ankawa

الحوار والراي الحر => المنبر الحر => الموضوع حرر بواسطة: متي اسو في 23:49 27/09/2015

العنوان: زومبي
أرسل بواسطة: متي اسو في 23:49 27/09/2015
زومبي
هناك نوع من افلام الرعب تتحدث عن الأنسان الـ " زومبي " Zombie  ... والـ " زومبي "  هذا فرد او مجموعة من الأشخاص تنهض من القبور بهيئات بشعة  لتنتقم من الناس بوسائل وحشية و مخيفة ..
ومن هذه الافلام تفرّعت افلام " مصاصي الدماء " vampire ...
لقيت معظم  هذه الأفلام نجاحا منقطع النظير بين الشباب ، اليافع خاصة ، لما فيها من الأثارة والعنف والدماء ـ تتخللها مشاهد من الجنس .. وكلا الموضوعين ( العنف والجنس ) يثير اهتمام الاجيال الجديدة الباحثة عما يطرد الملل من حياتها الخاوية .
قلّما كنا نشاهد افلام الرعب فيما مضى ، رغم انها كانت تختلف كليا . كانت هناك بعضا من افلام البرت هتشكوك ، مثل سايكو و الطيور و النافذة الخلفية و الدوّامة تستحق بعض الاهتمام ونحن نشاهد ابطالا وبطلات في غاية الوسامة والجمال والأناقة مثل كيم نوفاك ، كريس كلي ، جيمس ستيوارت ، انتوني بيركنس .  بعض الأهتمام فقط ،  لأن اهتمامنا كان اكثر عمقا من ان يٌحصر بمثل هذه الأفلام .
قبل عدة أشهر، وأنا أتجول بين قنوات التلفزيون ، رأيت مشهدا فيه مجموعة من الناس ، رجال ونساء واطفال واثنان من الكهول ، كان المشهد يصوّر الجماعة وقد هربوا ليلا وتاهوا  في العراء وهم يبحثون عن ملجأ لهم ، بدا عليهم الخوف والحيرة في اختيار مكان آمن ليناموا فيه .. كان الرجل الذي يقود المجموعة ، وهو شرطي سابق ، يحاول ان يكون " ديمقراطيا " في اختيار القرار ... لكن ، عندما وجد الخوف والتردد والانقسام لدى الآخرين ، صاح بقوة : " لا ديمقراطية بعد الآن ، إننا نتعرض الى القتل والابادة ، علينا ان نحمي انفسنا ".
الحوار الذي تلاه كان رائعا جدا ، كانت الافكار في الحوارات  لا تسير على السطح بل تغوص في الأعماق .. الشرطي ، قائد المجموعة بدا انسانا شجاعا و عادلا وديمقراطيا ، لكنه نبذ الديمقراطية على مضض عندما رأى الموت يهدد زملائه وأطفاله ...
كانت خيبة امل لي عندما إكتشفت فيما بعد ان الخطر الذي يلاحقهم هو من رجال الـ " زومبي " .. أصبحتُ الآن حائرا ، اني اكره افلام الزومبي هذه ، لكن الحوار والمشاهد والانفعالات الانسانية تقف ندا قويا يشدّك الى مشاهدتها وسماعها ..قررت حلّا وسطا ، ان استمر قليلا لأعرف كيف يتجه الفيلم . حافظ الفيلم على عمقه الفكري ، لكنه انتهى فجأة ... لم يكن فيلما بل كان مسلسلا تلفزيونيا بعنوان " الموتى السائرون " The Walking Dead  . إكتشفت ان هناك حلقات كثيرة قبل هذه الحلقة .. قرّرتُ ان أحمّل الحلقة الأولى واشاهدها ، فإن كانت بنفس المستوى فسأقوم بتحمبل كافة الحلقات .. وهذا ما فعلته ...
ينشأ مرض خطير في امريكا يحوّل الرجال والنساء والأطفال الذين يُصابون به الى " زومبي " لا يعيش إلا على دماء الآخرين من  البشر الأسوياء.
الزامبي لا يموت ابدا حتى وإن قُطع رأسه واطرافه ، إذ يبقى الرأس حانقا ونهما لدماء الآخرين رغم انه لا يستطيع السير في تلك الحالة ... يتم قتله فقط بطعن دماغه الملوّث ، عندها يموت تماما ...إكتشف عالم بعد اختبارات شاقة  ، ان المرض إستطاع ان ينتقل من اناس ماتوا منذ حقبة طويلة من الزمن ، فانتقل فايروس افكارهم المريضة وأصاب ولوّث عقول البعض ، ثم انتشرت العدوى مثل النار في الهشيم .
من يختلط دمه بدم الزامبي ، كأن يعضّه مثلا ، ينتقل ويسير المرض في جسمه فيصيب دماغه ويصبح مثله فيهاجم حتى اهله .
سقطت مدن و ولايات امريكية كثيرة واصبحت تحت رحمة الزومبي ، تحطّم الأمن والشرطة ، منهم من قُتل ومنهم من تحوّل . يبعث منظرمدينة  " اتلانتا " مثلا الحزن وانت تشاهد آلمئات من السيارات الهاربة وقد تحطّمت وسّدت الطريق ، بينما تجد الجانب المؤدي الى المدينة خاليا تماما ، لا احد يجازف بدخولها بعد الآن . مدينة اشباح يجثم فوقها الصمت والموت .
الزومبي هنا اموات كسولة شبه نائمة لا تعمل ابدا ، لا تجيد إلا السير البطي المتعثر احيانا للعثور على طعامها من دماء الآخرين ، لا تاكل من بعضها البعض ، وتتعرّف على جماعتها من الريحة النتنة الخاصة بها.
الشيء الوحيد الذي يثيرها هو رؤية انسان سوي ، عندها تهاجمه بإصرار وعنف حتى لو اودى ذلك بحياتها .، وما يجلب انتباهها ويثير غريزتها الشيطانية هو الصوت ، اي صوت ... لذا كانت الناس تتستّر وتتخفّى وتكتم انفاسها كي لا يسمعها الزومبي .
المجموعة التي أصبحت اسرة واحدة بقيادة الشرطي السابق تحاول البقاء على الحياة بشتى الطرق ، من حين الى آخر تفقد عزيز عليها بسبب الزومبي ، لكنها ، رغم مرارة الحزن تناضل من اجل البقاء ... اخطر ما واجهها كان عندما تفرّقت وتشتّت رغما عنها.
كانت الآراء بين المجموعة تختلف بشأن الزومبي . قسم منهم ، الذي خبر وذاق موت عزيز بسببهم  كان يصر على الأجهاز على ادمغتهم الغير قابلة للشفاء ، قسم آخر يصر على التريّث على امل اكتشاف دواء لشفائهم ، لكنه كان يغيّر رأيه بعد التجارب التي يتعرّض لها .
لا زال المسلسل لم يكتمل بعد ، لقد توقف عدة اشهر لأكمال بعض الحلقات وسوف تعرض في الشهر القادم على ما اظن .