عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - al8oshi

صفحات: [1]
1
المنبر الحر / الإعلام البطريركي
« في: 22:48 28/11/2021  »
نشرت هذه المقالة عام 2017 ولأهميتها أعيد نشرها
الإعلام الپاطِرْيَرْكي الكِلداني
November 28, 2017Kaldaya Me563 Views شاهد
د. نزار ملاخا
(بداية إن هذا المقال ليس غايته الطعن بشخص ما، أو النَيل من سمعة كائن مَن يكون، بل هو تشخيص ووضع الأصبع على موضع الألم عسى أن نتمكن من وضع أقدامنا على الطريق الصحيح بدلاً من التخبط في دياجير الظلام، لذا أقتضى التنويه).

بداية يجب أن نطلع على تعريف الإعلام، لأن السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو : ما هو الإعلام ؟ وما أنواعه وما غايته، ولماذا هو مهم في كافة مفاصل الحياة ومرافق الدولة ومؤسساتها؟ هل هو مؤثر؟ ومن ثم نتساءل هل الإعلام ضروري بالنسبة لمؤسسة دينية مثل الپطريركية؟

تعريف الإعلام (بكسر الهمزة)، التعريف العام للإعلام هو : مجموعة من قنوات الإتصال سواء كانت مرئية أو مسموعة أو مقروءة، غايتها نشر الأخبار أو الترويج لإنتاج أو سياسة مؤسسة ما، وهو وسيلة رئيسية من وسائل التواصل مع الجماهير على مختلف تنوعاتها.

الغاية من الإعلام : إن الغاية الأساسية من تأسيس مكاتب أو تخصيص موظفين أو اشخاص لهذا العمل هو لغرض إيصال المعلومة أو الخبر في سبيل تنشئة جيل واع يواكب الأحداث على مختلف المستويات، وكذلك لغرض التعرف على طبيعة المجتمعات بكل أنواعها، كما يعتبر عامل رئيسي من عوامل التواصل وتبادل الأفكار والآراء والحقائق وإجراء النقاشات البناءة وعقد الإجتماعات ونشر المعرفة، واليوم هناك مهمة إضافية للإعلام هي تصحيح وتصويب وتعديل ما يصرح به الأشخاص المخولين، ومن ثم تفسير ما يبدر منهم عن طريق الخطأ أو الهفوات وإطلاق عليها مصطلح ”زلة لسان” .

يرافق الإعلام أو هو جزء منه ما يسمى بـ (الدعاية)، وفاتنا أن نقول بأن للإعلام تأثيرات كثيرة وكبيرة ومتعددة، منها سياسية ومنها دينية وثقافية وإجتماعية وعلمية و … الخ

الإعلام نوعان وهما : سلبي وإيجابي ولا نريد الخوض في تفاصيل هذا الموضوع.

نلاحظ بأن لكل دولة وزارة خاصة بأسم (وزارة الإعلام) يراسها وزير، ولكل منشأة أو مؤسسة أو معمل مكتب إعلامي، كما تتضمن الأنظمة الداخلية للأحزاب ومنظمات المجتمع المدني مكاتب إعلامية أو الناطق الإعلامي أو ما يشبه ذلك، ويكون هذا الشخص بمثابة لسان ناطق لذلك التنظيم أو المؤسسة. بغية تحديد التصريح بإسمهم وتوحيد الخطاب الجماهيري لتلك المؤسسات. هذا المسمى (المكتب الإعلامي أو الناطق الإعلامي) ويقوم بدور الوسيط بين المؤسسة والجماهير، وواجباته تكون كما يلي : ــ

1 ـ القيام بمسؤولية النشر ومتابعة ما يُنْشَر في وسائل الإعلام والرد عليها .

2 ـ يكون مسؤولاً عن الموقع الألكتروني للمؤسسة، ويتابعه يومياً .

3 ـ تصحيح ما يصدر عن المؤسسة، أو هو المسؤول عن تصريحات الرئيس أو الشخص الأول في تلك المؤسسة ويقوم بتصحيح العبارات التي وردت في تصريح المسؤول وتبريرها تحت اي مسمى، كما حدث مع كثير من المسؤولين ورؤساء الدول وإعتبارها زلة لسان، ويبرر خطأ التعبير على أن المقصود به كذا وكذا وليس بالحرف الواحد كما نطقه المسؤول نفسه.

4 ـ تأسيس أرشيف وتوثيق المعلومات والأمور المهمة وتسهيل العودة إليها حين الطلب والحاجة.

5 ـ تغطية وتوثيق نشاطات المؤسسة المعنية .

6 ـ التهيئة لعقد إجتماع أو مؤتمر ويكون اللولب في ذلك .

ويرافق المكتب الإعلامي بعض المستلزمات مثل شخص أو عدة أشخاص للتصوير الفيديوي والسينمائي (واليوم فإن جميع أجهزة الهاتف الخلوي الموبايلات تمتلك هذه الخاصية وتتوفر فيها تسجيل صوتي وصوري في آن واحد)، كما يمكن لشخص واحد أو عدة اشخاص أن يقوموا بمهمة التقارير (إعداد التقارير الإعلامية الدورية لكل نشاط، أو إجتماع، ونشر ذلك في مواقع التواصل الإجتماعي، وعلى الصفحة الرئيسية للفيس بوك وغيرها)، ويكون مسؤولا عن إعداد كلمة الرئيس أو المسؤول الأعلى، وتصحيحها لغويا.

ويقترح أن ترتبط المواقع الألكترونية للمؤسسات الفرعية بهذا المكتب مباشرةً.

هل تمكن الإعلام الپطريركي أن يقوم بهذه المهمة ؟

اقولها وبكل صراحة لقد فشل الإعلام الپطريركي من أن يقوم بواجبه، هذا إذا كان هناك للپطريركية إعلام أو ناطق إعلامي، وإن لم يتوفر ذلك فتلك طامة كبرى، لأن مؤسسة دينية مثل الپطريركية لها شعب مؤمن يُقدّر عدده أكثر من مليون ونصف المليون شخص ومواقع أبرشيات منتشرة في كل دول العالم، ولا تكاد دولة تخلو من نيابة پطريركية كلدانية، أو ممثل لها، أن تفتقر إلى مكتب إعلامي ؟

لقد فشل الإعلام الپطريركي فشلاً ذريعاً في نقل الصورة بالإتجاهين من وإلى القيادة الپطريركية والجماهير المؤمنة، ولم يتمكن هذا الإعلام من تصحيح الهفوات والأخطاء التي صدرت من قيادته، ولم ينجح في سد الثغرة او الفجوة التي حدثت بين القيادة الدينية والشعب وذلك نتيجة التراكمات والأخطاء والتصريحات غير المدروسة، والخطب الإرتجالية التي تفتقر إلى كل مقومات الخطاب الديني أو السياسي الذي يصدر عن القيادة الدينية، كما أن الإعلام الپطريركي لم يتمكن من تبرير تلك الأخطاء حتى ولو كانت من باب (العذر اقبح من الصوچ)، لا بل العكس نلاحظ أن الإعلام الپطريركي في سبات تام، ولا أدري أين الخلل هل هو من القيادة الدينية التي تحجّم دور إعلامها؟ أم أن الأشخاص الذين تبوؤا هذا المنصب كانوا غير جديرين أو غير كفوئين لشغل هذه المهمة الحيوية، وهذه المسؤولية الكبيرة، والأمثلة على ذلك كثيرة ومتعددة نذكر منها على سبيل المثال وليس للحصر.

أ ـ لقد فشل الإعلام في تقريب الصورة بين القيادة والمؤسسات السياسية، كما نراه واضحاً في إستعجال القيادة الدينية بتأسيس الرابطة الكلدانية التي أعتمدت اشخاصاً لم يسبق لهم أن عملوا في صفوف هذه التنظيمات، وليسوا بتلك الكفاءة التي يتطلبها عمل هذه المؤسسات، كما لاحظنا أن أغلب الحاضرين في المؤتمر الذي كان برئاسة غبطة الپطريرك هم من السلك الكهنوتي .

ب ـ الرابطة كلدانية الأسم، ولكنها تفتقر لأي قائد قومي أو سياسي كلداني، أو متخصص في شؤون التاريخ الكلداني، ولهذا فشلت فشلاً ذريعاً وهي اليوم تلفظ آخر أنفاسها، ولم يفد معها حقن المورفين والأوكسجين التي تضخها بين الحين والآخر القيادة الدينية، وهذا هو الفرق بين بناء بيت يكون أساسه من طين أو على اسس صخرية قوية كما جاء ذكر هذا المثل في الإنجيل الشريف.

ج ـ لم يتمكن الإعلام المؤسساتي للپطريركية من أن يقوم ولو بتصحيح واحد لكافة الهفوات والكلمات غير اللائقة التي تلفظت بها القيادة الدينية تجاه أشخاص وشخصيات قومية وسياسية كلدانية، ولم نسمع أي تبرير لكلمات لا تليق بمستواهم وموقعهم الديني، ولا أريد أن أكرر ومَن يستغفل ذلك ليعود إلى مقالاتنا ومقالات الأستاذ الفاضل المبدع مايكل سيپي والمؤرخ المهندس عامر حنا فتوحي والدكتور گورگيس مردو والأستاذ أبلحد افرام وغيرهم الكثيرين. ولم يتمكن هذا الإعلام من الرد بشكل علمي ومنطقي وجاد على كافة التساؤلات التي أوردها القوميون الكلدان في معارض إنتقاداتهم للقيادات الدينية، ولا ننسى المقولة المُهينة التي وردت على لسان هذه القيادة وهي :  "كل مُهاجر هو بائع هوية وخائن وطن" وهذه بحد ذاتها تستحق التوقف أمامها أشهر طويلة.

د ـ ظهر على الساحة السياسية العراقية شخص شاب مندفع مملوء حيوية ونشاط، يتحدث بأسم يسوع ومريم العذراء رافعاً رايتهما في الأعالي، وغايته رفع الراية الكلدانية والحفاظ عليها خفاقة في سماء العراق، وتمكن إلى حد ما أن ينجح بذلك، ألا وهو الشيخ ريان صادق الألقوشي الكلداني، كان من واجب الإعلام الپطريركي أن يحتوي هذه الظاهرة، من خلال فتح قنوات إتصال لمعرفة الغايات والأهداف والجهات التي تقف وراء هذا الظهور المفاجئ، كان المفروض أن يتم التواصل معه، ومد يد العون والتغلغل بين صفوفه لتقويم وتعديل وتشذيب الأغصان غير النظامية في هذه المسيرة النضالية التي قادها هذا الشاب الجرئ لا سيما ونحن نفتقر ومنذ ثورة 1958م ولحد ظهور الشيخ ريان إلى شخص يتحدث بهذه اللهجة، بل طغى السيد يونادم كنا على كل شئ وأستملك المسيحيين كلهم بدون أستثناء، وطمس الهوية الكلدانية بمساعدة بريمر ومن ثم بعض القيادات الأخرى التي سندته ومنهم الأستاذ سركيس أغا جان وغيره، ومعروفة هي الجهة التي ساندتهم، ولا نريد الخوض في تفاصيل ذلك. بل نرى على العكس من ذلك أن القيادة الدينية والإعلام الپطريركي تعرض بالإساءة للشيخ ريان، ومعه بعض الزمر غير المسؤولة، فتعرضت لسمعته وسمعة عائلته تشويهاً وتلفيقاً، وذلك من خلال إصدارها البيانات النارية التي زادت من شعبية الشيخ ريّان وبالمقابل هناك مَن أستاء وأزدرى تلك البيانات التي لا تليق بالجهتين. في الوقت نفسه أستمر الشيخ ريان الكلداني بموقفه الرائع حيث لم يتفوه بأية كلمة سيئة تجاه مَن اساؤوا إليه، أتحدى كل ابناء شعبنا إذا أتوا بدليل واحد يثبت أن الشخصية العراقية المرحوم طارق عزيز والذي كان عضو القيادتين القومية والقطرية وعضو مجلس قيادة الثورة ونائب رئيس الوزراء أن يتحدث بِنَفَس مسيحي أو دافع عن مواطن واحد لكونه مسيحي أو كلداني ؟ بينما الشيخ ريان يفعلها وبكل حيل صدر (يعني بْزودَه).

ما الذي يهمني من الشيخ ريان سواء كان مسيحياً أو مسلماً، ولو عدنا للتاريخ القديم ألم تكن كل العشائر المسلمة اليوم مسيحية سابقاً ؟ اليست كربلاء والنجف وغيرها من مدن العراق ملأى بالكنائس والأديرة وما تزال آثارها باقية لحد اليوم؟ أليس إسلام اليوم هم من سلالة مسيحيو الأمس ؟ ما الذي تغير ؟ ولماذا كل هذه العاصفة الهوجاء التي أطلقتموها تجاه رجل مسالم فتح كلتا ذراعيه لإستقبالكم ومد يده لمصافحتكم وخدمتكم وأنتم تناولتموه بالشتم والقطيعة والإستهانة والإستهزاء ؟

كان على الإعلام الپطريركي أن يكون الدعامة لمثل هذا الشاب، الذي ما زال نجمه متألقاً.

هـ ـ نقطة تُحسب لصالح الإعلام الپطريركي عندما دعم وساند أبناء عمومتنا في الجنوب العراقي (الكلدان المسلمين)، وهذا جاء متأخراً، والنقطة إن أوفينا ضمائرنا يجب أن نحسبها لهم لأنهم هم المبادرون ونحن أول من فتح قنوات الإتصال معهم ومنذ عدة سنين.

و ـ لم يتمكن الإعلام الپطريركي من مواكبة ومعايشة أفراح الشعب الكلداني من خلال إستذكار مناسباتهم، وما هو الضير في أن يتقدم الإعلام الپطريركي بتهنئة لكل الشعب الكلداني والعراقي ومؤازريهم بمناسبة كلدانية مثل يوم الشهيد الكلداني وعيد رأس السنة الكلدانية (أكيتو)، ويوم اللغة الكلدانية الأم وغيرها من المناسبات، وما هو الضير في أن يتقدم الكاهن بعد الخطبة وعند قراءته لبيانات وإعلانات الجمعيات والنوادي وإقامة الحفلات أن يستذكر مع ابناء شعبه مناسبة قومية مهمة من أجل أن تسود العلاقة الحميمة والمتينة بينهما ويقوي الأواصر، ولكي يشعر هذا الشعب بأن الكاهن منه وله، فعلى سبيل المثال وعندما يتم قراءة أسماء الراقدين من أجل القيامة أن تُقرأ جملة بمناسبة يوم الشهيد مفادها ” يصادف اليوم يوم الشهيد الكلداني نذكر بصلاتنا شهداء الكلدان جميعا وكل شهيد على هذه الأرض” أو مثلا بمناسبة يوم اللغة الكلدانية أن يقول ” نذّكر ابناءنا المؤمنين بأن هذه اللغة التي نتكلم بها ونرفع صلواتنا هي لغتنا الكلدانية واليوم يحتفل الكلدانيون جميعا بيوم اللغة الكلدانية “. لماذا يسمح للكهنة بترويج إعلانات جمع التبرعات وغيرها ولا يُسمح بجملة واحدة فقط تمر علينا مرة واحدة في كل سنة.

ز ـ الأجدر بكل كاهن يقود أخوية مريمية أن يتم توجيهه بوضع برنامج شهري على الأقل مرة واحدة في الشهر يخصصه للمناسبات القومية أو التوعية القومية الكلدانية، يتم فيها إستضافة متخصصين بالتاريخ الكلداني، بينما نرى بأن هناك هدر بالوقت يُصرف هباءً .

ح ـ مسؤول الإعلام هو الذي يعمم تعليمات الرئاسة الپطريركية إلى كافة الأبرشيات .

ط ـ أقترح أن يعاد تشكيل مكتب الإعلام وإن لم يكن فأقترح تشكيل مكتب إعلام الپطريركية يقوده شخصان مؤهلان لذلك هما 1 ـ الأستاذ مايكل سيپي. 2 ـ الدكتور نزار ملاخا.

تحياتي وتقديري24/11/2017
نزار ملاخا


 

2
شتائم صفاء هندي للكلدان وترشيحه عضو برلمان ممثل للكلدان
د. نزار عيسى ملاخا
هل سينتخب الكلدان الشخص الذي شتم الأمة الكلدانية؟ هل سينتخبون صفاء هندي الذي تهجم على المثقفين الكلدان ونعتهم بأبشع الكلمات من دون أن يوجهوا له اية شتيمة أو نقد أو كلام خارج عن الأصول؟ هل سينتخبون مَن جرح مشاعر الآلاف من أبناء الأمة الكلدانية؟ وإذا فاز هل سيكون أميناً على مصالح الأمة الكلدانية أم يصبح ذيلا تابعاً لرأس يكره الأمة الكلدانية.هل سيرشحون شخصاً يحاول سلب الكلدان تاريخهم وتراثهم؟
أنتبهوا وأفيقوا أيها الكلدان، ما قام به صفاء هندي لم يقم به أعتى أعداء الكلدان، وإليكم الحقائق على لسانه هو.
أضرب على الرأس سيموت الذنب تلقائياً
صفاء صباح هندي، من عائلة عريقة ومعروفة في مدينة كركوك، ولهذه العائلة تاريخ طويل جيد وناصع البياض، كانت منهم شخصيات رائعة مثل (صديقنا) الشهيد الدكتور ممتاز فرج هندي، ووالده المرحوم صباح هندي وناصر هندي، سكنوا القلعة كبقية الكلدان، منذ زمن طويل يملكون مذخر أدوية الهلال في كركوك، وكانت لهذه العائلة الراقية مكانة في قلوب أهل كركوك جميعاً فكسبوا ودّهم وأحترامهم، والكل يذكرهم بألف خير، وهكذا يكونوا قد اورثوا أولادهم رفعة الراس والفخر، ولكن مع الأسف في الآونة الأخيرة شذ عن القاعدة أحدهم وهو السيد صفاء هندي، مع العلم لم يكن يحتاج إلى المال، بل على العكس هو الذي يتبرع للفقراء والمساكين، ولم يكن يحتاج الجاه فقد ورثه عن آبائه وأجداده، ولكن إيمانه ورّطه، فانساق وراء رجل الدين وتورط معه، لأنه بتصرفه المنافي للأخلاق والقيم الإنسانية الرائعة التي تربى عليها أورث العبودية لأولاده من بعده، وسيذكرهم الكلدان بكل فعل شنيع وكلمة بذيئة كتبها صفاء هندي بحق الكلدان الأصلاء، قال جبران خليل جبران :إن العصافير لا تبني لها أعشاشاً في اقفاصها لكي لا تورث العبودية لأفراخها. أين أنت يا رجل من هذا الكلام وأنت تستشهد بأقوال سقراط، فهل تستطيع أن تدلني على المصدر ورقم الصفحة التي أستقيت منه قول سقراط؟
كتب السيد صفاء هندي مقالاً عنوانه "زوبعة في فنجان خاب ظنها" مليئة بالشتائم الموجهة للكلدان الأصلاء، لا لشئ وإنما إرضاءً لسيده البطريرك، يا سيد صفاء لم يكتب عنك أحد من الكلدان شتيمة، ولم يمسّك بسوء، فلماذا قابلتهم بالشتائم والسباب؟ الكلدان رفضوا حذف أسم بابل كما رفضته عشرات الجمعيات والمؤسسات الكلدانية، لأن بابل والكلدان صنوان لا يفترقان، وأسم بابل والكلدان أرتبطا تاريخياً في كل الادبيات الدينية والتاريخية، وبابل ليست تلك المدينة التي يسكنها المسلمون اليوم، فهذا حديث الجهلاء غير العارفين بتاريخ شعبهم وبلدهم وأمتهم، بابل يا سيد هي إمبراطورية عظيمة، بابل هي اركان الدنيا الأربع، بابل العظيمة جاء ذكرها في الكتاب المقدس ما يقارب من ثلثمائة مرة، ورد اسمها أكثر ما ورد من أسماء الأنبياء والأولياء والصالحين وغيرهم، بابل العظيمة، بابل بلبلة الألسنة وبرجها الشهير، بابل تشظي اللغات ، بابل بدء الخليقة، بابل جب الأسود، بابل الإله مردوخ، بابل الكلدانيين،
بالرغم من قناعتي بأن السيد صفاء لم يكتب هذه المقالة ولكنهم أجبروه أن تكون بإسمه، وبذلك جعلوه رأس رمح أو ملقط لإبعاد الجمر، أو واسطة ووسيلة للرد على الأصلاء الكلدان بعد أن أستجبن وتخفى قائدهم،
من الشتائم التي شتم بها السيد صفاء هندي الكلدان (وهو الذي يريد أن يرشح نفسه لمجلس النواب للدفاع عن حقوق الكلدان)  معبّراً عن ذلك الرفض الجماهيري بأنه "هبوط المستوى الفكري والنقدي والأدبي" وقال في شتيمة أخرى "بعضهم أسقطت عنهم هذه الصفة لحجم الرداءة في الطرح وغياب الموضوعية والفكر النقدي". يا سلام على هذه التعابير يا سيد صفاء. متى كنت بارعاً في الكتابة لتكتب هذه التعابير الأخلاقية الراقية والرائعة؟ مجرد أسئلة تخطر على البال للسيد صفاء شتّام الكلدان اقول: متى تبلور الوعي القومي الكلداني لديك؟ كم مقالاً كتبت عن الكلدان؟ لماذا لم تساهم في طبع كتاب عن تاريخ الكلدان في قلعة كركوك؟ كل هذه غابت عن بال السيد صفاء، ولكن الشتائم لم تغب عن باله، فاستمر في شتائمه للكلدان حيث يقول : ولكن أبت كل الأقلام الموغلة في العتق الفكري أن تفهم أن التجدد والأصالة والإصلاح تعطي للأشياء رونقاً ..." هل تستطيع يا سيد صفاء أن تشرح لنا معنى "العتق الفكري"؟ أنا أعرف إنت لست بتلك الدرجة لتكتب هكذا تعابير، فأنت لست صاحب التجدد والأصالة، لأن صاحبها معروف، أنت مجرد وسيلة تم أستخدامها لدفع النقمة عن صاحب الفكرة، لكنك أرتضيت بها لهذا نحن نخاطبك أنت. أية نرجسية تربطها بتصرف تلك النخبة اللامعة من الكتّاب والأدباء الكلدان والذين مضى على نضالهم في هذا الطريق عدة عشرات من السنين من أجل القضية القومية الكلدانية، أين كنت وأين كانت إبداعاتك الفكرية عندما حمل هؤلاء مشعل الراية الكلدانية؟ كلمات ذلك الرجل رددها المسكين صفاء دون أن يعرف معناها فقال في شتيمة أخرى للكلدان "سرحوا بفكرهم تقودهم اللامعرفة (التخبط) في ظلمات الأنا" يا للمهزلة، نحن نتخبط في ظلمات الأنا أم سيدك يا شاطر؟ وهل هؤلاء تخبطوا فأصبحوا ذيولا وتم تعيينهم مستشارين؟ وهل من الأخلاق أن تشتم أشخاصاً لا علاقة لهم بك، لا من قريب ولا من بعيد، لماذا يا أخي، ماذا فعل بك هؤلاء المثقفين الكلدان لتقول لأحدهم " تصل الصفاقة بأحدهم" وهل أطلقنا عليك صفة الصفاقة في تصرفاتك واقوالك؟ ولكن قل لي بربّك هل تسمي المثقف صفيقاً لأنه أو بمجرد أنه طالب بإعادة النظر بقرار غبطته ؟ وهل هذا الرجل معصوم؟ أتدري أنت حتى الپاپا غير معصوم إلا في حدود محدودة جداً؟ لماذا هذا الأسلوب الصلف والصفيق.
نعم أنت لا تعي ولا تعرف ما معنى أن يرتبط الكلداني ببابل أو بابل بالكلدان، فأنت ولا أعيّرك بهذا لكن عشت مظلوماً مقهوراً لأن العثمانيين والأتراك منعوكم من التكلم بلغتكم الكلدانية، وهذا ليس عيباً أو إنتقاصاً، لكنهم سلخوكم من تاريخكم والبسوكم تاريخاً مغايراً جعلكم بمرور السنين الطوال تعتبرونه تاريخكم، وفَتُرَ الشعور القومي الكلداني لديكم، لكن كان المفروض أن تستثمروا هذه الفرصة لتعيدوا تاريخكم المشرق بالشكل الذي ثبّته التاريخ نفسه.
المقال مليء بالشتائم أذكر واحدة أخرى على سبيل المثال : "خاب ظنكم وخاب من وسوس في عقولكم الخاوية وسقطت أوراق التوت التي تخفي عورة أجنداتكم السوداء" يا سيد صفاء لماذا هذا الكلام البذيء؟ أجنداتنا نحن الكلدان الأصلاء هي أجندات بيضاء نابعة من رحم معاناة الأمة صانعة التاريخ، كما هي ليست أجندان الدومنيكان التي تستطيع أن تسأل عليها في كل مكان، لأنها تحارب الأصلاء الكلدان، وأبشّرك بأنه لن يخيب إلا مَن اساء الظن بالكلدان
ختاماً سأرفق لكم رسالة السيد صفاء المليئة بالشتائم والسباب في نهاية مقالي هذا، ولكني أقول للسيد صفاء : ماذا لو رفض الكرسي الرسولي هذا المطلب؟ كيف ستواجهون الذين شتمتموهم؟ وصيتي لك أن تعتذر من الكلدان الذين قمت بشتمهم، على الأقل تحافظ على تلك السمعة الشريفة الأصيلة التي ورثتها من الأصلاء ابائك وأجدادك الكرام.
ختاماً نداء للكلدان الأصلاء : هل يستحق مَن شتمكم أن تعطوا له أصواتكم؟ هل تثقون به أنه سيدافع عن حقوقكم؟ تحياتي وتقديري.
06/09/2021




نقطة ضوء :
زوبعة في فنجان خاب ظنها .
منذ ان انهى السينودس السنوي للكنيسة الكلدانية اعماله يوم 14/08/2021 في العاصمة العراقية / بغداد ، وبعض وسائل التواصل الاجتماعي تعج بضوضاء ، وانفعالات تدعو الى الاشمئزاز بسبب هبوط المستوى الفكري والنقدي وحتى الادبي ، لدى البعض من الكتاب ، بعضهم اسقطت عنهم هذه الصفة لحجم الرداءة في الطرح والخروج عن اللياقة ناهيك عن غياب الموضوعية والفكر النقدي ، وهذا يؤسف عليه .
النقد له اصوله وعناصره ، والناقد يجب ان يمتلك ملكة فن التفسير والتحليل والنقاش والتقييم ، وفوق كل هذا ولكي تكتمل الصورة يجب ان تكون المحاولة النقدية منضبطة تحمل فكر َ الناقد الناضج .
والموضوع بحد ذاته يحمل في كل جوانبه شأناً دينياً بحتا ً ، والقرار يخص مؤسسة دينية ، أجرت تعديلا معينا يخص عنواناً لمؤسستهم الدينية ، وهذا الاجراء ومن المعطيات التي تقدمت والرسائل التي ارسلها المعنيون بالأمر، كلها تصب في الاسباب الموضوعية لهذا التغيير ( ان المعرفة والقيم الإنسانية تعتبر موضوعية )، كون المشاركين في صنع هذا القرار لهم من المعرفة والقيم الانسانية والحرص ما يؤهلهم لذلك ، وفوق كل ذلك الشعور بالمسؤولية .
ولكن أبتْ كلُّ الاقلام الموغلة في العتق الفكري ان تفهم ان التجدد والاصالة والاصلاح والمعاصرة تعطي للاشياء رونقا ًوحيويةً ومواكبةً للعصر ، مصرة على ان تسكن الماضي مع المرضى فكرياً والذين تطغي نرجسيتهم على تصرفهم .
وفي الجانب المشرق من الموضوع ( المؤيدين للتغيير) نرى شعاع العقلانية والاتزان والموضوعية ورجاحة الفكر تطغي على رسائلهم سواء كانوا اشخاصاً او مؤسسات ، بنوا استنتاجاتهم على النظرية المعرفية التي تعتمد على الادلة والتبرير بدون تخبط ، وبهدوء ، وهذا يقودنا الى مقولة الفيلسوف سقراط ( على البشر ان يعرفوا انفسهم قبل معرفة العالم “المحيط” ) ، فما بالك بالذين سرحوا بفكرهم تقودهم اللامعرفة ( التخبط) في ظلمات الأنا، لمجرد ان يقال له انه كاتب او ( ابو العرّيف) وهذا يسمى ( خالف تُعرف) ، والا ماذا قدم الذين انتفضوا على قرار السينودس ؟!!! ولنصل الى مناطق الخلل في عقلية المعترضين المتكلمين من دون تفكير او الناقدين بدون معرفة ، (ان مهمة الفكر هي النقد لا التبرير) ، نرى انهم وضعوا العربةَ قبل الحصان ، مبررين ان مدينة بابل لها قدسية ، بالاضافة الى انها لم تكن يوماً مقراً دينياً مسيحياً ، ناهيك عن التغيير الديموغرافي للمنطقة ومحيطها ، فاغلب الكتاب لم ينظروا الى بابل من باب اوجه النقص ولكن وضعوها في صفات الكمال ، وهذا يخالف التاريخ ، فمدينة بابل لها وجهان حتماً ، فهى ايضاً اول عاصمة في التاريخ وكانت مركز للعلوم والفلك والعلوم ، والى يومنا نرى عظمة العمران الذي كان يعكس عظمة حكامها ، اذن ممكن ان تقرأ هكذا من الجانب القومي وبموضوعية ايضاً .
وتصل الصفاقة عندهم بان يطالبوا غبطة البطريرك شخصياً باعادة النظر بالقرار ، وكأنّ القرار شخصي ولم يكن مطروحاً امام سينودس قوامه 19رجل دين ( بطريرك و18اسقف) ، والبعض منهم لقلة حيلته وسطحية تفكيره، يعيد كل ماكتبه اسلافه غير العارفين بالامور في طلب مملوء مغالطات وباسلوب التورية او التقية ، رابطاً عملية رفع اسم ( بابل) بمصير الكنيسة والشعب وكأنها نهاية العالم والتاريخ ، واضعاً نفسه في حيز ضيق جداً كما هو تفكيره مقيداً نفسه باغلال الكلمة ( الفكرة) ، قائلاً : ان نزع كلمة ( بابل ) ستفقد الاصالة والتجدد ، يا للهول !!كم هى رخيصة النفس عندما توغل في الكذب والتلفيق والدجل لكي تصيب هدفاً سامياً نبيلاً ، ولكن خاب ظنكم وخاب من وسوس في عقولكم الخاوية وسقطت اوراق التوت التي تخفي عورة اجنداتكم السوداء .
ان غبطة البطريرك والسادة المطارنة الاجلاء ، مكانتهم اسمى من ان تنالهم سهامكم الطائشة وسيخيب حظكم العاثر جميعاً ، فانتم قلة قليلة لا تصلحون في قيادة انفسكم فما بالكم تتدخلون في ما لا حظ لكم فيه .
ويعود البعض ويربطها بالجانب القومي وهنا الطامة الكبرى لانهم اخطأوا بالعنوان ، فالكنيسة لا تستطيع ان تربط نفسها في مكان محدود لترضيَ البعض وهى صاحبة رسالة ايمانية مقدسة عالمية ، اما كان من الاجدر بهؤلاء ( الكتّاب) الدعوى الى الاتحاد والاتفاق على مشروع قومي مستقبلي يضمن اعلاء كلمة بابل عالياً كما اراد سكانها يوماً بتحدي الله وبناء برج يعانق السماء ( كما تقول الرواية) ، وليقولوا عنها ما يقولون ، ولتصدح حناجرهم بالنداء للقومية الكلدانية ، وليستل كل منهم يراعه والمداد ليرسم طريق الوحدة القومية الكلدانية ، ام انهم مجرد صنج يرن ليصدع رؤوس العباد ، لا بل انهم لا يصلحون ليكونوا قوميين كلدان اصلاء تعلو سماؤهم اخلاق واصالة الشعب الكلداني العظيم .
وكما اشرنا اعلاه ان الجانب المشرق المستنتج من هذه الزوبعة هو التاييد الذي صدر عن افراداً اولاً وثم الاحزاب الكلدانية والرابطة الكلدانية والعديد من الفعاليات الكلدانية العاملين والفاعلين جميعاً على التراب الوطني مضحين متفانين من اجل قوميتهم ، متفقين في اصطفاف رائع على اعتبار التغيير موضوعا ً دينياً بحتاً وصادراً من اعلى جهة لها كل الصلاحيات في البت بامور الكنيسة ، فمن الكياسة واللياقة احترام القرار ، وايضا من باب عدم خلط الاوراق ، وفصل الدين عن السياسة .
في الختام ارى ان هذه الزوبعة التي خرجت من عقول حاقدة انتجت ايضاً اموراً ايجابية اخرى ، افرزت الغث عن السمين ، بحيث ان الغالبية من الكتّاب المنتقدين ما كانوا يوماً مشاركين في اي مشروع قومي ، او عمل قومي ، او انتاج فكري قومي ، من حملة الماضي الذي جلبوه معهم وسكنوا فيه ، فبات من الصعب ان يواكبوا التغيير المعاصر ، في حين نرى من الجانب الاخر المؤيد للقرار ، سواء احزاب او رابطة كلدانية او مؤسسات ثقافية او افراد ، اغلبهم يكتب من باب الشعور بالمسؤولية والحرص والموضوعية .
هذا تقييم لحالة وردت ، لحالة غير متزنة وغير عقلانية ، ومتقاطعة مع الاعراف والتقاليد والاداب المجتمعية الكلدانية دينياً وقومياً .
صفاء صباح هندي.
27/8/2021



3
المنبر الحر / عيد أكيتو 7321 ك
« في: 00:25 30/03/2021  »


Chaldean   
   أتحاد
Engineers      المهندسين
Association      الكلدان
      
   

عيد أكيتو راس السنة الكلدانية البابلية.

