ankawa

الاخبار و الاحداث => أخبار العراق => الموضوع حرر بواسطة: Edy Simon في 14:59 19/10/2017

العنوان: "جنت على نفسها براقش"
أرسل بواسطة: Edy Simon في 14:59 19/10/2017

"جنت على نفسها براقش"
سرهات شكري باعدري
أن المشهد السياسي العام و المألوف الذي يجري أحداثه وحبكته الدرامية في شمال العراق اليوم بعد أن اصبحت التسمية الجديدة للآقليم كردستان المتعارف عليه منذ بداية التسعينات والتي كادت بأن تكون جمهورية كردستان الديمقراطية لو لم تهب عاصفة ألآستفتاء الهوجاء التي احرقت ألآخضر واليابس ويبدوا بأن الرياح هبت بعكس ما تشتهيه السفن أو كما يقال بأنه اي خطوة غير مدروسة الى ألآمام تؤدي الى تراجع خطوتين الى الخلف، هذه هي النتيجة من أقليم مستقل بحد ذاته الى شمال العراق بين ليلة وضحاها وبهذه جنت القيادة على نفسها في صد العدوان مثلما جنى قارش على أهله
أن ما تم بناءه وتشيده في أعوام عجاف جاء التعّنت وألآصرار على الرأي ليهدمه في أيام معدودة ولم يجني هذا التفرد في اتخاذ القرار والذي لاقي الرفض من قبل المجتمع الدولي بدءأ من زيارة السيد مسعود بارزاني وأستقباله وألآجتماع معه في مبنى استعلامات البرلمان ألآوربي في بروكسل مع بعض الموظفين وأنتهاءاً برسالة ريكس تيرلسون وزير الخارجية ألآمريكي قبل يومين من موعد الاستفتاء والتي صيغت فيها جميع الضمانات للاكراد والتي سوف كان يتم تنفيذها خلال سنة ولكن واجهت بالرفض ولم يطلع الشعب على هذه الرسلة الهامة الى بعد الخامس والعشرون من سيبتمبر وباءت مصيرها الفشل كمصير سابقتها من الرسائل والجولات المكوكية التي كانت الندم نهايتها ولكن ما نفع الندم بعد أن وقع الفأس في الرأس وضاع حلم الدولة المنشود التي لم يكن الا زوبعة في فنجان .
عندما نرجع بعقارب الزمن الى الوراء برهة لم نجد مفارقة بين ما جرى من التكتيك و السيناريو في صبيحة يوم ألآحد المشؤم في شنكال قلب أيزيدخان النابض والذي قدم على طبق من الذهب الى الدواعش وبمباركة الساسة ألآكراد في اجتماع ألآردن الغني عن التعريف للقاصي والداني. و بين ما جرى من تسليم قدس كردستان كركوك الى الحكومة المركزية والحشد . لو تمعنا النظر في التأريخ الكردي لم نجد غير الخيانة والغدر منذوا الستينات من القرن المنصرم الى يومنا هذا وتاتي الواحدة تلو الثانية لكن خيانة شنكال كان لها صيتها الخاص لان الكرامة ألآيزيدية اغتصبت وانتهكت و الشيء المتناقض في رسالة السيد مسعود بارزاني ألآخيرة الى الشعب العراقي انه اشار الى جينوسايد ألآيزيدية في شنكال علماً بأنه الى يومنا هذا لم يعترف برلمانه المنحل بجينوسايد ألآيزيدية والى يومنا هذا لم نجد بيان ادانة لداعش منهم ولا اي مناجات الى جهات رسمية للتعاون في انقاذ اخواتنا المخططفات انها ليست الا ذرة رماد في ألآعين ،الى يومنا هذا لم يزور اي مخيم يزيدي للاهل شنكال المتشردين في العراء في حين زار مرات عديدة الى مخيم السورين في دوميز وغيرها من المناطق أنه ليس ألآ كيل بمكيالين وأكثر.
