ankawa

الاخبار و الاحداث => أخبار شعبنا => الموضوع حرر بواسطة: عنكاوا دوت كوم في 21:10 22/12/2017

العنوان: الراعي: قبول النأي بالنفس من الجميع يستوجب تطبيقه
أرسل بواسطة: عنكاوا دوت كوم في 21:10 22/12/2017
الراعي: قبول النأي بالنفس من الجميع يستوجب تطبيقه

عنكاوا دوت كوم/بلس سبورت


اكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أننا "نحن المسيحيين لا نريد حماية من أحد، فزمن الحمايات قد ولى. وكانت سلبياته أكثر من إيجابياته. نحن نريد الاستقرار في بلداننا وعدم التدخل الخارجي في شؤونها. فالمسيحيون مواطنون أصليون وأصيلون، وهم في بلدانهم منذ ألفي عام، وقبل ظهور الإسلام بستمئة عام".

ولفت في حديث خاص إلى مجلة "النجوى - المسيرة"، إلى أن "مسيحيي الشرق يتطلعون إلى مسيحيي لبنان كضمانة لوجودهم وأن المؤسسات الكنسية على أنواعها، فضلا عن المؤسسات الاجتماعية ومؤسسات الدولة تساهم كلها في حفظ المسيحيين في أرضهم. وعن الحل الذي يحفظ الوجود المسيحي في المنطقة"، وقال: "الشرق بحاجة إلى اعتماد مبدأ المواطنة لا الدين، وهو مبدأ ينفي التمييز بين أكثرية وأقلية بل يستبدلها بكلمة "مواطنين".

وأضاف: "أميركا ودول الغرب "علمانية" وتتعامل مع الدول لا مع الجماعات المسيحية أو الدينية. وهي تنظر إلى مصالحها الاقتصادية والسياسية، من دون أي اعتبار لأهمية الدور المسيحي في بلدان الشرق الأوسط".

أما عن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل وبنقل سفارة بلاده إليها فقال البطريرك الراعي: "قرار الرئيس ترامب مرفوض لأنه تحد كبير للعالم وللبلدان العربية وللفلسطينيين وللمسيحيين والمسلمين، ولأنه يؤجج نار الحرب ويبعد السلام".

الراعي وصف زيارته الى المملكة العربية السعودية بأنها "كانت ناجحة بكل المقاييس على رغم الأصوات المنتقدة والمعترضة، وشكلت خطوة تاريخية كانت لها أصداء جيدة في حاضرة الفاتيكان".

وعن إمكانية تطبيق مبدأ النأي بالنفس عن صراعات المنطقة والذي أكدت عليه الحكومة اللبنانية بعد أزمة استقالة الرئيس سعد الحريري؟ أجاب الراعي: "مبدأ النأي بالنفس، الذي اتخذته الحكومة بكل مكوناتها، قابل للتطبيق بحكم هذا الإلتزام. ولذلك قبوله من الجميع يستوجب تطبيقه. وأعتقد أنه يصبح قابلا للتطبيق بشكل أسهل، إذا اكتمل بالإتفاق على الإستراتيجية الدفاعية الوطنية المشتركة. ومعلوم أن النأي بالنفس ينتج طبيعيا من الحياد الذي يحتاج إليه لبنان، بمفهومه الدولي. فإذا أقر حياد لبنان من منظمة الأمم المتحدة، وكان دولة قادرة وقوية، يصبح النأي بالنفس من ضمن هذا الحياد، ويذوب فيه".

وعن تطبيق القرارين 1559 و 1701 وما إذا كان لا يزال ممكنا أم أن التطورات تخطتهما، قال: "القرار يبقى قرارا ولو لم ينفذ بجملته. ويبقى بالتالي واجب التنفيذ من قبل المعنيين، وموضوع مطالبة مستمرة. لذلك أرى أن تطبيق القرارين 1701 و1559 ممكن ويطبقان جزئيا وتباعا حتى اكتمالهما. ولا يمكن القول إن التطورات تخطتهما".

وعن نظرته إلى جولات قيادات ميليشيات مسلحة غير لبنانية في الجنوب وما إذا كان لديه تخوف من إعادة فتح جبهة الجنوب؟ قال: "الروايات في الصحف مختلفة. لذلك أترك إلى السلطات المدنية والعسكرية المختصة تقدير ذلك وتقييمه. أما إعادة فتح جبهة الجنوب لتحرير فلسطين، فنحن لا نقبلها، وليس لبنان وحده مسؤولا لتنطلق من أرضه مثل هذه الجبهة. وفي كل حال، لقد دفع لبنان، وما زال، ما فيه الكفاية بل أكثر من أجل فلسطين وتحريرها".

