عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - يوسف شكوانا

صفحات: [1]
1
كلمات من القلب لزوعا بذكرى التأسيس
يوسف شكوانا
قبل أكثر من 25 عاماً وجدت ما كنت أبحث عنه عندما سمعت بمبادئ وأفكار تنظيم أسمه الحركة الديمقراطية الاشورية (زوعا ديمقراطايا آثورايا) وعندها لم يسبق لي التعرف على أي من قيادييها أو أعضائها، أطلعت على القليل من أخبارهم التي كانت تصلني، كالنهج الوطني والقومي والعمل على ارض الوطن والايمان بالوحدة القومية والاعتزاز بلغتنا القومية ...  بعدها بدأت بالتحقق عن مدى صحة تلك الاخبار، فتكررت زياراتي للاقليم لمشاهدة ما كنت أسمعه، وكنت أرجع من كل زيارة وقناعتي بهذا التنظيم قد كبرت ومحبتي له قد تضاعفت، لقد زرت المدارس التي تعلم بلغتنا العريقة والاقسام الداخلية ووقفت عن قرب على حجم الجهود التي تبذل من أجل انجاح هذا المشروع العظيم من المترجمين الذين كانوا يعملون ليل نهار لانجاز هذه المهمة الصعبة، والداعمين ماديا ومعنويا، والهيئات التعليمية الذين كانوا يتعلمون ويعلمون وأولياء أمور التلاميذ الذين ضحوا بالكثير من انجاح هذا المشروع، ووقوف زوعا بقوة مع المشروع، شاهدت المقاتلين في مختلف القرى لحماية ابناء شعبنا وكيف كانوا يساعدون الفلاحين في زراعة اراضيهم، اطلعت على عدد من السواقي المبلطة في قرى مختلفة لسقي المزروعات، كما زرت عدد من الصيدليات التي كانت تقدم الادوية للمحتاجين، كل ذلك كان يبعث في نفسي السرور وأنا ألمس لمس اليد ثمار أعمالنا في المهجر، لقد زرت وشاهدت الكثير ولكن ما أفرحني أكثر كان جيل الشباب لا بأعمالهم فقط وانما بأفكارهم واصرارهم على نيل حقوقنا اسوة بالاخرين، فكنت اقارن بأمل وسرور بينهم وبين جيلنا عندما كنت في الوطن. ان ما لاحظته ولمسته في كل ما تم انجازه كان عدم التمييز بين قرانا على اي اساس، سواء كان مناطقيا ام عشائريا ام مذهبيا ام على اساس التسمية، وهذا ما رسخ قناعتي بهذا التنظيم بأنه يعمل للكل من دون تمييز، وزيادة على ذلك وللحقيقة أقول أن النقاشات في مواضيع مثل العشائرية والقروية والمذهبية والتسميات لم يكن لها وجود في اعمالهم اليومية، لقد التقيت بالمقاتلين وكانوا من مختلف الاماكن، وزرت اضرحة الشهداء فوجدت فيهم التنوع نفسه وهكذا عن الاعضاء بمختلف مواقعهم
في كل زيارة كنت التقي بالعديدين، واجد فيهم من يعمل ليل نهار بدون كلل أو ملل، كما كنت اشاهد من يعمل بدرجة اقل، واشاهد ايضاً من لا يعمل وهؤلاء كنت اتوقع عدم استمرارهم، ولقد تحققت توقعاتي في عدد منهم، ولكن المؤسف والمؤلم ان بعض الذين كانوا يعملون  لم يستمروا وذلك لاسباب مختلفة، في كل زيارة كنت اجد معظم الذين التقيت بهم في الزيارة السابقة كما كنت اتعرف على العديد من الاعضاء الجدد وأيضاً كنت الاحظ غياب عدد من الذين سبق وأن التقيتهم، وبعد الاستفسار عنهم واحداً واحداً اعلم ان احدهم غادر الوطن وهاجر الى بلد اخر، والثاني ترك العمل السياسي، والثالث ترك التنظيم وليس العمل السياسي لاسباب خاصة، فكنت اتمنى للاول الموفقية في بلده الجديد وللثاني النجاح في اهتماماته الجديدة  وللثالث كنت اتمنى ان يقدم لشعبنا وقضيته افضل مما كان يقدمه عندما كان في صفوف زوعا ولا زالت تلك التمنيات قائمة، وهنا لا أنكر وجود العدد القليل جداً ربما بعدد اصابع اليد الواحدة وربما اليدين اصبح شغلهم الشاغل رمي الحجارة في البئر التي كانوا يشربون منها الى الامس القريب وهؤلاء يستحقون بجدارة لقب ناكري النعمة
انني عندما انتميت الى هذا التنظيم لم يكن لي اية معرفة باي من القياديين، فالذي جذبني لم يكن الاشخاص وانما المبادئ والافكار والنهج والاعمال، وهذا هو المهم فتغيير الاشخاص بحسب النظام اعتبره أمراً طبيعياً ولا يؤثر على مدى قناعتي بالتنظيم هذا من ناحية ومن ناحية اخرى انني اعلم انه لا يمكن ان تجري كل الامور بحسب ما اراه سواء في الانتخابات في الهيئات المختلفة أم في الاعمال، ولكنني أؤمن أنه من اسس الديمقراطية ان احترم رأي الاكثرية ولقد مارست هذه الحالة مرات عديدة
  بحكم مسؤولياتي خلال هذه الاعوام التقيت بالعديد من التنظيمات والشخصيات المختلفة، وكانت التعليمات من القيادة دائما (لا مساومة على حساب حقوق شعبنا) وهذا ما كنت أحرص على تطبيقه مع جميع الاطراف من غير تمييز سواء في الوطن ام في المهجر وهذه الحقيقة سببت مرات عديدة اتهام البعض لزوعا بأنه مع هذا التنظيم وضد التنظيم الاخر، ولقد تغير عندهم (الهذا) عدة مرات وكذلك الاخر ولكن النهج مستمر لا يتبع هذا ولا ذلك وانما اساسه مصلحة شعبنا الوطنية والقومية. ومن الامور الاخرى التي ترسخت لدي خلال هذه الاعوام من مسيرتي في زوعا التمسك بالوحدة القومية وعدم التعصب والانجرار الى صراع التسميات بل احترام كافة تسمياتنا
من ساحة المهجر المستقرة احيي كل الذين يعملون في الوطن ويواجهون يوميا مختلف الصعوبات خاصة الذين يعملون في المناطق الغير مستقرة أمنيا، لم يتركوا المناطق الساخنة لينتقلوا الى الاماكن الدافئة، ان قرارهم هذا يعتبر دليلا قاطعا على اخلاصهم واستعدادهم لتقديم التضحيات الجسام في سبيل ما يؤمنون به، كما احيي الشباب الذين يحملون السلاح ضمن وحدات حماية بلداتنا في سهل نينوى خاصة الذين تركوا قراهم الامنة ليساهموا في حماية هذه البلدات التي تحتاجهم في هذه الفترة
لست الوحيد الذي أعرف هذه الحقائق وانما عاش ولمس اكثر منها بكثير خاصة الذين يعيشون في الوطن وهم يعبرون عن وفائهم للمضحين بطرق مختلفة منها المشاركة في المسيرات النيسانية البنفسجية وكذلك الادلاء بالاصوات في كل الانتخابات التي جرت سواء في الوطن أم في الاقليم
بعد هذه النبذة المختصرة لا يسعني في هذه المناسبة التي هي الذكرى 39 لتاسيس زوعا الا ان اقدم اجمل التهاني لكافة الاعضاء قيادة وقواعدا، المستمرين الصامدين وكذلك الاوفياء من التاركين، الاحياء منهم والذين غادروا هذه الحياة الى الحياة الابدية، مع التمنيات بالسير قدما نحو تحقيق أهدافنا الوطنية والقومية، كما اجدد العهد للمضي قدماً على طريق الشهداء الذين رسموا بدمائهم الزكية هذا النهج الذي نسير عليه
عاشت الذكرى التاسعة والثلاثين لتاسيس حركتنا المناضلة
المجد والخلود لشهدائنا الابرار   
             

2
لمن امنح صوتي في الانتخابات
في كل المجالات عندما يكون للمرء أكثر من خيار يضع أمامه معايير معينة يراها أساسية وعلى ضوئها يقرر ماذا يختار. وهذه المعايير تختلف من شخص إلى آخر لذلك نرى التنوع في كل شئ. وهذا ينطبق على الانتخابات التي يخوضها شعبنا. ومن حق كل فرد وان يستند على المعايير التي يراها أساسية في اتخاذه قرار تحديد القائمة التي يصوت لها.
وانا كغيري أمارس حقي في تحديد القائمة التي سامنحها صوتي مستندا على أسس أراها ضرورية ومهمة لاتخاذ هذا القرار. فما هي الأسس التي استند عليها؟
1 في مقدمتها تأتي مسألة الوحدة القومية التي أؤمن بها طوال حياتي ويزداد هذا الإيمان مع ازدياد المخاطر التي تهدد وجودنا. بالمقابل لا امنح صوتي لأي قائمة انقسامية مهما حملته من تسمية.
2 من الأمور الضرورية أن تكون القائمة حرة في اتخاذ القرارات بعيدة عن الإملاءات  والتبعية للاخرين. وتكون مواقفها إلى جانب مصالح شعبنا اي تتمتع بالاستقلالية  ولا تكون مسيرة من قبل الاخرين . أما التنظيمات التي هي من صنع الاخرين  خارج البيت القومي فلا يمكن ان تأتي مصالح شعبنا في اولوياتها.
3 انظر إلى موقف القائمة من دعم لغتنا القومية ومدى دعمها فعليا وليس بالاقوال. ان اعتزازي بهذه اللغة يجعلني أضع هذه النقطة كأحد المعايير التي استند عليها في اختيار القائمة التي تستحق صوتي.
4 اي كان الفائز أعلم أنه عمله لا يكون سهلا في برلمان تستحوذ عليه أكثريات لا يهمها وجودنا إلا في الكلام، إضافة إلى الأوضاع المعقدة التي تمر بها البلاد. ولكن الذي يرشح نفسه لا بد وأن يعرف ذلك وقرر الترشيح. لذلك يهمني كثيرا أن يبقى الفائز إلى جانب شعبنا مهما كانت الصعوبات لا ان يتركه ويلجأ إلى الاماكن الاكثر امانا.
5 يعجبني أن أرى التنوع المذهبي والمناطقي في القائمة ولا تقتصر على جزء واحد من شعبنا وترفض الأجزاء الاخرى. لأن الفائز عليه أن يتعامل مع الكل لأنه سيمثل الكل.
هذه كانت أهم الأسس التي استند عليها في تحديد القائمة التي امنحها صوتي ومن المؤكد هناك من يتفق معي في كلها أو بعضها كما وهناك من يختلف معي في كلها.
مسبقا أهنئ الفائزين في الانتخابات ايا كانوا
يوسف شكوانا
 

3
الساكت اخطر من مؤيد الاستفتاء ورافضه
يوسف شكوانا
من اهم الاحداث في هذه الفترة واكثرها سخونة هو موضوع الاستفتاء المزمع اجراؤها بعد أيام وفيه يتقرر مصير لا فقط كردستان الذي يعتبر حقهم المشروع في تقرير مصيرهم وانما المناطق المتاخمة لها والتي تعرف بالمتنازع عليها وهنا يكمن الخلاف وانقسام الرأي خاصة وان هذه المناطق تشكل شريطا عريضا يمتد من حدود سوريا الى حدود ايران. فموضوع الاستفتاء هذا يحتل مكان الصدارة في مختلف وسائل الاعلام. ومع تصعيد لهجة التهديدات وتوسعها لتشمل دول المنطقة وأكثر فلا أحد يعلم ماذا سيحصل في يوم الاستفتاء وما بعده. ومن المناطق المتنازع عليها مناطق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري حيث تشير الاخبار الواردة من المنطقة تزايد قلق الجماهير حول ما ستؤول اليه الاحداث وعاد حديث الهجرة ليحتل موقع الصدارة في تفكير سكان المنطقة اذ من المعروف انه في مثل هذه الصراعات فالذي يدفع الضريبة الاكبر هم المكونات الصغيرة عدديا خاصة اذا كانوا ناس مسالمين لا ناقة لهم بمثل هذه الصراعات ولا جمل. وبما يخص تنظيمات شعبنا فالانقسام واضح منهم من يؤيد شمول المنطقة بالاستفتاء وهذا القسم يشمل الافراد المنتمين مباشرة الى الحزب الديمقراطي الكردستاني والتنظيمات التي تسير بأوامره فنراها تتقدم حتى بعض التنظيمات الكردية في تأيدها للاستفتاء. اما القسم الاخر او الثاني فيرفض شمول المنطقة بالاستفتاء في الظروف الحالية التي يعيشها شعبنا المهجر وقبل التأكد رسميا من طبيعة الحقوق التي يحصل عليها شعبنا في حالة تشكيل دولة كردستان.  ان موقف هذين القسمين واضح من مؤيد ومعارض ولكن الغير واضح هو موقف لقسم الثالث وهم الساكتون الذين ينتظرون النتائج كي يدينوا او يؤيدوا كما كان يفعل قادة الجيش في زمن الثورات والانقلابات حيث كانوا يحتفظون في مجرات مكاتبهم بنموذجين من البرقيات احدهما يدين المؤامرة الاستعمارية الصهيونية الرجعية والثاني يقول جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا.  فاذا فشلت المحاولة فتعتبر مؤامرة يبعث الاولى اما اذا نجحت فتكون ثورة فيرسل الثانية. ورغم ان زمن الانقلابات قد ولى وهذه الطريقة قد اكل عليها الدهر وشرب الا ان هذا البعض لا زال معجب بطريقة النموذجين من البرقيات.  والا فهل من المعقول ان يسكت من يدعي تمثيل هذا الشعب ولا يكون له رأي في قضية مصيرية كهذه وكيف سيدافع عن حقوق الشعب من لا موقف له من مصيره. او ربما انهم يتبعون سياسة دعهم يتصارعون بينهم وبعد ان يضعف الجميع سنستلم عالحاضر كما فعل الاتراك الذين قدموا من الشرق الى تركيا وكما فعل الطالبان في افغانستان. ان القسم الثالث هذا يعتبر اكثرهم بعدا عن مصلحة الشعب فهو جاهز لتأييد الفائز بهذا الصراع ايا كان املا بالحصول على منصب او منحة وهذا النوع عادة ما يكون بارعا في ايجاد خط الرجعة لما بعد الاحداث ولكنه في المقابل يخسر ثقة الجماهير التي تنتظر موقفه ولكن يطول انتظارها. وهنا لا بد من السؤال عن الذي سيكسبوه مقابل سكوتهم الحالي ليؤيدوا الفائز ايا كان مستقبلا.  ففي كل الاحوال لا يمكن ان يتعدى نصف منصب مدير ناحيبة او قائم مقام او عضو برلمان او حتى وزير.  قلت نصف لأنهم سيتقاسموه مع القسم الاول الملكيين اكثر من الملك.
مما يؤسف له ان مصلحة ومصير الشعب ان وجدت فانها تأتي في مؤخرة نهجهم وتفكيرهم والشعب يعي ذلك جيدا ويرى من يعمل ويضحي من اجله ومن يطعنه وهو مهرول نحو الكراسي.

4
طريقة اقالة كل من فائز وباسم تلمح بالعودة لنظام الحزب الواحد
يوسف شكوانا
بعد عام 2003 استبشرنا خيرا ببعض التغيرات في العراق والمتعلقة بالنظام الانتخابي (رغم عيوبه) وذلك بعد عهود من الدكتاتورية والغاء رأي الجماهير، وبما يخص بلداتنا ومسؤوليها الاداريين لم يكن للشعب راي بها فتحصل التعيينات والتنقلات وما علينا سوى الطاعة، ولكن في العراق الجديد ولأول مرة تتم هذه الاجراءات بحسب رغبة الشعب الذي يقول كلمته بصورة أو بأخرى، وبهذه الطريقة اصبح السيد باسم بلو قائمقام قضاء تلكيف والسيد فائز جهوري مدير ناحية القوش، وباعتقادي انه بسبب الظروف التي مرت على المنطقة استمرا بمسوؤليتيهما الى قبل ايام من هذا التاريخ. نعلم ان مثل هذه المواقع لا تستمر مدى العمر ولكن يجب أن يكون للتغيير أسبابه كأنتهاء المدة القانونية بحسب الدستور أو إجراء انتخابات جديدة أو القيام بمخالفات تستوجب الاقالة بعد اتباع الطرق القانونية، ولكن في هاتين الاقالتين أي من هذه الحالات لم تتم فلا المدة القانونية انتهت ولا الانتخابات جرت ولا المخالفات اعلنت، فكل ما نعلمه كان إجراء استجواب صوري سري لكل منهما من قبل مجلسين يسيطر عليهما حزب واحد ليصدر قرار الاقالة. وهنا نسأل هل هاتين الاقالتين هما من مصلحة الناحية والقضاء؟ فان كانت كذلك لماذا لا تعلن الاسباب والمخالفات كي تقتنع الجماهير بها وتتحول من رافضة القرار الى مؤيدة له. ان كل الدلائل تشير الى عدم وجود مثل هذه الاسباب التي يجب أن تكون بالحجم الذي يستوجب الاقالة الفورية كما حصل، لا بل ان الدلائل توجه اصابع الاتهام الى اجندة الحزب المسيطر على مجلسي القضاء والناحية ولم تثنيه عن عزمه كل التظاهرات والاحتجاجات والتنديد في المنطقة وخارج العراق خاصة بموضوع مدير الناحية كما شاهدنا. وأكاد أجزم ان التنديد يشمل الغالبية العظمى سواء الذين يعلنوه جهارا أم الذين يهمسون به خوفا على مصالحهم التي قد تتأثر في حالة اعلان الموقف الرافض مثلا المنتمين اليهم والمتعينين بالوظائف عن طريقهم والذين يخشون من المستقبل ولكن الاخطر من ذلك من يدعون خدمة الشعب ولكنهم وجدوا في هذه التغيرات موطئ قدم لهم كانوا يفتقدونه ويسعون اليه منذ سنوات وان كان بمصادرة رأي الجماهير والعودة لنظام الحزب الواحد، ان أمثال هؤلاء ظهروا بعد عام 2003 عندما لم تعد التضحيات من متطلبات النضال. ان ما حصل انتج فرزا جديدا بين الموالين للشعب وعزته وكرامته وبين الموالين للحكام ولمصالحهم الخاصة. 
ان الحزب المسيطر على مجلسي القضاء والناحية صم اذنيه كي لا يسمع تنديد الجماهير منظماتا وافرادا ولهذا اكثر من دلالة منها ان الاهداف التي رسموها ولا يمكن ان يحققوها الا بمثل هذه التغييرات التي  تعتبر لديهم اهم من رأي الشعب الذي تبقى نقمته لا شئ قياسا بما سيحققوه، ومن الدلائل الاخرى حصولهم على الضوء الاخضر من جهات معينة غير معلنة من اجل مصالح خاصة لا يمكنهم تحقيقها بالطرق الشرعية كالانتخابات مثلا، ومثل هذه المحاولات ليست جديدة ولكنها كان مصيرها دائما الفشل امام كلمة الشعب.
مهما كان تأثير مثل هذه الاجراءات اللاديمقراطية على الجماهير ومهما كانت مكاسبها لدى البعض الا انها تعطي صورة واضحة عن المستقبل اذا انفرد الحزب الواحد بالحكم هذا من ناحية ومن ناحية اخرى قارب بين كل الذين يعملون من اجل مصلحة شعبنا وبلداتنا وفي الوقت نفسه كشف الذين هدفهم الوحيد هو الصعود وان كان عن طريق تصدير ارادة الشعب وتهشيم جماجم الاخرين.
وأخيرا اننا لاحظنا السرعة الفائقة التي تمت بها هذه المسرحية والانكى من ذلك عدم اعطاء اي أهمية للقضاء الذي من حق الفرد الذي يشعر بالمظلومية عرضها امام المحاكم المختصة ليكون قرارها نهائيا، الا ان الطريقة التي تمت بها ألغت دور القضاء ومكانته، وهنا ارى القضاء العراقي أمام الامتحان ليظهر اذا كان نزيها أم مسيسا. فلننتظر.         

5
مذايح سميل... الاسباب والوقائع
يوسف شكوانا

السلطة العثمانية وشعبنا
كانت المناطق التي يعيش فيها شعبنا خلال الحكم العثماني تنقسم الى ثلاثة اقسام اولها الغير مستقلة وهي المدن والاماكن القريبة من المواقع التي تتواجد فيها السلطة، والقسم الثاني شبه المستقلة وتشمل المناطق الخالية من تواجد رجال السلطة ولكنها تصلها بسهولة كلما تطلبت الحاجة، اما القسم الثالث فهي المناطق المستقلة وهي التي لا تصلها السلطة وتشمل منطقة حكاري، وهذه الاخيرة كانت علاقة الدولة بها لا تتعدى استلام الضرائب السنوية، كما كانت هدفا للطامعين في اموالهم وممتلكاتهم والمتعطشين الى دمائهم بتشجيع وتحريض من الحكومة واحيانا مشاركتها بها، لذلك خاضت العديد من المعارك دفاعا عن النفس. اما نظرة الحكومة العثمانية فكانت تختلف من فترة الى اخرى، اشدها وطأة عندما كانت الدولة تتمتع بقوة كبيرة فكانت تعامل المسيحيين وفق احكام اهل الذمة، اما في فترات ضعفها فكانت ترضخ للتأثيرات الاوربية وخاصة فرنسا، ففتحت الابواب امامها وخاصة المبشرين الذين نجحوا في تقسيمنا الى مذاهب متعددة مما زاد من ضعفنا أمام الاعداء الطامعين.
 
قرار دخول الحرب
كان شعبنا ولقرون عديدة يعاني من الاضطهاد والمجازر على ايدي الحكام والعشائر المحيطة بمناطقه، فقبل بدء الحرب العالمية الاولى بعشرات السنين كانت عمليات الابادة تمارس ضده، فعلى سبيل المثال يقدر عدد الذين قُتلوا في عهد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني بين 300 الى 350 الف مسيحي وذلك خلال عام 1895، وفي عام 1914 أُعلن الجهاد على (اعداء الاسلام) وصادقه شيخ الاسلام العثماني، وفي نيسان 1915 اشتدت حملة جمعية الاتحاد والترقي في تطبيق شعارها المشؤوم (اقتل- أحرق- دمّر)، ومن القرارات الاخرى التي أُتخذت مثلا في شباط 1915 صدرت أوامر من الباب العالي بتسريح المسيحيين من وظائفهم وتسليم سلاحهم، وبعدها بشهرين أي في 24/4/ 1915 صدر المرسوم السلطاني (سفر برلك) يدعوا حكام الولايات والمدن بترحيل المسيحيين، وقبل هذه التواريخ نرى ان المار شمعون ارسل رسالة الى القنصل البريطاني في الموصل وذلك عام 1849 تضمنت اسماء القرى المغتصبة خلال 30 سنة الاخيرة وكان عددها 376 قرية. بالاضافة الى كل هذا كانت كل المؤشرات تبين قرب سقوط الدولة العثمانية وانتصار الحلفاء، ولما لم يكن بمقدور شعبنا الوقوف على الحياد لانه لم يكن دولة مستقلة اذ كان من رعايا دولة دخلت الحرب فما كان عليه الا دخولها سواء مع الدولة او ضدها،  ولما كانت كل الاحداث والمؤشرات تؤكد بوضوح سياسة الدولة الهادفة للقضاء عليهم، لذلك  جاء قرار العشائر الاشورية في منطقة حكاري بدخول الحرب بجانب الحلفاء وذلك في الاول من حزيران عام 1915 اما في المناطق الاخرى الغير مستقلة وشبه المستقلة فتم سوقهم الى محرقة الحرب ضمن الجيش العثماني. والغريب ان الاعلام العربي يعتبره عمالة للاجنبي بينما يطلق على الموقف المماثل للشريف حسين (ثورة ضد الظلم والاستبداد التركي)، وهكذا سنرى تكرار الكيل بمكيالين عندما يطلق على مطالبة الاثوريين باسكانهم بحسب ما نصت عليه الاتفاقات الدولية معتبرين اياه (تمرد وعصيان ومعاداة الدولة) في حين يعتبر (بعضهم) المطالب الكردية جزء من الحركة الوطنية العراقية.
   
المنتصر الخاسر
رغم انتصار الحلفاء الذين دخل شعبنا في حكاري الحرب الى جانبهم الا انه خسر مناطقه تلك بكاملها الى جانب نصف عدده خلال تلك الحرب، فبعد انسحاب الجيش الروسي اصبح وحيدا يحيط به الاعداء من جميع الجهات وفي النتيجة تم تهجيره من مناطقه التاريخية في مسيرة مأساوية اعطى فيها فقط اكثر من 50 ألف بين قتيل ومختطف ليصل الى منطقة بعقوبة بانتظار عودته الى اراضيه، ونتيجة السياسات الدولية والمستجدات على الارض لم يعد يطالب باستحقاقات المنتصر وانما الاكتفاء بالعودة الى ما كان عليه قبل الحرب، وحتى هذا لم يتحقق اذ اصطدم مع مصالح الدول المنتصرة وارتفاع مكانة تركيا الكمالية بعد انتصارها على اليونان رغم كونها وريثة الدولة العثمانية التي خسرت الحرب، وهكذا الغيت معاهدة لوزان التي كانت ترغم تركيا على تسهيل عودة غير الاتراك الى مناطقهم وتعويضهم على الخسائر التي لحقت بهم، واستبدلت بمعاهدات اخرى كما ارادت تركيا وكأنها الدولة المنتصرة في الحرب. فقامت عام 1924 بطرد الذين عادوا الى اراضيهم في منطقة حكاري نهائيا مع اصرارها على عدم السماح بعودتهم اليها ابدا. ولمعرفة شدة وطأة الحرب على المسيحيين في الدولة العثمانية تشير الاحصائيات ان المسيحيين كانوا يشكلون 33% من سكان الدولة العثمانية قبل الحرب واصبحت نسبتهم بعدها واحد من الالف.
 
مشكلة الموصل وموضوع الاسكان
انتهت الحرب باعلان وقف اطلاق النار في اواخر تشرين الثاني 1918 وكان الجيش البريطاني يومها قد وصل الشرقاط زاحفا من الجنوب، الا انه استمر في زحفه ليحتل الموصل بعد اسابيع، وهذا الاحتلال الغير شرعي استندت عليه تركيا في مفاوضاتها ما بعد الحرب حيث كانت تطالب بمنطقة الموصل، الا ان بريطانيا أصرّت على موقفها في ضمّ الموصل الى العراق، فأثارت موضوع عودة الاشوريين الى مناطقهم في حكاري وهي تعلم ان تركيا ترفضه رفضا قاطعا، وهكذا تمت المساومة بين هاتين المنطقتين (حكاري والموصل)، وامام هذه الخيانة اعطت بريطانيا الوعود باسكان المهجرين من اراضيهم في حكاري بمنطقة خاصة بهم في شمال العراق وتحديدا في مناطق دهوك وزاخو والعمادية، الا ان ذلك لم يتحقق رغم مرور 14 عاما حيث تم اسكان مجموعات صغيرة فقط في اماكن متفرقة وموبوءة، ولما انتهى الانتداب وتم قبول العراق في عصبة الامم كدولة مستقلة فقد هذا الجزء من شعبنا كل الامل في تنفيذ قرارات الاسكان لما كانوا يلمسونه من سياسات الحكام الشوفينية ومواقفهم العدائية من قضيتهم هذه، فاخذوا يطالبون الحكومة بتنفيذ ذلك، وكانت مطاليبهم كما حددها اجتماع (سر عمادية) لا تتعدى الاسكان سواء في تركيا او العراق وتمثيلهم بعضو واحد في البرلمان واحتفاظ البطريرك بصلاحيته كما كانت قبل الحرب، الا ان مجريات الاحداث بينت ان نوايا الحكومة كانت شيئا اخر.
   
ازمة الحكومة العراقية
عقد نوري السعيد عام 1930 اتفاقية بين العراق وبريطانيا عارضتها بعض الاطراف العراقية في مقدمتها حزب الاخاء الوطني ومن أشهر قادته ياسين الهاشمي ورشيد عالي الكيلاني وحكمت سليمان، وحليفه في هذه المعارضة كان الحزب الوطني العراقي برئاسة جعفر ابو التمن، إستمرت إنتقادات الاخائيين الشديدة وحملتهم الشرسة على المعاهدة وعاقدها مما زاد من شعبيتهم، ولقد وصفها الكيلاني بأنها صك العبودية واستقال هو والهاشمي وعدد من اتباعهم من مجلس الامة احتجاجا عليها. ولكن المفاجأة كانت بقبول رشيد عالي الكيلاني برئاسة الوزارة في آذار 1933 مع الابقاء على المعاهدة واحترامها كما جاء في منهاج الوزرارة، لا بل دخول بطلها نوري السعيد وزيرا للخارجية بتلك الوزارة، فانفرط عقد تحالفهم مع الحزب الوطني العراقي ووقف ضدهم بشدة، وانقلب الشارع العراقي ضدهم وفقدوا مصداقيتهم ببيعهم المبادئ بالمناصب، ومما زاد من نقمة الشعب عليهم ظهور حملة ضد المذهب الشيعي باصدار بعض الكتب المعادية واتهم الكيلاني المعروف بطائفيته بانه وراء تلك الحملة، وهكذا اصبحت سفينة الكيلاني وحزبه على وشك الغرق، ولكن المعروف عن شخصيته لم يكن من النوع الذي يستسلم ويستقيل وانما يلجأ الى الاساليب التي تبقيه في سدة الحكم مهما كانت دنيئة.

الحل في الحلقة الاضعف
كانت الحكومة العراقية تواجه عدة مشاكل وأزمات في مقدمتها نقمة الشيعة ومسألة الاكراد بالاضافة الى مطالبة الاثوريين بتنفيذ بنود ما تم الاتفاق عليه وذلك بعودتهم الى اراضيهم التي اصبحت ضمن الدولة التركية أو اسكانهم في شمال العراق، ورأت الحكومة العراقية في قضية الاثوريين الحلقة الاضعف حيث بامكانها تبييض صورتها في نظر العراقيين وتوحيدهم للقضاء على هذه الشريحة، فهم في نظرها غرباء جلبهم الانكليز الى البلاد لضرب الحركات الوطنية والتحررية، يطالبون باراضي الاخرين لتقسيم العراق وخلق كيان لهم، وهم مسيحيون (كفار) قاموا بالاعتداء على المسلمين (كذا) في احداث الموصل وكركوك قبل عشرة أعوام، وهم ايضا مذهب مسيحي لا يتفق معهم بقية المسيحيين، لهذه الاسباب فلا ينصر لهم لا العرب ولا الاكراد ولا التركمان ولا السنة ولا الشيعة ولا حتى المسيحيين لاسباب مذهبية، واضافة الى كل ذلك انهم منقسمون الى مؤيد لسياسة الحكومة ومعارض لها، وهكذا بدأت الصحافة العراقية تدعوا الى استئصالهم فنشرت في النصف الاول من شهر تموز 80 مقالة افتتاحية تدعوا الى ابادة هؤلاء الكفرة عملاء الانكليز، واستمرت الصحافة تحث على استئصالهم حيث بلغت المقالات التي تدعوا لتخليص البلاد منهم خلال شهر آب 230 مقالة والى جانب ذلك كانت منابر الجوامع والفتاوي تدعوا باستمرار الى قتل هؤلاء الكفار.
 
سير المعارك
 كانت الجكومة مصرّة على ضربهم بقسوة لذلك كانت تعمل على إفشال كل المحاولات التي تهدف لحل المشكلة سياسيا، ففي أواخر أيار لبى البطريرك مار شمعون دعوة وزير الداخلية حكمت سليمان الذي كان سابقاً عضوا في جمعية الاتحاد والترقي التي ارتكبت مذابح عام 1915 وقام باحتجازه في بغداد مع والده وأخيه وعمته، ولم تنفع معه كل رسائل وأوامر الملك فيصل الاول التي أرسلها من سويسرا لاطلاق صراحه، وقاموا بتضليل الملك بأخبار كاذبة عن سير الامور، ولقد وصل اصرارهم على التهديد باستقالة الجكومة، كما قام متصرف الموصل خليل عزمي بالدعوة الى عقد اجتماع ضم الفريقين الاثوريين المنقسمين بين مؤيد لسياسة الحكومة في موضوع اسكانهم ومعارضها، وفيه تم عرض مشروع (دشتازي) الذي يقضي بإسكان عدد قليل من العوائل في اماكن متفرقة بخلاف ما نصت عليه المعاهدات وأُعلن في الاجتماع انه بامكان المعارضين لسياسة الحكومة هذه مغادرة البلاد حالا الى أية جهة يرغبون، على أثر ذلك قامت مجموعة تضم اقل من 1000 رجل بالعبور الى سوريا تاركين في العراق عوائلهم وذلك في 14 حزيران، وفي سوريا وجدوا ان السلطات الفرنسية فيها لا ترحب بهم كما قامت الحكومة العراقية بالبطش بعائلاتهم، لذلك قرروا العودة، فبدأت مجموعات صغيرة بعبور النهر عائدين الى العراق في 5 آب، وبعد ان تم الامر دون حدوث اية مشاكل بادرت مجموعة كبيرة بسلك الطريق نفسه، ولكن هذه المرة كانت القوات العراقية تنتظرهم من على الربايا، وحال وصولهم الى الجانب العراقي من النهر في منطقة فيشخابور قامت القوات الحكومية باطلاق النار عليهم من تلك الربايا التي كانت مهيأة لهذه الغاية، فنشب القتال بين الطرفين، استمرت المعركة 20 ساعة وانتهت بتفرق رجال العشائر بعد ان تكبد كل فريق عشرات القتلى، بعدها قام الجيش العراقي بقيادة بكر صدقي وبعض العشائر بشن حملة ابادة ضد الاثوريين فحرقوا 66 قرية بالكامل اما عدد القرى التي هدمت بلغت 95 قرية، وأصدرت الحكومة قرارا بمنح مبلغ دينار واحد عن كل اثوري يتم تسليمه للقوات المسلحة حياً او ميتاً، وبناءً على طلب الحكومة بذريعة حمايتهم من العشائر، التجأت مجموعات كبيرة من الاهالي خاصة النساء والاطفال الى المناطق التي تتواجد فيها السلطة فكانت اكبر تجمعاتهم في سميل والقوش، وفي سميل هاجمتهم القوات الحكومية وبدأت باطلاق النار عليهم بهدف القضاء عليهم جميعاً ولم يفرقوا بين رجل وامراة وشيخ وطفل، ولقد كتب الكثير عن البشاعة التي ارتكبت في سميل، وفي القوش كانت المذبحة على وشك التكرار بعد ان رفض اهالي القوش تسليم اخوتهم الى السلطات، فتهيأت المدفعية لتدمير البلدة ولكنه تم الغاء القرار في اللحظات الاخيرة بجهود البطريرك مار عمانوئيل توما.

إحتفال على جثث الاطفال
رغم بشاعة الطريقة الدموية التي تعاملت بها القوات الحكومية مع المشكلة التي خططت لها وأصرّت على تنفيذها الا انها اعتبرت قتل النساء والاطفال نصرا ما بعده نصر واعتبرته عملا قوميا ودينيا مجيدا، قاموا ببقر احشاء النساء بالحراب ووضعوا احشائهن على رؤوسهن وهن في اشد درجات الالام والعذاب، وقضوا على الاطفال الواحد تلو الاخر يلقون بهم في الهواء لتتلقفهم الحراب، وفي طريق عودته الى الموصل اختطف الجيش العراقي عددا كبيرا من الفتيات أسيرات، كما قاموا باعدام مئات الاسرى الذين استقبلوا الجيش رافعين الرايات البيضاء، وخير من وصف بشاعة الاعمال التي ارتكبها الجيش مع بعض العشائر ما كتبه احد الشهود الانكليز في تقريره السري وكان يعمل في خدمة الحكومة العراقية حيث قال: (انني رأيت وسمعت الكثير من الاعمال المريعة المرعبة في الحرب الا ان ما رايت في سميل فانه يفوق تصور البشر). وبينما كانت جثث الاطفال لا زالت ملقاة في الطرقات ودخان حرق القرى لا زال متصاعدا، بدأت إحتفالات (النصر) وبأيعاز من الحكومة تعم البلاد، حيث هيأت الصحف للاحتفال بالنصر العظيم نصر القضاء على الكفار،  وتم استقبال القوات المسلحة التي ارتكبت المذابح باحتفالات كبيرة حيث اقيمت اقواس النصر في الموصل وزينت بغداد بالاعلام واكاليل الزهور، كما رفعت بطيخات محفورة على شكل رؤوس ملونة بالاحمر على رؤوس الحراب والخناجر لتمثل رؤوس الاشوريين، وكافأت مجرمي المجازر بترفيع قائدهم بكر صدقي ومنح الضباط الملطخة اياديهم بدماء النساء والاطفال سنة أسبقية، كما أصدرت مرسوماً خاصاً بتقديم القهوة والحلاقة مجانا للعامة والخاصة خلال ثلاثة أيام.
     
النتائج والدروس
كان شعبنا المنتصر الخاسر الوحيد في الحرب العالمية الاولى وما تلاها في آب 1933 مما أدى الى هجرة العديد الى سوريا وتشتيته في بلدان عديدة اخرى،وخسر حقوقه التي اقرتها المعاهدات الدولية بعد انتهاء الحرب، والمتابع لمجريات الامور يلاحظ اصرار الحكومة التركية على عدم عودتهم الى مناطقهم التي كانوا يشكلون فيها وحدة جغرافية وقومية متماسكة، وهذا ما اصرت عليه الحكومة العراقية ايضا في عدم اسكانهم في منطقة واحدة وانما تشتيتهم في امماكن متفرقة يكونون هدفاً سهلاً للطامعين في أموالهم وممتلكاتهم وأعراضهم، ومن ثم وضع نهاية للمطالبة بحقوقهم اياً  كانت. وهكذا نرى ان سلسلة الاضطهادات مستمرة لم تتوقف الى اليوم، وما حصل في الموصل وبلداتنا في سهل نينوى على أيدي (داعش) ليس الا حلقة اخرى من سلسلة الاضطهادات، فعبد الحميد الثاني سلّم راية الاضطهاد الملطخة بدماء الابرياء والتي استلمها من اسلافه الى طلعت باشا وانور باشا وجمال باشا السفاح، ليستلمها بعدهم  رشيد عالي الكيلاني وحكمت سليمان وبكر صدقي فتصل بعدهم الى ابو بكر البغدادي. اما على الصعيد الوطني فالزج الدموي للجيش العراقي في هذه القضية لم يكن النهاية وانما البداية في سلسلة الانقلابات العسكرية، فنرى بطل المجزرة المجرم بكر صدقي يقوم بمحاولة انقلاب عسكري بعد ثلاث سنوات ويقوم باغتيال مؤسس الجيش العراقي جعفر العسكري لينال بعدها بسنة واحدة  الجزاء العادل وذلك في الذكرى الرابعة لمذابح سميل حيث تم اغتياله في الموصل عندما كان في طريقه الى تركيا الاتاتوركية، وبعدها باربع سنوات يقوم رشيد عالي الكيلاني بانقلاب اخر وهكذا تستمر السلسلة الى مجئ صدام حسين الى الحكم وإتباعه سياسة دموية أدّت الى تدمير البلاد. وبما يخص الدروس فالطغاة كانوا دائما يتبعون سياسة إثارة فئة على أخرى، وأيضا شق الصف الداخلي معتمدين على اسس مذهبية ومناطقية مما أدّى الى عدم وحدتنا عسكريا أو سياسيا وهذا ما سهّل على الاعداء تمرير مخططاتهم في القضاء على شعب اصيل وتطلعاته في العيش على ارضه التاريخية، وبالقاء نظرة على واقعنا الحالي نرى ان سياسة (فرق تسد) التي اتبعها الاعداء لا زالت تعشعش فينا لا بل انها زادت حدة بحيث اصبح الاختلاف يشمل كل النواحي. فالى متى؟؟؟


7
حقائق للاسقف الجليل توما داود
يوسف شكوانا
بداية اقول بأنني لم يسبق لي شرف اللقاء به، فلقد رأيت صورته لاول مرة في اللقاء التلفزيوني الذي اجرته قناة الشرقية معه، ولقد اثار هذا اللقاء دهشتي واستغرابي وذلك للاسلوب والمحتوى، لذلك اكتب هنا بعض الحقائق عسى ان يطلع عليها ويتحقق بمدى صحتها:
1 كان شيئا جميلا ان يبدأ اللقاء بتهنئة الاخوة المسلمين جميعا بمناسبة عيد الاضحى، لم يستثني منهم احدا (حتى داعش وأخواتها) وهذا ما علمنا ربنا ومخلصنا بأن نحب اعداءنا، ولكنه لم يعلمنا ان نكره اقرباءنا!!
2 ان تاريخ انقسام شعبنا تعود بداياته الى القرن الخامس وتحديدا عام 431 اي قبل يونادم كنا بحدود 1550 سنة، اما انقسام السريان الى كاثوليك وارثودوكس فبحدود 400 سنة قبل يونادم كنا. اما اعتبار يونادم كنا سبب انقسامنا فابسط طريقة لافشال (هدفه) هي بوحدتنا. ان القاء اللوم في كل مشكلة الى قوى اخرى هي سياسة الذين لا يملكون الحلول لها او ليس بمقدورهم حلها، أو انهم غير مستعدين للتضحية من اجل حلها.
3 ان يونادم كنا والحركة التي ينتمي اليها ادرجوا الاسم السرياني اسوة بغيره مرات عديدة في مؤتمرات الحركة، ودعوا الى مؤتمر بغداد عام 2003 والذي اقر بالتسمية (الكلدواشوري السرياني) وبعدها تبنوا قرار مؤتمر اربيل (كلداني سرياني اشوري) وهكذا في وثائق الحركة.
 4 ان يونادم كنا والحركة التي ينتمي اليها عملوا بكل قدراتهم لاحياء لغتنا وانشاء مشروع المدارس التي اطلقوا عليها (المدارس السريانية) وما تبعها من مؤسسات اخرى بالتسمية نفسها.
5 كان يونادم كنا اول مسؤول يصل كنيسة سيدة النجاة السريانية في نفس ليلة المجزرة، كما كان في مقدمة الذين حضروا افتتاحها بعد ترميمها.
6 خصص طائرة لنقل النازحين من بلداتنا بعد احتلالها من قبل داعش وذلك من اربيل الى بغداد، والى يومنا هذا تسكن في المقر الرئيسي للحركة 148 عائلة نازحة لاكثر من سنتين، وفيهم العديد من السريان ان لم يكونوا معظمهم.
7 يونادم كنا وحركته اليوم يشكلون وحدات من شبابنا لتحرير بلداتنا وحماية اهلنا بعد التحرير، وقسم من هذه الوحدات مهمتها شرق الموصل اي بلداتنا السريانية، وهم مستعدين للشهادة من اجل استعادة بغديدا وبرطلة وبعشيقة وبحزاني وتلكيف وباطنايا وباقوفا وتلسقف
8 هكذا يهتم يونادم كنا وحركته بالانسان في الدرجة الاولى، فالانسان هو الذي يحافظ على التسمية، فاين اصبح الاسم السرياني في طور عابدين وماردين ودياربكر واورفا وتكريت وغيرها؟
9 اما مسالة اجور بيع العقارات فملخصها انه بعد ظاهرة تزوير وثائق التوكيل تم الاستيلاء على العديد من بيوت المهاجرين من شعبنا الى الخارج، لذلك وبجهود المخلصين في مقدمتهم يونادم كنا تم اقرار قانون اعتبار كل توكيل باطل ان لم يكن مصدقا من قبل رئاسات الكنائس او النواب، وبما يخص الحركة فكانت تتقاضى 100 الف دينار اي ما يعادل 80 دولار وذلك عن تكاليف الاتصالات ومتابعة المعاملة في بغداد واجور المحامي، وبعد ان قامت جهات اخرى بجعل المبلغ 150 الف دينار اي بحدود 120 دولار وتجنبا للاتهام بالمنافسة قامت الحركة بتغيير المبلغ لتتوحد مع غيرها. ومع هذا فصاحب العقار ليس ملزما بهذه الطريقة اذ بامكانه الحضور الى بغداد واجراء المعاملة بنفسه دون الحاجة الى ان يعين له وكيلا لانه صاحب العقار. ومع كل هذا فالحركة ليست الجهة الوحيدة التي تجري هذه المعاملات وللبائع حرية الاختيار.
10 ان يونادم كنا والحركة التي ينتمي اليها يعيشون في الوطن يتابعون معاملات شعبنا (الكلداني السرياني الاشوري) دون تمييز في بغداد وشوارعها بين المفخخات والعبوات واللاصقات، كما يحملون السلاح في مناطق سهل نينوى سواء الشمالي ذو الكثافة الكلدانية ام الشرقي ذو الكثافة السريانية. ومع هذا لا يفرضون على احد مساعدتهم اذ كل ما يطلبون هو الانصاف في التعامل معهم.
11 ان موضوع طلب التأكيد على وثيقة التوكيل بدأت سنة 2015 اما موضوع ادراج الاسم السرياني القومي في الدستور يعود الى سنة 2005 ويونادم كنا لم يكن عضوا في لجنة الدستور وانما تحفظ على هذا الغبن كما مثبت بالوثيقة، وعدم ادراج الاسم السرياني في قسيمة البطاقة المدنية سببه الدستور وليس لعدم دفع احدهم 30-70 الف دولار الى يونادم كنا (كما ادعى الاسقف).
12 ان يونادم كنا وغيره من نواب شعبنا في برلماني بغداد واربيل لم يفرض احدهم نفسه بالقوة تمثيلنا وانما جاء نتيجة صناديق الاقتراع واصوات الناخبين، وهم الذين يمثلون شعبنا 5 في بغداد و5 في اربيل شئنا ام ابينا، والمسالة ليست مزاجية اما ان يفوز من ارغب والا ادعي بانه لا يمثلني.
13 من حق الذي يملك مستندات على فساد الاخر ان لا يسكت وانما يقاضيه في المحاكم والهيئات المختصة، وان لم يفعل فمن حق الطرف الاخر ان يدافع عن نفسه بالطريقة نفسها.
هذه كانت اهم الحقائق التي ذكرتها مستندا الى معلوماتي المتواضعة وانني على يقين ان لدى غيري حقائق اخرى كثيرة، ومع هذا فنتائج هذا اللقاء بنظري كانت اعطاء صورة سلبية عنّا جميعا، من انشقاق وصراع والغاء الاخر وتزوير التاريخ وتطبيق المثل (أبي ما يقدر الا على امي)، اضافة الى هذا جاء من بعده من قسمنا الى اجزاء احدها من صنع روما والاخر من صنع الانكليز والثالث يهودي ... باختصار لم يبقى الا هو وكأنه عيار 22 اصلي  او كما يقال (سَر مُهر)

8
في غياب سيطرة الدولة لا سبيل امامنا الا حماية انفسنا
يوسف شكوانا
مهما قيل عن (انجازات) ما بعد عام 2003 في العراق والمتمثلة بالانتخابات المشوهة وسن الدستور العجيب وحرية القضاء على الاخر .. الا انها تبقى لا شئ امام طغيان الطائفية المقيتة على حساب روح المواطنة التي تعتبر شبه غائبة في عراق اليوم، وهذه الطائفية التي اصبحت المبدأ والنهج والهدف لدى اصحاب القرار، تعتبر الارض الخصبة لتفشي الفساد وانتشار الارهاب الذي دمر البلد. فالمواقف لم تعد تحدد بناء على المصلحة الوطنية وانما بحسب ما تقتضيه مصلحة الطائفة او الفئة مهما كانت نتائجها مدمرة للبلد، وبمثل هذه الحالة يكون الوطن ومعه المكونات الصغيرة عدديا الضحية الاولى.
لنأخذ مثلا اسباب تسليم الموصل لداعش قبل عامين، ففئة متعاطفة مع داعش فتحت لهم الابواب والقلوب وكانت تنتظر سيطرته على المدينة وراوا فيه المنقذ من تسلط طائفة اخرى، وفئة ثانية هيأت له السيطرة على المدينة كانتقام لسكانها خاصة ما يترتب بعد ذلك من اجراءات عقابية، وهذا ما فعلته الفئة الثالثة ولكن بهدف التوسع بعد فرض الامر الواقع عند تحريرها. هذه كانت مصالح الفئات الكبيرة، اما المكونات الصغيرة ومنها شعبنا الكلداني السرياني الاشوري (المسيحي) فلم يكن له اية مصلحة بذلك لا بل كان الخاسر الاكبر، حيث تطلبت مصالح الاخرين ان يُقدم لقمة سائغة للارهابيين فخسر امواله وممتلكاته وتم تهجيره قسرا ليتشتت في اماكن متفرقة والقلة القليلة التي بقيت تم تخييرهم بين الاسلام والذبح وفي احسن الاحوال دفع الجزية (وهم صاغرون) هذا اضافة الى حرق كنائسنا واديرتنا التاريخية وتدمير اثارنا. وبعد الموصل كان سهل نينوى فاستولوا على قرانا وبلداتنا شمال وشرق الموصل من غير مقاومة فكانت الماساة الكبرى حيث تم الاستيلاء على هذه المنطقة التاريخية وتدميرها، دون ان يكون لساكنيها اي دور في كل هذه العمليات، وكأنهم في وسط البحر تتلاطمهم امواج الاخرين وتقذف بهم يمينا وشمالا وهم لا حول لهم ولا قوة. بعد غياب اي دور لهم فيما حصل، ولكي لا تتكرر الحالة بعد تحرير مناطقهم والكل يعلم انه لا بد من توفير الحماية لعودة من يعود الى بيته وارضه خاصة بعد فقدان الثقة بالجيران الذين سرعان ما غدروا بهم، وامام غياب سلطة الدولة لم يبقى امامنا سوى  خيارين لا ثالث لهما، فاما ان تكون الحماية من شعبنا او من الاخرين، وبعد ان اثبتت الاحداث ان الاخرين يعملون بما تقتضيه مصالحهم بغياب روح المواطنة و المصلحة الوطنية، لذلك أرى انه لا سبيل أمامنا الا تسليح من يرغب من شعبنا للمشاركة بتحرير وحماية هذه المناطق، مع التاكيد على كلمة (حماية) لان هدف هذه الوحدات يجب ان لا يتعدى هذه الحماية، فشعبنا ليس له ناقة ولا جمل في صراعات الاخرين.
يقول البعض ان تشكيل مثل هذه الوحدات من شعبنا لا مبرر له لا بل انه يرسخ مبدأ الطائفية على حساب الولاء الوطني، ان مثل هذه الاقوال صحيحة لا غبار عليها، ولكن في حالة وجود الولاء الوطني وسلطة الدولة وحفظها للامن في جميع ارجاء البلاد، ولكننا نعلم وهم يعلمون ايضا ان مثل هذه السلطة غير موجودة لا حاليا ولا في المستقبل القريب، فكل ما نراه هو سلطة الفئات التي تعمل كل منها لصالحها، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فشعبنا يعتبر من اوائل الذين يؤكدون وينادون ويتمنون ترسيخ الولاء الوطني وتفضيله على اي ولاء اخر، ولكن يبقى صوتنا عديم الجدوى امام (الكبار) الذين يرفضون هذا المبدأ، والغريب ان مثل هذه الدعوات توجه دائماً لشعبنا الذي يتمنى تحقيقها ولا يجرؤ اصحابها على توجيهها للاخرين القادرين على احداث التغيير. ومن حق شعبنا ان يسأل اصحاب الاصوات المعارضة لتشكيل وحدات مسلحة من شعبنا لحماية بلداتنا، ما هو الحل في الواقع العراقي وبغياب سيطرة الدولة؟ اتمنى ان يضعوا نصب اعينهم ما حصل في حزيران 2014 عند الاجابة على هذا التساؤل. اما عن القول بأن تسليح شعبنا يرسخ الطائفية فهو قول عجيب فالطائفية راسخة دون وجود هذه الوحدات، وهي مستمرة سواء تشكلت وحدات من شعبنا ام لم تتشكل، ومع هذا فالكل يعرف حجم الدمار الذي حصل لشعبنا طوال هذه الفترة وهو لم يمتلك اية وحدة مسلحة فالى متى الانتظار؟   
ان الظروف التي يمر بها البلد تفرض علينا القيام بحماية انفسنا وذلك بتشكيل وحدات مسلحة من شعبنا لهذا الهدف، وذلك بالتنسيق مع حكومتي بغداد واربيل كما يحصل الان، وحمل السلاح ليس بالامر الجديد علينا فلقد حملت السلاح اعداد كبيرة من شعبنا في صفوف قوى وطنية وكردستانية وقومية نذكر منهم الحزب الشيوعي العراق والحزب الديوقراطي الكردستاني والحركة الديمقراطية الاشورية، وقدموا الشهداء على الدوام، أليس من الضروري اليوم حمل السلاح لحماية النفس والارض والعرض. فهل من المعقول ان نعتبر شعبنا قاصرا عن حمل السلاح والدفاع عن نفسه منتظرا من يحارب عنه؟ كم من بلداتنا تعرضت عبر التاريخ لهجمات الطامعين مستغلين غياب السلطة او ضعفها، ولكن كان مصيرها الفشل بفضل المقاومة الباسلة لرجالها. لنأخذ مثلا القوش فخلال الخمسين سنة الماضية تعرضت الى اكثر من هجوم تم افشاله بفضل رجالها الذين كانوا يستبسلون في الدفاع عنها بغياب دور السلطة، ولولا الوقفة البطولية لشبابها عام 2014 عندما حملوا السلاح لحراستها من الطامعين لما بقي شئ من ممتلكات سكانها، ومثال اخر حصل مؤخرا عند هجوم داعش على تللسقف فوقف شبابنا سواء من وحدات حماية سهل نينوى ام من شبيبة القوش جنبا الى جنب مع البيشمركة وافشلوا الهجوم، وهنا لا أعلم ما هو رأي الذين يعارضون تسليح شعبنا، هل ينتظرون تحرير بلداتنا وحمايتها من قبل الاخرين ثم يقدمونها لاصحابها مجاناً!!! 
مع استمرار الحالة وغياب دور السلطة الوطنية فان ابسط ما يجب علينا القيام به هو الوقوف مع كل هؤلاء الشباب ودعمهم بكل امكانياتنا لا ان نقف حجر عثرة في طريقهم وهم يستعدون للتضحية من اجلنا، واخيرا اقول لا والف لا لزج شعبنا في صراعات الاخرين، ولا والف لا لالغاء دور السلطة عند وجوده ليحل محله شبابنا المسلح، ولكن نعم والف نعم لتشكيل وحدات مهمتها حماية شعبنا في بلداته وقراه التاريخية.                     

9
37 وردة بنفسجية لزوعا في ذكرى التأسيس
يوسف شكوانا
مع اعياد القيامة المجيدة ورأس السنة البابلية الاشورية 6766  تمر علينا هذه الايام ذكرى عزيزة على قلوبنا، فبعد ان اخذت نتائج سياسة النظام الشوفيني المقبور في الصهر القومي تظهر، انبرت نخب من الشباب الواعي المستعد للتضحية تعمل لايجاد مخرج للحالة الحرجة والمصير المظلم، وتكللت جهودهم في 12 نيسان 1979 بولادة الحركة الديمقراطية الاشورية (زوعا)، ولما كان الهدف المحافظة على حياة أمة وفي ظل نظام دموي لم يكن امامهم الا اختيار الطريق الصعب مما يتناسب مع مهمتهم الصعبة، فعرفوا ان ازالة الغبار المتراكم على قضيتنا لسنين طويلة والتشويه المتعمد لمكانة شعبنا ودوره الوطني يتطلب العمل الجاد وتقديم التضحيات الجسام، وهكذا بعد فترة بدأت قافلة الشهداء سواء في سوح الكفاح المسلح ام في سجون النظام اضافة الى الاعتقالات واصدار الاحكام المختلفة والتهجير وما الى ذلك من اساليب النظام القمعية، ولكن كل ذلك لم يزد المناضلين الا اصرارا على مواصلة المسيرة الصعبة، ولقد اثبتوا عزمهم واخلاصهم وثباتهم على الطريق رغم اختلاف المراحل، من العمل في المدن والسجون والملاحقات والكفاح المسلح والعمل مع المعارضة العراقية وانتفاضة اذار 1991 والمشاركة في حكومة اقليم كردستان وبعدها تحرير البلاد والمشاركة في مختلف مراحل الحكم، وفي كل هذه المراحل اثبتت هذه الحركة تمسكها وثباتها على الخط الذي آمنت به وروته دماء الشهداء الزكية.
خلال هذه المسيرة الصعبة تمكنت الحركة من تحقيق بعض المنجزات ولكنها اخفقت في البعض الاخر لاسباب عديدة عالمية واقليمية ووطنية وقومية وحتى ذاتية، ومن الانجازات اذكر باختصار التعريف بقضية شعبنا عالميا والاعتراف به وطنيا وضمان حقوقه في الدستور (رغم عيوبه) واحياء لغتنا العريقة بطريقة علمية بعد دخولها كافة المراحل الدراسية وانبثاق المؤسسات القومية المختلفة ونشر الوعي القومي والوطني خاصة في صفوف الشبيبة، وعودة العديد من القرى بعد ان كان سكانها قد هجروها قبل وخلال عمليات الانفال المشؤومة، اما الاخفاقات فمنها ما هو مرتبط بالوضع الوطني العام حيث تنخر الطائفية في جسم البلاد والتي كانت من نتائجها استشراء الفساد وفقدان الامن وخلق ارضية مناسبة للارهاب، ونتيجة ذلك كان شعبنا ولا يزال الضحية الاولى حيث هجّر اكثر من ثلثيه داخل البلاد وخارجها، اضافة الى ذلك اتباع القوى الكبرى سياسة الاستحواذ على حقوق وارادات المكونات الصغيرة عدديا بطريقة بعيدة كل البعد عن الروح الديمقراطية، اما قوميا فالى جانب الهجرة التي تنخر بجسمنا القومي يقف الانقسام بمختلف اشكاله واسبابه حائلا دون توحيد الكلمة مما يؤدي الى بعثرة الجهود وفتح الابواب لايادي الاخرين كي تمتد الى داخل بيتنا، اما داخليا فتنوع الدوافع والغايات واختلاف الظروف الشخصية ومدى تحمل كل فرد بالطريق الصعب والجديد خاصة في ظل الظروف المعقدة التي تشهدها البلاد فلا بد ان تتخللها بعض الاخطاء والتي غالبا ما يتم تداركها ومعالجتها وذلك لا يدعو الى جعلها هدفا للنيل منها من قبل بعض الاطراف والاشخاص منهم من كانوا الى وقت قريب جزءا من سياستها. 
رغم كل تعقيدات الامر وطنيا وقوميا، فالحركة ملتزمة بثوابتها التي تتميز بها كالعمل على ارض الوطن وربط قضية حقوقنا القومية بالديمقراطية الحقيقية في الوطن واستقلالية القرار النابع من مصلحة شعبنا، وعدم الانجرار الى صراعات الاخرين والالتزام بدور الداعي الى السلام بين كافة الاطراف، والايمان بالوحدة القومية وعدم التمييز على اسس مذهبية او مناطقية او تسمياتية ونشر الوعي الوطني والقومي بعيدا عن التعصب، وطرح الافكار الواقعية والعمل من اجلها بعيدا عن الطروحات الخيالية الشعارات الرنانة التي لا تتعدى دغدغة عواطف الجماهير، وهذا ما جسدته وتجسده على الارض.
الان وبعد كل هذه السنين يرينا الواقع ان المشوار ما زال طويلا، فالطائفية في البلاد هي سيدة الموقف والاستعلاء القومي والديني لدى الفئات الكبيرة وهضم حقوق المكونات الاخرى ومصادرة قرارها لا زال طاغيا، وشعبنا المهجّر رغم هذا التماطل في تحرير مناطقه الا ان مسألة فقدان الثقة بالجيران الذين غدروا به تعتبر عقبة كبيرة في طريق عودته الى حياته الطبيعية، كما ان ترك البلاد والهجرة الى الخارج هي امل العديدين، اضافة الى ما تعاني البلاد من البطالة وفقدان الخدمات والفساد المستشري والصراع الطائفي وتهميش شعبنا وحقوقه، كل هذه الامور تدعونا الى توحيد الصفوف في القضايا الوطنية والقومية التي تعتبر مصيرية.
اما عن بلداتنا التي احتلها الارهاب قبل ما يقارب السنتين فنتطلع الى تحريرها ليعود المهجرون الى بيوتهم واملنا في حمايتهم بالشباب الواعي المؤمن بمسألة وجودنا، المستعد للتضحية، المنخرط في وحدات حماية سهل نينوى، ثم تشكيل محافظة مناطقية في سهل نينوى تضم كافة سكان المنطقة مع الضمانات الضرورية للعيش بأمن وسلام.
 فالف تحية لكل من عمل ويعمل في صفوف زوعا وفي مقدمتهم شهداؤنا الابرار الذين سقوا المسيرة بدمائهم الزكية واناروا بها الطريق الذي نسلكه وسنبقى نسلكه الى ان تتحقق كافة اهدافنا الوطنية والقومية.
المجد والخلود لشهدائنا الابرار
النصر لقضيتنا العادلة       

10
لو كل مقالة عن التسميات ترجّع ربع بيت لكنّا بألف خير
يوسف شكوانا
لكل فرد او شريحة مجموعة من الاحتياجات لو سألتهم عنها يقومون بترتيبها بحسب اولويتها، ونظرا لما يمر بها شعبنا في الوطن فلا بد ان يكون تحرير بلداتنا وتوفير الامن في المقدمة ثم عودة المهجرين وتعيين الخريجين وتوفير الخدمات كالكهرباء والماء وتطوير المدارس والمراكز الصحية وهكذا الى نهاية القائمة التي من المؤكد لا نجد فيها موضوع التسميات، وبالقاء نظرة على نوعية هذه الاحتياجات نرى ان لكلها علاقة بحياتهم اليومية لا بل تحدد نوع الحياة التي يعيشونها، والذي يهمه وجود شعبنا يعمل بطريقة او باخرى لتلبية ولو جزء من هذه الاحتياجات والتخفيف عن المعاناة، وهذا ما ينتظروه منا في الخارج. فنسمع من يقول (بس اريد ارجع لبيتي وما اريد غير شي)، واخر يقول (بس نريد نعيش بأمان وما نريد غير شي)، وهكذا تتنوع الاقوال بحسب الاولويات، ولكننا لا نسمع احد يقول (بس اريد ان تعم هذه التسمية وما اريد غير شي) حتى الذين في الخارج لهم اولوياتهم الحياتية التي ليست موضوع التسمية الا انه امام الحاسوب فالامور تختلف.
ولكن هناك من يتهرب من كل هذه الاحتياجات ذات النتائج الملموسة على حياتهم ويقفز عليها راجعا الى نقطة الصفر بالكتابة عن موضوع التسميات التي نعلم جميعا ان الاشكالية لا تُحل بكتابة مقالة هنا او هناك ولا حتى بمئات لا بل بالاف المقالات، هذا اضافة الى ان شعبنا لا يهتم لهذه المسألة، فمعاناته ومصيره لا تتركان له مجالا للتفكير بها، فالموصل وتلكيف وبغديدا وتللسقف وكرمليس... دمرت وهجر سكانها والتسمية لا تعيد اعمارها وترجع اهاليها، والخريج العاطل عن العمل لا يتم تعيينه اذا تَسمى بهذه التسمية او تلك، وهكذا عن الخدمات المختلفة، فالى متى نبقى ندور في حلقة التسميات ووطننا يفرغ من شعبنا.
هل تطوع احدهم للمساهمة في تحرير بلداتنا ورفضه شعبنا بسبب التسمية التي يحملها، وهل عرض احدهم تقديم خدمات معينة لبلدة من بلداتنا ورفضوها بسبب التسمية، فكفانا تهربا من اداء الواجب متذرعين بمسالة التسميات التي لا تغير من الامر شيئا، فهل يعقل ان نترك انقاذ الاحياء من شعبنا اليوم ونتصارع على جدنا الخامس والسبعين واكثرنا معرفة بنسبه يجهل جده العاشر، والذي يهتم بالجد رقم 75 ها هو حفيد ذلك الجد مادا يده لك طالبا مساعدتك، اما ترك الاحياء والتمسك بالاجداد ليس الا تهربا من اداء الواجب والضحك على الذقون وهكذا عن الذي يترك بلداتنا التي كانت الى الامس القريب عامرة ويهمل سكانها ومعاناتهم ويتظاهر بالاعتزاز باثار المدن التاريخية، نتصارع حول تاريخ اور قبل خمسة الاف سنة ولا نهتم لتلكيف اليوم، نتصارع حول حمورابي واحيقار قبل الاف السنين ولا نهتم لبطرس ومتي وبهنام ومريم اليوم وهم يعيشون قساوة التهجير لما يقارب السنتين. تعلمنا في درس الدين انه كيف تدعي محبة الله ولا تحب الانسان الذي على صورته، وهكذا اليوم اقول كيف تدعي الاعتزاز بملوك بلاد النهرين ولا تعتز باحفادهم الذين يعيشون اليوم.     
امر عجيب حقا، فرغم المغالطات يلاحظ المراقب انه كلما خفت حدة صراع التسميات يقوم احدهم باثارة الموضوع مرة اخرة مؤكدا فيه على عبارات هدفها ليس الا استفزاز الاخرين كي يكون النقاش ساخنا فتكثر الردود وعدد القراء وغالبا ما يتم فيها تجاوز الحدود في الاسلوب والكلمات، وتستمر الحالة الى ان يتعب ويمل الجميع وتهدأ الامور لفترة ثم يعود (عبقري) اخر ليثير الموضوع مجددا ومع كل هذا وشعبنا في الوطن يقول (عرب وين وطنبورة وين)، وعن هؤلاء الكتاب يتضاعف العجب بحسب مكانة وثقافة الكاتب. اما المضحك في الامر ان كل كاتب يستنقي ما يشاء ويناسبه من الاقوال لتمرير رأيه ويهمل سواها، وهكذا يفعل المقابل فيزداد الصراع حدة، ولو كتب الكل جميع الاراء والمصادر  لتطابقت كتاباتهم
في الختام اقول انه لو كانت البلدات ترجع بكتابة مقالات التسميات لكانت اليوم كل الكرة الارضية وبعض الكواكب لنا. لا يا سادتي الكرام فالذي يعمل لخير شعبنا هو الذي يبني ويزرع ويحفر ويوصل الماء ويشق الطرق ويغرس الاشجار ويصنع ويحرس ويدافع ويحمل السلاح، كل هؤلاء يستحقون التقدير اما (ابطال حرب التسميات مهما كانت رتبهم) فلا يستحقون الا بحسب ما فعلوه بهذا الشعب المظلوم، والمعروف ان الشعوب لا ترحم من يتلاعب بمصيرها ولا يهتم لمعاناتها.
           

11

بعد دمار الطائفية لا حل الا بالحكم المدني
يوسف شكوانا
يتميز تاريخ المنطقة على مد العصور بالعنف الذي لا مثيل له، ابتداءاً بالامبراطوريات القديمة مروراً بالعهود الفرثية والساسانية والاسلامية بحقباتها المختلفة والى يومنا هذا، ان الحوادث المروعة التي حصلت لا يمكن حصرها لكثرتها، نذكر منها حروب معاوية بن ابي سفيان مع علي بن ابي طالب، ويزيد بن معاوية مع الحسين بن علي والبشاعة التي استخدمت في قتله، ودموية الحجاج بن يوسف الثقفي، والحروب المروعة التي لم تتوقف بين العثمانيين والصفويين، وبعد تشكيل الدولة العراقية كانت باكورة الاعمال الدموية بمذابح شهر آب عام 1933 المعروفة بمذابح سميل والتي تم فيها قتل النساء والاطفال والشيوخ بطريقة بشعة، وكانت هذه باكورة زج الجيش في قمع الشعب، لتتوالى بعدها الانقلابات او الثورات والمحاولات الانقلابية وكلها ملطخة بدماء الشعب كدموية الحرس القومي عام 1963 ثم عمليات الانفال والمقابر الجماعية. وبمرور الزمن تحول الولاء الوطني الى الولاء الحزبي خاصة بعد ثورة 14 تموز عام 1958 فطبعت المؤسسات المختلفة وحتى المقاهي بطابع الحزبية، ليصل الحال في الوقت الحاضر الى الولاء المذهبي الذي طغى على كل ولاء آخر خاصة الولاء الوطني الذي اصبح شبه مفقود، والمسألة المذهبية لم تلد عام 2003 كما يتصور البعض فبدايتها كانت منذ يوم السقيفة الذي تم فيه اختيار ابو بكر الصديق أول خليفة للمسلمين بدلا من علي بن ابي طالب الذي يؤمن قسم من المسلمين أنه كان أحق بالخلافة. الا ان هذا الخلاف كان دائما كنار تحت الرماد تتحكم به عوامل عديدة، يظهر في فترات ويخمد في اخرى.
جاءت الثورة الايرانية وسياستها التوسعية (المذهبية) بما سمي بتصدير الثورة، وحقيقتها هي تصدير التشيّع، ليشعر أتباع المذهب السني (الذين يشكلون الاكثرية في المنطقة) بخطر فرض التشيّع القادم من أيران باسم الثورة، ولما كانت معظم حكومات دول المنطقة لا تملك القدرة للوقوف بوجه التمدد الشيعي الايراني بدليل ان العراق كان أقواها عسكريا ولم يتمكن من القضاء على النظام الايراني وأحلامه التوسعية بحرب دامت ثمان سنوات أحرقت الاخضر واليابس، وأنتجت حروباً اخرى من احتلال الكويت وتحريرها وفرض الحصار، كانت نتيجتها سقوط النظام الدموي في العراق.
ان ما حصل في العراق بعد التغيير عام 2003 وسياسات الحكام أدّت الى توسيع الشرخ بين فئات الشعب العراقي وأهمها الشيعة والسنة والاكراد، أما المكونات الاخرى الصغيرة عددياً فكانت الضحية في هذا الصراع، أما الفئات الحاكمة فأثبتت بامتياز ان ولاءها هو للمذهب وليس للوطن، فدوائر الدولة اصبحت أسيرة المظاهر المذهبية، والتعامل مع الفرد العراقي أصبح على أساس مذهبه، الى درجة سيطرة المذهب على مواقف العراقيين بصورة عامة والسياسيين منهم بصورة خاصة، فالشيعي نراه يقف مع كل الحكومات والاحزاب والحركات الشيعية في المنطقة، فهو يؤيد النظام السوري والشعب البحريني والحوثيين في اليمن ... وبالضد منه يقف السني، أما الكردي فيقطف ثمار هذا الصراع لصالح قضيته القومية.
أمام مثل هذه الصراعات لا بد ان تتدخل الدول الاخرى لتحقيق مصالحتها وجني المكاسب لها، وهذا التدخل ينسب اليه البعض سبب هذه الصراعات في حين ان العداء موجود منذ القدم وقبل وجود هذه الدول. ان تدخل دول المنطقة في هذا الصراع أنتج محورين الاول سني بقيادة السعودية وقطر وتركيا والمناطق السنية من العراق، والثاني شيعي بقيادة ايران وسوريا وحزب الله اللبناني وجزء كبير من العراق حكومة وشعبا، وهكذا انقسم العراقيون بين هذين المحورين مع وجود القسم الثالث والذي هو كردستان، وخطورة هذا الانقسام تكمن في فقدان الولاء للوطن وتحوله الى الاجنبي اذا كان من مذهبه، والامثلة على ذلك عديدة نذكر منها ما حصل مؤخراً من دخول القوات التركية الاراضي العراقية ووصولها ضواحي الموصل، رأينا القوى والاحزاب الشيعية تستنكر هذا الاعتداء وتهدد باللجوء الى كافة الخيارات بما فيها الخيار العسكري لطردهم باعتبارهم محتلين، بينما الاطراف السنية رحبت به واعتبرته موقفاً مشرفاً من قبل حكومة اوردوغان. وهذا الاختلاف يظهر ايضا بالقوات غير النظامية الايرانية التي تحارب في العراق نرى السني يعتبرها متجاوزة ومعتدية بينما الشيعي يصر على انها صديقة وغايتها شريفة في القضاء على الارهاب. وهكذا وصل الامر الى اعتبار الاجنبي مواطنا والمواطن عدواً، وهذا ظاهر من قضية تحرير الموصل من داعش وتأخر ذلك بسبب انقسام المواقف حول السؤال (من يجب ان يشترك بتحريرها؟) فالخلاف واضح حول من يقوم بذلك، كل طرف يعطي الاحقية للاطراف التي تشاركه بالمذهب، وامام هذا الواقع فلا غرابة في موقف بعض الاطراف التي تحاول ان يتم التحرير على ايدي القوات التركية وليس العراقية، فهل هناك سبب آخر لهذا الموقف غير العامل المذهبي الذي اصبح الاساس في المواقف والعلاقات على حساب العامل الوطني.
ومما يزيد من خطورة الحالة تدخل الدول الكبرى في هذا الصراع فالولايات المتحدة الامريكية تتزعم الحلف التركي السعودي القطري ومعهم حلف الناتو بينما تتزعم روسيا الحلف الايراني السوري ومعهم الصين وكوريا الشمالية، وهكذا نرى ان تصفية الحسابات بين الدول لا يقتصر على دول الجوار بل يتعداه ليشمل القوى العظمى، وهذا ما ينذر بنشوب الحرب العالمية الثالثة ان لم تكن قد بدأت لحد الان، وهذه الحرب اذا وقعت (لا سامح الله) ستقضي على الاخضر واليابس، لان أسلحة اليوم ليست كأسلحة الحربين العالميتين الاولى والثانية.   
يرى البعض انه لا سبيل للعيش المشترك في العراق الا بتشكيل الاقاليم والبعض يذهب الى أبعد من ذلك وينادي بالتقسيم الى دول، وطبعا هذا ما تهدف لتحقيقه الدول المجاورة لانها ستحصل كل منها على حصتها من العراق بعد ذبحه، فايران ستلغي حدودها مع دولة (شيعستان) العراقية، وتركيا ستفعل الشئ نفسه مع دولة (سنستان) اذا لا تضمها اليها وتحقق اطماعها القديمة في ضم الموصل اليها، وهي اليوم اقرب الى تحقيق ذلك من اي وقت مضى، فبعد هذا الترسيخ للولاء المذهبي وفقدان روح المواطنة، لو حصل استفتاء في المناطق السنية فعلى الارجح ستختار الغالبية تركيا السنية وليس العراق. وهذا ما كانت تتمناه تركيا خلال مائة عام. أما الدول الاخرى في مقدمتها السعودية وقطر فأنها ستدفع غيرها (سنستان) للوقوف بوجه التوسع الشيعي الايراني وتبعد الخطر عنها، لانها ترى في تشكيل حلف شيعي قوي في المنطقة بقيادة ايران خطرا يهدد مذهبها ووجودها، وبالنتيجة نرى ان جميع هذه الدول تساهم بشكل أو بآخر لاستمرار سعير الحروب على اراضي الغير (العراق وسوريا) فبعضها تهئ الارهابيين فكريا واخرى تمولهم ماديا وتقوم بتدريبهم وتسليحهم وتمريرهم الى هذين البلدين المبتليين بصراعات الغير.
من الخطأ ان يعتقد البعض ان التقسيم هو الحل وكأننا نتحدث عن دولة حضارية تمارس الديمقراطية وتهتم بحقوق الانسان وتحترم نتائج الاستفتاءات، من أكبر المشاكل التي ستواجه التقسيم هي مسألة الحدود الجغرافية بين الاقسام، فلو أخذنا بمبدأ السنة والشيعة والاكراد هناك مناطق مختلطة واخرى متداخلة مع بعضها، فهناك شريط يتمتد من خانقين في اقصى الشرق الى سنجار في اقصى الغرب، تسكنه مكونات متعددة كالفيليين والايزيدية والتركمان وشعبنا (السورايي)، وهذه المناطق مما لا شك فيه ستشهد صراعات دموية يكون شعبنا  الضحية الاولى فيها لوقوع جزء كبير منه في هذه المناطق المختلف عليها أو كما يقول البعض المتنازع عليها. اضافة الى ذلك فكل دولة من هذه الدول سيكون لها بين دول الجوار أعداء اكثر من الاصدقاء، وستستمر حالة عدم الاستقرار وفقدان الامن على درجة أشد مما هي عليه الان. أما كردستان فليس من صالح دول الجوار وخاصة تركيا أن تستقل، وليست علاقاتها اليوم مع حكومة الاقليم الا مسألة مصالح وقتية، والا كيف تقمع أكرادها وتحرمهم من ابسط حقوقهم وكذلك اتضح ان في مقدمة اسباب تدخلها في القضية السورية هي للقضاء على الوجود الكردي فيها، وامام هذه الحقائق هل يعقل احد انها جادة في دعم اكراد العراق؟ ومن المخاطر الاخرى التي سيواجهها التقسيم هي اشعال نار الحروب بين ابناء المذهب الواحد، فكما نعلم ان كل قسم من هذه الاقسام يتضمن فرق عديدة مختلفة، واذا كانت اختلافاتها الان كنار تحت الرماد فحتماً ستظهر على اشدها عندما يبدأ الصراع على السلطة. 
امام هذه الحالة السوداء نرى ان السبيل الوحيد لعودة الحياة الى الوطن هو بعودة روح المواطنة لتتقدم على غيرها خاصة في الامور السياسية، فالدين والمذهب لهم اماكنهم وهي ليست تحت قبة البرلمان أو الوزارة، ولكن ما نراه في عراق اليوم هو عكس ذلك، فحتى البعيد عن الدين والمذهب في بيته وحياته الخاصة نراه وكأنه من اشد المتمسكين بالدين عندما يكون تحت قبة البرلمان أو يخوض الانتخابات أو يمارس اي نشاط سياسي، فكم منهم يحلل شرب الكحول في بيته ويمارسه بينما أمام الملأ يحرّم حتى ربطة العنق والحلاقة بالموس ولا يبدأ بالكلام الا بعد ترديد بعض الايات القرآنية، وهكذا عن السراق الذين أفرغوا خزينة الدولة بفسادهم نراهم في مقدمة الحجاج سنوياً. هل انه ضحك على الشعب باسم الدين أم انها حالة ازدواجية الشخصية التي يتميز بها الفرد العراقي، كما يؤكد علماء الاجتماع وفي مقدمتهم الدكتور علي الوردي. فكم من مسؤول وسياسي منغمس في مستنقع الطائفية المقيتة من رأسه حتى أخمص قدميه، ويتآمر ليل نهار لتقسيم الوطن، نراه على شاشات التلفاز ينادي بالوطن والوطنية. اسأل اي عراقي عن الانقسام المذهبي ليجيبك بأنه لا يفرّق بينها ولا يهتم لها ويزيد في سرد بعض القصص التي تثبت ادعاءه هذا، وهنا لا بد أن تسأل فمن هي الاغلبية المنغمسة في الصراع الطائفي اذاً.
في الختام نرى ان امامنا طريقان لا ثالث لهما، اما الاستمرار في الولاء المذهبي وهذا يعني استمرار القتل والارهاب والدمار والفساد، واما الولاء الوطني الذي يساوي بين المواطنين بالحقوق والواجبات ويمنح الحريات للكل بما فيها حرية ممارسة النشاطات الدينية والمذهبية بشرط أن لا تتجاوز على حرية الاخرين، وباختصار (الدين لله والوطن للجميع).     

12
رابي يونان هوزايا أسم تخلده الاجيال

يوسف شكوانا
     أبصر يونان مرقس هوزايا النور في زاخو سنة 1956، في مراحل دراستة الابتدائية والثانوية شاهد إحراق القرى والتهجير الذي شمله ثلاث مرات والحصار الدائم على المنطقة، ثم درس في جامعة الموصل وتخرج منها مهندس ميكانيكي سنة 1982، عمل في وزارة النفط، متزوج من السيدة جاندارك خوشابا وله اربعة اولاد نينوس- نيشا- رابيل- راميل،

البحث والتحدي

 في بداية السبعينات اتخذ النظام بعض الخطوات نحو الانفتاح واطلاق الحريات كالحكم الذاتي للاكراد وميثاق العمل الوطني والجبهة الوطنية مع الشيوعيين ومنح الحقوق الثقافية للتركمان وكذلك لشعبنا بتسميتنا (الناطقين بالسريانية)، هذا الانفتاح دفع الشاب يونان هوزايا للمطالعة والبحث في بطون الكتب، وأصبح يتردد على المكتبات باستمرار، وكانت نتيجة ذلك قناعته باهمية اللغة كركن اساسي من أركان القومية، وأخذ يعمل بنشاط في مؤسساتنا المختلفة التي تأسست نتيجة ذلك الانفتاح، ولكن ذلك لم يستمر طويلا لان النظام لم يؤمن بالديمقراطية ومنح الحقوق، فسرعان ما ظهر ان الاجراءات التي اتخذها كانت لفترة زمنية قصيرة لحين ترسيخ سلطته، والاسلوب الذي اتبعه معنا كان التضييق على مؤسساتنا بغية الغائها، وهنا ظهر دور بعض الشباب الواعي وفي مقدمتهم يونان هوزايا في تحدي سياسة النظام بهدوء وذلك باستمرار النشاطات الثقافية والادبية والفنية منها التقدم والترشيح لادارة الجمعية الثقافية السريانية وأصبح رئيساً لها الى غلقها في 1983 والنشاط في جمعية اشور بانيبال الذي كان احد مؤسسيها ومخطط أول مهرجان أقامته، واندفاعه لانجاح نشاطاتها كمحاضرات الثلاثاء التي اشتهرت بها واستقطبت نخبة من المثقفين والادباء والفنانين وأساتذة الجامعات، وأقامت المهرجانات الثقافية السنوية ومهرجان الطفولة السنوي، وكان من اوائل الذين كرمتهم الجمعية، وكذلك الاستمرار بالمساهمة في اصدار قالا سوريايا والكاتب السرياني وعمله الدؤوب في اتحاد الادباء والكتاب السريان. بعد الغاء هذه المؤسسات من قبل النظام استمرت النشاطات واللقاءات السرية في البيوت والكنائس والكازينوهات وكانت تتركز على التوعية ضد السفر وضرورة الاعتزاز بلغتنا وكذلك  للتعارف واستمرار العلاقات بين الشبيبة الجامعية وكانت ذات طابع ادبي، اما النشاطات السياسية فكانت تتم بسرية تامة وذلك لدموية النظام

تلبية نداء الواجب
في عام 1991 وبعد انتفاضة اذار توسعت نشاطات الحركة الديمقراطية الاشورية بعد نزولها الى المدن في الشمال وظهرت حاجة اعلامها الى الاعلاميين الاكفاء، وفي عام 1992 بدأت المدارس السريانية التي تدرس فيها كافة المواد بلغتنا العريقة، فشعر بأن الواجب يناديه للمساهمة وتسخير قدراته من أجل تطويرهما فاستجاب الى هذين الندائين (اعلام الحركة والمدارس السريانية) الا ان بعض مشاريعه الادبية أدّت الى تأجيل التحاقه بعض الوقت حيث كان يعمل بجد مع الاديبين بنيامين حداد وعوديشو ملكو لاصدار قاموس سرياني عربي موسع. وهكذا نراه يلبّي نداء الواجب القومي والوطني ويترك بغداد متوجها الى كردستان ليعمل بنشاط كبير، فسياسيا أصبح عضوا في اللجنة المركزية للحركة منذ عام 1997 وعضوا في مكتبها السياسي ونائب السكرتير العام ووزيرا للصناعة في حكومة اقليم كردستان من سنة 2000 الى سنة 2005 اما في المدارس السريانية فكان احد مترجمي الكتب المدرسية وكان يعمل ليل نهار لانجازها في الوقت المحدد، ان عملية الترجمة هذه كانت بالغة الصعوبة لانها تحصل لاول مرة ولم يوجد مرجع للمصطلحات العلمية كي يستندوا اليه، وعن عملية ترجمة الكتب المدرسية قال مرة انهم احياناً يترجمون عدة صفحات من غير توقف وأحياناً اخرى يتوقفون ساعات عديدة بسبب اسم حشرة صغيرة او مصطلح علمي، خاصة وانها تشمل جميع المواد بما فيها الكيمياء والفيزياء وفروع الرياضيات بمصطلحاتها المعقدة.


نتاجاته
انه علم من اعلام شعبنا في العصر الحديث، اهتم بفروع اللغة والنقد الادبي وادب الاطفال، كتب الشعر والقصة القصيرة، ولكنه اهتم بالقصة القصيرة أكثر لامكانية تحميل النص شيئاً من قضيتنا القومية وإن كان ذلك على حساب جمالية الشعر، وقد نشر 14 كتابا في الشعر والقصة القصيرة، أعد مع السيد اندريوس يوخنا قاموس بهرا (عربي- سرياني) وهذا يعتبر من أهم القواميس الحديثة لبساطته ودقة مفرداته، ومع الاستاذين بنيامين حداد وعوديشو ملكو قاموس برعم اللغة  (سرياني- عربي)، واصدر كتابين عن اللغة السريانية وكتاب في النقد الادبي، شارك باعداد وترجمة المناهج المدرسية للمدارس السريانية ولجميع المراحل الدراسية، لقد ساهم في تحرير العديد من الصحف والمجلات، أهمها الكاتب السرياني مجلة المكتب الثقافي السرياني في أتحاد الأدباء والكتاب العراقيين ومجلة قالا سوريايا، وكتب ونشر مقالات أدبية وسياسية وابحاث لغوية، والقى محاضرات وشارك في ندوات جماهيرية وتلفزيونية.. وفي جريدة بهرا التي ترأس تحريرها لخمس سنوات كتب مائة عمود بأسم آنو ونشرا.. بالعربية، وعشرات غيرها بالسريانية، ورغم هذا الكم من اصداراته كان يعتز كثيرا بكتاب (السريانية المعاصرة - اشكاليات) ملاحظات في لغة السورث، وكتاب (طلانيثا - الضلال) بالسريانية وهو مجموعة من الدراسات النقدية. 

من افكاره
كان أيمانه راسخاً بوحدتنا القومية ويعتز بتسمياتنا جميعها.. وهي عديدة، أشورية، سريانية، كلدانية، سورايا، كلدوأشورية.. وكان يعتبر هذا التعدد حالة طبيعية لشعب يمتد تاريخه لالاف السنين، بعد أشهر من التغيير عام 2003 كان أحد العاملين بجد للتهيئة لانعقاد المؤتمر القومي في بغداد لايجاد صيغة تجمعنا، وكانت فرحته كبيرة عندما خرج المؤتمر بالتسمية الكلدواشورية واللغة سريانية، وبعدها جاء مؤتمر أربيل ليقرّ تسمية (كلداني سرياني اشوري) وهذه نالت تأييده لأن هدفه الاساسي كان الوحدة وليس التسمية. كنت معه في احدى زياراته لاحدى شخصيات ديترويت عندما قال له (لقد أخطأتم باطلاق التسمية السريانية على المدارس) فأجابه (وما هي التسمية التي يتفق عليها الجميع؟ لو انتظرنا الاجماع على تسمية معينة لما بدأنا بالمشروع لحد الان) كان ذلك بعد سنوات من بدء المدارس السريانية، هكذا كان يفكر ويعمل فالمهم لديه كان احياء اللغة وليس اسمها. كما كان يرى ويؤكد دائماً على ضرورة التواصل مع المختلفين بالاراء الى ان يتم التفاهم او الاتفاق.


ومما تميز به كان اهتمامه الكبير بنشر الوعي القومي والوطني خاصة بين الشباب وكان دائماً يبين ضرورة التسلح بالوعي للوصول الى اهدافنا الوطنية والقومية، اذ ان الشعور القومي وحده من غير الوعي القومي ليس كافياً لتحقيق الاهداف، وهذا الايمان عبّر عنه بواقعيته بعيدا عن الخيال الذي لا يمكن تحقيقه.   
الا أن شهرته الواسعة كانت لاعتزازه الشديد وتضحياته الجسام للمحافظة على لغتنا وتطويرها، فكان يعتبر اللغة ركناً اساسياً من أركان القومية وتعلمها قراءة وكتابة وتكلما يعتبر ضرورة أساسية للوجود، لم يتعلم لغتنا في السن المبكر كمعظمنا وانما تعلمها وهو في السنة الثانية في كلية الهندسة واهتم بها الى أن أصبح أحد المختصين بها، كتب الشعر واهتم بالقصة القصيرة والنقد الادبي اللذان وجد نقصاً بهذين القسمين، كما شارك بتأليف قاموسين (بهرا وبرعم اللغة) وشارك بترجمة الكتب المدرسية ولجميع المراحل الدراسية. كما شارك الشعراء وشجع الشباب للكتابة، وللاطفال كتب اناشيداً ترددها الحناجر في المدارس السريانية كنشيد (شمشا دخيروثا) الذي اصبح النشيد الرسمي لتلاميذ المدارس السريانية. 

من صفاته والقابه
كان الفقيد متعدد المواهب كثير العطاء والتضحيات وتميز بالعديد من الصفات التي قلما تجتمع في شخص واحد، في مقدمة ما تميز به واصبح من اهم صفاته التواضع، حيث بقي ذلك الانسان البسيط بمظهره وتعامله مع الاخرين، وهو العظيم بأفكاره وأعماله، لم تغيره المناصب والمواقع، كان يؤكد دائماً أن لا يكون اسمه وشخصه مصدراً لثناء ومديح، كان كثير العمل قليل الكلام والتصريحات، فلا يتحدث عن أعماله، صدر القاموس الذي كدّ في انجازه دون أن يرد أسمه فيه، ولما سألوه عن ردة فعله قال: الاسم ليس مهما انما المهم ان يصدر القاموس وتستفاد منه الاجيال. كثيراً ما كان يعمل بالخفاء للمصلحة القومية بعيداً عن السعي للشهرة الشخصية، تميز بالهدوء والصبر. من الالقاب التي أطلقت عليه: المعلم- الشاعر- كاتب القصة القصيرة- الاديب- الصحفي- المهندس- يحترم المقابل- يعمل بنظام- بسيط-أمين- جدّي- بار- موحّد- حريص- مضحي- جرئ- مخلص- قلبه طيب- واقعي - يكره المبالغة- كتاب مفتوح - يحمل آلام الاخرين-محبوب- ذكي-حارس اللغة الامين- مؤسسة

أمله في سهل نينوى
من اقواله عن - حبيبته - نينوى (في البدء نينوى كانت النور في عالم الظلام، في الالف الثالث نينوى عاشت الظلام في عالم النور) بسبب واقعيته رأى أن العامل الرئيسي لنيل الحقوق هو الانسان على الارض وهذا ما وجده في سهل نينوى والخابور الذي عقد عليهما الامال، حيث كان يتردد باستمرار على بلدات سهل نينوى ويشارك بنشاطاتهم القومية، الا ان احتلالهما من قبل (داعش) وتهجير ساكنيهما أدى الى هدم القصر الذي كان يأمل انجازه، فاشتد عليه المرض، وكان جوابه كلما سؤل عن امنيته يقول (عودة المهجّرين الى بيوتهم) لقد احب سهل نينوى حباً كبيراً ويعقد عليه آمال وجودنا، لقد رحل وألم المهجّرين في قلبه بعد أن فرضوا عليهم الدواعش الهجرة القسرية،
وهكذا أبى عام 2015 أن يرحل الا ويأخذ معه هذا النجم الساطع في سماء أمتنا وحارس لغتنا الامين بعد عناء شديد من الام المرض والام ما حلّ بشعبنا، لقد كان كل حياته كشمعة تحترق لانارة طريق الوصول الى اهدافنا في نيل حقوقنا على أرضنا التاريخية. لقد رحل عنّا وترك أرثا ثميناً من الذكريات والافكار والاعمال التي ستبقى معنا ابداً.         
 