في الأول من نيسان من كل عام تحتفل الأمة الكلدانية وأبناء العراق العظيم بعيد رأس السنة البابلية (الكلدانية) وهو عيد أكيتو، والأحتفال بهذا العيد لم يكن مقتصراً على الكلدان فقط، بل أن أغلب شعوب العراق القديم وبلاد ما بين النهرين كانت تحتفل به، وأصل الإحتفال كان يُقام في بابل، ومن هناك أنتقل إلى إقليم آشور. أكيتو باللغة الكلدانية ريشد شاتا وبالعربية راس السنة، لقد كانت مدينة أور الكلدانية مدينة ابونا إبراهيم هي أول مدينة في العالم تحتفل بهذا العيد، وإحتفالية العيد كانت مقسمة ضمن برنامج رائع وبحسب الأيام المقررة للإحتفال وهي 12 يوماً. وبعد هذه المسيرة الإحتفالية الطويلة كانت جميع الآلهة (التماثيل) تعود إلى معبد مردوخ، معلنة إنتهاء الإحتفال وعودة الحياة إلى حالتها الطبيعية الإعتيادية حيث يعاود الناس مزاولة أعمالهم في الزراعة وغير ذلك، كان الإحتفال بهذا العيد هو جزء من طقوس العبادة، كما كان يقام في البداية لمرتين في السنة ومن ثم أصبح مرة واحدة.
بالإضافة إلى قدسية الإحتفال بهذا العيد فإنه من ناحية ثانية كانت له دلالة ومعنى آخر منها أنه مناسبة شعبية كبيرة يشارك فيها ويحضرها الجميع أبتداءً من الآلهة (التماثيل) ومن ثم الملك وحاشيته والكهنة ورجال الدين ومن ثم كافة فئات وطبقات الشعب، حيث توضع الموائد وتُفرش الأطعمة من مختلف أنواع اللحوم والمأكولات ويتم تقديم الطعام بهذه المناسبة للطبقات الفقيرة من أبناء الشعب تطبيقاً لمبدأ التكافل الإجتماعيحيث يتم توزيع مختلف الأطعمة عليهم.
يسر إتحاد المهندسين أن يتقدم بالتهنئة الحارة لكافة أبناء شعبنا الكلداني بهذه المناسبة السعيدة، مناسبة رأس السنة الكلدانية 7321 ك (كلدانية) متمنين لأبناء شعبنا العراقي والأمة الكلدانية التقدم والإزدهار والأمن والأمان
ملاحظة : يتزامن مع هذا العيد الكبير مناسبتين دينيتين يحتفل بهما الكلدان الكاثوليك في الأول من نيسان وهما ك عيد الكهنوت وبهذا نرفع إلى مقام كل رجل دين اسمى آيات التهنئة والتبريكات مبتهلين إلى الله جلت قدرته أن يمدهم بالعون والقوة لتكملة مشوارهم الحياتي في تقديم الخدمات الدينية للمءمنين كافة.
والمناسبة الثانية هي يوم خميس الفصح.
أما المناسبة الشعبية الثالثة فهي كذبة نيسان .
إتحاد المهندسين الكلدان .
في 29/آذار/2021

4
المنبر الحر / صرخة ونداء
« في: 14:31 18/01/2021  »
       

                   
 
                  صرخة لتأسيس"مجمع اللغة الكلدانية" الدعوة عامة للجميع،
 
                   أنا صاحب فكرة، نحن بحاجة إلى عقول لتبدأ الخطوة الأولى

5
المنبر الحر / الدين والقومية
« في: 19:06 02/11/2020  »
الدين والقومية
د. نزار عيسى مَلاخا
يبدو لي أننا بحاجة إلى تثقيف يومي حول هذا الموضوع خاصة للمبتدئين أو لمن يهوى الكتابة في التاريخ وحوله، بدأ أقول : أنا عراقي كلداني وهذا يكفي، يسالونني الهواة والمبتدئين بما أنني مسيحي كان المفروض بك أن يناقش أطروحتك أحد الكهنة أو رجال الدين المسيحيين، اسأل لماذا؟ ولكن لا إجابة، والمطلوب مني لإثبات قوميتي أن أجلب وثيقة أو أستشهاد من رجل دين مسيحي كاثوليكي كلداني لكي اثبت أنني كلداني ولستُ غير ذلك، يعني بالمعنى الشعبي (جيب خُبْزَه وأحلف عليها)، أو يستشهد بقول عابر لرجل دين لا يفقه في أمور التاريخ ويعتبرها الآخرون شهادة على إنتسابي القومي وربما الأخلاقي والإجتماعي والديني !!! وإلا يعتبرونني من أسباط إسرائيل المفقودة،  أليس ذلك شيئاً غريباً؟ وإن ذكر ذلك أحدهم ألا نقول له بأنه مصاب بالجنون؟ وبالتأكيد لا يفقه أو يفهم في أمور التاريخ شيئاً، لذا أنسب التصرفات تجاه هذا الموقف واحد من أثنين لا ثالث لهما : أنه لا يفهم في ذلك، لهذا عليه أن يذهب ويلعب بعيداً عن هذا المضمار لكي لا تدوسه أقدام اللاعبين الكبار، لأنه غير لائق له الدخول في هذا المضمار. طيب ماذا لو قلتُ بأنني لا أؤمن بالأديان؟ من أين سأجلب شهادة إثبات القومية؟ ولا أدري إن كانت هذه الشروط تنطبق على الكلدان وحدهم أم أن الآخرين مشمولين بها ايضاً؟ مثلاً من أين يأتي العربي أو الكردي المسلم بإستشهاد يثبت هويته القومية؟ من إمام الجامع مثلاً؟ أو من سيد أو ممن؟ أليس هذا هراء؟ وسخف كلام؟ سؤال آخر : ماذا عن الكلدان المسلمين؟ هل يجوز أن نعتبرهم من جماعة البدون، لحين جلب إستشهاد من قس أو مطران أو بطريرك يثبت بأنهم كلدان؟ غريبة يا جماعة مثل هذه التخريفات، ومع الأسف نسمح لكاتبها بأن يكتبها لا بل أن نقوم بنشرها وتشجيعه على ذلك؟ أي درك وصل إليه التاريخ على يد جهلاء القوم.
ما علاقة الدين بالهوية القومية؟ ما معنى الدين؟ أكيد هناك إشكالية كبيرة أولاً في فهم ذلك، وثانياً في الفصل بين الإثنين. فصل الدين عن القومية وفصل الدين عن السياسة، وفصل القومية عن الأخلاق، وفصل الأخلاق عن العلم، وأخيراً فصل العلم عن الدين، وهكذا.
الدين، مصطلح يطلق على مجموعة من الأفكار والعقائد التي توضح حسب أفكار معتنقيها الغاية من الحياة والكون، كما يعرّف عادة بأنه الاعتقاد المرتبط بما وراء الطبيعة والإلهيات، كما يرتبط بالأخلاق .
يكون الطلب منطقياً عندما أعلن بأنني مسيحي، وإن ارادوا إثبات ذلك عليَّ جلب وثيقة تسمى (شهادة العماذ) أو أستشهاد من كاهن الرعية حول عدم الزواج وغير ذلك، أما أن أُطالَبْ بجلب وثيقة أو ورقة من الكنيسة أو يعتمدون على ما يصرّح به رجل دين تثبت إنني كلداني؟ هذا غريب جداً، وستقرأ الكثير من الغرائب والعجائب في هذا المجال على يد هواة كتابة التاريخ.
لنفرض أنا كلداني ولكنني لا أؤمن؟ كيف السبيل إلى إثبات قوميتي وأنا غير منتمي إلى أية كنيسة؟ من أين آتي بالدليل الديني لإثبات هويتي القومية؟ وما علاقة أنتمائي الديني بالهوية القومية؟ وإلا سيعتبرونني هارب من إسرائيل وطالب لجوء في العراق. هههههه
سابقاً وفي زمان العهد القديم كان لكل عشيرة دين خاص، وذلك من خلال التماثيل أو الأصنام التي كانت بمثابة آلهة لهم، وبهذا نستطيع أن نتصور الدين في إطار قومي، أي أن القومية أحتوت الدين بينما لم يتمكن الدين من إحتواء القومية. وبهذا نستطيع أن نقول بأن القومية اقدم من الدين، لأنه لولا الشعب أو القوم لما وجد الدين، ولكن رجال الدين دائماً يحاولون أن يسيطروا على السياسة. ولهذا نقول بأنه ما زال الفكر الديني أو السلطة الدينية تنشر أذرعها الأخطبوطية للسيطرة على الشعب بشتى الطرق، واليوم نسمع إلشعارات "بأسم الدين باگونا الحرامية".
 هناك من يقول  بأنه لكل مدرسة دينية شعب خاص بها. وهذا خطأ كبير يقع فيه الشخص حينما يشعر أو يحاول أن ينشر بأن الدين ورجل الدين هو الذي يجب أن يسيطر على الشعب روحياً ودينياً وسياسياً وإجتماعياً وحتى عائلياً .
الكنيسة مؤسسة دينية ورجال الدين لهم تخصصات مختلفة بالإضافة إلى التخصص في العلوم الدينية، فنجد اليوم منهم مَن هو مهندس وطبيب ومؤرخ وغير ذلك، يستطيع مَن هو طبيب من الكهنة أن يعالج مريضاً وهذا لا يعني بأن كل كاهن هو طبيب، ولا كل طبيب هو كاهن، لهذا أقول مِن حق رجل الدين أن يكتب في تخصصه، يستطيع رجل الدين المسيحي أن يكتب في موضوع "تاريخ الكنيسة" ولكن أن يكتب في موضوع تاريخ الدول والشعوب والحضارات القديمة وأن يفتي بذلك ويكون كلامه دستوراً، وبدون أن يعتمد على مصادر موثوقة ورصينة أو رقيمات طينية أو فك رموز كتابة معينة، وهو غير متخصص في ذلك، فهذه مسألة يجب الوقوف عندها كثيراً، والأدهى والأمَرْ في ذلك أن يقوم البعض من الهواة بالإستشهاد بما قاله رجل الدين هذا (أياً كانت درجته) ويعتبر كلامه شهادة إدانة بحق شعب كامل، في نظري هذا قمة الجهل، لهذا اقول يحق للمتخصص أن يكتب في مجال إختصاصه، أما أن يكتب التاريخ رجل هاوي كتابة لا يميز ما بين المنهج العلمي واصول البحث العلمي لكنه يسرق من هنا وهناك يدفعه في ذلك بعض الجهلة من رجال الدين وينظم هذه السرقات في وريقات يسميها كتاب ويطلق على نفسه ما شاء من الألقاب (باحث، علاّمة، مؤرخ) فهنا الطامة الكبرى، خاصة ونحن نعيش عصر الفوضى الذي غابت فيه الرقابة على المطبوعات بحيث يستطيع كل مَن هب ودب أن يطبع ما شاء له من اللغو الفارغ دون الحصول على رخصة أو موافقة من جهات مسؤولة عن صحة المعلومات المطبوعة.
لقد ظهر مفهوم القومية في الغرب قبل أن يعرفه أهل الشرق، وظهرت البوادر القومية مع ظهور الطباعة والثورة الثقافية في العصر الحديث، وكانت الغاية من كل ذلك للتخفيف أو التحرر من سلطة الكنيسة في أوروبا، لذلك شهدت تلك الفترة ظهور الحركات الدينية التصحيحية التي سميت فيما بعد بالمدارس والمذاهب مثل اللوثرية (الپروتستانت) وغير ذلك، بحيث جعلت من الدين عامل جزئي وليس مكوّن أصلي للهوية القومية.
في أحد تعاريف القومية يقول بأنها شعور لدى الفرد بإنتمائه إلى مجموعة من معينة من البشر يترابطون فيما بينهم بأواصر القومية المعروفة، بينما يذهب فريق آخر إلى القول بأن القومية نظام سياسي وإجتماعي وإقتصادي يتميز بتعزيزه مصالح أمة معينة، وأنا أقول وفق هذا المفهوم أين هو موقع الدين والكنيسة ورجالها وتأثيرها على الواقع القومي؟
نعود لنقول في القومية : أن هناك شروطاً تتوفر فيها لا يمكن توفرها في الدين، لأن الدين اساسه الإيمان، وهو عام وشامل لكن للقومية عناصر مثل اللغة المشتركة والأرض والتاريخ والمصير المشترك والعلاقات المشتركة و... الخ، هذه المقومات جميعها مهمة لكن الأهم منها هو الفرد، أو المجموعة البشرية التي نطلق عليها أسم القوم (القومية)، حيث أشتقت القومية من القوم، وذلك القوم لربما يجتمعون في أصل واحد، وفي تعاريف أخرى أن قومية الإنسان قوامه، وتعني علاقة القوم فيما بينهم أي علاقة أفراد العشيرة فيما بينهم،     
تذكر موسوعة المذاهب الفكرية عدة تعاريف للقومية، منها ما يعني بأنها تجمع أمة من الناس وترتبط معاً بالسلوك والغاية والهدف، وتؤكد هذه الموسوعة أن إبعاد الدين عن المفاهيم القومية، هو أمر ضروري لإنعاشها، وانا مع هذه الفكرة لأن الدين لا يتماشى مع المبادئ القومية ومفاهيمها، لا بل على العكس من ذلك لكون الدين أممي لا يشترط أن يكون المؤمنين بدين واحد من منطقة واحدة أو لهم مصير واحد أو يشتركون بلغة واحدة.
وللحديث بقية
31/10/2020

6
تاريخية السريان والسريانية
نزار مَلاخا
رد للأخ sohn berg على موضوع السيد موفق نيسكو
لا أدري إن كان هذا الأسم حقيقي أم مزور أم للأخ نيسكو نفسه، والتخفي وراء الأسماء المستعارة كتبنا عنها كثيراً، لأني وقد تجاوزت السبعين من العمر لم أسمع بحياتي كلها أسماً في العراق أو الدول العربية بهذا الشكل، والكلمة مركبة ويمكن أن تكون سويدية أو دانماركية، وهذا ليس بمهم ولا قيمة له عندي، لم يكن بودي أن أرد لكن ردي سيكون علامات توضيحية للمغالطات التي يرتكبها هواة كتابة التاريخ.
نشر موقع الگاردينيا المحترم مقالاً تحت هذا الرابط
https://algardenia.com/maqalat/45892-2020-09-04-11-35-18.html
وتبياناً للحقيقة ولمتطلبات البحث العلمي الرصين سأوضح بعض النقاط للإخوة القراء المحترمين.
أخي الفاضل / كنتُ قد وعَدْتُ لِمَنْ طَلَب مِنّي مِن الإخوة الأعزاء على أن لا أرد على هذا الهاوي الأخ موفق، لكن ردي سيكون لك، لأنني آليتُ على نفسي أن لا أدخل في مهاترات مع الهواة، في البداية سأعطيك نبذة مختصرة عن الدراسات الأكاديمية .
لندخل في صلب الموضوع: سالتني أيها الأخ عن رَجُلْ دين هو البطريرك لويس ساكو (أكرر رَجُلْ دين) إذن هو ليس بمؤرخ بل مهمته وواجبه اليومي هو الدين، سالتني عنه بأنه حاصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ، سأتكلم عن نفسي قليلاً لتوضيح أمور كثيرة قد غابت عن بال بعض الأشخاص الذين يَردّون بعنف وإنفعال بعيدين عن أخلاقية الكتابة، أخي الكريم الدراسة تبدأ بالحصول على شهادة البكالوريوس في التاريخ ومن ثم يعقبها التحضير لرسالة الماجستير ومن ثم أطروحة الدكتوراه والتي يتم الدفاع عنها، في أطروحة الدكتوراه هناك مصطلح يسمونه "التخصص الدقيق" فليس كل مَن حصل على الدكتوراه هو فيلسوف، أنا درستُ كل هذه المراحل الثلاث، وأنا كان تخصصي الدقيق "اسباب تغييب وتهميش الكلدان في المجتمع العراقي في العصر الحديث والمعاصر، 1800 – 2016م"
هنا سؤالي لك : ما هو التخصص الدقيق لأطروحة البطريرك لويس ساكو أو للأخ موفق نيسكو؟؟؟
أنا لستُ عالِماً بالتاريخ بَلْ باحِثاً، وقد دافعتُ عن أطروحتي أمام لجنة مكونة من أربعة أساتذة  بدرجة أ.د أي بروفسور، أحدهم كان رئيساً لجامعة بغداد والثاني كان مُلحَقاً ثقافياً في سفارة العراق في فرنسا وكان له الفضل الأكبر في إستعادة نسخة من مسلة حمورابي إلى العراق  البقية اساتذة مرموقين وما زالوا أحياء يُرزقون، فهل لك أن تخبرني عن أطروحة السيد نيسكو؟ وهل حصل على شهادة البكالوريوس في التاريخ أم في الهندسة؟ وما هي مؤهلاته التاريخية؟
أعتقد أن رجال الدين خارج إطار هذا الوصف الأكاديمي، لأنه مُلزم بتقديم بحث في موضوع يختارونه له، ويكون من ستين صفحة أو أكثر قليلاً، بينما أطروحتي تجاوزت الثلاثمائة صفحة، وهنا أتساءل مرة ثانية : أيهما أدق المصادر للإعتماد عليه في البحوث والمناقشات التاريخية، البطريرك لويس ساكو رجل الدين المعروف والمتخصص بالأمور الدينية التي يمارسها يومياً أم العلاّمة الباحث الدكتور طه باقر الذي مارس التاريخ والآثار بحثاً ومؤلفات؟ أم الدكتور عامر سليمان أم الدكتور العلامة فوزي رشيد أو الدكتور فؤاد سفر أو الدكتوربهنام أبو الصوف أم الدكتور داني جورج أو العلامة البروفسور إبراهيم خليل العلاف أو الدكتوره بهيجة إسماعيل أو الأستاذ الدكتور ليث شاكر أم موفق نيسكو؟ يا للمهزلة.
أخي الكريم : أتدري أين تكمن المهزلة وإنحطاط القيَم والفوضى؟ تكمن عندما يعمل الطبيب ميكانيكياً، والمحامي منظفاً، والمهندس يؤرخ حسب رأيه ووفق لرجال الدين (لأنه يفتقر إلى شهادة أكاديمية في التخصص التاريخي) لكن لو كتب رجل الدين في موضوع تاريخ الكنيسة والمهندس في تاريخية الهندسة نعم سيصح الصحيح ولا مِنْ مُنتَقِدْ.أما أن يقرروا أمور في تاريخ العراق القديم قبل أكثر من ألفي سنة فهذه قمة المهزلة والخيانة للأمانة والتخصص، وتَجَنّي على حقوق المؤرخين.
لقد دَبَّتْ الفوضى أخي الكريم واصبحت أكثر الأمثال تنطبق علينا ومنها (مو كَلْمَنْ ... صار حَدّاد) وأعذرني أن اقول مثلاً آخر على هذه الفوضى العارمة وهو ما يردده العراقيون في مثل هذه الحالات ألا وهو (ضِرَطْ وَزّانْها وتاه الحساب) والأمثال تُضْرَبْ ولا تُقاسْ.
لماذا قسم التاريخ؟ نرى في كل جامعة قسم متخصص بالتاريخ في كلية الآداب، ألا نسأل أنفسنا لماذا هذا القسم وما هي الفائدة منه إن كان المهندس يكتب في التاريخ والطبيب يصبح آثاري ؟ إن وجود هذا القسم التخصصي الغاية منه لإعداد الكوادر المؤهلة للبحث في التاريخ والإجتماعيات، ولكي يكتسب الطلبة الدارسون فيه المعرفة التخصصية وفهم التاريخ القديم والحديث والمعاصر. ثم يقوم بتنمية شخصية الخرّيج القيادية ليكون باحثاً علمياً في التاريخ، ومن ثم تعزيز أخلاقيات البحث والنزاهة العلمية، وهذه الأخيرة بحاجة إلى وقفات كثيرة.
أخي  sohn berg حلو الأسم على وزن گوتن بيرگ نعود إلى سؤالك ونناقشه من ناحية تاريخية، فسؤالك في غير محله وأنا شخصياً أستنتج من ذلك أنه ليس لك أي إلمام بالتاريخ وهذا ليس عيباً لكن هكذا سؤال اراه يصدر من شخص هو بحاجة ماسة إلى الكثير من القراءة التاريخية وهو (لا أعترف بالكلدان والآشوريين) بمجرد أن أحد رجال الدين قال كلمة وهو غير مسؤول عنها لأنها لا تقع في دائرة إختصاصه، وسأجيبك بنعم إذا كانت صادرة من هذا الكم من الأساتذة وعلماء التاريخ المار ذكرهم.ولكن هل تعرف من اين جاءت كلمة السريان ؟ سأعطيك جزءاً من تاريخية السريان، هل سالت نفسك مَنْ هُمْ السريان؟ وأين حضارتهم ومَن هم ملوكهم واين حكمت إمبراطورية السريان؟ ومن أين جاءت الكلمة.
تاريخية السريان /
شواهد من علماء في التاريخ /
يقول العلامة الدكتور جواد علي  في مفصله التاريخي الجزء الثالث، صفحة 11 يقول : ص11 : ولا يرتقي أسم السريان على كل حال إلى أكثر من خمس مائة سنة أو أربع مائة سنة قبل الميلاد، وأما إطلاق أسم السريان على الآراميين الشرقيين أي إرميي العراق فقد حدث بعد الميلاد أطلق على متنصرة الإرميين ليميزوا عن بني جنسهم الوثنيين، فصار لهم مفهوم خاص، وصارت كلمة (إرمي) (آرامي) تعني الصابئي والوثني، أما كلمة (سرياني) فتعني نصراني حتى اليوم.
أما الدكتور سعيد عبد الرحمن والدكتور طارق أحمد شمس والدكتور يوسف سمير الكيال في كتابهم تاريخ الاقليات، ص169 يقولون : تعود لفظتا سريان وسريانية حسب ما ورد عند المؤرخين إلى الملك سورس الآرامي الذي أستولى على سوريا فأطلق على أهلها لقب السورسيين، لتحذف السين لاحقاً لتصبح السوريين.(أسحق ساكا، السريان إيمان وحضارة، حلب، مطرانية حلب للسريان الأرثوذكس، 1983- 1984، ج3، ص59- 70)... فاصبحت لفظة "سريان" مرادفة للفظة "مسيحي" .
أما العلاّمة الدكتور طه باقر في كتابه تاريخ الحضارات القديمة وفي ص 312 فيقول : أما السريانية فكانت في الأصل لغة إقليم الرها (أديسا) وصارت لغة الكنائس المسيحية المتعددة في سوريا ولبنان وشمالي العراق (بلاد ما بين النهرين) وظلت في الإستعمال من القرن الثالث إلى القرن الثالث عشر للميلاد حين حلّت محلها العربية، ولما أتخذ المسيحيون الذين هم من أصل آرامي اللهجة الرهوية جاعلين إياه لغة الدين والثقافة صاروا يعرفون بأسم السريان أو السوريين (ولغتهم بأسم السريانية) مبدلين تسميتهم بالآراميين التي أصبحت لديهم تسمية غير محببة لأقترانها بالعهد الوثني، ويُستعمل مصطلح (سريانية) الآن ليعني اللهجة الرهوية وما طرأ عليها من تغييرات.
ويقول أسامة كاظم عمران (م.د)، أحمد حبيب سنيد الفتلاوي (م)، أخبار الدولة الكلدية في ضوء الكتابات الإسلامية، جامعة بابل ـ كلية التربية للعلوم الإنسانية.
ص162 إن السريان لم يكن لهم وجود في جنوب العراق في تلك المرحلة (ما بعد الطوفان).
أما أغناطيوس أفرام الأول برصوم (بطريرك)، اللؤلؤ المنثور، الناشر دار ماردين ـ حلب، مطبعة ألف باء الأديب ـ دمشق
مؤلفاته الأدبية واللغوية : كتابة أثرية كلدانية : المجلة البطريركية القدسية 1935 / 2، ص236 ـ 239
مؤلفاته المخطوطة : 41 ـ فهرس مخطوطات سعرت وآمد وقلاية الكلدان بالموصل.
الفصل السادس / السريان المشارقة وهم الكلدان النساطرة. (تعقيب نزار ملاخا: السريان المشارقة الذين هم الكلدان اي الكلدان تمت تسميتهم بالمسيحيين (السريان لأن سرياني معناها مسيحي)  المشارقة .
 يقول الدكتور محمد كرد علي، خطط الشام، ج1، ط3، مكتبة النوري ـ دمشق 1403هـ / 1983م
ص8 "الفرس كانوا يسمون العراق والجزيرة والشام سورستان إضافة إلى السريانيين الذين هم الكلدانيون وتسميهم العرب النبط" السريانيين الذين هم بالأصل كلدان مسيحيين لأن كلمة سرياني تعني مسيحي.
أما گبرييل السرياني فيقول : بين المعنى الديني و القومي : هنالك عدة أراء حول معنى و أصل التسمية السريانية ولكننا نبرز أقوى رأيين :متأتية من اسم أشور :حسب رأي المؤرخ اليوناني الشهير هيروديت 425 - 484 ق.م الملقب بـ (أبي التاريخ) : إن جميع الشعوب البربرية تسمي هذا الشعب المقاتل بالأشوريين إلا أننا نحن الإغريق نسميهم سرياناً".
المفكر الفرنسي ريبانسن دوفان : كلمة سرياني وضعها اليونان وهي مشتقة من كلمة أشوري.

الملفونو فريد الياس نزهة محرر الجامعة السريانية) :كل من له إطلاع في اللغة والتاريخ يعرف أن كلمة
سريان أصلها (Assyrian) وهي لفظة يونانية منحوتة عن آشوريان"
وثيقة المطران افرام برصوم (البطريرك فيما بعد) إلى مؤتمر سان ريمو 32 شباط 1920 م :لنا الفخر أن نحيط مؤتمر السلام علماً بأن بطريرك انطاكيا للسريان الأرثوذكس قد عهد إلى مهمة وضع معاناة وأماني أمتنا الأشورية القاطنة في وديان دجلة والفرات العليا ببلاد ما بين النهرين أمام المؤتمر
..." والمطران توما اودو قال في معجمه السرياني : إن لفظ سرياني وسورية صاغه اليونان من أشور
الدكتور يوسف حبي في بحث عنوانه " أصالة السريان ومساهمتها في البناء الحضاري : ولنعزز تصريحاتنا هذه برأي القائلين، إن التسمية السريانية مشتقة من اسم (اسور) اسيريا باليونانية واللاتينية سيريا، سوريا، سورايا ـ سرياني، سريانية) (المطران صليبا شمعون، اللغة السريانية، مجلة بين النهرين السنة 1 / 1973)
الملفونو عزيز آحى في كتابه "نضال أمة" الصفحة 192 : وإن التسمية السريانية هي اشتقاق مأخوذ منها (من آشور/ آثور)، حسب قواعد ومنطق اللغة السريانية والعربية وترجمتها من Assirian اليونانية التي أطلقها اليونان على سكان بلاد آشور وبلاد الشام منذ عهد الأسكندر المكدوني من Achorian وذلك لعدم وجود حرف الشين في اللغة اليونانية ومنه جاء اشتقاق التسمية السريانية (اسرييا) والسريان بالعربية ، فبالسريانية تحذف الألف من بداية الكلمة قواعديا ويستعاض عنها (يا) في نهاية الكلمة وفي العربية اللام شمسية تكتب ولا تلفظ ... " وغيرهم الكثيرون، فبحسب رأي أصحاب هذا الفريق أن اليونان أطلقوا على الأشوريين الحاكمين للمنطقة اسم Assyrian وذلك لعدم وجود حرف الشين في لغتهم اليونانية .....
آشوريين / اسوريين وفي السريانية نقول : (اسريويه = السريان)اشوريون= اسوريون (Assyrian) وعندما لفظها العرب قالوا : سوريون- سوريين. وذلك لأن الألف همزة وصل تكتب ولا تلفظ.....آشوريين  Assyrian / اسريان / سريان . فأصل التسمية حسب رأي هذا الفريق هي تسمية قومية ، مُطلقة من قبل اليونان على الأشوريين أو الترجمة اليونانية لكلمة أشوري، اصطبغت بصبغة مذهبية دينية فيما بعد... الرأي الثاني : سورس الملك ذا الجنس الآرامي كنسبة إليه وقد ظهر قبيل النبي موسى وبنى مدينة أنطاكيا لأول مرة واستولى على بلاد سوريا وما بين النهرين ونسبت إليه سوريا وسمي السكان (سورسيين) ثم حذفت السين فأصبحت (سوريين) ... وباعتناق الآراميين للمسيحية تخلوا عن اسمهم الوثني واعتنقوا التسمية السريانية التي تعني التسمية المسيحية، وشملت هذه التسمية مسيحيي بلاد ما بين النهرين وفارس والهند والصين... والعرب أخذوا اسم السريان عن السريان أنفسهم لا عن اليونان فقالوا سوريا وسريان. ويرفض أصحاب هذا الفريق أن تكون التسمية السريانية ذات مدلول قومي بل مذهبي طائفي .. فعلى سبيل المثال هناك سريان في الهند فهل هم ذات أصول سورية (أرامية) ؟!... كلا ، بل إنهم اعتنقوا مذهب الرسل السريان المبشرين القادمين من سوريا وسموا على ذلك الأساس سريان أرثوذكس للدلالة على طائفتهم وعقيدتهم الدينية لا عن قوميتهم .. الشاعر والأديب المطران اسحق ساكا النائب البطريركي في العراق للسريان الأرثوذكس، الذي كتب كتاب" السريان إيمان وحضارة" ذا الأجزاء الخمسة ثم لخصهما فيما بعد في كتاب (كنيستي السريانية) الذي يذكر فيه رفضه لجعل التسمية السريانية تسمية قومية على تلك الأسس... ويقول أنه كل من يربط التسمية السريانية بالتسمية القومية فله أهداف سياسية ويؤكد عدم وجود الارتباط بين التسميتين السريانية والأشورية ويدعم آرائه من كتاب (تاريخ سوريا ولبنان) للدكتور فيليب حتي، حيث يذكر الدكتور أنه "لا يوجد في الغالب صلة في الاشتقاق بين تسمية السريان وأشور....".ويربط أصحاب هذا الفريق أصل التسمية السريانية بأصول آرامية لا غير ..كما يستشهدوا بأمثلة من التقليد الكنسي السرياني نورد منها
 ... قال مار يعقوب السروجي عن مار افرام السرياني (توفي 521م) هذا الذي صار إكليلا للآراميين كلّهم - هذا الذي صار بليغًا كبيرًا عند السريان
في تاريخ إيليا مطران نصيبين السرياني الشرقي القرن العاشر أمر الحجاج ألا يقوم بطريرك للمسيحيين. وبقيت الكنيسة الآرامية (أو كنيسة بلاد الآراميين) بدون بطريرك الى وفاة الحجاج  ... كتب البطريرك ميخائيل السرياني: بمساعدة من الله سوف نذكر أخبار الممالك التي أقيمت في القديم، بفضل امتنا الآرامية، أي أبناء آرام، الذين أطلقت عليهم تسمية سريان سوريَيا ... كتب ابن العبري (القرن الثالث عشر) "لم يرغب الآراميون (اي السريان) أن يختلطوا مع الآراميين الوثنيين".
يقول الملفان فولوس غبريال وكميل أفرام البستاني عن اللغة السريانية،  الآداب السريانية، الجزء الاول – العصور الأولى 1969 صفحة 17:  اللغة السريانية لهجة من اللهجات الآرامية التي تصعد أصولها الى البابلية/ الآشورية القديمة والأكادية .. "
يقول موفق نيسكو بإعتراف جريء ولا أدري لماذا أنقلب اليوم على ما قاله بالأمس،
الاسم السرياني هوية دينية لشعب يبدأ تاريخه منذ صعود السيد المسيح إلى السماء سنة 33م فقط، وليس ما قبله، ولا علاقة للسريان بتسميات ما  قبل المسيحية.
هذا من فمك أدينك، هذا هو القائل بأن التسمية السريانية ليس لها اي مدلول قومي مطلقاً بل هي تسمية دينية لا غير، وبهذا نتوافق معه ونقول له نعم بالحق صدحت. جاء هذا الكلام المنشور بقله وصورته على الرابط التالي ومَنْ لا يُصَدّق فليتبع الرابط :
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,751860.msg7307669.html#msg7307669
جاء هذا الرد في تعقيب له على موضوع نشره الأب نوئيل فرمان السناطي بعنوان
للمسيحية روحانيتها، وللأحزاب فشلها: فليصرخ الشعب المنكوب بصوت قومي واحد
« في: 07:49 04/09/2014 »
أنظروا إلى خلط لا مثيل له في كل الأكلات، لا البرياني ولا غيرها، أقرأوا ماذا يقول السيد نيسكو : منذ سنة 33م والى اليوم كل من غطس في جرن معمودية كنيسة أنطاكية السريانية التي لغتها سريانية خرج من جرن المعمودية سرياني، سواء كان من أصل سومري، أكدي، كاشي، آشوري، كلداني، آرامي، عربي، كردي، تركي، يوناني، يهودي، وثني، زرادشتي، ماني،..الخ،
أليس هذا الكلام فيه الكثير من عدم المصداقية؟ هكذا يكون المؤرخون وإلا فلا .
أقرأوا هذا التضارب والتخبط في الأقوال، عنوان كتابه لا كلدان وها هو يعترف بأن الكلدان قومية وجذورهم من قبيلة اسمها كلدو وليسوا سحرة ولا منجمين وأسمهم مأخوذ من قبيلتهم، وإنه يعترف بأن نبوخذ نصر ينتمي إلى نفس القبيلة اي قبيلة كلدو :
المشكلة بالنسبة للكلدان تختلف قليلاً وهي أسهل من الآشوريين لأن الكلدان آراميين، وبذلك يستطيع الكلدان أن يقولوا أننا لا نرغب بالاسم السرياني ونحب أن نستعيد الاسم الآرامي القديم لان قبيلة كلدة التي ينتمي إليها نبوخذ نصر كانت آرامية، واللغة السريانية اسمها القديم الآرامية، ولكن في هذه الحالة أيضا لن يكون الكلدان جزء من الأمة المسيحية بل جزء من الأمة الآرامية والتي يجب أن يكون فيها مسيحيون وصابئة ومسلمين لأن الصابئة يقولون إننا آراميين وجزء كبير من المسلمين العرب من أصول آرامية، ولا زال قسم منهم موجود في سوريا ويتكلم الآرامية، فيكونون الكل جزء من الأمة الآرامية، أمَّا إذا أراد الكلدان أن يسموا أنفسهم كلدان بدل آراميين نسبة إلى قبيلة كلدة الآرامية الأصل كما قلنا، فهذا أيضاً جائز، وهو ما حاصل الآن بالضبط، ولكن إذا أرادوا أن تكون الأمة الكلدانية شاملة فعليهم أن يُقنعوا المسلمين والصابئة أن يبدلوا اسم لغتهم الآرامية إلى الكلدانية، عندئذِ تصبح الأمة الكلدانية شاملة.
تحياتي وتقديري
نزار ملاخا /  في 08/09/2020

7
وقفة مع سيدنا البطريرك "ما هكذا تُحْلَبُ يا سَعْدُ الإِبْلُ"
د. نزار عيسى ملاخا ألقوشي مقيم في الدنمارك
في قداس الأحد 23 من الشهر الجاري وعلى موقع الفيس بوك نشرت البطريركية قداساً لغبطته وفي الموعظة تم تأجيل الموضوع وتحدث عن أمور عامة وحسب ما هو قد رتّب لها.
يؤسفني جداً أن يكون رجل دين بدرجة پاطريارك ورئساً للكنيسة الكلدانية أن يفتقد المصداقية ويقوم بالتشهير علناً وأمام الناس، ولكن ما دام هو قد أبتدأها فيجب عليَّ أن أكون صادقاً وأميناً في نقل الحقيقة كلها دون خوف أو خجل أو وجل، لأنه ارادها هكذا فلتكن هكذا.
أولاً - قبل عدة سنوات أتصل بي شماس إنجيلي (صادق ولا يكذب) وقال لي بأن غبطته يريد أن يتحدث إليكم هاتفياً فرحبّتُ وقلت أنا بإنتظار مكالمة غبطته، بالحقيقة فرحتُ جداً لأنه رئيس للكنيسة الكلدانية يطلب من أحد أبناء رعيته التحدث معه وكان حديث العهد في المسؤولية (بطريارك).
ثانياً - جرى الحديث مباشرة وتطرقنا إلى أمور عديدة مختلفة ومتنوعة.
ثالثاً - أستمر التواصل بيننا حديث هاتفي مباشر، لعدة سنوات وفي إحدى المرات جرى الحديث التالي عندما طلب مني العودة إلى العراق.
- قلت له سيدنا أولادي هنا منذ أكثر من عشر سنوات وتخرجوا من الجامعات وحصلوا على الشهدات العليا وتأقلموا مع الوضع هنا، لغة وعادات وتقاليد وعلم وثقافة.
- ثم قلت له سيدنا كيف أرجع وداري مُغْتَصَب
- قال أرجع وأسارجعه لك بغضون ربع ساعة.
- قلتُ : وهل تضمن لي الأمن والأمان ؟
- قال : أنت لستَ أحسن من بقية المسيحيين يعني دا يموتون كل يوم ناس.
قلتُ له : شكراً سيدنا.
بعد ذلك وبعد ظهور الشيخ ريان على الساحة العراقية منادياً بأسم الكلدان وفصائل بابليون وغيرها ساندنا نحن هذا الرجل، فساءت العلاقة بيني وبين غبطته ومن ثم قُطعت بناءً على تهديد مباشر من قبل البطريرك حيث كنت أرسل له إيميلات فقال لي إن لم تكف عن إرسال الإيميلات سأغير العنوان وهذه كلها موثقة ومحفوظة عندي، ولا يمكن أن أستغلها للنشر إلا إذا نكر ذلك وأأقدمها لمحكمة كنسية حسب طلبه هو وليس أنا، فهذه اسرار وأنا أمين على كل الأسرار والأحاديث الشخصية التي دارت بيننا.
- أنا لم أطلب منه أن يبيع بيتي لأو يروّج لمعاملة بيع أو إستعادة البيت وهذا غير صحيح إطلاقاً
- لدي الكثير من الأصدقاء هم على أتم الإستعداد لمتابعة المعاملة وإستعادة حقي المغتصب وحالياً موجودين وعلى الفيس بوك ايضاً ولا أريد أن أذكر الأسماء لأنني لم أفاتحهم بموضوع ذكر أسماؤهم هنا.
- ذكر غبطته في الدقيقة41:24 من هذا الفيديو ما نصه : " ويحْدْ أنتقدني، ويحْدْ ما أعرف وين بالدنمارك، ما أعرف ويحد ألقوشي ... إي ما رحت عملت معاملة بيت أبيع بيت وأبعث فلوسو.. أنا معقّب!!!!! (بالعربي الفصيح يعني هناك واحد أنتقدني ... واحد لا أعرف أين... بالدنمارك؟ ويقول لي لم تنجز معاملة بيع بيتي ..)
وهذا الكلام كله لا يمت للحقيقة بصلة، هذا إفتراء عليَّ والله شاهد على ما أقول. سيدنا أنت بطريرك وأنت رئيس كنيسة كلدانية في العراق والعالم هل يجوز أن تفتري على أبناء كنيستك بهذه الصيغة؟ وبهذه الصورة؟ أليس هذا تشهيراً ولو أنك لم تذكر الأسم لكن ضمناً أن تقصدني لأنه لا يوجد ألقوشي في الدنمارك عنده بيت مغتصب، ألا تتصور بأنني استطيع أن أقيم عليك دعوى بتهمة التشهير ؟ لكن لن افعلها، فأنت رئيس كنيستنا شئنا أم ابينا، لم نختارك نحن بل فرضوك علينا، سواء كانوا مطارنة أم غيرهم. لكن نصيحتي لكل رجل دين أن يتوخى افعال الشر وأن يتسّم بالمصداقية. لأنك تعرف حق المعرفة أنا بالدنمارك والدليل هناك العديد من الكهنة أتصلوا بي ونقلوا لي ما تريد قوله، حول تأسيس الرابطة وغير ذلك، وزياراتك المتكررة إلى هولندا وألمانيا ومن ثم تقفز دون المرور بالدنمارك إلى السويد وغيرها والسبب لأنني متواجد هنا في الدنمارك، فلماذا تقول وكأنك لا تعرف اين اقيم أنا، الحمد لله ما زالت جنسيتي عراقية ولم أحصل على أية جنسية أخرى، ولا زلتُ أنا مخلصاً لوطني العراق ولستُ خائناً له كما نعتّنا نحن المهاجرين، وإنني لم أبع هويتي بل أفتخر بها أشد إفتخار، ولم أرشح لأية دورة للبرلمان أو غيره كما ذكرت لأحدهم، ولم اشارك في أي حزب سياسي، بل عملي هو قومي كلداني عراقي بحت، وشهاداتي كلها في تاريخ العراق والعهد الكلداني بالذات ، تحياتي سيدنا وتقديري،
أعيدها مرة ثانية ، الدكتور نزار عيسى ملاخا، كلداني، ألقوشي، عراقي، كاثوليكي، مسيحي. وهذه كلها تشكل بلازما الدم الذي يسير في عروقي منذ الولادة وحتى الممات.
https://www.facebook.com/patriarchatechaldean/videos/997222907380409
0:17 / 1:11:44
‎البطريركية الكلدانية Chaldean Patriarchate‎ was live.
18h  ·
قداس الاحد من كابيلا البطريركية الكلدانية - بغداد
Sunday Mass, Baghdad 23 August 2020

