1
المنبر السياسي / وجهة نظر عما يجري في الشرق ... اقرءها ولن تندم
« في: 19:06 07/06/2007 »نعيش اليوم في عالم مهوس مزدحم بتيارات تجرفنا في كل الاتجاهات ولكي لا اطيل المقدمة فتصبح مملة اود ان اذكر وجهة نظري باختصار
حول ما نعيشه اليوم وخاصة في الشرق. الشرق العربي المسلم ذو الثقل الاستراتيجي المهم بسبب النفط وموقعه الجغرافي في العالم هو موضوع هذه الدراسة البسيطة والسريعة. كلنا نعلم ان الشرق العربي المسلم مقسم الى دول تختلف حكوماتها من ملكية الى جمهورية والخ ومهما كان نظام الحكم فهي تتفق في ما بينها في امر واحد هو ان هذه الحكومات تعيش نظام التبعية لدول الحلفاء. وبالرغم من الدعايات الاعلامية حول بعض هذه الحكومات لاعطائها صفة الوطنية لمبدئ قومي او سياسي تدافع عنه او تتمسك به الا ان كل هذا ما هو الا زوبعة في فنجان يكون الغرض منها فرض رؤية معينة عنها او رسم ملامح دور شخصية معينة ستقوم بها في مرحلة ما عندما يطلب منها ذلك. ففي بداية تاريخ الاستعمار كان المستعمر يغزوا ويحارب ليمتلك الارض ثم تتطورت الافكار والمفاهيم لدى المستعمر وجاء لنا بما يدعى الانتداب او الوصاية وهنا كان للمستعمر وجود على الارض التي يحتلها لكن اقل كثافة وغير بارز الملامح لكن في نفس الوقت قادر على السيطرة وقيادة الاوضاع حسب مصالح المستعمر. الان نحن نعيش حالة سياسية واجتماعية والخ جديدة فرضها الاستعمار وهي التبعية. هنا لم يعد المستعمر متواجدا على ارض البلد المحتل الا على شكل سفارة او منضمات ولكنه قادر على التحكم بما يجري عن بعد لانه يراقب البلد المعني بالاقمار الاصطناعية ويسخر التكنلوجيا لنفس الغرض. ولناخذ كل دولة ان امكن ونعلق عليها في ضوء ما ذكرنا من امور. فمثلا العراق واقصد حكومة صدام كانت تمثل دور العربي الشهم المتهور بشهامته حتى اصابه الغرور والغباء فحصل ما حصل. العراق واقصد حكومة صدام كانت موالية للحلفاء وكانوا الحلفاء يدعمونها في كل القرارات التي تتخذها في مرحلة بناء الثورة والنظام البعثي ومواجهة العدوان مثلا القادم من ايران. ولا يخفى عنكم ان النظام الذي حكمنا لم يتكون عبثا بل هو من تصميم خبراء مختصيين وارجح انهم كانوا من الاتحاد السوفيتي الشيوعي وذلك لان ما قاموا ببناءه من نظام ما هو الا اتحاد سوفيتي شيوعي مصغر ومصاغ ليناسب بلد معروف الابعاد. الدليل على ذلك ان مبادئ البعثية ماخوذة من الشيوعية وان مطبقي البعثية كانوا اميين من الصعب بلوغهم ما بلغوه دون مساندة او مساعدة فعالة وقوية. حالما انتهت مرحلة حكومة صدام حتى تم صياغة الاحداث ليحصل ما حصل والذي ساعلق عليه في ما بعد. سوريا واقصد حكومة الاسد تبدوا وكشقيقها الاكبر حكومة صدام بنفس الملامح وذلك لان بالفعل ما يناسب حكومة بعثية هو ما ذكرناه من صفات عن الشقيق الاكبر فهي بذلك ستنجح في الحكم حتى الموعد المحدد لها وهو موعد تغيير النظام حسب متطلبات الحلفاء. وبما ان النظام البعثي نجح في العراق حتى نهاية دوره على المسرح فلما لا نواصل بشبيهه في سوريا وخاصة ان المبتغة من كلا البلدين امر واحد. في الخليج تم تطبيق نظام التبعية في صيغة راس مالية معاكسة لما في العراق وسوريا. في مصر تم صياغة حكومة بملامح مشتركة من حكومات الخليج والعراق وسوريا اي حكومة بمبادئ شيوعية لانها اشتراكية لكن يتم تطبيقها على ضوء رغبات راس مالية. في اليمن وليبيا الامر اسهل صياغة فقط دكتاتوريا وتعصب بحكم عسكري وما من اعاقة في ادارة الامور هناك فالشعب هناك قبلي بسيط في اسلوب حياته. الصومال والسودان ليست مستحقة للعناء بسببها واعمل بالمثل الشعبي القائل: خلي نارهم تاكل حطبهم
المشكلة براي ليست في ما تم ذكره حول حكومات شبه الجزيرة العربية ومصر لاننا لا نملك البديل بل العكس فيبدوا ان السبيل الوحيد لاستمرار الحياة في الشرق العربي المسلم هو وجود هذه الحكومات بملامحها المدونة اعلاه. والدليل ان ما يحدث في العراق الان اسوء بكثير من ما كنا عليه سابقا. قبل ان اذكر ما اود ذكره علي استذكار بعض الامور هنا مثلا جماعة القاعدة تكونت بمساعدة من الحلفاء وتحت وصايتهم لمواجهة خطر الاتحاد السوفيتي ليكون الداء هو الدواء ثم يقال انها انقلبت على صانعيها بعد ان تصادمت المصالح ولربما حاولوا الحلفاء القضاء عليها بعد استنفاذ دورها ولكن هنا نحن نتحدث عن داء استخف به كدواء