل المقابر الجماعيه تضم اعضاء حزب الجعفري فقط ،بما فيهم الشيوعيين، والاكراد، والمسيحيين، والصابئه، والكويتيين؟ استحوا قليلا يامزوري التاريخ، وقرقوزات القرن الواحد والعشرين. ولكن كما يقال "راد يكحلهه عماها". ولقد اعمت عيونهم بهرجة السلطة وبريق الحكم.

 

وسيبقى ضحايا الارهاب القومي الرجعي، في الموصل وكل العراق، وسيبقى رموز محكمة الشعب "المهداوي" نجوما لامعة في ذاكرة شعبنا الحية، ويشرفهم ان تنال منه ذاكرة مريضة لصنيعة الدوائر الامريكيه. فاين الثرى من الثريا. ان محكمة المهداوي، هي محكمة الشعب، رغم تخرصات الجعفري وتابعه كبه.

 

رزاق عبود

20ـ10 ـ2005

312
بصراحة ابن عبود
اياد علاوي قادر على اخراج العراق من عنق الزجاجة
رزاق عبود

قد يستفز العنوان اعلاه الكثيرين، ممن يفكرون بعواطفهم، وليس بعقولهم. فعلاوي ليس المهدي المنتظر، ولا "فلتة" زمانه. ولكني اعتقد انه رجل المرحله، وله امكانيات، وقدرات، ومؤهلات تساعده على اخراج العراق من ورطته الحاليه.
فكل من القى كلمة، او ساهم في مؤتمر الوحده الوطنيه الذي عقد مؤخرا في بغداد بدعوة من حزب علاوي. يؤمن يقدرة الرجل، ويحترم جهوده ودوره. واكيد قاوم، من شارك، الكثير من الضغوط، والممانعات، والتحذيرات، وربما التهديدات من جهات مختلفة.
ولكن الرجال، والنساء ذهبوا  ليس فقط بسبب ما قلته بل لامرين هما، ان الوضع لم يعد يحتمل، ولا بد من توحيد القوى الوطنيه الديمقراطيه للتصدي لتردي الاوضاع المستمر، وعلى مختلف الصعد، والامر الاخر قناعتهم بالقدرة ، والامكانية الواسعة، والحرص على مواصلة، واستكمال مسيرة العملية السياسيه في العراق نحو بناء دولة عراقيه عصريه حره، ومتمدنه.
وقد يتهم البعض علاوي بعمالته للغرب، او العرب، او انه كان بعثيا. وقد اشترك فعلا في انقلاب 8 شباط 1963 الدموي، وساهم، بشكل غير مباشر، بقتل زعيم ثورة 14 تموز 1958. ثم في انقلاب 17 تموز 1968 الذي جعل من صدام نائبا للرئيس، ثم رئيسا في انقلاب ضد البكر ورفاق حزبه.
ولكن لنتذكر ان من اعاد بناء المانيا، وايطاليا، واليابان، وبعدها بعقود اسبانيا، والبرتغال. هم اناس خرجوا من رحم الانظمه القديمه، ولكنهم تقاطعوا معها. واتسموا بالعقلانيه، والمرونه، والهدوء، والمثابره، والايمان بالديمقراطيه، وعدم التطرف، وتخلوا عن رغبة الانتقام، والثار. وارى، شئنا ام ابينا، ان علاوي يمتلك هذه الصفات. كما ان معيشته في الغرب، وعلافاته الواسعه بدولها منحته خبره تؤهله لذلك. وقد اثبت الرجل خلال تراسه الوزاره الانتقاليه قدرة على الحكم، والعمل بهدوء بعيدا عن الايديولجيات. ببساطه اثبت انه رجل دولة.
واذا تحدثنا بالمزاج السائد اليوم في العراق، للاسف، فان علاوي يمتلك امتيازات لا يحظى بها غيره. فهو شيعي مثل اغلبية عرب العراق، اضافة لاكراده الفيليين وشيعة تركمانه. ويحظى باحترام الكثير من قادتهم، وتربطه علاقه جيده، وثقة متبادلة بالكثير من المرجعيات الشيعية. وهو ابن الاعظميه، وهي قلب بغداد، والعراق النابض ان احتربت احترب العراق، وان تسالمت تسالم العراق.
وقد اثبت سنة الاعظمية انهم اشد حبا، وحرصا من بعض القيادات الشيعية على اخوتهم من شيعة بغداد، بل فدوهم بارواحهم اثناء فاجعة الجسر. وسنة الاعظمية مع غالبية سنة العراق يمنحون ثقتهم لاياد علاوي. فلقد طمأنهم اثناء حكمه، وهو قادر على كسب ثقتهم، وثقة زعمائهم باساليبه العقلانيه، والتصالحيه، والواقعيه، وحزمه مع الارهابيين ايضا. فالاهم الان بناء العراق الجديد، وليس استحصال الثار القديم. القوميه الثانيه في العراق الاكراد، والثالثه التركمان، والاقليات العرقيه، والدينيه والمذهبيه يطمأنون اكثر لحاكم عقلاني علماني من اي شخص اخر مهما كانت صفته.
وعلاقات علاوي بالكرد، وزعمائهم قديمه، وقويه، وتتوفرثقه متبادلة تتيح استمرا ر دعمهم له، وضمان مصالحهم كقومية ثانيه، وشعب ذو خصوصيه. البعثيون حتى المجرمون منهم سينتظرون قبل التورط باعمال اجرامية اخرى اذا اخذ القانون مجراه، وساد القضاء المستقل، وليس الثار العشوائي.
كثير من القيادات، في دول اخرى، انشغلت بتصفية الحسابات القديمة كمهمة اولى، ولم يقدموا لشعوبهم ما انتظرته منهم. اعتقد ان البدء بتشغيل العاطلين اهم بكثير من صرف المليارات على اجهزة مخابرات، وتحقيقات، ومحاكمات، وحرس سجون، وتكاليف حمايات ليست هي الهم الاول، الان، لشعب شبه جائع.

المحيط العربي، شعوبا، وحكومات يتعاون، ويطمئن لرجل دولة مجرب مثل اياد علاوي اكثر من ثقتهم باخرين لهم علاقاتهم المريبه مع دول لا تضمر لدول الجوار غير المؤامرات، والتهديدات، والتدخلات. ان علاقته بدول عربيه قويه، وفاعلة يمكنه من كسر انف الجامعه العربيه، وبعض دولها، واجبارها على دعم العراق، والانصياع للتخلي عن محاولة فرض الوصايه، والتدخل في شؤون العراق الداخلية.
اعتقد ان كثير من التدخلات، والمؤامرات، التي يقوم بها العرب الان ستتوقف بفضل وجود رجل مثل اياد علاوي على دسة الحكم في العراق المضطرب. وسينعزل مثيروا الشغب، وحاضني الارهاب، ويتقلص نفوذهم، وتمتد، وتزداد سلطة الحكومة المركزيه، وتزداد هيبتها باضطراد في جميع انحاء دولة العراق وعلى حدودها كافة.

الحال نفسه ينطبق على العلاقات مع امريكا، واوربا، والعالم الاسلامي، وبقية دول العالم. شخص قوي، ومدعوم من جبهة وطنيه شعبية واسعة، يراس حكومة ائتلافيه عريضة يتمكن، ان يقف بوجه اي قوة، ويحول المواجهات، والتوترات المتوقعه، ومحاولات الوصاية، وفرض السياسات، او التوجهات، الى علاقات تعاون، وصداقة. فلسنا بحاجه لمعادات احد، والعراق محتاج لدعم العالم كله.

هذه ليست دعاية انتخابيه لاياد علاوي. ولست متفقا معه فكريا، وليست لي علاقه بالوفاق، ولا بصحيفتهم ولكن مصلحة العراق، والواقع، وحالة التردي تتطلب رجلا مثل علاوي يمتلك مقومات الزعامه، والقدره على قيادة المرحله بدون الانتقاص من قدرة الاخرين. والوحده الوطنيه تتطلب زعامة تحظى بثقة الاغلبية وهذه الثقة اضافة الى الحرص على مصلحة الوطن تجلت مؤخرا في الاستجابة لدعوة علاوي، والاتفاق مع طروحاته من قبل اغلبية قيادات شعبنا التي نثق بها، وامتلكت من الجراة، والوعي، والحرص، والواقعيه ما يمكنها من الموافقة غلى تسليمه قيادة الدفة في هذه الظروف الخطره، والمصيريه التي يمر بها العراق، وهم مؤمنون بمقولة شعبنا الطيب:  "انطي الخبز لخبازته".

واتمنى ان يكون خبز اياد علاوي طيب، ومكسب، وبيه سمسم من كل اطياف شعبنا السياسيه المؤمنه بعراق حر وديمقراطي.

رزاق عبود[/b][/size][/font]

313
بصراحة ابن عبود

 

اولاد صبحه نهبوا العراق، واولاد فضيله ينهبون البصره

 

منذ سقوط النظام البعثي الفاشي على يد اسياده القدامى. ظهرت في شوارع البصره العماليه، بصره هندال وابو زيتون. بصرة النقابات، والمظاهرات، واتحادات الطلبه، والنساء. منظمة الشبيبه، والمقاومه الشعبيه والمسيرات، والاحتفالات. بصرة الشعراء، والادباء، والفنانين، والفلاسفه، والمغنين، والمسرحيين، وكل المبدعين. بصرة الكسله ونورووز، والاثل، وشط العرب، والكورنيش وبلم عشاري. بصرة الحفلات والاحتفالات، بصرة الجامعه، والطبگه، والسهرات، والسفرات الطلابيه، وانس المتنزهات. بصرة الملاعب، والمباريات، والرياضه، والمسابقات. بدل كل ذلك ظهرت خفافيش الظلام، وهي (تأمر بالمعروف ،وتنهى عن المنكر) تضرب الشباب، وتنهر النساء، وتحاسب الاطفال، تعنف الشيوخ، وتعاقب الشابات. تغلق المحلات، وتحارب بقية الديانات. تمارس السطو، والاغتيالات. تطلق يد الحراميه، والحراميات. الملتحين زورا، وكذبا محجبات. ويتم اغتصاب المال العام، والخاص، باسم الدين، واصحاب العمامات. منعوا الموسيقى، والاغنيات. اغلقت محلات الزينه، والحمامات. منع اختلاط الطلبه بالطالبات. هوجمت محلات الحلاقين، والحلاقات. وتم تهريب النفط بالسفن، والناقلات. وحملت الثروات بالدوب، والماطورات. منعت النفانيف، والتنورات. والزموا لبس الجبب، والعبايات. منعوا الافنديه، والسافرات. وفرضوا الاسود، والعصابات. منعوا الموطه، وانواع المشروبات. هدموا الجسور، والطرقات، فهي من عمل الشيطان، والمحرمات . خرجوا من الاكواخ، وبنوا العمارات. لا يتعاملون الا بالذهب، والدولارات. انه حكم الشيوخ، والايات. حكم حزب الفاضلين، والفاضلات، الذين اكلو كل شئ ، ولم يبقوا غير الفضلات. يوجهون النصائح، والارشادات. ويغرقون الناس بالحكم، والعظات. ويسهرون مع كل الموبقات. يطلبون العفه من الصبيه، والبنات، ويعاقرون الولدان المخلدون، والحوريات. ينعمون انفسهم،ليلا، ويتمتعوا باللذات. هناك كل الفضله، والفضلات، والساقطات. ليس مهما ان تكون شريفا، او حريصا او تزيد من عدد الركعات. المهم ان تدفع الخاوه، والرشوات. لتطرفهم تركوا الدين والديانات. واهتموا بالدهس، والاغتيالات. وامتهنوا الفرهود، والغزوات، واياكم، اياكم ان تعترضوا فهذا امرمن السموات. والا تفرض عليكم الغرامه، وانواع العقوبات، وتصبح بيوتكم واموالكم عرضة للمصادرات. ويزداد عدد المرجومين، والمرجومات. فهذا حزب الفضيله، وحلفائه المصممين على الحاقنا بايران لنعود الى السجع لانه عصر الملالي، والملايات، الذين يتلقون اوامرهم من العصابة الايرانيه اطلاعات.

 

ما كان بودي نشر ما كتبته اعلاه. سطرته من باب التسليه، والعبث للسخريه، والهزأ، مما يجري على يد عملاء ايران الذين يحكمون البصره، وكل جنوب العراق باسم الدين. لكن الاحداث المفتعله اخيرا من الطابور الخامس الايراني في البصره بهدف ضمها الى المدن المكتويه بالارهاب، والفوضى، والقتل اليومي بهدف التغطيه على جرائم اسيادهم في طهران. ولصرف انظار الناس، واشغالهم بتتابع الاحداث، وتحويل اذهانهم، وحياتهم الى هاضمة يوميه للمآسي، والعذابات ليتقبلوا بعدها اساليبهم الدنيئه، وفجاجة طاعتهم العمياء لاولياء نعمتهم من ملالي ايران المتخلفين الحاقدين. شعرت انهم يستحقون كل الازدراء، وكل قاموس الشتائم العراقيه، لان الخونه لا كرامه لهم، ولا اعتبار، ولا يستحقون اي عطف. ومما شجعني على نشره، هو حديث تلفوني مع احد ابناء البصره، وهو يناقش كتاباتي، فسالته ما اذا كنت قاسيا مع القوى الظلاميه فصرخ محتجا: "ياقسوه يا بطيخ؟ تعال، وشوف شمسوين بينه، خلو الناس تترحم على عهد صدام المجرم. يمعود هذوله ما يفيد وياهم الا دگ بالقنادرعلى روسهم، الى ان نخلص منهم. حتى رمضان ماله طعم وياهم. انت شايف عرس بليه زفه؟ حتى الاعراس سووها مآتم".

