عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - سركون القس بطرس جيلو

صفحات: [1]
1
المنبر الحر / رد: مأساة وطن......
« في: 01:44 20/05/2022  »
رابي جان العزيز
 شكرا لهذه الإضافة المعبرة والتي اغنت جوهر الموضوع متمنين لكم دوام التوفيق في كتاباتكم المعبرة والمؤطرة باسلوب شعري مميز محبتنا الخالصة لكم

2
المنبر الحر / مأساة وطن......
« في: 07:19 17/05/2022  »
احلام وذكريات ومأساة غربة
وأنا في طريق عودتي الى الوطن
وبعد اغتراب دام سنين
وعبر نافذة الطائرة اتأمل
انظر الى وطني من السماء ....
ويزداد شوقي  كلما زادت الطائرة هبوطا
متمعنا في الشوارع والآزقة التي ترعرعت فيها
اتأمل جبال وطني الشماء جبل كارة وجبل متينة
اتأمل قلعة العمادية التأريخية
اتذكر نينوى ونوهدرا واربئيلو وافتخر بها
انظر الى النهرين الخالدين دجلة والفرات كي  أروي عطشي منها
اتمعن في بلاد اشور مهد الحضارة
اتأمل عرش الملوك في بابل وفي نينوى وخورسباط وكالح
اتأمل السور العظيم الذي كان يحيط نينوى عاصمة بلاد اشور
وانظر الى بواباتها  نركال وماشكي وأدد وسنحاريب  وشمش حتى ثيرانها المجنحة قد هجرت ولن تعد تحرسها ، فقد فقدت هيبتها  واستبيحت ودنست نينوى .
اتذكر ايام الطفولة والمراهقة والشباب
اتذكر اول لقاء  واول حب اتذكر الارتباط
اتذكر الحصار
اتذكر حكومة تفتقر لأداب الحوار
فكم شخص يقتل يوميا
وكم شخص يزرع الطائفية يوميا
وكم شخص يموت من الجوع يوميا
وكم سارق بأسم القانون يسرق يوميا
انظر من سماء وطني
فما اكثر بيوت الله
فهل تقوم بدورها بشكل صحيح ام هي من زادت الفرقة والتشتت  يوميا
اسمع الاخبار واقرأ الصحف فأتعجب من النفاق يوميا
رجال دين وتجار بأسم الدين
رجال سياسة وسماسرة  بأسم  القومية
اشخاص  يسرقون مساعدات الفقراء  بأسم المنظمات  الانسانية
فلقد طبقت نظرية  التصحر في وطني
استبيحت الخيانة
وفقدت الكرامة
فقدت الانسانية
فقد الاحساس
فقد الانتماء
مات الضمير
وبررت المحرمات
انها مأساة يومية
انه فقدان وطن
لماذا اعود الان لاكتب قصة وطن
فهل  لا يزال هناك وطن
وهل بقي لأنسان هذا العصر  وقت يضيعه في قرأة  قصة وطن
ورغم قسوة ظروفه الاقتصادية
واخبار الحروب والصراعات الطائفية
وفقدان فرص الحياة الشرعية
وطغيان الكره والأنانية
ليأتي السؤال هل للوطن وجود ام اننا امام خيارات وهمية
وهل لا يزال  يعتقد بان الوطن احضانه محمية
فلماذا اذا سلبت ارضي بحجة الاكثرية  الاقلية
وهل من المعقول ان لا أجد مأوى  في وطني بأسم الديمقراطية
وهل هذه عقوبة ام ان الدستور قد اعطى لها الشرعية
فاذا اين المفر  وما هذه العنجهية
وهل سالجأ الى احد الفنادق  وكأنني زائر غريب
وهل التغير اصاب  كل الاصحاب والاحبة ام انه موقف فريد
لقد تغيرت الوجوه في وطني
وكثرت تبديل الأقنعة
فتحول  السيئين الى وعاظ
وتحول العبيد الى اسياد
فدمرت الاثار ومحيت اصل الحضارة
ليصبح البلد بدون هوية ولا تمثله اية سفارة
انها ازمة وطن ......؟؟؟؟؟؟
ولاول مرة بدأت انظر للوطن نظرة اشمئزاز وفقدان أمل....  ولاول مرة احس أنني غريب في بلاد غريبة   فقررت ان أمحي  من مخيلتي ذكريات طفولة ..... شقاوة مراهقة قصة حب ..... قصة وفاء ...... خدمة العلم....شرف الشهادة .....  حلم نسعى لتحقيقه ...... أمل نتشبث به .....وطن نبحث عنه
انها نهاية وطن لم يحترم ابنائه؟
فعلا انها مأساة مواطن بلا وطن ..ووطن بلا مواطن.

سركون القس

3
الاخ العزيز رابي اخيقر
شكرا لمداخلتكم الموقرة ولكلامكم المعبر والصادق فعلا يجب اقرار هويتنا القومية الاشورية لانها الانتماء الصادق للجذور ومهما تعددت المذاهب لان هوية الانسان لا يمنحها الدين او المذهب او  المزاج فهي من  الثوابت التي يجب ان نقرها ونعترف لا بل  نفتخر بها
محبتنا وتقديرنا لكم

4
اعوام تمضي وتقرع اجراس الكنائس وتضاء الشموع وبفرح ممزوج بالمحبة ترنم الجموع المجد لله في العلى وعلى الارض السلام وللناس المسرة  معلنة ميلاد المخلص يسوع المسيح له المجد ، وها نحن على أبواب سنة ميلادية جديدة 2022 وبعد احتفالنا  باعياد  الميلاد في 25 DECEMBER رغم طابع الحزن الذي كان مخيم عليها اثر تفشي وباء كورونا ورحيل الكثير من الاعزاء علينا الى الاخدار السماوية ولكن ذكرى ميلاد  الفادي والمخلص  يسوع  المسيح له المجد  الذي قدم نفسه فداء للبشرية جمعاء تعني لنا الكثير كمسيحيين فهي  تعني لنا التجدد في المحبة والتسامح ونكران الذات ، أملين  ان تكون السنة الميلادية الجديدة سنة الوحدة المرجوة لأمتنا ألأشورية  ونصرة لوطننا للتخلص من الفاسدين واحلال الوئام و السلام فيه ليعود كما كان مهدا للحضارة .

أن الظرف الذي يمر به شعبنا ألأشوري وبكل مسمياته بصورة خاصة والبلد بصورة عامة يتحكم علينا الجلوس والتشاور حول الية عمل مشتركة حقيقية بعيدة كل البعد عن المصالح الحزبية او الشخصية اي خالية من الغدر والخيانة لانها الفرصة الوحيدة المتبقية لنا  للحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه أولا ، والحصول على ثقة  الشعب ثانيا ، لأننا نمر بأزمة كبيرة  ألا وهي خسران الذات وخسران مستقبل أجيالنا  في الوطن وخاصة ما تلمسناه اليوم من  الخسارة التي منيت بها احزابنا في الانتخابات الاخيرة حين تجرعت  الحقيقة المرة ،  ناهيك عن  النقد والتهجم الذي اطالها بسبب  أدائها السياسي الركيك حيث لم يعد لديها تبريرات مقنعة سوى كلام وخطابات  ملّ منها الشعب ، محاولة منها في اقناع  جمهورها بأنها  مستهدفة ورأسها مطلوب ولكن هذا النوع من الخطاب لم يعد يجدي نفعا ، ولاسباب واضحة المعالم وهي :
1- شخصنة الامور والولاء المطلق  لرؤساء الاحزاب وليس لمباديء واهداف الحزب لان جميع احزاب شعبنا لها مباديء سامية ولا تشوبها شائبة ولكن هناك خطأ في مفهوم الانتماء   .
2-اختراق  التراصف المذهبي او العشائري او المناطقي داخل الحزب الواحد
3- مراعاة مصلحة الحزب فوق مصلحة الامة
4- الصراع العقيم على المناصب والمساومة على حقوق شعبنا .
5- التباهي والتعالي فيما بينها على اساس الحزب الاكبر والاصغر من ناحية العدد متناسين ان الحزب هو فكر وانتماء ولا يقاس بالعدد
6- محاولة البعض من القائمين على الكنائس التفرد بالسلطة الدينية والدنوية
7- محاولة البعض من  القائمين على مؤسسات أو منظمات المجتمع المدني والمنشقة من الاحزاب نفسها ان تكون بديلا للأحزاب بدافع الانتقام والسيطرة .

دعونا نفتح صفحة جديدة مراعين  النقاط المذكورة اعلاه فلسنا نحن الامة الوحيدة التي لها احزاب سياسية فكل شركائنا في الوطن لهم
احزاب تمثلهم وتدافع عن حقوقهم السياسية .
ولسنا الامة الوحيدة التي تحوي  مذاهب  ومرجعيات مختلفة .
فدعونا نتعض من اخطاءنا السابقة ونتفق بأمانة ولو لمرة واحدة .
واخيرا نامل من كل احزاب شعبنا السياسية وكل مرجعياتنا الكنسية التخلص من ازمة الثقة التي لا تزال موجودة  فيما بينهم وان تضع مصلحة الامة فوق كل اعتبار والحد من حالة التشضي.......
التشضي القومي ، التشضي المذهبي، التشضي العشائري ،التشضي المناطقي ، الذي بليت به امتنا والتي كانت احد اكبر اسباب خسارتنا المتتالية ،
اتذكر عندما حصلت مجزرة سيدة النجاة عام 2010   والتي هزت الضمائر الحية لاغلبية ابناء  الشعب العراقي وبكل مكوناته القومية والدينية ، والتي ادانتها كل بلدان العالم حكومات  وشعوب ، حيث تم في حينها انعقاد  اجتماع طاريء لكل احزاب شعبنا والتي نتج عنها انبثاق التجمع الكلداني السرياني الاشوري وتم وضع الية عمل مشتركة وتشكيل لجان مشتركة  من كافة الاحزاب لتكون الناطق والممثل السياسي لشعبنا ، فعلا  انها كانت خطوة ناجحة في حينها لتشكيل اول نواة لوحدة القرار فلو استغلت بصورة صحيحة مؤطرة بالوعي القومي البعيد كل البعد عن المصالح الحزبية لاحتضنا كل ابناء امتنا لتكون النواة الأولى للوحدة .
   وبدأت الاجتماعات الشكلية اي ما معناه قول بدون فعل للاسف والتي كنت مشاركا في اغلبها حيث وكما يقول المثل الشعبي( اسمع كلامهم اتعجب اشوف امورهم استغرب ) فعلا كنت اتعجب من الحماس الذي كان يسيطر على اغلبية الاطراف  المشاركة في الاجتماعات حول  أتخاذ  قرار  سريع وعاجل نحو  وحدة الصف  والمطالب ،  ولكن  المستغرب في ذلك  مع الاسف كان دائما مصيرها الفشل بسبب فقدان الثقة وصراع المناصب وصراع التسميات التي ابتلي بها شعبنا كلها ادت الى فشل الاحزاب في اثبات اهليتها لتكون الممثل السياسي لشعبنا  .
وفي كل اجتماع كانت تتفاقم الفجوة  والذي  حصل  بعدها  نسيان او تناسي الأزمة أساسا  وبدأت المرحلة الثانية مرحلة الصراع على مقاعد الكوتا وبدات مرحلة السنفونية النشاز اي كل يعزف على هواه لينتج منها لحن نشاز لا بل مسروق ومدفوع الثمن مسبقا من قبل القوى المتنفذة .

1- فهناك من بدأ يعزف على الته  وكانه هو قائد الاوركيسترا معتقدا بانه هو  الممثل الشرعي الوحيد سياسيا لشعبنا وهو من يستحق المقاعد
2- وهناك من بدأ يعزف على وتر الطائفية ليحاول كسب اكبر عدد من المقاعد محاولا  الاستقواء بالكنيسة طامعا باكبر عدد من المقاعد
3- وهناك من حاول تقديم تنازلات  ووعود لاحزاب متنفذة ومن خارج بيتنا القومي حتى لو كانت على حساب مصلحة وحقوق شعبنا .
وهذه  المعزوفة النشاز أدخلت  ابناء شعبنا في متاهة الاختيار وبدأت عملية الترهيب وقطع الارزاق وكلما كان يزداد صوت الموسيقى النشاز كانت تزداد حالة المتاهة لشعبنا فاقدا الثقة في كل شيء ليأتي الغريب ويسيطر عليها بسهولة  ....

فدعونا نتعض من الماضي ونبدأ مرحلة جديدة من العمل القومي المشترك مرحلة الاتفاق على الثوابت التي تجمعنا كشعب واحد وكأمة واحدة حينها فقط لانخشى الخسارة اطلاقا.

(( وذلك لان الفوز والوصول الى الهدف يتحقق  فقط عندما لا نخشى الخسارة ))

ميلاد مجيد وكل عام وانتم بخير

Sargon Alqas
DEC 27th, 2021
Hamilton On. Canada

5
اخي العزيز رابي ابراهيم
شكرا  لمداخلتكم الموقرة وهذا هو رجائنا ايضا  ان نتوحد كابناء لأمة واحدة  ولنعد بذاكرتنا إلى الوراء لننتذكر تأريخ هذه الامة العظيمة التي علمت العالم معنى الحضارة والتي كلنا معا نفتخر بها ،  وكلنا يعلم أن قوة الأمة في وحدتها ، فلم يعد هناك متسع من الوقت للخلافات ونحن في أشد الحاجة إلى توحيد مطالبنا لمواجهة التحديات التي تهدد  مستقبل أمتنا،  و لا سيما هناك الكثير  من يسعى  لبث روح الفرقة  وإجهاض كل محاولات التقارب بين ابناء الامة الواحد ....
محبتنا وتقديرنا لكم

6
ان واقع  الاختلاف الذي تمر به امتنا اليوم بات واقع مخيف ويبشر بمستقبل مبهم  يسير بنا الى جوف المجهول ، فيتوجب علينا اليوم  البحث عن البدائل لحل الاختلافات ......والتي تحولت اليوم الى اختلاف في كل شيء حتى على الثوابت والاسس الجوهرية  التي تميزنا كأمة واحدة .
وبما  إن  الامم هي مجموعة من ألأفراد تربطهم  روابط مشتركة ، ولغة مشتركة ولهم خصائص ثقافية وحضارية ومعتقدات وعادات مشتركة ويتشاركون في كل الصفات والخصائص التي يتميز فيها مجتمعهم .فاذا اكيد ستتأثر المجتمعات في سلوك الافراد .
ان الانسان بطبيعته دائما يحاول ايجاد البدائل لتذليل العقبات التي تواجهه وكما هو معروف فان الانسان الفرد  يختلف بطبيعته عن الاخرين صحيح هناك نقاط مشتركة ولكن دائما هناك ما يميزه وينفرد به عن الآخر  ولذلك يعتمد نوع البدائل  التي يختارها  الانسان عند حاجته لها   كل حسب طبيعته .
وتصنف طبيعة الانسان حسب المدخلات  التي تعتمد عليها شخصيته ويمكن تصنيف  شخصية الانسان في  حالتين :
1- الشخصية  الثورية
ان الشّخصية  الثوريّة هي  الشخصٌية  الغاضبة، والتي  ترفض الواقع المتاح  وتسعى لتغييره فهي شخصية دائما تصدح بافكار تجددية ، والشخصية الثورية ايضا نوعان مختلفان  في الرؤية والتوجه وهي ....

الشخصية الثورية البناءة :
وهي شخصية تصحيحية  تقوم برصد ألاخطاء وكشفها بغية  تقويمهإ وأصلاحها  وتتميز بالحث على التكاتف  لذلك تعتبر  شخصية وحدوية دائما تحاول تقريب وجهات النظر بحثا  عن القاسم المشترك بغية توحيد الصفوف لتغيير الحالة نحو الافضل .

الشخصية الثورية الهدامة :
وهي الشخصية  التي تتاثر بالفعل الخاطيء  وتحاول ان تتغذى عليه لتطوره نحو الأخطر  وهذه الشخصية تمتاز بالانانية وحب الذات والبحث عن المصالح واينما حلت هذه الشخصية يحل معها الانشقاقات والفرقة ومن أهدافها تطبيق سياسة فرق تسد لاضعاف ما يمكن اضعافه والسيطرة عليه  سواء على مستوى العائلة او المجتمع او الامة  وتعتبر هذه الشخصية  ارض خصبة  في انتاج الدكتاتوريات وانتاج  الخونة .

2- الشخصية القنوعة
وهي الشخصية التي ترضخ للامر الواقع وتعتبره دستور لا يمكن تغييره والملاحظ على هذه الشخصية دائما يكون ولائها عشائريا  او للسلطة الحاكمة او لرجال  الدين او لزعماء المذاهب وتتميز هذه الشخصية دائما بان تكون الارض الخصبة والسهلة في تقبل ما يملي عليها وتحويلها لادوات مساعدة في عملية زرع  الفرقة سواء في العائلة الواحدة او المجتمع الواحد او الامة الواحدة او الوطن الواحد  .

وما يخص موضوعنا اليوم هو تحليل واقع أمتنا الاشورية وما هي المسببات التي أثرت  على شخصيه الكثيرين من ابناء امتنا لتترنح مابين الشخصية الثورية ويشقيها وما بين الشخصية القنوعة، وليتحول واقع شعبنا  اليوم الى ازمة مختلقة متأثرة بعوامل داخلية وخارجية .
بطبيعة الحال  ان قضيتنا القومية اليوم تمر بازمات متشابكة ومعقدة جدا  ويصعب حلها او البحث عن البدائل لحلحتها ، وذلك لوجود عوامل
مؤثرة ونقاط تقاطع  مسببة في نمو الازمة وتفاقم حجمها.
   
1- عملية تحويل قضيتنا القومية وما تحمله من مطالب  قومية رصينة الى مطالب دينية مما زاد في تهميشنا قوميا وفرض علينا التسمية الدينية تارة والمذهبية تارة اخرى وهذا بحد ذاته ما ادخلنا في دوامة المتاهة وفقدان القضية ولتتحول مطاليبنا السياسية من استحقاق الى استجداء. .

2-  عدم استيعاب الحقائق ومحاولة التفاوض على البدائل التلميحية الضعيفة عوضا عن البدائل الحقيقية الدامغة .

3-  الخلط بين مفهوم الهوية ومفهوم الانتماء الديني ......
حيث الكثيرين يعتقدون ان انتمائهم للمسيحية هي هويتهم وهذا خطأ كبير لان الهوية هي الانتماء للجذور والتي هي موجودة قبل الاف السنين ومن الخطأ ان نعتقد ان الانتماء الديني او المذهبي هو من يحددها .

4- فقدان الوعي القومي ........

كلنا نتذكر في ما مضى من الزمن كيف كان الدور الايجابي والبناء  لايائنا وكنائسنا  في نمو الشعور القومي في دواخلنا لينصهر فينا وننصهر فيه لا بل نعيش لاجله فعشقنا الاغاني الوطنية  القومية وعشنا فيها لتتحول من مرحلة الحب الى مرحلة العشق حدث كل هذا في زمن الممنوع اي زمن الحزب الاوحد والقومية الأوحد وليتحول الامر عندنا الى تحدي واضح المعالم فرضعنا الانتماء القومي من صغرنا  وكان ينمو فينا ليتجذر في فكرنا ومخيلتنا ولكن للاسف في زمن الديمقراطية وزمن المسموح وزمن حرية التعبير عن الرأي بدأ الوعي القومي  يختزل تدريجيا في البيت والمجتمع والكنيسة حيث كان من المفروض ان يتوسع اكثر واكثر .

