عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - sahir

صفحات: [1]
1
وسام العزيز 

تحية لك وتهاني من القلب  وابارك حصولك على الاختصاص  ...
ليس غريبا عليك هذا ...وليس بعيدا ان تحصل مراحل اكبر واكبر في حياتك العلمية
الف مبروك والى المزيد من النجاح


ساهر عزو

2
المنبر الحر / الطفل الشهيد ادم
« في: 13:39 14/11/2010  »
ادم شهيدا

كتبت قبلك عن اناس وشهداء ..اناس حملو السلاح والفكر .. ماذا اكتب عنك ..انت لم تحمل  سوى براءة الطفولة
وصفاء الروح والعابك البسيطة وضحكتك بين محبيك ..انت لم تُقتل لانك مسيحي  بل  قتلوك مسيحيا تعيش في
مكان وزمان يعشش  فيه الموت في كل مكان ..انت اجرمت  وكفرت  بربهم حين كنت  تضحك وصوتك الطفولي
كان  هدما لكهوفهم العفنة ..قبلك سرقوا ضحكة اطفال اخرين كي تنتبه  وتترك  الضحك ...قبلك كانت شوارع
حلبجة وحي  العامل واماكن اخرى انذارا لكم يا اطفال العراق اتركو كل مباهج الطفولة التي هي كفر ٌ والحاد ...
لم تسمعوا  وكان إلاه  هذا الكون يسكن  في داخلكم لذلك  اجتمعت  كل شياطين  الارض كي تنحر بكم  .
الكبار ومسؤولي الدولة اصبحو مخصيين من الغول الذي قتلكم , وانتم كما انتم ضحكتكم فقط ما نراه جميلا وسط
هذا  الخراب .
يقولون انك عانقت السماء بين احضان ابيك وانك تركت الضحك واللعب واخر ما نطقت  به صراخك بهم
وان يكفو  عن قتل الناس .....
ما انبل هذه الارض التي وهبتك  لنا انت انبل منا نحن الذين  استنكرنا وتظاهرنا .....
على ارضك وانت ابن الثلاثة اعوام تقاوم وتصرخ امام  الشر ...
الشر الذي يتغذى من كل دول الشيطان...
ادم .. علمنا  ضحكتك  وصراخك  فمنذ سنين قد عقد الصمت  لساننا وهول  فقدانكم قد انسانا  البسمة.....
منذ سنين  يقطعون اجساد اطفال العراق بمفخخات خُتِمت من اِلاه ٍ  لم تعرفه حتى الشياطين
وهذا الموت الاسود لم ترق  له ارضا  غير ارضنا .
والقبور تصرخ  بالاحياء قبل الاموات بان يسكنوها  وكانها  افواه جياع تصرخ لمن يطعمها ..
ما لها هذا الارض طعامها اجساد ابنائها
ادم ... موتك  هو معرفتي بك  سالقاك في ضحكة كل طفل  ..
وموت الشياطين  في بلدي هو عرسك
فاغفر لنا صمتنا



ساهر عجمايا


4
الى العزيزة سنابل

نقدم لك ازكى التهاني والتبريكات بمناسبة حصولك على شهادة الماجستير آملين ان تكون حياتك  كلها
نجاحا وتفوقا وان تملىء حياتك فرحا وبسمة
الف مبروك لك ولعائلتك ولمحبيك ومن نجاح لاخر

احبائك
لافا حنا متي & ساهر عزو
فابيان & جوزيان


 

5
    في عهد الدكتاتور كان همنا الوحيد ان يزول الطغيان عن بلدنا  كنا نعارضه ولكن كان يسكن فينا حلم العودة يوما ما لوطننا رحل الطاغية واتت هذه الحكومة وللاسف تلاشى حلمنا انهم قتلوا حلمنا بان نعيش باقي ايامنا في العراق فما بالكم مندهشون من هذا العمل صدق من قال .. بلاد بين نهرين .. بلاد بين سيفين ..بلاد مرة وتافهة الحكام
حكومة ديمقراطية بعساكر امريكية ومليشيات ايرانية ومفخخات  عربية

6
       2007 عام شذى حسون والمنتخب العراقي


   عام 2007 

          لا يختلف هذا العام  عن الذي سبقه  في كل  شيء .. قتل .. طائفية مقيتة .. فساد  حكومي
عراق يذبح .   لا  يختلف  سوى  في  مسألتين او  بالاحرى  لنسميها  فرحتين عراقيتين بالمعنى  الصحيح .


* شذى حسون ... عراقية ولدت وكبرت خارج العراق وكبر في قلبها عشق العراق  كان املها ان تمثل العراق
في مجال الفن  وتحقق لها  ما  ارادت  ليس  لشيء  سوى  ان ترسم  بسمة  على وجوه   العراقيين  الذين  بات  الموت  والقتل  هو عنوانهم  كل   يوم  .
تحقق  حلمها  وفازت  في  ستار اكاديمي  وتحقق  مرادها  في  اسعاد  بلدها  وبعفوية عراقية خرج  احبائها في  الشوارع  يحتفلون  بها  وبفوزها .
شوارع كردستان  ما  نامت تلك الليلة بالرغم  من  قسما  كبيرا لا يتقن العربية  بصورة جيدة ... خرجوا  حاملين  صورها وكأن  شذى  لامست  قلوبهم  وانها    قريبة  لهم  وان وطنهم  انجب  هذه النجمة .
وفي مدن العراق الجنوبية التي  تعاني  من  عقلية رجال الدين الرجعية صوت  لها احبائها واحتفلوا بفوزها ولسان  حالهم  يقول ان العراقية اقوى من افكار  الظلام  وانها  ستكون  السباقة في النجاح  اذا   سنحت لها الفرصة وتلاشت  عمائم الجهل  التي  تظطهد  المرأة وتشوه   صورة الدين الاسلامي .
شذى حسون ... نخلة الرافدين .. النخلة السمراء ....  هذه   العراقية   ...  لزاما َ علينا  ان  نحتفل   بها  ونحن  على ابواب  ان نودع  عاما  رسمت  فيه  البسمة  للعراق .


 * منتخب العراق  . .  كيف  نبدأ بهذا الفرح  صعب ان نوصف  ما قام به  اعضائه  وصعب ان   نوصف  فرحة
                             العراق  بهذا اليوم .

