عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - طارق حربي

صفحات: [1]
1
أدب / هذا هو العراق (2)
« في: 14:09 04/11/2012  »

هذا هو العراق (2)


طارق حربي


مؤذنة بإسم رب جديد
إلى أعلى المنائر
ماتزال جحافل الدود تتسلق وتتسلق
أفواجا أفواجا خرجوا من الظلام
كثيرة لكن ليس بينها لحية آشور
أو حمورابي
أو حتى أبو الهول
بيدها كواتم صوت وتكتب سيرة
والمفخخات ترفع الناس والعربات بين النجوم!

لاتدخل في خرم إبرة ياقابيل
حتى لاترى أخاك على نقالة
أو في ثلاجة الطب العدلي
لاتحزن أيها الطير موعدنا غدا

في الغابة الهادئة
أقصد في المنفى وراء الشمس والقمر
نجوم ساهرة تسير معي في ليل وحدتي

وفي البعيد
يخرج العراقيون من الألواح الطينية
يتطهرون بنار كركوك الأزلية
وفيما بين أفلاك تائهة يسبحون
تمر البصرة من أفواههم
مسروق مسروق


1/11/2012

2
كلمات
-408-
طارق حربي
لماذا يطالب الدباغ بقمة اسلامية في العراق!

ماأن انتهى مؤتمر القمة العربية (اختتم اعماله في 29 من الشهر الماضي)، وعاد كل وفد إلى بلده، بعد مؤتمر استمر لساعات، ولم يحقق مصلحة تذكر للعراق!، حتى خرج علينا الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ، بدعوة إرضاء و"جبر خواطر" الرؤساء العرب (لم يحضر أي ملك عربي قمة بغداد!)، فقد أبدت الحكومة العراقية كما ذكر في تصريح له أمس "رغبتها باستضافة قمة الدول الإسلامية، واعتبرت أن هذه الخطوة ستساهم في إزالة التردد والشكوك التي كانت لدى عدد من رؤساء الدول العربية بشأن قمة بغداد"

واضح أن الدباغ يسعى إلى إدامة زخم المؤتمرات في العاصمة العراقية، وتصدر بغداد لنشرات الاخبار بما يفيد النظام السياسي، ويسوقه عربيا وإقليميا وإسلاميا، وإزالة شكوك الزعماء العرب في عدم قدرة بغداد، نظرا للعمليات الارهابية التي تضربها بين فترة وأخرى، على إقامة مؤتمر عربي أو اسلامي، وكان مؤتمر القمة الاخير الحدث الاكبر في العراق بعد سنة 2003.

نحن بطبيعة الحال مع أن يأخذ العراق دوره السلمي في المنطقة، وأن يعود إلى نفسه أولا، لاإلى الدول العربية أو الاسلامية، قبل شعبه!، لكن هنالك الكثير من العمل الذي يجب أن ينفذ في العراق إعمارا ورفاهية، تحسين الخدمات للمواطنين وتدوير عجلتي الصناعة والزراعة العاطلتين، وتكريس الهوية الوطنية العراقية، لاالهويات الفرعية من طائفية ومناطقية وحزبية، قبل التوجه إلى خارج العراق وطلب الدعم من الدول العربية والاسلامية، لتحسين صورة النظام لديها !، فتحسين صورته أمام العراقيين أولا هو المطلوب، ويزداد به النظام السياسي قوة يتمكن من خلالها من تسويق نفسه لاالعكس!

وإذا كانت الحكومة العراقية حريصة على مشاعر الزعماء العرب ولاتريد أن تخدشها، وإثبات أن بغداد قادرة على صنع المعجزات، وتسعى إلى إزالة شكوكهم من العملية السياسية، فلماذا لاتكون وبنفس المستوى من الامانة والاخلاص، حريصة على مشاعر شعبها الذي واجه التحديات وانتخبها!؟، لماذا يطالبها عبر التظاهرات السلمية بتحسين الخدمات والقضاء على البطالة وزيادة الرواتب، بما فيها تخصيص رواتب الحماية الاجتماعية للعاطلين والارامل والمحرومين والفقراء!؟

لماذا تشتكي مجالس المحافظات من قلة تخصيصات الاعمار؟، والمتقاعدون من ضعف رواتبهم؟، ولماذا لم تخصص الحكومة العراقية المبلغ الخيالي الذي أنفق على القمة، وماسينفق على الاسلامية فيما بعد إذا تمت الموافقة عليها، على المواطنين العراقيين الذين يعانون من شظف العيش، وانعدام المسكن الذي يشعرهم بمواطنيتهم وقبل ذلك آدميتهم !؟

إن انفاق ثروات العراق في طرق الفساد، الذي احتار المالكي وحاشيته كيف يرمون بالمليارات يمنة ويسرة، لهو فساد مشرعن بحكومة تقترب من الطغيان، أكثر منها ديمقراطية وتحترم رأي شعبها حتى لو كانت منتخبة!، فلم تأخذ الحكومة رأي شعبها الذي تم حجزه (ليس بقرار رسمي طبعا!) خلال اعمال القمة ولمدة أسبوع، حيث شلت الحياة في العاصمة، وهو مالم يحصل في القمم الاثنين والعشرين السابقة!، فعدا التشريفات والضيافة، لم يسمع عن شل الحياة وتعطيل دوائر الدولة وحجز شعوب الرياض أو القاهرة أو تونس أو ليبيا، خلال انعقاد القمم السابقة فيها على سبيل المثال لاالحصر، وكم كلف العراق هذا الاسبوع من تعطيل مؤسسات الدولة والقطاعين العام والخاص، وكم كلف بقاء المواطنين في بيوتهم وخوفهم مما سيحصل، ونصب السيطرات ووقوف السيارات للتفتيش ساعتين وثلاثة وأربعة وغيرها!

ترى كم يوما ستتعطل فيه الحياة في العاصمة خلال انعقاد المؤتمر الاسلامي الذي يطالب به الدباغ!

القمة التي انفقت عليها الحكومة أكثر من مليار دولار، وتبين فيما بعد، وبحسب النزاهة البرلمانية، أن ملايين الدولارات ذهبت إلى جيوب المسؤولين الكبار في الدولة العراقية، يريد الدباغ أن يعيدها على العراقيين بمؤتمر اسلامي!، معظم زعمائه ومنظريه ومفتيه، وقفوا سرا وعلنا، ضد العملية السياسية الجارية في العراق!، واعتبروها طائفية جاءت بالشيعة إلى الحكم، ولن يغير رأيها مؤتمر اسلامي أو اجتماع وزراء خارجية وغيره!

لكن هل فات الدباغ ومن والاه، من كعكة مليار القمة العربية الشيء الكثير!؟، وأخذ يطالب بمؤتمر جديد، حتى ينال حصته التعويضية في إطار المحاصصة والفساد!، بانتظار تصريح جديد من أحد المقربين من المالكي، يطالب فيه بعقد مؤتمر (ربما اقليمي!) يكلف ميزانية العراق مبالغ مهولة!؟
3/4/2012
tarikharbi2@gmail.com




3
كلمات
-406-
طارق حربي
بانتظار "حجي" بايدن !

ثلاثة عوامل صعدت من مهاترات الزعماء (السياسيين!) في (دولة القانون والعراقية والتحالف الكردستاني) مؤخرا : إيواء المتهم طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية في كردستان، ورفض ساسة الكرد تسليمه إلى القضاء في بغداد، والعمليات الارهابية الاخيرة التي هزت العاصمة وعددا من المحافظات، والاستعدادات الجارية لاحتضان مؤتمر القمة العربي في (29 آذار الجاري) .

انفجرت الخلافات السياسية المتراكمة بين بغداد وأربيل دفعة واحدة، وأخذ زعماء كل من دولة القانون والتحالف الكردستاني، يتراشقون في الاعلام ووراء الكواليس ويوزعون الاتهامات شمالا ويمينا، حتى وصل الامر بهم إلى المطالبة بمحاكمة كل من بارزاني والمالكي!، اتهام الاول هو عدم تسليم الهاشمي للقضاء، والثاني تستره على ملفات فساد وإرهاب وحياة المواطنين، لكن ياسين مجيد مستشار رئيس الوزراء نوري المالكي عاد إلى الماضي، مستلا ورقة تسهيل بارزاني للمخابرات العراقية سنة 1996 ، اعتقال نحو 800 معارضا عراقيا في كردستان!.وماتزال المهاترات جارية على قدم وساق بين الاطراف المتغانمة على الحكم في العراق الجديد، الذي شارفنا فيه على السنة العاشرة  بعد التغيير ومازال يراوح مكانه : سياسة واعمارا ومكانتين اقليمية ودولية .

واضح أن بغداد وأربيل إضافة إلى تراكم الازمات بينهما واستعصاء حلها، فهما تشكوان أزمات سياسية داخلية عديدة، فرأتا في التصعيد الاعلامي والمهاترات حلولا وقتية ونيلا من الخصوم بانتظار جولة جديدة!، كذلك إرسال رسالة إلى العالم بأن الطرف الآخر لايصلح أن يكون شريكا في بناء الدولة العراقية، فالازمة الداخلية التي تعيشها كردستان بتقديم نجيرفان بارزاني للمرة الثانية، مرشحا لتشكيل حكومة جديدة خلفا لحكومة برهم صالح، وامتناع وتحفظ كل من كوران والحزب الاسلامي عن المشاركة فيها، جاءت تصريحات بارزاني الموجهة ضد بغداد فرصة جيدة للفت الانظار إلى خارج حدود كردستان، بينها التهديد بالانفصال واعلان الدولة الكردية، وتخويف الشعب الكردي بالحكومة المركزية القوية وتسليح جيشها، الذي لايرغب به برزاني لكي يبقى العراق ضعيفا وسط سباق تسلح الدول الاقليمية، سيما وأن الاخير وجه اصبع الاتهام صراحة للمالكي في خطابه الاخير، باحتكار المراكز الامنية وبناء جيش مليوني!، أما بغداد العاجزة فلا حول لها ولا قوة، أمام الاستقطابات الاقليمية والدولية، والضربات الارهابية النوعية الموجهة إليها من القاعدة، ناهيك بضعفها وتشتتها أمام أجندات الاسلام السياسي الحاكم بما تضمنته من شيوع الفساد في مفاصل الدولة وغيرها .

مهاترات ومهاترات كثيرة مستمرة ترسل رسائل عديدة احداها إلى عرب القمة الذين سيجتمعون ببغداد قريبا، أن عاصمة العراق غير مؤهلة لعقد المؤتمر  وإنجاحه، وكأني بالبرزاني والزعماء الاكراد يريدون سحب البساط من تحت أرجل بغداد، حتى في النشاطات والمؤتمرات العربية التي قد تؤمن بعض الاستقرار السياسي، في بلد كثرت جروحه وضحاياه ومصائبه، ووقف برزاني والاحزاب الكردية الانفصالية منذ التغيير حتى اليوم موقف المتفرج منه، حاسبين المكاسب السياسية والاقتصادية التي سيجنوها من خراب العراق، كان ىخرها إيواء الهاشمي في ملاذ كردستان الامن للقتلة والفاسدين، للمساومة عليه واستثماره مع العرب لمساندتهم في مواقف دولية وإقليمية، أو لدواعي اقتصادية : شركات واستثمارات خليجية في كردستان، عدا الحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب من حكومة بغداد الفاشلة !

لاشك أن المهاترات التي شغلت الاعلام المحلي والرأي العام في العراق هي احدى ثمرات المحاصصة السامة، ونتيجة من نتائج صراع المتغانمين على حكم العراق، وكل طرف ينتظر عثرات الطرف الاخر لتشويه سمعته المشوهة أصلا، والايقاع به للفوز بمكاسب آنية ضيقة، لا مصلحة للشعب والوطن فيها، ونظرا لقصر نظر (ساسة!) العراق عربا وأكرادا وصراعهم المستمر وفشل الحكومة الاتحادية، في إدارة ملفات مكافحة الارهاب والبناء والاعمار، وكذلك احتكار السلطة في كردستان لآل برزان، فقد تعود الفرقاء على الحل الاجنبي لاالعراقي!، ففي كل مرة تصل فيها المهاترات والصراع وانسداد الافق إلى نسب عالية، لايتأخر نائب الرئيس الامريكي جو بايدن، الذي أطلق عليه (الساسة!) لقب "الحجي" لفض نزاعاتهم (تأخر هذه المرة كثيرا!؟)، وإظهار العين الحمرا لهم وإعادة كل واحد منهم إلى حجمه الحقيقي ولو إلى حين، فتراكم الازمات السياسية  بين الفرقاء ينبىء بجولات قادمة ومهاترات لاتنتهي، فيما العراقيون يعانون من تدهور الخدمات وتذبحهم العمليات الارهابية في بغداد والمحافظات.

24/3/2012
tarikharbi2@gmail.com


4
كلمات
-405-
طارق حربي
لماذا تطاول سليماني على العراق!؟

"إن العراق وجنوب لبنان يخضعان لإرادة طهران وأفكارها" و "أن بلاده يمكن أن تنظم أي حركة تهدف إلى تشكيل حكومات إسلامية في البلدين"
هذا ماصرح به يوم أمس في طهران قائد فيلق القدس الإيراني العميد قاسم سليماني، خلال ندوة أقيمت هناك تحت عنوان "الشباب والوعي الإسلامي" بحضور عدد من الشباب من البلدان العربية التي شهدت ثورات ضد أنظمة الحكم فيها!

اثار التصريح ردود افعال متباينة في الساحة العراقية، ففيما لم يصدر أي تصريح رسمي أو رد من الحكومة، وصمتت القا ئمة العراقية صمت القبور، هي المشهود لها بالتصريحات النارية ضد ايران، جاء أول رد فعل من التيار الصدري الذي اعتبر أن تصريحات سليماني " بشأن خضوع العراق لإرادة إيران وإمكانية تشكيل حكومة إسلامية فيه "غير المقبولة"، مؤكداً أنه لن يسمح بأي ذريعة للتدخل بشؤون البلاد الداخلية"، ثم جاء رد فعل دولة القانون بمطالبة سليماني بتفسير التصريحات التي أدلى بها بشأن خضوع العراق لإرادة إيران، وإمكانية تشكيل حكومة إسلامية فيه، ووصفها بـ"التطاول غير المقبول""

في الواقع فإنه باستثناء القلاقل التي تثيرها إيران في البحرين بين وقت وآخر، لاسيما في المناسبات الدينية وسعيها الدائم إلى اقلاق الخليج العربي باغلاق مضيق هرمز أمام الملاحة الدولية، لاسيما في أعقاب تشديد الحصار الدولي على طهران على خلفية ملفها النووي وتهديدها السلم والامن الاقليمي والدولي، فإنها عمليا تؤثر في المشهد السياسي في كلا البلدين لبنان والعراق، طهران تستطيع ومن خلال حزب الله أن تملي إرادتها في المشهد السياسي اللبناني، لما يتمتع به الحزب من مقاعد برلمانية ووزراء ممثلين في الحكومة وزخم شارع واستخدام ورقة التهديدات الاسرائيلية وغيرها، امتدادا لنفوذ ايران داخل سوريا حليفها الاقوى في الشرق الاوسط، وقد تدفع بالحكومة العراقية بين وقت وآخر وعلى لسان رئيس الوزراء نوري المالكي نفسه، إلى الادلاء بتصريحات واتخاذ مواقف مشينة مرفوضة من قبل الشعب العراقي، ضد ثورة الشعب السوري في ماأطلق عليه بالربيع العربي.

ويمتد خط النفوذ والهيمنة الايرانية اتصالا بالحالة العراقية المنقسمة على نفسها وهشاشة الحكم، وعمليا فإن إيران تدخلت في صياغة الحكومات المتعاقبة على حكم العراق منذ قيام مجلس الحكم - وكانت أول من باركه - حتى اليوم، حتى أنها فرضت رؤاها وأفكارها ونفوذها في تشكيل الوزارات وتعيين وزراء ونواب رئيس، أما تدخلها السافر فقد أصبح واضحا ولعبها على المكشوف داخل الكتل السياسية، هذا على الصعيد الزمني، أما الروحي فإن امتداد نفوذها وتاثيرها في الحوزات الدينية وصل إلى حد بعيد جدا، أي إلى حد زج اسم آية الله الشاهرودي * مؤخرا، وتقديمه مرجعا روحيا لحزب الدعوة بغرض السيطرة الكاملة على العراق حاضرا ومستقبلا، ومعلوم أن أحد أهم صفحات التدخل الايراني في العراق، الذي يتمتع بخزين معنوي واستراتيجي معروف لاتتمتع به إيران، هو العمل على تهميش المرجعية الدينية (ولاية الامة)، لصالح مرجعية (ولاية الفقيه) الذي تتبناه أحزاب وشخصيات في العراق ممثلة في السلطتين التشريعية والتنفيذية.

إن سليماني ومن وراءه طهران لاينطق عن الهوى بل ينطلق من أرضية علاقة تأريخية شائكة بين العراق وإيران، خلافات على عائدية شط العرب والغاء اتفاقيات مبرمة بين البلدين خلال حكم الشاه، لاسيما اتفاقية الجزار سنة 1975 وموقف العراق من الثورة الايرانية سنة 1979 ، وماأعقبها من حرب ضروس بين البلدين من سنة 1980 حتى 1988 ، سقط فيها مئات الآلاف من الجانبين، واحتضان طهران للمعارضة العراقية الاسلامية، وهنالك ثأر إيراني واضح من الشعب العراقي من نخبه السياسية والثقافية وعلمائه وأكاديمييه وضباطه ورغبة في الهيمنة  السياسية والاقتصادية وتوسيع النفوذ .

ولاشك إن الذي جعل سليماني يطلق تصريحاته ويتطاول على العراق وكأنه محمية ايرانية!، هو ضعف الحكومة وهوانها وتفرق كلمة السياسيين وصراعاتهم غير المحدودة على السلطة والمال والنفوذ، وليس جديدا على سليماني تدخله السافر في الشأن العراقي، في اعقاب الفراغ في الساحة العراقية الذي تركه الانسحاب الامريكي، ماأعطى دفعا جديدا لمفهوم تعزيز النصر العسكري، الذي تشاركت به طهران وأحزابها العاملة في الساحة العراقية شعوريا وعمليا وحتى لوجستيا، ذلك لآن طهران سلحت المتشددين السنة والشيعة على حد سواء ضد الاحتلال الامريكي للعراق، لامن أجل سواد عيون العراقيين لكن لتخلو لها الساحة، وهاهي تحصد ثمار مازرعت منذ 2003 وهو ماأعطاها دفعة قوية لتأكيد هيمنتها - هي لاواشنطن - باعتبارها الراعي للعملية السياسية لاغيرها.

ومما يؤسف له أن الخطاب الموجه إلى الدول التي تتدخل في الشأن العراقي كان مختلفا، ففي الوقت الذي سمعنا فيه رد فعل حازم على تدخل تركيا في الشأن العراقي، وتحذيرها من قبل أحد زعماء دولة القانون "بعدم دس أنفها" في الشأن العراقي، بل وصل تعنيفها إلى حد قصف سفارة تركيا في بغداد (هل تقصف سفارة ايران لاحقا!؟)، كانت ردود الافعال على تصريحات سليماني أقل حدة والاكتفاء برفضها وعدم مقبوليتها!، ومهما يكن من أمر فإننا نشجع الكتل السياسية والنخب السياسية والثقافية والمنظمات والكتاب وكل وطني وغيور على مصالح العراق وأمنه القومي، والحكومة ممثلة برئيسها إلى الرد على سليماني وسواه بمثلما أبدى أسفه على التدخل التركي ورفضه تدخله، نطالب بمواقف أشد حزما من البرلمان والحكومة والكتل فعلى الاقل أنهم يثبتون للشارع العراقي وحدتهم واتفاقهم على رفض التدخل الخارجي سواء كان إقليميا أو دوليا.

Tarikharbi2@gmail.com
www.summereon.net
* يرجى مراجعة مقالنا السابق حول هذا الموضوع
شهرودي لاأهلا ولامرحبا بك في العراق!

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=285346
 ئِ

5
كلمات
-404-
طارق حربي
شهرودي لاأهلا ولامرحبا بك في العراق!


انشغل حزب الدعوة الحزب الحاكم في العراق، ومنذ رحيل مرجعه الديني محمد حسين فضل الله (شهر حزيران 2010)، بالبحث عن مرجع جديد، فوجد مبتغاه في (آية الله محمود الشاهرودي!) نجفي المولد إيراني الاصل، وأحد المع تلاميذ الشهيد الصدر الاول، ومن قيادات حزب الدعوة الذي اسسه الصدر سنة 1957، وحلقة الوصل بينه وبين الخميني في الثمانينيات من القرن الماضي، وحامل لواء أسلمة إيران بثورة ثقافية قوامها "سبعة مجلدات وعشرات المقالات الفقهية العصرية عن تطوير الحوزة وإعداد كوادر جديدة مؤمنة بنهج الثورة الإسلامية للحفاظ عليها من التسلل الغربي!"، وكان الشاهرودي أو الايراني الهجين كما يحب الاصلاحيون الايرانيون المشككون أن يعيروه وتم حذف الالف واللام من اسمه ليصبح (شهرودي) ، هرب إلى إيران بعد اشتداد الحملة البعثية ضد الشعب العراقي وقواه الوطنية والدينية مطلع الثمانينيات، وأصبح أحد أعضاء المؤسسة الدينية في إيران وعلى رأسها الولي الفقيه خامنه ئي، وبطبيعة الحال مقربا منه بل مرشحا لأن يكون وريثا له كلما غاب اسم الولي الفقيه لوعكة صحية او غيرها!، كتب باقر معين كاتب سيرة الخمينى مؤسس الجمهورية الإسلامية " إن شهرودى جزء من المؤسسة ومعترف به من قبل المؤسسة الدينية بشكل عام كشخص حصل على وضع المجتهد ويمكن أن يكون مصدراً للتقليد"
شهرودي إبن المؤسسة الدينية الايرانية والمقرب من الاجهزة الاستخباراتية ومزور انتخابات الرئيس أحمدي نجاد الاخيرة ، "تعامل بيد من حديد مع كل معارضى النظام الحالى في إيران وزج بقادتهم فى السجون وضرب بحقوق الإنسان عرض الحائط وعندما انتهت ولايته سلم الراية لآية الله صادق لاريجانى"، وتدرج في المناصب وكان أعلاها عضوا في مجلس تشخيص النظام الذي يترأسه الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني، ورئيس السلطة القضائية في ايران أعواما طويلة، وأسس وتزعم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق قبل أن يطيح به محمد باقر الحكيم.
ومع انسحاب قوات الاحتلال الامريكي من العراق نهاية 2011 بحسب الاتفاقية الامنية بين بغداد وواشنطن، وازدياد التدخل الايراني في الشأن العراقي، اختلفت أجنحة حزب الدعوة بين رفض وقبول المرجع الجديد، فجناح يدعم شهرودي منظرا للحزب ومرجعا دينيا، وبطبيعة الحال منفذا لاجندات إيرانية سياسية وهيمنة اقتصادية، وأوامر ونواهي بعد فراغ الساحة وهشاشة العملية السياسية، وقيام واشنطن ضمنيا بتسليم العراق على طبق من ذهب إلى طهران، دون أن تتمكن من ارساء قواعد الديمقراطية التي وعدت بها الشعب العراقي، كما لم تستطع حمايته من دول الجوار بعد تحطيم جيشه وبناه التحتية وفتحت مصاريعه على المجهول، وهذا التيار يدعمه الشيخ عبد الحليم الزهيري (عراب العلاقة بين بغداد ودمشق البعثية!) والنائب حسن السنيد ومعهم حزب الدعوة تنظيم العراق بزعامة المالكي، الذي يؤمه الشاهرودي في صلاة بحسب الصور المنشورة وما يتم تداوله من أخبار، ويطالبه بتنفيذ ماتأمره به طهران، في إطار من التخادم بينها وبين المالكي باعتبارها الداعم الآكبر بعد واشنطن له ولحزبه، للمزيد من التمزق والتدهور في العراق.
لكن الجناح الآخر للدعوة وهو جناح لندن ويمثله حيدر العبادي وحسين الشامي وقيادات أخرى، دعا صراحة إلى عدم تبني فكرة المرجع الجديد، لارتباطاته الايرانية المعروفة، مايعني تعزيز تبعية حزب الدعوة وموجهاته الايرانية، وفقدان جزء هام من قواعده ومؤيديه الذين ينتقدون الحزب على هذه التبعية، ويدعون إلى التحرر منها لتخليص سياسة الحزب من كل مايضع عليه وزر الاخفاقات السياسية والفشل في إدارة الحكم في العراق الجديد.
ولاشك أن العراق وهو يمر في مرحلة بناء الدولة وقيادة التحولات الديمقراطية واستحقاقاتها، لايحتاج إلى استيراد المزيد من العمائم فلدينا مايكفي منها ومن دروسها وفتاواها!، وكانوا اختلفوا حتى على هلال العيد وهم يقيمون في دربونة واحدة في مدينة النجف!، لكن العراق بأمس الحاجة إلى استيراد العلماء والاكاديميين والتدريسيين والاكفاء والكوادر، ولتكن نسبة منهم من جنسيات أجنبية لرفع اسم العراق عاليا في المحافل الدولية، مثل المدرب البرازيلي زيكو، الذي تعاقد معه العراق على تدريب المنتخب الوطني حتى سنة 2014 ، بعد قرار بعدم التجديد للالماني سيدكا، وهاهو زيكو يزف البشرى للعراقيين أجمعهم أكثر من السياسيين كافة، لما عرف عنهم من تشرذم وتفرق وتناحر، ويؤهل المنتخب  للمرحلة الرابعة من تصفيات قارة آسيا، المؤهلة لنهائيات كأس العالم القادمة في البرازيل عام 2014.
لاشك أنه غزو مراجع ايرانية، لسحب البساط من تحت أرجل مرجعية السيستاني ذات  التقليد الثابت في وجدان الكثير من مقلديه الشيعة الذي لا أتمناه لهم طبعا!!، بالاستناد إلى خزين استراتيجي ومعنوي وهي الاضرحة المقدسة، التي لاتملك منها ايران الكثير قياسا بكربلاء والنجف وسامراء وغيرها، مايعني أن مجىء شهرودي إلى النجف هي دعوة صريحة لنقل مبدأ ولاية الفقيه إليها، وثانيا تأكيد هيمنة مرجعية قم على مرجعية السيستاني، التي أبدت عدم ارتياحها من افتتاح مكتب للشهرودي قبل أسابيع في النجف، سيما بعد قيام المرجع الجديد بمنح طلبته مرتباً شهرياً يتراوح بين 250 ألف دينار و 400 ألف دينار، مما أثار امتعاض مكتب المرجع السيستاني، لكون مكتبه لا يمنح أكثر من مبلغ 100 ألف دينار لطلبة الحوزة.
ولايخفى أن عين طهران بقيت مفتوحة على مرجعية السيستاني لماتتميز به من ثقل محلي عراقي وعالمي، واستغلت طهران بدايات القطيعة بين السيستاني والسياسيين، بعد رفض المرجع ووكلائه استقبالهم احتجاجا على تفشي الفساد المالي والاداري في مفاصل الدولة، وعدم تلبيتهم الوعود التي قطعوها على أنفسهم خلال المواسم الانتخابية، وهنا تم زج اسم شهرودي تدريجيا وتهيئته للتدخل المباشر في رسم السياسة العراقية بما يخدم مصالح إيران.
وتشير التقارير الصحفية إلى أن " المالكي وسط سماحة الاصفي العالم المعتمد لدى حزب الدعوة الاسلامية سابقا ووكيل المرشد الايراني الاعلى علي خامنئي في النجف حاليا ، لإقناع السيستاني بإستقباله في يوم الغدير و لكن المرجع رفض وساطة الاصفي و دعاه الى ايصال رسالة واضحه للمالكي و هي انه " أصلح نفسك أولا و اسعى لإرضاء الله و الشعب العراقي المظلوم ونفذ وعودك للناس و سوف نلتقي بك برحابة ".
واضح أن إيران تستورد من العراق عمامة (مقتدى الصدر) وتصدر إليه عمامة (شاهرودي) بحسب ماتراه مناسبا لمصالحها، فبالنسبة للصدر ومرجعه المقيم في إيران كاظم الحائري ترى فيه وتياره أفضل رديف لسياستها، سواء في الضغط على حكومة المالكي لانتزاع المزيد من المكاسب السياسية، أو في توجيه التيار ضد الاحتلال الامريكي ليس حبا بالعراق وشعبه، بل مد أذرعها وترسيخ استراتيجياتها، لكن ورقة التيار لم تحترق بعد نظرا لما له من زخم في الشارع العراقي وقوة في السلطتين التشريعية والتنفيذية (برلمانيون / وزراء وغيرهم)، أما بالنسبة لشهرودي فمجيئه إلى النجف تعني إضعاف مرجعية السيستاني وتبيئة مبادىء الولي الفقيه فيها، والاستعداد لما قد يحدث من طارىء في حياة المرجع الاعلى، وهنا أدعو العراقيين المقلدين صراحة إلى عدم تقليد أي مرجع مهما علا شأنه ومن أين أتى، وعدم منح عقولهم اجازة واستخدام عقولهم وتحكيم ضميرهم سواء في بناء واعمار بلدهم العراق أو التمتع بالعيش الكريم مثل باقي بني البشر!!؟
الخلاصة أن حزب الدعوة الذي ملَّ  من حكمه العراقيون كثيرا وسوف ينقضي نحبه قريبا ولو بكثير من الخسائر وهدر الوقت كما أرى، استورد شهرودي بعد قطيعة مع السيستاني لعدم رضاه على الفساد الذي يديره بمهارة، كوادر الدعوة وبقية الاحزاب الدينية الفاسدة المشاركة في تدمير العراق ونهب ثرواته، ومااستيراد شهرودي إلا شرعنة على باب طائفي أوسع، وافتتاح مساحة أكبر من الفساد والتدهور وهيمنة طهران على العراق سياسيا واقتصاديا، ومحاربة النخب الوطنية واليسارية كتحصيل حاصل للاتفاق بين المراجع والميلشيات والاحزاب والحكومة، وحذاري من المرجع شهرودي وهو (أكثر رجال الصف الثانى نفوذاً وقرباً من المسيطرين على القرار فى إيران) فخلال توليه القضاء في ايران فقد الاخير استقلاليته وتم ترويع الشارع الايراني وزج الاصلاحيين في السجون وانتهكت حقوق الانسان في ايران على نطاق واسع وقتل صحفيون وكتاب وناشطون انترنيتيون وهو على استعداد لان يعيد الكرة في العراق ضد النخب اليسارية والمستقلين والوطنيين والشيوعيين، ولن يعيد شهرودي الهيبة للعراق كما يروج كاتب مدفوع الثمن لايران ولن يعمل على اسناد لحمته الوطنية لآن المجال الحيوي لعمله سيكون الحوزة وموجهاتها ووضعها في خدمة إيران الذي تربى في احضان سياستها وأصبح اداة طيعة لها، وذلك لايصب في مصلحة الشعب العراقي حاضرا ومستقبلا، وأرى أن على العراقيين أن يواجهوا هذه صفقة حزب الدعوة المشبوهة ويطردوا هذا المرجع المشبوه، وأن لايمنح المقلدون عقولهم إجازة طويلة وتسليم أمورهم الحياتية وثرواتهم ليد المراجع، من أين أتوا ومهما علا شأنهم، فالحياة لاتعاش إلا مرة واحدة وعلى المواطن العراقي أن يحكم عقله وضميره ويتمتع بحياته كما تطيب لها نفسه ويوقرها ولايدع أحدا يفكر له على الاطلاق.
Tarikharbi2@gmail.com
www.summereon.net
مقال سابق ذو صلة ..
نجاد..لاأهلا ولامرحبا بك في بغداد!
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=126102
حكاية مع الشاهرودي مرجع حزب الدعوة الجديد !
http://summereon.net/index.php?option=com_content&view=article&id=6140:2011-10-12-21-01-38&catid=53:2011-10-09-15-07-19&Itemid=108


            
العراق - عراقيات

الأربعاء, 12 تشرين1/أكتوير 2011 20:58
حكاية مع الشاهرودي مرجع حزب الدعوة الجديد !
تعليق طارق حربي
زار المرجع الديني محمود الشاهرودي مخيم رفحاء صيف 1991 صحبة المرحوم عبد العزيز الحكيم، فخرجنا إليهما نحن مجموعة من الكتاب والمثقفين والشعراء، إلى حيث ضرب خباء خارج المخيم وسط حضور سعودي لافت من عسكريين ومدنيين وكان الطقس معتدلا.
وبعدما تداولنا مع الضيفين أحوال العراق بعد انتكاسة انتفاضة آذار الخالدة، التي كادت ان تقضي على الطاغية ونظامه لولا عوامل داخلية واقليمية ودولية، وأوضاعنا المأساوية في المخيم، والضغط السعودي على اللاجئين (قتل تسفير بالقوة إلى المخفر الحدودي تعذيب تنكيل ...إلخ) على خلفية التباين المذهبي وأمور كثيرة غيرها، رجوت من الشاهرودي أن يقدم لي خدمة انسانية بعد نهاية اللقاء، بالبحث والسؤال عن مصير شقيقي حسين (19 سنة) الذي فقد خلال الحرب العراقية الايرانية (معركة طاهري 1982) ولم نعرف مصيره حتى اليوم!، وإن كان بالامكان الكتابة إليّ مشكورا على بريد المخيم المعروف حينذاك، حيث كنا نستلم من خلاله رسائل تأتينا من أرجاء العالم المختلفة بما فيها الجمهورية الاسلامية!،  فقال نعم ساقوم بذلك إن شاء الله وأرد لك جوابا وشكرته ثم ودعته والمرحوم الحكيم.
لكن الرجل لم يفي بوعده ولم يرسل لي جوابا حتى اليوم!؟
بالأمس رحل عن عالمنا المرحوم محمد حسين فضل الله المرشد الروحي لحزب الدعوة، وحل محله مرجعية الشاهرودي (بالتوازي والتزاحم مع مرجعية السيستاني!) لتكتمل السيطرة الروحية والزمنية على العراقيين من خلال الحزب الحاكم حزب الدعوة!، الذي لاعراقي له يرشده إلى طريق الصواب بعدما طغى وقتل المعارضين ونهب ثروات العراق وسلم البلاد ليد طهران وواشنطن، وسيفتتح مكتب المرجع الرسمي يوم غد في النجف وسط إحتفال سيحضره عدد من وجهاء و شخصيات الحوزة العلمية في العراق، لكن المرجع السيستاني يرفض استقبال المرجع الجديد على خلفية صراع المراجع الدينية الذي سينعكس سلبا على أداء الحكومة وحياة الشعب العراقي!

المرجعية العليا في النجف لاتحبذ تصدي الشاهرودي للمرجعية في النجف
السيد محمود الشاهرودي مرجع حزب الدعوة سيفتتح غدا مكتبه الرسمي في النجف و السيد السيستاني يمتنع عن لقائه
مصادر مطلعة من النجف الأشرف ذكرت لوكالة أنباء شط العرب بأن السيد محمود الشاهرودي رئيس لجنة حل الخلافات بين القوى الثلاثة في إيران و مرجع حزب الدعوة الجديد سيفتتح مكتبه الرسمي يوم غد وسط إحتفال سيحضره عدد من وجهاء و شخصيات الحوزة العلمية في العراق .
وذكرت المصادر ان السيد محمود الخطيب صهر الشاهرودي ومدير مكتبه في إيران وصل الى النجف لغرض إفتتاح المكتب رسميا.
وقالت المصادر انه كان من المفترض حضور الشاهرودي بنفسه لإفتتاح المكتب في مدينة النجف ولكن إمتناع السيد السيستاني من إستقباله و حصوله على معلومات تؤكد على عدم تأييد المرجعية العليا لتصديه للمرجعية حالت دون سفره الى العراق رغم وجود معلومات عن تحضيرات واسعة كان من المفترض أن تجرى له عند وصوله للنجف .
وأضافت المصادر ان الشاهرودي منذ أشهر فاتح حزب الدعوة الإسلامية التي تبنت مرجعيته عقب وفاة السيد محمد حسين فضل الله مرجعها السابق ، فاتحها من أجل تقديم تسهيلات له لغرض إفتتاح مكتب رسمي و التصدي للمرجعية في العراق وبالفعل حصل على هذه التسهيلات بأمر من رئيس الوزراء العراقي .
وقالت المصادر ان المرجعية العليا في النجف لاتحبذ تصدي الشاهرودي للمرجعية في النجف حيث ان تصديه وهو صاحب منصب رسمي سياسي في ايران يخالف أعراف الحوزة التي تؤكد على إستقلاليتها من أي جهة حكومية و سياسية .وتعتقد ان مشروع مرجعية الشاهرودي مشروع حكومي ايراني والمطلوب منه إضعاف حوزة النجف وملء الفراغ فيها في حال حصول أي طارئ لأي من مراجع النجف .
ومن جهة أخرى ذكرت المصادر ان تبني حزب الدعوة لمرجعية الشاهرودي جاء في سياق الدعم الإيراني المفتوح للحزب الحاكم و إيجاد مرجعية موازية لمرجعية السيستاني الذي إمتنع منذ أشهر من إستقبال أي وفد حكومي و حزبي ، و يقوم ممثليه إسبوعيا بتوجيه إنتقادات حادة و عنيفة إتجاه الحكومه و منهجها السياسي و الخدمي .






6
كلمات
-403-
طارق حربي
السنيد وبيع الوزارات العراقية!!


بشرنا رئيس لجنة الامن والدفاع البرلمانية النائب حسن السنيد (دولة القانون) عن تشكيل لجنة تحقيق في تواطؤ محتمل بين جبهة التوافق من جهة، وتجار عراقيين من جهة ثانية، لبيع منصب وزير الدفاع بملايين الدولارات!!

اللجنة انبثقت بعد تصريح القيادي في الجبهة سلام الزوبعي، مؤكدا على تعاون وثيق الصلة بين تنظيم القاعدة والجبهة، في عراق بيع الوزارت والضمائر بين الكتل المتغانمة عى سرقة وتدمير الوطن ومستقبله، وبيعه سكراب لمن يدفع اكثر، سواء فيما بينها أو إلى دول اقليمية مثل بيع المواقف السياسية والاعلامية وغيرها.

السنيد الذي لانعلم كيف حصل عى أصوات في الانتخابات التشريعية الاخيرة وفاز بمقعد في البرمان نائبا عن ذي قار، ونطاب بتشكيل لجنة لبيان مدى صحة ذلك!!، لايتأخر أعضاء في كتلته عن بيع بقية العراق لإيران مقابل البقاء في الحكم، هذا السنيد استيقظ مؤخرا على ايقاع طبول الفساد المدوية الماكية العاوية الحكيمية الكردية ولاأوفر أحدا في المشهد السياسي، وقد وصلت إلى سدة الحكم فهو لايهمه سواء بيع العراق أو احترق!، لايهمه الفساد مهما نخر في جسد الدولة العراقية والحكومة الذي يعتبر شخصيا أحد أهم منظريها، وساعد الفاشل نوري الماكي في قيادة دفتها، إنها حكومة لاتعرف كوعها من بوعها، وأراها مأخوذة من اطرافها الاقليمية بالعناوين الطائفية، ومضروب بقراراتها عرض الحائط في الدستور الطائفي، الذي بدأت الغامه تتفجر في اطلاق سراح الفيدرايات بعد وجبة اجتثاث طالت البعثيين في جامعة تكريت مؤخرا.

لاأحد في العراق لايدرك آليات اللعبة السياسية وعمق الارتباط بين أحزابها وميليشياتها، بما انضم إليها من شرور القاعدة المتحالفة مع البعثيين وغذاها الفساد المالي والاداري، وما تدهور الملف الامني بحسبما تمليه ضرورة عدم استقرار العراق لصالح المهيمن الاقليمي في الشأن الداخلي، إلا مؤشر خطير على بيع الوزرات الامنية، حيث لم تستطع الحكومة الغارقة حتى أذنيها في ملفات الفساد، أن تحزم أمرها وتدفع به عن شعبها وتحميه من الهجمات الوحشية والابادة الجماعية، وأكاد أجزم أن بيع وزارة الدفاع الذي لم يظهر إلى العلن لولا صراع الاجنحة في الجبهة تفجر بتصريح الزوبعي، ليس هو الوحيد دليلا على عمق الفساد  الضارب بين المافيات السياسية، بل يشار إلى بيع وزارة الكهرباء وذكرت في مقال سابق أنها أغلى وزارة في العالم وسعرها مليارا دولار أمريكي (ميزانية الوزارة)!

في الحقيقة التي يعلمها السنيد ومن لف لفه وابتلى بهم العراق الجديد، أن هناك بورصة وسوق سرية لبيع وشراء الوزارات وحتى السفارات الكردية، تقوم بها حيتان الكتل الكبيرة وشخصيات نافذة في السياسة العراقية شيعية سنية كردية.

فالمافيات المقربة من رؤساء الكتل قسمت الوزارات إلى مربحة وغير مربحة، ومربحة جدا وأخرى مربحة بصورة اعتيادية وأخرى "مابيها خبزه" وغيرها من التسميات التي تعارفت عيها مافيات احزاب.


ويعلم السنيد جيدا أنه بعد كل انتخابات وتشكيل وزارات تنعقد صفقات بيع وشراء الوزارات، التي أثبتت الاحداث أن أغلاها هي الوزارات الامنية "الدفاع والداخلية"، ويرجح بعض النواب وصول قيمة الدفاع إلى خمسة ملايين دولار، فقد [بلغ سعر وزارات الإسكان والنقل والصحة والبلديات بين "3,5" إلى "4" ملايين دولار، نظراً للعقود والمناقصات التي تنطوي عليها؟!! بحسب تصريح النائبة عن القائمة العراقية "وحدة الجميلي" نهاية سنة 2010]

الوزرات اتي يجب أن تسند عى أساس المهنية والكفاءة لا المحاصصة الحزبية والعشائرية والفئوية، ويردد بها قسم الوفاء والامانة وحفظ المال العام وتوفير الخدمات وخدمة المواطنين وغيرها، أسندت في العراق الجديد إلى الكثير من الفاسدين وغير المؤهلين لحملها، ولاحل في الأفق إلا بوقفة الشعب العراقي ضد حكومة المحاصصة الطائفية والقومية وإزاحتها بالوسائل السلمية وتشكيل حكومة جديدة نزيهة، حتى لانفاجأ بسنيد جديد يتأسف ويشكل لجانا كاذبة مثل سابقاتها لذر الرماد في عيون الشعب العراقي.
11/11/2011


Tarikharbi2@mail.com
www.summereon.net





7
كلمات
 -402-
طارق حربي
الناصرية : تركوا حرامية المليارات وركضوا على الشرطي أبو الواشرات !!


فاسد لكن قليل الحظ أحد شرطة المرور في مدينة الناصرية، الذي سددت عليه الأحزاب الاسلامية المافيوية، وحركت عليه مفرزة خاصة من مكتب المفتش العام، القت القبض عليه متلبسا بالرشوة وابتزاز المواطنين، وأحيل ملفه إلى قاضي التحقيق فقرر توقيفه، وفق المادة 307 من قانون العقوبات العراقي .

فاسد واحد من أرومة الفاسدين من الشرطة، المعروفين بابتزاز المواطنين على امتداد تأريخ الدولة العراقية، قطاع عرف بالرشاوى (ليس كله طبعا) وأطلق الشعب العراقي على الشرطي "أبو الواشرات" ، وأصبح المصطلح متداولا في الثقافة الشفاهية والسخرية من حامي الشعب وموطد أركان الامن والأمان.
وعدا بعض الموظفين الصغار هنا وهناك في دوائر الدلوة، لم نلحظ يوما أن مكتب المفتش العام حفظه الله ورعاهن شكل في يوم من الأيام مفرزة لمن سرق المليارات في الحكومة المحلية، وتابع آليات الفساد والسمسرة بين المسؤولين في الحكومة وأولاد عمومتهم وحماياتهم وسواقهم من جهة، والمقاولين ومن ينوب عنهم من العملاء الوسطيين وصغار الموظفين وكبارهم اصحاب الحل والربط، وضرب على أيديهم جميعا تطبيقا للقانون وحفاظا على المال العام، لم يسيّر المفتش العام دوريات ومفارز للاطلاع عن حجم الرشوة والقومسيونات بين الأحزاب الايرانية الممثلة في مجلس لملوم ذي قار، والفاسدين في الشركات العاملة في قطاع إعادة الاعمار، ومن يستورد الدواء الفاسد والأطعمة منهية الصلاحية السبب الأول في انتشار أمراض السرطان وغيرها، وليت حظ الشرطي الفاسد الذي أدين فعلته النكراء جملة وتفصيلا، مثل حظ بقية الفاسدين الذين كلما صرحوا للاعلام قالوا بأن مكافحة الفساد من أولويات الحكومة المحلية، وما ذلك إلا لذر الرماد في عيون أهالي الناصرية لأن الفساد اصبح آخر قضية يسعى إلى مكافحتها مجلس، لم يعرف من إدارة المحافظة سوى العلاقات العاطفية والمشبوهة بين أعضائه وفي أروقته الفاسدة، فيما رئيسه مشغول بالسفريات وإدارة مقاولاته وشركاته وبنزينخانته وغيرها، موجها اللوم والتقريع إلى البرلمان ماأن لوح بمشروع قانون تخفيض عدد اعضاء مجالس المحافظات إلى النصف، وحرمانهم من الحقوق التقاعدية إلى يوم يبعثون هم وعوائلهم، ليظلوا ملوكا متوجين على محافظة ترزح تحت مستوى الفقر ويعشعش الفساد في كل مفاصلها!

شرطي "راح يروح جلده للدباغ" لأنه أخذ رشوة ويطلعون الواشرات من عيونه، وسيكون كبش فداء للفاسدين الكبار تسعد الأحزاب وتشفي صدور قوم مؤمنين!!

سمكة صغيرة فاسدة سيئة الحظ قبض عليها متلبسة، فيما أفلتت الحيتان الكبيرة وسط مياه الفساد الراكدة في الناصرية.. ولكن إلى حين!


27/10/2011
tarikharbi2@gmail.com
www.summereon.net



8

كلمات
 -401 -
طارق حربي
رئيس مجلس لملوم ذي قار وحقوقه التقاعدية!

اثارت لجنة المحافظات والأقاليم البرلمانية قبل فترة، قضية تعديل عدد من القوانين الهادفة، إلى تقليص عدد أعضاء مجالس المحافظات والأقضية والنواحي إلى النصف تقريبا، وحرمانهم من الرواتب التقاعدية، ومنح المزيد من الصلاحيات إلى المحافظين ومجالس المحافظات، وتنظيم العلاقة بين المحافظات والحكومة الاتحادية سعيا إلى تعديل القانون رقم 21 لسنة 2008، وأعتقد انه بحاجة إلى تعديل فعلا، إذا ماعلمنا أن مجالس المحافظات التي انبثقت وفق أمر سلطة الإئتلاف 71 ومازال ساري المفعول، بحاجة إلى إعادة نظر لتنظيم عمل الحكومات المحلية اللامركزي، الذي كان من تداعيات التغيير الذي شمل نظام الحكم والإدارة في العراق.

وإذا كان أحد اسباب تشكيل مجالس المحافظات هو للافلات من السلطة المركزية، بعد عهد شمولي مركزي استمر لعشرات السنين، فإن تلك المجالس التي هي في الحقيقة سياسية وواجهة إئتلاف وتغانم أحزاب دينية أكثر منها عمرانية أو إدارية، أصبحت عبئا على الخزينة العامة بكثرة صرفياتها وحماياتها وسياراتها وسفرياتها إلى خارج العراق، وغير ذلك كثير في حسابات الفساد المالي والاداري.

وفي إطار نظام الإدارة المحلية المستند إلى التحاصص الحزبي والطائفي ماأدى إلى شيوع الفساد في كل أركانه، تأتي مطالبة رئيس مجلس لملوم ذي قار قصي العبادي اليوم، مجلس النواب الغارق حتى اذنيه بالفساد هو الآخر بـ "إلغاء مستحقاته التقاعدية قبل الحديث عن إلغاء المستحقات التقاعدية لبقية المؤسسات الأخرى" معللا ذلك بقوله " إن دعوة بعض البرلمانيين لإلغاء المستحقات التقاعدية لأعضاء المجالس المحلية، سببها الانعكاسات النفسية للعلاقات الشخصية السيئة بين أولئك النواب وأعضاء المجالس" ، وكأن العلاقة بين أعضاء مجلس ذي قار أنفسهم الممثلين لأحزابهم الدينية المتخلفة، هي (دهن ودبس) وليس كراهية وضغائن وأطماعا وإحن وتصيد عثرات!، ماانعكس على اداء المجلس ليصبح هشا منقسم الرأي على كيفية إدارة المحافظة، نظرا لاستناده إلى مرجعيات دينية واجتهادات وضعف خبرة وفساد ضارب أطنابه في كل زوايا مجلس اللملوم، ورئيس يخاطب برلمان الهنا والسعادة في بغداد المنشغل هو الآخر بامتيازات أعضائه وحجّهم وسفرياتهم، ودونهم شعب يعاني من تدهور الخدمات وصعود مؤشر الفساد إلى أعلى مستوياته، أي بمعنى فاسدون محليون يردون فاسدين برلمانيين عن مد أيديهم إلى مستحقاتهم المنهوبة بقوانين قره قوشية، تعمل على النهب المستمر والمنظم بمناسبة وغير مناسبة لثروات العراق!
ويصل رئيس مجلس لملوم ذي قار إلى قمة غضبه معيرا الفاسدين في مجلس النواب بقوله في شبكة أخبار الناصرية الطائفية (واجهة حزب الدعوة وتحصل على تمويل هائل منه والحكومة والمجلس لقاء تلميع صورته السوداء) التي منعت أهالي ذي قار والعراق من التعليق على الخبر " إذا كان إلغاء المستحقات يأتي بمصلحة عامة للبلاد فمن الأولى أن يتم إلغاء مستحقات أعضاء مجلس النواب كذلك، أسوة ببقية المؤسسات المزمع إلغاء مستحقاتها ، لا أن يكون العمل وفق الانتقائية والمحسوبية" ورئيس اللملوم يعير البرلمانيين بالمحسوبية والمنسوبية والانتقائية، ولايفضحها في إدارة محافظة بلغ تعدادها أكثر من مليون ونصف المليون مواطن، فهنالك محسوبية ومنسوبية في معظم دوائر ذي قار، وهاهي مفوضية النزاهة العامة تعلن أنها الأولى على دوائر المحافظات وللسنة الثالثة على التوالي في الفساد المالي والإداري، فماذا فعل رئيس اللملوم لمكافحة هذه الظاهرة التي يعير بها الآخرين فيما هي تنخر في جسد الحكومة المحلية!!؟، أليس الأولى وبدلا من تعيير البرلمانيين توفير فرص عمل للعاطلين وتأهيل عشرات الآلاف منهم، والاشراف على  التعيينات التي أصبحت خاضعة للمحاصصة الحزبية والفئوية والشخصية، ومتابعة شؤون المواطنين الضائعين في المقاهي والشوارع بحثا عن فرصة عمل في الناصرية التي تنكب على إدارتها من لارحمة في قلوبهم ولا ضمير حي ..


ويمن رئيس مجلس اللملوم على أهالي محافظة ذي قار بقوله "إن أعضاء المجالس هم من يستمعون في الشارع إلى طلبات المتظاهرين الغاضبين، وهم من ضحوا بأعمارهم نتيجة الهجمات الإرهابية التي استهدفتهم ومقار مجالسهم دون غيرهم" مطالبا بتعويض مالي مجزي عن عمله !!، يعني في كل مرة يخرج فيها الرئيس إلى المتظاهرين اليائسين معدومي الأمل في بلاد الخيرات الوفيرة، ويستمع إلى شكاواهم بخصوص الكهرباء والماء والمجاري وبقية الخدمات، يطالب البرلمان بـ "بدل خطورة" من المتظاهرين!؟، فلماذا تنكبت المسؤولية سيادة الرئيس ورشحت إلى الانتخابات المحلية وفزت إذا كنت خائفا من أهالي الناصرية عاجزا عن تلبية مطاليبهم المشروعة!؟، التي قَصرتَ أنت وأعضاء مجلسك عن تلبيتها!!؟، لينشغل البعض من الأعضاء بالعلاقات العاطفية فيما بينهم (فضحناها قبل حوالي شهرين في موقع سومريون.نت!)، أوليس الاستماع إلى شكاوى المواطنين وتلبية مطاليبهم المشروعة باعتبار ان المجلس جهة رقابية هو من صميم عملك الاداري والرقابي!؟
ويصل رئيس مجلس اللملوم في نهاية انتفاضته اليوم إلى تعيير البرلمانيين المطالبين بإلغاء المستحقات التقاعدية لمجالس المحافظات ، "إلى النظر بإلغاء مستحقاتهم التقاعدية قبل غيرهم علما إن موازنة مستحقاتهم اكبر بكثير من موازنة مستحقات غيرهم ، مؤكدا إن الأمر "لا يتعدى كونه دعاية انتخابية لا أكثر" وهذه أم المهازل فعلا فكلما ضغط البرلمان وهدد بتقليص أعضاء مجالس المحافظات قالوا دعاية انتخابية!، ونجد مثل ذلك في ردود زعماء الكتل على بعضهم البعض في إدارة عمليات الفساد المافيوية المشتبكة مع حكم العراق وإدارته!

لم يرتفع صوت رئيس مجلس اللملوم الذي بدد الكثير من المال العام على سفرياته إلى خارج العراق، مطالبا بحقوق المسحوقين والفقراء من أبناء ذي قار، لم ينتفض من أجل استحصال حقوق ناخبيه من الحكومة المركزية والميزانية العامة باعتباره رئيس إدارة أي رقابة وإشراف، بل إنه لم يعد مستحقات أطفال منطقة الإدارة المحلية في الناصرية، بعد استيلائه وأعضاء مجلسه على مدرستهم النموذجية وجعلها مقرا للمجلس، لكنه انتفض على من هدد بسحب امتيازاته الشخصية وحقوقه التقاعدية فهل مثل هذا يستحق أن يكون رئيسا على مجلس محافظة ذي قار !

إن الرئيس والأعضاء وهم في عمر الشباب خدم للمواطنين الذين رفعوهم بأصواتهم في الانتخابات ومسؤولون أمام القضاء عن كل صغيرة وكبيرة في ذي قار، وإني أدعو إلى محاسبتهم بعد انقضاء فترتهم وكانوا عاطلين عن العمل قبل انضمامهم إلى الأحزاب الدينية ليتبوأوا أرقى المناصب ويتنعموا بالمال العام دون تقديم الكثير للمحافظة وابنائها، ومامطالبة رئيس اللملوم بالحقوق التقاعدية إلا لديمومة الامتيازات لهم وعوائلهم وعليهم جميعا أن يعودوا إلى وظائفهم مواطنين عاديين أو إلى السجن لما اقترفته أيديهم من فساد أو المساعدة عليه وتمريره في دوائر المحافظة خلال فترة ادارتهم لها لاالمطالبة بالحقوق والامتيازات.


25/10/2011
tarikharbi@gmail.com
www.summereon.net


9
كلمات
-400-
طارق حربي
حملة ايمانية طلفاحية لإمام جمعة الناصرية!

لايتوب محمد مهدي الناصري (إمام جمعة الناصرية)، من ترديد الاسطوانة المشروخة كل مرة حول حماية أعراض الناس، الوتر الحساس الذي يقف له شعر رأس أهالي الناصرية الكرام، ويضرب عليه في خطبه المتعددة، على ماتبقى من مريديه وهم بالعشرات، بعدما كانوا آلافا قبل سنوات لكن انفض السامر، وقد لمس الكثير من المريدين المحسوبية والمنسوبية، والفساد الذي شمل به مجلس ذي قار مولانا وأبوه ومن والاهما في حكم الناصرية بعد 2003!

فوسط مستنقع الفساد الذي وصل إلى حد ركبتي رجال الدين والسياسة، الممهورين من واشنطن وطهران بختم البقاء وقتل المعارضين، ترويعهم وضربهم بالكيبلات رجالا ونساء (قتل هادي المهدي بكاتم الصوت قبل اكثر من شهر، وضربت الناشطة آية اللامي بالكيبلات وهددت بالاغتصاب الجماعي قبل جمعتين!) ونهب المال العام وتدهور الملف الأمني، والتخبط والتشرذم والانقسام في كل الميادين والمواقف، وعدم التوافق على وضع برنامج وطني لانقاذ الملايين من الجياع والمشردين والأرامل واليتامى وسكنة الجينكو والكرتون، يخرج علينا مولانا داعيا (الأجهزة الأمنية في المحافظة إلى تفعيل شرطة الآداب، لحماية أعراض الناس والحفاظ على الآداب العامة في مجتمعاتنا) وشرطة ذي قار إلى " تفعيل قضية شرطة الآداب وتسيير دوريات من الشرطة الثقات، في شوارع الناصرية وأسواقها" !!

إنه يطلب تفعيل قوانين الحاج خير الله طلفاح أواسط السبعينيات من القرن الماضي، بضرب الشباب في شوارع الناصرية وكنت منهم حينذاك، وقمعهم بدوريات الشرطة وتعميق الإحن والكراهية بين الشرطة والمواطنين والتأريخ يعيد نفسه على شكل مهزلة!

إن حماية أعراض الناس في الناصرية وأنا أشدد عليها بلاتردد، لايتم بإضعاف الدولة وتقوية الأحزاب الدينية عليها، التي يحلو لك ولأبيك ان تكون لكما الكلمة الفصل في تعيينات الموظفين على سبيل المثال لاالحصر، وسلطة كهنوتية على مجمع اللملوم والفاسدين في مجلس ذي قار، بل تقوية سلطة القانون الذي يبدأ بمحاسبة الفاسدين والمفسدين في الحكومة المحلية، وفي طليعتهم ممثلو حزبك القمعي الرجعي الفاسد، حزب الدعوة وبقية الرهط المؤمن بالدولار حتى اليوم الآخر!

من يريد حماية أهالي الناصرية من ناهشي الأعراض وتسقيط الناس، وهي عادة سيئة لاتخفى جذورها الاجتماعية أكرهها وأنتقدها جملة وتفصيلا، عليه أن لايسير الشرطة الثقات!، فلا ضابط دمج يمكن الوثوق به ولا من تعين بالدولار بعلم منكم ومن حاشيتكم!، فمثل هؤلاء الضباط والشرطة لايمكن الوثوق بهم وأوضح دليل هو العمليات الارهابية التي تأكل من جرف الحكومة يوميا، وتثبت الوقائع والأيام أن شرطتك الثقات مخترقون من كل الجهات فلاخير يرجى منهم!

إن تربية المجتمع على عادات قويمة وتقاليد صحيحة لاتتم وفق منظور ديني ضيق مخصوص بك لتمسك الخيوط كلها، وتكون لك من خلالها السيطرة الكاملة على حياة مواطنينا، بل تبدأ من رياض الأطفال وتعليمهم على احترام القانون والنظام، وتشريع القوانين المحلية الملزمة، وبناء المدارس ودعم التعليم والاهتمام بالتنشئة الاجتماعية، وإطلاق حرية الصحافة لا دعم وتمويل الاعلام الطائفي في الناصرية لغرض تنفيذ الأجندات الطائفية ناهيك بمنع التدفق الحر للأخبار في عهد الديمقراطية الوليدة، وحث جامعة ذي قار على بذل المزيد من الجهود لتشجيع البحوث السوسيولوجية لمجتمع كثرت أمراضه وعظمت مفاسده .

وقولك " إن الكثير من الدول الغربية لا توجد فيها مثل هذه التجاوزات على حرية النساء" فلأن هنالك دول وحكومات في الغرب، تمكنت من فصل الدين عن الدولة بعد الثورة الفرنسية (1789 - 1799) ، وتم على مراحل إلغاء الملكية المطلقة، والامتيازات الإقطاعية للطبقة الارستقراطية، والنفوذ الديني الكاثوليكي، وتراكمت لدى مؤسساتها الخبرات الإدارية، واحترمت إرادة مواطنيها، ووزعت عليهم ثروات البلاد بالتساوي، واهتمت بالتعليم والعدالة والمساواة والصحافة، وشرعت القوانين الملزمة لتطور الحياة وغيرها، وساسة الدول الغربية ليسوا مثل كوادر حزبك الدعوة الذين (أكلوا مال الله ومال عباده!!)!

ثم أن هنالك مفهوم عظيم مولانا اسمه الحرية وشرطها الانساني، الذي يكفل آدمية الانسان وشعوره بالانسجام التام مع نفسه ومجتمعه ونظامه، وهو مالاتعترفون به إلا من خلال منظور الدين، وهو براء من المتنطعين به والمرائين على طريق الكسب الحرام.

حملة طلفاحية جديدة سيئة الصيت يفهم رسالتها أبناء الناصرية لاأتمناها لك ولا لغيرك، بل تمنيت مكافحة الفساد بقيادتك بما لك من وجاهة دينية وسلطة رقابة برلمانية، سيما وأن مفوضية النزاهة وضعت دوائر حكومة ذي قار المحلية وللسنة الثالثة، على رأس قائمة المحافظات الأكثر فسادا!؟
 فأين هذا من ذاك يامولانا الله يرضى عليك!؟

14/10/2011
tarikharbi2@gmail.com

 

10
كلمات
- 399 -
طارق حربي
العراق .. إبادة جماعية وحكومة وبرلمان فاشلان!

تصاعدت حدة العمليات الارهابية في العراق منذ شهر آذار الماضي، وأودت بحياة المئات من المواطنين الأبرياء، وكان آخرها ماوقع يوم أمس الأربعاء، حيث هزت سلسلة تفجيرات مناطق متفرقة من بغداد، بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة، مستهدفة مراكز للشرطة، وأسفرت عن مقتل وإصابة 69 مواطنا، الملاحظ أنه كلما تصاعدت موجة عنف جديدة، يحلو للمسؤولين تعليق فشلهم الذريع في حكم البلد وتدهور الملف الأمني فيه، إما على الكتل الآخرى أو البعثيين أو الدول الاقليمية أو الولايات المتحدة أو غيرها.

فهاهي لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب تحمل "رئاسة الجمهورية والكتل السياسية وقائد شرطة بغداد مسؤوليتها"، وطالبت "القائد العام للقوات المسلحة بإجراء تغييرات واسعة في الملف الأمني" هنالك كتل سياسية تدعي أن العملية الارهابية الأخيرة، تأتي للضغط على الحكومة لإبقاء المدربين الأمريكيين، وغير ذلك من أعذار الفاشلين التي مل منها العراقيون.

لقد وضع الارهاب حكومة المالكي وحزبه الفاسد الرجعي القمعي، المشغول بالاحتفاء بمرجعه الجديد الإيراني محمود الشارودي وفتح مكتب له في النجف (1) ، في زاوية حرجة ومعها مجلس النواب، المنشغل هو الآخر بموسم الحج لهذا العام، دون حياة الناخبين والاطمئنان إلى أمنهم ومعيشهم ومستقبلهم، حيث سيغادر أكثر من 100 برلماني لأداء مناسك الحج هذا العام، فيما ناخبوهم بما فيهم ضباط الأمن وعناصره، يذبحون في شوارع العاصمة وقرب مراكز الشرطة، وليس هنالك لدى المسؤولين من غيرة على شعبهم، وقرارات واضحة تمنع المزيد من التدهور سوى بيانات الشجب والادانة، مايعني أن السلطتين التشريعية والتنفيذية ضعيفتان وغير مؤهلتين لحكم العراق!

إن الحاكم لايدين أحداثا إرهابية أو تهدد الأمن القومي لبلده، بل يتصدى لها بروح المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقه، ويطالب البرلمان بإصدار تشريعات قانونية وينفذها لحقن دماء شعبه، فها هو قصي السهيل نائب رئيس مجلس النواب يحاول تصريف فشله أمام مشاهد الإبادة الجماعية بالعراقيين، مرجحا تصاعد العمليات الارهابية بمناسبة " قرب موعد انسحاب القوات الأميركية من البلاد!"، ولو أكرمنا السهيل بسكوته وعمل على اصدار قوانين وتشريعات (باعتباره الرجل الثاني في مجلس النواب) لمكافحة الارهاب، لكان أفضل من مطالبته الأجهزة الأمنية بمضاعفة الجهود، وتنفيذ عمليات استباقية لمنع المسلحين من تنفيذ أجنداتهم "المشبوهة" ،بحسب بيان أصدره مكتبه اليوم الخميس، داعياً القوات الأمنية وبطريقة مضحكة إلى "اتخاذ الحيطة والحذر من المخططات التي يحاول أعداء العراق تنفيذها" !!

لم أسمع عن حاكم يدعو القوات الأمنية إلى اتخاذ الحيطة والحذر، أو القيام بمراجعة شاملة للخطط الأمنية، والقيام بعمليات استباقية وما إلى ذلك، مما يعد في صميم عمل الأجهزة الأمنية وتقديراتها لحفظ الأمن القومي في العراق، بل بالعكس فإن القوات الأمنية هي التي تنصح الحاكم بأخذ الحيطة والحذر، خوفا على حياته في حالات الطوارىء، كما فعلت الأجهزة هنا في النرويج، إثر العملية الارهابية الجبانة التي وقعت في 22 تموز الماضي وراح ضحيتها 76 شابة وشابا، حيث نصحت الشرطة رئيس الوزراء النرويجي (jens stoltenberg) بعدم التحرك هنا وهناك وكشف موقعه أمام الناس، خوفا على حياته من ارتدادات العملية الارهابية!

ولاعجب أن لاتأخذ الأجهزة الأمنية في العراق، وهي مخترقة بالطائفيين والبعثيين وضباط الدمج ومن تعين بالدولار والمحسوبية والمنسوبية وغيرها، الحيطة والحذر لحماية الشعب العراقي، وفي كل مرة يطلع علينا معلم الحساب قاسم عطا (المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد) ليحسب لنا عدد الشهداء الذين يقعون خلال العمليات الارهابية!، هو الآخر يدين ويشجب ولاحول له ولا قوة!، مصرفا فشله أمام الفضائيات قائلا إن "تفجيرات يوم أمس محاولة لإثبات وجود القاعدة وتشكيكا بقدرات القوات الأمنية!!"، مؤنبا السياسيين ناصحهم بعدم الاسراع وإلقاء التصريحات، قبل الاطلاع على مسرح العمليات والتحصينات الأمنية!!، وكأن الارهاب استهدف مناطق صحراوية أو أرضا بلا بشر وليس مراكز الشرطة في العاصمة!

باختصار لن تتوقف العمليات الارهابية وستزهق مع شديد الأسف المئات وربما الآلاف من الأرواح البريئة، ولن يتردد المسؤولون الفاشلون في كل مرة، من تصريف فشلهم بخلق الأعذار الواهية وإلقاء اللوم على بعضهم البعض، أو عوامل داخلية وخارجية، ولاحل أمام الشعب العراقي إلا بإطاحة المالكي وحكومته الفاشلة والفاسدة، وتقديمهم جميعا إلى محكمة عادلة للسؤال عن سنوات تخلف العراق، وتدهور سياسته الخارجية، وضعفه وهوانه، ونهب الثروات فيه، والإبادة الجماعية بالشعب العراقي.
13/10/2011
tarikharbi2@gmail.com
(1) زار المرجع الديني محمود الشاهرودي مخيم رفحاء صيف 1991 صحبة المرحوم عبد العزيز الحكيم، فخرجنا إليهما نحن مجموعة من الكتاب والمثقفين والشعراء، إلى حيث ضرب خباء خارج المخيم وسط حضور سعودي لافت من عسكريين ومدنيين وكان الطقس معتدلا.
وبعدما تداولنا مع الضيفين أحوال العراق بعد انتكاسة انتفاضة آذار الخالدة، التي كادت ان تقضي على الطاغية ونظامه لولا عوامل داخلية واقليمية ودولية، وأوضاعنا المأساوية في المخيم، والضغط السعودي على اللاجئين (قتل تسفير بالقوة إلى المخفر الحدودي تعذيب تنكيل ...إلخ) على خلفية التباين المذهبي وأمور كثيرة غيرها، رجوت من الشاهرودي أن يقدم لي خدمة انسانية بعد نهاية اللقاء، بالبحث والسؤال عن مصير شقيقي حسين (19 سنة) الذي فقد خلال الحرب العراقية الايرانية (معركة طاهري 1982) ولم نعرف مصيره حتى اليوم!، وإن كان بالامكان الكتابة إليّ مشكورا على بريد المخيم المعروف حينذاك، حيث كنا نستلم من خلاله رسائل تأتينا من أرجاء العالم المختلفة بما فيها الجمهورية الاسلامية!،  فقال نعم ساقوم بذلك إن شاء الله وأرد لك جوابا وشكرته ثم ودعته والمرحوم الحكيم.
لكن الرجل لم يفي بوعده ولم يرسل لي جوابا حتى اليوم!؟
بالأمس رحل عن عالمنا المرحوم محمد حسين فضل الله المرشد الروحي لحزب الدعوة، وحل محله مرجعية الشاهرودي (بالتوازي والتزاحم مع مرجعية السيستاني!) لتكتمل السيطرة الروحية والزمنية على العراقيين من خلال حزب الدعوة الحاكم!، الذي لاعراقي له يرشده إلى طريق الصواب بعدما طغى وقتل المعارضين ونهب ثروات العراق وسلم البلاد ليد طهران وواشنطن، وسيفتتح مكتب المرجع الرسمي اليوم الخميس في النجف، وسط إحتفال سيحضره عدد من وجهاء و شخصيات الحوزة العلمية في العراق، لكن المرجع السيستاني رفض استقبال المرجع الجديد على خلفية صراع المراجع الدينية، الذي لاشك سينعكس سلبا على أداء الحكومة وحياة الشعب العراقي!



