عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - ميخائيل مـمـو

صفحات: [1] 2
1
نظرة تعريفية بتحفة الكاتب شموئيل جبرائيل دنخا
عن تاريخ الأدب الآشوري الحديث
ميخائيل ممو
بترادف نمو مضاعفات حياة الإنسان في مراحله العمرية تصارعه الخبرات الحياتية لتنمو فيه الذاكرة كنمو حصيل النبتة المثمرة بعطائها، وهذا ما وجدته متفاعلاً في هيبة عالم الادب الآشوري المتمثل بإبداعات زميلنا الاديب الخور سقوف شموئيل جبرائيل دنخا من خلال نتاجاته المتعددة والمعطاءة باللغة الآشورية، وعلى قمتها الجبل الفكري الشامخ بجذوره الرصينة الموسوم " موجز الادب الاشوري الحديث". بحجمه الكبير بـ 502 صفحة يجسد من خلالها جهابذة الفكر الادبي لمؤلفينا بأحجامهم المختلفة ومستوياتهم المتفاوتة نثراً ونظماً وعلى وفق خاص ومتميز حقول القصة والمسرح والمقالة والشعر منذ عام 1840 ولحد عام 2020.
لماذا عرض تعريف الكتاب بالعربية؟!
لماذا الكتابة بالعربية بإسلوب نقدي والكتاب الصادر عن دار (لولو . كوم) باللغة الآشورية المعاصرة وبالأحرى الحديثة. البساطة في الرد المقنع تمثل غاية الحكمة والقناعة في فهم واستدراك ما نرمي اليه. ولهذا قد يظن البعض بمأخذ سلبي من حيث تناولي كنقد المجاملة. ولا حتماً أي نقدٍ لغوي لأديب متبحر في اللغة وقواعدها ومؤلف لأسسها من حيث النحو والصرف كباكورة عمله الأدبي في بغداد منذ منتصف السبعينات بإصداره عام 1975 " المرشد في الإملاء الصحيح" عن اتحاد الأدباء والكتاب الناطقين بالسريانية.
وأن الغاية المثلى هنا هو ان استدرج صفحاته للكشف ما بين السطور بحالة أكثر من النص ليعطي شرعية القبول من جوانبه الشبة متكاملة. وإن سألتني لماذا بالشبه متكاملة؟ يأتيك الجواب مسرعاً بمقولة: الاكتمال لا يتم إلا بالتواصل كتواصل استمراري لجريان النهر ليتخذ مستقراً له في مقراته، واحياناً يتحكم الموقف الزمني بعمل معاكس حين يتصداه زمهرير الجماد المفاجئ.
ولقد عمدت هنا بعرضي هذا بالعربية لسهولة فهم جوانب مواده، وبساطة الوصول لما نعنيه لمحدودية قراء اللغة الآشورية. وبالمعنى العام معرفة أهميته بين رفوف المكتبة الآشورية وكشهادة للتاريخ الفكري الادبي.
خلفية أسس الكتاب
منذ أن كنا نعمل معاً في الحقل الأدبي في مجلة المثقف الآثوري  واتحاد الأدباء في بغداد والحقل الإعلامي الإذاعي والتلفزي، إضافة لعملنا معاً في ذات المركز التعليمي المدرسي، كان الأستاذ شموئيل جبرائيل ملهماً ومتحمساً في جمع ما يتسنى له من سير حياة كتابنا/ ادبائنا الآشوريين من ذوي الشهرة والمكانة كعمل مستقبلي، وما أن حطت قدماه ليحتضن عالم الغربة حكمت عليه الإرادة الإلهية لينسجم وأياها ويتواصل بإرادته متيمناً في الحقل الكهنوتي كأب روحاني في الكنيسة الشرقية متواصلاً وتآليفه المتعددة وعمله في مجلة "قالا من مدنخا" أي صوت من الشرق في شيكاغو، ومتواصلاً مع عدد من مؤلفاته وتراجمه وعلى وفق خاص مؤلفه المعهود  ليصدره في جزئين بعنوان ( موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديث منذ 1840 ـ 1990)   
لمحة عن مضمون الكتاب بطبعته الاولى
تضمن الكتاب مقدمة موجزة ابتداءً من العهد الذي تم تتويج الناطقين بالآشورية / السريانية بالخط الشرقي والغربي بالحقوق الثقافية منذ عام 1972 ودور ذلك في مباشرة أبناء شعبنا بافتتاح المراكز الثقافية والأدبية وتشجيع نشر ما تسنى للمؤلفين وبما فيها البث الإذاعي والتلفزيوني إلى جانب المهرجانات الشعرية. وعلى ضوء سؤال استفساري ما عن كثافة المؤلفين والكتاب الآشوريين، الذي لم يفِ بالغرض، حدي الأمر بالمبدع شموئيل ان يخوض غمار مجاميع المنشورات المطبوعة وعدد الكتاب المعروفين ومنذ عام 1975 استطاع أن يحقق حلمه الذي استغرق ستة عشر عاماً مضيفاً لأكثر من ستين كاتباً لحصيلة الكاتب بيرا سرمس المنشور عام 1962 بعنوان "تاريخ الأدب الآشوري" بجزءه الأول ومن ثم بجزءه الثاني عام 1969 والثالث عام 1970. وكاتبنا شموئيل بالنظر لحرصه الشديد على احياء اللغة الأم اكتفى برحلته معتمداً اللغة الآشورية تاركاً مهمة من كتبوا بلغات أخرى من مبدعي أبناء شعبنا الذين أصدروا بالعربية والفارسية والروسية والإنكليزية ولغات أخرى في بلدانهم والأمثلة لا يمكننا حصرها هنا بالرغم من أن الكثير منهم كانوا مزدوجي اللغة أيضاً إلا أن نتاجهم الأدبي اقتصر على جذور دراساتهم ومواهبهم. وحين أدى مهامه وجد ان الفرصة مواتية لنشر الجزئين الكاملين عام 1991 في كاليفورنيا بأمريكا. ومن المستوجب أن نشير كلمحة عابرة بأهمية تقييم الاديب المرحوم دانيال داود بيت بنيامين لمضمون الكتاب واشادته بملهمي الادب الاشوري على يد الأبوين باول بيجن ويوسف قليتا والدكتور فريدون اتورايا. ويسعني هنا أن انوّه بأنه من القلائل الذين كتبوا عن المؤلفين الآشوريين في مناطق تواجدهم في العديد من الدول التي هاجروا اليها من جراء ظروف الحروب القاسية منذ الحرب العالميتين وما تبعهما من اضطهادات السلطات لهم. والجدير ذكره إن اول من نشر الادباء الاشوريين هو العلامة المرحوم مار عبديشوع الصوباوي في مؤلفه الموسوم "فهرس المؤلفين" في القرن الرابع عشر وترجم الى اللاتينية والإنكليزية وبالتالي نشر المرحوم الاب يوسف حبي الجزء الثاني منه الى العربية عام 1986 في بغداد. إضافة للسيد وليم ميخائيل عام 2001 بإسم "الاعلام الآشوريون في القرن العشرين" مع بعض الإشارات التي عمد نشرها الشاعر آدم هومه بالعربية وفرنسيس خوشو بالأنكليزية والعربية وفي عام سعى اتحاد الادباء والكتاب السريان في العراق على اصدار "انطولوجيا الشعر السرياني منذ القرن التاسع عشر" بالعربية والآشورية بالحرف الشرقي. وآخر ما استجمعه هو الزميل شموئيل في مؤلفه الموسوم "موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديث" بجمعه للجزئين السابقين في جزء واحد حديث ومنقح بإضافة مجموعة من الأدباء المحدثين في بلدانهم الأصلية وديار المهجر أيضاً.
لمحة عن مضمون الكتاب بطبعته الثانية وبحلته الجديدة
لقد تم اصدار الطبعة الحديثة بتاريخ 25 نيسان 2024 عن دار موقع (Lulu.com) متضمناً بين دفتيه 502 صفحة عن سيرة حياة المؤلفين البالغ عددهم 230 أديباً، بضمنهم 33 غير متواجدة في الطبعة القديمة إضافة لنماذج من نتاجاتهم الموثقة نثراً وشعراً
ينبغي أن نعلم بأن من تبقى من ادبائنا المتبحرين في حقل الثروة الأدبية انحصرت اعدادهم بما يقل الحسبان عنهم، ومنهم زميلنا شموئيل الذي شمل في نتاجه خيرة وأشهر من تشبثوا باللغة الأم واتحفوا بكتبهم رفوف المكتبة الآشورية والصحف والمجلات النادرة الصدور في أمريكا وأستراليا وإيران وأماكن أخرى رغم قلتها.
وما يهمنا هنا من هذا النتاج الضخم بحلته الجديدة يُعد تحفة أدبية وفكرية لكل من يود معرفة تراثه الفكري والأدبي، ويُعد أيضاً كمنهج دراسي لطلبة المدرسة الثانوية والجامعية أيضاً دون أي شك كمادة مألوفة عن تاريخ الأدب الآشوري.
ومن الجدير ذكره بأنه يهدي الكتاب لمدرسته الأولى التي يكنها بأمه تيريزا مع شكره لعدد ممن اتحفوه بيد العون ومنهم كاتب العرض. كما وينبه القارئ عن عدم تواجد أسماء البع من المجهولين الذين لم تتوفر معلومات عن سيرتهم، او عدم إجابة البعض ممن كاتبهم.
وأهم ما أشار اليه الفصل الذي خص به تحليل تفصيلي تاريخي للأدب الآشوري الحديث مبيناُ فيه " ولادة الأدب الحديث" باعتماده عدة منابع منها مدرسة الأب يوسف قليتا في الموصل، اللجنة الأدبية الآشورية في إيران ومجلة كلكامش، والنادي الثقافي الآثوري في بغداد ومجلته "المثقف الآثوري" ومشيراً للظروف القاهرة التي عصفت بالوجود الآشوري. ليستقر في فقرة بعنوان " ادبنا الحديث في الميزان" مركزاً على انحصار سعة ادبنا من جراء احداث مؤسفة منها محاولة الحفاظ على وجودنا بخوف مستمد من مآسي أحداث الماضي الأليم، وعدم فهم السلطات أهمية تواجدنا، مؤدية هجرة الكثيرين الى ديار الاغتراب. ثم يختتم هذا العرض التقييمي بثلاث فقرات موسومة ب "أدبنا الى اين" مؤكداً عن سببين يؤديا فقدان الأمل عن المستقبل يحصرهما أولاً في رخاوة موقف الوالدين واهتمامهم، والثاني في فرحتهم بتعلم أبنائهم اللغات الأجنبية. والنتيجة الحتمية التي تدع الجيل الجديد ان لا يعر أهمية بالقدامى والعكس أيضاً، لتكون الفكرة كالأبخرة المتلاشية في الهواء. وعن "محتويات الأدب الحديث" يؤكد العديد من الفروع العلمية والأدبية والفلسفية واللاهوتية التي اتخذت مسارها في الوثائق التراثية منذ أن اتخذت المطابع مكانتها في بعض الدول على أثر الحركات التبشيرية في القرن السابع والثامن عشر. ناهيك عنْ ما تم توارثه من مخطوطات على مر التاريخ. وبالتالي يختتم بمقولة " ولماذا هذا الموجز لأدبنا" مجيباً أن تكون الأفكار والآراء التي احتضنته صفحات الكتاب كمعين للعطشى من الذين يودون المعرفة عن ادبهم وتراثهم من بني جلدتهم، لكون الآداب هي عصارة الأفكار.
ونود أن نشير عن افتقار هذا النتاج الضخم والمهم بصور الأدباء كما عهدناها في الجزئين الصادرين سابقاً، وحبذا إن كان بوسعه أن يفرز الادباء وفق البلدان التي انحدروا منها كأبناء بلاد الرافدين والمنحدرين من إيران ودول أخرى كالمهجر مثلاً. وكان المفترض بالزميل شموئيل أن يدرج على أقل ما يمكن أسماء من لم يتسن له التواصل معهم رغم وجود أسمائهم في العديد من الصحف والمجلات الصادرة في العديد من الدول باللغة الآشورية.
وفي نهاية المطاف نود الأشارة بأنه ينبغي دعم واسناد النتاج المذكور وما يصدر بمصافه لوسع أهميته. وبغية اقتناء نسختك يمكنك الكتابة لموقع (Lulu.com) بذكر اسم المؤلف  (Samuel Dinkha). ولا يسعني هنا إلا أن أشكر الزميل شموئيل على هذا الإنجاز الضخم لأهميته التاريخية.




3
أخي الأستاذ لوسيان.. مع بالغ احترامي لمداخلتك مع الأخ جلال برنو عن موضوعه الموسوم "الاصالة ليست الأصولية" أخبرني أحدهم بأنك دونت اسمي من خلال الإشادة بمن يعتزون بوجودهم القومي، وهذا الرأي من حسن تفهمك لمن يعتز بانتمائه الاثني، ولكن مؤاخذتي على حشر اسمي بالأسلوب الذي طرحته ليس في محلة، ولهذا أود القول: ليس من المعيب أبداً أن يتم أداء الواجب القومي بأية طريقة لا تمت لعامليّ الخزي والعار، حيث يُعد توزيع المناشير الفكرية شرف للجهة التي يمثلها الفرد. وهذا ما كان يحصل لأحزاب ومكونات المعارضة، علماً بأني لم أقم مثلما نوهت عنه وذكرته، وما طرق سمعك ربما عن سوء فهم. والحقيقة هي وربما سبق لي وطرحتها في لقاءات او محاضرات لي بالشكل التالي: حينما كنت متولياً سكرتارية مجلة "المثقف الآثوري" للنادي الثقافي الآثوري في السبعينات، كنت عادة ما انقل مئات النسخ المطبوعة باللغة الآشورية من البتاوين ـ مطبعة العبايجي ـ وايداعها عن طريق سيارة أجرة في مطبعة القسم العربي في درابين (فروع) منطقة الحيدر خانة الموازية لشارع الرشيد والمؤدية للمطبعة بغية جمعها أي ضمها مع القسم العربي واصدارها كمجلة متكاملة للتوزيع. والمشكلة التي حصلت هي: حينما كنت انقل الأوراق من السيارة الى العربانة تطاير القسم منها على الرصيف وبعضها في الشارع وأثناء جمعها ساعدني أحد الأشخاص من المارة وحين شكرته لأخذ ما بيده باغتني بهويته الشخصية الأمنية وهو يسائلني: ما هذه المناشير واللغة الغريبة؟ وكان جوابي انها اللغة الاشورية أو السريانية للمجلة المسموحة من وزارة الاعلام، وقلت له ان يرافقني الى مسؤول المطبعة للتأكد من الأمر كون المقالات الاصلية مختومة من رقابة المطبوعات بغية طبعها ونشرها في المجلة كما هي للقسم الآشوري المتواجدة في مطبعة العبايجي. وهناك حصلت المشادة بأن يتصل بالأمن العامة وبأمر الضابط الخفر ان نمتثل سوية امامه مع نماذج من الأوراق. والنتيجة كانت ليلة سوداء محيرة الى اليوم التالي وإطلاق الصراح بعد التأكد من صحة المجلة رسمياً. علماً بأن المديرية كانت على مقربة من النادي. هكذا هي حياة من يتولى مسؤوليات هامة في الحقل الصحفي من مهنة البحث عن المتاعب. وفي الختام أقدم جزيل شكري وتقديري للأستاذ لوسيان على ما أشار اليه بغية الإيضاح.
ميخائيل ممو


4

قراءة مُركّزة
عن الأعمال الكاملة للشاعر آدم دانيال هومه
بقلم: ميخائيل ممو
ماذا عساني ازخرف بمفرداتي وهي في مسارها التسلسلي تدلني على مقولة، كنت قد ألفتها منذ أن تألقت عينا تخميناتي مطلع باكورة الأديب الشاعر آدم دانيال هومه مغرداً بمقولة " لن أتحدث... أو أنتظر ليشفعني كاتب معروف بكلمة ". وأنا من خلال هذا التألق الفكري عاد بي الزمن القهقرى لأول نسخة من ديوانه الشعري اقتنيتها بالمصادفة في الستينات في سوريا أثناء طريقي الى بيروت. ومنذ تلك الفترة انتابتني الدهشة محلقاً وتألق شاعرنا بمفرداته النثرية والشعرية مترنحة في ذاكرتي راحلاً واياها عبر ديوانه المتوج بعبارة " الزورق التائه " الى أن وجد تيهانه في ربوع سدني بأستراليا، ليعود ثانية جامعاً سلسلة أفكاره الشعرية في أعمال كاملة، التي تفضل واهداني نسخة مذيلة بعبارته الندية (إلى الأخ الشاعر الأديب ميخائيل ممو مع خالص التقدير والاحترام) وذلك مع مطلع العام الجديد 2023.
ماذا لي أن أدبج متبحراً مع خمسة أعمال شعرية وصياغات نثرية ـ شعرية تناطح بعضها البعض بإرهاصات موضوعاتها المتفاعلة التي يصفها مدون المقدمة الأستاذ الناقد مراد ميشيل كاسوحة مختتماً بمقولة مفادها " ولطالما ينظر آدم الى التاريخ بعين الحاضر، ولا يدعه يفلت من ذاكرته ". هكذا يصفه ليحلق من ماضيه بما يستوجبه الأمر على إعادة التاريخ بالحاضر المحتم. إذن سيظل مطلاً دوماً متمثلاً بذلك الطائر المحلق بأجنحة تعابيره المتراقصة بوشائج الأمل المنتظر المشحون بالواقع الاشوري المحتم على تأكيده، حافلاً بمقدرة نادرة لا يمتلكها إلا من كان محفوفاً بطاقة فعالة كطاقته ودهائه في انتقاء ما يرضي مخيلته الجياشة، وكأن في عمق خياله متحفاً زاخراً بما لذ وطاب من النفائس المطعمة بلآلئ المفردات ذات المعاني المهذبة والتشابيه الرمزية الجسيمة في تراكيبها والمكتسبة من الجذور التاريخية المرئية في كل زاوية من زوايا الحضارة الإنسانية.
من خلال متابعتي لإصدارات الشاعر آدم المتمثلة بأيقونات متلألئة، وتواصل أحاديثنا الهاتفية بين الحين والآخر، كنت عادة استكشف واستشف عن شغفه دون كلل أو ملل في نقد وتحليل واستقصاء ما لا يلائم سلبيات واقعنا المألوف بأوضاعه السياسية والدينية والفكرية الأدبية، بتأدية ما يوفي بالمرام بالبراهين وبما تجود به قريحته من بديع النثر المسترسل وجميل النظم بدقة احساسه ورقة عاطفته وبوضوح صراحته المشوبة بالحدة بصدق قناعته، كونه يحمل رسالة قومية صادقة لا تفتر له همة، ولا تخور عزيمته باستمرارية انكبابه على البحث والاستجلاء والتمحيص بعمق بتدوين ما نشره واثبته ورقياً والكترونياً التي منها ما يلي:
1.   اطلالة على الشعر الآشوري المعاصر. دراسة عن الشعر والشعراء المعاصرين.
2.   ترجمة كتاب "من نحن" للكاتب بيرا سرمس من الآشورية الى العربية.
3.   ترجمة رواية "بابنا المغلق" للروائي ميشائيل لازار من الأشورية الى العربية.
4.   ترجمة ونشر كتاب الرؤساء لمالك ياقو مالك إسماعيل من الآشورية الى العربية.
5.   ترجمة ونشر " قصة وأمثال احيقار الحكيم" بالأشورية والعربية والإنكليزية.
6.   كتاب "الذي أبكى أوتار الكمان" عن سيرة الفنان المرحوم جورج هومه.
7.   النسر الآشوري الخالد.. زيا سيمون. إصدار بدران امرايا وآدم هومه.
 ناهيك عن محبته للحكمة الشعرية بدواوينه الشعرية. ومن ثم اقدامه بإضافة مجموعة أخرى لرصيده الفكري، راكنة في مساحات الرفوف المنسية، تناجيه غالباً عن دورها في الانطلاقة لعالم رفوف العقول البشرية المتعطشة للعلم والمعرفة بموضوعاتها التي تهم الباحثين والمتابعين للوقوف على حقائق التاريخ، والتي منها ما يلي:
1.   كتاب " الآشوريون والحربان العالميتان" لمالك ياقو مالك إسماعيل ـ ترجمة من الآشورية الى العربية.
2.   الآشوريون والأكراد في التاريخ ـ دراسة تاريخية تحليلية.
3.   الموسوعة الآشورية.
4.   مناطق الآشوريين الأصلية.
5.   الكلمات الآشورية في اللغة العربية.
ولضخامة الأعمال الكاملة لآدم هومه المُجتمعة في 707 صفحة من الحجم الكبير حصر دواوينه الشعرية الصادرة في سنوات متفاوتة بإعادة نشرها ثانية محصورة في 296 صفحة والموسومة بعناوينها المألوفة ابتداءً بـ " الزورق التائه 1967، أوراق ملونة من مفكرة إنسان 1973، آشورية 1976، زورق السماء أغلبها منشورة في العديد من الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية. آملاً أن يتم جمعها في ديوان مستقل. وما تبقى من الصفحات الأخرى انحصرت في 411 صفحة لمواد متفرقة بين الشعر المترجم والنثر المتنوع بما فيها بعض المساجلات الكتابية.
ما أود الإشارة اليه هنا، رغم متاعب التأمل الفكري وغربلة ما ينسجم والواقع المتردي لمأساتنا الحياتية والمجتمعية بشكل خاص ومتميز، فإن صبر شاعرنا آدم يروق له أن ينحت ما يرصده بإزميله الصلد صلابة واقع ايقوناته بألوانها التعبيرية لكل ما يعمد على طرحه بمعرفته التحليلية الصائبة دون تردد أو توجس. ولهذا ينبغي الإشارة والتساؤل أليس هو القائل في قصائده: بما ضمنه عن فحوى "كلاب الصحاري.. بين نباح كلاب البراري وبين عواء ذئاب البوادي" وكذلك "سياسة حمار" بمضمونها النقدي الواضح وهو آنذاك في السابعة عشرة من العمر، حيث يقول في نهاية قطعته النثرية ما يلي:
(... ومن بالغ حكمة الحمار أنه اتوزر الفأر، وأبرم معاهدات مع مملكتي الذئاب والثعالب، وصار يدعي بالمبادئ السامية والرخاء الذي سيجنيه شعبه من وراء سياسته الرشيدة). وكأنه يماشي حكم ايسوب اليوناني واحيقار الحكيم الآشوري وبيديا الهندي ولافونتين الفرنسي الذي اولاه توما اودو أهمية بترجمته تحت عنوان "مئة مثل" باللغة الآشورية الحديثة.
علماً بأن الشواهد كثيرة لا حصر لها، وكفى أن أنقل ما قاله في قصيدة "شعب الطبل والمزمار" مستلهماً رؤاه من الواقع المتردي وهو القائل:
(فالشعب الذي يفضل الحفلات والرحلات الترفيهية والرقصات الشعبية
على الندوات الثقافية والفكرية
والأمسيات الشعرية والأدبية والسياسية
هو شعب عقله في قدميه وفكره بين فخذيه).
وهذه دلالة على انه تواق الى المعرفة وكشف الحقائق بعزم ارادته وقناعته التي يتغاضى عنها الكثيرون ممن يسرحون في عالم آخر من الخيالات الوهمية.
ويتابع محللاً الأوضاع بشكل عام إلى أن يصل في نهاية المطاف لمقولته المقصودة:
(الشعب الذي لا ينفك يردد كلمة "كُنّا" أكثر من (ماذا سنكون)
سيصبح في خبر كان).
وهذا ما يؤكده واقعنا اليوم بتشتتنا في أرجاء العالم نستجدي من الغرباء ما يحلو لنا دون علمنا بما نريد ولا نريد، برمي سهامنا وبالأحرى رماحنا أينما يتسنى لنا بتوجيهات من هم في غيبوبة الجهل، ولا تمت اعتباراتهم بأية صلة لواقع الحال.
على أية حال مهما غصنا في أعماق بحور ادم هومه الشعرية والنثرية يصيبنا الدوار من شحنات الاستمتاع بما يوجده ويستنبطه من إعماقها النائية شاهراً سيفه البتار دون اعتذار. 
لقد أقدم أدم الشاعروالأديب على جمع وتكثيف اعماله الشعرية والنثرية في اضمامة جامعة، استبعاداً من تبعثرها هنا وهناك، كفكرة صائبة يشار لها بالبنان لما يحوي ما حصده خوفاً من الاندثار كما اندثرت وضاعت الألاف المؤلفة من نتاجات شعرائنا وادبائنا وباحثينا، وأكبر دليل القدامى منهم، والمحدثين أمثال الروائي ميشائيل لازار بعدد من نتاجاته المفقودة وكذلك ديوان شعر والبعض من كتابات السياسي البارع فريدون أتورايا وغيرهم. وبالرغم من الإيجابية التي رصدها شاعرنا كان الأولى به أن يجعل الصفحات النثرية في عدة كتب مستقلة لتفاوت موضوعاتها الارشادية والإيضاحية التي منها التحليلية لأمور الساعة، ومجموعة المساجلات، إضافة للعديد من تلك القصائد المترجمة لشعرائنا الآشوريين المميزين. ومن الجدير ذكره بأن التجوال بين أروقة الكتاب برؤى تأملية ثاقبة لألوان أيقوناته تلزمك الحيرة وتغمرك بأن تتيه فيما لا يخطر على بالك، ولم تساورك تشبيهاته المتناغمة بألوان مفردات من صياغات التعابير التي تنقلك لعالم لم تتوقعه بحيث تدعك تتألق ومغزى مضامينها الرمزية الحادة والصريحة الواضحة.
بقي أن اقولها بمضاعفة صراحتي بأن القصيدة لدى آدم هومه تكتسب خصائص تتجاوز وتتعدى عقلية من لا يدرك فحواها رغم توليها هيبة الشعر الحر وبالأحرى المتعارف عليه بالمنثور في الأوساط الأدبية والشعرية، وعلى وفق خاص في مهازل الصراعات السياسية والإجتماعية.
أما عن ظاهرة التركيب في تعابيره لها طابعها المتفرد ذات السمة المتأصلة برواد الحضارة الآشورية والرافدينية بشكلها العام بقوة وصرامة وعظمة الثور المجنح كرمز قومي متأثراً بجنوحه في قصائده بهيبة العديد من الرموز التاريخية المألوفة.
ومما يسترعي انتباه وملاحظة القارئ ـ وفق شهادة بعض أصدقائي من قرائه ـ بأنه يتجاوز حدود المألوف في ايقاعاته الصاخبة وكأنه يعيش في عالم غرائبي بتضميناته الغرائبية وتخميناته الملتهبة بعيداً عن التشاؤم ليخلق الحداثة الشعرية بإبداع مشوب بقدرة نادرة يومئ اليها بانسيابية متفاعلة مؤثرة. قد يظنها البعض بأنها قاتمة وفق مداركه المحدودة، ولا يستدرك بأنه يرتقي لمصاف الشعراء الكبار من ذوي المكانة الأدبية المتعالية بين الكتاب العرب بهويته الاثنية الآشورية التي يعتز بها متماشياً وابداعات الشاعر الراحل سركون بولص ولطيف بولا ومن هم بذلك المصاف في الميدان الآشوري من المعاصرين شعراً ونثراً دون تمييز ومفارقة..
ومما يستوجب ذكره بأن المجموعة الشعرية تكشف عن التزامه بمفاهيم الشعر كرائد من رواده بطبيعته الحادة عن وعي وإدراك.. ولهذا تجده منتقلاً من مفهوم سُلّم النظم الكلاسيكي في بداياته الى تموجات البحر الصاخب بهجومية يحددها الشعر النثري المسترسل بقصائده المطولة مؤطرة أحياناً بإيقاعات داخلية ذات موسيقى منفردة وكأنه يعزف سمفونية بأوتار المفردات الناطقة بمتانة واحكام تركيبها ودقتها. ومن قصائده الكلاسيكية على أوزان الفراهيدي نستشهد بهذه العناوين: غذاء الله التي يقول فيها.
عشتار قد نحر النواح محجري   بمدى الصدود ونؤيك السفاكِ
قـلبي تسـربل بالأسى ومدامعي   كالـوابـل المـدرار من ذكراكِ
تمضين في سفن الفراق وتبعدي   كي ينمـحي من عالمي لـقـياكِ
مضيفاً إليها ما يلي: صراخ التراب، ذات الرداء المخملي، أين أمي؟، تموز وحبي، شقيُّ الغرام، سأعود غداً، اذكريني، بالأمس واليوم.
وأنا اطالع هذه القصائد احسست وكأني استذكر أيام الشباب في البعض منها، إلى جانب بدايات ادباء المهجر في دواوينهم الأولى والتي منها المواكب لجبران وهمس الجفون لميخائيل نعيمة وكذلك الجداول والخمائل لإيليا أبو ماضي.
نعم.. يلزمنا الإشارة انه منذ أن ارتأى وصمم أن يحقق هدفه في عالم الشعر أصبح من الذين يشار لهم بالبنان بحكم موهبته مستوعباً شاعريته بملامح صداها في انعكاسات متنوعة تؤكد ما يتمناه، جاعلاً منها ترجماناً اعلامياً كاللهيب المستعر، تاركاً بصماته واضحة وناصعة على خارطة الشعر في ذاكرة القراء وهو يمتطي ما يتسنى له من صهوات الإيقاعات النظمية بديناميكية التناغم الموسيقي في تفعيلاته المتحررة غالباً من ظواهر التقفية بنسق متألف معززاً أياها بالصور التراثية  ليستلهم الهمم بإحياء ما يناسب حاضر الأمة الآشورية والإنسانية بضمير انساني يقظ، كتناوله لرموز مألوفة كعشتار، كلكامش، اتونابيشتم، أنكيدو، نبوخذنصر، إنليل، آشور، إضافة للمكانية التي منها: اوروك، ايساكيلا، بابل، نينوى، سميل وصوريا.
وقبل الختام اود القول: قبل أن يكون شاعرنا مدرساً، إنه ومنذ انطلاقة وخزات وعيه بنشأة بداياته صاحب مفاهيم القضايا القومية من خلال التنظيمات الحزبية التي كانت تتراوح بين المنظمة الديمقراطية الآثورية، وبالتالي انفراده منطلقاً بتأسيس الحزب الآشوري الديمقراطي وترأسه تحرير مجلة” اثرا " أي الوطن الناطقة باسم الحزب.
ومن خلال تصفحي لصفحات المجموعة الكاملة اتضح لي بأن رصيده الفكري يجنح من تجاربه الحياتية الفعلية التي رست في مخيلته من أرض الوطن الى جمال بيروت، ومن ثم نيقوسيا التاريخية فاليونان الحضارية التليد ليستلهم تحفيزاته من خلالها في عدد من القصائد المؤرخة بأزمانها.
بقي أن اشير بأن اعتزازه بالوطن الأم، أرض الآباء والأجداد يناجيه بالمفردة التي تشع نوراً... ملهماً بها ومردداً في مقاطعه في قصيدة "صهيل الحروف" تدعه أن يعيد ذكريات الشاعر الراحل سركون بولص من خلال قراءاته له ومحادثته الهاتفية التي جعلته يترنح بتعابيره التي كانت مفاجئة لهما وانا الوسيط بينهما حين كان سركون بضيافتي في السويد. ومما قاله:
وطني
(أصوغ من صلصالك تماثيل الشعر والحب والجنون
وأحط رحالي على رصيف أحزانك
أشرب نخب ذلك الهابط من الأرض إلى السماء
الذي سماه والده بكل فخر (سركون)
أول إنسان من المحيط إلى الخليج استطاع أن يجسد آلامك في كلمات مجنحة
تشرئب بأعناقها من نوافذ السجون المظلمة).
(يا وطني
في هذا الشرق المتخم بالأنبياء الذين يفترون على الله
ويصبغون شواربهم بدماء الملائكة
اسمك يوقظ القلب من رقدته من بين ركام الأمنيات
ويبعث الفكر من غفوته بين أطلال الذكريات).
وكلما أكثرنا من توغلنا في تنقلنا من محطة لأخرى في موانئ كتاباته، يباغتنا آدم هومه بأوسمة عناوين قصائده التي تحمل بين ثناياها بوادر الهم والغم والحث على الانعتاق من القيود المكبلة آفاقها بأخيلة شذوذها، رغم سعة تلك الآفاق وانبلاجها من خلف الغيوم الداكنة غالباً وفي عهود متفاوتة من شدة الهيجان المرتقب بإشاراته للعناوين الهائجة هي الأخرى، مثل: اللبوة الجريحة، هلوسات الأنبياء، زمهرير جمر الصحراء، ملحمة السنونو، مذبحة سميل، الحمار من العواء يفهم، وحوش الجحيم، اللبوة الجريحة، عصفور النار، ما بين الم الذاكرة ونشوة الحلم، انتظار في جدار الذاكرة وغيرها من الومضات المتوالية بأصدائها الصارخة التي منها هذه الومضة المُنتقاة من قصيدة "ومضات" ص 230.
أمي... عمرها ثمانية آلاف عام
ولازالت تتلألأ كماشة من خلف زجاج التاريخ
تواصل الحفر بأظافرها في الصخر
بحثاً عن النبع المقدس الذي سيتدفّق بمياه الحياة
لتروي أبناءها العطاشى التائهين في صحارى التشرد والضياع
ولتضفي أنوار أصابعها قداسة على تراب وادي الرافدين.

ومن هذه الانطلاقة الختامية حتمت نظراتي أن أكتفي بهذا القدر من العرض، وإلا لانهالت الإيضاحات بما لا تسعها العديد من الصفحات.
وفي الختام اكرر شكري وتقديري لرفيق الفكر الادبي والشعري آدم دانيال هومه على هديته الثمينة، وبما ضمنها أيضاً ما أعده ونشره عن سيرة حياة الفنان الراحل جورج هومه القريب من قلبه وفكره بعنوان " الذي أبكى أوتار الكمان" بحلة قشيبة زاهية، متضمناً ما قيل وكُتِبَ ونشر عنه في جميع قنوات الإعلام الآشوري المكتوبة والمسموعة والمرئية مع مجموعة نادرة من الصور التذكارية عن حياته بشكل عام في العديد من المناسبات وعن مراسيم تأبينه.           ميخائيل ممو ـ السويد

6
.تقرير عن انتخابات المجلس القومي الآشوري 2022 

7

وآسفاه على رحيلك المباغت زميلنا البندر
ميخائيل ممو
رحل الزميل الدكتور  محمد جواد البندر بصمت وسكوت بعيداً عن مرتع سحر طفولته وريعان شبابه بمنطقة البجاري في البصرة الفيحاء وهو في قمة عطائه الفكري بين خلانه ممن التحفوا حياة الغربة وعلى وجه خاص من بني آشور في ديار الشتات،  وبغربة أليمة في منطقة أورهوس الدنمركية، تاركاً وراءه ابنته سعاد من زوجته الروسية التي انفصل عنها، ليعيش حياته الخاصة مع البحوث والدراسات التي كان متعلقاً بها منذ تعارفنا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ومن ثم ملتقانا في الدنمرك ومن بعدها في ستوكهولم عام 1998 من خلال المهرجان الأدبي والثقافي لنادي آشور بمنطقة فيتيا، وبمشاركة العديد من الأدباء والباحثين والفنانين من أمريكا وسويسرا وبريطانيا وكندا والسويد وفقاً للصورة المرفقة أدناه.
زميلنا الراحل.. لقد ترك لنا اسمه المستعار "سالم حسون" في الفيسبوك متيمناً بهيبة صورة الفيلسوف الخالد جبران خليل جبران بتعليقاته المتوالية مع أقرب المقربين له فكراً وموقفاً بالمبادئ التي اختمرت في مخيلته حينما كان يحدثني بها، وعلى وفق خاص تآخيه مع أبناء جلدتنا منذ أن كان في البصرة بذكرياته الجميلة في منطقة البجارية ونادي الجنوب البصري وتواصلاً في موقع سكناه في الدنمرك بين خلانه الذين رافقهم على مدى سنين طوال . ومن أجل معرفة المزيد عن الخبر المفجع سعيت كثيراً من خلال صفحته الالكترونية لمخاطبات رفاقه في النضال ولم يكن بوسعي التوصل للمزيد من المعلومات لنوفيه حقه من الحدث المباغت بعد الرحيل الى مثواه الأخير والمجهول. وبالتالي باغتنا الدكتور عدنان الأعسم بتاريخ الثاني من نوفمبر 2021 بمرثية كأقرب دليل لما عرضناه بوصف تأبيني دلالة الأخوة والزمالة بينهما وهو يقول  في موقع الفيسبوك: (محمد جواد البندر خالد لن تزول ذكراه.. شاء القدر أن نفقد النبيل الأطهر والكريم الأجود، رمز السمو والرفعة، ذلك الذي تميز بما يندر لدى الكثيرين.. الأخلاق الرفيعة والسلوك السليم في التعامل مع الآخرين. الثقافة العميقة الى حد الجذور في الأدب والعلم والمعارف العامة.. الخبرة النظرية والعملية في مختلف جوانب الحياة السياسية والاجتماعية .. لم نعرف مثيلاً له في هذه الدنيا).
وعلى أثرها خاطبني الزميل جبرائيل مركو بتدوين مرثية مشتركة، وهذا ما فعلناه معاً، ولاقت العديد من المداخلات التأسفية المؤلمة ومنها على سبيل المثال لا الحصر ما دونه الدكتور ميخائيل عبدالله من بولونيا: ( كان وفياً، أصيلاً، مدافعاً عن شعبنا بالقلم والكلمة. سيبقى حياً في ذاكرتنا. نحن له مدينون إزاء الجهود التي بذلها خلال سنين طويلة من حياته العلمية الأكاديمية والاجتماعية في التعريف بنا وبقضيتنا. السلام بروحه).
 
ولكي نرسم الصورة القلمية الموجزة للراحل محمد جواد البندر بالرتوش التي وُفرت لنا ـ وفاءً لروحه الطاهرة ـ نحصرها في النقاط التالية:
•   ولد في محافظة البصرة في بداية الخمسينات.
•   بعد أن أكمل المرحلة الثانوية، وبانتمائه للحزب الشيوعي منذ شبابه حضر مع رفاقه في آخر احتفال سري خارج مركز المدينة لاتحاد الطلبة العام للحزب الشيوعي العراقي بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لتأسيس الاتحاد عام 1972 في البصرة. وعلى أثر الأوضاع المجحفة سافر في نفس العام الى الاتحاد السوفيتي لإكمال دراسته الجامعية.
•   في عام 1982 نال شهادة الدكتوراه من جامعة ليننغراد (سانت بطرسبورغ) وذلك في علم الانثروبولوجيا والتاريخ  بأطروحته الموسومة "التركيبة الاثنية لمدينة كركوك".
•   بعد ذلك انتقل الى الجزائر وعمل  استاذاً محاضراً في الجامعات الجزائرية لغاية عام 1985.
•   ومن ثم حطت به الأقدار في الدنمرك ليقضي فيها عدة سنوات في التعلم اللغوي، وبالتالي مباشرته العمل في معهد الانثروبولوجيا بجامعة اورهوس ـ الدنمرك.
•   ومنذ عام 1991 عمل باحثاً علمياً في قسم الآثار والدراسات الشرقية التابع لمتحف موسغورد في مدينة اورهوس.
•   له العديد من المساهمات والبحوث والتراجم في مجال التاريخ الاجتماعي والثقافي العراقي، إضافة الى تاريخ المسيحية في بلاد الرافدين.
•   في السنوات الأخيرة ركز اهتمامه بشكل رئيسي على المسألة الآشورية، رغم ما نشر في مجلة حويودو السويدية.
•   عام 2008 ترجم كتاباً بعنوان (كفاح الآشوريين من أجل الحكم الذاتي) للكاتب الروسي البرت ميخايلوفج منتشاشفيلي من الروسية الى العربية، وتم إصداره عن دار المشرق الثقافية في دهوك ـ العراق. متحدثاً عن الإساءات والجرائم اللاإنسانية التي مورست بحق الآشوريين وقضيتهم القومية على أراضيه الشرعية   في العراق.
•   وفي نهاية المطاف من هذا العرض الموجز ننقل فيما يلي فقرة من مقدمة المرحوم البندر التي يقول فيها: (نجحت الدولة العراقية في تشويه مطالب الآشوريين العادلة في أعوام 1920 ـ 1933 في الحصول على شكل بسيط ومقبول من الحكم الذاتي في شمال العراق.
لم تصل مجزرة سميلي البشعة الى مسامع الرأي العام العالمي بكل تفاصيلها المرعية بفضل الدعم والاسناد الذي لقيته الحكومة العراقية من قبل الحكومة البريطانية والصحافة البريطانية اللتان عتمتا على حقائق المجزرة واسدلتا ستاراً ثقيلاً لحجب تسرب المعلومات، وألقتا اللوم على الضحايا الآشوريين وتركت الجاني حراً).
في مقدمته للكتاب كدراسة اكاديمية، يسترسل في اثنتين واربعين صفحة مستعرضاً آراء العديد ممن عالجوا القضية الآشورية ومسلطاً الضوء على آرائهم ومواقفهم. ومن ص 43 لغاية 109 متضمنة النص المترجم للكتاب المذكور. ومن المجدي أيضاً أن نفيد القارئ بأن كتاب (كفاح الآشوريين من أجل الحكم الذاتي) كان قد نشر بحلّة أخرى عام  1978 في بغداد بعنوان ( العراق في سنوات الانتداب البريطاني) من ترجمة الدكتور هاشم صالح التكريتي، ولأهمية مضامينه عمد البندر الى ترجمته ثانية والتعليق على أهميته في الدفاع عن حقوق الآشوريين.
•   بالرغم من أن الدكتور البندر كان متمسكاً بمبادئه السياسية الحزبية اليسارية بالحزب الشيوعي، التزم بمواقفه الخاصة من جراء سلوكيات القيادات التي أدت به مخاطباً أحد أقرانه بمقولة: ( ان التافه يتسلق السلم الحزبي سريعاً، فيما يوصف الفنان الشيوعي انه مجنون أو شبه معتوه).
ومما قاله أيضاً: (الطائفية وكل الأسماء المقدسة أوهام اخترعها العقل الغيبي). وكذلك أفاد بأن: ( الشعراء العرب يتغزلون بالذكور نيابة عن الاناث، والعهد على ما رواه أبا الفرج الاصفهاني).
وعن رأيه بالآشوريين، كان قد أبان وجهة نظره قائلاً: ( فإن ظلماً كبيراً قد حاق بالآشوريين وبقضيتهم بسبب عوامل كثيرة متداخلة) ويقصد بذلك مواقف الدولة العراقية المتعاقبة صنيعة الاحتلال البريطاني كما هي نظرتهم اليوم الى حكومة بغداد.
•   بقي أن يعلم القارئ بأن الدكتور الراحل كان قد القى الأضواء على محتويات الكتاب في محاضرة له في ستوكهولم بتاريخ  1998.10.26، كنت قد سجلتها فديوياً، آملاً أن يتسنى لي نشرها مستقبلاً بذكراه الاربعينية او السنوية، بعد توفر المعلومات اللازمة من أقرب أصدقائه ومعارفه، مع جزيل الشكر سلفاً. والرحمة الأبدية للمأسوف على رحيله.


9
المنبر الحر / صلاة السنة
« في: 07:48 29/09/2021  »
.


11
اخي الاديب آدم..
تحياتي..
في البدء اهنئك على ما تفضلت به للتعريف بالمرحوم ايوان كوكوفيج الذي استقبلته في السويد قبل عدة سنوات وتباحثنا عن تشكيل البرلمان الاشوري بانتخابات منظمة في ثلاث دول، حيث كان قد زودني بالوثائق الرسمية التي تؤكد ذلك، ولا زلت احتفظ بها في مكان ما في مكتبتي، حيث نفذنا الانتخابات في السويد بشكل رسمي والدنمرك على ما أتذكر. وبما انني في حالة صحية متأزمة لم تحضرني الاحداث. ودامت فيما بعد مراسلاتنا بشأن البرلمان وحدثني عن ظروف يأسه من واقعنا المؤلم والمرير، ليبتعد عن العمل المباشر ويتفرغ لكتابه البكر الذي اهداني نسخة منه في احتفالات الكونفيشن.اسف لنسيان التواريخ المتواجدة في ارشيفي الذي سأعثر عليه في الوقت المناسب. هذه التقدمة للمعلومة فقط.
ميخائيل ممو

12
أخي الأستاذ الفاضل نبيل دمان.
تحياتي...
يسعدني كثيراً وأنا أقرأ ما سعيت لنشره، وكذلك أثمن فيك الجهد الذي بذلته على ترجمة النص التاريخي رغم صعوبة قراءته والتمييز بين معاني العديد من المفردات الغامضة الشبيهة بالطلاسم. حتماً ان جهودك هذه يُشكر لها.. مع بالغ تحياتي.
ميخائيل ممو

13
نعم اخي دانيال نبحث عن ملجأ.. عن مأوى.. عن كهف.. عن ارض خاليةعن وعن وعن طالما لا زلنا نحلم في نفق مظلم ومحكم وفق تقديرات تصوراتك الواقعية التي نعيشها ونتشبت بالقشور المزركشة.. لقد رميت برمحك وصوبت عين الحقيقة التي نراها امام اعيننا بوضوح تام. شكراً لك والى المزيد من قبس التحاليل النارية عساها توقظ من لا يعي يقظته.
ميخائيل ممو
ملاحظة: منذ فترة طويلة انقطعت عن الكتابة في الموقع وحتى مطالعته رغم أهميته كوني من المعتقين فيه.

14
أدب / رد: الدين والسياسة
« في: 01:46 17/02/2020  »
الموقرة فيفيان.
بداعتك مختفية في المضامين التي لا يفقه معناها سوى الضالعين في تفسير الرموز
تحياتي لسهامك في وجوه المتعالين حتى على انفسهم.
ميخائيل ممو

15
المنبر الحر / رد: نيراريات – 77 –
« في: 02:25 16/12/2019  »
الأخ نينوس الموقر
احييك فيما ذهبت اليه  ببنائك المعاني المنطقية للواقع المتردي في أروقة سلطة الوطن.
تحياتي
ميخائيل

16

الأخ الشاعر ايشو المحترم
عاشت الانامل على الصياغة الفكرية للاحداث الراهنة
مع بالغ تحياتي وتقديري
ميخائيل ممو

17
اخي أستاذ شوكت
بما اني لا اود الاطالة
انك اصبت عين الحقيقة دون مواربة وبوضوح تام.
هذا ما نتمناه دوماً في كشف وإصلاح السلبيات
مع بالغ تقديري لك وللأستاذ نافع توسا.


18
الأخ الفاضل والصديق الكاتب ابرم شبيرا الموقر
تحياتي..
أجمل التحيات وابهى الامنيات ارفعها لشخصكم الكريم على ما تفضلتم به وعلى ذاكرتكم التي عادت بنا أكثر من اربعة عقود ونصف من حياتنا الأدبية الاعلامية، وما اضفته من احداث قوضت نشاطنا رغم اصرارنا على مواصة التحدي الذي جعلنا نطرق أبواب الهجرة. وهناك العديد من الاشكالات التي عشناها وتغاضيت عنها ربما لعدم معرفتك بها. وعن كتابك الفريد من نوعه عن تاريخ النادي الثقافي الآثوري بحاجة على اعادة طبعه بملازمته للتنقيحات والاضافات. كما ونأمل من تحقيق ما سعيتم من اجله بخصوص مرور نصف قرن على تأسيس النادي الذي كان حقاً مدرسة لمثقفينا بولادة العديد من الادباء والشعراء في بغداد وفرعه في السليمانية.
ميخائيل ممو

19
الأخ الدكتور ليون برخو والمعقبين بملاحظاتهم مع بالغ تحياتي وشكري.
متى ما تصادفك الأحكام الحياتية المباغتة السلبية والمؤلمة، عادة ما ترحل بك سفينة التخمين إلى ما لم تتوقعه وتتصوره في حياتك، ولكن رغم كل ذلك تجرفك أحياناً أمواج الوقاية والشفاء لحالة من الإطمئنان والإرتياح. وها أني بعد معاناة ومحاولات ارادية صميمية أعِدْتُ سفينة حياتي لبر الأمان.
لذلك، ولهذه المناسبة لا يسعني وأنا أدون هذه التوطئة إلا أن أرفع أجمل وأعطر أمنيات الشكر والتقدير للأخ الدكتور ليون برخو رفيق العمل المهني للصحافة والإعلام والبحث والنشرعلى ما قدحت به ذاكرته بعد فراق طويل على ما استنْتَجه واستنبَطَه من تجارب حياتي لسيرتي الذاتية المتشابكة، مؤكداً اهتمامه ومبيناً دلالة وفائه وحرصه لكل ما يجدي واقع مجتمعنا، شاكراً له طيبته وزيارته الخاصة لي وقضاء وقت من الأحاديث التقييمية لواقعنا المتردي من كل جوانبه السياسية والدينية والاجتماعية والثقافية. كما وأرفع اجمل آيات الشكر والتقدير إلى الاخوة الأفاضل الذين وافوني بتمنياتهم الإيجابية وتساؤلاتهم الهاتفية.. آملاً  لهم أن يرفلوا بالأفراح ونحن على مشارف أعياد الميلاد وحياة العام القادم. وليعم الأمن والسلام والطمأنينة في وطننا الغالي والعالم اجمع.
ميخائيل ممو

ܬܵܘܕܝܼ ܣܲܓܝܼ ܐܣܝܵܐ ܠܝܘܿܢ ܒܲܪܟܼܘܿ ܠܢܲܗܝܼܪܘܼܬ ܣܘܼܠܓܵܣܘܿܟܼ ܡܲܗܢܝܵܢܵܐ ܘܥܸܛܪܵܢܵܐ ܒܡܹܐܡܪܹܗ ܡܵܘܬܪܵܢܹܐ.
ܘܒܗܿܝ ܥܸܕܵܢܵܐ ܡܲܩܪܘܿܒܼܐ ܝܘܸܢ ܩܘܼܒܲܠܛܲܝܒܘܼܬܝܼ ܠܟܲܠܝܗܝ ܐܢܝܼ ܦܲܪܨܘܿܦܹܐ ܚܲܒܝܼܒܿܐ ܠܗܲܢܗܲܪܝܵܬܲܝܗܝ ܡܵܘܬܪܵܢܹܐ، ܘܛܲܥܢܵܢܵܐ ܕܡܸܢܬܵܐ ܝܘܸܢ ܡܸܢܵܝܗܝ. ܘܒܸܛܠܵܒܵܐ ܝܘܵܢ ܕܗܵܘܝܼ ܡܙܲܝܢܹܐ ܒܚܘܼܠܡܵܢܹܐ ܕܨܲܚܘܬܵܐ ܘܒܲܣܝܼܡܘܫܬܵܐ.ܥܲܡ ܚܘܼܒܝܼ ܘܫܠܵܡܝܼ
ܡܝܼܟܼܵܐܝܠ ܡܲܡܘܼ

21
الأخ الحريص على قدسية الحرف الاشوري اوديشو يوخنا الموقر
تحياتي....
في البدء اهنئكم لمناسبة أعياد اكيتو وكذلك لمناسبة عيد القيامة يوم 21 نيسان المتزامن  معه أيضا يوم اللغة الاشورية.
في الحقيقة لم يتسنى لي قراءة ما كتبته لي قبل ما نبهتني بردك الجديد.. حيث اني اوافقك الرأي مائة بالمائة مما نوهت عنه بخصوص الكتابة غير اللائقة.. والذنب الأكبر هو من الذين يدعمون شراء ذلك البساط، وعليهم أن يشعروا بأنهم يلعنون زيارتهم بأنفسهم حين تطئ أقدامهم على تلك العبارة التي تخصهم من قبل مستضيفيهم أي من يعمدون زيارتهم. .. وفي رأيي كان من الأولى أن يطبعوا تلك العبارة بشكل أكثر جاذبية لتعلق على جانب من واجهة الباب الرئيسي. مع الاعتذار ثانية لعدم ردي في الوقت المناسب. آملاً أن يرضيكم ردنا وكإشارة الى الذين لم يفكروا في مساوئ هكذا مشاريع غير لائقة.
ميخائيل

22
الأخ الفاضل وليد حنا بيداويد المحترم
تحياتي...
ان ما دونته واشرت اليه هو عين الحقيقة بما فرضته السلطات الغابرة وما زال البعض من مناصريها يحملون ذات النجاسة. ونحن نتفرج على ما يجري في ملعب صراع رجال السياسة والكنائس والمذاهب والعشائرية. وحدث عنها بلا حرج.
حلمك في تحقيق ما تصبو اليه عادة ما يتحقق في عملية محاولة اصلاح ما لم يتم إصلاحه.. وبما انك نادم على عدم تعلمك للغتنا فبإمكانك تبديد اليأس بمحاولة تعلم الحروف فقط طالما تتسلح بالحرف العربي في كتاباتك، وهي تقريباً ذاتها مقارنة بحروفنا نطقاً وتقاربها قواعداً في النحو والصرف.. واني اضمن لك ذلك ان أقدمت بحرص وإرادة.. مع شكري لمرورك.. ولا يأس مع الحياة في حال التأمل.
ميخائيل 

23
الأخ جان يلدا المحترم
تحياتي..
أعياد اكيتو مباركة عليكم وعيد القيامة وتزامن يوم اللغة الاشورية في ملك الشهور نيسان الخالد 21/4.
ذكرياتك التي سردتها عمّا عشتموه في الدورة وكراج الأمانة دلالة وعيكم منذ الصغر، وهي التي جعلت منكم اليوم تخوضون ما تتمتعون به في الكتابة والنشر. وكما يقول المثل (من شبّ على شئ شاب عليه) بالرغم من أنكم في ريعان الشباب.
أما عن المنبر الحر وتأثركم من سفاهة من لا يدركوا حقيقة كتاباتهم، فدعهم يتلوثون في غيهم..  طالما تلبد أفكارهم الغشاوة النتنة، مع بالغ شكري وتقديري لمروركم وان تكون مقتدياً بهذه الحكمة.


24
الأخ الحريص على قدسية الحرف الاشوري اوديشو يوخنا الموقر
تحياتي....
في البدء اهنئكم لمناسبة أعياد اكيتو وكذلك لمناسبة عيد القيامة يوم 21 نيسان المتزامن  معه أيضا يوم اللغة الاشورية.
في الحقيقة لم يتسنى لي قراءة ما كتبته لي قبل ما نبهتني بردك الجديد.. حيث اني اوافقك الرأي مائة بالمائة مما نوهت عنه بخصوص الكتابة غير اللائقة.. والذنب الأكبر هو من الذين يدعمون شراء ذلك البساط، وعليهم أن يشعروا بأنهم يلعنون زيارتهم بأنفسهم حين تطئ أقدامهم على تلك العبارة التي تخصهم من قبل مستضيفيهم أي من يعمدون زيارتهم. .. وفي رأيي كان من الأولى أن يطبعوا تلك العبارة بشكل أكثر جاذبية لتعلق على جانب من واجهة الباب الرئيسي. مع الاعتذار ثانية لعدم ردي في الوقت المناسب. آملاً أن يرضيكم ردنا وكإشارة الى الذين لم يفكروا في مساوئ هكذا مشاريع غير لائقة.
ميخائيل

25
الرابط ادناه من الزميل شمعون شمعون معلم اللغة الاشورية في مدارس يونشوبينغ ـ السويد.. لمناسبة يوم اللغة الاشورية 21 نيسان.. فشكراً له لتعاونه.

http://www.ankawa.org/vshare/view/11457/assyrday/


26
علينا أن لا ننس الذكرى السادسة ليوم اللغة الآشورية

بقلم: ميخائيل ممو
انطلاقاً من أهمية اللغة الأم لأي شعب من شعوب العالم، إن أغلب الدول اوثقت لها يوم اللغة بغية تمجيده والاحتفال به في مؤسساتها الرسمية وشبه الرسمية وعلى وفق متميز في المدارس والمؤسسات الأدبية والثقافية، كما وإن منظمة اليونسكو خصصت يوم 21 شباط من كل عام اليوم العالمي لكافة اللغات. وبما ان الشعب الآشوري يُعتبر أول شعب حضاري اعتمد اللغة المسمارية الأكدية في عهد امبراطوريته الى جانب السومريين، ارتأينا قبل ست سنوات على المجلس القومي الآشوري في شيكاغو كمؤسسة رسمية في أمريكا ولها مكانتها على نطاق واسع بإقرار يوم خاص بلغتنا، طالما الهيئات الأدبية والدينية والاجتماعية والثقافية لم تستيقظ  في يوم ما لتحقيق ذلك رغم الادعاءات والمزايدات اللغوية والمؤتمرات التي تُعقد بين فترة وأخرى، ورغم استعلاء العديد من ادبائنا وشعرائنا وباحثينا في أبراجهم العاجية وأولئك الذين يتلذذون بكراسيهم الجامعية.
لذلك وعلى أثر مقترحنا لهيئة المجلس القومي الآشوري في ألينوي/ شيكاغو تم دعوة وتكريم جهود عدد من الادباء والشعراء والباحثين من بلاد النهرين واوربا وامريكا. وفي اليوم المصادف 23 حزيران 2013 وبحضورعدد من رجال الدين واللغويين والعلمانيين وما لا يقل عن 400 شخصاً تم اعلان يوم 21 نيسان من كل عام يوم اللغة الآشورية. وقد تم بث البرنامج المخصص من خلال شاشة تلفزيون (ANBSAT) لأكثر من ثلاث ساعات.
أما لماذا هذا اليوم بالذات؟ الجواب هو: احتراما لأولئك الجنود المجهولين من الخبراء الحاذقين في جامعة شيكاغو الذين بدأوا عام 1921 وضع القاموس الآشوري باللغة الأكادية المسمارية في 21 جزءاً وإصداره في شهر نيسان من عام 2011 حيث كان قد بلغ عدد الباحثين اللغويين الذي دأبوا على تنفيذ ذلك وعلى التوالي 85 عالماً لغوياً على مدى 90 عاماً. ومن خلال هذه المأثرة التاريخية أقدم المجلس الآشوري على تكريم عدد من الأحياء في احتفاله السنوي الثاني. كما وأنه أصبح من المعتاد سنوياً أن يتم دعوة وتكريم عدد من الادباء والشعراء والباحثين اللغويين والإعلاميين من أبناء شعبنا الاشوري أو الذين خدموا آدابنا من الشعوب الأخرى، وذلك في احتفال خاص وكبير وغني بفقرات برنامجه. وان ذلك التكريم لا يقتصر على الاحياء فقط، وإنما للذين أرسوا دعائم اللغة من الراحلين الى دار حقهم.
وعن الدوافع الأخرى عن إقرار 21 نيسان، لكون شهر نيسان يُعتبر ملك شهور السنة ويتم تمجيده قومياً ودينياً منذ عهد الإمبراطورية الآشورية ولحد يومنا الحالي بأعياد أكيتو ـ رأس السنة الآشورية ـ وفي العهد المسيحي لقيامة السيد المسيح في ذات الشهر، إضافة للعديد من المناسبات الدينية في شهر نيسان، وتشبيه الكنيسة بزهو وجمال طبيعة نيسان بولادة الحياة الجديدة على الأرض.
بعد الإعلان رسمياً عن ذلك ونشره، توالت الاحتفالات في العديد من الدول والتي منها، السويد، أرمينيا، جورجيا، روسيا، استراليا، أمريكا والعراق أيضاً. وتم تدوينه في التقويم السنوي الصادر عن المجلس القومي الآشوري في الينوي بمدينة شيكاغو.
ولا يسعنا هنا في هذا العرض الموجز إلا أن نُهنئ الذين يعمدون الاحتفال بهذه المناسبة سنوياً، ونأمل من المعلمين في المدارس والكنائس والجمعيات والاتحادات الأدبية أن لا يتخاذلوا من احياء ذكرى هذه المناسبة التي هي في الحقيقة أساس وجودنا وبقائنا نحلم بتحقيق ما نصبو اليه كأمة نعتز بماضينا التاريخي واللغوي والفني والفلسفي.. وألا ننس ابداً بأن اللغة هي أساس تواصلنا اليومي وتدوين ما نسعى الحفاظ عليه، واساس مبتكرات وابداعات مفكرينا ومؤلفينا أينما تواجدوا، ولولا اللغة لما استطاع الملحنون والمطربون من أداء ما عليهم وغير ذلك من الاعتبارات.
وفي الختام دعونا نعلم بأن احتفالاتنا بالأيام القومية والدينية تحتمها عادة بعض المناسبات ودخلت في أرشيف التقاويم السنوية، وان يوم 21 نيسان كيوم مُعتبر ليوم اللغة الاشورية لا يقل شأناً عن تلك المناسبات وانه أساسها في التعبير عنها، لذلك ينبغي أن نكون صادقين ومخلصين على احياء مآثر هذه المناسبة، وعلى الأخص في مدارسنا ومؤسساتنا الادبة والثقافية وغيرها. كما وأني اشكر إدارة مدرسة مار كيوركيس في مالبورن على تصميمها بمنهج الاحتفال وفق السبق الصحفي منشورهم ادناه.




27
من مناسباتنا القومية والدينية نستمد التجربة والحكمة
(رأس السنة الآشورية البابلية نموذجاً)
بقلم: ميخائيل ممو
ما يحز في النفس من الألم البالغ والأسف الشديد ان تنشد الجموع الآشورية (بكافة المكونات التسموية) في أيام المناسبات القومية بالأفراح لتصدح حناجرهم بالأهازيج الشعبية ملتوية أجسادهم بالحركات والإيماءات الراقصة أينما حلّ بها الدهر من بلدان الشتات والدول التي يقطنون فيها وهم على غير وفاق من أهداف واقع تلك المناسبات التي يتم تمجيدها واحيائها بحيث تحيد كل مجموعة عن الطريق الصحيح والقويم الذي يؤدي الى نقطة الهدف المنشود. وأكبر مثال على ذلك جهل وضعف مسؤولي مؤسساتنا ومنتدياتنا القومية والاجتماعية واحزابنا السياسية من استيعاب وفهم ما تمليه عليهم انظمتهم أو دساتيرهم القانونية في مبدأ التآخي والوحدة القومية. فنجد في رقعة جغرافية واحدة تنفصل تلك المؤسسات مفتخرة بوجودها لتقيم كل واحدة منها ولوحدها على الاحتفاء بتلك المناسبة رغم تقارب الأهداف وعزوف البعض منها عن المشاركة الفعلية بالتزامها الصمت والسكون والفتور.
أما بوادر الأعذار الواهية فهي مبررات لا تطيب أو تؤدي على التئام الجروح لدى المدركين والواعين والمثقفين، ودليل ذلك ما تعلنه وتظهره وسائل الإعلام المباشرة في القنوات المرئية وبما يشمل ايضاً مواقع التواصل الاجتماعي المتعددة. وإن خاطبتهم وساءلتهم عن هذا العزوف المقرف لانهالت عليك التبريرات والتأويلات التي لا ترضيك وتقنعك من تراكيبها اللامنطقية لغوياً والواقع المألوف الذي لا يمكن نكرانه مهما بلغ وسعها ومداها من خيبة الإهمال المتعمد.
النقطة الأهم التي أود الإشارة اليها ان معظم أبناء شعبنا الذين يجهدون أنفسهم ويشاركون في مثل تلك الاحتفالات وعلى نياتهم لا يدركون فحوى تلك المناسبة وعلى الأخص يوم السنة الاشورية الجديدة وما يهمهم منها أن يقضوا وقتاً من البهجة والفرح بتلك الاحتفالية، كأولئك الذين تمتلئ بهم المقاعد الكنسية في الأعياد الدينية وبعد مرور فترة وجيزة على تواجدهم تراهم وقد أطلقوا وشوشات الشخير والنخير في قيلولة مباغتة بدافع عدم معرفتهم وادراكهم على استيعاب ما يتفضل به الكاهن، وجهلهم ايضاً بما يُقرأ وتراتيل الجوقة الكنسية.
لذا فإن الواجب القومي والديني يحتم على المرشدين او المسؤولين في منتدياتنا ان يدركوا مهامهم وفق ما تمليه عليهم قوانين مؤسساتهم بالتوعية من خلال إقامة الندوات والمحاضرات والمناظرات على أقل ما يمكن لنشر العلم والمعرفة بتراثنا وتعاليمنا الدينية والقومية وعلى وفق خاص ومتميز العادات والتقاليد الحالية وما تم استنباطه من احتفالات السنة الاشورية (اكيتو)* علماً بأن لهذه المناسبة المقدسة معان عديدة محددة في عدة دلالات تاريخية في العلوم اللغوية الميثولوجية** ومن معانيه المألوفة في العهود القديمة ما يلي:
1.   المعنى الكهنوتي الديني الخاص بالآلهة والمعابد واسطورة الخلق وغيرها.
2.   المعنى الشعبي القومي الخاص بأفراح الشعب من مناطق مختلفة والمشاركة.
وما يمكننا القول هنا بأن المراسيم الطقسية للإثني عشر يوماً في احتفال اكيتو له ذات الدلالات أيضاً في عادات وتقاليد كنائسنا اليوم، ومنها على سبيل المثال: البخور، ملابس الكهنة، أوقات الصلاة، الثالوث، مزمور الخلق، الركوع والسجود، الاعتراف، ذبح الضحية، الصولجان، نوسرديل أي "عيد الصعود"، الزواج وغيرها من العادات والتقاليد الموروثة.
وفي نهاية المطاف وكما نوهنا بأن الأسباب الرئيسية لمثل هكذا سلبيات تعود بالدرجة الأولى على من يتعمدوا بتعميد أنفسهم على ايدي الأضعف منهم موقفاً لتولي المسؤوليات وهم على بُعدٍ من مفاهيم تلك المناسبات بالشكل المعني، ومن اشباههم كذلك من يدعمون هكذا مواقف بالسر والعلانية في السراء والضراء بدافع الغيرة المشؤومة التي تنخر نفوسهم للطعن بالصادقين والأوفياء الذين يتميزون بمواقفهم الصلدة المرونة. وكما قال احيقار الحكيم: ( لا يكن خوفك ممن كان ميسوراً فجاع، وإنما ممن كان جائعاً فشبع)
طالما يعلم البعض عن نوايا المسؤولين ومقدرتهم بأن الشمس لا تبخل على كشف ما غطته الثلوج الزائلة، ولا الرياح التي تزيل ما ترسب على الأرض وغطتها الأغبرة المتراكمة.
ولا نريد هنا فقط توجيه اللوم والنقد بشكل مباشر، وانما علينا أيضاً ان نشير لأقل ما يمكن عمله في حال عزوف البعض من مؤسساتنا ان تسعى بما ينبغي توظيفه على جمع الأعضاء في حلقات تعريفية بنقاش مشترك أو اقامة محاضرة عن ذات المناسبة أو مجموعة من العروض الخاصة بها وغيرها من النشاطات التي تنص عليها الدساتير.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* اكيتو: ويسمى بالسومرية: أكيتي زيغوركو، أكيتي سنونم، زغموك، أي الولادة الجديدة او العام الجديد، رأس شاتين، تم تفسيره بعدة معان: حزن الطبيعة وعودة الحياة لها، الإنتصار، التكاثر والنمو، ربطه بإسطورة تموز وعشتار، أعياد الربيع، لنختصره بالتالي برأس السنة إضافة لمعان أخرى.
** يعنى بمصطلح ميثولوجيا قصة على شكل اسطورة لثقافة شعب ما تخص المعتقد الديني والحكايات الشعبية     البطولية الحقيقية والخيالية أيضاً وعادة ما يُقصد بها الحكايات القديمة تاريخياً.   


28
أدب / رد: في بلآدي
« في: 00:10 17/03/2019  »
شاعرنا المبدع ايشو شليمو ن الموقر
تحياتي....
ابداعاتكم لا تقل شأناً عما سبق من قصائد هادفة..
رغم كل ما عالجته وهدفته عن الوطن فإننا لا زلنا نموت ونحيا في ذكرى الوطن، طالما اللغة هي وطننا الثاني شئنا ام ابينا.. ومن دون اللغة الام ولغة ثقافة الوطن سنظل في تيه دائم.. عاشت اناملك على الصياغة الفنية ودامت الأفكار.
ميخائيل ممو

29
أدب / رد: إزدواجية زيف الانتماء
« في: 14:11 16/03/2019  »

نــــــــعـــــــم
شاعرنا النحرير ايشو شليمون الموقر

اكتفينا بنشر اسمال تلك الحثاله
البعض منها على حبال الشعر وطواله
والآخر أرديناه لحاله
كي لا ينهكنا العفن

كما واني اشيد بنتاجك الشعري الذي يلهمك وحيه اغنى الدرر ولكن ماذا نقول للذين يصمون آذانهم ويخفون السنتهم؟!!ويتظاهرون أحياناً في العلن من سطوة الجهل والغباء.. مثل خضراء الدمن. احسنت بوصفك.
ميخائيل ممو

[/color][/size]

30
الأعزاء مارتن وجوني وسيمون والعزيزة الموقرة والفاضلة جيني كتولا.
شكراً لكم على ما دونتموه متمنياً لكم دوام الصحة وديمومة النتاجات.
مع تقديري واحترامي.
ميخائيل ممو

31
أدب / إزدواجية زيف الانتماء
« في: 23:33 14/03/2019  »


إزدواجية زيف الانتماء


ميخائيل ممو

الحياة في عصر ذروة الأمنيات، تلفها وتغمرها وخزات من
أعتى مآسي المأساة، لتستبشر بنفوس أشخاص ديدنها التزييف والتحريف
والتسبيح القبيح على حساب مأساة الشعب الذبيح
وأصداء الوطن الجريح الذي يكشف اسرارهم
حتى وإن لازموا ظلمة الضريح
ليصدح بمقولة


1
باعوا أنفسهم بأبخـس الثمن
بتسميات مُنتحلة
بجمعيات مفتعلة
وبآراء مُرتجـلة
من وحي لا يعـزّه الـوطـن
2
باعوا أنفسهم بأبخـس الـثمن
ارتجلوا قانعين
ركعوا فخورين
فعـادوا آسفـيـن
كونهم كسروا الغصن الفنن
3
باعوا أنفسهم بأبخـس الثمن
لعـنوا ما تـبـنـوا
نكروا ما سَـنّـوا
بضعف ما تمنوا
كونهم تنسموا رائحة العفن
4
باعوا أنفسهم بأبخـس الثمن
برُكعات مهينة
بأقـاويل مشينة
وبأسباب مبينة
فتذكروا ما قاسوا من مِحَن
5
باعوا أنفسهم بأبخـس الثمن
تجاملوا وتراقـصوا
تباحثـوا وتناقـصوا
فتباشروا وتناصروا
ليبعدوا عنهمُ شعـلة الوهن
6
باعوا أنفسهم بأبخـس الثمن
تبختروا وتعاضدوا
تحاملوا وتـكـابـدوا
وبالـتـالي تـباعـدوا
ليحتمي كل واحدٍ بما اختزن
7
باعوا أنفسهم بأبخس الثمن
بأوراق خضراء
بضمائر ســوداء
وبـروح هوجـاء
ليرتوي صوتهم بما قد لَسَن
8
باعوا أنفسهم بأبخس الثمن
تناسوا الخـيانة
وفقدان الامانة
بإفراغ الكنانة
لتظل السيوف تشكو المِحَن
9
باعوا أنفسهم بأبخـس الثمن
تحسسوا بالمرارة
تراشقوا بالحجارة
وتيقـنوا الشرارة
إن أصابتهم أبداً لا تـُسْتـكن
10
باعوا أنفسهم بأبخـس الثمن
تقاربوا وتفاهموا
تفاهموا وتلاءموا
وبالتالي تصادموا
على ما واحدهم قـد ارتهن
11
باعوا أنفسهم بأبخس الثمن
فتباهوا بالعلـن
وتأملوا الشجن
بمّا هو مُقـترَن
بأن التاريخ يحـكمه الـزمن
12
باعوا أنفسهم بأبخـس الثمن
يشكون الخواء
يتمنون العزاء
لأقوياء أبرياء
إن كان الأمر سراً او العلن
13
باعوا أنفسهم بأبخـس الثمن
تناسوا الضرير
الصغير والكبير
وجمّدوا الضمير
ليخلقوا ضميراً جلّه المِجَن
14
باعوا أنفسهم بأبخـس الثمن
وظنــوا بأن الأمر مُؤتَـمـَن
كل واحد على هـواه عجـن
وبما ارتضاه من سـر الفتن
كأنه قد أصاب جنّات عدن
15
نعم يا أيها التاريخ والزمن
وأنت الذي خانوك يا وطن
كبلوك بقيد لا يساويه الكفن
لتبق كالذي شله حلم الوسن
يأيها الوطن ويا أيها الزمن


33
أخي اخيقار الموقر
تحياتي
شكراً لك على هذا الاهتمام البالغ فيما اشرت اليه..
ربما السياسي الاشوري يتحجج أحيانا بانشغاله في الأمور السياسية والنضالية... ولكن ماذا تقول الى الذين يتبجحون باشوريتهم وقوميتهم ويتسكعون في الشوارع والملهيات ليل نهار، ولا يوفرون ساعة من وقتهم لتعلم لغتهم سواء بالاعتماد على انفسهم أو الدورات الخاصة التي تقام بين فترة وأخرى في الأندية والكنائس.


34
الأخ د. روبين بيت شموئيل الموقر
تحياتي....
لا يسعني إلا أن اهنئك على تواصلك الدائم في اصداراتك الفكرية ـ تأليفاً وترجمة ـ وان ما تسعى اليه هو خدمة للتاريخ واللغة التي نعتز بها لإثبات وجودنا كشعب لا زال حياً، بالرغم من بعض التجاوزات التي ليست بصالحنا مهما تفاوتت تسمياتنا التي تغير من الواقع المؤلم والمحزن الذي نعيشه بين أنياب الغرباء لينالوا من وجودنا مهما كانت  تسميات مكوناتنا التي تنادي بحقوقنا بأساليب مختلفة طالما هو ذات الهدف على ما أظن. مع الشكر
ميخائيل ممو

35
ما أجمل أن تُنظم مثل هذه المحاضرات لبث حوافز الوعي بين أبناء شعبنا بكافة تسميات مكوناته.
ملاحظتي التي اود الإشارة اليها عن الأخ كاتب وناشر التقرير أو الخبر المُشار اليه ان لا يستعمل عبارة (لغة الأم) وإلا سنبتكر (لغة الأب) أيضا. المقصود هو ان نقول: اللغة الأم كونها تعني اللغة الرئيسية التي نتحدث بها. واشكر الأخ اكد مراد حين استعمل عبارة (لغتنا الأم) في حديثه. وأن لا يُحتسب تعليقي من باب الاستهجان او الاستخفاف.. وانما لمجرد التنويه.. مع بالغ شكري وتقديري لكم جميعاً.

ميخائيل ممو

36
الأخ فهد المحترم
تحياتي...
جميل جداً أن نراكم دوماً على تواصل مع سحر الحرف الأبجدي بأشكاله المتميزة في اللغة الآشورية والعربية والإنكليزية.. فثلاثية لغتك دلالة وعيك في رصد العطاء الفكري وتجسيده فيما بعد على شكل اشعاءات متناثرة بإضاءة الطريق لمن يجهل مسارات الشعر برموزه التي تطلقها دون توقف.
ولا يسعني هنا إلا أن أبارك لك على باكورة اصدارك الشعري. على أمل أن نحصل عليه مستقبلاً.
ميخائيل ممو ـ السويد

37
الأخ الاستاذ شوكت المحترم
تحياتي..
مروركم على اوليات ابن بلدتكم وما آلت اليه الآقدار في وطنه ومن ثم هجرته الى امريكا حتماً اعادتكم لتلك الايام التي حظيتم بلقائه اثناء زيارته القوش في السبعينيات من القرن الماضي.. وان ما  دونتموه هو دلالة احترامكم وافتخاركم بشخصيته واعجابكم بمنطق احاديثه الصريحة. نعم فيما اشار الى مفهوم السياسة، لم يبق عراقي على وجه الارض لم يُعمذ بإسم السياسة اينما كان واينما حلت به الاقدار. وصدق الذي قال: لو بلغ الخبر شبراً لإنتشر فرسخاً. ولهذا ينطبق كلام المربي المرحوم جورج بما قيل: اذا اردت ان تقيس درجة تخلف شعب فقم بقياس سرعة الاشاعة بين مواطنيه.واليوم هذه هي حال ابناء شعبنا بشكل عام وبكل اطيافه من العراقيين ايضاً اضعاف ما كانت عليه قبل انبثاق التقنيات الحديثة التي شاعت فيه مقولة (العالم اصبح قرية صغيرة).

38
صورة المرحوم الشماس جان منصور الذي وافاه الأجل بتاريخ 20 كانون الثاني 2019 في مدينة يونشوبينغ ـ السويد

39
[size=24pt]ملاحظة:[/size]
اضغظ بالماوس على صفحة القصيدة لتكبيرها وسهولة قراءتها.
مع الشكر لمروركم.
ميخائيل

40
.

42
الأخ باسل شامايا المحترم
تحياتي
شكرا لكم على ما تفضلتم به من معلومات قيمة عن قامة من قامات القوش في مجال الزخرفة الفنية للأبجدية التراثية. املين من خطاطنا المبدع الأستاذ بطرس قاشا المزيد من اللوحات الفنية. مع بالغ تحياتي
ميخائيل ممو

43
الأستاذ لطيف بولا المحترم
تحياتي
أقل ما يمكنني قوله: تسلم أيادي المبدع لطيف الذي يحيي تاريخ المبدعين من بني شعبنا في القوش الحصينة. وبما يحييه من خلال موسيقاه التراثية وأغانيه وكتاباته ووو...
ميخائيل ممو

44
نعم أخي حنا شمعون.. هكذا هو الزمن الغادر.. الزمن الذي بلغ قمة التطور بتقنياته وعولمته.. ليحصد مبدعينا من المثقفين واحدا تلو الآخر، وليجعل البعض منهم يلتحفون الصمت والسكون مما يعانون.وشكراً جزيلاً لمشاعرك على ما أضفته لموضوعنا. كما واني اضيف صورة أخرى للمرحوم بيير كدليل لنشاطه القومي والسياسي.
ميخائيل

46
نتاجات بالسريانية / ܡܫܘܼܚܬܵܐ
« في: 19:36 17/01/2019  »
.

47
أدب / الثور المجنح
« في: 19:33 17/01/2019  »


الثور المجنح


 ميخائيل ممو

أيها الثور المجنح
سيد الأحلام في آفاق الجبال
يا نبع القوة بمضرب الأمثال
في السهول
في السهوب
في الوديان
في شرق العراق وغربه
في الجنوب، وفي الشمال.

جئتُ ألقيك التحيه
أنقل مضمون الوصيه
عن سرّ هوية
هوية أصل الوطن
عن أسرار قضية
قضية وطن المحن
قضية المؤمنين والمؤمنات
قضية البائـسين والبائسات
قضية اليائـسين واليائسات
وها أنت لا زلت سارحاً في عمق السبات
تحلم حلم نخيل دجلة والفرات
وحلم من حلموا وماتوا على أرض الشتات
وصارعوا حشرجات الموت والحياة
قلوبهم ملأى بتسابيح الأمنيات
عيونهم أسرى ترانيم الدعوات
لدجلة الخيروالبشر (1)
لأنشودة المطر والشجر(2)
وللذي غاص في أعماق " كتاب البحر"(3)
فتمرّ الأيام والسنوات
على مفترق من الفترات
في عالم الشتات
يعلن الموت رحمة العزاء على الرفات
السياب مات
الجواهري مات
البياتي مات
ومن عاصروهم من بني آشور في أقبية الذات
وها نحن اليوم نبعث الدعوات
على ارواحهم بأسم الرحمات
ملؤها مراثي التأسي بالعبرات
 من نصوص آيات الصلاة.

***
غاب عنا نسور الشعـر بقـلـب تؤمّه الحسرات
وهم على أمل زوال عار الطغاة الغزاة العراة
ومن يناديهم نداء
صادفتَ أهلاً ووطئتَ سهلاً
على أرضك، أرض الحياة
ومن يعيد صدى النداء
لأئمة الشعر والشعراء
في عصر يعصره البلاء
سلاماً
سلاماً يا من سعدتم بسعادة العراق
سلاماً يا من سلمتم بسلامة العراق
سلاماً يا من تبسمتم ببسمة العراق

***
آه من إرادة القدر
آه عن غياب ضوء القمر
آه من عاصفة هوجاء لم تـُنتـَظر
وآه من مشيئة تزرع في الصدور الكدر
آه تردف آه
ترانيم حزن، يمّل منها الوتر
مستغرباً، متسائلاً ما الخبر؟
فتجيبه الآهات
بسكون واناة
فلان وفلان
فارقونا الحياة
والتيار لا زال يمطر العبرات
ونحن ننادي في كل زمان آت
هـلـموا نرفع التسابـيـح
على أنغام ناي الصلوات
إنّ ذكركم براق في الأعماق باق
إن شعركم قمر لا يصيبه المُحاق
على أرض العراق
وفي سماء العراق
سيظل عنصراً من عناصر الأشراق
سيظل شـيـمـة من شـيـم الـعـشــاق
ينشرالسنا الخلاق على مدى الآفاق
خالد خلود المجنح
في نينوى الذبيحه
خالد خلود تـمـوز
في بابل الجريحة
وكخلود باب عشتار
في متاحف عامرة فسيحه
***
أيها الثور المجنح
أرى جناحيك يذرفان دموع الحزن
على أرصفة الحضارة
أقرأ في مقلتيك الشاحبتين وقار الصمت
تشع منهما الأنارة
تعبق منهما نسائم الإثارة
تحاكي رونق قوس القزح كبحر عَبّ عُبابُه
  وسُحُبُ الوهن تلبدت في موكب حزن عَمّ سرابُه
تندب الزمن الذي قد طالَ غيابُه
تتلو بتثاؤبٍ مرتجفٍ
تكلله وخزات الكآبة
ما هذه الرتابة
ما هذه الغرابة
اليوم يومك
يا مجنح العصر
أن تجمع أصوات الشجاعة
أن تصعق
أن تصهل
أن تزأر
أن تزعق
في عراق اليوم
عراق أزيحت عنه كوابيس السحابه
فيا أيها الثور المجنح
بإسم إلهك تسبّح
هب هبة الريح
وترنح
أبسط ذراعيك
على سهول أبويك
لبي انتظار كلكامش الخلود
وانتظار عشتار رمز الوجود.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. اشارة لقصيدة محمد مهدي الجواهري الشهيرة بعنوان " يا دجلة الخير"
2. اشارة لقصيدة بدر شاكر السياب الشهيرة " بعنوان " انشودة المطر"
3. اشارة لديوان عبد الوهاب البياتي " كتاب البحر " الذي يحمل بين دفتيه الحب الذي يكنه للوطن.