 منذ  بدا   مشواره  بالمباراة  الافتتاحية والكل  يتكلم عن  الدعم  المحدود  للمنتخب  قياسا  بالاخرين الذين
 فتحت  لهم  خزائن  ووفرت لهم  كل  ما  لديهم   وحكومات تسهر  على  الفوز باللقب وفريقنا  في  كل  لقاء
 كان  له  اشكالية  التنقل والمصاريف اضافة ً  ان كل  لاعب  يحمل  جرحا ً وألما ً على  بلده  واهله  وليس 
 ببعيد  ان  يسمع  في اية لحظة  خبر  مقتل  احد  من  احبته  .
 سمعنا  عدة  تفسيرات  منها   حتى النفسية  ان  هكذا  انسان  يكون مرتبك  وفاقد  السيطرة  لأن  الظغط 
 النفسي  كبير  وخاصة  انه  يقابل  فرقا ً مهيئة  من جميع النواحي .....
      ولكن   ما  الذي  حدث  ......
 اعضاء  المنتخب  كسروا   هذه  القاعدة  وكل  ما   قيل  وحققوا  نصرا ً  مدويا ً  وأسمعوا   كل سكان  المعمورة     الذين  اعتقدوا  ان   العراق   صانع  الموت فقط  .
 نعم  فعلوها  وأخرجوا  عراقيي  الداخل  والخارج  الى الشوارع  هاتفين  باسم العراق  وكأن  العالم  سكت 
 في تلك اللحظة .   لا  احد  يجروء   الكلام  امام   صراخ  الاف  العراقيين  وهتافهم  .
 الموضوع  لم  يكن  كأسا ً  يؤتى  به  الى  بغداد  بل   فرحة  تدخل  الى قلوب  الملايين  , فرحة   النصر  واللحمة  الوطنية  التي    سادت  من  زاخو الى الفاو .
 ليس  هناك  من  حزب او دين  او طائفة  او اية جهة  تستطيع ان  تسعد  العراقيين  كما  حصل  في  تلك اللحظة . الموضوع ببساطة  ليس  كرة قدم بل  فرح  عراقي  عزيمة عراقية  .

  انتصاريين  للعراق  عام  2007
 والحكومة  حاولت ان تسجل  انتصارا  اخرا  ولكنها  اخفقت  وكانت  في المرتبة  الثالثة  .  نعم  الحكومة العراقية   كانت  ثالث  دولة  في  قائمة  الدول  من حيث الفساد وهذا ليس  بجديد .
 شذى حسون , يونس محمود , هوار , نور صبري , جاسم , باسم , كرار  , حيدر , نشأت , علي رحيمة ,
 هولاء  حملوا العراق واهله في قلوبهم وهدفهم  كان  الفوز  من اجل اسعاد الملايين  وتحقق  لهم   ذلك
 والتاريخ  سيحمل  اسمائهم دهرا فدهرا ً
 والحكومة لم  تحمل  سوى همها  وملأ  جيوبها  باموال الفقراء واليتامى باية طريقة كانت حتى  لو دك العراق باهله  وتحقق  لهم ذلك ايظا  ترى ماذا سيفعل  بهم التاريخ  .

  احبائي  اشعلوا شموع  العام الجديد واتلوا  الاناشيد والصلوات ولا  تنسوا  شذى والمنتخب  موحدي  قلوب العراقيين   وصانعي  فرحة  في  وسط  الخراب .



        ساهر عجمايا

7
أدب / انت
« في: 20:23 16/08/2007  »
   ها  انت تنزوي في غرفتك
   في ذاتك ...
   في ركن عالمك الصغير هذا
   قبل قليل قلت انك تملك الدنيا
   افرغت كل ما لديك من كلمات ترتعش القلوب لها
   وصرخت بصوت اسمعت  الذي ترك السمع
   وكتبت بحروف اسمها وبورود قلبها
   واطبقت فاهك كي لا  تزعجها
    ها انت تحدق في المرآة ترى لا شي سوى وجهك الشاحب
    كنت ترى صورتها من خلاله ولكنها انسلخت منه
    كما تنسلخ الروح من الجسد
    تنظر الى يداك الشاحبتان كما وجهك
    بالامس  كانت  وانت تلمسها  تخظر كما نبتة اللبلاب
    تلتف عليها  ... جسدها  .. عنقها  .. خصرها 
    والان  ادرك الخريف هذه النبته فما من ثمر من دون حب
    تخرج للشارع تحت المطر ترقص مع المطر علك تخدع نفسك
     لكن المطر لا يروي ظمأك
     تصحر  جوفك وتركت الطيور اعشاشها
     ونبتة اللبلاب اصبحت  اشواكا تجرح جسدك
     والخريف طال امده
   ترفع رأسك  تنظر للسماء واهبة المطر
     للآله الذي انزل الحب في قلبك
     تساله عنها وعنك ... ما من مجيب
     سوى صرخة الناس من حولك
     تحدق فيهم تراهم يلعنوك لكفرك
      وتراها هي من بينهم  تشاركهم  حفلة التكفير هذه
     
 




        ساهر
   

8
أدب / رد: نافذتي
« في: 08:49 03/08/2007  »


    انا انفض نافذتي من غبار الغربة
    وازيل عنها  بقية شظايا تناثرت من هول الانتظار
     برذاذ الحب  ابللها  وبلحاف  الشوق امسحها
       كي ارى من خلالها احبتي
      ولكن لا شيء سوى صورتي
      والشموع من خلفي
     احاول ان افتح النافذة كي اسمع صوتهم
      لكن الريح  تطفيء شموعي
      ابقيتها موصدة ً
      كي تبقى الشموع  تشتعل
       تنير ضلام الوحدة
       


   جميل  ما  تخطه  يداك  يا  سمراء

9
المنبر الحر / مظفر النواب بخير
« في: 21:12 18/05/2007  »


 

    مظفر النواب بخير ..... ويلتقي تشومسكي

      أنهى الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب الفحوص الطبية لمرض (الباركنسون ) من الدرجة الخفيفة، وذلك في المركز الطبي بمدينة هيوستن. وهو الآن يتمتع بصحة جيدة جداً،  وسيعود خلال فترة قصيرة إلى دمشق ليستقبل مهنئيه بعد انتهاء العلاج.

    ويعِد  النواب جمهوره ومحبيه بأمسيات قريبة فور انتهاء فترة النقاهة.

    وفي هذا الإطار يشكر الشاعر مظفر النواب الدكتور عزيز الشيباني (اختصاصي الأمراض العصبية و رئيس نقابة الأطباء العرب في هيوستن )  على الجهود التي بذلها ، والمودة العالية التي أحاط بها الشاعر، كما يشكر عائلته الكريمة لما قدمته من عطاء قل نظيره.

    كما يوجه الشاعر مظفر النواب الشكر لكل من سأل مطمئناً عن صحة النواب من أصدقاء ومحبين.

    يذكر أن الشاعر مظفر النواب كان قد التقى في ذكرى عيد العمال العالمي بالمفكر الأممي وعالم اللسانيات  الشهير نعوم تشومسكي، وكانت جلسة للتباحث في شؤون الثقافة والسياسة.

  نقلا عن صفحة  طريق الشعب

10
الاتحاد الديمقراطي العراقي في الولايات المتحدة الامريكية
The Iraqi Democratic Union of America (IDU)

لا للفتنـة الطائفيـة
 نـعم للـوحدة الوطنيـة

 فـي الوقت الـذي تشـهد السـاحة السـياسـية العراقـية عـمـلا دؤبـا ومتواصـلا لأسـتكمال مهمات تسـمية رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية والوزارة العراقـية ، يشـهد الوضع الامني تـدهورا متصـاعـدا مسـتهدفـا العراقيين الابرياء ومؤسـسـات الدولة. وبالأمس القريب اسـتهدف الارهاب المتآلف من بقايا النظام الصـدامي والمتحالف مع عــصابات القـاعـدة والظلاميين، دورالعبادة المسـيحية، واليوم امتدت ذات الايادي الآثمـة لتسـهدف مــرقـد الامامين ( الهادي والحسن العسـكري ع ) في مدينة ســامراء.  فيما يبدو انـه مخطط اعـدّ لـه بدقـة من اجـل جــرّ العـراقيين الى حـرب طائفية ضروس  بعد ان فشلت مخططاتهم لحد اللحظة ،  بغيـة حرق الاخضر واليابس .

