عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - انور اتو

صفحات: [1]
3
  الذاتي والعام في الديوان الجديد للشاعر عادل دنو












4
أدب / نينوى شعر : أنور أتّــو
« في: 14:48 10/04/2017  »


نينوى


شعر: أنور أتّــو

بعد أن استراح الربّ في اليوم السّابع
أرسل إلى الأرض اليباب
قرصاً من الشّمس لا ينطفئ
ولا على مرّ الزمان يزول
فحطّ على ضفة دجلة الخضراء
باركه وأطلق عليه اسم نينوى
وسجّل على اللوح الأوّل للتاريخ :
هنا أمّ المدائن في الأرض البتول
عاصمة الألق الإلهيّ على الأرض
شمس الحضارة .. أمّ الحضارات
حولها تدور الكواكب الغارقة
في ظلام يطول ... يطول.
+++
أيتها المدينة المعمّدة بالدّم !
كم مرّة ستلفظ الحيتان "  أنبياء " على أسوارك الحصينة
وساحاتك العامرة ؟
ويحميك الربّ والإيمان
كم مرة سيُخدَع أهلوك بطعنك في القلب وفي الذاكرة ؟
أمّا أنتِ
وكما تفعل الأمّ ... نبع الحنان
تنتظرين عودتهم لتغسليهم في مياه دجلة الطاهرة
علّهم يكتشفون أن تاريخهم قد وُلِد من رحمها
وأنّهم حين يقتلونها ويهدمون آثارها
يقطعون جذورهم وشرايينهم
ويطفئون شمسهم الباهرة.
+++
غداً سيبدأ في نينوى الاحتفال
بمولد الربيع وبدء السنة الجديدة
في حضرة آشور والملوك الجبابرة
تعود عشتار إلى الحياة
ويبدأ الكرنفال
وتُزيَّن السّاحات في المدينة العظيمة
وتصدح الموسيقى
غداً ستُفتَح للملأ مكتبة آشور بانيبال
 ويعبر موكب سنحاريب بوابات أدد وشمش وماشكي ونركال
+++
هناك في تلك المدينة الودودة خلق الله أمّي
ولمّا تزل أوردتي تنهل من مياه دجلة التاريخ
ومن دماء الأبرياء في سيميل التي شهدتها بأم عينها
أبشّرك يا أمّي
لقد انتهت الحرب
هل انتهت الحرب حقاً ؟
لن تنتهي الحرب
حتى تعود نينوى إلى الوطن
فمتى يعود الوطن إلى نينوى ؟

 2017




5

6
علم الدّلالة والتّسميات : " سورايا "  نموذجاً
أنور أتّــو


مقدمة عن علم الدّلالة

علم الدلالة هو أحد فروع علم فقه اللغة وهومصطلح حديث اول من وضعه العالم الفرنسي اللغوي برايل في سنة 1897، وقد اسماه السيمانتيك من الكلمة اليونانية "سيما " وتعني علامة أو إشارة .

يهدف هذا العلم ، إلى جانب البحث في معاني  الكلمات  واستخراج القوانين المتحكمة في تغييرها ، إلى اتباع المنهج التطوري التأصيلي الذي يقف علـى مـيلاد الكلمـات ويتتبعها في مسارها التاريخي، وقد يردها إلى أصولها الأولـى إذ كلّ ما في اللغة مأخوذ عن أشكال سابقة أو مستعار من لغات دخيلة يصبح استعمالها جزءاً من اللغة مع الزمن ، وهكذا فإن الاستعمال قد يؤدي إلى تغيّر الدلالة بتغيّر التجارب والأحداث وعندما ترثها الأجيال التالية من الأجيال السالفة، فإنها لا ترثها على حالها الأولى، وإنما تتلقاها مع بعض الانحراف في الدلالة، ثم يتعاظم هذا الانحراف مع توالي الأجيال ،  وعلى ضوء هذه الحقيقة يمكن تفسير ظهور الترادف في كثير من الألفاظ بسبب التطور الذي يحدث للألفاظ خلال أطوار حياتها فمسألة الترادف في جوهرها مسألة دلالية قبل كل شيء وهي نتيجة التطور الدلالي في الألفاظ.