8
رد على موضوع مسيحيو العراق للسيد موفق نيسكو
د. نزار عيسى مَلاخا
التاريخ لا يخجل ولا يكذب ولا يستحي ولا يمكن تزويره
الحدث يكتبه إثنان : مَن كان جزءاً من الحدث، أو مَن كان شاهد عيان عن الحدث،
https://www.algardenia.com/maqalat/44980-2020-06-27-06-16-59.html
بداية كنتُ قد ألايتُ على نفسي بألا أرد على هواة الكتابة، أو مَن يتلقبون بألقاب لا يستحقونها مثل المؤرخ فلان وهو لم يدرس التاريخ ولا ثانية، ولا يعرف كيفية كتابة البحث وغير ذلك، كما لا أرد على مَن ينقل مصادر الكتب ويخمط العبارات ثم ينسبها لنفسه ويحشو مقالته ليظهر بها مؤرخ واستاذ في التاريخ وباحث في الشأن الفلاني ...الخ.
السيد موفق له عقدة مستديمة تؤرقه أسمها "الكلدان" ونعتهم بأقبح النعوت ولعمري هذه ليست من شيمة المؤرخين أو الباحثين، لأن الكتابة في التاريخ مثل السياقة، فهي فن وذوق وأخلاق،
يعلم جيداً السيد موفق بأنني كنتُ قد وعدته بألا ارد على مقالاته، ونصحتُ إخوتي الكتّاب الكلدان كذلك، ولكن سمحنا للهاوين أن يردوا عليه، لكنهم يبدو أنهم استكثروا الرد، فلا أحد يقرأ ما يكتبه ولا يرد عليه سوى مجموعة من أقربائه أو مَن هم مثله أو من لا يعرفه، وبالنظر لكثرة ما يعيد نشر ما يكتبه بين فترة وأخرى طاعناً بالكلدان فقد رفض موقع عنكاوة نشر مقالاته، المهم أود أن اقول له يا سيد إن كان الكلدان من اسباط إسرائل أو كانوا من أقرباء مناحيم بيغن أو گولدا مائير أو بن گوريون ما لكَ ولهم، دعهم وشأنهم وإن كنتُ ككلداني قد تجعلني ولدتُ في إحدى قرى إسرائيل أو فلسطين المحتلة وإنني لم أولد في منطقة بيجي وابي وأجدادي  لم ينزحا من قرية پيّوس هرباً من مرض الطاعون إلى ألقوش التي تبعد مسافة كيلومترين غرب پيّوس ومسافة 45 كيلومتراً شمال الموصل الحدباء قبل أكثر من ثلثمائة سنة هل سيفيدك بشئ؟ يا أخي كفى طعناً بالكلدان في كل ما تكتب وبدلاً من أن تبدأ بالبسملة التي يكتبها المسلمون أو المسيحيون، تبدأ بالطعن والشتيمة للكلدان بأنهم ليسوا هؤلاء القدامى وإنهم من أسباط إسرائيل وغير ذلك، ثم تعيد وتكرر بأن الكلدان الحاليين لا علاقة لهم بالكلدان القدماء نافياً كل مؤلفات المؤرخين بهذا الشأن، وأنا أتغرب ولا أدري لماذا العرب الذين جاوروا الكلدان في المكان والزمان بقوا لحد اليوم نفس العرب بينما الكلدان حدث فيهم التزوير... عجيب أمور وغريب قضية، لهذا قلت أن الباحث والمؤرخ ملتزم بالثلاثية (الكتابة فن وذوق وأخلاق).
كان الأجدر بالسيد موفق بدلاً من أن ينشغل بالبحث عن أصول الكلدان، كان المفروض به وعليه أن ينشغل بأصول السريان ولماذا هذه التسمية ومن أين جاءت وغير ذلك على الأقل لنتعرف على أصوله، ويحكي لنا ما هي شهاداته العلمية في التاريخ وهل هو متخصص أم مؤرخ أم باحث أم آثاري، نصيحتي له دع الكلدان وشأنهم فأهل مكة أدرى بشعابها. لقد طفح الكيل لذا قمتُ بالرد.
 وقد سمى الآراميون أنفسهم بالسريان بعد إعتناقهم الدين المسيحي .
 أو : السريان هو الأسم اليوناني الذي أطلقه اليونانيين على الآراميين في بلاد الشام والعراق وهي تعني : الشرقيين، لأن موطن الآراميين يقع إلى الشرق من بلاد اليونان، وما تزال بلاد الشام تحمل أسم Syria إلى يومنا هذا  ".
فعلى بركة الله نبدأ بالرد وأول ما نبدأ به عنوان مقالتهوهو "مسيحيو العراق والرحالة نيبور" المقال لا يحتوي على تعريف المسيحيين أو مللهم ونحلهم، ولكن لربما لجهله في ذلك أو لأن غايته الطعن فقط لذا نسي أن المسيحيين في العراق فيهم الكاثوليكي والنسطوري وألأرثوذكسي واليعقوبي وغيرهم، ونيبور لم يكن عالماً في الأديان أو مختصاً في المذاهب ، ولكنه كان رحّالة وقد كتب بعضاً من الأسماء المذهبية بحسب ما سمعها من أهالي تلك الربوع التي مر بها، وهؤلاء على جهلهم وعدم معرفتهم أو لعدم تبلور الفكر القومي وحتى الديني والمذهبي لديهم، نطقوا بما كانوا يلقونه لهم رجال الدين الذين كانوا هم أيضاً على قدر محدود من العلم والكفاءة، لذا لم يكن السيد موفق موفقاً في إختيار العنوان.
ثم وقع السيد موفق في خطأ بحثي تاريخي وهذا يكفي لأن يثبت على نفسه أنه حتى ليس له إلمام بالتاريخ أو اللغة وتصريفاتها، مثلاً عندما يقول الكلدان والآشوريين، يبدو لي أنه لا يميز ما بين التسمية المناطقية الجغرافية والتسمية القومية، وكان الأجدر به والأصح أن يقول "البابليون والآشوريون" أو أن يقول "الكلدان والآثوريين" وشتان بين الإثنين، فالكلدان تسمية قومية ولغتهم الكلدانية، أما الآشوريون فهي تسمية مناطقية جغرافية مثل العراقيون والمصريون واللبنانيون، ولإثبات أن الكلدان قوم وقومية يقول عباس العزاوي : وإن الكلدانيين عرب وهم أول من سكن هذه الديار (العراق) وإن أصلهم من جزيرة العرب، أود أن أذكر عدة أمثلة على ذلك منها :
 يقول بطرس نصري الكلداني بطرس نصري الكلداني (القس) ، ص24 "سميت كنيستنا بالسريانية ولو أن أتباعها ما كانوا يدعون ذلك في هذه البلاد في سالف الزمان، حيث كانوا من أصول السكان القدماء من الكلدان والآراميين وغيرهم، لأنه لما لم تداول الزمن على الدولة الكلدانية صار أسم الكلدان كناية عن الوثنية، فهجروا هذه التسمية بعد تنصرهم كما هجروا التسميات الأخرى،
 ويقول المصدرعن المجوس الذين زاروا طفل المغارة السيد المسيح له المجد :لم يكونوا فرساً بل كانوا ملوكاً محليين كلدانيين وثنيين وعلماء فلكيين يخضعون إدارياً للملك الفارسي  ".
ويقول الدكتور فيليب حتي : بما أن الكلدان تسموا بأسم السريان الشرقيين تميزا لهم عن السريان الغربيين  لذا توجب عليَّ أن اذكر وبشكل مختصر ما ذكره المؤرخون عن أسم سوريا وسريان،
ص62" أن اسم سورية يوناني في شكله، ويظهر بشكل شيرين shryn في أوائل القرن الرابع عشر ق.م وسيريون في العبرية (siryon) ولا توجد في الغالب صلة في الإشتقاق بين سوريا وأسيريا (آشور– قارن مع كلام هرفتزلد في مجلة المجمع العلمي العربي م22 سنة 1947م ص 178 – 181حيث يوافق على هذا الإشتقاق)، ... وفي العصور اليونانية وما بعدها، وتسمية سورية والسوريين غير واردة في النص العبري الاصلي للعهد القديم ولكنها مستعملة في الترجمة السبعينية للدلالة على آرام والاراميين، وبعض كتاب العصر الكلاسيكي يخطئون في الكلام عن السوريين حين يجعلون اسمهم مرادفاً للآشوريين... واستعمل أسم سوري بالإنگليزية حتى العصر الحديث كتسمية عرقية تشمل سكان سوريا كلها غير أنه يستعمل الآن للدلالة على رعايا الجمهورية السورية فقط
كمصطلح لغوي : فإن اسم سوري بالإنگليزية يشير إلى جميع الشعوب التي تتكلم السريانية (الارامية)
كمصطلح ديني : يشير إلى أتباع الكنيسة السورية القديمة أو السريانية
وكان أسم سيروس (سوري) بالنسبة للرومان يعني كل شخص يتكلم اللغة السريانية .
يقول سليم مطر : ويلاحظ في المصادر التاريخية أن تسميات عديدة أطلقت على سكان العراق الأصليين المسيحيين الناطقين بالآرامية (سريان، كلدان، نبط، أهل بابل، آراميون، نصارى، نساطرة) وهي تسميات متأتية من التنوع المذهبي والمناطقي .
أنظر مثلا كيف يتحدث أبن خلدون عن أهل العراق : وأما وجود السحر (علم التنجيم) في أهل بابل وهم الكلدانيون من النبط وسريانيين فكثير 
أما الحديث عن السريا الشرقيين الذين هم الكلدان وليس أن الكلدان هم السريان الشرقيين فيحدثنا المطران سليمان الصايغ قائلاً : السريان الشرقيين الذين هم الكلدان .... وقد ذكر المؤرخون الكلدان أنه كان لأسقفية الجرامقة المقام الرابع بين المطرانات النسطورية .
محمد كرد علي، خطط الشام، ج1، ط3، مكتبة النوري ـ دمشق 1403هـ / 1983م
ص8 " الفرس كانوا يسمون العراق والجزيرة والشام سورستان إضافة إلى السريانيين الذين هم الكلدانيون وتسميهم العرب النبط".
يقول الكرملي : وكان يعرف هذا النهر (العظيم) وكان يعرف هذا النهر عند الأقدمين بنهر رادانو، وعند السريان الشرقيين وهم الكلدان الحاليون (رادان) ،
أما البطريرك أغناطيوس أفرام الأول برصوم فيقول في الفصل السادس : السريان المشارقة وهم الكلدان النساطرة .(نزار :وهذه العبارة واضحة لا لبس فيها.)
ملاحظة: لقد قرأتُ الكتاب المذكور كله فلم أعثر ولا مرة واحدة على كلمة (سريان)، بل وردت كلغة (سريانية) أما للدلالة على قوم فلا يوجد، هل يستطيع السيد موفق أن يبرر ذلك؟
يقول روفائيل بابو إسحق: إن المسيحيون الذين تبعوا مذهب نسطور دُعوا نساطرة أو سريان شرقيين .
ويقول الدكتور طه باقر: إحدى القبائل الآرامية في العراق هي القبيلة المسماة "كلدو" (كشدو أو كسديم)
تعقيبي على ذلك وحسب المصدر أعلاه أن الكلدان أولاً هم قبيلة وهذه تسمية قومية، ومن ثم هم من الآراميين وليسوا يهود أو إسرائيليين كما يدعي الأخ الهاوي . وهذه شهادة من مؤرخ قدير وآثاري وعالم في تاريخ بلاد ما بين النهرين.
ويؤكد هذا القول الأستاذ كامل الغري حيث يقول : وأول مَن أوطن هذه الصقع الآراميون، أي بنو ىرام بن سام وهم الكلدانيون ثم السريان
وبما أنني استشهد بأقوال المؤرخين على أن السريان هم المسيحيون الكلدان، اي الكلدان الذين آمنوا برسالة السيد المسيح له المجد ولكي يميزونهم عن الكلدان الوثنيين ولكي يبتعدوا عن تلك التسمية ولأن المبشرين بالمسيحية جاؤوا من سوريا لذا تسموا "سريان"، يقول الأستاذ محمد علي كرد: إن الفرس كانوا يسمون العراق والجزيرة والشام "سورستان" إضافة إلى السريانيين الذين هم الكلدانيين وتسميهم العرب "النبط" .
-----------------------
المصادر /
1-   أدي شير (المطران)، تاريخ كلدو وآثور، ج2،  بيروت، 1913م،
2-   اغناطيوس أفرام الأول برصوم (البطريرك)،  اللؤلؤ المنثور، مطبعة ألف باء الأديب، الناشر دار ماردين ـ دمشق، بدون سنة الطبع،
3-   أنستاس ماري الكرملي (الأب)، اللغة العامية، مجلة لغة العرب، مجلة شهرية ادبية علمية تاريخية، ج1، السنة4، أيلول 1926،
4-   بطرس نصري الكلداني (القس)، ذخيرة الأذهان في تواريخ المشارقة والمغاربة السريان، م1، مطبعة دير الآباء الدومنيكيين ـ الموصل، 1913م،
5-   رمضان عبد التواب (الدكتور)، فصول في فقه اللغة العربية، مكتبة الخانجي للطباعة والنشر، القاهرة، ط6، 1420هـ / 1999م،
6-   روفائيل بابو إسحق، تاريخ نصارى العراق، مطبعة المنصور، بغداد، 1948،
7-   سليمان الصائغ (القس)، تاريخ الموصل ج1، المطبعة السلفية ـ مصر، 1342هـ / 1923م،
8-   سليم مطر، الذات الجريحة، ط 4، مركز دراسات الأمة العراقية، نيسان 2008
9-   صباح عباس سالم (الدكتور)، تأثر النحو العربي ، النحو اليوناني والنحو السرياني، مجلة القادسية للعلوم التربوية ، العدد الأول، المجلد الثاني، آذار ـ نيسان 2002م،
10-   طه باقر (الدكتور)، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، ط1، شركة الوراق للنشر المحدودة، 2012
11-   عباس العزاوي (المحامي)، عشائر العراق، ط1، الدار العربية للموسوعات، بيروت ـ لبنان، 2005،
12-   عبد الرحمن بن محمد (أبن خلدون)،  المقدمة، دار الكتاب اللبناني، بيروت، 1982،
13-   فيليب حتي (الدكتور)، تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين، ترجمة الدكتور جورج حداد وعبد الكريم رافق،ج1، ط1، دار الثقافة ـ بيروت، 1951م،
14-   كامل الغري، نهر الذهب، المطبعة المارونية، ج3، 1926، ص
15-   محمد علي كرد، خطط الشام، ج1، ط3، مكتبة النوري، دمشق 1403هـ / 1983م، ص8

9
المنبر الحر / نداء البطريركية
« في: 01:49 18/06/2020  »
نداء البطريركية "هل سيهبّ المسيحيون العراقيون لاجتماعٍ يُناقش أوضاعَهم؟
د. نزار عيسى ملاخا
نشر موقع البطريركية هذا اليوم نداء أستغاثة https://saint-adday.com/?p=38100
يبدو لي أن البطريركية وبعد أن أدركت أن الأمور لا يمكن قياسها بمقاساتها فقط، وإنها حاولت بكل الطرق أن تقبض على مقاليد الأمور بكلتا يديها ومن الناحيتين الدينية والمدنية، فلم تفلح ولم تنجح فقد تسببت في هروب الكثير من الكهنة خارج الكنيسة، فمنهم مَن أنتمى إلى كنيسة أخرى واسباب كثيرة لا مجال لذكرها، كما تسببت أعمال البطريركية في غلق الموقع الكلداني الحر "كلدايا.نت"، ونتيجة ذلك ولد موقع "كلدايا . مْي" كما قامت بفرض اسماء معينة لتستحوذ على منصب وزير أو لشغل حقيبة وزارية وغير ذلك، ولكنها فشلت أمام ضغط نواب الكوتا وبعض الكتاب الكلدان الأحرار الذي أنتقدوا ذلك التصرف، البطريركية الكلدانية هي التي وضعت العوائق أمام النهوض القومي الكلداني، ولمعاداة هويتنا الكلدانية أطلق أحد المطارنة الجدد شعار "الهوية المسيحانية هي البديل عن كل الهويات" وبدأ ينادي بها ويثقف المؤمنين على اساسها، وبذلك ساعد هذا المطران على الضرب على الهوية القومية بيد من حديد، وتسبب في موت وضمور الشعور القومي الكلداني عند الكثيرين من أبناء شعبنا، من ألاخطاء الكبيرة التي ارتكبتها البطريركية هو تأسيسها للرابطة الكلدانية، والتي ابعدت عنها كل القوميين الكلدان وأختارت مَن يناسب وضعها أبتداءً من أعلى مسؤول إلى أدنى مسؤول فيها، وتمكن من إرتقاء المسؤولية في الدائرة الرئيسية أشخاصاً لا يعرفون معنى الهوية القومية، لا بل كان ولاءهم لغير الكلدان اساساً، بعدها قادت البطريركية حملة على القوميين الكلدان ونعتتهم بالقومچية، كما أججت نار الحرب على الشيخ ريان الكلداني وكتائب بابليون علناً وعلى الهواء ومن قنوات فضائية معروفة بالإضافة إلى نشر البيانات النارية ضد هذا الطرف وذاك، ولا ننسى الشعار الذي رفعته البطريركية "كل مهاجر هو بائع هوية وخائن وطن" إذن البطريركية تتحمل نتائج ما زرعته في الأيام الماضية،
سؤالي هو ما هو موقف البطريركية من إتحاد الكتاب والأدباء الكلدان؟ هذا التنظيم الذي ينضوي تحت لوائه نخبة مثقفة واعية سياسياً وعلمياً وكفاءات مع خبرات عالية، ولكنهم لم يحسبوا لأي تنظيم حسابه.
مَنْ سيقف مع هذا النداء أو هذه الصرخة؟ واين هم؟ لقد هرب مَن هرب وقًتل مَن قًتل وهًجّر مَن هاجرأمام مرأى ومسمع الجميع فلا رَفّ جفنٌ ولا أهتز شارب ولا رَقَّ قلبٌ، أستنجدنا برجل دين كبير وفي موقع قيادي في المسؤولية الدينية حول إستعادة داري المغتصب فأشترط عليَّ عودة العائلة كلها من بلاد الهجرة وحتى إذا ما تعرضنا للقتل قال لستم أحسن من غيركم، حينذاك ساعيد لك دارك بربع ساعة، فقلتُ له وماذا سافعل به بعد مقتلي؟
أنشغلت البطريركية بالصراعات الجانبية كما أنشغلنا نحن بالصراعات للحفاظ على هويتنا القومية التي تخلت عنها البطريركية وقيادة الكنيسة، نحن القومين يا غبطة البطريرك طالبنا بالحفاظ على هويتنا التي كاد أن يبتلعها إخوة لنا في الدين، وكانت الكنيسة ساكتة.
لا تبكي يا سيدنا فما زال هناك متسع من الوقت لتصحيح المسيرة وتصليح الأمور، بالرغم من أن الجرح بدأ يكبر والسكّين وصلت العظم وشارَفَتْ السفينة على الغرق، لذا الحل بيديكم ويبتدئ من عند غبطتكم :
*وجّهوا نداء لكافة الكهنة خارج الكنيسة مع غفران تام وعفو عام "عفا الله عمّا سلف" وبعودة هؤلاء ستربح الكنيسة كنزاً كبيراً، الكبرياء ليست من شيمة رجال الدين، لا بل التواضع هو اساس الدين فهل ستتمكنون من ذلك؟ أم أن هناك إعتبارات شخصية لا تسمح بذلك.
*وجّهوا نداءكم إلى جميع أبناء رعيتكم في الداخل والخارج وأفتحوا ذراعيكم على مصراعيها مع كلمات المحبة والحنان والتواضع والعفو عن كل ما بدر منكم تجاه هؤلاء المساكين الذين غادروا ديارهم ودورهم قسراً ومن ثم تم إغتصاب دورهم أمام أعينهم.   
سيدنا العزيز : اقول لك أطمئن فلا يوجد حزب سياسي قوي داخل البلاد يستطيع أن يسمع صرختك، وإن سمع فلا يقوى على فعل شئ لأنه بلا حول وبلا قوة وتم التخلي عنه في يوم ما. كما لا توجد منظمة يمكنك أن تنخيها
خاتمة قولي أفتح أحضان الكنيسة لعودة الآباء إليها، وفاتح أبناء شعبك بصراحة وشجاعة دون خوف أو وجل، لأن الجرح الذي تسببت به كبير جداً، إتحاد الكتاب والأدباء الكلدان حائط قوي متين يمكنك الإعتماد عليهم. وفي الختام فإن "الإختلاف في الراي لا يفسد للود قضية"
دمت سعيداً سيدي البطريرك
الأربعاء 17/6/2020

10
المنبر الحر / ذوبان أم إندماج
« في: 12:29 07/04/2019  »
ذوبان أم إندماج
د. نزار عيسى مَلاخا
الهجرة مُرّة وقاسية، ولو الظروف التي تعصف بالإنسان لَما ترك وطنه وأرضه وبلاده وهاجر إلى بلدان أخرى عسى أن يجد ما أفتقده في بلده، ولكن السؤال الذي يبقى يدور في الأذهان هو : لماذا الهجرة ؟ أقول هناك عدة أسباب يضطر الإنسان أو يكون أمامها مُرغماً على سلك طريق الهجرة ومن هذه الأسباب : البحث عن حياة كريمة، أو البحث عن مستقبل أفضل، أو لأنه مفقود الكرامة في وطنه، أو لأنه يفتقد إلى الأمن والأمان والحرية والعدل والمساواة والحقوق (بعض الدول تضع البعض من مواطنيها في خانة الدرجة الثانية)،  ولكن ومع كل هذه المنغصات يبقى الوطن عزيز وغالي، وقيل من أجل التندر ( سمعوا بالوطن غالي فقاموا ببيعه)، وتبقى الآصرة خفية تلك التي تربطنا بوطننا الأم ألا وهي "الإنتماء الحقيقي والوجداني للوطن الأم".
الإنتماء للوطن ليس له علاقة بمكان إقامتي الحالية، بل علاقتي بالوطن الأم علاقة حميمة صميمية هي في سويداء القلب، هي في الوجدان، علاقتي بالوطن علاقة الجذور بالتربة، هي ذكريات الطفولة ومرتع الصبا، هي ذكريات الدراسة في كافة مراحلها، هي جميع الذين مرّوا في حياتي وكانت لهم بصمات أثرت على تكوين شخصيتي، هي أبي وأمي، هي اساتذتي، هي اصدقائي في كافة المراحل العمرية، هي كل المتعلقات من مرحلة المراهقة والحب والدفاع عن الوطن، هي ذكريات السواتر ورحلة الموت مع رفاق السلاح، هي ذلك الطريق الذي سرنا فيه مع أشخاص لا يمتون لي بصلة القرابة أو الدم أو الدين، ولكننا واجهنا الموت سوية، هذه هي العلاقة الخفية التي تربطني بوطني الأم والتي تحتّم عليَّ أن أندمج في المجتمع الجديد دون أن اذوب أو اضمحل فيه، العلاقة الخفية مع الوطن الأم هي كل تلك الذكريات التي رسخت في الذاكرة ما دمتُ حيا، فهل يمكن نسيان أو الإستغناء عن الوطن الأم؟
قيل : بلادي بلادي أنت عزي وودادي، وقيل : بلادي وإن جارت عليَّ عزيزةٌ ... أهلي وإن شحّوا عليَّ كِرامُ، وقيل :
 اه ياعراق انت الاسد طبعك جبل ماينكسر
كفكف دموعك وانتفض لَتگول ابد وضعي خطر
 يَـ عْراق انهض وانتخي يَـ عْراق وينك يالنّچر
نخلق صبح من دمعتك ومن ضحكتك نخلق فجر
رحلة الهجرة رحلة مُرّة، وأختيار صعب، وطرق مجهول، لكنك أضطررت إلى السير فيه وسلوك متاهاته إضطرارا وليس إختياراً، ولكن مع كل ما رافقت دربك آلام ومآسي وعينيك تنظر إلى الوراء وفي مخيلتك أسئلة حيرى لن تجد لها جواب، كان هناك بريق أمل وخوض تجربة جديدة، وآلام جديدة وعاناة من نوع جديد، كم بلد مررت به وأنت في رحلتك المجهولة، وماذا عن الوطن الجديد؟ هل ستعشقه كما عشقت الوطن الأم؟ هل ستتغنى بجماله؟ هل ستكتب له الأشعار ؟ هل ستفني ما تبقى من عمرك الذابل في سبيله؟ وهل هو محتاج لكل هذه !!!
البلد الجديد، حياة جديدة لم نالفها من قبل، أستقبلونا بالورود والرياحين ولكن عيوننا مملوءة بالدموع، وفروا لنا ومنذ اللحظة الأولى السكن اللائق والخدمات الصحية والترفيهية والإجتماعية، المدارس المجانية، النقل المجاني، السفرات الترفيهية المجانية، الزيارات للمعامل والمواقع الأثرية والسياحية، وفوق هذا كله الحرية الكاملة المطلقة في ممارسة الشعائر الدينية والمعتقدات وتنظيم المسيرات الإحتجاجية ورفع أعلام بلداننا والتغني بأمجادنا التي أكل عليها الدهر وشرب، وبحماية  رجال شرطتهم لكي يمنعوا اياً كان من تعكير صفو ما نصبوا إليه.
مقابل كل هذا لم يطلبوا منا سوى أن نعتز ونفتخر ونحافظ على تاريخنا وتراثنا وعاداتنا وتقاليدنا ولغتنا مع الإندماج في مجتمعهم. لم يطلبوا منا الإنصهار أو الذوبان، لم يطلبوا منا ترك الأديان، بل أعطونا كل شئ بالمجان،
ولغرض توضيح مفهوم الإندماج لأن الذوبان معروف وهو بتعريفه الإعتيادي تغيير الحالة بكل مواصفاتها وتركيبتها من حالة إلى أخرى، مثل ذوبان الثلج حيث تتغير الحالة من صلبة الى سائلة ومن تسمية ثلج إلى تسمية جديدة وهي (ماء)، أو ذوبان الملح في الماء أو السكر في الشاي ، فلم يعد هناك بلورات سكر بل شاي حلو المذاق.
الإندماج هو أن نتأقلم مع الوضع الجديد، أن لا نعيش حالة الإنطواء على الذات، أن لا نصبح عالة على هذا المجتمع، أن لا نخلق لنا أمراضاً جديدة، الإندماج هو أن نتعلم لغة البلد الذي نقيم فيه، ونطبق قوانينه وأعرافه، ونعمل من أجل الحفاظ على نظام البلد، وأن نجهد أنفسنا من أجل البحث عن فرصة عمل ونبذ البطالة والإتكالية، بالمقابل هناك أمور أطلبها من هذا المجتمع لتطبيق مبدأ الإندماج الحقيقي فيه، وأعتقد إنها موجودة وهي تطبيق مبدأ العدالة والمساواة بين الجميع، فلا معاملة خاصة أو عامة، ولا يوجد في التعامل هذا قريب وذاك غريب، ولا يوجد هذا من مذهبي أو ديني او قوميتي أو قريتي أو عشيرتي لأنتصر له وأفضله على الآخر، هنا العنصرية والطائفية والتفرقة على كل الأسس (دينية، قومية، إجتماعية، قبلية، ...الخ) مرفوضة تماماً، لك حرية التعبير عن دينك، يجب أن تعمل وفق مفهوم تبادل الثقافات والحضارات، أما نحن فالواجب علينا أن نقيم التوازن بين هذه وتلك.
نعم يصعب عليَّ الإندماج وفق هذه المعايير ولكن ليس المستحيل، ولأنني من الفئة العمرية المحالة على التقاعد بسبب السن القانونية(65 سنة فأكثر)  لذا أجد صعوبة كبيرة في بعض الأمور مثل اللغة وغيرها خاصة نحن أبناء بعض المحافظات في العراق والتي تحتّم عليك تعلم أكثر من لغة، فمثلا بعض مناطق محافظة التأميم / كركوك، تجد الفرد يتكلم اللغات التالية حسب مناطق الإختلاط (العربية، والكلدانية والتركمانية والكردية وقليل من الأرمنية عدا اللغات الأخرى مثل الإنكليزية وغيرها) أما بالنسبة لجيل الشباب فتكون نسبة الإندماج لديهم عالية جداً، وبهذا ندخل نحن أولياء الأمور في حالة صعوبة التوافق ويدخل الشباب في حالة صراع بين ثقافتين وجيلين وحضارتين تختلف الواحد عن الأخرى بنسب كبيرة جداً.
الإندماج يا أحبائي هو عملية تفاعل وليس إنصهار، تأقلم وليس ذوبان،
ملاحظة / هذه المقالة جاءت على هامش الندوة المقامة يوم أمس السبت 6/4/2019في مدينة أوغوص في الدنمارك بعنوان "ذوبان أم إندماج" وكان الحضور رائعا جداً.
تحياتي وتقديري

11
التشهير والطعن تمارسه البطريركية الكلدانية في العَلَن
د. نزار ملاخا
نشر موقع البطريركية https://saint-adday.com/?p=28691 مقالا أو خبرا تحت عنوان توضيح حول موقف الكنيسة الكلدانية من القسين نوئيل اسطيفو كوركيس وعدي لورنس الخارجين عن الخط الكاثوليكي

