عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - alyood

صفحات: [1]
1

عقدت الهيئة الادارية المنتخبة إجتماعها الاول على قاعة مركز السريان للثقافة والفنون في بغديدا ( قره قوش ) يوم الاحد المصادف 18 / ايلول / 2006 ، وقد حضر الاجتماع سيادة راعي الابرشية المطران مار باسيليوس جرجس القس موسى الجزيل الاحترام والاب الفاضل بهنام ككي مرشد المركز . تحدث سيادة الراعي عن التآزر والتآلف بين اعضاء الهيئة الجديدة وشكر الهيئة الادارية السابقة للجهود التي بذلتها خلال فترة عملها . كما تمنى للهيئة الادارية الجديدة على ان تسير بنفس النهج خدمةً للثقافة والفنون لهذه البلدة المؤمنة. بعدها جرت انتخابات لمناصب  الرئيس ونائب الرئيس والسكرتير والمسؤول المالي عن طريق الاقتراع السري المباشر وقد اسفرت نتيجة الاقتراع الاتي: .
1.   وعدالله ايليا                  رئيس الهيئة الادارية
2.   بشار هادي                  نائب رئيس الهيئة الادارية
3.   نمرود قاشا                   سكرتير الهيئة الادارية
4.   الانسة شمة يلدا              المسؤول المالي

وسيتم  توزيع بقية اللجان في اجتماع الهيئة القادم . تمنياتنا للهيئة الادارية الجديدة بأن تساهم في تنشيط الحركة الثقافية والفنية لهذه المدينة العريقة . وفي ختام الاجتماع شكرت الهيئة المنتخبة سيادة راعي الابرشية والاب الفاضل لويس قصاب مدبر كنيسة بغديدا وراعيها الامين والاب الفاضل بهنام ككي المرشد المثابر للمركز للجهود التي بذلوها في دعم ورعاية هذا الصرح الثقافي الكبير الذي يعتبر توأم دار مار بولس .

2
السيد طاهر ابلحد و السيد فادي كمال المحترمين
اخواني احبائي اولا اريد الرد على كلمتكم ( الحضارية ) هل تقصدون ان الحراس لفظوا الفاظاً غير حضارية لا اظن هذا اطلاقاً.ولا اظن ان لهم عداوة شخصية معك او مع الاخ فادي . او انك تقصد انهم تكلموا معك باللغة العربية  هذا آمر طبيعي جدا . كان يوجد وافدين كثر ومن بينهم مندوبي قناة العراقية ومندوبين من قناة الشرقية منعوا من الدخول ايضاً لتأخرهم عن الساعة السابعة عند بداية القداس وحضور الشخصية المهمة .لان الاوامر تقضي علينا بمنع أي شخص( حتى إن كان من اهالي المنطقة ) هذا حفاظاً على سلامة الشخصية العزيزة على قلوبنا جميعاً الاستاذ سركيس اغاجان نائب رئيس الوزراء ووزير المالية في اقليم كردستان العراق كان المفروض عليك يا اخ طاهر ان تشكرنا على هذا العمل . لا ان تصفنا بغير الحضاريين . واحب ان اعلمك ان ابواب بلدتنا العريقة ( بغديدا )مفتوحة دائماً لكل الانسانية
واحب ان اقول لك نحن نعتز جدا بموقع عنكاوا كوم . وبرهاناً على هذا كان اهالي بغديدا ومشرفي الحراسات اول الحاضرين لحفل الذكرى السابعة لافتتاح موقع عنكاوا كوم في كرمليس لحبهم بالموقع وأعتزازهم به .
شكرا لكم ولما قدمتموه لشعبنا  السرياني الكلداني الاشوري ونتمنى لكم الموفقية
اخوكم م . نشوان القس الياس
ع / حراسات بغديدا

3
الى السيد طاهر ابلحد/ كرملش
الى السيد فادي كمال / كرمليش
مراسل عنكاوا كوم في بغداد والمتواجد في كرمليش المحترمين
حراسات بغديدا هي الحارس الامين والسد المنيع لحماية منطقتنا بغديدا ونحن لا نقفل ابواب مدينتنا للزوار القادمين اليها إلا للضرورة القصوة فأن زيارة شخصية مهمة في العراق وفي منطقة اقليم كردستان وهو الاستاذ رابي سركيس اغاجان الى بغديدا لحضور القداس الالهي بمناسبة عيد القيامة المجيد هو الذي جعلنا ان نقفل السيطرات بالتنسيق مع مديرية شرطة الحمدانية حفاظاً على امن وسلامة هذه الشخصية الكبيرة وتوجيهاتنا تقضي بمنع دخول الاشخاص والعجلات حتى ولو كانوا من اهل المنطقة وكان المفروض بالوافدين الى منطقتنا في هذا الوقت بالذات ان يبرزوا اي مستمسك رسمي يشير الى كونهم من كرملش ومن موقع عنكاوا كوم غير انهم ابرزوا هوية واحدة فقط صادرة من نقابة المهندسين وهذا المستمسك لا يثبت بانهم من مراسلي عنكاوا كوم مما اضاف الى شكوك الحراس بشخصيتهم فمنعوهم من الدخول أما كان الاجدر بمراسلي الموقع الحضور قبل اداء المراسيم الخاصة بعيد القيامة وحضورهم في وقت متأخر من بداية الاحتفال والتعليمات كانت سارية المفعول في هذا الوقت . نتمنى لكم دوام الموفقية .
بغديدا لكل الانسانية
ملاحظة / ليس لدينا مسؤول حراسات بهذا الاسم
بل المسؤول عن الحراسات هي لجنة حراسات بغديدا ومقرها معروف
ارجو عدم مسح الموضوع

نشوان القس الياس

4
لم تزل ارض العراق هذه البقعة المباركة ، تنجب الرجال العظام من امثال الاستاذ رابي سركيس اغاجان هذا الرجل الهمام الذي تجسّدت في حيوية شبابه الغض كل معاني الرجولة الحقة وصفاتها النادرة ، وأنعمت عليه بميزات خاصة ومواهب جمة ، من عقل واع حكيم ، وقلب كبير نبيل ، ونظر ثاقب وعزم واثب وحزم صائب . انه حقاً البطل المؤهل لقيادة شعبنا السرياني الكلداني الاشوري وخاصةً في هذه الظروف الحرجة وإخراجها من مأزقها الحرج . رابي سركيس .. ان مسؤوليتك تجاه شعبنا وتاريخنا لمسؤولية عظيمة ، وإن العناية الالهية التي اصطفتك للاضطلاع بحمل هذه المهمة التاريخية الفريدة قد زودتك بأسمى ما عندها من قيم ، وأي قيم في الحياة اعظم وافضل من الخدمة القائمة على دعائم الشمم والارادة الصلبة ومضاء العزيمة ?
ايها الاستاذ الفاضل ... لقد رأيناك في عين وقلب كل خديدي وخديدية .. رأيناك تعطي قبل ان تأخذ.. تبتسم للحياة دوماً .. رأيناك قوياً لا تهاب الصعاب .. جريئاً تقهر الالام والمتاعب ... رأيناك انساناً مؤمناً عميقاً على اساس المحبة .. رأيناك تلتقي برموزنا الدينية بشوق وإنفتاح .. اعمالك تشهد لاقوالك... لمسنا فيك انسانيتك بكل معانيها .. انك حقاً تستحق الثناء والاحترام والتقدير .. لقد انعشت فينا الامل وتركت في نفوسنا حباً لا يموت ابداً .. لقد سجلت في حياة شبيبتنا منعطفاً هاماً ايقظ فينا حبك الاكبر وتعلقنا الاعمق بك ..لقد كنت رجل المواقف في كل الازمات .. كانت مواقفك في الذروة صراحةً وشجاعةً ، اباءً ووفاءً .. وماذا نقول بعد هذا الوفاء الخافق وهذا الاخلاص الدافق يارابي سركيس ؟ لقد ادهشتنا جميعاً بسخائك .. تعجز الكلمات في التعبير عن مكارم نبلك وإخلاصك الصادق لنا .
طوبى للعراق الغالي الذي انجبك .. ألا يحق لبلدتنا الجميلة ( بغديدا ) عروس السريان ان تفتخر وتتفاخر بك وتجعلك تاج حكمتها وقلادة مكارمها وطيب اطيابها ؟ ! لقد اصبحت تاريخاً جليلاً لأجيالنا القادمة .. ففي قلوب الخديديين يبقى ذكرك وفي سمع الخديديات يبقى فضلك وفي قلوب الاطفال يبقى نهجك .. رابي سركيسنا العزيز لا نملك بعد هذا إلاّ الشكر الجزيل ، اعمق الشكر والعرفان بمداد من الفخر والافتخار بك ياصاحب القلب الكبير والعقل المنير .


