تقرير حول افتتاح المؤتمر:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,228380.0.html
اليوم الاول:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,228614.0.html
اليوم الثاني:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,228895.0.html
مؤتمر اللغة السريانية الرابع يعقد جلساته لليوم الثالث
السبت 11 ايلول 2008 كان اخر ايام المؤتمر الرابع للغة السريانية،
مؤتمر المطران الشهيد مار بولس فرج رحو، وتضمن برنامج اليوم الاخير جلستان صباحيتان فيما خصصت الجلسة المسائية لمناقشة متابعات المؤتمر السابق وتقييم المؤتمر الحالي ومناقشة واقرار التوصيات المقدمة اليه وبضمنها المتعلقة بالمؤتمر القادم، اضافة الى مناقشة واقرار البيان الختامي.
تشرفت الجلستان الصباحيتان بادارتهما من قبل
غبطة المطران مار فيليكسينوس صليبا اوزمان، راعي ابرشية ماردين وامد للكنيسة السريانية الارثوذكسية.
الدكتور سعدي المالح – المدير العام للثقافة والفنون السريانية – اربيل – العراق كان اول المتحدثين في الجلسة الصباحية الاولى، اذ قدم بحثا بعنوان (
بعض الاختلافات في الافعال والاسماء بين لهجتي عنكاوا وكرملش) والذي ركز فيه، في معرض الحديث عن الافعال، على الفعل الثلاثي معتل الاخر (الفعل الناقص) بصيغة الامر، واوضح ان هذا الفعل في كرملش لا يزال يحتفظ بصيغة المخاطب المذكر والمؤنث، بينما في لهجة عنكاوا قد فقد صيغة المؤنث. كما اكد ان هذا الفعل في صيغة الجمع يحتفظ بحرف العلة (الياء) في لهجة عنكاوا بينما تقلب (الياء) الى (واو) في لهجة كرملش. واورد امثلة كثيرة عن الاختلافات في جمع المذكر السالم والمؤنث السالم، وفي المفردات المختلفة المستعملة في كلتا اللهجتين.
وفي ختام بحثه شدد الدكتور المالح على ان دراسة اللهجات لا ينبغي ان تتم على اسس طائفية كنسية بل على اسس جيوتاريخية وجيوسياسية.
تلاه
الباحث كبريئيل موشي – سوريا في بحث قيم بعنوان (
تعليم السريانية بين القوانين الوطنية والقوانين والمواثيق الدولية) قال فيه:
قضايا الشعوب الاصيلة والاقليات القومية وحقوقها باتت تحظى بمكانة متميزة في الفكر الانساني المعاصر، لما لها من اهمية في صون التعدد والتنوع البشري بشكل جعلها معيارا تقاس عليه درجة حداثة ومدنية اية دولة ومدى تمسكها بالقيم الديمقراطية واحترام حقوق الانسان، وياتي في مقدمة هذه الحقوق الحقوق الثقافية واللغوية باعتبارها رمزا للخصوصية والهوية القومية للشعوب. لهذا انشغلت الامم المتحدة والمنظمات التابعة لها بصياغة واقرار عهود ومواثيق دولية لضمان مثل هذه الحقوق، واعتبرتها حقوقا طبيعية ينبغي صيانتها لحفظ التنوع والتعدد القومي والثقافي واللغوي كمصدر اثراء للانسانية، لا بل زادت على تلك واعتبرتها شرطا من شروط تحقيق التنمية الانسانية المستدامة.
وعقد الباحث موشي في بحثه مقارنة بين العهود والمواثيق الدولية التي تقر هذه الحقوق، والقوانين والدساتير المعمول بها في بعض دول المشرق التي يعيش فيها ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، فيما يخص ويتعلق بتعليم اللغة السريانية. وللاسف فان النتيجة هي مؤلمة في بعض الدول بسبب عدم اعترافها بالثقافة واللغة السريانية كثقافة ولغة وطنية يفترض بالدول والحكومات دعمها ومساندتها بكل الوسائل بدلا من تهميشها. فيما هناك في بعض الدول والمناطق تشريعات جيدة ومشجعة في هذا المجال يفترض استثمارها، كما هو حال التعليم السرياني الذي انطلق منذ عام 1992 في الاقليم.
اراد الباحث من بحثه ايضا ترسيخ لثقافة القومية والقاعدة القانونية للمطالبة بحقنا طريقة سلمية حضارية تتوافق وطبيعة شعبنا، حتى يتحول المشرق الى قبلة لدارسي السريانية والمتسرينين، بدلا من توجه ابناءها الى الغرب لتعلمها.