           

13
المنبر الحر / بأي حال تعود يا عيد
« في: 15:25 25/03/2016  »
بأي حال تعود ياعيد
يوسف شكوانا
لكل شعب من شعوب الكون مناسباته التي يعتز بها، وبلادنا ذات النهرين الخالدين معروفة بحضاراتها القديمة وما قدمته للبشرية في الازمنة التي كانت السيادة لسكانها الاصليين، وفي مقدمة ما كانت تعتز به من اعياد ومناسبات كان عيد رأس السنة الذي يقع في الاول من نيسان ويُحتفل به بمراسيم خاصة، ان هذا العيد كان يمثل عودة الحياة للطبيعة بعد ان كانت تدخل في دور اشبه بالسبات خلال اشهر الشتاء، فلا مزروعات واعمال زراعية ولا مراعي وأعشاب لحيواناتهم، وبداية الربيع كانت تعتبر نهاية للفصل القاسي على حياتهم، استمرت الاحتفالاات بهذا اليوم طوال العصور وبنسب متفاوتة بحسب ما يسمح لهم الاحتفال بهذه المناسبة، الا انها بقيت محتفظة بالقلوب مع اشد الانظمة قهراً وبطشاً، ومع هذه المناسبة القومية يصادف هذا العام حلول واحد من اكبر العيدين الدينيين لدى المسيحيين وهو عيد القيامة الذي يحتفل به لألفي عام.
بعد سنين من بطش نظام الطاغية الدموي بدأت رياح الحرية تهب على أجواء كردستان، فبعد التغيير عام 1991 وتشكيل حكومة الاقليم أخذت هذه المناسبات تظهر بحلتها الجديدة في أجواء من الحرية، ومع تطور برامجها سنة بعد اخرى الا انها كانت ناقصة لعدم شمولها المناطق الاخرى من البلاد، الى ان تحقق الامل واستبشرنا خيراَ بالتغيير عام 2003 ولكن لم يتصور احد ان يكون التغيير الذي انتظرناه طويلا بهذه الصورة، بحيث يمكن اعتباره تدميراً وليس تغييراً، فلا خدمات ولا أعمال ولا أمن ولا مساواة ولا.. ولا .. باستثناء الطائفية والفساد، طائفية قسمت السكان الى اطراف متصارعة متناحرة مع غياب الشعور الوطني،  وفساد ينخر بجسم البلد الى درجة أخذ يهدد بلد الخيرات والنفط بالافلاس، حصل كل هذا بفضل الفئات المسيطرة على مقاليد الحكم مستغلين اسم الدين والمذهب لاستمرار سيطرتهم وتحقيق مصالح جيوبهم على حساب الشعب، لكل فئة من هذه  الفئات مشروعها الذي يهدف للقضاء على الاخر، وطبعا كان مكوننا الكلداني السرياني الاشوري (المسيحي) المسالم من اولى ضحايا مثل هذه السياسات، فخلال ثلاثة عشر عاماً هاجر اكثر من ثلثي عدده نتيجة محاربته بكافة الوسائل من تفجير محلاته وخطف ابنائه وتقييد حرياته بفرض قيود غريبة عليه وعلى حضارته ومعتقداته، اما سياسياً فيعاني من التهميش التام في خضم صراعات (الكبار) الذين تثبت الاحداث انهم متفقون على استمرار هذه الحالة بتبادلهم الادوار من اجل الوصول الى نفس الهدف الذي هو التخلص من الاخر بدءا بالمكونات الصغيرة.
من شدة تمسك مكوننا المسيحي بالوطنية  كنا نرى بصيص من الامل بزوال الحالة الشاذة وعودة روح المواطنة واحترام الاخر، الا ان ما حصل (بتسليم) الموصل وسهل نينوى الى داعش جاء ليقضي على كل الامال، لان ما حصل في المنطقة من قتل وتهجير ومصادرة الاموال والممتلكات وتفجير الكنائس والاديرة والاثار لم يشهد  التاريخ مثيلا له، ومما عقّد المسألة اكثر هو مرور ما يقارب السنتين ولم يحرك احد ساكناً لتطبيق العدل وإرجاع الحق الى أصحابه، نعم مرت سنتان وسكان منطقة بكاملها بلا مأوى دون ان تتحرك الدول العالمية والاقليمية والحكومة العراقية وكأن الكل موافق ومرتاح لما حصل، فكل يوم يمر على هذه الحالة يعقّد المشكلة اكثر ويزيد من صعوبة عودة الحياة الطبيعية والعيش المشترك بين مكونات هذه المناطق خاصة بعد الدور الغير مشرف لبعض الجيران التاريخيين عندما سارعوا للغدر بجيرانهم.         
في هذا العام والذي سبقه يصعب الاحتفال بهذين العيدين (عيد رأس السنة البابلية الاشورية وعيد القيامة) وجزء كبير من شعبنا مهجّر من مناطقه التاريخية، ولا يرى اية بادرة لتوديع الشتاء الطائفي القارس وما فيه من قتل وتشريد واستيلاء على الممتلكات وتهميش ليبدأ ربيع الحكم المدني بفصل الدين عن الدولة وتعود الحياة لتبدأ سنة عراقية جديدة يشعر الجميع بانتمائهم للوطن، فلا تلوح في الافق اية ملامح لعودة السلام الى المنطقة لتقرع مرة اخرى نواقيس السلام بدلا من طبول القتل والتهجير، فالاختلاف بين الفئات حول (من يحرر المنطقة) يطيل من زمن الظلم والمعاناة، ففريق يرفض مشاركة هذا وفريق يرفض ذلك على اسس طائفية بعيدة عن الروح الوطنية وكأنهم في مسرحية هدفها استمرار الحالة، وشعبنا المسيحي لا ناقة له ولا جمل بصراعاتهم التاريخية، ولم يكن يوما طرفا بها ولكن التاريخ والحاضر يشهد انه كان دائما عنصر سلام يسعى للعيش بأمان مع كافة فئات الشعب يضحي بالغالي والنفيس من اجل تقدم وازدهار الوطن.             

14
لقاء خاص مع الأديب ميخائيل ممو
بمناسبة زيارة الاستاذ الاديب ميخائيل ممو لمنطقة ديترويت لالقاء محاضرة حول اللغة الام وذلك في مركز عشتار الثقافي، قامت مجلة حمورابي بانتهاز الفرصة وأجرى السيد يوسف شكوانا معه اللقاء التالي:
حمورابي: أهلاً وسهلاً بك بين أهلك وذويك في ديترويت، ابدأ بالسؤال التقليدي، من هو ميخائيل ممو؟
ميخائيل: انا ميخائيل ممو من مواليد عام 1948 في مدينة الحبانية، أنهيت فيها المراحل الدراسية الابتدائية والمتوسطة والاعدادية، بعدها انتقلت الى البصرة للدراسة في كلية الحقوق قسم القانون والسياسة، وفي السنة الثالثة تم فصلي من الجامعة بعد استلام حزب البعث للسلطة، فاضطررت للدراسة في معهد اعداد المعلمين، وبسبب نشاطاتي وجدت نفسي ملاحقاً من قبل أجهزة السلطة فهاجرت الى السويد في منتصف عام 1977.
حمورابي: نصف قرن وانت تعمل في الحقل الادبي والتعليمي، فالاستاذ ميخائيل ممو اديب ومعلم وشاعر وصحافي ومترجم وكاتب المقالة، معروف بعطائه في الوطن والمهجر، هل لك ان تذكر لقراء (حمورابي) كيف كانت البداية مع بعض نشاطاتك في هذه الحقول؟
ميخائيل: كنت متفوقا في مادة الانشاء في مرحلة الدراسة الابتدائية واشتركت في اعداد وتحرير النشرات الجدارية المدرسية، اتذكر اول مقالة نشرتها في جريدة الانباء الجديدة البغدادية بتاريخ 10/10/1964 وعمري كان 17 سنة، وفي اذاعة بغداد (القسم السرياني) كنت اقدم برنامجا اذاعيا بعنوان مَوهَوثا موىبت (الموهبة) كما كنت اقدم برنامجا تلفزيونيا بعنوان (حوار وشخصيات)، عن نشاطاتي في البصرة أشرفت على تحرير صفحة جامعة البصرة بجريدة الجنوب من عام 1966 الى عام 1969 وفي النادي الثقافي الاشوري في بغداد كنت ناشطاً في مجلة (المثقف الاثوري) وشغلت منصب سكرتير الهيئة المؤسسة لاتحاد الادباء والكتاب الناطقين بالسريانية ثم عضو الهيئة الادارية وسكرتير نادي المجتمع الاشوري في الدورة، كما قمت باعداد عدد من البرامج الثقافية لاذاعة وتلفزيون القسم السرياني في كركوك، وكنت احد مؤسسي لجنة أصدقاء الادب الاشوري، وفي السويد كنت مسؤول القسم السرياني (اللهجة الشرقية) في مجلة حويودو ثم رئيس تحريرها، كما كنت مسؤولاً لصفحة وزارة التربية السويدية في السورث والعربية لفترة 13 سنة ولقد شاركت بالعديد من النشاطات الادبية والقصائد الشعرية، ولحد الان أصدرت 22 مطبوعاً منها 7 مطبوعات عن اللغة ومن المخطوطات لدي 20 مخطوطة، لقد قمت بالقاء محاضرات وعقد حلقات دراسية في دول عديدة أذكر منها روسيا وأرمينيا والمانيا وهولندا والدانيمارك واليونان وبولونيا وسورية واسرائيل ومصر وعدة مدن في أمريكا وطبعاً العراق والسويد بلد اقامتي، ولقد حصلت على عشرات الجوائز التقديرية اذكر منها تم اختياري معلم السنة  المميز
Teacher of the year
 من قبل وزارة التربية السويدية وجائزة من جمعية المترجمين العرب وساعة ذهبية من محافظة يونشوبنك السويدية وشهادة تقديرية من اتحاد أُدباء العراق فرع السويد وغيرها من الجوائز، وقبل أيام وفي الكونفينشن تم اختياري  (الاشوري المميز لهذه السنة)
Assyrian of the year
حمورابي: لقد عملت في الحقل الادبي لاكثر من نصف قرن وإنك احد المهتمين والمختصين بلغتنا الام من خلال نشاطاتك واصداراتك، هل لك ان تعرّف اللغة وما هي اهميتها للانسان؟
ميخائيل: هنالك عدة تعاريف للغة او بالاحرى أهميتها، وباختصار اقول انها اولاً أداة أخذ وعطاء وواسطة لتقوية العلاقات المختلفة في المجتمع وهي ينبوع مصدر لخلق وابتكار الافكار ووسيلة لابعاد أحاسيس الكآبة والحزن وأداة تدوين الافكار والعودة اليها، فهي حبر الأدب والتاريخ وقلم الثقافة، أما أهميتها فهي هوية ووجود الانسان وتعتبر للامة كالروح للجسد فالقضاء على اللغة يعني القضاء على الأُمة. فهي اشبه بالبذور التي تعطي الثمار المختلفة. فاللغة تبدأ في مرحلة الجنين حيث توصّل العلماء الى ان الجنين يتأثر بنوع الموسيقى التي تسمعها امه في فترة الحمل به، وبعدها تأتي لغة الطفل ثم فترة البلوغ (رجال ونساء) الى لغات اخرى كالسياسة والقانون والتجارة والعمل والدين وغيرها. ان الذي يترك لغته يخسر وجوده في مجتمعه والتعبير عن أحاسيسه كما يخسر حضارته وتاريخه والذي لا تاريخ له لا لغة له، فاللغة هي أُم كل العلوم وقوة الامة نابعة من لغتها.
حمورابي: انك تقوم بتدريس لغتنا السريانية لفترة 42 سنة ونتيجة خبرتك كيف ترى واقع عملية تعليمها وما هي الصعوبات التي تواجه هذه العملية؟
ميخائيل: في البداية أود القول ان عملية التعليم هي كالمياه الضرورية لسقي الحقول الادبية كالشعر والمقالة والصحافة والترجمة وكتابة القصة وغيرها، وعن لغتنا فبعد أن كانت هي المنتشرة في الشرق الاوسط أخذت تتراجع الى أن انحصرت في المجال الديني، وكما نعلم انها كانت لغة واحدة انقسمت الى شرقية وغربية بسبب الانقسام الكنسي في القرن الخامس وانشطار كنيستنا المشرقية الى ما عرف بـ (النساطرة واليعاقبة)، فأخذ كل قسم يطوّرها بطريقة مختلفة عن القسم الاخر لنحصل بالنتيجة الى لغتين مختلفتين حرفاً ولفظاً وحركاتاً، وأصبحت لغة الكنيسة خاصة بالصلاة التي كثيراً ما كانت تحُفظ على ظهر القلب، فأصبح الشعر والكتابات كلها لاهوتية ولم تتطرق الى المجالات الاخرى كما لم تحصل إبداعات، وبما يخص تعليمها في بلدان المهجر فهناك العديد من السلبيات تؤثر على العملية أذكر منها عدم اهتمام الوالدين لا بل استهجانها فماذا يكون شعور الولد عندما يسمع من ابيه (هذه اللغة ما توكّل خبز) ومن المؤثرات الاخرى إستخدام كلمات غريبة وضعف وسائل التعليم كالمجلات وأدب الاطفال ونقص كتب التعليم وتنوعها بحيث يعتمد كل معلم على طريقته، هذا بالاضافة الى شخصية المعلم والطريقة التي يتبعها وفقدان البرامج الاذاعية والتلفزيونية وبرامج الاطفال الضرورية للمتابعة. ان المعلم هو عامل مساعد لتنمية فكر الطفل ولكن الطفل يجب ان يعلّم نفسه، مع الاخذ بنظر الاعتبار اللغة المحيطة بالتلميذ واللغة التي يستوعبها والتي ينتجها الى مرحلة المقارنة والتحليل والمناقشة.
حمورابي: كيف ترى مستقبل لغتنا؟ وما سبب ضعف التلاميذ بها؟
ميخائيل: ارى الضعف يدب بهذه اللغة لأسباب عديدة في مقدمتها الهجرة، فمن أسباب تأثيرها نرى اليوم ثلاثة اخوة أحدهما في روسيا والثاني في المانيا والثالث في امريكا، كل منهم يتكلم بلغة مختلفة عن الاخر فنتج ثلاث لغات مختلفة بثلاثة أحاسيس مرتبطة بالبلدان التي يعيشون فيها، وعن نظرتي الى لغتنا إنني ارى كتابنا وأُدباءنا يسقطون كأوراق الشجر، اقصد هنا الادباء القدامى واليوم ليس لنا من له مقومات احياءها. وعن الاسباب فهي عديدة منها انعدام المدارس وعدم اهتمام الوالدين وظروف المجتمع في بلدان المهجر، والنقطة التي اراها رئيسية هي عدم كفاءة المدرسين واكثر من ذلك انعدام ادب الطفل في مجال لغتنا. فمن تجربتي التدريسية لمدة 37 سنة ارى نقصا كبيرا في كتب ما بعد الدراسة، فخلال 150 عاما لم يصدر اكثر من 500 مطبوع بلغتنا في جميع انحاء العالم ولو انها ازدادت في الفترة الأخيرة قليلا. اما عن اسباب ضعف التلاميذ بها فلقد توصلت الى 50 سببا تنحصر في العائلة والمدرسة والمناهج والمعلم، فاراء المعلمين مختلفة واللغة الكلاسيكية التي يتم عادة التدريس بها لا تنسجم مع لغة الحديث، انني مع الحديث ولكن ان يبقى القديم مصدرا.
حمورابي: نجد اليوم اختلافا في لهجاتنا الى درجة يعتبرها البعض لغات متعددة فكيف تنظر الى هذا الامر وما اسباب هذه الاختلافات؟
ميخائيل: ان لغتنا هي واحدة فكانت اللغة المسمارية تشمل مجالات عديدة كالزراعة والري والقانون وغيرها، وكانت تتكون من 600 رمز وتطورت الى 36 حرفا  عثروا عليها في اوغاريت، وبعد خمسة قرون اصبحت 22 حرفا واذا اضفنا التركيخ يصبح لدينا 28 حرفا، وعن اسباب اختلاف اللهجات فتأتي في مقدمتها الاسباب الجغرافية مثلا شمال العراق وسوريا وايران وتركيا وتأثير لغاتها على لغتنا وبدرجات متفاوتة اشدها الذين استعربوا وتبنوا اللغة العربية خاصة في لبنان، والسبب الاخر كان الانقسام الكنسي عندما قام كل فريق بتطوير اللغة بطريقته الخاصة فنتج لدينا لهجة شرقية واخرى غربية تختلف احداهما عن الاخرة حرفاً ولفظاً. 
حمورابي: منذ عام 1992 بدأت المدارس السريانية في اقليم كردستان وبعد عام 2003 في العراق فما هو رأيك بهذه المدارس؟
ميخائيل: لقد قمت باجراء دراسة عن تدريس لغتنا في عدة دول وكتبت بحثا بذلك تضمن النتائج التي توصلت اليها، حيث كانت نسبة الاميين الذين لا يجيدون القراءة والكتابة بلغتنا تبلغ 97% الا انه بعد تأسيس هذه المدارس أصبحت 85% وهذه تعتبر قوة دافعة لنهضة اللغة، وعن اهمية هذه المدارس اود هنا الاشارة الى المراسلات التي تجري بين تلاميذي في السويد وتلاميذ المدارس السريانية في العراق.
حمورابي: المعروف عنك اهتمامك بتعليم اللغة خاصة للاطفال، فما هي مقترحاتك الهادفة لتطوير ادب الاطفال؟
ميخائيل: نعم انني احصر مقترحاتي وتوصياتي في جملة نقاط منها حث وتشجيع الادباء على ايلاء اهمية بالغة لنتاجات تخص الاطفال والشباب وباللغة الامن وتشجيع فنانينا من مطربين ورسامين على تقديم ما بوسعهم في خدمة الاطفال مع التأكيد على دور اولياء الامور على اقتناء الاصدارات وتوفيرها لاولادهم، وأن تتبنى الجمعيات والمؤسسات الادبية انشاء لجان خاصة للاهتمام بذلك مع اصدار مجلة خاصة بالاطفال وحث الاطفال والشباب على اصدار نشرات جدارية واجراء مسابقات أدبية وفنية للاطفال في المدارس والدورات،وترجمة قصص مشاهير الكتاب العالميين، وكذلك عقد ندوات ومؤتمرات خاصة بأدب الاطفال، والاهتمام برأي الاطفال واستشارتهم بما يناسب مراحل اعمارهم.   
حمورابي: في نهاية هذا اللقاء هل من كلمة اخيرة؟
ميخائيل: اشكر مجلة حمورابي واتحاد سورايا القومي، واقول بالمحافظة على لغتنا نحافظ على جذورنا الاصيلة ونوسع حضارتنا ونعزز العلاقات بيننا ونتقرب الى بعضنا البعض، فلغتنا واحدة وهي لامة واحدة بعلم واحد وهدفها واحد       

15
وداعا رابي يونان هوزايا
في البداية اعترف بصعوبة الكتابة ونحن نعيش الام هذا المصاب الجلل برحيل هذا النجم الساطع في سمائنا القومية، اذ مهما حاولنا التعبير عن حجم هذه الخسارة لا نجد كلمات تعبر عنها، فلقد تميّز بالعديد من الصفات يصعب تعدادها ولكن يمكن اختصارها بالقول انه أحب باخلاص وطنه وقوميته ولغته وبالمقابل أحبه كل من عرفه وعمل معه، لذلك سأكتب عن ذكرياتي الشخصية معه، فكان لقائي الاول بالرفيق يونان هوزايا عام 1997 في المؤتمر الثاني للحركة حيث وجدته كتلة من النشاط المستمر في جميع اعمال المؤتمر، في أحد الايام لاحظت علامات التعب وعدم النوم بادية عليه بوضوح، سالته عن السبب قال انه بعد جلسات المؤتمر لليوم السابق أخذ يعمل في ترجمة الكتب المدرسية مع الشماس اندريوس حتى الصباح حيث قدم الى المؤتمر، سألته عن سبب عدم انتظارهم عدة ايام الى انتهاء اعمال المؤتمر؟ قال انهم يصرّون على ان تكون الكتب المدرسية للمدارس السريانية جاهزة مع بداية الدوام للسنة القادمة، وعن عملية الترجمة قال انها صعبة جداً لانها تحصل لأول مرة في مثل هذه المناهج لذلك تسير أحياناً بسلاسة وأحياناً أُخرى نتوقف ساعات طويلة أمام اسم حشرة صغيرة، وعن المؤتمر كان بصراحة لولبه في التهيئة والمناقشات وتطبيق القانون بحسب النظام الداخلي لذلك لم أستغرب للنتائج المتقدمة التي حصل عليها في الانتخابات حيث تم انتخابه عضوا في اللجنة المركزية، وفي فترات الاستراحة خلال ايام المؤتمر كنت أُشاهده دائما محاطا بعدد كبير من الشباب المعجبين بارائه وافكاره يتحدثون معه ويتعلمون منه.
بعد ذلك تكررت اللقاءات سواء عند زياراتي للوطن حيث كان يحرص دائما ان اكون ضيفه وكذلك عند زياراته لامريكا وخاصة الفترات التي يقضيها في منطقة ديترويت حيث كنت أُرافقه في ندواته وزياراته ولقاءاته بالمنظمات والشخصيات وكنت أسمع منهم دائما عبارات الاعجاب بثقافته وافكاره، أما في المؤتمر الثالث عام 2001 فكان بحق لولب المؤتمر حيث كانت بصماته واضحة في التهيئة للمؤتمر وجلساته، وهنا ايضاً لم أستغرب للنتائج التي حصل عليها في الانتخابات لتتجدد عضويته باللجنة المركزية والمكتب السياسي ليصبح نائب السكرتير العام للحركة، أتذكر أحد أيام المؤتمر حيث بقينا حتى الساعة الثالثة بعد منتصف الليل نهئ لجلسات اليوم التالي وفي السادسة صباحا سمعته يقول (رابي شكوانا قم واستمتع بهذا المنظر الجميل) فتحت عيني بصعوبة لأرى من الشبك هطول مطر خفيف فقلت له أي منظر جميل تتحدث عنه فقال انه منظر المطر بطبيعة شقلاوا الخلابة، اصرّ أخذي بسيارته لنبحث خارج المدينة عن مطعم (الباجة) وفي المطعم كان يسألني أيهما أفضل النوم أم التمتع بمشاهدة هذه المناظر الى ان اقنعني أن اتفق معه ليطبع ذلك الصباح في ذاكرتي، كنت دائما أذكره بذلك الصباح الجميل الذي لا يمكن نسيانه، وفي الايام الباقية من تلك الزيارة للوطن تم توزيع رفاق الخارج على بيوت القياديين وكان اختياره لي للمبيت في بيته مع رفيق آخر، طبعا علينا ان نستيقظ في السادسة صباحا لنشرب الشاي في حديقة بيته وكلما يتحدث عن المناخ الجميل خاصة مع شاي الصباح أقول له ان المتعة الحقيقية هي بالسكارة مع الشاي فيضحك لذلك. وخلال كل هذه الفترات كنت كلما أسأل عن صحته يقول بأنه على خير ما يرام ولا يدخل بالتفاصيل حول حالته المرضية فاضطر للسؤال عن صحته من عقيلته الرفيقة جاندارك لتخبرني حقيقة حالته الصحية التي كانت بتدهور مستمر.
كان اللقاء الاخير في بغداد قبل حوالي ثلاث سنوات عندما إتصل بي الرفيق يونادم كنا وطلب اللقاء في أحد بيوت بغداد فاعتذرت لصعوبة تحقيق ذلك في تلك الفترة، ولكن عندما قال بأن الرفيق يونان هوزايا موجود في بغداد ويود اللقاء بي فوافقت على الحال رغم صعوبة تنفيذ ذلك، كانت جلسة لا يمكن نسيانها مع الرفاق يونادم كنا ويونان هوزايا ونينوس بثيو حيث دارت نقاشات مهمة حول امور مختلفة وكان الرفيق يونان كما عرفته دائما مستمع جيد وصاحب الاراء الصائبة، كان من الواضح ان وضعه الصحي في تدهور ولكنه كعادته كان يحاول اخفاء ذلك وهذا ما أكده لي الرفيق نينوس عندما خرجنا للحديقة للتدخين.
ان رحيل الفقيد الغالي يعتبر خسارة كبيرة لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري وقضيته ومسألة وجوده كما يعتبر خسارة لا تعوض للادب واللغة والثقافة السريانية، فقد كان بحق نجماً في سمائنا القومية، سيبقى حياً معنا بافكاره ومؤلفاته، وختاماً لا يسعني الا ان أطلب له الرحمة الابدية ولأهله وذويه ورفاقه وأصدقائه الصبر والسلوان على هذه المصاب الاليم.         

16
قضية الوزير سركون لازار والفرز الجديد
يوسف شكوانا
قبل كل شئ اقول انني لست الوحيد الذي يعرف مدى التزام السيد سركون لازار بالقانون وحرصه الكبير على نزاهته في كل اعماله، وانما هذا ما يؤكده كل من يعرفه من العراقيين عموما ومن ابناء شعبنا خصوصاً، ونحن شخصيا لنا تجارب معه تؤكد ذلك، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فمواقف الكتّاب والسياسيين والمهتمين كانت دائما متباينة الى درجة كبيرة منه ومن الحركة التي ينتمي اليها، ففيهم العضو الملتزم بنهجها وفيهم المؤيد لها وبدرجات مختلفة ومن غير التزام كما وفيهم المنتمين الى جهات اخرى صديقة وغير صديقة وكذلك اصحاب الاراء المستقلة يؤيدونها في موقف وينتقدوها في موقف اخر، وفيهم ايضا من يقف ضدها وينتقدها دائما الى درجة تصل للعداء عند البعض. وامام هذا التنوع ظهرت قضية الوزير السابق سركون وحكمت عليه محكمة الرصافة بعد ان لم يتهيأ  للمحكمة لتأكده من براءته حيث كان في اوربا عندما صدر قرار منعه من السفر فعاد مسرعا (بعكس غيره)، ولكن صدر قرار الحكم المفاجئ لا فقط لكل من يعرفه فحسب وانما لكل من احتكم الى ضميره بعد ان عرف التهمة (المهزلة) الموجهة ضده المتمثلة بحرصه على اموال الدولة حيث وفّر لها مبالغ الايجار لسكنه بحسب القانون ومن واجب الدولة ان توفره له، نعم لقد وقف بجانبه وندد بقرار الحكم المجحف بحقه كل اصحاب الاقلام النزيهة، ولا اعتقد انهم كانوا يقفون هذه الوقفة لو ثبت فساده، وها هو قرار المحكمة التمييزية العليا ينقض قرار الادانة ويعلن براءته من التهمة ويطلق صراحه.
ومع الوقفة المشرفة لكتّابنا على اختلاف مواقفهم من الحركة التي ينتمي اليها الوزير الا ان عدد منهم لا يتعدون اصابع اليد الواحدة عبروا عن مدى حقدهم وتشفيهم بالقرار الصادر ضده وكانهم فازوا بالضربة القاضية وحققوا النصر المبين ولكن ليس ضد الظالمين والمفسدين والارهابيين وانما ضد ابن جلدتهم لانه استخدم رسميا جزء من بناية الوزارة لسكنه وكأن هذا الاستخدام كان السبب في كل مآسي شعبنا، فما ان صدر القرار حتى هللوا له بسرعة دون غيرهم من العراقيين ومضوا في موقفهم (النزيه جدا) حتى بعد ان اتضحت الامور وتبين نوع التهمة التي أُدين بها الى درجة كذبّوا فيها  القرارات السابقة للمحكمة القاضية بتبرئته من التهم الملفقة ضده واعتبرتها تهماً كيدية وتمنوا ان لا تكون  كيدية وهذا ما قالوه وهم الذين يدعون حرصهم التام على سمعة المسيحيين، يا لها من مفارقات
وبعد ان ظهر الحق وزهق الباطل في قرار المحكمة التمييزية العليا لا بد من الاشارة الى ان هذه القضية وضعتنا امام فرز جديد ليس بين المنتمي الى هذه الجهة او تلك، كما ليس بين المتمسك بهذه التسمية القومية او تلك، وانما بين من يضع الخلافات جانبا ويقف مع الحق وينبذ الظلم وينظر الى الامور بعين واعية وبين الذي تضمحل كل هذه الامور لديه امام حقده على من يختلف معه شخصيا او سياسيا او لاي سبب اخر، لقد كنا نعتبرهم من ضمن المختلفين سياسيا ونحترمهم اسوة بغيرهم ولكنهم عبروا عن ما بداخلهم في موقفهم هذا الذي اقل ما يقال عنه انه موقف الحاقدين الشامتين.
تحية تقدير لكل من وقف مع الحق وندد بالظلم من كافة الاطراف والاتجاهات وانهم من الكثرة بحيث يصعب ذكر اسماؤهم جميعا ولكن استطيع القول انهم جميع كتّاب شعبنا (الا ما ندر)
         

17
قليلا من الانصاف ايها الاخوة
في البداية أود التأكيد على نقطتين كي لا يسئ فهم ما سأطرحه هنا، النقطة الاولى ضرورة التمييز بين النقد البناء الذي يعتبر ضروريا لمسيرة أي تنظيم والحركة الديمقراطية الاشورية لا تشذّ عن ذلك لا بل تجد مثل هذه الانتقادات مكانها في صدر الصفحة الرسمية لزوعا، والنقطة الثانية ليس دفاعا عن الفساد والمفسدين هذا المرض الذي اوصل البلاد الى حافة الهاوية، ولكن أُطالب بقليل من الانصاف والتريث والتقييم العادل، وبالقاء نظرة على كتابات بعض الاخوة من السهولة معرفة بعدها كل البعد عن النقد البناء ووقوعها في خانة العداء للحركة منها بأسماء كتابها الصريحة ومنها بالاسماء المستعارة وكأنهم ينتظرون هفوة تحصل هنا او هناك  مهما كان حجمها ونصيبها من الصحة كي يسارعوا بالكتابة حتى قبل ان تتوضح الامور وكأنهم حصلوا على مبتغاهم، وخير دليل على ذلك القضية التي اثيرت مؤخرا والمتمثلة بالحكم الذي صدر بحق السيد سركون صليوا وزير البيئة السابق، وهو ليس بحاجة ان اكتب عن معرفتي الشخصية بنزاهته وتواضعه وفتح ابوابه لجميع ابناء شعبنا والطريقة  التي يعيش بها حياته والتي لا توحي بساطتها الى مركزه كوزير وغيرها من الامور ذات العلاقة والتي يعرفها كل من التقى به، ولا بد ان يتفق معي كل من عرفه من ابناء شعبنا ومن الاخرين خاصة في الفترة التي كان بها وزيرا على خلاف الوزراء الاخرين، ولكن ما ان نُشر قرار المحكمة الخالي من اية تفاصيل حتى سارع البعض المعروف كالمتوقع بالكتابة مهللين (للنصر المبين) وكأن السيد سركون كان السبب في كل مآسينا، وبقرار المحكمة هذا تعبد الطريق لتحقيق كل أهدافهم الوطنية والقومية والدينية، فلو رجعنا الى قرار المحكمة الخالي من التفاصيل ودون معرفة نوع (الفساد) المزعوم هل كان اختلاس ام سرقة أم عقود وهمية أم سوء تصرف أم سطو على خزينة الوزارة أم تهمة كيدية كالتهم الثلاثة التي سبقتها، ولما كان من الصعب الكتابة عن الموضوع دون معرفة نوع التهمة وحيثياتها لجأ هذا البعض الى إدانته مستخدمين تلفيقات لا علاقة لها بالموضوع، والغريب في الامر ان كل التعليقات التي جاءت من الاخرين ومن مختلف الشرائح العراقية خاصة الذين عرفوه وعملوا معه تشيد بنزاهته وتشجب هذا القرار وتعتبره ظالما وتتمنى اقرار براءته عند الاستئناف، ولكن من الطرف الاخر نرى كتابات هذا البعض من ابناء شعبنا بعكس ذلك تماما وكأنهم يكتبون عن عدو لدود، وهم نفس الجماعة الذين عندما يتعلق الامر بزوعا فلا يرون من الالوان غير اللون الاسود فهل نتوقع منهم غير هذا، بعكس العديد من ابناء شعبنا الذين كتبوا غير مدافعين عنه (ظالما او مظلوماً) وانما داعين الى التريث حتى انتهاء موضوع الاستئناف، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى وصفه اخرون بالقرار المهزلة عندما يهرب من يسرق مليارات الدولارات الى الخارج ثم يعود بعد فترة الى البلاد معززاً مكرماً واما الذي يرفض الهروب ويرضخ لتبليغ المحكمة بالحضور يحاكم لاستخدامه جزءا من بناية المكتب البديل لوزارته للسكن فيه، وسواء يحق له ذلك او لا يحق فلا اعتقد انها تستحق مثل هذا التطبيل والتزمير ومهما كان هذا القرار غريبا تكون كتابات البعض أغرب بدوافعهم المختلفة الا ان هدفهم واحد هو النيل من زوعا، هذا الهدف الذي يأتي في مقدمة اهدافهم واهميته لديهم هي فوق الاواصر المشتركة مثل المواطنة والقومية والدين، ولكن في النهاية لا يصح الا الصحيح.
يوسف شكوانا 

18
رسالة مفتوحة الى ممثلي شعبنا في برلماني بغداد واربيل
بعد التحية/ لا يخفى على احد جهودكم وتضحياتكم ومساعيكم لتمثيل شعبنا الذي خوَّلكم رسمياً هذه المهمة الشاقّة عبر صناديق الاقتراع رغم المنافسة الشديدة وإفساح المجال للجميع بالتساوي وبحسب القانون، الكل يعلم صعوبة المسؤولية التي حمّلكم الناخب وذلك للظروف الغير طبيعية التي تمرُّ بها العملية الديمقراطية مع تفاوتها بين بغداد واربيل، ان دورتكم هذه هي بالغة الصعوبة لما حلَّ بشعبنا من تهجير وتشرّد نتيجة الارهاب وفقدان الأمن والبطالة والمستقبل المجهول، إن المهام الملقاة على عاتقكم ليس من السهل تحقيقها في مثل هذه الظروف. بالقاء نظرة على الفائزين في الانتخابات نرى ان الايمان بوحدة شعبنا القومية كانت القاسم المشترك بين قوائمكم، وإن دلّ هذا على شئ فإنه يدل على ان غالبية شعبنا مع وحدتنا القومية ينبذ التفرقة والانقسام والتعصب وإلغاء الآخر، فنتائج جميع الانتخابات تظهر هذه الحقيقة وإنكم أدرى بمعاناة شعبنا ومطالبه وإرادته لأنكم تعيشون معه تقاسمونه السراء والضراء، لذلك أُطالبكم التمسك بهذه الارادة الشعبية والتأكيد على وحدة شعبنا في كافة المجالات وعلى مختلف الاصعدة، وأتمنى ان لا تثنيكم عن هذه المهمة بعض الأصوات التي تصدر من هنا وهناك (وأغلبهم في المهجر) والتي لا همَّ لمطلقيها الاّ تقسيم ما تبقى من شعبنا الى أجزاء صغيرة متفرقة دون أن يفسّروا لنا ماذا سيجنيه شعبنا من التقسيم، علماً بان أصحابها لا يفكرون مطلقاً بالعودة والعيش في الوطن، وكما تعلمون ان أفكارهم التقسيمية هذه رفضها شعبنا في كل العمليات الانتخابية.
 بما انكم وصلتم قبة البرلمانين ضمن قوائم مختلفة فمن الطبيعي ان تكون بينكم اختلافات في وجهات النظر، ولكن الذي نطلبه منكم ان تتوحد مواقفكم في القضايا المصيرية والمهمة التي تمسُّ مسألة وجود شعبنا وحقوقه على أرضه التاريخية، وهل هناك قضية أهم من وحدتنا التي يقرّها التاريخ والارض واللغة والعادات والمصير، وبالاضافة الى كل ذلك هي ارادة الاكثرية. وها هي الصعوبات والعراقيل التي تواجه ممثلة شعبنا في لجنة صياغة دستور اقليم كوردستان تطالبنا جميعا (تنظيمات وكنائس ومؤسسات وافراد) ان نوحد كلمتنا وجهودنا ونقف  معها في مهمتها الشاقة هذه من أجل حصول شعبنا على حقوقه العادلة. مع خالص تحياتي
يوسف شكوانا/ امريكا   

19
القومجية هم ضد الكلدان قبل ان يكونوا ضد الاشوريين
المقصود هنا هو فقط القومجية الذين لا يتعدون اصابع اليدين ولا يشمل الغالبية الكلدانية المتمثلة بالكنيسة والمنظمات والشخصيات، المعروفين بمواقفهم المشرفة تجاه قضايا شعبنا، وربما يسأل سائل هنا اذا كانوا بهذا العدد الضئيل فما الحاجة للكتابة عنهم، اقول ان لذلك سببان الاول كتاباتهم المفرقة التي ليست الا علاجا لحالة اوقات الفراغ القاتلة التي يعانون منها  وهم ينعمون بخيرات البلدان التي يعيشون فيها (لا شغل ولا عمل) فتعدت كتاباتهم المئات لتصل الالاف ويا ليتها تخصص للبناء، اما السبب الثاني فليس الا ادعاءهم بانهم يمثلون جميع الكلدان، فهم يتكلمون باسمهم ويمنحون الجنسية الكلدانية حسب هواهم ويسحبوها من كل مختلف معهم، ولا يكتفون بهذا فقط وانما صنفوا الكلدانية الى درجات وعيارات مختلفة، هذه الحالة نشاهدها على صفحات مواقع  الانترنيت دون ان يكون لها اي تأثير على الارض، وما يفضح سلوكهم انهم يفشلون امام كل اختبار ودعوة ليحولوا اقوالهم الى افعال، فمثلا اتعبوا عيون القارئ من الاصرار على كلمة الكلدان والقومية الكلدانية واللغة الكلدانية (وهذا جميل) وكل من لا يرددها مثلهم ويعادي الاشورية فهو متأشور وخائن وباع نفسه وما الى ذلك من الالقاب التي عودونا على قراءتها، فبما يخص اللغة يقيمون الدنيا ولا يقعدونها اذا أُطلق عليها سريانية او اشورية ولكنهم لا يتعلموها ولا يؤيدون تدريسها بالمدارس وهي نفس اللغة التي يصرون على اسمها ويعادون تعلمها، طيب لقد مضى على تهجير شعبنا بحدود تسعة اشهر وهم يعيشون ظروفا مأساوية ومعظمهم من (الكلدان) فما هي المساعدات التي قدموها لهم اسوة بغيرهم، واذا كانت مشكلة هؤلاء مع الاشوريين والتسمية الاشورية فما علاقة اطفال المهجرين بذلك كي يبخلوا عليهم حتى بكتابة مقال (بوقت الفراغ) للوقوف بجانبهم في محنتهم، والمثال الاخر نسمع اليوم بتشكيل وحدات مختلفة وبتسميات متعددة لتحرير وحماية بلداتنا التي يطلقون عليها (قلعات كلدانية) ولا يقبلون بغير ذلك فنراهم يتهربون حتى عن الكتابة عنها ناهيك عن دعمها، فعندما يدعون انهم يمثلون80% من المسيحيين العراقيين ويتكلمون باسمهم اليس من المفروض ان يكون فعلهم في التطوع والدعم بحسب هذا الحجم والنسبة المزعومين، ام انهم فقط يطالبون بالحصة من الكعكة اما مسألة تهيئتها فليست مهمتهم، فالذين يحملون السلاح اليوم من اجل حماية شعبنا العريق واراضينا التاريخية يستحقون كل الدعم والتاييد لانهم يضحون باغلى ما لديهم على الارض بعكس الذين يراقبون من بعيد بانتظار النتائج ليحاسبوا كل من ينطق بكلمة اشوري منهم، اين هم من تلبية هذا النداء الانساني والقومي والديني، ان الفرق شاسع في موقفهم من قلعاتهم الكلدانية حسب زعمهم وسكانها وما نراه من مواقف غيرهم خاصة الذين ليسوا من هذه القلعات وليس لهم اقارب فيها لا بل لم يروها في حياتهم ونراهم كيف يعملون بجد لدعم هذه الوحدات لا بل ان البعض ترك نعيم الغرب وذهب للتطوع مع هذه القوات، انهم القوميون الحقيقيون وليس الذي لا يعرف من القومية التي ينادي بها سوى معاداة الغير وان كان هذا الغير يضحي من اجله.   
ان نتيجة كتاباتهم نلمسها عند العديد من الكلدان الناشطين حين تذكر امامهم القومجية وكتاباتهم التي يشمئز منها القاري، يقولون انهم براء منهم ومن مثل هذا النهج، فان التأثير السلبي لافكارهم العدائية انعكس بالدرجة الاولى على الكلدان الحقيقيين قبل غيرهم، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى اذا كانت هذه مواقفهم من الانسان الكلداني ولغته وقلعاته فلماذا نستغرب اقوالهم المعادية للاشورية والاشوريين، فالقومجي الذي لا يمد يد المساعدة لطفل كلداني نازح يدعي تمثيله ولا يدعم الذي يضحي بنفسه من اجل البلدات الكلدانية هل نستغرب اتفاقه مع بعض الافكار العروبية الشوفينية وترديد  اقوالهم في الادعاء بأن الاشوريين القدماء أُبيدوا عن بكرة ابيهم، والحاليين ليسوا من اهل البلاد وانما هاجروا اليها من تركيا وهذه القومية غير موجودة وانما هي من صنع الانكليز هذا بالاضافة الى اطلاق مختلف التسميات عليهم فهم يؤيدون ويرددون كل اسم يطلق عليهم  الا الاسم الاشوري الذي يخيفهم، ولكن بالنتيجة لا يصح الا الصحيح ووجود الانسان واسمه لا يحافظ عليه سوى المضحي على الارض وليس كاتب المقالات العدائية من وراء البحار، فلا يحصد الا الذي يزرع ويتعب. واخيرا فالحقيقة تبقى راسخة لا داعش يستطيع تغييرها بتدمير الاثار والمكتبات ولا القومجية يستطيعون قلبها بترديدهم الاقوال الحاقدة.
يوسف شكوانا       

20
ماراثون تلفزيون اشور لدعم وحدات حماية سهل نينوى
يوسف شكوانا
لاكثر من ثمان ساعات وانا اشاهد تلفزيون اشور الذي يبث من سان هوزيه/ كاليفورنيا تخلله برنامجا مماثلا من مدينة شيكاغو، كان الماراثون خاصا لدعم قوات حماية سهل نينوى، تضمن العديد من اللقاءات بشخصيات مختلفة، وتم عرض العديد من اللقطات عن تدريبات الوجبة الاولى التي تخرجت من الدورة وعددهم 571 متدربا يشكلون الفوج الاول لتبدأ دورة تدريبات الوجبة الثانية قريبا، فهناك بحدود ثلاثة الاف بانتظار تدريبهم وانضمامهم الى هذه القوات ولا زال الاقبال على التسجيل كبيرا، ولما كان التمويل المالي لهذه الدورات يعتمد كليا على دعم شعبنا خاصة في الخارج كي يحافظوا على استقلاليتهم، جاء هذا الماراثون الخاص، وفي الوقت الذي احيي فيه كل العاملين والمشاركين والمتبرعين، وهذا الدعم هو لتغطية نفقات الطعام لفترة الدورة التي تستمر لاكثر من ثلاثة اسابيع من التدريب المكثف الذي يصل بين 14 الى 16 ساعة يوميا، وطلب هذا الدعم يعتبر وقتيا لحين صدور قرار تشكيل الحرس الوطني ليصبحوا جزءا منه، ومع توجيه التحية لكل العاملين والمتحدثين والداعمين من دون استثناء، الا انني لا يسعني الا ان اثمن عاليا بعض الحالات التي لها دلالات كبيرة لاحظتها خلال سير العملية ونتائجها اهمها:
1 دعم هذه القوات كان كبيرا من مختلف الاشخاص والمنظمات خاصة في شيكاغو وكاليفورنيا (ترلوك- مودستو- سان هوزيه) بالاضافة الى متبرعين من مدن وبلدان اخرى، كما اثني على جهود القائمين على هذا المشروع العظيم. ولكن يبقى الاعجاب الكبير بالذين ينحدرون من مناطق بعيدة جغرافيا عن سهل نينوى وليس لهم اقارب فيه وكانوا اكثر اندفاعا للمساهمة بهذا المشروع، منهم فتاة في مقتبل العمر والداها من اورمية/ ايران وهي ولادة امريكا، تعمل بنشاط كبير لدعم هذه القوات التي اعتبرتها املنا في المحافظة على بلداتنا وقرانا التاريخية
2 روح الشباب الحريص على وجودنا على ارضنا التاريخية كانت واضحة من اللقاءات مع المتطوعين بهذه الوحدات الذين كانوا من مختلف المناطق والقرى تحدثوا بمختلف لهجاتنا الجميلة وكلهم تجمعهم قضية واحدة هي حماية تلك المنطقة بعد تحريرها من قبضة الارهاب، ولا بد ان اعرب عن اعجابي بروح احد المتطوعين الذي قال انه قدم من اوربا لزيارة والده المريض وشاهد تسابق الشباب للتطوع بهذه القوات وشعر بانه لا يختلف عنهم فانضم اليهم ودخل الدورة
3 لا يمكنني الا ان احيي الشاب الذي اجري لقاء معه وهو من شيكاغو فكما قال ان شابا اخر اتصل به من السويد عن طريق الفيس بوك وتحدثوا عن ما يمكنهم عمله لهذه القوات، وانضم اليهم شاب ثالث ليقوموا بفتح حساب خاص على الفيس بوك لهذه الغاية، وخلال الاسبوع الاول تمكنوا من جمع اكثر من 10 آلاف دولار من متبرعين في بلدان مختلفة بضمنها بلدان من امريكا الجنوبية والمكسيك وجنوب افريقيا
ان مشاهدتي لهؤلاء الشباب لاكثر من ثمان ساعات اخذتني الى عالم اخر خال من صراع التسميات وتخوين الاخر المختلف، انه عالم العمل والاستعداد للتضحيات والاعتزاز بالارض وتجسيد الوحدة القومية، انها روح الشباب التي تبقي الامل حيا فينا فالف تحية لهم
لمن يود المساهمة يمكنه الاتصال على الرقم
408 465 0900
او زيارة الموقع
www.restoreninevehnow.org
 

 

21
 زوعا تُوَحّد على الارض والانقساميون يُفَرِّقون من أبراجهم
بوسف شكوانا
بدءا اقول يا ليتنا نكتب بما له علاقة بحياة شعبنا اليومية ولكن ننجّر احيانا مضطرين للكتابة بعيدا عن معاناة شعبنا في الوطن حيث اتصور غالبيتهم يقولون عند قراءتهم لمثل هذه المواضيع (عرب وين وطنبورة وين) فبعد الاعتذار اقول:
المعروف ان الحصول على شهادات عليا وتسنم مواقع مرموقة تترتب عليها مسؤوليات كبيرة تتناسب طرديا مع درجة الشهادة والموقع، وفي مقدمتها احترام تلك الشهادات والمناصب وذلك بمراعاة الدقة في الاقوال، والمعروف ايضا ان الابتعاد عن الدقة تكون آثاره مضاعفة على صاحب الشهادة والمنصب وبحسب درجتها كما يقول المثل (غلطة الشاطر بألف)، وبعد هذه المقدمة القصيرة ادخل في الموضوع الذي نشره الاخ حبيب تومي بعنوان (هل ساهمت زوعا بتفريق صفوف شعبنا) والذي كان جوابا على سؤالي له ان يثبت ما قاله في موضوع اخر بأن النظام الداخلي لزوعا فيه نصوص تعكس الجانب الشوفيني للحركة، ولو كتب غيره هذا الكلام لما طلبت منه الاتيان باثبات ولكن الذي يحمل شهادة الدكتوراء وسبق ان ترأس اتحادا عالميا وكان مرشحا للوزارة ثم البرلمان ويتصدر كتّاب شعبنا كماً، من المفروض ان يكون دقيقا في كلامه، ولتأكدي بعدم وجود المادة التي ذكرها في النظام الداخلي طلبت منه الاثبات فقام بكتابة هذا الموضوع معتمدا في جوابه على اسلوب التشويش وخلط الامور كما يلي
1 يبدا بالقول (في الحقيقة انا شخصيا لا احبذ الكتابة بهكذا مواضيع...) عجيب!!!! اذاً لماذا يكتب بها ولا يكف حتى في حالة عدم الرد عليه، فهو يتصدر قائمة الذين يكتبون بهكذا مواضيع،  اليس هو الذي يقحم اسم زوعا في معظم كتاباته وللتذكير ادرج فقط عناوين بعض ما نشره في عشرات المواقع لان التطرق الى محتوياتها يتطلب مئات الصفحات ومن عناوينه
 زوعا خسرت الكثير من شعبيتها بسبب غرورها وقصور افقها السياسي
 القوش الصراع من اجل البقاء وموقف زوعا المخجل
 الحركة الديمقراطية الاشورية وفوبيا النقد البناء
 كلام صريح عن اكيتو والمجلس الشعبي وزوعا
الزوعا والانتخابات المقبلة وارهاب الكتاب من ابناء شعبنا
 الحركة الديمقراطية الاشورية لم تعد اللاعب الاوحد في الساحة السياسية لشعبنا
تحية للزوعا في الذكرى 33 لتأسيسها مقرونة باسئلة مطلوب الاجابة عليها
 نهج الحركة الديمقراطية الاشورية يهدف الى اخضاع الكلدان وليس شراكتهم
 الحركة الديمقراطية الاشورية معنية بتقديم توضيح واعتذار
 وترفضون الحكم الذاتي لشعبنا انها حقا ضحالة سياسية
 اضواء على المجلس الشعبي والحركة الديمقراطية الاشورية
نعم سلب مقعد المجلس القومي الكلداني ومنح للحركة الديمقراطية الاشورية
 موقف غير ودي وغير مقبول من قبل الاخوة في منظمة زوعا في النرويج
الف مبروك لزوعا والمجلس الشعبي فكونوا امناء لمطالب المسيحيين وليس للايديولوجية الحزبية
 هل يستحق النائب يونادم كنا ان يحمل شرف تمثيل الشعب الكلداني في البرلمان العراقي
 كيف نفسر تحمس يونادم كنا لتنفيذ حكم الاعدام بطارق عزيز
 هل افلح المنافحون عن رابي يونادم كنا بالدفاع عنه
لا مبرر لامتعاض رابي كنا من فوز قائمة عشتار في الموصل
القوش والسيد كنا وثقافة الزمن الماضي
 رابي يونادم لا يقبل بتعيين الاستاذ رعد عمانوئيل رئيسا للوقف المسيحي لماذا؟
الرد الهزيل لمكتب النائب يونادم على مقال السيد ابلحد افرام
 يتعين على السيد يونادم كنا ان يعتذر للشعب الكلداني
 يوم سخر يونادم كنا من كتاب ومناضلي الانترنيت
ما هو سر تلهف النائب يونادم كنا للامساك بمصائر الوقف المسيحي
تصريحات السيد يونادم كنا الاستفزازية ضد الكلدان. اين البرلمان العراقي
الحزب الاشوري والاسلوب الدكتاتوري
 حرب التسميات بين ابناء شعبنا من اختراع الاحزاب الاشورية حصريا
 ضياع حقوق الشعب الكلداني بين الحكومة واحزاب شعبنا المتنفذة
 لماذا يؤيد الحزب الاشوري الكوتا المسيحية رغم تناقضها مع مبادئه القومية
 الاحزاب الاشورية في حلف غير مقدس لمنع اي حزب كلداني من الفوز

سأكتفي بهذا القدر وأسأل اذا كان هذا نهج الذي لا يحبّذ الكتابة بهكذا مواضيع فكيف لو حبّذَ يا ترى (الله يستر)؟؟
2 قوله عن شوفينية النظام الداخلي كان واضحاً وكذلك سؤالي له ليأتي بالاثبات، فرجع ليقول (الاخ شكوانا يقول: لا يوجد نص في النظام الداخلي الذي يعكس الجانب الشوفيني للحركة، وسوف احاول في هذا المقال ان اقتبس من ادبيات الحركة الديمقراطية الاشورية ما يخص تركيزها على اعلان الشأن القومي الاشوري وتبخيس التسميات الاخرى الكلدانية والسريانية) لاحظ عزيزي القارئ كيف تهرب من موضوع النظام الداخلي (بيت القصيد) الى ادبيات الحركة!! وحتى بتغييره الموضوع من النظام الداخلي الى الادبيات لم يكن موفقا لانه كما يقول يعتمد على ثلاثة مصادر يسميها اشورية الاولى الكاتب ابرم شبيرا واوراق توما توماس  والثانية النظام الداخلي والمنهاج السياسي والثالثة اقتباسات من مكتب التنظيم لزوعا، ما يهمني في هذا الموضوع هو المصدر الثاني لان موضوعنا كان حصرا عن النظام الداخلي ومع هذا اقول: انه يلقب الكاتب ابرم شبيرا بمنظر زوعا وهو يعلم جيدا بان السيد شبيرا ليس عضوا في زوعا وهو حر بكتاباته التي تتفق بعضها مع فكر زوعا وبعضها الاخر تتعارض معه كغيره، ومع هذا انه يقر بان شبيرا الذي كان يصر على التسمية الاشورية ينادي اليوم (بالتسمية القطارية الحزبية كلداني سرياني اشوري) ولا نعلم هنا هل يعتبر هذا التغير ايجابيا ام سلبيا، والشئ بالشئ يذكر انه نشر موضوعا عنوانه (نحن شعب واحد وقومية واحدة وهي القومية الكلدانية) فلماذا يكون الالغاء حلالا عليه وحراما على غيره، واذا كانت زوعا وراء كتّاب التعصب الاشوري الذين يقولون ان الكلدان لم يكونوا قومية ويعتبروهم مذهب ومن صنع روما وارضهم جنوب العراق وما الى ذلك، فمن يقف وراء كتّاب التعصب الكلداني الذين يقولون بابادة الاشوريين عن بكرة ابيهم والتسمية الاشورية من صنع الانكليز واصل الاشوريين يهود وهم غرباء عن العراق ... الخ، كل طرف يدفع الطرف الاخر لمزيد من التعصب وموقف زوعا واضح من كليهما ويعتبر طروحاتهما تفرق ولا تجمع، والتفريق والاقصاء واضحان بكلا الطرحين
3 لنأت الى صلب الموضوع والخاص بالنظام الداخلي فكتب (مؤتمر زوعا في شقلاوة سنة 2001 جاء في المادة الثانية: ان حركتنا تنظيم ديمقراطي وطني قومي قائم على اسس ثورية واتحاد طوعي بين الافراد يتميزون بنكران ذات وينتمون الى مختلف فئات وطوائف الشعب الاشوري)  - لاحظ انه يكتفي بالقول المادة الثانية دون ذكر النظام الداخلي لانه يعرف ان هذه المادة ليست في النظام الداخلي كما ادعى - ومع هذا اقول: عجيب امره انه يلغي كل المؤتمرات اللاحقة ويصر على الرجوع الى المؤتمر الثالث قبل اربعة عشر عاما والمعروف انه في كل التنظيمات يكون العمل بمقررات آخر مؤتمر، فهو تحديدا لا يحبذ الرجوع الى الماضي (الا في حالة زوعا) لانه لا يخدم نهجه الحالي، وطلبي منه كان ان يذكر لي رقم المادة من النظام الداخلي كي اثيرها في المؤتمر القادم بغية تغييرها، وجوابه لحد الان ليس الا الخلط بين ما يكتبه ابرم شبيرا واوراق توما توماس ومؤتمر عام 2001 وادبيات الحركة دون ان احصل على الجواب، ومع هذا وبناء على رغبته فلنرجع الى النظام الداخلي المقر في مؤتمر 2001 المنعقد في شقلاوة لنقرا المادة الثانية كاملة حيث تقول نصا (تنظيم سياسي وطني قومي لا يحمل اية صفة مذهبية يقوم على اسس ثورية ومبادئ تنظيمية ديمقراطية ويؤمن بمبدأ القيادة الجماعية والتزام الاقلية براي الاكثرية ويناضل من اجل تحقيق اهدافه الوطنية والقومية) فكيف نسب ما قاله الى النظام الداخلي المقر في مؤتمر شقلاوة، فهل نحن امام نظامين داخليين مختلفين لنفس المؤتمر؟؟ اما اذا خلط بين المنهاج السياسي والنظام الداخلي ولا يقر بذلك فادعوه لتصفح المنهاج السياسي للمؤتمر السادس سنة 2010 نقرأ في:
 المادة 3 (التعريف: ان حركتنا الديمقراطية الاشورية - زوعا تنظيم سياسي ديمقراطي وطني قومي واتحاد طوعي بين افراد يتميزون بنكران الذات وينتمون الى شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ويشعرون ويعتزون بكونهم ابناء قومية واحدة لا تتجزأ ويؤمنون بأنهم ورثة الحضارة النهرينية - سومرية واكدية وبابلية واشورية وكلدانية وارامية- والتراث السرياني والمسيحي النهريني وتوحدهم اللغة الام السريانية والمصير المشترك وتاريخ حافل بالانجازات والعطاءات الانسانية)
المادة 8 أ الاقرار بالوجود القومي الكلداني السرياني الاشوري كشعب واحد
المادة 16 تسعى حركتنا للتعريف بقضية شعبنا الكلداني السرياني الاشوري باعتباره من الشعوب الاصيلة
من هذا نعلم ان ما يشير اليه ويتمسك به قد تم تغييره ولكنه لا يذكره لانه يفند ادعاءه
بعد كل هذا لنفرض جدلا اننا في مؤتمر شقلاوة الغينا الاسم الكلداني كما يدعي فما الذي فعله هو من اجل هذا الاسم وكردستان كانت تسودها الحرية منذ عام 1991 ولماذا لم نسمع منه  وقتها اي اعتراض على ذلك، فمن ناحية يتهم زوعا بالتعصب للاشورية ومن ناحية اخرى يعتبر نفسه المدافع الرئيسي عن قومية مختلفة كما يقول هي الكلدانية ومع هذا ينتقد زوعا لانه لم يعمل للكلدان ما لم يفعله هو، لقد عقدت اربعة مؤتمرات بعد مؤتمر شقلاوة واهماله لها لا يكون الا عن قصد (يدوّر دفاتر عتك) 
4 اذا كان مأخذه على زوعا شعاره القديم  (عراق ديمقراطي حر، الاقرار بالوجود القومي الاشوري) فانه تم تغييره قبل سنوات عديدة الى (عراق ديمقراطي حر، تعزيز وجودنا وضمان حقوقنا القومية) ولكنه لا يتطرق اليه وانما يصر على الشعار القديم لكي يكتب، وأسأل هنا: هل تغير موقفه لتغيير الشعار، فلو كانت المشكلة في التسمية الاشورية لشعبنا فلماذا سكتوا وقتها ولم يطالبوا بتغييرها ليعارضوا اليوم تسمية كلداني سرياني اشوريي محاولين تقسيمنا الى ثلاث قوميات وينزعجون اذا اطلق عليهم لقب الانقساميين، طيب اذا كنتم لا انقساميين اي وحدويين وترفضون التسمية (القطارية) فما هو البديل الذي يوحدنا، انني متأكد لو تقومون بتحقيق هذا المطلب الذي ينتظره الكل سننحني  امامكم ونضعكم على رؤوسنا بعد ان نعترف بخطأنا ونندم ونعتذر لاطلاقنا عليكم لقب الانقساميين
5 ربما سيلجأ الى وثائق قديمة لزوعا ليجد ماتخدم اقواله رغم انها قد تم تغييرها خلال المؤتمرات عبر المسيرة وما تم تغييره لا يمكن الاخذ به والا فنتائجه تكون سلبية على الجميع خاصة الذين يشهد تاريخهم انقلابات على افكارهم ومواقفهم، ولاثبات ذلك اذكر هذين المثالين الاول في الاحصاءات السكانية كانت الغالبية العظمى من الكلدان يسجلون تحت القومية العربية ليس في العراق فحسب وانما في امريكا بكامل حريتهم بعيدا عن المضايقات اما اليوم فأنني متأكد بوجود نسبة كبيرة تقر بكلدانيتها، فهل ننتقدهم على الماضي ام نشجعهم على الحاضر، والمثال الاخر نعم زوعا تأسست بالاسم والنهج الاشوري يوم لم يعترض على ذلك معترض، وبعد عام 1991 رفضت جهات كلدانية عديدة استخدام التسمية الكلدانية بمدلول قومي وهناك عدة مواقف تثبت ذلك، لقد حضرت شخصيا عام 1994 لقاءا بين قيادة زوعا ومسؤولين كلدان طلبوا منهم التوقيع على ورقة تقول لا مانع لديهم من استخدام اسم الكلدان بالمدلول القومي، رفض اكبرهم مقاما بشدة قائلا: اغلبية شعبنا تعيش تحت ظل النظام وانني لا اتحمل مسؤولية اضطهادهم، وهكذا استمر زوعا في نهجه منتظرا ظروف الحرية كي يقرر الشعب ما هو من حقه وحده وليس من حق اي تنظيم ان يقرر ويفرض، ولهذا انعقد مؤتمر بغداد بدعوة زوعا بحضور غالبية الاطراف وبعده مؤتمر اربيل بحضور كبير مع غياب زوعا ولكنه تبنى التسمية التي توصل اليها المؤتمر، ان التوصل الى الحل لا يكون بما يفرضه شخص او تنظيم وانما بمؤتمر تشارك به كافة الاطراف بحرية وما على التنظيمات الا الالتزام بما يتوصل اليه، ومما تقدم نجد ان التسمية الاشورية التي تبناها المؤسسون كان لها اسبابها وظروفها وضريبتها التي دفعوها وحدهم بشرف ولم يعترض عليها احد كما لم تكن نهاية المطاف اذ كانت زوعا تؤكد دائما ان الشعب سيقرر في مؤتمر شامل تسوده اجواء الحرية والديمقراطية، وما ان توفرت الاجواء حتى سارعت الى تنفيذ ذلك فأقرت التسمية الكلدواشورية بمؤتمر دعا اليه وحضره زوعا وبعدها تسمية كلداني سرياني اشوري اقرها آخر مؤتمر ولم يحضره زوعا، وهنا يحتار المرء من امر هؤلاء فلا يوافقون على اي من هذه التسميات ولا يأتون بالبديل كالذي هرب الى الجبل في القوش من تفتيش الجندرمة فصعدت زوجته على السطح وصرخت تحذره باعلى صوتها وبلغتنا التي لا يفهمها الجندرمة قائلة: لا تتوجه شمالا ولا جنوبا ولا شرقا ولا غربا فرد عليها بما يناسب
6 يقول عن الحركة (انها تفوقت في المجال السياسي بعد سقوط النظام في 2003 لكن المؤسف ان نشاطها السياسي وتبشيرها بالفكر القومي ارتكز بنشاط دؤوب لفرض التسمية الاشورية على شعبنا الكلداني) وهنا ايضا من غير اي اثبات فان كان يقصد مؤتمر شقلاوة فكان عام 2001 اي قبل سقوط النظام بعامين ولقد تحدثنا عن نظامه الداخلي، اما بعد السقوط فمسيرة زوعا تثبت عكس ما يدعيه، اذ بعد ستة اشهر من سقوط النظام دعت زوعا الى عقد مؤتمر وفيه تم اقرار التسمية الكلدواشورية التي لم تكن مقترحة من زوعا، والسؤال هنا هو هل استخدام تسمية كلدواشوري بدلا من اشوري يعني فرض التسمية الاشورية والغاء الكلدان؟ واذا كان الاسم الكلداني غير كاملا هنا فتم حل الاشكال وجاء كاملا بكل حروفه من غير نقصان وفي المقدمة في (كلداني سرياني اشوري) فأين هي المشكلة واين هو فرض الاشورية والغاء الكلدانية، لماذا لا يقولون صراحة ما تثبته الايام بان بعضهم يسعى لتحقيق منافع شخصية لا يمكنهم تحقيقها بوجود منافسين وبالانقسام يتصورون انهم ينفردون ولو بجزء من الساحة             
7  يقول عني (فيبدو انه مكلف بالرد على ما يكتبه حبيب تومي او متطوع للرد حيثما يكون المقال يخص زوعا) فاقول انه لا هذا ولا ذلك فلو شاء زوعا الرد لرد عبر قنواته الاعلامية بما يكون اقوى بكثير من ردودي المتواضعة، فتاكد ايها الاخ بعدم وجود اي تكليف لا بل ان زوعا لا تحبذ الرد ولي تجارب عديدة بذلك ولا زالت العديد  من ردود كتبتها مخزونة لدي لم انشرها تمشيا مع رأي زوعا، اما التطوع للرد حيثما يكون المقال يخص زوعا فهذا ايضا غير صحيح لان المقالات التي تخص زوعا تعد بالمئات ان لم تكن بالالاف فاين ردودي عليها، اما متى ارد ففي حالتين الاولى عندما توجه تهم من غير اثبات واكون متيقنا بأن ذلك ينافي الحقيقة، والثانية عندما يتم اقحام اسم زوعا في مواضيع لا علاقة له بها، وحتى في هاتين الحالتين لا ارد الا بعد ان يطفح الكيل كي لا يعتقدوا ان عدم الرد يدل على صواب اقوالهم، هذا اضافة الى ان العديدين من الذين ينتقدون زوعا تربطني معهم علاقات صداقة نتناقش بما يطرحونه، اتفق معهم احيانا ويتفقون معي احيانا اخرى، وتأكد لولا ارتباطي بزوعا لكانت كتاباتي وردودي اضعاف ما هي عليه الان كماً ونوعاً
من كتابات البعض يظهر ان هدفهم من تصفح الكتاب ليس الا البحث عن عدد المرات التي ذكرت بها كلمة (اشور) وربما يقومون بوضع اشارة عليها ليسهل حساب عددها ليهللوا بعدها قائلين (وجدتها)، وهذا يذكرني عندما كنا نخرج لصيد العصافير (قوشينَت) في القوش وهدفنا صيد اكبر عدد منها وتكون فرحتنا بحسب العدد الذي نصيده
في الختام اقول جوابا على عنوان مقاله (هل ساهمت زوعا بتفريق صفوف شعبنا) اقول ان زوعا تؤمن بالوحدة والانقساميون يقسمون شعبنا، زوعا يقول ان الكلدان والسريان والاشوريين شعب واحد وقومية واحدة وهم يقولون انهم ثلاث قوميات، اعضاء زوعا من مختلف تسميات شعبنا وهم يقتصرون على فئة معينة فقط، زوعا لا يفرق بين شعبنا وقرانا وهم يختصون بتسمية واحدة فقط، قوائم زوعا الانتخابية والمناصب التي حصل عليها تشمل كافة تسمياتنا وهم يبعدون من لا يحمل فكرهم الانقسامي، زوعا لا يفرق بين مذاهبنا الكنسية وهم مع مذهب واحد فقط، مقرات زوعا مفتوحة للكل دون تفرقة، والمدارس التي يدعمها تعلّم لغة الكل دون تمييز، زوعا لا يفرق بين ابن القوش وابن الشرفية وابن بخديدا بعكس نظرتهم المفرقة ... من هذه الحقائق نتوصل الى الجواب على سؤاله وهو: كلا زوعا لا تفرق وانما توحد، اما الذين يفرقون فمن حق شعبنا ان يرفضهم، ولنقل جميعنا بصوت واحد لا للتفرقة ولنتفق على اعتبار كل مفرق خائن بحق هذا الشعب، هل يوافقون


 
 
       
         

22
السيد حبيب تومي: لا زلت بانتظار جوابك
بعد التحية
باختصار: ذكرتَ في موضوعك المعنون: (الزوعا المستفيد الاول من النزاع داخل الكنيسة الكلدانية، كيف ولماذا؟) والذي نشرته في العديد من المواقع نصا قلت فيه (كما يمكن مراجعة النظام الداخلي للحركة الديمقراطية الآشورية الذي يعكس هذا الجانب الشوفيني بكل وضوح) وقلت لك في ردي  بموضوع (حبيب تومي وزوعا والكنيسة الكلدانية) انني لم اجد في النظام الداخلي اية اشارة الى ذلك لا من قريب ولا من بعيد، لا بوضوح ولا بتلميح، وطلبت منك بحسن النية ان تذكر لي رقم المادة من النظام الداخلي ونصها كي اثير الموضوع في المؤتمر القادم (وعاهدتك بذلك)، ولكنك لم ترد لحد الان، فما هو السبب؟ انني لا زلت بانتظار الجواب
ملاحظة: السؤال واضح ومباشر واي رد خارج الموضوع يهمل
تقبل خالص تحياتي
يوسف

23
زوعا ومحاربة الفكر القومي الكلداني كما يدعون
يردد البعض القول ان زوعا يحارب الفكر القومي الكلداني، وعبارة الفكر القومي لاية قومية يعتبر مصطلحا عاما لحين تحديده لتعدد ابعاده وتنوعها الى درجة التناقض، ففيه المعتدل والشوفيني والعلماني والديني والطائفي والتقدمي والرجعي والمنفتح على الاخرين والمنغلق على نفسه وما الى ذلك وكلها يصنفها انصارها على انها ضمن الفكر القومي فمثلا الفكر القومي يختلف كليا بين لينين وهتلر وهكذا بين بطرس البستاني وساطع الحصري وميشيل عفلق، اما التوجهات فتختلف ايضا ففي الفكر القومي العربي مثلا اتجاهات عديدة منها يسارية اشتراكية ودينية اسلامية وطائفية واستعلائية وتقدمية وديمقراطية وشوفينية متزمتة ووسطية، والوقوف بالضد من احداها لا يعني محاربة الفكر القومي العربي، ومن هذه الحقيقة يصبح تعبير الفكر القومي العربي غامضا الى ان يحدد اطاره. وبما يخص العلاقات بين التنظيمات والافكار فتُحدد على اساس مدى التقارب بين افكارها وتتراوح بين التطابق والاختلاف الكلي واحيانا تصل الى حالة القطيعة بين تنظيمين اذا وصل الى التناقض في المبادئ الاساسية لكل منهما، هذه هي القاعدة التي تحدد العلاقات بين التنظيمات ايا كانت وزوعا لا يشذ عن هذه القاعدة، وهو كغيره نرى علاقاته مع تنظيمات شعبنا (بكافة مسمياتها الاشورية والكلدانية والسريانية) تختلف من تنظيم الى اخر، وعندما يلتزم زوعا بالثوابت التي يراها اساسية ويأتي من بعده من ينادي بالضد من تلك الثوابت فهل من المعقول القول ان زوعا يحارب الاخر دون ان نقول ان الاخر جاء لمحاربة زوعا؟ وهل من المعقول ان يغيّر زوعا ثوابته وينقلب عليها كلما تأسس تنظيم جديد ارضاءا له وهل يفعلون ذلك انفسهم؟   
بعد هذه المقدمة يردد البعض مصطلح الفكر القومي الكلداني محاولين ايهام القارئ بان فكرهم هو الفكر الوحيد والاوحد لدى الكلدان ولا فكر اخر غيرهم طبعا من دون اي استفتاء أو اي فوز بانتخابات، فيعممونه على الجميع ويقولون ان زوعا يقف دائما ضد الفكر القومي الكلداني ولا يريد ان تقوم له قائمة دون ان يحددوا  هذا الفكر الذي يدّعون ان زوعا يقف ضده، فكما نعلم ان الكلدان لا يشذون عن غيرهم بتعدد  الافكار والتوجهات القومية وتحديدها الى درجة التناقض، فمثلا الفكر القومي الكلداني (كغيره) يختلف بين شخص واخر وبين مؤسسة واخرى وهكذا نجد تعدد الاراء والتنظيمات والافكار الى درجة تخوين احدهما للاخر، واذا يتوهمون بانهم الممثلون الوحيدون للفكر القومي الكلداني فانهم على خطأ كبير، والادلة على ذلك عديدة وواضحة، (كما هو من الخطأ القول ان زوعا هو الوحيد الذي يمثل الفكر القومي)، ومع هذا اطلب من القائلين بأن زوعا يحارب الفكر القومي الكلداني ان يحددوا للقراء اي فكر يقصدون وذلك بالاجابة على الاسئلة التالية كي يستطيع المرء تحديد موقفه على ضوئها، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى لكي نرى هل جميع التنظيمات الكلدانية تتفق معهم في اجاباتهم ام انهم يعممون فكرهم على الجميع دون ارادتهم، ان المعلومات التي لدى الاغلبية شحيحة عن هذا الفكر الذي لا يعلن اصحابه عنه بقدر ما يتهجمون على الاخرين بعد تخوينهم ووضعهم في خانة الاعداء ولزوعا حصة الاسد من كتاباتهم، وباعتقادي ان الاجابة على هذه الاسئلة ستوضح العديد من الامور الغامضة اذا اجابوا عليها بصراحة، وفي حالة اختلافها كليا مع افكار زوعا اليس من حقنا ان نقول انهم يقفون بالضد من زوعا.
ملاحظة:  ان هذه الاسئلة  خاصة بالذين يدعون محاربة زوعا للفكر القومي الكلداني فقط ولا تشمل غيرهم من الكلدان لا الاشخاص ولا التنظيمات والاسئلة هي
1 هل هذا الفكر القومي الكلداني (الذي يقف زوعا ضده) مع الوحدة القومية ويؤمن بها ام انه يرى جدرانا تفصل بين كل من الكلدان والاشوريين والسريان كالتي تفصلهم عن العرب والاكراد والتركمان، والسؤال هو تحديدا عن الايمان بالوحدة وليس عن اليات تحقيقها
2 كيف ينظر هذا الفكر  (الذي يقف زوعا ضده)  الى مسألة الدين، مثلا هل هو خاص بالكلدان المسيحيين ام انه لا يفرق بينهم وبين الذين يقولون انهم كلدان  من غير المسيحيين
3 ما هو موقف هذا الفكر  (الذي يقف زوعا ضده)  من المذاهب في كنيسة المشرق والانقسام الكنسي (الكلدانية- الاشورية- القديمة- السريانية بفرعيها) هل يقف منها على مسافة متساوية ام انه خاص باحداها دون غيرها 
4 ما هو موقف هذا الفكر  (الذي يقف زوعا ضده)  من لغتنا القومية العريقة (لغة الالب بيث) هل يدعمها ام يعتبرها في عداد الاموات ولا فائدة من التمسك بها وتدريسها يعتبر ذلك خطوة الى الوراء
5 هل موقف هذا الفكر (الذي يقف زوعا ضده) هو مع هجرة شعبنا ام مع بقائه في الوطن
6 من الذي يشن حملة انترنيتية ضد الاخر دون توقف انتم او زوعا
انني متأكد بان الاجابات تختلف من شخص الى اخر ومن منظمة الى اخرى (باستثناء السؤال السادس المعروفة اجابته)، وعلى ضوئها بامكان كل فرد او منظمة تحديد موقفه من الفكر القومي الكلداني هذا، بتأييد قسم منها او كلها او رفضها جميعا علما بأن هذه الاسئلة محددة وواضحة والاجابة عليها لا تقبل اللف والدوران اما تغيير الموضوع فلا يكون الا دلالة على التهرب من الاجابة وفقدان مصداقية اتهام زوعا بمحاربة الفكر القومي الكلداني
يوسف شكوانا 

24
حبيب تومي وزوعا والكنيسة الكلدانية
نشر السيد حبيب تومي موضوعا بعنوان: الزوعا المستفيد الأول من النزاع داخل الكنيسة الكلدانية . كيف ولماذا ؟
ونزولا عند طلبك بقولك: ارجو ان لا يفسر هذا المقال النقدي على انه موقف معادي من الحزب المذكور ( الحركة الديمقراطية الآشورية ) ، فيمكن مناقشة ما يورد فيه بمنطق مقارعة الحجة بالحجة والفكرة بالفكرة ، وليس في كيل التهم وإرسال الشتائم
لهذا سأحاول مناقشتك بالنقاط التي ذكرتها باستثناء ما يتعلق بالكنيسة وخاصة كنيستنا الكلدانية وما تسميه (النزاع) اذ لا يسعني الا ان اتمنى لها كل الخير واجتياز الصعوبات التي تعترض طريقها بعون رجالها وخبراتهم وكل المخلصين الحريصين عليها، فكل عثرة في طريق اي من فروع كنيستنا المشرقية يعتبر خسارة لنا جميعا، واتمنى ان تمر هذه السحابة بالتوصل الى الحل الذي يصب في مصلحة كنيستنا المقدسة.
اما النقاط التي اود مناقشتها بها فهي

 تقول: الزوعا ، او الحركة الديمقراطية الآشورية حزب قومي آشوري علماني ، طرح شعارات قومية آشورية وتبنى في نظامه الداخلي مواد تطرح المكون الآشوري كمكون قومي وحيد يمثل كل المسيحيين
الرد: لنرجع الى النظام الداخلي لزوعا فالمادة الثانية تعرفها هكذا (تنظيم سياسي ديمقراطي وطني قومي ...
امامي النظام الداخلي للمؤتمر السادس عام 2010 ولم اجد فيه ما تدعي فهو ككل الانظمة الداخلية يتطرق الى العضوية وشروطها وحقوق العضو والعقوبات والهيئات المختلفة وواجباتها وما الى ذلك ولم اجد فيه اي من تسميتنا القومية والنقطة الوحيدة التي يتحدث فيها عن القومية هي في المادة (الرابعة أ) المتضمنة واجبات العضو حيث يقول (يبذل الجهود لتمتين وحدة شعبنا القومية ومواجهة جميع الدعوات الطائفية والمناطقية وغيرها الهادفة الى شق هذه الوحدة)، وهنا اكرر ان تذكر لي المادة وانا اعاهدك بانها ستطرح في المؤتمر القادم ومن المؤكد سيتم التصويت لتغييرها ولكن اين هي هذه المادة؟   
 
 تقول: وله من المنظرين القوميين يكتبون بهذا الأتجاه وكان في مقدمتهم الكاتب ابرم شبيرا
الرد: لا اعتقد بانك تجهل ان الكاتب ابرم شبيرا  ليس عضوا في زوعا كما انه ينتقد زوعا في العديد من كتاباته، فليس كل من يؤمن بالوحدة عضو في زوعا كما ليس كل من يعتز بلغتنا القومية عضو في زوعا، اما عن موضوع الكنيسة الكلدانية فاذكر لي اسم عضو في زوعا تدخل فيه وكتب عنه كما يفعل العديدون المعروفة اسماؤهم، هذا ومن ناحية اخرى فكما تقولون لا وجود للاشوريين وانهم من صنع الانكليز وغرباء عن المنطقة (تذكر مقالتك بتاريخ 18 تموز 2009 التي كانت بعنوان - نحن شعب واحد وقومية واحدة وهي القومية الكلدانية-) كذلك يكتب البعض الاخر باننا جميعا اشوريون، ولكن اي من الطرفين لا يعبر عن وجهة نظر الحركة
 
تقول: كما يمكن مراجعة النظام الداخلي للحركة الديمقراطية الآشورية الذي يعكس هذا الجانب الشوفيني بكل وضوح.
 الرد: راجعته اكثر من مرة ولم اجد فيه ما تقول وهنا اطلب منك ان تذكر المواد التي تعكس الجانب الشوفيني كما تقول، فلما لم اجد اية اشارة الى التسمية القومية في النظام الداخلي لنرجع الى المنهاج السياسي الذي تسبق صفحاته النظام الداخلي للمؤتمر السادس المنعقد عام 2010 وادرج هنا كل المواد التي تذكر اسمنا القومي وهي
المادة 2 الشعار: عراق ديمقراطي حر - تعزيز وجودنا وضمان حقوقنا القومية. ويوضح كلمة وجودنا هذه في المادة 8 أ حيث يقول (الاقرار بالوجود القومي الكلداني السرياني الاشوري كشعب واحد دستوريا).
المادة 3 التعريف: ان حركتنا الديمقراطية الاشورية - زوعا تنظيم سياسي ديمقراطي وطني قومي واتحاد طوعي بين افراد يتميزون بنكران الذات وينتمون الى شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ويشعرون ويعتزون بكونهم ابناء قومية واحدة لا تتجزأ ويؤمنون بأنهم ورثة الحضارة النهرينية من - سومرية واكدية وبابلية واشورية وكلدانية وارامية - والتراث السرياني والمسيحي النهريني وتوحدهم اللغة الام السريانية والمصير المشترك وتاريخ حافل بالانجازات والعطاءات الانسانية
المادة 10 نناضل من اجل ترسيخ الوحدة القومية وازالة اسباب التفرقة بين فئات وطوائف شعبنا ونعتز بكافة تسمياتنا التاريخية (السريانية والكلدانية والارامية والاثورية وغيرها
المادة 13 العمل على ازالة الغبن التاريخي بسبب هويتنا وثقافتنا وتطوير الثقافة السريانية بحقولها المختلفة
المادة 16 تسعى حركتنا للتعريف بقضية شعبنا الكلداني السرياني الاشوري باعتباره من الشعوب الاصيلة
من هذه الحقيقة يمكنني القول ان الاعتراض ليس الا على رفع الواوات في تسمية (الكلداني السرياني الاشوري) فلو كان حقا الحرص على الاسم الكلداني فهو يتقدم الاسماء بكافة حروفه من غير نقصان ولم يأتي فرضا من احد وانما لايمان المشاركين بالمؤتمرات حيث يصوتون عليه بشبه الاجماع ان لم يكن بالاجماع وبكل حرية، والدليل القاطع على ان المسألة عندكم هي رفض الوحدة وليس التسمية الكلدانية  هة تصنيفكم للمنظمات الكلدانية الى اصيلة وغير اصيلة وكلها تحمل الاسم الكلداني اليس السبب الوحيد موقفها من الوحدة والانقسام، اضافة الى ذلك تحول نفس المنظمة بمقياسكم من الاصالة الى عدمها وبالعكس كلما تغيرت نظرتها الى موضوع وحدة شعبنا والامثلة عديدة

 تقول: الحركة الديمقراطية الآشورية ومنظريها وكتابها ارادوا من الكلدان ان يكونوا فلاحين في الحقل الآشوري
الرد: اين هو هذا الحقل الذي لم اسمع عنه، وماذا عن العمال والموظفين والطلاب والتجار هل يتحولون قسرا الى فلاحين!! ان مثل هذه الاقوال الانشائية بحاجة الى ا دلة، انني اعرف حقلا واحدا هو الحقل القومي (الكلداني السرياني الاشوري) مفتوحة ابوابه للجميع  من غير استثناء وبامكان الفرد ان يعمل (اشدد على كلمة يعمل) بأي من الجوانب العديدة لهذا الحقل
 
 تقول: الحركة الديمقراطية الآشورية بفضل سكرتيرها يونادم كنا ذو الباع الطويل في السياسة ودعم كامل من قبل الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر ، فقد افلح الحزب المذكور في كسب عدد كبير من ابناء الكلدان والسريان الى صفوفه لا سيما بعد 2003
الرد: بول بريمر بقي في العراق سنة واحدة وغادر قبل عشرة اعوام والامور تغيرت كثيرا منذ ذلك الوقت، والنتائج التي حققتها الحركة في اول انتخابات جرت في كردستان عام 1991 اي قبل بول بريمر باثنتي عشر سنة افضل بكثير مما تحققه بعد 2003 وان تعتقد غير ذلك اثبت قولك هذا بالارقام
 
 تقول: فتوجهت قيادة الزوعا نحو البطريرك المرحوم عمانوئيل دلي ، طارحة تسمية ( كلدوآشور)
الرد: من حق اي كان (بضمنهم الحركة) ان يطرح ما يشاء ولكن القرار يكون للاكثرية ولكن مع هذا الحق اقول ان الحركة لم تطرح هذه التسمية وبامكانك الاستفسار ممن تثق بهم لتعلم من طرح تسمية (كلدواشور) قبل انعقاد المؤتمر وخلاله وانا متأكد من ذلك فالحركة كانت قد استخدمت الاسماء الثلاثة (كلداني سرياني اشوري) بكافة صيغها قبل ذلك بعامين اي في المؤتمر الثالث عام 2001 ومع ذلك التزمت بقرار مؤتمر بغداد لان هدفها هو الوحدة بالتسمية التي تقررها الاكثرية وهكذا بعد فترة عقد مؤتمر اربيل بغياب الحركة وقرروا التسمية (كلداني سرياني اشوري) فتبنته الحركة انطلاقا من ايمانها، ان موضوع التسمية يقرره الشعب ولا تفرضه الحركة ولكنها تلتزم به اذا عبر عن وحدتنا، ماذا تريد من الحركة ان تفعل عندما تُطرح التسمية وتوافق عليها الاكثرية وتصفق لها طويلا (كنائس وتنظيمات سياسية ومؤسسات مختلفة وشخصيات عديدة) ربما تقول ان الاكثرية كانوا من زوعا فاقول بما يخصني لقد تم توجيه الدعوات لحضور المؤتمر الى 60 شخصية من امريكا وكندا حضر منهم 20 ولم يكن اي منهم او من المدعوين عضوا في زوعا
 
 تقول: وقد تبينت اللعبة بجلاء حالما افلحت قيادة الحركة في إبعاد المكون الكلداني عن مجلس الحكم ، بحجة اننا شعب واحد
الرد: مثل هكذا اقوال بحاجة الى دليل، كما هو معلوم ان مجلس الحكم تشكل من اطراف المعارضة العراقية وكان هذا المجلس لفترة محدودة جدا تم الغاؤه والاعتماد على انتخابات يشترك بها كل من يرغب اذا تتوفر فيه شروط الترشيح والمكون الكلداني الذي تقول انه ابعد عن مجلس الحكم يشارك في كل الانتخابات وكنت احد مرشحيه في الانتخابات الاخيرة ولو حصلت على الاصوات المطلوبة لما كان بامكان زوعا او  اي كان منعك من الوصول الى قبة البرلمان، وهنا اسالك تحديدا حول الانتخابات الاخيرة، هل تعتقد ان فردا واحدا منح صوته بتاثير من بول بريمر

  تقول: وإمعاناً في السخرية من التاريخ الكلداني الأصيل ، كان تصريح السيد يونادم كنا لأحدى وسائل الأعلام في تعريفه للكلدان قوله : كل آشوري ينتمي الى كنيسة روما يصبح كلداني  (كذا) ، لقد كان تصريحاً سطحياً ساذجاً بحق شعب بيثنهريني اصيل ، هو الشعب الكلداني
الرد: لماذا التلاعب بالكلمات يا اخ حبيب فهل كان السؤال عن تعريف الكلدان!!!! هل من المعقول انك لم تسمع السؤال الذي كان (ما الفرق بين الاشوريين والكلدان) وجوابه كان بمعنى عدم وجود الفرق، لا اعتقد ان هذا التحوير جاء سهوا وكأن السؤال كان (من هم الكلدان). اما عن هذا القول بالذات ادعوك للرجوع الى الذين قالوه قبله كتعريف الكلدان وليس بمدلول عدم وجود الفرق كما اجاب السيد كنا واذكر لك بعضهم
المهندس حبيب حنونا في كتابه (كنيسة المشرق في سهل نينوى) عام 1991 يقول على الصحيفة 65 (واطلق على مؤيديه - يوحنا سولاقا - والمنتمين الى كنيسته اسم الكلدان وهم المتكثلكون من ابناء الطائفة المشرقية - النسطورية. وعلى ص 99 يقول (وقد اصبح اسقف كرمليس النسطوري كلدانيا. صحيفة 173 يقول (بسبب انتماء قسم من ابناء كنيسة المشرق النسطورية الى الكثلكة فولدت الكنيسة الكلدانية.
الاب الدكتور يوسف حبي في كتابه (كنيسة المشرق) يقول على الصحيفة 45 (وعلينا ان ننظر القرن 16 ثم 17 وحتى 19 لكي نلقي تميز المذاهب المسيحية المشرقية بتسميات اصبحت لاصقة بها في ايامنا حين اتخذ الشطر الكاثوليكي من كنيسة المشرق اسم - كلدان - بينما فضل الشطر النسطوري اسم - اثوريين - وكرس اتباع كنيسة المشرق المغاربة اسم - سريان -
الكردينال اوجين تيسران سكرتير المجمع الشرقي المقدس في كتابه (الكنيسة النسطورية) لعام 1930 ترجمه القس سليمان صائغ عام 1939 بعنوان (خلاصة تاريخية للكنيسة الكلدانية) يقول على الصحيفة 3 (فأن عددا كبيرا من المتمسكين بهذه البدعة ارتدوا خلال الاجيال لا سيما في العصور المتأخرة الى احضان الكنيسة الرومانية سواء فيما بين النهرين وسواء في الهند وبلاد فارس ومن هؤلاء نشأت الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية). وعلى الصحيفة 107 يقول (وقد اعلن اليايا بأن لا يجوز من الان فصاعدا ان يعامل كهراطقة هؤلاء السريان الراجعون من النسطرة ويجب ان يسموا بعد اليوم كلدانا، (لاحظ تعبير السريان الراجعون من النسطرة) ان الذي قال هذا الكلام لم يكن السيد كنا وانما كردينال كان رئيس المجمع الشرقي وترجمه قس (مطران) كلداني.