48
القراء الأعزاء
بما اننا عرضنا العديد عن مصطلح المدفئة وتسمياتها المتعددة وذكرنا ايضاً لتسمية اتون وتفيا، لموضوعنا السابق اود إضافة ما قاله وجمعه البطريرك أفرام الأول برصوم (1887 ـ 1957) في الصفحة 5 ـ 6 من الجزء الأول من كتابه الموسزم (الألفاظ السريانية في المعاجم العربية)
آتون: ܐܰܬܘܢܳܐ: atouno سريانية مخففة التاء: اخدود الجيار والجصاص ونحوه: وفي سفر التكوين " يصعد كدخان الآتون" 19 ـ 28 وفي نبوة دانيال " في وسط آتون نار متقدة " 3:6 وجاء في كتاب المغرب في ترتيب المُعرب لبرهان الجين المطزي المتوفي سنة 1213 م " الآتون مقصور مخفف على فعول موقد النار ويقال له بالفارسية كُلخن وهو للحمام ويستعار لما يُطبخ فيه الآجر، ويقال له بالفارسية توتق وداشوزن والجمع أتاتين بتائين بإجماع العرب عن الفراء. وعلق الأب انستاس الكرملي عليه بقوله: المشهور ان آتون المخفف يجمع على أتُن كعنُق، واما آتون المشدد كسفود فيجمع على آتانين" (مجلة المجمع مج 17 ص 110) وقال الخفاجي في شفاء الغليل ص15 اتّون بالتشديد مولّد   وتردد فيه الجوهري.
اثفية: ܬܦܳܝܶܐ  tfoie احجار ثلاثة تُنصب عليها القدر، وفيها لغات ܬܳܦܝܳܐ، ܬܦܶܝܳܐ tfaio;  والفعل tfo  ثفّى.
ولطالما انوه عن هذه الإضافة من المستحسن أيضاً أن اضيف رأي اوجين منا عن ذلك وما ذكره في ص 845 من قاموسه: ܬܦܲܝܵܐ جمهعها ܬܦܲܝܹܐ اثفية. اثافي.
ܬܦܲܝܵܐ جمعها ܬܦܵܘܵܬܼܵܐ: اثفية، موقد، تنور، فرن.
وكذلك يذهب توما اودو بذات المعنى في ص 1120 من قاموسه حين يقول: (ܬܦܲܝܵܐ ܘܲܬܼܦܵܝܵܐ؛ ܣܓܝܵܢܵܝܐ؛ ܬܦܵܘܵܬܼܵܐ؛ ܗܿܘ ܡܵܐ ܕܡܲܣܡܟܼܝܼܢ ܥܠܵܘܗܝ ܩܲܕܣܵܐ ܟܲܕ ܡܒܲܫܠܝܼܢ؛ ܘܐܝܼܬ ܠܹܗ ܐܲܝܟܼ ܬܠܵܬܼܵܐ ܪܹܫܝܼܢ ܕܲܥܠܲܝܗܘܿܢ ܣܵܒܹܟܼ ܩܲܕܣܵܐ: اثفيّة. ܬܲܦܝܵܐ ܕܐܸܫܵܬܼܵ: ܚܸܡܬܼܵܗܿ؛ ܒܹܝܬ ܬܦܵܝܵܐ: ܐܲܝܟܵܐ ܕܲܡܒܲܫܠܝܫܢ.  أي بمعنى هو الذي نضع عليه القدرأو المرجل أثناء الطبخ، وله ثلاثة رؤوس يستند عليها القدر او المرجل. ܒܹܝܬ ܬܦܵܝܵܐ: ܐܲܝܟܵܐ ܕܲܡܒܲܫܠܝܫܢ بيت الطبخ حيث يتم الطبخ.
ميخائيل ممو


49
القراء الأعزاء
بما اننا عرضنا العديد عن مصطلح المدفئة وتسمياتها المتعددة وذكرنا ايضاً لتسمية اتون وتفيا، لموضوعنا السابق اود إضافة ما قاله وجمعه البطريرك أفرام الأول برصوم (1887 ـ 1957) في الصفحة 5 ـ 6 من الجزء الأول من كتابه الموسزم (الألفاظ السريانية في المعاجم العربية)
آتون: ܐܰܬܘܢܳܐ: atouno سريانية مخففة التاء: اخدود الجيار والجصاص ونحوه: وفي سفر التكوين " يصعد كدخان الآتون" 19 ـ 28 وفي نبوة دانيال " في وسط آتون نار متقدة " 3:6 وجاء في كتاب المغرب في ترتيب المُعرب لبرهان الجين المطزي المتوفي سنة 1213 م " الآتون مقصور مخفف على فعول موقد النار ويقال له بالفارسية كُلخن وهو للحمام ويستعار لما يُطبخ فيه الآجر، ويقال له بالفارسية توتق وداشوزن والجمع أتاتين بتائين بإجماع العرب عن الفراء. وعلق الأب انستاس الكرملي عليه بقوله: المشهور ان آتون المخفف يجمع على أتُن كعنُق، واما آتون المشدد كسفود فيجمع على آتانين" (مجلة المجمع مج 17 ص 110) وقال الخفاجي في شفاء الغليل ص15 اتّون بالتشديد مولّد   وتردد فيه الجوهري.
اثفية: ܬܦܳܝܶܐ  tfoie احجار ثلاثة تُنصب عليها القدر، وفيها لغات ܬܳܦܝܳܐ، ܬܦܶܝܳܐ tfaio;  والفعل tfo  ثفّى.
ولطالما انوه عن هذه الإضافة من المسحسن أيضاً أن اضيف رأي اوجين منا عن ذلك وما ذكره في ص 845 من قاموسه: ܬܦܲܝܵܐ جمهعها ܬܦܲܝܹܐ اثفية. اثافي.
ܬܦܲܝܵܐ جمعها ܬܦܵܘܵܬܼܵܐ: اثفية، موقد، تنور، فرن.
وكذلك يذهب توما اودو بذات المعنى في ص 1120 من قاموسه حين يقول: (ܬܦܲܝܵܐ ܘܲܬܼܦܵܝܵܐ؛ ܣܓܝܵܢܵܝܐ؛ ܬܦܵܘܵܬܼܵܐ؛ ܗܿܘ ܡܵܐ ܕܡܲܣܡܟܼܝܼܢ ܥܠܵܘܗܝ ܩܲܕܣܵܐ ܟܲܕ ܡܒܲܫܠܝܼܢ؛ ܘܐܝܼܬ ܠܹܗ ܐܲܝܟܼ ܬܠܵܬܼܵܐ ܪܹܫܝܼܢ ܕܲܥܠܲܝܗܘܿܢ ܣܵܒܹܟܼ ܩܲܕܣܵܐ: اثفيّة. ܬܲܦܝܵܐ ܕܐܸܫܵܬܼܵ: ܚܸܡܬܼܵܗܿ؛ ܒܹܝܬ ܬܦܵܝܵܐ: ܐܲܝܟܵܐ ܕܲܡܒܲܫܠܝܫܢ.  أي بمعنى هو الذي نضع عليه القدرأو المرجل أثناء الطبخ، وله ثلاثة رؤوس يستند عليها القدر او المرجل. ܒܹܝܬ ܬܦܵܝܵܐ: ܐܲܝܟܵܐ ܕܲܡܒܲܫܠܝܫܢ بيت الطبخ حيث يتم الطبخ.
ميخائيل ممو

50
الأخ اخيقر يوخنا الموقر
تحياتي
ان تعقيبك الموسع فيما اشرتَ اليه هو الواقع الذي تعيشه أغلب اللغات وبمرور الزمن بدافع عوامل الطبيعة والظروف المناخية والحالات الاجتماعية والأمثلة كثيرة على اللغة العربية التي نتقنها وتعاملنا بها في بلداننا لنكتب بها اليوم، فترى في العصور الجاهلية لغة مغايرة عمّا نألفه اليوم، وكذلك تأثير اللهجات، ومنها لهجة قريش التي جمعت ما يناسب التوحيد اللغوي واستمرار ذلك لعصور مختلفة ومن ثم لغة اهل المهجر وأصحاب الرابطة القلمية كجبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وإيليا أبو ماضي وغيرهم. واشير ايضاً الى لغة أهالي القوش التي هاجر اليها أبناء شعبنا الاشوري بكافة لهجاتهم من جيلو وباز وتخوما وتياري ووو بمراحل مختلفة من جراء الأحداث المأساوية والمؤلمة ليتمركزوا في قلعة ألقوش المحصنة بجبلها الشامخ وأديرتها التاريخية، حيث نجد وبمرور الزمن تأقلمهم في تلك المنطقة واتباعهم لهجة لغة موحدة رغم تباينهم العشائري وانصهارهم بتسمية تبعية للمنطقة أي "ألقونايا" وكما هو متعارف عليه عن بني أودو الذين هم من عشرة تخوما أي تخومنايــِـه. وهكذا دواليك.
كما ونثمن فيك مثابراتك الدائمة في اتحافنا بما يفيد القراء بشكل عام مما تحاول حصده في المجال التاريخي واللغوي.
ميخائيل ممو


51

الأخ ادي بيت بنيامين الموقر
تحياتي
شكراً جزيلاً لملاحظاتك القيمة التي لا تخفى علينا، ولكن في الإعادة إفادة للقراء الذين يجهلون ما تفضلت اليه وعلى الأخص في تهجئة الرواخ والرباص.
اما عن مفارقة استعمال الرواخ والرباص كما أشرتُ اليه في موضوعي، والمُشار باللون الأحمر، لا تنس بأن توما أودو هو أيضاً من أقرب الساكنين في سهل نينوى، وكلاهما باشرا التدريس في المعهد الكهنوتي البطريركي في الموصل ولهما ذات اللغة واللهجة في الألفاظ الكنسية وغيرها. حيث ان توما اودو حين وضع قاموسه كان في الموصل وطبعه سنة 1897 في مطبعة الإباء الدومنيكيين بالوصل، وكذلك يعقوب اوجين منا طبع قاموسه سنة 1900 في نفس المطبعة. فالحالة هذه لم تكن مؤثرة على توما اودو ان يتبع ما يلتهج به أبناء اورميا حسب ذكرك بما يلي:
((بينما ابريشية المطران مار توما اودو كانت في اورميا ولا بد انه سمع لهجة عامريها تلفظ بالواو رواصا بدلا من واو رواخا)).
وبمراجعة عابرة لإسلوب توما اودو في كتابه عن القواعد فأنه يتبع الطريقة الثانية حسب جدولك، وهي الصحيحة مثل (ܦܵܪܘܿܫܵܐ ، ܩܲܪܘܿܘܵܐ، ܩܵܪܘܿܝܵܐ، ܒܵܨܘܿܪܵܐ، ، ܩܵܢܘܿܢܵܐ) وكذلك لعدم تأثره بلهجة اورميا في الكتابة الصحيحة نجده يستعمل ذات التهجي في كتابه لتعليم اللغة بإثبات انتقائنا منه هذه المفردات كمثال: (ܝܵܠܘܿܢܵܐ، ܪܵܓܼܘܿܠܵܐ، ܩܵܢܘܿܢܵܐ) وخاصة الكلمة الأخيرة (قانونا) بذات الإملاء.
وكما بينت مسبقاً بأن إشكالات الإملاء عاشها الأولون أيضاً، وعلى سبيل المثال لا الحصر، حيث يذكر اللغوي ألكسندر اوراهم في مقدمة قاموسه بالأشورية ما ترجمته: متى تستعمل حركة الرباخ والرباص. أن اللغوي ابن العبري واضع قواعد اللغة لم يتفق معه ابن الزعبي وبعض اللغويين في الحقل النحوي. ولهذا استعمل الكسندر 32 صفحة من قاموسه قانون ابن العبري، وباقي الصفحات حسب ملائمة اللفظ لكونه يشمل قاموسه بما لا يحصى من الإستعمالات اليومية واللهجوية. والحالة هذه عاشتها اللغة العربية بين مدرستي الكوفة والبصرة، وكذلك في كتابة العديد من المفردات وخاصة المهموزة بين كُتاب مصر والعراق وسوريا والمغرب في الفاظ أخرى، مثل: مسؤولية، مسئوولية، مسئولية. واسم (علي) يكتب في أغلب الدول العربية بالياء (علي) بينما في مصر يُكتب بهذا الشكل (على).
ميخائيل ممو


53
اخي روبين المحترم
تحياتي
شكراً لك على ما اشرت اليه.. في الحقيقة لو كان نقاشهم بمنطق الاحترام لا التشويه والمغالطات الصبيانية لكنت قد اجبت كل طروحاتهم، ولهذا اقتديت بما قيل  (عامل الجاهل بجهله والعاقل بعقله). اما عن استعمالي للآشورية ـ السريانية، مقصدي من ذلك سبق وان نشرته في العديد من كتاباتي. عن اشتقاق السريانية من اسـ ـ سيريان. ولدي العديد من الاثباتات الجديدة سأنشرها مستقبلا  ومن مقولة (من فمكم ادينكم)للذين ينادون بالسريانية عكس ما نفهمه.
ميخائل

54
أخي بيت نهرينايا المحترم
حقاً لقد وضعت اصبعك على الجرح المُمَلّح.
كما وان اعمارنا اليوم لا تناسب وتتفاعل مع أساليب معيبة بالشتائم المشينة والتحديات الفارغة، بالإضافة الى واقعنا المتردي بكل تسمياتنا دون مفارقة.
أهم ما علينا اليوم ان نتخذ عبرة من الماضي الأليم دون تزمت. نعم الماضي الذي حصد كل طوائفنا ومذاهبنا رغم تفاوت آرائنا، ونحن نعيدنا بتحمل تلك العواقب في عصر بلغ قمة التطور والازدهار. مع بالغ شكري واحترامي.
ميخائيل

55
الأخ الفاضل يوسف شيخالي المحترم
تحياتي
أملاً بأنك على احسن ما يرام في جهودك الأدبية والفكرية فيما تسعون اليه بنشر العلم والثقافة الآشورية واللغوية وفق معرفتنا بنشاطكم. كما واشكركم جزيل الشكر على ما دونتموه بشأن بحثنا. وفي الوقت ذاته أشيد بيراعك الرصين الذي اكتشفته في مقالة قديمة لك عن ذات المحتوى. حبذا لو اعدت نشرها مع بالغ شكري وتقديري.
ميخائيل ممو

56
الأخ ادي بيت بنيامين: شكراً لتجاوبك الدائم، والابتعاد عن المشاحنات التي لا تجدي نفعاً.
السيد هاني مانوئيل: شكرا لنصيحتك وما قلته حقيقة.
السيد بيت نهرينايا: بالتألكي سأحقق ما اشرت اليه، بعد اصداري لسبعة أجزاء لتعليم اللغة بعنوان " لغتي" التي تستعمل في عدة دول كمنهج رسمي وكما هو الحال في السويد ايضاً على مدى 40 سنة.
الأخ اوراهم دنخا سياوش: هناك إجابات أوسع على تساؤلاتك ستأتي في حينها، وشكرا لاهتمامك.
الأخ يوسف بيت نوهرا: شكراً لمرورك وملاحظاتك التي ابديتها، واني على اتفاق من رأيك. ولمعلوماتك ايضاً، بأنه سبق لي ونشرت مجموعة من المقالات عما طلبته، وفي نيتي أن اتوسع اكثر عن التسمية اللغوية من مشاهير الكتاب والباحثين، ولكن انشغالي في أمور لغوية أخرى وأهم تدعني ان احيد الطرف عنها حالياً لكي لا تضجر مني اللغة وبكل تسمياتها.هههه!
الأخ السيد اخيقر يوخنا: شكراً لإرشاداتك وسأقوم بمساعدة ما يحتاجه المعني.
ميخائيل ممو


57
الاخوة القراء
استجابة لرأي الذين طلبوا مني وألحوا عليّ مراراً ان لا ارد على الآراء والتعابير التي لا تحترم قدسية الكلمة المقصودة وتتجاوز حدود الاحترام، ارتأيت فقط أن ابين نقطة خاصة لا أهمية لها اتهمتُ فيها بأني لا افرق بين السريانية والآرامية ولا حتى الخط الشرقي او الاسطرنجيلي الذي قضيت في تعليمه وتدريسه أكثر من أربعين سنة. فإن كان الأمر كما ذكره الكاتب بإسلوب هجيني ودون أي حجة مقنعة...
فماذا يقول الناقد عن العلامة البير ابونا الذي يذكرعن القاموس واسمه بما يلي: ( وضع المطران توما اودو معجماً كلدانياً أسماه " كنز اللغة الآرامية" وشرحه بالكلدانية أيضاً بمجلدين ضخمين نشرهما في الموصل سنة 1897
. ص 554 ادب اللغة الآرامية.
وماذا يقول أيضاً عن المطران يوسف بابانا (1915 ـ 1973) ابن القوش ايضاً حين يذكر عن قاموس اودو بقوله: ( وأثناء بقائه في الاكليريكية وضع قاموساً باللغة الكلدانية لم يسبقه اليه غيره). (ووضع قاموس اللغة الكلدانية بجزأين كما ذكرنا). القوش عبر التاريخ ص 183
وكذلك الباحث العراقي كوركيس عواد يذكر من مولفات اودو ( كنز اللغة الآرامية: وهو معجم مطول للغة الكلدانية) 1 ـ 2 الموصل 1897 ـ 1900. ص 221 معجم المؤلفين العراقيين
ملاحظة استدراكية: وفق ملاحظة وفرضية الكاتب الواهية المذكورة أعلاه بنصها التالي:
(ولكن فقط انظروا الى صاحب المقال وهذا الذي يدعي أنه كاتب وباحث وماذا يقول ...بالله عليكم إقرأؤا التفاهات التي كتبها السيد ممو  !!!
الكاتب يقول أن " توما أودو " قام بتأليف قاموس بِجزأين سَماه "كَنز اللغة الآرامية" ومن ثم يقوم المُسمى كاتب صاحب المَقال أعلاه بإدراج واجهة قاموس "توما أودو" وعنوانه "كنز اللغة السريانية"!)
معنى ذلك وكما اوردنا عن المؤلفين أعلاه بأنهم تفهاء ايضاً ولا يميزون بما اشار اليه وبمعنى هم أيضاً لا يقرأون الحرف الذي ضحوا بأعمارهم في سبيله.

واحتراماً لقدسية الكلمة (في البدء كان الكلمة .....) واخلاقي القومية لا تؤهلني أن اكيل للكاتب الناقد ما كاله لنا وللكتاب أعلاه بشكل غير مباشر. جازاك الله يا أخي في الإنسانية.
ميخائيل

59
أدب / رد: إزارُ البِـــر
« في: 02:46 24/12/2018  »
شاعرنا المبدع دوماً ايشو شليمون
حييت فيما انت ذاهب اليه
مع احترامي ليراعك الرصين
كل عام وانتم بخير وبأفكار شعرية اكثر حدة.
ميخائيل ممو


60
الاستاذ المثابر في التنقيب الورقي اخيقر يوخنا المحترم
تحياتي
شكراً لك على ما تَقْدِم عليه دوماً بإتحافنا ما يتسنى لك من مصادر نادرة
كما ونشكر السيد مارك كيوركيس على جهده.
وهنا تذكرني بزميلنا الراحل المرحوم هرمز ابونا عمّا كان يزودنا به ونشستشير بعضنا.
مع جزيل الشكر
ميخائيل ممو

61
الأستاذ الفاضل عادل حقي المحترم
ببالغ الشكر وجزيل الإحترام نرحب بمداخلتكم الواضحة والصريحة لما أشرت اليه دون أي تعقيد لغوي.. كما وإني اشاطرك الرأي في كل ما ذهبت اليه، ولي ذات الرأي في القسم  الثاني، قريباً جداً.. لحين ان يكتفي بعض المتداخلين بتعصبهم وتعنتهم من أجل صب الزيت على لهيب النار.
ميخائيل ممو 

62
الأخوة المتداخلون: بعد أن بلغ السيل الزبى وزاد عن حده بما لا يرضي الأطراف المتنازعة وتجاوزها حدود الإحترام المتبادل دون قناعة أي طرف من تلك الأطراف بما يتم طرحه، أود أن اشكر كافة المتداخلين الذين دونوا ما شاء لهم سلباً وإيجاباً، بالرغم من تحفظي في الإجابة على العديد منهم، احتراماً لرأي واقتراح البعض ولإسم الفطحل اللغوي مار عبديشوع الصوباوي الذي سيجتم رياضه وذيلتموها بما لا يجدي ويتلائم مع ذكراه واحتفالية روما أيضاً بمرور 700 سنة على وفاته.. لنلقاكم في القسم الثاني من موضوعنا الذي يتضمن نوعاً ما توضيحاً للأخ المتداخل والنشيط السيد اوراها دنخا سياوش بمفهوم مختصر لتساؤله السابق، إضافة لتوسعنا في بعض النقاط التي تخص ما ورد من تعليقات خارجة عن نطاق البحث. وإلى الملتقى مع القسم الثاني عن حياة الشهيد النحرير المطران مار توما أودو رحمه الله لمناسبة مرور مائة سنة على رحيله. ناهيكم عن المداخلات السسفسطائية السلبية واللامنطقية التي عجزنا ومللنا منها لتوليدها الحقد والكراهية والتعصب الأعمى.مهنئاً لكم ايام الأعياد المجيدة على أمل أن تجتثوا وساوس الإتهامات الباطلة من عقولكم وقلوبكم.
ميخائيل ممو

63
أدب / رد: قَطرَات ....
« في: 18:30 19/12/2018  »
الكاتبة المتألقة شذى المحترمة
تحياتي
دوما متألقة في نثرك وشعرك فيما تسعين اليه.
ميخائيل ممو

64
أدب / رد: وادي الخابور وسهل نينوى
« في: 18:27 19/12/2018  »
نعم أستاذ آدم.. هذه هي الحقيقة
أين اليد السحرية التي ستوقظ الله من رقاده
لينقذنا من متاهات التشرّد والضياع؟
ولكن....
يبدو أن الله قد دخل في مرحلة الموت السريري
بدليل تصرفات أنبيائه الإجرامية.
هل هناك من محام أو قاض تقترحه ليؤنب من سار في هواهم واعتصموا بجرائمهم.
أبداعاتك دوماً في الذاكرة .. احسنت بأوصافك وتألقك بتشبيهاتك. مع
مع أجمل تحياتي وامنياتي لمناسبة أعياد الميلاد على مفهومنا الخاص الذي نألفه
ميخائيل ممو


65
السيد وسام موميكا المحترم
طالما بدأت تتجاوز حدود الإحترام بنعوتك الغير مستحبة التي كلتها لي ولأسماء أشخاص لا علاقة لهم بموضوعنا كان المفروض ان لا اشاطرك بمداخلاتي وردودي، بالرغم من عبارتك اللطيفة ( تحياتي وتقديري لجنابكم الكريم رُغم إختلافي الكبير معكم). وبهذه الحالة ينطبق عليك ذات المثل الذي وجهته لي (ضربني وبكى وسبقني واشتكى) إضافة لمقولة: (يجرح ويداوي). وإلى الملتقى في دولة آشور وآرام.


66
السيدان وسام موميكا  وادريس جاجوكا المحترمان
في خاتمة المطاف، لا تتصوران بأنكما لم نطلع على ما تنشراه من موضوعات وردود ومداخلات المتكررة سنوياً. فلقد عجزنا ومللنا منها لإعادتها كلما وخزتكم تسمية الآشورية ـ السريانية. فليس بإمكانكما من مسح وجود ما أكده رجال العلم والمعرفة بمقولة "من شب على شيء شاب عليه" أي شاخ عليه من الكلدان والآشوريين مثلما أنتما شبتم على اراميتكم الوثنية المنقرضة وشختم عليها بتعويضها على سريانيتكم من اسيريان.
اعيد ما قلته سابقا بأن احترام الرأي هو أساس التفاهم والتطور وليس الطعن المباشر لشخصيات لها طموحها في التطوير اللغوي لتزيدوا من التفرقة والإنشطار ومن ثم الضياع والإندثار مثلما عمل رجال الكنيسة في القرون الأولى وجعلونا اليوم نعيد ما كانوا السبب فيما نحن عليه اليوم. وفي الختام ليس للإنسان إلا ما سعى. وحينما تتصدر تسمياتنا كلمة الإحترام، دعونا على ذلك الاحترام من أجل أن نعيد قدسية وحدتنا في يوم ما لنقهر الأعداء الذين تشبثوا بمحو وجودنا ولحد اليوم أينما كنا مثلما في العراق وسوريا وغيرها من الدول، وأن لا نتشبث ونسرح دوماً في المثل القائل: " عادت حليمة لعادتها القديمة"
ميخائيل     


67
أخي اخيقار المحترم
تحياتي
شكراً لكم على المعلومة الذي زودتمونا بها. ومروركم على ما نشرناه..
ميخائيل

68
السيد وسام موميكا المحترم
السيد ادريس جاجوكا المحترم 
كفى ان أقول: شكراً لكما على هذه الإيضاحات التي نحن على علم بها وعلى الأخص شهادة المدرسة الآشورية التي سبق ونشرتها في كتابي المترجم الموسوم " راحل عبر الأفق" لصاحب الشهادة الأديب الراحل بنيامين يوسف كندلو. وبقي أن تعلما بأنه لكل زمان أحكامه مكتفياً بهذه المقولة، والأبتعاد عن ذات الموضوعات التي تتفضلان بها في كل تعليق ومداخلة. ولا اريد الإطالة بموضوع البيضة من الدجاجة أو الدجاجة من البيضة.
ولا يستوجب الاستهزاء ان كنا حقاً نؤمن بقدسية الحرف السرياني الأرامي الكلداني الأشوري والسوريت وووو... لكي لا تغضب علينا الأبجدية. بقي أن تعلما ان لم نحترم بعضنا كأبناء ارومة واحدة، فلنقرأ السلام على وجودنا وعلى لغتنا المدرجة في قائمة الإندثار بدلالة نسبة الأمية بين أبناء شعبنا بكل طوائفه ومذاهبه وادعاءاته في الإنتماء.

مع احترامي
ميخائيل ممو
[/size]

69
السيد وسام موميكا المحترم
في البدء ارحب بتحيتك السريانية الآرامية التي تعني لي جذورها التاريخية من لغة بابل وآشور الأكدية، والسريانية حصراً المنحولة من اسيريان كون السين من الحروف الشمسية المشددة مطابقة لحرف اس اللاتيني أي Assyrian وفق قناعتي ومفهومي، ناهيك عن التحويرات اليونانية لبعض الحروف.
اما ذكرك لمفهوم "سرياني القومية ومسيحي الديانة" فهو فخر لنا وفق مفهومنا أعلاه.
الملاحظة الأخرى فإن كان مقالي محرف للحقيقة بكل محتواه وحسب قولك: (لأنه لا يمتلك وثائق ومصادر رصينة تثبت ما تقوله وما تدعيه من إفتراءات وكذب). حاشانا الله الكذب أخي وسام، كما وإن ما استنتجته ودبجته لم يكن من خيال جارف، وإنما كل مفردة وجملة حررتها هي من بطون ذات المصادر التي تقرأها وتعتمدها، فليس من اللائق والأصول أن تنسف كل المراجع المذيلة عرض الحائط ومن بينهم الجهبذ الآرامي السرياني الحلبي اللبناني الأباتي جبرائيل القرداحي والأب البير أبونا  والمطران توما أودو.
وأنا الآخر أخي وسيم  قولها: لكي لا أطيل عليك إننا أبناء أرومة واحدة، ينبغينا أن لا نتعصب لأمور خلقها المستشرقون والمبشرون حين سرقوا من بيننا كلمة الوحدة والإتحاد من جراء الفقر والعوز والتشريد  وشتتوا أبناء شعبنا قاطبة باسم مذاهبهم الدينية والسياسية المبطنة لنعاني اليوم نتائج فعلتهم لنتناحر بين السين والصاد. علماً بأن لغتنا في مرحلة الزوال وشعبنا كما تعلم في كابوس من الضياع والإندثار.
مع بالغ تقديري واحترامي
ميخائيل ممو


70
الأخ الفاضل والمتابع الدائم أدي بيت بنيامين المحترم
تحياتي القلبية الخالصة.
مما لا شك فيه انك بمثابة ذلك الناطور الذي يترصد في كل زاوية من زوايا الرياض الأدبية لترفع رايتك بتشذيب ما ينبغي تشذيبه.
نعم أخي أدي لي معرفة كافية عن المرحوم والدك الذي عملت معه أثناء تسليمي مجلة المثقف الآثوري في بغداد أثناء مهمتي كعضو فيها وسكرتير التحرير. حيث ساعدته أيضاً ـ نوعاً ما ـ في تنضيد ملحق قاموس المرحوم أوجين منا.
أما كتاب المرحوم يوآو بيت بنيامين (ܟܘܢܫ ܡܐܡܪ̈ܐ ܕܝܘܐܒ݂ ܕܘܝܕ ܕܒܝܬ ܒܢܝܡܝܢ ) لقد أعتمده أيضاً في بحثي واطلعت على ما دونه من ملاحظات، ولكن يؤسفني بأني سهوت من تدوينه في المراجع. آملاً اضافته في المستقبل بعد توسيع البحث، واستقرار حالتي الصحية.
شكراً جزيلاً لما نشرته عن المؤتمر المنعقد في لبنان وليس بحاجة لأي تعليق، لأن كل محاضر دلى بدلوه رغم تفاوت الآراء. الأهم هو انه جمعتهم الحروف التي نعتز بها مهما كانت تسميتها.
وفيما يخص الأمثلة طرداً وعكساً لدي الكثير من الأمثلة والأبيات الشعرية باللغة العربية جمعتها في كتاب عن عجائب اللغة ومنها: عقرب تحت برقع
مودته تدوم لكل هول ** وهل كل مودته تدوم
ميخائيل ممو


71
الأستاذ الدكتور ليون برخو المحترم
 تحية لغوية معطرة
يشرفني مروركم على موضوعنا وقراءته بشغب كما عودتنا في كل مطالعاتك ومداخلاتك القيمة. وعن ذكرك بأن الفاتيكان أحيت ذكرى الجهبذ الصوباوي ومن خلال جوهرته القانونية فهذه مفخرة للكل، ولكن تساؤلي هو أين مؤسساتنا الرسمية الثقافية والأدبية والدينية وغيرها من هكذا مناسبات؟!
يسعدني أيضاً أن تكون جذوركم من ذات الشجرة المباركة (ܒܪܝܼܟܼܬܵܐ) و (ܒܪܝܼܟܼܝܼܫܘܿܥ) كما كان (ܥܒܕܝܼܫܘܿܥ) وأنتم اليوم على اشراقة لا تقل شأناً مما تنسجوه في عالم الكتابة والتدوين الموسيقي كما عهدناكم في العديد من المناسبات.
وختامأ، نأمل أن لا ننسى بأن بقاء وجودنا هو من خلال لغتنا، كوطن لنا أينما حللنا، وليس في الصراعات الفكرية النشاز التي تنخر جدارنا الصامد. وكما نقول أحياناً: الماء يجري من تحت أقدامنا ونحن لا نشعر بذلك. أملنا أن لا يطوي التاريخ أسماء جهابذتنا ومبدعينا في سجلات النسيان.
مع بالغ تقديري
ميخائيل ممو


73
[size=18pt]الاستاذ الفاضل متي خوشابا.
تحياتي
أؤيدكم الرأي بكل ما ذهبتم اليه، وهذه هي الحقيقة التي تدعنا أن نرتقي بلغتنا وديمومتها..
ولكن علة العلل هي في عدم اهتمام شبيبتنا بأهمية تعلمها وعدم استعمالها أيضاً بين الصغار
واسباب اخرى عديدة لا مجال لذكرها.. وكلامك عن حاملي الدكتوراه لدينا من الساعين في
دراسة لغتنا ما يعادل العشرات الذين تعنيهم.
دمتم في جهودكم المشكورة فيما تسعون اليه...
مع تحياتي للأخ أدي الشماس كيوركيس المتابع دوماً وبجد في ملاحظاته ومداخلاته
ميخائيل ممو
[/size]

74
الأخ الكاتب المواظب الأستاذ زاهر دودا الموقر
تحياتي
ازددت فرحاً بمرورك على ما تم نشره ومداخلتك المجدية بما ذهبنا إليه في المجال اللغوي، حرصاً على استمرارية وديمومة مكانة لغتنا العريقة رغم ما أصابها من تعقيدات وممارسات سلبية لطمس معالمها وإذابة وجودها من الأعداء، ومن الذين رضخوا تحت هيمنة الإستعراب من ضعفاء النفوس.
إن ما ذكرته هو عين الحقيقة ولا يقل شأناً من تحليل المبدع اللغوي والموسيقي أستاذ لطيف بولا، وهذه دلالة قاطعة على وعيكم وحرصكم واهتمامكم دوماً بما تسعون إليه لإثبات وجودنا رغم موجات الرياح العاتية التي يهججها الدخلاء من الأعداء.
ومما لا يمكننا نكرانه بأن لغتنا (رغم تفرع التسميات) بلغت آدابها أوج الكمال من القرن الثالث إلى الثامن ، ثم ضاق نطاقها بعد الفتح العربي لتنحصر بين أروقة الكنائس لدى الأشوريين قاطبة بما فيهم الموارنة والآراميين، وبالتالي ما تبعها من محو على يد العنصر المغولي الذي اجتاح الشرق العربي وغيرهم. وبالرغم من كل ذلك بقيت مآثر لغتنا تتغلغل في عقول من استنار بعلومها ومعارفها واكبر دليل قاطع مفردة اقرأ من قري وقريانا ومفردة اكتب من كتو وكتوب ووو...
أما ما ذكرته عن  اللهجة الخليجية ليس من المستبعد عن ذلك على أثر الكنائس والأديرة المتواجدة في تلك البلدان الخليجية بدلالة الإسم دلمون عن البحرين التي اطلق عليها الآشوريون (مات تمتم) قبل الميلاد وكذلك اليمن بمعنى الجنويب من تيمنا الآشورية إضافة لتفسير آخر بمعنى اليُمن أي البركة (بريخا). ناهيك عن باقي البلدان الخليجية التي يكتشف فيها الأديرة القديمة. وعلى ضوء المصادر التاريخية يتبين من خلال المواقع الأثرية بأن جهود مبشري الكنائس الشرقية ساهم في إنتشار القلم النبطي المتأخر وهو أحد الخطوط السريانية ـ الآرامية على حساب المسند لأنه أسهل وساهم دخول اليمنيين في الإسلام إلى هجرهم قلمهم القديم واستبداله بالأبجدية النبطية المتأخرة التي دون بها القرآن. هذا ما يؤكده الباحث السعودي لؤي الشريف بأن 85% من لغة القرآن أصلها سرياني، إضافة للباحث السوري غابرييل صوما يؤكد بأن سورة الفاتحة في القران آرامية المنشأ.

أما بعا وبغا لست على معرفة مما ذكرته، قد يكون الأمر كذلك ويُعد من غرائب اللغة العربية، ولكن وفق القواميس العربية توضح لنا المعنى بالشكل التالي:
بعا - يبعو ويبعى بعوا
1 - بعا : إرتكب ذنبا أو إثما . 2 - بعا الذنب أو الإثم : ارتكبه . 3 - بعا عليه الشر : ساقه ، أنزله به . 4 - بعاه بالعين : أصابه بها . 5 - بعاه الشيء : أخذه منه على أن يعيده إليه .
بغا - يبغو ، بغوا
1 - بغا عليه : بغا على الشخص 2. جنى وتعدى عليه ، ظلمه.
وبالإمكان رد المعنى بناء لما شرحناه بكلمة بغي أي طلب وأراد الشئ .
أكتفي بهذا القدر أخي الفاضل لسعة الموضوع، ولا يسعني أن أرجع للعديد من الحلقات التي كتبتها ونشرتها في المواقع الألكترونية أو على شكل محاضرات. مع بالغ التقدير لحضرتكم وحضرة استاذنا لطيف الذي لا يكل ولا يمل مما يكتبه وينشره ليل نهار.
ميخائيل ممو

75
تعقيب على تعقيب
ܡܠܦܢܐ ܛܪܩܐ ܠܛܝܼܦ̮ ܦܘܿܠܵܐ.. ܥܲܡ ܫܠܵܡܝܼ ܘܐܝܼܩܵܪܝܼ
يشرفني مروركم ومداخلتكم على ما نشرناه بما هو عليه كمقطع من دراسة مطولة وموسعة لما اشرت اليه. كما واني اؤيدك الرأي لكل ما ذهبت في تعقيبك كمداخلة توضيحية.
كما وانه لا يخفى علينا عن إشكالات الألفاظ المتداولة وأنتم على علم بذلك في القرى والقصبات المجاورة من ناحية القوش والإستعمالات اللهجوية عنها، وعن عينكاوا والمناطق القريبة منها.
نعم ، أن الشعوب المغلوبة تنجرف تحت تيار الغالبة. وأكبر دليل الشعب الجزائري الذي رضخ تحت السلطة الفرنسية وطغيان لغتها على الجزائريين وهناك أدلة متعددة لدور الاستعمار وحكم السطات الدكتاتورية في محو هوية الشعوب التي تنادي بحقوقها.
وعن الأمثلة التي أوردتها فيما يتعلق بالحاء و الخاء والتليين وترادف الألفاظ وفق صوت الحروف المنطوقة حالة تفرضها تطبع الأوتار الصوتية وفق لغات الدول، وكما هو الحال للأوربي الذي يصعب عليه لفظ العين والقاف والضاد والظاء....
قولك عن حرف العين بنفي صعوبة لفظه، اتفق معك لدى من يستعمل اللغة قراءة وكتابة ونطقاً. وهناك أيضاً من يستعملها كتابة بالشكل الصحيح ويلفظها خطأ كما هي الحالة الشائعة بمن يسمون (أورمجنايه) في ايران. فيكثرون تعويضها واستبدالها نطقاً بحرف الياء، كما اوضحنا في كلمة بيوتا من باعِه بعايا.
كما وإان توسعنا في الحاق الجداول الملونة ما هي إلا امثلة لبعض الملاحظات وما عشته واستلهمته من تجاربي في حقل التدريس بلغتنا الآشورية وما كان يتعرض له الطلاب في الكتابة الخاطئة واللفظ الخاطئ وتورط بعض المعلمين أيضاً فيما أشرنا إليه
ونشاطركم الرأي استاذنا الفاضل الى قرب ما لا يحصى من المفردات الى الأكدية ولهجتي بابل وآشور، ولا شك في ذلك أبداً. وبما أن هذا الموضوع بحاجة لأكثر مما اشرنا اليه، نكتفي بهذا القدر. مع بالغ تحياتي.

ميخائيل ممو

76
ܡܝܲܩܪܵܐ ܪܵܒܝܼ ܩܫܘ ܥܲܡ ܚܘܼܒܝܼ ܘܫܠܵܡܝܼ
ܚܕܘܼܬܵܐ ܪܲܒܬܵܐ ܝܠܵܗܿ ܩܵܬܝܼ ܕܝܼܬܘܼܢ ܫܲܪܘܼܪܹܐ ܒܘܼܬ ܩܢܵܝܬܵܐ ܘܫܩܲܠܬܵܐ ܕܝܘܼܬܪܵܢܵܐ ܡܼܢ ܡܠܘܼܐܹܐ ܡܸܫܬܲܚܠܦܹܐ ܕܟܹܐ ܦܲܪܣܲܚܠܗܘܿܢ ܒܹܝܠ ܥܸܕܵܢܵܐ ܘܥܸܕܵܢܵܐ ܠܦܘܼܬܼ ܣܢܝܼܩܘܼܬܵܐ ܘܐܲܝܟܲܢܘܵܬܹܐ ܕܠܸܫܵܢܵܐ.ܘܫܒܼܘܿܩ ܕܦܵܝܫܵܐ ܝܕܝܼܥܬܵܐ ܠܘܵܬܼܘܿܟܼܘܿܢ ܐܸܢ ܠܵܐ ܟܲܬܒܼܚ ܘܦܲܪܣܲܚ ܐܲܝܟܼ ܝܕܵܥܬܲܢ ܠܹܐ ܡܵܡܛܲܚ ܚܕܵܐ ܡܲܢܬܵܝܬܵܐ ܥܲܠ ܠܸܫܵܢܲܢ ܘܣܸܦܪܵܝܘܼܬܲܢ.
ܬܵܕܝܼ ܣܵܓܝܼ
ܡܝܼܟܼܵܐܝܠ ܡܲܡܘܼ

77
ܡܲܩܦܵܢܵܐ ܟܲܫܝܼܪܵܐ ܘܨܲܠܝܼܠܵܐ ܒܝܘܼܠܦܲܢ ܥܲܬܝܼܪܵܐ ܪܵܒܝܼ ܐܹܕܝܼ ܫܲܡ. ܓܝܼܘܲܪܓܝܼܣ.
ܬܵܘܕܝܼ ܣܵܓܝܼ ܠܡܲܢܗܲܪܬܘܿܟܼ ܘܝܲܨܝܼܦܘܼܬܵܘܟܼܘܿܢ ܒܚܲܩܠܵܐ ܕܠܸܫܵܢܲܢ ܘܣܸܦܪܵܝܘܼܬܲܢ.
ܒܢܸܣܒܲܬ ܫܘܼܐܵܠܵܘܟܼܘܿܢ ܦܸܪܫܘܼܢܝܵܐ ܒܹܝܠ ܕܵܫܢܵܐ ܘ ܕܲܫܢܵܐ ܠܦܘܼܬܼ ܡܵܪܝ ܡܲܢܢܵܐ ܘܡܵܪܝ ܐܘܿܕܘܼ
ܬܪܹܝܢ ܪܸ̈ܥܝܵܢܹܐ ܦܪܝܼܫܹܐ ܝܢܵܐ. ܐܝܼܢܵܐ ܐܵܢܵܐ ܒܬܲܚܡܲܢܬܝܼ ܒܘܼܫ ܝܼܠܵܗܿ ܬܪܘܿܨܵܐ ܡܲܦܠܲܚܬܵܐ ܕܝܲܕ ܦܬܵܚܵܐ ܡܸܟܘܿܠ ܥܸܠܡܵܐ ܕܩܵܠܵܐ̤ ܒܗܿܝ ܕܗܸܓܝܵܢܵܐ ܩܲܕَܡܵܝܵܐ (ܕܲܫ) ܝܼܠܹܗ ܕܒܼܝܼܪܵܐ ܘܗܸܓܝܵܢܵܐ ܬܪܲܝܵܢܵܐ ܦܬܝܼܚܵܐ. ܒܘܼܬ ܐܵܗܵܐ ܟܠ ܚܲܒܪܵܐ ܕܝܼܠܹܗ ܒܗܸܓܝܵܢܵܐ ܕܒܼܝܼܪܵܐ ܐܵܬܘܼܬܵܐ ܕܩܲܕَܡ ܡܸܢܹܗ ܟܹܐ ܗܵܘܝܵܐ ܒܦܬܵܚܵܐ. ܐܵܗܵܐ ܫܘܼܚܠܲܦ ܪܸܥܝܵܢܵܐ ܹܐ ܝܠܹܗ ܠܘܵܬܼ ܡܲܢܢܵܐ ܘܐܘܿܕܘܼ.. ܐܘܼܦ ܠܘܵܬܼ ܟܵܬܵܒܼܐ ܕܥܒܼܪ ܘܕܩܵܐܸܡ ܘܡܠܲܫܢܵܢܹܐ ܐܲܝܟܼ ܒܸܢܝܵܡܝܼܢ ܚܕܵܐܕ ܡܲܕܟܼܘܼܪܹܐ ܝܠܹܗ ܒܙܩܵܦܵܐ ܘܥܲܒܼܕܝܼܫܘܿ ܡܲܠܟܘܿ ܒܦܬܵܚܵܐ.
ܒܘܼܬ ܐܗܐ ܐܸܢ ܠܵܐ ܗܵܘܹܐܠܘܿܟܼ ܚܕܵܐ ܥܸܠܬܵܐ ܝܲܢ ܬܹܐܘܿܪܝܵܐ ܣܲܢܕܸܬ ܥܲܠܵܗ ܪܵܒܵܐ ܥܲܣܩܵܐ ܝܠܵܗܿ.
ܒܣܲܒܼܪܵܐ ܝܘܸܢ ܕܗܵܘܹܐ ܠܘܼܟ ܚܘܼܡܣܵܢܵܐ ܒܦܘܼܫܵܩܵܐ ܥܗܝܼܕܵܐ. ܥܲܡ ܚܘܼܒܝܼ ܘܐܝܼܩܵܪܝܼ ܘܫܠܵܡܝܼ
ܡܝܼܟܼܵܐܝܠ ܡܲܡܘܼ ـ ܣܘܝܼܕܸܢ

78
.

80
ܡܝܲܩܪܵܐ ܪܲܚܡܵܐ ܩܲܫܘܼ
ܫܠܵܡ̈ܐ ܡܙܝܼܓܼܵܐ  ܒܥܸܛܪܵܐ ܕܣܹܦܪܵܝܘܼܬܵܐ ܩܲܒܠܘܿܢ
ܦܘܼܢܵܝܝܼ ܠܫܘܼܐܵܠܘܿܟܼ ܐܵܗܵܐ ܝܠܹܗ:
ܐܸܢ ܬܠܵܬܵܐ ܡܗܝܼܪܹܐ ܘܛܲܪܩܹܐ ܘܝܵܕܘܼܥܬܵܢܹܐ ܗܵܘܝܼ ܡܐܵܘܝܸܐ ܠܗܘܼܓܵܝܵܐ ܕܚܲܕ݇ ܦܸܠܵܢ ܚܲܒܪܵܐ ܠܦܘܼܬ ܬܘܪܨ ܡܲܡܠܠܵܐ ܡܲܠܝܲܢܬܵܐ ܝܠܵܗܿ ܕܝܼܠܸܗ ܬܪܝܼܨܵܐ.. ܒܘܼܬ ܐܵܗܵܐ ܗܘܼܓܵܝܵܐ ܬܪܝܼܨܵܐ ܝܼܠܹܗ: ܣܲܓܝܼ، ܣܲܓܝܼܐܵܐ، ܣܲܓܝܼ̈ܐܸܐ ܒܝܲܕ ܚܕܵܐ ܐܵܬܘܼܬܵܐ ܕܝܘܼܬ ܘܒܗܹܦܟܵܐ ܕܚܕܵܢܵܝܵܐ ܐܝܼܡܲܢ ܕܒܹܪܡܵܙܵܐ ܝܘܲܚ ܠܕܹܟܼܪܵܢܵܝܵܐ؛ ܘܒܢܹܣܒܲܬ ܢܹܩܦܬܵܢܵܝܵܐ ܗܲܕܟܼܵܐ ܟܸܐ ܦܵܝܫܵܐ ܟܬܝܼܒܼܬܵܐ: ܣܲܓܝܼܐܬܼܵܐ ܣܲܓܝܼ̈ܐܵܬܼܵܐ ܘܥܲܡ ܟܠܲܝܗܝ ܣܘܼܪܥܵܦܹܐ ܐ݇ܚܹܪ݇ܢܹܐ ܕܵܡܝܵܝܸ̈ܐ ܐܲܝܟܼ ܣܲܓܝܼܐܘܼܬܵܐ؛ ܘܐܵܢܵܐ ܒܬܲܚܡܲܢܬܝܼ ܣܢܝܼܩܬܵܐ ܝܠܵܗܿ ܕܗܵܘܸܐ ܠܲܢ ܣܲܓܝܼܵܢܐܵܝܵܐ ܕܣܲܓܝܵܐܢܵܝܵܐ ܒܣܘܼܟܵܠܵܐ ܕ ܓ̰ܲܡܥ ܕܓ̰ܲܡܥ ܐܲܝܟܼ  ܟܲܪܡܵܐ ܟܲܪܡܸܐ ܟܲܪܡܵܢܸܐ، ܚܲܩܠܵܐ ܚܲܩܠܸ̈ܐ ܚܲܩܠܵܢܸ̈ܐ ܚܲܩܠܵܬܸ̈ܐ ܘܫܪܟܵܐ... ܐܲܝܟܼ ܕܐܝܼܬ ܒܠܹܫܵܢܵܐ ܥܵܪܵܒܵܝܵܐ ܕܝܼܠܸܗ ܫܝܼܡܵܝܵܐ.
ܐܵܗܵܐ ܡܲܢܗܲܪܬܝܼ ܡܲܕܟܼܘܼܪܵܗܿ ܝܼܘܸܢ ܒܓܕܝܼܡܘܼܬܵܐ ܪܵܒܵܐ ܟܪܝܼܬܵܐ. ܥܲܡ ܚܘܼܒܝܼ ܘܐܝܼܩܵܪܝܼ ܠܦܲܪܨܘܿܦܘܟܼܘܢ، ܥܲܡ ܫܠܵܡܝܼ ܘܐܝܼܩܵܪܝܼ ܩܵܐ ܩܲܫܝܼܫܵܐ ܩܲܢܝܘܼ ܒܘܼܬ ܡܲܢܗܲܪ̈ܝܵܬܸܗ ܡܵܘܬܪܵܢܸܐ.
ܡܝܼܟܼܐܝܠ ܡܲܡܘܼ

ܙܘܼܗܵܪܵܐ: ܩܪܝܼ ܦܘܼܫܵܩܵܐ ܕܡܛܪܢ ܕܬܐܘܡܐ ܐܘܕܘ ܘܐܘܓܝܢ ܡܢܢܐ ܘܩܫ. ܝܘܣܦ ܩܠܝܬܐ ܘܫܪܟܐ...

81
لأخ يوخنا والأخ أخيقار الفاضلين
ردودكما لا يفترقان عن مضمون بعضهما فالأول سياسي والثاني لغوي تراثي.. ومن المعيب أن أقول: بأنه نحن لا زلنا أعداء أنفسنا، طالما الساحة السياسية تثبت ذلك في تاريخنا القديم والحديث، وطالما لا زالت تسمياتنا تبعدنا عن بعضنا بحكم المصالح الشخصية، ولطالما مثقفونا جالسون على مسافة بعيدة مما نحن عليه. ناهيك عن النعرات الطائفية والعشائرية والإقليمية والكنسية.
كما وأن ما أشرتم إليه في تعقيبكم ومداخلتكم بحاجة للعديد من الصفحات التي ينبغي علينا الإستفاضة بدقائقها التي يستدركها القلائل من المهتمين الفاضلين. وسنترك الأمر لهم عساهم يشعرون بما أنتم تشعرون.
أما ما أشرت اليه أخي اخيقار، حتماً لا يُخفى عليك بأن الإنقسامات الكنسية كانت الدافع حتى في تغيير ولفظ الحروف المستمدة من الأصل المعروف بالإسطرنجيلي ليتم تسميتها باليعقوبي او السرطا أي الغربي، إضافة للحرف الشرقي المعروف عادة بالنسطوري أي الآشوري الشرقي، وهناك أيضا المالكي المستمد من الخطوط الثلاثة. ومتى ما قارنتها شكلاً وكتابة لوجدت بأن الشرقي هو الأقرب إلى الأصل أي الإسطرنجيلي. وكذلك بالنسبة للحركات أي زوعه.
ميخائيل

83
الأخ الفاضل هنري المحترم
كل ما نثره يراعك هو عين الحقيقة، وهذه دلالة على وعيك بمجريات الأمور في الساحة السياسية.. فشكرا لك على خواطرك القصيرة من منطلق مقولة " ما قلّ ودل".
ميخائيل ممو

84
أخي كبرييل المحترم
ان طيبتك هي مفخرة لي على سعة صدرك بمرورك الطيب على ما نوهت عنه، وهذه دلالة على انك تمتلك ذات الطاقة للإشادة بما يجدي نفعاً. وما على الإنسان إلا أن يستغل ما تسلح به من طاقات للكشف عنها بغية أن تكون هدى للآخرين ممن تلفهم وتقمطهم أحابيل الخجل والتزمت من الحقيقة. وكما اشير دوماً بأن اصداراتنا ليست ملك لنا طالما ينتظرنا الرحيل الأبدي، فهي ملك الأجيال. وليت الغافلون تيقنوا مما هم عليه بسقي وارواء كل نبتة تهوى النمو ليشار إليها بالبنان.
مع بالغ شكري وتقديري...
ميخائيل ممو


85
الأخ الكاتب الطموح أخيقار يوخنا المحترم
سعيكم الدائم في رفد مكامن اللغة دلالة وعيكم من أجل النهوض بما ينبغي علينا أن نؤمن به لنحقق رقي وجودنا الذي تتلاعب به الأيادي الملطخة بدماء الفساد والتزييف وتغيير واقع الأصالة. ولهذا ينبغي أن نحافظ على كل بذرة من قاموس لغتنا التي نفتخر بها كونها مصدر نور لغات العالم بما تمليه وتؤكده رفوف وأروقة وخزائن أغنى مكتبات الجامعات والأديرة، ناهيك عن المدونات التاريخية من الرقم والمنحوتات التي سلمت من أيدي العابثين أينما حطت بهم اقدامهم النجسة وأياديهم البخسة التي تطال مكونات أقدم الحضارات.
مع بالغ شكري وتقديري لمروركم الطيب بالمعنى الحضاري.
ميخائيل ممو

ملاحظة: شكراً لتعقيبكم في نهاية المطاف، فالتدخين شر لا بد منه، ولكن آه من شركات الإنتاج التي لا تفكر بقيمة الإنسان في الحفاظ على صحته. هههههههه

87
كلمة ميخائيل ممو لمناسبة يوم اللغة الآشورية واليوبيل الذهبي لباكورة كتابه الأدبي
الكهنة الأفاضل.. الأساتذة المحترمون.. والحضور الكريم.
في البدء نرحب بكم أجمل ترحيب، شاكراً لكم حضوركم ومشاركتكم وأيانا بمناسبتين متجسدتين بنور الحرف والكلمة تحت راية جملة يوم اللغة الآشورية، إنطلاقاً من (في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله).
بما ان هذا اليوم الذي نلتقي فيه هو بمناسبة يوم اللغة الآشورية الأم بالدرجة الأولى، فلا بد من القاء نظرة وجيزة عن أسباب ودوافع تسميته والاحتفال به.
ومن جانب آخر يشمل هذا الإحتفال بمرور 50 عاماً على إصدار اول نتاجاتي الأدبية وما تلاها فيما بعد من نتاجات.
لكل من هاتين المناسبتين أهميتهما في حياتي.. وإن سألتموني لماذا؟ سأجيبكم عن المناسبة الأولى بما يلي:
1.   قبل خمس سنوات أعلمني رئيس المجلس القومي الآشوري في شيكاغو بإقامة حفل تكريمي لي شخصياً تقديراً لجهودي في الحقل اللغوي والأدبي، فكان جوابي بالشكر الجزيل، ولكن هناك من هم أكبر مني وأكثر عطاءاً. يا حبذا لو تم تكريمهم ايضاً وزيادة العدد. وعلى أثر ذلك كُلفت على تسمية بعض الشخصيات من الدول التي يقطنوها من كلا الجنسين.
2.   في الوقت نفسه قدمت اقتراحاً ان نعلن في ذات اليوم عن تسمية وإقرار يوم اللغة الآشورية تيمناً بكافة دول العالم، فتمت الموافقة على ذلك، وأثناء التقائنا في شيكاغو لتسمية اليوم المحدد، فكان رأيي يوم 21 نيسان من كل عام.
3.   أما لماذا هذا اليوم؟ الجواب هو: احتراما لأولئك الجنود المجهولين من العاملين الحاذقين الذين بدأوا عام 1921 البالغ عددهم على التوالي 85 عالماً لغوياً على مدى 90 عاماً على وضع القاموس الآشوري من اللغة الأكادية المسمارية في 21 جزءاً وإصداره في شهر نيسان من عام 2011. وعلى أثر ذلك تمت الموافقة والإعلان عنه في حفلة خاصة حضرها أكثر من 400 شخصاً من رجال الدين واللغويين والعلمانيين يوم 23 حزيران 2013. وتم نقل الإحتفال من خلال القناة التلفزيونية ا ن ب سات.
4.     بعد الإعلان رسمياً عن ذلك ونشره، توالت الاحتفالات في العديد من الدول والتي منها، السويد، أرمينيا، جورجيا، روسيا، استراليا، أمريكا والعراق أيضاً. وتم تدوينه في التقويم السنوي الصادر عن المجلس القومي الآشوري في الينوي بمدينة شيكاغو.
5.   يظن البعض من دعاة العمل القومي بأن يوم اللغة الآشورية هو 21 شباط من كل عام دون وعيهم ومعرفتهم بأنه يوم اللغة العالمي لكافة اللغات الذي أقرته منظمة اليونسكو عام 1999، ويتناسوا بأن لكل شعب له اليوم المقرر بلغته كاللغة العربية يوم 18 كانون الأول، والإنكليزية يوم 23 نيسان، والروسية يوم 6 حزيران، والصينية يوم 12 تشرين الثاني وغيرها.
أما المناسبة الثانية التي هي اليوبيل الخمسيني لطبع وإصدار باكورة نتاجي الأدبي كأول كتاب عام 1968 في بغداد، وكذلك إقامة المعرض الخاص بنتاجاتي الأدبية. فهذه مسألة تحيرني.. نعم تحيرني، كيف بي أن أصدر كراساً بهيئة كتاب وبعنوان " ما هو البحث؟ وكيف تكتبه؟" علماً بأن مثل هذا الموضوع بحاجة إلى اختصاصيين على المستوى الجامعي الأكاديمي. ولحد اليوم لا زلت أفكر كيف تجرأت على تناول هذا الموضوع، وأنا آنذاك في العقد الثاني من العمر، وفي بداية محاولاتي الأدبية.
رغم كل ذلك، ومما زادني فرحاً أن يتبنى أحد مكاتب النشر على تولي مهمة طبعه وتوزيعه. وإضافة لذلك أن يتم تزويده في مكتبات المدارس والجامعات أيضاً دون معرفتي، بدليل ما حدثني زميلي الكاتب أبرم شبيرا أثناء دراسته الماجستير في جامعة بغداد وحاجته لمثل هكذا كتاب، بتناوله أياه من مكتبة الجامعة، إضافة لتدوينه كمرجع في الجزء الثالث من معجم المؤلفين العراقيين بمساعدة المجمع العلمي العراقي للكاتب كوركيس عواد، عام 1968.
على أية حال أن ما يهمني هنا عن معرض الكتاب الذي أقدمت على تنفيذه لحيز الوجود، حفزتني عدة دوافع، أهمها ما يلي:
1.   ان الكاتب عادة ما يعتمد على نفسه في تحمل تكاليف ما ينتجه.
2.   أن الكتاب الورقي والكاتب في العصر التكنولوجي دخل في عداد المظلومين.
3.   جهل القراء بما ينتجه الكاتب في موضوعات مختلفة رغم أهميتها.
4.   إظهار ما يختفي على شعوب ذات اللغة، لحثهم بإقتفاء ذات المنوال.
5.   تقوية العلاقات مع الجهات التي تدعم جهود المنتديات الاجتماعية والثقافية والأدباء والفنانين.
6.    حث أبناء شعبنا الآشوري ومن لهم اهتمامات للمشاركة في الإحتفال.
7.   تقديم نشاطات مختلفة منها الموسيقية والقراءات الشعرية للناشئة وتشجيعهم للمساهمة والمشاركة الفعلية.
8.   أن يعلم الغرباء بأننا من سلالة الذين أنشأوا الحضارات وأسسوا أعظم مكتبة في العالم.
9.   أن يدرك المتخاذلون عن وجودهم بأن حقيقتهم تكتشفها الحروف التي تصاغ بها نور الحِكَم.
10.   وأخيراً فالكتاب خير جليس للإنسان، يهديك ويرشدك لطريق الصواب.
ميخائيل ممو



88
الأخ الأستاذ هيثم بردى المحترم
في البدء اود أن أهنئك أخي هيثم على نتاجك الأدبي الحديث، وبما تسعى اليه دوماً على إحياء أدبنا من أجل التطوير والإرتقاء الدائم، بما خلدوه الأوائل من جيل الستينيات وما تلاه.
ما أود الإشارة إليه عن كتابك الحديث، حبذا لو كنت قد صنفت من أشرت إليهم ممن نشر نتاجه بالعربية فقط، ومن ثم الذين كتبوا بالآشورية/السريانية من أمثال المرحوم ميشائيل لازار وبنيامين حداد وغيرهما بالرغم من ترجمة أعمالهما النادرة إلى العربية، علماً بأن أغلب الأسماء الأخرى إن لم يكن معظمهم كتبوا ونشروا بالعربية فقط. وهناك العديد ممن أتحفوا المكتبة باللغة الأم من أمثال الأديب عادل دنو ونزار حنا الديراني وشاكر سيفو وآدم هومه وكوريال شمعون وزيا نمرود كانون ولطيف بولا والقائمة تطول، إضافة لغيرهم من المحدثين في ديار الإغتراب. ولطالما تضمن الكتاب عن مسيرة أدب الأطفال عن وجودنا في العراق، كلي أمل بأن يتسنى لي الحصول على نسخة منه لإتمام كتابي الخاص عن أدب الأطفال الذي تم نشر بعض فصوله في مجلة اتحاد الأدباء السريان في العراق والذي تضمن ما نشر عن أدب الأطفال من كتابنا وفنانينا.
ولأجل التواصل بهذا الشأن بالإمكان الكتابة على البريد الألكتروني التالي:
mammoo20@hotmil.com
مع بالغ شكري وتقديري
ميخائيل ممو / السويد

89
أخي هنري المحترم
صدقت في كل ما ذهبت اليه في عصر برز فيه من ينتحل صفات السلحفاة بإخفاء رأسها احيانا وفي احيان اخرى تظهره بما يحلو لها كالذين وصفتهم. ولا تنس بأن هكذا اساليب شاعت بين كافة مؤسساتنا من دون حياء طالما تنوعت وتعددت اقنعة القرن الواحد والعشرين.
ميخائيل ممو

90
أدب / رد: شعب الطبل والمزمار
« في: 16:42 28/04/2018  »
[color=blue]الأخ الأديب والشاعر دانيال هومه.
نظرات فكرية ثاقبة ممزوجة بنفثات فم وحكمة شعر ونبال سعف نخيل قد يسري مفعولها في ضمائر من يلوثون وجودنا وتاريخنا الأصيل المفتعل بزينة هلوسات الرقص والطرب، وبمواقف التذبذب والشغب.
مقاطعك الحكمية ايقونات مزخرفة بألوان المفردات التي يستدرك وقعها الواعون ومن هم بمستوى الفهم الحقيقي لفحواها. عسى ولعل أن يستدركها أيضاً الغافلون والسارحون على بساط السندباد البحري وغيرها الشبيهة بذات المنحى من أساطير التاريخ.
دعني اشاطرك الرأي في كل ما ذهبت اليه، والحيرة تساورني أن انتقي درة من دررك مفضلاً ومختتماً بمقولتك: " الشعب الذي يرقص أكثر مما يفكر... شعب مصيره الزوال." ليصبح في خبر كان.
مع بالغ تحياتي وإعجابي
ميخائيل ممو

[/size][/color]

91
الأخ الأستاذ اديسون هيدو المحترم
الصحافة حرفة ورسالة، وفي الوقت ذاته مرآة المجتمع ومهنة البحث عن المتاعب، لا يخوض غمارها ويقتحم محرابها سوى الذين يتسلحون بالمعرفة والثقافة، بحملهم يراع الكشف عن الحقائق وتفنيد الزيف، ونقل ما ينبغي نقله وايضاحه رغم تفاوت حملة الأقلام في عالم التقنيات الحديثة التي جعلت من مواقع العالم قرية صغيرة، والتوصل لما يفصح به الصحفي والإعلامي والمُخبر في دقائق معدودات لمرآى ومسمع ما يهم ويستمتع به القارئ والسامع والناظر أينما تواجد، وأينما حطت به الأقدار.
من هذا المنطلق إعتمد الأستاذ اديسون هيدو زميل ورفيق العمل الصحفي والإعلامي بقناعة مبعثها ايمانه البالغ بتحرير الكلمة الحرة، ونقلها بضمير حي لا يشوبها بمعصية من الصغائر، ولا مما يكدر ما يطرح من نصوص بالتحقيقات الصحفية واللقاءات التوثيقية بهندسة تعليقاته المستوجبة كفرض مستنبط من مرونته المؤطرة بوسع ثقافته ونظرته الثاقبة وتجسيد ما عليه بإسلوب سلس وممتع يتماشى ومقدرة القارئ على استيعاب ما يعرضه.
وما يزيدني فخراً مفاجأته لي بتواجده في احتفال يوم اللغة الاشورية واليوبيل الذهبي لباكورة نتاجي الأدبي، وتجشمه عناء السفر من مدينة يوتوبُري وتمعنه في كل فقرة من فقرات برنامج الأمسية لأكثر من أربع ساعات بقلمه وكاميرته، مجسداً ما حصده في التقرير المنشور أعلاه، بحيث لم يدع زاوية دون التركيز عليها. فألف الف شكر له لمناسبة حضوره وتحريره التقرير المشار اليه، مضيفاً أياه لمئات ما نشره سابقاً في المواقع الألكترونية وموقعه الخاص.
مع بالغ تحياتي وتقديري
ميخائيل ممو

92
الاخ يوسف الباباري المحترم
شكرا لك على اهتمامك، ولكي يمكنك الحصول على ما تعنيه بإمكانك الإتصال بي مباشرة عن طريق الأميل ادناه، لأرشدك عن دار النشر السويدية. وكذلك الاتصال المباشر.
mammoo20@hotmail.com
مع بالغ تحياتي

ميخائيل ممو

94
الأخ الفاضل أوراها دنخا سياوش المحترم
ما تفضلت به هو عين الحقيقة، وهذا ما يجري اليوم حتى في دول الإغتراب أينما رحلت من عالمنا الحالي. وتلك المخلفات أضحت اليوم آفة العصر مثلما يصيب الزرع من داء وعاهات. وأنت ذاتك اشرت بما تعلمه، وخصصت ما يجري في أمريكا. وهل تتصور ان ما يجري هناك لا ينتقل عدواه إلى السويد والدول الاوربية الأخرى من ديار سكنى الآشوريين بكافة تسمياتهم. ولهذا اختتمت نهاية مقالتي بهذه الفقرة:
( وفي الختام دعوني استثني كيان منتدياتنا من صفات العلل، وبمحاشاة من يعي إيمانه الحقيقي وصدقه الناصع بصراحة منطقية. وأن ينفض عن كتفه من يشعر وجود ذرات الغبار، عسى ولعل أن يعود إلى رشده ويعترف بالحقيقة رغم مرارتها. وللحديث صلة لإستيعاب ما نرمي إليه بشكل أوسع عن واقع منتدياتنا.)
مع بالغ شكري وتقديري لمواقفكم ووعيكم لواقع الحال.
ميخائيل


95
من أمراض مسؤولي منتدياتنا
ميخائيل ممو
من المتعارف عليه في دول الشرق الأوسط، وما يتم ضمه إلى ذات القائمة من دول شمال افريقيا إضافة لعالم الغرب عن التزامها بالعادات والتقاليد الموروثة والمناسبات المعتمدة سنوياً في الإطار الديني والقومي، وعلى وفق خاص ومتميز الأعياد الدينية منها بحيث تعم الأفراح على استقبالها والابتهاج بها بتزيين المدن والمساكن واعتماد الزيارات المتتالية لدى غالبية عوائل المذاهب الدينية المختلفة من شعوب العالم وحتى الرسمية منها. وبذات المنحى ما يخص المناسبات القومية التي تتوالى على مدار السنة لدى الشعوب بغية الإحتفاء بها من وحي الإلتزام بمآثرها الموروثة من أقدم العصور، أو بما تفرضه الأحداث التاريخية لواقعة ما إن كانت سلبية يكللها الحزن والأسى أو إيجابية الفرح والإبتهاج. وعادة ما تنبع ذكرى إحياء تلك المناسبات من إيمان الطليعة الواعية أو الجهات الرسمية كالحكومية وغير الرسمية كالمنتديات الأدبية والثقافية والإجتماعية والسياسية.
وبما أن الشعب الآشوري الذي ذاق الأمرين بكافة تسمياته في تاريخه القديم والحديث المعاصر لم يتوانى في الحفاظ على هويته الأصلية ومواصلة مسيرته الحياتية بالرغم من كل المصائب التي حلت به، والمصاعب التي جعلته مرفوع الرأس ليثبت وجوده، وبشكل متميز من خلال إعادة مآثر تاريخه بمواقف عتيدة مجسداً أيّاها في كل عام، والتي منها أعياد أكيتو رأس السنة الآشورية الجديدة وذكرى الشهداء الآشوريين ويوم اللغة الآشورية والدينية منها العديدة في التقويم السنوي. لكن المؤسف له أن نجد اليوم وفي عصر بلغ العالم فيه قمة التطور الحضاري والعلمي والتثقيفي أن تتصارع مؤسساتنا التي تأسست في ديار الغربة وحتى في الوطن الأم، أن تنحاز في مواقفها من بعضها لتدير ظهرها عن المؤسسات الشبيهة لها والأكثر عراقة وقِدَماً في تواجدها، إن كانت اجتماعية ثقافية أو سياسية. الأهم والأدهى من ذلك في ديار الغربة التي يتواجد فيها أبناء شعبنا بإقدامهم على تأسيس منتديات مستحدثة لأسباب لم تكن مجهولة طالما يتم تأطيرها وتزيينها بصبغة طائفية أو إقليمية أو نفعية رغم تواجد ذات المنتديات في ذات المناطق ومن أبناء ذات الأرومة. وكأن من أقدموا على ذلك قد هبطوا من المريخ أو قارة أخرى لإستحداث ما لم يُستَحدث. بهذا ومن دون أي شك فأن الواقع المؤسف يؤكد ذلك حين يتضح الأمر من ضعفاء النفوس بأن " فلان وعلان وفلتان" من أبناء جلدتي، أو من أبناء قريتي، أو من أبناء عشيرتي دون تحسسهم بأنهم يزيدون النار اشتعالاً بتكثيف لهيبها لتلتهم الأخضر واليابس، بزرع التفرقة والانشقاقات التي تزيد الطين بلة. هذا ما ينجلي أمام أنظارنا، وما يتكرر في بلدان الإغتراب ويطرق أسماعنا من كل حدب وصوب في أوربا وحتى في الولايات الأمريكية.
لذا فمن حقنا التساؤل: أليس الأولى بها أن تتباحث وتستشير الأقدم منها في تجاربها ومواقفها طالما هي في دور الحداثة؟! ومن ثم أوليس أيضاً أن تقترب جميعها في دائرة واحدة لتؤكد لحمتها من بعضها؟! وعلى أقل ما يمكن طلب الإستشارة أو المشورة بإيضاح صفاء النية لبيان صيغة الأصلح والأنفع. علماً بأن الإقدام على فرز وتبديد وبعثرة القوة هو إضعاف تلك القوة. فالويل لأبناء شعب يكيلون بمكيال عنجهية الرأي في مواقفهم الخاصة بتبريرات سلبية وتأويلات لا تمت للواقع بصلة. وقد صدق وأبدع جبران خليل جبران (1883 ـ 1931) في عصر الإضطرابات الفكرية حين دَوّن دُرَراً من الحِكَم في مقالته الشهيرة "ويل لأمة" التي إختتمها بمقولة " ويلٌ لأمة مقسمة إلى أجزاء، وكل جزء يحسب نفسه فيها أمة".
فإن كان الجواب سلباً مما أشرنا إليه، فمن المحتم أن تكون النتائج أكثر سلبية مما هو عليه. لكون دساتير منتدياتنا هي ذاتها في موادها القانونية وفي عملها القومي، ولكون من يتمنطق بإيمانه القومي هو ذاته لدى الآخرين أيضاً.
على أية حال هناك العديد من الأمثلة للنتائج السلبية المستشرية في أوساط مجتمعنا الكبير، سواء في الحقل القومي أو الديني. لذا ينبغي ويتحتم على كل من يحاول قطع صلات الثقة أن يعي بأنه يتلولب في دوامة ضبابية ليكون بالتالي يائساً من نفسه ومن يحيط به ليستدرك من أخطائه ما هو الأصلح والأجدى لإثبات الوجود والأهداف التي يسعى لتحقيقها والآمال التي يبني عليها الأحلام في مبادئه.
وفي الختام دعوني استثني كيان منتدياتنا من صفات العلل، وبمحاشاة من يعي إيمانه الحقيقي وصدقه الناصع بصراحة منطقية. وأن ينفض عن كتفه من يشعر وجود ذرات الغبار، عسى ولعل أن يعود إلى رشده ويعترف بالحقيقة رغم مرارتها. وللحديث صلة لإستيعاب ما نرمي إليه بشكل أوسع عن واقع منتدياتنا.


98
الموسيقار يوسف إيشو
 
 
رحل قبل أوانه
بقلم: ميخائيل ممو
من المؤسف له اننا تعودنا على نعي من يرحل عنا بجمل وعبارات تأبينية بإسلوب مأساوي  تحفه أقسى مفردات الحزن تقديرا وتبجيلاً لمكانة من له من العطاءات من أبناء شعبنا تخليداً لعصارة أفكاره النيرة وأعماله المجدية بعرض مناقبه وبما إتصف به من الخصال الحميدة والأخلاق النبيلة والأعمال التي تدر بالنفع العام.
هذا ما يحتمه علينا إحساسنا وتولده مشاعرنا تأسفاً لرحيل المبدعين من ادبائنا وشعرائنا وفنانينا  من الميدعين والمتميزين الذين نشير اليهم بالبنان، ولكن هل فكرنا ودفعتنا الحمية بأن نثمن جهودهم ونرفع من شأنهم لنبرز مكانتهم وهم أحياء في قمة العطاء والمفخرة لنا بما هم عليه؟!
نعم اكررها ثانية وأقول حتّام نظل ننظر بعين ناعسة لمن يبهر العقول بنتاجاته التي سيخلدها التاريخ بعد رحيله الأبدي رغم معرفتنا واعجابنا بها، ورغم عزوف منتدياتنا عن الأخذ بيده وتبني ما يَقْدِم عليه بجهد شخصي خالص من أجل إعلاء شأن الآخرين. وما أجمل أن يقول البعض دعني أسير في مسلك حياتي لإثري عطائي، وإن ما يغيظك مني قد يدعك المستقبل تعض بنان الندم. والأجمل من ذلك مقولة امنحني وردة واحدة في حياتي بدلاً من تكدس باقات من الورود على مثواي الأخير.                                                                                              إن ما دعاني لسرد هذه الكلمة التي قد يظن البعض أنها من باب الملاطفة للترويح عن القلوب الكليمة او نفوس من حزت بهم وآلمتهم فاجعة رحيل الموسيقار يوسف إيشو، سواء أكانوا من ذويه ومن أقرب المقربين له أو خلانه الأوفياء، ولربما يجعلها البعض منافية لما أشرت إليه في بدء كلامي. قد يكون الأمر كذلك كما إعتدنا عليه للتخفيف من شدة الحزن، ولكن الحقيقة هي عكس ذلك، كون الذين غفلوا أهمية هكذا شخصيات قد يؤنبهم ضميرهم بما لم يعتادوا عليه، وبأن تلك الشخصيات بإبداعاتهم لم يذهب عملهم سُدى وإنما نقشوا أسمائهم على صخور صلدة لتبقى على مدى التاريخ مثلما نستذكر دوماً من خدم ودون تاريخنا وحافظ على استمرارية وجودنا أدباً وفناً وتراثاً.
إن الصدفة التي أودت بي للتعارف على شخصية الفقيد الراحل المرحوم يوسف إيشو قبل عشرين عاماً في ربوع تل تمر زادت من معرفتي به عن كثب والوقوف على ما نتجه فكره وأبدعته أنامله أي بالأحرى أصابعه. وما أغربها الصدفة الثانية بعد عشرين عاماً وفي صباح العشرين من شباط 2018 حيث كنت منهكاً في أرشفة مجموعة من الأفلام التذكارية القديمة لإعادة تسجيلها وحفظها من التلف والضياع أن أحظي بأحدها لتلك المقابلة التي جمعتني والفقيد مع المطرب المرحوم عمو إسكندر والعازفة المبدعة أمل التي نَعَتُها في حينها بإسم " سَوْرا " باللغة الآشورية، الساكنة حالياً في السويد على ما أظن ذلك. نعم ما أغربها من صدفة بعد انتهائي من إعادة تسجيل تلك المقابلة أن أقوم بتصفح موقع التواصل الإجتماعي ليصيبني الفزع من صورة الفقيد المؤطرة بشارة الحزن مسرعاً على التهام العبارات الحزينة الدالة على رحيله الأبدي في نفس اليوم وهو في العقد السادس من عمره.
حقاً أن مثل هذه المواقف عادة ما تبعث الحيرة والإستغراب وبما لا يُصدق، وكأن الإيحاء ينبئني بأن زميلك رحل في هذا اليوم، فرحت أتصفح صفحات الفيس بوك وإذا بالحدث حقيقة لتهافت الكتابات الـتأبينة الحزينة مؤكدة النعي المحتوم. فإضطررت في تلك الأثناء على استنساخ بعض الصور المرفقة من الفلم كدليل على ما نوهت إليه ونشرها ضمن هذا السرد.
ما يمكنني الذكر هنا وعلى ضوء معرفتي بأن الموسيقار الفقيد منذ مطلع شبابه وهو بعد فتى يافع سحرته الموسيقى ليزوجها مع سحر طبيعة مرابع الخابور ونسيمها العليل، مجسداً أياها وَرِقّة أوتار عوده الذي تيتم، وتلك آلاته الموسيقية الراكنة في أرجاء غرفته التي تحفزه وتلهمه بنغمات لمسات تراثية ومَسحات دينية مؤثرة لتصدح من خلالها أصوات العديد من المطربين الآشوريين والجوقات بإداء غنائي أو دور تمثيلي على ما تترنم به الفرق الموسيقية كترنم الطائر في هديره بدقته ولطفه.
من جراء هذه المشاعر راوده الحلم أن يشغف بفن الموسيقى، ومن أجل أن يحقق حلمه بعد دراسته في المرحلة الثانوية في تل تمر، التحق بمعهد الموسيقى في دمشق ليتخرج عام 1980 وهو على مشارف الثانية والعشرين من العمر الزمني وأكبر من ذلك في مرحلة العمر العقلي في المجال النغمي. ومن ثم إرتقى به الإصرار ليوسع من آفاق طموحه وأحلامه في مجالات أخرى شملت تأليف المقطوعات الموسيقية وعملية التوزيع الموسيقي بإسلوب يماشي التطور الزمني وفق الآلات المستحدثة. ولكي نثبت تألقه في مجال عمله ننقل مقتطفات هامة مما دونه موقع هلمون.نت بالإشارة إلى أنه مارس مهنة التدريس الموسيقي لمدة عشرين عاماً، وإلى جانب ذلك قضى وقت فراغه في حقل التأليف الموسيقي بألحان متميزة للعديد من المسرحيات التراثية التي منها " الطوفان " ، " كلكامش " ، " موسيقى أورمي " ، موسيقى العرس الجماعي في إحتفال أكيدو " ، " موسيقى السلام " ، " الخليقة " وغيرها الخاصة بمسرحيات الأطفال أيضاً. والجدير ذكره أنه أقدم على تأسيس ستوديو "أثرا " أي الوطن كمركز فني للموسيقى محتضناً العديد من المهتمين بما كان يسعى إليه لتحقيق مآربهم. ومن خلال لقاء إذاعي أفاد بأنه قد لَحّنَ أربعمائة لحناً وأربعين مقطوعة موسيقية.
ومما هو متعارف عليه أنه وضع من بين تلك الألحان ما يقارب 250 لحناً لمشاهير المطربين الآشوريين والأغاني العربية أيضاً. وبما أن الفقيد كان قد كرس ونذر حياته من أجل الفن الموسيقي بدلالة ما أقام من الأمسيات الغنائية وشارك في المهرجانات الخاصة بذلك مزيداً عليها بمحاضراته القيمة ذات الطابع التراثي الأصيل وتعامله مع شعراء النص الغنائي إلى جانب تربية الأجيال الناشئة وتدريبهم على العديد من الآلات الموسيقية في دورات خاصة. وإننا مهما كتبنا عنه بعد رحيله حتماً لا نوفيه حقه، حيث كان الأحرى بالمحيطين به وعلى مقربة منه من هيئات ومنتديات ومؤسسات رسمية وشبه رسمية وعلى وفق خاص الآشورية منها أن يقلدوه وسام الشرف وهو على قيد الحياة إسوة بالعديد من شعوب العالم، وعلى أقل تقدير تيمنا بمقولته الإيمانية الصادقة ( لا شيء يجعلني أفكر بالتوقف عن التلحين ما دمت أؤمن بالشعب الذي أنتمي إليه). وإعترافه بمقولة (أصعب قرار اتخذته في مجال الفن هو بناء شخصية خاصة للموسيقى والأغنية الآشورية والإستعانة بتراثنا الآشوري لتطويرها).
رغم الثقافة الفنية التي تسلح بها الموسيقار يوسف ايشو فإن مطالعاته وتبحرة في استقصاء منابت الموسيقى الآشورية ارتقت به ليوسع من مداركه كمثقف ضليع في مناقشاته ومداخلاته عن التاريخ الحضاري للوجود الآشوري. هذا ما تجلى لي عن كثب من خلال لقائي معه في تل تمر أثناء زياراتي الميدانية. فما أجمله وأروعه حين يقول: (نحن شعب حي وأصحاب حضارة عريقة، أجدادنا كانوا السباقين في جميع الميادين في العلوم والمعرفة والفنون والموسيقا، ولن نكون أحفاد أولئك العباقرة إلا بالعلم والعمل والمثابرة والجهد المتواصل في كافة المجالات). من هذا المنطلق المنطقي أثبت وجوداً متميزاً ومكانة عالية وأضحى ضحية تلك الحنجرة التي أتعبها بمتابعاته لتكون هي الأخرى في آخر أيام حياته سبباً لرحيلة الأبدي في الأخدار السماوية.
كفى أن نقول: لقد أدى رسالته القومية بفخر وإعتزاز وبإيمان صادق على أكمل وجه بما خلفه من آثار تنطق بوفائه لتاريخ أمته ولغتها وديمومة وجودها. وسيبقى اسمه راية ترفرف في كل أغنية صاغ لحنها، وفي كل مقطوعة موسيقية تشنف آذان سامعيها ومنها معزوفة "أورمي" معقل الفن والأدب الآشوري الحديث التي كان يعتز بها ولها مكانة في قلبه.           
ألف رحمة على روحه الطاهرة.

   
 
ولكي نثبت ما ذهبنا إليه تشهد مداخلات وتعليقات ما لا يحصى عددها بحق الموسيقار الراحل بالإشارة لمآثره المتنوعة، ومن تلك الكتابات على سبيل المثال لا الحصر، نذكر ما وصف به الشاعر فهد اسحق مكانة الفقيد بقولة: ( يوسف إيشو... لم يمُـتْ ولن يموت أبداً .!سـوريا تشهَـدُ بذلك ، والفراتُ ودجلة والخابور يشهدون بذلك .حقول سنابل الحِنطـةِ على ضفافِ مجرى الدّمع وكروم كلّ القلوب الصادقة المُحبّة تنتظر منه لمسات اللحن الأخير لتتمكّن أسـرابُ الطيور من التغريد بحريّةٍ في فضاء الخلود والنّقـاء .. وداعـاً أيّها القلب الممتلئ ألحاناً وتراتيلاً وقصـائد .تخجـلُ حروفنـا أمام عظمة عطائك ....وداعـاً ...يوسف إيشو).

وكذلك ما دونه الأستاذ نينوس أيشو عن الحزب الآشوري بقوله: (الحزب الآشوري الديمقراطي يتقدم بتعازيه القلبية لعائلة الفقيد و لكل الأمة الآشورية برحيل موسيقار كرس وقته و جهده لفنه الملتزم و الذي تمكن من تأسيس مدرسة فنية ستبقى خالدة في تاريخ الفن الآشوري. ستبقى حيا في ضمير الأمة ابد الدهر).

إضافة ما أشار إليه المكتب الإعلامي للمنظمة الآثورية الديمقراطية بمقولة (ببالغ الحزن والأسى تلقينا نبأ وفاة الموسيقار الآشوري المبدع الأستاذ يوسف إيشو اليوم الثلاثاء 20 شباط 2018 في إحدى مشافي دمشق بعد صراع طويل مع المرض. وبوفاته تفقد الأمة الآشورية أحد أهم المبدعين في مجال التلحين والتأليف والتوزيع الموسيقي. نعزي أنفسنا وأبناء شعبنا السرياني الآشوري بفقدان هذه القامة الفنية، ونتقدم بالتعازي من أهله وذويه، راجين من الله أن يتغمده برحمته، وليبقى ذكره طيبا مخلدا).
ناهيكم عن المشاركات التي لا حصر لها من أبناء شعبنا ، ومن له معرفة بشخصية الفقيد من قريب وبعيد.

ومما كتبه الأستاذ داديشو بطرس نقتطف قوله: (بقلب يعتصره الألم والحزن الشديد والأسف العميق تلقينا نبأ الرحيل الصادم والمبكر جداً للأخ العزيز أمير الموسيقى الآشورية الأستاذ يوسف أبو فريد وارتقائه الى الملكوت السماوي لتستقر روحه في أحضان الخلود السرمدي. وبرحيله تفقد الأمة الآشورية أحد أهم مبدعيها في مجال التلحين والتأليف والتوزيع الموسيقي، لذلك ترك رحيله في أعماقنا جرحاً بليغاً لن يندمل أبداً , فقد كان الراحل كالموسيقى الهادئة تتغلغل الى القلوب بصمت وعمق واستمرار).
ومن العراق دون المهندس والكاتب خوشابا سولاقا من العراق (له الرحمة والراحة الأبدية والذكر الطيب. أرقد بسلام قرير العين مع شهداء الأمة الآشورية إنك قاتلت بأوتار عودك وقيثارتك خير قتال ونلت شهادة الشرف من الدرجة الأولى يا موسيقار الأمة الآشورية يوسف إيشو. تعزينا الحارة لأهله ومحبيه).
 .

99
الأخ المتابع دوماً بمداخلاته القيمة أوراها دنخا سياوش المحترم
وأنت أيضاً أمتعتنا بالمعاني التي ركزت عليها وبجدوى اسلوبك السلس في تعابيره. بدورنا ينبغي أن نشد على أيدي من حافظوا على وجودهم الآشوري ولا زالوا يرفعون راية الإنتماء القومي عالياً قلما نجده بين أبناء شعبنا في بعض الدول التي احتضنتهم ورعتهم. ولطالما عانى الشعب اليوناني ما عاناه أبناء شعبنا فلا بد من أن يلتقيا ويساهما في أعلاء شأن بعضهما من منطلق مآسي المعاناة. هذا ما لمسته عن كثب ولفت انتباهي بما نوهت عنه في جولتي المذكورة. مع بالغ شكري وتقديري.
ميخائيل ممو

100
د. رابحة مجيد الناشئ المحترمة
بوركتِ على ما تفضلت به، وهذه حقيقة واضحة للعيان، لا يمكن نكرانها أبداً، طالما نلمسها يومياً في مجتمعاتنا بتكويناتهم المتفاوتة ومن حيت تفاوت اللغة الأم والعادات والتقاليد التي يحتمون تحت ظلالها. نعم، هذا ما أثبتته التجارب والمعايشات لدى أبناء الأجيال الأولى من الجاليات ومن ثم إندماجهم وانصهارهم في مجتمعات البلدان التي احتضنتهم ليكونوا غرباء على لغتهم الأم. ومن حيث الإجابات التي توصلتِ إليها يمكنني القول بأن خللها وأسبابها ضعف الوعي القومي والمواطنة الأصلية، بالرغم من أن البعض من أولياء الأمور يفكرون عكس ما نصت اليه الإجابات، ولكن مشكلتهم موقف أبنائهم السلبي من مطالبهم. علماً بأن الدراسات التربوية والنفسية أثبتت بأن التلاميذ من مزدوجي أو ثنائي اللغة أثبتوا تفوقهم في الحقول الدراسية، شريطة أن يكونوا على مقدرة من استيعاب لغتهم الأم لإثبات ذلك. ومن طرف آخر اثبتت البحوث أيضاً بأن الذين واصلوا تعلم لغتهم سواء من خلال الجمعيات والمؤسسات الخاصة بهم وحتى في البلدان التي توفر لهم تعلمها بشكل رسمي تظهر الإحصائيات بنسب غير مرضية من حيث الإقبال، ونادراً ما نجد من يحرص على مواصلة التعلم بشكل منتظم وبرغبة شديدة.
إن مداخلتي هذه مستمدة من سعة تجربتي على مدى أربعين عاماً في تعليم اللغتين العربية والآشورية في المدارس الرسمية السويدية، وحصيلتها كانت مشابهة لما أشرتِ إليه، وبالنتيجة دعاني الأمر لوضع مؤلفي بعنوان " أسباب تدني مستوى التلاميذ في تعلم اللغة العربية في المدارس السويدية" إضافة لمقالات بهذا الشأن.
ميخائيل ممو
mammoo20@hotmail.com


101
ܡܠܦܢܐ ܚܩܝܼܪܐ ܘܥܒܼܘܿܕܵܐ ܟܫܝܼܪܐ ܩܫܘ ܢܪܒܼܝܵܐ
ܠܝܬܠܝܼ ܫܒܼܘܿܩ ܡܼܢ ܕܐܡܪܸܢ: ܒܘܼܒܼܵܐ ܕܗܵܘܹܐ ܗَܘܵܐ ܠܲܢ ܥܸܣܪܵܐ ܦܪܨܘܿܦܹܐ ܐܲܝܟܼ ܕܝܘܿܟܼ ܒܸܬ ܗܵܘܹܐ ܗَܘܵܐ ܠܲܢ ܚܕܵܐ ܡܸܬܼܛܵܘܪܵܢܘܼܬܵܐ ܚܲܕَܬܵܐ ܒܚܲܠܵܐ  ܕܠܸܫܵܢܲܢ.... ܒܣܲܒܼܪܵܐ ܝܘܸܢ ܕܒܢܲܝ ܥܲܡܡܢ ܒܸܬ ܫܲܩܠܝܼ ܝܘܼܬܪܵܢܵܐ ܡܼܢ ܥܒܼܵܕܘܿܟܼ ܡܵܪܹܐ ܝܘܼܬܪܵܢܵܐ ܒܓܝܼܓܼܠܵܐ ܕܡܲܠܲܦܬܵܐ ܕܟܬܵܒܼܬܵܐ ܐܲܡܝܼܢܵܝܬܵܐ ܒܹܝܠ ܥܸܕܵܢܵܐ ܘܥܸܕܵܢܵܐ.
ܥܲܡ ܚܘܼܒܝܼ ܘܐܝܼܩܵܪܝܼ ܠܦܲܪܨܘܿܦܵܘܟܼܘܿܢ.
ܡܝܼܟܼܵܐܝܠ ܡܲܡܘܼ

102
أدب / رد: في ظلال الرياح
« في: 01:07 20/12/2017  »

أخي آدم السابح في اليم الذي شاطرناه
ما أبدعك، ما أروعك وما أفصحك
ولكن.. أين الذي يفتح عينيه ليفهمك؟!
الكثير، نذروا حياتهم لما أنت ذاهب إليه
ولكن.. كم منهم سعى بفهم منطقك؟!
كفى بأن لآلئك ستبقى مضيئة متلألئة
لتغمي عيون الغافلين، ولتعلي من علو شأنك
بما تنسجه من معانٍ في قصائدك
بفضح من لا يتبعك ولا يترصدك

ميخائيل ممو

103

الأخ روبين المحترم
في البدء أشكر لكم موقفكم بما تتفضلون تدوينه عن كتاباتنا، وهذه دلالة على حرصكم واهتمامكم الدائم في متابعة ما ندرجه في هذا الموقع.
كما وكانت لي هناك لقاءات مع بعض المسنين من الجنسين احتفظت بمضامينها على أمل نشرها وإصدارها في كتاب خاص عن أدب الرحلات لإفتقار مكتبتنا الآشورية من هذا النوع الأدبي والتوثيقي سواء بالعربية أو الآشورية. ولا تنس بأن هكذا معلومات عادة ما تجدي الباحثين من ذوي الاهتمام بتاريخ وجودنا وانتشارنا في أكثر من ثلاثين بقعة من أرض المعمورة. وصورة هيبة النصب التذكاري يوم افتتاحه أكبر دليل على تكاتف التجمع الجماهيري من أبناء شعبنا والشعب اليوناني ومن مسؤولي الحكومة. مع بالغ تقديري لكم لهذه الإلتفاتة.
ميخائيل ممو


104

الأخ گبرييل گبرييل المحترم
يشرفني أن تكون لديك المعرفة بأبناء شعبنا في اليونان، كما وأزيدك علماً بأن آشوريي اليونان كان لهم دورهم الفعال في إحتضان الآلاف من أبناء شعبنا من اللاجئين والمهاجرين الذين عانوا الأمَرّين وذاقوا من المصاعب والمصائب في العراق وسوريا ولبنان في نهايات القرن الماضي ولحد يومنا الحالي، حيث كان لدور الإتحاد موقفه المشرف في الحصول على إقامات وقتية لإكمال معاملاتهم الرسمية والسفر إلى البلدان الأخرى، ولا زال العشرات منهم راضين من البقاء في اليونان تجمعهم المناسبات القومية والدينية، وأكبر دليل على ذلك الصور التذكارية المؤرشفة في سجلات الإتحاد التي لا يمكن نكرانها أبداً، والتي إطلعت عليها وشاهدتها بأم عيني. وهي حالة شبيهة بما دونته ووثقته قبل سنوات في جولتي عن آشوريي قرى أرمينيا واوكراينا وموسكو وكازاخستان وتركمانستان ونشاطاتهم من خلال جمعياتهم القومية وكنائسهم. مع بالغ شكري وتقديري لما تفضلتم به.
ميخائيل ممو


105
من أدب الرحلات
 جولتي في اليونان
بقلم: ميخائيل ممو
يقول المثل اليوناني: " الصداقة أرض نزرعها بأيدينا " ويذهب الفيلسوف الفرنسي فولتير معلناً " أنه بفضل الصداقة يستطيع المرء أن يضاعف نفسه وأن يحيا في نفوس الآخرين"، وهنا قد يكون للصدفة دورها في نثر بذور تلك الصداقة، كما هو الحال في العديد من الإكتشافات التي دونها التاريخ ويشهد لها بالمصادفة من منطلق مقولة " رب صدفة أجمل من ألف ميعاد."   
أحيانا ً ومن واقع تلك الإعتبارات قد تقود أجواء المناسبات على تحقيق ما يبتغيه الفرد بدافع معين تمليه الصدفة. هذا ما دعاني بعامل الدافع القومي في مؤتمر إتحاد الأندية الآشورية المنعقد عام 1999 في ستوكهولم أن ألتقي شخصيتين من منتدى إتحاد الآشوريين في اليونان بمشاركتهما في المؤتمر المذكور، فشدني طموحي وحفزني شعوري لأكون قريباً منهما وهما يفصحان بلغة لفظية مغايرة نوعاً ما   م م ا ألفناه في حديثنا اليومي، ونكون على مقربة من بعضنا على مدى يومين من إنعقاد المؤتمر تبعتها فيما بعد لقاءات أخرى في اليونان. 