يحكى الراوي يا سادة يا كرام بأنه كان هنالك رجل ناسك كان يعمل راعياً في أحدى القرى وكان أهل القرية يتصدقون عليه بالسمن في المواسم وكان الراعي يجمع ما يفيض عن حاجته ويجمعه في زير فخاري معلق فوق مكان جلوسه في الغرفة الصغيرة وجائت ألآيام وراحت المزيد منها و في يوم من ألآيام فكر الراعي بأن يلقي النظر على الزير الفخاري ليرى ما في وسعه من السمن فوجده على وشك الأمتلاء وقال في نفسه بعد أن راودته أحلام اليقظة وهو جالس أسفل الجرة الفخارية وفي يده عكازته التي كان يرعى بها الماعز والغنم وتخيل وقال في نفسه بأنه لم يبقى سوى أيام وتمتليء الجرة بالسمن وحينها أخذ بما في محتواه الى سوق المدينة وأبيعها بثمن واشتري به معزتين وبعد سنة سوف ترزق المعزتين بتؤم من الجدايا وأبيعهما واشتري زوج من ألآبقار وأبيع حليبهما وجبنها وجلدها وتعمق بالحلم الى أصبح لديه قطيع من البقر والماعز وقال بأن بنات وصبايا القرية سوف يتسابقون للزواج مني وسوف يرزقني الله بولداً صالحاًو أقوم بتربيته و أن لم يطاوعني ويسمع كلامي ومشورتي سوف أقوم بتأديبه بهذه العكازة التي في حوزتي ولسوء الحظ رفع العكازة وجاءت في منتصف الجرة عوضا عن تأديب الولد وتلاشت الى قطع صغيرة وبدء السمن ينزل رويداً رويداً فوق رأسه وأيقضه من حلمه وهذا ما جرى للقيادة الكردستانية بالضبط حلموا بأنشاء دولة واجراء استفتاء لكن لم ياخذوا عواقبها في الحسبان ولم يعيروا اهمية الى حولهم من الترك والفارس والعرب الذين هم اللذ الاعداء لهم وايقضهم حلمهم عندما فقدوا جميع مناطقهم وذهبت المناطق المتنازع عليها في ادراج الرياح حالها كحال مادة 140 ولم يرضوا بالخروف بل بالخروف والجزية .
لقد ادركنا من خلال السرد أعلاه بأن ما جمعه الراعي من السمن ذهب هدراً ولكن دعونا أن نعرف ما سوف يحصل بالبيض ألآيزيدي الذي جمعه ألآمير والمجلس الروحاني في سلة واحدة تكريماً لما يتقاضوه من ألآوراق الخضراء ولاسيما ندرك جميعا بأنه لم تعد هناك المداخل الكمركية وايرادات المطارت وألآنبوب توقف عن الضغ ولم تعد تفيد لا السجادة الحمراء و لا الصفراء وما مصير ألآيزيدية بعد أن أصبحت شنكال ومناطقهم تحت سيطرة الحكومة المركزية وهل سوف يبقى المجلس الروحاني منضماً تحت راية البارتي ويمارس العمل السياسي الذي لم يجني منه ألآيزيدية الا المأسي و الكوارث والتشتت.
والسؤال المطروح بملحة في الضرف الراهن الى كل يزيدي غيور الم يأتي ألاوان ليخطوا ألآيزيدية خطوة جادة نحو تأسيس مؤسسة دينية فتية وقيادة سياسية بعيدة كل البعد عن المصالح الذاتية وبمعزل عن الطبالين الذي اصبحت طبولهم وابواقهم في مصلحة احزابهم وهم بدورهم مهمشين لديهم، وبأي صبغة من ألآلوان كالحرباء يتلونون بعد ان سقط القناع عنهم . الم يأتي ألآوان لكي نميز ما بين الدين والسياسة ونترك الدين لرجل الدين والسياسة للآهلها ولا سيما هنالك خطوات جادة في الفترة ألآخيرة من الجيل الشبابي ألآيزيدي في المهجر لكي يقوم بنهضة ثقافية على الواقع المرير و المتفتت الذي نعيشه ، وأبداء اي خطوة أيجابية جادة للانفتاح على الحكومة المركزية التي تنظر بعين ألآبوة الى ألآيزيدية من دون التميز في العرق والمذهب سوف تتكلل بنجاح الم يأتي ألآوان لنصبح اصحاب ألآرض بعد ان عصفت بنا السياسات المتهورة للهروب من ارض ألآباء وألآجداد الم يأتي ألآوان لكي نثبت انفسنا مواطنينن من الدرجة ألآولى بعد ان كان التعامل معنا مواطنينن من الدرجة الثالثة .الم يأتي ألآوان لكي نتخلص من العبودية الجائرة. المتسلطة على رقابنا ونتعلم من الدروس الماضية التي تشتتنا...!!!