11


حكاية مع الشاهرودي مرجع حزب الدعوة الجديد !
طارق حربي
زار المرجع الديني محمود الشاهرودي مخيم رفحاء صيف 1991 صحبة المرحوم عبد العزيز الحكيم، فخرجنا إليهما نحن مجموعة من الكتاب والمثقفين والشعراء، إلى حيث ضرب خباء خارج المخيم وسط حضور سعودي لافت من عسكريين ومدنيين وكان الطقس معتدلا.
وبعدما تداولنا مع الضيفين أحوال العراق بعد انتكاسة انتفاضة آذار الخالدة، التي كادت ان تقضي على الطاغية ونظامه لولا عوامل داخلية واقليمية ودولية، وأوضاعنا المأساوية في المخيم، والضغط السعودي على اللاجئين (قتل تسفير بالقوة إلى المخفر الحدودي تعذيب تنكيل ...إلخ) على خلفية التباين المذهبي وأمور كثيرة غيرها، رجوت من الشاهرودي أن يقدم لي خدمة انسانية بعد نهاية اللقاء، بالبحث والسؤال عن مصير شقيقي حسين (19 سنة) الذي فقد خلال الحرب العراقية الايرانية (معركة طاهري 1982)  ولم نعرف مصيره حتى اليوم!، وإن كان بالامكان الكتابة إليّ مشكورا على بريد المخيم المعروف حينذاك، حيث كنا نستلم من خلاله رسائل تأتينا من أرجاء العالم المختلفة بما فيها الجمهورية الاسلامية!، فقال نعم ساقوم بذلك إن شاء الله وأرد لك جوابا وشكرته ثم ودعته والمرحوم الحكيم.
بالأمس رحل عن عالمنا المرحوم محمد حسين فضل الله المرشد الروحي لحزب الدعوة، وحل محله مرجعية الشاهرودي (بالتوازي والتزاحم مع مرجعية السيستاني!) لتكتمل السيطرة الروحية والزمنية على العراقيين من خلال الحزب الحاكم حزب الدعوة!، الذي لاعراقي له يرشده إلى طريق الصواب بعدما طغى وقتل المعارضين ونهب ثروات العراق وسلم البلاد ليد طهران وواشنطن، وسيفتتح مكتب المرجع الرسمي يوم غد في النجف وسط إحتفال سيحضره عدد من وجهاء و شخصيات الحوزة العلمية في العراق، لكن المرجع السيستاني يرفض استقبال المرجع الجديد على خلفية صراع المراجع الدينية الذي سينعكس سلبا على أداء الحكومة وحياة الشعب العراقي!


المرجعية العليا في النجف لاتحبذ تصدي الشاهرودي للمرجعية في النجف
السيد محمود الشاهرودي مرجع حزب الدعوة سيفتتح غدا مكتبه الرسمي في النجف و السيد السيستاني يمتنع عن لقائه
مصادر مطلعة من النجف الأشرف ذكرت لوكالة أنباء شط العرب بأن السيد محمود الشاهرودي رئيس لجنة حل الخلافات بين القوى الثلاثة في إيران و مرجع حزب الدعوة الجديد سيفتتح مكتبه الرسمي يوم غد وسط إحتفال سيحضره عدد من وجهاء و شخصيات الحوزة العلمية في العراق .
وذكرت المصادر ان السيد محمود الخطيب صهر الشاهرودي ومدير مكتبه في إيران وصل الى النجف لغرض إفتتاح المكتب رسميا.
وقالت المصادر انه كان من المفترض حضور الشاهرودي بنفسه لإفتتاح المكتب في مدينة النجف ولكن إمتناع السيد السيستاني من إستقباله و حصوله على معلومات تؤكد على عدم تأييد المرجعية العليا لتصديه للمرجعية حالت دون سفره الى العراق رغم وجود معلومات عن تحضيرات واسعة كان من المفترض أن تجرى له عند وصوله للنجف .
وأضافت المصادر ان الشاهرودي منذ أشهر فاتح حزب الدعوة الإسلامية التي تبنت مرجعيته عقب وفاة السيد محمد حسين فضل الله مرجعها السابق ، فاتحها من أجل تقديم تسهيلات له لغرض إفتتاح مكتب رسمي و التصدي للمرجعية في العراق وبالفعل حصل على هذه التسهيلات بأمر من رئيس الوزراء العراقي .
وقالت المصادر ان المرجعية العليا في النجف لاتحبذ تصدي الشاهرودي للمرجعية في النجف حيث ان تصديه وهو صاحب منصب رسمي سياسي في ايران يخالف أعراف الحوزة التي تؤكد على إستقلاليتها من أي جهة حكومية و سياسية .وتعتقد ان مشروع مرجعية الشاهرودي مشروع حكومي ايراني والمطلوب منه إضعاف حوزة النجف وملء الفراغ فيها في حال حصول أي طارئ لأي من مراجع النجف .
ومن جهة أخرى ذكرت المصادر ان تبني حزب الدعوة لمرجعية الشاهرودي جاء في سياق الدعم الإيراني المفتوح للحزب الحاكم و إيجاد مرجعية موازية لمرجعية السيستاني الذي إمتنع منذ أشهر من إستقبال أي وفد حكومي و حزبي ، و يقوم ممثليه إسبوعيا بتوجيه إنتقادات حادة و عنيفة إتجاه الحكومه و منهجها السياسي و الخدمي .

وكالة انباء شط العرب

http://www.shatnews.com/index.php?show=news&action=article&id=1334


12
كلمات
-397-
طارق حربي
العراق الديمقراطي : خطف وتعذيب ناشطة من ساحة التحرير!


- خطف وتعذيب ناشطة منظمة حرية المرأة آية اللامي في ساحة التحرير
هذا هو عنوان البيان الذي أصدرته أمس (الجمعة 30/9/2011) الناشطة العراقية ينار محمد (رئيسة منظمة حرية المرأة في العراق)، فقد (قامت قوات الأمن المتخفية في زي مدني التربص للمتظاهرين في ساحة التحرير بعد ظهر اليوم 30-9-2011، لتتعرض لهم كما اعتادت كل يوم جمعة) واضاف البيان (تجمّع عدد منهم حول الناشطة النسوية الشبابية آية اللامي، والتي اصبحت معلماً بارزا ومشرقا من معالم تظاهرات التحرير، ووجها نسويا ثوريا لها، ومن ثم اختطفوها بنفس الطرق البشعة لميليشيات الحرب الطائفية، وذلك برميها في صندوق سيارة أوقفوها بالقرب من الساحة، على مرأى ومسمع من الشرطة والدفاع) وزاد (ومن ثم قاموا بقيادة السيارة على طريق أبو نواس باتجاه الجادرية، حيث انهالت عصابة المالكي المجرمة بالضرب والتعذيب بالكيبلات، على الناشطة البالغة عشرين ربيعا من عمرها لفترة تجاوزت الساعة، وابلغوها بان هذا هو "الإنذار الأول"، ومن ثم أطلقوا سراحها في الخامسة عصرا).

مرة أخرى تكشف الحكومة العراقية الفاسدة عن أنيابها وأظافرها تجاه الناشطات والناشطين من مواطنيها ضد فسادها ومحاصصتها وتدهور الخدمات المريع في العراق، إنه وجه آخر للإرهاب وجولة جديدة من مسلسل الصراع بين حكومة طائفية شرسة، سلحتها إيران وواشنطن بكل أسباب القوة والطغيان على شعبها، وهم الشباب والمثقفون والمطالبون بعدم تكريس الحكومة الفاشية من جديد، في إطار الديمقراطية الوليدة التي دفع من أجلها الشعب العراقي ثمنا غاليا.

ويأتي اعتقال اللامي بهذه الطريقة البشعة التي تليق بالأنظمة الفاشية والقمعية ومنها نظام صدام المجرم سلف العصابات الحاكمة، وإبلاغها بأن اعتقالها هذا هو "الإنذارالأول" ، مايعني أن الحكومة تبيت لها أقسى عقوبة إن هي شاركت في التظاهرات المطلبية في أيام الجمع القادمة!، في ممارسة جديدة للحكومة الفاشية لغرض منع مشاركة المرأة العراقية في القرار السياسي، عبر أساليب الممارسة الديمقراطية، وهي حق التظاهر المنصوص عليه في الدستور، والمطالبة بمكافحة الفساد وتقديم الفاسدين إلى محكمة عادلة، وإيقاف عجلة تدهور العراق.

إن الاحتلال الأمريكي الذي سلم العراق على طبق من ذهب إلى إيران، وبارك الاسلام السياسي في سلوكه ضد شعبه، لاسيما قواه الشبابية والتغييرية ومصادرة حرياته، ستبوء جميعها بالفشل الذريع عاجلا ام آجلا، وستركع حكومة المحاصصة الطائفية والقومية لمطالب الجماهير العادلة، أو يتم اقتلاعها من جذورها الفاسدة، التي أصبحت يوما بعد يوم أكثر شراسة ضد الشباب، بعدما جرت ثروات العراق بين أيديها وتمتعت بالغطائين الاقليمي والدولي.

إن صدى ساحات التغيير في القاهرة وتونس وإيران واليمن وسوريا يترجع في ساحات التحرير العراقية، فهذا هو زمن التغيير الذي هب على الشعوب المضطهدة والمقموعة مسلوبة الثروات والحرية والإرادة، ولن تنفع حكومة المالكي الفاشلة اعتقال ناشطة أو اغتيال ناشط هز مضجعها، أو تخويف المواطنين وترويعهم بهذه الطريقة الهمجية التي تذكر بممارسات النظام القمعي البائد.

إن توكيل مهمة الاعتداء على الناشطين من الشابات والشباب لأولاد الشوارع والعصابات التابعين للأحزاب الدينية الحاكمة، دليل واضح على عجز الحكومة المزمن في تنفيذ المطاليب المشروعة، فلجأت إلى التخويف والترويع ضد الأصوات المنادية بالحرية والأمان ومكافحة الفساد وغيرها.

مطلوب المزيد من الضغط على الحكومة الفاسدة حتى يتم تركيعها وتغييرها وتقديم الفاسدين فيها إلى محاكمة عادلة، مطلوب كذلك رفع شكوى إلى المنظمات والهيئات الدولية وجمعيات حقوق المرأة في العالم، وفضح السلوك الهمجي لحكومة المالكي ومن والاه من الأحزاب الإيرانية الحاكمة في العراق الجديد.

1/10/2011
tarikharbi@hotmail.com

13
كلمات
-396-
طارق حربي
الطالباني نهب المليوني دولار وتنكر للعراق في الأمم المتحدة!

خلت كلمة رئيس جمهورية العراق جلال الطالباني، أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة في دورتها الـ 66 المنعقدة في نيويروك مؤخرا، إلا من الخطوط العريضة التي تهم راهن العراق وموقعه في المجتمع الدولي، وركزت على التطور الحاصل في اقليم كردستان!، دون الخوض في قضايا قد تمنح العراق، لو توفر رئيس حريص على وحدة البلاد لامتمسكا بقوميته، مزيدا من التعاطف والدعم الدوليين، في مواجهة ملفات الإرهاب وتقوية الاقتصاد العراقي المنهار وغيرها.

الطالباني الذي منحه البرلمان العراقي الثقة وجددها له، لتمثيل وحدة العراق داخليا، والكلام على مآسي البلد في أكبر المنابر الدولية، لم يتطرق في كلمته غير الموفقة إلا على خطوط عامة بينها، مبدأ الشراكة الوطنية والالتزام بالدستور العراقي!، وهما مبدآن يدعمان موقف كردستان في العملية السياسية المهزوزة، مع الشيعة الضعفاء في حكم العراق! وتضمن مصالح الشريك الكردي في ثروات البلد المنهوبة، وكان آخرها طلب الطالباني نفسه من وزارة المالية، في وثيقة سرية صادرة عن ديوان رئاسة الجمهورية، تغطية تكاليف سفره إلى نيويورك بمبلغ مليوني دولار!!، وهو مبلغ خيالي لرئيس كان يفترض به وقد تقدم به العمر والخبرة السياسية، أن يتعفف قليلا ويكون أبيّ النفس نظيف اليد أمام المال العراقي السائب!!، وأن يرى إلى أحوال أكثر من خمسة ملايين أرملة و8 ملايين يتيما، وجيوش العاطلين عن العمل ومن لم يجد له دواء، ومن يقتات على مناطق الطمر الصحي وغيرها كثير!

أما بالنسبة للالتزام بالدستور فالقصد منه واضح، وهو المزيد من الضغط السياسي على حكومة الشراكة في نهب الأموال لاالاعمار، كذلك مساعي ضم المزيد من الأراضي العراقية لاسيما كركوك إلى كردستان، وتقوية المفاوض الكردي أمام الحكومة العراقية الضعيفة، لغرض المزيد من الكسب السياسي والاقتصادي وغيرها!

ومرة أخرى يؤكد (رئيسنا الكردي!) على مصلحة كردستان لاالعراق، بقوله إن العراق يدعم نضال الشعوب العربية في تغيير واختيار أنظمتها، لكنه لم يشجب أو يندد بما تقوم به هذه الأنظمة ضد شعوبها، التي تقتل منها يوميا العشرات من مواطنيها المطالبين بالحرية في سوريا واليمن وغيرهما!، لم يشجب ويندد وهو يضع نصب عينيه مصلحة كرستان مع العرب لا العراق، ماقام به النظام السوري مثلا في ارسال الارهابيين لقتل العراقيين خلال السنوات الماضية، ولا التدخل الايراني السافر في الشأن العراقي الداخلي، ليس لأن الرجل لاعلاقة له بالعراق إلا لجني الأرباح السياسية والمالية، وهو ماأثبتته مسيرة الثماني سنوات بعد التغيير!، لكنه يسعى إلى ضمان أمن كردستان وتحييد الاقليم عن مجمل النزاعات في المنطقة، وهو محق بذلك لو كان محافظا لمدينة السليمانية أو رئيسا لإقليم كردستان لا رئيسا لجمهورية العراق!، كذلك عن النظام العربي الرسمي الذي يتعاطى معه سياسيا واقتصاديا واستثماريا.

كان المفروض بالطالباني وهو رئيس جمهورية ممثلا لوحدة الشعب ومدافعا عن أرض الوطن أمام المخاطر الداخلية والخارجية، عرض الانتهاكات التي يتعرض إليها (بلده العراق!) من قبل دول الجوار، القصف الحدودي وميناء مبارك [الذي برأ الكويتيين مؤخرا وزير خارجية العراق الكردي أيضا من تأثير الميناء على الملاحة العراقية!]، والاعتداء على الصيادين العراقيين وقطع الأنهر وقذف المياه المالحة على آبار النفط والحفر المائل، لااختزال العراق الذي بوأه المنصب الرفيع إلى كردستان فقط!

إنني أطالب مفوضية النزاهة العامة القيام بإجراءات قانونية لمساءلة الرئيس، على الاسراف وهدر المال العام وتجاوزه على الصلاحيات المرسومة له، ودعوته كذلك إلى البرلمان ومساءلته حول جدوى زيارته، والقائه كلمة لاتتناول الشأن العراقي ومآسيه، ولا تضع أمام المجتمع الدولي مايعانيه البلد، منذ 2003 حتى اليوم من اخفاقات سياسية وأمنية واقتصادية وغيرها .
25/9/2011
tarikharbi2@gmail.com


14

كلمات
-395-
طارق حربي
تحريم الموسيقى والغناء في الناصرية!

لم يصدر مرسوم جمهوري بتحريم الموسيقى والغناء في العراق أو الناصرية بعد!، لكنه تحريم ضمني في مفاصل الدولة العراقية، ومعمول به منذ التغيير سنة 2003 حتى اليوم، في ظل أسلمة كاملة للمجتمع العراقي، كما لم تصدر فتوى تلزم الموسيقيين والمطربين بعدم تقديم نتاجاتهم، في الناصرية ولود المبدعين، التي لايؤخر فنانيها دين ولا طائفة، عن ممارسة وانتاج الفن والثقافة والفكر وكل ضروب الابداع، لكن السلطتين التشريعية والتنفيذية بما تمثلان من كتل سياسية يشيع فيها الفساد ويتضاعف المفسدون، وتماهيا مع التجربة الايرانية نظرا لعمالة الأحزاب الدينية وانحطاطها، تعملان سرا وجهرا على المضي في برنامج تجهيل الشعب العراقي، استمرارا لنهج النظام البائد، حتى تسهل الهيمنة على الشعب ويستمر نهب الثروات وديمومة حكم طالبان غير المعلن!

فعلى مسرح بهو بلدية الناصرية وقبل ثلاثة أيام، وبينما كانت الفرقة الفنية للنشاط المدرسي، التابعة لمديرية تربية ذي قار، تقدم فعالية موسيقية (أول فعالية في الحفل) بحضور عدد من أعضاء مجلس النواب والحكومة المحلية، وما أن بدأ الفنان جاسم خضير بأداء أغنية وطنية بعنوان (حبيبي ياعراق)، حتى عاطت إحدى عضوات البرلمان (عن التيار الصدري) بالمطرب الشاب والفرقة الموسيقية!!، وأصدرت - على طريقة عدي صدام حسين! - أمرا فوريا إلى رجال حمايتها، بإنزال المطرب والفرقة عن خشبة المسرح!!، لأنهم كانوا - حسب اعتقادها بعد سماع كلمة حبيبي!!- يؤدون أغنية عاطفية..!!

أليس مقتدى الصدر يردد دائما كلمة زين حبيبي!! لو صح التعبير  حبيبي وغيرها !!؟، حرام تركض وره الطوبة حبيبي!!، فلماذا تحلل الكلمة عليه وتحرم على المطربين في الناصرية!!؟

يقول أحد الأصدقاء (فنان موسيقي) كان حاضرا في الحفل : عندما بدأ المطرب جاسم خضير  بالغناء للوطن...أنشودة جميلة اسمها حبيبي ياعراق ... وصفولي عنك بالعشك أحلى الحبايب واجمل ...لم يكد يصل إلى لازمة حبيبي ياعراق.. واذا بقسم من المتأسلمين يغادرون القاعة، وآخرون برلمانيون يوعزون الى المشرفين بانزال الفرقة عن المسرح!

ويقول صديق آخر كان حاضرا أيضا : زعل نائب المحافظ حسن لعيوس وترك القاعة، ولم يعد الا بعد أن نزلت الفرقة من على المسرح .. ألم اقل لكم إنها طرطرة !!؟

نعم إنها طرطرة فماذا يبقى في الناصرية إذا منع فيها الغناء!؟، وكيف يمكن لامرأة موتورة، انتمت إلى هذا الحزب الايراني العامل في الساحة العراقية أو ذاك، أن تنغص فرح أهالي الناصرية وتقلبه مأتما!؟، وتوعز لحمايتها بالقيام بفعل طائش وتهوري!؟، وتحرم على أبناء المدينة ترديد سواء أغاني عاطفية أم وطنية !؟، كيف يمكن لشخص أن يلغي أفراح الجماعة في مدينة تعشق الغناء والفرح والشعر والدارميات، وتؤدي جميع الأطوار على سلم العشق والغرام والفراق والأمل بلقاء الحبيب، والتغني باسم الوطن الذي ضيعته الأحزاب الدينية، في العراق الجديد المطموسة هويته الثقافية والوطنية!، وراحت تتصارع فيه هويات فرعية، فلارياضة ولافن ولاتقدم فكري وقحط ثقافي شامل، حتى استعيظ عن المسرح والغناء والرياضة بالتشابيه والمواكب واللطم في المناسبات الدينية!!؟

ألا تمارس الأحزاب الدينية جميع أنواع الموبقات وتتعاطى كافة المحرمات!؟، فهنالك فضائح جنسية متعوية، وصلت بعدد من أعضاء مجلس ذي قار مثلا إلى عشق بعضهم البعض، والانشغال بالغرام والهيام وترك مشاكل المواطنين بعد سرقتهم وسرقة حتى حصتهم من مقاعد الحج!!، وهنالك فساد وإفساد وسرقات مليارية وتصفية الخصوم بكواتم الصوت وغيرها كثير، لم تكلف النائبة نفسها بالعمل على مكافحتها، فذهبت إلى الناصرية لتنزل فنانا تغنى بحب الوطن من على خشبة المسرح، ولم يكن يغني أغنية عاطفية أو تخدش الحياء يامن ليس له حياء لا في الدين ولا في الحياة!!

لم تفهم النائبة أن "الهيولى في الصناعة الموسيقية كلها جواهر روحانية" برأي الأغريق، لأنه لاوجود للروحانيات في الأحزاب الرجعية ولاوجدانيات في الكتل الفاسدة!، لكنها فهمت من الغناء تحريمه على رأي بعض الفقهاء، وطبقت مايريده حزبها ومرجعها الروحي القابع في قم، الذي يستلم أوامره ونواهيه من الولي الفقيه، فنغصت عيش أهالي الناصرية الذين يمنون أنفسهم، بنسمة هواء منعشة، خلل دخان الاسلام السياسي الأسود، الذي غطى سماوات العراق العزيز!

كما لم تنطلق النائبة من رأي ابن سينا بضرورة السماع للموسيقى في كتابه الشفاء، الذي يؤكد على السماع كأحد شروط العرفان، قبل الوصول إلى مراتب المعنويات، ولم تفهم الموسيقى على رأي اخوان الصفا "فضيلة يتعذّر على المنطق اظهارها ولم يقدر على اخراج العبارة، فاخرجتها النفس لحنا موزونا"، لأن الأحزاب الدينية بلا فضيلة بما فيها حزب الفضيلة!!، ولا اتزان ولاأخلاقيات ولابرامج وطنية!، لكن النائبة انطلقت من أجندات حزبها الذي يحلل ويحرم كما يشاء، ولما انكشف لها ولحزبها الشعب العراقي، أخذوا ينتهكون حرماته ويحرمون متعه ويحصون عليه أنفاسه!، ويعتدون عليه حتى وصلوا إلى حد التهديد بربط شباب الناصرية، الذين يعلنون افطارهم في رمضان الماضي على اعمدة الكهرباء!

شهد العراق - وهو دولة علمانية في التأسيس - خلال السنوات الماضية العديد من حوادث نشر ثقافة القبح، بايقاف مطربين عن الغناء وإلغاء مهرجانات بينها مهرجان بابل السنة الماضية، ومنع حفلات تخرج جامعية وتحريم الغناء والموسيقى، والهجوم على محلات بيع المشروبات الروحية، لا لمنعها أو مصادرتها وهو ليس من حق الدولة التي كفلت الحقوق والحريات للجميع دستوريا، لكن للاستحواذ عليها وتعاطيها وبيعها للمسؤولين!، وغيرها من الانتهاكات الصارخة لحقوق المواطن العراقي!

مطلوب وقوف الشعب ونخبه السياسية والثقافية ومنظمات المجتمع المدني، ضد انتهاكات حقوق الشعب العراقي والمطالبة بمزيد من الحريات، مطلوب أن تقوم النائبة بزيارة النشاط المدرسي، وتقديم الاعتذار الرسمي للفرقة الموسيقية، ويعلن الاعتذار على الرأي العام العراقي في الميديا، وأن لاتسول لها نفسها مستقبلا - هي أو سواها من كوادر الأحزاب الايرانية - انتهاك الحريات المدنية في العراق، وفرض رأيها البائس على الناصرية مدينة الفن والفكر والشعر والغناء والموسيقى.

21/9/2011
tarikharbi@hotmail.com


15
كلمات
-394-
طارق حربي
الناصرية بين حيتين!

مايزال السجال محتدما، بين الحكومة والاعلام والمواطنين، حول خطر حية سيد دخيل على حياة المواطنين (ناحية سيد دخيل 17 كم شمال شرق الناصرية)، مسؤولون محليون وبرلمانيون اجتمعوا في الناصرية مؤخرا، لوضع الحلول وإنقاذ الارواح، لكن لم يلمس المواطنون حلولا ناجعة، غير التصريحات الرنانة والوعود الكاذبة، مثل الكثير من الأخبار التي تنشرها شبكة أخبار الناصرية الطائفية!
فبين اتهام المواطنين للجهات الصحية المختصة في الناصرية، بعدم فعالية الأمصال المضادة للدغة الحية ذات السمّية العالية، ماأدى إلى وفاة العشرات من المواطنين خلال السنوات الماضية، أكثرهم من قريتي آل حسن والحصونة التابعتين للناحية!، وبين فشل حكومة اللملوم المحلية في الناصرية، بوضع الحلول الناجعة لمشاكل عويصة، يعاني منها المواطنون في المدينة المهملة، بينها تذبذب التيار الكهربائي وتدهور الخدمات البلدية وغيرها، يقف الاعلام الطائفي منحازا ومدافعا عن الفساد ومبررا العجز الحكومي، بنشر أخبار مضللة للرأي العام في المحافظة، بلا وازع من ضمير أو مراعاة لشعور المواطنين وحياتهم وكرامتهم، واحترام مهنة الصحافة!
فقد نشرت شبكة أخبار الناصرية المدعومة من رجل الدين محمد باقر ناصري، والحكومتين الفاشلتين المحلية والاتحادية، خبرا كاذبا بعنوان (مصادر تؤكد وجود محاولات لإدخال أفعى الكوبرا لمحافظة ذي قار والمحافظات الجنوبية عبر الحدود الكويتية)، ولست هنا في صدد الدفاع عن نظام آل صباح، الذي منع حتى كتبي الشعرية المترجمة عن اللغة النرويجية، في معارض الكتاب السنوية بالكويت، وكتبت عن سياسته الإجرامية ضد العراق مقالات عديدة، فقد وقف على طول الخط ضد الشعب العراقي وآخر أنواع الخبث والسموم التي نفثها، خنق ملاحة العراق الوطنية عبر بناء ميناء مبارك المثير للجدل، فالكويت التي ساندت ودعمت نظام المجرم في حربه ضد ايران نيابة عن العربان!، وشاركت في قتل الأجيال العراقية العديدة بصفقات السلاح المشبوهة لصدام، والدعم اللامحدود لنظامه، وفتحت أراضيها وأجوائها لمرور الاحتلال الأمريكي سنة 2003، لاتتوانى في إرسال كل مايؤذي العراق ويقتل شعبه من جديد ويدمر مستقبله!
لكن لم تقل لنا الشبكة من هي المصادر (الضامه راسهه جوه اللحاف!!؟) ولماذ تكتفي دائما بـ "المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه أكد لشبكة أخبار الناصرية!، وأن شرطة الكمارك وضعت اجراءات احترازية للوقوف بوجه البيوض الكويتية الخطيرة على الحدود!، [لماذا لم تقف الشرطة بوجه بيض المائدة الفاسد القادم من ولاية الفقيه، في صفقات رسمية وتبادل تجاري تجاوز المليارات!؟، ولماذا تقوم الجهات الصحية المختصة بين وقت وآخر، بإتلاف أطنان من المواد الغذائية والأدوية قادمة من إيران وغيرها مثلا!!؟] وماإلى ذلك من أكاذيب الاعلام الطائفي المؤدلج، التي درج عليها للتغطية على فشل المسؤولين الدعوجية، في إدارة ملفات حساسة مثل الأمن والخدمات والاعمار ومكافحة الفساد، حيث سجلت ذي قار بحسب تقارير مفوضية النزاهة السنوية، أعلى نسبة انتشار فساد في دوائرها خلال السنوات الماضية!
في سياق تردي الواقع البيئي وظهور التماسيح والافاعي والعقارب، والحيوانات ذات الأشكال المفزعة والطحالب والأشجار الغريبة في أنحاء متفرقة من العراق، فإن ظهور حية سيد دخيل التي يقر الخبراء بوجودها في المنطقة منذ أزمان بعيدة، ليس أمرا صعبا لو أرادت الحكومة مكافحتها، بالأمصال والإرشاد والتوعية والمتابعة، وإجراءات أخرى تقوم بها وزارة الزراعة لحماية ارواح المواطنين، لكن الحكومة لن تفعلها وأرجح إنها أدرجتها ضمن علل العراق المستعصية!، وانشغل المسؤولون بسرقة المال العام لاصحة المواطنين وحفظ حياتهم!
وهكذا يقف سكان المنطقة المبتلين بالحية الخطرة، حائرين بين طلب اللملوم أمصالا من حكومة الفساد الاتحادية، وانتظار زيارات المسؤولين إلى الناحية، ولما يأخذ منهم اليأس كل مأخذ، يضطرون - وهم أهل البترول وبقية الثروات والخيرات - للاستجداء والوقوف على أبواب القواعد الأجنبية في العراق، لغرض توفير المصل المناسب للبقاء على قيد الحياة !
ومع أن الكثير من الأفاعي تنتج بيوض الفساد، لا في الناصرية حسب بل في العراق كله!، في بيئة اعتبرتها الشفافية الدولية، خصبة لنمو أنواع مختلفة من الأفاعي والقرود والحيتان والحرباويات وغيرها، إلا أن أهالي الناصرية كما يبدو يقفون حائرين بين حيتين سامتين، الثانية افتراضية لحد الآن ولاتوجد إلا في ذهن الاعلام الطائفي المريض في شبكة أخبار الناصرية، وخزنة الفساد التي يستل منها مايتلاءم ويعدل ميزان اللملوم المائل!، في محاولة لفك الحصار وضغط التظاهرات المطلبية عليه، لاسيما في اشتداد مواسم الحر والتدهور المريع في الخدمات، أما الأولى وهي حية سيد دخيل التي كان مأواها الأهوار، لكنها أخذت تزحف نحو ناحية سيد دخيل، بسبب جفاف نهر ابراهيم ومواسم الحصاد الشمالية وفترة الجفاف، فإن خبر الحية الكويتية الافتراضية سيتقدم على خبرها في نشرات الأخبار المحلية والعراقية والعربية، وينشغل الناس بأخبار الحية الجديدة وينسون اخفاقات اللملوم في إدارة ملفات الخدمات البلدية والكهرباء والسرقات المليارية وغيرها كثير..ولكن إلى حين!
في ظل غياب شبه كامل لدور المثقف والمؤسسات الاعلامية الوطنية، فإن الاعلام الطائفي ومنه شبكة أخبار الناصرية، تذكر بانتباهة اليهود لسلاح الاعلام الفتاك بشكل مبكر، للسيطرة على المؤسسات الاعلامية والشعوب والزعامات السياسية ومواسم الانتخابات، وماتزال الشبكة ومن اجل مكاسب سياسية ومالية رخيصة، تلعب على حبال صراع الأحزاب داخل مجلس ذي قار، لكن أهل المحافظة النجباء قرأوا الساحة السياسية جيدا وفهموا الدرس الطائفي، وسيأتي اليوم الذي ينتصفون فيه من الفاسدين والمفسدين والطائفيين!
20/9/2011

tarikharbi@hotmail.com

* كم كنت أتمنى لو كان عنوان المقال "الناصرية بين عهدين" بدلا من "الناصرية بين حيتين"!، أبين فيه أوجه الاختلاف بين الماضي والحاضر، مادحا التطور العمراني والتقدم والرقي الذي شهدته الناصرية بعد التغيير !؟


16
كلمات
-393-
طارق حربي
الصدر (يشكر) المالكي (يرحب) .. والتيار يتذبذب!

وضع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر يوم الاثنين الماضي، ثلاثة شروط مضحكة لتأجيل التظاهرات، وكان مؤملا اندلاعها بوجه حكومة المحاصصة والفساد وزعماء الطوائف، في يوم الجمعة الماضية، والشروط بحسب بيان لمكتب الصدر :
1- اعطاء حصة من النفط العراقي لكل مواطن!
2- تشغيل ما لا يقل عن 50 ألف عاطل عن العمل في جميع المحافظات!
3- توزيع الوقود على المولدات في جميع المحافظات مجانا!
***
الشرط الأول لم يُعمل به في كل دول العالم المصدرة للنفط، سواء في أوبك أو خارجها!، وتوزيع الثروة بهذا الطريقة، دون تشريعات برلمانية وتوافقات انبنت عليها العملية السياسية، تعد ضربا من العبث، لكن تدغدغ مشاعر الفقراء والمسحوقين في الشعب العراقي، ممن أهملتهم الحكومة وسرق منهم المسؤولون الفاسدون، حصتهم من ثروات البلد بما فيها النفط.

ولعل الشرط الأول يحمل رسالة إلى المسؤولين الفاسدين، بضرورة التقليل من فسادهم وسرقة للمال العام، والالتفات إلى تحسين حياة الفقراء بأسرع طريقة مضحكة!، لكسب الشارع العراقي لصالح الزخم الصدري لاحقا!، لكن حتى هذه النقطة - توزيع عائدات النفط - أحبط بها الصدر المحكوم بمرجعية الحائري المقيم في إيران، لتنفيذ أوامر الولي الفقيه، بما يتلاءم ومصالح طهران لامصالح الشعب العراقي، وفي مقدمتها تقديم كل انواع الدعم والاسناد لحكومة المالكي الكرتونية، ليظل ملف العراق مفتوحا على طاولة أي صفقات أو احتمالات أو مفاوضات بين واشنطن وطهران، وبدلا من وضع الشروط الهزيلة، كان على الصدر وتياره الضال، المشاركة الواسعة في تظاهرات جمعة البقاء 9/9 ، والضغط على الحكومة للاستجابة إلى مطاليب الشعب العراقي العادلة، في مقدمتها استتباب الأمن وتحسين ظروف الحياة المعيشية وتوفير الخدمات الضرورية للمواطنين، والكف عن اطلاق القطعان لقتل المعارضين بكواتم الصوت الرهيبة!

ويبدو الشرط الثاني أكثر اضحاكا، فنسبة الـ 50 الف عاطلا لاتتناسب مع ملايين العاطلين العراقيين ومعاناتهم، بمن فيهم خريجو الجامعات والمعاهد خلال السنوات الماضية، ذلك أن الأحزاب الطائفية والقومية المشاركة في نهب العراق وإفقار مواطنيه، لافي إعماره والعمل على رفاهية شعبه، تكاد تكون معدومة الحس الوطني إلا ماندر في هذه الشخصية أو تلك، ولم تكلف نفسها عناء وضع برامج وطنية، لتشغيل العاطلين ضمن خطط خمسية أو عشرية أو طويلة الأمد، ولم تبدي حماسا أو مسؤولية لتدوير عجلتي الزراعة والصناعة، عماد أي تقدم وازدهار في البلدان، فيما بقيت الوظائف رهنا بنظام المحاصصة الحزبية، والمحسوبية والمنسوبية، وصلت إلى حد استيلاء المسؤولين، على نسب منها لتوظيف الأقرباء والأصدقاء وغيرهم!

أما الشرط الثالث فيبدو أنه شراء سكوت المواطنين، على عدم قدرة الحكومة الفاسدة على بناء محطات كهربائية، مثل الحكومات التي استعادت بناء المحطات بعد اشهر على انتهاء الحرب أو الغزو، كلبنان والكويت!

إن حكومة المالكي التي أقنعت الصدر، بعدم خروج تياره بتظاهرة جمعة البقاء بتأريخ 9/9، وكانت تخشى عواقبها على حكمها المهزوز وتحسب لها الف حساب، انتهت بقتل البطل الأسطورة العراقية هادي المهدي، بكاتم صوت قبل أقل من يوم واحد، لانطلاق تظاهرة عارمة أسماها الشهيد "جمعة البقاء" ، وأسماها العراقيون جمعة هادي المهدي!
ماذا نقرأ في هذه الحادثة !؟، نقرأ تمهيد الطريق أمام التيار الصدري لتسيد الشارع المغلق أصلا، لأجندات الأحزاب الايرانية الفاعلة في المشهد السياسي، وكأني بالصدر يقدم شكره إلى المالكي عرفانا لمقتل المهدي لاأكثر ولاأقل! وإزاحته من المشهد العاصف، تعقبه تظاهرة شكر مشبوهة سرعان مارحب بها المالكي!، وتجيير أي تظاهرة مطلبية لاحقة لصالح التيار الصدري، ولاتخرج إلا من جبته!، على الطريقة الايرانية في قمع التظاهرات المطلبية الشعبية، والسماح لتظاهرات المؤسسة الدينية لاغير!، في اتفاق ضمني بين دولة القانون والتيار الصدري بمباركة ايرانية، على عدم منح الشرعية والفرصة لتظاهرة الشباب العراقي، التي مثلها المهدي أصدق تمثيل بكل عنفوان العراقي، وقادها بشجاعة منذ 25 شباط الماضي، وأطالب بإدراج ماأعلنه الشهيد من مواقف صادقة وشجاعة ضد حكومة الفساد والمحاصصة، على طريق الحرية والديمقراطية الوليدة وحقوق الإنسان، في المناهج الدراسية وتدريسها للاجيال العراقية القادمة.

وهكذا هو التيار بلا رأي راجح لانعدام وجود منظرين في زعامته أو عقلاء، وهو تيار عائم في البلاد العائمة ذات الدهاليز المظلمة الطويلة!، فهنالك تراكم من الأخطاء في التعاطي الواقعي مع القضية العراقية، عبر مسيرة التيار التي لم يصبح فيها مقتدى صدرا ثالثا!، فمرة يقف ضد ترشيح المالكي للوزارة ويضع عليه خطوطا حمرا، بحسب تصريحات نارية لبهاء الأعرجي أحد زعماء التيار، ممن ابتلى بهم عراق مابعد صدام حسين، وأخرى يؤيده!، وثالثة يقول بأن عادل عبد المهدي هو من يمثله، ورابعة يرى بأن جعفر الصدر الأقرب إلى فكره، وخامسة يقول بأن الجعفري هو الأقرب إلى خطه السياسي .. وغير ذلك كثير!

ولانريد العودة إلى أبعد من ذلك أي إلى تحالفات التيار المشبوهة مع هيئة علماء السنة بعد سنة 2003، المتهمة أصلا بالتعاون مع المخابرات الصدامية والارهابي الزرقاوي، أو المطالبة بتشكيل حكومة ظل!، أو دعوة الصدر في شهر شباط الماضي إلى اجراء استفتاء عام يشمل حتى كردستان!، وطرح أسئلة على المواطنين حول الخدمات المقدمة إليهم، ثم امهال الحكومة فترة ستة أشهر لتحسين أدائها، وقد انتهت المهلة، ثم اعطاء وعود بتظاهرة مليونية إن لم تنفذ الحكومة مطاليب التيار الصدري!

مامعنى تذبذب التيار مؤخرا من التصريحات النارية ضد حكومة المالكي، وتهديدها بتظاهرات مليونية، إلى التخاطب بنعومة معها وتسيير تظاهرة شكر وامتنان لمواقفها!؟

لم افهم من موقف الشكر الصدري بموافقة الحكومة على مطالبه!، وتسيير تظاهرة شكر يوم الجمعة القادمة، إلا من باب ضحك الحكومة على الصدر، وضحك الحكومة والصدر معا على الشعب العراقي!، حيث لامطاليب حققتها الحكومة للصدر بهذه السرعة القياسية!، وهذا هو  عضو الائتلاف سعد المطلبي الذي وصف مواقف التيار الصدري بـ "الوطنية" يقول " ان معظم المطالب التي تقدم بها التيار الصدري تحتاج إلى وقت كي تتحقق"

وتصريح القائمة العراقية "إن أي من المطالب التي تقدم بها التيار الصدري لم تتحقق لغاية الآن وبعضها غير ممكنة التحقيق"

وتصريح آخر للناطق باسم حركة الوفاق الوطني عادي الظالمي "إن المطالب التي تقدم بها التيار الصدري صعبة التطبيق ولم يتحقق منها أي شيء لغاية الآن"، و... أن "بعضها لا يمكن تحقيقه".
***
تيار متذبذب بلاعقيدة عراقية، وحكومة لاأمل في اصلاحها بدأت تقتل معارضيها بكل قسوة، لأنهم طالبوا بالكهرباء والماء الصالح للشرب والوظائف والأمان، وهدنة جديدة تشبه هدنة المئة يوم المالكية، وهذا هو العراق يغلي نظرا لما يعانيه من انتشار الفساد على نطاق واسع، وتصفية المعارضين بكواتم الصوت، وارتفاع نسب البطالة والركود الاقتصادي وتدهور الأحوال الخدمية والمعيشية، وعلى شباب العراق أمله ورجاؤه عدم التعويل على مشاركة التيار الصدري في التظاهرات المطلبية القادمة، وهو المشارك في السلطتين التشريعية والتنفيذية، والموجه من الخارج بأجندات إيرانية، عليهم التصدي لحكومة المالكي الفاسدة المستبدة بكل الوسائل السلمية المتاحة، لتصحيح المسيرة الديمقراطية التي دفع العراقيون من أجلها ثمنا غاليا.
12/9/2011
tarikharbi@hotmail.com




17
كلمات
-392-
طارق حربي
وزير كهرباء بمليارين!


بشرنا النائب عن القائمة العراقية طلال الزوبعي، يوم أمس "أن ترشيح كتلة الحل (المنضوية ضمن القائمة العراقية) عبد الكريم عفتان لوزارة الكهرباء، لا يتناسب وحجم المرحلة الحالية، وطالب بترشيح أشخاص لديهم الخبرة والكفاءة، وأن عفتان "غير مهني!!" ويوجد مسؤولون أكفأ منه في الوزارة!!؟

ولم يقل لنا الزوبعي ماهي مواصفات الشخص الذي يتناسب مع المرحلة الحالية!؟، إذا كان كل وزير جديد للكهرباء يخرج من الوزارة بفضيحة سرقة مليارين!؟، وإلى أي كتلة ينتمي المسؤولون الأكثر كفاءة!؟، هل هم من العراقية كتلته حصرا!؟، أم من الكوادر المستقلة المهنية المخلصة للشعب والوطن!؟

ومعلوم أن من رشح عفتان قبل أيام هو رئيس الوزراء نوري المالكي، بعدما أقال وزير الكهرباء السابق رعد شلال في السابع من آب الماضي، والقصة معروفة :  توقيع عقود وهمية مع شركات المانية وكندية، تصل قيمتها إلى مليار و700 مليون دولار، كان وزير التخطيط العراقي الأسبق جواد هاشم كشفها قبل اسابيع، ورفع بها مطالعة إلى المالكي وضجت بها الميديا!

لكن الفضيحة تمت "طمطمتها" بسكوت المالكي اكراما لعيون الشراكة الوطنية مع العراقية!، وربما الاتفاق على عدم فتح ملفات أخرى، ولكن إلى حين!، كذلك مقابل استقالة وزير الكهرباء، وإبعاد شر الفضيحة وآثارها عن حسين الشهرستاني نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة، وكانت إفادته والوزير في البرلمان يوم 16 من الشهر الماضي، غير مقنعة للبرلمانيين أو الشعب العراقي أو الميديا!

لكن يبقى كلام الزوبعي صادقا إلى حد بعيد، إذا ماتعلق الأمر بتسعيرة وزير الكهرباء العراقي!، فكل وزير لايقبل إلا بالتسعيرة التي تراها كتلته مناسبة وهي مليارا دولار تزيد وتنقص بضعة ملايين!، بالاستناد إلى تجارب سرقات سابقة لوزراء الكهرباء منذ 2003 حتى فضيحة رعد شلال والشهرستاني، ولم يكشف النقاب عنها ولم يستعد العراق من ملياراته المنهوبة في حقل الكهرباء شيئا!

إن بشرى الزوبعي بعدم تناسب الوزير الجديد لحجم المرحلة الحالية، يعني أن اقوى مافيتين تحكمان العراق، فيما يسمى بـ (حكومة الشراكة الوطنية)، وهما العراقية بقيادة علاوي ودولة القانون بقيادة المالكي، في سباق مع الزمن ولاتألوان جهدا في سرقة المال العام، دون الاهتمام بالشعب العراقي الذي يتلظى في حر الصيف القائظ، مع انعدام اي تقدم في بناء المحطات الكهربائية، ناهيك بالتخريب المتعمد الذي لاقته المحطات القديمة، وتخريب الشبكة الناقلة للطاقة، وعدم الأخذ بنظر الاعتبار حاجة العراقيين بعد التغيير وانفتاح السوق، وشرائهم للمواد الكهربائية التي حرموا منها خلال العهد البائد والحصار .

وفي كلا الطرفين المافيويين زعماء متخصصون في التصريحات النارية، التي بحسب أهوائهم وحساباتهم يبعدون هذا الشخص، وبقربون ذاك من أجل حمل حقيبة وزارة ما، لتتقاسم معه كتلته في نهاية كل فضيحة، ماتنهبه وزارته لملىء الجيوب وتمويل الحملات الانتخابية في المواسم القادمة!

فالطرف الأول يسعى لإزاحة من تربع على صدر العراق، وسرق أمواله وأطفأ بكواتم الصوت مهج أحراره، كامل شياع وعلي اللامي وهادي المهدي وغيرهم من قرابين العراق على مذبح حريته وخلاصة، بعدما شرد كفاءاته تشريدا منظما بأوامر من إيران، للمضي في مشروع أسلمة الشعب العراقي، لكي تسهل الهيمنة عليه ونهب موارده، فيما يتصدى لها من الطرف الثاني ناطقون اعلاميون مفوهون، أصبحوا ذوي خبرة واختصاص في الانتقاص من الخصم وشرشحته في الميديا وقتما يشاؤون، حتى الظفر بمنصب وزاري، ويبدو أن أغلى وزارة في العراق المستسلم لأقداره هي وزارة الكهرباء، التي لايستقيل منها الوزير إلا بعد سرقة ملياري دولار!

وهكذا يستمر مسلسل نهب ثروات العراق بالطرق الوزارية والقانونية، ولاحل أمام الشعب العراقي إلا بتظاهرات عارمة، تزلزل المنطقة الخضراء وتحاسب الفاسدين، وتصحح المسيرة التي سبقنا بها الشعوب العربية فتمتعت بربيعها وحتمية تغييرها، فيما العراق الذي انعكس شعاع التغيير فيه على الشرق الأوسط كله، مايزال يراوح في مكانه ويمر في خريف عمره مع القتلة والفاسدين والسياسيين، الذي لايهمهم من أمر العراق إلا ملىء جيوبهم وتمويل أحزابهم في انتظار جولات انتخابية جديدة مع الخصوم.

11/9/2011
tarikharbi@hotmail.com



18
كلمات
-391-
طارق حربي
صوتك أرعبهم زلزل عروشهم الخاوية فقتلوك يامنارة عراقية هادية!

 


العراقي العظيم هادي المهدي، ايها المنارة الهادية في ليل العراق البهيم، أيها المقتول في بيته وبين أهله قبل ساعة!، برصاصتين من كاتم صوت جبان وأنت تعد شيئا ما في المطبخ، في بغداد المليئة بالفاسدين والطائفيين والفاشلين واللصوص والعملاء والمتوحشين والسفاحين والميليشيات والقتلة ومخابرات الدول القريبة والبعيدة، لن أرثيك يامن ناديت وطالبت بحقوق العراقيين ووحدة العراق فأنا لاأرثي الشجعان، يامن حملت روحك على كفيك قائدا شجاعا للتظاهرات المطلبية في بغداد منذ 25 شباط الماضي، إن الأصفياء المخلصون أرواحهم تلهم الجماهير، ودماؤهم تتوهج في دياجير العراق وتنير الدرب الطويل.

ياشهيد الحرية ومفجر الانتفاضة العراقية الباسلة يوم 25 شباط الماضي على رؤوس القتلة والفاسدين والعملاء والمتحاصصين، يامن أسميت يوم غد (9/9) جمعة البقاء وأنت الباقي فيها على مر العصور، حملت دمك على راحة يدك وقلت فداء للعراق روحي، وطلبت موتك ايها الصلب الشجاع دونه، حالما بدفن يليق بالمضحين العظماء تحت نصب الحرية، وثبتَّ للحق وأهل العراق ومستقبل البلد، وفضحت الفاسدين من أي جهة أتو لاعنا أيامهم على لياليهم، والمحتل الذي أتى بهم في غفلة من الشعب والوطن والتأريخ، تحملت التعذيب والتهديد والتنكيل وتشويه السمعة في سجون السلطة المالكية، التي تدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان والتظاهر وحرية التعبير عن الرأي، دمك الطاهر ياهادي سيشعل الثورة في العراق إن لم تكن اليوم فغدا، وسيكون في بغداد وبقية مدن العراق الف الف هادي المهدي الف الف منارة هادية، ينبتون في الأرض المعفرة بدماء شهداء الرأي والكلمة والموقف، ينشدون للحرية والأمل والمستقبل مثل بقية الشعوب المقهورة في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.

جاؤا إليك وانت في بيتك يالجبنهم يالرعبهم!!
لم يقدروا على مواجهتك مع من أحبوك يوم غد في ساحة التحرير، القتلة السفاحون سليلو صدام وناظم كزار وسعدون شاكر وأبو طبر وأبو درع وبقية القتلة المجرمين، توهموا أن رصاصتين برأسك من الخلف، قادرتان على طي صفحة التظاهرات العارمة، التي اندلعت في شوارع العراق منذ أشهر طويلة، حسبوا بتصفيتك أنهم قادرون على اسكات الصوت العراقي الأبي  الحر الغيور النشمي، حماسك جرأتك تنسيقك للتظاهرات في بغداد والعراق، مواقفك الوطنية الداعية إلى احترام حقوق العراقيين وتوفير الخدمات والأمن وتطبيق الدستور، برنامجك الإذاعي ياسامعين الصوت الذي زلزل عروش الطغاة الجدد، صوتك المدوي الفاضح غير الهياب للسلطة ومتوحشيها ووصفك المقذع لفشلها وتقريعك لها ليل نهار، وهي تستحقه جملة وتفصيلا لجبنها وخنوعها وانعدام اهليتها لحمل وديعة العراق، هذا وغيره أرعب الجبناء في الأحزاب الفاشية الدعوة العراقية الفضيلة التيار المجلس والاكراد، وكل من هب ودب على الكعكة العراقية في الآونة الأجيرة.

نعم العراق بحاجة إلى كاريزما وطنية تتصدى للفساد والتدهور المريع بعد اسقاط الدكتاتور ونظامه الدموي سنة 2003، وكنت انت في الساحة مع أقرانك أعظم كاريزما، استقطبت الفقراء والبسطاء والمسحوقين والعاطلين عن العمل ومن امتهنت آدميته وسحقت مواطنيته في بلاد (الديمقراطية والحرية!!) والخيرات الوفيرة، وقرأ الفاسدون المالكيون والمتأسلمون وبقايا البعث الرسالة جيدا، بأن صوتك استنهض همم العراقيين الساكتين على الفساد، فخافك السفلة في الأحزاب المذكورة واطلاعات وغيرها، فأرسلوا إليك من يقتلك قبل يوم واحد من حملة جمعة البقاء التي تصادف يوم غد 9/9 ، أقسم ياهادي أن يوم غد سيكون جماهيريا للمطالبة بدمك، وبما طالبت انت به بكل شموخ عراقي وغيرة ونخوة عراقية معروفة.

لن أرثيك ايتها المنارة العراقية الهادية
إن الكلمة الحرة لاتقتلها رصاصة
نم قرير العين تحت نصب الحرية
وسيحمل الراية عنك غدا منارة هادية جديدة.
8/9/2011
tarikharbi@hotmail.com
اصدقائي : ساواصل دربي ولن اهرب ولن ارتجف ولن اخاف .. ساواصل رغم كل العناء .. وساصر هذه المرة لا على الغناء انما على الهتاف للحرية تحت نصب جواد سليم لعلي أعثر على قبري تحته وانام بسلام .. هناك تحت نصب الحرية اريد ان ارقد.. وانام .. انام طويلا ..احلم ان يكتب اسمي بشكل صحيح على شاهدة قبري.. واحلم ان ياتي لزيارتى ولو لمرة واحدة .. ابني نالي .. الذي لايجيد العربية ..احلم انه سيجيد قراءة اسم اباه عاشق الحرية وشهيدها بشكل صحيح .
من مقال المنارة العراقية الهادية قبل اسابيع (احلم أن أرقد تحت نصب الحرية والى الابد)


19
اعلان عن اغلاق مؤقت لموقع "سومريون.نت" الالكتروني



يعلن موقع سومريون.نت الالكتروني عن اغلاقه مؤقتا، ابتداء من يوم 1/9/2011، ويأمل بتشكيل هيئة تحرير جديدة تتسلم مهام العمل الاعلامي وإدامته، نشر الأخبار والتقارير المصورة وغيرها، من داخل محافظة ذي قار لا من خارجها!، دون الاعتماد على المواقع الالكترونية العاملة في المحافظة، لما عرف عن سومريون.نت من استقلاليته وتفرده خلال مسيرته الاعلامية المتميزة، وكان بدأها منذ سقوط الطاغية ونظامه سنة 2003 ، وحاز خلالها على جوائز وشهادات تقديرية، توجها مؤخرا بحصوله على جائزة الابداع لسنة 2011، واعتباره أحد خمسة مواقع عراقية فاعلة على الشبكة الدولية (الانترنت) في مهرجان بغداد الدولي الخامس للمبدعين 2011.

كلنا أمل بتقدم هيئة تحرير جديدة من الشابات والشباب الاعلاميين في الناصرية، وتطوعهم لخدمة الاعلام الحر المستقل، والاستمرار في خدمة شعب ذي قار العزيز.

مع التقدير
المشرف العام
طارق حربي
6/9/2011
tarikharbi@hotmail.com

20
كلمات
-390-
طارق حربي
ميناء مبارك والشارب العراقي!

شهدت منطقة الخليج العربي (أو الفارسي كما يحلو لإيران تسميته ورسمه في خرائطها!) حروبا وأحداثا جساما في القرن العشرين وبدايات الواحد والعشرين، وكان للعلاقة بين العراق والكويت نصيب من أحداث سياسية وعسكرية لافتة، بدأت بطلب الملك غازي سنة 1937 بضم الكويت إلى العراق بالقوة، ودعا رئيس الوزراء نوري السعيد أواسط سنة 1958 إلى إنهاء الحماية البريطانية على الكويت، ومن ثم اعلانها دولة مستقلة، وبعد ذلك ضمها إلى الاتحاد الهاشمي، كما طالب بضمها عبد الكريم قاسم سنة (1961)، وغزاها المقبور في 2 آب 1990، الغزو الذي شجبه العراقيون على نطاق واسع، واعتبروه اغتصابا لجهة الدين والشرع، واعتداء بحسب ماتمليه القوانين الدولية المرعية، وتشتت الكويتيون في الأمصار إلى أن تحررت بلادهم وعادوا إليها في 28 فبراير سنة 1991، مدفوعين بغل لايخفى وكراهية زائدة عن اللزوم للعراق وأهله، ولم يكن أمام الكراهية والحقد الدفينين، وهما من أوصاف البدو، إلا الحرث في جغرافيا الوطن العراقي العظيم، فأشيع قبل فترة عن قيام الحكومة الكويتية بتمويل مشروع سوري استراتيجي، لحرف نهر دجلة عن مساره، قبل دخوله الأراضي العراقية من جهة سوريا، بغرض لئيم وخبيث وهو حرمان العراق بعد التغيير من مياه أحد النهرين التأريخيين!، وجاء الاعلان عن بناء ميناء مبارك في جزيرة بوبيان شمال الكويت قبل فترة (4 مراحل بدئ العمل في مرحلته الأولى سنة 2007)، ليقصم ظهر العلاقات العراقية الكويتية، حيث يرى خبراء عراقيون أن بناء الميناء سيؤدي الى "خنق" المنفذ البحري الوحيد للعراق، لانه سيتسبب في جعل الساحل الكويتي ممتدا على مسافة 500 كيلومترا، بينما يكون الساحل  العراقي محصورا في مساحة 50 كيلومترا.

لقد أنشئ ميناء مبارك مقابل ميناء الفاو الكبير، وكان من المؤمل البدء ببناء الميناء العراقي منذ 2005 ، لكن الخلافات بين الأحزاب الإيرانية العاملة في الساحة العراقية، أرجأت بناء الميناء إلى أجل غير معلوم!، ماشجع الحكومة الكويتية على المضي قدما في مشروع مبارك المثير للجدل منذ أشهر، وأثار الانقسامات في داخل قبيلة شمر الموزعة بين العراق والكويت ناهيك بالانقسام داخل الحكومة العراقية نفسها، والقى بظلال من عدم الثقة بين عمل الوزارتين المعنيتين وهما النقل والخارجية، وما كان بينهما من تفاوت في تقدير حجم الأضرار التي سوف يسببها ميناء مبارك في حال تمام بنائه!

وكان دعاء النواب الكويتيين في برلمانهم على الشعب العراقي مخجلا ومؤسفا في وقت واحد، أحدهم يدعو : اللهمَّ لاتبقي حجرا على حجر في العراق!، وبقي العراق رغم أنف الكويتيين والعربان أجمعين!، و : اللهمَّ ليكن حجاج آخر في العراق!، وهو لايدري أن الحجاج الجديد الذي لن يقوم في التجربة العراقية الوليدة بعد 2003 ، ستكون عينه على الكويت مرة ثانية غزوا وقتلا ونهبا وغنائم!، لطمع في خيراتها وشماتة بسياستها العدوانية وكذلك بعد تشريد أهلها في الفنادق العربية والعالمية!، أو لغرض توجيه الأنظار عن أخطاء قاتلة في السياسة العراقية وماأكثرها !؟، أو تلبية لسيناريوهات إقليمية ودولية كما يشار دائما، إلى أن لصدام شركاء دوليون في غزو الكويت بينها الولايات المتحدة، التي كانت تعاني من كساد اقتصادي في التسعينيات من القرن المنصرم.

ولشدما أضحكني ان تقاس السياسة العربية بطول الشوارب!، وإعمار الأوطان بطول الذقن!، لاالتخطيط الاستراتيجي وتوطيد روح السلام والعلاقات المتوازنة والمصالح المشتركة بين الدول، وهذا هو نائب كويتي يدلي بتصريحات يوم أمس، متهما ومخاطبا الطرف العراقي على طريقة البدو المتجاورين في الصحراء العربية، بأن "ما تنوون عليه انتم وأزلامكم وميليشياتكم أمر بعيد عن شواربكم"!!، ويقصد الحكومة العراقية التي لم تعد تخيف الكويت وتشرد أهلها في الفنادق!، والميليشيات التي هددت بضرب ميناء مبارك قبل فترة، في حال تم بناءه وأضر بالتجارة العراقية، ويرد عليه المتحدث باسم القائمة العراقية حيدر الملا بشدة، واصفا تصريحاته بأنها "تهجم" على العراق، وأن النائب الكويتي فاقد لـ"الرجولة"!!

لاجديد في أن أغلب زعماء الدول العظمى هم من حليقي الشارب، وأن الكثير من الشاذين في الغرب وصلوا إلى مراتب رفيعة : وزراء وقادة سياسيين وإداريين ناجحين وقادة تظاهرات طالبوا بالعدالة والخبز للفقراء وكف الحروب، وعدم استغلال دول الشمال لدول الجنوب الفقيرة، ولست هنا في وارد الحديث عن قيمة الشارب الكويتي الذي يحلف به الرجل عندهم بسهولة شرب قدح الماء، لكنه يأتي من الشذوذ والفواحش في دول السياحة والاستجمام، مالم يكن حتى في حسبان الشرطة في الدول المذكورة، كما أني أخشى أن يأتي اليوم الذي يفقد فيه الكويتيون والعرب شواربهم لكثرة ماحلفوا بها في مناسبة وغير مناسبة!

حرمت الشوارب وحللته واستحبته أديان ومذاهب وجماعات عرقية وقومية، أطلقها البعثيون ورجال الأمن والمخابرات لتبيان الرجولة وقوة البأس على الشعوب المغلوبة على أمرها بالحكام، واستخدمت اتصالا بالذقن لإخفاء ملامح الوجه، وثمة عقوبات - بدأت منذ عصر المماليك – واستمرت حتى يومنا هذا بحلاقة الشارب أو نصفه للتنكيل بالرجل في السجون العربية!، العراقي يحلف بشاربه وعندما يغضب يقول أزينه على (.....) قحبة إن لم أفعل بفلان كيت وكيت، وهنالك أنواع متعددة من الشوارب بينها المبروم والمعقوف والملفوف والمربع المحدود والشامي والعراقي وغيرها، وكلها لاتفيد في بناء الأوطان ولا في إسعاد الشعوب، بل الفكر والبناء والاعمار وإشباع الجياع وتطبيب المرضى ومحو الأمية وبناء علاقات سلام متوازنة مع دول الجوار، في العراق كنا نسخر من البعثيين والشوارب ونقول شواربه تشبه (۸) شباط!، أو مرمى كرة القدم أو مزين شواربه قلم دلالة على الشارب الرفيع!، وفي القرن العشرين وبدايات الواحد والعشرين جرت الكثير من شوارب الساسة، لعل أشهرها شوارب ستالين وهتلر وصدام وغيرها، العالم إلى الحروب والدمار والخراب والحصار والجوع وغيرها .

ومع أني حلقت شواربي منذ غادرت المنطقة العربية (العراق ثم مخيم رفحاء بالسعودية وكنت أمضيت فيه مع ثلاثة أخوة نحوا من ثلاث سنين)، إلا أني أثني على رد حيدر الملا وأسجل ارتياحي له، لأن الكويتيين أوغلوا في شتم العراقيين ولابد من ردهم بكل ماهو متاح وغير متاح من الردود، فالكويت التي كانت لاترتعد فرائصها بمجرد ذكر اسم العراق حسب، بل وتخشى حتى من منتخب الشباب العراقي في دورات الألعاب الآسيوية!، تشجعت - حالها حال الدول الاقليمية - لما رأت كل أنواع التشرذم والانقسام في السياسة العراقية بعد 2003، وجعلت تتحرش بهذا البلد المثخن بالجراح في مشروع خبيث هنا وآخر هناك، بل وصل بها الحقد إلى شتم العراق وشوارب رجاله بكل سهولة!، الأمر الذي يغيض حتى حليقي الشوارب لأن الرجولة والمواقف الوطنية لاعلاقة لهما بالشارب ولابشعر الذقن!، لكنه على كل حال عار وانتقاص من القيمة المعنوية وله امتداد في البنية النفسية والاجتماعية والعادات والتقاليد العشائرية، وفي نهاية الأمر فهي "حرشة مخانيث" لن تدوم طويلا، وعلى الكويت أن ترعوي وأن يقود حكماؤها إن كان فيها حكماء، مشروع اعادة بناء العلاقات الكويتية العراقية على أسس صحيحة ومتوازنة، ومد جسور الثقة والعلاقات السليمة مع العراق الجديد في شتى المجالات، بما فيها توطيد أسس السلام في منطقة الخليج لتجنيبه مخاطر الحروب وطي صفحات الماضي البعثي الأليم، واحترام الشعب العراقي والوطن العراقي، وبدون ذلك فإن شوارب العراقيين ستهتز في يوم قريب والنتيجة يعرفها الكويتيون قبل غيرهم!
19/8/2011
tarikharbi@gmail.com
www.summereon.net

21
كلمات
-389-
طارق حربي
الشلاه وتدريس نظريتي الشيعة والسنة في العراق!

بشرنا النائب علي الشلاه عن (التحالف الوطني) بجمع تواقيع 105 نائبا في البرلمان العراقي، "لإلزام وزارة التربية باعتماد دراسة النظريتين الإسلاميتين السنية والشيعية، في مادتي التربية الإسلامية والتاريخ"، مشترطا تعادل تدريس النظريتين اعتبارا من الصف الثالث المتوسط، "وفقا لمبدأ التعادل بينهما وبنفس عدد الصفحات".
وهدد الشلاه وهو ينطق في خط  حزب الدعوة الظلامي  وأجندات قائمته الطائفية، التي تراجعت بالعراق قرونا في طبقات من الظلام الدامس، هدد مجالس المحافظات بمفتشين عامين في حال تم تدريس نظرية دون أخرى!، وأن تأخذ كل نظرية ومن ورائها الطائفة حقها من الدراسة والفهم والتسلح الآيديولوجي، الذي سيجد له لامحالة امتدادات مشبوهة في دول الجوار، في إطار إشاعة ثقافة الموت والظلام ونشر راية الجهل في ربوع العراق، التي اتخذها الاسلام السياسي منهجا لمزيد من نشر الخرافة، والتمسك بالهويات الفرعية على حساب نشر الثقافة العراقية، وتعريف أجيال العراق الجديد بهويتهم الوطنية، بعد عهد الدكتاتورية الصدامية، الذي تسلم راية التجهيل منها حزب الدعوة، ممثلا بالشلاه ومن والاه وسلطه على الشعب العراقي ليجمع تواقيع له، لتجهيله وتخريفه وتدمير الذات العراقية!
لم نشهد أن الشلاه كلف نفسه يوما لجمع تواقيع بغرض التصدي لقضايا وطنية كبرى تشهدها الساحة العراقية، بينها تدهور الملف الأمني!؟، وتقديم طلب إلى رئاسة البرلمان لاستدعاء رئيس الحكومة، ومساءلته عن الخروقات الأمنية الكبيرة، وسقوط 307 مواطنا بريئا يوم الإثنين الماضي في عشر مدن عراقية!؟، لم يجمع هذا النائب الطائفي 105 توقيعا لإعادة هيكلة التعليم في المدارس العراقية، التي تعاني إضافة إلى تسرب التلاميذ، تدهور الواقع التعليمي وبقاء المدارس الطينية على حالها، رغم المناشدات الكثيرة في الاعلام العراقي!؟، لم يتصدى هذا النائب الطائفي لقضية ميناء مبارك و(حرشة) مخانيث الكويت بالعراق العزيز!؟، وتضييق الخناق على تجارته البحرية، لكنه جمع 105 توقيعا لتعميق التقسيمات الطائفية بين أبناء الوطن الواحد، وتشكيل فريقين طائفيين مؤدلجين تتغذى منهما قائمته الخائبة وقائمة أخرى منافسة، ليكونا أداتي صراع يستمر طويلا في سوق الكسب السياسي الرخيص، ناهيط بفرض طريقة تعليم قروسطية نفس الطلاب العراقيين ومنذ عشرات السنين شعروا بالملل منها، وكان حريا بالشلاه، ومن هم على شاكلته من الطائفيين الناطقين في خط الظلام وتجهيل الشعب العراقي والمستفيدين من تدفق ثرواته الهائلة بعد التغيير، جمع تواقيع البرلمانيين لتحديث التعليم في العراق وتدريس أنظمة الكومبيوتر ونشر العلم والوعي والثقافة والمعرفة، وكذلك الاهتمام بصحة التلاميذ الجسمانية والنفسية، وتخصيص المبالغ التي ستصرف على تدريس النظريتين اللتين لن تنفعا الشباب العراقي، على قضايا تعود بالنفع والفائدة على الأجيال القادمة، بينها التغذية المدرسية مثلا وتحديث المناهج التعليمية للحاق بركب العالم الذي سبقنا بعقود وقرون.

بانتظار ان ينهض الشعب العراقي ويزيل كابوس الطائفيين من جذوره في المنطقة الخضراء ومجالس المحافظات، ويوقف هدر ثرواته على أيدي الفاسدين ويستعيد هويته الوطنية وينتصر لحياته ومستقبل أجياله.
18/8/2011
tarikharbi2@gmail.com
WWW.SUMMEREON.NET


22

كلمات
-388-
من أقوال وزير الدفاع وكالة !
طارق حربي

"عندما تسلمت مهام وزارة الثقافة قلت إني سأقود وزارة الثقافة بإرادة وزارة الدفاع، واليوم سأقود وزارة الدفاع بعقلية ومرونة وزارة الثقافة"، هذا ماصرح به وزير الدفاع وكالة الدكتور سعدون الدليمي، خلال تسنمه مهام عمله اليوم، بعد تكليفه من قبل رئيس الوزراء نوري المالكي يوم 16 من الشهر الجاري، وذلك بعد اتفاق قادة الكتل في منزل الرئيس جلال الطالباني يوم 2 آب، ضمن مااصطلح عليه بالتوافقات السياسية، على أن تقدم كل من العراقية والتحالف الوطني مرشحيها للدفاع والداخلية خلال أسبوعين، ويتم التوزير بتوافق الكتلتين المذكورتين إضافة إلى التحالف الكردستاني!