وبما أن الشخصيتين هما من أصول آشورية ومن أحفاد وسلالة العوائل الآشورية الأصيلة المهاجرة التي فرضت عليهم المذابح الوحشية البربرية العثمانية ـ التركية بحق الشعب الآشوري إلى جانب الشعبين اليوناني والأرمني على هجرة مواطنهم الأصلية واللجوء في دول عديدة كإيران والعراق وروسيا وغيرها، التي منها اليونان أيضاً والقسم منهم بنزوحه من دولة لأخرى، هروباً وتخلصاً من بطش وأنتهاكات أعداء الإيمان الديني المخالف لإيمانهم ومعتقدهم القومي والإثني، واعتبارهم من شذاذ الآفاق أي من المواطنين الغرباء، إضافة للوعود الكاذبة والمبطنة من هيمنة بريطانيا وروسيا في حماية الأشوريين لتحقيق وتنفيذ مآربهم. 

من جراء تلك السياسات المبطنة والمزدوجة توالت الهجرات الجماعية التي منها اليونان بقدوم ما يقارب مائة عائلة آشورية عام 1922 واستقرارها في منطقة موشخاتو إحدى ضواحي أثينا. وبعد مكوثهم فيها وجدوا بأن تردي الظروف الطقسية بسبب موقعها الجغرافي المنخفض،كان الأ و لى بهم الإنتقال إلى منطقة إيغاليو على بعد في حدود 35 كم كونها الأكثر إرتفاع اً وسعة، ليستقروا فيها بشكل دائم، و ي   ق د موا على تنظيم حياتهم من خلال جمعيتهم المعنونة بالإتحاد أي "خويادا" بتأسيسها عام 1934 والإقدام على مناشدة المؤسسات الرسمية والمنظمات الإنسانية وعصبة الأمم بغية المساهمة في تحسين ظروفهم المعيشية والمهنية وإنتشالهم من الضيق المادي والفقر والظرف الاجتماعي والنفسي في بلد يجهلون فيه لغته وقوانينه، حظيوا فيه الإستقبال والرعاية والإهتمام، وعلى وفق خاص التحاق الناشئة بالمدارس الرسمية. وبمرور الزمن التحق البعض منهم بالمعاهد والجامعات وتخرجهم منها والتحاقهم بالوظائف الرسمية ليتأهل البعض في الحقل الطبي والقانوني وإدارة الأعمال ومهن أخرى. وفي فترة قياسية وجيزة أثبتوا وجودهم كشعب مثابر وحريص على خدمة وطنهم الجديد بدليل التحاقهم في الخدمة العسكرية ودفاعهم ضد الدول المناوئة لليونان كأيطاليا وألمانيا إبان الحرب العالمية الثانية إبتداء بعام 1939 وإنتهاء بعام 1945 حين وضعت الحرب أوزارها، بحيث عززوا موقفهم وموقعهم وإخلاصهم جعلت منهم محط أنظار سلطات الحكومة اليونانية بما قاموا به وأظهروا شجاعة وبسالة. 
إن ما جسده الآشوريون هيأت لهم مواقفهم الإنضمام لبعض التنظيمات الحزبية التي هي الأخرى فتحت الأبواب أمامهم لتولي المسؤوليات الخدمية وأبرز دليل الدعم الذي لاقاه السيد أوتو داود ميخائيل من مواليد عام 1947، بترشحيه وإنتخابه نائباً لرئيس مجلس بلدية إيغاليو لمدة ثلاث سنوات حتى عام 1990 إضافة لمسؤوليات أخرى ومن ثم تقاعده عن الخدمة ،علماً بأن تأهيله العلمي هو في مجال الهندسة الكهربائية والميكانيكية، حيث كان قد تولى رئاسة الإتحاد الآشوري لعدة سنوات. ومن بعده تولى زميله الذي لا يقل شأناً عنه السيد قرياقوس بيت جورا من مواليد 1956 وتأهيله العلمي في ميدان الفنون الإدارية الخاصة بالعمليات الحسابية والتجارية، ويمارس مهنته من خلال محل خاص يديره بنفسه، إضافة لما ورثه عن والديه من أملاك على شكل بنايات بعدة طوابق، شأنه شأن من ورث من الأملاك. الميزة التي يتمتع بها السيد قرياقوس حرصه القومي الشديد في الحفاظ على الوجود الآشوري ،وتمتعه بأفكار نهضة الشعب الآشوري ودعمه أبناء جلدته في كافة المجالات، أهلته للمضي  قدماً، إضافة للشعبية التي يتمتع بها بحكم علاقاته مع المسؤولين على المستوى الحكومي والبلدي كشخصية لها مكانتها. والأدهى من كل هذه الميزات إهتمامه وحرصه وتضحيته في إعلاء شأن صرح بناية الإتحاد ذات الأربعة طوابق على غرار قلاع نينوى. ومن جملة مآثره أيضاً سعيه الحثيث على تنفيذ النصب التذكاري ليوم الشهيد الآشوري بأربعة واجهات تمثل كل واجهة رموز تاريخية، تم افتتاحه رسيماً عام 2014 في مكان بارز من منطقة إيغاليو بمحاذاة إحدى الكنائس الكبيرة وبحضور العديد من الشخصيات الرسمية الحكومية والآشورية.

من الجدير ذكره بأن الهيئة الإدارية لإتحاد الشعب الآشوري في اليونان لم يتواني أبداً من إستقبال أبناء شعبنا المهاجر عبر لجوءه في اليونان ليتواصل في تنقلاته المسقبلية عبر مجلس الكنائس العالمي. ومن جانب آخر أن اشورييي اليونان الآوائل استقبلوا المهاجرين الآشوريين من العراق وسوريا ولبنان منذ الستينيات بحرص شديد وإحترام كبير ووفروا لهم
وسائل الراحة والإقامات المؤقته بواسطة الإتحاد لإتمام معاملاتهم والسفر لدول أخرى .ونتيجة للعلاقات الاجتماعية بين الشعبين الآشوري واليوناني فرضت على البعض من الشباب والشابات على التقارب ببناء عش الحياة الزوجية ،وبقي البعض منهم منسجماً في العيش الرغيد والبعض الآخر مواصلاً عزيمته على ما إرتأه وخطط له بحكم الشمل العائلي سواء في اليونان أو دول أخرى.
إن سفراتي المتكررة إلى اليونان جعلتني في كل مرة أن ألتقي الأخ قرياقوس رغم وجودي في مناطق سياحية أخرى، ومن خلال محادثاتنا الهاتفية عادة ما يحثني على لقياه، وحين يعجز عن التعبير بصوته الجهوري يولي الأخ الفاضل حنا خوشابا البازي ـ إن لم مخطئاً وكيله المباشر في الاتصالات ـ أن يخاطبني بتلبية طلبه، رغم البعد بين جزيرة وأخرى .فأكون عندئذ ملبياً دعوته ليجرنا بعد اللقاء بأحاديثه الشيقة في خضم مشاريع مستقبلية عن العمل المجدي والوجود القومي الآشوري الذي يسري في عروقه وكيانه. وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها لكل من جالسه وصاحبه. وربما هذه الفكرة من منطلق مقولة " شبيه الشئ منجذب إليه فجاور من تميل إليه."  ولهذا الإيضاح أود أيضاً أن أشكر الأخت جانيت عقيلة السيد حنا على ما تبديه بصدر رحب على إستقبال الضيوف ودعم بعلها لإداء مهامه بأكمل وجه.
بعد لقائنا الأول وتعارفنا شاءت الصدف أن أزور منطقة إيغاليو في نفس العام، حاملاً معي مجموعة من كتب منهجي التربوي لتعليم اللغة الآشورية لدعم مكتبة الإتحاد مع مجموعة من الوسائل التثقيفية الأخرى، ولقائي بأعضاء هيئة الإتحاد لتبادل الخبرات. وعلى أثرها بعد عودتي إلى السويد فوجئت بكتاب رسمي يشيد بجهودي ومواقفي وإعتباري كعضو فخري في الإتحاد من خلال القرار المتخذ بتاريخ 7.211999.0 الصادر بتاريخ 21.08.1999.
وفي السنة التي تليها قرر نادي بابيلون الآشوري بمدينة يونشوبينغ على تزويد الإتحاد بجهاز الكومبيوتر تثميناً لجهود الهيئة في خدمة المجتمع الآشوري وذلك بواسطة الأخ القس وليم ياقو آنذاك الذي تجشم عناء إيصال الجهاز للاتحاد مشكور اً. ومن ثم توالت الاتصالات فتم دعوتي عام 2010 لمناسبة إحياء يوم الشهيد الآشوري بإلقاء محاضرة عن هذه المناسبة بحضور جمع غفير من المهاجرين، ومن بعدها دعوتي عام 2011 للمشاركة في الاجتماع المنعقد في البرلمان اليوناني عن مذابح الآشوريين والأرمن واليونانيين، ولتعذر حضوري بسبب مشاركتي في مؤتمر لغوي في النرويج كنت قد لبيت الطلب بإرسال كلمة مطولة عن مآسي المذابح تم إلقاؤها باللغة الإنكليزية في الاجتماع المذكور. 
رغم الفترة الطويلة من عدم اللقاء المباشر كنا في أغلب الأوقات على إتصال من خلال النداءات الهاتفية لحين زيارتي الأخيرة في الأول من ديسمبر 2017 التي حتمت عل ي  كتابة هذا التقرير بمثابة من أدب الرحلات كما  ع ودت قرائي الأعزاء على هذه الصيغة بما نشرته عن لقاءاتي في بلدان أخرى منها الولايات الأمريكية وتركيا وبريطانيا وأرمينيا وأوكرانيا وروسيا وسوريا وألمانيا وغيرها من البلدان. 
ما ينبغي ذكره هنا بالرغم من أن الجيل الأول من الآشوريين لا زال متعلقاً باللغة الأم رغم الصعوبة في إيصال الفكرة بالشكل الذي تفتقره بعض المفردات في التعابير ليستعين باللهجة اليونانية العامية المعروفة بالذيموطيقي الشبيهة بعاميتنا التي اعتدنا عليها في التعامل اليومي.
إلا أنه في الحالات الطارئة واللقاءات الرسمية مع بني شعبنا لا يغيب عن بالنا الزميل المخضرم السيد حنا البازي مواليد 1950 الذي يعُتبر حلقة الوصل الرسمي بين الزائرين الجدد إلى اليونان وأخص بالذكر الوفود الرسمية ورجال الدين لمناسبة أيام الأعياد وغيرها من المناسبات القومية على وفق خاص، بدلالة استقباله لي في كل مرة أثناء وصولي مطار أثينا، وأحياناً يكون بصحبته الزميل قرياقوس كونه رئيس الإتحاد والشخص الذي أفنى حياته لخدمة أبناء شعبنا مادياً ومعنوي اً.
 
في اليوم الثاني من استقرارنا وإستقبالنا كانت لي زيارة خاصة لصف تعليم اللغة الآشورية في مقر الإتحاد برعاية القس نوئيل كوسو لعدد من التلامذة الصغار والكبار في السن أيضاً ومن ضمنهم أحد اليونانيين المهتمين بلغتنا على مستوى أكاديمي، وأثناء ذلك أهديتهم منهجي التربوي التعليمي الخاص للصغار والكبار بأربعة أجزاء باللغة المتعارف عليها في أحاديثنا اليومية ،وتم تبادل بعض الآراء عن واقع التعليم وأساليبه. 
 
وفي اليوم الذي تلاه التقانا الأخ قرياقوس لحضور مراسيم جناز أحد المتوفين في كنسية خاصة في العاصمة، حيث التقى فيها مجموعة من الآشوريين بمذاهبهم المختلفة، وبعد القداس تناولوا لقمة الرحمة عن روح الفقيد بإلقاء الكلمات وتبادل الأحاديث. 
 
 
 
وفي اليوم الثالث دعاني الأخ قرياقوس لحضور إحتفال خاص عن يوم المذابح أي سيفو المقرر من قبل يو ان بتاريخ التاسع من ديسمبر وبلقاء السياسي والكاتب اليوناني أندونيس بافليذس المنهمك بتأليف كتاب موسع عن سيفو ومن ثم لقاء عدد من الشخصيات السياسية وعلى رأسهم السيد نيكوس ليكيروس الذي ألقى كلمة مؤثرة دعا من خلالها السيد قرياقوس ليتحدث عن الآشوريين وما أصابهم على مدى التاريخ القديم والحديث، ليتعالى التصفيق والثناء على ما تفضل به أمام الجمع الغفير من الحاضرين .
إن ما رعى إنتباهي في تلك الأمسية هو مشاركة بعض العناصر الشبابية فيما قدموه من خلال مسرحية مأساوية جسدوا فيها بحركات اليدين التعبيرية وبقسمات وجوههم مضامين رمزية بدعم عدد من الكبار ومن الجنسين بحواراتهم المؤثرة. 
وفي نهاية المسرحية واختتام البرنامج خرج الجميع ليحملوا بأياديهم المشاعل الخاصة تمجيداً لتك المناسبة الأليمة.
وفي اليوم السابع وفي تمام الساعة الثامنة مساء كنت قد حضرت الاجتماع الدوري الطارئ لهيئة الإتحاد بحضور مجموعة من الأعضاء وغياب البعض لأسباب تتعلق منها الأشغال الخاصة وبعد المسافات، علماً بأن الهيئة تتكون من تسعة أعضاء بينهم ثلاث ناشطات هن ماريا ايشايا وماجدة زرفو وتاسيا مارامينو .
وفي نهاية المطاف استمعت لملخص ما دار من مناقشات في الاجتماع لإبداء رأيي أيضاً. وإن ما استرعى انتباهي هو أن يقوم الإتحاد في بداية شهر ديسمبر من كل عام بتنظيم إحتفال خاص بإستضافة شخصية مرموقة تتحدث عن التاريخ الآشوري قديماً وحديثاً وما يستجد من أمور بحضور رئيس البلدية وعدد من المسؤولين إضافة لدعوة الأعضاء وغيرهم. النقطة الأخرى عن فكرة إقامة نصب تذكاري شامل يجسد مأساة الشعب اليوناني والأرمني والآشوري شريطة أن يتم نصبه في مركز العاصمة ومفاتحة السلطات الحكومية من ذوي العلاقة عن ذلك. 
بعد ذلك إقتادني رئيس الإتحاد لمركز المدينة ومن ثم بمحاذاة البحر للإطلاع على النصب التذكاري الكبير لإستذكار الإبادة الجماعية للشعب اليوناني. 
 Memorial to remmber the genocide of the greeks of pontus
 
 
وفي تمام الساعة السابعة مساء من يوم الأحد المصادف 10.12.2017 نظم الإتحاد الإحتفال الختامي لنشاطاته التي إعتاد أن يقيمها سنوياً ـ كما أشرنا آنفاً ـ بدعوة الأستاذ الجامعي البروفسور )ديمتريس موشخوس( لإلقاء محاضرة عن التاريخ الكنسي للكنيسة الشرقية منذ 
 
العصورالأولى ولحد يومنا الحالي، مسلطاً الأضواء من خلال الوثائق التاريخية والأدوار المرحلية التي عصفت بإنتشارها في العديد من الدول على يد مار ماري ومار أدي والمراحل الشمعونية، إضافة للإنقسامات التي خلقت العديد من المذاهب. وكذلك ما لاقته الكنيسة الآشورية من إضطهادات عبر تاريخها الطويل. استمرت المحاضرة لأكثر من ساعتين ومن ثم صاحبها بعض المداخلات ومنها مداخلة القس نوئيل كوسو والسيد قرياقوس .
وبهذه المناسبة التي كانت برعاية رئيس المجلس البلدي لمنطقة إيغاليو حضرها العديد من المسؤولين ومن عامة الشعب اليوناني والآشوري بحيث إكتضت القاعة بوجودهم، وتم تقييم وتثمين أربعة شخصيات يونانية باسم الإتحاد الآشوري تقديراً لجهودهم في خدمة الشأن الآشوري في مجالات مختلفة منها السياسية والتاريخية والفنية ليقوم كل واحد منهم الإشادة بدور الإتحاد من خلال كلماتهم التي قوبلت بالتصفيق.
 
بقي أن نذكر بأنه من خلال الأيام التي قضيناها على مدى عشرة أيام كانت لنا لقاءات مع العديد من بني شعبنا كمواطنين يونانيين من إصول آشورية وكذلك اللاجئين الذين قضوا سنوات طويلة رغم نسبتهم القليلة لظروف اقتصادية واجتماعية حتمت عليهم البقاء في اليونان وفي مناطق مختلفة. وإن ما يجمعهم  م  ر  د ه بعض المناسبات القومية والدينية والإجتماعية. كما وقضينا في أوقاتنا الحرة جولات استطلاعية في مركز المدينة وضواحيها بزيارة الأماكن السياحية المكتضة بالسواح من دول مختلفة .
ما ينبغي التنويه عنه في خاتمة المطاف بأنه تتواجد اليوم ما يقارب 40 ـ 50 عائلة آشورية أغلبهم من سكنة منطقة إيغاليو، إضافة لبعض العوائل المهاجرة بسبب الأوضاع السياسية في العراق وسوريا وانتشارهم في مناطق متفرقة. ومن الجدير ذكره أيضاً وفق ما بينه وارتآه البعض بأن المناسبات الدينية المتمثلة بأعياد الميلاد المجيدة ورأس السنة والفصح بحاجة إلى رجل دين من القسسة يتم تكليفه لإقامة القداديس في التواريخ المحددة لتلك الأعياد وليس قبل أو بعد ذلك بيوم أو يومين. لذا نأمل من رئاسة أبرشية أوربا أن تسعى لحل هذا الإشكال مستقبلا ً.
 

106
الأخ جان المثابر دوما
تحياتي
مسيرتنا الصحفية تاريخياً ، تجذرت في الحبانية منبع التآخي القومي في الخامسة عشر من العمر وامتداد العطاءات في النشرات المدرسية ومن ثم تشكيلنا لرابطة ألعروة الأدبية لمجموعة من الشباب التي تم قمعها من معاونية الشرطة الحزبية، رغم نشرنا بواكير نتاجاتنا في الصحافة المحلية ببغداد. وبعد تخرجنا والتحاقنا بالجامعات المتفرقة، وفي السنة الأولى من عام 1966 أشرفت على تحرير الصفحة الجامعية بجريدة الجنوب البصرية لحد عام 1967، واستمرارنا بمواصلة النشر في الصفحة الآشورية بجريدة التآخي واصدارنا صوت النادي الرياصي الآثوري فالمثقف الآثوري التي توليت فيها مسؤولية سكرتير التحرير وبعد تأسيسنا لإتحاد الأدباء الناطقين بالسريانية، أصدرنا مجلة الكاتب بخط اليد. ما ادونه لك هو مختصر الإختصار.
أما عن الشاعر المرحوم دنخا إيشا كان آنذاك في طلعة الشباب حين نظم قصيدته عن سميل، وتم تقديمها الزميل المطرب القومي شليمون بيت شموئيل وعلى أنغام كمان المبدع نوئيل، حاليا في شيكاغو، التقيته في العام الماضي. وليكن في علمك بأن لحنها آنذاك أكثر حزناً ووقعاً على النفوس مما سجله الأخ شموئيل في إيران على أيدي الموسيقيين المبدعين. وللعلم أيضاً كنت عريف الحفل في تلك الأمسية والزميل يوسف نمرود كانون. وفي تلك الأمسية حدثت الكثير من الأمور.
ولكي تكون على معرفة وإطلاع أكثر مما سردناه عن مسيرتنا عليك باللقاء أدناه والذي أجري عام 2009 من قبل مسؤول موقع ملثا الأديب جبرائيل كيوركيس،علماً بان هناك المزيد من التطورات على تلك المسيرة بعد عشر سنوات:
http://meltha.dk/MM-interview.pdf
مع شكري وتقديري على ملاحظاتكم.
ميخائيل


107
ܥܵܒܼܘܿܕܵܐ ܟܲܫܝܪܵܐ ܒܚܲܩܠܵܐ ܕܠܸܫܵܢܵܐ ܘܣܸܦܪܵܝܘܼܬܵܐ ܡܝܲܩܪܵܐ ܩܲܫܘܼ
ܩܒܠܘܿܢ ܫܠܵܡܹܐ ܕܚܘܼܒܵܐ ܘܐܝܼܩܵܪܵܐ
ܬܵܘܕܝܼ ܣܵܓܝܼ ܠܡܲܢܗܲܪܬܘܿܟܼ ܛܝܼܡܲܢܬܵܐ̤ ܕܝܠܵܗܿ ܚܕܵܐ ܣܲܗܕܘܼܬܵܐ ܕܝܼܘܸܬ ܐܵܦ ܐܵܢَܬ ܚܲܕَ ܡܼܢ ܐܵܢܝܼ ܕܠܹܐ ܚܵܣܹܟܼܝܼ ܒܘܼܬ ܡܲܪܘܲܚܬܵܐ ܕܡܸܫܛܵܚܵܐ ܠܸܫܵܢܝܵܐ ܘܣܸܦܪܵܝܵܐ ܡܓܵܘܵܐ ܓܵܘ ܐܲܡܝܼܢܘܼܬܼ ܦܪܝܼܣܵܬܹܐ ܘܡܲܠܲܦܬܵܐ ܕܠܸܫܵܢܵܐ ܘܬܲܪܒܝܼܬܵܐ ܒܡܗܘܼܡܢܘܼܬܵܐ ܘܝܲܨܝܼܦܘܼܬܵܐ ܕܠܵܐ ܬܸܚܘܼܒܹܐ. ܐܲܠܵܗܵܐ ܡܲܢܬܹܐ ܡܸܢܘܼܟܼ ܘܝܵܗܒܼܠܘܿܟܼ ܚܘܼܠܡܵܢܹܐ ܛܵܒܼܹܐ ܘܡܲܗܢܝܼܵܢܹܐ ܠܡܲܓܡܲܪܬܵܐ ܕܘܵܠܝܼܬܵܘܟܼܘܿܢ ܕܝܼܠܵܗܿ ܣܲܗܕܘܼܬܵܐ ܩܵܐ ܬܲܫܥܝܼܬܵܐ ܘܝܘܼܒܵܠܹܐ ܕܕܲܥܬܝܼܕ ܡܼܢ ܒܢܲܝ̈ ܐܘܼܡܵܐ ܐܵܬܘܿܪܵܝܬܵܐ.
ܡܝܼܟܼܵܐܝܠ ܡܲܡܘܼ

108
الأخ الناشط القومي والأدبي رابي أدي المحترم
شكراً لك على إهتمامك الدائم بتزويدنا مما تخزنه في مكتبتك المنظمة. وهذه دلالة على سعيك ونشاطك ومثابرتك لإكمال مهامنا.
وفي الوقت ذاته أحيطك علماً بأنه لدي الجرائد التي أشرت اليها إضافة لجريدة " أسيريان كارديان " لمحررها بين دانيال الذي أجرى معي مقابلة صحفية عام 1988. ولدي أيضاً المجلد الكامل لجريدة "صوت الآثوريين" إضافة لمجموعة كبيرة من النسخ الورقية. ولي في أحد أعدادها قصيدة عن اللغة نشرها المرحوم والدكم باللغة الآشورية، وكذلك مقالة بعنوان (تخمنتا كريتا) نشرها عام 1983.
مع بالغ شكري وتقديري، وسنكون على أمل بإتحافنا مما يتوفر لديك.
ميخائيل ممو

109
ملاحظة: اضغط بالماوس على الصفحات المنشورة بعد المقال ليتم تكبيرها وسهولة قراءتها.. مع الشكر

110
أدباء آثوريون في تجربتهم الأدبية قبل 43 عاماً

ميخائيل ممو

وبينما كنت منهمكاً في تصنيف وتصفية ما احتوته مكتبتي الخاصة بما شملت مما لا يحصى من الكتب بلغات مختلفة، ومن ضمنها مئات المجلات والصحف القديمة والحديثة التي تخص أبناء شعبنا بكافة تسمياته، بغية أرشفتها بشكل منظم وانتشالها من الزوايا والرفوف المنتشرة فيها، شاءت الصدفة أن أعثر على البعض من الصحف والمجلات، منها التي كنت بأمس الحاجة لها، وأخص بالذكر كوكبا أي الكوكب الصادرة عام 1906 والجامعة السريانية لعام 1934 والعراقية منها "بنقيثا" 1951 فطفت من بينها مجلة أي نشرة متضمنة 28 صفحة  بإسم " صوت النادي الآثوري" في بغداد أي نادي تموز الرياضي فيما بعد، بإصدارالعدد الأول منها فقط 1972 بمساعدة الزميل الإعلامي يوسيفوس عمانوئيل (حالياً في استراليا يتولى إدارة إحدى الإذاعات المحلية)، ومن ثم طفت مجلة الف باء العراقية التي جذبت انتباهي وأعادت بذاكرتي لأكثر من أربعة عقود مضت باللقاء الصحفي الخاص بأربعة أدباء من النادي الثقافي الآثوري ببغداد.
 
ولهذا المصادفة، وبما إحتوته المجلة من معلومات، وَدِدْتُ هنا من نشر تلك المقابلة الصحفية التي أجرتها مجلة ألف باء العراقية الصادرة في بغداد والمنشورة في العدد 286 السنة السادسة في السادس من شهر آذار عام 1974 أي بعد مرور 43 عاماً.
شملت المقابلة الشاملة في قسمها الأول الذي افتقدناه من العدد 285 لقاء مع الأستاذ سركون ايشو سابر رئيس النادي الثقافي الآثوري في بغداد آنذاك، ملقياً الضوء على مهام ونشاطات النادي كصرح ثقافي وإجتماعي ملفت للنظر مقارنة بالمنتديات الأخرى المشابهة على مستوى العراق.

وفي القسم الثاني من اللقاء إنحصر مع مجموعة من النشطاء في الحقل الأدبي والصحافي، وعلى وفق خاص الذين تولوا مسؤولية هيئة التحرير في مجلة المثقف الآثوري الصادرة عن النادي المذكور، حيث صدر العدد الأول منها في شهر حزيران عام 1973 واستمرت لغاية عام 1985 بعددها التسلسلي المرقم بالعدد 32 باللغتين الآثورية والعربية وبإضافة اللغة الإنكليزية في بعض أعدادها. متضمنة العديد من المقالات التراثية والأخبار الاجتماعية واللقاءات الصحفية المتنوعة كالأدبية واللغوية والرياضية والفنية وغيرها من الأبواب الثابتة الخاصة بنشاطات النادي.

ونظراً لاحتفاظي بالمقابلة التي أشرنا إليها المنشورة في مجلة ألف باء العراقية، آثرت على استنساخها وإعادة نشرها هنا لأهمية ما تم التصريح به من قبل المعنيين، بعيدين عن التأثيرات السلطوية في ذلك الوقت الذي كانت تحاول الأيدي الغاشمة على تغيير سياسة النادي بالفرض على مسيرته القومية وإنجازاته الثقافية والأدبية والفنية، حيث يُعتبر هذا الريبورتاج من إحدى الدلائل الإيجابية على موقف أعضاء النادي في الحفاظ على نهج ذلك الصرح الذي كان يضاهي اتحاد أدباء العراق في محاضراته الدورية وأمسياته الفنية بعروضه المسرحية على أشهر مسارح العاصمة بغداد ومهرجاناته الشعرية والفنية السنوية على حدائق النادي،  ودوراته المتوالية بتعليم اللغة الآشورية للمبتدئين والمتقدمين على أيدي الأعضاء الضالعين في محرابها، إضافة لإحياء المناسبات القومية التي نعتز بها والتي من جرائها تم حشر وزجّ الناشطين بين القضبان الحديدية لمواقفهم في التوعية القومية.
ومما تجدر الإشارة إليه عن الظواهر السلبية التي اعترضت مواقف دورات الهيئة الإدارية للنادي، كانت لبعض الأيادي الخفية المقصودة دورها في وخز جسد السلطات الأمنية للترقب بحذر مما يجري فيه، والتي أدت بالعديد من المرات على دعوة بعض الشخصيات من المسؤولين في اللجان العاملة للتحقيق معهم في مديرية الأمن العامة التي كانت على مقربة من مقر النادي، وبواسطة التعليمات التي يُزوّد بها العنصر الوحيد الذي تولى حراسته. ومن ثم توالت الإجتهادات والتوصيات والقرارات الإرتجالية الخاصة بالسلطة الحاكمة على فرض بعض الأعضاء الموالين للحزب الحاكم لتسنم المهام أيضاً في الهيئات الإدارية، رغم حيادية البعض في تعاملهم مع قرارات الهيئة. وكان لمواقف الأعضاء وعيهم التام من تلك الإجراءات اللاشرعية وفق النظام الداخلي للنادي. ومن جملة تلك الأمور حين تم عام 1975 من إنتخاب شخصية مرموقة بنضاله القومي وفوزه على اثنين من منافسيه للرئاسة، وبالتالي تجاوز السلطات الأمنية لإرادة الأعضاء بكتاب رسمي نص على ترقين قيده من العضوية ومحاربته وتولى مكانه نائبه الذي استمر لغاية عام 1977. وفي منتصف ذلك العام طلبت الداخلية بواسطة شرطة مكافحة الإجرام بإلزام الهيئة الإدارية على قبول غير الآثوريين أيضاً كأعضاء في النادي بفرض نسبة ما على ما أتذكر، وفي تلك الفترة وقبل سفري بإسبوع طلب مني رئيس النادي لأحرر رداً على طلب الداخلية، فأديت واجبي وأقدمت على الهجرة في نهاية تموز 1977. ومن الظواهر السلبية الأخرى والإجحاف بحق النادي التي لا يمكن حصرها في هذأ الإستذكار التاريخي هو محاولة القوى المهيمنة على دفة الحكم من استئصال جذور كل عمل تؤطره كلمة الآشوريين، بدلالة الكثير من الشواهد والتي منها رفض طلب الطلبة الجامعيين الآشوريين في الموصل وكركوك على تأسيس فروع للنادي الثقافي الآثوري، بالرغم من تأسيس فرع السليمانية بإنتدابي والسيد ولسن نيقولا لحضور يوم الإفتتاح ليتم في ذات اليوم الإعتداء على عدد من مؤازري النادي ومنهم عضو الهيئة االشهيد يوسف توما هرمز الذي تم اسعافه، وتأخر الإفتتاح لحين حضوره ليلقي قصيدة بتلك المناسبة، وذلك بتاريخ 20.12.1973 في قاعة فندق السلام في السليمانية، علماً بأن موافقة تأسيس النادي من قبل الجهات الرسمية في محافظة السليمانية كانت قد تمت في الثاني من كانون الأول 1973. وبغية الوقوف أكثر على شاكلة تلك الأحداث، عليه بما دونه الزميل أبرم شبيرا في كتاب خاص عن مسيرة النادي. وفيما يلي ننشر المقابلة الصحفية التي أشرنا إليها في بداية هذه العرض التوثيقي.




111
الأخ جان المتواصل معنا دوماً من أجل رفع شأن الكلمة.
تحياتي...
شكراً لمروركم على ما نشرناه، وهذه دلالة على حرصك وإهتمامك الدائم.. وإن ما ذكرته عما عشته في طهران هو نبع تأثرك واستمرارك اليوم بتلك المآثر التاريخية التي ذكرتها.
ويا حبذا لو إحتذت كافة جمعياتنا بما لاحظته ونوهت عنه لأنتشر الوعي القومي أكثر مما نحن عليه اليوم.وما علينا نحن الذين نهتم بالكتابة أن نمجدهم ونستذكرهم دوماً للتعريف بهم لأجيالنا المستقبلية، كونهم استشهدوا من أجلنا ودونوا تاريخنا الذي نستلهم منه أفكارنا في الدفاع عنهم وعن وجودنا.
مع بالغ التقدير لإهتمامكم بما تدونه.
ميخائيل

112
الأخ الناشط الفكري رايمون روفائيل المحترم
تحياتي
في البدء أشكر لك إهتمامك بالموضوع الذي نشرناه واسترعى انتباهك، لتقوم بدورك وتجهد نفسك بتزويدنا والقراء معاً بالوثائق واللواحق والمواقع التي تشرفت بها وهي من عمق التاريخ الأصيل من أفواه وعلى أيدي ابرز الموثقين بالدلائل التي لا يمكن نكرانها إلا من فكر ناكري الحقيقة والمهلوسين ممن لا تسعدهم وحدتنا بسبب انحرافهم وانجرافهم في شكليات التسميات المستحدثة رغم معرفتهم الحقيقة.
أنا بدوري سأعتمد ما أشرت إليه متى ما استوجبت الحاجة لذلك، وربما من يطلع عليها.
راجياً أن يتم التواصل بيننا عن طريق السكايب لنستفيد من معلوماتنا والإتفاق على كشفها لمن يجول في متاهات غامضة مما كنا عليه، وما نحن عليه اليوم من تشرذم لأسباب دينية ومذهبية وعشائرية التعصب بالقبليات والمناطقية والإقليمية التي هي الأخرى جعلت من العرب يأكلون بعضهم من جراء ذلك، وكما نراه اليوم في العراق الجديد ـ القديم وانتشار عدواها بيننا كما هو في أغلب الجهات والمكونات العربية بالتطاحن الذي لا يجدي نفعاً، ويقود دوماً إلى الخراب والأسوأ كما نشهده اليوم في أمور تغيير قانون الأحوال الشخصية في البرلمان العراقي.
على أية حال أسعدني تواصلك معنا وللحديث صلة.
ميخائيل ممو 

113
الناشط المدجج بسلاح الكلمة في حرب الإعلام "لوسيان"
تحيات ممزوجة بعطر الكلمة الصادقة
بدورنا نعيد ما توشحت به في بدء تهنئتك بيوم الصحافة، دلالة إيمانك وصدقك بما تفضلت من معلومات وآراء تؤكد مراحل الوجود النضالي لأبناء شعبنا من المدركين والواعين لوجودهم واعتباراتهم القومية والفكرية، مضيفاً لما طرحته بمائة عام آخر، إن لم يكن أكثر. وإني على يقين بأن الأمر أكثر من ذلك في حال سبرنا جوهر الحقيقة والتسلسل التاريخي، على ضوء ما أشرت إليه من رسالة البابا عام 1612. ومن خلال تجربتي في حقل الصحافة وقراءاتي الدقيقة وتصوراتي كما تشهد له الساحة الصحفية بأن كل من يحمل سلاح القلم ليدون ما ينبغي معرفته والإلتزام به هو الفكر النير والخبر اليقين ما عدا الذين تعميهم الشهرة الفارغة والمصالح الشخصية، ومن يلبس هذا اللباس المزخرف تنعكس الوانه عليه لتكشفه الأيام. أما الذين يخلصون في عملهم تجدهم في أقبية وسراديب السجون لينالوا شرف الشهادة، وهذا ما يحصل اليوم في بلداننا التي راح ضحيتها المئات من الصحفيين، كما استشهد الصحفي أشور يوسف والدكتور فريدون أتورايا والصحفي بشار حلمي وغيرهم.
أما عن التسمية فلا يستوجبنا الأمر من الإطالة في هذا الموضوع الذي كتبنا عنه كثيراً ووفينا بالمعايير الدامغة التي لا ترضي من شبّ على شيء شاب عليه. وقد سبق لي ونوهت عن ذلك فيما أعلاه من أحد الأجوبة.
آملاً ، بأني وفيت وإكتفيت بما يدعم رأيك.. مع بالغ التقدير.
ميخائيل ممو


114
الناشط الصحفي والكاتب الحثيث أخيقار يوخنا.
شلاما اومتانايا نويعا من هيمانوتا اومتانيتا
لا يسعني وأنا أدون كلمة شكر لجهودك بأن أحيطك علماً، بأني على معرفة تامة بما كنتم تجهدون أنفسكم على إصدار ما ذكرته لي، حيث لا زلت أحتفظ بأعداد من تلك الإصدارات في ارشيفي الخاص. وكل ما تفضلت به هو عين الحقيقة من حيث التزييف والتشويه المتعمد لوجودنا القومي.
وأنك على معرفة بأن العمل الإعلامي والصحفي بشكل خاص له دوره في حياة أي شعب حي.  بدوري سأحاول من أرشفة كل ما تحويه مكتبتي من الصحف والمجلات التي تعد بالمئات إضافة للمصادر من أجل نشر مسيرة صحافتنا على مدى 168 عاماً. وحبذا لو تسنى لي الوقت من إحتوائها في كتاب خاص. وليكن في علمك أيضاً بأنه سنة 1972 كنت قد كُلفت بتحرير وإصدار مجلة باسم "صوت النادي الآثوري" "قالا دشوتابوتا اتوريتا" للنادي الرياضي في تل محمد باللغتين العربية والاثورية (28 صفحة) وتم طبع الصفحات في دار الساعة بواسطة الأديب شماشما كيوركيس بيت بنيامين ، وسمي فيما بعد نادي تموز الرياضي على ما أظن. فكان ذلك العدد الأول والأخير. ولا زلت احتفظ بتلك النسخة. ومن ثم مساهمتي المباشرة في مجلة المثقف الآثوري التي صدرت في حزيران 1973 وعملي فيها لحد عام 1977 للظروف التي اجبرتني على هجرة الوطن الأم والعمل في مجلة حويويودو في السويد. ناهيك عن تجربتي في الصحافة المحلية العراقية قبل ذلك التي أهلتني أن اتولى التحرير والإشراف على الصفحة الخاصة بجريدة الجنوب البصرية أثناء التحاقي بكلية الحقوق في جامعة البصرة عام 1966. 
ميخائيل ممو

115
أخي روبين.. شكرا لك على ما تفضلت به. وفي الوقت ذاته لإثبات ما ذهبنا إليه، نحيطكم علماً بما كتبه الأديب والشاعر بخصوص وجودنا تاريخيا بمداخلته على مقالتي في الفيس بوك على ضوء ما يلي:
Latif Pola تعيش رابي ميخائيل ممو, اقدم لكم أحر التهاني والتبريكات بيوم الصحافة الاشورية .حول اسباب الاختلاف في لفظ الاسم هو في رأي عدم وجود نظام سياسي ليثبت الاسم بشكل رسمي لشعبنا , وليلفظه الاخرون كما يشاءون !. قبل عدة سنوات وفي مثل هذه المناسبة عُقدت ندوة في اربيل وفي نقابة الصحفيين حضرها عددد كبير من صحفيينا, وترأس الندوة الاستاذ حاكم ازاد رئيس نقابة صحفيي كردستان وبجانبه الاستاذ اكد مراد, وكان بجانبي الاستاذ پطرس نباتي واخرون ليشهدوا على كلامي . تناول الأستاذ حاكم هذا الموضوع مستفسرا عن سبب هذا التعدد في التسمية ؟!. قلتُ له : كثير من الشعوب لها تعدد في أسماءها مثلا : الألمان , من اسمائهم دوچ Dutch و جيرمان German لكن لهم نظام سياسي قرر ان يكون اسمهم الرسمي جيرمان . الإيرانيون: من اسمائهم :الفرس Persian, والأخمينيين , والساسانيين وميديين .لكن لهم نظاما سياسيا قرر ان يكون اسمهم الرسمي الأيرانيين . المصريون يسمون إيجبپتيانس, Egyptians والاقباط ومصريين ..ولكن رسميا جعل اسمهم مصريين . وكذلك العرب في زمن الأمويين تسمى دولتهم الدولة الاموية وفي زمن العباسيين الدولة العباسية وكذلك في زمن الفاطميين ,ولكن في الاصل كلهم عرب . وعليه علينا أن نعود الى المصادر التاريخية في عهد الدولة الاشورية بالذات لنرى كيف كان يلفظ اسمهم بشكل رسمي وفي اللغة الاشورية . اما بالنسبة للاقوام الاجنبية لتلفظه كيفما شاءوا وحسب لغتهم ولفظهم .فاذا كان الاغريق ليس لهم حرف الشين ويلفظوه أسيريان Assyrian واخرون سريايو او سورايا وسرياني وغير ذلك فهذا شأنهم . في الكتاب المقدس وفي كل الاسفار التي فيها كلمة اثور لفظها وارد بشكل سليم في سفر التكوين 2/4 مثلا يقول : (والنهر الثالث يدعى حداقل وهو الجاري شرق آشور ..) وفي سفر التكوين 10/ 11 ( ومن تلك الارض خرج نمرود الى اشور وبنى مدينة نينوى) وفي التكوين ايضا 10 / 22 ( اما أبناء سام فهم عيلام واشور وارفكشاد ولوط وارام .) في سفر ايشعا 12/13 ( اما الكلدان هذا الشعب لم يكن اوجده آشور ) سفر يهوديت 2/2 ( في السنة الثالثة عشر لحكم نبوخذنصر ملك اشور ..), في يهوديت ايضا 2/4 (نادى نبوخذنصر ملك اشور لإيلپرا لأنه لقائد الثاني في جيوشه..), في يهوديت 2/7 (وخرج ايلپرا من امام سيده ونادي على المسؤولين وقادة القوات ومساعديهم في الجيوش ) ,يهوديت 4/1 (وسمع بني اسرائيل الذين كانو في اليهودية كل ما فعله ايلپرا قائد قوات نبوخذنصر ملك آثور ) يهوديت 5/2 (قال ايلپرا قائد قوات جيوش اشور ) في يهوديت 5/ 28 ( قائد الجيوش الآشورية ) هذا بعض ما ورد في الكتاب المقدس, هل من المعقول لم يقرأه ابناء شعبنا ورجال الدين بالذات ,اذا كانوا لا يعترفون بالحقائق العلمية والتاريخية لماذا اهملوا الحقائق الدينية وفي كتاب المقدس بالذات ؟! .مثل كلمة شميرام في القوش وفي باقي مدن ابناء شعبنا عشرات الاسماء لآمهاتنا وأخواتنا بهذا الاسم , يلفظ احيانا (شمّى) أو ( شامو ). ولكن ثمة من يقول انه سامورامات وفي الغرب سميراميس . وهذا هو حال كثير من الاسماء. مثلا: سنحاريب وهو مصحف من( سين احا ريبا ) يُصحف الى سمخيرو والى سمو . والقائمة بالاسماء المُصحفة تطول .. اذن لنعود الى التاريخ .وليس الى لفظ الاجانب الذين كانوا يذكرون اسم اشور في مراسلاتهم او سجلاتهم حسب لغتهم ولما حكمون قرونا كاليونان والفرس والاتاك اخذنا منهم الفظهم حتى في اسمائنا فتشوه اللفظ بالنسبة للغتنا . الفرس يسمون الاتراك : آتورچو !! هل هو تصحيف لكلمة آتور واثور واشور ؟! . الغرب يسمي الروس رَشّانسRussians وبالعربية روسيين وآبائنا كانوا يسمونهم : موسقوف !!!. وهكذا . تحياتي

116
أخي أدي.. أعلم علم اليقين بأنك خزين من المعلومات وأنت ابن ذلك الجهبذ الذي كان يزن بميزان الحق منذ أيام شبابه وإلى اليوم الذي وارى الثرى بعز وكرامة من مواقفه، وأنت سليل تلك العائلة التي اتحفت المكتبة الاشورية من ينابيع افكارهم بما خلدوه. وها أنت هو الآخر تسير على هديهم في اتحافنا بما نصل اليه.
أما ما نشرته من جدول التاريخ الصحفي، هو وثيقة أيضاً إلى جانب العديد الذي امتلكه. وفي مقالتي حاولت قدر الإمكان أن الخص الأهم من المهم زمن الصعوبة إختصار 168 سنة من الجهد الصحفي الآشوري في اصقاع العالم. ولدي ما يحصى من تلك المطبوعات.
مع بالغ تقديري لكم.
ميخائيل ممو

117
يوم الصحافة الآشورية
1849 ـ 2017
بقلم: ميخائيل ممو ـ السويد
 
في الأول من تشرين الثاني صادف يوم الصحافة الآشورية ـ السريانية بمرور 168 عاماً على صدور أول صحيفة آشورية جامعة عام 1849 بمدينة أورميا في إيران. وتيمناً بهذه المناسبة التي تم تخليدها في أوساطنا الإعلامية ومنتدياتنا الأدبية والثقافية والتعليمية، إرتأينا أن نلقي نظرة إجمالية على بوادر تلك الشخصيات الآشورية التي ساهمت بجد وإخلاص على إحياء مسار العمل الصحفي في العديد من الدول رغم الإشكالات والصعوبات التي لازمتهم بسبب الأحداث التاريخية المشينة التي ألمّت بالآشوريين منذ العهد العثماني، وقبل ذلك أيضاً ولحد يومنا الحالي في تركيا والعراق وسوريا من حالات الكبت والحرمان بتقييد الحريات وعلى وفق خاص شعوب المناطق الأصلية بما تشهد له بواطن الأرض التي تم ردمها وإخفائها، وبما سجلته طروس التاريخ على مدى الزمن عن تلك الأفعال والإنتهاكات التي يندى لها الجبين، وبالتالي حتمت على أغلب الذين اقتفوا دروبهم النضالية بجرأة وشهامة أن يلعنوا الواقع المتردي لفقدان الأمن والإستقرار، ويقدموا على إحتضان دول الشتات متفرقين في جهات مختلفة من عالم اليوم. منهم من لقي حتفه لمواقفه الفكرية، ومنهم من نجا ليواصل مسيرته الصحفية في مناطق سكناهم وفي دول الإغتراب. وعلى أثر أوزار الحربين الكونيتين وما خلفته من مشاق وتشريد في حكاري وطورعابدين وماردين والرها ألزمتهم ظروفهم القاسية أن يستقروا في العديد من القرى والمدن والدول التي استقبلتهم لدورهم في معترك الحياة والتحالف الذي تميزوا به، رغم الوعود الكاذبة التي خيبت آمالهم.
من جراء ذلك الإنتشار والإستقرار ـ نوعاً ما ـ تنفس الآشوريون الصعداء ليعيدوا أصالة ما نشأوا وتربوا عليه من عادات وتقاليد في المجال الاجتماعي والثقافي والتعليمي على ضوء إهتمام إرساليات الحركات التبشيرية التي قدمت بدورها يد العون بالدعم المادي والمعنوي ليتسلح البعض بالفكر المعرفي في داخل مواطنهم وخارجها. عندئذ وجد صفوة منهم بأن المنبر الصحفي هو الوسيلة التي يصل صدى ذلك المنبر أينما يتواجد أبناء شعبنا الآشوري المشتت والمشرد، وفي الوقت ذاته من نشر ما يشعر به من ذوي الأقلام الرصينة بأفكارهم الثمينة الدفينة، إضافة لما يتطلبه العمل الصحفي من أخبار ومعلومات أخرى، فأقدم العديد من شهداء الصحافة الأحياء آنذاك، على إنشاء وتأسيس صحفهم ومجلاتهم ودورياتهم في إيران وتركيا وسوريا والعراق ولبنان والمهجر أيضاً. علماً بأن البدايات قد نحت المنحى الديني واللاهوتي لأسباب أملتها الحركات التبشيرية المتنوعة الأهداف والمقاصد في أبعادها الخاصة بكل مجموعة تحت غطاء التنوير المذهبي بنثر بذور الفرقة لتحقيق مطامحهم ومطامعهم التي قوضت صفوف أبناء جلدتنا من مبدأ كلمة الوحدة بالشعب المُوحد. وعلى أثر بزوغ اليقظة الفكرية التي عمّت الشعوب المضطهدة ووعيها بشعور الإنتماء القومي أقدم العديد من الواعين والمدركين لما حلّ بهم على تغيير مدار البوصلة عكس ما ألفوه بكشف النوايا المبيتة.
ومن هذه الإعتبارات الملموسة، كان أول من تسنم مسرح الشهادة بعمد وإصرار وتحد رغم كل ما تخفيه النتائج المجهولة هو الصحفي يوخنا موشي وشموئيل بادل بتأسيس أول صحيفة آشورية توّجت بعنوان زهريرا دبهرا أي شعاع النور بمنطقة أورميا الإيرانية، وذلك في الأول من تشرين الثاني عام 1849 التي صدر منها 69 عدداً لحد عام 1914، كصحيفة شهرية ومن ثم نصف شهرية. كما وإن الكثافة السكانية للآشوريين المهجرين آنذاك كان قد بلغ عددهم الإجمالي ما يقارب 74 ألف آشوري وفق ما تشير إليه الوثائق والإحصائيات الرسمية الروسية. مثلما إحتضنت روسيا في قراها ومدنها ما لا يحصى من الآشوريين
وبخصوص هذه الصحيفة التي كانت تصدر باللغة الآشورية وبحروف الخط الشرقي كتب الدكتور قسطنطين ماتييف (بار متي) المتخصص بالشأن الآشوري في مؤلفاته وبحوثه التاريخية ما يلي:
( لعب ظهور صحيفة أشعة النور دوراً كبيراً في إنشاء الأدب الآثوري المعاصر، وفي تعريفه لأوسع القراء، وكانت تهتم في فتراتها الأولى بقضايا التاريخ القديم للآثوريين، ثم إحتلت دراسة العلاقات التاريخية بين الشعب الآثوري والشعوب المجاورة مكاناً هاماً فيها. وفي بداية القرن العشرين إحتلت المقالات عن حرب الخير والشر ونضال الفقراء ضد الأغنياء مكاناً مرموقاً في المجلة). نقلاً عن الترجمة العربية من الروسية للمترجم إسامة نعمان لكتاب تاريخ الآثوريين ص 33.
ومن الجدير ذكره بأنه منذ عام 1849 وعلى توالي السنين لحد عام 1915 صدرت عدة صحف منها:  صوت الحق أي قالا دشرارا (1897ـ1915) لمحررها الأب سلمون، وصحيفة رسائل من آشوريا أي اكرياتا من آشور باللغة الإنكليزية (1887ـ1915)، وصحيفة اورميا الأرثوذكسية (1904ـ1915) لمحررها شليمون دسالامس، وصحيفة الكوكب أي كَوِخْوا (1906ـ1914) ليوخنا موشي، وأفكار المشرق أي خوشاوِه دمدنخا (1913ـ ؟) لمحررها بنيامين أرسانيس وغيرها إلى أن أصدر الأديب أدي ألخص ومن ثم جان ألخص ونمرود سيمونو المجلة الشهيرة "كلكامش" (1952ـ1959) ومجلة المستقبل المُشرق أي دعتيد بهرانا (1951ـ ؟ ) لمحررها الخطاط عيسى بنيامين، ومن ثم توالي الإصدارات المتنوعة تبنتها اللجنة الأدبية في أيران برفدها المكتبة الآشورية بتراث ثري من خيرة الأدباء واللغويين.
من جراء هذه المعلومات التي نوردها وفق مصادرنا المختلفة، يبدو لنا إن النهضة الصحافية كانت بواكيرها في منطقة أورميا، ليمتد بريقها وشعاع نورها فيما بعد في تركيا وبشكل خاص في منطقة خربوط التي باشر فيها عدد من ذوي الباع الطويل في المجال اللغوي والشعور القومي ومنهم القس بولص صموئيل بتحرير صحيفة الحياة عام 1910، ونعوم فائق بإصداره 13 عدداً من صحيفة كوكب الشرق عام 1910ـ1912، ومن ثم هجرته إلى أمريكا عام 1912 بدافع تردي الأوضاع  ليواصل نشاطه الصحفي بحرية تامة بإصدار عدة صحف منها "ما بين النهرين، وصحيفة الإتحاد، وبشار حلمي بوراجي بإصدار صحيفة شيبورا أو البوق 1913 ـ 1914، والمطران عبد النور بإصدار صحيفة كوكب السريان أي كوكبا دسوريايِه 1910 وغيرها من الصحف التي لا يمكن حصرها. حيث إننا إستثنينا هنا الشهيد آشور يوسف دخربوط بإعتباره شيخ الصحافة الآشورية بإصداره صحيفته الموسومة " مرشد الآثوريين " أي مهديانا دآثورايِه بإعتبارها أول صحيفة قومية بالآشورية الغربية والعربية بخطه لينال شرف الشهادة عام 1915 من السلطات التركية الغاشمة لمواقفه القومية الصريحة، وتلاه الصحفي بشار حلمي على يد الحكومة التركية أيضاً، مثلما نال شرف الشهادة المناضل الدكتور فريدون أوراهم أتورايا عام 1925 محرر صحيفة الناقوس أي ناقوشا التي أصدرها عام 1917 في تفليس وهو في السادسة والعشرين من العمر، حيث أفنى زهرة شبابه في الدفاع عن حقوق الآشوريين بإقامة دولتهم، ليتم إعدامه وهو في الرابعة والثلاثين من عمره على أثر التهم الملفقة ضده لمواقفة الصريحة. وقبل ذلك في العام 1914 كان قد أصدر القس كيفاركيس صحيفة مدنخا أي الشرق. وفي عام 1925 لحد عام 1938 صدرت في تيفلس صحيفة "كوكب الشرق" أي كوخوا دمدنخا لمحرريها تمرس وصاموئيل لازار ومؤسسها شليمون آشور.
إن سلسلة هذه الإنجازات الصحفية لم تنفرط حلقاتها، بقيت متلاحمة ومتواصلة في بلدان الشرق والغرب ولكثرتها لا نستطيع من حصرها في صُلب موضوعنا العابر لكثرتها المدونة في العديد من المصادر المُؤرشفة هنا وهناك. ولكن من الواجب علينا على أقل ما يُمكن أن نشير إلى البعض منها التي تولت مكانة القدح المُعلى ومنها في أمريكا على سبيل المثال لا الحصر صحيفة بين النهرين لنعوم فائق عام 1916، وأشور الجديدة أي آشور خدتا والسفير الآشوري ايزكدا اتورايا لمحررها يوئيل وردا منذ عام 1914 لتتبعها فيما بعد عشرات الصحف، وكذلك في لبنان ومنها ما أصدره المناضل يوسف مالك عام 1938 ـ 1935 بأربع لغات تحت عنوان " أثرا" أي الوطن، ومن ثم جريدته السياسية الإسبوعية بعنوان " الحياة" إلى أن أسلم روحه الطاهرة لخالقها يوم 26 حزيران 1959 في ديار الغربة بعيداً عن الوطن الأم الذي كان قد تولى فيه مراكز حساسة  قبل هجرته. ومجلة نصيبين للكاتب لوقا زودو الذي أودت به المنية في أمريكا. وقبلها صحيفة خويادا اومتانايا أي الإتحاد القومي لمؤسسها مالك قمبر عام 1920، ولسان الأمة أي ليشانا داومتا عام 1927 ـ 1946  لمؤسسها ومحررها إبراهيم حقويردي بإصداره لمائة عدد منها. وصحيفة الإتحاد الأشوري عام 1936 لمؤسسها القس منصور قرياقوس والدكتور فيكتور يونان. وما تبعها من صحف ومجلات أخرى بعد الستينيات معنونة ببابل، الحرية، النشرة، الرابطة وغيرها.
هذه الإشارة السريعة لا تثنينا من ذكر تلك الصحف التي صدرت في سوريا والعراق وبلدان المهجر التي ننتقي منها نماذج محددة لقدمها وعراقتها وأولها المجلة البطريركية عام 1933 ، والنشرة السريانية 1944ـ1949 لمحررها يوحنا القس أي قاشيشو التي سلسلها بنشرة أدب الطلبة في حلب ومن ثم في القامشلي صباحاً طيباً والمدرسة أي مدرشتا منذ عام 1946 لغاية 1949. وفي العراق صدرت بعض الصحف والمجلات التي تمت بصلة مباشرة للفكر القومي والمقوم اللغوي رغم أن محرريها من المسيحيين ومنها "مدنخا" أي المشرق عام 1947 مديرها وصاحبها الراهب بولس بهنام، ولكن أولى المجلات التي التزمت بالطابع الأدبي والقومي كانت مجلة "بنقيتا" أي المجلد أو الدفتر أو الكراس عام 1951 لمحررها يوخنا دانيال دباز ، ونروا أي العصب للقس أيشو مزرعايا و"قالا من مدنخا" أي صوت من الشرق لمحررها كاكو لازار، ومن ثم توالت مجلات أخرى بعد منح الحقوق الثقافية في منتصف السبعينيات كالمثقف الآثوري وقالا سوريايا وبين النهرين والإتحاد وغيرها التي صدرت ولا زالت تصدر في شمال العراق وفي بغداد الأكثرها شهرة جريدة بهرا عن الحركة الديمقراكية الآشورية. ناهيك عن العديد من المجلات الصادرة باسم المؤسسات الدينية والحزبية. وعلينا في نهاية المطاف أن نستذكر المجلات التي صدرت في ديار المهجر من البلدان الأوربية كفرنسا وهولندا والسويد والدنمرك وألمانيا وأستراليا والنمسا وبريطانيا والهند وغيرها وعلى الأخص في الأرجنتين للملفان القدير فريد إلياس نزها بإصداره مجلة " الجامعة السريانية" باسم خدانايوتا سوريايتا عام 1934 ـ 1961 ومن ثم مجلة "ملفانا" أي الأستاذ.
وفي خاتمة المطاف من هذه الرحلة الصحفية الممتعة نستميح القارئ عذراً بأننا لم نتوسع أكثر مما عرضناه لسعة هذه المادة الإعلامية وتفرعاتها، رغم المعلومات التي نمتلكها في هذا الحقل الصحفي الهام الذي تشبثتُ به منذ منتصف الستينات في الصحافة العراقية والآشورية في العراق وإستمراريته في ديار المهجر وعلى وفق متميز في السويد من خلال مجلة حويودو الشهرية أي الإتحاد الصادرة عن إتحاد الأندية الآشورية بتولي مسؤولية القسم الآشوري الشرقي والقسم العربي لحين تسنمي رئاسة تحريرها لثلاث سنوات متتالية، بعد أن تم إصدارها باللغة السويدية فقط.
ولهذه المناسبة بيوم عيد الصحافة الآشورية لا يسعني إلا أن أهنئ كل من انتقى مهنة وحرفة البحث عن المتاعب المتمثلة بالعمل الصحفي لإسعاد القراء أينما كانوا، بالرغم من أن اليوم طغت على الصحافة الورقية بمغزاها المألوف بالجريدة اليومية والإسبوعية أو المجلة والنشرات الدورية، تلك الصحافة المرئية والسمعية الإنترنيتية بالعديد من أبوابها المتمثلة بمحطات وقنوات وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الألكترونية الخاصة التي أصبحت البديل المباشر للصحافة الورقية المتعارف عليها منذ أقدم العصور، حيث كانت تعرف بمرآة المجتمع. وبذات الوقت قلصت من فاعلية المطابع على إصدار أمهات الكتب والمؤلفات الهامة لتجدها على مواقع الشبكة العنكبوتية في متناول اليد مجاناً، مؤكدة المفارقة الزمنية بعدة مقاييس مشابهة لفترات تاريخ التشكيل الإذاعي والتلفزي في العالم الغربي والشرقي قبل التطور التقني الحديث.
وفي الختام دعونا أن نشيد ونمجد ذكرى أولئك الجهابذة الذين ميزوا الجيد من الردئ، الصالح من الطالح والأهم من المهم بتلك أفكارهم النيرة واضطلاعهم بما يجدي المجتمع من خلال رسالتهم الصحفية بإنارتهم الطريق أمام أجيال المستقبل ممن حذا حذوهم واقتفى أثرهم بمرور الزمن لإحياء تراثنا الصحفي. وفي الوقت ذاته حبذا لو سعت منابرنا التثقيفية ومنتدياتنا الأدبية أن ترصد في مراكزها أراشيف خاصة بمصادر إعلامنا من الصحف والمجلات والنشرات إعتزازاً بها. كما وإن الأهم من ذلك أن لا يبخلوا الذين بحوزتهم أعداداً من هذا التراث بإهدائها لتلك المؤسسات الخاصة بنا، أو استنساخها لحفظها من التلف، ولتكون مرجعاً لمن ينوي البحث عن الموضوعات التي مضى عليها عقوداً من الزمن.



118

الأخ جان يلدا الذي لا يبخل قلمه من دبج ما في ذاكرته
شكراً لك على ما تفضلت به.
وعن سؤالك بالنسبة للصورة التي تجمعنا سوية هي في دارنا أثناء زيارته لي في السويد عام 2001 ولمدة أسبوع قضيناها لدراسة بعض المشاريع المستقبلية الخاصة بالأدب الآشوري وترجمته إلى العربية التي غيبتها رحيله، وفي وقتها نظمت له أربع محاضرات بالعربية والآشورية في منتدياتنا. وهناك العديد من أفلام الفيديو التي احتفظ بها عن لقاءاتنا في لندن والسويد.. وكلي أمل أن أنشرها في يوم ما حين تتيسر لنا الظروف المؤاتية.
مع بالغ الشكر لإهتمامكم
ميخائيل ممو


119
الذكرى العاشرة لرحيل الشاعر سركون بولص
بقلم: ميخائيل ممو


وفاءً لروح الشاعر العراقي الآشوري الأصل سركون بولص، ولمناسبة ذكرى مرور عشر سنوات على رحيله بتاريخ 22 أكتوبر 2007، شدتني ذكرياتي معه لهذه المناسبة الأليمة أن أجسد مشاعري بتلك الليلة التي دار الحديث بيني وبين الشاعر المرحوم مؤيد الراوي عن حدث رحيله لأبلغ أقرب المقربين له في أمريكا. وحين استرسل بوصف الحدث المؤلم هزتني مشاعري لأقول:
في عمق زاوية حزينة التكوين
بين جدران البعد الثالث من إحدى غرف برلين(1)
شدّه إليها الحنين
ليعيد فيها ذكرى السنين، بألم دفين
لا يفارقه وحش الأنين.
هناك.. شع دويٌ نوراني
مخاطباً كاهن الكلمة
المضطجع، المكثف فكراً
الثمل صبراً
قائلاً:
لم أدعك ترحل الليلة
ليلتك قدسية، للذكرى الأبدية
لزميلين حائرين (2)
يهمسان، يتأوهان
ينأملان ويتاسفان
بعبارات الصمت
ويناجيان إله الموت
إرحمه
إزرع في قلبه رحمة البقاء
علّه يفق من غيبوبة العزاء
ليعود ثانية
لحياته الكهنوتية البوهيمية المعطاء.(3)
 ***
في اليوم التالي
زاره الإثنان
مؤيد والمعالي
في وقت الصباح
ليجداه مرتحل الروح
في الأعالي
ليلقاه جسداً هامداً
كالليث راقداً
للشعر ساجداً
وكأنه مناشداً
استودعكم الله
بألف آه وآه
لتعلنا وتنشرا الخبر
عن غيابي الأبدي
لمن كان في عرفكم القمر
عمّا إعتراني من ضرر
وغاب عنكما السمع والبصر
بمشيئة القدر
فما عليكما
إلا أن تحافظا على الأثر.
***
وأنتم أيها الأعزاء
الذين ستناجون روحي
بقناديل الضياء
وبشمع الوفاء
في ليلة العزاء
لا أغالي، ولا أنشد التعالي
إن كشفت لكم سر آمالي
وأحلامي على التوالي
بمناجاة روح ترفرف في الأعالي
هائمة
تنشد التواصل من زحم الحنين
تحنو التعامل وأياكم برفق ولين
والمخلصين الصادقين المحتفين
بغيابي المباغت
للعالم الـصامت
***
نعم، يا سركون
وأنا الثاني بجمع خلاني
في يوم ذكراك لا نغالي
إن هزتني مفردات الشوق
بشحنة البرق
بمقولة مفادها:
تيتمت بحور الحداثة
إكـتأبت لغة الوراثة
وغابت عبارات وصفات الدماثة
لنناجي روحك بكل حرف مؤتلق
علنا نزيح عن روحك غفوة الأرق
وريب الظنون
يا سيد الشعر
يا سر الكون
يا سركون.
***
نعم، يا سركون
عرفناك وعهدناك
طاوعت نداءات كل الآلهة
برموزك الشعرية ولم ترتجف
رحلت في دهاليز الصمت
ولم تعتكف
تجاوزت قوانين النظم
ولم ترتخف
أو أن تخف.
***
نعم، كلمح البصر غاب وميضك
لتترك تلك أيقوناتك
تتأملك بحزن دفين دون ابتسامة
ترثيك بدمع سخين دون ملامة
تعليك لسموّ ٍ
في علياء مملكة الشعر والسفر
لتُضئ من هناك
بفانوسك السحري
بأجمل الصور، كطلعة القمر
لتذيب ذرات الحجر
لتعلن وأنت مغمض البصر
بترحالك الجديد، لعالم بعيد
بمقولة سامحكم الله
يا من كان منكم قد حفر الحُفر
ويا من كنتم تقطعون عني ترانيم الوتر
بظنٍ وشكٍ لم يكن أبداً بحسباني المُنتظر (4)
وأنتم أيها الأصدقاء الأوفياء
يا من تعمذتم بزيت الحرف
بأنامل إله الشعر والحكماء
يا من جعلتم مني روضة العطاء
يا من خففتم عني عبء العناء
ويا من سعيتم
بإزاحة كابوس داء العياء
ويا من قلدتموني
وسام ملك ذلك المساء
أنا حتماً بينكم
أنا منكم وإليكم
أعيش عشقكم
ألمس حبكم
أشدو شدوكم
أرنو بعمق لطلعتكم
وأصغي لهمسكم
ولعلو صوتكم
وأتحسس دفء حنينكم
بذات الكيان
دائم الإصغاء، يا أوفياء.
***
أقولها، وكما قلتها
في السنوات الغابرات
في " الوصول إلى مدينتين"
سأعيش عمرين
في مدينة الأرض والسماوية "أين"
حبي للحياة، ككرهي للبقاء
في عالم لم يعد يقوى
أيّ شاعر
على كل ما يشاء
إلّا في سر الخفاء
أو الإختفاء في أعالي السماء.
***
ها أنا اليوم، والآن بالذات
روحي ترفرف
مثقلة بالآه والجراح
أراكم وأتأملكم أمامي
بعيون تحملها الرياح
من مدينة "أين"
التي وصلتها طليق الجناح
مخاطباً المدن التي عشقتها
تأملتها وعبدتها
لتولد من رحم فكري
ذراري البقاء في موانئ
" الأول والتالي"
" حامل الفانوس في ليل الذئاب"
" الحياة قرب الأكربول"
" غرفة مهجورة"
" إذا كنت نائماً في مركب نوح"
" أساطير وتراب"
" يوميات في السجن"
" الوصول إلى مدينة أين"
" شهود على الضفاف "
" عظمة أخرى لكلب المدينة"
" شاحذ السكاكين"
وتدوينات "دجلة" (5)
وأخيراً ما إرتأيته من وحي
" فيروز وجبران" (6)
***
قبل الرحيل، وقبل الختام
اعذروني، إن نسيت أن أخبركم
وأن أقول لكم
اليوم التقيت
بمن سبقوني
بمن انتظروني
وبمن افتقدوني
في مدينة "أين"
من جماعة " كرخ سلوخ" (7)
جان دمو والقيسي
الغساني والراوي
والقديس يوسف سعيد
ليقيم الصلاة
بالذكرى العاشرة لرحيلي
والصعلوك جان
كعادته، صاح الآن قد حان
موعد اللقاء
لقد إكتمل النصاب
دعنا اليوم نجتمع
لحديثك نستمع
في فردوس مدينتنا الجديدة
نعيد مجد أيامنا التليدة
ونؤطر الختام
ببيان جديد مذيل باسم جماعة " أين "
في مدينتهم الجديدة "أين".

1.   الغرفة التي كان مستلقياً فيها سركون وهي على شكل مرسم تعود للأديب مؤيد الراوي.
2.   الزميلان هما الأديبان خالد المعالي ومؤيد الراوي الذي لقي حتفه يوم 9 أكتوبر 2015 في برلين.
3.   البوهيمية: مظهر من مظاهر الرومانتيكية يتحلى بها الأديب والشاعر والفنان كأسلوب لحياة ذات معايير متميزة يتسم بها بحريته الشخصية.
4.   الشعراء الذين خالفوه وحدثني في حينها عن البعض منهم من الذين زاملوه ومن أبناء جلدته أيضاً.
5.   مجلة " تايكرز أي دجلة " أصدرها سركون بالغة الإنكليزية أثناء وصوله إلى سان فرانسيسكو.
6.   كتاب عن المطربة فيروز اسطورة وتراث بالإشتراك مع كمال بولاتا، صدر عام 1981 في سان فرانسيسكو باللغة الإنكليزية، وكتاب النبي لجبران الذي ترجمه عن الإنكليزية، وصدر عام 2008 بعد وفاته عن دار الجمل في ألمانيا، وكان قد حدثني عنه قبل ذلك قائلاً: بأن من ترجمه لم يفهم جبران على حقيقته.
7.   كرخ سلوخ يُعنى بها مدينة كركوك باللغة الآشورية، أي الآرامية كما يشير العلامة مصطفى جواد في مقالة له عن كركوك في التاريخ.
 




120
ليتنا آمنا دوما بجهود من رحلوا
وليتنا جعلناهم قدوة في عقولنا
وليتنا اتخذنا عبرة من مسارهم الفكري والنضالي
وليتنا استشهدنا بتلك مآثرهم في كل مناسبة تمليها علينا الأحداث  السلبية التي تردينا في مهاوي الصراعات.
وليتنا اكتسبنا مما عانوه صورة مرئية في ذاكرتنا كتلك القلادة التي يزينها رمز الوجود.
تجري الأيام، تزحف السنون وتتوالى العقود دون أن نمجد وجودهم المخفي بين أسطر الذكريات المنسية في دهاليز العقل الباطن.
فكم من مثقفينا يستدركون واقع روادنا من السياسيين المخلصين ومن الأدباء المخضرمين ومن المؤمنين الصادقين في تلك قلاعهم ومحاريبهم التي يُشهد لها بما خلفوه لنا.
ولا يسعني في نهاية هذه العبارات إلا أن أقتطف فقرة من مقالة الأستاذ شوكت التي دلالة قاطعة على هيبة المناضل الراحل
(بوركت سواعد الذين إستقبلوا نسر بلدتهم  العائد, وبوركت تلك البلده التي أنجبته إبنا بارا, ولكي يقوى عود القوم أمام العاتيات لابد من التحسّب والانتباه دائما من خلال  إستذكار مواقف هذا الرجل  الذي لم يفرط يوما بأهله ولم يألو جهدا في دعم  ما يوحدهم  ويحفظ بقاءهم كرماء أعزاء)
ومن جوهر هذه المعاني أضم رأيي لرأي الكاتب اليقظ دوماُ الأستاذ شوكت توسا بما دونه، ليس من باب المحاكاة بأنه من أصول ذات الجذور للقصبة الصامدة بسور جبالها، ولا بالنسبة لي لكون نصفي من ذات الجذور. وإنما حباً وإيماناً بمن يشهر سيفه من أجل إعلاء كلمة الحق في وجوه الضالين.
ميخائيل ممو


121
أخي جورج أرخيوام الموقر
وأنا الآخر لا يسعني إلا أن أرفع قبعتي لتلك كلمات الإطراء التي أمطرتنا بها، وإن ما سعينا لنشره هو من واجبنا لخدمة من يجهل الحقيقة ومن يتغاضى عنها، طالما يلهمنا الضمير للسعي بتنفيذ ما يستوجبنا تنفيذه والإعلان عنه. وحبذا لو كنا دوماً وفي أية بقعة أرض من وجودنا بنثر عبارات الإستذكار والثناء على أرواح من خدموا تاريحنا بهمة يتوجها الإخلاص في العمل.
مع بالغ شكري وتقديري لشخصكم الكريم.
ميخائيل ممو


122
الأخ الفاضل ملهم التحليلات المنطقية أستاذ شوكت المحترم
تحياتي
شكراً لك على التفاتتك بما صغته وتناولته في اسطرك التي تدل على مدى اهتمامك ووعيك لواقعنا المرير والجفاء الذي يحيطنا من جراء التصدع الثقافي على حفظ تراثنا وفي دول تمجد قيمة العبارة الواحدة في متاحفها.
كما وأن ذلك الصرح القومي والثقافي والإجتماعي هو واجهة وجودنا لقرن كامل يشار له بالبنان، ولكن المؤسف له بعثرة الآراشيف خسارة لنا وعلى وفق خاص ما كانت تدبجه الهيئات الإدراية المتتالية في محاضرها التي بعثرها الإهمال واللاإهتمام وما التهمته النيران في مكونات ذلك الصرح الخالد الذي شُيّد بوعي تلك العقول الفذة التي آلت على نفسها أن تعلن رغم ما أصابنا على مدى التاريخ من هجر وتشريد وانتهاكات بأننا لازلنا نحاكي إثبات وجودنا كشعب له تراثه ومجده ووعيه. وفي نيتي أن أتوسع أكثر مما هو عليه في عرضي لبدايات ذلك الصرح لأزيد من معرفتي بغية إصداره في كتاب شامل خدمة للمكتبة التراثية. مع بالغ شكري وتقديري لإهتمامكم
ميخائيل ممو


123
الأخ روبين المحترم
شكراً لك على ما تفضلت به، وهذه دلالة قاطعة على ما تفضلت به، لإثبات وجودنا القومي. وحبذا لو كانت جمعياتنا اليوم قد انتهجت ذلك المسعى الذي حتمت على اؤلئك الجهابذة الذين سعوا بإقدامهم منذ مائة سنة من جراء المذابح التي حلت بأبناء شعبنا قاطبة.. والتي تعيد نفسها اليوم بين مؤيد لمشاركي تلك الجرائم الشنيعة بمواقفهم لمن يتصدى لها بصدر رحب دون خوف وبصلابة الرأي.
مع بالغ التقدير
ميخائيل

124
الأخ الطموح جاني والمتابع الصنديد
شكراً لك على ما تفضلت به. وإن ما سعيت لنشره هو غيض من فيض، وحبذا لو كان الأرشيف الذي التهمته النيران بقدرة قادر قد تواجد اليوم لكنا قد أطفأنا ظمأ المشتاقين لمعرفة سعي اولئك الجهابذة الذين ضحوا بحياتهم من أجل رفرفرة رايتنا في الوقت الذي قويت سواعد المغالطين بأفعالهم المزيفة التي تجسدها مناداتهم في هذا العصر الذي تحكمه وتحتمه المصالح النفعية وتساؤلي هنا أين هم اولئك المعمرون الذين لا زالت في مخيلتهم تدور فعاليات الجمعية المعهودة. أليست هذه دلالة على ما لا نريد وصفه بما لا يستحق الوصف. وأنا بدوري جهدت كثيراً لتبيان ما يجهله الكثيرون عن ماضي تلك الجمعية وهي فخر لنا، طالما نؤرخ وجودها بما توصلنا اليه من معلومات قيمة. وبهذه المناسب أكملت كتاباً كاملاً في حدود السبعين صفحة عن هذه المأثرة التاريخية وأهديته للجنة الجمعية التي تسعى الإحتفال بالذكرى المئوية.

125
لقراءة الموضوع كاملا انفر على الرابط التالي:

http://www.ankawa.com/sabah/mamo8.pdf

127
عاشت جهودك وإلى المزيد مما تنثريه في رياض الأدب مما نجهله، ولكن لا تنسي بأن الإطالة في اقتباس النصوص يبعث الضجر في نفوس من لا يقرأوا كتاباً واحداً في السنة من بني شعبنا، ولا حتى بين قراء العربية وفق الإحصاء العالمي. باركك الباري على كل ما تقدمين عليه. مع بالغ تحياتي
ميخائيل ممو
 

128
أخي المكلوم فهد
الحزن شارة مأساة تغشي منابت العقول لتستيقظ الأحاسيس، ولا يدرك ذلك إلا من يكنه جوهر الحزن، فلا تجعل من مآل الإحباط ديدنك في هذه الحياة، طالما لكل نهاية بداية، ولكل بداية نهاية، ولكل سر مخفي شارة التأرجح تنبلج من بين ثناياه حقيقته في دلهمة الليل أو وضح النهار.
ميخائيل ممو

129
الأخ الفاضل والمتابع الدائم اوشانا يوخنا المحترم
في البدء اشكرك جزيل الشكر على ما أجهدت به نفسك واستطلت في تعقيبك الذي لا يقل شأناً عمّا نوهنا عنه. كما وأظنك لم تنس ما أرتأيناه مسبقاً في حلقات متوالية وعديدة نشرت في عدة مواقع. وبالإضافة لا تُخفى عليك تلك المداخلات التي طال بساطها بين القيل والقال، والأخذ والرد ووو... حيث أدت بنا إلى القول: بأن كل إناء ينضح بما فيه.
ومن خلال ما ذهبت إليه حبذا لو كنت تمهلت قليلاً وأعدت قراءة ما نشرت لتتجاوز ما خفي عليك من بعض المفردات الإملائية التي وردت سهواً وليس عمداً. ولكن على ما يبدو لي إن حرصك على مفهومك وتصورك اللغوي واستعجالك في الرد الموسع معنى والمقتضب اسلوباً نوعاً ما جعلت منك أن تتسرع بما أفضيت به، بدلالة وعيك والتزامك بما تؤمن به أيضاً. مع بالغ تقديري.
ميخائيل ممو

130
الأخ المثابر دوماً وليد حنا بيداويد المحترم
مفردتان هما " أعترض وأرفض " شممت منهما رائحة الإنتفاضة على من يمسك بيده الراية النعتية للحروف التي ولدت منها مفردة السريانية التي لو صغناها من اللفظ الإنكليزي أسيريان أو اسيريَن (assyrian)   لأتضح وتبين الأمر بأنها مصاغة من ذات اللفظ ولكن بطريقة مغالطة في تكوين حروفها، وما يثبت ذلك حرف (s) المضاعف في الإنكليزية ويقابله في العربية حرف السين المشدد كحرف شمسي حين تدخل عليه ال التعريف فتلفظ أسـ + سريان. ولكن لماذا لا يتم الإعتراف بالحقيقة وصياغتها على غرار ما تعنيه اللفظة بالإنكليزية طالما ترجمتها تعني ذات المعنى أي الآشورية.  وبهذا الخصوص تؤشر التدوينات بأن لفظة السريانية اشتقاق يوناني وفارسي عن تسمية آشور وآثور حين يقال سورايا، سوريايا، اسورايا أي آشورايا وآثورايا. هذا من جهة، ومن جهة أخرى عن الذين ينتمون تحت سقف ذات التسمية كقومية وإنتماء عرقي ويجهلون الحديث بلغتهم، أليس من الأصلح لهم أن يدعوا من السريان الناطقين بالعربية، طالما هناك من كبار العارفين ينكرون عراقة أصولها وتجذرها ودليل ذلك ما أشار إليه مؤلف كتاب " في فقه اللهجات العربيات من الاكادية والكنعانية وحتى السبئية والعدنانية" الدكتور محمد بهجت قبيسي حين يذكر مؤكداً في الصفحة (هـ ـ و) عن شكره للمطران أوجين قبلان بقوله: (لما قدّمه من ساعات طوال لتعليمي الكتابة السريانية واللهجة العربية السريانية)، والأدهى من ذلك قوله: (ولا أنسى السرور والبهجة التي بدت على وجه البطريرك زكا الأول عيواص حين سؤاله عن الرأي العلمي في اللهجة السريانية، فكان جوابه أنها من العربيات، وما هي إلا لهجة بكتابة معينة منطلقين من بدهيّة [ أن اختلاف نمط الخط لا يدل على اختلاف اللغة] فكان جوابه: [ نحن من قبيلة طيّ، وقبيلة تغلب منّا].
أما ما أشرتَ اليه عن منح الحقوق الثقافية، فحدّث ولا حرج من دواعي ذلك القرار الذي كان بمثابة ذري الرماد في العيون بقطع سلسلة الوشائج بين أبناء تلك التسميات الثلاث، بحيث زادت الطين بلّة بتأسيس كل مجموعة منتدى مغاير عن الآخر إضافة لصحافتها الورقية. وتلك الإشكالات التي اعترت البث الإذاعي في شهره الأول واتحاد الأدباء من الناطقين بالسريانية الذي كنت فيه سكرتير الهيئة المؤسسة لأسباب فرضتها دواعي ممارسة العمل الأدبي.
أما عن النقطة الأخيرة المدرجة في مداخلتك ونعتها بالأكثر أهمية، أتركها لرجال اللاهوت وفطاحلة التاريخ علهم يرشدون من بحاجة للرشد.
مع بالغ تحياتي لمواقفك.
ميخائيل ممو

131

الأخ المبدع في مداخلاته أوراها دنخا سياوش المحترم
بداية ، أشكر لكم حرصكم على اهتمامكم اللغوي المكثف، وفي الوقت ذاته بإقدامكم على تلبية طلب الإجابة على تساؤلنا فيما إقتبستموه.
حتماً أني أشاطركم الرأي فيما ذهبتم إليه في مداخلتكم، ولكن لا تنس بأن ثمة عوامل لها تأثيرها المباشر وتدريجياً على الإزدواج اللغوي ومنها على سبيل المثال لا الحصر لغة الثقافة الرئيسية، الأمية باللغة الأم، غالبية المكون في المنطقة أي الأكثرية والأقلية، الدوافع السياسية، وبالتالي مسببات الشتات في بلدان الإغتراب التي تدع ناطقي اللغة الأم أن يدرجوا في أحاديثهم ما نوهتَ عنه من مفردات لا بديل لها في مخزونهم اللغوي الشخصي بحكم الثقافة العامة، ولكن هذا ليس معناه أن لا يمكننا من إستعمال أبسط التعابير وبجهد الإمكان من اللغة الأم طالما ارتشفوا مبادئها منذ طفولتهم ونشأتهم من المحيط العائلي في حال أن لا يستأنس محيط الوالدين بلغات أخرى، كما حصل في مراتع بلداننا الأصلية لدى من ينطقوا بالعربية والتركية أيضا، وكما يحصل اليوم في ديار الهجرة، وكأن ذلك من باب الإرث الموروث. ولكن علينا أن لا ننس بأن التطور اللغوي له مبرراته ومثلما يقال بأن السهل الممتنع الذي في ظاهره سهل الفهم بالرغم مما تقولبه المعاني التي يستصعب الإتيان بمثلها في الحديث المباشر. وهذا ما ينطبق في تصوري على تلك الحملة اللغوية التي تبنتها مجموعة من أدباء المهجر باللغة العربية ومن أعضاء الرابطة القلمية وفي مقدمتهم جبران خليل جبران الذي طوّع اللغة وجددها بإذابة القيود الحديدية وتليينها بصياغات إبداعية سلسة فكراً وإسلوباً، لاقت ما لاقته من الشهرة والإنتشار. إلا أنه لم يسلم ممن بَروا أقلأمهم من المحافظين آنذاك وظنوا بأن اللغة العربية مقدسة، ولا يجوز لأحد التلاعب بمفرداتها ومعنيها أو تراكيبها المُنزلة. وبذات المعنى التغييري نحا البعض من الأدباء والشعراء تجديد قواعد الشعر بما أسموه حركة الشعر الحر أو المنطلق أو المنثور في العراق والبلدان العربية، واستمرار هذا الجانب بشكل أكثر حيوية على يد الشباب المثقف في مرحلة الستينيات من أدباء كركوك والنجف على نحو ٍ متميز ومن بينهم الأب يوسف سعيد وفاضل العزاوي وحميد سعيد من خلال مجلته "الكلمة" ومؤيد الراوي وجان دمو وبالذات الشاعر المتميز سركون بولص الذي وصفه أحد النقاد العرب، بإن ثأثيره كبير جداً على معظم النتاجات الشعرية بين الشباب في العراق وبلدان عربية أخرى، بحيث انتحلت مقاطع كاملة من شعره. ولهذا نجد اليوم اللغة العربية يؤطرها التجديد اللغوي تماشياً مع التطور الحضاري التقني. ومن الجدير ذكره بالرغم من تجاوزنا ـ نوعاً ما ـ مما كان ينبغي أن نشير إليه عن واقعنا اللغوي، آلينا على أنفسنا أن نثبت رأيكم بما بينته في قولك: (في هذا الجانب اقول : بان العربية الكلاسيكية هي ايضا لغة صعبة على العربي نفسه، لذا نرى ومن مفهوم الكثرة، اي كثرة اعداد العرب، وتنوع مناطقهم، فقط تطورت العربية وصارت بالتي نعرفها اليوم، فيها الكثير من المصطلحات، والكلمات الجديدة، والتي لم تكن موجودة في العربية الكلاسيكية. وهذا شيء طبيعي ان تتطور اللغة ما دامها حية ترزق.)  إلى جانب ما أشرت عن واقع لغتنا.
آملاً أن أكون قد أوصلت إليك ما كنت تنويه.. مع بالغ شكري وتقديري لكم.
ميخائيل ممو

133

اللغة الآشورية
بين
الفصحى والعامية

( رأي لتحديث اللغة الآثورية ـ الآشورية : السّريانية)

بقلم: ميخائيل ممو


من الطبيعي أنه لكل لغة عناصرها ومعاييرها الخاصة في الإستعمال بما تفرضه في فن الكتابة الأدبية الفصحى وعن طريقة اللغة المحكية المعروفة بالعامية بشكل عام.
إن الطريقة الأدبية المعروفة بالرسمية وقراءتها، عادة ما تكون محكمة بأسس القواعد النحوية الموضوعة من قبل اللغويين المتمكنين في مجال صياغاتها، وبتأكيد المناصرين والمؤيدين من خلال وعي تجاربهم المستنبطة والمستقاة من معرفتهم اللغوية باللغة الأم ولغات أخرى. لكون كل عمل تكون بدايته من خلال شخص ما أو أشخاص لهم تجاربهم بشأن ذات الهدف لمادة ما. هكذا تبدو لنا الحال الطبيعية لحياة الإنسان منذ البدء ولحد يومنا دون أي شك.
ومن الجانب الآخر فيما يخص أسلوب التعابير المحكية العامية أو الشعبية في الكلام المنطوق بالطريقة الإعتيادية، لها هي الأخرى عناصرها الخاصة، ومرد ذلك لكون غالبية أبناء الشعب الناطق بلغته الأم لا يكون على معرفة تامة بما يُكتب ويُنشر لإتصافهم بالأمية قراءة وكتابة باللغة الأم رغم تيمنهم بالروح القومية وتبعيتهم تحت راية تسميتها المتعارف عليه. وبطبيعة الحال لهذه السلبيات أسبابها المختلفة التي يدركها كل واع ٍ، التي منها فقدان المدارس الرسمية ووسائل الإعلام المؤثرة وغيرها من السلبيات المؤثرة لوجود أمة ما تتلاعب بها سلطات الدول الحاكمة أو المتنفذة بحكم السياسات المذهبية والعنصرية والمخاصصة، وعلى وفق خاص ومتميز من تدعمهم قوى الدول المسلحة بطمع ونهم أهداف المصالح الخاصة والعامة دولياً.
لهذا أود القول هنا، بأن لغتنا الآشورية وبكافة تسمياتها تتحلى وتتصف بالثراء، وإن لم تكن متميزة بذلك الثراء لما كان بإستطاعتنا أن نحافظ عليها لحد يومنا هذا بإسلوب المحادثة والقراءة والكتابة أو التدوين نوعاً ما ، بالرغم من محدودية القسم الثاني مما أشرنا إليه آنفاً.
على ضوء ما نوهت عنه وذكرت أعلاه عن اللغة الأدبية واللغة المحكية، ينبغي أن نستنبط مفارقة بين اللغتين المتداولتين الكلاسيكية والمستحدثة أي التقليدية والمعاصرة التي هي بمستوى المحكية في الكتابة وذلك بدافع سببين رئيسيين هما:
1.   المفارقة بين قواعد اللغة الكلاسيكية والقواعد المستحدثة عن نبع التقليدية مع بعض التغييرات في التهجئة واللفظ.
2.   أسلوب التعابير بالمفردات الغامضة والثقيلة على مسمع ووعي السامع والقارئ.