 

رزاق عبود

9/10/2005 

314
بصراحة ابن عبود
حكومة الجعفري /صولاغ : ايران اولا، والعراق اخيرا

كثيرا ما يرد ممثلي قائمة الائتلاف العراقي الحاكم فيما يتعلق بموضوع ولاية الفقيه او العلاقه مع ايران. بان ظروف العراق تختلف، وانهم يتعاملون مع ايران كدوله جاره، وان العراق، اولا، وثانيا، وثالثا. واحيانا يستدرك المتحدث: واخيرا. وفي هذا يصدقون مع رفع حرف العطف. فولاية الفقيه قائمه في العراق.
وهذا ليس موضوعنا ولو انه ،يقال "والعهده على القائل"، ان بعض المرجعيات تحدد، حتى اشكال، وماركات(الافضل ايرانيه طبعا)، والوان ملابس وزراء الائتلاف، وطريقة حلاقتهم، وطول لحاهم، وما اذا كان يحق لبعضهم اطلاق شاربه ام لا. اما اللحيه فهي واجبه.
الغريب ان اول شئ فعله رئيس الحكومه العراقيه بعد ان تاخر تشكيلها ثلاثة اشهر. هو اطلاق سراح كل المعتقلين، والموقوفين الايرانيين، ومن مختلف التهم. من تجار مخدرات الى قتله، ومجرمين، ولصوص، ومهربين الى ارهابيين، او منسقين للارهاب في العراق. والحجه هي لتطوير العلاقات مع "الجاره" ايران، وارضاء خاطر وزير خارجية ايران الذي قام بزياره العراق لتبليغ حكامه الجدد باوامر، وتعليمات حكامهم في ايران.
وهنا يتضح امران . اتضاح كذب الحكومه الايرانيه التي تنفي التدخل في شوؤن العراق، وكذب ممثلي القائمه الذين دائما ما ادعوا انه لا يوجد تدخل ايراني في شوؤن العراق. والثاني هو ان رئيس الوزراء "العراقي" الجديد قام، وبجرة قلم واحده، بالقاء دولة القانون الموعوده في سلة المهملات اقتداءا بالسيد القائد، الذي قال "القانون جرة قلم من ايد صدام حسين".
فكما تسرب وقتها من اخبارلم يستشر الجعفري لجنة الرئاسه عفوا "الكراشه". ولم يطرح الموضوع على الجمعيه الوطنيه. ولا رئاسة الجمعية الوطنيه، حسب قانون ادارة الدوله المؤقت. بل جاء الامر مفاجئا حتى لوزير داخليته كما يقال. طبعا فمصلحة الدوله الاسلامبه في ايران اهم من كل العراقيين. وقد سبق لجماعة الائتلاف القتال ضمن جيش ايران ضد وطنهم العراق.
ولهذا فالسيد الجعفري لم يكلف نفسه"ليش يدوخ راسه" حل مشكلة الكهرباء، والماء، او توفير الطب، والدواء، او استتباب الامن، والرخاء في البلد الذي يحكمه. ولو لتنفيذ ادعاءاته اثناء الحمله الانتخايبه. لماذا لم يهتم بتوفير العمل للعاطلين؟ لماذا لم يطالب ايران ولو همسا بسد حدودها على الارهابيين، او ايقاف تهريب المخدرات الى العراق، او ايقاف تهريب كل شئ من العراق الى ايران؟ "شنو، چمل الغرگان غطه"؟

ورغم تحذير المخابرات، والاستخبارت العراقيه، والعربيه، والاجنبيه، وقوات التحالف، والكتابات الصحفيه، وشهود العيان، والاعترافات، والملاحظات، والتقارير من حرس الحدود، والمسافرين، والمهتمين، والمراقبين، والمواطنين العاديين الحريصين على سلامة الوطن، والصرخات المستغيثه من الاجهزه المحليه. ورعم الوثائق، والمستمسكات التي قدمها، ويقدمها مسؤولون كبار في الدوله، تثبت  الدور الايراني القذر بمساعدة الارهاب، والارهابيين، وتقديم الدعم اللوجستي، والتدريب، والتسليح، وتسهيل التسلل الى الاراضي العراقيه. ورعم المؤشرات الكثيره، والكبيره عن، و من ان الزرقاوي قد يكون متواجدا في ايران. وربما هو صناعه ايرانيه ميه بالميه، مثلما كان ابو طبر صناعه بعثيه خالصه.
متفجرات، واسلحه، وصواريخ، واجهزة تفجير، ومعدات نسف، ومتسللين، ومتورطين، وكلهم ايرانيين، او لهم علاقه بايران"الجاره المسلمه". لكن صولاغ ينكر ذلك. ميليشيات مسلحه، ومجهزه، ومموله من ايران الاسلاميه فان صولاغ الايراني الاصل، وعصابته الطائفيه ينكرون تدخل ايران.
ورعم ان الحرب تدور منذ اشهرعلى حدود سوريه (حليفة ايران) ضد الارهابيين القادمين من هناك، والمجندين، والمدربين من قبل حزب الله (صنيعة ايران) فان صولاغ، ورئيس حكومته لازالا يضعان مصلحة ايران فوق المصلحه العراقيه، رغم اداءهما القسم (اليمين) الرسمي لخدمة المصلحه العراقيه. فهل كان ايداء القسم تقيه جديده؟؟؟! ام انهم صدقوا عندما قالوا ان مصلحة العراق تاتي اخيرآ؟؟؟!

والى متى يصمت الاسلامييون عن خيانات قياداتهم المعلنه؟؟

السؤال موجه بشكل خاص للمؤمنين المخلصين الذين لامسوا ، وعايشوا العنصريه الفارسيه اثناء تواجدهم في ايران "الاسلاميه"!!! ويمكن اضافة الاسلاميين الذين يدعون الوطنيه!!!

رزاق عبود
6/10/2005[/b][/size][/font]

315
بصراحة ابن عبود
هل تفرخ الفضائيه "العراقيه" من جديد "الرئيس القائد" ؟؟!

منذ ان احتل ابراهيم الاشيقر الجعفري كرسي رئاسة الوزراء، بعد مناورات، وصراعات، ومؤامرات، ودسائس، واحابيل تعلمها من اسياده في لندن، وحلفائه في طهران، واصدقائه في دمشق. تغيرت امور كثيره، وتحولت اشياء عديده الى مضاداتها. طارالامان الموعود، وزاد عدد الارهابيين، وارتفع رقم ضحايا التفجيرات. واختفت الحصه التموينيه، وضاعت الكهرباء، وغابت الخدمات، وازداد عدد العاطلين عن العمل. وتحولت البساطه الاسلاميه، الى سلاطه لسانيه، والتواضع الديني الى فخفخه، والحمايه صارت فرقه مغاوير(صدام جان عنده فوج) و.. و... و،
واوضح ماتغير مما يثير القرف، والاستياء، والسخريه، والرثاء لحد الغثيان اسلوب "الفضائيه العراقيه" التي من المفروص ان تكون مستقله، ناقده، مراقيه، متفحصه، لاعمال، ونشاطلت، وخروقات، وتجاوزات الحكومه، حسب "تعليمات" واسلوب ال "ب ب س" المحايد. ولكنها تحولت الى سماعه على حايط حسينيه تنقل اللطم، والدگ، والزنجيل، والقامه، واخبار الزيارات، والفواتح، والملايات، والقرايات، والمقاتل.
واهتمت بشكل خاص بجولات، وصولات، وتصريحات، وخربطات، وهبات، وتبرعات الجعفري التي تعد بالملايين والتي تغير لقبه على اثرها الى ابراهيم البرمكي( منين ايجيب هاي، الفلوس والناس الفقيره، حتى الحصه التموينيه ماتوصلهه؟) و"العراقيه" مستمره بالتغزل بعيون الجعفري التي تورمت، وانتفخت من اكل السوشي الياباني، (ترقه على الشبوط، والزوري). وتشيد بربطة عنقه الحمراء، رغم كرهه، وحقده الشديدان للشيوعيين (حلفاء الامس).
ولا تخفي اعجابها بانشائه، وتعبيره،وبلاغته، وفصاحته، وقررت منحه جائزة نوبل للاداب على تصفيطه الكلامي رغم عدم اشتراكه في مسابقة "سحر البيان" بعد ان سحرهم بحديثه الانشائي، وكلامه اللي مافيه جمله مفيده(ما بيجمعش).
ويهرول صحفييها وراء السيد رئيس الوزراء لتغطية زياراته الميدانيه، واستعراضاته البهلوانيه، وقصه اشرطه افتتاح المشاريع الوهميه. ونسيت ان تهديه احد المقصات لتهذيب لحيته الكثه، وشاربه المغولي . وتقرب الكاميرا(الزوم) عندما يبتسم، فهذه فرصه نادره، ومناسبه فريده، وسبق صحفي لا يتحقق باستمرار.
اما اذا بانت اسنانه فهذه لقطة العمر. والشئ الوحيد الذي بقي هو الاتصال بقارئ المقام العراقي العجوز(اذا بعده عدل) يوسف عمر باعتباره الاول، والوحيد الذي غنى مبتهجا بانقلاب 8 شباط، وفرحا باستشهاد عبدالكريم قاسم. مع ال الحكيم، وجماعة الجعفري الذين مهدوا، وساندوا الانقلاب البعثي الفاشي.
وهناك اخبار على موافقة هذا الكهل/ الميت على اهداء اغنيته الشهيره التي يعرفها كل العراقيين مع تحوير بسيط ليناسب مقام السيد/ دولة/فخامة/حضرة/سعادة/رئيس الوزراء المعظم "الله لا يحفظه" ، ويقال، والعهده على مذيع العراقيه الملتحي حديثا،انها تحولت الى نشيد خاص بحاشية الجعفري:

"عاش الجعفري ابراهيم، وهدومه، وعاش الجعفري ابراهيم وهدومه"

مع الاعتذار،لاصحاب الذوق الرفيع، من محبي المقام العراقي، ومناضلي حزب الدعوة، وغالبية موظفي "العراقيه"، الذين يشاركون العراقيين خيبتهم برئيس الوزراء الفذ/ الضروره/ الفارس/ المؤمن/ الخجول/ الرحوم...الخ...الخ من القاب السلطان الجديد.

واعوذ بالله من صحفيي السلاطين!!!!

رزاق عبود
1/10/2005[/b][/size][/font]

316
بصراحة ابن عبود
وحده يساريه، ام وحده وطنيه؟

موعد الانتخابات للبرلمان العراقي الجديد يقترب. ومعه تتقارب، او تتباعد المواقف، والقوى على الساحه السياسيه العراقيه، بعد ان افرزت الانتخابات السابقه تحالفات، وجبهات طغى عليها الطابع الطائفي، والقومي، والعشائري، والديني.  واختفى الطابع الوطني العام، والحماس للمصلحه العامه، او هكذا بدى، فترة التوافقات ايام مجلس الحكم. الامر الذي بعث، وقتها، روح التفاؤل عند الجماهير رغم ماشاب التجربه من طابع المحاصصه، واستبعاد قوى مهمه عن تجربة المشاركه في مسؤولية ادارة البلاد. وقد بدى للوهله الاولى ان كل شئ على مايرام، وان القوى الوطنيه خلفت ورائها كل خلافاتها الفكريه، والايديولوجيه، والحزبيه واتفقت(توافقت) على المصلحه الوطنيه العليا. ولكن تجربة الانتخابات الضيقه الافق، وما شابها من تاثيرات، وتشويهات، واستقطابات، وتزوير، وتدخلات اجنبيه، وتغييب ملايين العراقيين بسبب الارهاب، ومواقف سياسيه متعنته، ونفوذ قوى البعث الذي لا زال ينمو، ويتصاعد، ويتخذ مختلف الاشكال، وعلى مختلف الصعد. ان انفراط عقد التفاهم، والتوافق، وطغيان المصالح الحزبيه، والقوميه، والطائفيه، والدينيه الانانيه الضيقه جاء بجمعيه وطنيه مشوهه احتلتها اغلب القوى التي ارادت ان تفرض مشاريع لا تمت للمصلحه العامه بصله، واضعين مصالحهم فوق المصلحه العامه للشعب، والوطن. وفي نيتهم تنفيذ مشاريع متخلفه، ورجعيه لا تمت لطبيعة العصر بصله، ولا تنسجم مع ما اتفقت عليه عندما كانت قوى معارضه، وما اعلنته للجماهير التي اصيبت بصدمه جراء تحطم امالها السريع بسبب مبدأ التقيه.

وامام الخيبه الجماهيريه الكبرى، والصدمه التي خلقها ازدياد الاوضاع سوءا ،واستفحال الارهاب، ونقص، وانعدام الحدمات، وفقدان الامان، وعودة المليشيات المسلحه، والمهاترات، وحروب الاتهامات المتبادله، والاحترابات غير المعلنه بين حلفاء الامس(الاخوه الاعداء). واصرار بعض القوى على التمسك بذات النهج للتفرد، والاسئثار، ومحاوله فرض ارادتها بمختلف الوسائل، بما فيها الاغتيالات، وبعث اشباح الماضي المريضه المناسبه لعقولهم، وافكارهم، ومشاريعهم. وكانه لم تكفينا حالة القمع، والطغيان التي عشناها منذ انقلاب 8 شباط 1963  حتى 9 نيسان2003. ان الاختلافات، والاستقطابات، والتمايزات التي ظهرت بين مكونات كل التحالفات دون استثناء، وداخل كل تحالف هو مؤشر واضح، وصريح على ان الاسس الوقتيه، والانتهازيه، والمصلحيه، والمحاصصه، التي قامت عليها تلك التحالفات تنبع من خلل واضح في المفاهيم، والقيم، والاسس التي رافقت تلك التحالفات السريعه، والمفتعله.

ان معاناة شعبنا العراقي، والتجربه الوطنيه تثبت ضروره العوده لسياسة التحالفات الوطنيه العامه فنحن نعيش مرحلة تحرر وطني، ونعايش ظروف قاسيه جدا، ونمر بمرحله مصيريه، ونواجه تحديات خطيره جدا تتطلب التحالف الوطني الشامل في مواجهة المؤامرات الداخليه(البعثيه، والسلفيه) والاقليميه، والعالميه التي يتعرض لها ليس مصير العراق السياسي، فقط ،بل وجوده بالكامل. وعلى هذه الاسس، والقيم، والمفاهيم الوطنيه الشامله يلتقي افق واسع من اليسار، الى اليمين. لا يمكن لتيار/ حزب/تحالف واحد ان يكون متفقا على كل شئ فكيف في بلد متعدد الاجناس، والقوميات، والاديان، والطوائف، والافكار، والايديلوجيات، والقيم، والمفاهيم ان يكون موحدا ومتفقا على كل شئ. ولكن هناك خطوط عامه يلتقي عندها الجميع كلنا نريد عراقا حرا، مستقلا، اتحاديا، ديمقراطيا، تعدديا، تداوليا. وهذه الامور يلتقي عندها الاسلامي المتنور، والليبرالي، والشيوعي، والوطني، والقومي، والمستقل، وتتفق عليها اغلبية الشعب العراقي بكل مكوناته. في كل الاجنحه يوجد متطرفون، ومتعصبون، يقابلهم منفتحون متفهمون في جبهتنا الواسعه هذه التي يجب ان نعمل لتحقيقها.

في عام 1957 انبثقت جبهة الاتحاد الوطني، ومهدت لثورة 14 تموز1958، ودعمت انتصارها. بعدها تمزقت تلك الجبهه، وتقاتل اطرافها، وتصارعوا بدفع، وتحريض من جهات اجنبيه ايضا، مثلما هو حاصل الان. لقد حاولت قوى معينه في حينها اعاده الحياة للجبهه، واعادة لحمة القوى التي كانت مؤتلفه. لكن الظروف الذاتيه، والموضوعيه، والمؤامرات الدوليه، والعربيه خصوصا(سوريا البعث، ومصر عبدالناصر) كانت اقوى، وابرع، واذكى من كل المحاولات. واستخدمت اساليب خبيثه جدا،تمارسها اليوم، وهو بث روح الفرقه والاحتراب بين قوى التغيير، والديمقراطيه. لازال الكثيرون ممن عاشوا تلك الفتره احياء، ويتذكرون التفاصيل، ويعرفون القوى، والوسائل الدنيئه التي اتبعت لتذابح الاخوه، وضياع ثورة تموز. وبعضهم الان قاده، ومسؤولين ويدعي بعضهم، او جميعهم انه تعلم من التجربه، واستوعب دروسها. واهم درس انه لا توجد قوه وطنيه مهما كانت قويه، وواسعة النفوذ ان تنجز مهام المرحله لوحدها، او تشطب على دور اى قوه مهما كانت متواضعة الحجم والتاثير. ان اعادة بناء وطن، وحياة شعب من جديد ليست مجال استحواذ. بل مجال منافسه لكل من يقدم الافضل، ويتسابق لخدمة الوطن، والشعب لا حكمهما.

ثورة العشرين قتلتها المناورات، وثورة تموز قتلتها المؤامرات التي مزقت الوحده الوطنيه فهل يجمعنا اليوم وقفتنا ضد الارهاب، والتكفير، والفساد، والفوضى، والتدخلات الخارجيه، ومن اجل بناء عراق ديمقراطي حر، ومستقل. وحتى لا يقتل منجز التغيير مرة اخرى على ايدي من ناضلوا في سبيله. لتنام الاجيال الجديده مطمئنه على واقع احلام ضحايا الاستبداد، والمناضلين ضده منذ تاسيس الدوله العراقيه الحديثه حتى الان.

انها صرخة ضمير فهل من مستجيب؟؟!

رزاق عبود
23/9/2005 [/b][/size] [/font]

317
ايام الثقافه العراقيه في ستوكهولم جهد كبير وحشد صغير

حسب التقليد السنوي قام نادي 14 تموز الديمقراطي في ستوكهولم بفعاليته المعتاده "ايام الثقافه العراقيه" حيث تعود ان يستضيف فيها مبدعين عراقيين من الداخل، والخارج. ومن مختلف الاتجاهات، والقوميات، والاختصاصات. وطبعا حسب الامكانيات. وفي كل مره تقف صعوبات، وعوائق لا حصر لها لانجاز الفعاليه بالشكل اللائق، والمناسب وفق تصورات الهيئه المشرفه. ولكن الاصرارعلى اقامتها، باي شكل، ينتصر في النهايه كما يبدو.

