عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - ناصر الثعالبي

صفحات: [1]
1
أدب / طواحين في ثرثرة المساء
« في: 21:15 06/04/2020  »


طواحين  في ثرثرة المساء


ناصر الثعالبي

1
حين تدور طواحينُ الهواءْ
تغرقُ الفقاعاتِ في المخاضْ
2
في الغروب ِنودع أصدقَ ما نفعلهُ
لنستقبل خياناتَنا في الظلامْ
3
الرهانات الخاسرةُ
تكشفُ عورات النجاحات ِالتي خسرتْ
4
قال أنني
لم أشِ بك!
وحينَ أغمضَ عينيهِ.
قلتُ
ليتك فعلتْ!!ّ
5
تغادُرُنا ألأُمنيات صارخةً
العاجزُ رأسُ مالِهِ ألأُمنياتْ
6
ألشمسُ لا تخجل من شعاعِها حينَ يدخلُ نوافذَ الفاسدينْ
لكنها تتمنى أنْ تغيب عنها
أنها مجرد أمنياتْ
7
لا تنزعوا جلودَكم في الرخاءْ

دعوها واقيةً لكم في الشده

8
لا أحد يغرقُ في المستنقعات
إلاّ من يألفُ العيشَ فيها؟
9
لا تغرقْ في قاعِ النهرِ ألذي تعرفه.
فيفسد ألآخرون خلودَك ألأبدي
في ظاهرة الغربه

10

اسبحوا ما شئتمُ في بحرِ الوهمْ
لكنكم ستستفيقون عند إصطدامكمْ في القاعْ
11
للأميرةِ التي تنتظرُ الفجرَ لتعودَ مزهوةً بالندى
ومؤزرةً بالبروقْ
.أجمعُ همساتِ الشتاتِ صوتاً يناديها
12
لا تسدْ بابك في وجهِ الريحْ .
فلعلها أن تشذبَ ما علقَ فيهِ من خياناتِ الأيام.
13
لا تجعلْ ألأمنياتِ تتسول التحقيق فتفسد عليك

إرحلْ إليها حاملاً ألإصرارْ ..
وحينَ تفشل
قلْ لنفسِك أنني حاولت



2
أدب / الرأي
« في: 16:56 28/03/2020  »
الرأي
أُهديتُ فيك وأنت أولَ هادي
يا عاديا ًبوركتَ كونك عادي*
بيني وبينك مذْ  غنيت لي أَلَمك
أنامُ بينَ تفاوتِ النُقادِ

أرخيت حبلَ سفينتي فمشتْ
كسلى تدكُ مضاربَ الأحقادِ
شمسي وشمسُك لم تكنْ غيرَالرجا
أنْ يصبحُ الانسانُ طيراً شادي
أمسي تعاتبهُ النجومُ بهمسِها
أما مَلَلتَ حكايةَ الروادِ؟
أما مَلَلتَ وأنت تركضُ عارياً
بينَ الرماحِ معفراً بسوادِ
أشكوك أمْ أدعو عليك بمعجزٍ
يغتالُ فيكَ تزاحمَ الأضدادِ
أتعبتني دهراً  فما لك لا تعي!
قد ذقت ذرعاً بالسلام أنادي
أُعْطي السنينَ بكلِ طيبةِ خاطرٍ
عزلاءَ بالحيطانِ والأصفادِ
وتردُني طيفاً يغازلُ نومَهُ
لا يستقيمَ بصحوةٍ وسهادِ
وَلَيت وجهيَ صوبَ حتفيَ طالباً
مجداً أُقايُضهُ ببعض رقادِ
فوجدت أن ألحتفَ أسهل نيلهُ
من ان أنام بصحبة الأوغادِ
وتعددتْ سبل ُالمنونِ فنلتها
كلاً وأصبحَ عيشُها كقتادِ
وتنمرتْ شبهُ الرجالِ بجهلِها
 وتَنَمْرُ السفهاءِ عنديَ عادي

*بسيط، مألوف، معهود، غير متجاوز مستوى عامّة النَّاس



3
أدب / البدء
« في: 21:20 21/03/2020  »


البدء


ناصر الثعالبي


1
سأبدأ من نهاياتِ المسافة ِ
راسماً ظلي على وجعِ الطريقْ
أبدو كسارية ٍ تطاردها العواصف ُ
ثم يحضنها البريقْ
الليلُ ظل  الأرضِ
لكنّ المسافةَ وَحْدَها ظلي
ألوذُ بعريها
وطناً  يسورهُ الحريقْ
2
ألضياع
من أينَ...؟ ضاع ألإتجاهُ
فعربدتْ بالروحِ أغنيةُ الفراقْ
(أحّاه) يا وجع العراقْ*
يفزُ خوفي مثلَ جُرحي
في دهاليزِ الشقاقْ
أُواه  يا نزفي المدللْ
لم يعدْ بيني وبينك رابطٌ   للإنعتاقْ
3
الرجوع
غرقتْ مصابيحُ المدينةِ فانتظرت الفجرَ
يسترني
ولكنّ الخوراجَ أوقدوا كلَ الدروبْ
فنسيت تاريخَ المدينةِ
واستجرت بحكمةِ أبن العاصِ
درباً للهروبْ
وحملت  ( مشكاة الذنوب)
من حكمةِ الرجلِ الكذوبْ
4
الرؤيا
في الليل ِتمطرني عفاريتُ السياسةِ  بالحرابْ
ولدٌ شقيٌ طاردته  الريحُ في  مدنِ الضبابْ
يبكي حزيناً كلما مرت به ريحُ الشبابْ
ياريحُ ...ياغرقي
ويا صوت ُالعذابْ
من أين أبدأ ...؟ والخطوطُ تشابكتْ
وحصدت أحلام َالسرابْ
5
الرهان
عصيٌ عليك  ...
على ساترِ الموتِ ..
حتى على ساترِ الإغترابْ
عصي ٌعليك
حتى بإسمي
بروح إنتسابي إلى ألإنتسابْ
فَلمْلِمْ   جحوشَك  وارحلْ
أما حان وقت ألأيابْ؟
6
هواجس
 خذني الى حيث شئتْ
وكفنْ شجوني برملِ بلادي
فقد خانني العمرُ في نصفهِ مرتينْ
7
للبهي السماوي يحيى
قلت لي طبقياً انا؟
وريكانُ هذا الحبيب يقول
بأني   _ كأني نصير –
لكل عذابات ِتلك الشعوبْ
وأنتما - في الفكرِ- مختلفان؟
فدعني أُغَلب ريكان هذا الجليل
عليك
فنحن بمنزلنا
لا يصون  صاحبُ البيتِ في لجةِ الموتِ
إلاّ الضيوفْ
*أحاه ..كلمة شعبية دارجة تعبر  عن شدة الألم





4
أدب / غياب
« في: 22:44 11/03/2020  »
غياب
ناصر الثعالبي
مُدي على الريحِ ما تلقين من خبري
فربما عاودت أسفارهُ قدري
يعاند الريحُ طيراً مسهُ سَغَبٌ
واهي الجناحين لا يقوى على سفرِ
يُكاد يُقتلني في وحدتي ضجرٌ
فكيف أهربُ يا رباه من ضجري
أنا المغردُ لا صوتٌ يسامرني
خالي الوفاضِ أُنادي دورةَ القمرِ
ألا يناجيك سمّارٌ على شجنٍ
ولا شدوا بكؤوس نشوةَ السمرِ
ولا تجولُ على ألإطناب لثغتهمْ
ولا تمايلتِ الغيداء ُمن سُكرِ
فديت رشفةَ خمرٍ من مباسمِها
تُشفي الفؤادَ وتُرخي شدةَ الوترِ
أيا (جميلٌ )*  ألا تغزو بفاتنةٍ
من القصائدِ تمحي حالةَ الكدرِ ؟
فما أبالكَ إلّا البحرَ تُقطنهُ
بيضُ اللآلئِ بينَ الموتِ والخطرُ
فهبْ لنا من بديع ِالشعرِ أجوَدَهُ
فالليلُ سكرانَ لا ينفك من سهري
وها أنا من لُقى في دربِ عاثرةٍ
تُصِكني بجيوبٍ صكَ مُدخرِ
*جميل حسين الساعدي  الشاعر المبدع الرقيق

5
أدب / سراب
« في: 14:53 01/03/2020  »
سراب
ناصر الثعالبي

كيف لي أن أعيشَ فيك ؟
يا أنتَ أيها السرابَ الذي يلمُ أرقي
ويوسدُ رأسي منافذَ الرياح
حينَ تَطيرُ مني قصاصاتِ الذكرى
تصرخ غاضباً
إحْبِسْها في قفصِ النسيان
هربَت مذعورةً إلى مداخلِ ألأنا
***

كيفَ لي أن افكَ خِصامَ ماضيكَ وحاضرك؟
هذا أنت تطيرُ قاطعاً مساراتِ عودةَ الصحو
تتغنى بأنك خدعتَ الملموس
وصيّرتَ الوهمَ بديلاً يعتاده الناس
وعبدتَ طرقَ العقلِ بدخانِ الأحلام
ناسياً بين طوفانِك ومضةَ ضوءٍ
بددتْ الدخانَ وشتتتْ الوهمَ
فدفعتْ أمنياتَك لقاعِ النسيان
وبقيتَ حالماً تستجدي الوهمَ أن يعود    !
تتناسل دواخلك مستجدات
تعيش تحت خط الصحو
تفرز ثوابتُها المتحركةُ  قبعاتٍ زرقاء
وتعادلُ توازنَها خطوط ٌحمراء
أغرت السرابَ أن يشكلَ منها
طيفاً لشمسٍ غاربةٍ
ابتلعته شواطئُ الأنفاسِ اللاهثة
فتقيأته بحراً من الدماء
غرقت فيه سفنٌ مزقها ألذنبُ
فتابت مستخدمةً  سراباً  آخر
وقبعاتٍ أخرى
تخترقُ صمتَ السلامِ بيافطاتِ الموت   




6
أدب / طيف في غبش الاقحوان
« في: 03:35 02/02/2020  »


طيف في غبش الاقحوان


ناصر الثعالبي

لكل شهداء الحرية والعدالة

تمر علينا كما الصبحُ توقظَ غفوتَنا
وترمي إلينا سلالاً من الدفء والعافيه
يداك ُتلَوٌحُ
– منذُ التقينا على ساحةِ المجدِ -
حذار... أن الطريق طويلُ
..وليس مفراً سوى القافله
تُقابلُنا
كأنك فينا تعيشُ
وليس لدينا سواك سخيا
وما زَرَعَ الموتُ فيك إنتهاءً
ولا شطَ منك الطريقُ
رأيتك في وجه أمي تُصافُحنا
وفي بسمةِ الطفلِ عند ألمساء
وتسأل هل كان يوم اللقاء سعيدا ً ؟
كأن السنين تزفك مبهورةً في اللقاء!
تمر علينا وفي كل يوم نمر عليك
تسامرنا
تبددُ أحزانَنا
فنزهرُ مثل الحياةِ
ومازال جرحك بين القلوب يعيش
كأنك لم ترتحلْ!
وإن دماءَك بين الجبالِ
وبين السهولِ
تدون مأثرةً للسلام
وبعضاً من الرفقةِ النادره
تساميتَ فوقَ الطغاةِ
وفوقَ جنونِ الحروبِ
وفوقَ المجازرِ..فوقَ المشانقِ
فوقَ الخيانةِ والإرتزاقِ
فكنت نبياً يوشمُ صدرَك سيلُ الرصاصِ
لتفتحَ للناسِ هذا الطريقَ
إذا ارتَدَتْ النخبةُ السائره
لك المجدُ في كل عامٍ تصيحُ الجياعُ
وفي كل يومٍ تُطاحُ القلاعُ
لك المجدُ في الهبة القادمه




7
قصيدتان
ناصر الثعالبي
اعتقال
لإمرأةٍ دخلت الجحيمَ منتصره


داهمني ... في غفوةِ الصيفِ

يحمل وجهَ الشتاءِ

ومن صوتِهِ المكتئبْ

عرفت بأني سجين
تسلقت اهدابَ أمي كطوقِ نجاةٍ

وألهمومَ ألتي لا نراها

ولكنهُ قال لي :
ترجلْ

لا وقتَ للإنبهار

فرشت قراءآتيِ ألأوليِةَ في المعتقلْ

أخفيت منها تراتيلَ فاجعةِ الكردِ ..
والمخبرينَ في ألجبهة ثانيهْ
وجيشاً من ألجاش (1)
وبعضَ حكايا
عن ألزنجِ في ألبصرةِ الحالمهْ

وبعضَ سطورٍ عن الشوقِ..