ومن خلال تحليل تلك النقطتين نصل لخلق ثلاث مدارس أدبية متفاوتة بناءً لما يلي:

ا. مدرسة اللغة الأدبية الكلاسيكية المحصورة في الهياكل الكنسية ووعي بعض الأدباء والمهتمين إضافة على المستوى الأكاديمي للمعاهد والجامعات التي تعترف بتلك اللغة الأدبية.
ب. مدرسة اللغة الأدبية المزدوجة أي المطعمة بالمفردات الكلاسيكية والمستحدثة في اللغة المحكية بهدف تعبئة الفراغ مما هو في اللغة الكلاسيكية عوضاً عن إستدانة وإستعمال مفردات متعارف عليها في لغات أخرى.
ج. مدرسة اللغة الأدبية المعاصرة المبنية على صيغ ومعايير اللغة المحكية والمستعارة التي فرضت موقعها في المحادثة بحكم الجوار وعوامل الهجرة والإغتراب وغيرها من الأسباب.
إن هذه المدارس الثلاث، فيما إذا قارنا بينها نجد فرقاً واسعاً بين من يعتمدها من الكتاب والإدباء والقراء، وخاصة لدى الذين ينشرون نتاجاتهم في المجلات سواء  في الوطن الأم أو ديار الهجرة، وكذلك على صفحات الإنترنيت ووسائل الإعلام الأخرى السمعية والبصرية، رغم أن أهداف كل واحد منهم هي خدمة اللغة وفق إمكاناته ومداركه وخلفيته الثقافية والتعليمية.
كما وأنه لا يخفى بأن اللغة الكلاسيكية لغة بالغة الثراء، ولكن ما هو عدد وحصيلة مدركيها ومن يتفهمها بشكل مقنع؟ أترك الجواب لكم.
وإن كانت اللغة الثانية المزدوجة بالمفردات الكلاسيكية والمعاصرة أي المستحدثة يجدون صعوبة في تعلمها وفهمها، ماذا يمكننا القول عن الكلاسيكية؟!
سؤالي هنا أتقدم به لأولئك الذين يُدلهموا أنفسهم ويقمطوها باللغة التي نصفها بالقديمة، فما هو عدد قرائها؟ دعهم هم يجيبون بأنفسهم.
إن كان تساؤلي هنا من العجب، فماذا يمكننا القول عن مارتن لوثر الألماني (1483 ـ 1546) ( الذي غَيّر اللغة اللاتينية للكتاب المقدس إلى لهجة اللغة المحكية العامية؟! حيث عمل تأثيراً كبيراً بمثابة ثورة ثقافية ولغوية استطالت اللغة الإنكليزية مع خلق وإنبثاق لغات مستعملة في الدول الأوربية بدلاً من اللغة اللاتينية المألوفة بالمقدسة إلى القرن السابع عشر. وبمثيلها في اللغة اليونانية التي نبعت واستحدثت باللغة المعاصرة المستعملة حالياً.
وكذلك الحال مع اللغة العربية الكلاسيكية المحنطة في قوالب المعلقات التي لم تعد تستعمل من قبل مشاهير الكتاب والشعراء في عصرنا الحالي. ودعوة الكثيرين منهم لتطويرها واستحداثها مع متطلبات العصر التقني لسرعة الفهم وإدراك جوهر المعاني، بحيث أن القسم المعاصر منهم يؤكد بأنها تلهث إلى الزوال، ومن الأولى إستعمال اللغة المحكية النابعة من تشذيب اللهجات المتفاوتة كلغة حية كونها الأكثر فهماً ومرونة لمسار الأدب المعاصر، كما نادى بذلك الكاتب العالمي الشهير جبران خليل جبران (1883 ـ 1931) عن مستقبل اللغة العربية حين أشار في مقالة (لكم لغتكم ولي لغتي) بقوله: (لكم من اللغة العربية ما شئتم، وأي منها ما يُوافق أفكاري وعواطفي)، وكذلك الكاتب المصري سلامة موسى واللبناني أنيس فريحة ويوسف الخال وغيرهم. كما وكان قد نحى منحاهم الأب الآشوري العراقي المرحوم بولص بيداري  (1887 ـ 1974) في كتابه الشهير الموسوم (قنبلة الأب بيداري) لمقارنته بين العربية والسريانية، المطبوع والمنشور عام 1936 في بيروت. إضافة للعديد من رواد الأدب واللغة الذين يجسدون ذات الفكرة. 
ولدى عدد من الكتاب الغربيين أيضاً عن محاور لغتهم المستقبلية تناولوا ذات المنحى من أمثال الأمريكيين الشهيرين عزرا باوند (1885 ـ 1972) وتوماس ت إليوت (1888 ـ 1965) والإنكليزي وليم ييتس (1865 ـ 1939) وغيرهم من الأوربيين بهدف الحداثة وفقاً لإنجازات التطور الزمني بغية بناء حضارة جديدة من خلال الإختراعات والإكتشافات المعاصرة. 
ولكي أكون على يقين من طروحاتي، ليحاول ويثابر القارئ المتمكن من اللغات العربية والإنكليزية والسويدية على مطالعة نصوص ما قبل مائة سنة ويقارنها مع نصوص اليوم ليلاحظ الفارق الذي نعنيه من حيث ما طرأت عليها من تغييرات.
وهنا في سياق موضوعنا (أعني بذلك اللغة الآشورية) تصادف القارئ بعض الأشكال من المفردات والمصطلحات المنحوتة والمشتقة من اللغة القديمة أي الكلاسيكية من جذور اللغة الأكدية الآشورية البابلية مع صفات أخرى التي هي من نبع اللغة الدارجة التي هي من ذات الجذور، لكون البشرية في البدء استعملت رموز مختلفة للفهم والإفهام بواسطة إشارات تجسدها الرموز الصورية وكذلك من خلال الأصوات الرمزية الخاصة والمعبرة التي تؤكد بأن الإنسان استعمل فيما بعد لهجات التعبير الخاصة به شفوياً قبل التدوين الكتابي الذي تمت معرفته على مراحل الزمن بالكتابة الأدبية.
ولهذا ليس من الغرابة أن يتم إعتماد إستعمال اللهجة الآشورية المحكية أو الدارجة النقية كلغة أدبية لإدبنا المعاصر، بالرغم من وجود العديد من اللهجات النابعة من جراء أسباب متفاوتة كظاهرة الجوار والمناطق الجغرافية بتأثير البيئة والمحيط شمالأ وجنوباً إلى جانب ظروف الطبيعة الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والمعايشات المناطقية والإقليمية.
ومن ذلك المنظور يعوزنا تشذيب وتصفية تلك اللهجات والتأكيد على لهجة موحدة جامعة وخالية من الألفاظ الصوتية للحروف المستعملة في الكلمات المنطوقة مناطقياً، مثلما نلفظ على سبيل المثال كلمة الدجاجة (كثَيثا) حين نلفظها ( كتَيشا، كتَيسا، كتَيتا، كتَيثا وكثَيتا) وهكذا دواليك مع ما لا يحصى من المفردات من حيث التهجئة واللفظ غير الصحيحين.
من المؤسف حقاً بأن هكذا صعوبات لا تقتصر على المتحدثين فقط، إن كانوا على دراية من التعليم اللغوي أو عكس ذلك، بحيث يلتقي كل متمكن من اللغة بعدد كبير من المفردات بذات الشكل في نصوص التلاميذ المبتدئين، وكذلك الأمر والحالة ذاتها لدى بعض الأدباء والشعراء المعاصرين المعتمدين على الملافنة الذين هم بحاجة للتعلم، من الذين يشمروا عن ساعديهم ويقووا أصابعهم على رسم بعض الحروف والصور الإيضاحية بزخرفة بعض الصفحات على هيئة كتاب تربوي تعليمي لغرض التعليم الصحيح، بينما هم بعيدون كل البعد عن مبادئ النحو والقواعد والعلوم التربوية والنفسية التي هي من أسس عملية التعليم.

الخطأ الآخر الذي يضاعف الصعوبات هو من يجاهد ويثابر الغوص بفخر في يَمّ اللغة ومحاولة وضع قاموس وفق إمكاناته اللغوية المحدودة، بالرغم من إيجابيات العمل وجدواه على إثراء لغتنا ومكتبتنا أينما كنا. وفي الوقت ذاته بأنه عمل يكتنفه من العمل الشاق وقضاء الوقت الطويل والمضني على إتمامه، نرى بأن كل من يجد في نفسه الإمكانية اللغوية على قدر ما، يقدم على حشر تفسيراته بما يرتأيه لغوياً من حيث التهجئة والتصريف والتراكيب بمفارقة متفاوتة، ليعتمد كل من هو بحاجة على القاموس الذي يناسب أفكاره. هذه هي الصورة التي تتراءى لنا في تلك القواميس المستحدثة، ما عدا الكلاسيكية الأكثر صعوبة لأولئك الذين ليست لديهم معرفة كافية بأسسها القواعدية وشروحاتها الغامضة بمنهجية التأليف كما يبدو لنا في تآليف جهابذة اللغة من أمثال المطران توما أودو والمطران أوجين منّا بالخط الشرقي وباللهجة الشرقية ومن قبلهم حسن بن بهلول وجبرائيل قرداحي باللهجة الغربية وما لحقها بلغات أخرى كقاموس سميث وقاموس ماكلين وقاموس لويس كوستاز وقاموس الكسندر اوراهم الذي يعالج مفردات قلما تجدها في مكان آخر كونه جمع ما تداوله أبناء شعبنا في مناطق سكناهم وعلى غرار ما أقدم عليه ماكلين، وبالتالي المعاصرة منها التي عنيناها بتفاوتها الإيضاحي مع تقديرنا لجهودهم. آملاً أن لا تؤخذ ملاحظتي هذه من باب الطعن للبعض منهم، وتمجيد البعض من المحدثين طالما تعددت العشرات وبلغات مختلفة إلى جانب الآشورية ـ السريانية بالحرفين الشرقي والغربي.

مغالطات تفرضها الإرادة الفردية

من المؤسف له حديثاً إن ما رأيناه وعشناه وعانيناه في الوطن الأم في بداية السبعينيات وما تشهد له تدوينات بعض زملائنا من الكتاب فيما يخص ويتعلق بالتسمية اللغوية، أن نجدهم وقد إنجرفوا في تيار آخر بدحض ما آمنوا به ونكرانه بين ليلة وضحاها، بعد أن تواطئوا مع المصالح الشخصية في المؤسسات التي تولوا فيها صفات التسميات البراقة. ولكي أكون أكثر وضوحاً وصراحة ليحاول كل قارئ حريص ومتابع فطن أن يقارن بين تلك كتاباتهم في أيام النضال السلبي وكتاباتهم بما هو عليه اليوم، وخاصة المؤرشفة منها في مجلة " المثقف الآثوري" بقسميها العربي والآشوري ومجلات أخرى كانت تصدر في حينها.

وعلى شاكلة ما ذكرناه تطاول البعض من أكادميينا على خلق تسميات بشكل مصطلحات على المألوف أيضاً من تسمية اللغة الآشورية بمصطلح "السورِت أو السوريث" أي لغة السوريث التي قد تعني باللغة العربية " اللغة عربياً" بدل اللغة العربية. ومن يفقه تنسيبها حين نقول اللغة السورثية أو السورتية.
أنا لا أريد الخوض هنا في جذور تطور اللغة الأكدية البابلية ـ الآشورية وتحويراتها الزمنية المرحلية النحتية المتعاقبة بسبب الشين والسين والثاء والتاء ودوافع النزعات القومية والإثنية والمذهبية لوسع آفاقها بما تولده من مسوغات وتبريرات منطقية وشائكة غير منطقية لحاجة (لغاية) في نفس يعقوب. 
 
والأدهى من كل ذلك أن يَقـْدِمَ البعض بفرض إجتهادات شخصية لما هو مألوف اليوم ومنذ تأسيس أول صحيفة آشورية في العام 1849 بتسميات مغايرة لتسمية (مغلتا إو سبار زونا) التي يُعنى بها المجلة أو الصحيفة أي الجريدة لما اعتاد عليه ابناء شعبنا على تلك التسميات منذ أكثر من قرن ونصف، بإضافة وإستعاضة مصطلح " گلپارا " بحجة تسميتها أكاديمياً. وهنا لا أريد الخوض في معمعة الإشتقاق اللغوي لتلك التسمية الهجينة ، مقارنة  بالعربية التي هي من الساميات وإستعمالها للمنشورات الأكاديمية معنونة بالمجلة الأكاديمية وليس الجورنالية كما في الإنكليزية ولغات أخرى مقاربة.
نحن هنا بصدد التسهيل اللغوي وليس التعقيد بإضافة بديل لما ألف عليه أبناء شعبنا. أما أن يكون المُقتَرَح من أجل رأي  المًقترِح وملاطفة البعض للفكرة إعتباطاً، فهذة مسألة فيها وجهة نظر. ولكي لا يُتّخد موقفي سلباً، أؤيد كل من يرنو ويتبحر في إيجاد ما لم نجده في لغتنا، وأن لا نزيد من ثقل ما ألفناه رسمياً.
وبذات المنحى آخر ما ورد سمعي في الآونة الأخيرة أن ينبري أحدهم في إذعان مخيلته بإصطلاح مفردة "سبيرا" لكلمة الدكتور الأكاديمي المألوفة في كافة لغات العالم، علماً بأن "سبيرا" هي من جذر "سپر وساپر، سَپرا، سپروتا " أي الأدب واشتقاقاتها الأخرى ومنها التي تعني صفة العالم والفاهم والمتبحر وغيرها من المرادفات التي هي صفات لها مثلما في العربية التي تتجاوز العشرات بل المئات لبعص التسميات. ولطالما هي من مصنفات المعنى الأدبي، فما الحال للمتخصص كدكتور في مجال الكيمياء والفيزياء والرياضيات والرياضة وغيرها من العلوم، فهل من الممكن أن ننعته سبيرا الأدب الكيمياوي وغيرها؟ وهناك من لم يتأهل أكاديمياً لنيل حرف الدال (د. أي دكتور) ولكن يعادل بمعرفته المئات منهم. فهل يجوز أن ننعته بذات المصطلح الذي يعنى بذلك صفة حامل شهادة الدكتوراه كأعلى مؤهل جامعي؟. وهل كل الذين يحملون شهادة الدكتوراه ينبغي أن ننعتهم بلقب " سبيرا "؟ والتي من معانيها: الأديب، الخبير، العالم، العلامة، الحكيم، الحاذق، البليغ، الماهر في مجالات متنوعة بدلاً من كلمة دكتور، علماً بأن المؤهلات التخصصية للعديد منهم لا تناسب ولا ترتقي لمفاهيم المعاني المقصودة. مثلما انتشرت عادة نعت غير المتخصصين علمياً في حقل التعليم بلفظة " رابي أو ملپانا "، وكما إتسع مدلولها بالعربية لكل مهنة سواء عن قصد إو غير قصد وعلى وفق خاص في لبنان على سبيل المثال.

ومن الجدير ذكره بأن النبع الذي نعتمده هو ما دونه فطاحلة اللغة بالخط الشرقي من أمثال المطران توما أودو وأوجين منّا وغيرهم في القواميس العصرية ، وعلى شكل متميز ما دبجه أودو بشروحاته باللغة الكلاسيكية (القديمة كما ننعتها) وإشارته لمعنى كلمة " سپيرا وجمعها سپيرِ أي ܣܦܝܼܪܵܐ ܘܣܦܝܼܪܹܐ" التي تعني: (ܝܠܝܼܦܵܐ يليپا: أي المتعلم)، (ܡܕܲܪܫܵܐ مدَرْشا: أي خبير، عالم، أديب وضليع) ، (ܡܲܠܦܵܐ ملپانا: أي معلم، مدرب/ متعلم، متدرب) عكس ( ܗܹܕܝܘܼܛܵܐ هِديوطا: أي أميّ ، ساذج ، أبله) و(ܣܲܟܼܠܵܐ سَخلا أي جاهل، أحمق)، و( ܦܫܝܼܛܵܐ پشيطا: أي بسيط وغيرها من المرادفات) و (ܘܲܒܼܪܝܼܪܵܐ واوريرا أي بريرا بمعنى غبي، جاهل، ساذج، وديع وغيرها) بإعتماده وإستشهاده بمقولة اللغوي الشهير مار عوديشو الصوباوي بمفردتي ( ܠܣܵܦܪܵܐ ܣܦܝܼܪܵܐ لسَپرا سپيرا أي للمعلم البليغ أو الخبير أو الفقيه الصوباوي) حيث قال: (ܡܲܠܦܵܢܵܐ ܣܦܝܼܪܵܐ ملپانا سپبيرا أي المعلم أو الأستاذ البليغ ومرادفاتها. والقلم والعقل واللغة والوعي وغيرها ص 660 قاموس كنز اللغة السريانية وكذلك ص 509 قاموس منّا من حيث المعنى.
ولنفترض بأن إستعمال مصطلح الدكتور الخاص بالدرجة العلمية من الأخطاء الشائعة الإستعمال في لغتنا فماذا نقول عن التعابير العربية حين تتصدر ألواح الأطباء على جدران بنايات مكاتبهم الدكتور فلان ليتبعها طبيب أخصائي في كذا وكذا، علماً بأنه يحمل شهادة البكالوريوس في الطب وليس الدكتوراه. وبما أن كلمة طبيب تعني العلاج وبالإنكليزية (Medical doctor) ولغات أخرى أيضاً فما الضير من إستعمال الدرجة العلمية لحملة (PHD) العليا بذات المعنى. إضافة للكلمة المرادفة (حكيم) التي هي الأخرى يُعنى بها الطبيب إلى جانب العاقل والفيلسوف ودكتور بالإنكليزية ، علماً بأننا نستعملها في لغتنا بذاتين المعنيين.
   
إن كان الأمر أو الموضوع بهذه البساطة السهولة في استنباط واستنتاج مفردات بديلة عوضاً عن المألوفة والمتعارف عليها فلماذا لا نغير كل دخيل متسع الدلالة بعمومية استعماله عالمياً؟ بالرغم من الشروحات المحصورة بين هلالين لكل مصطلح، ومنها على سبيل المثال لا الحصر كالفيلسوف (محب الحكمة) والديمقراطية (حكم الشعب) والكلاسيكية (القديم والنموذجي) ونقيضها (الرومانطيقية)، والتكنولوجية (علم الإداء والتطبيق) والأكاديمية والقائمة تطول، وبالتالي ما شاكلها من المصطلحات التي لها صلة بالدرجات العلمية كحامل وثيقة أو شهادة الدبلوم والبكالوريوس أو الليسانس والماجستير التي ترجمها البعض بتسمية رَبّانا. فلماذا إذن نستصغر هذه التسميات وعدم إيجاد اشتقاقات تصريفية بلغتنا ونتعلق بمفردة واحدة يتوجها حرف الدال (د.) مع نقطة مصغرة؟ هل لكونه يمثل أعلى درجة علمية؟ أم لأسباب رؤى  إجتهادية خاصة للتعقيد اللغوي؟!
وفي خاتمة هذه العلة أتساءل هنا: في حال تسميتنا أو نعتنا لإسم الدكتور بإسم سبيرا، ماذا سننعت البروفيسور.
لذا أود الإشارة هنا بأن ما لنا اليوم في عصرنا الحالي لا زلنا في منتصف الطريق نخطو بخطوات وئيدة في العديد من مجالات الحياة، وما نحن بحاجة إليه تبسيط ما يصادفنا، وليس تعقيده بما لا يستلزم التعقيد.
دعونا ننتشل خيوط الأمية المتفشية فينا أولاً، ومن بعدها نرحل في تغريدنا بما يلزم التغريد. ومن ناحية أخرى من منا نحن الذين نشكل حلقات أدبنا المعاصر في كتاباتنا لم نقع في الشباك التي تقتنص هفواتنا حين يغرد كل واحد على إجتهاد هواه. أين نحن إذن من البساطة والمرونة والإستدراك على تقبل الرأي الصائب من قاعدة الإحترام فيما يقدم عليه كل واحد منا؟! إذن دعونا نعترف وبحس مرهف ومنطقي ونمتثل بمقولة: (ما هكذا تورد الإبل).

وعلى ما يبدو لي من عمق تجاربي وعلاقاتي وإتصالاتي بمن يتنسمون في رياض الأدب أراهم وكل واحد يعصف بما يلفظه يراعه ليتبوأ برجه العاجي شاهراً رمحه ليوجه لمعان ظلاله في عيون من ينظرون بوسع البصر، لتمثلهم بأساليب تلك المكونات الحزبية التي نألف واقعها بشهر سيوفها ضد بعضها وعن كثب بالخفي والعلن.
 
وأحياناً ترى العكس لدن مَن قوي عوده في رياض الأدب وأثمرت نتاجاته، لتجد في بعض مضامينها من الهفوات ما لم تتوقعه، وقد يكون ذلك بدافع السهو أو أن حيرة التصريف لمفردة ما بذات المعنى في ذات الصفحات أي بين صفحة وأخرى تدعه يدونها بطريقتين مختلفتين، فيمد سبابته ليرشدك بما هو الأصح، متغافلاً بأنه هو أيضاً إلتهمت نصوصه ذات الهفوات، ومن جملة ذلك أن يكتب في صفحة (سوف: ܒܹܕ ܘܒܹܬ) و ( تحت : ܬܚܘܼܬ ܘܬܚܘܿܬ ) و (عندها أو حينذاك: ܗܿܝܓܵܗ، ܗܵܝܓܵܗܿ، ܗܵܝܓܵܐ ܘܗܿܝܓܵܗَܐ) و (طبيعة الحال: ܗܲܠܒܲܬ ، ܗܲܠܒܵܬܵܐ ܘܐܲܠܒܲܬܵܐ) و (جيد أو حسِن: ܨܦܵܝ ܘܨܦܵܝܝܼ) و ( شخص: ܦܲܪܨܘܿܦܵܐ ܘܦܲܪܨܘܼܦܵܐ) و (القارئ: ܩܵܪܘܿܝܵܐ ܘܩܲܪܝܵܢܵܐ) وهناك ما لا يحصى على هذه الشاكلة من حيث التهجئة أو الكتابة الإملائية والتصاريف والإشتقاقات، ناهيك عن ما هو من مفردات ومصطلحات لغات أخرى كاللاتينية واليونانية على سبيل المثال لا الحصر، كما أشرنا في مطلع موضوعنا. ونحن هنا لا نُبرئ أنفسنا وننزهها من هذه الإشكالات التي يألفها كتابنا مهما كانت مستوياتهم التعليمية.
وليكن في علم كل واحد منّا بأنه ينبغي قبل كل شئ من ذوي الإهتمام اللغوي إن كانت نظرتهم ولا زالت الإستحداث أن لا يرموا صنارتهم في بحر اللغة إعتباطاً ، أي دون علة أو سبب مقنع لإنشاء وتوليد ما يدور في مخيلتهم فقط، ما لم يميزوا بين عاملي التصريف والإشتقاق بغية الإستحداث والتطوير.
لذا ينبغي معرفة التصريف بأنه علم ومعرفة يبحث تراكيب المفردات من جذور الأفعال والأسماء بزيادة ونقصان الحروف والقلب والإبدال إضافة لأهمية دور إستعمال الحركات.
وأما الإشتقاق، رغم سعة دلالاته، فهو نوع من الإستحداث اللغوي يُعنى به توليد لفظ كلمة من لفظ كلمة أخرى للدلالة المميزة على معنى معين جديد يلائم المعنى الحرفي للمصدر المُعتمد ما لم تتواجد له من المفردات في القاموس اللغوي للغة ما، أو التبسيط في إنتقاء مرادفات تماشي مفاهيم التقدم العلمي والحضاري، وبما يعرف أيضاً بالتماثل اللفظي المگرشن (لفظ كلمة أجنبية بحرف لغة أخرى) كما هو الحال في الكثير من المصطلحات الأجنبية أو الدخيلة على لغة ما، مثلما نكتب نقول: التقنية والإستراتيجية والديموغرافية والبيولوجية والأوتوقراطية واللبرالية والبروليتارية والإنترنيت والكومبيوتر وغيرها في العديد من العلوم.

الخلاصة التي تحتم علينا القول إن عملية الحداثة اللغوية لا تفرض استحداث مفردات هي أصعب مما تألفه عامة الشعب، ولا حشر مفردات هي في غاية الصعوبة على مثقفينا، لكون البعض منها لا مكانة لها في القواميس بدافع الإجتهاد الشخصي المنفرد. فإن كان كل مهتم باللغة الأم وبوازع فردي أن يجد فيما يرتأيه من باب التطور اللغوي فيما يكتبه، فهل تظن بأن ثمة من يعتمده في وسائل الشبكات الإعلامية بما تشمله السمعية والبصرية والكتابية؟! لا أظن ذلك. بسبب محدودية القراء، ومحدودية عدد من يدعموا مؤلفينا باللغة الأم وبنسب ضيئلة جداً، حسب ما تؤكده نتائج إصدارات مؤلفينا التي تركدها الرفوف العالية والسراديب النتنة. لذا فأنه من الواجب أن نوسع دائرة الإثراء اللغوي في المجال الأدبي من خلال ما يناسب الناشئة أولاً وبالتدريج من موضوعات خاصة بالأطفال والشبيبة لخلو أدبنا من هذه الموضوعات المشوقة للإهتمام الأدبي.

( نقلاً عن العدد 18 حزيران 2017 من مجلة " أترا " أي الوطن ص 65 الصادرة في استراليا صوت الحزب الآشوري الديمقراطي).


134
ܫܪܵܪܵܐ ܟܹܐ ܦܵܐܸܫ ܓܸܠܝܵܐ ܘܡܘܼܚܙܝܵܐ ܒܝܲܕ ܐَܢܵܫܹܐ ܫܲܪܝܼܪܹܐ، ܚܲܝܵܐ ܓܵܢܘܼܟܼ ܪܲܚܡܵܐ ܐܕܝܼ ܠܗܲܕܟܼܵܐ ܡܲܢܗܲܪܝܵܬܹܐ
ܡܝܼܟܼܵܐܝܠ ܡܲܡܘܼ

135
ܡܝܲܩܪܵܐ ܟܲܫܝܼܪܵܐ ܘܛܲܢܵܢܵܐ ܡܲܠܦܵܢܵܐ ܩܫܘܼ ܚܩܝܼܪܵܐ
ܘܵܠܝܼܬܵܐ ܥܲܠܲܢ ܕܡܵܪܡܲܚ ܠܩܲܢܝܲܢ ܐܲܡܝܼܢܵܐܝܼܬܼ ܘܣܵܪܛܲܚ ܡܵܐ ܕܦܲܩܕܵܠܲܢ ܐܸܢܝܲܬ ܒܘܼܬ ܟܠ ܚܲܕَ ܦܲܪܨܘܿܦܵܐ ܕܡܲܩܪܘܿܒܼ ܬܸܫܡܸܫܬܵܐ ܒܕܸܟܼܝܘܼܬܵܐ ܩܵܐ ܒܢܲܝ̈ ܐܘܼܡܬܹܗ. ܘܒܘܼܫ ܝܼܠܵܗܿ ܐܲܠܨܵܝܬܵܐ ܕܦܵܐܸܫ ܡܝܘܼܩܪܵܐ ܗܿܘ ܦܲܪܨܘܿܦܵܐ ܒܥܸܕܵܢܵܐ ܕܝܼܠܹܗ ܚܵܝܵܐ ܒܗܿܝ ܕܝܼܠܹܗ ܒܥܒܼܵܕܹ̈ܗ ܡܵܘܬܪ̈ܵܢܹܐ ܚܫܝܼܒܼܵܐ ܐܲܝܟܼ ܣܵܗܕܵܐ ܚܵܝܵܐ ܕܠܵܐ ܝܕܵܥܬܹܗ؛ ܒܘܼܬ ܗܵܕܵܐ ܘܵܠܹܐ ܝܠܵܗܿ ܥܲܠܲܢ ܕܡܲܩܪܸܒܼܵܚ ܕܲܪܸ̈ܙܝܵܬܹܐ (ܕܲܣܝܵܬܹ̈ܐ) ܕܗܲܒܵܒܼܹ̈ܐ ܩܵܬܹܗ ܘܗܿܘ ܒܲܝܢܵܬܲܢ ܒܣܘܼܥܪ̈ܵܢܹܗ ܛܵܒܼܹ̈ܐ ܘܟܲܫܝܼܪܹ̈ܐ ܠܝܸܗܒܼܵܠܬܹܗ ܚܲܝܠܵܐ ܠܡܲܒܪ̈ܵܝܵܬܹܐ ܕܐܸܣܟܹܝܡܹ̈ܐ ܚܲܕَܬܹ̈ܐ ܡܵܪܹܐ ܝܘܼܬܪܵܢܵܐ ܩܵܐ ܒܢܲܝ̈ ܥܲܡܹܗ ܘܩܵܐ ܒܲܪܢܵܫܘܼܬܵܐ ܒܐܘܼܪܚܵܐ ܕܪܹܫܘܼܬܵܐ (ܕܘܼܓܼܡܵܐ) ܐَܢܵܫܵܝܬܵܐ. ܬܵܘܕܝܼ ܣܵܓܝܼ ܠܡܵܐ ܕܣܪܸܛܠܘܼܟܼ ܪܲܚܡܵܐ ܚܩܝܼܪܵܐ ܘܟܲܫܝܼܪܵܐ.
ܡܝܲܩܪܵܢܵܟܼܘܿܢ ܐܲܡܝܼܢܵܐܝܼܬܼ
ܡܝܼܟܼܵܐܝܠ ܡܲܡܘܼ

136
وما أحلاك يا أخ جورج حين تشاركنا ذات الشعور، لتعلن المساواة بإحساس يقظ. وحتماً يبقى الصديق الصادق الصدوق والحقيقي كتلك المرآة التي ترى نفسك فيها، وبالأخص حين يمنحك الثقة لتوافيه وتمنحه بذور الإخلاص. آملاً لك الصحة فيما تسعى إليه ولتلك أحاسيسك التي تنبع منها ما تحلم به وبما عودتنا عليه دوماً.
ميخائيل

137
نعم استاذنا الشاعر.. ان الحدث الجلل المؤسف له يجسد تراجيديا مروعة.. بطلها من ضحى بحياته من اجل العلم والمعرفة، وأن ما ذهبتم اليه هو عين الحقيقة في زمن ثقافة الإجرام الذي تضيع فيه القيم، وعلى ما يبدو إننا نعيش عصر الجاهلية الأولى باساليب مستحدثة.. ألف شكر لتعقيبكم بمشاعركم المرهفة وأنتم أبلغ العارفين بأحاسيسكم الشعرية.
ميخائيل ممو
 

138

مرثية ومناجاة لروح الشهيد د. إلياس أسحق


ميخائيل ممو

(أن تؤمن وتعترف بصديق بعيد، هو خير لك من قريب مراوغ عنيد، تتلاعب بأحاسيسه غيرة التفنيد. هذا ما استخلصته من واقعة صديق الصدفة الشهيد د. الياس اسحق)

كيف أرثيك
 كيف أبكيك
وكيف أعزي ذويك
يا رفيق درب الصراحة
فأستميحك العذر بلآلئ الفصاحة
يا إلياس
يا من عمذت اسمك
بعطورٍ من أرقى الغِراس
ليشع نورك قدوة النبراس
بحسن خصالك النبيلة السامية
بما إقتنيت من علوم أصيلة عالية
لسنوات طويلة
وبما أسديت من نصح الفضيلة
لأبناء جلدتك من العباد
ولأبناء مجتمعك في أنحاء البلاد
ولكل من عاشرك من الأجناس
من بني الريف والمدن من الناس
من ذوي الإحسان والإحساس
 ***
دعني أناجي روحك بودٍ واحترام
وبكل ما يرويه فيض الكلام
عن فاجعة الخصام
لا الرثاء
لا البكاء
ولا العزاء
يجدي نفعاً
رغم كل آثار المحن
بعد ذلك الرحيل العليل
الذي حقاً ما له مثيل
بإختفاء سِر ولُغز الدليل
في العصر الذي ابتلاه مبدأ التنكيل
لنقُلْ وآسفاه
ليتك طاوعت
رأي أخيك ورأينا
بما ارتآه وارتأينا
بفكرة الرحيل البديل
لكنت حقاً قد تجاوزت
معضلة الجريمة النكراء
وحيرة التأويل
على يد من ارتضى
واقتدى
بفعل ما أقدم عليه شبيه قابيل
بخيانة ٍ
وبغدر أخيه هابيل
فأمسى عصرنا عصر مخيف
يدور في دهاليز صراع عنيف
لا يُؤتمن فيه
لا القريب، لا البعيد
لا ولا حتى العفيف
***
الذكريات
تؤرقني من أول لقاء
يوم أبديت لي حُسْن الإداء
مُستقبلاً إيايَ
ببالغ الإمتنان والوفاء
في ميناء إيستاد
إلى مدينة بوزنان
قضيناها بالصبر والسلوان
بتوصية مرشدك النبيل
ابن عبد الله ميخائيل

لتكون لي الدليل
بإقتفاء الدرب الطويل
فكنت حقاً نِعمَ الخليل
ليمتد اللقاء فيما بعد
بالسهر والسمر
مليئاً بالأحاديث والفِكَر
دون ضجر
إسبوعاً قضيناه معاً
تُؤطره وتُعطّره
ألحان أنغام الشجن
وكأن تلك الأيام الغابرة
لحظات عابرة
لا تعاد بالميعاد
رغم البعاد
إلا بعد فترة
إكتواها عمر الزمن
أنا في الشتات
وأنت بديار الوطن.
طالت الأيام
وطال الإنتظار
فأعقبتها السنون
وشدّ بنا الحنين الدفين
أن نعيد اللقاء المرتقب
عن كثب
بما أوحاه شوق الطلب
في ربوع قرى الخابور

بإعادة أيام ٍ طوتها
ظاهرة فترة النسيان.
وأخيراً استجاب القدر
بما قد أمر
لنزيح عنّا أفكار الضجر
بدلالة ذكرى الصُّوَر
مجبراً إياي أن نكون معاً
في عقر داركم
بصحبة أخ جديد
ألفناه باسم فهد الوديد
   
ببواكير أحاسيس شعر فريد
وبكل امتنان
قضينا
سهرتنا الساحرة
بأحاديث مؤنسة نادرة
وفي ظهيرة يومنا التالي
استضافتنا
مياه رأس العين النابعة
الناصعة الشافعة النافعة
لنقضي وقتاً ممتعاً

أزحنا فيها الكروب
وقبل أن يهجم علينا الغروب
لبينا نداء الأحبة بكل إعتذار
من كانوا في أمل الإنتظار
في مقصف سيروب القريب
بمرجه الفتان من الأفنان
ومن ضَمّنا بأجمل الترحيب
فآنستنا صدى الألحان
بصوت إبن هومه المطرب الفنان
فلَعَنّا لظى النسيان
بتمجيد ما توحيه الصِدَف
لنيل الهدف

عن خوالي السنين
وبأحلى ما دونه التاريخ
من جديد
بفرحة يوم نوسرديل المجيد
لنا المعين بالأمر اليقين
***

نصائحك
لا زالت عابقة
على جدران الفكر عالقة
لا يطويها الرحيل ولا الحداد
مؤطرة في عمق حنايا الفؤاد
لا يبددها النسيان أبداً
طالما نحن معاً
بالصور الصادقة
زاهية الألوان مع الخلّان
بتعاليق الفرح
وتلك أحاديث المرح
وفاءً لحنانك بوحي الضمير
لقوة إرادتك كالقمر المنير
لصدق كلامك بأصدق التعبير
لوسع مداركك بطابع التنوير
بصفاء نيتك كمرشد خبير
ولكل ما احتواه وعيك في المسير
بدلالة ما تبوأت
من مناصب عالية
بين دير الزور وحلب الشهباء
والحسكة الباكية

لتكون الأخيرة
دالتك المنشودة
وأنت تخاطبني
بين الحين والآخر
بتساؤلات
ما الحل؟!
ما العمل؟!
أهم ما يهمني
إنقاذ ولديّ
فلذات كبدي
من الظروف القاهرة
بلعنة أيدي البرابرة الغادرة
فطال جواب الإنتظار
وإختفى منك القرار
لردك الحتمي
وإذا بك تقرر البقاء
ليحتم عليك الجفاء
في الخفاء
بما لم ينتظره القدر
لا ولا حتى الأنبياء
وبمن قدسته
وعرفته
من أقرب المقربين
الذي لا زال قلبه
يعصره الألم
وينهك خلاياه الندم
ليعيش حياة العدم
ممزوجة بدواهي السأم
دون أن يفصح
بحقيقة ما اقترف وفعل
بما تراءى له وانتحل
ومن غير أمل
فحتام سيبقى
سر الجريمة النكراء
يطويها الخفاء؟!
ليعيش أبناء الرعية
في تأويلات
غير مُرْضية،
وحتام سيعيش
المقربون يحلمون
ليل نهار
بأبشع ما احتوته
وأخفته
هكذا جريمة وقضية؟!
***
وفي خاتمة المطاف
روحك تجلت بأجمل الأوصاف والإنصاف
يا من آمنت بالحرية والسلام
فأنت الشهيد، شهيد الوئام

نَمْ قرير العين
في مثواك الأخير
فأنت باقٍ في قلوبنا
لنلقاك في يوم المصير

فالحزن عليك كبير
وها أنت تعانق اليوم
 في أول لقاء لنا
 روح زميلنا ماتييف الخبير
يوم التقيناه معاً بأصدق التعبير
وأسفاه عليك
بما يذرفه اليراع من لوعة التحبير.


141
كيف بي أن أواسيك وجرحنا لم يندمل؟!



ميخائيل ممو

أخي فهد.. أجل، الفاجعة كبيرة على نفوسنا، وبالرغم من كبرها فهي مريرة وأليمة وقاسية.. أن تثمن قيمة إنسان كافح وناضل وخدم الإنسانية وبلغ الغاية في جهده لتطاله رصاصة غدر قذرة في الرأس من يد أقذر وأوسخ أناس عرفتهم البشرية في عصر العلم والمعرفة، جريمة كبرى من أنذل وأبشع ما يدونه التاريخ. لكن شرف الشهادة أرقى وأقدس وسام يُقلد به الشهيد.
وبالرغم من المصاب الجلل بهذا الأجل الذي لم يخطر على بال أحدٍ فإن الفاجعة لا تقل شأناً وهولاً عن تلك التي ألمّت بشهداء الخابور في محنتهم الكبرى في الوقت الذي شدّ المرحوم الفقيد من عزمه في البقاء على تلك الأرض التي ترعرع فيها وعاش بين ربوعها بإرادة صميمية تمسكاً بأقدس مقدساته المتمثلة بإقدامه على الإعتزاز بتربة الوطن وخدمته والتنسم بنسماته بإيمان لا شك فيه بوجوده القومي والوطني غير آبهٍ للمصائب والمصاعب وهو في قمة إبداعاته التي يشهد لها فكره الثاقب وطموحه الدائم بما كان يمليه على طلابه الجامعيين ولأبناء جلدته، وبما كان قد ورثه أيام دراسته الأكاديمية والزميلين د. ميخائيل عبدالله ود. جبرائيل شيعا بجامعة بوزنان في بولونيا منذ عام 1986 لغاية 1992، أثناء مراحله الدراسية العليا وهو يسعى بحرص شديد على تحقيق ما راوده من أحلام بتسنمه درجة الدكتوراه في العلوم الزراعية، وما إستنتجه من دراسته بإكتشافه نوعين من الأمراض التي تصيب المحاصيل الحقلية التي أهلته للعالمية بتسجيل مكتشفه في المجمع العالمي البريطاني إضافة لمكافأته بمنحه جنسية المواطنة البولونية وجواز السفر البولوني تقديراً لجهوده.
إن المحصلة العلمية التي نالها في مجال إختصاصه كان أساسها بالدرجة الأولى ربوع الخابور بتلك مزارعها ومحاصيلها الزراعية التي إنطبعت في مخيلته وأوحت له بالدرجة الثانية أن يلتحق بكلية الزراعة في جامعة حلب (1979 ـ 1983) ليتخرج بدرجة علمية أهلته ليكون معيداً في ذات الجامعة، ومن ثم بعد ثلاث سنوات من خدماته الوظيفية بما فيها الجامعية والعسكرية تم ترشيحه بمرسوم جمهوري من الحكومة السورية لإتمام دراسته وإيفاده إلى جمهورية بولونيا، ليعود ثانية عام 1992 إلى الوطن متسلحاً بأعلى درجة علمية في مجال إختصاصه أهلته ليتبوأ مكانة عالية في ذات الجامعة التي إنتهل من علومها، مستدرجاً خدماته الوظيفية في كلية الزراعة بجامعة حلب، حيث شغل منصب أستاذ مساعد بكلية دير الزور وكليتي الزراعة والتربية في الحسكة من جامعة الفرات إضافة لتوليه عمادة كلية الهندسة الزراعية سابقاً.
الناس الطيبون من ذوي العقل الفذّ والنّير عادة ما تخزنهم الذاكرة على جدران الفكر بوعي دائم.
هذا ما دعاني أن أحتفظ بتلك الذاكرة لحد تدويني هذه الكلمات من جراء ملاقاة الفقيد د. إلياس إسحق لأول مرة مطلع عام 1988 بتجشمه عناء السفر لإستقبالي من محطة وصولي الحدود البولونية دون أية معرفة سابقة به، بغية مساعدتي للمشاركة في مؤتمر الإتنولوجيين البولونيين عن التقاليد والتغييرات في الحياة القروية للأقليات القومية في دول العالم الثالث بجامعة بوزنان. ولمدة إسبوع كنا قد قضينا أجمل أيام من العمر غمرتها بشائر الفرح والسرور بمزحه ونكاته، وإمتداد ذلك المعشر فيما بعد من خلال عدة لقاءات أثناء زياراتي لربوع قرى الخابور التي كان آخرها مثل هذا اليوم الذي أدون كلمتي المصادِف لعيد نوسرديل أي عيد الرشاش حين قضينا يومنا الممتع في مقصف سيروب ورأس العين قبل الأحداث الإرهابية الدامية.
فما أحزنها وأشدها كرباً اللحظة التي غشي بصري بنبأ إغتيال الأخ الراحل إلياس ليغمرني الحزن الأليم مباشرة وبإحساس قوي من الفعل الذي يندى له الجبين بما يقدم عليه الجبناء بقلوبهم الخاوية من الرحمة وبتلك مواقفهم الإنتهازية ليثبتوا بأنهم لا زالوا أحفاد أولئك الذين لوثوا التاريخ بأفكارهم النتنة وبمواقفهم الشريرة دعاة الغش والكذب بديمقراطية اللاديمقراطية ومناداتهم بعدالة اللاعدالة، بدلالة دعوة الخيانة المبيتة التي استضافت ثلاثة من الأبطال الآشوريين بإستهدافهم ونجاة أحدهم بقدرة قادر وإستشهاد الأثنين الآخرين بإياد آثمة كشفت مآربهم السلطات الحكومية.
ليس لي في خاتمة هذه العبارات إلا أن أنقل ما عرفته عن الفقيد وعن كثب بأنه كان لطيف المعشر، وديع النفس، سامي الخلق، نقي القلب، مرهف الإحساس..
رغم كل هذه الصفات التي كان يجسدها وجهه الباسم وملاطفاته المؤطرة بصدق الكلمة وقهقهاته الممزوجة بالبراءة التي تُعد من المآثر الحميدة بحيث لن يدع الزمن مهما طال أمده أن يسدل عليها ستائر النسيان بين من عرفه وجالسه، وعلى وفق خاص في تلك صيدليته الزراعية التي قدّمت أجلى الخدمات لأبناء الخابور والغرباء من المزارعين.
وفي آخر المطاف لا يسعنا إلا أن نعزي أنفسنا أولاً على هذا الرحيل والفقدان القاسي، ونعزي الأخ فهد شقيقه وشريكة حياته وولديه وكل المقربين له.
وها نحن نخاطب روحك الطاهرة ستبقى ذكراك في قلوبنا رغم استشهادك بدلالة من نعوك وأمطروك بشآبيب رحمته بتلك أقلامهم الشريفة الصادقة من المؤسسات الحكومية الجامعية العلمية والأدبية والثقافية والسياسية وكل من عرفك من قريب وبعيد عرفاناً بمودتك وطيبتك ومآثرك. وستبقى تلك الأيادي التي خطفتك وأردتك شهيداً في اليوم الثالث دون أية مساومة ملطخة بدمائك الزكية يؤنبها الضمير طيلة حياتهم إن كانت لهم ضمائر، ولكن مشيئة الله ستشعرهم بأنهم غارقون في بحر من الظلمات مهما سعوا في الغفران عن آثامهم وأفعالهم الشنيعة.
دعني أيها الزميل الراحل أن أنثر على مثواك الأخير فحوى مفردات البيتين التاليين عوضاً عن تلك الزهور التي تزين ثراك الطاهر.

أرثيك للـفضل الذي أسديـته   للـناس من علم ومن إرشادِ
أرثيك للصلة القديمة والذي   مـا بـيـنـنا مـن ألـفـة وودادِ

نَمْ قرير العين في مثواك الأبدي وأن يتغمدك الباري عز وجلّ برحمته الواسعة ويسكنك فسيح جناته مع الشهداء الأبرار، ويلهم ذويك الصبر والسلوان.

143
إتحاد الأندية الآشورية في السويد وإشكالات المؤتمر العام

بقلم: ميخائيل ممو


الإتحاد كلمة مقدسة.. نعم الإتحاد كلمة مقدسة ، والإيمان بتقديس مفاهيم تلك الكلمة يحقق الإنسان ما يصبو إليه إلى العُلى وشرف العمل. ولكن حين يحيد الإنسان عن مفهوم تلك الكلمة لأسباب تفرضها عليه المنافع الشخصية يكون شبيهاً بذلك الثعلب المراوغ بجلبابه البشري لإقناع من هم حوله من ضعفاء النفوس بلقمة ما لإشباع بخلهم، أو بكأس من الماء لإرواء عطشهم ومقتضياتهم الذاتية.

ومن ناحية أخرى وكما يُقال بأنه في الإتحاد قوة. حقيقة مُثلى لا يمكن نكرانها، حتى من الذين لا يفقهون فحوى صياغتها من الأميين قراءة وكتابة، ولكن متى ما يمتثل بها من له ذرة من الفهم والعقلانية تجده بمطامعه الشخصية ومصالحه المبيتة يكون قد تغافل عنها ليستجمع أعداد الضعفاء على تحقيق مآربه بقوة ضعفهم مقابل من هم ضد ما يؤمن به ليتمكن من فرض السيطرة في المجال الذي يعمل فيه.

فإن سألتني لماذا كل هذا الهذيان المنطقي ـ دعني أنعته بالهذيان ـ لكوني لاحظت بأم عيني وعلى مقربة مثل تلك السلبيات في مجتمعنا المتناثر في دول الشتات، وعلى وفق خاص ومتميز في بلدان الإغتراب التي تدعم جمعياتنا في مناطق تواجد تجمعاتنا السكانية ناهيك عما هو في الوطن الأم. على سبيل المثال ماذا تنتظر من إنسان نفعي ، وبالآحرى من مجموعة على شاكلته حين تضطر به ظروف الحاجة أن يسيل لعابه بإستشارتك وطلب معونتك في حاجة تبرر مواقفه السلبية بغية الدعم والإسناد؟ وبالتالي يدير ظهره عنك في الوقت الذي تكشف حقيقته. أليس هذه خيانة لا يمكن التغاضي عنها؟! أليس هذا التصرف من الذين يثبتون بمعرفتهم  وفي قرارة نفسهم بأنهم يجرمون على أنفسهم؟! أليس هذا الإعتقاد طبيعة يتحلى بها مرضى النفوس ولا ثقة لهم بأنفسهم؟! ألا تظن ـ عزيزي القارئ ـ بأن أمثال هكذا أشخاص مصابون بداء النقص؟! أظنك حتماً تتفق معي ما أنا ذاهب إليه، وحتماً لك ما تضيف إليه إن كنت حقاً ممن عايشت هكذا نوعية من البشر، وأخص بالذات في مجتمعنا الآشوري وبكافة تسميات مكونات.
ولكي أقشر البيضة من شكل تكوينها البيضوي الملون كألوان عيد الفصح الذي لا يل عنهم، أود الإشارة إلى هيئة إتحاد الأندية الآشورية في السويد في مؤتمره المنعقد بتاريخ 26 آذار 2017 بمدينة نورشوبينغ أن يتخذ قراراً بعقد المؤتمر في أحد أقدم الأندية الآشورية في نورشوبينغ، ويعلن عن ذلك في كتبه الرسمية المرسلة للأندية عن طريق البريد الألكتروني البالغ عددها 26 جمعية تحت مظلة الإتحاد. وبالتالي فجأة ولأسباب مجهولة ومخفية، غير منطقية وعقلانية وبشكل مباغت يغير قراره لعقد المؤتمر في فندق تعادل مصاريفه إعالة ما يزيد عن عشرين عائلة مهاجرة مع تكليف مراقبين مؤجرين لساعات معدودات بغية الحفاظ على الأمن (حسب الإدعاء) وكأنما نحن في حرب ضد بعضنا. وهذا ما لم يحصل على مدى يزيد عن أكثر من ثلاثين عاماً في مؤتمرات إتحاد الأندية الدورية منذ تاسيسه، علماً بأن إقامته في النادي الآشوري دون أية تكاليف أي مجاناً وبتوفير كافة الخدمات بدليل دةورته الإنتخابية السابقة على إقامته في نادي بابيلون الآشوري بمدينة يونشوبينغ.

النقطة الثانية والملاحظة الأهم أن تتصرف هيئة إدارة الإتحاد بتخفيض نسبة عدد الممثلين لنواديهم لمن لهم حق المشاركة في المؤتمر وفق عدد الأعضاء المسجلين رسمياً، وذلك بغية ضمان ما تضمره الهيئة في حال التصويت لمعرفتهم بأن عدد المعارضين لأخطائهم في قرارات المؤتمر سيكون أعلى من أصواتهم ، مما جعل بعض الأندية أن تحتج بشكل مباشر على المغالطات والتجاوزات على حق تلك الأندية، إضافة لذلك إنهاء تمثيل ممثلي ناديين وتحريمهم من المشاركة لمواقفهم الصريحة.

النقطة الثالثة: الإسلوب التهجمي والإستهجاني أثناء إنعقاد المؤتمر من قبل رئيس الإتحاد الذي جعل نادي تبرو أن ينسحب مباشرة منذ البدء رغم تمثيله رسمياً بإثنين من الأعضاء في المؤتمر. إضافة لإشكال حصل سهواً مع أقدم وأول نادٍ آشوري في السويد.

النقطة الرابعة: مماطلة هيئة الإتحاد متمثلة برئيسها المتزمت في عدم الإستجابة والتفاهم مع أكثر من 12 جمعية وقعت رسميأً على تصرفات رئيس هيئىة الإتحاد. مما إضطر ممثلو تلك الأندية الإنسحاب من المؤتمر لدى التصويت على أخطائهم بمشاركة ناديين والتي كانت نتائجها 22 صوتاً للهيئة  مقابل 21 للأندية المعارضة لسياسة الإتحاد. علماً بأنه هناك ما يزيد عن ثلاثة أندية معارضة لم يقبل دخولهم في التصويت لأسباب تكتيكية. وكذلك لناديين من المعارضين لم يحضرا لأسباب خاصة خارج نطاق إرادتهم وعدم قناعتهم بالإضافة إلى نادي تبرو الذي ترك القاعة وفق النقطة الثالثة. فإن كان نادي تبرو باقياً لكانت النتائج في صالح المعارضة وفق قرار الهيئة العامة.

النقطة الخامسة: وفق علمنا بأن المدققين هم أعلى سلطة في تبرءة الهيئة من مسؤولياتهم، وبما أن موقف المدقق السيد رمسن ياقو لم يكن على قناعة بالحسابات التي تم تبذيرها فقد رفض تأييد ما تم إظهاره وكشفه عن هيئة الإتحاد، ودارت بين الهيئة  ورمسن مكاتبة طويلة بذلك الشأن. ولا أعلم هنا كيف تم تبرءة الهيئة من خلاصة الحسابات التي تعد بما لا تحصى من الصرفيات. ثم كيف يمكن الإعتماد على شخص واحد وهو السيد سركون وكذلك خلو التبرئة من بعض التواقيع لمسؤولين آخرين.

النقطة السادسة: المعروف بأنه من واجب ومسؤوليات رئيس الإتحاد أن يجيب على تساؤلات واستفسارات ومكالمات أعضاء الأندية، ولكن تحسست بأن من عليه صبغة المعارضة وكشف الحقائق يتغافل مكالمته الهاتفية ليغيض الطرف عنه عمّا في جعبته. رغم ارسال التسجيلات الصوتية الندائية لأكثر من خمسة نداءات، ليجيب بالتالي بعبارة " أكتب ما لديك" ولا أريد أن أخوض أكثر في هذه المعمعة، ولكن سأقول: ماذا نتوقع من هكذا مسؤول إن لم يعرف معنى الإحترام والتقدير؟! وفي أية درجة من الأخلاق نضعها؟! علماً بأنه يشغل منصب مكتب الإتحاد كموظف براتب شهري ورئيساً للإتحاد أيضاً ورب العمل، إضافة لموظف أو موظفين في الإتحاد يحيلان الأسئلة بأنها من مهمات الرئيس، ولكن دون إجابة مباشرة من قبله.

النقطة السابعة: تساؤلي هنا، ما معنى أن يتزمت رئيس الإتحاد ويلتزم برأيه للحفاظ على تواجده في هيئة الإتحاد ما لم تكن هناك من مصلحة شخصية أو نواقص وتجاوزات كما كشفها المدقق رمسن ياقو، وتم تزويد كافة الأندية بملاحظاته المطولة في العديد من الصفحات.

النقطة الثامنة: أنا لا أعلم كيف يمكن لرئيس هيئة الإتحاد كعمل طوعي ويتولى درجة وظيفية فيه براتب شهري محترم وكرب العمل في ذات الوقت. عايشت الإتحاد منذ تاسيسه وتوليت مهام نائب الرئيس ورئيس تحرير مجلة حويودو لعدة سنوات ولم نتقاضى لا أنا ولا الرئيس أي قرش ما عدا الذين كانوا قد شغلوا درجة موظفين أو مستخدمين في مكتب الإتحاد بشكل رسمي بعد موافقة كافة أعضاء هيئة الإتحاد بالإجماع. أما أن يتم استغلال قوة الضعفاء فهذه مسألة فيها وجهة نظر.

النقطة التاسعة: إن ما إكتشفته من رئيس الإتحاد حين يكون في مأزق مع نادٍ / جمعية ما من نوادينا يتصدى له، وخاصة من الناطقين باللهجة الشرقية، عادة ما يتولى مكالمتي هاتفياً للتدخل بغية حل المشكلة أو سوء التفاهم. ولكن بعد أن بلغ السيل الزبى في موقفي من أخطائه إنقلبت الآية، وذلك على آثر توقيعي بتصرفاته الخاطئة مع أكثر من 12 جمعية في إحتجاجها على تصرفاته الشخصية.

النقطة العاشرة: حينما علم بذلك ، باغتني في يوم ما بمكالمتي وزيارتي في بيتي لأسحب توقيعي من مجموعة المعارضين لمواقفه السلبية. بعد محادثة كشفت له عن تصرفاته الخاطئة ما بين الإعتراف ببعضها ونكران القسم منها، ولا أريد هنا أن أكشف كل ما دار سوى واحدة منها عن إقدامه على تنظيم الكونفيشن الأوربي الذي رفضه بعد محادثة لأكثر من عام، وعدم موافقته على الإتيان به لكون الفكرة كانت من نادينا بالإتفاق مع أربعة أندية أوربية وأندية المنطقة الوسطى والجنوبية في السويد، حيث تم إقتباس الفكرة وتنفيذها بأهوائه الشخصية دون أن نعلم بما أقدم عليه، وتم تسميته الكونفيشن الأول، علماً بأنه كان قد شارك هو شخصياً وبإسم إتحاد الأندية الآشورية في السويد، وذلك في الكونفيشن الأول في لندن (الموضوع له تفرعات أخرى ولكن أكتفي بهذا القدر).

النقطة الحادية عشر: تساؤلي هنا ، هل أن الكونفيشن الأوربي للأندية الآشورية يقتصر فقط على السويد وألمانيا ونصف هولندا ( النصف الآخر أعني به من كانوا السبب في إقامة الكونفيشن الأول في لندن ولم يتم إعلامهم عن ذلك أو إستدعائهم) ليتساءلوا مني فيما بعد  بإستغراب عن تلك التصرفات.

النقطة الثانية عشر: تساؤلي هنا، هل أن الإتحادات شئ (ألمانيا والسويد ونصف هولندا شئ ، ونوادينا التي ليس فيها إتحادات في دولهم شئ آخر؟  وبشكل خاص الدنمرك والنرويج  وفنلندا وأثينا وروسيا وأرمينيا ووو). أتساءل هنا ماذا يُعنى بذلك؟! أليس من حق تلك الجمعيات الآشورية من المشاركة في ذلك الكونفيشن كجمعيات آشورية.
ومن ثم أيهما الأقرب والأولى في ذلك تلك النوادي أم شخصيات إنفرادية من أمريكا وكندا ولندن لا علاقة لهم حتى بأندية دولهم وليسوا أعضاء فيها. والأدهى من ذلك أيهما الأولى تلك الشخصيات المستضافة رسمياً (لأسباب شخصية) أو الذين يناضلون على أرض الوطن الأم بلاد ما بين النهرين بتواجد أحد قادة الحركة الديمقراطية الآشورية الذي لم تعطى له الفرصة للحديث على أقل ما يمكن بخمس دقائق رغم تواجده وتأخره في الحضور يوم الإفتتاحية لأسباب خارج إرادته.

النقطة الثالثة عشر: هل من المنطق أن يتصل رئيس الإتحاد بأعضاء الهيئات الإدارية للأندية بغية التأكد عن مواقفهم من أخطاء الإتحاد ، وفيما إذا كانوا على ذات الرأي الموقع من قبل رئيس النادي أو السكرتير. أليس هذا التصرف نوعاً من التجسس بما يتعارض والنظام الداخلي للإتحاد والأندية أيضاً؟!

النقطة الرابعة عشر: ليس بإستطاعة هيئة الإتحاد أن تجبر الأندية عن إرسال المعلومات الكاملة عن كل الأعضاء من مسددي اشتراكات العضوية في نواديهم، وبالإمكان الإكتفاء بالأسماء، وفي حال عدم تنفيذ الطلب بإمكان الإتحاد زيارة الأندية والتأكد من ذلك في سجلاتهم. علماً بأن العديد من الأعضاء لا يملأوا استمارات العضوية بكافة المعلومات لأسباب خاصة. 


وهنا في الخاتمة دعني عزيزي القارئ أكتفي بهدا القدر معتمداَ تلك النقاط التي هي أكثر من ذلك، ومن لم يستعب مضامينها سأضطر لتجاوز ما نوهت عنه في أي إستفسار أو أي تساؤل منطقي لخدمة مجتمعنا ونوادينا ومؤسساتنا التي لا زالت تجهل الحقائق وتتغاضى عنها. وهنا لا أستثني مناداة أحزابنا وكنائسنا ونوادينا التي لا تقل شأناً من تلك الإشكالات في دول المهجر وحتى في الوطن الأم، بغية أن يعودوا لرشدهم ويعترفوا بما هو في الصالح العام لتحقيق مفهوم ما بدأنا به بأن في الإتحاد قوة.  وأن لا تدع جانباً أية مجموعة مهيمنة على دفة الأمور مقولة ( الإعتراف بالخطأ فضيلة ) ومن دون الإعتراف هو تشتيت مفهوم الوحدة ونخر جسد الإئتلاف لنعيش حالة الضعف دوماً. وسبحان الذي لا يخطأ. وأن لا تتخذ كلمتي هذه من باب الإستهجان والتشهير طالما إعتمدت فيها نور الحقيقة في كل ما ذهبت إليه وعن كثب وواقع عايشناه وألفناه.
وفي نهاية المطاف أسترجي من الطرفين أي من مسؤولي الأندية المعارضة الذين انسحبوا من المؤتمر ومن مسؤولي الأندية المتبقية أن يتفهموا  واقعنا المضني الذي يشتتنا، وأن يَعْمدوا إلى إيجاد حل من حالة التشرذم كحال تعدد أحزابنا وإنقسام كنائسنا ، فالطاولة المستديرة والإعتراف بالتنازلات من الطرفين هي السبيل الوحيد لحل الأزمة قبل تفاقمها، وكذلك ـ لا بأس ـ من فرض شروط منطقية من الطرفين هي أيضاً ـ نوعاً ما ـ من الممهدات للخروج من المهاترات اللامجدية.
إن كنا حقاً من المؤمنين بمفهوم كلمة الوحدة القومية والتآلف، عندها يبدو الصالح من الطالح ، وتنكشف نوايا المصلحة العامة من المصالح الخاصة.
وبرجائي هذا إن لم نتوصل لأية نتيجة نكون بمثابة من يقول لنا: أصلحوا أنفسكم أولاً  وإتفقوا ليمكننا دعمكم وإسنادكم في مطالبكم، وإلا سنظل موضع شك وحيرة بنظر السلطات التي تمد يد العون لواقعنا المتردي الذي نعيشه في الوطن الأم وديار الشتات. وذلك كما حصل لبعض المؤسسات التي عاشت ذات المعمعة وخسر الطرفان المتنازعان لأسباب شخصية. فدعونا نتخذ تجربة من تلك السلبيات.


144
الأخ الكاتب المبدع حنا شمعون المحترم
تحياتي
أود في البدء أن أحييك على ما تَقْدِم عليه في كل مناسبة مما يدبجه يراعك من تقارير وصفية لإحتفالات مناسباتنا القومية والنشاطات الأدبية والفكرية والإجتماعية في منتديات أبناء شعبنا في شيكاغو، وهذه دلالة على مدى إهتمامك ووعيك لتوثيق هكذا مأثر خدمة للتاريخ.
ولكن
دعني هنا أن أشير لما غاب عن بالك من الإشارة إلى الكتاب التأريخي الذي صدر عن لجنة الإحتفال الخاص بيوم اللغة الآشورية وتم توزيعه مجاناً على كافة الحاضرين ، إضافة لعرض العديد من الكتب الصادرة باللغة الآشورية فقط.
آملاً أن تكون مداخلتي هذه من باب التذكير والإضافة كوني تابعت كافة الفعاليات من خلال البث المباشر.
مع بالغ تحياتي لكم
ميخائيل ممو


145
الأخ الفاضل ادي بيت بنيامين الموقر
ܡܕܥܝܼ ܠܒܼܝܼܫܠܹܗ ܪܸܡܙܹܐ ܕܬܒܼܝܼܗܘܼܬܵܐ ܘܕܘܼܡܵܪܵܐ ܐܝܼܡܲܢ ܕܚܙܝܼܠܝܼ ܠܐܵܗܵܐ ܡܠܘܿܐܵܐ ܦܪܝܼܣܵܐ ܒܫܸܡܝܼ ܘܒܡܸܨܥܵܝܘܼܬܵܘܟܼܘܿܢ؛ ܒܗܿܝ ܕܝܼܗܘܵܐ ܕܝܼܠܵܢܵܝܵܐ ܘܠܵܐ ܦܪܝܼܣܵܐ ܓܵܘ ܕܵܦܹܐ ܐِܚܹܪَܢܹܐ؛ ܘܐܵܗܵܐ ܦܵܣܘܿܥܬܵܐ ܫܲܪܘܼܪܹܐ ܝܠܵܗܿ ܕܝܼܘܸܬ ܗܿܘ ܦܪܨܘܿܦܵܐ ܟܲܫܝܼܪܵܐ ܘܛܲܢܵܢܵܐ ܠܡܢܵܚܲܡܬܵܐ ܕܣܵܦܪܝܢ ܡܫܲܡܗܹܐ ܒܝܘܼܠܦܵܢܵܐ ܕܝܼܢܵܐ ܬܠܝܼܩܹܐ ܒܹܝܠ ܒܢܲܝ̈ ܐܘܼܡܬܲܢ ܒܥܸܠܵܬܹܐ ܦܪܝܼܫܹܐ ܕܝܵܕܥܸܬܠܗَܘܿܢ ܙܸܕ ܡܸܢܝܼ، ܘܡܢܵܚܵܐ ܕܒܵܒܵܘܟܼܘܿܢ ܪܵܒܵܐ ܝܗܘܵܐ ܒܵܠܵܕ ܒܐܵܢܝܼ ܥܸܠܵܬܹܐ ܡܓܘܼܫܡܸܢܹܐ ܓܵܘ ܣܝܵܡܹܗ ܬܲܫܥܝܼܬܵܢܵܝܵܐ ( ܡܲܪܓܲܢܝܵܬܹܐ ܕܡܝܲܬܪܘܼܬܵܐ) ܘܡܠܘܿܐܹܐ ܐَܚܹܪَܢܹܐ ܦܪܝܼܣܹܐ ܓܵܘ ܣܦܵܪ ܙܘܢܵܐ (ܩܵܠܵܐ ܕܐܵܬܘܿܪܵܝܹܐ).
لذا يشرفني موقفكم من هذه الإطلالة التي رفدتم بها موقع عينكاوا كوم. وبالنسبة لملاحظاتكم الإضافية حتماً لا تخفى علينا، ولقد أحسنتم بإضافتها لمعرفة القراء. وعن المكتبة لمؤسسها الأول دلالة وعيه، ولكن الأستاذ أوراهم أعاد ترميمها وتوسيعها وتطويرها من خلال خبرته الأدبية ووعيه اللغوي بإضافة رفوف جديدة لمحتواها، وأنا شخصياً في كافة سفراتي لشيكاغو كنت أقضي فيها العديد من الساعات في إقتناء ما يعوزني وملاطفة زميلي الكثير من الأحاديث، إلا في اللحظات التي يلزمني التدخين بتركه مع زبائنه (ههههه).
وشكراً لنشركم الصورة التاريخية لزميلنا المعلم في الحبانية المرحوم القس ديمتري ياقو اسكندر، إضافة لبعض الصور التذكارية النادرة.
ودعني أعيد جملتك (نصلي بكل خشوع متمنيا لصديقنا اوراهم يلدا وافر الصحة والعافية ) آملين له ولكل كاتب يعيش وعكته الصحية بالشفاء العاجل.
مع بالغ شكري وتقديري لمواقفكم
ميخائيل ممو


الأخ الفاضل روبين الموقر
شكراً لك على ما تفضلت به، وما عودتنا عليه بفضل وعيك وإدراكك لما يجري في الساحة الأدبية بشكل خاص والقومية بشكل عام.
ونأمل من الباري أن يستجيب لدعائك عن أديبنا أوراهم.
مع بالغ شكري وتقديري
ميخائيل ممو


146
من يعتمد الماضي يعيش الحاضر
الأديب أوراهم يلدا نموذجاً 

بقلم: ميخائيل ممو.
شباب في عمر الزهور، جرفتهم مشاعرهم بأن يمتثلوا ويقتفوا درب من أبدعوا في حياتهم، وعلى وفق خاص أولئك الأدباء الذين كانت تملى علينا مسيرة حياتهم وإبداعاتهم الأدبية والشعرية وأفكارهم الفلسفية في مراحل الدراسة المتوسطة وبالتالي الأكثر شأناً في مرحلة الدراسة الثانوية وعلى وجه الخصوص أدباء المهجر، ومن ثم من كانت تترجم أعمالهم إلى العربية من أشهر الأدباء الأجانب. فباتت جذور تلك المرحلة تتفرع رويداً رويدا في أعماق نفوسنا لتشد من إهتماماتنا الأدبية، ومن ثم التأثر والإمتثال بما طرحوه من أفكار في تآليفهم لينطلق كل واحد في تصميم مسار حياته بمحاولات كتابية منفردة جمعتها فكرة إصدارات النشرات المدرسية التي كانت دافعاً لإلتقاء مجموعة من الطلبة في المرحلة الأخيرة من حياتهم الدراسية التي قربتهم من بعضهم وجعلتهم يرتأوا تكوين حلقة أدبية إسبوعية في مقهى منزو ٍ يبعد الشك عن أعين المتلبسين بالخفي في منطقة مدنية لحي عسكري معروف بمعسكر الحبانية، وعلى شكل خاص الفترة الأولى لإستلام البعثيين مقاليد السلطة. حيث كنا في تلك الفترة بعد دراسة مستفيضة قد أقدمنا على تشكيل  مجموعة أسميناها بإصدقاء رابطة العروة الأدبية، وعلى ما أتذكر شملت أشخاص من المكونات القومية في الحبانية الذين كانوا يتقنون اللغة الآثورية أيضاً ومنهم الكردي والتركماني والآشوري والمتهم بالتبعية الإيرانية. بعد أن وضعنا خطوط إنطلاقنا ودونّا بياننا الأدبي لإرساله ونشره في الملحق الأدبي والإسبوعي لجريدة الجمهورية آنذاك، إسوة ببعض الجماعات ومنها جماعة كركوك الأدبية من أمثال المرحوم مؤيد الراوي وأنور الغساني وسركون بولص وجان دمو وغيرهم وإنبثاق مجموعات أخرى من المحافظات العراقية. وعلى أثر ذلك فوجئنا في يوم ما على دعوة أفراد منّا من قبل معاونية الشرطة والإستخبارات العسكرية على إتهامنا بتلك الحركة الأدبية التي لم تكن لها أي تأثير على الهيمنة الحزبية في المنطقة وتحذيرنا من الإستمرار إن لم تكن وفق الإجراءات القانونية. وبمرور الأشهر تم تخرجنا من المرحلة الثانوية وإبتعادنا عن بعضنا بدافع إلتحاق كل واحد منا بكليته من الجامعات العراقية.
إن ما دعاني لهذه التقدمة المقتضبة هي معايشتي مع الزميل أوراهم يلدا أوراهم الذي كان في حينها قد سبقنا الإلتحاق بمعهد اللغة الإنكليزية العالي بسنة أو سنتين، شاءت الصدف أن ألتقيه أثناء تواجده في الحبانية لنتعارف ونتباحث معاً في الشؤون الأدبية والثقافية التي قلما كنا نجد من له تلك الإهتمامات. ومما زاد من استغرابه عن محادثاتنا ومناقشاتنا في لقاءاتنا الأولى حين طرحت عليه فكرة الأوزان الشعرية لنظرية الشعر الحر الشبيهة بإنطلاق طير في الفضاء بحركات غير متوازية وعلى غرارها يُكتب الشعر الحر، ليفاجئني مستغرباً وقائلاً: ألا تعلم بأن هذه الفكرة أملاها علينا أحد أساتذتنا في الجامعة وهو وايلت ويتمن أو غيره حسب ما أتذكر الآن بعد ما يزيد عن الخمسين عاماً . ومن هذه الإنطلاقة زاد تقاربنا على اللقاء بين فترة وأخرى حيث كنت اقضي المبيت أحياناً لديهم. وبإفتراقنا المرحلي لتخرجه وتعيينه كمدرس في كركوك ومواصلتي الدراسة الجامعية بكلية الحقوق في البصرة، شاءت الظروف بإنتقال عائلته إلى بغداد وأنا أيضاً فيما بعد بسنوات لنلتقي ويعرفني بأشخاص من مجموعة كركوك الأدبية في دار سكناهم بمنطقة البتاوين. ومن ثم تأسيس النادي الثقافي الآثوري وعضويتنا فيه حتمت علينا إمكاناتنا وإهتماماتنا الأدبية على تولي مسؤولية هيئة تحرير مجلة " المثقف الآثوري" الصادرة عن النادي وإجتماعنا المتواصل على دراسة وإقرار المواد الصالحة للنشر باللغتين الآشورية والعربية إضافة لأعضاء آخرين تفاوتت مراحل مسؤوليتهم لأسباب خاصة ومنهم المرحوم زيا نمرود كانون وكوريئيل      شمعون ويُؤارش هيدو وغيرهم.
ما تجدر الإشارة إليه ونحن لا زلنا في بغداد، كانت للإستاذ أوراهم يلدا أوراهم مآثر كثيرة في محيط النادي الثقافي الآثوري التي منها في لجنة التحرير والنشر، مساهمته في دورات التعليم اللغوي والإشراف على مواد مجلة المثقف الآثوري إضافة لما كان يترجمه من اللغة الآشورية إلى العربية من شعر وموضوعات أخرى التي منها في مجال المسرح، ومشاركاته في المهرجانات الشعرية السنوية، وعلى ما يحضرني من تلك الإهتمامات تشجيعنا لإخيه الصغير يوسف يلدا البيلاتي وهو في مرحلة الدراسة المتوسطة بباكورة كتاباته باللغة العربية التي كنا معاً نناقشها وتشجيعنا له بنشر أول قصة قصيرة له بعنوان "اللعبة" في مجلة " المثقف الآثوري"، حيث كانت تلك التجربة دافعاً له ومحفزاً للإستمرار دون معرفتنا إلى الحين الذي برزت مواهبه تتفتح بعد دراسته الجامعية في القسم الأسباني ومن ثم هجرته إلى اليونان وتوليه مسؤولية التحرير في إحدى الجرائد العربية المهجرية، ومن بعدها استقراره في استراليا ومن هناك أرفد العديد من المجلات والمواقع بقصصه القصيرة وكذلك تقاريره الفنية في موقف إيلاف لإهتمامه الفني أيضاً. وذات الحال لأخي المرحوم سلمان مروكل ممو حين كان في المرحلة المتوسطة بتشجعينا لمحاولاته الكتابية شعراً، ونشرها في المثقف الآثوري أيضاً إلى جانب بعض الصحف المحلية في بغداد. فكانت تلك مواقفنا قد أثمرت ليصدر سلمان فيما بعد باكورة ديوانه الشعري تحت عنوان " الأرض والعشق والخوف"، إضافة لعدد من الناشئين في حينها.
تواصلنا الدائم في النادي الثقافي الآثوري جعلنا أكثر مقربة من بعضنا، والأكثر من ذلك يوم تأسيسسنا لإتحاد الأدباء والكتاب الناطقين بالسريانية من الآثوريين والكلدان والسريان الذي كنا قد حولناه بصبغة آشورية من خلال إصداراته بعد رفض مطلب أدباء النادي الثقافي والتزامنا بالتسمية الأولى لتحقيق مآربنا رغم قرار السلطة آنذاك، بدلالة ما كنا ننشره في مجلة الإتحاد والنادي الثقافي الآثوري، حيث كان كافة أعضاء الإتحاد ممن يؤمنوا بالتسمية الآثورية فتولى الأستاذ أوراهم يلدا منصب نائب الرئيس في دورته الثانية عام 1974 ودورته الرابعة عام 1976 إلى اليوم الذي هاجر الوطن ليعيش حياة الإغتراب. وأكبر دليل على ما أشرت إليه هو إصداري كتاب " في رياض الشعر" قصائد آثورية مترجمة وبيبلوغرافي حياة الشعراء ومنهم أوراهم يلدا بترجمتي لقصيدته "الموت والميلاد". وتم منعه بعد إصداره بإسم وتعضيد الإتحاد رغم طبعه بموافقة وزارة الإعلام. ومن ثم إصدارات أخرى منها "المرشد في الإملاء الصحيح" لمؤلفه شموئيل جبرائيل دنخا كتب مقدمته الأستاذ أوراهم باللغة الآشورية، إضافة لديوان شعر مشترك بالآشورية لأعضاء الإتحاد بعنوان "ربيع الإتحاد الآثوري" الذي تم تصميم كلمة الآثوري بشكل رمزي من دقاق عيدان الكبريت أي الشخاط (الثـُـقـُب مفردها الثقاب)، من ضمنه قصيدة الأستاذ أوراهم المعنونة " الموت والميلاد" ص47 يقول في مقدمتها ما ترجمته من الآشورية إلى العربية " يذكر الشاعر الإنكليزي ت. س. إليوت في مطلع إحدى قصائده، في بدايتي تكمن نهايتي، ولكني أنا سأضيف وأقول: في نهايتي تكمن بدايتي" ويفسر ما قاله " السبب من ذلك إن لم أنتهي، لا أبدأ، وكل نهاية تحمل بين طياتها بذرة البداية، وكل عتاقة تنبع منها الحداثة، وكل موت يفسح مجال الولادة. مولد حياة بروح جديدة. والحياة موت وميلاد. فما أبدعه في هذه الإلتفاتة الفلسفية التي يناهض فيها الشاعر الإنكليزي الشهير إليوت (1988 ـ 1965) والحائز على جائزة نوبل عام 1948.
 
أوراهم يلدا.. رغم ثقافته العالية التي أغناها بإهتماماته اللغوية المجسدة بثلاث لغات متمثلة بالآشورية والعربية والإنكليزية بقي متابعاً ومتواصلاً لعملية الإغتراف عن كل ما ينشر بها، ومما كان مخفياً بين صفحات الطروس المخطوطة في تلك مكتبته البيتية العامرة ومكتبة الإتكال التي أسسها لخدمة القراء وليرصد وجودها بإنشائه مجلة " ليشانا وسبرايوتا أي اللغة والأدب" التي أصدر منها عدة أعداد وتوقفها لأسباب خارج إرادته فرضتها عليه أفكار من يطبلون بوجودهم القومي واللغوي والثقافي دون دعمهم لمن هو أكبر وأبلغ شأناً منهم، ودون تقديرهم لمن يخدم وجودهم بشكل مباشر بما يسعى إليه اليوم، طالما يدعه الغد على ما لم يكن عليه في الحسبان، والتاريخ أكبر شاهد على ذلك من أولئك الذين  رحلوا ولم يلمسوا أي تقدير وتقييم أيام وجودهم أحياء  ليمطروا الرحمات على أرواحهم بتأسف كبير بعد أن تُتْلى عليهم سيرة حياتهم وما خلفوه من نتاجات فكرية.
وقبل أن أختم كلمتي أود أن أرفع كلمات الشكر لأولئك الذين قلدوه وسام التقدير في يوم اللغة الآشورية من العام الماضي لجهوده وهو في وعكته الصحية، آملين له المعافاة والعودة لحياته الطبيعية طالما لا زالت النسمات تلاطف روحه وتلك إبتساماته التي إعتدنا عليها لحد لحظات كتابة هذا الكلمة تثميناً وتقديراً لجهوده ولمناسبة تتويج إسمه بشخصية العدد في مجلة أترا الغراء.


الشاعر والأديب أوراهم يلدا أوراهم في سطور.
* من مواليد 12 شباط عام 1943 في الحبانية بمحافظة الأنبار. والده الشماس يلدا أوراهم مربينا، ووالدته شربة كيوركيس يونان.
* بدأ منذ طفولته المبكرة بدراسة اللغة الآشورية على يد والده.
* أنهى دراسة الإعدادية في ثانوية الحبانية.
* خريج معهد اللغات العالي- جامعة بغداد، تخصص لغة انكليزية عام 1965.
* التحق في عام 1978 بجامعة ليفربول في مدينة لندن- انكلترا للتخصص في علم اللغة والصوت الخاص باللغة الآشورية.
* كان عضواً نشيطاً وفاعلا في النادي الثقافي الآثوري في بغداد ما بين عامي 1971-1978. وعمل سكرتيرا للنادي المذكور، وعضوا في هيئة تحرير مجلة (المثقف الآثوري),
* ألقى العديد من المحاضرات عن اللغة الآشورية الفصحى والسوادية، إضافة إلى مساهماته في الندوات والأمسيات الشعرية.
* كانت له مساهمة فعّالة في مجال الإذاعة حيث عمل في إعداد وتقديم برامج عديدة باللغة الآشورية في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون في العراق.
* شارك في العديد من دورات تعليم اللغة الآشورية، وتخرجت على يديه مجموعة كبيرة من الأسماء البارزة التي يُشار إليها بالبنان، حالياً، في مجال اللغة الآشورية.
*صاحب ورئيس تحرير مجلة (اللغة والأدب والفن) التي كانت تصدر باللغات الآشورية والإنكليزية والعربية منذ عام 1991 حيث استمرت عشر سنوات بدون انقطاع.
* أصدر ديواناً شعرياً بعنوان (مِوةِأ ومولِدِأ) أي (الموت والميلاد) باللغة الآشورية. وفي عام 1995 عّده العديد من النقّاد والمهتمين بالأدب الآشوري من أوائل الشعراء الذين كتبوا الشعر الحر باللغة الآشورية.
* أنشأ في عام 2006 مكتبة تهتم باللغتين الآشورية والانكليزية باسم (مكتبة الاتكال) في مدينة شيكاغو، وكانت بمثابة  منتدى الأدباء من جميع أنحاء العالم.
* ساهم بكتاباته في المجلة التي كانت تصدرها الجمعية الأكاديمية الآشورية في شيكاغو باسم (مغلةِأ دشوةِفوةِأ اِقِدتمِيةِأ اِةورِيةِأ).
* قام بتدريس اللغة الآشورية في (كلية أوكتون) في سكوكي- شيكاغو.
* كان يدير (الحلقة الثقافية) التي كانت تضم العديد من أبناء أمتنا الآشورية من المثقفين والمهتمين بشؤون اللغة والأدب والمجتمع حيث كانت تُقام أسبوعيا في الجمعية الآشورية الأمريكية.
* من المؤسسين الأوائل للمجلس القومي الآشوري (موةثِأ اومةِنِيِأ اِةورِيِأ) منذ تأسيسه في أوائل التسعينات من القرن المنصرم.
* أصيب بجلطة دماغية في 02/06/2014 ولكنه يتعافي رويداً رويداً، وهو في تحسن مستمر.
نصلي من أجله، وندعو له بالشفاء العاجل ليعود إلى ميدان الأدب والشعر سليماً معافى. 