 تقول: في الحقيقة ان الحركة الديمقراطية الآشورية لا تريد ان تقوم قائمة للفكر القومي الكلداني ، لأنه يخالف فكرها القومي الإقصائي
الرد: ان الحركة لم ولن تقف ابدا بالضد من الفكر القومي الكلداني فموقفها واضح تعلنه في كافة المناسبات وهو تمسكها بالوحدة القومية وتقف بشدة ضد كل محاولات تقسيمنا الى قوميات مختلفة، وانا اقولها بكل صراحة (نعم لكل فكر قومي سواء كان كلدانيا ام اشوريا ام سريانيا اذا يصب في خانة وحدتنا القومية والف كلا لأي منهم اذا حاول تقسيمنا) اما ان تعتبر الفكر الانقسامي المعبر الوحيد للفكر القومي الكلداني وتختصر كل الكلدان بالفئة الانقسامية فانني اختلف معك بذلك، ومع هذا اقول وهل قيام الفكر القومي الكلداني كما تقول متوقف على ارادة الحركة التي تقولون انها لا تمثل سوى المتزمتين الاشوريين الغرباء والذين ابيدوا عن بكرة ابيهم ومعهم نفر من الكلدان المتاشورين، فاذا كان الامر كذلك فاتركوهم وشانهم يا اخي وانهضوا فهل يستطيع خمسة الوقوف بوجه ثمانين

تقول: الجدير بالذكر ان الوزير المذكور  قد طاله الكثير من النقد اللاذع من معظم اوساط شعبنا المسيحي بسبب تأييده غير المشروط  للقانون الشيعي للأحوال الشخصية
الرد: انك تعرف جيدا على اي وتر تضرب وان كان قد تقطع من كثرة الضرب عليه، اولا ان الوزير سركون لم يؤيد القانون الجعفري فمنصبه كوزير كان ضمن الهيئة التنفيذية وليس التشريعية، ورغم الضجة الانترنيتية حول الموضوع كشفت الايام ان القانون لم يطرح للتصويت عليه لحد الان فاين اصبح هذا القانون، وثانيا اسألك كمرشح لعضوية البرلمان هل تفضل الاستمرار بالقانون المعمول به حاليا ام سن قانون لكل فئة كما ينص عليه الدستور اتمنى ان لا تقول بانك تفضل القانون المدني فكلنا نفضل ذلك ولكن لا يمكن تطبيقه في الزمن الحالي، اذا ما هو الحل برايك؟

 تقول: انهم يصبون الزيت لكي تتوسع هوة الخلافات بين البطريركية وبين ابرشية مار بطرس الكلدانية في كاليفورنيا . إن ذنب هذه الأبرشية لها توجهات قومية كلدانية
الرد: الكل يعلم من يكتب ومن يصب الزيت فالكتابات موجودة في المواقع اذكرك باحداها فقط واقول ما علاقة زوعا بنشرك مقال في مواقع مختلفة منها كردية (حكومية ومعارضة) تنتقد فيها صراحة غبطة البطريرك لقوله شمال العراق بدلا من كوردستان هل كتبت ذلك بارشاد من زوعا، وماذا عن الكتابات الاخرى التي بدأت قبل وجود اي نار، واذا كان زوعا المستفيد الاول من هذه الخلافات كما تقول فما عليكم الا الكف عن صب الزيت كي لا يستفيد

تقول: مع احترامنا للحركة الديمقراطية الآشورية كحزب سياسي لا يمكن ان يكون مخلصاً وداعماً للكنيسة الكلدانية وللبطريركية الكلدانية بقدر ما يكون ابناء هذه الكنيسة مخلصين وداعمين لكنيستهم ولغبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو الكلي الطوبى
الرد: وانا اضيف: مع احترامي لكم لا يمكن ان تكونوا مخلصين وداعمين للكنيسة الكلدانية وللبطريركية الكلدانية بقدر ما يكون بطريرك واساقفة وكهنة ورهبان هذه الكنيسة مخلصين وداعمين لكنيستهم فكفاكم صب الزيت

تقول: وبالنسبة الى الإشكالات مع ابرشية مار بطرس الكلدانية في ساندييكو ومع الرهبان والكهنة الموقوفين ، فيجدر بالبطريركية  ان تحل هذه المشكلة بمحبة وتسامح ، وبمنأى عن الطرق الإجرائية الحكومية والحزبية المعهودة
الرد: ما هذا التناقض فهل العلاقة هي روحية ابوية كما تقول ام حكومية حزبية كما تقول ايضا
 
واخيرا اقول:
 1 لو قالت الحركة اشوري تنتقدها ولو قالت كلدواشوري تنتقدها وهكذا عندما تقول كلداني سرياني اشوري فما هو مقترحك لها وبحسب رأيك اي تسمية يجب ان تتبنى لترضيك
2  لقد كتبت عشرات المقالات ضد الحركة التي لا ترد على ما تكتبه ومع هذا تطلب ان لا يفسر موقفك بانه معاد للحركة، فكيف يكون العداء يا ترى
3  فيا أخي لقد انتقدت انقسام الكلدان الى قائمتين في الانتخابات قبل الاخيرة وفي الانتخابات الاخيرة تكرر الانقسام وهنا اصبحت جزءا منه اي من الانقسام الذي انتقدته سابقا فهل من تفسير لذلك وهل كان موقفك هذا لصالح الكلدان وما دخل الحركة بقرارك هذا
4 الحركة تؤمن بما تؤمن به وانت ايضا تؤمن بما تؤمن به والاختلاف واضح في قضية اساسية هي الوحدة القومية والانقسام فهل يوجد خير من الجماهير لتحكم
5 تقوّل الحركة ما لم تقله فأفكارها واضحة وهي الايمان بالوحدة القومية والناقد الحقيقي يجب ان ينقدها او ينتقدها على هذا الاساس وليس باطلاق اقوال من غير اثباتات
وتقبل تحياتي
يوسف شكوانا
   

25
لم أجد عند الايزيدية غير الطيبة والمودة
يوسف شكوانا

كان يوم السبت 24 كانون الثاني عام 1970 عندما وقفنا نحن الخريجين من معهد المعلمين في الموصل امام مديرية تربية نينوى، كان عددنا يفوق 400 خريج وبيد كل منا قائمة بأسماء المدارس التي فيها شواغر، يدخل كل منّا على انفراد ليختار احدى المدارس، وعند خروجه نسأله عن اختياره كي نحذفها من القائمة، كانت بعض المدارس قريبة من المدن ولكنها كانت (فتح جديد) وهذه خاصة بالمسلمين فقط باعتبار المتعيّن سيكون المعلم الوحيد في المدرسة وعليه تدريس مادة الدين الاسلامي، وهكذا وجدت نفسي امام الاختيار الصعب حيث لا علم لي بما تبقّى من المدارس، سألت اعضاء اللجنة عن أي مدرسة في قضاء الشيخان فقيل لي انه لم يبقى اي شاغر فيه، فكان خياري الثاني قضاء سنجار وقراه التي لم اشاهدها من قبل، فاخترت اسم (جدالة) وعند خروجي سألني الزملاء ولما قلت لهم عن اختياري قال لي بعضهم بأنني اسأت الاختيار لأن سكان القرية جميعهم من رجال الدين الايزيدية المتعصبين ويسمون (الفقراء)، رجعت الى القوش ومن شدة قلقي طارت نشوة التعيين التي انتظرتها بفارغ الصبر. اما عن سبب رغبتي في قضائي الشيخان وسنجار فيرجع الى معرفتي في الايزيديين الذين كنا نراهم يوميا في سوق القوش وكذلك لصداقتي مع العديد منهم ايام الدراسة في ثانوية القوش.
في اليوم التالي غادرت القوش الى الموصل ومنها الى سنجار مع وقفة استراحة في تلعفر، سالت في سوق سنجار عن السيارات التي تعمل على خط جدالة فقيل لي انها سيارة واحدة (بيك اب) وستغادر بعد قليل، وصلت القرية التي تقع 17 كيلو مترا غرب سنجار على السفح الجنوبي للجبل وذلك عبر طريق ترابي وعر استغرق قطعه بحدود الساعة، وصلت المدرسة التي كانت في أقصى جنوب القرية التي كانت بيوتها اشبه بشريط طويل يطل على الوادي، كان الملاك التعليمي للمدرسة يتكون يومها من المدير عناد من الموصل ومعلم واحد اسمه حسن من الحلة ولكن بعد سنوات استمرت التعيينات فاصبح عددنا خمسة وبذلك اكتمل الملاك، كانت المدرسة بناءا حديثا ضمن مجمع يشمل المدرسة والمستوصف وبيت المضمد، ولما كان عدد غرف المدرسة يفوق الحاجة بكثير كان المعلمون يسكنون فيها خلافا للقانون. انتشر خبر وصول المعلم الجديد في القرية فأخذ الرجال يتوافدون مجموعات الى المدرسة للترحيب والتعرف على القادم الجديد، فرحوا لما علموا بانني من القوش او من منطقة الشيخان (ولاتي شيخ) كما يسمونها، في اليوم التالي بدأت الولائم فكان موعدنا في بيت المختار دخيل حمو شرو رئيس عشيرة حمو، وبعده حجي ميرزا رئيس عشيرة جندو المنافسة لعائلة المختار وهكذا توالت العزائم خاصة من قبل اولاد اعمام المختار، وبمرور الايام توطدت العلاقات بيننا وأخذتُ اشاركهم مناسباتهم كحفلات الزواج والاعياد والزيارات الى درجة كنت أحضر حتى التي كانت خلال العطلة الصيفية، هذا ما جعلهم يعتبرونني كواحد منهم وكثيرا ما كانوا يدعونني بالاخ مع اضافة جملة (كل واحد على دينه)، احببتهم الى درجة لم اطلب النقل الى مكان أقرب الى القوش رغم استحقاقي ذلك ولمدة ست سنوات، ولولا فكرة الزواج لما طلبت النقل الى قرية الجراحية التي بقيت فيها ثلاث سنوات غادرت بعدها الوطن الى امريكا، بعد تسع سنوات من التعليم في القريتين الايزيديتين جدالة والجراحية.
تقع قرية جدالة التي تتألف من 300 بيت على السفح الجنوبي لجبل سنجار، تتقاسمها عشيرتان هما عشيرة حمو شرو وعشيرة جندو، معظم سكان القرية من درجة (الفقراء) وهي درجة دينية مقدسة عندهم، يمر في وسط القرية جدول غزير الماء يتجه نحو الجنوب ليسقي البساتين، ومياهه مقسمة بين مالكيها بانتظام، تطغي على السكان روح المرح حيث تكون آلة (الطنبورة) حاضرة في كل جلسة مع العرق سواء المصنوع محليا او السوري (القجخ)، يحترمون الغريب الى ابعد الحدود طالما لا يمس بمعتقداتهم التي يتجنبون الحديث عنها في جلساتهم الليلية هذه. وعن حمو شرو المعروف بموقفه ودوره في مسألة ضم منطقة سنجار الى العراق عند تشكيل الدولة العراقية حيث تمت مكافأته بتعيين حفيده خدر خديده نائبا الى اليوم الاخير من العهد الملكي الذي سقط في 14 تموز 1958 وكان هذا النائب على قيد الحياة يتميز بالطيبة والبساطة، كنت التقي به دائما ليحدثني عن البرلمان في ذلك العهد وبعض الاحداث التي يرويها كانت من الغرابة بحيث يصعب تصديقها، من طرائفه ان النواب كانوا يستلمون رواتب عطلتهم السنوية مقدما والتي كانت لثلاثة اشهر حزيران وتموز وآب وقدرها 300 دينار لهذه الاشهر، ولما قامت ثورة تموز في 14 تموز الذي يعتبر منتصفها طالبهم عبد الكريم قاسم بارجاع نصف المبلغ وقدره 150 دينار، امتنع خدر عن ارجاع المبلغ وهرب ليعيش في الجبل لفترة الى ان تأكد يأن الحكم مستمر ولا يوجد اي أمل باعفائه من دفع المبلغ فاضطر الى الرجوع ودفعه.   
ان الحديث عن تلك السنوات يطول لأنها مليئة بالاحداث والظروف الصعبة حيث الصراع على المنطقة ومنع تطبيق التدريس باللغة الكردية من قبل النظام رغم شمولها بذلك ومقتل قائمقام سنجار واعتقال عدد من كوادر الحزب الديمقراطي الكردستاني (حدك) والقتال الذي نشب بين البعث و(حدك) مما ادى الى لجوء الاخير الى الجبل ليقوموا بحركة مسلحة ضد النظام والتي عرفت باسم قائدها (خديده پسّي)، كانت جدالة تعتبر المنطقة الاكثر سخونة في تلك الاحداث حيث سكان القرية منقسمين بين الفريقين المتصارعين فكانت في النهار تحت سيطرة المختار الموالي للحكومة وفي الليل يتجول في ازقتها الملتحقون بالجبل، والاثنان يتسابقان في الحرص على أمننا وسلامتنا، فالمختار عرض علينا عدة مقترحات اولها ان نسكن في بيته الواقع في منتصف القرية والمحاط بعشيرته، رفضنا المقترح فعرض علينا ارسال الحراس ليليا الى المدرسة، ولما رفضنا هذا المقترح ايضا جاء بالمقترح الثالث الذي وافقنا عليه وهو تزويدنا بالسلاح كي نحمي انفسنا، اخذ كل منا وعددنا وقتئذ خمسة بندقية كلاشنكوف ومسدس كنا نستخدمهم في الصيد وضرب النيشان، في منتصف احدى الليالي طرق باب المدرسة حجي ميرزا، فتحنا له رغم معارضة الاثنان البعثيان بيننا خشية أسرهما وبسبب علاقتي الاخوية معه وجدت نفسي مرغما على فتح الباب واستقباله بنفس الحرارة التي سبقت التحاقه بالحركة حيث كانت زياراتي له شبه يومية في ديوانه المقابل للمدرسة، ومع شاي منتصف الليل قال لنا بالحرف الواحد (انني جئتكم معاتبا لما سمعته بانكم تقومون بالحراسة فهل توفي حجي ميرزا كي تحرسون انفسكم) كما اشاد بألقوش واهاليها في جمل لا ارى ضرورة كتابتها هنا، كان حقا موقفا محرجا تخلصنا منه ببعض العبارات الجميلة، وخلال معانقته لنا مودعا قال موجها كلامه للبعثيين الاثنين (لا تخشوا من شئ طالما حجي ميرزا على قيد الحياة)، ومن الجدير ذكره في تلك الفترة ظهور اغنية (طارق ميهفانو منو) اي طارق ضيفي، وطارق هو الابن الثاني لحجي ميرزا بعد شقيقه محسن، وتدور قصة الاغنية حول الفترة التي كان ملتحقا بالشمال مع عائلته مما ادى بالسلطة الى منع سماع هذه الاغنية التي انتشرت بسرعة كبيرة بين الاهالي،  وهكذا ورغم خطورة الوضع الا ان مودتهم وطيبتهم وحرصهم على سلامتنا جعلتنا نعيش حياتنا بصورة طبيعية من التجول في القرية ليل نهار وزيارة القرى الاخرى مشيا على الاقدام مثل الوردية وگابارا وحيالي والسكينية وسنجار واخرى لا اتذكرها جنوب الجبل وملّك وكرسي وغيرها شماله رغم وعورة الطريق الذي كان يستغرق ثلاث ساعات او اكثر، الشئ الوحيد الذي كنا نخشاه احتمال استجوابنا من قبل السلطة عن سبب عدم اخذنا الحيطة والحذر نتيجة الحالة الحرجة بين الطرفين ولكن اي شئ من ذلك لم يحصل حسب علمي، في الاعياد والمناسبات كنا نزور الوجهاء لتقديم التهاني وكثيرا ما كنا نبدأ ببيت المختار، حيث يسارع أحد أفراد العشيرة الى القول (ان غداءكم من مادبتي اليوم) اذ لكل منهم (جفنة) وهي اناء كبير ملئ بالرز او البرغل وفوقه خروف كامل يحمله بحدود ستة اشخاص، وكل جفنة توضع أمامنا في صدر الديوان حيث نجلس وعلينا ان نذوقها ولو بعدة حبات ثم تسحب قليلا ليأكل غيرنا وهكذا تتكرر عملية وصول الجفنات لحين وصول الجفنة الخاصة بنا لنأكل وبعدها يتقدم شخصان احدهما يحمل ابريق ماء وطشت صغير والاخر يحمل منشفة (خاولي) كي نغسل ايادينا التي استخدمناها كملاعق، والحالة هذه تتكرر في تقديم القهوة اللذيذة حيث يبدأون بنا دائما، كانت المنطقة مشهورة بزراعة أجود انواع التبوغ والتين والمشمش وجلود الخرفان وكلما حاولنا شراء بعضا منها كانوا يرفضون استلام اثمانها مما كان يسبب احراجا لنا فكنا احيانا نمتنع من اخذها خاصة لمعرفتنا بالحالة المعيشية الصعبة لمعظمهم، اما المنتوجات الحيوانية كاللبن والزبد فكانت تجلب الينا كل صباح وبما يفوق حاجتنا واحيانا يكون ذلك كل ما تملكه العائلة، اما السفر من والى سنجار بالسيارة الوحيدة للقرية فكان المقعد الامامي يحجز لنا كلما سافرنا وكثيرا ما كان احد الوجهاء يؤجل سفره الى يوم آخر كي يمنحنا المقعد وفي الحالات الاضطرارية يطلب من السائق ان يرجع اليه بسفرة اضافية بعد ايصالنا، كل هذا يتم دون اعلامنا في وقتها بأن الشيخ الفلاني كان ينوي السفر ولكنه الغاه او أجله كي يمنحنا المقعد الامامي. كنا دائما نتجول في البساتين المحاذية لبناية المدرسة جنوبا وفي موسم نضوج الفواكه كان صاحب البستان يعرض علينا بالحاح ويتوسل بنا كي نقطف ما نشاء من الثمار كالتين والرمان والمشمش اضافة الى الباقلاء الطرية، ومن الهوايات التي كنا نمارسها صيد السمك المتوفر بكثرة في الجدول ولكن صيده كان يتطلب النزول في الماء عند راس العين وذلك بعد منتصف الليل عندما تقف الحركة ويخرج السمك الى الجدول، وكنا دائما نقوم بهذه المهمة أنا والمعلم خليل من بحزاني فنرجع ومعنا العشرات من الذ انواع السمك.
كان بعض افراد عائلة حمو شرو يعرضون علينا الرسائل التي تصلهم من بعض الارمن في لبنان لقراءتها لهم، ومن محتواها كنت اقف على الدور البطولي المشرف الذي وقفوه بقيادة جدهم حمو شرو تجاه الارمن الناجين من مذابح الابادة الجماعية في تركيا خلال الحرب العالمية الاولى حيث لم يشعروا بالاماكن خلال مسيرتهم المأساوية الطويلة الا عندما وصلوا سنجار وتحديدا منطقة البطل حمو شرو حيث أمر اتباعه بتقديم كل العون لهم، وهكذا عاشوا معززين مكرمين وبأمان تام حتى سفرهم الى لبنان.
لم تقتصر معرفتي بهذا الشعب الطيب على اهالي جدالة فحسب وانما تمتد الى ايام الثانوية ثم الدراسة في المعهد الموصل وبعدها سنين التعليم حيث تعرفت على العديدين منهم خاصة من اهالي بعشيقة وبحزاني الذين تركوا في نفسي ذكريات عزيزة لما كانوا يتميزون به من الطيبة والمودة، احببت كثيرا لهجتهم التي تعلمتها كما اتذكر روح النكتة والفكاهة التي كانت تسود جلسات سمرنا مع آلة الطنبورة والكمان مع اغانيهم الجميلة، فكم قطعت من المسافات في تلك الظروف وعبر طرق وعرة لزيارة صديق منهم في قرية اخرى والاستمتاع بمثل هذه الجلسات التي كانت شبه يومية مع المضمد فاخر وبعده حسن وكلاهما من بحزاني. سأكتفي هذا دون ذكر الاسماء الاخرى كي لايفوتني ذكر بعضهم الذين اصابت  اسماؤهم آفة النسيان بمرور الزمن.
هذا كان القليل من أجمل الذكريات التي أحتفظ بها بعد اكثر من اربعين عاما، ان هذا الشعب الطيب شهد الكثير من المجازر اسوة بشعبنا الكلداني السرياني الاشوري عبر التاريخ لا بل كانت مذابحهم احيانا اكثر شراسة معتبرين اياهم (كفرة) ونحن اهل ذمة، الا ان الاجرام الداعشي اليوم لا يفرق بين هذا وذاك فالكل كفرة بحسب مفهومه لا فرق بينهم وبقتلهم تنفتح امامه ابواب جنته الموعودة، انني  اذكر هذا لما يشهد هذا الشعب المسالم من ابشع الجرائم على أيدي الاجرام الذي لا يعشق الا القتل والتنكيل والاغتصاب والتمثيل بالجثث وهدم الحضارة وكل ما لم تشهده البشرية من قبل. ومع كل هذا تبقى امنيتي زيارة جدالة لاوجه للاحياء من سكانها اجمل التحايا وللاموات منهم اطلب الرحمة.

26
مشاهد مسلّية من شهر الانتخابات
[/size]
يوسف شكوانا
كان شهر نيسان حافلا بالمشاهد الانتخابية ليس فقط في العراق عامة وقرانا وبلداتنا خاصة وانما شملت هذه المشاهد ايضا العديد من دول المهجر، فالمتابع كان كل ساعة  يقرا اخبارا جديدة عن زيارات وندوات وتصريحات واتهامات وبطولات، ومن اهم ما لاحظناه خلال هذا الشهر:

ندوة وراء ندوة: كثرت زيارات المرشحين الى كافة مناطق سكن شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، وكان السباق واضحا بين المرشحين، الى درجة كانت تقام اكثر من ندوة في مدينة واحدة وفي نفس اليوم، وهذا امر طبيعي لكثرة عدد مرشحي الكوتا ومحدودية اماكن تواجد شعبنا مما سبب (ازدحام) بالزيارات والندوات، اما حال المطارات فكان (خرّي مرّي) مرشح يغادر الى مدينة اخرى واخر قادم من بلد اخر في نفس الوقت والشخص المستقل اذا صادف حضوره في المطار يصافح المغادر بيد ويستقبل القادم باليد الاخرى.
 
بين المحاضر والمستمع: بعض الندوات التي شاهدنا صورها في موقعنا العزيز عنكاوا كان عدد الحضور بعدد الجالسين خلف المنصة (10 في كل طرف) وهنا لا اعلم لماذا الندوة؟ اذ كان بامكان كل مرشح ان ينفرد بأحد الحاضرين ويشرح برنامجه فبهذه الطريقة يتمكن من ايصال افكاره بصورة افضل (وجها لوجه)، اما الندوات التي حضرها اكثر من عشرة اشخاص فكانت الصور المنشورة تقوم بتصوير احدى زوايا القاعة فقط لتضخيم عددهم. ولم تتم الاشارة الى الندوات التي لم يصل عدد الحضور الى عشرة فألغيت.

نعاس البعض: مشهد تكرر في العديد من الندوات وهو الملل الظاهر على اوجه المستمعين الى درجة وان بعضهم ظهر بالصورة (نعسان) او نصف نائم، وهنا لا اعلم سبب ذلك هل هو كثرة الندوات ام تكرار الاقوال والوعود التي ملّ منها المستمع. ربما كانت الندوات تقام بأوقات غير مناسبة من اليوم ولكن الظاهرة تكررت ولم يتم تغيير اوقاتها مثلا الى ساعات الصباح الاولى حيث نشاط الفرد.

اين الشباب والمرأة: الملاحظة الاخرى ان ظاهرة غياب الشباب من حضور الندوات كانت واضحة فبالنظر الى صور الحاضرين قلما تجد من لم يغطي الشيب شعره. اما حضور العنصر النسائي فكان نادرا وباعتقادي اقتصر على عوائل المعنيين بالقائمة فقط.
 
التسقيط الانتخابي: لاحظنا ايضا ان التهجم على المنافسين ومحاولة اسقاطهم اشتدت مع قرب موعد الانتخابات، فوجد البعض انه الوقت المناسب لاثارة ما يمكن اثارته مهما كان قديما وشمل هذا الاسلوب حتى القضايا التي تم تفنيدها في وقتها، الا ان السعي لكسب عدد من الاصوات ولو بعدد اصابع اليد الواحدة دفعهم لاتباع هذا الاسلوب. ولكن برأي ان مردود ذلك يكون سلبيا على متبعه.

وسائل الدعاية: كل قائمة مارست حقها باستخدام ما اتيح لها من وسائل الدعاية الانتخابية وهذا امر طبيعي، فاحداها تملك تلفزيون وثانية جريدة وثالثة راديو ورابعة موقع الكتروني وخامسة متبرعين ساهموا بطبع صور وملصقات وسادسة نادي او جمعية وسابعة كنيسة تروج لها وثامنة اتصالات هاتفية وتاسعة حفلات ومهرجانات وعاشرة لها اكثر من وسيلة واحدة من هذه الوسائل، كل ينادي بقائمته الا القليل الذي كان اكثر ديمقراطية وقام بالدعاية لاكثر من قائمة اي يخيّر الفرد بين قائمتين وهذه حالة فريدة لو عرفت بها البلدان المتحضرة لتعلمت منها.

تشابه البرامج: عرضت كل قائمة برنامجها وبالنظر الى عشرة برامج نراها متشابهة لا بل متطابقة في العديد من النقاط، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فالملاحظ بالبرامج انها تكلمت باللغة التي يود الناخب سماعها، فكان التركيز على التغيير الديمغرافي والحد من الهجرة والقضاء على الارهاب وتوفير فرص العمل، والسبب كونها تأتي في مقدمة اولويات الناخب اما الامور الاخرى كالاهتمام بلغتنا ومدارسنا وتعزيز وجودنا القومي فاحتلت المراتب الاخيرة او غابت عند البعض.

سيرة المرشحين: عرض موقع عنكاوا سير العديد من المرشحين وبالقاء نظرة عليها نجد تكرار حالة واحدة وهي تركيز بعض المرشحين على امور معينة من سِيَرهم وتضخيمها مع الابتعاد عن امور اخرى في حياتهم وعدم ذكرها لانها لا تكسب اصوات الناخبين لان الهدف هو هذه الاصوات وليس غيرها.

هذه كانت بعض المشاهد من الحملات الانتخابية لقوائم شعبنا (الكوتا) وبانتهاء فترتها وحلول موعد الانتخابات لا يسعني الا ان اتمنى الفوز لافضل خمسة اخلاصا ونزاهة وخبرة وعملا كي يمثلوا شعبنا خير تمثيل.

     

27
السيد حبيب تومي بين المعرفة والسكوت
يوسف شكوانا
مما جاء في رد السيد حبيب توما (ونحن نعرف شخصيات في قيادة احزابنا المسيحية كانوا يرتبطون بالنظام السابق ليس حزبيا فحسب بل مخابراتيا)
هذا ما جاء في ثنايا الموضوع كما عودنا في كتاباته بوضع جمل واقوال رنانة في البداية والخاتمة وبث ما لديه في الوسط، ففي البداية يدعو (لمناقشة الاراء بمنأى عن التسقيط السياسي... لا يجوز ان تسود هذه الحالة بيننا) وفي الخاتمة يقول (من الافضل ان نتحاور بعقلية منفتحة مبنية على روح الاحترام المتبادل وقبول الاخر كما هو، ونبذ اسلوب التسقيط السياسي والاجتماعي لكي نبلور علاقات مثالية مبنية على التفاهم الحضاري وليس خلافه). هذا هو الاسلوب الذي يتبعه في كتاباته واصبح معروفا به معتقدا ان مثل هذا الاسلوب يمر على القارئ، واذا قام احدهم بالرد يدخل الموضوع في دهاليز اخرى وكانه الوحيد الذي يملك حق الكتابة بما يشاء وما على القراء الى السكوت.
لنبدأ الان بالموضوع الاصلي وهو (معرفته) وليس اعتقاده او شكوكه وانما معرفته بوجود شخصيات في قيادة احزابنا كانوا يرتبطون بالنظام السابق ليس حزبيا فحسب بل مخابراتيا، فلو اكتفى بالارتباط الحزبي لقلنا ربما شاهده بالزيتوني او في نشاط حزبي فعرف انه كان منتميا الى حزب البعث، لأن البعثيين كانوا على الغالب معروفين من نشاطاتهم، ولكنه يجزم ارتباطه بالمخابرات وكلنا نعرف ان المرتبطين بالمخابرات كانوا سريين ولا يعلنون عن انفسهم ومهمتهم ولا يعرفهم الا الذين كانوا يعملون معهم كرؤساء أو مرؤوسين، فمن اين عرفهم كي يجزم ارتباطهم، ومسألة الارتباط بالمخابرات تكون بالمعرفة او بالشك، فالشك يأتي اذا كان الفرد مشاركا بالكفاح المسلح ضمن احد احزاب المعارضة ولا تتم محاسبته ولكن السماح له بالعمل في دوائر الدولة معززا مكرما يتمتع بالبعثات الدراسية والايفادات الحكومية او يعمل بالاعمال الحرة لا تضايقه اجهزة النظام القمعية، ولدينا أمثلة عديدة على ذلك، عندها يقال (على الارجح) عقدوا معه صفقة للعمل معهم مقابل اعفائه وعدم محاسبته كغيره، هذا كله يولد الشك وان كان صحيحا في حالات معينة عديدة الا انه يبقى في اطار الشك ولا يرتقي الى مستوى المعرفة والجزم، اما عندما يجزم الانسان مثل هذا الارتباط فتثار العديد من الشكوك حول طريقة معرفته بالامر، فمن شروط المعرفة وجود الدليل الذي لا يقبل الشك. واذا كان لديه مثل هذا الدليل لا اعلم لماذا لا يرفقه بشكوى يقدمها الى هيئة النزاهة او لجنة المساءلة والعدالة او اجتثاث البعث مقرونة بادلته القاطعة التي جعلته (يعرف) كي يتم منعهم من الترشيح للانتخابات او تقلد مراكز معينة في الدولة خدمة لشعبنا الذي ليس من مصلحته ان يقوده شخص مخابراتي في النظام السابق. اما الاكتفاء بالاتهام في المواقع الالكترونية فلا يمكن ان يكون الا محاولة التسقيط السياسي، وبذلك يفعل عكس ما ينادي به. واذا لا يملك اي من هذه الادلة القطعية ايا كان المقصود بقوله يبقى قوله اتهاما وتسقيطا سياسيا بعيدا عن اسلوب التفاهم الحضاري الذي يدعو اليه.
الخلاصة اننا الان امام احد الاحتمالين فاما لديه الادلة القاطعة ولا نعلم من اين حصل عليها كما لا نعلم لماذا يسكت عنها، واما يقوم بتلفيق الاتهام والقول (نعرف) لايهام القارئ على انه يملك معلومات سرية لا يملكها غيره وهذا هو احط درجات التسقيط السياسي.     

28
هل يصلح الانقسامي لتمثيل شعبنا في البرلمان
يوسف شكوانا
في الدول المتقدمة في مجال الانتخابات يختار الناخب من يراه الافضل لتمثيله بغض النظر عن عرقه ودينه ومذهبه، فلا نسمع بأن المرشح الفلاني يهودي او كاثوليكي او من اصول المانية او بولندية مثلا، لأن مثل هذه الامور لا تعتبر مهمة للناخب الذي يركز على سيرة المرشح وخبرته وبرنامجه الانتخابي. ولكن الحالة العراقية تختلف فتجربة كل الانتخابات التي خاضها البلد تظهر ان عامل الهوية القومية والدينية والمذهبية هو الاساس في الاختيار على حساب الهوية الوطنية ومبدأ الرجل المناسب في المكان المناسب، هذه حالة سلبية في العملية الديمقراطية العراقية التي تظهر واقعا بعيدا عن روح العملية الانتخابية الصحيحة، فالولاء للطائفة او القومية على حساب الوطن تفقد عملية الانتخابات معناها وتحولها الى اشبه بالاستفتاء الشعبي، فمن نتائجها يمكن معرفة نسبة كل فئة قومية او مذهبية من المجتمع العراقي.
ان مثل هذا الواقع يحرم الفئات الصغيرة عدديا من الفوز باي مقعد برلماني، وفي افضل الاحوال في حالة مكون شعبنا الكلداني السرياني الاشوري يكون تمثيلنا بمقعد واحد كما حصل في الانتخابات الاولى، وللخروج من هذا المأزق جاء  تخصيص مقاعد لشعبنا كي يضمن تمثيله في البرلمان، فكان اقرار الكوتا بخمسة مقاعد، وان كان العدد لا يتناسب مع عددنا الا انه يعد خطوة ايجابية مع الواقع الحالي، ولكن اقرار هذه الكوتا اصطدمت بواقع آخر هو اشكالية التسمية وعدم الاتفاق على تسمية قومية توحدنا لذلك جاءت التسمية (المسيحية) كتسمية موحدة، ومهما كانت اعتراضات البعض عليها الا ان احدهم لم يأتي ببديل يتفق عليه الكل، كما نرى ان تعدد القوائم والمرشحين تثبت قبولها من قبل الاكثرية ان لم يكن الجميع، وهنا اتعجب من بعض منتقدي التسمية الدينية للكوتا في الوقت الذي تخوض كتلهم الانتخابات ويسعون للفوز بها.
أمام هذا الواقع ارى ان على المرشح لهذه المقاعد ان لا يميز بين الذين تشملهم الكوتا التي يسعى للوصول الى البرلمان عن طريقها، فكيف يحاول الفوز بالكوتا المسيحية ويعلن ان هدفه هو خدمة جزء من المكون المسيحي وتحديدا احدى تسمياتنا القومية فقط، انه منطق غريب لا مثيل له في المرشحين الاخرين، فهل سمعوا مرشحا كرديا ضمن القائمة الكردستانية يعلن مثلا انه سيخدم السورانيين او البارزانيين او فقط لمحافظة دهوك مثلا، وهل سمعوا بمرشح عن دولة القانون يعلن انه سيعمل للناصرية فقط، وهل سمعوا بمرشح تركماني يعلن انه سيعمل من اجل تركمان كركوك فقط، او مرشح يزيدي سيعمل لليزيديين وخاصة يزيديو سنجار، وهكذا القوائم الاخرى التي تحاول كلها ان تجمع، وحتى القوائم الخاصة بفئة معينة من المجتمع العراقي تعلن انها لكل العراقيين باستثناء بعض مرشحي شعبنا الذين يعلنون انهم سيعملون لفئة واحدة فقط او تسمية واحدة فقط.
ان هذا المنطق يوقع المرشح والناخب في اشكالية التمثيل الصحيح، فلا أعلم كيف سيتعامل مع قضايا شعبنا المجتمعية والفردية، فتصور نائب انقسامي عندما يراجعه شخص معين، هل سيسأله عن التسمية التي يعتز بها؟ وماذا لو اختلف عنه هل سيطرده من مكتبه بعد ان يقول له: انني لا امثلك، وماذا عن القرى التي ليست من تسميته هل سيهملها او يعلن عليها الحصار؟ هل سيكون لمثل هكذا نائب مختبر فحص الجينات ام النوايا في باب مكتبه، ان مثل هذا السلوك يعتبر خروجا عن الالية التي اوصلته الى عضوية البرلمان وهي (الكوتا المسيحية) وليست كوتا التسمية التي يعلن انه سيعمل لها، فالمفروض به ان ينظر الى المسيدحيين بنظرة متساوية او نظرة واحدة وهذا يتناقض ومبدأه في تقسيم شعبنا الى اجزاء واصراره على مثل هذا النهج. فلو كانت الكوتا مقسمة الى واحدة كلدانية وثانية اشورية وثالثة سريانية، عندها يكون من حق المرشح ان يعلن انه يعمل للتسمية التي اوصلته الى قبة البرلمانن اما ان ياتي عن طريق التسمية المسيحية الجامعة ثم ينفرد باحدى الفئات المسيحية ويهمل الاخرى فهذا يفقده مصداقيته ومثل هكذا مرشح لا يصلح لتمثيلنا. وما شعاراته ايام الانتخابات سوى ضحك على الذقون من اجل الفوز بالكعكة على حساب مصلحة الشعب. واخيرا كيف نثق بمرشح يسلك طريقا معينا قبل الانتخابات وبعد فوزه يتحول الى طريق آخر مغاير تماما، فمن اولويات الناخب أن يثق بالذي يختاره.
واخيرا اقول اننا نتمنى ان نصل الى اليوم الذي يتم الاختيار على الاساس الوطني وليس القومي او الديني اوالمذهبي او العشائري، ولكن هذا البعض لا زال يصر على تقسيم المقسم، يحاول الفوز بالمقعد عن طريق معين وفي حالة فوزه ينقلب عليه، مرة اخرى اقول ان الذي ينهج مثل هذا النهج لا يصلح لتمثيلنا.
ملاحظة: كتبت هذا الموضوع بعد عدم توقف البعض من محاولات تسقيط الاخرين خاصة عندما يشمل هذا البعض مرشحين ضمن قوائم الكوتا.   

29
لماذا أختار قائمة الرافدين 300
يوسف شكوانا
تعتبر عملية الانتخابات احدى الممارسات الديمقراطية تتخذها العديد من الدول والهيئات كاسلوب لاختيار الشعب او الاعضاء لممثليهم في الهيئات المختلفة، وعلى نطاق العراق تمارس هذه العملية في اقليم كوردستان منذ عام 1991 لتعم العراق بعد عام 2003 وبما يخص شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وكما نعلم تم تخصيص 5 مقاعد كنظام الكوتا من مجموع 325 وهذا العدد بحد ذاته يعد اجحافا بحق شعبنا الذي يستحق 16 مقعدا، ومقاعد الكوتا هذه ليست الا لضمان مشاركة شعبنا عبر ممثليه في الهيئات المختلفة (التشريعية والتنفيذية والقضائية) ولا يتم تغييبه في خضم الوضع العراقي المعقد. وللانتخابات القادمة نلاحظ ترشيح 13 قائمة للفوز بهذه المقاعد الخمسة، هذه الحالة اعتبرها صحية فبتنوعها يجد الناخب ما يتفق وتطلعاته فلا يلجأ لمقاطعة الانتخابات او يمنح صوته لقوائم اخرى خارج الكوتا. وكما تتنوع القوائم فمعايير الناخب في الاختيار تتنوع ايضا وعلى اساسها يبني قناعته. وانني كمواطن ارى في قائمة الرافدين ما يتفق مع قناعتي والمعايير التي اضعها نصب عيني كاساس الاختيار ويمكن حصرها بالنقاط التالية:
الخبرة العملية
كما نعلم ان 35 عاما من عمر الحركة اكسبتها خبرة في العمل السياسي الوطني والقومي، فلقد مرت بمراحل نضالية عديدة ومختلفة كالنضال السري والسجون والاعدامات والكفاح المسلح والانتفاضة والمشاركة بحكومة ورلمان اقليم كردستان ثم البرلمان الحكومة العراقية، قدمت الشهداء في كل هذه المراحل التي اثبتت فيها مصداقيتها بالعمل على ارض الوطن من اجل اهداف شعبنا الوطنية والقومية بعيدا عن المصالح الشخصية الضيقة.
استقلالية القرار
من الامور ذات الاهمية في تقييمي ان يكون الكيان مستقلا في قراراته يتخذها بناء على مصلحة شعبنا وليس تابعا لأية جهة خارج بيتنا مهما كانت الاسباب، لأن القرارات التابعة للاخرين عادة ما تكون خالية من المصلحة القومية لانها تخدم الاخرين بالدرجة الاولى. ومثل هذه الحالة ليست بخافية على جماهير شعبنا الواعية. اما الحركة الديمقراطية الاشورية وقائمتها (الرافدين 300) فأثبتت عبر تاريخها النضالي بكافة مراحله انها نابعة من صميم ومعاناة شعبنا تعمل من اجل مصلحته وأن كلفها هذا النهج الكثير الى درجة يتهمها البعض بعدائها لهذا الطرف أو ذلك عندما تدافع عن حقوق شعبنا وتطالب بارجاع الحق الى اصحابه وغالبا ما تسبب لها هذه المطالبات المتاعب وتُزرع العراقيل في طريقها، ورغم كل ذلك فنهجها هو (اذا نسكت عن حقوق شعبنا نفقد مبرر وجودنا)
الخط الثابت
مرت الحركة بمراحل نضالية عديدة كما مر سابقا، وفي كل هذه المراحل لم تغيّر نهجها في المطالبة والدفاع عن حقوق شعبنا، لم ترضخ لأية اغراءات أو تنحني أمام الضربات التي توجه ضدها سواء من خارج بيتنا القومي أم من داخله، فخطها العام ثابت لم ولن يتغير وهو خط المصلحة القومية، ولهذا عندما امنح صوتي لهذه القائمة أعلم مُسبقا الخط الذي ستسير عليه. بعكس الذين اثبتت مسيرتهم انهم يغيرون خطهم بين ليلة وضحاها ومنهم من يبحث عن أقصر الطرق للوصول الى أهدافه التي عادة ما تكون أهدافا شخصية.
الايمان بالوحدة القومية
قرون عديدة من القهر والاضطهادات والظروف التي مر بها شعبنا وأولويات اهتماماته، كلها أورثتنا إشكالية الوحدة القومية والتسميات وهذه ليست وليدة اليوم، الا ان طريقة تعامل البعض معها ادى الى تعقيدها أكثر مما تستوجب، كالتعصب والغاء الاخر والدعوة الى الانقسام الى درجة وصلت عند البعض الى درجة تكفير الاخرين، أمام هذا الواقع تؤمن الحركة وتعمل من منطلقين ثابتين الاول هو الايمان الثابت بوحدتنا القومية وذلك بالعمل والتعامل اليومي وليس فقط بالكلام والكتابات ومسيرة الحركة في كافة مراحلها تثبت التزامها بهذا النهج، اما المنطلق الثاني فهو الاعتزاز بكافة تسمياتنا القومية وعدم التعصب لاحداها، ومن هذا المنطلق نراها تتفق مع كل عمل يهدف لترسيخ وحدتنا القومية. هذا الايمان جعلها عرضة لانتقادات البعض دون ان يأتوا بالبديل الذي يوحد شعبنا على ارض الواقع.
لغتنا القومية
كان اجماع الكل (منظمات وشخصيات) على الاعتزاز بلغتنا القومية العريقة بحيث لم يكن بالامكان التمييز بينهم طالما كان الامر لا يتعدى الكلام قولا وكتابة، الى ان جاء وقت اختبار مدى مصداقية تلك الاقوال عندما اقرت حكومة كردستان قانون التعليم باللغة الام، عندها تم الفرز بين من كان موقفه منها لا يتعدى الاقوال ومن حول اقواله الى افعال، وهنا لا يختلف اثنان على ان الحركة عملت وضحت بكل قوة من اجل انجاح هذا المشروع العظيم وذلك ابتداء بالاعلام ونشر اهمية وعظمة هذه اللغة وتسجيل اولادهم بهذه المدارس وتشكيل لجان تعمل ليل نهار لترجمة الكتب وطبعها وتهيئة المعلمين والمعلمات وفتح الاقسام الداخلية والدعم المالي التي تبنته الجمعية الخيرية الاشورية كل ذلك أدّى الى تقدمها مرحلة بعد اخرى الى ان اجتازت المرحلة الجامعية. اما الذين وقفوا منها موقف المتفرج علنا والعداء سرا لا زالوا يرددون نفس الاقوال للتشكيك بها متمنين فشلها. هذا هو موقف الحركة من لغتنا والسؤال هنا هو لكل من يعتز بهذه اللغة: في اي من قوائمنا تكمن الايادي الامينة على المحافظة على لغتنا؟
قائمة شاملة
بالقاء نظرة على مسيرة الحركة وكل الانتخابات التي خاضتها نرى انها ليست حصرا على فئة معينة او حتى على اعضائها فانها تختار على اساس الكفاءة وليس التسمية او المنطقة وكأننا في نظام المحاصصة، هذا التنوع لم يقتصر على المرشحين في قوائمها وانما حتى في المناصب المكتسبة كاستحقاق انتخابي، وهكذا نرى ان ابوابها مفتوحة لغير العضو الكفوء والامثلة عديدة تشمل الوزراء واعضاء البرلمان.
بين الاقوال والافعال
مما يؤخذ على الحركة من قبل البعض ان شعاراتها لا تصل الى درجة الامنيات، وهذا فيه نوع من الصحة، والسبب يرجع الى ان نهجها هو العمل لتحقيق الشعارات وليس الاكتفاء بالاعلان عن ما لا يمكن تحقيقه لدغدغة مشاعر الجماهير، فما اسهل طرح شعارات عظيمة تفوق الطموحات ولكن ما اصعب تطبيقها على ارض الواقع، والمعروف عن نهج الحركة ومسيرتها انها تؤمن بالعمل وليس بطرح الشعارات.
مهمات لم تكتمل
السبب الآخر الذي يجعلني اختار قائمة زوعا (الرافين 300) انها بالرغم ما تم تحقيقه الا ان هنالك امور اخرى لم تكتمل لحد الان كاستمرار تطوير المدارس السريانية واستحداث محافظة سهل نينوى وما تبقى من موضوع التجاوزات على القرى والاراضي، لذا ارى من الضروري منح صوتي لهذه القائمة.

  

30
لهم تنوير ولغيرهم تزوير

يوسف شكوانا
يحرص البعض على استمرار الصراع الانترنيتي وذلك بافتعال ازمات لا نهاية لها، فما ان يمل القارئ من قراءة المشاحنات حول قضية معينة حتى يفتحوا بابا اخرا لادامة الصراع وهكذا اصبحت حياتنا كلها مشاحنات حول امور يعتبرها شعبنا ثانوية وذلك على حساب قضاياه المهمة والمصيرية، وبالقاء نظرة سريعة عليها نرى ان كلها تنحصر في موضوع التسميات تاركين كل الامور الاخرى التي تعتبر أهم من هذا الموضوع وتخص شعبنا ومستقبل وجودنا، وآخر موضوع أثاروه هو اتهامهم لآل بابانا بتزوير كتاب (القوش عبر التاريخ) في طبعته الثانية التي لم تصلهم لحد الان وانما اعتمدوا على احدهم الذي لم ير في الكتاب الذي تضاعف عدد صفحاته (من 236 الى 556) الا كلمتي (الكلدانية والاشورية) ليعلن عن اكتشافه الخطير ويسرع بعدها من ينتظر مثل هذه الحالات بالكتابة وكل منهم يظهر قابلياته في اطلاق التهم، اكثرها ترديدا هي تهمة التزوير التي اشتهروا بها وبعضهم اوصل الموضوع الى درجة الجريمة، ولقد ضحك منها كل من يعرف هذه العائلة، فهل يعقل كتابة كل هذه المقالات بسبب حذف كلمة كلداني او اشوري في فقرة معينة رغم بقائهما على صفحات الكتاب لعشرات المرات، فلقد تم اضافة 320 صفحة في طبعته الثانية الا ان احدا منهم لم يتطرق اليها
لقد صدرت الطبعة الاولى قبل 33 عاما وكما علمنا وقتها انه تم اختصار الكتاب لسبب الكلفة الباهضة (وربما ايضا بسبب القيود المفروضة وقتئذ) وانني شخصيا شاهدت مسودات الكتاب عند زيارتنا للمرحوم المطران يوسف بابانا في كنيسة زاخو عام 1972 (خلال السفرات السنوية لمعلمي المدرسة الصيفية الكلدانية) وكان الملف ضخما جدا، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فانه لم يدعي الكمال في كتابه هذا وانما حث الاخرين على الاضافة اليه حيث يقول في مقدمته ص 10 (فعسى ما دونته من معلومات يبقى مصدرا تاريخيا للمستقبل يضيف اليه الخلف ما صعب علينا التوصل الى معرفته لبعدنا عن خزائن كتب الغرب الغنية باخبار الشرق) ومع كل هذا فمن ردود وايضاحات عدد من كتابنا خاصة الذين لا يعانون من مشكلة التسمية، تبين ان الوجهة العامة للكتاب لم تتغير وانما بقي الاعتزاز بالتسميتين الكلدانية والاشورية كما كان في الطبعة الاولى فكل من هاتين الكلمتين ترد عشرات المرات في كلا الطبعتين، اما التهم التي وجهت لابناء شقيقه فارجعها الاخ يوحنا بابانا الى مطلقيها عندما قال (اننا كلدان في ضمائرنا وسلوكنا وعطائنا وبعيدون عن التعصب القومي والطائفي المقيت) وبهذا يثبت انهم ليسوا اكثر كلدانية منه الا ان الفرق بينهم هو بعده عن التعصب القومي والطائفي، ورغم كل هذا فأبناء اخ المرحوم هم اصحاب حقوق الطبع ولديهم كافة المسودات التي جمعها وهم ادرى بمحتوياتها، والذين يكتبون ويتهمون ليسوا اكثر حرصا على الجهود الجبارة التي بذلها لسنين عديدة في جمع المعلومات في هذا الموضوع الصعب والشائك، ومرة اخرى يقررون هوية القوش وساكنيها من بعد الاف الاميال متوهمين ان بامكان مقالة تنشر على الانترنيت ان تغير كل الحقائق والادلة التاريخية والمنطقية
والغريب ان هذه المجموعة تقوم بتزوير الحقائق التاريخية او تدافع عن التزوير عندما يتماشى مع افكارها الانقسامية ويطلقون عليه (تنوير) فعندما نشر موقعهم الموصدة ابوابه بوجه الرأي الاخر خبر اكتشاف (مقبرة للمسيحيين) في النجف قام بتحريف الخبر الى (مقبرة الكلدان) وقالوا انه تنوير وهذا كان المثال الاول
والمثال الثاني عندما قام احدهم بنشر حلقات عن تاريخ كنيستنا ناقلا من مصادر تاريخية ولكن يقوم بتغيير كل ما ترد كنيسة المشرق الى الكنيسة الكلدانية وقالوا عنه ايضا تنوير
المثال الثالث كتاب (دليل الراغبين في لغة الاراميين) للمطران يعقوب اوجين منا المتوفي عام 1928 والذي طبع سنة 1900 في الموصل تم اعادة طبعه في بيروت سنة 1975 باسم(قاموس كلداني - عربي) والغريب انه عندما قام مؤخرا عدد من المتعلمين بنشر القاموس الكترونيا بالاسم السرياني اثاروا زوبعة اخرى الى ان علموا ان عنوان الكتاب الاصلي لم يكن قاموس كلداني عربي ولقد تم تغييره عند اعادة طبعه في بيروت
والمثال الرابع كتاب (الكنيسة النسطورية) لمؤلفه الكردينال اوجين تيسران تم تعريبه ووضع له عنوان (خلاصة تاريخية للكنيسة الكلدانية) والتغيير لم يقتصر على العنوان فقط وانما شمل معظم محتويات الكتاب فعلى سبيل المثال:
عنوان الفصل الرابع كان (الكنيسة النسطورية في حكم العرب الفاتحين) أصبح (الكنيسة الكلدانية في حكم العرب الفاتحين
وعنوان الفصل الخامس كان (البعثات الدينية الى الهند) اصبح (الكلدان النساطرة في الهند)
عنوان الفصل السادس كان (التوسع الى اسيا المركزية والى الصين) اصبح (دخول الكلدان النساطرة الى اسيا الوسطى والصين)
عنوان الفصل التاسع كان (قائمة بطاركة النساطرة والكلدان) اصبح (سلسلة بطاركة ساليق وقطيسفون او بطاركة بابل)
في الصحيفة 52 يقول (فيتضح ان الكلدان النساطرة الذين تمتعوا بانعامات وفيرة...) وفي الحاشية يقول طالع لذلك نسخة العهد المعطى من الخليفة المقتدى بالله للبطريرك عبديشوع بن العارض - ماري ص 133) وعند الرجوع الى هذا المصدر نجد فيه (جاثليقا لنسطور النصارى مدينة السلام والاصقاع وزعيما لهم والروم واليعاقبة ولكل من تحويه ديار الاسلام من هاتين الطايفتين ...)
والامثلة عديدة على التغيير ولكنهم يعتبرونه (تنوير) اذا كان يتماشى مع افكارهم الانقسامية و(تزوير) اذا كان عكس ذلك، وفي الختام لا يسعنا الا ان نثني على مبادرة الاخوين يوحنا وجورج (بابانا) على اعادة طبع الكتاب طبعة ثانية منقحة وشاملة كي نتعرف على المزيد عن بلدتنا الكلدانية الاشورية العزيزة ونحن بانتظار وصولها لايدينا


31
ندوات الاستاذ يونادم كنا و(نضال) البعض
يوسف شكوانا
استغل الاستاذ يونادم كنا زيارته الخاصة الى امريكا ليقوم بعدها بزيارات قصيرة الى المدن التي تعيش فيها نسب كبيرة من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، وكالمعتاد شملت نشاطاته في المدن التي زارها اللقاءات والمقابلات الاذاعية والتلفزيونية وعقد الندوات، فاللقاءات شملت تنظيمات وشخصيات مختلفة، وكذلك المقابلات والندوات لم تختلف عن غيرها في الزيارات السابقة، فالمقابلات كانت مباشرة وخطوط الهاتف مفتوحة لكل من يود التعليق او توجيه السؤال كما يشاء، وكذلك الندوات كانت عامة ومفتوحة للجميع، كان قسمها الاول مخصصا لحديثه الذي تناول الوضع العراقي وواقع شعبنا، والقسم الثاني لاسئلة واستفسارات وتعليقات الحاضرين وهذه كانت مفتوحة للجميع ولم يمنع احد من الحديث بكل حرية وضمن السياق التي سارت عليها الندوات، هذا ما يشهد له كل من حضر اي من الندوات التي نالت اعجاب الغالبية الكبيرة لا فقط من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وانما الشخصيات العراقية التي حضرت هذه الندوات، ولكن ما يؤسف له ان بعض الاخوة سعوا الى (افشال) هذه الندوات كما عبر عن ذلك بعض السائرين في خطهم وكأن نجاح الندوة او فشلها يعتبر قضية مصيرية لشعبنا، ولكن كما يقول المثل كانت النتيجة انقلاب السحر على الساحر، ومما قاموا به
1- كتابة نداءات على الانترنيت وارسال رسائل الكترونية لمقاطعة ندواته، ويعتبر مثل هذا الامر (الجديد) تهربا من مواجهته وعرض ما يكتبونه من اتهامات ضده وجها لوجه وامام الملأ فمنهم من كتب عشرات المقالات ضده ولكنه لم يظهر في الندوات ليثبت مصداقيته بما يكتب امام الجمهور، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فدعوتهم لعدم الحضور تدل على خوفهم من كشف الحقائق وتفنيد اتهاماتهم وافتراءاتهم، انني لا ادعي ان الاستاذ كنا او اي سياسي اخر معصوم من الخطأ خاصة عندما يعمل ويناضل في الساحة العراقية وضمن الظروف الذاتية والموضوعية لشعبنا، ومع كل هذا فالنتيجة كانت نجاح ندواته وفشل الذين كتبوا وكتبوا وعندما دنت ساعة مواجهته تهربوا ليعودوا بعدها ليكتبوا
2- مما لا شك فيه ان عدد من الاخوة حضر الندوات بهدف الانتقاد فقط بمواضيع مهيئة مسبقا سواء تم التطرق اليها خلال الندوة ام لاء، وهذا يعتبر حقهم الطبيعي لا خلاف عليه طالما لا يخرج عن السياق المتبع في الندوة كاختصار التعليقات وتوجيه الاسئلة بكل حرية، الا ان البعض يعتبر مساواته بالاخرين انتقاصا من شخصيته فاما ان يلقي محاضرة خلال الندوة والا فان حريته حجبت عنه، او يرفض التحدث من غير مايكروفون اسوة بالاخرين معتبرا نفسه فوق الاصول المتبعة مع الكل، ومع كل هذا فالانتقاد امر طبيعي لا غبار عليه عندما يهدف الى كشف الحقائق اما اذا كان الهدف منه فقط (افشال) الندوة فهذا يذكرني بالاسلوب البعثي الذي كان يدس عدد من ازلامه في النشاطات العراقية في الخارج بهدف افشالها عن طريق (الشغب) وهنا اذا كان البعض لا يزال يحن الى ماضيه فما بال الذين كانوا في الخندق الاخر وعانوا من مثل هذه الاعمال
3- المعروف ان معاناة شعبنا في الوطن كبيرة والطريق الى نيل حقوقه لا زال طويلا وصعبا فهو يعيش حالة التهميش والاقصاء ونقص الخدمات ومحاولات التغيير الديمغرافي لمناطقه وعدم توفير فرص العمل وفقدان الامن والتهجير وغيرها عديدة، ومما يؤسف له ان المنتقدين لم يتطرقوا الى مثل هذه الامور وانما اقتصرت تعليقاتهم على موضوع التسميات والانقسام وتهميش الكلدان المزعوم، فلم اسمع ان احدهم سأل عن مشكلة تعيين الخريجين او المدارس السريانية او المحافظة المطلوب استحداثها وما الى ذلك من امور تعتبر اساسية لشعبنا وهذا ما ينتظره من مناضلي الخارج ان يطالبوا به للتخفيف من معاناته، فلا اعلم ماذا يستفيد الخريج العاطل عن العمل من وضع عشرات الواوات بين اسمائنا، وهل ستعمل الواوات على ايقاف الهجرة؟ وما الذي تحقق لشعبنا في بغداد والبصرة والموصل في ظل واوات الدستور ولم يتمكن من تحقيقه في دهوك واربيل بسبب حذف الواوت؟ اما موضوع تهميش الكلدان الذي يردده البعض دائما فلم يؤكده اي منهم بالارقام ولا اقول بالاسماء ولكن الاسماء والارقام تثبت عدم وجود اي تهميش للكلدان قياسا بالسريان والاشوريين (كما يزعمون) الا اذا تم اختزال كل الكلدان وحصر الكلدانية بالانقساميين فقط، وهؤلاء ايضا مارسوا حقهم الكامل في الترشيح للانتخابات وكان القرار الاخير لشعبنا الذي اختار من يمثله بحرية وبحسب ارادته، ومع هذا فالتهميش الحقيقي يشمل شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ككل وليس مقتصرا على فئة دون الاخرى
4- كما توقعنا كتب البعض عن الندوات مركزين فقط على دور العدد القليل من المعارضين معتبرين ما قاموا به خلال الندوة عملا بطوليا، ولكن الامر لم يكن كذلك فمن حق اي كان ان يسأل ويستفسر وكانت التعليقات متنوعة غالبيتها العظمى تثني على دوره ونضاله واعماله، والقليل كان بصيغة انتقادات تم الاجابة عليها بكل وضوح، الا ان هذا البعض الذي كتب اهمل كل التعليقات الايجابية واقتصر على الذي اعتبره تهجما على الاستاذ كنا وحتى في هذه لم يتطرق على اجاباته وتوضيحاته، نعم سأل احدهم اذا يعترف بوجود الكلدان كقومية وطلب منه جوابا صريحا ومباشرا، ولكن لم يكتبوا جوابه عندما قال (نعم) ولكن لا كما تنظر اليها انت فانا ارفض ان اقول انا اشوري وانت كلداني ولكنني اقول انا وانت كلانا كلدان وكلانا اشوريين، طبعا هذا الجواب لا يخدم هذا البعض فلم يتطرقوا اليه وانما عرضوا الامر وكأن السائل سأل ولم يتلق الجواب، وهذا ما حصل في موضوع السحور السياسي والادعاء بأن الاستاذ كنا الغى وجود الكلدان، فبمشاهدة البرنامج الذي لا زال على اليو تيوب نلاحظ بوضوح ان السؤال لم يكن عن وجود الكلدان ام عدم وجودهم وانما اذا كان هناك فرق بين الاشوريين والكلدان حيث يسأله (بالمناسبة اصلك اشوري) فيجيب: نعم اشوري، ثم يسأل (مو كلداني) ويجيب: هو اشوري وكلداني واحد، ومع كل هذا فلقد وضح الامر خلال الندوة وختم توضيحه بالقول: ان حفيديه كلدان، فهل ذكر هذا اي من هؤلاء الكتاب
5- تتكرر كلمة (الكعكة) في كتابات البعض، والمعروف انه هناك انواع عديدة من الكعكات منها ما يخص الافراد ومنها ما هو للشعب، عن النوع الاول يختلف البشر في نظرتهم اليها وكيفية الوصول الى اقتطافها بطرق مختلفة منها طبيعية مستقيمة ومنها ملتوية، ومن كعكات هذا القسم مثلا الوظيفية والتجارية والاقتصادية وما الى ذلك من كعكات شخصية، ولكن كعكات الشعب يجب ان تكون في مقدمة تفكير وسعي السياسي او الذي يدعي العمل من اجل شعبه، والفرق شاسع بين الكعكتين، فبينما تعتبر الاولى خاصة بشخص معين وتكون عادة وقتية، تصب الثانية في مصلحة الشعب وتكون عامة وثابتة، وهذا ما يجب ان يسعى اليه، فمثلا يعتبر مشروع المدارس السريانية احدى كعكات الشعب الكبيرة وكذلك استحداث محافظة في سهل نينوى والاعتراف بوجودنا القومي في الدستور وتأسيس جامعة بغديدا وايقاف محاولات التغيير الديموغرافي وغيرها من الامور التي هي من صميم مصلحة الشعب، ولكن البعض يهمل كل هذه الامور ويركز فقط على الكعكات الفردية وحتى في موضوع المناصب الشخصية يهمل تهميش شعبنا فلا يرى مئات الدوائر التي تخلو من ابناء شعبنا ويلاحق القليل الذي لدينا، يجري عليه تحليلاته الخاصة كي يتوصل الى وجود حالة التهميش، فيا ليته يطالب بازالة حالات التهميش كفقدان الخدمات وفرص العمل والوضع الامني واسباب الهجرة وغيرها عديدة تعتبر من المطالب الاساسية لشعبنا، فاحوال الشعب لا تتحسن بتغيير بطرس ببولس في منصب معين، ولكن هذا البعض لا يرى في شعبنا الا الانقساميين
6- كل الذين كتبوا وهللوا (لفشل) الندوات كما يدعون ويتمنون هم في الخارج بعيدين عن شعبنا في الوطن جغرافيا وفكريا ومعاناة، فالكل يعلم ان شعبنا في واد وهم في واد اخر، هذا ما يردده الكثيرون ويدعوهم الى الرجوع والعمل معهم ليروا ثمارهم فان كانت اكثر جودة مما لديهم الان فمن المؤكد سيختارونهم لتمثيلهم عبر صناديق الاقتراع اما اقتصار (النضال) على الكتابات التي تفرق الصف فلم ولا ولن يجن شعبنا منه اي شئ سوى المزيد من المآسي هو في غنى عنها
7- نقطة اخرى اثارت بعض الجدال وهي قول الاستاذ كنا في اللقاء التلفزيوني والندوة انه يرفض ان يمثل الكلدان من لا زال يكتب في مواقع حزب البعث، اخذ بعض الاخوة هذا القول على انه اتهام لكل المدافعين عن الكلدان بالبعثية، ومن حقهم ان يرفضوا مثل هذه التهمة، ولكن بعد ان تم توضيح الامر قالوا كان عليه ان يذكرهم بالاسماء للابتعاد عن اي تأويل بالتعميم، وللمعلومات ان بعضهم ايد هذا القول وذلك خلال الاحاديث بعد انتهاء الندوة، ولكن مرة اخرى ان ذلك لم يكتبوا عنه لأنه حقيقة لا تقبل الشك، ان مواقفهم يخجل منها الكلدان الشرفاء، فاقوالهم بمبايعة (القائد) وتهانيهم لموقعهم (المجاهد) وافتخارهم بعروبتهم وانتظارهم (شمس البعث) كي تشرق مجددا في العراق ونعتهم كافة اطراف المعارضة العراقية للنظام المقبور بشتى النعوت وتألمهم (لاستشهاد) قائدهم وادعاءهم بأن مجد العراق صنعه البعث وانه في عهد البعث تمتع الاكراد بكامل حقوقهم وغيرها من الاقوال التي كتبوها في المواقع البعثية تفضحهم على حقيقتهم، فتاريخ عدائهم لزوعا لم يبدأ بزيارة الاستاذ كنا الى امريكا ولا ببرنامج السحور السياسي ولا بقضية ديوان الوقف المسيحي وانما يرجع الى يوم تأسيس هذه الحركة ومعارضتها للنظام الدكتاتوري ونضالها مع الاطراف الاخرى للمعارضة العراقية
خلاصة الامر ان نجاح ندواته يقاس برأي الاغلبية وهي تقول انه تحدث بصراحة كبيرة عن الوضع السياسي واحوال شعبنا وما يعاني منه، استمع الى الاراء واجاب على كل الاسئلة بكل صراحة ولبى طلبات الكل سواء في اطالة التعليقات او التحدث بالمايكروفون، وانني شخصيا لا ارى في الاسئلة والتعليقات التي وصفها البعض بالبطولية سوى انها امورا طبيعية كما هو اختلاف الاراء امرا طبيعيا ومن حق اي كان ان يحضر ويسأل ولكن الذي يلفق باستمرار ويتهرب من المواجهة ثم يعود الى التلفيق فاقل ما يقال عن مثل هذا التصرف انه ليس بطوليا، واذا لا يعترفون برأي الاكثرية فلنحتكم الى راي الذين حضروا الندوات من غير شعبنا فعندهم الخبر اليقين، وفي الختام اقول ان الاستاذ يونادم كنا جاء عن طريق الانتخابات وحصل على المرتبة الاولى باصوات الناخبين سواء كسكرتير عام لزوعا أم كعضو البرلمان العراقي، والناخب في الحالتين هو الذي يقرر وارادته يجب ان تحترم من قبل كل من يؤمن بالديمقراطية
 

32
ايضاحات للدكتور عبد الله رابي المحترم

يوسف شكوانا

لقد كتب الدكتور عبد الله رابي موضوعا بعنوان (من يقف وراء تهميش الكلدان وما هي الخيارات السياسية لشعبنا) ونشره في عدد من مواقع شعبنا، وفي الوقت الذي احيي اسلوبه واحترم اراءه رغم اختلافي مع الكثير مما جاء فيه، وهذا ما اتمناه من كتابنا ان يطرحوا اراءهم مهما كانت باسلوب حضاري مع الالتزام باخلاقية الكتابة كي تتم مناقشتها للتوصل الى افضل الصيغ التي تخدم شعبنا وقضيتنا القومية والوطنية، لذلك ساحاول ايضاح بعض الامور التي اراها ضرورية لما كتبه في موضوعه هذا متمنيا ان يتسع صدره لها
1- لقد اختار الدكتور موضوعا مهما وهو موضوع التهميش الذي هو حقيقة واقعة ولكنه ليس مقتصرا على الكلدان فقط لانه يشمل كل المكونات الصغيرة عدديا في المجتمع العراقي بسبب تسلط الاحزاب الطائفية على السلطة وابتعادها عن روح الديمقراطية، لننظر الى مكانة هذه المكونات في الدولة كالتركمان والايزيديين والشبك والصابئة المندائيين وكذالك شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، ان التهميش موجود في كافة دوائر الدولة وحتى في السفارات والقنصليات العراقية في الاماكن التي بها كثافة سكانية لشعبنا، انه يترك كل هذا التهميش ويلقي اللوم على اطراف من شعبنا يشملها التهميش، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى يختصر موضوع التهميش في المناصب القليلة لشعبنا ومن يشغلها تاركا الامور الاهم كتهميشه في الخدمات واقامة المشاريع في مناطقه وتوفير فرص العمل للشباب الخريجين من الجامعات والاهتمام بلغته من خلال المدارس وتوفير الامن وما الى ذلك من امور اساسية للذي يعيش على ارض الوطن، فلو كان الوزير بطرس او بولس لا اعتقد ان ذلك يعتبر قضية مصيرية لشعبنا، فحقوق شعبنا ليست بمن يشغل المنصب الحكومي. انني استغرب كيف يسكت على الوزارات والمديريات الخالية تماما من اي موظف من شعبنا (باستثناء عاملات التنظيف) ولا يرى الا المناصب النادرة التي يشغلها اشخاص مسيحيون ليقوم بفحص جيناتهم وتحليل افكارهم كي يتوصل الى وجود حالة يسميها تهميش الكلدان، انني ارى ان نوحد جهودنا ونعمل كصوت واحد لازالة حالة تهميش شعبنا (الكلداني السرياني الاشوري) المسيحي وذلك بالطلب من صانعي القرار لانها حالة لا تليق بالديمقراطية وفيها اجحاف واضح بحق شريحة عراقية عريقة ومسالمة معروفة باخلاصها للوطن عبر تاريخها
اطلب من الدكتور ان يقوم باجراء جرد واحصاء كل الذين تسنموا مناصب (مدير ناحية- قائممقام- مدير عام- وكيل وزير- وزير) من ابناء شعبنا منذ عام 2003 ويسجل اسم الشخص وقوميته او مذهبه وانتماءه السياسي ليتوصل الى ان نسبة الكلدان تشكل يحدود 80% منهم ومثل هذه النسبة هم من المستقلين، ولا يمكن ان يتوصل الى وجود اي تهميش للكلدان الا اذا حصر الكلدانية بالانقساميين، وحتى هؤلاء فالذين يهمشونهم ليسوا تنظيماتنا السياسية وانما شعبنا في الانتخابات
2- يقول ان الكلدان المنتسبين او الموالين لاحزاب غير كلدانية كالحركة الاشورية (كذا) والمجلس الشعبي ليسوا كلدانا!! انني استغرب من مثل هذا القول لانه اولا يجردهم من كلدانيتهم ولا نعلم باية صلاحية يقرر ذلك، وثانيا يغمض عينيه عن الكلدان الذين انتسبوا وانتموا الى احزاب اخرى اذكر منها حزب البعث العربي الاشتراكي ومنهم من لا يزال يفتخر بعروبته ويأمل بعودة البعث الى السلطة، ان حزب هؤلاء هدم قرى الكلدان ومنع تعليم لغة الكلدان وسيطر على كافة مؤسساتهم مشترطا عليها ان تعمل من اجل (امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة) ولا بد انه يعلم بموضوع اعتبار الكلدان عربا في تعداد 1977 ولكن هذه كلها لا يعتبرها تهميشا ويصور المشكلة بالذي يؤمن بالوحدة وينتسب الى الحركة الاشورية او المجلس الشعبي رغم انه يحافظ على اسمه الكلداني اسوة بالاسماء الاخرى كما يعمل من اجل احياء لغة الكلدان ويعمل من اجل حقوق الانسان الكلداني، ان الخطر الذي واجهه شعبنا عبر التاريخ كان الانصهار في الاقوام الاخرى واما اليوم فهو خطر الهجرة والانصهار في المجتمعات الغربية الذي سيشمل بدون شك الجيل الثالث للمهاجرين، فالمشكلة ليست بالذي يحافظ على لغته وعاداته ويعتز بشعبه ويعمل من اجل حقوقه وانما بحفيده الذي سيجهل كل هذه الميزات ويكتفي بالقول وبلغة اجنبية (يقال ان اجدادي كانوا كلدانا)
3- يدور حول حقيقة عدم التمييز في دعم القرى وتقديم الخدمات ويضيف اليها عبارة (من قبل الدولة) وبهذه الاضافة يصبح طرحه صحيحا فالمفروض بالدولة ان لا تميز بين القرى في تقديم الخدمات وليس من حق احد ان ينسب اليه ما تقدمه الدولة للشعب، الا ان عدم التمييز الذي تجاهله الدكتور واضح في الامور التي خارج واجبات السلطة اذكر له بعض الامثلة، فدعم الفلاح والسواقي التي تم تبليطها من قبل الجمعية الخيرية الاشورية لم تميز بين قرية واخرى، ونفقات الاقسام الداخلية لتلاميذ المدارس السريانية لم تفرق بين طالب واخر وكذلك تقديم الخدمات الطبية وتوزيع الادوية ودفع اجور المحاضرين (وليس رواتب المعلمين) في المدارس السريانية وترجمة الكتب لكافة المراحل الدراسية ونقل الطلبة وما الى ذلك من الخدمات التي تقدمها مؤسسات شعبنا وليس الدولة
4- اغرب ما جاء في موضوع الدكتور انه ينتقد قناتي اشور وعشتار لعدم تقديمها الدعاية لمرشحي الكلدان اثناء الانتخابات ويعتبر ذلك قمة التهميش، ولكن الحقيقة هي انه ترشحت خمسة قوائم للفوز بالمقاعد الخمسة لشعبنا ومن حق كل طرف ان يسخر ما لديه من وسائل اعلامية لدعم حملته الانتخابية، واعتقد بان الدكتور يؤيدني بهذا الحق الشرعي والمنطقي، فقائمة لها قناة تلفزيونية في منطقة وقائمة اخرى لها اذاعة في منطقة اخرى، وهكذا عن الصحافة واقامة الندوات واستخدام الملصقات الجدارية والمواقع الالكترونية وغرف الدردشة وغيرها من وسائل الدعاية الانتخابية وكل منها تخدم قائمتها فقط، فقناة اشور مثلا لم تقم بالدعاية لاي من القوائم الاربعة المنافسة وهذا حقها الطبيعي، فكيف يؤخذ هذا على انه تهميش للكلدان؟ فهل قامت بالدعاية لقائمة المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري او لقائمة عشتار للحزب الوطني الاشوري وحزب بيث نهرين الديمقراطي؟ ان موقفها كان واحدا من كل القوائم المنافسة ولا يمكن ادخاله في تهمة التهميش وانما كان من ضمن سياق الدعاية الانتخابية المعروف والمتبع في كل بلدان العالم، لاذكر بعض الامثلة: في الانتخابات الاولى تشكلت قائمة الرافدين من الحركة الديمقراطية الاشورية والمجلس القومي الكلداني، بدأنا الحملة الانتخابية في امريكا وكندا بالاشتراك مع ممثل المجلس لقد اقمنا الندوات المشتركة واجرينا لقاءات اذاعية معه الى ان انسحب المجلس من القائمة، ولم نقم باية دعاية لأي من القوائم الاخرى وكان من بينها القائمة الاشورية ولم يقل احد اننا قمنا بتهميش الاشوريين، مثال اخر: اجرت احدى الاذاعات لقاء مع ممثل قائمة منافسة لقائمة الرافدين وقام بالتهجم على الاستاذ يونادم كنا ممثل قائمة الرافدين، طلبت من الاخوة في الاذاعة اجراء لقاء مع الاستاذ كنا ولكنهم رفضوا، وبعد محاولات وافقوا بشرط ان لا يقوم بالدعاية لقائمة الرافدين وطبعا لم يتم اللقاء، انني لا اعتبر ذلك تهميشا وانما من حقهم ان يقوموا بالدعاية للقائمة التي يؤيدونها، مثال ثالث: في مدخل احدى الكنائس وضعت اعلانات لقوائم مختلفة فقام احد اعضاء تلك الكنيسة بوضع اعلان قائمة الرافدين اسوة بغيرها الا ان الكاهن منعه ولما اصر على وضعها خابر الشرطة كي تمنعه من ذلك، مثال رابع: اتمنى من الدكتور ان يذكر لي ولو كلمة واحدة نشرها الموقع الانقسامي عن اي من القوائم الوحدوية، اليس ذلك بحسب منطق الدكتور تهميشا للمؤمنين بالوحدة؟ ولكنه ليس كذلك لانه من غير المعقول ان يطلب احد التصويت لمنافسه، ان هذه الحالة لم تقتصر على قوائم شعبنا وانما شملت كل القوائم العراقية المتنافسة
5- انه يميز بصورة واضحة بين الكلدان والاشوريين ليخرج بادعاء التهميش ولكنه في كتابه (الكلدان المعاصرون والبحث عن الهوية القومية) الصادر عام 2001 وعلى الصفحات من 36 الى 42 يثبت انه من المستحيل التمييز بينهما فيقوم بدراسة محكات للتمييز بين الكلدان والاشوريين وهي
اولا المحك العرقي ويقول
(ان فكرة الجنس الخالص ما هي الا خرافة لا وجود لها الا في الذهن وبالتالي هي فكرة غير اجتماعية لا وجود لها في الواقع الاجتماعي) ويخلص الى القول (ان تمييز العنصر عملية معقدة وصعبة جدا لمعيشة عدة اقوام مع بعضهم البعض)
ثانيا المحك الجغرافي ويقول (تبين من التحليل الجغرافي ان التنقل والهجرة سواء كانت اختيارية ام قسرية وجدت عند الاقوام القديمة لبلاد +-النهرين في كل الاتجاهات والعملية هذه ساعدت على الامتزاج الدموي بل واللغوي بينها الامر الذي يحول دون المقدرة على تمييزهم عن بعضهم من حيث مناطقهم الجغرافية)
ثالثا المحك اللغوي ويقول فيه (لا نستطيع التمييز لولا ميل اللغة التي يتحدث بها الاشوريون المعاصرون الى الارامية اكثر من التي يتحدث بها الكلدان المعاصرون، وقد يكون هذا مؤشرا يجعلني اقول -ما يثير الدهشة والعجب- ان الاشوريون المعاصرون هم اراميون والكلدان المعاصرون هم اشوريون، يا للعجب من يعلم ربما تكون هذه الفرضية صحيحة او تكون مجحفة بحق كل من الجماعتين القومية. اقصد هنا لا يمكننا الاعتماد على محك اللغة في تمييز من هو اشوري ومن هو كلداني مهما بلغنا من الدقة)
رابعا المحك الديني ويقول فيه (وهذه الظاهرة الانتمائية الموحدة للعقيدة فسحت المجال للامتزاج والتجانس في القيم والعادات بين الكلدانيين والاشوريين بحيث لا يمكننا التمييز بينهما وعندما شرع النساطرة بالاعتقاد بالمذهب الكاثوليكي واطلق عليهم – الكلدان- بدأت بوادر النزعة القومية تظهر لدى الطرفين) وهكذا يختم الفصل الاول بالتوصل الى ان اي من هذه المحكات لا تفرق بين الجماعتين ولا تميز بينهما
هذا ما قاله في دراسته السوسيوانثربولوجية قبل 11 سنة فكيف توصل الى هذا التمييز القطعي هذا اليوم لا فقط بين الكلدان والاشوريين وانما بين الكلدان انفسهم ليجرد من لا يتفق معه من الكلدان من كلدانيتهم ولا نعلم اي من محكاته الاربعة تنطبق عليهم ليحكم عليهم حكمه هذا؟ هل غيروا عرقهم ام ارضهم ام لغتهم ام دينهم ام جميعها
بعد كتابة هذه الايضاحات اطلعت على الجزء الثاني لموضوع الدكتور وفيه يحدد عوامل التهميش ويصنفها الى عوامل ذاتية وهي ستة عوامل لا علاقة بالاحزاب التي يسميها اشورية بها فيحددها ب (ضعف الروح القومية- ضعف الاهتمام باللغة- الهجرة من الريف الى المدينة- فقدان التواصل التراثي- ضعف دور رجال الدين- عدم الاتفاق بين الاحزاب الكلدانية) بعدها يذكر خمسة عوامل موضوعية اثنان منها تتعلق بتلكؤ وعدم ظهور احزاب كلدانية اما الثلاثة الاخرى فهي تعيين الاستاذ يونادم كنا عضوا في مجلس الحكم الانتقالي من قبل بريمر وظهور المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري ووسائل اعلام ما يسميهم الاحزاب الاشورية، اما العوامل التاريخية فيحددها بعاملين هما النظام العثماني الطائفي والاضطهادات، فيكون المجموع 13 عاملا لا علاقة للاحزاب (الاشورية) بها لا من قريب ولا من بعيد باستثناء ثلاثة منها ظهرت بعد عام 2003 وهي موضوع بريمر وتشكيله لمجلس الحكم الانتقالي من اطراف المعارضة العراقية ولم يذكر الدكتور من كان الشخص المناسب لتلك العضوية بدلا من السيد كنا، ومما يثير العجب انه لا يرى في كل اعضاء مجلس الحكم الانتقالي الا السيد كنا، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فذلك المجلس كان مؤقتا وتم حله ليصبح في خبر كان ويُعتمد بعده على طريقة الانتخابات وبها قام الشعب بفرز جديد اخرج بعض الذين عينهم بريمر وادخل غيرهم كما اكد صواب اختياره في البعض الاخر عندما صوت لهم ومنهم الاستاذ يونادم كنا الذي يحصل على المرتبة الاولى باصوات شعبنا، فوجوده في البرلمان ليس بقرار بريمر وانما بارادة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في كل الانتخابات التي جرت، فلو لم يكن اهلا لذلك المنصب لقام شعبنا باخراجه في اول انتخابات جرت في البلاد، اما ظهور المجلس الشعبي فلا اعلم لماذا يعتبر تهميشا للكلدان فقط دون غيرهم فاذا كان موضوع الاسم فالاسم الكلداني له الاولوية بكامل حروفه ولا اعتقد انه يفرق بين تسميات شعبنا وقرانا في تقديم الخدمات والمطالبة بالحقوق، والنقطة الثالثة وهي وسائل اعلام زوعا والمجلس الشعبي وامتلاك كل منهما لفضائية فلا اجد اي تهميش بذلك ففي العراق الان عشرات الفضائيات والقانون لا يمنع اي كان من امتلاكه وسائل اعلامية، اما اذا كان المقصود برامجهما فهاتين الفضائيتين في كل بيت يشاهدهما معظم ابناء شعبنا في كافة انحاء العالم والمشاهد يحكم اذا تتبع اي منهما سياسة تهميش الكلدان
من كل ما تقدم نتوصل الى حقيقة واحدة وهي ان التهميش المزعوم هو للانقساميين فقط ولكن الدكتور يحصر الكلدان بهم وهذا يظهر جليا في تجريد كل وحدوي من كلدانيته كما يدعو في توصياته الى الغاء اي مشترك وخلق حالة الانقسام باستحداث مناسبات وممارسات جديدة هدفها الوحيد هو القول اننا لسنا امة واحدة، كما هناك حقيقة اقولها وهي لو صوت شعبنا في الانتخابات القادمة للانقساميين فسيدخلون البرلمان ويمثلون شعبنا شئنا ام ابينا ويعينون الوزير ويحصلون على كل الاستحقاقات التي يفرزها الفوز بالانتخابات
اتمنى من الدكتور عبد الله رابي ومن غيره خاصة من اصحاب الشهادات ان يشخصوا الخطر الحقيقي الذي يواجه شعبنا ككل ويعملوا للم الشمل والعمل المشترك والمدروس لان حجم الخطر يتطلب كل الجهود، وبما يخص المناصب ارى علينا المطالبة بزيادتها من خمسة اعضاء في البرلمان الى عشرة ومن وزير واحد الى وزيرين وهذه تبقى ثابتة لشعبنا يشغلها اليوم بطرس وغدا بولس لانها امور وقتية وتتغير بالانتخابات كل اربعة اعوام اما اذا فرغ البلد من شعبنا فسوف لا تبقى لا مناصب ولا اسماء


33
رحلة الى دير الربان هرمزد في يوم الشيرا

يوسف شكوانا

يعتبر دير الربان هرمزد من اشهر الاديرة في العراق لتاريخه العريق وموقعه الجميل ودوره في تاريخ كنيسة المشرق يقصده الزوار من مختلف انحاء العالم خاصة في موسمه (شيرا) الذي يعتبر من اكبر المهرجانات لا يضاهيه الا احتفالات راس السنة البابلية الاشورية التي تقام سنويا، فلنلق بعض الاضواء على هذا الدير بايجاز ما نشرته عن هذا الدير في مجلة (الشعاع الكلداني) العدد 1 عام 1984 مستندا الى مصادر عديدة

من هو الربان هرمزد
ابصر هرمزد النور في اواخر القرن السادس في مقاطعة عيلام (الاهواز) في بلاد فارس وكان من ذوي الحسب والنسب، تلقى دروسه في المواد التي كانت تدرس يومذاك في كنيسة المشرق، كان يرغب في حياة النسك والزهد، في سن العشرين قرر زيارة الاراضي المقدسة ومنها التوجه الى الصعيد المصري حيث السيرة الرهبانية على اوجها، بعد مسيرة عدة ايام وصل مدينة (حالا) الواقعة جنوب جبال حمرين وهناك التقى بثلاثة رهبان من دير برعيتا (ابن الكنيسة) الواقع في منطقة المرج فأقنعوه بالاقلاع عن عزمه ومرافقتهم الى ديرهم الذي كان يضم اكثر من مائتي راهب ويقوم بادارته الربان سبريشوع من نينوى
في دير الربان برعيتا اكمل فترة الابتداء (مدشناني) وطبق الانظمة الرهبانية بحذافيرها واصبح مثالا يحتذى به لشدة تدينه، بعد سبع سنوات قضاها في هذا الدير انفرد في كوخ جبلي مكرسا حياته للصلاة والزهد والتقشف لمدة 32 سنة، وكان يسكن في تلك الربوع راهب تقي اخر اسمه اوراهام اصله من دير بيث عابي في منطقة المرج جنوب قرية خرپا قرب عقرة، فأقنعه بزيارة ديره، مكثا في هذا الدير ثلاثة اشهر ذهبا بعدها الى دير الرأس (ديرا دريشا)، بعد سبع سنوات في هذا الدير وبسبب جفاف ينبوع الماء الذي كان يشرب منه الرهبان تفرق معظمهم الى اماكن شتى فقصد هرمزد واوراها جبل القوش وهناك اقاما بجوار كهف فيه مياه غزيرة لا زال باقيا الى هذا اليوم ويسمى عين القديس (اينا دقديشا) الا ان الراهب اوراها لم يمكث هناك سوى ثلاثة ايام قصد بعدها منطقة نينوى واسس بالقرب من بطنايا ديره الشهير والذي لا زال قائما وهو دير مار اوراها

تأسيس الدير
كان مار ميخا النوهدري قد تنبأ قبل اكثر من مائتي سنة بقدوم هذا القديس الى القوش (عتيد الله ان يرسل لكم ايها الالقوشيون نسرا عظيما لكي يصعد بمقامه فوق الملائكة ويعشعش في هذا الجبل بجانبكم.. اخرجوا ايها الالقوشيون للقائه بالفرح) فما ان سمع الالقوشيون به حتى خرجوا للقائه مستبشرين بقدومه مبدين لهم استعدادهم لمساعدته، ويذكر ان اهالي القوش فعلوا ذلك للاختلاف المذهبي بينهم وبين رهبان دير بسقين شمالي القوش الذين كانوا من اتباع الكنيسة الانطاكية للسريان الارثوذكس (اليعاقبة) بينما كان اهالي القوش وكذلك الربان هرمزد على المذهب المسمى (النسطوري). انتشر خبر وجود الربان هرمزد هناك تدريجيا في المنطقة واخذ اهالي القرى المجاورة يأتون لزيارته حاملين اليه مرضاهم طالبين الشفاء بشفاعته وانضم اليه العديد من الشباب واكبر مجموعة كانت من مدرسة ايثالاها في نوهدرا (دهوك) وكان عددهم خمسين شخصا وبعد ان قبلهم ابتنوا لهم كنيسة، وهكذا كانت نشأة الدير، لقد ساعد في تشييد الدير اهالي المنطقة والقرى المجاورة وخاصة شخص من اهالي باقوفا اسمه (خوداوي شوبحي) وكذلك امير الموصل عتبة بن فرقد السلمي 640-642 لان الربان هرمزد انقذ ابنه شيبين من مخالب الموت، لقد تأسس الدير في ايام الجاثليق ايشوعياب الثاني الجدالي 628- 645
بقي الربان هرمزد في ديره مدة 22 سنة توفي بعدها وقد قطع العقد الثامن من عمره قضى حياته بالبر والقداسة، يحتفل بذكراه يوم الاثنين الثالث بعد احد القيامة من كل عام وهو ما يعرف على نطاق واسع بموسم الربان هرمزد (شيرا دربن وَرمز)

النكبات والمآسي
لقد عانى الدير ما عانته كنيسة المشرق والمنطقة من الاضطهادات وحلت به نكبات عديدة عبر تاريخه المرير اذ كان هدفا للغزاة والطامعين ولقد مر بظروف قاسية اجتاحته غزوات متواصلة في فترات مختلفة فتم تدميره لمرات عديدة وفي كل مرة كانت تتلف جميع الكتب والمخطوطات التي تقع بأيدي الغزاة والتي كانت فلذات اكباد وعصارة افكار قديسين ومتصوفين نذروا انفسهم للصوم والصلاة والتقشف والكتابة والاستنساخ، والقليل الذي لم يقع بأيدي الغزاة سفاكي الدماء قام اجدادنا انفسهم باتلافه بعد اعتناقهم المذهب الكاثوليكي وبذلك طمسوا معظم معالم تاريخنا وحضارتنا وتراثنا الديني والادبي، وكان اجدادنا قبلها وعند اعتناقهم للديانة المسيحية في بدايتها قد اتلفوا دون تمييز كل اثر وثني يربطهم باجدادهم، ولهذا السبب فمسيرة الدير يسودها الغموض لفترات عديدة، اما اهم النكبات التي حلت بالدير فهي:
هجوم تيمورلنك على المنطقة في القرن 14 حيث تبدد الرهبان
هجوم رجال بارياق المغولي على القوش والمنطقة عام 1508 ادى الى تشتت الرهبان
حملة يونس اغا عام 1727 حيث ترك الرهبان الدير والتجأوا الى كنيسة مار ميخا في القوش
هجوم قوات نادر شاه (طهماسب) سنة 1743 حيث حطمه كليا وبقي مهجورا لمدة 65 سنة يتفقده بين فترة واخرى احد افراد بيت ابونا
هجوم امير راوندوز ميره كور (الامير الاعور) سنة 1832 على المنطقة حيث التجأ الرهبان الى كنيسة مار ميخا في القوش ومن جملة من قتلوا بهذا الهجوم الاب جبرائيل دنبو رئيس الدير وثلاثة من الرهبان
هجوم اسماعيل باشا والي العمادية على الدير حيث نكل بالرهبان ومزق رجاله كل الكتب والمخطوطات التي وقعت بأيديهم وأخذ رئيس الدير حنا جرا مع احد الكهنة واحد عشر راهبا الى سجن العمادية حيث توفي فيه رئيس الدير
وعن قساوة الهجمات نورد ما كتبه القس حبش سنة 1746 بالسريانية عربها بهنام دانيال ونشرها في مجلة بين النهرين عدد 37 و 38 (… ثم اجتازوها الى قرية تلكيف والقوش، الا ان اغلب الاهالي كان قد هرب والتجأ الى دير الربان هرمزد في الجبل. وهناك ادركتهم العساكر الفارسية فأحاطت بالدير واستولت عليه ثم هجموا عليه هجمة الذئاب المفترسة على الحملان الوديعة او البواشق على العصافير وتجاسروا بوقاحة لا توصف فمنهم من ذبح كالخراف ومنهم من اميت باقسى العذابات كما سبيت وهتكت النساء والصبايا وارتكبت معهن فضائع لا توصف ولا تذكر حيث يكل اللسان عن ذكر القسوة والافعال القبيحة التي وقعت وحدثت لنساء وفتيات مسيحيي هذه المنطقة)
وفي الخمسين سنة الاخيرة هوجم الدير عدة مرات من قبل الطائرات الحكومية بذريعة ايوائه للانصار والبيشمركة وكان معظم سنوات الاقتتال مهجورا من الرهبان الى عام 1991 حيث بداوا باعادة اعماره ليرجع اجمل مما كان

اعادة فتح الدير
كان الدير مهجورا بسبب حملة طهماسب عليه سنة 1743 لفترة 65 سنة عندما قدم الشاب المارديني جبرائيل شمعون دنبو وسعى جاهدا لاعادة فتح الدير، ورغم الصعوبات التي واجهها من مطران العمادية حنانيشوع من عائلة ابونا لكون الدير تابعا لابرشيته، الا ان جهود الاب دنبو تكللت بالنجاح عام 1808 وفي عام 1820 كان في الدير 50 راهبا، في عام 1927 سافر الى روما ومكث فيها ثلاث سنوات لتثبيت قوانين الرهبانية وسماها (الرهبانية الانطونية الهرمزية الكلدانية) وهكذا عمل بجد ونجح في تجديد الحياة الرهبانية في هذا الدير والمستمرة الى يومنا هذا، وفي عام 1830 انفصل الدير عن ابرشية العمادية لكنيسة المشرق واصبح تابعا لابرشية الموصل للكنيسة الكلدانية، كان الانبا جبرائيل دنبو من بين الذين قتلوا في هجمة ميره كور على المنطقة سنة 1832، وفي عام 1858 تم تشييد دير آخر في السهل باسم دير السيدة حافظة الزروع ويسمى الدير الاسفل (ديرا ختايا) لموقعه جنوب دير الربان هرمزد الذي يسمى خاصة في القوش الدير الاعلى (ديرا علايا)

دور الدير في كنيسة المشرق
لعب دير الربان هرمزد دورا كبيرا في تاريخ كنيسة المشرق فلقد اصبح مقرا لكرسي بطريركية كنيسة المشرق لثلاثة قرون ابتداءا من بداية القرن السادس عشر، وفيه تمت مباحثات الاتحاد بين كنيسة المشرق وروما بعد اختيار رئيس هذا الدير يوحنا سولاقا سنة 1551 للبطريركية حيث ارسل البابا غريغوريوس الثالث عشر مبعوثه الخاص المطران ليونارد هابيل الى الدير لهذا الغرض، ورغم ان معظم الوثائق التي تعود الى الفترات السابقة لتجديده قد اتلفت الا انه بعد فترة التجديد تخرج منه الاف الرهبان ومئات الكهنة وعشرات المطارين اصبح احدهم بطريركا هو مار يوسف اودو، لقد كان الدير طوال تاريخه مركزا كبيرا للكتابة والاستنساخ الا ان معظم نتاجاتهم اتلفت بسبب الهجمات عليه وكذلك الفيضانات فكان الرهبان يذكرون انه قبل احدى الهجمات عليه تم نقل مكتبته واخفيت في مغارة يصعب دخولها في اسفل الوادي مقابل الكهف الاحمر الا ان سقوط الامطار الغزيرة في ذلك الموسم اتلفت معظمها حيث شوهدت المياه التي ملأت المغارة وقد تغير لونها الى الاسود

رحلة الى الدير
تخرج من الجهة الشرقية لالقوش لتعبر وادي الغدير لتستريح في ظل كهف يسمى (طلشا) أي تل الشاه يقال ان نادر شاه استراح فيه عند هجومه على القوش ثم تواصل السير بمحاذاة الجبل الى ان تصل الى ساحة اشبه بلوحة فنية ذات ارضية خضراء مكسوة بمختلف الالوان يغلب عليها اللون الاحمر اذا كانت رحلتك في شهر نيسان والى يسارك تجد مدخل الگلي ويسمى (طرءا دگليا) تدخل هذا المضيق بطريق صخري وفيه تجد الى يمينك في الوادي مجموعة من البرك تمتلئ بمياه الامطار شكلها يشبه المهود وتسمى (درگوشياثا) ثم تواصل السير فتجد الى يسارك واد كبير يمتد غربا يسمى (بَر سملي) اذا سلكته يوصلك الى بسقين، تستمر باتجاه الدير فتصل الى صهريج لخزن الماء يسمى (سارجتا) عندها تشعر بالعطش فتسحب الماء منه بواسطة (دولا) لتروي ظمأك، تواصل السير شمالا وتشاهد الى يسارك مغارة كبيرة تسمى المغارة السوداء (گوپا كوما) يسكنه الحمام البري لصعوبة الصعود اليه بعدها تصل الى كهف صخري ضخم لونه مائل الى الاحمرار يسمى الكهف الاحمر (كافا سموقا) بداخله مغارة تذكرك بما قرأته عن حياة الانسان القديم، وامام هذا الكهف لا بد من الاستراحة في ظله على (أرزَلتا) صخرية، بسبب تعب الطريق والتهيؤ للصعود الشاق الى الدير وكذلك للتمتع بجمال الطبيعة الساحر وانت ترى الدير كنسر باسط جناحيه معلق في صدر الوادي الملئ بالبقع السوداء كأنها خلية النحل، انها بقايا صوامع الرهبان نقروها في الصخور بعضها يصعب الوصول اليها، يقدر عددها باكثر من 500 صومعة الا ان معظمها قد تهدم. بعد هذه الاستراحة تواصل السير في طريق متعرج ياخذك يمينا وشمالا الى ان تصل الى كهف مظلم مدخله مرصوف بالحجارة تنزل اليه بدرجات لتجد بداخله عين ماء تسمى عين القديس (عينا دقديشا) والى الشرق من هذا الكهف توجد كتلة صخرية مرتفعة فيها عدة مغارات متهدمة يعتقد ان احداهما كانت اول مأوى للربان هرمزد، تستمر بعدها بالتسلق عبر طريق صخري مدرج شديد الانحدار الى ان تصل الى باب الدير تدخله ثم تنعطف نحو اليمين لتصل الى كنيسة الدير وهي بناية مربعة الشكل تلامس الصخور سطحها من الشمال والغرب اما من الجنوب والشرق فلقد اقيم سور كبير يصل ارتفاعه الى 15 متر وذلك لتعديل فناء الكنيسة المبنية على منحدر الوادي، في الفناء يوجد باب تدخله لتنزل بعدة درجات الى قاعة كبيرة كانت تعقد فيها المجامع البطريركية ولكنها قسمت مؤخرا الى غرف. الكنيسة الرسمية للدير فيها هيكل الثالوث الاقدس لا يعرف تاريخ بناؤه الا انه جدد سنة 1485 وسنة 1817 وفي الباب الشمالي للهيكل دهليز تجد فيه ضريح الربان هرمزد وهو على شكل مذبح حجري منقوش تتجه يمينا عبر الدهليز حيث يوجد هيكل مار انطونيوس فيه زخارف ونقوش يعتقد انه اول مصلى اقيم في الدير ويقع فوق قبو عميق ينحدر حتى قعر الوادي، ثم تسير عبر ممر ضيق ومظلم يسمى (بخشوكي) اي المحل المظلم ولقد فقد الكثير من هيبته بعد انارته بالكهرباء حيث كنت تدخله سابقا على ضوء الشموع، يتجه هذا الممر غربا الى ان يصل الى صومعة الربان هرمزد وهي عبارة عن مغارة نصفها منقور ونصفها مبني بالحجر والجص في وسط جدارها الغربي صليب منقور مكون من اربعة صلبان صغيرة والى الجنوب الشرقي منها قلاية صغيرة كان يختلي بها، وفي الجهة الاخرى للدهليز تشاهد في الممر تسعة الواح عليها اسماء وتواريخ وصور ايمان تسعة بطاركة وصبي نذر نفسه للبطريركية ولكنه توفي صغيرا وجميعهم من بيت ابونا، ثم تدخل الى هيكل الربان هرمزد وعلى جدرانه 14 صليبا حفر كل منها بشكل يختلف عن الاخر، وفي مذبح الهيكل توجد فتحة تتناول منها قليلا من التراب (حنانا) للتبرك به، وعلى يمين المذبح سلسلة حديدية معلقة في الحائط تنتهي بطوق حديدي يوضع بعنق المرضى والمصابين بالامراض العقلية والعصبية قسم منهم ينال الشفاء، والى الغرب من الهيكل غرفتان متداخلتان الاولى هي بيت الشهداء او القديسين والثانية بيت العماذ.
بعد ان زرت معظم اقسام الكنيسة تتوجه الى بناية الدير وتقع غرب الكنيسة تصعد عليها بدرجات واول ما تشاهد فيها قبة الناقوس المشرفة على الگلي وبالقرب منها غرفة كبيرة منقورة في الصخر هي غرفة الطعام (صفرا) وبجانبها غرفة اخرى تسمى غرفة السجن لان اسماعيل باشا كان قد سجن الرهبان فيها، من هناك تصعد الى الايوان الكبير المنقور في الصخر وكان لاستقبال الزوار من قبل رئيس الدير او الكاهن، وتحت هذا الايوان يوجد ايوان اخر اصغر منه تتصدره غرفة الاب جبرائيل دنبو.
هنالك اماكن اخرى لا بد من زيارتها كصومعة التي تصعد اليها باربعين درجا، وصهريج الدير الذي يقع خلف الكنيسة، الى الغرب من الدير منحدر الى الوادي فيه قبة صغيرة تسمى مصلى اهالي تل خش (صلوثا دتَلخشناي) وهذا الطريق يسمى طريق البقر، والى الشرق من الكنيسة طريق اخر يسمى (سبيل) تنحدر فيه من الباب الخلفي للكنيسة لتجد مغارة فيها عين ماء غني بالاملاح المعدنية (گوپا دبارود) يستعمل لمعالجة بعض الامراض الجلدية، والى الشرق منها تجد الطريق الذي يأخذك خلف قمة الجبل (برگارا) الى كرم الدير، اما اذا اتجهت جنوبا راجعا فتمر في طريق صخري ضيق يمر فوق الكهف الاحمر ويسمى هذا الطريق (اورخا دچوپا) وفيه تجد كهف ينقط منه الماء (نطوپا) كما هناك مجموعة من القبور تسمى (قوراثا د تَتَر) ويقال انها قبور بيت ابونا، يأخذ الطريق بالانحدار الشديد ليوصلك الى سارجتا وبطريق رجوعك لا بد ان تزور دير السيدة حافظة الزروع الذي يقع في السهل، ينفرد گلي الدير هذا بنمو بعض النباتات الطبيعية اذكر منها اشجار (الطاوكي) وازهار النرجس (مَرقوزي) برائحتها الزكية وكذلك نوع من النبات البري يشبه الفجل بطعم اوراقه يسمى (پيئلثا) اضافة الى نباتات اخرى تنمو في اماكن مختلفة. لقد كان گلي الدير تزينه الاشجار المختلفة الا انه بعد ان هجر بسبب احداث الشمال طالتها الاياديي وقطعتها لاستخدامها وقودا للتدفئة ايام الشتاء، ولكن بعد اعادة تعميره اخذت الاشجار تنمو فيها مرة اخرى