ان اتحـادنا الديمقراطـي العراقـي في الولايات المتحـدة،  وانطلاقا من سـياسته الداعـمة لمسـيرة الشعب العراقي فـي ضمان امنـه وتعزيز رفايته وتحقيق اسـتقلاله الناجز، فأنـه يـسـتنكر هذا العمل الشـائن والجبان ، ويعلن ضـم صـوته الى اصـوات كل الخيرين في العراق من حركات سياسية والمرجعية والمؤسـسات الدينية فـي ضـرورة التهدئـة  وعدم الانجـرار لهذا المخطط السـئ  والتحلي بضبط النفس والابتعاد عن ردود الافعـال المتشـنجـة والتي يكون ضحاياها في الغالب من ابناء شــعبنا الابرياء ايـا كانـوا،  فيما يقبع المجرمون في جحورهـم متفرجين على نتائج فعلتهـم  النكـراء .

أن اتحادنا يرى أن هذا العمل الجبان الذي يجرح عميقا مشاعر جميع العراقيين خصوصــا والضمير الإنساني المتحضرعموما ما كان
 له أن يكون  لولا أســبابه المهيئة في واقعنـــا العراقي والمتمثلة في :

ـ تفشي ظواهرالفساد الإداري التي تهييء المجال الأمثل لإختراق مؤسسات الدولة والمؤسسات الأمنية على وجه الخصوص.

ـ الإنسياق الأعمى وراء التوجهات الطائفية والعرقية البغيضة التي اعتمدها النظام المقبــور في سياساته القمعية لتسيير  دفة الحكم واستمرارية
الأخذ به نهجا مصلحيـا ضيقا  من القوى التي لا ترى في إقامة عراق ديمقراطي فيدرالي تعددي حر  إلا نهاية لطموحاتها الشريرة .

ـ التلكؤ في تنمية القدرات الوطنية الأمنية, أو تغذيتها ببعد طائفي لا يرتقي إلى مستوى المهمات الوطنية مما يساهم في تأخير اســتلام كامل الملف الأمني العراقي , الأمر الذي أدى إلى الضعف الفاضح في حماية المواطنين وإنزال العقاب المستحق بحق القتلة المارقين

ان اســتمرار التدهـور الامني واســـهداف أمن المواطن في العراق، واعاقة عملية بناء الوطــن يـدعونا ان نطالب الحكومة العراقية والمؤسـسـات الامنية المختلفة والقوات متعددة الجنسـيات بتحمـل مســؤلياتها كاملة فـي ضبط الاوضــاع الامنية  وتوفــير الحماية الحقيقية للمواطن ولمؤسـسـات الدولة وجميع المراقـد الدينية  ولكل الاديان ، كما ونطالب بملاحقة المجرمين وتقديمهم للعدالة من اجل ان ينالوا القصاص العادل.

وفي ذات السـياق فأننا ندعـو ومن باب الحرص على اسـتمرار العملية السياسية حتى بلوغـها مداياتها المطلوبة في الاســراع بأنجاز تشــكيل الوزارة العراقية والتي نأمل ان تـكون بمســتوى تلبية حاجات المرحلة  وأن تكون حكومة وحـدة وطنيـة حقيقية  وممثلة لكل قوى الشــعب الحيـة  والهادفة الى محاربة الارهاب وتحقيق الامن والامان والاســتقرار والرفاه للشــعب ، وضرب المجرمين والقوى المسأندة لهــا .

   مـرة اخرى يؤكـد اتحادنا الديمقراطي العراقي في الولايات المتحدة على مواقفـه الثابتة :
•   لا للفـتنـة الطائفيـة المقيتة
•   نعـم للوحـدة الوطنية العراقية المجسدة لطموحات شعبنا
•   الاندحار لمخطـطات الصداميين والظلاميين المجرمين
•   الذكر الطيب لكل شــهداء شــعبنا العراق

الاتحــاد الديمقراطي العراقي في الولايات المتحدة
22 شـــباط 2006


P.O. Box 20027 Ferndale, MI 48220 U.S.A.
www.idu.net                  Website: info@idu.net Email:   

11
 في يوم الشهيد الشيوعي  خيمة الطبيب الجوال محل اعدام الرفيق فهد

ما ان اعلنت الساعة العاشرة من صباح يوم 14 شباط 2006 حتى حزم كادر العيادة الشيوعية امتعته التي احتوت على عشرات الانواع من الادوية والمستلزمات الطبية وكان للدكتور "مزاحم مال الله مبارك" مدير العيادة دوره الذي عهدناه منذ اللحظة الاولى التي اسست فيها العيادة ولحد الان..

وكانت الوجهة التي تقرر الذهاب اليها هذه المرة هي المنطقة التي نفذ فيها ازلام وزبانية نوري سعيد حكم الاعدام بالرفيق يوسف سلمان يوسف "فهد" مؤسس حزبنا الشيوعي العراقي وبعد ان وصلت السيارة الى المكان المقرر ترجل منها الرفاق وعلى الفور قاموا بوضع اللافتات التي ترمز لهذه الممارسة التي يقوم بها الحزب وارتدى الدكتور مزاحم "صدريته البيضاء" وما هي الا ثوان حتى تهافت علينا المارة من كل مكان في حين توجهت نحونا احدى مفارز شرطة النجدة للتأكد من عائدية الادوية وسبب تواجدنا في هذا المكان وما ان تأكدوا منا حتى اصبحوا كتلة واحدة مع فريق العمل واخذوا ينظمون الناس الذين تزايد عددهم بسرعة وشكلوا طابورين احدهم للرجال والأخر للنساء.. واستغرب العديد من المواطنين حين كانوا يجدون ما يحتاجون من الادوية التي اصبح بعضها شحيحا ومكلفا في الصيدليات الخارجية حينما كانوا يجدونها لدى الطبيب الجوال بينما اعرب العديد منهم عن سعادته وسروره لهذه المبادرة التي قال عنها احدهم وبكلمات بسيطة ومؤثرة:"انتم الشيوعيون تفكرون بالناس وتعملون من اجلهم" ولم يكن الدكتور مزاحم يكل او يمل في الاجابة على التساؤلات والاستفسارات التي كان المتوافدون من المرضى يطرحونها عليه فلكل منهم معاناته الصحية وما زاد من توافد المواطنين على الطبيب الجوال هو قرب مكان وقوفنا من كراج علاوي الحلة وهذا ما سبب تزاحما شديدا على الكادر فيما بعد .

* تبرع للحزب وتبرع من الحزب!

- ومن الطريف ان احد المواطنين قصد الطبيب وشرح له حالته الصحية وبعد ان اكمل حديثه اعطاه الدكتور مزاحم الدواء المناسب وبدلا من ان يذهب سحب من جيبه ورقة فئة 5000 الاف دينار واقسم بان تكون بمثابة تبرع للحزب الشيوعي العراقي!.

وقد بلغ مجموع المواطنين الذين راجعوا عيادة الطبيب الجوال حوالي 220 مراجعا اغلبهم من كبار السن والمعوزين في حين قام الطبيب الجوال بمنح احدهم مبلغا من المال كونه معوزا.