وفي هذا العام تكررت نفس الظاهره، ولا اقول الحاله. فرغم ثقل الضيوف الادبي، والفني على الساحه العراقيه( الملحن طالب غالي، والتشكيلي عماد الطائي، والشاعره بلقيس حسن، والشاعر خلدون جاويد، والفنان الكوميدي الشهيرحمودي الحارثي(عبوسي). فان ما حضر من جمهور يوم 13/7/2005 لا اعتقد انه يعكس الطموح، والهدف المرجو من هذه الفعاليات.
وهو بالمناسبه نفس الجمهور الذي يحضر كل الفعاليات. ويتسائل المرأ. فاما انه قد جرى قصور في الدعوه، والدعايه لهذه الفعاليه السنويه المهمه، اوان اغلبية الجاليه العراقيه في ستوكهولم لا تهتم لا بالعراق ولا بثقافته.
وانا ارجح الامر الثاني. فالناس هنا، وربما في كل دول المهجرترقص، وتغني، وتتغنى، بامجاد وبطولات العراقيين. وتلطم، وتبكي، وتصرخ على شهداء العراق في مواكب، ومراسيم العزاء التي ازدادت هذه الايام بسبب تزايد الاعمال الارهابيه.
اما الاهتمام الحقيقي بالعراق، وثقافته،ومصيره، وتطوره السياسي فليس اهم من العمل الاسود، او مشاهدة فيلم عربي تافه، او متابعة مسلسل فاقع، او شوي اللحم الحلال/الحرام على شواطئ المدينه العديده المكتظه باجساد العاريات (الكافرات)، والمحجبات (المؤمنات)، واصحاب اللحى باجسادهم العاريه، ونسائهم وبناتهم الملتحفات بالسواد من الهامه حتى الاصابع.
اوالتسكع في الاسواق المكيفه الجميله للحديث الفارغ، والتباهي بالقدره على "قشمرة" السوسيال، او شراء ما يمن به حواسم السويد من بضائع مسروقه باثمان بخسه. رغم ان الاخلاق، والاديان، والاعراف نهت عن شراء المال المنهوب، والمسروق.

القوى الدينيه، كالعاده، كانت غائبه بالكامل تقريبا، بحجة( ربما، هذا افتراض، فانا لم اسالهم) ان النادي المنظم للفعاليه يقوده شيوعيون ملحدون، والعياذ بالله. في حين، وحسب معلوماتي الفقيره لا يوجد في الهيئه الاداريه المتكونه من 5 اشخاص غير شيوعي واحد.
وهو نفس السلوك القديم الذي قادنا الى الاحتراب، ومكن صدام حسين من الجميع. ويستمر البعض عليه، للاسف، بل ازداد في الفتره الاخيره، رغم الادعاءات المتكرره، بتعلم دروس الماضي، وشعارات الوحده الوطنيه. والقيادات الكرديه(قيادات المنظمات الكرديه في ستوكهولم) ولا اقول الاكراد فقد كان الكثير منهم موجودا. غابت هي الاخرى وربما لنفس السبب. يا سبحان الله. 
ارض العراق وكردستان ملئى بالشهداء من الشيوعيين، واصدقائهم، الذين ماتوا تحت شعار السلم في كردستان، او الحكم الذاتي لكردستان، او دفاعا عن الشعب الكردي. او ربما،الله اعلم، ان احد شروط التحالف مع الجعفري كانت مقاطعة ومحاربة الشيوعيين من جديد؟ آمل من كل قلبي ان اكون مخطئا. فانا لازلت مستعدا لتقديم حياتي في سبيل حق الشعب الكردي في تقرير مصيره.

واذا وضعت القيادات الكرديه، والدينيه في ستوكهولم في خانه واحده باعتبارهم حاكمين ونحن محكومين. ومن عادة الشرقي ان ينسى صديقه عندما تتحسن احواله. ناسين تبدل الاحوال. فكيف افسر غياب الوجوه، والاسماء التي تمتلأ بها صفحات الانترنيت من كتاب، وفناني، ومعلقي، وصحفيي ستوكهولم من العراقيين. انا لا اعرفهم جميعا، ولكن صورهم تزدحم بها شاشات الكومبيوتر في كل انحاء العالم. ولم المح، الا واحد، او اثنين منهم (اكيد بعدهم بالحزب) فهل هو ترفع، ام تكبر، ام زعل؟ ام ماذا؟ ام هو موقف سياسي ضيق؟

ان العنوان هو "ايام الثقافه العراقيه" وليس الثقافه الشيوعيه، فما المانع من حضور الشيوعي، والاسلامي، والمستقل، والديمقراطي، والقومي و.. و.. والعديد من الاسماء التي امتلئت بها الساحه السياسيه العراقيه حديثا؟ ربما زعل بعضهم(اقصد الكتاب، والفنانين) وانا اتفق معهم. ان النادي تجاهلهم. ولا زال، ولفتره طويله يعمل حسب مبدأ: "مغنية الحي لا تطرب". واقتصرت الدعوات، والامسيات دائما على مجموعه مقربه من الهيئه الاداريه. ربما، هذا ما يقال.
انا لست عضوا في النادي، ولا هيئته الاداريه، ولا حاضرآ نشيطا لفعالياته. لكني لم اضع فرصه لحضور ايام الثقافه العراقيه ،اذا، وصلني نبأ قيامها. الايمكن اذن لمبدعي ستوكهولم، ان يطربوا اهل مالمو، او يوتوبوري، او غيرها من المدن، والعكس صحيح؟ وربما يقول بعضهم: هذا تقليد جاري. فيرد كثيرون، وانا معهم، نعم، ولكن لنفس الوجوه.

اما السفاره (العراقيه) المحصونه، فكانت غائبه بالكامل فهي سفاره بروانيه/بعثيه، وليست عراقيه. فلا مبعوث، ولا ممثل، ولا برقيه، ولا باقة ورد ولاهم يحزنون. فاذا كان التعريف بالثقافه العراقيه، والعراق ومجده التاريخي، وانجازاته ليست من مهمة السفاره العراقيه. وهي من بين المهمات الديبلوماسيه التي تقتضي المحافظه على، والدفاع عن مصالح البلدالمعني.
وما احوج العراق الحالي لذلك. فما دور السفاره اذن؟  يبدو ان بعض موظفي السفاره "العراقيه" مهتمين فقط، بتهريب البعثيين المطلوبين من العراق، وسوريا الى السويد. وتوزيع الجوازات العراقيه لغير العراقيين اكثر من اهتمامهم، ولو ليوم واحد بايام الثقافه العراقيه. لقد حضرقسم منهم يوم 14/7 لمشاهدة شيخ المدربين عمو بابا للحصول منه على تواقيع لابنائهم واخذ الصور التذكاريه معه في خارج العراق، في حين تهمله سلطتهم في الداخل.

ثم هل نعرف الناس بثقافتهم؟ فاذا كان هناك اجيالا ممن انقطعوا عن الثقافه العراقيه، ويجب تعريفهم بثقافتهم فاين القسم الاخراقصد السويدين والاجانب الاخرين؟ فلم ار مدعوا واحدا من 150 جاليه اجنبيه موجوده في السويد. في الاقل للتعريف بتجربة فنان تشكيلي عراقي. واذا كان "الشباب" مافوق الخمسين هم الذين يحضرون كل مره. فماذا فعلنا لتعريف الجيل الشاب الذي نشأ، او ولد في السويد لتعريفهم، وجذبهم لمثل هذه النشاطات؟
واعترف عن تجربه شخصيه ان الامر ليس سهلا. فاذا كان حضور الجمهور المثقف ذاته قليلا فكيف بمن لا يعرف او يجيد لغة الام. يجب التفكير بوسائل واساليب جذبهم لمثل هذه الفعاليات. يكفينا مقاتل، وفواتح، ومطربين "يبچون" الصخر. حتى اللقاء مع الفنان الكوميدي الاستاذ حمودي الحارثي(عبوسي) تحول الى فاتحه. وحديث عن الموت، ومراسيم الدفن حتى ظن الجمهور ان اللقاء كان مع دفان وليس مع فنان! مع الاعتذار لمقدم اللقاء فمجرى اللقاءات غدار دائما.

يقال ان هناك تجمع للجمعيات؟ اتحاد الجمعيات العراقيه في السويد. لماذا لا يقوم الاتحاد بالاشراف على الفعاليه، فيدعو قيادات وجمهور الجمعيات المنظويه على المساهمه، والحضور؟
او ان تقوم هذه المنظمات بوضع برنامج مشترك بحيث يسمح للطيف العراقي كله ان يحضر ويقدم ابداعه. هناك مجموعه كبيره من المنظمات، والجمعيات، والنوادي التي تحظى بقدر كبير من دعم السلطات السويديه.
الا يمكنها جميعا او القسم الاكبران تتفق على مجموعه من الضيوف، يوزعون على كل الايام حتى يبقى الجمهور كبيرا لنفس المتحدثين، او القارئين، او المحتفى بهم. لا ان يحشر طيف ما في يوم واحد.
وفي اليوم الثاني تفرغ القاعه كما حدث في العام الماضي عندما اكتظت قاعة (أ ب ف) في ستوكهولم بالحضور، ولكنها فرغت في اليوم الثاني عندما غابت المحاصصه، او التوافق عن المسرح. كلنا يدعي انه ليس طائفي، وليس  قومي متعصب، وانه ديمقراطي، ويحب سماع الصوت الاخر. ولكن الواقع غير ذلك.

انا اقترح ايضا ان لا تقتصر هذه الأيام على ستوكهولم فقط بل على كل المدن ذات الحضور الكبير للجاليه العراقيه. فاما ان يكون لها(المدن الاخرى) ايامها الثقافيه الخاصه، وضيوفها، وتجري بنفس الايام، وعلى مستوى السويد،او ان يرتب برنامج بحيث تتوالي المدن على استقبال نفس الضيوف الذين استقبلتهم ستوكهولم. طبعا بعد التشاور، والتفاهم، والاتفاق مع ممثل نوادي، او جمعيات او مهما كانت التسميه في تلك المدن.

كفانا تشرذما، وكفانا تمترسا، وكفانا تقوقعا، وتخندقا، وكفانا تشتيتا للطاقات! ندعو الى وحده وطنيه شامله، ولا نستطيع توحيد قوى الجاليه، اوحتى ضمن الطيف السياسي، او الفكري الواحد.

ام ان هذه "ثقافه عراقيه" ان نبقى ممزقين؟؟؟ مستعيرين من محيطنا العربي، والاسلامي شعاره العتيد:

اتفقنا على ان لا نتفق!!!!!

سؤال حريص ليس الا!

ملاحظه لابد منها. من السهل، ومن موقع المتفرج ان اسجل الهنات، والهفوات. و"نحن استاديه بالملاحظات". فعمل، وفعاليه، ونشاط بهذا الحجم، وتحت هذا العنوان العريض، من الصعب اعطائه حقه. خاصة اذا عرفنا ان خلية النحل التي اخذت على عاتقها انجاز هذا العمل الكبير لا يتعدى اصابع اليد. ولكني احببت فقط الاشاره لامور اعتقد انها تمكن من تطوير الفعاليه في السنوات القادمه، و ليس نقدا. فانا كمتفرج لا ارى من حقي تقديم الأنتقادات.
ولكن كعراقي شاهد اشياء جميله خلال يومين و" بلاش". ابدي مجرد امنيات تتناسب مع عمق المجهود المبذول في بيئه غريبه جدا، ووسط كما يبدو يعج بالمتصيدين بالمياه العكره. حاولت فقط قطع شباكهم ليس الا.
خاصة اذا تذكرنا كيف اسرتنا شباك الوجوه الرياضيه، والمدربين الاكفاء، وعلى راسهم الاسطوره العراقيه الحيه "عمو بابا" وهم يتحدثون عن العراق لا عن انفسهم. حاولت فقط محاكاتهم ليس الا. وهذه احدى المحاولات التي جرت الى القاعه وجوها شابة وحتى غير عراقيه.
وهي ضربة معلم، ودليل واضح على ان امكانية توسيع دائرة جمهور الفعاليه متوفره ونجحت فعلآ. فشكرا لمن استضافوا هؤلاء الابطال، والرموز، وشكرا للقائمين على الفعاليه الجميله. وكل حلو بيه لوله.
وعذرا مرة اخرى.

رزاق عبود[/size]

318
بصراحة ابن عبود
جولات الجعفري الصداميه
رزاق عبود
razakaboud@hotmail.com

اثارني السيد رئيس الوزراء،مرات، وهو يتحدث بطريقة الوصايه عن "مواطنيه" ويصفهم على الطريقه، التي يتحدث بها شيخ عشائري، او احد الولاة العثمانيين وهو يقول: ابنائي، وبناتي. ناسيا، ان بينهم من يقبل السيد الجعفري اياديهم مثل رجال المرجعيه العراقيين، وغير العراقييين. اعتبر نفسه خليفة، على المؤمنين، وغير المؤمنين، وظن ان الرئاسة مستقره ابد الدهر بين يديه. واثارني مرات اخرى، عندما بدا يتحدث بصيغة "الانا" مع الصحفيين ويقاطعهم بلهجة الامر ويردد: انا قلت، وانا تحدثت، وانا اوصيت، وانا رجل اعمال، وليس رجل اقوال، وانا لااسمح بهذا، ولا ذاك. او"انا" عندما اقول شيئا انفذه... وهكذا. مذكرنا بالزعيم الاوحد الذي كان يبدا خطاباته ب "انني"، وعندما انتقده عبدالناصر ابدلها ب "اننا" وعاد عبد الناصر نفسه الى "انني". وكان السيد القايد " لم يحفظه الله" يقول: "احنه راح نسوي" ، و"احنه راح نذبح" و"احنه راح نسلخ". معتبرا نفسه سلطانا مستعيرا كنية الجلاله كما يفعل الملوك، والامراء الاقزام في المنطقه. و"نحن" العراقيون قد نفهم زلات اللسان، ونقدر الأحراج، وضياع الكلمات احيانا، اواستعمال الحديث العادي في غفلة، من ان احدنا صار مسؤولا، وامامه، وورائه برلمان يحاسبه، ويستجوبه، ويسائله، وهو مصدر التشريعات، والقوانين وليس "انا" او "نحن". مجلس الوزراء لعد شنو شغله حديده عن الطنطل؟؟!!