موسم الربان هرمزد (شيرا)

لا يمكن الحديث عن اشتياقنا لالقوش الا ونذكر هذا الدير ومن اجمل الايام هو (شيرا) حيث كنا نتسابق قبل يوم الى الدير املين ان يحالفنا الحظ بالحصول على احدى الصوامع للمبيت فيها والا فعليك البحث عن اي مكان وتفرش ما حملته من المنام الخفيف لتنام نوما هانئا مع الهواء العليل لتستيقظ على اصوات الطيور المختلفة، وعندما تسمع صوت الناقوس الذي كان صداه يرجع من الگلي تتوجه مسرعا الى الكنيسة مع القادمين منذ الصباح الباكر حيث كنت تشاهد من الاعلى طريق الدير المتعرج كشريط بشري يتسابقون في تسلقه، في الكنيسة كنت تجد القادمين من مختلف المناطق والعديد منهم يؤدون النذور الايمانية الخاصة بهم، وبعد الصلاة الخاصة بالمناسبة (زوياحا) تتوجه لتجد لك اي مكان في الگلي لتقضي يوما ممتعا مع الشرب واكلة الدولمة وخبز الجريش (تخراثا دگرسا) كما كان البعض يشاركون في الرمي على النيشان، ومن افضل الاماكن كانت قرب المغارات كاحتياط للالتجاء اليها في حالة سقوط المطر، الا ان الاحتفال الكبير يكون في السهل الواسع الممتد شمال وشرق دير السيدة حيث تحضره عشرات الالاف من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري القادمين من مختلف الاماكن داخل العراق وخارجه، ولكثرة المشاركين بهذه المناسبة يحتفل به الان في يومي الاحد والاثنين، كما يحضر هذه المناسبة في السنوات الاخيرة عدد من المطربين يحيون حفلات جميلة وعلى الهواء الطلق، ولا ننسى مشاركة عدد كبير من عازفي الطبل والزورنا في احياء هذه المناسبة التي تبقى ذكراها خالدة في القلوب مهما ابتعدما عنها جسما، وهكذا عندما نسمع من يقول انني مسافر الى القوش هذا العام او في العام القادم لا نسال عن تاريخ الزيارة لانها عادة تكون لمناسبة الشيرا


34
هنيئا لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري الذكرى 33 لميلاد زوعا

يوسف شكوانا

تمر علينا هذه الايام وتحديدا في 12 نيسان الذكرى 33 لولادة طريق النضال الجديد لامتنا، فبعد تمادي النظام الدموي البائد في سياساته الشوفينية شخصت نخبة مثقفة واعية من ابناء شعبنا حجم الخطر والحاجة الملحة لاتخاذ شعبنا مكانه اللائق في صفوف القوى الوطنية وفي الوقت نفسه للنضال من اجل حقوقنا القومية على ارض الاباء والاجداد، فاقدموا على اتخاذ اصعب خطوة بتأسيس هذا التنظيم السياسي المعارض للنظام وهم يعلمون جيدا النتائج المتوقعة، لم يقولوا لماذا نحن أو اين هم الاخرين، ولكنهم قالوا (ان لم نكن نحن فمن؟ وان لم يكن الان فمتى؟)، لقد تبنوا طريقا جديدا في الربط بين حقوقنا القومية والديمقراطية في الوطن، قدموا التضحيات ابتداء بترك بيوتهم ومدارسهم للالتحاق بالكفاح المسلح وظروفه الصعبة وبدأت قافلة الشهداء في ساحات الكفاح والمسلح والسجون والاغتيالات والى يومنا هذا، ولكنها لم تثني عزم المناضلين على التمسك بالعمل على ارض الوطن وفي احرج الظروف. وأمام كل هذه التضحيات نسأل: ماذا تحقق؟

عودة الفلاح الى ارضه
استقبل شعبنا عام 1991 ومعظم قرانا في كردستان مهجورة بعد تدميرها من قبل النظام الدموي البائد، في هذا العام خرجت المنطقة من تحت سيطرته وكان امل من بقي في الوطن من سكان تلك القرى العودة اليها واعادة تعميرها وبسبب الظروف الاقتصادية والمشاكل التي ولدتها الهجرة وترك الارض لم يكن بامكان الفلاح القيام بذلك لحاجته للدعم المادي والسياسي، اعتبر زوعا دعم العائدين من اولويات عمله ونضاله، فللدعم المالي تأسست الجمعية الخيرية الاشورية التي عملت بحسب امكانياتها لتقديم هذا الدعم، اما الدعم السياسي فمواقف قيادة زوعا واعضاء البرلمان معروفة بهذا الخصوص، الى درجة ان بعض الاصدقاء كانوا يقدمون (نصائح) لزوعا كي يخفف من مطالباته بارجاع القرى الى اصحابها الشرعيين لان الحاحه على الموضوع يعكر احيانا العلاقات في المنطقة، وفي النتيجة فان العديد من قرى شعبنا عاد سكانها اليها وان كان باعداد اقل بكثير مما كانت عليه قبل هدمها وذلك بسبب الهجرة الى خارج الوطن
لغتنا القومية بين الامس واليوم
منذ قرون ولغتنا في تراجع مستمر بحيث انحصرت في الكنيسة لاداء بعض الصلوات بها وحتى قسم من كنائسنا اخذت تترجم طقوسها الى لغات اخرى لتحل محلها، كما ان محبي هذه اللغة مؤسسات وافراد كانوا يقومون بتعليمها بنطاق محدود ومعظمها لا يتذكر المتعلم منها بعد سنوات غير حروفها، اما اليوم فنرى ان هذه اللغة اثبتت انها صالحة لمختلف العلوم فلنا مدارس تعلم كافة الدروس بها وفي كافة المراحل الدراسية، لم نكن نحلم ان نرى دروس الرياضيات والفيزياء والكيمياء والتاريخ والجغرافية … تعلم في هذه اللغة، ومن منا كان يتصور الحصول على شهادة البكلوريوس بلغتنا السريانية العريقة هذا اضافة الى الاف الطلبة الذين يدرسون بها فمن المؤكد انهم سيحافظون عليها، وهذا الانجاز لم يكن ليتحقق لولا تضحيات محبيها والذين ترجموا اقوالهم الى افعال في اول فرصة سنحت للبدء بهذا المشروع العظيم، ولا ينكر احد انه لولا اصرار زوعا وتضحياته على مختلف الاصعدة لما وصلت الى المكان الذي وصلته اليوم،ان دعم زوعا الكامل لهذا المشروع معروف للجميع وبمختلف المجالات سياسيا وتوعية الشعب بفائدة احياء اللغة القومية وتهيئة المستلزمات المدرسية كترجمة الكتب واعداد المعلمين كما وكانوا السباقين في تسجيل اولادهم بهذه المدارس وهنا لا ننسى دور المعية الخيرية الاشورية في تقديم الدعم المادي لهذا المشروع، لقد وقف البعض من هذا المشروع العظيم موقف المتفرج لاعتقاده ان الفضل بنجاحه سيعود الى زوعا، وللسبب نفسه حاربها البعض الاخر باختلاق الحجج والذرائع ولا زال

الوحدة القومية

ان مسألة الوحدة القومية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالوعي القومي، منا من يتذكر سابقا عندما كان الفرد متأثرا بالقروية والعشائرية كل يدافع عن عشيرته ويعتبرها فوق الكل كما كان التعصب للمذاهب شديدا كل فئة تدعو الفئات الاخرى هراطقة، فالكلمات الدارجة كانت (تيارايا- بزنايا- القوشنايا- غديدايا- جلوايا- تلكبنايا- بزنايا- تسقوبنايا- تخومنايا... نسطورنايا- پاپايا- يعقوبايا، قليبايا...) هذا اضافة الى الاعداد الكبيرة التي تدعي ان قوميتها عربية والبعض كردية. اما اليوم فباعتقادي ان الغالبية العظمى تعرف الكلمات كلداني- سرياني- اشوري سواء بالواوات الفاصلة او بدونها، اي ان الاسم القومي ايا كان حل محل الاسماء العشائرية والقروية والمذهبية، كلنا نعلم ان العزف على وتر المذهبية ووصم الاخرين بالهرطقة لم يعد مقبولا عند شعبنا واذا صدر مثل هذا الصوت من احدهم بهدف الانقسام يعتبره شعبنا شاذا وموضع سخرية، اما الوحدة القومية فأيمان الاكثرية هو باننا قومية واحدة ولكننا نعاني من اشكالية التسمية التي ورثناها من الازمنة السابقة، والاكثرية الواعية تستمر بالعمل من منطلق هذه الحقيقة لان مسيرة الزمن لا تتوقف بانتظارنا الى ان نتوصل الى ايجاد حل لهذه الاشكالية، فطالما ان الاكثرية مؤمنة بالوحدة فلننطلق منها في عملنا، انعقد مؤتمر بغداد بدعوة من زوعا وخرج بالاتفاق على التسمية الكلدواشورية ولكن البعض الذي ايدها وصفق لها انقلب عليها، فانعقد بعد فترة مؤتمر اربيل بغياب زوعا وخرج بالتسمية الشاملة (كلداني سرياني اشوري) فأيدها زوعا مبرهنا انه فعلا مع الوحدة والاعتزاز بكافة تسمياتنا القومية، ان هذه التسمية تجمع الاسماء الثلاثة دون تهميش او الغاء اي منها والتي يسميها البعض (تسمية قطارية) ناسين او متناسين ان القطار يوصل المسافر الى هدفه اما اذا انفرط عقد عرباته فتبقى كلها منفردة في الطريق وبعد سنوات لا تصلح الا لوضعها في المتاحف، هذا هو ايمان زوعا وهذا هو نهجه الذي هو ايمان الاكثرية التي تصوت للوحدة في كل الانتخابات
اما عن تنظيماتنا القومية فتكللت جهود المخلصين بولادة تجمع تنظيمات شعبنا السياسية الذي به توحد الخطاب السياسي وتحقق العمل المشترك في قضايا شعبنا الرئيسية وبهذا اثبتت اطراف هذا التجمع بأن مصلحة شعبنا تأتي في المقدمة في نهجها وتفكيرها، ولكن الغريب ان البعض الذي كان في كل مناسبة يطرح موضوع العمل المشترك وينتقد زوعا لعدم تحقيقه نراه اليوم يقف ضده بحجج وذرائع واهية

المسألة الوطنية
لم يكن لشعبنا اي تنظيم يمثله في الحركة الوطنية العراقية رغم انخراط العديدين في صفوفها ومنهم من وصل الى مراكز قيادية فيها ولكن كأفراد، ولايمانهم المطلق بارتباط مسألة حقوقنا بالديمقراطية في البلد بدا الشعار الذي رفعوه (عراق ديمقراطي حر) ليعبر عن ذلك الايمان، بعد التأسيس بثلاث سنوات كانت بداية المشاركة في الكفاح المسلح متواضعة عام 1982 عند التحاق عدد قليل من اعضاء زوعا، ولكن بمرور الزمن اثبتوا وجودهم في صفوفها فشاركوا بمؤتمراتها سواء العراقية ام الكردستانية واصبحت قضية شعبنا القومية معروفة لدى كل الاطراف، فشاركت في انتفاضة اذار 1991 بعدها دخلت اول انتخابات وفازت باربعة مقاعد من مجموع المقاعد الخمسة المخصصة لشعبنا، كما شاركت في المحافظة على الامن ببلداتنا في سهل نينوى عام 2003 دون تمييز وحسب امكانياتها، كما ان لشعبنا حضور في تمثيله ابتداء بمجلس الحكم الانتقالي الذي تشكل لفترة محدودة من اطراف المعارضة وبعدها في الانتخابات وتخصيص خمسة مقاعد لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في برلمان كردستان ومثلها في البرلمان العراقي كما خصص مقعد وزاري واحد في كل من اربيل وبغداد يشغل على اساس الاستحقاق الانتخابي، اضافة الى ذلك فهناك مجالس الاقضية والنواحي المنتخبة وكذلك رؤساء الوحدات الادارية بعيدا عن طريقة الفرض التي كانت متبعة سابقا، كما تأسست العديد من منظمات المجتمع المدني في البلد، وخلاصة القول ان هوية شعبنا معروفة الان في كافة الاوساط العراقية وهنا لا بد من ذكر دور وسائل الاعلام من جرائد ومجلات واذاعات ومحطات تلفزيون وخاصة فضائيتي اشور وعشتار التي تشاهد في كافة انحاء العراق

نشر الوعي القومي
في وقتنا كنا نلاحظ وجود الشعور القومي بدرجات متفاوتة بعضها يتمثل برفع شعارات خيالية بعيدة عن الواقع وبغياب الطريق الذي يوصل الى تلك الاهداف، وبعضها الاخر يستسلم للواقع الصعب، كما كان لسياسات الحكام الشوفينية تأثيراتها البالغة على اوساط واسعة من شعبنا حيث كانت تتنكر لاصلها وقوميتها وتتبنى ما يرضي الحاكم، وباختصار كان الوعي القومي ضعيفا، اما اليوم فنلاحظه واضحا خاصة في اوساط الطلبة والشبيبة وبالمؤسسات والتنظيمات العديدة التي تشكلت خلال العقدين الاخيرين، ان درجة الوعي القومي للطالب في المدارس السريانية اليوم تختلف عن درجة وعينا عندما كنا بعمره وبنفس المرحلة الدراسية، فهؤلاء يعتبرون ثروة المستقبل في العمل السياسي والمحافظة على لغتنا من الضياع، كما ان مناسباتنا القومية كعيد راس السنة (اكيتو) ويوم الشهيد اصبحت معروفة للجميع بعد ان كانت مقتصرة على عدد محدود من ابناء شعبنا يحتفل بها في بلدان المهجر والقليل في الوطن بصورة سرية، فاليوم حتى تلاميذ المرحلة الابتدائية يعرفون ان لنا مناسبات قومية خاصة بنا كما لنا هوية قومية نعتز بها، هذا بالاضافة الى العديد من المؤسسات المختلفة التي لشعبنا الان للشبيبة والطلبة والنساء وكذلك الثقافية والتربوية واللغوية والاعلامية والاجتماعية والرياضية... كلها تساهم بدرجة او باخرى في نشر الوعي القومي في صفوف شعبنا
هذه كانت باختصار بعض الانجازات التي تحققت خلال العقود الثلاثة الماضية، ولم تكن لتتحقق لولا وجود الاستعداد لتقديم التضحيات المختلفة والى هذا اليوم، فيوم التحقوا بالكفاح المسلح لم تكن اية مناصب في الافق وانما سجون واعدامات وهكذا يوم انتفاضة اذار عام 1991 والنضال المستمر للحصول على حقوق شعبنا، وبعدها الزحف الى بلداتنا في سهل نينوى عام 2003 لتوفير الحماية الممكنة لاهلنا وهم يتوقعون ان يستخدم النظام مختلف الاسلحة التي لم يكن لهم قدرة على مقاومتها، وحضورهم في مختلف المدن العراقية رغم الظروف الصعبة وخاصة الوضع الامني، وفي مقدمة كل ذلك صعوبة العمل السياسي في الواقع العراقي، يخوضون الانتخابات ويحصلون على ثقة الشعب لانهم يعملون ويضحون ويبتعدون عن المهاترات الكلامية، يؤمنون ويعملون انطلاقا من حقيقة وحدتنا القومية، يقفون دائما ضد محاولات تقسيمنا الى اجزاء لا يكون مصيرها الا التساقط تباعا، وبهذا يجد اي كان من ابناء شعبنا مكانا له في زوعا بغض النظر عن قريته وعشيرته ومنطقته ومذهبه والتسمية القومية التي يعتز بها، فزوعا هو من الجميع وللجميع وهدفه هو وجودنا وحقوقنا على ارضنا التاريخية كشعب اصيل وليس اي شئ اخر، وهكذا يبقى زوعا رمز نضال امتنا القومي والوطني
الف تهنئة من الاعماق لمناضلي زوعا منذ يوم تأسيسه والى هذا اليوم
المجد والخلود لشهدائنا الابرار الذين قدموا حياتهم قربانا على مذبح نضال شعبنا من اجل المحافظة على وجوده ونيل حقوقه العادلة


35
محبتي الصادقة لأُمتي قادتني الى طريق زوعا4

يوسف شكوانا

العمل ثم العمل
ان ايمان زوعا دائما هو بالعمل والابتعاد عن المهاترات الجانبية التي يحاول البعض جرنا اليها ، لان صراع الاخوة وان كان يقتصر على الانترنيت فلا يجني شعبنا منه اية فائدة لا بل يزيد من معاناته خاصة في هذا الوقت الحساس الذي لا يتحمل التفريط باي جهد او وقت، وهذا هو الراي الذي اسمعه من قيادة زوعا دائما رغم انني والقليل من غيري لا نلتزم بذلك احيانا خاصة عندما يطفح الكيل مع البعض، فللصبر حدود خاصة عندما تجد حالات لا يتقبلها العقل ولا المنطق وهي عديدة اذكر منها
محاولة خلق حالة غير موجودة كالتهميش مثلا دون ان يأتوا بادلتهم، وعندما تذكر ما يفند اقوالهم بالاسماء يقولون عنك انك متأشور، ان تهمة التهميش بعيدة كل البعد عن الواقع وانني شخصيا لو لاحظت اية حالة للتهميش لرفضتها قبلهم وارض الواقع خير دليل على عدم وجود مثل هذه الحالة الا حالة تهميش الانقساميين من قبل شعبنا في الانتخابات
التهجم على بعض المواقع لانها لا تنشر للفكر الانقسامي الذي يتعارض مع احدى ثوابتهم هذا في الوقت الذي يعرف الكل ان ابواب موقعهم موصدة بوجه كل من يختلف بالرأي عنهم، ومع ذلك يتهجمون على المواقع الاخرى اذا لم تنشر احدى مقالاتهم وبذلك يرون القشة في عين غيرهم ولا يرون الخشبة في عينهم، لقد نشر موقعهم خمسة مواضيع تذكرني عناوينها بالاسم فكتبت الرد باسلوبي وليس باسلوبهم وكما توقعت لم ينشر فكتبت رسالة مطالبا بحقي في الرد مع علمي المسبق بعدم الاستجابة وهكذا كان الى هذا اليوم
الابتعاد عن مناقشة محتوى المقالات التي تتعارض مع خطهم والاكتفاء بالسب والشتم، ان الامثلة على هذه الحالة عديدة يعرفها القراء فلا ارى حاجة لضرب الامثلة عليها، ولقد اخذت مؤخرا معظم مواقع شعبنا ذات المصداقية تمتنع عن نشر هذا النوع من المقالات وهذه خطوة مهمة للحفاظ على مستوى الموقع
ادعاء تمثيل الشعب كل حسب هواه وحسب مزاجه لاغيا الانتخابات ونتائجها واستحقاقاتها
تزوير الحقائق التاريخية من قبل المعجبين بقرار النظام الدكتاتوري في اعادة كتابة التاريخ
التقلب في المواقف بين ليلة وضحاها والامثلة عديدة اذكر منها تاييدهم للتسمية الكلدواشورية وانقلابهم عليها ثم تأييدهم لتسمية (كلدان سريان اشوريين) وانقلابهم عليها ايضا، والتسابق في منح النياشين للاستاذ سركيس اغاجان وانقلابهم عليه والقائمة طويلة
ترك كل الامور الجوهرية والتمسك بالتسميات لا من منطلق التقارب وانما لخلق حالة الانقسام وجرها الى حالة الصراع
هذا بعضها فقط ومع ذلك فالردود التي سبق وان كتبتها عديدة ولكنني لم انشر معظمها من منطلق الابتعاد عن المهاترات الجانبية
خلال زياراتي للوطن في التسعينات كنت مع غيري نشاهد العديد من الانجازات والمواقف المشرفة فنسأل لماذا لم تعلن للجماهير فيكون الرد اننا لا نعمل من اجل الدعاية وانما من اجل شعبنا وقضيته، كما لاحظت كغيري انهم في الوطن لا يعانون من مشكلة التسميات كما هو الحال في الخارج، فبعد ايام في الوطن والانشغال بالزيارات واللقاءات لم نتطرق الى هذا الموضوع الى اليوم الذي كان علينا الانتظار بعض الوقت لبدء برنامجنا نحن وفود الخارج، اي كان لنا وقت فراغ فاخذنا الحديث الى موضوع التسميات وكأننا في بلدان المهجر، فقلت للرفاق انني توصلت الى نتيجتين من نقاشنا هذا: اولا اننا جميعا من الخارج وهذه المرة الاولى خلال زيارتنا نجتمع هكذا لذلك توصلت الى قناعة بان هذا الموضوع يأخذ الاولوية في الخارج وليس في الوطن، وثانيا ان وقت الفراغ جرنا الى هذا الموضوع فطيلة الايام التي كنا فيها منشغلين ببرامجنا لم نتطرق اليه ولهذا نجده حيا في الخارج لان العمل فيه قليل والفراغ كثير

الجمعية الخيرية الاشورية

لم اكن يوما عضوا بالجمعية الخيرية الاشورية ولكنني ادعم نشاطاتها دائما لاهدافها النبيلة في دعم وجودنا القومي على ارض الاباء والاجداد بالقضايا الانسانية في مقدمتها دعمها للمدارس السريانية وكذلك تقديم بعض الخدمات في القرى وبحسب امكانياتها، وفي كل زيارة لي للوطن كنت اشاهد بعض منجزاتها خلال الجولات في القرى كتبليط السواقي وتوزيع الادوية وتقديم المساعدات للفلاحين الا ان الذي نال اعجابي بالدرجة الاولى كان دعمها الكبير للمدارس السريانية اذ لولاها لما تمكنت من الاستمرار والتقدم، لقد شاهدت الاقسام الداخلية للطلاب والطالبات القادمين للدراسة في متوسطة دهوك من مختلف القرى والخدمات التي تقدم لهم من المسكن والمأكل والنقل والمستلزمات الطبية، كما التقيت بمختلف المعلمين والمعلمات الذين يحاضرون في هذه المدارس وتقوم الجمعية بدفع اجورهم لكونهم على ملاك مدارس اخرى، كما كان اسم هذه الجمعية على كل لسان خاصة فلاحي القرى، ومع كل هذا فانها لم تنجو من اتهامات البعض ومحاربتها من اجل تقليص دعم الجماهير لها ولكن الحقائق على الارض كانت دائما ترد على محاربيها

زوعا ووحدة شعبنا القومية
كان ايماني دائما بوحدتنا القومية وقناعتي باننا احفاد سكان بلاد النهرين اختلطنا وانصهرنا في كنيسة المشرق، فالتمييز لم يعد بين من يرجع باصله الى بابل او الى نينوى او غيرهما وانما بين المنتمين الى هذه الكنيسة وبين الاخرين، والانقسامات التي حصلت بهذه الكنيسة في القرن الخامس والسادس عشر لم تكن انقسامات قومية وانما مذهبية، وعبر التاريخ عرف شعبنا باكثر من تسمية واحدة كالسوراي والاشورية والكلدانية والسريانية وغيرها ولم يكن اي منها غريبا عن حضارتنا وتاريخنا وثقافتنا ولغتنا وارضنا كما المشتركات بين اطياف شعبنا عديدة فكثيرا ما تتعرف على شخص ما وتتحدث معه نفس اللغة ولكم نفس العادات والتقاليد والديانة وتعيشون في نفس المنطقة ولا تشعر بوجود اي فرق بينكما الى ان تعرف انه يصلي في كنيسة اخرى غير كنيستك، لقد واجهت هذه الحالة مرات عديدة، عندما كنت ادرس في معهد المعلمين في الموصل لم اميز قوميا بين الاصدقاء من كرمليس وبغديدا وعنكاوا والشرفية فكانت كل مميزاتنا مشتركة باستثناء الكنيسة التي ننتمي اليها، ان الامثلة على مثل هذه الحالات عديدة وخلاصة القول حسب قناعتي ان معظمنا بلا شك احفاد سكان البلاد القدماء ومن المستحيل ان يعين اي منا الى اية مدينة يرجع اصله قبل 25 قرنا، لذلك اقول ان تسمياتنا الحالية تطلق على شعب واحد، ان تعدد تسمياتنا القومية ليست الحالة التي اتمناها ولكنها الواقع، ولكن كيف نتعامل مع هذا الواقع، هل بتقسيمنا بحسب التسميات ام باعتزازنا بجميعها واعتبارها تسميات على مسمى واحد؟ لم اعاني يوما من مشكلة التسميات فلقد تم تسميتي احيانا بالاشوري واحيانا بالكلداني واخرى بالسرياني ولم اعارض اي منها لانني اعتبرها جميعا اسمائي، انني اعلم مسبقا ان البعض لا يتفق معي بقناعتي هذه وانني ادرك ذلك لان المنظار الذي ينظر به الى هذه المسألة يختلف المنظار الذي انظر به اليها، فالذي ينظر بمنظار القوميات المختلفة من حقه ان يتعجب ويرفض اذ كيف يمكن ان نكون من قوميتين او ثلاثة كأن تقول اننا عرب واكراد وتركمان في ان واحد، طبعا هذا ليس من المعقول الا انني لا اراها بهذا الشكل الانقسامي وانما قومية واحدة شاءت الظروف التي مرت بها ان تعرف بعدة تسميات لكل منها مدلولها كما نقول مثلا (الاب الدكتور بطرس) انه شخص واحد بثلاثة القاب، ان اختلاف المنظارين يمنع توحيد الرؤية، انني دائما مع المنظار الوحدوي فقناعتي هي باختلاطنا وانصهارنا لفترة زمنية طويلة اشبه بالتقاء دجلة والفرات ليشكلان شط العرف فهل من المعقول ان يأخذ احدنا كاسا من مياه شط العرب ويقول هذه مياه دجلة او الفرات 100% هكذا انظر الى هذا الموضوع وهذه هي قناعتي التي وجدتها في افكار زوعا ونهجه وانجازاته رغم اتهامات البعض البعيدة كل البعد عن الواقع، رغم كل المقومات القومية المشتركة الا ان مستقبلنا يدعونا الى الوحدة اكثر من اي زمن مضى، فما هي الانجازات التي سيحققها شعبنا بالانقسام؟ وهل الانقسام سيحل كل مشاكل اهلنا؟ يقول البعض ان زوعا لا يؤمن بالتسميات الاخرى وانما يستخدمها لتحقيق مكاسب حزبية او شخصية!! وهنا تظهر الغرابة فلماذا يتمكن زوعا من تحقيق مكاسب بالوحدة وانتم لا تستطيعون تحقيقها هل يكمن الخلل في الوحدة ام فيكم؟ هذا مع العلم انه في المؤتمر الثالث لزوعا عام 2001 تم تغيير كل عبارة (شعبنا الاشوري) في المنهاج السياسي الى (شعبنا الكلداني السرياني الاشوري) كل مرة بترتيب مختلف من دون اي اعتراض لأن الوحدة القومية هي احدى ثوابت زوعا لا يتنازل عنها، وبهذا اجد ما اؤمن به مجسدا في هذه الحركة من ايماني الراسخ في وحدتنا القومية واعتزازي بكافة تسمياتنا بصورة متساوية وانني اعلن ذلك دائما قبل زوعا ومن خلاله وفي مناسباته، اتذكر القصيدة التي القيتها في عنكاوا عام 2001 في ذكرى تأسيس زوعا حيث ختمتها بالقول (انني كلداني سرياني اشوري) لم يعارضني احد وانما عاتبوني لعدم اعادة قراءتها وانما قرأت قصيدة اخرى غيرها في احتفال دهوك بعد يومين، هذا هو الواقع وليس كما يتهم البعض بأننا بعنا انفسنا وتنكرنا لاصلنا وتأشورنا وما الى ذلك من التهم المضحكة، اما مسألة البيع والشراء فكل ما اعرفه هو التضحية بالوقت والمال مقابل ارضاء الضمير ولم اتعرف على الذي يشتري لحد الان وانني متأكد انه ليس زوعا


36
(3)محبتي الصادقة لأُمتي قادتني الى طريق زوعا

يوسف شكوانا

الذين حاربونا وقتها
مع بداية التسعينات اخذ اسم زوعا ينتشر ويتوسع في صفوف الجالية بواسطة تنظيمات فرع امريكا وكندا واعادة طبع وتوزيع جريدة بهرا الجريدة المركزية للحركة والوفود القادمة من ارض الوطن خاصة لحضور الكونفينشن السنوي حيث كانوا يقومون بجولة في المدن الامريكية ذات كثافة شعبنا السكانية ويقيمون الندوات ويعقدون اللقاءات مع المنظمات والشخصيات، كانت علاقاتنا وقتها مع تنظيمات الجالية تختلف من مؤسسة الى اخرى وبدرجات متفاوتة، ومن جملة منتقدينا كان التعصب الاشوري الحالم باعادة الامجاد الامبراطورية التاريخية حيث كانوا يقولون وقتها ان زوعا الغت اهدافنا القومية باقتصار هدفها على الاقرار بوجودنا القومي ومنهم من كان يقول ان قضيتنا اوسع من حصرها في العراق الى درجة ان احد اعضاء زوعا المتأثر بالكلمات الخيالية المخدرة ترك التنظيم لهذا السبب، كما كانت بعض الشخصيات والتنظيمات المتزمتة تنتقدنا لموقفنا من تسميات شعبنا ففي كل مناسبة مثل رأس السنة اكيتو ويوم الشهيد كان علينا الدخول في نقاشات معظمها لم توصلنا الى النتيجة المرجوة وفي بعضها فشلنا في احياء المناسبة بصورة مشتركة موحدة بسبب موضوع تسمية المناسبة واصرارهم على الاسم الاشوري فقط وكنا نسمع احيانا لقب (التكلدن) يطلق علينا، ولكن عدد هؤلاء اخذ يتقلص تدريجيا بعد ادركوا ان الوحدة هي اهم من التسمية، وفي الحقيقة ان المؤسسات الكلدانية كانت اكثر مرونة في هذا الموضوع فكنا احيانا نحيي المناسبة بالاشتراك مع بعضها في الوقت الذي يقوم اخرون باحياء نفس المناسبة في مكان اخر فكانت الانتقادات تنهال علينا لانقسامنا، ومع كل هذا فطابع العلاقات الجيدة كان الغالب مع الاكثرية خاصة مع معظم مؤسسات الفدريشن الاشوري، وفي ديترويت اذكر مثلا الاتحاد الكلداني الامريكي والاتحاد الديمقراطي العراقي واذاعة صوت الكلدان والنوادي الاجتماعية والثقافية وغيرها وباختصار فمع اختلاف التعصب الاشوري معنا لم يخاصمنا سوى ازلام النظام البائد بسبب وقوفنا بجانب المعارضة الوطنية ضد النظام الدموي، فكانت تقاريرهم عن نشاطاتنا مستمرة وكثيرا ما كانت اجهزة النظام تهدد اقاربنا في الوطن وتستخدم اسلوب الترغيب والتهديد، ولكن تاثير كتاب التقارير اخذ بالتقلص مع ضعف النظام خاصة بعد فرض الحصار، كانوا لا يخفون اعجابهم بالنظام ويتهمون الحركة بان معارضتها للنظام ستسبب في ابادة شعبنا في الوطن، كما كانوا ينتقدوننا مرة لعلاقاتنا مع الاحزاب الكردية واخرى لعلاقاتنا مع الحزب الشيوعي وحتى في المدارس السريانية وقفوا ضدنا بذريعة الحرص على مستقبل اولادنا. والغريب ان بعض اولئك غيروا لونهم بعد 2003 ولبسوا ثوبا اخرا دون ان يغيروا افكارهم واستمروا بمحاربة الحركة بذرائع مختلقة جديدة كنغمة التهميش مثلا وقسم منهم لا زال يحلم بعودة النظام السابق ويظهر هذا في كتاباتهم في المواقع الالكترونية التابعة لحزبهم المنحل ولدينا ادلة عديدة على قولنا هذا، والغريب انه في هذا الاصطفاف الجديد نجد ازلام النظام مع اعدائه بالامس والذين كانوا مثلنا مستهدفين في تقاريرهم نجدهم اليوم في خندق واحد على الرغم من عدم وجود ما يجمعهم سوى معاداة زوعا فينطبق عليهم بحق لقب تحالف الاضداد، ومن المضحك انه بسبب ايماننا بوحدة امتنا اطلق علينا بالامس لقب التكلدن ولنفس الايمان الثابت يطلق البعض علينا لقب التأشور وبين هذا وذاك تستمر مسيرة شعبنا الواحد بقضيته الواحدة تسير في خطها المستقيم رغم تلقيها الفقاعات الانترنيتية من التعصب من جهة والانقسام من جهة اخرى
الديمقراطية في زوعا
كما تقدم كان المرحوم ابرم عما اول من سمعته يربط مسألة حقوقنا القومية بالديمقراطية في البلد وبعد التعرف على زوعا وجدت هذه الكلمة في شعاره ومنهاجه ونظامه الداخلي كما كنا نمارسها داخل تنظيمات الفرع ولكن ما نال اعجابي حقا كان ما رايته ولمسته عند زيارتي للوطن وحضوري المؤتمر الثاني عام 1997 فالطريقة الديمقراطية التي مورست فيها كافة اعمال المؤتمر كانت فوق تصوري فكانت المناقشات تتم بكامل الحرية والوقت الممنوح للاراء المختلفة يكون متساويا دائما وبعدها يتم التصويت ثم يتمسك الكل برأي الاكثرية، شاهدت النقد وطرح السلبيات بكل صراحة كما سمعت من اعترف بالتقصير . اما في المؤتمر الثالث عام 2001 والذي كان لي شرف عضوية لجنة رئاسته فوقفت على هذه الممارسة عن اكثر قربا وشاهدت العديد من الاراء التي تبناها اعضاء قياديين لم يتم اتخاذها لعدم حصولها على اكثرية الاصوات، ومع كل هذا فالبعض لم يكف عن توجيه التهم جزافا وهو بعيد كل البعد زوعا، بعد المؤتمر الثاني قال احد المنتقدين في غرفة البالتولك بعد اعادة انتخاب الرفيق نينوس بثيو قال: انها اصبحت دكتاتورية وبعد المؤتمر الثالث وفوز الرفيق يونادم كنا قال نفسه: انه فاز بمؤامرة ضد الرفيق نينوس، وهذا نموذج من المنتقدين الذين يقررون التهجم ثم يبحثون عن السبب، فباعادة انتخاب السكرتير يقولون دكتاتورية وبتغييره يقولون مؤامرة اي مهما كانت النتيجة فالانتقاد يكون جاهزا دائما
من الطبيعي ان تكون هناك اختلافات في الاراء وهذه موجودة دائما ولكن بحسب مشاهداتي لم يتم فرض اي راي لم يحصل على اصوات الاكثرية كما لم تتحيز لجنة الرئاسة الى اي من الاراء المطروحة للمناقشة على حساب الرأي الاخر، وخلاصة القول ان ما لمسته في الوطن من الممارسات الديمقراطية فاق توقعاتي، والظاهرة الاخرى التي لمستها بزيارتي تلك كان العمل المستمر والمنظم في كافة المؤسسات, فشاهدت لجنة ترجمة المناهج الى السريانية تعمل 16 ساعة باليوم لاصرارهم على ان تكون الكتب جاهزة مع بداية الدوام المدرسي، كما شاهدت بعض المشاريع في القرى المختلفة دون تمييز كتبليط ساقية في اينشكي واخرى في كوري كافانا وهكذا، الا ان الذي نال اعجابي الشباب المؤمن بقضيته القومية يعملون كخلية النحل في مختلف المجالات الاعلامية والثقافية والاجتماعية والادبية، وكيف انسى المقاتلين الذين كانوا يعملون ليل نهار كل بحسب المسؤولية المناطة به، فلقد شاهدت ولمست على ارض الواقع ما قاله الرفيق نينوس بثيو في اول لقاء لي مع زوعا في ندوة ديترويت

زوعا ولغتنا القومية
كل العاملين في الحقل القومي كانوا دائما يعربون عن اعتزازهم بلغتنا القومية وبعض المؤسسات كانت تفتح دورات لتعليمها محدودة الفائدة، ولكنها لم تطبق كلغة تدريس جميع المواد بها في المدارس الرسمية الى بعد عام 1991 سمح قانون اقليم كردستان القوميات غير الكردية فيه بالتدريس بلغاتهم عندما خيرهم بين اللغة الكردية ولغاتهم، ولادراك زوعا اهمية احياء اللغة عمل منذ اليوم الاول من اجل تطبيقها مع علمهم بصعوبة ذلك كونها التجربة الاولى وتتطلب الكثير من الدراسات وتحديد مدى فائدة المشروع على المستوى القومي وكذلك تهيئة مستلزمات الدراسة كترجمة الكتب وتهيئة المعلمين ووسائل الايضاح وما الى ذلك من متطلبات مثل هذا المشروع العظيم، والاهم من كل ذلك كان عليهم ان يكونوا سباقين في تسجيل اولادهم بهذه المدارس، وهكذا وجدت اللغة التي تعلمتها وعلمتها في القوش في الدورات الصيفية تعلم في المدارس الرسمية لا كلغة فقط وانما كافة الدروس فلقد حضرت شخصيا دروس الفيزياء والزراعة والتاريخ ووجدت مدى سلاستها التي لم اتوقعها. وهكذا استمرت تتقدم عاما بعد اخر فاجتازت المرحلة الابتدائية ودخلت المتوسطة والاعدادية وبعدها الجامعة ولقد تخرجت عدة وجبات لحد الان من الجامعة وبهذه اللغة
ولكن المعادين لم يستثنوا حتى هذا المشروع من انتقاداتهم فقالوا انه يدمر مستقبل الاولاد وكأنهم اكثر حرصا على اولئك التلاميذ من ابائهم وامهاتهم، وقالوا ايضا ان زوعا باشر بالمشروع قبل تهيئة المستلزمات، ولكنهم بعد 20 عاما ولم يبدأوا بتهيئة المستلزمات لحد الان فماذا ينتظرون؟ ومنهم وصل كرههم للغتهم الى كتابة عريضة تطالب بالغائها لان التدريس بها يؤثر على مستوى التلاميذ باللغة الكردية والغريب ان عرائض مماثلة قدمت بعد 2003 الى المسؤولين العراقيين يطالبون الشئ نفسه ولكن بتغيير عبارة اللغة الكردية الى اللغة العربية، ومنهم من قال انه من الصعب على التلاميذ تعلم عدة لغات هي الكردية والعربية والانكليزية والسريانية فيجب تقليصها بحذف احداها ولكنهم لم يجدوا غير لغتهم القومية ليطالبوا بالغائها
واخر الانتقادات كانت اتهامهم بتغيير لهجة التلاميذ وهذا ما لا يقبله عقل كل مطلع على سير العملية التدريسية حيث وجدت كل معلم او معلمة يتكلم بلهجته اما الدروس فتكون باللغة الادبية الواحدة، لقد كان لنا اذاعة في ديترويت تقدم مختلف البرامج الا ان اخبار والتعليق كنا نقدمه انا والرفيق شمائيل دانيال باللغة الادبية قدر الامكان، كنت اسمع من بعض المعارف بانني اغير لهجتي وكذلك كان يقول معارف شمائيل وكلاهما على حق لان اللغة التي كنا نستخدمها ليست لا لهجتي البيتية ولا لهجته فالكل يعتبرها ليست لهجته بسبب عدم تعلمنا اياها، كان احد الاصدقاء في ديترويت يردد دائما نغمة تغيير اللهجة الى (الاثورية) في احدى المناسبات كان معي احد كتب التاريخ المستخدم في المدارس، طلبت منه قراءة اي فقرة منه كي نجد اين التغيير، طبعا لا يجيد القراءة فبدأت بالقراءة وسرعان ما اوقفني قائلا: اليست كلمة (گربيا) اثورية؟ فسألته فما هي الكلمة الصحيحة اذا؟ قال: (شمال) هذا فقط احد النماذج من الذين لم يتعلموا لغتهم ولا يدعون الاخرين يتعلموها، لنقارن بين هذا الموقف وموقف احد قياديي زوعا كان ابنه يدرس في احدى المدارس السريانية وكنا في بيته نشاهد لقطات فديو سجلها احد المغتربين ومن ضمنها كان درس الدين فكانت المعلمة تعلمهم رسم الصليب بطريقة الكنيسة الكاثوليكية وتعلمهم كذلك صلاة (السلام عليك) بنفس الطريقة، وجدت العضو القيادي فرحا لترديد ابنه الصلاة بطريقة تختلف عنه، وجوابا لتعليق احدهم قال: ان هدفنا هو احياء اللغة فليصل باية طريقة تراها المعلمة، بهذا نجد الفرق الكبير بين من يعادي لغته ثم يبحث عن الذرائع وبين الذي يضحي بالكثير من اجل احياء لغته


37
(2)محبتي الصادقة لأُمتي قادتني الى طريق زوعا

يوسف شكوانا

التعرف الاول على زوعا
في بداية التسعينات اتصل بعض الاصدقاء وسالوني عن شخص اسمه داود شكوانا وانه قادم من الوطن ضمن وفد زوعا وسيقيمون ندوة في ديترويت ولعلمي بعدم وجود شخص بهذا الاسم في عائلتنا وبهدف التعرف عليه حضرت الندوة وكان المتحدث الرئيسي فيها الرفيق نينوس بثيو سكرتير زوعا وقتها، سمعت منه كيف انهم يحولون الاقوال التي سمعتها من المرحوم ابرم عما الى افعال لقد تحدث تماما بما اؤمن به والذي كان يعيش معي لفترة عشرين عاما هذا من ناحية ومن ناحية أخرى تبين من حديثه انهم ليسوا كما اشيع عنهم بانهم فرع من الحزب الشيوعي ولكن لهم علاقات جيدة معهم وكانت نسبة كبيرة من الحضور من زملاء الاتحاد الديمقراطي العراقي، بهذه الندوة تجدد الامل وتحولت الافكار المجردة الى أفعال ونضال وتضحيات وشهداء فقمت اتابع اخبارهم واكتب الاشعار عنهم، سجلت تلك الاشعار في البيت على شريط كاسيت وانتشر بتسجيله من شخص الى اخر. عن طريق صديق لي في شيكاغو وهو عضو حزب بيت نهرين الديمقراطي وصل الكاسيت الى الدكتور لنكن مالك وكان وقتها مسؤول فرع امريكا وكندا لزوعا وبعدها بدأت الاتصالات الهاتفية بيننا تعرفت من خلالها على المزيد من المعلومات عن زوعا، وكان وقتها الزملاء في الاتحاد الديمقراطي العراقي يعربون عن ان أبواب جريدتهم (صوت الاتحاد) مفتوحة للمواضيع القومية لذلك اجريت مقابلة مع الدكتور لنكن وتم نشرها في الجريدة ومن خلال تلك المقابلة تعرفت على الكثير من افكار زوعا ونهجه، وكل جديد كنت اعرفه عن هذه الحركة كان اعجابي بها يزداد وقمت اشارك بنشاطات الجمعية الخيرية الاشورية وخاصة حفلاتها بعد ان عرفت اهداف هذه الجمعية في دعم شعبنا وقرانا ومدارسنا. بعد فترة طلب مني الدكتور لنكن ان اقدمه في ندوة يقيمها في ديترويت وكان ذلك أول لقائي به وجها لوجه. خلال تقديمي له قلت (زوعا الممثل الوحيد لشعبنا في اقليم كردستان) ومن نظرات بعض الحضور شعرت بأن كلمة (الوحيد) لم تكن في محلها ولم تكن مكتوبة في ورقة التقديم فجاءت اشبه بزلة لسان لأن زوعا فاز باربعة مقاعد من مجموع المقاعد الخمسة ولم يفز بجميعها وذلك في انتخابات اقليم كردستان عام 1992، ومع ذلك ففي الفقرة الاخيرة من الندوة كانت كل التعليقات ثناءاً وتأييداً لما طرحه المحاضر فاعتقدت ان مسالة اضافة كلمة (الوحيد) قد مرت بسلام الى أن قام الزميل العزيز (ابو جمال) وعلق على الموضوع ذاكراً ان التعبير كان خطأ، ومنذ ذلك الحين أُحاول دائما وبقدر الامكان أن أكون دقيقا في التعبير فشكرا لأبي جمال على ملاحظته التي اذكرها دائما
كلما ازددت تقربا من زوعا بمرور الأيام كانت الحقائق تظهر أمامي وكان إعجابي بنهجه ونضاله وثوابته تتعزز كالايمان بالعمل على ارض الوطن واستقلالية القرار والايمان الراسخ بوحدتنا القومية وعدم التمييز بين ابناء شعبنا الواحد واحترام كافة تسمياتنا القومية وبناء الانسان القومي والعمل على احياء لغتنا والابتعاد عن المهاترات الجانبية ويكون شعارنا العمل ثم العمل وتقديم التضحيات من أجل قضيتنا القومية اضافة الى الاستنتاج المنطقي بان هدف اولئك المناضلين لم يكن بأي حال من الاحوال تحقيق اية مكاسب شخصية وانما يمكن القول بانهم خاطروا بحياتهم ومستقبلهم ومصالحهم الشخصية من أجل المصلحة القومية والوطنية، فمن المؤكد ان الذي ترك دراسته وعائلته والتحق بالكفاح المسلح لم يفكر بالمناصب فلم تظهر في الافق وقت اقدامه على تلك الخطوة اية مكاسب شخصية وانما الاستشهاد وملاحقة افراد عائلته والنضال باصعب الظروف واخطرها وكان يعرف جيدا ان مصلحته كانت بالسكوت ومسايرة سياسة النظام كي ينجو بجلده ويكمل دراسته، ولكنه اختار الطريق الصعب، طريق تقديم التضحيات
وخلاصة القول انني أحببت امتي وكل مقوماتها منذ البداية وفي عمر الشباب تعرفت على الفكر الذي وجدت فيه الطريق الممكن سلوكه للوصول الى تحقيق الاهداف القومية العادلة، بعدها وجدت التنظيم الذي يناضل بصدق ويقدم التضحيات ويجسد ذلك الفكر وكان هذا التنظيم الحركة الديمقراطية الاشورية (زوعا) في الوقت الذي لم ولن افكر بأية مصلحة شخصية ولست بحاجة لتحقيق أي مكسب شخصي وسوف أرفضه حتى لو قدم لي على طبق من ذهب، فالعمل في صفوفهم هو تقديم التضحيات المختلفة كالوقت والمال دون الحصول على اية مكاسب مادية وانما تلبية لنداء الايمان والضمير والشعور بالواجب، كما انني لم يسبق لي التعرف على اي من اعضائها أو قيادييها ولم يكن لي أية معرفة شخصية بأي منهم ولم اكن اعرف حتى اسماءهم، فكان ايماني بالفكر والنهج وليس بالاشخاص وسيبقى هكذا

لا بديل لأرض الوطن
من المعروف ان قضية حقوقنات هي في الوطن وليست في اي مكان آخر وبنظري ان هذا هو عين الصواب لاسباب عديدة في مقدمتها كون أرض الوطن أرضنا التاريخية وعليها عاش شعبنا وقاوم مختلف الصعوبات والهجمات التي كانت تهدف الى القضاء عليه خلال تاريخه الطويل والمرير وتحديدا بعد سقوط امبراطورياته التاريخية عامي 612 و539 قبل الميلاد. لقد جرت محاولات عديدة في الخارج وتأسست تنظيمات ساهمت في المحافظة على الشعور القومي وبدرجات متفاوتة الا انها كانت بعيدة جغرافيا عن شعبنا في الوطن وواقعه ومعاناته وبمرور الزمن تأثر البعد الجغرافي على البعد الفكري، وهذا باعتقادي امر طبيعي لأن أسباب تركها الوطن وهجرتها أو تهجيرها كانت عالقة في الاذهان بصورة عامة فكان من الصعب النضال من أجل وطن أرغمهم على تركه. ولهذا ورغم نشاطاتها في الخارج وتاسيسها العديد من المؤسسات القومية في اماكن مختلفة الا انها بقيت محصورة في مناطقها ومعظمها لم يصل الوطن، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فالعمل القومي في المهجر يقتصر بصورة عامة على جيل المهاجرين ومن الصعوبة أن يشمل الجيل الثاني ومن شبه المستحيل انتقاله الى الجيل الثالث ربما يقول قائل عكس ذلك ضاربا مثلا من الواقع قد يكون صحيحا ولكن ما نسبة ابناء الجيل الثالث التي تعرف هويتها ولغتها، ان شعبنا ليس اول شعب ينصهر في بلدان الإغتراب فلقد سبقتنا كل الاقوام التي هاجرت الى امريكا مثلا كالبولونيين والالمان والمكسيكان والايطاليين والايرلنديين وكل الاخرين ولا توجد اية عوامل تجعلنا نشذ عنهم، لنلاحظ مناسباتنا في مختلف المدن حيث يقتصر الحضور على الجيل الاول والقادمين الجدد أما الاخرين فاندمجوا بثقافة مجتمعهم الجديد
من هذه الحقائق ارى ان املنا الوحيد في المحافظة على وجودنا كقومية عريقة هو على ارض الاباء والاجداد،ولذلك فاكبر خطر واجهته امتنا هو خطر الهجرة وقطع الجذور من تلك الارض، فرغم كل الاضطهادات وحروب الابادة والانصهار القسري التي شنت ضد شعبنا عبر التاريخ بقي من نجا وصمد متمسكا بصفاته القومية ومن حقنا ان نفتخر بكوننا احفادهم، الا ان الهجرة الحالية ليست الا الانصهار الطوعي. لقد وقف مؤسسوا زوعا على هذه الحقيقة ويعرفها مناضلوه فاعتبروا النضال على ارض الوطن من ثوابتهم التي لا يمكن تغييرها، وهكذا بقيت هذه الحركة متمسكة بارض الوطن رغم ما شاهدته من السجون والملاحقات والاعدامات والاغتيالات والانفال والكيمياوي وبذلك حافظت على بقاء قضية شعبنا حية خاصة بعد ان تفاعلت تفاعلا ايجابيا مع القضية الوطنية ككل

تاسيس زوعا كان ضرورة قومية ووطنية
بدأ حزب البعث بعد وصوله الى السلطة عام 1968 بسياسة جديدة تختلف عن سياسته الدموية عام 1963 فاقام الجبهة مع الحزب الشيوعي وعقد اتفاقية آذار مع الاكراد لمنحهم الحكم الذاتي ومنح الحقوق الثقافية للتركمان وبما يخص شعبنا اصدر قانون منح الحقوق الثقافية للناطقين بالسريانية عام 1972 الذي استقبله شعبنا بفرح كبير. الا انه ظهر بعد فترة قصيرة ان كل تلك الخطوات لم تكن الا كتكتيك مرحلي لترسيخ اقدامه ومحاولة ظهوره امام العالم كنظام ديمقراطي متحضر، فبما يخص التعليم السرياني اخذت لجنة مكونة من ثلاثة اشخاص تجوب بلداتنا وتقيم ندوات عن مضار التعليم السرياني واحدى تلك الندوات اقيمت في نادي الموظفين في القوش طالبوا الاهالي بالتوقيع على طلب رفض التعليم بلغتنا فتصدى لهم الاب (المطران) يوسف توماس قائلا: لماذا تطالبون منا رفضه انكم منحتمونا هذه الحقوق وبامكانكم الغاءها. وبعدها تشكلت لجنة للاستفتاء الصوري فكانوا يجمعون تواقيع الاهالي بعد ان يُسألوا: هل تريدون ان يصبح اولادكم اطباء ومهندسين ام جنودا؟ وعندما يختار الخيار الاول طبعا يقولون له اذا وقع هنا اي في خانة الرفض، وبعدها طُلب من اولياء امور تلاميذ الصف الاول مراجعة مدارسهم فذهبت الى مدرسة البنات عن شقيقتي وكنت ضمن مجموعة من الاصدقاء كانت المديرة تتصدر الغرفة ومعها مسؤول البعث ومسؤول الامن اعطتنا ورقة للتوقيع عليها وكان نصها كما يلي: نظرا لعدم توفر الامكانيات نطالب بعدم تطبيق الدراسة باللغة السريانية!! قلت لها ان هذا النص خطا لانه يدل على ان الدراسة طبقت وظهر عدم توفر الامكانيات ولكنها لم تطبق كي نعرف اذا كانت الامكانيات متوفرة ام لاء، فقالت ان النص جاء هكذا ولا يمكن تغييره ولكم الحرية في التوقيع او الرفض وكل المجموعة رفضت التوقيع. وهكذا اخذت تلك القرارات تلغى واحدا تلو الاخر ليظهر بعدها على حقيقته الشوفينية الدموية فشن حملات شرسة على كل الاطراف التي سبق وأن اتفق معها وبما يخص شعبنا ومنح حقوقه الثقافية بدأت النشاطات المتعددة وتاسست النوادي والجمعيات المختلفة شملتها جميعا بعدئذ سياساته القمعية حيث سيطر عليها وقيد نشاطاتها الى ان وصل الامر الى حرماننا من اسمنا القومي في التعداد السكاني عام 1977 والجدير ذكره ان العديد من مواد قرار منح الحقوق الثقافية لم تر النور كالتعليم السرياني مثلا فحتى الدورات الخاصة منعها كما حصل في القوش ولم يكتفي بذلك بل صادر حتى ما كان لدينا قبل صدور القرار ومنع مدرسة القوش الصيفية التي سبق الحديث عنها خير دليل على ذلك اما مؤسساتنا الاجتماعية والثقافية والادبية والرياضية فأخذ يسيطر عليها بواسطة اعضائه لمنعها من اقامة اي نشاط قومي مهما كان نوعه وطبيعته، ومضى قدما في هدم قرانا التاريخية ممى ادى الى تغيير ديموغرافية مناطق عديدة فلقد ازال عن الوجود عشرات القرى والاديرة والكنائس مما سبب حالة الهجرة الى المدن الكبرى خاصة بغداد ومنها الى خارج الوطن. امام ذلك الواقع تداركت الطبقة المثقفة الواعية الخطر الذي يهدد وجودنا والمصير الذي ينتظرنا كشعب عريق على تلك الارض ولكن من يجرؤ على الكلام ضد اشرس نظام شهدته البلاد اذ كان يقضي على من يفكر او يتكلم بغير ما يفرضه فكم بالاحرى من يعمل ويناضل من اجل شعبه، فتشكلت تكتلات صغيرة من طلاب الجامعات وبسرية تامة تمكنوا اخيرا من عقد كونفرانس التاسيس في 12 نيسان 1979 وفيه انبثقت الحركة الديمقراطية الاشورية واتخذت لها شعارا وطنيا وقوميا في ان واحد وبذلك وضعت نضالنا في طريقه الصحيح الذي يظهر الوجه الحقيقي لقضيتنا التي هي جزء من القضية الوطنية واخذت تصحح النظرة الخاطئة للقوى الوطنية على شعبنا ومآخذها عليه سواء بغياب تنظيم قومي يمثله وطنيا ام بالنظر اليه بمنظار الحملة الاعلامية الشرسة ضده والتي سبقت مجازر عام 1933 ومخلفاتها ولم يتم تصحيحها الى ذلك الوقت رغم انخراط العديد من ابناء شعبنا في النضال الوطني وتبوؤهم مراكز حساسة في صفوفها وتضحياتهم الجسام خاصة في صفوف الحزب الشيوعي العراقي منذ تاسيسه والحزب الديمقراطي الكردستاني بعد اندلاع ثورة ايلول عام 1961


38
محبتني الصادقة لأُمتي قادتني الى طريق زوعا
يوسف شكوانا
(1)
البداية كانت في القوش
منذ أن وعيت على الدنيا كانت محبتي لامتي تعيش معي مارستها من خلال الكنيسة وتعلم اللغة التي أحببتها منذ البداية، كما كنت أعتز بالحقائق القليلة التي كانت تذكرها كتب التاريخ المدرسية عن عظمة حضارة بلادي خاصة في بابل واشور، لم اتخلى عن التزامي بكنيستي ولغتي رغم صعوبة الظروف أحيانا، ففي فترات معينة كنا محارَبين من قبل البعض بسبب التزامنا هذا رغم صغر اعمارنا التي كانت تتراوح بين 12 و 15 عاما. كانت المدرسة الاولى لتعلم الصلاة روضة نسميها مدرسة الصغار (مدرسا دزوري) نداوم فيها صباحا وبعد الظهر، كان يعلمنا فيها المرحوم الشماس هرمز كادو تعلمنا فيها بعض الحان الرمش. وبعدها وكما هو معروف كان المرحوم الاب هرمز صنا من المشجعين الكبار لتعليم الطقس الكنسي دائما، اضافة الى ذلك عمل بجد لفتح مدرسة صيفية في القوش لتعليم اللغة والتعليم المسيحي وكانت تسمى المدرسة الصيفية او المدرسة الكلدانية (مدرسا دقيطا أو مدرسا دكلذايا) أبتدأت كدورات صيفية لتعليم اللغة والطقس الكنسي وخدمة القداس وتحولت عام 1962 الى شبه مدرسة تبدأ سنويا مع بداية العطلة المدرسية الصيفية، وصل عدد الدارسين فيها الى 500 متعلم في بعض السنين كلهم من الذكور لأنها كانت خاصة بهم، وكانوا من تلاميذ مدرستي القوش الاولى والثانية الابتدائيتين اضافة الى القادمين من بغداد والمدن الاخرى لقضاء العطلة الصيفية في مسقط رأسهم القوش، وكانت هذه المدرسة تشغل بناية كنيسة مار ميخا التي كانت سابقا مدرسة القوش الاولى للبنين وهي التي أسسها القس اسرائيل رابا شكوانا (رابي رابا) المتوفي عام 1611. وجدت نفسي مندفعا للتعليم فيها لسنوات مع حوالي 20-25 من المعلمين والكهنة والتلاميذ الاكليريكيين وكانت بادارة القس هرمز صنا وبدعم ومباركة المطران ابلحد صنا، ومن الذين علموا فيها أذكر الاب يوحنان جولاخ والاب (المطران) يوسف توماس والاب بولس خمي والاكليريكيين لويس جما وريمون برنو وميخا مقدسي (المطران) وجلال حداد وثائر تومكا وماجد لاسو وصلاح ديشا وحازم اسطيفو شبلا ومن المعلمين أذكر بالاضافة الى كاتب هذه السطور كل من نوئيل قيا بلو وايليا سكماني وكامل يلدكو وعابد بدي وميخا برنو وفرنسيس صنا ومتي سورو ونوئيل عوديش وميخائيل توماس وميخا روفا وسالم قودا وهرمز قاشا وعبد بهاري هذا مع الاعتذار لمن فاتني ذكر اسمه لأنني اعتمدت على الذاكرة وبعض صورسفراتنا التي كنا نقوم بها بعد انتهاء الموسم الدراسي فيها. توقفت هذه المدرسة بعد مضايقات السلطة وحزب البعث الحاكم وقتها، حيث تم تبليغنا وقت بدء الدوام فيها عام 1977 بغلقها وكان قرارا غريبا لمعرفتنا التامة بأنها كانت بعيدة كل البعد عن السياسة، (وهكذا وصل شوفينية النظام حتى لمنع تعلم لغتنا القومية) اتذكر وقتها انفعال القس (المطران) يوسف توماس وقوله (انهم لا يستطيعون ايقافنا، هل انكم مستعدون ان تصبحوا تلاميذ ونحن نعلمكم؟) كانت الموافقة بالاجماع والتحق بنا العديد من المعلمين والمدرسين الاخرين بعد ان سمعوا بالقرار الظالم، وهكذا انقسمنا الى صفين احدهما للمبتدئين والاخر للمتقدمين وتحولنا من معلمين الى تلاميذ يعلمنا الكهنة. ومن النشاطات الاخرى في تلك الفترة تقديم العديد من المسرحيات التراثية والاجتماعية الهادفة، ولقد اشتركت بالتدريبات لعرض مسرحية جنفياف، وقبل عرضها شملها قرار المنع الانف الذكر وهكذا لم تر النور رغم العمل الشاق لعدة اشهر. ولقد شاهدت العديد من مثل هذه الممارسات الشوفينية الظالمة للسلطة وقتئذ خاصة في منطقة سنجار حيث عملت فيها بسلك التعليم خلال السنوات الساخنة من بداية عام 1970 والى عام 1976 ولكنها ليست من صلب هذا الموضوع

وضوح الطريق وزرع الامل قبل زوعا
كان المتبع في القوش عندما يتزوج شخص ان يقوم اصدقاؤه المقربين بخدمة المدعوين ليلة الحفلة (ليلي ددأوا) التي كانت في احدى الساحات الخارجية وبالهواء الطلق، وفي اليوم التالي يذهبون الى بيته في المساء لتقديم الهدية (صبحيي) طبعا مع شرب العرق. كانت بداية السبعينات من القرن الماضي عندما تزوج احد الاصدقاء (المرحوم جميل بطرس دكالي) وكالعادة ذهبنا مجموعة من اصدقائه في الليلة التالية الى بيته وكان المرحوم ابرم عما حاضرا لكونه أبا العروس، لم يكن لي معرفة به رغم كونه من القوش ومن محلتي والدارج اننا من عائلة واحدة وذلك بسبب فرق العمر أولا وثانيا لغيابه الدائم عن القوش بسبب السجون أو بسبب عمله، بدأها أحد الشباب عندما سأله بصورة اسفزازية قائلا: متى ستأخذون نينوى؟ لم ينفعل وانما أعطى محاضرة قيمة باسلوبه الهادئ تعتبر أفضل ما سمعته لحد الان وكانت عن حقوق القوميات وارتباطها بالديمقراطية في البلد ومن جملة ما اتذكره من اقواله: لا يمكن أن نحصل على حقوقنا الا في ظل نظام ديمقراطي في البلد، ولا يعتبر النظام ديمقراطيا اذا لا تتمتع كافة فئات الشعب بحقوقها العادلة. ان أقواله تلك خلقت الامل لدي بامكانية حصولنا على حقوقنا كما ان ربطه لقضية حقوقنا بالديمقراطية في البلد ضاعف من قوة مطلبنا بدرجة كبيرة فلم نعد لوحدنا نطالب بحقوقنا العادلة وانما تشاطرنا كافة القوى الديمقراطية، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى لقد أزال ضبابية الافكار وغموض الطريق فالى ذلك اليوم لم أكن اتصور الطريق الصائب للمطالبة بحقوقنا بالاضافة الى عدم وضوح ما يمكن تحقيقه. فاذا كانت المحبة القومية ولدت معي فكلام المرحوم أبرم بلورها وأخرجها من خانة الغموض الى الوضوح فرسم لها طريقا قابل الوصول الى ما نبتغيه، وبعبارة اخرى ان اقواله نقلتني من الشعور القومي الى الوعي القومي. واخر حدث يذكر في الوطن قبل الاغتراب كانت مهزلة التعداد السكاني عام 1977 وقرار ارغامنا على التسجيل عرب، عبرت كغيري عن معارضتنا للقرار ولكن بحذر وضمن الاوساط الموثوق بها ففي وقتها كان يتهم بالشيوعية كل من ابدى رأيه معارضا ذلك القرار الجائر وكلنا نعرف عقوبة مثل هذه التهمة فالامثلة كانت واضحة امامنا من داخل مجتمعنا الالقوشي، ولقد طبقت القرار كغيري مرغما وأنا عداد في القرى الايزيدية بمنطقة القوش فكنت اسجلهم عربا وأنا أشعر بظلم تصدير ارادتهم كما حصل معنا

الاستمرار في امريكا
منذ وصولي الى امريكا شاركت بفعالية في معظم النشاطات القومية فلم أرفض المشاركة باي نشاط قومي، أذكر منها نشاطات نادي الشبيبة الكلداني وحزب بيت نهرين الديمقراطي والاتحاد الاشوري العالمي والرابطة الكلدواشورية ونادي الاسرة الكلداني منذ تاسيسه حيث كنت ضمن مؤسسيه ومجلته (زهريرا كلدايا أي الشعاع الكلداني) التي اقترحت اسمها هذا، وكذلك بكتابة عدد من المسرحيات التي قدمها النادي أذكر منها مسرحية (بولاغا أي النفاق) ومسرحية (كورتا دشمعون اي زواج شمعون)،كما شاركت بكافة الامسيات الكلدانية سواء كانت للكنيسة الكلدانية أم اذاعة صوت الكلدان ام نادي الاسرة الكلداني وذلك بالقاء قصائد شعرية فيها، اذكر منها تلبيتي لطلب الاخوة في اذاعة الكلدان بالقاء قصيدة في الامسية التي استضافوا فيها الشاعرة العراقية المعروفة لميعة عباس عمارة وباعتقادي ان طلبهم كان بهدف التاكيد على هويتنا ولغتنا العريقة، شاركت بها في قصيدة (خرابا دأثري) وكانت عن حالة الخراب التي حلت بالوطن جراء سياسة النظام الصدامي الدكتاتورية كما شارك ايضا الاخ سلام يلدكو بقصيدة رائعة، ,وفي امسية اخرى لنفس الاذاعة القيت قصيدة (لشانا اي اللغة)، وفي امسية كلدانية اخرى القيت قصيدة (كبنخ ين لكبنخ اي احبك ام لا احبك) والجدير ذكره ان هذه الامسيات كانت تتطور باستمرار أذكر أروعها التي أخرجها الفنان المبدع عادل يلدكو وشاركت فيها نخبة من الفنانين، والقيت فيها قصيدة (هيايوثا أي الهوية)، كما شاركت في مهرجانات اغنية السورث في كندا وديترويت بالقاء القصائد الشعرية وكتابة كلمات بعض الاغاني، عملت في الجمعية الثقافية المسيحية التي كنت ضمن مؤسسيها وبهيئة تحرير مجلتها (الثقافة) وبعدها كنت ضمن مؤسسي النادي الكلداني الامريكي وعملت في هيئاته الادارية وشاركت بكافة نشاطاته كما كنت احد مؤسسي جمعية مار ميخا الخيرية، كنت أكتب مقالات في الشأن القومي بجريدة المشرق الاسبوعية الى ان توقفت بعد استشهاد صاحبها نابليون بشي. من اولى صعوبات العمل في تلك الفترة بساحة ديترويت كانت اثبات وجودنا القومي حيث كانت آثار التعريب قد فعلت فعلها وطغت على الاكثرية إذ كانت تعتبر اي هوية قومية مخالفة لقناعتها أمرا غريبا (لم تسمع به من قبل) كما كتب صاحب جريدة وقتها. بالاضافة الى ذلك وتلبية لطلب فنانينا كتبت كلمات العديد من الاغاني بلهجتنا الجميلة أذكر منها (عاشق دمثواثا- هاور هاواري- سسكاني- القوش- بيثي- خاي خاثي- شلاما دحوبا- خا يوما- شمشا دعاصرتا- شيرا دبربارا- بروني- شمشا دحيروثا- كالو وخثنا- حوبا صبيا- يولبانا- لا زالوخ- وغيرها) خلال تلك الفترة كنت في بعض النقاشات في ديترويت او شيكاغو اطرح الأفكار التي سمعتها من المرحوم أبرم عما دون أن ألقى أي اهتمام بها من قبل السامعين وكان اصحاب الشعور القومي يقولون عنها انها افكار شيوعية، كما انه في تلك الفترة سمعت لأول مرة عن وجود تنظيم باسم الحركة الديمقراطية الاشورية والمعلومات التي وردت عنها كانت انها فرع من الحزب الشيوعي العراقي اتخذت هذا الاسم لامتصاص الشباب الهارب من العسكرية كي لا يلتحقوا بمقاتلي حزب بيت نهرين. وبعدها لم اسمع عنها الكثير حتى شهدائها يوسف ويوبرت ويوخنا قيل انهم من الناشطين القوميين دون ذكر اسم الحركة
خلاصة القول انني وجدت نفسي مندفعا للمساهمة بأي نشاط قومي دون تمييز بين القائمين به وذلك انطلاقا من محبتي لامتي واعتزازي بلغتي وحرصي على تراثي، وهكذا وجدت نفسي قريبا وصديقا ومساهما في نشاطات كافة المؤسسات ذات الطابع القومي مضحيا قدر الامكان في المحافظة عليها وتطويرها، كان ذلك قبل التعرف على زوعا واستمر بعدها وسيبقى كذلك، واشعر بان هذا واجب وهو اقل ما يمكن تقديمه لهذه الامة



39
ابن القوش البار ألبطريرك الشهيد مار بنيامين

يوسف شكوانا
تعتبر عائلة ابونا من العوائل الالقوشية الشهيرة وعرف عنها ادارتها دفة كنيسة المشرق لقرون عديدة ابتداء بالبطريرك مار طيمثاوس الثاني 1318- 1333 استمرارا الى عام 1660 حيث قام منهم 12 بطريركا وفي هذه السنة حصل انشقاق بالعائلة عند اختيار خليفة البطريرك ايليا الثامن فاستلم قسم سلسلة شعبة القوش وقام منهم 5 بطاركة كان اخرهم البطريرك يوحنا هرمز وبعده بدأ تطبيق طريقة االانتخاب في اختيار البطريرك اما القسم الاخر فاستلم شعبة قودشانوس فاعطت هذه العائلة 9 بطاركة كان اخرهم مار ايشاي شمعون وبعده في عام 1975 بدأت ايضا بطريقة الانتخاب وبذلك يكون مجموع بطاركة هذه العائلة خلال خمسة قرون ونصف 26 بطريركا (بحسب شجرة بطاركة عائلة ابونا بيد المطران ايليا ابونا عام 1944)
البطريرك مار بنيامين هو سابع بطريرك من هذه العائلة في سلسلة قودشانوس اصبح بطريركا خلفا لعمه مار روئيل شمعون عام 1903 وكان عمره 16 عاما، ومنذ بداية بطريركيته لاقى المشاكل والصعوبات حيث الح نائب القنصل الفرنسي على اختيار عمه نمرود للبطريركية الذي نشط وبتاييد السلطات التركية في اثارة المشاكل، الا ان محاولاته باءت بالفشل بعد تخلي رؤساء العشائر عنه، ومن الصعوبات الاخرى التي واجهها استلامه كنيسة كانت عرضة لمختلف المبشرين كل يحاول استقطاع جزءا منها مستخدما مختلف الاساليب بضمنها ما هو بعيد عن الروح والتعاليم المسيحية، اما الوضع الامني فكان الاسوأ خاصة بعد تولي حزب الاتحاد والترقي (تركيا الفتاة) الحكم في تركيا وسياسته في القضاء على كل عنصر غير تركي ابتداء بالذين يختلفون عنهم قوميا ودينيا، هكذا كان واقع الشعب والكنيسة التي استلم ادارتها هذا البطريرك الشاب، فمنذ اليوم الاول لبطريركيته كان عليه حمل هموم اكبر من طاقة، ولكنه وبالاشتراك مع مجلس العشائر اتخذ القرارات التي رأوها في صالح الشعب الذي كان ينتظره الموت والفناء واما المواجهة والمقاومة، ولم يكن امامهم طريق اخر غير دخول الحرب الى جانب الحلفاء بسبب ما عانوه لفترات طويلة من مجازر واضطهادات حيث كانوا محاطين باقوام تعتبرهم كفارا وتحلل دماءهم واموالهم وممتلكاتهم وتشن هجمات عليهم باستمرار، وكذلك بسبب الوعود التي وُعدوا بها والتي ظهر لاحقا انها لم تطبق لسببين رئيسيين الاول قيام الثورة الشيوعية في روسيا عام 1917 وسحب قواتها من المنطقة تاركين حليفهم الصغير بين انياب اعدائه والثاني كان تنكر الانكليز لوعودهم بعد ان اقتضت مصلحتهم ذلك
لقد وصف البطريرك الشاب من قبل الذين عاصروه بالحكمة والسلوك القويم والوعي التاضج والكرم والشهامة والشجاعة وسلامة الجسد والعقل خاصة وانه قد ترعرع في البيت البطريركي، وقف البطريرك الشاب مع شعبه في اخطر الظروف ولم يتركهم، فكثيرا ما كان يجازف بالسفر من مناطقهم المحاصرة للتباحث مع حكومات اخرى بامور تخص شعبه ولكنه سرعان ما يرجع الى منطقته بعد ان يرفض كل الاغراءات والطلبات بالبقاء فيها بعيدا عن الخطر لفترة مؤقتة، فلم يكن من النوع الذي يسعى لامنه الشخصي ويترك شعبه في خطر، ويتجلى اخلاصه لشعبه في قضية شقيقه هرمز الذي كان ايضا صديقه ومرافقه الدائم واقرب المقربين اليه، حيث القت السلطات القبض عليه عندما كان يدرس في اسطنبول وجُلب الى الموصل واستُخدم كورقة ضغط على البطريرك، فارسل المحافظ رسالة تهديد للبطريرك بالقاء السلاح والا سيكون مصير شقيقه الاعدام، جمع مجلسه بشكل استثنائي وابدى رايه لصالح استمرار الانتفاضة وهكذا نص جوابه لمحافظ الموصل بما يلي (شعبي كله اولادي وهم كثيرون وهرمز هو اخي ولكنه واحد فقط لذلك فليقدم حياته قربانا لامته). وفي نفس الشهر سافر الى سلامس في طريق ملئ بالمخاطر للاجتماع بقيادة الجيش الروسي حول المساعدات الموعودة لشعبه وبعد ان تأكد له عدم جدوى المباحثات قرر الرجوع بسرعة الى شعبه، الا ان القيادة الروسية حاولت اقناعه للبقاء في سلامس تحت حمايتها لخطورة الطريق والمنطقة التي ينوي الرجوع اليها، وهنا اطلق رده المشهور (جئت لانقذ شعبي لا لانقذ نفسي فانا عائد اليه حتى اعيش او اموت معه)
وبما يخص القوش في فترة بطريركيته يذكر ان مار ايليا ابونا رافق البطريرك في كانون الاول 1915 الى (يرفان) للتفاوض مع قوات روسيا حول مصير شعبه وموقفهم من الحرب العالمية الاولى، كما ان الوفد الذي ارسله البطريرك الى مدينة (تفليس) للتفاوض مع الروس كان مكونا من ثلاثة اشخاص اثنان منهم من القوش هما المطران توما اودو والمطران ايليا ابونا، وهكذا كانت القوش حاضرة بابنائها البررة للدفاع عن ابناء امتهم الذين تعرضوا الى حرب ابادة جماعية هي الاسوأ في تاريخ البشرية، وعندما دخل البرابرة الى مار توما اودو وقالوا له ما الذي اتى بك الى هذا المكان صرخ بهم قائلا: هذه ارضنا وانتم الغرباء عليها، فما كان منهم الا ان هجموا عليه بوحشية وقتلوه مع المئات من ابناء رعيته ةالاخرين الذين لجأوا اليه من المناطق الاخرى وهكذا سجل اسمه في سجل شهداء الامة الخالدين، اما وقفة القوش البطولية تجاه بني امتنا في مجازر عام 1933 والمعروفة بمذابح سميل حيث رفضت تسليم اللاجئين اليها هربا من البطش بهم حتى بعد تهديد البلدة وانذارها بالهجوم عليها من قبل الحكومة العراقية انذاك ، فلقد كان قرار وجهاء البلدة عدم تسليم النازحين اليها مهما كانت النتائج ولقد استعدوا للقتال دفاعا عن اخوتهم
وحادثة اخرى وقعت عام 1908 عندما كان موكب مؤلف من القس كوريال دمان ودنو ابونا ويوسف عبيا (القس) وشاكر خوشابا ابونا وبكو متيكا ابونا والقس نعمان والقس ايليا من تللسقف والقس دانيال من ارادن وقس اخر من باطنايا وبرئاسة القس كوركيس (المطران ايليا ابونا) قاصدا البطريرك في قودشانوس وقع في الاسر في منطقة (جولامرك) واطلق سراحهم بعد توسط البطريرك بعدها رسم القس خوشابا اسقفا باسم مار ايليا ابونا كما رسم كاهنين هما القس حنا ابونا والقس يوسف عبيا
لم يكن البطريرك ولا زعيم الارمن يرغبون في عقد تحالف مع شيخ قبائل الشيكاكي الكردية اسماعيل اغا الملقب (سيمكو) الا انه تحت ضغط الانكليز والوعود التي قطعوها وجدوا نفسهم مرغمين على تغيير رأيهم، ومن ناحية اخرى اصبح راس البطريرك مطلوبا لدى ايران على اثر الهزيمة
التي منيت بالمسلمين في اورمي عندما شنوا هجوما يهدف الى ابادة المسيحيين في المدينة، لذلك تم اغراء سيمكو كي باغتياله باية طريقة كانت، فقام بتوجيه دعوة لعقد اجتماع بينهما لبحث بعض المسائل المعلقة واقترح ان يكون الاجتماع في مقره في كوهنه شهر، بدا الامر طبيعيا رغم تحذير الارمن له كما ان اغا بطرس توسل اليه للاقلاع عن فكرة الزيارة قائلا (فداؤك سيدي اترك لنا هذه الامور ونحن خير من يقتدر بها، لك الصليب واترك السيف لنا، سيمكو رجل ماكر ورعديد دعه ياتي الينا بنفسه)، الا ان البطريرك اصر على الزيارة لحبه الشديد في نشر الوئام، تم استقبال الوفد المكون من 150 مسلحا بحرارة وجرت المباحثات بصورة طبيعية، وبعد ان خرجوا ومعهم سيمكو لتوديعهم، قبل يد البطريرك وما ان جلس في المركبة المخصصة له حتى عاد سيمكو مسرعا لياخذ بندقيته ويطلق النار عليه في ظهره، وكانت تلك الاطلاقة كاشارة الى جماعته المختبئين على السطوح المحيطة ليمطروا الوفد بالنيران، وكانت الحصيلة استشهاد 47 شخصا واصابة 46 اخرين. بعد ثلاثة ايام فقط شن اغا بطرس مع القادة الاخرين حملة شديدة على سيمكو دمروا القرية وعثروا على جثة البطريرك الشهيد وقد مُثل بها، الا ان سيمكو تمكن من الفرار واخذت قوات اغا بطرس تلاحقه من قرية الى اخرى
وهكذا جسد هذا البطل معاني التضحية والفداء في سبيل الكنيسة والامة كما جسدها قبله بستة عشر قرنا البطريرك الشهيد مار شمعون برصباعي وبينهما الالاف من الشهداء الذين روت دماؤهم مسيرة كنيستنا وامتنا، وري جسده الثرى في كنيسة في (خوسراباد) حيث ترأس الخدمة الاسقف مار ايليا ابونا
وهكذا فكل من يعمل بايمان واخلاص لكنيسته وشعبه تستذكره الاجيال ابد الدهر



40
حقيقة التهميش ومسرحية الوزير الانقسامي

يوسف شكوانا

من اكثر الكلمات ترددا في كتابات البعض هي كلمة التهميش ولكن دون ذكر الادلة والبراهين عليها كي يقتنع القارئ بها خاصة القريب من الاحداث والمطلع على الامور لا بل على العكس انه يرى الحقائق على الارض وهي تفند هذا الزعم وتدخله في خانة الافتراء والتباكي على حالة غير موجودة من اجل تحقيق اهداف ومصالح شخصية لا يمكن ان تكون في مصلحة شعبنا باي حال من الاحوال. وبالقاء نظرة سريعة على الواقع لا نرى اي اثر للتهميش كما يدعي هذا البعض سواء على نطاق القرية اواللغة اوالانسان او اي اساس اخر باستثناء الفكر الانقسامي الذي يرفضه شعبنا، فالخدمات التي تقدمها مؤسساتنا للقرى لم نسمع لحد الان ان قرية اشتكت لتهميشها بسبب اسمها او موقعها فالخدمات المتاحة لا تميز بينها وهي شاهد واضح لا يمكن اخفاؤه عن الانظار والذي يود التاكد من ذلك ما عليه الا ان يزور قرانا ويقف بنفسه على الحقائق، واللغة التي دخلت في المدارس الرسمية ومختلف وسائل الاعلام لا توجد اية اشارة الى حرمانها من اي كان بسبب اسمه لا بل ان كل الجهود تبذل لتوسيع مشروع التعليم بها ليشمل الكل كما لم يكن يوما ما مقتصرا على جماعة معينة دون اخرى لا بالمعلمين ولا بالتلاميذ والذين رفضوها هم الذين همشوها وليس الذين ضحوا بفلذات اكبادهم (كما توقع البعض وتمنى فشل المشروع) من اجل احياء هذه اللغة، اما اللهجة المستخدمة في المدارس ووسائل الاعلام فليست لهجة فئة معينة دون اخرى والكل يرى انها ليست اللهجة التي يتكلمها في البيت لانها اللغة الادبية الواحدة للكل والتي حرمنا من تعلمها اما بسبب الظروف او لتقصيرنا فهل من المعقول ان يترجم كتاب الفيزياء مثلا الى لغة الشارع ولكن اي شارع، فالكتب المدرسية تستخدم اللغة الادبية المشتركة اما الحديث داخل الصفوف فيتبع اللهجة التي يتكلم بها المعلم او المعلمة ولا يطلب من احد تغيير لهجته، وبرامج تلفزيوني اشور وعشتار فباستثناء الاخبار والتقارير التي تكون باللغة الادبية كما هو متبع في كل اللغات فكل البرامج الاخرى تكون باللهجات المحلية وكل حسب لهجته ولم الاحظ ولو مرة واحدة ان شخصا ايا كان غير لهجته او طلب منه تغييرها سواء كان فنانا او شاعرا او كاتبا او تراثيا وما الى ذلك. واذا نظرنا الى الانسان فالقناعة بعدم وجود التهميش تترسخ اكثر، ان الحقائق ترد بقوة وتفند هذا الاتهام فبالقاء نظرة على الذين شغلوا المراكز المتاحة او تم ترشيحهم لشغلها نجد فيهم التنوع بحيث يشملون كل مناطقنا وهم شهود عيان على هذه الحقيقة، فالذين تسنموا مناصب وزارية او وكيل وزارة او مدير عام نزولا الى ادنى المناصب نجد فيهم التنوع وحتى اعضاء البرلمانين العشرة يمثلون هذا التنوع على حقيقته. اذا لم يبق امامنا الا الادعاء بتهميش التسمية هذا الادعاء غريب لانه من ناحية يهمل كل الامور ويركز على التسمية ومن ناحية اخرى لا ارى فيه اي تهميش عندما يذكر كافة تسمياتنا القومية دون حذف اي حرف منها، والغريب ان هذا الزعم يردده فقط الانقساميون باسم الكلدان فعندما نقول (كلداني سرياني اشوري) لماذا لا يقول الاخرون انه يهمشهم ولماذا تدعي به هذه الفئة فقط بينما اسم الكلدان موجود بكامل حروفه وواضح للعيان في بداية التسمية. وبهذا لا يمكن الا التوصل الى نتيجة واحدة وهي ان المسألة ليست بالتهميش او عدمه وانما هي بالوحدة والانقسام بدليل قبولهم بالتسميات الثلاثة اذا وضعنا الواوات بينها اي ان الواوات تلغي التهميش وحذفها يعني التهميش بمنظارهم، وعن اهمية الواوات ومدلولها يعرف كل من له المام ولو بسيط باللغة انها تعني التقسيم فوجودها يعني ثلاث قوميات وهذا الذي يسعون اليه ولكن ما هي مصلحة شعبنا بالانقسام؟ دعنا من التاريخ والعوامل المشتركة واصل التسميات لنسأل ما الذي يستطيع شعبنا ان يحققه منقسما ولا يستطيع من تحقيقه موحدا؟ فالوحدة هي قوة للمجتمع اما اذا وجد شخص انه لا يستطيع الوصول الى اهدافه الشخصية ضمن الوحدة لوجود الاكفأ والاجدر والانزه منه عندها يسعى للانقسام كي يتخلص من منافسيه وتفرغ الساحة له اي انه يضحي بمصلحة الشعب لتحقيق مصلحته الشخصية
اما اذا كان الاصرار على وجود التهميش فهو تهميش جماهير الشعب للانقساميين واصحاب الاتجاهات المتطرفة في كل الانتخابات التي جرت لحد الان اما الاتهامات الاخرى فهي باطلة لان ما يدعون به من ان 5% يهمشون 80% اتهام غير معقول وغير منطقي ويعتبر اهانة لاكثرية الثمانين بالمائة خاصة وكلنا نعلم ان الاقلية التي يقصدون لا تمتلك ولو وزارة واحدة سيادية كما ليس لديها ضباط برتب عالية في الجيش او الشرطة او المخابرات او اي قوة غير قوة ثقة شعبها بها فكيف يمكنها يا ترى ان تهمش الاكثرية، الا ان المسألة ليست كذلك فلنرجع الى الانتخابات الاخيرة اذ كان لدينا خمسة قوائم تتضمن كل منها 10 مرشحين فنرى التنوع في ترشيحات القوائم الوحدوية اما القوائم الانقسامية فهي التي همشت الكل واقتصرت على من يسير في خطها. الغريب في مدعي التهميش انهم يحكمون حسب هواهم فالذي يقول اننا قومية واحدة وشعب واحد كلداني سرياني اشوري يدخلوه في خانة الخيانة والتهميش اما الذي يقول ويتفاخر بانتمائه لحزب البعث او للعروبة فهو كلداني اصيل عيار 16، ومع هذا البكاء على التهميش المزعوم فالكل يعرف ان مناطقنا في سهل نينوى تعاني دائما من التهميش ولما طالبت تنظيماتنا باستحداث محافظة في هذا السهل لرفع هذا التهميش وقفوا ضد المشروع اي يطالبون باستمرار التهميش
اشار بعض كتاب شعبنا على ان الدافع الى دعوة الانقسام هي الكعكة مستندين الى اقوال بعض الانقساميين الا ان البعض لم يصدق ذلك قائلا كيف يضحي انسان بمصلحة شعبه من اجل الكعكة مهما كانت، وامام هذا التعجب اخذت الحقائق تظهر للعيان واذا ظهر السبب بطل العجب. فمع نغمة التهميش هذه نلاحظ في الاونة الاخيرة ومع اقتراب تشكيل الوزرارة في اقليم كردستان دفع بريق الوزارة المخصصة لشعبنا الى الاكثار من كتابات ورسائل البعض طالبا تعيين وزير من خطه مهمشا الاكثرية التي انتخبت ممثليها بكل حرية وفي نفس الوقت تهميشه لممثلي شعبنا الشرعيين والرسميين في البرلمان وثالثا انه يهمش تجمع تنظيمات شعبنا التي تعمل معا من اجل مصلحة هذا الشعب. ولا اعلم كيف يجرؤ على مثل هذه المطالبة وبعض الذين يسيرون في خطه لا زالوا يفتخرون بعروبتهم ويتكلمون بلهجة البعث في كتاباتهم فلا يعترفون بحكومة الاقليم ويعتبرون حزب الكيمياوي والانفال بالحزب الذي منح الاكراد كامل حقوقهم، لا يعترفون بكردستان ويقولون عنها المحافظات الشمالية كما يقولون عن المعارضة (من اطلق عليهم بالمعارضة العراقية) وعن مؤتمراتها مثلا يقولون ما اطلق عليه مؤتمر لندن، يبايعون صدام ويعربون عن تألمهم (لاستشهاده) ويقولون ان افكار البعث عراقية اصيلة ويعربون عن ايمانهم بفكرة الامة العربية الواحدة ويقولون ان مجد العراق صنعه البعث، ومن اقوالهم ايضا ان عملاء بريمر في الداخل حلوا تنظيمات (حزبنا) البطل حزب البعث العربي الاشتراكي، والمشاريع العملاقة بنيت في عهد البعث. يرسلون تهانيهم للارهابيين البعثيين ويسمونهم ابطال المقاومة، كما قال احدهم عن الاطراف المشاركة بالحكومة انهم تامروا على البعث الذي كان يحاول ان يجمعنا كما تجمع الدجاجة فراخها في امة عربية واحدة
واخيرا قال احدهم: هل نسيتم انه في عهد البعث تمتع الاخوة الاكراد بكامل حقوقهم القومية ومنها بيان 11 اذار التاريخي
ساكتفي بهذا رغم وجود العديد من مثل هذه الاقوال في مواقعهم الالكترونية وباسمائهم الصريحة فباية خانة تضع هؤلاء؟ ان سياسة اللعب على الحبلين لا تمر في هذا الوقت لان العم (كوكل) يكشف المستور. بامكان الانقسامي ان يكتب ما يشاء ويتهم حسب هواه ويشتم حسب ثقافته ويزور حسب التفصال، اما ان يسعى لتسنم منصب وزاري خاص بكل شعبنا فليس من المعقول ولا يستند على اي اساس انتخابي، اذ كيف يمثل شعبنا من يقسمه الى قوميات غريبة عن بعضها فأي قسم سيمثل لا بل اي جزء من قسم سيمثل لان المسالة لم تتوقف بحدود الاقسام وانما تعدتها الى تجزئة كل قسم. تصوروا وزير انقسامي جالس في اربيل يراجعه وفد من بغديدا مثلا فيرفض مقابلتهم ويطلق عليهم احد الالقاب الذي يشتهر بها لانهم من قومية غريبة عن قوميته ولا علاقة له بهم، وفي اليوم التالي يراجعه وفد اخر من سرسنك فيأمر حراسه بطردهم لانهم غرباء عنه واجدادهم قبل 2700 سنة هجموا على بابل وتكون حصة هؤلاء الشتائم التي حصل على براءة استخدامها من غير منافس، وفي اليوم الثالث يذهب اليه وفد من القوش لموضوع خدمي للبلدة فيأمر بادخالهم في مختبر الفحص في احدى غرف وزارته كي يعرف هل هم متأشورين ام زوعاويين ام مجلسيين وهل صوتوا لهم في الانتخابات واذا ثبت انهم ليسوا من هؤلاء يدخلهم في مختبر اخر اكثر دقة ليعرف درجة كلدانيتهم واذا لا يحصل على الدرجة المطلوبة للنجاح وهذا هو الارجح فيحجزهم لفترة اسبوع كي يرسل ال(DNA) الى دولة اخرى لفحصها وخلال فترة الانتظار يتم استجوابهم هل ايدوا رعد الاول ام الثاني فيبقون حيارى لان الاجراءات الغير متوقعة انستهم من كان الاول ومن كان الثاني، وبعد كل هذه الاهانات يلغون الطلب ويقررون الرجوع وهم يقولون ان وفدي بغديدا وسرسنك كانوا اوفر حظا منا لانهم لم يخضعوا لمثل هذه التحقيقات المهينة فيا ليتنا طُردنا منذ البداية. انه امر مضحك حقا ان يطالب شخص بتمثيل من لا يعترف بهم انهم من شعبه وقوميته، فهو ينعتهم بابشع النعوت ويتهمهم باقبح التهم ويعتبرهم اعداءه الوحيدين ثم يطالب بتمثيلهم. تصوروا انقسامي في مثل هذا الموقع فكيف يكون حال 85% من شعبنا الذين لا يتفقون معه لأنهم يؤمنون باننا قومية واحدة وكيف سينتقم منهم عندما يكون في موقع السلطة، واذا لا يزال البعض يصر على كلمة التهميش فمثل هذا الطلب هو التهميش الحقيقي للناخبين والمنتخَبين والتنظيمات والمراجعين والمطالب وارادة الشعب واحتياجاته والدستور والقوانين وكل السياقات المعروفة، فهل يوجد تهميش اكبر من هذا




41
المنبر الحر / همسات للتذكير فقط
« في: 21:00 03/03/2012  »
همسات للتذكير فقط

يوسف شكوانا

الخارج يصرح وشعبنا في الوطن يدفع الثمن
تناقلت بعض وسائل الاعلام الالكترونية مؤخرا خبر تأكيد المرشح الجمهوري للرئاسة الامريكية دعمه لشعبنا المسيحي في الوطن وبعضهم حصر الوعد بالكلدان فقط وهلل البعض للخبر واعتبره نصرا ما بعده نصر ونشره بطريقة لا تدل الا الى التهريج الاعلامي غير مكترثين بنتائجه وافرازاته وتداعياته على اهلنا في الوطن، وهنا اثني على جهود الذين عملوا من اجل صدور مثل هذا التصريح الذي ليس لدي اي اعتراض على عملهم ولكن الخطأ باعتقادي هو في نشره بهذه الطريقة وكأنه حقق كل اهداف شعبنا في الوقت الذي لم يلمس شعبنا اي شئ منه لا بل قد تكون انعكاساته سلبية عليه بسبب اوضاعه والمحيط الذي يعيش فيه فلو فكرنا قليلا بالحماية المزعومة بعد تجربة السنوات التسعة الماضية لتوصلنا الى نتيجة واحدة هي ان نشر مثل هذه الاقوال تكلف شعبنا في الوطن الكثير وتزيد من عمليات استهدافه فما هي مصلحة شعبنا من التطبيل لهكذا اقوال التي تزيد الطين بلة