147
نتاجات بالسريانية / إن سألتني
« في: 18:39 12/04/2017  »

148
أدب / رد: قال اتركونا وأرحلـوا
« في: 02:00 30/03/2017  »
أخي شليمون ايشو
صدقت في كل ما بذره فكرك النير
وأنا من جانبي لم أجد المفردات التي الحقها بما دونت
أرجو التواصل على إميلي أدناه لبحث ومناقشة ما تدونه
mammoo20@hotmail.com
مع بالغ تحياتي
ميخائيل ممو

150
أخي منير الحريص على معرفة جذور لغته الأم
منذ زمن بعيد كنت قد دونت ملاحظاتي عن هذا الموضوع، وتوصلت بأن الأكدية المنبثقة عنها التسمية الآشورية وفق القاموس اللغوي في 21 جزء الصادر عن جامعة شيكاغو بعد بحث دام 85 عاماً لتسعين لغوي متخصص يكشف لنا عن أغلب الأسماء والأفعال تنتهي بالواو كما هو في العربية مثل أبُ ، أخُ ، طباخُ ، سطرُ ، بطنٌ ، بَقٌ ، أرنبُ ، اشرو بإضافة الضمة وكذلك في لغتنا القديمة مثل آبو ، آحو ، طاباخو (طباخا)، ساطارو (سرطا) ، بطنو، باقو ، ارنابو وآشوري الخ.. وهذه لأسباب صوتية. وبمرور الزمن عمل التطوير فعله على اللفظ اللغوي مثلما هو في العديد من اللهجات. والأمثلة كثيرة في تغيير لفظ الحروف كما في العربية.
الملاحظة الثانية عن ذات الموضوع لا زلت أبحث عنه وتوصلت إلى نتيجة منطقية هي في إختصار العديد من اسمائنا الذكورية والإنثوية منها على سبيل المثال: عمانوئيل ـ عمو، جبرائيل ـ جبو، شمشون ـ شِشّو ، شميرام ـ شمّو ، نهرين ـ نهّو، مريم ـ مارو الخ... وذات المسألة تنطبق ـ نوعاً ما ـ على الأسماء الأجنبية والتي منها: وليم ـ وِلّو ، كلبرت ـ كبّو أوكبي، ومنها أيضاً عزيز (أزيز) عزّو أو آزّو الخ وغيرها تنقلب إلى ياء الآخرية ومنها: جَسّي ، جَجّي ، سَكي أو سَكو.
ومن الناحية القواعدية يمكنني القول: متى ما جاءت حركة البتاخا أو الزلاما كريا في بداية الحرف الأول من الإسم وتبعها الحرف الساكن يُضعف الحرف الساكن كما في وِل ـ لو ، شِش ـ شو وهكذا.
مع تواجد بعض الشواذ.
ولا تستغرب حين تحولت اسماء أبُ أو أبٌ ، آبو إلى آبوم والأخ ، أخو إلى آخوم قبل ذلك أو بعد ذلك للتعريف.
وهنا سأكتفي عن تابع سؤالك عن قلب الألف واواً في نهاية الكلمة.. وعليك الحكم عن ذلك.. وبوسعى أن أذكر لك مثلما تم تبديل أشكال الحروف ونطقها أو لفظها وتعويض الحركات بالحركات اليونانية. وللحديث صلة حينما يتسنى لي الوقت لإتمام هذا البحث بشكل نهائي.
مع حبي وتقديري
ميخائيل ممو



152
أخي المبجل الكريم روبين العليم
شكراً لمرورك الدائم على ما عودتنا عليه في مداخلاتك.
حقاً لقد خففت عني بعض العبئ ، مما كنت قد بدأته ببعض الخطوات المقتضبة مما فسرته للأخ المحترم منير ، رغم تصميمي في البدء بأن لا أخوض تلك المعضلة اللغوية التي عجزنا من تكرارها. بارك الله بالسائل والمجيب، آملاً لكما التوفيق.
ميخائيل

153
الأخ الموقر منير
تشرفت بمرورك لما دوناه الذي هو جزء يسير من عشر حلقات منشورة في موقع إيلاف وعينكاوا كوم. كما وإني أحيي فيك ما إرتأيتموه من خلال أسألتكم القيمة التي أيقظت كتابنا السياسيين بإنتماءاتهم التسموية والبعض من لغويينا بنزعاتهم التعصبية التي تدعنا نتقاذف بمفردات لا ترضي القارئ الفطن من أمثالكم بحسن نيتكم وتقديركم لنا. وبما أنك من القراء الحريصين على إلتهام المعرفة والتيقن من حقيقة أسئلتك التي هي بحاجة لشرح وافٍ مدعم بالأدلة والبراهين... فإن أجبتك بعدة أسطر ربما لا تقتنع من ذلك، حتى إن تكن إجابتي بنعم أو لا.. ولا أتصور بأن الأمر يخفى عليك من مئات المقالات والأبحاث والمؤلفات التي عالجت ذات الموضوعات التي بإمكانك التوصل إليها بواسطة العم الكبير "كوكل" في مملكة الحاسوب. حبذا لو أتذكر من بين مئات المقالات التي نشرتها مسبقاً لأرشدك إليها، ولكن ربما تعثر على شئ ما يجيدك نفعاً في موضوعاتي ومداخلاتي السابقة.. الله يحفظك أخي منير دعني الآن مرتاح البال نوعاً ما من تلك الهلوست التي مللنا منها، وكما كنت أقول "لكم دينكم ولي ديني ، وفيما بعد لكل حادث حديث. فأرجو المعذرة، مع تقديري لشخصكم.
ولكي لا أخيب ظنك، أختصر جوابي بما يلي:

1.   نعم لغتنا الاشورية المعاصرة لها علاقة باللغة الاشورية القديمة ( الاكدية) وخاصة الكلاسيكية الطقسية بدلالة العديد من المفردات، حيث كنا قد نشرنا جدولاً تفصيلياً محتوياً العديد من الكلمات.
2.   هل لغتنا الاشورية المعاصرة (أسوريث) لغة بحد ذاتها أم انها مجرد لهجة أرامية؟ نعم يمكنك إعتبارها لغة قائمة بذاتها طالما تم لها استحداث قواعد خاصة مبسطة، إضافة لإعتماد قواعد اللغة الكلاسيكية.
3.   هل اللغة السوريانية (اورهي) هي نفسها الارامية ؟ السريانية استحداث للتسمية الآرامية، وأنا برأيي السريانية تعني أسيريان ومشتقة منها لكون التسمية الغربية مشددة بمرف اس الإنكليزي وكذلك حرف س مشدد كونه حرفاً شمسياً لا يتم لفظ اللام في ال التعريف حيث نقول أس ـ سيريان أي Assyrian
4.   لا تنس بأن التداخل اللهجوي ذات المناشئ الجغرافية المتفاوتة تدعها ظروف المعايشة على خلق لهجة بالصفة اللغوية المسماة ، ولا تنس أيضاً بأن اللهجات بالتسميات اللغوية المتعددة هي من جذر واحد. وهنا نستطيع الحكم أيهما الأقدم وفي أي عهد. تصور في العماذ يسمى المولود بإسم خاص، ولمعرفة اسم شخصيته يغاير العماذ، وحين يرسم برتبة دينية عليا ينعت بإسم أحد القديسين.. فهل لنا أن نقول بأنه ليس هو ذات الشخص.. هذه هي حالنا اليوم.


154
ܪܚܡܐ ܚܩܝܼܪܵܐ ܩܲܫܘܼ ܢܪܘܵܝܵܐ
ܡܼܢ ܩܲܕَܡ ܟܠ ܡܸܢܕܝܼ ܬܘܕܝܼ ܣܵܓܝܼ ܠܡܲܢܗܲܪܝܵܬܘܼܟܼ ܛܝܼܡܵܢܹܐ ܘܡܵܘܬܪܵܢܹܐ.
ܗܲܠܒܲܬܵܐ ܘܵܠܝܼܬܵܐ ܐܘܼܡܬܵܢܵܝܬܵܐ ܣܢܝܼܩܬܵܐ ܝܠܵܗܿ ܐܵܡܝܼܢܵܐܝܼܬ ܠܦܲܪܨܘܿܦܹܐ ܡܗܘܼܡܢܹܐ ܐܲܝܟܼ ܕܝܼܵܘܟܼܘܿܢ ܘܟܠ ܐܵܢܝܼ ܕܡܵܪܘܿܡܹܐ ܝܢܵܐ ܠܫܵܘܝܵܐ ܕܠܸܫܵܢܲܢ ܘܣܸܦܪܵܝܘܼܬܲܢ ܒܐܘܼܪܚܵܬܹܐ ܡܸܫܬܲܚܠܦܹܐ ܒܗܿـܝ ܕܠܸܫܵܢܵܐ ܝܠܹܗ ܪܘܼܚܵܐ ܕܐܘܼܡܬܵܐ، ܘܩܵܐ ܫܲܪܵܪܬܵܐ ܕܐܝܼܬܘܼܬܲܢ ܩܵܐ ܝܘܼܒܵܠܹܐ ܘܫܲܪܒܵܬܹܐ ܕܒܹܐܬܵܝܵܐ ܝܢܵܐ ܒܕܲܥܬܝܼܕ. ܫܠܵܡܝܼ ܘܐܝܼܩܵܪܝܼ ܩܵܐ ܒܢܲܝ ܒܲܝܬܵܐ.
ܡܝܼܟܼܵܐܝܠ ܡܲܡܘܼ


156
ما بين الضاد والظاء في اللغة الآشورية المعاصرة

الجزء العاشر
(ب)

بقلم: ميخائيل ممو

ولكي ندعم الرأي السابق ـ مما نشرناه ـ نعتمد فيما ذهب اليه الإستاذ الدكتور يحيى عباينة في كتابه المعنون " اللغة الكنعانية ، دراسة صوتية صرفية دلالية مقارنة في ضوء اللغات السامية " ص 138 حيث يذكر( ليس لدينا شك في أن للضاد في اللغات السامية وضعاً خاصاً، مرده إلى غرابة هذا الصوت، وقد أشارت الدراسات التاريخية إلى أن الضاد كان في الأصل صوتاً رخواً إحتكاكياً). معتمداً في ذلك على ما أشار إليه أيضاً كارل بروكلمان في كتابه "فقه اللغات السامية" بالعربية ص 39 ترجمة رمضان عبد التواب، في الفصل الثالث عن أقسام الأصوات في اللغات السامية بإشتراكها في العديد من الأصوات ومنها الظاء والضاد وهما: (صوتان رخوان يتكونان كالسابقين، مع رفع مؤخرة اللسان نحو اللثة، ونطق مهموز، أحدهما مهموس وهو (ظ)، والثاني مجهور وهو (ض). إضافة لوصف سيبويه بذات المعنى في "الكتاب" الجزء الرابع ص 432 وما يليها.. تحقيق وشرح عبد السلام هارون. وبمرور الزمن تحول في الأكادية (البابلية الآشورية) ولهجاتها المتأخرة والكنعانية ولهجاتها والعبرية إلى صاد، وفي الآرامية القديمة إلى صاد أولاً، ثم إلى قاف ومن ثم إلى عين في السريانية (مطلقاً) وبصورة مقيدة في النبطية. مشيراً لبعض الأمثلة نقتطف منها ما مشار اليه أدناه مع ملاحظة الرمز < بأنه يعنى به الهمزة والرمز > يعنى به حرف العين:
1.   Ṥr<   وتعني أرض وجاء فيه tṤr< أي أرض: حرفياً أرضة.
2.   <Ṥy  وتعني وضوء وأضاء وهو يتعلق بضوء الشمس، ويعنى حرفياً موضاً.
3.   n<Ṥ    أي ضأن بمعنى غنم.
4.   bṭṤ   أي ضبظ أو قبض على. 
5.   rtṤ    وتعني الضرّة أو الزوجة التالية. 
وفيما يتعلق بالحرف ظ يعتمد ما ذهب اليه بروكلمان وموسكاتي من أن أصل الظاء هو ثاء مفخمة، حيث أنه ظل موجوداً في العربية والأوغاريتية، واللغة الكنعانية حولته منذ فترة مبكرة إلى صوت الصاد المهموس. وفي ص 21 يشير بأن صوت حرف (ظ) انقلب إلى (ط) في الآرامية، معتمداً على بعض الأمثلة من الكنعانية كما يلي:
1.   ḥṡr  وتعني حظيرة أو فناء والأصل بالظاء.
2.   ḥṡ   وتعني الخوذة أو رأس السهم ويقابلها في العربية الحظوة، وهي كلمة تطلق على سهم صغير قدر ذراع.
3.   nṡr   أي نظر أو راقب.
4.   ṡm>  و ṡmy> و <ṡm>    أي بمعنى عظم ، عظمي وعظام.
5.   التقارب الصوتي في اللغات القديمة وما طرأ عليها من تغييرات اقتبسنا هذه الأمثلة.

 
وخلاصة ما يذهب اليه د. يحيى عبابنة في  ص 399 حين يؤكد بأن ( اللغة الكنعانية فقدت ستة أصوات من أصولها قبل أن تضع نظامها الكتابي وهي: الضاد التي تحولت إلى صاد. والثاء إلى شين، والذال إلى زاي، والظاء إلى صاد، والغين إلى عين والخاء إلى حاء، وجميع هذه التحولات من النوع المطلق، إذا  لم تعد هذه الأصوات الستة موجودة في النظام الصوتي على الإطلاق، فلم يحتفل بها النظام الكتابي).
أما الأصوات التي شكلت النظام الصوتي للكنعانية فقد احتفظت بالأبجدية المألوفة من أبجد إلى قرشت، وعلى ما هو عليه اليوم في الآشورية الحديثة أيضاً بإضافة اللواحق الستة المعروفة اصواتها بالباء المركخة (ܒܼ) والغين والذال والخاء والفاء والثاء، أي ( ܒܓܕܟܦܬ ) بوضع نقطة تحتها دون حرف الفاء الذي يُدعم بقوس أو هلال صغير، وكما يتبين في كتابة الأحرف المشار اليها بالشكل الآتي: ( ܒܼܓܼܕܼܟܼܦ̮ܬܼ ).
وبذات الطريقة المنوه عنها لحرف الضاد، نستحدث صوت الظاء بإضافة نقطة لحرف الطاء أي طيث (ܛ)  بالآشورية ليقابل الظاء بهذا الشكل (ܛܿ) وذلك بالكبس على مفتاح p في لوحة المفاتيح لإضافة النقطة حينما يتم إدخال كافة أبجديات الخطوط الآشورية والمستحدثة فنياً في الحاسوب كما في العربية ولغات أخرى. ومما يحفز ذاكرتنا لهذا الحرف نجد العديد من المفردات متقاربة في النطق العربي مع الآشورية ومنها على سبيل المثال: ظلم : طلوم، ظفر: طِݒرا ، ظبي: طويا (طبيا بتركيخ الباء)، ظل: طِلّا، ظلل: طلل، الظهر: طهرا، ومن مجموعة الضاد: ضاع: طعا، ضائع: طَعيا، ظب (حيوان بري): طبّا (بترخيم الباء إلى طوا وغيرها). وبما أن كلاً من الضاد و الظاء لا وجود لهما في النطق الآشوري فأنه يلفظ بالزاي حيث يقال زَرَر بدلاً من ضرر وزلوميا أو طلوميا بدلاً من الظلم علماً بأنه في الآشورية طلوميا. ومتى ما تعمقنا أكثر في مراحل تطور اللغات وتفرع اللهجات حتماً ستنكشف لنا بعض الخفايا لتعددها في كل مجموعة وفصيلة لغوية لهجوية كما في لهجة بعض القرى في شمال العراق مثلاً حين يقال: نظيفه بدلاً من نظيف، وظالوما بدلاً من ظالم، وموحضرلِه بدلاً من أحضر وما شاكل ذلك، حسب ما يؤكده أيضاً الأستاذ اللغوي نلسن د. البازي الإستاذ في جامعة البصرة سابقاً من خلال مقاله في العدد 26 ـ 28 عام  1980 من مجله "قالا سوريايا " ص 152.
نستنتج مما ذكرناه بأن حرفي الضاد والظاء لهما علاقة بحرفي الصاد والطاء، في الشبه الشكلي والصوتي ليتطابق ما في أبجدية اللغة الآشورية التي تماثلها الأبجدية العربية، وربما باقي الساميات الأخرى، طالما استنتجا من اللفظ الأبجدي الأصيل وتقارب النطق في العديد من الكلمات بدليل المنوه عنها، وعلى نحو خاص في الطاء والظاء، ومحدودية عدد مفردات الظاء المستعمل منها والأشهَر تداولاً  محصورة بـإثنتين وثلاثين كلمة أي التي تحوي حرف الظاء، علماً بأن عددها الكلي قد تم حصره في ثلاث وتسعين كلمة غير مستعملة أي أنها مهملة في العربية، بالرغم من أن عدد حروف الظاء في القرآن قد بلغت 9320. وما سواها يتم كتابتها بالضاد، حسب ما ذكره شوقي حماده في كتابه "معجم عجائب اللغة " ص85. وما يحيرني أن أجد الكلمات التي تبدأ بحرف الضاد هي ضعف ما هو بالظاء، وما يتوسطها وفي أواخر المفردات يكون الأضعاف، علماً بأن مقارنة الحروف التي وردت في القرآن قد بلغ عددها 1200 حرفاً أي أقل من الظاء بأضعاف عديدة. هل السر في ذلك بإنفراد العربية بلغة الضاد فقط وإهماله في اللغات الأخرى التي منها الفصيلة السامية؟! على أية حال، أن تساولنا هو من باب المعرفة فقط لا غير. 
ولكي ننهي كلامنا، ونعود لما آنفنا اليه من حيث الضاد والظاء، فما الضير إذن من ذلك إن أدخلنا في اللغة الآشورية ما إرتأيناه؟! أليس هذا من باب التطوير والإغناء اللغوي؟!. طالما الحاجة أم الإختراع، ولطالما استعارت العربية المئات من مفردات ذات اللغة المتداول تسميتها أيضاً بالأرامية والسريانية والبالغ عددها ما يقارب الألف مفردة (وربما أكثر، ناهيك عن الإشتقاقات في تصريف المفردات) وفق ما أشار اليه الكاتب شوقي حمادة في مؤلفه "معجم عجائب اللغة" ص 123 والشائع منها في العربية. ونأمل من القارئ الكريم والمتابع العليم الحكيم أن يتواصل معنا في الحلقة القادمة عن منشأ ومصدر أبجدية الحروف اللاتينية التي أساسها الأكادية الآشورية والأوغاريتية والآرامية شكلاً ومضموناً.


157
ܪܚܡܐ ܚܩܝܼܪܐ ܘܡܠܦܢܐ ܟܫܝܼܪܐ ܒܪ ܐܡܪܝܐ ܡܵܪܹܐ ܛܢܢܐ ܘܝܘܼܠܦܢܐ ܒܚܩܠܐ ܕܣܸܦܪܝܘܼܬܐ ܘܠܫܢܐ.
ܩܒܠ ܫܠܡܝ̈ ܘܐܝܼܩܪܝܼ
ܠܲܝܬܠܝܼ ܡܸܠܹܐ ܛܝܼܡܢܐ ܫܒܼܘܿܩ ܡܼܢ ܕܐܡܪܸܢ: ܚܵܝܵܐ ܓܢܘܿܟܼ، ܘܟ̰ܝܒܘܼ ܠܥܒܼܵܕܘܿܟܼ ܡܵܘܬܪܵܢܹܐ ܡܙܝܼܓܹܐ ܒܥܸܛܪܹܐ ܡܗܢܝܵܢܹܐ. ܘܗܲܪ ܒܗܿـܝ ܥܸܕܵܢܵܐ ܠܗܿـܝ ܐܸܓܪܬܘܿܟܼ ܥܲܬܝܼܪܬܵܐ ܕܝܼܗܘܵܐ ܒܕܘܼܡܝܵܐ ܕܚܲܕَ ܢܝܼܫܲܢܩܐ ܕܩܠܵܕܵܐ ܬܠܝܼܬܵܐ ܥܲܠ ܩܕܵܠܝܼ ܘܨܕܪܝܼ ܡܼܢ ܚܲܕَ ܐܚܘܿܢܐ ܡܗܘܼܡܢܐ ܘܛܲܪܩܐ. ܒܘܼܬ ܐܗܐ ܗܲܝܡܢܘܼܬܐ ܟܹܐ ܒܵܓ̰ܪܐ ܫܪܵܪܵܐ ܘܡܼܢ ܫܪܵܪܵܐ ܟܹܐ ܢܵܒܼܥ ܙܸܠܓܵܐ ܕܢܘܼܗܪܵܐ ܘܒܲܗܪܵܐ، ܘܐܵܚܬܘܿܢ ܐܝܼܬܘܿܢ ܗܿܘ ܒܲܗܪܵܐ.
ܫܠܵܡܝܼ ܕܝܠܵܢܵܝܵܐ ܩܵܐ ܝܵܠܘܿܦܬܘܼܟܼ ܟܲܫܝܼܪܬܵܐ ܘܝܼܕܵܕ ܫܠܹܝܡܘܿܢ ܘܟܠܝܗـܝ ܝܵܠܘܿܦܹܐ ܐَܚܹܪ̈ܢܹܐ.
ܡܝܼܟܼܵܐܝܠ ܡܲܡܘܼ ـ ܣܘܝܼܕܸܢ 
   

158

ألأخ الفاضل اوشانا يوخنا
مرورك على ما نشرناه خففت عنا بعض الجهد، بالرغم من وجود مئات المقالات والدراسات عن الحرفين وعن مخارج الحروف التي نحصرها في لغتنا الآشورية ببعض المصطلحات المحددة التي وسّعها علماء اللغة العربية والغربيون من علماء الصوت بتفرعات اصطلاحية فرعية التسميات.
وبالرغم من قلة مصادرنا الاشورية بالخطين الشرقي والغربي أدرج لك هنا ما تم تدوينه من قبل لغويينا في حقل مخارج الحروف.
ܡܼܢ ܣܦܘܬܐ: ܒ ܦ ܘ ܡ
ܡܼܢ ܒܝܦܠܓܐ ܕܠܫܢܐ ܘܫܵܡܵܓܼܵܐ ܓ ܝـ ܟ ܩ ܪ
ܡܼܢ ܪܫܐ ܕܠܫܢܐ ܘܟܟܐ ܩܲܕَܡܵܝܐ ܙ ܨ ܫ ܣ ܘܟܹܐ ܩܵܪܚܠܘܿܢ ܡܫܪܩܢܝܬܐ الصفيرية
ܡܼܢ ܪܫܐ ܕܠܫܢܐ ܘܟܟܐ ܥܠܵܝܹܐ ܕ ܛ ܠ ܢܢ ܬ  التي تقابلها في العربية د ط ل ن ت مضافاً اليها الضاد والراء وقد سُميت أيضاً الأحرف اللثوية لإلتصاق اللسان باللثة اي (ܫܸܓܼܪܵܝܹܐ ܝܲܢ ܫܝܼܓܼܵܪܵܝܹܐ) أثناء نطق الحرف.
اما الأحرف التي يكون فيها اللسان بين الأسنان حين لفظها فهي الأحرف الأسنانية وتسمى اللثوية أيضاً مثل الثاء (ثاو) و (الذال) المركختين لدينا إضافة الى الضاء في العربية التي اقترحنا تعويضها في لغتنا بحرف الطاء (ܛ) مع نقطة فوقه أي (ܛܿ).
زيادة لما بيناه أعلاه ندرج أيضاً ما قاله بعض اللغويين حسب مايلي:
الأصوات اللَّثَوِيَّة هي الأصوات التي يلامس فيه رأس اللسان اللثة الخلفية للأسنان العليا الأمامية.
الفراهيدي يسمي الحروف اللثوية س، ز، ص الحروف الأسلية، وأعطى اسم "لثوي" للحروف ث، ذ، ظ، التي تسمى أسناني في اللسانيات اليوم.
ولا يسعني الوقت الآن أن أضيف لمجموعة مخارج الحروف مثل الحروف المركخة الأخرى والتي تتخذ صفة المجليانا (   ̰  ) والمعطشة منها مثل ( ܫ̃: ܕܸܫ̃ܡܸܢ ܀ ܙ̃ ܒܙ̃ܪܐ) وغيرها من المفردات الدخيلة المستعملة في قرانا.
أكتفي بهذا القدر ، آملاً أني أغنيت معلوماتك ، وللحديث صلة.
مع بالغ تحياتي
ميخائيل ممو


159
الأخ المحترم San dave
شكراً لك على المداخلة الجميلة ، إن ما ذهبت إليه في غاية الأهمية ، وأني أتفق مع رأيك على أن الكثير ممن يكتبوا بالعربية تكون محاولاتهم حفظ الكلمات لعددها المعروف والشائع الإستعمال والمحدود بثلاثين مفردة وأكثر قليلاً. ولكي تكون على معرفة أوسع عن إشكالات استعمال حرفي الضاد والظاء بإمكانك مطالعة ما كتبت عن ذلك في عدة حلقات بزيارتك لجمهورية كوكل وكتابة أسمي بالعربية أو مراجعة صفحتي في الفيس بوك. كما لا تنس بأن الحاسوب يتضمن ما لا يحصى عن هذه الموضوعات.
مع بالغ شكري وتقديري لمروركم على ما نشرناه وننشره وتأييدكم لفكرتنا في استعمال الحرفين بلغتنا كما عملنا لتسهيل الكتابة الصحيحة والنطق أيضاً.
ميخائيل ممو


160
الأخ ادي
شكراً لكم لمتابعاتكم المتواصلة كرقيب لترميم الجدران اللغوية بملاحظاتكم القيمة. كما وإن لوحة المفاتيح العربية قد تكون فيها بعض الإشكالات أثناء مواصلة الكتابة، والأسهل في حال معرفة أماكن الحروف للكتابة المباشرة مثلما أوضحنا للأخ أخيقار.
مع بالغ تحياتي.. بلغ سلامي للإخوة من أصدقائنا المخضرمين في لاس فيكس.
ميخائيل


161
أخي أخيقار
من دون الإزعاج اللغوي لا نتوصل إلى نتيجة مرضية (ههههه) واجبنا إيصال الفكرة الصحيحة، مثل تلك الشجرة التي يتم تقليمها في الفصل المحدد.
ما اعنيه بـ (زتا ) هو حرف (z)  في لوحة المفاتيح بالضغط عليه مباشرة أثناء الكتابة بالعربية ، وحين تنقر عليه لوحده يعطيك هذا الحرف (ئ) وأثناء توصيله بالحرف الذي يليه يعطيك الشكل التالي : بئر، ميخائيل و غير ذلك. أما الهمزة المنفردة في كلمة أشياء هو النقر على مفتاح (x)  وعلى مفتاح (c)  يعطيك كما في لؤلؤ وبؤبؤ. وأحيانا برمجة بعض الواح المفاتيح يتغير وضعها أو الكتابة بالعربية يتم نصبها بالشكل الأبجدي أي الفونيتكس مثل (a b c d)  اي النقر على (a)  لتكتب الالف وهكذا، وهناك أيضاً عكس ذلك أثناء النقر على (a)  يأتيك الحرف ش.
أملاً إني اديت الواجب المعني.. مع شكري لجهودكم ومساعيكم.
ميخائيل ممو


162
أخي الطموح في المعرفة شوكت المبجل
تحياتي
هذه المسألة اللغوية لها جذورها التاريخية في عملية التطور اللغوي ، وترتبط أيضاً بالعوامل اللهجوية التي أساسها المناطق الجغرافية والمناخية بتأثيرها على الأوتار الصوتية وتطبعها  أيضاًعلى اللغات المجاورة، إضافة لعمليات التركيخ اللغوي للحروف الستة (بغدخپت) والتي هي الباء وگ والدال والكاف و پ الفارسية أو الإنكليزية (p)  والتاء بحيث أن يوضع تحتها نفطة ليتحول صوتها إلى ستة حروف إضافية في لغتنا  ما عدا حرف (p)  الذي نستعمله وتفتقر اليه العربية ، وكذلك مثلما أضاف العرب ستة حروف إلى التسلسل الأبجدي في نهاية أبجد هوز والتي هي ثخذ ضظغ.
وبإعتبارك أخي استاذ شوكت من المختصين باللغة الإنكليزية فلا أظن ان تخفى عليك هذه الأمور في اللهجات الإنكليزية المناطقية، ولهذا هي ذات الحال لدينا أيضاً، بأن التعود له أثره على مزاولة الإستعمال بمماثلة الغير من حيث اللثغة التي فرضت نفسها وبالتالي أن الإنشطار المذهبي توغلت عدواه في لغتنا الأصلية والحديث يطول لو أسهبنا في تفاصيله، آملاً أن أكون قد أفدتك نوعا ما مما أردت معرفته. وللحديث صلة إن لم تقتنع بما اوردته لك. وبإمكانك مراجعة الحلقات السابقة من بحثي في خزينة العم كوكل لمعرفة المزيد.. مع بالغ شكري وتقديري لمداخلتك.
ميخائيل ممو

163
أخي المبجل أخيقار
في البدء شكرا لك على ما أشرت إليه، ودعني أقول لك أنا هو الآخر يشرفني أن أقرأ ما تسعى إليه حين تتحفنا بمعلومات جديدة من خلال سعيك الدائم في النوادر من المصادر بما يخفى علينا مثلما نسعى له في مجال إهتمامنا اللغوي والأدبي.. والجديد لدي في هذه الفترة ترجمة الجزء الاول من كتاب الأديب بنيامين يوسف كندلو الموسوم راحل عبر الأفق وقد تم تسليمه للطبع، والكتاب الآخر عن يوم اللغة الآشورية مأثرة تاريخية تم إرساله للطبع في شيكاغو لمناسبة يوم اللغة الآشورية. ما نتمناه أن يعي مثقفونا بما يكلفنا ويتعبنا من أجلهم والأجيال القادمة.. مع بالغ تقديري لجهودكم..
ملاحظة إرشادية: وجدت في أغلب كتاباتك أنك تكتب همزة الكرسي منفردة على سبيل المثال ميخاءيل، ولكي لا تحتسب عليك من باب الأخطاء اللغوية عليك أن تضغط على الزتا مباشرة مثل جبرائيل. وهذه للتنويه فقط.
ميخائيل ممو


164
الأخ المتابع النشط والمداخل الصنديد أوراها دنخا سياوش الموقر
تحياتي
في البدء شكرا لكم على تجشمكم عناء القراءة لموضوعنا المعقد لغويا، ومحاولة تجاوزكم لما إرتأيناه ودوناه، والإشارة لبعض الملاحظات التي لا تخفى علينا من خلال دراستي الجامعية في قسم اللغة العربية بجامعة ستوكهولم عن اللهجات المصرية، حيث لسنا على بعد من ذلك ، وهناك من الأمور في الفاظ اللهجة المصرية تخفى على الكثيرين. أما مداخلتك في اللفظ أو النطق المصري لما دونته من مفردات فالحالة هي ذاتها لدى العديد من ألناطقين بالعربية في العديد من البلدان.. أما أن نحكم بأنهم الأصح في معرفة أصل الضاد أو الظاء فهي مسألة فيها وجهة نظر (نزر هههه) إن تعمقنا قليلاً في اللغة القبطية من حيث لفظ حرف الدال والذال القبطي المشترك ، وبما يضاف اليهما حرف الصاد أيضاً التي يلفظ (ز) ومعه أيضا (ص) وتأثيرهما في اللفظ المصري الحديث.. وربما نكون أكثر وسعاً في الجزء الثاني من هذه الحلقة التي سننشرها قريباً. ولا تنس بأن أهل مدرستي البصرة والكوفة هما من أفصح من غار وتعمق وإستنتج في هذا المجال والأصول اللغوية المعتمدة في أغلب البلدان العربية بإسشهاد اللغويين العرب أنفسهم، حيث يقال برأي أهل الكوفة أو البصرة، ناهيك عن أسماء اللغويين الشهيرين. كما وليكن على بالك بأن النطق (اللفظ) يغير من معاني الكثير من الكلمات، وعليك تصور لفظ اسم (القاهرة) بالمصرية مقارنة بباقي البلدان من حيث الهمزة، ليلفظها المصري بشكلها الصحيح مع القاف عدا الهمزة في (يئوم أd يقوم وفي آل في قال) وغير ذلك.
يسعدني كثيرا أن أجد من أبناء امتنا من أمثالكم يتناولون مثل هذه الموضوعات، وكما عودتمونا بمداخلاتكم السابقة.
ميخائيل ممو

165
الأخ العزيز والكاتب الطموح إدي الموقر
مداخلاتك دوماً لا تقل شأناً عما ندونه. وكلمتك الإنكليزية هي دلالة التجانس والتماثل بما ذهبنا اليه. بدورنا نرفع جزيل شكرنا لما تفضلتم به، وبما قلدتمونا بعبارة (شكرا للمقالة الرائعة والشرح الوافي) كونكم اثبتم بأنكم من العناصر التي تهمكم ما ندونه في المجال اللغوي، وبما تتفضلوا دوماً بمداخلاتكم التوجيهية في مقالات غيرنا. حفظكم الله.
ميخائيل ممو


166

ما بين الضاد والظاء في اللغة الآشورية المعاصرة
الجزء العاشر
(ا)

ميخائيل ممو

سبق وإن عرضنا في حلقتنا السابقة إشكالات حرفي الضاد والظاء عبر التاريخ، وبغية التوسع أكثر في هذا السياق، نود القول هنا، نظراً لإفتقار صوت حرفي الضاد والظاء في اللغة الآشورية المعاصرة ولعدم ورود أي كلمة على منوال وسياق نطقيهما مثلما هو في العربية التي تكنى بلغة الضاد لإنفرادها بصوت هذا الحرف، فإنه لا بد أن يتم تعويض الحرفين عند الضرورة في حال الترجمة إلى لغات أخرى بإستعاضة رمز صوتيهما إلى صوت الدال أو الزاي مثلما يتم لفظه في بعض الدول العربية على نطقه بالدال أو الزاي كما في كلمة " الضمير" بنطقه " دمير أو زمير "، وكذلك في كلمة "ضابط" بقلب الضاد إلى " ز" أو " د " لتنطق زابط أو دابط في لهجات بعص الدول العربية كما في مصر، وأبيَد بدلاً من أبيض، وأحياناً في القلب والإبدال يختلف المعنى المقصود لفظاً كما في كلمة " ظلم " بلفظها " زَلَم و دَلِم " بتغيير المعنى لتعنى الأولى السهم لا ريش عليه أو نبات لا بزر عليه، ولتعنى الثانية اشتد سواده، أو في مفردة " الظاهر" لتلفظ " الزاهر أو الداهر" ولكل مفردة منهما معنى مغاير عن المعنى المقصود.
وهنا لا نستثني حرف الحاء في اللغة الآشورية الذي اشرنا اليه في سياق بحثنا السابق، وسنأتي إليه لاحقاً. بغية إيضاح الدافع الذي حدا بي لإيراد حرف الضاد وقريبه الظاء هو مصادفتي لثلاثة تراكيب لغوية لدى ترجمة الإسم المتضمن حرف الضاد الى الآشورية وعلى نحو خاص في الأسماء، ومنها اسم "نضال" قد يكون للتذكير والتأنيث في العربية، حيث تم كتابته في مجلة "سبروتا" الصادرة في العراق عن إتحاد الأدباء السريان بشكل "نيصال ܢܝܼܨܵܠ "، وفي دعوة زواج رسمية " نِدال ܢܹܕܵܐܠ " وفي إحدى المقالات القديمة كتب اسم نظام " نِـزام أي ܢܝܼܙܵܐܡ "، فذكرتني هذه الحالة باللغة الآشورية بين كتابة اسم "جورج وشورش: ܓ̰ܘܿܪܓ̰ ܙ̃ܘܿܪܙ̃ " في مجلة كلكامش التي كانت تصدر في أيران منذ الخمسينيات. ولمناسبة ذكر اسم "نضال" الذي يتحلى به الذكر والإنثى أيضاً دون مفارقة، كنت في منتصف الستينيات قد التحقت بجامعة البصرة للدراسة في كلية الحقوق والسياسة، وفي بدايات السنة الأولى تم فرز أسماء البنين عن البنات في مقاعد الدراسة، وفي اليوم الثاني كان أحدهم اسمه نضال، فكان مقعده محاطاً بمجموعة من مقاعد الطالبات، وعند دخول دكتور مادة القانون الدستوري نظر اليه وفاجأه سأله عن اسمه؟ فأجابه إسمي نضال وفق ما هو مدون على رحلتي. فإبتسم الدكتور ولم يشر لأي تعليق. وفي اليوم التالي وجد نضال اسمه في آخر المقاعد. وهذا ما يحدث عادة مثل اسم صباح الذكر وصباح الأنثى وكذلك سهام وغيرها من الأسماء الشبيهة. ولدى بني آشور أيضاً ذات المصادفات حيث لدينا إسم آثور أو آتور، وآترا أيضاً للذكر والأنثى. ولأجل تلافي هذا الإشكال في مجال اللغة الآشورية، كنا قد إرتأينا سابقاً في مقترح لنا بغية التمييز والكتابة الصحيحة خاصة في ترجمة الأسماء أن نضيف نقطة فوق أو تحت أو وسط الصاد الآشورية ( ܨ ) تماشياً مع العربية وبهذا الشكل ( ܨܼ)، ولكني وجدت الأصلح أن تضاف النقطة فوق الحرف مثلما في العربية وذلك لسهولة استعمالها في الكتابة الألكترونية بالضغط على مفتاح الصاد ومن ثم على مفتاح B أوP في لوحة المفاتيح لنستنتج اللفظ بهذا الشكل (ܨܿ) ونعني به لفظ حرف الضاد لتخفيف الإشكال الكتابي لعملية الترجمة الخاطئة على نقل الإسم، كما هو في ترجمة أسماء اللغات الأجنبية التي لا تناسب أصواتها أبجديات اللغات السامية، ومنها اللغة السويدية كمثال حصري لما تحويه من حروف يصعب على غير الناطقين بها من نطقها ونقلها بالشكل الصحيح وهي: (å, ä, ö ) كونها من حروف العلة أي الصائتة. إن الإشكال اللغوي ما بين الضاد والظاء لا حدود له بين متعلمي وكتاب اللغة العربية كما نوهنا في الجزء التاسع من دراستنا، لتقارب لفظيهما في النطق والكتابة ـ نوعاً ما ـ رغم إختلاف مخرجهما، وعلى نحوِ خاص ومتميز لغير الناطقين بالعربية ممن يعمدون تعلمها. وعلى غرار هذا الإشكال أقارنه باللغة الآشورية بين حرف الخاء بمعنى الخيث (ܚ) والكاف (كـ، ـكـ، ك) المركخة الأولية والوسطية والآخرية كالآتي: ( ܟܼـ، ــܟܼـ، ܟܼ ) أي التي نضع النقطة تحتها لإستنتاج حرف الخاء ( ܟܼـ ) وفق قوانين التركيخ، علماً بأن هناك حرف الخاء أي الخيث (ܚ) المشابه له في الآشورية الشرقية لفظاً، حيث أن أبناء الكنيسة السريانية الأرثوذكسية يلفط لديهم بحرف الحاء، وكذلك في معظم قرى أبناء الكنيسة الكلدانية، بالرغم من تجاوز عملية اللفظ أو النطق المزدوج أي في بعض المفردات يُلفظ (ح) وفي البعض الآخر (خ) رغم عملية كتابته بحرف الحاء، ومنها على سبيل المثال: مشيحا أي المسيح، شوحا أي الحمد، حوبا أي الحب، حنانا أي الحنان، حويادا أي الإتحاد. بينما في بعض المفردات تُكتب بالحاء وتُلفظ بالخاء والتي منها: خلوص أي إسرع أو انتهي، خليقا أي المخلوق، خسِرلِه أي خسر وما شابه ذلك.. بينما السريانية تستعمل الحاء بإضافة لفظ الواو مثل: حوبو وحويودو بدل الخاء، بينما لدى أبناء الكنيسة الآشورية يتم اللفظ بـ (خوبا وخويادا) علماً بأن الكتابة هي ذاتها لدى كافة الكنائس ما عدا اللفظ لدى السريان بقلب حرف الألف أي حرف الإطلاق إلى واو، مكتفياً بهذه المقارنة رغم وسعها. هذان الحرفان أي الحاء والخاء إضافة إلى الكاف المركخة (ܟـܼ) لها ذات النطق ولكن بتأثير بعض الأصول النحوية للدارسين والمتمكنين من اللغة يمكنهم التفريق في طريقة الكتابة الصحيحة والنطق القويم، إلا أنه صعوبتها القصوى لدى المبتدئين والمتعلمين نوعاً ما وبشكل عام. ومن الجدير ذكره إن بعض القرى في شمال ما بين النهرين تستثني الحاء بالخاء، ومن الممكن أن تكون لإعتبارات دينية عن استعاضة الحاء بالخاء أو عكس ذلك لأسباب وراثية من نطق التغييرات اللغوية المستمدة مما كانت عليه سابقاً، وهذه مجرد احتمالات وتوقعات غير مؤكدة لغوياً وبشكل رسمي موثق. يبين لنا المتبحرون في علم صوت بأن نطق حرف الضاد يتم بوضع حافة اللسان في أصل الثنايا العليا أو أصل الأسنان من الجانب الأيسر وهو الأمر الأيسر في النطق. أما حرف الظاء فيتم نطقه بوضع حافة الثنايا في وسط اللسان. وللتفريق بينهما نرى الضاد بأنها لا تخرج من الشفة، والظاء تبدو خارجة من الشفة مثلها مثل حرفي الثاء والذال كأحرف لثوية. وبما أن موضوع الضاد والظاء بحاجة إلى دراسة لغوية وصوتية منفردة وواسعة لا مجال للخوض في مضمونها من بحثنا المقتضب. لهذا أكتفي الإشارة من خلال تجربتي في حقل تعليمي اللغة العربية والآشورية بشكل رسمي لأكثر من خمسة وثلاثين عاماً في المرحلة الثانوية من بلاد المهجر بشكل خاص، مما يعانيه التلاميذ العرب والآشوريين والأجانب أيضاً على عدم التمييز بين لفظيهما في الكتابة وعدم المقارنة بينهما. على سبيل المثال صعوبة التمييز بين الفعل (حضر) بمعنى جاء وتواجد أو الـ (حضر) بمعنى التمدن أو المتمدن من سكان المدينة، و(حظر)عليه الشئ أي منعه، أو بين فاضت البحيرة وفاظت الروح، ناهيك عن قلب الظاء ضاداً والضاد ظاءً في أغلب المفردات. وبما إن العربية تنفرد في تسميتها بلغة الضاد وعلى غرارها الظاء، فليس من الغريب أن يضاف هذا الحرف لأبجديات اللغات الأخرى لضرورات سياقات الترجمة ومنها المنضوية تحت راية اللغات السامية كالآشورية / السريانية مثلاً لتداخلها في بعض الأسماء المستحدثة كأسم خضر وخضوري، بدلاً من أن تكتب بالآشورية "خدر وخدوري"، وفي " حضر وحضور" وكذلك لحرف الظاء في "ظرف" التي نستعملها " زرݒا " وأصلها في الآشورية "بلدارا ܒܸܠܕܵܪܵܐ" علماً بأن حرف الضاد تواجد في المسمارية الأوغاريتية كما أشرنا في بحثنا السابق. أما لحرف الظاء فأنه أيضاً افتقدناه وفق ما يشير اليه الدكتور رمزي بعلبكي في كتابه "الكتابة العربية والسامية" ص 295 بقوله: ( سقوط الحرف Ẓ (أي ظ) يفسره إنقلاب هذا الحرف في الفينيقية والعبرية إلى Ṣ (أي ص) فكلمة "عظم" العربية والآوغاريتية هي بالظاء التي احتفظت بها اللغتان من السامية الأم، ترد بالصوت Ṣ في كل من الفينيقية والعبرية (عظام)، ولذلك استعملت الفينيقية شكل الحرف Ṣ لكتابة الكلمات التي كان أصل الحروف Ṣ فيها هو الحرف Ẓ ). وهذه دلالة على وجود حرف الضاد والظاء في بعض اللغات القديمة وعدم اقتصارها على العربية فقظ. ولكي ندعم ما أشرنا إليه نستميحكم العذر عزيزنا القارئ على نشر القسم المتبقي في الحلقة القادمة بعنوان "الجزء الثاني ب" لطول الموضوع والإكتفاء بما هو عليه الآن، ليتمكن القراء من استيعابه بسهولة تامة ودون أية معاناة من تلاطمات أمواج البحر اللغوي.


167
ܣܦܪܐ ܚܩܝܼܪܐ ܘܡܠܦܢܐ ܟܫܝܼܪܐ ܒܕܪܢ ܥܘܡܪܝܐ
ܫܠܡܝܼ ܘܐܝܼܩܪܝܼ
ܠܝܬܠܝܼ ܡܼܢ ܡܹܐܡܪܹܐ ܫܲܦܝܼܪ ܡܼܢ ܕܐܡܪܸܢ (ܚܲܝܵܐ ܓܵܢܘܿܟܼ ܘܬܵܘܕܝܼ ܣܵܓܝܼ) ܠܥܒܼܕܘܼܟܼ ܡܵܘܬܪܵܢܹܐ ܩܵܐ ܬܸܡܸܫܬܵܐ ܕܡܢܲܝ̈ ܐܘܼܬܘܼܟܼ ܕܝܼܠܹܗ ܚܲܕَ ܥܒܼܵܕܵܐ ܠܡܢܵܚܲܡܬܵܐ ܕܐܝܼܬܘܼܬܲܢ ܒܐܘܼܪܚܵܐ ܕܠܸܫܵܢܵܐ ܘܣܸܦܪܵܝܘܼܬܵܐ؛ ܒܗܿܝ ܕܠܸܫܢܵܐ ܝܠܹܗ ܐܲܬܪܵܐ ܩܵܬܲܢ ܓܵܘ ܐܲܬܪܵܘܵܬܹܐ ܕܓܵܠܘܼܬܵܐ. ܘܒܗܿܝ ܥܸܕܵܢܵܐ ܡܲܩܪܘܒܼܐ ܝܘܸܢ ܠܩܘܼܒܠܛܲܝܒܘܼܬܝܼ ܘܫܠܵܡܹܐ ܕܝܼܠܵܢܵܝܹܐ ܩܵܐ ܚܵܬܵܐ ܚܩܝܼܪܬܵܐ ܐܸܚܠܵܨ ܕܓܲܫܡܘܼܢܹܐ ܝܠܵܗܿ ܠܗܲܝܵܝܘܼܬܵܗܿ ܘܗܲܝܡܵܢܘܼܬܵܗܿ ܫܲܪܝܼܪܬܵܐ ܒܡܲܪܘܲܚܬܵܐ ܕܠܸܫܵܢܵܐ ܐܵܫܘܿܪܵܝܵܐ، ܘܒܣܵܒܼܪܵܐ ܝܘܸܢ ܕܗܵܘܝܵܐ ܚܕܵܐ ܟܵܬܲܒܼܬܵܐ ܓܡܝܼܪܬܵܐ ܒܝܘܼܠܦܵܢܵܐ ܐܲܝܟܼ ܚܲܕَ ܛܘܼܦ̮ܣܵܐ ܚܵܝܵܐ ܠܒܢܲܝ ܐܘܼܡܬܵܢ ܕܩܵܐܸܡ ܘܠܫܲܪܒܵܬܹܐ ܕܒܹܐܬܵܝܵܐ ܝܢܵܐ.
ܥܲܡ ܚܘܼܒܝܼ ܘܐܝܼܩܵܺܝܼ ܐܲܡܝܼܢܵܝܵܐ.
ܡܝܲܩܪܵܢܵܘܟܼܘܿܢ
ܡܝܼܟܼܵܐܝܠ ܡܲܡܘܼ: ܣܘܝܼܕܸܢ


168
مناداة لجماعة المتداخلين...
حتام نظل نخوض هذه المعمعة اللغوية التي اختلقها بعض الغرباء عنا؟!
وحتام نبقى ننهش لحم بعضنا ونتصارع على ساحل البحر ليبتلعنا في أعماقه دون إدراكنا؟!
أليسوا هم اولئك الذين نزلوا في ديارنا من المبشرين وانتزعوا الهوية التي كنا نؤمن بها ليفرقوا بيننا من أجل مصالحهم الإقتصادية السياسية؟! وها نحن اليوم نجني ثمار ما زرعوه المطعمة بالسم القاتل. فمهما نكلنا ببعضنا سيبقى الدهر يصيبنا بنوازله، ويشمئز منا. دعونا نحاول لم شملنا بالوحدة الدفاعية أولاً قبل ضياعنا في آتون الزوال رغم كل التسميات، ومن ثم لكل حادث حديث.
أن تبغضني وتنكر وجودي كوني أشورياً، وأبغض وجودك كونك تدعي كذا وكذا فهذه خيانة وتعمد بحق وجودنا كشعب واحد، له ذات الصفات الإنثروبولوجية والمقومات القومية.
كفى أن نكون أعداء أنفسنا. وكفى أن نكون لقمة سائغة لدى الذين نطلب الدعم منهم وهم يرددون دوماً: إذهبوا ووحدوا أنفسكم، ليمكننا دعمكم واسنادكم لتحقيق مآربكم. ألا تكفي هذه العبارة أن تكون عبرة لنا جميعاً من دون استثاء لكافة التسميات؟!
أنا شخصياً بلغ لدي السيل الزبي وعاصرت هذه الإشكالات على مدى خمسين عاماً، منذ منتصف السبعينيات حين شتتنا وفرق بيننا قرار منح الحقوق الثقافية في العراق بتلك التسمية التي جزأتنا لنخوض حالة من التعصب رغم وحدتنا من العمل المشترك بين مثقفينا آنذاك بدلالة ترأس الأب المرحوم جرجيس أفرام الخوري هيئة إدارة اتحاد الأدباء والكتاب الناطقين بالسريانية والأب المرحوم أكرم عبد حنا شموني من المذهب السرياني وكذلك من المذهب الكلداني مع الغالبية في العضوية من الآثوريين في خدمة الأدب والوجود القومي لتحقيق ما كنا نصبو إليه في السر والعلن، ونفتقد للتسمية الآرامية. وكذلك مجلة المثقف الآثوري ومجلة قالا سوريايا ومجلة الكاتب التي كانت تجمع بين كتابها من كافة المذاهب بأقلامهم الحرة الشريفة دون تفضيل زيد على عبيد.
أما أن يستل كل مداخل سيفه بعد خمسين عاماً،  ويكيل الصاع صاعين أحدهما للآخر.. وبمفردات لا تليق المنطق الأدبي والأخلاقي فهي دلالة قاطعة على نكراننا وجحودنا لوجودنا الموحد الذي تربطه ذات الأواصر، وأن لا نظل نكثف الصراع بأن البيضة من الدجاجة أم الدجاجة من البيضة، مع معرفتنا بما خلق الباري عز وجل على وجه البسيطة.
أن ما نوهت عنه هو غيض من فيض. ولا أريد أن أطيل أكثر مما هو عليه بالرغم من معايشاتي السابقة في هذا المنبر الحر
ميخائيل ممو


169
المنبر الحر / جلسة لغوية ممتعة
« في: 23:04 03/02/2017  »






170
أدب / رد: خماسية الحب والوطـــن
« في: 00:48 27/01/2017  »
الأخ الشاعر الفذ ايشو شليمون الموقر
بين فترة وأخرى تطل علينا بما يختمر في ثنايا وعيك الشعري بإحساس فيه لذة جديدة. وهذه المرة أعدت بنا لأيام الشباب والماضي البعيد حين تأثرنا وصغنا بواكير كتاباتنا الشعرية على نهج ومنوال ما صاغه الخيام في رباعياته ، وما نحى منحاه أدباء المهجر وعلى وجه التحديد إيليا أبو ماضي وميخائيل نعيمة وجبران وغيرهم من المحدثين.
ملاحظتي هنا عن عنوان القصيدة.. بالرغم من صياغة قطعها الشعرية على شكل رباعية الأبيات، فإنك تتوجها بعنوان " الخماسية "، لذلك أود القول وفق منظوري الخاص بأن القصيدة مقسمة إلى جزئين خماسيين بخمسة مقاطع لكل جزء. ألا تظن ذلك؟! وبتناظر مفهوم الجزئين. أليس كذلك؟ هذه الملاحظة لإسعافك من الذين لا يدركون معنى النتفة الشعرية من القطعة وبالتالي القصيدة في مجملها المتكامل والمترابط. ليتك وسعت رأيك ليدرك القارئ مما تعنيه ويعتبرها سهواً غير متعمد. مع بالغ شكري لإبداعك.
ميخائيل ممو


171
أخي شوكت.. شكراً لردك الجميل الذي إعتمدته على القاموس الويكابيدي، وهذه  دلالة على وعيك وطموحك على إضافة ما لم تكن تتوقعه بما أشرنا إليه في مداخلتنا الأولى التي اعتبرنا فيها سلاسة وصفك بأدب الرحلات، كونك تنقل الحقائق بما تتراءى لك بالصيغة التدوينية مدعمة بالصور التذكارية والواقعية التي تجسد الحقيقة أكثر وأبرز من الكلمة، وليس بالإمكان نكرانها. فشكرا لك على تجاوبك، آملاً منك المزيد بما تقتفيه فيما تنشره. مع بالغ تقديري لجهودكم.
ميخائيل ممو


172
وشهد شاهد من أهلها
ما أجمل أن تعيدنا المدونات التاريخية الموثوقة للماضي البعيد والقريب، وعلى نحو ٍ خاص ومتميز الماضي البعيد الذي يحيي فينا مشاعر الحنين ويحفز تلك المنابت التي أعيت مسيرتنا وهي ملتحفة بظاهرة النسيان لأسباب تمليها الأحداث والظروف اللاإنسانية المتعاقبة، ليكون مؤداها كتلك الشجرة التي يتم تجريدها من وسائل العيش والعطاء الدائم، لتبقى جذورها غائرة في موطن أصالتها على أمل الإنبات.
هذا ما يؤكده لنا التدوين التاريخي في كافة أبواب الحقول الأدبية التي منها اليوم الأدب الألكتروني أو الإنترنتي من أوسع أبوابه ليخلد ورقياً أو من خلال التخزين في الأقراص المدمجة لمن تشحذه همته في الحفاظ على ما يشهد له التاريخ من مدونيه الأصلاء.
من هذا المنطلق وبدوافع التطور التقني تيسرت وسائل الإتصالات بشكل لم يألفه الإنسان في مراحل حياته المتعاقبة منذ آلاف السنين وبما دونه من غامروا بحياتهم في رحلاتهم لكشف الحقيقة ونيل ما إرتأوه، بدليل رحلة ملحمة كلكامش الخالدة، وإبن بطوطة وماركو بولو وكولومبس وغيرهم من الذين خلد التاريخ رحلاتهم. كما لا نستثني هنا أصحاب مفكرة الذكريات اليومية التي إعتاد عليها الكثيرون ممن يجدون فيها مرآة لحياتهم المستقبلية، وعلى الأخص العديد من مشاهير الكتاب الذين وثقوها في مؤلفاتهم القصصية والشعرية والخواطر المتسلسلة المحفوفة بعذوبة نكهتها الخاصة وأهميتها التاريخية.

إن ما أشرت إليه أعلاه هو بمثابة المدخل التمهيدي لعدة مقالات نادرة استرسل في وصفها الزميل شوكت توسا مستنبطاً فحواها من معاناة ومخاطر السفر بين فترة وأخرى ليعيش حالة الفرح مكتشفاً من خلالها ما لم يتوقعه من المآسي التي تبهر وتخطف الأبصار برؤياه، وبالتالي ليطرحه على مرأى ومسمع من هم سارحون في أجواء أحلامهم الخاصة خلف ستائر من هم أعلى شأناً ومكانة. وبما أن الطرح الذي ألفته فيما ذهب إليه الكاتب له من الأهمية في كشف الحقائق بالعودة للماضي ومعايشاته للحاضر يُعد من المميزات للحذر ولإستدراك خفايا المستقبل. فها هو يضيف مأثرة من مآثر أدب الرحلات التي نفتقر إليه، ولم يتجاوز عدد كتابنا من المعاصرين على أصابع اليد الواحدة الذين خاضوا هذا المنوال والنسق المألوف، علماً بأنه نادراً ما نجد من يخوض هذا المعترك من الكتابة الصريحة بإسلوب ممنهج ومدعم بما تراءى له وصوره ليكون أكثر وضوحاً بما يعنيه ويهدف إليه. فحبذا لو أقدم كتابنا الذين تلزمهم رحلاتهم في السعي على تجسيد مشاعرهم بالطريقة التي سعى إليها زميلنا شوكت لأضفنا وبأيسر السبل لتاريخ تراثنا ووجودنا ما يدع الآخرين على معرفة بما هو في سراديب الخفي، وما هو المبطن منه بالعلانية.
آملين من الأخ المغامر شوكت أن يجمع ما لديه من تلك الرحلات ويصدرها في كتاب كشهادة توثيقية لأجيال المستقبل والتاريخ، مع بالغ تقديري وإحترامي لمواقفه والجرأة التي يتحلى بها في سرده، وكما عهدناه في طروحاته السابقة والعديدة التي تؤلم البعض من شدة تلاحمها لتدعه في غالب الأحيان أن يكيل الصاع بصاعين.
ميخائيل ممو
   

173
أخي الناشط القومي روبين المحترم
شكراً لك على تعقيبك ، آملاً أن تزخر أيامكم بالأفراح لمناسبة أعياد الميلاد والسنة الجديدة المرتقبة. ولا تنس بأن ما ندونه هو شهادة للتاريخ ولإيصال رسالتنا لكل من يفقه ويدرك ما ننقله بصدق وأمانة بيراعنا الذي يوجهنا للإفضاء بصراحتنا. مع بالغ شكري وتقديري لمواقفكم.
أخوكم: ميخائيل ممو


174
ܐܚܘܢܵܐ ܚܩܝܼܪܵܐ ܩܫܘܿ
ܠܹܐ ܝܘܸܢ ܒܝܼܕܵܥܵܐ ܡܘܼܕܝܼ ܣܲܪܛܸܢ ܒܘܼܬ ܡܲܢܗܲܝܵܬܘܼܟܼ ܛܝܼܡܵܢܹܐ، ܒܗܿܝ ܕܝܼܢܵܐ ܥܘܼܠܘܼܠ ܡܼܢ ܡܨܵܝܬܲܢ، ܐܵܦܸܢ ܕܝܼܘܲܚ ܡܢܵܚܘܿܡܹܐ ܠܸܫܵܢܲܢ ܘܣܸܦܪܵܝܘܼܬܲܢ، ܒܗܿܝ ܕܪܓܼܵܫܝܵܬܲܢ ܗܲܕܟܼܵܐ ܡܲܥܒܼܘܿܕܹܐ ܝܢܵܐ ܠܦܘܼܬ ܘܵܠܝܼܬܲܢ ܐܘܼܡܬܵܢܵܝܬܵܐ ܘܣܸܦܪܵܝܬܵܐ. ܘܗܲܪ ܒܗܿܝ ܥܸܕܵܢܵܐ ܐܝܼܬܠܝܼ ܩܘܼܒܵܠܛܲܝܒܘܼܬܵܐ ܪܲܒܬܵܐ ܡܼܢ ܛܵܢܵܢܵܘܟܼܘܿܢ ܘܣܘܼܥܪܵܢܵܘܟܼܘܿܢ ܕܝܼܠܹܗ ܩܵܐ ܝܘܼܬܪܵܢܵܐ ܕܠܸܫܵܢܲܢ ܘܐܝܼܬܘܼܬܵܐ ܕܡܢܵܚܲܡܬܵܐ ܕܐܘܼܡܬܲܢ. ܥܹܐܕܵܐ ܕܡܵܘܠܵܕܵܐ ܕܡܵܪܲܢ ܥܲܡ ܫܹܢَܬܵܐ ܚܲܕّܬܵܐ ܗܵܘܹܐ ܒܪܝܼܟܼܵܐ ܠܟܠܲܝܗܝ ܒܢܲܝ̈ ܒܲܝܬܵܐ.
ܡܝܼܟܼܵܐܝܠ ܡܲܡܘܼ

175
ملاحظة:
أحياناً تدع أنامل الكاتب أن يحيد عما يألفه لعقود طويلة منذ مراحل دراسته ليعلم كيف يستعمل العدد مع المعدود وأحكام الرفع والنصب والجر وغيرها من القواعد الصرفية. لذا أود التنويه هنا عن الهفوة التي صادفتنا في مدخل العرض بذكر ثلاثة شخصيات بدلاً من ثلاث شخصيات، وكذلك مضاعفة الألف في أبنااء بدلاً من أبناء. لذا إقتضى التنويه لتصحيح السهو الوارد في الأسطر الثلاثة الأولى. مع الإعتذار للقراء الأحباء.
ميخائيل ممو

176
أخي الناشط الآشوري أدي بيت بنيامين الملتزم بمبادئ المرحوم شماشا كيوركيس بيت بنيامين دآشيتا.
حرصك الدائم بما تجود به قريحتك مفخرة لنا دوماً، مثلما نعتز ونستذكر ما خلفه لنا المرحوم والدكم الذي تعلمنا منه الكثير فيما نحتفظ به على صدارة رفوف مكتباتنا البيتية، رغم تواجدها لدى الكثير من أبناء شعبنا أينما تواجدوا.
وفيما يخص ملاحظتك عن ما يمكنني نشره عن زياراتي المستقبلية ستكون من المشاريع التي لا اتهاون عن تحقيقها بدلالة الرابط أدناه الذي يحوي ما حققناه على مدى عشرات الأعوام (في حال تجاوب الرابط لمعرفتكم)

http://www.ankawa.com/forum/index.php?action=profile;u=7318;area=showposts;sa=topics
كما وإني أشكر لكم ما زودتمونا به للإطلاع والمعرفة.. وعلى القراء أن يطلعوا على كتاب " مركنياتِه" للمرحوم الشماس كيوركيس بتنبؤاته المصاغة شعراً التي نعيشها اليوم.
مع بالغ شكري وتقديري لمداخلتكم ناشطنا القومي في لاس فيكاس.
وما يزيدنا فخراً وإعتزازاً أن يتولى الزميل الأديب يوسف نمرود كانون مسؤولية تعليم اللغة الآشورية لأبناء جلدتنا، آملاً منك أن تبلغه تحياتي.

178
أدب / رد: الأنسان في زمن الهذيان
« في: 04:19 17/12/2016  »

أخي الشاعر المبدع أيشو شليمون حفظك الله
إنك على حق في كل ما تعنيه بتلك السيوف التي تشهرها في وجوه الضالين، ولكن نريد من الذين تنعتهم ان يكونوا من الواعين، وهنا تكمن المعضلة. فهل لدينا بينهم من المدركين؟! ربما البعض من المراوغين. وربما من الذين يتحسسون بالأمر اليقين، وهم من القلائل أيضاً في هذا العصر المبين. دعني هنا أشير للبعض من الذين وصفتهم وفق ما جسدته من تعابير منطقية ليدرك من لا يدرك شحنة من الإدراك إن صح التعبير.
الأبيات الخمسة الأولى، هي بدافع سموم الغيرة العمياء التي تغلف عقولهم، وليس مداركهم.
البيت السادس: الذين نذروا أنفسهم بحق تجدهم قلائل. ولكن هل لهم حق الكلمة المُثلى في وجوه قادتهم؟ ربما بالخفي وليس علانية، والسبب هو دكتاتورية المنهج الكنسي بحكم العشائرية القاتلة.
البيتان السابع والثامن: اصبح الوضع ديدن العصر شبيهاً بالمثل القائل: ( شوبا "باء فارسية" دبازِه بزبوزِه)، وكل واحد يبكي على ليلاه، وكأنه من رواد الحكمة بما تمليه عليه إعتباراته الجوفاء. وإن سألته من أين لك هذا؟ يجيبك هكذا هي الأمور.. إذن لماذا لا تصلح تلك الأمور بعقلانية المنطق العلمي الصريح.
البيت التاسع: حدث عن ذلك ولا حرج.. ولو أنك أنت المتحدث  دون المجاملة، فهل لدينا من يعترف بذلك؟ لا أتصور ذلك، إلا من الذي يؤنبه ضميره بفهم الحقيقة.
الأبيات 10، 11، 12: كيف تريدهم أن يغيروا من وجهة تصرفاتهم وعصي العمي في أيديهم؟ وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها بحواراتهم الجوفاء وتعابيرهم الضمنية التي لا طائل منها. 
الأبيات 13، 14، 15، 16 : وهل لدينا من اؤلئك الذين تعنيهم لهم ذات النظرة الثاقبة التي تمتلكونها. ودعني هنا أكتفي بهذه الحكمة الإلهية (طوبى للانسان الذي يجد الحكمة  وللرجل الذي ينال الفهم) (أمثال 13:3).
البيت السابع عشر: معاناتنا لا تقاس باي مقياس.. وعن المهاترات الجانبية متى ما قلبنا مفهوم المثل القائل: ( العادة التي بالبدن لا يغيرها غير الكفن) عندئذ نكف من تلك المهاترات والمعاناة.
البيت الثامن عشر: هنا تكمن الطامة الكبرى.  نتجرع السم والعلقم أينما تم فرض تشردنا في أية بقعة من أرض الشتات. ولكن هيهات فيما بعد مما نعانيه من السلبيات المتمثلة بالعشائرية، الطائفية ، المذهبية التبعية وبالتالي الإقليمية المقيتة بالدرجة الأولى التي كوتنا بنار التمزق والتشتت والإنطواء في زوايا الضياع.
أني أدبج هذه التعقيبات والملاحظات بعجالى الأنامل على الحاسوب لأؤكد رأيك وطروحاتك بالنغم الشعري، رغم تحفظي بالكثير مما تعنيه. نحن نكتب لسجلات التاريخ لنؤكد الحقائق التي يتغافل عنها الكثيرون من الذين لا يقرأون ما ينغي قراءته. أليس كذلك أخي الشاعر إيشو شليمون؟! ليت أوتارنا الصوتية  طاوعتنا لنصدح مجاناً ـ وكما نعمل ـ في كل مناسبة عوضاً عن الذين يشنفون أسماع بني شعبنا من الذين هم بمستواهم أو دون ذلك، وأظنك على معرفة بما أعنيه، والحر تكفيه الإشارة. كنت مصمماً أن أدون مقالة مستقلة مما ذهبت إليه، ولكن أين الذي يقرأ؟ وأين الذي يقدر مواقفنا؟ وأين الذي يفتح آذانه ليؤمن بما نقوله؟ الآه الطويلة التي نفرزها تدعنا نتألم دوماً مما نحن عليه. دعني مكتفياً بهضا القدر، وإلا لبلغ السيل الزبي بمردود الصبر القاتل لكل شائبة. وأن نظل نجذف بمجاذيفنا إلى أن نصل إلى سواحل الآمان، شاءوا أم أبوا من هم في أحلام اليقضة التي تغلفها الغيوم السوداء.
ميخائيل ممو


180
أدب / رد: الأنسان في زمن الهذيان
« في: 04:43 09/12/2016  »
الأخ المبدع إيشو شليمون المحترم
مع جلّ إحترامي لكم بما تنسجوه من أفكار مطعمة بقيمها الجمالية، وتبنيك فصاحة الجزالة اللفظية بالصور البلاغية التي تعري فيها مردودات عقدة النقص بمثالبها المتعددة لمن يجعل من نفسه أسد الغابة بجلباب ثعلب، وكما يقول الشاعر:
يلـقـاك يحـلـف أنــه بـك واثــــق     وإذا تــوارى عـنك فهو العقـرب
يعطيك من طرف اللسان حلاوة     ويـروغ منك كـما يروغ الـثعـلب
فما أدراك من وعي ويقظة حين تجسد رؤيتك بحق قدسية من إكتوى بنيران الجهالة، ناقلاً للضالين تلك أوصافك بصفاء ودقة مؤطرة بدلالات الصور الشعرية بما تحويه من معان بوخزات مباشرة علهم أن يدركوا ما يستوجب إدراكه.
مع بالغ تحياتي لمسعاك الدائم.
ميخائيل ممو


181
ܪܵܒܝܼ ܩܲܫܘܼ ܚܩܝܼܪܵܐ
ܒܟܠ ܫܲܪܝܼܪܘܼܬܵܐ ܒܵܥܸܢ ܕܡܲܕܥܸܢ ܠܡܝܲܩܪܘܬܵܟܼܘܿܢ ܒܘܼܬ ܛܢܵܢܵܘܟܼܘܿܢ ܐܲܡܝܼܢܵܝܵܐ ܕܠܹܐ ܐܵܬܹܐ ܠܣܪܵܒܼܵܐ، ܒܗܿܝ ܕܐܝܼܬܘܿܢ ܚܲܕَ ܒܪܘܿܢܵܐ ܡܗܲܝܡܢܵܐ ܒܐܝܼܬܘܼܬܵܐ ܕܐܘܼܡܬܵܐ ܐܵܬܘܿܪܵܝܬܵܐ ܡܓܵܘܵܐ ܓܵܘ ܚܘܼܦܵܛܵܘܟܼܘܿܢ ܕܠܵܐ ܟܠܵܝܬܵܐ ܒܚܲܩܠܵܐ ܕܠܸܫܵܢܵܐ ܩܵܐ ܡܵܪܲܡܬܵܐ ܕܫܵܘܝܵܐ ܣܸܦܪܵܝܵܐ ܘܠܸܫܵܢܵܝܵܐ. ܒܘܼܬ ܕܐܵܗܵܐ ܠܲܝܬܠܝܼ ܦܝܵܫܵܐ ܡܼܢ ܚܲܒܪܹܐ ܐَܚܹܪَܢܹܐ ܫܒܼܘܿܩ ܡܼܢ ܕܐܵܡܪܸܢ ܚܲܝܵܐ ܓܵܢܘܿܟܼ ܘܐܲܠܵܗܵܐ ܝܵܗܒܼܠܘܿܟܼ ܚܘܼܠܡܵܢܹܐ ܡܸܠܝܹܐ ܡܼܢ ܒܲܣܝܼܡܘܼܬܵܐ ܘܚܵܕܘܼܬܵܐ. ܘܬܵܘܕܝܼ ܣܵܓܝܼ.
ܡܝܼܟܼܵܐܝܠ ܡܲܡܘܼ


182
الأخ الكاتب إدي الشماس كيوركيس المتابع الحريص على توثيق ما نحن بصدده.
نشكر جهودك على ما تطل به بين فترة وأخرى كتعقيبٍ مُجْدٍ لدعم وإيضاح ما طواه التاريخ من صفحات نادرة الوجود في أراشيف بني شعبنا. إن الزميل الكاتب رابي يوسف كانون، كنا قد تحدثنا معه بذلك الشأن أيام وجودنا في شيكاغو. وبالتالي إتضح لي من خلال ما ذكرته في حلقة رحلتي المنشورة أعلاه بأن مدرسة قاشا خندو تأسست أيضاً في ذات السنة التي تأسست مدرسة قاشا يوسف قليتا. أما الصورة التي كتبت فيها عام 1922 هو تاريخ التقاطها مع الطلبة. ولا تنس بأن معلوماتي معتمدة على كتاب " سيرة حياة الملفان الأب يوسف قليتا" الذي كنتُ في حينها قد أشرفتُ على طبعه وصدرعام 1977 في بغداد وصمم غلافه الأديب شموئيل جبرائيل (حاليا بدرجة قس)وفق ما هو مدون في صفحته الأخيرة، وفيه مجموعة مقالات لتلامذة الأب قليتا ، ومنها قصيدة للمرحوم والدكم.
ميخائيل ممو

184
شكر وتقدير
إلى كافة الإخوة الأعزاء الذين أبدوا إهتمامهم بما سعينا إليه في رحلتنا، وشاركونا فيها بزيارة الرياض التي وسمتها برحلتي الأدبية وما يتبعها. لي الفخر الكبير والإعتزاز الغزير بما آلت إليه تعابيركم التي تجعلني أن أرفع لكم قبعة الإحترام على وعيكم وإدراككم لما نعنيه، كونكم تشعرون بشعورنا، وتجسدون أحاسيسكم المرهفة كأنها تزاوج مشاعرنا الجياشة، ومنبع كل ذلك من رباطة جأشكم ومن مواقف مكانتكم في حقول مبتغانا طالماغاياتنا تخامر عقولنا للأحسن والأجود والأرقى من خلال ما أنتم عليه دوماً في مجال المداخلات والتحرير والنشر كمرآة صافية للذين يجهلون وجودها ويتغافلون عنها. إن ما أتطوع به، وبالشكل الذي إرتأيته هو خدمة لأدب الرحلات والتعريف بمن لهم مكانتهم في محطاتهم الخدمية وبث روح التواصل الدائم في حقول مختلفة لتأكيد مآثرهم. وأن لا يغيب عن بالنا بأن لكل فرد من أبناء شعبنا ذات المشاعر من منطلق رحلاتهم المتوالية من بلد لآخر بحكم التهجير القسري الذي يؤلم أفئدتهم وما يعانوه من إضطرابات ومعاناة إن تم تدوينها لشكلت تراثاً يشهد له التاريخ عن واقعنا المرير ولأجيالنا القادمة.

كما وأود إعلام الأخ الأستاذ نبيل دمان عن مقترحه بأن شخصيات حوار المسرح القصصي ترجمتها كما هي في نصها الأصلي لكي لا أحيد عن الجزء الثاني من الكتاب المترجم إلى العربية بذات النعوت، رغم غرابة استعمالها بإطار ونهج فلسفي تدع القارئ يتمحور في رموزها الضمنية بشكل غير مباشر.
مع بالغ شكري وتقديري لما تفضلتم به جميعاً.
ميخائيل ممو   

187
[/color]ܟܵܬܵܒܼܵܐ ܚܩܝܼܪܵܐ ܘܥܵܒܼܘܕܵܐ ܙܗܝܼܪܵܐ ܡܝܲܩܪܵܐ ܩܲܫܘܿ
ܒܚܲܕܘܼܬܵܐ ܪܲܒܬܵܐ ܩܘܼܒܸܠܲܢ ܡܲܢܗܲܪܬܘܼܟܼ ܛܝܼܡܲܢܬܵܐ ܘܡܵܘܬܪܲܢܬܵܐ ܠܸܡܠܘܿܐܵܐ ܦܪܝܼܣܵܐ..
ܣܵܦܪܝܼܬܘܿܢ ܡܸܢܵܢ ܠܣܲܗܡܵܐ ܬܠܝܼܬܵܝܵܐ ܕܚܙܘܼܩܝܲܢ ܠܡܕܝܼܢܬܐ ܕܣܵܢܬܝܵܓܘܿ ܘܬܦܲܩܬܲܢ ܥܲܡܵܘܟܼܘܿܢ ܘܥܲܡ ܪܲܚܡܵܐ ܚܩܝܼܪܵܐ
ܡܝܲܩܪܵܐ ܢܵܒܝܼܠ ܕܲܡܵܢ.
ܥܲܡ ܚܘܼܒܝܼ ܘܐܝܼܩܵܪܝܼ ܠܛܢܵܢܵܘܟܼܘܿܢ
ܡܝܼܟܼܵܐܝܠ ܡܲܡܘܼ

188
شاعرنا المبدع إيشو شليمون حفظك الله
عباراتك المنسوجة من الحرير النادر إفرازه واستخراجه، حتماً ستدع الذين يُصَلّون ويتبجحون ليل نهار على طُرقهم الخاصة المُنتقاة  لنيل ما نؤمن به في دساتيرنا السياسية والدينية والثقافية،  ولا يَصِلون لمرادهم لأرضيتهم الثقافية الهشة أن يشمئزوا من الحقائق التي صغتها لإتمام السور الذي شيدناه فيما ذهبنا إليه ومعايشتنا له.
نعم أخي إيشو، معاناتنا كبيرة وكثيرة ، وآلامنا التي تنهك جسد وجودنا القومي هي التي تدعنا اليوم نتأسى لنلوم أنفسنا، كوننا لا نعترف بأن النقص الذي نتحسسه،  أن لا نعلم ما ينقصنا لإصلاحه، وإن علم البعض ذلك، فهي الطامة الكبرى للغالبية من الذين لا يفقهون ما يُقال من توجيهات القلة بإرشاداتهم وتعاليمهم كونهم من القلة وخاصة الذين يتبحرون بتقييم الواقع بإيمانهم وحرصهم ومرونتهم.. أوليس في العالم كله على شاكلة تلك القلة من الذين بنوا الصروح الحضارية لأبناء شعبهم ودولهم؟! والأمثلة تثبتها مآثر الفلاسفة والحكماء والأدباء الذين يشار اليهم بالبنان في خُطب واستشهاد السياسيين ورؤساء الدول الكبرى بدعم أقاويلهم من أفكارهم.. فأين نحن من تلك المآثر؟! وأين نحن من الأخطاء التي نعيشها ولا نتخذ عبرة منها، ولو على أقل ما يمكن من تجارب الشعوب الأخرى؟! وهنا لا أريد الإطالة أكثر مما نوهت عنه لكون ما نعيشه ونتأسف له يهدينا القول وفق ما يُقال: بلغ السيل الزبى، وبالتالي لأختم كلامي بأن الحقيقة التي لا يشوبها التزييف، هي التي توخز وتؤذي من لا شعور له، طالما لها لغة واحدة منزهة من أية تبريرات مشوهة، فألف ألف تحية لدعمك ما أشرنا إليه ولمداخلتك التي اغنيتها بما لا يمكن نكرانها وإدحاضها بتأويلات واهية.
مع بالغ شكري وتقديري.
ميخائيل ممو   


189
الأخ المثابر روبين
أشاطرك الرأي عن غيابي لفترة دامت في حدود الشهرين، وذلك بسبب سفري وتلبية بعض الدعوات الخاصة بالمحاضرات وخاصة الكونفيشن، والمحصلة كانت ما نشرته وسأنشره في أربع حلقات متتالية. ومن ثم سأعود إلى موضوعي اللغوي الذي نشرت تسع حلقات منه لإتمامه، وخاصة موضوع الضاد والظاء الذي وعدت القراء عنه. أشكر لك مرورك واهتمامك بما ننشره لنحييي بين ابناء شعبنا ادب الرحلات الذي نفتقده، علمأ بأن شعبنا تنهكه الرحلات يومياً من بلد لأخر، ومن محطة لإخرى، ومن ومن.... آملين ممن يتسلح بالقدرة الكتابية أن يدون مآسيه أو مآثره لتكون شاهداً لتاريخ المستقبل. ولحد هذه التقدمة سأكتفي بهذا القدر لما نعانيه ونألفه أكثر من ذلك... مع بالغ شكري وتقديري لشخصكم.
ميخائيل

190
الأخ إدي بيت بنيامين
شكراً لك على ما تفضلت به...
إن الروابط المرفقة قبل ارسالها للموقع كانت على أحسن ما يرام، ولا أعلم لماذا لم يكن تفعيلها بعد نشرها في الموقع، وذات المشكلة في حاسوبي أيضاً.
آملاً من ادارة الموقع إيجاد حل لذلك.
مع تقديري لكم
ميخائيل
ملاحظة: سأرسل لك النسخة الأصلية بغية التأكدفيما إذا حصلت ذات المشكلة، وإعلامي بذلك.

191
الأخ الفاضل وليد بيداويد
شكراً لك لتفضلك بتقدير جهدنا ومرورك على ما عرضناه
مع بالغ تحياتي
ميخائيل

193
ܬܘܕܝܼ ܣܵܓܝܼ ܐܵܚܘܿܢܵܐ ܒܐܘܼܡܬܵܐ ܩܲܫܘܿ ܢܸܪܘܵܝܵܐ ܪܵܚܡܵܐ ܚܩܝܼܪܵܐ ܘܚܲܦܛܵܢܵܐ ܟܲܫܝܼܪܵܐ ܠܢܝܼܫܵܐ ܕܡܸܬܼܛܵܘܪܵܘܼܬܼ ܠܸܫܵܢܲܢ ܥܲܬܝܼܪܵܐ ܒܐܵܢܝܼ ܡܲܢܗܲܪܝܵܬܹܐ ܕܠܲܝܬ ܠܗَܘܿܢ ܣܵܟܼܵܐ ܠܘܵܬܼܘܿܟܼ ܐܲܡܝܼܢܵܐܝܼܬܼ، ܒܗܿܝ ܕܛܥܝܼܢܐ ܝܘܸܬ ܛܲܥܢܵܐ ܝܲܩܘܿܪܵܐ ܕܣܸܦܪܵܝܘܼܬܲܢ ܒܡܵܪܲܡܬܵܗ ܠܚܲܕَ ܕܲܪܓܼܵܐ ܥܸܠܵܝܵܐ ܒܐܲܗܵܐ ܙܲܒܼܢܵܐ ܛܵܠܘܿܡܵܐ ܘܪܕܘܼܦܝܹܐ ܡܲܪܝܼܪܹܐ ܕܩܲܘܘܼܡܹܐ ܝܢܵܐ ܘܒܸܓܕܵܫܵܐ ܠܬܵܠܲܩܬܵܐ ܘܡܲܦܫܵܪܬܵܐ ܕܠܸܫܵܢܲܢ ܕܝܼܠܹܗ ܐܸܣܵܐ ܡܩܲܘܝܵܢܵܐ ܕܐܝܼܬܘܼܬܲܢ.
ܥܲܡ ܚܘܼܒܝܼ ܘܫܠܵܡܝܼ ܠܗܿܝ ܪܘܼܚܘܼܟܼ ܡܲܟܝܼܟܼܬܵܐ ܘܛܢܵܢܵܐ ܕܐܝܼܬܠܵܘܟܼܘܿܢ ܘܡܙܲܝܢܵܐ ܒܝܹܗ ܕܠܵܐ ܟܠܵܝܬܵܐ. ܘܒܸܛܠܵܒܵܐ ܝܘܲܚ ܒܡܥܲܕܪܵܢܘܼܬܼ ܒܵܪܘܿܝܵܐ ܚܘܼܠܡܵܢܹܐ ܒܲܣܝܼܡܹܐ ܩܵܬܘܿܟܼ ܥܲܡ ܒܢܲܝ ܒܲܝܬܵܐ.
ܡܝܲܩܪܵܢܵܘܟܼܘܿܢ
ܡܝܼܟܼܐܝܠ ܡܲܡܘܼ

195
أدب / رد: خميــــرة الوطـــــن
« في: 17:37 10/11/2016  »
شاعرنا المبدع ايشو شليمون
نعم... وأزيدها آلاف ال ـ نعم كما أشرت بقولك:
هَيـا  هَلُمــوا، دُعاةَ  الحَّـقِ   بالهمم      يومَ الجهادِ  ونَصرُ  الحـقِ يدعونا
لا ينبغي النومَ  إذا  كانت  مقاصِدنا     نَيلُ  الأَمانــي إذا   كُنّا    مُصِرِّينا
إذن كل تلك الأماني لا نصيب جوهرها إلا من خلال العجز التالي:
بوَحــدَةِ   النهجِ    نَدنـوا   مِن   مَرامينا
مع بالغ تقديري لإبداعك الدائم
ميخائيل ممو

 

196
أدب / رد: بلد فاقد الذاكرة
« في: 17:22 10/11/2016  »
تعابيرك المقطعية نفثات روح القلم في وجه الزمن الغادر والقدر الظالم الذي سلّم الوطن لمن لا وطن له ليعيش اصحابه بلا وطن، جاعلين من لغتهم ملاذ وطنهم في ديار الشتات بعد أن برح بهم عذاب الإرهاب من كل حدب وصوب.
مع بالغ التحيات
ميخائيل ممو

197
أدب / رد: مفترق الطرق
« في: 17:01 10/11/2016  »
حقاً لقد وفيت في سردك وأحسنت، كما عهدناك في لغتنا الآشورية
مع بالغ التحيات والأمنيات
ميخائيل ممو

198
نتاجات بالسريانية / لم يق لنا
« في: 00:05 23/08/2016  »

199
وللأمانة أيضاً استاذ كنعان أجيبك بإختصار.. ارجو التمعن ملياً وبدقة فيما  أعنيه من العبارة التي اقتبستها في مطلع تعليقك. وأنا شخصياً لا قناعة لي بتلك النصوص طالما هناك نظريات أكثر منطقية وعلمية كالمواضعة والإتفاق، المحاكاة، غريزة التعبير الطبيعي، الإشارات الصوتية، الإنتباه والملاحظة، اعتماد اللغات القديمة ونظرية النمو اللغوي عند الأطفال وغيرها... ومن دواعي الإشارة لدعاة نظرية الوحي والإلهام الإلهي منذ بدء الخليقة هو إعتمادها من قبل الباحثين واللغويين على تصنيفها في مقدمة النظريات والإجتهادات الأخرى المنوه عنها.
وليكن في علمك إن ما أشرت اليه هو أبعد مما تتصوره بدلالة النصوص التي احتواها موضوعنا وهي كالآتي:
ـ  ( إن ما أشير اليه هنا ليس معناه أن أفند رأياً وأدعم الرأي الآخر. فالغاية الرئيسية أن نتحف القارئ بما يجهله ولم يكن على علم بآراء القدامى والمحدثين).
ـ (فعلينا الإعتماد على ما جاء في الكتب السماوية المعتمدة في التوراة والقرآن طالما ما يقارب السبعة مليارات من بني البشر يؤمنون بالنصوص الإلهية). معنى الإعتماد هنا لتأكيد المقاربة في مصدر النصوص وليس اجتهادنا الشخصي.، حيث أن في حدود الأربعة مليارات من دول العالم يدينون يالديانات السماوية الثلاث المسيحية والإسلامية واليهودية، والعدد الباقي تشملهم ديانات ومعتقدات أخرى. فكان الأجدر بنا أن نحدد العدد بالمناصفة لإبعاد شكوكك مما دونته بنعت غير مستحب في التعبير اللغوي القويم. فما ورد في القرآن هو ذات المعنى التوراتي المقتبس منه حتماً لأقدمية التوراة.
ـ ( أن الأمثلة المذكورة أعلاه لها من المؤيدين ومن المفندين من اللغويين العرب والأجانب فيما يتعلق بالنشأة اللغوية، ولكن ما يهمنا هنا هو عن وجود كافة أصوات الحروف الأبجدية المنطوقة فيما يشار اليها في كافة لغات العالم، إن كانت هي ذاتها وفق الوحي الإلهي بمسميات إصطلاحية متفاوتة، أي بمعنى أدق عن وجود حرفي الضاد والظاء).

ليتك تأملتها بحذر قبل أن توجه وخزاتك غير المستحبة كالخربطة والكذبة الفاقعة.. ولا أود الإشارة أكثر طالما موضوعنا يخص تشبث العرب على  إنفراد اللغة العربية التي هي من ضمن فصيلة اللغات السامية  ومن جذور تسميات لغتنا المعروفة لديك إن كانت الأكدية (الآشورية البابلية) أو الكنعانية الفينيقية أو الآرامية السريانية. مع تبجيلي لما يذهب اليه د. الذيب والأستاذ كبرييل صومي وغيرهما من المحدثين في الكشف عن الحقائق التي يجهلها الكثيرون بما ينشروه ويصرحوا به في مقابلاتهم، ولا تنس لكل كاتب مساره الخاص فيما يهدف اليه بمفارقة صياغة التعبير المعني. تحية.