- وامام كل الاطراءات وكلمات الاعجاب والتقدير التي كان يرددها المواطنون، كان الكادر يقول لهم لا تشكرونا فنحن نقوم بواجبنا كشيوعيين في مساعدة الناس وقد انتهت هذه الممارسة في تمام الساعة الواحدة ظهرا، وسط شكر المواطنين وإعجابهم بحماسة الشيوعيين ومبادرتهم.

 

> جاسم الشاماني

12
2005
الصعود إلى القمر ( قصة الشهيد عبد الكريم قاسم ) 
 
دانا جلال

استشهد زعيم الفقراء …. قيل ان صورته تجسد في تعدد اوجه القمر وقيل ان القمر تجسد في جغرافية ملامحه الأشد عراقية ، قال فقراء وطني ، قال مكعب الشين ( شيعة ، شيوعيين ، شروك) :- ان لم تجدوه في القمر فانه حتما هبط في قلوب الفقراء والشعراء في المسافة الممتدة ما بين الرافدين ) .
انه عبد الكريم قاسم انه الذي امتلك كاريزما الثورة والتصوف في عالم السياسة والتاريخ .
هل كان الزعيم شهيد المحبة ورسالة للتسامح ليحمل فوق صلبان ألمه رسالة احتجاج وتعرية للفاشية التي بدأت تنمو في رحم المؤسسة العسكرية والأحزاب القومية العروبية ؟.
هل كان قاسم شهيد السياسات الانتهازية للأقطاب الدولية المحكومة بالمصالح الاقتصادية ؟ .أم انه شهيد محاولات الارتفاع فوق مفاهيم الصراع السياسي والطبقي في زمن كان الصراع الطبقي وعلى الصعيد العالمي محركا للأحداث ومحددا للعلاقات .
ولكن الأكيد انه شهيد تحرير العراق والخروج من حلف بغداد ، انه شهيد تأميم النفط وتوزيع الأراضي على الفقراء وبناء المدينة التي تبقى حالمة بان تحمل اسم الشهيد ( مدينةالثورة) .
يمكن اعتبار طرح السؤال الافتراض في التاريخ وبالذات بصيغة ( لو ) ممارسة لغباء سياسي وان كان مشروعا في فهم التاريخ الذي لم يولد بعد لذا نتساءل :- كيف كانت ستسير وجهة الأحداث في العراق والمنطقة لو لم يتبع الشهيد سياسية عفا الله عما مضى أو لم يمتلكه الخوف من قوى اليسار وبالذات الحزب الشيوعي العراقي والذي جعله ان يحل المقاومة الشعبية التي كانت قادرة على إجهاض قوى الردة في 8 شباط عام 1963 ، الحزب الذي حاول الزعيم احتواه وكان اغلب أعضاءه في السجون ولكنهم ومع اللحظات الأولى رفعوا شعار ( إلى السلاح ! اسحقوا المؤامرة الرجعية الإمبريالية ….. إننا نطالب بالسلاح) لذا كان البيان رقم 13 من قبل الفاشست بإبادة الشيوعيين ومن ثم تصفية قادته [ سلام عادل ] السكرتير العام للحزب الشيوعي ،حيث قطع الانقلابيين أصابع يديه ورجليه وفقئوا عيناه ،كما استشهد أيضاً من أعضاء اللجنة المركزية كل من : جمال الحيدري ،ومحمد صالح العبلي ،ونافع يونس ،وحمزة سلمان ،وعبد الجبار وهبي [أبو سعيد ]وعزيز الشيخ ،ومتي الشيخ ،و محمد حسين أبو العيس ،وجورج تلو ،و عبد الرحيم شريف ،وطالب عبد الجبار ،بالإضافة إلى المئات من الكوادر الحزبية ورفاق الحزب .
لقد رحل شهيد العراق ، وسيبقى ذكراه في قلوب الفقراء ، في قلوب الشيوعيين والكورد وشيعة علي ، لقد كان الفاشست وكعهدهم عبر التاريخ اغبياء فقد احتاروا باخفاء جسده المعبق بتربةالرافدين ولكنهم لم يدركوا ان قاسم قد دخل قلوب العراقيين فكان عليهم انتزاع ذكراه من القلوب ، لم يستطيعوا لانهم لم يتمكنوا من إيقاف النبضة في قلوب العراقيين .
لقد رحل الشهيد وكان في جيبه نصف دينار ولكن وبعد استشهاده امتلك العراق وحب العراقيين .

وثائق تفسر الأحداث التي وقعت وتبقى محركة لما قد تقع :-

1- جاء في بعض مؤلفات الكاتب الكبير والصحافي الشهير محمد حسنين هيكل مثل 1- كتابه ( حرب الخليج ) وكما نشرته جريدة الأهرام في 27 أيلول 1963 : أن الملك حسين عاهل الأُردن حدثه في فندق في باريس قائلاً : " أن ما جرى في العراق في 8 شباط قد حظي بدعم الاستخبارات الأمريكية ولا يعرف بعض الذين يحكمون في بغداد اليوم هذا الأمر . لقد عُقدت اجتماعات عديدة بين حزب البعث والاستخبارات الأمريكية . عُقد أهمها في الكويت . أتعرف ان محطة سرية تبثّ إلى العراق كانت تزود رجال الانقلاب بأسماء وعناوين الشيوعيين هناك للتمكن من اعتقالهم واعدامهم ؟ا
2-. ذكر كتاب ثورة 14 تموز لمؤلفه ليث الزبيدي في مقابلة مع هديب الحاج حمود : ان عبد السلام عارف ذكر لأحد الضباط الأحرار الموجودين معه ليلة 14 تموز 958 بأنهم سينفذّون الثورة وهناك ثلاث جماعات يجب استئصالها وهم الأكراد والمسيحيون والشيعة
3- كان عبد الكريم قاسم آنذاك زاهدا وبسيطا فقد كان ال( سفر طاس) الذي كانت تجلبه له أخته إلى وزارة الدفاع، في كل يوم، حاويا غداءه، شاهدا على زهد الزعيم، وقد شهد له الأعداء قبل الأصدقاء، بأنه لم يأخذ معه حين تمت تصفيته في 9 شباط على يد الجلادين، غير نصف دينار، وجدت في جيب قميصه ..لقد كانت موازينه خفيفة حين استشهد وهو يهتف بحياة الشعب وهو يواجه رصاص غدارات بور سعيد!! وقد استغرب مقتحمو وزارة الدفاع ، حين وجدوا في أحد أدراج مكتبه في (جناحه الخاص جدا !!)، وجدوا قائمة بأسماء عوائل كان الزعيم يوزع راتبه عليهم في كل شهر، .. علق في حينه أحد الضباط المهاجمين على تلك القائمة، وهو يمسكها مستغربا: إذن لماذا قتلنا هذا الرجل؟ **
4- يكتب الباحث والمؤرخ المناضل حامد الحمداني وهو المؤرخ الذي ساهم في صنع التاريخ الذي كتبه لاحقا ( رغم كل ذلك فقد أندفع رفاقه وجماهير الشعب التي كانت تقدر بالألوف للذود عن حياض الثورة بكل أمانة وإخلاص ،ووقفوا بجانب عبد الكريم قاسم ،بل أستطيع أن أقول أن الشيوعيين كانوا القوة السياسية الوحيدة التي وقفت بجانبه ،رغم كل ما أصابهم منه من حيف خلال السنوات الثلاثة الأخيرة من عمر الثورة . لقد أندفع معظم الضباط ،وضباط الصف ،والمسرحين من الخدمة العسكرية إلى الالتحاق بالمقاومة وحماية الثورة ،بناء على دعوة الحزب ،وقدموا التضحيات الجسام ، وسالت دماؤهم على ساحات المعارك مع الانقلابين .
كان كل ما يعوز جماهير الشعب هو السلاح الذي كانوا يفتقدونه ،ورغم كل النداءات التي وجهوها إلى عبد الكريم قاسم للحصول على السلاح لمقاومة الانقلابيين ،في أول ساعات الانقلاب إلا أن نداءاتهم ذهبت أدراج الرياح .
واستمرت مقاومة الشعب في بعض مناطق بغداد ،وخاصة في مدينة الثورة ،والشاكرية ،والكاظمية ، وباب الشيخ ،وحي الأكراد والحرية والشعلة لعدة أيام ،ولم يستطع الانقلابيون قمع المقاومة إلا بعد أن جلبوا الدروع لتنفث نار القنابل الحارقة فوق رؤوسهم ،