حنين البعض الى المياه العكرة
الكل يعلم بالزوبعة التي اثارها البعض حول موضوع رئاسة ديوان الوقف المسيحي والديانات الاخرى فما ان صدر ايضاح بطريركيتنا الكلدانية حول الموضوح حتى اخذت مقالات الخارج تنهال مباشرة كزخات المطر وبعد ساعات فقط من نشر الايضاح واستمرت باعتماد اعداء مسيرة الشعب على الكمية وليس على النوعية فمنها ظهر ان معظمهم لم يكن لديه اية معلومات عن هذه الدائرة وعدد المرشحين وهويتهم ومن رشحهم وسياق الاختيار بحسب القانون، بمرور الايام اخذت الحقائق تنجلي والتهم تفند والتهميش المزعوم يتبخر وتجاوز الصلاحيات يغيب فهدأت الزوبعة قليلا لدى البعض الا ان البعض الاخر لا يزال يرجع الى تلك الفترة التي تعكرت فيها المياه ليجد فيها المناخ المناسب كي يكتب بنفس اللغة التي مل القارئ منها واصبح يعرف محتواها ولهجتها من اسم كاتبها

الدور الغائب للطبقة الواعية
بدا البعض بنشر كتابات التفرقة والانقسام وتشويه الحقائق قابلها الحريصون على مصلحة شعبنا بالسكوت (باستثناء القليل جدا) معللين سكوتهم بان مصلحة شعبنا تتطلب الابتعاد عن المهاترات الجانبية والتي لا يجني منها غير المزيد من المآسي، الا ان الفريق الانقسامي رأى في ذلك خلو الساحة له فمضى بعيدا في نهجه وافتراءاته وتزويره للتاريخ وتخوينه وتطاوله بكلمات نابية على كل من لا يركب في عربته الانقسامية المرفوضة، ونتيجة نهجهم هذا اخذ المثل (لقد طفح الكيل ووصل السيل الزبى) يتردد على السن عديدة، والمضحك انه بسبب هذا السكوت اعتقد البعض انه يغرد داخل السرب وشر البلية ما يضحك

اذا عرف السبب بطل العجب
بعد عام 1991 وظهور زوعا اعلاميا وفي المهجر كان ازلام النظام البائد ينتقدونه ويقفون ضده لانظمامه الى صفوف المعارضة العراقية التي كان هدفها اسقاط النظام الذي خدموه واخلصوا له بالضد من مصلحة شعبنا والملاحظ بعد عام 2003 ان بعض اولئك غيروا بدلتهم ذات اللون الزيتوني بلون آخر الا ان عداءهم لزوعا لم يتغير واذا يعتقد البعض ان تغييرهم للونهم جاء نتيجة صحوة قومية فاقول ما عليكم الى البحث في كوكل عن مواقع حزب البعث العراقي لتجدون كتاباتهم وترديدهم للشعارات البعثية الاستفزازية ومبايعتهم (للقائد والمجاهد والشهيد كما يسمونه) وكأننا ما زلنا في عهد النظام المقبور، انهم لم يتغيروا لا ايمانا ولا اسلوبا وانما مظهرهم الخارجي فقط وبعد اطلاعكم على كتاباتهم واقوالهم تتوصلون الى سبب وقوفهم ضد زوعا

لو حكمنا بالعدل فالمنصب الوزاري في الاقليم من نصيب المجلس الشعبي

نشرت في الاونة الاخيرة بعض المقالات حول من يشغل المنصب الوزاري المخصص لشعبنا في الاقليم وتباينت الاراء حول الموضوع والاسس التي يجب الاعتماد عليها في الاختيار كان اغربها راي الذين يغردون خارج السرب القومي الوحدوي منطلقين من النظرة الضيقة في العزف على وتر التقسيم ومنح درجات الاخلاص حسب هواهم الى درجة ان احدهم حكم على وزير المستقبل الذي لم يحدد بعد مشترطا ان يكون من السائرين في خطه المرفوض شعبيا والا فسيكون (مكتفيا بمنصبه وراتبه الشهري ومصلحته الذاتية) اما اذا كان من جماعته فيقول عنه مسبقا (يتعامل بشفافية ولا يبيع نفسه وقراره من اجل حفنة من الدراهم) وهكذا يتهم الكل باستثناء من يوافق عليه بالخيانة وعدم الاخلاص! ولما يعلم جيدا ان نتائج الانتخابات لم تكن في صالح نهجه فاكد على موضوع (التعيين) لاغيا الاستحقاق الانتخابي وارادة الشعب التي عبر عنها بكل حرية في الانتخابات
ربما يقول البعض انني اقترح ان يكون الترشيح من قبل زوعا، وقبل ان يذهب هذا البعض بعيدا في تخميناته واتهاماته اقول وان كنت اتمنى ذلك الا ان جوابي هو بالنفي لان الذي فاز رسميا بثلاثة مقاعد من مجموع المقاعد الخمسة المخصصة لشعبنا أي (60%) في اقليم كردستان هو المجلس الشعبي لذلك يستحق بجدارة ترشيح من يراه مناسبا لشغل هذا المنصب لحصوله على التخويل من قبل الاكثرية لتمثيلنا في الوقت التي حصل زوعا على مقعدين اي 40% من مقاعدنا. هذه هي الحقيقة وهكذا يجب ان نتعامل معها فليس كل ما يتمنى المرء يدركه، ان الذي يختاره الفائز يعتبر مختارا من قبل الشعب باكثريته لا كما يدعي البعض ويمنح نفسه صلاحية الاختيار معتبرا نفسه ممثل الشعب والمتكلم باسمه من غير اي تخويل. فكما فاز زوعا بجدارة بثلاثة مقاعد من اصل خمسة بينما فاز المجلس الشعبي بالمقعدين الاخرين في برلمان بغداد لذلك استحق زوعا ترشيح من رآه مناسبا للمنصب الوزاري

لا ترمى بالحجارة الا الشجرة المثمرة

ليس بخاف على احد شراسة الهجمة على زوعا اذ قلما يمر يوم من غير مقالة او اكثر ضده هذا في الايام التي تكون المياه فيها صافية اما اذا تعكرت لاي سبب فتصدر التعليمات وتنزل المقالات بالجملة كل يظهر شطارته بكيل التهم والشتائم التي لا تعبر الا عن اخلاقية كتابها، ان هذا البعض يستهدفه بكل كتاباته حتى في المواضيع التي لا علاقة له بها، والاسباب المعلنة للاستهداف تتغير بين فترة واخرى الا ان الهدف يبقى ثابتا، فحاربوه لحضوره مؤتمرات المعارضة ثم لدعمه التعليم السرياني وقبلها لاشتراكه في حكومة اقليم كردستان ولمسيرات الاول من نيسان ولدعوته لانعقاد مؤتمر بغداد ولعدم مشاركته بمؤتمر اربيل، انتقدوه لغياب العمل المشترك ثم وقفوا ضده بسبب العمل المشترك... ومن كثرة هذه المقالات رغم معدودية كتابها يقف البعيد عن الواقع مستغربا ويسأل: لو كان بعض ما يكتب صحيحا فكيف بقي زوعا موجودا لحد الان وهل الجماهير التي تؤيده وتنتخبه لا ترى الحقائق على الارض؟ وبالرجوع الى تاريخه ومسيرته واعماله وتضحياته وانجازاته نتوصل الى حقيقة واحدة لا غيرها وهي: لا ترمى بالحجارة الا الشجرة المثمرة، ولكن هذه الحجارة لا تصل لانها ترمى من وراء البحار والمحيطات




42
تأبين المرحوم الاستاذ نوئيل قيا بلو في ديترويت 24/2/2012
يوسف شكوانا

ما كثون آنا لرابا دماحوري ومليا ميولبانا... أذپرشتا شوقلا يومد كثاوي دپايش خشكانا
قلاما كيوشا وتخمَلتا ككليا وكشاتق لشانا... لپرَشتا درابي نوئيل دبي بَلو ما كثون آنا

قالا حشانا مأمريكا ثيلي ول القوش مطيلي... برونَخ شاريرا بكو حوبَخ صيرا مخاي مشونيلي
رَحوقا مصيرَخ نخرايا مپوخَخ خدو فندا چميلي... لا رحملَخ ألح ولا كم برأتي أوپرخ دحاميلي

بگيانا صهيثا وبلبا خَميما القوش بئيالوخ... بگوشموخ شويقالوخ وآي بگو حوبح لا كم شوقالوخ
حوبَح شاريرا دخاضروا بدموخ مولپلوخ أيالوخ... اديو كشَمنا لپرَشتوخ منَح ببخايا طالوخ

كول شني دخايوخ إريا بيولپانا إريا بحَقوثا... كَثاوا مهيرا إيذيئا بهونا وبگو كشيروثا
كثولوخ لتَشعيثا لحوبا وحوياذا كثولوخ ليَرتوثا... ما شَكلَوالوخ قَلاما بيذوخ مليا مَردوثا

بلبا حشانا كتَخرخلوخ كولَن وبئينَن دميثا... شقلوخ پصخوثا دخوري ونَشواثا وكول ناشي دبيثا
دناشخ شولانوخ دشوقخ كثوياثوخ ليلا بَريثا... پشتا أيذيتا شمشا دكَثاوا لا كخَزيا گنيثا

ما قَدا پلخلوخ ما قَدا بئيلوخ دنَطرت لشانا... لا شوقلوخ حوبوخ تا أُمثوخ برختا وآيت بعوقانا
تا بيثوخ پلخلوخ خشمشا بلهايا بابا مدَبرانا … وبگو مدرَشياثا وتوا إيذيئا بئيا مَلپانا

بئيلوخ حوياذا دأُومثن مبوربَزتا رابي ماحورا... تا كولَن وتوا حَكيما بابا وأَخونا وخورا
بگو مَكيخوثوخ قنيلوخ أيقارا من رابا وزورا... لا خشولَن يوما بد پرشت منن وبد دَمخت بقورا

جمعلن تَد تَخرخ لَذ بابد بافل ما شما خليا... ديخ مبَسمتوا كول جمَعياثا وحخمثا مليا
كولَن كيذخلوخ بگو كول پولخانوخ بحَقوثا إريا... لذ شموخ رابا بدبايش نطيرا بگو ريشا عليا
كثولوخ تا ماثوخ كثولوخ تا أومثوخ وتا أثرا يما... ناشد دشلاما سنيلوخ شَراثا وكول شباخا ددما
كول خايوخ كليلوخ درقول ظالومي لا قبللوخ بلما... ول دها كخَشوخ أذ پرشتوخ منن أيلا خا خلما

مؤرملوخ بَختا ميوتملوخ بنوني ميوتملوخ بناثا.... قرملوخ بگو حَشا كول أخنواثا ولبد خثواثا
كما وتوا بئيا من كول إيذيئي وخوري ونَشواثا... ومن كول بآي دلشانا يما وكول ناشي دماثا

موزدلوخ لشما دبيثا دبي بلو بيثا أصلايا... پيري دبلخانوخ خشمشا قم أينن بپيشخ بخزايا
پرشتوخ يا رابي لا كبالا حشا لا كبالا بخايا... شما بسيما دشوقلوخ آخا لا كيث لنشايا

موزدلوخ لشما دكثاوي دألقوش ناشي هوناني... اويروخ بتشعيثا من طرءا رويخا دگوري ملباني
دلا كبلي ريشا ولا بشلي لوما قم كول عوقاني... شما دگباري كبايش بخهايا ويومَي لا كگاني

موزدلوخ لشما دكثاوي دأومثن تخيري بايقارا... بكول كثوياثوخ بكول محكياثوخ أمرتوا شرارا
اريلوخ بحوياذا درقول أن ديلي أومثن بنخارا... خميرا دتخملتوخ شمشا تا أورخن ببيشخ بتخارا

كول شني دخايوخ لا بلملوخ مؤرخا دأو بابا وساوا... پشلوخ أيذيئا خا ناشا صبيا مرَحمانا وطاوا
بليلي ويوماثا لا نپلي مئيذوخ قلاما وكثاوا... وإيتوتا إموخ مليثا ميوترانا دايم بسماوا

كثاوخ بسبارا صهيي لأيداثوخ إيرخلا سپرتا... كيلي مرواثن دشخنخ بيداثح وددأرا بَرسمتا
إيرخلي ليلَن مبَقوري كيلي خورا دقَدمتا... تد كاثو لشتقَن دمپاشق حَشَن ومرئي دپرَشتا

كطَلبخ من مَريا بخاي دمَلكوثا تَد هاوت پصيخا... ديخ دوتوا بخايوخ لأرءا دلوطاثا خا ناشا بريخا
شوقلوخ خا شما دكمورم ريشا ولأيقارا خشيخا... پيري دپلخانوخ بدپبيشي خزيي لزونا يريخا

خهيلوخ كول شنوخ مسوقلا بطاواثا وبحوبا مشيحايا... تا طوتا دخني تا عيانا دخني خفندا بلهايا
بنيتاثا صبيي كطلبخ من مريا طالوخ حوسايا... وتا ناشي دبيثوخ وخوروخ ونشواثوخ دياول سولايا



43
وقائع الحفل التابيني للأديب والكاتب نوئيل قيا بلو في ديترويت


 
يوسف شكوانا
أقام اتحاد سورايا القومي في مشيكان وعائلة بلو حفلا تابينيا للأستاذ نوئيل قيا بلو المربي الفاضل والكاتب القدير ورئيس تحرير مجلة حمورابي والذي وافاه الاجل في 7 كانون الثاني عام 2012
فقبل موعد ابتداء الحفل في السابعة والنصف من مساء يوم الجمعة 24 شباط 2012 وعلى قاعة المشرق الذهبي كان العشرات يتطلعون الى اعماله الكتابية التي عرضت في احد اطراف القاعة فكانت كتبه واعداد مجلة حمورابي واللوحات البديعة التي خطها بقلمه وبلغتنا السريانية العريقة فكان اشبه بمعرض فني نال اعجاب الجميع انها كانت حقا لوحات بديعة اظهرت مدى جمال خطه الذي كان يقول دائما ويفتخر بكون المرحوم الشماس بولس قاشا معلمه الاول في رسم الحرف السرياني
بدا برنامج الحفل باعتلاء الاستاذ موئل رزوقي المنصة ومعه سهاد كامل بلو ابنة شقيق المرحوم ليعلنا بدء الحفل بالوقوف دقيقة صمت على روح الفقيد الغالي، بعدها رحب بالحضور الكبير باسم اتحاد سورايا القومي مستذكرا بعض اعماله والسنين الخمسين التي قضاها بالكتابة والشعر والخط وحبه الكبير لالقوش قائلا ان احب شيئين للمرحوم كانا القوش ولغتنا السريانية، بعدها بدأت فقرات البرنامج وكانت
كلمة اتحاد سورايا القومي قدمها السيد بسمل المقاديسي بدأها بتحية السلام بلهجتنا السريانية الغربية الحبيبة ثم اشار في كلمته الى اعمال المرحوم ومدى حبه لشعبنا وتراثنا ودوره الكبير في مجلة حمورابي برئاسة تحريرها وخاصة اشرافه على قسم لغة السورث فيها، كما اشار الى حرصه على تعميق جذورنا القومية ووحدة شعبنا وابعاده عن مطبات الطائفية مؤكدا على ان كلنا واحد لا فرق بيننا وعاهد المرحوم بالسير على نفس الطريق لتثبيت وجود شعبنا الاصيل وذلك بالعمل في المجالات الثقافية والادبية٫ وفي الختام شكر الحاضرين لتلبية الدعوة بالحضور
بعدها كانت كلمة اتحاد سورايا القومي في ساندياغو- كاليفورنيا قراها الكاتب نوئيل رزق الله جاء فيها ان خسارة رحيله لم تكن لعائلته فقط وانما للاتحاد ومجلة حمورابي وامته ولغته ولقد اصبح لنا مثالا نحتذي به اذ كانت وحدة امتنا سبيله ومنهجه
ثم كانت كلمة الكاتب يوسف شكوانا اشاد بها باعمال وافكار المرحوم حيث عرفه معلما ثم زميلا واخيرا صديقا وعرف فيه الكثير من الخصال في مقدمتها استقامته وتواضعه حيث قال ان الذي يكتب لخير ووحدة امتنا يبقى حيا بكتاباته مع التاكيد على وحدة امتنا التي آمن بها المرحوم وليس الذي يكتب لتقسيمنا ولقد شبه المرحوم بنبع المياه الصافية الذي توقف برحيله الا ان الزروع التي سقاها خلال 50 عاما نرى ثمارها امامنا في بيته الصغير الذي هو عائلته وكذلك في بيته الكبير الذي هو امتنا٫ بعد ذلك قرأ قصيدة شعرية تضمنت اعمال المرحوم ومواقفه بين فيها كيف انه دخل التاريخ من بابه الواسع واضيف اسمه الى كتاب عائلته الشهيرة عائلة بلو وكتاب القوش الكبار المعروفين بهذا النهج وكذلك روادنا القوميين
بين فقرات البرنامج كان الاخ موئل يقرا مقتطفات من كتاباته وهنا قرا عن موضوع تمثال مار ميخا كيف ان المرحوم دعا انجازه واستجاب للدعوة الدكتور المحامي جميل ميخا شعيوكا المقيم في جمهورية التشيك
الكلمة التالية كانت لجمعية مار ميخا الخيرية قرأها السيد عماد شامايا عبروا فيها عن اسفهم لرحيل الفقيد وبعدها قرأ كلمة عمه الاديب سعيد شامايا التي ارسلها من العراق وكانت كلمة مؤثرة تضمنت ذكرياتهم معا في القوش منذ ايام الطفولة وقال عنه بانه جعل من ساحات القوش مسارح
بعدها القت ابنته بهاء كلمة رثاء عبرت بها عن حزنها العميق لفراقه وعجز الكلمات عن ايفائه حقه لما قدمه مؤكدة على انه حصد ثمارا جميلة لما زرعه وان ذكراه تبقى تعيش معهم وان غاب عنهم جسدا
وكانت الكلمة التالية لابن عمه الاديب سامي بلو الذي قدم من اريزونا خصيصا لهذه المناسبة حيث بداها بقوله عندما يتوفى كاتب قومي لا ينطفئ نجم في السماء كما يعتقد البعض وانما يضاف نجم مضئ الى نجوم السماء، ثم اعرب عن تمنياته باحترام ادبائنا في حياتهم وليس بعد مماتهم وكم تمنى لو فعلنا مثل هذا النشاط وهو حاضر بيننا ليرى بنفسه هذا الاحترام ومدى اعتزازنا به وباعماله وافكاره، عدد مشتركاتهما عندما عملا معا مثل اللغة والقومية والقوش وتاريخها٫ بعدها قرأ قصيدته وكانت بعنوان الاديب المسافر جاءت بثلاثة اجزاء اولها بلغتنا السورث الدارجة وكانت عن حياته وتعليمه وكتاباته وكيف انه انار الطريق بين ابناء امتنا، والقسم الثاني كان باللغة القديمة (كوشما) قرا عدة ابيات ليبين مدى جمالها وصلاحيتها لكتابة الاشعار، اما القسم الثالث فكان باللغة العربية سائلا لما طال رقادك ايها الغيور؟ ثم تطرق الى اللغة السريانية التي احبها الفقيد وذكر مدارسنا السريانية في نوهدرا هذا المشروع العظيم لاحياء لغتنا وكيف ان القوش حرمت منه وكيف ان الذين يقسمون امتنا كانوا السبب في عدم تطبيقه في القوش فوصفوها بانها خطوة الى الوراء هذا رغم ان القوش معروفة بانها للامة قلب للحب ينبض، وختم بالقول ان امتنا لا تبكي ابنا لها كان شمعة احترقت فأنارت الدرب للحاضرين وانما تتوجه نجما في سمائها
ثم كانت كلمة صديقه الحميم الاستاذ الباحث سالم تولا الذي بدأها نتسميته اصدق صديق وأعز أخ ذاكرا الماضي القريب والبعيد وكيف ان الفقيد الغالي هو من الوجوه الذي ترك بصماته رغم ما عاناه من المرض ودعا الى الصبر قائلا ان افضل الاشياء عند الخطوب الصبر، كما قال ان الصديق العزيز رحل عنا ونحن بأمس الحاجة الى علمه وادبه وصبره ثم استذكر الماضي يوم كانا يجلسان على رحلة واحدة عام 1952 في الموصل واشتركا في حبهما للمطالعة وكيف ان علاقتهم الحميمة عمرها اكثر من ستين عاما وكانت دائما صداقة صافية نقية طاهرة شفافة جمعهما حب القلم والكتاب وختم كلمته بالقول (من المحبرة الى المقبرة)
الفقرة التالية كانت عرض فلم وثائقي عنه يتحدث بنفسه عن حياته التعليمية والمدارس التي علم فيها ومؤلفاته الكتابية من كتب ومسرحيات واشعار حيث عالج في كتاباته بالعربية والسريانية امورا كثيرة ،وختمها بطلبة الالتزام بخدمة امتنا اما القسم الثاني من الفلم فكان المدراش الذي كتبه شقيق المرحوم فائق قيا بلو في القوش ورتله صباح جولاخ بصوته العذب الذي ذكر الحاضرين بصوت شقيقه المرحوم الاب يوحنان جولاخ المعروف بصوته الشجي٫ لقد كان الفلم من انتاج الفنان المبدع اديب زرا المعروف باستعداده دائما للخدمة وتقديم العون للجميع
ثم جاءت كلمة الاستاذ سالم كجوجا الذي تحدث بها عن ذكرياته الحلوة مع المرحوم وكيف انه عندما ينظر الى نجوم سمائنا العديدة والمضيئة يشبهها بكتاب شعبنا الذين يعملوم من اجل قوميتنا وذكر كيف ان الفقيد كان من شجعه لكتابة الشعر بعدها كتب كل قصائده بخطه الجميل بعد تصحيحها املائيا واضاف قائلا: ان الذي يعمل بصدق من اجل قوميتنا يبقى حيا بيننا، بعدها قرأ قصيدة كتبها خصيصا لهذه المناسبة وصفه فيها كنجم من سهل نينوى وابن القوش البار والنقي والجبار وسماه المعلم الكبير ووصف محبته الصافية لامته وان اسمه دخل تاريخ نينوى وبابل، وعاهده بتكملة مسيرته وتطريز اسمه بالورود وبحروف من ذهب، وختم بالقول (وداعا يا معلم)
الفقرة التالية كانت للفنان جرجيس قلو الذي عمل معه في حقل المسرح فقال انه ليس من السهولة اختصار اعماله الكبيرة فلقد كان تراثا كبيرا تركه لمحبيه خاصة فيما يتعلق بالمسرح الالقوشي فلقد كرس حياته منذ ريعان شبابه للادب والشعر والمسرح ثم سرد بعض ذكرياته مع الفقيد ذاكرا سفرة نادي بابل الكلداني عام 1973 وكيف شاهد فيها مسرحية من تأليف المرحوم ومثل فيها المرحوم نوري سورو وبعدها عام 1994 في مسرحية (لعبة ماركو) وكذلك تردده الى بغداد في مهرجانات النادي الثقافية والفنية وكان اخرها في مسرحية (حوبا وخوروئا) ثم قال: لقد خسرناه وخسرته الثقافة الادبية والفنية٫ بعدها القى قصيدة أو مشهد مسرحي قصير بعنوان (انا والموت) بالقائه الرائع حيث ختمها بالقول ان الموت لم يغلب على قلمي وكتاباتي وكلماتي وذكرياتي
بعدها جاء الدكتور عصام بتو الذي عمل معه في المسرح والقى قصيدة رائعة بالمناسبة ذكر فيها دور هذا المعلم الكبير في التعليم وكيف انه علمه الحرف الاول والرقم الاول ووصفه بالراحل الى النجوم، لقد علمه هذا الفنان لغة اسمها صراخ الصمت الاخرس، مؤكدا ان القيم لن تتساقط تحت اقدام الصعاليك وفي الختم ناجاه قائلا: ابا بافل انثر علينا بعضا من رياحين المعرفة
ثم جاء حفيده الشاب لورنس نشأت بلو وباللغة الانكليزية تحدث عن ذكرياته مع جده وكيف ان كل احفاده احبوه وكان يساعدهم ويلعب معهم وذكر كيف شاهدوا مرة لعبة كرة القدم وكان يشرح لهم عن هذه اللعبة ايام زمان ، كيف كان يتابعهم في مدارسهم ويحثهم دائما للعمل الافضل ومع دموع الحزن والذكريات قال انه يراه دائما في شجرة العائلة التي عملها فقال: جدو نوئيل انني اراك افضل واحد في الشجرة
بعدها كان الموعد مع الكاتب جلال برنو وقصيدته التي عبر فيها عن دور المرحوم وكيف كان مرجعه اذ كلما بحث عن كلمة وجدها عنده واثنى على علمه واتقانه للكلمات ثم قال انه لم يمت لانه عمل وكتب والف مسرحيات وان القوش لن تنساه، لقد زرع الزرع الصالح وقطف الثمار الجيدة وانه يستحق احترامنا، وقال: لقد علمتني كيف اكتب حروف لغة الاباء، اسمك يبقى في عقولنا، ثم ختم بالقول: قلمك توقف ولكن كتاباتك تبقى حية لا تموت
ثم جاء الكاتب صباح جولاخ ليتحدث عن ذكرياته مع الفقيد وكيف عمل مع شقيقه الاب يوحنان جولاخ بعدها القى قصيدة واصفا فيها محبته لالقوش وكيف ان الذين يقومون باعمال جبارة يبقون خالدين وختمها بالقول: وداعا، مبارك مكانك في احضان الاب السماوي
بعدها قرات كلمة الاستاذ عبد الرحيم قلو من قبل الكاتب عابد ملاخا تضمنت سردا لبعض صفات المرحوم وكيف كان يضع المصلحة العامة فوق جميع المصالح الذاتية وانه كان معلما ناجحا وحريصا وبصفاته كسب ثقة واحترام الاخرين كما ذكر اولاده والشهادات العلمية التي حصلوا عليها بفضل اهتمامه ومتابعته
بعد ان تدارك الوقت حيث قارب الثلاث ساعات اضطرت اللجنة المشرفة للاختصار فقام السيد موئل رزوقي بالاعتذار الشديد من الذين ارسلوا قصائد شعرية وتعذر قراءتها مؤكدا على نشرها في العدد القادم من مجلة حمورابي وكانوا كل من: الكاتب نبيل يونس دمان من ساندياغو والفنان باسل شامايا من القوش ووالاديب سمير زوري من استراليا وسهاد كامل بلو. كما شكر كل من السيد اديب زرا للجهود الذي بذلها في مجال الفديو والسيد عصام شعيوكا لقيامه بنقل الحفل نقلا مباشرا في موقع القوش كوم
كلمة الختام كانت لعائلة الفقيد قراتها ابنته الدكتورة بنان بدأتها بالقول: ساقرأ كلمة العائلة بالسورث اللغة التي كانت عزيزة على ابي وصفت بها
صعوبة فراقه، فقالت: ان والدنا ومعلمنا الذي كان لنا نبراسا يضئ طريقنا قد فارقنا الى الابد٫ واعربت عن تمنياتها لو تمتلك قابليته في كتابة الشعر، واكدت على انه كان لهم ابا واخا ومعلما وصديقا حمل القوش بين عينيه وكان دائما يردد ويقول: القوش امي، القوش حبيبتي٫ واكدت على انه يعيش معهم في ثماره الجيدة التي تركها لهم٫ ثم شكرت كل الذين شاركوهم احزانهم بمصابهم الاليم وشكرت اهالي القوش لوقوفهم بجانبهم كما شكرت كل الشعراء والكتاب الذين كتبوا كلمات الحب للفقيد وشكرت ايضا جميع الذين شاركوا بهذا الحفل سواء بالقاء او ارسال الكلمات والاشعار او بالحضور، قدمت شكر العائلة لاتحاد سورايا القومي وكذلك لكل الذين ساهموا لاخراج هذا الحفل التابيني وتمنت للجميع دوام الصحة
ختم السيد موئل رزوقي البرنامج بتأكيده على انهم في الاتحاد لا ينسون من يعمل لامته ووطنه وكرر شكره لكل الحاضرين والمشاركين والمساهمين كما قرا خلال الحفل بين فقرات البرنامج برقيات ارسلت بهذه المناسبة وكانت للحركة الديمقراطية الاشورية قاطع مشيكان والاتحاد الديمقراطي العراقي والجمعية الخيرية الاشورية ومركز عشتار الثقافي وجمعية مار ميخا الخيرية٫ واختتم الحفل في تمام الساعة العاشرة
للفقيد الغالي الرحمة الابدية ولاهله وذويه وكل محبيه الصبر والسلوان
ملاحظة: نظرا لكثافة مواد البرنامج قمت باختصارها قدر الامكان



 

44
الى أخي في القومية طلال منصور يلدو مع تحية من يوسف شكوانا

قبل كل شئ أُحييك وأُحيي فيك عملك على أرض الوطن وأُثمن ذلك خاصة بهذه الظروف الصعبة كما أُحيي كل الصامدين على تلك الارض التي فيها تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا كشعب اصيل وأمة عريقة. نعم احييكم جميعا بكافة مناطقكم وقراكم وانتماءاتكم ومذاهبكم ولهجاتكم واسمائكم
اسمح لي ايها الاخ العزيز ان أقول ان ردك عليَ كان فيه الكثير من المغالطات وخلط الامور وتنسيب اقوالي الى غير المقصود بها وتقويلي ما لم أقله أذكرها مع أملي بسعة صدرك لبعض الملاحظات التي سادرجها في هذه الرسالة الاخوية
في البداية اقول ان عنوان موضوعي كان (السيد نيجرفان بارزاني حريص على وحدتنا اكثر من بعضنا) ولا أعلم لماذا اعتبرت نفسك من هذا (البعض) الغير حريص على وحدتنا أو اقل حرصا من الاستاذ البارزاني، كمثل الذي سُرقَ له خروف ليلاً وفي صباح اليوم التالي شاهد جاره أمامَ باب بيته فقال له: السلام عليكم، فرد الجار: أي خروف. والان لنبدأ بمناقشة اقوالك
لقد قلت في ردك (اذا اراد الكلداني ان يفتح فمه ليقول انا كلداني اصبح مشرذما ومشتتا وانقساميا وقاتلا للوحدة) وهنا يظهر خلط الامور باعتبارك كل كلداني انقسامي وهذا ما لم اقله ولا يمكن أن اقوله فاكثرية الكلدان تؤمن وتعمل وتصوت للوحدة، ولدينا العديد من المنظمات الكلدانية التي أعتز بها تُتَهَم بشتى التهم من قبل الانقساميين وتعرفها جيدا، وهذا شمل لفترة معينة الحزب الذي انت عضو قيادي فيه عندما انضم الى التجمع وُجهت اليه مختلف التهم لا بد وانك اطلعت عليها،وتحوَلَ بنظرهم الى حر واصيل بمجرد انسحابه من التجمع وهذا انطبق على تنظيمات كلدانية اخرى يتم تحويلها كبيادق الشطرنج من خانة المخلصين الى خانة الخونة بنظرهم وبالعكس وبحسب موقفها من الوحدة القومية. ولك مثال اخر: فقبل يومين قرأنا في عنكاوا خبر تأسيس اتحاد الاعلاميين والكتاب الكلدان وبعد ساعات فقط من نشر الخبر انهالت عليه التهم قبل ان يباشر بالعمل فمنها علم المتابع ان هذا الاتحاد مع الوحدة القومية، مثل هذه المواقف كتبتُ عنها وليس التهجم على من يعتز بكلدانيته حقا. وهنا أود عكس قولك واقول: اذا أراد المؤمن بوحدتنا أن يقول نحن امة واحدة أصبح خائنا وبائعاً نفسه ومتنكراً لأصله... فهل تقبل بهذا ايها الأخ العزيز. وهنا أدعوك لقراءة مقالتي مرة اخرى واذكر لي اين قلتُ فيها ان الكلداني الذي يقول انا كلداني يصبح مشرذما ومشتتا... انني أصلا لم أتطرق الى الكلدان وانما الى البعض الذي يبارك التشتت والمقالة لا زالت موجودة بامكانك الرجوع اليها فلا أعلم من أين أتيتَ بهذه التهمة الا اذا اختزلت بجرة قلم كل الكلدان بالعدد القليل المعادي للوحدة
قلت (لم تذكر السبب الحقيقي لانسحاب الحزب الديمقراطي الكلداني من التجمع) نعم لم اذكر ذلك لان الموضوع لم يكن عن أسباب الإنسحاب كما إنني لم أنتقد الحزب بسبب إنسحابه وإنما إنتقدتُ إرسال برقيات التهنئة من قبل البعض دون معرفة الأسباب وإنما لمجرد إنسحابه وكما ذكرتُ هذا ما حصل مع المجلس القومي الكلداني عند انسحابه من قائمة الرافدين في الإنتخابات الاولى. واذا تعيد قراءة موضوعي لوجدتَ إنني قلتُ: كافة الأطراف التي تعتبر اعضاء في الجسم الواحد، فغياب أي طرف يفتقده الجسم ويبقى ناقصا وعندما يتألم أي عضو في الجسم فالجسم كله يشعر بالألم. أليس الحزب الديمقراطي الكلداني أحد هذه الأطراف التي اعتبرتُ الجسم ناقصا بدونه؟ كما وصفتُ الوفد وبضمنه الحزب الديمقراطي الكلداني بالصورة الجميلة والشاملة والموحدة والقوية في مطالبها. فدعوتي كانت للعمل معاً بالقضايا الأساسية لشعبنا كما حصل في هذا اللقاء. أما إذا وُجد سبب معقول لأي انسحاب فأتمنى معالجته بطريقة ديمقراطية. وازيدك علما انه لو رجع الحزب الى التجمع لوضعوه في خانة الخيانة حتى لو كان رجوعه بعد تحقيق كل مطالبه. كما انني قلتُ: ان بعض كتابات الخارج الداعية الى تقسيم وتشرذم لا يدفع ثمنه الا من يعيش على ارض الوطن. ومن المؤكد انك كشخص وكحزب مشمولين بدفع الثمن بحسب قولي هذا لأنكم تعيشون وتعملون على ارض الوطن ولستم مشمولين بقولي بعض كتابات الخارج، فلا اعلم كيف فسرت قولي هذا بانه موجه ضد الكلدان او ضد حزبكم رغم اني ذكرت ان انضمامه الى المجموع يلم الشمل ويقوي الرأي والكلمة
انني لم اتطرق الى اسباب الانسحاب ولكنك ذكرتها اذ قلت (بسبب طلب تغيير التسمية القومية -الكلدان والاشوريين- من دستور الدولة) ولكنك لم تذكر تغييرها الى ماذا كي نعلم هل طالبوا بالغاء اي اسم أو أي حرف من التسميتين. ثم تسأل ( هل تحققت جميع مطالب شعبنا المسيحي ولم تبقى غير التسمية) وانا اؤيدك ذلك فتعال نضع ايادينا مع بعضها ونعاهد شعبنا ان نترك موضوع التسمية الى ان تتحقق جميع مطالبه. وفي الوقت نفسه نعتبر كل من يحاول جرنا الى صراع التسميات خائنا، وكل من يتهجم ويتهم ويتطاول على اي من تنظيماتنا خائنا، هل توافقني ايها الاخ العزيز
اما قولك (علينا توحيد خطابنا من اجل خدمة شعبنا بكل تسمياته الجميلة) فهذا هو المطلوب وهذه كانت الغاية الاولى والاخيرة من كتابتي للموضوع حيث ذكرتُ نصا: من اجل لم الشمل وتقوية الرأي والكلمة فاين الاختلاف اذا؟ لقد فرحت عندما قرات خبر زيارة الوفد وكونه شاملا وطالب بقضايا اساسية لشعبنا بكل تسمياته الجميلة بخطاب موحد، كما ثمنت حث الاستاذ البارزاني للسيد ابلحد افرام للعودة الى التجمع لأنني أؤمن بتوحيد الخطاب والعمل المشترك وفي الوقت نفسه قارنت ذلك مع موقف البعض الذي قدم التهاني لمجرد الانسحاب خاصة وان مباركتهم لكل تشرذم تتكرر، فمرة اخرى هذا كان الموضوع وليس البحث في اسباب الانسحاب او تعميم كلمة الانقساميين على كل الكلدان كما إتهمتني، لا يا أخي فالانقسامي باية تسمية كان كلدانية أم اشورية أم سريانية لا يمثل الا نفسه والذين يشاطرونه فكره الانقسامي ولو كان غير ذلك لرأينا اليوم خمسة انقساميين في برلمان العراق ومثلهم في برلمان كردستان
مرة اخرى تعود الى الخلط بين الانقساميين والكلدان حين قلت (ان اتهام اي انسان يقول انا كلداني بالتشتت والتفريق والتشرذم والانقسام هو سابقة خطيرة جدا في اسلوب محاربة الكلدان) لاحظ ايها الاخ العزيز كيف تعمم الفكر الانقسامي على كل الكلدان وغالبيتهم براء من مثل هذا الفكر. انني لم اذكر شيئا عن الكلدان ولا عن الاسم الكلداني والمقالة موجودة يمكن الرجوع اليها، فموقفي منك لا أبنيه على اسمك القومي واسم تنظيمك وانما على اساس اعمالك ونظرتك الى شعبنا هل نحن قومية واحدة وشعب واحد ام اننا قوميات عديدة؟ ادعوك للعمل من منطلق وحدتنا القومية وإعتز بأي من اسمائنا لتجدني مؤيدا لك وداعما عملك، وبمعنى اخر اقول انني اعتز بكافة تسمياتنا القومية ولا افرق بينها وبين حامليها ولا ادعو احدا لتغيير قناعته ولكنني اؤمن باننا قومية واحدة فهل الايمان بوحدتنا والدعوة لتوحيد الرأي والكلمة يعني محاربة الكلدان
اما مثال الاخوة الاكراد وكونهم عشرة بالمائة الذين ناضلوا ودافعوا على قوميتهم الاصيلة بينما الكثيرن تمكن النظام من تحييدهم... انه تشبيه ليس في محله لأن احدى ثوابت اولئك المناضلين كانت ايمانهم بوحدة امتهم وبهذا استحقوا بجدارة قيادة مسيرتهم فتصور لو عملوا الى تقسيم قوميتهم الى سورانيين وبهدينانيين وكرمانجيين وبعدها الى عشائر ومذاهب هل كانوا يصلون الى ما وصلوا اليه؟ احيانا كانوا يختلفون سياسيا ويتصارعون ويتقاتلون فيما بينهم ولكن لم يقل اي منهم يوما اننا لسنا امة واحدة. وهنا اؤيد قولك مرة اخرى فلنعمل مثلهم بدءا بتوحيد كلمتنا خاصة تجاه القضايا المصيرية لشعبنا ونحل خلافاتنا داخل بيتنا بعيدا عن التهريج الاعلامي ونلبي مطلب شعبنا بالايمان بوحدته لأنها حقيقة اولا وثانيا هي السبيل الوحيد للمحافظة على وجوده
في الختام تقول (للتاريخ مزبلة ستكون من حصة كل متآمر خوان) نعم انه قول صحيح تماما وهل هناك تآمر أخطر من الالتفاف على ارادة الشعب وخيانة اكبر من تقسيم الجسم الواحد
بصورة عامة شعرت من ردك ان دفاعك كان عن الانقسام مستخدما الاسم الكلداني لتوجيه التهمة الجاهزة! أتمنى أن أكون مخطئاً بهذا علما بان اسلوبك الرزين لا يدل على انك انقسامي. وتقبل تحياتي ومرة اخرى واتمنى ان يكون صدرك قد اتسع لهذه الملاحظات




45
السيد نيجرفان بارزاني أكثر حرصا على وحدتنا من بعضنا

يوسف شكوانا

لا يختلف عاقلان على ان الاتفاق هو خير من الاختلاف، ولم الشمل هو خير من الفرقة، والاتحاد هو خير من الانقسام، وما تبقى من شعبنا أحوج الى التقارب والعمل المشترك والوحدة من أي وقت مضى بسبب الظروف الذاتية والموضوعية التي يمر بها. من هذا المنطلق تبارك غالبية جماهير شعبنا في الوطن والخارج كل تقارب يحصل سواء على مستوى الكنيسة أم التنظيمات السياسية وجاءت ولادة تجمع تنظيمات شعبنا لتجدد الامل لدى الاكثرية التي كانت تنتظر مثل هذا الانجاز، وهكذا تبارك كل نشاط مشترك عندما يخص مصلحة شعبنا العليا، فمهما كانت الاسباب المباشرة لولادة هذا التجمع فانه يبقى خطوة كبيرة ومهمة في توحيد خطابنا كي يكون اكثر فعالا اضافة الى كونه مطلبا جماهيريا لأنه الوسيلة الوحيدة للعمل الفعال من اجل خدمة شعبنا والمحافظة عليه والمطالبة بحقوقه العادلة. هذا وفي الوقت نفسه علينا جميعا ان نعمل لترسيخ هذا التجمع افقيا وعموديا الى ان يتعمق ويترسخ ويتوسع ليشمل كافة الاطراف التي تعتبر اعضاء في الجسم الواحد، فغياب أي عضو يفتقده الجسم ويبقى ناقصا وعندما يتألم أي عضو في الجسم فالجسم كله يشعر بالالم، على عكس ما يتصور البعض بأن اسقاط طرف معين يعتبر نصرا لهم ما بعده نصر
من هذا المنطلق يراقب شعبنا ويدعم ويبارك كل تقارب وعمل مشترك وكان لقاء وفد تضمن معظم أحزابنا وتنظيماتنا الكلدانية السريانية الاشورية بالسيد نيجرفان بارزاني نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني والمرشح الاول لرئاسة حكومة اقليم كردستان في تشكيلتها السابعة. فلهذا اللقاء دلالات ايجابية عديدة أولها العمل المشترك لتنظيماتنا مما يكسبها صورة جميلة وشاملة وموحدة وقوية في مطالبها، كما ان النقاط التي بحثت في اللقاء تأتي في مقدمة هموم ومعاناة شعبنا من تشويه اراضيه والتجاوز على قراه والمطالبة بتعويض المتضررين من اهالينا في زاخو نتيجة الاعمال الارهابية في المدينة وكذلك بحث موضوع التغيير الديموغرافي الذي تتعرض له مناطق وقرى شعبنا. بالنظر الى هذه النقاط نجد انها تعتبر اساسية ومن اولويات شعبنا ومهما كانت قدرة اي تنظيم منفرد فلا تكون بقوة التجمع فكم بالاحرى لو انضم الكل اليه وعملوا يدا واحدة واؤكد على كلمة عملوا لأن العمل هو ما ينتظره شعبنا وبالعمل تتحقق النتائج وليس ببعض كتابات الخارج الداعية الى تقسيم وتشرذم لا يدفع ثمنه الا من يعيش على ارض الوطن، وخاصة الكتابات التي تعبر عن افكار نشاطها الوحيد هو العمل على جر شعبنا الى مهاترات جانبية في الوقت الذي هو بحاجة الى كل جهد بناء مهما كان صغيرا والتفريط به يعتبر خسارة لشعبنا، فتجارب التشرذم وما نتج عنه من ضياع حقوقنا عديدة فكم من مرة استغل من قبل الاخرين لمصادرة حقوقنا فكم من مرة قيل لنا (عليكم الاتفاق فيما بينكم وتوحيد مطلبكم كي ننظر فيه ونتعامل معه) وهذا كان احيانا في محله واحيانا اخرى يستخدم كذريعة لالغائنا والامثلة عديدة على الحالتين وكان شعبنا في كلها الخاسر والمتضرر الوحيد ودافع ثمن عدم اتفاق تنظيماتنا
لقد لفت نظري ما جاء في نهاية التقرير من حث السيد البارزاني لسكرتير حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني السيد ابلحد افرام (الذي كان حاضرا في اللقاء) للانضمام الى تجمع تنظيمات شعبنا للم الشمل وتقوية الرأي والكلمة كما جاء في التقرير، انها مبادرة طيبة من شخص في موقع المسؤولية ومطلع جيدا على واقع شعبنا وتنظيماتنا خاصة العاملة في الوطن والاقليم، وفي الوقت الذي اثمن مبادرة السيد البارزاني وحثه هذا واهتمامه بلم شملنا وتقوية رأينا وكلمتنا، تذكرت يوم انسحب هذا الحزب من التجمع إذ قام بعض الاخوة بارسال التهاني له لانسحابه من الاجماع وبعضهم اعتبر انسحابه بمثابة النصر المبين وكأن التجمع كان قد قيده ومنعه من ممارسة نشاطه وتحقيق الانجازات لشعبنا وبانسحابه حصل على حريته كي ينطلق للعمل فتنهال المنجزات!! انه حقا لأمر غريب ان يبارك البعض الانقسام والتشرذم وينعت التقارب والاتحاد بشتى النعوت وشتان بين موقف السيد نيجرفان البارزاني وموقفهم، وهذه ليست المرة الاولى الذي يبارك هذا البعض الانقسام فان موقفهم هذا يتكرر دائما والدليل ظهورهم بكل قوتهم الكتابية كلما تتعكر المياه وموضوع رئاسة ديوان الوقف المسيحي والديانات الاخرى آخر دليل على صحة ما أقول حيث تعدت كتاباتهم الخمسين مقالة استخدموا فيها كل ما في جعبهم من كلمات نابية باسمائهم الصريحة والمستعارة في حملة بدأت بعد ساعات فقط من صدور ايضاح بطريركيتنا الكلدانية ولم تتوقف رغم ظهور الحقائق التي فندت كل الادعاءات وذلك من خلال الوثائق الرسمية التي نشرت وشملت أيضا موقف الديانات الاخرى المعنية بهذا الوقف (بالمناسبة نشروا مقالاتهم الهجومية في مواقع مختلفة وموقعهم موصدة ابوابه تماما بوجه الرأي الاخر). ومن الامثلة الواقعية على مثل هذا الموقف تقديمهم التهاني للمجلس القومي الكلداني عند انسحابه من قائمة الرافدين في الانتخابات العراقية الاولى مما ادى الى حرمانه من الترشيح للانتخابات، وفي المقابل يعتبرون كل تقارب خيانة عظمى كما هي نظرتهم مثلا للمجلس القومي الكلداني والمنبر الديمقراطي الكلداني...الى درجة اصبح كل من يصرح باننا قومية واحدة خائنا في نظرهم يستحق كل النعوت الجاهزة والاوصاف التي يستهجنها القارئ المعتدل ويتعجب لمستواها الثقافي، وهكذا انقلبت الموازين واصبح الانقسام قوة والاتحاد ضعف في مفهومهم
ان مثل هذا الطلب لو جاء من احدى تنظيماتنا لاعتبره هذا البعض مؤامرة وأدخله في قالب التهميش والعداء والالغاء والاعتداء على الحقوق والاحتيال وما الى ذلك من كلمات تتكرر باستمرار ناهيك عن عشرات الكلمات البذيئة البعيدة كل البعد عن اخلاقية الكتابة واصولها الى درجة انهم اصبحوا متميزين بهذا الاسلوب الذي لا يحسدون عليه، ولو جاء الطلب من جماهير شعبنا لاعتبروها مخدوعة بالشعارات الزائفة لتهميشها والصعود على أكتافها والغائها والقضاء عليها. ولكن المبادرة الان جاءت من قبل السيد نيجرفان البارزاني مشكورا فما هي حجتهم بعدم الاستجابة لها


46
الطريق الصعب للشهداء يوسف-يوبرت-يوخنا

يوسف شكوانا

تمر علينا كل عام في الثالث من شباط ذكرى استشهاد كوكبة أبطال حركتنا الديمقراطية الاشورية وذلك منذ يوم تسلقهم أعواد المشانق عام 1985. انهم في استشهادهم اعلنوا بداية الطريق الجديد لنضالنا القومي الوطني، فقبلها بخمسة أعوام ونصف توصلت مجموعة من الشباب المثقف المستعد للتضحية توصلت بعد أن رأت الخطر الذي يهدد شعبنا نتيجة سياسات النظام المقبور الشوفينية الى تأسيس الحركة الديمقراطية الاشورية التي تشتهر باسم (زوعا) خاصة وانها كانت تعيش في الوطن ومعظمهم كان من طلبة الجامعات، لقد كانوا أدرى بغيرهم بما يجري في الوطن كما كانوا على علم تام ببطش النظام بكل من يتجرأ أو حتى يفكر بالقيام بمثل ما قاموا به، ولكن رغم ذلك قالوا (إن لم نتحرك نحن فمن يتحرك). لم يفكروا بعوائلهم ودراساتهم وحياتهم لأنهم شعروا أن شعبنا يدعوهم لفعل الممكن فلبوا النداء وتقدموا ولم يقولوا لماذا نحن وليس غيرنا. تمسكوا بثوابت جعلت حركتهم تسلك طريقا جديدا، منها استقلالية قرارهم والايمان بالعمل على ارض الوطن ووحدتنا القومية وربط موضوع حقوقنا القومية بالديمقراطية في الوطن، ومن ثوابتهم أيضا تحويل الشعارات الى عمل وهكذا أقدموا على أصعب خطوة وكانت المشاركة في الكفاح المسلح كتنظيم سياسي وطني قومي وفيه قدموا اول شهيدين (جميل وشيبا). أن طريق الكفاح المسلح لم يكن مفروشا بالورود خاصة عندما تسلكه مجموعة صغيرة لا يتجاوز عددهم عدد اصابع اليدين، ولكنها كانت ضرورية لتمثيل شعبنا بين الاحزاب الوطنية والكوردستانية. بعدها قام النظام بحملة شرسة ضد أعضاء الحركة واصدقائهم وحكم عليهم باحكام مختلفة وتوجها باعدام هذه الكوكبة من الشهداء الابرار الذين صعدوا مشانقه وهم يهتفون للديمقراطية في البلد ولحقوق شعبنا القومية. بالنظر الى مسيرة زوعا نرى بأنها لا تخلوا من صعوبات وتضحيات وخصوم وحتى أعداء. فكانت البداية بمقارعة النظام الدموي والسجون والمشانق وظروف الكفاح المسلح القاسية، كما تطلب إثبات الوجود في صفوف المعارضة بذل المزيد من الجهود وتحمل الكثير من الصعاب. وبما يخص موقف شعبنا منها فلقد كان التأييد والتعاطف معهم يسود الساحة وان كان بصورة سرية باستثناء المنتمين الى حزب السلطة عن ايمان وكانوا أقلية منبوذة في الاوساط التي يعيشون فيها
وبعد عام 1991 والتغيير الذي حصل في كوردستان بدأت مرحلة جديدة من العمل لتحويل الشعارات الى اعمال فكانت مرحلة العودة الى القرى والاراضي وبشهادة سكان المنطقة فالحركة قدمت لهم من دون تمييز كل الدعم الممكن، ومسألة العودة لم تكن خالية من المشاكل المترتبة بسبب التهجير والهجرة نتيجة سياسة السلطة في حرق الاخضر واليابس في المنطقة. كما رأت أن الوقت مناسب لتطبيق مشروع التعليم بلغتنا العريقة بهدف المحافظة عليها بعد أن كانت في طريقها الى الزوال، لقد ضحوا بالكثير من أجل انجاح هذا المشروع الكبير من اوقات الاختصاصيين والاموال وارسال أولادهم للدراسة فيها رغم تشكيك البعض وقولهم انه مشروع فاشل سيدمر مستقبل اولادنا ولو كان هذا صحيحا فالذين سجلوا اولادهم بهذه المدارس يستحقون كل التقدير من كل من يعتز بهذه اللغة لأنهم ضحوا بمستقبل فلذات اكبادهم من أجل احياء لغتنا، لقد كانت هذه المرحلة ايضا غير خالية من الصعوبات منها المادية واستشهاد عدد من اعضائها بطرق مختلفة وتشكيك بعض الاخوة ووقوفهم ضدها لاسباب تتغير بين فترة واخرى الا ان العداء يبقى ثابتا، ومن المشككين في هذه المرحلة من كانوا يطلبون من غيرهم اعادة زمن الامبراطورية وهم في الخارج فكانوا يقفون ضدها لأنها لا تلبي طموحاتهم الخيالية. والملاحظ في هذه الفترة ايضا التعاطف الكبير لغالبية شعبنا مع الحركة بدليل فوزها في اول انتخابات باربعة من المقاعد الخمسة المخصصة لشعبنا في برلمان اقليم كوردستان، وهنا ايضا كان يجاهر بعدائه لها ازلام السلطة المؤمنين بسياساتها، وهذه الظاهرة لم تقتصر على الوطن وانما ظهرت في الخارج ايضا، ففي امريكا مثلا كانت كل منظماتنا ومؤسساتنا الوطنية والقومية قريبة جدا من الحركة بعكس عملاء السفارة العراقية وكتاب التقارير الذين كانوا دائما يركزون على اعضاء الحركة ونشاطاتهم اسوة بغيرهم من اطراف المعارضة
بعد عام 2003 تغيرت الامور وفتح طريق جديد لنيل حقوقنا، والمطلع على أوضاع البلد يعلم جيدا مدى صعوبة العمل السياسي فيه، فمنذ التغيير الذي حصل تم تعيين مجلس حكم انتقالي من اطراف المعارضة وكان لشعبنا تمثيلا فيه اسوة بغيره، هذا التمثيل جاء كاستحقاق لنضال الحركة خلال عقدين من الزمن ومشاركتها بكل المؤتمرات التي عقدت في اماكن واوقات مختلفة، ومع ذلك فهذا المجلس كان لفترة قصيرة ومؤقتة يتم التمثيل بعدها عن طريق الانتخابات وهذا ما يتم فعلا. في هذه المرحلة تعددت تنظيمات شعبنا في الوطن وفي الخارج منها من تأسس قبل هذا التاريخ ومنها بعده، منها في الوطن ومنها في الخارج، وهذه تعتبر نقطة ايجابية إذا يعمل كل تنظيم بحسب ما يعلنه من أهداف وبخطاب موحد عندما تكون المسألة تخص مصلحة ومصير شعبنا خاصة في الوطن ولكنها تكون سلبية عندما يكون هدفها الوحيد خلق الصراعات وجر شعبنا الى مهاترات جانبية على حساب مستقبل شعبنا. وهكذا ان هذه المرحلة ايضا هي مليئة بالصعوبات من الشهداء الذين قدمتهم الحركة في هذه المرحلة والماسي التي يعيشها شعبنا بالهجمة الشرسة ضده والمتمثلة بالشهداء والتهجير القسري والخطف والهجوم على البيوت والكنائس وقتل المصلين المسالمين ومحاولات التغيير الديموغرافي في مناطقنا وضرورة وجود من يقف ضدها, وبالاضافة الى كل ذلك لم تتوقف محاربة الاخوان خاصة الذين لا هم لهم الا زوعا وكأن لا عدو لهم الا زوعا، فالتمثيل الناتج عن الفوز بانتخابات ديمقراطية اسوة بغيرهم ينكروه رغم ادعائهم بالديمقراطية، ويحاولوا جر شعبنا الى صراع ظاهره التسميات واما باطنه فهو الوقوف ضد وحدة هذه الامة وتمزيقها والدليل ان بداية هذه النغمة كانت توجيه تهمة الالغاء ولتفنيد ذلك عقد مؤتمران الاول في بغداد والثاني في أربيل توصلا الى صيغة مقبولة تحترم كل تسمياتنا ولا تلغي ايا منها ولا حتى اي من حروفها فكان من المفروض ان توضع خاتمة لهذا الموضوع وتبدأ مرحلة العمل التي ينتظرها شعبنا ولكن عشاق الانقسام وجدوا فيها الخطر الذي يهدد ويفضح نواياهم الانقسامية فأخذوا يحاربونها دون أن ياتوا بالبديل الذي يوحدنا، فهم لم يكتفوا بتقسيمنا وانما يحاولون تقسيم المقسم الى اصلي وتقليد وبدرجات متفاوتة وكأن عدد نفوسنا بعدد نفوس الصين أو الهند، تاركبن الكثير الذي يجمعنا جانبا ويؤكدون فقط على القليل الذي يجمعنا. والملاحظ ان اعداء الحركة يغيرون مبرراتهم بين فترة واخرى الا ان الهدف يبقى نفسه
بهذه النظرة السريعة نجد ان الطريق الذي استشهد فيه هؤلاء الابطال لم يكم ابدا خاليا من الصعوبات والمخاطر ولم يكن في يوم من الايام مفروشا بالورود، بدءا بخطورة معارضة النظام الدموي وهو في اوج عظمته مرورا بكل هذه المراحل والى يومنا هذا فكلنا نعلم مدى صعوبة العيش والعمل في بغداد والموصل وكركوك والعديد من المدن الاخرى. ولكن بالمقابل نرى ان ما تحقق وان لم يكن بمستوى الطموح ألا انه يعتبر كبيرا في مسيرة شعبنا النضالية فشعبنا يخوض الانتخابات لاختيار ممثليه بحرية سواء في كوردستان أم في العراق وليس عن طريق التعيين كما عودتنا الانظمة السابقة، نلاحظ ان المسؤولين الاداريين في مناطقنا هم من ابناء المنطقة وليسوا معينين من مناطق اخرى ومعهم السوط كما كان سابقا، نجد لغتنا العريقة اجتازت المرحلة الجامعية بعد أن كانت على حافة الهلاك، كما نرى ان معظم تنظيمات شعبنا السياسية تعمل ضمن تجمع من أجل مصلحة شعبنا ونتمنى اليوم الذي تستحدث محافظة في منطقة سهل نينوى التي ستعم فوائدها لكل ساكنيها بعيدا عن التهميش الذي تعاني منه دائما، نرى منظمات المجتمع المدني تعمل بحرية لا سابق لها كما تعمل الوسائل الاعلامية المختلفة التابعة لشعبنا لنشر الوعي القومي والتعريف بحقيقة شعبنا واحياء تراثنا ولغتنا واهدافنا. هذا كان بعض ما تحقق باختصار بهذا الطريق الصعب الذي اختارته الحركة ودفعت في سبيله الضرائب الباهضة في مقدمتها الشهداء الذين يبقون ابدا نبراسا يضئ درب نضالنا القومي والوطني


47
الدكتور بولس شكوانا
عاش للعلم والانسانية ومات بطريقة مأساوية
يوسف شكوانا
من هو بولس شكوانا
هو بولس شمعون شكوانا تسلسله السادس من بين الاشقاء السبعة اكبرهم القس اوراها وأصغرهم شعيا (جد كاتب هذه السطور) والاخرون خوشابا ودانيال ومنصور ويوحنا وكان لهم شقيقة واحدة. ولادته كانت عام 1871 من عائلة شكوانا الالقوشية العريقة والشهيرة بكهنتها وكتابها وشعرائها أذكر منهم القس اسرائيل رابا الملقب (رابي رابا) من نهاية القرن السادس عشر وبداية القرن السابع عشر وهو الذي أعاد فتح مدرسة القوش التي كان قد أسسها مار ميخا النوهدري في القرن الرابع، وكذلك الشاعر الشهير القس كوركيس وبعده القس اسرائيل زورا وتستمر سلسلة الكهنة الكتاب في هذه العائلة الى القس اوراها شكوانا 1850-1930 المعروف بخطه الجميل وكتاباته العديدة.       
ألمتداول في العائلة كما سمعته
غادر القس اوراها القوش الى اورميا (الرضائية في ايران حاليا) على الارجح مرتان في حياته لتدريس اللغة السريانية، ولتميز شقيقه بولس بالذكاء وحب التعلم أخذه معه للدراسة هناك، وخلال دراسته زار المدرسة مفتش انكليزي في جولة تفقدية لمدارس المنطقة، ولما وجد تميز التلميذ بولس بالذكاء ومعرفته للغة الانكليزية طلب من شقيقه القس اوراها الموافقة على أخذه معه كمترجم لاتمام جولته، وافق الاب اوراها على ذلك وبعد انهاء مهمة التفتيش طلب  من القس ان يوافق على أخذ بولس معه الى بريطانيا لاكمال دراسته، كتب القس الى اخوته يسألهم عن رأيهم وكان جوابهم انهم مع رأيه مهما كان كشقيق أكبر وكاهن شهير. وهكذا رافق بولس المفتش الى لندن وهناك درس الطب، كانت رسائله تصل اخوته بين فترة واخرى ومنها عرفوا أنه تخرج طبيبا وكان عليه أن يعمل لفترة معينة في بريطانيا، وخلال تلك الفترة انتشر وباء في أمريكا فتم ارسال وفد طبي من بريطانيا الى امريكا للمساعدة وكان بولس رئيس الوفد. وصلت منه عدة رسائل وهو في امريكا الى اليوم الذي وصلتهم قصاصة جريدة ومعها بعض النقود المعدنية فعرفوا انها تحمل لهم الخبر المشؤوم، لم يوجد من يتمكن من قراءتها وقتئذ فعرض عليهم أحد كهنة القوش اخذها الى احد الاباء الدومنيكان في الموصل وهو فرنسي الجنسية يعرف قليلا من اللغة الانكليزية، ففعلوا ذلك الا أن (الباتري) كما يسمى، طلب فترة اسبوعين كي يتمكن من معرفة محتواها، بعد اسبوعين رجعوا اليه فقال أنه لم يتمكن من ترجمتها ترجمة كاملة الا انه عرف ما يلي: (كان بولس في سفرة مع اصدقائه الى احدى الحدائق وبينما كان عائدا لوحده الى البيت وفوق الجسر اضطر الى القفز من الجسر بسبب قدوم القطار مما سبب وفاته، ولقد صرفوا من ماله على مراسيم دفنه وما تبقى منه  ارسل الى اشقائه مع الجريدة). كانت الجريدة موجودة الى عام 1959 حيث فقدت بعد ان تناقلتها الايدي بهدف ترجمتها.

 
  الدكتور بولس شكوانا

أحياء القضية بعد 100 عام
   في أمريكا ونتيجة ذكرنا له وسردنا قصته لاولادنا كما سمعناها من آبائنا، قام البعض بالبحث عن معلومات عنه بواسطة الانترنيت ولقد بدأها آيزك خالد شكوانا ونتيجة بحثه عثرنا على بداية الخيط حيث حصلنا على معلومات عن قدومه من بريطانيا الى امريكا، اسمه وتاريخ قدومه ونسخة من معلومات المسافرين واسم السفينة التي قدم فيها الى ايليس آيسلاند في نيويورك. الا أن الخيط أنقطع عندها ولم نتمكن من متابعته وجهته بعد وصوله الى نيويورك. لم نعلم تحديدا الولاية التي عمل وتوفي فيها؟ والمعلومات التي عرفناها من هذه المحاولة أنه وصل الجزيرة الامريكية قادما من بريطانيا على ظهر السفينة سان بول وكان وصوله في 8 أيار 1904 وبطاقة المعلومات عنه تبين أنه كان أعزبا، وقوميته آشور/ سوري (سيريان/ أسيريا) ومعه من النقود 350 دولار ومهنته طالب حسب ما مدون في جواز السفر.     
   بعد ذلك حاولت مايا حكمت شكوانا فكتبت في الانترنيت تطلب معلومات عنه وجاءتها عشرات الردود وقصاصات الجرائد التي كتبت عنه وقتها احتوت على معلومات قيمة عن عمله ومكانته وظروف وفاته.
   والمحاولة الاخرى قام بها ايدن يوسف شكوانا وكتب في الانترنيت طالبا معلومات عنه من كل من تتوفر لديه وجاءته الردود وكان أهمها من شخص يدعى ستيفن وليامس وتضمنت معلومات فيها إجابات على العديد من الاستفسارات عن حياته ووفاته. فكتب:

العزيز أيدن
لقد جمعت لك مقالات الاخبار التي تم ذكر الدكتور شكوانا فيها من الانترنيت والصور والصحف القديمة. ورغم فقدان بعض الاشهر والسنوات الهامة الا أنني عثرت على كمية كبيرة من المعلومات عن الدكتور بولس شكوانا. يظهر ان سبب وفاة الدكتور شكوانا كان نتيجة حادث عرضي ولكن برأي أنه تم انهاء عملية التحقيق بسهولة. رغم أنني لم أجد أي نعي الا أن الصحف تجمع على أنه توفي في 6 تموز 1906. ربما شخص ما من سكنة مدينة آيوا سيتمكن من العثور على النعي.
 وجدت أن الدكتور هنري ألبرت أنقذ الدكتور شكوانا ولقد دونت بعض التفاصيل عن الدكتور البرت. وبما أنه لم يكن للدكتور البرت أي أطفال لذلك فأنه من شبه المستحيل العثور على مقتنيات الدكتور شكوانا أذا كانت لا زالت موجودة.
 لقد وضعت مقالات الاخبار والمعلومات الاخرى في لوحة الوثائق وسوف أرسلها لك.
مع تحيات: ستيف

هنا سأختصر المعلومات التي حصلنا عليها من عشرات الصحف التي كتبت عنه على أمل نشر قصة حياته مفصلة في كتيب بعد أن نحصل على معلومات أخرى لفترات مهمة عن حياته.
في 8  ايار 1904وصل ايليس ايسلاند/ نيويورك على ظهر سفينة سان بول قادما من انكلترا، عمل بعد وصوله مساعد استاذ في جامعة جورج واشنطن، وبعد شهرين عرض عليه منصب المساعد الاول في قسم البكتريولوجي في ولاية آيوا فوافق على العرض، في الثالث من أيلول نفس العام وصل مدينة آيوا في ولاية آيوا وكان وقتها الدكتور هنري البرت مسؤول المختبرات وهو مسؤولا عن علم الجراثيم وعلم الامراض.
كانت الولاية وقتها تعاني من مرض التيفوئيد الخطير لذلك لم يقتصر عمله على مدينة آيوا فقط وإنما كان يزور المدن الاخرى في الولاية لفحص المياه وتشخيص أسباب الوباء، فكتبت الصحف عن زياراته لمدن ماريون وباركسبرك وكرسوورلد وايسثرفيل وغيرها.
في 26 حزيران 1906 قدم استقالته عازما الرجوع الى لندن الا أن القدر كان ينتظره ففي عصر الجمعة 6 تموز 1906 أي بعد عشرة أيام فقط من تقديم استقالته ذهب برحلة صيد السمك مع شابين آخرين، وحسب ادعاؤهما انهما رجعا بواسطة سيارة اجرة وهو فضل الرجوع مشيا بعدئذ لكون الجو لطيفا ومناسبا لصيد السمك، وبينما كان ماشيا لوحده على حامل الجسر ليعبر النهر قدمت نفس السيارة التي أوصلت زميليه، وحسب إدعاء السائق انه قفز من الجسر عندما كانت السيارة على وشك الوصول اليه الا أن بعض الصحف تذكر ان ضربة السيارة القته من الجسر، كان الارتفاع بحدود 20 الى 30 قدما، سقط على الحجارة مما سبب عدة كسور في جسمه أخطرها كانت كسور في الاضلاع واختراقها للرئتين  فارق الحياة على أثرها بعد ساعتين ونصف وله من العمر 35 عاما. أن ما نشرته الصحف وافادات زميليه وسائق السيارة تثير العديد من علامات الاستفهام، فبعد وصول زميليه الى البيت بمدة 25 دقيقة حصل الحادث بينما كان راجلا فوق الجسر أي انه لم يتاخر عنهما وربما غادرا المكان في نفس الوقت، هما بالسيارة وهو ماشيا ولكن لماذا افترقا؟ وعن الحادث لدينا نسخ من عدة جرائد منها تقول قفز من الجسر واخرى تقول اسقط وثالثة تقول ربما ضربته السيارة، ولكن الحقيقة تبقى غامضة كما ذكرت احدى الصحف لأنه لم يذكر قصته ابدا.     
عن عمله في لندن قبل قدومه الى امريكا كتبت عنه جريدة آيوا ما يلي:         
الصحافة اليومية لمدينة آيوا/ مدينة آيوا، مقاطعة جونسون، آيوا
1 أيلول 1904
أعضاء جدد في طاقم جامعة ولاية آيوا/ اعلانات هامة للجامعة
 قدم الدكتور شكوانا الى مدينة آيوا مع خبرة ثمينة جدا في العمل خاصة بمختبر المجلس الصحي. لقد عمل لمدة سنتين مساعدا للطبيب الشرعي المشهور الدكتور سمس وودهيد في لندن، بعد ذلك عمل لسنتين ونصف كان فيها المسؤول الكلي عن العمل البكتريولوجي المتعلق بمجاري المياه  واختبار المياه  واعداد اللقاحات لمدينة لندن. وفي السنوات الخمسة التالية كان عالم البكتريولوجي في المختبرات المشتركة لكلية الطب الملكية  وكلية الجراحين الملكية في انكلترا وخلال السنة الماضية حمل منصب في الهيئة الملكية لمرض السل وكان المسؤول عن كل الاعمال المرضية.

وعن استقالته كتبت الصحف:
الصحافة اليومية لمدينة آيوا/ مدينة آيوا، مقاطعة جونسون، آيوا
26 حزيران 1906
آيوا تحصل على عالم بوسطن
تمت دعوة الدكتور أس أم كن الى مدينة آيوا من بوسطن ماستيوسس. سيخلف الدكتور بولس شكوانا من لندن انكلترا الذي استقال مؤخرا كموظف مسؤول عن طاقم البكتريولوجي في مختبر البكتريولوجي في ولاية آيوا، لقد دخل التاريخ هنا...
هنالك نقص في البكتريات في مجلس صحة ولاية آيوا نتيجة استقالة الدكتور شكوانا وسيكون من الضروري تأمين خلفا له.
ان رحيل الدكتور شكوانا يرجع الى حد كبير الى ان آيوا السخية في اشياء كثيرة تعتبر شحيحة جدا  في تخصيص رواتب علماء الجودة العالية. يمكن الاحتفاظ بالفرق الحالية وهذا يعتبر معجزة للعديد من اساتذة علم الجراثيم في البلاد

 عن الراتب الذي كان يتقاضاه كان 1000 الف دولار في السنة ويعتبر أكبر راتب كانت تدفعه الجامعة وقتها، حيث كان يستلم في الشهر بحدود 83 دولار ولقد امتلك قطعتي عقار في مدينة آيوا الا انها بعد اكثر من عامين من وفاته ولعدم دفع الضرائب المستحقة اعلنت للبيع بالمبلغ المطلوب مضافا اليه الفوائد فوصل الى 19 دولار و6 سنتات لكليهما.   
عن حادث سقوطه كتبت الصحف:
أخبار فريدركسبرك/ فريدركسبرك، مقاطعة جيكاساوا، آيوا
اصيب باصابة ربما قاتلة
19 تموز 1906 أخبار آيوا
الدكتور بولس شكوانا من لندن انكلترا، بروفيسور في قسم علم البكتريا في جامعة الولاية ربما أصيب باصابة قاتلة نتيجة ضربه بسيارة عابرة عندما كان يجتاز المعبر المرتفع فوق نهر آيوا في مدينة آيوا. كان البرفسور شكوانا يسير فوق المعبر عندما قدمت سيارة فجأة من خلفه. لم يشاهده السائق الى أن كانت السيارة على وشك ضربه عندها صرخ محذرا. بدأ البروفيسور بالقفز ولكن السيارة ضربته وألقته على الصخور من ارتفاع عدة أقدام. أحد ذراعيه كان مكسورا ويعاني من نزف في الدماغ. الاطباء الحاضرون لا يعتقدون انه سيعيش. الدكتور شكوانا كان يستعد للانطلاق الى بيته في انكلترا خلال يوم أو يومين بعد أن استقال من منصبه في الجامعة.

ذكرت احدى الصحف عام 1909 ان ثلاثة من اشقائه كتبوا مستفسرين عن قضيته الا انه لا أية اشارة الى ان طلبهم استجيب.
 نرى في الجرائد التي وصلتنا اهتمام عدة صحف بالكتابة عنه في الذكرى العشرين لوفاته ومعظمها جاءت تحت عنوان (في مثل هذا اليوم قبل 20 عاما).   
بعد مرور 100 عام على وفاته قام مجلس مدينة ايوا بالاعتراف به رسميا كما مبين في هذا الاعلان:
أعلان مدينة آيوا
لما كانت مدينتنا العظيمة ينهشها وباء حرارة التيفوئيد أواخر القرن التاسع عشر، وسعت يائسة للمساعدة من الاطباء حول العالم.
ولما تبرع الدكتور بولس شكوانا لترك مكانه المرموق في الكلية الملكية للاطباء والجراحين في لندن كي يأتي ويساعد سكان مدينة آيوا.
ولما فعل في الواقع وكان له اليد في انقاذ عدد كبير من حياة مواطنينا، ورفض فرص مختلفة في مناطق اخرى بسبب حبه لمدينتنا العظيمة وشعبنا.
ولما لاقى حتفه في حادث مأساوي في طريق السكك الحديدية في مدينة آيواوهو في عمر الشباب في 6 تموز 1906.
لذلك الان انني روز ولبرن محافظ مدينة آيوا في ولاية آيوا أقوم رسميا بالاعتراف وشكر

الدكتور بولس شكوانا
وأحث كل المواطنين لمعرفة المزيد عن حياة هذا المواطن العظيم لمدينة آيوا.

التوقيع
المحافظ روز ولبرن
تم التوقيع في اليوم الاول من شهر آب 2006 

زيارة ضريحه
كان يوم 6 تموز عام 2006 ذكرى وفاته المئوية عندما زار ضريحه كل من بطرس وحكمت وأيدن (شكوانا) وهذه كانت أول زيارة لتلك القبر المتروكة لقرن كامل فلم يزرها أحد من أهله وأقاربه من قبل، أدوا بعض المراسيم وأخذوا الصور وهذه إحداها:   

 
(ترجمة الكتابة على القبر): بول شكوانا ولد في آشور في 2 أيار 1883 وتوفي في مدينة آيوا في 6 تموز 1906
(خطأ واضح في تاريخ ولادته وكذلك وجود خطأ اخر بهذا التاريخ في سجل المسافرين على ظهر السفينة التي قدم بها الى أمريكا عام 1904 فيذكر عمره 29 عاما أي انه من مواليد عام 1975 فالتاريخ الصحيح لولادته هو عام 1871 هذا ما تعرفه العائلة وكذلك ما ذكره المطران يوسف بابانا في القوش عبر التاريخ والاستاذ بنيامين حداد في سفر القوش الثقافي وما اكدته الصحف الامريكية التي كتبت عن حياته فلقد جاء فيها:
   (كانت ولادة الدكتور بولس شكوانا في آشور في 21 أيار عام 1871. في عمر مبكر ذهب الى لندن انكلترا وهناك تعلم في المدارس العامة...).

للمزيد يرجى الاطلاع في المواقع التالية:
http://iagenweb.org/boards/johnson/documents/index.cgi?read=117007

http://www.ellisisland.org/search/viewTextManifest.asp?MID=18913218750003453120&FNM=PAUL&LNM=SHEKWANA&PLNM=SHEKWANA&CGD=M&bSYR=1866&bEYR=1876&first_kind=1&last_kind=0&RF=1&pID=102524050791

http://www.ellisisland.org/search/passRecord.asp?MID=18913218750003453120&FNM=PAUL&LNM=SHEKWANA&PLNM=SHEKWANA&CGD=M&bSYR=1866&bEYR=1876&first_kind=1&last_kind=0&TOWN=null&SHIP=null&RF=1&pID=102524050791


48
لماذا قلب الحقائق يا سيد حبيب تومي

يوسف شكوانا
لقد قرأت المقالة التي نشرتها تحت عنوان (مبررات غير مقنعة لإسكات الصوت الكلداني) وكل المواضيع التي تطرقت إليها كانت بعكس الحقائق التي أعرفها كما تعرفها الأكثرية، وهذا هو الذي دفعني لهذه الكتابة وليس دفاعا عن أي من المعنيين بموضوعك فإنهم ليسوا بحاجة إلى دفاع وهم في كل بيت، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى انني لا أدعي الكمال لأي من وسائل الإعلام التي وضعتها في قفص الإتهام، ولكل منها نواقصها ولكنها ليست التي ذكرتها. من محتوى المقال عرفت ان سبب كتابتك كان عدم نشر قناة عشتار لخبر لقائك مع أحد المسؤولين! وكما أعرفه عن كتاباتك لقد أقحمت (كالعادة) قناة آشور وزوعا وهذه المرة لعنكاوا أيضاً حصة في الموضوع، وهذا ليس المقصود بهذه الرسالة وإنما محتوى المقالة حيث كانت مليئة بالتحوير وإطلاق التهم وعكس الحقائق وهذا ما ساناقشك به راجيا ان يتسع صدرك للمناقشة.
مما قلته في مقالتك:
1 قناتا اشور وعشتار تعملان على دفن القومية الكلدانية والتراث الكلداني والتاريخ الكلداني واللغة الكلدانية.
2 قناتا عشتار واشور ملك الفكر الاقصائي وهي مقفولة للحزبين (الزوعا والمجلس الشعبي) وانهما يمثلان افكار حزبية ضيقة متعصبة لا يقبلون بأي فكر يخالفهم. احترفتا الكذب.. اساليبهما منافية لاخلاقية العمل وشرف التعامل.
3 يتكلمون باسم شعبنا في المحافل.
4 وجود امتعاض من قبل الكتاب في الاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان من موقع عنكاوا.. وجود الغبن.. وجوب منح مساحة مساوية كالتي تمنح لجورج هسدو وابرم شبيرا.

والان لنناقش كل نقطة من هذه النقاط لنرى مدى صحة أقوالك:
1 ان القناتين دخلتا كل بيوت شعبنا في أرجاء المعمورة وانني أحد مشاهدي القناتين والذي اشاهده هو تماما عكس ادعاؤك هذا، ففي برامجهما المتنوعة اشاهد الكلدان بالمئات من ادباء وفنانين ومؤرخين واطباء وتراثيين ولغويين ... ولم يكن بالامكان مشاهدتهم والتعرف على اعمالهم وافكارهم  لولاهذه القنوات، فالاسم الكلداني السرياني الاشوري اصبح معروفا لدى كل المشاهدين، والبرامج عن قرانا وعاداتنا وتقاليدنا  تنتظرها نسبة عالية من المشاهدين اما البرامج التاريخية فتأخذ حيزاً مهما في برامجهما، وكذلك إحياء المناسبات الدينية والقومية والوطنية. وبصراحة انني اجد إحياءاً وليس دفناً. نعم إحياء كل خصائصنا القومية فتشاهد كل ما يخدم ويفيد شعبنا، أما اذا كان قصدك الفكر الانقسامي الهدام فهل من المعقول التهجم على اعلام الوحدة لأنه لا يساهم بترويج الانقسام، فأي منطق هذا هل يعقل ان جهة معينة تبني بيد وتهدم باخرى؟
أما عن اللغة الكلدانية فهل تقصد حرفها أم لفظها فحسب علمي ان الحرف هو واحد كما نعرفه لم يتغير أما اللفظ فهل هناك لغة أدبية اخرى غير التي تستخدمها القناتان؟ واذا كنا غير متعودين عليها بسبب تقصيرنا في تعلمها فالمفروض أن نلوم أنفسنا لا غيرنا، اما اذا تقصد اللهجة  فلهجة اية بلدة او قرية تريد؟ انني أتفق معك قولك في لقاء تلفزيوني ( هذه تعتبر لهجات توجد شرقية وغربية.. بين تلكيف والقوش يوجد اختلاف قليل وهكذا بين تلكيف وتللسقف.. هذه تعتبر لهجات). ان ما تقدمه هاتان القناتان معروف للجميع ومع ذلك اقول ان محبة اللغة هي واحدة لا تتجزأ فلا يجوز أن أحب لغتي في مدارس دهوك مثلا واقف ضدها في مدارس اربيل، أو أحبها بالاقوال وأهملها بالافعال، لنعد قليلا الى الوراء ففي الستينات من القرن الماضي كنت احد الذين يتعلمون لغتنا في كنيسة القوش على يد المرحوم الاب يوحنان جولاخ ولم أجدك لا معنا ولا مؤيدا لنا أو للكلذايا التي كنا نتعلمها (ولا أقول أكثر من هذا) وكان ذلك قبل وجود آشور وعشتار وزوعا والمجلس الشعبي، وفي السبعينات كنت أحد معلمي اللغة نفسها في المدرسة الصيفية في القوش لعدة سنوات والتي كانت تضم بحدود 500 طالب كل عام وكانت بادارة المرحوم الاب هرمز صنا ولم أجدك أيضا كمعلم أو كطالب أو حتى كزائر وكان ذلك أيضا قبل ولادة آشور وعشتار وزوعا والمجلس الشعبي. بعد عام 1992 بدأ التدريس في بعض مدارس كردستان بهذه اللغة، هذا المشروع العظيم تطلب الكثير ولم يرفض مساعدة أحد وهنا أيضا لم أسمع عنك أي تأييد أو دعم للغتنا في هذا المجال أو حتى زيارة لإحدى المدارس التي تختارها، على الارجح ستقول انه مشروع مسيس ولكن إنتاج 15000 شاب وشابة في كردستان وأكثر من 30000 في عموم العراق (كما قال الدكتور سعدي المالح مدير عام المديرية العامة الثقافة والفنون السريانية في اقليم كردستان)  كلهم يجيدون لغتنا قراءة وكتابة بمشروع وإن كان مسيسا كما يتهم البعض أليس أفضل من فقدان اللغة الام باسلوب (غير مسيس؟)، وإذا كان تعلمها مسيساً فهل محاربتها غير مسيسة؟ بعد عام 2003 فسح المجال لتطبيق الدراسة في كافة أنحاء العراق فما الذي عملته للبدء بمشروع (غير مسيس) لتعليم لغتنا في مدارس بغداد والموصل والقوش وتللسقف وباطنايا وتلكيف وكرمليس ....بكل هذه المراحل إنني عرفتها لغة واحدة هي لغة الالب بيث. لنترك الماضي خلفنا ونتحدث عن الحاضر فهناك حاليا بحدود 9000 طالب واكثر من 1000 معلم ومدرس في مدارسنا من مختلف المناطق والتسميات والأفكار وميدان دعمهم يسع الكل فهيا للعمل من أجل آحياء هذه اللغة وبذلك تقف بوجه الذين يعملون على دفنها كما تقول. (ان ايلي ملا منديانا أروتياثا فريهيلي) 
يا اخ حبيب: إن إحياء اللغة يكون بدعمها وتعليمها وتوفير مستلزماتها هذا ما ينتظره الطالب المدرسي من مثقفينا وليس كتابة مقالات تزرع بذور الشقاق (ولا أقصد المقالات التي تدافع عن الكلدان). إن معظم برامج القناتين هي بلغتنا ناهيك عن برامج تعليم اللغة نفسها، والان هل لا زلت تعتقد إن آشور وعشتار تدفنان لغتنا؟ أما إذا كان قصدك اسم اللغة ألست انت القائل في لقاء تلفزيوني بأن (الكنيسة تروج فتقول اللغة الكلدانية ولكنها تعتبر لهجة من لهجات اللغة السريانية او الارامية .. نحن المفروض أن نقول اللغة الارامية .. يجب ان نروج للغة الارامية لأنها صحيحة علميا وتاريخيا.. علميا بصورة صحيحة هي اللغة الارامية) يمكن مشاهدة هذه المقاطع على اليوتيوب بمجرد البحث عن اسمك. ان الذي أراه ان سفينة لغتنا كانت تغرق بسبب التعريب الذي طغى على موسساتنا المختلفة خاصة في المدن العراقية ودخل حتى بيوتنا هذا من ناحية ومن ناحية اخرى الهجرة التي تنتج اجيالا لا يتكلمون الا لغة بلدهم الجديد. وما تقوم به اشور وعشتار وغيرهما هو انقاذ ما يمكن انقاذه من هذه السفينة وليس العكس. وهنا ادعوك لذكر مثال واحد فقط لما كانت عليه اللغة الكلدانية قبل مجئ اشور وعشتار فقامتا بدفنها.
2 الملاحظ انك تطلق لقب الإقصائي على المؤمن بوحدتنا وفي المقابل تلقب الفكر الإنقسامي بالفكر الحر.وهنا تضع وسائل إعلام شعبنا أمام خيارين فإما ان تصبح ابواقا للافكار الانقسامية المضادة لنهجها الوحدوي وإلا فتصبح في نظرك (ذات اسلوب منافي لأخلاقية العمل وشرف التعامل..وتحترف الكذب) وكأنك تقول لشخص يبني بيته: يجب عليك مساعدتي في هدم ما تبنيه والا فانك كذاب و..و...  قبل ان تقرأ هذا النموذج الذي سأذكره هل تنطبق هذه الاوصاف على كل وسيلة اعلامية توصد ابوابها بوجه الرأي المخالف؟.... والان لاكتب لك عن كيفية تعامل اعلام الانقسام مع صاحب الرأي المخالف، في احدى كتاباتي ظهر انني ضربت في الصميم فانهال كتاب الانقسام الخمسة بالرد معظمهم إستخدم كالعادة كلمات تعكس بمستواها اخلاقهم وثقافتهم وافكارهم .. كتبت رداً عليهم وأرسلته إلى بعض مواقعنا ومنها موقع الانقسام الذي احتوت صفحته الرئيسية على خمسة ردود تذكرني بالاسم وكالمتوقع لم ينشر ردي فكتبت لهم رسالة اطلب فيها نشر ردي كحقي الطبيعي في الدفاع عن النفس طالما نشروا مواضيع تتطاول علي وباسمي الصريح ولكنني لحد هذا اليوم لم استلم الجواب. فما هو رأيك يا اخ حبيب بهكذا موقع؟ الا تنطبق عليه كل ما تقوله عن المواقع التي لا تنشر لك؟ فيا أخونا: (الذي بيته من زجاج لا يرمي بيوت الاخرين بالحجر)
وعن الاقصاء لنعد الى اللقاء التلفزيوني نفسه فتقول: (اللغة الكلدانية أستخدمها احيانا وهي لهجة من لهجات اللغة السريانية او الارامية)، وبعد دقيقة يسألك بأن الاحزاب الاشورية تسمي لغتنا بالسريانية فتقول: (ما شفت مصدر يقول سرياني) بعدها تقول بأن احدهم قال ان تسمية سورايا وسورث هي جامعة (وقال سورايا يعني اسورايا يعني اشوري فقلت: لا)، فمن يتبنى الفكر الاقصائي؟ الم تقصي التسمية السريانية للغة بعد دقيقة من قيامك بإقرارها لمجرد قول السائل ان الاحزاب الاشورية تتبناها؟ ثم تستمر بالإقصاء فتقصي تسمية سورايا وسورث لمجرد قول احدهم انها تعني اشوري. الا تشعر هنا بالاقصاء وبالحساسية المفرطة من الحروف (الف شين واو راء؟) يقول المثل الالقوشي (ايتو بليما ومحكي عدولا). ومما يدعو الى العجب هو نعتك هذه الوسائل الاعلامية بالتزمت والتعصب واحتراف الكذب والدفن و..و.. وفي الوقت نفسه تسعى كي يكون اسمك وكتاباتك فيها!!         
  3 عودة اخرى لموضوع تمثيل الشعب ولا أرى الحاجة إلى الكتابة عن شرعية التمثيل وتخويل الشعب وعن نتائج الانتخابات الماضية ونحن نقترب من موعد الإنتخابات القادمة. إلا أن أقوالك عن موضوع التمثيل عديدة ومتناقضة بحيث لم يعد المتابع يعرف ما الذي تريده فمرة تقول ان الانتخابات هي لإحياء الوجود القومي الكلداني وبعد ظهور النتائج تقول ان الانتخابات كانت لتمثيلنا الديني المسيحي وليس القومي!! مرة تقول ان الكلدان صوتوا للقائمة العراقية والاشوريين لزوعا والمجلس الشعبي ومرة اخرى ان الاشوريين صوتوا لقوائمهم بينما الكلدان صوتوا لكل القوائم الاخرى، ومؤخرا تقول الكلدان صوتوا للمجلس الشعبي والاشوريين لزوعا!!وعلى الارجح قلت المزيد ولكنني لم اطلع عليه، (لاحظ كيف تصر على التقسيم، الكلدان كذا والاشوريين كذا مختلفة، والمسكين الذي كل من والديه من منطقة تختلف عن الآخر فأي كذا تشمله) فلا نعلم ما الذي تريده ولا كيف تحصل على مثل هذه المعلومات علما أن نتائج الانتخابات ليست سرية وانما اعلنت للجميع والنتائج واضحة في كافة مناطقنا بدون استثناء بالامكان الرجوع اليها. وسؤالي لك هو: بمقياس (الفكر الحر) من له شرعية التكلم باسم شعبنا في المحافل هل الذي يؤسس منظمة ما في المهجر ويكتب المقالات من عبر البحار أم الذي ينتخبه شعبنا ويوليه ثقته ويمنحه صلاحية تمثيله؟ (أؤكد على التكلم باسم الشعب وليس الدفاع عن الشعب الذي هو واجب وحق الكل، هذا كي لا تحور كلامي كما حصل سابقا). لماذا هذا الابتعاد عن قول الحقيقة الواضحة وضوح الشمس والتي هي أن شعبنا الكلداني السرياني الاشوري انتخب خمسة يمثلوه في بغداد وخمسة في برلمان كردستان للفترة المحددة حتى اجراء الانتخابات القادمة. اليست عملية الانتخابات من الخصائص الاساسية للديمقراطية فكيف يكون الشخص ديمقراطيا وحرا وصادقا ولا اقصائيا عندما يلتف على الانتخابات ونتائجها فينصب نفسه مع من يختارهم (عالتفصيل) متحدثين باسم الشعب الذي يقول لهم كلمته في كل الانتخابات التي جرت لحد الان ؟ وماذا تسمي الذي يعترف بشرعية جميع نواب العراق وكردستان الذين يفوق عددهم الاربعمائة وينكرها على العشرة الذين انتخبهم شعبنا الكلداني السرياني الاشوري لتمثيله بنفس العملية الانتخابية للاخرين. وعن الانتخابات تكرر دائما ان الكلدان حصلوا على 12000 صوت وزوعا سرق مقعدهم!! وهنا لا أعتقد انك تجهل قانون الانتخابات فالمقاعد وزعت على القوائم الفائزة ولكل قائمة أصواتها منفصلة عن الاخرى فلا يجوز مثلا ان نضيف أصوات قائمة عشتار الى قائمة الرافدين. فهل تتكرم علينا بذكر اسم القائمة الكلدانية التي حصلت على 12 الف صوت وحرمت من المقعد؟ ولو حصل هذا لماذا سكتت تلك القائمة ولم تقدم شكوى بشرعية فوزها بالمقعد؟ ورغم كل هذا إذا كان التمثيل مسيحيا كما تدعي فلماذا الاعتراض أليس كل الفائزين العشرة مسيحيين؟             
4 عن اتهام موقع عنكاوا لا أرى حاجة لكتابة رد يعرفه كل القراء ولكنني اكتفي بذكر حقيقة واحدة لو سمح الموقع.
أية مساحة متساوية تطلب فعنكاوا نشرت لك فقط 1082 موضوعا ولو أخذنا خمسة من كتاب اتحادك فنشر لهم موقع عنكاوا ما يقارب 3000 موضوعا أما الكاتبين اللذين تطلب المساواة معهما فلجورج هسدو20 موضوعا ولأبرم شبيرا اقل من 70 موضوعا!! أي بالعربي الفصيح مجموع كليهما أقل من مائة موضوع!! وبالرياضيات نشر لك وحدك اكثر من 12 ضعف مما نشره لكليهما. فهل لا زلت تشعر بالغبن وتطالب بالمساواة؟ يا اخ حبيب لقد ذكرتني بالمثل الالقوشي (كثيثا كشتيا ماي وكخيرا باريلي) اي الدجاجة تشرب الماء وتنظر الى الأعلى/ اي تشكر الخالق على الماء الذي شربته, وهنا أسأل الا تستحق عنكاوا الشكر على نشرها لاكثر من 4000 موضوعا يروج لافكارك؟
               

