زوعا- خاص
بدعوة من الهيئة العالمية للدفاع عن سكان مابين النهرين الاصلاء وبالتعاون مع النيابة البطريركية الكلدانية في عمان، أقيم في الأردن الشقيق يوم الثلاثاء الموافق 30/آذار/2010 ، احتفال كبير في أحدى اكبر كنائس عمان (كنيسة عذراء فاطيما للروم الكاثوليك) وتحت شعار (لا ترحلوا مسيحيي العراق )، عبروا فيها عن تضامنهم مع شعب مسيحي العراق المتألم، وكذلك دعو فيه للحفاظ على هذا المكون الأصيل وما يعانيه في الموصل بالذات، هذا وحضر الاحتفال جمع غفير من العوائل العراقية المسيحية في الأردن كما ضم كل من: حضرة النائب القائم بأعمال سفارة الفاتيكان المونسينيور متيو دي موري في الأردن، والسفير العراقي سعد الحياني مع جميع أركان السفارة العراقية، وعدد من ضباط الجيش العراقي، وكذلك عدد كبير من أخوتنا المسلمين العراقيين المتواجدين في الأردن، بالإضافة إلى عشرات من رجال الدين الآباء من مختلف الطوائف المسيحية والأخوات الراهبات، مع لجنة الهيئة التي تضم الدكتور غازي وأعضاء الهيئة مع مستشار الهيئة اللواء غازي خضر الياس والسيد منير اللوس وعوائلهم..
بدا الحفل بتراتيل أنشدتها فرقة الكورس الكنسي، تدعو فيها الله لحفظ العراق وأهله وشعبه وخاصة مهجريه من المسيحيين، كما تم الدعاء بمناسبة قرب عيد الفصح المبارك، والدعاء إلى السيد المسيح وأمنا العذراء بحفظ شعب العراق وأبعادهم عن الأذى والمعاناة.. ورفعت في الاحتفال أعلام العراق والأردن وعلم السفارة البابوية، ثم دخلت الأعلام تتبعها حمامات السلام يحملها أطفال اثنين وتبعهم كورس الكنيسة والآباء، ثم أنشدت أناشيد الوطن العراق وحب العراق، ثم بعدها تم دعوة ممثل الهيئة د. غازي رحو لإلقاء كلمته بخصوص مسيحيي العراق ومعاناتهم وما آلت أليه، وناشد الحاضرين من الشخصيات إلى إيجاد الحلول التي تصب في صالح هذا الشعب المسالم والمضطهد، وبعد انتهاء الدكتور غازي من إلقاء كلمته، قدم السيد سفير جمهورية العراق الأستاذ سعد الحياني لإلقاء كلمته بهذه المناسبة مشكورا ناشد فيها أبناء شعبنا المسيحي ان يتحلوا بالصبر، وأنهم من جانبهم يعملون جاهدين لتحقيق الأمن والأمان والسلام لكافة مكونات الشعب العراقي، كما هنئ شعبنا المسيحي باسم الحكومة العراقية بعيد القيامة المجيد... بعدها القي ممثل البابا كلمته بهذه المناسبة دعي فيها الحكام إلى ضرورة الحفاظ على هذا المكون الأصيل، كما تحدث احد الآباء من الأردن عن مسيحيي الموصل والعراق، أعقبه كلمة الأب ريمون الموصلي الذي دعا فيها الجميع الى تحمل مسؤوليتهم لبسط الأمن وحمايتهم....
وبعد أداء الأناشيد والدعاء إلى العراق، تم توزيع الشموع على جميع الحاضرين الذين خرجوا بمسيرة جميلة رافعين الإعلام والشموع، ثم صلوا من اجل مسيحيي الموصل والعراق، وأطلقوا حمامات السلام تعبيرا عن السلام الذي يحمله مسيحيوا العراق في قلوبهم، ومن ثم رددوا أناشيد عيد الفصح المجيد بعدها غادر السفراء بمثل ما استقبلوا من حفاوة...