200
إشكالات حرفي الضاد والظاء عبر التاريخ 
الجزء التاسع
بقلم: ميخائيل ممو
إن حاجة الأنسان للتعبير عما يجول في خاطره بعامل الإنفعال الذاتي والغريزي وبحكم الأحاسيس التي تحتم عليه أشكالاً متنوعة من التعابير أدت به أن يبتكر الطريق الذي يناسبه لذلك، ومن هذه الظاهرة تعددت أساليب نظريات النشأة اللغوية لتمر بمراحل عديدة متجسدة في أطوار الكتابة أيضاً التي بلغ تطورها بالهجائية الصوتية الألفبائية أي الأبجدية المتداولة اليوم لتجسيد ما يبتغيه الفرد. وبما أن نشأة الكلام تنوعت نظرياته، فكذلك نشأة مصادر الخط أو بالأحرى الكتابة تنوعت أيضاً لدى الباحثين اللغويين برموز أشكالها بين مؤيد ومعارض لحد ما نحن عليه الآن في عمليتي التعبير اللفظي والتدوين الرسمي باللغة العربية، وكذلك بالنسبة إلى اللغات الأخرى التي لا تقل شأناً عنها رغم سعتها. وفي حالة التعمق في مضامين الكلام والكتابة ينبغينا التبحر في اسس ومصادر أو منبع كلتا الظاهرتين. وهنا يحدوني القول بأن الإشكال لا ينحصر عن المسببات، طالما الحاجة تولد ذلك وكما أشرنا في البدء، وإنما هو العوز المعرفي بالمنطق العلمي لذلك أو الخلق والإبتكار. وبما أنه نظرية الإلهام الوحي الإلهي برزت في مقدمة النظريات المتوالية عن منشأ المصدر الأساس للنطق بألفاظ متفاوتة لمعرفة الأسماء والتعابير، فعلينا الإعتماد على ما جاء في الكتب السماوية المعتمدة في التوراة والقرآن طالما ما يقارب السبعة مليارات من بني البشر يؤمنون بالنصوص الإلهية. حيث إننا نستمد نظرية الوحي الإلهي من التوراة أولاً بما جاء في الفقرتين 19 ، 20 من الإصحاح الثاني من سفر التكوين" والله خلق من الطين جميع حيوانات الحقول وجميع طيور السماء، ثم عرضها على آدم ليرى كيف يسميها، وليحمل كل منها الإسم الذي يضعه له الإنسان، فوضع آدم أسماء لجميع الحيوانات المستأنسة ولطيور السماء ودواب الحقول" وكذلك في التكوين 11 قوله: " وكانت الأرض كلها لغة واحدة وكلاماً واحداً" إضافة لما جاء أيضاً "هوذا هم شعب واحد ولجميعهم لغة واحدة ". وثانياً بذات المعنى ما جاء على ذات الشاكلة في القرآن في سورة البقرة 2: 31 مؤكدة أيضاً ما ذكرناه أعلاه ( وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين "31"  قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم "32" قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون "33").
وهناك العديد من التفاسير لهذه الآية التي منها ما قاله الضحاك عن ابن عباس: ( وعلم آدم الأسماء كلها.   قال : هي هذه الأسماء التي يتعارف بها الناس : إنسان ، ودابة ، وسماء ، وأرض ، وسهل ، وبحر ، وجمل ، وحمار ، وأشباه ذلك من الأمم وغيرها ).
أن الأمثلة المذكورة أعلاه لها من المؤيدين ومن المفندين من اللغويين العرب والأجانب فيما يتعلق بالنشأة اللغوية، ولكن ما يهمنا هنا هو عن وجود كافة أصوات الحروف الأبجدية المنطوقة فيما يشار اليها في كافة لغات العالم، إن كانت هي ذاتها وفق الوحي الإلهي بمسميات إصطلاحية متفاوتة، أي بمعنى أدق عن وجود حرفي الضاد والظاء اللذين يصعب استعمالهما في النطق من قبل شعوب أخرى غير العرب كالآشوريين مثلاً، مقارنة بما دونه الكتاب العرب القدامى وبما يعتقده أحد الكتاب العرب السيد أياد الحصني في كتاب "معاني الأحرف العربية" ص73  و77 قائلاً عن حرفي الضاد والظاء  ( يعتقد انها كانت موجودة  لحظة وجود آدم عليه السلام أو في بداية الإنسانية أو في العصر الجاهلي). ولكن يفتقدان في أغلب شعوب العالم لكون العربية تنفرد بنعتها "لغة الضاد". تساؤلنا واستغرابنا هنا، إن كان حرف الضاد حقاً هو الوحيد في العربية بين لغات العالم، أليس اللغات الأخرى من ذات الأرومة؟! ومن مصدر إلهي واحد أوحد؟! ناهيك عما قيل عن لغة الجنة إن كانت العربية أو السريانية (المشتقة عن الآشورية)  المحورة عن آرامية المسيح، وعلى ذكر ابن حزم في كتاب "الإحكام في أصول الأحكام" ص32 تحقيق محمد أحمد شاكرن بيروت 1980 نقلاً عن كتاب "لسان آدم" ص27 لعبد الفتاح كيليطو بالفرنسية ترجمة عبد الكريم الشرقاوي " فإن عربية اسماعيل وعبرانية إسحق مشتقتان عن السريانية، اللغة الأم التي كان يتكلمها إبراهيم". إن ما أشير اليه هنا ليس معناه أن أفند رأياً وأدعم الرأي الآخر. فالغاية الرئيسية أن نتحف القارئ بما يجهله ولم يكن على علم بآراء القدامى والمحدثين.
ومن جانب آخر إن إعتمدنا على عوامل البيئة الجغرافية المناخية وعوامل أخرى في التأثير على الحنجرة والأوتار الصوتية لمخارج الحروف بإختفاء اصوات لدى شعب عن آخر ، ليس معنى ذلك لا وجود لتلك الأصوات في اللغات القديمة، كما يبدو لدى الآشوريين عن اختفاء حرف الحاء وتواجده لدى اليعاقبة مثلاً، ولدى العرب بشكل عام، والدلائل كثيرة لدى الشعوب القديمة وخاصة في حرفي العين والشين وغيرهما لمن يود المعرفة من خلال كتب فقه اللغة أو علم الصوتيات.
 وبما أن لغات العالم تفتقر لحرف الضاد الذي يكنى به اللغة العربية والقريب منه حرف الظاء أيضاً، سعينا في معالجة هذه الإشكالية في اللغة الآشورية المعاصرة كونها من ذات الفصيلة والآرومة والأسبق من العربية، رغم تطاول البعض من الكتاب العرب على جعل العربية هي اساس ومصدر كافة اللغات القديمة والحديثة ومنهم على سبيل المثال لا الحصر د. محمد بهجت قبيسي في كتابه "ملامح في فقه اللهجات العربيات" والدكتور نعيم فرح الأستاذ بجامعة دمشق في كتابه " النظرية السامية" والمؤرخ أحمد سوسة في كتبه المستحدثة "حضارة العرب ومراحل تطورها" و "حضارة وادي الرافدين" بكافة فصوله  وغيرهم...  عادة ما يظن البعض بأنه لا وجود لحرف الضاد المنفرد بنطقه في اللغات القديمة التي سبقت العربية، ولكن بمرور الزمن وبتأثير بعض العوامل الطبيعية قد يختفي نطق بعض الحروف لتعوض بما هو الأقرب والأنسب منها  في اللفظ  أو النطق، كما هو الحال في اللغة الآشورية حيث نجد نسبة كبيرة جداَ إن لم تكن الغالبية يستصعب عليهم نطق حرف العين رغم وجوده في الأبجدية الآشورية ـ قديماً وحديثاًـ بحيث تلفظ كلمة (عينا) أي العين بـ (إينا أو أينا) وكلمة (عِدّانا) أي الوقت بـ(دانا) والأمثلة كثيرة. لهذا فإن شأن الضاد أيضاً هو على ذات المنوال، حيث نجد في الكتابة المسمارية الإبلية (منطقة ايبلا السورية على مقربة من منطقة إدلب) من المفردات التي لها ذات الصوت مثل: وضاؤوم تعني وضوءٌ، حامضوم تعني حامض، وهذه دلالة على وجوده في الأبجدية الأوغاريتية التي كانت تحتوي على 30 ـ 32 حرفاً، مقارنة بالفينيقية أو الكنعانية (التي سنأتي على ذكرها في الجزء العاشر)  بزيادة ثمانية ـ عشرة حروف عليها. ولتأكيد ما أشرنا إليه عن وجود حرف الظاء المقارب للضاد يذكر مؤلف كتاب "معاني الأحرف العربية" الأستاذ أياد الحصني السوري الأصل في ص 73 ما يلي: (والكلمات التي تحوي حرف الظاء قليلة جداً في اللغة العربية الأصلية أي الكلمات التي يعتقد أنها كانت موجودة لحظة آدم عليه السلام أو في بداية الحياة الإنسانية أو في العصر الجاهلي ـ قرنين قبل الإسلام ـ ). لذا فإن إشكالات حرف الضاد والظاء التي يعاني منها غير العرب، نجدها أيضاً مستفحلة لدى الناطقين بالعربية أيضاً، وذلك من خلال التدوين أو الكتابة الإملائية بشكل خاص بقلب الضاد ظاءا والظاء ضادا أو بالدال أحياناً لدى طلبة المدارس والجامعات وممن لا يفرق بينهما من الكتاب المعاصرين في حقول الصحافة والإعلام وأروقة الحاسوب وخاصة في لفظ  وكتابة المفردات المتفقة أو الشبيهة المبنى والمختلفة المعنى كما في الأمثلة التالية: أضل وأظل، الحاضر والحاظر، الضال والظال، الغيض والغيظ، الفيض والفيظ، الناضر والناظر وغيرها من المفردات التي وردت في القرآن والأحايث والمهملة منها في العربية  الحديثة أي الفصيحة، ولكي يتسنى معرفة معانيها عليك بالمعاجم والقواميس العربية المختلفة. وفي دراسة مستفيضة في كتاب (العربية: دراسات في اللغة واللهجات و الأساليب)  للمستشرق الألماني يوهان فك (1894 ـ 1974 م) ترجمة د. رمضان عبد التواب يذكر في ص112 (ينطق أكثر السوريين وبعض المغاربة الضاد مثل الظاء.... فمن الناس من ينطقها كالدال، وغيرهم كالطاء، وآخرون يومئون إليها بالظاء.... وبعض الناس ينطقها دالاً فخمة، وبعضهم ينطقها دالاً عادية، وأخيراً ينطقها بعضهم لاماً مفخمة). وعادة ما يرمز للضاد في الحروف اللاتينية بوضع نقطة تحت حرف (ḍ) لتجسيد حرف الضاد. فإن كانت أمور الإشكال اللغوي لحرف الضاد والظاء بهذا الشكل لدى الشعوب العربية، فكيف يكون الحال لدى غير الناطقين بالعربية. ومن خلال هذا التنوع النطقي ليس من المنطق أن تتفاوت الألفاظ فيما حُدّد بمجموع إثنتين وثلاثين كلمة من مجموع ثلاث وتسعين كلمة تكتب بحرف (الظاء) وما سواها يكتب بحرف (الضاد)، علماً بأن غير المستعمل والمُهمل والغريب من مجموع 93 كلمة تم إبعادها وتصفيتها لينحصر العدد بإثنتين وثلاثين كلمة متداولة تحوي الظاء لسهولة ضبطها في الكتابة الصحيحة والنطق الصحيح. ولصعوبة التمييز بين حرفي الضاد والظاء ننقل هنا عمّا ورد في بعض المصادر ومنها ما أورده الجاحظ في الجزء الثاني من كتاب "التبيان والتبيين" ص 211 حين يذكر" كان رجل بالبصرة له جارية تسمى ظمــياء ، فكان إذا دعاها قال : يا ضميـــاء ! ، فقال له ابن المقفع : " قل يا ظمياء ! " ، فناداها : " يا ضميـــاء ! " فلما غيّرعليه ابن المقفع مرتين أو ثلاثًا قال له: أهي جاريتي أو جاريتك ؟" هذا الإشكال اللغوي في النطق الصحيح هو من أفواه أئمة مشاهير اللغة العربية. فكيف بنا نحن اليوم؟!
ومن مضمون هذا الإشكال اللغوي يتفاوت معنى الكلام، فمثلاً لو قلنا (الضالين) بالظاء لتبين فحوى ذلك بالدائميين لأصبح ذلك ما يخالف المعنى المقصود، كما يذكر العلامة العراقي الأصل أبو الفرج بن الجوزي (1116 ـ 1201م) في كتابه " التمهيد في علم التجويد) ص 82 ـ 83 بهذا الخصوص ما يلي: (منهُم مَن يَجعلُه ظاءً مطلقًا لأنَّه يشارك الظاء في صفاتها كلها ويزيد عليها بالاستطالة - فلولا الاستِطالةُ واختلافُ المخْرَجَيْنِ لكانتْ ظاءً - وهم أكثَرُ الشاميِّين وبعضُ أهل المشرق، وهذا لا يجوز في كلام الله تعالى، إذ لو قلنا (الضَّالِّين) بالظَّاء كان معناه: الدائمين، وهذا خلافُ مُرادِ الله تعالى، وهو مبطل للصلاة؛ لأنَّ الضَّلال بالضاد، هو ضِدُّ الهُدَى كقوله تعالى: }ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ} [الإسراء: 67] و }وَلا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] ونحوه، وبالظَّاء هو الدَّوام كقوله تعالى: }ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا} [النحل: 58] فمثل الذي يجعل الضادَ ظاءً في هذا وشبْهِه كالذَّي يُبْدِل السين صادًا في نَحو قولِه تعالى: { وَأَسَرُّوا النَّجْوَى} الأنبياء: 3] و} وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا} [نوح: 7] فالأول من السر والثاني من الإصرار).
ومن الغرابة أيضاً، أن أية كلمة  تبدأ بأحد الأحرف التالية :(أ- ت - ث - ذ - ز- ط - ص - ض - س) لا يوجد فيها حرف الظاء بتاتا، بالنسبة للمفرد مثل "ظفر" وليس للجمع  "أظافر". لذا يمكننا القول: بما أن الضاد والظاء حرفان مستقلان حالهما حال القلب والإبدال في السين والشين، والذال والزاي والثاء وأي حروف متقاربة في اللفظ تؤدي لإشكال في الإملاء والنطق الصحيح. ولكي يكون القارئ الكريم على معرفة من المفردات الأكثر شيوعاً بالنسبة لحرف الظاء ننقلها أدناه من منتدى اللغة العربية وعلومها، وهي كالتالي:
(الحَظّ: بمعنى النصيب. الحِفْظُ: وهو ضد النسيان . الحَظْرُ: وهو المنع .الحَظْوَةُ: وهي الرفعة .الظلم. الظليم: وهو ذكر النعام .الظبي : وهو الغزال .الظبة: وهي طرف السيف .الظعن: وهو السفر بالنساء. الظرف. الظريف .الظَّنُّ .الظِّلُّ .الظفر : وهو ضد الخيبة .الظهر. الظماء .الكظم : وهو كتم الحزن. اللحظ:  وهو النظر. اللفظ .النّظْمُ  ومنها النظام النظافة .النظَر. العظم. العظيم. العَظَل : وهو الشدة ، من قولهم : أمر معظل. الغيظ : بمعنى الحنق .الفظاظة : وهي القسوة .الفظاعة : من الأمر الفظيع ، وهو الشنيع .التقريظ : مدح الحي بالشعر .المواظبة. الوظيفة. اليقظة : ضد النوم).
ولا يخفى على أحد بما لا يحصى من المقالات والبحوث لا زالت تعالج تلك الإشكالات في صفحات الإنترنيت وإصدار الكتب عنها لتلافي الصعوبات وأشهرها كتاب "الإعتماد في نظائر الظاء والضاد" لجمال الدين محمد بن عبدالله الطائي، ابن مالك (1274 ـ 1203) الذي أشار اليه المستشرق الألماني كارل بروكلمان في كتابه تاريخ الأدب العربي، ومؤلف المعجم السرياني 1895. وفي الجزء العاشر سنلقي الضوء على الحرفين المذكورين بشكل أوسع وضرورة إضافتهما إلى اللغة الآشورية المعاصرة بغية التطوير الصوتي في الأبجدية الآشورية إن جاز التعبير.


201
يوم الشهيد الآشوري
يوم الشهيد الآشوري على الأبواب في السابع من شهر آب. ولهذه المناسبة الأليمة التي مرت على الشعب الآشوري بكافة مكوناته وتسمياته سيحيى نادي بابيلون الآشوري ونادي طورعابدين الآشوري ذكراهم ويقيم تأبيناً خاصاً لهم وفق ما يلي:
اليوم والتاريخ والوقت: يوم الأحد المصادف 7 آب في تمام الساعة السادسة والنصف مساءً.
المكان: نادي بابيلون الآشوري في يونشوبينغ.
العنوان: ( Åsrnvägen 47, Mariebo, Jönköping)
حضوركم يؤكد مدى وعيكم، وإحترامكم لمن ضحوا بحياتهم من أجل بقائنا للحفاظ على وجودنا.
فأهلاً ومرحا بكم
اللجنة الثقافية المشتركة للناديين

ܝܘܡܐ ܕܣܗܕܐ ܐܬܘܿܪܝܐ
ܝܘܡܐ ܕܣܗܕܐ ܐܬܘܿܪܝܐ ܕܝܼܠܹܗ ܩܪܒܘܼܢܹܐ ܥܠ ܬܪ̈ܥܢܹܐ ܒܝܘܡܐ ܕ 7 ܐܒ، ܒܐܗܐ ܥܘܼܗܕܵܢܐ ܡܲܡܪܸ̈ܥܵܢܵܐ ܕܚܫܐ ܕܩܘܼܒܠܹܐ ܝܠܹܗ ܥܲܡܵܐ ܐܬܘܿܪܝܐ ܒܟܠܲܝܗـܝ ܫܘܼܡܵܗܹ̈ܐ ܕܐܝܼܬܠܹܗ ܒܸܕ ܡܢܵܚܸܡ ܒܹܝܬ ܣܡܵܟܼܵܐ ܕܒܵܒܝܼܠܘܿܢ ܕܐܬܘܿܪ̈ܝܐ ܥܡ ܚܘܼܕܪܵܐ ܐܬܘܿܪܵܝܐ ܕܛܘܼܪܥܵܒܕܝܼܢ ܓܵܘ ܝܘܿܢܫܘܿܦܝܼܢܓ ܠܕܟܼܵܪ̈ܲܝܗـܝ ܘܡܛܵܟܸܣ ܒܘܼܝܵܐܵܐ ܕܝܼܠܵܢܵܝܵܐ ܠܐܝܼܩܵܪ̈ܲܝܗـܝ ܐܝܟܼ ܕܒܹܐܬܵܝܵܐ ܝܠܵܗܿ:
ܝܘܡܐ ܘܣܝܼܩܘܼܡܐ ܘܥܸܕܵܢܵܐ: ܕܘܼܡܐ ܕܚܲܕَܒܫܲܒܵܐ 7 ܐܒ ܣܵܥܲܬ 18.30 ܒܪܲܡܫܵܐ.
ܕܘܼܟܵܐ: ܒܹܝܬ ܣܡܵܟܼܵܐ ܕܒܵܒܝܼܠܘܿܢ ܕܐܬܘܿܪ̈ܝܐ
ܡܚܲܘܝܵܢܝܼܬܵܐ: ( Åsrnvägen 47, Mariebo, Jönköping)
ܛܘܼܝܵܒܼܘܿܟܼܘܿܢ ܝܲܢ ܗܕܲܪܬܵܘܟܼܘܿܢ ܫܲܪܘܿܪܹܐܬܘܿܢ ܣܵܘܟܼܵܐ ( ܡܸܬܚܵܐ) ܕܥܝܼܪܘܼܬܵܘܟܼܘܿܢ، ܘܡܝܲܩܪܘܼܬܵܘܟܼܘܿܢ ܠܐܵܢܝܼ̈ ܕܕܒܼܚܠܗَܘܿܢ ܠܚܲܝܵܝܗـܝ ܡܛܘܿܠ ܕܦܝܵܫܬܲܢ ܠܢܝܼܫܵܐ ܕܚܵܡܲܝܬܵܐ ܕܐܝܼܬܘܼܬܲܢ.
ܒܫܲܝܢܵܐ ܐܬܝܼܬܘܿܢ
ܣܝܼܥܬܵܐ ܡܲܪܕܘܼܬܵܢܵܝܬܵܐ ܡܸܫܬܲܪܟܲܢܬܵܐ ܕܬܪܬܝܢ ܚܘܼܕܪ̈ܐ

202
أخي وزميل القلم أبرم الموقر
تعلم جيدا بأني لست من الذين احشر نفسي في مضامين الأبعاد التي يوجهك يراعك اليه.. ولكن كان الأولى بك أن لا تضع سلة البيض الذي يفرخ شبيه الشئ منجذب الي، وإنما أن تضع مجموعة من المسامير عوضا عنها، لنرى من الذي يقترب على تحمل ذلك الكرسي الذي تترقبه عيون الطموحين اليه أن يقتربوا منه.. لحظئذ ينكشف الصالح من الطالح، والمؤمن من المتنكر.
مع بالغ تحياتي

203
الاخ الاستاذ شوكت الموقر
يبدو انا وانت نعاني ذات الإشكال من حيث نشر الصور، يجب أن ندخل دورة لدي الأخ المتخصص قشو ابراهيم نيروا لدى زيارتنا لأمريكا.. اليس كذلك؟
على اية حال .. كنت قد وصفتك مسبقا بماجلان السفر، ولم اعلم بأنك أيضاً ماجلان الرياضة فيما صرحت به عن اعمالك الرياضية التي هي مفخرة لنا. لهذا اكتشفت اليوم بأن قلمك الذي لا يكل هو من قوة وحي الرياضة التي خزنتها في روحك لتكون دوما ذلك العنيد على الفوز والإنتصارات حتى فيما تدونه.. ولكن لا تنس بأنه احيانا بأن المدرب لا يكون على مرامه، وكذلك حامي الهدف رغم حرصهما.. هذه المعلومة ليست بالبسيطة علينا.. لنكون على حذر من صفارة انذارك.. هههههههههههههههه
وكلي امل أن تعود لما كنت عليه، رغم الشعيرات التي تلاطف المشيب.. مكتفيا بهذا القدر.
مع المزيد من التمارين الجسمانية.. كتمارينك الفكرية.

204
الأخ سان دافي .. تحياتي .. في البدء شكراً لك على ما تفضلت به في مقدمتك، وأن كل ذلك هو من حسن ظنكم بنا فيما نعمد اليه لأجل أن ننشر الظلال الوارفة لحجب ما تذيبه الشمس ، وإيصال الفكر الذي ننهجه ونعلن عنه من أمهات المصادر والمنابع التي يفتقدها الكثيرون، ومن أجل حصرها في نقاط تلسلية واضحة المعالم ليتسنى للغرباء ومن أبناء شعبنا على معرفتها بكل سهولة ، ولتكون أيضاً دافعاً محفزاً في الإعتماد على ما نشير اليه من المصادر، رغم إبداء رأينا الحر بما نعتمده ونستمده منها.
كما وأني في الوقت ذاته، أحيي فيك همتك وإهتمامك بما تفضلت من أسئلة في غاية الأهمية للوقوف على الكنوز اللغوية في بحر اللغة.. وفي مداخلتك وجدت فيك شخصية تطرق ابواب الوعي لإصلاح ما يمكن إصلاحه وتجديد مكوناته، وهذه صفة من أبلغ صفات الإنسان المدرك والواعي لأمور الحياة بسياجاتها المختلفة المتفاوتة.
لذا أود الإشارة هنا بأن أية لغة من لغات العالم شبيهة بالشجرة المغمورة جذورها في عمق أرضية التاريخ، وبمرور وجودها الزمني تصارعها عناصر الطبيعة لتجد من يرعاها ويشذبها مثلما يتم تقليم الأشجار الوارفة في أوقات متفاوتة من نموها الحي بتساقط أوراقها وأغصانها الفرعية لستحدثها بأكثر من ذلك. هذا ما عاشته ومرت به أشهر اللغات منذ فجر الكتابة ولحد يومنا الذي نعيشه بدلالة العربية والإنكليزية  والألمانية  على أقل تقدير. ولغتنا ـ سمها ما شئت ـ عاشت ذات المرحلة وشذت عن قاعدة الوحدة اللغوية التي توحد الشعب لتتفرع عنها اسس لغوية تمنهجت في دوائر اللهجات المختلفة عن بعضها، وبالتالي ليتم تزيينها بما يحلو لكل مجموعة ، ومن هذا المنطلق تشتت روادنا لأسباب ايمانية ومذهبية في تحزب لغوي إن جاز التعبير بذلك. فإختلف شكل الحرف، وتفاوت النطق بألفاظ معتمدة لدى كل مجموعة ليطال قواعد الصرف والتهجي في الكتابة الصحيحة التي كانت في يوم ما هي ذات الأصول.. وأكبر دليل لذلك يؤكده تساؤلنا التالي: كم هو عدد الذين يفقهون مفاهيم اللغة الطقسية المعتمدة في الكنائس؟  ومن جراء ذلك تم ترجمتها إلى العربية لسهولة استيعاب مفاهيمها، وإعتماد فرق الآناشيد أي الكورولات الكنسية على الكرشوني وبلغات مختلفة. ولكن على اعلمه ان الكنيسة الشرقية الآشورية حاولت تبسيط تلك اللغة الكلاسيكية إلى اللغة الحديثة المعاصرة لغة التعامل اليومي والمدرسي أيضاً، بالرغم من المفردات الدخيلة أو المستحدثة في التعبير الأدبي أيضاَ حالها حال كافة لغات العالم، وهذه من صفات الحداثة بحكم المجاراة ومحيط أرضية التعايش إضافة للتقنيات الحديثة  المشتركة نوعا ما في لغات العالم. اللهم إلا في حال أن يتم ترجمة المصطلح الخاص وفق مفاهيم التعريب أو التأصيل كما نعبر اليوم عن الكومبيوتر بالحاسوب وفي الآشورية رانويا وغيرها إن لم يكن لها مصادر جذرية من الفعل.
فيما يخص الرمزين اللذين اشرتَ لهما: الرمز (^) بدلاً من الرمز (~). يمكنني القول بأن الرمزين اجتهاد ممن سبقونا في البحر اللغوي. وقد تكون مدعاة ذلك لسهولة الإستعمال والتمييز من النقاط التي تشمل التقشية أي الحروف القاسية التي تحتفظ على لفظها الأصلي والتركيخ أي الحروف اللينة بتغيير لفظها إلى لفظ حرف مغاير والتي هي حروف (ܒܓܕܟܦܬ : بگدكپت) وهي (و= ڤ،غ، ذ، خ، ف،ث)  وخاصة لدى الكتاب الآشوريين بإستعمال اشارة (~) في الخط الشرقي، علماً بأن الخط الغربي يستعمل في الغالب رمز السكون العربي ( ــْـ ) أي دائرة حمراء التي تحولت الى سوداء للدلالة على المفارقة بين التركيخ والتقشية. هذا ما يؤكده المطران اقليمس يوسف داود في كتابه "اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية" ص22 ، وكذلك القس يعقوب اوجين منا في كتابه "الاصول الجلية في نحو اللغة الارامية" ص340 وغيرها من المصادر. ونها ينبغي الإشارة إلى أن العربية اضافت ستة حروف وتم استدراجها وفق شكل أو صورة الحرف المشابه رسمه مثل ب، ت، ث الخ. أما حروفنا بقيت محافظة على شكلها الأبجد هوز ومن ثم إلحاق الألفاظ الستة التي لها قوانين خاصة لعملية التركيخ أو التليين. ولهذا لم يتم استدراجها كما في الألفباء العربية. أما زمنها فيعود عهدها منذ استعمال الكتاب المقدس بتلك الحروف البالغ عددها 22 حرفاً، لكون قواعد التركيخ هي التي تتحكم في تليينها.
وعن الإختلاف بين حرفي الشرقي والغربي. نعم هناك اختلاف في العديد من الحروف المستنبطة من الحرف الإسطرنجيلي، حيث تجد الحرف الشرقي أقرب الى الإسطرنجيلي من شكل الحرف الغربي الذي تلاحظ أكثر من نصف الحروف مغايرة للأصل.
 ملاحظة: بعد معاينة النص للتأكد من ارسال كل شئ لم اجد الجدول الذي نظمته وفقا لطلبك وذلك لأسباب تكنيكية بحاجة لرموز حديثة كالرموز التي نستحدثهاهههههه اليس كذلك؟

أما ما يتعلق بحرف الجيم والكاف والشين والزاي بدلا من دمج حرفين للتعبير عن لفظ ما مثلما ذكرت عن مثلاً ph تلفظ ف ، gh تلفظ غ، فأنه من وجهة نظري وتصوري تم استعاضة العملية بطريقة أخرى وهي على سبيل المثال الجيم العربية و( چ ، ژ ) الفارسيتين من جراء المعايشة والتواجد الجغرافي الذي فرض على ملائمة التعبير عند الضرورة في الحديث أو الكتابة ثبتها القدامى من لغويينا ومنهم العلامة اللغوي المرحوم توما اودو صاحب القاموس الثري المُعتمد والموسوم " سيمتا دليشانا سوريايا " أي كنز اللغة حين يذكر في كتابه " غرماطيقي اللغة السوادية " ص 6 بما ترجمته: ( هناك رمزان جديدان يتم استعمالهما في أربعة حروف هي أي بما معناه (ܓ ܙ ܟܟ ܫ) والتي هي ( الجيم المصرية ، زين ، الكاف والشين) بحيث يوضع رمز (~) تحت ( ܓ̰) و (ܟـ̰ ) وكذلك  بوضعه فوق حرفي زاي وشين  (ܙ) و (ܫ) ليصدر عنهما صوت (ژ) و (چ) الفارسيين.. ويدعم المطران اودو رأيه بالعديد من الأمثلة ، علماً بان تحقيقي في هذه المسالة ووفق معرفتي لا تقتصر على الآشوريين فقط وإنما على اللهجة الكلدانية أيضاً ومن المفردات التي تحضرني ( جهيا، عاجبواثا، بعيجلِه، جايق وجيقلِه ، جعِزله) وغيرها .. والأهم إن كان المرحوم اودو قد نوه عن ذلم عام 1905 من كتابه اللغوي الآنف الذكر فمعنى ذلك هناك من سار على ذات المسار من قبله.
والله يا أخي العزيز سان اتعبتني ولدي الكثير للقول ولكني اكتفي بهذا القدر ، آملاً إني وفيت بوعدي للإجابة ، ومن المحتمل أن تكون على معرفة أكثر في المستقبل القريب في الحلقة القادمة، ولا تبخل علينا بأي مداخلة أو استفسار أو أي سؤال، بغية أن نستفيد من بعضنا، وكما يقول الشاعر:
الناس للناس من بدو ومن حضر   وإن لم يشعرو خدم
مع بالغ تحياتي
ميخائيل ممو




205
الأبجدية في مراحلها التاريخية 8 
الجزء الثامن
بقلم: ميخائيل ممو
ان حياة الإنسان في عالمنا المتحضر بمرتكزات آليات التقنيات الحديثة يعتمد اللغة في كافة العلوم والمعارف ومناحي الحياة في ديناميكيتها  بالحركة والنشاط والحيوية بما يشهده العالم ، فاللغة هي مصدر ما توصل اليه الإنسان بتطورها المرحلي المتعاقب منذ الاف السنسن، لحد ما بلغ مجموعها ما يزيد عن الستة آلاف لغة متفاوتة بين ثنايا شعوب العالم التي ترادفت في المعنى الإنساني وإختلفت لفظاً في تسمياتها. وهذه دلالة على تواصلها ما بين الماضي والحاضر ولما يخفيه المستقبل بين الأجيال المتوالية. لذا فإن الحاضر اللغوي ـ شئنا أم أبينا ـ ورثناه عن الماضي، مستمداً من اللغة الصورية فالعهد السومري والقبطي، فالمسمارية الآشورية والأوغاريتية المسمارية المتطورة في اللاذقية المدعمة والمؤكدة بثلاثين حرفاً مستقلاً، إضافة لمن إعتمد المسمارية في تلك الفترة، كالعيلاميين في المناطق الجبلية من آسيا الصغرى والحيثيين الذين هم مجموعة من القبائل ومن ثم الفينيقية (22 حرفاً) إلى ما بين القرنين العاشر والحادي عشر،  فالآرامية المستمدة من الفينيقية،  والعربية أيضاً (22 حرفاً) التي أضيف لها ستة حروف نطقية مناسبة لأصوات الألفاظ المختلفة التي هي (ثخذ ضظغ)، وكما هي مرتبة حسب الترتيب الأبجدي في الآشورية / السريانية أي أبجد هوز حطي الخ.. وباقي الساميات (حسبما تصنف وتسمية النمساوي شلوتزر عام 1871) لتلحق بعد "قرشت" ستة حروف إضافية ليصبح عدد الحروف العربية 28 حرفاً.. علماً بأن أصوات اربعة حروف منها ما عدا (ضظ) لا وجود لها في الآشورية أو المصطلح السرياني ، حيث أن الحروف الأربعة الباقية اعتمدت في الآشورية كلواحق للأبجدية المسماة بالروادف مثلما في العربية بفعل تأثير حالات ورودها في المفردة من حيث السكون والتشديد وقواعد أخرى، وذلك بوضع وإضافة نقطة تحت الحروف المركبة في كلمة " بگدكپت (ܒܓܕܟܦܬ) أي الباء والـ (گ) الجيم المصرية والدال والكاف والـ (پp ) والتاء،  لتلفظ ( ڤ = و أو v ، غ ، ذ ، خ ، ف ، ث)، وحين تشذ عن ذلك توضع نقطة فوقها لتلفظ كما هي وتسمى بالمقشاة أي نطقها الإعتيادي. علماً بأن العربية تفتقر الى حرف (p)  الموجود في الآشورية أو السريانية المرادفة للآشورية ليتم تعويضه بالشكل التالي (ݒ)، وإفتقار الآشورية لحرف الفاء في الأبجدية الأصلية المستعملة اليوم ليعوض بوضع نصف قوس مصغر أو الشبيه بالهلال تحت ( ܦp =  ) بالشكل التالي: (ܦ̮). وفي الخط المعروف بالسرياني الغربي المستحدث عن الاسطرنجيلي يتم تعويض القوس بنقطة فوق الـ (ܦܿ) لتلفظ بصوت الفاء. وزيادة على ذلك تضاف في الآشورية أيضاً علامة (  ̰ ) تحت (گ ܓ) باللفظ المصري ليطابق صوت الجيم "ج" وتسمى تلك العلامة الرمزية بـ "المجليانا"، وبنفس العملية مع الكاف (ܟـ الأولية والمتوسطة و ܟ الآخرية) لتدل على صوت (ch)  الإنكليزي كما في (Church) الذي تفتقره العربية. وذات العلامة فوق الزاي والشين ( ܙ ، ܫ ) لتدل على صوت (Usual)  (television) إضافة لصوت حرف (v) الإنكليزي بوضع نقطة تحت الباء الآشورية (ܒܼ) لإعتماد ذات الصوت  الذي تفتقر الية العربية أيضاً ليتم تعويضه بالشكل التالي (ڤ)،  بالرغم من قلة المفردات المطابقة لأصوات الحروف الثلاثة لكون أغلبها من الدخيلة، وللضرورة فقد تم إضافتها لتتناسب مع الكلمات الدخيلة في الآشورية بحكم المعايشة الزمنية المتواصلة وروابط الجوارفي حدود ذات المناطق الإقليمية.
إن مسألة التطور اللغوي مسألة حتمية تمليها عوامل الحاجة للإفصاح عما هو عليه، ولكي نؤكد ذلك طالما نكتب بالعربية نورد هنا ما اعتمدته اللغة الآشورية بإستعمال النقاط كما أشرنا أليها، حيث أن طابع الحركات في الخط العربي إعتمده أبو الأسود الدؤلي بشكل نقاط للتمييز بين الرفع والنصب والمجرور، حين وضع نقطة تحت آخر حرف بمثابة الكسرة ، والنقطة إلى جانب الحرف للدلالة على الرفع، ونقطة فوق الحرف للدلالة على بمثابة الفتحة. وبعدها جاء الخليل بن أحمد الفراهيدي ـ صاحب الأوزان الشعرية ـ بالتطور الحاسم حين استبدل النقاط بعلامات مألوفة اليوم وهي الفتحة والضمة والكسرة، ليزيد علامات أخرى منها السكون والمدة والشدة وهمزة الوصل والقطع. والهدف من ذلك التطوير اللغوي من حيث الكتابة الصحيحة والنطق الصحيح، كما تم فعله لدى الآشوريين في الخط الشرقي بإستعمال النقاط  وإستعارة الخط الغربي من الحركات اليونانية الشبيهة نوعا ما بالعربية ولحد يومنا الحالي.
أحيانأً تلعب الظروف المناخية الجغرافية  دورها في تطبع الأوتار الصوتية على نطق بعض الحروف التي تشكل كلمة ما، ولا يتسنى لشعب ما من نطقها بشكلها الصحيح كما هو الحال للأجنبي مثلاً في صعوبة تواصله من حرف القاف والحاء بالعربية مثلاً حين يلفظ الحاء بالهاء والقاف بالكاف، علماً بأن مصدر الحاء من وسط الحلق، والهاء من أقصى الحلق. وليس من المستغرب أن نجد هذه الحالة بين أطياف شعب واحد يتحدث وينطق بجذور ذات اللغة وتتفاوت لديه نطق ذات الحروف، ومنها ما يخص حرف الحاء لدي الآشوريين أيضاً كأقرب مثال، حيث تجد سكنة بعض القرى في شمال العراق وسوريا وتركيا ينطقون الحاء كما هو في العربية من وسط الحلق، بينما تجد لدى بني آشور قاطبة ينطقونه بالخاء، إلا الذين نزحوا الى المدن أو الذين تتلمذوا على دراسة العربية وإتقانها، مستثنياً منهم من تعلق واحتفظ بلغته الآشورية الأصيلة لإفتقارها من حرف الحاء، وعدم ورود أي كلمة تشكل فيها حرف الحاء في أحاديثهم اليومية ليضطروا على نطقه بالهاء. ومن جراء ذلك نجد هكذا إشكالات لغوية يستصعب فرز المعنى المقصود في الحديث، ومنها على سبيل المثال لا الحصر ما بين اللفظ الشرقي حين يقال "لخما" بمعنى الخبز واللفظ الغربي الذي يقال له لحما أو لحمو التي يظنها الشرقي بمعنى اللحم. أو في كلمة "خمرا" الذي يعنى بها النبيذ، لتنطق "حمرا أو حمرو" ليفهمها الطرف الأول بأن معناها اللون الأحمر وهناك الكثير من المفردات على هذا المنوال. ما أشرت اليه ليس فقط من باب النطق اللغوي المتعارف عليه لدى اللغويين الذين لديهم معرفة باللهجتين، وإنما الذين لا معرفة لهم، مؤكداً ذلك من خلال معاشرتي حين أسأل (بضم الألف الأولى وفتح الثانية) من زملاء لي ماذا يعنى بذلك؟ وهنا لا استثني نفسي حين كنت أقدم برنامجاً تلفزيونيا في منتصف السبعينات من تلفزيون بغداد باللغة الآشورية حين صادف مهرجان أفرام ـ حنين، بإستضافة اللغوي المرحوم ابروهوم نورو حين قال سأتحدث بلغتي الأم الخاصة ويعني بذلك قلب الف الإطلاق إلى الواو في نهاية الكلمة، وعليك أنت أن تقلبها إلى الألف لتفهم ما أعنيه.   
من خلال هذا العرض الموجز الذي نآنا عن الموضوع الرئيسي نوعاً ما، لا نعني استثناء العديد من النظريات وما لا يحصى من البحوث والمؤلفات التي عالجت منشأ الأبجدية أو الألفبائية مثلما تسمى في اليونانية واللاتينية (Alpha-Betta) من صوت الحرفين الآولين، والتي لم يُؤكَد صحتها من اللغويين الباحثين والخبراء الآثاريين، رغم ما يوعزه الباحثون اللغويون من إختلافات في الرأي عن مصدرها الأساسي. وبما أن أطوار الكتابة لقد مرت بمراحل مختلفة لا بد من الإشارة لها بإيجاز والتي هي:
   الكتابة التصويرية أو الصورية. 2. الكتابة الرمزية. 3. الكتابة المقطعية. 4. الكتابة الصوتية. 5. الكتابة الأبجدية الألفبائية.
لذا فإن المرجح لأسسها الأولى وفق أغلب الخبراء هوجنوب وادي الرافدين ومصر. في وادي الرافدين، استناداً للكتابة السومرية والآشورية البابلية المسمارية في نهاية الألفية الرابعة ق.م. التي توصل لحل رموزها مجموعة من الألمان ومنهم على وجه الخصوص العالم كارستن نيبور 1756 الذي راحت اتعابه أدراج الرياح، ليأتي بعده الشاب غروتفند المولود عام 1775، وكان يدرس اللغة اليونانية في مدرسة ألمانية، حيث استطاع أن يتوصل لفك رموز سبع علامات من خلال كلمة "ملك" المتكررة في الألواح السومرية، لتكون المفتاح الذي اهله لحل ما دُوّن آنذاك بالخط المسماري، فتم عرض ما توصل اليه على أكاديمية العلوم بمدينة غوتنغن الألمانية سنة 1802. كما  وكان لدور الإنكليزي هنري لايارد أهمية متميزة بالعثورعلى مواقع كنوز الآثار الآشورية في مناطق مختلفة   وإكتشاف العديد من الآثار والألواح أو الرقم الطينية الفخارية وخاصة في نينوى ومكتبة آشور بانيبال التي احتوت خمسة وعشرين ألف لوح مسماري، لتضاف إلى خزائن أرشيف ماري بعددها البالغ أكثر من عشرين ألف لوح مسماري، وأرشيف منطقة إيبلا في سوريا على ثلثمائة ألف لوح مسماري أيضاً، وفق المعجم المسماري للغات الأكدية والسومرية والعربية لمؤلفه نائل حنون عن بيت الحكمة ببغداد 2001، وأصول الحرف الليبي لمؤلفه عبد العزيز الصويعي.  والأساس الآخر لنشأة الأبجدية كما بينا  آنفاً في مصر، استناداً للكتابة الهيروغليفية المقطعية التي فك طلاسمها الفرنسي جون ف. شامبوليون وهو في العقد الرابع من عمره، بواسطة مقارنتها بالنص اليوناني بأن الكتابة المصرية رمزية وصوتية في آن واحد، بحيث ساعد اكتشافه فهم المصادر والوثائق لتاريخ مصر القديم.
ولكي نكون أكثر مقربة من حل رموز الكتابة المسمارية، رغم اختلاف الباحثين في آرائهم ، ننقل فيما يلي ما صدر عن قسم الآثار بكلية الآداب لجامعة بابل لإستاذ المادة أحمد مجيد حميد الجبوري فيما تم تدوينه. 
( بدأت الخطوات الأولى لحل رموز الخط المسماري من خلال الزيارات والرحلات التي قام بها الأوربيون إلى الشرق ، فلهم يعود الفضل في نقل آثارنا إلى أوروبا والتعرف عليها من قبل علمائهم ، وهكذا بدأت المسيرة الصعبة والطويلة لمعرفة الكتابة المسمارية وحلّ رموزها.
كان أول أولئك الرحالة الذين قاموا بزيارة الشرق هو التاجر الايطالي بترو ديلا فاليه الذي زاره إطلال مدينة برسيبوليس في إيران، فعثر على أجرة مكتوبة بكتابة مسمارية، كما استنسخ بعض الكتابات وقام بنشرها في أوروبا.
لقد مرّت محاولات حل الكتابة المسمارية بمراحل عديدة ومن قبل أشخاص كُثُر، كان من أقدمهم الباحث تيسكن الذي استطاع في عام 1798م قراءة أربع علامات من كتابات برسيبوليس العاصمة الأخمينيه التي نقلها العالم الألماني نيبور إلى أوروبا عام 1765م والتي تألفت من 42علامة، كما وتوصل تيسكن إلى معرفة إحدى العلامات المتكررة في النص وهو المسمار المائل الذي يفصل بين الكلمات وتمكن من إثبات أن هذه النصوص تمثل ثلاث لغات مختلفة، وأعقب هذه الخطوة نجاح الباحث الآثاري مونتر في سنة 1802م بالبرهنة على كون كتابات برسيبوليس تعود إلى السلالة الأخمينية وأن لغتها مشابهه إلى لغة الكتاب المقدس المعروف ب (زند أفيستا)، كما استطاع إن يحدد العلامات التي تؤلف كلمة ملك ، وهذه الخطوات ساعدت كثيرا في التوصل إلى حَلْ هذه الكتابة ،وأكد بأن تلك النصوص في حقيقتها نصا واحدا ولكنه مدون بثلاث لغات مختلفة .
 جاء من بعدهم كروتفند العالم الألماني الشهير الذي يعود له الفضل الحقيقي في إيجاد المفتاح الذي لولاه لما حلّت رموز الخط المسماري ووضع اللّمسات الحقيقية الأولى لعلم سمّي فيما بعد بعلم الآشوريات ASSYRIOLOGY).
وما كان يستوجب في بحثنا أن نتوسع أكثر مما هو عليه بعرضنا المقتضب، إلا أنه استثنينا ذلك، فضلاً عن الإطالة أو الإطناب الممل أو الإيجاز المخل، بغية قدح شرارة الإنارة لقرائنا عن هذه اللمحة الإيضائية والتوضيحية لبني شعبنا ومن يطمح في إثراء معلوماته، رغم وجود ما لا يحصى من الدراسات والأبحاث الخاصة بنشأة الأبجدية بلغات مختلفة.
وفي حلقتنا القادمة ـ إن سلمنا من الأمر الخارق للعادة من تداعيات دواعش اللغة دون ردعهم لإكمال مسيرتنا  الكتابية لردع اصرارهم ـ سنسلظ الضوء على حرفي الضاد والظاء في اللغة الآشورية المعاصرة. 



206
ܬܘܕܝܼ ܣܵܓܝܼ ܪܚܡܐ ܚܩܝܼܪܵܐ ܕܗܒܵܢܝܵܐ ܫܡ. ܟܫܝܼܪܐ ܐܠܝܼܫܥ
ܣܘܥܪܢܘܿܟܼ ܣܦܪܝܹܐ ܡܢܵܚܘܿܡܹܐ ܝܢܵܐ ܠܣܦܪܵܝܘܼܬܲܢ.. ܚܕܕܘܼܬܐ ܪܒܬܐ ܝܠܵܗܿ ܩܵܬܝܼ ܕܬܦܩܲܚ ܓܘ ܐܡܹܝܪܟܐ ܒܥܸܕܵܢܵܐ ܕܚܙܘܩܝܝܼ ܒܫܘܼܠܵܡܵܐ ܕܝܪܚܐ ܕܐܒ؛؛ ܘܩܐ ܕܡܨܚ ܗܘܚ ܡܐܘܝܹܐ ܒܛܠܒܐ ܝܘܢ ܕܫܕܪܸܬܠܝܼ ܬܠܝܼܦܘܿܢ ܕܝܘܿܟܼ ܝܲܢ ܒܐܘܼܪܚܐ ܕܐܝܡܝܼܠ ܕܸܒܐܬܝܐ ܝܠܹܗ:
mammoo20@hotmail.com
ܡܝܼܟܼܐܝܠ ܡܪܘܿܓܠ ܡܡܘܼ

207
اخي ايشو شليمون
أعلم بأن قلمك يتقطر وينزف دماً على ما يعانيه الشعب العراقي قاطبة، ونحن بوجه خاص مما المّ بنا.. سر على ما انت عليه ، ولكن دع يراعك يتمحور احياناً بالنثر الذي لا يقل شأناً عن نظم القوافي.. ولا تبخل عليه طالما هو ذاته ويتحسس بذات الشعور.. نظمك التفعيلي يذكرني ببداياتنا الشعرية التي هجرناها بحكم الكلمة الحرة التي تحررت مع عصر الحداثة، ولا أعني هنا أن تعلن الطلاق على ما أنت عليه، ولكن زدنا أيضاً بإنسراحك النثري لتدع جمهورك يتفهم ما تحمله وتخزنه من درر المعاني.. رصانة اسلوبك ستهشم جماحم الغافلين وستهز قلوبهم لمسرى الدم الذي يجري فيه.. مع بالغ شكري وتقديري لمواهبك.
ميخائيل ممو

208
الأخ شوكت توسا والأخ  ناصر عجمايا مع إحترامي لكما
عينكاوا كوم أصبحت اليوم بمثابة تلك الجزيرة البحرية الفريدة التي يؤمها السواح للإستجمام ليختلط فيها الحابل بالنابل، وحين يتم تفاعل معنى الحابل بالنابل في أوساط تلك الجزيرة ترى بعض المجهولين ممن يجهلون مرمى المقاصد من الغنيمة يتطلعون بعين الإستغراب والعجب من اسلحة الصراع المتمثلة بالحبل والنبل، لحين أن يقترب المقربون ليشمر كل واحد عن ساعديه برص وتحفيز عضلاته وتقوية أصابع يديه ليدلي بدلوه مغترفاً ما إغترفه من الغث والسمين ليصب جام غضبه على المتصارِعَين، ومن جراء ذلك يتهافت المحتشد ون  ليزيدوا الطين بلة بترقيع الفكر التطوري الحديث بالرأي الإنفرادي الركيك المغزى، ليتناسوا بأن الرأي الصائب والصحيح لا تبرره مشادات الخلافات التي تؤجج الفتنة. هذا ما استقيته من كتابة القطبين المقصودين  بالإسترالي والأوربي البيتنهريني والمتمثلين بالأخ ناصر والأخ شوكت رغم بعدهما عن بعضهما جغرافياً ولربما فكرياً في اعتبارهما السياسي ومنظورهما الإنتمائي الذي أغض الطرف عنه! فكيف الحال إن كانا على مقربة من بعضهما في أحد القطبين أوالقارتين، علماً بأن الكاتبَين من أصول جذر واحد تفرع لمنطقتين جغرافيتين نينويتين آشوريتين لا تبعد بعضهما عن الأخرى بعدة كيلومترات هما القوش وتلسقف وفق معرفتي وزيارتي لهما أيام زمان بأربعة عقود. فإن كان الدافع أو العامل الديني قد آملا عليكما ما أنتما ذاهبان اليه فعليكما أن تراجعا الواقع الكنسي الذي ابتلى بالمشاحنات والإنشقاقات في المنطقة منذ خمسة عشر قرناً، ولحد يومنا هذا، علماً بأن مصدر كافة عوامل التشرذم سببها ما نؤمن به اليوم من الإيمان الإلهي الواحد، رغم التفسيرات من الشروحات والبيانات التي شتـتـتـنا وأبعدتنا عن بعضنا لنعيد ذات الأعراض التي سئمنا منها، وبالتالي لنعيد ونلتزم بعدواها ناقلين أياها في الحقل السياسي بطروحات أكبر عدوى مما كانت عليه، وأساليب لا نستـنكر مثالبها التي تشوه هيبتنا كشعب موحد، لتردينا أن نكون أعداء بعضنا لأقل المسوغات اللامنطقية في عصرنا الحديث.
لهذا أود القول للأخ ناصر، بأن ما لفت انتباهي هو ما اوردته في التسمية المركبة التي أنا الأخر لم اكن مقتنعاَ بها، لا لأني لم أكن منتمياً لحزب ما (علماً بأن حزبي هو ذات حزبك إن لم تكن منتمياً لحزب سياسي ما، وهو حزب القلم النزيه الذي يُقَوّم ويُقَـيّم كل اعوجاج بنزاهة الكلمة)، ولهذا اود الإشارة بأن تلك التسمية  فرضتها بعض الظروف القاسية والمؤلمة بحضور رجال  الدين والساسة العراقيين ومن بني شعبنا بكافة تسمياتهم آنذاك.. لأشبهها ـ نوعاً ما ـ بالإنشقاق الكنسي بين النساطرة واليعاقبة وغيرها على التوالي التي تدركها جيداً وإلى يومنا الحالي. أما أن تصفها بعبارتك التي تتضمن خمسة نعوت غير مستحبة من التجني والإستخفاف والبذاءة وغيرها بمعانٍ مترادفة متفاوتة لكل صفة فإنك والحالة هذه تعمم كلامك لكل من يستظل بظلال تلك التسميات المتفاوتة منفردة وعلى حدة. طالما فرضها الظرف التأزمي للوحدة القومية لتكون المظلة التي نحتمي تحت سقفها جميعاً في العراق الجديد الذي قادنا بشكل خاص لأمرّ ظروف الحياة غير مستثنٍ المكونات الأخرى التي تتراءى لنا يومياَ. حيث كان الأجدر بك أن تستبعدها ـ جملة وتفصيلا ـ لتبعد منطقك من هذا الهجوم الصارخ الذي نصه كما يلي:
 ( لكننا ضد الوحدة المفروضة بتسمية هزيلة ورذيلة وعقيمة وبالية وعاهرة لا تمت لشعبنا بصلة)
وبما أن النص الوارد كان في مقالةٍ مؤرخةٍ قبل خمس سنوات، تساؤلنا هنا ما الذي حدا بالأخ شوكت أن يعيده لنا ثانية ما أشار إليه؟ إن لم يكن هناك من ردة فعل حفزته لذلك من جراء ردودكما. وعلينا هنا أن لا ننسى بأنه من طبيعة الإنسان مهما كانت إرادته من القوة والصلابة ــ حتى المؤمنين منهم ــ  فإنه يعمد بأن يستل سيفه لمن يتهمه بصفات الذم والكذب والتزوير ووو ليدافع عن نفسه. وهنا ليس دفاعاً عن الأخ شوكت، وإنما كان من حقه أيضاً أن يثبت الحقيقة التي يراها حقيقة ليبعد صفات الذم  والإتهام عنه التي يستغلها البعض للإستشهاد بها، وليس طعناً أو إساءة أو التقليل من شأن قيمة وشخصية من يرشقه بما هو بعيدا عن تلك الإتهامات. أما إن بقينا يا إخوتي ننبش في الرمال ليحفر كل واحد بئراً للآخر سيطول نبشنا ونحن نتراوح في نطاق ذات الدائرة التي تبلعـنا جميعاً، وساعتا لا ينفع الندم.
هذا من جانب، ومن الجانب الآخر، بما أني من المُقلين جداً بحشر قلمي في صراع المداخلات لأسباب خاصة تبعدني من المهاترات والمشاحنات والإساءات، ومن منطلق الوعي الأخلاقي وإحترام الرأي الآخر، تدعني أحياناً تجاوزات الغير اللاأخلاقية المشحونة بالجهل أن أغمض عيني عنها ولا أعير لها أية أهمية، وحين أعيد فتحها ثانية أرى الجهل قد تحول إلى أدنى الدركات منزلة من لدن الذين يزيدون الزيت على النار. ومن طبيعة الإنسان المدرك إما أن يلتزم التحفظ ، أو أن يلعن الشيطان الذي يوسوس في ذاته ليستل سيفه (يراعه) في ردع من يتغافل ويجهل معنى الحوار وآداب الرد بالأخذ والعطاء المتمدن، وهنا يكون قد انزوى بنظر البعض لمسار ذات القافلة، دون التمييز بين الثرى والثريا، ودون مقارنة الصالح من الطالح، ومن غير معرفة الفرز بين نبات الزوان (الزيزوانا أي زيوانا) وبين نبات هندباء البرية (قيوارا). هذا ما أقصده بشكل عام، ولا اعنيكما أنتما أبداً إن كنتما تظنان ذلك في نهاية كلمتي.
وفي الختام أتقدم اليكما راجياً أن لا تؤاخذاني على ما بدر مني من رأي حر ليحسب مفاضلة شخص على آخر إن كنا حقاً نؤمن بمبادئ وأهداف حزب حرية القلم الذي لا يقبل التجاوز بالإساءة المقصودة.. آملاً منكما أن تطويا صفحاتكما أو أن يتم حذفها وإبعادها من هذه الجزيرة الإنترنيتية التي ترحب بنا دوماً دون استئذان أو تقديم سمة الدخول. مع بالغ شكري لكما.
ملاحظة: هناك العديد من المشاحنات في ردودكما تجاوزت الإشارة اليها، وتغافلت عنها كونها ذات مسحة سياسية ولغوية نحن في غنى منها.
ميخائيل ممو



209
رأي صائب لمن تهمه القضايا والمسائل الروحية اللاهوتية الكنسية، طالما لدينا (ما شاء الله) بما تضاهي أفكار الأحزاب السياسية التي جعلتنا شذر مذر، وعلى شاكلتها من حيث الإنقسامات الكنسية التي شتتت أبناء شعبنا الموحد في الإيمان الإلهي والفكر السياسي.. ولندع حقل أو عمود (آراء وأفكار) حراً للموضوعات الإجتماعية والثقافية والأدبية واللغوية وما لها علاقة بالرأي الحر، لكون الذين ينشرون موضوعات عامة من المهتمين بالموقع لا تجد عدد قرائهم يتجاوز المائة قارئ، علماً بأنه لديهم المكانة العلمية والإجتماعية والأدبية ولهم باع طويل فيما اشرنا اليه، ولكل فرد له رؤيته في الإهتمام الشخصي لمطالعاته، ولا أظن بأن من غير أبناء شعبنا لهم تلك الرغبة في الإطلاع على ما ينشر في الإطار الديني إلا من يود المعرفة من ذوي الإختصاص. كما يتضح لنا في قلة مداخلات أبناء شعبنا لموضوعاتهم ذات النفع العام، والعكس كذلك. آملاً أن لا تكون مداخلتي الإيجابية هذه من باب التعصب لضعفاء النفوس. أؤكد مقترح الأخ الأستاذ اخيقار تماشياً مع العديد من الحقول والأعمدة المثبتة كالثقافة واخبار شعبنا وبالسريانية التي تفتقر الى الخط الغربي إلا ما ندر.
ميخائيل ممو

 

210
الأخ موفق نيسكو..
دعني أخاطبك أيضاً بالأخ العزيز والمحترم أيضاً رغم إنك تتجاوز قيمة هاتين الصفتين في مضمون ردك..
في بداية الأمر ان ردك على مداخلتي لا علاقة لها بالملاحظات التي وجهتها لك، لتمسك بالعصا من وسطها وتشهرها في وجهي، وهي توجيه ميكروسكوبك (منظارك) على كلمة " الآشوري" فقط وتستسنخ صفحة غلاف ونص لاتيني لا تفهمه أنت ولا أنا. ولكي لا أطيل الحديث عليك اوجهك لرأي الشهيد أدي شير في مقدمة الجزء الأول والثاني من مؤلفه "كلدو وآثور" وخاصة في مقدمته من ج 1 كونك استشهدت بكتابه الذي صورته لنا عن معجم الألفاظ الفارسية المعربة الذي اجبتُ عنه. مكتفياً به وناهيك عن العشرات وبالإحرى المئات التي تؤكد اشتقاق كلمة السريانية عن الآشورية من الكلدان والسريان والمارون وحتى اليهود والأجانب أيضاً.
أعود هنا للصفتين المشار اليهما، وإن سبب ذلك كونك في البدء تستخف من الإسم الحقيقي لشهيد كنيسة المشرق الآشورية بفرعيها عن الجاثليق مار شمعون برصبعايا أو برصباعي أو الصباعي وفق لقب الإنتماء العائلي من حيث النعت اللغوي المفضل، لتدوينك عن صفته بإسلوب غير مستساغ بـ (ابن الصباغين)، وأنت على علم ومدرك من ذلك حين نقول: ومن يكن فلان أو من يكن؟! إنه كذا وكذا. علماً بأن هذا الشهيد الآشوري وليكن السرياني أيضاً، طالما هي مرادف للأولى في اشتقاقها، كان أبواه (ولتكن عائلته) يصبغان الملابس لإستعمال الملوك وفق المخطوط  في المكتبة الفاتيكانية ص82 ( حسناً دعي ابن الصباغين لأن أبويه كانا يصبغان الحرير بصبغ أجنبي لباساً للمملكة الأثيمة، وهو صبغ ثياب نفسه بدم شخصه لباساً للملكة المقدسة). تأمل هذه الفقرة بدقة لتستوعب فحوى من دوّنها.. علماً بأن هناك من حذا حذوك من الكتاب السابقين وأنت على علم بذلك، ومنهم أدي شير رئيس أساقفة سعرد الكلداني الآثوري المرحوم أدي شير في ص43 من الجزء الثاني لكتابه " كلدو وآثور" حين يدونها بالحرف الشرقي لصيغة المفرد "ܒܪܨܒܥܵـܐ" بدليل السقافا على حرف العين ليترجمها قائلاً: (ومعناها ابن الصباغين)، إذن، إن كان يعني المعنى الأخير لكان قد وضع إشارة الجمع (ܣـܝܵـܡܹـܐ) على حرف الريش ( ܪ ) حسب ما هو متبع في قواعد اللغة. كما لا أخفيك عن معرفتنا بالذين سبقوك من الكتاب الذين اتبعت خطاهم.  ولكي تكون على معرفة مما إهتمت به الكنيسة الآشورية بالعبقري البرصباعي كما في التنسيب العربي للألقاب. عليك مراجعة ما كتبه الأب البير أبونا عن مؤسس المدرسة الآشورية المختلطة عام 1921 في الموصل لمؤسسها القس يوسف قليتا (1870 ـ 1952م) بإستشهاده عن عمله فيما يخص برصبعايا وذلك في ص 66 من كتابه "أدب اللغة الآرامية". مكتفياً بهذه الشهادة ما عدا ما نشره وكتبه القس قليتا في مطبعته الآشورية وتلك مدرسته التي تخرج منها المئات من الأدباء الذين يخلدهم التاريخ بخدمتهم اللغة الآشورية الحديثة أو المعاصرة. كما وأرشدك للإطلاع على سيرته من خلال  كتاب" سيرة حياة الملفان الأب يوسف قليتا" من منشورات اتحاد الأدباء والكتاب الناطقين بالسريانية الذي كنت قد أشرفت على طبعه بداية عام 1977 في الوقت الذي كنا نعاني من النضال السلبي لإثبات وجودنا وتسميتنا الحقيقية التي شتتنا بفعل بعض الضالين والنفعيين من السلطة الحاكمة وأتباعها آنذاك من أبناء شعبنا بتسمياتهم المختلفة، وعلى نحوٍ خاص الذين تغافلوا عن لغتهم الأم  وشعورهم القومي في إثبات وجودهم. وعلينا هنا أن نثني على جهود عبد يشوع الصوباوي مطرافوليط "ܡܝܼܛܪܵܦܘܿܠܝܼܛܵܐ" نصيبين وأرمينيا سنة 1290 الذي خلد أسماء المؤلفين القدامى وما كتبه لتنالها في حقب متفاوتة أصابع الحذف والتحوير إلى يومنا الحالي تشويهاً للحقيقة، بدلالة عدم استعمال تعاليمه في عدد من الكنائس الحالية كونه مجد ططيانوس الآشوري وبرديصان الآشوري والمار شمعون برصباي الآشوري، ومما يثبت كلامنا بخصوص جدوله المذكور في العديد من المصادر ومنها ما دونه الآب ألبير أبونا ص 446 (ولولا هذا الجدول لما إطلعنا على تراث آبائنا الذي أتى عليه الزمان ولم يبق منه إلا القليل). وقد تم التلاعب في مضامين أجزاءه الخمسة من قبل ناشريه لأسباب خفية، ليعود الآب قليتا بطبعه كاملاً عام 1924 في المطبعة الآثورية باللغة الأم والمعتمدة تعاليمه في الكنيسة الآشورية، عدا ما تم إختفاء وضياع مؤلفاته الأخرى. وها هو الصوباوي يمتدح ططيانوس الآشوري في مقدمة كتابه " مجمع القوانين السينودوسية " وأنه ( إهتدى مثله في جمعه للقوانين الكنسية بكل حذر متفادياً تكرارها. وفي ذات الوقت فإن ططيانوس يفتخر في رسالته إلى اليونانيين بأنه آشوري من بلاد آشور) ويشير لذلك أدي شير في ج2 ص19 (أن ططيانوس يخبرنا عن نفسه أنه كان آثورياً) معتمداً على العديد من الآراء المدونة في الحاشية، وللتأكد من ذلك راجع ص 127 وحواشيه من كتاب " آشوريون أم كلدان" لمؤلفه الإسقف عمانوئيل يوسف. وللمزيد من المعلومات أحيلك لتأمل الفصل السادس من كتاب الأسقف  ص 162 ـ 184 للتأكد من آراء العديد من الكتاب.
صدقني لا أريد الإطالة في ردي، لكون كل سطر بحاجة إلى صفحات، ولكن دعني أدون بما يريحك استيعابه بخفة وبساطة.. نعم الشهيد برصبعايا آشورياً من الكنيسة الشرقية أو المشرقية التي عرف وجودها الكنسي الديني في سالق طيفسون. أليسوا هم النساطرة؟ ومن هم الذين ألحق بهم اسم النساطرة ليقصد بهم الآشوريين؟ أليسوا هم بني آشور أو آثور أنفسهم، وهل تتصور بأنهم لا يعرفوا اصولهم وجذورهم التاريخية العريقة في القدم ليأتي الإنكليز ويعمذوهم بالتسمية الآشورية؟! الإنكليز من وعيهم علموا حقيقة أصل هذا الشعب الذي إمتاز بجبروت أسلافهم هو ذاته بإعتمادهم أياه من جراء تشتتهم بسبب الأحداث الدموية لإيمانهم بوجودهم ، وبما آلت عليهم من ويلات وإضطهادات وخيانات (من الداخل والخارج) وكما ذكرت لك، عن الإضطهاد الأربعيني الذي حصد 16.000 الف آشورياً، ومن ثم همجية المغول بمحاولة إبادتهم وإحراق وتلف كل ما سطروه من التراث الثمين الذي لا يعوض، وتوالي بدر خان بيك على القتل والتشريد، وهمجية العثمانيين في الحربين العالميتين (سيفو) مضافاً اليها أكثر من ثلاثين ألفاً لقوا حتفهم فقط في الطرقات أثناء عودتهم لأرض أجدادهم بلاد النهرين ودول أخرى، فمذبحة سمّيل ومن ثم ما نعانيه اليوم لحصد كل ما هو بتسمياتنا الحالية دون فرق. ولعلمك كما عمد داعش لتحطيم آثارنا ومتاحفنا وحرق وإتلاف أعرق وأقدم المصادر التراثية من الكتب واللوحات والآثار الخالدة عمد قبلهم من أشرنا إليهم، ناهيك عن المغرضين والمفسدين الذين سرقوا وأخفوا كل ما له صلة بالتراث الآشوري وفق شهادة المستشرقين وكتابنا أيضاً. وهذا ما تؤكده ما لا يحصى من المصادر أينما قرأت عن وجودنا ممن كتبوا ودونونوا تاريخنا. ومثلما يقول الشاعر الذي أصبح قوله مثلاً شائعاً تضرب به الأمثال.
ما حك جلدك إلا ظفرك.... فتوّل أنت جـميع أمرك
وإذا قــصدت لحــاجـة.... فأقـصد لمعترفٍ بقدرك
وكن على علم يا أخانا موفق.. من المؤكد إنك تفتقر لمئات الكتب التي كتبت باللغة الآشورية في العراق وسوريا ولبنان والهند وروسيا وإيران خاصة من قبل اللجنة الأدبية التي أصدرت مجلة "كلكامش" منذ الخمسينات والصحف التي صدرت قبل جريدة الزوراء في العراق، وذلك في العديد من الدول التي تؤكد وجودنا ولغتنا.. ومنها ما ترجم إلى لغات أخرى.
أما عن الفرق بيني وبينك، كما تشير: (ما لم تستطيع ذكر مصدر، ولن تستطيع، وهذا يعني ان كتاباتك تزوير، وكتاباتك هنا وغيرها لا قيمة لها "مزورة". هذا هو الفرق بيني وبينك، بين الكاتب الذي يذكر المصادر التاريخية وبين من يكتب ما يريد...مع احترامي لحضرتك انت تكتب أهواء انترنيتية بدون مصادر ولا قيمة لما تكتب).
دعني أخاطبك بمنطق العقلانية: إن كانت كتاباتي "تزويراً" فعليك فهم معنى كلمة التزوير. حتماً أنك تعني التزييف والإتيان بما هو مخالف للواقع.. ولكن لا تنس بأن "تزويري" هو الإصلاح والتقويم والإتقان، وإن لم تدرك ذلك فعليك بما تفسره المراجع اللغوية عن ما يشمله معنى التزوير عن ذلك.. ومثلما تزور أنت آراء الغير، وغيرك يعمل بذات الإسلوب والتصور، فلا فرق إذن بيني وبينك وبين من تتهمهم بهذه الصفة، ولا قيمة لكتاباتك أيضاً. فعليك أن تتحاشى مثل هكذا تعابير المحفوفة بالحقد والكراهية والإستصغار، فالكمال لله وحده.. أئمة العلماء اللغويين واللاهوتيين والساسة فندوا بعضهم بعضاً لمصالحهم الذاتية التي نحن في غنى عنها بدليل ما يؤكده إبن العبري في القرن الثالث عشر بلغته الأم ما تعريبه: ( السريان حسودين وغير مرتبين ويبغض أحدهم الآخر)، ولكي تكون على بينة أكثر وأوسع مما قاله، عليك بمراجعة ص19 من كتاب "السريان أصالة وجذور" ـ 1911 ـ  لغريغوريوس جرجس شاهين رئيس اساقفة حمص وحماه وتدمر وتوابعهن على السريان، بطبعته الحديثة من إعداد وتقديم مار غرغوريوس يوحنا ابراهيم متروبوليت حلب 1997.
أما إحترامك لنا لأنني أعتمد الأهواء الإنترنيتية.. استحلفك بإلله وبكل المقدسات، ألا تتفحص عند الحاجة ما هو في الحاسوب؟ وألا تتصور إن ما تدونه في الإنترنيت هو بصفة المراجع لمن يؤيدك ويدعمك ومن يخالفك أيضاً؟ وكذلك اليس الإنترنيت هو المصدر الأساس والمُعوض لما لا نملكه من المصادر التي يتم نشرها بغية الإحتفاظ بنصوصها القديمة؟ ثم أليس الإنترنيت الساعد الأيمن لمن لا يمتك المعاجم والقواميس للتأكد من معاني مفرداتنا المفقودة اليوم طباعياً؟ ولعلمك أنا شخصياً لست بحاجة لها لكون مكتبتي تضم أكثر من 35 قاموساً بلغتنا المترجمة إلى لغات أخرى وعكس ذلك، ما عدا من مئات المصادر.. وهذا ليس تباهياً (وأنت كذلك) وإنما لحاجتي الماسة لها وبحكم عملي وإهتمامي كما يبدو لك وعلى مدى يتجاوز الأربعين عامأً في حقل الكتابة والتأليف والتدريس ، وعلى نحوٍ متميز اللغة الآشورية إلى جانب العربية. والأدهى من كل ذلك اتهامك بأن إعتمادي أو معلوماتي هي من الإنترتيت.. حبذا لو ذكرت لي سطراً واحداً اقتبسته من الإنترنيت بما أكتبه وأنشره من مجموع مئات المقالات التي نشرتها في المجلات والصحف والمواقع الألكترونية. أليس هذا إتهام باطل متعمد للتشويه.. ومن ثم لي الفخر أن اعتمد المواقع التي تؤكد وتنشر ما هو بحوزتي كدلائل تأكيدية من كاتبيها لما هو الصحيح والأصح.
وختاماً.. دعني أقول الله أكبر " ܝܐ ܐܠܗܐ ܪܒܐ "  من مقولتك الختامية هذه ( ولو هناك محكمة ثقافية وقدم أحدهم شكوى ضدك مع هذه المصادر لادانوك بالتزوير فورا).
ذكرتني هنا للمرة الثانية بالتزوير.. وهل وجدتني قد نقلت نصوص كتاب كامل دونته بإسمي لتتم محاكمتي؟! وما هو الجرم لمن يأتي بآراء وأفكار جديدة بغية التطوير؟ وإن كان كل صاحب قلم يستقي معلومات ممن يعتمدهم  لكُسرت أقلامهم!! نحن والحمد لمنورينا نبحث عن الحقيقة للنفع العام، وليس للشهرة أو لنتبوأ منصباً بعد هذا العمر المديد من العمل الخدمي لأي من كان. منحنا الباري عز وجل هذه الرغبة وهذا الإلهام لنجسد مشاعرنا بغية أن نشد من عزم وهمة الآخرين في إتباع ما نخطوه من أجل التثقيف والمعرفة، وسبحان الذي يشعر بشعورنا وإحساسنا. وإن كان رأيك دوما بهذا المفهوم، فهناك المجامع اللغوية والمنتديات الأدبية والثقافية والجامعات الرسمية في دول العالم لكانت قد أوقفت ما ذهب إليه الألاف من حملة الدكتوراه وأحالتهم إلى المحاكم، ومن أبناء شعبنا أذكر لك الكاتب الراحل قسطنطين بار متي "ماتييف" في روسيا، والبروفيسور جوزيف بابلو في فرنسا، والدكتور الأسقف عمانوئيل يوسف والمرحوم هرمز أبونا في كندا، والدكتور عوديشو ملكو في العراق، والدكتورين المرحومين وليم وبيرا سرمس في إيران والدكتور سعد سعدي من سوريا في دراسته الإيثمولوجية في التسمية السريانية ص 15 من مجلة الجمعية الآكاديمية الآشورية لعام 2003.  والقائمة تطول إن أسهبنا في سردها من الكتاب والمؤلفين الآشوريين القدامى والمحدثين، ومنهم من يلتزم بجذوره الكنسية المذهبية الأخرى كالسريانية والكلدية الكاثويكية ويعترف بآشوريته. ناهيك من الذين لا تتصدر أسماءهم حروف الدال أو الميم من الذين خلدتُ ذكراهم في كتابي الموسوم " موكب الخالدين في التاريخ الآشوري المعاصر" المنشور عام 2013. وكذلك ما يحويه كتاب "تاريخ الأدب الآشوري" بأجزاءة الثلاثة لمؤلفه د. بيرا سرمس، وكتاب " التاريخ الموجز للأدب الآشوري" للأب شموئيل دنخا، إضافة لغيرها من البيوغرافيا للكتاب الآشوريين.
وقبل الختام لدي الكثير للإضافة لما بين السطور التي دونتها لي، ولكن اكتفي بهذا القدر الآن..آملاً أن لا ترحل بعيداً وتتصور بأن ردي هو من باب الطعن أو الإساءة.. هو مجرد أيضاح لإسلوب التعبير المنطقي والإفصاح عن كل ما يبعث على الإحترام، وليكن تواصلنا من باب الإخوة لا التشهير والتحدي. بتفاهمنا نتوصل إلى مكامن الحقيقة، وليس بتلك الصراعات التي خلفوها لنا لنقتدي بها في عصر بلغ قمة التطور والتقدم. مع بالغ التقدير.
ميخائيل ممو

211
أخي موفق نيسكو الموقر
نصيحة أخ لأخيه في الإنسانية إن لم تقبلها في المعنى القومي..  الذي يبحث عن سر الخلود اللغوي لا الكلكامشي عن تسمية الأنكليز أن لا يفوتك قراءة ما كتبه الأب جان فييه قبل لايارد، وكذلك عليك أن تتفحص كتاب بعنوان GYLLENE SNITTET   لمؤلفه  SKOTT OLSEN باللغة السويدية ص 10عن العلم الآشوري لتزيد من معلوماتك التي سبقت ما تتصوره.  هذا بالقليل الذي اعلمك به، لكي لا تجهد نفسك. هذا جزء مما أود الإشارة اليه، وللمستقبل حديث آخر.
أما ما قلته عن اللغة فإني نشرت الكثير عن ذلك، ولا  زلت متابعاً، وسأتابع.. أما عن سيفو فنحن في السويد كأتحاد الأندية الآشورية البالغ عددها أكثر من ثلاثين نادٍ، لنا موقفنا السنوي على المستوى الإعلامي والحكومي الذي كانت نتائجه الإعتراف الرسمي من قبل البرلمان السويدي، وعليك أن لا تنس بأن المذابح والإضطهادات والتشريد لم تنحصر سيفو فقط... عليك أن تعلم بأن أمرها وأوحشها كانت في الإضطهاد الأربعيني في زمن البطريرك الآشوري مار شمعون بارصبعايا من القرن الرابع لمدة أربعين عاماً، لتتوالى في العهود المتوالية والتي كان أغلب الضحايا فيها من الآشوريين الذين أرادوا إعادة مجدهم السياسي والتراثي في تاريخنا الحديث، وحركة أحداث سميل أكبر دليل على ذلك لولا خيانة الإنكليز الذين تعتمد عليهم في تسميتنا. إن كانوا صادقين فيما ذهبوا اليه وبما وعدوا به لكنا اليوم أنا وأنت تحت راية واحدة بلهجاتنا المختلفة، وفي أي بلد شرقي نعتمره، مثلما توحد العرب في مجال التسمية العربية لا انتماءات تسميات المواطنة لدولهم. ولا تنس بأن هوية التراث هي اللغة المُوَحَدة المُوحِدَة، وهويتنا معلومة  لدى كافة التسميات من حيث العادات والتقاليد التي لا تقل شأناً عن بعضها حتى في ديار الشتات. لذا أقولها وبكل صراحة، أن ندع جانباً المصادر التي شتتنا وأبعدتنا عن بعضنا، لنخلق جيلنا الجديد الذي يؤمن بوحدة الكلمة، لا الذي يلتزم بتلك التي لا تجدي نفعاً، طالما أجيالنا المستقبلية الشبابية تحيد عنها بمسوغات عقلانية، لا يؤمن بها سوى من كانوا ورثة تلك الأسباب التي أردتنا لما نحن عليه. مع بالغ تقديري على استيعاب ما أدونه دون أية مجاملة أو استهجان.
ميخائيل ممو


212
الأخ موفق نيسكو الموقر
انطلاقاً من المثل الذي أشرت اليه  (الحقيقة هي بنت البحث ....الخ) دعني اشاركك الرأي، ومن هذا المنطلق أود القول بأن خيرة الكتاب العرب تجرفهم لغتهم في تعابير لا تنسجم وأصول قواعد اللغة العربية.. لذا فإني استهل هذا التمهيد حين تُحمّل الأخ أوشانا بعض الأخطاء، وأنت تتناسى بأنك أدليت بدلوك بذات المسار، حين تستعمل مفردة بس عوضاً عن ولكن. ثم تقول تصحيح خطان إملائيان، والأصح خطين إملائيين، وعن الهمزة كان عليك أن تكتب لأسم أو لإسم بدلاً من لاسم. وكذلك وريث الآشوريين بدلا من وريث الآشوريون، ومن ثم لأن الآشوريين الحاليين بدلاً من لأن الآشوريون، وكذلك حضارة أو حضارات العراق بدلاً من حضارت العراق.
إن هذه الملاحظات ليست إنتقاصاً من الجهد الذي تبذله، ولا طعناً، ولكن للإستفادة من صعوبات اللغة العربية.. ولا تنس كلنا نخطأ، وسبحان الذي لا يخطأ ويقع في هفوات لغوية.. ليتك قرأت كتاب "قنبلة الأب بولص بيداري" لتعلم ما كتبه عن صعوبات اللغة العربية. والخلافات ما بين لغويي أهل الكوفة والبصرة. أما بشأن ملاحظاتك عن الموضوع اللغوي من حيث أصالة التسميات  هو رأيك فيما تستنجه وتستنبطه  ممّا كتبه السابقون، وغير مستند على نظرية لغوية حديثة ، ونحن نتبع ذات المسار، ولذلك نكتفي بالمداخلات التي تستلطفك لتبعدنا عن بعضنا كشعب واحد موحد بلهجاته المتفاوتة لفظاً وهي من أصالة ذات الجذر التاريخي بعامل التداخل والتزاوج اللغوي كحال كافة لغات العالم، وأنت على دراية من ذلك. مع بالغ تقديري.
ميخائيل ممو


213
الأخت سريانية أنا حفظك الله
اعيد نشر أجوبة مداخلتك عن كتاب المرحوم أدي شير، رغم نشرها في المكان الذي كتبت فيه، وذلك للمنفعة العامة لكافة القراء. الأخت سريانية أنا حفظك الله
إن لم تدركي ما كان يعنيه المطران أدي شير، فعليك أولاً مراجعة ص 183 من ذات الكتاب، ولا أريد أن اجهد نفسي لأنقله لك بالنص. وثانياً عليك أيضاً أن تتصفحي ص 7 منه حين يفسر كلمة "الآجور ܐܓܪܐ" يشير قائلاَ: (وهو موجود في اللغة الآثورية القديمة). وكذلك في ص 30 عن اشتقاقات كلمة الباب ومنها ("باب بيل ܒܒ ܒܝܠ" لدى البابليين والآثوريين). وفي صفحات لا تحصى يشير لإسم السريانية باللغة الدارجة، ولا تخلو صفحة من الكتاب دون ذكره بالسريانية الدارجة. ويعني بذلك التي نستعملها اليوم التي هي من أصل وجذور اللغة البابلية الآشورية المعروفة بالأكدية. ولا أريد التوسع أكثر من هذه السطور عن دواعي وضعه لهذا الكتاب، لإحيلك الى الجزء الأول من كتاب " كلدو وآثور" وهو ذات المؤلف في "ص ܓ" ما قاله المعلم النحريرحنا افندي زهيا الآثوري مقرظاً الكتاب بقصيدة اقتطف منها هذين البيتين:
أهديتنا تاريخ قوم ناطحوا    كبد السما في شامخ البنيان
تاريخ أثور وبابل آتـــيـــاً     بدلائل تــغــني عن البرهان
وأقل ما أود نقله من مضمون الجزء الأول قوله: ( ..... نرى اليعاقبة والسريان الكاثوليك الموجودين في بلادنا هذه يلقبون أنفسهم بالسريان الغربيين كأنه إنما من سوريا قد أتوا واستوطنوا هذه البلاد). هذا غيص من فيض.. لأحيلك ثانية إلى الجزء الثاني لتتأملي من مقدمته المسهبة عن التسميات الأرامية والكلدانية والآثورية والسريانية، مقتطفاً أقل ما يمكن نقله من العبارات لا حصراً ومنها ص "ܓ" (وأقروا إن اسمهم الحقيقي الأصلي ليس السريان بل الكلداني الآثوري..الخ). وغيرها الأكثر معنى. ثم أوليس التسمية الآثورية التي هي ذاتها الآشورية وفق الترجمات؟ وهل إن ططيانوس الآثوري المولود سنة 120 ـ 180 م  الذي جمع الأناجيل الأربعة بين سنة 152 ـ 173 م التي كانت البادرة الأولى لجمعها كان لا يعلم أصالته حين لقب نفسه بالآثوري كما كان ألحكيم أحيقار الآثوري، وتم تغييرها في القرن الخامس لتحل محل حيث كانت تستخدم في كنائس سوريا ختى ذلك العهد. ولكي تكوني على علم تام من مختصر المختصر بمتن لغة الكتب الثلاثة عليك الإطلاع عليها بدراسة اصولها ومفرداتها وحواشيها بين مؤيد ومفند، لكي لا اتهم بما تتصوريه دون أناة وروية وتمعن. وإسألي نفسك لماذا تم إخفاء وضياع الجزء الثالث من كتاب المرحوم أدي شير! وعليك أن تتريثي في اتهامك وتتفحصي ما تقرأيه لكي لا تقعي في الخطأ الذي اجابك عليه الأخ أوشانا يوحنا وفق رده.
قولكِ: (سوال لغوي لك وبدون هروب  الى خارج الموضوع
هل لغتك التي تتكلم بها انت وجماعتك الذين تسمون نفسكم اشورين موجوة ضمن اللغات ال ١٦ في كتاب ادي اشير؟؟ لو لا؟؟)
الجواب واضح وضوح الشمس. لو كنت قد قرأت ما يكتبه المرحوم أدي شير لما طرحت سؤالك، كما بينت أعلاه. ومن ثم لماذا لا يدون على صفحة الغلاف السريانية واستعاض بالتسمية الوثنية.
وفي عبارتك (الموضوع لغوي وهو الفرق بين السريانية الارامية والاشورية) أجيبك بالقول المقتضب: راجعي جدول مقارنة اللغات السامية للدكتور اسرائيل ولفنسون في كتابة "تاريخ اللغات السامية" الذي يعتمده الكثيرون من أبناء شعبنا والمستشرقين لتتأكدي من الحقيقة، الذي كنت قد استقيت منه نماذج من المفردات من الآشوري البابلي القديم والحديث وبالسريانية الآرامية والعربية والحبشية والعبرية لتكوني على معرفة بذلك.
أما ما كتبه الأخ نيسكو لا أود الرد عليه لكون ما نقله لنا قد أصبح في خبر كان من كثرة مطالعاتنا لما أورده مع احترامي له للجهد الذي يبذله لتثقيف أمثالك وشكراً لك، آملاً أن تراجعي عباراتك لتكون بعيدة عن الطعن الإستفزازي المباشر، ولا تكوني مثل أخينا هنري كيبا في اتهاماته، مع بالغ تقديري.
ميخائيل ممو 