                                                                                                                         الشاعر والأديب
                                                                                                                          وعدالله ايليا
                                                                                                                     11/ نيسان /2006

5
بتاريخ 9/ 4 / 2006 وعلى قاعة مركز مار يوسف الثقافي في كرمليس وبمناسبة الذكرة السابعة لتأسيس موقع عنكاوا دوت كوم .. اقام مكتب الموقع في سهل نينوى حفلاً فنياً كبيراً بحضور نخبة من المع المطربين والشعراء من ابناء شعبنا السرياني الكلداني الاشوري وبحضور محرري الصحف والمجلات والمواقع المحلية لمبدعينا في سهل نينوى . بدء الحفل بقص الكيك ثم انطلقت الكلمات الجميلة المفعمة بالحب وعبق الارض الطيبة ... ارض الاباء والاجداد ودفء الربيع من عريفي الحفل الذان تألقا ... بعد ذلك القى السيد طاهر ابلحد مدير الموقع في سهل نينوى كلمة قيمة بالمناسبة حيا فيها جميع الحاضرين من اهالي : بغديدا  - كرمليس - برطلة  - القوش - القرى المسيحية الاخرى . ثم بدأت الاغاني التراثية تنطلق من حناجر المطربين المبدعين من السريان والكلدان والاشوريين ثم اعقبتها قصائد باللغتين السريانية والعربية نالت استحسان الجمهور  . وكان لفرقة كرملش الفلكلورية للفنون الشعبية الدور الكبير في احياء هذا الكرنفال الكبير . تم تغطية هذا الحفل الكبير من قبل الفضائيتين الرائعتين قناة عشتار وقناة اشور
وكان لمصورنا المبدع متي ايشوع الكذياوي الدور الفاعل في هذا الكرنفال.
     

متابعة نشوان القس الياس

6
الوصية الرابعة: أحفظ يوم الرب (الأحد)‏

قبل أن نلج في وصية أحفظ يوم الرب (الأحد)، لابد أن نوضح معنى يوم السبت اليهودي الذي يحتفل به حالياً، كي نتمكن ‏أن نفهم ماذا يعني لنا يوم الرب (الأحد). ‏
‏1ـ يوم السبت:‏
‏ لقد وردت وصية السبت في موضوعين أحدهما يكمل الأخر: ‏
الأول في (سفر التثنية 5: 12ـ15). " اذكروا يوم السبت لتقديسه. في ستة أيام تعمل وتصنع كل عملك. وأما اليوم ‏السابع فسبت ليهوه إلهكَ ". ‏
إن كلمة التقديس: تعني فرزاً من الأيام الأخرى. أي بعدم العمل، التوقف عن العمل. التوقف إذاً قطعاً واضحاً. وأن السبت ‏لإسرائيل سبت ليهوه، أي خصوصية إسرائيلية. ‏
الثاني في (سفر الخروج 5: 12ـ15): " في ستة أيام تعمل وتصنع جميع أعمالك. أما يوم السابع فهو سبت للرب إلهكَ لا ‏تعمل فيه عملا أنت وأبنك وأبنتك وعبدك وثوركَ وحماركَ"‏
‏ في هذا النص يفسر السبت أيضاً كتوقف عن العمل، كما يبرز فيه إلى حماية الإنسان الضعيف في المجتمع، لا يلغى الرق  ‏كظاهرة اجتماعية ولكن في الاستراحة مثلك. أي يحاول مع الزمن هدم مؤسسة الرق نفسها. إذاً هدف السبت: التوقف عن ‏العمل، وتحرير السيد والعبد من عبودية الطمع الذي مراراً يتسم بالعمل البشري.‏
إن الاحتفال بالسبت هو علامة العهد بين الله وشعبه: كلم الله موسى قائلاً:" وأنت كلم بني إسرائيل وقل لهم: أحفظوا ‏سبوتي لأنها علامة عهد بيني وبينكم، ليعلموا إني أنا الرب مقدسكم .... (خروج31: 12ـ 17). ‏
كما أن الاحتفال بالسبت هو علامة التذكير بالتحرير من عبودية مصر."أذكر أنك كنت عبداً في أرض مصر فأخرجتك من ‏أرض العبودية ... (تثنية5: 15). ‏
لقد أودع الله إسرائيل السبت كهبة، ليكون يوماً مميزاً فيه يتذكر عظائم يهوه، ويستريح ليتأمل بالعالم ويرى ما حوله ‏حسن جداً. إنهُ يوم الراحة الذي باركه الرب وقدسه وفرزهُ عن بقية الأيام. بالطبع، حياة الإنسان كلها وزمنه كلهُ يجب أن ‏ينقضي تسبيحاً وشكراً للخالق. كما أن علاقة الإنسان بالله بحاجة إلى فترات محررة بالصلاة، فترات حوار حب لا ينصرم ‏ولا يقع في الرتابة، هذه العلاقة التي يرفع فيها الإنسان إلى الله تسبيحه ملتمساً صوت الخليقة كلها. ‏
‏2ـ يوم الأحد: ‏
‏ اعتبر المسيحيون أول يوم بعد السبت عيداً لهم لأنهم أدركوا فرادة الزمن الجديد وأن قيامة المسيح تمت في هذا اليوم ‏حيث يتحقق في المسيح السبت ملئ معناهُ. يقول القديس ايرونيموس:" ان يوم الأحد هو يوم القيامة، يوم المسيحيين، إنهُ ‏يومنا". أنه فصح الأسبوع، أي اليوم الذي نحتفل بهِ بانتصار المسيح على الخطيئة والموت.‏
ماذا يعني يوم الأحد لنا؟
يوم الأحد هو يوم الرب وهو يوم الجماعة. وجماعة المؤمنين هي كنيسة المسيح الموجودة كحقيقة منظورة، لذا تلتئم ‏الجماعات معاً كي تلتمس في الافخارستية رحمة الله التي يمنحها في موت المسيح وقيامته. كما أن هذا التجمع علامة       ‏ظاهرة لأيمانهم، كما هو ضرورة حيوية للجماعة. لذلك تؤكد الكنيسة بأن افخارستية الأحد هي الأساس والتثبيت لكل  ‏الممارسة المسيحية. لذا يلزم المؤمنين بالمشاركة في الأفخارستية  يوم الأحد (2181).‏
‏ لكن الأمر لا يقتصر على ذلك فقط:‏
تؤكد الكنيسة على أن المسيحيين الذين تتوفر لهم أسباب الراحة عليهم أن يتذكروا إخوانهم الذين لهم الاحتياجات ‏والحقوق نفسها، ولكنهم لا يستطيعون الاستراحة بسبب الفقر والعوز. وقد درجت التقوى المسيحية تقليدياً على تخصيص ‏يوم الأحد بالأعمال الصالحة والخدمات المتواضعة للمرضى وذوي العاهات والمسنين (2186). ‏
إن هذا اليوم هو نعمة للإنسان، عليه أن يلتفت إلى أخيه الإنسان المحتاج، وهكذا سيعبر عن فرحه في يوم الرب ‏وسيعطيه طابعه الخاص. لكن في الكثير من الأحيان لا تسير الأمور على هذا المنوال ممكن أن نرى ذلك خلال قراءتنا ‏لرسالة البابا يوم الرب حيث يورد فيها:‏
‏" أنه لا يخفى علينا أن تقديس نهار الأحد حتى تاريخ غير بعيد، كان ميسراً في البلاد المسيحية التقليد عبر مشاركة ‏شعبية واسعة وعبر النظام المجتمعي نفسهُ، الذي كان يلاحظ راحة يوم الأحد عنصراً ثابتاً في القواعد المتصلة بالحياة ‏المهنية. أما اليوم نرى أن تطور الظروف الاقتصادية والاجتماعية قد أدى إلى تغير التصرفات الجماعية تغيراً عميقاً ومن ‏ثم تغير ملامح الأحد. لقد رسخت رسوخاً واسعاً ممارسة نهاية الأسبوع بمعنى زمن الراحة الأسبوعية التي يقضيها الناس ‏أحياناً خارج المنزل والتي تتميز بطابع المشاركة في نشاطات ثقافية ورياضية تتزامن مع أيام العطلة. نحن هنا بإزاء ‏ظاهرة اجتماعية ثقافية تساهم في النمو البشري وتقدم الحياة الاجتماعية. وكل ذلك أفقد يوم الرب طابعه الخاص وأمسى ‏مجرد نهاية الأسبوع".‏
المطلوب من أتباع المسيح أن لا يخلطوا بين الاحتفال بالأحد بصفته تقديساً حقيقيا ليوم الرب مع نهاية الأسبوع المفهومة ‏كمجرد وقت لراحة أو الهروب من العمل. ولكن العكس من ذلك، على أتباع المسيح أن يسعوا إلى الاعتراف بأيام الآحاد ‏والأيام الكنسية كعطلة رسمية، عليهم أن يعطوا للجميع مثلاً علنياً على الصلاة والاحترام والفرح، وان يدافعوا عن ‏تقاليدهم (2188).‏
إن يوم الرب هو ليجد الإنسان ذاته، بعيداً عن العمل والدوران الذي يعيشه طوال الأسبوع. لذلك ممكن أن يكون لعطلة ‏نهاية الأسبوع مدلولاً إيجابياً عندما تصبح مجالاً لـ:‏
‎1‎ـ تحرير الإنسان من ضغوط العمل اليومي وإتاحة التصرف الشخصي بوقت فراغه.‏
‏2- توفير الإنسان، فيما وراء ما يتوجب عليه من عمل فردي، وقت لراحة والترفيه والتأمل، إضافة إلى الاشتراك في ‏الاحتفال بالقداس الإلهي.‏
‏3ـ إفساح المجال للمشاركة في مختلف الاحتفالات ودروس التثقيف المسيحي واللقاءات مع الأهل والأصدقاء، وإقامة ‏العلاقات الاجتماعية وتقويتها.‏
‏4ـ من خلال تعاقب العمل والوقت الحر، تجعل الكثيرين يفطنون إلى تنظيم مشترك للحياة.‏
‏5ـ تقديم للعائلة حيزاً من الحرية يمكن استغلاله في سبيل التفرغ لها أكثر من أيام الأسبوع في العمل.‏
‏ هكذا تكون عطلة نهاية الأسبوع مكسب مهم، ينبغي عدم انتهاكها أو تفريغها من معناها بسبب مصالح اقتصادية أو ‏غيرها. ‏
المصادر:  ـ يوم الرب، رسالة البابا يوحنا بولس الثاني.‏               ‏                                                      ‏
‏ ـ المسيحية في أخلاقيتها، المطران سليم بسترس‏            ‏              ‏
‏          - الكلمات العشر (الوصايا العشر)، الأب كوب ألمخلصي.‏            ‏ ‏
‏                                                                                                      مع محبي ‏
‏                                                                                                  الأب أنور زومايا ‏
‏                                                                                                30 \11 \ 2005‏