كما أسرع الانقلابيون إلى دفنه تحت جنح الظلام ،دون أي معالم تذكر ،في منطقة معامل الطابوق ،خارج مدينة بغداد ،إلا أن عدد من عمال معامل الطابوق الذين يعملون شغالة طوال الليل ،شعروا بوجود ثلة عسكرية في تلك المنطقة ،فما كان منهم إلا أن ذهبوا بعد مغادرة الثلة العسكرية ،إلى المكان ، حيث وجدوا ما يشبه حفرة القبر ،دخلت الربية في نفوسهم ،من يكون ذلك الإنسان ؟ ولماذا جاءوا به إلى تلك المكان ؟ صمم العمال على فتح الحفرة ،فكانت المفاجئة جثة عبد الكريم قاسم . اخرج العمال الجثة على عجل وحملوها إلى مكان آخر ،حيث حفروا له قبراً جديداً ،حباً ، واحتراماً لذلك الرجل الذي قاد ثورة 14 تموز .
غير أن الزمرة الانقلابية أحست بما جرى ،فقامت بالتفتيش عن الجثة ،وتوصلت إلى القبر الجديد أخرجت الجثة منه ،ونقلتها تحت جنح الظلام لترميها في نهر ديالى ،بعد أن تم وضعها بصندوق صُب فيه الكونكريت لكي لا تطفو الجثة في النهر ،ويعثر عليها أحداً من جديد .إن ذلك العمل البائس لا يعبر إلا عن جبن الانقلابيين ،وخوفهم من شبح عبد الكريم قاسم ،حتى وهو ميت .
5- وفي سياق الوفاء الشيوعي قام الحزب وبمساعدة أصدقاءه بنصب تمثال الزعيم في شارع الرشيد وبالذات في المكان الذي حاول جرذ العوجة وعصابته اغتياله .

ستوكهولم

 


 

14
ستلد الوطنية العراقية ولو بعد حين ...فلا تيأسوا أيها الطيبون

كامل السعدون

-1-

* ليس أسهل من أن تحتل العراق ، وليس أصعب من أن تخرج منه بعد الإحتلال ....!

* لا لأنك لا تستطيع أن تخرج منه ، لكن لأنك بالتأكيد لن تريد أن تخرج منه ....!

* كل من يقول لك هناك وطنية عراقية صافية صادقة نقية ، فهو كاذب ، لا اليوم ولا بالأمس ولا في الغد القريب .

من يقرأ التاريخ العراقي يدرك هذا ، ومن يرى الحاصل اليوم ، لن يجد صعوبة في تبرير ما حصل بالأمس حين غزا العرب العراق ، فأزاحوا الفرس ، ثم جاء الترك المغول فأزاحوا العرب ، ثم عاد الفرس فأزاحوا الترك ، وعاد الترك والألبان المماليك فملكوا وهنأوا بالحكم طويلا ، ثم جاء الهاشمي العروبي فحاول أن يبني دولة عروبية الوجه واللسان ففشل ، ليأتي الجمهوري الأول قاسم آملا بناء عراق عراقي خالص ففشل ، وإذ بالعروبيون العرب يعودون ليجيروا العراق من جديد لخدمة عرب ما وراء النهرين .

وها هم الأمريكان عندنا والفرس عندنا والعربان عندنا ، ونزعات إنفصالية خبيئة في الصدور عندنا ورجال إيرانيون يحكموننا من داخل وزاراتنا ومعسكراتنا وبين بيوتنا .

* ليس معيبا أن نكون واقعيين وأن ننظر للأمور لا بمنظار الأحلام الملون الجميل ، بل بمنظار التاريخ والجغرافيا والحقائق الأكيدة التي لا تقبل الجدل العقيم .

لقد كان أيسر على العرب أن يحتلوا العراق من أن يحتلوا يمامة مسيلمة الكذاب ، لا لأن مسيلمة الكذاب كان أكثر وطنية آنئذ من عراقيو القرن السادس للميلاد ، لكن لأن جغرافيا اليمامة أعقد من جغرافيا العراق الجميل النبيل ، ولأن حماس أهل اليمامة لمسيلمتهم وهو أبن القبيلة الذي لا يرد ولا يهان ، كان أشد من حماس أهل العراق لعراقهم .

الجغرافيا العراقية عزيزي القاريء الكريم ، تتميز عن جغرافية الحجاز أو تركيا أو مصر أو حتى بلاد الشام وإيران .

عراقنا مفتوحٌ من الجهات الاربع ، بساتيننا ونخيلنا وأنهارنا ليست بالموانع الطبيعية لمن يروم الغزو .

ومن يغزو ويجد بساتين العراق العامرة ومياهه وعمرانه وتنوع مشارب أهله وأديانه ، تجده يطيب له المقام فيخفي السيف في الجراب ويرتقي النخلة ليقطف رطبها الشهي .

الفرس كانوا بيننا قبل أن يكون هناك إسلام ومسلمون ، وكانوا ضمن النسيج البابلي الكلداني الآشوري القديم قدم الدهر ، المغول تركوا لدينا الأخوة التركمان ، والفرس ذاتهم ثم الإسلام لاحقا ترك بيننا الكرد الطيبون .

والكلداني نبوخذ نصر ترك بيننا اليهود العراقيون الأحبة ، أما إبراهيم الخليل العراقي البابلي القديم فقد ترك بيننا أخوتنا الصابئة النبلاء .

والحجاج اللعين ترك بيننا زنجا طيبون كان لهم في العراق والبصرة ثورةٌ إشتراكية سبقت إشتراكية ماركس ولينين بمئات السنين .

والعثمانيون إذ عملوا السيف في الأرمن ، حل من هؤلاء الكثيرون في العراق ، فتعرقوا ...!

الجغرافيا تركت لدينا التنوع والإعتدال والتعايش وروح الإبداع والنظر الفكري العميق في الأديان والعقائد .

ولهذا لم يتطرف العراقيون يوما في رأي ، ولم يغالوا كما غالى شيعة الفاطميين أو الصفويين أو سنة المقيت بن تيميه وخليفته الكريه محمد بن عبد الوهاب .

فهل الأمريكان أو الفرس أو العرب ، خارجون اليوم أو غدا من العراق ....!