49
هل عدم الفوز في الانتخابات يبرر المطالبة بالعودة الى التعيينات
يوسف شكوانا

من أهم اسس الديمقراطية هي انتخاب الشعب لممثليه الشرعيين وفي العراق بعد عهود من الدكتاتورية ونظام التعيينات جاء التغيير في كردستان بأول انتخابات عام 1991 تم فيها تخصيص خمسة مقاعد لشعبنا الكلداني الاشوري السرياني، أما على نطاق العراق فالتغيير عام 2003 جاء بنظام الانتخابات ايضا ولحد الان جرت ثلاثة انتخابات بالاضافة الى انتخابات مجالس المحافظات، وعلى نطاق الوطن تم تخصيص كوتا بخمسة مقاعد لشعبنا في الانتخابات الاخيرة، وكما يعلم الكل ان الباب كان مفتوحا لكل من يرغب بالترشيح للفوز بهذه المقاعد إذا توفرت فيه الشروط التي وضعتها المفوضية العليا للانتخابات ولم تشهد العملية حرمان أحد ممن توفرت فيه الشروط من الترشيح، وهكذا تقدمت خمسة قوائم تمثل كيانات سياسية بالاضافة الى شخصيتين مستقلتين للفوز بهذه المقاعد الخمسة، وكما هو معلوم إن لشعبنا ومنظماتنا أكثر من تسمية قومية واحدة، ولقد تم التعامل معها بكل شفافية من قبل مفوضية الانتخابات والحكومة المركزية وحكومة كردستان، فالباب كان مفتوحا على مصراعيه بصورة متساوية امام الكل بغض النظر عن التسمية ولم يحرم احد من حقه في المشاركة على هذا الاساس كما لم تقدم تسهيلات لاحدهم على حساب الاخر، وهكذا نرى أن القوائم الخمسة تنوعت في أسمائها فثلاثة منها إختارت أسماء تاريخية وحضارية هي : (الرافدين/ أور/ عشتار)، وقائمتان إختارتا اسماء قومية إحداهما اسما جامعا (الكلداني السرياني الاشوري) والثانية إسما إنفراديا (الكلداني)، وعلى صعيد التنظيمات فكل قائمة مثلت تنظيما واحدا باستثناء قائمة عشتار التي ضمت ثلاث تنظيمات، أما عن نظرتها الى الوحدة القومية فثلاثة منها مع الوحدة وقائمتان مع الانقسام وهاتان كانتا خاصتان بالكلدان، هذا كان واقع قوائم شعبنا والتي كانت معروضة أمام الناخب بصورة متساوية دون تمييز وكما نلاحظ أن كل تسمياتنا كانت موجودة أمام الناخب ولم يتم تهميش أي منها. كما ان قوانين الدعاية الانتخابية طبقت على الكل دون تمييز وكل منها عملت بقدر امكانياتها.
أما الناخب فكان له أكثر من هذه الخيارات السبعة فكما ظهر من نتائج الانتخابات أن قسما من شعبنا الكلداني السرياني الاشوري اختار قوائم أخرى غير الكوتا مثل العراقية والكردستانية واتحاد الشعب، وهذا طبعا حقه الطبيعي، اما القسم الاخر فلقد اختار التصويت للكوتا وهذا كان أمامه عدة خيارات متنوعة من تنظيمات وشخصيات وأسماء قومية أو تاريخية للقوائم، واختار كل فرد من اختار بكل حرية وحسب قناعته. ولا يختلف اثنان على توفر الحريتين، حرية الترشيح للكيانات والافراد على السواء وحرية التصويت للناخب، فالمؤمن بوحدتنا وكل تسمياتنا وجد أمامه ما يصوت له والذي يعتبر اسمه كلداني فقط  كقومية مستقلة كان أمامه قائمتين خاصتين بالكلدان فقط في حين لم توجد قائمة تحمل الاسم الاشوري لوحده والشئ نفسه عن الاسم السرياني، فالانقسامي الكلداني كان امامه قائمتين وليس قائمة واحدة تمثلان فكره وهذا لم يكن متوفرا للتعصب الاشوري او السرياني. ومع ذلك اختار شعبنا من يمثله بملء ارادته، فلم نسمع عن اي أعتراض رسمي أو شعبي على حرمان قوائم من المنافسة، وكما نعلم ان الفائز بالانتخابات يعتبر الممثل الشرعي وهذا ينطبق على نطاق البلاد وحكومة كردستان وممثلي شعبنا الخمسة.
ولكن البعض يقبل بالديمقراطية فقط اذا فاز بالانتخابات والا فيعمل على هدم كل اسسها داعيا للعودة الى اسلوب التعيينات بطريقة لا تخلو من التخبط والازدواجية فالبعض ملأ المواقع قبل الانتخابات بأن هذه الانتخابات تقرر مصير القومية الكلدانية وبعد ظهور نتائج الانتخابات مباشرة غير النغمة فاصبحت ان التمثيل هو ديني وليس قومي، وبعد أشهر تغيرت النغمة مرة اخرة فاصبح التمثيل لا ديني ولا قومي فلا نعلم ماذا أصبح اذا، مرة ان تمثيل الفائزين غير شرعي ومرة اخرى تمثيل بدون صلاحيات، ولا نعلم ماذا تكون النغمة القادمة، اننا لو قسمنا شعبنا الواحد الى كلدان وسريان واشوريين على طريقتهم وبالقاء نظرة على نتائج الانتخابات في بلداتنا وقرانا نرى  ان القائمتين الفائزتين حصلتا على معظم أصوات الكلدان وعلى اثرها حققتا الفوز والذي يعتبر فوزا للناخب الكلداني كغيره، وبمثل هذه الدعوات هل أصبح لاصوات عشرات الالاف الذين اختاروا ممثليهم اية قيمة؟ فيطلب من المسؤولين الاخرين الذين جاءوا الى السلطة عن طريق الانتخابات أن يفرغوا محتوى نفس الانتخابات على نطاق شعبنا فيجردوا ممثلينا من صلاحياتهم الشرعية المثبتة في الدستور، اي يطلب من المسؤولين عن تطبيق القانون أن يخالفوه، اليس هذا أغرب طلب نسمع به؟ فالانتخابات حصلت على نطاق القطر فاما أن نعترف بها ككل  أو لا نعترف، فاما أن نعترف بنتائجها للكل بضمنهم ممثلينا أو نلغيها على الكل. فلقد سمعنا بطريقة الانتخابات وسمعنا أيضا بطريقة التعيينات فاما هذه أو تلك أما أن نطبق طريقة الانتخابات على قسم والتعيينات على قسم اخر فهذا ما لم نسمع به من قبل. نعم نسمع بانتقاد طريقة اجراء الانتخابات أو قوانينها والعراقيل وما الى ذلك، إلا أننا لم نسمع بمن يجرد الفائزين من صلاحياتهم المستمدة من الدستور ويمنحها الى اخرين حسب ذوقه خاصة عندما كان لهذا الذوق كل الحرية كما لغيره ومارسها كغيره ولكنه فشل بعكس غيره ولم يكن أي باب موصد بوجهه فالمفوضية وقوانينها فتحت كل الابواب أمامه ودخلها بكل حرية وأستخدم كل قدراته ولكن شعبنا عبر عن ارادته وقال كلمته فاختار غيره لتمثيله رسميا، فهل من المنطق أن نعترف بشرعية وصلاحيات 320 عضو برلمان فازوا بالانتخابات وننكرها على الاعضاء الخمسة الذين اختارهم شعبنا لتمثيله في نفس الانتخابات؟  وهل من الأنصاف أن نحترم ارادة كل العراقيين ونهمش إرادة ابناء وبنات شعبنا الذين اختاروا ممثليهم اسوة بكل العراقيين؟ فهل يعلم الذي يدعي بأن للكلدان ممثلين جاهزين هم الكنيسة والتنظيمات انه يقع في تناقضين؟ التناقض الاول اننا لن نسمع من تنظيم أو شخص كلداني قال قبل الانتخابات اننا لسنا بحاجة للانتخابات لأن لنا ممثلين جاهزين لا بل على العكس ان كل التنظيمات الكلدانية دخلت الانتخابات بكل قواها سواء في القائمتين أم في دعمهما، الم يكن هدف القائمتين الفوز بعضوية البرلمان لممارسة صلاحيات عضوية البرلمان كما يقرها الدستور؟ فلو يملكون هذه الصلاحيات من غير انتخابات فلماذا شاركوا بها اذا، والمأزق الثاني ألا يعلم أن لكل فئات الشعب العراقي مرجعيات منها من تستطيع أن تحرك الشارع بكلمة واحدة أما تنظيمات الثلاثين عضوا ففي العراق المئات منها كما انه بامكان العراقيين تشكيل نصف مليون منظمة من هذا النوع، فهل يبقى أي مبرر لاجراء الانتخابات؟ فكما أن لكل من المرجعيات والمنظمات المختلفة نظامها وقوانينها ومجالاتها وهكذا لعضوية البرلمان صلاحياتها ومدتها وشروطها التي تأتي في مقدمتها الفوز بالانتخابات. من المعقول ان نسمع بالمعارضين وهذا امر طبيعي وصحي وضروري ويكونون عادة الذين لم يفوزوا بالانتخابات ويعتبرون اقلية وان كان الفرق بينهم وبين الاكثرية صوتا واحدا، ولكن من غير المعقول أن ينفون أن يمثلهم الفائزون أو يطالبوا بتجريدهم من صلاحياتهم.
أنه مهما قيل فالاحتفالات التي شاهدتها بلداتنا وشاركت بها الجماهير الواسعة معبرة عن فرحتها بفوز ارادتها المتمثلة في الذين منحتهم اصواتها لهي خير دليل على ان شعبنا ينظر الى عملية الانتخابات نظرة حضارية ولقد مارس حقه هذا وعبر عن ارادته وهي التي تؤخذ بنظر الاعتبار وليس اصحاب المطاليب الغريبة. فالذي ينجح بالامتحانات النهائية في السنة الاخيرة يتم تعيينه ويمارس صلاحيات وظيفته أما الذي يرسب فلا يعترض على صلاحيات المتعينين وانما يعيد السنة ويجتهد أكثر واذا تكرر رسوبه لعدة سنوات فيلجأ الى عمل اخر غير الدراسة ربما يتوفق به.
أنني بهذا لا أقصد جهة دون اخرى سواء التي شاركت في الانتخابات ولم تحقق النجاح أم التي لم تشارك أصلا، كما انني لا اعترض على أية جهة تدافع عن حقوق شعبنا باخلاص، ولكنني اصر على أن التمثيل الرسمي والشرعي لشعبنا في البرلمان يبقى من صلاحية الاعضاء الخمسة الذين انتخبهم شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وكل الادعاءات الاخرى لا تصل باب البرلمان. فهل من واجب الحريصين على مصلحة هذا الشعب وضع العراقيل في طريق من اختارهم الشعب قبل أن يباشزوا بعملهم أم أن يكونوا سندا لهم كي يحققوا الحد الاقصى في فترة خدمتهم. 
في الختام أقول: متى نضع خاتمة لتفضيل المصالح الحزبية والتسمية على مصلحة شعبنا في الوطن الذي يمر بمرحلة وصفها أحد المطارنة بأنها مرحلة البقاء أو الانقراض، فبقائه يعني بقاء كل تنظيماتنا وتسمياتنا وأما انقراضه من ارض الاباء والاجداد (لا سامح الله) فيعني انقراض كل تنظيماتنا وتسمياتنا فهل نعي خطورة المرحلة ونضع خاتمة لهذا الانشقاق والتناحر الذي وصل الى درجة مطالبة بالاخرين تجريد ممثلينا الشرعيين من صلاحياتهم؟ وهل نفتخر لأننا الوحيدين الذين وصلنا الى هذه الدرجة؟

50
اذا كان هؤلاء مفكريهم فكيف تكون أفكارهم
يوسف شكوانا

يشترط بنجاح أي فكر عاملان أساسيان هما طبيعته واشخاصه وهذا ينطبق على الافكار والاحزاب والمنظمات والمؤسسات المختلفة كالاندية والجمعيات والاتحادات وغيرها، فتكاد كل الانظمة الداخلية تتضمن فقرة في شروط العضوية تقول: أن يكون حسن السيرة والسلوك، وتتباين درجة التشدد بهذه النقطة من مؤسسة الى أخرى وغالبا ما تكون التنظيمات السياسية أكثر تشددا بها لأن شخصية العضو تعتبر مرآة تعكس طبيعة المؤسسة التي ينتمي اليها، فكم من أعضاء في تنظيمات مختلفة نالوا عقوبات أو حتى خسروا العضوية لسبب الادمان على لعب القمار مثلا أو الافراط في تعاطي الكحول أو الاسلوب البذئ في الكلام وما الى ذلك، وعلى العكس هنالك احزاب انتشرت بسرعة بفضل نزاهة ومصداقية وأتزان وثقافة ناشري افكارها ولكل منا أمثلة عديدة على الحالتين، فالعضو يعكس الفكر بشخصيته وأخلاقه وكيفية تعامله مع الاخرين وهذه تخلق أنطباعا لدى الفرد وكأنه تعرف على هوية التنظيم أو الفكرمن خلال أشخاصه، فمثلا يقال أن التنظيم الفلاني لا بد وأن يكون جيدا لأن أعضاؤه هم فلان وفلان وهم معروفين باتزانهم، وبالعكس يقولون ماذا تأخذ من تنظيم أعضاؤه فلان وفلان.
نشرت موضوعا بعنوان (لا التأشور عار ولا الزوعاوية) وكان ردا على تكرار أطلاق التسميتين على كل من لا يتفق مع رأي الانقساميين، وكما ذكرت في رد آخر أنني لم أقلل من شأن أية تسمية أخرى أو أي تنظيم آخر فأذا قلنا لغتنا جميلة هل نعني أن لغة الاخرين قبيحة؟ وأذا قال أحدهم أن ارضي الزراعية أو أرض جاري جيدة هل يعني هذا أن أراضي الاخرين رديئة؟ ورغم أن المسالة واضحة ألا أن البعض يصر على تحريفها كي يخلق مبررا للتهجم وتفريغ ما بجعبته من كلمات تطلق على كل من لا يسير في خطهم الانقسامي، ومن اسلوب ردودهم يعلنون مدى الحقد والكراهية التي يحملونها لكل من يخالفهم الرأي، فإما أن تكون حاقدا وانقساميا وإلا فإنك متنكر لأصلك، وكأن الاصل كان الحقد والانقسام،  فقام أحدهم بالرد على موضوع آخر لا علاقة لي به ألا أنه لم يود أن يختم موضوعه قبل أن يبث سمومه عليَ  لا لسبب وأنما لممارستي حريتي في التعبير عن رأي الذي لا أفرق بين تسمياتنا وأعتز بها جميعا فأنني كلداني وأنني آشوري وأنني سرياني لقد عيروني بالاشورية وقلت الاشورية ليست عارا وأذا عيرني أحد بالكلدانية أقول أن الكلدانية ليست عارا وهكذا السريانية ولكن مثل هذا القول لا يروق للذين يعتبرون التسمية الاشورية كابوسا  يؤرق منامهم.
جوابا للذين يطلقون هذه التسمية كتبت عنها باختصار قدر الامكان بهدف الايضاح أن هذه التسمية ليست عارا فبدأت بالتاريخ القديم وما قدمه الاشوريون بعدها مرورا سريعا على كنيسة المشرق ودورها عبر التاريخ وكيف أن الاشوريين  هم جزء منها أسوة بالكلدان وغيرهم ثم تطرقت الى العصر الحديث وبدء الحركة القومية والمجازر والمآسي وتشكيل التنظيمات السياسية القومية، كل ذلك دون أن أتطرق الى اية تسمية أخرى من تسمياتنا لأنها لم تكن موضوعنا، كما أكدت أكثر من مرة بعدم وجود حالة تحول من قومية إلى اخرى بنظر الوحدوي، وكالمتوقع قام عدد من الكتاب الانقساميين بالرد ولكن لم يتطرق أي منهم الى أي من النقاط التي ذكرتها مما يزيد من قناعتي بأن ما كتبته كان صحيحا هذا بالاضافة الى عشرات الرسائل التي استلمتها في بريدي الالكتروني وكلها تعبر عن تأييد كتابها لما كتبت. كنت أتمنى أن يقوم أحدهم بتفنيد ما كتبته بالدليل المقنع فربما أخطأت ببعض منها أو كلها ولكن شيئا من هذا القبيل لم يحصل فلم يناقشني أحد بما كتبت وأنما الذي كتبوه كالعادة كان أطلاق ما يجيدوه من كلمات  والقاب أصبحت من صفاتهم بلا منافس، فكتب أحدهم عني عاكسا شخصيته قائلا:
نعم أنه عار ثم عار ثم عار/ التنكر للاصل/ تغيير الهوية/ صفة الارذال/ احتقار الذات والنسب/ انعدام الثقة بالنفس/ الشعور بالنقص/ لست ذي اصل ونسب/ تبريراتي تثير الشفقة والرثاء/ كيف لا أشعر بالعار/ غيرت جلدي/ أرتميت بأحضان غيري/ عار/ عديم الكرامة/ تخليت عن هويتي/ تخليت عن أصلي/ تخليت عن أنتمائي.
ربما يقول البعض انني بالغت بهذه الكلمات ولكنها الحقيقة كما كتبها أحد دعاة الانقسام واذا استغرب القارئ بعد قراءتها فأنني لم استغرب لأنه هل نتوقع من الذي يقسم ما تبقى من شعبنا غير مثل هذا الاسلوب، فالذي يحاول تقطيع ما تبقى من شعبنا إلى أجزاء متناحرة هل تهمه سمعة فرد من هذا الشعب، (للعلم فقط إن آخر ما توصل إليه هذا المفكر هو الفرز على اساس الجينات الوراوثية وكالعادة دون ذكر الدليل أو نوع شهادته في هذا الحقل وعدد الذين فحصهم).  نعم أنه أطلق كل هذه العبارات وهو لا يعرفني ولا أنا اعرفه ولكنني عرفته من ألفاظه فالشجرة الجيدة تأتي بثمار جيدة والشجرة الرديئة تعطي ثمارا رديئة، لم يبين أين هو العار في التسمية الاشورية هل هو في حضارتها النهرانية أم في لغتها لغة الالب بيث ام في ديانتها المسيحية، وعن الاصل والنسب فرغم أن الشاعر يقول: لا تقل أصلي وفصلي أبدا أنما أصل الفتى ما قد حصل، ورغم ذلك فأي أصل وفصل يريد فأذا يرجع الى أصل عوائل القوش ليجد بنفسه أن اصل عائلتي هو من القوش منذ القدم ولعلمه أن القوش كانت قائمة في وقت النبي ناحوم الالقوشي في القرن السابع قبل الميلاد يوم كانت الامبراطورية الاشورية بأوج عظمتها وأذا نسير مع التاريخ نجد أن نصف الكتاب وألادباء والشعراء والكهنة والشمامسة الذين أنجبتهم القوش هم من عائلتي واصلي، وللاختصار أدعوه للبحث عن كتاب سفر القوش الثقافي للاديب بنيامين حداد ليجد الجواب فيه،  والكل يعرف دور عائلتي في التمسك بالكنيسة وخدمتها الى درجة اننا معروفين بهذه الخاصية ويكفيني فخرا أنه لا يوجد في عائلتي لا سابقا ولا حاليا من يحاول تقسيم شعبنا الى أجزاء وهذا أسمى وسام أحمله وأعتز به، هذا وسأكون متنكرا لأصلي لو سلكت طريق الانقسام الغريب عن طريق أبائي وأجدادي. أما عن الشفقة والرثاء فأسأل أذا كان من يفوز فكره الوحدوي بجميع المقاعد البرلمانية بأصوات شعبنا يستحق الشفقة والرثاء فماذا يستحق الذي لم يحصل على شئ ويرفضه شعبنا في كل الانتخابات. ولا اريد هنا التطرق الى كل ما نعتني به خشية أن أنجرف إلى ما ترفضه أخلاقي ومبادئي وأفقد أحترامي لقلمي وللمواقع التي تنشر كتاباتي وأترك ذلك له كي يسأل عني وعن اصلي كل من يعرفني.
أن مثل هذه الكلمات عندما تصدر من فرد لا بد وأن تؤثر على سمعته في المجتمع أما أذا كان الفرد ينشر فكرا معينا فأنها تنعكس على ذلك الفكر. فهل يذكر التاريخ أن فكرا أنتشر بالشتائم أو بكيل الاتهامات للاخرين، فالذي له بضاعة جيدة يعرضها للاخرين ولهم العقل والعيون ليروها ويقرروا، أما الذي يعرف أن بضاعته فاسدة فلا يعرضها وأنما يكتفي بالمناداة بأن بضاعة الاخرين فاسدة للحيلولة دون رواجها وللتغطية على فساد بضاعته. 
أن الذي يملك الحقيقة ليس بحاجة الى الانفعال واطلاق مثل هذه الكلمات بهذه الطريقة الغير حضارية وأنما يكفيه الدفاع عن فكره باظهار الحقائق ولا يمكن حجب الشمس بالغربال ولكن هذا يتم عند أمتلاك الحقائق وهكذا يصبح أسلوب الشتائم طريقة الفاشلين والذين تفتقر أفكارهم الى الحد الادنى من المصداقية. أن اسلوب الانقساميين في ردودهم على الموضوع الذي كتبته تثبت أنني لا بد وأن ضربت على الوتر الحساس في أظهار الحقائق والوقوف في وجه مشروعهم الانقسامي ألمبني على أساس خلق الكراهية والبغضاء بين أبناء القومية الواحدة باختلاق الاسباب وتعميم حالات التعصب من الطرف الاخر ولكن شعبنا يضع الفريقين في خانة واحدة بعيدا عن أيمانه وارادته وتطلعاته. إن واقع الحالة أشبهها بآلة قياس يقف في أحد طرفيها التعصب الاشوري محتلا جزءا صغيرا منها وفي طرفها الثاني يقف الانقسام الكلداني بمساحة مماثلة، وبين الطرفين وعلى معظمها تقف الاغلبية المؤمنة بالوحدة، والغريب إن هذه الاغلبية هي هدف لسهام الطرفين فكل طرف يعتبرها عدوه الاول على طريقة إما معي أو ضدي.
إن كل الردود ألان وسابقا تستند على فرضية إنني الغي التسمية الكلدانية وينسجون حولها ما يروق لهم من جمل واتهامات من غير وجود أي دليل لا بل إنني أتحداهم جميعا أن يأتوا بإثبات إنني قلت ذلك فقناعتي وأيماني هي إننا قومية واحدة بتاريخنا وجغرافيتنا ولغتنا وديانتنا وعاداتنا وحاضرنا وتطلعاتنا المستقبلية، لنا أكثر من تسمية قومية وكلها نابعة من جوهر هذه القومية فالاشورية والكلدانية يرجع تاريخهما إلى بداية الحضارة والمدنية ثم جاءت السريانية لترتبط بمسيحيتنا ولغتنا والاهم من كل هذا فهذه التسميات الثلاثة حية بدليل وجود من يعتز بها ولا يحق لأي كان إلغاء أي منها فذلك يعتبر إلغاء كل الذين يعتزون بها. هذه هي قناعتي ولي الحق أن أمارس حريتي في الوقوف على مسافة واحدة منها جميعا، كما وأختلف بنفس الدرجة مع المتعصبين من كل الاطراف، أنني شخصيا لا أعاني من عقدة التسمية فالاهم لدي هو الوحدة القومية والاتفاق على تسمية واحدة أيا كانت وسأكون أول المؤيدين لها، فلقد أيدت التسمية الكلدواشورية آملا أن توحدنا والتي أقرها مؤتمر بغداد وهنا ربما يقول البعض لأن المؤتمر كان برعاية زوعا، ولكن بعده أنعقد مؤتمر عنكاوا وأقر تسمية كلداني سرياني آشوري وكان بغياب زوعا وبرعاية المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري الذي أختلف معه بالعديد من الامور الا إنني أيدت التسمية التي أقرها وبهدف الوحدة القومية أيضا. وأملي هو أن ينعقد مؤتمر آخر أكبر وأشمل ويقر تسمية يتفق عليها الكل وأرجو أن يكون آخر مؤتمر لحل هذه الاشكالية. هذا هو أيماني وكل كتاباتي نابعة من هذا الايمان وسيرتي لا تختلف عنه وهكذا فأنني لم أكتب أكثر مما قاله البطريرك الكلداني مار عمانوئيل توما (إن اسم الكلدان والاشوريين أطلق على شعب واحد عبر التاريخ). والبطريرك الكلداني مار عمانوئيل دلي (إن الكلدان والآشوريين تاريخياً يُشكلون جماعة واحدة تشترك في تراث ديني ولُغوي وعرقي وقومي نشأ في تربة حضارة بلاد ما بين النهرين). والاب الدكتور يوسف حبي (يكفينا تأكيدا حقيقة واحدة هي أن الاختلاف بين الاشوريين والكلدان هو النساطرة والكثلكة) كما يقول (حين إتخذ الشطر الكاثوليكي من كنيسة المشرق اسم الكلدان بينما فضل الشطر النسطوري اسم اثوريين وكرس أتباع كنيسة المشرق المغاربة اسم السريان، إن هذه التسميات مهما كان نوعها وأصلها ووقعها تظل امورا ثانوية نسبة الى الوحدة)، والمطران سرهد جمو بمحاضراته سابقا ومسرحيته بين دجلة والفرات، والندوة المشتركة للمطران ابراهيم ابراهيم والمطران باوي سورو في قاعة كنيسة أم الله الكلدانية في مشيكان وتأكيداتهم جميعا على وحدتنا القومية. أكتفي بهذه الاقوال وللمتهيئين للرد أقول مهلا إنها ليست أقوالي. إننا نشترك بكل المقومات إلا التسمية فهل من المعقول أن نترك الكل ونلتزم بالتسمية؟ لننظر إلى غيرنا (ولا أطلب تقليدهم) كيف يترك أحدهم بيته وعائلته وبلاده ويذهب ليساعد من لا تربطه معهم إلا رابطة الدين فلا يشترك معهم لا بالقومية ولا باللغة ولا بالارض ولا بالتاريخ ولا بالعادات أوالتقاليد ولا بالاحزاب السياسية ... ولكنه يعتبرهم إخوته لمجرد وجود عامل واحد فيضحي بنفسه من أجلهم، ألا يوجد أكثر من عامل مشترك بيننا؟     
حال ظهور نتائج الانتخابات قلت للعديدين (الله يسترنا من هؤلاء) حاولت الابتعاد عن الكتابة وحتى قراءة ما يكتبوه ألا أنهم لم يكفوا، فيكتبوا ويلفقوا ويشتموا مرة تلو الاخرى وأذا تقوم بالرد بعد أن يطفح الكيل لاظهار الحقائق يهبون لافراغ ما يجيدوه من كلمات تتكرر لكل من لا يسير بخطهم على طريقة (ضربني وبكى سبقني واشتكى) مستغلين حالة عدم الرد وألابتعاد عن الصراعات الجانبية وكأنها ضعف أو أنهزام، والحقيقة هي أن الافكار التي يحملونها تتناقض ومثل هذا الاسلوب. ألا يعرفون أن لغيرهم قلم ولسان كما لهم لا بل أن غيرهم يفوقهم بامتلاك حقيقة وحدتنا القومية والتأييد الشعبي وهم يفتقرون اليها، ربما يقولون أنهم يملكون حقيقة الانقسام، فنحتكم الى الشعب في كل أنتخابات وهو يقول كلمته واين تكمن الحقيقة في الوحدة أم في الانقسام فهل يسمعوها أم أنهم مصرون على البقاء في واديهم والشعب في وادي آخر.
في الختام أقول أن مثل هذه الكتابات لا تثني المخلصين عن السير قدما في طريق الحصول على حقوق شعبنا أبتداءا بتصحيح الدستور العراقي بذكرنا بديباجته كشعب عريق في هذا البلد وترسيخ وحدتنا القومية في الدستور أسوة بدستور أقليم كردستان. هذا هو أملنا بالممثلين الشرعيين الخمسة الذين منحهم شعبنا ثقته أن يعملوا يدا بيد كتلة واحدة ولا يهتموا للاصوات النشاز التي تظهر من وراء البحار، فثقة الشعب وأرادته وأصواته هي التي تؤخذ بنظر الاعتبار وليس مثل هذه الكتابات التي لا تتعدى مواقع الانترنيت تصطدم بالحقائق على الارض فتعود الى أصحابها مع صداها واستهزاء الجماهير.
كاتب آخر كتب ردا بعيدا كل البعد عن الواقعية فكتبت أيضاحا على رده فقرة فقرة مفندا كل مزاعمه بالدليل ذكرت فيه تحريفه لكلماتي وأجبت على كل أسئلته فعاد ليكتب ثانية متهربا من كل ما جاء في الايضاح ولم يجد ما يكتب فيسألني أن أحدد رقم الاقلية التي ذكرتها وبعدها يذكرها نفسه بأنها 17% ويسألني: هل هذه تعتبر أقلية؟ أقول نعم لأنها ليست أكثرية. قمت بتفنيد كل إدعاءاته واحدة تلو الاخرى بست نقاط تهرب منها جميعا ليرجع ويجربني متحديا ويقول أذا كنتُ شجاعا أولا أن أقول أنا كلداني وثانيا أن  أرفع العلم الكلداني في أجتماع زوعا ولم يذكر التجربة الثالثة!! كما لم يذكر ماذا تكون جائزتي في كل تجربة هل سيملكني الارض كلها أم ماذا؟ ( يا رب لا تدخلنا في التجربة ولكن نجنا من ....) وآخر ما وصل إليه تشبيهه للذي يؤمن بوحدتنا القومية بالكردي الذي يستعرب!! فاقول يا أستاذنا العزيز أن الكردي الذي يستعرب يغير لغته وقواعدها وطريقة كتابتها كما يغير تاريخه وجغرافيته وعاداته وتقاليده وأدباءه ورجاله وأبطاله وتصبح بلاده الوطن العربي بدلا من كردستان.. فماذا يغير الذي يقول إننا قومية واحدة؟ وردا على قولي هنالك تعصب اشوري يقابله تعصب كلداني كل منهما يلغي الاخر وهم أقلية، فيقول أنني أعمم لعدم وجود تعصب كلداني يلغي الاخر وهنا يتحداني ايضا، وأنا أقرأ حواره الهادئ قررت البحث عن الدليل حال انتهائي منه، ولكنه بعد ثلاثة أسطر يكتب هو نفسه وفي نفس الموضوع أن الطريق الوحيد للوحدة هو الاتفاق على الاسم الكلداني دون غيره، وبذلك وفر علي عناء البحث عن الدليل لأنه جاء به.
وآخر دفعه إنفعاله الى خلط الحابل بالنابل فيحدد عناصر الكلدانية بالعماذ والتناول الأول والبوراخ والوفاة أي ربطها بالكنيسة وبالمذهب، إنني متأكد لو قال هذا الكلام غيره لقامت قيامة اصحاب الردود الجاهزة، فهل يرد أحد عليه ويقول: لا يا أستاذ إن الكلدانية هي ايضا تاريخ وتراث ولغة وأرض وشعب وحقوق (لاحظ إنه ألغى كل هذه العوامل القومية ولم يكتبها لأنها مشتركة). والغريب إنه عضو الهيئة التأسيسية للاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان، وكأنه بهذه العضوية يحق له ما لا يحق لغيره. كما إنه كسابقه  يشبه (التأشور) بالاستعراب، انني ارى الفرق كبير بين الحالتين اما اذا يرى نفسه على نفس المسافة من الاثنين فهذا شأنه وهو حر فيه ولكنه لا يحق له أن يفرضه عليَ وعلى غيري. أما ماذا فعلت زوعا فشعبنا خاصة في الوطن يعرف الجواب كشاهد عيان أما عنه  وعن جماعته فلم يسمع بهم إلا قراء الانترنيت وبامكان اي كان أن يتحقق من ذلك.
بعد الانتهاء من كتابة هذا الموضوع كتب أشدهم تطرفا والذي يلقب نفسه بالشماس والدكتور وعضو الهيئة التنفيذية في الاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان،(شما رابا لماثا خرابا) فالمعروف أن العالم يكتب بالعلم والطبيب يكتب بالطب والفيلسوف يكتب بالفلسفة والمحامي بالقانون وهكذا يفترض بالاديب أن يكتب بأدب ولكن كعادته إستخدم كلماته اللائقة جدا به مثل (الاجرام والخيانة وفقدان العقل والرزانة وفقدان الكرامة ...) فشعرت أولا بالشفقة على الاتحاد الذي يمثله فلم أسمع بوجود مثل هذه النماذج في أي إتحاد وثانيا إن مثل هذه المذمات تشعرني بأنني كامل حسب قول الشاعر وثالثا إزدادت قناعتي وإعجابي بعنوان هذا الموضوع ( إذا كان هؤلاء مفكريهم فكيف تكون أفكارهم). 
وخلاصة الأمر فالمعروف والمفروض بالمفكرين أنهم يعلمون العامة الكثير وفي مجالات عديدة باعتبارهم قدوة، خاصة عندما يمثلون تنظيمات بأسماء كبيرة، فهل ينشر هؤلاء غير ثقافة الشتائم؟ وهل من الحكمة أن  نوصي أبناءنا بقراءة مايكتبون والتعلم منهم ومن أسلوبهم؟
                   

51
ألأخ والأستاذ حبيب تومي المحترم
يوسف شكوانا
بعد التحية أبدأ باعترافي إننا لا نلتقي بأفكارنا لاستناد كل منا في أيمانه إلى أساس يختلف عن الاخر لا بل يتناقض مع الاخر فالمسألة ليست كلدانية وآشورية كما يحلو للبعض أن يصفها وإنما جوهر موضوع الاختلاف هو بين الوحدة والانقسام فبرأي إن الكلدانية =الاشورية = السريانية، أما الانقسام فهو عكس الوحدة. وموقفي الثابت هو الاعتزاز بكافة تسمياتنا على حد سواء هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإنني مع الوحدة وضد الانقسام، هذه هي خلاصة إيماني وقناعتي فالذي ينوي الرد أتمنى أن يرد على قناعتي هذه من غير تحوير أوتحريف أواستنتاجات أوتأويلات. قناعتي هذه أعكسها في كافة أعمالي ونشاطاتي وكتاباتي وأشعاري وأحاديثي وكلها خالية مما يخالف ذلك.
قبل كل شئ إنني أقدر اسلوبك في الكتابة والرد فهو يخلو معظم الاوقات (وليس كلها) من الكلمات الجارحة كما يفعل عدد من السائرين في نفس الخط الذي تسير فيه وهذه نقطة تستحق التقدير. وعن ردك فبصراحة أقول إنك لم توضح المسألة الرئيسية في الموضوع الذي كتبته (السيد حبيب تومي والكوتا قبل الانتخابات وبعدها) والتي كانت تباين أقوالك عن الكوتا قبل الانتخابات وبعدها، فلم تتطرق إلى سبب هذا الاختلاف في الاقوال ولكن أدخلتنا في أمور اخرى لا علاقة لها بالموضوع كما سنرى، إنني دونت أقوالك عن الكوتا قبل الانتخابات وكانت قومية متشددة بما لا يقبل الشك ثم دونت أقوالك عن الكوتا نفسها بعد الانتخابات ولم تكتفي بالقول إنها دينية ولكنك أكدتَ بأنها ليست قومية. ألم يكن هذا موضوعنا؟ ورغم ذلك فلقد تطرقت الى العديد من المواضيع بطريقة دبلوماسية وسألتني العديد من الاسئلة سأحاول الاجابة عليها.
1 عن الرسالة التي إستلمتها أو ألرسائل التي تستلمها فأنني طبعا لا يمكن أن أؤيد مثل هذا الاسلوب من أي كان واتفق معك في وصفها وهذا ينطبق أيضا على الذين يستخدمون اسلوب كيل الشتائم في كتاباتهم، أما قولك إنهم من مناصري زوعا فلا أعلم لماذا زوعا بالذات ورغم هذا فالمعروف إن أي تنظيم يعلن مواقفه رسميا عبر قنواته وليس عبر ما يقوله مناصروه، فعندما يكتب أحد عني خائن ومنافق ومرتمي في احضان الغير وأقتات من موائد الغير وما إلى ذلك فلا أتهم تنظيما معينا وإنما شخص الكاتب نفسه إلا إذا كان يمثل رسميا جهة ما. وهنا أسألك هل تؤيد مثل هذا الاسلوب في الكتابة؟ (أيتو بليما ومحكي عدولا)
2 عودة الى موضوع الواو مرة أخرى والجدال حولها وكي لا يتحول نقاشنا من موضوع الوحدة القومية الى قواعد اللغة العربية على طريقة (محكيثا ككرشا محكيثا)، أكرر أن مسألة حرف الواو جاء نتيجة الموضوع الرئيسي الذي هو الوحدة القومية فلنترك اللف والدوران حول حرف الواو ونأتي الى الموضوع الرئيسي وأسألك: هل نحن قومية واحدة أم ثلاث قوميات؟ فجوابك سيحدد إذا تقصد بها الجمع أو التفريق. أما قولك لي: ( أنت نفسك كنت تضعها .. اليس هذا الكيل بمكيالين) فيا أستاذنا العزيز إنني أضعها اليوم أيضا كالسابق عندما أتحدث عن التاريخ فلا أنكر وجود كلدان وامبراطورية كلدانية عاصمتها بابل ومن أشهر ملوكها نبوخذنصر واشوريين وامبراطورية اشورية بعواصمها الاربعة أشهرها نينوى ومن أشهر ملوكها سنحاريب واشور بانيبال والمعروف بعد سقوط أخر كيان سياسي في بلادنا والذي كان الامبراطورية الكلدانية أصبحنا تحت حكم الاخرين وعند مجئ المسيحية كان الاندماج قد حصل بدليل أن سفر أعمال الرسل لا يسمينا يوم العنصرة لا بالاشوريين ولا بالكلدان وإنما سكان ما بين النهرين وهكذا إعتنق أجدادنا الديانة المسيحية فترخ إندماجهم وانصهارهم في بودقة واحدة هي كنيسة المشرق لفترة 2000 سنة  مليئة بالاحداث والاضطهادات والهجرات والتنقلات والعيش المشترك والزيجات والمصاهرات ( أنظر مثلا جداول أصل عائلات القوش)، ومن المنطق القول إن هذه البودقة ضمت الى جانب العنصرين الرئيسيين (الكلدان والاشوريين) أقواما اخرى كاليهود والفرس والرومان  وحتى المغول بدليل أن أحد بطاركتنا كان مغوليا إسمه يهبالاها. فأين الخلل في ذلك؟ أما أن تأتي اليوم وبعد كل هذه الفترة الطويلة من الاضطهادات والمجازر وترك هذا البيت زرافاتا وأفرادا والانصهار في بيوت الاخرين وتقسم ما تبقى منا الى أجزاء صغيرة فإنني لا أتفق معك بذلك وبنفس الدرجة لا أتفق مع الذي يلغي الاخر أيا كان. فالتقسيم والغاء الاخر على السواء اعتبرهما كحدي السيف الذي يقضي علينا، فهل لا زلت تعتبرها حساسية مفرطة من الكلدانية؟
3   كتبت عن تقسيم مقاعد الكوتا الخمسة بين الكلدان والسريان والاشوريين وسألتك أين يقف الذي يحمل كل الاسماء كالمجلس الشعبي أو لا يحمل أي من أسمائنا كحزب بيث نهرين وأمثلة عن أشخاص يمثلون أكثر من تسمية واحدة، فتعود لتقول إن كل إنسان يعرف هويته. نعم هنالك أغلبية تعرف هويتها إنها كلدانية سريانية اشورية أسألك أين تذهب وماذا يكون مصيرها؟ ( أيكا ياويلي بَلَي)
4 قلتَ إن ممثلي الكلدان هم المنظمات والشخصيات .. فاستفسرتُ منك عن نوع التمثيل هل هو في البرلمان لانه حسب علمي إن التمثيل في البرلمان يتطلب شرط الفوز في الانتخابات. فتعود لتغير الموضوع وتقول إن الفائزين في الانتخابات يمثلون الشعب العراقي فماذا قدموا لحد هذا اليوم. فأعود لموضوعنا وأقول  رغم ذلك إنهم ما زالوا يمثلون الشعب رسميا. فموضوعنا هو أولا عن ممثلينا وليس على مستوى العراق وثانيا عن شروط التمثيل الرسمي وليس عن إذا قدموا شيئا أم لم يقدموا.
5 عن موضوع الشهداء الذين ذكرتُهم في (لا التأشور عار ولا الزوعاوية) فالموضوع إحتوى على مادتين رئيسيتين منفصلتين إحداهما عن الاشورية والأخرى عن زوعا وذكر أسماء بعض الشهداء كان في القسم الخاص بزوعا فذكرت شهداء السجون يوسف ويوبرت ويوخنا ومن شهداء الكفاح المسلح ذكرت أول شهيدين هما جميل متي وشيبا هامي ( وليس شيبا الذي كان متطوعا مع القوات الحكومية كما تقول) أما عدم ذكري لأسم الشهيد البطل هرمز ملك جكو معهما لأنه لم يكن شهيد زوعا وزمن إستشهاده كان قبل تأسيس زوعا بستة عشر عاما وليس بسبب انتقاء الذين تعترف بهم زوعا كما يتهمني حدسك. سؤالي لك هنا هو: هل توافق أن أعتبر الشهيد الخالد هرمز ملك جكو من شهداء زوعا؟   
6 تسألني عن رأي بالموقع الذي نشر الموضوع الذي كتبتُه ولم ينشر ردك. فبصراحة أقول رأي عن كل المواقع بصورة عامة سواء التي اتفق معها أم التي أختلف مع خطها، التي تنشر لي والتي أدرجت إسمي في قائمة الممنوعات، إنني أحترم قراراتها جميعا وأؤكد على كلمة جميعا حتى التي أختلف معها، إن نظرتي الى الموضوع هي أن لكل موقع سياسته وتوجهاته وخطه منها الملتزم ومنها المؤيد لطرف معين ومنها المستقل ومنها ومنها... ومن الطبيعي أن يكون لكل موقع نظام وقوانين يسير بموجبها وهو حر بما يراه مناسبا ونحن أحرار بالدخول إلى أي موقع والنشر فيه. لعلمك هنالك مواقع ترفض نشر كل ما أكتب الى درجة أعتقد أنه حتى لو كتبت (أبانا الذي في السماوات) فلا ينشروها، إنه قرارهم وأنا أحترمه، ومن ضمن ما أرسلت لهم ردودا على مواضيع نشروها عني فلم ينشروا ردودي ولحد هذا اليوم لم يبينوا السبب. هل تعلم أيها الاخ العزيز أن قناتا أشورية منعت كل الاغاني التي كتبت كلماتها؟ وهل تعلم إن موضوع (لا التأشور عار ولا الزوعاوية) أرسلته الى العديد من المواقع بعضها نشرته وموقع عنكاوا طلب حذف إحدى فقراته فقمت بحذفها إحتراما لقرارهم من غير أن أناقشهم ومواقع أخرى لم تنشره ومنها موقع زوعا دوت أورغ. ألا تعلم بالمواقع التي تنشر للخط الانقسامي هل قرأت فيها ردا واحدا للمؤمنين بالوحدة. وإذا تريد البرهان فلا مانع لدي من إرسال كل ما أكتب لك شخصيا وارسله أنت إلى هذه المواقع لتجد بنفسك. مرة أخرى إنني لا أنتقد هذه المواقع فهي حرة بسياستها وبما تنشر وما ترفض وأنني أحترم حريتها في تعيين سياساتها.
7 نعود الى موضوع التأشور الذي كتبته وأسألك هل قرأت فيه دعوة أي كان للتأشور؟ ولو فعلت ذلك ألا يتناقض هذا مع إيماني بأننا قومية واحدة فمعنى ألتأشور هو التحول من قومية معينة الى الاشورية أي بمعنى تقسيمنا الى قوميات يتم فيها التحول من واحدة الى أخرى، إنني لا يمكن أن أكتب بهذا المفهوم لأنه ضد ما أؤمن به بأننا قومية واحدة، بمفهومكم يجوز القول أن الشخص تحول من القومية الكلدانية الى قومية أخرى تختلف عنها هي الاشورية أو بالعكس أما بمفهوم المؤمنين بالوحدة هل يجوز القول إن الشخص تحول من كلداني سرياني آشوري إلى كلداني سرياني آشوري؟ ولكن البعض يصر على وضعها بهذا المعنى وأنت تهنئني على تأشوري!!! فيا سيدنا العزيز إنني لا أفرق بين تسمياتنا كما إن قناعتي راسخة بأننا قومية واحدة، وهناك من يطلق كلمة التأشور والزوعاوي بمفهوم الذم على كل من يؤمن بوحدتنا وكلمة التأشور هذه تتفق مع مفهومهم الانقسامي ولكنها تتنافى ومفهومي الوحدوي فكتبت بعدم وجود تحول من حالة الى أخرى. وبسبب آرائي هذه أشورني عدد منكم وأحدهم أعطاني لقب عميد المتأشورين (بقصد الذم طبعا) وذلك بعد أن إستخدم كلمة (المنافق) المفضلة لديه وهو الذي يحمل عدد من الالقاب (شمَا طاوا لماثا خرابا). فكتبت إلى هؤلاء بما معناه إن ما تقصدون به من ألذم والحاق العار من وراء إطلاق هذه التسمية لا يحقق هدفكم ولكنه يعطي عكس المطلوب فالاشورية ليست عارا أي بمعنى إنكم تطلقون التسمية بهدف التعيير ولكنها تعتبر مبعث فخر وليست عارا وبينت الاسباب وهكذا عن الزوعاوية.  باعتقادي إن الموضوع واضح وضوح الشمس إلا أن البعض يصر على تأويله بالطريقة التي توفر له سببا للرد وكيل الشتائم. وهنا أذكر مرة في إحدى غرف البالتولك عندما عيرني أحدهم بكلدانيتي وكل الموجودين في الغرفة يتذكرون ردي عليه والذي كان بمستوى وأسلوب مشابه جدا لما كتبته في (لا التأشور عار ولا الزوعاوية) شرحت للموجودين كيف إن الكلدانية ليست عارا وإنما مبعث فخر، وأؤكد لك أيها الاخ العزيز إنه لم يعترض على كلامي أحد ولم يتهمني بأنني أحط من مكانة التسمية الاشورية أو السريانية لأنني بينت مزايا الكلدانية أو يقول عني شئ مما قاله الفريق الانقسامي الذي مجرد ذكر كلمة آشور تؤرق منامه وتفقده توازنه. وإذا تود أن أذكر لك أدلة واقعية أخرى تثبت إنني لا أميز بين تسمياتنا فلدي منها العشرات في مقدمتها ما أطبقه في عائلتي.
8 اما تكرارك لموضوع القانون الانتخابي وكيفية توزيع الكراسي فلقد تم وضعه قبل الانتخابات لينطبق على الكل مهما كانت النتائج ومن المؤكد أن هذا القانون لم يوضع من أجل حصول زوعا على مقعد إضافي كما تقول إلا إنك تكرر تبرير سبب الفشل في الانتخابات بإلقاء اللوم على الاخرين ولا تتقرب من السبب الحقيقي المعروف للكل. إن أرقامك هذه وعمليات الجمع والطرح معروفة للمفوضية العليا للانتخابات قبل غيرها ولو كان في الموضوع أية مخالفة قانونية فمن المؤكد أن قائمة المجلس الشعبي الكلداني كانت ستقدم طعنا أو شكوى بذلك. بصراحة إنني لا أعلم ماذا تنوي هنا هل تطالب بمخالفة قانون الانتخابات أم أن يوضع القانون مستقبلا بعد الانتخابات وعلى ضوء النتائج التي تحصل عليها القائمة التي تؤيدها؟ مرة أخرى فبدلا من أن تكتب عن سبب عدم تحقيق أي من قائمتيك القاسم الانتخابي بحسب القانون فإنك تكتب عن سبب عدم منحم المقعد البرلماني رغم عدم تحقيقهم ذلك الرقم. فيا أخ حبيب (مروَا بلكد دينيلا).
   وتقبل مني خالص إحترامي وأتمنى مخلصا أن نقرأ لك في المستقبل كتابات قومية كلدانية ولكن وحدوية بناءة على غرار كل الذين أنجبتهم بلدتنا العريقة القوش وبقيت الاجيال تخلد أسماءهم لعملهم في المجالات القومية دون تمييزفهل من العار أن نحذو حذوهم؟
ملاحظة: أحد السائرين بخطك كتب عني بأسلوب يختلف عن أسلوبك سأرد عليه بما يتناسب وأسلوبه عملا بالقول: بالكيل الذي تكيلون به يكال لكم ويزاد. ولكنني سوف لا أزيد

52
السيد حبيب تومي والكوتا قبل الانتخابات وبعدها
يوسف شكوانا

يعتبر السيد حبيب تومي من الكتاب النشيطين في الاتجاه الذي يقسمنا الى قوميات مختلفة كلدانية وسريانية واشورية وله عشرات الكتابات بهذا الموضوع وهنا لست بصدد مناقشة كل ما يكتب فلي معه اكثر من تجربة غير مشجعة للنقاش احداها عندما كتب على السيد يونادم كنا الاعتذار للكلدان لانه قال أثناء زيارته للبطريرك مار عمانوئيل دلي تعبير (الطائفة الكلدانية) وكأنه مخترع هذا التعبير ولم يسبقه به أحد، فكتبت موضحا أن التعبير مستخدم من قبل الكل ودونت عشرات الشخصيات المختلفة كغبطة البطريرك نفسه وقداسة البابا والمسؤولين السياسيين ومختلف الشخصيات قولهم (الطائفة الكلدانية)، الى هنا والامر واضح ألا أنه رد قائلا ما معناه: وما علاقة هذا بما كتبته! وهل هناك أوضح من هذه العلاقة؟ وفي المرة الاخرى كتبت أن الذين لهم حق تمثيلنا هم الذين ينتخبهم شعبنا وحسب علمي أنهم يعتبرون الممثلين الشرعيين، وهنا أيضا رد متهما أياي بأنني أمنعه من  الدفاع عن شعبنا وأنني على يقين تام بأن تغيير ما قلته من كلمة (التمثيل) الى (الدفاع) لم يكن سهوا. وهنا أوضح مرة أخرى أن الدفاع عن أي شعب هو من حق أي أنسان أما تمثيل أي شعب والتحدث باسمه فهو من صلاحية المنتخبين من قبل ذلك الشعب باستثناء الانظمة الدكتاتورية التي ترفض الانتخابات، أما في الانظمة الديمقراطية فنتائج الانتخابات هي وحدها التي تحدد من له حق التمثيل.
بعد هذه المقدمة لندخل في صلب موضوعنا فكما نعلم أنه قبل أجراء الانتخابات الاخيرة تم تخصيص كوتا بخمسة مقاعد لشعبنا بالاسم المسيحي وكلنا افرادا ومنظمات نعلم أن سبب ذلك هو عدم أتفاقنا على تسمية قومية واحدة ولم يكن في الافق اسما للكوتا نتفق عليه (لأن المسؤولين أحتاروا بنا) ولم تكن في أي حال من الاحوال كوتا دينية وأنما قومية والكل عرف هذه الحقيقة لذلك تقدمت خمس قوائم تمثل عددا اكبر من التنظيمات القومية لخوض الانتخابات، نعم كلها قومية ببرامج قومية ولم تتقدم أية قائمة أو تنظيم أو مؤسسة دينية، وعلى هذا الاساس تمت الدعاية الانتخابية بطرق واساليب وأماكن مختلفة ومنها الانترنيت وأحد الناشطين في هذا المجال كان السيد حبيب تومي فكتب عدة مواضيع داعيا لانتخاب القائمتين القوميتين الكلدانيتين ولأثبات ذلك أخترت بعض أقواله من موضوعين كتبهما ويظهر بوضوح نظرته على الكوتا أذا كانت دينية أم قومية وأترك الحكم للقراء:

قبل الانتخابات
في 18/12/2009 كتب تحت عنوان (لكن خوض الانتخابات بقائمتين كلدانيتين هو الخيار الاصعب) فقال:
نحن نتطلع باخلاص الى نجاح أي قائمة كلدانية ولا يهم من يفوز في هذه القائمة أو تلك فالمسألة بالنسبة لنا هي مسألة أثبات وجود قومي كلداني.
 لكن بالنسبة للعمل القومي الكلداني فأن كلا الفريقين (في القائمتين) يسعيان لرفع المكانة السامية للقومية الكلدانية.

وبعدها كتب تحت عنوان ( الاتحاد العالمي للادباء والكتاب الكلدان يقف مع القائمتين الكلدانيتين) قال:
لذلك فنحن الكلدانيين نتوخى الامل في الشخصيات الكلدانية المرشحة فهؤلاء هم أملنا والمدافعين الحقيقيين عن شعبنا الكلداني.
اليوم على شعبنا الكلداني أن يثبت هويته ويثبت وجوده.
نناشد شعبنا الكلداني أن يقف مع النخبة المثقفة المؤمنة بحقوق شعبنا الكلداني.
كما نناشد الاخوة في الجنوب الذين يعتزون بهويتهم العراقية الاصيلة أن كانت كلدانية أو سومرية أو اشورية أن يقفوا مع الشعب الكلداني الاصيل.

والسؤال هنا للقارئ الكريم أن يجيب بحيادية تامة هل أفتهم من هذه الاقوال أنها كوتا دينية أم قومية؟ هل الحقوق القومية الكلدانية هي حقوق قومية أم دينية؟ وهل ما يعنيه بالهوية الكلدانية الهوية الدينية؟ وهل يقصد باثبات الوجود القومي الكلداني الوجود الديني؟ وهل باسم الكوتا الدينية ناشد الاخوة في الجنوب للوقوف مع الشعب الكلداني الاصيل؟
ورغم كل هذا فأنه كغيره من بعض الاطراف العراقية التي أستخدمت أسلوب العزف على وتر شبح الخطر القادم ليبلعهم وذلك لتخويف الجماهير وبعدها كسب اصواتهم فلقد كتب في الموضوع الاول: فالكلدانيون اليوم يتعرضون الى حملة شرسة تقودها الاحزاب الاشورية لدفن كل ما يتعلق بالشعب الكلداني وقوميته الكلدانية.وفي الموضوع الثاني كتب: تعمل الاحزاب الاشورية المستحيل لدفن كل ما أسمه كلداني. نعم استخدم هذه الاقوال كجزء من الدعاية للقائمتين الكلدانيتين. وبما يخص موضوعنا هل هناك أي شك في أن نظرته الى المنافسة الانتخابية كانت منافسة أو صراع بنظره بين قوميتين مختلفتين.
الى هنا والامر طبيعي كونها الانتخابات ولكل شخص الحق في دعم من يراه بكل حرية وللسيد حبيب تومي كما لغيره الحق في تأييد من يشاء فهذا حق مقدس. ألا أن موضوعي هنا هو عن التغيير الكلي لنظرته الى هذه الكوتا بعد الانتخابات وحال ظهور نتائجها ففي فترة ما بعد الانتخابات كتب عن الكوتا نفسها في موضوعين أقتطف منهما:

بعد الانتخابات
كتب في 18/3/2010 تحت عنوان (ألف مبروك لزوعا والمجلس الشعبي فكونوا أمناء لمطالب المسيحيين) حيث قال:
أن الفائزين بكوتا المخصصة للمسيحيين لا يمثلون أي قومية وليس تمثيلهم قوميا أبدا فهم يمثلون المكون المسيحي وليس ككلدان أو اشوريين أو سريان.
الكوتا هي للمسيحيين وليست كوتا لقومية معينة.
مكنت الحزبين من حصاد معظم الاصوات ليقاسما الكوتا المسيحية المخصصة لكل المسيحيين على الصيغة الدينية وليس على الصيغة القومية.

وفي موضوعه مؤخرا بعنوان (مغالطات ليست بريئة ترجمة الكوتا المسيحية على أنها قومية) يقول:
فالكوتا هي كوتا مسيحية وليست غير ذلك وبالعربي الفصيح أنها ليست قومية أي ليست كلدانية أو سريانية أو اشورية أو أرمنية.
وأنا أقول أن الكوتا المسيحية هي كوتا دينية.
لو قدر للكوتا أن تكون قومية لخصصت ثلاثة مقاعد للكلدان يتنافسون عليها في الاحزاب الكلدانية فقط ومقعد واحد للسريان ويتنافسون بينهم عليه ومقعد واحد للاشوريين وهذه أسمها العدالة وأسمها الكوتا القومية.

 أي (مفصلة حسب الذوق) ماذا عن الذي يحمل ثلاثة أسماء كالمجلس الشعبي هل له حق المشاركة في ثلاثتهم أم يسقط حقه من الكل، وماذا عن حزب بيت نهرين الذي لا يحمل أي من الاسماء ماذا يكون مصيره، وماذا عن تنظيم كلداني يؤمن بأننا قومية واحدة؟ والمسكين الذي أباه من تخوما وأمه من تلكيف وزوجته من بغديدا فأي كوتا تقبله هو وأولاده. أن هذا الطرح يذكرني بالطالب الذي كان يرسب دائما بكل الدروس وعند توزيع نتائج درس الرياضيات كان قد حصل على 11 فقط، سأله المدير عن سبب تلك الدرجة الواطئة، رد الطالب: بسبب  الاسئلة لا أعلم من أين جاء بها المدرس، فالتفت المدير الى المدرس وقال له: أستاذ دعه يضع الاسئلة كما يريد في الامتحان القادم ربما يرفع درجته الى 15. هذا ومن ناحية أخرى فبقوله هذا أجاب بصورة واضحة على أدعائه بأن الواوات التي يصر عليها بين تسمياتنا هي جامعة فأما هكذا جمع وألا فلا، وهل ينطبق هذا القول على مثاله المفضل (بسم الاب والابن والاروح القدس).
كما لاحظنا في أقواله بعد الانتخابات أنه لا يكتفي بالقول أن الكوتا مسيحية وأنما يؤكد أنها ليست قومية. ورغم ذلك لو كانت المسألة دينية مسيحية كما يدعي بعد الانتخابات فكيف تثبت القائمتين الكلدانيتين الوجود القومي الكلداني وترفع المكانة السامية للقومية الكلدانية وتدافع عن حقوق الكلدان وتثبت هويتهم ووجودهم ... دون باقي المسيحيين، ولو كانت مسيحية وكلنا نعلم أن المسيحيين في العراق موزعين على مذاهب عديدة فهل تمثلهم هاتان القائمتان في مرشحيها أو برنامجها؟ فالواضح للكل أنه كان يتحدث عن القومية.   
أنه بطرحه الجديد هذا يناقض نفسه ورأيه بوجود قومية كلدانية وأخرى اشورية وثالثة سريانية تختلف أحداهما عن الاخرى فعندما يدعي بوجود خطر اشوري على الكلدان ضمن منافسة على كوتا دينية غير قومية ولما كان كلاهما على ديانة واحدة، الا يعني هذا أن الخطر المزعوم هو خطر مذهب ديني على مذهب ديني اخر. وأذا يقول أن أسم الكوتا كان دينيا، فأقول ألم يعرف بذلك ألا بعد الانتخابات؟
أن الموضوع واضح وضوح الشمس وليس بحاجة الى شرح وتحليل فالكوتا هي نفسها لم تتغير منذ اليوم الذي أقرت فيه والى اليوم فكيف كانت قومية وتحولت بيوم اعلان نتائج الانتخابات الى دينية؟ وكيف تكون قومية للطرف الخاسر ودينية للفائزين أو قومية للقائمتين الكلدانيتين ودينية للقوائم التي يسميها الحزب الاشوري أليس هذا الكيل بمكيالين؟ أن موقفه هذا يذكرني برد أبن عمي عمانوئيل شكوانا على كتاباته التي تقسمنا الى ثلاث قوميات وهو الذي كان قد قام بتنقيح كتابه قبل سنة من كتابة الرد وأشار في كتابه الى اننا قومية واحدة حيث خاطبه قائلا بما معناه: (قبل سنة عندما نقحت كتابك كنا قومية واحدة والان تقول أننا ثلاث قوميات فماذا حصل هل فَرَخَت)، وانا هنا أسأل: كانت الكوتا بمنظورك  قبل الانتخابات قومية وأصبحت بعد الانتخابات وبمنظورك أيضا دينية فماذا حصل لها يوم أعلان نتائج الانتخابات هل تم صبغها بلون اخر؟
سؤال مباشر للسيد حبيب تومي أتمنى أن يجيبه: لو فازت القائمتان الكلدانيتان بجميع مقاعد الكوتا أو بعضا منها هل كنت ستقول ما قلته وبالعربي الفصيح أيضا أن الكوتا دينية وليست قومية؟ أعتقد أن كل القراء يعرفون الجواب.
قبل الختام لا بد من الاشارة الى أغرب ما كتب فبعد كل مجريات قبل الانتخابات من أقرار الكوتا وتشكيل القوائم والدعاية الانتخابية لها باشكالها المختلفة ولكن بعد أعلان النتائج التي لم تكن كما تمنى يحاول الغاء نتائجها وتفريغها من محتواها وصلاحياتها عندما يقول: أن من يمثل شعبنا الكلداني هي أحزابه وكنيسته ومنظماته ومفكريه وليس الحزب الاشوري أو الكلدانيين الذين يعيشون على فتات موائده. لم يذكر هنا أين يكون هذا التمثيل للاحزاب والمنظمات والمفكرين هل يكون في البرلمان أم على صفحات الانترنيت، فالتمثيل تحت قبة البرلمان له شروطه ويتطلب الفوز رسميا بالانتخابات وأذا كان في الانترنيت فهي مفتوحة أمام الكل، وأذا يحق له أن يقرر من يمثل شعبنا الكلداني فأذا لماذا الانتخابات؟ اننا لم نسمع بمؤسسة ثقافية أو فنية أو أجتماعية كردية أو تركمانية مثلا تقفز على نتائج الانتخابات وتدعي تمثيلها للشعب الكردي أو التركماني، فهل من الانصاف أن نأخذ بما يقرره ونلغي أصوات عشرات الالاف من شعبنا الذين أختاروا من يمثلهم شرعيا. وهنا لم نعد نعرف هل أشترك شعبنا في الانتخابات كان لهدف قومي كما قال قبل الانتخابات أم لهدف ديني لا قومي كما قال بعد الانتخابات أم كانت مشاركته شكلية للتسلية والترفيه لأن له من يمثله مدى العمر وليس بحاجة الى أنتخابات كما يقول الان، أنني على يقين أنه لو كان التمثيل الديمقراطي بهذه السهولة لما تحمل أحد عناء خوض الانتخابات ومتطلباتها وانما يكتفي بتشكيل تنظيم ويقرر حسب المزاج.أنه بهذا الخلط العجيب وزجه أسم الكنيسة في مسألة سياسية نقف في أكثر من حيرة أولا كيف يحق لفئة صغيرة عدديا أن تزج مؤسستها الدينية بالسياسة في الوقت التي تطلب من الفئات الكبيرة عدديا فصل مؤسساتها الدينية عن السياسة، وثانيا أي منطق هذا الذي يقول أن حركة قومية ومجلس قومي يمثلان الديانة والكنيسة تمثل القومية، وأخيرا بعد كل هذا الخلط فعلى من ينطبق المثل: عليَ وعلى أعدائي. 

     

53
توضيحات للسيد أنور توفيق شاتو
يوسف شكوانا

1 لقد أدرجت في ردك العديد من الامور بصيغة يفهم منها وكأنني قلتها كتفجير الكنائس/ هجرة شعبنا/ شهداء زوعا هم فقط شهداء شعبنا/ أجندة زوعا فقط تعبر عن امال شعبنا، وما الى ذلك وموضوعي لا زال منشورا يمكن الرجوع أليه للتأكد من انني لم أتطرق الى مثل هذه المواضيع. كما أن ما كتبته كان ردا للذين يطلقون كلمتي التأشور والزوعاوي كتعيير على كل من يدافع عن وحدتنا القومية وكتبت أن أي من هاتين التسميتين ليست عارا ولم أدعي أنهما وحدهما تنفردان بهذه الصفة كما لم أطلق كلمة العار على أي من تسمياتنا أو تنظيماتنا. فأذا قلنا أن لغتنا جميلة هل يعني هذا أن اللغات الاخرى قبيحة؟ كن مرتاح البال  يا سيد أنور أنه لو عيروني بالكلدانية أو السريانية  مثلا لكتبت ردا بالمعنى نفسه لأنني لا أرى العار بأي منها، ولي تجارب بذلك أذكر منها عندما عيرني أحد المتعصبين بكلدانيتي وذلك في غرفة البالتوك وكان ردي مناسبا جدا، لم اخذ المنشار وأقسم أمتي أنتقاما منه وأنما وضحت له جوهر الكلدانية، وللعلم كان ذلك بعد الفترة التي أطلقت عليها الترديد الببغائي ( سامحك الله).   
2 حصرت بين قوسين كلمات أنا لم اكتبها وتنسبها لي مثلا كتبت تقول في ردك:     
 (الذي يمثل دعاية حزبية سافرة أليس من حقنا أن نفتخر بالمقاتلين...) والمعروف أن عبارة (الذي يمثل دعاية حزبية سافرة) زائدة قمت بأضافتها الى قولي (اليس من حقنا أن نفتخر ....)وأذا كانت الاضافة قولك أضفته الى قولي سهوا فالحزب ليس بحاجة الى مثل هذه الدعاية مني لأن ما ذكرته هي حقائق يعرفها شعبنا خاصة في الوطن وهو ليس بحاجة أن يقال له ما يعرفه.
3 أن دخول المقاتلين الى بلداتنا حقيقة لا يمكن لأحد أن ينكرها وهذا ما ذكرته ولكنك تقول أنهم  لم يشتركوا بأية معركة، وهل قلت أنا اشتركوا بمعارك؟ أن خشية الكل كانت من أحتمال حصول اضطرابات وفوضى وأعمال عنف وانتقامات في ظروف غياب السلطة والقانون أكرر ثانية كلمة أحتمال، وباعتقادي من واجبنا أن نثمن دور كل الذين فكروا وعملوا بهذا المجال سواء البيشمركه أم مقاتلي زوعا أم الانصار وغيرهم. وأن عنوان موضوعي واضح ( لا التأشور عارا ولا الزوعاوية) وذكرك لموضوع المعارك فهل تعتبرهم عارا لأنهم لم يخوضوا أية معركة؟
4 تعليقك على موضوع اللغة كان غريبا عندما تقول (هل يتغدى ويتعشى ويفطر شعبنا على لغتنا) أنه حقا أغرب ما قرأت فبهذا المنطق نستطيع القول هل يتغدى ويتعشى ويفطر شعبنا على الاسم، أو القومية، أو  الانتخابات... وهل يتغدى ويتعشى ويفطر شعبنا على المقعد البرلماني الذي تقول انه تمت سرقته؟ وكما لديك الحرية في تجريد لغتنا من أهميتها فلا تحاول حجب هذه الحرية من الذين يعتزون بها.
5 وعن موضوع الواوات وما عثرت عليه من أقوالي وكأنك أكتشفت سرا كبيرا أقول لماذا عناء البحث والرجوع الى موضوع كتبته عام 1987 لتعثر به على الواوات عندما قلت أعتناق الاشوريين والكلدان للمسيحية منذ البداية.. فلقد ذكرت عبارة الكلدان والاشوريين في الموضوع الذي كتبت ردك عليه أنني متعجب كيف عثرت على حرف الواو في مجلة عمرها 23 عاما ولم تجده في موضوع اليوم ورغم ذلك أدعوك للرجوع الى موضوعي ( لا التأشور عارا ولا الزوعاوية)  وقراءته مرة أخرى لتجد فيه نصا: (بعدها جاء دور عظمة أجدادنا في كنيسة المشرق وتاريخها المجيد عندما أنصهر بها الكلدان والاشوريين وغيرهم ونشروا تعاليمها في كافة أرجاء الشرق) أذا اين اصبح اتهامك لي بأنني أردد الشعارات كالببغاء؟
وما زلنا في موضوع الترديد الببغائي أو البلبلي لاحظ الترديد في اقوالك: سرقة المقعد البرلماني والواوت الجامعة ...ورغم اتضاح عدم وجود التغيير في هذا التعبير الذي كتبته قبل 23 سنة وكتبته بالصيغة نفسها اليوم الا أنني متأكد أن هذه الفترة الطويلة لا بد تحدث تطورات معرفية في فكر الانسان أي كان وبعكسه يقال أن فكر فلان متحجر أي جامد لا يتطور.     
أما عن الكلدواشورية والكلدواشورية السريانية والكلدانية السريانية الاشورية والسوراي فأنني أعترف بأننا نعاني من أشكالية التسمية وهذه ليست من صنعنا ولا يمكن أن نفرح بها ولكنها الواقع، ألا أن الاختلافات تظهر في طريقة التعامل معها فهناك من يقول الاشورية فقط وبالمقابل من يقول الكلدانية فقط وهكذا السريانية والارامية والسوراي وهناك من يقول أننا قوميات مختلفة ومن يقول أننا قومية واحدة ولكننا نواجه مشكلة التسمية وأنني مقتنع بهذه الوحدة لاسباب عديدة تاريخية وواقعية ومستقبلية وعن التاريخ أكرر مرة أخرى أن أجدادنا الكلدان والاشوريين (لا يفوتك هذه المرة حرف الواو بين الاسمين) اندمجوا في كنيسة المشرق. وأعتقد أن هذه حقيقة لا يختلف عليها عاقلان وكذلك حقيقة وجود آشوريين وأمبراطورية آشورية  وكلدان وأمبراطورية كلدانية، فأين الخلل في كتابة الواو هنا؟ أما أذا تريد أن تعكس ذلك على الوقت الحاضر لاغيا أكثر من الفي سنة من الاندماج والانصهار في بودقة كنيسة المشرق وبعدها تريد أن تقسمنا بالضد من أيمان وامال وتطلعات الاكثرية فأنني أختلف معك. ومع كل ذلك فما الذي نستطيع تحقيقه منقسمين ولا نتمكن من تحقيقه موحدين؟ فهل يجني شعبنا أي شئ من الانقسام؟         
6 عن الواوات فأنها في قواعد اللغة العربية عدة أنواع منها: العطف والاستئنافية والقسم والمعية والحال والجمع والتفريق وغيرها، والواو التي تضعها بين تسمياتنا هي واو العطف اي عطف الشيئين احدهما على الاخر وليست واو الجمع، فمثلا أذا قلنا (الكلدان والاشوريون جاءوا) فالواو في جاءوا هي للجمع وفي الاشوريون هي لجمع المذكر السالم واما التي بين الكلدان-الاشوريين فهي واو العطف، والعطف يكون أما بعطف أسم على آخر أو جملة على أخرى، والمعطوف والمعطوف عليه يمكن أن يكونا متشابهين مثل الفرح والسرور او متناقضين مثل الطويل والقصير ولكن في كل الاحوال هما أثنان وليسا واحد. ورغم كل ذلك فالمعروف أن توجهات الذين يصرون على المحافظة على هذه الواوات ليست جامعة وأنما مفرقة وأذا كانت عكس ذلك فأدعوهم للقول: الكلدان والسريان والاشوريين قومية واحدة. ولو كان قصدهم الجمع فأين الجمع عندما يقولون الكلدان والتركمان والعرب والسريان واليزيدية والارمن والشبك والاشوريين، ماذا يجمعون فحتى بالطفرة الثلاثية لا يمكن العثور على ما ينوون جمعه. لنترك البحث في قواعد اللغة العربية فهي ليست من أختصاصي، فكما نعلم أن الخلاف على الواوات ظهر نتيجة الخلاف على موضوع رئيسي وهو وحدتنا القومية فلنترك الواوات وأعرابها ولتكن ما تكون ونسأل سؤالا مباشرا عن الموضوع الرئيسي: هل نحن قومية واحدة أم ثلاث قوميات؟ واستنادا الى الجواب نستطيع أن نحكم قطعا أذا يقصد بهذه بالواوات الجمع أم التفريق.
همسة بسيطة عن ترديدك كلمة (نحن) عندما تقول: فمن نطيع نحن الكلدان المساكين. ولا أعلم من تشمل هذه النحن وهل جاءت من أي نوع من التخويل والشرعية التي لم نسمع بها أم أنك كغيرك ترددها حسب المزاج الشخصي لاعطاء الطلب ثقلا يفوق حجمه. أما الطاعة فلا مبرر لها للأننا لسنا في عصر العبيد وأما أذا تقصد بها التمثيل فالجواب واضح أذا نؤمن بالديمقراطية والانتخابات فلنا من أنتخبهم شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وهم خمسة في بغداد وخمسة في اربيل وواحد في الموصل وكل من يخوله شعبنا تمثيلنا بواسطة الانتخابات، فهم يملكون شرعية تمثيل شعبنا الى أن ينتخب غيرهم، بالمناسبة أنني شخصيا لا أتفق معهم جميعا ولكنهم يمثلوني شئت أم أبيت.   
في الختام تسألني بعنوان ردك أن اقول لك لمن ترفع العلم لزوعا أم للمجلس، وجوابي لك هو أنك حر برفع ما تريد رفعه ولمن تريد رفعه لزوعا أم للمجلس أم لأي تنظيم آخر فهذا حقك وأذا رفعت علما أو أكثر أو لم ترفع أي علم فهذا شأنك الخاص ولكنني أعكس قولك وأقول أن شعبنا لا يتغدى ويتعشى ويفطر من علم ترفعه ولكنه يريد أن يعيش بسلام  موحدا ويتمتع بحقوقه على أرض الاباء والاجداد وطريق العمل والتضحية من أجله يسع الكل والذي لا يزرع وردة في هذا الطريق فما تبقى من شعبنا في الوطن يرجوه أن لا يزرع الشوك، فهل يطلب الكثير؟
             

54
لا التأشور عار ولا الزوعاوية
يوسف شكوانا

في البداية أنني على يقين أن بعض المتهيئين للتهجم سيردُون ولكن ليس على ما أكتب وانما كالمعتاد منهم سيلصقون بي أقوال لم أذكرها لا الان ولا سابقا كتهمة الغاء الكلدانية، والذي أتمناه أن لا ينسبوا الي ما لم أقله.
يمكننا تصنيف كتابنا الى ثلاثة اصناف: الاول وهم الاكثرية الذين يؤمنون بوحدتنا القومية وهم من كافة  تسمياتنا ويرون أن التمسك بحقيقة وحدتنا القومية هي الامل في نيلنا ولو بعض حقوقنا وأما الانقسام فليس الا انتحارا سياسيا وقوميا  وهؤلاء يعتبرون الطبقة الواعية من الكتاب الكلدان الاشوريين السريان ولهم تأييد واسع في أوساط شعبنا ويشاركهم كافة الرواد القوميين عبر التاريخ الذين كانوا من تسمياتنا المختلفة ولكن تجمعهم القناعة بأننا قومية واحدة، والصنف الثاني الذين يدعون الوحدة القومية ولكن بالاسم الاشوري أو الكلداني أو السرياني فقط وعددهم قليل جدا يبنون رأيهم على الغاء  الاخر، وبرأي أن هذا القسم وخاصة الاشوري ساهم بفعالية في خلق القسم الثالث الذي ظهر بعد عام 2003 وهم الذين يقسموننا الى قوميات متفرقة لا رابط بينها ويحاولون بكتاباتهم بناء جدران بين أبناء القومية الواحدة، يتَبع بعضهم (وليس كلهم) طريقة خلق الاحقاد والكراهية تجاه الاخرين متوهمين أنهم بهذه الطريقة يمكنهم تكوين قاعدة شعبية توصلهم الى اهدافهم التي اعلنوا عنها أكثر من مرة وهي الكعكة، وأسلوب خلق الكراهية هذا يجرهم الى أطلاق التهم جزافا على كل من يقف في طريقهم الانقسامي ويفضح نهجهم فنرى كتاباتهم مليئة بالكلمات التي لا يستخدمها من يحمل فكرا يحترمه، كما نلاحظ عندهم حالة التعميم فأذا كتب فرد متعصب من الطرف الاخر يهبُون لتفريغ ما بجعبتهم من كلمات على كل من لا يسير في خطهم الانقسامي وهي نفس الكلمات التي تتكرر على كل من يختلف معهم بموضوع الوحدة مهما كان نوع الاختلاف فلا توجد لديهم درجات، ومما تتصف به كتاباتهم التحدث باسم الكلدان من غير أي تخويل فكلمة (نحن) تتكرر في كتاباتهم، ذكرت مرة أن الشخص المنتخب له الحق في التحدث باسم الشعب فرد أحدهم قائلا: أليس من حقنا الدفاع عن شعبنا!!! لاحظ عزيزي القارئ كيف تلاعب بالكلمات فالتحدث باسم شعب معين شئ والدفاع عنه شئ اخر، لقد دافعت كل القوى الوطنية العراقية عن الشعب الكردي ولكن المتحدث باسمه بقيت قيادته المنتخبة وهكذا الشعب الفلسطيني الذي يلقى التأييد من مختلف أرجاء العالم الا أن المتحدث باسمه ليس الا حكومته المنتخبة  وهكذا. هذا ولقد جاء بفتوى لغوية عندما قال أن الواوات تجمع وضرب مثلا في قولنا (بسم الاب والابن والروح القدس) دون ذكر التكملة التي تدل على التوحيد وهي (الاله الواحد) وبمثل هذا الطرح الغريب يعتقد أن القراء من الجهل بحيث لا يميزون الصح من الخطأ، فعندما نقول الحرب بين العراق وأيران هل جمعنا بين البلدين وجعلناهما بلدا واحدا؟ وعندما نقول اشترك في كأس العالم 32 دولة هي بريطانيا والبرازيل وايطاليا والمانيا وهولندا واسبانيا .... هل أصبحت هذه الدول دولة واحدة بفريق واحد؟ أن الامثلة عديدة والمسألة واضحة وأكتفي بالسؤال: ايهما يدل على الواحد وأيهما يدل على ثلاثة عندما نقول (الدكتور الشماس شمعون) وعندما نقول (الدكتور والشماس وشمعون) ألم تلاحظ كيف قسمت الواوات الشخص الواحد الى ثلاثة أشخاص؟               
مما تتصف به كتابات أعداء الوحدة هؤلاء أطلاق التهم جزافا وأفراغ ما يجيدونه من كلمات لا يكتبها من يحترم قلمه وهذا ليس الا دليل على الافلاس الفكري حيث ليس بأمكانهم مناقشة الاراء الوحدوية النابعة من حقيقتنا القومية فيلجأون الى هذا الاسلوب الذي أصبح معروفا بهم وهم معروفين به، فأذا كتبتَ الحقائق التاريخية قالوا أنك منافق! فأذا كان ترديد أقوال المؤرخين نفاقا فما حال المؤرخين أنفسهم؟ وأذا عبَرتَ عن رغبة الاكثرية قالوا أنك خائن! اليست الاكثرية التي تعبر عن ارائها مرارا في كل أنتخابات فهل هي خائنة؟ وأذا قلت أننا قومية واحدة قالوا أنك متأشور! ولو أخذنا بهذا المقياس لعمَ التأشور كتابنا ومفكرينا عبر الدهور,  وأذا عبَرتَ عن أعتزازك بلغتنا قالوا أنك زوعاوي وكما نعلم أن الادلة المدونة تشير الى أن  الاعتزاز باللغة يرجع الى عصور قديمة في التاريخ مرورا بعشرين قرنا من المسيحية وما أنجبته من أدباء وشعراء ولغويين هذا من ناحية ومن ناحية أخرى لا أعلم نوع القومية التي ينادون بها هل هي قومية من غير لغة؟ وهكذا يتهربون من مناقشة ما تكتبه ومن دحضه ببراهين أذا كان لديهم أيا منها، ومن أكثر الكلمات التي في جعبتهم كلمتي التأشور والزوعاوي فهل أي من هاتين الكلمتين تحمل العار أم أنهما تدعوان الى الافتخار؟
أن كلمة التأشور لا بد وأن تعني التحول من حالة معينة الى الاشورية كما نقول التعريب أو التكريد مثلا، (بهذه المناسبة نلاحظ انهم يسكتون عن الاستعراب والاستكراد والانصهار في مجتمعات امريكا واستراليا والسويد والمانيا وغيرها ولكن الجريمة الوحيدة هي في الايمان بوحدتنا القومية أو بعدم حمل الكراهيية لكل ما هو اشوري) ومن الملاحظ أن معظم الذين تطلق عليهم كلمة التأشور أن لم أقل كلهم لا نرى في ماضيهم حالة سابقة مخالفة تم تركها وتحولوا الى الاشورية خاصة عندما تطلق على الشخص لمجرد أيمانه بالوحدة القومية، وبهذا المقياس تكون الغالبية العظمى من شعبنا متأشورة كما أن التأشور بمعنى الوحدوي تشمل كل المثقفين عبر التاريخ وفي الوقت الراهن, وبهذا تعطي عكس المدلول الذي تطلق من أجله رغم أن هدف مطلقيها هو باعتقادهم التقليل من شأن الفرد فهل يتحقق الهدف بهذا اللقب؟ عندما نقرأ التاريخ نتوصل الى نتيجة واحدة هي عظمة حضارة أجدادنا في اشور كما في بابل وشعوب العالم تقف أجلالا لملئنا متاحفهم باثارنا أليس من حقنا أن نفتخر بالانتساب الى صانعي أكبر حضارة في التاريخ؟ فما قدموه للبشرية لا يعد ولا يحصى في مجالات الهندسة والري والطب وعلم الفلك والقوانين والكتابة والعمران وغيرها من أوجه المدنية المشرفة، يكفينا فخرا بان أجدادنا كانوا أول من أخترع العجلة التي أوصلت العلم والتكنولوجيا والصناعات الى ما هي عليه اليوم، ألم تكن بلداتنا العريقة التي كانت قائمة منذ ذلك العصر مثل القوش وتلكيف وكرملش جزءا من تلك الحضارة. بعدها جاء دور عظمة أجدادنا في كنيسة المشرق وتاريخها المجيد عندما أنصهر بها الكلدان والاشوريين وغيرهم ونشروا تعاليمها في كافة أرجاء الشرق وسلاحهم لم يكن غير الصليب الخشبي ولقد وصلوا الى أقاصي الشرق وتركوا اثارهم في كل البلدان، وهنا أكرر أليس من حقنا أن نفتخر ثانية بأجدادنا اباء كنيسة المشرق بأيمانهم ومؤلفاتهم وشهدائهم؟ ولو كانت هذه التسمية عارا لما تسمينا بها عبر التاريخ, فيكاد المؤرخون يتفقون على أن كلمة (سوراي) التي تسمينا بها عبر التاريخ ما هي الا اللفظ الغربي لكلمة (اشوراي) – أنظر مثلا مقدمة معجم المطران توما أودو ومختصر تاريخ سوريا للمطران يوسف الدبس وتحقيقات تاريخية ولغوية للدكتور عبد الله الحلو وتاريخ بلاد الشام لمؤلفه أحمد اسماعيل علي وقاموس المطران أوجين منا وكتابات المطران غريغوريوس صليبا مثلا العدد الاول من مجلة بين النهرين وكذلك كتابه اللغة السريانية والاستاذ بنيامين حداد في معجمه الميزان والاب الدكتور يوسف حبي في المجلد السابع من مجلة المجمع العلمي العراقي والكاتب سليم مطر في الذات الجريحة وغيرهم عديدون وهنا لا أنكر وجود أراء مخالفة هنا وهناك ولكن الحقائق التاريخية والاثار المكتشفة لحد الان تفند هذه الاراء، ونأتي الى العصر الحديث وبدايات النشاط القومي بأوجهه الثقافية والادبية والقومية والتي هي من أبسط حقوق الانسان فهل نخجل بالذين أصدروا أول جريدة قومية اشورية في أورمية أسوة بالذين أسسوا أول مطبعة كلدانية في الموصل؟ أليس من حقنا أن نفتخر بالذين حاربوا من أجل البقاء أثناء الحرب العالمية الاولى،  اليس من حقنا أن نفتخر باغا بطرس ومار بنيامين والمطرانين توما اودو وأدي شير ويوسف مالك ونعوم فائق وفريدون اثورايا؟ وهل الانتساب الى هؤلاء يعتبر عارا؟ وماذا أقول عن شهداء سميل وصوريا الذين رووا أرض أجدادهم بدمائهم الزكية، والذين وقفوا بوجه قرار التعريب في تعداد عام 1977  فأين العار في هذه التسمية وفي كل الازمنة سواء عصور ما قبل المسيحية زمن الامبراطوريات والملوك مثل سنحاريب الذي تنتشر صوره المنقوشة على الصخر في العديد من مناطقنا وحافظ عليها أجدادنا لاكثر من 2600 عاما والملك اشور بانيبال ومكتبته الشهيرة أم في العهود المسيحية المتمثلة بعظمة كنيسة المشرق والاباء القديسين أمثال مار افرام ومار نرساي ومار قرداخ ومار بهنام والقائمة تطول، أم في العصر الحديث والاستبسال في الدفاع عن الانسان والارض والمال والشرف.  ولكن القاعدة الجديدة التي يستند عليها هؤلاء تتمثل في تقسيم شعبنا الى قسمين فأما أن تكون معاديا للاشورية كي تعتبر كلدانيا نقيا خالصا أو أنك متأشور!! فالكلداني الذي لا يعادي الاشورية أسقطوا عنه الجنسية الكلدانية ولا أعلم في اية أنتخابات خولهم شعبنا التحكم بمقدراته، فهم الذين أختاروا الوقوف خارج البيت الكلداني السرياني الاشوري الواحد ورميه بالحجارة. وهنا لا أنكر وجود عدد من كتاب التعصب الاشوري الذين يغذون الانقسام عن قصد أو عن جهل ونظرة شعبنا اليهم ليست بأفضل من نظرتهم الى اصحاب الفكر الانقسامي الكلداني وهو يقول كلمته بحق كليهما في كل الانتخابات، فهل من الانصاف تعميم الحالة على الكل لمجرد أن كاتبا أو أثنين أو خمسة كتبوا والغوا الاسم الكلداني؟ لقد وصلت أخلاق شماسهم الى التطاول الكلامي كعادته فأتهمني بالنفاق لأنني كتبت أن معظم الذين تسنموا مناصب في العهد الجديد هم من الكلدان، ولا أعلم من خوله تقرير مصير الذين أنتخبهم الكلدان والذين يعملون ليل نهار في أرض الوطن، فالفرق بينه وبين كل من بهنام بولس وباسكال وردا ويونان هوزايا وباسمة يوسف وسعدي المالح ونزار حنا وباسم بلو وسالم توما وغيرهم عديدون هو أنهم يعملون على الارض وهو ينفث السموم بكتاباته  من وراء المحيطات كما أنهم لا يعادون الاشورية مثله وهذا هو الفرق بين كلدانيتهم وكلدانيته. وعني شخصيا فلا يختلف الحال اذ يعلم كل من يعرفني بمساهماتي العديدة سواء في الوطن بالتطوع لسنين عديدة لتدريس لغتنا في المدارس الصيفية حيث قمت مع غيري وبأدارة القس المرحوم هرمز صنا بتعليمها للالاف ولا يهمني أذا سميت باللغة السريانية أم الكلداني أم الاشورية طالما هي نفس اللغة ونفس حروف الالب بيث التي أعتز بها كالاب الذي يعتز بأبنه بنفس الدرجة عندما كان أسمه كوركيس في القرية واصبح يسمى جرجيس في المدينة وجورج في بلد الاغتراب، وكذلك مساهماتي في نشاطات الجالية في ديترويت من غير تمييز على اساس اسم المؤسسة أذكر منها الهيئات الادارية لكل من النادي الاسرة الكلداني ومجلته الشعاع الكلداني والجمعية الثقافية المسيحية ومجلتها الثقافة والنادي الكلداني الامريكي وأمسياته الكلدانية وكذلك الامسيات الكلدانية لاذاعة صوت الكلدان والجمعية الخيرية الاشورية ومركز عشتار الثقافي واذاعته أذاعة عشتار وغيرها من النشاطات التي أعتز بها جميعا الا أن كل هذا لم ينقذني من تهمة الخيانة لأنني لست انقساميا، وهنا أليس من حقي أن أقول أنني أشعر بالفخر عندما يذمني أمثال هؤلاء؟ وعن أسم اشور ففي الساحل الايسر من الموصل في أي تقاطع شوارع تقف ستجد أمامك مختلف انواع المحلات التجارية باسم اشور أو نينوى مثلا بقالية اشور- لحوم نينوى- جرزات اشور- مكوى نينوى ....هذا أضافة الى أماكن أخرى مثل كازينو اشور – فندق نينوى- نقليات اشور – شارع نينوى وهكذا، ومن المعروف أن اصحابها هم من العرب والاكراد والشبك واليزيدية، فاذا يعتز كل هؤلاء بهذه الاسماء اليس من حقنا أن نعتز بها اسوة بهم أن لم يكن أكثر؟ أليس بأمكان الشخص أن يكون كلدانيا من غير معاداة أقرب الناس اليه الذين يشتركون معه بالتاريخ والارض والحضارة والدين واللغة والحاضر والمصير...     
وعن لقب الزوعاوية أي الانتماء الى زوعا فلا أجد فيه ما يجلب العار وأنما فيه كل ما يدعو الى الافتخار، وهنا سأتطرق الى بعض الحقائق وليس الافكار لأن الافكار قابلة للاختلاف عليها وهذا أمر طبيعي أما الحقائق على الارض فلا يمكن الاختلاف عليها لأنها واضحة أمام الجميع وضوح الشمس،  فالذين قاموا بالتأسيس في وقت كان النظام الدكتاتوري في أوج قوته وبطشه لم يقدموا على مثل تلك الخطوة من أجل مصالح شخصية فمصالحهم الشخصية كانت في السكوت أو الانتماء الى الحزب الحاكم لتأمين أستمرارهم في دراساتهم وأعمالهم وفي أحضان عوائلهم وربما الحصول على بعثات دراسية، ألا أن الحال تطلب مضحين من أجلنا جميعا وهم الذين تقدموا معلنين استعدادهم للتضحية حتى بأنفسهم، وعندما تطلب الامر الالتحاق بالكفاح المسلح لم يتراجعوا عن أيمانهم وطريقهم وأنما لبُوا نداء القضية سالكين أصعب الطرق وأخطرها فعندما غادروا بيوتهم وعوائلهم ومدارسهم كانوا يدركون جيدا مدى خطورة العمل الذي يقدمون عليه ولم يجرؤ  أي كان أتخاذ مثل ذلك القرار، فالطريق الصعب كان معروفا للكل وساحة الكفاح المسلح كان بامكان الكل وصولها، ولكن عندما لم نسلكها فهل من الانصاف والاخلاق أن نعتبر النخبة التي تبرعت بسلكها عارا؟ أليس من حقنا أن نفتخر بالشهداء يوسف ويوبرت ويوخنا وهم يصعدون أعواد المشانق من أجل أحياء قضية شعبنا، وبالشهداء جميل وشيبا وغيرهم في سوح الكفاح المسلح؟ أليس من حقنا أن نفتخر بالمقاتلين الذين دخلوا بلداتنا عام 2003  حرصا على شعبنا وهم لا يعلمون ماذا سيواجهون من أزلام النظام المقبور وأسلحته الفتاكة، والمعروف عن زوعا اصراره على دعم لغتنا العريقة، ودوره في دعم مدارسنا وهذا ما يشهد له الكل الى درجة أن مشروع المدارس السريانية أصبح مرتبطا بزوعا عند البعض، أضافة الى كل هذا أرى أن واجبنا أن نقف أجلالا لكل الذين سجلوا أولادهم خاصة في بداية هذه المدارس وهم لا يعلمون الى أين سيصلون فلقد ضحوا بمستقبل فلذات اكبادهم من أجل أحياء اللغة التي هي لغتنا جميعا. فأين هو العار هل هو باصرارهم على استقلالية قرارهم أم بأيمانهم المطلق بوحدتنا القومية ومرونتهم بموضوع التسمية؟ وهكذا الى درجة أذا أعرب شخص ما عن أعتزازه بلغته أو أيمانه بوحدتنا القومية يطلق عليه لقب زوعاوي، وهل هناك أعز من اللغة والوحدة فكلاهما مبعث فخر وليسا عارا. كثيرا ما يقال أن فلان عضو في زوعا وهو في الحقيقة ليس كذلك وعندما تستفسر عن سبب التنسيب يقولون أنه مدافع شديد عن لغتنا أو عن وحدتنا القومية. وبهذه المناسبة كتب أحد الانقساميين مؤخرا ذاكرا أن الدكتور جميل ميخا شعيوكا من زوعا وأنا على يقين أنه لا يعرف الدكتور جميل لا من قريب ولا من بعيد وأنما أستند بقوله هذا على ذكر الاخ جميل في كتابه أننا قومية واحدة (والغريب أن الكاتب هو عضو لجنة مركزية لاحد الاحزاب فتصوروا لو حكمنا مثل هذا الحزب كيف نرجع الى حال أصدار الاحكام عشوائيا). وهكذا أصبح زوعا يعني الاعتزاز باللغة والايمان بالوحدة القومية واستقلالية القرار والعمل من أجل الجميع والاعتماد على الافعال وليس الاقوال وتجنب الانجرار الى صراعات داخلية تلهينا عن مهماتنا وواجباتنا تجاه شعبنا وقضيته الوطنية والقومية .... أليست هذه كلها أسمى أنواع النياشين من حق الانسان أن يفتخر بها ويحملها على رأسه. وأذا لا يفتخر بكل هذا فبماذا يفتخر؟ هل يفتخر بالانقسامي أم بالذيلي أم بالمتقلب أم بالبعيد عن الساحة أم بالساعي للكعكة أم بالذي يهز ذيله أمام الاخرين وأن تطلب الامر الوشاية بشعبه أم بالذي لا يعمل ولا يترك الاخرين يعملون أم بالذي يبني فكره على  خلق الكراهية ومحاربة الاخرين فقط, أم بالذي لا هم له سوى بناء جدران بين بلداتنا وبين تلاميذ الصف في المدرسة السريانية الواحدة؟ فالعار كل العار بالذي يحاول بناء جدار فاصل بين كرمليس وبغديدا  أو بين القوش والشرفية أو بين سرسنك واينشكي او بين عقرة ونهلة  أم في أزقة كوماني بادعاء أن كل منهما من قومية تختلف عن الاخرى.     .
همسة أخيرة عن التسمية القطارية فكلنا نعلم أن الخيارات هي بين التسمية القطارية والانقسام وكل حريص لا يقبل بالانقسام، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فكلنا نعلم أيضا أن القطار يشمل عدة عربات تصل كلها الى الهدف مع بعضها واذا انفصلت عن بعضها فسوف تبقى في الطريق هدفا سهلا لقطاع الطرق لا يتركون منها الا البقايا التي لا قيمة لها تتراكم عليها الاتربة بمرور الزمن لتتوارى عن الانظار وتبقى صورها في المتاحف وكتب التاريخ، فشعبنا يعرف هذه الحقيقة ولهذا حجزت الاكثرية مقاعد لها في هذا القطار املا في الوصول الى هدفها أما الذين أختاروا الوقوف على الرصيف ورمي القطار بصواريخهم الكلامية فأتمنى أن يأخذوا مكانهم في هذا القطار فهو الذي سيوصلهم الى مبتغاهم وليس الوقوف على الرصيف و...
وهكذا أكرر خاتمة قصيدة لي القيتها في عنكاوا عام 2000 بمناسبة تأسيس زوعا حيث قلت ما ترجمته:
(كلداني سرياني اشوري ورأسي مرفوع) وسيبقى هكذا وأن كره الكارهون.