5-الخلط بين مفهوم الامة ومفهوم الشعب ........
بطبيعة الحال  هنا يجب ان نميز بين مصطلح الامة ومصطلح الشعب
ان الامة هي مجموعة عرقية واحدة مرتبطة بروابط وأسس قومية مشتركة ، وهﻲ ما ﺗﻤﻴّﺰها  ﻋﻦ المجموعات الاخرى  وﻣﻦ هﺬﻩ الاسس  اﻟﻠﻐﺔ، اﻷﺻﻞ، اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺘﺎرﻳﺦ، العادات والتقاليد ،  واﻟﺪﻳﺎﻧﺔ- حيث ان الانتماء لأمة ما لا تكون بإرادة الفرد او حسب اختياره بل هي مفروضة عليه منذ الولادة ولا يمكن ان تتغير حسب الأهواء او المصالح   ﻣﺜﻞ الامة الاشورية او الامة العربية او الامة الكردية او الامة اليهودية او الامة التركية فنلاحظ هنا ان اللغة هي اول الاسس التي يعتمد عليها في فرز   الامم . فاذا ما يؤيد اننا امة واحدة هي لغتنا وبكل لهجاتها الجميلة  التي تميزنا عن باقي الامم  .
اما بالنسبة لمصطلح  الشعب فهو يعني مجموعة امم مشتركة مع بعضها في الانتماء للوطن الجامع اي الارض التي تحدها حدود واحدة كما نقول الشعب العراقي او الشعب اللبناني او المصري او الكندي او الأمريكي....الخ

6- الخلط بين المفهوم القومي وبين المفهوم المذهبي......
من المستحيل ان يحدد مذهب الانسان انتمائه القومي فالمذاهب هي طرق مختلفة في العبادة ضمن الدين الواحد حيث يختارها الانسان  ويعتبرها الاصح  في طريقة العبادة  ضمن الدين الواحد  وهذه قناعات ممكن تتغير مع الزمن ومن المستحيل ان نحدد الانتماء القومي للفرد حسب انتمائه المذهبي وهذا موجود ومعلوم  في كل القوميات والامم والاديان فلماذا عندنا فقط يتحول التنوع من اغناء الى ازمة ؟؟؟؟
ولنأخذ امثلة من واقعنا اليوم كعراقيين فالمذهب السني مثلا  او الشيعي فهناك عرب واكراد وتركمان متوزعين مذهبيا ولكن كل منهم يتحفظ  في انتمائه القومي كهوية  فلماذا عندنا فقط هناك خلط في الاوراق ؟؟؟؟؟
ومثال لذلك ايضا  هو  انتشار الكنائس الانجيلية والتي ينتمي اليها اليوم خليط  من كل المذاهب  وهي بدورها لا تتخذ من المذهب كأساس للانتماء لها  ، فهل هذا معناه انهم فقدوا هويتهم القومية عند انتمائهم لهذه الكنائس؟؟
7- فقدان القيادة  الموحدة ونمو الصراعات الحزبية .....
الصراع على المناصب ، التسقيط السياسي ، صيد المكاسب للتفاخر بها ، مفاضلة مصلحة  الحزب على مصلحة الامة .
كلها تساؤلات يجب التوقف عندها ودراستها بصورة معمقة وهل ان عملية خلق  الانشقاقات هي  لصالح شعبنا ام العكس .
فكفانا نتفاخر في الانشقاق والتشتت
وكفانا معادات بعضنا البعض
فالبديل الاول والاخير هو وحدتنا كأمة واحدة موحدة تجمعنا تسمية واحدة موحدة  .
وحسب التأريخ الاشوري المعاصر  نلاحظ كانت  التسمية الاشورية هي التسمية التي مثلتنا سياسيا وقوميا ولن نتلمس في حينها  اي اعتراض يذكر  ،  فكما في  عصبة الامم  وغيرها من المؤتمرات الدولية وعلى سبيل المثال وليس الحصر المشروع الذي قدمه الجنرال آغا بطرس عند حضوره مؤتمر عصبة الامم المنعقد في  لوزان (مؤتمر لوزان) بتاريخ تموز 1923 مدافعا فيه عن حقوق أبناء شعبنا الاشوري وبكل اطيافه ومذاهبه وليس حصرا لمذهب محدد او طائفة محددة  ، وكذلك ايضا  كانت القوات الاشورية والتي كان يقودها  الجنرال اغا بطرس ومالك خوشابا  في  دفاعهم المستميت عن  مصير الامة  كانت تتكون  من كل مذاهب شعبنا وبمختلف انتماءاتهم الكنسية   فكلهم كانوا  يدافعون معا  عن مصير شعبهم الواحد ، وكما هو معلوم فان  مسيرة الشهداء التي قدمها ابناء امتنا عبر التأريخ  والى يومنا هذا  في الدفاع عن حقوق شعبنا  القومية كشعب واحد موحد  ولا اعرف هل  نحن اليوم ننسى ام نتاسى ذلك .
ولماذا في الاحصاء الذي اجري عام  1977 عندما ألزم شعبنا على وضعه في خانة القومية العربية  محاولين اسقاط هويتنا القومية فلم نسمع في وقتها اي احتجاج   فهل هي مسألة قناعة ام ماذا ؟
وكذلك في مرحلة الكفاح المسلح حيث كان ابناء شعبنا من البيشمركة والمتطوعين في النضال ضد الحكم الدكتاتوري   مع الاحزاب الكردية والاحزاب الوطنية  الاخرى متخذين  التسمية الاشورية عنوانا لهم.
وما اقصده هنا ان التسمية الاشورية تمتلك رصيد  سياسي ونضالي كبير  وهذا ناتج من الشجاعة والبطولة التي  قدمها  أبناء امتنا  من  تضحيات وتحدي  وهو معلوم ليس لدينا كابناء هذه الامة فقط  بل حتى شركائنا في الوطن يعترفوا ويقدروا ذلك وهذا ما نتلمسه ايضا عند  قراءة تأريخ العراق الحديث ودور الاشوريين فيه .
اليس من الإجحاف اذا بحق كل هذه التضحيات التي قدمها شهداء أمتنا الخالدين  كي نتغاضى عنها  ونبدأ من الصفر  .
فلماذا اذا نبحث عن البدائل اذا كنا نرفض الحقائق اصلا ...؟

وهل من الصح  ان نتمسك  بالجزئيات على حساب الاساسيات ؟
فلو اردنا نحن اليوم  ان نبحث عن البدائل والحجج  للحفاظ على  امتنا من الانصهار التدريجي سواء في الوطن او في بلدان المهجر والذي ادى ولا زال يؤدي  إلى ضعف الامة وهنا انا استخدمت مصطلح ضعف الامة وليس موتها وذلك لان الامة الحية لا تموت ابدا  فمهما يتبرأ منها او ينكرها البعض فستبقى حية بوجود البقية الباقية من (الاومتنايي )  ،  فاذا يجب ان تكون البدائل مستنبطة من الحقائق الموجودة على الارض لا على القناعات الفردية  والاوهام البعيدة  التي تزيد من فرقتنا وتشتتنا .

وختاما سأذكر لكم هنا واحدة من الوقائع المؤلمة التي صادفتني في حياتي والتي لازالت آثارها  مطبوعة  في مخيلتي وخلقت في حينها  الكثير من الهواجز والتخوفات والتي تحققت فعلا   ..
حيث بعد عملية التغيير التي حصلت في العراق  بدأت  الانطلاقة العشوائية لولادة احزاب جديدة وذلك لسهولة تأسيس الاحزاب السياسية في حينها  اثر الكبت والحرمان الذي كان مفروض على الواقع السياسي في البلد حيث  حذرت وجمدت  كل الاحزاب السياسية عدا حزب البعث الحاكم  بل حتي التفكير في السياسة يات محضورا وهذا ما ادى الى  تأسيس  احزاب  سياسية ليس لها خبرة بل لا تفقه معنى السياسة اصلا ،  وكذلك تولد احزاب قومية وليس لها اي علاقة بالانتماء القومي  واحزاب دينية متخذة من الدين غطاء لها. فاتذكر في وقتها اعتقد كان عام 2005  قدمت  لنا دعوة رسمية ضمن  ممثلي مكونات الاقليات العرقية والقومية  مع ممثل الحكومة الفرنسية القادم الى  اربيل  حيث كان  الاجتماع مخصص   لدراسة السبل التي تؤدي في تحقيق مطاليب وحقوق  كافة مكونات الشعب العراقي والتي يكفلها لهم الدستور  وكان اللقاء في يومها  لممثلي احزاب شعبنا ولممثلي احزاب المكون التركماني ،  حيث خصصت  ساعة واحدة لكل مكون ليتم خلالها طرح افكارهم وماهي مطالبهم كأحد مكونات الشعب العراقي حيث كان اللقاء اولا مع احزاب المكون التركماني لمدة ساعة واحدة وبعدها تم اللقاء بنا كممثلين لابناء امتنا وكنت حاضرا كممثل لقيادة الحزب الوطني الاشوري  وبدأ اللقاء ومع الاسف كانت الخبرة والحنكة السياسية للبعض من احزابنا ضحلة جدا ان لم تكون  مفقودة اساسا  ،  فبدأ احد الاخوة الحاضرين باثارة موضوع غريب وبدأ يخطب باسلوب هستيري  منفعل ومشتت فكريا  وبدأ مسترسلا الخطاب بانهم  شعب مستقل وليس لهم اي علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالتسمية الاشورية  واخذ يترجل الخطاب  وباسلوب ركيك وتفكير عدائي لا معنى له  واخيرا بدأ يترجى ممثل الحكومة الفرنسية ان يعترفوا بهم كشعب مستقل وهنا تدخلت وقلت له بان السيد ممثل الحكومة الفرنسية لن يحضر هنا ليمنحكم لقب قومي بل حضر ليسمع منا ما هو المطلوب منا كأحزاب سياسية في نقل مطاليبنا وحقوقونا كامة واحدة فاصر الاخ في جدله البيزنطي ليثبت باننا ليس لدينا اي مطالب تخص شعبنا فالمطلب الوحيد هو مساعدتنا في تمزيق جسد الامة  ،وبعدها تكلم الممثل الفرنسي مؤكدا كلامي وأضاف ايضا مستغربا انه لن يتوقع ان يكون البعض من ممثلي شعبنا بهذا المستوى وأضاف انه في لقاءه مع الاحزاب التركمانية كانوا كلهم متوحدين في المطالب القومية لشعبهم وانتم مع الاسف اضعتم الساعة التي  هي من حصتكم  في جدال ليس له معنى وليس من اختصاصي اصلا ،   وأنا لم احضر  هنا  لامنحكم الصفة القومية بل وليس لي صلاحية بذلك اساسا  ومن المفروض ان تتوحدوا لتضمنوا حقوق شعبكم والا ستخسروا الكثير وختم اللقاء وفي حينها انزعج كل الحضور من ممثلي احزابنا القومية وبكل مسمياتهم من نتائج الاجتماع ...الا هو فخرج مبتسما وهو يدخن سيجارته وينفث دخانها الى الاعلى رافعا راسه  وكانه خرج  منتصرا  في  معركة مصيرية .. وهكذا نماذج كانت دائما تتكرر وفي كل اللقاءات ..... فاذا هكذا مدخلات اكيد ستؤدي الى هكذا مخرجات  وها هو قد تحقق كلام ممثل الحكومة الفرنسية  فهل سنتعض من هذه التجربة ام ستزيدنا انشقاقا .


وكما تقول الحكمة :

أضئ شمعتك في بيتك أولا ثم في معبدك......؟

7
المنبر الحر / تأملات مشروعة :
« في: 20:11 26/03/2021  »
ان الظروف التي يمر بها الشعب العراقي اليوم  بصورة خاصة والبلد بصورة عامة يتحكم على كل مكونات الشعب العراقي  الجلوس والتشاور حول الية العمل الوطني  المشترك للحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه وانقاذ البلد  من اتون الفساد والجاهلية  والحصول على ثقة  الشعب لان العراق  اليوم  يمر بكارثة كبرى الا وهي تدمير الوطن وعرضه للبيع او للايجار .
ان ما يميز  العراق اليوم هو وطن بلا وطنية ،  وبلد يخلوا من ابسط  حقوق المواطنة ، وحكومات لا تحترم مكونات شعبها ولا تصون حقوقه ،  اما الوطنية فقد فقدت  بوصلتها ،  واختلفت المعايير لتمنح  درجات المواطنة  حسب  الاكثرية والاقلية  او حسب الانتماء الديني ،  فدائما وكما نعلم يجب ان  تقاس الامور على حساب جودتها ( الايزو ) اي تلبية المواصفات والمعايير المطلوبة للجودة بخصوص المنتج الذي تقدّمه،وليس على حساب العدد والكمية ،  فان الوطن هو ملك الجميع ويجب ان لا يكون هناك مفاضلة بين ابنائه اطلاقا ،  فالكل لهم حقوق متساوية وعليهم واجبات متساوية ومن يعتقد عكس ذلك فسيكون مشترك في اضعاف الوطن وتمزيقه ،  فان نظام  المحاصصة الذي ادخله الامريكان على بلدنا  وضعف اداء الحكومات قد ساعد في  نمو الفساد الاداري وولادة  ونمو مافيات متخفية بغطاء الدين او المذهب او القومية ومدعومة من جهات خارجية  وتحاول  خلق وضع هش ومتخلخل تعمه الفوضى  ليتسنى لها سرقة المال  العام ونهب حقوق وكرامة المواطن ،  ولو راجعنا تأريخ العراق الحديث منذ تأسيسه كدولة ولحد اليوم  فكل الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق سواء من النظام الملكي او الجمهوري او الدكتاتوري واخيرا  الديمقراطي  البرلماني فكلها قد أخفقت  في خلق الوعي الوطني وفشلت في  توحيد الشعب العراقي نحو مفهوم القاسم الوطني  المشترك  بل العكس دائما كانت منحازة لطرف معين على حساب الاخر وان ما نراه اليوم هو نتيجة الترسبات المتوارثة والتي ادت الى  تحويل العراق من بلد ذو  حضارة ومن بلد متمدن ومن بلد غني بثرواته الطبيعية والبشرية الى افقر واخطر بلدان العالم .
فالحبل مثلا له نقطتان  بداية ونهاية  وهي من تحدد حجمه كوحدة واحدة متماسكة  فكذلك الاوطان تحددها  حدود  ومهما اختلفت المكونات المتعايشة ضمن هذه الحدود فتعتبر وحدة واحدة كشعب واحد تربطه الهوية الوطنية الواحدة ولا يمكن أن يكون الوطن ملكا لمكون  معين  دون المكونات  الاخرى ومهما كان حجمه فكلهم ابناء الوطن الواحد وما يجمعهم هو الانتماء الوطني لا اكثر ولا اقل ، لا بل  ويجب ان يكون اختيار قادة البلد من  الشخصيات الوطنية  المتميزة من ناحية الانتماء والاصالة والتكنوقراط وليس حسب الاكثرية او الاقلية او حسب الانتماء القومي او الديني او المذهبي .
وكذلك دستور الدولة يجب ان تسن قوانينه لكي تتلائم  مع كافة  اطياف الشعب ولا يجوز اقحام الشرائع الدينية فيه وخاصة في بلد مثل العراق متعدد الاعراق من حيث الاديان والمذاهب والقوميات.
فلماذا هذا الاقصاء المتعمد والمتكرر لاحد اهم   المكونات الاصيلة والتي هي  اول من سكنت العراق وبنت حضارته الا وهو المكون ( الكلداني السرياني الاشوري ) كما هو  مسجل ضمن  مكونات الشعب العراقي .
إقصاء من المناصب التنفيذية
إقصاء من المناصب الادارية
إقصاء من المناصب القضائية
إقصاء من المؤسسات العسكرية
بل إقصاء وتهميش حتى من المناصب الثانوية
لماذا هذا الاقصاء ولماذا هذا التهميش ..... هل بسبب حجمه في الوطن   اليوم  بعد ان تم تهجيره قصرا الى بلدان المهجر  ،  ام  بسبب اختلافه الديني او القومي....؟
فعتبي اليوم هو على كل  شركائنا في الوطن الذين لن يحاولوا جاهدين ان  يدافعوا عن حقوقنا المشروعة ضمن الدستور  كشريك فعال في الوطن  ،  وعن دواعي  تهميشنا سواء كانت  بحجة الاختلاف الديني او القومي !!!!!

اذا فما هي الاسباب والدواعي التي تحد من ان يحكم العراق شخصية اشورية ؟؟؟?؟

وماهي المعوقات التي تحيل دون  ذلك ....هل بسبب الانتماء الديني  مثلا ام ماذا ؟؟؟؟
فاذا كان السبب هو الاختلاف في   الانتماء الديني  !!!!!!!  فاذا العراق ليس بلد لكل العراقيين  والسؤال الذي يفرض نفسه هو ما علاقة الدين في الانتماء للوطن او شروط المواطنة الحقيقية  .....
واذا كان المعيار ذلك  فالسؤال هو  من  هو الإله الذي نعبده اهو اله  المتاهة مثلا  .... 
ام الله الواحد الخالق ضابط السماء والأرض وكلما يرى وما لا  يرى . ومقتدين بتعاليم السيد  المسيح له المجد  رسول السلام  والمحبة .
وهل تقسم  الاوطان حسب الاديان ام انها رقعة جغرافية تحوي كل المتناقضات والذي يجمعها هو الانتماء للارض وهوية البلد .
فلنفرض جدلا  ان يكون رئيس حكومة العراق اشوريا فهل تعتقدون انه سيسيء  الى سمعة العراق ام العكس
وهل تعتقدون بان ولائه سيكون لبلد اخر   ام العكس
وهل تعتقدون انه سيسرق المال العام ام العكس
وهل تعتقدون انه سيدمر اقتصاد البلد ام العكس
وهل تعتقدون انه سينحاز لمكون معين ام العكس
وهل تعتقدون انه سيدمر  البلد والمجتمع ثقافيا ام العكس
فاذا كان الجواب  العكس  فأين  المشكلة اذا  في ذلك. وخاصة العراق اليوم يحتاج لنموذج مميز وجامع  لينقذ الوضع الخطير الذي يمر به  البلد اليوم ، وبالتأكيد المواطن الاشوري  يستحقها وبجدارة وسيحاول جاهدا ان يغيير الحالة نحو الافضل .