أشك في هذا ...!

-2-

لكن ...

هل سيخسر العراق عراقيته ؟

هذا ما لن يحصل أبدا .

خسر عروبته ، بلى ، وهذا أمر طبيعي لأن عروبته زائفة قهرية عنصرية لا تقوم على أساس حقيقي منطقي عقلاني حضاري ، ولأن العراق كان دوما له في العروبة كما الإسلام رؤية تختلف عن رؤية أهل مصر أو الشام أو الحجاز ...!

عروبي العراق هم أكثر العرب إعتدالا ، وسنة العراق أكثر سنة العالم إعتدالا وشيعة العراق أكثر شيعة العالم إعتدالا ، وكرد العراق هم أكثر كرد العالم إعتدالا ، وأتراك العراق ومسيحيوه ويهوده وصابئته ، هم أكثر أهل تلك الأعراق والقوميات تمسكا بالأرض العراقية والخيار العراقي .

شريطة أن تمنحهم حرياتهم الأثنية ضمن الهوية العراقية العامة ، ولا تحرمهم منها أو تجيرها لأغلبية كبرى ، طائفية كانت أو قومية .

عندها حسب يمكن أن يتمردوا ويقاوموا ويبحثوا في الخارج عن الولاءات التي تشبع حاجاتهم الثقافية وتحقق لهم الأمن الحياتي  ، لكنهم بالنتيجة يرتدون للعراق ولعراقيتهم .

يفعل هذا سنة العراق اليوم أو بعضهم ، فيقاومون خيار التحرير لأن هذا التحرير جاء بالفرس بالجملة ضمن ما جاء به من زبد البحر .

وشيعة العراق المظلومون الأزليون في بلدهم هذا وبين أهل قوميتهم وعروبتهم ، فعل بعضهم هذا نكاية باللون الإسلامي العروبي الشوفيني الواحد الذي حكم العراق منذ دخول الإسلام إلى هذا البلد وهو منشقٌ  إلى فرقتين رئيسيتين ، شرعتا بذبح بعضهما والتآمر على بعضهما منذ فتنة السقيفة وحيث محمد لما يزل طريح الفراش ينازع سكرات الموت .

فعل بعضهم هذا ولا زال فاعل .

الجذر الفارسي لم يقطع بالكامل على يد بن الوقاص ، لأن عمر هذا الجذر مئات المئات من السنين ، ولأن الإسلام والتشيع الفارسي الصفوي غذاه بنسغ فكري مذهبي لا ينقطع مدده ولا نتمنى له أن ينقطع ، لأنه غدا جزء شبه أزلي من الحالة العراقية والعروبية العامة .

 فالإسلام أدخل لنا الترك والشركس والمماليك والبربر و...و....و ....الخ ، وجميع هذا وذاك جزء من النسيج الثقافي للأمة العربية وللعراق بذات الآن ، ومن العبث محاسبة التاريخ والجغرافيا والدين عن  جرائم الماضي ، كما هو عبث في قناعتي أن نتباهى بهذا التاريخ أو بعض حسناته ، لأن تلك كما هذه  هي واقع قام على وعي كان لدى الناس هو الوعي المنطقي العقلاني النافع في تمشية دفة تاريخهم وتأمين مصالحهم .

حسنا ... لم أقول هذا ، وما القصد من هذا الإستعراض وهذا المرور على التاريخ والجغرافيا والأعراق والأقوام ؟

الجواب لأن هناك من يرى أن العراق مهددٌ بقوة من قبل الأخوة الفرس الإيرانيون ، ولأن الوطنية العراقية في خطر بالغ وأن ثقافة الإعتدال والتنوع وقبول الآخر وإعمال الفكر وروح التحرر الموجودة في الشخصية العراقية والموروثة من أيام الآشوريين والكلدان والسومريين ، أجداد العراق القدامى ، أن جميع هذا مهدد بالضياع وأن عراقا ممزقا في الخفاء يمكن أن ينشأ على أنقاض العراق المتنوع المتعايش .

يقولون لك ... أنظر كيف أن الوزارات العراقية مستباحة ، وكيف أن وزير داخلية العراق لا يأمن لمرقده إلا في السفارة الإيرانية وأن محافظ البصرة لا يبيت إلا في المحمرة وأن المخابرات العراقية لا تستطيع أن تنافس الإيرانية في البصرة والعمارة وأن هناك عراقيون في أعلى المناصب يطالبون بأن نعوض إيران على حرب صدام والخميني قبل أن نعوض أطفال شهداء الشيعة والكرد لبعض العمر الذي ضاع في البؤس والحرمان والذل على يد الطاغية الشوفيني العروبي الطائفي الجرذ صدام حسين ...!

ويقولون ويسرفون في القول ، ونتوجع من صدق هذا الذي يقال ، لكن ... هل إن علينا أن نستسلم لليأس ؟

وهل أن عراقا ديموقراطيا فيدراليا متحررا متنورا ، لا يوشك أن يشرق ..؟

أجيب بكل ثقة .... كلا ....!

لا ينبغي أن نيأس ولا يجب أن نستسلم ، ولا يجب أن يكون رد فعلنا إلا عراقيا حضاريا عقلانيا متفائلا ...!

الأخوة الإيرانيون من فرس أو بلوش أوآذريين أو عرب كانوا في كل العصور بيننا ، كما كنا دوما بينهم وتلك وشائج خلقها الإسلام ، وطبيعة الجغرافيا العراقية التي لا حكم أقوى من حكمها .

( أذكر في الأمس القريب ، إذ كنت طفلا أن أخوتنا أهل الأحواز العربية وهم إيرانيو الجنسية شيعة المذهب  ، كانوا يأتون مشيا أو على الحمير إبان موسم قطاف التمر في عز الصيف ، وكانت مزارع أهل السنة شاسعة واسعة في البصرة وعلى الحدود مع إيران ، وكانوا يقيمون أسابيع بل أشهر بيننا  ، يعملون في القطاف ويأخذون من الرزق حصتهم ، وما حصل أن سألهم سائل  لم الأقامة وأين أوراقكم الثبوتية أو إنكم من طائفة كذا ولا حق لكم في الرزق عندنا ...! )

لكن حين كان الإيرانيون يأتون غزاة ، كان شيعة العراق قبل سنته ، ينهضون نهضة رجل واحد لصدهم ، لا لوطنية عراقية بل لأن الرزق لا يأخذ بالسيف ، بل بالحب والود وأن تأتي على بغل أو حمار وخلف ظهرك سلال فارغة تريد لها إمتلاءٍ من خير العراق ، وليس سيفا تريد أن تنزع به رغيف العراقي عنوة ...!

لأجل هذا أنا واقعي إذ أقول أننا حُكم علينا أن لا نملك ولاءً صافيا خالصا للعراق ، هذا واحد والأخر أننا لا نملك أن نبيع العراق لأي ولاء آخر مهما طال الزمن أوقصر ...!

تنوعنا أضعف ولاءنا الوطني ، إسلامنا أضعف ولاءنا الوطني ، جغرافيا العراق أضعفت الولاء الوطني ، طائفية الحاكم العراقي غير العراقي غالبا أضعفت ولاءنا الوطني ، ظلم الحاكم العراقي غير العراقي للأغلبية العراقية المتنوعة أضعف ولاءنا الوطني .