           

55
كلمة عتاب لفرعي امريكا واستراليا لزوعا
يوسف شكوانا

لا اعلم كيف أبدأ هذه الرسالة بعد أن علمت بالاخطاء الكبيرة التي ارتكبتموها بانفراد فرعيكم بأقرار كل تفاصيل الكونفرانسين رغم علمكم بوجود ألحاكم العام ومراقب كل تنظيمات ومؤسسات شعبنا المختلفة في الداخل والخارج فلا يسمح باقامة أي نشاط دون علمه وموافقته وأذا تجرأ أحدهم وقام بأي نشاط فقلمه الذي هو كالخنجر بالمرصاد وهو مستعد للتهجم على عشرين مؤسسة في يوم واحد والمعروف عنه أنه لا يرحم أحدا ألا جهة واحدة ومن يسير بفلكها, أنه ممثل المجلس الشعبي الذي لا أعلم بماذا أوصف مجلسه هل هو تنظيم سياسي أم مؤسسة مجتمع مدني أم مظلة لم يعد من يحتمي بها أم شركة تجارية وقتية أم تشكيل ذو مهمة محددة؟ أم لجنة كل رأسمالها أنها مكلفة بصرف ما ليس لها؟ أم مكتب دلالية بيع العقار؟ سأكتفي بهذا عن المجلس لأن الموضوع هو عن أحد ممثليه وليس عنه وأن كان يتحمل مسؤولية افعال واقوال ممثليه، ونظرتي هذه للمجلس لم أود كتابتها لولا تطاول ممثله المستمر على كافة تنظيمات شعبنا وفي مقدمتها زوعا. وعودة الى الفرعين:
 كيف تجرأتم باتخاذ قرار انعقاد الكونفرانس دون موافقته؟ واخترتم له شعارا دون عرضه عليه اولا؟ وقررتم مكان وزمان أنعقاده دون استشارته؟ وبدأتم جلساته دون الحصول على بركاته؟ ورغم كل هذه التجاوزات تصدرون بيانا ختاميا دون علمه؟   
 نعم أنه على صواب عندما يصف تنظيمكم بالدكتاتورية لانكم والذين قبلكم جاءوا بالانتخابات التي يسميها بالدكتاتورية وليس مثله الذي جاء بطريقة الفرض والتعيين وهذه هي الديمقراطية بقاموسه, وبحسب علمي أنه في كل مدينة لديكم المسؤول الحالي والسابق والاسبق وهكذا الى سبعة او ثمانية مسؤولين تناوبوا تحمل المسؤولية وكلهم عن طريق الانتخابات, أليس بامكانكم اعتماد طريقة الفرض الديمقراطية جدا أسوة به؟  ونعم يقول عنكم انكم تواجهون حالة الاحباط والتراجع والانحسار, أنه محق بذلك وفوزكم في الانتخابات الاخيرة خير دليل على صحة قوله. ونعم ثالثة على وصفه أياكم بالغرور والعنجهية والتعالي, كيف لا وانكم تصرون على شرطيكم في التعامل مع الاخرين الاول ايمانهم بوحدتنا القومية والثاني استقلالية قرارهم, وسؤالي لكم هو: الا تعلمون أن الشرط الثاني يعتبر تعجيزيا له وخطا احمرا لا يجوز تجاوزه؟ اليس بامكانكم الغائه والمطالبة بعكسه كي تجدون لكم مكانا بقربه؟ وربما بواسطته ستشملكم بعض النعم أنه مجرد سؤال, وربما ستستلمون الاشتراكات الشهرية عوضا عن دفعها وحفلاتكم وسفراتكم تصبح كلها مجانا وحتى فلوس (البيبي ستر) تكون مدفوعة نقدا وبالعملة الصعبة. وعندها لم يعد مهمًا ماذا يقال عنكم فمثلا اذا لم يكمل الذي تنتخبونه واجبه في تمثيلنا او ينسحب مع الاخرين مرغما ويتركنا بدون تمثيل تعصف بنا الرياح يمينا وشمالا فلا تهتموا للقيل والقال ففي أيديكم السلطة والمال.   
يقول أن حركتكم منيت بالتراجع ولكنه عاد وقال انها ما زالت تتمتع بالشعبية!! نعم أنكم بحاجة الى الفصل من الوظيفة كل من لا يسير بأوامركم اوينتخب غيركم وأذا لا تعرفون الطريقة فهناك نماذج عديدة في الوطن بأمكانكم الاستفسار منهم, فلقد تجددت الصورة لدى جماهير شعبنا عن كيف سيكون وضعهم لو مثلهم هؤلاء، فأما الانسحاب وتركهم دون تمثيل أو طرد كل من لا يسير بأوامرهم من العمل.
وهكذا يقول مرة تراجعتم وأخرى تتمتعون بالشعبية, مرة يقول خسرتم واخرى فزتم وبين هذا وذاك يقول ان الذي حصد اصوات شعبنا ديمقراطيا وحرا هو المجلس الشعبي!!!( وهذا عكس ما قاله المراقبون المستقلون النزيهون وبشفافية تامة), وعن التراجع والتمتع بالشعبية, وبين الخسارة والفوز يظهر بوضوح التخبط فلم نعد نفهم اين هي الحقيقة, ولكم أقول اليس بامكانكم دخول دورة لديهم كي تتعلمون كيف تحصدون الاصوات ديمقراطيا وحرا, واذا امتنعوا عن تعليمكم ولهم الحق لانكم تنافسونهم فاسألوا اهالي بغديدا وتللسقف والحراس والثلاجات والفلوس مقدما ومؤخرا ( وكأنه عقد زواج المتعة) وغيرها, تتعلمون كيف يكون الترغيب ديمقراطيا والتهديد حرا. وهناك حقيقة يجب على الكل معرفتها وهي ان الفرق شاسع بين اصوات يحصلون عليها تحت الترغيب والتهديد واصوات تحصلون عليها رغم الترغيب والتهديد.   
يسأل لماذا الكونفرانس ويعود ليجيب: (أنه أمر تنظيمي وديمقراطي وصحي.. وفي نفس الوقت لتقييم أداء فروعها وتجديد أنتخاب هيئاتها القيادية وأن كل ذلك يتزامن مع قرب انعقاد المؤتمر العام للحركة الديمقراطية الاشورية). أذا لماذا السؤال يا سيد المراقب؟ ثم يقول: ( انه أمر تنظيمي وديمقراطي وصحي مشروع ومقبول)!! الحمد لله على تكرمه بالقبول وعليكم أن لا تنسوا احسانه هذا, وهذا يذكرني بجاري الانسان البسيط الامي الذي كان يعمل في الحقل ليل نهار الا أن أمور البيت كانت بأدارة زوجته, كان أحيانا يحاول ابداء رأيه في بعض امور البيت ولكن بطريقة غريبة فمثلا يقول: لماذا لا نحوِل هذا السرير الى الجهة الأُخرى من الغرفة ولكن من الافضل تركه في مكانه. هكذا كان المسكين يحاول اثبات وجوده ولكن لم يعرف كيف فيسأل ويجيب في الوقت نفسه واصبح معروفا عند الجيران بهذه الصفة. 
وعن حركتكم يقول انها بعيدة عن مشاكل ومعاناة وهموم ومعيشة شعبنا في الوطن. بحسب علمي أن حركتكم موجودة في كافة مناطق شعبنا في العراق فهل انتقلت مقراتها الى وطن أخر موزنبيق مثلا ولم نسمع بذلك؟ أم انه يقصد بالوطن وطن اخر غير العراق مثلا موريتانيا. وماذا عن الشهداء الذين قدمتموهم هل كانوا يعيشون مع شعبنا في الوطن ام كانوا في كوكب اخر.
يقول (خسرتم في اصوات الداخل وفزتم باصوات الخارج) ثم يعود ليقول (أن سبب انعقاد الكونفرانسين كان لوجود خلل في عمل الفرعين على ضوء نتائج الانتخابات الاخيرة)!! وهنا لم أعد افهم الطريقة التي تعملون بها وما السر في فوزكم رغم وجود الخلل في عمل فرعيكم, هذا من ناحية ومن ناحية أخرى الا تعلمون بأنكم فزتم فأين الخلل على ضوء نتائج الانتخابات كي تعقدوا كونفرانسين من أجله؟ وهنا أطلب أن تقولوا له اخبرنا رأيك النهائي هل فزنا أم خسرنا لقد خلطتَ علينا الامر وبالانكليزي (ميك أب يور مايند مان), أما عن الخسارة المزعومة في اصوات الداخل فلم أجدها وأنما الذي وجدته أنه حصل على الاصوات في مناطق الاستفادة المادية وتخف اصواتهم كلما ابتعدنا عنها أي أنها مرتبطة بالاستفادة المالية واعلان الولاء الوقتي للموزع .
أنه على حق عندما يقول أنكم تتحدثون بالخيال وهو يتحدث بالحقائق على الارض، فلنأخذ مثلا حديثكم عن المدارس السريانية التي ليست الا خيالا رغم وجود العشرات منها بالاف التلاميذ وبكافة المراحل من الابتدائية الى الجامعية، أنظروا الى مشروعه للحكم الذاتي كيف تحول الى حقيقة على الارض.
وطبعا لم ينسى موضوعه المفضل الذي هو الحكم الذاتي وهذا يذكرني بما كان يقال سابقا في ترديد بعض الجمل التي لا معنى لها ولكنها تنتهي بالقول: (....... الذي يرددها سبع مرات يذهب الى الجنة). كنا ونحن صغارا نحاول جهدنا ترديدها دون توقف للتنفس ونفرح عندما ننجح بتكرارها سبع مرات ومع مرور الزمن وتقدم العمرتركناها لتبقى من ذكريات الطفولة المرتبطة بالنوم على السطوح في ليالي الصيف الجميلة , وهكذا جعجعة الحكم الذاتي فلو تطلب تكرارها سبعة الاف مرة كي يتحقق لكان قد تحقق منذ السنة الاولى لطرحه وهنا لا أطلب منكم المشاركة بترديده لانني أعرفكم انكم لا تقولون كلام حق يراد به باطل وانما أن تقولوا للمراقب العام: روح الله وايدك. والغريب في أغنية الحكم الذاتي أنها تشذ عن كل الاغاني فكما نعرف أن عنوان الاغنية يتطابق مع محتواها ولكن في هذه الاغنية نجد أن عنوانها هو الحكم الذاتي أما محتواها فلقد أتضح جليا أنه لا علاقة له بعنوانها الجميل، ومثل هذه الحالة تسمى الخدعة في كل الاعراف. 
في الختام اطلب منكم الحرص الشديد في استشارته بكل صغيرة وكبيرة حتى في اعمالكم الخاصة وسفراتكم واكلاتكم ومشترياتكم  وغيرها واذا صعب عليكم هذا فهناك طريق مختصر وهو أن ترددوا كلمة الحكم الذاتي سبع مرات قبل النوم وتركبوا قطاره المسيَر. والا فلا تستغربوا أن تقرأوا في المستقبل مقالات له بعناوين مثل:
مسؤول علاقات ديترويت يأكل الكباب العراقي كيف ولماذا؟
معاون مسؤول كندا لا يأكل التشريب كيف ولماذا؟
مسؤول اعلام شيكاغو يعجبه عصير التمر الهندي كيف ولماذا؟
مسؤول علاقات كاليفورنيا اكل الباجة كيف ولماذا؟
مسؤول مالية فرع استراليا لا زالت الكبة الموصلية أكلته المفضلة كيف ولماذا؟
مسؤول نيوزيلندا يفضل أكلة الباميا على اليابسة كيف ولماذا؟
وطبعا في كل من هذه المواضيع تتكرر كلمات مثل النزاهة- الشفافية -الديمقراطية –الحرة- الدكتاتورية –الغرور- العنجهية -التعالي -الغطرسة.
وسؤال أخير لكم اذ قال أن سكرتيركم العام دكتاتوري وحسب علمي أنه جاء عن طريق الانتخاب ولم أسمع لحد الان أغنية تمجده ولا صوره ترفع في الاحتفالات الا أنني سمعت أغنية تمجد شخصا اخر كما شاهدت صور هذا الاخر ترفع في الاحتفالات فمن هو هذا الاخر يا ترى؟
ونصائحي الاخيرة لكم أولا أن تتركوا مسالة الانتخابات في تنظيماتكم كي تصبحوا ديمقراطيين، ثانيا غنوا لرئيسكم وارفعوا صوره في احتفالاتكم ومجدوه كي لا يقال عنه دكتاتوري، ثالثا اتركوا الخيال كالمدارس باللغة الام وتحدثوا بالواقع المنجز على الارض كالحكم الذاتي، رابعا تعلموا كيف تقولون كلمة حق يراد بها باطل لتمرروا مخططاتكم أو مخططات غيركم، خامسا أتركوا موضوع استقلالية القرار لتجدوا النعم تتدفق عليكم بغزارة كي ترفعوا الاعباء عن كاهل أعضائكم ومسانديكم، سادسا وزعوا المبردات اذا جرت الانتخابات في الصيف والمدافئ اذا جرت في الشتاء كي تحصلوا على أصوات حرة ونزيهة، سابعا هددوا كل من تسول له نفسه بعدم منحكم صوته بقطع الارزاق لا الاعناق كي تفوزوا بالانتخابات.   
أعتذر لكم وللقارئ العزيز لهذا الاسلوب في الكتابة فهكذا موضوع يتطلب مثل هذا الاسلوب.
ملاحظة: أنني أحاول تجنب الكتابة عن أي من تنظيمات شعبنا خاصة في المرحلة الراهنة الصعبة التي تهدد وجودنا ولكن احيانا يطفح الكيل مع بعض الكتاب الذين لا يراعون كل هذه الاحوال وكأنهم يسعون لزيادة تعكير الاجواء فيقومون برمي بيوت الاخرين بالحجارة وهم ينسون او يتناسون ان بيوتهم من زجاج.

                     

56
أرحب بالذي يناقشني ككاتب أما الشتائم فأردها الى اصحابها

يوسف شكوانا
كتبت راي مفندا التهميش المزعوم وكنت على استعداد لمناقشة اي رد أو نفي ما ذكرته وكما توقعت لم اجد ذلك وأنما كيل الاتهامات والشتائم واستخدام تعابير يشمئز منها من يحترم قلمه لذك فلا أرد على أي اتهامات مكتفيا بارجاعها الى اصحابها؛
مع تكرار نغمة التهميش من كتاب الانقسام لا بد وأن نلقي نظرة على سير الاحداث للتحقق من صحة هذا الادعاء ومعرفة أذا كان حقيقة أم أفتراء لا اساس له من الصحة فالتهميش في حالة وجوده أما أن ينال الاسم الكلداني أو الانسان الكلداني أو كلاهما فلنلقي نظرة ولو سريعة على المسيرة باحثين عن التهميش المزعوم
عند اشتداد شوفينية ودموية النظام المقبور ظهرت اصوات معارضة هنا وهناك من قبل (الاخرين) شكلوا تكتلات وتنظيمات معارضة لسياسة النظام واشتركوا في الكفاح المسلح جنبا الى جنب مع ألاطراف الوطنية والكردستانية؛ دخلوا السجون واعتلوا اعواد المشانق وقدموا ارواحهم قربانا لديمومة وجودنا ووجودهم كل ذلك و(نحن) اما ساكتين او مرددين شعارات الدكتاتورية عن قناعة او لانقاذ جلدنا والمحافظة على وظائفنا وبعضنا الذي أعلن معارضته للنظام كافح تحت أي أسم ألا أسمنا؛ كنا نسمع عن هؤلاء (الاخرين) ونخشى حتى التحدث عنهم ولم يبادر أحدنا للحاق بهم لاثبات الوجود كما لم يطلبوا منا المشاركة بالنضال الصعب؛ شاهدوا الانفال والكيمياوي و(نحن) في بيوتنا مع عوائلنا وفي دوائرنا ومدارسنا وبعثاتنا؛ وجاءت أنتفاضة عام 1991 اشتركوا بها ونحن استقبلناهم؛ وتم تشكيل أول حكومة وبرلمان كردستان العراق وأجراء أول أنتخابات يخوضها شعبنا لتتنافس اربعة قوائم على المقاعد الخمسة المخصصة لشعبنا وعندما فاز (الاخرون) باربعة منها كان وجودنا (نحن) بها واضحا؛ ولقد توجوا أنجازاتهم بأحياء لغتنا في مدارس خاصة لم يطلقوا عليها اسمهم وأنما أسم (الجيران) وكان لنا وجود في كل النشاطات؛ وعند تشكيل أول حكومة عراقية بعد عام 2003 واحتمالية حصولنا على مقعد وزاري  وقبل معرفة أية وزارة  قام (الاخرون) بتقديم خمسة أشخاص كل منهم مختص باحدى الوزارات المحتملة وكانوا اربعة من الكلدان ال(نحن) وسرياني واحد من (الجيران) وفعلا عندما تقرر ان تكون حصتنا وزارة النقل والمواصلات كان الشخص المرشح لها من الاسماء الخمسة منا وكان السيد بهنام بولس الذي شغل المنصب خلال المدة المقررة؛ وبعد فوزهم في الانتخابات الاولى حصلوا على مقعد وزاري واحد كاستحقاق فوزهم وكانت الوزيرة منا تلتها وزير أخرة منا أيضا؛ وبالقاء نظرة على اسماء المرشحين في قوائم (الاخرين) في كل الانتخابات نشاهد الكثير من اسماء (النحن) فيها؛ فهل نفعل (نحن) هكذا في قوائمنا مع (الاخرين)؟ وأذا اجرينا أحصائية عن اسماء ال(نحن) في المناصب المختلفة فالقائمة تطول فنحن في كل الوزارات والبرلمانات والمديريات والمراكز الادارية وباعداد تفوق (الاخرين والجيران)؛ والسؤال هنا هو: هل فعلنا نحن من أجل انساننا كما فعل (الاخرون)؟
أما أسم ال(نحن) فالاضافتين جاءتا في مؤتمرين كلاهما بدعوة (الاخرين) الاول في بغداد والثاني في أربيل و(نحن) قمنا باختيار الاسم وهم وافقوا ولكننا انقلبنا عليهم وتكرر الاختيار ثم الانقلاب في المرة الثانية ايضا وكأنها أصبحت صفة ملازمة لنا ال(نحن)؛ في المؤتمر الاول اعطونا ورقة بيضاء وقالوا اكتبوا ما تشاءون ونحن نوافق فكتبنا القومية الكلداشورية واللغة السريانية واوفوا بوعدهم ووافقوا ثم شعرنا بضرورة اضافة حرف الواو السحري لتصبح كلدواشوري ووافقوا أيضا بعدها انقلب بعضنا على التسمية التي اقترحناها وبعد أشهر أختلقنا اسبابا واهية ولكن الحقيقة كانت أننا كنا نتوقع سحب البساط من تحت أقدامهم والحصول على الكعكة ولم يتحقق لا هذا ولا ذلك ففقدنا توازننا وأخذنا نضرب يمينا وشمالا؛ وهكذا في مؤتمر أربيل حملنا حقائبنا الدبلوماسية وسارعنا الى أربيل قلنا بتسمية كلداني سرياني اشوري ووافقوا وعند اقرارها صفقنا لها الى أن تعبت أيادينا ثم انقلبنا عليها ايضا بعد أن لم نحصل على ما كنا نتوقعه من سحب البساط والحصول على انبوب تتدفق منه الاموال الكافية لكلنا؛ وهكذا وصل بعضنا الى درجة لا يعلم ماذا يريد ولا الاخرون يعلمون ماذا يريد؛ نسأل شعبنا عن رأيهم بنا في الانتخابات ويرفضنا مرة تلو الاخرى فنجد مئات الاسباب الا السبب الحقيقي واخيرا نختصر الاسباب في امتلاك الاخرين للفضائيات وهل الذنب ذنبهم لان لديهم فضائيات أم ذنبنا لاننا ليس لدينا فضائية؛ ولا نسأل أنفسنا ألم يكن بمقدورنا التجول في بلداتنا وشرح أفكارنا وبرنامجنا وبذلك نعوض عن الفضائيات هل كنا نفتقر الى أشخاص يقومون بهذا العمل أم الى افكار يتقبلها الشعب وربما كليهما؛ وعن حرف الواو هذا كان موجودا في الدستورين العراقي والكردستاني ونحن نكتب وهم يعملون ثم حذف في دستور كردستان بمحافظاتها الثلاثة وبقي في خمسة عشر محافظة ونحن لا زلنا نكتب وهم لا زالوا يعملون ولكننا وجدنا في حذف الواوات من دستور كردستان ذريعة عدم عملنا واكتفائنا بالكتابة وكأننا قبلها كنا نعمل 26   ساعة باليوم ولثمانية أيام بالاسبوع؛ كما أنه في وسائل اعلامهم يذكرون أسمنا اسوة باسمهم أما نحن فتصيبنا القشعريرة وقد توصلنا احيانا لحالة الهذيان لمجرد سماعنا باسمهم أما عن أسم الجيران فنحن في حيرة بعضنا يعاملهم اسوة بالاخرين وبعضنا يعتبرهم منا وبعضنا الثالث لا زال يبحث عن النجار الذي سيصنع لهم خانة ثالثة تختلف عن كلانا معتبرا أياهم لا تاريخ لا دولة ولا أصل ولا فصل (حاشاهم)؛ يقولون كنيستنا الكلدانية وكنيستنا السريانية بفرعيها وكنيستنا الاشورية وكنيستنا المشرقية القديمة أما نحن فنعتبر ذلك كفرا ما بعده كفر لا يزول حتى بالاعتراف وفعل الندامة؛ يعتبرون مذبحتي سميل وصوريا ارتكبت بحقهم أما نحن فعرفنا بعد اكثر من 40 عاما أن شهداء صوريا كانوا منا أما الذين قتلوا في سميل فكانوا من الاخرين الغرباء عنا؛ يعتبرون الشهداء البطريرك مار بنيامين والمطران ادي شير وفريدون اثورايا والمطران توما اودو ونعوم فائق ويوسف ويوبرت ويوخنا وفرنسيس شابو والمطران فرج رحو جميعا شهداؤهم ونحن لا زلنا في حيرة من أمرنا لا نعرف بمن نعترف ولا كيف نتعامل مع الذين نعترف بهم؛ يقولون هذه رأس السنة الجديدة كما كانت تحتفل بها أرضنا جميعا ولا أقول أجدادنا ونحن نبحث عن علم لا لشئ وأنما لمجرد تمييزنا عنهم؛ انهم أذا حصلوا على رغيف خبز يقسموه على قرانا دون تمييز ونحن نتقاتل بانتظار الكعكة الشهية لا نعلم لمن نمنحها من النحن فالافواه المفتوحة عديدة من مختلف دول العالم بعضنا يقول للذي كتب اكثر والذي يجيد الشتائم اكثر واخرون   للذي تكلم اكثر بعضنا لابن البلدة الاعرق واخرون لابن البلدة الاغنى وهكذا يفوز الرأي الاخير لان كل الاصوات تخرس أمام الدولار؛
 نبدأ بالكتابة واطلاق التهم والافتراءات والشتائم وعندما يطفح الكيل ويرد احدنا او احدهم مبينا الحقائق نبدأ بالبكاء ونلقي عليهم اللوم في كل أخفاقاتنا على طريقة ضربني وبكى سبقني واشتكى؛ نضع كل من يذكر الحقيقة منا في خانة الخيانة وهم من الكثرة التي نراها في نتائج كل انتخابات؛ نعم نطردهم من بيننا ولكن نسبتنا تبقى كما هي لا تتغير على طريقة المقبور صدام حسين عندما كان يقول أن كل عراقي يستشهد في الحرب العراقية الايرانية تهتز نخلة لتنجب مكانه مئات العراقيين المستعدين للحرب؛     
 وهكذا بعد أن همشنا انفسنا اسما وانسانا نقوم بالقاء اللوم على الاخرين لانهم يعملون  مع العاملين منا فقط وهم الاكثرية لذلك لا نعترف بكل ما فعلوه لنا لا بل نشكك بهم ونقول أنهم يصعدون على أكتافنا وأكتافنا تعبت من النوم والقاء التهم وزرع بذور الشقاق؛ كما تعبنا من تقسيم النحن الى درجات ولكل درجة شروطها ومميزاتها  اعلاها للذي يبني الجدران الكونكريتية بين الاخرين وبيننا نحن والجيران وأن لم يتعدى نشاطه التضحية بوقته للكتابة وأذا تذكره بحاجتنا للعمل يقول ليعمل الاخرون بحسب اوامري وعلى طريقتي والا فلساني قذر والعمل ليس من أختصاصي؛
وأخيرا أذا كتب أحدنا حقائق تزعجزنا ولا نتمكن من مناقشته بها نلجأ الى تفريغ ما في جعبتنا من اتهامات ونعوت مرة واحدة؛ كنا نصدر شهادات المواطنة على اهوائنا ومؤخرا تطورت صلاحياتنا وأخذنا نمنح الرتب العسكرية وحسب اهوائنا أيضا وبالمناسبة أنني حصلت من أحدهم على رتبة عميد في الوقت الذي أعتز برتبتي الحقيقية التي هي جندي مكلف لخدمة وطني وشعبي الكلداني الاشوري السرياني؛ وهمسة أخيرة لهذا الداعية كيف يكون أكل (فتاة) الاخرين فاذا كان المقصود فتاة كما كتبها فأقول الاناء ينضح بما فيه أما أذا كان المقصود فتات فأقول اذا كانت خبزا نقيا من حنطة مزروعة بتربة بلادي ومخبوز بايادي شعبي فهي ألذ الف مرة من القوزي المطبوخ بالسم؛ وسؤال بسيط له اتمنى أن يجيبه: الست انت القائل أنهم ابيدوا عن بكرة ابيهم فكيف يكون لهم موائد وأي من الادعاءين كان افتراءا الابادة عن بكرة ابيهم أم وجود موائدهم؟ نطلق على كل مؤمن بوحدة شعبنا لقب التأشور أي تحول الى اشوري وصفة التحول يشترط بها وجود الحالة السابقة المختلفة كأن يكون الشخص بعثيا عربيا ثم يتكلدن أو يتأشور ألا أننا نطلقها دون وجود الحالة السابقة المختلفة ولكن لمجرد اختلافنا مع الشخص؛ كنا ننتقد الاخرين لعدم ذكرهم اسمنا في ادبياتهم ولما امتلأت كتاباتهم باسمنا وبدلا من ترك الاسطوانة المشروخة أخذنا نتطاول عليهم  عليهم مشترطين تغيير اسم تنظيمهم وهنا اوصلنا التخبط الى حالة شاذة فمن ناحية نتدخل في شؤونهم الداخلية ومن ناحية أخرى لم نعد نعلم هل هي اشكالية التسمية القومية أم اشكالية اسم تنظيمهم؟  وهكذا يدور الدولاب ونحن نتهم النحن وفي هذا الخضم قرأت ما كتبه أحد النحن وجدته قد وضع بعض النقاط على الحروف فأود درج فقرة جاءت في موضوع السيد طلعت منصور ابرم والمنشورفي عنكاوا كوم تحت عنوان لماذا هذا الاجحاف بحق قوميتنا الكلدانيةحيث قال


اما بالنسبة لاخواننا الكتاب وخصوصاً بعض الكتاب في الخارج نراهم قد انشغلوا في امور لا تخدم قضيتنا القومية بقدر اهتمامهم بمقالاتهم الهجومية التي تحمل طابع التشهير والطعن والحكم على الامور من بعد وقذف التهم كأننا ومع الاسف نخوض حالة من الصراع الكلداني الكلداني وباتت الاحقاد الشخصية تشكل منعطف خطير على مستقبلنا والتي كما قلنا تؤججها بعض الاقلام المسمومة التي هي اكثر فتكاً من سموم الافاعي لان الحكم من بعد قد يفتقر الى الموضوعية والمنطقية ويخلو من المصداقية ، وان المقالات الهجومية قد اغرقت الانترنيت وهناك بعض من الكتاب ومع الاسف يرغبون اسلوب المتاجرة بالقضايا القومية ، لقد سئمنا وسئم شعبنا من هذه الاساليب واصبحت الكتابة لدى البعض مجرد قضاء وقت تحت ذريعة التوجه القومي والتحدث بأسم الكلدان واعطوا لانفسهم صلاحية وحق منح الشرعية وكأنهم الاحرص على مصلحة الكلدان ، فأن كنا صادقين مع شعبنا علينا ان نحفز الشعور القومي لمن ضعف لديه هذا الشعور وابتعد عن قوميته بدلاً من اضاعة الوقت في مهاجمة الاخرين لان هذه الحالة تشكل اعاقة في طريق ترتيب البيت الكلداني 




         

57
أين التهميش الكلداني يا أيها الانقسامي

يوسف شكوانا
في الاعلان الانترنيتي الجديد نقرأ لعدد قليل من الكتاب تعابير مكررة وكأنهم في حرب طاحنة مع تنظيمات واشخاص وأن لا يعترفوا بهم كأبناء قوميتهم الا أنهم أقرب المكونات اليهم حيث يشتركون معهم في التاريخ والارض والدين واللغة والتراث والحاضر والمستقبل فهم يأتون بفكر انقسامي جديد ولكن لا نقرأ عن هذا الفكر بقدر ما نقرأ عن هجوم عنيف كتابيا على أقرب الناس اليهم ولقد عودونا على تعابير جديدة تكاد تزين كافة كتاباتهم كالتخوين والتهديد والوعيد والبكاء معللين كل فشل لافكارهم بنظرية المؤامرة على غرار الاعلام الشمولي العربي الذي يرجع اسباب كل المشاكل الى الاستعمار والصهيونية ولقد عبر عن هذه الحالة غوار الطوشي في مسرحية كأسك يا وطن فاسباب التقصير في المستشفى وانقطاع الكهرباء وعدم تبليط الشوارع وغيرها ليست الا الاستعمار والصهيونية وهكذا نقرأ لهم أن اسباب كل فشل لهم في الانتخابات ليست سوى مؤامرة اشورية لتهميش الاسم الكلداني فلنرجع الى تاريخنا السياسي الحديث ونبحث عن التهميش المزعوم
لنبدأ بفترة الحرب العالمية الاولى ودخول شعبنا في منطقة حكاري الحرب مرغمين مدافعين عن انفسهم ومناطقهم من اجل البقاء وكانت نتيجتها المذابح الجماعية وخسارة نصف عددهم وكل اراضيهم وقراهم ولا تقتصر الحالة على المحاربين من اجل البقاء وأنما شملت كل المسيحيين من ارمن وكلدان سريان اشوريين حيث ابيدت خمسة ابرشيات كلداني دون أن تشترك بأي قتال ولعبت السياسة ومصالح الدول الكبرى دورها في بيع هذا الشعب ووجوده في صفقات حققت كل منها مصلحتها على اشلاء هذا الشعب المسكين واراضيه وكانت مسألة خسارته لاراضيه مقابل التوطين السبب الرئيسي لانتفاضة عام 1933 والطريقة التي تم التعامل معها والتي تعرف بمذابح سميل وخلال كل هذه الاحداث كان أجماع كل المثقفين باطلاق التسمية الاشورية على المسألة نذكر منهم على سبيل المثال وليس الحصر المطران الكلداني توما اودو والمناضل الاثوري فريدون اثورايا والمعلم السرياني نعوم فائق وابن تلكيف البار يوسف مالك وغيرهم بينما لم نسمع باي معارض للتسمية كما أن البعض استخدم تسمية كلدواثور دون اية معارضة او ضجة اعلامية كالمطران الكلداني الشهيد توما اودو والقائد أغا بطرس
من تبعات مذابح 1933 كانت التهجير واسقاط الجنسية العراقية مما أدى الى تشكيل تنظيمات مختلفة خاصة في دول المهاجر أما في الداخل فكانت للطريقة البشعة التي تم فيها التعامل مع المواطنين العزل اثرها في اخماد النشاط القومي ولكن دون أن تقضي عليه فكان لسياسة النظام المقبور الشوفينية اثرها الكبير في تشكيل تنظيمات وتكتلات ذات طابع سياسي قومي ولكنها لم ترتقي الى المستوى المطلوب في اظهار الوجه الوطني الديمقراطي لتطلعات شعبنا الى عام 1979 عندما تأسست الحركة الديمقراطية الاشورية في ظروف غاية الصعوبة والخطورة وتوجت مسيرتها بتقديم الشهداء سواء في سجون النظام وعلى اعواد مشانقه أم في سوح الكفاح المسلح أضافة الى المشاركة في الكفاح المسلح جنبا الى جنب مع القوى الكردستانية والوطنية العراقية وكلنا نعرف تبعات المشاركة في الكفاح المسلح حيث لم تقتصر على حياة الفرد المشترك وأنما تشمل افراد عائلته وحتى أقاربه أضافة الى الظروف القاسية التي يعيشها وهكذا نرى استمرار العمل السياسي تحت الاسم الاشوري دون أن نسمع عن اي معارضة على الاسم
بعد أنتفاضة اذار 1991 دخل العمل السياسي مرحلة جديدة في أقليم كردستان العراق حيث الانتخابات والمشاركة بالسلطة ولم نسمع ‘ن أي تمييز بين شخص واخر أو بين قرية وأخرى على اساس التسمية وجاءت المدارس السريانية لاحياء لغة الكل كما  رأينا اتباع كل تسمياتنا في البرلمان والمناصب المختلفة بضمنها الوزارة وجاء التغيير عام 2003 لينقل العمل السياسي من مرحلة الكفاح ودفع الضرائب الى مرحلة النضال السلمي وتحقيق الاهداف وسارعت الحركة الديمقراطية الاشورية بعد اشهر الى الدعوة لعقد مؤتمر بغداد حضرته معظم الاطراف السياسية والكنسية وغيرها واتفقوا على التسمية الكلدواشورية واللغة السريانية وهكذا نرى أن اضافة كلمة الكلدان جاءت من مؤتمر دعا اليه تنظيم اشوري كما يسمونه وظهر بعد فترة أنه كان لبعض الموقعين على القرار حسابات أخرى لم تتحقق في اول انتخابات عراقية فالتفوا على قرارهم واتهموا زوعا باستغلاله ولحد الان لا افهم كيف انفرد زوعا دون غيره بذلك الاستغلال وعلى كل حال تم تشكيل المجلس الشعبي ودعا لعقد مؤتمر شارك به عدد كبير من المندوبين واتفقوا على التسمية كلداني سرياني اشوري وهكذا نرى للمرة الثانية تضاف كلمة كلداني وهذه المرة كانت بمبادرة تنظيم يطلقون عليه اشوري اشوري اشوري وبمعنى اخر أن التنظيمات الاشورية هي التي دعت لعقد  كلا المؤتمرين وتمت فيهما اضافة الاسم الكلداني فهل يعتبر هذا تهميش أم أعتراف بالاسم والمعروف أن الاعترافين تما بعد الانتهاء من مرحلة دفع الضرائب فمن هو المهمش هل الذي عمل على اضافة الاسم الكلداني أم الذي كان شعاره امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة أو حتى الذي كان يعمل بشعار الوقوف على التل اسلم
كل ما تقدم كان مختصرا لمسيرة العمل السياسي القومي ورأينا فيه عكس ما يدعون تماما والان لنمر بسرعة على المنجزات والمناصب باحثين عن اي تهميش ونبدأ بالمناصب الوزارية التي حصلت عليها تنظيمات شعبنا وكانت اثنان في كردستان وثلاثة في بغداد حصلت عليها الحركة الديمقراطية الاشورية وبالقاء نظرة على الوزراء وتصنيفهم بمقياس المقسمين نجد أن اربعة منهم من الكلدان واثوري واحد فقط وثلاثة قائمقامية اثنان في تلكيف كلاهما كلدانيان وواحد في بغديدا سرياني ومدير ناحية القوش منذ البداية كلداني وهكذا عن اعضاء البرلمان الكردستاني والبرلمان العراقي القادم اما القرى فلم اسمع لحد الان اي تمييز في الخدمات على اساس التسمية وهذا ينطبق على المدارس السريانية تلاميذا وهيئات تعليمية وتربوية وكذلك على الدوائر والمؤسسات المختلفة التي يرأس معظمها الكلدان كالدكتور سعدي المالح والسيد نزار حنا والمشرف التربوي اكد مراد والحاكم ميخائيل شمشون والقائمة تطول أذا أين هو التهميش المزعوم يا ترى
من كل ما تقدم نتوصل الى حقيقة المدعين بالتهميش وهي اختصارهم لكل الكلدان بالعدد القليل الذي يختزل كل ما للتسمية الكلدانية من محتويات بحيث تقتصر على محاربة الاشورية والانفصال عنها ولا يمكن أن يكون ذلك من باب الحرص على الكلدانية بدليل أنه ضد المؤمنين بالوحدة واصفا أياهم بالمتأشورين رغم انهم يحافظون على لغتهم وتراثهم ودينهم في حين يغمضون اعينهم على الخطر الاكبر على الكلدانية والتي هي الاستعراب وكأن لسان حالهم يقول نعم للانصهار بأية قومية باستثناء الايمان بالوحدة القومية والتي يسمونها بالتأشور فالذي لا يميز قوميا بين كرمليس وبغديدا يعتبرونه خائنا وباع نفسه والذي لا يضع جدران فاصلة بين تلاميذ مدرسة سريانة فهو متنكر لحليب أمه ولقد اثبتوا كل ذلك بكتاباتهم التي كانت في الانتخابات الاخيرة والتي كانت تقول نعم للكلداني الذي اعطى صوته للعراقية والتحالف الكردستاني أما الذي صوت للرافدين والمجلس الشعبي أي للاشوريين بمنطقهم فهم خونة أليست هذه كلدانية جديدة غير التي عرفناها وتربينا عليها واخيرا أقول نعم لكلدانية الذي يضحي بحياته في الوطن من اجل المحافظة على حقوق الكلدان والسيد باسم بلو قائمقام قضاء تلكيف نموجا والسيد سالم كاكو نموذا اخرا من مئات النماذج ولا والف لا لنافخي سموم الانقسام الانترنيتيين من استراليا او امريكا او السويد او النرويج
والى الموضوع القادم عن تناقضاتهم الكتابية 

58
لا يمثلني الا الذي ينتخبه شعبي فكفاكم النفخ في قربة مثقوبة
يوسف شكوانا
تعتبر عملية الانتخابات من الاسس الرئيسية للنظام الديمقراطي وهي تجربة جديدة على شعبنا فلا غرابة أن تتخللها أخطاء وتجاوزات ورغم ذلك فعند اعلان النتائج الرسمية لكل انتخابات يجب على الكل التعامل معها خلال الفترة التي يحددها القانون هذا ما تتعامل وفقه الشعوب المتحضرة ولكننا نرى في التجربة العراقية عكس ذلك عند البعض مما يدعو الى الاستغراب خاصة عندما يسلك مثل هذا السلوك من قضى عقودا من السنين من عمره في بلدان الانتخابات يراعي اصولها ويطبقها في وطنه الثاني ولكنه يعمل العكس في تجربة وطنه وشعبه رغم ادعائه الاعتزاز بهما
في التجارب العالمية هناك من يحصل على ملايين الاصوات الانتخابية الا أنه يخسر أمام منافسه بمئات الاصوات ورغم ذلك يرضخ للنتائج الرسمية ويعترف بالامر الواقع ولا يدعي أي تمثيل للشعب ولكن الامر يختلف عند البعض فالذي يختلف مع من يختاره شعبنا لا يكتفي برفضه وأنما ينصب نفسه مكانه ممثلا للشعب رغم فشله في الحصول على ثقة الشعب في الانتخابات أو انه لم يشترك بها أصلا ولكن كل رأسماله أنه قام بتشكيل تنظيم لا يهم نوعه ومجى فاعليته واختصاصه سواء كان اجتماعيا ام رياضيا ام تراثيا ام فنيا ام ادبيا خاصة عندما لا يعرفه شعبنا الا من خلال كتاباته في الانترنيت وهل يوجد نضال اسهل من هذا كما لا يتعدى عدد اعضاؤه العشرة ولو كان الامر بهذه السهولة فبأمكان ال73 الفا الذين اشتركوا في انتخابات كوتا شعبنا أن يشكلوا اكثر من 7 الاف تنظيم من هذا الشكل وكل منهم يدعي تمثيل الشعب حسب اهوائه الا أن التمثيل الشرعي يبقى محصورا بالذين انتخبهم الشعب   
أن ما يقوم به أمثال هؤلاء لا يتعدى التشويش والتقليل من أهمية الانتخابات ونتائجها هذا من ناحية ومن ناحية أخرى يظهروا أنفسهم قبل أظهار شعبنا أمام الاخرين بمظهر الغير متحضر خاصة عندما يخاطبون الاخرين معترفين بمراكزهم التي حصلوا عليها نتيجة الانتخابات وبذلك يحترمون نتائج الانتخابات للكل الا لشعبنا فلا يرفضون المقاعد التي حصلت عليها القوائم الفائزة كالعراقية ودولة القانون والائتلاف الوطني والتحالف الكردستاني ولكنهم يصعب عليهم الاعتراف بفوز قائمتي الرافدين والمجلس الشعبي وبهذا يعتبرون الفوز حلال للكل الا على ممثلي شعبنا فهم تارة يجردونهم من صلاحياتهم متجاوزين على الدستور وعلى أرادة الناخبين وتارة أخرى ينكرون عليهم مواقعهم التي حصلوا عليها بجدارة وباصوات الشعب وفي كل هذه الاحوال أنهم يظهرون انفسهم بالجاهلين باصول الانتخابات ليس الا لان الذين يخاطبونهم جاءوا بالانتخابات ويعرفون اصولها جيدا
أنهم لا بد وأن يعرفوا جيدا عدم امتلاكهم أية صلاحية التمثيل ومثل اعمالهم هذه لا يمكن أن تكون خارج القول المعروف أذا مت ضمانا فلا نزل القطر 
أن المقصود هنا ليس الدعوة الى السكوت أو غلق الدكاكين للبعض من الذين يفشلون في الانتخابات فلهم كل الحق في المراقبة والمعارضة ولكن أن لا تصل الى درجة الالتفاف على الممثلين الشرعيين المنتخبين ومحاولة تجريدهم من صلاحياتهم ومواقعهم التي يحددها الدستور محاولين خلط الحابل بالنابل متوهمين انهم بكتاباتهم يؤثرون على العاملين الفائزين بثقة الشعب كما يتوهمون ان الذين يخاطبونهم سيصغون اليهم بسبب اسماء تنظيماتهم او لكيل المديح لهم ناسين أو متناسين ان كيل المديح لا يوصل الى الهدف وانما ينزل من مكانه المادح الى درجات لا يحسد عليها خاصة اذا كان الممدوح ذي تاريخ سياسي وموقع  اراه العديد من وعاظ السلاطين   
عندما توجه الناخب الى صناديق الاقتراع وضع امامه المعايير التي يراها مهمة في الاختيار كالسيرة الشخصية والمصداقية والقابليات والمنهاج والنزاهة وغيرها من الامور التي يراها كل ناخب ضرورية لصنع القرار وكل ناخب حر في وضع معاييره الخاصة كما يراها فالاجدر بالذين يفشلون في الحصول على ثقة وصوت الناخب أن يراجعوا كل هذه الامور ذاتيا لا أن يرجعوا كل الاسباب الى الاخرين كمرحلة اولى لتليها مرحلة الالتفاف على مضمون الفوز ولكنها في حقيقتها لا تكون الا زوبعة في فنجان اذ لا تتعدى حدود الانترنيت كما أنها تعبر بصورة غير مباشرة بعدم شرعية الانتخابات سواء العراقية اذا كان المخاطب مسؤولا عراقيا ام الكردستانية اذا كان المخاطب كردستانيا ولهذا فلا نستغرب ان يرفض المسؤول حتى قراءة  الطلب فمن حقه الطبيعي ان يكون تعامله مع القنوات الشرعية المعترف بها وهي نفس القناة ونفس الانتخابات التي اوصلته الى موقع المسؤولية
من كل ما تقدم   فلا يمثلني الا الذي يفوز بالانتخابات من اية قائمة كان سواء انتخبته ام انتخبت غيره ولا فرق هنا اذا اؤيد برنامجه ام لاء فهو وحده يعتبر الممثل الشرعي لشعبنا أن كان في العراق ام في كردستان ام في المحافظات او الاقضية او النواحي وحتى مخاتير القرى ولجانها أما التشويش الانترنيتي فليس سوى نفخ في قربة مثقوبة

59
القوائم الكلدانية فشلت في الانتخابات وليس الكلدان
يوسف شكوانا
في البداية اهنئ قائمتي الرافدين والمجلس الشعبي فوزهما كما أهنئ الاعضاء الخمسة الذين سيمثلون شعبنا في البرلمان العراقي القادم متمنيا أن يكونوا يدا واحدة وصوتا واحدا معبرا عن  ارادة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري الواحد ومدافعا عنه
ما ان اعلنت نتائج الانتخابات وفوز قائمة الرافدين بثلاثة مقاعد والمجلس الشعبي بمقعدين حتى انهالت المقالات المختلفة الاراء والمقاصد حول الانتخابات أذكر منها ما يخص الفشل الحتمي لقائمتي المجلس القومي الكلداني واور؛ وكما هو متوقع تم ارجاع سبب الفشل الى كل ما يخطر وما لا يخطر على بال باستثناء السبب الحقيقي الذي هو في ارائهم الانقسامية الشاذة التي يرفضها شعبنا   وبعض الكتاب يظهر هذا الامر وكأنه فشل الكلدان منهم تشفيا ومنهم تباكيا وتتراوح كتاباتهم بين الوعيد وبين التحليل والبحث عن الاسباب وهؤلاء لا بد وان بذلوا جهودا معينة في كتاباتهم وذكروا العديد من اسباب الفشل كالانقسام وتفضيل المصلحة الشخصية وتدخل الكنيسة والقروية وحداثة العمل والفكر وقلة الخبرة والامكانيات وكأننا في سباق يربح به من يذكر ما لم يتطرق اليه غيره فوصل البعض الى قانون الانتخابات وبريمر والقادم اغرب !  ومهما كانت الا انني اعتبرها  اسبابا ثانوية والدراسات المقدمة تحوم حول الموضوع ولا تدخل صلبه كما انها تحرفه عن حقيقته جهلا او تعمدا لامتصاص شعور الاحباط الذي تفرزه مثل هذه النتائج؛ فيعمم هؤلاء الكتاب الفكر الذي تبنته القائمتان وكأنه فكر الكلدان وغالبية الكلدانبراء منه؛ وهذا ما تروج له كتابات البعض المعروفة افكارهم وخيالاتهم ومؤسساتهم باسمائها العالمية؛ ومن المؤسف له أن ينجر بعض كتاب الرأي الاخر ويحذون حذوهم في التعميم  فنرى معظم هذه الكتابات تظهر الحالة عكس حقيقتها وكأنها فشل الكلدان!! وهذا خطأ كبير حيث الصوت الكلداني الاصيل كان ولا يزال وسيبقى مع الوحدة القومية التي كان مفكرو الكلدان اول من نادى بها؛ كما  ان مثل هذا الادعاء لا يمكن أن ينطلق الا من منطلق اصرار البعض على تمثيل القائمتين المذكورتين لجميع الكلدان بالضد من ارادتهم بدليل الرفض الواضح لها من قبل الاكثرية الكلدانية في جميع الانتخابات؛ فلو اكتب بلغة هؤلاء الذين يقسمون شعبنا الى كلدان وسريان واشوريين اقول؛
أن القوائم التي تنافست على المقاعد الخمسة لم تكن مقسمة بحسب تسمياتنا اي على الناخب ان يختار بين الكلدانية والسريانية والاشورية على اساس التسمية فقط باستثناء هاتين القائمتين اللتين ركزتا على التسمية الكلدانية اسما ومنهجا ومرشحين متوهمين ان ذلك كاف لفوزهم ولكن النتائج اظهرت مدى جهلهمبقراءة الواقع؛ لان الناخب بصورة عامة ليس بهذه السطحية وقلة الوعي لكي يترك الاساسيات وينجر وراء التسمية فتتحول الانتخابات من وسيلة الى غاية! هذا الامر الذي يحرمه على الغيرمن الاحزاب العراقية فبأي منطق يقبل به على نفسه؛
ان عملية الانتخابات بحد ذاتها ليست غاية تتحقق بفوز هذا او ذلك وانما هي وسيلة لتحقيق الاهداف ولقد كان امام الناخب عدة قوائم لكل منها منهجها ونظراتها وتاريخها واعمالها وما الى ذلك وكانت بعض الصفات مشتركة في عدد منها وبعضها مختلفة والمقارنه كانت مهمة الناخب كي يختار ومن الطبيعي ان يكون لكل ناخب بعض الاساسيات يعتمد عليها في صنع قراره وهو حر فيها؛ وبالقاء نظرة الى النقاط المشتركة بين القائمتين الفائزتين نجد ان اهمها والتي يراها ويلمسها الناخب هي الايمان بالوحدة القومية والانجازات المختلفة المادية والمعنوية على الارض وبذلك نستطيع القول انها كانت الاهتمامات الرئيسية للناخب بصورة عامة طبعا مع وجود خصوصيات اخرى لكل قائمة؛
 ومرة اخرى اقول بلغة الذين يقسمون شعبنا ويقولون ان نسبة الكلدان هي 80% وصوروا الانتخابات على انها بين التسميات فلو كان الامر كما يدعون لحصلت القائمتان الكلدانيتان على اربعة مقاعد دون اية صعوبة وذلك استنادا الى ارقامهم؛ الا ان النتائج اظهرت عكس ذلك اذ أن مجموع ما حصلت عليه القائمتان كان 16.6% من مجموع الاصوات اي 13.3% من المصوتين الكلدان لقوائم الكوتا صوتوا لهاتين القائمتين وطبعا لا يمكن ان تكون كل هذه النسبة مع الانقسام ففيهم من صوت لاسباب اخرى كالقرابة والعلاقات الخاصة؛( واذا حسبنا الاعداد التي صوتت للقوائم العراقية كالعراقية واتحاد الشعب والتحالف الكوردستاني ربما ستهبط النسبة الى واحد او اثنين بالمائة)؛ ومن الطرف الاخر يظهر أن اضعافا مضاعفة لهذا العدد من الكلدان صوتوا للوحدة فلولا اصواتهم لما حققت قائمتا الوحدة القومية هذه النتائج وبمعنى اخر ان رغبة اكثرية الكلدان بصورة عامة فازت في الانتخابات لانها حققت ارادتها الانتخابية والذي فشل فيها هو الراي الانقسامي الذي يتبناه بعض الكلدان وعبرت عنه القائمتان المذكورتان؛ ومن هذه الحقائق ارى ان الكلدان لم يفشلوا لا بل فازوا؛ ورفض الانقسام من قبل الغالبية العظمى من شعبنا لا يشمل الرأي الانقسامي الكلداني فقط وانما رأي التعصب والغاء الاخر وهذا ما حصل لرأي التعصب الاشوري في الانتخابات الماضية فمعظم الاصوات الاشورية انتخبت الوحدة القومية وليس التعصب للتسمية الاشورية ورفض الاخر وبذلك لم تكن النتائج التي حققتها قائمة التعصب بالامس افضل من قوائم الانقسام اليوم فكما قال شعبنا بالامس لا للتعصب يقول اليوم لا للانقسام؛ وم ينخدع الناخب لا بالامس ولا اليوم بالاسماء والتسميات؛
وبلغة الارقام لنأخذ مجموع المصوتين لقوائم شعبنا وكانوا 73315 فمن المفروض وبحسب نسبة الثمانين بالمائة كما ينادي البعض ان يكون منهم 58652 كلداني ولما كان مجموع الذين صوتوا لقائمتي المجلس القومي الكلداني واور 12155 (نعم فقط 12 الف صوت من كافة ارجاء العالم للقائمتين اللتين تمثلان ثالث قومية في العراق كما يحلو للبعض تسميتها علما ان نصف هذه الاصوات كانت من المحافظات التي ليس لشعبنا وجود يذكر فيها) فيبقى 46497  كلداني صوت للقائمتين الفائزتين اي فازت ارادتهم الوحدوية وبهذا نرى ان نسبة اكثر من ثمانين بالمائة هي مع الوحدة وليس العكس وهي الفائزة بجدارة فهل يجوز أن نعمم فشل العشرين بالمائة على فوز الثمانين بالمائة؟
وهكذا نرى أن الراي الوحدوي في شعبنا الكلداني السرياني الاشوري فاز بجميع المقاعد الخمسة المخصصة له والذي فشل هو الراي الانقسامي؛ فالف الف مبروك للاكثرية فوزها     

 


60
المنبر الحر / حتى تهانيهم ملغومة
« في: 01:05 20/03/2010  »
حتى تهانيهم ملغومة
يوسف شكوانا
من المعروف أن عملية الانتخابات تسبقها فترة الدعاية الانتخابية يحاول كل مرشح أن يعرض للجماهير ما لديه بهدف نيل اصواتهم يوم الانتخابات؛ وهذه الطريقة تسمى بالدعاية الايجابية وهي الطريقة النموذجية في الدعاية الانتخابية والبعض يدخل في دعايته اسلوب التهجم على منافسيه وبدرجات متفاوتة للهدف نفسه أي لكسب الاصوات وهذه تسمى الدعاية السلبية وهذه الطريقة متبعة أيضا ولكنها غير مستحبة لدى الشعوب وقد تعبر الحدود وتسبب اللجوء الى القضاء احيانا؛ الا أنه وفي كل الاحوال تنتهي هذه الحملات مهما كان نوعها عند أجراء الانتخابات وما نراه عند الشعوب المتحضرة أن الذين لم يحققوا النجاح يكونون أول من يقدم التهاني للفائز ولم نسمع أن أي منهم ضمَن تهانيه انتقادات للفائز أو ما يعرف بتغلَيف السموم بالتهاني ولكن الحالة تختلف لدى فريق كتابنا المعروفين بان لا همَ لهم غير زوعا لذلك تقرأ عناوين تبدأ بالتهاني مع أضافات مختلفة أحدهما يحلل سبب الفوز واخر يضع شروطا وثالث يعلن من غرفته موقف الاكثرية كما يشتهي ويتمنى ورابع وخامس وسادس؛ نراهم يلومون الكل ألا قائمتهم وتنظيمهم فالكل  على خطأ الا هو يبدا بقانون الانتخابات ثم طريقتها فالقوائم الفائزة وتنظيماتها والناخب والمكان والدعاية الانتخابية والهيئات المشرفة ويلعن الحظ والمناخ والطرق والتلفزيون والاغاني والمسرحيات وحتى الحبر ولا يترك شيئا لا من قريب ولا من بعيد الا تنظيمه الذي يعتبره معصوما من الخطأ ومن حسن حظ زوعا  أنه لم يكن الفائز الوحيد في الانتخابات وأنما شاركه المجلس الشعبي وبذلك يتلقى هو أيضا البعض من القذائف ويشارك زوعا بها أذ من المؤكد أنه لو لم يفز لنجا من أنتقاداتهم وكأنها ضريبة الفوز وهؤلاء يعرفهم قراء الانترنيت من اسمائهم  وعناوين مقالاتهم ولنأخذ نموذجا منها
كتب احدهم تهانيه كغيره كتاب الهجوم وكالمعتاد أضاف على العنوان تساؤلات وتوضيحات وعند قراءة الموضوع تجد أنه غلف سمومه بغطاء خفيف من  العسل فحاول خداع الجماهير بأنه يظهر بمظهر الانسان المتحضر الذي يسارع لتهنئة منافسيه حال أنتهاء الانتخابات ومن موضوعه يظهر أنه من أنصار أحدى القوائم التي جاءت نتيجها في المرتبة الاخيرة اي كما يقال في السباقات الرياضية الاولى من الوراء فلم تترك أحدا خلفها رغم تشكيلها من ثلاث تنظيمات؛ بعد غطاء التهنئة يدخل لب المقال المتكون من 100 سطر فماذا نجد في هذا النوع الغريب من التهاني
ستة اسطر ينتقد فيها قانون الانتخابات والكوتا والقاسم الانتخابي وكأنه يقول لولا هذه القوانين المجحفة لكانت قائمته الفائزة الوحيدة ونسي اوتناسى ان قوانين الانتخابات الماضية والتي قبلها كانت بالطريقة التي يتمناها اليوم ولكن النتائج التي حققها  لم تكن أفضل من الان فالمرتبة الاخيرة في كل انتخابات هي من حصتها تحتفظ بها من غير منازع
ثلاثة عشر سطرا طعن في عملية الانتخابات ويصف ارقامها بالمهزلة طبعا ارقام القائمتين الفائزتين ويغمض عيونه عن أرقام قائمته المخجلة والغريب أن المجموعة نفسها التجأت الى بعض العمليات الحسابية في الانتخابات الماضية للتقليل من محتوى الفوز ولا أعتراض على اللجوء الى لغة الارقام ولكن من الانصاف والعدل تطبيقها على الكل على حد سواء عندها نحتاج الى مكبرات لنرى الارقام التي حصلوا عليها   
ثمانية أسطر شمل فيها زوعا والمجلس الشعبي في هجومه وطبعا سبب الجمع هذا ليس الا لفوز الاثنين فيلقي اللوم على فضائيتي اشور وعشتار متهما أياهما بكسب اصوات شعبنا بالاغاني والمسرحيات لأن شعبنا عاطفي كما يقول وهنا يحتار المرء في أمر هؤلاء فلكل نجاح يختلقون عذرا فاذا فازوا في الداخل يقولون أن السبب هو القناة التلفزيونية طيب ولكن فازوا في دول لا تصلها القناة المذكورة يقولون بسبب الزيارة والندوات قبل الانتخابات؛ جيد ولكن هناك دول غير مشمولة لا بهذا ولا بذاك يقولون لان شعبنا فيها بعيد عن الوطن اي ليس في الداخل ولا يعرف الحقائق! ولكن لو كانوا في الداخل لوصلهم التلفزيون كما قلتم أولا! وهكذا ندور في حلقة: داخل- تلفزيون- زيارات- داخل- تلفزيون- زيارات...  الى ما لا نهاية؛ ومهما يكن فمن أين نأتي بشعب لا يشاهد التلفزيون ولا يحضر الندوات ولا يبتعد عن الوطن؟ وهكذا يصيب الانسان السوي بالحيرة من أمر هؤلاء
اربعة أسطر عن قائمة عشتار التي جاءت في المرتبة الاخيرة وهو من مؤيديها كما يقول فماذا يقول عنها؟ انهم ضحوا بالكثير من اجل هذه الامة... لديهم مشروع قومي وحدوي  ثم ينصحهم بالاستمرار!! الف مبروك الاستمرار بنفس الزراعة ونفس الحصاد؛ وهنا أسأل أليس مشروع القائمتين الفائزتين وحدويا فلماذا يتهجم على الوحدويين ويمر مرور الكرام على اصحاب البرنامج المعادي للوحدة؟  من هذا يظهر أن قذائفه هي من النوع المخصص للفائزين فقط؛ كما والظاهر أنه ملم بالرياضة حيث يضرب الامثال من كرة القدم فلا بد أنه يعرف بوجود التصفيات والخاسر لا يشترك بالدورة وأذا تكررت خسارة أحد الاندية فيسد  ابوابه
سطر واحد يقدم نصيحة للقائمتين الكلدانيتين باعادة النظر ببرنامجهم؛ وهكذا فالكل على خطأ الا قائمته اليس الاجدر به أن يعالج مشكلة قائمته قبل أن يقدم مشورته للاخرين كالطبيب الذي يداوي الناس وهو عليل 
سطران يصب جام غضبه على شعبنا فيصف ممارسات شعبنا الانتخابية بانها بعيدة على الواقع وغير منطقية ابدا بسبب التناقضات بين العقل والضمير والعاطفة لاغلب ناخبينا!! وكأنه يقول ذلك لكل ناخبينا باستثناء المئات الذين انتخبوا قائمته فحصة كل تنظيم من أصوات قائمته هي الثلث لاحتوائها على ثلاثة تنظيمات؛ وهل ينصح كل من لم ينتخب قائمته بمراجعة الطبيب النفساني كي يشفى من هذه التناقضات وينتخب قائمته  في الانتخابات القادمة أن هذه التهمة هي أغرب ما عرفته في حياتي فلم اسمع من قال بما معناه أن الذي لا ينتخبني فهو مصاب بالخلل العقلي. ربما نتائج الانتخابات سببت في خلل ما وادت الى اطلاق هذه التعابير البعيدة عن العقل والضمير الحي؛ فلا يكتفي بهذا لا بل يذهب أبعد أذ يسأل: هل حقا أن شعبنا في غيبوبة وننتظر منه الاستفاقة؟ ويخرج من جعبته اتهاما اخر ويقول: اعطى البعض اصواتهم بدون بصيرة حقيقية للواقع اي اغمضوا عيونهم واذانهم عن الحقائق!! أي طرش وعميان! وطبعا المقصود بالبعض هنا هم الاكثرية الساحقة التي لم تنتخب قائمته؛ وكل هذا لا يشفي غليله حيث يمضي الى القول: شعب يعيش في غيبوبة ومتاهة وننتظر يوم الاستفاقة!! ماذا بقي في الجعبة وكيف يعمل من أجل شعب بهذه المواصفات؟ أم أنه في واد والشعب في واد اخر؟     
سطران يدعو المرشحين يوحنا وسركيس بالاستمرار؛ 
اربعة وستون سطرا يفرغ ما بجعبته على زوعا لا يترك شيئا حتى الافتراءات التي أكل الدهر عليها وشرب فالالاف الذين زاروا الاقليم وأنا أحدهم  تضاعف دعمهم بعد ان رأوا الحقائق باعينهم ولمسوها باياديهم وأعادة اثبات ذلك يتطلب صفحات عديدة ولكن شعبنا في الاقليم يجيبهم باصواته الانتخابية ولاذكر مثالا واحدا فقط وهو الاقسام الداخلية التي يزورها كل سكان المنطقة وزوارها ويشيد بها المسؤولين المختلفين في حكومة الاقليم ومؤسساته  ولا ينكرها الا هذا النفر القليل الذي  يسجل  فشلا تلو الاخر ولكنه يصر على سياسته؛ وهناك موضوع أخر يعتبر بالغ الخطورة لتعلقه بمبالغ طائلة تصل الى مئات الملايين من الدولارات يتهم قائمة الرافدين بسرقتها حيث يقول : مع الاشارة الى أن قائمة الرافدين كانت الممثلة الرسمية لشعبنا في الاقليم منذ 1991 الى يوم الظهور الفعلي للمجلس بقيادة الاستاذ سركيس اغاجان وكانت تتسلم حصة شعبنا من واردات الاقليم والحكومة لحين ظهور المجلس وتسلمه هذه الاموال التي هي من حق وحصة شعبنا في الوطن اين هي انجازات واعمال الرافدين باموالنا
وهذا يعتبر أتهام خطير لا يجوز السكوت عليه ففي الموضوع أحد الاحتمالين أما سرقة مبالغ طائلة من أموال شعبنا من قبل الرافدين وممثلها الذي هو زوعا لانها لم تكن موجودة منذ عام 1991 واما أنها تهمة خطيرة تم تلفيقها لاسباب معينة تدخل باب التشهير وفي كلتا الحالتين أنني ارى متابعة الموضوع واذا تطلب الامر قضائياالى أن تظهر الحقيقة وينال المذنب جزاءه الذي يستحقه وبما يتناسب وحجم الموضوع وهذه تعتبر مهمة الجميع لانها متعلقة باموال الشعب وهي حق الجميع والساكت عن الحق شيطان أخرس كما يعتبر هذا الامر من مهمات وسائل الاعلام في مقدمتها موقع عنكاوا ان تواجه زوعا بالاستفسار عن هذا الامر ولكن لا بد أن نسأل لو تمت هذه السرقة فعلا فهل كانت حكومة كردستان نائمة أم متواطئة لمدة 16 سنة  هذا بالاضافة الى امور الاخرى ذكرها كتعويضات المادة 140 والمبالغ المخصصة لبناء قريته كل هذا وفضائية اشور توقفت للسبب المالي الى أن قام المخلصون من شعبنا بتقديم الدعم المالي لها ليعود بثها 
في الختام لدينا مثل يقول( كمري هولا دبَا كيمر كيلي شوبابي دأقلاثح) يقولون له هذا هو الدب فيقول أين اثار اقدامه. يضرب المثل للذي تكون الحقيقة واضحة امامه وضوح الشمس ولكنه لا يود الاقرار بها فيأخذ باللف والدوران باحثا عن الادلة؛ فأسباب فوز القائمتين المذكورتين واضح وضوح الشمس للكل من غير استثناء وكذلك وفي الوقت نفسه اسباب فشل الاخرى التي عليها أن تراجع نفسها وتصحح اخطاءها وتضع الاصبح على الجرح وليس عن طريق أطلاق السموم ضد الاخرين فالجماهير تراها بافعالها هي وليس بما يقال عنها من قبل الغير ومهما كانت الاعذار فالقوانين والطريقة شملت الكل من دون تمييز والدعاية كانت مسموحة للكل وبنفس الشروط ومن دون تمييز ايضا واخيرا أقول لو كانت قائمته حقا ضحت بالكثير من أجل هذه الامة ومشروعها قومي ووحدوي كما يدعي لما تمكنت كل الاطراف الاخرى حتى لو توحدت ضدها أن توصلها الى هذه النتائج المخجلة ولنأخذ زوعا نموذجا فالمقالات ضده تعد بالمئات وفي كل منها العشرات من التهم فلو خسر صوتا واحدا مقابل كل تهمة لوصلت نتائجه الانتخابية الى نتائجهم أن لم تصل الصفر الا أن الافتراءات والتهم تذهب مع مهب الرياح وزوعا يبقى ويستمر لانه الخادم الامين الثابت على خط امتنا والمضحي الاول وصاحب قراره ولهذا تستمر قافلته بالسير


61
السيدة تيريزا ايشو: مع التحية لم أجد تناقضا ؟
يوسف شكوانا
انني ومنذ مدة أقرأ كتاباتك وأجد فيها ما أتفق معك وما أختلف في الرأي وما يصلح للمناقشة وموضوع الاختلاف  أمر طبيعي وهذا  يختلف عن بعض كتابنا الذين يرون بعين واحدة فقط فهناك من لا همَ لهم سوى  التهجم على زوعا والسيد يونادم كنا وحتى المنتمين منهم لتنظيمات معينة لا نقرأ لهم كتابات تعريف بتنظيماتهم بقدر تهجمهم هذا.  ومن كتاباتك لم المس أنك من هذا النوع ولكنني استغربت من موضوعك الاخير لا لشئ وأنما لأنني لم أجد في التصريحين
المذكورين  التناقضات التي ذكرتيها في موضوعك  لذلك أكرر قولك سبحان مبدل الاحوال
  قرات التصريحين وأنني شخصيا لم أجد فيهما اي تناقض وبعد قراءتي لموضوعك رجعت لقراءتهما مرات ولم تتغير قناعتي الاولى فالاول واضح جدا هو عن أستهداف المسيحيين في الموصل وجاء بعد فشل السلطات في كشف الحقيقة وتكرار العمليات الاجرامية دون أتخاذ أية أجراءات لايقافها أو حتى الكشف عن نتائج التحقيقات  فالى متى نبقى معتمدين على السلطات المختلفة لوضع حد لهذه الاعمال وهل هناك ملجأ آخر غير طلب التحقيق الدولي؟ فاين الخلل ؟   
حيث قال قبل الانتخابات كما ذكرت
وطالب كنا باجراء “تحقيق دولي حول استهداف المسيحيين”، مضيفا “طالبنا في مجلس النواب من رئيس الوزراء بإحالة ملف التحقيقات اعتبارا من مقتل المطران فرج رحو في الموصل، الى محاكم التحقيق الدولية لان السلطات الاتحادية عجزت عن كشف الحقيقية
 أما التصريح الثاني فهو عن الخلاف المعروف بين قائمتي الحدباء ونينوى المتاخية وهذا لم يكن بسبب استهداف المسيحيين في الموصل كما يعلم الجميع ومثل هكذا خلاف بين أي فصيلين يتطلب الجلوس على طاولة واحدة وباعتقادي أن السيد كنا كان دقيقا جدا في كلماته فطلب السيد محافظ نينوى لم يكن لحماية مسيحيي الموصل والا فما علاقة سهل نينوى في الموضوع فالمعروف أن الاضطهاد هو في مدينة الموصل تحديدا أما مشكلة المحافظ مع سهل نينوى فهي خروج معظمه من تحت سيطرته وباعتقادي أن الامر واضح والمستفيد الرئيسي من تغيير هذا الواقع بالدرجة الاولى هي قائمة الحدباء وليس شعبنا داخل مدينة الموصل الذي همه رئيسي الان هو ان يستطيع العيش بأمان وسلام والسبيل الوحيد لتحقيق ذلك هو بحل الخلافات سلميا بين الطرفين واي حل غيره سيكلف شعبنا في المنطقة كثيرا
وقال بعد الانتخابات كما ذكرت
من المؤسف ان" نطلب ذلك لحل مشاكلنا وازماتنا الداخلية".واضاف ان "على جميع الفرقاء والمختلفين الجلوس على طاولة واحدة من اجل حل المشاكل الداخلية بعيدا عن مطالبة الاخرين لحلها
وكان محافظ نينوى اثيل النجيفي قد طالب بتدخل الامم المتحدة والجهات الدولية من اجل المساعدة على ارساء التعايش السلمي في المحافظة ومنطقة سهل نينوى بين القوميات والاثنيات المختلفةواشار كنا الى " اننا نقدر هذا الطلب والذي جاء حرصا على وحدة الكلمة " مبينا " كان من الافضل ان تجلس قائمتي الحدباء ونينوى المتاخية على طاولة واحدة لحل الامور العالقة وبان ناتي الى كلمة سواء فيما بيننا
". حسب قوله
أي يقول للمحافظ: أننا نقدر طلبكم للتعايش السلمي أما مشكلتكم مع قائمة نينوى المتاخية فالافضل حلها بالجلوس على طاولة واحدة
والذي يتمعن بالتصريحين ومناسبة كل منهما يرى بوضوح الفرق بينهما فالاول هو طلب أحالة ملفات التحقيقات في قتل المسيحيين الى محاكم التحقيق الدولية بعد  نفاذ الصبر وعدم وجود اي امل بتغيير الواقع من قبل السلطات. أما الثاني فهو رد على المحافظ الذي يحاول تدويل موضوع سهل نينوى وخلافات قائمته مع نينوى المتاخية مما أدى الى فقدان سيطرته كمحافظ على العديد من الوحدات الادارية في محافظته وهذا واضح من رد السيد كنا أذ يؤكد على حل الامور العالقة بين القائمتين بالجلوس على طاولة واحدة وهل كان موضوع استهداف المسيحيين في الموصل أحد الامور العالقة بينهما؟ طبعا الجواب هو كلا بدليل أن مسلسل أستهداف المسيحيين في الموصل قبل ظهور كل من قائمتي الحدباء ونينوى المتاخية هذا عن الخلافات بين القائمتين  أما موضوع الجرائم ضد المسيحيين فيكرر هنا ايضا مطالبته بالتحقيق الدولي. فأين الخلل مرة أخرى؟
تكملة ما قاله بعد الانتخابات ولم تذكره السيدة ايشو
ولتأكيد ذلك أن الخبر المنشور في الموقع الذي أشرت اليه يؤكد ذلك وفي نفس الموضوع ولكن السيدة تيريزا ايشو لم تود ذكره لسبب ما فهو يؤكد بعد الانتخابات ما قاله قبل الانتخابات حيث جاء فيه
ونوه كنا الى أنه( من المفروض المطالبة بالتحقيق الدولي للكشف عن المسؤولين عن الاعمال الاجرامية التي تحدث في المحافظة مؤكدا أن الكشف عن هذه الجرائم بحاجة الى محقق دولي)
وخلاصة ما نجده في التصريحين هو ثلاثة مواضيع هي
اولا: تثمين طلب المحافظ بالتعايش السلمي في المحافظة
ثانيا: تفضيل الجلوس على طاولة واحدة لحل الخلافات بيت قائمتي الحدباء ونينوى المتاخية
ثالثا: طلب أحالة ملف التحقيقات بالجرائم ضد المسيحيين الى المحققين الدوليين
 ومن غريب الصدف أنه بعد كتابتي لهذا الموضوع تصفحت موقع عنكاوا لاقرأ فيه تصريحا ثالثا تحت عنوان يقول: وسط عجز الحكومة العراقية على كشف المجرمين أو تسترها عليهم يونادم كنا يطالب بتحويل قضية استهداف المسيحيين الى المحقق الدولي وهكذا نجد ان التصريح نفسه يتكرر قبل الانتخابات وبعدها مباشرة ثم بعد عشرة أيام من غير تغيير او تناقض 
   فطلبه كان لموضوع معين ورفضه كان لموضوع آخر مختلف عنه فأذا قال أحدهم اليوم أنني أحب الخير وغدا يقول انني أكره الشر فهل تعد تناقضا استخدامه كلمتي احب واكره فهل هناك اكثر وضوحا من هذا   



62
المنبر الحر / من أنتخب؟ ولماذا؟
« في: 19:11 17/02/2010  »
من أنتخب؟ ولماذا؟
يوسف شكوانا
     لا يشك أحد بأهمية الانتخابات العراقية القادمة التي ستحدد أعضاء البرلمان العراقي للسنوات الاربعة المقبلة وبما يخص شعبنا الكلداني الاشوري السرياني فلا تقل أهميتها خاصة في هذه المرحلة التي ستحدد العديد من الامور الوطنية والقومية؛ وبألقاء نظرة للانتخابات السابقة ونتائجها التي يعاني البلد منها يكاد العراقيون يجتمعون على أن ما يحصل اليوم يعود سببه الى الناخب الذي كان معياره في الاختيار الاسس الخاطئة في مثل هذه العملية؛ فانتخب على أساس المذهب والقومية والعشائرية دون أعتبار للمصلحة الوطنية وانتخاب الشخص المناسب وهكذا لا يزال يدفع الثمن فهل ستتكرر تلك الاخطاء في هذه الانتخابات؟
بما يخص شعبنا فالحالة لا تختلف عن الحالة العراقية بصورة عامة؛ وبنظام الكوتا التي خصص خمسة مقاعد لشعبنا تتنافس عليها العديد من القوائم وفي الوقت الذي اهنئ الفائزين بجدارة أدرج أدناه بعض المعايير المهمة التي اراها ضرورية كمقاييس في الاختيار ولا بد ان يكون لكل ناخب معاييره الخاصة يعتمد عليها لانه أساس العملية الانتخابية وبدون صوته لا يستطيع المرشح أن يحقق شيئا واتمنى أن تكون معايير الناخب مبنية على أسس حضارية نابعة من المصلحة الوطنية والقومية لا ان تكون مبنية على أسس متخلفة يندم عليها وقت لا ينفع الندم. بأمكان الناخب عمل جدول بقوائم شعبنا من جهة والمعايير التي يعتبرها مهمة في الاختيار من جهة أخرى كي يتوصل الى منح صوته للذي يحصل على اعلى درجات؛ أنني شخصيا اعتبر المعايير التالية اساسا مهما في الانتخاب والذي يختلف معي فيها ما عليه الا تغيير بعضها أو كلها ويتحكم الى عقله وضميره:
1 أن يكون مؤمنا بوحدتنا القومية كالغالبية العظمى من شعبنا؛ يرفض الانقسام بكافة أشكاله وهذا لا يتطلب سوى العودة الى تاريخنا وعيش واقعنا والعمل بوعي من أجل مستقبلنا ورغم كل هذا الا أن البعض لا زال متمسكا بمرض الانقسام الذي لا يقبله العقل ولا المنطق كما لا يمكن أن يكون لمصلحة شعبنا وتطلعاته المستقبلية؛ وعن موضوع الوحدة والانقسام قال شعبنا كلمته أكثر من مرة في كل الانتخابات التي جرت الا أن مصالح البعض الشخصية تتجاهل ارادة الشعب وبالمقابل فشعبنا يتجاهلهم في الانتخابات. فهل يتحمل شعبنا المزيد من الانقسامات وقد وصل الى الحالة التي يصعب تحملها؟
2 الكفاءة والامكانيات: أن عضوية البرلمان ليست نزهة أو مجرد كرسي وراتب؛ خاصة في ظروف العراق الحالية فأمام العضو القادم المزيد من المسؤوليات الشاقة؛ لذلك فالمطلوب منه أن يكون كفوءا وقادرا على العمل من أجل تحقيق رغبات ناخبيه الذين منحوه ثقتهم بالتصويت له وهذا يتطلب الامكانيات الذاتية والاستعداد للتضحية وهكذا نستطيع القول ان عضو واحد فعال خير من عشرة خاملين أو على الهامش. وعضو واحد يشغل المقعد خير من عشرة يتركون مقاعدنا شاغرة.
3 الموقف من لغتنا: من أهم ثمار تشكيل حكومة اقليم كوردستان والخاصة بشعبنا كان قرار التعليم بلغتنا السريانية العريقة والذي بدأ تطبيقه بداية عام 1992؛ لقد كانت حقا تجربة عظيمة وصعبة تطلب أنجاحها الكثير كالايمان والمال والتضحية والعزيمة وغيرها وبعد عام 2003 كان القرار بتعميم التجربة على عموم الوطن؛ وفي الحالتين او بالاحرى الحالة الواحدة يعرف شعبنا المواقف المختلفة من هذا المشروع التاريخي العظيم واصحاب كل موقف؛ أحد هذه المواقف كان ولا يزال محاربتها تحت شتى الذرائع وموقف اخر هو موقف المتفرج الخجول اما الثالث فهو دعمها بكل قواه واصراره على أنجاحها.  فبأي أيدي أضع مطمئنا لغتنا العريقة؟
4 الحضور الدائم مع شعبنا في مختلف الظروف والاستعداد للتضحية: تتراوح طبيعة العمل السياسي بين الاستعداد للتضحية بالنفس وهي أسماها واصعبها وبين اجتماعات القاعات المكيفة وهي أسهلها؛ فالنوع الاول لا يسلكه الا المؤمن بالقضية التي يناضل من اجلها وفي ظروف كالتي مر بها العراق؛ من منٌا لا يعرف العديد من امثال هؤلاء من احزاب مختلفة؛ أما النوع الاخر فيظهر عند زوال الخطر يحاول أن يكسب على الحاضر وتراه لا يظهر الا وقت الانتخابات أو وقت المناصب؛ والاغرب أن يقتصر أعتماد المرشح على اصوات الخارج متوهما أن مقاييس شعبنا في الخارج تختلف عن الوطن لبعدهم عن الساحة ألا أنها في حقيقتها داعمة للذين يعيشون فيه بحلوه ومره؛ وهل يتوقع أن يقدم هكذا مرشح شيئا لشعبنا في حالة فوزه أم أنه سيزور الوطن يوم أستلام الراتب فقط.     
5 السيرة الذاتية: من المعروف أن لكل مجال حدوده الخاصة والمجال السياسي لا يختلف عن غيره أذ هنالك حدود للخلافات والاختلافات وحتى للعداءات؛ ألا أن البعض من المحسوبين على السياسيين لا يعترفون بأي حدود عند محاربة من يعتبرونه خصمهم؛ فلقد أدٌى الحقد الاعمى لدى البعض الى أزالة كل الحدود والقيم الى درجة يحاول البعض بنفاقه الى الايقاع ببني أمته مع الاخرين بكتابة المقالات أو تسجيل الاصوات وتقديمها للاخرين بعد تقطيعها املا تحقيق غايته؛ من الغريب أنه سابقا كان البعض يفعل ذلك بصورة سرية وعندما ينكشف أمر أحدهم ينبذه المجتمع أما هؤلاء فلا يهمهم المجتمع وما يقوله عنهم وعن تنظيمهم ما دام فعلهم هذا يخدمم مصلحتهم الشخصية. ومهما قيل عن هذا الاسلوب فأنه دليل ساطع على الافلاس السياسي. فهل يقبل شعبنا أن يمثله من قلبه ملئ بالحقد والكراهية على بني أمته؟ 
6 الحيادية في المواقف: لا يختلف اثنان على أن ظروف الوطن غير مستقرة وهو مقبل على الكثير من التغيرات سواء بالطرق الدستورية السلمية أم بصراعات مختلفة الانواع وفي كل الاحوال فالفئات الصغيرة عدديا تصيبها افدح الاضرار بصراعات الغير فكم بالاحرى شعبنا في العراق بصورة عامة وفي سهل نينوى بصورة خاصة؛ أن تجارب الماضي والواقع الحالي يثبت أن مصلحة شعبنا ليست الا بالوقوف موقف الحياد من مثل هذه الصراعات كي يتجنب النتائج المستقبلية فالموقف المحايد لممثلينا في أقليم كردستان حيال الصراع الكوردي الكوردي جنٌب شعبنا في المنطقة مصائب وويلات من الصعب تحديد نوعها ودرجتها لو حصلت لا سامح الله؛ فالفرق شاسع بين أن نكون عنصر سلام أم أداة حرب؛ فلا حياة لشعبنا في وطنه الا في سلامه وأمنه واستقراره؛ الا أن البعض لا يتعلم من وقائع التاريخ أم أن مصالحه الشخصية هي فوق كل الاعتبارات لذلك لا يهمٌه زجٌ شعبنا في صراعات محسومة النتائج .     
7 القرار المستقل: مهما أدعى التنظيم أو الشخص من أخلاص لشعبه الا أنه يفقد مبرر وجوده أذا فقد استقلاليته ويدخل خانة الذيلية والتبعية؛ فهل بأمكان التابع أن يقف ألى جانب قضية شعبه أذا أختلفت مع موقف المتبوع؟ أن التجارب الحديثة ترينا أن التنظيمات التي ليست صاحبة قرارها تستمر لفترة محددة بحسب ما يخططه سيدها وما يقدمه من عوامل لاستمرارها الوقتي وبزوال المبررات تتلاشى وتزول؛ أن التعرف على طبيعة كل قائمة من هذا الموضوع ليس بالامر الصعب على شعبنا فهو يعرفها جيدا. وهل نتحمل تكرار تجربة غياب تمثيل شعبنا في مجلس محافظة نينوى.
8 الثبات على الخط: أن الفائز بالانتخابات سيشغل المقعد البرلماني للسنين الاربعة التالية ومن حق الناخب أن يكون لديه تصورا واضحا عن سيرة الفائز وهنا أمام الناخب الاختيار بين صاحب الخط الثابت المتمسك بثوابت معينة لا يتنازل عنها وبين من يتغير مع فصول السنة ويتجول بين التنظيمات من اقصى اليسار الى أقصى اليمين من أممية ووطنية وقومية بكافة أشكالها ثم الطائفية؛ وكأنها محطات يقف في كل منها بحسب ما تمليه مصلحته الشخصية؛ فمثل هذا الشخص هل سيعتبر غريبا أذا تحول 16 مرة خلال سنوات عضويته البرلمانية الاربعة؟
9 الذي تنطبق عليه شروط التنظيم: الذي ينظر الى تنظيمات شعبنا يرى العجائب في بعضها فالمعروف أن للتنظيم مقومات أساسية كالبرنامج والمنهج والنظام والاعضاء قيادة وقواعد وغيرها من الاسس الا أن ما نراه في شعبنا أن بعض تنظيماته تفتقر الى معظم أو كل مستلزمات التنظيم ولا يملكون الا الاسم الرنان كالكثير في الخارج واقل منها في الداخل فمثل هذه التنظيمات لا تتطلب سوى عشرة أشخاص نصفهم يجيدون الكتابة في الانترنيت والنصف الاخر له امكانية مالية؛ فبسهولة تتمكن هيئة تحريرجريدة أو لجنة أذاعة أو مجموعة مدعومة من شخصية حكومية أو دينية أو مليونير تشكيل تنظيم من هذا النوع, ولا أطيل في هذه النقطة كي لا أذكر حالة السخرية التي وصلها البعض خاصة في الفترة الاخيرة؛ هذا يطرد ذلك وذلك يفضح هذا واخر شخص واحد كان لجنة محلية واصبح فرعا وهكذا. 
10 النظرة الوطنية والقومية الشاملة وليس النظرة الحزبية الضيقة: أن شعبنا يعرف تنظيماتنا جيدا في هذا المجال من عمل ويعمل مع الاطراف الوطنية العراقية ونضاله من أجل تحقيق اهداف شعبنا الوطنية والقومية ومن لا همٌ له سوى الكعكة وقد وصل مستوى البعض الى المجاهرة بها. فهل نأمل  من هذا النوع أن يعمل من أجل شعبه أم من أجل الكعكة أينما كانت.

   
 
     


63
لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري 4 خيارات



يوسف شكوانا


تتنافس 4 قوائم وليس قائمة واحدة للفوز بالمقاعد الخمسة المخصصة لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في برلمان أقليم كردستان والمعروف عن هذه القوائم أنها تمثل معظم تنظيمات شعبنا بما فيها القديمة والجديدة، من لها جماهير ومن ليس لها سوى مقرات مدفوعة الايجار، من تقودها ماسي الداخل ومن تسيرها نزهات الخارج، من تؤمن بأننا شعب واحد وقومية واحدة وتتمثل في ثلاث قوائم ومن تقسمنا الى عدة أجزاء وتدعي تمثيلها لجزء واحد فقط وهي قائمة واحدة، وعن هذه النقطة الساخنة اليوم ستقرر نتائج الانتخابات أذا كان شعبنا مع الوحدة أم مع الانقسام فهل سيعتمد الكل على هذه الارادة الشعبية ونضع نهاية لهذا الجدل البيزنطي؟ أما عن أسماء التنظيمات التي تمثل كل هذه القوائم فكما هو معتاد جميعها جميلة ألا أن العبرة ليست باسم التنظيم وأنما بنهجه وأهدافه ومسيرته وأنجازاته، أذا ما هي النقاط الاساسية التي يفترض الاستناد عليها في الاختيار؟
1- الخبرة في العمل والتمسك بحقوقنا وعدم التنازل عن القضايا الاساسية خاصة وأن الوطن عموما والاقليم خاصة شهد فترات زمنية طويلة من الظروف الاستثنائية مما سبب تغيرات ديموغرافية وتجاوزات معقدة كل ذلك يتطلب رجال أكفاء ذو خبرة بمثل هذه المجالات يعملون بنكران الذات لمصلحة هذا الشعب وليس لمصالحهم الشخصية، ومن الضروري هنا التمييز بين الذي يعمل في الواقع والذي يتكلم في الخيال، وشعبنا في الاقليم أدرى بمن هم هؤلاء الاشخاص وعلى من يلقي بهذه المهمة الصعبة.
2- الموقف من التعليم السرياني الذي مضى عليه 17 عاما في الاقليم وهذه المدة كافية لمعرفة موقف كل مرشح وكل تنظيم من هذه العملية التي تعتبر شريان الحياة وأساس وجودنا القومي خاصة بعد أن أثبتت نجاحها واجتيازها للمرحلة الجامعية وأنني شخصيا أضم صوتي للذين يقيسون مدى أخلاص الفرد أو التنظيم بموقفهم من مشروع التعليم بلغتنا الام, أذ كيف يدعي شخص ما الاخلاص لقضيتنا القومية في الوقت الذي يعادي أو حتى يقف موقف المتفرج من لغته. أن لغتنا هي أمانة في أعناقنا فهل نسلم هذه الامانة لمن عاداها أو أهملها أم للذي ضحى بالغالي لخدمتها؟
3- الايمان بوحدتنا القومية هذه الارادة الجماهيرية المستندة على الحقائق التاريخية والجغرافية واللغوية والدينية والتراثية وواقع المرحلة الراهنة ومتطلبات المستقبل، فمهما تنوعت الاراء حول التسمية الا أن الكل يقر بأننا أحفاد الحضارات النهرانية التي أمتزجت في بودقة سميت كنيسة المشرق كامتزاج مياه الروافد الخمسة في نهر دجلة أما أن يأخذ أحدهم كأسا من مياه دجلة ويحدد مصدرها أذا كان نقيا من الخابور أو من احد الزابين فهذا ما لا استوعبه.
4- أستقلالية القرار وهذا أعتبره شرطا أساسيا في الاختيار لاهميته أذ كيف يتمكن النائب أن يدافع عن قضايا شعبنا أذا لا يملك قراره، وتعتبر هذه النقطة من البديهيات وواقع البلد يشهد العديد من مثل هذه الحالات. أما عن تنظيماتنا فعموم شعبنا يعرفها جيدا ويميزها على هذا الاساس سواء عبر تاريخها أم واقعها الحالي.
5- الاستعداد للتضحية خاصة في هذه المرحلة التي تفرضها ظروف البلاد أذ لا تتحقق المطالب بسهولة وأنما تتطلب في الكثير من الحالات تقديم تضحيات تكون أحيانا غالية الثمن وشعبنا يعرف جيدا من أثبت أستعداده الدائم لتقديم أغلى التضحيات بما فيها الشهداء.
   أكتفي بهذا القدر طالبا من أبناء وبنات شعبنا في الاقليم أن يضعوا هذه النقاط نصب أعينهم عند الاختيار كي يفوز بهذه المقاعد من يستطيع تحقيق أكبر النتائج كما ونوعا لهم فهذا هو واجب عضو البرلمان، وأنني على ثقة بأن شعبنا في المنطقة أدرى بهذه الامور وبقوائم المرشحين وطبيعة تنظيماتهم، فبعد أن يحدد الناخب النقاط التي يريد من النائب تحقيقها عليه أن يقوم بمراجعة كل من هذه القوائم محددا موقفها من كل نقطة وعندها يتوصل الى أفضل الاختيار. هذا مع تمنياتي أن يختار شعبنا الشخص المناسب لشغل الموقع المناسب.          

64
الوحدة بين التعصبين الاشوري والكلداني
يوسف شكوانا

       في البداية أود أن أهنئ شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في كل مكان وخاصة في الوطن العزيز بهذا الانجاز الذي أقر وحدتنا القومية في دستور أقليم كردستان وفي الوقت الذي أثني على كل من بذل جهدا من أجل تحقيق ذلك منظمات وشخصيات وجماهير الشعب، أتمنى أن تتكاتف الجهود من أجل أصلاح الخطأ الذي حصل في الدستور العراقي وأقرار هذه الوحدة فيه. فالمعروف أن كل عمل صالح تقيمه الجماهير وتذكره الاجيال باعتزاز.
   لقد جاء أقرار وحدتنا القومية في دستور كردستان معبرا عن أرادة الغالبية العظمى من جماهير شعبنا الكلداني الاشوري السرياني وقناعتهم وأيمانهم باننا شعب واحد وقومية واحدة لا تقبل الانقسام، وعندما أقول الغالبية العظمى لا استند فقط على الرأي العام الذي يكاد يجتمع على هذه الوحدة وأنما على نتائج كل الانتخابات التي جرت لحد الان سواء في عموم الوطن ام في المحافظات وكذلك في الاقليم، ليس فقط في هذه المجالات وأنما حتى الاطراف التي انزعجت بهذا القرار الوحدوي وترفضه اليوم كانت في دعايتها الانتخابية تعلن بانها قائمة الوحدة القومية من أجل كسب الاصوات الانتخابية أليس هذا خير دليل على علمها بان شعبنا مع الوحدة؟
   ان كتابات البعض اليوم تذكرني بما حصل قبل سنوات في التعداد العام الذي جرى في أمريكا عندما أتفق عدد كبير من المهتمين بشأن شعبنا وجاليتنا على أدراج قوميتنا في حقل واحد بصيغة اشوري/كلداني/سرياني على ما أتذكر الترتيب فقامت قيامة بعض الاخوة الاشوريين واصبح موضوع السلاش بين الاسماء أهم موضوع وقتها وفضلوا كتابة كل أسم في حقل خاص لوحده ألا أن جهودهم تلك باءت بالفشل أمام أرادة شعبنا الذي رحب بالامر وجهود الخيرين وهكذا كان. وما نراه اليوم قيام بعض الاخوة الكلدان بالعمل نفسه وكأن التاريخ يعيد نفسه بفارق بسيط هو حلول الواوات محل السلاش اما باقي الامور من تطبيل وتزمير والسباحة بعكس التيار فهي نفسها. فما الذي خسره الاخوة الاشوريون بالامس من اضافة الاسم الكلداني في امريكا بل على العكس أنه ادى الى زيادة الدعم المادي والمعنوي  بالنتيجة مضاعفة اعدادهم ومع ذلك لم يصل الى الحد المطلوب، واليوم ما الذي يخسره الاخوة الكلدان من ذكر التسميتين الاشورية والسريانية معهم بل على العكس انه يضيف ابعادا عديدة للقضية كالبعد التاريخي والجغرافي والسياسي.
    وكما اقتنع الكثيرون بالامس أن وراء التعصب الاشوري أمور أخرى بعيدة عن المصلحة القومية أذ لو كان موقفهم بسبب حرصهم على التسمية الاشورية فانها أدرجت بالاستمارة الامريكية بكامل حروفها دون نقصان، وهكذا اليوم مع هذا التعصب الكلداني البعيد عن المصلحة القومية فأن كان بسبب حرصهم على التسمية الكلدانية فهي مدرجة في دستور الاقليم بكامل حروفها ودون نقصان أيضا، أذن أين تكمن المشكلة؟ للاجابة على هذا السؤال لا بد من الرجوع الى التجربة الامريكية لقدمها وأتضاح بعض الامور بعد تلك الزوبعة، فلقد تبين أن الامر كان حول الكعكة التي ستمنح لشعبنا في حالة بلوغ عددنا الحد الادنى المطلوب لاستلام الكعكة فشعر البعض أنهم اولى بالكعكة لماضيهم في هذا المجال رافضين أن يظهر اخرون فجأة ويشاركوهم بها ألا أن المسألة كلها باءت بالفشل لعدم بلوغ العدد المطلوب رغم الوحدة فكيف يا ترى بالانقسام؟ واليوم تتكرر الحالة نفسها حيث يفتضح موضوع الكعكة مرة أخرى فهؤلاء الاخوة يعلمون جيدا أنها تكون دائما من نصيب الوحدويين لان شعبنا ينتخبهم وبذلك تكون فرصتهم الوحيدة بالانقسام وتخصيص كوتا لكل قسم متوهمين أنهم بذلك سيحصلون على جزء من الكعكة ناسين أنه حتى لو تمت التجزئة لا سامح الله فشعبنا سيصوت للوحدة في كل كوتا ونتائج انتخابات المحافظات الاخيرة خير دليل على ذلك، وانتخابات كوردستان على الابواب فلنرى لمن سيصوت شعبنا للوحدة أم للانقسام وهل سيحصل الانقسام على 80% من الاصوات كما يقول الروافض.وأذا كانوا فعلا مقتنعين بنسبتهم هذه أذا لماذا هذا الضجيج فكل الانتخابات المستقبلية ستحقق لهم الفوز بجدارة وعندها يمثلون شعبنا شرعيا!!!
    بالامس وفي أمريكا كنا نقول للاخوة رافضي الوحدة أن التسمية الكلدانية ستدخل الاستمارة شئتم أم أبيتم فهل تفضلون أن تكون في حقلكم أم في حقل مستقل؟ فكان معظمهم يتهرب من الاجابة ألا أنه بعد الالحاح وصل التعصب عند بعضهم للقول أنه يفضل أن تدرج في حقل مستقل!!! وهذا شأن أعداء الوحدة اليوم الذين يحاولون بتعصبهم تجزئة الشعب الواحد، فما الذي يستطيع الجزء تحقيقه ولا يتمكن الكل من تحقيقه؟ لا بل هل يستطيع الجزء أن يحقق كل ما يتمكن الكل من تحقيقه؟
وجه التشابه الاخر بين الامس واليوم هو وقوف المنظمات الجماهيرية بالامس مع الوحدة في الوقت الذي وقفت الاخرى وبعض الشخصيات الكتابية ضدها وها هي الحالة تتكرر اليوم فنرى كافة المنظمات التي لها جماهير بدليل نتائج الانتخابات تقف مع الوحدة وأما الاخرى وبعض الاصوات الكتابية تقف ضدها.
   بالامس قالوا أن البعض باع القضية باضافة الاسم الكلداني في الحقل الاشوري ولحد الان لم يظهر من قام بالبيع ولمن وثمن البيع وهل أذا كان نقدا أم بالتقسيط، واليوم يقولون بأنه تم تهميش الكلدان وسلبت حقوقهم باضافة التسميتين السريانية والاشورية معها ولحد الان لا أعلم ما هي الحقوق التي كان الكلدان يتمتعون بها وتم سلبها بهذه الاضافة، فهل حذف حرف واحد من الالفباء الكلدانية أم هجرت قرية كلدانية بسبب هذا القرار أم حجبت حرية تنظيم أو فرد أو مؤسسة؟ فلاربع سنوات ودستور العراق يقسمنا بالواوات أي أنه بحسب قولهم لم يهمشهم أو يسلب حقوقهم فما الذي حققوه في العراق ولم يحققوه  في كردستان، أنني متأكد لو أنناحققنا اية مكاسب من واوات الدستور العراقي لطالب كلنا وضع الاف الواوات بين تسمياتنا.
   بالعودة الى الذين وقفوا ضد الوحدة واضافة الاسم الكلداني في الاستمارة الامريكية رأينا أن معظمهم من الذين لا زالوا يحلمون بأعادة أمجاد الامبراطورية الاشورية ولا يعرفون من الموضوع سوى  أمجاد التاريخ وكل تعاملهم هو مع الاوراق وليس على الارض بالاحلام وليس بالواقع, والذين يقفون اليوم ضد الوحدة يدعون بكلدانية غريبة لا هم لها سوى محاربة الاشورية بالدرجة الاولى وبعدها السريانية, فلديهم يعتبر القضاء على الاشورية هو السبيل الوحيد لاعادة أمجاد الامبراطورية الكلدانية.
       في أمريكا تعاملت دائرة الاحصاء السكاني مع أرادة الجالية وثبتت التسمية الكلدانية الاشورية السريانية ولم تعر اية أهمية للاصوات المعدودة التي كانت تصدر من شيكاغو أو كاليفورنيا، وهكذا برلمان كوردستان لا بد وأن أعتمد على الارادة الشعبية مستندا على نتائج كل الانتخابات ولم يعر أهمية للاصوات المعدودة التي تصدر من اوربا وامريكا واستراليا أو الذين يدعون تمثيل الشعب من غير أي تخويل شعبي.     
   وأخيرا كانت الغالبية العظمى في الوطن مع الوحدة بالامس والروافض في بلدان الاغتراب الا ما ندر في الوطن واليوم نرى البهجة التي تعم شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الوطن بهذا القرار الوحدوي والتي لا تعكرها سوى بعض الاصوات من بلدان الاغتراب وما ندر في الوطن. فهل سيكون مصير روافض الوحدةاليوم كمصير أمثالهم بالامس؟ والغريب في أمر البعض ممن وقفوا بشدة ضد روافض الامس أنهم وقعوا في المستنقع نفسه اليوم، فالمفروض بالانسان أن يتعلم من أخطاء الاخرين ويتجنبها لا أن يقع فيها.   