اذا فما هي المعايير او ٠المؤهلات المطلوبة والتي لا تمتلكها الشخصية الاشورية ؟؟؟؟؟؟

1_ فهل هي  الجنسية العراقية.....  فاذا كانت ذلك فهو اصل العراق واجداده اول من  اسسوا  العراق ككيان مستقل  وجعلوه مهدا للحضارة .
1_ ام الانتماء للارض والوفاء لها  .... فاذا كان ذلك فهي  عرين اجداده العظام وباني مجدها .
2_ ام ما يملكه من  الحس الوطني الرصين النابع من موروثه التاريخي الاصيل .
3_ام  الشفافية والنزاهة النابعة من ايمانه القويم  بالله واتباع وصاياه  .
4_ ام الحفاظ على العراق بلدا قويا قادرا ..  فاجداده هم اول من دافع  عن  ذلك  من الملوك العظام  امثال  اشور وسركون وسنحاريب  ونبوخذنصروالذي يفتخر بهم كل العراقيين .
5_ام نحو  تطبيق  العدالة وقوة  القانون....والمعلوم هو ان   اجداده هم اول من سنوا القوانين في زمن الملك حمورابي والتي يفتخر بها كل العراقيين .
6_ام  بناء العراق وتطوير البنى  التحتية كما فعل اجداده العظام عندما  شيدوا برج بابل  و الجنائن المعلقة التي هي اليوم من عجائب الدنيا السبعة واتي يفتخر بها كل العراقيين .
7_ام بالحكمة  والعلم الذي توارثه  من اجداده من الحكماء العظام  كاخيقار الحكيم .
فهل هناك مؤهلات اكثر من ذلك؟؟؟؟
فلماذا لا يجرب العراقيين  اليوم المجربون سابقا  ومن  شركائهم في الوطن والذين جعلوا من العراق اقوى امبراطورية الا وهي الامبراطورية الاشورية العظيمة والتي  لا زالت آثارها شاخصة لتحكي لنا حضارة بلد كان يوما من اعظم البلدان   ؟؟؟
انها تأملات مشروعة وممكن ان تغير الواقع  ليعود  العراق  بلدا حضاريا عظيما وكما كان وهذا بحد ذاته سيعكس الواقع الحضاري للشعب العراقي امام انظار  كل دول العالم المتحضر  .
وهذا ما سيدعم الشعب العراقي في  التخلص من المحاصصة التي جعلت  العراق من  افقر البلدان بسبب التناحر الطائفي المقيت ، وسعيا لبناء عراقا فيدراليا قويا  ومتطورا في كل  المحاور ...

1_ محور  الانتماء الوطني
2_ المحور الاقتصادي
3_ محور الخدمات
4_  محور النزاهة
5_ محور تطوير البنة التحتية
6 _ محور استغلال الثروات الطبيعية
7_ محور السياحة
8_ دولة مؤسسات

فهل هي تأملات مشروعة ام ممنوعة ؟؟؟؟؟

8
فمن تجارب الحياة دائما نتعلم ونعلم !!!!!

دعونا نتناول اليوم موضوع مهم جدا وهو عن الشراكة او المشاركة ،  واكيد فهناك من مرت عليه  هكذا تجارب  او من المحتمل ان تمر عليه مستقبلا  وذلك لان الانسان بطبيعته  لا يستطيع ان يتطور ذاتيا اذا كان يعيش في عزلة اي منفردا فأكيد أنه سيحتاج الى شراكات وتبادل الخبرات لتطوير الذات او الحالة نحو الافضل  ،  والشراكة هي  نشاط  ينشأ بفضل تعاون الأشخاص ذوي المصالح المشتركة لإنجاز مشروع محدد او فكرة معينة  ،  ويمكن أن تكون طبيعة الشراكة او  التعاون اما تجارية ربحية  او جمعيات  خيرية غير ربحية  او احزاب سياسية .... الخ
فعندما نتفق مع شخصا ما بنية المشاركة في انشاء مشروع معين سواء كان ذاك الشخص غريبا ام صديقا ام من الأقرباء فيجب ان ندرس بتمعن شخصيته من خلال معاملته  وسلوكياته  مع الآخر  ، فنلاحظ تصرفاته مع الانسان البسيط او الفقير او الضعيف  ونقارنها بتصرفاته مع الانسان صاحب النفوذ او الغني او المقتدر ، اي بمعنى اخر ان نتعرف على الاستراتيجية او الخطة التي يعتمد عليها دائما وابدا في سلوكياته .
ففي هذه الحالة سنستطيع مؤكدا ان نكشف البواطن او الدواخل او الاخلاق التي يتحلى بها ونعتمد عليها كأساس نحو الشراكة الناجحة  والتي دائما  يحاول الشخص  اخفائها لانه في باديء الامر  دائما سيظهر لنا بالمظهر الحسن ومن كل النواحي محاولا ان لا يبرز شخصيته الحقيقية ومتخفيا بشخصية مثالية وكانه سفير النوايا الحسنة !!!!!
ويحاول دائما اظهار المحبة والتفاخر  بالسلوك  والاخلاق الحميدة  ومؤكدا احترامه للقيم والمباديء النبيلة .

فاذا من المهم ان ندرس سلوكيات الشخص قبل الموافقة على مشاركته فالشخص الذي يحمل صفات الغدر والمراوغة دائما يكون ممثلا بارعا يتقرب بسرعة محاولا استخدام كل الطرق  ليثبت بطريقة او بأخرى انه من اقرب الاصدقاء وبعدها سيحاول تدريجيا ان يبعدك عن باقي الاصدقائك ليصبح هو الصديق الوحيد لك .
والملاحظ على هكذا شخصية انه يتجنب النقد ويرفض الظهور بمظهر الانسان  المخطيء ،  ولا يعترف  بالخطأ نهائيا .
وكذلك  دائما يحاول ان يخلط الكذب مع الصدق  ويحاول التقرب من المسؤولين واصحاب النفوذ حتى وان كان ذلك على حساب كرامته او شرفه وذلك لضمان الحمايه مستقبلا  .
والمحصلة فمهما عملت بإخلاص ومهما سعيت في رفع مستوى الشراكة نحو الافضل سواء اداريا او تنظيميا او ربحيا مع هكذا اشخاص ، فسيقابل ذلك  بالحقد والضغينة والغدر ، طمعا في الاستحواذ اما  على الاموال او المناصب او الشهرة والاستفراد بها وبعد ان ينال مبتغاه سيتحول فورا الى سفير النوايا السيئة وسيستعمل كل طاقاته في الكذب وتجميل الصورة ليظهر امام الآخرين وكانه هو من تم  الغدر به وليس الاخر .

فاحيانا نتلمس هذه السلوكيات في الشخص المزمع ان يكون شريكا لنا لا شعوريا  ولكن للاسف نتغاضى عنها ونحاول ان نقنع انفسنا بانه لا يمكن ان  يفعلها معنا مستندين على الثقه العمياء  او المباديء والخصال الحميدة التي نمتلكها .
ففي هذا الزمان بات من الصعب ان نميز  بين  ألاخيار  والاشرار  وبين الاعداء والاصدقاء فلقد خلط الحابل بالنابل ، فأذا يجب ان تكون لدينا القناعة الكافية بان التكلم بالقيم والمباديء والاخلاق  لا تجدي نفعا مع هكذا اشخاص فهم دائما يفعلون ما يخدم مصالحهم الشخصية  لتكملة الحياة التي يتمناها  حتى وان كانت مبنية على الخطأ .
ومن يعتقد هو مميز عن الاخر  ولا يخطأ ابدا فمن الصعب أن يدرك كيف ومتى سيدفع  ثمن  الخطيئة  لان في اعتقاده لاتوجد خطيئة ولا فضيلة انها مجرد ردود افعال وما يعتقده صحيحا  يعتبره هو الاصح .
فالحقيقة قد اوئدت فيجب ان نتحاشى الرقص مع القردة ،  ويجب ان لا نضحك مع الضاحكين ونحن نجهل سبب الضحك ، ولا نبكي مع الذين يبكون بدون معرفة الحقيقة ، ولا نستهزء مع المستهزئين لمجرد المتعة .
وعندما يتورط أحدنا بهكذا شخصية مراوغة وتحمل كل صفات الغدر والخيانة فمهما سنحاول او نتمنى  ان  نعالج الحالة ونقومها فمن المستحيل ان ننجح بذلك وستفشل كل محاولاتنا وستبقى أمنياتنا غير حقيقية  .
فعندما تثار الاحقاد تنهار القيم ليتحول الانسان الى وحش مفترس يصعب السيطرة عليه
وعندما تنفقد الثقة وتتزعزع  فمن المستحيل إعادتها ثانية...  فمن يفقد اسنانه فمن المستحيل ان تنبت له اسنان جديدة  ؟؟؟؟؟؟

9
شكرا رابي اخيقار لاضافتكم القيمة
محبتنا وتقديرنا لكم

10
المنبر الحر / ممرات الخوف .....
« في: 05:35 04/02/2021  »
عندما نكتشف سبب ولادتنا ...وقتئذ فقط يمكننا معرفة الهدف الذي يمكن ان نموت من أجله .

انه اليوم الثالث من  شهر فبراير  لسنة2021 انها الذكرى السادسة والثلاثين للشهداء الخالدين يوسف ويوبرت ويوخنا حيث من المعتاد ان تتبادر الى اذهاننا عند ذكر سيرة  الشهداء الخالدين  الذين قدموا ارواحهم قربانا للأمة صورة ابطال عاشوا حياتهم وبكل جوانبها الانسانية من العاطفة والارتباط والكفاح من اجل اعالة عوائلهم  ولكنهم ضحوا بكل العواطف  في سبيل القيم والمباديء القومية ليختاروا الطريق الصعب وهو طريق الشهادة .
حيث الساعة تشير إلى الخامسة  والنصف مساء  وانا لازلت جالس على  مقعد في مكتبي  بقرب النافذة الخشبية  في مكان عملي  الهاديء على إحدى شوارع مدينة هاملتون  الكندية  والذي تعودت الجلوس عليه عندما اكون معكر المزاج وفي حالة توتر الناتج من الشعور بالغربة  حيث أشعر أنني بعيد كل البعد عن هذه الأجواء الجديدة التي لم استطيع التعايش معها رغم السنتان التي مرت وانا في هذه المدينة الهادئة والجميلة ولكنها لم تغريني في جمالها يوما ما  لا بل احس بالنفور من كل شيء فيها عدا هذا الكرسي الذي هو في هذه الزاوية من مكتبي  وبقرب  النافذة التي تطل على فسحة خضراء محمية بالبلاستيك لتقيها برد شتاء كندا القارص ومؤطرة  بزهر الكاميليا  وبرغم الظلام الدامس في الخارج  ولكن استطيع ان اشاهد هذه الفسحة الجميلة بزهورها وخاصة عندما تظللها العتمة الممتزجة بالمصابيح الزرقاء التي أضافت إليها جمالا لا نظير له اطلاقا ، فالثلج متناثر  في كل مكان على الشوارع والارصفة والأشجار وكانها لوحة كريسماس مرسومة بريشة  فنان مبدع .

انها الوحدة المطلقة فلا يوجد غيري وذلك لوجود  نظام  الحضر المفروض بسبب انتشار وباء كورونا اللعين الذي غير نمط الحياة نحو الانفراد والتوحد  وليجعل البشرية كلها وكانها مصابة بمرض التوحد ، وكذلك لمهام عملي الذي يستوجب ان  اكون وحيدا  سوى أنا وقدح القهوة الذي لم يتغير طعمة منذ أن كنت اشربه وانا في  بلدي نفس الطعم ونفس الشعور وهذا ما يجعلني احس انه اقرب شيء لي من الماضي فهو وحده الذي لن يتغير لا في الطعم ولا في الشعور ولا في المفعول أنها فعلا لذة العودة إلى الوراء الى السنين التي مضت من عمري والتي تمر علي بكل تفاصيلها سواء الجميلة منها او المزعجة والتي كنت ادونها في قصصات  ورق والتي كانت  مبعثرة في جيوبي ومكتبتي وأحيانا حتى في سريري لكثرتها
حيث كلها كانت تصب في مأساة امتنا الاشورية فهي الامة الوحيدة  التي  عدد شهدائها  اكثر من المتبقين منها على وجه الارض ،انه لامر كارثي فعلا حيث امة عظيمة بحضارتها والتي علمت البشرية معنى الحضارة ان تجازي بهذا الشكل .

وها انا اليوم قد انهيت  ترتيبها وتسلسلها وحسب السنين لتكون جاهزة ومتسلسلة  للقراءة وذلك لتبقى رمزا للاصالة لأولادي واحفادي من بعدي ليعرفوا كم هي عظيمة هذه الامة وكيف تم تقديم القرابين لها لتبقى حية في قلوبنا وقلوب الاجيال القادمة ،  وانا اعيد قراءتها اليوم وعلى انغام موسيقى سلو فالز   
الهادئة وانا في مكان عملي الجميل الهاديء .

و رقة العواطف تنتابني احيانا وانا اشاهد هذه القصاصات وأتأمل ساعة كتابتها بصحبة أقداح القهوة ودخان السكائر والقلم ، ختمت  اليوم ترتيب القصاصات الورقية التي سطرت فيها مشاعر واحاسيس  إنسان مجرد انسان في هذا العالم الواسع .
قصاصات هي عبارة عن المنعطفات والممرات الخطرة التي مرت علينا كشخص  او كأمة   بحيث كلما اقرأها اعيش الحالة نفسها وأتأمل حجم  الويلات التي أطالت شعبنا وعبر تأريخ طويل حافل بالمجازر والمأسي وكان الجحيم انزل من السماء  على الارض  حيث يراودني شعور احيانا ان اطلق عليها نيران الخلود  لانها جعلت من شهداء أمتنا الاشورية خالدين والى الابد .
حيث اذكر فيها كل مراحل العمر التي مررت بها
اتذكر مرحلة الطفولة وبرائتها
اتذكر سن المراهقة وتقلباتها
اتذكر مرحلة الشباب واندفاعها
اتذكر الخونة ومحاولاتم لتصفيتي فكريا وجسديا .
انها مسيرة شعب كلما كان يتخطى ممرا مرعبا كان يصادفه ممر اخطر واخطر
انها مذابح سيفو
انه تأريخ الابطال اغا بطرس ومالك خوشابة ودفاعهم المستميت عن الأمة
انها مذبحة سميل
انها مذبحة صوريا
انها شهداء حرب ايران
انها اعدام الشهداء الخالدين يوسف ويوبرت ويوخنا
انها ضحايا الانفال
انها شهداء حرب الخليج
انه الحصار الاقتصادي
انها تغيير النظام وفقدان الامن والاستقرار
انها حكومة مافيات والقتل على الهوية
انها مصادرة الاملاك والعقارات
انها التجاوزات المستمرة  على أراضي وقرى شعبنا
انه داعش ومحي الاثار
انها فقدان الكرامة
انها فقدان الامل
انها فقدان الهوية
انها فقدان وطن
انه انشطار قومي
انها كثرة السماسرة والخونة والذين يعدمون الامل يوميا
انها خيانة الضمير

لقد نظرت الى الوراء عندما كنت اغادر الوطن
فسألت نفسي ماذا تركت ؟
وماذا كنت اريد ؟
وماذا اعطيتني ياوطن ... سوى حب لا يملك غدا  !!!!
وهل يكفي ان تندم الان فماذا اعطيتني !!!!
ان تكون جيدا فهذا سهل
لكن ان تكون عادلا فهو صعب جدا
فالعدالة الاكثر مثالية هي الضمير ولكن  الضمير  مفقود في وطني .
فمن الممكن ان ابتعد بصمت 
ولكن صمتي لا يطول .
فكما سيزول  بهلوان الدخان من الفرن المنطفيء .......هكذا سيزاح خونة الامة .
وستسمر القرابين لديمومة البقاء ....والامة الحية لا تموت .
وستتحول النيران المسلطة على امتنا الاشورية الى نيران الخلود .
رحم الله شهداء أمتنا الاشورية والى جنان الخلد.

سركون القس
February/03/2021

11
سيادة الكاردينال مار لويس ساكو المحترم

قبل كل شيء تحية مفعمة بمحبة الرب يسوع المسيح له المجد حيث كما  في توضيحكم الاخير حول بعض التصريحات الخطيرة التي صدرت منكم اثناء الكرازة والتي اقلقت معظم ابناء شعبنا الاشوري وبكل مسمياته لانها مست اركان العقيدة الدينية ومفهومها اللاهوتي لكنيستنا كنيسة المشرق الجامعة المقدسة الرسولية ، وكذلك زادت عمقا  لتصل الى المس  بالثوابت القومية ومحاولة زعزعتها وزرع العدائية بين ابناء الشعب الواحد والدق على اسفين الفرقة والتشتت .
وكما ابديتم امتعاضكم من بعض الاساءات التي اطالتكم ووصفتم اصحابها بأبناء الشوارع ، حيث انا لست مع من يستعمل العبارات النابية والمسيئة اطلاقا حتى وان كانت لالد الاعداء   والدلالة حيث  كان لي تجربة سابقة  مع احد  رجال المحسوبين على رجال الدين حيث كان يحمل كل صفات الشر من خيانة وغدر وضغينة ....والخ  وحاول ان يستعمل معي كل ما يحمل  من الشر في داخله من اساءة السمعة الى الغدر والتهديد والوعيد محاولة منه ليثنيني عن قول كلمة الحق ولم يفلح في ذلك ،  حيث  أنني لا أجامل على حساب الحقيقة اطلاقا ومن المستحيل اسكت عن الخطأ ولو كلفني ذلك حياتي  وهذا ما تعلمناه من والدنا رحمه الله ..  علما اني لم ولن اسامحه ماحييت ولكن  رغم ذلك فلم  احاول ان أسيء اليه اطلاقا والى اليوم لان القادم من الايام سيكشف معدن الإنسان ولان التأريخ لا يرحم .
وكما ذكرتم في توضيحكم انكم مستعدون للمناقشة بروية وبمنطق غاية منكم في تبيان الحقائق  وتقويما للحالة .، مما شجعني ان اطرح عليكم بعض الأسئلة والاستفسارات والتي تحتاج للإجابة.

خلال كلمتكم وخلال توضيحكم للحالة قلتم انتم لم تقصدوا كنيسة المشرق الاشورية ؟؟؟
فالمعروف ان كنيسة المشرق الام والتي انت راس احد اقطابها كانت واحدة والطقس هو واحد وكما تفضلتم في كلمتكم ولكن كان من المفروض ان تذكروا باقي اقطاب كنيسة المشرق كالكنيسة الشرقية القديمة مثلا او بالاحرى  ان تراعوا مشاعر الاشوريين الذين ينتمون الى كنيستكم  الموقرة اي الذين ينتمون للمذهب الكلداني فهل يعني هذا انهم غير مشمولين بهذا التوضيح ؟؟؟؟
فلنحاول تجزئة الموضوع حسب الثوابت التي تدعوا الى الجدل :

1- القومية والمذهب
انه لمن  المنطق الغير قابل للشك ومن الحقيقة المعروفة ان الكنيسة لا تستطيع ان تعطي الصفة القومية او تلغيها لاي فرد كان او اية مجموعة كانت  وذلك لان القومية هي صفة محددة لقوم يرتبطون معا بأواصر مشتركة مثل رابطة الدم واللغة والعادات والتقاليد والتاريخ المشترك  فهي الهوية والارتباط بالجذور فهي من الثوابت التي لا يمكن تغيرها اطلاقا لانها مفروضة عليك وليس خيارا مطروحا

اما بالنسبة للديانة او المذهب  فهي ليست محددة وليست حكرا على احد  بل هي تكون  شاملة وهي تعبر عن  قناعة الإنسان بالطريقة التي تعتبر الاقرب والاصح للوصول إلى الحياة الأبدية وقابلة للتغير حسب قناعة الشخص .

ومثال على ذلك انه ليس كل المنتمين للكنيسة الكلدانية الكاثوليكية هم كلهم كلدان  فيوجد بينهم كثيرون من لا يقبلوا التنازل عن قوميتهم الاشورية وهناك من يدعوا انهم عربا .
وكذلك الحالة لباقي اقطاب كنيسة المشرق فمثلا هناك  اتباع لكنيسة المشرق الاشورية وهم هنود اصلا ولا علاقة لهم بقوميتنا الاشورية اطلاقا .