في موسمِ ألموتِ وألأنتظار

وعن صبيةٍ كالنهارْ

وعن نسوةٍ مثلَ قنديلِ بحرٍ

تطاردهُ الأمنياتْ

أخفيت كلَ الينابيعِ ...كلَ الجبالِ

وفي ألريحِ حينَ تحطُ ألثلوجُ
وكارة
(2) لا زالَ فوقِ السحابِ
تقول النصيرةُ

ما ملني الشوقُ يا سيدي

فلي موعدٌ في الصباحْ

غدا ترحلين ؟؟

فأي ألجبال ألتي تحتوي قدميكِ ؟

وأي السهولْ؟

(وها أنذا..... يقتادني ألحرس ألسلطوي.... )

وبعض رفاقِ ألهزيمة

يقولون خبأت رحلتَها في ألنجومْ

وإن ببغدادَ  ....
سر ألقيامةُ سوف يقوم
وألعسس ألخاملين
يأتون مثل اجتياح السيول

لأن( مناشيرَ )عانقها ألزهرُ كانت هناك

2

الأنتظار
لفارس ينتظره الجميع
 
تقدم ..  فلا ألصحو يثنيك في حالة ألإنكسار
ولا زحمة ألهاويه
ففي كل درب عيونٌ
وفي كل باب نزيفٌ
وفي كل طيف نهارْ
وفي عتمة الزاويه
تقدم ...
ودع ما تراه على رفةٍ من جناح ألقطا
وخذ ْمنها خفتها في المسير ِ
فلا الليل ُ
يغسل عينيك من نظرةٍ خاويه
ولا سعةُ ألإنبهارْ
على شفةِ الجرح ِودعْ هواكَ
ومدّ جناحك فوقَ ألتوسلِ ِ
بين جذور الزهور ِ
على رايةٍ حين يدنو المزارُ
وقلْ أن جرحك مازال في حالةِ ألإنتظار ْ
وأنك مازلت فوقَ الحصونْ
وإن فاتك ألركبُ
أركبْ على زورقٍ من محارْ
وزين مجاذيفك ألسمر
في لهفة الشوق للإنتصار
تقدم
وقل أن للريح هيبتها
ولي كل سوح ألنضالِ
وخذ للقتال جنونَ الرياح ِ
وودع بقاياك في الحجرات الفساحْ
فقد آن وقت المسار
فخذ من حصى ألأرض أصلبها
ومن تمرة ألنخل أرطبها
ومن حكمة ألعمر أ صعبها
فإنك مازلت زنداً يخوض الصراع ْ
وجذرك يشتد في كل قاع ْ
ونحن السفين وأنت الشراع ْ: 

* الجاش : كلمة كرديه تعني ألجحوش ،وهم مجموعة من ألاكراد ألذين يقاتلون ضد ألحركة ألكردية لصالح ألنظام يسميهم ألنظام ألفرسان
*كاره: جبل في منطقة بهدنان في كردستان العراق

8
الخريف
لهؤلاء الذين ينتظرون الفجر في سبات مقابرهم

ناصر الثعالبي
1
لي على شاطئ البحر ِ
همسُ ألرذاذِ ومئذنةٌ
غادرها الفقراءُ
خوفاً من الطائفهْ
ولي كل من غاب ملتحقاً بالسرابْ
ولي حفنةٌ من عيون الترابْ
وبعض من القيظِ ِ
عاشرني في المنافي
وبعض حكايا ديار الخرابْ
ولي من بقايا النواقيسِ ِعفتها
ولي من حروب الطغاة ألحرابًْ
وبعض المدافن للغرباءْ
ولي قبضة
من شرود الضبابْ
وبيت ترعرع فيه الصغارُ
على سقفه
يسكن ألأضطرابً
ولي فتية
يحومون مثل النوارس ِ
في البحر دائرة
يصافحها الماء وألأغترابْ
سلام ٌعلى فتية يولدونَ
ويمضون مثل إحتراقِ الشهابْ
على خفقة القلب
يبنون بيتاً
على شرفة من سحابْ

2
الغرق ثانية
دعوني أغرق في البحر الذي تقفون على شاطئيه متفرقين
علّني ألم زبده لحكايات قادمه
تسحر فضول اللقاء

علّني أغرق في المسافات بينكم لأقربها
لقد هزمني التصور ..
فبت كاهنا أضل صومعته
فعاش في التوهم مصاحبا الوهم
يا أنتم ..أيها الكل المجزئ في زوايا الوحشه
الواقفين على آخر اخبار الموجات القادمه
المنتعلين سنينا الوهاجه
قربوا شواطئ بحوركم
وشدوا على شهادة التاريخ المزوره
امسكوا قرابين دعاءكم المنهزم نحو الريح
واغسلوا احذيتكم من دماء سنوات المجد
ارقصوا فرحين في حانات المساجد المعطره
وتعلموا حرفة الشعوذة في عصر الدجل
لقد رحل الزبد الذي أنتظر
وظهرت أسنة الجزر المهجوره
يا بوذا ...الم تقل لي حين كنت من تلامذتك!
(نحن كجزر البحر متصلة القاع متفرقة القمم)...!
فلماذا اخطأت..؟


 


 


9
حكاية لاجئ سياسي
ناصر الثعالبي

7
الوصول

استقبلتني ساحة المرجة في دمشق بضجيج باعتها ،وبحركة ناسها الحيوية وبساطتهم وبياض بشرة نسائها وكلمة تتردد كثيرا على شفاه باعتها (امعوضين عمي) في هذه المدينة كل شئ متوفر وباسعار متواضعه، اثار انتباهي قطعة كبيرة خطت بشكل انيق (فندق القاهرة الكبير) صعدت السلم لتواجهني قطعة اخرى (السعر 6 ليرات) استأجرت غرفة واذا بي وجها لوجه مع رفيقي (ابواحسان) سكنّا سوية بها، لم يكن الدكتور الذي استلمت اشارة الاتصال به يعرفني ولم استطع الاستدلال اليه الا بواسطة سائق سيارة اجره (سازوكي وهي من السيارات رخيصة الاجره) الذي ارشدني اليه في ركن الدين.صعدت السلم لتواجهني عيادته ،الفتاة التي تعمل معه استفسرت مني وسجارتها عالقة بزاوية فمها عرفت اخيرا انها زوجة احد الرفاق!استقبلني الدكتور مرحّبا وقدم ورقة قائلا الاسم العنوان . رجعت الى الفندق ولم اخرج منه الا للضروريات ، لم يأت احد من الرفاق!! رجعت ثانية احمل مخاوف البريد الحزبي . تذكرت انني كتبت للدكتور اسمي الصريح، ولم اكتبه مثلما مسجل بالفندق !جررت هواجسي متجها الى الدكتور ثانية بدت لي لحظات الانتظار مركبا مجهول الاتجاه ، فاجأني الدكتور (شو مفي الك اسم في الفندق؟؟) وحين اخبرته بانني سجلت اسما اخرا، ضحك قائلا (شو رفيق كله عمل سري؟؟) كيف بدنا انعرفك؟ تمت الصلة الحزبيه وسلم البريد وانزاح هم حملته بكل نبضة قلب . جاءت مجموعة من الرفاق من مدينة البصرة كلفني الحزب ان يكون ارتباطهم بي .امر الحزب ان افاتحهم بالالتحاق في معسكر خاص للتدريب ومن ثم الالتحاق بكردستان الحبيبه. حين اخبرتهم تناثروا طلبا للرزق في مختلف البلدان
الجزائر والمغرب اخذتا حصة الاسد ومن ثم ليبيا. لم يذهب سوى (ابو احسان) وانا وكلانا لا يزال يعاني من اثار التعذيب الفاشيي
 هؤلاء الرفاق بعد بضعة سنين التحقوا في الانصار واصبح بعضهم قادة ميدانيين. وجدت نفسي في معسكر تدريب لقوات خاصه،ووجدت معي رفاقا قدموا من موسكو بعد انتهاء دراستهم الحزبيه

. التدريب لم يلائم  لياقتي البدنيه اذ انني فقدت خلال الاعتقال والاضراب عن الطعام ثلاثين كيلو غرام . بدت المرحلة صعبه ولكن الامل تغلب عليها. اكملت الدورة . ذهب الرفاق الى كردستان الا انا، فليس لدي
وثيقة سفر ولم يكن الطريق مشيا قد فتح بعد ! بقيت في مغارة معزولة لوحدي .لمحتني احدى الراهبات
. كانت المغارة قريبة من دير للراهبات  )       ) وبعد ثلاثة ايام استلمت قنينة من العسل وقطعة جبن وخبز خفيف نطلق عليه في العراق خبز اركاك
اعتذرت ،ولكنها اصرت . لم يمض وقت طويل حين سلمني الرفاق جوازا اردنيا باسمي الصريح
. سافرت مع مجموعة من الرفاق الى حلب ليتم العبور الى تركيا، كانت نقطة فحص الجوازات في منطقه تسمى ( باب الهوى). في هذه النقطة الحدوديه اكتشف ضابط الجوازات الجواز الاردني المزور! طلب سائق السيارة التي تقلنا من الضابط عبوري ويدفع له ما يحمله رفاقي من نقود فلم يرض؟ اقتادتني سيارة الشرطة
الى سجن ادلب  .كنت مصرا انني تاجر شنطه فلسطيني .....