فانقلب الى وباء اصاب الجميع. وانا براي ما زال هناك الكثير فيما بين الحلفاء والقاعدة من اتفاقات وتكتيكات سرية لان القاعدة يبدوا انها تملك معلومات استخباراتية وعسكرية ومعلوماتية دقيقة يفتقد لها الكثير من الحكومات وكانهم كما يقال شعبيا: من بينا ومن عدنا... الحقيقة اني لا املك المزيد حول هذا الامر الا اني استغرب لماذا لم تحاول الجهات المختصة الوصول الى الاشخاص التابعين للقاعدة والذين يلتقون في الانترنت ويتراسلون فيما بينهم على المنتديات بعلانية فاي مهندس كمبيوتر قادر على معرفة ال اي بي وهو عنوان الاتصال الخاص لكل كمبيوتر يتم الاتصال بواسطته والوصول لمستخدمه. الامر ترك هكذا ليكون قناة مفتوحة ليذيعوا منها الارهاب والدروس الخاصة بهم. لماذا تقوم القاعدة باستعمال الوحشية واللاانسانية كشعار؟ لو كانوا يريدون السيطرة والقضاء على العدو الم يكن من السهولة القيام بقتل جماعي سريع او اغتيالات غامضة دون وحشية وعندها يكون ترتيب الصفوف وكسب التاييد اكثر؟ كيف يمكن لمن يدعي الاسلام وانا اؤكد اني لا ادافع عنه ان يستخدم الالات ومعدات غربية في حربه اليس ذلك حراما؟ النقود التي تستعمل في صناعة الاسلحة هي نقود ربى وضريبة ملاهي و تجارة مخدرات وكذلك الدعارة والكحول اليس ذلك حراما؟ كان في السابق يستعمل المسلم سلاحه المصنوع محليا في نظاله. ولا تتعجبوا في وحشية القاعدة حيث من اعترافات احد العناصر اتضح انهم يعتبرون ذبح الانسان عملية سهلة تشبه بذبح الحيوان فقد ذكر احد العناصر من القاعدة انه كان يعمل كراعي للحيوانات وقد قام بذبح المئات منها و لامشكلة من تطبيق ذلك على البشر. الدم هو الدم وعذاب وعناء الضحية هو نفسه فقلبهم تعود على ذلك. طبعا يزاد على ذلك الان العمل ممزوج بحقد وافكار ومبادئ تزودهم بالوقود والمال. حتى صناعة القنابل بشكلها الحالي هي غربية الاصل اظن ان القاعدة لا قاعدة لها في مبادئها حول نبذ كل ما هو اجنبي غربي غير اسلامي. ما يحدث الان في العراق مثلا هو ان القاعدة تبث الارهاب بين الناس الكفرة وهم قوات الحلفاء والمسيحيين والشيعة والسنة الغير منظم معهم و كل موالي لهم كالاكراد مثلا والدعم قادم من سوريا والسعودية, الامر لهم سهل اقتل كل من ليس انا. الجماعات الاسلامية السنية الاخرة تقتل الشيعة وقوات الحلفاء لانهم يتنافسون على الحكم والمصالح نفسها لكن المسحيين مستبعدون من الموضوع لانهم لايشكلون خطرا في ذلك. الجماعات الشيعية المسلحة مثل جيش المهدي ومقتدى الصدر المدعومة من ايران تقتل السنة و قوات الحلفاء المنافسين على المصالح والمسيحييون مستبعدون لعدم منافستهم على اي شيء. قوات التحالف تقتل كل من يعارض مصالها مهما كان. وبالاضافة لما ذكر هناك عصابات سرق وقتل وخطف لقاء الفدية والمال لا تفرق بين ضحاياها. ولن انسى الجماعات التي تحاول تخليص العراق من كل امراضه وجروحه بشتى الطرق الا ان الوضع الحالي يمنع التفرقة ومعرفة ما يجري في العراق
وختاما نرى في لبنان مواجهات مع الجماعات الارهابية التي هي امتداد لجسد افعى القاعدة ولبنان مدعوم من الكل عدا سوريا ولكن اين راس الافعى يا ترى؟ في سوريا هدوء نسبي للاوضاع لان مصلحة الحلفاء لا تقتضي خلط الاوراق هناك خاصة دون وجود عامل النفط المغري كما في العراق. ففي العراق يجري ما يجري المهم استمرار تدفق النفط للحلفاء الدول العربية الاخرى المطيعة لاتعاني من هموم الارهاب الا عندما يكون في النية معارضة الحلفاء ومثلا عن تلك الدول مصر والسعودية والاردن. اما فلسطين فهي عبارة عن صورة قريبة لما يعيشه العراق لكن في فلسطين اسرائيل تهدئ اللعب متى بدى انه سيخرج عن السيطرة. براي ان الحل لاخماد هوس العروبة والاسلام المتطرف هو اسرائيل وسياستها في الشرق. سؤال خطر لي الان لماذا لا يعطى الاكراد حقوقهم في سوريا وايران وتركيا كما في العراق؟ رغم ان سوريا وايران يظهران دوما كاعداء للحلفاء. هل سيتمتع كردستان الحبيب بظروفه كما هي وحتى متى؟ هل يمكنه الدفاع عن نفسه كاسرائيل من الخطر التركي الايراني المتواصل دون عون الحلفاء وكيف؟
هل علينا نحن المسيحيون الهجرة الجماعية الى الدول الغربية الراس مالية حيث نبداء من الصفر ومستقبل مجهول ام هجرة داخلية الى مناطق اكثر امنا ككردستان والمقامرة بمستقبل اكثر غموضا؟ من يساندنا ويحمينا غير الله؟
ساري دخوكة