ولكن الامر الذي استفزني، بقوه، وبالتاكيد استفز الملايين من العراقيين الذين سمعوا، وشاهدوا السيد رئيس الوزراء، وهو يتبادل الابتسامات مع السفير الامريكي"رئيسه" في يوم فجيعة الجسر ثم يتبرع برواتبه، وهو يعرف ان له اكثر من راتب، واكثر من منحه، واكثر من مصدر مالي، وان كل سياراته، وتاكسياته، واكلاته، وملابسه، ومسكنه على حساب الشعب. ولكنه "رفس في بطن" الشعب العراقي عندما تهندم ببدله انيقه "قاط مال انگليز" رغم حرارة الجو، والمناسبه، واصطحب معه اعدادا من الحرس، والجنود، والمرافقين، والهتافين يفوق، او يقارب ما كان يصاحب "القايد الفلته" في زياراته "التفقديه" لبيوت المواطنين للاطلاع على احوالهم، وتناول الطعام من ثلاجاتهم. ياعيني عليه شگد چان بسيط؟؟

من شاهد موكب الجعفري، يجد كثيرمن الاشياء المشتركة بين جولة رئيس الوزراء، وجولة الرئيس المخلوع. حراس، وسيارات، ومسدسات، ورشاشات، ودفعات، وكفخات، وقطع طرق وابهه، وفخفخه، وبوزات. وهتافين، وبيوت محدده، ومدروسه، ووجوه معينه تعرف ماذا تقول للشخصيات. وصحفي، لا يوجه غير سؤال واحد، عن مكرمة الرئيس الجديد.اليست مسخرة يا سيادة رئيس الوزراء، ان تذهب مبتسما ضاحكا، طلق المحيا، ومعك حرسك المدجج بالسلاح لتزور اناس مدماة قلوبهم، وتقول لهم كما كان يقول عبدالسلام عارف انك تستطيع ان تفعل لهم كذا، وكذا. متناسيا ان مدينة الثورة اذاقت الحكام المتتاليين على كرسي العراق الويل من الاضرابات، والمظاهرات، والانتفاضات، وذم شعرائها، ونكات ساخريها اللاذعه. فاي نكته سيبتدع الخيال الثوري/ الصدري هذه المره؟ ام تراه سيقارن بين زيارتك المسلحه المفبركه، المنظمه، وزيارات صدام المستهتره. ولعل شعبنا سيتذكر باني المدينه، ومؤسسها الزعيم عبدالكريم قاسم الذي كان ياتي لمتابعة العمل هناك بدون حراسه، ولا حراس، ويجلس على "تنكه" يشرب الشاي مع ابناء مدينة الثوره دون تعالي، ولا منه، ولا وعود كاذبه، ولا محاولة صرف الانظار عن مناقشة الدستور المفبرك. ولم يرافقه لا مصورين، ولا صحفي(لگلگي) يردد نفس السؤال للصغير، والكبير بدل ان يسال عن عدد شهدائهم، ومقدار معاناتهم. متناسيا ان حياة طفل سحقته الاقدام على جسر الائمه لن تعيدها لا رواتب الجعفري، ولا هبات اعضاء حزبه في الجمعيه الوطنيه، ولا مليونات وزرائه. وان امه، وابوه يفضلاه حافيا معدما حيا في مدينة الثوره بدل ملاكا مجنحا ميتا في جنة يعد بها الجعفري، وجماعته.

ان الحكومه التي لم تتجرء، وتبادرالى تنظيم، وحماية مسيرة الزوار، ولم تؤمن لهم ما يجنبهم المصير الذي انتهى اليه اكثر من الف منهم. لايحق لرئيسها التباهي بهذا الشكل الفج، الذي ينم عن شماته بخصم عنيد هو التيار الصدري. جاء يعكس قوة سلطته بعد ان اظهر التيار الصدري قوة شارعه. كيف يتجرا هذا "السيد" على زيارة اهاليهم، وهم في ذروة مأساتهم؟ وبدل ان يعتذر لهم يذهب كالطاووس ومعه فرقه مسلحه ليظهر فضله عليهم لانه بعث بابنائهم، ونسائهم، وشيوخهم الى الجنه كما يفعل الزرقاوي مع الصبيان من الانتحاريين القتله.

قليلا من الحياء يا رئيس الوزراء! واهل الثورة/الصدر لولا اخلاقهم النبيله، وقيمهم الاصيله، وعاداتهم الكريمه، وحيائهم لطردوك من مجالس عزائهم، وهم يعرفون جيدا سبب زيارتك.

رزاق عبود
3/9/2005[/size]


319
توزيع ثروات العراق حسب الدستور الدائم

بصراحة ابن عبود

كثيرآ ما سمعنا ان احد اسباب تاخر انجاز مسودة الدستور الدائم، هو عدم الاتفاق على كيفية توزيع الثروات. وسبق واستخدمت كورقه انتخابيه، ووسيلة ضغط، وابتزاز، وكرشوه جماعيه. واحد اساليب خداع الجماهير البسيطه، وتحقيق الشعبيه الانتهازيه بالدعوه لتوزيع الثروات على الشعب مباشره، او تخصيص حصة لكل مواطن من النفط.
كما ادعى القذافي الذي صرف المليارات مثل صديقه صدام حسين للدعايه، وشراء الذمم، وتجنيد المرتزقه، وترويج الكتاب الاخضرفي حين ظل شعبي ليبيا، والعراق على هامش المدنيه في كل المجالات.
ولان ثروات البلد هي ملك الشعب(المالك الفقير) فستوزع حسب نسبة السكان، والحاجه، باتفاق شيوخ القوى السياسيه.
واقترح احدهم ان تمد انابيب مثل المياه الى البيوت لياخذ كل مواطن حصته من النفط بدل الانتظار لساعات طويله في السره (الطابور). وبسبب ان الجنوبيين هم مالكي النفط لانه يقع في (اقليمهم) فسوف يزودون بانبوب اضافي للغاز ايضا.
ولكن هناك ثروات اخرى في العراق. ويجب ان توزع بشكل عادل. ففي البصره يوجد 15 مليون نخله (چان يوجد). واتفق على توزيع مليون نخله على كل محافظه من المحافظات ال15 باعتبار ان المحافظات الكردستانيه الثلاث لا يناسب مناخها نخيل البصره.
وستحتفظ محافظه البصره بمليون نخله اضاقيه.
ولكنها تبرعت بها الى محافظة كركوك، وستتولى محافظة البصره العنايه بها لحين حل مشكلة كركوك. او زرعها على الحدود العراقيه الكويتيه ليتظلل بها حرس الحدود من الحر اللاهب. كما طالبت المحافظات الغربيه بحصة من مراقد النجف، والحله، وكربلاء، والكوفه، والكاظميه.
وستقوم الجمعيه القادمه بتحديد مراقد الائمه الابرار التي ستنقل الى هناك اضافة الى مراقد سامراء. كما طالبت كردستان بحصتها من اهوار الجنوب لتنويع طبيعتها، ولكي لا يصاب سواح الجنوب بمرض الحنين.
اما المنطقه الغربيه فتنازلت عن هذه الحصه بسبب اصل سكان الاهوار وجواميسهم غير العربيه. كما سيتم توزيع اسماك الاهوارعلى كل مناطق العراق حتى ولو في الواحات. وستنقل اعداد من الطيور الموجوده في الاهوار الى بحيرة الحبانيه رغم احتجاجات الطائفه المندائيه.
وستقوم وزارة الزراعه بزراعة القصب حول بحيرة الثرثار مقابل ارسال مجمعات النحل الى الجنوب، والوسط ليتمتع الاهالي هناك بعسل شمال الاصلي. ومقابل نقل قسم من سوق الهنود الى السليمانبه سيتم فتح العديد من محلات لبن اربيل في مدن الجنوب. وسيقوم السيد رئيس الجمهوريه بافتتاحها بنفسه، او ربما يكلف محافظ اربيل حتى لا يزعلون.
كما طالب اهالي السماوه بحصه من موارد النجف السياحيه مقابل ما يؤخذ من اراضي السماوه من سمنت لتوسيع المدن المقدسه لاستقبال ملايين الزوار الايرانيين. واتفق ايضا على توزيع اشجار برتقال ديالى على كل المدن، والصحارى العراقيه. ونفس الشيئ سيعمم بالنسبه لمزارع الرقي، والبطيخ اينما وجدت. كما طالب سكان الياديه بحصه من "خريط" الجبايش، ونفاش الهور، ونقل فسم من مشاحيف الاهوار الى المنطقه الغربيه لاستخدامها بدل سفن الصحراء التي شاخت. وطالبوا ايضا بنقل قسم من اثل الزبيرالى العوجه، وتكريت، وعانه، وهيت، ليواسي نخيل البرحي التي نقلت(سرقت) حسب توجيهات السيد القائد، ولتقليل حنينها الى تربتها البصريه (بلكي) تثمرافضل. اما چراويات بغداد، وچربایات الجرید، والبواري، والقصب، وعگل الجنوب، ويشماغات كردستان، وطرابيش التركمان، وعرقچينات المعدان، وكبة الموصل، والچقچق(حب اخضر) فلقد رحلت الى الجمعيه المزمع انتخابها في نهاية هاي السنه، لو بداية السنه الجايه، حتى يصير توزيع الانتخابات بشكل عادل مثل الثروات مره بسنه كبيسه، ومره بسنه خنيثه.

وبسبب كثرة الكلاب السائبه في شوارع المدن العراقيه، وعدم وجود احصاء سكاني، ولا حيواني، ولا نباتي فلقد توافق اعضاء اللجنه على تاجيل توزيع بقية الثروات الى ان توافق المرجعيه على اجراء هذه الاحصاءات. شمل التاجيل ايضا زبيدي، وصبور البصره، بسبب اختلاطه بالسمك الايراني. ولكن الجمعيه وافقت بالاجماع على اعتبار"الذبان" ثروه قوميه، وشكلت لجنة خاصه لتحديد وسائل توزيع هذه الثروه الجديده على مربي الطيور في كل انحاء الدوله الاتحاديه.

اكو خبر تسرب من مصادر لصيقه جدآ بلجنة توزيع الثروات حول ضروره تفكيك جسور نهر دجله، ووضعها بالتساوي على نهر الفرات ،حتى لو ماكو داعي الها، لان العداله لازم تاخذ مجراها. واضاف المصدر ان اثار بابل، ونينوى، وسومر، وتحفيات المتحف العراقي (الباقيه) ستنصب، وتعرض بالتساوي في كل الدرابين خاصه في المدن المحرومه، على عناد اليونسكو، لان الدستور كتب بايادي عراقيه ويجب ان تكون النتائج عراقيه ميه بالميه.

والطوب احسن لو مگواري.

رزاق عبود

20/8/2005[/size]

320
بصراحة ابن عبود

سلطات العراق العديده

كل شئ بات غريبا،عجيبا، محيرا في العراق. فالاحتلال يسمى تحريرا. وسفير دوله اجنبيه يتصرف وكانه الرئيس الفعلي للبلاد.  وشيخ ايراني بات ولي الفقيه في العراق الفتي.
اسلاميون يعادون امريكا يصبحون حلفاءها. جيران عانوا من صدام المراره يذيقون شعبنا الامرين. احزاب اسلاميه تدعوا لوحدة العالم الاسلامي تعمل لتكوين دويلات طائفيه. علمانيون يطالبون باقامة دولة دينيه. نساء يتظاهرن من اجل مسخ شخصيتهن.
متدينون، واسلاميون يطالبون بعودة صدام الفاسق. قطاع طرق، ومجرمين هاربين من وجه العداله يصبحون خلفاء، وامراء في وادي الرافدين.

ولكن الاغرب ان العالم المتمدن، له سلطات ثلاث مستقله عن بعضها. اما في العراق فالذين يشرفون على كتابة الدستور، وتاسيس دولة القانون. يريدون ابتداع  سلطات جديده لم يسمع بها العالم سابقا، وتعود للعصورالحجريه مثل سلطة العشائر، وسلطة المرجعيه، وسلطة العادات والتقاليد.
وفي الواقع فهناك سلطات عديده كل منها تعتبر نفسها سلطه مستقله عن بعضها(زعلانه عليهه) او تعتبر نفسها السلطه الحقيقيه في مقابل السلطه الموجوده فهناك سلطةالشرطه، وسلطة الجيش، وسلطة الحرس الوطني، وسلطة المرجعيه الناطقه، ومرجعية كربلاء، ومرجعية قم، ومرجعية حزب الله. وهناك ايضا مرجعية سامراء، وهيئة علماء المسلمين.
سلطة الحواسم، وسلطة الزرقاوي، وسلطة البعث المتعدده الوجوه والاشكال، سلطة المختطفين، وقطاع الطرق. وسلطه الاعلام التي تسمى في الغرب السلطه الرابعه. اما في العراق فاغلبها سلطة الارتزاق، والقرقعه، و(شابعين كتل). وهناك سلطات جديده قديمه مثل سلطة الرشاوي، والفساد الاداري. وسلطة الاحزاب، والجماعات، اضافة الى سلطة الاحتلال، وسلطات القوات المتعدده الجنسيات.
سلطه الكهرباء المتقطعه، وسلطة التلفونات ذات الاسعار المرتفعه، وسلطة المخابرات المحليه، والاجنبيه، والجنائيه، والعسكريه، وسلطة الحراميه والعصابات، وسلطة الشريعه، والمحرمات. سلطة الاقاليم والمحافظات، وسلطة الفدراليه والاجتهادات. سلطة القوانين المتناقضه، والتفسيرات.
سلطة بطاقات التموين، والانتخابات، سلطة الحجاب والاغتيالات، سلطة الدعايه والاشاعه، وسلطة المصالحه والمساومات، وسلطة المحاصصه والتوافقات، سلطة القتل الجماعي، والتفجيرات، وسلطة فتاوي الذبح والتكفير، والانتحارات، سلطة المياه الملوثه والمجاري والاختناقات، سلطة فوضى المرور وانعدام الخدمات، وغيرها، وغيرها من ابداع اخر السلطات، والمهمات، والواجبات، والصلاحيات.

وانواع الاوصاف، والتسميات. المهم انها تدر مواقعا، وكراسي، واموالا، وحسابات بالذهب، والدولارات.

فهل ياترى عاد السندباد من جديد ليحدث الناس عن سفراته الغريبه، ومغامراته العجيبه، وحكاياته الخياليه، وصراعه مع الحيوانات الخرافيه، وانتصاراته الوهميه، ولقائاته بحوريات الجنه الاسلاميه، وقصص الفرهود العراقيه العصيه على التصديق؟؟؟

يبدو بالتاكيد انه عائد من العراق!!!

رزاق عبود
15/8/2005 [/size]

321
بصراحة ابن عبود

أمراء بدراطلقوا النارعلى اهالي السماوه، واليوم يطلقوه على وجود العراق كله

 
 صعقنا بنبأ اطلاق النارعلى متظاهري السماوه من قبل ميليشيات بدر التي تحمي المحافظ الفاشل. وبغض النظرعن ملابسات الامر، فان مجرد التجرأ باطلاق النارعلى متظاهرين يطالبون بالعمل، وتحسين الخدمات، وضد الفساد المستشري في البلاد هو جريمه لا تغتفر. ولكنها ليس جديده على عصابات هادي العامري، الذي كان يعذب الاسرى العراقيين في ايران للحصول على معلومات عسكريه لاسياده الايرانيين. وهو نفسه الذي ارغم الالاف من الاسرى على الانخراط في "لواء التوابين" للقتال ضد اخوتهم في العراق، والتحول الى مرتزقه لمحاربة بلدهم تحت قيادة جيش اجنبي كان يريد تصديرالثوره، واحتلال منابع النفط العراقيه، وتحويل العراقيين الى عبيد، ووقود لحروب تصديرالثوره الفارسيه. وقد استمروا على تشجيع اسيادهم للاستمرار في الحرب ضد العراق 8 سنوات كامله على امل قيام دوله شيعيه عامريه/ حكيميه يتربعون على سدة الحكم فيها، وتحويل "حريم" العراق الى جواري لهم. وبعد ان خابت احلامهم المريضه، اضطرمع سادته الى تقبيل يد (الشيطان الاكبر) ل "تحرير" العراق، على امل تحقيق حلمهم الاخرق في دوله طائفيه تنافس طالبان، وايران في ظلاميتها.

 واليوم، وكل المساعي، والجهود تتجه لتوحيد الصفوف، والخروج بتوافق ينقذ البلاد من ازمتها الخانقه ويمهد الطريق للقضاء على الارهاب، والمباشره ببناء الدوله العصريه مستنده الى دستور عصري يؤمن حقوق الجميع، ويمهد لانتخابات ديمقراطيه يبادر الدموي هادي العامري، والمهووس بالسلطه عبد العزيز الحكيم، لاعلان نواياهما التخريبيه، وطموحاتهما الطائفيه، ومشاريعهما الانفصاليه بانشاء دوله الفقيه في جنوب، ووسط العراق. لم بعد يكفييهما الجنوب يريدان ضم الوسط ليبسطا ولايتهما على المرجعيه ايضا. دوله مسخ يكون فيها هادي العامري الرجل القوي، ودميته الحكيم، وليا للفقيه. وهو يقول انها فرصتهم الوحيده، ويقصد فرصته للتربع على عرش الاماميه على شيعة العالم مثل والده، الذي مهدت فتوته المشؤومه لتربع المجرم صدام، وحزبه الفاشي على حكم العراق.