.. كان سجن ادلب باردا رطبا ليس في الغرفة ذات الارضيه الاسمنتيه شيئا يمكن الجلوس عليه. دخل غرفتي رجل عرف اسمه ب(ابو الجماجم) - فاتحة خير ان شاء الله - تكلم بلهجة بدويه (منوين الاخ فلسطيني) كان خبري قد سبقني اجبت نعم من الخليل من (يطه) .لا ادري لماذ علقت براسي طرفة عن الخلايله (ان احدهم اراد ان يثقب حائطا ولكن المثقب لم يستطع النفوذ الى الجهة الاخرى ، وحين استعلم الامر وجد في جهة الحائط الثانيه راس رجل خليلي) جلب الرجل لي فراشا وطالبني بثلاث ليرات ثمن النوم على فراش اقرب منه الى العفن. جاء صوت حرس السجن ان احمل حقيبتي واذهب الى ادارة السجن، في باب السجن وقفت سيارة بها ثلاثة شرطه ورجل مدني .المنظر لا يوحي بالاطمئنان، ثمة شئ غير طبيعي. الى اين ؟ سألت العريف الذي قادني. الى دمشق قال متجهما ، تنفست الصعداء انني سأكون قريبا من الرفاق.
انطلقت السيارة جنوبا ، في الطريق طلب المدني ان تقف سيارة الشرطة قبالة مطعم اشار اليه يمينا ، في الزاوية المقابلة للسيارة يشمخ مطعما منفردا تهيأ لي انه يحفظ اسرار كل المسافرين! اكلنا ودفع المدني للجميع، وتم استبدال العملة التركية بالدولار امام انظار الشرطه . في الطريق همس احد افراد الشرطة لصاحبه وكان يقصدني (يخرب بيتك شو بخيل قالك تاجر قال .. ما يعطينا تعبنا) لم يكن لدي انذاك غير (75 دولار اعطوني اياها الرفاق الذاهبين الى الانصار بعد وداع لازالت مرارته عالقة بجسدي فقد استشهد اثنان منهم ولم يمض طويل وقت! ... من المطعم اخبرت الرفاق انني معتقل.
انزلتني السيارة امام باب لم يكتب عليه شئ، ثم انزلوني قبوا . كان في انتظاري صفا طويلا من شباب لا تبدو على سماتهم المروءه ..انهالوا علي ضربا حتى دون ان يسألوا لماذا انا هنا   وماهي قضيتي؟؟ ...
كان جسمي الدامي وقميصي الممزق يثيران القرف
.
 بعد ثلاثة ايام نودي علي ، اقتدت لمكتب حاضر فيه رجل خمنت انه جاء من اجلي ، يجلس قبالة رجل اخر ملأت غطرسته المكتب. لم يصدق الرجل ما رأه على جسدي . قال منفعلا يخاطب الرجل
المتغطرس (شو خيو هذا البني ادم اسرائيلي .. جاسوس.. هذا زلمه كعيان يدور رزقته) عرفت انه من الجبهة الديمقراطيه لتحرير فلسطين .
التصق القميص بجسدي بقوة، كأنه يستغيث به من الهراوات ، فاستقبلته جروحي بمودة العارف بالخوف، رطبته بنزيز ماء وانتفاخات.
اعتذر المتغطرس لسلوك هؤلاء الصبيه (شو بدنا انساوي دول شباب دمهن حامي!!)
لم اجد تفسيرا لأماكن الهراوات التي تناولت جسدي ! هي نفسها التي تناولتها هراوات الفاشيون في بلادي ، غريب هذا التصادف المتطابق !أهموا من مدرسة واحده؟عرفت اخيرا ان اصدقاءنا بل رفاقنا الالمان الشرقيين دربوا الجميع . فمن يعتب على من؟؟
انا الان في النصف الثاني من العقد السابع ولازالت الالام تطوق عمودي الفقري والركبتين.
اصطحبني الرفيق الفلسطيني الى مقر الجبهة ، وكان خاليا الاّ من الحرس .


بودابست 1990



10
حكاية لاجئ سياسي
ناصر الثعالبي

6 الهروب
سبعة ايام مضت على خروجي من مديرية امن البصرة عام 1978 حين سمعت طرقا خفيفا على الباب ، كان الطارق رجل امن ادمن على مراقبتي لسنين. بت اعرفه كزميل عمل يودني ، يسعده ان يتبع خطاي! قالها بشكل ودود: رجاء نريد حضورك غدا في التاسعه صباحا . لم استغرب ذلك.

ليل مر بطيئا متثاقلا.. رتبت اوراقي ورسائل حب قديمه ومنشورا وزعه الحزب باسماء الرفاق المضربين عن الطعام في مديرية امن البصرة. لا ادري لماذا تشابكت رسائل الحب مع مناشير الحزب؟ ربما لأن كليهما ممنوع .في الصباح ثمة طرقات على الباب ،طرقات اعرفها انها طرقات سائق السيارة المعين معي لمتابعة مكائن الحفر والسدود قلت له  : اتجه الى بغداد عن طريق الناصريه. فرد قائلا كيف؟ قلت لدينا ايفاد وانا جهزت الامر الاداري وسلفة الايفاد ، قال سنسير لاخبار الاهل
حملت حقيبة ليس لها لون، اثقلتها السنون فنزعت جلدها دون رحمه! مثلما نزع البعض جلده وتخلى عن
اجمل سنين صباه
استقبلنا فندق ذي قار في شارع المتنبي القريب من القشله وسوق السراي
اشرت الى السيد السائق بالجلوس ريثما اسجل اسماء نا.غمزت لحسن كاتب الفندق ففهم الامر
قال حسن ماذا سنسجل اسمك هذه المرة؟ اسطه( اليمته اتظلون هيج ، يبين ما راح اتخلصون)
تذكرت عماً كريماً شجاعاً يسمونه اهلي شولي. قال لي ذات مرة حين اختفيت في بيته في1970
. (انتو خوش ناس لكن مع الاسف ايديكم مغلوله!) ألمني كثيرا ذلك الهمز بعدم الرد على الرجعية بالعنف هؤلاء الذين قتلوا صديقه الشيوعي في مقهى قرب الجندي المجهول.
اردف حسن قائلا: ها نسيت ، اكو مفوض امن في الغرفة رقم (10) نزعت نظارتي الطبيه ، اتجهت الى الحمام لاحلق شاربيّ الدغليين. اصبح منظري اشبه بكلب بحر في صحراء.
فجأة ظهر في الممر رجل في الثلاثين من العمر نظرني شزرا مجتازا ممر الفندق ببطئ وكبرياء
. لم يكن  اضطرابي وسيلة للهروب سيما وانا اعرفه في امن البصره ، حقيبتي ذات اللون اللالون التصقت بيدي كأنها تقبلها ان لا ابقى! لا ادري اين ذهبت هوية الاحوال المدنيه؟

ليس لدي وقت اضيعه ، تفقدت اوراقي ثانية وكان بينها يرقد دفتر جنسيتي لعله يريدني احتفظ بها حتى في القادم من المجهول!اتجهت الى مديرية السجل المدني في الرصافه. كان الموظف المسؤل عن اصدار هوية الاحوال المدنيه منشغلا باوراق كثيرة اخذ طلب البدل ضائع لهوية الاحوال المدنيه. وبسرعة اكمل الاوراق قائلا دقيقه بس ايوقعها المدير. بعد ربع ساعة كانت الهوية جاهزة ولكنها باسم اخر. استفزني ذلك ، قلت انها ليست هويتي! قال او ليست هذه صورتك يا فلان ؟ نداني بابي نسرين وهو لقب لا يعرفه الا الرفاق القريبين مني!حدقت بوجهه متأملا. قال انتظرني اليوم مساء في بار القيثارة الذهبية في ابي نؤاس. اثارت المفاجأة اندهاشي هذا الرفيق تركته منذ اثنتي عشر سنه في سجن العمارة المركزي . حين دارت الحميا دس في
جيبي عشرة دنانير سوية مع بعض عظام السمك المسقوف
. صباحا كنت في مديرية السفر والجنسيه هكذا اتذكر اسمها، حاملا امرا اداريا مزورا اعطاه لي رفيقي (ابو احسان)  ( الشاعر طارق الحلفي)  استحصلت به موافقة زيارة سوريا ببطاقة الاحوال في العطلة الصيفيه حسب الامر الاداري المدنيه. لكوني معلما
. في كفي برزت اخاديد كأنها ارض جفت فانفطرت الى قطع غير متلائمه. وقتها كنت اعمل مع بعض الهاربين العاملين في الخرسانه (ما نسميه حداد شيش شعبيا)؟

انطلق الباص السياحي من بغداد متجها الى سوريا عبر مدينة الرطبه . كان جمع من نقابة المعملين ذاهبا الى سوريا بنفس الباص، تم التعارف بيننا باعتباري معلما. ضابط جوازات الرطبه اصر على وجود الامر الاداري . نبضات قلبي تسارعت، البريد الحزبي الذي حملني اياه الرفاق الى قيادة الحزب في دمشق بدا وكأنه يهتز بين كفة بنطلوني وقدمي. ثقيلة تلك اوراق الرايز الملفوفه بعناية كي يسهل بلعها. اخبرت الضابط انني اعطيت الامر الاداري الى البنك حين استبدلت العمله. ابرزت له وصل البنك دون فائدة، طابور طويل من المسافرين المنتظرين . بدا الضجر يرتسم على وجوه البعض، تعالت الهمسات،(دفضها عاد رجعه او خلصنا) الكلمات نزلت كأنها برد في يوم قائض. رجعني اوخلصها..!

بدا البريد الحزبي يثقل تدريجيا حتى احسست ان بنطلوني نزل حتى الوركين. بادر احد المعلمين: استاذ شنو القضيه؟ ماكو شي السيد الضابط يريد الامر الاداري. انتبه المعلم الذي يقود وفد المعلمين صائحا سيادة الضابط الرفيق ويانا، وقدم قائمة اسماء المعلمين وجوازاتهم ، اشّرها ضابط الجوازات معتذرا عن التأخير. ما ان لفني كرسي الباص حتى تنفست الصعداء. في الامتار القليله التي اجتازها الباص تصورت انني سلمت، وتصورت ما سيأتي هناك عندما اسلم البريد .

ايقظ تيهي صوت المعلم ، رفاقنا الشرطه معذورين ، ما ندري منو خاش او منو طالع ، مو هسه موسم هروب الشيوعيين . استمر الباص متجها غربا .غرقت في نوم مرهق الجسد. شعرت بتوقف الباص والسائق يجمع جوازات السفر والهويات . التوجس سورني برعشة باردة نزعت البريد ودسسته بنايلون الكرسي الذي امامي بعد ان شققته بشكل فني بشفرة حلاقه كانت معي سلمت هويتي للسائق الذي نظر الي بريبه قائلا ان شاء الله خير نزل من الباص حاملا املي معه ،غرقت بافكار مواجهة الاعتقال صعد صبي الى الباص وهو ينادي (جوس بارد صبار بارد) غرتني ثمرة صبار حملت شوكها معها . قرأ الطفل نظراتي وقدمها لي بعد ان نزع شوكها بخفه. عرفت انني بسوريا حين قدم رجل الشرطه ليلقي نظرة على المسافرين قائلا يعطيكم العافيه.

لم أعلم عن احوال السائق مرافقي شيئا منذ اخبرته عن نية بسفري.

بغداد ايلول 1978






11
أدب / منافذ
« في: 12:40 06/01/2020  »

منافذ



ناصر الثعالبي



1
مثلما تهدي الطيور أجنحتها للرياح
ومثلما ألمُّ أحلامي في الشتات
تستيقظ ذاتي فزعة من وحشة دواخلها
فتهرب باتجاه وطن ٍ
يرجف الخوف مذعوراً منه

2
لم يحجب رؤيتي الضباب
ولكن ضبابية بعض رفاقي
تسد منافذ الرؤيا

3
كلما أقترب الفجر مني
أبعدته تصوراتي عني
فيمضي تاركاً بعض شعاع

4
المحيطات لا تخيفها الرياح
ولكنها تخشى انهزام شواطئها
فيرتد صوتها مطراً يحمله الغضب

5
للرايات الحمراء مسار الورود
ولكنها تثير ثيران الحكام
فيصنع هيجانها سجوناً
تمتد لشرايننا
فتحبس نبض القلب

6
في المنافي يلتقي رجل الدين بأخيه ألإرهابي
ليرسمان ، كيف يطوران إذلالنا !!
فتهب عاصفة الموت
لكنها اشد ورعاً
فيأخذ الخشوع اطفالنا للجحيم


12
يوسف سلمان ينهض ثانية
مِن مثواه ألأخيرْ

ناصر الثعالبي
ينهض يوسفُ سلمانْ

نافضًاً غبارَ زمنِ الخوفْ

جاراً حبلَ مشنقتهِ باتجاهِ ساحةِ التحريرْ

وفي رايتهِ الحمراءَ

يضمد جراحَ جواد سليمْ

يمسح الدمَ عن الحريهْ

موزعاً ما بقي من حلمِ ألفقراءِ خبزاً للشبابْ

يعدٌ ألرصاصَ ألمستقرَ في زوايا ألمكانْ

ألباشا ألجديدُ تعلمَ درسَ ألقتلْ

تقطرُ من ذاكرتهِ نقاطُ الدم ِألأولى

كاور باغي وكل أضرابات ألعمالْ

معركةُ( ألجسرِ) وثبةُ كانونْ

قطرةٌ فقطره

لمْ يحسبْ ما فَعله ُفاشيو رمضان)!) وما بعدهمْ

الذاكرةُ لن تتسعَ لهذا المحيط ِمن الدمْ
تتوافدُ الحناجرُ مشياً

تصطدمُ باعقابِ البنادقِ

هنا سقطَت ورقُة ُالتوتْ

يوسفُ سلمانْ

ينشر رايتَهُ ثانية ً في مطرِ الدمْ

يصافح أكفَ ألعمال

ثم يتنحى جانبا هامسا لرفاقه

نحن هنا...!