2- اللغة
اما بالنسبة للغة فقلتم انهم لا يفتهمون لغتكم ولا اعرف عن اي لغة تتكلم فهل تقصد اللهجة الكلدانية ، فلو كان قصدكم ذلك فهل لهجات اهالي زاخو  وعقرة  وتلكيف  وبغديدا ومانكيش ودهوك والقوش متشابهة الا يوجد فيها مفردات لغوية  مختلفة في ما بينها وما هو الفرق بينها وبين اهالي قرى صبنا وبروار ونهلة وشيخان وشرفية فهل أحدهما لا يفهم الاخر وهل نحتاج لمترجم عند التفاهم فيما بيننا ؟؟؟
ولماذا لا تكرزون بلغتنا الجميلة وبكل لهجاتها وتفضلون اللغة العربية عليها والمعروف  انتم لستم عربيا لا من قريب ولا من بعيد بل ولست من اهالي الموصل تحديدا لتتباهوا بلهجتها المحكية  !!!!
فان كانت حجتكم بان الاكثرية من ابناء الكنيسة يتكلمون العربية ، عذرا فإنهم ليسوا الاكثرية لان التابعين للكنيسة الكلدانية اغلبيتهم يعيشون في خارج البلاد اي منتشرين  في بلدان  العالم لما عانوه من ويلات وترهيب فقد هاجروا حفاظا لكرامتهم،  وأغلبهم وخاصة الجيل الجديد فهو لا يتكلم العربية  اساسا فاذا في هذه الحالة يجب ان تكرزون بالإنجليزية لان  هي اليوم لغة الاكثرية  في كنيستنا ؟؟؟؟؟
اما ان تتكلمون بالعربية لانكم يجب تحترمون مشاعر الاكثرية  من شركائنا  في الوطن فلا  علاقة الكنيسة بمشاعر الآخرين الا اذا كان غايتها التبشير وانا اعلم علم اليقين  بأنكم لا تملكون   هذه الجرئة  ولاننا لم نسمعكم يوما تنتقدون الآخرين ومهما كثرت ضغوطاتهم على شعبنا واين كنتم من التصريحات النارية التي تطال شعبنا يوميا واخرها  ما صرح به النائب التركماني ارشد الصالحي وما فيه من الإهانة والتقزيم لقضيتنا القومية وجعلنا طائفة مسيحية .
فهل نشاطاتكم تقتصر على سحب الصور مع المسؤولين لتبينوا من خلالها انكم اصبحتم مرجعية مسيحية وكما في حديث سابق لكم  وتحديدا بعد لقائكم بالرئيس الفرنسي ماكرون قلتم فيه لماذا ينزعجون الآخرين لماذا لا يفرحون لاني سادافع عنهم وسأكون سندا لهم فكيف ستدافع عنهم واين كنتم وأين كانت جرأتكم واين كان دفاعكم وأبناء شعبكم مشرد  ومهان في بلده قبل ان يتشرد ويهان في بلاد الغربة .
فلقد تسابقتم في الحصول على المنح المالية والمساعدات الاغاثية التي باعتقادكم أنها ستعوضنا كشعب عن كرامتنا التي أهينت في عز النهار ؟

وأين كنتم عندما صودرت املاكنا وانتهكت حرمة منازلنا ؟

اين أنتم من التجاوزات الحاصلة على اراضينا والتي لا تزال قائمة لحد اللحظة وتفرض علينا بقوة العشائرية تارة وباسم  القانون تارة أخرى ؟ 

واين كنتم وبناتنا تباع في سوق النخاسة فلماذا لم تحاولوا كسب الرأي العالمي نحو تدويل القضية مثلما فعل الاخوة الايزيديين  ؟

لا بل تلمسنا فيكم العجب العجاب :
الاستهزاء من  الانتماء القومي وبداتم تستعرون من قوميتكم وتتخذون من المذهب قومية وتتهافتون للاحتماء  في قوميات لها نفوذ وقوة معتقدين بانكم في فعلتكم هذه ستستطيعون صهر قوميتكم ومحيها من الوجود لتنالوا الزعامة ،  متناسين ان  التاريخ موثق وسيحاسبنا كلنا  يوما ما.


3- التجدد
ان كنيسة المشرق  جابهت الكثير من العقبات  لكونها تواجدت في منطقة صراعات فكرية وقومية ودينية وتوالت عليها الغزوات والفتوحات  فالتاريخ لم يرحمها ورغم كل ذلك أستطاعت ان تحافظ على ايمانها القويم موروثها  الطقسي الجميل  بعد ان اعطت عدد كبير من الشهداء واستطاعت ان تثبت اركانها في بيئة مغايرة معها  دينيا وقوميا ولغويا ، والتي كانت تشكك حتى في كتابها المقدس وتتهمه بالتحريف فاذا اي تلاعب في طقس الكنيسة سيثبت كلام المشككين .
  وان اخطر العقبات التي  واجهت ولا تزال تواجهها كنيسة المشرق   هي محاولة التلاعب بالثوابت الايمانية والطقسية التي وضعتها كنيسة المشرق الام  هذا من ناحية ومن  ناحية اخرى محاولة اضعاف الكنيسة الجامعة الرسولية الواحدة  في زرع روح الفرقة بين أبنائها وتغذية الصراعات المذهبية والتي بليت بها الكنيسة سابقا وتحويلها الى صراعات قومية وجعل أبنائها يعيشون في دوامة الشك والمتاهة ما بين القومية والمذهب والدخول في جدل عقيم  .......هل الدجاجة اصل البيضة ام البيضة هي اصل الدجاجة .

فاذا اذا كانت لغتنا  ((السورث )) كما اسميتها انت ايضا واحدة.
واذا كنيستنا واحدة وهي كنيسة المشرق
واذا كان أرثنا الحضاري واحد
واذا كان التأريخ يؤكد اننا شعب واحد ومصيرنا مشترك
واذا كان موروثنا الثقافي  والفلكلوري والغنائي واحد 
فما هو ما يفرقنا اذا ؟؟؟؟؟
وهل هو اكثر من ما يجمعنا ؟؟؟؟؟

وفي حالة عدم قناعتكم باننا شعب واحد
فمن اعطى لكم الحق بأن تتنازلوا عن دماء الشهداء التي سفكت بيد العثمانيين وكلهم كانوا سريان واشوريين وارمن
وبما انكم  تعتبرونهم شعوب مختلفة وليس هناك اي علاقة تربطكم بهم فاذا من سمح لكم بالتنازل عن حقوق شعوب اخرى ؟؟؟؟؟؟؟

4- الكنيسة والسياسة
كلنا نعلم وكما قال السيد المسيح له المجد مال قيصر لقصر ومال الله لله
ان علاقة الدين بالسياسة في المنظور المسيحاني هي علاقة انفصال مطلق اي ان المسيحية ليست دين ودنيا بل هي ديانة روحية خالصة تعني بأمور العلاقة بين الإنسان وخالقه اي تمثل التعبد والايمان القويم الخالي من المصالح اما السياسة فهي الطريق الملتوي والذي يحمل في طياته ، ممارسات سياسة تقتضي منها  المحاولة للحصول على كل ما تستطيعه من مصالح  وبكل الأساليب الممكنة.

واعتقد ان هذا بعيد كل البعد عن الناسك المتعبد ورجل الدين الحقيقي الذي لا يهمه سوى رضا الله فلذلك افعاله يجب ان لا تخرج من الاطر المشروعة دينيا .

واخيرا سيادة الكاردينال عند جلوسكم على مقعد الباطريك فكلنا استبشرنا خيرا وخاصة عندما قلت انا جئت لتثبيت الاواصر وادامتها تلاها تصريحكم بأنكم مع الوحدة وانتم مستعدون للتنازل عن كرسيكم الموسوم ولكن مع الاسف ما تلمسناه كان العكس وبكل معنى الكلمة !!!
فاين كلامك سيادة البطريرك الذي نطقت به حال رسامتك بطريرك الكنيسة الكلدانية
( الوحدة - الاصالة - التجدد )
فوحدتكم كانت دائما مع الغرباء ضد أبناء شعبكم.
واصالتكم كانت دائما التنصل من الجذور وتقديم التنازلات  للغرباء على حساب مصلحة شعبكم.
والتجدد كان دائما هو زرع الفتنة بين ابناء الشعب الواحد والتشكيك في طقوس كنيستنا كنيسة المشرق .

لماذا هذا التغير  ولصالح من سيادة الكاردينال  هل هناك اسباب نجهلها نحن لتتحول الامور بالاتجاه العكسي؟؟؟؟؟

هناك قاعدة نفسية تقول :
ما نمارسه يوميا سنتقنه بكفاءة
فالنمارس المحبة والتقارب يوميا لنفوز بالشراكة الحقيقية .
ولنمارس احترام مشاعر الآخرين يوميا لننال تقدير واحترام الآخرين
ولنمارس الهدوء وعدم التسرع في الكلام  لننال الوقار

وكما تقول الحكمة:

ألزم ألصمت ، فأنه يكسبك صفو ألمحبة ، ويؤمنك سوء ألمغبة ،  ويلبسك ثوب الوقار ، ويكفيك مئونة الأعتذار

12
بداية اصدقائي الاعزاء ،  اود ان اشير هنا الى معادلة التناسب بين السبب والنتيجة والتي نفهم منها ان  الاسباب هي التي  تؤدي الى النتائج  ، اي ان النتيجة هي تحصيل حاصل للأسباب المؤثرة على الحدث  ، وربطها بواقع شعبنا وامتنا الاشورية  اليوم وماهي الاسباب التي جعلتنا في صراع دائم في ما بيننا كابناء امة واحدة  حول الثوابت الأساسية والتي لا تقبل الشك
ومن هنا نجد أنّنا عندما نمتلك القناعة  الحقة في اصلاح واقع الامة  نحو الوحدة  يحتاج منا افرادا ومجموعات ان نضع  مجموعة من الحلول المشتركة اي المقبولة من قبل كل الاطراف على شرط ان تكون مستندة  على الحقائق التأريخية ، ولتبسيط كل حل يحتاج الى  مجموعةً من الإجراءات من أجل الوصول إلى حلحلة الاسباب  التي  جعلت واقعنا اليوم بهذه الحالة المزرية  .
فلو سألنا سؤالا ... ماهو السبب الرئيسي في الاصرار على تجزئة الامة  و لمصلحة من؟
فاكيد ان هذا السؤال يعتبر عقيم  ويصعب الاجابة عليه  وذلك لان الكل تصر على موقفها ولا ترغب بتقديم التنازلات وحتى ان كانت على حساب الحقيقة ، فاذا فرضنا ان هذه التسميات كانت موجودة عبر التأريخ وتخص شعوبا  مستقلة عن بعضها  ، ونضع هذه الفرضية في منطق السؤال. ليتحول صياغة السؤال على نسق اخر وهو  كيف جزء شعبنا الى ثلاث شعوب  أي كيف  ومتى بدأت التجزئة  . ربما نلاحظ  ان اللعب بالكلمات  هذه كثيرًا ما تجعل السؤال اكثر مقبولية وبالمقابل سنتمكن  من اقناع الكل في  تكملة النقاش والموافقة في الاجابة عليه.
فأول انشقاق في امتنا حدث عندما انشقت كنيستنا الجامعة الرسولية الواحدة  ألا وهي كنيسة المشرق ليتحول الانشقاق الكنسي  الى انشقاق قومي وليتغلغل الى داخل العشيرة الواحدة ثم الى البيت الواحد ،
وحيث اننا كشعب وامة عريقة في القدم نعاني دائما من مشكلة النفور وهي احد الاسباب التي تجعلنا ان نعيش في حالة تعاكس مزمنة والتي بات حلها مستعصيا .... نفور من كل شيء نفور من الواقع ، نفور مع الذات ، نفور من الحقيقة ، فنحن اليوم نعيش في متاهة النفور والسبب هو التجزئة والتقسيم و التراصف الخطأ
لقد مزقنا الصراع الداخلي بحيث اصبحنا لا نفهم من نحن  وماذا نريد
صراع حول التسمية
الرغبة في الغاء الانتماء الى الجذور ونكران الحضارة التي
كان المفروض ان نتباهى بها لا ان نستعر منها
حيث بدأنا الصراع في توقيت خطأ في حين كان كل شركائنا في الوطن يتصارعون لنيل حقوقهم من خلال الدستور كنا نحن نتصارع فيما بيننا حول التسمية او المذهب وغير مهتمين بحقوقنا كشعب اصيل وهذا ما جعلنا ان نكون صفرا في المعادلة السياسية في العراق وبتنا رقما سهلا يباع ويشترى في بزار السياسة ليأخذ صراعنا  منحى اخر  هو الصراع  من اجل المناصب وليتحول المطالبة بحقوقنا كشعب الى  استجداء المناصب مقابل تقديم تنازلات  والمطالبة بحقوق حزبية او كنسية ضيقة ومن له  الاحقية في المنصب .
فأين نحن اليوم من المكون التركماني الذي استطاع ان يوحد المطاليب القومية لشعبهم  ويفرضها  فرضا لتثبت في الدستور ؟
فالسبب يتحمله القائمين على الاحزاب وكنائس  شعبنا سوية لانهم فشلوا في ترشيح الشخصيات المطلوبة  كممثلين لنا  في البرلمان سواء في المركز او الاقليم .

فاذا كان لنا رغبة في تقويم الحالة او الوضع نحو الافضل  فيجب اولا ان نستعرض الماضي وبكل تفاصيله  وما هي اسباب الانتكاسات التي اصابتنا كأمة

فعندما نجعل مستقبل امة تحت رحمة  وتصرف أفراد ومهما كان منصبها سواء ديني او سياسي او اجتماعي.
وعندما نختزل الامة بأكملها في حزب معين او كنيسة معينة
عندما نجزء امتنا الاشورية العريقة بحضارتها  الى مسميات اطلقت عليها عبر التأريخ  مذهبية كانت ام مناطقية ام حرفية
عندما نفتقد الى المصداقية في التعامل مع الآخر  ونختزل  الامة بأكملها  ونحددها  بين قوسين لإرضاء الاخر وندخل في متاهة التسمية ونتصارع فيما  بيننا على ايهما التسمية الاحق لشعبنا وندخل في بودقة التسقيط وننسى اننا امام مسؤولية كبيرة تجاه شعب ذاق الأمرين بين الضغوطات الداخلية والخارجية متناسين حقوق شعبنا حيث كان الاولى بنا ان نطالب بحقوق شعبنا واستحقاقاتنا قبل  ان ندخل في متاهات الصراع الداخلي.
اما في حالة الاصرار على مشروع التجزئة فأكيد سنكون معرضين للابتزاز وشراء الذمم واستمرارية  حالة الصراع الدائمي ونقاش عقيم على الثوابت  تارة بين التسمية وتارة بين المذهب واخيرا لنرضخ للواقع المر  وليتحول جدلنا حول وضع الواو ام رفعها محاولة لإرضاء الجميع وحتى ان كان على حساب الحقيقة المؤكدة تأريخيا انها مهزلة فعلا ان نصل لهذه الحالة الكسيفة
النجاح دائما هو استغلال حالة التكافؤ مع الآخرين للوصول إلى الهدف المنشود ومهما اختلفت طبيعة الأهداف لان عندما يكون الإنسان مقتنعا بالقرارات التي اتخذها في حياته فانه سيربح ذاته حتى وان خسر الكثير
فالامة  يجب ان لا  يحويها افراد او احزاب او كنائس  فالامة هي التي تحوي وتشمل  الكل  وهي اكبر من ان  تحدد بين قوسين