 تسائل العامري لتبرير دعوته الخيانيه: "ما الذي حصلنا عليه من الحكومه المركزيه غير القتل". متناسيا انه نفسه الذي قتل بيده العديد من الاسرى العراقيين، وارسل الالوف منهم للموت في "لواء التوابين" في حرب غير شريفه لصالح اسياده الايرانيين، الذين امطروا المناطق التي يسعى الان لحكمها باطنان القنابل التي قتلت الالوف من اهالي الجنوب، والوسط. ويقود اليوم عمليات الاغتيال ضد منافسيه، ومعارضيه، وقتل الصدريين في النجف، ومناطق اخرى من العراق. واليوم يريد اغتيال كل العراق عن طريق تفتيته طائفيا. ويسم المختلفين معه بالطائفيه. في حين لم يدع للطائفيه، وبهذه الصفاقه، احد قبله، ولا حتى من السلفيين، او الوهابيين. واذا لم تقدم الحكومه المركزيه في العراق غير القتل حسب زعم العامري. فماذا قدمت دولة ايران الشيعيه، التي لا زال يخدم مخططاتها، رغم كل ما ترسله من ارهابيين، وسلاح، وقنابل لقتل العراقيين ناهيك عن القتل اليومي لعرب الاهواز الشيعه، والاكراد "الاخوه في الدين" والاكراد الفيليه الشيعه الذين تركتهم في العراء كل هذه السنين الطويله؟ ومن كان يعتقل، ويعذب، ويقتل الشيوعيين، والصدريين، وانصار حزب الدعوه، والمجلس الاعلى في سجون الفاشيه غيرالكوادر البعثيه الذين يتستر عليهم اليوم العامري، وعصابته بعد ان اطالوا اللحى، ودخلوا الجمعيه الوطنيه، واحتلوا المراكز المهمه في الدوله بدعم، وتزكيه من قائمة الائتلاف، وخاصة المجلس الاعلى؟ الم يكن رجال الامن، والمخابرات، وجيش القدس، وغيرهم في جنوب العراق من الشيعه؟ وهم انفسهم الذين كتبوا التقارير، وانتهكوا الاعراض. اسأل مناضلي المعارضه في البصره، والناصريه، والعماره، والكوت، والنجف، وكربلاء، والحله، والديوانيه، والسماوه. من كان يعتقلهم، ويعذبهم؟ اليسوا هم ابناء مدنهم، وجيرانهم، واقاربهم من البعثيين الشيعه؟ ام ان الطائفيه التي يريد الحكيم، والعامري ان يتخذاها سلما للسلطه تعميهما عن كل هذا؟ وهل الشيعي شيعي حتى لو كان اسمه سعدون حمادي، او الصحاف، او حمزه الزبيدي؟ من يدري ربما يكون العامري، والحكيم من توسط لاطلاق صراح، وتسفير سعدون حمادي ، والصحاف معززان مكرمان، لانهما شيعيان؟ بالمناسبه فمن اشرس مدراء امن البصره كان جليل المياح، وهو من اقارب هادي العامري. ولمعلوما تك مولانه فتقسيم اي بلد الى اقاليم لا تعني بالضروره الفدراليه. فكثير من دول العالم تفسم بلادها الى اقاليم، ومحاقظات، وبلديات، لتوزيع، وتحديد مسؤولية تقديم الخدمات لمواطنيها، وليس لبناء كانتونات طائفيه. أن لم تكن الدعوه طائفيه، ووراءها مصالح ايران، ومطامح الزعامه فلماذا لم يطالبا بفدراليه اسلاميه في كل العراق العربي؟ الم يدعيا ان المجلس الاعلى، وقائمة الائتلاف تضم شيعه، وسنه؟ ام ان حبل الكذب قصير يا قصيري النظر؟ ان من يقتل المتظاهرين في السماوه لا يحق له وسم الحكومه المركزيه بالقتل. فشرطة المحافظه(شرطة بدر) من اطلق النار، وليس شرطة الحكومه. هاي محافظه وحده ما دبرتوها، النوب تردون فدراليه بيها 8 محافظات!!!!؟؟؟

 ثم من هم "الاعداء الذين يحاولون منع الشيعه من التمتع بفيدراليتهم"؟ الحكومه المركزيه في العراق قادها  شيعي، ويقودها الان شيعي اخر، حليف للمجلس الاعلى. اليس لديهم اغلبية مقاعد الجمعيه الوطنيه؟ الا تكفيهم انهم سيطروا على كل مجالس المحافظات في مناطق الدوله الشيعيه المقصوده؟ فهل يريدان ضم السماوه لتصقيه الحساب مع من تظاهروا ضد استبداد عصابات بدر، ام لاقتلاع كل معارضي من فرض نفسه فقيه الامه، ووزير دفاع الدوله المسخ التي يحلمان بها؟

نسب الى الامام علي ابن ابي طالب(ع) قوله ما معناه: ياتي زمان على امتي يتولى امرها السفهاء منهم!

كم كنت صادقا يا امير المؤمنين، وما احوجنا اليوم الى اميرعاقل، عادل، ديمقراطي مثلك، بدل امراء (عملاء) بدر؟!!



رزاق عبود

322
بصراحة ابن عبود
 

المقاومه، مقاومه، ليش تزعلون؟!
[/b]
 

قبل فتره كان الوحيد، الذي تجرأ، وسمى الارهابيين بالمقاومه. هو رئيس الوزراء المؤقت الدكتور اياد علاوي "وچم واحد وياه". سماهم اولا المتضررين، ثم المسلحين، وبعدين صارت مقاومه "شريفه". بس ما گال شتعود لعفيفه! عفوا،نسيت، سبقه هيئة علماء المجرمين. الذين سموا الارهابيين مجاهدين. ولما انلاصت بالفلوجه، وشارع حيفا تطورالاسم الى المقاومه الوطنيه المشروعه . بعد ان شمل الارهاب الجميع وذكرنا بارهاب صدام الذي وزعه على الجميع، بعدالة، زعيم مؤمن . بعد الانتخابات، وتبدل التحالفات تطور الغزل بين معممي الارهاب، ومعممي السلطه لتشكيل جبهه لمواجهة العلمانيين. ولزيادة اعداد ممثلي الارهابيين في الحكومه "الوطنيه". بعد ان ادعوا، ان بامكانهم اخماد "الاعمال المسلحه" ولزيادة اعدادهم في لجنة الدستور ادعوا انهم يمثلون المقاومه "الشريفه". وسبق لهم ان تحدثوا باسم "المجاهدين". وتوسطوا لتبادل اسراهم مقابل "كوميشون" معين. بالضبط كما حاول علاوي كسب اصواتهم بالانتخابات. وبدل ان يلقى القبض عليهم بسبب علاقتهم مع الارهابيين. زاد وزنهم، وفعالياتهم، وتصريحاتهم، واحزابهم. وصاروا يقيمون المؤتمرات، والمظاهرات، ويستقبلون الاخضر الابراهيمي، ويحتلون مناصب وزاريه...الخ. وابعد حلفاء الامس، واصبحوا "ولد البايره" الذين "انبلفوا" باتفاق صلاح الدين، ولندن .

 

الصداميون يعودون الى السلطه، والواجهه، وبقوة، ويستقبلون بالأحضان، وتجرى معهم المفاوضات السريه، والعلنيه. وممثليهم يظهرون بكثافة على الفضائيات العراقيه. وتناسى زعماء القائمه الكرديه، والائتلاف الشيعي، ان البعثيين لديهم خطه منظمه يسيرون عليها بالتحالف مع ظلاميي القاعده. سبق وان بشر بها مسيلمه الصحاف. عندما هدد بحرب عصابات "اسم على مسمى" طويلة الامد.  لقد وزعت عليهم الادوار من الرئيس الفلته، وخياله التامري. فعبدالجبار الكبيسي(يذكرني يعدنان القيسي) عاد ايام صدام، وبايع الريس. ووفيق السامرائي مستشار الريس الجديد دخل مع الامريكان ليرتب الامور في سامراء ثم انتقل للقصر الجمهوري. وايهم السامرائي دخل الوزاره، و"لفلف" فلوس الكهرباء ليسلمها للارهابيين. ومشعان الجبوري احتل الموصل تحت شعار من "سبگ  لبگ". ثم دخل الجمعيه التاسيسه ليلقي الخطب الطائقيه. اخربن عملوا، ويعملون على الجبهه الاعلاميه الخطيره، وشكلوا احزاب، واصدروا صحف، وانشأوا محطات فضائيه. ضباط المخابرات الصداميه تسللوا للوزارة من جديد رغم انتقاد علاوي على ذلك. وهكذا كل له دوره.

 

والغريب ان الجميع لا يزعلون عليهم، الا اذا سموا الارهابيين بالمقاومه. ولا اعرف سبب هذا الانزعاج. فهذه حقيقه علينا ان نقر بها. ففي لغة الفيزياء يقال "لكل فعل رد فعل مساو له بالمقدار ومعاكس له بالأتجاه". بلغة السياسه تعني مقاومه. وهذا دورهم المرسوم، والمعهود، والمتوقع. وعلينا ان لا ننتظر منهم غير ذلك. قاومنا لاسقاط صدام، ويقاومون لاعادة صدام. فما الغريب في الامر؟ ولماذا تحرموهم من هذا "الشرف" الوضيع؟ انهم يقاومون التغيير الديمقراطي، وهذا ديدنهم ف "ذيل الچلب، يظل اعوج ما ينعدل" . وفشل المحاولات القديمه لتبديل اسم المقاومه الى الجهاد، ثم العوده لها لا يمنحهم سمه افضل، او شرفا جديدا. فالطباع المستأصله لا تتغير. وعودة الى لغة الفيزياء، فان مدرس الفيزياء الذي شرح لنا مراكز الوزن. كان يكرر: ان السياره، اذا اختل توازنها تنگلب، حتى لو مكتوب عليها الف مره، "يا حافظ يا ستار".

 

اللهم استرعلينه من تحالف المتأسلمين مع البعثيين باسم الوحدة الوطنيه.

 

رزاق عبود

2/7/2005

323
بصراحة ابن عبود

 

شاهات ايران الجدد واحتلال البحرين
[/b]

بعد احتلال الجزر الثلاث، وتفريس البصره جاء الدور لاحتلال البحرين

 

 اثناء، وبعد الانتخابات الكارتونيه على الطريقه الاسلاميه الايرانيه. والتي "فاز" بها الجناح المحافظ للقضاء على كل اصلاحات "شكليات" خاتمي. بعد ان انتهى دوره بمسرحيه استعين بها بممثل فاشل اخر هو هاشمي رفسنجاني. تظاهر الايرانيون، حيثما، تواجدوا في العالم كله(منافيهم) ضد تلك المسخره الانتخابيه. كما علقت معظم صحف العالم، واذاعاته، وتلفزيوناته واشارت الى القصور الواضح، وعدم ديمقراطية الانتخابات. وقاطعت اغلبية الشعب الايراني هذه المهزله. وعبر كل محطات العالم الاعلاميه الحره اجريت لقاءات، وقدمت تحليلات اتفق جميعها على، ان الشعب الايراني فسح له مجال الاختيار بين الحصبه، والجدري. وكان هدف المسرحيه كلها القاء تبعية الامر على الشعب الايراني لأظهاره، وكانه اختار بنفسه اليمين الاسلامي المحافظ. فكل العالم يعرف ان اكثر المتصدين لاصلاحات خاتمي كان رئيس مجلس صيانة الدستور المدعو هاشمي رفسنجاني. فكيف تحول بين ليله وضحاها الى مصلح، ومعتدل، وعملي، وصديق للغرب؟ وكيف صوت الشباب المتطلع للحريه لمزيد من القيود الهمجيه؟

 

موضوعنا، انه قيلت هناك،عبر كل صحافة العالم، كلمات، وعبارت كثيره، ووصفت القيادات الايرانيه السياسيه، والدينيه باتعس الصفات، والا لقاب. ولم يتحرك لا خامنئي، ولا احد سفرائه، او موكليه، او مريديه، او تابعيه للاحتجاج، او الاعتراض. ولم يطالبوا احد بالاعتذار. فاللذين يكنسون بلحاهم طرق الوفود، والشخصيات القادمه من امريكا، واوربا لا يمكنهم، ان يزعجوا احد، او يحتجوا على احد الذين يتوسطون لعودة العم سام لسفارته في طهران. ولكن عندما تجرأ الفنان البحريني القدير خالد الهاشمي برسم كاركاتير يعكس ازدياد قبضة رجال الدين على رقاب الناس في طهران قامت الدنيا ولم تقعد. وعندما رفض مدير تحرير جريدة "الايام" الاستاذ جاسم منصور، بشجاعه التخلي عن زميله، والرضوخ لطلبات الاعتذار. وتصدى الاستاذ عيسى الشايجي رئيس تحرير الصحيفة للتخويف بعد تسيير المظاهرات، والاعتصامات الغوغائيه، ولم تثننيه رسائل التهديد، والوعيد، وتحرك السفاره الايرانيه في المنامه للضغط على الصحيفه لتقديم اعتذار للحكومه الايرانيه. تحركات، واستعراضات تذكرنا بتهديادات صدام ضد دولة الكويت، وعربده فارغه لتحقيق نصر ديبلوماسي بعد فشل مفاوضات الملالي مع اوروبا، وانكشاف لعبتهم الانتخابيه. ومسلك دنئ يحاولون فيه تشويه سمعه الشيعه البحرانيين، ووطنيتهم. خاصة وقد رفع عملاء السفاره الفارسيه شعارات من قبيل "ولائي لولائي" لخدش وطنية شيعة البحرين.

 

ان مجرد رفع هذا الشعار اللاوطني، هو اساءه لكل الشيعه في البحرين، ومحاوله قذره لفرض الوصايه على شيعة الخليج، وتحقيق احلام الشاه المريضه. والاخطر تهدف الى اشعال نار الفتنه الطائفيه بعد ان  سارت خطوات عديده على ذات الطريق في العراق. ان الشيعه في البحرين مطالبين الان بالتعبير عن وطنيتهم الصادقه، كما فعل شيعة الكويت من قبل، ورفض التدخل الايراني في شؤونهم. ولا غبار على وطنية من تصدى للانجليزوشركات نفطه. وعلى الشعب البحريني كله التضامن مع صحفييه وحرية صحافته فهذه بادرة خطيره. وهي ايضا امتحانا لقدره الدوله البحرينيه على حماية مواطنيها من اي تهديد مهما كان مصدره. وقبر اي محاولة للتاثير على حرية الصحافه المقدسه. و رفض التدخل من اي طرف مهما كان طاغيا، او مستكبرا. وعلى المتظاهرين، والمحتجين، والديبلوماسيين الفرس ازالة كل الصور اللاذعه، والفاضحه عن ايران وديكتاتورييها المعممين في كل العالم قبل ان تحاول التظاهر بالقوه على دوله صغيره كالبحرين.

 

هذه التصرفات الحمقاء تفضح الصوره الحقيقيه لديمقراطية ايران الاسلاميه. والمثل الخليجي العراقي المشترك: "ابوي ما يكدر الا على امي" حاضر في الاذهان. ونعرف كيف انتهت عنجهية صدام في الكويت. وكيف فر شاه ايران بجلده رغم ملابسه الامبراطوريه. ان شاهات ايران الجدد قد لا يجدوا من يستقبلهم، رغم ماسرقوه من اموال الشعب الايراني، فهم مثل الافعى: "اذا تحطهه بزيجك تكرصك". وهذا ما يفعلوه اليوم مع الشعب البحريني الوديع، الذي استضافهم كديبلوماسيين، او ممثليين للمرحعيه. ولكتهم يدسون السم في حياة البحرين السياسيه، والثقافيه، والاجتماعيه. كما فعلوا في بلدهم ايران، وكما يفعلون اليوم في البصره، ومدن العراق الاخرى المنكوبه بنفوذهم، وتامرهم المريض.