فقد ينتقل المعنى من العام إلى الخاص فكلمة " ماتا " كانت تعني الوطن تحوّلت دلالتها مع الزمن لتعني القرية في الاستعمال الحديث لها.

وقد ينتقل المعنى من الخاص إلى العام ، فمثلا اسم " قيصر" هو لأحد أباطرة الرومان (يوليوس قيصر) أصبح يدلّ على كلّ حاكم جبار وقد سُمّي بهذا الاسم لأن اسمه مشتقّ من الفعل شقّ باللاتينية حيث وُلد بعملية شق البطن تطوّر مدلول ( العملية القيصرية) لعملية الولادة بشق البطن.

وقد يحدث أيضاً أن يعمّ المعنى تبعاً للظروف الجغرافية والاجتماعيّة والدينية فمدلول " سورايا " تحولّ إلى مسيحي نتيجة البيئة المختلفة دينيّاً دون الأخذ بعين الاعتبار أن الأجنبي المسيحي لا يطلق على نفسه لقب " سورايا ".

علم الدلالة والتّسميات

لو وضعنا التّسميات في السّياق التاريخي والحضاري والديني والجغرافي والاجتماعي لوجدنا أن الاختلافات فيها حدثت نتيجة التشابك ما بين أصول الكلمات ودلالاتها المتغيّرة مع تغيّر الظروف الخارجية والداخلية.

ورغم اعتراف الأكثريّة بوحدة " شعبنا " يحاول الجميع اثبات صحة الدلالة بتقديم البراهين التاريخية والواقعية وايجاد الحلول الاصطلاحية بتزاوج الدلالات المختلفة واعتماد الأسماء المركّبة كوسيلة لخلق دلالة جديدة تجمع ما بين الإرث الحضاري والاستعمال الشائع ، ورغم واقعية هذا الأسلوب إلا أنه لا يحل المعضلة خاصة من ناحية التسلسل التاريخي للدلالة ، وقد يؤدّي إلى اعتماد تسمية أعم واقعياً وهي " المسيحي" نتيجة التواجد في محيط مختلف دينياً وهذا ما يؤدي بالنتيجة إل استبدال الهوية القومية والحقوق القومية والثقافية بالهوية الدينية التي تدلّ أيضاً على " المسيحيين الجدد".

إن التسلسل التاريخي للتسمية يبدأ من آشور ويتحوّل " آشورايا " إلى " سورايا " بسبب العوامل الخارجية المعروفة ، وتتحوّل " آشوريا " إلى " سوريا " ثمّ يصبح المنتمي إليها " سوريايا " حيث تدل ياء النسبة "يا" إلى هذا الانتماء ، بينما يعمّ الاستعمال اللغوي " لآرامايا " للدلالة على الهوية الاثنية بدل اللغوية لو افترضنا أن اللغة المستعملة سمّيت " آراميّة " ، فالكلمة لا تشترك مع " سورايا " بحرف واحد ويدحض وجود التسمية " سورايا " قبل المسيحية أن الآراميين تبنوها بعد اعتناق المسيحية ، وإذا كانت الآرامية تعني الوثنية التي تخلّى عنها "السريان" فما السبب لتبنيها الآن! .

يدعو الدكتور يوسف حبي في بحثه المنشور في مجلة آرام 3-4 -1992 إلى " تجنّب الخلط بين الآراميين جنساْ والآراميين لغة ، فهؤلاء غير أولئك ، فالآراميون جنساً قبائل رحّل موطنهم الأصلي بادية الشام والآراميون لغة ورثة الحضارات المشرقية القديمة ". إن هذا الرأي هو توضيح لتغير الدلالة وانتقالها إلى العام مما يؤدي إلى الاختلاط. إن الادعاء أن هذه القبائل قد اختلطت بالآشوريين فبقيت ولكن انقرض الآشوريون وحدهم !