ومقالا آخر تحت هذا الرابط https://saint-adday.com/?p=28748 بعنوان توضيحات حول القسس الكلدان الذين تركوا الكنيسة الكلدانية أو هم موقوفون عن الخدمة لأسباب مختلفة
بدءاً نقول ما قاله الأولون " تَبَّتْ يدي أبي لهب على ما كَتَبْ"
إنه ليس توضيحاً بل إهانة للبطريركية الكلدانية التاريخية، إنه إهانة لكل المثقفين وذوي الأخلاق الحميدة، إنه إهانة للمجتمع ككل، ومن ثم إدانة للبطريركية أولاً وقبل كل شئ لأن يتخرج هكذا كهنة من تحت اياديها، إنه إهانة للأخلاق بكل معانيها، إهانة للإنسانية، إهانة للرجولة إن كانت هناك صفة الرجولة يتحلى بها مَن كتبَ التوضيح.
إنها إهانة للدين المسيحي وإهانة لسيدنا يسوع المسيح وتعاليمه السمحاء، إنها إهانة للقانون والقضاء العراقي.
التشهير تقول عهد العتيبي " حذرت النيابة العامة السعودية من التشهير بالآخرين، أو إلحاق الضرر بهم، وأكدت أن عقوبة مَن يقوم بالمساس بالحياة الخاصة لأي شخص، هي السجن لمدة تصل إلى السنة، وغرامة تصل إلى 500 ألف ريال، وأن الحاق الضرر بالأشخاص عبر وسائل تقنيات المعلومات المختلفة، تعد جريمة معلوماتية، يعاقب عليها مرتكبها."
ويقول إبراهيم محمد الشنقيطي " والذي يدل على ضعف وعينا الحقوقي والقانوني وعدم معرفتنا بالطرق النظامية لأخذ الحقوق والمطالبة بها.لذلك فإن التشهير عقوبة قانونية وتخضع لسلطة القاضي ولا يحق لغيره إيقاعها واستخدامها، وإن ما نجده اليوم في مواقع التواصل الاجتماعي من سب وشتم وتعرض للأشخاص والمساس بهم وفضح أمورهم ما هو إلا ضرب من ضروب التشهير الذي يعد جريمة يعاقب عليها القانون ولو كان التشهير صحيحا.ففي قانون «مكافحة الجرائم المعلوماتية» الصادر بمرسوم ملكي رقم م/17 والذي يهدف إلى الحد من وقوع الجرائم المعلوماتية والحفاظ على الأخلاق العامة، جاء في الفقرة الخامسة من المادة الثالثة «يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على سنة وبغرامة لا تزيد على خمسمائة ألف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من قام بالتشهير بالآخرين أو إلحاق الضرر بهم، عبر وسائل تقنيات المعلومات المختلفة» ناهيك عن الحق الخاص والمطالبة بالتعويض النفسي والاعتباري بسبب التشهير."
يا بطريركية الكلدان ويؤسفني أن أسميكم هكذا لأنكم لا تستحقون هذا الأسم، ما فعلتموه أليس تشهيرا بحق هؤلاء الكهنة ؟ كيف تجرأتم وأنتم لا بسين ملابس رجال الدين المسيحيين ؟ كيف مارستم هذا العمل المشين ؟ ألم تستذكروا كلام واحد أو ىية واحدة من المئات التي وردت في الكتاب المقدس عن لسان الله أو الأنبياء أو المنظرين أو سيدنا يسوع المسيح كلمة الله وروحه.
أستغرب من تصرفكم هذا والذي أستشف منه رائحة حقد دفين على هؤلاء الكهنة ؟ اين أنتم من كلام يسوع عندما قال : "إذا أخطأَ أخوكَ فوَبِّخْهُ، وإنْ تابَ فاَغفِرْ لَه. وإذا أخطأَ سبعَ مرّاتٍ في اليومِ، ورجَعَ إلَيكَ في كُلِّ مرّةٍ فقالَ: أنا تائِبٌ، فاَغفِرْ لهُ"(لوقا 17: 3-4).
أو عنما قال : متى 18: 16 وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ، فَخُذْ مَعَكَ أَيْضًا وَاحِدًا أَوِ اثْنَيْنِ، لِكَيْ تَقُومَ كُلُّ كَلِمَةٍ عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ.17: فَإِذَا لَمْ يَسْمَعْ لَهُمَا، فَاعْرِضِ الأَمْرَ عَلَى الْكَنِيسَةِ. فَإِذَا لَمْ يَسْمَعْ لِلْكَنِيسَةِ أَيْضاً، فَلْيَكُنْ عِنْدَكَ كَالْوَثَنِيِّ وَجَابِي الضَّرَائِبِ.
قال بولس :-رو-14-10: وَلَكِنْ، لِمَاذَا أَنْتَ تَدِينُ أَخَاكَ؟ وَأَنْتَ أَيْضاً، لِمَاذَا تَحْتَقِرُ أَخَاكَ؟ فَإِنَّنَا جَمِيعاً سَوْفَ نَقِفُ أَمَامَ عَرْشِ اللهِ لِنُحَاسَبَ.
يقول يعقوب 5: 19- 20  "أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنْ ضَلَّ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ عَنِ الْحَقِّ فَرَدَّهُ أَحَدٌ، فَلْيَعْلَمْ أَنَّ مَنْ رَدَّ خَاطِئًا عَنْ ضَلاَلِ طَرِيقِهِ، يُخَلِّصُ نَفْسًا مِنَ الْمَوْتِ، وَيَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا."
هل أستذكرتم هذا الكلام ؟ هل أنتم حقاً قادة دينيين ؟
جاء في موقع الأنبا تقلا " قد تلبس القسوة ثياب الحملان وتتسمى باسم الحزم. فقد تعاتب أبًا قاسيًا يسوم أولاده ألوان العذاب فيبرر موقفه بأنه ليس قاسيًا، وإنما هو حازم. ويطلق على هذا التعذيب اسم التأديب أو التربية، ويقول إنه شديد في تربية أولاده، بينما تكون قسوته بعيدة كل البعد عن أساليب التربية، وقد تأتى بعكس ما يريد، وينشأ أولاده معقدين.. ولكنها ثياب الحملان التي تحاول أن تخفى وحشية الأب وقسوته"
حقيقة يؤسفني أن أنتمي إلى هكذا كنيسة قادتها يمارسون التشهير بحجة التقويم ويستخدمون الفضيحة والتعرية بحجة كشف الحقائق، أخوان أنتم لستم كهنة، بل أنتم بعيدين كل البعد عن روح المسيحية وتعاليمها السمحاء التي تدعو إلى الستر والعفو عند المقدرة أو حتى بدونها، أين غفرانكم أين محبتكم !!!! حاشا للمسيح أن تكونوا أنتم مثال لتلاميذه. أين أنتم من كل هذا " تتميز المسيحية وتمتاز عن كل الفلسفات والمعتقدات العالمية، بواحدة من اجمل الخصال واروع الشيم وابجل الفضائل، وهي المغفرة او المسامحة او الصفح او العفو.." ما الذي أجبركم على نشر هذه الفضائح والتشهير بكل هذا الكم من الكهنة ؟ لماذا ؟ هل أنتم كاملين ؟
امَّا يَسوعُ فخرَجَ إلى جبَلِ الزَّيتونِ. وعِندَ الفَجرِ رَجَعَ إلى الهَيكَلِ، فأقبَلَ إلَيهِ الشَّعبُ كُلُّهُ. فجَلَسَ وأخَذَ يُعَلِّمُهُم. وجاءَهُ مُعَلِّمو الشَّريعةِ والفَرِّيسيُّونَ با‏مرأةٍ أمسَكَها بَعضُ النـاسِ وهيَ تَزني، فَاوقفوها في وَسْطِ الحاضرينَ، وقالوا لَه يا مُعَلِّمُ، أمسَكوا هذِهِ المَرأةَ في الزِّنى. وموسى أوصى في شَريعتِهِ بِرَجْمِ أمثالِها، فماذا تَقولُ أنتَ، وكانوا في ذلِكَ يُحاوِلونَ إحراجَهُ ليَتَّهِموهُ. فا‏نحَنى يَسوعُ يكتُبُ بإصبَعِهِ في الأرضِ. فلمَّا ةألحُّوا علَيهِ في السُّؤالِ، رفَعَ رأسَهُ وقالَ لهُم مَنْ كانَ مِنكُم بِلا خَطيئَةٍ، فَليَرْمِها بأوّلِ حجَرٍ. وا‏نحنى ثانيَةً يكتُبُ في الأرضِ. فلمَّا سَمِعوا هذا الكلامَ، أخذَت ضَمائِرُهُم تُبكِّتُهُم، فخَرجوا واحدًا بَعدَ واحدٍ، وكِبارُهُم قَبلَ صِغارِهِم، وبَقِـيَ يَسوعُ وحدَهُ والمرأةُ في مكانِها. فجَلَسَ يَسوعُ وقالَ لها أينَ هُم، يا ا‏مرأةُ أما حكَمَ علَيكِ أحدٌ مِنهُم, فأجابَت لا، يا سيِّدي فقالَ لها يَسوعُ وأنا لا أحكُمُ علَيكِ. إذهَبـي ولا تُخطِئي بَعدَ الآنَ.
ايها الكهنة الواردة أسماؤكم في فضيحة البطريركية أدعوكم لإقامة الدعاوى ضد كل مَن كتب وساهم وأمر بنشر هذا المنشور بتهمة التشهير والقذف، لأن هناك طرق أصولية مثل المحاكم الكنسية والمحاكم الشرعية والقانون يأخذ مجراه وليست إجراءات كيفية يقوم بالتشهير كل مَن يرغب بذلك ويتصور نفسه خارج أو فوق القانون، فالقانون سيف على رقبة الجميع.
ايها الكهنة إلى متى تبقون على هذا الوذع وهذه الحال؟ أشتكوا، ... أحتجّوا ... أعترضوا ... طالبوا غير الكفوئين بالتنحية، على مَ الإنتظار ! يقول المثل العراقي " راح يجيكم الدور فد يوم" فهل ستنتظرون يوم يقرأ الجميع اسماؤكم على صفحات التواصل الإجتماعي ؟ 28/2/2019





12
مع السيدة اسماء سالم صادق
د. نزار ملاخا
التشكيلة الوزارية (وليس الكابينة لأنها تعطي معنى لا يليق بالوزراء) نقول التشكيلة الوزارية الجديدة التي أختارها رئيس الوزراء المكلف الدكتور عادل عبد المهدي تضمنت وجوه جديدة ومن ضمن هذه الوجوه أسم مسيحي لسيدة هي اسماء سالم صادق، كثر اللغط واللغو حولها، منهم مَن اساء بدون وازع ضمير، ومنهم مَن خان حظه ونشر صوراً ليست لها، ومنهم مَن أتهمها وهي ما زالت غير مستلمة المنصب وحَكَم عليها حُكُم مسبق يدل على البغضاء والحق، ساحاول أن أناقش نفسي أولاً ومن ثم يناقشني مَنْ يريد.
أسناء سالم صادق، سيدة ألقوشية، ولدت في بغداد من عائلة متكونة من ثمانية أشخاص (اربع بنين واربع بنات) مع الأب والأم، أشتهر منهم أحد الأشقاء بعد عام 2003 وهو ريّان سالم، ومن ثم تم تعيينه مستشار المصالحة الوطنية في حكومة السيد نوري المالكي، ولكون منصبه يتطلب المصالحة بين الشيوخ والعشائر، طلب من رئيس الكنيسة الكلدانية آنذاك المغفور له المرحوم سيادة البطريرك مار عمانوئيل الثالث دلي مباركته وموافقته على حمل لقب شيخ لأغراض ومتطلبات عمله، بعدها قامت قائمة بعض ضعاف النفوس بالطعن بهذا الشخص علما لم يقم بتوجيه اية اذية لا لرجال الدين والذين اليوم يتربعون على كرسي القيادة الدينية ولا لغيرهم، وعند دخول داعش أبت غيرته كعراقي مسيحي إلا أن يساهم في تحرير تراب بلده فعمل على تشكيل كتائب بأسم كتائب بابليون، وابلوا بلاءً حسناً، ولكن هذا أغاض بعض رجال الدين المسيحيين لأنه سحب البساط من تحت اقدامهم في الوقت الذي ارادوا فيه السيطرة على مقدرات كل المسيحيين، وأنتقدوه بشدة بينما غيره من المسيحيين ممن كانت لهم ميليشيات مسلحة حصلوا على مباركة قادة الكنيسة، على أية حال، الكل كان يعرف أسم الشيخ ريان فقط، اليوم وبعد اعلان التشكيلة الوزارية الجديدة وظهور أسم السيدة اسماء تعالت صيحات الإستنكار ونشطت النفوس الضعيفة والمريضة وطفت على الساحة مخلفات سيئة من ذوي الأقلام الصفراء والتي اغاضهم أن يروا إمرأة مسيحية القوشية كلدانية عراقية تتبوء منصب وزارة العدل.
السيدة اسماء خريجة جامعة ولا شائبة على شهادتها الجامعية، وليست كغيرها ممن زوروا الشهادات، ولما أنكشفوا قامت تلك البلدان بمعاقبتهم وذلك بسحب الجنسية الممنوحة لهم، لنه لا يشرفها مزور يحمل جنسيتها،
السيدة اسماء لها خبرة عدة سنوات، وطعن الضعفاء بهذا البند وقالوا كيف يمكن أن تحصل على الخبرة بست سنوات فقط ؟ وفي تقديرهم يجب أن تعمل ثلاثين عاما أو أكثر لكي تحصل على الخبرة، ولا أدري كيف استنتجوا ذلك، غبي مَن يقول شرط اساسي لمن يتبوأ مركز وزير الدفاع أن يكون حاملا لأعلى رتبة عسكرية، ومن يتبوأ مركز وزير الصحة ان يكون من اشهر أطباء البلد وقس على ذلك. في بلدان اوروبا ترى عكس ذلك، المنصب الوزاري هو منصب إداري بحت، ينجح فيه من يكون إدارياً ناجحاً.
قيل عن السيدة اسماء بأنها عملت نادلة في مطعم، وبالرغم من صحة أو عدم صحة الخبر اقول ومتى كان العمل عيباً؟ عندما تطلبت الحالة رايتُ بأم عيني في العراق سائق سيارة أجرة يحمل رتبة عقيد، أين الخطأ ما دام يعمل ويجهد نفسه لكي لا يحتال على الناس ويعيش.
قالوا في أسمها أسماء، واقول وماذا يعني ! أين الغرابة في ذلك؟ أسماء جمع أسم، ألا يوجد من المسيحيين مَن سمّى أولاده بأسم عمر وطالب وقاسم وعلاء وغيرها، الم يكن من المسيحيين القدامى مَن كان اسمه علي وحميد وغيرها؟
ولكن الغريب في الأمر أن أحداً لم يطعن في نزاهة السيدة أسماء، كأن يقول بأنها سرقت أو تقاسمت الكعكة كما قالت الدكتورة الدوري ومن على القنوات الفضائية العديدة، تقاسمنا الكعكة وحصلنا على الكوبونات النفطية، وقال آخر الكل حرامية لابس عمامة ولابس عگال وأفندي، وقال آخر (حيدر الملا) الكل حرامية واولهم انا، ولكنني لم اسمع صوتا لأحد من ذوي الأقلام الصفراء أنتقد هؤلاء؟ مع العلم الجميع تحدثوا علانية وأمام الملآ ومن على الفضائيات المختلفة وما زالت أفلامهم يتداولها الكثيرون وعندي شخصيا نسخ منها، وآخر هذه المهازل فلم منسب للشيخ وضاح الصديد والدكتورة شذى العبوسي يشير إلى شراء المناصب والكراسي البرلمانية وغير ذلك، اين اصحاب الألسنة الطويلة ولماذا أنقطعت ألسنتهم ولم يذكروا هؤلاء؟ لماذا يا خفافيش الليل، يا جند الظلام، يا أنتهازيين، لماذا لم تكونوا أوفياء واصلاء وتفضحون كل هؤلاء؟ لماذا طالت ألسنتكم على السيدة اسماء؟ ما الذي فعلته بكم هذه السيدة ؟ ما هي نوع الإساءة التي الحقتها بكم؟ لماذا تسيئون إلى سمعتها وشرفها؟ الا تعتقدون بأنه سيأتي اليوم الذي تتلوث فيه سمعتكم وشرفكم ؟ فماذا سوف تفعلون وكيف ستدافعون عن أنفسكم يوم لا ينفع مال ولا بنون ؟ أتقوا الله يا ناس في شرف نسائكم وبناتكم، وأيتها المرأة العراقية ألم تسمعي بالمثل القائل إذا نظرت فأستر. اين ستركِ وانت تتكلمين زوراً وبهتاناً على شرف سيدة لا تعرفينها اصلاً، ولم تلتقين بها كل حياتك؟ لماذا هذه الإساءة .
لن أطيل يا جماعة، السيدة اسماء مرشحة لمنصب وزير العدل وتم إختيارها من قبل الدكتور عادل عبد المهدي، وهو يعرفها يوم كان وزيرا للنفط، فلا تتعجلوا الأمر واصبروا فإن اهقو مع الصابرين.
كتب في السابع والعشرين من شهر تشرين اول سنة 2018 ميلادية.

13
الكوتا المسيحية وسعادة النائب عمانوئيل خوشابا
نزار ملاخا
لقد أجاد البعض من إخوتنا وأخص بالذكر منهم البروفسور عبدالله مرقس رابي بالرد على سعادة النائب عمانوئيل خوشابا وقلتُ في نفسي لقد كفّووا ووفّوا، ولكن بعض الردود الهزيلة وغير المسؤولة اثارت بعض الأستفسارات وطرحت بعض المواضيع التي لم يقم بتغطيتها الإخوان الأعزاء في ردودهم، لذا أود الإشارة إليها والتذكير بها.
الكوتا هي حصة أو سهم، وهذه الحصة هي حصة المسيحيين من المحاصصة الدينية في مجلس النواب، فالمناصب والمسؤوليات في العراق تتقاسمها الأديان والمذاهب والأحزاب وغيرها، فهذه كوتا دينية خاصة بالمسيحيين فقط، لذا سميت بأسمها الديني "الكوتا المسيحية" ولم يُطلق عليها أسم قومي أو قطاري مثلا "الكوتا الكلدانية السريانية الآشورية" حينذاك يكون من حق كل واحد أن يطلق عليها ما يشاء من الأسماء، أما اليوم فهي كوتا مسيحية لا غير.
نداء أو دعوة غبطة البطريرك لأعضاء الكوتا المسيحية كانت مبادرة صحيحة وتاريخية ومن منطلق ديني وتاريخي تام، أنا شخصياً طالبتُ غبطته من خلال كتاباتي ومن خلال إتصالاتي الهاتفية مع البعض من رجال الدين أن يفاتحوا غبطته بأن يقوم بدعوة جميع الفائزين ويلتقي بهم ليذيب جبال الثلوج إن وجدت، أو لتقوية الأواصر بين الكنيسة وأعضاء مجلس النواب، أو لمناقشة ما يمكن مناقشته لتحسين أوضاع المسيحيين وتدبير أمور مستقبلهم وحمايتهم أو الحفاظ على ممتلكاتهم التي صارت مشاعة أمام قِوى متعصبة تكفيرية غاشمة، ولعمري إنها بادرة خير ويجب أن تسود علاقة جيدة بآصرة قوية بين قادة كنيستنا ومسؤولي الكوتا، هذا المنطلق جاء على اساس أن غبطته رئيس أكبر كنيسة مسيحية في العراق أعضاؤها من الكلدان والآثورين (كلدان الجبال) على حد سواء بالإضافة إلى عراقة وتاريخية الكلدان والكنيسة الكلدانية، والتي هي بالأساس كنيسة أمة وليست كنيسة قومية، لأن الكلدان أمة تشمل على السريان التي هي تسمية دينية والآثوريين الذين هم كلدان الجبال، وغبطته من هذا المنطلق أقدم على خطوة جبارة وصحيحة وذلك لغرض لملمة الجِراح بعد أن هدات الأوضاع الأمنية قليلاً وتوجه الكثيرون إلى التفكير في مرحلة البناء والأعمار، بالتأكيد فإن شخص بمثل مكانة ومنصب غبطة البطريرك يكون ذو مسؤوليات كثيرة مختلفة ومتشعبة، خاصة في خضم أوضاع قلقة ورؤى ضبابية وهجمات متعددة من الغريب والقريب، ووحده ليس بمقدوره أن يديرها كلها، لذا فإنه من الطبيعي والمنطقي أن يكون له مساعدين، أو أن يقوم بتكليف مَن يريد لغرض إنجاز بعض الأمور والمساعدة في تحمل بعض المسؤوليات، وهكذا كان أن تم توجيه دعوة لجميع الفائزين بالكوتا بدون استثناء، فهل يُعقل أن شخصا بمثل غبطته أن يرفع سماعة الهاتف ليدردش ومن ثم يدعو هذا الفائز إلى لقاء ؟ أنا أقول من غير المعقول أن يلبي طلبات الجميع ويسير وفق أهواء هذا النائب وذاك، إن الكوتا مسيحية، وكل المدعوين هم من المسيحيين حصراً، والداعي إلى الإجتماع رئيس الكنيسة المسيحية في العراق والعالم، فأين هي المشكلة ؟ ولماذا لم يستوعب السيد النائب فكرة الدعوة ؟ أم يريدها كشخة يخابره البطريرك ويتوسل إليه ليحضر الإجتماع !!! غريبة من نائب لم يمضِ على فوزه عدة ايام، كما يقول المثل العراقي " عَمّي الله الچبير" أين الحساسية في النداء؟ لقد وقع المسكين في مطب النظرة الضيقة أو هو بالأساس أحادي النظر، ولا يقوى على مجالسة الآخر أياً كان فكشف عن معدنه، ومن أول طَرْقَة، تبين جوهره، هذا لا يخدم العراق ولا المجلس الذي حل عليه نائباً، لا بل سيكون حجر عثرة ومصدر للمشاكل والخصومات، وسيُدْخِل الجميع في متاهات النظرة العنصرية المقيتة، وإلا ما معنى أن يقول (الآشوريين"الكلدان والسريان") اية معلومة تاريخية يحمل هذا النائب ( إن كُنْتَ لا تَدْري فَتِلْكَ مُصيبَةٌ ... وإنْ كُنْتَ تَدْري فالمصيبَةُ أعْظَمُ) أخي السيد النائب إن كنتَ جاهلاً بالتاريخ فهناك العديد من الكتب التاريخية التي يمكنك الرجوع إليها لتعرف مصدر هذه التسميات التي تكتبها دون أن تعرف معناها، أوجه دعوة لمجلس النواب أن يستقدم هذا النائب وتتم مساءلته إهانته لمجلس النواب أولاً ومن ثم للتأريخ نفسه، ومن ثم من حق البطريركية أن أن تتقدم بشكوى ضد نائب حاول منذ الأيام الأولى أن يضع عصاة في مسيرة العملية الإجتماعية في العراق ويمزق وحدة المسيحيين من خلال عضويته في الكوتا، يا سيدي النائب إن التسمية الصحيحة لكم في كل كتب التاريخ هي التسمية الكلدانية، وهكذا كانوا يسمونكم سابقاً، إقليم آشور كانت رقعته الجغرافية بين الزابين الكبير والصغير، وقد أنقرضت الدولة الآشورية في 612ق.م وإن آخر حكم وطني حكم العراق قبل الميلاد كان الحكم الكلداني، وبعد سقوطه أستمر العراق تحت حكم الغريب إلى سنة 1958م حيث أبتدأ أول حكم وطني بعد الميلاد، لأنه بعد سقوط الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى حكم العراق حاكماً عربياً كان من الحجاز ولم يكن عراقياً، لذا فإن جميع الدلائل والقرائن التاريخية تقول بأن تسمية"آشور" لا تدل على قومية بل على موقع جغرافي، وأخطأ السيد النائب حينما مزج كلمتين الآشوريين والكلدان، فالأولى تدل على موقع جغرافي والثانية تسمية قومية لشعب عريق أنقسم إلى نصفين نصفه كاثوليكي والنصف الآخر نسطوري والإثنان هما من الكلدان.
سمعتُ هذيان أحد الأبواق وهو يوجه أصبع الإتهام إلى حركة بابليون قائلاً " زوعا سرقوا منها مقعدها من قبل حركة بابليون الدخيلة"، أولاً ـ من حق بابليون أن يقاضوا هذا الهاذي ويتقدموا بشكوى إلى المحاكم لإستدعائه ومساءلته بهذه التهمة وبهذه الكلمة النابية، ثانياً ـ أراه يستخف بالزوعا من حيث لا يدري، السؤال الذي يفرض نفسه هو : كيف سُرِقَ المَقْعَدْ؟ أستذكر حالة مشابهة يقال بأنه في يوم ما صرخ رجل عجوز بأن اغراضه قد سُرِقَتْ، وكان قد أوكل حارساً لحراستها، فقالَ له عامة الناس : طبعاً يسرقون اغراضك إذا كان الحارس نائماً ليل نهار، فالحال هو هل كان حارس الزوعا نائماً وتمت سرقة المقعد من قِبَل حركة بابليون؟ ولماذا لم يقوموا بخزنه في مخزن ويحكموا الأقفال لكي يكون المقعد في مَامَنْ؟ ولماذا لم يستأجروا حراساً يقظين لحراسة المَقْعَدْ؟ واسئلة أخرى كثيرة تدور في الذهن لكنني أكتفي بهذا القدر.
 تحياتي وتقديري.  في 27-09-2018


14
التسمية كلدو وآشور هل هي صحيحة ؟
د. نزار ملاخا
من ألاخطاء الشائعة ترويج مصطلح (كلدان وآثوريين) بين ابناء شعبنا من دون أن يعرفوا كيف يميزوا ما بين الإثنين، وهل يجوز هذا المصطلح لغويا وتاريخياً؟ وإن كان جائزاً فما هي الصور التي يمكن ان يكون فيها صحيحاً. بعد التخبط الذي نراه وإستغلال التسمية تجييراً لصالح البعض ولصالح أجندات معروفة، كان لابد لنا من توضيحها لكي لا يقع ابناء شعبنا بأخطاء هم في غنى عنها.
هل هذه التسمية هي تسمية قومية لشعبين ؟ أم لقبيلتين ؟ أم نعود إلى ايام جدتي رحمها الله ونستمع إلى حكاياتها ونظاراتها فوق على رأسها لتقول كان كلدو وآثور أخوين شقيقين، وكانا يسكنان بغداد، وفي يوم من الايام تشاجرا على تقسيم المُلك فذهب كلدو إلى بابل واصبح ملكا هناك بينما يمم آشور وجهه صوب الشمال وتوج ملكاً هناك، وعاشوا عيشة سعيدة،
أعزائي هذا حديث مغالطات، هذه كايات على غرار حكاية الجني والسعلوة، لا يقبله منطق ولا عقل، فلا يوجد في التأريخ مثل هذه المغالطات، ولغرض الوقوف على حقيقتها نقول لا يجوز الجمع بين كلمتي (كلدو وآثور) والسبب بسيط جداً وهو أن كلدو أسم قبيلة، هذه القبيلة كانت تسكن منطقة بابل، بالإضافة إلى بلاد ما بين النهرين من المنبع إلى المصب، وكانت في بابل عدة بيوتات تتبع هذه القبيلة، أما كلمة (آشور) فهي تدل على صنم كان يُعبد في أزمنة قبل الميلاد، وكلمة آشور وردت في الكثير الكثير من المصادر التاريخية وغيرها، العربية والكلدانية والأجنبية على أنها موقع جغرافي وليس أسم قبيلة أو عشيرة، إقليم آشور، والتنسيب لسكنة إقليم آشور (آشوري) كما ينتسب العراقي للعراق، والالقوشي إلى ألقوش والمنگيشي إلى منگيش والحلي إلى الحلة،أو الدجيلي المنسوب للدجيل أو البصري او الكوفي وغيرهم، وبالحقيقة لا توجد قبيلة بأسم ألقوشي أو بطناوي أو تكريتي، لأن الذي يضع اسم هذه المناطق إلى اسمه فهي للدلالة على الموقع الجغرافي، لأن التكارتة شعب متكون من عدة قبائل مثل ألبو ناصر والبو خشمان وغيرهم، كما أن الألاقشة شعب فيه من القبائل شكوانا وأبونا ورابي يونان وأسمرو وغيرهم، أما آشور وآشوري وآشوريين فهم حالهم حال الأمثلة التي أوردناها، شعب سكنوا منطقة آشور، وهذا الشعب كان متكون من قبائل الكلدو وقبائل الميديين والعرب والفرث وغيرهم، كما نرى اليوم فإن إقليم كردستان جميع القبائل التي تسكنه تنتسب إلى شعب أسمه الشعب الكردستاني ولا يعني أنهم كلهم أكراد، لأن شعب كردستان يتكون من الأكراد والعرب والكلدان والتركمان والأرمن وغيرهم، أما كلمة (كردستان) فهي تعني موقع جغرافي مناطقي محدد.
الشعب الاشوري، كانت هذه التسمية سارية المفعول لحد عام 612 ق.م وفي هذا التاريخ أو بعده بقليل أجتاحت جيوش الكلدان المنطقة وأصبحت جميع تلك الاقاليم كلدانية وأنتهى إقليم آشور كتسمية جغرافية (والتي تسمت فيما بعد بـ حدياب ومن ثم تحددت بأربيل وبقية المناطق التي تقع بين الزابين)، وتسمى الشعب بأسم الكلدان (الشعوب على دين ملوكها)، وأصبحت الإمبراطورية الكلدانية هي الحاكمة وسلطتها هي السائدة وتعتبر آخر حكم وطني حَكَم العراق لحد عام 528 ق.م، ومنطقة أو إقليم آشور كان يقع بين الزابين (الزاب الأعلى والزاب الأسفل). لقد استخدم العلامة المطران الشهيد مار أدي شير مصطلح (كلدو وآشور) وضمن هذا العنوان ألّف كتاباً ضخماً حول ذلك، كما أستخدم مصطلح (جنساً ووطناً) وتلازم المصطلحان مع بعضهما، فيقول مثلا (كلدان آثوريين جنساً ووطناً) ولتوضيح هذا الكلام نبدأ من حيث ما أنتهى به، فالمقصود (جنساً) هي القومية، و(وطناً) هي تلك الأرض أو البقعة الجغرافية التي تسكنها هذه القبيلة او هذا الشعب، والمقصود بها (كلدان جنساً وآثور وطناً) وبهذا يدل دلالة واضحة على أن المقصود بها هو الكلدان الساكنين في منطقة أو إقليم آثور أو آشور، وليس المقصود بهذه العبارة ما يذهب إليه البعض من إخوتنا وأبناء شعبنا من أن آثور أو آشور هي تسمية قومية، مطلقاً لم ترد في أي كتاب من كتب التأريخ على أن آثور تسمية قومية بل هي تسمية مناطقية جغرافية، وتسمية شعب، وهي حالها حال التسمية (الشعب العراقي أو الشعب الأمريكي ...والخ) هذه الشعوب تنتسب إلى بلدانها التي هي مناطق جغرافية لأنه لا توجد قومية بأسم العراقي أو الأمريكي أو غير ذلك، وكذلك الحال بالنسبة (لألقوش آثور أو القوش الآشورية التي ورد ذكرها في كتاب ألقوش عبر التاريخ) بعض الألاقشة يفهم خطأ أن شعب ألقوش هو شعب آثوري بمعنى إنتساب قبلي عشائري (هذا خطأ فادح)، ويعتمدون في ذلك إلى ما ذكره المطران بابانا في كتابه المذكور، ولكن قصد المطران بابانا هو نفس ما ذهب إليه المطران أدي شير وما يؤمن به كل علماء التاريخ، إذن اين هو التعبير الصحيح ؟ التعبير الصحيح أن نقول (بابل وآشور) وبهذا نبتعد عن خطأ التسمية التي لا معنى لها، فـ (بابل و آشور) تسميتان تدلان على مناطق ومواقع جغرافية وشعبهماهو خليط من قبائل كلدانية وأخرى أتينا على ذكرها في أعلاه.
لقد كانت ألقوش تقع ضمن الرقعة الجغرافية للدولة الآشورية وسميت (ألقوش آشور) بعدها أصبحت ألقوش التابعة أو ضمن حدود الدولة الكلدانية وبعدها ضمن حدود الدولة العثمانية ومن ثم ضمن حدود الدولة العراقية فهل يصح أن تبقى ألقوش تتحدد بتسمية زمنية معينة؟ ألقوش منطقة جغرافية، بالأمس القريب كانت ألقوش تتبع محافظة نينوى ولما أستلمت مسؤولية الناحية فتاة ارادت تغيير إنتساب وعائدية ألقوش فالحقتها بمحافظة دهوك (وكان تصرفاً فردياً) واليوم عادت ألقوش لتلتحق بمحافظة نينوى، فاية تسمية يمكن أن ننسب ألقوش إليها ؟ التاريخ لا يتبع أهواء الأفراد، عندما أصبحت ألقوش عثمانية هل يعني ذلك ان شعب ألقوش بعوائله وعشائره تغير إلى شعب عثماني ؟ من الغباء أن نؤمن بذلك، بالأمس البعيد كانت ألقوش آشورية اي تتبع الدولة الآشورية أو تقع ضمن حدود إقليم آشور جغرافياً كأرض وليس شعب، ثم أصبحت عراقية اي تتبع الدولة العراقية (وهذا ما ذكره المطران بابانا ايضاً)، وحصل الإنفصال لكانت ألقوش اليوم تسمى كردستانية فهل يعني ذلك أن أهلها من الأكراد؟ أو أن نسمي هذا الإنتساب الجغرافي تسمية قومية للقبائل الألقوشية ؟ تسمية ألقوش الآشورية أنتهت منذ عام 612 ق.م ومن الخطأ التأريخي الكبير والظالم أن نسمي اليوم ألقوش وننسبها إلى (الآشورية)، هذا خطأ تاريخي، والسبب أن إقليم آشور أنتهى، منذ أكثر من ألفي عام، ولكن على سبيل المثال لو خضعت المنطقة إلى تقسيم جغرافي جديد وخارطة جديدة فأكيد ستحمل ألقوش إنتساب جغرافي إلى ما تفرزه الخارطة ويفرزه التقسيم، ولكن مع الإنتباه أن شعب ألقوش بعشائره بالكامل هو شعب كلداني الهوية القومية، جغرافي الإنتساب.
لا ننسى بأن العراق حمل عدة إنتسابات فسمي بـ (عراق العجم) و (عراق العرب) و(العراق التركي) ...والخ.لذا لا يجوز الترويج لمصطلح (كلدو وآثور إلا إذا أرفقناه بمصطلح جنساً ووطناً) وإلا فإن التسمية الصحيحة هي بلاد (بابل وآشور).
16/2/2018
 

15
الكلدان والموقف من الإنتخابات
د. نزار ملاخا
إلى أين نحن سائرون ؟ هل نبقى هكذا مقسمين لعدة ولاءات ؟ لا تجمعنا كلمة واحدة ولا يحتوينا بيت واحد ولا يمكننا التمييز ما بين النافع والضار؟ ولا نتعض من دروس الماضي القريب، ولا نميز ما بين الغث والسمين؟ هل نبقى أسرى كلمة (موافج) أي موافق دون أن نعرف ما تعنيه هذه الكلمة من أستخدام الطاعة العمياء؟ هل نبقى إتكاليين ونقبل بمن يقودنا مهما كانت إملاءاته وصفاته؟ هل نبقى قدريين ونؤمن بأنه هكذا كتب الله لنا أن ننصاع للظالم والمُخزي على اساس أن المُلك من الله ؟ هل ننتخب فلان لأننا نخجل منه أو لأنه أبن محلتنا أو أبن عشيرتنا ... الخ وغير ذلك من الإعتبارات البالية التي عفا عليها الزمن ؟ أم نتحلى بالشجاعة ونقف بوجه الجامد لنقول له أنتخبناك في المرة ولم تستطع أن تفعل شيئاً لذا لا حق لك علينا اليوم ؟ أم نؤمن بالشاعر الذي قال
كل شئ إلى التجدد ماضِ ,,, فلماذا يُقر هذا القديمُ
أم نحن العراقيين الكلدان نعشق التجديد ونرفض التقليد؟ وهناك اسئلة كثيرة متعددة ومتشعبة تدور في الذهن توهن الجسد ويشيب لها الشعر، كلها تدور في هذا المجال مع قرب موعد الإنتخابات ونشاط بعض الشخصيات الهزيلة التي تاجرت بالقضية الكلدانية واليوم تظهر على شكل أشباح متصورين بأننا قد نسينا الماضي القريب، فبعد أن ملأوا جيوبهم من نِعَم كردستان توجهوا اليوم ليتسلقوا أكتاف الكلدان عسى ولعل يتمكنوا من أن يملأوا جيوبهم مرة ثانية وذلك على حساب المشردين والمُهَجّرين والثكالى ودم الشهداء وصراخ الأطفال وبكاء اليتامى !!!
بالرغم من أن شعبنا العراقي بشكل عام والكلداني بشكل خاص شعب متعدد الولاءات بسبب الإنتماءات السياسية والدينية والعشائرية والمناطقية المختلفة، لكنه شعب أصيل وعريق، شعب واعٍ  ومثقف، لن تنطلي عليه حيَل السياسيين، ولا وعودهم الكاذبة ولا التمجيد بتاريخهم العتيد، فلكل عراقي ولكل كلداني مساهمة جادة وفاعلة في تاريخ العراق، وله بصمات واضحة على تاريخ الكلدان، إن كان مُهجَّر في الداخل أو في الخارج، وكذب مَن قال بأن كل مهاجر هو بائع هوية وخائن وطن، فلكل مهاجر قصة وألم كبير في قلبه أسمه العراق والكلدان.
المُشارك في التصويت (من الكلدان حصراً) يمكن أن يتأثر بعدة مؤثرات منها كأن يكون سياسياً فيُفضّل التصويت لصالح حزبه على أن يصوت لصالح قوميته الكلدانية، سواء كان هذا الحزب سائرا على النهج القديم أم تأثر حالياً بمصالح معينة تفرض عليه أن يكون أعضاؤه هم الأولى بالإستفادة سواء كانت هذه الإستفادة على حساب الهوية القومية أو لمصالح الشعب ولكنه يرفع شعار ( الأقربون أولى بالمعروف)، ومنهم مَن هو متأثر بالمسألة الدينية ومراجعه الدينيين، ومنهم مَن بقي تائها في مهب الريح يتأثر بآخر مؤثر ويميل لجانبه، ومنهم مَن وقف عند مفترق الطريق فأما أن يقبع في بيته ويقاطع الكل وهو ما زال يلعق جراحاته السابقة ويئن من ألمها أو لكي يحافظ على عدم قطع حبل المَوَدة بينه وبين المرشحين (استاذ فلان واستاذ علان) لربما سأحتاجهما في المستقبل، أو أن يتشجع ويتشدد ويكون رجلا وصامدا ويقرر مَن يستحق أن يمثله في هذه المرحلة.
هذه الأمور تتبع عدة نقاط من الواجب كشفها في كل فئة أو حزب يعلن نفسه مرشحاً ( على أن ننتبه إلى نقطة مهمة وهي أن لا نتأثر بالأسم فهذا فلان أبن فلان الفلاني يجب أن أنتخبه لأن لوالده فضل علينا، أو أن هذا فلان ومَن يكون، فقد كان ابوه عامل مقهى وهل يُعقل أن أنتخب أبن عامل المقهى ليمثلني ؟).
في الحقيقة وإستقراءً للوضع الحالي الخاص بالكلدان أرى من وجهة نظري الشخصية بأن هناك ثلاث فئات يمكنها أن تخوض الإنتخابات البرلمانية وهي : الحزب الديمقراطي الكلداني، وقائمة بابليون برئاسة الشيخ ريان الكلداني، والكنيسة متمثلة بالرابطة، أما التسميات الأخرى فقد أصبحت كما يقال بالإنگليزية (إكسپاير) مثل المجلس القومي الكلداني والشعبي وبعض التجمعات الأخرى التي بقيت كغلاف بلا قلب، وليس لها اي أثر أو تأثير سواء تحالفوا معها أم مع غيرها، لأنها مجرد اسماء لا أكثر.
الحزب الديمقراطي الكلداني برئاسة الأستاذ أبلحد افرام / فاز في دورة واحدة فقط، ولم يترك بصمات واضحة لمصلحة الكلدان على ما أعتقد، بالرغم من أنه حزب عريق وناضل من أجل الشعب الكلداني وجهودة واضحة، وقد شارك في دورة إنتخابية سابقة ولكنه لم يحصل على عدد الأصوات المطلوبة، جمد نشاطه وتقلصت فروعة لأسباب عديدة ومختلفة يكون في أولها الدعم المادي وهجرة أغلبية أعضاء مكتبه السياسي نتيجة الظروف السيئة التي مر بها العراق والشعب العراقي عامة، مما أدى إلى إنحسار نشاط الحزب.
الرابطة والكنيسة / هي الجهة الثانية المؤثرة في الوسط الكلداني، ولولا الكنيسة لما كان للرابطة وجود، ولو لحد اليوم أقتصر نشاط الرابطة على السفرات وإقامة الحفلات لا أكثر، السبب في ذلك لأنهم وضعوا الشخص غير المناسب في موقع قيادي ومهم، والسبب الآخر أن مسؤولي المكاتب في بعض دول العالم هم أنفسهم مَن شاركوا سابقا في تنظيمات كثيرة ومتعددة وأندثرت تلك التنظيمات بسبب عدم جدية هؤلاء في العمل القومي وتغليبهم مصالح أعمالهم على مصلحة العمل القومي. يمكن أن تفوز هذه القائمة إذا ما فرضت القيادة الدينية وعممت أوامر لرجال الدين في كل دول العالم التي يتواجدون فيها (وأقصد الكلدان حصرا) بأن يكونوا هم بوق الدعاية لمرشح الپطريركية وإلا فلا وجود للرابطة نهائياً. ونجاح ذلك من وجهة نظري لا تتجاوز نسبته ثلاثة بالمائة.
قائمة بابليون بقيادة الشيخ ريان الكلداني / هذه القائمة يقودها شاب يافع أثبت وجوده على الساحة السياسية العراقية والكلدانية، وهو يتمتع بسمعة طيبة بين الأوساط القيادية والحكومية وحتى الدولية، فقد زار مقره مسؤولون من الحكومة الفرنسية والحكومة الأسترالية والحكومة الأمريكية، وغيرهم الكثيرون، وقد أستقبل في مكتبه شخصيات دولية وشارك في تمثيل العراق في الأمم المتحدة، كما يستقبل القادة الدينيين والسياسيين ومسؤولي الأحزاب والتنظيمات، وقد شكّل تنظيماً عسكرياً مسلحاً، وما زالت قطعات هذا التنظيم العسكرية تمسك الأرض في سهل نينوى، كما شارك في تطهير الأرض العراقية من دنس داعش الإجرامي، زار بعض القرى المسيحية وشارك في مساعدة الكثيرين سواء كانوا رهبان أم رجال دين في الكنائس والأديرة وحتى الراهبات واليتامى والثكالى وغيرهم، كما تمكن من إستعادة بعض الدور المغتصبة وغيرها. شارك في الإنتخابات السابقة ولم يحصل على مقعد، وهو الوحيد الذي يحمل لقب الكلداني، وهو الذي ينادي بأسم الكلدان في جميع المناسبات، كما كان ضيفاً في أغلب القنوات الفضائية يفتخر ويمجد أسم الكلدان، وله حضور فعلي في كافة المواقع الألكترونية ويشارك إخوته الكلدان في كل الأمور حسبما يتوفر له من الوقت والجهد، وهولا يألوا جهداً في مساعدة اي عراقي من اجل إستعادة حقوقه.
برأيي ارى في هذا الرجل أنه رجل المرحلة وعلى كل الكلدان مسلمين ومسيحيين أن ينتخبوه، على الأقل وجه جديد يدخل إلى البرلمان ونمنحه فرصة ليمثلنا في دورة إنتخابية واحدة لنستطيع أن نميز ما بين الماضي القريب والحاضر الفعلي. الكلدان بأمس الحاجة إلى دماء جديدة، إلى رجل شجاع استطاع وبجدارة أن يكوّن تنظيماً سياسياً وعسكرياً، كما تمكن من سرقة الأضواء لصالحه من خلال لقاءاته العديدة مع القادة العسكريين من مختلف الرتب ورجال الدين من مختلف الإنتماءات وكذلك القادة السياسيين قادة الأحزاب من كل الأديان والشيَع والملل، عدا الپطريرك الكلداني الذي وا زال ثابتاً على موقفه المتعنت .
أتمنى للجميع الفوز عسى ولعل يسطع نجم الكلدان في سماء العراق بعد طول إنتظار. 