 

على كل الاحرار في العالم التضامن مع جريدة "الايام" الحره، وصحفييها، وادارتها الباسله. قبل ان يلتهمنا طاعون الابتزاز والسطوه جميعا. ولنسال المدعين بالحرص على الرموز الدينيه هل كانوا سيحتجون لو كان الكاريكاتير يمثل بابا الفاتيكان، او شيخ الازهر؟!

 

رزاق عبود

 30/7/2005


324
بصراحة ابن عبود

نقاش الاشباح، ووحدة اليسار الديمقراطي
[/b]


 منذ ان اعلنت نتائج انتخابات كانون الثاني 2005 والتحليلات، والفعاليات، والاجتماعات، والنقاشات لم تنقطع لدراسة، ومحاولة فهم، وتحليل اسباب خسارة مايسمى باليسارفيها، والمقصود قائمة اتحاد الشعب. وكتب الكثير على صفحات الانترنيت حول هذا الموضوع مابين شامت، ومتفهم، وناصح، وعاتب، ومبرر، واخر يدعو للاستسلام. وتداعى اصدقاء اليسار من مثقفي الغربه الى تشكيل حلقات لدراسة الموضوع. ثم تحول الاهتمام الى محاولة التاثير في كتابة الدستور، وضرورة ان يكون علمانيا، وديمقراطيا. ويبدوا ان الامور تجري بشكل متوازي. وبما ان كل المستحيلات، يمكن ان تحصل، في العراق التقت الخطوط المتوازيه، واختلطت اوراقها. ولهذا حصل تشابك بالمهمات، والاهداف تحول الى تشابك بالطروحات، والاراء اتمنى ان لا يتحول الى تشابك بالايدي على طريقة اجتماعات القمه، والبرلمانات العربيه . فالبعض يراقب الوضع بتشفي، رغم ما يقوله، او يكتبه من عبارات الحرص على استمرار الحوار الهادئ.

لقد طرحت مرة رايا، ربما يتذكره البعض، ممن حضر حواريات معالجة اخطاء الحملات الانتخابيه. وهي اننا نحن في الخارج نبالغ بدورنا، وحجمنا، وامكانية تاثيرنا، ومن اننا ننطلق من واقع لا يعيشه العراقيون. وبالتالي فتحليلاتنا، واقتراحاتنا قد لا تكون واقعيه، او مناسبه لاوضاع الداخل. المشكله الاخرى، التي وقعنا فيها هي استغلال هذه اللقاءات لغرض تصفية حسابات شخصبه، وفكريه، وحزبيه مع اشخاض، او منظمات يدعي هؤلاء صداقتها، او اجتمعوا لدعم نشاطها الانتخابي. ولم تعدوا تصريحاتهم ومداخلاتهم، للاسف الا مجرد شئام لهذه المنظمات، والافكار، واحيانا اسماء بعينها. فهل نريد ان ننافس اليمين، بكل اشكاله، في هجومه على اليسار الذي ندعي اجتماعنا لدعمه، ام اننا نقدم خدمه مجانيه لاعداء اليسار(اعداءنا) دون ان ندري؟! لا اعتقد اننا التقينا ل "نكمل الغركان غطه".

 انا ،شخصيا، ارى ان، هناك لجنه تشكلت في لندن( اللجنة العراقيه من اجل دستور ديمقراطي) يمكن ان ندعمها بالتواقيع، والاقتراحات، والكتابات( احنه استاديه بالحجي) وفعاليات المسانده الجماهيريه. لا ان نقيم نشكيلات متوازيه ف "المركب اذا كثرت ملاليحه يغرق". اما اعداء الشيوعيه القدامى، والجدد (الشيوعيين السابقين) فلن يشرفهم الهجوم غلى ابرز قوى اليسار التي يريدون توحيدها، ودعم فوزها في الانتخابات القادمه. فكلنا يعرف اين انتهى من وقف الى يمين، اويسار الشيوعيين. وما هو مصير من سخروا اقلامهم للهجوم على الشيوعيه. كل الاحزاب الشيوعيه حصلت فيها اخطاء، وانحرافات. لكن تم تصحيحها، او معالجتهاعن طريق ازاحة الاشخاص الذين يتحملون المسؤوليه عن تلك الانحرافات، والاخطاء الكارثيه احيانا. يمكن لمنتقد مسيرة الشيوعيه في العراق ان يشخص حميد عثمان لفرديته، وعنجهيته، وعزيز الحاج لتطرفه اليساري، وعامر عبدالله ليمنيته، وعزيز محمد لسذاجة تحالفاته وذيليته، وهكذا. لا بشتم حزب بكامله، وشطب مسيرة عقود من النضال. أوتسفيه فكر يتزايد عدد معتنقيه عالميا بعكس مايردد المرتدين. الديمقراطيه وتعدد الاراء لا تعني توزيع الشتائم، وخلط الاوراق. والحزب الشيوعي العراقي، واليسار الذي تنادوا  لتوحيده، ودعمه في الانتخابات القادمة لم يكن حاكما في يوم ما لنلومه على كل شئ: من ضياع فلسطين، الى سقوط التجربه الستالينيه وربما يتحمل ايضا الخراب الذي حصل اخيرا بفعل التسونامي في جنوب شرق اسيا. نحن تداعينا، لنبني، لا لنهدم. فمن جاء ومعه معاول الهدم فعليه ان يقطع تذكره للقدس، و"يدحس" بكل احباطاته، وقصاصات شتائمه في ثقوب حائط المبكى، او يشارك في تفكيك المستوطنات الصهيونيه في غزه. وليركب كل منا القطار الذي يناسبه ليغني الاغنيه التي تعجبه. ونحن سنغني مع شعبنا: "رمانتين بفد ايد ما تنلزم" . اللهم الا اذا كانت رمانتين تخريبيه. والعياذ بالله!

رزاق عبود

29/6/2005

325
                                                             بصراحة ابن عبود
 
                                              التيار الصدري هل هو تيار اسلامي متخلف؟ 1

من ناحية المبدا، فانا لا اقر باقحام الدين بالسياسه. ومن ناحية اخرى فان بعض المفاهيم الدينيه تحث على النضال ضد الظلم، وتعتبر الساكت عن الحق شيطان اخرس. كما ان الدين له جاذبية قويه عند الجماهير الواسعه. وقد استخدم الدين كمحفز في مقاومة الاستعمار، والاحتلال، وظلم الحكام على مر الزمن. وقد رأينا كيف انخرط الرهبان البوذيين تحت قيادة الشيوعيين في فيتنام. وكيف خرج القساوسه المسيحيين عن طاعة البابا في روما وتسلحوا لمقاومة الاوليغاركيه الامريكيه، والديكتاتوريات الفاشيه في امريكا اللاتينيه. ومعروفه ايضا حروب التحرر الوطني في المغرب العربي، ومصر، وثورة العشرين في العراق التي اشترك في قيادتها رجال دين وغيرها. وهناك نموذج قديم، وقائم لحد الان في التيبت حيث قاوم الشعب هناك، ويقاوم بقيادة الدلاي لاما الغزو، والمحو الثقافي الصيني. والمقاومه الاسلاميه في فلسطين لا زالت قويه، وكذلك المقاومه في جنوب لبنان ضد الاحتلال الاسرائيلي. ولا زال البابا شنوده اكبر معارضي التطبيع مع اسرائيل، ويحرم على اتباع الكنيسه القبطيه حج بيت المقدس حتى تعود القدس لاهلها.

لقد وظف الدين لاغراض سياسيه تحرريه واهداف ثوريه معاصره. ولا احد اعترض على ذلك. وقد وجدت ثورة ايران الاسلاميه بقيادة الخميني اكبر دعم من الاتحاد السوفياتي السابق مثلا. ولكن الخوف ان يتحول الهدف من تثوير الدين الى سيطره رجال الدين السياسيه. وفرض التعاليم الدينيه كقيم اجتماعيه على المجتمع كله. فتحرم الجماهير من حرية العمل السياسي الحر، وتسئ الى الدين نفسه. لقد انسحب القساوسه وعادوا الى كنائسهم بعد  أن فرض النضال الشعبي والمسلح، الديمقراطيات في كل امريكا اللاتينيه تقريبا. وكذلك فعلت القيادات الدينيه الاسلاميه في شمال افريقيا بعد التحرر، والاستقلال، ولو الشكلي، ونفس الحال ينطبق على  ثورة العشرين في العراق.

ولكن ثورات، وانقلابات، وحركات مثل ايران، والسودان، وافغانستان تحولت من مقاومة المستعمر، والظالم، الى مقاومة رغبة الشعب في التحرر، والانعتاق، والحياة الكريمه، والديمقراطيه. وكلنا يعرف كيف انتهت التجربه الاسلاميه في افغانستان، وكيف انفض تحالف الملالي، والعسكر بعد صراع طويل، ومرير على السلطه في السودان. وكيف انتهت الثورة الايرانيه الى ان تقاطع اغلبية الشعوب ألأيرانيه انتخابات رجال الدين لانها بكل بساطه ليست ديمقراطيه.

وللاسف فان "الصدر الاول" عندما بشر بالاسلام السياسي، ابتدا بمحاربة الحلفاء الاقرب . فقد انصب الهدف، والعمل الفكري لابرز زعيم شيعي في القرن العشرين على مناقشة، وتسفيه، والرد على الماركسيه. في حين ان الشركات المتعدده الجنسيات هي التي كانت تنهب ثروات البلاد بالتحالف مع ديكتاتورية البعث الصداميه. وفي 1954 عندما تاسس حزب الدعوه كان القصد الاساس منه وقف ومقاومة المد الشيوعي في العراق. في وقت كان الشيوعيون يتصدون لمقاومة الاستعمار البريطاني في العراق، وشركات نفطه، واذنابها الحاكمين. وكافحوا وقدموا التضحيات من اجل رفض ربط العراق بمعاهدات استرقاقيه جديده، ومن اجل تحقيق استقلال كامل للعراق. واستمر نفس الخط للاسف حتى عندما كان مناضلي الدعوه، والشيوعي يسجنون في نفس المعتقلات، ويعذبون من نفس المجرمين، ويعدمون من نفس القتله. واكيد حصلت اخطاء من الطرفين، وربما انعدمت قنوات الاتصال . ولكن الصدر الاول رفض اصدار فتوى مشابهه لفتوى محسن الحكيم بسفك دماء، وهتك عرض الشيوعيين. وكان الشيوعيين اول من نقل الى العالم استشهاد العلامه الصدر، وصموده مع اخته المناضله ضد تعذيب البعث الفاشي. واتذكر، ان "الثقافه الجديده"، و"طريق الشعب" تصدرت صفحاتها صور الشهيد، وماثره البطويه، وقصة صموده، واول من وضع اسمه ضمن قوائم شهداء الشعب العراقي.

وهذا ليس موضوعنا. ولكني اعتقد ان تياري المستضعفين في العراق الماركسي، والديني كانت دائرة تحالفاتهما خاطئه في فترات الستينات، والسبعينات، والثمانينات. ولهذا ارى ان المعممين، الذين ناضلوا ضد فاشية البعث لا يختلفون عن رهبان امريكا اللاتينيه حديثا، ولا عن ميثم الثمار، وابي ذر الغفاري قديما. ولكن هكذا هو الحال دائما عندما يتصارع الناس على اكتساب نفس الجماهير لتحقيق نفس الغايات، ولكن باساليب، وافكار تبدو متناقضه.   فتدخل في صراع غير حتمي بسبب المنافسه غير المقصوده. بالضبط كما يحصل الان بين احزاب دينيه كثيره تحاول كسب نفس الجماهير بدعوات، وبرامج مختلفه، على المستوي الوطني، والاقليمي، والعالمي. هذا هو حال كل القوى الثوريه. وكلنا يتذكر حروب، وصراعات الستينات، والسبعينات، بل حتى الخمسينات من القرن الماضي، في ما سمي وقتها بمراكز الشيوعيه العالميه. وكيف وصل الحد الى هجوم صيني عسكري ضد فيتنام التي حاربت زعيمة الامبرياليه العالميه. وكذلك تسفيه السوفييت لخط جيفارا، ووصمه بالتطرف اليساري، وكيف انتشرت كالفطر مجموعات متطرفه تروتسكيه، وماويه، وغيرها على مستوى العالم.

الصدريون اليوم ،اذا صح تسميتهم بذلك، ليسوا سوى ورثه تجارب، وخبره ثوريه، وحصيلة نضال طويل ضد اعتى فاشيه فى منطقتنا. ان تختلف معهم، او تعارضهم، او تتنافس على كسب ذات الجماهير، ليس بالضروره، ان تعاديهم، او تشوه سمعتهم، او تزوير، وتحريف تصريحاتهم وتصرفاتهم. فكل حركه ثوريه في العالم لا تنجو من مثالب، واخطاء ولكنها تبقى قوى مناضله من اجل تصور تعتقد انه الافضل. وهذا مايمكن ان نتعلمه في عراقنا الجديد حتى نتجنب الانظمه الشموليه مهما كان اسمها.

للحديث صله

رزاق عبود

24/6/2005


326
بصراحة ابن عبود

يا ناصحي الشيوعيه في العراق، تواضعوا!
[/b]


لم تسلم القيادات الشيوعيه في العراق، وعلى مر العقود من الجلد، والتعنيف، والتسخيف، و الاتهامات، وحتى  السخريه المره، منذ ولادة هذا الفكر في ارض الرافدين. اقول "ولاده" ولا اقول دخول، او انتقال الفكر للعراق، فكل الرواد، كانوا اما من المثقفين المتنورين، او السياسيين المنتمين لاحزاب وطنيه وقوميه عراقيه، وتوصلوا بانفسهم، وقناعاتهم لاعتناق هذا الفكر وتعريقه. ثم تشكيل حزب الطبقه العامله العراقيه الذي كان من البدايه حزب كل العراقيين المؤمنين بالتحرر الوطني، والعداله الاجتماعيه، وفق تصور الحزب لها. والغريب ان هذا النقد، والانتقاص لم يسلم منه حتى من صعدوا المشانق دون خوف ولا وجل مثل فهد، وحازم، وصارم. او ماتوا تحت التعذيب او برصاص القتله مثل سلام عادل، والحيدري، والعبلي، وابو العيس، والخضري، وستار خضير، والالاف من كوادر الحزب الابطال منذ تكون الحلقات الشيوعيه الاولى حتى يومنا هذا. ان النقد، والنقد الذاتي هو المفهوم الذي ادخلته الشيوعيه ليس الى الفكر السياسي العراقي،فقط، وانما ايضا الى الفكر السياسي العالمي. ومن الطبيعي ان تمارس الاحزاب الشيوعيه هذا الاسلوب لتطوير عملها. وليس لمهاجمة خصومها، او الخارجين من، اوعن دائرة تنظيمها. والاهم ليس ممن تركوا الطريق ،ولهم كل الحق مهما كانت الاسباب، ان يتعرضوا لقيادات تبادر، وتساهم، وتعمل، وفقط، من لايعمل لا يخطأ.