وأدناه كلمة الدكتور غازي رحو ممثل الهيئة مع كلمة سفير جمهورية العراق في الأردن السيد سعد الحياني
***************************************************
لا ترحلوا مسيحيي العراق فطوبى لفاعلي السلام فأنهم أبناء الله يدعون
سعادة سفير جمهورية العراق المحترم
سعادة ممثل السفارة البابوية المحترم
الأخوة والأخوات الحضور
تحية لكم جميعا
سادتي الأفاضل في البداية ننتهز فرصة قرب حلول عيد الفصح المجيد لأقدم لكم ولعوائلكم والى أهلنا في العراق باسم الهيئة العالمية للدفاع عن سكان ما بين النهرين الاصلاء
التبريكات والتمنيات لكم جميعا وندعو الله سبحانه تعالى وبركة سيدنا يسوع المسيح ان تكون أيام شعبنا ترفل بالهدوء والأمان والاستقرار ..
أخوتي الكرام أننا وإذ نحتفل بأعياد الفصح المجيد فأننا نذكر العالم اجمع نحن مسيحيو العراق خميرة للخير في وطننا الذي ننتمي أليه وان ما يقاسيه شعبنا اليوم من استهداف في الموصل بالذات بصورة بشعة ومنظمة هو استهداف للشراكة الوطنية واهانة للقيم الدينية بكل تفاصيلها ..أننا شعب مسالم مؤمن بقيم سماوية سمحاء تلفها وتغطيها حمامات المحبة والتآخي في الوطن الذي يجمعنا مع أخوة لنا استقبلناهم بالمحبة وتقاسمنا رغيف الخبز معهم ودافعنا عن الوطن بيد واحدة ضد كل المحتلين والغزاة عبر التاريخ فعندما حوصرت مدينة الموصل الشهباء من قبل نادر شاه تتدافع مسيحييوا الموصل بالدفاع عنها وعن شعبها بكل ألوانه وقومياته وطوائفه وأديانه وخلال أكثر من ستة سنوات انتهكت حرية أبنائنا وقتل إبائنا الكهنة وذبح رجال ديننا وهجرت عوائلنا وانتهك شعبنا بكل أنواع الانتهاكات وتعرض هذا الشعب الى الهجرة القسرية من ارض الأجداد والأصالة وتم دفع عوائلنا إلى ترك العراق تحت الترهيب والتهديد والوعيد وهاجر مسيحييوا العراق من مختلف مدن العراق إلى خارج الوطن إلى ان بلغ عدد المهاجرين بين 650الف إلى 750 ألف نسمة أي بحدود 110 ألف مواطن مسيحي سنويا...
ومن خلال هذه الأرقام المخيفة سوف يفرغ العراق من أهله الاصلاء على مدى
السنوات الخمسة القادمة، وأننا إذ نذكر نحن أبناء العراق الاصلاء المسيحيون حيث تعايشنا متحابين منذ القدم على ارض العراق مع الجميع، وتربطنا الشراكة في الوطن وعمق الانتماء مع أخوة لنا في الوطن من الديانات الأخرى وخاصة العلاقة بيننا وبين أحبائنا مسلمي العراق الذين وقفنا معهم ووقفوا معنا في السراء والضراء.... ألا ان الآخرون من الأيدي الخبيثة من الذين يزرعوا الفتن بين أبناء الوطن الواحد ويؤسسوا إلى علاقة البغضاء لتدمير العلاقة الإنسانية التي رويت بدماء العراقيين بين الإسلام والمسيحيين لأغراض معروفة غير بعيدة عن الأغراض الجيوسياسية التي تريد للعراق الشر وتعمل على تفريغ العراق من أبنائه سكان العراق الأصليين....وحيث ان الأصابع الخفية التي ترعى ما يحدث لشعبنا المسيحي هي أصابع خارجة عن القانون وليست لها علاقة بأي دين لان الدين من هؤلاء القتلة براء .. من الذين يروعون أبنائنا وعوائلنا .. وأننا اليوم وبمناسبة قرب عيد الفصح المجيد نناشد حكام العراق جميعا بان يقفوا لإنصاف هذه الشريحة الأصيلة من أبناء العراق كما أننا نناشد الإشراف من مواطني وقادة العراق الجدد ان يقفوا إلى جانب أخوتهم مسيحيي العراق المضطهدين والمعذبين في بلدهم وأرضهم وان يحافظوا عليهم وان لا يدفعوهم إلى الترحال والهجرة القسرية لأنهم أصحاب الأرض الحقيقيون وهم أصل هذه البلاد... أننا بهذه الأيام بالذات نذكر بان الأقليات في العراق يقتلون دون سبب وهم في أعناق من يقود العراق لأنهم يشكلون جزا مهما من الوطن فعلى جميع الحكام ان يضعوا نصب أعينهم ما يجري لمسيحيي العراق لأنهم سيبقون على عهدهم في حب الوطن والأرض ومن هنا ندعو الجميع للوقوف مع هذه الأقلية التي تعاني ما تعانيه...