تضاربت الأنباء : فالعراقية تقول إنها قدمت تسعة مرشحين للدفاع بينهم وزير الداخلية السابق جواد البولاني، لكن مصدرا في مجلس الوزراء كشف أول أمس الثلاثاء (16 آب 2011)، أن "رئيس الحكومة نوري المالكي كلف وزير الثقافة الحالي سعدون الدليمي بتولي وزارة الدفاع وكالة بسبب تأخر العراقية بتقديم مرشحيها!!"،
وبين حانه ومانه ضاعت لحانه!!
إنه توزير طال انتظاره في لجة الصراع بين أقوى قائمتين تتقاسمان حكم العراق في ما يسمى بحكومة الشراكة الوطنية، وهما العراقية والتحالف الوطني، بل إن أمر العراق يبدو أكثر عجائبية وكأن الكتل السياسية لايهمها أمر الشعب من قريب ولا من بعيد!، فالعراق أصبح (بعضي يمزق بعضي) والدماء أنهارا تجري!، أما السياسيون فمنشغلون بالصراع فيما بينهم على المال والسلطة والنفوذ، تاركين للعدو الشرس (القاعدة والبعثيون وأطراف في العملية السياسية والمحتل الأمريكي وبعض الدول الإقليمية)، هامشا واسعا للقيام بالعمليات الإرهابية متى مايشاؤون، العدو يملك عنصر المبادأة وأستطاع نظرا لعدم اتفاق السياسيين وتشرذمهم، على توسيع استراتيجيات عمله ومساحات إجرامه، بحيث أنه صار لايكتفي بقتل عدد قليل من المواطنين في شارع أو مسجد أو الاغتيال بكاتم الصوت، بل يضرب عشر مدن في يوم واحد وتوقيت واحد، ويسقط نحو 307 من الأبرياء بين قتيل وجريح، كما وقع يوم الاثنين الماضي في بغداد ونينوى وكربلاء والنجف وديالى وصلاح الدين وبابل وواسط وكركوك، ويضرب المدنيين والقوى الأمنية، ليأتي إلينا الدليمي من وزارة الثقافة الفاشلة في العراق، و (يبشرنا) بأنه سيقود الدفاع بعقلية ومرونة وزارة الثقافة!! "المرونة التي قصدها ليست بمعنى التهاون مع القتلة والإرهابيين والعابثين بأمن البلد"، وأنه "سيكون أكثر حدة من السيف على الارهابيين" لغو ملأ أسماعنا منذ التغيير حتى اليوم بدون فائدة ترتجى للعراق وأهله، متناسيا الدليمي نفسه أن واحدة من أكبر مآسي العراقيين بعد التغيير، وقعت خلال فترة تسلمه مهام وزارة الدفاع سنة 2005 وكان صولاغ وزيرا للداخلية!، وهي فاجعة جسر الأئمة التي راح ضحيتها أكثر من 1000 عراقية وعراقي برئ، وآمل أن لايسقط أضعاف هذا العدد من أبناء هذا الشعب المبتلي بحكامه الفاسدين، في فترة استلام الدليمي لمهام عمله الجديد!

كأن العراق خلا من الساسة والتكنوقراط والعسكر وهو الخارج من رحم الحروب والحصار والويلات والمآسي، حيث مايزال السخام يتطاير في سموات العراق زادته أحزاب الإسلام السياسي قتامة وسموما، ليفاجئنا المالكي بعد 9 أشهر من الحمل الكاذب، وتلد العملية السياسية من رحم ومنطلق (كسر العظم!) مع العراقية، بوزير ثقافة فاشل لم يتقدم بالثقافة العراقية خطوة واحدة إلى الأمام، يأتي في ذروة الضربات الإرهابية بعد الأشهر الطويلة القاسية من تشكيل الحكومة بدون الوزراء الأمنيين !

لقد ظل العراقيون ينتظرون طوال الفترة الماضية وهم في لجة الصراع بين التحالف الوطني والعراقية، في اللقاءات والحوارات والتجاذبات والفضائيات، وبين أن يقوم المالكي بإرسال أسماء المرشحين إلى البرلمان، وتضارب الأنباء حول توزير البولاني، وكانت النتيجة هي الإتيان بوزير الثقافة ليشغل بالوكالة، وزارة سيادية تتوقف عليها حياة العراقيين وأمنهم ومصيرهم!

بين أن تكون الديمقراطية في العراق الجديد أكبر خدعة في العصر الحديث، وتشهد البلاد تراجعا مخيفا في الملفات الأمنية والسياسية والاقليمية والاقتصادية، ليس أمام العراقيين المحرومين والجياع والمقتولين يوميا في المدن والشوارع وغيرها، إلا الوقوف في ساحات التحرير والمطالبة لا برحيل الحكومة الفاشلة والفاسدة، بل ومحاكمتها على إهمالها لمن قدم التضحيات وانتخبها، لتتركه نهبا للعمليات الإرهابية الجبانة والجوع والضياع وتدهور الخدمات والتردي المريع في كل مجالات الحياة.

17/8/2011
TARIKHARBI2@GMAIL.COM
WWW.SUMMEREON.NET



23
كلمات
-387-
طارق حربي
رسالة مفتوحة إلى السيد مقتدى الصدر حول (ربط الفاسقين بالناصرية على أعمدة الشوارع!)


السيد مقتدى الصدر المحترم
تحية طيبة
قرأت اليوم تصريحا لمدير مكتب الشهيد الصدر في مدينة الناصرية، المدعو نصير الموسوي، حول قيام مجاميع من الشباب بإشهار الإفطار في المدينة، وطريقة معاقبة المفطرين!، ولفت انتباهي قول الموسوي "في حال لم تأخذ الحكومة المحلية دورها في تطبيق حظر الإفطار العلني، فنحن قادرون على تشكيل مجاميع من الشباب لمنع هؤلاء الشباب!، وإذا اضطر الأمر سنربط هؤلاء الفاسقين على أعمدة الشوارع !!"

لاأحد في العراق اليوم يمنع المواطنين من أداء شعائرهم المكفولة بالدستور العراقي، لاسيما طائفة الشيعة منهم، بعد طول حرمان خلال الحقبة البعثية الفاشية، وأصبح كل مواطن بعد التغيير حرا، في مأكله ومشربه وسفره وممارسة حريته في العبادة وشعائرها وأركانها، ولعل فرض الدين بالقوة على المواطنين، أصبح أمرا لايستسيغه الكثيرون بل ويقابل بالرفض والتحدي، فلايمكن فرض الدين أو العقيدة أو التعاليم الدينية، على الشعب العراقي بكل فئاته وشرائحه، نظرا للتباين النفسي والاجتماعي بين فئة وفئة ومواطن وآخر، ومن هنا فإن توجيه العقاب الجماعي للمواطنين، من قبل حزب دون الجهات الحكومية المختصة، يفتح المجال واسعا للمقارنة بين دولة القانون وشريعة الغاب في العراق الجديد، ومن يضع تعريفا (للفاسقين) ويميزهم عن غيرهم، الأحزاب أم الشرع أم القانون أم العرف الاجتماعي أم ماذا!؟،وهل أن عقاب المواطنين بهذه الطريقة البعثية البشعة، وأعني ربط الشباب منهم على أعمدة الكهرباء، بمايذكر بعهود الفاشية والنازية والحروب الكونية في الأفلام الوثائقية، ستعطي صورة مشرقة للعراق الديمقراطي الجديد، الخالي من العنف، والذي يمنع منعا باتا إهانة الإنسان وإذلاله والحط من كرامته!!؟

دينيا فإن تعذيب المواطن العراقي حرام شرعا، فضلا عن أنه ممنوع قانونيا ودستوريا، وعلينا كمواطنين ومسؤولين وإعلاميين أن نحفظ دماء أبنائنا ثروة العراق ومستقبله، نرعاهم ونوجههم التوجيه الصحيح في الحياة التي كرمنا الله سبحانه بها مرة واحدة، لاأن نحظر الحبال ونرفع العصا والأسلحة الجارحة في وجوههم، ونرهبهم بما يغضب الله خالقهم، فمن أعطى نصير الموسوي الحق في توجيه شباب الناصرية على شباب آخرين مثلهم!؟، لإذلالهم والتنكيل بهم وربطهم على أعمدة الكهرباء!، تحت سماء الله المفتوحة على ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، في ظل غياب دور الشرطة والقانون والحكومة الضعيفة، التي اختلف حواسمها على غنائم وزارتي النفط والكهرباء وغيرها من ثروات العراق العزيز المنهوبة، وتركوا الشعب يتلظى في موجات الحر الشديد بلا رحمة، فيما زعماء الأحزاب الأقوياء في الناصرية يهددونهم بالربط بالحبال على الأعمدة، التي كفت منذ سنوات عن نقل التيار الكهربائي، بعدما أصبحت لها وظيفة ثانية هي ربط المواطنين الفاسقين!

إن درجات الحرارة المرتفعة التي وصلت إلى أكثر من 50 مئوية في الناصرية، وخلو الشوارع من المارة خلال النهار، ممالم يعد يتحمله الإنسان بصفة عضوية ونفسية، تدفع إلى الواجهة باستحقاقات انسانية وصحية، الأولى أن تراعيها الأحزاب والحكومة والبرلمان، لا أن تتعامل معها بصفة شمولية تضاعف الأعباء على حياة المواطنين، الذين يشكون ضعف الخدمات التي تحفظ له كرامتهم وآدميتهم، فالشعب العراقي مختلف بطبعه من فرد إلى فرد ومن طاقة على التحمل إلى أخرى، ولاينبغي أن يحمل أي حزب مهما علا شأنه وتمثيله في البرلمان والحكومة وقوته في الشارع، على المواطنين الأبرياء العزل، مستقويا بالدين وزخم شهر رمضان المبارك، أو الفكر أو الآيديولوجيا أو أي شيء آخر، تحت ذرائع إشهار الافطار أو عدم المشاركة الجماعية في مناسبة دينية، والله في كتابه يقول ﴿لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا (286)﴾ سورة البقرة .

لقد أكد الاعلان العالمي لحقوق الانسان على الحرية الشخصية، وأبرز أهميتها الجوهرية بالنسبة للانسان وتطوره ورقيه، ففي المادة الثالثة منه يذكر أن (لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه) وفي المادة التاسعة يذكر أن (لايجوز القبض على أي انسان او حجزه أو نفيه تعسفيا) وفي مادته الخامسة ان (لايعرض أي انسان للتعذيب او العقوبات او المعاملات القاسية او الوحشية او الحاطة بالكرامة) وهذه كلها استقاها الدستور العراقي وأكد عليها في الباب الثاني (الحقوق والحريات)، ولم يمنح حزبا أو فئة أو شخصا أمر تطبيقها، بل فرض على القانون مراعاتها وتنفيذ أحكامها !


السيد مقتدى
اتوجه إليك بهذه الرسالة المفتوحة أن تتدخل شخصيا، وتضع حدا لمثل هكذا ممارسات وتصرفات فردية، تحسب عليك شخصيا وتنسحب على حزبك ومستقبله السياسي، وربما تتشكل في الأيام المقبلة لجان، تدعو إليها منظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان في العراق، انطلاقا من هذه الرسالة، لمحاسبة مدير مكتب الشهيد الصدر في مدينة الناصرية، الذي أشهر فتواه وحددها بعقوبة ربط الشباب على الأعمدة، في الصحافة المحلية، واطلع عليها الرأي العام العراقي، بما يذكر بتعليق المجاهدين من أبناء ذي قار والعراق، وماقام به العهد البعثي الفاشي من جرائم مروعة في انتفاضة آذار الخالدة.

طارق حربي
النرويج
9/8/2011




24
كلمات
-386-
طارق حربي
لو كان وزير الكهرباء من دولة القانون..هل يقيله المالكي!؟


أصدر رئيس الوزراء نوري المالكي في ساعة متأخرة من مساء أمس السبت، قرارا بإقالة وزير الكهرباء رعد شلال (القائمة العراقية) ، بعد قيام الصحافة الالكترونية مؤخرا، بكشف إجراء الوزير لعقود وهمية مع شركة ( Capgent ) الكندية تصل إلى مليار و700 مليون دولار!، وهددت النائبة حنان الفتلاوي (دولة القانون)، بأنها ستقدم طلبا لاستجواب الوزير في أولى جلسات مجلس النواب في الأسبوع القادم.

وفي أول رد فعل على قرار الاقالة، قال المتحدث باسم القائمة العراقية حيدر الملا "سنحاسب وزير الكهرباء على توقيع عقود مع شركات وهمية رغم انتمائه للعراقية" ، ويأتي هذا التصريح في تقديري ضمن آليات المحاصصة وتقاسم الوزارات بين الكتل السياسية، وواجب كل كتلة - النظام الأبوي - وضعت ثقتها في الوزير الذي يمثلها في الحكومة الدفاع عنه (ظالما أم مظلوما!)، وعدم تركه فريسة لإجراءات الكتل السياسية المتنافسة معها، لاسيما دولة القانون التي تعتبر ندا للعراقية على طول الخط، كذلك يأتي تصريح الملا لذر الرماد في عيون الشعب العراقي وسحب البساط من تحت رجل الحكومة!، والقول بأنها لاغيرها الأولى بتاديب مرشحيها من حكومة، الشعب غير راض عن برامجها، ووجهت لأدائها انتقادات لاذعة خلال شراكتها معها في السنوات الماضية، المطلوب من حكومة المالكي عدم سماع تصريح الملا المشبوه، بإحالة الوزير المقال إلى إجراءات كتلته أو عشيرته أو طائفته، بل إلى قفص المحكمة واتخاذ الاجراءات القانونية المناسبة بحقه وعقاب الفاسدين والمفسدين!

لاشك أن القرار الذي أصدره المالكي باقالة الوزير جيد جدا، لكن ليس كافيا في تقديري!، المطلوب اعتقاله فورا وتقديمه إلى محكمة لنيل جزاءه العادل، وليس إقالته وإخلاء سبيله بكفالة مالية، كما أخلي سبيل وزير التجارة الأسبق عبد الفلاح السوداني المتهم لقضايا فساد وترك طليقا!، المفروض محاكمة الوزير ومعه مافيا الكهرباء في الوزارة وأذنابهم في الدول العربية والأجنبية، ومن أجروا العقود واستغفلوا الشعب والحكومة والبرلمان، بالتواطؤ مع كتلهم التي وفرت لهم الغطاء السياسي، ونشر إجراءات التحقيق والمحاكمة مع سراق الشعب في الميديا، حتى يستقيم العدل في العراق بمحاسبة الفاسدين من جميع الكتل على حد سواء، وليكن قرار الاقالة درسا لبقية الوزراء، الذين أرجح ان العديد منهم لايختلفون عن الوزير المقال، وسلفه المتهم الهارب بسرقة ملياري دولار!

وعلى المالكي إن كان نزيها حقا، وتهمه مصلحة الشعب باعتباره رأس السلطة التنفيذية في العراق، أن يستثمر هذا القرار لصالح حكومته بعدما فقد الشعب ثقته بها، إلى حد أن كذبه متظاهرو ساحة التحرير بترديد "كذاب نوري المالكي كذاب!!"، ويمضي به بعيدا ليصبح موقفا واستراتيجية وطنية ضد الفساد، وأن يتعامل مع الفاسدين بأثر رجعي!، فيعيد إلى الواجهة مطالبات العراقيين وإعلامهم وكتابهم، بتقديم السوداني (من حزب الدعوة بزعامة المالكي!) إلى محكمة عادلة، حتى تتساوى الكتل السياسية أمام القانون جراء مااقترفت أيديها الآثمة من سرقة المال العام!

ويوما بعد يوم نشهد تصاعد الدور الرقابي لمجلس النواب، وهو مايجب أن نعضده نحن العراقيين، لنكون وجها لوجه أمام مصير ثرواتنا الوطنية والمتلاعبين بها، لكن أرجو أن لايندرج ذلك ضمن آلية الصراع السياسي بين الأحزاب، على السلطة والمال والنفوذ وهو ماشددت عليه في المقال السابق!
 
ففي الوقت الذي يعقد فيه الوزير عقودا وهمية بمبلغ خيالي، لايشعل حتى فانوسا في ليل العراق الطويل أو يحرك مروحة سقفية!، يتلظى الشعب في درجات الحرارة التي لايتحملها بنو البشر، تتعدى إلـ 50 درجة مئوية بساعات قطع تصل إلى 20 ساعة يوميا، حتى يغمى على الضعاف والأطفال والمسنين في العراق، الذي لم تعلن حكومته لحد اليوم استراتيجية لحل مشكلة الكهرباء، ولاأعلق كبير اهتمام على تصريح المالكي في 17 من شباط الماضي "بإنهاء أزمة الكهرباء في البلاد خلال مدة لا تزيد عن 15 شهراً" ردا على التظاهرات المطلبية التي عمت العراق في 15 من الشهر نفسه، لأن هذا التصريح يندرج ضمن قائمة حيلة الـ 100 يوم لاغير!

ولاشك أن بناء عشرة محطات كهرباء (سريعة النصب!) وخلال 12 شهرا، كما ورد في العقود الوهمية مع الشركة المزعومة، من الأخبار التي تثلج صدر المواطن العراقي، مثل غيرها التي تضخها الميديا يوميا، وعلى مجلس النواب والنزاهة المضي بعيدا في ممارسة دورهما الرقابي، لتدقيق العقود الوهمية من الصحيحة، خاصة فيما يتعلق بتجارة المواد الغذائية والأدوية، حيث تضطر الجهات الصحية إلى إتلاف مئات الأطنان منها سنويا، لأنها وصلت أصلا من مناشئ فاسدة مثل إيران وغيرها، عبر وسطاء محميين من كتلهم السياسية في مجلس النواب والحكومة!

سبق للمالكي أن وصف وزير التجارة الأسبق المتهم بالفساد، بانه وزير نزيه وكفوء في إدارة وزارته!، ووصف الوزير المقال البارحة بأنه كفوء ومخلص وخبرة!، ولانعرف إن كان وزير الكهرباء المقال سيلحق بسلفيه الفاسدين إلى الولايات المتحدة أو غيرها، للتمتع بأموال العراقيين المسروقة ماتبقى له من العمر أم لا!؟، ولانعلم إن كان وزير الكهرباء من دولة القانون..هل يقيله المالكي أم لا!!؟ وهل أن المالكي شخص مغفل إلى هذه الدرجة، بحيث لايميز بين الوزير الكفوء المخلص في عمله، والوزير الذي يوقع عقودا وهمية بمليار و 700 مليون دولار لاغير!؟

7/8/2011
tarikherbi@gmail.com
www.summereon.net


25
كلمات
-385-
طارق حربي
عزل رئيس المفوضية أم صراع على السلطة والمال النفوذ!؟



تعيب النائبة عن دولة القانون حنان الفتلاوي على البرلمان العراقي، عدم تصويته يوم أمس الخميس، على عزل رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات فرج الحيدري، بعد اتهامات وجهت له بالفساد وتضليل الرأي العام، وشاهدنا على التلفزيون جلسات استجواب تبنتها النائبة في الفترة الماضية، أظهرت فساد المفوضية وتزوير الانتخابات الماضية، وربما ستعيد نفس آليات الفساد في الانتخابات القادمة التي ستجرى سنة 2014 ، ولااعتراض لنا على فضح ملفات الفساد من اية جهة كانت، واستجواب المسؤولين تحت قبة البرلمان في التجربة الديمقراطية العراقية الوليدة، على أن يطال جميع الفاسدين وأن لايستخدم الاستجواب كورقة ضد الخصوم وتخسر المسيرة الديمقراطية فرصة التصحيح الحقيقية والعادلة!
قدمت النائبة في 2 تموز الجاري طلبا موقعا من 114 نائبا لسحب الثقة عن رئيس المفوضية، لكن مطالبتها ووجهت باعتراضات من كتل الكردستانية والصدريين والفضيلة والعراقية، الأخيرة بقيت معارضة رغم تغيير مواقف الكتل الثلاث الأولى لصالح دولة القانون.
تقول الفتلاوي إن"مجلس النواب لا يحق له بعد اليوم أن يتحدث عن الفساد لأن أي محاولة لمحاربة الفساد ستواجه بأنها سياسية" ، جاء ذلك إثر جلسة عاصفة تخللتها مشادة كلامية بين الفتلاوي ورئيس البرلمان إسامة النجيفي، وذلك بعد موافقة 94 نائبا على المقترح المذكور، من أصل 245 حظروا الجلسة رقم 14 ، بينهم إياد علاوي رئيس القائمة العراقية، التي يبدو أن معارك "كسر العظم" وشخصنة الصراع بينه وبين رئيس قائمة دولة القانون نوري المالكي، وصلت إلى مراحل متقدمة، وأخذ العراقيون يمسون ويصبحون على جدل لاينتهي في لجة الصراع على السلطة والمال والنفوذ، وحوار طرشان لايفضي إلا إلى المزيد من الإحن والفرقة والتشرذم  بين السياسيين العراقيين، فيما ترك الشعب نهبا للتخلف وانعدام فرص التطور المأمول، وآخر دليل على التشرذم هو اختلاف وزراتي الخارجية والنقل العراقيتين، حول قضية وطنية تستدعي توحد الكلمة والصفوف في مواجهة مشروع بناء ميناء مبارك الكويتي، الذي سيطيح بأمل إنشاء ميناء الفاو الكبير والتجارة العراقية في المستقبل، لكننا نرى ترجمة كاملة للفرقة فالخارجية وافقت والنقل امتنعت عن الموافقة!

وتأخذ الفتلاوي على عدم تجاوب الكتل مع كتلتها على اطاحة الحيدري، إلى وجود مصالح مشتركة بينها وبين المفوضية وملفات فساد تتعلق بالتعيينات، وكأن الفتلاوي لاتعلم أن التعيينات على قلتها في عراق حزب الدعوة!، والسبب هو تبني حزبها مشروعا طائفيا لاوطنيا، تجري وفق منطق المحسوبية والمنسوبية وفضائح كتلتها في ذلك ملأت الآفاق!، وتأخذ على المفوضية تعيين أقرباء المتنفذين فيها، ولاريب أنها من ثمرات المحاصصة المرة التي قبلتهم بها وأوصلتم العراق إلى قعر المهاوي خلالها، فيما تغض النظر عن فساد قائمتها في قضية التعيينات في عموم الوزارات والمديريات، وهاهم العاطلون عن العمل من الخريجات والخريجين ينطلقون في مدينة الناصرية يوم أمس الخميس في تظاهرة عفوية، ردا على قرعة التعيينات في مديرية تربية ذي قار التي اعتبروها غير عادلة، بل وأنكم تخدعون شباب الناصرية ولاتعلمونهم حتى بمكان إجراء القرعة!، فقد أعلنتم أنها ستكون في بهو بلدية الناصرية، لكنها في الحقيقة أجريت في متوسطة سومر للبنين!!

وفيما يتلظى العراقيون في نيران الأفران التموزية بلا كهرباء ولا وعود بتحسينها، ويشهدون بأعينهم تراجع بقية الخدمات التي تجعلهم يشعرون بآدميتهم في العراق الجديد، يستعر أوار الحرب الطاحنة بين الزعيمين القويين علاوي والمالكي بدون حياء، وتحمس زعماء القائمتين من تحمس الزعيمين، فيتبادلون الاتهامات في الفضائيات ويتضخم حجم التشرذم بين الساسة ابتعادا عن مصالح العباد والبلاد!، ففيما الأول حملته الانتخابات إلى سدة الحكم - في غفلة من أقدار العراقيين العجيبة - وهو لايستحقها، فتمسك بها تمسكا لافكاك بعده إلى موعد الانتخابات القادمة!، لايمل الثاني من (النضال) والسعي لاقتناصها، مستثمرا ظروفا دولية وإقليمية، ومحلية هي تظاهرات يوم الجمعة في ساحة التحرير وساحات المحافظات الأخرى !

نعم هنالك عدم قناعة بالأجوبة المطروحة من قبل الحيدري في جلستين برلمانيتين خلال الأشهر الماضية، وطالبت حمدية الحسيني (رئيسة دائرة الانتخابات المستقيلة في مفوضية الانتخابات) في شهر نيسان الماضي، بإقالة الحيدري "لمخالفته قواعد المهنية وقانون المفوضية"، ولم يأخذ أحد برسالة رئيس الوزراء نوري المالكي (22 حزيران الماضي) بإيقاف عمل المفوضية دعما لعضو قائمته الفتلاوي!، فسارعت المفوضية إلى الرد عليه برسالة في اليوم التالي، قائلة بأن المفوضية هيئة مستقلة بحسب الدستور وارتباطها بالبرلمان حصرا لا بالسلطة التنفيذية!، لكن كل هذا لايعفي الإسهامة الكبيرة لدولة القانون في انتشار حجم الفساد وشرعنته في السلطتين التشريعية والتنفيذية، وواجب على زعمائها اجتثاث الفساد من جذوره بغض النظر عن الجهة التي تبنته، حزبية كانت أو طائفية أو مناطقية أو شخصية!


منذ أكثر من عام والحملات السياسية والاعلامية تتصاعد بين دولة القانون والعراقية، زعماء الكتلتين يتهاوشون في الاعلام والبرلمان انتقالا من ملف إلى ملف، للانتقاص من الخصم وإسقاطه في عيون العراقيين، فمن القوانين المعطلة في البرلمان إلى معضلة الكهرباء إلى فضائح التعيينات، إلى استخدام جريمة عرس الدجيل للنيل من العراقية ورئيسها على خلفية طائفية، إلى تحميل دولة القانون مسؤولية بقاء الاحتلال من عدمه، إلى جدل مجلس السياسات الاستراتيجية وآلية اختيار رئيس المجلس : هل تتم تحت قبة البرلمان أم داخل الهيئة التي تشكل داخل المجلس الوطني للسياسات الإستراتيجية، إلى التخلي عن بنود اتفاق أربيل بين الكتلتين، وصولا إلى معركة القائمتين الضارية على من يحسم الصراع الدائر حول عزل رئيس المفوضية، وأتوقع اندلاع صراع جديد حول ملفات عالقة، ستجد لها القائمتان حتما توقيتا مناسبا في محاولة يائسة للخروج من تدهور الأوضاع السياسية والأمنية!

كلكم فاسدون في واقع الأمر : وهذه هي وقائع ثماني سنوات بعد التغيير ، فساد وصراع على السلطة، وتخلف قل نظيره والبلد يسير إلى الوراء بتحاصصكم وتقاسمكم لثروات العراق المنهوبة، وأجنداتكم الطائفية والحزبية وسياستكم التي تعمر جيوبكم وتديم تسلط أحزابكم على العراقيين، وإذا أرادت الفتلاوي أن تظهر امام الشعب بأنها النائبة المخلصة لناخبيها، تحمي أرواحهم وأموالهم وتؤمن مستقبلهم من اللصوص والفاسدين، فعليها فضح ملفات الفساد جميعها بدون استثناء لا الهجوم على كتل منافسة، فالعراق فاسد من راسه لساسه!، وعليها أن لاتكون انتقائية في اختياراتها بما يجعل العراقيين يشمون رائحة مناكفات سياسية لاأكثر، وربح جولات ضد خصوم سياسيين وتصفية حسابات شخصية، وبالتالي فإن محاربة الفساد لايتطلب لغوا في الاعلام أو شتائم أو مشادات كلامية، بل تشريعات ملزمة في البرلمان العراقي وآلية تنفيذية ومحاكم عادلة وسجون للفاسدين، ممن يجلبون الغذاء المسموم للعراقيين والدواء منتهي الصلاحية والسيارات الإيرانية الرديئة وغيرها، ويتم تعيين الخريجين في إطار المحسوبية والمنسوبية لا الكفاءة العلمية وغيرها كثير، وجل هؤلاء هم من أعضاء أحزابكم الدينية المتنفذة في المشهد السياسي العراقي المأساوي منذ التغيير حتى اليوم!
29/7/2011
tarikharbi@gmail.com
www.summereon.net

26
كلمات
-384-
طارق حربي .
الفضلاء والكهرباء والناصرية !

بشرنا أحد المواقع الإلكترونية الطائفية العاملة في مدينة الناصرية، أن وفدا من مكتب جماعة الفضلاء الذي يروج له باستمرار، التقى يوم أمس الإثنين رئيس الوزراء نوري المالكي بمكتبه ببغداد، للتباحث حول زيادة حصة ذي قار من تجهيز التيار الكهربائي للمواطنين، "بزيادة حصة المحافظة من التيار الكهربائي لتكون 3 ساعات تشغيل مقابل 4 ساعات اطفاء"، في أعقاب طلب المالكي نفسه من المكتب الغاء تظاهرة، كان روج لها نفس الموقع الطائفي يوم الأربعاء الماضي لكن تم إلغاءها فعلا، وحصل وفد الفضلاء على وعود ملزمة من المالكي بتنفيذ المطاليب المتعلقة بالكهرباء وبقية الخدمات، التي تشهد تراجعا في محافظة بلغ تعداد سكانها أكثر من مليون ونصف المليون مواطن.

في الواقع لااعتراض لنا على أي حزب أو منظمة أو عضو مجلس نواب أو أحد الوجهاء، أن يعملوا من أجل ذي قار وزيادة حصتها من الماء او الكهرباء أو تحسين بقية الخدمات، لكن ذلك بلاشك يعمق مبدأ المحاصصة الطائفية والحزبية، ويجعل المحافظة تحت رحمة مزايدة الأحزاب الدينية في إطار صراعها على حكم ذي قار، في ساحة تشهد تدهورا ملحوظا في الخدمات لاسيما تجهيز الكهرباء، التي لاتحتاج إلى حزب ديني يسعى لأغراض انتخابية مستقبلية، أو إعادة نوع من الثقة المفقودة مع المواطنين بسبب الفساد، أو تبيان أن قلبه على شعب ذي قار أكثر رحمة من بقية الأحزاب المشغولة بالنهب العام، وارتفاع ملفات فسادها إلى سقوف الوزارات والدوائر!

ومن جهة ثانية فأن الحكومة واستراتيجياتها وخططها تم التنازل عنها في صفقة خاسرة، لصالح حزب ديني بائس هو مكتب الفضلاء، أو حتى حزب الدعوة في الناصرية (كلهم فاسدون!)، الذي سيسعى لاحقا وفي إطار الحسد من حضوة الفضلاء المؤقتة لدى المالكي، إلى إيجاد فرصة ووعود لديه ليظهر بمظهر الحزب الذي تهمه مصلحة شعب ذي قار، وربما سنشهد حظوة مماثلة ربما بناء بوابة من جهة باب الشطرة!!
وهكذا نحن نعيش في دوامة أن كل حزب وبحسب شطارته والتقاطه لمشاكل المواطنين ومعاناتهم، يهرع بملف إلى المالكي لاستجداء عطف الحكومة أو حثها على تنفيذ طلبات ملحة، فيما الجميع يعلم أن الخدمات وتحسينها تقع على عاتق الدوائر والمؤسسات وليس رجال الدين كما في عصور الظلام والتخلف!

وتبقى تبجحات الإعلام الطائفي في الناصرية واللهاث وراء أخبار رجال الدين الممولين، والحضوة لدى خليفة المسلمين ببغداد!، علامة فارقة في لوحة الصراع الشيعي الشيعي في واقع خدمي يتدهور وعموده الفقري الكهرباء، مقابل ميزانية انفجارية بقيت بلاخطط إلا خطط النهب العام المتواصل، وهكذا أصبحنا أمام واقع طائفي تحاصصي فأي حزب عامل في ساحة الناصرية، ومن أجل إغاضة أحزاب منافسة أو تحسين الفرص في مواسم انتخابية قادمة والظهور بمظهر الحريص أمام الاتباع والمريدين والشارع، يهرع بملف خدمات إلى رئيس الوزراء الفاشل المتشبث بالكرسي لإيجاد حضوة أو وعدا بعد التهديد بتظاهرة، ولايخفى أن الإثنين (الفضيلة والمالكي) مستفيدان من هذه اللعبة الحزبية، فيما الخاسرالأكبر من كل هذه الحركات المشبوهة هو الشعب، وأصبحت الوزارات الخدمية التي يفترض بها وضع الخطط الكفيلة للنهوض بواقع الخدمات وبالتساوي بين المحافظات، أصبحت خاضعة لوفد يحرض المالكي أو يهدده بتظاهرة للضغط وتلبية حاجات المواطنين، فيما هي تقع في صميم عمل الحكومة ولاداعي لإرسال الوفود من رجال الدين من حزب متهم اصلا بسرقة النفط العراقي ويريد اليوم المتاجرة في قطاع الكهرباء!

لارجل دين ولامكتب حزب طائفي ولاأي أحد يفترض أن يحل ملفات الكهرباء والخدمات وغيرها، الحل الجذري هو إطاحة الحكومة الفاسدة والفاشلة في تظاهرات عارمة تهز بغداد والعراق، وتقتلع الفساد من جذوره التي ضربت وياللأسف الشديد، بعيدا في أرض العراق الجديد.
14/6/2011
tarikharbi@gmail.com
www.summereon.net


27
كلمات
-383-
طارق حربي
إعاقة تظاهرة شعب الناصرية .. باطل !

انطلق المئات من أبناء الناصرية قبل قليل في تظاهرة مطلبية وسط المدينة، بمناسبة انتهاء مهلة الـ 100 يوما، التي حددها رئيس الوزراء نوري المالكي لتحسين أداء الوزارات والحكومات المحلية، في إطار تقديم أفضل الخدمات للمواطنين، وتبين أنها كانت "إبرة مخدرة" جديدة للشعب الذي مل الوعود والأكاذيب، ومايزال يعيش محنة تدهور الخدمات بشكل غير مسبوق.

وردد (شباب شباط) الشجعان في الناصرية، الذين بيضوا وجوهنا وجعلونا نؤمن بالمستقبل فشكرا لهم، شعارات بينها (التغيير حاجة ملحة، النفط مسروق..مسروق، نعم لتحسين الخدمات ، الشعب يريد إصلاح النظام ، نعم للتعايش السلمي ، حاربوا الفساد قبل ظلم العباد..وغيرها)، وكانت التظاهرة سلمية قدم لها الشباب منذ يومين بتوزيع منشورات في مدينة سوق الشيوخ والناصرية، داعين إلى تظاهرة عارمة تهز العروش الخاوية في حكومة اللملوم بالناصرية، وفي المنطقة الخضراء على حد سواء!

احتج المتظاهرون على الأجهزة الأمنية ولاسيما شرطة ذي قار "لعدم توقيفهم سير السيارات والمركبات في ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية، واعتبروه إعاقة مقصودة للتظاهرة"، وأنا أعتبر ذلك إعاقة فعلا !؟، وكان الحري بمدير شرطة ذي قار ايقاف المركبات ولو لساعة واحدة، مثلما توقفت من قبل لتمر مواكب المسؤولين (الكبار!)، وكما أغلق الشارع المؤدي إلى بيت محمد باقر الناصري منذ سنوات بدون سبب!، وهو مما يحاسب عليه القانون في الدول المتحضرة والديمقراطية والتي تحترم مواطنيها!، ومثلما يتوقف السير لإفساح المجال لموكب أحد أعضاء مجلس اللملوم، لأنه كان يتناول الطعام في مطعم كباب الناصرية قبل نحو شهرين!، وغير ذلك كثير من المصائب التي وقعت على رؤوسنا في الناصرية!

لكن هذا ليس جديدا على حكومة اللملوم ولاعلى شرطة ذي قار، فلو كانت هذه التظاهرة خرجت للمطالبة بحقوق أهل البحرين مثلا، لتم ايقاف لا السيارات والمركبات بل الحياة كلها!، وتعطيل الدوام الرسمي في ذي قار والمدارس وربما تنكيس أعلام دول وعشائر !، لكنها تظاهرة سلمية للمطالبة بابسط حقوق المواطنة في بلاد الميزانيات الانفجارية والمناهب الاجتماعية!، حقوق العراقيين بالكهرباء والخدمات الضرورية وتحسين مفردات البطاقة التموينية، بعد أكثر من 8 سنوات على سقوط الطاغية ونظامه!

الشعب العراقي يغلي كالمرجل في بغداد والناصرية والبصرة وكل مكان، وعبثا تحاول الحكومة الفاشلة أن تقسم رأي الشارع العراقي، سواء بالاعتقالات أو بتسيير التظاهرات التي تهتف باسمها وتدين أطرافا سياسية معينة، فقد شهدت ساحة التحرير ببغداد اليوم تظاهرتين مختلفتين : عشائرية للمطالبة بإعدام منفذي جريمة عرس الدجيل، ويبدو أنها جاءت (بعد أن انضم إليها مناصرو حزب الدعوة الذين نددوا بالرئيس الطالباني لعدم توقيعه على قرار اعدام المجرمين!) لشق صفوف التظاهرة الثانية المنددة بحكم نوري المالكي وسوء إدارته للعراق، وماتخلله من اشتباكات بالأيدي بين الطرفين وتصعيد الشعارات !

أحيي شبابنا وقوانا الديمقراطية المستقلة على تنظيمهم هذه التظاهرة السلمية الرائعة في مدينتنا الصابرة المحتسبة على حكم الفاسدين، وسواء تم الاعتداء على المتظاهرين بالعصي والسكاكين كما حدث في ساحة التحرير اليوم، أو لم يوقفوا السير في ساحة الحبوبي في الناصرية، وشاهدنا في الصور السيارات تسير مع المتظاهرين وهو أمر مخجل وباطل!، فإنه ليس أمام هذا الشعب الصبور المضحي إلاالخروج بمظاهرات وتدق القبضات مجتمعة أبواب الحكم في الناصرية وبغداد، مطالبة بحقوقها المشروعة في الكهرباء والخدمات وتحسين مفردات البطاقة التموينية، والقضاء على التدهور والفساد أينما وجد في العراق الجديد !
10/6/2011
TARIKHARBI@GMAIL.COM
WWW.SUMMEREON.NET






28
كلمات
-381-
طارق حربي
هل كان التحالف الكردستاني شريكا في (كذبة) الشراكة الوطنية!؟ 


إن التحالف بين القوى والأحزاب في مواجهة الأنظمة الفاشية شيء مشروع ومفهوم في السياسة، وقد يتعرض التحالف إلى التصدع ويشهد نهايته بعد زوال الطغيان واختلاف الأجندات والنوايا، تشكل التحالف (الكردي الشيعي) خلال فترة المعارضة لنظام صدام، وكان العدو المشترك وحد الأحزاب رغم اختلاف آيديولوجياتها وأهدافها، وكان للتحالف تأثير على الدول الإقليمية والدولية، في تهيئة الأجواء للإطاحة بالنظام الفاشي، وفرضت الأحزاب الشيعية والكردية أجنداتها فأصبحت أمرا واقعا بعد التغيير 2003، ليصوغها الحاكم المدني الأمريكي للعراق بريمر، على شكل محاصصة طائفية وقومية، أدت إلى انسدادات وفشل في الميادين كافة، أوصلت البلاد إلى صراعات محتدمة ومتواصلة لاعلى البناء والتغيير بل على المال والنفوذ والسلطة!

وعمل التحالف المذكور منذ وقت مبكر على إضعاف القائمة العراقية، وجعلها صورية نظرا لمافيها من تمثيل للبعثيين والسنة، وعدم صفاء الأجواء بينهما نتيجة لتعقيد المشهد السياسي على خلفية 35 عاما من الطغيان الصدامي!

أصبح جليا خلال مسيرة أكثر من ثمانية أعوام، أن كل الأطراف الممثلة في العملية السياسية، لم يكن يهمها أمر بناء الدولة لامن قريب أو من بعيد!، لكن بناء أحزابها ودعمها وتقويتها بما تغدق عليها السلطة من المال العام، ولكي تقوي الأحزاب الكردية من تحالفها مع الشيعية، منحها بريمر - كرشوة ضد اعلان الانفصال وتطمين الحليف التركي - صلاحيات واسعة في دستور الدولة العراقية المؤقت، إلى حد الإعتراض على الدستور نفسه وإلغائه!، بل وتغيير الحكومة ورئيس الوزراء إذا لزم الأمر، وهو ماحدث فعلا بعدما أصر التحالف الكردستاني بما انضم إليه من أطراف شيعية، على إطاحة رئيس الوزراء الأسبق إبراهيم الجعفري، وواصل الكردستاني مزيدا من الضغط على حكومة المالكي الضعيفة، رافعا من سقف مطاليبه واضعا شروطا قاسية، لمزيد من الكسب السياسي لاسيما في المادة الدستورية 140 التي نفدت الآن، وضم كركوك الغنية بالنفط، وإذا كانت الأحزاب الشيعية لم تفكر أو تسعى إلى بناء الدولة العراقية، فإن لدى الكردستاني العديد من أوراق الضغط التي يناور بها، بينها التهديد بالانفصال وبناء دولة قوية بعد ضم كركوك، وامتدادات أخرى أطلق عليها المناطق المتنازع عليها، وتعني قضم المزيد من الأراضي العراقية!

وعلى طول المخاض العراقي الطويل بقيت عين الأحزاب الكردية على كركوك كغنيمة حرب، تتحصلها من الأحزاب الشيعية الضعيفة، أمام الأداء السياسي الكردي ومركزيته، في إدارة ملفات العراق حينما تصل إلى ذروة الأزمة، بالاستناد إلى ظرف داخلي مستقر نوعا ما وعلاقات اقليمية ودولية ناجحة، ووقع ذلك عدة مرات كان آخرها مبادرة رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني في أيلول 2010 ، لحل أزمة تشكيل الحكومة، التي تأخرت نحو تسعة اشهر بعد الانتخابات التشريعية في آذار 2010، وهنالك مبادرة قريبة رشحت بعد زيارة عضو الكونغرس الأمريكي مكين، الأسبوع الماضي إلى أربيل ولقائه الزعماء الأكراد، وحثهم – بعدما يأست واشنطن من الصراع الدائر في بغداد - على إطلاق مبادرة جديدة لحلحلة الخلاف بين كتلتي العراقية ودولة القانون، على خلفية تأخر تسمية الوزراء الأمنيين!

وتطور أسلوب عمل الكردستاني ليس من أربيل أو السليمانية، اللتين كانتا تنعمان باستقرار سياسي عكس العاصمة العراقية المذبوحة بالارهاب الأعمى، لاسيما في 2004 و2005و 2006، ودخل الكردستاني بقوة وقناعة إلى العملية السياسية برئيس عجوز (أصبح له اليوم ثلاثة نواب) وطاقم من الوزراء ونواب الوزراء والسفراء (تكريد السفارات العراقية!) والموظفين الكبار في الدولة، واستخدموا نفوذهم للعمل لامن أجل مصلحة العراق ولاحتى الشعب الكردي، بل مصالحهم الشخصية بالدرجة الأولى ثم مصالح أحزابهم !، ورغم أن الأحزاب الكردية تحمل مشروعا تقسيميا وانفصاليا، ربما سرع في اعلان مجلس الحكيم لمشروع الفيدرالية على أساس طائفي، والذي استشعر الشعب العراقي خطورته ورفضه في الحال، إلا أن القيادات الكردية كانت تقرأ الخارطة السياسية جيدا، وتخلت عن فكرة كردستان الكبرى التي أكاد أجزم أنها لاتسعى إليها، نظرا لعوامل إقليمية ودولية، لكن تسعى إلى كسب المزيد من أموال العراق واستنزاف طاقاته، حالها في ذلك مثل حال الأحزاب الشيعية التي تحلل سرقة المال العام، وترى فيه تعويضا عن سنوات التشرد والضياع في سوريا وإيران والمخيمات وغيرها، وهكذا قبلت الكردستانية بتمتين التحالف مع الأحزاب الشيعية بعد سقوط العدو الأوحد، وتحقيق المكاسب على حساب الحكومة التي يمثل الشيعة فيها جزءها الأكبر، وسعى تحالف الأحزاب القومية الكردية إلى استنزاف المال العراقي وهي التي كانت تتذابح على موارد نقطة ابراهيم الخليل الكمركية!، مثلما كان وزراء وأعلام يطلبون عدم إعادة توطيننا في دول العالم، طمعا وسعيا وراء الخمس والزكاة من رواتبنا الضئيلة في مخيم رفحاء بالسعودية!، للحصول على المزيد من المكاسب .. ولكن إلى حين!
كانت أولى الدروس التي سقط فيها العراقيون صرعى ولم تستفد منها الأحزاب الشيعية، ووقف مكتوف الأيدي منها الحليف الكردي، هي العمليات الإرهابية التي ضربت مناطق منتخبة في العراق وتركزت في بغداد، وأثبت تراجع بعض الأحزاب الدينية في انتخابات مجالس المحافظات مطلع 2009 ، وهي المتحالفة بقوة مع الكردستاني، والرافضة لفكرة التقسيم وضم كركوك ومبدأ الفيدرالية، الممتد إلى ولاية الفقيه وهيمنة إيران ومد نفوذها، بمساعدة أحزابها العاملة على الساحة العراقية، في حين تقدمت أحزاب وضعت مساحة مناسبة بينها والأحزاب الكردية مبتعدة عن مشروعها الانفصالي، لكن الكلمة الأخيرة كانت للشعب العراقي، خلال رسالة إلى جميع الأحزاب مفادها أن كركوك مدينة تعايش عراقية، ووقف بقوة ضد مبدأ التقسيم وصوت في صناديق الاقتراع على وحدة العراق.
أكتب هذه المقدمة بعد قراءة تصريح للقيادي في التحالف الكردستاني محمود عثمان، واصفا الحكومة الحالية بأنها "كذبة" تم فرضها من قبل الولايات المتحدة.!، ولاأعلم لماذا قبل التحالف الكردستاني بـ "الكذبة" منذ 2003 حتى اليوم وعمل على تعضيدها والتحالف معها والدفاع عنها ليستمر الفساد والانحطاط والتراجع على جميع الأصعدة، لتطلق مثل هكذا تصريحات قبل انتهاء مهلة الـ 100 يوما التي منحها المالكي للوزرارت لتحسين أدائها!؟، ولاأعلم إن كانت "الكذبة" قد انطلت على الجميع إلا الأحزاب الكردية!، فهي لم تتورط بما أرادت واشنطن تنفيذه من أجندات بعد اسقاط صدام ونظامه!، أم أن عثمان (أشجع من الناطقين الشيعة بأسماء أحزابهم على أية حال!) يدرك أن التحالف مع الأحزاب الشيعية له ثمن، ربما لايرمي إلى بناء كردستان الكبرى في المدى المنظور، لكن ذلك لايعني أن جملة من المكاسب السياسية والاقتصادية والمالية، بما انضم إليها من كسب وتوجيه العامل الدولي، للعمل على توطيد المزيد من الأمن وضمان المستقبل والاستثمار على حساب الشعب العراقي!؟، سيما وأن ضعف قادة الشيعة جعلوا العراق يحتاج إلى الأحزاب القومية والشوفينية الكردية لا العكس!

إن الصراع الدائر منذ فترة بين إياد علاوي (زعيم القائمة العراقية) ونوري المالكي (زعيم دولة القانون ورئيس الوزراء المنهار!)، والذي يتخوف منه عثمان - أي الصراع- لأنه سيذهب بالجميع إلى المجهول، الصراع بين الكتل، الصراع بين الحكومة والبرلمان، الصراع بين الشخصيات والوزرارت وماينتج عن ذلك من فساد مالي وإداري وغيرها، لم يكن هذا الصراع العنيف وليد عدم الاتفاق على الوزراء الأمنيين حسب، بل إنه قام على أساس خاطىء منذ عهد بريمر، وأعني التحاصص القومي والطائفي والكردستاني من أقوى الشركاء فيه!، ماأدى إلى هشاشة العملية السياسية برمتها، ولم نعد مثلا نفهم هل أن نظامنا العراقي الجديد برلماني أم إسلامي أم مجموعة طغاة يتصارعون على السلطة!؟، وكل مايصدر عنهم من تصريحات يتشرذم فيها الشيعة أكثر فأكثر، ويحصد نتائجها الإيجابية الشريك الكردي!، ويخسر فيها الشعب العراقي، ويتأخر بناء الدولة، وتزداد تدخلات دول الجوار!؟

إن (اعتبار الحكومة الحالية صنيعة أو تجميع أو كذبة فرضها الأميركان!) يثير الكثير من الأسئلة، فالتحالف الكردستاني وافق على شراكة استراتيجية في العملية السياسية، وإذا كانت الحكومة الطائفية فرضها الأمريكان على الشعب، وصمت عن أخطائها وفسادها وظلاميتها وطائفيتها السياسية الممنهجة، ووضع مستقبل الشعب والوطن على كف عفريت، فإن التحالف الكردستاني أيضا فرضه الأمريكان إذا استعرنا مصطلح التوافق على سلة واحدة، تعبيرا عن صفقة في إطار التوافقات السياسية كما حدث خلال التصويت على ثلاثة نواب للرئيس الطالباني مؤخرا، وبالتالي كان للكردستاني دور أول في حكومة "الكذبة" بحسب تعبير عثمان، والمهزلة بتعبير عزت الشاهبندر، فأخذ الكردستاني مايريده من مكاسب داخل لعبة أحكمت آلياتها المحاصصة وأصبح هو لاغيره أول كذبة!، لأن الأكراد لم يشعروا يوما بعراقيتهم وهو حق لهم بعد القتل والتهجير والأنفال الفاشي، وأرى أن وجودهم في العملية السياسية أكبر كذبة انطلت على الحكومات الشيعية المتعاقبة الضعيفة!
إن التحالف الشيعي الكردي الذي شهد تصدعا لوجود عقبات مثل كركوك والمناطق المتنازع عليها وقانون النفط والغاز وتصدير النفط من كردستان وقوات البيشمركة وطريقة ارتباطها بمنظومة الدفاع الوطني العراقية وغيرها، كل هذه لم تقف في وجه التحالف وتمت تسويتها بالطريقة التوافقية بين زعماء الكتلتين، وخرج الكردستاني كاسبا لجولات سياسية طوال السنوات الماضية، حتى إذا وصلت مهلة الـ 100 يوما إلى الإنقضاء تطافر البعض من السفينة، وقالوا هذه الحكومة كذبة وصنيعة الأمريكان!، وكلكم كذبة كبرى امتدت لأكثر من ثماني سنوات حتى وصل الحال إلى ماوصل إليه!، لكن هذا الكلام فات أوانه ولم يعد ينطلي على الشعبين العربي في العراق والكردي في كردستان، وسيكون لهما كلام آخر في الساحات العامة .. وإن غدا لناظره قريب!
16/5/2011
tarikharbi@gmail.com
www.summereon.net



29
كلمات
-380-
طارق حربي
السادة رئيس وأعضاء مجلس النواب العراقي..الله يلعن وجوهكم !!

 
السيد رئيس وأعضاء مجلس النواب العراقي..الله يلعن وجوهكم !!
أنهيتم اليوم الفصل التشريعي بالتصويت في الجلسة رقم 65 وبالاجماع، على مهزلة جديدة من مهازلكم اسمها "نواب الرئيس الثلاثة"!؟
ماأسرعكم للتصويت على أجندات أحزابكم وامتيازاتكم وتقاعدكم وحجكم !؟، ماأكثر تفرق كلمتكم وتشرذمكم حينما يتعلق الأمر بالإجماع على التصويت على تشريعات تهم العراقيين الذين انتخبوكم!؟، أجلتم التصويت على الكثير من القوانين بينها مثالا لاحصرا قانون حماية الصحفيين وكانت أزهقت أرواحهم البريئة ميليشياتكم ومسدساتكم الكاتمة وطغيان أحزابكم الطائفية!

لم تحترموا رأي الشعب والمرجعية الدينية بعدم إضافة نائب ثالث، وأجمعتم على شرعنة ونهب جديدين للمال العام، فكل نائب من نواب الرئيس الثلاثة، سترصد له الملايين من الدولارات والحمايات والامتيازات، فيما الملايين من بنات وأبناء العراق جائعون مشردون يعانون شظف العيش والبطالة وتدهور الخدمات!

خفضتم نفقات الرئاسة لذر الرماد في عيون الشعب، وأعدتم المستقيل وثبتم البعثي وفرضتم الطائفي الفاشل، تزامنا مع زيارة وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي إلى بغداد، إيران دعمت وزير التربية السابق الفاشل خضير الخزاعي على طول الخط لنيابة الطالباني، ومررتم المهزلة الجديدة في إطار التوافقات السياسية لاالديمقراطية، وشيلني وأشيلك لاالنزاهة والطائفية لاالوطنية والفشل في قيادة العراق لاالخبرة والكفاءة!

أكبر دولة في عالمنا هي الولايات المتحدة فيها نائب واحد للرئيس لاغير، ورئيسنا الذي زار إيران أكثر من أي مدينة عراقية في الوسط والجنوب، عدا النجف لأغراض سياسية وترتيبات مع المرجعية الدينية، وعمل لصالح جيبه وحزبه وقوميته لاللشعب العراقي والوطن العراقي، تكرمونه بنائب ثالث ومنصب الرئيس شرفي لاغير ألا ساء ماتفعلون!

كل الحكومات والبرلمانات التي تحترم إرادة شعوبها، تعمل السلطتان على تقدم شعوبها ورفعتها وتأمين مستقبل أجيالها ورفاهيتها، إلا الحكومة والبرلمان العراقيين، فقد أثبتا طيلة السنوات الماضية أنهما يعملان للمصالح الخاصة والحزبية!

بانت أجنداتكم وتحالفات أحزابكم المشبوهة، وخفتم من أن ينقلب عليكم نوري المالكي الذي بدأ يهددكم، أنه في حال سقطت الحكومة سيسقط معها البرلمان لامحالة!، وانصعتم لتحذير الوزير الفاشل في 29 نيسان الماضي، من احتمالات "تدمير التحالف الوطني وتفجير الوضع السياسي في البلاد، في حال عدم المصادقة على ترشحيه لمنصب نائب رئيس الجمهورية" واتهم "البعثيين وجهات ذات العلاقات السيئة مع المالكي بالوقوف وراء عرقلة ترشيحه للمنصب"

فرض عليكم المالكي، انطلاقا من مبدأ المحاصصة وآخر تصريحاته أمس الدفاع للسنة والداخلية للشيعة!!، فرض عليكم الفاشل نائبا للرئيس، لتمتين البيت الشيعي لاالعراقي والاستئثار بالسلطة على خلفية الصراع الحاد مع كتلة العراقية، في الطريق إلى 7 حزيران القادم يوم موعد نهاية مهلة الـ 100 يوما المالكية، وانهيار الحكومة في موسم الصيف والحر الشديد وانقطاع الكهرباء والتظاهرات المطلبية التي ستعم مدن العراق كافة والأيام بيننا !

السيد رئيس وأعضاء مجلس النواب العراقي..الله يلعن وجوهكم !!
12/5/2011
tarikharbi_(at)_gmail.com 

30
كلمات
-379-
طارق حربي
الحل في أربيل..ولكن !؟

اعتبرت القائمة العراقية ترشيح المالكي للوزراء الأمنيين تنصلا من اتفاقات أربيل، التي نصت على أن يكون المنصب من حصة العراقية بهدي من التحاصص الطائفي والقومي لاالوطنية العراقية ووضع مصلحة البلد كأولوية!، العراقية تريد الدفاع حنينا إلى زمن الانقلابات البعثية، وكل الإنقلابات التي شهدها العراق منذ انقلاب بكر صدقي سنة 1936 الذي لم تشهده المنطقة والعالم من قبل، تمت فيها السيطرة على الدفاع والإذاعة لإذاعة البيان رقم (1)، وهددت العراقية بالانسحاب من حكومة الشراكة الوطنية التي جمعتها مع أكبر الكتل السياسية (دولة القانون) بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، العراقية قبلت بالشراكة ولو أنها قبلت بالمعارضة تحت قبة البرلمان، لكان أرحم للشعب العراقي وربما عجلت بتقدم ملموس في العملية السياسية، وأصبح واضحا أن الشقة بعدت بين العراقية والقانون واتخذت منحى جديدا، عبر المناوشات والتصريحات الاعلامية، على خلفية ذهاب الجميع : الشعب والحكومة والبرلمان نحو يوم 7 حزيران القادم، حيث تنتهي المهلة (العطوه!!؟) التي طلبها رئيس الوزراء من الشعب في 27 شباط الماضي، لتقييم عمل الوزارات ومجالس المحافظات في تقديم الخدمات للمواطنين : كلام في كلام ولاحتى 100 عاما تحت ظل حكومة المحاصصة الفاشلة!

في الواقع ليست عقدة الوزراء الأمنيين هي ماتعترض طريق الحكومة التي أثبتت فشلها في التصدي لكثير من الملفات الساخنة، فعدا أن الجميع يطلب تمثيلا في الحكم لكسب النفوذ والمال والوجاهة، هنالك قضايا عالقة بين الشركاء في مقدمتها حسم مسألة المجلس الوطني للسياسات الإستراتيجية، واستعداد الحكومة لتسنم المهام الأمنية بعد الانسحاب الكامل للقوات الأميركية من العراق نهاية العام الحالي، وملفات الإرهاب والنهوض الاقتصادي والخدمات، وخلافات بين البرلمان والحكومة وصلت إلى حد المناوشات بين رئيس البرلمان إسامة النجيفي ورئيس الوزراء نوري المالكي، ففيما صرح الثاني أن البرلمان مشمول أيضا بتسونامي التغيير إذا وقع بعد 7 حزيران، أكد الأول أن البرلمان لاعلاقة له ببرامج الحكومة وماتقدمه وهدد بمحاسبتها!، وبدا من التصريحين أن كل طرف ينحى بلائمة الفشل على الطرف الثاني!

لكن هل أصبحت أربيل (شرم الشيخ) لساسة العراق لإيجاد حلول لأزماتهم بعد وصولها إلى حافة الإنهيار!؟، العرب والأمريكيون والإسرائيليون يحجون بين فترة وأخرى إلى منتجع شرم الشيخ بمصر، لوضع الحلول الناجعة للأزمات الناجمة بين العرب وإسرائيل، إن القراءة السياسية للأوضاع الراهنة وانسداد الآفاق في العراق، وفشل حكومة الشراكة الوطنية تقول نعم لهذا، فأربيل أقرب إلى العراقيين والأكراد شركاء في العملية السياسية، ويبدو أن واشنطن ليست قلقة من تأزم الأوضاع في العراق بل تريد حلولا سريعة لأزمة الوزراء الأمنيين وغيرها ويبدو أنها استنفذت كل مافي جعبتها من أوراق الضغط على المالكي ومافياته وفساد حكومته، إن الزيارة الأخيرة للسيناتور الأميركي جون ماكين، المرشح السابق لرئاسة الولايات المتحدة والوفد المرافق له من أعضاء الكونغرس والخارجية الأميركية لمدينة أربيل، وضعت العنب في سلة الأكراد لإيجاد حلول سريعة لأزمات العراق المتفاقمة، قبل وقوع الإنفجار العظيم بعد 7 حزيران، الذي من المؤمل أن يطيح بالمالكي وحكومته الفاسدة والفاشلة وحلفائها، مع اشتداد موجة الحر في الصيف وانعدام الكهرباء التي يعاني منها الشعب العراقي، البارزاني (رئيس إقليم كردستان) الذي أخبر مكين بأنه لن يدخر وسعا لتقديم الحلول للخروج من المأزق، وبمايضمن مصلحة الأحزاب الكردية التي غالبا ماتستفيد من حالة عدم الاستقرار السياسي، كان اقترح حلولا على الفرقاء وجمعهم في أربيل العام الماضي للخروج من أزمة استعصاء تشكيل الحكومة بعد انتخابات 2010 ، وتم سحب عدد من صلاحيات رئيس الوزراء بغض النظر عن الشخص الذي سيشغل المنصب، واتفاق الكتل الفائزة على جملة نقاط بينها الالتزام بالدستور، والعمل على مبدأ التوافق والتوازن، وإنها عمل هيئة المساءلة والعدالة، والعمل على مشروع المصالحة الوطنية، وتشكيل حكومة شراكة وطنية، التي سيصفها النائب عزت الشاهبندر (دولة القانون) بعد أشهر بأنها (مهزلة!)، مطالبا بتشكيل حكومة جديدة!

إن البارزاني قادر هذه المرة أيضا، على إيجاد صيغة تقاربية ووضع مسار جديد للحكومة العراقية الفاشلة والعملية السياسية برمتها .. لكن إلى حين!؟، فالأزمات المتراكمة التي تعصف بالحكومة بماورثته من الحقبة الصدامية، وانضم إليها من انعدام وجود مشروع وطني وبرنامج للنهوض الاقتصادي وتحسين أداء السياسية الخارجية، هذه وغيرها ستعجل في إطاحة المالكي وحكومته تحت ضغط التظاهرات التي ستعم مدن العراق في الصيف القادم وانعدام وجود الكهرباء والشلل شبخ التام في تقديم الخدمات وربما لاسمح الله اشتداد الهجمات الإرهابية وغيرها، وستكون ساحة التحرير مرجعية وطنية لكل العراقيين المطالبين بالحرية والخدمات ومستقبل أفضل لهم ولأجيالهم القادمة.

tarikharbi@gmail.com
www.summereon.net

 











31
كلمات
-378-
طارق حربي
وزير عراقي فاشل ينظّر لثورة الشعب السوري العظيم !

لو كان خضير الخزاعي (وزير التربية الفاشل السابق ومرشح ائتلاف دولة القانون لمنصب نائب رئيس الجمهورية وعضو مجلس النواب عن دولة القانون ويبدو أنه حازها كلها!) حذر الأحزاب السياسية السورية من مغبة استنساخ تجربة العراق الطائفية والقومية، بعد سقوط نظام بشار الأسد الفاشي الدموي لهان الأمر!، وقلنا إن (العبقرية السياسية!) بدأت بتصحيح مسارات فشلها المريع في وزارة التربية السابقة، حيث تم ضرب طلاب إحدى المدارس من قبل حماية الوزير وترويعهم خلال أدائهم الامتحانات، وتوجيه تهم بالفساد ربما ينظر فيها مجلس النواب قريبا!

ولو قدم دروسا ونصائح حول مخاضات التجربة العراقية المريرة مع الإرهاب والفساد وأسباب تأخر نهوض العراق من كبوته لهان الأمر أيضا، لكنه تدخل تدخلا سافرا بوضع عصي الطائفية في عجلة ثورة الشعب السوري العظيم، في محاولة لكبح جماحه والتحذير من نتائج ثورته، متهما الثوار بالتطرف (المالكي اتهم المتظاهرين ضد الفساد بالبعثية أيضا!) وأن نجاح التغيير في سوريا سيزيد من اشتداد العنف إلى درجة اختلال الموازين مع اسرائيل بما سيؤثر على أداء المقاومة الاإسلامية!؟

لكن عن أي مقاومة يتحدث هذا الوزير الفاشل!؟
وهل يسعى إلى جر العراق إلى مواجهة مع اسرائيل عبر أراضي الجولان ويعيد أيام عبد الجبار محسن و"ياحوم اتبع لو جرينه"! ومئات الآلاف من الضحايا أم ماذا !؟

تصريح لايحترم مشاعر العراقيين المتطلعين إلى إسقاط الجزء الثاني البشع من البعث، فاشل في إدارة وزارة التربية يتدخل في رسم مصير الأمم والشعوب الساعية إلى نيل حريتها وتأمين مستقبل أجيالها!

الساسة العراقيون متناقضون لعدم وجود أجندات وطنية عراقية : تصريحات نارية ضد الحكومة البحرينية ومع الشعب البحريني لوجود شيعة فيه!، وتصريحات على النقيض منها تدعو إلى عدم المساس بالنظام السوري وتقف مع نظام بشار الأسد!!؟، هل هذا الشغل خالص لوجه العراق العزيز أم إنه تبليغ إيراني لساسة العراق وخريطة طريق !؟


أرسل الخزاعي أكثر من رسالة خلال سطر واحد من تصريحه المشبوه اليوم (نرفض أسلمة سوريا وسقوطها سيخل بتوازن المنطقة ويضعف المقاومة) ، يرفض أسلمة سوريا لكن هل ساهم هو ببناء دولة المؤسسات الدستورية والديمقراطية!؟، أم أن العراق نفسه تمت أسلمته وتسليمه ليد إيران على طبق من ذهب وتوافقت إرادتا واشنطن وطهران وتخادمتا على هذه الأسلمة وكل يعمل منذ 2003 حتى اليوم على تنفيذ أجنداته ومصالحه!؟

تصريح لاينطلق من أجندات عراقية تظهر صاحبه حريصا على مصلحة العراق وهو أحد مسؤوليه، لكنه يلتحق بركب ولي نعمته نوري المالكي زعيم قائمته "دولة القانون" وهو يتنكر لمئات الآلاف من الشهداء والمفقودين والمعذبين جراء سياسة البعث العراقي، ويرسل من ينوب عنه من قائمته للقاء الأجنحة البعثية المسلحة في دمشق خلال السنوات الماضية، يسترضيهم ويمنحهم مايطلبون ربما حتى تقاعد وميزات لم يتم الاعلان عنها لحد الآن!

الخزاعي يعلم أن الشعب السوري يخوض اليوم معركة شرسة ضد الطغيان دفع خلالها دماء غالية لكن سيربحها - أي المعركة - قريبا مثل كل الشعوب المتطلعة للحرية والسلام والبناء بسواعد أبنائها الشباب، كتجارب الشعوب في تونس ومصر واليمن، بعد أكثر من 40 عاما من حكم النار والحديد في سوريا، الخزاعي المسكوت عن فساد وزارته من قبل خيمة الفاسدين نوري المالكي وغير الموافق عليه مؤخرا في مجلس النواب نائبا للرئيس، ينطق في خط النظام السوري ودعايته السياسية ضد السوريين، ليوهمنا أن الثورة التي انتقلت من درعا إلى اللاذقية وحمص وحماه والعاصمة دمشق لتلهب الأرض تحت أقدام البعثيين المجرمين، يقودها الجناح السلفي لاالشباب الذين نراهم في الفضائيات كما صور نظام بشار المنهار للعالم الذي رفض الرواية الرسمية بشدة!، وأن الخارطة إذا تغيرت - بحسب العبقري الخزاعي - سيكون فيها ميزان القوى لصالح أعداء سوريا الاستعمار والصهيونية وستضعف المقاومة الاسلامية!، وطبعا الخزاعي يريد من وراء تصريحه المشبوه أن تبقى الخارطة التي تتحكم بها إيران كقوة إقليمية كما هي، والتحالف الإيراني السوري قائما كمظلة للحكومة العراقية المنهارة بملفات الفساد، ويسرل التصريح كذلك رسائل محذرة للشعوب مطمئة للحكومات في المنطقة، لجهة التعاطي معها فوق آلام الشعب العراقي وأزماته واستعصاء أحواله وعدم قدرة الحكومة الفاسدة على إكمال نقصها الشنيع بوزراء أمنيين!

تصريح مشبوه لم يتفوه به الخزاعي حينما كان النظام السوري يرسل المفخخات والارهابيين لقتل الشعب العراقي، لم يقل إنهم سلفيون يريدون تغيير الخارطة بتدمير العملية السياسية في العراق، التي هو عضو فاعل فيها لكن فاشل أيضا وهذه هي النتائج!، لكن الآن وحينما ردد السوريون في شوارع دمشق والمدن الأخرى رمز التغيير الثوري في البلاد العربية "الشعب يريد اسقاط النظام" ، لم يتمالك الخزاعي أعصابه فهاجت مشاعره كما لم تهج من قبل انتصارا للضحايا العراقيين وذويهم، خلط الأوراق وتحدث باسم العراق مع شديد الأسف، متهما الثوار مثل المخابرات السورية بأنهم متطرفون يسعون إلى بناء دولة اسلامية سلفية تهدد أمن العراق ومستقبله!،تصريح فوقي لايضع مصلحة العراقيين والعراق كأولوية إذ لاعلاقة له - أي التصريح - بأزمات العراق المستفحلة، واتباع سياسة التهدئة والابتعاد عن التدخل في شؤون الدول الأخرى، والعمل على جعل العراق قاعدة للسلام في المنطقة بعد عهود الحروب العبثية الطويلة التي أنهكت الشعب ودمرت الوطن!