16
المنبر الحر / ريتا
« في: 11:32 03/09/2017  »
جوهرة صنعتها أنامل عائلة (ريتا نزار ملاخا)
د.نزار ملاخا
أحكي لكم اليوم 2/9/2017 قصة جوهرة نادرة، وشجرة باسقة، رعيناها بدم ودموع عيوننا، نجمة بين إخوتها الثلاثة، أبنتي العزيزة ريتا، هي من مواليد العراق عام 1994م كركوك، كانت في صفّها الأول عندما غادرنا العراق عام 2001م، وشاءت الظروف أن نفترق، لنجد ملاذاً آمنا في دولة الدنمارك، في مراكز اللجوء قضينا ما يقارب من ثلاث سنوات مع لاجئين آخرين من شعوب من مختلف الجنسيات، تعلمت ريتا هناك الإنگليزية باللهجة الصومالية، وتكلمت الصومالية وقليل من لغات أخرى، وأخيراً لغة لا يعرفها إلا مَن عاش في تلك المراكز، فهي لغة عجيبة، خليط من كل اللغات، بالإضافة إلى ذلك فهي تكلمت الكلدانية بطلاقة بالإضافة إلى دروس يومية في الفترة المسائية باللغة العربية فرضتُها عليها وعلى شقيقها الأكبر منها سرمد، بعد مرحلة الإقامة وأستقرار وضعنا بالنسبة للجوء، دخلت ريتا المدرسة المنتظمة، وتفوقت فيها، دروس منتظمة في المدرسة ودروس إضافية في البيت، العربية، وقراءة فصل من الكتاب المقدس كل ليلة، كنتُ أقرأ لها ولشقيقها لحين أن يغلبهما النعاس ويَناما، هذه الجوهرة سهرنا الليالي من أجلها، كنتُ حريصاً على أن أوفر لهم كل شئ ومن خلالي، وجاهدتُ جهاداً حسناً في زرع مكارم الأخلاق في نفوسهم، حاولتُ قدر الإمكان أن أزرع في نفوسهم  تقاليدنا العراقية الأصيلة بالإضافة إلى أستنقاء كل ما هو جيد من التقاليد والعادات الأوربية، كنتُ مستعداً لأعمل كل شئ وأبذل كل جهد في سبيل تربيتها، ولا ابالغ إن قلتُ لو عطشت ريتا لمددتُ يدي إلى غيوم السماء أعصرها لـ ريتا  منها ماء.رعيناها، سهرنا على تربيتها أنا ووالدتها، علمناها الفضيلة والعفة والطهارة والشرف، بالإضافة إلى الإيمان بالدرجة الأساس والعلم أيضاً، فأثمرت كل هذه الجهود عن لؤلؤة ثمينة تفتخر بها هي قبلنا، هذه اللؤلؤة تفتخر بمن صنع بريقها، تفتخر بمن زادها لمعاناً، وحملت أسماً وعزّة وكرامة، وها نحن لحد اليوم (ثلاث وعشرين عاماً) نجهد في زيادة لمعانها، وهي تزداد بريقا ولمعاناً يوماً بعد يوم، هذه الجوهرة الثمينة، وهذه الدرّة الأمينة، ريتا الغالية التي حملت إيماناً بالله ومحبة للعراق العظيم، ووفاءً وإخلاصاً لوطنٍ ثانٍ أحتضنها ورعاها وساعَدَنا في حمايتها من كل تقلبات الزمن (الدنمارك) فأينعت علماً ووعياً وثقافةً، واليوم تتخرج ريتا من الجامعة، وهي تحمل شهادة البكالوريوس في اللغات اللاتينية والعلاقات الدولية، ويتم قبولها في أسپانيا لتكملة الدراسات العليا (الماجستير) في اللغة الإسپانية.
تعلق قلب شاب دنماركي يوازيها في الخصائص والطِباع بحب ريتا لِما رأى فيها من صفات وخصائص لا يمكن له أن يمر عليها مرورك الكِرام، أنتظرها سنتين إلى أن أنهت دراستها الجامعية الأولية وهو كذلك، وجاء لزيارتنا حاملا بين يديه قلباً وسمو أخلاق من الصعوبة أن نجدها في شباب بلد فيه كل شئ مُتاح، في بلد، الحرية بابها مفتوح على مصراعيه، شاب عاش في إحدى قرى الدنمارك، ولم يلفعه هواء المدن الدنماركية ولا صخيب موسيقاها، ولم ينجرف إلى ما أنجرف إليه أغلب الشباب من تهور وعشوائية في الحياة، شاب ملتزم أخلاقياً من عائلة كريمة رايتُ فيه ذلك المثال الذي يستحق أن أستودعه جوهرتي الغالية،
ابنتي العزيزة ريتا، ايتها الجوهرة الثمينة، اليوم نستودعك هذا الشاب الأمين، ليس طوعاً ولكن مُرغمين، وهذه هي سُنّة الحياة، فلم اشأ أن أقف في طريقك بحجة أو لسبب لا قيمة له، اليوم وانت لحقائبك تحزمين، لم تكن تدرين بأنكِ حملتِ قلوبنا معكِ، ولكن برغبتنا ومحبتنا، أليوم أستودعك بيد مارك بعد أن استودعك الباري عز وجل ليحميكِ ويسعدكِ ويوفقكِ في حياتكِ الزوجية وفي دراستك المستقبلية، أملي أن تعودي لنا وأنت تحملين شهادة الدكتوراه بعد الماجستير،

أيتها الغالية، دموعي ملأت عيوني وأنا أشاهدك حاجياتك ومقتنياتك تلملمين وتلك الحقائب تحزمين، لتنقلينها إلى إلى مكان أمين، بيت الزوجية الجديد، نعم لم أتمكن بالرغم من كل شجاعتي من حبس دموعي، نعم قلتِ لي يا أبتي علّمْتَنا أن الرجال لا تبكي، فلماذا دمعك خَطَّ على خدودك سطوراً، حينها أنفجرت تلك المآقي وجادت بالدمع وهي دموع ممزوجة بمشاعر مختلطة من حنين ومحبة وفرح، قلتِ لي يا أبتي عرفتُ في قلبك شجاعاً لا يهاب المصاعب، هذا القلب الذي تَحَمّل من أجلنا كل شئ، نعم يا حبيبتي، لقد فارقنا إخوتك وبقيتِ أنتِ في البيت، أنتِ التي كنتٍ تشعرين بفرحي وسعادتي، أنتِ كنتِ التي تتحسسين المي ومعاناتي، أنتِ التي عايشت قسوة الحياة عليَّ، أنتِ التي تلمستِ جروح قلبي وألامي بمشاعرك قبل يديك، وهنا أتوقف عن الكتابة فقد خنقتني العبرة ولا أستطيع الإستمرار.
مارك ايها العزيز يا مَن فزتَ بهذه الجوهرة، وهذه الدرّة، أستودعك اليوم جوهرة ولا كل الجواهر، بيدي اسلّمها لك، وفي أقدس مكان أمام الله والعالم أجمع (التقليد أن يسير الأب برفقة ابنته إلى منتصف الكنيسة وهناك يستلمها خطيبها ليقفا أما الله والكاهن ويعلنهما زوج وزوجة أمام الجميع) أستودعك جوهرة قَلَّ مثيلها في مثل هذا الزمن القاسي، وفي مثل هذا البلد المنفتح، حيث الحرية بلا قيود ولا حدود، أستودع عزيزي مارك إيماناً ثابتاً بالله لا يتزعزع ، إيماناً عرفته وعايشته وسهرتُ الليالي من أجله لأنني أنا الذي زرعته في قلب غضٍ رقيق مرهف الحس ، استودعك مشاعر جيّاشة وأحاسيس رقيقة وقلب مملوء حباً لك، أستودعك شجرة ولا كل الأشجار، استودعك نخلة عراقية باسقة، أستودعك قلباً ووجنةً تحمّر خجلاً من أية كلمة، أستودعك نجمة يسطع بريقها في عز الظهيرة، أستودعك إنسانة يشهد لها كل مَن عرفها، أستودعك جهوداً ومشاعر واحاسيس ثلاث وعشرين عاماً، فَكُنْ لها ذلك الدرع الحصين والسند الأمين والجبل المتين الذي تستند إليه إذا ما أجبرتها الظروف على الضعف، كُن لها ذلك الأب وتلك الأم التي قدمت لها من العطف والحنان بحوراً، قدمتها لها على أطباق من ذهب.تلك الأم التي رعتها وسقتها الإيمان ومكارم الأخلاق وحب الوطن قبل أن ترضعها أول قطرة حليب .
اليوم تزوجت ريتا وهذه أول الكلمات أكتبها في هذا الصباح بحقّها
رعاكِ الله يا أبنتي وأسعدك وملأ بيتك بنيناً وبنات.3/9/2017   

17
الشيخ ريّان الكلداني ... لارا زرا ... وموقف الكنيسة
د. نزار عيسى ملاخا
الحلقة السابعة والأخيرة
حادثتان حدثت هزّت ألقوش بالكامل على مختلف إنتماءاتها السياسية، الحادثة الأولى هي إقالة مدير ناحيتها الأستاذ فائز عبد جهوري بطريقة غير متعارف عليها، وإقالة قائم مقام قضاء تلكيف، والإثنان من أهالي ألقوش، الأول مستقل سياسياً والثاني تابع لتنظيمات الزوعا ومن ثم ام فصله وأنتظم في تنظيم آخر يتبع لزوعا على ما أعتقد. لقد أهتمت القيادة الدينية (الپطريركية) بموضوع الأستاذ فائز إهتماماً بالغاً،وهي مشكورة على هذا الإهتمام، حيث أتصل غبطته شخصياً بالهاتف مع محافظ نينوى وطلب منه الرضوخ لإرادة شعب ألقوش وأهلها، وأنهم الأجدر بإختيار مَن يمثلهم، كما تم الإتصال بعدد من الشخصيات وغيرهم، وكانت كل هذه الإتصالات تدل على شعور واعِ بالمسؤولية وتقييم عالٍ للديمقراطية، والطلب من الجميع أن يمتثلوا لإرادة أهل ألقوش، وتبين تمسكهم بهذا الإتجاه، ليس دفاعاً عن الأستاذ فائز ولكن إمتثالاً لإرادة وطلبات أهالي ألقوش حيث قامت التظاهرات المنددة بقرار الإقالة وشاركت جماهير ألقوش بقية الأحزاب والتنظيمات بذلك، كما تم تقديم مذكرات إحتجاج لسفارات العراق في بعض الدول مستنكرة وشاجبة لذلك القرار ورافقها لربما تظاهرات، كما شارك معظم الكتّاب الأجلاء وذوي الأقلام الأصيلة بالتنديد بذلك القرار التعسفي. ولكن في بعض الأحيان " تجري الرياحُ بِما لا تَشْتَهي السَّفَنُ " وسارت رياح التغيير بتواتر سريع بالرغم من الوعود الكثيرة والتطمينات المتعددة التي أطلقها مسؤولوا محافظة نينوى والتي تخص الإبقاء على الأستاذ فائز، وجميع هذه الجهود ذهبت هباء منثورا أو كما يقال " ذهبت أدراج الرياح"، فما كان مُخَطَّطاً له يجب أن يتم تنفيذه وبالحرف الواحد، وما تم التخطيط له خلف الكواليس تم تطبيقه علناً وعلى مرأى ومسمع من أنظار جميع أهالي ألقوش وغيرهم، كانت المفاجأة التي لم يكن يتوقعها أحد، همس في أذني هامس يقول بأن لارا قد رشحت نفسها في اللحظات الأخيرة، لربما كانت تنتظر الضوء الأخر بحتمية الفوز بالمنصب، تم التصويت بالطريقة القانونية المعروفة ظاهرياً، وكعادة العراقيين عندما يفرضون اشخاصاً فإن نسبة الفوز قد تعبر المتعارف عليه وهي نسبة 99و99% وهذا ما حصلت عليه لارا، لابل لأكون دقيق هي حصلت على نسبة 100 %، هنيئاً لها وألف مبروك . وما أن أُعلنَتْ النتيجة حتى بَهُتَ الجميع وأستغرب آخرون وأندهش آخرون وأنقسمت ألقوش بين رافض ومُهددٍ بكشف كل الأوراق المخفية، ومُتَطرق ليعلن ما خفي عن حياة وسلوكيات المرشحة الجديدة وغير ذلك الكثير، ولكن المهم هو أن القرار أتخذ والأمر الإداري صدر، وغصباً على الجميع أن يطيعوا ويُنَفّذوا، وإلا ....وجلست لارا على الكرسي الدوار ... وأي كرسي دوّار هذا ... إنه كرسي الزمن، ليس مُلكاً لأحد، ولكن لمن تلعب به المقدرات، أو لمن يحاول البعض أن يلعب بهذا الكرسي ويديره كيفما يشاء، لأن القرار لن يكون بيد الجالس على الكرسي ولكن سيكون بيد مَن أجْلَسَهُ على ذلك الكرسي.
الإستغراب الآخر هو سفر القادة الدينيين من عنكاوا وغيرها من المدن أستقبلوا بالأحضان الجالس على الكرسي الدوار، مهنئين ومباركين ورافعين أكف الدعاء للباري الذي أهَّلَ لارا للجلوس على الكرسي، ويمكن في قرارة نفوسهم " خير خلف لخير سلف" ولكن ألخلف أحلى من السلف، وهذه حالة مطلوبة اليوم في المسؤول، فيكفينا ما عندنا من أعضاء(صناديق سوداء على هيئة نساء) ونواب، على الأقل أن يكون لنا مدير ناحية أنثى، ولربما هي أول فتاة في ألقوش أو لربما في العراق تحصل على منصب مثل هذا، المهم سمعنا من القيادة الدينية كل الخير لهذه المديرة الحلوة، وتم نسيان الأستاذ فائز وجهوده وتعبه وغير ذلك متذرعين بحجة أن المدير هو من ألقوش ومبررين الفشل بالحجج المقبولة بأنه لن يجلس على كرسي ألقوش إلا مَن يكون مِن ألقوش حصراً، ذكراً كان أم انثى، فالله خلق الإثنان، والقرار أو القانون أو الدستور لم يحدد جنس المسؤول، فمثلاً يمكن أن تتبوأ منصب محافظ نينوى(محافِظة الموصل) إمرأة، وما الإستغراب في ذلك؟ واين المشكلة ؟ الإستغراب هو لماذا تعاملت الپطريركية مع حدَثين مهمين تعاملَين مختلفين، حاربت ريّان وأثنت على لارا! والإثنان من ألقوش، والإثنان لا يقفان حجر عثرة بوجه الپطريركية أو أعمالها، ولم نلحظ من لارا إهتمامها بالكنيسة أو الكهنة أو الرهبان كما فعل الشيخ ريّان ؟ بإعتقادي أن لارا مضمونة من جانب الهوية القومية والشعبية، يعني بفصيح العبارة أن لارا لن تُنافس الپطريركية على السيطرة على الكلدان ككل، أو أن لارا لن تتكلم بأسم الكلدان ولن تسحب البساط من تحت أقاد القادة الدينيين لكي تمسك العالم الكلداني بيدها الواحدة، بعكس ما فعله الشيخ ريّان الذي فرض نفسه كقائد للمسيحيين عامة وقائد للكلدان بشكل خاص، وجاء هذا من خلال ترؤسه الحركة المسيحية المسلحة، التي سببت له كل الم الرأس، وخلقت له المشاكل مع الپطريركية، ومن ثم قامت بمحاربته عَلَناً من خلال جملة بيانات نارية وشديدة اللهجة، ويبدو أنها هي الأخرى ذهبت أدراج الرياح وبقي الشيخ ريّان الكلداني شامخاً كالجبل الأشم يستقبل الوفود الأجنبية وممثلي دول العالم ويحضر الإجتماعات الدولية ممثلاً عن العراق كله وليس عن الكلدان فقط أو المسيحيين بشكل خاص، وهذا ما أغاض الپطريركية. 
الخلاصة / نحن بحاجة إلى تغيير فكري شامل، قيادة وقاعدة وشعب، نحن بحاجة إلى قائد يتمسك بهوية ألقوش الكلدانية، ويمنع مقرات الأحزاب الدخيلة على ألقوش، ويشد على ايادي أهل ألقوش ويقوي الآصرة والتماسك بين تنظيمات الكلدان القومية والسياسية والدينية، وغيرها لا يحق له العمل في ألقوش، نحن بحاجة إلى تجديد حقيقي وليس سطحي، نحن بحاجة إلى نقد ذاتي شامل وواسع، إبتداءً من القادة (في كل شئ، سياسياً ودينياً) فهل يستطيع غبطته مثلاً أن يقيم برنامجاً في أي موقع الكتروني مباشر وجهاً لوجه ويكون تحت شعار أنت تسال والمسؤول يجيب، هل تتوفر الشجاعة لدى كل القادة على مختلف مستوياتهم لأن يقبلوا بمسألة النقد والنقد الذاتي البنّاء وليس الهدّام ؟ ويجب أن لا نستثني أحداً من هذا التغيير إن اردنا أن يُكتب لنا نحن الكلدان النجاح؟ نحن بحاجة ماسة إلى إستذكار العِبَر والدروس والإقتداء برموزنا الدينية والسياسية والقومية وفي كل المجالات، ولكن قبل ذلك يجب أن نتفق مَن هو الذي يستحق أن نمنحه لقب "رمز"، رموزنا التي غادرتنا متى نتعلم الدرس من الغير ونعيد الإعتبار لتلك الرموز التي أصبحت في غياهب الزمن وعلا تاريخها غبار السنين وتراكمات الصراعات والقادة الكارتونيين؟ إلى متى نستهين برموزنا القومية والسياسية من التي كافحت وناضلت وأفنت حياتها في سبيل العراق والأمة الكلدانية؟ متى نتخلى عن نرجسيتنا ونتوقف عن إلغاء دور غيرنا في التغيير والتحريروكشف المستور؟ هل أصبح فكرنا عقيم لا يمكنه أن يولد افكاراً تخدم أمتنا؟ وكما قال أحد المفكرين هل اصابنا الشلل الفكري؟ أم نحن عاجزين عن إكتشاف المفكرين والمبدعين والقادة من بين ابناء شعبنا ؟أم نستنكف من أن يكون من بيننا قائداً لنا ؟ " لا كرامة لنبي في موطنه " أم نحن لا نعرف غير الرقم واحد في حياتنا ونرفض رفضاً قاطعاً أن نكون الرقم اثنين أو الذي يليه من الأرقام ؟ اين رجولتنا؟ اين شجاعتنا . أين نضالنا ؟
في ألقوش نفسها هناك عدة ولاءات للفرد، منها كنسية دينية لا يمكنه الإستغناء عنها، وهناك ولاء للوطن الأم العراق، كما أن هناك ولاء لألقوش الحبيبة،وولاءه لهويته القومية، وولاءه لحزبه السياسي، ولكن لنتوقف قليلاً وندرس هذه الناحية الصغيرة ماذا نشاهد: هناك ولاءات خفية متعددة، فهناك مَن يعطي ولاءه لقومية أخرى ويدّعي بأنه ليس كلدانياً، بالرغم من هوية ألقوش وأهلها الكلدانية، وهناك من يشعر بأنه آثوري وغيره بأنه كردي و... الخ وبالنسبة للسياسة نرى هناك آراء مع عودة النظام الملكي في العراق، وهناك مَن أعطى ولاءه للحزب الشيوعي العراقي، وآخر للحركة الديمقراطية الآشورية وآخرون للحزب الديمقراطي الكردستاني والمجلس القومي الكلداني وغيرها الكثير.
نحن الكلدان قيادة وقاعدة مصابون بمرض تعدد الولاءات، نحن نعاني اليوم من مسألة عدم الولاء للكلدان، نرفض أي طرح قومي كلداني، نعم ننساق وننجرف وراء طروحات الغير، أما الكلدانية فهي من المحرمات؟ نعم نقبل أن يسموننا سريان وآثوريين وكلدو آثوري وكلدان سريان آثوريين وسورايي وغير ذلك ونقبل أن يسمون لغتنا سريانية وسورث وغير ذلك أما أن يسمينا أحد (كلدان ولغتنا كلدانية ولهجتنا سورث) فهذا الكفر بعينه وحينذاك يقع علينا الحد ونستحق الرجم والقتل والفصل والطرد والمحاربة ويقع علينا الحُرُم الديني وغير ذلك. إنها العدمية، وهذه العدمية رسّختها في عقولنا قبل قلوبنا قادة الكنيسة، بحجة أن رسالة السيد المسيح هي عامة شاملة لجميع البشر ولم تكن للكلدان فقط، ومن هنا أبتدأ الخلط، فأنا أتساءل واقول : مَن قال غير ذلك ؟ومَن آمن بخلاف ذلك ؟ ومَن وقف ضد ذلك ؟ ولكن لا ننسى ما قاله يسوع " في بيت ابي منازل كثيرة" إذن هناك منازل متعددة ولا يمكن تفضيل هذا على ذاك، نفهم من ذلك أن في مجتمعنا عدة ولاءات لا تتعارض ولا تتضارب، فكما حمل يسوع المسيح الهوية المناطقية " ولهذا دعي ناصريا اي من الناصرة" ,ابن الإنسان، وأبن الله، وهذه كلها ولاءات وإنتسابات، كذلك نحن حملنا الهويات المتعددة، إذا كانت ألقوش هذه القرية الصغيرة لها كل هذه الولاءات، طيب ، كم سنحتاج من الوقت والجهد لكي نوحد عقول هذه الولاءات ؟ وكيف وباي منظار سنطرح مفهوم الوحدة على أهالي ألقوش فقط؟ إنها معضلة كبيرة جداً ، والأكبر منها هو تواجد مئات القرى الكلدانية المنتشرة في سهل نينوى في عراقنا الحبيب، وليس بلاد بين النهرين (لأن بلاد بين النهرين تمتد من شمال شرق تركيا ومرورا ببعض أجزاء سوريا وإنتهاءً بأرض العراق العظيم). ما هو العلاج، ومَن هو المعالج؟ هل يجوز أن نتنازل عن ثوابتنا القومية التي ناضل من أجلها أجدادنا وسُفح الدم الزكي من أجلها وما زلنا وشبابنا نناضل من أجلها ، هل نتخلى عن مبادئنا وعن كل هذا الجهد من أجل الوحدة الموهومة المزعومة؟ هل حقاً نحن شعب كلداني أم مجرد تكتلات بشرية مليئة بتقاليد دينية ليس لها أي شعور وطني أو قومي ؟ هل هناك نقطة واحدة فقط تصلح ان تكون قاسم مشترك بين كل هذه الولاءات يمكننا الإرتكاز عليها ونعتبرها نقطة الشروع لننطلق منها في رسم خارطة لطريق المستقبل الموحد ؟ هل نحن شعبٌ فوضوي ؟ نجتمع عندما نتعرض للتهديد ونفترق عندما نكون في مأمن ؟ لا سيما وأحداث 1933م ما زالت ماثلة للعيان وفي ذاكرة الكثيرين ؟ نحن شعب كما قال أحدهم " نقزّم الأبطال ونعظّم الأقزام " إذا تمكنا من تكوين مجتمع مثالي في ألقوش ، بالتأكيد ستكون ألقوش قدوة ومثلا لكي تقتدي بها جميع القرى والقصبات الكلدانية الأخرى وسنعكس ذلك بالإيجاب على عراقنا الحبيب،             "نعم الشعوب الحيَّة تُعَظِّم رموزها " مقولة من ذهب.
ولنا لقاء. 18/08/2017


18
الشيخ ريّان الكلداني ... لارا زرا ... وموقف الكنيسة
د. نزار عيسى ملاخا
الحلقة السادسة
لارا يوسف زرا : من مواليد ألقوش 1982م وفي عام 2006م حصلت على شهادة البكالوريوس في الادارة والاقتصاد قسم المحاسبة ، متزوجة، لم نسمع عنها يوماً بأنها تحب قوميتها الكلدانية أو تعمل من أجلها أو تناضل في سبيلها، سياسياً تنتمي إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني، وهي رئيسة الرابطة الكلدانية في ألقوش،  لمع نجمها فجأة، حسب ما يقال بأن والدها كان شيوعياً وزوجها من جماعة المجلس الشعبي السرياني الكلداني الآثوري وهي عضو في الحزب الديمقراطي الكردستاني، هي غير محبوبة من جماهير ألقوش، مواقع التواصل الأجتماعي أتهموها إتهامات لا يمكن السكوت عنها، قالوا كل شئ عنها، وقد نشرت بعض مواقع التواصل وكذلك صفحتها الخاصة على الفيس بوك صورا عديدة لها منها باللباس العسكري حاملة علامة الصنف المضلي،وصور أخرى مع القادة العسكريين وقادة التنظيمات الكردية، وهي شابة على قدر من الجمال، ذات قد رشيق، ممتلئة نشاطاً وحيوية، كما كانت لها صور عديدة بالزي الألقوشي، ولا أعتقد ولم اسمع بإجراء أي لقاء معها من قبل أية قناة فضائية (قبل أن يتم تعيينها بمنصب مدير ناحية القوش)، ولم اسمع بأن هناك برنامجاً من البرامج المعروفة لدينا قد أستضافها في وقت سابق،
ولكنها رشحت لمنصب مدير ناحية ألقوش وفازت بالتزكية، هل تعرفون معنى التزكية، أنا متألم للشخص الثاني الذي رشح إلى جانبها (غزوان القس يونان) ولم يحصل على نصف صوت، أليست غريبة هذه الإنتخابات؟ هل حصلت على توصية من شخصية معينة، أم من دولة معينة أم... تم إعفاء مدير ناحية ألقوش الأستاذ فائز عبد ميخا من منصبه، وتعيين هذه المرأة بدلاً عنه، وقد تظاهرت ألقوش عن بكرة ابيها، كما قدمت الأحزاب السياسية هناك إعتراضاتها بهذا الشأن، ولكن القرار حسبما يقال بأنه كان معد سابقاً وقد لاقى إستنكاراً وشجب شعبي ورسمي ، كما تظاهر المئات من ابناء القوش وقدموا مطاليبهم التي نصت على الإبقاء على مدير الناحية السابق ومرفقة بألاف التواقيع. كما رفضت الپطريركية من جانبها أن يتم إنتخاب شخص من خارج ألقوش ليكون مديرا للناحية ومن خلال إتصالات هاتفية متعددة مع محافظ نينوى وغيره من المسؤولين الحكوميين والذين وعدوهم خيراً، ولكن كل الجهود ذهبت أدراج الرياح وفازت لارا وكما يقول المثل العراقي (غصباً عن اليرضى والما يرضى)، انا شخصياً استغرب من هذه القوة الخفية التي ضربت عرض الحائط كل محاولات الپطريركية وأعطت الأذن الطرشاء لإعتراضات أهل ألقوش وشجبهم وإستنكارهم، كما أهملت الطلبات التي تقدمت بعدم تغيير الأستاذ فائز والشكوى التي قدمها الأستاذ فائز نفسه، كل هذه ونسمي العراق بلداً ديمقراطياً، ونعترف بأن هناك إرادة شعب! غريبة ! هل يوجد هكذا مصطلح ؟ أليس من الغرابة أن تُضرب عرض الحائط كل هذه الإرادات وتلوى يد ألقوش ويتم تعيين شخص فُرض عليهم فرضاً والرجال ساكتون؟ سابقة في تاريخ العراق وتاريخ ألقوش أن يكون مدير الناحية إمرأة، لستُ هنا أنتقص من النساء ولكن بهذه الطريقة فهي مرفوضة رفضاً قاطعاً، لكن الغلبة للأقوى، السؤال الذي يفرض نفسه هو : هل هناك صفات في السيدة لارا لا توجد أو لا تتوفر في كل رجال ألقوش ؟ هل شهادتها العلمية هي إستثناء؟ هل نضالها القومي الكلداني هو حالة إستثنائية ؟ أم أن هناك علاقات خفية وايادي تلعب بالكواليس من خلف الكواليس؟ لا أعرف.لا أدري ما هي كفاءة لارا؟ وهل ستتمكن من ملئ الكرسي أم لا ؟ ولا أدري هل تم تقديم التسهيلات لها لكي تنجح في عملها؟ وهل ستعمل من أجل مصلحة ألقوش أم ستنصاع لرغبات قادة الحزب الذي تنتمي إليه؟ أم ستفضل الجلوس في بيتها بدلاً من أن تبيع ألقوش إذا فُرِضَ عليها ذلك في يوم ما، أو تتغاضى عن تاريخية ألقوش وتتكاسل في خدمة المواطن الألقوشي أم ستصبح القوش في التسلسل ما قبل الخير كما هي جامعات العراق،أم ستُلبِسْ ألقوش ثوباً ليس لها، أم ستعيد لألقوش أسمها وسمعتها ومكانتها وهيبتها ووقارها وشجاعتها وبريقها ولمعانها وموقعها المتقدم تاريخياً ودينياً وإجتماعياً وعلى كافة الأصعدة؟ كثيرة هي الأسئلة التي تملأ هذا الدماغ، وكثيرة هي التوقعات سواء كانت سلباً أو إيجاباً، ولكن القادم من الأيام ستثبت صحة او بطلان كل ذلك.
الپطريركية الكلدانية / من خلال المداخلات في الموضوعين تطرقنا قليلا إلى تدخل الپطريركية في أمور قد لا تعني لها شيئاً، فالقيادة الدينية مشكورة في حرصها على أبناء شعبها، وتقديم الحماية له، وعرض مشاكله للمسؤولين العراقيين أولاً ومن ثم للمسؤولين الدوليين وعرض معاناته في المحافل الدولية والرسمية، وهذا لربما جزء من واجبها، أما التدخل الصارخ في الأمور السياسية والقومية والتنظيمية لابناء شعبنا فأقول إن كان من الناحية الإيجابية فأهلاً وسهلاً به، اما من الناحية السلبية والمقصود هنا تمرير بعض المصطلحات وإلغاء بعض الهويات وإعلان ذلك على الملأ وفرض أشخاص لإستلام دفة قيادة بعض التنظيمات القومية والسياسية الكلدانية  فهذه حالة نرفضها ولا نقبل بها مطلقاً، لا بل نحاربها بكل ما أوتينا به من قوة، ونُحَشّد الطاقات بكل أنواعها في سبيل إيقاف ذلك المد الذي ينال من ثوابتنا القومية.