حفظ الله الجميع وحفظ العراق وأهله وشعبه وأبنائه مسيحيين ومسلمين ولترفرف حمامات الأمان والسلام على ارض السلام ارض العراق وليحفظ الله وسيدنا يسوع المسيح شعبنا من كل سوء ويحفظ هذا البلد المملكة الأردنية الهاشمية ملكا وشعبا الذين قدموا لنا نحن مهجري العراق كل العون والمحبة والترحاب وفتح ذراعيه لنا أدامه الله بالأمن والأمان....
ولكم الشكر والاحترام ولشهدائنا الرحمة
الدكتور غازي رحو/ممثل الهيئة
***************************************************
السيدات والسادة الحضور الكرام
في هذه الأيام التي تحتفلون بها بقدوم عيد الفصح المجيد والذي يتجلى بالمحبة والسلام والأيمان، أقدم لكم باسمي وباسم الحكومة العراقية أحر التهاني والتبريكات بهذه الأعياد المباركة ونتمنى لكم أعيادا سعيدة تدوم عليكم وعلى جميع أبناء العراق بالعز والأمان
أخواني الأعزاء جميعا
أنكم مع احتفالاتكم بعيد الفصح المجيد تذكرونا بأنكم انتم العراقيون المسيحيون من سكان العراق الاصلاء وان ما يصيبكم يصيب كل أبناء العراق بجميع أديانهم وطوائفهم وأننا كحكومة العراق .. نعمل بكل جهد وطاقة من اجل حماية هذا المكون الأصيل من أبنائنا وأخوتنا الذين تربطنا بهم محبة الأرض والوطن وأتمنى من جميع العراقيين بمختلف طوائفهم وأديانهم ان يتحلون بالصبر وخاصة أبنائنا مسيحييوا العراق الذين يعانون التهجير والقتل من قبل قوى الشر .. حيث ان ما يحصل لهم يؤلمنا جميعا وان حكومتكم العراقية تعمل جاهدة في تحقيق الأمن والسلام والأمان لكم ولأبناء العراق جميعا وبالذات المكون المسيحي .. فالعراقيون جميعا عانوا كثيرا من قوى الشر التي حاولت وتحاول ضرب العراق والعراقيين بجميع أطيافهم وأديانهم وبشتى الطرق ونأمل ان يكون ما حصل لشعبنا العراقي والمسيحي بصورة خاصة سحابة صيف تمر بعزم وقوة أهل العراق وأبناءه الموحدين والمتآلفين على حب الوطن والأرض التي جمعتهم عبر آلاف السنين
أخواني الأعزاء
ان ما يحصل لأبنائنا المسيحيين في الموصل هو جريمة حقيقية يرفضها كل عراقي ووطني شريف بغض النظر عن دينه وقوميته وان العراقيين براء منها حيث ان الأيدي الخفية التي تعمل على زرع القتل والفتن والتهجير لهذا المكون الأصيل لا تمت للدين أو المذهب أو الوطن بصلة لذلك ادعوكم إلى التشبث بأرضكم ووطنكم لان وجودكم هو وجود حضاري وتاريخي منذ قرون عديدة مضت ... وأننا جميعا نرفع الصوت عاليا دفاعا عن حرية العراقيين وحقوق شعبهم ولا نميز بين مسيحي ومسلم وبين شيعي وسني وبين كردي وعربي لأننا جميعا نعمل معا في بناء العراق الجديد على أسس المحبة وتكافئ الفرص والمساواة والعدالة والشراكة في هذا الوطن الذي يجمعنا جميعا
اكرر لكم تهنئتي القلبية باسم حكومة العراق وأشكركم على دعوتكم لنا بهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا وأتمنى لكم وللعراق العزيز التوفيق والأمان والعودة إلى وطنكم الذي تشكلون انتم جزءا مهما وحيويا منه لان دين السيد المسيح عليه السلام دين محبة وتسامح
وفق الله الجميع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سفير جمهورية العراق سعد الحياني ــ الأردن/ عمان
www.zowaa.org