7
لا لم ينتهي الموضوع وسأنقل لكم المزيد

8
تقام ساعة صلاة في كنيسة الطاهرة الام في بغديدا في ليلة رأس السنة من كل عام وفي هذه السنة اقيمت في تمام الساعة السادسة عصراً نظراً للضروف الامنية . وترأس حفل الصلاة الاب لويس قصاب رئيس كهنة بغديدا بمشاركة جميع الاباء الكهنة والرهبان والراهبات  . وبعد نهاية الحفل اقيمت مسيرة حمل الشموع الى دار الكهنة .

[الملحق حذف بواسطة المشرف]

9
اضواء على شعلة الميلاد ( تهرا )
 اعداد . عيسى موسى نعمت


تشترك أكثرية الطوائف المسيحية ببعض الرتب الطقسية ومنها رتبة الشعلة التي تسبق ذبيحة قداس عيد الميلاد المجيد وتختلف بفقراته من طقس الى آخر حيث تمتاز رعية قره قوش مثلاً عن باقي الرعايا السريانية في الاحتفال برتبة الميلاد وحفلة السعانين فلهاتين الاحتفاليتين مهابتهما وواقعهما الخاص حيث يترقبون اهالي قره قوش عاماً بعد عام بعد صلاة رمش عيد الميلاد يخرج ابناء الرعية من الكنيسة الى باحتها واحتفالية معهودة يحضون بالصليب وهو رمز لحضور المسيح يسوع وفي حين ترتل بالسريانية مدائح مريمية الفها اباؤنا السريان تبرز معانيها امجاد مريم تبدأ مراسيم رتبة الشعلة الطقسية وتسمى في قره قوش برتبة (التهرا – ةىرا) وهي كلمة سريانية تعني العجب والانبهار والاندهاش والحيرة. نستذكر الامر العجيب الذي حدث في بيت لحم حيث صار كلمة الله جسداً وحل فينا في تلك البلدة الهادئة اشرقت شمس الصلاح وبدأ العهد الجديد اما بقية المسيحيين فيطلقون على نفس الرتبة اسم رتبة الشعلة دلالةً على استذكار تلك النار التي كان الرعاة يصلون بها متناوبين السهر في الليل على رعيتهم حينما وافاهم الملاك وبشرهم بولادة المخلص في مدينة داؤد وما يحمله ميلاد يسوع من معاني ومفاهيم ونتائج لاهوتية تفوق ادراك البشر. فالمسيح المولود من الأب قبل كل الدهور اذ به تحقق فتح باب المصالحة بين الله والبشر انه لامر مدهش حقاً ان الاله الذي به كان كل شيء يحده مذود وياله من محير ان نرى عذراء تلد آيةً من السماء بقوة الروح القدس رب الأجيال والأزمنة نجده في بيت لحم مقمط ومضجع في مذود واعجباه كيف يشاهد الجبار وهو الذي يزن الجبال بأنامله الشابة.
ان تحديد تاريخ عيد الميلاد في شهر كانون الأول هو الاخر له علاقة بالشمس ايضاً، اما احتفال الكنائس الشرقية بعيد الميلاد منفصلاً عن عيد الدنح هو الذي يذكر بعماذ المسيح على يد يوحنا المعمذان. جاء هذا متأخراً ولا سيما حينما بدأت الكنائس المسيحية تحتك ببعضها وتتأثر وتأخذ عادات وتقاليد بعضها البعض. واخيراً ونحن في العراق اذ نحتفل هذا العام بعيد الميلاد نتطلع الى شروق شمس الصلاح ورئيس السلام علينا جميعاً ليعيش فيه كل الأطياف أخوة متحابين في وطن يرفل بالاستقلال والرفاهية.