214
الأخت سريانية أنا حفظك الله
إن لم تدركي ما كان يعنيه المطران أدي شير، فعليك أولاً مراجعة ص 183 من ذات الكتاب، ولا أريد أن اجهد نفسي لأنقله لك بالنص. وثانياً عليك أيضاً أن تتصفحي ص 7 منه حين يفسر كلمة "الآجور ܐܓܪܐ" يشير قائلاَ: (وهو موجود في اللغة الآثورية القديمة). وكذلك في ص 30 عن اشتقاقات كلمة الباب ومنها ("باب بيل ܒܒ ܒܝܠ" لدى البابليين والآثوريين). وفي صفحات لا تحصى يشير لإسم السريانية باللغة الدارجة، ولا تخلو صفحة من الكتاب دون ذكره بالسريانية الدارجة. ويعني بذلك التي نستعملها اليوم التي هي من أصل وجذور اللغة البابلية الآشورية المعروفة بالأكدية. ولا أريد التوسع أكثر من هذه السطور عن دواعي وضعه لهذا الكتاب، لإحيلك الى الجزء الأول من كتاب " كلدو وآثور" وهو ذات المؤلف في "ص ܓ" ما قاله المعلم النحريرحنا افندي زهيا الآثوري مقرظاً الكتاب بقصيدة اقتطف منها هذين البيتين:
أهديتنا تاريخ قوم ناطحوا    كبد السما في شامخ البنيان
تاريخ أثور وبابل آتـــيـــاً     بدلائل تــغــني عن البرهان
وأقل ما أود نقله من مضمون الجزء الأول قوله: ( ..... نرى اليعاقبة والسريان الكاثوليك الموجودين في بلادنا هذه يلقبون أنفسهم بالسريان الغربيين كأنه إنما من سوريا قد أتوا واستوطنوا هذه البلاد). هذا غيص من فيض.. لأحيلك ثانية إلى الجزء الثاني لتتأملي من مقدمته المسهبة عن التسميات الأرامية والكلدانية والآثورية والسريانية، مقتطفاً أقل ما يمكن نقله من العبارات لا حصراً ومنها ص "ܓ" (وأقروا إن اسمهم الحقيقي الأصلي ليس السريان بل الكلداني الآثوري..الخ). وغيرها الأكثر معنى. ثم أوليس التسمية الآثورية التي هي ذاتها الآشورية وفق الترجمات؟ وهل إن ططيانوس الآثوري المولود سنة 120 ـ 180 م  الذي جمع الأناجيل الأربعة بين سنة 152 ـ 173 م التي كانت البادرة الأولى لجمعها كان لا يعلم أصالته حين لقب نفسه بالآثوري كما كان ألحكيم أحيقار الآثوري، وتم تغييرها في القرن الخامس لتحل محلها حيث كانت تستخدم في كنائس سوريا حتى ذلك العهد. ولكي تكوني على علم تام من مختصر المختصر بمتن لغة الكتب الثلاثة عليك الإطلاع عليها بدراسة اصولها ومفرداتها وحواشيها بين مؤيد ومفند، لكي لا اتهم بما تتصوريه دون أناة وروية وتمعن. وإسألي نفسك لماذا تم إخفاء وضياع الجزء الثالث من كتاب المرحوم أدي شير! وعليك أن تتريثي في اتهامك وتتفحصي ما تقرأيه لكي لا تقعي في الخطأ الذي اجابك عليه الأخ أوشانا يوحنا وفق رده.
قولكِ: (سوال لغوي لك وبدون هروب  الى خارج الموضوع
هل لغتك التي تتكلم بها انت وجماعتك الذين تسمون نفسكم اشورين موجوة ضمن اللغات ال ١٦ في كتاب ادي اشير؟؟ لو لا؟؟)
الجواب واضح وضوح الشمس. لو كنت قد قرأت ما يكتبه المرحوم أدي شير لما طرحت سؤالك، كما بينت أعلاه. ومن ثم لماذا لا يدون على صفحة الغلاف السريانية واستعاض بالتسمية الوثنية.
وفي عبارتك (الموضوع لغوي وهو الفرق بين السريانية الارامية والاشورية) أجيبك بالقول المقتضب: راجعي جدول مقارنة اللغات السامية للدكتور اسرائيل ولفنسون في كتابة "تاريخ اللغات السامية" الذي يعتمده الكثيرون من أبناء شعبنا والمستشرقين لتتأكدي من الحقيقة، الذي كنت قد استقيت منه نماذج من المفردات من الآشوري البابلي القديم والحديث وبالسريانية الآرامية والعربية والحبشية والعبرية لتكوني على معرفة بذلك.
أما ما كتبه الأخ نيسكو لا أود الرد عليه لكون ما نقله لنا قد أصبح في خبر كان من كثرة مطالعاتنا لما أورده مع احترامي له للجهد الذي يبذله لتثقيف أمثالك وشكراً لك، آملاً أن تراجعي عباراتك لتكون بعيدة عن الطعن الإستفزازي المباشر، ولا تكوني مثل أخينا هنري كيبا في اتهاماته، مع بالغ تقديري.
ميخائيل ممو 
[/color]

215
أختنا الوقورة في الإنسانية" سريانية أنا"
بوركت بهذه التسمية التي هي من أصل الآشورية باللغة الأصيلة " ܐَܣܘܼܪܵܝܐ: ܣܘܼܪܝܵܝܵܐ ܐܬܘܿܪܵܝܵܐ ܘܐܫܘܿܪܵܝܵܐ" رغم عدم تسلسلها من قبلي.. وأنا افتخر بالتسمية السريانية المحرفة عن الآشورية التي من يسمعها وكأنه يظن بأنه سنعيد موقف هتلر من كافة شعوب العالم وبالأخص تسمياتنا الأصيلة التي أصبحت هزيلة ومسخرة بنظر الضعفاء والأميين.. لا يا أختنا العزيزة.. دعينا نتحد أولاً لنعيد مجدنا ونؤمن بوحدتنا ومن ثم لكل حادث حديث.. لقد أصبحنا مهزلة في نظر الغرباء عنا وتناقل ذات الأفكار من شتتونا من ساسة مبشري الدول الغربية.. أما إن كنت تتصوري بخيال ساذج من أنني لا استطيع الرد كما نوهت في تعليقك.. أحلف لك بأنه لو حان لي الوقت لإبري يراعي سأكيل للكيل كيلين والصاع صاعين، ولكن لا أريد النبش في قبور موتانا.. لأعيد من سبقونا أليه وأوصولونا الى اليوم الذي نحن عليه ننهش لحم بعضنا. وإن أصررت على ذلك فإنك حتماً لا تستوعبي ما أقصده.. مثال في غاية البساطة اسرده لك.. أحد البطاركة (في وقتها كان مطراناً) الذي تؤمنين به، جالسته في يوم ما وبحضور المرحوم الملفونو ابروهوم نورو وأشخاص آخرين مرموقين اعترف بملئ فمه بأن اسمه في المعمودية سنحاريب، فماذ تظنوني؟ والباقي لا حاجة لذكر ذلك، وفيما بعد أصبح بطريركاً شهيراً، تفوه بالحرف الواحد في أحد المصادر الموجودة لدي مطبوعة بالعربية بأنه من أصل عربي.. فهل لك أن تفسري هذا المفهوم والمغالطة؟! أرجوك دعي ما في القلب في القلب، وإلا لإنقلب الحابل على النابل. وأظنك فهمتي ماذا أعني.. أما ما كتبه من توسميه بالبارع الأخ نيسكومما في بحثه المنقول وتدوينه عن فلان وفلان، ألا تظني بأن هناك من يدحض رأيه؟! ولكن لا أريد أن اسخر وقتي في أمور هي في غاية البساطة لأجيبه بما لا يجدي نفعاً.
ما علينا اليوم أن نجد حلاً لزوالنا وانصهارنا وذوباننا.. شعبنا بكافة تسمياته يُقتل، يُذبح، يُنتهك، يُهجر ووو... والنتيجة تعلميها جيدأ بانصهارنا في المجتمعات التي تضيف الألحفة على أجسادنا وتؤقلمنا دون علمنا. أما عن موضوع اللغة عن كذا وكذا واتهامك الأخ الوقور يوخنا أوشانا يبدو عليك لم تدركي ماذا يعنيه، لكون الإنسان أحياناً يتبع في تفسيره وتحليله فكرة الرسم السريالي التجريدي في تحليله،وهذا ما ذهبت أنت إليه.  فأرجو منك أن لا تزيدي في الطين بلة، وأن لا تخلطي الحابل بالنابل، إن كنت حقاً تقصدين الخلاص الأبدي. مع بالغ تقديري من أخ لا يحمل أية ضغينة أو كره وحقد مقابل من لا يوالمني الرأي.
ميخائيل ممو


216
أخي الفاضل والمتواصل دوما الأستاذ أخيقر يوخنا المحترم
في البدء أشد على يديك بما سهلته على الجهلة ممن لا يرغبوا ولا يودوا معرفة الحقيقة حين يحشروا أنفسهم بما هو متعلق في أذهانهم من بذار السلب  ليشوبوا  ويروبوا بالكلام الردئ وعبارات التسفيه والتزييف التي هي دلالة قاطعة على ضيق الأفق القومي والتعنت المذهبي والإنفصالي المقيت البعيد من مظلة التوحيد. إن ما نتوخاه من سعينا في طروحاتنا هو الحفاظ على وجودنا بغية بث الوعي وشحذ الهمم للشعور بما آلت اليه ظروفنا القاسية المؤلمة منذ سقوط الأمبراطورية الآشورية لحد يومنا هذا، وليس من باب التنكيل أو الإساءة لأحد مهما كانت مواقفه. بوركت فيما ذهبت اليه، وبدوري سأكون متجاوباً في حلقتنا القادمة بما أشرتم اليه. مع تقديري لجهودكم وجهود الساعين معنا من مجموعة مثقفينا الذين يسعون بدعم آرائنا دون خوف أو وجل.
ميخائيل ممو


217
أخي بدروس في الإنسانية إن لم تقبلها بالقومية الآشورية ـ السريانية أو الأكدية البابلية الآشورية..
دعني أختصر ما ذهبت إليه في ردك ومداخلتك عن الموضوع الذي آثارك عن إحتفالات بني شعبنا ليوم اللغة الآشورية / السريانية (ܠܫܢܐ ܐܫܘܿܪܝܐ ̱ ܐَܣܘܪܝܝܐ) من خلال بعض التلميحات على شكل نقاظ قصيرة جداً وهي كالتالي:
أولاً. قبل خمس سنوات كنت قد أجبتك في عشر صفحات عن رأيي فيما أكتبه عن اللغة الآشورية. وكان بعنوان " هنري بدروس وفشله بفهم مشاعر روّاد الشعور القومي" رداً لموضوعك عن الكاتب القومي نعوم فائق. وها  قد مر اليوم على ذلك خمس سنوات دون أي رد وفق تصريحك سأرد عليه. وهنا لا يعنيني أن ترد أو لا ترد. ومن يود الإطلاع على ذلك يتسنى له من خلال عمنا گوگل أو جوجل وهذه أيضاً مسألة لغوية بين الإسمين، لربما تدعنا الأيام أن نتناقش عنها إن كانت آرامية سريانية أم آشورية.
ثانياً.  حفظك الله وأبارك فيك الإصرار على تبنيك لفظة السريانية التي ولدت من رحم الآشورية، بدلالة أئمة الكتاب العرب والكلدان والسريان ومن بني آرام أيضاً وحتى من الغرباء عنا الذين تستشهد بهم.
ثالثاً. كنت أأمل منك أن توسع معلوماتك أكثر لبحثك الذي تعمل عليه لكذا سنوات لتزودنا بما هو المجدي والمفيد، لا أن تنقل لي ذات المفاهيم التي أكل عليها الدهر وشرب.
رابعاً. إن هذا الجزء اليسير من بحثك الموسوم " لغة كلدانية أم آشورية " ليس مكانه في تقريرنا التوثيقي. حيث كان الأحرى بك أن تنشره في مجلة أكاديمية أو كمقال مستقل في أي موقع ترغبه، وذلك من منطلق ما يقال " لك دينك ولي ديني".
خامساً. في مقدمة توضيحك تقول: " لقد ذكرت في احدى المناقشات ان ابتعاد المفكرين المنادين بالتسمية الاشورية عن التاريخ العلمي يسيئ اليهم اولا و يبعدهم عن المثقفين السوراي"
لذا دعني أقول لك: وبما أني لست من المستغربين بمقولة الله اكبر فدعني ارددها الله اكبر " يسئ اليهم ...." ولا تؤمن بأن من لا يعترف بالحقيقة هو الأسوأ" لكون كلمة " السوراي" لها مفهومها الخاص ولا يستعملهما غير الكلدان والآشوريين، رغم صداقاتي وعلاقاتي مع المئات من أصحاب اللهجة الغربية. وهنا أجدك تفسر الماء بالماء.
خامساً. تذكر في تعليقك " تعتبر اللغة الاكادية اقدم لغة سامية او شرقية ، انني افضل تعبير شرقية لانني لا اؤمن بتقسيم الشعوب القديمة حسب تقسيمات التوراة . الله اكبر للمرة الثانية.. وبدون تعليق موسع ومفصل وشرح مسهب، فمن الأفضل أن تنتهج منهج العروبيين والجزريين في أصالة لغتنا. وعليك أن تصب اللعنة على شلوتزر أو شلوتزو الذي تعتمده في دراستك بشكل مباشر وغير مباشر على مسيرة المستشرقين ومن يساندهم من العرب، طالما تؤمن بالتوراة التي حفظت لك اسم الآرامية.
سادساً. تقول:  لقد دخل الاكاديون الى بلاد سومر حاملين معهم لغتهم الشرقية، اخذوا الكتابة المسمارية وطوروها و استعملوها للغتهم الاكادية و مع سرجون الاكادي انتشرت لغتهم في كل الشرق القديم في بلاد اشور القديمة ، في بيث نهرين ، في بلاد عمور وسوريا.
وإن سؤالي هنا: أليس لها اسم ما تسميه "لغتهم الشرقية"؟ أية لغة؟ هل هي السومرية؟ أكيد لا. وربما مزيج من السومرية والأكدية بحكم التداخل والتمازج اللغوي.  أو أنك لا تريد أن تـُكَفّر نفسك بالأسم الذي تعتبره مزيفاً.
سابعاً. تقول: الشعب الاشوري كان يتكلم اللغة الاكادية و كان يسميها باللغة الاكادية . بعض المتعصبين للتسمية الاشورية يدعون ان الاشوريين كان عندهم لغتهم الوطنية الخاصة وهي الاشورية متحججين ببراهين واهية مثل وهل يعقل امبراطورية كبيرة لا يوجد لها لغة خاصة؟
جوابنا: وما هو الغريب في هذا الإفتراض؟! هذه أليست هذه حقيقةلكافة شعوب العالم؟  لكل شعب لغته الخاصة به، ولكن ينبغي أن نعلم إننا لم نستقي التسمية إلا من عقول الخبراء والعلماء والباحثين اللغويين بما تم تدوينه، كما أنت تدعي.. أوليس اعتمادك على رأي السابقين المناهضين  لرأي بعضهما بتعصبهما، مثلما نحن اليوم، وكما تنعتهم دوماً. وإذا كانت البراهين واهية، فبراهينك أيضاً واهية، وقد تكون أكثر وهناً، طالما لم يبق أي باحث لغوي لم يعترف بأن اللغة السريانية التي هي الآشورية لم تكن مستقاة إلا من (Assyrian) أسيريان  ليضاف لها في النطق العربي ال التعريف وتـُـكنى السريانية مع ياء النسبة في آخرها . وقس على ذلك العبرانيون أو اليهود أو الإسرائيليون أو الصهاينة وغيرها من تسمياتهم بأنهم لم يسموا لغتهم بإسم تسمياتهم إلا العبرية أو الهيبرو. مثلما منطقة أكد والأكدية وسرجون الأكدي الآشوري فالآشورية.
ثامناً. تقول: (النصوص اليونانية لقد شرحنا في القسم الثالث عن التسمية السريانية كيف تطور = مفهوم اليونان للتسمية السريانية . هنالك نصوص عديدة باليونانية و اللاتينية تتكلم عن لغة اشورية و المقصود اللغة الارامية مثلا عندما كتب المؤرخ توسيديدس عن "رسالة باحرف اشورية” (1) مرسلة من الفرس الى اليونانيين، فهنا المقصود طبعا الاحرف الارامية، البراهين لغة المراسلة في الامبراطورية الفارسية كانت الارامية، الكتابة المسمارية الاكادية لا تكتب على الرق و لكن على الواح القرميد، اخيرا الشعب الاشوري في عهد الامباطورية كان يسمي اللغة اكادية فكيف تصبح اشورية في القرن الرابع ق م).
الحديث عن هذا الموضوع ذو شجون، ولكن إن كان القصد الآرامية فما علاقة السريانية أي الآشورية بالآرامية؟ ولماذا لم يمحورها ويصيغها بـ " الأراميسكية" أو اللفظ السرياني بدلاً من الآشورية كما تذكر. وهل من المنطق أن يكون فلاسفة اليونان أغبياء لهذه الدرجة بأن يترجموا الآرامية إلى السريانية دون إعتماد كلمة اسيريان؟ وهل المورخ توسيديدس كان غافلاً حين كتب " رسالة بأحرف آشورية" ماذا تعني الآرامية؟! ولا تنس لكل محقق لغوي قناعاته الخاصة وحججه قد لا يقتنع بها غيره، وفق ما تشير لبحث بومان.
تاسعاً. تذكر ما يلي: (الاكتشافات الاثرية في العراق في اواسط القرن19 ب.م. لقد كان التنافس شديدا بين الاوربين حول التنقيبات الاثرية من بوتا الفرنسي الى لايارد الانكليزي وغيرهم وكان اكتشاف مكتبة اشوربانيبال الكبيرة من اهم الاسباب التي دعت العلماء الى اطلاق مصطلح علم الاشوريات واستعمال تعبير اللغة الاشورية على الكتابة المسمارية التي استطاعوا ان يفكوا رموزها).
إذن دعني أقول: وما هو الخطأ والإشكال في ذلك؟! فإن لم يقدموا على ذلك، فمن كنت تتوقع أن يقوم بذلك؟ المتعصبون من الأعراب وغيرهم، كما غيروا تاريخنا، وكما يعيد التاريخ نفسه على يد الدواعش والسلفيين، ولكانت كل تلك المآثر قد ذهبت في مهب الريح، فألف شكر لهم لأنهم كشفوا وأثبتوا الحقيقة وأناروا الطريق لي ولك لمعرفة ماضي أجدادنا القدامى، ولتدع البعض ممن لا يتجرأ على الإعتراف بمآثرهم كونهم من الغرباء عن أبناء جنسنا.
تقول  أيضاً : (نلاحظ ان القوميين الاشوريين استفادوا من اخطاء العلماء في القرن ال 19، وامنوا بوجود لغة اشورية و نشروا هذه الفكرة في كل مجتمعات السوراي. هل احد يستطيع انكار وجود اللغة الاشورية الوطنية ؟ لا يوجد اي اكادي كي يطالب بالاسم العلمي للغة اجداده).
ما شاء الله... لا يوجد أي أكادي معناها لا وجود لأي آشوري. وعدم وجود أي آشوري معناها عدم وجود آرامي. وعدم وجود أي آرامي معناها عدم وجود لأي سرياني. وهنا تؤكد بعلمك مثلما يقول المثل: ( يعلم ولكنه لا يريد أن يعلم). إذن والحالة هذه تؤيد وتؤكد بأن أصول كل التسميات انحصرت في دائرة التسمية العربية العروبية التي لها مُنَظريها أيضاً من بني شعبنا بكافة تسمياتهم من الذين تبنوا اللغة العربية في لبنان وسوريا والعراق، ما عدا أبناء الشعب الآشوري بإعتزازهم وتمجيدهم للوجود القومي وبإفتخارهم بلغتهم من خلال التقرير الوثائقي الذي أنار لك الدرب وأدى بك لكتابة ما تقصده.
عاشراً. تقول (- 3 - الفكر القومي الاشوري الحديث لقد انتشر هذا الفكر بعد الحرب العالمية الاولى ومن اهم ركائزه انتماء المسيحيين من كل الطوائف الى الامة الاشورية وانهم ورثة الامبراطورية الاشورية وكان الانكليز قد خدعوا اخوتنا السوراي النساطرة المتواجدون حول اورميا وفي حكاري، و هم عاشوا محاطين بالشعوب الهندواوربية من ايرانيين واكراد و بعض سكان اذريبيجان واخيرا الاتراك وهم من العنصر المغولي .).
هذا الموضوع بحاجة إلى رد لا تستوعبه هذه الردود، ولكني ساوجزه بشهادة من لم اشوريا ولا سريانيا ولا آرامياً ولا كلدانيا وهو الآب الفرنسي جان موريس فييه الدومنيكي من كبار المختصين في شؤون الكنائس ولا سيما السريانية، مثلما أنت تشير أحياناً لرأي فلان، ولا أريد التبحر بأراء الغير من الذين سأعرج عليهم في أحد أقسام بحثنا عن التزاوج اللغوي الذي ننشره تباعاً. يقول الأب فييه بالنص في موضوعه " الكنيسة السريانية الشرقية" ص 38 ما يلي:  ( كيف ندعو هؤلاء السريان؟ إنهم يطلقون على ذواتهم إسم "أهل الجبل" أو "سُورايه" وهو يعادل كلمة "مسيحيين" ومنذ القرن السادس عشر أطلق عليهم في بعض الوثائق الرومانية، تسميات أخرى،منها " الأثوريون" أو " الأشوريون" الخ.
ثم يضيف قائلاً: ( ومهما يكن من أمر، فقد تسمت الإرسالية التي أسسها بنسن رئيس أساقفة كانتربري سنة 1886 في تلك المناطق بـ "The Archbischops Assyrian Mission "   أي إرسالية رئيس الأساقفة في آشور، وأسباب تلك التسمية جغرافية.... وبعد أن كان يعرفون في لغتهم بالآثوريين، وتعني الكلمة بحسب الحسن ابن بهلول (القرن العاشر) " أهل الموصل" صاروا يتسمون بالآشوريين. ثم صدر سنة 1910 كتاب القس ويكرام "  Ancient and modern Assyrian" فجاء فيه ما تعريبه الآشوري الكلداني الحالي، يمثلان الآرومة الآشورية القديمة، وهما من سلالة رعايا سرجون وسنحاريب، كما يظهر ذلك من النماذج البارزة الباقية حتى الآن. وأحد فرعي الكنيسة السريانية الشرقية غير المتحدة مع روما يدعى اليوم " الكنيسة الآشورية الشرقية).
أقل ما أود قوله في ذلك من حيث المنطق، ما هو الضرر أو الخطأ فيما ذهب اليه من تعنيهم؟! أليسوا أكثر إيماناً ومعرفة وصدقاً من أبناء جلدتنا وآرومتنا الذين يعترفون بملء أفواههم بأنهم من الأصول العربية؟! وأظنك تعلم ماذا أعني بذلك في دعمهم لكتاب الدراسات العربية وحتى الأجنبية لأغراض أو لحاجة في نفس يعقوب.
أخي هنري.. ذكرك عن سكنة اورمي وحكاري وو... هم الأصلاء، وإنك على معرفة هم من سلالة الذين نزحوا من ديارهم الأصيلة في نينوى وكافة شمال العراق واستقروا في تلك المناطق للعديد من الأسباب منذ التقلبات التي طرأت على المنطقة بالحكم الإسلامي وعبث المغول وإضطهادات العثمانيين وغيرهم، مثلما يعيد التاريخ نفسه في قمة عصر التطور البشري بما حل وجرى وما فتأ يسري على هجرة الآشوريين من قراهم العريقة في القدم. ولكي أزيدك علماً بأن مجموعات العشائر أو القبائل الآشورية التي كانت متواجدة في حكاري هي ذاتها المتواجدة في منطقة ألقوش العريقة في القدم من خلال اصولهم التاريخية وعلى ضوء كتاب ومؤرخي ذات المنطقة علماً بأنهم تكثلكوا لأسباب ليس بوسعنا ذكرها الآن في الوقت الذي كانت الكنيسة الشرقية متنفذة لحين أن جاء المبشرون من حدب وصوب وعاثوا في الأرض فساداً لأطماعهم السياسية والإقتصادية. لهذا فإن النزوح لقوتشانس من الآشوريين كانت للحفاظ على جذورهم التاريخية وأصالتهم ولغتهم التي لا زالت بكافة لهجاتها وخطوط حروفها أن كانت بالحرف الإسطرنجيلي أو الشرقي إضافة إلى الذين تمذهبوا بالكنيسة اليعقوبية مثلما تُكنى الكنيسة النسطورية التي استعادت هيبتها بالتسمية الآشورية على غرار تسميات الكنائس الأخرى المتفرعة أيضاً.
إذن في حال أن تستشهد بساكني معلولا وجعبدين وبخعة هم من الآراميين ولهم لهجتهم اللغوية الخاصة، فلماذا استنكار سكنة بلاد النهرين من الاشوريين الذين لهم لغتهم الخاصة ايضا. لذا إن كانت لغاتهم لهجات متفاوتة، لا تنس بأن اللهجة تتطور لتصبح لغة مستقلة بمرور الزمن لأسباب تمليها العديد من الإعتبارات التي منها الجغرافية والثقافية والسياسية والإجتماعية والإستعمارية.
أما ما أشرت اليه فيما يتعلق بالتواريخ عن الأكدية والآشورية في السطر الذي تقول فيه : (في الصفحة 10 يكتب انه من غير العلمي ان نكتب لغة اشورية لنقصد لغة اقدم منها . في الصفحة21 يشرح لنا مراحل تطور اللغة الاكادية).
لا شك في التواريخ المشار اليها، ولكن ليس معنى ذلك أن نعتمد رأي مدونها دون الإشارة لآراء أخرى.. إن عملية التوزيع الجغرافي وتحديد الأزمنة تختلف لدى العديد من الباحثين فعلى سبيل المثال لتكون على علم بذلك نجد في المعجم الأكدي " معجم اللغة الأكدية البابلية الآشورية" ص 12 يخالف ما اشرت اليه، وكذلك في كتاب " العرب واليهود في التاريخ" ص 82 ـ 87 لأحمد سوسه تشكيلة مغايرة أيضاً.. وهناك جداول أخرى غيرها. وهذا ليس معناه أن نعتمد رأي زيد ونستهجن رأي عبيد يا أخي هنري.
صدقني أخي هنري.. في كل فقرة تدبجها يمكنني الإجابة عليها بالعديد من الصفحات، ولطالما لا زلت لا تقتدي بمقولة علي بن أبي طالب " لا تكن ليناً فتعصر ، ولا صلباً فتكسر " بتعنتك الدائم وإصرارك المستمر، لا أريد أن اقضي وقتي حفر بئر في الرمل الذي هو على مقربة من مياه البحر. آملاً أن أكون قد أفدتك من أجوبتي المقتضبة التي لا حصر لها لتسعفك في بحثك.. ولكني على يقين بأنك لا تشير لإسمي في أية حاشية كوني اتمثل بالتسمية الآشورية لكي لا تزيف بحثك. وكذلك دعك عن استنساخ صفحات مطولة لفلان وفلان وإدراجها بالنص، كوننا على معرفة بها ونتابعها مثلما تتابع أنت كتابات الغير.
ميخائيل ممو


218
الأخوة المتداخلون الأعزاء
لا تنسوا بأن لكل شخص اسلوبه الخاص، وله ما يتقولب في مداركه وفق ما يعتمده من آراء ونظريات، لذا فإني على أمل كبير بأن لا يتم التجاوز في أمور خارج حدود ما نعنيه في موضوعنا. ودعونا من مهاترات الماضي القريب والشخصنة التي لم توصلنا لنتائج مقنعة. بالأخذ والعطاء الوثائقي لا الرأي الفردي قد نصل إلى نتيجة وفق ما يعرف بالديالكتيكية. كما وإني سأرد في القريب العاجل لما كتبه الأخ المعارض هنري كيبا. وعليك أنت اخي كيبا بحكم دراستك الأكاديمية أن لا تتصور كل رد يخالفك هو الإنتقاص من شخصك، ولتكن لديك رقبة كرقبة الجمل مثلما قاله الخليفة علي بن أبي طالب. حسب ما لاحظته في ردك للأخ سامي هاويل. الذي لم يتناول في كلامه سوى التعابير الرمزية لفحوى الموضوع.
مع بالغ تحياتي للجميع
ميخائيل

219
الأخ الأفضل ميخائيل ديشو المحترم 
في البدء أرفع لشخصكم الكريم أجمل آيات الشكر والتقدير على تقييمك لجهودنا وجهود من سعوا على الإرتقاء بمعالم لغتنا. وما يخص ما دونته عن اشكالات مواصلة تعليم لغتنا، فإني أشاطرك الرأي فيما ذهبت إليه.
يا أخي العزيز.. صدقني إن ما نوهت عنه من حجج التعليم ، بالإمكان تجاوزها إن أدرك مسؤولو منظماتنا الثقافية والإجتماعية  والدينية والحزبية أيضاً مهماتهم اللغوية في الوجود القومي، وإن شمروا عن سواعدهم في طرق أبواب الجهات الرسمية في بلدانهم لتعليم اللغات الأم. أقول هذا الشئ وأنا المسؤول عنه لمعرفتي بهذه الأمور في دول عديدة ومنها أمريكا وأتصور كندا أيضاً. هذا من جهة، ومن الجهة الثانية ، وكما ذكرت أنت، بأن أبواب الإنترنيت مفتوحة على مصراعيها لتقبل وتنظيم ما نحن بحاجة إليه، فيما إذا تظافرت الجهود على عقد تلك الدورات أو الكورسات للتعليم اللغوي في حال اتفاق مجموعة من ذوي الهمة للتعلم، وأنا شخصيا مستعد لذلك، كما قمت من قبل بتعليم البعض عن طريق السكايب. وهذه الفكرة بحثناها أنا وصاحب موقع (itutan.com) للمباشرة على تنفيذها.  أكتفي بهذا القدر رغم لدي الكثير، وفي الختام ابجل همة  ولدكم بما آل اليه وحقق مراده. دعه يواصل ما يبتغيه ليحقق حلمه، طالما نحن بحاجة لرواد المستقبل بغية إحياء لغتنا ووجودنا القومي . مع بالغ تحياتي وتقديري.
ميخائيل


220
الأخ أوشانا يوخنا  المحترم
اكتب لك وبدون أية مجاملة.. أشكر تعابيرك السابقة واللاحقة التي توصفني بها كأوسمة تقديرية، ولكن دعني أقول رغم عدم معرفتي من تكن؟ وأين تسكن؟ وما هو تحصيلك العلمي، وبكل صراحة، إن كنت أنا الفذ، فحتماُ إنك الأفذ. لكوني أقدر احساسك ومشاعرك بالجهد الذي تبذله في مداخلاتك التوجيهية والإرشادية من أجل الوجود القومي الآشوري، وما هو الأقرب والأصح من الحقيقة، وهذه دلالة على وعيك وإهتمامك الدائم والمتواصل دون تريث ودون تماهل أو تكاسل، وكذلك حرصك على مواصلة المتابعة في البحث والتدقيق . على أية حال أحيي فيك هذه الصفات ، وأشكرك جزيل الشكر على المعلومات التي دونتها لي في مداخلتك التي لا تخفى عليّ وفق تلميحك، ولكن تريحني بعض الشئ في إيصال المعلومة المستوجبة لمن يعصب عينيه، ويصم منافذ أذنيه، أيّاً من كان، ومن أية جهة ينتمي اليها ويؤمن بمبادئها. إنك في ايضاحك أعلاه اختصرت الطريق عوضاً عني، وفي الحلقة القادمة من بحثي المتسلسل سأتناول نوعا ما ذات الموضوع، وهذه المرة سأدمغ من يطالبني بالمصادر. كنت قد كتبت لك أن تتصل بي عن طريق البريد الألكتروني أو هاتفياً لمناقشة بعض الموضوعات بشكل مباشر ولم تستجب. آملاً أن يكون المانع خيراً مع بالغ تحياتي وتقديري.
ميخائيل


221
المتداخلان المتألقان دوماً روبين المتابع والحريص وأخيقار الحكيم بمتابعاته
جزيل الإحترام لكما بما ابديتم من مشاعر تجاه ما أشرنا إليه، وهذه دلالة على حرصكما وإهتمامكما الدائم دون اي تسويف أو تعقيد بما انتما ذاهبان اليه لإزالة الغشاوة عن أعين المصابين بقصر البصر (النظر) والبصيرة. آملاً منكما حتى وإن كنت أنا أن لا تبخلا وتتقاعسا بما اكتبه.
أخي أحيقار ملاحظتك الأخيرة صائبة من حيث تسلسل الموضوع، وهذا الإشكال ليس من جانبي ولكن من تقنيات الناشر في الموقع، وقد كتبت لهم بغية التصحيح وبالشكل الصحيح ليتسنى للقارئ متابعة الموضوع. آملاً أن ينتبه الناشر المسؤول عن ذلك.
مع بالغ تحياتي...
ميخائيل

222


لتكملة الموضوع انقر على الرابط التالي

http://www.ankawa.com/sabah/ehtfalat.pdf

223
أخي ورفيقي في منتدى القلم الحر اخيقار يوخنا
محاولاتنا بما نسعى اليها هي نقطة في المحيط الذي لا زلنا نخوض في أطرافه وأعماقه التي تخفي ما لا يتصوره الانسان.. سنظل نجذف بمركبنا لعلنا وبرمي صنارتنا عسانا نعثر على ما أخفوه علينا.. حتماً ستتحفنا بما اشرت اليه، وهذه دلالة على وعيك وايمانك بالحقيقة التي يقدم البعض على تزييفها دون ادراك لوجودهم.
مع بالغ تحياتي لجهودكم في حقل الكتابة المتواصلة التي هي زادك الفكري دوماً في رياض الإنترنيت.

224
ܡܝܩܪܐ ܚܩܝܼܪܐ ܩܫܘܿ ܐܒܼܪܗܡ
ܐܝܼܩܪܐ ܓܘܼܪܐ ܝܠܗ ܩܬܝܼ ܠܐܗܐ ܛܢܢܐ ܘܟܲܫܝܼܪܘܼܬܵܐ ܕܐܝܼܬܠܵܘܟܼܘܿܢ ܠܚܘܼܒܐ ܕܠܫܢܐ ܐܬܘܿܪܝܐ ܗ. ܕ. ܐܫܘܿܪܝܐ ܒܗܿـܝ ܕܐܝܫܬܘܼܢ ܐܡܝܼܢܐܝܼܬ ܚܵܦܘܿܛܹܐ ܒܡܲܢܗܲܝܵܬܵܘܟܼܘܿܢ ܡܵܘܬܪܵܢܹܐ ܠܢܝܼܫܵܐ ܕܡܲܪܥܲܫܬܵܐ ܘܡܲܠܦܬܵܐ ܕܒܸܢܒܼܵܥܵܐ ܝܠܵܗܿ ܡܼܢ ܪܓܼܵܫܬܵܘܟܼܘܿܢ ܐܘܼܡܬܵܢܵܝܬܵܐ. ܐܲܠܵܗܐ ܝܵܗܒܼܠܵܘܿܟܼܘܿܢ ܚܘܼܠܡܵܢܹܐ ܐܲܡܝܼܢܵܝܵܐ.


منهرانا خقيرا ونهيرا (ܡܢܗܪܢܐ ܚܩܝܼܪܐ ܘܢܗܝܼܪܐ)
آخونا اوراها دنخا سياوش المحترم بأفكاره النيرة
شكراً لمداخلتك وتساؤلك. حتماً سأتناول ما أشرت اليه في حلقاتنا القادمة، وهذه الضاد والظاء لم تكن حصراً على شعب ما، وإنما كان لها وجوها في اللغات القديمة وخاصة المسمارية الأوغاريتية. وعن العين والألف كنت قد نشرت بحثا مطولاً في مجلة اتحاد الادباء السريان في العراق الذي مقره في شمال ما بين النهرين. وعن المضيرة لي بعض الشكوك في تلك التسمية.

الأخ الفاضل هيدو نيسان المحترم
شكراً لك لما تفضلت به من تبجيل واحترام، ولا تنس بأن من واجب كل مهتم بالشؤون اللغوية أن يدلو بدلوه وبما يخزنه في دائرة معرفته، وأن لا يبخل به لنفسه، لكون كل واحد منا بحاجة للآخر في الحقول التي يمارسها. وبدورنا سنظل نخدم لغتنا ونعمل على تطويرها كباقي اللغات كونها اساس وجودنا الدائم وروح هوية قوميتنا.

225
ܩܫܝܼܫܐ ܢܝܼܩܵܕܝܼܡܘܿܣ ܚܩܝܼܪܵܐ
ܚܲܕܘܼܬܵܐ ܪܒܬܐ ܝܠܗܿ ܩܵܬܝܼ ܐܲܝܟܼ ܚܕَ ܪܚܡܐ ܫܪܝܼܪܐ ܕܡܩܪܒܼܢ ܠܒܘܼܢܝܹܐ ܘܒܪܟܼܝܬܹܐ ܠܟܫܝܼܪܘܼܬܵܟܼܘܿܢ ܒܘܼܬ ܝܘܼܠܦܢܐ ܕܩܢܝܼܠܵܘܟܼܘܿܢ ܒܗܿـܝ ܕܝܘܼܠܦܢܐ ܝܠܹܗ ܕܟܹܐ ܡܲܡܛܹܐ ܠܟܠ ܚܕَ ܦܪܨܘܿܦܐ ܝܲܨܘܿܦܵܐ ܠܕܲܪܓܼܐ ܕܥܝܼܪܘܼܬܐ ܘܡܸܣܬܲܟܠܵܢܘܼܬܐ ܫܪܝܼܪܬܐܘܥܲܡܘܼܩܬܵܐ. ܘܒܐܗܐ ܦܘܼܪܣܐ ܝܢ ܥܘܼܗܕܵܢܐ ܒܪܘܿܟܼܐ ܝܘܸܢ ܠܗܿܘ ܛܢܵܢܘܼܟܼ ܕܗܘܸܠܸܗ ܥܠܬܐ ܠܡܲܪܘܲܚܬܐ ܕܝܘܼܠܦܵܢܵܘܟܼܘܿܢ ܥܕܬܵܢܝܐ ܘܐܘܼܡܬܢܝܐ ܒܩܢܵܝܬܵܘܟܼܘܿܢ ܕܲܪܓܼܐ ܐܟܵܕܝܼܡܵܝܐ ܥܸܠܵܝܐ ܘܕܗܵܘܹܬ ܐܡܝܼܢܵܐܝܬܼ ܚܲܦܛܵܢܵܐ ܠܩܢܵܝܬܵܐ ܕܩܸܪܛܵܝܣܐ ܒܘܼܫ ܡܵܘܬܪܵܢܐ، ܘܕܗܵܘܹܐ ܐܗܐ ܥܒܼܵܕܘܼܟܼ ܐܲܝܟܼ ܚܲܕَ ܛܘܼܦ̮ܣܐ ܚܵܝܵܐ ܩܵܐ ܐَܚܸܪَܢܹܐ.

ܡܝܼܟܼܵܐܝܠ ܡܲܡܘܼ 

226
الأبجدية في مراحلها التاريخية 7
الجزء السابع
بقلم: ميخائيل ممو
أصول الأبجدية
ان حياة الإنسان في عالمنا المتحضر بمرتكزات آليات التقنيات الحديثة يعتمد اللغة في كافة العلوم والمعارف ومناحي الحياة في ديناميكيتها، فاللغة هي مصدر ما توصل اليه الإنسان بتطورها المرحلي المتعاقب منذ الاف السنسن، لحد ما بلغ مجموعها ما يزيد عن الستة آلاف لغة متفاوتة بين ثنايا شعوب العالم التي ترادفت في المعنى الإنساني وإختلفت لفظاً في تسمياتها. وهذه دلالة على تواصلها ما بين الماضي والحاضر ولما يخفيه المستقبل بين الأجيال المتوالية. لذا فإن الحاضر اللغوي ـ شئنا أم أبينا ـ ورثناه عن الماضي، مستمداً من اللغة الصورية في العهد السومري والقبطي، فالمسمارية الآشورية والأوغاريتية المسمارية المتطورة في اللاذقية المدعمة والمؤكدة بثلاثين حرفاً مستقلاً، إضافة لمن إعتمد المسمارية في تلك الفترة، كالعيلاميين في المناطق الجبلية من آسيا الصغرى والحيثيين الذين هم مجموعة من القبائل ومن ثم الفينيقية (22 حرفاً) إلى ما بين القرنين العاشر والحادي عشر،  فالآرامية المستمدة من الفينيقية والعربية (22 حرفاً) التي أضيف لها ستة حروف نطقية مناسبة لأصوات الألفاظ المختلفة التي هي (ثخذ ضظغ)، وكما هي مرتبة حسب الترتيب الأبجدي في الآشورية / السريانية وباقي الساميات (حسبما تصنف وفق النمساوي شلوتزو عام 1871) أي أبجد هوز حطي الخ  لتلحق بعد قرشت وتصبح الحروف العربية 28 حرفاً.. علماً بأن أصوات اربعة حروف منها ما عدا (ضظ) لا وجود لها في الآشورية، حيث أن الحروف الأربعة الباقية اعتمدت في الآشورية كلواحق للأبجدية المسماة بالروادف مثلما في العربية بفعل تأثير حالات ورودها في المفردة من حيث السكون والتشديد وقواعد أخرى، وذلك بوضع وإضافة نقطة تحت الحروف المركبة في كلمة " بگدكپت (ܒܓܕܟܦܬ) أي الباء والـ (گ) الجيم المصرية والدال والكاف والـ (پp ) والتاء،  لتلفظ ( ڤ = و أو v ، غ ، ذ ، خ ، ف ، ث)، وحين تشذ عن ذلك توضع نقطة فوقها لتلفظ كما هي وتسمى بالمقشاة أي نطقها الإعتيادي. علماً بأن العربية تفتقر الى حرف (p)  الموجود في الآشورية، وإفتقار الآشورية لحرف الفاء في الأبجدية ليعوض بوضع نصف قوس مصغر أو الشبيه بالهلال تحت ( ܦp =  ) بالشكل التالي: (ܦ̮). وفي الخط المعروف بالسرياني المستحدث يتم تعويض القوس بنقطة فوق الـ (ܦܿ) لتلفظ بصوت الفاء. وزيادة على ذلك تضاف في الآشورية أيضاً علامة (  ̰ ) تحت (گ ܓ) باللفظ المصري ليطابق صوت الجيم "ج" وتسمى تلك العلامة الرمزية بـ "المجليانا"، وبنفس العملية مع الكاف (ܟـ الأولية والمتوسطة و ܟ الآخرية) لتعطي صوت (ch)  الإنكليزي الذي تفتقره العربية. وذات العلامة فوق الزاي والشين ( ܙ ، ܫ ) لتعطي صوت (television) إضافة لصوت حرف (v) الإنكليزي بوضع نقطة تحت الباء الآشورية (ܒܼ) لإعتماد ذات الصوت،  بالرغم من قلة المفردات المطابقة لأصوات الحروف الثلاثة، وللضرورة فقد تم إضافتها لتتناسب مع الكلمات الدخيلة في الآشورية بحكم المعايشة الزمنية المتواصلة وروابط الجوارفي حدود ذات المناطق.
من خلال هذا العرض الموجز لا نعني استثناء العديد من النظريات وما لا يحصى من البحوث والمؤلفات التي عالجت منشأ الأبجدية أو الألفبائية مثلما تسمى في اليونانية واللاتينية (Alpha-Betta) من صوت الحرفين الآولين، والتي لم يُؤكَد صحتها من اللغويين الباحثين والخبراء الآثاريين، رغم ما يوعزه الباحثون اللغويون من إختلافات في الرأي عن مصدرها الأساسي. وبما أن أطوار الكتابة لقد مرت بمراحل مختلفة لا بد من الإشارة لها بإيجاز والتي هي:
1.   الكتابة التصويرية أو الصورية. 2. الكتابة الرمزية. 3. الكتابة المقطعية. 4. الكتابة الصوتية. 5. الكتابة الأبجدية الألفبائية.
لذا فإن المرجح لأسسها الأولى وفق أغلب الخبراء هوجنوب وادي الرافدين ومصر. في وادي الرافدين، استناداً للكتابة السومرية والآشورية البابلية المسمارية في نهاية الألفية الرابعة ق.م. التي توصل لحل رموزها مجموعة من الألمان ومنهم على وجه الخصوص العالم كارستن نيبور 1756 الذي راحت اتعابه أدراج الرياح، ليأتي بعده الشاب غروتفند المولود عام 1775، وكان يدرس اللغة اليونانية في مدرسة ألمانية، حيث استطاع أن يتوصل لفك رموز سبع علامات من خلال كلمة "ملك" المتكررة في الألواح السومرية، لتكون المفتاح الذي اهله لحل ما دُوّن آنذاك بالخط المسماري، فتم عرض ما توصل اليه على أكاديمية العلوم بمدينة غوتنغن الألمانية سنة 1802. كما  وكان لدور الإنكليزي هنري لايارد أهمية متميزة بالعثورعلى مواقع كنوز الآثار الآشورية في مناطق مختلفة   وإكتشاف العديد من الآثار والألواح أو الرقم الطينية الفخارية وخاصة في نينوى ومكتبة آشور بانيبال التي احتوت خمسة وعشرين ألف لوح مسماري، لتضاف إلى خزائن أرشيف ماري بعددها البالغ أكثر من عشرين ألف لوح مسماري، وأرشيف منطقة إيبلا في سوريا على ثلثمائة ألف لوح مسماري أيضاً، وفق المعجم المسماري للغات الأكدية والسومرية والعربية لمؤلفه نائل حنون عن بيت الحكمة ببغداد 2001، وأصول الحرف الليبي لمؤلفه عبد العزيز الصويعي.  والأساس الآخر لنشأة الأبجدية كما بينا  آنفاً في مصر، استناداً للكتابة الهيروغليفية المقطعية التي فك طلاسمها الفرنسي جون ف. شامبوليون وهو في العقد الرابع من عمره، بواسطة مقارنتها بالنص اليوناني بأن الكتابة المصرية رمزية وصوتية في آن واحد، بحيث ساعد اكتشافه فهم المصادر والوثائق لتاريخ مصر القديم.
ولكي نكون أكثر مقربة من حل رموز الكتابة المسمارية، رغم اختلاف الباحثين في آرائهم ، ننقل فيما يلي ما صدر عن قسم الآثار بكلية الآداب لجامعة بابل لإستاذ المادة أحمد مجيد حميد الجبوري فيما تم تدوينه. 
( بدأت الخطوات الأولى لحل رموز الخط المسماري من خلال الزيارات والرحلات التي قام بها الأوربيون إلى الشرق ، فلهم يعود الفضل في نقل آثارنا إلى أوروبا والتعرف عليها من قبل علمائهم ، وهكذا بدأت المسيرة الصعبة والطويلة لمعرفة الكتابة المسمارية وحلّ رموزها.
كان أول أولئك الرحالة الذين قاموا بزيارة الشرق هو التاجر الايطالي بترو ديلا فاليه الذي زاره إطلال مدينة برسيبوليس في إيران، فعثر على أجرة مكتوبة بكتابة مسمارية، كما استنسخ بعض الكتابات وقام بنشرها في أوروبا.
لقد مرّت محاولات حل الكتابة المسمارية بمراحل عديدة ومن قبل أشخاص كُثُر، كان من أقدمهم الباحث تيسكن الذي استطاع في عام 1798م قراءة أربع علامات من كتابات برسيبوليس العاصمة الأخمينيه التي نقلها العالم الألماني نيبور إلى أوروبا عام 1765م والتي تألفت من 42علامة، كما وتوصل تيسكن إلى معرفة إحدى العلامات المتكررة في النص وهو المسمار المائل الذي يفصل بين الكلمات وتمكن من إثبات أن هذه النصوص تمثل ثلاث لغات مختلفة، وأعقب هذه الخطوة نجاح الباحث الآثاري مونتر في سنة 1802م بالبرهنة على كون كتابات برسيبوليس تعود إلى السلالة الأخمينية وأن لغتها مشابهه إلى لغة الكتاب المقدس المعروف ب (زند أفيستا)، كما استطاع إن يحدد العلامات التي تؤلف كلمة ملك ، وهذه الخطوات ساعدت كثيرا في التوصل إلى حَلْ هذه الكتابة ،وأكد بأن تلك النصوص في حقيقتها نصا واحدا ولكنه مدون بثلاث لغات مختلفة .
 جاء من بعدهم كروتفند العالم الألماني الشهير الذي يعود له الفضل الحقيقي في إيجاد المفتاح الذي لولاه لما حلّت رموز الخط المسماري ووضع اللّمسات الحقيقية الأولى لعلم سمّي فيما بعد بعلم الآشوريات ASSYRIOLOGY).
وما كان يستوجب في بحثنا أن نتوسع أكثر مما هو عليه بعرضنا المقتضب، إلا أنه استثنينا ذلك، فضلاً عن الإطالة أو الإطناب الممل أو الإيجاز المخل، بغية قدح شرارة الإنارة لقرائنا عن هذه اللمحة الإيضائية والتوضيحية من بني شعبنا ومن يطمح في إثراء معلوماته، رغم وجود ما لا يحصى من الدراسات والأبحاث الخاصة بنشأة الأبجدية بلغات مختلفة.
وفي حلقتنا القادمة سنسلظ الضوء على حرفي الضاد والظاء في اللغة الآشورية المعاصرة. 


227
أخي شوكت.. الماجلان الآشوري.. لقد عودتنا أينما رحلت في جولاتك التي تباغتنا بها يبدو انك لا تدع القلم يصاحبك ليؤدي واجبه، وإنما تستعن بالتقنيات الحديثة التي منها المتمثلة بالهاتف اليدوي النقال الذي لم يستجب مباشرة لما أنت ناو عليه بما اشرت عن " ان حظي كدقيق ..... الخ" وهنا ينطبق عليك مقولة الشاعر الذي قال: طرقت الباب حتى كل متني  وما كلمتني حتى كل متني" فتمت الإستجابة على اية حال.
نعم.. أخي ثموري.. كل ما نوهت عنه، هو عين الحقيقة، ولكن أين الذي يحاول استدراك تلك الحقيقة؟ نحن بحاجة لأن نشذب ونقلع الزوان (زيوانا) من مرتع صحافتنا، وواقع وجودنا، لتتسم أرضية رياضنا برونقها الزاهي دون أن تشوبها أية مثالب تكون حجة للمتسللين الذين لا زالوا لا يعلموا بأنهم لا يعلموا، وإن علموا فالجرأة تنقصهم حتماً. آسف على تأخير الكتابة في الإجابة، مع بالغ التحيات وعلى سلامة عودتك لبرجك العاجي من أجل أن تتحفنا من رحلتك البطوطية هذه المرة وليس الماجلانية فقظ.


228

نعم أخي أوشانا في الإتجاه القومي وبالدافع الكتابي وأصالة هوية الإنتماء.

أن ما ذكرته عن واقع المعركة فيه من الدوافع التكتيكية لإسلوب المشارك، ومنها الشائع على منوال مقولة الكر والفر، لتستدرك نتائج الخير من الشر. ولا يعنى بالفر هنا الإستسلام دوماً، وإنما لإيهام المقابل ووضع المصيدة الخاطفة لتلك الشهامة المزيفة التي يتحلى بها، وكسر شوكة التعجرف. ولهذا تجد اليوم ما يدور على الساحة العربية من جراء الربيع العربي الذي أصبح خريفياً، بإنقلاب السحر على الساحر بالتطاولات الخارجية والداخلية لإسداء التوجيهات المقصودة بتزييف ضمني من أجل المصالح الذاتية التي لا تخفى على المدركين ممن يعلم ويعلم بأنه يعلم، ولكن لا يتجرأ الإفصاح علناً. وعلى ذات الشاكلة نعيش مع من هو الأقرب منا ليتهمنا وينعتنا بنعوته الباطلة دون توسيع آفاق مداركه للواقع الذي يثبت وجود الشعب الآشوري دينياً ودنيويا، محتفظاً بأصالته من خلال مقوماته القومية وعلى الأخص في الحفاظ على هوية لغته. وليفتح الثغرات لمن هو أقل شأناً في مواقفهم. لهذا فإني اتحسس في مواقفك كذاك المقاتل والمحارب الذي يشن حملته في ساحة المعركة الكلامية كمخاصم لا يستلهم الصبر والإناة لمعرفة ثغرات المقابل العنيد والمتحدي بسلاح الزيف. طبعاً، يبدو لي بأنك لا زلت ذلك الآشوري الشهم حاملاً صفات اولئك الجهابذة لتوقع مباشرة بالطير الذي يرفرف أمامك، وبالسمكة التي تداعب صنارتك، ولكن عليك أحياناً أن تدعها تداعبه لتكشف حجمها ومدى أهميتها، وبالتالي تراها وقد أخفت نفسها مرغمة لأنك أتعبتها. هكذا تصلح معاملة من لا يعلم اهمية طـُعم الصنارة المتمثلة بما نقدمه. على أية حال اشجع فيك جرأتك فيما تنشده، وأقدر فيك مواقفك ومتابعاتك التي هي دليل وعيك وصراحتك فيما تطلقه، لا كالذين يقال عنهم بأنهم كالشيطان الأخرس بعلة سكوتهم وصمتهم. وأزيدك علماً بأننا لا زلنا في ساحة المعركة الكلامية وفي ذات المركب نسعى لساحل الأمان مهما هاجت العواصف واضطربت الأمواج. وعن ملاحظتك لجواب من اتهمنا بصفات الشهرة والهروب، أعود ثانية وأقول: لما بقينا لأكثر من خمسين عاماً نمتهن الكتابة والتعليم ونشر العلوم الأدبية واللغوية والثقافية وحقول أخرى من خلال عشرات الكتب المطبوعة والمنشورة والمخطوطة وبما لا يحصى من المقالات قبل أن نكون ضيوف صحافة الإنترنيت لننشد الشهرة، وكفى أن تقول لهم:
إذا أتتك مذمة من ناقص   فهي الشهادة بأنك كامل
مع بالغ شكري وتحياتي لخاطرتك
ميخائيل ممو
ملاحظة: اكتب لي بريدك الإلكتروني لأزودك ببعض المعلومات أو أن تكتب لي:
mammoo20@hotmail.com


229
آخوني كلدانايا وآحونو سوريويو يوسف الكواز.. والله يضيق صدري بإجابتكما، لأني أنا اغرد في وادٍ (حسب ادعائكما أو أحدكما) وأنتما تزقزقان على أصداء ذلك الوادي. أنا أحكي عن الألف والتاء (التاو أو الثاو) ، وأنتما تنقلاني إلى السين والميم. وبمعنى آخر جالسان على الساحل تتأملان ما تحظى بها صنارتكما، وغيركما يبحر في الأعماق ليلتقظ الأصداف المخفية، فشتان بين هذا وذاك. ولا اردد قول " شتان بين الثرى والثريا"، ولا تنسيا بأن الثرى أفقدنا وجودنا، والثريا هُشمت بين يدينا لتطاولنا على بعضنا ونفقد وعينا بعلمنا دون أن نستدرك أنه بعلمنا رغم علمنا بذلك، وما ينقصنا هو أنه لا نعلم ماذا ينقصنا.. فأنا أطرق الباب من الباب الرئيسي وأنتما تطرقان الباب من الشبابيك. والمعنى واضح وضوح الشمس. من يطرق من على الشبابيك معناه يجهل الوصول لصاحب الدار. ولهذا اعلمكما بانه ليس في الأسئلة البسيطة التي يتم طرحها بسذاجة يتم التوص للحقيقة، وحتماً أو( ربما ) إنكما على دراية وليس على معرفة بأن هناك من آلاف الكتب التي عالجت تساؤلكما. وهل كل تلك الآلاف هي على صيغة واحدة ورأي موحد؟ حتماً سيكون جوابكما بالنفي. وحتماً سيكون جوابي على رأي الأفضلية والأكثر موضوعية.. وهذه مسألة فيها وجهة نظر.. فإن قلت رأي شلوتزر هو الأصح فهناك من يلومني ، وإن قلت بالرأي العروبي، فحتماً هناك من يلومني أيضاً. وإن اقرحت لا هذه ولا تلك، لإتهمني البعض ما هذه الفلسفة المثالية؟ وأنتما تدعاني أن افسر الماء بالماء أو الدجاجة من البيضة أو البيضة من الدجاجة. رحم الله دارون اليهودي لربما كانت إجابته هي الأصح على النظرية النسبية الخاصة والعامة لو كان حياً اليوم، أو بالآحرى نظرية العالم الإنكليزي داروين عن أصل الإنسان. وإن أجابا بما يرتأيا لقلتما ذاك يهودياً وهذا انكليزياً يدعم الآشوريين أو حجة أخرى بتفسير مغايرز
أخي كلدانايا.. تتهمني بالهروب من مدخل عبارتك التي تقول فيها: (لم تجاوب على سؤالي وتهربت منه لانه لا علم لك بالجواب ....؟؟؟؟) كلامك فيه نوع من السذاجة، والإتهام الفارغ من المضمون المنطقي.. بدلالة ما اشرت لك أعلاه. فإن كان سؤالك (الوجيه) من باب الإختبار، فمن الذي يقيم الجواب؟ أنت أم اليهودي المتوفى ومن خلفه، أو العروبي الذي تستشهد به في ردك المستنسخ من دكتورك المفضل والذي يجاريه في رأيه أتباع صدام والبعث في نظرياتهم حين جعلوا من سنحاريب وسركون وحمورابي من العرب، وأجبروا المؤرخ اليهودي الدكتور أحمد سوسة أن يغير ما جاء في تآليفه جاعلاً كل شئ بإسم العرب ومن حضارتهم، وخاصة في كتابه " العرب واليهود في التاريخ ". أسألكم بربكم هل هذه هي الحقيقة التي تؤمنون بها؟!!! علامات التعجب الثلاث هي لأستحلفكم بأسم الآب والإبن وروح القدس، وفي ذات الوقت بسم الله الرحمن الرحيم.

أخي يوسف الكواز.. ليكن في علمك قبل كل شئ وصدقني كما تصدق نفسك بأني لم انتمي لأي حزب سياسي إن كان آشورياً أو غير ذلك، وعادة ما أقول لأصحابي الحزبيين السياسيين بأن حزبي هو أقوى الأحزاب وأساسها جميعاً، وأعني بذلك الكتابة والأدب، فلولا الكتابة لما تعرفنا على دساتيرهم ، ولما دونونها باسس حزبي المفضل. ولكي ارشدك لبعض المفردات الهجائية التي لم استدرك معناها بغية الإجابة اعيدها هنا وهي "اسنها، الآشوؤيين، يتملم ، ومل ، مسيس ، السيج  إضافة للتركيب التعبيري "...
وكلامك الذي تنهي ردك فيه  ( لولا دور العرب المسيحيين في كنيسة المشرق لما كان شي اسمه كنيسة المشرق اليوم)  ما أجمله وأحلاه من كلام.. بربك هل تعلم بأية لغة كان يتحدث بها أتباع ومؤمني كنيسة المشرق؟ أليسوا هم الذين ترجموا ما احتاجوه العرب من المسلمين من اليونانية الى لغتهم ومن ثم إلى العربية ايضاً في العهد الأموي والعباسي.. ناهيك عن لغة دولة عسرايا. فهل كانوا ينعتون بعرب العراق أو سوريا بالنسبة للآراميين؟ لا ابداً. والمضحك المبكي اليوم أن تجد ذات الإسطوانة تعيد نفسها ـ وفق رأيك بالمؤكد ـ إن مجموعة من الأكراد آمنوا بالمسيحية، وأعلنوا ذلك، وجعلوا لهم قسسة ليبشروا بالكردية، ولا أعلم لأي مذهب أو كنيسة ينتمون، فهل لك أن تقول بأن الأكراد المسيحيين لولاهم لما كان شئ اسمه كنيسة المشرق اليوم او غداً؟ ما هذه المغالطة الخيالية؟! وما هذا التصور الخاطئ.
كما وأضيف ان كنت لا تدرك ما الفرق بين العربي والمسلم فهذه مشكلتك وليس مشكلتي لأني نوهت عنها سابقاً، واليوم لا يخفى على أحدٍ المفارقة بينهما، حتى إن سألت تلاميذ المدرسة الإبتدائية يدركون ذلك. ولهذه المناسبة أسرد لك هذه القصة الطريفة. قبل أكثر من أربعين عاماً كنت ادرَس اللغة العربية في العراق، وجاء من ضمن موضوع درسنا العرب والإسلام.. فسألت الطلاب: من هو العربي؟ ورفع اولهم يده ليجيب. فقلت تفضل. فقال: نعم استاذ انه من اقرباء النبي محمد ومن جماعته. فماذا تتوقع من هكذا إجابة؟ اليست هي من غسل الأدمغة. وعالم اليوم تدركه أكثر مني إن شئت معرفة ذلك، وأظنك على معرفة به من الأوضاع التي نعيشها اليوم. مع احترامي لك ولكلدانايا، ولكل متداخل تحدوه صفة كلام التعصب والتعنت التي بدأنا نفهم المقاصد منها ليس للإصلاح وإنما للتفرقة والإبتعاد عن بعضنا بعمد لا تسوغه إلا الحقائق الدامغة التي هي من صلب التاريخ، لكون التاريخ هو الشاهد الأكبر على كل شئ.

أخي روبين.. أرجو المعذرة لكوني شبهت اسلوبك بإسلوب رفيق الأدب روبين بيت شموئيل الذي كنا بإنتظاره ليتداخل من خلال ما توصل اليه في اطروحته. وشكراً لك في اسطرك التي خففت عني نوعاً ما عما ذكره من بني خوالي كلدايايا.
ميخائيل ممو


230
اجوبة متفرقة للمتداخلين بشكل عام.
1.   الموقرة : سريانية أنا.. ما احلاك بهذا الرابط عن السومريين.. يبدو عليك بأنك ليس لديك اية معلومة عن المدارس الآشورية في بلاد ما بين النهرين في الشمال وفي بغداد التي يبلغ عددها لما يقارب المائة مدرسة من الإبتدائي الى الثانوي لكافة المواد من الكيمياء والفيزياء والرياضيات الخ التي يتم تعليهما وتدريسها بالخط الشرقي من اللغة الاشورية، وكذلك في قسم اللغات من جامعة بغداد، إضافة للسويد بالخط الشرقي والغربي واستراليا ودول أخرى.. هذا جزء مما أذكره للدلالة.
وفي ردك الأول تذكرين لغة مزيفة. ما شاء الله.. هل اللغة المزيفة هي التي تستعير الحركات اليونانية وتغير اشكال الحروف ولفظها، أم التي تلتزم بجذور الحروف الأصلية الأسطرنجيلية.. الآشورية لا زالت تحتفظ ب 99 بالمائة التي حاد عنها بما يسمى الخط الغربي السرياني الآرامي. وإن كنت تتصوري بأنه لا يمكنني ذكر المصادر بصفحاتها فأنت على خطأ.. لكوني اضطررت الإشارة لذلك بشكل مختصر في ردي المختصر ـ المطول نوعاً ما ـ  للأخ عدنان. ونصيحتي لك بأن من يطعن من بني ارومته معناها انه يطعن نفسه، فكوني على حذر من الأساليب السلبية، وإلا ستعاملي بذات الإسلوب ممن يشعر بشعورك. مع التحية.

2.   الأخ جورج السرياني.. لا ظن بأنه لا معرفة لي بالرابط الذي ارسلته.. فأنا على اتصال دائم مع د. صلاح عمّا ينظمه ونتعاون في بعض الأمور اللغوية وكانت لنا لقاءات فيما سبق في السويد والقاهرة، ولكن لي ملاحظاتي الخاصة عمّا هو سائر عليه.. وكذلك لمعلوماتك لي اتصال مباشر مع جامعة الازهر من خلال مسؤولة القسم السرياني والعبري د. زمزم التي دعوتها الى السويد في مؤتمر اللغة الآشورية والعربية لوزارة التربية السويدية بغية المشاركة وإلقاء محاضراتها في الأندية ايضاً، حيث كانت القناعة بأن الخط الشرقي للغة الآشورية ينبغي اعتباره في السنتين الاخيرتين من التواصل الدراسي، وكذلك لي مساهمات مع إحدى المعيدات وطالبة الدكتوراه عن الأدب المقارن بين جبران خليل جبران وقرباشي عن كتاب النبي   لدعمها ومساعدتها عن اطروحتها للدكتراه، وهذه دلالة للوصول الى الحقيقة المثلى.. لكون فكرتي وكما دونتها مسبقا بأن لفظة السريانية هي ذاتها الاشورية الاصيلة. ولا تنس بأن الاخذ والعطاء بالمرونة والإحترام هما السبيل الاوحد  لمعرفة الحقيقة. وليس بالإسلوب المغالط والاستهجاني الذي تتمثل به في جملك التي لا معنى لها بالنسبة لي، ولا تستحق الرد، ولكن أخلاقي الأدبية وصفاتي الإنسانية هي التي تدعني الإجابة بالشكل الذي تجده. مع الإحترام. ولكي أجيب على تعليق آخر لك، حاول أن تصحح الأخطاء اللغوية بعربيتك لأفهم ما تعنيه، أو أن تكتب لي بآراميتك ليتسنى لي فهمها أكثر.

3.    السيد كلدانايا.. كاتب المقال ليس بحاجة لتوصياتك التي تتصور بأني غافل عنها.. عباراتك بحاجة الى تعليقات لا يتسع لنا الوقت لدحضها،ولا تتصورني متعصباً كما تنعتني، فإن كنت كذلك لإستثنيت إجابتك.. ولتكن على علم بأن الكلدانية والآشورية ليست " مزمارية" من الزمار ، وإنما مسمارية اسفينية، وبالتالي ما هي النسبة التي تكتب وتحكي بالآرامية.. لي دراسة توثيقية بهذا الشأن ان الأمية المتفشية بيننا جميعا وبكافة التسميات هي اكثر من 95 بالمائة.. اما اليوم فتم انخفاضها بسبب المدارس الاشورية في شمال العراق ومدارس بعض دول الإغتراب.. والدلائل كثيرة.
4.   أخي اخيقار وأخي قشو وأخي أوشانا وأخي روبين ( أظنك د. روبين أليس كذلك) وأخي سامي.. شكراً لكم على ردودكم ، ولكن وجدت في البعض منها ـ لا كلها ـ من القساوة التي لا تستوجب ذلك الشكل والتغاضي عن مقولة اعاملك مثلما تعاملني لنثبت مدى وعينا وثقافتنا عن الذين ينجرفون في تيارات التعصب مثلما وجدت ذلك في بعض الكتب التي تحور الحقائق بأستعمال الآرامية بدلاً من السريانية في كتب الترجمة لكون السريانية يقصد بها الاشورية بالحرف اللاتيني. وربما يسعفنا الوقت في يوم ما أن نشير لذلك وخاصة في كتاب اللمعة الشهية وغيرها من الكتب.
5.   آملاً أن لا أكون قد نسيت أحداً من المتداخلين للرد عليه. مع تحياني وامنياتي للجميع.
ميخائيل ممو


231
اخي في الدين واللغة والثقافة الشماس عدنان فتوحي
(العين تعني عدنان والميم ميخائيل)
سأكون هذه المرة سائحاً متجولاً في أروقة أسطرك التراثية بنظرات خاطفة مبيناً  الأخطاء النحوية التي اضفتُ خطاً تحتها كما تعتبرها لتستفيد منها مستقبلا (وسبحان الذي لا يخطأ)، ولطالما كونك زدت الطين بلة بكشفك لإزدواجية الرأي في تعابير ردك أو مداخلتك، لذا فأني استمحيك العذر لردع الصدع من العقبة الكأداء فيما تتناوله وبالشكل  التالي:
ع: (الاول السريان الاراميين اولاد عمومة مع العرب وهذه حقيقية تاريخية)
م: نعم حقيقة تاريخية، لكون الذي يريد الزواج منهم ينبغي عليه اشهار اسلمته. أليس كذلك؟! فلماذا إذن لا يتم التزاوج معهم؟ ولماذا لا تركعون في مساجدهم بإقامة قداديسكم؟ ولماذا يتم دفع الجزية بحد السيف حسب ما تم استحداثه اليوم؟ ولماذ ولماذا؟  ومن ثم أي عرب تعني الذين استعربوا طواعية أم بحد السيف والجزية، لينسوا لغتك ولغة أجدادنا في هياكلهم. ربما لكون الآرامية مرادفة للعربية، ولا فرق بينهما بحكم العمومة.
ع: (الثاني العرب يفتخرون بما قدمه السريان لهم من ترجمة وكتب وخط الذي كتب به القران ولا يزورن تراثي) الخ.
م: ومن الذي لا يفرح ويفتخر ممن تقدم له خدمة إنسانية؟ وفيما إذا كان ذلك الفضل مفخرة فلماذا ينبري المؤرخون المحدثون بنكرانهم اللغة السامية (النهرينية أو الرفدينية) لينعتوها بالجزرية والعروبية؟ ولماذا تتبع الحركات الإسلامية الحديثة الإستشهاد بالنصوص القرآنية التي تعمد محو هوية وجودنا بما تشهد عليه الأوضاع في العراق وسوريا ومصر؟ وحتى في الديار المسيحية التي نأمها كما تعلم بذلك. ولعلمك بأن الخط الكوفي الذي كتب به القرآن لم يكن آرامياً، بل هو نسخة من الإسطرنجيلي المربع الشكل، وأظنك على معرفة بذلك حين كانت الكوفة والحيرة من اتباع كنيسة المشرق (النسطورية)، والتي تسمى اليوم بالآشورية اسوة بباقي التسميات الكنسية.
ع: (مع ملاحظة ان كلمة عربي لا تعني مسلم فقط فهناك عرب مسيحيين ودروز وبهائيين)
م: إذا كنا نحن من يزور التاريخ، فهل (العرب المسيحيون) الذين تعنيهم هم الذين يحافظون على تراثك السرياني الآرامي بلغتهم العربية، وابتعادهم من اللغة المقدسة التي تؤمن بها. أين هم اليوم من تلك اللغة؟!  وكما تعلم بأن اللغة هي بمثابة هوية الإنسان. وربما لم تكن على علم بما استنتجه عفلق المسيحي  المتأسلم في أيامه الأخيرة بمقولة غريبة في آخر كراس توثيقي له عن فكر البعث والعروبة والأسلمة، علماً بأنه كان قد أقر الهوية القومية الآشورية دون النظر إلى الإنتماءات المذهبية، وبعد اسلمته واستعرابه انحاز الى الناطقين بالسريانية من الكلدان والسريان والآشوريين، على ضوء ما يشير اليه في كتابه (في سبيل البعث ) ولا تنس بأن العربية هي لغة القرآن و الحضارة الإسلامية من وحي العروبة، وكافة الدول العربية تشرع في دسايرها " دين الدولة الإسلام" والعربية هي اللغة الرسمية. أليس معنى ذلك عكس ما تفضلت به، شئت أم أبيت.......؟ ناهيك عن لغتنا التي نتسلح بها قراءة وكتابة، ونكتب الآن بالعربية. أما من هو العربي؟ تجد الإجابة لدى المفكرين العرب من دعاة القومية العربية فيما لا يحصى من مصادرهم التاريخية والفكرية ووو.
ع: (الثالث هو ان العرب مقدسين في الكتاب المقدس فاول من اعتنق المسيحية هم عرب واوا الرسول بولس واقاموا دولتين مسيحيتين الغساسنة والمناذرة ولا ذكر للاشوريين في العهد الجديد)
م: وهل نسيت بأن مار ماري ومار أدي هما اللذان بتدشينهما لأساس أول مركز كنسي في كوخي أي (ساليق قطيفسون) لكنيسة المشرق (حين اذكر كنيسة المشرق حتماً تعلم ماذا أعني)، وقد بشرا بالمسيح في أرجاء متفاوتة وضحيا بحياتهما في الأصقاع النائية لنشر ما نحن عليه اليوم. وليتك ترشدنا إلى أي من الأناجيل تم ذكر العرب بالمفهوم العلمي الصحيح. وعلى ذكر مار ماري ألا تعلم بأن أول كنيسة عراقية شيدت على يديه بإقامة دعائهما لتعرف بكنيسة كوخي العظيمة ليتم التعليم بين جدرانها اللاهوت وكافة التعاليم. وأول نصب تذكاري للتبشير بني على يدي الرسل، وأن التعاليم اللغوية التي امتد مسارها كان على يد جهابذة الكنيسة المشرقية التي تسمى اليوم بالآثورية على غرار الكلدانية والسريانية والقبطية، وهل قطيفسون كانت بيد الآراميين ، وتعلم ماذا أقصد، لا اريد الإطالة. ومن ثم هل حدياب وأربائيلو وكرخ سلوخ وميشان والكوفة هل كانت آرامية؟ إلا إن من كانوا من بني عمومتك ومن سار على مسارهم اليوم هم الذين جعلوها بأسمائهم وقضوا على مجدها. وللحديث صلة ولكن اكتفي بهذا القدر لئلا تزعجك إطالتي.وهل تنس بأن أشهر علماء النصارى (كما يسمون) هم الذين خلدوا الوجود الآشوري بما فيهم ططيانوس الحديابي المعروف بالآشوري (ولد في آشور عام 110 وتوفى عام 180م) حسب روفائيل بابو اسحق في ص32 من كتابه تاريخ نصارى العراق، وغيره حيث لا مجال لعدّهم وحصرهم لكثرتهم ، وما عليك إلا أن تقرأ كتاب " مسيحيون ومسلمون في العراق" عن موقف أبناء كنيسة المشرق ( كما يسمون بالنساطرة) لتعرف الحقيقة. ناهيك عن بني اسحق بن حنين والكثير منهم الذين هم على إمتداد لها من ذات الأصالة كونهم من أهالي الحيرة وغيرهم لتجدهم مصنفين في العديد من المصادر وخاصة الآب البير أبونا ووو.. والله في جعبتي الكثير الكثير مما يحيرك ولكن عجزت الإستفاضة ، ومثلكا يقول المثل الأولى بما قلّ ودلّ. ولكن عمر سبع آلاف سنة لا ينطبق على هذا المثل.
سأكتفي هنا بما أوردته ، وبعونه تعالى  لي عودة في مجال آخر مما كتبه بعض السريان الضليعين من القدامى والمحدثين فيما إذا أطال الله في عمرنا.
وآخر ما أود قوله بهذا الخصوص بأن السريانية هي مرادفة للآشورية كما اشرت لها مسبقاً، بدلالة التسميات المتعددة  لها عند كل شعب، هكذا يطلقون تسمياتهم: فالعرب يسمونهم بالآثوريين والآشوريين والسريان والأخيرة هي ذات المعنى، والفرس يطلقون عليهم اشوريكا، والأرمن اسورينير، والأذربيجان اسورليار، والأتراك اسورلي، والروس اسيرتسي أو أيسوري، والإنكليز كما تعلم اسيريان والسويديين اسيرسكا وبلغة الصين ياسو ووو.. وكلها تعني ذات المعنى. وهذه أيضاً لنا لها عودة.
ع: (انا استمتع كثيرا عندما اقرء في كتب العرب لانهم  يقدرون السريان ولذلك اقدرهم اكثر من الاشوريين)
م: طبعاً تستمتع في قراءة كتبهم لأنكم حسب ما تقول أولاد عمومة دينياً ودنيوياً. ولأنهم يرهبون في مواقفهم اللاإنسانية التي جعلتنا نلتحف عالم الغربة، بعيدين عن قدسية أوطاننا مهد الحضارات بما لا تستوعبه هذه الأسطر من ذكر تلك الإكتشافات والمخترعات الممهدة للكثير من تقنيات العصر الحديث. وربما لا تستوعب بالشكل الصحيح اللغة التي ترعرعت عليها وجعلتك شماساً لتقرأ من مؤلفات من كانوا اساس تلك اللغة. وتقديرك لمن تقصدهم أكثر من الآشوريين هذه دلالة على نزعة الحقد والإكراه لتخالف أخوة لك في الدين وإيمانهم بالمسيح الذي تؤمن به. وهنا تبعد عنك ما قيل " لا إكراه في الدين وفق ما هو في مفهوم أولاد العمومة.
ع: (فعلى الانسان ان يرد الاحترام بالمثل ولكني كمسيحي لا اكره الاشوريين ولكني لا احبهم).
م: بارك الله بك على انتزاعك لصفة الكره من قلبك ما. ولكن ما هذا التناقض في فلسفتك الإيمانية لا تكره الآشوريين ولكنك لا تحبهم. فأين هو إيمانك من مقولة " الله محبة " والوصايا العشر. ومن مقولة اولاد العمومة " أنصر أخاك ظالماً أو مظلوما" أو " وعاملهم بالحسنى" و " أحبب لغيرك أو (لأخيك) مثلما تحب لنفسك". فمعنى ذلك اني اخاطبك عادة بأخي وبالتحية أيضاً، وأنت أيضاً ربما مجاملة وليس معنوياً مثلما أبين لك ذلك.
ع: (لان شعار الاشوريين اشور ربنا وولدت اشوريا قبل ان اولد مسيحي).
م: ومن قال لك بأن كل الآشوريين على منوال اتهامك؟ فهل كل الكنائس الآشورية بمذاهبها المختلفة تؤمن بما تعنيه في صلواتهم التي هي ذات الصلاة التي تؤمن بها أنت وكافة الكنائس الأخرى والمتعددة وحتى مجموعة من الكلدان الكاثوليك الذين يؤمنون بالإنتماء الآشوري ومن أبناء الكنيسة السريانية بفروعها من السريان أيضاً ممن انخرطوا في الأحزاب الآشورية دفاعاً عني وعنك. لا يا أخي.. فليس كل من قال إيل إيل تحشره في نفس الدائرة، إنما الأعمال بالنيات.
ع: (انت وامثالك تصبون الزيت على هويتي ولغتي وثقافتي لتحرقوها ولن تستطيعوا
اتحداك وكل القراء في موقع عينكاوا ان يثبتوا ليس انا فقط بل سرياني واحد تكلم خارج الادب  لاننا ملتزمين بما قاله المسيح الارامي السرياني واوجين منا الكلداني ان السريانية ملة واخلاق وثقافة وديانة ولغة ص 487).
م: إن كان البعض يصب الزيت من منطلق الطبيعة التي يتحلى بطبيعتك على نحو  تعابيرك الحاقدة (ومن خلال ما دونته لي وغيرك الذين لا أود اجابتهم) فهل معنى ذلك كل من ردك يصب الزيت لزرع نار الفتنة. هويتك ولغتك وثقافتك هي هويتنا جميعاً، وليست حكراً لطرف دون الطرف الآخر. وإنك على معرفة تامة بأن هوية الإنسان هي اللغة وهي بمثابة الوطن لمن اغتصب وطنه، والثقافة كل ما يغترفه الفرد من علوم في حياته إلى جانب تلك العادات والتقاليد ان كانت اجتماعية أو دينية. وعن ذكر المرحوم أوجين منا تأمل الصفحة الأولى من مقدمته ونهاية الصفحة الثانية من مقدمة الناشر المرحوم روفائيل بيداويد (وفي كلمة له عن مفهومه عن الآشوريين في أحد الروابط) ومن ثم العديد من مضامين التعابير عن اشكالات التسمية التي خلقها أئمة رجال الدين من جراء العداوة المقيتة لأسباب نحن في غنى منها، بالرغم من أن عدواها بقيت تنتزع مشاعرنا وقلوبنا. وفي الصفحة 487 تأملها ملياً حين يذكر " فلفظة السرياني على رأي أغلب العلماء المحققين متأتية من لفظة الآثوري" او الآشوري لإشكالات حرفي الشين والسين في اللفظ والترجمة. مستمراً في التأمل لما يقوله منّا إبتداء من الفقرة الأخيرة التي نهايتها " ولفظة السرياني مرادفة للفظة النصراني والمسيحي". وتأمل أيضاً فقرة " أن اسم السريان لم يدخل على الآراميين الشرقيين أي الكلدان والآثوريين إلا بعد المسيح ...." ولهذه المعاني دلالات أخرى لا يدركها إلا من يشعر بشعور انتماءه القومي. وإن كان الآشوريون لا وجود لهم وقد انقرضوا فلماذا لا زالوا محتفظين بلغتهم التي يصعب على السرياني استيعابها؟!
ع: (ومع وجود نخبة طيبة من الاشوريين ولكنهم قليلون واكثر ناس يشتمون ويستعملون كلمات سئية هم من الاشوريين لان قاموس الحسن بن بهلول السرياني النسطوري الشرقي يصفهم بالاعداء  ص322،  وهكذا يرد اسمهم في التاريخ السرياني اعداء الانسانية). إضافة لما نقلته عن الأفسسي في القرن الخامس، والقزويني وميخائيل رابو بالصفات التي دونتها المتواجدة في تعليقك.
م: وهل تتصور طول أصابعك بذات المستوى كما يقول المثل، فها أنذا أخاطبك بمخاطبتك، وتبرر مقولتك بما جاء في قاموس بن بهلول، وإن أنا قلبت ذات الفحوى ودونتها في قاموس معين، هل يعنى ذلك أني على صواب، ثم لماذا لم نجد ذات المعنى في مئات الكتب المنشورة قديماً وحديثاً. وحين تستشهد بما قاله فلان وفلان، ألا تتصور بأنهم هم الذين زرعوا هذا الإنفصام الذي نعانيه، وما زال إلى يومنا هذا بين أبناء الكنيسة الواحدة بتفرعاتها المختلفة والتي بدورها أنبتت جذور فرعية ابعدتنا عن بعضنا، وعن أبناء ذات الكنيسة، ونحن نعيش في قمة ما وصلت اليه الحضارة البشرية. وهنا اذكرك بالإضطهاد الأربعيني (339 ـ 379م) والمذابح العثمانية (سيفو) وغيرها، ومجازر الألمان ضد اليهود والغزوات الإسلامية ووو.. ألم تكن هذه كلها بالمعنى الذي تقصده والتي تشهد لها البشرية جمعاء مقارنة بعدد ليس بالقليل من الذين حملوا الضغينة في قلوبهم لأجل كراسيهم الكهنوتية على حساب الشعب المظلوم.
ع: (انت لماذا لا تستطيع الاجابة على الاسئلة الموجهة لك مني ومن غيري بمصادر وارقام صفحات؟ وتهرب دائما وتخلط شعبان برمضان
هل هذا مستواك الانترنيت؟ هل تريد ان اكتب لك مقالة الويكبيديا اجعل الامريكان اشوريين الامر لا يستغرق اكثر من 5 دقائق؟).
م: وهل تريدني أن اقتطف المفردة الفلانية من أي مصدر وفي أية صفحة مما لا يحصى من المصادر التي استقي واستنبط المعلومات منها لتقتنع بما أنا ذاهب اليه، وهل تتصورني بأن ما أدبجه هو من الخيال أو أن اقتفي مسار بن بهلول في مصدره الوحيد الذي لا دليل له. أو وأو ... فإن كنت أنا أخلط "شعبان برمضان"، استميحك العذر لأقول بأنك أنت أيضاً تخلط "شاتان بباتان". وإنك حين تستصغر معلومات الأنترنيت، فإنك والحالة هذه تستصغر من مستواك، لكونك أنت أيضاً من رواد الأنترنيت بما تنشره ليكون مصدراً تاريخياً بما تفكر به. ولا تنس بأن الأنترنيت تجد فيه كل ما تعتمده من مصادرك التي ترشدني لها رغم وجودها لدي ورقياً.. ولكي أثبت لك ذلك انقر اسماء المراجع التي ذكرتها لتجدها بإقل من الخمس دقائق التي تعنيها ودون أي عناء. ولكي تتأكد من جدولي الذي أضفت عليه اللغة الآشورية الحديثة وبالأحرى المعاصرة ، تجده في الأنترنيت أيضاً في الكتاب الموسوم "تاريخ اللغات السامية"  للدكتور اسرائيل ولفنسون الملقب بأبي ذؤيب مدرس اللغات السامية بالجامعة المصرية من ص 282 ـ 290 بعنوان قاموس اللغات السامية، وأنا بدوري اعتمدت أيضاً على كتاب "اللغة السريانية : ليشونو سوريويو" للخور فسقفوس برصوم يوسف ايوب  الذي هو بدوره نقل جدوله بالنص من المصدر السابق، وأنا لم أعتمده كاملاً لكوني انتقيت المفردات من عدة مصادر ومنه أيضاً للعلم " المدخل إلى اللغة الآرامية " لمؤلفه جورج حنا رزق الله ص 7ـ 8 وكذلك للكاتب اللبناني المعروف أنيس فريحة في صفحات متعددة، وللكاتب البليغ بنيامين حداد مؤلف قاموس ص7 حيث يذكر (ܐܫܘܪ܀ ܐܬܘܪ܀ܐܣܘܪ܀ ܐܫܘܪܝܐ܀ ܐܣܘܪܝܐ܀ ܐَܣܘܪܝܐ) إضافة لجدوله المنشور بالخط الشرقي في العدد 17 ـ 18 من مجلة المثقف الآثوري لعام 1978 في بغداد ، وجدول اللغة السوادية أي (السوادايا أو المحكية أو المعاصرة)  للكاتب المرحوم أبرم سبرغان بيت بنيامين المنشور في العدد 16 ص 52 من مجلة المثقف الآثوري لعام 1978 باللغة الآشورية والخط الشرقي حيث يذكر بأنه وزميله الكاتب المرحوم الشماس منصور روئيل عضو مجمع اللغة السريانية في وقتها، كانا قد اكتشفا في ثلاث صفحات 90  مفردة معاصرة متطابقة في معناها اللفظ الأكدي في الآشورية الحديثة ، د. ا. فيتشر المعجم اللغوي التاريحي ص 40 ـ 41، المستشرق ج. برجشتراسر في صفحات متفرقة من كتابه التطور النحوي للغة العربية، البراهين الحسية على تقارض السريانية والعربية لأغناطيوس يعقوب الثالث في صفحات متفاوتة.  ناهيك عن مقتطفات متفرقة من ندوة الأصل المشترك للغات العراقية القديمة ومجلات المجمع العلمي العراقي وكتب أخرى قد نأتي عليها مستقبلا لكثرتها وتزاحمها على الرفوف.
 