 ومنذ الاحتلال الامريكي للعراق، وتجربة مجلس الحكم  ثم الوزارات التي تلته، وهؤلاء "المتقاعدون" لاهم لهم سوى التهجم على خط الحزب  طالبين من الحزب اتباع المقوله اليائسه في السياسه الانعزاليه "لو هالمركب لو ما اركب". فلا عيشهم سنوات طويله في مجتمعات الديمقراطيه الغربيه، ولا سقوط التجربه الستالينيه، ولا فشل حكومات الحزب الواحد، ولا التغيرات على المسرح العالمي، بكل تفصيلاته علمتهم شيئا.  وبقي ضيق النفس السياسي مهيمنا على افكارهم، او قناعا لانعزاليتهم، وعجزهم، وترددهم، وخشيتهم من دخول ميدان التجربه العمليه. انا لا اقول اننا "نحن الذين تركنا الحزب لاسباب عديده" علينا ان نصمت، ونسد اذاننا، وعيوننا. ولكني احترم من ذهبوا للعمل في تنظيمات اخرى، او اعتنقوا افكارا اخرى، دون ان يتعرضوا بالهجوم، والشتيمه للاصل لانهم يعرفون جيدا : "من يتفل على السمه تطيح على وجهه".

 وبعد الخيبه الانتخابيه الرهيبه التي ما ان اتضحت اسبابها الحقيقيه، فانه كان على المنتقدين تغيير اسلوب النقد الموجه الى الحزب، ومحاولة دعم مسيرته، وتعرية من قاموا بالتزييف. وليس الهجوم على الضحيه وترك الجاني. فمره تتهم قيادة الحزب بانها قياده جبانه، وهي اول قيادة سياسيه عراقيه كانت في بغداد يوم 9 نيسان2003 ووزعت "طريق الشعب" على الجماهير الفرحه بسقوط الصنم. وقالوا قياده متحجره، وهي التي مارست مرونه كبيره في خوض تجربة مجلس الحكم، وممارسة التاثير من هناك لتشعل شمعه بدل ان تلعن الظلام. وراينا كيف كان دورها، ومن تحالفت، ونسقت معهم في صياغة قانون ادارة الدولة المؤقت. واخيرا، تهمة ذيلية الحزب للا حزاب الاسلاميه. خوش نكته . والله ، هذوله خوش اسلاميين اذا ذيلهم شيوعي.

انا افهم تغطية التهجم، والجلد بعبارات "الحرص" و"الحب" و"المساهمه في...؟" ولكن دراسة الوضع المحلي، والاقليمي، والعالمي، وتطور الاحداث يشيرالى عكس ما يقوله هؤلاء "الحريصون" على مصير الحزب، والشيوعيه في العراق. ومتابعة تطور الاحداث، واهم شئ دراسة تاريخ الحزب، ونضاله "ليس للتبجح بالمشاركه به" بل لاستخلاص الدروس، والعبر في نضال الحزب الحالي من اجل عراق ديمقراطي فدرالي، ودستور علماني في ظل جمعيه وطنيه "كلهه عبي وعمايم". قليلا من الانصاف ايها الساده ! انا لا اتفق مع الحزب في كل تفصيلات عمله، وخياراته. ولكن هناك تنظيمات عديده تدعي الشيوعيه في العراق لم تقدم شيئا ملموسا غير التهجم على الحزب الذي يحقق الكثير رغم امكانياته الفقيره جدا. بامكان المنتقدين الانتماء لهذه التنظيمات و"خلونه نشوف همتكم". او تبرعوا، ولو دولار واحد، بالشهر ليتمكن الحزب الذي رباكم، وتتمتعون،بفضله، الان بوظائف، والقاب، ومواقع، وصفات، وتعيشون في دول ترفضون نظامها. ليتمكن ان يصدر صحيفته اليوميه دون تقطع، بسبب العوز المادي ف(الحلفاء الاسلاميون) لا يقدمون شيئا، ل"ذيلهم" الشيوعي.

قبل يوم من اختفاء المناضل شاكر الدجيلي، وعلى هامش حفل خطابي بعيد الحزب الواحد، والسبعين. سالته عن رايه بما نكتب هنا " براحتنه" بعيدين عن الحركه اليوميه للساحه السياسيه في العراق. فاجاب: "ان الوضع صعب، ومعقد بشكل لا يتصوره البعض". واضاف:  "ولكن الحزب لايزعل من أي ملاحظه". نعم سادتي كتاب الصحف، والمواقع الالكترونيه "الذي يده في الماء ليس مثل الذي يده في النار". اعيدوا قراءة تاريخ الحزب ان كنتم قراتموه بالاساس. واستخلصوا الحكم من تجارب حميد عثمان وغيره. وستعرفون ان كتابة قصيدة جميله عن سفينه ليس مثل قيادتها.
مع الاعتذار، وهذا ليس مصادره لحق أي شخص بالكلام، والكتابه، او رد على كاتب بعينه. فلست ممثلا للحزب ولم اعد في صفوفه، ولكني لا زلت اؤمن انه البوصله الاصح في مسيرة التغيير الديمقراطي في العراق.

 رزاق عبود

24/6/2005

 


327
بصراحة ابن عبود
 
لا يا سادتي، الاسلام، لا يصلح لكل زمان، ومكان!
[/b]



كثيرا ما نسمع شعارات من قبيل "الاسلام دستورالحياة" أو "لاحاجه لكتابة دستور،فالقران دستورنا" وان "القرآن، او الأسلام يصلحان لكل زمان، ومكان". ومن الوهله الأولى يمكن للمرأ ان يستفسر باستغراب: طيب، واذا قامت القيامه، كما تبشر الكتب "السماويه"، فهل يحتكم الله الى القرآن ام الى ماذا؟ وهل سيحكم الله يوم القيامه بما انزل القرآن، او الانجيل، ام التوراة؟ وهل سيوزع الحواري على ارهابيي بن لادن، والزرقاوي، وغيرهم من القتله؟ وهل الخمر حرام، ام حلال وقتها؟ وهل يجوز اللواط الذي يحرمه الاسلام؟ وماذا نفعل مع غلمان الجنه المولدون؟ اهذا قرآن ام ماذا؟ ام هو نفسه ما نسميه اليوم الكيل بمكيالين؟

 

المهم، ليس هذا موضوعنا. فمن يؤمن بالجنه فليؤمن، فهذا حقه. ومن لا يؤمن فهذا من حقه ايضا. ولكن القرآن انزل للمسلمين، والعراق يضم اديان متعدده، ومتناقضه احيانا. وهناك عدد لا باس به من الملحدين، الله يزيدهم. فهل نجبركل هؤلاء على اتباع قوانين، وقواعد الاسلام التى لايؤمنون بها؟ الديمقراطيه تؤمن بتعدد الاراء، وتصارع الافكار المختلفه، وليس فقط ، صراع المذاهب، والطوائف ضمن دين، او فكر واحد. والعصر عصر حقوق الانسان، ومساواته الكامله في كل شئ بغض النظر عن العرق، او الجنس، او الدين. فكيف والاسلام يعتبر الرجال قوامون على النساء، وللرجل حظ الانثيين, وللرجل حق الزواج بما طاب له من النساء. في حين ان المرأه "العوره" لا يجوز لها حتى رفع اصبع الاعتراض. وله حق ان يضربها، ويؤدبها، ويحرمها من اطفالها..الخ. حتى في الجنه التي تصلي، لها كل حياتها فهناك يرتفع عدد الزوجات من اربعه الى اربعين.

 

والعصر عصر الحريه، والتحرر. والاسلام يعتبر غير المسلمين اهل ذمه يخضعون للمسلمين ويدفعون الجزيه ثمنا لحمايتهم. والاسلام يبيح العبوديه، وكل الشخصيات الاسلاميه من النبي محمد الى اخر ولي كان لهم من العبيد، والموالي، والجواري ما شائوا وطاب لهم. ولا زال الكثير من رجال الدين، والملوك، والشيوخ، والامراء يحتفظون بالحريم، والغلمان، والجواري. فكيف يتفق هذا مع عصر التحرر، والحريه، والغاء العبوديه التي اعادها النظام الاسلامي في السودان. وجرائم دافور معروفه للجميع حيث المسلم يبيع، ويستعبد اخيه المسلم لمجرد انه من اصل اخر. ثم أي اسلام سنتبع، اسلام شيعي، ام اسلام سني؟ واي من الاجتهادات الشيعيه، او السنيه ستطبق؟ ومن يحق له الافتاء بذلك؟ ومن يدعي الاحقيه؟ ومن له حق الفصل في الافضل، والاصح؟

 

وهل سيقوم الحكام المسلمون بتحطيم اثار، وشواهد الحضارات القديمه، بحجة وجود الاصنام كما فعل مسلمي طالبان مع تماثيل بوذا الشهيره؟ وهل ستسحق الجرارات الاسلاميه اثار الفراعنه وبابل، واشور، واكد، وزنوبيه، وتدمر؟ ام سنفرض على السائحات الاجنبيات ارتداء الجادر الايراني ودرجة الحراره 50 مئويه؟

 

الاسلام يؤمن بالعقاب الجماعي، والقران ملئ بقصص من هذا النوع: قوم نوح، ولوط، وعاد وثمود، واليهود وغيرهم. وقطع اليد، والراس، والرجم تعود الى عصور البربريه الاولى فهل نرجم الزاني،والزانيه، وهل نقطع يد السارق؟ وهل نجبر الاهل، والاطفال على رؤيه الجلد، والرجم، والصلب، وقطع الرؤوس؟ هل يتفق هذا مع الاعلان العالمي لحقوق الانسان؟ فلماذا نحاكم المجرم صدام حسين اذن؟

 

وماذا عن حق تقرير المصير للشعوب فهل نعتبر الجميع امه اسلاميه؟ ام ان هناك عرب، واكراد، وتركمان، وكلدان، واشوريين، وسريان، وارمن، وفرس، وبلوش، وغيرهم؟ ماذا عن حقهم في تقرير المصير، او حقوقهم الثقافيه، والدينيه، والسياسيه، وغيرها؟ ايران الاسلاميه، وقبلها طالبان، والسودان، وغيرها الكثير، من الدول الاسلاميه، لا تقر للشعوب الاخري بحقها في التمييز، والحفاظ على ثقافتها الخاصه، او تقرير مصيرها بنفسها. فهل نصهر الاكراد، ونرحل التركمان؟ أم نسحق السريان، والاشوريين، والكلدان، وهم الذين سبقونا لهذه الارض، ولولاهم لما كانت هناك ارض اسمها العراق.

 

لا ياسادتي الدين لله، لمن يؤمن به، والوطن للجميع. والوطن، واهله، موجودون بدون شك. وصحيح ان "العراقيين" الاوائل اخترعوا قصة السن، بالسن، والعين بالعين. ولكن العالم تغير. والقرآن لا زال يصر على ذلك. ولا زال ولي الفقيه في ايران، ولجنة حماية الدستور والنظام ترفض، وتمنع المرشحين، حسب المزاج، وتفرض ان يكون المرشح مسلما شيعيا، ومن انصار ولاية الفقيه، ويؤمن باضطهاد المراة، وتزويج الفتيات في عمر 9 سنوات، والقانون الدولي يدعو لسن الرشد، والفتاة تقرر وليس ابوها. او ولي امرها. القائمه تطول.

 

هذه نماذج بسيطه، وسريعه نوردها لمن يردد الشعار الباهت الاسلام، او القرآن يصلحان لكل زمان ومكان. في العراق لا يصلح. لاننا لا نريد ان نضع شرطا على من يتولى المسؤوليه، والحكم لا دينه، ولا طائفته، ولا لونه، ولا قوميته، ولا جنسه. أي شخص مناسب يمكن ان يحكم العراق عبر الانتخابات، وليس عبر قواعد كتبها البدو في جزيرة العرب قبل 1400 سنه. وحاول سلفيي الكويت، وظلامييها الاستناد اليها لمنع توزير امرأة. يا بؤسهم!؟

 

خلو دينكم الكم. احنه نريد دستورعلماني، مو، ديناصور اسلامي!!!

 

رزاق عبود

24/6/2005

السويد

328
حول اليسار والديمقراطيه من جديد 3
[/b]

في الجزء الاول تحدثنا، انه حدث خلط في تحديد المرحله، وتوصلنا الى انها مرحلة التحرر الوطني بلا مزايدات، او مغالطات. فوجود قوات اجنبيه على ارض الوطن مهما كان اسمها ينتقص من السياده. ان كان هناك سياده في الاساس. وفي مرحلة التحرر الوطني يجب تظافر جهود كل القوى الوطنيه، احزاب، ومنظمات، وهيئات، وشخصيات، بغض النظر عن منابعها الفكريه، او حجمها الفعلي في الساحه السياسيه. ولهذا توصلنا في الجزء الثاني الى ضرورة وضع الايديولوجيات وحروبها على جانب. لان الهدف الاساس هو اقامة نظام ديمقراطي بدون تسميات ثوريه، او اشتراكيه، او دينيه، او قوميه، او وطنيه ..الخ. فبسبب الانانيه الحزبيه، والشخصيه التي وقع فيها البعض. اضافة  الى ما ذكرناه من خلل حول تحديد طبيعة المرحله وقواها، والتجاوزات الخطيره التي جرت. فقد حصل ما حصل من ظهور واقع سياسي، واستحقاقات "انتخابيه" واصرار قوى معينه على فرض المحاصصه، والطائفيه، والصبغه الدينيه لعراق المستقبل. فالفرز الوحيد الان هو بين قوى تريد بناء عراق ديمقراطي تعددي اتحادي. واخرى تريد فرض نظام شمولي جديد باسم الدين، والعادات، والتقاليد، والهويه "الاسلاميه" للشعب العراقي. مثلما فرض علينا صدام الهويه القوميه، ومغامراتها، ونظامها الفاشي تريد اليوم قوى اخرى لا تختلف عن صدام سوى بالتسميه، بل، واخطر لانها تستخدم الدين، الذي "لا يناقش" وسيله لتحقيق نظامها الشمولي الجديد.

لذا فان رفع شعار توحيد قوى اليسار، و،الديمقراطيه و..و.. تحمل في طياتها مخاطر تشتت جديد، وضياع المزيد من الوقت، وتبعثر جهود، وتفويت فرصه جديده لاستعادة زمام المبادره. اولا، وكما هو واضح من الشعار المرفوع هناك تقديم لقوى اليسار على غيرها، وهذا ما يخيف البعض، ويحيد البعض الاخر. لان تاريخا طويلا من اضطهاد وقمع اليسار، وكذلك اخطاء، واخفاقات اليسار يجعل البعض يتردد في التحالف من جديد مع مايسمى باليسار. اضافه للحمله الفكريه المباشره، وغيرالمباشره ضده، ومايعانيه من مضايقات بمختلف الصور. ثم من يحدد اليمين، اواليسار. ومن يقف الى يسار من؟ والعكس صحيح.

اسس الديمقراطيه في خطر واضح امام تراجع القوى الدينيه عن وعودها، والسير بشعارات "ديمقراطيه" لتاسيس ديكتاتوريه دينيه. وتدخل قوى اقليميه في الساحه، لاسقاط البديل الديمقراطي. وتهرب امريكا من مشروعها المكلف، بعد ان فقد مصداقيته بسبب فضائح كثيره، واخفاقات رهيبه. وسلبية اوربا التي لا تفكر الا بمصالحها الضيقه. وتكالب قوى الارهاب، والظلام العالميه. ولذا فليس امام القوى المؤمنه،فعلا، بالتعدديه، وحكم الاغلبيه، والتداول السلمي للسلطه، الا طريق واحد. ففي العراق قوى عديده من اقصى اليسار الى يمين عشائري يريد السير بهذا الطريق. فكل القوى التي لا تؤمن بحكم ديني، وتطالب بفصل الدين عن الدوله، وحقوق الانسان، والمساواة الكامله بين البشر، والتساوي امام القانون، ودولة المؤسسات، وفصل السلطات، والحريات العامه. اي دوله عصريه متحضره. مدعوه اليوم لدخول الانتخابات القادمه في قائمه واحده. ويمكنها التمرن على ذلك اليوم، عن طريق العمل المشترك في حمله وطنيه، وعالميه لكتابة دستورعلماني متحضر للعراق الديمقراطي المنشود. فالديمقراطيه لا تعني غير ما ذكرناه، مهما حاول البعض التعكز على الدين، او العادات، او التقاليد،او الايديولجيات، او مرحلة التطور، او الظروف المحيطه.
لقد وضعت ملحقات كثيره للاشتراكيه: علميه، ليبراليه، اصلاحيه، اسلاميه، عربيه، وطنيه، شعبيه، قوميه... الخ وكلها فشلت. نفس الامر يخص الديمقراطيه فهي واحده لا تتجزء، ولا تتغير مهما سميت مستورده، او غربيه، او امريكيه، او معاديه للدين،او..او نحن نريد ديمقراطيه كما وصفناها سابقا وكل من يؤمن بهذا يجب ان يتجمع مع مثيله بلا لافتات، ولا شعارات لوضع العراق على طريق ديمقراطي علماني. وكل ماعداه ليس ديمقراطيا، ولا يصلح لانقاذ العراق وانتشاله من محنته التي يريد لها البعض ان تطول ليكسب الكثير، ويحتفظ بامتيازاته.