10
كيف نستقبل ميلاد السيد المسيح

كيف نستقبل ميلاد السيد المسيح

يكون الفرح عظيماً وعدد الجموع كثيراً حينما يُعيّد لميلاد ملك أرضي. الجنود والقوات يرتدون أفخر الحلل ليسرعوا ويقفوا أمام ملكهم. تعلم الرعية أن سرور الملك يزداد برؤيته الزينة الخاصة، وفرحها الظاهر، فتضاعف اجتهادها أثناء الحفلة. ولكن الملك كإنسان لا يعرف مكنونات القلوب، فيحكم بما يشاهده فقط، على مقدار محبة الرعية له. فمن أحبّ ملكه ارتدى أفخر الثياب. أضِف إلى ذلك أن الملك يوزّع هبات كثيرة على الأمراء والأخوة الصغار. ولذلك يجتهد المقربون إليه أن يملأوا الخزائن بالثروات الطائلة ليكون لهم نصيب منها.هكذا، أيها الأخوة، يستقبل أبناء هذا العصر ميلاد ملكهم الأرضي، بالاستعداد اللائق، ابتغاء شرف وقتي. فكيف يمكننا أن نستقبل يوم ميلاد الملك السماوي الذي لا يعطينا الجائزة المؤقتة فحسب، بل المجد الأبدي، ويجعلنا مستحقين، لا الشرف من الرئاسة الأرضية التي تنتقل من السلف إلى الخلف، بل الملكوت السماوي الذي لا خلف له. أمّا الوحي الإلهي فيقول عن العطاء المعد لنا: "الذي ما ما رأته عين ولا سمعت به أذن ولا خطر على قلب بشر ما أعده الله للذين يحبونه" (أشعياء 64: 4 وكورنثوس2: 9) فما هي الحلل التي نرتديها لنزين نفوسنا؟ إنّ ملك الملوك لا يطلب الحلل الفاخرة، بل نفوساً مخلصة. لا ينظر إلى زينة الجسد، بل إلى القلوب التي تخدمه. لا يدهش للمعان المنطقة الفانية التي يتمنطق بها على الحقوين، بل يبتهج بالعفاف المصون الذي يتغلّب على كل شهوة مخزية. فلنسرع إلى الملك السماوي متمنطقين بالإيمان متّشحين بالرحمة.   من أحب الإله، فليزين نفسه بحفظ وصاياه، ليرى   إيماننا الحقيقي به، فيسر بنا كثيراً، إذ يرى طهارتنا لروحية. فلنصن قلوبنا بالعفاف قبل كل شيء، ولنقدس أرواحنا، ولنستقبل مجيء السيد القدوس المولود من العذراء الفائقة الطهارة. ولنكن نحن عبيداً أنقياء، لأن من يظهر دنساً في ذلك اليوم فهو لا يحترم ميلاد المسيح بل يحضر إلى حفلة السيد بالجسد، وأما روحه فتبقى بعيدة عن المخلص، لأن الرجس لا يشترك مع القديسين، ولا البخيل مع الكريم الرحيم، ولا الفاسد مع البتولي. بل إن دخول غير المستحق إلى هذا الاجتماع يستوجب الشتم لوقاحته. كذلك الإنسان المذكور في الانجيل الذي تجاسر أن يدخل إلى وليمة العرس، وهو غير لابس حلة العرس، في حين أن أحد المتكئين كان يتلألأ بالعدل، والآخر بالإيمان، والثالث بالعفاف، خلافاً له، لأنه لم يكن نقي الضمير فنبه الحاضرين لينفروا منه؛ وكانت تظهر رجاسته كلما اشتد بهاء الصديقين المتكئين في عشاء العرس لذلك أمسكه خدام الملك بيديه ورجليه وذهبوا به وطرحوه في الظلمة الخارجية، لا لأنه كان خاطئاً بل لأنه خصَّ نفسه بالجائزة المعدة للأبرار (متى11:22-13). وعليه لنطهّر ذواتنا من أدران الخطيئة مستقبلين ميلاد سيدنا، لنملأ خزائنه بالهدايا المتنوعة ونخفف في ذلك اليوم همّ الحزانى ونعزي الباكين، فلا يحسن أن نرى عبيد السيد الواحد، واحداً مسروراً مرتدياً حلة فاخرة، وآخراً بائساً يرتدي ثيابا بالية. الواحد مفعم بألوان الطعام والآخر يتضوّر جوعاً. وما تأثير صلاتنا حينما نطلب قائلين: نجنا من الشرير، ونحن لا نريد أن نرحم إخوتنا. فإذا كانت مشيئة الرب تريد أن تعطي نصيباً للفقراء في النعمة السماوية، فلماذا لا ندعهم يشتركون معنا في الخيرات الأرضية؟ نعم: لا يجوز للإخوة في الأسرار أن يكونوا غرباء، الواحد عن الآخر بسبب المقتنيات. إننا نكسب شفعاء لنا لدى السيد عندما نطعم على نفقتنا الذين يقدمون الشكر لله. فإذا مجّد الفقير الله يجلب نفعاً لذلك الذي بإحسانه مجّد الله.

وفي ختام كلمتي أتمنى لكم عيد ميلاد مجيد مليء  بالمحبة والسلام ونطلب من الله أن يحفظ بلدتنا العزيزة بغديدا.


11
                                         كيف نستقبل ميلاد السيد المسيحيكون الفرح عظيماً وعدد الجموع كثيراً حينما يُعيّد لميلاد ملك أرضي. الجنود والقوات يرتدون أفخر الحلل ليسرعوا ويقفوا أمام ملكهم. تعلم الرعية أن سرور الملك يزداد برؤيته الزينة الخاصة، وفرحها الظاهر، فتضاعف اجتهادها أثناء الحفلة. ولكن الملك كإنسان لا يعرف مكنونات القلوب، فيحكم بما يشاهده فقط، على مقدار محبة الرعية له. فمن أحبّ ملكه ارتدى أفخر الثياب. أضِف إلى ذلك أن الملك يوزّع هبات كثيرة على الأمراء والأخوة الصغار. ولذلك يجتهد المقربون إليه أن يملأوا الخزائن بالثروات الطائلة ليكون لهم نصيب منها.هكذا، أيها الأخوة، يستقبل أبناء هذا العصر ميلاد ملكهم الأرضي، بالاستعداد اللائق، ابتغاء شرف وقتي. فكيف يمكننا أن نستقبل يوم ميلاد الملك السماوي الذي لا يعطينا الجائزة المؤقتة فحسب، بل المجد الأبدي، ويجعلنا مستحقين، لا الشرف من الرئاسة الأرضية التي تنتقل من السلف إلى الخلف، بل الملكوت السماوي الذي لا خلف له. أمّا الوحي الإلهي فيقول عن العطاء المعد لنا: "الذي ما ما رأته عين ولا سمعت به أذن ولا خطر على قلب بشر ما أعده الله للذين يحبونه" (أشعياء 64: 4 وكورنثوس2: 9) فما هي الحلل التي نرتديها لنزين نفوسنا؟ إنّ ملك الملوك لا يطلب الحلل الفاخرة، بل نفوساً مخلصة. لا ينظر إلى زينة الجسد، بل إلى القلوب التي تخدمه. لا يدهش للمعان المنطقة الفانية التي يتمنطق بها على الحقوين، بل يبتهج بالعفاف المصون الذي يتغلّب على كل شهوة مخزية. فلنسرع إلى الملك السماوي متمنطقين بالإيمان متّشحين بالرحمة.   من أحب الإله، فليزين نفسه بحفظ وصاياه، ليرى   إيماننا الحقيقي به، فيسر بنا كثيراً، إذ يرى طهارتنا لروحية. فلنصن قلوبنا بالعفاف قبل كل شيء، ولنقدس أرواحنا، ولنستقبل مجيء السيد القدوس المولود من العذراء الفائقة الطهارة. ولنكن نحن عبيداً أنقياء، لأن من يظهر دنساً في ذلك اليوم فهو لا يحترم ميلاد المسيح بل يحضر إلى حفلة السيد بالجسد، وأما روحه فتبقى بعيدة عن المخلص، لأن الرجس لا يشترك مع القديسين، ولا البخيل مع الكريم الرحيم، ولا الفاسد مع البتولي. بل إن دخول غير المستحق إلى هذا الاجتماع يستوجب الشتم لوقاحته. كذلك الإنسان المذكور في الانجيل الذي تجاسر أن يدخل إلى وليمة العرس، وهو غير لابس حلة العرس، في حين أن أحد المتكئين كان يتلألأ بالعدل، والآخر بالإيمان، والثالث بالعفاف، خلافاً له، لأنه لم يكن نقي الضمير فنبه الحاضرين لينفروا منه؛ وكانت تظهر رجاسته كلما اشتد بهاء الصديقين المتكئين في عشاء العرس لذلك أمسكه خدام الملك بيديه ورجليه وذهبوا به وطرحوه في الظلمة الخارجية، لا لأنه كان خاطئاً بل لأنه خصَّ نفسه بالجائزة المعدة للأبرار (متى11:22-13). وعليه لنطهّر ذواتنا من أدران الخطيئة مستقبلين ميلاد سيدنا، لنملأ خزائنه بالهدايا المتنوعة ونخفف في ذلك اليوم همّ الحزانى ونعزي الباكين، فلا يحسن أن نرى عبيد السيد الواحد، واحداً مسروراً مرتدياً حلة فاخرة، وآخراً بائساً يرتدي ثيابا بالية. الواحد مفعم بألوان الطعام والآخر يتضوّر جوعاً. وما تأثير صلاتنا حينما نطلب قائلين: نجنا من الشرير، ونحن لا نريد أن نرحم إخوتنا. فإذا كانت مشيئة الرب تريد أن تعطي نصيباً للفقراء في النعمة السماوية، فلماذا لا ندعهم يشتركون معنا في الخيرات الأرضية؟ نعم: لا يجوز للإخوة في الأسرار أن يكونوا غرباء، الواحد عن الآخر بسبب المقتنيات. إننا نكسب شفعاء لنا لدى السيد عندما نطعم على نفقتنا الذين يقدمون الشكر لله. فإذا مجّد الفقير الله يجلب نفعاً لذلك الذي بإحسانه مجّد الله.