وتابع: "أقول إن البلدان العربية كلها مسؤولة عن حل قضية فلسطين. فلا يجوز تحميلها للبنان وحده. فأي عملية عسكرية تنطلق من الأراضي اللبنانية إنما لبنان بشعبه وإمكاناته ومرافقه سيدفع الثمن، كما اختبرنا في الماضي. لذلك يجب إيجاد وسيلة أخرى غير العمليات العسكرية".

وعن لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وهل كان المطلوب توضيحات لما رافق زيارته الى المملكة العربية السعودية؟ قال: "لم تكن الزيارة بهدف التوضيح. لقد قدمت للرئيس تقريرا عما حصل معنا وما سمعناه من الملك ومن ولي العهد ومن الرئيس الحريري، وكله كان يصب في خانة واحدة هي عودة الرئيس الحريري الى لبنان واستئناف الحياة السياسية. وفي اليوم التالي اتصلت به وطمأنته عن كل هذه القضايا، وبعد عودتي وضعته في أجواء اللقاءات في روما حيث كان المسؤولون هناك مهتمين لمعرفة ما حصل في لبنان. وكنت أنا عائد من روما الى لبنان وكان هو يستعد للسفر الى روما في اليوم التالي".

وعن لقائه الرئيس سعد الحريري في بيروت، قال: "كان لقاء جيدا للغاية، كانت غاية الزيارة تهنئته بالرجوع وعودته عن الاستقالة، والبيان الذي صدر عن مجلس الوزراء في القصر الجمهوري حول النأي بالنفس على أساس أن يستكمل هذا النأي بالاستراتيجية الدفاعية المشتركة ويكتمل عندما يصير عندنا إقرار عالمي بحياد لبنان. فعندما يتأمن حياد لبنان تذوب فيه كل القضايا الأخرى ويصبح لدينا دولة قوية وقادرة، وهذا الهدف يجب أن نعمل عليه جميعا. هنأته أيضا بلقاء مجموعة دعم لبنان في باريس وبما سينتج عنه، وتحدثت معه في موضوع كيفية بناء الوحدة الداخلية التي تشمل الجميع لأن لبنان لا يتحمل أي زعزعة وأي خلافات. وطبعا هذا كان موقفه لأنه قال نحن مستعدون للتفاهم والسير الى الأمام، وإذا كانت هناك اتهامات تطلق في الصحف فلا يجب أن تستمر، وإذا كان هناك أي شيء من هذا النوع فتتم معالجته بين الأطراف المعنية وفي لقاءات شخصية وليس في لقاءات إعلامية. وهو كان قال لي "إن خبرية بق البحصة مش واردة عندي وكانت نكتة مع الشباب. أنا ما بدي بق بحص عالإعلام. أنا إذا عندي شي بحكيه مع الأشخاص المعنيين مباشرة بيني وبينهم. ومش وقتها نكبر الأمور وتطلع بالإعلام متل ما عم تطلع". وطبعا شجعته على ذلك".

وعما إذا كان لمس تغييرا لدى الرئيس الحريري بين لقائه به في السعودية ولقائه به في بيروت؟ أوضح الراعي: "طبيعي. عندما كان في الرياض والتقيت به سألته ما إذا كان يريد العودة، فقال لي إنه يريد ذلك. سألته ما إذا كان سيصر على الاستقالة، فقال إنه سيتكلم عن الموضوع مع الرئيس عون ومع رئيس مجلس النواب نبيه بري ليقرر ماذا سيفعله. وإذا كانوا مستعدين للدخول في تسوية جديدة، فإنه مستعد لسحب الاستقالة، أما إذا كانت الأبواب مقفلة أمام هذه التسوية، فـ"أنا مضطر لتقديم استقالتي بحسب الأصول والدستور". سألته في حال كلفوك من جديد على ضوء الاستشارات النيابية هل تقبل؟ قال لي: "طبعا أقبل لأنه في النتيجة هذا وطننا. ومنشوف كيف بدنا نقلع بهالموضوع"، والحمدلله الأمور تغيرت".

وعن الحملات التي استهدفت "القوات اللبنانية" بهدف عزلها؟ ختم الراعي: "أستبعد حصول هذا الأمر ونحن ضده. وقد سمعت من الرئيس الحريري كلاما يؤكد فيه أن لا نية لعزل أي مكون سياسي. وما تم تداوله لا يعدو كونه محاولة لإثارة بلبلة من خلال بعض الأقلام".