ضمن البرنامج الثقافي الصيفي لرعية مار بطرس في أوكفيل الكندية
ضمن البرنامج الثقافي الصيفي لرعية مار بطرس في أوكفيل الكندية ألقى الأب نياز توما الثلاثاء ٩ أب ٢٠١٦ وعلى قاعة مركز شهريار العائلي بمدينة مسيساغا ، محاضرة بعنوان (مفهوم الوحي في الكتاب المقدس) تواصلا مع المحاضرة السابقة والتي كانت بعنوان ( كيف نقرأ قصتي الخلق في سفر التكوين من الكتاب المقدس وتأثير الأدب البابلي عليهما)، والتي تطرق فيها الى أن هناك قصتين للخلق وليس واحدة نقرأهما في الإصحاحين الأول والثاني من سفر التكوين ورغم كونهما في اصحاحين متتالين إلا أنهما كتبتا في زمنين مختلفين ومن مدرستين مختلفتين حيث يمكن مقارنة إحداهما بقصة الخلق البابلية أنوما أيليش والأخرى بملحمة أتراحاسيس.
وفي سياق كلامه، عرج الأب المحاضر على اهمية دراسة أربعة تقاليد كتابية هي بمثابة أربع مدارس،وناقش مسألة تكوين الكتاب المقدس اليهودي - تنخ- الذي نعتبره في المسيحية، العهد القديم، وقضايا أخرى منها فيما إذا كان موسى قد كتب التوراه بالكامل. ثم تحدث عن حياة الشعب العبراني واهمية النكسات في حياة هذا الشعب خصوصاً بعد السبي البابلي الأول والثاني حيث قضى اليهود في بابل حوالي 70 سنة في الأسر وتطبعوا بالثقافة البابلية، لذلك نجد هذا التأثير الأدبي على بعض النصوص ومنها الأسفار 1-11 من سفر التكوين والتي لم تكن قد كتبت قبل السبي البابلي لأنه لم يكن هناك حتى حوالي 600 قبل الميلاد قصة للخلق حسب الثقافة العبرانية.
وتطرق المحاضر لمفهوم الوحي الإلهي وكيف علينا أن نفهمه في ضوء هذه المعطيات وكيف أنه مع وجود التشابهات في النصوص إلا أن هناك اختلافات جوهرية ومهمة أشار الى العديد منها، لذلك تبقى نصوص الكتاب المقدسة ملهمة وهي كلمة الله، فكل الكتاب موحى به من الله، ولكن هذا الوحي ليس وحياً إملائياً بل هو وحي إلهي يسمح بظهور شخصية الكاتب والأخذ بنظر الاعتبار الظروف والثقافة المحيطة بتأليف النص.
وقد أكد الأب نياز في هذه المحاضرة على دور الروح القدس والهامه في كتابة الكتاب المقدس ودور الانسان وشخصيته والظروف المحيطة به لدى الكتابة. كما أشار الى الاختلافات الواردة بين الأناجيل الأربعة وضرورة تقبلها وفهمها على أنها ليست مثاراً للشك بل انها دليل على حقيقة الوحي والالهام لأن كل كاتب كتب بالصيغة الموحاة إليه ومن منطلق ثقافتة وخلفية المجتمع الذي ينتمي اليه والمجتمع الذي كتب الأنجيل له.
حضر المحاضرة عدد كبير من أبناء الرعية ومن المهتمين بالشأن الثقافي زاد عددهم عن المائة شخص والذين طرحوا بعض المداخلات والأسئلة أجاب المحاضرعنها جميعاً.
وفي الختام قدم الأب نياز شكره وأمتنانه للحضور وللسيد علاء يوسف وكادر مركز شهريار العائلي على إستضافتهم هذا اللقاء.
للأطلاع على صور هذا اللقاء يرجى زيارة موقع الكنيسة على الرابط التالي:
http://www.chaldeancatholicchurch.com/sp/EventsRetrieve.do?id=702