إن الخزاعي لايحب أن يرى نهاية للحركات الاسلامية في فلسطين وجنوب لبنان وإيران والبحرين وغيرها، بما تضمه من خزين معنوي واستراتيجي يضمن بقاءه في السلطة على رأس شعب ملَّ الآيديولوجيات ويسعى إلى تحرير نفسه من أحزاب الاسلام السياسي التي لم تجلب للعراق غير الفساد وسرقة المال العام، مثلما حرر نفسه من صدام ونظامه الفاشي!

تصريحان طائفيان ناريان مشبوهان أطلقا هذا الأسبوع من أجندات الاسلام السياسي، دعيا إلى التجييش ضد العراق والتدخل في شؤون دول أخرى، أعطيا ذرائع للتدخل في الشأن العراقي وهددا الأمن القومي العراقي والسلم الأهلي، الأول أطلقه بهاء الأعرجي (نائب عن التيار الصدري) بقوله " إن جيش المهدي في حال تم رفع قرار تجميده سيضم غير العراقيين ايضاً اضافة الى طوائف ومكونات اخرى لمقاتلة القوات الامريكية فيما لو لم تنسحب من البلاد" وتناولته في المقال السابق، واليوم طلع علينا الفاشل الخزاعي (الملاحظ أنه بدأ يطلق التصريحات النارية بعد رفض ترشيحه في لمنصب نائب الرئيس العراقي!) ليحذرنا من أن التغيير في سوريا سيكون لصالح السلفية بما يوسع من فرص انتشار العنف في المنطقة، لكن التغيير القادم سيكون في العراق بعد نهاية مهلة المئة يوم التي أعطاها المالكي للوزرات ومجالس المحافظات، وسيستدير الشباب العراقي من جديد ليطيحوا باللصوص والسراق والفاسدين ومن يطلق التصريحات النارية والطائفية غير المسؤولة ومن وضع مصلحة الدين والطائفة كأولوية دون الشعب والوطن.

30/4/2011
tarikharbi@gmail.com
WWW.SUMMEREON.NET





32
كلمات
-377-
طارق حربي
تصريحات الأعرجي مطلوبة أميركيا !

ربما يضيف القارىء الكريم غيرهما وله الحق في ذلك!، لكني لم أجد في السياسة العراقية لاعبين يكثران من التصريحات النارية، مثل النائبين عزة الشاهبندر وبهاء الأعرجي!، في ساحة عراقية مفتوحة لمن يريد أن يستثمرها سياسيا، فالأول الذي قفز بخفة الحواة من القائمة العراقية، إلى الصفة التي أكرهها كثيرا وانتقدتها في مقال سابق "أحد المقربين من رئيس الوزراء نوري المالكي"  حاله في ذلك مثل حال سامي العسكري!، وصف الحكومة التي دفعت إلى تشكيلها قائمته (دولة القانون)، وسموها حكومة الشراكة الوطنية بعد الانتخابات التشريعية 2010، بأنها حكومة مهزلة!، داعيا قبل فترة قصيرة إلى تشكيل حكومة أغلبية! (فذلكة ولعب بالألفاظ!)، وهنالك الكثير من التصريحات غير المسؤولة لامجال لذكرها الآن، وكلها تصب في خانة بقاء دولة القانون، زعيمة في العملية السياسية المنهارة بملفات الفساد، وتأخر خطط النهوض بالعراق وتقديم الخدمات لأهله!

أما البلوى الثانية التي ابتلى بها العراق فهو النائب بهاء الأعرجي (عن التيار الصدري) ، فقد دعا صراحة يوم أمس الخميس، وفي تصريح ناري جديد " أن جيش المهدي في حال تم رفع قرار تجميده سيضم غير العراقيين ايضاً اضافة الى طوائف ومكونات اخرى لمقاتلة القوات الامريكية فيما لو لم تنسحب من البلاد"، ومعلوم أن جيش المهدي وهو الجناح المسلح للتيار الصدري، تم تجميده بقرار من قائده مقتدى الصدر، اثر مواجهات دامية مع القوات الأمنية في كربلاء أغسطس/آب 2008، وتأتي دعوة الأعرجي واضحة وصريحة إلى جعل الساحة العراقية مفتوحة للدول الإقليمية والعربية، ومن هب ودب استنساخا لسيناريو الزرقاوي المقبور، حيث أخذ وطره من دماء العراقيين الأبرياء بعد التغيير سنة 2003، بدعوى عالمية الكفاح الاسلامي أو الأخوة الاسلامية والطائفية لمقاتلة القوات الأمريكية المحتلة بحسب الأعرجي، فالكثير من (السنة) و (الشيعة) العاملين في الساحة العراقية، حتى الممثلين في الحكومة والبرلمان مثل التيار الصدري، مايزالوا يهدرون دماء العراقيين، تحت عنوان مقاتلة قوات الاحتلال، لكنه في (الواقع المر) تنفيذ أجندات خارجية!

ويأتي تصريح الأعرجي المثير للجدل في إطار الالتحام والانسجام مع السياسة الاستراتيجية الأيرانية، عبر شطب مكتسباته الأمنية على الأرض وجره من جديد إلى أن يكون ساحة نزال للآخرين على أرضه العليلة، من جهة ثانية هي إشارة خضراء لجيش القدس وحزب الله والمتطوعين البحارنة الذين خسروا جولة في بلدهم، وردا لجميل مواقف الأحزاب والشخصيات الطائفية العراقية وغيرها، بأن تعالوا إلى العراق الحاضنة الطائفية الجديدة لكل الخسرانين والمحبطين، سواء مما نجم عن سياسة أنظمتهم الدموية، أو تحت ضربات إسرائيل في الجنوب اللبناني، أو ممن كان له ثأر ضد واشنطن وتل أبيب، مايعني الاستعداد لا لإعادة الإعمار أو وضع الخطط الخمسية والعشرية بهدي من الميزانية الانفجارية لإنقاذ البلاد، لكن فتح صفحة جديدة - والعذر هذه المرة عدم التمديد للقوات الأمريكية - لحرب استنزاف طويلة الأمد، وتغليب الأجندات الخارجية والطائفية على الإرادة الوطنية والمصلحة العليا للبلد، فالشعب العراقي حزم أمره وقال لا لجيش المهدي وفوض أمر التمديد للقوات للسلطتين التشريعية والتنفيذية، اللتين تحكمان البلد وتحددان مستقبله ومصيره!

ومعلوم أن المهام القتالية للقوات الأميركية في العراق انتهت في آخر أغسطس/آب 2010، لكن ما يزال هناك نحو 47 ألف جنديا، وبحسب الاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن (نهاية تشرين الثاني 2008) يفترض ان ينتهي وجود هذه القوات نهاية العام الحالي 2011، لكن الحكومة والبرلمان لم يتفقا بعد على تمديد بقاء القوات من عدمه، الأمر الذي ترك الباب مفتوحا للتصريحات والمزايدات، وبعضها ينطق في خط أجندات دول الجوار أو للكسب السياسي الرخيص على حساب مستقبل الشعب العراقي.

كما أن التصريح الناري يرسل رسالة تمهيدية في ظل حكومة ضعيفة، لجلب مقاتلين من حزب الله برعاية إيرانية، كما فعل نظام بشار الأسد الفاشي منذ يوم الأثنين الماضي وجلب مقاتلين من الحزب المذكور، لضرب ثوار درعا المدينة الشهيدة البطلة الثائرة على النظام البعثي في سوريا، وبمعنى آخر فإن العراق المفتوح لتصريحات الأعرجي النارية المنسجمة مع خط ولاية الفقية، لن ينعم بالهدوء على الأقل في المدى المنظور، لكي يتفرغ للبناء والإعمار والخدمات وتحسين أداء السياسة الخارجية العراقية، كذلك تأتي التصريحات تناغما مع المناكفات السياسية القائمة منذ فترة، بين رئيسي البرلمان والوزراء، على خلفية مهلة المئة يوم التي منحها الأخير للوزرات ومجالس المحافظات لتحسين الأداء وتقديم الخدمات، وستنقضي المهلة يوم 7 حزيران القادم، لكن لم تقدم الحكومة للآن شيئا ملموسا!

لاشك أن تصريحات الطارئين على السياسة والتهديد بإطلاق عصابات جيش المهدي على الشعب العراقي، هدفها التمهيد وملأ الفراغ بعد  الانسحاب الأمريكي، وإعادة الوجه الطائفي الكريه لسيناريوهات  2004 و 2005 و 2006 حتى يبقى العراق ساحة حرب وتجييش مستمرين، لأن التيار الصدري يسعى بهدي من الإيرانيين إلى الاستحواذ على العراق كله، لاعلى 40 مقعدا في البرلمان و7 وزارات حسب، في وزارة ماتزال ناقصة وخائبة وفي طريقها إلى الانهيار.

وإذا كان العراقيون أنفسهم لم يرحموا العراقيين أبناء جلدتهم، فكيف سيكون الوضع عليه في حال تم جلب الطائفيين الأجانب المدربين من إيران ولبنان وغيرها!؟

ثم لماذا يريد البعض للعراقيين أن يكونوا وقود حرب إيرانية ضد أمريكا، مثلما أرادهم الطائفيون قبل أسابيع وقودا لحرب البحارنة ضد قوات درع الجزيرة!؟

النتيجة أننا وبعد ثماني سنوات من التغيير وصلنا إلى حكومة تحاصص طائفي قومي ضعيفة ناقصة وزراء أمنيين، مايزال التيار الصدري يفرض عليها شروطه بقوة، وبإمكانه تأجيج الشارع العراقي بتسيير الملايين في تظاهرات وقتما يشاء القائد!، كما أن عدم استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية في العراق مايزال مصلحة أمريكية لخلط الأوراق، لاستثمارها لجهة التعاطي مع أجندات دول الجوار وفي المقدمة منها إيران، التي هي بتحريك أذرعها في العراق تستفيد أيضا من بقاء القوات، لحساباتها الداخلية بوجود تهديد خارجي، أو لإعادة ترتيب الأوراق بين الأحزاب العراقية المتصارعة على السلطة والمال النفوذ، واستثمارها ايضا لصالح التمديد وهو ماتسعى إليه واشنطن، وتطالب به النخب العراقية حفاظا على الديمقراطية في العراق، وعدم السماح للقتلة والمجرمين من عصابات جيش المهدي، بقتل العراقيين كما حدث في السنوات العصيبة  2004 و 2005 و 2006 وإقامة المحاكم الشرعية واستباحة الأموال والأعراض، كما أن تصريح الأعرجي مطلوبة أميركيا لأنها ستواجه عما قريب بتصريحات شديدة اللهجة، من قبل حلفاء واشنطن في توقيع المعاهدة الأمنية، دولة القانون وشرعية الحزب الحاكم، داعية الحكومة والبرلمان لاتخذا قرار بالتمديد للقوات وهو ماسيكون في المستقبل القريب!
29/4/2011
TARIKHARBI@GMAIL.COM
WWW.SUMMEREON.NET







33
كلمات
-376-
طارق حربي
الـ هيب هوب والراب في البصرة..كل شيء جميل يأتي من ثغر العراق الباسم!

انطلق فن الرقص الـ (Hip hop) أوائل السبعينيات من القرن الماضي في الولايات المتحدة، ويعتبر حركة ثقافية للأمريكيين من أصول أفريقية، وعبر الراقصون منذ عشرات السنين عن تذمرهم مما لاقوا من العنصرية، وقضايا أخرى تعرض لها السود من البيض في حياتهم بينها التمييز والبطالة، ويعتبر الهيب هوب نظاما من الاتصال بين السود في الولايات المتحدة والتضامن فيما بينهم، وأجد أن العديد مما لاقاه السود هناك يلاقيه كل يوم شباب العراق هنا، سواء في تصاعد معدلات البطالة أو عدم اهتمام الحكومة بمتطلبات الشباب والمرأة والطفل، وإذا كان انصراف الشباب السود هناك إلى تنظيم حفلات الرقص الهيب هوب والراب، أفيد من الانخراط في عصابات القتل والتسليب والمخدرات والعنف والجريمة وغيرها، فإننا نجد لذلك نظيرا في حالتنا العراقية، فلو انتبهت حكومتنا للطاقات الشابة العراقية المهملة، ومولت وعملت على افتتاح النوادي وتشجيع الفرق الشعبية وتنظيم الحفلات الموسيقية والمهرجانات الرياضية في الشوارع والحدائق والساحات العامة كما فعل شباب البصرة اليوم، لأمكن تصريف طاقات الشباب على مايمكن وضعه في خانة التنمية البشرية والاجتماعية، التي تتباهى بها حكومات الشعوب المتحضرة وتتنافس فيما بينها لتقديم أفضل الخدمات لشعوبها، ولقلت أو انتهت أسباب الشحن الطائفي في بلادنا وضحايا كواتم الصوت، وتم سحب البساط من تحت أرجل الميليشيات المرتبطة بدول الجوار!

إن تقديم عروض راقصة خلال  "حفل افتتاح الأسبوع الثقافي الذي يقيمه المركز الثقافي في جامعة البصرة ابتداء من اليوم 24 ولغاية 28 نيسان/ابريل الجاري" وتقديم شباب البصرة لوصلات فنية راقصة في الحدائق العامة، دليل واضح على حيوية الشعب العراقي وتجاوزه لملفات تتصارع دونها الأحزاب لتحقيق مصالحها لامصالح الشعب العراقي!

إن البصرة الفيحاء التي يسيطر عليها مجلس محافظة متشدد، شهدت تقاطعات أجندات الأحزاب المرتبطة بإيران وإيذائها للسكان مرات عديدة خلال السنوات الماضية، سواء خلال منع حفلات تخرج طلبة جامعة البصرة، ومنع السيرك القادم من أربيل السنة الماضية، وإلغاء مهرجان الأغنية التراثية في شهر نيسان 2010 ، الذي كان من المفترض إقامته في البصرة برعاية وزارة الشباب والرياضة بمشاركة 16 فرقة من 12 محافظة، ناهيك بفرض أجندات طالبانية على مدينة غنية جدا ومفتوحة على البحر وتعدد الثقافات.

إن رقصات الهيب هوب التي انتشرت في افريقيا وآسيا ومعها الثقافة الأمريكية لسهولتها، حيث يمكن للراقص وضع كلمات الأغنية بنفسه والموسيقى، هذه يمكن أن تنفذ في العراق انطلاقا من آلام الشباب المهمل ومعاناته اليومية مع الأحزاب الطالبانية، وعراق اليوم المفتوح للاستثمار السياسي يمكن أن يكون خزينا معنويا واستراتيجيا لانطلاق مدارس فنية وأدبية جديدة، بعد عهد الفاشية وسقوط العراق في أيدي الأحزاب الدينية!

الهيب هوب رقص تعبيري عما يعانيه السود في أمريكا، ورقص الفلامنكو عبر من خلاله أهل الأندلس عن رفضهم لمرسوم أصدره الملك الأسباني فرديناند في عام 1492 بفرض الديانة الكاثوليكية على اليهود والغجر والمسلمين، فامتزجت هذه الأقوام وتوحد رفضها عبر رقصات تعبيرية رائعة امتد تأثيرها عبر القرون إلى أمم أخرى وأجيال، ويمكن لشباب البصرة إيجاد صيغ تعبيرية جديدة انطلاقا من غنى الثقافة الشعبية البصرية وايقاعاتها وتعدد ثقافاتها التي تعمل الأحزاب الدينية على طمسها وإلغاء هويتها.

البصرة التي علا صوت الرصاص فيها على أصوات الرقص والغناء والشعر بعد التغيير، عادت أيامها الحلوة بعد عمليات صولة الفرسان سنة 2008 وتنفست البصريون الصعداء، هذه المدينة التي ولدت فيها فنون الهيوة والخشابة (اصلها من الفاو) وأغاني البحر والصيادين والنوخذات المتصل بالأغاني الخليجية، خليق بها أن تنهض من جديد وينهض العراق كله معها وتقدم الفنون الشعبية الأصيلة التي يحبها العراقيون ويطربون لها بعد سنوات البكاء واللطم والتطبير والسواد الذي جلل المدن العراقية ليستمر الفساد واللصوصية المنظمة في أكبر عملية فساد في التأريخ!

إن صناعة الجمال وعبادته والتعبير عنه بأشكال وطرق مختلفة ليس غريبا عن الشعب العراقي، وعلينا واجب تشجيع الشباب سواء في تظاهراتهم المطالبة بحقوق الشعب العراقي في الساحات العامة وإسقاط حكومة المحاصصة الطائفية والقومية، أو في مجالات الفن والأدب والرياضة وغيرها، والبصرة بغناها النفطي والسياحي وثرواتها من أشجار النخيل وانفتاحها على البحر وتعدد ثقافاتها وطيبة أهلها وتسامحهم، مؤهلة لأن تلعب دورا مهما في انطلاق الحركات الفنية والأدبية والفرق الفنية والغناء وغيرها، فمرحى للبصرة ورقصها وغنائها وآدابها وابداعها وأهلها الطيبين، وكل شيء جميل يأتي من ثغر العراق الباسم!
24/4/2011
tarikharbi@gmail.com



34
كلمات
-375-
طارق حربي
بلاوي امام جمعة الناصرية!

كثيرة هي المضحكات المبكيات في العراق الجديد، الذي تحكمه الأحزاب الايرانية العاملة في الساحة العراقية، نهبا وتنظيرا وتصديرا لمشاكلها وتصريفها في دول بعيدة، وتدخلا سافرا في شؤون الدول العربية والبحرين مثالا، التي وجهت قبل أيام ضربة مؤلمة للحكومة العراقية - انفقت نحو 450 مليون دولار لانعقاد القمة العربية ببغداد - وكانت أول الرافضين لها نظرا لتدخل حكومة المالكي المؤسف في شؤونها الداخلية!

فبعد التركة الثقيلة للمقبور صدام ونظامه، لحكومة التحاصص الطائفي والقومي، ملايين الأرامل والأيتام والمعوقين والجياع وحي التنك والمواطنين العائشين في الورق المقوى (الكرتون)، تدخل دول الجوار المؤسف وملفات الفساد وعدم قدرة الحكومة الناقصة على املاء فراغها بوزراء أمنيين، استعصاء أزمات الماء والكهرباء وانعدام الثقة بين الكتل السياسية وتأجيل الجلسة 54 للبرلمان بسبب عدم التوافق على خضير الخزاعي لمنصب نائب الرئيس وغيرها كثير كثير، في خضم كل هذا الذي لم تقدر على حله وتصريفه ووضع قوانين له وتشريعات حكومة التحاصص الطائفي والقومي، يخرج علينا إمام جمعة الناصرية (محمد مهدي الناصري) الذي انتخبه البسطاء في ذي قار مع الأسف عضوا في برلمان الهنا والسعادة في الانتخابات التشريعية الأخيرة، ويقدم النصائح المضحكة لكهان السياسة العربية من عيار عمر موسى!، بضرورة تغيير هيكلية جامعة الدول العربية للتفاعل مع إرادة الشعوب العربية!، داعيا الجامعة ويالبؤس الحال في الناصرية وجوعها وانقطاع كهربائها وكثرة متسوليها وفقرائها وارتفاع تلال نفاياتها وبؤسها وظلامها وانعدام وجود العدالة فيها لاسيما في التعيينات " إلى الابتعاد عن الكثير من أطر العمل التي كانت من المسلمات سابقا ، وان تعمل قريبا من شعوبها وبصورة جمعية من اجل تطوير المجتمع العربي على المستويات الثقافية والاجتماعية والسياسية بلا تمييز بين دوله وأخرى "، يالسوء الحظ لم ينقص عمرو موسى إلا نصائح إمام جمعة الناصرية البائسة!، الذي يصرفه موسى وحكومة المالكي (دولارات) مثلما صرف نظام المقبور من قبل، والعراق بئر نفط مفتوح للدول الفقيرة ولايهمها سواء كان النظام الحاكم بعثيا أو دعويا!

إن لدى إمام جمعة الناصرية الكثير من المشاكل العويصة في مدينته، كان حريا به الوقوف عندها والدعوة إلى تفعيل القوانين الخاصة بها – إن كانت هنالك قوانين- وتغيير هيكليتها وإيجاد حلول جذرية لمشاكلها، لاأن يهرب إلى مشاكل الشعوب العربية ويعزف على أوتار آلامها ويقديم النصائح الكاريكاتورية إلى حكامها، فهم - الشعوب والحكام - أعرف بمشاكلهم الداخلية ومنهم من يضحك على مشاكل العراق، ومن يشمت على الطريقة العربية المؤسفة، ومن ينافق ويتمنى المزيد من القتل والتدمير للشعب والوطن!

أما في ذي قار فقد وصل الخط البياني للفساد والرشوة، إلى حد اعلان مفوضية النزاهة ولسنوات عديدة أن دوائر المحافظة تعد الأكثر تعاطيا للرشوة لاسيما خلال شهر تشرين الثاني الماضي مقارنة ببقية محافظات العراق، وأن دوائر القطاع العام في ذي قار والناصري ممثلا عنها سجلت تعاطيا للرشوة بنسبة (17,46%) لتكون الأولى بين المحافظات العراقية، هذه هي الوقائع التي من المفروض على إمام جمعة الناصرية أن يفضحها لكن لاأتوقع ذلك على الاطلاق، لأن الناصري وأباه جزء من الفساد بالناصرية عبر التدخل في تعيينات المسؤولين المحليين الفاسدين على سبيل المثال وغير ذلك مما يعرفه أبناء الناصرية أكثر مني، هذه هي الميادين التي يفترض بإمام جمعة الناصرية الذي يخشى الله والتاريخ أن يحرص عليها ويطالب تحت قبة البرلمان بحلها، لاأن يصرف مشاكل العراق خارج حدوده ويطالب بتغيير هيكلية الجامعة العربية وما إلى ذلك من التصريحات المؤسفة لقناة الاتجاه الفضائية !

الطريف في الأمر أن إمام جمعة الناصرية وبطريقة وعظية فجة قال "إن الجامعة العربية كانت في السابق تخدم الحكومات وبعض الشخصيات بينما تغير الحال اليوم بعد رياح التغير التي عصفت بالمنطقة لوجود مقومات التغير في هذه الأمة " ، الناصري يدعو إلى تغيير هيكلية الجامعة التي تدير أكثر من 23 دولة عربية بمساحة قدرها 14 مليون كيلومتر مربع ونفوس وصلوا إلى 350 مليون مواطن عربي، وهو لايقدر على حل مشاكل محافظة صغيرة من محافظات العراق يقدر نفوسها بنحو مليوني نسمة ومساحتها بنحو 8,016 ميل مربع .

لاأدري لماذا يتدخل إمام جمعة (شيعي) وعذرا لهذا التقسيم الطائفي لكنه أمر واقع، مرفوض من المحيط العربي، في قضايا (سنية)، بعيدة عن اهتمامات الشعب العراقي الذي أدخلته حكومة المالكي الطائفية في سرداب نجفي مظلم لاطلوع من بعده ولاأشعة شمس في نهايته!، سوى أفق القبور ومواسم البكاء وملايين الجياع والأمية والفشل على كل الأصعدة، لكن كل هذه المعضلات سوف يحلها الشعب العراقي عبر ثورته الكبرى في ساحات العراق العامة وشوارعه وساحة التحرير، وإن غدا لناظره قريب!
tarikharbi@gmail.com
www.summereon.net




 



35
كلمات
-374-
طارق حربي
المالكي والدباغ : واحد يجر بالطول واحد يجر بالعرض!

كلما اقتربت نهاية الحكام طلبوا السجود عن أقدام شعوبهم الغاضبة، التي طرقت أبوابهم وزلزلت كراسيهم، يطلبون مهلة يقدمون فيها إصلاحات عجزوا عنها سنوات، فبعد موجة تظاهرات عمت العراق في الفترة الماضية، طالبت  فيها الجماهير النهوض بالخدمات، تحسين مفردات البطاقة التموينية ومكافحة الفساد والبطالة، وقتل فيها وأصيب العشرات من المواطنين الأبرياء، وردا على احتجاجات "جمعة رد الكرامة"، التي دعا اليها ناشطون عراقيون على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك"، طلب رئيس الوزراء نوري المالكي (الأحد 27 شباط / فبراير) مهلة 100 يوما، لتقويم عمل الوزارات والحكومات المحلية، فيما دعا رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، وتخفيفا لضغط الشارع العراقي، إلى إجراء انتخابات محلية مبكرة، وتعديل قانون انتخابات مجالس المحافظات، بالتزامن مع طرح مشروع تخفيض المنافع الاجتماعية للرئاسات الثلاث (المناهب الاجتماعية والسرقة المشرعنة!).

ولعل التظاهرات المطلبية والمهلة المالكية وظروف دولية وإقليمية، ماحفز التيار الصدري إلى أخذ زمام المبادرة بإشارة إيرانية، والاصطفاف وراء الجعفري والجلبي الساعي للفوز بحقيبة الداخلية!، والتهديد برفع التجميد عن جيش المهدي، لملىء الفراغ الذي سيتركه انسحاب القوات المحتلة في نهاية 2011 ، بحسب الاتفاقية الأمنية، وفي الوقت الضائع استنفرت الحكومة، كل جهودها الحزبية والادارية لمواجهة كل أنواع التحديات، أرسلت وزراء ونوابا ومسؤولين رفيعي المستوى إلى المحافظات للوقوف على احتياجاتها، استقال ثلاثة محافظين وأمين العاصمة (قدم استقالته ثلاث مرات لكن المالكي رفضها لأسباب حزبية وطائفية!)، لكن لم يُقدم إنجاز واحد بعد مرور نحو ثلث المهلة، بل تصاعدت حدة الخلافات الشخصية والحزبية إلى حد التخوين بين زعماء حزب الدعوة الحاكم من جهة، وبينهم وبين الإئتلاف الوطني والصدريين من جهة ثانية، وانعكس ذلك على أداء المالكي ووضعه في موقف محرج في مواجهة استحقاقات داخلية.

لو كان المالكي طلب المهلة في بداية شهر نيسان لقلنا إنها كذبة نيسان وانقضى الأمر!، انطمارا مع ملفات الفساد والوعود والعهود الكاذبة وأغلظ الأيمان، التي حلف بها المسؤولون العراقيون لتنفيذ المطاليب، وربما يطلب المالكي مهلة حتى نهاية العام بعد فشل المئة يوم (من يدري!؟)، مثلما طلبها الرئيس اليمني تحت ضغط التظاهرات المطالبة بتنحيته! لكنها كانت كذبة مجلجلة هدفها امتصاص غضب الشارع العراقي وزرع الانقسام في صفوفه، وتخفيف حدة التظاهرات ضد الحكومة الفاشلة ناقصة الوزراء!

في الواقع العراقي ذي العلل العصية على الحل نظرا لتراكمها واستفحالها، ربما لا تتمكن حتى 100 عصا سحرية بيد المالكي، لانجاز المشاريع الكبرى التي تنهض بالخدمات خلال الفترة المذكورة، إن الـ 100 يوم المالكية أشبه ماتكون (عطوه) عشائرية لالتقاط الأنفاس!، وتدبير حيلة من حيل 1000 ليلة وليلة ضد شعب أعزل، ماأن خرج من عهود التسلط والحرمان البعثية، حتى وقع في عهد فساد تديره الدولة ومؤسساتها، فالحكومة التي عجزت عن تأمين الطعام والكهرباء والوقود ومكافحة البطالة والفساد، خلال السنوات الست الماضية من ترؤس المالكي لها، لايمكن لها أن تقدم المنجزات خلال 100 يوما لابل حتى 100 سنة!، مع وجود حكومة المحاصصة الطائفية والقومية والتجاذبات الأقليمية تحت ضربات العمليات الارهابية!

وجاء تصريح المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ  إن " مهلة المائة يوم التي منحت للوزارات والمؤسسات، هي جرعة منشطة قوية جداً لتقديمها خدمات فورية وعاجلة، إضافة إلى وضع خطط للفترة المقبلة من عمر الحكومة من أجل الإسراع في وضع خطط فاعلة". ، في سياق منظم من الأكاذيب التي يطلقها أركان الحكومة، اللعب بالكلام واللغو والضحك على الشعب العراقي، وإلا هل تنفع "الجرعات المنشطة" في جسد مشلول بالتحاصص والفساد، أثبتت السنوات والتجارب أن لاحلول جذرية لاستعصاء حالته إلا بموته، ومجيء حكومة صحيحة تنهض بمهامها الوطنية وتنقذ العراقيين مما أوصلتهم إليه حكومة فاسدة.

إن تصريح الدباغ وضع حدا للمهلة قبل انقضائها، مايعني الاستعداد لمواجهة الجماهير العراقية في جولات قادمة وتظاهرات عارمة في الساحات العامة، تبدأ مع الصيف اللاهب بغياب شبه كامل للكهرباء، وأرجح دخول التيار الصدري إلى حلبة المواجهة للحصول على مكاسب سياسية، تتعدى أربعة مقاعد وزارية وأربعين مقعدا برلمانيا، فالتيار يريد العراق كله بعد رحيل الاحتلال، ويبدو أن الهدف الثاني التكتيكي له هو الدعوة إلى طرد السفارة الأمريكية، استعدادا لمرحلة مابعد خروج الاحتلال بغرض ترسيخ النفوذ الايراني بدل التركي الأمريكي، مع الغرق البطىء لسفينة الحكومة، التي بدأ التطافر منها منذ فترة لتشكيل اصطفافات جديدة استعدادا لمرحلة مابعد المالكي!

لكن تبقى الكلمة الأخيرة للشعب العراقي بمواجهة حكومة كاذبة، أركانها "واحد يجر بالطول واحد يجر بالعرض!" كما يقول المثل العراقي، والمطلوب زيادة الضغط عبر توسيع نطاق التظاهرات والاحتجاجات السلمية المطلبية في عموم العراق، حتى ترحل الحكومة الفاسدة الكاذبة التي راهنت على الزمن لمزيد من الإذلال للشعب، وتدمير حاضر الوطن ورهن مستقبله بيد المجهول!
12/4/2011
tarikharbi@gmail.com



36
كلمات
-373-
طارق حربي
ماذا وراء زيارة عمار الحكيم إلى مدينة الناصرية..!؟

يزور عمار الحكيم (رئيس المجلس الاسلامي الأعلى) مدينة الناصرية الغارقة في ملفات فساد الأحزاب الإيرانية الحاكمة في العراق، لاباعتباره موظفا كبيرا في الدولة العراقية أو وزيرا، لكن موكبه المهيب أبه مايكون موكب رئيس أو وزير، وهو يخترق شوارع ذي قار الداخلية والخارجية*، ولقاءاته بطلبة جامعة ذي قار، النخب السياسية والحكومة المحلية ورجال الدين ومضائف العشائر وغيرها، يحيل إلى أن اقطاعيات الجنوب الفيدرالي ماتزال ملعبا لرجال الدين وفي مقدمتهم الحكيم لاعتبارات معروفة، ما يعطي انطباعا أن البيئات الصحراوية التي كانت تحكم البيئات المائية والمدن النهرية في العهد المباد وقبله، صيغت من جديد بموشور الدين هذه المرة وليس القومية، وهكذا أصبحت وريثة أول الحرف والحضارة الناصرية تابعة للنجف وتأتمر بأمرها!

لم يحدث في التأريخ القريب أو البعيد أن تدخل أحد مواطني مدينة الناصرية، في حملة إعمار النجف وجلب استثمارات لها أو طريقة صرف ميزانيتها، أو شدد في محاضرة له بجامعة الكوفة على إطلاق منح الطلبة وغيرها، فلماذا يتدخل أهل النجف وكربلاء في الشؤون الداخلية لمحافظة ذي قار!؟

ضعف في الحكومة المحلية، أم أن الناصرية لايحكمها أبناؤها لكن أبناء القرى والأرياف، أم السلطة الثيوقراطية الحاكمة في بغداد رهنت مدن العراق للمجهول وجعلتها برسم الدين والطائفية، أم هذه الأسباب كلها وسواها !؟

لاصفة رسمية لعمار الحكيم لكن له كل الصفات التي تجعل "اللملوم" يوسع له المجلس!، ويسمح له بالحديث عن الاستثمار، ذي الصلة المباشرة بحياة المواطنين وعقدهم الاجتماعي والأخلاقي مع الحكومة، في أكبر مؤسسة حكومية تشريعية في ذي قار (مجلس محافظة ذي قار ويحلو لي دائما أن أسميه مجلس اللملوم!) .
 
أولى محطات زيارة الحكيم كانت جامعة ذي قار فراح يدغدغ مشاعر طلبتها ويضرب على وتر عوزهم، مطالبا مجلس الوزراء بضرورة الاسراع بإطلاق مُنح الطلبة، لاعقل في ذي قار فصار لها عمار العقل المفكر والمدبر لشؤونها الدنيوية والمطالب بحقوقها من الحكومة الناقصة (الوزراء)، ليراكم عليها الضغوطات وهي في ذروة ضعفها وانهيارها، سعيا وراء الكسب الرخيص وتعويضا عن الفشل، الذي ذاقه المجلس الأعلى على يد شعب ذي قار في انتخابات مجالس المحافظات الماضية، وكان أهل الناصرية أول من طردوا حزب عمار الطائفي من قائمة الإدارة المحلية، فهل سيلحقون بهم الأحرار (الصدريين) في الانتخابات القادمة !
 
وكما في العالم المتحضر، حيث يكون رئيس الجامعة مسؤولا أمام ضميره وحكومته وبرلمانه، بالمحافظة على جامعته من التدخل والانتهاكات والتخريب والشذوذ، كان من المفروض أن لايسمح رئيس جامعة ذي قار للحكيم بزيارة الحرم الجامعي وإلقاء محاضرة دينية، لأن لاصفة أكاديمية له، فهو ليس أستاذا زائرا يلقي محاضرة في العلوم أو الانسانيات أو غيرها، وجاءت الزيارة في وقت تتصاعد فيه دعوات الكثير من النخب والشخصيات العراقية، بضرورة إخراج الجامعات العراقية من ألاعيب رجال الدين والسياسة وأجنداتهم المشبوهة!

زار الحكيم عشائر الناصرية مادة المرجعية الدينية الأولى في تصريف الفتاوى، وكانت العشائر بفضائح "الصوبة والقداحة والبطانية وبيع الأصوات بالمجان والتزوير"، أرست كل نتائج الانتخابات البلدية والتشريعية الماضية لصالح الاسلام السياسي، فساءت أحوال شعب ذي قار من كل النواحي، ووصف عمار الناصرية في مجلس اللملوم بـ " زيت الانتفاضة ووقود ثورتها وماتمتلكة من مكانة عند آل الحكيم، ودورهم الكبير في إزاحة ظلم الطاغية وحكومتة البعثية"، وكان حديث يدور في فلك الماضي البعثي لاحاضر الخراب وعدم الاتفاق على الوزراء الأمنيين ببغداد، أو تدهور الخدمات في ذي قار وسبل النهوض بها، ناهيك بالفساد الذي وصفته منظمة الشفافية الدولية قبل نحو أسبوع قائلة بأن "الطبقة السياسية العراقية تدير أكبر عملية فساد في تأريخ الإنسانية"!

من جهة أخرى يريد عمار أن يسلب شعب ذي قار إرادته ويجير صوته لآل الحكيم لاغيرهم!، بعد صعود تيار الأحرار غريمه في الانتخابات الماضية إلى مجلس اللملوم، وهي كذلك جولة استباقية للانتخابات القادمة التي لمح لها رئيس البرلمان العراقي مؤخرا، بعد الفشل الذريع للحكومات الاتحادية والمحلية في إدارة الخدمات وتراكم ملفات الفساد في عموم العراق.

واستمع عمار " الى عدد من استفسارات وطلبات أعضاء مجلس ذي قار التي كان محورها المحافظة واحتياجات ابنائها " ياللهول..!!؟؟ مجلس ذي قار المنتخب يطلب وساطة رجل دين مع حكومة فاشلة أولا، ووساطة لتلبية احتياجات شعب ذي قار ثانيا!!؟ كم هي بائسة تلك الحياة التي يطالب فيها رجل دين - له أجندات سياسية واقتصادية مشبوهة - بحقوق المواطنين!؟، فيما هو واجب الحكومة المنتخبة التي ضحى الناخبون العراقيون بأرواحهم من أجلها، وخرجوا في اليوم المشهود من الملحمة البنفسجية، من أجل أن ترفع عنهم الأحزاب غمة الخمسة وثلاثين عاما من حكم البعث الجائر، لكنها سرقت ثرواتهم في مشروع الطائفية والاستثمار السياسي، وراحت تطلب لهم الفتات من الحكومة الفاسدة، لتجعل لها الحضوة لدى جماهير ذي قار في الانتخابات القادمة ضد الغريم الصدري!
فهل هنالك مسخرة أكثر من أن يطلب لنا عمار حقوقنا من حكومة المالكي الناقصة !؟

"ذي قار هي الحضارة والفكر ونموذج للتضحية والاسلام" و" أن البعث قد غيب العراقيين في قرارته وتشريعاته" نعم غيبها البعث الفاشي وذهب إلى مزبلة التأريخ وأصبح في عداد الماضي، لكن لما استلمتم حكم العراق العزيز صار الغياب غيبوبة طويلة!، ونهبتم ثروات العراقيين الذين تتباكون عليهم اليوم بستار الدين، غيبتم الحاضر ووضعتم العراق ومستقبله على كف عفريت!
 
كان لقاؤه برجل الدين محمد باقر الناصري بحسب الموقع الطائفي الذي يرعاه ويموله لتنفيذ رغباته في الناصرية " شهد طرح قضايا كثيرة منها مسألة قطع الاراضي الزراعية في محافظتي ذي قار وميسان التي لم تملك للفلاحين بسبب القرارات التعسفية للنظام الصدامي المباد"
و" فتح قناة جديدة داخل التحالف الوطني تضم جميع الاطياف وتتواصل فيما بعضها البعض لمتابعة القضايا التي تهم المجتمع وخاصة مناطق الجنوب المحرومة ، و" أن هناك الكثير من المشاكل لا تحتاج الى توافق سياسي وينبغي إنهاءها باسرع وقت "
" وتبادل الحكيم والناصري الحديث في أوضاع المحافظة والجهود المبذولة لحل المشاكل وتحسين الأداء بالشكل الذي يلبي طموحات وتطلعات أبناء الناصرية "
إسطوانة مشروخة : رجلا دين يناقشان قضايا دنيوية تهم شعب ذي قار ومستقبله، ولايبقيان لمجلس اللملوم شيئا يقوله مما يقع ضمن واجباته وتشريعاته، التي من بينها العمل على إلغاء قرارات مجلس قيادة الثورة البائد، وتمليك الأراضي للفلاحين ومنحهم السلف الضرورية للنهوض بالواقع الزراعي، أما شعار "محرومية الشيعة" فهو في الحقيقة الشعار الذي تبناه المجلس الأعلى بعد التغيير 2003 ، ولعب عليه للحصول على مكاسب سياسية ومالية ضمن مشروع فيدرالية الجنوب، الذي انتبه إليه الشعب العراقي وقبره في مهده!

زيارة سياسية استباقية للانتخابات القادمة، بين أهدافها إعادة الصلة بشعب ذي قار بعد الخسارة القاسية الماضية، وتدخل سافر في شؤون محافظة ذي قار ومستقبلها وحياة مواطنيها، ماكان يجب أن يحصل كل هذا لو كانت هنالك حكومة محلية خليقة بشعب ذي قار وطنية ممثلة له ترعى مصالحه وتسهر على مستقبله، وتمنع كل من هب ودب وله مطامع سياسية واقتصادية، أن يجير الشعب وخطط تطوير المحافظة والاستثمار ورعاية الجامعة وغيرها، لأهدافه المشبوهة وأجنداته التي تجعل من ذي قار تابعة للبازار النجفي في الانتخابات، توزيع الثروات والنهوض بالخدمات وغيرها كثير.
10/4/2011
tarikharbi@gmail.com


*  (رحم الله قارئي المنبر الحسيني، الشيخين الوائلي والنويني، الذين كانا يقرآن في شهر محرم بالناصرية قادمين من النجف في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، كانا بسيطين بلاحمايات أطواق من "البدي كارد" أو سيارات مصفحة، كانا يأتيان مشيا على الأقدام في شارع الحبوبي ليس معهما إلا مضيفهما وبعض من كبار السن في المدينة!)


37
كلمات
-371-
طارق حربي
كاتب شجاع من الناصرية يرعب حكومة المالكي الناقصة المهزومة !


اعتقلت قوة خاصة في مبنى وزارة الداخلية ببغداد صباح يوم أمس الأحد، العقيد مرتضى الشحتور الكاتب والحقوقي ومدير اعلام شرطة محافظة ذي قار، على خلفية نشر مقال "رغبة الرئيس" قبل حوالي شهر ونصف في صحيفة الزمان وعدد من المواقع الالكترونية، وكان الشحتور أدى رسالته الاعلامية والأخلاقية حينما انتقد في جملة من المقالات وبينها المقال المذكور، ماينتقده الكتاب العراقيون الشجعان عادة، فساد الحكومة وزيادة عدد أعضاء البرلمان وطلب الرئيس لأربعة نواب والترضيات السياسية والتوافقات المشبوهة في الديمقراطية العرجاء!، انطلق الكاتب بلغة بسيطة في رغبة الرئيس لكن شجاعة ومؤثرة، من أرضية وطنية عصية على فهم السلطتين التشريعية والتنفيذية المتكونة من أحزاب طائفية وقومية، ونبه إلى أن هدر المال العام على وظائف جديدة لالزوم لها ويثقل الميزانية، منبها إلى أنه يمكن تخصيص المبالغ لإنشاء مدارس ومساعدة فقراء العراق وغيرها، إن مثل هذا الكلام لو كانت الحكومة وطنية وتحب العراق ولاتفضل عليه الطائفية والمناطقية والقومية والفئوية، لرضيت به لأن من شأنه أن يساعدها على اكتشاف مواضع الخلل في سياستها وبتصحيحها، ويقع هذا في صميم عمل الكتاب الذين يؤشرون الخل في المسيرة، وواجبات السلطة الرابعة بتقديم الحلول الناجعة للمعضلات التي تواجه التجربة الديمقراطية الوليدة، سيما وأن دور البرلمان في مراقبة عمل الحكومة شبه مشلول لعدم وجود معارضة حقيقية لأن الأحزاب قسمت كعكة السلطة التنفيذية فيما بينها وانتهى أمر العراق!
إن الأحزاب التي فرهدت العراق وستطيح بها صيحات شباب التغيير في ساحة التحرير بعد انقضاء مهلة الـ 100 يوما، التي أعطاها نوري المالكي ليحكم بعد ذلك على عمل الوزارات، هذه الأحزاب تفهم كل ذلك وتسمح للكتاب العراقيين في الخارج ممن ينتقدونها لأن لاسلطان لهم عليها!، فيما ميليشياتها ماضية بقتل المئات من الكتاب والاعلاميين منذ التغيير سنة 2003 حتى اليوم، ومن جهة ثانية فإن الحكومة لاتسمح بأن يقوم عسكري أو منتسب لأحد الأجهزة الأمنية بانتقادها باعتباره أحد موظفيها ونظرا لتغطرسها وطغيانها، وكأن العسكري أو الشرطي أو الضابط ليس عراقيا وله قلب على المال العام ينبض بشرف ونزاهة، وحق التعبير عن الرأي منصوص عليه في الدستور ومكفول في العراق الجديد. (المادة 38 :  تكفل الدولة، بما لا يخل بالنظام العام والآداب : ..اولاً :ـ  حرية التعبير عن الرأي بكل الوسائل...ثانياً :ـ  حرية الصحافة والطباعة والإعلان والإعلام والنشر).
ولم يتضح بعد ماإذا كان الكاتب وقع في محذور صراعات الأحزاب التي تشهدها الساحة السياسية بمدينة الناصرية، لاسيما الحزب الحاكم (الدعوة) المرتبط بمكتب رئيس الوزراء، فقد أشيع أن سياسيين محليين وشوا بالكاتب إلى بغداد بعد سلسلة مقالات تنتقد أداء الحكومة والبرلمان، خرج فيها الكاتب عن الخطوط الحمر التي اختطتها الأحزاب الدينية لنفسها وسياستها الرامية إلى نهب العراق وإضعافه والتنكيل به، وبالشحتور تريد حكومة المالكي الناقصة أن تعطي درسا لأي كاتب شجاع يدفعه حب شعبه وبلده وكفالة الدستور، إن الذي كتبه الشحتور يقوله المواطن البسيط في الشارع والمدرسة والعمل والمقهى وغيرها، ولاأستبعد أن الكثير من الأطفال في الناصرية أخذوا يرددون ماسمعوا من أمهاتهم وآبائهم أغنية أصبحت شائعة على كل لسان "كذاب نوري المالكي كذاب" و"كذابة العراقية كذابة"

أطالب بإطلاق سراح الكاتب والحقوقي مرتضى الشحتور فورا وبدون شروط وتقديمم الاعتذار له لأن طريقة اعتقاله تمت بدون أوامر قضائية بل رغبة الأحزاب الطائفية وحكومة المالكي المهزومة الناقصة!
4/4/2011
tarikharbi@gmail.com
www.summereon.net





38
كلمات
-371-
طارق حربي
لماذا يقف المالكي ضد مصلحة الشعب السوري بإطاحة نظام البعث الفاشي!

ماتزال إدارة ملفات السياسة الخارجية للعراق تتخبط هنا وهناك في تصريحات ومواقف وأفعال غير مسؤولة، أول الأسباب وجود شخصية كردية على رأس وزارة الخارجية، جاء به التحاصص القومي والطائفي، وأثبت خلال السنوات الماضية أنه لايعمل من أجل مصلحة الشعب العراقي في العديد من الملفات، كما ينبغي لأي وزير في حكومة مخلصة لشعبها بكل أطيافه، لكن لتنفيذ أجندات التحالف الكردستاني في التعامل مع النظام العربي الرسمي والتنسيق الحزبي معه، للحصول على مكاسب سياسية استعدادا لإعلان الدولة الكردية، وهو من حق الشعب الكردي الذي ضحى وتشرد ونفي في اختيار مصيره ولاأحد يقف ضد ذلك، لكن ليس على حساب مصلحة الشعب العراقي وعلاقاته الخارجية مع الدول بواجهة كردية !، وماتكريد السفارات إلا جزءا من هذا المخطط الشامل، إن القاء نظرة على قائمة بأسماء السفراء (العراقيين!) سنجد أن السفراء المعينين في الدول التي لها شأن في السياسة العالمية، هم من الأكراد حصرا، أما السفراء المعينون في الدول الأقل شأنا فسنجدهم من العرب أو التركمان أو المسيحيين مع استثناءات قليلة !

ثمة أسباب أخرى لهذا التخبط بينها انعدام العقيدة العراقية في التعامل مع الملفات الخارجية بمعنى العراق الواحد، ذي المصلحة الواحدة التي تقف وراءها استراتيجية تستند إلى العمق العراقي بمكوناته كأمة عراقية وهوية وكيان، ويمكن رد ظاهرة التخبط إلى عدم الاستقرار السياسي الداخلي، وحالة التشرذم وعدم الاتفاق بين أصحاب القرار منذ 2003 حتى اليوم، بما ينعكس على مفاصل الدولة سلبا، وينتج عنه انقسام الرأي في اتخاذ القرارات، ويؤشر التخبط إلى محاولة تصريف الفشل في قيادة العراق، على شكل تصريحات ومواقف خاطئة ترضي أجندات حزبية وطائفية وقومية لكن تغضب الشعب العراقي، وماأضعف الأداء أيضا هو عدم قدرة الأحزاب الدينية على إدارة ملفات السياسة الخارجية بخطابها الطائفي، وخضوعها لأهواء متعددة منها فرض الأجندات الإيرانية العاملة في العراق وفاعليتها!

شهدت الفترة الماضية تصريحات ومواقف من الحكومة والبرلمان العراقي وعدد من الساسة، كانت معظمها طائفية لجهة التعامل مع قضية البحرين، ولاتستند إلى حكمة أو تعقل مع دولة عربية بعيدة، بما يذكر بسياسة صدام (في أفقه القومي العروبي) المطالبة على سبيل المثال بإعادة الجزر الإماراتية الثلاث التي احتلتها إيران (سنة 1971) ، ولكن هذه المرة (التدخل في البحرين) جاء من خلال موشور الطائفية!، وفي التعامل الفوقي مع الشعب العراقي وعدم أخذ مصالحه بنظر الاعتبار، والتضحية بشبابه في ساحات الموت لدول أجنبية، دخل أحمد الجلبي على خط المزايدات الطائفية إرضاء للتيار الصدري الذي رشحه مؤخرا لحقيبة الداخلية، ووضعت إيران وراءه كامل ثقلها، وإذا كان انتفاض قنبر (القيادي في حزب المؤتمر الوطني العراقي الذي يتزعمه احمد الجلبي)  تجاوز حد طلب التدخل المباشر في شؤون البحرين، إلى تغيير دستورها بهدي من الدستور العراقي!، مايعد تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية لدول أخرى، فقد بشرنا وليد عباوي (وكيل وزارة الخارجية العراقية) أمس بأنه (التقى بالمجلس الليبي الانتقالي بعدما فقد رئيس النظام الليبي شرعيته) و(أن العراق يدعم الحركات الشعبية في عدد من الدول العربية المطالبة بالديمقراطية) وهو مايتناقض كليا مع أجندات رئيس حكومة المالكي ومكتبه ومستشاريه، ويبدو عدم التنسيق بين وزارة الخارجية ومكتب المالكي وقراراته فاضحا!

وتأتي زيارة النائب في مجلس النواب العراقي عبد الرحيم الزهيري مستشار المالكي إلى دمشق، ولقاءه الرئيس بشار الأسد الباحث عن قشة يتمسك بها، بمواجهة بحر التظاهرات الخضم التي اندلعت في العديد من المدن السورية مؤخرا، وطالبت برحيله وحزب البعث لـ (يؤكد وقوف حكومة العراق إلى جانب سورية في وجه ما تتعرض له من مؤامرات تستهدف الاستقرار!!)، إن هذا الموقف يعد مخزيا وتخاذلا من طرف حكومة المالكي، في الواقع إن الحكومة السورية لم تتعرض إلى مؤامرات خارجية تريد النيل من استقرار سوريا على الإطلاق، الأمر الذي ألهى به طغاة العرب شعوبهم تخويفا من الإمبريالية والصهيونية طيلة عقود من حكم النار والحديد، بل إن الشعب السوري اندرج في موجة التغيير العارمة التي اجتاحت العالم العربي، وساعدت وسائل الاتصال الحديثة على إسقاط الطغاة بمالم تستطعه كل حروب العرب مع إسرائيل، حتى تم اسقاط الطغاة في تونس ومصر فيما آخرون على لائحة الانتظار بينهم طغاة ليبيا واليمن والسعودية، وطاغية سوريا في الطريق !

إن موقف المالكي وحكومته المساند للطاغية بشار الأسد وحزب البعث، يشير إلى تعامل دولة القانون مع البعث سرا وعلانية ويتخادم معها في أفق ضيق، ضرب فيه المالكي عرض الحائط ضحايا حزب الدعوة في عهد المقبور ومشاعر العراقيين والسوريين ومابينهما من متلازمات، وكل الشعوب المحبة والساعية إلى التغيير في المنطقة والعالم، وهو موقف منفصل عن أجندات سياسة وزارة الخارجية العراقية وماتراه مناسبا للوضع العراقي في التعامل مع الملفات الخارجية، الأمر الذي يضع حكومة المالكي في حرج مرتين الأولى أمام الشعب العراقي، فقد عمل النظام البعثي الإجرامي في سوريا على طول الخط ضد العراق بعد الاطاحة بنظام صدام الفاشي الدموي، ولعب النظام المذكور منذ ذلك الوقت دورا متعاظما في إرسال المسلحين والإرهابيين، لذبح الشعب العراقي في الشوارع والأسواق ودور العبادة وإفشال العملية السياسية والعودة بإرادة التغيير في العراق الجديد إلى الوراء، وتأتي زيارة موفد المالكي في إطار من الضعف والهوان وبمالايرتضيه العراقيون على الإطلاق، وينفصلون عن إرادة حكومتهم في مثل هكذا مواقف مخزية، مع نظام آيل للسقوط لماذاقوه من مر وهوان خلال العهد البائد، بل إن العراقيين يتعجبون أن الجزء الثاني من البعث بقي حتى اليوم ولم يسقط!، فلو بادرت إحدى منظمات المجتمع المدني إلى إجراء استفتاء في شارع الرشيد مثلا، حول النظام وطبيعته العدوانية ضد الشعب السوري لطالب الأغلبية بإطاحته اليوم قبل الغد، عكس إرادة المالكي وحكومته المتخاذلة ومواقفها المخجلة من الشعوب ومطاليبها العادلة بنيل حريتها، ومن جهة ثانية فإن إرسال موفد عراقي ورمي طوق النجاة لحكومة الأسد التي ستغرق في طوفان الشعب السوري الهادر، تعد سابقة خطيرة للعلاقات بين شعوب المنطقة، إن موقف المالكي لن ينساه الشعب السوري ومن وقف ضده في مشروع تغيير الجمهوريات الملكية والأنظمة العشائرية والفردية، وإقامة سوريا الديمقراطية التعددية التي تؤمن بالحرية والتداول السلمي للسلطة، بعد خمسين عاما من حكم الحديد والنار البعثي الفاشي الدموي.
4/4/2011
tarikharbi@gmail.com
www.summereon.net





39
المنبر الحر / عداد نوري المالكي !
« في: 22:36 29/03/2011  »
كلمات
-370-
طارق حربي
عداد نوري المالكي !


بعد مضى شهر واحد على مهلة الـ 100 يوما التي أعطاها رئيس الوزراء نوري المالكي في 27 من شباط الماضي، للوزارات وإدارات المحافظات لتقييم عملها ومعرفة مدى نجاحها أو فشلها، كشف القيادي في ائتلاف دول القانون عزة الشابندر يوم أمس الاثنين 28 آذار، عن سعي المالكي لتشكيل أغلبية نيابية تحكم خلال الفترة المقبلة، وأن إئتلاف دولة القانون يجري محادثات سرية ومعلنة مع أطراف سماها "وطنية"، وأن "دولة القانون جاهزة كي تستلم الكرة مرة أخرى (في إشارة منه إلى تشكيل حكومة جديدة) لكن بشكل أرقى وأفضل وبصيغة الأغلبية". ووصف الشاهبندر حكومة الشراكة الوطنية الحالية بأنها "مهزلة" !!
 ولي وقفة :

1- دولة القانون جاهزة كي تستلم الكرة مرة أخرى في أبسط معانيها انقلاب أبيض داخل العملية السياسية، مدعوم من جهة خارجية زائدا المرجعية الدينية!، مع أن المالكي صدع رؤوسنا في خطاباته بأن زمن الانقلابات ولى إلى غير رجعة!، مايعني البقاء في الحكم بعد غربلة جديدة عكستها ظروف دولية وعربية، وثورات شبابية فرضت واقعا جديدا على المشهد السياسي العراقي، لابد من مواجهته واحتوائه خلال مناورات مفضوحة!، ومن أجل سحب البساط من تحت أرجل شباب التغيير بادرت دولة القانون إلى طرح هذا المشروع الذي سيولد ميتا، لأنه لن يأتي بجديد سوى المماطلة وتضييع الوقت وهدر المال العام.

2- أنا أعتقد أن مهلة الـ 100 يوما لم يعطها المالكي للوزارات والمحافظات لتقييم عملها، بقدر ماأعطاها لقائمته حتى تأخذ الوقت اللازم لدراسة جميع الخيارات للالتفاف على العملية السياسية، وإبعاد خصوم دولة القانون وإعادة نفس أجواء التشكيك التي أعقبت الانتخابات التشريعية في آذار 2010 ، التي لم يثبت فيها المالكي إلا تشبثه بمنصب رئاسة الوزراء!، وهاهي النتائج ظهرت في تصريح الشاهبندر الذي وصف العملية السياسية بالمهزلة، مهزلة تذهب وأخرى في الطريق ومن صنع المهازل غير أحزابكم وكتلكم وأجنداتكم الطائفية والمشبوهة !؟

3-  يدرك المالكي والشاهبندر أن الـ 100 يوما لاتكفي ولاحتى 100 سنة للإيفاء بالوعود مادامت تقود العراق حكومة المحاصصة الطائفية والقومية !، فقد أمضى المالكي نحو ست سنوات في الحكم لم يشهد العراق خلالها إلا تراجعا مريعا في ملفات الإرهاب والخدمات والسياسة الخارجية وغيرها!؟

4- بدأ التحضير للمناورات المفضوحة حينما أبدى المالكي امتعاضه الشديد من شركائه السياسيين ومحاربتهم له قبل أيام، وصرح بأنه يفكر جديا بطلب سحب الثقة عن حكومته في البرلمان، مشككا بالدستور الذي كان هو أحد أعضاء لجنة كتابة الدستور وقال " إن العملية السياسية لا يمكن أن يكتب لها النجاح في ظل الدستور الحالي" هذا التشكيك وشيوع أجواء عدم الثقة لم تأت من الغيب، بل هي من نتائج اعتلال العملية السياسية وبنائها الأعوج منذ تشكيل مجلس الحكم في شهر آذار/ مارس 2003 حتى اليوم!

5- لاشك أن المالكي أدرك منذ سنوات طويلة فشله وحزبه في إدارة الحكومة والدولة العراقية، وعليه واجب لاالترشح مرة ثانية لمنصب رئاسة الوزراء، والتلويح بتشكيل حكومة جديدة وقيادة سفينة العراق إلى أعماق المجهول، لكن أن يثبت للعراقيين أنه مخلص لشعبه ووطنه ويعلن عدم تمسكه بالمنصب، وفسح المجال لمن هو أكثر كفاءة وحرصا على مصالح الشعب والوطن.

6- استنادا إلى معطيات ماتشهده الساحة العراقية من تظاهرات مطلبية، وماتمخضت عنه جمع "الغضب" و"الكرامة" والقادمة "إطلاق سراح المعتقلين" وغيرها من ضغوط الشارع على الحكومة، قررت دولة القانون أن تمسك الأوراق بيدها ويكون التغيير من داخل المؤسسة الحاكمة!، وعدم إعطاء (الشباب العراقي) الفرصة كما حدث في الدول العربية حيث قاد فيها شبابها الثورات وأسقطوا الطغاة وكتبوا الدساتير!

7- إن عدم موافقة الكتل السياسية على منح دولة القانون وحزب الدعوة بالذات الوزارات الأمنية، منذ منح البرلمان الثقة لحكومة المالكي الناقصة في 21 من شهر كانون الأول 2010، يمكن أن يكون سبب آخر يضاف إلى مهلة الـ 100 يوما وعداد نوري المالكي الذي انقضى منه 30 يوميا بدون نتائج ملموسة!

8- ثم عن أية أغلبية سياسية يتحدث الشابندر أليست الأغلبية تحققت في التحالف الوطني بعد الانتخابات التشريعية 2010، حيث لم تستطع دولة القانون تشكيل الحكومة لو لا انضمام الكتلة الكردستانية والعراقية إليها لتشكيل الكتلة الأكبر في البرلمان!؟، أولستم أنتم من سعى إلى ذلك حتى بدون معارضة قوية في البرلمان ليخلو لكم الجو ويحلو الفساد!؟، ومع من سيكون التحالف الجديد مع العراقية البيضاء وحسن العلوي أم مع القوائم الصغيرة فإلى أي نفق جديد تتجهون بالعراق!!؟

9- قلت إن الانقلاب الأبيض ستدعمه قوة خارجية هي واشنطن الصامتة عن كل مايجري في العراق، للحصول على مكاسب سياسية واقتصادية وترتيب أوراق اقليمية معروفة، أما بالنسبة للمرجعية الدينية التي أخرجت العراقيين بفتاواها إلى الانتخابات وتخلت عنهم في مواجهة الاستحقاقات الوطنية، فإن الشعب العراقي لايحتاج إليها بعد أن أصبحت ساحة التحرير مرجعية وطنية له، مرجعية تحت نصب الحرية الخالد وإيحاءات ثورة 14 تموز مثلت الأطياف والمكونات العراقية المتعددة، وستمتد مطالباتها خلال الفترة المقبلة حتى تتحقق جميعها وتعبر بالعراق والعملية السياسية إلى بر الأمان.

10- إن الشعب العراقي فهم اللعبة ولن تنطلي عليه المماطلات والمناورات وهو وقف ويقف لكم في الساحات العامة في بغداد ومدن العراق المختلفة وستخضعون لمطاليب الشعب في يوم قريب .
29/3/2011
tarikharbi@gmail.com
www.summereon.net


40
السومري الذي لم يمت (لجنة الدفاع عن أور/ الناصرية)
 



بعد أيام ستحل أربعينية المرحوم الدكتور دوني جورج يوخنا وفي ذهننا الكثير عن مآثره وجهوده ودوره في المسؤوليات
الوطنية والعلمية في الحفاظ على الآثار العراقية.

لقد كان المرحوم محبا للعراق وفخورا بانتمائه  وعاشقا متيما بتاريخه  وأكثر ماكان يقول إن إسلافي وأجدادي قد عاشوا في هذا البلد ولزاما علينا إن يعرف العالم عظمة ورقي هذه الحضارة ولقد جسد هذا الانتماء في البحث والتنقيب عن إثارة.
والدكتور دوني باحث ومنقب اثأر ومدير بعثه تنقبية وأستاذ جامعي في جامعة بغداد ومدير هيئة الآثار والتراث  ،ويعتبر الشخص الأول والمسئول والذي يشار إليه بالبنان في عملية استرجاع  الآثار العراقية والتي نهبت من المتحف العراقي في نيسان 2003 ،حيث استثمر علاقته العلمية والأكاديمية  مع الكوادرالعلميه والاثاريه في العالم بالتفتيش عنها وحث المنابر الدوليه إلى التعريف بهذه الكنوزالمسروقه .

عمل المرحوم في مدينة الناصرية ولموسمين تنقبين في تل أم العقارب وكان محبا لمدينتنا عبر دعمه لإعمال التنقيب والتنظيمات الاداريه لمديرية الآثار
حيث  عمل على إنشاء ودعم قوة حماية الآثار في عام 2004
وكان لنا الشرف في لقائه والتحدث إليه في ذلك الوقت  وان ننهل من غنى تجربته الاثارية والانسانيه وجهوده العلمية .

; كان مديرا عاما.  وهو عالم اثأر  موصلي المولد    للمتاحف العراقية ورئيس هيئة الآثار العراقية.
اشتهر دوني جورج بحملاته من أجل الحفاظ على متحف بغداد ومحاولاته من أجل استعادة الآثار المسروقة منه بعد حرب العراق 2003 ونادي بتحريم بيع تلك الآثار في المزادات العالمية كمقتنيات شخصية دأب على إعادة بناء متحف بغداد. كما اشتهر بكونه  وهو أحد أشهر الآثاريين العراقيين في فترة مع بعد الحرب حيث ألقى بالعديد من المحاضرات في عدد من جامعات حول العالم
اضطر دوني جورج إلى الذهاب  إلى سوريا مع عائلته . ومن ثم استقر في الولايات المتحدة ،توفي اثر نوبة قلبيه في مطار تورنتو في كندا قادما من أمريكا  لإلقاء محاضره عن سر الخلود في الحضارة العراقية القديمة .وكانت أخر فعاليته هي مشاركته في مؤتمر أقيم في نيويورك في كانون الثاني 2011 للبدء في حملة التنقيب والتوثيق في مدينة أور . ,.

.





  أهم المناصب الإدارية التي تولاها
1.1974: تخرج من كلية الآداب- قسم الآثار في جامعة بغداد بدرجة جيد جداً.
2.1976: تم تعيينه موظفاً في المتحف العراقي، وتتلمذ على أيدي الأستاذ فؤاد سفر وبهنام أبو الصوف.
3.1986: حصل على درجة الماجستير في تخصص آثار ما قبل التاريخ من كلية الآداب- قسم الآثار في جامعة بغداد
4.1995: حصل على درجة الدكتوراة في تخصص آثار ما قبل التاريخ من جامعة بغداد.
5.1995: أصبح معاوناً لمدير عام دائرة الآثار العراقية للشؤون الفنية.
6.2000: أصبح مدير عام دائرة الدراسات والبحوث في الهيئة العامة للآثار العراقية، والتي تأسست حديثاً
7.تشرين الثاني 2003: تقلّد منصب مدير عام للمتاحف العراقية.
8.2005: تقلّد منصب رئيس هيئة الآثار العراقية.
9.أستاذ زائر في جامعة نيويورك الحكومية في ستوني بروك.[3]
هذا بالإضافة إلى العديد من المناصب الفنية المثيرة والتي رافقت المناصب الإدارية التي تقلدها وأعمال التوثيق والمسح والصيانة والتنقيب عن الآثار في معظم مناطق العراق؛ والتي تشمل نينوى وسد بخمة وسامراء وآشور وأم العقارب في الرفاعي وأور والبصرة والعديد من المناطق الأخرى.
[التعليم والوظائف
ماجستير في علم الآثار، جامعة بغداد، 1974
ماجستير في علم الآثار ما قبل التأريخ، جامعة بغداد، 1986
دكتوراه من قبل التأريخ في علم الآثار، جامعة بغداد، 1995
عضو موظفي المتحف العراقي، 1976
مدير مركز التوثيق، 1980
المدير الميداني لمشروع الترميم في بابل 1986-87
مدير التحقيقات الأثرية في المنطقة الشرقية من سور نينوى، 1988
المستشار العلمي لمشروع إنقاذ آثار سد بخمة، 1989
مدير العلاقات العامة، 1990
مدير مركز التوثيق، 1992
مساعد المدير العام للآثار للشؤون الفنية، 1995
أستاذ في قسم علم الآثار في جامعة بغداد
أستاذ في قسم علم الآثار في جامعة بابل للفلسفة واللاهوت
مدير فريق التنقيب في موقع أم الفحم، 1999-2000
رئيس اللجنة التقنية، 1999-2000
المدير العام للبحوث والدراسات، 2000-03
المدير العام للمتاحف العراقية، 2003-05
عضو اللجنة الإقليمية الدولية للانتربول، 2003
عضو اللجنة الوطنية العراقية للتربية والعلوم والثقافة العراقية واليونسكو، 2004
رئيس مجلس الدولة العراقية للآثار والتراث، 2005
عضو في أكاديمية العلوم العراقية، قسم اللغة السريانية، 2005
مجلس المستشارين والأكاديميين الآشوريين
مؤلفاته
Architecture of the Sixth Millennium B.C. in Tell Es-Sawwan
The Stone Industries in Tell Es-Sawwan
شارك في تأليف Photography: The Graves of the Assyrian Queens in Nimrud
شارك في تأليف Pots and Pans
شارك في تأليف The Looting of the Iraq Museum, 2005
شارك في تأليف The Destruction of the Cultural Heritage in Iraq, 2008[8]
المؤلف المشارك Antiquities under Siege, Cultural Heritage in Iraq, 2008
شارك في تأليف Catastrophe, The Looting and Destructions of Iraq's Past, 2008
منشوراته
Stores in Ancient Mesopotamia, 1985.
A New Acheulian hand Axe from the Iraqi Western Desert in the Iraq Museum, 1993
Proverbs in Ancient Mesopotamia, 1994
The Architecture of the Sixth Millennium BC in Tell Esswwan, 1997
Precision Craftsmanship of the Nimrud Gold Material, 2002
Full Account on the Iraqi Museums and Archaeological sites, 2004



اننا اذ نؤبن هذا العالم الجليل لانؤبن جسدا قد مضى بل نحيي ذكرى  إعمال جليلة  واثأر خالدة  تجسدت بكتبه وجهوده النبيلة  لدراسة وتحليل والحفاظ على التراث العراق القديم  وتفخرا ارض سومر وذي قار  بان هذا المبدع قد قام بالتنقيب والتحليل على أديمها  وترك بين أبنائها  أجمل الذكريات والمواقف الانسانيه النبيلة  فقد كان أخا وأبا للعاملين معه .
أخيراً نقول الصبر لأهل الفقيد ولأحبته ولنا جميعاً .و نطلب متذرعين من الله أن يحمينا ويحمي كل شريف ومؤمن بوطنه وتراثه وأرثه الذي لا يقدر بثمن ويحمي آثار العراق من النهب والتدمير. وليمسح كل دمعة ويزيل الظلم ويظهر الحق والعدل في بلادنا وفي العالم أجمع.

ءلجنة الدفاع عن أور
حسين باجي الغزي


احمد الباقري  امير دوشي عبدالامير الحمداني  طارق حربي  حسين باجي الغزي جاسم عاصي  ناجح المعموري علي شبيب ورد


41
المنبر الحر / قنبر على الطريق !
« في: 17:06 25/03/2011  »
كلمات
-369-
طارق حربي
قنبر على الطريق !