يغادر المكانَ دونَ حبلِ مشنقهْ
 

31 اذار2011 فنراي



13
حكاية لاجئ سياسي
ناصر الثعالبي

5 حميد ألماصخ
لم يكن لديّ ألوقت لأعد أيام بطالتي ، للتو خرجت من ألسجن ، تناثرت أيامي بين ألسفر بين ألبصرة وبغداد، أملا في أحتساب سنوات ألسجن سنوات عدم رسوب في دراستي. فخالي ألذي علقت عليه ألآمل في ذلك ،وألذي كان مفتشا عاما في وزارة ألتربيه، خائفاً لمرافقته شاباً من ذوي ألميول ألهدامه ،هكذا كانت في ذلك ألوقت تسمية ألمناضلين في سبيل ألحرية من قبل ألأمن وأجهزة ألشعبه ألخاصه- لكن ألخال لم يتنصل من رابطة ألدم فحمل مخاوفه سوية مع ألطلب ألمقدم من أجل عودتي للدراسه،أحتضنتني شوارع بغداد ألمكتضه وألفاظ بعض شبابها ألجارحة أحيانا ،كانت هموم ألخدمة ألعسكرية ألتي على ألابواب ،في حالة حسبان سنوات ألسجن سنوات رسوب. في مديرية ألشهادات أشار أحد ألموظفين للخال أن يقدم ألطلب للموظف ألجالس في زاوية ألغرفه. خرجت لتفادي أسئلة ربما تضايقني . جاء ألخال مستبشراً. تفضل يا مناضل ،هذي وثيقة عدم رسوب . بيني وبين ألبصرة سنوات من ألغبار ورياح ألسموم وألرطوبه. اعادني لطفولتي سؤال: لماذا يلتصق حذائي ( ألباتا ) في قير ألشارع عند ذهابي ألى مدرسة ألتميميه على الجانب الشرقي لشارع دينار ؟؟

دخلت ألى ثانوية نقابة ألمعلمين ألمسائيه ،تعرفت على هدامين جدد ، كان بينهم ألعامل حميد ألماصخ.
كان عاملاً متنوراً ثورياً. و مسؤوله ألشهيد خزعل مثقفا ثوريا أختلف معه عندما وقع حزبهما تحالفا مع ألبعث ألذي سمي ب(ألجبهة ألوطنيه وألقوميه ألتقدميه) حميد لم يرضَ أن يكون حزبه خاضعا لقيادة ألبرجوازيه كيفما سميت! منذ وقت دخوله في باب السياسه المفزع ،ومنذ أجتماعه ألاول كان مسؤوله يقول أن حزبه هو ألطليعه ألثوريه للطبقة ألعامله ،وهو حزبها ألمدافع عن مصالحها ألطبقيه. ثم إنه يعرف سلوك وأخلاق هؤلاء ألحلفاء. كان يردد دائما (وألله هذوله ينطرحون للغلب) لم يصدق حميد غير ألعمال جماعته .

لم نعد نرى حميد كثيرا،ولكنه كان يزورنا أحيانا ، ألحديث معه شجيا ، أليقظة ألثوريه عنده هواجس متلاحقه . كلماته بسيطة حين يشرح مفهوم ألتاكتيك وألستراتيج يختصرهما ب (سطح أو درج) لن تستطيع أن تصعد ألسطح إلا بدرج وألدرج يختلف عن غيره كل حسب صانعه! أتساع أو ضيق ألمسافة بين ألواحه أو قطع إسمنته. وأرتفاع وأنخفاض ألأسطح وظروف بنائها .

أصاب ألأندهاش ألشهيد خزعل فحميد لم يسدد بدل إشتراكه. قالها بألم :
أحميد ما طانا إشتراكه هذا ألشهر؟؟
عرفت من خلال تصغير ألاسم بإنه غير مرتاح ،هذه طريقته في ألتعبير عن إنزعاجه
ثم أردف قائلا يمكن إحميد بطّل ؟
أردت مناكدة ألشهيد خزعل:
أدري خزعل أتطبون بجبهه وي هالأنذال وتريد إحميد يدفع ؟

بعد يومين دعانا حميد إلى بار( ركن ألدين،هكذا اسمي بار الركن الهادئ)  في شارع ألوطني بأعتباره قابضا راتب.
حين شربنا مد حميد يده ليخرج مظروفا سلمه للشهيد خزعل. نظر خزعل ألى ألمظروف وعلامات ألتوجس تشد وجنتيه قائلا:
حميد شنو هذا ألَظرف رسالة إستقاله؟؟
رشف حميد ما بقي بكأسه قائلا : لا..لا .هذي قراية فاتحه للرفيق فهد !!

قيل ان حميد الماصخ إستشهد دفاعا عن افكار فهد الذي قرأ فاتحته عام 1973



بهدنان1980 كلي كوماتا


 


14
حكاية لاجئ سياسي
ناصر الثعالبي

4 - ألضياع
إستيقظ باكراً يفتش عن لا شئ.. دارت عيناه في أرجاء ألبيت ألكبير عله يجد عملا يعاكس إتجاه فراغه . لم تكن مجموعة ألنباتات ألتي حولت غرفة ألاستقبال ألى جو إستوائي رطب قادرة ، على أمتصاص ضجره ،ولا مكتبته ألمتواضعة ألمنسقة بشكل جيد لتكرار تنسيقها هربا من ألضجر أللعين، قادرة أن تسامره بعد أن ملّ ألحديث مع شخوصها في مخيلته وألتي شاركته بعض همومه ثم أنزوت بين ألصفحات ، تاركة تأشيراته عليها وعلامات أستفهامه ألتي لا تعرف! مستعيضا عنها بمجموعة دمى . شرب قدحا
كبيرا من ألشاي ثم أستدار بذاكرته هناك حيث يحضن شط ألعرب ألنخيل. وشِباك سمك ألصبور ألتي أتعبها ألحمل الكبير. مسح بتأملاته المنطقة التي تحيط بدارهم، استحضر طفولته الرعناء باعتزاز من فقدها
. تذكر ألكلب ألضخم فيدور وهو يحرس بيت مارين ، لم يكن فيدور قادرا على منع تسلله ألى مزرعة بيت مارين لسرقة شمامة ناضجة حين تغريه رائحتها، برغم السور الذي عمله الحاج علي الفلاح ألمعتمد لأراضي بيت مارين.هذا ألصبي ألشقي كم ثوباً مزقه عند ظهره وهو يزحف لسرقة شئ من ألبستان؟ ألعن أبو ألانكليز كل شئ مسوراً بأسلاك شائكه قالها بغضب طفولي حين مرت يده على ظهره وتلطخت بالدم
. ،خاف كثيرا حين يعرف والده ذلك، خاف أن يقتل من بيت مارين شخصا ما، لديه تصور أن والده خارق ألقوة!هذا ألتصور رسخ عنده حين صفعه فطرحه أرضا لا لشئ وأنما فقط لضرب أبن جاره بسكين وهو لم يكمل السابعة من العمر بعد!!. طفحت ذكرياته فسحبته ألى ألغابة المقابلة لداره . فمشى على غير هدى . كان تريضا مفروضاً عليه لخداع ألوقت، لكن ألوقت هو ألآخر كان مخادعا ، فلم يمض بسهوله. ألكلاب ألمتريضه ألتي جعلت ألغابة، مرافقا صحية لها أغرته بالتبول فاستدار معطيا ظهره للشارع ألعريض في ألغابه واندس بين ألأشجار حرصا على أن لا يراه أحد. فتح (زنجيل) سرواله وتحسس شيئا نسيه منذ وقت طويل، أحس بصوت ألماء على أوراق ألأشجار أليابسه كحبات مطر ينقصها ألانسجام. أستدار ثانية ليكمل صراعه مع ألوقت ،عدّ ثمار أشجار ألشليك ألمتناثرة دون إرادتها، شعر بيد تلامس كتفه ، أستدار بحذر ليواجه ورقة بيد شرطي تعلو شفتيه إبتسامة كاذبه. عرف إنها غرامه،وكعادته لن يستسلم بسهوله،أعترض على ألشرطي ، قائلا :إن ِألكلاب تبرزت وتبولت هنا فلماذا أنا ؟ سحب ألشرطي ورقة ألغرامه بأدب، مصطحبا إياه بأعتباره كلبا سائبا لا يرافقه أحد .


فنراي
2010
 

 
 


15
المنبر الحر / حكاية لاجئ سياسي
« في: 19:15 25/12/2019  »
حكاية لاجئ سياسي
ناصر الثعالبي

3 - ألمستشار
لم يكن (ص) ينام ألليل، أفزعتني حالته ألنفسية ألمتأزمه .ولم يكن يخرج إلا ّ لتناول الطعام في مطعم أللجوء (لايدن) رأيته هادئا شارد ألفكر، أثقلته هموم لا يفصح عنها .ولم تكن لديّ ألرغبة لمتابعة ما يعانيه ،إنه نزيل بهذا ألمكان ألمكتظ بعجائب ألدنيا من ألسمو والانحطاط في آن. شاركني غرفة نومي دون إرادتي فمالي وإياه، وأنا غارق في ما سأكون عليه، ،كان يلف سجائره بطريقة محترف ، وعلى طريقة فلاحي كردستان العزيزة يرمي أليك سجارة وأن لم تدخن! ثلاثة اشهر مرت وكلانا لا يتعدى بحديثه نتائج ألتحقيق وألأمور ألعامة هنا.بعد طول وقت، فكرت كثيرا وسرحت بأفكار وتصورات لا حدود لها،ربما يخفي ألرجل في رأسه قضايا لا يريد مشاركة أحد فيها . ساورني شك – كعادتنا نحن ألعراقيين نغلف أنفسنا بالف شرنقة حين يساورنا ألشك.،ثم تخرج قضايانا معلنة أن الشرنقة ليست كافيه !! ألحياة تسير ببطئ في معسكر أللجوء،ألمكتبة ألعربيه هنا قرأتها ثلاث مرات .لم يكن متحرك نشط في ألمعسكر غير الأوز البري،وطائر ألنورس ألذي ترك ألبحر متجها لمعسكر أللجوء ،هو الآخر أصابه ألملل من رتابة ألحياة. ألناس بأشكالهم وجنسياتهم ليسوا سوى هموم تسير ببطئ لهدف لم يكن بعد ! موظفو ألمعسكر أكتسبوا صفة ألكسل من ألنزلاء، فبدوا أشبه بحيوانات كسولة تتبع ظلها لتنام على ألطاولات التي امامها.