13
السمفونية هي الفرقة الموسيقية التي تتألف من مجموعة كبيرة من العازفين المتميزين وتحوي كافة الاجهزة الموسيقية الهوائية والوترية والأيقاعية والاجهزة ذات المفاتيح كالبيانو وعادة يقودها مايسترو او قائد السمفونية لتوجيه الفرقة والسيطرة على ادائها .
ولكل دولة فرقتها السمفونية الوطنية الخاصة بها والتي تقوم بعزف نشيدها الوطني بأحترافية وتعكس فلكلورها الغنائي لاحياء التراث الموسيقي لذلك البلد ليمثل كل اطيافه ومكوناته .
فالعراق اليوم هو بلد يشمل شعوب واقوام واجناس مجتمعة ومتشاركة معا ومتعايشة ضمن موقع جغرافي واحد محدد بحدود ، ما يجمعهم رابط وطني واحد وهو الوطنية العراقية ، فعندما تفقد الوطنية معناها فأكيد سيتحول العراق الى بلد الجهل والتناحر والاقتتال وستفقد الشراكة معناها ايضا وتتحول الى مؤامرات داخلية وخارجية لتمزق اوصال البلد ولتحوله الى دولة تحكمه مافيات بغطاء ديني مذهبي .
فمن المفروض ان يكون البلد ملك لكل المكونات المتعايشة فيه وليس حكرا لمكون واحد ومهما كان حجمه وهذا حق طبيعي فلا يجوز المفاضلة على حساب المواطنة وهذه الشراكة يجب ان تكون متساوية في الحقوق والواجبات وتكون شراكة تكافؤية وليس اقصائية لاننا لو اقصينا طرف محدد فأكيد اننا لا نستطيع ان نطالبه في مشاركتنا مستقبلا .
وبما ان العراق بلد قديم بعبق التاريخ
واول الحضارات في العالم أنشأت على أرضه حضارة مابين النهرين الحضارة السومرية والبابلية الاشورية، وكانت نينوى عاصمة بلاد اشور من اجمل المدن في ذلك الزمن ، فالتاريخ يقف عند معابدها ومسلاتها وطرقها ومبانيها وميادينها وساحتها التي تظهر لنا فنا معماريا ساحرا يظهر روعة حضارة بلاد اشور ولتعبر في المجمل عن تاريخها المفعم  بالعظمة والبطولة ، صحيح ان كل العراقيين يفتخرون بتأريخ وحضارة بلدهم ، حضارة بابل واشور العظيمه ولكنهم مع الاسف لايحترمونها لانهم يعتبرون ان انتمائهم الديني قد محى كل الانتماءات الاخرى ومن لا يحترم تاريخه لا يمكن ان يحترم حاضره .
فعندما اندحرت الامبراطورية الاشورية لجأ قسم كبير من أبنائها الى الجبال للاحتماء بها ' وانصهر جزء كبير منهم في القوميات والاجناس التي دخلت العراق نتيجة الغزوات المستمرة والتي حملت معها الافكار والايدولوجيات المتطرفة سواء دينية كانت ام قومية فابيد شعبنا تارة باسم الدين وتارة باسم القومية ولتستمر المأسي والويلات والمذابح التي مرت على امتنا الاشورية ولحد هذا اليوم ، وهذا ما جعل هذه الامة العظيمة ان تصبح اقلية معدومة وضعيفة ومشردة في كل بقاع العالم ، واصبحت امة بلا عنوان وبلا وطن .
فأبيد الاشوريين الذين هم اصل العراق لانهم مختلفين دينيا وقوميا
وطرد اليهود العراقيين لانهم مختلفين معهم دينيا وعرقيا وسحبت جنستهم ،
وذبح المسيحيين والايزيديين والصابئة لاختلافهم في العقيدة والدين وكانهم دخلاء وليسوا ابناء هذا الوطن .
وذبحت الطبقة المثقفة وابيدت بحجة مخالفة الشريعة وتم اتهامهم بالالحاد والكفر .
فكيف نطالب من الذين اقصيناهم ان يكونوا شركاء معنا في الوطن ،فكيف نستطيع اقناعهم بان هذا النشيد الوطني يشملهم أيضا وهل يا ترى باستطاعتنا فعل ذلك ؟
وبما ان لكل دولة في العالم لها فرقتها السمفونية الخاصة بها وهكذا للعراق ايضا فرقته السمفونية الوطنية الخاصة به وله نشيده الوطني الخاص به ايضا اسوة بباقي الدول ، والذي كان من المفروض عليه ان يعكس الفلكور الشعبي والستايل او المنهج الموسيقي الخاص بالعراق والذي كان يجب ان يكون محصلة الثقافات والفنون والفلكلور لكل اطياف ومكونات الشعب العراقي ، صحيح ان اكثرية الشعب العراقي هم من القومية العربية ولكن هذا لايعني ان يكون النشيد عروبيا لان في هذه الحالة انه لا يشمل سوى الجزء العربي من الشعب وكذلك يجب ان لا يكون منحاز لدين محدد لان العراق بلد متعدد القوميات والاعراق والمعتقدات..
وهذا بحد ذاته هو احد اهم اسباب فقدان الانتماء والشعور بالتهميش والاقصاء في بلد تحكمه شريعة الاكثرية والاقلية والغالب والمغلوب والناهب والمنهوب.... ومنذ تاسيس الدولة العراقية الحديثة ولحد هذا اليوم فكل السياسات التي تعاقبت في حكم العراق سواء ملكية كانت ام جمهورية او عسكرية ام حزبية واخرها المذهبية الطائفية ، فدائما كان هناك تخندق طائفي او قومي وكل الانقلابات التي حصلت في العراق لم تأتي للإصلاح بل جل غايتها هو الانتقام من الاخر المختلف عنهم قوميا او دينيا او حزبيا ومصادرة حقوقهم المشروعة كعراقيين .....وكذلك كان النشيد الوطني العراقي يتغير دائما بعدد تغير الحكومات وكان هو ايضا لا يراعي ولا يحترم مكونات الشعب فكان ينحاز لطرف واحد فقط وهو طرف السلطة .
وبما ان الموسيقى هي اللغة المشتركة للشعوب المختلفة، ومهما كان الاختلاف فالأحساس بالنغمة يكون واحد ...
فاذا كان صوت الطبل يرقصنا ...
وانين الناي يبكينا....
و صوت الكمان يعيدنا لذكريات الماضي الجميله .....
وتقاسيم العود تعيد الامل وتبحر بنا نحو المستقبل .....
وصوت البيانو يعكس مدى تفاعلنا مع الواقع.....
والة القانون بالاضافة انها تطربنا فهي بمثابة الدستور لتوجيه الفرقة الموسيقية ومن خلالها نشعر بان الاداء منضبط وموزون.
وهذا هو حال العراق اليوم يشبه الفرقة السيمفونية العرجاء اي الغير متكاملة لانها لا تمثل الكل فهي بنيت على المحاصصة وليس على حساب المواطنة
لذلك فهي لا تمثل كل اطياف الشعب العراقي.
فاذا كان اختيار العازفين ليس حسب الكفاءة او المهارة في العزف بل على حساب الاكثرية والاقلية
واذا كان قائد الاوركيسترا يختار حسب المحاصصة وحسب نصوص الشريعة وعلى ان لا يكون من اهل الذمة بنظرهم وحتى لو كان اشوريا يمثل تأريخ العراق وحضارته.
وهذا ما ينطبق على واقع العراق اليوم
وهو ما جعلنا كعراقيين اليوم ان نكون شواذ عن كل بلدان العالم ...... شواذ في كل شيء شواذ في الاحساس والشعور بالواقع بل حتى شواذ مع الذات احيانا.
فأختلفت الموازين
فهناك من يرقص على ايقاع السلطة !!!
وهناك من يبكي ويناجي الناي الما لما جرى وما يجري اليوم من فساد وخيانة !!!!
وهناك من يتفاعل مع الكمان ويتحسر على ماضي العراق وعظمة حضارته وما فعل به الاغراب اليوم !!!!!!
وهناك من يتامل المستقبل من خلال تقاسيم العود ويشارك مع المتظاهرين لديمومة مسيرة الشهداء وتقديم القرابين املا نحو مستقبل مشرق للأجيال القادمة .
انها حقيقة العراق اليوم وهذا هو الواقع غياب القانون والبديل دستور عنصري يخلق الفرقة والعنصرية والتناحر الطائفي لتكون النتيجة غابة وليست دولة ، وليتحول المثل الشعبي الدارج
حاميها حراميها الى واقع البلد اليوم .
فعندما يكون قائد الفرقة او المايسترو وحامي دستورها وعازف قانونها يعمل باجندات خارجية ويكون انتمائه خارج الحدود فاكيد سيعكس التفاعل مع الواقع لينتج منها منالوج نشاز ، نشاز في كل شيء سواء في العزف او الرقص او الغناء .
فالرقص سيكون نشاز وكاننا نرقص في المآتم والتعازي
والعزف سيكون نشاز وغير متناغم ومرعب وكانه اصوات صليل السيوف في المعارك الخاسرة
والغناء سيكون عبارة عن صراخ وعويل ونواح وآهات غير منسقة وكانها نعيق البوم المشؤوم
لينتج نشيد وطني مرعب ومزكوم بالعنصرية يحكي تاريخ مسلسل إجرامي وخيانة وقحة وانهيار وطن .
والبكاء والنحيب سيستمر لننسى الماضي ونفقد الامل بالمستقبل ليأتي دور الة البيانو في كشف تفاعلنا مع الواقع نحو فقدان الوطنية والتمسك بالاجزاء لنسف القاسم المشترك .
وبما ان النشيد الوطني مبني على العنصرية والطائفية فاكيد انه لا يمثل كل اطياف الشعب العراقي . فالعراق اليوم يحتاج لمايسترو او لقائد شجاع وحكومة مخلصة ومدافعة عن حقوق كل العراقيين وليكون الكل تحت طائلة القانون سواسية ، وان تكون المواطنة هي الاساس ، ليتمكن من دوزنة اي تصحيح المعيار النشاز في كل الة على حدى، والمحصلة سيكون عزف جميل تتناغم فيه اصوات وحماسة كل اطياف الشعب العراقي حين يرددون نشيدهم الوطني
موطني ...موطني .....

14
الديالكتيكية Dialectic

هو مصطلح فلسفي يعني الجدلية ، وهو يعني أن تتبادل الاطراف الحجج وتحاول تقدم البراهين حول موضوع مبهم او متناقض ، بهدف الوصول إلى تفسير منطقي له.

الدياسبرا Diaspora

وتعني الشتات، وهي مصطلح يطلق على أماكن وجود شعوب مهاجرة من أوطانها في مناطق مختلفة من العالم ليصبحوا مشتتين فيها كمجموعات متباعدة، ويتفاعلوا فيما بينهم بمختلف الوسائل للتنسيق لمحاولة العودة إلى أوطانهم وما شعبنا الاشوري الا مثالا لذلك .

فاذا اين نحن اليوم كأمة وكقومية أشورية من المفهومين السابقين وايهما افضل لنا اليوم ، السير في الاتجاه الاول اي ان نجعل من الجدلية حلا في التفسير المنطقي حول من نحن ومن نكون ؟؟؟؟
أم اننا فعلا شعب مشتت في كل بقاع العالم ألسنا فعلا محتاجين لجمع ولملة الشتات ؟؟؟؟

كلنا لا نشك اطلاقا بان لغتنا واحدة وتراثنا واحد وعادات وتقاليد واحدة وتاريخنا وماضينا واحد ومهما أختلف حاضرنا فمستقبلنا واحد .
فلو فرضنا جدلا اننا كأمة ننقسم الى عدة قوميات فلماذا اذا لغتنا واحدة وتراثنا وحضارتنا واحدة فهل هذا معقول ؟؟؟
حيث لا يدرك الانسان الحياة بمعناها الأصح الا من خلال التأريخ ولا تكتشف الشعوب حضارتها الا من خلال التأريخ.
وكما يقول الأب الدكتور يوسف حبي رحمه الله في كتابه الموسوم( كنيسة المشرق)
 اقتباس ؛ "يتضح من ما ذكرناه بايجاز ، ان مسيحي بلاد الرافدين و ما بين النهرين ، بالمعنى الاوسع، هم من اصل واحد و ان هذا الاصل متعدد الفروع كتعدد سكان المنطقة عبر تاريخها المديد المجيد ، مع إمكانية ارجاع الجميع الى اصل قديم واحد".
و كما ذكر في نفس الكتاب "و الراجح ان تكون تسمية( سوريايا ) اللغوية ، اي (السريانية) بالعربية ، مشتقه من (سوريا). و هذه من ( اسيريا) وفقا للفظ اليوناني، و هذه كلها مشتقة من اسوار اي ( اشور)" انتهى الاقتباس.

ان الحياة هي عبارة عن المدة الزمنية التي نعيشها في هذا العالم الفاني وهي مبنية على قواعد وأسس ثابتة ولا يمكن تغييرها اطلاقا ، وتكون عادة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالماضي اي بالجذور ، والحياة يجب ان تكون استمرارية للماضي لتكون حياة طبيعيه اصيلة واما بخلاف ذلك اي الاعتماد على الحاضر فقط والتخلي عن الجذور اي تغيير الحقائق فاكيد ستكون حياة شاذة وعديمة الاصل لو صح التعبير .

فالقومية هي الاصالة وهي الهوية وهو العنوان الذي يميز الأمم عن بعضها

وكل صفة نتميز بها هي اكيد موروثة ولم تاتي بالصدفة .

فكما ان تحديد جنس الفرد سواء ذكر ام انثى هي من الثوابت الملزمه وأن اي محاولة تغيير في ذلك تعتبر من الشواذ

هكذا اذا اي محاولة في تغيير الثوابت من خلال تزوير الحقائق وخلق قوميات جديدة من صلب الامة الواحدة كلها من الشواذ .

فهل يجوز ان يكون انتمائك القومي مغاير لانتماء عائلتك اكيد لا فلا يجوز ان تنتمي لعائلة كردية وتقول انا عربي والعكس صحيح او لا يجوز ان تقول انا هندي وانت مولود من عائلة اشورية هذه ثوابت لا يمكن تغييرها اطلاقا وكذلك لو اخذناها بمنظور اضيق اي على اساس العائلة الواحدة فهل يجوز ان يكون اولاد العمومية كل من قومية مغايرة للاخر بسبب تغيير الانتماء الكنسي لآبائهم اكيد لا !!!!
فانتماءنا القومي كان قبل أعتناقنا للديانة المسيحية وقبل انقساماتنا المذهبية اساسا فكيف نأتي اليوم لنفرض اللاحق قبل السابق وخاصة ان ديانتنا المسيحية وتعاليمها السمحاء أتت لتزيد من وحدتنا أكثر ، فنحن ذبحنا عبر التأريخ بسبب اختلافنا القومي والديني مع الاقوام الأخرى وهذا كان يجب ان يكون دافعا لوحدتنا لا لفرقتنا اطلاقا .

وكما قال السيد المسيح له المجد

(إنجيل متى 7: 16) مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَبًا، أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِينًا؟
وكما ان لكل شجرة جذورها الخاصة بها وتنتج نوعا من الثمار خاصا بها حيث لا يمكن ان ينتج من الحسك تينا هكذا من المستحيل انك تستطيع ان تغيير جذورك وانتماءك اطلاقا .
 
صحيح ان الديانة ايضا نتوارثها ونعتقد هي الطريق الصحيح في عبادة الله ومن خلالها فقط نصل إلى الخلود اي الحياة الأبدية ، ولكن هذا لا يعني اننا نتخذ منها هويتنا لان الاديان دائما تكون شمولية وغير محددة لقومية معينة اي فهي تشمل عدة قوميات مشتركة بنفس الايمان ، اذا فهي ليست هوية ..

وكذلك هي الحالة بالنسبة للأسم الذي نحمله ونتصف به ليميزنا عن الآخرين وفي الغالب يكون مرتبط بالجذور ومن المعروف ان لكل قومية هناك اسماء خصوصية تميزها عن باقي الاقوام لان من يعطيك صفة الاسم هي العائلة ومن المؤكد فانت لست مخيرا في ذلك وفي اغلب الاحيان يمكن معرفة هويتك من خلال اسمك وخاصة لو استثنينا الاسماء التي اتخذت تيمنا بالاديان ، او بتاثيرات خارجية ، فالاشوريين لهم اسماء معروفة وكذلك العرب والاكراد والارمن والأتراك والهنود والالمان .....الخ
فاكيد اننا نستطيع تغيير اسمائنا بسهولة ولكننا هل سنستطيع الغاء اسماء الاباء والاجداد او الالقاب مثلا ؟؟؟ فاكيد لا..

حتى العادات والتقاليد والطباع نتعلمها ونتمرن عليها ضمن محيطنا فهي موروثة ايضا وتميزنا عن الآخرين .

ان ما يميزنا كشعب وأمة واحدة هي لغتنا الموروثة التي تعلمناها وتوارثناها من اجدادنا . لذلك يجب المحافظة عليها و لا يجوز تغييرها بلغات اخرى اطلاقا او الاستهزاء بها كما يفعل البعض ممن يستهينون بلغتهم ويستحقرونها ويتخذون من لغة الأكثرية بديلا لها، وهذا بحد ذاته هو الهروب من الواقع والشعور بالنقص والضعف ومحاولة للانصهار في الأكثرية المتسلطة .
فبات من المعلوم ان القومية التي ننتمي إليها ونتشارك الاخرين من أبناء جلدتنا فيها هي الهوية والانتماء للجذور .....
فأذا ماذكرناه اعلاه بخصوص الانتماء القومي لا يمكن تغييره اطلاقا لانه من الثوابت الاساسية التي لا تتغير حسب الاهواء ومهما حاولنا التنصل من الجذور والاستخفاف بها فستكون مكشوفة من الغريب قبل القريب.
هذه هي دورة الحياة
ذكريات طفولة ... فهي ايضا من الواقع الذي عشناه ضمن عائلتنا
تأملات مراهقة....ايضا من الواقع المحيط بنا
حيوية الشباب .... ايضا مستمدة من الواقع الموروث
زواج وشراكة في تأسيس عائلة لديمومة الاستمرارية فهي من الواقع ايضا

اذا انت جزء صغير جدا في منظومة كبيرة جدا ومهما حاولت السيطرة على بعض الأجزاء منها ولكن من المستحيل أن تستطيع السيطرة على المنظومة بأكملها ومن المستحيل ان تستطيع العيش بصورة فردية لانك في هذه الحالة ستلغي الاستمرارية لتنتهي عجلة الحياة بنهايتك..... فمثلا أنا جزء من هذا الكون الشاسع وجزء من مجرتنا الشمسية وجزء من الانسانية في كوكبنا هذا الذي أطلق عليها الأرض وجزء من بلاد اشور وجزء من مدينة نينوى فأنا جزء من الأمة الاشورية فهذه كلها ثوابت فهل يستطيع أحدا تغييرها ...
فعندما تتولد لنا الجرأة في ان نغير الثوابت فاكيد سنعيش على انقاض الحقيقة
صحيح نحن كأمة اشورية عانينا الكثير مما اصابنا من ويلات ومجازر ومذابح وانفالات عبر التأريخ ولحد هذه الساعة وهذا ما جعلنا اقلية اليوم وشعب مشتت في كل بقاع العالم ، وكما هو معروف في مجتمعاتنا فدائما تكون الاقليات حقوقها مهضومة ....ولكن هذا كان يجب ان يكون دافعا لنا للتمسك بالثوابت القومية والحفاظ عليها وعدم التفريط بها ومهما كانت الاسباب احتراما لارواح شهداء الامة .
لا بالتخلي عنها سواء بدافع الجبن او التقارب مع الأكثرية او الانصهار في مجتمعات أخرى للتخلص من التمييز العنصري .

وهناك نقاط اساسية تعتبر من اهم المسببات في تدمير الشعوب وأنقراض الامم:
عندما تتحول الشجاعة إلى جبن
عندما تتحول الاستقلالية إلى تبعية
عندما يتحول العبيد إلى أسياد القوم
عندما يتحول التأريخ الى خيال
عندما يتحول المذهب الى قومية
عندما تتحول الاستمرارية الى سكون
عندما يتحول البقاء الى اندثار
عندما يتحول الممنوع الى المسموح
عندما يتحول العطاء الى الاخذ
عندما يتحول الراهب من صومعته الى فندق خمسة نجوم
عندما تتحول الشطارة الى حقارة
اكيد سينتج منها
شعب مهجر
شعب مشرد
شعب مضطهد
شعب ممزق
شعب مسلوب الكرامة
شعب الكل تعاديه وتغتصب حقوقه
شعب لا صديق له ولا سند
شعب وزع ميراثه للغرباء
شعب بدون وطن


فنحن اليوم لسنا بحاجة للجدل البيزنطي العقيم الذي لا نجني منه سوى التباعد والعدائية ، وكذلك لكي لا نشارك الاخرين في نحر جسد الأمة وتدمير وجودنا كشعب .
بل يجب ان نتقارب مع البعض محاولة لجمع الشمل ولملمة الشتات .

