ankawa

الحوار والراي الحر => المنبر الحر => الموضوع حرر بواسطة: عمانويل ريكاني في 15:14 27/08/2018

العنوان: لا يا شيخ العلمانية ليست ضد الدين
أرسل بواسطة: عمانويل ريكاني في 15:14 27/08/2018
               لا يا شيخ العلمانية ليست ضد الدين
                              عمانوئيل يونان الريكاني /أستراليا
من نافل القول إن العلمانية أبصرت النور في شكلها ألحالي في ألغرب المسيحي أبان ( عصر ألأنوار والثورة الفرنسية) وهي أحدى أهم سمات الحداثة وأكثرها إثارة للجدل والتي أحدثت أنعطافة كبرى وتحول حضاري مضيء في تاريخ الشعوب ومصيرها . بعد أن كانوا في قبضة بعض رجال الدين الخانقة وتحت سيطرة الكنيسة المستبدة أنذاك. وخلاصة منطلقاتها تقوم على أساس فصل الدين عن الدولة وعدم تدخل المؤسسة الدينية ( أي دين كان ) في شؤون الحكم والسياسة أي علمنة الحياة كافة. وأن يكون العقل البشري والمبادىء المشتركة بين البشر هي المرجع في تسيير أمور الدنيا وشؤون الحياة لا الغيبيات الدينية وألغاز الميتافيزيقيا.
- [ ] " إن الأساس الأخير للألزام السياسي أو القانوني يكمن في الأخلاق بوصفها نشاطاً معرفياً مستقلاً منطقياً عن الدين " الأسس الفلسفية للعلمانية عادل ضاهر ، دار الساقي ص53.
- [ ] لا يوجد صيغة واحدة للعلمانية هناك أشكال متعددة منها المعتدلة ومنها المتطرفة ضد الدين والقيم الروحية هذه الأخيرة شجبتها الكنيسة ورفضتها." تنظر الكنيسة الكاثوليكية الى العلمانية الصحيحة نظرة إيجابية منذ عهد البابا بيوس الثاني عشر ألذي أعلن ما أسماه بالعلمانية السليمة، كمبدأ أساسي من مبادىء المذهب الكاثوليكي. فهي تعطي لقيصر ما لقيصر وما لله لله .وتحترم كل المذاهب والطوائف في الدولة، وتضمن حرية المعتقد الديني وممارسة الطقوس ، وسائر النشاطات الروحية والثقافية والخيرية. إنها آلية صالحة للتواصل بين مختلف التقاليد الروحية والدولة . إن الكنيسة تشجب بشدة ما أسميناه العلمانية السلبية لأن هذا النوع من العلمانية يرفض الدين والقيم الروحية والخلقية المستوحاة من الكتب المقدسة". عن مقال الدولة العلمانية بين المسيحية والأسلام القسم الثاني بقلم الأب فرانسوا عقل المريمي.
- [ ] تعريف العلمانية:
- [ ] جاءفي معجم أوكسفورد شرحاً لكلمة secularism
- [ ] - دنيوي ، أو مادي ، ليس دينياً ولا روحياً : مثل التربية اللادينية ، ألفن أو ألموسيقى اللادينية ، السلطة اللادينية ، الحكومة المناقضة للكنيسة .
- [ ] - الرأي الذي يقول : إنه لا ينبغي أن يكون الدين أساساً للأخلاق والتربية.
- [ ] ويقول المعجم الدولي الثالث الجديد" مادة secularism
- [ ] أتجاه في الحياة أو في أي شأن خاص يقوم على مبدأ أن الدين أو الأعتبارات الدينية يجب ألا تتدخل في الحكومة ، أو أستبعاد هذه الأعتبارات أستبعاداً مقصوداً ، فهي تعني مثلاً السياسة اللادينية البحتة في الحكومة . وهي نظام أجتماعي في الأخلاق مؤسس على فكرة وجوب قيام القيم السلوكية والأخلاقية على أعتبارات الحياة المعاصرة والتضامن الأجتماعي دون النظر الى الدين.
- [ ] تقول دائرة المعارف البريطانية مادة secularism
- [ ] هي حركة أجتماعية تهدف الى صرف الناس وتوجيههم من الأهتمام بالأخرة الى الأهتمام بهذه الدنيا وحدها . وهي تعتبر جزء من النزعة الأنسانية التي سادت منذ عصر النهضة الداعية لأعلاء شأن الأنسان والأمور المرتبطة به بدلاً من أفراط الأهتمام بالعزوف عن شؤون الحياة والتأمل في الله واليوم الأخير وقد كانت الأنجازات الثقافية البشرية المختلفة في عصر النهضة أحد أبرز منطلقاتها ، فبدلاً من تحقيق غايات الأنسان من سعادة ورفاه في الحياة الأخرة ، سعت العلمانية في أحد جوانبها الى تحقيق ذلك في أحد جوانبها الحالية .
- [ ] جاء في كتاب الأصولية والعلمانية د. مراد وهبة عن تعريف العلمانية : في اللغة العربية كما في اللغات الأفرنجية الأصل واحد. في اللغة العربية لفظ العلمانية مشتق من علم أي العالم . وفي اللغات الأفرنجية مشتق من اللفظ اللاتيني saeculam أي العالم ص45. وفي نفس المصدر العلمانية هي " التفكير في النسبي بما هو نسبي وليس بما هو مطلق " ومعنى ذلك تناول الظواهر الأنسانية والتي هي نسبية بالضرورة بمنظور نسبي وليس بمنظور مطلق .ص58.