65
زوعا والمجلس الشعبي وأعداء الوحدة
يوسف شكوانا
   من المؤكد أن كل الدلائل تشير الى وحدة شعبنا تاريخيا وجغرافيا ولغويا وتراثيا وحاضرا ومستقبلا والاهم من كل هذا الارادة الشعبية للغالبية العظمى من بني أمتنا, ولا أجد ما يفرقنا غير المذاهب الكنسية والتي  يجب أن لا تنعكس على القومية فكم من قومية يتوزع أبناؤها بين اديان ومذاهب مختلفة وكم من عشيرة منقسمة بين مذهبين, لا بل كم من أشخاص ينتسب والديهم الى مذهبين مختلفين, لقد عشت مع زملاء من أماكن مختلفة أحدنا من القوش أو تلكيف أو عنكاوا والثاني من بخديدا أو برطلة أو بعشيقة والثالث سرسنك أو بروار أو نهلة ولم نجد ما يفرقنا سوى أيام الاحاد أذ كان كل منا يحضر القداس في كنيسته ولكل منها جمالها الخاص, ومن منطلق حقيقة وحدتنا وضرورتها التزمت بها معظم تنظيماتنا وتمارسها ومنها من  تعتبرها من الثوابت التي لا تقبل المساومة والحركة الديمقراطية الاشورية مثالا.
    بدات البوادرفي نهاية القرن الماضي وتحديدا في منطقة كردستان, وبعد التغيير في العراق عام 2003  دعت الحركة الى مؤتمر أنعقد في بغداد من أجل التوصل الى حل لهذه الاشكالية ولقد تنوع الحضور من أحزاب وتنظيمات وكنائس وشخصيات من المهتمين بالشأن القومي, وخرجوا جميعا متفقين على التسمية الكلدواشورية واللغة السريانية وكانت الفرحة الكبرى باعتقادنا أننا تجاوزنا مرحلة هدر الوقت الثمين بجدال التسميات بينما تنتظرنا قضايا مصيرية في ظل الوضع العراقي الجديد. ولكن سرعان ما أنقلب البعض ومنهم من ساهم باقرار التسمية  وبعد تنكرهم لما قرروه أخذوا يبحثون عن الاعذارعلى طريقة الممثل القدير دريد لحام في احدى مسرحياته عندما يقول لنتخاصم اولا ثم نبحث عن اسباب خصامنا,  وتوصلوا الى أن زوعا أستغل التسمية من أجل مكاسب حزبية ومعظمهم يردد القول دن أن يتمكن من الاجابة على أسئلة بديهية حول الاتهام مثلا ما هي المكاسب الجديدة التي اكتسبها وأذا كانت نتائج الانتخابات الاولى في الوطن ألم يحقق نتائج مماثلة في انتخابات كردستان قبل أقرار هذه التسمية ب 12 عاما؟  ولماذا أقتصرت المكاسب المزعومة على زوعا والتسمية كانت من الكل وللكل؟ أضافة الى ذلك كان السؤال الذي كانوا يواجهونه يبقى  بلا أجابة  والذي يأتي  بعد أن يجيب أحدهم بنعم أذا كان يؤمن بأننا شعب واحد: أذا لنسقط التسمية الكلدواشورية بسبب استغلالها من قبل زوعا فأي بديل تقترح؟ فيسكت. والاغرب من ذلك عندما يقول من أختصاصه الدين أنه يعرف حقيقة وحدة قوميتنا ولكنه غير قناعته بسبب بعض اصوات الطرف الاخر لالغائنا -أي على عنادهم-!! أنه حقا قول غريب أن يغير المتعلم أيمانه بسبب أقوال الاخرين, فمثلا هل يغير أيمانه بحقيقة صلب المسيح لوجود مليار وربع المليار مسلم يقولون وما صلبوه ولكن شبه به؟؟
    في تلك الظروف انعقد مؤتمر عنكاوا بحضور 1200 شخصية وبغياب زوعا وتم فيه أقرار تسمية كلداني سرياني اشوري الذي كان حسب علمي بمبادرة السيد سركيس اغاجان وتبناه المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري وهبت الجماهير مرة اخرى معبرة عن فرحتها وسكتت أصوات عشاق الواوات واعتقدنا ثانية أننا تجاوزنا المرحلة المؤلمة وانني شخصيا أسجل هذا الانجاز للسيد  اغاجان والمجلس الشعبي  وهنا لا بد من الاشارة الى أن استخدام هذه التسمية من قبل زوعا رغم عدم مشاركته باقرارها له عدة دلالات فمن ناحية أثبت أنه حقا يسعى للوحدة مهما كان مصدرها وأيا كان مقررها ومن ناحية أخرى يساند كل عمل ايجابي وان لم يشارك فيه, أي أنه للمصالح القومية السامية وليس للمصالح الحزبية الضيقة. وهكذا خمدت المعركة مرة اخرى الا ان ألبعض من كتاب الخارج والقليل من الداخل لم يبقى لديهم ما يكتبوا عنه فأنتهاء المعركة يعني بدء مرحلة البناء وهذا يتطلب خدمة وجهود وتضحيات وهذه كلها ان تمت فتكون على حساب راحتهم ورفاهيتهم فأخذوا يعربون عن أشتياقهم للواوت بعد غيابها كالحبيب الذي يحترق شوقا عند غياب حبيبته. فأين أصبح موقف بعض الذين أقروا هذه التسمية مرة أخرى؟ نراهم يبتعدون عنها وينقلبون عليها وهم الان في مرحلة خلق الاعذار فما أشبه موقفهم من مؤتمر عنكاوا بموقفهم من مؤتمر بغداد, فكلاهما يمر بالمراحل نفسها 1- الاقرار 2- الانقلاب 3- أيجاد الاعذار.
    بانقلاب هؤلاء على التسمية التي أقروها في مؤتمر عنكاوا سقطت كل حججهم عن اسباب الانقلاب على مؤتمر بغداد ولم يبقى منها الا الحقيقة الواحدة التي تقول أنهم ضد وحدة شعبنا, وهكذا اصبح  بنظرهم مؤتمر عنكاوا حقا ومؤتمر بغداد باطلا بعد أن كان حقا  والان يتكرر الموقف ليصبح الانقسام حقا ومؤتمر عنكاوا باطلا. وهنا يبقى السؤال: ما الذي يستطيعون تحقيقه منفردين ولا يتمكنون من تحقيقه مجتمعين؟ ولكن من حسن الحظ ان الانقساميين أولا أقلية ضئيلة ونتائج كل الانتخابات خير دليل على ذلك وثانيا أن معظمهم يعيشون نعيم بلدان الاغتراب ويمارسون السياسة في الوقت الضائع وبما تسمح به برامج حياتهم العملية والترفيهية, ولهذا نجد أن دعواتهم من وراء البحار لا تجد اذانا صاغية في الوطن الا ما ندر, ففي الوطن الغالبية متمسكة بما تعلمناه كلنا في المرحلة الابتدائية ان في الاتحاد قوة ولم نسمع عن أية مصلحة عامة - وأشدد على كلمة عامة- تتحقق في الانقسام . 

66
بالادلة والبراهين, السيد حبيب تومي ضد السيد يونادم كنا وليس ضد تعبير "الطائفة الكلدانية"-

يوسف شكوانا
 كنا مرة مجموعة من الاصدقاء في ديترويت نتحدث عن أسباب تركنا الوطن وقدومنا الى امريكا, كانت قصصنا متشابهة باستثناء قصة أحدهم الذي قال أن السبب كان انه أحب فتاة هويتها لا تسمح عاداتنا وتقاليدنا باقامة مثل تلك العلاقة معها وعلمت العائلة بقصة حبه, فانقلبت حياته في البيت الى جحيم ,فأذا رسب شقيقه في أمتحان مدرسي كان والده ينزعج ويقول: هذا رسب بالامتحان وهذا يحب فلانة! وفي اليوم التالي أذا لم يكن الطعام معدا في وقته المتبع يقول الوالد: هذه لم تهئ الاكل وهذا يحب فلانة! وهكذا أذا كسرت شقيقته شيئا في المطبخ أو تأخر أحدهم خارج البيت ليلا, فقضيته تلي كل مشكلة في العائلة وأخذت تتكرر يوميا.
أن كل متابع لكتابات السيد حبيب تومي يلاحظ بسهولة كيف أنه يقحم أسم زوعا والسيد يونادم كنا في كل موضوع يكتبه بحيث يستطيع القارئ وأنا أحدهم معرفة محتوى موضوعه بمجرد قراءة أسمه ككاتب للموضوع , ولا فرق لديه أذا كان الموضوع سياسيا أم تاريخيا أم تراثيا أم لغويا أم أجتماعيا وهنا يقحم نفسه حتى في السينودس الكنسي فلم نعد نعرف أختصاصه, وبسياق نهجه هذا خرج علينا مؤخرا بعنوان يقول يتعين على يونادم كنا أن يعتذر للكلدان ولا أعلم بأي حق يتحدث باسم الكلدان والى هذه اللحظة لم أسمع بأنه أنتخب من قبل أي كلداني وحسب علمي أنه لا ينتمي الى أي من التنظيمات الكلدانية ورغم ذلك يكتب وكأن السيد حبيب تومي هو كل الكلدان وكل الكلدان أنصهروا ليتحولوا الى حبيب تومي, فأذا وافق على شئ يقول نحن الكلدان نوافق وأذا رفض شيئا يقول نحن الكلدان نرفض وأذا أراد شيئا يقول نحن الكلدان نطالب وهكذا يكرر دائما كلمة نحن فلم يعد شخصه وأنما كل الكلدان.
وعن موضوعه هذا فاذا كان لا يفرق بين رجال الكنيسة والسياسيين, بين الاجتماعات الكنسية والمؤتمرات السياسية  فالسيد يونادم ليس مثله أذ كانت مخاطبته للرئيس الاعلى للكنيسة بمناسبة كنسية وهي انعقاد السينودس والعبارة المستخدمة بمثل هذه المناسبات ليست الا الكنيسة الكلدانية والطائفة الكلدانية وأن لم يكن كذلك لقام غبطة البطريرك بتصحيحه لو شعر بأن التعبير غير مناسب, والمعروف أن المجامع الكنسية تعني في أمور أتباع تلك الكنيسة الذين ليسوا جميعا من قومية واحدة فكنيستنا الكلدانية هي قاثوليقيتا اي الجامعة, فيها من الاتباع من لا يرون أنهم من  القومية الكلدانية مثلا ابرشيات ايران وبعض خورنات شيكاغو وكاليفورنيا لآ أعلم هل أستثناهم السيد حبيب تومي من السينودس ومقرراته؟ ومن جهة اخرى هناك من الكلدان من قطعوا كل صلاتهم بالكنيسة الكلدانية كالانجيليين مثلا فهل تشملهم مقررات السينودس؟
  بأمكان القارئ الكريم الذهاب الى كوكل وأدخال كلمتي الطائفة الكلدانية ليظهر له هذا التعبير  الاف المرات الا أن الكلداني الجديد لم يرى منها الا السيد كنا ومع ذلك يكرر بأنه ديمقراطي جدا وعادل جدا جدا يتعامل مع جميع منظمات شعبنا بصورة متساوية, ولاسرد لكم مثلا واحدا عن عدالته في التعامل مع زوعا اخذته من القليل الذي اقرأه له:  في أحد ردوده على قس معروف بعدائه لزوعا والمناسبة باعتقادي كانت بسبب الغاء القس المذكور للاسم الكلداني في أحدى كتاباته فيرد عليه السيد حبيب تومي وكالعادة يقحم اسم زوعا بالموضوع ويضيف بريمر ايضا  ليصبحوا ثلاثة : الحاكم بريمر والقس الاشوري وزوعا , والرد كان على القس لانه يركز على التسمية الاشورية فقط  ولم يكن لزوعا في الموضوع لا ناقة ولا جمل فلنرى كيف يخاطب ثلاثتهم :
بول بريمر بالجاهل وما فعله هو وقاحة بعينها ... فعلة السفير بول بريمر الوقحة ...
عن الكاهن المذكور يعتذر منه في البداية ثم يخاطبه بالكلمات : انا احترم قلمك ولا أكتم أعجابي بما تكتبه .. الاب الموقر .. يا اخي الفاضل .. رابي الموقر .
اما عن زوعا فكالعادة يقحمه بالموضوع ويصفه بالنفاق والانتهازية السياسية .. ثم يقول  انه نفاق سياسي مفضوح !!!.فأما هكذا عدالة وألا فلا.
 ومن البديهي تعذر أدراج كل ذكر لهذه العبارة والذي يعد بالالاف ولكنني سأختار بعض النماذج منها من صحف وأشخاص خارج نطاق اتهامات حبيب تومي, و بأمكان القارئ الكريم الرجوع الى كوكل وتحت عبارة الطاثفة الكلدانية ليجد الالاف أخترت منها:
1- نيوستن: أستنكر المجلس الاعلى للطائفة الكلدانية في لبنان.
2- تللسقف: وهي تتشرف باستقبال صاحب الغبطة مار عمانوئيل الثالث دلي بطريرك بابل على الكلدان في العالم الذي زار ابنائه من الطائفة الكلدانية ........عن أبناء الطائفة الكلدانية في تورنتو.
3- كل العراق: تناول طعام الغداء لدى زيباري وتفقد بطريرك الطائفة الكلدانية.... وكذلك التقى كوشنير بطريرك الطائفة الكلدانية
4- جريدة النهار 3-10 2008: المجلس الاعلى للطائفة الكلدانية, رأى المجلس أن تلك البيانات لا تعبر عن وجهة نظر الطائفة الكلدانية
5- أبرشية بيروت الكلدانية. تقدم تعازيها الى أهله وأبرشيته وكل الطائفة الكلدانية ... التوقيع المطران قصارجي رئيس الطائفة الكلدانية في لبنان.
6- موقع محمود المشهداني: غبطة الكاردينال عمانوئيل دلي رئيس الطائفة الكلدانية في العراق والعالم ...  د. محمود المشهداني رئيس مجلس النواب 16-3- 2008
7- ادنكرونوس: نائب رئيس طائفة الكلدان: العنف في الموصل مبعث للحزن والغرابة.
8- جيوسيتين: وقد ساهم أبناء الكنيسة مشكورين بتبرعاتهم السخية لتأسيس المقر ليكون لائقا بالطائفة الكلدانية.
9- الجزيرة تولك: بطريرك بابل على الكلدان: أتيت من العراق بصفتي رئيسا للطائفة الكلدانية لحضور مؤتمر..
10 كالديان جوردن: سنة 2003 أنتخب بطريركا على الطائفة الكلدانية في العالم.
11- جريدة الصباح. طقوس الزواج في الديانة المسيحية ... فهذه هي الطائفة الكلدانية.
12- السفارة السورية: أقام السفير تمام سليمان في مقر السفارة السورية مأدبة تكريمية للمطران جبرائيل كساب مطران الطائفة الكلدانية
13- مكتب الاعلام المركزي للاتحاد الوطني الكردستاني: ضمن كلمة السيد فاضل ميراني سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني مشيرا الى دور الطائفة الكلدانية.والغريب أنه وعلى نفس الصفحة يذكر أن كلمته جاءت بعد كلمة حبيب توما لا أعلم اذا كان المقصود حبيب تومي.
14- الخبر أعلاه مكرر في صحيفة كوردستان تايمس.
15- صحيفة مار أدي للبطريركية الكلدانية: عن حياة مثلث الرحمة البطريرك بولس شيخو يقول
أجتمع اساقفة الطائفة... أخذ أساقفة الطائفة الكلدانية يتوافدون الى الموصل... وصدر المرسوم الجمهوري يعترف بالبطريرك الجديد رئيسا على الطائفة الكلدانية.
16- صحيفة المدى: السيد جلال دانيال توما ممثل المسيحيين في ميسان: أن غالبية الموجودين حاليا من الطائفة الكلدانية.
17- كرملش: وقد بدأت المشكلة لان بعض اساقفة الطائفة الكلدانية.
18- كلديتا: كما التقى الدكتور حكمت حكيم والسيد ضياء بطرس مع سيادة المطران الدكتور ميشال قصارجي رئيس الطائفة الكلدانية.
19- العربية: لقاء مباشر أجرته سهير القيسي تقول: أذا ينضم الينا من بغداد نيافة الكاردينال عمانوئيل دلي رئيس الطائفة الكلدانية ........ أنه أول كاردينال للطائفة الكلدانية.
20- تللسقف: الرسالة 11 من فوق الانقاض: فأبناء الطائفة الكلدانية يطالبون.... لا تمثل رأي أبناء الطائفة الكلدانية. 21- ميدل ايست اون لاين: وحيا البابا بحرارة بطريرك الطائفة الكلدانية.
22- صدى الحجاج: 9- الطائفة الكلدانية. 23- ايلاف: اسامة مهدي من لندن: قال مطران الطائفة الكلدانية. 24- وكالة اكي الايطالية: دعا رئيس الطائفة الكلدانية المسيحية في العراق.
24- وكالة اكي الايطالية: دعا رئيس الطائفة الكلدانية المسيحية في العراق.
25- كلدو: في خدمة الطائفة الكلدانية.
26- موقع الراهبات الفرنسيسكانيات: فبأسمي وبأسم المطران أنطوان أودو رئيس الطائفة الكلدانية في سوريا. 27- الملف بريس: فهذه المدرسة تدار من قبل راهبات مسيحيات من الطائفة الكلدانية.
28- باقوفا: عرض خلالها أكثر من مذكرة بشأن الطائفة الكلدانية.
29- الاتحاد: وأضاف وردوني أن جميع الكنائس العراقية احتفلت بحلول هذا العيد وقد راس هو نفسه أحتفالات الطائفة الكلدانية.
30- الوقت: وقال الكاردينال أيمانوئيل الثالث كاردينال الطائفة الكلدانية.
31-البينة: مار عمانوئيل تومكا بطريرك بابل على الكلدان ... أسس الطائفة الكلدانية خلال حربين كونيتين. 32- ساندروسس: وأقامت الطائفة الكلدانية في مدن وجبال شمال العراق قداديسا.
33- السوسنة: وقال بوش في بيان < اعبر عن تعازي للطائفة الكلدانية والشعب العراقي>
34- ويكبيديا: بالرغم من أنني كنت انتمي للطائفة الكلدانية ...
35- النور: سنة 1989 أنتخب بطريركا على الطائفة الكلدانية في العالم.
36- زينت: التي القاها البابا لأجل راحة نفس رئيس اساقفة الطائفة الكلدانية في الموصل.
37- شبكة أبن الخليج: المرجع الاعلى للشيعة الامامية والكاردينال الرئيسي للطائفة الكلدانية.
38- الشؤون اليزيدية: مراسيم الاعلان عن قائمة نينوى المتاخية تلتها كلمة لسماحة الاب جبرائيل عن الطائفة الكلدانية. 39- صحيفة العدالة العراقية: وقد رأس هو نفسه أحتفالات الطائفة الكلدانية.
40- الاخبار: وكان رئيس أساقفة الطائفة الكلدانية في كركوك.
41- التراث العربي المسيحي: وبفضل السيد يوحنا عيسايي مطران الطائفة الكلدانية في طهران.
42- النقاش: فيما تفاءل المرشح عن الطائفة الكلدانية في البصرة.
43- منتديات التاريخ: اقرأ النسخة كاملة: الطائفة الكلدانية في العراق.
44- شبكة أخبار العراق: ناشد البطريرك عمانوئيل الثالث الكاردينال رئيس الطائفة الكلدانية
45- حكومة كردستان: أولا المطران دلي زعيم طائفة المسيحيين الكلدان..
46- البطريركية الكلدانية: نهنئ شعبنا المسيحي وبالاخص طائفتنا الكلدانية. 47- البطريركية الكلدانية: قد أوشكت على الزوال في طائفتنا الكلدانية. 48- كرملش: حضر الاحتفال جمع غفير من أبناء طائفتنا الكلدانية. كرملش: كنيسة القديسة مسكنتة التي كانت قبلة طائفتنا الكلدانية   
49- بطنايا: حيث الكثافة السكانية من أبناء طائفتنا الكلدانية.
50- عنكاوا: الى أبناء الطائفة الكلدانية... توافد الى مدينة قره قوش حوالي ثلاثمائة من الطائفة الكلدانية... التوقيع: لفيف من أبنائ الطائفة الكلدانية في قره قوش.
51- البطريركية الكلدانية: وقد سر بقدوم بطريرك الطائفة الكلدانية... بين يدي شيخ أحبار الطائفة الكلدانية. 52- نادي بابل: وكان وصوله بدعوة من أبناء الطائفة الكلدانية .... أن عدد أبناء الطائفة الكلدانية في سدني. 53- كوبتريل: المجلس الاعلى للطائفة الكلدانية يؤيد مساعي ...
54- أخر خبر: صورة الفقيد يحملها أحد أبناء الطائفة الكلدانية.
55- شبكة رمضان: بدا المطران أنطوان أودو .. ومعلنا نفسه بانه ينتمي الى الطائفة الكلدانية
56- قناة عشتار الفضائية: ..... يخدم مصالح وقف الطائفة الكلدانية.... أجتمع مطارنة الطائفة الكلدانية.
وأخيرا أسألك يا سيد حبيب تومي: لو كنت حريصا على الكلدانية حقا ألم تقرأ اي من التي ذكرت فقط جزءا يسيرا منها أم أنها حلال على الجميع وحرام على السيد كنا؟ ورغم كل ذلك أنك الان اطلعت على بعضها وهي مثبتة في صفحاتها فالى أن أقرأ لك طلبا مماثلا بالمحتوى والاسلوب من جميع هؤلاء مؤسساتا واشخاصا وبالاسماء, وألا فتكرارك لكلمات النزاهة والعدالة والمساوات والمصداقية والديمقراطية تبقى كلها فارغة من أي محتوى وضحك على ذقون البسطاء. فالى متى تبقى تدور في دائرة التسميات التي لم تحقق اي شئ لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الوطن, هذا الشعب الذي ينتظر التئام جروحه وليس فتح جروح اخرى من الخارج, وكأن لسان حاله يناشدنا جميعا ويقول: وفر لي الامان ولقمة الخبز, ساهم في أعادتي الى بيتي واطلق علي أية تسمية تشاء. 

67
عقوبة الفصل السياسي تعود في ظل الديمقراطية
يوسف شكوانا

   لقد ولت الطريقة الدكتاتورية في الحكم ومعها كل ممارساتها من غير رجعة أو أنه من المفروض أن لا يكون لها رجعة بعد القضاء على النظام الدكتاتوري, ومن تلك الممارسات طريقة التعامل مع المعارضين أو المختلفين في التفكير مع الفكر الاوحد,  وكانت طرق العقاب متنوعة منها النقل الاداري والفصل من الوظيفة الذي يعرف بالفصل السياسي والسجن لفترات مختلفة والتهجير ومصادرة الاموال والاعدام بأساليب عديدة, لقد توقع الكل أن تصبح مثل هذه الممارسات في عداد الماضي المظلم وأذا تروى للاجيال المقبلة كذكريات مرة سوف لا تصدقها وتعتبرها من القصص الخرافية كقصص الف ليلة وليلة. فمن المفروض أن لا تجد مثل هذه الممارسات مكانا لها في عراق اليوم في ظل الديمقراطية والتعددية التي جاءت باسلوب الانتخابات الجديد على شعبنا العراقي , وكما هو معروف ومتبع أن الحق الانتخابي هو من حقوق الفرد المقدسة ومسألة من ينتخب تعتبر من الامور الشخصية السرية ففي المجتمعات المتقدمة يعتبر أمرا مخجلا أن تسال أي كان حتى أقرب الناس اليك : من أنتخبت؟ لأن ذلك يعتبر تجاوزا على خصوصيات الفرد وفي الوقت نفسه يظهر مدى جهل السائل بمعنى الحرية الشخصية وحقوق الانسان . لذلك فالسرية هي من أهم شروط الانتخابات وألا فقدت قيمتها ومبررها.
   من المؤسف له حقا أن يشتاق البعض من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري الى  ممارسات الانظمة الدكتاتورية والتشبه بهم وتقليدهم بما هو متاح لهم من أدوات سلطوية. وربما بينهم من كان هو أو أحد أقربائه من ضحايا تلك الممارسات , فقبل أقل من عام تم فصل البعض لا لتقصيرهم في عملهم أولانتمائهم السياسي وأنما لمشاركتهم بمسيرة شعبنا احتفالا برأس السنة البابلية الاشورية , وتكرر ذلك في عدد من بلداتنا لاسباب مشابهة لا علاقة لها بأعمالهم ووظائفهم, وجاءت الانتخابات الاخيرة لنقرأ أخبارا لممارسات غير حضارية مؤسفة رافقت الحملة الانتخابية كالاعتداءات التي وصلت الى درجة أستخدام السلاح  والخروقات المختلفة والمساعدات المشروطة مثل منح 100 ألف دينار مقدما والوعد بمبلغ 500 ألف دينار بعد الفوز وكأنه عقد زواج فيه المقدمة والمؤخرة أو المؤجلة والتحقيق مع المشكوك بكيفية تصويته وغيرها من الممارسات التي لم تعد بخافية على أحد, أن مثل هذه الاعمال ارتكبت من قبل جهة معينة وتوجتها بفصل عدد من العاملين لا لسبب تقصيرهم في عملهم وأنما لانتخابهم قائمة تعتبرها تلك الجهة معادية لها , وهنا أوقعوا أنفسهم في أكثر من مأزق فمن جهة أثبتوا بعملهم هذا أن الرواتب المدفوعة ليست من أجل الحراسات وأنما لشراء الذمم والسيطرة على قرارات الفرد وبمعنى اخر تجنيده على طريقة الجيش الشعبي أو الحرس القومي أو المرتزقة الذين كانوا يسمون فرسانا من قبل أنظمة الحكم وجحوشا من قبل عامة الشعب ومن المفروض أن يعرف هؤلاء أن التأييد المدفوع الثمن يكون وقتيا ولا يقبله الا ذوي الحاجة القصوى أو من ضعاف النفوس واخرون ممن شعارهم شعرة من جلد الخنزير وعدد كبير يقول نريد ان نعيش .ومن جهة اخرى أن شمول عقوبة  الفصل على الذين صوتوا لقائمة الرافدين فقط دون غيرها يكشف عن مدى خطورة هذه القائمة على مخططاتهم التي يثبتون بعملهم هذا أن الشعب لا يتقبل أفكارهم الا بأرهابه. ومن جهة ثالثة أن مثل هذه الاعمال تظهر الفرق الكبير بينهم وبين القائمة التي يحاربونها خاصة عندما يحصلون على الصوت الانتخابي بعد الترغيب أو الترهيب بينما الاخر يضحي بمصدر رزقه من أجل أن يصوت للحق حسب قناعته وشتان بين الذي يبيع صوته بمبلغ 600 ألف دولار أو مقابل ثلاجة على غرار التلفزيونات التي وزعها النظام البائد في أحدى الفترات وبين الذي يضحي بمصدر رزقه مقابل ممارسة حريته والتصويت بحسب قناعته,  لقد أشتهر النظام البائد بقطع الاعناق وهؤلاء يقطعون الارزاق والمثل الشعبي يقول قطع الاعناق ولا قطع الارزاق. أنها حقا ديمقراطية جديدة في قاموس السياسة فهي ديمقراطية على الطريقة الدكتاتورية, فأذا كان التصويت لقائمة معينة أيا كانت تعتبر عند البعض جريمة تستحق العقاب فلماذا تمت الموافقة الرسمية على تلك القائمة لخوض الانتخابات. وماذا لو سلك رئيس الوزراء مثلا بقدرات الدولة الهائلة مثل هذا السلوك؟ ولو تمت سيطرتهم على مقدرات المنطقة ويطبقون سياسة كم الافواه هل ستستمر طريقة الانتخابات في مراكز مخصصة لها وبصورة سرية أم ستنقل الى مكاتبهم وتتم وسط حلقة من رجال الامن والمخابرات المدججين بالسلاح ومن الذين لا يعرفون الابتسام؟
   أن لمثل هذه الافعال دلالات عديدة أختصر أهمها في دلالتين:
1- تظهر جليا مدى الفرق الشاسع بين نهج قائمة الرافدين ومن يقف خلفها حيث أثبتوا دائما أنهم يعملون من أجل شعبنا الكلداني السرياني الاشوري من دون أي تمييز وهذا ما سأكتب عنه لاحقا مثبتا بالاسماء والارقام , اذكر منها هنا على سبيل المثال :ان المقاعد البرلمانيةالاربعة التي فاز بها زوعا في أول حكومة لاقليم كردستان  لم يكونوا جميعهم من أعضائه لا بل فيهم من هو مناوئ له والاقسام الداخلية التي فتحتها الجمعية الخيرية الاشورية لم ترفض أي طالب أو طالبة من شعبنا ففيهم من زوعا والمستقلين ومن الاطراف المعادية لزوعا ,ومعظم المعلمين المحاضرين في المدارس السريانية الذين كانت الجمعية الخيرية الاشورية تدفع أجور محاضراتهم لم يكونوا من زوعا,  كما أن أحد الوزراء الذين شغلوا المقعد الوزاري الذي حصل عليه زوعا كأستحقاق انتخابي كان مستقلا , وأعضاء مجلس محافظة كركوك احدهم فقط من أعضاء زوعا والذين رشحهم زوعا لانتخاب مجلس محافظة نينوى وكان عددهم 27 شخصا من المستقلين وحتى المنتمين الى تنظيمات أخرى كان بينهم أقل من 20% من زوعا وكل المؤتمرات التي شارك بها زوعا كان أكثر من نصف اعضاء وفده من المستقلين ...سأكتفي بهذا القدر لان الامثلة تعد بالعشرات ولا مجال لذكرها هنا ولكن بأمكان المتابع المحايد أو الذي يود معرفة الحقيقة التوصل اليها بسهولة ليعلم دور المستقلين في المراكز التي يحصل عليها زوعا بعكس المواقع الخدمية والمهمات الصعبة التي تجد أعضاء زوعا في مقدمتها . فهو يعتبر بحق أول المضحين واخر المستفيدين.
2- أن مثل هذه الممارسات تشير الى المستقبل المخيف الذي ينتظر شعبنا اذا أصبح أمثال هؤلاء في موقع المسؤولية والسلطة  فعملهم هذا يعطينا صورة واضحة عن الطريقة التي سيمارسون بها السلطة اذا استلموها. وهذا النموذج من التصرفات ليس غريبا على العراقيين فأنهم عاشوه وعانوا منه أكثر من غيرهم من الشعوب , كما أن تأثيرات سياسات النظام الدكتاتوري البائد كانت بالغة على نفسية الفرد العراقي بحيث تبرز الخشية من أستعداد البعض على تقليدها وهذا ما نلمسه اليوم . أن هذا النهج يعيد الى الذاكرة كيف كان رجل الامن أو الحزب يرهب الكل وكيف كانوا يراقبون المواطن ماذا يعمل ومع من يتكلم وبمن يلتقي وكيف يفكر وماذا يقرأ ومتى ينام وكيف ينتخب .... وباختصار كان المواطن يعيش داخل سجن كبير, وليس للذين يشتاقون العودة  لتلك الايام سوى حراس ويتعاملون معهم بهذه الطريقة فكيف يا ترى لو يدفعون رواتب المعلمين والموظفين وعمال الشركات ويساعدون الفلاحين هل سيعاقبون اللامنتمين او الذين لا يسيرون بخطهم بالفصل عن العمل وحجب المساعدات فقط أم يتطور اسلوبهم مع تطور صلاحياتهم المرتبطة بمدى سيطرتهم؟ كيف لو يحكموا ويتحكموا بالمدارس هل سيفصلون الطلاب غير المنتمين أم يطالبونهم بورقة تزكية من مكتب منطقتهم؟ وكيف سيتعاملون مع الحصة التموينية هل سيحرموها على الذين لا يصوتون لهم تحت شعار من ليس منا لا يستحق الحياة؟ ولو فتحوا كلية عسكرية او أمنية هل سيطالبون المتقدم بصحيفة أعمال تثبت أنه حتى جده السابع لم يكن له أي تأييد لزوعا كشرط لقبوله؟ وهل سيرغمون الكل على التوقيع على تعهد يقضي بأعدامه لو ثبت أنه منتمي الى زوعا أولا وبعدها التنظيمات الاخرى باستثناء المسموح به؟ هذا النهج يذكرني بالمرحلة الاولى للحكم البائد عندما كان أزلامه يرددون في الاحتفالات أغنيتهم السيئة الصيت وفيها يقولون- نسحك رأس الما يطيع النا- , نعم تمكنوا من سحق العديد من الرؤوس ولكن ماذا كان مصير رؤوسهم؟ فهل يتعلم مقلدوهم  من تجربتهم؟ أن كل ذلك ليس مجرد خيال فهذا النوع من الانظمة يبدأ بأقل مما يحصل في بلداتنا ويستمر بالتطور السريع على أنغام المصفقين والمطبلين والمزمرين وبمدى مصالحهم. أنه حقا مستقبل مخيف جدا لا أتمناه لأحد . 


yshikwana@aol.com
 

68
بحسب يوسف متاوي: الاثرناي يحصلون على 1 من 1000 من أصوات شعبنا
يوسف شكوانا

    في البداية أهنئ كل من شارك في القوائم الانتخابية الثلاثة الخاصة بشعبنا الكلداني السرياني الاشوري كما وأهنئ بصورة خاصة الذين فازوا منهم بالمقاعد المخصصة لشعبنا متمنيا العمل باخلاص لمصلحة هذا الشعب الذي أختارهم واعتبار مصلحته فوق كل المصالح الاخرى.
   الكل يعلم بالابواق التي لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة والتي شعارها كل شئ من أجل محاربة زوعا . ومن المعروف أنتحال أحدهم لأكثر من أسم وهذا ظاهر جليا لكل من له ألمام بسيط بالكتابة , وهذه الابواق لا هم لها سوى الافتراء على الذين يعملون بأخلاص لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري, وأحد هؤلاء يكتب بأسم يوسف متاوي والذي من كتاباته يظهر أنه قيادي أو قريب جدا من قيادة الاثرناي, يحاول هؤلاء بكل السبل اختلاق ما يشفي غليلهم في محاربة زوعا, هذا ديدنهم لما يفوق العشر سنوات دون أن يؤثروا شيئا على المسيرة كما لم يخطوا ولو بمقياس شعرة الى الامام اللهم الا في معرفة كيفية الحصول على الكراسي وأن كان بطرق ملتوية تتعارض وأبسط المبادئ التي ينادون بها. فالحقائق على الارض ترد على كل أفتراء وتلفيق هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أنهم عادة ما يمارسون فعليا ما قد سبق وانتقدوا به غيرهم زورا.
   بعد هذه المقدمة أذكر ببدعة المدعو يوسف متاوي بعد الانتخابات الماضية وفوز قائمة الرافدين بالاكثرية ولافراغ ذلك الفوز من محتواه كما تمنى , أكتشف ما لم يسبقه به أحد حيث قسم عدد الاصوات التي حصلت عليها قائمة الرافدين على العدد الكلي لنفوس شعبنا  الكلداني السرياني الاشوري وليس على عدد الذين ادلوا بأصواتهم كما هو متبع في كل زمان ومكان, فانكب على الاوراق يجري العمليات الحسابية وكأنه مقبل على الامتحان في مادة الرياضيات وتوصل الى النتيجة الغريبة التي خص بها قائمة الرافدين دون غيرها من مئات القوائم العراقية المشاركة في الانتخابات والتي تقاس نسبة الاصوات التي حصلت عليها كل قائمة بعدد المصوتين, الا أن ذلك لم يرق له فاخترع طريقة خاصة غريبة لم يسبق لها مثيل لقائمة الرافدين حيث قال:     

وهذا يعني ان هناك 650 الف صوت انتخابي اشوري في العراق.
وبتطبيق نسبة الـ 70%للمشاركة الانتخابية يكون هناك 455 الف اشوري شارك في الانتخابات في العراق.

وحيث ان قائمة الرافدين التي قادها السيد يونادم فازت بمجموع اصوات 29733 داخل العراق فأن هذا يعني أن نسبة أصوات قائمة الرافدين داخل العراق هي 6.53% فقط .
وحتى لو أحتسبنا النسبة باحتساب مجموع أصوات القائمة الكلي وهو 47263 تكون النسبة 10.39%.
طبعا النسبة الاخيرة تكون أقل من 10.39% لاننا أهملنا في الحساب مجموع الناخبين الاشوريين في المهجر . فعلى سبيل المثال لو أفترضنا أنهم 100 ألف ناخب في الدول والمدن التي حدثت فيها الانتخابات تكون النسبة كما يلي:
مجموع الناخبين 4555 ألف + 100 ألف = 5555 ألف
النسبة تكون 8.51% 
 

 وبالامكان الاطلاع على تفاصيل كتاباته ومن ضمنها هذا الموضوع الذي جاء تحت عنوان – من فمك أدينك- على الرابط:
http://www.ankawa.com/forum/index.php?action=profile;u=12239;sa=showPosts
   طبعا لا يوجد عاقل يأخذ بهذه القاعدة التي لم يفكر بها أحد قبل متاوي وحزبه أذ لا يمكن أن تأتي الا نتيجة الحقد الاعمى على الذين اثبتوا تفانيهم من أجل شعبهم وأمتهم وذلك بالاعمال وليس بالكلام الجميل الفارغ والاعمال الهدامة, أنه لمن حق الذين تتهجمون عليهم أن يفتخروا بشخصيات مؤسسيهم وسيرتهم وأسم تنظيمهم المشرف منذ التأسيس ونضالهم وشهدائهم وأنجازاتهم ومواقفهم الثابتة تجاه قضية وطننا وشعبنا الكلداني السرياني الاشوري وأستقلالية قرارهم الذي يعتبروه من الثوابت التي لا تقبل المساومة رغم تكاليفه الباهضة, فهل لكم أي منها كي تفتخروا به؟ ومع ذلك وعملا بالقول – بالكيل الذي تكيلون يكال لكم ويزاد – ولكنني سوف لا أزيد, وكذلك قول – العين بالعين والسن بالسن والبادئ اظلم – ومن أمثالنا الشعبية- أو دكخابر بيرا تا خني كنابل بكاوح- أي الذي يحفر بئرا للاخرين يقع فيها . فلنأخذ طريقتهم هذه في القياس لنرى أين موقعهم لدى شعبنا:
   أن الاصوات التي حصل عليها حزبهم في الانتخابات الاخيرة وبحسب ما نشره أعلامهم كان 154 صوتا والعهدة على أعلامهم رغم أنني أشك بصحة ذلك لعدم تأييده من أية جهة أخرى, هذا رغم طلبهم من الجماهير التصويت لممثلة حزبهم وليس للقائمة التي اشتركوا بها وذلك لضمان تقدم تسلسلها في القائمة ومن ثم صعودها الى المجلس . فلنأخذ طريقتهم وقاعدتهم ونستند على أرقامهم ونجري العملية الحسابية التي أخترعها يوسف متاوي, فأذا قدرنا عدد شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في محافظة نينوى ب 150 ألفا  لنجد أن حزبه حصل على صوت واحد من كل 1000 كلداني سرياني اشوري!!! ألم يحطم حزب متاوي كل الارقام القياسية المعروفة وغير المعروفة؟ خاصة وأنه أقدم تنظيم موجود على الساحة كما يدعون. وماذا يسمى مثل هذا التنظيم في قاموس السياسة؟ وأذا يرون خلاف ذلك فليشاركوا بأية انتخابات أو أستفتاء أو أي نشاط اخر منفردين كي يظهر حجمهم الحقيقي الذي يعرفه شعبنا جيدا.
وفي الموضوع نفسه يقول :
فحقيقة الامر ان قائمة الرافدين لم تحصل الا على اقل من 10% من اصوات شعبنا
ثم يقول:
حقيقة الامر ان الـ90% الاخرى من اصوات شعبنا ذهبت الى القائمتين الوطنيتين: القائمة العراقية) و(التحالف الكردستاني) اللذين نالا استحقاقات وزارية تضمنت تسمية وزراء من ابناء شعبنا في الحكومة العراقية.
وهنا بيت القصيد !!! حيث يحاول أيجاد مبرر للاستحقاق الوزاري المفروض على شعبنا بالضد من رغبته,  وأذا أتكلم بلغتك عن الانتخابات الاخيرة أقول : أن حزبك حصل على 1 من 1000 فقط لا غيرها أما 999 الاخرى من الألف فذهبت الى قوائم شعبنا الثلاثة. أليس هذا منطقك يا متاوي؟ أم أن مقياسك هذا أخترعته لقائمة الرافدين فقط. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى لا أعلم سبب أقتصارك على أصوات شعبنا ونسبها الى حزبك ولم تشمل طريقتك 14 مليون عراقي لم يشتركوا بالانتخابات وتنسبها لحزبك التعبان!!
    وأخيرا أسأل القيادة الكردية هل من مصلحة علاقات شعبينا تحالفكم مع مثل هكذا حزب وأعتباره يمثل شعبنا في الوقت الذي لا تتعدى جماهيره هذا الرقم المخجل في الانتخابات, والكل يعلم أنه يأتي في أسفل قائمة تنظيمات شعبنا جماهيرا, وليس بخاف على أحد مدى تأثير ذلك على العلاقات التاريخية بين شعبينا ونظرة الاكثرية الى قيادتكم , وبامكانكم أجراء استطلاع بسيط كي تعلموا حجم نتائج مثل هذه السياسة , فالانتقادات لطريقة تعاملكم هذه مع شعبنا لم تعد سرا, وأذا كانت مثل هذه الطريقة توفر لكم السلاسة في العمل كأفراز للطاعة المطلقة الا أنها وبكل تأكيد لا تلقى ارتياحا لدى شعبنا وتترك اثارها السلبية كما يحصل الان.     
 

69
الف تحية لفضائية اشور بعودتها

يوسف شكوانا

ما أجمل اللحظة التي تتفاجأ بأسم أشوريتصدر الشاشة الصغيرةعندها تشعر بأن العراقيين من أبناء بابل واشور لا زالوا معتزين بهذا الاسم الجميل اسوة بغيرهم من العراقيين بشرائحم المختلفة الذين لم ينسوا مثل هذه الاسماء مهما قسى الزمن عليهم لانها بالاضافة الى كونها مبعث فخر لهم تعتبر الامتداد التاريخي لحضارتهم العظيمة فأذا كان غيرنا من العراقيين يحافظ على هذه الاسماء فكم بالاحرى نحن الذين نعتبر أنفسناابناء هذه الاسماء.
   أراها فضائية عراقية أولا ,عرفناها تسير جنبا الى جنب مع الفضائيات ووسائل الاعلام الاخرى التي تعمل من أجل عراق ديمقراطي تعددي حر بعيدا عن أسلوب الصهر والاحتواء . فأذا نظرنا بعين العقل بعيدا عن العواطف الى مسألة الوجود القومي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري  نراها مرتبطة ارتباطا وثيقا بمسألة الديمقراطية في العراق وما مجريات الامور في السنوات الاخيرة الا ترسيخا لهذه الحقيقة والكل يعلم الى اين أخذنا تفضيل البعض لانتماءات أخرى على الانتماء الوطني هذا الاسلوب الذي كان له تأثيراته السلبية البالغة على عموم ابناء الوطن أضافة الى أن مثل هذا الاسلوب يعمل على تهميشنا وهضم حقوقنا,  وما أن بدأ هذا الخط بالتراجع وأن كان  ببطء الا ان نتائجه الايجابية أخذت تظهر بوضوح وليست بخافية على أحد.
   عرفتها فضائية موحدة وليست مفرقة خاصة وأن شعبنا يحمل العديد من التسميات العريقة والموروثة التي يجب أن نفتخر بها لعظمتها الا أن البعض لا زال يستخدمها كذريعة لتقسيم ما تبقى من شعبنا وكأن حياتهم متوقفة على الغاء الاخر أو فصله منه وأبعاده عنه وكأن التسمية التي يعتز بها لا تبقى في الحياة الا بالانقسام ومحاربة التسميات الاخرى .أنهم لا يستندون الا على اسس وهمية لاغين الحقائق الراسخة التي لا تقبل الشك والتي تفند مرتكزاتهم الهشة والباطلة . أن فضائية اشور عودتنا على التمسك بوحدتنا القومية والاعتزاز بتسميات شعبنا الكلداني السرياني الاشوري الواحد بتاريخها وجوهرها وحاضرها ومستقبلها رغم كل الصعوبات والعراقيل التي وضعت في طريقها والافتراءات ضدها الا أنها لم تنحرف عن خطها المستقيم النابع من حقيقة وحدتنا وبذلك حافظت على مبرر وجودها .
   أفتخر بها لانها نابعة من صميم شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وتابعة له فقط وليس لأي طرف اخر, وهو صاحب قرارها وبه ارتباطها الاول والاخير وبذلك نطمئن عليها ولا نخشى عليها أعطاء اية اسبقية على قضية شعبنا بابعادها الوطنية والقومية فالكل يعلم أن التبعية تفقد الاستقلالية ومن ثم نقاء الصوت وصفاؤه . نعم نفتخر بفقرها المادي لأنه الثمن الذي تدفعه للمحافظة على استقلاليتها ولكنها غنية بأصالتها لذلك دأبت دائما على الارتباط بشعبنا وقضيته الوطنية والقومية . فرأسمالها ليس ألا ثقة شعبنا بها الذي أودعها أمانه قضية وجوده وأنا متأكد بأنها ستحافظ على الامانة كما عودتنا دائما.
وكما يصفها الكثير من العراقيين: قناة المحبة, قناة السلام , قناة العراق الديمقراطي , القناة الاصيلة ,قناة العدالة وحقوق الانسان العراقي , القناة النزيهة , قناة الشعب الكلداني الاشوري السرياني ...... 
فألف تحية لفضائية اشور العراقية
وألف تحية لفضائية اشورالموحدة لشعبنا
وألف ألف تحية لفضائية اشور المسيرة من قبل تطلعات شعبنا الكلداني السرياني الاشوري       

70
شعبنا العريق ليس للبيع ولا اراضينا التاريخية

يوسف شكوانا             
                                                                                             
   ما أن خفت حدة معركة التسميات التي استهلكت الكثير من طاقات شعبنا على حساب أمور اخرى كانت أكثر أهمية لمسألة حقوقنا ووجودنا القومي بعكس غيرنا الذي عرف كيف يعمل بمبدأ الاهم قبل المهم,  فما أن أستبشرنا خيرا عندما لاحت في الافق ملامح نهاية تلك الحرب الكلامية حتى أعلن عن بدء  معركة اخرى لا تقل شراسة عن الاولى الا وهي معركة الحكم الذاتي التي قسمتنا ايضا الى قسم مؤيد لأسباب مختلفة وقسم اخر أنا اسميه مستفسرا أو الذي ينطلق برؤيته من أرض الواقع وما يمكن تحقيقه بعيدا عن التمنيات أو رفع شعارات عسيرة التحقيق , ألا أن  البعض يطلق على هذا القسم تسمية  معارض , وهذا غير معقول لأنه لا يمكن لأي مخلص وحريص على شعبه أن يعارض مثل هذا المكسب الذي عادة ما تدفع الشعوب اثمانا باهضة للحصول عليه , فكم بالأحرى لو كان تنظيما معروفا بتضحياته ونهجه وشهدائه , أن الذي اتهمه الاخرون بالغرور عند  دعمه  الكامل للمباشرة بالتعليم السرياني لا يمكن أن يقف ضد مشروع ليس التعليم السرياني الا جزءا منه . 
    أنني شخصيا لا أعارض أية حقوق لشعبنا عندما تكون عملية وواضحة وقابلة التحقيق على أرض الواقع ,الا أنه في هذه المسألة هناك من يكتب من باب التمنيات واخرون يتجنبون التطرق أو الاجابة على العديد من الاسئلة بتعمد. فهناك العديد من الامور الغامضة مما تخلق الشك  لدى الاكثرية  وهذا الشك لا يتبدد الا بالايضاحات كي نعلم الى اين سيوصلنا الطريق الذي سنسلكه خاصة في مسالة بهذه الدرجة من الاهمية, وهذا الشك نابع من :
1- عدم وضوح الدعوات عن نوعية الحكم الذاتي هل هو للشعب أم للارض فاذا كان  للشعب  فما العدد الادنى الذين سيشملهم , أما اذا كان للارض فأية أرض وما هي  حدودها؟ وهل نشكل منها وحدة أدارية واحدة أم أكثروما شكلها وصلاحياتها وارتباطها؟ وكيف تكون العلاقة مع الفئات الاخرى في المنطقة؟  ان ما عرفته  لحد الان لا يتعدى التصريحات المتناقضة على الانترنيت من قبل مؤيدي هذا المشروع  الكبير فأحدهم يقول انه لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري ولا يحدد منطقته بما معناه  اينما وجد شعبنا في الوطن , واخر يقول في اقليم كردستان فقط خاصة ان الداعي له هو وزير في أقليم كردستان الا أن هذا الرأي يفنده بعضهم قانونيا لأن الدستور يمنع من خلق اي كيان ضمن اقليم, ورغم ذلك أسأل هذا القسم: أن أقليم كردستان يعيش حالة استقرار منذ عام 1991 وشعبنا يعيش في العديد من مناطقه مثل  دهوك وعنكاوا وشقلاوا ومناطق صبنا وبروار ونهلة وزاخو وغيرها فما الذي يمنع حكومة الاقليم من منحها الحكم الذاتي لشعبنا في هذه المناطق التابعة لها ؟ وثالث يقول أنه لشعبنا في مناطقه التاريخية ولا يذكر لأي تاريخ نعود لتحديد هذه المناطق, فمناطقنا كانت تتغير باستمرار عبر تاريخنا الطويل فلو اخذنا المائة سنة الاخيرة وتحديدا منذ الحرب العالمية الاولى سنجد تغيرات كبيرة على القرى والاراضي فلم يسلم منها الا نسبة ضئيلة جدا فعلى  سبيل المثال ففي الحرب العالمية الاولى فقط خسرنا  منطقة  حكاري  بكاملها  كما  ازيلت  عن الوجود خمسة ابرشيات كلدانية اضافة الى ابرشيات للفروع الاخرى من كنيستنا , أن مسألة المناطق التاريخية شائكة جدا ولتوضيحها لا بد من تعيين الحقبة التاريخية المقصودة أذ أن التغيرات مستمرة عبر التاريخ من غير توقف , فحاليا نشاهد هجرة بسبب الوضع  الامني من  المدن العراقية الى أقليم كردستان وقبل أقل من نصف قرن كان التهجير معاكسا اي من كردستان الى المدن العراقية وخاصة بغداد, أما القسم الرابع وهذا برأي هو الاهم لأنه بيت القصيد  فهو الذي يحدده  بسهل نينوى فعدد منهم كشف هذا السر في تصريحاته رغم انه نفى ذلك  لاحقا او قام غيره بالمهمة عوضا عنه , وقسم اخر يشترط ارتباطه باقليم كردستان أي حكما ذاتيا مشروطا, وهنا يتعجب المرء من انواع الذين شمروا عن سواعدهم للكتابة عن  هذا  السهل العريق باسلوب وكانهم يقولون أما ان تقبل بالحكم الذاتي المبهم أو أنك خائن وعدو  الشعب  وقاصر وضحل  سياسيا , عشرات الاصوات  نسمعها  من  خارج  هذا السهل  كأنه معروض للبيع وانا لا أوجه اصابع الاتهام الى اي مدفوع الثمن < لا أقول مأجور كي لا استفزهم> لأن شعبنا يعرفهم خاصة عندما  لا يتلقى  الجواب  المقنع  عند  السؤال: من أين لك هذا ؟ من خارج السهل يكتبون وينادون  ويؤيدون ويتهجمون اما سكان هذا السهل فقلما تسمع منهم عن هذا الموضوع . ومن بين هؤلاء من ترك المنطقة الى الابد وهناك من لم يراها ابدا  ورجل دين  لا يسكن هذا السهل اكثر من مائة عائلة من اتباع كنيسته وسياسي رفضه شعبنا  في الانتخابات اكثر من مرة  وتنظيم  لا يتعدى اعضاؤه من سكان هذا السهل اصابع اليد الواحدة ,واخر لا وجود له فيه .  وأتمنى ان لا يبدأ هؤلاء مذكراتهم الى المسؤولين بعبارة : نحن سكان سهل نينوى ... كما  حصل في  منطقة  سنجار عام 1973 حيث كانت المدرسة التي اعلم فيها مشمولة بالدراسة  الكردية  الا أنها لم تطبق  بذريعة عدم وجود معلم يجيد اللغة  الكردية وأصبح الامر معلقا  الى ان  تحول  المختار بموقفه  من  جانب الاكراد الى جانب الحكومة  فاقام  وليمة  كبيرة لكافة ضباط اللواء المرابط  في  سنجار اضافة  الى موظفي القائمقامية وأعضاء  شعبة  البعث, اثناء الوليمة  وقع  المدعوون على  وثيقة  تطالب  بالغاء الدراسة الكردية في المدرسة والتي لم تطبق اصلا ولقد بدأ الطلب بعبارة : نحن اولياء امور تلاميذ مدرسة ... كانوا من مختلف  المناطق  باستثناء القرية التي ادعوا انهم اولياء امور تلاميذها. وهكذا نجد الذين يطالبون بالحكم الذاتي دون معرفة متى وكيف وأين ؟ من مختلف انحاء العالم فيهم رجال الدين وأسماء شخصيات وتنظيمات ولا أعتقد ان اي منهم سيرجع للعيش في ظل الحكم الذاتي الذي يطالب به أذا تحقق!!!فكم من مناد بالحكم الذاتي وقريته ترفض حتى التدريس باللغة الام بمدارسها, أليس الاجدر به أن يدعو أهله وأقاربه أن يشجعوا لغتهم القومية ؟ أو أن يطلب الحكم الذاتي أو الفدرالية أو حتى تشكيل دولة  لهم ؟ أن الموضوع كما أراه اشبه بالذي يقامر بأموال غيره , فلو نجح المشروع بأعجوبة سيصبح بطلا  قوميا  وأن جلب الماسي  والويلات الى هذا السهل فأقصى ما يفعله سيكون الاستنكار على الانترنيت ويعيش حياته الطبيعية هذا ما يفعلونه ولنأخذ مثلا أحداث الموصل الاخيرة هل أن أحدهم قطع اجازته الترفيهية بسببها؟
2- أن المتابع لوسائل الاعلام العراقية وهي عديدة ومتنوعة يسمع ويرى ويقرأ كثيرا عن فدرالية اقليم كردستان وعن المادة 140 وموضوع كركوك واعادة رسم الحدود الجغرافية للاقليم ولكن لحد الان لم اسمع اي سياسي خارج شعبنا ذكرهذا الموضوع  الذي هو بهذه الدرجة من الاهمية مؤيدا أو معارضا.  الا يعني هذا ان هذا  البكاء هو على الهريسة وليس على الحسين , وأن لم يكن كذلك فما الذي يمنع المباشرة بالخطوة الاولى فمعظم تنظيمات شعبنا تطالب به كما يدعون اما المعارضون فليسوا سوى فئة ضحلة سياسيا يشهدون الايام الاخيرة لتنظيمهم السياسي ,كما ان جميع الاطراف كردستانية وعراقية موافقة وتدعم المشروع  وكذلك العديد من الاطراف الدولية ... اذا كان كل ذلك صحيحا فعلى ماذا الانتظار؟ أبدأوا بالخطوة الاولى على الارض كي لا يقول احد انها جعجعات وانما طحين على الارض . أم أن الموضوع هو < هف أبني هف بالعيد اشتريلك دشداشة > , سابقا كانت مطاعم الكباب لا تستعمل المراوح الكهربائية وانما اليدوية  في احد مطاعم الموصل سابقا اشتغل صبي يقوم بهذه المهمة وكلما تعبت يده ويتباطأ في عمله يقول صاحب المحل له < هف أبني هف بالعيد اشتريلك دشداشة > فيسرع في الهف فرحا بالدشداشة دون ان يعرف نوعها منتظرا عيدا بعد عيد ولم يرى الدشداشة بعد عدة اعياد من تنفيذ طلبات أستاذه صاحب المطعم بالهف السريع اضطر ان يسأله عن الدشداشة  فأجابه : وهل قلت لك في اي عيد سأشتريها ؟ وهنا اتمنى ان لا ينطبق  هذا المثل هذا النوع من دشداشة الحكم الذاتي.
3- لا يختلف اثنان على ان الديمقراطية هي حكم الشعب وذلك عبر صناديق الانتخابات ومهما يحصل من منافسات في فترة الانتخابات توضع نهاية لها عند اعلان النتائج التي يرضخ لها الكل وعادة ما يبدأ الخاسر بالتهيئة للانتخابات التالية وهناك من يحصل على خمسين مليون صوتا ويخسر امام منافسه بفارق مائة صوت فيعترف بالفائز طول مدة حكمه كما حصل للمرشح الديمقراطي أيل كور امام منافسه الرئيس الامريكي الحالي في دورته الاولى وكما حصل لهيلاري كلينتون التي حصلت على 18 مليون صوت فقط في حملتها للفوز بترشيح حزبها ولكنها لم تنجح بذلك, فلا أيل كور ادعى أنه يمثل أمريكا لحصوله على خمسين مليون صوت ولا هيلاري كلينتون أدعت أنها تمثل الحزب الديمقراطي لأنها حصلت على كل تلك الاصوات . وهناك أمثلة عديدة من مختلف انحاء العالم وحتى في ديمقراطية العراق رغم حداثتها وشوائبها الا أن الالتزام بهذه الاصول نراه عند الاخرين الا عندنا فالحالة تختلف حيث الطريقة التي يتبعها البعض تلغي معنى الانتخابات فالكل يدعي تمثيل الشعب والتحدث بأسمه والمطالبة بحقوقه كما يراها دون الرجوع الى ممثليه المنتخبين سواء فازوا بقوائم خاصة بشعبنا أم ضمن القوائم الاخرى  , < لا أقصد هنا حق العمل والانتقاد باسلوب متحضر وبناء ورصد الاخطاء أو التقصيرلاستخدامها في الانتخابات المقبلة >  فتأسيس تنظيم من خمسة أشخاص أو عقد مؤتمر أو حصول دعم أحد المتنفذين كاف ليعطيهم شرعية التمثيل , وفي موضوع الحكم الذاتي لم أجد اي مطالب به منتخب من قبل الشعب بينما أرى العكس فكل الذين خسروا الانتخابات يتكلمون باسم الشعب الى درجة أن رئيس أحد التنظيمات ذات الاسماء الكبيرة ليس لديه من يشاركه في استقبال الوفود الرسمية فيتصل بأحد معارفه ليحضر الى المقر ويشاركه في الاستقبال لأنه من غير اللائق أن يستقبل الوفود لوحده , دون ان يكون للمسكين اية علاقة بتنظيمه والاغرب في الموضوع انه بعد ساعات يظهر خبر الاستقبال في عنكاوا كوم , أمثال هؤلاء يتحدثون باسم الشعب في الوقت الذي يحرمون المنتخب  حتى من أبداء رأيه! وأذا يعتقدون أنهم يسيئون الى مكانة الاشخاص المنتخبين بمثل هذه الاعمال فأنهم قبل ذلك يدوسون بأرجلهم على كل تلك الاصوات التي اختارتهم لتمثيلها , اليست هذه ديمقراطية جديدة من نوعها؟  أن القاعدة المعروفة هي أن  الحكام الدكتاتوريين يصلون الى سدة الحكم بواسطة الدبابة فتراهم يعبدون الدبابة والديمقراطيون يصلون عن طريق الشعب لذلك يخدمون الشعب بطريقة او بأخرى وهنا نسأل هل بأمكان الذي يصل عن طريق المتنفذ الا أن يخدمه أو يأتمربأوامره ؟ أن عهد الدكتاتورية ولى من غير رجعة ولم يبقى امامنا سوى طريق الشعب وطريق المتنفذين فالبعض يختار الاول الذي يتطلب المصداقية في العمل والاخلاص في الخدمة والوضوح في المنهج والبعض الاخر يختار الثاني بعد أن يفشل في الاول , وهؤلاء يعتبرون هذا الطريق اسهل وأقصر خاصة أنه لا يتطلب الكثير عند البعض سوى خدمة المتنفذ الذي يعرف كيف يعمل دائما . وهذا النوع يذكرني بالنائب خدر خديدا عن جبل سنجار في العهد الملكي كنت التقي به بين اعوم 70-75 وكان لا يتكلم العربية سألته يوما كيف كان يشارك بالجلسات وهو لا يتكلم العربية فقال: أن عمي سيدو رئيس العشيرة قال لي كلما يتكلم الباشا ارفع يدك موافقا اما الاخرين فلا شان لك بهم . هذا ما كان يفعله شخص أمي قبل اكثر من نصف قرن الا أن البعض يسير على القاعدة نفسها في الوقت الحاضر. ومن غريب الصدف أن مقعده النيابي جاء نتيجة تصويتهم لانظمام منطقة سنجار الى العراق بعد تشكيله!!! فكم خدر خديدا في شعبنا الان؟
4- أن الوقائع على الارض تثير الشكوك حول الموضوع فمن ناحية لا نرى أية استعدادات وتهيئات للحكم الذاتي وانما تقتصر العملية على الكلام والكتابة في الانترنيت بينما على العكس من ذلك نشاهد نشاطات عديدة بهدف تغيرألارتباط الاداري للمنطقة وهذا واضح جدا في العديد من الامور كالتربية والتعليم والمسألة الامنية وشراء الذمم وغيرها . ورغم كل هذه الحقائق الصارخة الا أن البعض لا يأخذها معيارا لتحديد موقفه فهدفه الوحيد هو محاربة الذي يعتبره عدوا له  فيلتقي مع الذي لا يرى في الافق سوى مصلحته الشخصية الذي شعاره هو كل شئ من أجل الكرسي , وينضم اليهم الذي يفشل في كسب ثقة شعبه,  وبذلك يتشكل تحالف غير متجانس او تحالف الاضداد فمثلا في مسألة التسميات وقف هذا التحالف ضد التسمية التي اتفق معظمهم عليها وضم ذلك التحالف من يعتبر الكلدانية قومية لا علاقة لها بالاشورية واخر بان الكل كلدان ولم يعد اي وجود للاشوريين حيث ابيدوا عن بكرة ابيهم!!! وثالث يقدس الاشورية فقط ويعتبر الكلدانية تسمية مذهبية مخجلة وليست قومية ,أيدوا التسمية الكلدواشورية التي اشتركوا بأقرارها ثم أنقلبوا على قرارهم ليصفقوا لتسمية مماثلة في المضمون والمعنى على طريقة خدر خديدا وتأييده للباشا ! وهو التحالف نفسه الذي وقف ضد التعليم السرياني علنا أو سرا وهنا أيضا كانت الذرائع مختلفة ومتناقضة ولكنها التقت في التحالف المذكور. قبل سنوات قام زعيم كلداني جدا بالاتصال ببعض معارفه طالبا المساعدة لشراء كومبيوتر لأحد الاحزاب الاشورية جدا فلما ساله أحدهم كيف تساعد هذا الحزب الذي لا يعترف بالكلدان اجابه : أن هذا الكومبيوتر سيستخدم بالدرجة الاولى ضد زوعا. هذه فقط بعض الامثلة التي تزيل استغرابنا لهذا التحالف الذي ينادي بالحكم الذاتي حاليا كل على طريقته ومن مكانه . وبالقاء نظرة بسيطة على مثل هكذا تحالف لا نرى فيهم عوامل مشتركة سوى محاربة الذين يعملون ويضحون ويستشهدون على ارض الوطن .
5- لقد صدر قرار التعليم باللغة الام من قبل حكومة اقليم كردستان منذ عام 1991 وفي عموم الوطن بعد القضاء على النظام الدكتاتوري . وفي الحالتين هناك من وقف ضد المشروع أو على الاقل لم يدعمه بحجج مهما كانت الا انها غير مقبولة أمام مثل هذا المشروع العظيم , ففي الاقليم انقسمت مدارسنا بين التعليم بالسريانية والتعليم بالكردية وفي باقي العراق لا يتعدى عدد مدارسنا اصابع اليد الواحدة ففي سهل نينوى الذي يعتبره البعض منطقة الحكم الذاتي المنشود لدينا أربعة صفوف فقط سريانية ولم أسمع من هذا الفريق أي تأييد لهذا المشروع الذي يعتبر العمود الفقري لأية حقوق قومية , وهنا أستغرب وأسأل عن الازدواجية في المواقف أذ كيف يقف الفرد او التنظيم ضد مشروع التعليم باللغة الام وفي الوقت نفسه ينادي بالحكم الذاتي . اليس التعليم باللغة الام أحد الحقوق الرئيسية في الحكم الذاتي ؟ أم انهم يريدونه حكما ذاتيا من غير لغة قومية؟ فالذي ترك قريته ولا  يفكر بالعودة اليها والباقون فيها يرفضون التعليم بلغتهم الام وهو موافق او ساكت لمدة 17 سنة بأي  حق  يقرر مصير منطقة   أخرى   وهو ليس من سكانها في الوقت  الذي لم  يبقى لمنطقته  او قريته اية صلة بالقومية؟ أليس كالطبيب الذي يداوي الناس وهو عليل ؟ فأذا كنتم حقا تريدون الحكم الذاتي وليس شيئا اخرا فلنباشر بدعم التعليم السرياني وهي عملية بسيطة جدا قياسا بالحكم الذاتي لأنها مقررة في الدستورين العراقي والكردستاني ولنا فيها تجربة 17 عاما . أنني أشبه هؤلاء بالذي يترك العصفور الذي في يده ويطالب بالعشرة التي في الجو وليس على الشجرة !! أما الاقتصاد الذي يعتبر العامل الاساسي للحكم الذاتي فلم أسمع لحد الان عن أية مشاريع استثمارية في المنطقة فهل يريدونه حكما ذاتيا يعيش من صدقات الاخرين؟
   ما يزيد الشك في النوايا هذا الالحاح الشديد في مسألة الحكم الذاتي بمناسبة أو غير مناسبة فكل المواضيع توصل الى الحديث عن الحكم الذاتي , فعند ألغاء المادة 50 يطالبون بالحكم الذاتي وبسبب أحداث الموصل يطالبون بالحكم الذاتي وهكذا كل شئ وهذا يذكرني بالذي لاحظ ان احدهم يسرق ليلا بعض البرتقال من شجرة له في حديقة بيته ,أخذ يراقب ذلك فشاهد أبن شقيقه الذين يعيشون بجوار بيته قفز فوق السياج وصعد على الشجرة ليسرق البرتقال فصرخ عليه مؤنبا أياه لما يفعل وسأله عن سبب سرقته هذه وفي حديقة بيتهم اشجارا مشابهة بثمارها, فاجاب أبن الاخ : ولماذا تلبس أبنتك ملابس قصيرة . قال العم بعصبية : وما علاقة ذلك بهذا ؟  فقال أبن الاخ : محكيثا ككرشا محكيثا .
   مما تقدم يظهر أن مطلب الحكم الذاتي هذا تشوبه الضبابية ويخلق الشكوك بوجود المخفي وراء ه  فأذا كان المقصود هو تغيير تبعية سهل نينوى وهذا شأن  يخص سكنة هذا السهل لا غيرهم ومهما كان قرارهم على الاخرين وأنا منهم تقديم الدعم لهم فأهل مكة ادرى بشعابها كما ان الموضوع يخصهم حاضرا ومستقبلا , فهم لا تنقصهم الحكمة والدراية بالامور والوعي السياسي والقومي ولقد اثبتوا ذلك لا لمئات السنين وانما الالاف والشواهد التاريخية في معظم البلدات ادلة ساطعة لقدم شعبنا في هذه المنطقة , وفي كل زمان كان لهم رجالهم والى اليوم والكل يعرف هذه الحقيقة خاصة سكان هذه المنطقة فكفى متاجرة بهم انهم لم  وليسوا ولن يكونوا للبيع .

71
الى الاستاذ جميل روفائيل


يوسف شكوانا

ما ان قرأت المقتطفات التي اختارها احد الكتاب من ندوة السيد يونادم كنا في ديترويت حتى توقعت ان يقوم الفريق الحاقد على زوعا بالرد وأعضاء هذا الفريق معروفين للجميع بحيث لا يغيب اسم زوعا من مقال=D 8تهم وهذا امر اعتاد القراء عليه الا ان الغريب الان ان ينضم الى هذا الفريق كاتب عريق كان معروفا باعتداله الا وهو الصحفي =D 8لمعروف الاستاذ جميل روفائيل
في البداية أقول أنني لم يسبق لي أن تعرفت عليك شخصيا ولكنني أعرفك من خلال كتاباتك التي أتابعها منذ ان نشرت كراسا عن الحقوق الثقافية للناطقين بالسريانية ومنذئذ أطالع ما تكتبه وأرى فيك الانسان المثقف الواعي المعتدل في كتاباته - ك=D 9ت اتفق معك في الكثير واختلف في القليل وكم كان استغرابي كبيرا عندما خرجت عن كل ذلك في كتاباتك الاخيرة لا لسبب المصلحة ا4قومية فلو كان كذلك لرفع من مكانتك عند القراء والمتابعين ولكن لسبب شخصي بحت وهذا واضح من عنوان موضوعك - انا لست .. - فبمجرد الشك بأنك كنت أحد المقصودين في كلام الاستاذ يونادم حتى أنقلبت كل الموازين عندك أو هكذا ظهر فالاسلوب تغير كليا وهذا ما لم نعهده م=D 9ك سابقا وكم كنت أتمنى لو أنفعلت هكذا لقضية عامة وليس لقضية شخصية كما فعلت
أنك تقول أن يونادم - كذا - لم يذكر أسمك في قضي=D 8  المأجورين لذلك فأن أنفعالك هذا جاء نتيجة أحد الاحتمالين لا غير اما أنك كنت تنوي الكتابة بهذا الاتجاه الجديد وكنت تنتظر الذريعة اي لنتخاصم وبعدها نبحث عن السبب فجاءت ندوة ديترويت وما نقل عنها من مقتطفات غير كاملة لتتخذها ذريعة للمباشرة بتنفيذ قرارك المسبD9 أما الاحتمال الثاني وهذا يدعو الى التعجت حينما نسبت الى نفسك كلمة المأجور وهنا أسمح لي ان اذكر هنا قصة الذي سرق له خر ف كان يملكه وفي احد الايام كان صاحب الخروف المسروق مارا في الطريق فوجد جاره جالسا على عتبة داره فبادره بالتحية المعتادة : السلام عليكم فرد الجار : أي خروف
أما الموضوعين اللذين قمت بنشرهما وكأنك في حلبة نزال وفزت بالضربة القاضية ولكن الحقيقة هي عكس لك فعن الوثيقة المخابراتية أقول أنها أثيرت قديما بمناسبة الانتخابات لاسباب معروفة وثبت بطلانها وكونها مزورة لذلك ل8 5 يتخذها احد لا من الحكومة المركزية ولا من حكومة اقليم كردستان بالبرلمانين والوزارتين ولا هيئة اجتثاث البعث ولا اللجنة العليا للانتخابات ولا اي شخص باستثناء اثنين من شعبنا ومن المؤسف ان تصبح انت ثالثهم وبالرغم من ثبوت التزوير الواضح فيها بأكثر من خمسة أدلة 8 4ا تقبل الشك فأنني اسالك عن رأيك بها هل تراها ملفقة ام حقيقية فأن تراها صادقة فمن حق جماهير شعبنا وخاصة قراء كتاباتك ان تسألك لماذا أخفيتها عنهم كل هذه الفترة والمعروف انك كنت تثني على المتهم بها وبتنظيمه الست انت القائل - انجازات رائعة وتاريخية يحققها الصامدون حراس الديار وبناة قلاعها -الا يدخل ذلك في خانة خدع القراء وماذا تسمي الساكت عن الحقيقة --- اما اذا تراها مزورة ال يعني هذا انك تخدع القراء الان لاسباب شخصية بحتة فأنت القائل عن السياسي الذي يستخدم كافة وسائل الخداع في سبيل مصالح ضD9قة جدا اذ قلت - أصفه بالزوان الذي ينبت في حفول الحنطة ويضر بها ولكن مصيره في النهاية هو عزله عن الحنطة ورميه بعيدا عندما يأتي دور المنخل لغربلة الوضع بين الحنطة الصالحة والشوائب الطالحة
اما عن موضوع الدار وقطعة الارض فاسمح لي ان اقول بأنني وجدتها غير لA 7ئقة بكاتب محترف مثلك وذكرها لا يمكن الا ان يكون نابعا من الحقد الكبير وهنا اقول ايضا هل كان الاستاذ يونادم يستحقها سA 7ب ا ولا يستحقها الان فما الذي تغير فالدار هي نفسها وملكيتها هي نفسها وكذلك مالكها فلا شئ تغير الا انت يا استاذنا العزيز ولا اعلم سبب ذكرك لهذا الموضوع وهل كلفت نفسك بالبحث عن كل الذين منحوا دورا وسيارات لا فقط من هم بدرجة وزير ولكن من هم اقل من درجة وزير فلماذا D8رى هذا الامر طبيعيا للكل وتستكثره على ممثل شعبنا الفائز بجميع الانتخابات هل نسيت اقوالك السابقة كلها وانقلبت لديك لموازين لمجرد الشك بانك كنت احد المعنيين في كلمة - مأجور - أما اسباب هذا الشك فأنت ادرى بها
بصراحة اقول انني اتوقع منك المزيد من الكتابات بهذا الاتجاه الجديد وذلك لمغفرة كتاباتك في الاتجاه السابق والتي لا تعد ولا تحصى فصلاة الغفران تتناسب طرديا مع كم ية الخطايا ونوعها
أما عن موضوع الحكم الذاتي الذي يشغل كتابنا وكأنها معركة بدأت مباشرة بعد أن خمدت معركة التسميات 1لحد الان لم يتعدى الكتابة في الانترنيت وبصراحة أقول ان الموضوع لا زال مبهما لدى الاكثرية والذين يستفسرون عن نوعية وكيفية ومنطقة الحكم الذاتي يتم اطلاق التهم جزافا عليهم فيوصفون بالضحالة السياسية مرة وأخرى بقصر الافق وما الى ذلك من النعوت وغالبا ما يطافها من ه=D 9 في الخارج وكنت أتوقع منك الرد عليهم لأنك القائل - المشكلة هي في طروحات المتطرفين من شعبنا في الخارج الذين ليس D9هم غير الكلام وأبراز العضلات ---- وأكررها بكل وضوح وجلاء ان الذين هم في الخارج ليس من حقهم تأسيس أو أنتماء الى أحزاب لشعبنا وليس لهم الحق بأي تدخل في شؤون الداخل باستثناء المساعدات المالية
 أن كل ما نعرفه عن الحكم الذاتي هذا لا يتعدى كتابات الانترنيت اي بعبارة اخ ى جعجعات فارغة أما على الارض فلا زلنا بانتظار رؤية الطحين أليس من حق الشخص ان يسأل عن  تفاصيل قضية بهذه الاهمية أ8 6ني أستغرب من الذين وقفوا ضد مشروع التعليم السرياني بحجة عدم توفر الامكانيات منتقدين زوعا لانه باشر بالمشروع قبل التهيئة الكاملة له وها هم اليوم ينادون بمشروع يشمل عشرات الامور اضافة الى التعليم دون اية تهيئة بدليل تضارب اراء المنادين به فأحدهم يقول أنه لشعبنا =D 9ي الوطن واخر لسهل نينوى وثالث لشعبنا في اقليم كردستان ورابع في مناطقنا التاريخية اي حكم ذاتي مفصل حسب الطلب ولكل الاذواق 
وأخيرا أقول : يا استاذ جميل شتان بين الذي كان يناضل في المدن وجبال كردستان ضد النظام الدكتاتوري وبين الذي كان يعمل في جريدته المركزية
ملاحظة : كل اقوالك التي وردت اعلاه جاءت في المقابلة التي اجراها معك السيد ريمون كانون ونشرت في عنكاوا وتلسق كوم

72
قصيدة مهداة لمثلث الرحمة المطران ابلحد صنا

القيت عام 1994 بمناسبة زيارته لأمريكا

يوسف شكوانا

 

بشينا ثيلوخ       بابا ميوقرا        رعيا طاوا     ثيلوخ مرحقا   ثيلوخ مأثرا    دبابا وساوا

دممطت شلاما  دكول نشواثا  وخورا وشواوا     بكاوخ كخازخ  كول مثواثن  مدقلث لزاوا

 

دكخازخلوخ       كخازخ ماثا      وأيتا وديرا     تا أيثيثوخ      تا أيقاروخ     بدوذخ شيرا

كود شوقتن      ودأرت لأثرا      كيانن بميرا     كطلبخ ممريا     كول ملتوخ     تد ناطيرا

 

بشينا ثيلوخ           مار أبلحد        رابا شما     ثيلوخ لكيبن      مندو رحقا      مأثرا يما

بكو أذ خزيثوخ        تا أو أثرا      كراثخ دما     تنياثن        كبلطي ملبا        لا بس مكما

 

 كول أن شني       أخني اخا        ولبن تاما     بعوقانوخون  خاين كميري  وكقلبي لساما

مرعيثوخون        ببلكد نورا      وزلا لقاما     ايكا دزالوخ   كنبلت أموخ    حوبا وشلاما

 

بشينا ثيلوخ         رعيا طاوا      مر غيرتا     شوءو أربي        شني بلاخا        تا ملتا    مليا خيلا            وحوبا وهونا      وهم دبرتا     بدبرتوخون     اي مرعيثا    بشلا نطرتا

 

من خو أشتي      لأديو يوما       ليث نياخا     بليلي ويوما     طلاثو طلاثي     شني بلاخا

بكول عوقاني  أي مرعيثوخ   بكاوخ بصاخا     ثيلوخ بشينا   لريشن وأينن    مألقوش لاخا

 

 بشينا ثيلوخ    بابا ميوقرا      دأي مرعيثا      تا أذ خزيثوخ   تا بوركاثوخ  كيانن  صهيثا

ايكد زالن    وما قد برسخ    بكو كول بريثا     ليبن دناشخ        لا بيخاي        ولا أو ميثا

 

أي مرعيثوخ      دكم باءتا      وكم بأيالوخ     كما كا مطيلا    لكما دنورا   ولا شويقالوخ

هم جونجاري   خلوخ  مبثرح  ولا مسيبالوخ     كم حامتا    ويالح كطلبي     ممريا طالوخ

 

بشينا ثيلوخ       تد خازخلوخ       أديو اخا     أخني كولن     بذ عاصرتا     أموخ بصاخا

طلاثو طلاثي    شني وأختون     تاما بلاخا     ريشانوثا         بهادخ زونا        ليبا نياخا

 

رعيا طاوا    كول أن شني     ناشن  بنورا     ليبي دزالي        لا تا دشتا      ولا تا طورا

مليا هونا      تا مرعيثوخ     بنيلوخ شورا     بشلا نطرتا    بكول شغوشيي   رابا وزورا

 

بشينا ثيلوخ        يا بلاخا         بكشيروثا     دخازت أيالوخ      بكو أذ أثرا     دنخريوثا

بأذ مرعيثا       وكولي بخذا       ريشانوثا     دمر أوراهام       بئيا مكولن       بدايموثا

 

كتخرخ لشني      دفتلي لأثرا      بلبا تويرا     كود شمئخوا      بخيا ديما      كما مريرا

أخني اخا        ولبن تاما       بأثرن صيرا     كطلبخ ممريا   كول سورايا  دبايش نطيرا

73
ܚܕܐ ܐܘܡܬܐ
ܒܫܘܪܢܐ  ܕܢܝܢܘܐ  ܚܕܝܪܝ     ܘܐܪܝܐ  ܕܒܒܠ   ܡܒܘܩܪܝ
ܘܒܐܪܥܐ ܕܒܝܬ ܢܗܪܝܢ ܚܦܝܪܝ   ܚܕܐ ܐܘܡܬܐܝܘܟ ܐܝܕܥܠܝ

ܡܒܘܩܪܝ   ܢܗܪܘܬܐ         ܘܫܡܥܠܝ ܠܣܗܕܐ ܒܩܒܪܬܐ
ܚܙܐܠܝ ܣܝܦܐ ܕܦܩܪܬܐ      ܘܠܐ ܚܙܐܠܝ ܬܪܝܢ ܐܘܡܘܬܐ

ܡܢ ܐܠܦ ܠܬܘ ܒܓܝܠܐ      ܡܢ ܩܒܪܐ ܠܩܒܪܐ ܒܚܕܪܐ
ܫܡܥܠܝ ܟܠܝ ܒܚܕ ܩܠܐ     ܚܕܐ ܐܘܡܬܐܝܘܟ ܒܐܝܡܪܐ

ܚܙܝܠܝ ܚܕܐ  ܬܫܥܝܬܐ      ܚܕ ܠܫܢܐ  ܘܡܪܕܘܬܐ
ܚܕ ܨܠܝܒܐ ܘܚܕܐ ܬܘܕܝܬܐ     ܬܐ ܟܠܢ ܚܕܐ ܐܝܬܘܬܐ

ܐܪܥܐ ܕܐܬܪܢ ܩܕܝܫܬܐ          ܕܒܪܢܫܘܬܐ ܕܪܓܘܫܬܐ
ܡܣܘܩܠܬܐ ܒܜܘܪܐ ܘܕܫܬܐ    ܚܕܐ ܐܘܡܬܐ ܘܠܝܬܠܐ ܦܪܫܬܐ

ܫܢܘܝܐ ܡܢ ܜܘܪܐ ܠܕܫܬܐ      ܝܢ ܡܢ ܗܕ ܥܕܬܐ ܠܐܝ ܚܪܬܐ
ܐܘܡܬܢ ܡܐ ܓܢܗܐ ܐܝܬܠܗ     ܕܦܝܫܐ ܒܐܝܕܬܢ ܢܚܪܬܐ

ܒܦܩܪܬܢ ܕܡܐ ܕܣܗܕܐ     ܡܚܝܕܚ ܒܟܡܐ ܘܒܥܒܕܢ
ܠܝܬ ܚܕ ܡܢܢ ܠܐ ܟܝܕܥ     ܒܚܝܚ ܘܒܡܝܬܚ ܒܚܕܕܐ

       ܀ܝܘܣܦ ܫܟܘܢܐ

74
                                   ارعا دأثري
                                                                                     

                                                                                           يوسف شكوانا
بليلي     ويوما      كثيا     لبالي           ليون    نشياه    ولا    كنشيالي
بتوتاووثا        بش           كبنا           نخراييون     شمولي       قالي
خذا    برديسا   قبلتا       هوني           برشتا    قشيثا   كم      قطلالي
لريشاه    بثخلي  ايني     وكمي           وحوبا   دخاي    كم      ملبالي
ان   دينتي   دكم          شوقنخ           بيامن    دليوت    زلتا    مبالي
كخهيت   امي    بليلي    ويوما           بكول  ما  دأوذن   وأيكا  دزالي
بشتا        مارا       دتخملياثي           بنورا    دحوبا    كم    كرشالي
كول   ان   شني   كليزا  مقبلخ           ديري     صهيا     تد    قبلالي
كم      بقرنا      ما       ياونخ          خزيثوخ    كمليا    كم    امرالي 
لتي   بياشا     شوق     مخاي           وكوللي     طاله      دويحيوالي           
                                  0000000
بليلي    ويوما    كثيا    لبالي            ليون    نشياه    ولا     كنشيالي
بتوتاووثا       بش        كبنا            نخراييون      شمولي       قالي
ثيلي    من  بر  برشتا  قشيثا            بذ     رنكا      خاثا     خزيالي
بن   شوتاسي   دءاخا  وتاما            ككخلن    ايني      ايكا   دزالي
بذ      لشانا        بمدرشياثا             صورا     دبهرا      كمخزيالي
ليون   بؤرهاي  بنوهدريون            زوني   دشوحا    ثيلي     لبالي
براتا زورتا شميلا مشوحتي            ديخ     كثونا      كم      ملبالي
خزيلا  كثوتي  مليثا  خلطي                 أسسر      شني       وكمنخبالي
خا حوياذا   كميرا   كخازن           اورخا     خثتا     كم     حيدالي
ان   برشيلن  ان      شماني           بدعثيذ   الي     بكخكي    ايالي
سرينايا              واثورايا            وأن     كلدايا   ريشي    كعالي
برونا    دطورا   ين ددشتا             برد  اذ   ماثا  ين   داي   خرتا
ميكا  ديون    وميما    ايتا              بزوعا   ايثن     شوبا    طالي

75
نتاجات بالسريانية / حشا ديمي
« في: 19:14 09/10/2005  »
 حشا ديمي
                               يوسف شكوانا
يمي 00
تا او خليخ     خليا دخاي     مكود هويلي    بثخلي كمي
يمي 00
شمخ خليا     بش من دوشا    او قمايا    بلطلي مكمي
ايت هولخ    طالي شمي
ديخ بناشنخ    وانا كيذن    جهوخ امي
ديخ بناشنخ    كود بركتوا    قم دركوشتي
وانا بلبي    قارنوالخ    يمي يمي
حوبخ طالي    خشمشا دتاموز    كمبشر لبي
وكول او مندي    دكم ملبتي    خوخلي بدمي
يمي00
من زوروثا    كخيرن بئينخ     كدألن بكوي    ياما دحشا
شاتا كيزا    وكثيا خرتا
كخيرن بباثخ    كباخن وكمرن   قرولي رمشا
كسانن خاي   دكم تخملن   بيوما كوما   دمني برشا
ببيشن خطير ا  دلا كولباني
مبقرن وبسبرن   لخا دميذيلي   قاي اثوالا   يمي حشا
وبيرخا سبرتا0000بيرخا سبرتا0
زريلخ بلبي   حوبا رابا   تا حيروثا
كم ملبتي   دميثن حيرا   ولا تد قبلن    بكو اودوثا
بشمشا دحوبخ   بهيري لبي  ومنيه برسلي   لبرناشوثا
كم ملبتي   دباءن امخ   كول يماثا
دباءن بوخا   وأوبرا دأثري   ومزروياثا
خوردا دنيسن   دشاتن ماي    دنهرواثا
كول اذ مندي  وكوديوم كخازن   لباثخ خليثا    حشا خاثا0
بهرا دشمشخ    بكو اوربالا    كم كاسيلي
وأن وريذخ   غميطي بأرا   كبلخي بيشي    دمبيشيلي
وحوبا دلبي   دكم ملبتي   لا كدأليلي
وشمي خليا   دمنخ شقللي   كم شقليلي   دمطاشيلي   دمسكريلي
لخوذي نبيلا   خيالا زورا
مكيبا ماي   وخنا نورا   ولتي خورا
شوق من حشخ   ديلي خظيري   خديكد شورا
لا كشوقني   ولا كشاوقلي
بمبيرني    امي لقورا
من بر حوبخ   كول يماثا    انا بئيلي
قاي بخيتوا    قاي كخكتوا   ديخ بلختوا   بليلي ويوما    دا أيذيلي
دمئي دأينخ    كم مقذيلي 
مشوبرا دباثخ    صيرا نشيلي
ان وريذخ   غميطي بأرا    خريزي بلبي    بيومي وليلي
كما دجللي    بدوني وخضيري
خدمئي ديمي    خحشا ديمي    قط لا خزيلي
كم ملبتي    دبثخن بيثي    تا كول سنيقا
ديخ ببثخني    كوديل غذيلا    بيذا دخني
بيثي رويخا  لا بصيوياني    كم سبقني
بوخا دأثري    دماخي    كم شاهني
اديو بشلا   شمشا زراقا    بقدمياثا
لبيثي دبشلي   دلا مرواثا
مد اثوالي     كم شوقني  الا حشخ   لا كناشني
كدألن بئينخ   دمئي زرقي    كود كخيرن   بكو أشميا
دمئي دأينخ   كدامي لدهوا     كود كتخرن   شفلا دخطي
دمئي سموقي    وهم يروقي   خوردي دنيسن
كخرزي بلبي    خديكد رومحا
كوا اذ مندي   وديخ كبوتون    تد ناشني
حشا ديمي0000حشا ديمي

76
نتاجات بالسريانية / دولار
« في: 18:22 09/10/2005  »
   دولار
                                                    يوسف شكوانا
   لو     برايا     بشواقا    وبسغاذا  لذ     وراقا  
   بثر   دولار    بئراقا    خاين  مخاي    بسباقا

   بابا    ويما      بنكارا   وبكول نشواثا  بكبارا  
   بدولار كشقلخ شوهارا   وخاين هادخ   بئوارا

   بابا   دجمن    دبرونا    وخاثا   لاكبا   اخونا
   ما زونيلي   اذ   زونا   لا كسوءخ هم بمليونا

   اذ  دولار   محطيانا   كسغذخلي  بكول عدانا
   كم طامشلن   بئسيانا   وخاين   بشلي    كهانا
    

   بنشايا   لبابا  وساوا   وبأايا    لبيشا   وخراوا
   اتيرا   بشلي   طاوا   هم   ان  بريلي   بكناوا
  
   دلا مارا بشلي ايالي   شتايا  وقمخا   وجكاري
   كول ما دباري شود باري   بس دأمري اتن باري

   كخاهخ خاي دراموثا   ولبش   كدألخ   حقوثا
   نبيليوخ بكو    اودوثا   بدولار   كقبلخ   بلموثا

   دولار اويذا تا بساما   ودخاهخ خاي دشلاما
   بذ زونا قلبلي لساما   وبشلي  خاين   ببلاما

   قملي  بيشا   وعجابا   بلطلي مي اورخا دبابا
   ولملي بكناوا وسلابا   وبشلي  مر  شما  رابا

   دولار ماقا دباءخلي   وبليلي ويوما خدمخلي
   دميثخ اخا بشوقخلي   وامن  ليبن    دنبلخلي

   تا اذ  دولار   ببراكا   ولسبثا  دقورا   بجياكا
   مشاري اينن بخشاكا   كبايش   الن    بكخاكا

صفحات: [1]