في رسالة وقع عليها ستة أشخاص هم " النائب عن الموصل زهير الاعرجي، والنائب عن صلاح الدين قتيبة الجبوري، وعن ديالى النائب طه درع، وعضو الائتلاف الوطني هاني ادريس، والنائبة عن العراقية البيضاء عالية نصيف" أعلن انتفاض قنبر (القيادي في حزب المؤتمر الوطني العراقي الذي يتزعمه احمد الجلبي) تشكيل لجنة شعبية لنصرة الشعب البحريني، مُجددا طلب رئيس حزبه في الأسبوع الماضي، إرسال متطوعين عراقيين لمقاتلة الجيش السعودي في البحرين دفاعا عن شعبها!، وبشرنا بأن "هناك إقبالا كبيرا من قبل المواطنين على التطوع" وأن "اللجنة تعمل على جمع الأموال لمساعدة الشعب البحريني، فضلا عن أن اللجنة ستقوم نهاية الشهر الجاري بعقد مؤتمر لمدة يومين، لمناقشة تعديل الدستور البحريني والتحول إلى الديمقراطية بناء على تجربة العراق في التحول الديمقراطي" ، كما أعلمنا قنبر مشكورا عن تشكيل وفد من برلمانيين وسياسيين يمثلون الشعب العراقي (إلى متى يتحدثون باسمك ياشعب!؟)، قاموا بتقديم مذكرة احتجاج إلى السفارة الأمريكية ببغداد، ولاأعلم إن كانت المذكرة دبلوماسية هادئة أم شديدة اللهجة أم (9) درجات على مقياس ريختر!؟، ضد مايجري في البحرين على أيدي القوات السعودية، وطالب قنبر ومن أحاط به ببيت الجلبي بالمنطقة الخضراء ليلة أمس بالانسحاب الفوري من البحرين وإطلاق سراح سجناء الرأي كافة ..ولي كلمة معه :

1- مايزال ساسة العراق في آونته الأجيرة، ينطلقون من أجندات حزبية وطائفية وقومية ويتعاملون فوقيا مع المآسي العراقية، انطلاقا من استراتيجيات المشروعين الأمريكي والإيراني الفاعلين على أرض العراق على الأقل منذ 2003 ، والمؤتمر الوطني العراقي يقدم خدماته للطرفين المذكورين لا للشعب العراقي، انطلاقا من حاجات المشروعين المذكورين، ولاعلاقة له ببناء الدولة ومؤسساتها والدفاع عن حاضر الشعب العراقي ومستقبله !

2- يحشد الجلبي وقنبر تحت غطاء طائفي الآلاف من الشباب العراقي العاطل عن العمل واليائس، للذهاب إلى البحرين والموت هناك بلا سبب، إلا سبب المتاجرة بالدماء العراقية، وكم هي رخيصة في عرف السياسيين منذ هشرات السنين : ففيما ضحى بها صدام تحت العناوين العروبية والقومية المعروفة، تضحي بها اليوم أحزاب الاسلام السياسي في أفقها الطائفي !

3- عجبت لمن يحرض الشباب العراقي ويدفعهم إلى الموت في الدول البعيدة، ولايذهب بنفسه إلى "دوار اللؤلؤة" بالعاصمة البحرينية !؟، وينصب خيمة هناك - مثل بقية الجماهير العربية التي ساعدها الفيس بوك على إطاحة طغاتها - محتجا على سياسات دول الخليج واحتلال البحرين من قبل الجيش السعودي الوهابي النازي !؟

4- واضح أنها نسخة طبق الأصل من السياسة الصدامية يعيد انتاجها أحمد الجلبي مؤسس البيت الشيعي، اللاعب على الحبال الأمريكية الإيرانية، الذي قوي صوته بعد تأييد التيار الصدري له لتسنم وزارة الداخلية في حكومة المالكي الناقصة فأخذ يطلق مشاريعه لرد معروف التيار اتصالا بالسياسة الايرانية المشبوهة في العراق!، كان صدام يتدخل في فلسطين ولبنان وغيرها ويرسل الفدائيين ويفرض رأيه البعثي بالقوة، ويبدو أن (الجماعة) زادوا عليه لا بالتدخل المباشر في شؤون دول مستقلة لكن بتغيير دساتيرها !

5- أطلب من السيد قنبر أن يسعى إلى تطبيق الدستور العراقي بعد إزالة الغامه وأخطائه القاتلة وديباجته الطائفية!، والعمل على اطلاق المؤسسات الدستورية والديمقراطية والحريات المدنية وغيرها، قبل اطلاق المزايدات التلفزيونية، وتقديم مصلحة الحزب الطائفية، والعمل على تغيير دستور البحرين الذي لايكتبه ويوافق عليه إلا أبناء البحرين أنفسهم وبرلمانه المنتخب!

6- إن شعب البحرين الأبي عرفكم جيدا ولاتشرفه مزايداتكم ومتاجرتكم التي ظاهرها التباكي على مأساة الشعب المظلوم وباطنها أنكم ولأجل تنفيذ مشاريعكم المشبوهة ستقطعون من لقمة الجياع العراقيين المحرومين !

7 – لاشك أن ساسة العراق فشلوا في كل شيء إلا في زرع الطائفية وإدامة مشروعها في العراق خدمة للمشروعين الأمريكي والإيراني، وتأتي الدعوة الجلبية القنبرية في سياق تصدير الطائفية البغيضة إلى البحرين ودول أخرى باعتبارها نموذجا عراقيا يحتذى، من أجل خراب البحرين وقمع شعبها وتشريدهم وتجويعهم وذبحهم!

8- إن الشعب العراقي لا الابحريني هو من انتخبكم وواجب عليكم خدمته وتأمين لقمة عيشه وضمان حريته واستتباب أمنه، وبدلا من هذه المزايدات الرخيصة اتفقوا على تعيين وزراء أمنين مستقلين في الحكومة الناقصة، إعملوا على إصدار تشريعات برلمانية عالجوا بها مشاكل أرامل العراق وأيتامه ومهجريه، وعددهم يفوق عدد سكان البحرين والإمارات وأكثر!

9-  يقول النائب السابق طه درع الذي يظهر في الصورة مع قنبر إن "دول العالم الكبرى تتعامل بازدواجية مع موقف البحرين عكس ما يتم التعامل به مع انتفاضات تونس وليبيا ومصر واليمن"، مطالبا "الدول الكبرى في مساندة الشعب البحريني في حقوقه المشروعة". وكان خليقا بدرع ومن أيده وبدلا من انتقاد ازدواجية تعامل الدول الكبرى مع قضية البحرين، الوقوف مع قضيته العراقية أولا، وانتقاد حكومة المالكي ومساءلتها على الأقل في الاعلام، حول ازدواجيتها في التعامل مع تظاهرات الشعب العراقي ووصف المتظاهرين بالبعثيين والمندسين!، وقطع الطرق عليهم بغية عدم وصولهم إلى ساحة التحرير ببغداد وغيرها من ساحات المدن العراقية، ومواجهتهم بالرصاص الحي والغازات المسيلة الدموع ورشاشات الماء الحار وغيرها، إن ذلك برأيي أشرف بكثير من المزايدة على قضية شعب البحرين التي نقف معها ونؤيد حقوقها، لكن مهما تكن درجة تعاطفنا مع الشعوب فإن الأولوية يجب أن نعطيها لشعبنا العراقي ولتخرس الأفواه جميعا عن المتاجرة بقضايا شعبنا المصيرية.
25/3/2011
tarikharbi@gmail.com
www.summereon.ner






42
كلمات
-368-
طارق حربي
صدقات الـ (PRT) تتجدد كل عام على أهالي الناصرية الكرام!

مرة أخرى يقوم فريق الأعمار الـPRT  التابع للأمم المتحدة (قاعدة ميتكا غربي الناصرية ) برئاسة الدكتورة أنا براوس) بتوزيع مساعدات عينية للمحتاجين في الأحياء الفقيرة شرق الناصرية (دور الحواسم الواقعة شرق أحياء الفداء والتضحية) ، وكان وزع في السنة الماضية مواد عينية في حي التنك البائس غربي الناصرية وكتبنا عنه في حينه.
سنة بعد أخرى والعراق من تدهور إلى تدهور في السياسة والاقتصاد والزراعة وشحة المياه وتعثر الخدمات وانتشار الفساد، فيما حكومة المالكي تتخبط وتنشغل بـ (شطف) جديد لوجوه البعثيين وإعادتهم للواجهة السياسية، إرضاء لهذا الطرف العربي أو ذاك أو هذه الكتلة السياسية أو تلك، مشغولة هذه الحكومة الناقصة (بلا وزراء أمنيين لحد اليوم!) لا بتقديم الخدمات للشعب العراقي وتوزيع الثروات بطريقة عادلة حتى لايحتاج المواطن العراقي إلى صدقات هذه الجهة الدولية أو تلك، لكن تصريف طاقة الشباب العراقي خارج أسوار الوطن دفاعا عن شعوب بعيدة على خلفية طائفية بتحريك إيراني لتنفيذ أجندات مشبوهة، أما الحكومة المحلية في ذي قار المؤتلفة قلوبها على الفساد المتفرقة الرأي والكلمة المتباغضة على خلفية الصراع الشيعي الشيعي، الحكومة التي تديرها أحزاب إيرانية عاملة في العراق أهملت شرائح واسعة من أبناء الناصرية نهبا للفقر والتشرد والعازة، فاستحقت صدقات سنوية ومن ثروات شعب ذي قار نفسه، عبر تبرعات تقدمها الـ (PRT) التي عرفت كيف تزكي وتخمس سرقاتها هي الأخرى !، وكان خليقا بالمرجعية الدينية توزيع موارد الأضرحة المقدسة على العوائل المحتاجة لا الـ (PRT) ، وكان المفروض بالحكومة المحلية في ذي قار تخصيص جزء من سرقاتها المليارية، وتبادر هي لاغيرها إلى تغطية حاجة سكان الناصرية البؤساء بعد ثماني سنين من سقوط صدام ونظامه الإجرامي.
وبما أن أهل العراق يرددون منذ سقوط الصنم حتى اليوم (ولكن لاحياة لمن تنادي) دلالة على فساد الحكومتين وعدم سماعها لمطاليب المواطنين، فلا خيار أمام فقراء الناصرية وحي التنك والكارتون إلا الوقوف بوجه الفاسدين والمفسدين، عبر المشاركة الواسعة في تظاهرات الجمع التي دعا إليها شباب الناصرية، حتى انتزاع الحقوق ونيل المطاليب المشروعة والاستغناء عن صدقات الـ (PRT) المهينة والمذلة لشعب الناصرية كريم النفس وأبو الثروات .
20/3/2011
أصل الخبر..
شرطة ذي قار وبالتعاون مع منظمةالـ (P.R.T) تقوم بتوزيع مولدات كهربائية على العوائل الفقيرة شرق الناصرية
العيون الساهرة الأحد 20/3/2011


شارك اللواء الركن صباح سعيد محسن الفتلاوي مدير عام شرطة المحافظة وبرفقته الدكتورة ( آنا براوس ) مسئولة منظمة الأعمار في الناصرية بعملية توزيع مساعدات من منظمة الـ (P.R.T) على العوائل الفقيرة من خلال التعاون والتنسيق مع شرطة ذي قار صباح اليوم الأحد المصادف 20/3/2011 شرق مدينة الناصرية ( 380 كم جنوب بغداد ) في دور الحواسم الواقعة شرق أحياء الفداء والتضحية . و إن حملة توزيع المساعدات جاءت دعما للعوائل المتعففة في المحافظة ومن اجل ترسيخ نظرية أن الشرطة هدفها أنساني قبل أن يكون امنياً وان العمل الشر طوي يهدف لخدمة المجتمع وليس عصا بيد السلطة كما كانت أبان النظام البائد , وأن هذه المساعدة تهدف لرفع عبئ عن تلك العوائل , و وزعت مولدات كهربائية على العوائل الفقيرة , والساكنة بما يسمى دور الحواسم المحيطة بمدينة الناصرية .

ومن الجدير بالذكر أن هذه المبادرة ليست الأولى من نوعها فقد شهدت هذه الأحياء السكنية توزيع مواد غذائية ومواد منزلية كهربائية لعدد من المرات خلال العام الماضي وبالتنسيق مع شرطة المحافظة .

مقال سابق حول رفض الصدقات !
الصدقات الجديدة للـ (PRT) توزع على سكنة (حي التنك) بالناصرية!

كلمات
-314-
طارق حربي
صدقات جديدة للـ (PRT) توزع على سكنة (حي التنك) بالناصرية!
قام فريق الأعمار الـPRT التابع للأمم المتحدة (يقع مقره في قاعدة ميتكا غربي الناصرية ويديره أمريكيون وإيطاليون برئاسة الدتورة أنا براوس) اليوم بمساعدة شرطة ذي قار بتقديم مساعدات عينية (برادات ماء / مكيفات هواء / خزانات مياه / مولدات كهربائية) في أكثر المناطق بؤسا وحرمانا (حي التنك) الواقع غربي الناصرية وكان الـPRT قام قبل فترة بتوزيع مواد غذائية على عدد من العوائل المتعففة في المدينة المهملة التي تسيطر على مجلسها التشريعي وإدارة محافظتها الأحزاب الدينية منذ التغيير حي التنك ولاأعرف لماذا أطلق عليه اسم (حي الرسول!) لايمكن أن يستوعب فقره وبؤسه عقل نظرا لوقوعه في واحدة من أغنى دول العالم بالبترول فهو حي عشوائي مبني وسط أكوام من النفايات والأزبال والخردة وفيه خيام منصوبة ومسيجة بإطارات السيارات تنعدم فيه الخدمات وشروط المعيش الانساني ولايتجاوب مسؤولو الحكومة المحلية في ذي قار مع عدد من مطاليب سكانه بتعبيد الشوارع ورفع النفايات ومد خطوط الكهرباء النظامية والتحذيرات التي يطلقونها بين وقت وآخر من مغبة تعرض الأطفال لحوادث الكهرباء نظرا لوجود الاسلاك العشوائية الممتدة في كل مكان هذا الحي نزلت عليه اليوم صدقات الـ (PRT) وغطته الصحافة المحلية سيارات حمل ومواد كهربائية كبيرة وشرطة ممثلة بقائدها اللواء صباح الفتلاوي وأخذت أتأمل في صورة المرأة الفقيرة الواقفة هي وأطفالها وراء باب (بيتها!) تدخل عليها الدكتورة (أنا براوس) رئيسة فريق الاعمار بجهاز كهربائي (يعلم الله كم هو بخس الثمن في دولة المنشأ!؟) وليس زوجها من دخل عليها أو أم البيت نفسها هي من قامت بشراء أدوات مطبخها وآثاث منزلها بما يلائم ذوقها ومزاجها بعدما حررتها الحكومة العراقية اقتصاديا بعد سبع سنوات من التغيير وفرت لها عملا مناسبا يحفظ لها حقوقها وآدميتها ويسعد أطفالها فلاتحتاج إلى أن تمد يدها لأحد لأنها ببساطة بنت هذا البلد ولها حق عليه يسمونه في الدستور الموضوع على الرف "حق المواطنة" وثرواته ثرواتها والخير الذي يصيبه يصيبها وتحت قدميها تجري بحيرات من الذهب الاسود التي تذهب وارداته السنوية المليارية إلى جيوب المتنفذين في الأحزاب والكتل السياسية والشخصيات ومن جهة أخرى لاأستثني فريق الاعمار نفسه من الفساد وهم أهل المافيات والفضائح والحروب والقتل وقد أثيرت حول الفريق بين وقت وآخر ملفات الفساد وفاحت روائحها النتنة وكان آخر تلك الملفات فضحها نائب رئيس مجلس محافظة ذي قار عبد الهادي موحان باتهام الفريق بأنه (ينفذ مشاريع وهمية غير مطابقة للمواصفات القانونية) ودعى إلى (تشكيل محكمة دولية للتحقيق في الأموال التي صرفها!؟) و (إحالة العديد من المشاريع التي تهم ذي قار إلى شركات غير معروفة!) بحسب المعاون الفني لمجلس ذي قار عبد الحسين هادي هجر لم لا وقد عاش أعضاء الفريق في العراق وعرفوا أهله وحكومته وأحزابه (المجاهدة!!) سابقا الفاسدة بعد التغيير وشخصياته القادمة من مخيال الف ليلة وليلة حيث أجواء اللصوصية والأربعين حرامي وتطبعوا بالفساد وتعاملوا مع الشركات وفيها الوهمي ومن لايخاف الله أو يستحي من أهالي حي التنك وهاهو الفريق "طلع أشطر" وأثبت اليوم أنه يعمل بكل شفافية ونزاهة و(يخمس) أمواله في العلن وأمام وسائل الاعلام أفضل من سراق المال العام في محافظة ذي قار الذين في الخفاء سمنوا أرصدتهم في إيران وسوريا والامارات ولندن وسواها وإذا كان (المؤمنون) يسرقون المليارات ويرمون إلى الفقراء بالفتات فإن فريق الـPRT هو الآخر عرف اللعبة وسار في نفس الطريق ثم أن المواد الكهربائية التي تم توزيعها اليوم كان يمكن لأي موظف أن يشتريها وأي مواطن بسيط يقبض من الضمان الصحي ممن تعمل به الدول العادلة التي تحترم آدمية مواطنيها بل حتى بعض الدول التي ليس لها موارد اقتصادية عظيمة مثل العراق وكان يمكن شراء هذه المواد من السوق دون الحاجة إلى مد اليد العراقية إلى الأجنبي يصرف علينا من ثرواتنا وهو في بلدنا بعدما استقطع حصته وزيادة مايعني بالدليل القاطع أننا لحد اليوم نشكو مرض الطفيلية السياسية وغير مؤهلين لانفاق ثرواتنا الوطنية ونحتاج إلى الرجل الأبيض ليصرفها علينا سواء بالقطارة أو الفتات يزكي ويخمس بفقرائنا فمن الحصار إلى البطاقة التموينية التي يشكو الكثير من المواطنين افتقاد عدد من مفرداتها (السكر مثلا/قال لي صديق قبل ثلاثة أيام إنه لم يستلم هذه المادة منذ حوالي ستة أشهر!؟) إلى صندوق التعويضات الذي تولته الأمم المتحدة بقرار من المجتمع الدولي وغيرها إن مشهد السيدة العراقية وغيرها من المشاهد في حي التنك اليوم وكل يوم تسلب العقل وينخلع لها قلب الانسان سواء كان قريبا منها أو بعيدا في قارة نائية لاسيما البيوت المهدمة والسياجات المبنية بالتنك والأبواب المخلعة وحفاة الأطفال والمستنقعات والبيوت المبنية من الطين والبلوك واللبن والخيام التي تداخلت معها الحيوانات (الأغنام) في أرض السواد وبلد الخيرات الوفيرة.
26/5/2010
tarikharbi@gmail.com
www.Summereon.Net

http://summereon.net/news.php?action=view&id=3075&PHPSESSID=0e33adc8c0b8e0e414ce5a8e84535e36




43
كلمات
-367-
طارق حربي
لماذا يسعى الجلبي إلى إرسال متطوعين عراقيين إلى البحرين!؟

وزعت "اللجنة الشعبية لاسناد شعب البحرين" بزعامة أحمد الجلبي (رئيس حزب المؤتمر العراقي) استمارات دعت فيها الشباب العراقي للتطوع لنصرة الشعب البحريني!، شباب ملآوا الاستمارات وآخرون أبدوا رغبتهم في القتال هناك نيابة عن الشعب البحريني، ضد النازية الوهابية وظهيرها الأجهزة الأمنية البحرينية.

ومرة أخرى تثبت الطبقة السياسية العراقية أن العمق العراقي مايزال في خدمة الأجندات الإيرانية، انطلاقا من ثوابت طائفية وقوة الولاء لإيران وتمثل أوامر الولي الفقيه، عبر الدعوة إلى تسيير قوافل الشباب العراقي الجائع والمشرد واليائس، ليدفع روحه ثمنا على أراضي الآخرين، مع احترامنا الشديد لقضية الشعب البحريني العادلة، مثلما كان العراقيون من قبل وقودا لحروب عربية في فلسطين والجولان حتى امتلأت تلك الدول بمقابر العراقيين الأبرياء .

ومن جهة ثانية فإن دعوة الجلبي تأتي في سياق التصريف الخارجي لتراكم الفشل الذريع في حكم العراق وإدارته، ويعد الجلبي نفسه أحد العرابين الأمريكيين من أصل عراقي، الذي أصبح حلقة وصل بين المشروعين الأمريكي والإيراني في العراق، ومنفذا لأجنداتهما على حساب العراق وسيادته وأرواح ابنائه الذي يفترض أن يكون أمينا عليها.

كان حريا بالجلبي لافتح باب التطوع للموت على أرض البحرين، أو أي أرض عربية أو أجنبية مهما كانت علاقة الشعب العراقي التأريخية أو الطائفية بها، لكن دعوة الشباب إلى ساحات العمل والبناء والابتكار والاستفادة من الطاقات لإعادة بناء العراق، إن تصريف الفشل إلى الخارج له أكثر من دلالة في أحداث الجمع الأخيرة والتظاهرات التي عمت العراق، فقد لوحظ كيف أن رئيس الوزراء نوري المالكي، قبل أن يأمر بقطع الطرق وحظر التجوال واستخدام الرصاص الحي في تفريق المتظاهرين وخراطيم المياه، اتهم المتظاهرين بالبعثيين والارهابيين والمندسين وماإلى ذلك من هراء الرئيس وزعامات حزبه!، لكننا لم نلاحظ أيا من تلك الفعاليات خلال التظاهرات التي اندلعت يوم الجمعة الماضية، حيث تضامن فيها المتظاهرون العراقيون في بغداد وعدد من المحافظات مع شعب البحرين، بما يعني أن الحكومة العراقية تسمح بأي تظاهرات واعتصامات وتصريف غضب الشارع إلى الخارج، لكن لاتسمح بضغط الشارع على الحكومة المستمرة في فسادها وتخلفها وسرقاتها، بل إن الحكومة لاترضى حتى بمحاولات نقدها وتقويمها!

وتأتي دعوة الجلبي اليوم في سياق العمل على إحدى صفحات الإبادة الجماعية للشعب العراقي، اتصالا بدعوات المقبور خلال العقود السابقة للعراقيين، للتطوع من أجل مقاتلة الاستعمار والصهيونية والرجعية!، وعلى الشباب أخذ الحيطة والحذر من هكذا دعوات للقضاء عليهم في ساحات دول بعيدة ورفضها جملة وتفصيلا، وكان يمكن الاكتفاء بالتعبير عن التضامن مع الشعب البحريني بالتظاهر أو جمع التبرعات وعقد الندوات، دون الدعوات العلنية لتنفيذ مخططات إيرانية مشبوهة لسفك المزيد من الدماء العراقية على أراضي الغير بلا سبب.
20/3/2011
tarikharbi@gmail.com
www.summereon.net








44
كلمات
-366-
طارق حربي
مهزلة جديدة من مهازل مجلس النواب العراقي !

كان من المقرر اليوم أن تتم القراءات الأولى لمشاريع ومقترحات في الجلسة 44 من جلسات البرلمان العراقي تعتبر غاية في الأهمية، "القراءة الأولى لمقترح قانون هيئة النزاهة، والقراءة الأولى لمشروع قانون صندوق الإسكان العراقي، والقراءة الأولى لمشروع قانون البنى التحتية والقطاعات الخدمية، والقراءة الأولى لمقترح قانون إلغاء قرار مجلس قيادة الثورة (349 لسنة 1991)، والقراءة الأولى لمقترح قانون إلغاء قرار مجلس قيادة الثورة رقم (100) لسنة 1995 " إلا أن رئاسة المجلس قررت اليوم الخميس تعليق جلسته المرقمة بـ 44 حتى يوم 27 من الشهر الجاري، أي لمدة 10 أيام من الزمن العراقي العصيب، تضامنا مع الشعب البحريني ومايتعرض له من انتهاكات وهجوم بربري وهابي سعودي.

لاأحد يعترض على التضامن مع الشعب البحريني العزيز ونقف معه ومطاليبه العادلة والمشروعة، وكذلك مع بقية الشعوب المطالبة بحقوقها وماتتعرض له من مجازر على أيدي طغاتها، ولكن أن تقتصر جلسة اليوم "على إقرار التصويت لاعتبار حادثة حلبجة إبادة جماعية" دون بقية المقترحات، بذريعة مايتعرض له الشعب البحريني ولأسباب طائفية بحتة (لم يعلق المجلس أعماله تضامنا مع الشعب الليبي والمصري واليمني والسوري والتونسي!)، فهذا يجعلنا أن نقف ونحاسب مجلس النواب، أكبر جهة تشريعية في البلاد على لاأباليته بمعاناة الشعب العراقي اليومية، ومن جهة ثانية هدره 10 أيام وتعطيل الجلسة دون أي مسوغ يذكر.

كان حريا بمجلس النواب التضامن من شعب البحرين المظلوم بالوهابية دون تعليق أعماله، كان يمكن لرئيس الجلسة أو أحد الأعضاء الوقوف إجلالا واحتراما لشعب البحرين، والتحدث تحت قبة البرلمان عن مأساته وتعرضه لشتى أنواع القتل على أيدي الجيش الوهابي الغازي، وما تتعرض له الشعوب في تونس ومصر واليمن وليبيا من عدوان مسلح ومجازر وغازات مسيلة للدموع وغيرها، دون الحاجة إلى تأجيل إحدى أهم الجلسات، فالشعب العراقي على صفيح ساخن ينتظر مهلة انقضاء الـ 100 يوما (هل أصبحت 110 يوما!؟)، التي وعد بها رئيس الوزراء نوري المالكي بتحسين الخدمات ومفردات البطاقة التموينية ومكافحة ملفات الفساد المالي والإداري، وقد بدأت تحركات الوزراء ووكلائهم وزياراتهم إلى عدد من المحافظات والمدن العراقية، وتم اتخاذ جملة قرارات هي أحوج ماتكون إلى عدد من التشريعات البرلمانية، زائدا العمل المستمر في المهلة المحددة، ومساندة المجلس للحكومة عبر تفعيل دوره الرقابي وتقديم الدعم اللازم لها، في تصديق قوانين هامة تتعلق بحياة الشعب العراقي اليومية والخدمية، سيما وأننا على أبواب فصل الصيف وتذبذب التيار الكهربائي وماتسببه النفايات من أمراض وغير ذلك كثير.

إن تأجيل عمل البرلمان عشرة أيام يعد خطأ فاضحا وخطوة تنفتقر إلى الحصافة والمسؤولية الأخلاقية والوطنية والتأريخية، وأرجح أن النخب السياسية والثقافية في البحرين بل والشعب كله سيعدونه عملا غير مسؤول بحق الشعب العراقي ومحنه ومآسيه، التي لم يوقف برلمان عربي أو حكومة عمله ويضامن مع الشعب العراقي ضد المجازر التي تعرض لها منذ صعود البعث الفاشي والحروب والحصار والعمليات الإرهابية بعد 2003، إن الشعب العراقي يعاني مثل البحريني من الهجمات الإرهابية الذي تدعمه السعودية (العدو واحد!) والتخلف في شتى المجالات، إلى حد اندلاع التظاهرات المطلبية في أنحاء مختلفة من العراق في الفترة الماضية، وكان لابد من إتمام القراءات الأولى لمشروع قانون البنى التحتية والقطاعات الخدمية وقانون هيئة النزاهة وقانون صندوق الإسكان العراقي، حيث تستغيث وتعاني شرائح واسعة من الشعب العراقي من الفساد في دوائر الدولة والمحسوبية والمنسوبية في التعيينات وانعدام الخدمات وكذلك السكن الذي يليق بالحياة الآدمية وانتشار أحياء التنك والكرتون في العديد من المدن العراقية بما فيها العاصمة بغداد.

إنني إذ أقف مع شعب البحرين بكل مشاعري وكتبت مقالا يوم أمس (وسأكتب عنه وعن بقية الشعوب أيضا) حول ماتتعرض له من مجازر لكن ستنتهي بانتصار الشعوب على جلاديها وهذه هي حتمية التأريخ، فإن ذلك لايمنح ذريعة للأحزاب الشيعية بتعطيل عمل البرلمان العراقي، رواتب هائلة بدون تقديم خدمات توازيها تغيب الأعضاء عن حضور الجلسات وإجازات حج وسفرات إلى خارج العراق وأكثر من سبعة أشهر تم فيها تعطيل البرلمان بعد الانتخابات التشريعية في شهر آذار 2010، إضافة إلى معارك وصراعات حزبية ولاأبالية بحاجات الشعب عبر تعطيل تشريعات كان مقدرا لها تحسين الحياة اليومية للمواطنين.
ومن جهة ثانية كان يمكن الاكتفاء بتصريح رئيس الوزراء أمس الأربعاء "أن دخول القوات الخارجية إلى البحرين سيسهم في تعقيد الأوضاع بالمنطقة وتأجيج للعنف الطائفي"، كان يمكن استدعاء السفير البحريني ببغداد وشجب ماتقوم به الحكومة البحرينية ضد شعبها، أو زيارة رئيس المجلس للسفارة وغيرها من الاجراءات البروتوكولية المتبعة في العلاقات بين الدول، كان يمكن الاكتفاء باستنكار المرجعيات الدينية ورجال الدين في العراق بينهم المرجع الديني علي السيستاني وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وغير ذلك .
ومثلما عبر مجلس النواب العراقي عن موقفه مماتقوم به السعودية ضد الشعب البحريني وهو حق، فإنني أعبر عن موقفي كمواطن عراقي : أدين وأشجب قرار مجلس النواب العراقياليوم الخميس 17/3/2011 تعليق الجلسة رقم 44 للبرلمان وأعتبره قرارا غير مسؤول، بل ومهزلة جديدة من مهازل المجلس لما للقرار من أضرار هدر الوقت الذي يتسابق معه الشعب العراقي ومطاليبه العادلة، في تحسين مفردات البطاقة التموينية والنهوض بواقع الخدمات ومكافحة الفساد المالي والاداري وغيرها.
17/3/2011
tarikharbi@gmail.com
www.summereon.net


45
كلمات
-365-
طارق حربي
قوات الغزو السعودية والبلطجية حلف غير مقدس ضد الشعب البحريني !


تتدخل السعودية في اليمن وأفغانستان والشيشان والعراق وليبيا والبحرين ولبنان وفي كل مكان، منذ انتقال الوهابية من التأييد والرعاية البريطانية إلى الأمريكية، وذلك بعد لقاء الرئيس الأمريكي روزفلت مع عبد العزيز آل سعود سنة 1945 على ظهر الباخرة الأمريكية كوينسي، حيث عقدت أكبر صفقة للبترول في التأريخ مقابل تعهد الولايات المتحدة بضمان أمن السعودية، التي تتخذ من الوهابية مذهبا لتكفير بقية المذاهب الاسلامية، ومنذ ذلك التاريخ تبنت القوى الغربية مذهب الوهابية الذي تخادم مع الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة والعالم، حيث ساعدت الأموال المتدفقة من عوائد النفط منذ حكم الملك فيصل بن عبد العزيز (1964-1975)،  على انتشار مذهب الوهابية في أرجاء العالم المختلفة، ولم يعد المذهب التكفيري محصورا في الشرق الأوسط وأحد أدوات الصراع فيه، بل أصبح عابرا للقارات وتداخلت مصالحه وبقاء آل سعود مع أجندات ومصالح الولايات المتحدة والعالم الغربي.

وفي ظل ظروف دولية وعربية وإقليمية صعبة، بما أججه  "الفيس بوك" من ثورات في أوساط الشعوب المقموعة فأسقطت أنظمة وجبابرة، واحتمالات التدخل الايراني وظهور شبح الحرب في الخليج تكرارا لعدة (سيناريوهات) ، أبرزها انتفاضة الشعب العراقي الخالدة (آذار 1991) وخذلانها بتحريض من الملك فهد بن عبد العزيز حينذاك، يأتي الغزو السعودي لدولة البحرين، وقتل الأبرياء في شوارع المنامة تحت راية الوهابية البغيضة، بما يعيد إلى الأذهان صورا من التدخل السعودي في اليمن سنة 1962، والمجازر التي وقعت في مخيم رفحاء (1992في شهر رمضان 1992 وكنت شاهدا عليها حيث أمضيت نحو ثلاث سنوات في المخيم) وذبح الحوثيين في اليمن (2010)، والبحارنة أمس واليوم في المنامة، في أعقاب تظاهرات بدأت شرارتها الأولى منذ التسعينيات من القرن الماضي، لكن سجلت ذروتها يوم 14 شباط الماضي، وكانت سلمية مطلبية نادت بالاصلاح والمشاركة في الحكم.

ولعل الروابط العائلية بين الأسر الحاكمة في الخليج التي تحكمها العقلية البدوية (أنصر أخاك ظالما أو مظلوما)، وتوجيه الضربات الاستباقية ومواجهة خطر انتقال شرارة الثورة والاطاحة بالأسر الحاكمة الواحدة تلو الأخرى، بما تداخلت معها من مصالح أمريكية غربية خليجية، كل ذلك استدعى التدخل السعودي العاجل في شؤون البحرين الداخلية، لكن كفة الشعوب تترجح باستمرار مهما طال الزمن، وتنتصر إرادتها في النهاية سواء في منطقتنا أو العالم، وأقرب مثالين هما ثورتا الشعبين التونسي والمصري وفي الطريق انتصار الشعب الليبي المحتوم، الذي تمكنت معارضته اليوم وفي تطور نوعي، من استخدام الطيران في قصف كتائب الطاغية القذافي ومطاردة فلولها.

ولم تصدق آسرة آل سعود ومن ورائها مجلس التعاون الخليجي فهرعت قواتها لنصرة الحاكم ضد شيعة البحرين، بما يعد تصعيدا خطيرا وتدخلا سافرا في شؤون البحرين الداخلية، حيث يقرّ نظام الأمن الجماعي الخليجي التصدي للعدوان الخارجي، وليس الاحتجاجات الداخلية لهذه الدول، أو حتى أعمال الشغب التي تندلع في الدول المذكورة.

لاشك أنها حرب مذهبية تشنها السعودية تحت لواء درع الجزيرة ضد الشيعة في البحرين ويغض عنها النظر، الأسطول الأمريكي الخامس المتواجد في مياه الخليج، وعالم القوة والمال الذي يحتقر دماء الشعوب في العراق، وليبيا تحت حكم القذافي الأرعن، واليمن تحت حكم الطاغية صالح، تتدخل السعودية بقواتها العسكرية النوعية والمدربة على القتل بدم بارد، بعد تجارب إخماد انتفاضات مواطنيها العزل في المنطقة الشرقية من المملكة، كلما طالبوا بحقوق مواطنيتهم ومساواتهم مع بقية المواطنين السعوديين، آلة جهنمية تنهل من حلم سليمان (جد الشيخ محمد عبد الوهاب الذي رأى حلما شريرا تأتي فيه النيران على الأرض ومن فيها!) وتستخدم أحدث آلات القتل الأمريكية والأوربية.

لاحظ البحرينيون أن القوات السعودية، التي وصلت أمس بدعوة من ملك البحرين لمساعدته في تثبيت حكمه، بعد إعلان حالة الطوارىء في البلاد لمدة ثلاثة أشهر، ذهبت مباشرة إلى منطقة ستره ذات الأغلبية الشيعية، وبدأت بقتل المحتجين من المواطنين ضد سياسة القمع والتهميش والاقصاء، واشتركت القوات الوهابية الغازية بحلف غير مقدس من الباكستانيين والآسيويين المقيمين في البحرين، بحرب إبادة ضد المدنيين بدأوها قبل يومين بالهجوم على جامعة البحرين واعتدوا على الطلبة والأساتذة، واليوم في دوارة (ساحة) اللؤلؤة فأحرقوها، ومستشفى السالمية حيث اعتدوا فيه على الكادر الطبي، ومن ستره المستهدفة وضع ناشطون على الفيس بوك مقاطع (فيديو) أظهرت بشاعة الغزاة المسلحين بعقيدة الوهابية، التي يثقف دعاتها بتكفير الشيعة ومذاهبهم ويصفهم بعباد القبور ويحلل دماءهم إلى حد الوضوء بها تقربا لله.

ومثل أي استباحة للجيوش الهمجية في التأريخ، استباح الحلف غير المقدس وأمام شاشات العالم المتحظر دولة البحرين، بما ينذر - تحت دعاوى حماية المذهب لكن هو في الحقيقة مد النفوذ وتحكيم الهيمنة - بتدخل إيراني بغيض هو الآخر، وربما نشوب حرب اقليمية قد تطول يكون فيها الضحية شعب البحرين، كما كان الشعب العراقي الذي مايزال منذ 2003 حتى اليوم يلعق جراحه، إن الجيش الوهابي لم يكن ليتجرأ ويغزو البحرين لولا حصول الرياض على ضوء أخضر من واشنطن، لغرض جس نبض طهران وإعادة ترتيب الأوراق في المنطقة، عن طريق التخادم معها في العراق ولبنان وأفغانستان وغيرها، وكذلك بيع المزيد من الأسلحة إلى دول الخليج والمنطقة، ومن جهة أخرى هو درس سعودي إلى سكان المنطقة الشرقية التي شهدت تظاهرات مطلبية في الأيام الأخيرة بالتظافر مع (ثورة حنين 11 آذار السعودية) التي أطلقها الشباب على "الفيس بوك" وتدعو إلى الثورة والإطاحة بالأسرة الحاكمة ونظامها الرجعي الإجرامي.

وإذ أكتب ذلك يرتعش القلم بين أصابعي متذكرا الحصار المذهبي الذي ضربته على خيامنا القوات المسلحة والشرطة السعودية في مخيم رفحاء (شهر رمضان 1992) ، حيث جاء الأوغاد بقوائم وأفردوا المطلوبين فنقلوهم إلى سجون تم فيها قتل العشرات منهم، فيما تم تعذيب الكثيرين سواء في (كابينات) الاستخبارات الواقعة خارج المخيم أو حفر ارتجالية تم حفرها بواسطة (الشفلات)، بما يذكر بالمقابر الجماعية في عهد المقبور، وتم تسليم الكثير من اللاجئين إلى الأجهزة الأمنية العراقية في تحد واضح للمواثيق الدولية، ومثلما يعذب البحارنة اليوم وصل تعذيب الكثير من اللاجئين بالأمس في رفحاء حد تشويه أجسادهم وإفشال كلاهم، أضف إلى ذلك تكسير حاجياتنا وسرقة نقودنا وساعاتنا ومصوغات النساء الذهبية وغيرها، وكانت أياما عسيرة وثقتها بتواريخها وأحداثها وأستعيدها اليوم وكل يوم بمرارة بالغة !

إن على الشعوب والنخب السياسية والثقافية والأحزاب والشخصيات والجمعيات ومحبي السلام شجب الغزو السعودي، والتنديد بالإبادة الجماعية - تحت راية المذهب - ضد المواطنين العزل، والعمل على اسقاط النظام الطائفي العنصري في البحرين، الذي تجاوز حدوده بقمع جزء عزيز من شعبه، وإقامة نظام ديمقراطي تعددي دستوري يضمن حقوق جميع مكونات الشعب البحريني .
16/3/2011
tarikharbi@gmail.com
www.summereon.net







46
حوار مع الكاتب طارق حربي حول التغطية الاعلامية للتظاهرات المطلبية في العراق والناصرية


أجراه علي حسين ..اندلعت في الأسابيع الماضية الكثير من التظاهرات المطلبية في بغداد والكثير المدن العراقية، بينها الناصرية وعدد من الأقضية والنواحي التابعة لمحافظة ذي قار، ورفع المتظاهرون شعارات طالبوا فيها بتحسين مفردات البطاقة التموينية ومكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين، وحث مجلس النواب العراقي على تفعيل دوره الرقابي ومحاسبة الحكومة وغيرها.
وتفاوت رد فعل وسائل الاعلام العراقية (فضائيات/صحف/مواقع الكترونية) كل حسب الجهة التي ينتمي إليها والدعم والتمويل الذي يتلقاه والأجندة التي تقف وراءه، فقد وقفت مواقع الكترونية عاملة في الناصرية وتحمل اسمها مثلا ضد التظاهرات الجماهيرية، ولم تنشر حتى خبرا عابرا عن تظاهرة الجمعة الماضية!، التي دعا إليها ناشطون في موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" و"تويتر" وأطلق عليها "جمعة الكرامة"، وتراوح وقوف عدد من المواقع الالكترونية العاملة في الناصرية على سبيل المثال، بين تقزيم التظاهرات وعدم تغطيتها بما يتلاءم مع حجمها أو عدم الاشارة إليها ، وكأنها وقعت في زمان آخر ومكان بعيد عن ساحات الأحداث العراقية الساخنة، فيما وقفت مواقع أخرى مع التظاهرات في العراق والناصرية ومدن ذي قار كافة، نظرا لاستقلالية تلك المواقع عن أصحاب القرار السياسي والأحزاب الدينية واعتمادها على التمويل الذاتي.
ولأجل القاء المزيد من الأضواء حول اختلاف وسائل الاعلام العراقية في تغطيتها للتظاهرات المطلبية كان لنا هذا الحوار مع الشاعر والكاتب طارق حربي، المشرف العام على موقع "سومريون.نت" الديمقراطي المستقل، ذي التأثير الواسع على الرأي العام والحكومة المحلية في محافظة ذي قار وأوساط النخب السياسية والثقافية.

*هل تعتبر أن تغطية موقع سومريون.نت للتظاهرات المطلبية التي عمت العراق وذي قار محايدة ؟
- خلال ثماني سنوات من المسيرة الاعلامية استطاع القراء الكرام تأشير حيادية وإخلاص سومريون للعراقيين والعراق، إن عدم مهنية أي وسيلة إعلامية برأيي هو عدم وجود دوافع وطنية أو إخلاص كادرها، أو تلقي دعم وتمويل لتنفيذ أجندات أحزاب دينية وآيديولوجية معينة، هنالك فضائيات ومواقع الكترونية وصحف وغيرها تعمل بأجندات من خارج العراق، وهي مفضوحة في الفضاء الاعلامي والكلام في ذلك يطول، ولعل استقلالية سومريون (موقع تطوعي غير ربحي انطلق بعد سقوط صدام ونظامه الفاشي) وديمقراطيته ومساحة الحرية التي يتحرك بها وانحيازه إلى الشعب العراقي وقضاياه المصيرية، جعله في مقدمة وسائل الإعلام العراقية التي ينتقدها القراء بشدة إذا ماحدث خطأ هنا أو هناك أحيانا، لأن سومريون محسوب على الجهد الوطني والديمقراطي الداعي إلى بناء دولة المؤسسات الدستورية والديمقراطية، ودعم الجهد الحكومي في مكافحة الارهاب والحيلولة دون عودة البعث إلى حكم العراق بأي شكل من الأشكال، حتى تشكلت هوية الموقع العراقية ورياديته.

وتأتي تغطية سومريون للتظاهرات المطلبية الأخيرة، سواء في الناصرية أو بغداد أو سائر المدن العراقية، بحيادية تامة ومهنية، الهدف هو أن يتم توصيل المعلومة الصحيحة وترتفع أسهم الموقع ورصيده في الواقع العراقي، وهذا هو عنوان آخر خبر نشر في سومريون (جمعة الكرامة بالناصرية:عضوا مجلس ذي قار التقيا المتظاهرين والأجهزة الأمنية تعاملت مع التظاهرات بحياد ومهنية) ويمكنكم تلمس الحيادية والمهنية في صياغة عنوان الخبر والخبر نفسه، الذي وضعناه في مكان بارز على واجهة الموقع ليطلع عليه أكبر عدد ممكن من القراء الكرام ليدلوا برأيهم فيما بعد في رابط التعليقات.

من جهة ثانية يعتمد سومريون في نقل أخباره على وكالات عالمية مثل رويترز وسي أن أن والفرنسية وغيرها، ومحلية مثل السومرية نيوز وأصوات العراق والآكانيوز المستقلة وهي موثوق بها جميعا، أما التغطية الإعلامية المحلية للأحداث فهي تأتي من مراسلينا في ساحة ذي قار، وتخضع الأخبار والتقارير إلى ضوابط اللغة الصحفية واستيفاء شروط الجملة العربية السليمة، ومن جهة ثانية فإن الصحافة الالكترونية منحتنا نعمة إكمال الخبر أو تكذيبه مثل سائر المواقع الالكترونية في العالم، عبر نشر الخبر والتعليق عليه خلال وقت قصير سواء من مكان الحدث، أو من دول العالم المختلفة، في عصر السرعة والاتصال والشفافية، لهذا وغيره حصد سومريون جوائز عديدة خلال مسيرته الاعلامية، توجها مؤخرا بحصوله على جائزة أحد "أفضل خمسة مواقع عراقية فاعلة على الشبكة الدولية" وذلك لمصداقيته ومهنيته وعدم ارتباطه بأي حزب أو أيديولوجية أو أجندات خارجية.
 
س/هنالك انتقادات رسمية لانحيازكم للمتظاهرين هل تعتبرها صحيحة؟

- التظاهرات المطلبية التي اندلعت في جمعة الغضب يوم 25 من الشهر الماضي، لم تكن ترفا عراقيا أو نزهة في شارع أبو نؤاس تنتهي بتناول (السمج مسكوف!)، أو أن مجموعة من الهواة أرادوا تجربة آليات الديمقراطية الوليدة أو جس نبض الحكومة!، بل إن التظاهرات انطلقت من واقع الحال العراقي المر المتراكم في سوئه وتخلفه وأشره العراقيون أنفسهم، في عمق الفساد المالي والإداري المستشري في مفاصل الدولة العراقية الذي وصل إلى سرقة 40 مليار دولار سنة 2010، وبينته إحصاءات هيئة النزاهة الشهرية والسنوية، ورصدته شكاوى المواطنين واستغاثاتهم المستمرة من الإهمال الحكومي في العراق وذي قار، من تردي واقع الخدمات، إلى ارتفاع معدلات البطالة، إلى تذبذب التيار الكهربائي، إلى فساد السياسة الخارجية عبر تكريد السفارات وغيرها، وكل ذلك يجري على خلفية الصراع على السلطة ببغداد والمحافظات بما أفرزته من الطائفية السياسية وغذاه الفساد.

إن سومريون أحد الوسائل الاعلامية العاملة في الساحة التي تنشر أنواع الفساد بلاتردد، لغرض مساعدة الحكومتين الاتحادية والمحلية على تجاوز عثراتها وتقويتها وليس النيل منها، وبالتالي وضع الخطط اللازمة لتحسين أدائهما وبناء مؤسسات الدولة العراقية.

ومن الطبيعي أن يعبر بعض المسؤولين في الحكومة المحلية في الناصرية عن زعلهم، وفي الحكومة من الفاسدين مافيها، لكن للانصاف لانعدم وجود مخلصين ووطنيين فيها، إنهم يكرهون سماع الرأي الآخر ويحبون تمرير سياساتهم وفسادهم من خلال موقع الكتروني يرعاه رجل دين، ويتخادم مع مجلس ذي قار وهذا لم يعد سرا، ويمرر أجنداته الطائفية ومشاريعه الفاشلة وطرد مدراء عامين وموظفين، إما أنهم لايقدمون فروض الطاعة والولاء لرجل الدين وحزبه الحاكم، أو لتصفية حسابات وإيجاد كبش فداء كلما تعرض الحكم إلى هزة تظاهرات مطلبية!، وكل ذلك يجري على خلفية الصراع على تقسيم الثروة بين المسؤولين والمقاولين وأصحاب القومسيونات، هذا وغيره من مؤشرات الفساد ليس من عنديات سومريون، بل فضحه المقربون من أصحاب القرار عراكا على كعكة ذي قار!، وفتحت تحقيقات ذهبت أوراقها أدراج الرياح!

فعندما يتم حرق مستشفى الحسين التعليمي سبع مرات منذ التغيير حتى قبل شهر، مرة كل سنة تقريبا ولاتعلن نتائج التحقيقات، هذا ليس ذنب سومريون حينما ينشر ملف الجريمة، ليطلع عليها أبناء ذي قار وذوو الضحايا ووسائل الاعلام المحلية، وحينما يفتح سومريون ملفات المشاريع الفاشلة من جسر القيثارة المعوج، إلى صبغ الشوارع بالمليارات فلاتصمد مع أول مطره وغيرها كثير، إن الأخبار منشورة بالوثيقة والدليل وبموضوعية، وهكذا يستمر سومريون بنشر أخبار التظاهرات المطلبية بكل حيادية ونزاهة ومهنية، ليطلع عليها شعب ذي قار ويعلق ويرد في إطار الصحافة الحرة والمهنية.

إن المسؤولية الوطنية والأمانة الصحفية تفترضان طرح وجهات النظر المختلفة في القضايا الراهنة، التي تلم بوطننا ويعاني منها شعبنا وتهدد مستقبل أجيالنا، وتأتي التظاهرات المطلبية ببغداد وبقية المدن العراقية في إطار الثورة على الفساد وتردي الخدمات، ونحن نطرح الأخبار ونعكسها للشارع العراقي بلاخوف أو تردد نظرا للاستقلالية التي نتمتع بها، وللقراء حق كتابة التعليقات المباشرة وهذه هي مسؤولية الصحافة الالكترونية.


س/ ماتقييمك لتغطية وسائل الاعلام الاخرى؟
-إعلامنا سني وشيعي مع شديد الأسف وحتى الشخصي والفئوي والمناطفي يندرج في الخانتين المذكورتين!، لكن للانصاف لا نعدم وجود اعلام وطني صادق ومخلص، لكنه قليل ومهمل من قبل الحكومة لأنه يقف ضد فسادها وخطاب أحزابها الطائفي والقومي، لذك بقي بدون تمويل فضعف أداؤه ولم يعد له تأثير كبير في الساحة الاعلامية، لكنه مستمر ويصارع من أجل البقاء وسومريون.نت مثالا صارخا!، مقابل الدعم اللانهائي لوسائل الاعلام الطائفية الناطقة في خط الحكومة، لذلك استمر الفساد والقتل والتخريب وتردي أحوال النظام وكثرت هفواته وعثراته، ومعها بطبيعة الحال حياة الشعب العراقي طوال ثماني سنوات.

ولم نؤشر العقيدة العراقية في العمل الصحفي إلا هنا وهناك، فالجميع ينطق بحسب تمويله وتمرير أجندات حزبه أو الجهة أو الشخصية التي تدعمه، فمثلا اختلفت وسائل الاعلام في تغطيتها لأخبار التظاهرات المطلبية كل حسب جهة تمويله وأجنداته الحزبية والطائفية والقومية، لكنها أخذت تنكشف للشعب العراقي يوما بعد يوم، وأتوقع أن تتعالى الصيحات وتكتب النداءات ضد وسائل الإعلام المضللة والطائفية والفئوية، وقد بدأت فعلا بعدما هتف العراقيون يوم الجمعة الماضية جمعة الكرامة (كذابة العراقية كذابة!) ويقصدون الفضائية العراقية الرسمية، إضافة إلى (كذاب نوري المالكي كذاب!) وغيرها.

س / هل اشرت توجهات محددة لدى قسم منهم؟

-نعم أشرت تضليل ولامهنية "شبكة أخبار الناصرية"، التي ترفع عنوان (مرآة الحقيقة والحياد) على واجهتها، وهي في واقع الحال مرآة (الفضيحة والفساد!)، إنها أكبر موقع إلكتروني بالدعم والتمويل من حزب الدعوة والحكومة، لابالمهنية والصدق مع شعب ذي قار (محررها مستشار رئيس الوزراء!)، ووجدت أنها وقفت ضد مصلحة شعب ذي قار على طول الخط، وهو الذي عانى في عهد المقبور ويعاني اليوم في عهد الاسلام السياسي!

إحدى قنوات فسادها أنها وبتوجيه من رجل الدين محمد باقر الناصري، تحصل على 300 دولار شهريا من المدراء العامين (عددهم 10) ، واطلقت لهم مواقع فرعية ووضعت صورهم في واجهتها، حتى أخذ شعب ذي قار يتندر عليها إلى درجة إعلان أحد المواطنين عن مسابقة أجمل صورة للمدراء!، وتحولت المزحة إلى رسائل إلكترونية تلقاها سومريون من جهات مختلفة بينت فساد عدد من المدراء في وقتها بالأرقام والسنوات وغيرها.
 
ومن الطبيعي أن تمرر شبكة الناصرية فساد الدوائر وسرقات المدراء العامين والموظفين الصغار المرتبطين بالأحزاب، لاسيما حزب الدعوة ودولة القانون، وهنالك مافيا تدعمها الشبكة في الدوائر يقول المطلعون على الأسرار في الناصرية، إنها أصبحت أسوأ من المافيا الروسية من حيث سرقاتها بالمليارات وليس الملايين!.

وهكذا سعت الشبكة خلال ثماني سنوات إلى الحفاظ على مكاسبها وأموالها التي حصلت عليها من السحت الحرام، هي في الواقع من قوت الشعب العراقي وفقرائه ويتاماه وأرامله وشبابه العاطل، ومثلما لم تبادر إلى نشر أخبار الفساد في ذي قار بل وقفت ضده، وأخذت تنشر أخبارا مضللة ومقالات لكتاب مغمورين مؤدلجين مضادة للتظاهرات، خوفا من سحب التمويل لارتباط المدراء بالأحزاب الدينية وارتباطها هي بمجلس ذي قار الرافض بطبيعة الحال لتظاهرات ذي قار المطلبية، التي صاغت الشبكة أخبارها بما يذكر بصياغات فضائيات معادية للشعب العراقي وخلاصه من نظام المقبور بعد سنة 2003!
 
تأمل في عنوان هذا الخبر كمثال (مسؤولون محليون في ذي قار يحذرون من عودة البعثيين بعد فقدان حواضنهم في مصر وليبيا واليمن!!) مع أن الشبكة ومن يقف وراءها تعرف أن البعثيين في الناصرية (راحوا بالرجلين) وذهب حزبهم إلى المزبلة وإلى الأبد، لكن الشبكة تنطق أولا في خط نوري المالكي حينما اتهم التظاهرات بالبعثية، التصريح الذي سيعجل بإطاحته مثلما أطيح برئيس الوزراء الأسبق إبراهيم الجعفري سنة 2006 وإن اختلفت الأسباب، وثانيا تريد الشبكة تصوير التظاهرات على أنها مناوئة للحكومة مدفوعة من الخارج!، لاشرعية لها بعثية وفيها مندسون وتكفيريون إلى آخره من التضليل والافتراءات، على شعب المقابر الجماعية والجوع والتشرد واحنه أهل النفط عطالة بطالة! الهتاف الذي ردده متظاهرو الناصرية والعراق!

هذا غيض من فيض المواقع الالكترونية الطائفية الفاسدة، أما الفضائيات فحدث ولاحرج!، وفي المقدمة منها الشرقية والبغدادية بخلفيتهما البعثية التي لاتخفى ومصادر تمويلهما المشبوهة، هما لاتكلان عن التنكيل بالعراق وتفخيم الأخبار السيئة والنيل من الشعب العراقي، مفضوحتان في توجهاتهما وخطابهما وضعف مهنيتهما وقلة حظوظهما في الشارع العراقي، ولطالما كتب عنهما في وسائل الاعلام وكل ينطق حسب تمويله مثل التلفون العمومي!!، بالاستعارة من  (بهاء الأعرجي) الذي انتخبه بسطاء الناصرية نائبا في البرلمان مع شديد الأسف، حيث يقول : مثل التلفون العمومي يحجي على كد الفلوس اللي تخليها بيه!!
tarikharbi@gmail.com
wwwsummereon.net



•   الصورة لجانب من تظاهرة "جمعة الكرامة" في مدينة الناصرية (11/3/2011)

47
بمناسبة الذكرى العشرين لإندلاعها ..صفحات من انتفاضة آذار 1991 الباسلة في الناصرية

طارق حربي

غالبا مايؤرخ لإندلاع انتفاضة آذار من مدينة البصرة، فبعدما انسحب الجيش العراقي مهزوما من الكويت، توقف جندي بدبابته في ساحة سعد، وأمطر جدارية للطاغية بالقذائف فدمرها، وتلت فعاليات لم تقتصر على تدمير صور الطاغية البغيضة وجدارياته، بل تعدت ذلك إلى الهجوم من قبل أبناء البصرة، على مؤسسات النظام القمعية من أمن ومخابرات وإستخبارات ومنظمات حزبية وغيرها، ثم سرت نار الإنتفاضة في بقية المحافظات والمدن العراقية صغيرها وكبيرها، متزامنة أو متفاوتة في التوقيت، عدا الرمادي والموصل، والعاصمة بغداد إلا في المناطق الشيعية، فأخمدت بالنار والحديد.
في الحقيقة يمكن قول ذلك في عفوية الإنتفاضة وفوران الجماهير العاطفي والوجداني، لكن على سبيل التخطيط والقرار والإرادة، فلايمكن إلا ذكر ليلة المجري، التي سبقت اندلاع الإنتفاضة بأيام شاهدا على ذلك، في الحق فإني أول ماسمعتُ عن تلك الليلة، كان في مخيم رفحاء من رجال الأهوار أول ماوصلنا، واستفسرت بفضول وحماس من يريد تدوين صفحات عن الأحداث والحقائق، عن فعاليات الإنتفاضة في الأقضية والنواحي والمناطق النائية التابعة للناصرية، وقيل لي يومها، بأني يمكن أن أعرف أسرار ليلة المجري من رجال عشيرة آل جويبر خاصة، ومعروف مانال تلك العشيرة على يد النظام المجرم من حملات القتل والتهجير، وإضرام النيران في بيوتها الآمنة وتشريد أفرادها في الأهوار.
اصطحبني أحد الأصدقاء إلى مضيفهم وكان على صلة طيبة بهم، فوجدتهم رجالا كرماء أشداء كاتمين للسرّ، فلم أستطع الظفر منهم بكلمة واحدة، بحق مادار في تلك الليلة، لكني آمل في المستقبل كشف أسرارها ومادار فيها، بغية توثيق كل شيء عنها وعن الرجال والعلامة الدالة على قرار عراقي وطني مئة بالمئة، بإضرام نار الإنتفاضة.
وتقع منطقة المجري في أعماق الأهوار، حيث التقى رجال عراقيون إسلاميون ينتمون إلى حزب الدعوة الإسلامي العراقي، برجال من مناطق الأهوار بينهم من عشيرة آل جويبر أنفسهم، واتفقوا على موعد لإشعال نار الإنتفاضة وحددوا ساعة الصفر وقرأوا سورة الفاتحة، قبل أن يشرعوا بعملهم في المناطق المحاذية للأهوار وسوق الشيوخ والأقضية والنواحي التابعة لها، ثم الإتجاه بعد ذلك إلى الناصرية.
إذن صار لدينا رأيان لتأرخة بداية الإنتفاضة، وهو مااختُلفَ عليه مثلما اختلف على تسميتها شعبانية تارة وآذارية مرة!!، فالمتدينون الشيعة يرونها شعبانية لأنها اندلعت في هذا الشهر، على عكس الجماهير العراقية العريضة، وتلك رأت قيامها في آذار، كافيا لتوصيفها وإسنادها إلى هذا الشهر كذلك!، ولعلهم أرادوا من ذلك تفريق وجهات نظرهم ومعتقدهم عن المتدينين.
ولكيلا ننشغل بتواريخ وإختلافات لاقيمة كبرى لها في مجريات الأحداث، طالما أن الإنتفاضة وقعت وأدت جملة من أغراضها رغم فشلها المؤسف، دعونا نلقي نظرة على الظروف السائدة يومذاك، فثمة عوامل ساعدت كثيرا على اندلاع الإنتفاضة، ومنها الهزيمة المنكرة التي لحقت بالجيش العراقي، وهو برأيي في مقدمة تلك العوامل، فخلال مئة ساعة من هجوم قوات التحالف البري، وماسبقة من التحطيم شبه الكامل للإقتصاد العراقي، وخروج العراقيين من حربين مدمرتين عبثيتين، ووصول النظام الفاشي في العراق إلى حالة، وقتت في نفس كل مواطن عراقي ساعة الصفر، وضرورة الثورة على واقع دموي وليل بعثفاشي طويل.
معلوم للجميع أن الحرب الجوية التي بدأ بها الحلفاء، لم تصوب صواريخها إلى الأهداف العسكرية فقط، بل نحو البنية التحتية بكل مافي كلمة تدمير من معنى : مصانع إنتاج الطاقة، وسائل النقل وشبكة الاتصالات، سكك الحديد ومصانع الفولاذ، محطات انتاج النفط، النشاط الصناعي ككل، الجسور، المدارس، المستشفيات، المخازن، وبيوت الناس. إنها ولامراء في ذلك حرب جراحية
تشريحية هائلة، وكان الدمار الذي خلفته هائلا أيضا، وبكثير من الأسف نسمع ونقرأ، بأن تلك الهجمات التي وقعت على بلادنا الحبيبة، أعادته إلى القرن الثامن عشر!، بكلمة أدق : إلى المشحوف والفانوس وفتاح الفال والتعاويذ وغير ذلك، وهي نتيجة طبيعية للتدمير آنف الذكر، الذي شمل كل مرافق الحياة في العراق.
***
لكن كيف استطاع العراقيون أن يشعلوا فتيل الإنتفاضة، في أربع عشرة محافظة في وقت واحد تقريبا، علما أن القصف الجوي لقوات التحالف، الذي استمر لأكثر من 40 يوما، لم يترك وسيلة اتصال بين المدن إلا ودمرها، من الجسور إلى الإتصالات السلكية.
في رأيي فإن الروح العارمة للشعب العراقي، كان حمّسها ماقد آلت إليه الأوضاع آنفة الذكر، فتساوت في الخسارة الفادحة كل قطاعات الشعب وشرائحه، بحيث لم يبق عذر إلا في مواجهة حادة وصارخة بينه وبين النظام.
وسرت روح الإنتفاضة من بيت إلى بيت ومن شارع إلى شارع ومن مدينة إلى مدينة، وقف الناس في الشوارع وعلى شواطىء النهرين الخالدين وقرب الجسور المحطمة، وتجمعوا في الكَراجات العامة يستفسرون من المسافرين، لاسيما الجنود المهزومين العائدين مشيا على الأقدام من الكويت، وكان هؤلاء اتخذوا طريقين : الأول بإتجاه الناصرية فالسماوة فالفرات الأوسط، والثاني بإتجاه الناصرية فالحي فالكوت فبغداد.
***
وحطمت قبضات العراقيين وأسلحتهم خلال ساعات، كل ماله صلة بالنظام البعثي الدموي، وأشعلوا النيران في المؤسسات القمعية والمنظمات الحزبية وبيوت الحزبيين، وقتلوا من الحزبيين الكثيرين ومن عناصر الأمن والإستخبارات والمخابرات والمخبرين والمتعاونين وغيرهم.
***
وسرعان ماأطلق إعلام النظام الساقط صفة الغوغاء على عموم المنتفضين، والغَوْغَاءُ حسبما ورد في موسوعات اللغة هم : الدّهماء والرعاع، الصَّوت والجلبة؛ كان غوْغاءُ المحاربين يملأ الفضاء، السِّفَلَةُ من النَّاس لكثرةِ لَغَطِهم وصياحهم؛ شاعت الفوضى عندما ملأ الغَوغاءُ السُّوقَ، الجرادُ حين يخِفُّ للطَّيران...إلخ
وواضحة محاولة النظام العبثية، كعادته في الحطِّ والإنتقاص من قيمة الشعب العراقي، وتطلعاته نحو الحرية والخلاص والمستقبل، والنيل منه بمفردات النظام السوقية والإناء ينضح بمافيه، محاولا طمس الحقائق وتغييب الوعي الجماهيري والكذب والتزوير، لقد اتهم اتهم راديو بغداد رجال الإنتفاضة ووصفهم بالمخربين القادمين من إيران!!، طبعا هذا غير صحيح وأنفيه هنا للتأريخ جملة وتفصيلا، ففي الناصرية لم أشاهد إيرانيا واحدا وكان من حرض على الإنتفاضة هم أبناء المدينة أنفسهم، كبارا وصغارا نساء ورجالا، وبينهم رجال تنقلوا بين الأهوار والناصرية وإيران، بحكم أن مناطق الأهوار كمانع طبيعي يصعب على مرتزقة النظام استباحته، رغم الحملات المتلاحقة بإحراق مساحات واسعة منه، وأعني غابات القصب وتدمير بيئته، أو بإرتكاب الجريمة البشعة بتنشيفه وتشريد سكانه الذين ينتمون إلى أصول سومرية، واستوطنوا الأهوار منذ آلاف من السنين، وجدير بالذكر أن الأهوار في أمست موئلا للأحزاب والشخصيات المناوئة للأنظمة التي حكمت العراق، لاسيما في منتصف القرن الماضي، كما شهدت انطلاق فعاليات معارضة للبعث الفاشي خلال سني حكمه القره قوشي، وللأهوار ايضا مدلولات الكفاح المسلح والمعارضة في التأريخ السياسي العراقي، وكان هؤلاء الإخوة القادمون من الأهوار قليلي العدد، وصلوا قبل أيام وأسابيع إلى الناصرية واختفوا في بيوت سرية، ثم خرجوا منها إما قبل يوم أو يومين أو أكثر، ويشهد الناس في الناصرية أنهم قاموا بعمليات سبقت الإنتفاضة، وأعني الهجوم مع مجموعات إسناد على عدد من مخافر الشرطة، وأوكار الحزب ومباني الأمن والإستخبارات، ومن بينهم حيدر كامل برهان، وحسن شناوة يعقوب الذي كان يلزم بيته نهارا، ويخرج ليلا في مهمات، وأبو جلال الناصري وحيدر آخر لم أتمكن من معرفة إسم أبيه وأبو ثائر، إضافة إلى رجال آخرين بأسماء حركية، سأوثق أسماءهم بالتمام بعد عودتي إلى الناصرية إنشاء الله.
أما حيدر كامل برهان فقد قاد عمليات استشهادية قبل اندلاع الإنتفاضة، كما سنرى في فصول لاحقة في شهادة أبو حبيب، وكان حيدر (أبو أمين) معنا في مخيم رفحاء، ومطلوبا من قبل السلطات السعودية لتسليمه إلى نظام الطاغية!!، ضمن قوائم بنشطاء الإنتفاضة وصلت إلى المخابرات السعودية عن طريق المخفر الحدودي، وتم تسليم الكثيرين بموجبها، وعاش حيدر متخفيا بين الخيام شهورا طويلة إلى أن غادر إلى إيران بإسم مستعار، ومن هناك ذهب في مهمات قتالية إلى بغداد نفذها كلها، قبل أن يستشهد في واحدة منها، أما حسن شناوه، فقد بقي في الناصرية وقاتل الحرس الجمهوري، ولاأحد يعرف مصيره لحد الآن، وغيرهم من أبناء الناصرية، ممن كان مصيرهم إلى المقابر الجماعية أو مرّوا بغرف التعذيب في المخابرات والأمن العامة.
لكن أسباب الإنتفاضة على الطغيان موجودة في نفس كل عراقي، متدينا كان أم غير ذلك، ولم تكن تحتاج يومذاك إلا فتيلا لإشعالها، فأشعلها أبناء العراق كافة، بغض النظر عن أديانهم ومذاهبهم وأعراقهم وقومياتهم.
***
كان كبار السن في مدينتنا يقولون، كلما شاهدونا مسلحين مجتمعين حول بيت السيد راضي (صار قبلة لأبناء الناصرية وغرفة حركات وإصدار الأوامر وقد أفردنا له فصلا خاصا)، بأن علينا سحق رأس الأفعى في العاصمة!!
هم كانوا يقصدون طبعا رأس النظام، حيث توالت الأيام وهو مايزال جالسا على كرسيه، وكانت حيرة حقيقية بنوع أنك يمكن أن تشعر بها في شوارع المدينة، وتقرأها وتلمسها في عيون الناس وتصرفاتهم، وبتوصيف آخر : كانت الحياة واقفة على قدم واحدة!، إذ لاشيء يحرك سكون مابعد اندلاع الإنتفاضة بأيام، كما لم يحصل أي تغيير جذري في بغداد، يعيد إلينا الثقة بأنفسنا.
ووقفت فئات وشرائح من مجتمع الناصرية منتظرة حول بيت السيد راضي، وقفوا وقفة من له هدف في العراق المحطم، ولاأسمى من ذلك الهدف : إسقاط الطاغية ونظامه ومتعلقاته وزمانه والظروف التي أنشأته، وتنقية أجواء العراق من دخان الحروب، وجعل الحياة تنطلق من عقالها كأحسن مايكون عليه الإنطلاق.
***
ذاق العراقيون في بعض المدن المنتفضة حلاوة النصر على الطاغية، لمدد تراوحتْ بين أسبوع واحد وأسبوعين وأكثر أو أقل، نحن عشنا في الناصرية نحو 12 يوما، لاتشبه كل الأيام في حلاوتها وغبطتها، وكان ذلك قبل أن تستبيح قوات الطاغية، نصف المدينة الأول الواقع شرقي الفرات، لتعبر إلى الجهة الثانية بعد بضعة أيام، فتتصدى لها مجاميع من أبناء الناصرية وسوق الشيوخ، إلا أنهم - للأسف- لم يستطيعوا الصمود طويلا، أمام قوات نظامية مدربة شرسة ومتوحشة وطائفية.
***
الإنتفاضة فورة عاطفية وجدانية عارمة كان ينقصها التنسيق والتنظيم، فَجَّرَها عموم الشعب العراقي، ووجدت لها ساعة صفر مناسبة خارج كل الحسابات السياسية، فكادت أن تقتلع الطاغية ونظامه، وهي من جهة أخرى استفتاء صحيح مئة بالمئة على استفتاء مزيف مئة بالمئة، وأعني مهزلة الإستفتاءات السنوية، أو بين سنة وأخرى لإنتخاب صدام رئيسا أبديا، بإختصار : استفتاء الأمة العراقية وتصويتها على مشروع الحرية والخلاص، ووقع الملايين بدمائهم في أول فرصة سنحت لهم، أي بعدما استرخت قبضة النظام المضروب توا في صميم مؤسساته القمعية، وبنيته الفاشية التي كبلت الشعب العراقي وذبحته في الحروب وطمرته في المطامير.
ومما لاشك فيه فقد أعطت الإنتفاضة للعراقيين فسحة من الوقت لتامل النفس، والبدء بحياة حرة كريمة جديدة، أو على الأقل هكذا خيل إلينا في تلك الأيام قبل أن يستبد بنا اليأس، وبدا كما لو أن كل أحلام شعبنا ستتحقق بنهاية النظام الدموي القمعي.
كذلك أرى أن الإنتفاضة فاصلة بين زمنين : زمن عشناه وعرفناه وحسبناه بالأيام والشهور والسنين، وقلنا انتهى كل شيء وها نحن نعيش ذروة النصر، وزمن آخر لم نكن نتوقع فيه، أن تطيل الولايات المتحدة وأوروبا في عمر صدام ونظامه، لأكثر من اثني عشر عاما جديدة، ومارافق ذلك من مسرحية الحصار الجائر ضد شعبنا والمقابر جماعية والتنكيل وحملات الإبادة والتشريد والتهجير.
وأثبتت الإنتفاضة بمالايدع مجالا للشك، أن الشعب العراقي روح حية غير مستخذية ولامستسلمة لقدرها السياسي، كما كان يحلو لكثير من العربان أن يصفوه، بعدما قام النظام بالتفريط بالهوية الوطنية العراقية، وبالمواطن العراقي، وأن هاجس الحرية والخلاص من الطغيان تسري أبدا في دماء الشعب، ورأيت سلامة الفطرة وتآخي الناس ووحدتهم ووجدانهم العاطفي المتساوق مع الوطني والتحرري، منذ اليوم الأول لإندلاع الإنتفاضة، ونسي الناس كل شيء متوجهين نحو هدف واحد وهو اسقاط النظام.
ولاشك أن الإنتفاضة أسست في بنية الشعب العراقي النفسية، دلالات المجد والنصر على الطغيان والخلاص من العبودية، وهي حدث مزلزل وانعطاف مهم في تأريخنا الحديث، يمكن وضعه إلى جانب ثورة العشرين المجيدة علامتين مضيئتين في تأريخنا، من هنا تصبح الإنتفاضة نقطة تحول بحيث لايمكن في مستقبلنا، تحت أي ذريعة أو سبب أو ظرف، أن يقوم ظلام بعد اليوم كالظلام البعثي الطويل، والإنتفاضة مفيدة لتعزيز التجربة الوطنية واستحقاقات بنائها على أسس جديدة، أي أنها نقطة انطلاق وتحرر وعتق.
والإنتفاضة إبنة شرعية لكل انتفاضات الثكنات والوثبات وخان النص والدجيل والسجون
وصفر عام 1977 وغيرها، لكن الفرق بينها وبين تلك الإنتفاضات المجيدة، أنها شملت عموم الشعب العراقي والأرض العراقية تقريبا، في مواجهة مع النظام القمعي.