- [ ] ليست العلمانية ضد الدين أو الأعتقاد فهناك علمانيين مؤمنين وأخرين ملحدين وغيرهم لا دينيين . فالدين مسألة شخصية بين الله والأنسان وبين العبد وربه فهناك حيث المعبد أو الهيكل أو الكنيسة أو المسجد تستطيع أن تعيش أيمانك وخبرتك الروحية وتمارس طقوسك وتقيم شعائرك متى تشاء وكيفما تشاء عساك وأن  تعبد ما تريد خشب أو حجر  أو حتى البقر أنت حر  هذا حقك الشخصي لا أحد يستطيع أنتزاعه منك طالما لا يهدد أمن المجتمع وسيادة الدولة.
- [ ] فالعلمانية تقف على مسافة واحدة من جميع الأديان دون تفضيل أو تغليب أحدهم على أخر ، فالدولة لا يمتلكها أي دين وليس هدفها حجز مقاعد للناس في الجنة بل هي هيئة أدارية تدير شؤون البلد وتوفر كافة الخدمات للناس من بناء الطرق والجسور والمدارس والمستشفيات وتصون الحريات كافة حرية الفكر والتعبير والمعتقد بدون تفرقة على أساس الدين والقومية والأثنية واللون فالكل متساوين أمام القانون.
- [ ] لكن السؤال الجوهري الذي نريد أن نطرحه لماذا شيوخ الأسلام وغالبية المسلمين لديهم فوبيا من العلمانية ؟
- [ ] ويشنون حملات مسعورة عليها من أجل تشويهها في نظر المسلمين مدعين أنها رديف الألحاد والكفر والزندقة . ويتفق معظم المفكرين الأسلامويين بأنها بضاعة غربية لا يمكن أن تهضمها معدتنا الشرقية. إلا قلة من المستنيرين الذين يعتبروها هي الحل لكل المشاكل التي تفتك بالشعوب العربية والاسلامية وتبنتها بعض الدول مثل تركيا وتونس وألبانيا . على رأس هؤلاء الاسلامويين الشيخ يوسف القرضاوي الذي في أسطر قليلة من كتابه لخص موقفهم منها " لم يكن في الأسلام - كما في عصورنا الأخيرة الى الْيَوْمَ - تعليم ديني ، وتعليم غير ديني ، ولم يكن في الأسلام أناس يسمون رجال الدين ، وأخرون يسمون رجال العلم أو السياسة أو الدنيا ، ولم يعرف الأسلام سلطتين : أحداها دينية ، والأخرى زمنية أو دنيوية ، ولم يعرف تراث الأسلام دين لا سياسة فيه ، ولا سياسة لا دين لها . لقد كان الدين ممتزجاً بالحياة كلها ، أمتزاج الروح بالجسم ، فلا يوجد شيء منفصل أسمه الروح ، ولا شيء منفصل أسمه الجسم ، وكذلك كان الدين والعلم ، أو الدين والدنيا ، أو الدين والدولة في الأسلام . إن العلمانية " بضاعة غربية " لم تنبت في أرضنا ، ولا تستقيم مع عقائدنا ومسلماتنا الفكرية " الأسلام والعلمانية وجه لوجه الناشر مكتبة الوهبة ص46.
- [ ] يا شيخ العلاقة بين الدين والدولة تاريخية وليست ضرورية مجازية لا جوهرية . أما المضحك في الأمر رفض العلمانية بأعتبارها " بضاعة غربية " قل لي بالله عليك ماهو شيء الغير غربي في حياتكم نحن شعوب نستهلك ما ينتجون ( دول الكفر ) ونستعمل ما يصنعون فالأيفون والكومبيوتر والسيارة والطائرة وغيرها كثير نستوردها منهم حسناً نفعل لأنهم أسياد الحضارة بينما نصدر لهم نحن الأرهاب وأسوء ما فينا ونتجاهل الفكر الذي خلف هذه الفتوحات العلمية والتقنية . أنكم تسيرون عكس عقارب الساعة وعجلة الزمن.
- [ ] لقد قلت إن العلمانية لا تستقيم مع عقائدكم صدقت لقد أصبت كبد الحقيقة لأن أطروحات الأسلام السياسي تقسم البشر الى مؤمنين وكفار أسياد وعبيد كامل العقل وناقص العقل ويحلمون بعودة الخلافة وتطبيق الحدود وقتل المرتد وغيرها من الأمور اللاعقلانية وليدة ثقافة بدوية صحراوية عفا عليها الزمان لا يمكن ان تنبت في هكذا تربة غير خصبة بذور العلمانية. نحتاج الى تجديد الخطاب الديني وقراءة عقلانية للتراث وتصفيته وغربلته وتنقيته مما علق به من تفاسير الفقهاء التي كثير منها غير صالح لزماننا للتأقلم مع قيم الحضارة المعاصرة.أن العلمانية هي الحل  لقد تبنتها الدول المتقدمة وغيرها من دول اسيا وافريقيا اقل ما يمكن ان يقال فيها ان الحروب الدينية والمعارك المذهبية وضعت اوزارها والأستقرار الأجتماعي عاد أليها .بينما لا زالت الشعوب العربية والاسلامية تفتك بها الأقتتال الديني والطائفي نتيجة غياب العلمانية و النظر الى الأخر من زاوية انتماءه الديني لا كمواطن في نفس الوطن له نفس الحقوق والوجبات .
- [ ]
- [ ]
- [ ]
- [ ]
- [ ]
- [ ]