ممرات ألمعسكر ألخلفيه أصبحت مكبات لخبز مسروق من مطعم ألمعسكر بعد جفافه، شعوب ألعالم ألثالث يسعدها أكتناز ألاشياء، حتى أتفهها . إنها عادة أصبحت بمرور ألزمن عبئا ثقيلا على دولهم في ألازمات. تتجمع ألطيور ناظرة الناس التي سرقت اكثر من كفايتها فتكرمت به عليها!! وهي أيضا غير آبهة بهذه ألكائنات ألبشريه ألملونه.
كسرّا لهذا ألروتين قررت أن أسكر. شرب ألخمور ممنوع في ألمعسكر.في غابة مقابلة لأسوار ألمعسكر ألخلفيه حططت رحالي، وعلى مقعد من ألخشب ألناعم و طاولة سميكة وقفت زجاجة ألخمر بصمت، كأنها تقاسمني ألهروب، ولم تكن مزتي غير سمك جاف مملح ذكرني (بالمسموط) (1) في مدينتي. أمامي مرعى به أغنام ذات رؤس كبيرة تدل على حالة ميسورة .واصلت ألشرب ، أبعدت كل ما يقلقني، منتقلا بين جبال كردستان وبداية ألانصار ألشيوعيين، متذكراّ مآثر ألمقاتلين، ناسيا شريكي في غرفة أللجوء، راجعا ألى شوارع البصرة ومطباتها . كان حلم يقظة جميل أيقظني منه : ألسلام عليكم : رددت ببلاهة عليكم ألسلام .أهلاّ تفضل
جلس شريكي ألذي نسيته للتو . مددت له ألكاس، شكرني بلكنة تعودتها بكردستان الحبيبه حين يتحدث بعض أهلها باللغة ألعربيه. .. شكرا.. أنا هم جايب شرب.
جلسنا سوية، شربنا بسرعة غير معهودة . بانت على صاحبي نشوة ألحميا ،أنا لم أرَ ملامحي ربما أنا آلاخر أيضا؟
أبو...... أنت مو فلان آمر سرية زاخو للشيوعيين ؟؟ تبخر ما بجوفي من ألخمر أتسعت عيناي كأنني أمام وحش خرافي ، داريت أرتباكي بكلمة (صحه) متجاهلاّ السؤال. تمزق حرير ألف الشرنقة ألتي غّلفتني!! قلت من أنت ؟؟ قال (ص) أنا مستشار ألفرسان في منطقة (به هده نان) بهدنان كما نطلقها نحن ألعرب، حملقت بوجهه طويلا وعرفت إنه آمر (الجاش) (2) وتذكرت ألعجوز امنا ألكرديه حين دخل قريتها مع فوجه ليفتش عن ألشيوعيين ! قالت له أنظر هناك هذا حرسهم في ألجبل ،وهي عشرة دقائق مشيا فأن فعلتم سأسجر ألتنور لعودتكم خبزاّ! لكنهم لم يفعلوا !!! وطالبوا أمنا بالغداء فقدمت لهم طبقا من حبوب ألشعير وقالت لهم كلوا. إستشاط ألمستشار غضبا ، ضحكت ألعجوز قائلة أنتم (جاِش) وهذا أكلكم َفلِمَ ألاستغراب؟
وعند زيارتي ألى كردستان رأيت ألكثير منهم لكنهم هذه ألمرة بأزياء اخرى !!


خلين 1997

(1) المسموط او المسموطه : هي اسماك مالحه وجافه تستعمل في الجنوب كحساء. ويقال تعالج انخفاض ضغط الدم لملوحتها.وكان اكتشافها لوفرة الاسماك ، فيعمد السكان لتجفيفها لعدم وجود المجمدات سابقا
(2) الجاش : كلمة كرديه تقابلها في العربيه الجحوش وهي تطلق على المرتزقة الاكراد في النظام السابق ويسميهم الفرسان

 


16
المنبر الحر / حكاية لاجئ سياسي
« في: 11:53 24/12/2019  »
حكاية لاجئ سياسي
ناصر الثعالبي

2 - دركار عجم *
ثانية غرقت في لجة ألشوق ألى ألوطن، تناثرت ثمار البلوط على إمتداد المنحدر ألمؤدي ألى قرية (كوسه) لم يكن نهر ألخابور آنذاك غاضبا ، حين طاردت ألطائرات أنصار ألسرية ألثالثه للحزب ألشيوعي ألعراقي، ألمسماة سرية زاخو ، لم تستيقظا قريتا (الكلي والسندي) تماما بعد. قريتان غافيتان على ضفاف نهر  ألخابور، وفي مساء الأمس ، ضرب ألانصار ألشيوعيون ربايا (ألجاش*) في (دركار عجم) بالأشتراك مع قوة (ألبيش مركه) ألتابعة للحزب ألديمقراطي ألكردستاني في دهوك وزاخو.
في الفجر ونحن متأبطين عزمنا ،نحلم بشاي ألزمزمية ألمعدنيه أللذيذ  ونار خشب ألبلوط ألقويه ألتي تبعث دفئاّ مميزاً في عراء سكنه ألجليد فبدت أشجاره بيوتا لمشاكسين لا ترهبهم ألدماء. بدى ألانصار كقطعان ماعز ربطت بأشجار تنتظر ألمجزرة، تحاور ألرعب ألمدوي في سماء مكشوفة، وسهل مد أطرافه بأرض بكر، إلا من رقعة لا تتجاوز ألكيلومتر الواحد تغطيها أشجار (ألأسبندار)(1) ألكثيفه. (لقمان) (2) ذلك ألولد ألشقي يعرف كيف نمر!، ألرفيق ألمسؤول عن ألمدفع 82 ملم آمر ألفصيل ،قال: ألاشجار هدف سهل لانها الوحيدة هنا !ثمة نقاش سريع شارك مكتب ألسريه ألسياسي ومكتبها ألعسكري فيه مع رفاق قيادة قوة (حدك) ألمشتركين معنا  في ألقتال ، لقمان كان يفكر بفلسفة غريبه (كل سهل منيع) أمتلكتني فكرة لقمان..نعم كل سهل منيع. هذا ألطباق ألبلاغي وألتضاد ألفلسفي جذبني مع ألسرية ألى غابة ألأسبندار ألوحيدة . تذكرت ونحن نحاول توزيع قوانا أستعداداّ لمعركة غير متكافئه،تذكرت فصلا من كتاب عن حرب ألانصارعنوانه (مصيدة المغفلين) و(المطرقة والسندان) ملخصه أن ألعدو سيلقي بصواريخه على ألانصار ألمختبئين في ألغابه، حينها سيضطر ألانصار ألى الهروب خارجها فتصطادهم ألرشاشات ألثقيله.على ضوء ذلك كان ألقرار قتال في ألغابة حتى ألموت.
مرت ثلاثة نوارس مسرعة بين ممرات معسكر أللجوء في لايدن ،تصورتها ثلاث طائرات تلقي بحمولتها من غازألخردل وألسيانيد .
ألوقت لازال مبكرّا للذهاب ألى غرفة ألمحقق في معسكر أللجوء،هو وحده يقرر مصير هذا ألكم الهارب من ألجحيم ! هكذا قال لي لاجئ مدمن على ألحشيش .
(ابوظفر) (3) - لم يكن قد استشهد بعد - !! كان ساهما ،ربما كان يكتب قصة قصيرة.
أستعد الأنصار للقتال ، لقمان وحده كانت أذناه راداراّ. قال بصوت جهوري إنهزمت ألطائرات إنفجرت ضاحكا، ممن إنهزمت يا لقمان؟؟
- من غابة ألأسبندار ألمقاوِمه.
ألمحقق لم يصدق أنني كنت مقاتلا ! ولكنه صدق أنني شيوعي، ولم يصدق أن الجيش ألعراقي دخل ألمنطقة بعد عراك حزبين حليفين بدعوة من أحدهما .!! ودخل ألجيش ألايراني بدعوة من ألآخر؟؟
ليس معقولاّ هذا ألذي يجري في زاخو ! ألطائرات هربت من أشجار ألأسبندار .! (دلبرين) (4) - لم يكن قد استشهد بعد - !! يجلب بندقية ألسريه، بعد أن طارد أبن عمه ألهارب من سرية زاخو وألسارق لبندقية ألحزب!!
أغرت ألجميع زمزميات ألشاي  ألحار ورائحة ألسمك ألمشوي ألتي وفرتها صواريخ ألطائرات حين هاجمت مياه ألخابور ، فطفت ألاسماك عاكسة وجه ألشمس ألخجِل من قتلة ألاسماك.
حسنا لم تكن ألصواريخ ضارة . قالها أمر الفصيل ألمسؤول عن المدفع 82م .
أنتفض من بين ألانصار ألمتحلقين حول ألنار رفيق، كانت ألاسماك في كل أيامه، كان يعدّها كما بردي ألهور (ألمسطحات ألمائية) ألساكن في ضجيج طيورها قبل ألخراب وتدمير بيئتها! نعم إنها ضارة .. هذه الصواريخ، سوف يأتي موسم تكاثر ألأسماك قريبا.! ألتقط حجراّ ، رماه في بركة ألماء ألقريبه ثم استدار نحو ألنهر . برقت دمعتان عكستها نفس ألشمس الخجِله!!
ناداني ألمحقق دخلت إليه ثانية لعله يصدق ما حدث في زاخو!!
 
*الجاش كلمة كرديه تعني الجحوش وتطلق على مرتزقة النظام من الاكراد
* دركار عجم ناحيه تابعه لقضاء زاخو - دهوك -
(1) الاسبندار كلمة كردية تطلق على شجر القوغ
(2) لقمان : أصغر نصير في سرية زاخو آنذاك
(3) ابو ظفر : جعفر الاسدي استشهد في معركة بشت آشان الثانيه
(4) دلبرين : استشهد في منطقة العبور لنهر دجله


فنراي 1999
 


17
تهنئة باعياد الميلاد والعام الجديد‬


السيدات والسادة في هيئة تحرير موقع عينكاوة المحترمين
بودي ان اهنئكم لمناسبة أعياد الميلاد والعام الجديد و من خلالكم لقراءكم الكرام.
متمنيا لكم أياما حافلة بالصحة والسلام وليكن العام القادم عاما حافلا بالخير للبشرية جمعاء
تقبلوا مودتي
ناصر الثعالبي


18
أدب / الوطن ثانية
« في: 19:18 20/12/2019  »
الوطن ثانية
ناصر الثعالبي
1
يصعب عليه وطن صار القتل ساحه له