***
بعد وصولي إلى مخيم رفحاء بالمملكة العربية السعودية (يونيو/حزيران 1991)، بأيام قليلة، بدأت بتدوين فصولا من شهادات المنتفضين، من أبناء الناصرية أنفسهم، أجالسهم في خيامهم وحسينياتهم ساعات طويلة، من أفواههم أسجل مشاهداتهم وفعالياتهم وماسمعوا عنه وماعاشوه، ممحصا متسائلا، خشية أن ترد معلومة غير صحيحة، مدققا التواريخ إن وجدتْ، مصححا في هذه الشهادة أو تلك، لاسيما بعد أن يتذكر الرجال جملة ضرورية أو كلمة نسوها أخلَّتْ بالشهادة فتُصحح.
من طرفي كنت أشعر بنشوة مضاعفة وسعادة لاتوصف، وأنا أجلس إلى هؤلاء الإخوة الأعزاء، مدونا تحت ضوء فانوس شحيح في صحراء معزولة، متمتعا بصدق الرجال وتضحياتهم بأنفسهم من أجل الوطن، كتابة حقيقة من أعظم الحقائق التي شهدها تأريخ العراق الحديث، وكانوا بسطاء بساطة النهرين العظمين.
***
طوال الإثني عشر يوما من عمر الإنتفاضة المباركة في الناصرية، كنت أعيش السعادة القصوى والفرح كله، وتلاشت كل آلامي ورأيت نفسي إنسانا جديدا، وأنا أقوم مع منتفضين آخرين بنقل الأسلحة من بيت السيد راضي إلى مبنى المحافظة، أو زيارة السيد أبو رسول أحد القواد الميدانيين، بصحبة الصديقين عدنان فالح وسعد الموسوي، طارحا عليه فكرة تشكيل جيش يتصدى لقوات الحرس والأمن الخاص، وكانا يزحفان باتجاه مدينتنا بلاهوادة، بعد أن قمعا كل المدن المنتفضة في الطريق من الصويرة فالكوت فأقضية ونواحي الناصرية، أو مناقشا السيد بفكرة إطلاق إذاعة كان المنتفضون غنموها من مديرية المخابرات، أو مقدما المشورة له بضرورة الحديث مع فريق تلفزيوني امريكي (كان يتهيأ للقاء به قادما من قاعدة الإمام علي المحتلة)، عن أن الإنتفاضة ليست شيعية محضة، بل قام بها العراقيون كافة : بأعراقهم وإثنياتهم ومذاهبهم وقومياتهم، أو متحدثا بحماس مع الأصدقاء والناس والجيران عن الإنتفاضة، وضرورة ديمومتها والمشاركة فيها، أو باحثا عن حلول تخلص مدينة الناصرية من الخطر، سواء وقوات الطاغية تطرق سياجها الشرقي أو خلال استباحتها المروعة فيما بعد.
ببركات الإنتفاضة أصبحت المدينة مخلصة لنفسها أكثر، وعادت إلى طبيعتها السوية عراقية حميمة، أما الناس فقد نسوا خلافاتهم ومشاكلهم إن وجدت، وبزوال يد الطغيان الأثيمة عن الناصرية الحبيبة، لمست لمس اليد الوحدة الوطنية والتآلف ومعاني التضحية وقيم الرجولة، والروح العراقية الحقة سرت في الشارع بعدما حاول الطاغية مسخها فينا لكن دون جدوى.
***
ومن بين أهم أسباب فشل الإنتفاضة :
1- الهوية الشيعية للإنتفاضة :
لعل هذه من أبرز الأسباب التي وجهت ضربة قاضية إلى الإنتفاضة، عبر حرمانها من أي دعم عربي ودولي بسبب هويتها الشيعية المذهبية، على الأقل في مناطق الفرات الأوسط والجنوب ذي الأغلبية الشيعية، ولاشك أن الشعارات الشيعية وإبراز رموزها صورا وإشارات وتصرفات ومعاني، بدت أحيانا متطرفة ولاتنتمي إلى المذهب، بل وحتى خارجة عن معروف الشيعة ومنهجهم، إذا ماحللنا تطرفها واستقرينا أنساقها الغريبة عن طبائع المجتمع العراقي، تلك الشعارات استطاعت بعزل الأفكار عزل فئات مختلفة من الناس، وتهميش ذوي النزعات المغايرة، وبدا الجو خانقا بعدما انعقد لواء الإنتفاضة للمتدينين، دون غيرهم منذ الأيام الأولى تقريبا، وكان لزاما على الكثيرين أن ينسحبوا من الحلبة بعد أيام، بينما بقي الكثيرون غيرهم أيضا، بإختصاركان علينا تلقي خطاب المتدينيين كما هو، مستسلمين لأقدار عراقية محضة، أيا كانت لايهم كثيرا، مادامت الإنتفاضة نجحت في جملة مهمة من أهدافها.
وكانت الفئات المذكورة ممن لايجدون مواثيق من ربوبيين وبسطاء بلاعقيدة، وممن لم يجددوا حبل الوصل أو على الأقل إدامته مع المذهب الشيعي، رغم انتمائهم إليه أبا عن جد!، وآلاف من الجنود ممن تمردوا على أوامر ضباطهم فتركوا وحداتهم نهائيا، وكانوا قبل ذلك يعجبون كيف يعودون كل مرة إلى الناصرية سالمين!!، دون أن يفقدوا حياتهم أو أعضاءهم الآدمية في معامع الحروب العبثية، وعشرات من السكيرين لايدرون (طشَّت لو رشَّت!!) ، وأبناء عشائر استوطنوا الناصرية في السنوات الأخيرة، في هجرات متواصلة، بإنقطاعهم عن بيئتهم الأصلية انقطعوا وانفصلوا عن الكثير من الإلتزامات العشائرية والدينية والمذهبية، منغمرين في الملذات ماوسعهم ذلك، بعد فقدانم لآبائهم في الحروب، وحصولهم على امتيازات السيارة والأموال وغيرها، وآلاف من المثاليين والطهرانيين والمترددين والمندفعين أكثر مماينبغي، وطيبين حسني النيات، ومتشددين لحياة متحررة منطلقة على سجيتها، وفنانين وكتاب وأصدقاء لهم يهتدون بهديهم، وفئات واسعة غيرها من مجتمع الناصرية الجديد، نتاج القمع والحروب والطغيان والتمرد على الطغيان، وجل هؤلاء تمخضت عنهم حركة الحياة في المدينة ودورات الزمان المتكررة، فأنتجوا أحزابا وفلسفوا الحياة على هدي من ماركس أو جيفارا أو الحداثة أو أفكار التمرد والإنعزالية وغيرهم، أو أن الإحباط السياسي الذي شمل المجتمع نتيجة للطغيان، قد أهلهم إلى مرحلة قد تكون متقدمة من اليأس، من كل شيء في الحياة، بعد الخراب الذي عم الروح والوطن والزمن والناس وغير ذلك كثير كثير!

2- عدم وجود خطاب وطني معارض موحد :
انعدم أي نوع من الخطاب المعارض الموحد خلال الإنتفاضة ، فالأحزاب المعارضة في الخارج، ورغم ماإتفق عليه في مؤتمري بيروت ودمشق، بقيت تتنازع فيمابينها وتتناحر محاولة، كل فصيل بما أوتي من قوة، أن يحسب نفسه وكأنه هو لاغيره من فجر الإنتفاضة، لاستثمار مكاسبها وقطف ثمارها لصالح برنامجه وإيديولوجيته، لكن هذه الأحزاب وقفت موقف المتفرج خارج العراق، فلم تنزل إلى الداخل وتعضد الإنتفاضة بخطابها وتوجه طلائع المنتفضين إلى برنامجها، وبدا الأمر كأن لاعلاقة لمعارضة الخارج بمايجري في مدن العراق وشوارعه.
3- انعدام التخطيط وضعف القيادة الميدانية:
فرضت عفوية الناس واندفاعهم بوجدانيتهم العراقية المعروفة، انعدام التخطيط وممارسته على الواقع العراقي بمفردات التغيير الجديدة، أضف إلى ذلك ضعف القيادة الميدانية وعدم سيطرتها على الشارع، كما لم يكن هناك أي نوع من التنسيق بينها وبين القيادات في المدن الأخرى.
4- توقف الإنتفاضة في الشمال وعدم دخول قوات بدر إلى العراق:
توقف الأكراد بعد تحرير المنطقة الكردية، عن مواصلة الزحف عند حدود الموصل وصلاح الدين وبغداد، وأشيع في وقتها بأن الطاغية هددهم بجريمة كيمياوية على غرار جريمة حلبجة، هذا من الشمال أما من الجنوب فلم تصل قوات بدر، وكنا في الناصرية نحسب لكلا القزتين من شمال الوطن وجنوبه ألف حساب، للإلتحام بالجماهير المنتفضة والزحف إلى بغداد، في صيغة أقرب ماتكون إلى حلم يتحقق!
وأحسب أن ذلك الإلتحام لو وقع فعلا، بروح الوحدة الوطنية الماضي إلى تحقيق هدف الخلاص الناجز من النظام، إضافة إلى ارتباك وخلخلة مفاصل النظام نفسه وبنيته القمعية، زائدا الإعلام الدولي الذي كان موجها ضده، لو تلاحمت كل هذه العوامل لكُتب للإنتفاضة النجاح، ولوفرنا على شعبنا إثني عشر عاما من الحرية والديمقراطية والبناء والتقدم والرفاهية.
5- تفوق قوات النظام على المنتفضين من حيث العدد والتسليح:
على بوابات المدن المنتفضة، وخلال المواجهة بين رجال الإنتفاضة وقوات الطاغية، تفوقت الأخيرة من حيث العدد وقوة النيران وسهولة الإتصالات، ومرونة الحركة بالآليات والدبابات والطائرات ذات الأجنحة الثابتة.
6-الموقف الأمريكي:
أ- حسب اتفاقية خيمة سفوان المذلة لصدام، سمحت قوات الحلفاء للنظام بالكثير من التسهيلات، ومن بينها بتحليق الطائرات الهليكوبتر، ماأعطى للطاغية قوة إضافية هائلة للإنقضاض على الإنتفاضة وسحقها، ومن جهة ثانية فإذا صحَّ أن قصف طائرات التحالف دمر معظم البنية التحتية، فإنها أبقت للطاغية من الأجهزة القمعية وفرق الحرس الجمهوري ومخازن عتادها، مايكفي ويزيد لسحق الإنتفاضة!
ب- الخلافات في داخل الإدارة الأميركية نفسها، حيال القضية العراقية، فبعد طرد الجيش العراقي وتحرير الكويت واتفاقات خيمة سفوان، وتأمين مصالح الولايات المتحدة وحليفاتها الأوروبيات، بدا أنه ليس من تلك الدول الإطاحة بصدام، فأخرت ذلك على حساب الشعب العراقي لمدة اثني عشر عام!
7- تأثير الحصار الإقتصادي:
- معلوم أن الإنتفاضة اندلعت والشعب العراقي يعيش أسوأ كارثة اقتصادية، متمثلة بالحصار الاقتصادي الظالم ضد الشعب وليس ضد النظام، وفي رأيي فقد ساهم الحصار إلى حد بعيد، إضافة إلى الأسباب آنفة الذكر، في اندلاع الإنتفاضة، لكن مماثبط في العزائم كان كارثة الجوع السائدة أيامذاك، وكان الكثيرون يحتارون بين توفير لقمة العيش اليومية وهي شحيحة، والتفرغ لبرامج الإنتفاضة ومواجهة قوات الطاغية، وقد تمكن الجوع من تشتيت مجاميع كثيرة من رجال الإنتفاضة.
8- عدم قدرة الإنتفاضة على الوصول إلى العاصمة.
لم تستطع الإنتفاضة وأعني بها في عموم العراق وليس في الناصرية حسب، مد طوفانها الجماهيري إلى العاصمة، بغرض الإلتحام بفئات وتيارات معارضة ومناطق شيعية مسحوقة على أقل تقدير، نالت مانالت من ظلم وعسف الطاغية، لذلك بقيت الإنتفاضة تراوح في مدنها الصغيرة والكبيرة بلا أهداف واضحة أو خطاب موحد يطور برامجها الميدانية.
9-عناصر مندسة:
ميدانيا شاهدنا في الناصرية، مايمكن كذلك تعميمه على مناطق أخرى منتفضة، لاسيما في المناطق الشيعية، شاهدنا شخصيات تدّعي الديانة وقراءة الأدعية بلحى ومسابح وعلامات خضراء مشدودة على الرؤوس!!، وفي ذلك الخضم الهائل لم يكن من السهل تمييز تلك الشخصيات عن المنتفضين الحقيقيين، وكان ان قام الكثير من هؤلاء بتليم قوائم إلى الحرس بعد استباحة الناصرية، وصاروا مشخصين وأدلاء على وجوه المنتفضين وأماكن سكناهم وتواجدهم.
10- دور الإعلام العربي والعالمي :
كان للإعلام العربي دور غير مشرف بل وخبيث، عبر وصفه للإنتفاضة بالعصيان الكردي في الشمال والتمرد الشيعي في الجنوب، وذلك للتقليل من شأنها الشعبي وقرارها الوطني المحض بالتخلص من الطاغية، ماأعطى الأخير ورقة رابحة بيده ضد شعبنا ليسحقه، مصورا للعرب والعالم بأن الإنتفاضة حدثت بدعم خارجي!!، لايريد للعراق الإستقرار، وبهوية شيعية في الجنوب ستجعل المنطقة بمافيها آبار النفط، قلقة وعلى كف عفريت.
اما الإعلام العالمي الذي كان متوجها لإسقاط الطاغية، فقد صُدم حقيقة بالصور والشعارات الشيعية العراقية والإيرانية، التي رفعتها مجاميع متشددة من المنتفضين، وربما كان ذلك سببا مباشرا لخشية الولايات المتحدة الأميركية والغرب عموما، من تكرار تجربة الجمهورية الإسلامية في العراق.
11-انعدام الدعم اللوجستي إقليميا وعربيا ودوليا :
لم تحصل الإنتفاضة على الدعم اللوجستي الإقليمي والعربي والدولي، المناسب لإستمرارها وديمومتها حتى الإطاحة بالطاغية ونظامه:
- فإيران ورغم أن المنصوص عليه في دستور الثورة الإسلامية، من دعم ومساندة الشعوب المقهورة والمبتلية بطغاتها، ورغم ماأبدته إعلاميا من ارتياحها بإسقاط الطاغية (هذا هو المعلن في باديء الأمر، لكنها للأسف وقفت إلى جانب النظام فيما بعد ضد أي جهد لإسقاطه!)، على أية حال لم تقدم إيران دعما لوجستيا للإنتفاضة، بل ولم تسمح لقوات بدر بالنزول إلى أرض الوطن والمشاركة الفاعلة في القضاء المبرم على الطاغية، وإذا كان وصل عدد قليل من مقاتلي قوات بدر، فإن هؤلاء تسللوا بطرق مختلفة إلى المناطق الشمالية والجنوبية، وقامت إيران بتجريدهم وغيرهم من المتطوعين من الأسلحة.
وكان للسعودية دور كبير في إفشال الإنتفاضة يسجله عليها الشعب العراقي جيدا، وهذا الدور ستراتيجي طائفي سياسي اقتصادي، له صلة بيدها الممتدة إلى صدام بالأموال وشراء صفقات الأسلحة خلال الحرب العراقية الإيرانية، وطبعا إسهامها في إدامة أمد الحرب الملعونة، وسكوتها بل ومساهمتها بذبح الشباب العراقي في محارق الحروب.
***
الإنتفاضة درس وطني وتاريخي مشرف لنا نحن العراقيين ولأجيالنا القادمة، من هنا أنادي مجلس الحكم الموقر والحكومة العراقية الموقرة القادمة، بأن يكون للإنتفاضة مركز دراسات تضم وثائقها، وصورا لشخصيات قادتها، وتجمعاتها وعشائرها ومقاتليها ممن تصدوا لقوات الحرس والأمن الخاص، كل في مدينته ومنطقته، وأسماء الشهداء والمجروحين والمعوقين خلال الإنتفاضة، ومن استشهد في المقابر الجماعية والتعذيب، وأسماء الرجال ممن قاموا على خدمة مدنهم والدفاع عنها وتنظيم حياتها الإدارية، واخيرا أنادي واطالب بإنشاء متحف وطني للإنتفاضة لتوقيرها، كما تفعل كل الأمم الحية احتراما لتأريخها.
لاأزعم أني كتبت كل الحوادث والفعاليات التي جرت خلال الإنتفاضة، وهي كثيرة وربما لم ألم بها بسبب خروجي من العراق مباشرة بعد فشلها، لكني كتبت صفحات ممارأيته وعشته وشاركت فيه مشاركة متواضعة، آملا إكمال بقية الصفحات ، بعد عودتي القريبة إلى الوطن الحبيب انشاء الله.
والله من وراء القصد.
طارق حربي
2.3.2004
اوسلو / النرويج

48
كلمات
-364-
طارق حربي
أوقفوا حملات ملاحقة المشاركين في التظاهرات المطلبية في العراق والناصرية!

شارك الآلاف من الشباب العراقي ببغداد وسائر المدن العراقية مؤخرا، في تظاهرات مطلبية تلقتها الأجهزة الأمنية بالرصاص الحي فسقط العشرات منهم بين شهيد وجريح، وعلى مدى 20 يوما شهدت محافظة ذي قار نحو 28 تظاهرة، طالبت بإقالة الحكومة المحلية ومكافحة الفساد والنهوض بالواقع الخدمي وغيرها، وكانت أكبر تظاهرة انطلقت في مدينة الناصرية يوم الجمعة الماضية، فيما أطلق عليها في عموم العراق بـ (جمعة الكرامة)، ونحن بانتظار المزيد من التظاهرات في يوم الجمعة القادمة (جمعة الاصرار)، وماتسفر عنه من تغييرات في المشهد السياسي حتى تحقيق أهداف الشعب العراقي.

وطافت شوارع الناصرية تظاهرة سلمية في الجمعة الماضية هي الثانية خلال أسبوع، وتلقاها إثنان من أعضاء مجلس ذي قار، فيما تعاملت معها الأجهزة الأمنية بمهنية، ولم تسجل فيها أية إصابة وهذه سابقة تسجل تحضر الشباب وتنظيم صفوفهم، إلى درجة حمل الأغصان والتعامل بحذر مع الأجهزة الأمنية كما في العواصم العربية، التي شهدت تظاهرات صاخبة أطاحت بطغاة ووزارات، لكن شكا عدد من المشاركين في تظاهرة الناصرية لوسائل الاعلام من مضايقات قام بها أشخاص مجهولون!، طالبوا عددا من الناشطين بعدم معاودة الخروج في التظاهرات القادمة، ووصل التهديد إلى درجة الفصل من الوظيفة!، وثمة من تم تهديده بعائلته!، ناهيك برمي التهمة الجاهزة ضد بعضهم بـ "البعثية" التسقيطية المعروفة في المجتمع العراقي ضد كل من يقف بوجه الحكومة، اتصالا بنفس الاتهام الذي وجهه رئيس الوزراء نوري المالكي قبل فترة للتظاهرات ومنظميها، بما سوف يعجل بإطاحته وحكومته خلال الفترة القادمة!

كما شكا عدد من المتظاهرين من أن الشرطة السرية بزي مدني وتابعون لعدد من الأحزاب المتنفذة، والحمايات الشخصية لرئيس وأعضاء مجلس ذي قار، رافقوا التظاهرة الأخيرة وقاموا بتصوير وجوه المتظاهرين وتسجيل هتافاتهم، المطالبة بتحسين الخدمات ومكافحة الفساد وبعضها كان موجها ضد مسؤولين محددين في الحكومة المحلية، لكن الحمايات والشرطة السرية لم يقوموا لحد اليوم برمي الأصباغ (البنتلايت)على ثياب متظاهري الناصرية، وربما سيفعلونها في التظاهرة اللاحقة من يدري !!؟، كما فعلت أجهزة الأمن الصدامية في ركضة طويريج السنوية بمناسبة الزيارة الأربعينية، وهو ماتفعله بالعادة، لتمييز الناشطين في الركضة ويتم لها فيما بعد وبسهولة تامة اصطيادهم وتسفيرهم إلى مديريات الأمن والمخابرات.

إن حرب الاشاعات التي تشنها جهات مجهولة لصالح الحكومة المحلية في الناصرية، وتصل إلى الفصل من الوظائف وحرمان العاطلين من المتظاهرين من استلام رواتب شبكة الرعاية الاجتماعية، ومن جهة ثانية قيام الأجهزة الأمنية بطلب معلومات عن المتظاهر وعائلته وارتباطاته وخلفيته!، وإطلاق تعليمات بـ "متابعة الموظفين الذين تغيبوا عن دوائرهم يوم الجمعة 25/2 بعد أن أعلنه محافظ ذي قار طالب الحسن يوما رسميا للدوام، ولكن لم يتم تفعيله لحد الآن". كل ذلك لن يجدي الحكومة المحلية نفعا، فقد انهار جدار الخوف ولاعودة إلى الوراء أبدا، فقد خرج شعب ذي قار يطلب الانتصار لحياته وتأمين مستقبل أجياله!

وإذ أثبتت التظاهرات سلميتها ومنحت التصريحات بانطلاقها، وحددت أماكن معينة في الناصرية لتجمع المشاركين فيها ووقتا معلوما، فلماذا منعت الأجهزة الأمنية المئات من المتظاهرين القادمين من أقضية ونواحي بعيدة للمشاركة فيها !؟
ولماذا تم التضييق على المتظاهرين إلى حد المطالبة بمعلومات شخصية وعائلية!
أوليس جديرا بالأجهزة الأمنية، تطبيق ذلك في تعاملها مع الارهابيين الذي يعرضون السلم الأهلي في ذي قار للخطر بين وقت وآخر!؟
إن الذين تظاهروا في الجمعتين الماضيتين في الناصرية، لم يأتوا من معسكرات تدريب إرهابية في إيران أو أفغانستان ليفخخوا سيارات في شارع الحبوبي أن ينسفوا بيوت المسؤولين، بل هم أبناء الناصرية أنفسهم الذين ثاروا على الفساد وتدهور الخدمات البلدية وتذبذب التيار الكهربائي وارتفاع معدلات البطالة وغيرها، وأسباب ذلك باتت معروفة للجميع وهي انعدام وجود برنامج وطني لدى الأحزاب الدينية للنهوض السياسي والاقتصادي والصحي والثقافي وغيرها، ثار أبناء الناصرية على واقع يكتنفه الغموض والفساد ويحيط به الجمود وبعد الأمل، بعدما أثبتت الحكومتان الاتحادية والمحلية فشلهما، وتوقفت عجلات الزراعة والصناعة، فيما تراجع النمو الاقتصادي والبشري وانفتحت مصاريع الناصرية والعراق على المجهول!

إن على الحكومة المحلية أن تتعلم من التظاهرات الماضية والقادمة وتستفيد منها لتحسين أدائها لاأن تقمعها، وتضع الخطط والبرامج الكفيلة مع الشباب وتتفهم مطاليبهم للنهوض بواقع المحافظة، وأن تكف عن إعادة سيناريوهات الأجهزة الصدامية، وتطبيقها على المواطنين في تظاهرات سلمية كفلها الدستور، وأن تأمر بإيقاف الحملات القمعية والبولسية في ملاحقة المشاركين في التظاهرات المطلبية القادمة، وأن يخرج المسؤولون إلى المواطنين لتقبل شكاواهم وتخفيف غضبهم عليها، إن على الحكومة تقديم خدماتها لشعب ذي قار وترعاه فهو من انتخبها ومن يطيح بها، ويستبدل بها حكومة تعمل على تنفيذ مطاليبه وإسعاده في حاضره ومستقبله .
8/3/2011
TARIKHARBI@GMAIL.COM
WWW.SUMMEREON.NET



49
كلمات
-363-
طارق حربي
كذبك الشعب العراقي في ساحة التحرير وحان وقت الرحيل!

"كذاب كذاب نوري المالكي، كذابة كذابة العراقية" هكذا ردد الآلاف من المتظاهرين العراقيين في ساحة التحرير اليوم، في ما أطلق عليه الشباب العراقي الثائر "جمعة الكرامة" العراقية المهدورة بالفساد والطائفية السياسية، ورغم اتخاذ الاجراءات القمعية الاستباقي : قطع الجسور وحظر التجوال، وحظور الأجهزة الأمنية بأعداد هائلة فاقت أعدادها في الجمعة الماضية، للحيلولة دون انطلاق التظاهرات المطلبية، إلا أن المتظاهرين وصلوا إلا ساحة التحرير سيرا على الأقدام وعلى الدراجات الهوائية، ليهتفوا بإصلاح النظام المتهالك، المبني على أسس طائفية وعرقية، وأثبتوا في الجمعة الثانية، أنهم لن يتراجعوا عن مطاليبهم وأن رئيس الوزراء نوري المالكي سقط هو وحكومته عمليا، على الأقل منذ الجمعة الماضية وهذا رأيي الشخصي في سياق الأحداث، هتفوا للمرة الثانية بكذبه وعدم صلاحه لقيادة العراق في الظروف الراهنة، وأضافوا إليه فضائية العراقية الرسمية هذه المرة، وهي البعيدة عن المهنية بعد تسلط غير الأكفاء من الأحزاب الدينية على إدارتها، لتمرير أجندات حزب الدعوة الحاكم وحكومة المالكي.

لو حدث أقل من هذا في دول أخرى ليس بالضرورة أن تكون أوروبية، بل حتى في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، لقدم رئيس الوزراء استقالته حقنا للدماء، فاسحا المجال لمن هو أكفأ وأنزه في إدارة البلاد، لقد كذب المتظاهرون العراقيون في ساحة التحرير وللمرة الثانية رئيس وزرائهم بنعته بالكذاب!، بما يعجل في رحيله عن السلطة، أسمعوه صوتهم في قلب بغداد ردا على نعته تظاهرة جمعة الغضب، بأن من يقف وراءها البعثيون والمندسون والتكفيريون، وليس المتظاهرون من كذب رئيس الوزراء حسب، بل الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية الدكتور علي الدباغ قبل أيام، حينما صرح لقناة البي بي سي العربية " ان التظاهرة كانت متحضرة جداً وسلمية" و" انها انطلقت بطريقة سلمية وعكست التحضر بشكل كبير جداً"

زمام المبادرة وضغط الشارع وهتافات الشباب العراقي وحسن التنظيم في التظاهرات المطلبية، لن تتوقف في كل جمعة، إلا بالتغيير الجذري وتصحيح المسارات والانتقال من الدولة الدينية إلى دولة المؤسسات الدستورية والديمقراطية.

اقترب موعد رحيل الحكومة الطائفية ورئيسها الذي وقف ضد إرادة شعبه فرد عليه الشعب من قلب بغداد  "كذاب كذاب نوري المالكي، كذابة كذابة العراقية"
4/3/2011
Tarikharbi@gmail.com
www.summereon.net


50
كلمات
-362-
طارق حربي
إجراءات قمعية استباقية ضد المتظاهرين في "جمعة الكرامة"

استبقت قيادة قوات بغداد وبأمر من رئيس الوزراء نوري المالكي، تظاهرات يوم غد 4 آذار، التي أطلق عليها الشباب العراقي في مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك وتويتر) "جمعة الكرامة"، استبقتها باتخاذ عدة اجراءات تعكس قلق الحكومة وخوفها، ففرضت حظرا للتجوال في بغداد من منتصف ليلة الخميس وحتى اشعار آخر .
وبأمر من الحكومة كذلك، فقد نقلت الأخبار امتناع اصحاب الفنادق في بغداد عن قبول النزلاء القادمين من خارج العاصمة، بمن فيهم القادمين من المحافظات للمشاركة في التظاهرة، وشوهد انتشار قوات أمنية من الجيش والشرطة في ساحة التحرير، فاقت أعدادها في تظاهرة الجمعة السابقة " يوم الغضب العراقي " بحسب مصدر اعلامي، وفيما أعلن قبل قليل خبر عاجل عن غلق جسري الجمهوري والسنك ببغداد.. وضعت أسلاك شائكة قسمت منطقة كرادة مريم الى قسمين، الغرض منها منع المشاركين في التظاهرة.
مزيدا من التخبط والوقوف بحزم ضد إرادة الشعب العراقي، وضمنيا إعطاء الأوامر بقمع تظاهرات الغد بكل الوسائل، فقد دعا المالكي اليوم إلى الحفاظ على العملية السياسية من "الاعداء المغرضين" ، وشدد على "المكاسب الأمنية". عثرة جديد للمالكي تعجل بسقوطه وربما يعاد سيناريو 2006 حينما أطيح برئيس الوزراء السابق إبراهيم الجعفري ليتسلم الحكم بعده وبضربة حظ نوري المالكي، فالمتظاهرون عراقيون يحبون بلدهم لاتحركهم اجندات خارجية، وهم من أوصلوه إلى سدة الحكم لاأعداء لهذا البلد العزيز ولامغرضين!، أو يعملون لزعزعة الأمن والنظام بل يدعون علنيا إلى مكافحة الفساد والطائفية، وأخطأ مرة ثانية حينما عزز الانقسامات في المجتمع العراقي، فكل من خرج في تظاهرة مطلبية دمغ بالبعثي والتكفيري وأصبح ضدنا!، ومن قبل بحكم الفساد والمحاصصة يكون معنا أي مع الحكومة وأحزابها الظلامية!

وشدد المالكي خلال بيان صدر عن مكتبه على هامش لقائه عددا من قادة الاجهزة الامنية على أن "صيانة العملية السياسية وحمايتها أمر ضروري لأن بديلها العودة إلى الطائفية والمليشيات وأعمال العنف"، لقد نقلت وسائل الاعلام العراقية والعربية الطريقة المتحضرة التي عبر فيها الشباب العراقي عن مطاليبهم في جمعة الغضب، لم يرفع شعار طائفي يخشى منه المالكي أو صورة لرمز ديني ، بل جاءت التظاهرة باسم العراق ورفعت أعلامه وتوحد المتظاهرون بتقديم طلبات محددة، ولاأفهم عن أي "طائفية ومليشيات وأعمال عنف" يتحدث المالكي، فالمرجعيات تخلت عن الشعب العراقي في محنته حتى ردد المتظاهرون في جمعة الغضب " ياويلي علينا إشلون حالتنا .... جا وين المراجع ليش عافتنا !؟"، أما التيار الصدري فقد تم تحييده بعد استدعاء قائده إلى العراق بأوامر إيرانية، وراح يكنس شوارع الناصرية وغيرها، ويوزع استمارات استفتاء ويدعو إلى مساعدة العرب ضد أنظمتهم، لامساعدة شعبه المظلوم بالتخلص من الفاسدين في الحكومة ليعيش العراقيون أحرارا ويبنون بلدهم!؟
وتوقفت طويلا أمام فقرة وردت في بيان المالكي "لإفشال جميع المخططات المعادية" ووجدت أنها عودة إلى بيانات وخطب بطل الحفرة القومي!، وقرأت بين السطور تخبطا حكوميا واضحا ورعبا بينا من تظاهرات مطلبية شبابية، فأغلقت دونها الجسور والشوارع والساحات تكرارا لما حدث في الجمعة الماضية، في نظام يدعي الديمقراطية كفل دستوره الذي كتبه هو نفسه حرية التعبير والتظاهر، ومثلما وصف المالكي تظاهرات الجمعة الماضية بالبعثية والتكفيرية، كذلك وصف متظاهري الغد بالأعداء والمغرضين، في محاولة يائسة منه للوقوف بوجه عشرات الآلاف من المطالبين بحقوقهم المشروعة في إقامة الدولة المدنية ومكافحة الفساد وتصحيح مسارات العملية السياسية، التي أثبتت الأحزاب الدينية فسادها وتخلفها وفقرها لبرنامج بناء دولة، فطالبت أجهزتها الأمنية باتخاذ (تدابير قمعية) ستحمل على ألف وجه، وسيقف برلمانيون من فصيلة كمال الساعدي في أنقاض المطعم التركي، ليعطي أوامر باطلاق الرصاص على المتظاهرين، ويسقط  منهم المئات بين شهيد وجريح سواء في بغداد أو غيرها من المحافظات.
غدا يهتف الشعب العراقي تحت نصب ملحمتهم الخالدة في ساحة التحرير هتافات عراقية واحدة ويسمعون مطاليبهم وأصواتهم للحكومة ورئيسها، وسيرى العالم أجمع عظمة ثورتهم وعدالة قضيتهم وفساد حكومتهم وقمعها لتظاهراتهم.
3/2/2011
tarikharbi@gmail.com
www.summereon.net


51
كلمات
-360-
طارق حربي
الحكومة تخاف من شعبها..وانتفاضة (25/شباط) علامة فارقة

هرعت حكومة المالكي إلى العشائر والمرجعيات وأعادت مقتدى الصدر من إيران، في خطوات متسارعة لضبط الشارع العراقي، وتخويفه من تظاهرة الشباب يوم غد الجمعة 25 شباط، وأصدرت المرجعيات فتاوى تراوحت بين التحذير وتحريم المشاركة في التظاهرة بوجه حكومة المحاصصة الطائفية والقومية، وتوجت الأخيرة خوفها بخطاب رئيسها قبل قليل، بدعوته العراقيين إلى اجهاض التظاهرة وقوله (تظاهروا في كل الأيام إلا يوم غد الجمعة 25 شباط فبراير!) الأمر الذي لم يفعله من قبل حاكم عربي إذ لم يطلب أحد منهم، افشال تظاهرة مطلبية لشباب ثائرين يطالبون بحقهم بالخبز والعمل والحرية، وخلال أيام سقطت كل الأقنعة وأوراق التوت عن حكومة التحاصص القومي والطائفي، ومن والاها من الأحزاب ومن دعمها من المرجعيات ومن نهب في حكمها من ثروات العراق.

لقد فسح الفساد المالي والإداري وتردي الأوضاع الأمنية والطائفية المجال واسعا، لولادة جيل من الشباب المحروم الغاضب، على طبقة سياسية خرجت من رحم إيديولوجيات إن لم تكن ميتة فهي تحتضر، تحت ضربات العولمة وتطور وسائل الاتصال وانفتاح السوق، وعلى خلفية التفاوت بين طبقة نهمة لاتشبع من ضرع العراق بميزانياته الانفجارية، وفئات واسعة مسحوقة من الشعب العراقي، التأم صراع حاد سيتكلل بالنصر المؤزر لقوى الشعب العراقي الديمقراطية الحية، ولما رأت الحكومة أن الحركة الشبابية وصلت إلى عقر دارها الذي فاحت رائحة فساده حتى أزكمت الأنوف، فقدت عقلها وهي ليس فيها عقلاء، وأخذت تعمل منذ أيام على تخويف الشباب من البعثيين والمندسين والمخربين!.

وفي إطار حرية التعبير عن الرأي وحق التظاهر الذي كفله الدستور، لم تقدم الحكومة لتظاهرة يوم غد، خدمات حق التظاهر السلمي وفق المادة (38 – ثالثا ) من الدستور، مثلما قدمت هي وأحزابها ولصوصها أفضل الخدمات خلال الزيارات المليونية للأضرحة المقدسة عدة مرات في كل عام، مايعني أن التظاهرة أخذت تطرق باب الحكومة بقوة وتخيفها وتزلزل اقدامها، وهي التي تعودت على تدجين العراقيين في مسيرات النواح والزحف المليوني، لكن تخلت عنهم حينما رفعوا رؤوسهم وطالبوا بحقوقهم، وسيروا تظاهرات مطلبية للنهوض بواقع الخدمات ومكافحة الفساد وتحسين مفردات البطاقة التموينية.

وإذا كان حديثو النعمة في الطبقة السياسية جاؤوا إلى السلطة في غفلة من الزمن وتبوأوا المناصب وتنعموا بخيرات العراق، حتى قيل إن نسبة ضئيلة من الشعب العراقي تتمتع بنسبة 75% من الثروات، فإن الشباب العراقي المحروم العاطل عن العمل الجائع والمشرد، بسبب إهمال الحكومية وضعف نظرها وطائفيتها وعدم وضعها الخطط الكفيلة بتشغيلهم وحسابهم كقوة منتجة في المجتمع، هؤلاء الشباب قرروا أن لاتنازل وسيمضون في كفاحهم من أجل نيل حقوقهم في العراق الجديد الذي أشبع وكسا وطمأن نسبة جد ضئيلة فيما أجاع وعرى وشرد الملايين.

ومما فضح ضحالة تفكير الحكومة وخوفها من شعبها، أن وصل الأمر بها إلى تخويف  شباب 25 شباط  بهيئة علماء المسلمين والبعث المقبور!، وهي تعرف أنهما أصبحا من الماضي جثتين متفسختين، ولاقدرة لهما على القيام بأي فعل ضد العملية السياسية ولاالمتظاهرين المطالبين بحقوقهم، لكن المتسلطين الجدد بان معدنهم الخسيس وتشبثوا بالماضي وآليات العهد البعثي في قمع الشعب العراقي، وقد منحوا لغبائهم الفرصة لإعادة صلات الجثتين ونفخ الحياة في امتداداتها بدول الجوار، لتدخل الحلبة من جديد طرفا ضد الشعب العراقي وتلحق به ضربات مميتة لاسمح الله، وبذلك يكون غباء الحكومة قد أضاف ورقة صراع حسبها العراقيون أصبحت من الماضي، كما أن الفتاوى ستحرق ورقة المرجعيات والشخصيات التي حرمت ونهت عن التظاهرة، وستفقد الحكومة ورقة ضغط المرجعيات في الأزمات التي ستعصف لاحقا بالساحة السياسية وبما يصب في مصلحة الشعب العراقي في مخاضات المستقبل.

إن اصطفاف قوى الظلام والفضائيات المأجورة ومواقع الانترنت التي تضخ إليها الحكومة والأحزاب بأموال السحت الحرام، سقطت عنها أوراق التوت وفهم الشعب الرسالة وساء مايفعلون، إن الذين يتظاهرون يوم غد ليسوا بعثيين كما يريد المالكي وعدد من اللاعبين الأقوياء في المشهد العراقي أن يوهمومنا لتفويت الفرصة وتأجيل التغيير، بل هم عموم الشعب العراقي من البصرة إلى زاخو، وكانوا قدموا أمثلة رائعة في الفترة الأخيرة في عدد من مدن العراق، وأرسلوا رسائل خلال تظاهرات مطلبية في ذي قار والأنبار وبغداد والديوانية والسماوة، فهل يعقل أن كل هؤلاء بعثيون ويريدون تدمير العملية السياسية والعودة إلى الوراء!؟

وإذا كان حديث المالكي وحكومته حول حصولهم على وثائق مهمة لجماعات مسلحة تريد التخريب وقتل المتظاهرين إلى آخره من الأكاذيب لتخويف شباب 25 فبراير، فأين كنتم من قبل ولماذا لم تكتشفوا وثائق ذبحت الشعب العراقي خلال عمليات ارهابية جبانة في شوارع العراق وساحاته العامة ومساجده منذ سنة 2003 حتى اليوم!؟، ثم لماذا لم يعلن المالكي نصائحه إلى الشعب العراقي من قبل، ويوجه بعدم الخروج في المواسم الدينية، خوفا من الارهاب وحقنا لدماء شعبه!؟ لكن يحرض المرجعيات على الشعب العراقي لأن شبابه وصلوا إلى عرشه وسيهزونه هزا ويسقطون الفاسدين وسراق المال العام!؟
النصر المؤزر للشعب العراقي على حكامه الفاسدين
النصر لشبابه وقواه الديمقراطية الحية وطليعته التي تنطلق يوم غد 25 شباط ، بما سيغير  في المعادلة السياسية لصالح الشعب العراقي
24/2/2011
tarikharbi@gmail.com   
www.summereon.net





52
كلمات
-358-
طارق حربي
مجلس ذي قار يدخل القفص الحجري!

قرر مجلس ذي قار اليوم إحاطة المبنى الذي يشغله، وهو مدرسة استولى عليها منذ فترة، وبلغة الشارع العراقي (حوسمها!) من تلاميذ الناصرية، بالحواجز الكونكريتية، تحسبا لأعمال عنف قد تشهدها المدينة، اتصالا بأعمال عنف سادت تظاهرات اندلعت في عدد من المدن العراقية خلال الأسابيع الماضية، مطالبة بتحسين مفردات البطاقة التموينية والنهوض بواقع الخدمات ومكافحة الفساد المالي والاداري، وكان من بينها مدينة النصر إحدى مدن محافظة ذي قار، حيث احتل متظاهرون غاضبون المجلس البلدي فيها يوم الخميس الماضي، وأحرقوا آثاثه قبل أن ينسحبوا احتجاجا على الأوضاع المزرية التي يعيشونها، وكان فساد مجلس ذي قار ولاأباليته بالمواطنين الذين انتخبوه، ضاعف من بؤسهم وخساراتهم .

الواحد والثلاثون عضوا في مجلس ذي قار، وكلهم قادمون من أحزاب تورا بورا المتحجرة، أغلقوا على أنفسهم بالحواجز الكونكريتية ودخلوا القفص الحجري، كأنهم عادوا إلى الرحم الذي خرجوا منه، لرفض الشارع الناصري لهم، بعد سنوات من حكمهم، وكان بهدي من أجندات أحزابهم وماتحتاجه جيوبهم من السحت الحرام، ولاأعدم بينهم من أثبت اخلاصا لشعبه ووطنه، لكن الصوت الواحد الصحيح يضيع ويخفت مهما كان مخلصا ونزيها!

لملموم جاء به حظ الناصرية العاثر بعد مخاض طويل توج بسقوط الدكتاتورية سنة 2003، فانشغلوا بمضاعفة رواتبهم وامتيازاتهم ومواسم حجهم وسفراتهم إلى خارج العراق وسواها، دون الشعب الذي إئتمنهم وصوت لهم في انتخابات مجالس المحافظات الماضية، قربوا أبناء عشائرهم ليساعدوهم في حكم الناصرية "تلك البلدة المشهورة بالحرية التي لاتقهر" كما كتب حنا بطاطو، في بادرة تشير إلى سيطرة أطرافها وأبناء البيئات البعيدة القاصرة عن فهم متطلباتها، واحتياجاتها ومشاريعها الضرورية والمستقبلية، لملموم نكث العهود في تلبية حاجات الشعب المحروم المعوز، لكن عززوا الفساد وبنوا القصور بالمليارات هم وأعوانهم وأبناء عشائرهم .

مجالس محافظات زائدة عن الحاجة أوجدها دستور عليل يعيد إلى الأذهان مالالزوم لهم : نواب الرئيس الثلاثة ومطالبته برابع!، حتى ردد المواطنون في مظاهرات شارع المتنبي قبل أيام "ياجلال ياحباب..شتسوي بأربع نواب!!؟"، وهي شرعنة للفساد وهدر للمال العام  كما يهدر شهريا في جيوب الرئاسات والبرلمانيين وامتيازاتهم وحماياتهم، وبدل أن يوفر اللملوم الخدمات لشعب ذي قار انشغل بتوافه الأمور، فلم نره في يوم من الأيام يتفق ويصوت بالاجماع على تنفيذ المشاريع الحيوية لتطوير المحافظة، لكن صوت على محاربة المواطنين بمأكلهم ومشربهم وانتهاك حرياتهم الشخصية، ولم يفكر بتطوير امكانات الناصرية السياحية والثقافية لما لها من مردود على خزينة ذي قار، لكن لم يتأخر يوما عن دعم وتمويل المناسبات الدينية ورعايتها، فيما ضرب الصفح عن لقاء المفكرين والكتاب والفنانين لكن أفسح المجلس للرواديد والشعراء الشعبيين والمتملقين فأغدقوا عليه بالكلام الفارغ والدروع وغيرها.
كانت الناصرية يحكمها متصرف يرتبط  ببغداد له معاون واحد، ثم محافظ له معاون ونائب ينوب عنه في غيابه، وكانت ذي قار شهدت مشاريع (القابلوات والنسيج وغيرهما) منتجة لافسادا مافيويا كما نعيشه اليوم، وأصبح لدينا اليوم محافظ غارق بالدين والعبادة، له خمسة نواب نائب لفندق الجنوب وثاني لشؤون التيار وثالث للعشائر ورابع للمواكب وخامس للقومسيونات وغيرها!، وعلى خلفية الصراع الشيعي الشيعي الدائر في أركان المجلس تعددت مراكز القوى والقرار، وكل الأحزاب تتغذى من الدين والطائفية وتتخذ من هبل الناصرية كاريزما العودة إلى الوراء ومحاكاة الأوهام، وبدل أن يستمع اللملوم لآراء المواطنين ويقدم لهم مايعينهم على حياتهم من مشاريع، ويطور قدراتهم واقتصادياتهم وينقذهم من الفقر والفاقة ويبني مؤسسات خدمية، أخذ يقدم فروض الطاعة والولاء لهبل ولولده وينصاع لهما في قضايا إدارة المحافظة، بما فيها المحسوبية والمنسوبية وفصل الموظفين وتعيين المقربين، فيما تقوم الشبكة الالكترونية الطائفية التي تلعب على الخلافات بين الدعوة والمجلس خاصة، بتمرير سياسات اعلامية مشبوهة منحازة تخادمت فيها مع نوايا اللملوم وأنشطته وقراراته، فأغدق عليها الأموال وأصبحت الناصرية ضيعة للحزب الظلامي وإملاءاته، وهكذا تصاعدت حدة الخلافات بين اللملوم وشعب ذي قار يوما بعد يوم، إلى أن وصلت إلى حد رفع الحواجز الكونكريتية وربما في المستقبل المسقفات خوفا من القصف بالمنجنيقات !!؟
كان آخر فشل اللملوم وتقصيره هو عدم تمكنه من اقرار خطة تطوير المحافظة لسنة 2011 ، رغم مصادقة البرلمان، وقيام كل محافظات العراق تقريبا باقرار خططها وموازنتها!؟

أخر اقرار الموازنة العامة حتى يتسنى له استيفاء مايشبع شهيته من المال العام، فأخذ يماطل منذ شهر آب وحتى كانون الأول من سنة 2010، وكانت الموازنة أقرت في ديوان المحافظة بتأريخ 11 من شهر كانون الأول الماضي، وقام بتسليمها إلى مجلس المحافظة في الـ 17 منه ، لغرض رفعها إلى وزارتي التخطيط والمالية!؟

الموازنة التي كان من المؤمل - لو تم اقرارها وتوزيعها- أنها ستجعل كل قضاء وناحية ومنطقة صغيرة، تنال حصتها من الخدمات والإعمار، لما تضمنته من إطلاق نحو 325 مشروعا، بينها 160 مشروعا جديدا للماء والخدمات البلدية والمواصلات وغيرها، مشاريع ربما تكفي اللملوم عناء رفع الحواجز الكونكريتية، بوجه شعب أعزل أكبر أخطائه أنه انتخبهم ووضع ثقتهم فيه!؟

لكن لماذا وصلوا إلى مرحلة رفع الحواجز وكان مقدرا لهم بما وضع تحت تصرفهم من مال ونفوذ وسلطة، العمل على تخفيف بعض من أعباء الحياة اليومية عن الشعب المقهور والمحروم في العهدين!؟

لماذا هم مذعورون ويخافون من شعب انتخبهم وأصبحوا ممثلين له وفي خدمته!؟
أليس هنالك خلل في العلاقة بينهما!؟

لملوم مذعور من شعب انتخبه، يرفع بوجهه حواجز كونكريتية ويغلق على نفسه داخل قفص حجري، ويقرر رئيسه منع الشركات الأمنية من الدخول إلى مبنى المجلس خوفا من وقوع المحظور!، والذي باعدهم عن شعبهم هو قصورهم في قضايا عديدة في مقدمتها الكهرباء ونقص مفردات البطاقة التموينية وضعف الخدمات وغيرها، فيما تشتت الرأي بين الكتل الممثلة لمصالحها الحزبية والشخصية داخل المجلس، لامصالح المواطنين وتنمية المحافظة واطلاق المشاريع الخدمية، لملموم شقاق ونفاق متعدد الرأي والأهواء والمطامح الشخصية، لذلك قرر شعب ذي قار محاسبته ولن يقف بوجهه كونكريت مسلح ولاحديد مطاوع ولامتاريس شوارع.. لو كنتم تعلمون!؟

22/2/2011
tarikharbi@gmail.com
www.summereon.net


53
كلمات
-358-
طارق حربي
تظاهرة الناصرية اليوم سلمية وحضارية وناجحة بكل المقاييس

أبدى خريجو المعاهد والكليات العاطلون عن العمل في الناصرية، تحضرا ومسؤولية خلال تظاهرة مطلبية نظمها شابات وشباب اليوم طافت شوارع الناصرية، وردد المتظاهرون خلالها هتافات طالبت بتعديل قانون التعيينات، وزيادة حصتها للمحافظة، وإيجاد فرص عمل متساوية، ومكافحة الفساد المالي والاداري المستشري في مفاصل دوائر المحافظة.

ومما يثلج الصدر أن كان للتظاهرة منظمون من بين الشباب، وهذا هو عضو لجنة الدفاع عن حقوق الخريجين علاء الخفاجي يقول " إن تظاهرتهم اليوم هي للمطالبة بحقوقهم ومن اجل إيصال الصوت للمسؤول في الحكومتين المحلية والمركزية" و " أن اعتصاماتهم وتظاهراتهم ستستمر في حال عدم الاستجابة لمطاليبهم " .
 
وبكل تحضر والشعور بالمسؤولية العالية طالب المتظاهرون الذين رفعوا الرايات البيضاء والأغصان، بإلغاء التسمية بخريجي الدراسات المسائية أو الأهلية أو النهارية، وضرورة النظر لمن فات على تخرجه عدة سنوات .

وتضمن البيان الذي أصدرته لجنة الدفاع عن حقوق الخريجين مطالب عدة، جاء في مقدمتها أن تشرك لجنتهم بلجان التعيين والتوظيف في ذي قار، وأن يتم تعديل قانون التقاعد، وبالأخص البند الخاص المتعلق بالسن، ورفض البيان الاستهانة بالعقول العلمية والثقافية العراقية عبر منحة الـ100 ألف دينار، التي من المؤمل إعطاؤها لشريحة الخريجين .

لم يتعرض المتظاهرون للممتلكات العامة، ولم يسجل خلال التظاهرة حرق مبنى في الناصرية، كما حدث قبل أيام في مدينة النصر (80 كم شمال الناصرية)، ولم يقم المتظاهرون برشق الشرطة بالحجارة والمباني الحكومية، كما حدث في أماكن متفرقة من العراق خلال تظاهرات الفترة الماضية، كما لم تقم شرطة مكافحة الشغب برش المتظاهرين بخراطيم المياه لتفريقهم، أو رميهم بالغازات المسيلة للدموع، ولم تطلق رصاصة واحدة في هذه التظاهرة الرائعة المشروعة، التي أثبت فيها شباب الناصرية قمة الوعي والمسؤولية الوطنية، حتى لايعطوا ذريعة للقوات الأمنية بضربهم وقتلهم وإصابتهم كما حدث في عدد من المدن العراقية، لكن أثبتوا أنهم ملتزمون بحقوقهم محافظين على بلدهم ومؤسسات الدولة وسمعة الشعب العراقي.

إن حرية التعبير عن الرأي والتظاهر حق مكفول في الدستور على الغامه وعلاته!، لكن المطاليب الشبابية إذا ما تم تنظيمها في تظاهرة مطلبية، لتنبيه الحكومتين إلى حقوق مواطنيها، سيجني ثمارها الشعب ويبين تقصير الحكومة وفسادها ولاأباليتها بشعبها، وواحد من أكثر الأدلة على عدم اهتمام الحكومة بمواطنيها، مايتداوله العراقيون في كل مكان : سواء في مجالسهم ومقاهيهم وبيوتهم، أو في العالم الافتراضي : الفيسبوك وتويتر، وفي الفضائيات والميديا عموما، أشهر بيت شعر عربي قديم (لقد أسمعت لو ناديت حيا..ولكن لاحياة لمن تنادي...!؟) ، وقاله الشاعر الفارس عمرو بن معد يكرب بن ربيعة الزبيدي، الذي عاش بين 525 ـ 642، ويدل على ما لاترجى منه نصيحة، وينطبق على حال حكومتنا في لامبالاتها وعدم مسؤوليتها الأخلاقية بحياة مواطنيها ومعيشهم وأمنهم ومستقبل أجيالهم!
تحياتي الحارة إلى شبابنا الرائعين : ضربتم مثلا سيحتذي به شباب العراق، وتظاهرتكم اليوم في الناصرية حضارية سلمية وناجحة بكل المقاييس
20/2/2011
tarikharbi@gmail.com
www.summereon.net






54
كلمات
-357-
طارق حربي
هربجي كرد وعرب رمز النضال!

حانت ساعة التغيير في العراق، بعدما تساوى عربه وأكراده وسائر مكوناته، لابالتوزيع العادل للثروات أو تشريع قوانين المواطنة وعدم انتهاك الحريات، بل بتسلط الحكام والفساد وتدهور الخدمات وتجويع العراقيين.

تظاهرات احتجاجية عمت العالم العربي اسقطت نظامين مستبدين، وهزت أربعة أو خمسة سيسقطون تباعا تحت ضربات شعوبهم المقهورة، وانعكس صدى الثورات على العراق من الشمال إلى الجنوب : في السليمانية والكوت والبصرة والأنبار وذي قار والديوانية وغيرها، تساوت أمام البؤس كل المكونات : الأكراد والعرب والسنة والشيعة والمسيحيون والمندائيون والأيزيديون ولافرق بينهم جميعا، ولم يعد أمام حكومة الفساد والمحاصصة الطائفية والقومية المالكية، أن تقول بأن أيدي البعث هي من حركت الجماهير، فالحزب المقبور ممثل في الحكومة برموزه المعروفة، وأصبح مدعاة للسخرية ادعاء حكومة قره قوش الكردية وصف ثوار الكرد يوم أمس، ممن هاجموا مقر الفرع الرابع للحزب الديمقراطي الكوردستاني في مدينة السليمانية، بأنهم مجموعة من المشاغبين أو السكارى خرجوا من إحدى النوادي الليلية وضربوا المقر بالحجارة!، تعبيرا عن حالة فردية، بل هي ثورة جماهيرية عمت العراق وكردستان ضد الطبقة السياسية الفاسدة!

لم يعد الحزب الديمقراطي الكردستاني مطالبا بحقوق الشعب الكردي، كما حدث حينما اندلعت الثورة الأيلولية الكبرى سنة 1961 بقيادة ملا مصطفى ضد حكومة عبد الكريم قاسم ، بل أصبح حزب مقاولات ولصوصية مستبدا وفاسدا مافياته ممثلة في حكومتي الاقليم وبغداد الفاسدتين، حزب مستبد ناوأته حركة معارضة قوية بقيادة قائمة التغيير (كوران)، التي ترى أن التغيير القادم لايشمل الأنظمة العربية حسب، بل ستهب رياحه على الشركاء في الوطن الواحد.

كما لم يعد حزب الدعوة الحاكم حزب الشهداء الذين سقطوا خلال حكم النظام المقبور، بل أصبح حزب الفاسدين والمتنفذين و(الماينطوها)  (هو احنا ننطيها حتى يكدر واحد ياخذها ويقصد الحكومة للشيعة!) بحسب تعبير الفاشل وخيمة الفاسدين نوري المالكي.

إن شعب الثورات والانتفاضات بعربه وأكراده، يعيد هذه الأيام الوهج إلى الشارع العراقي ويجدد شبابُه الخارج من رحم القهر والبؤس والبطالة، الأمل بالمستقبل وتصحيح المسيرة بعد التغيير، ولاشك أن روح الثورة العارمة القادمة هيجتها وسائل الاتصال الحديثة (فيس بوك /تويتر) وغيرها، وهي من أصعد حساسية الشباب في القرية الكونية، وبيَّن عورة الحكام الجدد، الذين كانوا سببا في فقرهم وعوزهم وبطالتهم وطلب هجرتهم الدائم للخلاص من العراق، إنها تباشير ثورة ستهز أركان الحكومة ولايفيد معها تبرع المالكي بنصف راتب أو ربعه، يتبعه بخمسة ملايين يعيدها إلى خزينة الدولة بغرض الالتفاف على انتفاضة الشباب في 25 فبراير (الجمعة القادمة) ، أو تخفيض رواتب الرئاسات الثلاث، أو الكذبة المفضوحة بوعد استقرار الكهرباء خلال (15) شهرا ..!!، في حين يقول صندوق النقد الدولي أن لاكهرباء مستقرة في العراق قبل سنة 2030 ، هذا إذا مابدىء بإعادة بناها التحتية الآن ويقصد سنة 2011!!؟؟، كما لاينفع حكومة الفساد والمحاصصة الطائفية، رمي الفتات للشعب المقهور، تعويضا عن مفردات الحصة التموينية المسروقة من أفواه الجياع، في وقت أن نسبة ضئيلة من الشعب العراقي يمثلها المسؤولون الجدد وحماياتهم وأقربائهم ومن لف لفهم، استحوذوا على مانسبته 75% من الثروات، وتركوا الشعب يتضور جوعا ويتشرد ويعرى في طول البلاد وعرضها، وهو أبو الثروات ولايقبل منة من حاكم حديث نعمة، ولا من وليّ سلطته واشنطن لمصالحها على مصالح أباة العراق!

إن الشباب العراقي الواعي الملتهب حماسا للانتفاضة يوم 25 فبراير ، لم يحركه حزب آيديولوجي أو شخصية سياسية أو منظمة مجتمع مدني، لاأمريكا ولاالاستعمار أو الصهيونية ولادول الجوار، بل مفردات الواقع العراقي التي تحاكي بظلمها وجورها وفسادها، مامهد للثورات العراقية والانتفاضات المتعاقبة، منذ تشكيل الدولة العراقية سنة 1921 حتى انتفاضة آذار الخالدة سنة 1991، ومامهد لثورتي تونس ومصر وتم اسقاط نظاميهما، يمهد لتصحيح المسيرة العراقية التي لم يحصد العراقيون من ديمقراطيتها سوى البؤس والحرمان، وإماتة القلب بتكرار المناسبات الدينية التي ترعاها الأحزاب الدينية والحكومة، وكلي أمل أن تشهد انتفاضة الشباب حسن التنظيم لاحرق ممتلكات الدولة ودوائرها، كما حدث قبل يومين في كل من ناحية النصر بمحافظة ذي قار أو الكوت.

إن العرب والأكراد وسائر المكونات العراقية المغلوبين على أمرهم بحكومتين فاسدتين، سيلتحمون في تظاهرات مطلبية عارمة تستمر، لتصحيح المسيرة :
لاللطائفية نعم للمواطنة التي يستاوى فيها جميع العراقيين
لاللفساد نعم لاجتثاث الفاسدين ومحاسبتهم
لاللبطالة وتعيين أقارب المسؤولين وإشاعة المحسوبية والمنسوبية بل اعلان الوظائف لجميع المواطنين بالتساوي
لا لاسناد الملف الأمني ليد الطائفيين وأحزاب الاسلام السياسي بل يجب تحرير الوزارات الأمنية من تدخلاتها حماية لأرواح المواطنين وأمن الوطن، يجب توزير مستقلين ومهنيين
لاللفقر نعم للتوزيع العادل للثروات
لا للخراب الاقتصادي نعم لوضع استراتيجيات اقتصادية تنهض بالصناعة والزراعة وتوفر الأمن الغذائي
لا لانتهاك حريات المواطنين المنصوص عليها في الدستور
يجب إعادة مسيرة العراق إلى جادة الصواب وتصحيح الأخطاء والقضاء على الفساد وتوفير الخدمات الضرورية للشعب العراقي بعربه واكراده وتركمانه ومشيعته وسنته ومسيحييه ومندائييه وأيزيدييه وشبكييه..

19/2/2011
tarikharbi@gmail.com
www.summereon.net


55
كلمات
-356-
طارق حربي
اجراءات ترقيعية للحكومة المالكية!

تحاول حكومة نوري المالكي منذ فترة، تهدئة الشارع العراقي بحزمة قرارات، بدأت باعلان رئيس الوزراء تخفيض راتبه إلى النصف!، ولاأفهم كيف يريد المالكي ايهامنا بمكافحة الفساد المالي والإداري المستشري في مفاصل الدولة العراقية بنصف راتب لاغير!!؟، ودغدغ قبل أيام مشاعر فقراء العراق ومعوزيه باطلاق مشروع تخفيض رواتب الرئاسات، الأمر الذي طرحته بعض الكتل من قبل على مجلس الوزراء ولم يجد أذنا صاغية، وبالمناسبة : هذه أعجب سرقة شرعنتها الرئاسات في تأريخ العراق!، وإذا كان كل شخص في الرئاسات يتقاضى ملايين الدولارات سنويا، بين رواتب وامتيازات ومنافع اجتماعية، فقد قررت الحكومة (عينك عينك!) رمي الفتات لمواطنيها، فمنحت 15 الف دينارا لكل مواطن، بدلا عن نقص مفردات البطاقة التموينية (بدل ضايع!)، وترقيع آخر : أعفي نحو مليون مواطن عن دفع فاتورة الكهرباء بأثر رجعي، وأعلن وزير الكهرباء وكالة حسين الشهرستاني عن امكانية تحسن الكهرباء في الصيف القادم، فيما أعلن القضاء العراقي المسيس أن  "من حق اعضاء مجلس النواب العراقي ان يطالبوا بمحاسبة وزير التجارة السابق عبد الفلاح السوداني باي قضية كانت ان توفرت الادلة الكافية لتقديمها الى المحكمة الخاصة المعنية بالامر". ليجعلوا من الوزير المتهم بقضايا فساد كبش فداء للحكومة الفاسدة أصلا،  كما أوعز المالكي يوم أمس الأول إلى وزرائه، استقبال التظاهرات والاستماع إلى مطاليب المتظاهرين وتنفيذها، التظاهرات التي اتفق على اطلاقها يوم 25 من الشهر الجاري، مجاميع الشباب العراقي المقهور، اكثر المحذوفين من صورة العراق الجديد هم والمرأة والطفل والمثقف والثقافة.

قلق حكومي مما يجري على ايقاع قوة الشارع العربي وتسارع سقوط الأنظمة العربية، ففي زمن قياسي أسقطت ثورتان في تونس ومصر، النظامين السياسيين فيهما، وكانت الغلبة للشارع في البلدين الذين قاد التغيير فيهما الشباب، طليعة أي حركة تحررية جماهيرية، الأمر الذي جعل الأنظمة العربية تعد أيامها الأخيرة وتقدم لشعوبها المغريات، من تقديم مؤن ومعونات عاجلة كما في سوريا واليمن والبحرين والكويت وليبيا، وكان نظام مبارك قدم في أواخر أيامه مثل تلك المغريات، التي تريد أن تلهي بمثلها حكومة المالكي شعب العراق، لكي تستمر في فسادها وسرقاتها!
لقد غيب وعي الشباب العراقي وزيف خلال الحقبة البعثية وعزل عما يجري في العالم، وأقصي عن معرفة العلوم والابتكارات والتعرف إلى مجمل التطورات، ومن أهمها استخدام وسائل الاتصال الانترنت والفيس بوك وتويتر والياهو وغيرها، ولما حدث التغيير بعد 2003 نشرت الأحزاب الدينية ونظام الحكم في العراق ثقافة الموت، زادها التدخل الاقليمي والانفلات الأمني تعقيدات كبيرة، فيما انهمك الشباب المستقل البعيد عن الأحزاب الدينية وتنظيماتها، بتدبير لقمة العيش مع تصاعد معدلات البطالة وازدياد حالات الفقر والجوع، ونتيجة للأوضاع المزرية التي يعانيها الشعب وشبابه، أخذت تطوف شوارع المدن العراقية منذ فترة تظاهرات مطلبية، تلقت الشرطة بعضا منها ووجهت بنادقها إلى صدور المتظاهرين، وسقط عدد منهم بين شهيد وجريج!