19
الشيخ ريّان الكلداني ... لارا زرا ... وموقف الكنيسة
د. نزار عيسى ملاخا
الحلقة الرابعة
أمتلآت مواقع التواصل الإجتماعي وموقع الپطريركية بتلك البيانات النارية التي كان يصدرها بين الحين والآخر، ورفض مسألة أن يكون الشيخ ريان الكلداني شيخاً، ونشر ذلك في كافة مواقع التواصل الإجتماعي وحتى في مجلس الوزراء وفي كل مناسبة لا يفتأ أن يتنكر لمواقف الشيخ ريان، ولكن الشيخ ريّان اثبت بمرور الزمن هو القادر على إدارة الدفة بكل هدوء ومقدرة، فكان فعلا ربّان لهذه السفينة، وبذلك أنقسم الكلدان ايضاً بين موافق ورافض، وما زال الكلدان في حالة تشظية وإنقسام منذ إعتلاء غبطته سدة الپطريكية وإلى يومنا هذا ولربما إلى أن يغادر غبطته كرسي الپطريركية أو إلى أن يقضي الله أمراً كان مكتوبا.
لقد كان الشيخ ريّان واضحاً وصريحا، حيث أوضح للعالم أجمع كيف مُنح له لقب شيخ، وقال بالحرف الواحد بأنه لم يكن ابوه ولا جدّه شيخاً، ولم يكن متعارفاً أنه في ألقوش هناك مشيخة أو كان قد نالها بالوراثة، ولكن بما أن منصبه السابق في الحكومة كان مستشاراً للمصالحة الوطنية، وهذه المصالحة كانت تقضي في النزاعات بين العشائر ومجالسة شيوخ العشائر وتطلب الموقف أن يكون هناك شيخاً ليقضي بالمصالحة بين الشيوخ، فحمل هذا اللقب لتسهيل المهمة لا غير.
نقول إن بروز هذا الشاب الألقوشي وبهذه القوة وبهذا الدعم، سبب مخاوف كثيرة وكبيرة للكثيرين، منها أنه تمكن من تحجيم دور السيد يونادم كنا كممثل للمسيحيين  الذي استغل فقدان أو غياب الساحة السياسية القومية الكلدانية من القادة القوميين الكلدان، وتمكن من الضحك على ذقون بعض الجهلة من ابناء الكلدان بإدعائه بأنهم آثوريون وإن التسمية الكلدانية هي تسمية كنسية مذهبية، مستشهداً باقوال بعض رجال الدين (ولم يكونوا مؤرخين) كما أستغل بعض المثقفين بأسم الدين مستغلا بعض آيات الكتاب المقدس او الإنجيل والتي تنادي بالوحدة، أما بالنسبة للپطريركية فقد شعرت هي الأخرى بأن بروز ولمعان أسم الشيخ ريّان قد يسحب البساط من تحت أقدامها، فكثرت مخاوفها وهي التي جاءت اساساً لكي تفرض سيطرتها على الجميع سواء باسم المسيح والمسيحية أو بأسم الدين والقومية، وشعرت بأن مخططها الذي يستهدف السيطرة على المجالات السياسية والقومية ليس للكلدان فقط بل لجميع المسيحيين بحجة أن الكلدان هم القومية الأكبر أو الطرف الأكبر في المعادلة المسيحية العراقية، وهذا ما خلق ثغرة بين القوميين الكلدان وسياسييهم وبين القيادة الدينية المتمثلة بالپطريركية الجديدة، وكان نتيجة ذلك ان حدث
"ما قاله العرب بحق المقاومة المسيحية  https://www.youtube.com/watch?v=PKmPauaYcGY "
إنشقاق وإنقسام من نوع آخر تنبّه له وقاده پطاركة السريان والآثوريين(كلدان الجبال)، حيث أعلنوا رفضهم وأمتعاظهم لما يتكلم به پطريرك الكلدان ورفضوا أن يمثلهم في الدولة وأمام المحافل الدولية والرسمية، فصدرت بيانات رسمية من مكاتبهم ترفض هذا الفعل الذي اقدم عليه پطريرك الكلدان، فما كان من غبطته إلى أن يقدم على عمل آخر وهو رفض التسمية القومية (الكلدانية) وفرض تسمية دينية وهي (المكون المسيحي) والتي من خلالها يستطيع أن يسيطر على بقية المكونات القومية الأخرى مثل السريان والآثوريين أمام الدولة وفي المحافل الرسمية مستغلاً قلة عد كل من السريان والآثوريين، وهذا ما أحدث ضجة كبيرة، كما أنه سبّب إنقساماً آخر في صفوف الكلدان، فمنهم مَن وافقه الرأي ومنهم مَن رفض وأعطى الحق للسريان والآثوريين أن يختاروا ممثليهم من بني قومهم. لقد رفضنا نحن القوميين الكلدان تسمية أو تعميم المصطلح الديني (المكون المسيحي) بسبب أن التسمية الدينية تعيد إلى الأذهان التناحر والمذابح والحروب الدينية التي جرت على أرض بلادنا العزيزة والتي أزهقت ارواحاً كثيرة بسببها، وما زالت الذاكرة تحمل بين جنباتها مآسي ومجازر العثمانيين بحق الكلدان والسريان والأرمن والتي عرفت في التاريخ بمجازر الأرمن ومذابح سيفو، كما أنه ما زالت في الذاكرة مذابح سميل عام1933م، ومجزرة قرية صوريا الكلدانية الشهيدة، لذلك يمقت الكلدان أن يتم تعريفهم بالهوية الدينية، فهم كلدان وهويتهم القومية هي الكلدانية، والكلدانية لا تقف عند حدود الدين والمعتقد بسبب وجود كلدان مسلمين وكلدان غير مؤمنين ولربما كلدان يهود وغير ذلك، فبعد أن غادرنا المصطلح الديني إلى غير رجعة لننطلق إلى المصطلح القومي أسوة ببقية مكونات الشعب العراقي من العرب وألأكراد والتركمان والإيزيدية والصابئة وغيرهم أعادنا غبطته إلى المربع الأول وكأن شيئاً لم يكن.
الشيخ ريّان الكلداني بين ابناء شعبه ومحبيه https://www.youtube.com/watch?v=OuPZFuxuGes
الإنقسام الآخر والذي قاده غبطته، هو أنه بعد أن تبددت ألأحلام وفشلت الآمال في تحقيق السيطرة على جميع المسيحيين العراقيين، دعا إلى تأسيس الرابطة الكلدانية، هذا النداء جاء في زمن صعب جداً وبطريقة غير مدروسة ولا تنم عن  فكرة صحيحة. لابل حتى توقيت التأسيس كان خطأ من حيث المبدأ، في تلك الظروف كان شعبنا يتضور جوعا ويعاني من عدة أمراض إجتماعية وعلى مستويات مختلفة منها الأمن والتعليم والوظائف والتهجير وغيرها الكثير، لقد قاد عملية تأسيس الرابطة بنفسه ويشاركه في ذلك عدد لا بأس به من السادة المطارنة والكهنة وبعض العلمانيين الذين لم تكن لديهم اية توجهات قومية أو إهتمامات قومية على مدى عدة سنين، كما تم تخصيص مؤتمر ديني (سينهادس) لمناقشة موضوع تأسيس رابطة كلدانية، وبذلك ضرب غبطته عرض الحائط أسباب وغاية إنعقاد السينهودسات، حدد غبطته الأشخاص الذين يحق لهم حضور مؤتمره، كما سن النظام الداخلي لكي يتوافق ويتماشى مع إبعاد كل القوميين والسياسيين الكلدان من رابطته، ومنعهم من الحضور، كما منعهم من دخول المؤتمر، وتم حصر إرسال الدعوات الشخصية لعدد آخر أختاره غبطته بنفسه، ممن يتوسم فيهم الموافقة وعدم الإعتراض على رغباته، منطلقاً من مقولة عسكرية تنص على أن " رغبة الآمر أمر" وبهذا تمكن وبنجاح منقطع النظير من أن يزيد الفجوة ويعمقها بينه وبين القادة القوميين والسياسيين الكلدان، وكان التقسيم الآخر، لذا وقع الكلدان بين معاض وموافق، وما زالت الحرب الكلامية قائمة بين المعارضين للرابطة والمؤيدين لها، وإنقسام آخر كان غبطته المسؤول عنه هو مسالة ابرشية مار پطرس الرسول في سان دييگو، وما زالت المشكلة قائمة لحد اليوم، حيث يرفض أن يضع لها حلول سلمية لا بل يصر من خلال ما نعرفه من معلومات أن يضرب الراعي لتتبدد الخراف وهكذا كانت، فقد تبددت خراف سان دييگو، ومن يريد المزيد من التفاصيل ليطلع على مقالات الأستاذ مايكل سيپي وبعض الحقائق والوثائق المنشورة على صفحات التواصل الإجتماعي وعلى موقع آنا كلدايا، بالمقابل فقد أبدع الشيخ ريان الكلداني وتبينت سمو أخلاقه ومدى حبه وأحترامه لرجال الدين من حيث أنه لم يتأثر مطلقاً بما نشرته الپطريركية وأكد في أكثر من مناسبة بأنه يكن كل التقدير والإحترام لغبطته ولرجال الدين قاطبة، وهم عنده بمثابة خط أحمر  لا يجوز تجاوزه، متناسياً كل البيانات النارية والتجاوزات غير الإعتيادية من قبل القيادة الدينية ضد شخصه في الوقت الذي يجب أن تكون القيادة الدينية إلى جانبه وتلتزم الخط القومي كما هي الحالة عند السريان وغيرهم، وهذا يدل على أن الشيخ ريّان لا يهتم لهذه السطحيات التي لا تؤثر فيه أو على مسيرته النضالية أو خطه القومي والعسكري، ويبدو أن يد الله مع الشيخ ريّان، هذا الرجل الوطني الغيور صاحب النخوة والشجاعة أبت غيرته أن يقبل النقص أو العار، فما أن سمع بتدنيس أرض الوطن بأقدام داعش القذرة وقد تنجست بها أرض الأجداد العِظام والعراق العظيم، حتى أعلن فوراً عن تشكيل قوات عسكرية تحت اسم "بابليون" للدفاع عن العراق العظيم وبذل الغالي والنفيس في سبيل تحرير الأرض العراقية، فتهافت الشباب المسيحي للإنضمام إلى هذه الكتائب، وأنتظموا في معسكرات تدريب وتكونت قوة عسكرية مسيحية مسلحة، هذا التنظيم اثار غضب القادة الدينيين، فقاموا مرة أخرى بالتعرض لشخص الشيخ ريّان وكالعاة نشروا بياناتهم النارية الرافضة مستغلين الدين واسم السيد المسيح وعمله الخلاصي وتأكيده على المحبة والسلام، ولكنهم تناسوا أن السيد المسيح استخدم العنف والقوة، لا بل حتى الضرب، لقد أنّب مار پطرس الرسول حين قال له " ابتعد عني يا شيطان، وقلب موائد الصيارفة عندما قال " بيت أبي بيت صلاة يدعى" وضرب بالسوط المتلاعبين بمشاعر الشعب ومقدراتهم، أما هؤلاء فقد أستخدموا شعار " كلمة حق يراد بها باطل" ولكن الله خيَّب فألهم، وكانت تلك هي التشظية أو الإنقسام السادس الذي قادوه ضد الكلدان، حيث أنقسم الكلدان بين مؤيد لفكرة التنظيم المسلح الكلداني المسيحي وبين رافض لها.
 

20
الشيخ ريّان الكلداني ... لارا زرا ... وموقف الكنيسة
د. نزار عيسى ملاخا
الحلقة الثالثة
 أصدرت البطريركية الكلدانية بياناً بالعدد 49 في 13 مارس 2016 تؤكد فيه ان لا علاقة لها بكتائب بابليون ولا بقائدها ريان الكلداني ولا تمثلها وان ممثليها الرسميين هم أعضاء مجلس النواب العراقي فقط. هذا نصه:-
" تؤكد البطريركية الكلدانية ان لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بكتائب بابليون او غيرها من الفصائل المسيحية المسلحة ولا بالشيوخ الكلدان.كان مثلث الرحمات البطريرك الكردينال مار عمانوئيل الثالث دلي قد منح كتبا رسمية لبعض الأشخاص استغلوا مرضه ، يعلن فيها انهم شيوخ ، لكن منذ تسنم غبطة البطريرك الحالي مار لويس روفائيل ساكو مهامه وجه كتاباً الى المراجع الحكومية يعلمها بانه لا يوجد للكنيسة الكلدانية شيوخ يمثلونها ، انما مرجعيتها السياسية هي الحكومة العراقية وان ممثليها الرسميين هم أعضاء مجلس النواب.  ولم يستقبل غبطته أحدا من هؤلاء ولم يمنحهم أي كتاب أو تخويل  " وسؤالي هو : هل أعلن الشيخ ريّان الكلداني إنه يمثل الپطريركية الكلدانية ؟ أم أعلن إنه ممثل الپطريرك أو ممثل الكنيسة ؟ أين ومتى ؟
لماذا هذا البيان ؟ وما علاقة الپطريركية بالأمر ؟ هل هو شأن ديني ؟ هل يخص العقيدة أم التبشير ؟ لماذا حشرت الپطريركية نفسها في هذا المجال الضيق؟ بتقديري الشخصي أن القيادة الدينية الجديدة ارادت أن تلعب دور القائد الأوحد، أو دور الوالي في ولاية الفقيه، وارادت أن تقبض على مقدرات الكلدان بكلتا يديها، ولما رأت أن الشيخ ريّان بهذا التصرف سوف يسحب البساط من تحت أقدامها، اي سوف لن تكون لها سلطة مدنية على الكلدان، حاولت أن تضع حداً لذلك، فأصدرت هذا البيان الناري وهو واحد من عدة بيانات نارية كشفت فيها عن فكرها التسلطي وسياستها الأستبدادية، ولم تدرِ بأن للكلدان عقول ومفكرين وقادة سياسيين وقوميين يرفضون رفضاً قاطعا هذا التسلط والإستغلال، وتستمر الپطريركية بهذه المهزلة وهذا التدخل في شؤون ليس من إختصاصها :
" ولاحقاً ردّ إعلام البطريركية الكلدانية عبر بيان أو تصريح موجز في 15/2/2017 بعنوان: “البطريركية الكلدانية تستنكر تصريحات السيد ريان الكلداني حول الانتقامات من أهالي الموصل  "جاء فيه:
تستنكر البطريركية الكلدانية بشدة تصريحات السيد ريان سالم الكلداني التي تناقلتها نشرات الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي والتي تعلن الحرب على مسلمي الموصل واخذ الثأر من أحفاد “يزيد” زاعما انه ومن معه هم أحفاد "جوني ووهب". هذا كلام غير مسؤول.اننا نعلن للجميع ان السيد ريان لا صلة له بأخلاق المسيح رسول السلام والمحبة والغفران، ولا يمثل المسيحيين باي شكل من الاشكال، ولا هو مرجعية للمسيحيين، ولا نقبل ان يتكلم باسم المسيحيين. ان تصريحاته المؤسفة تهدف الى خلق الفتنة الطائفية المقيتة. على السيد ريان ان يحترم اخلاق الحرب ويحترم حياة الأبرياء ونعتقد ان الحشد الشعبي يرفض كذا تصريحات ومواقف."
وبالمقابل، أصدر المتحدث باسم كتائب بابليون السيد ظافر لويس بيانا شديد اللهجة، نشرته قناة السومرية العراقية على موقعها الرسمي في اليوم التالي بتاريخ 16/2/ تحت عنوان 2017، "بابليون" تستغرب تصريحات "ساكو" وتصفه برجل الدين "المسيس" وتهدد بمقاضاته، جاء فيه:أبدى متحدث باسم كتائب "بابليون" إحدى فصائل الحشد الشعبي، الخميس، استغرابه من تصريحات رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم "لويس روفائيل ساكو" والتي استنكر فيها تصريحاً لقائد الفصيل ريان الكلداني، مشيرا الى ان تصريحات الاخير كانت قبل نحو سنة ونصف، فيما وصف ساكو بأنه "رجل دين مسيس" وتصريحاته "مدفوعة الثمن"، وهدد بمقاضاته.وقال المتحدث باسم "بابليون" ظافر لويس، في بيان تلقت السومرية نيوز، نسخة منه وهذا نصه "نستغرب بشدة أن ينساق لويس روفائيل ساكو وراء الاعيب الإعلام المغرض ويكون ضحية التضليل والتلاعب والتقطيع لكلام قاله الأمين العام لحركة بابليون قبل أكثر من سن" وأوضح لويس أن امين عام بابليون ريان الكلداني "مازال يوكد بأن داعش هم أحفاد يزيد واتباع الخوارج"، لافتا الى أن "كلام الكلداني كان قبل سنة ونصف السنة، ونقلته الآن وسائل علام تحاول البحث عن مادة إعلامية للإثارة." واضاف لويس " نستغرب ان ينساق هذا رجل الدين المسيس وراء هذه الحملة المغرضة التي تستهدف النسيج الاجتماعي والديني في الموصل"، مشيرا الى أن :هذا التصريح المغرض للويس ساكو مدفوع الثمن ومن أطراف لا تريد الخير والسلام للعراق وأهله" على حد قوله.وأبدى لويس أسفه أن " يتحول هذا الرجل إلى مستنقع وعاظ السلاطين وابواق الشياطين ليتخلى عن دوره اللاهوتي وزرع السلام والمحبة في ربوع الوطن ويقحم نفسه في أنفاق الطائفية المقيتة"، مؤكدا "سنقاضيه لكي يرعوي ويتعظ ويعرف حدوده ودوره ووظيفته دون أن يتحول إلى بوق للطائفية ومطية للأصوات السياسية النشاز."وقد رد البطريرك ساكو على البيان أعلاه بعبارة موجزة نشرتها الشرقية في 16/2/2017 بالنص: ساكو يرد على "بابليون" : أنا رجل دين عراقي ولست رجل سياسة ولا أحتاج للمال "
هل يُعقل أن يكون غبطته بهذه الملاسنة ؟ هل يعني ذلك أنه متفرغ أو مهتم لهذه الأمور أكثر من إهتمامه برسالته الدينية التي نذر نفسه من أجلها؟ هل يُعقل أن يصل رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم إلى هذا المستوى، وهل يُعقل أن يفرض اي مسؤول نفسه على شعبه بهذه الطريقة المُهينة؟ ومَن قال بأن الپطريرك هو مسؤول الكلدان أو مسؤول المسيحيين ؟ ومَن منالكلدان خولّه أن يكون الناطق أو الممثل الرسمي لكل التنظيمات القومية والسياسية الكلدانية ؟ ومن ثم تعالت بعض الصيحات ( من الجهة المساندة لغبطة الپطريرك) التي تندد بالشيخ ريّان وتنعته بكلمات غير لائقة وبالرغم من كل ذلك بقي الشيخ ريّان على وقاره لم يرد على اي من الأقلام الصفراء التي حاولت وبكل الطرق أن تنال من سمعة الشيخ ريان، لا بل العكس حتى عائلته وشرفه لم يسلم من تلك الأبواق النشاز من هزازي الذيول ودقاقي الطبول، وبقي الشيخ ريّان يكن كل التقدير والإحترام للپطريركية ولرجال الدين ويلبّي طلباتهم ويستمع إلى إحتياجاتهم، وقد شاركت قوات بابليون في تحرير قرانا في سهل نينوى وقد نشرت الفضائيات المختلفة بعض الأفلام حول ذلك https://www.youtube.com/watch?v=-0Z3DEWNQ7Iكما حرروا الأديرة كذلك.

21
الشيخ ريّان الكلداني ... لارا زرا ... وموقف الكنيسة
د. نزار عيسى ملاخا
الحلقة الأولى
مقدمة
"ألقوش يمّا أد مَثْواثا" والتي تعني بأن ألقوش أم كل القرى، وهذه المقولة لم تأتِ إعتباطاً ولا مصادفةُ، بل جاءت عن تجربة وأستحقت اللقب بجدارة بالإضافة إلى عدة ألقاب أخرى (دينية وسياسية) حملتها ألقوش وأنفردت بها، لا مجال للتعمق بها في موضوعنا هذا. هنا لن أتكلم عن قدمية ألقوش وتجذرها في التأريخ فهي كبقية قرانا العراقية متجذرة في التأريخين الديني والوطني، وإن أغلب قرانا ترى عروقها متجذرة في تاريخ العراق القديم منذ آلاف السنين وما زالت لحد اليوم تحمل عبق ذلك التأريخ وتقف صامدة بوجه تقلبات الزمن والطامعين بها، وبها يصح القول الشعبي " هَلي والزَّمَن جارَوا عليَّ "، ألقوش ظلمها أهلها قبل أن يظلمها الزمن، ألبسوها ثوباً لا يليق بها وبمقامها، تم تنسيبها جورا إلى ما هي ليست عليه و به وله، مزّقوا ولاءات أبنائها تغلغل الغريب بين جنباتها بعد أن كان يحلم بالمرور بها،وغير ذلك الكثير. قد تنفرد ألقوش  بصفات حباها الله بها فهي الوحيدة من القرى الكلدانية العراقية جاء ذكرها في الكتاب المقدس  وهي التي تضم رفاة قديس من العهد القديم، لقد أنفردت ألقوش بشجاعة غير متناهية، فهي تقع في صدر الجبل، وهي تقع في نهاية خط يبدأ من مدينة الموصل مرورا بقضاء تلكيف وإنتهاءً بها، لذلك أصبحت هي المصد وهي الحد، فكانت أهلاً لهذا الفعل،لقد حمل أهل ألقوش السلاح دفاعاً عن الأرض والمقدسات والشرف، وخاضوا قتالاً عنيفاً وشرساً مع العديد من القبائل المجاورة التي كانت تحاول أو تستعد لغزو ألقوش عند الضائقات أو عندما يدور الزمن دورته العكسية ضد ألقوش" لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى ,,, حتى يراق على جوانبه الدم " عدا هذا، لقد كانت ألقوش دوما هي الملاذ الآمن لمن يستجير بها، أو ينخاها، والأمثلة على ذلك كثيرة ومتعددة نذكر موقفاً منها أنفردت به ألقوش عن غيرها من القرى مثل حادثة عام 1933م عندما جرت مذبحة سميل بحق إخوتنا كلدان الجبال (الآثوريين) وهربوا من بطش السيف الحكومي والتجأوا إلى ألقوش، فأكرموهم أهل ألقوش وهيأوا لهم الأمن والأمان والسكن والخام والطعام،  بينما أنتخى أهل ألقوش جميعا (ولم يكلفوا الضيوف أن يساعدونهم في جمل السلاح والدفاع عن أنفسهم)،حمل أهل ألقوش السلاح دفاعاً عن إخوتهم ومن ألتجأ إليهم، والقصة معروفة وتفاصيلها مذكورة في أكثر من كتاب وموثقة تاريخياً، لأن قائد التأديب كان بكر صدقي وزير الدفاع العراقي آنذاك،  بعد المجزرة في سميل وجّه بكر صدقي تهديدا إلى بلدة ألقوش التي التجأ إليها الآف النازحين، وهددها بأنها ستلقى مصير سميل ما لم يتم تسليم النازحين للحكومة، وبالتأكيد كانوا سيلقون الحل عند سيف الجكومة وتحت نيران أسلحة الجيش، ولكن غيرة أهل ألقوش وشجاعتهم أبَتْ إلا أن يدافعوا عمّن أستجار بهم وقالوا للحكومة لن تنالوا منهم إلا بعد إستشهاد آخر طفل ألقوشي، وكان لتدخل پطريرك الكنيسة الكلدانية عمانوئيل الثالث توما في بغداد وإتصاله الهاتفي المباشر بالمسؤولين أدى إلى العدول عن هذا القرار وانسحاب الجيش من محيط البلدة.   وتفاصيل الحادث يعرفه الداني والقاصي، الصديق والعدو، إلا مَن خانه ضميره وتنكّر لرجولة أهل ألقوش وشجاعتهم، وكذلك مواقف أهل ألقوش عندما أكتسحت قوات الشر الداعشية نينوى وبلدات سهلها، فلاذوا بالقوش وأحتضنتهم الأم الحنون كعادتها وفتحت ذراعيها لهم، وأعطتهم الأمن والأمان.
 وفي ألقوش نرى رجال علم وفضيلة ودين، فمن ألقوش وفي ألقوش جلس على كرسي الپطريركية أحد عشر پطريركاً من آل أبونا الكِرام وهم من الكلدان الأصلاء وما زالت شواهد قبورهم تشهد على ذلك وهي مكتوبة باللغة الكلدانية. وألقوش كغيرها من قرانا الكلدانية فقد أنجبت بالإضافة إلى كل ما تقدم ، أنجبت فلاسفة وعلماء ووجهاء وعقلاء ومن ثم وزراء، وكذلك مدينة الموصل التي أنجبت يوسف غنيمة الذي أستوزر ثمان مرات، ولهذا نقول بأن ألقوش فريدة من نوعها، أما عن الموقف السياسي فكان المناضل الراحل توما توماس عضو في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، وغيره من عقلاء القوم ومثقفيهم، فهم أكثر من أن يحصيهم قلمي الصغير ويحصرهم في عدة كلمات أو عدة أسطر، وبعد أحداث 2003م كانت حصة ألقوش وزيرين هما الدكتور حكمت حيدو والأستاذ فارس يوسف ججو (وزير العلوم والتكنولوجيا الاسبق) .

22
الشيخ ريّان الكلداني ... لارا زرا ... وموقف الكنيسة
د. نزار عيسى ملاخا
الحلقة الثانية
المتن /
كان لابد من هذه المقدمة لندخل إلى صلب الموضوع، لقد ظهر الشيخ ريّان الكلداني (وهو ألقوشي أيضاً) فجأة، وبرز كشخصية مسؤولة، وسطع نجمه فجأة، وفي الوقت الذي خلت فيه الساحة السياسية والقومية الكلدانية من أي تنظيم، بأستثناء الأستاذ المناضل ابلحد افرام السكرتير العام للحزب الديمقراطي الكلداني الذي بدأ نجمه يأفل ويخفت نوره وتتقلص مواقع وفروع حزبه، وهي في تراجع، حيث قام بإغلاق فروع حزبه الواحد تلو الآخر لأسباب كثيرة ومتعددة منها أن اغلب قياداته هاجرت خارج العراق إلى أمريكا وأستراليا والآخر ينتظر في الدول العربية منتظراً قبوله في إحدى دول اللجوء، أو لعدم وجود الدعم المالي المطلوب، والمبلغ المتاح لا يسد تكاليف هذه الفروع، فتم الإبقاء على المقر العام وبعض الفروع الأخرى التي هي الأخرى جمّدت نشاطاتها بسبب الظروف الأمنية وبعض الأمور الذاتية الأخرى، واسباب كثيرة وعثرات أكثر ولا من معين، بعكس التنظيم المسيحي الآخر الذي يلقى كل العون والدعم من دول الخارج ومن الداخل، كما أن بقية التنظيمات الكلدانية الأخرى قد سبُتَتْ أو جمد نشاطها، أو ارتمت في أحضان تنظيمات أخرى مثل التجمع الوطني الكلداني، والمجلس القومي الكلداني الذي ارتضى أن يرتمي في أحضان المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري.
                                         
الشيخ ريّان شاب في مقتبل العمر من مواليد الثمانينيات وهو أبن سالم صادق دودا، والعائلة معروفة في ألقوش، والده عمل كاتباً في محكمة كركوك في خمسينيات العقد الماضي، ثم أنتقل إلى بغداد، لقد صحا ألعالم كله في صبيحة أحد الأيام وإذا بلافتة كبيرة تحمل أسم الشيخ ريّان الكلداني الشيخ العام للكلدان، ورأينا صوره في وسائل الإعلام المختلفة مع مسؤولين كبار منهم سماحة السيد مقتدى الصدر ورئيس الوزراء السابق السيد نوري المالكي وصورة مع رئيس الوزراء الحالي الأستاذ حيدر العبادي ومع قائد فيلق القدس قاسم سليماني، وشخصيات عسكرية ومدنية مختلفة، ووزراء ومسؤولين حكوميين، عراقيين وعرب وأجانب، وتغنت بأمجاده الشعراء وغنوا له أحلى الأغنيات منها على هذا الرابط : 
https://www.youtube.com/watch?v=oUxm3Xo_s8M كما ظهرت صُوَرُه العديدة مع غبطة پطريرك الكلدان المغفور له المرحوم مار عمّانوئيل الثالث دلي (لقد ساند هذا الشاب الجرئ ومنحه تخويلا من الپطريركية معترفا به وباللقب الذي يحمله وهذا ما شهادناه موثقا بالأدلة في برنامج سحور عراقي قدمه السيد عماد العبادي)،كما ظهرت صورته وهو يستقبل السفير الپاپوي في العراق، وكذلك مع غبطة پطريرك الكنيسة السريانية https://www.youtube.com/watch?v=-0Z3DEWNQ7I وأثناء تسليمهم دير مار بهنام بعد تحريره من الدواعش على يد قوات بابليون. وغيره من كبار رجال الدين المسيحيين بدون إستثاء.
 https://www.youtube.com/watch?v=erKXNY7c9z
وقد أستقبل، كما أستقبله السادة المطارنة والكهنة والرهبان والراهبات، لا بل حملوا له هدايا قداسة الپاپا وغيره من الشخصيات العالمية، وقام هو بزيارات مماثلة للأديرة والكنائس وشارك في المناسبات الدينية المتعددة وكان في مقدمة المُصَلّين    https://www.youtube.com/watch?v=NX1KK82e60o
 كما حضر مؤتمرات يمثل فيها العراق في الأمم المتحدة وغير ذلك، وما زال نجمه يلمع يوماً بعد يوم، وكان المتحدث بأسم الكلدان، رفع عالياً راية الصليب والإنجيل كما رفع العَلَم الكلداني في كل المحافل، اسس تنظيم عسكري بأسم بابليون، https://www.youtube.com/watch?v=F1yza5gBouI
زار ألقوش (بلدة الآباء والأجداد ومفخرة الكل) كما زار الكثير من القرى الكلدانية، حقق طموحات بعض العوائل واستجاب لطلبات الكثيرين منهم، وهذا غيض من فيض من نشاطات الشيخ ريّان الكلداني الألقوشي، بعد كل هذا، حدث التغيير في القيادة الدينية الكاثوليكية الكلدانية في العراق، وأحيل الپطريرك السابق(رحمه الله) على التقاعد لكبر سنّه، وبذلك توفرت الأجواء لإنتخاب خلفاً له، تم إنتخاب غبطة الپطريرك الحالي مار لويس الأول روفائيل، لم يكن كسابقه، بل حمل سيف الرفض بكل قوته وجبروته وحدّته، حيث أعلن رفضه لكل ما سبقه، والحقيقة هذا الفكر أحدث إنقلاباً كبيراً في الكثير من المفاهيم، منها تفكك عُرى الكنيسة الكلدانية في العراق والخارج، إجراءات قسرية ظالمة وغير عادلة بحق الكهنة والمطارنة، ظلم، تعسف، حكم دكتاتوري فردي، تغيير في التقاليد والموروث، تغيير في المفاهيم القومية، حتى هويتنا ولغتنا لم تسلم من ذلك، عدا الذل المُرْتَكَبْ بحجة التواضع، ثم الشق الكبير الذي خلقته القيادة الدينية الجديدة بين الشعب الكلداني، وإهانتهم للقادة القوميين الكلدان وحاملي مشعل النهضة القومية الكلدانية، وخلق قادة جدد لا يعرفون من الكلدان حرف واحد( يشبهون شيوخ التسعينات عندما تم تعيين لكل قبيلة شيخ لا يمت بصلة لها، ولكنه طوع بنان القائد) وهكذا عاش الكلدان عصر النكسة، عصر الظلم والإضطهاد، عصر القطب الواحد، عصر (تريد ارنب أخذ ارنب، تريد غزال أخذ ارنب)، ولم يسلم من ذلك مركز حديثنا هو الشيخ ريان الكلداني، حيث هو الآخر تعرض لإضطهاد شديد وحرب إعلامية شعواء، ومحاربة على كافة المستويات من قبل القيادة الدينية الجديدة نفسها، فانطلقت بأسرع من الريح لتطلق البيانات النارية الواحد تلو الآخر، رافضة موضوع المَشْيَخَة وموقع الشيخ ريّان جملة وتفصيلا، كما أدانت من غير أن تتأكد من صحة الأقوال المنسوبة للشيخ ريان ما جاء في بيان السومرية نيوز ننقله نصاً " السومرية نيوز ، أستنكرت البطريركية الكلدانية الآربعاء بشدة تصريحات قائد فصيل بابليون في هيئة الحشد الشعبي ريان سالم الكلداني " كما أصدرت بياناتها في رفض تشكيل الفصائل طاعنة بهذا العمل الجبار لحماية وتطهير أرض العراق العظيم من دنس الأعداء.