مثل السفينه ابحر مايوس من ساحله

ولجفة الموت ياوسفه النذل ساحله

لكن وحك (الكضو) ارواحنا سد اله

دينه علينا ودمنا بالوفه سد اله

او لوصاح الارهاب جفنه بالحلك سد اله

وشكثر دم ابغضب هذا الوطن ساح له
2
العمر يمشي

ودم اطفالنا مثل المطر

يتسابك اويه الريح

سنه اومالم حلك طفله

صراخ اعيونها

امن اتصيح

سنه وشما كبرعدنا طفل

يتعارك اويه الجوع

من ايطيح

مسكونه مدنا ابموت

بين اعيونها اوتسليح

هيبتها بدت ذله

وسراج ادروبها نيران

فوك الريح

3
يا ذلة كلب

ما مس رفيف الروح

ولا ملكاه

والم شوك خلانه

مثل فزة نبض

لودم يخنكه ابليل

روحه امعلكه

ابدفكات شريانه

تشتت
بين هاي او ذيج

واتلملم

مثل الذيب

حار ابغنم جفلانه

تعب رمشه

برفيف الناطر الفرحه

هدل

وتلفلف بنظرات شمتانه

غفى

يسترجع اللي فات من عمره

ثكل حمله

وتمزك متن شكبانه

ولون عادت

اسنينه اتعاتب اسنينه

لبد منها الحلو

بعثرات خجلانه


4
فنتازيا

الرمل شالته الغيره

او فزز عيون الندى

والريح سمعت صوتها
يثغب

ابخوذات الجنود

ورشاد بر.. من حركته

بسنونه عض دبابه

حتى الجمه مرعوب
فز
هذا البرك من جابه

واتحيرت طلعه ابحلك جماره

مشكوله ذمته الما يشيل حجاره

والصحرا صارت ماي

من كثر الخجل

والضب ركض

خايف تضيع اسراره

ماصفك الطير ابسما

وتساوه عصفور او حجل

كلمن برد منكاره

وهاي الصكور العاليه

لبدت ابسد حباره

وياما شكى العاكول للخرنوب

جار الجاره
ظهرت عكارب

ترطن ابنص الوطن واكتاره



 


19
المنبر الحر / حكاية لاجئ سياسي
« في: 20:01 19/12/2019  »
حكاية لاجئ سياسي
ناصر الثعالبي  

1 - ألمعوّق
كان مطار أمستردام مزدحماَ حين وصلت من خرطوم ألطائرة ألى قاعة ألقادمين مغادراَ ما بقي لي من أمل ألرجوع لوطن كانت جراحه تغلفني بندم أللجوء، أخذت مقعدا منفردا لاخفي خيبة جيل قاتل من أجل حرية ألناس وألعدالة ألاجتماعيه.ثمة ضجة خرقت عزلتي ودقت على اذنيّ طرقات ألتوجس لقادم لا أجيد الحسابات لملاقاته .أستعنت بما بقي لدي من لغة أنجليزية للأ ستفسار عما يحدث.لم اجد من أستفسر منه فالمسافرون في حركة عاجلة كأسراب بط داجنه أفزعها تحرك عدواني. أخيرا ظهر كرسي متحرك يدفعه شاب تصّنع أّلكياسة بشكل ملفت.يجلس على ألكرسي شاب ألتوت رقبته ألى جهة أليسار حتى كادت شفتيه ألمتدليتين أن تلعق كتفه.

تحرك ألكرسي ثم أستقر قبالتي .ثمة صحفيين تحلقوا يستفسرون كيف حدث هذا؟
ثلاثة ساعات مضت وأنا انتظر مرور شرطي لأعلن أمامه لجوئي. مضى ألوقت بطيئأَ كزمن متعب أغوته إستراحة طويله. ألمنظر ألمرعب هذا أثار فضولي..تحمست لأكسر رتابة ألانتظار. تقدمت من الرجل المرافق لهذا ألمريض حاملاً في داخلي تضرعاً له في ألشفاء.
أخي : إنشاء الله يطيب.. جايبه للعلاج؟
إستفز سؤالي مكامن ألم الرجل فاجاب : لا إحنا لاجئين من ألعراق.

دخلنا ألممر المؤدي لفحص ألجوازات. هنا لمحت شرطيا فتقدمت إليه .أخبرته أنا سياسي من العراق اطلب اللجوء، أجاب إنتظر مرت ساعة ثانية وأنا أنتظر ،مرت ساعة اخرى ، قلت له إنني لاجئ من ألعراق. نظر بشئ من عدم ألاهتمام مشيرا إليّ بالجلوس قائلا: إنتظر سوف تأتي ألملكة لاستقبالك !!مرت سخريته بجسدي كتيار كهربائي بجسم رطب. لعقت مرارتي وانتظرت .. وفي ألصباح ألباكر أستقبلنا معسكر أللجوء في مدينة لايدن ألهولنديه وفي ألمعسكر كان إهتمام ألصحافة بهذا ألمعوق فريد. ليوم كامل كانت أضواء الكاميرات تصافح وجهي ألرجلين صاحب ألكرسي ومرافقه. وعرفنا أخيرا إن الرجل المعوّق من قادة إنتفاضة آذار ألمجيدة وهو قائد ميداني - حسب ما يقول مرافقه - فهو لا يتكلم سوى بمقاطع تغلبها ألتأتأة. شرح ألمرافق عمليات ألتعذيب ألتي مورست ضدهما ألى ألدرجة ألتي أدت ألى ألتواء رقبة ألمعوّق. وفي مطعم معسكر أللجوء كان ألمرافق يكيل ألشتائم للقوى أليسارية وألشيوعيين بشكل خاص، وألاسلاميين بشكل عام ويتهمهم بفشل ألانتفاضه لمحاولتهم ألاستيلاء عليها وتوجيهها لأغراض حزبية ضيقه ،وتدخل قوى خارجية فيها. ومدح كثيرا حركتها ألعفوية وقواها غير ألمسيسه التي القت السلاح عندما عرفت إن ألانتفاضة مدسوسه ...جرت ألامور بشكل أعتيادي ،وعذر ألناس ألرجل لعظيم ما أصابه وربما هي حالة ندم طارئه.وفي ليلة من ليالي كانون ألباردة إستيقظ لاجئو معسكر لايدن على صراخ وضحك وجلبة مدوية وأصوات تهشيم زجاج . هرع اللاجئون لإستجلاء ألامر ،ويا هول ما شاهدوا!،صاحب ألكرسي ألمتحرك ومرافقه يتراشقان بقناني ألمشروبات ألفارغه وهم في حالة سكر شديدة، يركضان مثل سرطان بحر طارده أطفال على شاطئ رملي!!! راسمين علامة إستفهام كبيرة لدى أللاجئين: أزال غموضها خبر أذاعته إذاعة هولندا ألعربيه (تم كشف ضابطي مخابرات عراقيين متنكرين بصفة لاجئين في معسكر اللجوء في مدينة لايدن ألهولنديه)


20
أدب / خاطرة لسجين سياسي
« في: 19:52 18/12/2019  »
خاطرة لسجين سياسي
ناصر الثعالبي
1
تمر السنونو طائرة
فينزلق الماء من فمها
تشتت هذا الغريب الضجر
فتنبت في ساحة السجن زنبقة
فاشعر في وحدتي بالمطر
كأن الطيور التي لا تفارق وحشتنا
مناديل يوم زفاف
الى موتنا المنتظر
سيأتي المساء
صوت العريف
وطنجرة من طعام القدر
فيلتف صمتي
يدور بملعقتي
يفتش عن نتفة من خبر
فيرتفع الصوت .صوت العريف
يبدد مابيننا من سمر
فتحتج ملعقتي
يالهذا العريف
تراه يكفننا في السحر؟؟
فتلتف في دورة من لهاثي
وتغفو على حزمة
من ضياء القمر
ترى من يخبر تلك الطيور؟؟
بان بياض الطيور خطر

خاطرة لسجين سياسي
2
مد اتساع عينيك لمدارات لا تستطيع الرؤيا
واغلق نوافذ فزعك
وخذ زمنك لصحراء ايامك
علك تجتاز عتباتك الواهمه
لاتخبر قدميك بسر الانطلاق
فهي مرتهنة للخطوات المحسوبه
شاغلها بمسببات العصر
فهي قادرة لتسويف حكايانا
قل لقدميك (العالم قرية صغيره)
ودعها تبحث حتى نهاية اخر شريان
عندها ستتلاشى الرغبة في الاستفسار
حينذاك سوّق ماتراه من اضاليل
فليس هناك من يعدها
لأن الغفلة قاطرة النسيان
اكمل انتشارك في كل مسامة من جسدنا
فلن تجد ارخص منه
نحن القادمين من سراديب الرعب
الناشرين الويتنا فوق دماء ضحاياك
المنتصبين ابدا
المدمنين على عتمة سجونك
سنخيب امالك هذه المره
لأننا سنشارك الفجر بالشروق



 


21
أدب / الرجاء
« في: 19:29 16/12/2019  »
الرجاء
ناصر الثعالبي
1
في الارض تنتظر بصيلات الورد دفئ الربيع

وفي موجات المحيطات التي لاتعد

تتجدد اماني البحارة بلقاء الموانئ

وفي الطفولة تنحدر مشاكساتنا

فتدون في المرافق الصحية سورات غضبنا اسماء

وفي السياسة تكون هذه الاسماء مدونة بلافتات

تكتسب لون خيباتنا

فتظهر في القوائم الانتخابيه اسماء لنواب

لم تعرفهم السياسة بعد

ومهمتنا ان نكتب بجانب صورهم ،تاريخا لايعرفه احد

وهنا تكمن المفاجئة

حين يكتشف النائب اننا لمعنا صورته

ونسينا انكسيه ملابسا داخليه

فقد ظننا انه لا يمتلك عوره؟؟

2
يجلس الاسم الذي كونته طفولتنا في البرلمان

يبحث في ذاكرته عن خلافات المقاعد المدرسيه

ينتشي بالاوراق النقدية التي لاتعد
ينحني جانبا
ثم يطلق ريحا سريه

ويقف معترضا على قانون حماية الطفوله

كيف يمكن ان يحمي شقاة كتبوا اسمه في المرافق الصحيه؟

ينذهل الرئيس فيقذف كلمات سوقيه

هي ذاتها التي كانت محور مشاكساتنا المدرسيه!

اه ماجمل ان يقرأ النائب شيئا عن اوهام العصر

ان يعرف ان الناس جمع مخدوع!



 

 
 
 
 


22
المنبر الحر / خيوط الموت 1
« في: 11:15 15/12/2019  »
خيوط الموت 1
ناصر الثعالبي

لرفيقي الذي علمني كيف اكون
هنا مر يحمل اشياءه والشجون
هنا قال : اني ارتديت بلادي قمصياً
وطرزته من بقايا السجون
هنا اغلق العين خوف الرصاص
ولكنه فتح القلب حتى يكون
فزف الى مجده ثائرا
**
تصورت مشيته
بهاء التألق
غاز
وحشرجة
حين قال انتقلنا
فمن يرفد القادمين؟
تذكرت مشيه
يدندن هبوا ضحايا الاضطهاد
ويخرج من جيبه اللافته
يصمت حين يكون الكلام من اللافته
فتغرق جبهته بالدماء
تذكرت مشيته
وسرت امينا بدون انتهاء
اتابع خطوته القادمه
على لوحة القبر
أرسم طيفا بلون السلام
***


خيوط الموت   2


1
إنحنت وردة في ساحة التحرير لعاشقي الشمس
سحقها رجل لا نعرف من أين أتى!!
فوزعت عطرها على النساء
قال جذرها استمروا
نحن سننموا كي نسحق الاحذيه
2
إختلف ألمختنقون بقنابل الغاز على زمن ألإختناق
قالت القنبلة التي سكنت فم المخنوق
آه ما آقساكم  دعوني اتنفس!
3
قال لي رفيقي المندس بين الرؤوس
إنهم عرفوني !
نسيت وجهي على وطني
4
لا تبعدني عن النار
دعني أطفأها بجسدي
كي يصحوا ألأحياء
فربما يكون الشهداء أكثر تعبيراً عن الحياة
5
حين سألته لماذا أنت هنا ؟
قال الطفل:
إنهم قتلوا أبي كي لا يوفر لنا رغيف خبز!
6
ألموت لايرعب...1
لأننا عشنا في عمر الحروب
وحين سألته ..كيف نميز الشجعان
قالها رفيقي الذي استشهد
ألأنتفاضة لا تعرف الشجعان
لأنها لم تجد ببطونها جبناء
فنراي