وفي ختام كلمتي أتمنى لكم عيد ميلاد مجيد مليء  بالمحبة والسلام ونطلب من الله أن يحفظ بلدتنا العزيزة بغديدا.

12
ايادي بيضاء تصافح بغديدا

بخديدا .. هذه المدينة الجميلة الهادئة التي تغفو بدفء بين كتفي دجلة والخازر، يحبها حد العبادة ولم يقلل هذا الحب المسافات مهما بلغت والزمن مهما طال، وعليه حافظت على رموزها وكنائسها قوية، شامخة، مقتدرة، لم تستطيع رياح الزمن "مهما بلغت من قوة" ان تؤئر على هذا المسار في السنة ونيف الماضية شهدت حركة اعمار ومشاريع ودعم لمؤسسات ثقافية وفنية وخدمية ولولا هذا الدعم لبقيت مجرد اسماء لا تنبض بالحياة كما هي عليه الان.
مرور سريع على بعض واهم هذه المشاريع ربما سيضع نقاطاً مضيئة على حروف افتقدت هذه النقاط في ما مضى. وعندما نقول (ايادٍ بيضاء) نعني بذلك كل ما يمثله هذا اللون من صفاء وشفافية وقلبٍ مفتوح. وهذا غيض من بعض هذا الفيض:-
أولا : المشاريع الخدمية
1. اعمار الكنائس وقد شمل عمليات تقوية الاسس ومعالجة التصدعات واكساء الارضيات والجدران واضافة اجنحة جديدة وتسييج للكنائس التالية:
أ‌.   كنيسة الطاهرة الكبرى.
ب‌.   كنيسة مار يعقوب.
ت‌.   كنيسة مار يوحنا.
ث‌.   كنيسة مارت شموني.
ج‌.   دير ناقورتايا.
ح‌.   دير الراهبات الدومنيكيات.
2. تجهيز قاعة المناسبات بالاثاث اضافة الى بعض الترميمات:
أ‌.   كنيسة مار يوحنا.
ب‌.   كنيسة مارزينا.
ت‌.   كنيسة الطاهرة.
3. تجديد معابد الاخويات التالية:
أ‌.   اخوية مار عبد الاحد.
ب‌.   اخوية القلب الاقدس.
ت‌.   اخوية مريم.
ث‌.   مكتبة كنيسة الطاهرة.
ج‌.   صالة الضيوف في كنيسة الطاهرة.
4. دعم العوائل المتعففة بمعدل (625) عائلة شهريا بمنحة ثابتة اضافة الى مبالغ للحالات الطارئة للعوائل المتعففة والنازحة.
ثانيا: النشاطات الثقافية
1.   تأسيس اذاعة صوت السلام (قالا دشلاما) مع البناية وفق مواصفات حديثة مع اجهزة متطورة.
2.   مقهى (السلام) للانترنيت بمواصفات عالية مع البناية.
3.   دعم مركز السريان للثقافة والفنون والذي اصبح صرحا ثقافيا مهما اضافة الى تاسيس (كشافة السريان) التي يحضنها المركز ايضاً.
4.   دعم مشروع نقل الطلبة وذلك بشراء (14) باص حديث موديل 2002.
5.   دعم نشاطات نادي قره قوش الرياضي والاخويات والندوات الثقافية وبرنامج سباق المحبة ونشاطات الخورنة واحتفالات الاعياد والمناسبات.
ثالثا: نشاطات متفرقة:
1. تأسيس دار مار افرام للطفولة والتي تضم حاليا (65) طفل مع روضة للاطفال.
2. دعم طلبة الدراسات العليا (ماجستير، دكتوراه).
3. تطوير مقبرة (القيامة) وذلك بـ (حفر بئر ارتوازي، اضافة مدافن، تشجير).
رابعاً: دعم مشروع حراسات بخديدا والذي يضم (850) حارس.
بقي ان نقول باننا لا نذيع سرا اذا قلنا بان مجموع المبالغ التي ترد الى بخديدا شهريا من جراء هذه المشاريع (300000000) مليون دينار.
وبعد ماذا نقول بعد، لصاحب القلب الكبير الذي يعطي دون ان يسال، هذا القلب يحتضن بالحب ذاته ضحكات اطفال بخديدا والتي لم تتوقف رغم الايام الصعبة التي يمر بها العراق ...
نعم .. عذرا لكلمات ، فالابجدية تبقى قاصرة (يا رابي سركيس)، يا من تحمل بلسما تداوي به اهات هذا الشعب الذي يبحث عن الحب دائما، هذا الحب لا يعطي الا لمن يستحقه، فعذرا مرة اخرى لهذه الايادي البيضاء ولوكيلك الامين _ خير امين شكرا وقبلة حب للاب الفاضل لويس قصاب الذي تعيش بخديدا في هاجسه تفصيليا.
تحية من بخديدا أرضا وشعبا مع كل الحب
                       

ارامي

13
النواطير في قره قوش
قديماً                                                                                           
                                                                 نمرود قاشا
E: namroud-kasha@yahoo.com

•   الوضع الأمني في قره قوش في الخمسينات:-

في الخمسينات وخلال فترة الاحتلال الإنكليزي للعراق كان الوضع الأمني في
(قره قوش) لا يختلف عن بقية مدن العراق حيث لم يكن باستطاعة القائمين على السلطة (آنذاك) من فرض الأمن والاستقرار في المنطقة، فبمجرد غياب الشمس يعني على (القره قوشي) أن يدخل داره مجبراً ويتأكد من غلق الباب بشكل جيد وينام قلقاً في حالة عدم وجود لديه (حلال) أو متمنطقاً بالإنكليزية أو الخنجر إذا كان لديه غنم أو بقر بعد إن لا يجد طعماً للنوم إلا في ساعات الصباح الأولى حيث أن شوارع المدينة تكون مرتعاً للصوص القادمين من القرية وخارجها وبعضهم يكون قد قضى ساعات من النهار فيها ضيفاً (معززاً مكرماً) في عدد من بيوتها ليغادرها بعد (التعليلة) الأولى ليمارس واجبه الذي جاء من اجله وعندما لا يجد (فريسته) قد يلجأ إلى الدار الذي كان ضيفاً عليه ليأخذ المقسوم وينسحب بهدوء فمخفر الشرطة الموجود في قره قوش لم يستطع أن يحمي غير مقره وشرطته الذي لا يزيد عددها على أصابع اليد الواحدة، هذا إذا لم يكن لهؤلاء الشرطة دور في تسهيل مهمة اللصوص أو معرفة بهم في بعض الحالات انطلاقاً من مقولة (حاميها حراميها).
معاون هذا المخفر العريف (حسن سليمان) كان هو الأمر والناهي والحاكم وتعليماته يجب إن تنفذ بدقة فهو الذي يعمل تحت علم حكومة (جلالة الملك).

•   النواطير ... لماذا؟
قلنا فيما ورد بان (الحكومة) لم تكن باستطاعتها فرض سيطرتها على أزقة
بخديدا القليلة التي كانت محصورة بين كنيستي مار يوحنا ومار زينا شمالاً وجنوباً وكنيسة الطاهرة ومار كوركيس شرقاً وغرباً وكانت "قنطرة بيت اينا" هي مركز بخد يدا وقد تتكون هذه القنطرة التي كانت علامـة وعنـواناً لقره قوش وقـد انتشلتها يد الزمن قبل فترة قصيرة، أقول قد تكون هذه القنطرة مركزاً لالتقاء الحراس والحرامية في وقت واحد.