إن تعميم اسم اللغة حتى وإن كان صحيحاً على كامل الشعب والبلد قد يؤدي إلى المغالطة وذوبان الهوية نتيجة التبني الثقافي ، فهل يبرر تبني الثقافة العربية أو الأجنبية إلى تغيير الانتماء ؟ لقد تبنت شعوب أمريكا اللاتينية اللغتين الاسبانية والبرتغالية دون أن تفقد هويتها القومية.

لقد استخدمت لغة الرّها " الآراميّة " في الكنيستين الشقيقتين الشرقية والغربية وفي مجالات الكتابة والأدب واللاهوت والفلسفة ، وهي حتى يومنا هذا لغة واحدة موحّدة ، ولكنها مختلفة في تراكيبها وقواعدها عن لغة الشعب سواء كانت " السوادية " أو " الطورية " اللتين يعيدهما بعض الباحثين إلى الأكدية. إن هذه " السورت " تدل على الوحدة على المستوى الشعبي أولاً وعلى عدم دقة الانتماء اللغوي الرسمي ثانياً.

إن انتشار الدلاله واستعمالها قد يولّدان القناعة لدى مستخدميها بحتمية القبول بها كما هي،  حتى وإن كانت تشكل مفهوماً منحرفاً عن الأصل وبالتالي الابتعاد عن ضرورة المعرفة بالتطور الدلالي وارتباطه بالتسلسل التاريخي وقد يلجأ المدافعون عنها حتى إلى ابجاد مبررات هزيلة لا لشيئ إلا للابتعاد عن الأصل التاريخي إما تجاهلاً للحقيقة وتعنتاً للأمر الواقع الذي فرضته الدلالة الجديدة أو جرياً وراء رغبات الحريصين على واقع التجزئة القائم ، وخير مثال على هذه المواقف السعي لإيجاد أصل لكلمة " سورايا " بالزّعم أنها مشتقة من " سورس " الملك كنسبة إليه والذي ظهر قبيل النبي موسى وهو من الجنس الآرامي، وقد استولى على بلاد سوريا وما بين النهرين وباسمه سميَّت هذه البلاد سوريا وأهلها سورسيين ثم حذفت السين فصارت سوريين، وكذلك سميت قيليقية نسبة إلى قيليقوس أخي سورس. من الغريب هنا أن هذا الملك لم يكن له دور يُذكر في التاريخ ليُنسب إليه شعب وبلد ، كما أن حذف السين أمر مبرر في حين سقوط الألف من بداية اسم " آشور " يعد أمراً مستبعداً !

التسميات والهوية الطائفية

أما الدلالة الأخرى لتسمية " سورايا "  بمعنى " مسيحي " بشكل عام فقد تولّدت في بيئة محددة  كما ذكرت سابقاً حيث كان " السورايي " المسيحيون محاطين بالمسلمين فكان كل سورايا مسيحياً والعكس صحيح. وهكذا فإن هذه الدلالة  انتقلت من الخاص إلى العام في تلك البيئة المحددة بدليل أن الأجنبي المسيحي خارجها لا يطلق على نفسه لقب " سورايا ". لذلك نجد أن جيراننا يصنفون مكونات الوطن بالعرب والأكراد والتركمان والمسيحيين ، كما أنهم يطلقون اسم المسيحية على لغتنا فيقولون خطأً  " إنه يتكلّم مسيحي ! "

أما الدلالة الخاصة لكل طائفة فقد كانت من نتائج الانقسامات الكنيسة التي أُوقعنا فيها ولم نتسبب بها ،  تشكيل هويات بديلة اكتسبت دلالاتها على مر الزمن نوعاً من شرعية الأمر الواقع وقد سعت الجهات المسببة للانشقاقات إلى وأد الوعي القومي الشامل واتباع سياسة التجاذب وتثبيت الأمر الواقع.