نحن لم نعش مثل بريطانيا أو فرنسا أو الصين أو الهند ، تلك الوحدة الثقافية القومية أو الوطنية .

نحن لم نعش زهوا وطنيا عراقيا خالصا ، اللهم إلا أيام العراق القديم حين كان أباطرة الآشوريين والكلدان يملكون مصر والشام وأجزاء من فارس وآسيا الصغرى ، والثانية أيام العباسيين ولفترة قصيرة جدا قياسا إلى عمر التاريخ العراقي .

وبالتالي فنحن لا نملك تجربة الوطنية العراقية الخالصة ، لكن ...بذورها موجودة فينا ولله الحمد ،  من نكهة التاريخ وعظمة الثروة العراقية التي لا تنفذ .

ثروة التنوع والإعتدال وما في باطن الأرض وما فوقها من تربة أرض السواد الخصبة المباركة .

ثم ... لا ينبغي أن ننسى أن الدولة الوطنية جديدة على العالم ، وعلى الشرق بالذات وإلا أما ترى الأغلبية من سلفيو العصر يحنون لسوط العثمانيين الترك ولمجد السلطان عبد العزيز وعبد الحميد وجمال باشا السفاح و...و...و... الخ .

الوطنية جديدة على الشرق كله ، وتاريخ الشعوب لا يقاس بمائة عام حسب ، ولا حتى بألف ... !

نعم أنا مغتاظ غاية الغيظ من السادة الكرام الأحبة عبد العزيز الحكيم والبياتي نائب وزير الخارجية المتحرق شوقا لتعويض إيران من ثروات العراق بينما السيد وزيره الزيباري الكردي العراقي يحث العالم ويسعى من أجل إسقاط ديون العراق .

وأنا مغتاظ غاية الغيظ من العراقي السني البرلماني الفاضل مشعان الجبوري لأنه لا يكف عن التلويح بالمقاومة الوطنية العراقية الموهومة المزعومة .

ومغتاظ غاية الغيظ من الشيخ عميد الإرهاب الوهابي السلفي الطائفي ، الشيخ ضاري الذي لا يكف عن التشكيك بكل شيء وبكل عراقي ، لأنه لا يستطيع أن يرى عراقا بلا قيادة طائفية سنية تسوم الكرد والتركمان والشيعة والأيزديين والصابئة والعلمانيين العراقيين سوء العذاب ...!

لكني أرفض أن أيأس من أن تنهض وطنية عراقية جديدة على أنقاض دولة الطائفة الواحدة الوحيدة ، ثم دولة الطوائف التي يقرأ بعضها القرآن بلغة فارس ويقرأ آخرون قرآن محمد بلغة بن تيميه وبن باز وبقية حثالات الإسلام القرشي القبلي الشوفيني .

بذرة الوطنية العراقية خالدة نقية طازجة أبدا في جوف العقل الجمعي العراقي ، فقط لنعطها الفرصة لتنمو على مهل .

لنرعاها ، نحسن سقايتها ، نتعدها بالظل الوارف ، نمنحها من الزمن كفايتها لتنمو على مهل ، وأقسم أنها لن تموت أبدا ... !

أيها العراقيون لا تيأسوا فروح الكلداني العراقي النبيل فهد ، وأرواح يهود بابل الطيبون النبلاء  ساسون حزقيل وسمير نقاش ومير بصري ، وروح الشيعي العراقي الجميل الخالصي الكبير وروح الجادرجي والبارازاني الكبير وعبد الكريم قاسم و...و... الخ ، أرواح هؤلاء لا زالت بيننا ، وستنهض من جديد في ألف مثال آلوسي وألف ليبرالي ويساري وإسلامي ومسيحي عراقي جديد  يؤمن بعراقية العراق ووحدة العراق وقداسة التاريخ والتراب والتراث والتنوع العراقي .

سيرحل الأمريكان ، وقبل أن يرحلوا سيغادرنا الإيرانيون والعربان بالجملة أو المفرد ، لأن لا رزق ولا إقامة لمن يريد أن يستبيح العراق ويشوه تنوعه الأزلي .

موجة الأحبة الطيبون ، الجعفري وصولاغ والشيرازي والشهرستاني و... و... ستنسقط في إنتخابات قادمة قريبة بلا أدنى شك .

أحزاب الطوائف لا عمر لها ، لأن لا برنامج لها ، ولا يمكن أن تبرمج حياة شعب كالشعب العراقي على مثاليات جميلة لا تطعم خبزا ولا تسقي ماء ولا تنتج كهرباء .

العراق ليس اليمن أو الحجاز أو مصر أو جنوب لبنان .

والمثاليات لا ( تمشي ) على العراقيين ، لأن أقدامها الهوائية المتخيلة لا تقنع مزاجهم المتميز بالنظر وإعمال الفكر .

أقسم أن أهل البصرة والعمارة سيكونون أول الثائرين على التدخل الإيراني ، تماما كما كانوا أول من صد الغزو البريطاني قبل أن يتحرك أخوتنا أهل الوسط من موالى الدولة العثمانية وأحبابها الخلّص .

فقط لنعطي الوطنية العراقية الفرصة ولنكف ألسنة السوء ونقصي العرب أولا من العراق ، لأن هؤلاء هم بذرة الشر الأزلية التي تأبى إلا أن ترى البستان العراقي ذيلا للصحراء العربية .

أما أخوتنا العجم فأمرهم هينٌ وكل غد لناضره قريب .

   الرافدين
www.alrafidayn.com

15


فلنتعلم من هذه البغدادية الاصيلة كيف ندخل البهجة على قلب يتيم

محمد حسن الموسوي

almossawy@hotmail.com

زهرةٌ في اول ربيعها الثاني والعشرين تحمل بين جنبيها روح عشتار آلهة الخصب والانوثة والنماء وتحمل فصاحة الخنساء وعشقاً حد الهيام لذرية الزهراء وتأسيا ً ببطلة كربلاء زينب الحوراء. شاءت الاقدار ان تعيش الغربة والمنفى مبكرا ً يوم كانت بنت التسعة اعوام , غادرت مدينتها  المحبوبة بغداد على وجلٍّ بعد ان غزاها الاشرار فحلَّ بها الخراب والدمار وهجرها التقاة والابرار وأستوطنها البدو والتتار القادمون من اعماق البداوة والصحراء, اجلافٌ حفاة, يكرهون الحب والحياة, ويعشقون الكره والممات. اجتاحوا مدينتها الجميلة الغافية بين احضان دجلة الخير والبساتين كاجتياح الجراد للحقول الخضراء والصفراء فحولوا صبح  دار السلام  الى ليلٍ دامس ٍ وطبقات من الظلمات لأنهم خفافيش لا تعيش الا في الظلام.