حوادث كثيرة مرت بقره قوش جعلت من أهلها يفكرون بإعادة نظام الحراسة بالاعتماد على أهلها معيدين بذلك نظام حراس "التومان" الذي وضعه المختار "متي قاشا عام 1910 معتمداً على بعض الشباب الشجعان أمثال: ججي زاكي، بطرس علي دز، وعبو وكرومي شيتو"  والذي استمر العمل به بحدود عشرة سنوات قبل أن يلغى.
كثيرة هي الحوادث التي حصلت في قره قوش جعلت من أهل قره قوش أن يفكروا بإعادة نظام الحراسات وخاصة حادث مقتل بطرس علي دز وداؤد القصاب من قبل عصابة من اللصوص ليلة 13/ 10/ 1945. إضافة إلى السرقات العديدة التي حصلت خلال هذه الفترة وعليه تم اختيار عشرة أشخاص من الشجعان الذين لا يعرف الخوف طريقاً لقلوبهم إضافة إلى إيمانهم المطلق لخدمة مدينتهم (بخد يدا).

•   مجيد بنوش عناي... نموذجاً
خمس وسبعون عاماً مثقلة بالهموم، هموماً من نوع خاص منذ زمن (السفر برلك) حيث الاحتلال العثماني وبساطيل جنده الثقيلة وهي تتخطى في أزقة بخد يدا الضيقة، ثم تلاه الاحتلال الإنكليزي ورغم تأسيس الحكومة الوطنية إلا أن الحكم كان بالنيابة وقد صدق الشاعر معروف الرصافي حين وصف تلك الفترة ببيت من الشعر يقول فيه :-
علــــمٌ ودستــــورٌ ومجلــــسُ امــــةِ                               كلّ عـن المعنــى الصحيــحِ محـــــرفُ
نعم ... خمس وسبعون عاماً حملها هذا الختيار (الشاب) الذي اختير كواحد من عشرة رجالٍ شجعان تتطوعوا لحماية مدينتهم من عصابات اللصوص الذين لم يكتفوا بسرقة الدور فقط وإنما الكنائس أيضا كما حصل في سرقة معبد أخوية الوردية وكنيسة مار كوركيس عامي 1943- 1944 حيث سرقوا آنية فضية وأثاث ثمينة قدرت (في حينها) بمائتي دينار.
اقترحت على زميلي (وعدالله ايليا) القيام بزيارته للتعرف عن قرب على تجربة الحراسات في بخد يدا في تلك الفترة.
رحب بنا بقامته المديدة والتي لم يستطيع الزمن التأثير عليها، لا زال يتذكر العديد من التفاصيل والمفارقات والإرهاصات التي حدثت له ولجماعته أثناء عمله في الحراسات.
رحب بنا بحرارة بعد معرفته الغاية التي قدمنا من اجلها وأعلن استعداده للإجابة على أسئلتنا..
-   العم (أبو أمير) نشكر لكم أولا حسن الضيافة، ولكننا نسال عن الوضع الأمني في بخد يدا خلال فترة الخمسينات.
-   (وضع يده على ذقنه في محاولة منه لتجميع ذكريات الأيام الصعبة، وبعد فترة قصيرة تحدث عن تلك الفترة قائلاً):
الحقيقة ... يا ابني إن الوضع في تلك الفترة كان صعباً حيث عصابات اللصوص الذين يأتون إلى المنطقة من القرى المجاورة، وان وضع مركز الشرطة لم يكن يساعد لحماية المنطقة وعليه تم تشكيل هذه الحراسات.
-   عمي مجيد، هل بالامكان معرفة بعض المعلومات المتعلقة ببطاقتك الشخصية.
-   
- أنا من مواليد (1930)، التحقت إلى الخدمة العسكرية عام (1948) وتسرحت في بداية الخمسينات حيث التحقت إلى مجموعة الحراسات التي تكونت من عشرة شباب شجعان كلفوا بحماية بخد يدا وصد عصابات اللصوص التي تأتي إلى المنطقة.
-   وهل تتذكر الأشخاص الذين كانوا معك في الحراسات؟
-   نعم أتذكر بعضاً منهم، ولكن ساعدوني في التذكير (وبعد فترة توقف اخذ يردد بعض الأسماء) إذا سجل عندك: 1- يوسف حنوش زاكي. 2- عبد الأحد يعقوب زاكي. 3- ايليا هابيل بلو. 4- توفيق هابيل بلو. 5- عزو توما عبادة. 6- بيوس كتا سكريا. 7- رحيم حنا بقطر. 8- مبارك حنوش زاكي.      9- شابا حنا مقدسي حسو. 10- عبوش شيما.
"ورغم ادعائه بأنه يحتاج إلى مساعدة لشحن ذاكرته، لكن ذاكرته متقدة وإنما ذاكرتي (أنا) هي التي تحتاج إلى شحن".
-   حتى لا نتعبك بالأسئلة يا عم مجيد!! هل تتذكر شيئاً عن رتبتك والراتب الذي كنت تتقاضاه والسلاح المستخدم؟
-   نعم، وبكل سرور: أتذكر جيداً بان راتبي كان ( 9 ) دنانير أما رتبتي فهي نائب عريف، والسلاح الذي كان يستخدم هو برنو إنكليزية ثم تم تبديلها ببندقية فرنسية وأخيرا تم تسليمنا سلاح رشاش (يقصد الكلاشنكوف الروسية).
-   وملابسكم يا عم مجيد كيف كانت؟.
-   الملابس كانت شبيهة بملابس الشرطة العراقية وهي بنطرون خاكي طويل وقمصلة طويلة وغطاء الرأس كان العقال العربي يتوسطه النسر العراقي (علامة الشرطة).
الحديث معك يا (أبو أمير) ذو شجون، ولكن للضرورة أحكام وحتى لا يزعل علينا (أبو داني) لكون الموضوع طويلاً بعض الشيء، كان بودنا أن نتحدث أكثر ولكننا نعدك بأننا لنا عودة أخرى معك لإكمال هذا الموضوع.
صافحنا بحرارة مودعاً بعد أن سلمنا رقم تلفون داره وذلك للاستفسار في ما يتعلق بالموضوع.

14
نمرود قاشا
E: namroud-kasha@yahoo.com
حجر الأساس
21 آب 1932 ومع وقع أقدام شيخٍ جليل يتقدم الحشود وهي تردد أهزوجة لا زال صداها يتذكره الذين عاصروا هذا اليوم الخالد، بنيناكِ يا بيعة بنيناك... بنيناِ بالعّز بالعّز.
المطران جرجس دلال يضرب المعول الأول إيذاناً ببدء العمل في واحدة من اكبر وأضخم كنائس العراق إذ يبلغ طولها (54)م وعرضها (26)م ومساحتها (1296)م2 يستند سقفها البيضوي على (22) عمود رخامي ضخم ارتفاعها (15)م.
هذه الكنيسة أصبحت عنواناً ورمزاً لهذه المدينة التي احتضنتها بدفء، وكيف لا "فعلى جدرانها ونوافذها وأعمدتها طبعنا أصابعنا، وانتعشنا بأريج بخورها، وبين حيطانها تتراءى لنا مظاهر أفراحنا وشعائر أحزاننا" .
كنيسةٌ ومدينة
بخد يدا (قره قوش)، مدينة الكنائس السبع، هذه المدينة الجميلة الهادئة، التي تغفو بدفء في منخفض يقع في مركز مثلث قاعدته إلى الأعلى حيث جبل مقلوب وضلعاه الخازر ودجلة، هذه المدينة أحبها أهلها إلى حد العشق وكيف لا يحبها وقد أصبحت "معجم لمفردات انتماء صارت جزءاً مهماً من كريات الدم" .
هذا الصرح الإيماني الشامخ تم إكماله بجهود أبناء المدينة حيث تبرعوا بكل ما تجود به نفسهم من ذهب وفضة ومال إضافة إلى العمل المجاني حيث بلغ مجموع ما تبرع به ليوم 1/ تشرين الثاني/ 1932 "أقية من ذهب ومناً ونيف من الفضة"  إضافة إلى العمل المجاني. وهكذا وبعد (16) عاماً من العمل والجهد الذي قل نظيره، كان هذا الصرح الشامخ ليؤكد للأجيال صلابة وعزيمة هؤلاء الناس المزارعون البسطاء ولكنهم أقوياء وكان يوم 7/ تشرين الثاني 1948، يوم افتتاح هذه الكنيسة لتبدو عروساً تتبختر وسط هذه الحشود "وإذا كان لكل بلدة وقطر ملكة جمال في وقت ما، فلبغديدي (قره قوش) ملكة جمال دائمة هي كنيستنا الجديدة بلقب "ملكة جمال كنائس العراق وأكبرها" .