من المؤكد أن التسميات الكنسية قد أسبغت هويتها على مؤمنيها حيث حلّ الخاص محل العام إلا في الحالات التي ذكرتها سابقاً حيث تجاوز الوعي حدود الخاص إلى العام وهذا الموقف يستحق التقدير ولكنه لم يستطع أن يصل إلى درجة التغيير الشامل لتبني الدلالة المعرفية للانتماء وتجاوز الدلالات الراسخة في النطاق الطائفي ، وقد يرى البعض أنه نتيجة تبني كنيسة المشرق التسمية الآشورية ، ولكن رغم منطقية هذا الطرح فإنه يدل أولاً على ايجاد الأعذار لقصور الوعي المعرفي من الوصول إلى شريحة أوسع من أتباع الطوائف نظراً لهذا الرسوخ في الدلالة والمحاولات الطائفية لإبقاء الأمر الواقع ، فالوعي القومي بشر به أبناء الكنائس الشقيقة قبل تبني كنيسة المشرق رسمياً التسمية الآشورية  كنعوم فائق وآشور خربوط وفريد نزهة وآغا بطرس وهرمز أبونا وسعدي المالح وغيرهم .

والأمر الآخر هو خطورة تخلي كنيسة المشرق عن التسمية الآشورية فقد يبقى الخاص الكنسي عاماً مما قد يؤدي إلى فقدان هذا الجزء أيضاً للانتماء القومي دون تحقيق الهدف الأعم ألا وهو تعميم الانتماء القومي حيث يمكن أن تصبح المشرقية أو النسطورية الهوية البديلة دون الاتفاق الشامل على التسمية الآشورية .
أما الأمر الثالث فقد أسفرت النقاشات ومحاولات التوحيد عن انطباع عام وايجابي نسبياُ بوحدة الانتماء رغم اختلاف التسميات.


ترادف دلالة التسميتين الآشورية والسريانية

إن الاستعمال ، كما أسلفت ، قد يؤدي إلى تغيّر الدلالة بتغيّر التجارب والأحداث وعندما ترثها الأجيال التالية من الأجيال السالفة، فإنها لا ترثها على حالها الأولى، وإنما تتلقاها مع بعض الانحراف في الدلالة، ثم يتعاظم هذا الانحراف مع توالي الأجيال ،  وعلى ضوء هذه الحقيقة يمكن تفسير ظهور الترادف في كثير من الألفاظ بسبب التطور الذي يحدث للألفاظ خلال أطوار حياتها فمسألة الترادف في جوهرها مسألة دلالية قبل كل شيء وهي نتيجة التطور الدلالي في الألفاظ.

رغم أن الحقائق التاريخية والجغرافية تؤكد أن الاسم الآشوري يجسّد الانتماء القومي والحضاري إلا أنّ تبني دلالته محصور في الحاضر بأتباع كنيسة المشرق الآشورية ومجموعات أخرى تابعة لكنائس شقيقة تجاوزت بوعيها الدلالة الطائفية إلى البعد القومي الشامل ، إلا أن تسمية " سورايا "  بدلالاتها المختلفة أصبحت عامة تشير لدى مستعمليها إلى هذا التعدد الذي قد يوحّد الشعب رغم اختلاف الدلالات ولكنه قد يسقط الحق القومي والحضاري إلا عند الإعتراف بترادف الأصل الآشوري باستعماله " سورايا " اللاحق والحصول على الشرعيّة الشعبية ومن ثمّ الوطنية والدولية.

لقد احتوت الصخرة المكتشفة مؤخراً في جنوب شرق تركيا بالقرب من مدينة أضنة على كتابة تعود إلى 800 سنة قبل الميلاد ألقت الضوء والمكتوبة باللغتين الفينيقية  واللوفيان-الحثية أن أن كلمة آشور في النص الفينيقي مذكورة سور في النص اللوفياني – الحثي ، وقد أكّد البروفيسور روبرت رولينغر من جامعة (ليوبولد فرانسيس ) في انسبروك بالنمسا والذي يعتبر أبرز عالم في تاريخ لغات وثقافات الشرق أن هذا الاكتشاف قد حلّ لغز التسميتين وأن هذا الاكتشاف سيضع حدّا للنقاشات حول موضوع التسمية! للأسف مرّ هذا الاكتشاف دون أن يغيّر المواقف ويضع حدّا لهذا النقاش.