إن هذا وغيره جعل أجراس الخطر تدق لتأتي الاجراءات الترقيعية للحكومة المالكية متأخرة، لشعب طالما نادى بحقوقه المشروعة فأذلته الحكومة لابعدم اهتمامها بالكهرباء وغيرها من الخدمات الضروررية، بعد (8) سنوات من الاطاحة بنظام صدام، بل امتدت يدها إلى قوته اليومي عبر تقليص مفردات البطاقة التموينية، في حين قضى السياسيون والمسؤولون سنوات طويلة يناقشون رواتبهم وامتيازانهم ومواسم حجهم واستيلائهم على قطع أراضي في مناطق منتخبة في محافظاتهم!

لوحظ أن الاجراءات الترقيعية جاءت متسرعة وارتجالية للوقوف بوجه التظاهرات المطلبية، قرارات كان يمكن لحكومة فاشلة وناقصة بعدد من الوزراء أن تتخذها وغيرها منذ زمن بعيد، وقبل ذلك كان حريا بالحكومات الثلاث السابقة لو لم تكن طائفية وفاسدة، أن تمهد لها بقرارات تنظر بعين المسؤولية للمطاليب العادلة، إنها قرارات أزمة بحاجة إلى تشريعات قانونية يوافق عليها البرلمان العراقي.
لقد عملت الأحزاب الدينية الممثلة في الحكومات العراقية المتعاقبة، على تسيير تظاهرات يقودها العشائر والعجائز في المناسبات الدينية والزحف المليوني نحو الأضرحة المقدسة، وهذه التظاهرات والمسيرات تؤدي شعيرة دينية لامطلبية، وبالتالي لاتؤثر على الحكومة وقراراتها ولاتقضي على فسادها، فيما غاب الشباب والنساء والمثقفون عن تظاهرات تمثل قوة الشارع العراقي المقموع ومطاليبه العادلة في الحياة الكريمة.
إن رئيس الوزراء حين يبدي عدم خشيته على النظام السياسي في البلاد، لأنه (ديمقراطي تعددي انتخابي) ، كلام حق يراد به باطل وفيه الكثير من خلط الأوراق، فالعراقيون لم يعودوا يصبرون على حكومة ناقصة بلا وزراء أمنيين، ومايزال الارهابيون يشبعون العراقيين قتلا ذريعا، في الوقت الذي انشغلت فيه الحكومة بامتيازاتها وصفحت عن سماع شكاوى المواطنين ومطاليبهم، فيما أصبح رئيس الوزراء نفسه خيمة للفاسدين، وتداخل الدين والطائفية مع مفاصل الدولة، وتعددت مصادر القرار وشلت المحاصصة الطائفية والقومية كيان الدولة العراقية، فقصرت الحكومة عن أداء دورها الذي إئتمنها الشعب وخضب أصابعه بلون البنفسج وانتخبها لكن تنكرت لناخبيها، إن الظروف مواتية اليوم لأن تقوم ثورة بنفسجية مثل ثورة اللوتس المصرية والياسمين التونسية وتطيح بالحكومة الناقصة الفاسدة حتى لو جاءت من خلال صندوق الاقتراع وآلية الانتخابات، وأن يتم حل البرلمان وإقالة الحكومة والمرور بفترة انتفالية يتم فيها تعديل الدستور وتجري في ضوئه اصلاحات سياسية واقتصادية تخرج العراق من مآسيه ونفقه المظلم الطويل.
16/2/2011
 tarikharbi@gmail.com
www.summereon.net









56
كلمات
-355-
طارق حربي
لطميه فزاعية : الملايه الفتلاوي وشراء صفقة طائرات  من طراز (F16) !!

ذكرت في مقال سابق أن الكثير من السياسين والناطقين بأسماء الكتل وأحزابها الدينية الفاسدة، الذين مَنَّ بهم العهد الأمريكي الجديد على العراقيين، ليس كونهم يشغلون مناصب مهمة في السلطتين التشريعية والتنفيذية، لايستحقونها لأنهم جاؤوا عن طريق المحاصصة الطائفية والقومية، بل إنهم يصرحون بمالا يفهمون في حاجات العراق السياسية والاقتصادية والأمنية والاستراتيجية وغيرها، وجزء كبير من التصريحات عبارة عن تملق ومجاملات لرؤساء الكتل والأحزاب والشخصيات، أو تسويغ للفساد المالي والاداري بما تشاء وتقرره الكتلة أو الحزب الديني أو الزعيم السياسي، واستقطاعا من ثروات العراق على طريق هدر المال العام، ويندرج تصريح النائبة عن التحالف الوطني الطوطمي، والمستشارة في مكتب رئيس الوزراء حنان الفتلاوي، قولها يوم الاثنين 31 ك2 2011 " إن موافقة الحكومة العراقية على تخصيص 900 مليون دولار من الموازنة العامة لشراء طائرات «إف - 16» تعد خطوة ايجابية" !!
لم يعرف عن الملايه الفتلاوي تخرجها من كلية القوة الجوية العراقية برتبة طيار أجنحة متحركة أو ثابتة!؟، أو حصولها على شهادة عالية من معهد أجنبي متخصص بالطيران والدفاع الجوي، أو أنها خبيرة استراتيجية وتفهم في التوازن العسكري في الشرق الأوسط وغيره، لكن بدا واضحا أن الملايه أطلقت تصريحها بدون علم ودراية لحاجة الجيش وتسليح القوة الجوية العراقية، لمثل هذا النوع من الطائرات المقاتلة، التي يقول الخبراء أنها أصبحت خردة بعد قيام واشنطن بتزويد اسرائيل بطائرات «إف - 16» الاستراتيجية!، لكن التصريح جاء على طريقة (شيلني وأشيلك!) في عراق الرافدين الذي أصبح عراق مابين الخطين ثم عراق الشكو شماكو!؟، وكادت تضيع 900 مليون دولار بتصريح الفهيمة الملاية غير المسؤول، دفاعا عن ولي نعمتها المالكي وكانت تحلم بمثل هذا المنصب الهام في السياسة العراقية!
لاشك أن الملاية تعرف أن المبلغ المذكور عبارة عن رشوة دفعت، عن توقيع عقد سري بين حزب الدعوة وواشنطن لقاء دعم المالكي للبقاء في منصبه لولاية ثانية، ويبدو أن الخطوة : لاالإيجابية بل (المشؤومة) بملايينها المسروقة المخصصة ضمن موازنة العام الحالي، والتي سوغت الملايه قطعها من أفواه فقراء العراق بتصريح يتملق وليّ النعمة، لم تعد خطوة ايجابية!، فقد أبطل شراء الصفقة ماتسرب مؤخرا من أن قاسم سليماني (مسؤول فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني ومسؤول ملف العراق)، أمر حكومة المالكي الضعيفة الناقصة!، بعدم شراء الطائرات لماتسببه من أضرار - لو تم شراءها - بتوازنات الأمن القومي الإيراني الصديق!، ومن جهة ثانية هو قلق حكومة المالكي من التظاهرات العارمة، التي يعتزم الشباب العراقي القيام بها في يوم الغضب العراقي (25 من الشهر الجاري)!
وبين حافرها ونعلها حملت الأنباء اليوم أن  " الحكومة العراقية قررت أمس إحالة مبلغ 900 مليون دولار كان مخصصا في ميزانية العام الحالي لشراء طائرات «إف-16» الأميركية، إلى تخصيصات دعم البطاقة التموينية وشبكة الحماية الاجتماعية"، وهكذا يفتضح أمر الأحزاب الدينية التي تحكم العراق وتنهب أموال شعبه ويتاماه وأرامله بتصريحات غير مسؤولة، ونحن بانتظار مايقوله الشعب العراقي وقياداته الشابة في ساحة التحرير في التأريخ أعلاه، ومايتبعه من تظاهرات مطلبية، للضغط  وإزاحة الطبقة الفاسدة من الحكومة، وتقديمها إلى محاكم عادلة بتهم التصريحات غير المسؤولة التي تمهد للفساد وهدر المال العام.
15/2/2011
tarikharbi@gmail.com
www.summereon.net

57
كلمات
-354-
طارق حربي
هل صحيح أن التظاهرات المطلبية تربك المناطق (الشيعية)!؟

حذر النائب عن الائتلاف الوطني، وأحد زعماء حزب الدعوة  حيدر العبادي يوم أمس من " وجود خطة لإرباك المناطق الشيعية عن طريق القيام بتظاهرات، واستغلالها سياسيا"، ويبدو من هذا التحذير الاستباقي من تظاهرات عارمة دعا إليها الشباب العراقي يوم الجمعة القادم المصادف 25 من الشهر الجاري، تقض مضاجع الساسة الذين كبرت الشقة بينهم وبين الملايين العراقية المسحوقة، المطالبة بالعيش الكريم لاأكثر ولاأقل : القضاء على البطالة وتحسين الخدمات ومفردات البطاقة التموينية التي يعيش عليها جل الشعب العراقي، والكف عن الاعتداء على الحريات المدنية التي كفلها الدستور العراقي.
حيدر العبادي الذي وجه إليه اصبع الاتهام، بأنه كان يجول على حواسيب فرز وتعداد الأصوات في الانتخابات التشريعية الماضية لغرض اضافتها إلى قائمة دولة القانون!، يبدو في تصريحه المشبوه أعلاه أنه يريد أن يجول مرة ثانية على أصوات العراقيين ويصادرها، وبنفس طائفي قسم خلال تصريح غير مسؤول، وحدة العراقيين المتآخين إلى سني وشيعي ومسيحي وجنوب ووسط ومناطقية.
 
وكان رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي (زعيم حزب الدعوة الذي ينتمي إليه العبادي)، أعرب عن توقعه بانطلاق تظاهرات في الشارع العراقي كما في بعض الدول العربية، لكن اتهمها قبل أن تنطلق وبدون احساس بالمسؤولية بأنها تأتي بدفع من بعض الجهات!، ولم نعلم لحد اليوم عن القوة المعنوية لأية جهة إقليمية لها قدرة على تحريك تظاهرات مليونية، ولاأي حزب ديني أو علماني بحسب تقسيمات الشارع!، ولم يكن خليقا برئيس وزراء يفترض أن يكون مسؤلا عن شعبه بكل أطيافه، أن يؤلب الشارع العراقي أكثر مما هو عليه، وأن يسجل خوفه من التظاهرات المطلبية العراقية، لكن أحد اسباب خشيته والعبادي وغيرهما من زعماء الحزب الحاكم، أن التظاهرات التي دعي إليها يوم 25 من الشهر الجاري في ساحة التحرير، ستكون مغايرة ولاتشبه الزيارات المليونية للأضرحة المقدسة، فلن ترفع فيها شعارات طائفية ولن يكون فيها لطم وهريس بل سلمية مطالبة بالحقوق، وسيقودها شباب العراق روحه الوثابة للمطالبة بالعدالة والمساواة وإيجاد فرص عمل، والكف عن الاعتداء على الحرية التي دفع الشعب العراقي الدماء والدموع الغزيرة حتى انتزعها انتزاعا، وكذلك عدم التلاعب بقوت الشعب والضرب على أيدي الفاسدين وغيرها كثير، مما سرطن الواقع العراقي بعد حكم الاسلام السياسي وضياع حلم الدولة المدنية!

إن نظرية المؤامرة التي ورثها الحزب الحاكم عن البعث المقبور لن تجدي في ساحة المواجهة مع شعب مختلف الأعراق والديانات والمذاهب، فليس الأنبار شيعية وقد تظاهر مواطنوها قبل أيام ضد الفساد وتدهور الخدمات، معلنين عن تضامنهم مع أبناء الناصرية والديوانية والحمزة الغربي، الذين تصدت لهم الشرطة وقتلت منهم مواطنين اثنين وجرحت ستة، وليست بغداد كلها شيعية ولن ينفع التقسيم الطائفي على لسان زعماء الحزب الحاكم الذين فشلوا في إدارة العراق .
فمدينة الناصرية مثلا يعيش فيها الشيعي والسني والمندائي والمسيحي ومن لادين له، والكل يعاني من الفساد المالي والاداري وضعف الخدمات وارتفاع معدلات البطالة، وقد صرفت مليارات الدنانير على مشاريع وهمية، ثبتها المواطنون وعدد من وسائل الاعلام على لائحة فساد طويلة عريضة، لم يكلف العبادي نفسه يوما في فضائية أو حشد جماهيري ويطالب بفضحها ومعاقبة مرتكبيها!؟، على العبادي ومن لف لفه معاقبة السراق والحرامية ممن كان هو ورئيس حزبه خيمة لهم، وبدلا من هذا النفس الطائفي المقيت، عليه أن يطالب بفضح شرعنة الفساد في السلطتين التشريعية والتنفيذية، عبر إعادة النظر في رواتب المسؤولين الفلكية وامتيازاتهم ، عليه أن يكافح المحاصصة الحزبية والطائفية التي وافق عليه حزبه لاستلام السلطة وقيادة العراق في طريق الفشل الذريع، وهو ماراكم تذمر الشعب بكل أطيافه، حتى وصل إلى تنظيم تظاهرات يرجح أن تكون مليونية مطلبية سلمية متحضرة، لن تربك المناطق الشيعية بل ستهز العروش الخاوية للمفسدين والطائفيين.
10/2/2011
tarikharbi@gmail.com
http://summereon.net

58
كلمات
-353-
طارق حربي
"ثورة الجياع" قادمة في الناصرية وسائر أنحاء العراق!

قبل أن تندلع تظاهرة كبيرة في مدينة الناصرية، احتجاجا على تدهور الخدمات وانتشار الفساد والمحسوبية والمنسوبية في دوائر محافظة ذي قار، والطامة الكبرى بتردي مفردات الحصة التموينية، فقدان خمسة من مفرداتها، وليس كما يشاع بين المواطنين، من أنها بقيت عشرة أي حالها!، وقبل أن تندلع "ثورة الجياع" ، التي تلوح تباشيرها في أفق الناصرية وسائر أنحاء العراق هذه الأيام، هرع وفد من وزارة التجارة وزار مدينة الناصرية، الواقفة على شعر رأسها من شدة الاهمال، الذي وصل لا إلى عدم اكتراث الحكومة بمواطنيها، وعدم إيجاد فرص عمل للعاطلين فيها وغير ذلك كثير حسب، بل حتى فكرة توسيع (سايلو) الطحين، إذ لم تكلف الحكومة المحلية نفسها بإنشاء عدد من (السايلوات)، مثلما شيد بعض الفاسدين فيها (الدبل فاليومات!)، نظرا لأن (السايلو) القديم لايكفي أكثر من شهر واحد لثلث شعب ذي قار، الذي يربو على المليوني مواطن.
وهل هنالك أكثر مسخرة، من أن زيارة الوفد جاءت بتوجيه من رئيس الوزراء نوري المالكي!، بعد مطالبة مجلس ذي قار وكتلتها في مجلس النواب، بضرورة تعزيز مفردات الحصة التموينية، مطالبة (مجلسين!) وليس عملا مؤسساتيا ، تقوم به الوزارات المختصة بتوفير لقمة العيش الكريم للمواطنين، التي تأتي بالمقام الأول بعد توفير الأمن، بحسب العقد الاجتماعي والأخلاقي مع الحكومة المنتخبة!
أكثر من ذلك، لم تستطع الحكومة المحلية حتى توفير المواد الضرورية للاستهلاك اليومي : فعدا الطحين هنالك "السكر والرز والزيت وحليب الاطفال"، وهي مواد لاشك تهم حياة المواطنين كافة ومعيشهم، بعد سبع سنوات من التغيير، مايعني أن الحكومة الغارقة في الفساد حتى أذنيها، أهملت شعب ذي قار، ونكثت عهودها معه، ولم تؤمن له أمنه الغذائي وتسد حاجاته الأساسية، مايعني مرة ثانية وثالثة والفا، لاأبالية الأحزاب الدينية في إدارة المحافظة، بعد ابعادها ذوي الاختصاص وتقريبها أصحاب اللطم والهريس!

إن الوزارة التي تتعثر بين توفير السكر، وعذرها : نكوص نحو 75 شركة عن التجهيز، لكن السبب الحقيقي هو عدم اتفاق الكتل السياسية الممثلة في البرلمان، لوجود خلافات عميقة بينها، على تشريع مشروع الاستثمار، حتى يسهل دخول الشركات وتنافسها لتقديم الأفضل، وبين تعزيز مادة الطحين الأساسية، حيث يعد العراق من أكبر مستوردي القمح في العالم، وينفق جزءا كبيرا من الميزانية، على برنامج بطاقات التموين، الذي يمد 60 بالمئة من الشعب العراقي بالاغذية الاساسية، هذه الوزارة ونظرا لضعف أدائها لم تقدم بدائل عن ضعف وارداتها للقمح الأجنبي، بغرض خلطه بالعراقي وتقديمه للمواطنين، ماجعل سعر الدقيق يرتفع إلى ثلاثة أمثاله خلال الشهرين الأخيرين!
 أضف إلى ذلك كله عدم قدرة الوزارة على القضاء على بؤر الفساد في دوائر ذي قار، ذات العلاقة بوزارة التجارة، ومطالبتها مجلس ذي قار بذلك باعتباره أعلى سلطة تشريعية، كل ذلك يجعل مواطني ذي قار الذين اشتكوا من عدم استلام الدقيق منذ نهاية العام 2010، على شفا الانفجار بوجه الحكومة المحلية، في تظاهرات احتجاجية مطلبية مشروعة، قد نشهدها قريبا، وأرجو أن تكون سلمية بلاتكسير ولاتفجير، سلمية مطلبية يقودها الشباب المنظمون مثل أخوتهم في انتفاضة الشعبين التونسي والمصري، حتى لاتواجهها شرطة ذي قار بالنار والحديد، وهو مالم تفعله الشرطة في كلا الدولتين إلا لماما، لكن قامت به مع الأسف، شرطة الحمزة الغربي يوم الخميس الماضي، ووجهت رصاصها الحي إلى صدور المتظاهرين، المطالبين بتحسين الخدمات والقضاء على البطالة، ما أدى إلى مقتل مواطن وإصابة أربعة آخرين بجروح خطيرة.
مظاهرات عارمة ستعم الشارع العراقي لامحالة، ربما تنطلق شرارتها من الناصرية أو البصرة أو بغداد أو غيرها، اتصالا بتظاهرات شارع المتنبي والبصرة والرمادي خلال الأيام الثلاثة الماضية على التوالي، وهذه كلها لم تكن بدفع من "بعض الجهات"، كما أراد أن يوهمنا بها رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، صباح اليوم خلال مؤتمر صحفي عقده ببغداد، لامن دول الجوار ولامن الكيان الصهيوني ولا من الاستعمار والرجعية!، لكن من أرض العراق المحروم المبتلي بالطغاة الجدد، وهي حق مشروع لمواطنيه ومنصوص عليه في الدستور، ولاشك أن ايصال المواطن العراقي، إلى أن يطالب بحقه بتوفير لقمة الخبز، يؤشر عجز الحكومة عن تنفيذ مشاريعها التنموية وسياساتها الاقتصادية، وهاهي تقف مذهولة أمام تركة ثقيلة من العهد الدكتاتوري، الأمية والفقر والفساد وجيوش الأرامل والأيتام والمهجرين، زائدا تعثر السياسة الخارجية، بقيادة كردي ينفذ أجندات حزب البرزاني الديمقراطي الكردستاني في بيئة عربية!، فيما الحكومة لاتملك مشروعا وخطابا وطنيا يواجه هذا الكم الهائل والعاصف من الأزمات، بل خطاب ديني طائفي وقومي وكردي، كلما استيقظ المواطنون من تخديره، وجدوا أنفسهم أمام أوضاع معيشية صعبة وتدهور في الخدمات لامثيل له.
إن تعهد وفد وزارة التجارة الزائر للناصرية، بتوفير مادة الطحين دون تحديد سقف زمني لتوفير بقية مفردات الحصة التموينية، بحسب رئيس مجلس ذي قار اليوم، لايؤشر خللا فاضحا في آلية عمل الوزارة حسب، بل عدم اهتمامها بأحوال المواطنين وسد حاجاتهم الأساسية، ولم تحسب ومعها الحكومة أن "ثورة الخبز" قادمة في مدينة الناصرية التي لاينام شعبها على ضيم، هي ثورة عارمة تأخذ قبسها من الاحتجاجات الواسعة التي تعم العالم العربي، وأطاحت بطاغية تونس وسوف تطيح بآخر فراعنة مصر، وربما سيكون لها أبلغ تاثير على الواقع العراقي المنهار، وستطيح بالعديد من الطغاة، الذين اهتزت عروشهم بعد الثورات الشعبية في العالم العربي، فزادت من حماس الشباب وحساسيتهم لتحسين حياتهم والانتصار لمستقبلهم.

6/6/2011
tarikharbi@gmail.com
WWW.SUMMEREON.NET


59
كلمات
-352-
طارق حربي
تأخر تسمية الوزراء الأمنيين وفتوى عباس البياتي!

تولى رئيس الوزراء نوري المالكي حقائب الداخلية والدفاع والأمن الوطني وكالة، في الحكومة الجديدة التي صوت عليها البرلمان العراقي بتأريخ 21 كانون الاول/ ديسمبر 2010، متعهدا خلال الجلسة البرلمانية، بمنح الثقة والعمل على تسمية وزراء للوزارات التي تدار بالوكالة خلال أسابيع، ودارت الأيام ومرت الأسابيع لكن ذلك لم يحصل!، وشهدنا خلال الفترة الماضية تصاعد حمى الخلافات بين أقوى كتلتيين تتنازعان على حكم العراق الجديد : التحالف الوطني وكتلة العراقية ، على عدد من الأسماء المرشحة لشغل حقائب الوزارات الأمنية.
وفيما تم تقديم أربعة مرشحين ، عقيل الطريحي وعدنان الاسدي سماهما التحالف لوزارة الداخلية، فلاح النقيب واسكندر وتوت سمتهما العراقية لوزارة الدفاع، أكدت العراقية على عدم اعتراضها على مرشحي الوطني، لكن اعترض الوطني على وتوت والنقيب، وبدا وكأن الجميع عجز عن تسمية الوزراء، ووقفوا بانتظار الحجي بايدن (نائب الرئيس الأمريكي) والمسؤول عن الملف العراقي في الادارة الأمريكية، الذي مارس ضغوطا في السابق لإخراج الحكومة الحالية من عنق الزجاجة، بانتظار أن يضغط مرة ثانية للاسراع بتسمية الوزراء، ليبقي العراق ساحة مفتوحة للعمليات الارهابية في بغداد والموصل وديالى والأنبار وغيرها!

فالارهاب يضرب في أماكن محددة لأن عنصر المبادأة مايزال بيده لضعف الأجهزة الأمنية، يضرب هنا وهناك تحركه إرادات سياسية داخلية وخارجية، ليطل علينا بين وقت وآخر في الفضائيات، "معلم الحساب" قاسم عطا الذي أطلق عليه البعراقيون لقب كذاب بغداد!، وذلك لتكذيبه الوسيلة الاعلامية هذه أو تلك، يجمع وينقص في أعداد الشهداء والجرحى كيفما يشاء، فيما الحكومات الأربع التي تشكلت بعد 2003 شجبت وأدانت العمليات وتوعدت الارهابيين، لكن لم تقدم حلولا جذرية للارهاب الذي يدير ملف (مكافحته) الأحزاب الدينية، والناطقون باسمها في وسائل الاعلام!

وفي هذه الآونة الأجيرة من تأريخ العراق، يصدر النائب الطائفي عباس البياتي (التحالف الوطني) فتوى اليوم لوكالة الآكا نيوز يقول فيها بأن "عدم تعيين وزراء أمنيين حتى الآن لا يؤدي إلى فراغ أمني في البلاد, وان القيادات الأمنية موجودة وتعمل على ادارة الملف الامني العراقي بكفاءة"، لكن الفطحل الذي جاءت به الأحزاب الدينية مؤخرا إلى عضوية لجنة الأمن والدفاع بمجلس النواب، يقول يناقض نفسه في سطر آخر من الفتوى بقوله إن "الاسراع بتسمية الوزراء بلا شك سيؤدي الى تفعيل الملف الامني!!"، ولانفهم من التفعيل غير الفاعلية والمهنية وإفشال خطط الارهاب قبل وقوعه، وأن تكون الأجهزة الأمنية بمستوى عال من الكفاءة لتنفيذ المهام الموكلة إليها ، في مواجهة من يريد الشر بالعراقيين والعراق، وهنا يقع هذا الطائفي في تناقض صارخ في فتواه، بما يدلل على أن مصلحة العراق وقعت في أيدي غير المؤهلين والأكفاء لإدارة شؤونه ومصلحته .
ورغم اتفاق اياد علاوي زعيم العراقية والمالكي رئيس الوزراء على استقلالية الوزراء الأمنيين، وهي كذبة سوقها لوسائل الاعلام كلا الطرفين، لتمرير الشخصيات التي تؤمن لهم مصالح أحزابهم ومصالحهم الشخصية، إذ لايمكن لهما أن يتنازلا لشخصيات تكنوقراط أو مستقلة من خارج كتلتيهما، ولنا في استعصاء تشكيل الحكومة نحو تسعة أشهر أبلغ الدروس، إلا أن تسمية الوزراء ظلت تراوح مكانها دون أن يتنازل طرف لطرف آخر لمصلحة البلاد ومستقبلها.
وهكذا دخلت البلاد أزمة سياسية جديدة بعدما قدم المالكي إلى قيادة العراقية يوم أمس، كتابا رفض فيه جميع الأسماء التي قدمتها العراقية لعدد من الوزارات بما فيها الأمنية، وهدد بالذهاب إلى البرلمان وترشيح أربعة أسماء بنفسه!، وعلى هذه الخلفية تعتقد العراقية أن المالكي بدأ يتنصل من اتفاقات أربيل التي دعا إليها رئيس حكومة كردستان بارزاني، وساعدت بالاسراع بتشكيل الحكومة التي بقيت بدون وزراء للحقائب الأمنية، وجاءت الإشارة الثانية على الأزمة، خلال مقابلة أجرتها قناة العراقية مع المالكي قبل يومين وقال فيها إن «مسودة مشروع قانون المجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية المقدم من قبل العراقية مخالف لاتفاق أربيل».، مايشير على عمق الخلافات بين الكتلتين ويعكس تمسك كل طرف برأيه ومرشحيه للوزارات، فيما الشعب العراقي يعاني من تدهور الخدمات وتذبذب التيار الكهربائي ونقص مفردات الحصة التموينية والفاسد المالي والاداري وغيرها.
اللافت أنه وخلال عهد الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق بعد التغيير، أن زعماءها والناطقين باسمها يصرحون في كثير من الأحيان بما ليس لهم فيه!، أي بما لايفهمون في اختصاصات العراق وحاجاته الأمنية والاقتصادية والسياسية والاستراتيجية وغيرها، فعلى سبيل المثال صرحت العضوة في التحالف الوطني حنان الفتلاوي قبل يومين بأن (موافقة الحكومة العراقية على تخصيص 900 مليون دولار من الموازنة العامة لشراء طائرات (أف 16) تعد خطوة ايجابية!!)، ولاأعرف كيف حسبتها الفتلاوي ايجابية!؟، وإلى أي مدى بلغ فهمها لتطور صناعة الطائرات الحربية الاستراتيجية في الولايات المتحدة، التي تعد أكبر مصدر للسلاح في العالم!؟ ، ولماذا لم تعتبرها رشوة مثلا لمساندة بقاء المالكي لولاية ثانية!؟، وكيف تريد السيدة الفتلاوي أن تسوغ لنا هدر المال العام على جيل من الطائرات أصبح قديما، مع بيع واشنطن لتل أبيب طائرات من طراز أف 30 !!؟، وكيف تفهم التوازنات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط : هل هي ضابط طيار مثلا أو خبير استراتيجي في شؤون الدفاع!؟، ومن جهة ثانية كم مدرسة تبني هذه التسعمائة مليون دولار!؟، وكم عاطلا عن العمل تشغّل وعاريا تكسو وجائعا تشبع في عراق النهب والسلب والحوسمة!؟، ولاعجب بعد ذلك أن يتحفنا الطائفي البياتي، الذي يقول بما لايفهم فيه، بفتوى عن عدم أهمية وجود وزراء أمنيين في ساحة العراق المفتوحة للعمليات الارهابية وتعريض أمن البلاد للخطر، فهل ان الرجل خبير أمني استراتيجي يرى أن لاضرورة بوجود وزير على رأس وزارة أمنية سيادية!؟، أم أن أرواح العراقيين التي تزهق خلال العمليات الارهابية، أصبحت جد رخيصة إلى الحد الذي يسوغ فيه صوت ملعلع في الفضائيات، أجندة الحزب الديني الذي ينتمي إليه والكتلة التي لايهمها من أمر العراق سوى اللطم والهريس!!؟

إن حمى التغيير التي تجتاح العالم العربي منذ فترة، وأسقطت طغاة العرب بن علي في تونس وستسقط حسني مبارك في مصر، سيصل تأثيرها إلى العراق لامحالة، وسيهب الشعب العراقي لاسقاط الأحزاب الدينية عن سدة الحكم، ويحمل الأكفاء والنزيهين وذوي الاختصاص لإدارة مفاصل الدولة العراقية، وإن غدا لناظره قريب.
4/2/2011
tarikharbi@gmail.com
WWW.SUMMEREON.NET

 

60
كلمات
-351-
طارق حربي
جريمة حريق مستشفى الحسين التعليمي بالناصرية ..كل عام!
اندلع حريق في مستشفى الحسين التعليمي بالناصرية عصر اليوم، وذكرت مصادر في المستشفى أن تماسا كهربائيا كان سببا وراء اندلاع الحريق!، وعزا محافظ ذي قار ورئيسة لجنة الصحة في مجلس المحافظة، سبب الحريق إلى قدم المبنى الذي شيد قبل أكثر من عشرين عاما وتآكله، وخلال عملية الاطفاء التي قام بها رجال الدفاع المدني اليوم، انهال عناصر من حماية المستشفى التابعين لمديرية حماية المنشآت، بالضرب على عدد من الاعلاميين الذين هرعوا لتغطية الحادث!، وهذه جريمة ثانية بحق الزملاء الاعلاميين بمدينة الناصرية، أرجو من السيد محافظ ذي قار، باعتباره يمثل أعلى سلطة تنفيذية، أن يصدر أمرا فوريا، بتشكيل لجنة تحقيقية لكشف ملابسات جريمة الحريق وحادث الاعتداء.

وماذا عسى أن يكشفه الاعلاميون للرأي العام المحلي، غير صور جريمة الحريق التي تكررت كل عام، وجعلت المواطنين اليوم يهرعون إلى باب المستشفى بدافع الفضول، أو لغرض نقل ذويهم إلى مستشفيات قريبة خوفا من أن تلتهمهم السنة نيران الفساد المالي والاداري!، سيما وأن الحريق اندلع في الطابق الثاني من المستشفى، الذي شغله مركز الناصرية للقلب، وهذا المركز حقق خلال السنوات الماضية، النجاحات تلو النجاحات بقيام نخبة طيبة من ابناء المحافظة، بإجراء عمليات القلب المفتوح، سواء لمرضى من ذي قار أو من محافظات عراقية أخرى!، ولايمكن لسخام الحريق الغامض الذي أرجح وقوف الفاسدين وراءه، أن يلغي نجاحات الطب وابداعات الأطباء وكادر المركز وعقول الناصرية المنتجة والمبدعة
.
المستشفى حمل اسم المقبور سابقا، وأدخلت عليه ترميمات وإضافة أجنحة في النصف الأول من سنة 2010، ويعد المستشىفى الرئيسي بمدينة الناصرية، ليست هذه أول مرة يتعرض فيها إلى حريق غامض، في طابقه الثاني المفصول اداريا وفنيا عن مستشفى الحسين، بحسب الدكتور صدام الطويل مدير المستشفى .

ولعل هدر المال العام على عمليات ترميم المستشفى، لم تجدي نفعا، وارتفعت أصوات في ذي قار طالبت ببناء مستشفيات جديدة، لتغطية حاجة نحو مليوني مواطن هم شعب ذي قار، إلا أن وراء الأكمة ماوراءها، ذلك أن جرائم حريق مستشفى الحسين تعددت والسبب واحد هو المفسدون، فقد تعرض المستشفى الى حريق بتأريخ 3/4/2008، في احد المخازن التابعة لصالة العمليات، في الطابق الاول من المستشفى المتكون من ستة طوابق، أتلف الحريق كل المواد الموجودة داخل المخزن من ضمنها جهاز (كوزا سيسيتم)، ويستخدم لسحب السوائل وضخ الماء اثناء عمليات جراحة الجملة العصبية والجراحات الدقيقة، اتلف كذلك جهاز (كومبيوتر) مع بعض المواد الاخرى التي تستخدم في صالة العمليات، ولم تظهر نتائج التحقيقات لحد اليوم، وتم كذلك الاعتداء على أحد الصحفيين في وقتها من قبل قوة حماية المستشفى التابعة للـ FBS .
وفي مساء الاحد 7/2/2010 , نشب حريق في أحدى غرف دار استراحة الأطباء الطابق الأول (غرفة طبيبات) في نفس المستشفى، وتسبب بأضرار مادية بسيطة، وتم السيطرة على الحريق من قبل مركز شرطة المستشفى وفريق الدفاع المدني، وكما اليوم قيل في وقتها إن الحريق كان بسبب تماس كهربائي!، ويأتي حريق اليوم ليؤكد أن الجريمة ماتزال مستمرة ويقف وراءها فاسدون، أعمتهم الأموال التي إئتمنهم عليها المستشفى، عن التفكير في حياة المواطنين وتعريضها للخطر، إن أضرام النار في مستشفى الحسين التعليمي كل عام، أو اختناق عمال الصيانة بغاز الميثان فيه نهاية الشهر الثامن سنة 2009 لعدم توفر مستلزمات السلامة المهنية، له مدلولات لايمكن للحكومة المحلية تغافلها أو الهروب من المسؤولية حولها، ولابد من وضع المتهمين في قفص العدالة ومحاسبتهم الحساب العادل الذي يستحقون، بعد تشكيل لجنة تحقيقية محايدة تؤشر الخلل وترفعه إلى الحكومة ووسائل الاعلام المحلية، لمنع تكرار جريمة حريق مستشفى الحسين التعليمي كل عام.
25/1/2011
tarikharbi@gmail.com






61
كلمات
-350-
طارق حربي
أحقاد العرب على العراق مستمرة : الحكم القطري نموذجا

أعلن الاتحاد الأسيوي اليوم عن طرده الحكم القطري عبد الرحمن عبدو، وذلك لسوء مستواه في تحكيم مباراة العراق وأستراليا، في تصفيات أمم آسيا 2011 الجارية في العاصمة القطرية الدوحة.

وبحسب البيان فإنه "تقرر طرد الحكم القطري عبد الرحمن عبدو من بطولة كأس أمم آسيا بكرة القدم ، بسبب سوء مستواه إضافة إلى الأخطاء الفادحة التي ارتكبها في مباراة العراق واستراليا، والتي تسببت بخروج بطل آسيا من الدور النصف النهائي"

من بين الأخطاء التي ارتكبها الحكم هي البطاقات الثلاث التي أعطاها للمنتخب العراقي، وكانت تافهة بحسب البيان، وعدم احتسابه لضربتي جزاء لصالح أسود الرافدين، كان يمكن على أقل تقدير برأينا تسجيل هدف واحد منهما على المنتخب الاسترالي، وعدم اعطاء انذار للاعب (كوييل) الذي شد اللاعب سلام شاكر شدا عنيفا، وغيرها من الأخطاء التي لم تثبط من عزيمة الأسود، واستمروا في تقديم أفضل عرض كروي في البطولة، رغم أن الفريق الخصم لعب باحترافية وتكنيك عاليين، لكنه خلا من الروح الرياضية بحسب الكثير من النقاد والمعلقين الرياضيين والمتفرجين.

لكن الحقد العربي ضد العراقيين والعراق على الأصعدة كافة، وجد له أفضل تجسيد بعدم تحلي الحكم القطري بالروح الرياضية المطلوبة والحياد، لأنه ببساطة رجل منزوع الضمير، امتلأ قلبه بالحقد البدوي الأسود، مثلما امتلأ قلوب آل الصباح ونظامهم البدوي، حينما امتنعوا عن التوقيع في مجلس الأمن على رفع البند السابع عن العراق قبل أسابيع، وبدا حقد الحكم القطري واضحا، سواء أمام الآلاف من المتفرجين في استاد جاسم بن حمد بنادي السد، في دور الثمانية للبطولة في الدوحة، أو ملايين العراقيين والعرب المشدودين إلى الشاشة الصغيرة، باعتبار أن العراق عكس الفرق العربية التي خرجت مبكرا [السعودية وسوريا والكويت والبحرين والإمارات (من الدور الأول) ، ثم قطر والأردن (من ربع النهائي) ] بقي يقاوم ويحقق الفوز، وكان آخر فريق عربي يخرج من البطولة، لابأخطاء أو ضعف في الأداء الكروي، لكن بحقد العرب وغلهم، لمنتخب أجاد في لعبه النظيف وروحه الرياضية العالية.

ومثلما لايود العربان رؤية العراق الجديد يحرز النجاحات ويتقدم في مسارات النهضة وإعادة الاعمار على الأصعدة كافة، بعد حقبة صدام ونظامعه الفاشي، كذلك لايرغبون رؤية بطل آسيا في سنة 2007 يتوج بطلا مرة ثانية في سنة 2011، ولو قيض لهم أن يتآمروا عليه في بطولة العالم سنة 2014 بالبرازيل، فسوف يفعلون، استمرارا لحقدهم الأسود على كل شيء اسمه العراق أو ينتمي إلى العراق العزيز.
المنتخب العراقي الذي تجاوز شرذمة السياسة وفرقة السياسيين، واستطاع عبر عدة مباريات من حبس أنفاس العراقيين كافة أمام الشاشة بأدائه الرائع، شكل تجسيدا حيا لوحدة الشعب العراقي بكل أطيافه، ولعل هذا كان سببا كافيا في استمرارية الحقد العروبي على العراقيين، في أكثر الألعاب شعبية التي يتميز بها هذا الشعب الحي المتسامح، وأرجح أن بيان الاتحاد الاسيوي، جاء لذر الرماد في العيون لاغير، بعد خسارة المنتخب الوطني وخروجه من البطولة، وإلا مامعنى طرد حكم قطري حاقد، دون أن يعلن الاتحاد عن اجراءات تالية : بينها تقديم اعتذار رسمي للمنتخب، وإعادة المباراة مرة ثانية بحكم أجنبي وليس عربيا شرط أن يكون محايدا!؟

لكن الدور والباقي على اتحاد كرة القدم العراقي برفع دعوى قضائية ضد الحكم القطري والاتحاد الآسيوي، وتوكيل محامين دوليين لاستعادة الحق الضائع بسبب الأحقاد العروبية المستمرة على شعبنا ووطننا ومستقبلنا.
23/1/2011
tarikharbi@gmail.com
www.summereon.net

62
المنبر الحر / المرجع والوزير!
« في: 15:56 02/01/2011  »
كلمات
-349-
طارق حربي
المرجع والوزير!



كما توقعنا في مقالنا السابق (كلمات -348- بانتظار صولة (أبو الفرسان) على المعاهد والجامعات العراقية!!) ، من أن الوزراء في حكومة المحاصصة القومية والطائفية الجديدة، سيهرعون إلى مراجعهم يستفتونهم في مناهج عمل وزاراتهم، ويردون إليهم أفضالهم في الوقوف معهم، ودعمهم في الحملات الانتخابية، وإلزام المقلدين بالتصويت لهم، وتقديم المعونة والاسناد لهم، خلال تسعة أشهر من استعصاء تشكيل الوزارة، وتنكبهم لها في نهاية المطاف!

دشن (السنة المباركة) علي زندي الأديب (إيراني الجنسية) بزيارة إلى أحد مراجع النجف، وكان مقدرا له شغل وظيفة في سفارة إيران بالبرازيل!، لكن أقدار العراقيين السيئة، زائدا الدعم اللامحدود التي تقدمه واشنطن للأحزاب الدينية، حملته وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي في الحكومة الجديدة، علي زندي الذي ورد في مذكرات بريمر، أنه أراد استيزاره فواجه معارضة رئيس الوزراء الأسبق إبراهيم الجعفري، قائلا بأصله الإيراني!!

وهاهو الطبيب رافع العيساوي وزير المالية الجديد، بحسب المحاصصة وليس الكفاءة في إدارة المالية، يحذو حذو زندي ويقوم بزيارة عمار الحكيم، رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، بمكتبه في بغداد مساء الخميس 30/12/2010 ، ليبحث معه (مجمل التطورات في البلاد خصوصا الأوضاع المالية!)، ويطلعه (على برنامج وزارته في استكمال الخطط والمشاريع التي وضعتها، إضافة إلى تطبيق البرامج التطويرية ودعم المشاريع الخدمية والتنموية في البلاد !!).

لم يزر الحكيم قبل رافع العيساوي صولاغ الزبيدي، الذي لم تتأكد بعد خلافته لصابر العيساوي أمينا للعاصمة بغداد، ويعد من المقربين للحكيم، أو زعيم ميليشيا بدر الذي تم استيزاره للنقل (يتردد أنه كان نائب ضابط في الجيش العراقي المنحل!)، ولا حتى أي وزير ينتسب للمجلس وشملته رعاية الحكيم وتأييده، لكن بدا أن العيساوي  - ومن باب الشطارة التي تسجل له - سبق الوزراء كافة، معلنا عن برنامج وزارته واستكمال خططها بزمن قياسي!، خلال أقل أسبوع من عمر الحكومة!، تمهيدا لزيارة الأب الروحي، وتطبيق البرامج التطويرية لدعم المشاريع الخدمية والتنموية في البلاد، ولم يبقى إلا القليل القليل حتى يصبح العراق في مصاف الدول المتقدمة، في تقليص معدلات البطالة ووضع خطط التنمية وتقديم أفضل الخدمات للمواطنين!

لو كان العيساوي من نفس (طائفة!) سلفه صولاغ، عضوا في المجلس الأعلى وأحد المقربين من الحكيم، لتفهمنا دوافع الزيارة!، لكن أن يصبح الحكيم مرجعا روحيا لكل سياسي، يتنكب وزارة المالية (لماذا هذه الوزارة بالذات!؟)، أو وزراء آخرين، فذلك مالايمكن فهمه، إللهمَّ إلا بوضعه ضمن سياق تبادل المنفعة والتخادم بين المرجع والوزير!

فالمرجع الذي يفترض أن يكون مكانه الحقيقي لا المشهد السياسي بل الجامع أو الحسينية، فيرد على تساؤلات مقلديه وأسئلتهم الشرعية والروحية، فاسحا المجال لرجال السياسة والاقتصاد والتكنوقراط بإدارة أزمات العراق وماأكثرها!؟، وإنجاح التجربة الديمقراطية الجديدة، وبناء دولة المؤسسات الدستورية والديمقراطية، هذا المرجع قفز إلى واجهة الحدث السياسي وصار هو الأب والبطريرك، ومسير أمور العراق وواضع الحلول لأزماته، وهكذا راح يبحث - وسط صمت الرئاسات الثلاث - مع الوزير، مجمل التطورات التي يمر بها العراق!، ولايعرف الشعب العراقي المغلوب على أمره بالحكيم وغيره، أي صفة في الدولة العراقية يحمل المذكور، حتى يوجه وزارة المالية وغيرها من الوزارات العراقية!؟

لاتغفل النخب السياسية العراقية ومنها العيساوي دور المرجعية الدينية وتأثيرها، منذ بدايات الوعي السياسي في نهاية القرن التاسع عشر، ودورها بعد سقوط الدولة العثمانية، وقبل ذلك تأثير فتوى السيد محمد حسن الشيرازي التي أصدرها في سنة 1891 من سامراء، وحرم بموجبها امتياز التبغ في إيران، ثم انقسام مرجعية كربلاء بين تأييدهم ورفضهم للمشروطة والمستبدة، في أعقاب التحولات التي سادت في إيران بين 1905-1911، وماكان من دور لرجل الدين وفتاوى المرجعية في تحشيد العشائر العراقية للوقوف بوجه الاحتلال البريطاني، والمخزون المعنوي والاستراتيجي للنجف والمرجعية.

ويفهم كذلك أن تداخل الدين مع السياسة في العراق ليس جديدا، ولسنا في وارد الحديث عنه وتفصيله في هذا المقال، لكن بوادره الأقوى ظهرت بعد 2003 ، بعد انزواء المرجع السيستاني وفتواه بمحاربة المحتل، وظهور مرجعيتي عمار الحكيم ومقتدى الصدر (وبينهما مابينهما من صراع عائلي!)، على خلفية سقوط نظام صدام والاحتلال الأمريكي وتنفيذ أجندات الدول الاقليمية، وتخلي المجلس الأعلى عن المطالبة باقامة "الدولة الاسلامية" اتصالا بالتجربة الايرانية (وولاية الفقيه) ، لصالح شعار "مظلومية الشيعة" لاستدرار العواطف ومزيد من التكسب المالي والسياسي، لكن الذي يهمنا هنا : هل أن الوزير يطلب اقحام المرجع في قضايا العراق الملحة، لوضع الحلول المناسبة لأزماته المستعصية!؟، أم أن المرجع نفسه يتدخل في عمل الوزارات لمزيد من التكسب وبسط النفوذ!؟، لتأتي في أعقاب ذلك قراءة السياسي لفقه الواقع العراقي ومتطلباته، في إطار الأحداث والتطورات السياسية!

المرجع هو من يرجع إليه الناس لمعرفة الصح والخطأ وأحكامهما بالنسبة للدين والطقوس، ومعروف أن الاجتهاد برز لدى الشيعة بعد غيبة الإمام الثاني عشر، وبرزت معه الحاجة إلى مقدمات ووسائل عقلية، لغرض الاستقراء والاستنتاج واستنباط الحكم الشرعي، والوزير هو من يقود وزارته ويضع الخطط اللازمة لعملها ويكون مسؤولا أمام البرلمان عن اخفاقاتها، لكن العيساوي وغيره في النخب السياسية يتفهم هيمنة النجف ومراجعها على المشهد السياسي، وماللمدينة من خزين معنوي واستراتيجي، كان له فعله المؤثر على الأحداث السياسية، منذ ماقبل تأسيس الدولة حتى الاعلان عن تشكيل حكومة المالكي قبل فترة قصيرة، لذلك يبدو التقرب من عمار الحكيم واطلاعه على شؤون وزارته، وهي السيادية وتعد من أخطر الوزارات، ودار حولها خلاف طويل بين دولة القانون والعراقية خلال تسعة أشهر، أمرا ضروريا لتأمين غطاء رجال الدين والمراجع والتخادم معهم!
 
يصلح "المرجع والوزير" لأن يكون عنوانا لفيلم سينمائي عراقي يتم تصويره بين المنطقة الخضراء، فاضحا أسرار حقبة رسم خطوطها العريضة الاحتلال، بما تداخل معه من آليات الاسلام السياسي وفساده المعروف، والتحق إليه من رموز، برزت بقوة وهي من الجهة المقابلة المستفيدة في ضوء المحاصصة المقيتة، وبين تظاهرات العراقيين لاسيما في فصل الصيف الساخن، وعجز تأمين الحكومات المتعاقبة على تأمين سبل العيش الكريم لمواطنيها!

يتفهم العيساوي أنه لايمكن الجمع بين مجتهدين اثنين في التقليد الشيعي، ويعرف عمار الحكيم أن أبوته الروحية لوزراء المالية بالتتابع، نابعة من حاجات وتخادم مصالح، قد لانعلم منها إلا القليل القليل في وقتنا الراهن، ولكن حتما ستكشفه وثائق الدول المعنية باحتلال العراق في العقود القادمة، كما فعلت مع وثائق ثورة 14 تموز وانقلاب شباط المشؤوم وغيرهما من أحداث العراق العاصفة، إضافة إلى مائة (ويكليكس) ستفضح الصفقات والاتفاقات والتخادم والمصالح الشخصية والحزبية والفئوية، ومرحلة مليئة بالدماء والدموع والدخان والأسرار.

1/1/2011
tarikharbi@gmail.com

63
كلمات
-348-
طارق حربي
بانتظار صولة (أبو الفرسان) على المعاهد والجامعات العراقية!!


بعد مضي أقل من أسبوع على اعلان وزارة المحاصصة المالكية الثانية، هرع وزير التعليم العالي والبحث العلمي، المعلم علي الأديب أحد زعامات حزب الدعوة الظلامي، إلى أحد مراجع النجف يستفتيه بعمله، وماذا يفعل في المعاهد والجامعات العراقية، خلال السنوات الثلاث القادمة المتبقية من عمر الحكومة!

ولاأستبعد أن يحذو حذوه عدد من الوزراء في حكومة أم المهازل الجديدة، ليس لأنهم مقلدون لاقدرة لهم على الابداع والابتكار وتطوير وزاراتهم وجعلها في خدمة الشعب والوطن، أو بلا عقيدة أو فكر عراقي يؤهلهم لنيل الوزارة، لكن كل منهم قدم من حزب ديني، وله أب روحي لابد من أن يرد إليه واجب الشكر في دعمه للوصول إلى الوزراة، وهكذا سيقوم كل وزير بزيارة مرجعه واستفتاءه لتزويده بخارطة طريق، يرفعها لاحقا بوجه الشعب العراقي وينفذ فيه أجنداته الطائفية الإيرانية وأمراضه المستعصية .

المرجع الديني بشير النجفي دعا وزير التعليم الجديد الفلتة إلى وضع حد "لثقافة الاختلاط والميوعة" في المعاهد والجامعات العراقية" ونبه إلى أن "هناك أجندات خارجية تُريد النيل مِن طلبة الجامعات بنشر ثقافة الاختلاط والميوعة لإبعادهم عن أجواء طلب العلم والتقدم"، وطالب "وزير التعليم بوضع حد لهذه الثقافة المنتشرة حاليا في الجامعات والمعاهد". ولم يكذب الوزير خبرا فأكد للمرجع "أن وزارته ستكون جادة لأخذ وصايا المرجعية النيرة بعين الاعتبار" ، مستعرضاً للمرجع النجفي ما سيحمله مشوار حقيبته الوزارية!

لم يسأل الأديب عن أسباب تردي واقع الجامعات العراقية، أو يعيد النظر في مناهجها ليجعلها تواكب العصر، لم يحقق اجتماعا مثمرا مع أركان وزارته قبل المرجع، ليناقش معهم أسباب انخفاض المستوى التعليمي، لم يبحث المشاكل التي تعترض طريق البحث العلمي بعد سنوات الحروب والحصار، ناهيك بتخلف الجامعات عن نظيراتها في الدول العربية والأقليمية، لم يبحث سبل تشجيع روح البحث العلمي وتهيئة المصادر الحديثة، وتذليل الكثير من المشاكل والمعضلات التي تواجه الطلبة في الدراسات العليا، لم يكلف نفسه البحث في سيطرة الأحزاب الدينية وسريان الخوف والترهيب في أروقة الجامعات، نشر الشعارات الدينية والطائفية ماولد الكثير من المشاحنات بين الطلبة من مختلفي الاتجاهات والميول، أو تدخل عدد من الطلاب المؤدلجين حتى في حفلات التخرج وجعلها دينية وبلا تصفيق رجاء!!

كما لم يناقش مع أركان وزارته قضايا حساسة مثل تصفية بعض الأساتذة في إطار قضايا خلافية، قد يتخذ فيها الأستاذ نفسه موقفا مضادا استنادا لما يجري في الساحة العراقية، ومايوافق ضميره وشهادته الأكاديمية، لم يناقش الأديب أسباب انهيار شبه كامل للبنى التحتية في الجامعات، والعمل بسرعة على إنشاء بنايات ومرافق ومنشآت وتوفير مستلزمات الراحة والنظافة، لكنه هرب إلى المرجع ليبارك له ويستلم منه فتوى يستند إليها خلال صولته القادمة ضد الطلبة، كما صال وزير التربية السابق طاهر الخزاعي، وسمح لحمايته بتوجيه الرصاص إلى صدور الطلاب العزل، الذين احتجوا على خطورة احدى المدارس ببغداد سنة 2008، وكانت مركزا انتخابيا يستخدمه الارهابيون، وانتقدوا سوء الخدمات المقدمة في قاعة الامتحان!

في المشهد الأسود الذي تبرز فيه استعصاءات كثيرة تواجه الشعب العراقي، وتعجز الحكومة عن حلها، التخلف الاقتصادي وتراجع الخدمات وانتشار الخرافات وارتفاع مستوى البطالة وانعدام وجود برنامج وطني، لانقاذ العراق من محنته التي ستتفاقم مع الحكومة الجديدة التحاصصية، أصبح الهروب إلى المرجع سنة، ولاهمَّ للطائفين إلا محاربة الشعب العراقي تحت عناوين مختلفة، مرة بدعوى شرب الخمور، اختصارا لمبدا التضييق على الحريات المدنية وخبثا واضحا والتفافا على حقوق المواطنة التي نص عليها الدستور، وأخرى بمحاربة  "ثقافة الاختلاط والميوعة" ، وكأن العراق أصبح عنوانها الأبرز، ولم يصدق الطلفاحيون الجدد فهرعوا إلى المراجع يستفتونهم لملاحقة المواطنين باسمهم ومن يستطيع مخالفة فتوى المراجع في العراق اليوم!

لاشك أن السياسة التي يتبعها علي الأديب في إدارة وزارة التعليم العالي، تعتبر امتدادا لسوء إدارة وزير التربية السابق، وتتناغم مع سياسة الزيدي رئيس مجلس محافظة بغداد، في هجومه على الحريات المدنية بدعوة شرب الخمور، واستخدام زخم شهر عاشوراء في الهجوم غير المبرر إلا لصالح أجنداته الطائفية، وهي بالتالي سياسة تسير بهدي من برنامج الحكومة الذي أعلنه نوري المالكي امام البرلمان مؤخرا، ولاسيما في الفقرة 34 منه (حماية المجتمع من الممارسات التي تتعارض مع الدستور والقيم الدينية والأدبية التي عرف بها المجتمع العراق) ، الفقرة التي تغازل المتشددين في حزبه وتضيق على الحريات، وسوف يقوم الأديب لاحقا بتنفيذ اجندات ايرانية باسم المرجعية الدينية وانتظروا صولة ابو الفرسان قريبا، وستعاني الجامعات العراقية مزيدا من الانتكاسات في عهده الظلامي، وواجب على منظمات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية والمستقلة، مجابهة قوى الظلام والتخلف وفضح زيفها وعدم استحقاقها لوزارة يفترض أن تكون بعيدة عن المحاصصة الطائفية المقيتة.

28/12/2010
tarikharbi@gmail.com   
www.summereon.net

64
كلمات
-347-
طارق حربي
حكومة رؤساء الكتل والأحزاب!

بعد تسعة اشهر من المباحثات والاجتماعات بين الكتل السياسية، التي أعقبت الانتخابات التشريعية في (7 آذار الماضي) ، وما تخللها من فراغ دستوري وعمليات ارهابية وتدخل اقليمي، وفساد طال كل مفاصل الحكومة والمؤسسات، وتراجع الخدمات وتظاهرات الكهرباء في عدد من المدن العراقية، ومصادرة الحريات المدنية التي كفلها الدستور، وصبر العراقيين الطويل، ولدت حكومة مسخ تسيدها رؤساء الأحزاب والكتل وزعاماتها وكوادرها، وتخللتها المحسوبية والمنسوبية، وغابت عن الكثير من وزرائها الكفاءة، كما تمت إضافة وزارات دولة جديدة وتوزيع حقائب لالزوم لها، وصعود نكرات من قاع الاجتثاث إلى الواجهة السياسية.
جاءت زعامات الكتل إلى السلطة التنفيذية على رأسها رئيس الوزراء نوري كامل المالكي زعيم حزب الدعوة، وصالح المطلك زعيم جبهه الحوار الوطني (نائب رئيس الوزراء) وهادي العامري زعيم ميليشيا منظمة بدر (وزير النقل) وحسن الشمري زعيم حزب الفضيلة الأسلامية (وزير العدل)، وعلي الأديب زعيم حزب الدعوة ونائب المالكي (وزير التعليم العالي والبحث العلمي)، ونصار الربيعي (وزير العمل والشؤون الاجتماعية)، ورافع العيساوي (وزير المالية) وغيرهم، ولن يعمل هؤلاء في خدمة العراق ومستقبله لكن سيقومون بتمرير أجندات أحزابهم وكتلهم!
ذهبت التصريحات السابقة لرئيس الوزراء، بأن حكومته القادمة ستكون بعيدة عن المحاصصة وتخدم الشعب العراقي هواء في شبك، الحكومة الجديدة وصفها المالكي نفسه بأنها "لا ترقى إلى مستوى طموحه وطموح المواطن العراقي والكتل السياسية بسب الظروف الاستثنائية التي شكلت في خلالها)، ولاأدري كم من الوقت يستغرق تشكيل الحكومة في نظر المالكي، حتى تكون بمستوى طموحه، وتلبي احتياجات المواطنين وتخدم البلد!؟، الحكومة التي استعجل بتقديمها إلى البرلمان في جلسته الإعتيادية الرابعة عشر يوم الثلاثاء الماضي، دون دراسة سير الوزراء خوفا من انتهاء المهلة الدستورية! (تسعة أشهر لاتكفي لقراءة السير!؟)، وجاءت أسماء الكثير من الوزراء من رؤساء الكتل وزعاماتها السياسية، والمقربين من رؤسائها والرجال الأقوياء الذين جاؤوا في غفلة من زمن العراقيين أبو الأعاجيب!

كتل متصارعة وأحزاب متنافرة أخرجت كل مافي جعبتها، من أدوات صراعاتها الحزبية ومناوراتها عبر لجانها التفاوضية، وتبين أن رؤساء اللجان أنفسهم والأعضاء، استحوذوا على الحقائب الوزارية، الأدهى من ذلك أن الذين حصلوا عليها ليسوا من ذوي الكفاءة والنزاهة والتكنوقراط، بل من كان لهم الصوت المعلى في وسائل الاعلام والبرلمان!

تسعة أشهر لكن الولادة جاءت مشوهة بدون معارضة قوية في البرلمان إلا بعض المستقلين، بما لايشجع على انتقاد برامج الحكومة ومراقبة عملها وتقويم مسيرتها، وبنيت الوزارة على أسس غير ديمقراطية لم تفترض النزاهة والكفاءة، ولم تحترم نتائج الانتخابات ورأي المواطن، وكان على المالكي أن يعتذر عن تشكيلة الحكومة الجديدة لاأن يستمر بها وهي مترهلة، سيما وأن الحكومة ستواجهها استحقاقات ملفات الارهاب والنهوض بالاقتصاد وتقديم الخدمات للمواطنين وتحسين السياسة الخارجية وغيرها كثير.

حكومة لم تستطع تجاوز سياسة المحاصصة الطائفية والقومية، وتمنح بعض الوزارات لشخصيات تكنوقراط مثل الثقافة، لم يستطع أي حزب أو كتلة ترشيح شخص مناسب، من خارج دائرة المحاصصة واستيزاره، لنقول في نهاية الأمر إن الكتلة الفلانية كفرت بالمحاصصة من أجل الشعب والوطن.

ولادة مشوهة لحكومة فرضتها صراعات الكتل فيما بينها، لكن توحد خطابها على قمع الحريات المدنية، ومصادرة صوت المرأة وإعلاء دور الاسلام السياسي، وستشهد المرحلة المقبلة مزيدا من تهميش دور المرأة والتضييق على الحريات، لصالح استمرار نظام الحكم الذي لم تعدل من مسيرته مخاضات الحكومات الثلاث الماضية !

لوحظ تراجع تمثيل المرأة العراقية في التشكيلة الجديدة، التي حيدتها الأحزاب والكتل السياسية الإسلامية عن شغل مناصب وزارية، وتجاهلتها الأحزاب ذات التوجهات العلمانية والليبرالية، التي اتخذت من المرأة وتحررها عنوانا، سواء في حملاتها الانتخابية أو أدبياتها الحزبية وأنشطتها المتعددة، مما يؤشر تراجعا خطيرا في مبدأ المشاركة في صنع القرار، الذي نص عليه الدستور العراقي في المادة 20، وماكفلته المادة 49 رابعاً ، عبر تثبيت الكوتا النسائية، بنسبة لا تقل عن 25 بالمائة من عدد أعضاء مجلس النواب!

في إطار استحقاقات الأحزاب الدينية مقابل دعمها المالكي لتشكيل الحكومة الهشة، ومثلما تمت الإغارة على ثقافة العراق وحضارته والحريات المدنية، أكملت الأحزاب إغارتها على حقوق المرأة العراقية، فتراجع عدد الوزيرات إلى أربع بعدما كان ستة في الحكومة السابقة، وبدون حقيبة هذه المرأة وكأنهن أقلية في العراق!، وكانت وزاراتهن في الحكومة السابقة تشكو من قلة التخصيصات، وجاء ذلك على لسان الوزيرات أنفسهن في وسائل الاعلام.

(42) وزارة صوت عليها البرلمان بينها تسع وزارات بالوكالة إضافة إلى 12 وزارة دولة!!، ولم تصدق عيني إضافة نائب ثالث لرئيس الجمهورية، وهو منصب بروتوكولي لاداعي له ويكلف خزينة الدولة أعباء إضافية، أو تكليف وزير الخارجية هوشيار زيباري وزارة المرأة بالوكالة!، مايعني أن الكتل السياسية التي خاضت مناقشات وجدلا طويلا منذ تسعة أشهر، لم تستطع حسم الوزارات وتقسيم كعكة العراق بينها، وتحتاج إلى وقت أطول للنهش والتقطيع، ويبقى أكبر دليل على غياب الثقة بين الكتل المتصارعة على الحكم، هو إدارة المالكي للوزارات الأمنية، التي تعتبر وزارات سيادية مهمة يتوقف عليها الأمن القومي العراقي، إن ذلك يدل على أن حكم العراق وإدارته ماتزال سياسية تتصرف بها الكتل الكبيرة، طبيب للمالية وزعيم ميليشيا للنقل ورجل للمرأة وغير حاصل على شهادة أكاديمية للتعليم العالي وطائفي للعمل والشؤون الاجتماعية وغير ذلك كثير.

لاخيار أمام العراقيين للسنوات الثلاث المتبقية من عمر الحكومة، غير المطالبة بحقوقهم كاملة غير منقوصة، والعمل وفق السياقات الدستورية والديمقراطية بالتظاهر، بمساعدة منظمات المجتمع المدني، ومساندة المخلصين من السياسيين والشخصيات النافذة في المجتمع العراقي، ولابد من نهوض التيار الديمقراطي والمستقلين وتوسيع المشاركة الجماهيرية ورفع المطاليب العادلة ، وإجبار الحكومة على تقديم الخدمات الضرورية للمواطنين، وتقليص نسبة البطالة والنهوض بالاقتصاد وإدارة ماكنة الزراعة وتحسين السياسة الخارجية، وقبل ذلك الدفاع عن الحريات المدنية التي ستشهد المزيد من الانتهاكات في برنامج الحكومة للسنوات الثلاث القادمة من عمرها، المؤلف من 34 فقرة الذي قدمه المالكي للبرلمان، وفيه إشارة واضحة عبر فقرة (حماية المجتمع من الممارسات التي تتعارض مع الدستور والقيم الدينية والأدبية التي عرف بها المجتمع العراقي)


26/12/2010
tarikharbi@gmail.com
WWW.SUMMEREON.NET



65
كلمات
-346-
طارق حربي
البند السابع : أحقاد دويلة الكويت مستمرة ضد الشعب العراقي!

 صوت مجلس الأمن الدولي مساء الأربعاء الماضي 15/12/201 ، على قرار رفع البند السابع عن العراق، وهو أحد بنود ميثاق الأمم المتحدة الذي فرض على العراق بعد غزو الكويت 1991 ، ويتيح فرض القوة عليه إذا ثبت تهديده للأمن والسلم الدوليين، يتألف البند المذكور من 13 مادة، ويعد القرار 678 الصادر سنة 1990 ، والداعي إلى إخراج العراق من الكويت بالقوة من بنود هذا الفصل، وبخروج العراق من طائلة البند المشؤوم، يكون المجتمع الدولي قد أنهى بموجبه العمل ببرنامج النفط مقابل الغذاء سيء الصيت، وتمديد الحصانة على الأموال العراقية لستة أشهر أخرى، وذلك لحمايتها من طلبات التعويض المحتملة والمرتبطة بفترة حكم النظام البائد، كما قرر المجلس رفع الحظر النووي عن العراق فيما يتعلق بالاستخدام السلمي للطاقة النووية، وسمح له بإعادة تسليح قواته، وبهذا يكون المجلس قرر رفع جميع العقوبات عن كاهل الشعب العراقي منذ سنة 1990، الواقعة تحت البند المذكور، والذي ضرب فيها نظام صدام رقما قياسيا بحسب وزير خارجية العراق، باستثناء الحالة مع دويلة الكويت، التي رفضت التصويت طوال الفترة الماضية على رفع العقوبات، ونسيان الماضي الذي لعبت فيه هي نفسها دورا مشبوها وخبيثا ضد مصلحة الشعب العراقي وسلامته ومستقبله، ووضعت كامل ثقلها السياسي والاقتصادي والاعلامي في خدمة صدام لاسيما خلال الحرب العراقية الايرانية، وأطالت عمر الحرب وزادت من سفك الدماء العراقية، وحقَّ على الدويلة أن تقوم هي بدفع التعويضات إلى الشعب العراقي، لاأن تستقطع نسبة (5%) من عائدات النفط كتعويضات عن غزو صدام..!

لقد طالبت الدويلة في مجلس الأمن مرات عديدة بعدم إخراج العراق من البند، وكان آخرها في شهر تموز 2009، قبل الجلسة المخصصة لمناقشة التزامات العراق الدولية، قبل إيفاء العراق بالتزامته الدولية لاسيما (التعويضات والأسرى والمفقودين والأرشيف الأميري) الذي سرقه مخابرات صدام ممن مكنتهم الكويت نفسها في السابق، مشددة على ضرورة احترام العراق للقرار 833 القاضي بترسيم الحدود بين العراق والكويت، إلى حد مطالبتها بـ " تحميل العراق نفقات صيانة العلامات الحدودية والجدار الحدودي الفاصل بين البلدين، في حين ان هذه العلامات تم انشائها من قبل الكويتيين على الاراضي العراقية بلجنة مشكلة من الكويت والامم المتحدة، ولم يشارك الجانب العراقي !!"

وفي الوقت الذي  كان فيه العراقيون في فترة الثمانينيات (الحرب العراقية الايرانية) يتمنون ويعملون سرا وجهارا على الاطاحة بنظام صدام، سعت الكويت بكل ماأوتيت من قوة لاستخدام دبلوماسيتها واعلامها وثرواتها لإطالة عمر النظام، وتم ذلك عبر صفقات الأسلحة المشبوهة وتمويل الحرب جنبا لجنب مع السعودية ودول الخليج، إلى أن حان دور الدويلة وثأر الله للشعب العراقي وقلب لها المقبور ظهر المجن في الثاني من آب/أغسطس 1990، وغزاها في عقر دارها وشرد أميرها وشعبها في فنادق دمشق والرياض والامارات ولندن وغيرها.

وإذا كان شهر العسل مع نظام صدام انتهى بالغزو وحدث ماحدث قبل عشرين عاما، فقد طغت الدويلة  على شعب العراق الكريم وهو في محنته الراهنة، وبقي حقدها الدفين مستمرا حتى بعد التغيير!، ووقفت ضد بناء دولته ومؤسساته واستقراره، وسرقت نفطه في مايسمى بالحفر المائل، ولم تخفي الحقد على الشعب العراقي الذي ظهر على لسان العديد من المسؤولين الكويتيين، لاسيما عدد من غربان البرلمان وكان أخزاه الدعاء إلى الله أن لايبقي حجرا على حجر في العراق الجديد..!

حقد بدوي لايريد نسيان أكثر من خمسين عاما من علاقة المد والجزر، والمطالبات بضم الكويت إلى العراق من غازي إلى عبد الكريم قاسم إلى غزو صدام، ولايحب أن يرى العراق محررا من قيود البند المذكور، وبلدا مسالما أثبت منذ سقوط صنم العرب حتى اليوم، أنه لم يعد يشكل تهديدا لجيرانه سواء الكويت أو غيرها، وقد ثبت أن جميع دول العالم بتصويتها على رفع البند، مع العراق وتجربته الجديدة وبناء دولته، إلا دويلة الكويت!

دولة هددت الكويت وغزتها وسقطت، وقامت على أنقاضها أخرى مسالمة، ولو كان في الدويلة عقلاء وحكماء لسعوا إلى طي صفحة الماضي، لحاجتهم إلى بلد جبار واستراتيجي مثل العراق وليس العكس، ولما مرروا الفرصة الذهبية ووقعوا على رفع البند، وأرسلوا رسالة مودة واحترام إلى الشعب العراقي، الذي ماتزال آثار فترة حكم صدام الدموية بادية عليه مثلما على الكويتيين.