الباحث ستار الفتلاوي – جامعة القادسية – العراق في بحثه (
اللهجات في اللغة السريانية من خلال معجم المطران منا: دراسة – بيلوغرافيا - معجم) قدم محاولة لتركيز الضوء على تاريخ السريانية ومتى ظهرت لهجاتها، واهم الملامح اللغوية لهذه اللهجات، واهم الاسباب التي ادت الى حدوثها، وقد قسم البحث على ثلاث نقط هي: اللهجات السريانية وتاريخها، بيلوغرافيا للدراسات العربية والاجنبية التي تناولت اللهجات السريانية، معجم الالفاظ السريانية ذات القراءة اللهجية
وقد اعتمد الباحث في عمل معجم الالفاظ على معجم المطران منا (دليل الراغبين في لغة الاراميين) من خلال بعض المصطلحات التي ذكرها المطران منا امام بعض الالفاظ، مثل:
لغة، لغية، لثغة \ لغات، لغتان، لغيتان \ لغة محرفة، لغة شاذة، لغة مقلوبة
(
تعليم لغة الأم في مجال تدريس اللغة في السويد) كان عنوان الورقة المقدمة الى المؤتمر من
الباحث يوحنان التونقينق – السويد، قال فيها ان تعليم اللغة الأم لابناء شعبنا في السويد منذ عام 1970 هو تجسيد لحقهم الذي تنص عليه وتقره القوانين السويدية، وان تعلم اللغة الأم يساعد، وكما اثبتت التجارب، على تعلم اللغات الاخرى، اضافة لكونه تطوير ودعم للغة والهوية والثقافة القومية لشعبنا.
اما
الباحث منهل سنحاريب – قسم اللغة السريانية – كلية اللغات - جامعة بغداد فقد قدم مشاركة بعنوان (
تاسيس قسم اللغة السريانية – كلية اللغات - جامعة بغداد) تضمن تعريفا بالقسم واسباب تاسيسه واهميته لشعبنا ولغتنا وثقافتنا والمسيرة العلمية للقسم على مدى سني عمره الاربع، وهي المسيرة التي لاقتها العديد من المصاعب بسبب الاوضاع الحالية في الوطن، الا انها لم تثن عزيمة القسم وهيئته التدريسية وطلبته الذين تمكنوا من تذليل العديد من الصعاب.
مع بحث الباحث سنحاريب تناقش المؤتمرون في بحوث الجلسة الاولى ليعاودوا للاجتماع على طاولة المؤتمر لمتابعة الجلسة الثانية وكان اول المتحدثين فيها
الدكتور جورج كيراز – الولايات المتحدة الامريكية الذي قدم بحثا شيقا بعنوان (
اللغة الفصحى في البيت: حلم ام حقيقة؟) عرض فيه تجربته الشخصية في الحديث باللغة السريانية الفصحى الى ابنته التي تبلغ الان سبع سنوات من العمر. اذ اوضح كيف تطورت قابلياتها على فهم اللغة والحوار بها في الحوارات اليومية العائلية بين الاب وابنته، واوضح تاثيرات المحيط اللغوي الانكليزي، وبخاصة في المدرسة، على لفظ المفردات او صياغات الجمل والتعابير. قدم الدكتور كيراز تسجيلا صوتيا هاتفيا بالسريانية الفصحى اجراه ليل امس مع ابنته.
الاب البروفسور ايلي كسرواني – جامعة نوتردام – لبنان عرض خلال محاضرته المعنونة (
البيثكاز السرياني الموسيقي: الألحان الثمانية) كيف حقق بالنوطة الموسيقية الشرقيّة الحديثة عام 1983، ألحان البيثكاز المسجّلة بصوت المثلث الرحمات غبطة البطريرك يعقوب الثالث وكيف أجرى على كلِّ لحنٍ منه دراسة تشريحية وتحليليّة دقيقة بهدف تحديد الألحان السريانية الثمانية Octoïchos بالمنهجية العلمية. وبعد شرح الأشكال الشعرية والموسيقية التي يُبنى منها البيثكاز، نظّم طريقة استعمالها على روزنامة السنة الطقسيّة كاملةً.
شرح أيضاً تاريخ البيثكاز عبر الحقبات التاريخية، منذ بنائه على يد مار ساويرس الأنطاكي، مستعرضاً المدارس السريانية التي نقلت بالممارسة هذا التراث الثري. ووضع البروفسور كسرواني بنتيجة هذه البحوث كتاب "نظريات الموسيقى السريانية" على أسس منهجية العلوم الموسيقية المعمّقة، وهو الأول من نوعه على الإطلاق. ولفت الانتباه إلى الصعوبات والتضحيات التي تتطلّبها طباعة هذا المؤلّف الكبير الذي ما زال مخطوطاُ منذ ربع قرنٍ، آملا تحقيقه بالتعاون مع المؤسسات المعنية، ووضعه في خدمة المصلين السريان والعلماء المعنيين. ثم انتهى موجها دعوةً إلى الناشئة السريان لدراسة الموسيقى ليأتي منهم المرتلون العلماء المعاصرون مثلما جاءت العصور الغابرة بأفرام ويعقوب وبالاي... وسواهم، ممن خلّدو بألحانهم تراث كنيستهم.