الخاتمة

إن دلالة الكلمة قد تتغير حسب الظروف المختلفة وقد تفرض مفهوماً منحرفاً عن الأصل يبتعد عنه قليلاً أو كثيراً ، وقد تعمّ الدلالة الجزئية لأسباب عدّة داخلية وخارجية قد تؤدي إلى الاختلاف والتخبط وربما الاستغلال من الغير.


إن الفرق بين المفهومين هو الفرق ما بين الواقع والحقيقة حين لا يتطابقان فيصبح الإيمان بالواقع ابتعاداً عن الحقيقة وخيانة لها والعكس صحيح.

إن انتشار تسمية " سورايا  " قد يكون مفهوماً في إطار الترادف المذكور لتسمية " آشورايا " الحضارية والقومية لا بربطها بدلالتي " الآرامي " و " المسيحي " .


7
أدب / مفترق الطرق
« في: 10:12 06/11/2016  »


مُفترَق الطّرُق



أنور أتو


 ترجمة للقصيدة المنشورة في منتدى "نتاجات بالسريانية"

هنا بلغتُ مفترق الطّرق
حاملاً على ظهري المحدودب
صُرّة ملأى من ذكريات يفاعة الكون
حيث كان لي ثمّة أرضٌ عذراء
أنجب زرّاعي من رحمها
رضيع السّماء الأول
ليرضع من أثداء دجلة
ويتعمّدَ في مياه الفرات المقدّسة
هناك شيّد معماري سلسلة الحصون والقلاع
ورفع أبراجاً تحتضن الجنائن المعلّقة
وروّى النجوم العطشى من مياه الأنهار
هناك خطّ كاتبي الحرف الأوّل على لوح الزمن
وملأ مكتباتي نصوصاً خطفها من أشعّة الشّمس
وملاحم الأشدّاء بالفكر والعقل
والخلود بالعمل في فردوس الآلهة
وانتصارات القادة يمدّون جناحي النّسر على أرض الأجداد

هناك كانت ذكريات وطني
ذلك الوطن الذي تحوّل إلى أثَر
كيف  يتحوّل الوطن إلى أثَر !
كيف تزلزلت أرض آدم وتناثرت سماء المجد !

ها هنا بلغتُ مفترق الطّرق
بعيداً عن حضن أمّي
إذ انقطع الحبل السريُّ عن أنهر شراييني
يلتفّ رضيعي الصّغير على ظهري
وينقبض قلبي خوفاً من ضياعه في هذا الظلام المدلهم حولي
ويقتلع اجترار الذّكريات ما بقي من أنفاسي
ويحرق أوردتي المزرقّة مما بقي فيها من قطرات دمي!
يسدل ستائر الليل على عيوني
خانقا حشرجات صوتي
في أودية بعيدة عن فردوس أجدادي !

ها هنا على مفترق الطرق
تحتضن صرتي رايتي وحروفي
لئلا أضيع الألف الصامتة مرة أخرى
وأضيع رضيعي الأخيرة في الأزقة الضيقة

نواقيس الذكريات تقرع في قمة جمجمتي
وأنا أرتجف لا من الزّمهرير
أكشف البلبلة عن لغتي
أرتّب قطع اسمي تحت هدير الرعد
وألصق حطام صليبي الخشبيّ
من أيدي " التلامذة" الجدد والغابرين

أنا ورضيعي نرتجف لا من الزّمهرير
من أمواج الرعب
من غد على مفترق الطرق !

8
مفترق الطرق
قصيدة وترجمتها
انور اتو






9
أدب / شُعاعٌ يخترقُ السَّماء
« في: 15:58 29/07/2016  »


شُعاعٌ يخترقُ السَّماء
 إلى روحِ أخي الدّكتور جوزيف أتّو



 أنور أتّو



مَنْ يقتلعُ هذا الحزنَ من الأعماق ؟!
مَنْ يوقفُ طوفانَ الألمِ
في أغوارِ الأحداق ؟!
انزلْ عنِ الأهداب
ولو لبُرهةٍ من الحبّ
لنخلدَ إلى الذكريات
التي تنبعثُ كالبراكين
وتملأُ الآفاق!