23
أدب / - البصرة.. سيدتي - شعر
« في: 19:58 12/12/2019  »
- البصرة.. سيدتي - شعر
ناصر الثعالبي
•   
سيدتي الليلة ... في المنفى تتوسدني أحلام المفقودين
ترقص ساعات المنفى طيراً مذبوحاً بين عيوني
تحمل موج (الشط 1) ودندنة الصيادين
ترمي صدفا مقهوراً
فالشط يلوذ بطيات القمصان المهووسة بالألوان
مثل عيون السمك المرصوف..
حين تغادرها الخلجان
سيدتي
اكتب عنا نحن المنسيين
رائحة الشط تعذبنا
ترقد بين الأنف وبين القلب
فنلم الشاطئ زبداً
يعلو رايات المهزومين
فتودع آيات النزف شوارعك
لترجع في الذلة مثل (التوابين)
سيدتي
أغرقنا الصمت
حناجرنا أمست كالمزمار المكتوم بختم الله
والليل طويل سيدتي
وذاكرتي لا تعرف جوق السمسارين
لكني اتذكر (مولى 2) الأمرد
بياع النفط الأسود للبحارين
اذكر (مهدي 3)بسويكته
اذكر( هيعته 4) بعيون الدجالين
وأبا( عيدان 5) أذكره
في جسر الخندق حين يقود الحمالين

الشط . شط العرب في البصرة
(2) مولى.. رجل طويل القامة امرد نعتقد نحن الصغار انه امرأة يبيع النفط الأسود للزوارق النهرية والبحريه
في خمسينات القرن المنصرم
(3) مهدي .. هو مهدي المجنون يطلق عليه اهل البصرة مهدي ابو الهيعه
(4) الهيعه ..  صوت يطلقه مهدي وهو يضرب صفيحة بيده ثم يركض
(5) ابوعيدان .. هو العامل النقابي هندال جادر (الذي اطلق الحمالون عليه ، حين اعتقل حي ميت هندال انريدهه)

فنراي






24
متاهات في ساحة التحريرير
ناصر الثعالبي

الغاز
1
اقترب من زحام الدخان
انحنى ليلتقط بقعة دم تتنفس
اغرقه الغاز بطوفان محبه
2
في الاشياء المتناثرة في ساحة التحرير
ينبعث صوت الوجود
فيهرب الطابور الخامس
فزعا من هذا الاصرار
3
ينحني المسعف متواضعاً
ليرتب الاجساد المتناثرة  في العيون
لكنه سار ضاحكا ...
انهم لا ينهزمون!
4
في الزوايا المظلمة
يختبئ  القناص بقناعه
وحين تستيقظ الحجارة
يصرخ

أنهم ليسوا سلميين
5
ألقدور ألمتحدية
مسحت أسنان الجوع
فوجدتها سوداء
فبكت بخاراً
6
حين فشل الطابور الخامس
سخرت  منه مهمته
شكى للسفلة الذين وعدوه بالعون

فصاحوا أغلقوا ألهواء
أنهم يتنفسون
7
ألأعلام تجوب الساحة فرحاً
لقد أطلق سراح رفيفها
فتشتت غيوم الغاز
8
لا تقف  .. قال رفيقي
وتحركِ  حاملني باتجاه الموت
9
أليد التي أطلقت ألغاز
هربت مسرعة الى الماء
بأصابع محترقه
فرفض مصافحتها



25
أدب / الطريق
« في: 11:42 08/12/2019  »
الطريق
ناصر الثعالبي

1
توعدني الطريق بسلاح المسافات
قلت لصديقتي دعيني اقبلك قبل الانطلاق
قال الطريق
اقطعها بهواجسك وحدك
ثمة حب يقتل في رهاننا العقد
احتضنت حبيبتي وسرت

2
لم اجد في الطريق المسا فات
التي هددنا فيها الطريق
كانت حبيبتي تقول انظر
انهم قادمون

3
كان الغبش يستفز رطوبة الارض
كي يرطب حلوقنا من فزع الحبال
جلادون رسموا خطواتنا وحددوا مسافاتها
قالت حبيبتي
لنصرخ معا
نحن هنا أيها السفله
 

26
أدب / البصرة مدينتي
« في: 12:54 07/12/2019  »
البصرة مدينتي
ناصر الثعالبي
لأنك تأتين مثل السحاب ِ
ومثل نجومِ الصباحِ ِ
على غفلة ٍ من شموس ِ ألضحى
وكون َ المسافات ِ غارقة ً بالضجيج
سأرسل قلبي إليك طريقاً
فهل تقبلين بقلب تُعَبده الأمنيات
ويغرق في لجة الانتظار؟
أناديك ملتحقا بالنوارس في الشط بين القرى
وأصرخ متحدا ً( بالطمامة) (1) والمعدمين َ
تعالي
أمدّ إليك تراتيلَ شوقي القديم
بكل اشتياق مواجع هجرتنا للنخيل
وعودتنا للنخيل
لأني أرى فيك سوقَ (ألمغايز) (2)
تعبره الأمسيات  الثقال ْ
كأن مدينتنا لن تُعلِم َ أطفالنا الرقص بعدُ
لقد غادر الغجر الطيبون السماء َ
فما مطرت فرحا ً
وما عادت  ألأرض تحمل طيب َ اللقاء ِ بنادي( الفنون) (3)
ولم يقرع الطبل للراقصين َ
كأن( الدواسرَ) (4) في البصرة الساهره
يشيخون عبر سواد السنين .. وقبل ألأوان
فلا (الهيوَ) (5) ترجف بين الضلوع
ولا (فرج ٌ) يضرب الطبل بين الصبايا
وسوق( ألمغايز ِ ) يشرب في الفجر صوت النحيب ِ
كأن المدينة َ عادت اِلى الحرب ثانيةً ً
فقد سَرقت نصفها كربلاء ُ
ونصفا ٌ تقاسمه البدو
بين مزاد الحضارات ِ والنفط ِ
ثم اختفينا !!
وبدلنا أهلنا ألأقربون بثوب الحداد ِ
وبعض قشور التصوف ِ
فأنهدّ شيخ يطالبنا بالوفاء ِ
لعشرين قرن مضت !
وبدّل أحرفنا مثلما ينسخون
وما يثبت الحرف إلا بصوت ألغناء
وليس بكاء ً على طلل ٍ أغرقته السيول ُ
وجالت على رافديه الخيول ُ
ومازلت طفلاً أتابع كل شرود السحاب ِ
لعل البروق تعيد البهاء إلى بصرتي
وتعلن أن الطبول أتت؟
وتومان (6) لم ينهزم ْ

 
(1) الطمامه :- هي إمتداد لمحلة الساعي ألحالية في البصره
(2) سوق ألمغايز :- من أسواق البصرة المشهورة ويسمى أيضا سوق ألهنود
(3)  نادي ألفنون:- أحد أشهر نوادي ألبصرة ألأجتماعيه في سبعينيات ألقرن الماضي
(4) ألدواسر : إشارة إلى فرج شعبان ألدوسري راقص ألهيوَ المشهور في ألبصره وأخيه رزاق ألمناضل المعروف
(5) الهيوَ :- رقصة شعبيه أتقنها زنج ألبصرة، أصلها أفريقي إنتقلت إلى بلدان ألخليج ألعربي مع بعض ألتطوير
(6) تومان : - أحد أشهر مروّجي دعاية ألأفلام السينمائيه في البصره، هو الذي يعزف (الفيفرا )بأنفه
 


27
أدب / ضحكات على شاطئ الجراح
« في: 23:08 03/12/2019  »


ضحكات على شاطئ الجراح

 

ناصر الثعالبي


الى
Klausmann Silvia

خذيني

خذي كل هذي القيود التي تتأرجح غافية في يقيني

خذي نزقي و سنيني

وكل خطايا ظنوني

وكوني كما الأرض معطاءة في عيوني

دعي الحب يغسل في الليل طيف جنوني

دعيني ألامس صوتك يختال بين جفوني

فها أنني منذ فجر اللقاء

ألوذ بصمت حنيني

أفتش كل عذابي وخوفي عليك

وأدفنه في غروب سنيني

خذى دفق روحي وشاحاً انيقاً

يقبل وشمك في كل حينِ
وقولي تركت على شاطئ البحر أشرعتي وسفيني

ولمي حكاياتنا والصباح ألذي غاب عنا فلا تسأليني

أما آن أن  تتركيني؟

فها أنا أرسم حزني تراتيل موت شجوني

وأرسل ما فات مني على صفحة القلب ينعي سكوني

لممت على وشل الكاس أشياء نا

بكل زويا مجوني

فما فاض منها سوى رعشة ألأنكسار

وبوح على دفة السر

لا تخذليني

دعيني أقاسم عينيك هذا الشرود

وأبحر في كل سر دفين

دعيني

أنام على شاطئ الجرح .....لا توقظيني


28
المنبر الحر / وطني..العراق
« في: 14:47 31/10/2019  »
وطني..العراق
ناصر الثعالبي                          
منذ أن ولدت

وهم يدقون في هامات نخيلك إشعارات الموت
ويربطون بقايا شهدائك بجدائلها
تتقافز رغبات السفهاء مسورة بالثأر
لماذا سرقت حروف النور من جاهلية العصر
ولماذا زرعت الماء في انهار الحياة
عليك ان تدفع ضريبة الإباء
وتتهيأ لمسح ارادتك بوبر شيوخ الفتنه
يا عراق
 أيها المودع  كل ما فيك في قلوبنا
الغارق في سبات الفجيعة
من أين أتوك هؤلاء الحكام؟
من أين أتوك ألعيارون والشطار والخناقون؟
الم ترمهم سابقاً في مزبلة التاريخ؟
كيف استعادوا مجدهم ثانية؟
ياعراق
الفتية القادمون في مقدمة الجموع
اهلنا
سيعصبون جراح هامات نخيلك بهاماتهم
وسينزلون بقايا شهداءك الى الخلد
وسوف تربط النساء مناديل العشق في جدائل النخيل
انتظرهم في ساحات الشرف كل يوم
لتعش يا عراق




29
أدب / وحدة الهاربين
« في: 20:12 10/10/2019  »


وحدة الهاربين



ناصر الثعالبي


                                           
في الجليد وحدها زهرة الشلير
ترتب خطوات المارين بنفس طويل
ألمارون ....ألخائفون من أمنياتهم
يغردون خارج سرب وحدتهم
ألشلير تقنع نفسها بأن صيفاً لم يأت
فيحتدم النقاش بين مكونات تويجاتها
وسرب وحدة الهاربين يمر ضاحكاً
كيف لزهرة الشلير الوحيدة .. ان تصلح قلباً باع هواه للنجوم اللامعه ؟
ورهن خطواته للحمد والتسبيح!
وفي المسارات المتشعبه
يصرخ الجليد من ثقل خطوات وحدة الهاربين
المحملة بهموم وطن أكبر من سماء الله
فتنهي التويجات نقاشاتها
فقد وشى بها المارون الخائفون من أمنياتهم
كي يسمح لهم بالمرور ... ولكن بلا امنيات !