17/12/2010
tarikharbi@gmail.com
www.summereon.net



 


66
كلمات
-345-
طارق حربي
إمام جمعة الناصرية يطلق حملة ايمانية!

تنكشف يوما بعد يوم حجم مؤامرة واشنطن المتحالفة مع الاسلام السياسي ضد الشعب العراقي، والسكوت على قرارات مجالس المحافظات القره قوشية، المتعلقة بتقليص الحريات العامة التي نص عليها الدستور، يقابله صمت مطبق من المرجع السيستاني، والرئيس الطالباني، ورئيس الوزراء نوري المالكي، ووزارة حقوق الانسان والبرلمان ومنظمات المجتمع المدني وغيرها، وأخذت نوايا تحالف الأحزاب الدينية مع حزب الدعوة الحاكم، ورئيس دولة القانون نوري المالكي، المرشح لتشكيل الوزراة الجديدة تتضح معالمها، وهاهم العراقيون يدفعون ثمن التحالفات من حريتهم وإرادتهم، وأرى أن العراق يعيش ردة واضحة على مستوى بناء المجتمع المدني المنشود، الذي يفترض أن يتمتع بكامل حريته وإرادته، في إطار عمل المؤسسات الدستورية والديمقراطية، ولعل الفترة القادمة ستشهد مزيدا من قرارات القمع والمنع، معززة بفتاوى آيات الأحزاب وحججه على الشعب الأسير.
اللافت هذه المرة أن حزب الفضيلة صاحب السجل الاسود في الفساد وسرقات النفط المليارية، شكل رأس الحربة في طعن الشعب، بقرارات خليفة الاسلام والمسلمين كامل الزيدي رئيس مجلس بغداد، الذي عززت قناعاته بأنه سيد على العالمين، يصدر فرمانات ويقطع أرزاق المسيحيين ويضيق الحريات، فتوى (آية الله) اليعقوبي ودعمه اللامحدود لقرارات مجلسه، وإمعانا في الضغط والشرعنة قام وفد من حزب الفضيلة بزيارة الزيدي في مكتبه ببغداد أمس، وسلموه الفتوى اليعقوبية الداعمة لموقف المجلس في غلق النوادي الليلية، مع أن اليعقوبي غير مؤهل لاصدار فتاوى، حسبما ورد من جواب على سؤال وجه إلى السيد الحائري، الذي يعد من مراجع التقليد لدى الشيعة الإمامية داخل العراق وخارجه بقوله : (لايجوز تقليد الشيخ محمد اليعقوبي ولايجوز تسليم الحقوق إليه بعنوان مجتهد ولايمكن الاعتماد على فتاويه لأنّه غير مجتهد) .
واضح أن إمام جمعة الفضلاء في الناصرية، يقوم باستغلال عواطف أهالي الناصرية البسطاء، مع اطلالة شهر محرم وتوظيف زخمه في الشارع العراقي لصالح أجندات حزبه، سيما وأن ارتداءه الكفن يضيف مسحة (ايمانية ماشاء الله!!) وسط شارع في مدينة تنعم بالهدوء النسبي، ويسعى الجميع إلى أن تكون آمنة، وحري به خلع الكفن لأن منظره يبعث على الموت والتقزز، ويدع أبناء الناصرية يعيشون الحياة التي وهبها الله لهم مثل باقي العباد في العالم مرة واحدة، ولايتدخل في شؤونهم وتفصيلات حياتهم اليومية فهذا حرام في الاسلام ومحظور في القوانين الوضعية.
وقوله "ان غلق محلات الخمور والنوادي الليلية بعد القرار الشجاع الذي اتخذه مجلس محافظة بغداد، هي في الحقيقة من صلب ثورة الإمام الحسين عليه السلام "، وهذه الفقرة لوحدها مؤشر على مدى الجهل الذي يتمتع به إمام الجمعة، مع أن الناصرية ولود المبدعين والمفكرين والباحثين وشهدت ولادة أول الحروف في تأريخ البشر، لكن الساحة أخليت مع شديد الأسف للأحزاب الدينية والميليشيات وخطباء الجمعة السذج، إذ لا يجوز مقارنة ثورة كونية بما تضمنته من مبادىء انسانية باعتبارها درسا في رفض العبودية وثورة على الظلم سعت إلى نشر راية العدل، والعراق اليوم فيه ظلم كثير، ظلم من سلطكم على رقاب شعبه وظلم من حكمكم بقوته وثرواته القومية واشتهر حزبكم بسرقة نفط البصرة، وليت امام الجمعة يتعلم من الثورة العظيمة ويترك المواطنين وأحوالهم وحياتهم وحريتهم، يتصرفون بها بما يرضي ضميرهم وآدميتهم ومواطنيتهم في إطار الوطن العراقي المحمي بالدستور، الخطأ الثاني هو مقارنة الثورة العظيمة بفرمانات كامل الزيدي!؟، التي استنكرها أحد أكبر مثقفي العراق رئيس اتحاد الأدباء الأستاذ فاضل ثامر، محذرا قمع العراقيين وتقليص حرياتهم التي دعوا الثمن غاليا ليحصلوا عليها، منبها إلى أنه قد تصبح الأمور عكسية بنفور الشرائح الاجتماعية والمثقفين من العراق الجديد، الذي ترك أمر الحرية فيه لفهم خطباء الجمعة البسيط وقلة المامهم بطبيعة الشعب العراقي وتنوعه، ومن جهة ثالثة هنالك لغة تحريضية أطلقها إمام الجمعة في إطار تجييش العامة، واختزال المآسي العراقي إلى قضايا غلق النوادي ومنع بيع الخمور لاغير!!،  وكان العراق خلا من مشاكله الداخلية ولم يبقى إلا مرتضى (المجفن) يفصل للعراقيين ماذا يأكلون وماذا يشربون ويحللون ويحرمون!
وقبل أن تتطور الأوضاع إلى مزيد من التدهور في مدينتنا العزيزة المبتلية برجال الدين والملايات والخرافات، ومحاربة ابناء الناصرية على طريقة المقبور خير الله طلفاح في السبعينيات من القرن الماضي، ممن لايمتثلون لأوامر الخطيب بشواذ الناس، بتهمة شرب الخمرة والفجور والخلاعة وغيرها، على طريقة الحملة الايمانية سنة 1994، فالواجب يدعو أبناء الناصرية إلى الرد على مثل هذه الخطب بعدم الاستماع إليها ودحضها والسخرية منها، وعلى إمام جمعة الفضلاء أن يرتد على عقبيه وأن لايكرر مهازله ويطرح أوامره ونواهيه، فالناصرية ملك لأهلها وتأريخها وحضارتها ومستقبلها، وليست ملكا لحزبه الطائفي الفاشل ولا لليعقوبي أو سراق العراق الجديد. 


67
كلمات
-344-
طارق حربي
مصادرة الحريات في العراق.. أوقفوها!


اثار قرار مجلس محافظة بغداد، غلق الأندية الإجتماعية والثقافية والمهنية والترفيهية، بحجة عدم حصولها على إجازة المهنة أو وجودها بين البيوت البغدادية، وتحذير المخالفين بتعرضهم للمساءلة القانونية، الكثير من ردود الفعل في الأوساط العراقية، وعبر الآلاف من المواطنين خلال تظاهرة عارمة عن استيائهم واستهجانهم لقرارات المجلس، المبنية على قرار شمولي أصدره مجلس قيادة الثورة المنحل، برقم 82 لسنة 1994 خلال حملة صدام الايمانية!

ولايخفى أن القرار تزامن مع اطلالة شهر محرم، وبدا أنه إرضاء لأحزاب ومرجعيات دينية وتملقا، وإبرازا لقدرة طفيلية  تسلطية على شرائح اجتماعية، واستمرارا لنسق السواد العام الذي يفضله رجال الدين، بما ملكتهم واشنطن من سلطة قره قوشية على الشعب العراقي، وتركته فريسة لهم، فأخذوا يحكمون المواطنين بما تفرضه عليهم مرجعياتهم وفتاويهم، لاالدولة المدنية ضامنة الحريات وحاميتها!

ويبدو أن الدعوة إلى تقليص الحريات في العراق، ومنها على سبيل المثال لاالحصر: اصدار قانون اللحى في البصرة، والهجوم على الطلبة الجامعيين فيها خلال سفرة مدرسية قبل سنوات، تفجير صالات الحلاقة الرجالية والنسائية خاصة التي تعرض صور نساء غير محجبات، أو مشروع أخذ الجزية من أهل الذمة، أو الزام مربي الماعز إكساء مؤخرات ماشيتهم بقماش اسود تجنبا للفتنة!، ومن أفتى بحرمة دخول المرأة إلى (الانترنت) إلا ومعها محرم من أهلها، ومنع العروض الموسيقية في مهرجان بابل السابق، ومنع عروض سيرك "مونت كارلو" في البصرة الشهر الماضي، أو قيام مجموعات مسلحة بالناصرية قبل فترة قصيرة، بمعاقبة فئات وصفتها بـ”الشاذة” وبعيدة عن الأخلاق، ولاأفهم من سلط أولئك الوحوش البشرية على مواطنينا، والهجوم على صفوة العراق المثقفة وطلائع المجتمع نحو المستقبل والتنوير، ووصف كامل الزيدي (رئيس مجلس بغداد) لهم " بالنفر المتوهم المأجور "، وغلق النوادي والملاهي ومحلات بيع الخمور، وربما دور السينما في وقت لاحق (من يدري!؟)، كل ذلك يعتبر ظاهرة ليست عابرة بل تحيل إلى مرجعياتها الدينية والمدنية والصراع بينهما، وتؤشر عمق أزمة الأحزاب الدينية في إدارة الدولة، وعدم تفهمها لطبيعة الشعب العراقي، المؤلفة من قوميات وإثنيات وطوائف وأديان وشرائح اجتماعية مختلفة.

يستكثر الخليفة الزيدي على سكان العاصمة، الترفيه عن أنفسهم من العمليات الارهابية والفساد وتلال الزبالة وانسداد الآفاق وأخبار تأخر تشكيل الحكومة وغيرها، بقضاء الأوقات السعيدة في دور السينما والملاهي والمتديات، أو تناول ماترتاح له النفس من المأكل والمشرب، وكأن خليفة الاسلام والمسلمين أتم نعمته على سكان بغداد، وماعليه من واجبات بتحويل العاصمة إلى جنة مشتهاة، بعد رفع تلال الزبالة ونشر الحدائق والزهور، وقضى على الفساد في الدوائر ونظم السير وأعاد الاعمار، ولم يجد أمامه غير واجب غلق الأندية الإجتماعية والثقافية والمهنية والترفيهية، فراح يصدر أوامره ونواهيه، التي يرفضها ويستهجنها ليس سكان بغداد حسب، بل معظم الشعب العراقي الذي لايحده دين ولاتلمه عقيدة واحدة أو مذهب واحد!

ولعل النتائج العكسية للتحريم تلجىء الكثير من العراقيين إلى تعاطي المخدرات والعقاقير، تعويضا عن احباطات سياسية، لم يصححها التغيير وكان أمل العراقيين أن يكون جذريا، لينتقل بهم عبر دستور وبرلمان ومنظمات مجتمع مدني واطلاق الحريات، إلى تأسيس مستوى جديد من العلاقة بين الدولة ومواطنيها، لاأن يكون لرجال الدين الممثلين في مجالس المحافظات، أجندات لها امتدادات خارجية تطبقها على شعب، بدأت طلائعه الأولى تتحسس انتهاك الحرية، فعبرت عن استيائها في تظاهرة نظمتها صحيفة المدى يوم الخميس الماضي ببغداد (شارع المتنبي)، وأثارت موجة من غضب رجال الدين، برئاسة اليعقوبي (حزب الفضيلة) الذي شن هجوما لاذعا على اتحاد الأدباء وعده «جهة تشجع على الفجور والفسق».، ولاأدري لماذا لايشن اليعقوبي هجوما على الفساد والمفسدين، سواء في حزبه الفضيلة، أو غيره من أحزاب الاسلام السياسي، ويصدر فتاوى مناسبة لحفظ المال العام وغيرها على سبيل المثال لاالحصر!؟

لايحتاج المراقب إلى تدقيق الفكر في أسباب تجاهل اليعقوبي للعراقيين من غير المسلمين، وأن قرار إغلاق محال المشروبات الكحولية والنوادي الليلية  "خلف أكثر من 60 ألف مسيحي في بغداد من دون مصدر تمويل أو عمل"، وهكذا أصبح جزء أصيل وعزيز من شعبنا بين نارين : نار القاعدة تذبحهم في كنائسهم وتشردهم من منازلهم، إلى أنحاء مختلفة من العراق أو خارجه، ونار فتاوى الزيدي واليعقوبي القندهارية، تقطع عليهم مصادر رزقهم وتجوع عوائلهم، بسبب الدين والنظرة الطائفية الشمولية لعموم الشعب العراقي!

إن التحويل القسري للعراقيين إلى صفة واحدة، وعدم أخذ تنوعه وثراءه بعين الاعتبار، حيث يفترض أن يكون أحد عوامل القوة في المجتمع لاضعفه، بمايعزز من قدرات الحكومة والدولة للنهوض بأعباء المرحلة الراهنة، ووقوف المثقف العراقي إلى جانب الحكومة في بناء العراق الجديد على أسس عقلانية !، هذا التحويل يؤشر اتساع الهوة بين شرائح المثقفين والدولة العراقية، وفي خطوة لاحقة معاداتها!، وهو مالايرغب به أي مخلص للعراق الجديد.

إن التدخل الفاضح في شؤون المواطنين، والاعتداء على الخصوصية والفردية، والمخالفة الصريحة للدستور الذي نص على حماية الحريات المدنية، واختلاف الأحزاب الدينية (شيعية سنية) فيما بينها عقائديا، وإئتلافها في موقف واحد هو قمع حرية المواطن وسلبه حريته وامتهان كرامته، بالوسائل التي تتيحها سلطتها، بينها القوة المسلحة الغاشمة، وربما ستقوم بتفريق تظاهرة دعت إليها قوى عراقية ومواطنون، يتصدرها سياسيون وبرلمانيون يوم السبت القادم، هذا وغيره يؤشر إلى مزيد من تدهور الأوضاع الاجتماعية وانتهاك الحريات!

ويبدو أن السجال الدائر الآن بين المحافظين ممثلين بحكومة بغداد من جهة، بما يسندهم من مرجعيات دينية، وجدت في غلق الأندية الإجتماعية والثقافية والمهنية والترفيهية متنفسا لفتاويها، وفسحة للادلاء برأيها في وسائل الاعلام الحرة، مع اقتراب شهر محرم، وبين شرائح اجتماعية ونخب سياسية وثقافية، هذا السجال هو أولا جس نبض الشرائح بوحي مما تضفيه المناسبة الدينية من زخم وقدسية في الشارع العراقي، ومدى تقبلها لقرارات قره قوشية اطلقها صدام في حملته الايمانية، وأعاد انتاجها كامل الزيدي بطل فلم السهرة العراقية!، على مايدور في هذا البلد الذي سلمته الولايات المتحدة لأحزاب الاسلام السياسي، وصمتت صمت القبور عن تدهور الحريات فيه، بما في ذلك تراجع الحريات الصحفية، ولم تبقى إلا حرية الرأي، آخر معاقل العراقيين يلوذون بها، بعدما امتلكوا حريتهم، يجب أن يتمسكوا بها ولا يتخلوا عنها أمام مجالس المحافظات وقرارات طالبان الجديدة.

8/12/2010
tarikharbi@gmail.com





68
المنبر الحر / كلمات -343-
« في: 17:09 04/12/2010  »
كلمات
-343-
طارق حربي
حسينية أور الأثرية!

تحت ظلال ربيع الاسلام السياسي وخروج رجال الدين من الجوامع والحسينيات، لحكم العراق سواء من المنطقة الخضراء أو في المحافظات، وبما أنتجت المرحلة المظلمة من سيطرة العقل الرجعي، الذي كان من ثمراته المرة نشر ثقافة الموت واجترار الماضي وتراجع دور الثقافة والمثقفين، من هذا وغيره أرى نكوصا وردّة، وأشم رائحة مؤامرة على مستقبل العراق، ومسيرة بناء المؤسسات الدستورية والديمقراطية، وما الاعتصام والتظاهرة التي نظمتها صحيفة المدى اليوم في شارع المتنبي ببغداد، وعبر فيها المثقفون وعدد من السياسيين ومنظمات المجتمع المدني، عن معارضتهم واستهجانهم لما آلت اليه الحريات العامة التي كفلها الدستور من انتهاكات، إلا دليلا واضحا على تدهور الأوضاع في العراق !

بدأت الردة بأوامر ونواهي خلفاء العصر الجديد، سواء الصادرة عن الأمانة العامة لمجلس رئاسة الوزراء أو عن الحكومات المحلية، بتقييد الحريات العامة وغلق الأندية الإجتماعية والثقافية والمهنية والترفيهية، والتدخل السافر في مأكل المواطنين ومشربهم، وكان آخرها قيام قوة مسلحة من الشرطة والأمن السياحي وعمليات بغداد، في وقت متأخر من مساء الأحد الماضي، باقتحام مبنى اتحاد الأدباء ببغداد، و"طالبت أمينه العام الشاعر الفريد سمعان، بتوقيع محضر إغلاق النادي الإجتماعي للأدباء بشكل نهائي، أسوة بالأندية الليلية والملاهي والبارات!" إن ذلك يذكر بقرار شمولي أصدره مجلس قيادة الثورة المنحل برقم 82 لسنة 1994 خلال الحملة الايمانية!

وفي سياق تدمير الهوية الثقافية للعراق، ومسعى بناء المزيد من دور العبادة في ذي قار ورعايتها، وليس بناء مساكن تؤوي المواطنين المشردين في مناطق الطمر الصحي والصحراء وأطراف المدن، وأحياء التنك والورق المقوى وغيرها، وتخصيص رواتب الرعاية الاجتماعية لهم باعتبارهم مواطنين في بلد النفط والخيرات، تأتي الزيارة محمد مهدي الناصري التي قام بها قبل أيام إمام جمعة الناصرية، الذي انتخبه بسطاء ذي قار ليشغل مقعدا في البرلمان، وكان خليقا به الدفاع عنهم وعن شؤون حياتهم اليومية ونوعية الخدمات المقدمة إليهم، إلى مدينة "أور الاثرية" لاللاطلاع على معالمها الأثرية وتمثل عظمتها التأريخية واستجلاء عمقها الحضاري، أو اعلان الخطط والمشاريع الاستراتيجية الخاصة بالمدينة أمام وسائل الاعلام، أو رعاية احتفال وضع حجر الأساس لبناء مجمعات وفنادق والعمل على تنشيط قطاع السياحة، لماتجلبه من أموال تفيد شعب ذي قار ومستقبل أجياله، باعتبار أن أور الأثرية وزقورتها، حيث ولد أبو الأنبياء ابراهيم (ع)، توحد الأديان كافة ويمكن أن تكون قبلة عالمية سياحية، لكن الناصري لم يعر انتبها لكل ذلك وأعرب عن نيته بمفاتحة الوقف الشيعي لبناء مسجد قرب بيت النبي، "لاحياء معالم تلك المدينة واضافة السمة الدينية وإحياء روحية المكان" كما روج لذلك موقع الكتروني طائفي يدعمه الشيخ وأبوه آية الله!
لاأفهم كيف يريد الناصري احياء معالم أور، أو إضافة السمة الدينية عليها وإحياء روحية المكان، ببناء مسجد أو حسينية!؟
لاأستطيع تصور أن تجاور الزقورة حسينية أو جامع أو كنيسة أو كنيس يهودي!؟
تحيا الأمكنة بالحدائق والمتنزهات وتنظيم المدن وتخطيطها وعمرانها وبناء المرافق الخدمية فيها لابغيرها، فهل أن الذي جعل الناصري يزور الزقورة بعد ثماني سنوات من عودته وصمته عن هكذا مشاريع رائدة!، جاء على خلفية الصراع بين الأحزاب الدينية في الناصرية للاستيلاء على المدينة الأثرية!؟، هل تناهى إلى سمعه على سبيل المثال أن مجلس ذي قار الذي يبسط عليه سلطته الدينية، بصدد مناقشة مشروع استثماري يخص المدينة!؟، واستبق الأحزاب الدينية بزيارة قد يعتبرها البعض لاحقا تغطية لسرقة يقوم بها كوادر من "حزب الدعوة "حزبه للآثار السومرية!؟، وهو ماحدث في الماضي القريب ووجه اصبع الاتهام إلى رموز في دولة القانون!؟، أم تراه سعيا إلى فرض سيطرة الحزب الحاكم على مردودات أور في حال نشطت السياحة الدينية في المستقبل!؟، تحت عناوين الموارد الشرعية التي ذكرها الفقه الشيعي في المسائل العملية في حدود النصف، بينها فرض الخمس على جميع المكاسب والأرباح بالإضافة إلى الفيء والغنائم وحق الامام وغيرها كثير!؟

في الواقع تأتي الزيارة لبناء حسينية تضاف إلى حسينيتين يرعاهما الناصري وأبوه آية الله للاكثار من التابعين والمريدين!، بعدما انخفضت أعداد المصلين في خطبة الجمعة، نتيجة لتصاعد وتائر الفساد في الحكومة المحلية التي لم تعد تنفع معها الأدعية والنذور والخطب وثنائية الحلال والحرام!، وتخفف من غلواء المواطنين بعد تفشي الفساد، وامتصاص العديد من مشاريع الاعمار (الصحيحة والوهمية) خزينة ذي قار ولم ينفذ منها إلا القليل!، وبذلك يكون الاسلام السياسي في الناصرية، بما للشيخين من سيطرة على مجلس ذي قار، ناهيك بالكلمة الفصل في أمور المواطنين الدينية والدنيوية، في المدينة المقهورة بالأحزاب الدينية الرجعية، مهد لزحف أحد رموزها إلى مدينة أثرية لبسط النفوذ عليها وإسباغ ثوب الدين والطائفة، وعلى ماذا : على أثر عراقي شاخص سبق الاسلام بآلاف السنين!، وسجلت الدولة العراقية عائديته إلى شعب ذي قار والعراق لاحزب الدعوة الظلامي، باعتباره - أي الأثر- رمزا تأريخيا وأحد أهم مكونات الهوية الوطنية العراقية.

لم يأت الناصري لاستذكار تأريخ الفراتيين الأوائل الذين سبقوا السومريين والأقوام السامية، أو إعادة قراءة تأريخ الملك أوتو حيكال باعلان عصيانه على القبائل وتوحيد بلاد سومر، وكم نحن بحاجة إلى توحيد صف العراقيين وكلمتهم وارادتهم، أو استحضار عظمة المصلح أور نمو موحد المدن السومرية، وباني الزقورة لعبادة الهة القمر اينانا سنة 2100 قبل الميلاد، لم يأت الناصري لالقاء محاضرة على مرشدين سياحيين من الناصرية مثلا، واصفا لهم السور المحصن الثاني المحيط بالمجمع الديني أو سلالم الزقورة الثلاثة المؤلفة من مئة درجة لكل واحدة منها، أو على الأقل - باعتبار أن الناصري رجل دين - كان بامكانه أن يصف كيف تطورت الشعائر الدينية وطقوس العبادة السومرية، لتصبح أكثر مرونة واستيعابا لفقه الواقع السومري، وتستوعب الفي سنة من الأحداث المريرة التي مرت بها سومر، لكنه جاء ليبني حسينية ويفرض سلطة دينية لحساب طائفته وحزبه وتقوية لمكانة شخصه في ذي قار وبغداد!

إن على الأحزاب الدينية في الناصرية، أن تبعد آثار ذي قار كلها وليس فقط مدينة أور الأثرية عن صراعاتها ومؤامراتها، وعدم السعي لتحويلها إلى مدينة متنازعة الأديان، كما حصل في مدن أخرى. وتأتي دعوة إمام جمعة الناصرية لبناء "مسجد" في مدينة أور، ونيته في مفاتحة الأوقاف في سياق زحف الاسلام السياسي على معالم العراق الثقافية والحضارية وطمس هويته، التي تشكل سومر وآكاد إحدى مكوناتها الوطنية.
ليقف ابناء ذي قار ونخبها الثقافية والسياسية والوطنية ومنظمات المجتمع المدني والاعلام الحر الوطني بوجه هذه الدعوة وشجبها واستنكارها.

3/12/2010
tarikharbi@gmail.com



69
كلمات -342- زعلت العراقية..ردَّت العراقية!

كتب طارق حربي..

في ظل أجواء من عدم الثقة بين الكتل السياسية، زعلت العراقية مساء أمس وانسحبت من قاعة البرلمان في أولى جلساته، لعدم ادراج الاتفاق الذي أبرمته مع قادة الكتل السياسية، وتم توقيعه في بيت برزاني ببغداد بين (علاوي والمالكي وبرزاني نفسه) وكتب على شكل وثيقة نصت على أن يكون منصب رئاسة البرلمان من حصة العراقية، بحسب محمود عثمان الناطق الرسمي باسم التحالف الكردستاني، وتجميد عمل هيئة المساءلة والعدالة، واستبدالها بهيئة دستورية، مع إعادة النظر بجميع قراراتها التي اتخذتها منذ عام 2003 حتى اليوم، والغاء قرار اجتثاث ثلاثة من قياديي العراقية وهم من عتاة البعثيين : رئيس جبهة الحوار الوطني صالح المطلك، وأمين عام تجمع المستقبل ظافر العاني وراسم العوادي، وذلك لتأهيلهم في الساحة السياسية لاسيما المطلك الذي تردد وراء الكواليس تقليده منصب وزير الخارجية، ليقوم باخراج الأكراد من السفارات ليملأ بها الكادر البعثي كما في عهد المقبور، حتى الانتخابات التشريعية القادمة وفوز الأكراد ومطالبته بمنصب وزارة الخارجية وهكذا دواليك!، لكن جلسة البرلمان استمرت رغم ذلك وتم انتخاب رئيس له ونائبين، ثم انتخاب رئيس للجمهورية الذي كلف رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، بتشكيل الحكومة في مدة اقصاها 30 يوما حسبما نص عليه الدستور في الفقرة رابعا من المادة 76: يكلف رئيس الجمهورية الكتلة البرلمانية الاكثر عددا بتشكيل الحكومة خلال فترة زمنية لاتتعدى 15 يوما منذ تاريخ انتخاب رئيس الجمهورية،
، وتم رفع الجلسة إلى يوم غد السبت 13/11/2010
ولم يعد رئيس القائمة العراقية إياد علاوي حتى بعدما هاتفه الرئيس الأمريكي أوباما بضرورة العودة إلى القاعة، لكي يتم اكتمال النصاب القانوني وانتخاب الرئيس، ويقول عثمان في ظل انعدام أجواء الثقة أيضا!!.. إن "العراقية وبعد أن أخذت (أنظر إلى كلمة أخذت المحاصصية!!) رئاسة البرلمان وحظيت بتصويت الكرد أثاروا موضوع الورقة ولم يصوتوا لرئاسة الجمهورية"!!.
لكن العراقية "ردّت/ بالعراقية الدارجة!" اليوم أي أعلنت عن معاودتها الحضور إلى جلسة البرلمان الثانية يوم غد، بحسب أحد قيادييها جمال البطيخ، بعد إزالة سوء الفهم في جلسة أمس كما قال، وكأن سوء الفهم وقع بين صديقين في مقهى بباب المعظم على لعبة (الدومينو) وليس حاضر العراق ومستقبله، بل وكأن العراقية التي تمثل الكثير من بقايا البعث، بما لهم من امتدادات مع الأنظمة العربية، وتخادم معها لايصب في مصلحة العراق بعد سقوط صنمهم، لم تتمكن من إزالة سوء الفهم بعد ثمانية أشهر من الانتخابات التشريعية والحوارات والاجتماعات والمؤامرات!، التي شاهدنا القليل القليل منها يوم أمس على شاشة التلفزيون، فابرز للعيان عظم القضية العراقية من جهة، وقلة الشعور بالمسؤولية الوطنية والتأريخية والأخلاقية من جهة ثانية!
وأرجو أن لايكون زعل العراقية و"ردتها" سُنَّةً في البرلمان، إسوة بزعل نواب الفضيلة في الدورة السابقة، أو نواب التيار الصدري وانسحابهم من البرلمان سنة 2008 ، احتجاجا على توقيع المعاهدة الأمنية بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية لا شعورا بالمصلحة الوطنية العليا، بل لتنفيذ أجندات ولاية الفقيه في العراق، إلى حد أن زعيم التيار المختبىء في قم دعا أنصاره إلى غلق المكاتب ونشر السواد وإقامة سرادق العزاء احتجاجا على الاتفاقية!، وقبل ذلك كلنا يتذكر الخلاف الحاد بين التيار والطيف الشيعي والحكومة المؤقتة سنة 2003 و2004، وكان مقتدى سعى بعد سقوط النظام إلى اقامة حكومة ظل بدل الحكومة العراقية التي عينها بريمر، وكان مقتدى عين وزيرين للخارجية والدفاع، لكن انحسر دوره وظل مناصروه يسعون إلى اخراج التلاميذ الصغار في مظاهرات للمطالبة بإلغاء عطلة السبت الأسبوعية!
وإذا كان التيار (طيار بلاهدف) فإن زعماء العراقية خبروا السياسة العراقية والعربية وشحذوا رؤاهم بالاستناد إلى مصالحهم الشخصية والمناطقية، وبهدي من فكرهم الشوفيني وعزمهم العودة إلى الحكومة تختلف عن أجندات التيار وكوادره، فالعراقية اليوم عازمة على عدم ترك العملية السياسية مهما كلف الأمر، مثلما حدث في سنة 2006 وحرمان جزء عزيز من الشعب العراقي، من ممارسة دوره في الانتخابات التشريعية الماضية، وها هي تسعى - أي العراقية - بقوة إلى أن تكون جزءا من حكومة الشراكة الوطنية لتعزيز المكتسبات التي حصلت عليها، وهكذا أصبح واضحا أن زعلها و"ردتها" لايستندان إلى الأرضية الوطنية ولا إلى المصالح العليا للبلاد.
لكن في إطار الضغط على الفرقاء على الطريقة العراقية بـ "الزعل" الذي يمكن أن يضيع فرصا سانحة لتشكيل الحكومة والنهوض بواقع العراق الماساوي لجهة ملفات الارهاب والفساد والسياسة الخارجية وغيرها.
وإلا من يكن هؤلاء الثلاثة المذكورون المدحورون ليقفوا حجر عثرة في طريق جلسة برلمانية طال أمد انتظارها، وتسمر الملايين من العراقيين مساء أمس امام (شاشات التلفزيون) في داخل العراق وخارجه ليشاهدوا نقلا مباشرا لمايدور تحت قبة البرلمان بين قادته، ومن يمثله بعد ثمانية اشهر من المحادثات وراء الكواليس.

وبدلا من الاحتكام إلى نتائج الانتخابات واحترام ارادة الناخب العراقي والدستور والزمن المهدور، فإن ماجرى في جلسة البرلمان الأولى وانهيار الجلسة الأولى بمجرد البدء بتوزيع المناصب، تشير إلى التوافقات الأمريكية والسورية والايرانية والتركية التي لم تترك المجال للسعودية عبر العراقية إلى أبعد مدى، ومما يؤسف له حقا، أن العملية السياسية تبلورت إلى فريقين هما فرسان الطائفية السياسية وبقايا البعث، يمثل الأولى التحالف الوطني (الاسلام السياسي) وعلى هامشه التحالف الكردستاني حليفا قويا للحصول على مكاسب سياسية آنية (مناصب/أموال/نفوذ) واستراتيجية بعيدة المدى (كركوك) وربما قطعا من الأراضي المتنازع عليها نزولا إلى بدرة وجصان (من يدري!!؟)، ووجدت ثمانية أشهر من الحوارات والحراك السياسي منصب ترضية لزعيم القائمة العراقية ورهطه من بقايا البعث وهو "رئيس المجلس الوطني للسياسيات الإستراتيجية"، ويبدو أنه تم الاتفاق على أن يكون جزءا من السلطة التنفيذية ليحل محل "مجلس الأمن الوطني" وله ميزانية مستقلة شأنها شأن الرئاسات الثلاث وتقر في قانون الموازنة العامة، ويضم المجلس (الشؤون السياسية/ السياسات الخارجية والداخلية/ الشؤون الاقتصادية والنقدية/ الشؤون الامنية والعسكرية/ شؤون الطاقة/ النفط/ الغاز/ الكهرباء/ الماء/ وشؤون البيئة والامن الغذائي)، وتكون مهمته إدارة الملفات الأستراتيجية (الاقتصادية/ السياسية/الأمنية/الخدماتية والطاقة)
وهكذا نفهم أن المحاصصة القومية والطائفية عادت بقوة هذه المرة، بل وترسخت منذ الجلسة البرلمانية الأولى وستسري في مفاصل السلطة التنفيذية (الحكومة)، ومازعل العراقية و"ردتها" إلا جزء من تذكير قادة الكتل التي رضيت بالاتفاقات ضرورة الايفاء بالتزاماتها!

رغم كل ماتقدم وكل ماقيل وسيقال لاحقا، فإني متفائل بسير العملية الديمقراطية في بلد العجائب والغرائب!، لقد أرسلت الجلسة الأولى للبرلمان وانتخاب الرئيس وتكليفه المالكي بتشكيل الحكومة، أكثر من رسالة واضحة وقوية : إلى دول الجوار لاسيما السعودية ومليكها الوهابي بأن العراقيين قادرون على حل مشاكلهم في بلدهم دون الحاجة إلى طائف عراقي بالرياض بعد موسم الحج، ورسالة إلى الارهاب ومن يقف وراءه بان الارادة العراقية الديمقراطية انتصرت عليهم وعلى من يقف وراءهم، ورسالة إلى الكتل السياسية نفسها بعدم جدوى إعادة الانتخابات التشريعية مرة ثانية، ورسالة إلى الشركات والاستثمارات للدخول إلى العراق بعد تشكيل الحكومة واستقرار الأوضاع الأمنية في العراق خلال الأربع سنوات القادمة، ومن هنا يقع على عاتقنا نخبا سياسية واعلامية وكشعب يتطلع إلى المستقبل بعد عقود حكم البعث الدكتاتورية والدم والدموع، مسؤولية تقوية العهد الجديد ونقده وتقويمه، حتى يمتلك العراقيون إرادتهم الوطنية بأيديهم وثرواتهم وتتوحد كلمتهم لبناء الدولة العراقية الديمقراطية الدستورية.
12/11/2010
tarikharbi@gmail.com
www.Summereon.Net


70
كلمات
-341-
طارق حربي
الجلسة الأولى للبرلمان العراقي (ملاحظات أولية)

حسم قادة الكتل السياسية في اجتماعتهم في أربيل وبغداد خلال الثلاثة أيام الأخيرة : مسألة المساءلة والعدالة وملفات المصالحة الوطنية والالتزام بالدستور والتوازن في السلطة والتوافق في اتخاذ القرار، وبدأت جلسة مجلس النواب في السابعة من مساء اليوم الخميس، وتضمنت في مستهلها أداء اثنين من أعضاء المجلس اليمين، ثم أعلن رئيس السن لمجلس النواب فؤاد معصوم عن بدء عملية الاقتراع لانتخاب رئيس للمجلس ونائبين له.
وفاز القيادي بالقائمة العراقية أسامة النجيفي بمنصب رئيس مجلس النواب بعد حصوله على 227 صوتا من اصل 295 صوتا للنواب الحاضرين، وفاز قصي السهيل (التيار الصدري) بمنصب النائب الأول وعارف طيفور (التحالف الكردستاني) بمنصب النائب الثاني.
والقى رئيس البرلمان كلمة متوسطة الطول نال ضمنيا في فقرات منها من أداء حكومة نوري المالكي، معددا مثالبها وفسادها في الداخل، وأضرارها على علاقات العراق بمحيطه العربي والاسلامي، وأنا أعتبرها رسالة إلى الأنظمة المذكورة لاسيما السعودية التي احتضنت القائمة العراقية سياسيا واعلاميا ودعمتها ماليا، بما فيها دعوة ملك الوهابية الأخيرة لاجتماع القادة العراقين بالرياض بعد موسم الحج، لما رآى من أمر انهيار العراقية محاولا سحب البساط من تحت أرجل مبادرة البارزاني يعني عصفورين بحجر واحد!

1- دخل حمايات أعضاء البرلمان وشوشوا على الجلسة وقام رئيس البرلمان ونبههم إلى ذلك أكثر من مرة، وشاهدنا النقل المباشر على الفضائية العراقية حينما دخل إياد السامرائي رئيس البرلمان السابق يحيط به حوالي سبعة من رجال حمايته الأشداء وهم ينظرون هنا وهناك ولم تسلم من نظراتهم القاتلة حتى منصة رئيس البرلمان!، ولاأدري لماذا يصطحب النواب حماياتهم من غليظي القلوب هل هو كشخة ونفخة عراقية أم توثب واستعداد لمقاتلة حمايات القوائم المعادية!؟

2- جلس الأخوة الاعداء : إياد علاوي زعيم العراقية بجانب نوري المالكي زعيم دولة القانون في الخط الأول من المقاعد، ولم نلاحظ أنهما تبادلا الحديث الودي من أجل شعب العراق الصابر المنتظر وواضح أن الجو كان مشحونا بينهما، وفيما كان المالكي يدير ظهره لعلاوي ويتبادل الحديث مع جلال الطالباني الجالس إلى يمينه، كان علاوي يلتفت إلى يساره حيث يجلس زعماء قائمته طارق الهاشمي صالح المطلك وغيرهما!

3- بعد انتخاب رئيس البرلمان ونائبيه بطريقة المحاصصة الطائفية والاتفاقات بين الكتل على توزيع المناصب، بدىء بالخطوة الثانية وهي انتخاب رئيس للجمهورية، لكن القائمة العراقية اعترضت في الاثناء، وأخرجت وثيقة موقعة من قبل رؤساء الكتل بمن فيهم رئيس الوزراء نوري المالكي، توضح أن "القائمة العراقية اتفقت مع بقية الكتل السياسية على إلغاء قرار اجتثاث القياديين فيها وهم رئيس جبهة الحوار الوطني صالح المطلك، وأمين عام تجمع المستقبل، ظافر العاني وراسم العوادي"، وأشارت الوثيقة إلى أنه اتفاق على تجميد عمل هيئة المساءلة والعدالة، واستبدالها بهيئة دستورية، مع إعادة النظر بجميع قراراتها التي اتخذتها منذ عام 2003 حتى اليوم.

4- وهنا بدأت الخلافات تدب بين الفرقاء، وأخذ كل فريق يطرح وجهة نظر الكتلة التي ينتمي إليها : ففريق التحالف الوطني يسانده التحالف الكردستاني، يرون في انتخاب رئيس البرلمان ونائبين له وانتخاب رئيس للجمهورية كفاية للجلسة الأولى، دون الخوض في إعادة المبعدين أو مناقشة  مجلس السياسات، وأطنب المغرمون بمسك المكرفونات وإطلالات الفضائيات في خطب انفجرت فيها الحساسيات في أول جلسة للبرلمان، كان مقدرا لها بعد ثمانية أشهر من اعلان نتائج الانتخابات التشريعية، أن تكون هادئة وتغلب فيها مصلحة الشعب العراقي، لاثلاثة من عتاة البعثيين الذين لم يقولوا كلمة طيبة في عراق مابعد المقبور، وراحت أصواتهم تلعلع في الفضائيات وترسل رسائل إلى الدول العربية، مفضلة حلولها لاستعصاء تشكيل الحكومة على الحلول في بغداد والبصرة وأربيل.

5- وهنا قرر رئيس البرلمان التصويت حول امكانية ادراج الوثيقة ضمن الجلسة الأولى أو يتم ابلاغها علنا وينتهي الأمر، فصوت 58 نائبا على ادراجها لاأكثر، ماحدا بانسحاب رئيس العراقية اياد علاوي ليتبعه أعضاء القائمة كلهم، وأومأ نوري المالكي للنجيفي بالاستمرار وسمع تصفيق واستمرت الجلسة، ثم سمع النجيفي يقول بأنه رئيس البرلمان ولم يعد عضوا في العراقية!، لكنه اثبت العكس بعد قليل ليتبع أعضاء قائمته ويترك إدارة الجلسة للنائب الأول، وقال قبل أن يترك مقعده "هناك نوع من عدم الثقة قد شاع بالجلسة، وإننا بحاجة إلى أن نكون أكثر إيجابية، خصوصا وإننا في بداية الطريق" ثم ترك قاعة البرلمان وكان حريا به البقاء حتى لاينفرط عقد الجلسة التي انتظرها العراقيون طويلا وعلقوا عليها كل آمالهم بأربع سنوات جديدة في مسيرة العراق الديمقراطية!

6- وتواترت الأخبار حول فشل الرئيس الأمريكي أوباما باقناع علاوي الذي هاتفه، بالعودة إلى قاعة البرلمان من أجل اشتراك جميع الاطراف بعملية انتخاب رئيس للجمهورية لكنه لم يقتنع وقائمته، التي أعلنت "ان انتخابات رئيس الجمهورية وتأجيل مطالبهم، ما هي إلا انقلابا على الاتفاقية السياسية التي اتفق القادة السياسيون العراقيون عليها في انعقاد جلسة مجلس النواب"، وكان على علاوي الامتثال لرئيس أعظم دولة بالعالم هي راعية العراق واغتنام الفرصة لتسير الجلسة الأولى بدون ازعاجات وتقاطعات!

7- عاد النجيفي بعد نصف ساعة وتم انتخاب جلال الطالباني (77 سنة) لولاية ثانية، بحصوله على 195 صوتا من أصوات اعضاء البرلمان الذي حضروا جلسة التصويت، وعددهم 216 نائبا في الجولة الثانية من التصويت بعدما فشل في الجولة الأولى، فيما اسقطت 18 ورقة اقتراع بسبب بطلانها، ولست مع انتخاب الطالباني لولاية ثانية، ليس لكبر سنه حسب لكنه لم يثبت خلال ولايته الأولى أنه عراقي بل كردي ووجوده في السلطة لتنفيذ أجندات كردية وكنا كتبنا عن ذلك في مقالات سابقة.

8- واضح أن ثمانية أشهر من الحوارات والتفاهمات والتحالفات بين الكتل لم تخفف من حدة الصراع الذي خرج من وراء الكواليس إلى العلن، وأعيد انتاج المحاصصة الطائفية والقومية بالتوافق على انتخاب رئيس البرلمان ونائبيه، وكذلك رئيس الجمهورية وتكليفه لنوري المالكي بتشكيل الحكومة الجديدة، لكني شخصيا متفائل بالديمقراطية الوليدة التي تشهد تعثرا وعلينا جميعا اسنادها وتقويمها وتعزيزها، أنا أعتبر أن جلسة اليوم ومهما حدث فيها من خروقات وتصاعدت فيها ذروة الأزمات، انتصارا على الارهاب الذي راهن على سقوط التجربة الديمقراطية والعودة بالعراق إلى الوراء، وآمل أن تنهض الحكومة الجديدة بمهامها بعدما فهمت الدرس للسنوات الأربع الماضية وتنزع ثوب المحاصصة ولو بالتدريج، وأن تكون حكومة خدمات للشعب المحروم الصابر وتقف بوجه التحديات الأمنية وتحسن علاقاتها الخارجية وتفتح الأبواب للشركات والاستثمار، وأن يصدر البرلمان الجديد حزمة من التشريعات الكفيلة بالانتقال بالشعب والوطن إلى مرحلة جديدة في طريق التجربة الديمقراطية الوليدة.

11/11/2010
tarikharbi@gmail.com





71
كلمات
-340-
طارق حربي
ذبح المسيحيين وتفجيرات بغداد الارهابية رسالة سعودية !


طارق حربي

عملية إرهابية نوعية، نفذها شياطين مايسمى بـ "دولة العراق الاسلامية" التابع للقاعدة المجرمة في بلاد الرافدين، هجوم مباغت قام به مسلحون على الأبرياء من المسيحيين العراقيين في كنيسة "سيدة النجاة" ببغداد فيما هم يؤدون قداس يوم الأحد الماضي.
عملية ارهابية جبانة راح ضحيتها 152 مواطنا بين شهيد وجريح، خلال ثلاث ساعات من عمر الزمن العراقي الملىء بالمفاجآت، وقبل قليل أعلنت قيادة عمليات بغداد فرض حظر للتجوال على حركة الاشخاص والعجلات في العاصمة، على خلفية سلسلة من العمليات الارهابية نفذت بـ (14) سيارة مفخخة في أنحاء متفرقة من بغداد، راح ضحيتها (323) مواطنا بين شهيد وجريح، في حصيلة غير نهائية مرجحة للارتفاع بسبب تواصل عمليات الانقاذ.
بغداد مجللة بالدماء والحزن والسواد في ظل مستبد صغير لايؤمن بالتداول السلمي للسلطة كما هو منصوص عليه في الدستور، وفرقاء لم يحتكموا إلى نتائج الانتخابات التشريعية فشتتوا جهودهم بين الفتاوى والأجندات الخارجية!
وبدل أن يجد المسؤولون والمستبدون في بغداد حلا لاستعصاء تشكيل الحكومة، وهي الكفيلة بحقن دماء العراقيين وحفظ حياتهم وأمنهم وكرامتهم، راحوا كالعادة يستنكرون ويشجبون العمل الارهابي ويتوعدون الارهابيين!، وأخرج محافظ بغداد رأسه من بين حطام الكنيسة وتبرع لذوي الشهداء والجرحى!، وبدا أن الساسة الجدد جاهزون للتبرعات لا إيجاد حلول جذرية للارهاب في البلد المستباح، ولم يغب عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى عن المأتم فدخل مواسيا!، ولعلع صوت الناطق الرسمي باسم الحكومة علي الدباغ مستمدا خبرة التصريحات من الفضائيات، وأخذ يجبر خواطر المسيحيين في الكنيسة الذين اعتصرهم الألم وراحوا يصرخون ويبكون ويصلون، ولو كنت مكان الدباغ لسكت واعتزلت السياسة وانصرفت إلى الأعمال التجارية (مهنة الدباغ)، بدل القاء الخطب الرنانة في المآسي العراقية وتبييض وجه الحكومة وهو جزء مهم منها..!؟
مذبحة المسيحيين وتفجيرات مساء اليوم وهذا العدد الهائل من الضحايا الأبرياء، هي رسالة سعودية إلى أطراف فاعلة في العملية السياسية، رفضت دعوة ملك الوهابية التي أطلقها قبل بضعة أيام، بطائف عراقي بعد موسم الحج، لإيجاد (حل!) بين الأطراف المتصارعة على المناصب في الحكومة القادمة، دعوة مثيرة للشك والريبة أراد من ورائها ملك الشر والارهاب، الذي أباح دماء العراقيين سنة وشيعة ومسيحيين وملحدين على حد سواء، سحب البساط من تحت أرجل الدعوة التي وجهها مسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان إلى الفرقاء للجلوس إلى الطاولة المستديرة، ونسف كل جهود التفاهمات والاتفاقات وماتم التوصل إليه لتشكيل الحكومة، وفيما يتوقع ملك الوهابية أن أطرافا مدعومة من نظامه ستقبل بطائفه الشرير وترفضه أخرى، أراد أن يكون ثمن لرفض دعوة ملك، لايرد له طلب في العراق الضعيف المفتوح من كل جهاته وعلى كل جروحه، وجاءت هذه الرسالة المؤلمة بعملية نوعية ذبح فيها المواطنون العزل، وتدخلت فضائية البغدادية البعثية واتصلت بالارهابيين لتسهيل مهمتهم، واشتبكت الخيوط الاجرامية بين الاعلام الموجه ضد الشعب العراقي ورؤوس الفتنة في الرياض والقاهرة!
وإذا كان وزير الأمن الوطني شيروان الوائلي، قام بتزويد القوات الأمنية بمعلومات حول هجوم محتمل على عدد من الكنائس ببغداد يقوم به تنظيم القاعدة الارهابي، لكن تلك القوات لم تتعامل مع المعلومات بجدية، رغم تأكيد قيادة عمليات بغداد استلامها لتلك المعلومات، فإن جزءا من مسؤولية ذبح المسيحيين، يقع على عاتق القوات الأمريكية والعراقية المشتركة، التي اقتحمت الكنيسة ولم تتفاوض مع الارهابيين على الرغم من تهديداتهم أنهم سيقومون بقتل كافة الرهائن لو اقتحمت هذه القوات الكنيسة!
وسرعان ماتبنى تنظيم ما يسمى بـ"دولة العراق الإسلامية " العملية الارهابية، وجاء في بيان له نشر على مواقع الارهاب التي تدعمها السعودية "صالت ثلة غاضبة من أولياء الله المجاهدين على وكر نجس من أوكار الشرك التي طالما اتخذها نصارى العراق مقرا لحرب دين الإسلام وأرصادا لمن حاربه". ، تبا لكم ومثواكم النار وقعر الجحيم والله إنها صولة الجبناء على الأبرياء، صولة المجرمين النجسين الذين يلوغون بدماء المواطنين العراقيين القانتين بين يدي ربهم الذي هو ربكم ورب الانسان والحيوان والنبات، إن المسيحيين المسالمين أبناء العراق الاصلاء لم يحاربوا دينكم ولم يقتلوا ذراريكم ولم يعتدوا على حرماتكم، لكنه التعصب الأعمى والارهاب المدعوم من نظام الوهابية الشرير، الذي لاينام له جفن حتى يعربد شياطينه في العراق العزيز لايقاف الحياة فيه والحيلولة دون بناء دولة المؤسسات الدستورية والديمقراطية!
إن كل أنواع الشجب والاستنكار لاتنفع أمام ضراوة العمليات الارهابية السعودية، وإذا كان ملك الإرهاب يريد ثمنا لطائف عراقي ولد ميتا ولم يكن أكثر من فرقعة اعلامية أعطيت أكثر ما تستحق، ويمكن أن تكون عملية سيدة النجاة ضمن مخططها الشرير، فإن ثمن هذه العملية الإرهابية عراقيا هي تقديم المسؤولين الأمنيين إلى المحاكمة لتقصيرهم في أداء واجباتهم بحفظ أرواح العراقيين، وعلى الحكومة وضع حماية خاصة على دور العبادة لاسيما الكنائس، لأن المسيحيين وكما يبدو من تسلسل صولات الجبناء هم الحلقة الأضعف وهدفا سهلا للتكفيريين، وقد هجروا من ديارهم وشردوا وقتلوا منذ التغيير حتى جريمة الكنيسة، وكذلك تشكيل الحكومة بأسرع مايمكن ووضع الحلول الجذرية لمواجهة الارهاب وحقن دماء العراقيين كافة بلا تمييز بين أديانهم وطوائفهم وقومياتهم.
2/11/2010
tarikharbi@gmail.com
www.summereon.net



72
 
شكرا قداسة البابا!..



طارق حربي

حنَّ قلب قداسة بابا الفاتيكان "بينيدكتوس السادس عشر" على شيعة جنوب العراق
تبرع بمبلغ 400 مليون دولار لبناء 5000 وحدة سكنية
في ثلاث محافظات جنوبية هي "البصرة والعمارة والناصرية"

الجنوب الأغنى بموارده الاقتصادية وثرواته الطبيعية والبشرية
الأفقر بمشاريعه
الأبعد عن التخطيط
الأقرب إلى الاهمال في العهدين
ينتظر صدقات الدول المانحة وبابا الفاتيكان
فيما كوادر الاحزاب الدينية التي تنكبت الحكم بعد التغيير تصلي وتنهب
تصوم وتسمن أرصدتها في البنوك العربية والاسلامية والعالمية
تؤدي الشعيرات وتبني "الدبل فاليوم" وترتدي أفخر أنواع "القوط" وتقتني السيارات الفارهة
وحينما يأتي موسم الحج تستحوذ على حقوق المواطنين من كبار السن وتستولي على مقاعدهم
طلبا للمغفرة و"تبييض" الذنوب في الحرم المكي !

سواء كانت عين الفاتيكان وإيطاليا التي كان لها (30) الف عسكري في قاعدة طليل غربي الناصرية..
على النفط والسياحة الدينية في أور وغيرها..أم لم تكن!
لم نجد أن المرجعية الرشيدة في النجف
التي تبني المدارس والمرجعيات في إيران والهند وباكستان وغيرها
رقَّ قلبها لمأساة (شيعتها) وبؤس حالهم!
لم نقرأ أنها تبرعت ذات يوم ببناء بيوت لهم : لا من البلوك ولا من الطابوق
لا من القصب ولامن الطين!
سترت حالهم والله يحب الساترين!

إيرادات الأضرحة الشيعية المقدسة السنوية
أين ذهبت ملياراتها من العملات العراقية والعربية والعالمية ..من الذهب والفضة!؟
فيما الملايين من العراقيين جائعون محرومون قبل الحصار وخلاله وبعده!؟
ستنقل شركة " تك كروب" الإماراتية وشركة "كليكندة" السويسرية معداتها
تبدا العمل في شهر نيسان المقبل في منطقة " مكير سيف " بالناصرية
فهل توزع البيوت على اعضاء الأحزاب الدينية فيما يبقى المواطنون العاديون في ذيل القائمة!!؟

حنَّ قلب المسيحي البعيد لكن لم يحن قلب القريب!
لم يحن قلب الحكومة الاتحادية على أهالي الناصرية إلا في مواسم الانتخابات لشراء الاصوات
ولم يحن قلب الحكومة المحلية المنتخبة بالصوبة والبطانية والكارت وحلفان العباس !
لم يرفع أحد منهم يده احتجاجا ويقول : أين ذهبت ثروات البلاد!؟
ولماذا يأتي الغريب ويبني لفقرائنا بيوتا من تبرعات المسيحيين وعرق جباههم!؟

2000 وحدة سكنية حصة الناصرية خصصت لكل وحدة 8 آلاف دولار
زائدا مرافقها من مدارس ومراكز صحية ومقرات إطفاء ومناطق خضراء وغيرها 
كم من 8 الفا سرقت منذ التغيير حتى اليوم ليضربها القارىء الكريم في سبع سنوات
ويزيد عليها آلام شعب الناصرية المعلنة في الفضائيات
لاعنة الفساد والاهمال وحواسم الاحزاب الدينية!

كم من 8 الفا كان يمكن أن تبني دارا
تستورد دواء
تخصص راتبا لعاطل
وامرأة بلامعيل
وتسعد طفلا محروما!؟

شكرا لبابا الفاتيكان الذي كشف عرينا أمام انفسنا وأمام فقرائنا في الجنوب الغني الابي
شكرا للبابا الذي كشف فساد مسؤولينا المواظبين على الجلوس في الصفوف الامامية في خطبة الجمعة
وزيارة المرجعية والتبرك بتوجيهها
عقد المؤتمرات الصحفية على عتبتها والتمسح بأذيالها
شكرا للبابا الذي رقَّ قلبه لفقراء الناصرية في حي التنك والصدر
والفتاحية والعراكَه في الشطرة
وكاع شراد في الفجر
والصليبية في سوق الشيوخ
وكل المناطق المنكوبة بفساد لاسلام السياسي!؟

رقّ قلب المسيحي - الذي يصفه الكثير من الشيعة بالكافر مع الاسف - على فقرائهم ومعوزيهم ومشرديهم
الذين يعيشون بين مستنقعات البعوض وتلال النفايات حسبما تنقله يوميا الفضائيات والمواقع الالكترونية
علما أن البابا لم تمتد  يده لثروات العراق يوما ولا المسيحيون.. بل سرقه المسلمون!
أقسم بالله إن مسيحيي العراق - سكانه الأصليون - الذين تعرضوا منذ التغيير حتى اليوم إلى قتل عوائل منهم بكاملها
وتشريدهم باسم الدين والطائفة
أحنَّ على العراق وثرواته وأمنه ومستقبل أجياله من الكثير الكثير من المتنطعين بالاسلام والطائفية والقومية

باسم الاسلام يذبحون شعبنا المسيحي في الموصل
باسم الطائفية يشردونهم عن بيوتهم ومدنهم
وباسم المسيح والكرسي الرسولي يبنون لفقراء الشيعة بيوتا  في الجنوب!

عاش قداسة البابا
وسقطت حكومة الفساد المالي والاداري
25/2/2010
tarikharbi_(at)_gmail.com


73
كلمات -274- مابال أهالي الناصرية الكرام وهدم قبور أئمة البقيع عليهم السلام..!!؟


طارق حربي

ارتفعت أعلام بعض العشائر والمواكب في مدينة الناصرية مساء الأحد الماضي، ضُربت صدور الشباب بحماس القبضات، خلال مسيرة عزاء انطلقت من أمام مسجد الإمام محمد الجواد في شارع الجمعة، متجهة إلى مسجد الزهراء مرورا بشارع الحبوبي مركز مدينة الناصرية، نددت المسيرة بالعمل الذي أقدمت عليه حكومة المملكة العربية السعودية سنة 1923 بهدم قبور أئمة البقيع الشيعة، (وقع الحادث بعد تشكيل الدولة العراقية بسنتين تقريبا أي قبل 86 سنة بالتمام والكمال ماشاء الله شوفو وين وصلنه..!!) و " قامت بعض المواكب الحسينية بنصب رمزي على أرصفة وشوارع الناصرية حاولت فيها تشبيه قبور أئمة البقيع بعد الهدم " ، كان شارع عكد الهوا سابقا والحبوبي لاحقا قبل 86 مزروعا بالورد والأشجار القصيرة ولم يشهد في تأريخه بدعة زرع القبور على الأرصفة!!، الله يعلم ماتأثيرها على نفسيات أهالي المدينة ممن يمتعضون من المسيرات الشمولية البعثية، لاسيما الأطفال الذين من المفروض أن يتمتعوا بالعابهم الطفولية البريئة في الحدائق وبين الزهور الملونة لامشاهدة القبور وشواهدها في شوارع الناصرية!
و " طالب المواطنون أثناء المسيرة ومن خلال هتافاتهم الحكومة العراقية والبرلمان بالوقوف موقفا جديا وشجاعا لإعادة بناء قبور أئمة البقيع لأنها تمثل رمزا إسلاميا شاملا " حسبما ورد في أحد المواقع المهتمة بشؤون وشجون محافظة ذي قار.
أولا هي ليست رمزا إسلاميا شاملا لأن المحيط السني الذي يبدو العراق الطائفي بعد التغيير جزيرة معزولة، لايعترف بالمذهب الشيعي وكفره منذ (حلف الدرعية سنة 1744 ميلادية، الذي قام بين الشيخ محمد بن عبد الوهاب والأمير محمد بن سعود، حلف بين السيف والعقيدة، شرعن الغزو الوهابي للعديد من مناطق المشرق العربي، بينها العراق الذي وقعت أولى الغزوات عليه في بداية القرن التاسع عشر، ويعود عدد من المؤرخين إلى تأريخ أبعد من هذا) *
ثانيا لماذا تطالبون برلمان الهنا والسعادة بترميم القبور ولاتطالبونه بتوفير الخدمات وفرص العمل وتحسين الحياة اليومية في الناصرية!؟
طبعا لاأحد يستطيع أن يقف بوجه مايعتقد به العراقيون شيعة وسنة ومسيحيين وأيزيدين وغيرهم من الطوائف ومايمارسون من شعائر، فحقوق المواطنين منصوص عليها في الدستور العراقي الذي بقي على الرف مع الأسف، فيما أخذت أحزاب الاسلام السياسي تسرح وتمرح وتفصل رغبات المواطنين على مقتضى هواها وآيديولوجياتها، وتتبارى في إشاعة ثقافة الموت في العراق الجديد الذي يفترض أن تنهض فيه المؤسسات الديمقراطية، وإعادة رسم معالمه الجديدة بدلا من التخريف والتجهيل المستمرين الذين استلمت فيهما الراية من الوريث المقبور صدام ونظامه الفاشي.
كذلك أوجه هذه الكلمات إلى النفر الضال من أهالي الناصرية : لماذا لم توجهوا راياتكم - بدل أن تطالبوا برلمان الهنا والعافية بإعادة بناء قبور البقيع- بإعادة الكهرباء إلى بيوتكم!؟
ورفع تلال النفايات عن أبوابكم وشبابيككم!؟
وتحسين الخدمات الضرورية لحياتكم ومستقبل أجيالكم!؟
لماذا لاترفعوا الرايات ضد الفاسدين والمفسدين ضد مكاتب المراجع (العظام) في الناصرية والنجف وكربلاء، الذين استأثروا بالوظائف (لحبايبهم!!) وأموال اليتامى والمساكين وفقراء العراق، لبناء العمارات والمشاريع وتأسيس الشركات في إيران وسوريا ولبنان وبريطانيا!؟
لماذا لم ترفعوا أعلامكم ضد الحكومتين (المحلية والمركزية) اللتين أهملتا المواطنين في ذي قار إلا في مواسم الانتخابات!؟
طبعا أنا هنا لاأقصد الموظفين والمعلمين الذين تنفسوا الصعداء مؤخرا وتنعموا بعض الشيء بخيرات بلادهم، لكن الطبقات المسحوقة في عموم شعب ذي قار العزيز، ويعرف مواطنو الناصرية نساء وأطفالا لامصدر رزق ثابت لهم يعينهم على صعوبة الحياة اليومية، وهذا هو فريق إعاد إعمار ذي قار ( PRT) يوزع يوم السبت الماضي نحو (1000) سلة مواد غذائية على عدد من العوائل المتعففة والفقيرة في المحافظة!!، لماذا فقيرة ومتعففة في بلد البترول (بلغت ميزانيته لسنة 2009 أكثر من 70 مليار دولار) وبيادر الحنطة والشعير والنهرين وبقية الثروات والخيرات..!!
أليس هذا كله من بركات الأحزاب الدينية في العراق الجديد!؟
لماذا لاترفعوا أعلامكم ضد مكاتب حزب الدعوة الذي تبرع ممثلوه في مجلس محافظة ذي قار السابق بأكثر من نصف التيار الكهربائي إلى حزب الدعوة (فرع بغداد) وتركوكم تتشاكون وتتباكون ولاأحد يسمع نداءاتكم المتكررة الخجولة!؟
أقول خجولة حيث لم نسمع عن قيام تظاهرة كبرى تطالبون بها بارجاع ماسلب منكم وهو حقكم في الحياة الحرة الكريمة، وتجعل الحكومتين تعيدان النظر بحساباتها أزاء شعب ذي قار المحروم في العهدين، وكان بضع عشرات من المواطنين تظاهروا قبل فترة وقابلهم نائب المحافظ حسن لعيوس ووعدهم خيرا، لكن لم يحصلوا على شيء من هذا الخير حتى اليوم..!!
مالكم ومال السعودية التي تسخر من أعلامكم ومسيرتكم الطائفية التي لن يستفيد منها إلا طرفان : أحزاب الاسلام السياسي وواضعو عصيهم في عجلة العراق الناهض الجديد،  وعلى رأسهم إيران والسعودية وسوريا البعثية، مالكم ومال السعودية ذات الاقتصاد العملاق في الشرق الأوسط، إنكم تناطحون جبلا فهذا البلد الذي تقوده حكومة هي وريثة عبد العزيز الذي وحد الجزيرة العربية بالسيف والقرآن، وصلت فيه الاستثمارات إلى (تريليونات) الريالات سنويا، عدا موارد النفط والحبوب وورد تبوك وتمور عسير وماء القيصوم وغيرها من الخيرات، فيما وصلت درجة الرفاهية فيه إلى أن ينفق مواطنوه نصف مليار ريال سنويا أيضا على شراء (الكرزات) فقط، وهجر المواطن السعودي البعير إلى الكاديلاك والشوفروليت ويجرب حاليا أجنحة الانسان الطائر وغيره من المكتشفات العلمية الحديثة، مواطن هانىء سعيد مرفه لاتنقطع عليه التيار الكهربائي وتظلم الدنيا في عينيه مثل تظلم سينما البطحاء الشتوي!!، ولايذهب إلى المنظمات الانسانية طالبا (كراتين الطعام المجفف!)، لكنه تماهى مع حكومته وتواطأ بلاضمير وجعل يرسل إليكم الارهابيين لذبحكم في الشوارع والأسواق المزدحمة، فأين ستصل بكم وتوجهكم الأحزاب الدينية التي تنهب ثرواتكم وتخرجكم ( كما أخرجكم صدام المقبور من قبل) في مسيرات مليونية إلى النجف وكربلاء، وهذه المرة تريد الأحزاب تصدير فشلها في حكم العراق فأرسلتكم للمطالبة بإعادة بناء قبور الأئمة في البقيع!!؟؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
  * كتابنا "جمهورية رفحاء" صفحة 11
30/9/2009
http://summereon.net
tarikharbi@gmail.com





74
المنبر الحر / كلمات
« في: 23:17 20/01/2008  »
كلمات
-170-
طارق حربي
من يبني المستشفيات في العراق :عادل عبدالمهدي أم الحكومة العراقية!!؟
   تبرع السيد نائب رئيس الجمهورية الدكتور عادل عبد المهدي، خلال زيارته الأخيرة لمدينة الناصرية، بمستوصف حديث لهذه المدينة المنكوبة بالأمراض والتخلف وحرامية العهد الجديد، وأقرأ الآن (تبرع الدكتور عادل عبد المهدي بمبلغ (350) ألف دولار أمريكي كمنحة مالية شخصية هدية منه الى أهالي مدينة الرميثة لغرض بناء مستوصف صحي متكامل من حيث البناء والأجهزة الطبية والمستلزمات العلاجية الأخرى الخاصة بالمستوصف)، وربما نقرأ قريبا عن حلقات جديدة لهذا المسلسل المؤسف، الذي يربي الشعب العراقي على الهبات والتبرعات وليس نيل الحقوق، ومنْ منَ المسؤولين تبرع أكثر من الآخر، فيتم التفاضل والتنافس بينهم، لجهة المذهب والعضوية في البرلمان العراقي، أوكسب التأييد للانتخابات القادمة، أو رضا المرجعية والشيوخ!
   وهكذا تصبح عادة لدى المواطنين في العراق الجديد أبو الحقوق الدستورية، انتظار بركات السيد نائب رئيس الجمهورية، او غيره من المسؤولين، وسيحدث في المستقبل مالايرتضيه أي مواطن لديه شعور بالمسؤولية على شعبه ووطنه، إذ كلما تفشى مرض في بلدة ما، هرع الناس إلى السيد النائب يرجون تبرعا جديدا، لم لا وقد سبق له أن تبرع لأهالي مدينة  الناصرية والرميثة وغيرهما، وتضيع حقوق الناس على الحكومة العراقية، وهم أصحاب النفط المنصوص عليه في الدستور، يعني بياعة نفط حالهم حال المواطن الخليجي، لو وزعت الثروات توزيعا عادلا، وبلغت ميزانية العراق حسبما أعلنت في الصحافة مؤخرا 48 مليار دولار، وهي كافية لو تقدمت الحكومة وليس السيد النائب، بخطط طموحة لبناء مستشفيات حديثة في أنحاء العراق كافة، حيث تنتفي الحاجة إلى التبرعات التي هي إحدى وجوه الكدية، لشعب أبيّ وغنيّ بثرواته، ينتفي الوقوف على أبواب المسؤولين، والهبات الشخصية للأفراد والجماعات التي لاتصدر، إلا عن فكر فوقي أبوي، وليس حقوقيا على الدولة والعقيدة الوطنية العراقية!
طبعا لاأحد يرد مستشفى يُشاد في مدينة يتفشى فيها (طب العرب!)، وتشيع في أنحائها السمعة السيئة للمشعوذين، والمستغلين لأمراض البشر وأوجاعهم، وتجلس في أبواب مستشفياتها الكئيبة بائعات القناني الملوثة، وسوى ذلك مما يصلنا : الرشاوى في المستشفيات مثلا، لكن اين هي برامج الحكومة الوطنية في إعادة إعمار العراق، أين خطط تنمية الأقاليم ومساعدات الدول المانحة!؟
ثم من أين للسيد عادل عبد المهدي، كل هذه المبالغ ليتبرع بها (تبرع قبل فترة بربع مليون دولار لشيخ الأزهر سيد طنطاوي وردها الأخير وكتبنا عن ذلك في حينه!) ويبني مستشفيات ومستوصفات!؟
هل تبرع بها من ماله الشخصي أم من خزينة الدولة!؟؟
tarikharbi2@getmail.no
http://summereon.net
http://summereon.net/tarikharbiweb.htm

صفحات: [1]