على مروجِ شفتيك
كانت تتفتّقُ الزنابق
فيضوعُ عبيرُ الفرح
على كلّ الوجوه
ومن أغصانِ قلبك
كانتِ الفراشاتُ البيضاء
تحطُّ على أزاهيرِ القلوب.

أيُّها المسكونُ بفرحِ الطفولة
تُشعٍّ المحبّةُ من قناديلِ عينيك
لتعبرَ فضاءاتِ القلوب
أيُّها المفعمُ بالعطاء
كنحلةٍ تعملُ بلا كلَل
وتغمرُ ثنايا الأرواح...
تجمعُ رحيقَ الحياة
تطعمُ الجياعَ والمرضى
وتُهملُ أوجاعَ الذّات!

أهكذا ، كما قُلْتَ
في اليومِ الرّابع
سيسمعُ العالمُ عنْ رحيلِ الحمام
هيَ القيامةُ إذاً
تلكَ التي أشعلَتِ الحرائقَ
في قلوبِ محبيك
ومرضاك الثّكالى


كما الشّهداء
تربحُ العالمَ وتخسرُ
جسدَك
كنْتَ كالشَّمعةِ البيضاء
تذوبُ .. تذوب
لتشتعلَ روحُكَ ألقاً
وتشرقَ من هنا
شعاعاً يخترقُ السماء

يحادثُك الرّبُّ كالأنبياء
ويدعوكَ إلى جنائنِ فردوسِه
لتنشرَ رائحةِ البَخورِ وعطرَ السَّلام.

أيوسُف!
صغيرَنا المدلَّل
هنيئاً لكَ وللسماء
اليومَ عُدْتَ إلى حِضْنِ أمّك
وصدرِ أبيك
كما كُنْتَ المحبوبَ دائماً
والمتألّقَ دائماً
لتسلّيَ ابنَ اختِك " روجيه"
في وحدتِه.

أهيَ لعنةٌ منَ السَّماء أمْ بَرَكة
لأكونَ معكَ في فرحِك الأوَّلِ
وفي عذابِكَ
وأنْتَ تلفظُ محبَّتَكَ الأخيرة  ؟!.
أطِلَّ عليْنا
من شرفتِكَ الصغيرة
في قلبِ الله
أراكَ شامخاً كما كُنْت
تنهمرُ ابتساماتُك
لتغسلَ فينا الأحزان.






11


تواجه كنيسة المشرق الآشورية حملة منظّمة بعد توقّف الحوار مع الكنيسة الكاثوليكية عند نقطة جوهرية  ألا وهي الموفف من الانضمام الكامل إلى الكرسى البابوي ليضعها أمام خيارين صعبين فإما التبعية أو التقسيم.
لقد تركّزت هذه الحملة على شعاري التجديد والوحدة لما لهما من وقع لدى الغالبية العظمى من أبناء شعبنا وكنيستنا وقد تمّ إبرازهما في إطار عاطفي وإعلامي برّاق ومبسّط  دون توضيح الآليات التي ستحقق هذين الشعارين والنتائج التي يمكن التوصل إليها.