وهناك حلول مهمة جدا يجب الاخذ بها كخارطة طريق ومنها تشكيل لوبي قومي مناهض لقضيتنا القومية وذلك لحث ابناء أمتنا نحو العمل القومي المشترك ونبذ الفرقة والتراصف المذهبي والعشائري والمناطقي وعقد مؤتمرات محلية ودولية الغاية منها كسب اصدقاء لنا كشعب وامة اشورية ، ولدعم قضيتنا القومية ومساعدتنا في الحصول على حقوقنا المشروعة في الوطن .
حكمة المانية اعجبتني ::

 التفاحة لا تسقط بعيدا عن ساق الشجرة،

15
القيثارة السومرية وهي من أقدم الآلات الموسيقية الوترية والتي اكتشفت في مدينة اور التأريخية نحو 2450 قبل الميلاد والمعروفة بكثرة عدد اوتارها والبالغة إحدى عشرة وترا وهي إحدى دلائل لعظمة حضارة ما بين النهرين بلاد سومر وبابل واشور .
وبما أن الوتر مفرد فدائما يحتاج ليتحد مع مجموعة مفردات اي أوتار أخرى لينتج منها عمل جماعي مشترك ومتحد ضمن الالة الموسيقية الواحدة ، ولا يجوز أن يكمل العمل باحترافية في حالة فقدان أحدا منها وسيكون العمل غير كامل أو نشاز ، ولا يوجد هناك وترا أفضل من الاخر اي لا يمكن المفاضلة بينهم اطلاقا .
فإذا في حالة فقدان أحد اوتار القيثارة فلا يمكن ان تؤدي عملها باحترافية اي سيكون العمل نشاز موسيقيا وستفشل في خصوصيتها كألة موسيقية حية لتواكب حاضرها وستبقى فقط رمز لحضارة عريقة سابقة .
فها نحن اليوم كأمة اشورية اصحاب أعظم حضارة عرفها التأريخ أصبحنا مثل القيثارة السومرية التي فقدت كل اوتارها وأصبحت مجرد أيقونة ناقصة المعالم وذكرى لشيء كان يوما ما متكاملا .
فغدونا امة تتباها بحضارتها وتاريخها العريق وتبكي واقعها الكسيف الذي يسير نحو مستقبل مبهم ومخيف ؟؟؟
وهنا دعوني أقول أن سبب اخفاقنا كشعب وأمة هو مجموعة الترسبات الموروثة والتي تجعلنا دائما نختار ما يفرقنا كشعب وليس ما يجمعنا فانقسمت الأمة على اساس المذهب والعشيرة والمنطقة وتمزقت اوصالها وبات من الصعب توحيدها كما كانت شعب واحد وتأريخ وحضارة واحدة، وبما أن عدد اوتار القيثارة يبلغ إحدى عشر وترا فبات كل وتر يعزف على هواه حيث زادت الأصوات النشاز والتي عززت فرقتنا أكثر وأكثر ، وكل وتر يعتقد هو الأساس وباستطاعته العزف منفردا وكما يحلوا له ليصل به الغرور إلى الانفراد وألانسحاب ، وكلما حاولنا جمع الأوتار لاكمال القيثارة وإعادتها لوضعها الطبيعي فدائما تفشل المحاولة ليكون هناك وترا مفقودا وليبقى النشاز موجودا....
نشاز ...نشاز ...نشاز في كل شيء
نشاز في الاداء
نشاز في الفكر
نشاز في التحاور
نشاز في القناعة
نشاز في الوعي القومي
ونحن من شجعنا هذا الوضع النشاز بانسحابنا واحدا تلو الآخر وجعل القيثارة بدون أوتار .
1- نشاز سببه فقدان وتر التسمية،،،،،،،، والتناحر لفرض تسميات بديلة مشتتة وليس لبعضها اي عمق تأريخي ورفض التسمية الموحدة التي تميزنا كأمة واحدة موحدة .
2- نشاز سببه فقدان وتر اللغة،،،،،، اللغة التي تجمعنا وتميزنا كشعب واحد فبات الاختلاف في بعض المفردات اللغوية سببا للتصارع مما جعل لدى البعض الجرأة في الاستهزاء بلغتنا الجميلة واستحقارها والتمسك بلغة لن ولم ينتمي إليها يوما لا هو ولا جذوره .
3- نشاز سببه فقدان وتر الانتماء،،،،، الانتماء الحقيقي للأمة واتخاذ من الانتماء المذهبي والمناطقي وأحيانا العشائري بديلا .
4- نشاز سببه فقدان وتر الردع والمحاسبة،،،،،، مما سهل للبعض من المستنفعين الاتخاذ من الخيانة طريقا سهلا للثراء والمنفعة الشخصية .
5- نشاز سببه فقدان وتر الكرامة،،،،،، ومحاولة البعض التملق للغريب لنيل رضاه والاستقواء به لأذلال أبناء جلدته ولا مانع له في نحر أبناء أمته لإرضاء اسياده .
6- نشاز سببه فقدان وتر الحقيقة،،،،، واتخاذ من الأساطير الوهمية بديلا للتأريخ
7- نشاز سببه فقدان وتر التكاتف،،،،، مما جعلنا مبعثرين ومشتتين ونختلف معا حتى في أبسط الأمور .
8- نشاز سببه فقدان وتر الحكمة،،،،، التي كان يمتلكها اجدادنا العظام ، فاصبحنا نتفاخر بالسذاجة ونتخذ من الجهلة منظرين للامة .
9- نشاز سببه وتر الضمير الحي،،، الذي بدأنا نفتقده رويدا رويدا مما جعلنا ان نستخف بحقوقنا القومية المشروعة ونحسبها منة علينا متناسين حتى دماء شهداء أمتنا الخالدين الذين ضحوا بأرواحهم قربانا لضمان حقوق ومستقبل اجيالنا وبدأنا نستجدي المناصب ومهما كانت حقارتها ونتناحر فيما بيننا للوصول إليها .
10- نشاز بسبب فقدان وتر الثقة،،،،،حيث هناك دائما أزمة ثقة ، أزمة ثقة بين احزابنا القومية فيما بينها ، أزمة ثقة بين كنائسنا ، أزمة ثقة بين الاحزاب والكنيسة ، أزمة ثقة بين الشعب وبين الأحزاب والكنيسة .
أنها ازمة فوضى .
11- نشاز بسبب فقدان الوتر الأساسي وهو الوتر المسيطر في حماية عاداتنا وتقاليدنا ولغتنا الجميلة والتي حافظت عليها كنيستنا الأولى كنيسة المشرق الموحدة من خلال طقوسها المتميزة بصفات وطباع شرقية أصيلة ودورها في حماية موروثنا اللغوي والمحافظة عليه ، واليوم نندمج لننصهر يوميا في مجتمعات أخرى مختلفة وبعيدة كل البعد عنا وهذا هو الانتحار الحقيقي عندما لا نستطيع المحافظة لما تبقى لنا مما يميزنا كشعب واحد .
وهنا نرى أن الوحدة القومية بمفهوم الفكر السياسي المعاصر هي اتحادا بين المجموعات السكانية التي يجمعها الانتماء للتأريخ الواحد والجغرافيا الواحدة ، وتجمعها اللغة الواحدة ، والدين الواحد والعادات والتقاليد الواحدة المستنبطة من عبق التأريخ . حيث أن الوحدة القومية لها مكاسب وميزات ، تكسب الأمة نمواً زائداً ، وتحافظ عليها من الانصهار ، ويضاف إليها ميزات اقتصادية وسياسية لتعزز مكانتها ووجودها بين الأمم .
اننا لم نكن شعب واحد بالصدفة بل اننا كنا شعب واحد بالتزامن ما بين المدخلات ومن اهمها (الحضارة والثقافة والانتماء الديني والتاريخي والمصير المشترك واللغة الواحدة ) والتي تجعلنا نحصل على المخرجات التي تؤكد بأننا شعب واحد بهوية واحدة ومهما اختلفت التسميات .
صحيح أننا كأمة عانينا الكثير ولقد اطالنا ما اطلنا من مذابح وويلات وانفالات على مر التأريخ والى اليوم فلم يرحمنا أحدا لا بل حتى نحن لم نرحم أنفسنا فلقد كنا ولا زلنا بيئة خصبة وجاذبة للفرقة والتشتت وهذا ما جعل الآخرين تسهل عليهم زرع سياسة فرق تسد بيننا كشعب وبدون معوقات
وزاد التناحر الطائفي والمذهبي والحزبي والكنسي وهذه الانقسامات مزقت جسد الأمة وسببت في فشل الاداء لمؤسساتنا السياسية والدينية .
حيث دائما لم تكتمل قيثارتنا السومرية ودائما سيكون احد اوتارها مفقودا أن لم يكن الكل.
فالمحصلة كلنا احفاد تلك الحضارة العريقة حضارة بابل واشور ولا وجود للمفاضلة أيهما انسب عرقا فاجدادنا من بنى هذه الحضارة ولا يستطيع لا الغرب ولا الشرق أن يفرقنا فنحن اخوة بالدم ويجب أن نكمل ما بناه اجدادنا ليتسنى لنا الاحتفاظ بما تبقى لنا من الموروث الشرعي وعدم التفريط به بأي حجة كانت .
فدعونا نكون مكملين وليس مدمرين.

16
شكرا رابي اخيقر لمداخلتكم المميزة محبتنا وتقديرنا لكم

17
أنها الحقيقة التي لا يمكن المجاملة فيها على حساب العدالة .
أنها الحقيقة التي من المستحيل أن نتغاضى عنها يوما .
أنها الحقيقة التي لو سكتنا عنها ستتفاقم لتصبح كابوس يقلقنا طول العمر ويدمر وطننا .
أنها الحقيقة التي جعلت من العراق بيئة طاردة فعلا .
اقولها بملىء صوتي عذرا ايها الدستور فلن تكن يوما منصفا معي .
لقد مزقت جسدي وجففت جذوري ويبستني .
لقد أبدعت في التمويه على مشاعري واحاسيسي .
لقد اتفقت مع السماسرة وتجار الأزمات
ضدي .
كنت تخطط لتجعلني أشك في تأريخي
كنت ترغب أن تجعلني أشك في أسمي ،
حاولت أن تجعلني مصابا بالانفصام لكي لا أمييز معدني ،
لقد حاولت ان تجعلني اسير قراراتك لتجعلني فاقد الكرامة .
فليكن في معلومك ايها الدستور انا لست ملزما بقراراتك !!!
فأنا لست مقتنعا لا بأساليبك ولا بمريديك .
فأنا أمة بأكملها ولست فردا بسيطا .
فأنا اشور ، وسركون ، وسنحاريب . ونبوخذ نصر ، فأنا حمورابي الذي شرع أول دستور في العالم وانا... وانا ...وانا .....
فيا من تدعي انك حامي الوطن اليوم وحامي حقوق أبنائه فأحفر في باحة دارك لتجد كل الآثار والشواخص التي تعلمك من أنا ومن اكون .
أيها الدستور لماذا تحاسبني على جرم فعله غيري وانت تعرفه جيدا لأنك أنت من جعله ممثلا لي ؟
وها هم من يتباهون ويتفاخرون بأنهم قد شاركوا في صياغة فقراتك فلقد أبدعوا في خلق تسميات وصفات تلزمني بها !!!
فتارة يصفنونني بالجالية
وتارة بالاقلية
وتارة باهل الذمة
فلقد اغتصبوا ارضي باسم الدستور.
واغتصبوا تأريخي باسم الدستور.
ومحاولين إلغاء وجودي وباسم الدستور ايضا .
فكيف تريدني أن احترم قراراتك ايها الدستور والتزم بها !
فاي شرع هذا.......
فانت كنت السبب في تحويل وادي الرافدين إلى وادي الذئاب كل ينهش في جسد الاخر ، وانت السبب في تحويل مابين النهرين إلى ما بين جحيمين ،
وانت السبب في تحويل بلاد اشور إلى بلاد النفور... فبقراراتك الغير مدروسة جعلت شعبا بأكمله منفي خارج وطنه
فهل لازلت تعتقد بأنني سالتزم بقراراتك؟
فلقد حاولت أن تظهر بمظهر الحنون وحاولت أن تستعطف مشاعري بمنحي خمسة مقاعد واسميتها كوتا المسيحيين متعمدا في الغاء هويتي وانتمائي القومي ، ومن ثم سيطرت عليها ومنحتها لمريديك واتباعك وبأسم الدستور ايضا .
فلقد صيغت فقراتك كلها حسب هواهم وها هم اليوم كلهم مشاركين في تدمير العراق ومحي حضارته العريقة وتحويله الى مستنقع الفساد والخيانة والدجل .
فعذرا ايها الدستور فانت لا تمثلني .
فالشرخ والتصدع الذي أصاب البلد والذي كنت انت سببه لا يمكن ترقيعه بالأليات التي تمتلكها اطلاقا .
ولايمكن أن تتحسن أحوال المواطن قبل أن تتحسن أحوال البلد بصورة عامة وكيف ستتحسن في ظل هكذا دستور لا يحترم مكونات شعبه أساسا ولا يصون كرامتها .
ولكي ينطبق ذلك فهناك فرضيات مهمة جدا كان من المفروض يا سيادة أعضاء لجنة صياغة الدستور مراعاتها والاعتماد عليها وهي :
عندما تكون الوطنية هي القاسم المشترك
عندما يكون الدستور مدني ولا يستمد قوته من اي قومية أو دين أو مذهب.
عندما الأقلية تأخذ حقها قبل الأكثرية .
عندما يحس الفقير أنه قد نال استحقاقه قبل الغني .
عندما القانون يطبق على الكبار قبل الصغار.
عندما يكون الشرف فوق الحزام ايضا وليس تحت الحزام فقط .
هل أنها أحلام حقا ...؟؟؟؟؟

18
شكرا رابي متي اسو لمداخلتكم القيمة التي اغنت جوهر الموضوع
محبتنا وتقديرنا لكم

19
المنبر الحر / جدولة الوجود .....
« في: 03:36 24/06/2020  »
أن نظرية الحياة دائما مبنية على نقيضين :
الحياة والموت ، الوجود والعدم ، الخير والشر ، الصح والخطأ ، البدن والقرين، الجسد والروح، الليل والنهار .
ففي أغلب الأحيان عندما نرغب في تقييم مسيرة حياة اي فرد كان ام مؤسسة فأكيد انه سنسترجع الماضي العابر لنصل إلى القناعة بالحاضر الأني ومن خلاله سنتمكن نوعا ما من قراءة المستقبل القادم وما تخفيه الأيام، وهذه العملية بحد ذاتها تنطبق على الكل سواء أفراد كانت ام مؤسسات او منظمات أو حكومات ،
وبما أنه كل شيء في الوجود يجب أن يكون له ماضي فاكيد سيكون له حاضر ومستقبل، وهذه باعتقادي هي نظرية نستطيع أن نطلق عليها تسمية جدولة الوجود وهي عبارة عن ربط الماضي بالحاضر  لاستقراء ألمستقبل، ومن خلال الرسوم البيانية المستنتجة نستطيع معرفة ماهية ألاسباب التي تسيطر على انحرافات الرسم البياني صعودا ونزولا أو استقرارا.
وعادة أن الإنسان منذ ولادته يحمل الذات الإيجابية ولكن مع مرور الزمن سيتطور الإدراك والوعي الشخصي ليبدأ الإنسان يتأثر بالمغريات الموجودة في محيطه وخاصة السلبية منها ليتحول كيانه الشخصي تدريجيا نحو الذات السلبية .
وهنا دعونا نقول أن اي مخطط كتلوي او اي رسم بياني دائما يبدأ من الصفر اي العدم ودائما يتحول العدم إلى الوجود عند التفكير فيه لأنك بمجرد أن تفكر في شيء فإذا هو موجود ، اي بمعنى آخر انه يبدأ من العدم لينطلق الى الوجود وهذه الانطلاقة منذ بدايتها وحتى نهايتها هي من تحدد مسارات المخطط البياني.
وكما أسلفنا سابقا هناك نقيضين اساسيين ولكل منهم له ميزاته الخاصة وهي من تؤثر على مسار المخطط البياني :
اولها الذات الإيجابية والتي تعني بالمنظور الديني (الخيرة )ومن ميزاتها الحب ، التضحية ، التسامح ، الامل ، الضمير الحي ، الاحساس بالغير ، الطبيعة الرحيمة، الواقع المفروض ، احترام القانون والشرع، الشعور بالانتماء الحقيقي للمباديء والقيم الحميدة.
وما يخالفها تماما هي الذات السلبية والتي تعني بالمنظور الديني (الشريرة) ومنها الكراهية ، الاستغلال ، الحقد ، الامل ، انعدام الضمير، الأنا وحب الذات، الطبيعة الرديئة، الواقع المفروض، التلاعب بالقانون والشرع، الخيانة
فإذا نلاحظ ان هناك ميزتان مشتركتان في كلا الحالتين المتضادتين وهي الأمل والواقع المفروض، صحيح أنها مشابهة في المفهوم في كلا الحالتين ولكنها مختلفة في المضمون وحسب كل حالة ، فلو تمعنا في مضمون الأمل في الحالة الأولى اي الخيرة فالأمل يعني هنا هو انتصار الحق على الباطل اي الأمل في تفوق الخير على الشر لتسود المحبة على بني البشر ومتأثرين بالواقع المفروض عليهم نتيجة الترسبات المرتبطة بالتربية المتوارثة والإيمان بالمحبة الخالصة ، واما مضمونه بالنسبة للحالة الثانية اي الشريرة فهذا يعني انه هناك مجموعة من البشر يبنون آمالهم في انتصار الشر على الخير وذلك لتحقيق مأربهم الدنيئة فهم من يستعملون كل الطرق الملتوية في تحقيق غاياتهم ومستغلين الواقع المفروض عليهم الممتليء بالحقد والكراهية للغير وحب الذات فقط .
فإذا بات معلوما لدينا بان كل فرد يحمل في داخله نزعة خيرة ونزعة شريرة وتتفاوت درجاتها من شخص لآخر متأثرة بالاسباب التي ذكرناها سابقا ولذلك الرسم البياني لمرحلة حياة كل شخص يختلف عن الاخر وهو ما يمثل تأريخ الإنسان بماضيه وحاضره وكيف سيكون مستقبله .
وكما هو معروف ان الاعتراف بالخطأ صعب جدا فهناك القلة القليلة التي تعترف بأخطائها وتحاول معالجتها اما الأكثرية فهي من تدعي هي الأصح ولا تقبل الاعتراف بأخطائها اطلاقا ، صحيح أنها تحس بالفعل الخاطيء وتعترف بفعله داخليا ولكنها تصر عليه أمام الاخر وتعتبره هو الصح بل وتقدم كل التبريرات بأحقيته ، وأحيانا وعندما تتازم الامور تحاول نكران فعله أساسا ، وهذه هي القناعة بالوجود اي القناعة الكاملة بالأفعال التي قاموا يفعلها ولا زالوا مقتنعين بها ولا وجود للتوبة في قاموسهم اطلاقا ، واكيد ستكون نقطة النهاية للمخطط البياني اي مستقبلهم معلوم ومعروف .
فأذا وحسب نظرية جدولة الوجود يستطيع كل منا مراقبة الخطوط البيانية للاخرين سواء أفراد ام مؤسسات والاستفادة منها في تقويم الذات والسيطرة على مسار الخط البياني لوضعه في الطريق السليم وبذلك سيكون المستقبل مضمون .
وكما قال الكاتب الاب جان بول اليسوعي :
إن أطول رحلة فى الحياة تلك التى تؤدى بنا إلى داخل الذات.
رافقتنا السلامة........

20
عندما نحاول أن نهرب من الحقيقة !
عندما نحاول الوصول إلى الهدف بسرعة!
عندما نحاول تحقيق المستحيل !
فأحيانا نحتاج ونحاول أن نجعل الخيال هو الواقع في أحلامنا ليتسنى لنا الشعور ولو لفترة قصيرة باننا حققنا طموحاتنا. علما ان الأحلام دائما تتأرجح ما بين الخيال اي الوهم وما بين الواقع اي الحقيقة ودائما تختلف نسبة التأرجح بين شخص وآخر .
اصدقائي الاعزاء اننا دائما نلجأ إلى الخيال عندما لا يرضينا الواقع وأحيانا عندما لا نعترف بالحقيقة او ننبذها ، فأنها حتى لو كانت مجرد تخيلات يكفي أنها تسعدنا .
اذا فلنا فى الخيال حياة طالما نشعر بالسعادة ونحن نعيش اجوائها .. فدائما نعشق الخيال لأننا نرسم من خلاله الخطوات الصحيحة في اجتياز المعوقات والوصول الى الهدف بسهولة ، ولكن لا يمكننا العيش فيه دائما لأننا اكيد سنصطدم بالواقع لنعود إدراجنا مصدومين نحو الحقيقة .
وكما أن الخيال هو من يحدد الفرق بين الأساطير والروايات ففي الحالة الأولى اي الأساطير دائما يميل التأرجح نحو الخيال أكثر من الحقيقة واما في الحالة الثانية اي الرواية تكون العكس حيث تميل كفة التأرجح نحو الحقيقة أكثر من الخيال وهنا يستطيع المتلقي أن يصنف القصص ما بين الأساطير او الروايات .
هكذا ايضا الخيال يعتبر عنصر مهم جدا في تكوين شخصية الانسان ، وخاصة عندما يمتزج مع الحواس والاحاسيس لينتج منها صفات ومؤشرات واضحة في تكوين شخصية كل أنسان فهناك صفات يشترك الخيال في تكوينها :
حيث الشخصية الانتهازية هي امتزاج الخيال بالأنانية والتملق .
والشخصية الشريرة هي امتزاج الخيال بالكراهية .
والشخصية الانانية هي امتزاج الخيال بالحقد .
وصفة الكذب هو امتزاج الخيال بالمبالغة
وصفة الطيبة هي امتزاج الخيال بالمحبة
واما العشق فهو عبارة عن امتزاج الخيال بالعاطفة.
فاذا يتبين لنا أن صفات الإنسان ايضا تتارجح ما بين الخيال والواقع لا بل تعتمد على الخيال أكثر وخاصة عندما يتفاعل مع بعض الصفات الثابتة ليغيرها الى صفات أخرى مختلفة تماما،
حيث لو اننا حاولنا فرز المجموعات على اساس المتناقضات فسنستنتج أن الإنسان دائما تقوده مخيلته لدرء التصدع ومليء الفراغات حيث عادة الفقير يحلم بالغنى ؛ والبسيط يحلم بالجاه ؛ والمريض يحلم بالعافية ؛ والمؤمن يحلم بالحياة الأبدية فكلها أحلام ينتجها الخيال لغاية التوازن الطبيعي الناتج من العوز والحرمان .
وان أخطر حالة في كل هذه المعادلات هي عندما يمتزج الخيال بالواقع السيء لينتج منه الصدمة والتي لها عواقب غير مرضية والتي تنعكس على نفسية الإنسان وتصرفاته ، فلذلك يجب أن نتحكم دائما في تخيلاتنا وتفاعلاتها لكي نجعلها سليمة وحميدة الصفات ملؤها المحبة والطيبةوالرجاء وبعيدة كل البعد عن الشر الممتليء بالكراهية والحقد والأنانية والانتهازية .
وكما يقول كولن ولسن
الخيال الجيد لا يستخدم للهروب من الواقع وإنما لخلقه.

