ankawa

الحوار والراي الحر => المنبر الحر => الموضوع حرر بواسطة: سمير يوسف عسكر في 01:57 11/11/2017

العنوان: حكمة إلهية (وخلق الشيطان من النار) ... تغيير السعودية في سياستها الإرهابية الشيطانية
أرسل بواسطة: سمير يوسف عسكر في 01:57 11/11/2017
الخبير الدولي في تشريعات الإرهاب ديفيد أندرسون، حاول ان يعيد تقييم الإرهاب كمفهوم، فأجرى تحقيقاً ناقش فيه جهات كأجهزة المخابرات ومنظمات حقوقية ومعتقلين سابقين في غوانتانامو والمؤسسات المعنية بمكافحة التطرف. تقف كلمة الإرهاب عقبة في طريق الإصلاح. كما يرى اندرسون الذي يشير الى ان عديد من الدول المتقدمة أدارت امورها بالإرهاب، هذا اللفظ الذي يَصِمُ كل ما يلتصق به، لأنه يشير الى الصفات المتطرفة والخطيرة والسرية والتآمر التي تفتن الناس وتفزعهم في الوقت نفسه. سيظل هذا الإرهاب هو (البعبع) الذي يخيف الشعوب، ويمنح الحكومات مزيداً من المزايا السياسية ويتربح منه الكل (عدا المدنيين) الذين يقعون ضحايا لدولة مرة وللإرهاب مرة أخرى، ولن يكترث أحد بنصائح ورؤى اندرسون. السعودية تعتبر أداة للمخطط الإرهابي، توجد وثائق بريطانية ودولية تؤكد علاقتها بانها مركز تمويل الإرهاب في العالم. كشفت وثيقة سرية تابعة لوكالة الامن القومي الأمريكي مسؤولية سعوديين اوعزوا بصورة مباشرة بالهجوم الذي تعرضت له دمشق في 28/مارس/2013 ونقلاً عن الوثيقة التي نشرها موقع (ذي انتسبت) فان الأمير السعودي سلمان بن سلطان وفرّ نحو 120طناً من المتفجرات والصواريخ للمسلحين (الجيش الحر) وطلب منهم إضاءة دمشق بالنيران وتسوية المطار بالأرض. وكان الهجوم استعراضاً للقوة. وبحسب الوثيقة فإنه تم استهداف للقصر الرئاسي ومطار دمشق ومجمع أمني حكومي. الوثيقة السرية التي تسلمها موقع الصحيفة من الضابط السابق في (سي آي أي) ادوارد سنودن حيث صدر القرار بشن الهجمات الصاروخية مباشرة من أحد أعضاء الاسرة السعودية الحاكمة وهو الأمير سلمان بن سلطان، أظهر النفوذ وراء الهجوم وجاء ليسجل (احتفالية بالذكرى الثانية لاندلاع الهجوم على سوريا). الوثيقة تعطي لمحة عن كيفية تطوّر الحرب، كذلك تظهر عن عمق تورط القوى الأجنبية في أجزاء التحرك المسلح. موقع الصحيفة نقل عن الخبير في الشأن السوري آرونز لا ندر تحليله للتسجيلات والفيديوهات التي ظهرت فيها الفصائل التابعة للجيش الحر. كذلك أشار الموقع الى ان هذه الفصائل تنتمي الى جهة مدعومة من السعودية والأردن (المصدر: سانا واشنطن). الحركات الإسلامية وهي طاعنة في التاريخ تمتد جذورها الى الوهابية والتي هي صورة من الإرهاب منشؤها السعودية. البرلمان الأوربي سنة 2013 اعتبر الوهابية نبعاً رئيسياً للإرهاب الدولي. سقوط داعش في العراق وسوريا عسكرياً قط لكنها لم تسقط فكرياً. مفاجئة الاحداث والتطورات، نجد موقف السعودية انها لابد من تغيير كبير باعتبارها راعية الإرهاب في المنطقة. باتريك كوكبيرن الصحفي الأمريكي؛ قال في مقالة نشرته صحيفة الأندبندنت: (ان سلمان بن سلطان يعد أخطر رجل بالمنطقة خصوصاً مع التصعيد غير المسبق ضد إيران مشيراً الى انه من تسبّب في عدم استقرار المنطقة بشكل لم تتعرض له من قبل وانه مشترك في اتخاذ مواقف شديدة التهور والعدائية). التغيير الذي حدث في البيت السعودي بإعفاء ولي العهد محمد بن نايف من منصبه وتصعيد الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد ليحل محله. ومنذ قبل تصعيده اتخذ عدة قرارات عدّها المحللون السياسيون ثورة على قواعد راسخة وقديمة في المملكة سواء في السياسة الداخلية والخارجية. وفي حال تتويجه ملكاً خليفة لوالده ان الامر سيكون كارثياً بحدوث اضطرابات وفوضى وانهيار في المملكة وستصب في صالح الجماعات المتطرفة في المنطقة بحسب ما نشره موقع شبكة (إن بي سي الامريكية). محمد بن سلمان بعد شهرين من توليه وزارة الدفاع أشرف على إدارة عملية (عاصفة الحزم) في 2015 بالتحالف مع 10 دول عربية وإسلامية ضد دولة اليمن. وهي المرة الأولى التي تقود فيها السعودية حرباً بتحالف دولي. والتي تكلف المملكة 200 مليون $ يومياً مع نزيف المال والارواح. وعاصفة الحزم قتلت في اليمن اضعاف الذين قتلتهم داعش في العراق وسوريا وسيناء والمجتمع الدولي يدين داعش الابن ويترك داعش الام الوهابي. واليوم بضغوطها على رئيس حكومة لبنان سعد الحريري تحاول فتح عاصفة الحزم