 التجديد : هل المقصود بالتجديد هو الشكل والأسلوب أم المضمون والهوية؟ إذا كان المقصود هو الشكل والأسلوب فهذا الأمر قد بدأ فعلا منذ سنوات عديدة بترجمة الكثير من الصلوات إلى اللغة المحكية  إلى جانب المحافظة على التراث الأصيل كما هو الحال في كنيسة اللاتين على سبيل المثال  ، و قد أقرّ المجلس السنهادوسي المنعقد منذ ثلاث سنوات الاستمرار في تجديد الطقس الكنسي وهذا يتطلب وقتا وجهدا كبيرين، كما  خطت  كنيسة المشرق في أستراليا خطوة هامة إذ ترجمت القدّاس إلى اللغة الانكليزية تلبية لرغبات الشبيبة التي ضعفت لغتها الأم في  بلاد المهجر، أما أجيالنا الصاعدة التي تتعلم في مدارس الوطن ، وفي سدني ولوس أنجليس، فستتمكن بسهولة من فهم قداسنا وبلغتنا.
أما إذا كان المقصود بالتجديد هو تغيير المضمون والهوية فذلك لا يعني إلا فقدان الاستقلالية والتراث المعمّد بدماء الشهداء وهدم آخر حصن يصون كنيسة المشرق التي عانت الكثير في تاريخها الطويل.

الوحدة الكنسية:  إذا كان المقصود بشعار الوحدة هو وحدة الكنيسة فهذا هدف نبيل يجب أن نعمل من أجله ونجد الوسائل التي تحققه على شكل اتحاد  يحافظ على هوية  هذه الكنائس الشقيقة في مجمع كنسي عالمي يعالج القضايا الخلافية بين هذه الكنائس.
إن هذه الحملة تحاول اظهار كنيسة المشرق معادية لهذه الوحدة ، ، فلو تحولّت كنيسة المشرق بكاملها الى الكثلكة لما حلت هذه المشكلة   نظرا لحجمها الصغير.  فإذا كان تعداد المسيحيين في العالم يبلغ بليوني نسمة نصفهم من الكاثوليك فلن تحل هذه المشكلة إلا باتفاق جميع الكنائس معا لا بضم أجزاء منها. ولماذا لا تحاول استعادة الكنائس التي انفصلت عنها وتعيد إلينا كنائسنا التي ضمّتها إليها؟ والتبشير بين البلايين الأربعة الأخرى التي تسكن معنا على هذه الأرض؟
لقد قرّر المجمع المقدس الثاني المنعقد في الفاتيكان عام 1962 قبول تغيير التقويم الكنسي وتحديد يوم أحد متفق عليه مع الكنائس الأخرى للاحتفال بعيد الفصح ولكننا لا نرى متابعة جدية لهذا الموضوع، رغم أن كنيسة المشرق قد لبّت دعوات الوحدة بتغيير التقويم فكانت النتيجة انشقاقا جديدا فيها بدل تحقيق الوحدة الكنسية.