23
أكذوبة كلدو وآثور
د. نزار ملاخا
الصراعات الدائرة بين الكلدان والآثورين هي كثيرة ومتعددة، قومية ومذهبية، تاريخية وآنية  وغيرها، وما أن يبدع كلداني مفتخرا بقوميته حتى ينبري له من الطرف المقابل عشرات الأسماء يشنون هجوما بلا هوادة، متذرعين بحجج لم تعد تنطلي على أحد، وأهم هذه الحجج هي أن الكلدان يحاولون التفرقة، ولكن اقوى الحجج هي  الحجة الدينية " ألسنا نحن واحد في المسيح، فإيماننا واحد ومسيحنا واحد ودمنا واحد ولغتنا واحدة!
 ولأجل إثبات او نفي ذلك ساتطرق بقليل من التفاصيل إلى كل هذه النقاط، أما لماذا يشنون هذه الهجمات على الكلدان تحديداً، فالسبب في كل ذلك لأنهم اقل الأقلية بحيث لا تتجاوز نسبتهم ربع نسبة الكلدان عدداً.
بداية ساقول كلا نحن لسنا واحد بل نحن اثنين كلدان وأثوريين. وإذا رغبتم أن نكون واحد فأنتم إخوتنا النساطرة كلدان الجبال عودوا إلى أصولكم وسنكون واحد، لقد تمكن الإنگليز من فصل قبيلة كلدانية عن اصالتها القومية الكلدانية، إنتقاما من الأمة الكلدانية التي لم ترض الرضوخ لمطاليبهم .
في حديث عن القومية نقول لقد ظهرت القومية أو الفكر القومي وكما هو معروف في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، أوائل الذين نشروه، أو ما نسميهم بروّاد هذا الفكر كان كل من الشيخ بطرس البستاني والشيخ ناصيف اليازجي في دمشق، وبقيت هذه الفكرة محصورة عند المسيحيين، أما عند الإسلام فقد تبلورت عندما تبنى الرئيس المصري جمال عبد الناصر فكرة القومية العربية، غاية الفكرة هي أن تحل رابطة الدم واللغة والتأريخ المشترك محل رابطة الدين، وفقا لشعار " الدين لله والوطن للجميع" وأن الدين لا يمكنه أن يجمع أبناء الوطن الواحد، بينما يتوحدون في مجال اللغة والمصالح المشتركة والأرض وغير ذلك، مبررين ذلك بأن الوحدة القومية سهلة التحقق أما الوحدة الدينية فهي ضرب من الخيال، لأنه لا يمكن لكائن مَن كان ان يوحد المذاهب والمدارس بعد أن مزق شمل الدين الإجتهادات المتعددة التي أنشأت تلك الخلافات فأصبحت إختلافات، وتوسع الشق ولا مجال للإلتئام. كما أننا لا ننسى بأن الوجود القومي (مهما كان أسمه وشكله) وجد على هذه الأرض قبل الدين والرسالات السماوية وقبل الأنبياء والرسل. هذه الأفكار لاقت رواجاً من قبل كل المجتمعات وخاصة الأوروبية ليكون الفكر القومي بديلا عن الفكر التعصبي الديني. أما في الشرق فما زال الشعب يئن وينام تحت مطارق رجال الدين وتعصبات المفاهيم المذهبية الضيقة.
في المجال القومي /  يحدد الأستاذ ساطع الحصري عوامل الهوية القومية بعاملين وهما اللغة والتاريخ المشترك، مستبعداً الدين عن ذلك، ولكن هناك مَن يقول بأن الروابط القومية هي خمس وكما يلي: الدين ، اللغة، التاريخ المشترك، العادات المشتركة، التقاليد، رابطة الدم، والأرض المشتركة. أنا لي نظرتي الخاصة في القومية والشعب الواحد.
قبل كل شئ أعتبر إخوتي كلدان الجبال النساطرة (الآثوريين) ابناء أمتنا وشعبنا، ولا يمتّون بأية صلة للآشوريين القدماء، هكذا يقول التاريخ، من هذا المنطلق فقط نكون شعباً واحداً وأمة واحدة، أما إذا أعتبروا أنفسهم آثوريين ونحن كلدان ويريدوننا أن نكون قومية واحدة، فهذا محال لا بل ضربٌ من الخيال. لأن الذين تبنوا التسمية الآشورية هم بالحقيقة مجموعات من الآموريين هاجرت من بابل متوجهة شمال بلاد وادي الرافدين 
أ ـ الدين /  في اللغة بمعنى الطاعة، وفي الإصطلاح يعني الإيمان بخالق الكون والإنسان وكل شئ، وفي المسيحية تجسد السيد المسيح من أجل خلاص البشر، وقد تشترك كل الأديان برؤية واحدة متكونة من ثلاث نقاط على الأقل، وهي : الإيمان بالله (مهما كان نوع هذا الإله، قاس، منتقم، جبار، رحوم، ...الخ)، الإيمان بالحياة الأبدية، الإيمان بالقيامة،
وبالإستناداً إلى ما تقدم أنا لا أعتبرالدين كمقوم من مقومات القومية، والسبب في ذلك هوأن  النسبة الأكبر من البشر أكتسبوا الدين إكتساباً، كصفة موروثة حالها حال الأسم واللغة وإلى غير ذلك، والنسبة القليلة جداً هي التي أعتنقت الدين عن إيمان وقناعة، صفة الولاء والإخلاص والعيش المشترك هي صفة مصالح، تقوم على اساس أو مقدار الوفاء (الخدمة إن صح التعبير) الذي نلقاه من المقابل، يعني لو كان جاري يحترمني ويحترم خصوصياتي ويقف لي وقفة الأوفياء والمخلصين اثناء الأزمات وفي وقت الشدّة أعتبره هو الأقرب لي ( ولنقل هو الذي يحقق لي مصالحي) ألا يقولون بأن السياسة هي فن المَصالح؟ إذن مَن هو الأقرب لي التجئ إليه وقت الشدة واطلب منه العون ؟ الشخص الذي يكون إيماننا واحد ويبعد عني ملايين الكيلومترات ولا يعرفني ولا أعرفه، ولا علم لي به سواء كان موجود في الكون أم لاء، أم الجار القريب الذي ما أن يسمع أنيني حتى يأتيني راكضاً عارضاً عليَّ كل الخدمات، مادّاً يده لينتشلني من الضيق، يُسمعني كلمة مواساة يشتد بها عظمي وتعود الحياة إلى مفاصلي، وإن اختلف معي في الدين والمذهب، نعم اقول هذا الجار القريب الذي يصاحبني في السراء والضراء ( مهما يكن دينه ومذهبه ومعتقده) هو الأقرب إلى قلبي ونفسي من ذاك الآخر الذي تربطني وإياه روابط دينية وليس لي علم بوجوده في هذه الدنيا، إذن رابطة الدين لا علاقة لها بالوحدة، 
ب – اللغة / هل نستطيع أن نعتبر المتكلمين باللغة الواحدة هم قومية واحدة ؟ بالتأكيد كلا، والدليل على ذلك شواهد كثيرة منها اللغة العربية يتكلم بها العرب ومع هذا فكلهم ليسوا من اصل واحد، لأن فيهم البرابرة والفينيقيين وغير ذلك، اصول كثيرة متعددة ومختلفة، ومسالة نقاوة العرق عفا عليها الزمن، أما الأبجدية مشتركة فهي ايضاً ليست سبباً لتحقيق الوحدة أو الذوبان أو وحدة الأصول والدليل على ذلك أن الأفغان والفرس وسابقا تركيا كانت لهم نفس الأبجدية العربية ولكنهم لا ينتمون إلى أصول واحدة.
اللغة الإنگليزية لا يعني أن المتكلمون بها هم من نفس الأصول، بريطانيا تتكلم الإنگليزية وكذلك البهاما وأورگواي ولو أن لغتها الرئيسية هي الاسبانية، إيرلندا ولكن ليس هؤلاء من عرق واحد، أما عن الأبجدية الإنگليزية فحدث ولا حرج.
في فرنسا يتكلمون الفرنسية، ولكن كم دولة غير فرنسا تتكلم الفرنسية ؟ في بلجيكا مثلا فاللغة الرسمية هي الهولندية والفرنسية والألمانية، وفي لوكسمبورگ فإن اللغات الرسمية هي ثلاث اللوكسمبورگية والألمانية والفرنسية، وهكذا بالنسبة لموناكو وسويسرا وغيرها، وهكذا، إذن اللغة ليست عامل مهم في تحديد العرق أو الإنتماء القومي، أو لتكون سبباً في الوحدة.
ج ـ التأريخ المشترك : اي تأريخ يربطني بمسيحي من بلاد القوقاز ؟ أو بمسيحي امريكي أو استرالي، ولربما آبائي وأجدادي لم يسمعوا بأسم هذه الدول، وقعت الحرب العراقية الإيرانية وقاتل فيها كل العراقيين بجميع هوياتهم وأطيافهم، وجرت قصص اقرب إلى الخيال من الواقع، أنقذ فيها مسيحي مسلم من براثن الموت والعكس صحيح، حمل مسلم جريح مسيحي وتم إخلاؤه، وحالات العكس أكثر قياساً إلى النسبة العددية، وبهذه الحالة فإن الوفاء والتضحية لا تعتمد أو تستند على الخلفية الدينية، وإلا لأنعدمت هذه الصفة عند عبادي النار او البقر أو الأصنام وغيرها، ولكن كل الدلائل تشير إلى أن هذه الصفات هي صفات أخلاقية إجتماعية وجدت قبل أن توجد الأديان ونزول الرسالات السماوية، التأريخ هو ربط مرحلتين (الماضي والحاضر)، وهو مجموعة من الأحداث التي يمر بها في تلك الحقبة الزمنية، وهو أخبار عن مجتمع إنساني، ولم يقل مجتمع مسيحي أو إسلامي، والتاريخ يشمل ثلاثة ابعاد وهي البعد المكاني والزماني والإنساني، والتاريخ المشترك هو فترة زمنية محدودة التي تتعايش فيها الأقوام على إختلاف إنتماءاتهم الدينية في ظل دولة واحدة، أو لبناء مجتمع معين، إذن التاريخ المشترك يسجله المواطنون الذين عاشوا في حقبة زمنية واحدة ويجمعهم مكان واحد، دون أن تربطهم روابط اسرية أو عشائرية أو مذهبية أو دينية مشتركة، فتاريخ العراق كتبه ابناؤه المخلصون من كافة الطوائف والمذاهب والأديان، ومن مختلف الإنتماءات المناطقية والعشائرية، فقد اشترك في كتابته ابن القوش كما ابن عانة أو ابن الزبير أو ابن السليمانية و ...الخ سأدخل في تفاصيل هذا الموضوع قليلا لأنه يرتبط ببعض المفاهيم الخاطئة والتي يتناولها البعض على صفحات التواصل الإجتماعي مما يسئ إلى حجم العلاقة بيننا وبين مَن نرتبط بهم بتأريخ مشترك من غير ديننا أو مذهبنا أو قوميتنا فاقول: بعد إستعراض بسيط لرابطة التأريخ المشترك أقول، تربطني بإخوة أعزاء رابطة تأريخ مشترك أبتدأ قبل أكثر من ثلاثين عاماً واليوم نستذكره، أي اصبح جزءاً من تاريخ مشترك بيني وبينهم، سأذكر بعض الأسماء كمثال وليست للحصر، فالأسماء في هذا المجال أكثر وأكبر مما يمكنني حصرها بعدة اسطر، ممن لديهم تواصل إجتماعي معنا على الفيس بوك يومياً وعلى الهاتف اسبوعياً أو بمناسبات معينة كالأعياد الدينية والقومية وغيرها، ابتدئ بالأستاذ العزيز محمود حميد أحمد مدير عام شركة الحفر العراقية لفترة زمنية مضت، واليوم قارب عمره على الثمانين عاماً أمدّه الله بالصحة والعافية، وما زلنافي تواصل، كل مَن عرف هذا الرجل يثني على خلقه وأخلاقه، وكل مَن اشتغل بمعيته يمتدح رفعة أخلاقه،الأستاذ فائز عبدالله الشاهين وكيل وزير النفط، الأخ الأستاذ فاضل عباس حمودي مدير فرع شركة الحفر العراقية في كركوك، الأخ الأستاذ مهند حمدي الشيخلي مدير قسم الهندسة الكهربائية في شركة نفط الشمال،الأخ الشيخ صادق مرشد الذرب (شيخ عشائر الگطيمات الطائية) كان مسؤولا عن الورشة الميكانيكية في المقر العام للشركة، الأخ سيد جعفر سيد إبراهيم كان مدير ورشة الإنتشال، الأخ فيصل سعود رئيس حفارين ثم استاذا في معهد النفط في بغداد، الأخ الحاج سعد الجوعاني مدير الإعلام، الأخ المهندس اياد كوپرلي كان مدير الصيانة، والأخ جمعة أبو أحمد(مسؤول امن الشركة) الأخ عبد فرحان عيسى والأسماء أكثر وأكثر من أن تحويها هذه الأسطر، ولكن ذكرتُ المتواصلين معي على مواقع التواصل الإجتماعي، أما من المسيحيين فكان الأستاذ فوزي فتح الله ( أبو فاتن) مدير عام شركة الحفر العراقية، والأستاذ پطرس گورگيس ابو مي، والأستاذ عدنان گورگيس مدير شركة الحفر العراقية فرع التأميم، والأستاذ فرج حنا مروگي مدير الدائرة الإدارية والقانونية في شركة الحفر العراقية، والأستاذ فضيل ألياس (أبو سعد) الخبير النفطي، والأستاذ عصام حنا حداد مدير دائرة التركيز الجديد، والأخ حكمت يعقوب جبو مدير شعبة الإعاشة، والأخ وليد الله ويردي، وغيرهم الكثيرين، متواصلين من خلال قنوات إتصال عديدة مختلفة، نتجاذب أطراف الحديث ونستذكر تاريخنا الذي أصبح جزء من تاريخ تلك الدائرة أو الشركة أو المؤسسة أو الوزارة التي عملنا فيها، فقد عملنا معا في مشاريع عملاقة مثل الخط العراقي ـ التركي، والتركيز الجديد، ومشروع تأهيل ابراج الحفر وغيرها، هذا هو تاريخنا المشترك، نحن صنعناه، المسلم والمسيحي، وعشنا كل تلك السنين الطوال نأكل ونشرب معاً، مشاركين بعضنا البعض في السراء والضراء، ومساندين بعضنا للبعض في المحن والشدائد، لا يستغني أحدنا عن الآخر، بدون أن ندخل في تفاصيل فردية دقيقة، بدون أن نعرف مَن هو المسلم ومَن هو المسيحي، وكم من وقفات البطولة وقفها لنا إخوتنا الأعزاء (المسلمين) دون النظر إلى الخلفية الدينية أو المذهبية بقدر ما ينظر لكي يكون الصديق الصدوق الحقيقي الذي يسند ظهر أخيه، ونحن بهذا الصدد اتصل بي أخ عزيز من العراق، ومن مدينة كركوك بالذات، وبدأنا نستذكر احلى ايامنا تلك التي عشناها سوية، وسمعتُ صوت نشيجه، بدأ يبكي، تألمتُ كثيرا وأخترتُ تلك البيات الأربعة لأخفف لوعة الحالة، وهي : يا حيف العُمر مضى وراحَتْ لَيالينا.....وصارت علينا حَرام شوفَة أهالينا .... العين تبچي بحزن والشوگ رامينا .... وفراگكم مثل الجّمر كل لحظة يچوينا ...هكذا هي الصداقة الحقة، حدثني أحد العاملين معنا في منتصف السبيعنات (وكان أكبر مني عمرا) يقول بأنه تعلم في مدارس الراهبات في كركوك، وفي أحد الأيام تواعد مع صديقه الشاب المسيحي وكان اليوم أحد، والمسيحيون يذهبون للصلاة عصرا في كركوك وتحديداً في كنيسة مار يوسف الكلدانية، يقول الرجل مررتُ على الكنيسة وأنتظرتُ في باحة الكنيسة، فصادف أن خرج الخوري يوسف زورا (رحمه الله) من غرفته ورآني واقفاً، فقال لي (يا عويا قاي لَكْ أورْت شَمتْ رازه = يا ملعون لماذا لا تدخل وتستمع إلى القداس وتشارك في الصلاة) فقال له الشاب (أبونا آنه مُشلمانا = أبتي أنا مسلم) فرد عليه الخوري( سَطانا كيبت گخكت إللي؟ دَها أب أورت ال إيتا = يا شيطان تريد أن تضحك عليَّ ؟ الأن اريدك ان تدخل للصلاة)؟(طبعا بعصبية بالغة) ويقول الرجل لم تنفع كل الأيمان التي حلفتها له، بأني مسلم، وذلك لكوني أتقن الكلدانية واردتُ التمويه عليه بحيث بدأتُ اردد بعض الصلوات البسيطة باللغة الكلدانية وكنتُ قد حفظتها في ايام المدرسة، وهو يسمعني، وخرج على صوتنا أحد الأشخاص من الذين يعرفونني جيداً، واقسموا للكاهن بان الشاب مسلم وليس مسيحي، وأنه ابن الحاج فلان ..... هكذا كانت العلاقات القائمة على اساس الصداقة والجيرة وغير ذلك من المعاني السامية، ولم يكن الدين أو الشريعة هي الأساس أو المقياس. 
ملاحظة / 1 جميع الذوات الذين ذكرتُ اسماؤهم في أعلاه، تركوا العمل الوظيفي بسبب الإحالة على التقاعد، لذا ارجو أن لا يُفهم من كلامي هذا أن لي مصلحة متوقعة، فجميعنا تجاوزنا السن القانونية للعمل.
ملاحظة/2 كل الذين عرفتهم منذ الطفولة وحتى مغادرتي العراق لم اسمع من أياً منهم حديث عن الشريعة أو نعتنا بالكفر،على العكس في دول أوربا وخاصة الدنمارك، ينعت بعض المتشددين الدنماركيين اولادنا بأنهم لاجئين، وينادونهم بأسم غير مستحب وهو بالدنماركي ( پيغكا)
ملاحظة 3 / لم يعاملنا أحد في جميع المواقع والأماكن معاملة على اساس الدين مطلقاً، بل كان التعامل على اساس الكفاءة والمقدرة والإخلاص في العمل وللوطن،
ملاحظة4/ لم يطلب أحد منا أن ندفع له الجزية .
ملاحظة 5/ أنا مقيم في الدنمارك منذ ستة عشر عاماً، ولستُ مُلزما أن أجامل أو أحابي لأنني لستُ بحاجة إلى ذلك، ولكنني اكتب ما يمليه عليَّ ضميري، وحقائق عشتها، فلن أسطّر عبارات لغرض المجاملة أو إنتقاماً من أشخاص استغلوا أسم وسمعة ومعتقد وتعاليم معينة، هذه الحقائق عشتها أنا وزوجتي وأولادي، وبالتأكيد عاشها الآلاف غيرنا، فكنتُ دقيقاً وأميناً وواضحاً فيما كتبتُ.
ملاحظة /6 لا يعني هذا بأنه لا توجد حالات أخرى معاكِسة لما ذكرتُ، فمثلاً تشدد في محلة أو منطقة من مناطق الموصل لا يعني بأن الموصل كلها من الأصوليين، فكما أن الصالح موجود كذلك الطالح موجود، والمجتمع لا يخلو من الأمّي والمثقف، من الجاهل والمتعلم، من الإنفتاحي والأصولي المتشدد، من ذوي الأخىق الحميدة وعكسها وهكذا.
أما الحديث عن اصدقاء العمر والجيران فحدث ولا حرج، فهي بحاجة إلى كتب عديدة، ولا يمكن ان نوجزها بهذه الأسطر الصغيرة، وحجم تلك العلاقة أكبر من ان تحتويها اوراق الكتب كلها. وأصدقاء الغربة لا يقلّون وفاءً وإخلاصاً من أصدقاء العمر، لأننا نعيش المعاناة المشتركة، وألمنا وألَمهم واحد، فالغربة هي الغربة وقعها واحد سواء كان الغريب مسلماً ام مسيحياً.
د ـ رابطة الدم / وهل هناك مَن يؤمن بنقاء العرق؟ سابقا نقول نعم، كان الفرد يتزوج من أبنة عمه أو ابنة خاله أو من العشيرة نفسها، وهناك مَثَل موصلي في هذا المجال يقول " الما ياخذ من ملّتو يموت بغير علّتو" ويعني بأن مَن لم يتزوج من إحدى قريباته أو بنات عشيرته فإنه سيموت كمدا وحزناً أو بـ علة أو مرض غير العلة التي كتبها الله له. ونقرأ ونسمع عن زيجات مختلفة، مسلم يتزوج من مسيحية، هو من قبيلة وهي من قبيلة، وكذلك كان في العهد الإسلامي الأول حيث كانت زوجة الخليفة عثمان (أسمها نائلة الفرافصة مسيحية من قبيلة كلب العربية، وميسون زوجة معاوية كذلك مسيحية، واليوم هناك زيجات على مستوى أكبر من ذلك كأن يتزوج عراقي من فتاة يابانية أو أمريكي من عراقية كما هو الحال مع پول بريمر الذي تزوج من عراقية يكبرها بثلاثين عاماً (راجع كتاب محمد العرب، ما لم يقله بريمر في كتابه، القاهرة 2007م، ص8) وغير ذلك من الأمثلة وهي كثيرة ومتعددة، وهنا أتساءل اين اصبحت نقاوة العرق؟ واين اصبحت رابطة الدم وأعتبارها مقوم اصيل من مقومات الهوية القومية؟

إذن ما هي القومية ؟
القومية هي شعور، هي إنتماء، هي لغة وثقافة ومجتمع ومصالح مشتركة، لا يحدها دين ولا مذهب، ونحن كقوم وتاريخ، نحمل في عقولنا وفي تصرفاتنا تربية وتقاليد قومية وعشائرية ومناطقية مختلفة ومتعددة، لذا فإن حب القومية والإفتخار بها ليست ملابس نلبسها متى شئنا أو ننزعها متى شاء الآخرون، القومية هي تربية وثقافة وحب لامتناهي، هي تضحية، هي مسيرة تاريخية طويلة، هي الثبات على المبادئ، هي معاهدة النفس على تغيير ما كان يُعتقد بأنه صحيحاً وبمعنى آخر هي قفزة على المفاهيم الخاطئة التي تربى عليها الفرد في مجتمع ضيق الأفق غريب عن مجتمعه الأصلي، القومية هي العودة إلى ذات الأصول وعدم التشبث بأسماء ليست ملك للشخص، هي التباهي بما يملكه الفرد من تاريخ حقيقي، وليس لبس ملابس تم تفصيلها وخياطتها من قبل الآخرين، وهي بذلك تعني ثورة ضد مفاهيم التغييب والتهميش والخذلان، الإيمان بالهوية القومية يحتاج إلى قوة وشجاعة وبُعد نظر، ياتي في مقدمة ذلك التدقيق ومن ثم التمحيص وبعدها الإيمان، الإيمان بعدم الخضوع وعدم الإستسلام، أن نعلن رفضنا لمقولة (حشر مع الناس عيد)، أن نرفض ركوب المَوْجَة، وأن نرفض أن نكون دائماً مع الكفة الثقيلة، القومية الحقة هي أن نرفض الخضوع والركوع للمغريات اياً كانت، مال، جاه، كرسي، سلطة، فكلها زائلة، حينذاك يُبان معدن الرجال، (عند الإمتحان ... يُكرَمُ المَرءُ أو يُهان) القومية ليست لها دين، ولا مدرسة مذهبية، ولا تعني بأمور الغيب، القومية هي واقع ملموس، القومية هَمٌ كبيرٌ نحمله في حدقات العيون ويسكن سويداء القلوب، ويجري في الشرايين دماءً، ونتنفسها هواءً، هذه هي بإختصار مفاهيم القومية.
كلدو وآثور / الحديث السائد عند البعض من غير المهتمين بالشأن التاريخي، أو لا يهمهم ذلك هو مقولة أن كلدو وآثور هم أخوان، بالحقيقة هذا القول يدخل في باب القصص الخرافية، لكون المصطلح غير صحيح لغوياً، لأن كلمة كلدو تدل على اسم قبيلة، أما كلمة آثور فهي لم تكن أسم جنس أو عرق أو قوم، وإنما أسم لصنم، ومن ثم أصبحت اسم لموقع جغرافي مناطقي وهو بأسم إقليم آثور، والكلمة مشتقة من اللفظة الأكدية (شورو)  وهو أسم إله القبيلة الكلدانية، والقصة بما فيها أن الملك سنحاريب أختار اسرحدون أصغر أبنائه ليكون وريثاً على العرش (وقد تم أغتيال سنحاريب من قِبَل ولديه طمعا بولاية العرش (، وبعد توليه العرش قام رجاله بإحداث الفتن في نينوى، يقول المطران أدي شير  : قال البعض أن اسرحدون جعل ولي العهد أسور بانيبال أبنه الأصغرعوض شمشوموكين أبنه الأكبر فساء ذلك عظماء المملكة، وقال غيرهم أن أسرحدون كان بنيته أن يجعل ولي العهد شمشو موكين أبنه الأكبر، إنما هذا الذي اساء الآثوريين لأن شمشو موكين كانت أمه بابلية وبطبيعة الحال يحب مدينة بابل، فخاف الآثوريون من أن يفضل هو ايضاً مثل أبيه اسرحدون بابل المقدسة على نينوى، ولأجل ذلك أحدثوا الفتنة، ولكن اسرحدون عيّن ابنه شمشوموكين ملكا على بابل وابنه أسور بانيبال ملكا على آثور وصاحب المملكة كلها . إذن الموضوع هو لم يكن هناك إخوة ومنهم تفرعت هذه الأقوام، بل أن الملوك كانوا إخوة من طرف الأب فقط، ومَلَك أحدهما على نينوى والأخر على بابل، وجرت معارك طاحنة بينهما، وفي آخر المطاف بعد أن ضاق صدر شمشوموكين من تصرفات أخيه ولم يشأ أن يقع اسيراً بيده فأحرق قصره وباد بالنار هو ونساؤه واولاده قاطبةً. وكان أن دخل الآشوريين والكلدانيين في صراعات عديدة، وكان أطول صراع سجله تاريخ بلاد ما بين النهرين هو الصراع بين الكلدان والآشوريين الذي دام أكثر من الف عام  وكان الكلدان ينظرون إلى الآشوريين كغزاة لا أكثر، إذن هنا أنتهت العلاقة بين بابل ونينوى، وفي عام 614 ق.م سقطت نينوى بيد الكلدانيين وانتهت تلك الدولة ولم تقم لها قائمة بعد هذا التاريخ، حيث طويت صفحة الآشوريين ولم يبق لهم أثر ولا ذكر سوى ذكر التسمية بمدلولها الجغرافي. وللعلم فإن إقليم آشور كان يقع في المنطقة المحصورة بين الزابين الأعلى والأسفل (أربيل الحالية) أما الإمبراطورية فكانت أكبر من ذلك بكثير، وعندما سقطت الدولة الآشورية سقطت معها كل التسميات التي تدل عليها، فليس من المنطق أن نسمي أربيل اليوم بأربيل الآشورية أو اربيل الكلدانية، وبالحقيقة لا يسكنها آشوري واحد، وكذلك الحال لألقوش وغيرها، بسقوط الدولة الآشورية أصبحت جميع الاقاليم كلدانية، تقول الموسوعة العربية (أشتق أسم الكلدان من اسم القبائل التي سكنت هذه المنطقة، وتعرف مملكة بابل الثانية بأسم الإمبراطورية الكلدانية وذلك بعد فتوحاتها للبلاد الغربية وخاصة بلاد الشام، فاصبحت هذه الإمبراطورية تضم بلاد آشور وبلاد الشام، وقد أعتبر الكلدانيين انفسهم بأنهم ورثة الأكاديين)،
الشعب/ هو مجموعة الأفراد الذين تتكون منهم الدولة، وهم يقيمون على أرضها ويحملون جنسيتها ، ويسود بين افراد الشعب الإنسجام المعنوي القائم على الجنس واللغة والدين أو غيرها من العوامل، ولكنه ليس شرطاً اساسياً، لأن الدولة يمكن أن تحتوي على عناصر لا تنسجم مع سائر المجموعة في الأصل واللغة والدين أو التقاليد، وهذا ما يثير مشكلة الاقليات . والشعب هو مجموعة من الناس تتغير تاريخياً، ويعكس مفهوم الشعب كمقولة من مقولات علم الإجتماع التغيير في التركيبة الإجتماعية للمجتمع والبنية القائمة التي تخضع لها في كل مستوياتها وتجلياتها 
السكان / يختلف مفهوم الشعب عن مفهوم السكان، لأن الشعب هم مواطنين تلك الدولة، أما السكان فيتسع المفهوم ليشمل كل مَن يقيم على اراضي تلك الدولة، سواء كان من الشعب أو من الأجانب الذين لا ينتسبون إلى جنسية تلك الدولة، والذين لا تربطهم بالدولة اية رابطة سوى الإقامة على اراضيها ، وهناك نقطة مهمة جداً في هذا المجال وهي : إن الشعب يرتبط بالدولة، فإذا أندمجت الدولة مع غيرها فإن الشعب سيصبح جزء من الدولة الجديدة، وهكذا هو الحال بالنسبة للدولة الاشورية عندما سقطت أصبح الشعب جزء من الدولة الجديدة التي هي الدولة الكلدانية.
أما الأمة / فهي جماعة بشرية تجمعها روابط كوحدة الأصل واللغة والدين والتأريخ المشترك وغيرها من الروابط ، ولو تحدثنا عن الروابط التي تجمع بين الشعب والأمة، لوجدنا أن الرابطة التي تجمع بين افراد الأمة هي رابطة طبيعية معنوية (اللغة والدين وغيرها...الخ) أما الرابطة التي بين افراد الشعب فهي رابطة سياسية قانونية تفرض عليهم الولاء للدولة والخضوع لقانونها، بالمقابل تقوم الدولة بحماية أرواحهم وحقوقهم وأموالهم وذلك بموجب القوانين التي تعتمدها تلك الدولة   ومن خلال ذلك نصل إلى نتيجة أن الشعب والأمة لا يتطابقان مطلقاً، لأن الأمة ربما تكون موزعة بين عدة دول، كالأمة الكلدانية، وقد يكون شعب الدولة خليط من عدة قوميات، كما كان الشعب الآشوري قبل الميلاد، وحالياً الشعب العراقي والشعب الكردستاني والشعب الروسي. نريد أن نصل إلى حقيقة تكوين الشعب وما علاقته بالدولة والبشر كمجموعات إنسانية، لذا ولتقريب الصورة، او الغاية من هذا الموضوع هي ان الشعب الآشوري كان خليط كبقية الشعوب الأخرى، وهذا الخليط كان متكون من أمماً مختلفة منها الكلدانيين والفرس وغيرهم، ومجموعات أخرى كثيرة كانت متواجدة ومتعايشة في نفس المنطقة، او تم جلبهم كأسرى، وعندما سقطت الدولة سقط الأسم ايضاً، لأن الشعب الاشوري تجزأ إلى أممه الأصلية، واصبحت الاقاليم كلها كلدانية، وتحول أسم القبيلة ليصبح اسماً للقبيلة والدولة معاً، وبهذا أنتهى دور الدولة الآشورية، وبإنتهائه أنتهى أسم الشعب ايضاً، وحلّت تسمية جديدة تتبع أسم الدولة الجديدة.
إذن مسألة ألإخوة بين التسميتين هي غير حقيقية وغير واقعية وليست تاريخية، نحن شعبُ واحد، نعم، أسم هذا الشعب هو الشعب الكلداني، لغته هي اللغة الكلدانية،  موطنه بلاد ما بين النهرين (بيث نهرين)، ولا توجد اية تسمية أخرى عدا المذكورة أعلاه، وللحديث بقية
07/04/2017