الاحتفال الكرنفال
بعد سبع وخمسين عاماً من احتفالية التكريس وبالتحديد في                                  4/ تشرين الأول/ 2005 خرجت هذه الجموع مرة أخرى لتؤكد التصاقها بهذا الرمز الشامخ، هذه الحشود لا تخرج إلا في مناسبات تحبها، لا بل تعشقها لتعيش لحظات الاحتفالية "في لقاءٍ أخاذ بمجامع القلوب.. وددتُ لو كان في وسعي كسرَ طوقِ الأبجدية، فاللغة تظل عاجزة عن التعبير البليغ المناسب، بالكلمة والقلم إزاء هذا المشهد الفاعل في الوجدان... زرافات البشر الذي لا يرى لها آخر وموجات التصفيق التي تبعث في نفوسنا البشائر".
فكان بحق عرساً وكرنفالاً للألوان عاشته بغديدا بكل أجيالها، فالطفل الرضيع الذي شهد احتفالية التكريس أصبح ألان شيخاً وهو يستعيد خشوع الذكريات المحفورة في وجدانه.
وعندما كان الشيخ الجليل (جرجس دلال) يتقدم هذه الحشود في التكريس، نفس هذه الحشود يتقدمها (جرجس آخر) هو المطران مار باسيليوس ليعيد أهل بخد يدا الترنيمة مرة أخرى "هذه الجرية ما ننطيها... يشوع ومريم ساكن فيها".
إذن هذا التواصل مع التاريخ يزيد الخديديون من التجذر في هذه الأرض التي احبتهم وكيف لا تحبهم وقد بذلوا من اجلها قطرات عرق حفرت كل حجر وطابوقةٍ من هذا البناء الشامخ، ودماً زكياً طاهراً لقوافل الشهداء دفاعاً وحباً لذرات تراب هذه الأرض.

الرجل العملاق
كثير هم الرجال الذين قدموا عرقهم ومالهم وراحتهم من اجل إكمال هذا الصرح، وكثيرة هي العوائل التي احتضنت أحجارها الثقيلة والقاسية وتوسدت ترابها حتى ساعات الفجر الأولى ومن الرجال من قدم وبتواضعٍ جم جهده وأمواله ولسنين عديدة لكي يبقى هذا العنوان شامخاً.
لكل هؤلاء، يجب أن يقول التاريخ بحقهم الكلمات التي يستحقونها وساماً لقطرات العرق التي سقطت على هذه الأرض.
واحـد من هـؤلاء كان له دور فعـال فـي بنـاء هذا الصرح الشامخ "روته قطـرات العـرق الساقطـة مـن هذا الرجل العملاق يلـدا عبـدالله شيتـو مـن بغديـدي وهو يرتقـي حامـلاً علـى ظهـره الفرش والمرمر دون أن تتـرنـح قدمـاه!".
بهذه الكلمات القوية والواثقة أراد الأب لويس قصاب رئيس كهـنة قره قوش أن يطلـق صـرخة بحـق هؤلاء الرجال الذين يستحقون أن تطرز أسمائهم على واحـدة من أطنان الحـجر والفـرش التي حملـوها على ظهورهم وهم يبنون تاريـخ هـذه البلـدة.

يلدا عبدالله ججو شيتو
اثنـان وثمانـون عامـاً يحملهـا هذا الختيـار (الشـاب)، سنيـن مثقلة بالتعب حد الإرهاق من اجل توفير لقمة العيش تكون مجبـولة بقطـرات عـرق من جبين قلما فارقته هذه القطـرات وكيف لا تكـون هـذه القطـرات مباركة وهي تنوء تحت حمـل يزيـد وزنه ثلاثة أضـعاف وزن الإنسان الذي لا تعرف قدماه الترنـح يرفـض الحديـث عن نفسه، على أسـاس إن ما قدمه ليس أكثــر من ضـريبة حـب هـذه الأرض إضـافـة إلى انـه واحـد مـن الرجال الذين قدمـوا الكثيـر يجعـل الكثـيريـن يتحـدثـون عنه أكثر مما يـتحـدث هو عن نفسه.
رغم السنين الثمانون إلا أن استقامة قامته وقدميه الراسخة بالأرض وكفه العريضة التي يمكنها (ألان) أن تعصر كفوف ثلاثة شباب، أقول رغم كل هذا وذاك ورغم ثقل هذه السنين والأيام الصعبة لفترتي الاحتلال العثماني والإنكليزي في الأربعينات والخمسينات كان سيبدو أكثر ثباتا وحيوية لولا فقدانه اثنين من أولاده (نوري وثامر) في حرب ألثمان سنوات مع ايران عام 1980 ليكون شاهدا لاحتلال آخر حيث عجلات الهمر ومدرعات ابراهام الأمريكية التي تتبختر في شوارع هذه المدينة بعد أن ودعتها حراب الإنكليز وبساطيل جند السفر برلك الثقيلة.
حوار
كلفت ابن أخيه الأكبر الاتصال به لتحديد موعد أستطيع من خلاله محاورة هذا الرجل الذي قرر أن يتعامل مع قساوة الحجر والصعود به إلى ارتفاعات عالية في مهنة قلما يجيدها واحد، افتهمت مما نقل لي بأنه لا يريد التحدث للصحافة خاصة وان ما قام به خلال تلك الفترة لا يتعدى إلا جزء من ضريبة الانتماء لهذه المدينة التي أحبها إلى حد العشق، لكن إصراري على هذا اللقاء جعله يبلغ ابن أخيه
(ججو توفيق) موافقته لنكون ضيوفا على مائدته في ظهيرة جميلة.