الوحدة القومية: أما إذا كان المقصود هو الوحدة القومية  فهي هدف نبيل أيضا يجب أن نعمل دائما من أجل تحقيقه. إن وحدتنا لن يحققها إلا أبناء هذا الشعب وكنيسته المستقلة وقد أثبت  شعبنا ذلك في انتخابات الجمعية الوطنية العراقية فرفض التقسيمات المفروضة علينا. إن هذه الحملة على كنيسة المشرق تحاول أن تستغلّ هذه المشاعر الوحدوية الصادقة لغرض إلحاق ما تبقى من كنيسة المشرق بالكنيسة الكاثوليكية. لماذا يحدث هذا كله لكنيسة المشرق الآشورية وحدها؟
هل إنّ توحد كنائس المشرق تحت مظلة الكنيسة العالمية  ( الكاثوليكية) سيعيد وحدتنا القومية ؟ ألم تكن هذه الكنيسة بطقسها المشرقي  واحدة موحدة قبل دخول الكثلكة ؟ كيف سنتعامل مع كنيسة السريان الأرثوذكس التي لم تقبل الانتماء إلى الكنيسة الكاثوليكية؟ لماذا لم تصحح  الكنيسة الكاثوليكية التسمية الكلدانية التي تعتبرها دائرة المعارف الكاثوليكة أنها لم تعد صحيحة ؟ لماذا لا تقدم لنا هذه الكنيسة الكبرى مثالا على وحدتنا المشرقية والقومية بتوحيد كنائس المشرق الكاثوليكية وتحديدا الكلدان والسريان الكاثوليك والموارنة ؟ لماذا لا يحتجّ أبناء شعبنا الوحدويون من الكنيسة الكلدانية على موقف كنيستهم أم أنّ المطلوب هو بقاؤهم كاثوليك حتى وإن انضمّوا إلى كنيسة جديدة؟
ألم يغير غبطة البطريرك مار عمانوئيل دلّي موقفه  بعد جولته العالمية ليعلن في رسالته إلى القادة العراقيين الانسحاب من" الاتفاق السياسي بين القوميتين الكلدانية والأشورية " والمطالبة بتثبيت اسم الكلدان كقومية مستقلة في دستور العراق وبما يتفق مع ما ورد في وسائل الاعلام من طلب قداسة البابا من مسؤول عراقي زار الفاتيكان بذكر المسيحيين منفصلين في الدستور العراقي  ؟ بينما أكدت كنيسة المشرق في رسالتها إلى القادة العراقيين بعد ذلك أن كنيسة المشرق كانت الكنيسة الوطنية الأولى والموحّدة في العراق والتي قسمتها التدخلات الأجنبية ، كما طالبت بالحقوق القومية والثقافية والدينية للآشوريين ( الكلدان ، السريان) كشعب واحد لا كقوميات متعددة.
لقد حان الوقت لتشكيل مجلس لبطاركة كنائس المشرق المستقلة لتنسيق المواقف والعمل على تحقيق وحدة شعبنا وكنيستنا كما حان الوقت لتشكيل جبهة قومية لمساندة أبناء شعبنا في الوطن لتعزيز حقوقنا القومية والدينية والثقافية.
علينا جميعا أن نصلي للرب يسوع المسيح ليحمي كنيستنا  ويوحّدنا شعبا واحدا وكنيسة واحدة.

12

الآباء الأفاضل!

أشاركـكم حزنكم وخوفكم من هؤلاء الذين يصطادون أبناءكم ويغرونهم بالمـال والايفاد ،
ويعيدون معموديـتهم ،  ويعلـمونهم تعاليم تخالف تعاليم الكنيسة الأم ..
ولكنني أتسـاءل وشعـور بالمـرارة يغمرني : كيف كـان شعور آبائـكم وأجدادكم
في كنيـسة المشرق الرّسوليـة حــين جاء المبشرون واســتخدموا هذه الأساليـب
نفسها ليكسبوا أبناء كنيـسة تعمّدت بدماء الشهداء. حقا إن التاريخ يعيد نفسه!.
تساؤل آخر : هل سيبقى هؤلاء المغرر بهم يسمون أنفسهم كلدانا أو سريانا أو ؟
ألم يقسم هؤلاء المبشّرون كنيستنا وشعبنا؟ فلو تركونا ندير شؤوننا بأنفسنا  لكنّا
كنيسة واحدة وشعبا واحدا.  ألم يتّهموننا بالهرطقة ليبرروا ما فعلوه بنا وها هما
الكنيستان الكاثوليكية والانجليكانية تتفقان على موقفهما من أمنا العذراء بما لا
يختلف عن موقف آبائنا الأوائل ؟؟
ألم تكن الدّعوة إلى انتخاب البطريرك بطريقة ديمقراطية سببا معلنا لانشقاق
مار يوحنا سولاقا مع أنّ أساقفة الكنيسة الكلدانيّة مثلا لم يوفقوا ولمدة شهر كامل
في انتخاب البطريرك الجديد منذ سنتين في بغداد،  ليحققوا ذلك في يوم واحد في
الفاتيكان في اجتماع ترأسّه بطريرك غير كلداني ؟؟
ألا تلوح في الأفق الآن بوادرانقسام جديد يستغل التسمية الكلدوآشورية التي لم
 تكن إلا محاولة لرأب الصدع الذي خلّفه هولاء المبشرون ؟
لقد كان لكنيسة المشرق مبشّرون وصلوا إلى الهند والصين بشّروا غير
 المسيحيين ، حبّذا لو حذا كلّ المبشّرين حذوهم لنالوا بركة الرب وحبّنا واحترامنا .




صفحات: [1]