ankawa

الحوار والراي الحر => المنبر الحر => الموضوع حرر بواسطة: فاطمة الفياض في 23:47 17/12/2013

العنوان: مقدمة في علم النفس التربوي
أرسل بواسطة: فاطمة الفياض في 23:47 17/12/2013
مقدمة في علم النفس التربوي

فاطمة الفياض
 
من المعروف ان علم النفس ، من العلوم التي شغلت الفلاسفة اولا، وقد ألف فيه أرسطو في القرن الثالث قبل الميلاد " كتاب النفس " وكان هذا الكتاب يشتمل على تحليل عميق لكثير من الظواهر النفسية ، إلا أنه كان في بحثه يطبق طريقته الفلسفية ، التي تقوم على تقسيم الموجودات إلى موجود بالقوة وموجود بالفعل
 
  ولكن علم النفس بالطريقة الحديثة (الطبية )ظهر في القرن التاسع عشر[1] ولكنه لم يكتسب شهرة واسعة ويمارس تأثيره على مختلف جوانب البحث في الفلسفة و الأدب عموما، والعلاج الطبي على وجه الخصوص، إلا بعد ما توصل اليه العالمان سيغموند فرويد(1886-1939) وإيفان بافلوف (1846-1936 ) في هذا المجال 
ومن ابرز ما نتج عن هذه الطروحات الفرويدية في الجانب الفلسفي تأثيره على فلاسفة ومفكري مدرسة (فرانكفورت )[2] ومن ابرزهم "كهايمر وأدينو وماركوز وأخيرا هابرماس" واهمية هذا التاثير تتجلى في نشوء قطاع عريض في مختلف انحاء العالم ممن يحملون افكار ما يسمى (اليسار الجديد)
ويتبنى هذا القطاع نمطا جديا من التفكير الفلسفي يعتمد على :
1-النظرية الماركسية
2-فلسفة جورج فليهلم هيغل (1770-1831 )
3- افكار فرويد والفرويدية
 
ومن اهم طروحات هذا القطاع الابتعاد عن اهم المقولات الماركسية وهي( صراع الطبقات وحتمية انهيار النظام الرأسمالي)
اما علم النفس التربوي فهو فرع نظري و تطبيقي من فروع علم النفس في مجال الدراسة التطبيقية لمبادئ علم النفس في مجال الدراسة وتربية النشء وتنمية امكانياتهم وخاصة في مجال التعلم والتعليم والتدريب والأسس النفسية لعمل المعلم وسلوك الطالب [3]
ويعتبر إدواردثورندايك (1874-19499 ) ، أول من جعل من علم النفس التربوي مجال تطبيقيا لعلم النفس العام، بكتابه علم النفس التعليمي
 وفي نهاية القرن 19م قررت الجمعية التعليمية الأمريكية اعتبار علم النفس التربوي مادة ضرورية وملزمة لإعداد الأساتذة،
ولا ننسى أيضا علماء آخرين مثل سكينر وبافلوف الذين أعانوا في تطويره[4]
وتتناول هذه الدراسة واحدا من موضوعات علم النفس التربوي وهي الخجل و علاقته بالوحدة النفسية والتربية الوالدية حيث ان هناك علاقة  جدلية مباشرة بين هذه الوحدات الثلاث ، وللوقوف على هذه العلاقة
والخجل ظاهرة واسعة الانتشار وله  عوامل وانفعالات تدل على هيجان معين يحدث في فترات متنوعة ومناسبات متعددة تعطي فكرة واضحة عن صفة دائمة من صفات الطبع الإنساني التي تميز الفرد عن غيره وتؤثر في حياته وتصرفاته وأفكاره السلوكية في المجتمع الإنساني
ولما كان الخجل بالمفهوم النفسي العلمي يعتبر أزمة عارضة قد تصيب جميع أبناء البشر على السواء من رجال ونساء وأطفال  ويتعرض للخجل الإنسان في مختلف مراحل حياته وفي كثير من المناسبات ومن المستحيل أن يوجد كائن حي من بني البشر لا يعرف الخجل ولم يصاب به في حياته قط ،يمكننا أن نطلق على هذه البادرة العارضة إنها أمر بديهي ،ولكن الأمر غير الطبيعي حين يصبح الخجل صفة من صفات الطبع أي حين يكون الإنسان خجولا على نحو دائم  .
 و يعتبر الخجل شكل من أشكال الخوف يتميز بالاضطراب أثناء احتكاك الطفل بالآخرين  وهو يستثار بواسطة الناس وليس بالأشياء أو الحيوانات أو المواقف .
 في حين عد البعض الأخر من علماء النفس والاجتماع الخجل مرضا اجتماعيا ونفسياً يسيطر على مشاعر وأحاسيس الفرد منذ الطفولة كما أنه ثمار شجرة  (الخوف والقلق والضعف ) فيؤثر في بعثرة طاقاته الفكرية ويشتت إمكاناته الإبداعية وقدراته العقلية ويشل قدرته على السيطرة على سلوكه وتصرفاته تجاه نفسه وتجاه المجتمع الذي يعيش فيه.


________________________________________
منصور ، واخرون ، أسس علم النفس العام ، مكتبة ألا نجلو المصرية ، القاهرة،  1978 ص 12 طلعت[1]
د. كمال بو منير ، النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت ،الدار العربية للعلوم ،بيروت 2010 ص 45
[2]
      ص 16 1979   سيد أحمد عثمان، علم النفس الاجتماعي التربوي المكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة [3]
-        رابح  تركي ، مناهج البحث في علوم التربية وعلم النفس، ، مطبعة الجزائر.1984 ص 19
[4]