سنرى مدى اخلاص الديمقراطيين للديمقراطيه، والعلمانيين للعلمانيه! وكما يقول شعبنا "ابو كريوه يبين بالعبره".
رزاق عبود

9/6/2005

329
بصراحة ابن عبود

 
مليارات المرجعيه، وجوع ملايين الشيعه
[/b]


قبل ايام شاهدت بالصدفه اعادة لمقابله اجرتها فضائية عراقيه مع قائد فيلق بدر هادي العامري. الذي يسميه الاسرى العراقيون هادي كيمياوي بسبب تعذيبه، واستجوابه لهم لصالح المخابرات الايرانيه "اطلاعات" التي لا زال يحمل هويتها ويستلم راتبها. رد بسخريه فجه ينطبق عليها قول "من فمك ادينك" عن مصادر تمويل ميليشيات بدر، معلنا انه لا يعتمد على تمويل ايران فقط. وانهم ليسوا بحاجه لتمويل ايران "فالملايين" التي بحوزة ال الحكيم تكفي وتزيد.

 اعادني هذا اللقاء الى اوائل سبعينات القرن الماضي عندما نشرت مجلة الف باء العراقيه، التي كانت تصدرحينها، ريبورتاج صحفي عن ثروات وكنوز مرقد الامام علي بن ابي طالب. ولازلت اتذكر صورة الكأس المرصع بالماس، والجواهر،والدررالثمينه، والمهدى من احد الملوك. والصحفي يكتب بفخر: "كنت امسك بيدى كاسا قيمته ريع مليون دينار". دينارمال قبل. اي مايزيد على المليون دولار وقتها. فكم سعره الان؟ وقتها شعرت بالفخر ان بلادي تملك هكذا ثروات ضخمه، وقيم اثريه، وحضاريه، ومراقد، ومزارات، ومواقع اثريه ذات اهميه دينيه، وتاريخيه لا تقارن. ويزورها الملايين من الناس سنويا. ينفقون ويهدون، ويمنحون الملايين من الدولارات. والى النجف وكربلاء ومرجعياتها تتدفق ملايين الدولارات سنويا، ويوميا من نذور، وهبات، وزكاة، وخمس..الخ. اذا اخذنا الخمس فقط، والمفروض على كل شيعي مهما كان فقيرا. فتصوروا، اي عدالة، ووفاء لمبادئ علي بن ابي طالب نعيش؟ ذلك الخليفه الذي كان يخيط نعله بيديه، ويقول لو سرقت فاطمه بنت علي من بيت المال لقطعت يدها. والقصه، ومعناها معروف للجميع. فمن يقطع ايادي لصوص اليوم من الدبب السمان؟؟؟!

 

تذكرت، ايضا، جارنا المعدم النازح من الريف هربا من ظلم الاقطاعيين. حيث سمح له والدي ان يعيش في بستان اقطاعي مجاور لبيتنا . كان والدي مسؤولا عنه. ورغم صعوبة الظروف، فكان والدي يساعده بين الحين، والحين. في احدى المرات مازحته قائلا: لماذا لا تطلب مساعده من "السيد" فلان الذي يعيش في قصر مجاور؟ فلم يجب. بعد ايام  مر جارنا، واشاح بوجهه عني، على غير عادته. فاخذتني سوء النيه وتوقعت انه تلقى مساعده دسمه، اغنته، عن مجاملتنا، وجعلته يتعالى علينا "يشيل خشمه". فمازحته بخبث : ماغني الا الله! يبين السيد اغناك؟ فرد، مرغما، مهموما، وبه من الحزن، واللوعه، والانكسار ماحيرني: ياغنى يا بطيخ! ريتني ما سمعت حجايتك. لو ادري ما دكيت بابه. خنقته العبره . ولكنه واصل كلامه: ذهبت اليه، وليتني لم اذهب. قلت له: مولانه، الغنى من الله، والحمد لله، الله غانيك. الله يزيدك، ويعليك. و،و،و. وما ان فهم طلبي بالمساعده حتى تغيرت ملامحه، وتبدلت اخلاقه، وصرخ في وجهي: ولك حمار ابن الحمار. انه حسبالي جاي تطيني حصة جدي. النوب جاي تريد تاخذ مني. هو انه شعندي.هذا حقي. هو النبي جدك لو جدي؟! وسمعت من الشتائم، والكلمات البذيئه، ما لم اسمعه الا على السنة السكارى وابناء الشوارع. خصم الحجي طردني طرده محترمه.

 تذكرت جارنا المسكين، وانا استمع لشكاوي فقراء الشيعه مقلدي، واتباع المرجعيه، ودافعي الخمس والزكاة لوكلاء آل البيت. وهم يتشكون من الجوع، والمرض، والفقر، والحرمان، والاهمال. ويعيشون في بيوت الصفيح، واطفالهم يموتون من الجوع، والمرض لانهم لا يملكون ما يكفي لاطعامهم بشكل جيد، او ثمن الطبيب والدواء. في حين ينام "ابناء رسول الله"، و"أحفاد اهل البيت" عى فرش الحرير، وياكلون افضل الاطعمه ويتعالجون عند الكفره "الخنازير" في الغرب. النجف، وكربلاء ومرجعياتها تقبع على ثروات هائله، ومليارات الدولارات في حين يتناول عامتها، وغيرهم من الشيعه في الجنوب الطحين، والشاي الممزوج بنشارة الحديد . حصتهم التموينيه، التي يستلموها من حكومتهم الشيعيه المدعومه من المرجعيه الثريه. التي لم اسمع يوما انها وزعت صدقات، او بنت مدارس، او اعانت عوائل معدمه كما تفعل الكنائس مثلا. فقراء الشيعه في البصره وغيرها يتطببون بلا مقابل في مستشقيات، وصيدليات مدعومه من تبرعات المسيحيين. في حين تتكدس مليارات الخمس في بنوك اوربا لزيادة غنى "وكلاء" اهل البيت. الا قليلا من الانصاف!

 لم يكتف "السيد" بطرد جارنا المسكين بل، اراد معاقبته على جرأته تلك. فذهب الى معارفنا ملاك الارض وادعى على ابي انه يؤجرالارض ل"حراميه" في بستانهم، الذي أئتمنونا عليه. ولما جاء وكيلهم ليتقصى الحقيقه، لم يجد، لا حراميه، ولا ايجارات، بل شكر،وحمد، وامتنان لاهل الارض، ولمساعداتنا. بعد ايام جاءت زوجة الاقطاعي المتوفى، وهي تحمل ملابس، واطعمه، وزعتها على الفقراء. اعتذرت من ابي، وطلبت منه، ان يسمح لهم ببناء صرائف لائقه، وليس اكواخ وقتيه مهترءه. لابد من التوضيح هنا ان ملاك الارض كانوا من الطائفه السنيه، ومن الزبير بالتحديد. آمل ان لا يكون مغول البعث قد هجروهم فلقد سبق للطاغيه، ان استولى على قصورهم في كورنيش البصره.

 اتمنى ان لا تغضب المرجعيه على فضائية الفيحاء، وتطالب مقلديها من فقراء الشيعه بمقاطعة القناة. او الفتوى بتحريم الشكوى من العوز، والفقر، والفساد الاداري. فتمنع "سنة" الخليج من ارسال المساعدات الى اشقائهم العراقيين لحين تفرج المرجعيه عن مليارات الخمس. التساؤل الاهم هو انني توقفت عن مرافقة والدي الى الجامع منذ ان سمعت حكاية جارنا مع "السيد". فهل يتوقف فقراء الشيعه عن دفع الخمس وغيره الى ذوي العمائم السميكه، والكروش المتهدله ذوي الانساب المزيفه؟؟؟


ولمذا لا يوزع الحكيم ملايينه على فقراء الشيعه بدل تحويلها الى هادي العامري، وميليشيات بدر؟؟؟

 
رزاق عبود

5/6/2005

330
اليسار والديمقراطيه في العراق 2


من الاخطاء التي وقعت فيها القوى الديمقراطيه هو تشتتها، وعدم وحدة حملاتها الانتخابيه، او توحد برامجها الانتخابيه. والخروقات، والتجاوزات الخطيره التي حصلت اثناء الحمله الانتخابيه، و يوم الانتخابات. هذا تقريبا ماسمعناه. وما زلنا نسمعه من القوى التي لم تنجح في دخول الجمعيه الوطنيه، او دخلت بشكل ضعيف لا يتناسب مع ثقلها التاريخي، والشعبي، او توقعاتها، او حساباتها وهذا ما نسمعه ايضا من مراقبين، ومحللين سياسيين، وكتاب، ومعلقين صحفيين الخ. طبعا تختلف التقييمات حسب الجهة  المقصوده. ولكن ما ينطبق على جميعها هو التفاؤل المفرط، والثقه الساذجه بحسن نية الاخرين، و"استقلالية" المفوضيه العليا للانتخابات، و"حياديتها".

 

من الضروري في البدايه التنبه، الى ان جميع القوى الخاسره بالغت في قواها، وظنت ان الفوزاكيد، دون ان تدرس بعنايه امكانياتها، وقدراتها، وانطلقت في الاساس من الامنيات، والاحلام التي لا علاقه لها بالواقع. واكبر خطا بتقديري كان استسلامها، وثقتها المفرطتان، بان السباق، والمنافسه على اصوات الناخبين سيكون شريفا بالكامل، وان الاحزاب الاسلاميه ستتبع قواعد اللعبه الديمقراطيه، بعد ان اعلنت انها تؤمن بالديمقراطيه، والتعدديه، والانتخابات، وتداول السلطه و، و، و في حين انها كانت تحضر لأتلاف "السقيفه" الذي تتشكى منه تاريخيا. وانها عزمت على استخدام ماكنة الديمقراطيه لانتاج الديكتاتوريه . وخططت لاستخدام صناديق الاقتراع لترسيخ حكومة اللون الواحد . اي استخدام العمليه الانتخابيه كوسيله لاستلام السلطه، وليس كهدف، واسلوب للعمل السياسي وطريقة للحكم. وكانت تعتقد انها ستتقاسم البرلمان مع الطائفه الاسلاميه الاخرى في البلاد، ولكن "قيادات" الاخيره كانت تخطط لاستعادة السلطه بوسيله ديمقراطيه هي الاخرى. فاتخذت من المقاطعه وسيله لاخفاء فشلها في تحقيق وحدتها، وعدم قدرتها على اخفاء علاقتها بالارهابيين.

 

ان المبالغه في تقدير شعبية القوى، وتشتتها، والثقه العمياء في نزاهة العمليه الانتخابيه، والاقتراع رافقه خطا قاتل اخر هو عدم تشخيص الحلفاء الممكنين والتقارب، والتعاون، والتحالف، وتشكيل قوائم مشتركه. والغريب انهم تجاهلوا بردة فعل سلبيه ما يجري امامهم من تحالفات كان الهدف الاساس منها غلق كل امكانيه لوصول القوى الديمقراطيه للجمعيه الوطنيه لغاية في نفس يعقوب . وبدل التجمع، والاتحاد، ومحاولة التفاهم، ووقف عملية الابعاد المخططه والمنظمه، زادو انفسهم ضعفا، وذهبوا الى الانتخابات بقوى دونكيشوتيه هزيله . تصرفوا كمن يخرج للمبارزه بدون سيوف.

 

الغرور، والانانيه الشخصيه، والحزبيه اعمت عيون القوى التي كان بينها من نقاط الاشتراك اكثر بكثير مما يميزها عن بعضها. وليسوا قلالا من قالوا انه من الصعب ان تجد اختلافا في برامج القوائم المتنافسه. وهذا ما قاد بالنتيجه الى تشتت القوى، وضياع الاصوات للخصم في معظم الاحوال. واختلت المفاهيم السياسيه، كما اختل تقييم المرحله ومهامها الذي تحدثنا عنه في الجزء الاول. ووضعت لافتات لا معنى لها، ولا طعم ناتجه عن ذاك الخلل، ووضعت الاحزاب في خانات الديمقراطيه، واليساريه، والاشتراكيه، والشيوعيه، والقوميه، والاسلاميه، والاسلاميه غير المتشدده. في حين ان الجميع كان يجمعهم الجامع الاهم والأكثر حسما اي العلمانيه. والعلمانيه تعني الاقرار يالديمقراطيه كنظام للحكم، ووسيله لتداول السلطه. ولكن بعض القوى التي تسمي نفسها علمانيه قد لا تكون ديمقراطيه. والقوى التي تسمى نفسها دينيه قد تكون اكثر ديمقراطيه من القوى المصنفه ضمن قوى الديمقراطيه. وهذا هو الاشكال الفكري الذي وقع به الجميع. فبعضهم لا زال متمسكا بالتفسير الاجتماعي لمفهوم الديمقراطيه. وبعضهم لا زال يفهم من كلمات مثل البرجوازيه، واليمين قوى معاديه للديمقراطيه. في حين ان الواقع يقول ان قوى البرجوازيه هي التي ادخلت النظام الديمقراطي في حين انخرطت القوى اليساريه في عملية قمع لشعوبها بتبريرات مختلفه لم تصمد اي واحده منها. وبالتالي فأن كلمات اليسار،واليمين، والليبراليه، والقوى الرحعيه، والتقدميه ما كان يجب ان تتستخدم الا بمقدار بعد هذه القوى او تلك عن الايمان بالعمليه الديمقراطيه كاسلوب للحكم. فالحزب الشيوعي العراقي ليس اكثر يساريه من الحركه الملكيه الدستوريه في تحكيم صندوق الاقتراع . والتجمعات الاسلاميه التي تدعو لفصل الدين عن الدوله(العلمانيه) لاتقف الى اقصى اليمين، اوالى يمين الحزب الشيوعي مثلا في هذه المساله.

 

هدف اسقاط النظام الفاشي وحد الجميع. وكان الاولى بالبديل الديمقراطي ان يوحد الجميع ايضا. وبعد استقرار الوضع، واعتماد دستور دائم للبلاد، وبناء دولة المؤسسات ستتسابق الاحزاب، والمنظمات على بدائلها الاشتراكيه، او الملكيه، او الاسلاميه، او القوميه، وهكذا. انا اعتقد ان الجميع وقع في عمى الوان فيما يخص تحديد قوى المرحله، وسوء فهم، في استيعاب الغرض من اول انتخابات ديمقراطيه بعد اسقاط النظام التي فرقنا سقوطه، للاسف، اكثر مما وحدنا النضال لاسقاطه. ولكن هذه ليست حاله عراقيه بحته فلقد سبق لعمى الالوان هذا، وحرق المراحل، ان اصاب شعوب مرت بمثل ظروفنا. وكنت اعتقد، ان مؤتمري صلاح الدين، ولندن سيميزنا عنهم، ولكننا فشلنا في اول امتحان اي تشخيص المرحله. ثم فشلنا في الامتحان الثاني، للاسف، اي تحديد قوى بناء اسس الديمقراطيه. اي وضع حرب الايديولجيات جانبا.

 

للحديث صله

 

رزاق عبود

3/6/2005

 

صفحات: [1]