21
من الطبيعي جدا أن يكون لكل إنسان هدف محدد يسعى للوصول إليه ومهما تكون المعوقات فهو سيحاول استعمال كل طاقاته ليصل إلى هدفه باقصى سرعة ، وهذه بحد ذاتها تعتبر الانطلاقة نحو الهدف اي بمعنى آخر الانطلاقة إلى القمة للوصول إلى الهدف المنشود ، وبما أن الانطلاقة هي مفردة تعبر عن تحول الحالة من السكون إلى الحركة .
وأن نجاح الإنسان دائما يقاس ما بين نقيضين فأما الانطلاقة نحو القمة أو التراجع نحو القعر ودائما النتيجة تكون خارجة عن سيطرة الإنسان او إرادته فهناك مسببات تحاول أعاقة هذه الانطلاقة في الوصول إلى الهدف بل أحيانا تجبره على التقهقر والتراجع نحو القعر ، ولذلك نلاحظ أن الإنسان المبدئي دائما يتشبث ويكافح في قهر الصعوبات والمعوقات ومحاولة اذلالها ليتمكن من الوصول إلى هدفه المرسوم بنجاح .
ولكن هناك البعض ممن يساوم على الهدف والمبدأ ويحاول المقايضة ما بين الهدف المنشود والثمن المقبوض ففي هذه الحالة يكون الفرد هو من يرغب في التنازل عن هدفه أو مبادئه شخصيا مقابل الحصول على التعويض سواء كان منصب أو مال أو جاه وتكون عملية الهبوط إلى القعر بأرادته ورغبة منه ، فهنا تكون الحالة مختلفة تماما لذلك تعتبر هذه الحالة انطلاقة إلى القعر وليس الهبوط لأنها كانت بأختياره ورغبته فعملية النزول إلى القعر هو من قادها بأختياره، ودائما هكذا نموذج يبحث عن المنفعة الشخصية ويفضلها على اي شيء اخر ومهما كان .
وسنذكر هنا ما هي ألاسس المحددة التي تجعل الانطلاقة دائما تكون عكسية ومدمرة سواء للذات أو للمجتمع أو للأوطان :
* عندما تكون المنفعة الشخصية هي الهدف .
* عندما يتحول السماسرة إلى وجهاء.
* عندما تتحول الخيانة إلى منهج.
* عندما يتحول الغدر إلى مبدأ.
* عندما يتحول الوطن إلى دكان للبيع .
* عندما يتحول بول البعير الى دواء .
* عندما يتحول الشرف إلى وسيلة .
* عندما تتحول منظمات المجتمع المدني إلى شركات أهلية .
* عندما يتحول الدين إلى قومية .
* عندما تمنح حقوق المواطنة على حساب الأكثرية والاقلية .
* عندما يتحول القتل والتعذيب إلى عبادة وتعبد .
* عندما تتحول جبة القضاء إلى جبة الدين .
وهذه الأسس اذا اجتمعت معا ستؤدي إلى اضعاف احترام الذات وفقدان الكرامة وموت الضمير وتكون نتائجها التخلف وجفاف منابع التطور واندثار الحضارة وانهيار القيم ومحي الأوطان.
وما بلاد اشور اليوم الا نموذجا ...
سركون القس بطرس جيلو
June / 10 / 2020

22
المنبر الحر / نافذة في الغربة
« في: 05:18 08/03/2019  »
نافذة في الغربة

حياة مملة ومختلفة في كل شيء وكأنها قلبت رأسا على عقب .
افتح نافذتي في الصباح لاشاهد مالم اشاهده من قبل فكل شيء بات غريبا ومملا ومختلفا أنها الغربة في كل شيء فأشعر وكأنني انسان من فضاء اخر مختلف كليا عن الواقع الذي انا فيه الان
أنها نافذتي التي تعودت أن اراقب فيها كل ما يدور في الخارج .
أنها محطات العمر التي مرت بسرعة والتي تابعتها ولا ازال أتابعها من نافذتي لأعرف ماذا يدور خارجها ومع مرور الايام والسنين كانت نافذتي دائما في تغيير مستمر تغيير في كل شيء حتى في الأساسيات التي تعلمناها سواء من آبائنا أو من المدارس والجامعات فتتغير في شكلها ولونها وفصالها والأهم طلتها،
فاتذكر في طفولتي كانت تطل على باحة الدار فكان كل ما أراه هو جميل وهو كان محصورا فقط في ما يجري في داخل الدار فكنت اراقب اخواني واخواتي واتعلم منهم الطيبة والبراءة والكثير الكثير واراقب والدتي وهي تطبخ واشعر بحنانها واسعد بقدوم والدي محملا بالهدايا .
واتذكر نافذتي وانا في مرحلة الشباب وكيف كانت تطل على الحارة حيث توسع مجال الرؤية لاراقب واتعلم من اهل حارتي كيف تكون الجيرة الحسنة الممتلئة بالمحبة والوفاء والحرص على إحياء روح الترابط .ومرت السنين بسرعة وكانت طلة نافذتي ومعالمها تتغير معها وبسرعة اكبر مما كنا نتوقع وبدأت الرؤية تتغيير وبدأ الفكر يتغير وباتت العشوائية ظاهرة في كل شيء .
فبدأنا نراقب المعارك من نافذتنا من قصف الطائرات وهدم المنازل ومواكب الشهداء وصوت النحيب والبكاء .
واستمر التغيير في المشاهد التي كنا نراها من خلال نافذتنا لنسمع مصطلح الحصار الاقتصادي والجوع والعوز والاهانة والسكوت والخوف من العناصر الأمنية ووووووو
وبدأت الرؤية تتغير الى احتلال مقاومة عبوات ناسفة فقدان الاواصر الاجتماعية وتبرير الجرائم بحجة الدفاع عن الوطن .
وبعدها سمعنا بمصطلح الديمقراطية وحقوق المواطنة الذي كنا نجهل معناه لأنه كان من المحرمات وبدأنا نتأمل خيرا ولكن بدأ مجال الرؤية يتغيير نحو الاسوء وكل ما شاهدناه من نافذتنا كان أسوأ حيث بات السواد يخيم عليها دائما، لنرى من خلالها كل أنواع الإجرام والقتل والسلب والنهب وتغيرت الأخلاق وفسد الفكر وزادت الضغينة والحقد وغدونا شعب يكره وطنه وأصبحنا عبيد للقادمين الجدد الذي نجهل حتى أصلهم وبدأوا هم يتحكمون في منح صفة المواطنة لكل من يرغبون. فبدأنا نشاهد من النافذة التخندق الطائفي والمذهبي والقومي فاختلطت الأمور لتتحول إلى زوبعة تحمل في طياتها النزوح داخل الوطن ، كل يلجأ الى جماعته او قبيلته او منطقته وتم تقسيم الوطن ورسمت الحدود ووضعت المتاريس ، لأشاهد حولي أبناء جلدتي فقط معتقدا بانني محمي في وسطهم وهنا فتحت نافذتي وانا مطمئنا ولكن للأسف فلم اشاهد سوى ما هزني فرجل الدين تحول إلى زعيم مافيا وخونة الأمة إلى منظريها وباتوا لا يمتهنون سوى الخيانة والتهديد والسرقة والغدر فحاولوا غلق نافذتي الى الابد .ولكن نافذتي بقيت مفتوحة لحد الان ورغم تحولها إلى بلاد غريبة ولكن لم ولن يستطيع احدا اغلاقها اطلاقا لأنها إطار للوحة تحمل في طياتها تسلسل لاحداث وحقائق مرت علينا وعلى ابناء شعبنا ؟؟؟؟؟

23
لقد اصبحت ظاهرة الفساد المالي و الأداري منتشرة و بأسلوب كارثي و خاصة في منظمات المجتمع المدني و مؤسسات الاغاثة الانسانية في العراق.
لذا سأحاول من خلال هذا البحث توضيح الفساد من خلال المنهج الوصفي التحليلي للفساد ومكوناته واسباب انتشاره.
ولقد قمت بنشر هذه الدراسة في الموقع العالمي للدراسات الأكادمية https://www.academia.edu بأللغة الانكليزية.
متمنين ان تكون نتائج هذه الدراسة لها فائدة اكادمية عملية و علمية و خاصة للمهتمين في تطوير الية عمل مؤسسات الاغاثة في العراق و تقويمها نحو الأفضل لترتقي لمستوى المؤسسات العالمية المعروفة.
محبتي و تقديري لكم
سركون القس

و للأطلاع على الدراسة يرجى الضغط على الرابط ادناه:
https://drive.google.com/file/d/14KjVGGSTAYyz7RkU9NTxlK8aTvc1dhLG/view

24
المنبر الحر / رقصة المواطنة
« في: 16:22 10/06/2018  »

ألحياة هي مجرد ذكريات ...
 ذكريات نحبها ونتمنى ان تكون دائمية .
وذكريات نتمنى أن نمحوها من ذاكرتنا نهائيا .
وذكريات كانت ولا زالت مستمرة في حياتنا.
  وفي الدورة الحياتية سنلتقي حتما بمختلف الأجناس ومختلف المشاعر ومختلف الانتماءات واكيد سنحاول تسيير الأمور بحسب ما نحن نؤمن به وهنا سيلعب دور التربية والمنشأ فمثلا من كانت تربيته والبيئة التي ترعرع فيها تميل إلى التطرف الديني وهنا انا لم اخصص دين محدد فالكلام عام ويشمل كل تطرف ديني أو مذهبي ولاي دين كان فالنتيجة سينشىء هو على الفكر المتطرف دينيا والمتطرف الديني ابدا لا يلتقي مع الآخر اطلاقا بحجة الاصحية المذهبية واحقية الفكر الذي ينتمي إليه وان ما يؤمن به هو فقط الصحيح ، اما البقية في نظره فكلهم مخالفين للدستور الرباني ويجب أن يجبروا على التوبة والا فسيتم وضعهم في خانة الأعداء علما بان الدين يأتي بالتوارث وليس عن طريق النضج العقلي والوعي الفكري .
 وكذا من تربى على التطرف وفي كل صوره سواء كان تطرف قومي أو عشائري أو مناطقي فكلها تخضع لنظرية وأحدة وهي إلغاء الآخر ونلاحظ هنا أن كل الشعوب الشرق أوسطية تطبق نظرية فرويد النفسية (الانا) انا الاعلى دائما ؟
صحيح اننا كلنا نعتز ونفتخر بالجذور وبالانتماء القومي أو الديني الذي توارثناه من اجدادنا فمثلا انا شخصيا اعتز بهويتي القومية كأشوري وبانتمائي الديني كمسيحي واعتز بارض وتربة وطني بلاد النهرين ولكن هذا لا يلغي أن احترم انتماء الآخر ومهما كان الاختلاف فمن المؤكد اننا سنبقى أبناء الوطن الواحد الذي نجتمع معا فيه بالانتماء للأرض والوطن الواحد والذي من المفروض أن يجمعنا في السراء والضراء.
اخواني الاعزاء مصطلح الديمقراطية كنا قد سمعنا وقرانا عنه مسبقا ولكننا لن نجربه اطلاقا وكنا جاهلين ومعتقدين بانه الحل السحري الذي بمجرد تطبيقه ستسود الحرية والعدالة والمساواة ولكننا كنا واهمين لان الديمقراطية عندما يتم تطبيقها ستطبق حسب العقلية أو المنشأ الذي تربى عليه منفذوها واسمحوا لي أن أقولها في واقعنا وبلداننا الشرق أوسطية والتي تعتبر بيئه خصبة للتطرف وبكل صوره فعندما نحب نحب بتطرف وعنما نكره نكره بتطرف أيضا فاننا ننظر إلى الديمقراطية بمنظور اخر وهو حكم المكونات الكبيرة على المكونات الصغيرة أي(حكم الأكثرية على الأقلية ) وهنا ستتحول الديمقراطية الى حجة او دستور يتم من خلاله استغلال ومصادرة حقوق الآخرين وبحجة الديمقراطية أيضا سيطبق الحكم الدكتاتوري للاكثرية مستغلا مبدأ الاستفراد بالسلطة ومستخدمين كل أساليب العنجهية واستخدام القوة لترهيب المكونات الأخرى في الوطن الواحد ولتسييرهم حسب رغباتهم ومصالحهم ، واما بالنسبة للنقيض فهو في البلدان التي تهتم بحقوق الإنسان وتدافع عنها فالمعنى مغاير تماما فعندهم الديمقراطية تعني كيف تصون وتمنح حقوق الأقليات المستضعفة في الوطن على حساب المواطنة وليس على حساب أي انتماء اخر . والعراق نموذجا لما أتطرق عليه فالذي كان معنا نستنكر الطائفية معا وننضال من أجل حقوق المواطنة واحقية الفرد لنيل كامل حقوقه الوطنية بات هو يستعمل نفس الأيديولوجية السابقة فبمجرد نيل حقوقه تناسى حقوق الآخر الذي كان معه ، بل قام بتطبيق نفس السلوكيات التي كان ينبذها سابقا والتي كان يعتبر نفسه مظلوما أثر تطبيقها، والملاحظ انه نفس الطرف الذي ناضل من أجل حقوقه سواء قومية كانت أو مذهبية بات هو نفسه يعتقد أن مصادرة حق الآخر هو نصر وفوز يستحقه وبجدارة محاولا تمرير نفس الحجج والتبريرات التي أبدع بها من سبقه وكانها رقصة ، فعلا أنها نفس الرقصة الفلكلورية التي رافقتنا على مر التاريخ والملاحظ انه فقط الراقص من يتغير والملاحظ أيضا تغيير اسم الرقصة من (رقصة المواطنة) الى( رقصة الوطن للاكثرية ) وهنا لا بد أن نتطرق إلى مصطلح الخيانة وهو كل من يعمل بالضد من أبناء جلدته أو واقعه أو وطنه أو انتمائه بغية الحصول على النفوذ أو المنصب أو المال والخيانة مستقبلها دائما يكون كالانشطار الاميبي الذي يفوق حجم السيطرة . وبتعشعش الخونة ونموهم السريع سيؤدي الى فقدان مفهوم المواطنة حيث وبما أن الوفاء هو مصطلح معاكس للخيانة والتناسب بينهما عكسي فإذا لا وجود للوفاء في مجتمع يتباهى بالخيانة وينتخب الخونة ليكونوا ممثلين له وبما أنه لن يمر البلد مسبقا بهكذا تشرذم وتفتيت اطلاقا وما نلاحظه اليوم على أرض الواقع من الاقتتال بين مكونات الشعب الواحد لهو دليل قاطع وكأننا شعوب وجدت لتمحي أحدها الآخر والاختلاف بات سيد الموقف وفي كل شىء، واما الاعتراض فهو الموجود دائما وبات يفرض نفسه في أبسط الأمور واتفهها .
 ( رفيق الامس بات عدو اليوم )
 ومع الأسف فمصطلح المحبة والأخوة والمواطنة بات يستخدم عند الحاجة فقط.

25
تعتبر ادارة المخيمات ومواقع اللجوء من  اهم القضايا الانسانية التي يجب ان تاخذ بالحسبان  وخاصة في السنوات الاخيرة لما شهده العالم بشكل عام ومنطقة الشرق الاوسط بشكل خاص من ازمات وكوارث بعضها ناتج من الكوارث الطبيعة كانتشار "الفيضانات والزلازل والعواصف البحرية التسونامي وانتشار الاوبئة والامراض  " والبعض الاخر ناتج من فعل الانسان "كالحروب والاقتتال الطائفي والعنصري نتيجة التصدعات العرقية والدينية والقومية ونمو الفكر المتطرف " لذلك عملت العديد من المؤسسات الدولية ومن ضمنها مؤسسات الامم المتحدة على العمل من اجل تطوير الخلفية الادارية للعاملين في ادارة المخيمات واماكن اللجوء لضمان وصول الخدمات المعيشية والمساعدات الانسانية للجهة المستفيدة بصورة افضل ، وقد كان هناك جهدا كبيرا من ناحية المعوقات والصعوبات التي واجهناها اثناء عملنا في تقديم المساعدات الاغاثية في المخيمات والتي كان اغلب اسبابها  فقدان الخبرة العلمية والعملية للطاقم الاداري للمخيمات وهذا ما ساعدني على انجاز هذا المرجع المتخصص في ادارة المخيمات بغية تطوير القدرات والمهارات للعاملين في هذا المجال .

للاطلاع على فحوى الدراسة يرجى الضغط على الرابط ادناه
https://drive.google.com/file/d/1VqZsj_cJ-aUBambIxhQFbXCqyXBaAeXS/view

26
نشكر مشاركتكم رابي عدنان وإبداء رأيكم الموقر محبتنا وتقديرنا لكم

27
شكرا  لمشاركتكم أستاذ حبيب الشابي مع المحبة والتقدير

28
المنبر الحر / تأملات انتخابية
« في: 01:52 07/02/2018  »
تأملات  انتخابية :

حسب دراستنا للواقع الانتخابي لمقاعد الكوتا المخصصة لابناء شعبنا وما كنا قد تلمسناه من الانتخابات السابقة نلاحظ دائما المشهد يتكرر  والصورة تعكس دائما  فشلنا كشعب وكمؤسسات (سواء الكنسية أو الحزبية )  اذا بتكرار  الأخطاء ذاتها يتبين اننا بحاجة لدراسة واقعنا المزري وتشخيص الأخطاء والضغوطات المتكررة والتي باتت واضحة للقاصي والداني  لإمكانية  تقويم الذات وصقلها نحو الأفضل والاصح .
وهنا سنحاول توضيحها عل مرحلتين

١_ الأخطاء والضغوطات الداخلية :
 
١_ فقدان الوعي القومي والتصارع المذهبي وهذا تتحمله بعضا من كنائسنا وبعضا من احزابنا .
٢_ الهروب من المسؤولية وتبريرها دائما بفشل الاحزاب والكنيسة في وحدة الصف  وهذا ما يتحمله بعضا من ابناء شعبنا .
٣_ فقدان الثقة بمؤسسات شعبنا وبعثرة الاصوات بين القوائم الكبيرة  وهذا مايتحمله الشعب والكنيسة والأحزاب.