_ من أين ابدأ يا عم يلدا؟ هل يكون حجر الأساس ثم حفر الأسس مادة حديثنا! فكل حديث يبدأ من نقطة ولتكن نقطة صفرنا هذه؟
_ المطران جرجس دلال تقدم الحشود التي حضرت الاحتفالية وضع حجر الأساس حيث اختار المكان الموجود تحت المذبح الحالي ليضع في أحدى زواياه مجموعة من عظام القديسين (على ما اعتقد) والتي جلبت من القدس أو الفاتيكان، بعدها مباشرة وبعد أن ضرب المطران المعول الأول بدأت سواعد الخديدين تشق الأرض لحفر أسس الكنيسة والتي جاءت بعمق (4م) وعرض (4م) والتي استغرق العمل في الحفر وبناء الأسس بحدود ثلاث سنوات حيث أن كمية الجص الذي استهلكت في صعود الأسس إلى مستوى سطح الأرض (ثلاثة اكوار)، وأوضح هنا بأن الأرض التي بنيت عليها الكنيسة عائدة إلى عوائل (بطريس، حنا بيش، بلو ).
_ وماذا عن البنائين؟ ومن أين كانت تجلب المواد الخاصة بالبناء؟
البناؤون كانوا من الموصل وهم كل من (عبودي الطنبورجي، روفائيل حنا الاسود، حميد أسعد) أما المواد الخاصة بالبناء فكانت تجلب من جبل عين الصفرة بواسطة سيارات أو عربات تجرها الحيوانات حيث تحمل كل سيارة حجرا واحدا يتم تسليمه إلى مجموعة من النشارين الذين يقومون بقطع الأحجار حسب الأحجام والأشكال المطلوبة.
أما الحجر فكان يجلب من منطقة (الطواكنة) بمختلف الطرق المتوفرة في وقتها.
_ وماذا عن أجور العمال؟
_ في فترة بناء الكنيسة كانت العملة عثمانية والتي تتكون من (الروبية والنوط) حيث أبدلت في حينها بالدينار في عهد الملك غازي الأول فكان معدل أجور العامل (250 فلس) أي ربع دينار.
_ وهل تتذكر الأشخاص الذين كانت لهم مساهمات في بناء هذا الصرح؟
_ الحقيقة كثير هم الأشخاص الذين ساهموا بهذا العمل، لا بل أهل قره قوش جميعهم شاركوا وكل حسب طاقته فبعضهم بالمال والآخرون بالعمل أو الاثنين معا ولكن إذا لم تخونني الذاكرة أتذكر منهم (يعقوب حنا كذيا ومروشة بهنو) الذين كانا يقومان بغربلة الجص وتقديمه إلى البنائين ، أما (هلو ميخو) كان عليه الإشراف على عملية تحميل الأحجار ونقلها إلى المكان المخصص لها. أما (كرومي فرنسو) ورغم أن عمره كان بحدود السبعين عاما إلا انه كان يقوم تهيئة الشباب وشد الهمم للمشاركة في العمل ، وبنفس العمل كان يقوم (ميخا عبادة) حيث يدور في شوارع القرية بملابسه الفضفاضة ذات الأكمام الطويلة وخلفه مجموعات من الشباب والأطفال يأتي بهم إلى ساحة الكنيسة ليساهموا في نقل وتحويل الحجارة أو الطابوق إلى المكان المراد العمل فيه، و(الياس حلاته) كان يساعدني في تهيئة الأحجار المراد نقلها.
_ وماذا عن الجهة التي كانت مكلفة بتهيئة الطعام لهذه المجموعات العاملة؟
_ كان يقوم بهذا العمل عائلة (عبو قاشا) حيث كانت تهيئ المواد الخاصة بالطبخ لوجبتي الفطور والغذاء وقد استلم المهمة بعد وفاة عبو قاشا (رفو قاشا) حيث كانوا يصرفون من مالهم الخاص بعد نفاذ المبالغ المخصصة لهذه المهمة. أما الشخص الذي يقوم بالطبخ هو (توحي بطريس) وحاني زوجة بطرس نوني التي كانت تقوم بتهيئة وجبات الطعام الخاصة بالحجارين.
_ والآن .. يا عم يلدا .. نأتي إلى الموضوع الرئيسي في هذا اللقاء وهو تعاملك مع الفرش والمرمر، قبل عملك في الكنيسة هل كنت تمارس عمل مشابه؟
_ نعم، قبل المباشرة ببناء الكنيسة كنت اعمل في تحميل (كواني) الحنطة والشعير وقد وجدت الفرصة مناسبة للعمل في الكنيسة حيث كانوا يضعون الفرش على ظهري بعد أن وضعت تحته طبقة من (الجبن) لغرض حماية ظهري وأعلى سلم (الذي كان من الخشب) صعدت وعلى ظهري حجر يزيد وزنه (15 وزنة) أي بحدود (250 كيلو). أما الأحجار الثقيلة الخاصة بالأعمدة (الدنك) فكانت تحمل بواسطة (المنقرة).
_ وهل حدث مرة أن ترنحت قدماك وسقطت حجرة من على ظهرك؟.
_ حدث مرة أن زحفت رجلي من على السلم وأنا في منتصفها تقريباً ولكني سيطرت على نفسي بعد أن طلبت من الأشخاص الواقفين أسفل السلم بترك المكان وكان من ضمنهم (ممو زهرة) وقد تمكنت من توصيل الحجر إلى المكان المطلوب بعد أن أسندت جسمي على الركبتين فقط.
_ الزرنة والطبل، الم يكن لهم موقف في هذا المهرجان.
_ بالتأكيد كان (توما عبادة) يقوم بالعزف على الزرنة أما الطبل فكان من حصة (متانو) والد ججو وكان لمشاركتهما دوراً فعالاً في إثارة الهمم للعمل وخاصة عند الشباب من الجنسين.
_ عرفت انك تركت العمل لفترة محددة، ثم عدت ثانية هل من سبب لذلك؟
_ الحقيقة، هناك موضوع اريد ان اذكره هنا، هو انه بعد عودتي من العمل مساءً بعد يوم متعب اكون فيه قد رفعت عشرات الاحجار الى مواقع عالية. عند النوم اشعر وكأنني بدون ارجل ولكن عندما استيقظ صباحاً تعود صحتي كما كانت وافضل وعليه قررت التوقف لفترة محددة مما دعا الجهة القائمة بالعمل الى جلب شخص اخر من الموصل للقيام بالعمل الذي كنت مكلف به. هذا الشخص اراد عن كل حجر يرفعها دينار واحد في حين انني كنت اتقاضى ربع دينار لنهار كامل مما حدا باللجنة المشرفة على الكنيسة، عدم الموافقة على هذا العرض فارسل (عبو قاشا) يطلبني بالعودة  الى العمل، عندها طلبت مبلغاً قدره نصف دينار عن كل حجر ولكن بعد الاتصال بوالدي طلب تخفيض المبلغ الى ربع دينار. عندها باشرت العمل وكان العمل قد وصل الى مراحله النهائية حيث ان البنائون كانوا يعملون في القبة الرئيسية فعملت على حمل قطع المرمر الذي تشكل الحلقتين العليا والسفلى اسفل شبابيك القبة فحملت على ظهري (53) حجراً على ارتفاع حوالي (20م) وهو مجموع عدد احجار الحللقتين علماً بان وزن قطعة الفرش الواحدة بحدود (15) وزنة أي (225) كيلو ليكون المبلغ الذي استلمته من هذا العمل (ثلاثة عشر دينار وربع).
_ مجرسة الكنيسة – يا عم يلدا – هي اخر مراحل البناء، هل تتذكر الاشخاص العاملين فيها؟.
_ الاشخاص الذين قاموا بالعمل في رفع الناقوس ووضعه الى مكانه كل من (سعيد كريم العيسى وايليا نعمان) وكان يساعدهم (ججو متانو).
_ واخيراً ... هل هنالك حوادث تتذكرها اثناء فتة بناء الكنيسة؟.
_ اتذكر بان (زوجة ميتوس) سقطت من اعلى السقف العلوي للكنيسة وجاء سقوطها وسط (الزنبيل) من دون ان تصاب باذى حيث ان ارادة الله جعلتها تنهض مباشرة.
_ شكاً جزيلاً على هذه المعلومات، مع تمنياتنا لك بالصحة الدائمة والعمر المديد لما قدمت من جهد لهذه المدينة التي احببتها واحبتكِ.
نداء
من/ كاتب هذه السطور.
الى/ الأب الفاضل رئيس كهنة قره قوش المحترم.
" اهلاً بكِ كنيستنا الطاهرة .. سنعزف لكِ على القيثارة ذات عشرة أوتار .. ونختار لكِ احلى الترانيم والروائع من الموسيقى، حتى لو كلتّ حناجرنا، ولن نكف ما دمت حية في ضمائرنا"
نعم .. هكذا يكون الحب (يا ابونا) لبغديدي ورموزها وكنيستنا التي تابعت اعمال ترميمها تفصيلياً بعد ان صرف عليها الكثير من الجهد والمال فبدت كعروس تتبختر، ولكن كم ستكون الفرحة اكبر لو كان كفًّ (العريس) بكفِ هذه العروس، العريس هذا "الذي ضرب المعول الاول" الم يكن بالامكان ان يرتفع له نصب شامخ من البرونز يتوسط الساحة الكبيرة امام الكنيسة تحيط به قطع من الفرش والمرمر التي استعمل في بناء الكنيسة منقوشاً عليها اسماء الاشخاص والعوائل التي شاركت في اقامة هذا الصرح، اكراماً لقطرات العرق التي سقطت خاصة وان بغديدي تزخر بطاقات فنية، حتى وان اقتضى الامر الاستعانة بخبرة من خارجها.
انه مجرد رأي – يا ابونا -  ليس الا. مع خالص حبي.
هامش
قد تكون المعلومات الواردة في هذا التحقيق بحاجة الى ايضاح اكثر او اضافة او تصحيح لانها وردت من مصدر واحد. وحتى يكون الموضوع اكثر دقة وعلمية، ادعو مخلصاً كل من لديه معلومات اضافية حول تلك الفترة الاتصال بكاتب الموضوع شخصياً او الحراسات أو مركز السريان للثقافة والفنون وسيتم الاشارة الى الجهة صاحبة المعلومة في بحث اخر مزيد ومنقح حول هذا الموضوع وسينشر في فترة لاحقة ومكان اخر.

مع خالص تقديري.

صفحات: [1]