تركت بغداد وفي حلقها شجى وفي عينها قذى ودمعةً وفي صدرها الرحب زفرة وفي قلبها المكلوم لوعة, تخنقها العبرةُ كلما تذكرت ايام الصبا على شطآن دجلة وفي الازقة الضيقة للمحلة القديمة. أمست بغدادية لتصبح لندنية حيث لا النهر ولا شعر البنات ولا مِن احدٍ من اصدقاء الطفولة او الرفيقات. مدينة تصحو على الضباب وتمسي على المطر لا شمس فيها ولا دفء خريف العراق, شوارع مكتظة بالناس ولكن ليس فيها ناس , لا (حجي) خضير ابو الشوربة ولا (حجي) زبالة ابو الشربت. ناس لاتعرفهم ولم ترهم من قبل ولغة لم تكن قد تعرفت على ابجدياتها بعد . كان عليها ان تبدأ حياتها من جديد وتنسى فرحة (المراجيح) في العيد. وتمر الايام والشهور وتمضي السنين والدهور والجميلة الصغيرة اصبحت بعد عقد ٍ ونصف امرأة رشيدة تنطق فهما ً وتنضح علما

عقلها اكبر من سنها, ورجاحته حيرت ذوي الالباب من الاصحاب والاحباب, حديثها الدائم عن الوطن في البيت وفي العمل واذا سألتها من انتِ تجيبك على الفور ومن دون وجل I am Iraqi ,I am proud of  ومعناها انا عراقية ٌ ,انا فخورة. عجيبٌ امرها كأنها عاشت الدهر كله في العراق حتى تحول الى معشوقها الاوحد, ذابت به جوىً وحملته في فؤادها هوىً. تتضرع الى الخالق ان يرجعها الى معبودها بعد ان يخلصه من قيد آسريه من البربر من عصابة صدام الغجر ويستجيب الربّ دُعاءها ويسقط الصنم فتطل على قلبها المهموم بشائر الامل وأخيراً ستعود الى حضن الوطن بعد طول غياب وَشجََن.

لكن فرحتها لم تعمر طويلا ً ولم تدم كثبرا ً فكارثة المقابر الجماعية سرقت البسمة من شفتيها وحولت فرحت التحرر الى كدر. ملايين من الايتام ومثله من الثكالى والارامل بلا معيلٍ او سكن. فرياح التحرير سارت بما لاتشتهي السَفَن. بكاءٌ وعويلٌ وصراخٌ وأنين. أمٌ منكوبةٌ بفقد ابنائها الأربعة جاءت تبحث عنهم بين ركام العظام وتندبهم بلوعةٍ وترثيهم بلهجتها الجنوبية:

أنا أم الاربعة الراحو ولا جو

او بعدهم ارض متلمني ولا جو

اشكثر ونووا على الغبرة ولا جو

كضوا كلهم جتل بسجون البعثية 

 وأبٌ ابيضت عينيه من الحزن فهو كظيم  وأحدودب ظهرهُ من فرط الاسى ينبش الارض بحثاً عن فلذة كبده ولده ابن العشرين ومعه حفيده يدلهُ على الرفات والجثث جلسا ُقربَ جثة ً محفوظة بكيس ابيض مكتوبٌ عليها جثة (عبد الحسن عبد الزهرة الفراتي) يحضن الاب المنكوب الجثة يخاطبها بلهجة ٍ فراتية ُتقطع نياط القلب( بويه عبد الحسن تسمعني , جاوبني يابعد روحي, بويه ليش عفتني او رحت) ثم يرثيه قائلا ً:

انا ِرِدتك ما رِدت دنيا ولا مال

اتحضرني لو وكع حملي ولا مال

يبني خابت ظنوني والآ مال

عند الضيج يبني اكطعت بيه

 وأختٌ تندب اخاها الوحيد الذي خلف بعده ثلاثة ايتام لا معيل لهم ولا كفيل سوى الله وما تجود به ايادي المحسنين . فتاةٌ بعمر الزهور تجهش بالبكاء الى جنب امها التي تندب زوجها الذي اختطفه البعثيون في سابع عرسه قبل ثمانية عشرة عاما ً تشكو اليه همها وغمها وتخبره بما فعلت نائبات الدهر بها تبكيه بحرقة ٍ وتخاطب رفاتهُ ظنا ً منها انه سيجيبها:( ابو فاطمة هذي بنتك فطومة الي ما شفتها او ما شافتك راح اتروح للجامعة وتصير طبيبة. فطومتك كبرت او صارت مره او كاموا الخطابة يجوها  اتكول ماراح اتزوج الا يجي بابا ). منظرٌ آخر, ابنٌ يحمل كيسا ً ابيضاً وبداخله عظامُ ابيه ودموعه تجري على خديه يتمتم بشفتيه اليابستين من الألم (بأي ذنب ٍ ُقتلت).

مشاهدٌ وصورٌ  ُتبكي الصخر وُيشيب لهولها الرضيع. نساءٌ رملت وامهاتٌ ثُكلت واطفالٌ  ُيتمّوا مَن لهؤلاء؟ تتساءل البغدادية الاصيلة والدموع تتلألأ ُ في مقلتيها. ُتقسم بربِّ العالمين وبالملائكة اجمعين وبرفات عظام ابناء المقابر الجماعية المظلومين ان تبذل قصارى جهدها لأعالة اليتامى والمعوزين, فتشمر لأجلهم عن ذات الشمال وذات اليمين , فيهديها قلبها النقي كنقاوة الفرات الى فكرة تجمع من خلالها شيئا ً من النقود ويتفتق عقلها الكبير عن طريقة حضارية لجمع المبلغ المطلوب لدعم يتامى المقابر الجماعية وتعرض الفكرة على صديقتيها اللتين رحبتا بها ويبدأ العمل بالمشروع .

فكرةٌ بسيطة ٌ ,تستقطع البغدادية الوفيةُ لشعبها مبلغاً من معاشها الشهري البسيط وتجمعه مع ما جادت به شريكتاها وتدفعه لمطبعة اتفقت معها على تصميم باج للعلم(العراقي). الآف من الباجات الجميلة والمُصممة بذوق رفيع ذلك هو ذوقها تدفع بها الى مراكز تجمع العراقيين لبيعها وفي الجامعات وفي كل مكان فيه تواجد للعراقيين (اشتر باجا ً وادخل السرور على قلب يتيم) هذه هي العبارة التي تعبر عن المشروع.

قررت البابلية تحويل مشاعرها النبيلة تجاه اليتامى الى حركة في الواقع وبدلا ً من ذرف الدموع عليهم اصرت على ان تدخل البهجة على قلوبهم بمبلغ ولو زهيد. سألتُها لماذا هذا العلم بالذات وهو غير محبذٍ عند الكثيرين؟ قالت لسببين الاول حتى أ ُرضي رغبة الجيل الجديد من العراقيين الذين ولدوا هنا ويرغبون بحمل شعارٍ يشيرُ الى عراقيتهم وُيعرف الناس بانهم عراقيون وليثبت انتمائهم وهويتهم العراقية والسبب الثاني حتى أ ُذكر  بقية العراقيين بأن هنالك ايتام لنا, عيونهم تربو الينا, وكذلك لأشجعهم على فعل الشئ نفسه او التفكير بمساعدتهم  كلٌ حسب طريقته وقدرته ولنُدخل البهجة الى قلوبهم وقلوب اسرهم.

بالله عليكم اليس هذا افضل من تنظيربعض المنظرين وتسطيربعض المسطرين؟

 تعالوا فلنتعلم من هذه السومرية الابية كيف ُندخل السرورعلى قلب يتيم ولنتذكر قول الرسول الاكرم صلى الله عليه واله وسلم (انا وكافل اليتيم كهاتين*  في الجنة).

* اشار الرسول (ص) الى السبابة والوسطى .                     

   الرافدين
www.alrafidayn.com

صفحات: [1]