24

الأب بولس الساتي والموقف االصحيح
خاهه عمّا كلدايا
د. نزار ملاخا
نشر الأب بولس الساتي مقالاً بعنوان " الكلدان وتحديد المصير بين الماضي والحاضر" وذلك على موقع التواصل الإجتماعي  https://www.facebook.com/paulus.sati/posts/10210863041478917
أجاد وأبدع، وأوفى التاريخ حقه، كما أثبت بهذه المقالة أنه رَجُل دين يستطيع أن يميّز ما بين هويته الوطنية والقومية وما بين وظيفته الدينية دون خلط أو إدماج( كما كنا نؤكد ذلك في أغلب مقالاتنا)، فلكل حقل مجاله ووقته وشروطه، شكرنا وتقديرنا العالي لسيادته ونأمل من جميع رجال الدين أن يحذو حذو هذا الكاهن في مستواه العلمي والثقافي وشعوره القومي الصحيح.
نعم أبونا نحن معك ونردد أيضاً بكل قوة " نرفض رفضاً قاطعاً إطلاق تسمية (السريانية) على لغتنا الكلدانية" فلغتنا الكلدانية أصولها أكدية، وكما وضحتم في مقالتكم، ولكن هناك خلاف بسيط نلمسه نحن ويراه جنابكم الكريم في مقطع من مقالكم حيث تقولون فيه " الرابطة الكلدانية هي مصدر إلهام لكل مَن له الغيرة الحقيقية لكي يعمل على إعلاء شأن أمته الكلدانية" ومن ثم تدعو الكلدان جميعاً أن يعملوا مع الرابطة من خلال هذا النص " هلموا معاً كلكم أيها الكلدان أسُود عشتار، أنهضوا وتأهبوا فأنتم العلمانيون وهذه الرابطة لكم ومنكم" .
أبتي العزيز، حسب مفهومي المتواضع وفهمي لهذه الكلمات، أي إلهام يمكنني أن أستمده من هذه الرابطة وقيادتها تتلعثم في الكلام عن تاريخ الكلدان وأسم هويتهم القومية وحتى أسم لغتهم؟ قادة بالأمس القريب كانوا يعملون (لا نقول ضد الكلدان) ولكن لنكن دقيقين ضد الأسم الكلداني منفرداً، وعملوا تحت أو ضمن تنظيمات كانت أجندتها تنص على أن تنهي دور الكلدان بشكل كامل وتام سواء كانت الحركة الديمقراطية الآشورية أم المجلس الشعبي الأغاجاني، وإثنين من القادة الرئيسين للرابطة كانوا وإلى وقت قصير من ضمن هذين التنظيمين، فأي إلهام استطيع أنا المختص بتاريخ الكلدان أن أستلهمه من الرابطة ؟ ثم ألا ترى بأن هناك عدم توافق وإختلاف بين المفاهيم المذكورة ؟
1.عدم التوفيق في إختيار أو تعيين قادة الرابطة الكلدانية، لكون القادة الحاليين غير كفوئين عدا شخص أو شخصين ويمكنني أن أذكرهم بالأسماء، وما عداهم من الرئيس نزولا لا يعرفون عن تاريخ الكلدان الأف باء، تعيين هؤلاء الكلدان في موقع قيادي كهذا وإصرار البطريركية على تسميتهم بقادة الكلدان في العراق والعالم ولّد رد فعل قوي جداً لدى بقية الكلدان، مما تسبب في زيادة الفجوة بين النخبة الكلدانية التي ضحّت عشرات السنين وأسست وبجهود كثيرين تنظيمات قومية وثقافية وهندسية كلدانية رفعت أسم الكلدان عالياً في المحافل الوطنية والدولية باذلة كل شئ من مال ووقت وجهد وغير ذلك، سواء بتصاميم تقاويم كلدانية أو إحياء مناسبات قومية كلدانية أو إقامة المؤتمرات الثقافية أو المهرجانات القومية الكلدانية وأغلبية هذه الجهود كانت من الجيب الخاص حيث لم تتلق هذه التنظيمات أية مساعدة من اية جهة كانت، مثل إتحاد المهندسين الكلدان والمركز الثقافي الكلداني والإتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان والمهرجانات الكلدانية المقامة في الدنمارك وغيرها من دول المهجر والندوات الثقافية التعريفية لدول العالم للتعريف بالشعب الكلداني وغير ذلك، وأقصد بالنخبة الكلدانية هؤلاء الجنود المعلومين والحمد لله مثل المرحوم الأب يعقوب يسو وسيادة المطران مار سرهد يوسب جمو( أطال الله بعمره) والأب نوئيل والأستاذ المناضل أبلحد أفرام ساوا والمؤرخ القدير الأستاذ عامر حنا فتوحي والشماس الدكتور گورگيس مردو وألاستاذ قرداغ كندلان والأستاذ ناصر عجمايا وألاستاذ مايكل سيبي والأستاذ غسان شذايا والأستاذ المهندس حبيب حنونا والأب حنا شيخو والمرحوم الدكتور حبيب تومي وكاتب هذه السطور وغيرهم الكثيرين ممن لا تسعفني الذاكرة بذكر أسمائهم، فقد تم إبعادهم، لا بل إهمال وتجاوز ذكر تاريخهم النضالي بجرة قلم بسيطة من لدن غبطته بسبب العلاقات الشخصية، هذا التصرف الخاطئ أدى إلى شق الصف الكلداني وزيادة الفجوة بين الجانبين، لا بل عمل على أن يكون الكلدان على طرفين طرف يسند هذا وطرف يدعم ذاك، والحقيقة هي بأننا  يدين أثنتين في جسد واحد. قادة رابطتنا وتصرف غبطته يذكّرني بتصرف سابق لأحد القادة عندما أختلف مع شيوخ العشائر الأصليين وأستقدم اشخاص ورسمهم شيوخ متصوراً أن المشيخة هي تعيين(كما هي رابطة البطريرك) ويحضرني في هذا قول لأحد الإخوة وليسمح لي الأخ الزبيدي أن أقتبس ما ذكره عندما حضر أحد الأشخاص للملك وطلب منه أن يعيّنه شيخاً لقبيلة، فقال الملك : ــ " أطلب ما تريد، فقال أريد أن تجعلني شيخاً، فرد الملك بأنه يستطيع أن يعينه وزيرا أو محافظاً أو عضواً في مجلس ٍ ما أما أن يجعله شيخاً فذلك خارج إرادته، لأن الشيخ لا يتم تعيينه بل هي نعمة من الله تمنح للشخص، وهي متكونة من ثلاثة أحرف : ــ ش / تعني الشهامة. ، ي / تعني بأن ينهي بالمعروف،،، خ / تعني خادم قومه، طيب كيف تكون الرابطة مصدر إلهام لي ولغيري من الكلدان وهم ينادون بفتح دورات لتعليم اللغة السريانية ؟ وأنا هنا لا أتبلى عليهم بل بيانهم هو الذي فضحهم، لماذا هذا الخطأ ؟ لأنهم بعيدين عن تاريخ الكلدان، أو عن الشعور بأنهم أصلاً كلدان. أليس هذا تناقضاً مع ما ذكرتموه في مقالكم لا سيما وأنتم بدرجة المرشد الروحي للرابطة؟ يعني لا ترى بأن هناك بَوناً شاسعاً في هذه المفاهيم ؟ ولا ننسى نحن من ضمن التراث العراقي وجزء من نسيجه المجتمعي فكيف أقبل بقائد كان بالأمس القريب ضدي وضد هويتي !!!  يقول المثل الموصلّي القديم " جا العصر بنالو – بنى له - قصر" ، رأيي الشخصي أنه يجب تشذيب الرابطة من كل أدران الماضي وما يتعلق بفكر قادتها وتوعيتهم وتثقيفهم وإطلاعهم على تاريخ شعبنا وأصول الكلدان المتجذرة في عمق تاريخ العراق لأكثر من سبعة ألاف عام وليس لخمسمائة سنة خلت، وإن رغبتم بإقامة دورات تثقيفية لقادة الرابطة فأنا مستعد لإعطاء المحاضرات مجاناً ولوجه الله تعالى، وغايتي من ذلك نشر الوعي الثقافي الصحيح بين ربوع قادة الرابطة.
2. مناقشة مسألة تأسيس الرابطة ووضع الموضوع في الإهتمام الكبير في السينودس كان خطأ كبير، فالكل يعرف جيداً ما هو السينودس، وما هي مهماته وواجباته، السينودس إجتماع خاص بالسادة المطارنة لمناقشة أمور تخص الكنيسة، وبرأيي المتواضع أو التصرف الصحيح في مثل هذه الحالة إن رغبت الكنيسة بذلك، أن يدعو غبطته قادة التنظيمات القومية والسياسية الكلدان ومَن له إندفاع في العمل في المجال القومي الكلداني ويناقشوا الأمر فيما بينهم، وليس من الضروري أن يحضر الجميع إلى العراق ليكتسب الإجتماع الدستورية والقانونية، وليس من الضروري أن يكونوا مجتمعين وجهاً لوجه، في قاعة يتم تأجيرها لهذا الغرض تُصرف عليها مبالغ طائلة تثقل كاهن أي منظمة، وتتحمل مصاؤيف السفر والسكن والمنام والطعام والتنقل والأمسيات وغيرها الكثير الكثير والتي تقف عائقاً أمام تهيئة الإجتماع عدا ما تجعل المؤتمرين بحالة شد أو توتر من الوضع الأمني وغيره، الدنيا اليوم وبفضل الأنترنت أصبح قرية صغيرة، يعني يمكن أن يتحقق لقاء أو إجتماع بالصورة والصوت عبر وسائل الإتصال المعتادة ووفق برامج متعددة معروفة للجميع وبمتناول يد الجميع( سكايب، بال تالك، تانگو ، ماسنجر، وغير ذلك)، ويطرح الكل أراؤهم وأفكارهم للوصول إلى صيغة أفضل تخدم وحدة شعبنا أولاً ومن ثم تهيئة الأجواء للإنطلاق نحو تحقيق الأهداف المستقبلية ورسم المخطط للمرحلة المقبلة، سواء كانت هذه المرحلة مرحلة تأسيس حزب أو تجمع أو تنظيم، أم مرحلة دخول الإنتخابات، أو تمثيل الكلدان في المحافل الدولية والرسمية وغير ذلك.
3. ما زالت قيادة الرابطة تسير في الطريق الخطأ ولهذا نحكم على مسيرتها بالفشل، والسبب هو محدودية التفكير لعدم إمكانية التحديث، لا يجوز منع أي شخص من المشاركة في إجتماع يسمونه مؤتمر كلداني عام يمثل كل الكلدان في العالم، لذا يجب فتح باب المشاركة، ومَن يقول باب المشاركة مفتوح فهو مخطئ وأستطيع أن أثبت ذلك بالوقائع التي من جملتها إعادة مبلغ بطاقة الطائرة لشخص اراد حضور الإجتماع وعدم الرضوخ لشروطهم
4. غبطة البطريرك هو الذي فتح نيران أسلحته علينا بمجرد أن أبتدأت النخبة بإنتقاد بعض التصرفات التي لا علاقة لها بعمله كرئيس ديني، وأبتدأ بإصدار البيانات النارية التي عادة ما تتضمن عبارات غير لائقة ومفاهيم خاطئة ومعلومات غير صحيحة أوردها الأستاذ القدير مايكل سيبي، والمؤرخ المعروف الأستاذ عامر حنا فتوحي في أكثر من مقال وأكثر من مسلسل، ومن ضمن تلك العبارات ما ورد عن لسان غبطته( القومچية وغيرها من العبارات التي لا تليق بمكانة غبطته وموقعه الديني).وتبعه في التصرف نفسه بعض السادة المطارنة.
5. تقول في كلمتك ( تعالوا أيها العلمانيون فهذه الرابطة لكم) كيف تكون الرابطة علمانية ومشرفوها أو مرشدوها الروحانيين من الكهنة ؟ وهل الرابطة بحاجة إلى مرشد روحي ؟ هل نحن في زمن ولاية الفقيه ؟ بالمناسبة فإن ولاية الفقيه كما أفهمها أنها بدعة من أجل إحتكار السلطة، والسلطة هنا بمفهومي تعني  السلطة الدينية والسلطة المدنية، وإن اردنا التوضيح قليلاً نقول أن يكون غبطته ماسكاً بزمام الأمور الدينية والمدنية يعني هو يفتي ومن ثم يصدر أمراً بالتنفيذ،
الخلاصة
تكون الرابطة لجميع الكلدان عندما تكون عامة لا يتم تعيين قادتها عن طريق الحكام، بل بالإنتخاب الحر المباشر العلني، وأن لا يستثنى أحداً من الإجتماع كاهنا كان أم علمانياً، وتكون الرابطة للجميع عندما يتم إستبعاد الكهنة ورفع اياديهم عن الرابطة، فرَجُل الدين ( ايّاً كان منصبه ودرجته الدينية) عند حضوره إجتماع الرابطة يتساوى مع اي كلداني آخر، وتكون الرابطة لجميع الكلدان عندما يتم فك إرتباطها بالأعياد والمناسبات الدينية المسيحية، وتكون الرابطة لكل الكلدان عندما يشارك فيها الكلداني المسيحي إلى جانب الكلداني المسلم، لأننا نحن أمام حالة تجربة قومية وليست تجربة او إحتفال ديني مذهبي خاص بطائفة معينة، تكون الرابطة كلدانية ولجميع الكلدان عندما لا يستثنى اي اسم من الأسماء، وعندما يتم الإلتزام بالثوابت الكلدانية وعندما ترفع العَلَم الكلداني في مناسباتها وعندما يقف أعضاءها إحتراماً للنشيد القومي الكلداني وعندما تحتفل بيوم بابل ويوم الشهيد الكلداني وبقية المناسبات القومية الكلدانية، عندما تكتب السنة الميلادية وإلى جانبها السنة الكلدانية( لأن اليوم والشهر هو نفسه)، تكون الرابطة كلدانية ولجميع الكلدان عندما تعتبر نفسها أو جزءاً مكملاً للمؤتمرات القومية الكلدانية التي أنعقدت قبلها، مع العلم أن هناك أعضاء في الرابطة حضروا جميع تلك المؤتمرات الكلدانية وكانوا قادة أو منضمين لها.
الخاتمة
أبتي الفاضل لربما أطلت قليلا ولكنها الحقيقة التي يجب أن تُقال، خاتمة مقالتي هذه تكمن في كلمة واحدة وهي المصالحة!!!!!! فهل نمتلك شجاعة العفو والمغفرة ونسيان الماضي وأن نبدأ صفحة جديدة من العلاقات بين الجيلين، جيل الآباء وجيل الأبناء ؟
كل رَجُل دين يعرف ما تعنيه المصالحة، لأنها من صُلْب عملِهِ، ولأنها رسالته، والكاهن يعرف أن سر التوبة وسر الإعتراف، بالحقيقة هو سر مصالحة الخاطئ مع الله، ولهذا أقول قبل كل شئ أنه يجب أن تتم المصالحة بين جميع الأطراف قبل البدء بالعمل، ونحن لسنا بعيدين عنها، إن ارادت القيادة الدينية أن نكون صفاً واحداً ويداً واحدة بعيدة عن روح التعصب والتمسك بالماضي فبالتأكيد سنصل إلى نتيجة، أما إذا بقي الحال كما هو عليه الآن أنتم تقررون ما تشاؤون ونحن نكتب وننتقد لأننا نرى بأن النقد هو جزء من علاج لتقويم الإعوجاج، فلن يرى اي مشروع النجاح أو النور، ما لم يقبل أحدنا الآخر، وما لم نلتقي مع الآخر بروح المحبة التي أوصى بها جميع البشر سيدنا يسوع المسيح، فلن تكون هناك نتيجة مُرضية،
في مقال منشور على موقع البطريركية  http://saint-adday.com/?p=14300 بعنوان " يعقوب ويسو ، حبل الكذب قصير" بقلم غبطة البطريرك مار لويس ساكو يقول في مقطع منه ما يلي " التصالح من أجل المصالح لا ينفع، إنما ينفع التصالح والتصافح"  كلام جميل ولا أجمل منه، وأنا أستند إلى هذا القول لأقول : هل تتوفر لدينا الشجاعة لكي نثبت هذا القول من خلال شجاعة التصالح؟ إن المسامحة وكما تعرفون هي من شيَم الرِّجال، ولا يستطيع أحدأً أن يستخدم المصالحة والتصالح الإستخدام الأمثل إن لم يمتلك الشجاعة، القيادة الدينية يقع عليها الفعل الأكبر في هذه المقولة، لأنها هي القدوة، ومنكم نستفيد ونتعلم، يعني ما معناه وبالعربي الفصيح : هل بإمكانكم توجيه دعوة بحجم أكبر من كل الرابطة ودعواتها إلى كل من أختلف معكم بالفكر والراي والقول والفعل ؟ هل تبادرون بمد يد التسامح وقبول الآخر ؟ هل تستطيعون كقيادة دينية عليا أن تبادرون وتركبون أول طائرة (غبطته ومساعديه) وتتوجهون إلى مقر إقامة سيادة المطران مار سرهد يوسب جمو لتفتحوا قلوبكم له وتعلنوا المسامحة بشكلها العام والكبير وبحجمها الحقيقي لتكونوا قدوة لنا نقتدي بأفعالكم ؟ وهذه ليست ببعيدة عن غبطته فقبل وقت غير طويل توجه وبمرافقة وفد كبير متكون من عدة مطارنة وزاروا غبطة بطريرك الآثوريين بالرغم من عدم تقبلهم للوضع بحيث لم يكلف نفسه( رحمه الله) أن يستقبل الوفد الكنسي الكبير بل أستقبلهم كاهن بسيط غير آبه بمقامهم، ومع كل هذا تواضع غبطة البطريرك ساكو وقام بتقبيل يد البطريرك الآثوري، لا بل قال البطريرك ساكو بأنه مستعد أن يقبل قدميه ايضاً دلالة على المسامحة والتواضع، وهنا أنا لا أريد منه كل ذلك، بل فقط زيارة وسوف تقلب كل الموازين لصالح سيادته ولصالح الأمة الكلدانية والرابطة الكلدانية ومستقبل العمل القومي الكلداني برمته، ومن ثم المصالحة الثانية أن يعفو عن الأب نوئيل الراهب ويبقيه في كنيسته ويدير ظهره لكل آلام وتجاوزات الماضي إن كانت هناك مثل ذلك، ومن ثم يسامح ويصالح القادة الكلدانيين من مختلف الأسماء فهو الأب وهو الغافر بأسم سيدنا يسوع المسيح، فهل يستطيع أن يستخدم هذا الأسم وهذه السُلطة ( سُلطة غفران الخطايا) ليفتح قلبه قبل ذراعيه ويستقبل كل أولاده.... إلى أن يحين عمل ذلك الفعل الشجاع نحن بالإنتظار
3/9/2016

25
إجتماع أعضاء رابطة غبطة البطريرك الجليل
د. نزار ملاخا
ونحن ما زلنا نتعثر بالخطى حول كيفية تقديم مساعدات لأبناء شعبنا المهجَّر، ومعركة الموصل على الأبواب، وهي ليست بتلك المعركة البسيطة، وذلك بسبب تحول الموصل ولربما أطرافها ونواحيها إلى ساحة صراع دولية وتصفية حسابات إقليمية وداخلية، فتركيا أناخت جمالها في أطراف الموصل، وقوات أخرى لا تتفق مع الحكومة المركزية من ناحية التمسك بالأرض والميليشيات المسلحة المختلفة حدّت أسنانها وشمّرت عن سواعدها للمشاركة في تدمير الدواعش، وامريكا وبريطانيا وروسيا وحتى الدنمارك شاركت مشاركات مهمة وكبيرة في تحرير البلدان من دنس داعش، إلى جانب الحرائق التي تحدث هنا وهناك في مخيمات اللاجئين المشردين من بيوتهم ومناطقهم، تأكل ما يخبئه النازحون من طعام وغير ذلك، ولا نقول من الضروريات أو الأشياء المهمة والغالية، فهذه الفوضى لم تبقِ على أبناء شعبنا المهجّر أي شئِ غالٍ، كل هذا في جنب وفضائح البرلمانيين بجانب آخر، ونحن بين هذا وذاك يرقص البعض من قادتنا على جراح هؤلاء، كنيستنا الموقرة بقيادتها المقدسة ( مخبوصة) منشغلة هذه الأيام، لا تظنون خطأ بأنها منشغلة بالتهيئة والتحضير لنتائج معركة الموصل ، اوللتخفيف من ألام شعبنا المهجر، أو لإتخاذ الإحتياطات لموسم الشتاء القادم والذي سيكون قاسياً جداً، لا أبداً، نعم إنها ترصد المبالغ الطائلة ولكن لتحقيق إجتماع لأعضاء رابطة غبطة البطريرك، والتي قام بتأسيسها هو بنفسه وبمساعدة السينودس والجمع المبارك من السادة المطارنة، نحن نعرف بأن كل إجتماع يتطلب أن نرصد له مبالغ، وخاصة اليوم وفي العراق، يكون تخصيص المبلغ أضعاف وأضعاف، لأن اي تجمع أو كما يدّعون بأنه مؤتمر يتطلب أجور بطاقات السفر للمدعوين لوليمة غبطته، وكذلك تهيئة الفنادق وأماكن المبيت بالإضافة إلى حجز القاعات ودعوة أصحاب الكروش الكبيرة، ونفقات الإقامة والطعام بثلاث وجبات وربما التنقل وزيارة بعض المواقع الأثرية أو الإطلاع على إنجازات بعض الكهنة وغيرهم، وهذه كلها يجب أن تخصص لها مبالغ بغير حساب، ولربما تكون من تبرعات الذين تعهدوا بإقامة هذه الدعوة، وشعبنا المنكوب يتفرج وكما يقول المثل العراقي( ويمسح أب بوزه) يعني ويمسح لعابه الذي يسيل ودمعة عينه التي تنحدر لا لشئ بل لهؤلاء القادة الذين لم يعد مثل هذا المنظر يجذب إهتمامهم، ما الفائدة من عقد إجتماع للرابطة التي بالأسم هي كلدانية وشعبنا حاله كحال الأيتام والمشردين الذين لا مأوى لهم ؟ أيهما أولى بالمعروف ؟ صرف المبالغ من أجل إجتماع أصحاب الكروش أم لأجل فتح مدرسة أو دار أيتام أو مستشفى أو المشاركة في معالجة مرضى السرطان الذين أمتلآت بهم ألقوش وغيرها من قرانا ؟ أين هو الضمير الحي الذي يحكم في مثل هذه الحالات ؟ نعم نردد من الصعب على الغني دخول ملكوت السماوات، ولكن ألا تهتز الشوارب ؟ قال أحدهم أبشرك ما عاد فيهم شوارب، رجل الدين إن لم يكن أملس فهو أملط، ولما سئل أحدهم لماذا يحلقون الشوارب، أجاب لكي لا يعيق مجرى دخان السكائر عند خروجه،
تم تحديد الأشخاص الذين سيحضرون الإجتماع، وتحدد حضورهم بشروط قاسية ووفق برنامج ممنهج وإلا لن يحضر الإجتماع و( هاك فلوسك وأتوكل على الله، ومنين جيت أرجع) نعم أشخاص متمكنين يستطيعون أن يدفعوا أجور بطاقات الطائرات لمن لا يتوافق مع رغباتهم، ولا يتمكنوا من أن يأووا يتيماً، يا إخوان تعلموا من آخرين من أبناء شعبنا في بغداد والحلة وبابل والنجف وغيرها كيف يتبرع الأغنياء ويفتحون مضايفهم للفقراء، وها هي كل الفضائيات تتغنى بأفعالهم، ولكن مع الأسف لم نسمع صوتاً لأي من أغنياء الرابطة بأنهم ساهموا في فتح ملجأ للأيتام، أو ساهمت صيدلية بمساعدة الفقراء، أو تبرع طبيب بفتح عيادته للفقراء مجاناً كل يوم أحد من كل أسبوع!!!! أليس ذلك غريباً وندعي بأننا مسيحيين واولاد يسوع ؟ أليس غريباً أن نرى قادتنا الدينيين وهم يبررون إنتقامهم من رجال الدين أنفسهم بحجة أنهم مخالفون ؟ طيب هو خالف أنت لماذا لا تسامح ؟ أليست هذه رسالتك ؟ إذن لماذا أنت كاهن ؟ ( عمّي ذب أهدومك وتزوج)، شروط الرابطة كما يروجها بعضا منهم هي أن يكون كلداني قومياً وكنسياً؟ طيب لنترك جانباً الكلدان المسلمين الذين يحيون جميع مناسباتنا الدينية والقومية أحسن من كثير من الكهنة والعلمانيين، وقد زاروا غبطته ووعدهم بالدعم والإسناد، نترك ذلك جانباً لنقول ( كلداني قومياً وكنسياً) ما هو شرح هذه الفقرة ؟ وهل أن الأستاذ أبلحد أفرام ليس كلداني قومياً وكنسياً ؟ وهل الأستاذ عامر حنا فتوحي ليس كلداني قومياً وكنسياً ؟ وهل أن الأستاذ مايكل سيبي ليس كلداني قوميا وكنسياً؟ وهل العبد الفقير نزار ملاخا ليس كلداني قومياً وكنسياً ؟ وتطول القائمة في ذكر الأسماء ؟ أين كان قادة رابطة غبطته عندما كانت هذه الأسماء نجوم في سماء الكلدان تقارع الظلم وألإضطهاد بالكلمة والقلم ؟ أليس للقلم والبندقية فوهة واحدة ؟ لقد حاربنا بأقلامنا ضد كل من كانت تسول له نفسه المساس بثوابت الكلدان، بينما كان قادة رابطة اليوم يغطون في سبات عميق، لا بل كانوا في الصف المعادي للكلدان إن لم يخب ظني ؟ كم كلمة كتب قادة رابطة غبطته من أجل الكلدان ومن أجل الدفاع عن حقوق الكلدان ومن أجل إثبات هويتهم ومن أجل أن يذكر الدستور العراقي أسمهم ومن أجل ومن أجل ومن أجل الكثير الكثير من أجل الكلدان ؟ من منهم دافع من أجل لغتنا الكلدانية ؟ وهل يعرف أصولها ؟ من كان سيف الحق بوجه الظالمين والمعتدين على حقوق الكلدان ؟ لقد كانت المواقع الألكترونية ساحة حرب لذلك، وهي التي أججت المشاعر القومية لدى بقية أبناء شعبنا فكشفت المتأشورين وناكري أصولهم، كما كشفت تزويرهم للتاريخ مثلما حدث في كتاب ( ألقوش عبر التاريخ) وغيره، هؤلاء هم أبطال وقادة للكلدان، ألم يكن الأستاذ أبلحد افرام أول من أسس حزب قومي كلداني على الساحة العراقية في الوقت الذي كان النظام العراقي يرفض رفضاً قاطعاً اي شكل من اشكال ذلك ؟ اليوم وبعد أن تهيأت الظروف الموضوعية وتنفس الناس الصعداء، يتبرع غبطته بتأسيس رابطة، لا بل تأخذ كل وقت السينودس ويقود الإجتماع ويعاونه في ذلك جمع من السادة المطارنة وكأنهم في إحتفال مقدس أو ذبيحة إلهية أو زياح، يا ناس ،،، يا عالم،،، المعركة على الأبواب وقد لا تبقي ولا تذر، أنتبهوا فلسنا اليوم بحاجة إلى إجتماع أو مؤتمر بقدر ما هي الحاجة لتطبيق فعلي وعملي على افعال المحبة والخير، تصفية القلوب والضمائر هي خير من ألف مؤتمر، لا تنتظر إلى الغد، فقد لا يأتي الغد، سارع اليوم وأنتهز الفرصة، قبول الآخر المعارض هي خير من ألف إجتماع، الأب هو أب ، نعم يجب أن يعفو ويغفر ويسامح ويحب، هكذا كان يسوع مثالاً لنا، في هذه كلها، فأين نحن من أفعال الخير والمحبة  في سنة الخير والمحبة ؟ قبل أن تعقد إجتماع الرابطة وقبل أن تدخل الكنيسة وقبل أن تأخذ قربانك إذهب وصالح أبنك !!! قل له مغفورة لك خطاياك !!! قل له أنا سامحتك سواء أعترفت أم لم تعترف، أنا أبوك الكبير والأب الكبير له قلب كبير ومفعم بالمحبة، سامح لأن المسامحة من فعل الرجال ولا يقوى اي واحد على أن يفعلها سوى الرجل الرجل الذي خرج من ظهر رجال، وكذلك الغفران وكذلك المحبة، لأن يسوع أجملَ الوصايا العشر بوصيتين وهما أحبب الرب إلهك، ومن ثم أحبب قريبك كنفسك بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والأنبياء.   30/8/2016


26
فيديو للدكتور بهنام أبو الصوف
د. نزار ملاخا
يتداول بعض الأصدقاء والإخوان عن قصد أو دون قصد وكذلك إخوتنا الآثوريين مقطع فيديوي يظهر فيه عالم الآثار الدكتور بهنام أبو الصوف يتحدث عن الكلدان والآثوريين والسريان وغيرهم، وهذا الحديث لا أدري إن كان صحيحاً أم مفبركاً، ولكنه أنتشر على مساحة واسعة، البعض يتخذه ذريعة للطعن بالكلدان، والكلدان يدافعون عن تاريخهم ووجودهم، ولكنه بالحقيقة هو طعن بالجميع، وخلط الأوراق كلها، لا أدري ما هو السبب، هل عدم معرفة بتاريخ الأثنيات بإعتباره عالم آثار وليس مؤرخاً، هل هو عدم فهم، وعدم المقدرة على إستيعاب الفرق بين المذهب والقومية. أم أنه مدفوع وتقاضى ثمناً لذلك التصريح، على أية حال لا أستطيع أ أتهم الرجل لكنني اقف حائراً أمام بعض النقاط التي وردت في حديثه، ولكن قبل ذلك أسوق لكم مقدمة صغيرة تعريفية.
كما ذكرتُ أن الدكتور بهنام آثاري، وهنا لا بد لي أن أبين ما هو الفرق بين الآثاري والمؤرخ، يقول بعض المؤرخين بأن دراسة التاريخ القديم هي من أصعب فروع علم التاريخ، وذلك بسبب الإنقطاع التاريخي للأحداث، وهذا سببه أو أنه متأتي من عدم إكتمال التنقيبات الآثارية، ونحن نعلم بأن الإكتشافات الآثارية هي في حالة حركة مستمرة، وعلى ضوئها تتغير الفرضيات والإختيارات ووجهات النظر وحتى النظريات التي وضعها الأقدمون على ضوء إكتشافاتهم القليلة، ويؤكد الباحثون بأن أولى بحوث التاريخ القديم أعتمدت على ما جاء في الكتاب المقدس وهو ملئ بالشواهد وخاصة حول الكلدانيين وتاريخهم ما قبل الميلاد، وبابل الكلدانية وأور الكلدانية، وهناك آيات كثيرة في الكتاب المقدس تذكر ذلك بعضاً منها يذكر تفاصيل دقيقة وأحداث تاريخية.
بعضاً من الفروقات بين الآثاري والمؤرخ كما ذكرها الدكتور جواد الموسوي هي أن الآثاري يهتم بالحضارات القديمة عامةعن طريق التنقيب، أما المؤرخ فإنه يبحث في الحضارات عن إنتاج الإنسان عن طريق الإطلاع المنظم على المصادر والمراجع ونتائج التنقيبات الآثارية، وبذلك يكون علم الآثار Archaeology هو العلم الذي يبحث عن ماضي الإنسان القديم من خلال المخلفات المادية التي تركها الإنسان على الأرض، أما علم التاريخ فإنه يبحث عن تاريخ الإنسانية، والزمن فيما يتعلق بالإنسان، وهو دراسة الماضي بالتركيز على الأنشطة الإنسانية، يقول مؤرخ فرنسي بأن التاريخ هو علم الوقائع التي تتصل بالأحياء من الناس في مجتمع خلال توالي الأزمنة في الماضي، وهو يدخل في عداد العلوم الوصفية، فإذا أخذنا معنى البحث والإستقصاء بهدف الوصول إلى الحقيقة التي وراء الأحداث، فبهذا المعنى يكون التاريخ علماً. على أية حال لن نتمكن من الوصول إلى تعريف محدد للتأريخ لأن كل يعرفه على ما يعتقد، حيث أعتبره القدماء سجل لأعمال الإنسان وأفكاره وسيرته وعلاقاته وأصوله وتطور تلك الأمور، ويقول آخرون بأنه مجموعة من الأخبار تخص الإجتماع الإنساني، ويرى فريدريك هيگل في كتابه ( العقل في التاريخ ) أن التاريخ يهدف إلى تحقيق فكرة مطلقة يدركها العظماء فقط، ويقدمون أنفسهم قرباناً لها، وينحصر دور الإنسان في التأريخ من خلال ما ينجزه العظماء.
من خلال ما تقدم وبإختصار وودت أن أوضح بأن هناك فروقاً ما بين المؤرخ والآثاري، ولو أن بعض الآثاريين قد أرخوا جزءاً من تاريخ العراق مثل الدكتور طه باقر وغيره، لكنهم أوفوا ضميرهم وقالوا ما كانوا متأكدين منه
حديثنا عن الآثاري الدكتور بهنام أبو الصوف، حيث يتحدث كلاماً لا يدل على أن له أية أوليات بالموضوع، وقد أكتشفت بأن الدكتور بهنام قد أختلطت عنده المفاهيم القومية والدينية والمذهبية وحتى التاريخية، 
في هذا الفيديو وفي الثانية السابعة والأربعين من الدقيقة الأولى هناك تخبط واضح في حديث الدكتور بهنام حيث يقول نصاً " كل الأطياف والمسميات كلداني وسرياني وأرثوذكسي وهذه خلافات مذهبية" هنا السؤال ما هو الفرق بين الأطياف والمسميات ؟ الأطياف مصطلح فيزياوي يطلق على أية فئة من الكيانات المتشابهة، والأطياف جمع طيف ومعناه الجنون أو الغضب أو هو القوس قزح بألوانه،أما الطائفية فهي إنتماء لطائفة معينة دينية أو إجتماعية ولكنها ليست عرقية، فمن الممكن أن تجتمع عدد من القوميات في طائفة واحدة، ولكن ايهما كان يقصد الآثاري بهنام ؟ لستُ أدري، فهل قصد الكلدان كقومية أم مذهب أم طائفة ؟ لكنه يقول بأن تلك المسميات هي خلافات مذهبية ؟؟؟ غريبة هل فات على الآثاري بأن كلمة " كلدان" هي تسمية لقوم، وهل سمع بحياته كلها مذهب كلداني ؟ إذن ماذا يعني له (كاثوليكي) ؟ ويناقض نفسه في الدقيقة 48 : 4 حيث يقول " نبوبلاصر زعيم عشيرة كلدو" إذن هناك عشيرة بهذا الأسم، وكلدو ليس أسم لموقع جغرافي أو نبي أو صنم أو إله ! وفي الدقيقة 3:56 يقول "أنا كلداني" وهذه ليست قوميته بل هذا مذهب ولد عليه هو من عائلة منشقة من الكنيسة الشرقية القديمة، لن أكرر القول بأن الكلدانية هي تسمية قومية وليست دينية، ولكن أود أن أناقش أصول عائلته، نعم أنشقت من هذه الكنيسة، ولكن قبلها من أين جاءت عائلته ؟ هل كان وجود للنسطورية قبل ميلاد السيد المسيح له المجد ؟ وهذا الشعب الذي آمن برسالة يسوع ماذا كان يحمل من أسم قومي ؟
لنعود قليلاً إلى الوراء وفي الدقيقة 1:39 نحن أصلنا نسطوريين !!! وهنا خلط بين الهوية القومية والهوية المذهبية، طيب يا دكتور مذهب نسطوري ولكن هويتك القومية ما هي ؟ خلط فظيع وعدم قدرة على التمييز ما بين التسميات المذهبية والقومية ولربما الوطنية أيضاً، وهنا اسأل الجميع، ألم تأتِ كلمة نسطوريين نسبة إلى نسطوريوس وتحديداً للمعتقد الذي جاهر به وهو أن مريم أم يسوع وليست أم الإله يسوع ؟ فكيف يمكن لتسمية مذهبية أن يسميها رجل بعلم الدكتور بهنام تسمية قومية ؟ أما عن تسمية ( النصارى الكلدان في بلاد الكلدان) فهي أصح تسمية لأنها تنبع من واقع حال الشعب آنذاك، لأن الشعب قبل دخول المسيحية إليه كان كلداني القومية خاصة بعد سقوط الإمبراطورية الآشورية على يد الكلدانيين ومطاردتهم لفلول الجيش الآشوري إلى حران وجرابلس (كركميش) تلك المدينة التي تقع على الحدود التركية شمال سوريا وحدثت أكبر معركة في التأريخ بين الجيش الكلداني والجيش الآشوري يسانده الجيش المصري وأنتهت بهزيمة ماحقة للجيشين الآشوري والمصري وسيطرة القوات الكلدانية على كل تلك الأقاليم، ألم يكونوا كلهم من الشعب الكلداني ؟ فما الذي حدث بعد دخول المسيحية إلى تلك الأصقاع ؟ وكيف أنمحى ذلك الشعب الكلداني بقدرة قادر وأنتهى وجوده من على تلك الأرض ؟ ومَن مِن المؤرخين ذكر ذلك ؟ إنها مغالطة تاريخية مدفوعة الأجر، إن الشعب الكلداني بالرغم من سقوط دولته لم يندثر ولم يذوب، وبشهادة الدكتور بهنام حيث يقول بأنه تم القضاء على دولة الكلدان، ويعني ذلك قضي على الأمراء والقادة، أما عامة الشعب فبقي على حاله، كما هي تجارب الثورات اليوم، حكومة تقضي على حكومة ولكن الشعب يبقى شعب قائم بذاته لا يندثر ولا يذوب، وسؤالي الآخر هو لماذا يبقى العرب ماقبل المسيحية والإسلام نفسهم إلى اليوم وكذلك الأكراد والتركمان بينما ينفي الدكتور إستمرارية بقاء الشعب الكلداني وتواصل الكلدان الحاليين مع أجدادهم الكلدان القدماء؟ ولماذا ينهي وجود الشعب الكلداني ببدء البشارة بالمسيحية ؟ أليس ذلك غريباً ؟ وخاصة عندما يصدر تصريح من آثاري بحجم الدكتور بهنام ابو الصوف ؟
الخلاصة / هذه بعض المغالطات التي وددنا توضيحها لأبناء شعبنا الكلداني والقراء جميعاً، ونقول لا ندري ما هي الأسباب التي دفعت بالآثاري بهنام أبو الصوف أن يقول مغالطات تاريخية هو بعيد عنها كل البعد، ولا تدخل ضمن إختصاصه، وكان ألأولى به أن يترك هذا الأمر للمؤرخين أن يقولوا كلمتهم الفصل فيه.
24/8/2016

27

الكلدان نظرة تاريخية
نزار ملاخا
من المعروف تاريخياً أن الكلدان قبل تكوينهم إمبراطوريتهم التاريخية العظيمة، كانوا قد سكنوا مناطق وسط وجنوب العراق حيث أنتشروا في الرقعة الجغرافية من سامراء شمالا ومن ثم بغداد والجنوب العراقي واليمن والسعودية والبحرين وشواطئ الخليج الكلدي(العربي) وكانوا على شكل بيوتات سكنت هذه البيوت قبيلة كلدو المعروفة تاريخياً، وبعد أن سيطر الكلدان وأنمحت الدولة الآشورية من الوجود أنتشروا في كل أرجاء العراق وتركيا وإيران وسوريا ولبنان وفلسطين والآردن ومصر، على شكل تجمعات سكانية أو محاربين أستقروا مع عوائلهم في تلك الأصقاع التي خضعت للإمبراطورية الكلدانية، وشملت مناطق سكناهم كل بلاد ما بين النهرين، وهكذا نرى بأن الكلدان شعب واحد أنحدر من قبيلة واحدة بعكس الآشوريين الذين هم بالحقيقة شعوب تابعين لمنطقة أو موقع جغرافي، فلم يكن آشور اب لقبيلة كبيرة، بل كان إلهاً ومن ثم منطقة وقد أتخذت المجاميع السكانية التي سكنت تلك المنطقة أسمها من أسم المنطقة أو الصنم الذي كانوا يعبدونه هناك، وحال تسمية آشور كحال تسمية عراق، فلا توجد قومية أسمها عراقية، بل يوجد شعب عراقي متكون من أثنيات محتلفة، قبائل متعددة، وقوميات مختلفة سكنت منطقة أسمها العراق وبالتالي أصبحت تلك القوميات تحت مسمى جغرافي واحد هو العراق، وبالنسبة للسريان فالسريانية هي ثقافة وتسمية تعود غلى سوريا أو سوريوستسمى بها الكلدان نسبة غلى المبشرين الآوائل الذين قدموا من سوريا، إذن أحسن تسمية توافقية تلم شمل المسيحيين العراقيين فقط هي التسمية الكلدانية، فهي تسمية شاملة جامعة.
لقد أستمر الحال قبل الميلاد بأن تسمت كل الأقاليم بالأسم الكلداني حيث لم تكن هناك قوة وشعب غير القوة الكلدانية والشعب الكلداني، وعندما ضعفت قوة الأمبراطورية الكلدانية وقويت شوكة المحتل الفارسي هجموا على الكلدان واسقطوا إمبراطوريتهم العظيمة في 539 قبل الميلاد، والحكم الكلداني يعتبر آخر حكم وطني حكم العراق بسبب كون الكلدان عراقيين أصلاء، وأشهرهم الملك الكلداني العظيم نبوخذ نصر. نعمت سقطت الإمبراطورية الكلدانية، ولكن لم ينتهي الشعب الكلداني أو يذوب في مجتمعات أخرى بل أنتهى كإمبراطورية وسلطة فقط، وقد عاش الكلدان تحت سطوة وسلطة الفرس، حيث الفرس الإخمينيين من 539 ق.م إلى331 ق.م، وبعدها حكم البلاد السلجوقيون المقدونيون من سنة 331ق.م إلى سنة 126ق.م الفرس الفرثيين أو الإرشاقيين الذين أستلموا الحكم من سنة 126 ق.م إلى 227 ميلادية وهذه الفترة التاريخية مهمة جداً في تحديد السلالة التاريخية الكلدانية، وتحديد التواصل التاريخي للكلدان ما قبل المسيح مع كلدان ما بعد المسيح، وهنا نتساءل إن كان المجنمع الكلداني الذي خضع إلى حكم كل هذه الدول أستمر يعيش ويتعايش مع الوضع السياسي لهذه الحكومات فلماذا يندثر اثناء حكم الفرثيين ؟ أم أن الدول المحتلة للعراق أنهت وجود الكلدان مباشرة بعد سقوط دولتهم في عام 539 قبل الميلاد ؟ لقد كانت جميع الممالك كلدانية وكل الشعب كلداني أو في أكثريته كلدان فكيف يذوب كل هذا العدد الهائل من الكلدان، ولنفرض جدلاً بأن الشعب الكلداني ذاب وأختفى، فالسؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو إذا لم يكن هناك شعب كلداني فأي شعب تورثه ؟ وأي شعب كان يخضع لحكم كل هذه الدول التي أحتلت العراق وبابل وبلاد الكلدانيين ؟ هذه فرضية مستحيلة، لقد استمر الكلدان بالتعايش مع تلك الحكومات وأستمروا بمقارعة الظلم بدليل أن عدة ملوك وأمراء كلدان تسموا بأسماء ملوكهم مثل نبوخذنصر وغيره وقاموا بمحاولات إستعادة السلطة ولكنهم فشلوا، أما الشعب فقد آمن بالقضتاء والقدر وأنتهت سلطة قادته وبقي هو يتكيف مع الحالة الجديدة والمحتل الجديد، إلى أن جاء حكم الفرس الساسانيين الذين حكموا البلاد من 227 ميلادية وغلى سنة 637 ميلادية، حينذاك أتاهم الفتح الإسلامي، لكنهم لم يتغيروا ولم ينقرضوا، بل بقوا كلدان بدليل أنهم أنتشروا من تلك الآرض إلى أماكن مختلفة ومن آمن بالدين الجديد ذابت هويته القومية ضمن نطاق الهوية الدينية، فأهملوا أسمهم القومي الكلداني وتسموا مسلمين، ولهذه الحالة تبريرات متعددة أما خوفاً من القتل، أو تخلصاً من آثار هؤلاء الكلدانيين الذين رفضوا الإنتساب للدين الجديد، أو لكي يتساووا في الحقوق والواجبات مع أتباع الدين الجديد أو الفاتحين الجدد، نخلص إلى نتيجة مفادها أن الكلدان الحاليين هم إمتداد للكلدان القدماء ومن نفس سلالتهم .
15/8/2016

صفحات: [1]