جديدة في لبنان. خطوة الحريري عن الاستقالة جاءت مفاجئة لجميع الأوساط وأثارت تساؤلات حول توقيتها وتداعياتها في لبنان. صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية بعد الإعلان المفاجئ ذكرت بما اعتبرته إيران وحزب الله مؤامرة سعودية على لبنان. وذكرت ان السبب الحقيقي يأتي الى الانتقادات التي وجهها ثامر السبهان بسبب فشل الحكومة اللبنانية في كبح (حزب الله) والتأثير الإيراني المنتشر في البلاد، وأوضحت الصحيفة الى ان الملك سلمان وابنه محمد يشنون حرباً لا هوادة فيها على النفوذ الإيراني خاصة سماح سعد الحريري لحزب الله وبمساعدة الجيش في طرد داعش من الحدود اللبنانية مع سوريا، ودعم تعيين مرشح الحزب ميشال عون للرئاسة. مرونة سعد الحريري تجاه حزب الله اثارت غضب السعودية. وثار غضبها عند استقبال الحريري وفداً إيرانياً رسمياً برئاسة مستشار المرشد الأعلى الامام الخامنئي وعلي أكبر ولايتي، والحريري أقدم على ذلك دون اخذ موافقة السعودية. والذي أزعجها أكثر هو وثيقة بعبدا، الطاولة التي دعا اليها عون للتشاور مع رؤساء الأحزاب المشاركة في حكومة الحريري قبل 8 أشهر، وبذلك يكون عون قد حقق صرحاً للبدء باجتثاث الطائفية. المعطيات تؤشر الى ان البيان الذي تلاه الحريري قد جُهّز واعدّ له سعودياً واجبر على تلاوته. فإن ما جرى يشكل تدخلاً سافراً في شؤون لبنان الداخلية والمنطقة. (الحريري سيرضخ للقرارات كونه ابن السعودية). تهور ولي العهد محمد بن سلمان، جاءت في أبرز تصريحاته إذ قال: (انه لا يوجد نقاط التقاء او توافق بين الرياض وطهران وان إيران تستهدف قيادة العالم الإسلامي، والمعركة ستصبح في إيران وليس في السعودية). (إيران الجارة اللدود، السعودية لن تُلدغ من إيران مجدداً). تصريحات محمد بهذا العنف لم تصدر سابقاً من قيادة سعودية، انه مؤشر قلق اقليمياً ودولياً. أما رد الفعل الإسرائيلي عندما عين بن سلمان ولياً للعهد، جاء على لسان وزير الاعلام الإسرائيلي أيوب قرا، في تغريده له إنه يتمنى ان تكون الخطوة أمراً دافعاً للسلام بين البلدين وسبيلاً للتعاون في القضاء على الإرهاب. ذكرت صحيفة (هآرتس الإسرائيلية؛ ان صعود محمد بن سلمان لمنصب ولي العهد يعد خبراً جيداً لإسرائيل وامريكا والتي يتفق معها الأمير في الملفات كالحرب على الإرهاب والحرب على سوريا والدور الروسي في المنطقة. وأضافت الصحيفة ان محمد بن سلمان قد التقى سابقاً عدداً من المسؤولين الإسرائيليين). وذكر موقع (واللاه الإسرائيلي) ان القيادة العسكرية الإسرائيلية تتحضر لإطلاق حرب نفسية جديدة ضد إيران، بحسب مقابلة خاصة مع المتحدث العسكري للجيش الإسرائيلي. المساعي والجهود الحثيثة الإسرائيلية تعد ضوءً اخضراً لدعوة نتنياهو الاسرة الدولية، وان الحرب بين إسرائيل وحزب الله وشيكة. كما وان المواجهة مع إيران ستكون أكثر حدة وقد تستخدم فيها أسلحة التدخل الداخلي كدعم الداعين لاستقلال الاحواز. المشهد المفاجئ لصعود محمد بن سلمان ولي عهد المملكة (أي الملك المقبل ويعد انقلاباً ناعماً لتغيير خارطة الاسرة السعودية؟).  وتحدثت صحيفة (جيروساليم بوست) عن التحالف بين السعودية والإسرائيلية في مقال نشر في 22/9/2013 قال مايكل اورين سفير تل ابيب في واشنطن: (لم يكن هناك على الأرجح التقاء مصالح أكبر بين إسرائيل والمماليك النفطية، وان إسرائيل لديها اتفاقات متبادلة مع هذه الأنظمة ليس فقط حول إيران وسوريا ولكن ايضاً حول مصر وفلسطين). المتغيرات السياسية في السعودية داخلياً (باسم الفساد المالي للأمراء والوزراء ال 50، محاربة للفساد ام التخلص من معارضي بن سلمان) وخارجياً التي تشهدها المنطقة تشير الى تغييرات جذرية في التحالفات وربما تتعدى التحالفات الى الحدود فنحن على موعد لإنشاء كأنتينات جديدة على غرار سايكس بيكو، فجنوب السودان كان البداية، والاستقلال الذاتي للأكراد مقدمة لتأسيس دولة كردية، وربما (لا سامح الله) تقود الاحداث في سوريا الى نفس المصير، ومحاولة حفتر في ليبيا تقود الى نفس المصير. فمتغيرات المستقبل ستكون قاسية على شعوب المنطقة، وفي انتشار الجماعات المسلحة وتصاحبها مرحلة من الفوضى الأمني، نتيجة المتغيرات التي ستشهدها المنطقة، من الشيطان السعودي.
                                                                           الباحث/ ســــمير عســــكر