٢_ الصعوبات والضغوطات الخارجية:

١_ الاستلاء  والاستحواذ على مقاعد الكوتا من قبل الاحزاب والقوائم الكبيرة وهنا التناسب طردي  لأنها  سهلة المنال بالنسبة لهم والتي باتت صعبة المنال بالنسبة لنا كشعب  .
٢_ الوضع الهش بالنسبة لنا كشعب ومؤسسات وسهولة اختراقه سواء بالترهيب أو شراء الذمم .
٣_ العلاقة التنافرية بيننا كشعب وعدم قبول الآخر والتمسك بمبدأ الاصل والتابع  والتراصف المذهبي والعشائري  والمناطقي كلها دواعي لسهولة الاختراق وركاكة التواصل.

 الواقع  السياسي :

لقد أفرزت الأوضاع السياسية والاقتصادية  والصعوبات  والضغوطات التي مرت ولا تزال  تمر بها احزابنا  القومية باتجاهين فهناك من استسلم  للوضع والضغوطات سواء كان مخيرا أو ملزما  .
وهناك الذي رفض التبعية العمياء وموضحا اسباب رفضه ومحاولا تصحيح الحالة وموضحا ما هو الصالح بذلك   .
ولكن نفس الطرف لم يستطيع المحافظة على الثوابت القومية المطلوبة بحجج قصيرة البصيرة وتخلوا من الحرص القومي وهنا انا اخص كل  الأطراف وبدون استثناء حرصا منا لتقويم الحالة وجعلها في المسار الصحيح  لما هو صالحا لشعبنا .

الواقع الكنسي :

يؤسفني أن اقولها ان الكنيسة باتت معضلة أمام اي فعل قومي فمنهم من أراد تشكيل رابطة لتكون بديلا عن احزابنا السياسية محاولتا لتقزيم حقوقنا القومية والسياسية وتقليصها بالحقوق الدينية كمسيحيين فقط وكأننا طائفة دخيلة نستجدي حقوقنا ولسنا اصحاب أرض وقضية.
وهناك أيضا كنائس تدعم احزاب مشخصنة اي  مرتبطة بأشخاص من ابناء شعبنا ولكنها  معلومة الانتماء والاتجاه.
وهنا بات الواقع الانتخابي لمقاعد الكوتا المخصصة لشعبنا مبعثر ومشتت وانا اعتقد ان الفيصل هو شعبنا  الواعي والذي بات يدرك الخطر الذي يحيط به من كل الاتجاهات من تكميم الأفواه والتجاوزات على الأراضي والممتلكات وفرض مبدأ القوى وهضم حقوقنا بحجة الأقلية والاكثرية وسياسة الغاب   

  فإذا  ليس للحياة قيمة إلا إذا وجدنا فيها شيئا نناضل من أجله ”

فمن يقبل بتعويض مقابل نضاله هو ليس مناضلا بل مرتزقا...'    









29
المنبر الحر / متاهة في نينوى
« في: 02:16 13/01/2018  »

متاهة في نينوى

متاهة ما بين القومية والدين والمذهب

لماذا نعشق المتضادات؟، لماذا نلجأ  للخضوع؟ ، لماذا ننكر تاريخنا وحضارتنا؟
لماذا نجرب الخنوع؟، لماذا نتبرا من جذورنا؟، وكأننا من اصل مفقود؟،
لماذا ولماذا ولماذا .......

       هناك سؤال موجه لكل احزابنا ومؤسساتنا القومية والكنسية ماهي المعوقات التي تفرض نفسها للحيلولة دون الجلوس والتشاور على اساس المصير المشترك الذي يجمعنا للحفاظ على الموجود الحالي لشعبنا في الوطن للحد من الهجمات الشرسة التي طالته ولا زال تطاله يومياً إثر التسويات السياسية في العراق، وماهو الموقف منها) ؟

      دائما إذا ماحصل هناك مسعى من قبل احدى أطراف احزابنا القومية للجلوس والتحاور على آلية العمل المشترك لمساندة الحقوق القومية لشعبنا الاشوري والسعي لتوفير الظروف الملائمة لحل المشاكل التي خلّفتها الصراعات الحزبية الحزبية  أو الكنسية الكنسية، فإن ذلك سيكون محط ترحيب وتقدير من قبل كل ابناء شعبنا الاشوري وبكل اطيافه سواء في الداخل او المهجر.

      وفي نفس الوقت ستظهر اصوات وآراء وشخصيات تحاول نسف كل المحاولات الرامية للوحدة القومية التي يرجوها كل ابناء شعبنا والتشجيع على التراصف المذهبي لمحاولة تفتيت الفكر القومي.

      وهنا يجب ان ندرك جيدا˝ الفرق بين الواقع من جهة، وما هو معقول أو محتمل من جهة أخرى ،فإن المشكلة الحقيقية في الصراع ليس فقط وجود بعض  القيادات الحزبية او من القائمين على الكنسية (بصفتهم الشخصية) بل هناك امور اخرى مساعدة هي التي اوصلتنا لهذا الواقع المرير.
ذلك لإن الوضع الكارثي لمستقبل شعبنا  يتطلب ليس طرح مشاريع تهدف الى ترقيع الواقع  السياسي لشعبنا  واعادة إنتاجه حسب متطلبات الوقت والحاجة  ، وإنما يقتضي السعي والبحث المعمق لإيجاد حل شامل وكامل ونهائي يضمن مشاركة كافة الأطراف  بدون استثناء ، وإنهاء كل انواع التدخل والنفوذ لشركائنا في الوطن في  شاننا الداخلي.

      إلاّ إن العائق الذي يعرفه أكثرية ابناء شعبنا  ويحول دون تحقيق تلك الوحدة المرجوة، ويعرقل كافة الحلول ويمنع التسوية الحقيقية هو (عملية التشكيك وفقدان الثقة) التي تقع عائقا أمام اي فعل قومي مشترك فدائما نرى هناك مؤسسات او اشخاص تتخذ مبدا التهجم والتشكيك وزرع اسفين الفرقة بين الأطراف المتفاوضة نحو توحيد العمل القومي المشترك، إضافة لدور بعض الأطراف الخارجية التي ليس من مصلحتها أن يكون شعبنا موحد  وخاصة في القضايا المصيرية مستغلين ادواتهم من السماسرة والتجار بمعانات شعبنا.

      وفي هذا الإطار لابد من التأكيد أيضا على أن القائمين على احزابنا وكنائسنا سوف تقع عليهم أيضا  المسؤولية القانونية والاخلاقية والتاريخية،  فيجب أن يقوموا  بالاعتراف بخطئهم التاريخي، وأن يعملوا مع كل اطياف شعبنا الاشوري نحو تصحيح هذا الخطأ الكبير الذي أوصل شعبنا لهذا المستوى من التدمير والتفكك والفساد والترهيب والتخلف المتمثل بالتراصف الحزبي أو المذهبي او العشائري.

      الاستراتيجية التكاملية للتفاوض بين كل احزاب ومؤسسات شعبنا هي تطوير العلاقة بين اطرف التفاوض إلى درجة أن يصبح كل منهما مكملا للآخر في كل شيء بل قد يصل الأمر إلى أنهما يصبحان كيان واحدا مندمج المصالح والفوائد وذلك بهدف تعظيم الاستفادة من الفرص المتاحة أمام كل منهم، وتقوم هذه الإستراتيجية التفاوضية على الوصول إلى تحقيق مجموعة من الأهداف العليا التي تعمل على تطوير المصلحة المشتركة بين كل اطرف التفاوض وتوثيق أوجه التعاون بينهما للوصول إلى القاسم المشترك وهو (الحفاظ على الماضي العريق ومستقبل شعبنا وديمومته في أرض اشور الخالدة).

      اذا لو  كان من الصعب الوصول إلى الحلول فلنوجد  البدائل المتيسرة لضمان الوصول نحو الهدف السامي وهو (شعب واحد بانتمائه القومي والديني-مصير مشترك في الماضي والحاضر والمستقبل).

30
الاخ العزيز فاروق كيوركيس نشكر مداخلتكم وإبداء رأيكم حول الموضوع

31
شكراً لمرورك الكريم الاخ نيسان سمو الهوزي

32
شكراً جزيلاُ  أبن عمي الشماس بنيامين القس بطرس جيلو أنرتنا بِرَدَكَ الجميل، أتمنى لك دوام التوفيق والنجاح.

33
الأخ العزيز رابي نسيم المحترم
أشكرك لمداخلتك القيمة وتفاعلك المميز الذي اغنى الموضوع يسعدني ويشرفني مروركم
مع خالص الاحترام والتقدير

34
الأخ العزيز رابي اخيقار المحترم
 
  قبل كل شيء نشكركم على مداخلتكم وملاحظاتكم على الموضوع الذي قمنا بنشره، ولكن أخي العزيز هناك ملاحظة مهمة جداً وهي كل أزمة أن لم تعالج ستنشطرعلى نفسها وتولد أزمات فرعية وعندها ستتفاقم ويصبح من الصعب السيطرة عليها وإن الأزمة تمر في دورة حياتها بثلاث مراحل وهي (نشوء الأزمة-قمة الازمة-نهاية الازمة) ودائماً هناك نهاية لكل أزمة ولاوجود لأزمة أزلية وإن حلحلة الأزمة دائماً تبداء بالحلول المتوفرة أو البديلة وكل الشعوب تمر بأزمات وهناك شعوب مرت بأزمات أخطر من أزمتنا وتم حلحلتها أن اليأس لن يجدي لنا نفعاً وإن الأمة التي قدمت شهداء عبر التاريخ وإلى يومنا هذا أعتقد إنها لاتخلوا من الفدائي الذي يضع الجرس في رأس القط وان رأيكم حول الانتخابات والقائد الأوحد سواء شخص أو مؤسسة وأن نصطف كلنا خلفه وندعمه حتى وان كان على خطاء أعتقد هنا أنه يجب أن نستفاد من التجارب السابقة التي مرت علينا منذ سقوط النظام وإلى حد الآن، وماهي الإنجازات التي حصلنا عليها؟، سوى صدمة تلي صدمة ولسنا مستعيدين أن نضحي بمصير أمة بأخطاء من قيادة فردية، فقد شاهدنا وعايشنا ما افرزته صناديق الاقتراع في بلدنا وفي بلدان الجوار، وأما الت إليه من ويلات.
 ونشكركم مرة آخرى لسعة صدركم اخي العزيز رابي اخيقار مع المحبة والتقدير

35
ماهي ازمتنا اليوم كأشوريين؟

سركون القس بطرس جيلو

   نحن كشعب اشوري لانختلف اطلاقا عن شعوب منطقة الشرق الاوسط في عاداتنا وتقاليدنا التي ورثناها من واقع المنطقة التي عشنا فيها وتطبعنا بطباعها نتيجة (قساوة البيئة -والفقر والعوز - وسياسة البقاء للاقوى - والاكثرية والاقلية – وسيطرة الدكتاتورية – وشريعة الدين) وسنحاول هنا تفسير بؤرة الازمة في العراق وتاثيرها على شعبنا الاشوري .

   إن الشعب الآشوري أسوة ببقية الشعوب في المنطقة وكنتيجة تفاعله معها في مختلف الظروف اشترك معها بصفات وافرازات الحياة والظروف التي مرت وتمر على المنطقة مثال ذلك التخلف والجهل الذي تعاني منه شعوب المنطقة وعدم وجود وضوح الرؤية الكاملة لمعظم القوى السياسية باتت هذه الشعوب تؤمن إلى حد ما بنظرية المؤامرة وبكونها مستهدفة دائما من قبل قوى خارجية التي يعتقد بأنها سبب التخلف وكل ظواهر الانحلال في مجتمعاتنا أي بمعنى آخر غدونا غير مؤهلين لتحديد الأسباب الحقيقية التي هي السبب الفعلي لازمتنا الدائمة وبالنتيجة سنكون غير كفوئين في وضع الحلول والوسائل الكفيلة لمعالجتها.

     هناك نقطة أساسية في حياة شعبنا وهي استمرارية تأثير الماضي وأمجاده فيه  ونحن كشعب نعيش غيبة فعلية عن الحاضر ودورنا فيه فقط تلقي الصدمات وعدم الوقوف بوجهها لا لعدم قدرتنا بل لأننا نجد ملاذ جميلا في ماضينا وما صنعه الأجداد أي بمعنى آخر أننا نعيش كطفيليات تعتاش على ماضيها وليس ما تصنعه في حاضرها ،،صحيح أن الماضي مهم وهو مفتاح إلى المستقبل عبر استغلال الحاضر وتطويره ولكن البقاء فيه كما كان يلغي انسانيتنا ودورنا كشعب.

     إن علاقة الدين والكنيسة بنا كشعب نحن لسنا من يناقش في الدين ومع جل احترامنا لكل كنائسنا ومرجعياتها  ولكن الكنيسة اليوم أصبحت معضلة أمام كل فعل قومي حتى أن بعض رجال الدين يعلنون في الكنائس مواقفهم السلبية تجاه كل تطلع قومي ، وأصبحوا يعلنون عن مفاهيم خطيرة جدا على مستقبل شعبنا فاصبحت المذاهب قوميات  فبدلا من توحيد الشعب في هذه الظروف الحرجة والتاكيد على مايجمعنا كشعب واحد مرتبط بالدم  واللغة والتاريخ والمصير  وليس ما يفرقنا كالانتماءات العشائرية او المذهبية  او الحزبية  وهي نقطة فاعلة ومؤثرة في واقعنا فماذا نطلب من الآشوري الذي يحمل كل هذه الهموم ،،لاشيء غير الإيمان بنظرية المؤامرة وغيرها من الخزعبلات التي تريحهه انه انسان محمل أكثر من طاقته ويجب تحريره من احماله هذه ليستطيع مواكبة العصر .

      ولهذا نرى اليوم الازمات المتفاقمة في مجتمعنا من انقلابات في انظمة الحكم ونشوء الفوضى والقتل على الهوية والتراصف  الطائفي المقيت ( الديني او المذهبي او القومي ) وفي حالة عدم القدرة على تشخيص الازمة والحد منها ستتفاقم الازمة ومن الصعب السيطرة عليها وهذا مانراه اليوم في العراق فبعد ان كان الصراع والتراصف على اساس المذهب الواحد او القومية الواحدة فتحول الصراع الى دائرة اضيق اي صراع بين اطراف  في نفس المذهب او بين اطراف في القومية الواحدة.

    إن كلمة الازمة في مجتمعاتنا المختلفة الاجناس والاعراق  دائما تشير الى وجود حدث عصيب يهدد كيان مجموعة بشرية محددة  متمثلة في اقلية سواء عرق او دين او قومية  في مجتمع ذو اكثرية مخالفة لها واحلى وصف لكلمة الازمة هو في اللغة الصينية هي كلمة من مقطعين Wei – ji ويعني المقطع الاول الخطر والمقطع الثاني الفرصة وهذا يعني بانه مهما بلغ الخطر فهناك الفرصة للحد من المخاطر.

      إن تفاقم الازمة ناتج عن وجود بؤرة الازمة  ووجود مناخ محابي للازمة نتيجة عوامل مساعدة (عدم الانتماء–ضعف ولاء–فساد–جهل وتجهيل–اغتراب وتهجير).
وهناك شروط ونقاط اساسية في تشخيص الازمة والسيطرة عليها:
1-ماهو الانحراف بين ماهو كائن وما يجب أن يكون؟
2-اين يوجد الانحراف؟
3-متى حدث هذا الانحراف؟
4-معرفة اسباب الانحراف.
5-التعرف على المتسبب وكشفه.

     طبعاً دائماً الازمات تخلق تجار ازمة وهم بعض الاشخاص او المؤسسات الذين يستغلون الازمة لانتفاع شخصي  فهم متنصلين من القبم والمباديء والاخلاق والعرف الاجتماعي ولا يهمهم سوى جني الارباح وحتى لو كانت بطرق غير شرعية فهؤلاء يعتبرون بؤرة الازمة ومموليها محاولين استغلال ارباحهم المالية في تفاقم الازمة ويتاجرون بمعانات شعوبهم  من خلال شراء الذمم حيث كلما تفاقمت الازمة زادت الارباح وهم دائما يصنفون الى صنفين اساسيين:
1-تجار بمعانات شعب باسم الدين.
2-تجار بمعانات شعب باسم القومية.

    وإن النموذج الاخطر هو الذي يمزج الصنفيين معا فباستطاعته تغيير الاقنعة بمهارة وفن وحسب متطلبات الحالة فتراه في كل المحافل والمنابر والندوات والاجتماعات تارة مدافعا عن الحقوق القومية لشعبه وتارة مدافعا عن الدين والحقوق الدينية ودائما سوف نلاحظ هذا النموذج ناقدا من الدرجة الاولى ويحاول دائما ابراز الاخطاء والعيوب لكافة المؤسسات الحزبية والدينية والقومية ومحاولة تشويهها وابعاد المجتمع عنها محاولا ان يكون هو البديل
إن الازمة التي يمر بها شعبنا اليوم هي باتجاهين :

أ) الاتجاه الاول هو ضغوطات خارجية ومنها:
1-الاستيلاء على مناطقنا وبلداتنا وتهجير شعبنا وتشتيته كنازح في خيمة في وطنه ومسلوب الكرامة بعد ان خسر كل شيء او اللجوء الى احدي بلدان الجوار ومصير مجهول او الهجرة الى احدى دول العالم ومستقبل مبهم.
2-التجاوزات المستمرة على الاراضي.
3-التعامل معنا باسلوب التبعية وليس كشركاء في الوطن.
4-التهميش المتعمد لتسميتنا القومية وتقزيمها بتسمية دينية.
5-مصادرة ابسط الحقوق التي كفلها لنا الدستور.

ب) والاتجاه الثاني هو الضغوطات الداخلية ومنها:
1-عدم الاتفاق على التسمية التاريخية الواحدة التي تجمعنا.
2-التناحر المذهبي والطائفي.
3-الانتماء الحزبي الضيق لبعض احزاب شعبنا وتفضيل مصلحة الحزب على مصلحة الامة.
4-هناك ازمة ثقة بين ابناء شعبنا وموسساتنا الحزبية والكنسية.

ماهي الحلول التي يجب اتخاذها لاحتواء الازمة وحلحلتها؟
عندما تستطيع الأمة أن تعقد مؤتمرا تناقش بجدية فيه السلبيات التي تعيق تقدمنا فان هذه الخطوة بحد ذاتها تعني أننا وصلنا إلى عتبة النهضة الحقيقية
1-عقد مؤتمر وطني شامل لدراسة الازمة وتشكيل خلية ازمة وباشراف اساتذة وتكنوقراط وذي خبرة في ادارة الازمات وتشكيل هيئة استشارية من ممثلي الاحزاب والكنائس والشخصيات المعنوية من ابناء شعبنا
2-محاولة تنظيم البيت الداخلي وتشخيص الاخطاء ومحاولة تقويمها
3-فرز الاشخاص الذين يمولون بؤرة الازمة ومهما كان منصبهم" ووضعهم تحت طائلة القانون

    طبعاً إن كشف الحقائق ليس بالأمر السهل لأن هكذا أشخاص لديهم القدرة على لبس المثاليات والكماليات ووضع مساحيق لتجميل الوجوه وعند كشف بؤرة الازمة ستتساقط الاقنعة وتظهر الوجوه المتخفية وتبان ملامحها لانها حينما تسطع شمس الحقيقة ستذيب تلك المساحيق ويبان المستور.

صفحات: [1]