الباحث صبري يعقوب ايشو – السويد - قدم بحثا بعنوان (
اللغة السريانية ودورها في التطور القومي) تضمن تعريفا بما تتصف به اللغة السريانية ولهجتيها الرئيستان الغربية والشرقية وتاثير هذه اللغة على الحضارة الانسانية عبر العصور. كما وتطرق في بحثه عن ضمور دور السريانية مع افول دور الشعب الكلداني السرياني الاشوري في مواطن تواجده بتاثير عوامل داخلية وخارجية وما كان للهجرة على مر العصور وحتى يومنا هذا من تاثير على ضعف اللغة والثقافة وبخاصة في بلدان المهجر الغربية واميركا واستراليا. واضاف الباحث: في العراق حيث الاكثرية من ابناء شعبنا حصلت تقلبات وتاثيرات على السريانية ايجابية وسلبية ولفترات مختلفة، كما وتحدث تفصيلا عن التعليم السرياني ودور اللغة في السويد بين ابناء شعبنا هناك الذي اختلط ببعضه البعض من مختلف بلدان المشرق. واعطى بعض الاراء والمقترحات للمؤتمر من اجل تطوير اللغة والثقافة السريانية.
الملفان الكبير ابروهوم نوهرو قدم بحثا بعنوان (
خصائص اللغة السريانية) اورد فيه ان السريانية هي لغة مقدسة لان السيد المسيح (له المجد) تحدث بها، كما ان كنيسة المشرق استطاعت ان تنشر السريانية الى اقاصي اسيا، وعليه يتوجب الحفاظ عليها وتطويرها ونشر ادابها وعلومها.
بعد نقاش هذه البحوث اخذ المؤتمرون قسطا من الراحة قبل ان يعاودوا الالتقاء في الساعة الخامسة مساء في الجلسة الختامية للمؤتمر التي ادارها
الاب عمانوئيل يوخنا والسيد جبرائيل مركو.
القسم الاول من الجلسة الختامية تضمن تقريرا للمرحلة بين المؤتمر الثالث والمؤتمر الحالي قدمه
السيد روبين بيث شموئيل، رئيس المؤتمر الحالي، اوضح فيه تفصيلات التهيئة لهذا المؤتمر ومراحلها والمشاركين فيها والمصاعب التي واجهتها اللجنة التحضيرية. مثلما تطرق الى الدعم المعنوي والمادي الذي لاقته اللجنة من قبل السيد سركيس اغاجان والمطران صليبا اوزمان.
بعدها تم الانتقال الى مناقشة اقتراحات التوصيات والمقررات المقدمة الى المؤتمر في كل المحاور، اذ تم مناقشتها جميعا بروح مسؤولة واحترام الراي والراي الاخر. وتبنى المؤتمر جملة من التوصيات والمقررات التي تخدم اللغة السريانية وادابها، وسوف نقوم بشرها يوم غد.
في القسم الثاني من الجلسة الختامية تم اجراء نقاش لتقييم المؤتمر الحالي من حيث الاخطاء والنواقص التي رافقته للاستفادة منها في المؤتمرات القادمة.
كما تم الاتفاق على اقامة المؤتمر القادم في شهر ايلول من عام 2009 في لبنان، كما تم انتخاب اللجنة لتحضيرية للمؤتمر القادم والمؤلفة من كل من:
الدكتور سعدي المالح
الاب عمانوئيل يوخنا
بينخس القس خوشابا
جبرائيل مركو
صبري ايشو
سمير زوريعلى ان تضم لاحقا عضوا من لبنان
بعد ذلك تمت تلاوة مسودة البيان الختامي ومناقشتها واقرارها من قبل المؤتمر، وسوف نقوم بنشر البيان بصيغته النهائية يوم غد.
برنامج الغد هو المشاركة في القداس الالهي الذي سيقيمه المطران صليبا اوزمان في دير الزعفران، ويليه القيام بجولة الى نصيبين لزيارة كنيسة مار يعقوب النصيبيني ومن ثم زيارة دير مار غبريئيل، احد اقدم الاديرة في طورعبدين.
مسك الختام لجلسات المؤتمر كان بركة ارتجلها غبطة المطران ما فيليكسينوس صليبا اوزمان، مطران ابرشية امد ودياربكر، سال فيها بركات الرب على المؤتمرين وان يعودوا سالمين الى عوائلهم واوطانهم، متمنيا لهم النجاح والتوفيق في حياتهم واعمالهم، وسائلا الرب ان يمنح سلامه ويفيض بركاته على شعبنا واوطاننا والبشرية جمعاء. آميــــن.