وبقت زهرة ألشلير وحدها شامخة

2
الغروب
في المسافات ألتي يعبرها الليل إلى ألأحلام
تنزف دياجيره التي اغتصبها الضوء
شاقةً وحدة التماس في الرؤيا
فنغرق في وهم النصر لمقاتل فقد اذرعة ألإنتماء
متوحدين في أصوات ألأنكسار
مثل رايات ملها الهواء
فغادرت الحسابات
وطوت ما بقي لها من رفيف





30
أدب / مدينتي
« في: 18:48 07/10/2019  »

مدينتي

ناصر الثعالبي

في الشارع الخلفي لمدينتي تنام امنيات مهزومه
وفي عيون السرطان الزاحف من اهات النفط  مرتديا قفازات اللوعة وشهيق المخنوقين
تلمع نجوم الظهر مزهوة بانتصارات الموت
تصافح ايدي الحكام
تمسح  بلطف كل لحى المسؤولين
تصنع مسواكا لحج قادم
وتنام بين اكف المغدورين
يا رب العزة..يا رب هبل الحاكم
كيف عرفت  انا لا نخسر شيئا بالموت ؟؟
سبحانك يا رب القتل وسليل تكايا النواحين
احضر اخر طفل مر حزينا
يبحث عن اشياء المفقودين

31
أدب / عودة مهيدي (أبو الهيعه)*
« في: 16:50 02/10/2018  »
عودة مهيدي (أبو الهيعه)*
مهدي يضرب (تنكته**) في تاريخ البصرة ثانية
يعلن أسماء سماسرة الموتَ
والأنهار المنسيه
فوق (الجسر ألاخضر***) في الخندق يرفع رايته
ويغط في الموت الأسود بحثا
عن عهر مليشياتٍ
لا تملك في البصرة أرقام هويه
ينتفض الموت ألأسود محتجاً :
يا مهدي.. يا أنبل إنسان في البشريه
أرحل قبل طلوع الشمس
قبل مجيئ الخناقين ومليشيات سريه
ينتفض الموت ألأسود ثانية
يطبل مهدي في تنكته
فتهب البصرة
كل جياع البصرة ...
والعطشى ترفع رايته الثوريه
فيحشي فمه( بسويكته)****
يرقص فرحاً
هييييييييييييييييعه
فيتبعه أطفال ألبصرة بحجارتهم ،
رجالاً في وجه مليشيات الموت
ناصر الثعالبي
*: مهيدي ابو الهيعه :مجنون مشهور في البصره يحبه الجميع
**: التنكه في اللهجة الشعبيه الصفيحه
*** الجسر الاخضر: هو الجسر الثاني من جهة اشرق على نهر الخندقوالثالث من جهة الغرب
**** السويكه هي بقايا التبغ الخمر يستعمله البصريون 

32
أدب / الرهان ثانية
« في: 20:09 27/09/2018  »
الرهان ثانية
مددت يدي لأراهن الوقت
قال لي:أنت الخاسر!
هؤلاء الذين تراهن عليهم ..ان يكون حصادهم مبكراً
تركوا مناجلهم ومطارقهم أمانة عند شيخ
وحين جا ء الحصاد  .
نسي الشيخ ان يسور مناجلهم برقيه!
مطارقهم استفزها النسيان
تذكرت شاعراً شيوعياً دفن بلا كفن
(هلا جواكيج تصعد للسما وتندك)
الوحيد الذي تذكرهم في ردائة الوقت!
عاد الوقت ثانية بكبرياء ألأنتصار
لامس يدي وقال:
إبحثوا عن من خذلكم ؟
أنتم لايغلبكم الشيطان
ولكن.... غلبكم من زين لكم جنة الوهم
ناصر الثعالبي




33
أدب / الرؤيا
« في: 23:21 29/03/2018  »
الرؤيا
ناصر الثعالبي                         
في زوايا اليقظة من مساحات أعمارنا
يهتز الوجدان ناقوساً أفلتته الرياح
خارجاً عن وقار صمته
يغني لليوم الذي عمد فيه فقراء مدينتي الشمس
تهتز موجاته الصوتية بفخرألإنتماء للفجر الجديد
 في هذه المساحات
نسطر أنشوة إنتصاراتنا بعمق خيباتنا
تتسلل خارجة من عقال الوعي كمناشيرٍ
باتجاه الشمس
أفرحها الدوران في المدن المنسيه
تنتظر ربيعاً يحملون فتيته موجات الصوت
ناثرين مجسات الغد رهاناً لبروق آذار
فتورق في ذاكرتنا تعرجات الطريق
نحن رفاق المدن المنسيه
نعلن فرحنا - برغم تشتتنا- بقدوم آذار
فتنهض حميتنا لاحتضان نهر التعميد
فنهتف مجداً لآذار



34
أدب / عفرين
« في: 18:52 21/03/2018  »
عفرين
ناصر الثعالبي              
غارقة في عيون الامهات
تسرق دموع محيطها
وترسل مجسات القلوب الى الناس
تخبرهم بكارثة السلاطين
ونزوات جواريهم
ترفع راية الدم
وخنجر كردي اثقلته هموم المنازله
تختزل عفرين
كل حكايا ت المتعبين ومسارات اقدامهم
 عفرين
ترفع راية الدم
وكوفية عربيه
وتقرأ في تاريخ السريان نهايات الموت
عفرين يا عفرين
ها أنت تقاتلين الرعب
وحيدة يا عفرين
نحن المبعدين من ذواتنا قسراً
تحاصرنا خيبات العصر

نسترجع تاريخاً مثقلاً بالحروب
فنرمي أثقال همومنا بكأس خمر


35
أدب / حلم
« في: 20:26 05/03/2018  »
حلم
ناصر الثعالبي                     
1
حطي يم رمشي فراشه بلا رفيف
وخذي من عيني  رحيق ادموعها
كلبي ياكلب الحمامه من تزيف
تكنس الكاع برفيف اجناحها
حطي يم  روحي حبيبه من انام
لمي بعيونج عميق اجروحها
وغني يحبيه اغاني للسلام
والفرح بلكن بلادي ايلوحها
2
دوري يحبيبه على كل البنات
وطي صبحج للتوفي انذورها
مري يحبيبه على دمع اليتيم
شيلي ذلته وكشفي مستورها
ومري بعيون الحزن مرة غريب
شايل اهمومه بجنح مكسورها
وانثري اورود المحبه ويه الغروب
للوحيد اضاع بين اخمورها
وكولي معذوره اليام الما تشوف
الترفع بكل خسه عالي اسدورها

36
تصورات عامل
انتخابات لموت قادم

ناصر الثعالبي                    
1
كال الصوت إجانا
وضاع منا الصوت
وحرنا من تشتت صوتنا بلا صوت
ابيا سجه نمر
وبيا جروح انفوت
نزعنا اعيونا بلحظة وهم موقوت
وعاندنا وهمنا
اوكمنا نعلن صوت
يمر يم الرفاكه
مرة الياقوت
وندهنا الفجر سكته
ابغفوة الطاغوت
كال إلنا ..
شمسكم عجروح اتفوت
خل أصوات عزتكم تصد الموت
2
نبض بيه الحنين
وشال غيرة ناس
شفت
جف الشهيد البكلب  ينباس
وشفت
روح الشباب التلهب ألإحساس
وشفت
فرحة أطفال اتصيح... ويه الناس
وشفت
(جاكوج يرفع للسما ويندك)
وشفت
منجل يعانك زرع من ينداس
وشفت روحي تصيح..
الصوت للشوعي .. للشوعي
وحك هاي المسيه وحضرة العباس

37
أدب / آيار التاريخ والمجد
« في: 13:19 30/04/2016  »

آيار
التاريخ والمجد

 ناصر الثعالبي


كيف لك أن تتفتح في الربيع وأنت تتوسد هموم الناس؟
أيها المحاصر بالدماء وآهات المسحوقين
أين يكمن سرعلوك وأنت المثقل بالجراح؟
منذ عرفتك وأنت تغني لمطارق العمال
(عمال واحنه اتعابه ...اويلاه يايابه  ...يا يابه)
 وتهمس خلسة للفلاحين ان إجتازوا حيرتكم !
أنا مشدود إليك بسحر أقوى من الوعي
كيف لك أن تسير شامخاً وأنت مثخناً بالجراح
وكيف لك أن تغمر من أعياهم الطريق بدفئ المواصله
هاهو يومك قادم..
وهاأنت تستعد لاستقبال مستجداته 
مطرزاً حواشي صفحاتك بالجديد
عامراً ببيوت الفقراء وعناد صبيتهم
آه ما اقسى ان يخسر البعض رهاناتهم
لأنك لم تشخ
 ولأنك لم تهزم
لكونك أابدأ  تستعد لوثوب قادم
ها هي سنواتك منذ نيسان الى آيار**
منذ أن صافحنا أخوتنا الاستراليون بالنهوض في نسان
ومنذ أن قبلنا أخوتنا في شيكاغو
وأنت
تحيطنا بحكمة الشيخ وشباب ألإراده
أنا قطعت منها خمسين عاماً ونيّف
أحمل مطرقة شرف ألإنتماء
ولي من رفقة أكملوا الثانية والثمانين
وهم لايزالون في ساحات ألإحتجاج
يا آيار
لك المجد كل المجد
وللمحتفلين بعيدك النجاح والصمود
**بداية عيد العمال  21 نيسان 1856 في استراليا
بعدها أصبح  في ألأول من آيار حين انتصر عمال شيكاغو بإضرابهم  1886
ووحدته ألأمميه ألأشتراكيه في مؤتمرها الثاني



38
أدب / وداع
« في: 18:26 30/12/2015  »
وداع
ها انتِ تتأهبين لملاقاة الغروب ايتها الأميره
ناصر الثعالبي                                 
لا تكولي روح
وتودعيني
والله متعوده
عليج اعيوني
حتى طيفج من يجي
وانه ابصحو
اغار من تطبك عليه
اجفوني
لاتكولي روح
ما يسوا العمر
انا بيامج اعد
اسنيني
صحى جرحي
من لمس جرح الفجر
اونامت ابراسي
جنون اظنوني
وين نتلاكه  ؟
شفت جف الوكت
فوك عيني
ايلوًح اوينعيني
لا تكولي انتظر
ماعندي وكت
شايل اجروحي
ابصمت تدريني
العشك يا خذني
ونا بليه عشك
شوكي يكفي الناس
ما يكفيني
من يحط جنح الندى
فوك الزلف
انا كطره ويه الزلف
تلكيني
لاتكولي روح
ما توسع الكاع
لو نسيتي معاتبي وتنسيني
خاف ياخذني افراكج للكبر
اتعارك ويه الموت
من يلفيني
ادري كربت روحتج
يم المزار
الجان بيام العشك يرويني
وانا الوي الدهر
لو مره لواج
وادري دهري ابد ما يلوني
امودعه الله
لويشط بينا المزار
اخذي ذمتي وياج
لا تبريني

39
أدب / محاصصه
« في: 12:53 26/12/2015  »

محاصصه


ناصر الثعالبي



يا أخوتي المتحاصصونَ
من الشمالِ الى الجنوبْ
هذا العراقُ
يأن مِنْ وجعِ الحروبْ
إنّ الدماءَ
تكادُ تلتهمُ الشوارعَ والدروبْ
يا أخوتي المتخاصمونَ
على حدودِ الارضِِ
والطرقاتِ
والدولارِ
والحصصِ الرخيصهْ
حتى الطيور
يكادُ يهزمُها النخيلْ
فتلوذُ في نارٍ غضوبْ
***
يا إخوتي المتسابقونَ
على ولاء الموتِ
في المدنِ الفقيرهْ
هلا لدينكمُ شعيرهْ ؟
مِنْ أينَ تأتي هذه الفَتيا تؤججُ في سعيره ْ؟
ها نحنُ نفترشُ الضميرَ
على مزابِلنا الوفيرهْ
والكلُ يأكلُ  مِنْ ضميرهْ



صفحات: [1]