ولطالما تقول بأن الأمر لا يستغرق خمس دقائق، فأيهما الأفضل لزيادة أية معلومة؟ اليست هي من الأنترنيت أحياناً، ومن ثم التأكد من صحتها من خلال ما تحويه الرفوف التي نادرا تجدها تخلوا بين مثقفي عصرنا الحالي.. وبدلالة نسبة الشراء الضئيلة لأي مؤلف إن كانت بالآشورية السريانية الآرامية وحتى العربية والإنكليزية التي تخص تاريخ وجودنا.
ع: (انتم اراميين لا اشوريين فالشعب الحي يبقى محافظ على لغته حتى لو غزته لغة اخرى مثل الهنود الحمر والامازيغ وسكان استراليا. سكان الشام وفلسطين ومصر غزتهم اللغة اليونانية ولكنهم تركو لغة غيرهم وعادوا الى لغتهم الاصلية لانهم كانوا قد حافظوا على لغتهم الاصلية. الفرس تركو اللغة الارامية وعادوا الى لغتهم الفارسية).
م: اوكي.. نحن آراميون، واللغة التي اتحدث بها آرامية أيضاً ، وأنت أو غيرك يحمل صفة سرياني آرامي، فلماذا لا يفهمني اليوم في الحديث أو التدوين حين اتحدث بآراميتي او سريانيتي؟ أليست هي ذات اللغة الآشورية في الحديث؟ رغم التفاوت اللفظي الطفيف. أليست هي ذات الحروف مع بعض التغييرات الطفيفة؟ وعليك أيضاً ملاحظة الحرف الأصلي الإسطرنجيلي ومقارنة الخطين الشرقي والغربي من الأصل أيهما الأقرب منه، ناهيك عن الحركات المستعارة في الغربي من اليونانية.
ولأجيبك أكثر، من نهاية فرضيتك، تركنا آرامية الامبراطورية الفارسية التي كانت قد طغت في حينها لسهولتها فهل هي ذاتها التي اخاطبك بها اليوم إن لم نستطع ان نتواصل بها. على اية حال انت تسميها بما شئت، وانا اسميها بما أشاء، لكون من شبّ على شئ شاب عليه، ومن شاب على شئ مات عليه. شرط أن نستأصل الضغينة المقيتة والمميتة من قلوبنا.
ع: (الاشوريين الحاليين اراميين واذا يدعون انهم اشوريين فذاك دليل على انهم اضعف شعب في العالم ثقافيا، وقبلوا بلغة اقوام اخرى في دولتهم هم الاراميون. الاثار والكتابة المسمارية موجودة اعيدوا لغتكم ولا تزور لغة غيركم).
كلامك صحيح مائة بالمائة.. لأن الآشوريين جاءوا من جزيرة الواق واق.. ولم أقرأ يوماً بأن من يحافظ على أصله وجذوره التاريخية التي يشهد لها العالم واستقى من حضارته يعتبر اضعف شعب في العالم ثقافياً. فهل بنو آرام أوجدوا مبادئ الكتابة؟ طبعاً لا. إذن الكتابة هي من أرقى وأقوى مقومات الحضارة الإنسانية. وبما أن الآشوريين اثبتوا ذلك كتابة وقراءة بأشكال الرموز المسمارية من حيث اللفظ والدلالة والقواعد والملاحم ككلكامش وأخيقار الحكيم،  فقد مهدت الطريق لشعوب العالم المجاور للبحث عن أيسر الطرق والسبل لتخفيف صعوبات الكتابة والنطق من ستمائة رمز كتابي إلى ثلاثين حرف سمي بالأوغاريتي الذي استمر بعد الميلاد لعدة عقود، ومنه ولد الفينيقي الذي تفرعت منه الأبجديات الأخرى وسمي بالآرامي ومن ثم السرياني من لفظة اسيريان. فكيف بنا أن ننكر الأصل وننفيه لنتمسك بالحديث فقط؟ وكيف بنا ننكر أصالة أجدادنا ونتفاخر بذريتنا فقظ؟ وكيف بنا أن ننكر من اكتشف الكهرباء ووضع اسساً لها، وننكر من كان السبب من أنار عالم البشرية جمعاء، ومن جراء ذلك التواصل المستمر على ضوء الأساس لما يخدم البشرية من التقنيات الحديثة؟! أما التزوير الذي تعنيه فهو من ينكر وجود تسمية الكتابة المسمارية والماركة المسجلة بإسم الآشوريين، ومن ثم صناعة قوالب جديدة للكتابة بأسماء جديدة رغم التشابة في تسمية المادة المقولبة بدلالة الجدول الذي نشرناه وأغاظ البعض لحقيقته التاريخية المعتمدة من أبرز الباحثين اللغويين الذين ضمنوها في مؤلفاتهم. ولمن يريد التأكد من ذلك أن يتعب نفسه قليلاً في أمهات المصادر والحاسوب أيضاً ليعرف الحقيقة.
ع: (انا لو كنت اشوري لانتحرت
كيف وانتم اعظم امة في التاريخ تسمحون الى كم سرياني او ارامي مخربط مثلي يعيركم ويقول انكم تتكلمون لغته!!!)
م: أعوذ بالله أخي عدنان فتوحي إن انتحارك هو خسارة لنا ومن المحرمات أيضاً.. فإن لم تكن أنت وبما تدونه، لكنا قد مللنا من فراغ قاتل، وها أنت وأنا نقضي وقتنا في هذه الدردشة الكتابية بأدب وإحترام لعلنا نصل إلى قناعة مرضية وللمتداخلين أيضاً. وحاشاك أن تقول كم سرياني أو آرامي (.....) الخ... وأنت تتصف بالصفة المقدسة التي هي الهام من الرب.
ع: (اذا حصلتم على دولة اشور "لا سامح الله" يجب ان تكتب الدستور بلغتك وليس بالانكليزي او الارمني  او التركي فتكتب
المادة الاولى جمهورية اتوريا ذات سيادة
المادة الثانية لغة الدولة الرسمية هي "لشانا سورييا" موقتا
المادة الثالثة للتخلص من لغة هولاء الارامين المخربطين يجب حث جميع موسسات الدولة على استعادة لغتنا الاكدية الاشورية البابلية القديمة قبل ان ننزح من جنوب العراق ونحتل بلاد اشور) مع التحية.
م: يا أخي في الأيمان المسيحي.. هل من صفات المؤمن (وأنت الشماس) أن يتعمد الشر لغيره ولا يدعو ذرة خير لمن يعبد ذات الأله وذات المسيح؟! ربما في بعض الأعراف التي هي خارج نطاق معرفتنا. وربما في التعاليم التي تشذ عن واقعنا المسيحي.
أما عن دستورنا.. فذلك شأن السياسيين وليس من شأني ككاتب مهتم باللغة والأدب حتى وإن أصبح اليوم الحقل اللغوي والمنهج الأدبي من ضمن السياسة لأغراض نحن في غنى منها.. أما في حال تحقق ذلك الحلم الذي ارتئيتموه بجهودكم سأحقق ما أنت تتمناه، لكون الهدف هو ليس قتل الناطور، وإنما أكل العنب للوصول إلى المبتغى أو عكس ذلك إن شئتم. وعندئذ سيكون لنا موقفنا إيماناً بأرواح شهدائنا الأبرياء إبتداء بالمسيح كأول شهيد وإلى آخر شهيد من لحظة هذه الكتابة، إن كانوا سرياناً أم كلداناً أم آراماً أم وأم.
دعني ثانية أقول لك في مادتك الثالثة التي تقول فيها " من لغة هولاء الارامين المخربطين" بأني أأسف من هذا التعبير من جنابكم وجناب من تداخل معنا بصفة شماس. هذه التعابير لا تليق بنا وبكم أبداً، ولكنك رغم ذلك تجعلها ديدنك في التعبير. ولمعرفتك عندئذ سأقول إن إخوتي الذين يؤمنون بالسريانية هم الآشوريون الأصلاء لمواقفهم الصريحة كما يبدو لنا من السريان الذين آمنوا ولا زالوا يدافعون عن ذلك لوعيهم وثقافتهم وإدراكهم وليس بني آرام من الأعداء الذين لا يقتنعون بأي رأي. أما كلمة التحية التي تختتم بها موضوعك، فعلى العين والرأس إن كنت حقاً فيما تقصده.
وفي خاتمة المطاف استقي من منتصف ردك العبارة التالية لإختم حديثي.
ع: (هذه هي مبادي يعجبك يعجبك/ ما يعجبك اشور وشلمنصر وسنحاريب والمسيح وياك،
"وضعت المسيح بالاخير لان شعار الاشوريين اشور ربنا وولدت اشوريا قبل ان اولد مسيحي).
م: مبادؤك عالعين والرأس، ولكن ليس معنى ذلك أن تنفي مبادئ الغير. فمثلما يرشدك إيمانك، فللغير أيضاً لهم إيمانهم. ألا ترى المؤتمرات الدينية تجمع بينهم من كافة المذاهب والأديان؟ وألا ترى الأحزاب السياسية بإختلاف وجهات نظرهم تجمعهم العديد من المؤتمرات للتفاوض والوصول لحل مقنع؟ فإن كان بين الآشوريين ممن وصفتهم بتعوتك، فلماذا يؤمن العديد من المثقفين ممن هم من أصول سريانية ينجرفون في تيار الآشوريين. فحاول إقناعهم هم قبل أن تتخطى الحدود الحمراء من الآشوريين. وهنا تذكرني مقولتك بجماعة الإنجيليين وشهود يهوه والمارمون حين يطرقون أبوابنا لإرشادنا إلى المسيحية الصحيحة، وأنت تقتفي ذات المسار بالنسبة لي.
أخي عدنان.. لا تكن صلباً فتكسر، ولا مرناً فتكسر. حاول أن تكون بين هذا وذاك. لا متهكماً وحاقداً وكارهاً، وأنت لربما أكبر مني سناً، وأعلى إيماناً وخدمة كهنوتية. ودعني في الخاتمة استشهد بمقولة الشاعر.
الناس للناس من بدوٍ ومن حضرٍ   بعض لبعض وإن لم يشعروا خدمُ 
كما وأردف قائلاً حسب ما يقول إيليا أبو ماضي " أين كنا؟ أين أصبحنا؟ وكيف؟ " نعم كنا في حدود كلمتين مرادفتين هما " الآشورية والسريانية " وجرفتنا في وادٍ آخرٍ خاوٍ من الموضوعية. فلا بأس إننا استفدنا في الكتابة للبعض بأدب وإحترام ، إن وافقتني الرأي كونك لا تكره الآشوريين، آملاً أن تحبهم، لكون الحب سر التفاؤل وديدن كافة الرسل. مع الإعتذار إن ورد مني ما تفسره سوءاً.
مع التحية
ميخائيل ممو
ملاحظة: هناك العديد من الروابط التي ربما لم تصادفك ومنها رد الزميل آشور كيوركيس التي تحتوي من المعلومات القيمة.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=384617


232
الأخوة المتداخلون
بعد أيام من الغياب عدت لأتواصل مع القراء الأعزاء لأدون كلمتي العمومية دون مفارقة ممن يلمني وممن يرفع من شأني لأقول لهم:
الحمد لله لإخوتنا المؤمنين بالتفرقة العنصرية الأثنية، وبذات المعنى الصالح لله لإخوتنا الذين ينعتونا بما لا يستوجب نعتنا به، ولإخوتنا المتداخلين بصفاء النيه الحسنة لمن لا يدركها ولإخوتنا الذين لا أعلم بماذا اصفهم (عافاهم االله) ولمن تجاوز الحدود بغير حق لأسباب في قرارة نفسه.
اليكم كلكم.. دعوني أن اكون الأصغر بينكم وأضعفكم، وكلكم إخوة لي شئتم أم أبيتم. وهذه المعاني ليست من باب المجاملة أو الإحتقان القومي أو دعم طرف دون آخر. كلنا من خلق الله دون سواسية، وكلنا ورثة ابي البشرية، انتقانا بمشيئته للغة التي نؤمن بها ، رغم لهجاتها، وكما آمن العرب بلغة واحدة اساسها ومصدرها اللغة التي نتكاتب ونتحدث بها، فكانت لهم السنتهم ـ حسبما يسمونها ـ وبالتالي اتفقوا على أن لسان أو لهجة قريش هي الموحدة والمقدسة، وفق ما أكد عليها القرآن لأسباب لا يستوجبنا ذكرها التي كانت بدوافع اللقاءات المتوالية من أطراف متنوعة في أيام معينة من سوق عكاظ ليتبارى فيه الموسيقيون والمغنون والشعراء بحيث أدت لتوحيد لغتهم بلهجة معينة وخاصة أيام كان شعراء النصرانية يطلقون بحناجرهم الجهورية المعلقات السبع او التسع كونها الفصحى المعتمدة وفي أيام اللقاءات التجارية من كل حدب وصوب، وكما حدث في التاريخ الحديث للكاتبة ماري زيادة في امسياتها الإربعائية في القاهرة التي قربت الكتاب والشعراء  ولقاءات انستناس الكرملي المخصصة لأكبر أدباء ولغويي العراق على ذات المنحى، وغيرهم ممن انتهجوا ذات النهج في البلاد العربية. ومن جراء ذلك توصل العرب للغة واحدة نعتوها بالعربية بفضل شعراء النصرانية التي تيمنت بلغة القرآن والشريف أيضاً. والجواب لديكم من هذه التوطئة. وللذين لا يدركون الحقيقة نقول لهم: الشعراء النصارى، دعاة القومية من مؤسسيها المسيحيين، جذور اللغة الأكدية (الآشورية البابلية) ومن ثم ما توالى عليها من تطورات واستحداثات. وهنا نطرح تساؤلنا بالإيجاز والإختصار.. من كان علة توصل العرب في لغتهم بما هو عليه؟ حتماً سيكون الجواب بنو آرام. وفي حال استمرارنا، سنطرح ذات السؤال، سيكون الجواب الفينيقيون. وبذات السؤال سيكون الجواب من قبلهم. ومن هم من قبلهم سيكون الجواب الأوغاريتيون. ومن أين استنبط الأوغاريتيون حروفهم المسمارية؟ وهنا شئنا أم أبينا سيكون ممن هم قبلهم. ومن يكون قبلهم؟ حتماً ستكون الكتابات المسمارية. ومن هم كتبة المسمارية البابلية؟ هم الأكديون. ومن هم الأكديون؟ هم الآشوريون البابليون. ناهيك عن السومريين. إذن بالنتيجة يبدو لنا بأن الآشوريين هم أساس اللغة، وكما أقول وهذه هي بديهة بأن الأساس هو المقياس، وبدلائل التقارب والتزواج اللغوي واللهجوي بين أبناء شعبنا أينما تواجدنا، رغم الآرامية الفينيقية التي فرضت نفسها لسهولة الكتابة والمراسلات والتعامل. والنتيجة هي إن الأصل هو الأساس. ومثلما قلت مراراً في العماذ يسموني عوديش واسم هويتي عوديشو فأنا هو ذات الإنسان إن سماني الغريب ديشو أو دشّه أو ما شابه ذلك. إذن إخوتي الأعزاء دعونا نتقارب من البعض ونجلس على طاولة مستديرة دون رئيس ومرؤوس  لربما نلبي مشيئة الله في تألفنا ووحدتنا، ولعلنا ندرك مما تورطنا به دون جدوى من هذه الحياة الفانية الزائلة التي نلهي بها انسفنا بالغرائز التي لا تقل مستوى عمن لا يدرك معنى الحياة الحقيقية.
راجياً أن لا تؤاخذوني على ما نوهت اليه بحكم ما توصلنا اليه واردتنا مصائب ومصاعب الحياة التي نعيشها اليوم، وفي زمن لا يرتضي الأبناء بوصايا الوالدين، ولا من الوالدين مما يتوصل اليه الأبناء المدركون لواقع الحياة ، لنعيش في إزدواجية مقيتة. آملاً بأني اقنعتكم بما آليت اليه، ولي عود ثانية للرد على من تجشم عناء المداخلة سلباً أو إيجاباً.  مع بالغ تحياتي للإخوة جميعاً.
ميخائيل ممو

233
أخي بهنام.. حفظك الله
لكي لا أطيل الكلام عليك، وجهة نظري واضحة من خلال ما عرضته مسبقاً. أما أن تختبرني بسؤالك المحدد، لدي العشرات من النصوص التي استنسختها وعرضتها. ولا تنس كل شئ على الأساس يقاس. نعم قبل أن تسمى سريانية هي ارامية بلا شك، ولأسباب أخرى بيناها مسبقاً سميت السريانية. اما افتراضك الأول فعليك مراجعة كل ما كتب عن اللغة الاشورية، ودليل ذلك ما اقتبسته من عدة مصادر لتأكيد ذلك ومنها حصراً ما نقله ودونه السرياني الخور فسفوف برصوم يوسف أيوب في جداول كتابه الموسوم " اللغة السريانية" إضافة لمصادر أخرى.
مع التحية

الأخ الشماس عدنان حفظك الله
بالنظر لعدم تواجدي في مقري الدائم، سأرد عليك بالقريب العاجل وبما فيه الكفاية
مع تحياتي


234
ܫܡܫܐ ܚܩܝܼܪܐ ܒܫܹܡ ܚܒܼܫܘܿ ܚܠܝܼܠ (ܟܼܠܝܼܠ) ܐَܣܘܿܪܵܝܵܐ.
ܬܵܘܕܝܼ ܣܵܓܝܼ ܠܢܘܼܗܵܪܘܿܟܼ ܕܟܹܐ ܡܫܵܒܸܗ ܐܘ ܟܕܵܡܐ ܠܪܚܡܘܿܟܼ ܡܫܡܫܢܐ ܥܕܢܵܢ.
ܟܠ ܡܐ ܕܐَܡܝܼܪܠܘܟܼ ܒܟܬܒܼܬܘܟܼ ܢܣܲܒܼ ܡܼܢ ܡܒܘܥܹܐ ܕܒܲܪ ܢܘܼܟܼܪܵܝܸܐ، ܘܗܪܟܐ ܘܵܠܹܐ ܝܠܵܗܿ ܕܝܕܥܬܼ ܟܠ ܚܕܐ ܡܠܬܐ ܐܝܼܬܠܵܗܿ ܗܘܦܲܟܼ ܡܠܬܵܐ. ܘܒܙܒܼܢܢ ܗܵܫܵܐ ܟܠ ܡܢَܕܝܼ ܬܘܕܝܬܵܢܵܝܵܐ ܘܠܸܫܵܢܵܝܵܐ ܗܵܘܸܐ ܫܘܼܝܵܫܵܝܵܐ، ܕܠܲܝܬ ܦܝܵܫܵܐ ܕܐܘܼܣܝܹܗ ܗܵܘܹܐ ܡܲܣܒܼܵܐ ܘܡܲܬܠܵܐ ܫܲܪܝܼܪܵܐ ܘܒܡܲܟܝܼܟܼܘܼܬܵܐ ܠܢܝܼܫܵܐ ܕܡܬܼܛܵܘܪܵܢܘܼܬܐ ܒܥܸܠܬܼܐ ܕܗܢܝܵܢܵܐ ܦܪܨܘܿܦܝܐ. ܘܠܐܠܬܚܬ ܚܕَܟܡܐ ܢܘܼܗܪܸܐ ܓܕܝܫܡܐܝܼܬ. ܥܲܡ ܚܘܼܒܝܼ ܘܐܝܼܩܪܝܼ.



وفيما يلي بعض الإيضاحات المقتصبة

1.   ان النقطة الأولى في تساؤلك من أين استقيت جدولي، ليس بالغريب عليك من أمثال نولدكه او ولفنسون او بروكلمان وغيرهم، فهم على مسار ارثر جون ماكلين بالحرف الشرقي وج راينه سميث بالحرف الغربي و ج ب ماركوليوث1927 بالحرف الغربي ولويس كوستاف، والمعجم الأكدي باللغة البالبلية الآشورية، والمدخل الى اللغة الارامية في لهجة معلولا، ومعجم الكلمات الأكدية في اللغات الشرقية القديمة، والمعجم اللغوي التاريخي لمؤلفه ا فيتشر، والتطور النحوي للمستشرق ج برجشتراسر وكتاب اللغة السريانية لبرصوم يوسف أيوب وبحوث أخرى عديدة لقدامى اللغويين والمحدثين الذين استقيت منهم الجدول المنوه عنه ووو.
2.   في النقطة الثانية ساستغفل عنها لعلك على دراية بذلك عن تأسيس مدرستين رئيسيتين متفاوتتين لأسباب لاهوتية وتفسيرات متفاوتة هما الرها ونصيبين التي ادارها مار نرسي الآشوري الأصل من شمال ما بين النهرين.  وفي النقطة الثالثة تناقض ما أشرنا اليه في جدولنا المستقى من أمهات المصادر الموثوقة لعلماء وباحثي اللغويات، ناهيك عن ذكر المصادر المشار اليها في النقطة الأولى أعلاه، وليسهل عليك الأمر تجد  لدى "عمنا كوكل" في جهورية الأنترنيت ما يؤكد ذلك لمعرفته. كما وهناك من التعابير التي يستشهد بها العديد من الكتاب عن تشابه الألفاظ "معنى ولفظاً" توارثت عن الأكدية التي هي ذاتها الآشورية البابلية والمستعملة لحد يومنا هذا بما نسميه "ليشانا اثورايا خاتا" وإنك على علم بذلك كرجل دين حين نقول " ليشانا عتيقا" المحصور في اروقة الكنائس، وليشانا خاتا المتعارف عليه في التعامل اليومي، وكما هو الحال في اللغة العربية الفصحى ولغة المحادثة، وكذلك لغة شكسبير الحديثة وما استحدثه مارتن لوثر أيضاً وو...
3.   النقاط الاخرى التي أوردتها تحكمت بها سياسة الإنفصال عن بعضها ليتسم كل شعب بتسمية دولته المتعارف عليها لأسباب اثنية وسياسية دولية نحن في غنى عنها.
4.   مثالك وتساؤلك عن دولتي السين والصاد تتحكم به الجذور اللغوية الأساسية وليس الفرضيات الرياضية التي لها اساليب متعددة في التحليل والإثبات.
5.   في النقطة السادسة نحن لا زلنا نتمسك بذات الأصالة التي تفرعت منها باقي التسميات مع احتفاظها بذات الألفاظ القديمة ولكن بخطوط مغايرة نوعاً ما لأسباب فرضتها بوادر الإنشطار الكنسي. وفيما إذا كان انقسامها يغيضك، فهل ان الناطقين بالسريانية لهجاتهم موحدة  في قرى ساكنيها في العراق وتركيا على سبيل المثال؟
6.   بارك الله بك في النقطة السابعة، فإن لم تكن التسمية السريانية الآرامية لكانت كما نعتها مار أفرام، وكما نعتها العرب بأن العربية من عنده تعالى ولغة الجنة. فإذا عولنا ذلك فما الخطأ أن ننعتها بالآشورية الأصيلة كما قيل عنها الآشورية البابلية أو العكس، واليوم ننعتها بالآشورية /السريانية، والسريانية وفق التفاسير المنطقية بأن السريانية هي الآشورية على ضوء التسمية اللاتينية والإغريقية والعربية خاصة في تشديد حرف السين كحرف شمسي كما ورد في نطق الأحرف اللاتينية أي اس + سيريان ومن ثم إضافة ال التعريف بالعربية.
7.   وتعليقي الآخير من هذه المهاترات اللغوية التي تدع كل مجموعة في وادٍ مغاير عن الأخر ليغني عن ليلاه، وتلك ليلاه تعاني حشرجات النفس الأخير في عقر دارها من بلاد ما بين النهرين.
مع بالغ تحياتي أخي خوشابا الذي تم تصغيره لغويا إلى خوشو مثلما يصغر اسمي إلى ميخا باللهجة الكلدانية وميخو باللغة الآشورية والسريانية أيضاَ. وأرجو عدم المؤاخذة إن وجدت في ردي تجاوزاً لا يرضيك، لكون سياسة الأخذ والعطاء اساس تجاوز الإشكالات لمن يتحلى بصفة احترام الرأي الآخر. مع بالغ التقدير.


235
أخي في القومية الآشورية / السريانية الشماس عدنان فتوحي الموقر
لكي لا أبدد الوقت معك فيما أنت ذاهب اليه، مع جلّ احترامي لشخصك وصفتك الدينية، دعني استخلص ما أود قوله في جمل قصيرة ألا وهي:
1.   إن ما تدونه وعلى مدى سنوات عديدة هو شذر مذر لا نستنتج منه خيراً.
2.   كلامك الدائم وغير المُقنع شبيه بما يقال: وفسر الماء بعد الجهد بالماء.
3.   كلما اقتربت نار الفتنة الى الخمود تسرع لتصب الزيت عليها لتحرقنا ثانية وجميعاً.
4.   كم من الأخوة الكتاب عاملوك معاملة الطيب والحسنى، وتظل توخزهم بأشواك ردودك.
5.   وهل تظنني لست على معرفة بما تستلب من آراء وأفكار في طروحاتك ومصادرها؟
6.   كفى أن أقول لك: كل إناء ينضح بما فيه.ولكل واحد منا سبيله الى الصراط المستقيم.
7.   وأخيراً.. نظراً لكثرة المداخلات والتعقيبات التي تخص ردك بما كتبته لي ونشرته سابقاً، ولكي لا اعيد الموضوع ذاته دون جدوى، ومستثنياً التكرار، أذكرك بالرابط المنشور أدناه، رغم كثرة الروابط، إحياءً لذكرى الكاتب النحرير المرحوم اشور بيت شليمون الذي خصك به لمعرفة الحقيقة.
8.   للمزيد (اضغط على ( Ctrl) وبالماوس على المزيد لفتح الملف). او مباشرة على الرابط
http://www.tellskuf.com/index.php/authors/90-ah/29251-aa-sp-1389888544.html
ولا تنس أخي الشماس بأن الحليم تكفيه الإشارة.

مع بالغ تحياتي
ميخائيل

236
الأخ السائل عدنان فتوحي السرياني الموقر
إن ما وددت معرفته في سؤالك اجبت عليه بالصفة التي لقبت نفسك بها. طالما الإسم السرياني هو ذاته الآشوري الذي ولدت وتفرعت منه باقي التسميات. فهل كان في وقتها آشوري شرقي وآشوري غربي؟ كما تم استحداث سرياني شرقي وغربي. وهل كان كل واحد يلهج بشكل مغاير عن الآخر في عهد الإمبراطورية الآشورية؟ وفي حال إن إفترضنا بإن الأمر كان كذلك معناه إننا نفند المراسلات والوثائق التاريخية باللغة الآشورية  التي وجدت في مصر وفلسطين وسوريا  ودول أخرى في زمن الفتوحات الآشورية. علماً بان الجدول المشار اليه في موضوعنا يفند ما نفترضه هنا. ثم أوليست الآشورية  القديمة وفق الجدول المدون أساس التدوين الكتابي واللفظي والإشتقاقي بصوت واحد وبأبجديات حروف متقاربة الشكل. وبتعبير آخر هل عليّ أن أنكر أسم أجدادي القدماء؟ وبالأحرى إن كان اسم حفيدي في العماد اشور وسميناه رسمياً آتور (يصح للذكر والأنثى) وبعد هجرته لأسباب نطقية سمي آسوري كما باللغة الأرمنية والتركية آسور مثلاً . أليس هو ذات الحفيد أو الشخص. هذا ما يجري اليوم في عالمنا الذي أعمى بصائرنا وبصيرتنا من تمنطقوا بالإنشطار الديني والعقائدي والسياسي من قادة الكراسي. وما تطلبه مني أن أذكر لك إسماً واحداً مما تعنيه، فبإمكاني أن أذكر لك المئات مما طلبته، وأكبر دليل من عائلة آل بختيشوع وأل ماسويه ومدرسة حنين بن اسحق وغيرهم من العلماء والمترجمين الذين ترجموا من اليونانية إلى تسمية لغتنا التي نتحدثها أنا وأنت بلهجاتها المختلفة ومن ثم إلى العربية لإثراء ما توصل اليه غيرنا، وأن نكون نحن في الخاتمة كما تعلم ولأسباب عديدة. وأكبر دليل وعلى نحوٍ خاص في حقل الترجمة جهابذة جامعة (مدرسة) الرها ونصيبين وجند يسابور بشكل متميز التي كانت من أتباع كنيسة المشرق (النسطورية) التي لـُقبنا بأننا من أتباعها، ولا زلنا نتحدث بذات اللغة، إن كنت أنا أو أنت أو الكلداني أو من يدعي الآرامية والسريانية، بفارق اللهجة المناطقية وأسباب أخرى نستثنيها في جوابنا المقتضب.
أخي عدنان.. في الحقيقة إن مسألة التسمية وشاكلة هذه التساؤلات بعثت فينا الملل والإشمئزاز ، واصبحت كمّن يحفر بئراً في الرمل، وصفحات الإنترنيت ومجلاتنا وجرائدنا أصبحت تستنكر التعليقات والمداخلات والتعقيبات التي تفرقنا عن بعضنا، بدلالة ما نلمسه ونعيشه اليوم. تصور أين كنا، وأين أصبحنا اليوم ونحن منهمكون في صراع الشين والسين والعالم المتطور يحركنا كما يشاء، والمتخلفون يهمشوا وجودنا بتدمير صروحنا التي هي اسس الحضارة البشرية.
وفي الختام دعني أخي عدنان أن أكتفي بهذا القدر لئلا يطول الحديث ونعيد الكرة ذاتها من دون أن نصل إلى نتيجة مقنعة.
ميخائيل ممو


237
أخي روبين.. في البدء شكرا لمداخلتك وما أبديته من ملاحظات لا تخفى علينا، كوننا نسقي رياض لغتنا من ذات المنبع، وكوننا على معرفة بما نود الإشارة إليه، ولكن أحياناً متى ما شحت مياه ذلك المنبع يضطرنا الأمر أن نستعين بما هو الأقرب من ذلك نوعاً ما، إضافة لمنابع الذين عمّقوا في حفرياتهم من الغرباء وإغترفوا ما لم يكن بوسعنا الوصول اليه كونه في حوزتهم.. بدليل ما أعلمني أحد الأساتذة في جامعة ستوكهولم  بأن المستشرقين سلبوا كل شئ ولم يُبقوا لنا ما ينبغي التوصل اليه. ولكن هذا الرأي مهما كان صحيحاً، لا يثبط من همتنا ولا من همة من يواثب من أمثالكم على التبحر أكثر في أعماق بطون الأراضي التي لا زالت تخفي الكثير من الحقائق. وأظنك على علم يقين بأن الذين تناولوا اصول ومنابع القضايا اللغوية تنافرت وتغايرت نظراتهم ونظرياتهم فيما ذهبوا اليه، وفي مقدمتهم  وأولهم النمساوي شلوتزرو في عام 1781 أي قبل 235 عاماً من سنتنا الحالية، بإعتماده ما ورد في الإصحاح العاشر من سفر التكوين في العهد القديم عن أنساب نوح. وبعد أن شاعت هذه النظرية، وتم الإتخاذ بها من قبل الباحثين اللغويين وإعتمادها، وبتواصل الأبحاث والتنقيبات  بدأت تضارب الآراء أيضاً لينعتها البعض باللغات الجزرية بدلاَ من اللغات السامية من منطلق أصل الأقوام المهاجرة من شبه الجزيرة العربية، ومن ثم ليسميها البعض الآخر بالنهرينية أو الرافدينية، وأخيراً مجموعة اللغات العروبية.
أخي روبين.. أن كنا قد آمنا واعترفنا بالتسمية القومية الموحدة التي هزت كيانها الحركات الدينية والسياسية فيما بعد، لما كنا في صراع دائم اليوم وفي تشتت مستمر لإثبات ما يدعنا في دوامة من الحيرة والإستغراب.
دعني الآن أعود لما ذكرته في بداية مداخلتك حين تذكر بأن (البابلية الاشورية القديمة وبلهجاتها المتعددة والتي كانت لغة عابرة اتجهت غربا الى بلاد الشام واصبح اسمها الارامية التي تحول اسمها بعد ذلك الى السريانية(الصحيح سوريانية وليست سريانية )والتي هي لنقل لهجة اشورية بابلية تغيرت بمرور الزمن وتكلم بها اغلبية شعوب منطقة بلاد الشام في ذلك الوقت -اذن هي لغة واحدة وبلهجات متعددة وليست مجموعة لغات).
إني أتفق ورأيك ولكن لا تنس قبل أن تصبح الآرامية، سبقتها الأوغاريتية في رأس شمرا بمنطقة اللاذقية السورية في ابجديتها المسمارية البالغة 30 رمزاً أي قبل خمسة قرون من إكتشاف الأبجدية الفينيقية التي اعتمدت في اللغة الآرامية لسهولتها في الرموز الكتابية، ومن ثم السريانية من قبل الممالك الآرامية أو الشعب الآرامي سكنة المرتفعات السورية ليتخلصوا من التسمية الوثنية. وفيما إذا حللنا تركيبة التسمية السريانية فهي ذاتها الآشورية من النحت والنعت اللاتيني" assyrian" أسيريان لكون حرف السين مشدد في العربية وتمت كتابته على غرار حرف الأس المضاعف في اللاتينية. وكما بينت لك بعامل الصراع الديني والسياسي والتحوير اللغوي استشرت العدوى اللغوية بقلب الحروف وتحوير ألفاظها، وكما يقال أيضاً عن اللغة بأن الأمهرية هي اللغة الحميرية أصلاً، فتم تغيير وقلب التسمية إلى الأمهرية في اللغات الغربية لفقدان حرف الحاء لديهم، كما هو ما بين الشين والسين في الآشورية في العهد الإغريقي، إضافة للثاء والتاء في آشور وآثور وآتور وآسور. 
للمزيدhttp://www.zowaa.org/nws/ns7/n050311-4.htm
 نعم أشاطرك الرأي أيضاً بلغة واحدة ولهجات متعددة، بدليل الجدول المرفق في موضوعنا رغم التفاوت اللهجوي ، وهذا ما ينطبق على بني آشور من المذهب الكلداني والسرياني حين تسمى لهجتهما بالتسمية المذهبية مثلما تسمى كنيستنا بالآثورية. إذن فلهجة الكلداني والسرياني هي ذاتها من الجذر الأكدي البابلي الآشوري الأقرب للواقع والمنطق العلمي. وعلى ذات المنوال نقيس باقي اللغات المسماة بوجود شعوبها وفق التمذهب الديني، وزد لذلك الطائفي والإثني وما شئت من الإضافات التي لا مبرر لها إلا بالتعنت والتزمت والعناد الذي لا يجدي نفعاً. زهنا نستخلص بأن التأثير السومري اتخذ مجراه بشكل نسبي على الأكدي وبالتالي البابلي الآشوري أي النهريني قد مهد الطريق كجسر موصل بين شعوب المنطقة المجاورة والفتوحات التي توالت بالوجود الإمبراطوري والتقلبات السياسية
ولو فرضنا جدلاً بأن سام بن نوح هو مصدر اللغات السامية، فمن الأرجح أن يكون الأكديون والبابليون والآشوريون من الآوائل الذين تكلموا بلغة نوح، إن صح التعبير، طالما الأكدية البابلية الآشورية هي منبع اللغات السامية جميعها. 
وفيما يخص أسم الثور لا جدال في ذلك لكون المسميات على ضوء الألفاظ عادة ما تتفاوت من شعب لآخر ومن زمن لآخر بدلالة أبناء نفس الوطن، وبالتطور المرحلي للكتابة من الصورة الرمزية إلى الأبجدية لكل شعب، أي أنه بدلالة الشكل على الصوت الأول فالهيروغليفية مثلاَ رسموا النسر المسمى بلغتهم الف أو الب ولفظوه أ ، وعلى شاكلة ذلك في الكتابة السينائية برسمهم لشكل رأس ثور المسمى بلغتهم  ألف ولفظوه أ، والفينيقيون أيضاً رسموه على شكل رأس ثور منحني ومن اسمه لفظوه أ، وليس من الغريب أن ينحى الغربيون على ذات المسار في الحرف اللاتيني الكبير المقتبس من الفينيقي (A) والعديد من الحروف اللاتينية. والنتيجة تثبت ما هو متعارف عليه من الأطوار الكتابية المتمثلة بالتصويرية فالرمزية والمقطعية والصوتية وبالتالي خلاصتها في الأبجدية التي تفرعت جذورها مع مسار الأزمنة المتتالية.
وفي خاتمة المطاف أخي الأستاذ روبين، آملاً أن تكون على قناعة مما أوجزته في ردي السريع بإيجاز، لكون هكذا موضوعات بحاجة إلى عدة صفحات وفق آراء الباحثين اللغويين من القدامى والمحدثين. وأظنك على علم بأن كل واحد منا يتعلم من الآخر لنصيب وجه الحقيقة.

ميخائيل ممو

238
التزاوج اللغوي بين مجموعة اللغات السامية
الجزء السادس
بقلم: ميخائيل ممو
ما تشهد له شعوب العالم القديم والحديث عن دور الدين والسياسة على الوجود اللغوي، له تأثيره الواضح والجلي على تركيبة الدولة في سلطاتها الثلاث للهيكل الحكومي إلى جانب صدى السلطة الرابعة التي أصبحت اليوم أكثر دوياً لنشر الوعي والتأثير على الواقع المُعاش، وعلى شكل خاص ومتميز حين تتواجد لغتان أو أكثر في منطقة معينة بحكم ستراتيجيات السيطرة السياسية والإثنية للمناطق الجغرافية، إلى جانب نزعة الإستحواذ الديني أيضاً بمذاهبة المختلفة وفرض السيطرة. وأحياناً عادة ما تتسم بعض الشعوب الأثنية بالمرونة والتقبل رغم سعة المساحة التي تفرض وجودها عليها، مثلما أتبع الفرس اللغة الآرامية بأبجديتها المبسطة وتراكيب جملها وصرفها بانتشار استعمالها في المناطق التي كانت تحت نفوذها، وأبعد من ذلك بحكم التعامل التجاري والمراسلات والعقود، ومن ثم قدوم الزحف العربي الذي أودى بالوجود اللغوي الآرامي الذي انتشر لحدود كبيرة خارج دائرة الحكم الفارسي. وهنا لا نستثني لغة الشعب السومري بعد الحكم الأكدي فالبابلي والآشوري بإمتزاج لغتيهما تحت تسمية البابلية الآشورية أو الآشورية البابلية وفق المعجم الأكدي، وبالتالي تأثيرها المباشر على اللسان الآرامي وعكس ذلك بتداخلهما معاً، وعلى العربية التي استمدت ما لا يحصى من المفردات التي تفتقر اليها في حينها ليتم اعتمادها في إطار الكلمات المعربة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر أسماء أشهر السنة، الأرقام والأعداد، أعضاء جسم الإنسان كالإذن والفم واللسان واليد والكتف وغيرها،  وأسماء العلم مثل سخريا أو زخريا لتصبح زكريا وشمائيل لتكون اسماعيل وأوراهم لتصبح إبراهيم وأسماء بعض الحيوانات كالنمر والذئب والثور والنسر والعقرب وغيرها مما ذكرنا التي لا مجال بالإشارة اليها لسعتها. ولمن يود معرفة ذلك عليه بالمعجم الأكدي البابلي الآشوري من منشورات المجمع العلمي العراقي، ومحاضرات الأستاذ المستشرق ج. برجشتراسر استاذ اللغات السامية في جامعة ميونخ وغيره، ناهيك عن الألفاظ اللهجوية المتداولة في العامية التي أشرنا إلى البعض منها في بحثنا السابق وفق ما ذكره العلامة اللغوي المرحوم انستانس الكرملي في مجلته "لغة العرب" وجرجي زيدان في سلسة مؤلفاته عن تاريخ آداب اللغة العربية  وغيرها من المصادر العربية والأجنبية على يد المستشرقين. وللإيضاح أكثر استقينا الكلمات الواردة في الجدول أدناه بالحرف العربي على ضوء طريقة مصطلح الصياغة الكرشونية التي تعني كتابة لفظ الكلمة الآشورية بالحرف العربي.



نستدل من النماذج المذكورة في الجدول أعلاه عن تشابه المفردات في معانيها وتوارثها عن الأكدية أي اللغة البابلية الآشورية رغم تفاوت استبدال حروف الشين والسين والتاء والحاء والخاء والكاف لإسباب نطقية أو لفظية لكل مجموعة أو شعب من الشعوب المذكورة.
وقس على ما بيناه في الجدول المنوه عنه عن الألفاظ القرآنية الدينية المُستقاة التي منها الهيكل والسماء والملك والإسم والنفس وغيرها المتوارثة عن التطور الحضاري واللغوي بعد الميلاد ومنها السلطان (شولطانا)، الصلاة أو الصلوات (صلوتا)، الشيطان أي إبليس (ساطانا)، الفردوس (پرديسا)، القسيس (قاشا)، المسيح (مشيحا أو مشيخا)، جهنم (گيهانا)، الصيام (صوما)، طوبى (طووا)، فرقان (پورقانا، ڤورقانا)، القداس (قوداشا) الكفر(كوپرنيا أو كوفرنيا)، النذر (نِذرا أو نِدرا)، الروح (روخا أو روحا)، الرحمة (رخموتا) وغيرها التي أثرت في اللغة العربية الأدبية الفصيحة. علماً عن تواجدها في العبرية الحديثة أيضاً وفق ما تشير اليه المصادر التاريخية. هذه دلالة على تداخل الآشورية / السريانية / الآرامية وتزاوجها مع العربية بدلالة الجذر اللغوي المشترك لها مع الفارق اللفظي البسيط مقارنة بقواعد الكتابة الصحيحة، حيث نجد في الآشورية اتصافها بألف الإطلاق كتابة ولفظاً، بينما السريانية والآرامية تدون بذات الحروف وتلفظ نهاياتها بالواو والعربية بالضم أو التنوين والعديد من الحبشية الأثيوبية حسب لهجاتها المتعددة بالياء للمفردة الواحدة حسب ما يلي: ( اليوم: يَوْما، يَومو، يومٌ، يومي ) واللفظ ما بين الآشورية والسريانية قد يكون لأسباب دينية لاهوتية حتمت عوامل الإنشطار الكنسي بين المذهب اليعقوبي والنسطوري في النصف الأول من القرن الخامس الميلادي (451 م.)، ليسري مفعولها على اللغة أيضاً وذلك بتغيير رسم شكل العديد من حروف الأبجدية بخط مختلف له ذات الصفات النطقية، وإستعارة الحركات اليونانية الشبيهة على ما هو في العربية كالضمة والفتحة والكسرة  في حال تشكيل الحروف لتفريقها عن الحركات الشرقية من أتباع المذهب النسطوري المتمثلة بالنقاط فوق وتحت الحروف.
ولكي لا يغيب عن بال القارئ ويكون على علم بأن هناك من الكلمات في حقول متفاوتة تشترك فيها كافة اللغات المنضوية تحت فصيلة المجموعة السامية كالعربية والعبرية والأثيوبية. نضيف هنا البعض من الكلمات كإشارة لذلك ومنها اللهب والبرق، القمح والدبس والسكر، والطحن والطبخ والقلي، ثم العدد الكبير من الأفعال: علا وقدم وقرب وبكا وصرخ وذكر وسأل ولبس ونقل وركب وقرص وقدس وخطئ وذبح وبارك وفتح وغيرها.
ومما ينبغي الإشارة اليه أن العربية اتسعت دائرتها بحكم الفتوحات الإسلامية وهيبة النصوص القرآنية والعلاقات التجارية سواء مع الآراميين في دمشق، والفرس في الحيرة والمدائن، والحبشة في حينها واليمن وما تم ترجمته عن اليونانية بواسطة الآشورية والآرامية السريانية كما تسمى، وذلك في مجال العلوم الفلسفية واللاهوتية وبشكل خاص في أوائل انتشار الدعوة المحمدية وسعة انتشارها في بلدان الشرق، وعلى وفق متميز في بلاد ما بين النهرين من العصر العباسي والأموي. وكان لتلك  التأثيرات دورها في الصياغات اللفظية كقلب صوت الحرف كما هو حال التداخل بين الفارسية والعربية في العديد من الأصوات ومنها قلب حرف الهـاء إلى الحاء، ومن (گ) إلى الخاء، ومن العين إلى الألف، والكاف بالقاف، ومن الشين إلى السين التي أصلها أبريشم لتصبح أبريسم ، وكما في الآشورية في كلمة "شولطانا" لتصبح بالعربية "السلطان" و "شوقا" لتصبح "السوق" و"شعتا" إلى "ساعة" و "شبيلا" إلى سبيل وشبلا إلى سنبلة وغيرها مما لا يحصى من الأمثلة. وفي هذا المنحى هناك العديد من الحروف المستبدلة بحروف أخرى في اللفظ بين القبائل العربية قبل الإسلام تم الإشارة اليها في بحثي الموسوم "جذور اللغة العربية" المنشور في الشبكة العنكبوتية بغية الإطلاع عليه. ولا يفوتنا أن نذكر أيضاً عن لغة منطقة معلولا وبخعا وجبعدين في سوريا لبعض الحروف بألفاظ مغايرة وفق ما تبين لي من خلال مقابلتي لأعمر رجل في السن حين طلبت منه تلاوة الصلاة الربانية بغية تسجيلها وهو يلفظ الجيم بالغين مع إضافة بعض المفردات العربية، حيث أنه من الممكن أن نسوغ هذا التغيير بتأثير اللفظ الأكدي على الآرامي فالسرياني ومن ثم اللغات الأخرى، كما هو الحال لدى شعوب الدول الغربية الذين لا يستطيعوا لفظ الحاء والقاف، وكذلك من مهاجري شعوب الشرق الأوسط إلى الدول الأوربية من صعوبة لفظ صوت بعض الحروف الصائتة ومنها في السويدية مثل "u    ö, å, ä,y" ولغات أخرى لعدم تطبع الأوتار الصوتية عليها.
من هذا الشرح الموجز يتضح لنا عن توافق العديد من الألفاظ بين الآشورية والفينيقية والآرامية والسريانية والعبرانية والعربية والحبشية مثل ثور، عقرب، غراب، إيل، يوم، زمان، ملك وملكة  وغيرها التي يصعب علينا حصرها، ونشرت أشعتها على أرض لغات أجنبية عديدة ومنها الأوربية للمفردات التي تفتقر في قواميسها اللغوية المستعارة من الأكدية مصدر التفرعات اللغوية الأخرى بتسميات مختلفة من ذات الفصيلة السامية بحكم التوافق والتداخل وفق ما اثبتوه علماء وخبراء علم اللغات من القدامى والمحدثين في العالم الشرقي والغربي، ومن أمثلة تلك المفردات التي نألفها اليوم نذكر ما يلي: الزعفران، الغار، نفط، سمسم، إيل، قُطن، رُز، عنبر، قلي، ناس، فردوس، أرض، عين وغيرها مستعملة وفق الفاظ اللغات المعنية لإغناء تراثها اللغوي.
وفي الجزء السابع سنلقي الضوء على واقع الأبجدية التي لعبت دوراً كبيراً في حياة البشرية على التدوين الكتابي برموزها المألوفة بغية الربط  بين استعمالات مجموعة اللغات السامية رغم تفاوتها عن بعضها لرسم شكل الحروف.



239
تأثيرات التفاوت اللهجوي على التعليم اللغوي
الجزء الخامس
بقلم: ميخائيل ممو
تواصلاً مع ما سبق في القسم الرابع من بحثنا عن " دور اللغة وأهميتها في حياة الشعوب " نُكمل هنا عن التفاوت النطقي بمؤثرات مكامن اللفظ المتمثلة بالمصدر الرئوي مروراً بالحنجرة والقصبات فالحنك والأسنان واللسان والشفتين على مجرى الهواء الصادر من الرئتين تدريجيا بإستقباله من قبل الأعضاء الفموية وتأثير اهتزازات الأوتار الصوتية عليها، وبالتالي ملاءمتها على التطبع الصوتي وفق المحيط والبيئة المألوفة في منطقة معينة من التآلف الإجتماعي والثقافي والإقتصادي على مرور الزمن من المراحل التاريخية. عادة ما تتحدد منابع المخارج الصوتية للألفاظ عمّا هو في منطقة جغرافية أخرى تتمتع بظروف مغايرة تمليها عدة عوامل التي منها طبيعية الطقس والمناخ والحالة المعيشية وغيرها. وعلى ضوء ذلك تتضح الفروقات ويبدو تأثيرها في عملية صعوبة نطق بعض الحروف الصامتة والصائتة في لفظ الكلمة بين سكنة المنطقتين مثل حروف الحاء والقاف مثلاً، بمقارنة العارف بالعربية عن الناطق بلغة أخرى من الأجانب، طالما هناك تفاوتأ واضحاً بين ناطقي العربية من حيث لفظ الضاد والظاء والدال، الذال والزاي، التاء والثاء والقاف الأصلية (ق) التي تلفظ بصورة الهمزة مثل: وقفَ لتلفظ وَأف، ونطق الجيم غير المعطشة بأشكال متفاوتة شبيهة بالكاف المعقودة حسب أبجدية اللغة الفارسية. ومن خلال هذه الأمثلة العابرة التي لا حصر لها. ورغم العديد من الأمثلة التي تخلقها النبرة أثناء نطق الكلمة التي تتميز بها اللهجات من خلال اللكنة لا يستطيع الفرد من الإفصاح عن الكلمة أو الجملة بلغته الأم من جراء تطبع مجموعة بشرية على لحن اللغة الغالبة أو الرسمية المفروضة في دولة ما.
هذا ما نألفه أيضاً للناطقين باللغة الآشورية من سكنة إيران، حيث نجد الآشوريين وقد استمدوا نطقهم من لحن اللغة الفارسية بحيث يستصعب ـ نوعاً ما ـ على العديد من آشوريي دولة مجاورة كالعراق وسوريا ولبنان من فهم واستيعاب المقصود في الحديث رغم الجذور اللغوية المشتركة التي تُكتب بذات الحروف قراءة وكتابة، علماً بأنه أثناء اللفظ يتم إطالة المقطع الهجائي الأخير من الكلمة في حالة النطق على سبيل المثال، ودليل ذلك ما عايشته على مدى سنين عديدة من شكوى تلامذة اشوريي العراق وسوريا على عدم فهم تواصلهم مع معلمي آشوريي إيران في دروس تعليم اللغة الأم في المدارس السويدية، وكذلك بالنسبة للناطقين باللكنة الكلدانية عن عدم استيعابهم وإدراكهم لشروحات معلم اللغة الآشورية بنطقه الفصيح أو فهم معاني بعض المفردات والعبارات اللغوية في الكتاب المقرر لمعرفتهم بالكلمات الدخيلة المكتسبة من سكنة المناطق المجاورة والتزامهم بها، رغم وجود البعض منها والمألوفة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر " قاي أو قـَي: لماذا" بدلاً من "قامو : قامودي أو لْما بتسكين اللام" و" لـَـيبي ولـَكبي أو لـَكبِن: لا أستطيع ولا أريد " بدلاً من "لـِ ماصن ولِـ بَعيِن"، و" لَـَـك زالي: لا أذهب" بدلاً من لـِ أزِن أو أزلِن بإسقاط اللام"، علماً بأن اللغة الفصيحة الكلاسيكية المشتركة في القواميس لها ما يقارب العشر مفردات مرادفة لكل كلمة وفق استعمالها في الجمل المقصودة لعدم معرفتها واستعمالها في التعامل اليومي، مثلما يعاني الناطقون بالعربية من لغة العصر الجاهلي كونها مزيج من اللهجات المختلفة التي يشير اليها اللغويون، ومن تلك اللهجات في جنوب الجزيرة العربية المعينية والسبئية والحضرمية، وفي شمال الجزيرة اللهجة الثمودية والصفوية والنجدية وغيرها لتتمركز لهجة قريش القدح المُعلى لأسباب عديدة كالدينية والسياسية والإجتماعية وغيرها... ناهيك عن اللغة الطبقية المهنية واللغة السوقية المبتذلة. كما لا نستبعد هذه الإشكالات اللغوية بين تلامذة اللغة العربية من بلد عربي معين حين يكون مرشدهم ومعلمهم من بلد آخر. وهنا عادة ما يتذمر التلميذ وينقطع عن التعليم في بلدان المهجر، مطالباً بمن ينطق ويتحدث بلهجة بلده، علماً بأن عملية تعليم اللغة الأم هي ذاتها في كافة البلدان العربية وفي ديار المهجر أيضاً وفق المناهج الدراسية المعتمدة. ناهيك عن مطالبة البعض بمنهج الدولة التي قدم منها التلميذ بالرغم من أنها ذات اللغة المستعملة في كافة المناهج في صياغاتها النحوية والصرفية من حيث القواعد مع تفاوت السياسة التربوية لكل بلد. 
من خلال هذه التفرعات اللغوية عادة ما يترتب الإزدواج اللغوي المستهجن، بعيداً عن مهمة النحو الرفيع والصحيح من حيث التحريك لأواخر الكلمات، وذلك لإتصاف التعبير الشفوي العامي واللهجوي بالسواكن في آخر كل مفردة مثلما نقول بالعربية العامية " أني رحتْ للسوقْ واشتريتْ خمسْ تفاحاتْ" بدلاً من " أنا رحتُ (ذهبتُ) إلى السوقِ وإشتريتُ ستَ تفاحاتٍ". وقس على ذلك من التعابير التي لا تجد لها تحليلاً منطقياً يدعم ذلك. إضافة لإستعمال العديد من الكلمات الغريبة على ناطقي العربية في بلدان أخرى، مثل: أكو، شكو، ماكو، جا شنو، إجا، شعواط، طركاعة، تمن (الرز) و (المرك أي الشوربة)، وما لا يحصى من الكلمات والتسميات التي هي من الحقبة السومرية والأكدية البابلية الآشورية تم توارثها منذ تلك العصور التي حكموا فيها بلاد ما بين النهرين من شماله إلى جنوبه. وعلى ذات المنوال لا نستبعد المفردات المستعملة في البلدان العربية الأخرى التي يستصعب على التلاميذ فهمها مثل: " منضدة، طاولة، طربيزة وميز"، إن كانت بالعامية المحكية أو التحريفات في قلب حروف الكلمة مثل: جوز في زوج، سقّف في صفّق، وكذلك في نحت الكلم مثل: "إزّيّـك" من أيش زيّك أي ما حالك، وبلاش من بلا شئ، وعلشانك من على شأنك بمعنى من أجلك، ومنها أيضاً وين ومنين أي أين ومن أين". إضافة لعملية التحريف في شكل حروف الكلمات وإبدال نطق الحروف أثناء الإشتقاق من جذر الفعل والتحريف في مبناها ومعناها أيضاً علماً بأن اللهجات متفرعة عن الفصحى والعكس كذلك، فيما إذا استثنينا عملية التدوين لمراحل الأبجديات. واليكم نموذجاً في كلمة الصقر حين اختلف شخصان على لفظها إن كان بالصاد أو السين  أي السقر، ليحتكم الثالث أنها بالزاي أي الزقر. هذا هو دور اللهجات في عملية تشويه اللغة الفصحى.
وكذلك في الآشورية قواعدياً، بإستعمال العدد المفرد واحد وإثنين للمذكر والمؤنث في آن واحد بدلاً من القول ( خدا كتيتا: دجاجة واحدة) يقال: (خا كتيتا) أو "ترين كتاياتِه: دجاجتان" بدلاً من "تَرتين كتاياتِه" لعدم الفرز والتمييز بين قاعدة تذكير العدد مع المؤنث المعدود ، وتأنيث العدد مع المذكر المعدود، زهذه اشكالية كبيرة للناطقين بالآشورية بإستعمالهم "خا" للمذكر والمؤنث رغم أيصال المعنى المقصود، ونضيف لذلك تفاوت النطق اللهجوي بتحريف الحروف كما في " كتيتا، كتيثا، كتيشا كتيسا، جتيتا، كتِـيّا وكتـَـيّا " أي بمعنى الدجاجة، إضافة لتحريك الأسماء والصفات مثل " خِشّا : الحزن" بدلاً من "خَشّا"  خِشّانا : الحزين" بدلاً من "خَشّانا" وغيرها من الحركات في تصريف الأفعال التي تختلف من كاتب لآخر كتابة أيضاً، ومن مجموعة عشائرية أو قبلية  لأخرى ومذهبية أيضاً من حيث الكتابة والنطق فينطق الكلداني المذهب عن جملة " أفهمت ما قلت لك " قائلاً: " فهملوخ ما ميري طالوخ" والسرياني المذهب يقول: " مِستاكِلوخ ميذي دمرلي لوخ" بينما الآشوري يقول: "پورميلوخ مندي دْمِري قاتوخ أو إلوخ" ، وقس على ذلك فروقات اللفظ العديدة بذات الشاكلة، ولكن بثلاث لهجات وأكثر للغة واحدة.
أن ما يعنينا هنا في نهاية حديثنا هو: هل التعليم اللغوي إلزام أم إختيار؟ فإن كان بمفهوم الإلزام، ينبغي على الذين من أصول عربية أو من الناطقين بالعربية واللغات الأخرى أن يلتزموا بحلقات مقومات القومية التي تشكل اللغة فيها العنصر الأساس والأهم بعد الأرض أو الوطن أو قبل ذلك، ومن سُلبت واغتصبت أرضه أن يجعل من لغته بمثابة وطنه أي أرضه أينما حلت به الأقدار للحفاظ على هويته واستمرارية وجوده القومي.
أما إن كان الأمر من منطلق الفروض الدينية فعلى العرب أتباع تعاليم الديانة الإسلامية، وأن يؤدوا تلاوة الصلاة بلغة ما أنزله الله من الآيات الحكيمة في القرآن، وكذلك للمسيحيين قاطبة بإعتماد لغة المسيح في العهد القديم والجديد من التوراة والأناجيل، مثلما يتم ذلك في الهند من بني الأصول الهندية من أتباع الكنيسة الشرقية بطقسيها القديم والجديد والكنيسة السريانية أيضاً، وعلى ما أظن القبطية والمندائية حسب تصوري من خلال حضوري بعض المناسبات الخاصة بالشعبين، وعلى بُعدٍ من نصوص الترجمة التي قد لا ترتقي لذات المعنى كما هو في لغات أخرى، بتأكيد ما هو عليه اليوم فيما تطبقه الدول الإسلامية غير العربية التي تقتدي بلغة القرآن العربية قراءة وتلاوة إلى جانب إداء الفرض الموجب عليهم في تلاوة الصلاة بالعربية، بالرغم من أن لغة التواصل والتفاهم الرسمية هي غير العربية، كما في ماليزيا وأفغانستان وإيران وأندنوسيا وغيرها من البلدان الإسلامية. وإن كان الأمر بهذا الشكل فعلى الدول المسيحية أن تمتثل لهذا الفرض أيضاً، وعلى بُعد من اجتهادات العديد من المذاهب المستحدثة في عالم الغرب بتحوير ما نصت عليه الكتب المقدسة، ومن تلك المذاهب شهود يهوه والمارمون ومن يسموا بالإنجيليين وغيرهم.
الى الملتقى في الجزء السادس


240
ܡܝܩܪܐ ܗܝܕܘ ܢܝܣܢ
ܚܲܕܘܼܬܐ ܪܒܬܐ ܝܠܗܿ ܩܵܬܝܼ ܕܒܸܟܬܵܒܼܐ ܝܘܬ ܒܐܗܐ ܠܫܢܐ ܕܐܒܼܗܬܢ ܓܒܪ̈ܐ ܘܒܗܿܝ ܥܕܵܢܵܐ ܛܲܥܢܵܢܵܐ ܕܡܸܢܬܵܐ ܝܘܢ ܕܝܼܬܘܿܢ ܡܫܘܬܘܼܦܹܐ ܥܲܡܢ ܒܡܲܢܗܲܬܵܘܟܼܘܹܢ ܡܵܪܹܐ ܝܘܼܬܪܵܢܵܐ ܒܲܕܡܘܼܬ ܣܘܼܟܵܠܵܐ ܕܬܘܼܢܝܼܬܵܐ، ܒܗܿܝ ܕܣܢܝܼܩܹܐ ܝܘܚ ܗܲܕܟܼܵܐ ܫܘܿܥܝܵܬܹܐ ܩܵܐ ܥܠܲܝܡܢ ܐܝܟܵܐ ܕܒܸܥܡܵܪܵܐ ܝܢܵܐ ܘܠܝܬܠܲܢ ܓܵܘ ܣܦܪܵܝܘܼܬܢ ܚܲܕَܬܐ.
ܬܘܕܝܼ ܣܵܓܝܼ ܪܚܡܵܐ ܚܩܝܼܪܵܐ
ܡܝܼܟܼܐܝܠ ܡܲܡܘܼ

ܙܘܼܗܵܪܵܐ: ܩܵܐ ܦܫܝܼܛܘܼܬܵܐ ܕܩܪܵܝܬܵܐ ܟܬܝܼܒܼܠܲܢ ܚܲܒܪܵܐ ܕܲܪܩܘܿܠ ܡܼܢ ܓܹܒ ܕܲܠܩܘܿܒܼܠ ܝܲܢ ܕܲܪܩܘܿܒܼܠ.

242
بارك الله بكم بما أقدمتم عليه من أحتفال يمجد ويثمن اهمية لغتنا القدسية في التعامل اليومي وفي حقل التدريس، وهذه دلالة على وعيكم وبالأخص الهيئة التعليمية المشرفة واولياء الذين يشجعون ابنائهم للحفاظ على وجودهم القومي والإعتزاز بهويتهم وبلغتهم في المهجر لتكون اللغة بمثابة الوطن لهم.. مع بالغ شكري وتقديري.
ميخائيل ممو ـ السويد

243

هل التعليم اللغوي إلزام أم إختيار؟
القسم الرابع
بقلم: ميخائيل ممو
سؤال يطرح نفسه على كل من ينتمي تحت راية الوجود القومي والإثني. لكون اللغة خميرة ذلك الإنتماء، والعامل الأساسي في تقوية الروابط لشعب ما. لذا فإن عملية التعلم اللغوي لقوم ما يجعلهم على مقربة من البعض لإثبات سرد سياق الكلام في التفاهم والإنسجام لتجسيد المشاعر بسهولة تامة وقناعة دون أي التباس تشوبه سحنة الإستغراب. ولهذا نجد أن أغلب دول العالم رسمت لها في تقويم المناسبات اليوم المحدد للإحياء اللغوي بنعته " يوم اللغة الأم " إلى جانب ما أكدته منظمة اليونسكو بإقرارها " يوم اللغة العالمي " بغية الإحتفاء به سنوياً في الواحد والعشرين من شهر شباط. وهذا ليس معناه أن نربط " يوم اللغة الأم " الخاص بشعب ما لذلك اليوم العالمي، بل هو دعم إضافي لكافة لغات شعوب العالم أينما تواجدوا وحلت بهم مصائب الإضطهاد والتشريد لإحتضان ديار الشتات. ومن هذا المنطلق فإن حياة الإغتراب عادة ما تفرض عامل الإندماج في المجتمع الجديد وفق متطلبات الحياة الجديدة. وهنا بمرور الزمن وتعاقب السنين عادة ما نجد وبشكل طبيعي تخلي الأجيال المتوالية عن لغتهم الأم الأصلية المتوارثة أباً عن جد، والأكثر تضرراً من حيث الضعف اللغوي يصيب من هم في عمر الطفولة ممن ولدوا في تلك المجتمعات، واقتنوا مراحل التعليم في المدارس الرسمية لتلك البلدان، رغم حرص الوالدين في أكثر الأوقات على حث أبنائهم في الحفاظ على التعليم اللغوي والتحدث بذات اللغة المتداولة في المحيط العائلي، علماً بأن هناك من يستهجن ذلك من ذوي الأمور لتتفاعل ذريتهم وعالمهم الجديد لضمان مستقبل أفضل مؤكدين عدم جدوى تراثهم اللغوي الأصيل، دون إدراكهم ومعرفتهم ما يورثه هكذا تصور من سلبيات في حياة أبنائهم في المستقبل البعيد، وندمهم عن التخلي من لغة جذورهم التاريخية وعاداتهم وتقاليدهم التي تدعمها اللغة الأصيلة.
من هذا المضمون يتضح لمن يعض أصابع الندم بأنه حين يجوب عالم بعض الدول متسلحاً بلغة بلده الثاني فقط  ليشعر بالندم على ما أقدم عليه كونه أخذ بجريرة والديه لتحف به بوادر الصمت، لا يفقه شيئاً، وليعيش معاناة الحيرة بما يود الإفصاح عنه في التعامل، معتمداَ بالتالي لغة الإشارات، وكأنه صم بكم من طرف المقابل. ولكي يكون القارئ على معرفة أقرب مما نوهنا عنه، أنقل هنا مداخلة وتساؤل أحد القراء لإحدى مقالاتي في موقع إيلاف وهو يشكو ذات المعاناة، وفيما يلي نص ما كتبه:
( ما تتمناة سيدى الكاتب باحياء اللغات هو مجرد امنيات . نعم هى مجرد امنيات . وبصفتى أشعر بما تعانية ولدينا احساس مشترك ونعانى نفس ما تعانية. أنا من الجيل الأول فى الهجرة ..اما أبنائى وأحفادي فهم أبناء البيئة التى يعيشون فيها - الانسان ابن بيئتة - أبنائى يعرفون اللغة العربية الى حد ما أما الجيل الثالث فلا يعرفها. اما لغتنا الأم فلا أحد يعلم عنها شيئا ولو طلبت من أبنائى من الجيل الثانى لمعرفة اللغة الأصلية ينظرون اليك نظرة غريبة مفادها أنك تهذى ...والحقيقة أن اللغة كائن حى ينمو ويكبر عند الاستعمال ويضمر وينتهى عند الاهمال ونعود للسؤال: ما هو دور لغتنا الأم فى العلم والثقافة والكمبيوتر الخ الخ ؟ بالتأكيد لا شئ وهذا ليس احباط ولكن هى الحقيقة. وقد سألنى أحد أبنائى ولا أقول أحفادى : لماذا نتعلم لغة لا نتكلمها ولا ندرس بها ولا تفيدنا علميا ولا ..ولا ...ولا؟ ننتظر منكم الاجابة . تحياتى على كل حال على شعوركم ).
نعم أخي السائل والمتداخل، هذه هي الحقيقة والطامة الكبرى، حيث هناك ما لا يحصى من الأبناء الذين يعانون ذات المعاناة من موقف أولياء أمورهم وعكس ذلك أيضاً، وعلى الأخص تلك الجاليات النازحة والمهاجرة من البلدان العربية وهم من أصول عربية وإثنيات أخرى متعددة كالآشورية والأرمنية والتركمانية وغيرها من الإنتماءات القومية، علماً بأنها تتمتع بلغتين أساسيتين هما اللغة الأم ولغة البلد الرسمية أي العربية، ليكون واقعهم بالتالي وبمرور الزمن فقدانهم لهويتهم اللغوية، وربما التشبث بمفردات لا تأثير لها في التعامل اليومي أو التواصل الإجتماعي لصعوبة التعبير عما يختلج في نفوسهم بإحساس نوازع الإنتماء الإثني ليتم التفكير باللغة التي محت جذور اللغة الأصيلة.
من جراء هذا التفاوت والتباعد اللغوي بين الآباء والأبناء نستشف سلبيات ذلك في عملية التواصل الإجتماعي بتأثيرها على المحيط العائلي ليتمنطق الأبناء بلغتهم الثقافية الخاصة، أو بلغتهم الأم التي لا تفي بالغرض من حيث التعبير الصحيح والواضح لما يقصده المتكلم. ومن نتائجه أيضاً حالة الإرتباط الإجتماعي من حيث الصلة الزواجية التي يكون مؤداها فتور التواصل ومن ثم ما لا يستحب عقباه من أمر الإنفصال. وكذلك مقتضيات الظروف السياسية في حال أن يكون أولياء الأمور على يقين تام من العودة إلى الوطن الأم بعد التغييرات المؤاتية لتأدية ما يستوجب عمله بحكم التزامهم العقائدي أو الإنتماء السياسي والحزبي. فيكون موقف الأبناء في حيرة مما هم عليه بدافع التسلح الثقافي والمعرفة اللغوية لا تدعهم أن يتواصلوا ضمن المراحل التي هم عليها، وأيضاً إن كانوا في مواقع إجتماعية وظيفية لا تؤهلهم لغتهم على تحقيقها في بلدانهم الأصلية بالرغم من إصرار الوالدين على العودة. وهنا عادة ما تحصل المشادة الكلامية والإصرار على أن يحتفظ كل جانب أو طرف على موقفه.
على أية حال إن المفهوم اللغوي العام هو تلك الوسيلة لتبادل المشاعر والأحاسيس والأفكار بمفردات وتعابير تخلق التفاهم بين مجموعة من الناس، تضم جماعة بشرية معينة من المنضوين تحت راية تلك الرموز اللفظية المتفق عليها للتفاهم، متسعة أحياناً حين تكون سبيلاً للتعبير الأدبي. وهنا لا يغيب عن بالنا بأن الصيغ الكلامية الشفاهية تتفاوت بين شعب وآخر من حيث التصنيف اللغوي كتابة ومشافهة، تدويناً وتكلماً. ومن أجل أن نميز بينهما علينا أن نستدرك قواعد توليفها من حيث التراكيب المستعملة، لكون اللغة الرسمية المألوفة بالفصحى بسياقها الموحد وفق تكوين أساليب الجمل، وبما تستوجبه أواخر المفردات من حيث الإعراب والبناء كالرفع والنصب والجر وما إلى ذلك من أحكام تفرضها الحركات لموقع الكلمة كالفاعل والمفعول والمضاف وغيرها من القواعد التي يتم فرضها بما يمليه علم النحو الذي يختلف عن علم الصرف من حيث اشتقاق مفردة ما بعدة تصاريف، لا يمكن ضبطها وتعلمها واستيعابها إلا عن طريق القراءة والكتابة الصحيحة والدراسة المتواصلة، بخلاف ما يستنبط من المفردات في لغة الكلام المألوف باللهجة العامية أو الدارجة مشافهة، ناهيك عن اللغة المحلية اللهجوية المحصورة في منطقة جغرافية معينة المعروفة باللكنة كما هو الحال في اللغة الآشورية بين لكنة آشوريي منطقة أورمي في إيران وآشوريي مناطق متعددة في العراق، وكذلك بالنسبة إلى اللغة العربية بين سكنة الموصل وسكنة البصرة. وبالرغم من البُعد الجغرافي بين تلك المناطق، نجد في دائرة كل منطقة جغرافية تفاوت تلك اللكنات، وأقرب دليل على ذلك مناطق ألقوش وتلكيف وبرطلة رغم تقاربها من البعض وعلى مسافة لا تتجاوز العشرين كيلومتراً فيما يخص اللغة الآشورية التي تميزها تسميات الكلدانية والسريانية وهي من جذر واحد أصيل. وقد تكون أحياناً أخرى استعمال ذات اللهجة المحلية ولكن بلكنة مغايرة تميزها منطقة معينة عن غيرها كما يتضح ذلك في مناطق تواجد الآشوريين في ارمينيا وقرى الجزيرة من مناطق الخابور في شمال سوريا على ضوء التوزيع العشائري المألوف، ومن خلال النطق يحكم الإنسان على الإنحدار المناطقي أو العشائري للشخص. وهذه بديهة مألوفة في أكثر اللغات منها العربية التي تختلف فيها لكنة لهجة أهل الصعيد عن الإسكندرية، ولكنة سكنة شمال السويد مثل كيرونا عن  لكنة سكنة مالمو في الجنوب أو يونشوبينغ في المنطقة الوسطى. وكذلك ما يتعلق باللغة الإنكليزية حيث يتبين أن لكنة اوكسفورد " لم تعد مفهومة من الناطقين بالإنكليزية في وول ستريت، ولا في تكساس، وهاتان المنطقتان لا تفهمان لغة بعضهما بعضاً ". وهناك أمثلة عديدة وفق ما ذكره الباحث اللغوي مارسيل لوكان المدافع عن اللغة الفرنسية وأحد وكلاء متحف اللغات العالمي الذي ترعاه شبكة اليونسكو الخاصة بثلاث وعشرين أكاديمية في بلاد البحر الأبيض المتوسط، والمُلقب رجل العام لعامين متفاوتين والرجل النابغة للقرن العشرين عام 1999 من قبل مؤسسة التخطيط الحيوي الأمريكية. وإلى الملتقى في القسم الخامس من هذا البحث.


244
أخي الجزيل الإحترام هنري سركيس.
دعني ألقبك بالمحارب الإرشادي والتوجيهي المجهول، رغم عدم معرفتنا عن كثب. ولكن مداخلاتك الدائمة تدعنا أن نتأمل ونحلل كل ما أنت ذاهب اليه، لحرصك على تقويم كل إعوجاج مقصود من أي طرف كان، سواء الإصلاحيين أو المراوغين من ذوي الفكر التعمدي اللامنطقي، وهذه دلالة على صراحتك وإيمانك وثقافتك من الخزين الفكري الذي تحمله. كما وإني أتفق ورأيك مائة بالمائة، موني عشت ذلك الواقع بشكل مباشر في العديد من دول الشتات، وخين تناقش المسؤولين من حملة لقب الدال والميم والكاف تراهم يسطرون الأعذار والحجج بمسوغات لا تمت للواقع والحقيقة بصل، وحين تفنذ أقوالهم، يجيبوك لقد حاولنا ولم نلق الإستجابة. أقولها ربما، ولكن ليس كل شئ مُحال. ومن عادتي أن أنشر البعض من كتاباتي في موقع إيلاف، فتردني هناك بعض المداخلات. ولكي تكون على علم من ذلك أعيد هنا رأيين كجواب لمداخلتين لهما صلة بما أشرت إليه وهما كالأتي:
نعم، اخي في الغربة، والأستاذ الفاضل " فول على طول " لمداخلتك التي لا تقل شأناً عن الآلاف ان لم تكن الملايين ممن احتضنوا بلاد الشتات من جيلنا الذي شتته ظروف الحياة الصعبة متمثلة بالإجتماعية والإقتصادية والدينية والسياسية، والتي جعلتنا الأخيرة منها أن نستهجن القفص المُحكم وننعتق بالخفي والحذر من بين قضبانه الحديدية ولا حتى من بابه المقفل في وجوهنا من بني المكونات القومية. ومن ثم إتساع تلك الدائرة لتشمل أيضاً كل من لا يبصم بإبهامة على ما تملي عليه السلطات الغاشمة والدكتاتورية المنفردة التي لا ترى حجمها سوى بطول ظل قادتها من الذين يطمعون بخيرات بلدان سكانها من ذوي الأصول التاريخية الساحقة في القدم، ليمسوا ويمتثلوا عبيداً أمام أئمة وقادة الفكر الرجعي. هذا ما يتضح أمام أنظار العالم الذي بشر بالربيع العربي، ليتحول بين ليلة وضحاها إلى الخريف العربي ومن ثم إلى التشتيت الشتائي من القوى الكبرى بغية الإستحواذ على إقتسام المغانم.
أخي المتداخل.. ليس من الغرابة أن تشكو وحدك مما أنت تعانيه، ولكن ليس في اليد حيلة، طالما سياسات ومنهجية دول الشتات تستثمر أفكار أجيالها المستقبلية بحكم قوانين التربية والتعليم والتهجين التي لا نرتضيها لأنفسنا بحكم ما ورثناه من عادات وتقاليد إلى جانب النشأة الدينية والقبلية أو العشائرية التي لا تعني شيئاً لأفكار ذريتنا ليتهمونا بـ " اُولد فيشوند" أي من الطراز القديم. وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها، مهما حاولنا وزمرنا وطبلنا، مثلما يقول المثل: من شبّ على شئ شابَ عليه. وإن كنا قد تعاملنا وأياهم بمفهوم المثل المذكور، دعني أقول: لربما حصدنا نتائج محاولاتنا. ولا تنس بأن هناك من طبقوا ذلك وتوفقوا بل وتفوقوا على من أهمل لغته، لكون الرأيين أرجح من الرأي المنفرد، وكذلك التسلح بلغيتين أكثر إغتناءً من اللغة الواحدة وفق رأي الباحثين التربويين والنفسانيين، ولهذا نجد من يتقن لغته الأم وعلى معرفة بها أكثر تفوقاً من أصحاب اللغة الواحدة. وللحديث صلة في قسمنا الخامس. مع بالغ تحياتي.
أخي بنيامين م. بنيامين
بمداخلتك المقتضبة أصبت عين الحقيقة. فمن يؤمن بوجوده القومي والإثني تشده وتحفزه أحاسيسه للسباحة في بحر لغته للحفاظ على هويته وأصالة وجوده. فإن اللغة الآشورية التي تم نعتها بتسميات لفظية وكتابية متفاوتة من خلال مراحل التاريخ هي ذاتها لا اختلاف فيها، رغم معاناتها من سيطرة الدخلاء على الأرض التي ولدت فيها، بقيت بهمة وغيرة رجالها المومنين من كتابها الفخورين على التواصل في بث روح الحياة فيها، بالرغم من فرزها في عداد اللغات التي آلت إلى الإندثار وأصبحت من اللغات الميتة. نعم، لقد كانت في فترات زمنية معينة من القرون الماضية تعاني من حشرجات الموت البطئ، لكنها عادت تتنفس الصعداء مثال الكائن الحي الذي يتنفس نفساً طويلاً من الهم والتعب فإنفرج ذلك الهم بهيبة وروح مار أفرام ومار نرساي ومار افراهاط وابن العبري وابن الزغبي وتوما أودو وأوجين منّا وغيرهم بما خلدوه لتكون نتاجاتهم دافع خير بإلهام من آمن بهم أن يشمروا عن سواعدهم لمتابعة ما ورثوه وإحياء ذلك من خلال الدورات التعليمية التي مهدت تأسيس المدارس في الوطن الأم من بلاد النهرين وفي استراليا والسويد وبعض الولايات الأمريكية وأرمينيا وروسيا وغيرها، بحيث حفزت على تسمية يوم اللغة الآشورية 21 نيسان من كل عام.
أخي هنري.. لدينا الكثير للحديث عن مداخلتك، ولكن تساؤلي هو أين الذين نشنف أسماعهم بترديد نغمة لغتكم سلاحكم، لغتكم هويتكم، لغتكم وجودكم، لغتكم رأس الحربة، لغتكم أصل اللغات، لغتكم لغة مسيحكم، لغتكم منبع قدسيتكم، لغتكم تجمعكم، لغتكم أصالتكم ووو... أقول هذا وأغلب بني شعبنا يرجحون إختيار لغات أخرى عوضاً عن اللغة الأم التي تمنحها لهم قوانين الدول التي لجأوا اليها لتعلمها مجاناً في المدارس الرسمية كدولة السويد مثلاً وبشكل خاص، إضافة للدول الأخرى التي يجهلون أنظمتها ولا يكلفون أنفسهم من هم من مسؤولي تنظيماتنا المتنوعة ومؤسساتنا الثقافية والسياسية والديينية وغيرها. وسأنهي كلامي بأن نوسع من حجم آذاننا لنصيخ السمع لأصداء ناقوس الخطر، لعلنا ندرك الحقيقة. رغم أني  أحياناً  أشطب وأستبعد مفردة اليأس من قاموس حياتي وفق المداخلة السابقة التي دونتها للأخ بنيامين.

245
من يتحمل مسؤولية إحياء لغتنا؟
القسم الثالث



بقلم : ميخائيل ممو
سبق وإن سلطنا الضوء في القسم الثاني من موضوعنا الموسوم " دور اللغة وأهميتها في حياة الشعوب" وقد إرتأينا في هذا القسم أن نحدد بعض الإشكالات التي تدع لغة ما تتراوح في عقر دارها لتصبح في عداد اللغات التي في طريقها للإندثار، بالرغم ممن يحاول من بني الطليعة الواعية على بث روح الحياة فيها. لذا نود القول هنا: 
لو لم تكن اللغة برموزها الإبتكارية عبر مراحل التاريخ، لما استطعنا اليوم أن نتحدث ونتخاطب بها مع بعضنا، أو أن نقرأ لفهم ما دوّن بواسطتها،  نكتب وننشر ما يخالجنا وما تراودنا من الأفكار، وما إلى ذلك من مفاهيم أخرى.. وبما أنه قد إرتقى عددها إلى ما يقارب الستة آلاف لغة من خلال التطور البشري في كافة أصقاع العالم بهذا العدد الهائل، ليس معنى ذلك أن نتأملها ونفقهها جميعاً، ولا حتى الجزء اليسير منها. هذه بديهة لا يقرها المنطق العلمي اللغوي ولا الفلسفي لمحدودية مدارك الإنسان. إن المهم والأهم أن يتمكن الفرد من لغته الرئيسة المتعارف عليها بتسمية اللغة الأم، أي التي نشأ وترعرع عليها منذ صغره ولحد كبره. وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها، ولا تغفل على أي إنسان ينتمي إلى المجتمع البشري بحكم معايشاته اليومية في محيط مجتمعه، وعلى وجه خاص من ينتمي لذات المجموعة الإثنية التي يؤمن بها ويجعلها ديدنه الأسمى أينما حطت به الأقدار من أرض المعمورة. ليس معنى ذلك أن تتحدد المعرفة اللغوية بلغة واحدة فقط لدى الفرد، طالما هناك ما تفرضه التعاليم اللغوية وإمكاناته الإدراكية لتسلحه بلغات أخرى. إذن من الأهمية بمكان أن يتعلم ويتقن الفرد لغته الأم قراءة وكتابة طالما من السهولة أن يتحدث بها منذ نعومة أظفاره. أما أن يخلق مبررات يستوجبها التحليل الإقناعي فهذه مسألة فيها وجهة نظر. قد يكون الأمر كذلك أحياناً لظروف تفرضها الحياة الإجتماعية والسياسية العقائدية للدولة التي ينشأ فيها ومرتع طفولته. ولكن أن تكون عكس ذلك فلا وجوب للأعذار والمسوغات قطعاً. والقصد من ذلك إن توفرت كافة السبل والوسائل لتحقيق ما نعنيه، فأين تكمن العلة؟! هل هي في تصرفات إهمال الوالدين وأولياء الأمور؟ أم في نفسية الفرد ذاته؟ معايشاتنا وتجاربنا على مدى طويل من السنين أثبتت بأن الأمر يتوقف على الوالدين وثقافتهم بالدرجة الأولى، ومن ثم الأبناء بالدرجة الثانية، ولأسباب مجتمعية عديدة ثالثاً، بحكم المصاحبة والمرافقة من ذات الأعمار التقريبية تفرضها التأثيرات المباشرة عليهم  للتخلي عن التعليم اللغوي. وبما أن المسألة عمومية لدى أغلب الشعوب في ديار المهجر، إلا أن خصوصيتها تكمن لدى المكونات القومية التي ليست لها مدارس رسمية ومنابع تعليمية منظمة لإنتشال آفة الأمية كمصطلح أقرته منظمة اليونسكو الذي مفاده بأن من لا يقرأ ويكتب بلغته الأم يُحتسب في عداد الأميين بلغته الأم رغم معرفته وتثقفه بلغات أخرى لا تمت بصلة لإنتمائه اللغوي والإثني.
إن ما دعاني لهذه التنويه الهام، هو زياراتي للعديد من دول الإغتراب التي يتواجد فيها أبناء رعيتنا وجلدتنا من الآشوريين المهاجرين بكافة تسمياتهم، وعلى وفق خاص الذين تتوفر فيهم الهيمنة القومية من الشباب بالإنتماء الإثني وإفتقارهم للتربية اللغوية التي هي عماد أحاسيسهم ومشاعرهم وروح استمرارية وجودهم عبر التاريخ الحديث. وهناك أيضاً إلى جانب ذلك من لا يقلّ شأناً عنهم من أصحاب المسؤوليات في المراكز الدينية والمؤسسات الثقافية والإجتماعية يتمجدون بأصالة لغتهم القدسية ومدى أهميتها دون أن يحركوا ساكناً في الرفع من شأن أهميتها ودورها في الحياة الإجتماعية وتفعيلها بشكل مباشر ، أو المبادرة على حث أبنائهم للإلتحاق ببعض الدورات التي لا تتجاوز على أصابع اليد الواحدة إن كانت في الكنائس أو الجمعيات الخاصة التي اصبحت مرتعاً مرموقاً لهم للهو وقضاء الوقت هباءً في الإنغمار بمناقشات فارغة على طاولات مستديرة وبأعمال تمتد لساعات متأخرة من السهر لا تتناسب والتربية الأخلاقية لأبنائهم وعوائلهم.
ومن جانب آخر، إن تهيأت فرص التعليم الرسمي، يتبين لنا عن تهاون المسؤولين وتقاعس الوالدين أو أولياء الأمور من إتمام واجبهم في التعليم اللغوي المجاني على حث وتشجيع أبنائهم بغية الإلتحاق بدروس تعليم اللغة الأم. ولكي أكون أكثر وضوحاً استل مضمون هذه الفكرة من الواقع العملي في المدارس السويدية أولاً عن قلة الذين يلتحقون بدروس اللغة الآشورية وبكافة مسمياتها في كافة المراحل الدراسية، مقارنة بالكثافة السكانية لتواجد عدة آلاف من الناطقين بذات اللغة من المؤمنين بها شفاهاَ بذريعة تسمية الإنتماء القومي، بحيث لا تتجاوز نسبة تفعيلها العشرة بالمائة إن لم تكن أقل من ذلك. علماً بأنه يتم توفير كافة مستلزمات التعليم مجاناً دون أي مقابل. فإن كانت النسبة المخيبة للآمال بهذا المعدل في بلدان مشابهة، فما أدراك من البلدان الأخرى التي لا تتواجد فيها تلك الخدمات، وحسبي من ذلك حتى وإن وجدت وتهيأت الفرص بالمجهود الشخصي تجد النسبة بما لا تتوقعه أبداً، والدلائل كثيرة في العديد من دول الشتات في أوربا وأمريكا حيث تشكل فيها مجموعات سكانية اثنية كبيرة متمركزة في بقعة أو منطقة جغرافية واحدة.
هذه الإشكالية من ناحية، ومن الناحية الأخرى بعد تصاعد الوعي القومي على ضوء الأحداث السياسية والدينية في الأوطان التي يؤمها ذات الشعب تبرز الساحة السياسية والدينية والثقافية المتمثلة بالأحزاب والمراكز الدينية محدودية التوعية اللغوية لم ترق للمستوى الذي يستوجبه التعليم اللغوي في المهجر، بإستثناء بعض الجهود النادرة جداً التي يشهد لها الواقع المألوف في استراليا، ناهيك عن تألق تجربة التعليم في الوطن الأم.
وبالرغم من كل ذلك يتجلى لنا من أصداء تلك المواقع بأنها تخفي عنها أهمية التجسيد اللغوي المشمول ببرامج ومهمات أخرى كالتأليف في مجال أدب الأطفال والشبيبة والحكايات الشعبية التراثية وأدوات الألعاب الخشبية التعليمية وما شابه ذلك من وسائل الإيضاح العملية وفق ما هو متعارف عليه في المدارس الحديثة. كما وأنه من جملة ما يرتقي بالتوعية اللغوية في مجال تلك النواقص والسلبيات هو تشجيع من تتوفر فيهم المواهب فيما يتوصلون اليه ويحققوه دون دعم أعمالهم الإرشادية التوجيهية بمستوى الفكر القومي الفاعلة لتكوين الشخصية وإبراز الهوية الحقيقية، وكلنا يعلم بأن السياسات الدخيلة والنزعات الإرهابية والأوضاع المزرية في بلداننا الأصلية أردتنا على شفا حفرة من نار لنهجر أوطاننا وننقذ أرواحنا لعلنا نعود لضالتنا المنشودة والهدف المستوجب تحقيقه.

إذن دعونا أن نجعل من لغتنا الأم الوطن الدائمي لنا جميعاً أينما تواجدنا وبرغبة ملحة في كافة محطاتنا الإنتقالية، ومن خلالها نخاطب ما افتقدناه عسانا نصيب الحقيقة مثلما أصابت ذلك بعض الشعوب التي عايشت ذات المحن بصبرها الطويل جاعلة من لغاتها الدرب الشائك في طريق المعتدين وسلاح التحدي في وجوههم.
ولطالما لا زلنا في دائرة التبجيل اللغوي، فلا محالة من أن نفتح آفاقاً جديدة بطرق أبواب مستحدثة تمليها علينا وسائل الإعلام من الفضائيات والمواقع الألكترونية وغيرها من السبل التي تمتعت بألسن حرية التعبير المباشر والأقلام التي تم تحريرها من شبح الظلم والإضطهاد بإطلاق سراحها.
وهنا نود أن نثني جهود ومساعي المجلس القومي الآشوري في الينوي على يقظته ومبادرته بإقرار القرار التاريخي على جعل يوم 21 نيسان من كل عام يوم اللغة الآشورية، مستمداً أياه من ضخامة وأهمية القاموس الآشوري المحصور في واحد وعشرين مجلداً صادراً عن جامعة شيكاغو، استغرق وضعه تسعون عاماً على يد أمهر وأشهر اللغويين، توالى على جمع وتشذيب مفرداته أكثر من 85 باحثاً لغوياً من المستشرقين.
لذا.. وبهذه المناسبة التي كنا نحن على أبوابها من شهر نيسان الخالد نهيب بكافة مؤسساتنا ومدارسنا ومعلمينا أن لا ينسوا هذا اليوم التاريخي الهام، وأن يستيقظ من هم في سبات الإهمال القاتل ومن يضع العصا في دوران العجلة بأسلاكها أو قضبانها المحكمة الشبيهة بالتسميات اللغوية. وأن لا يتم إغفال ذلك من مسؤولي ومعلمي من نشيد بتجاربهم الإيجابية في سدني ونيوزيلندا ومحافظات السويد والعراق أيضاً تيمناً باللجنة الأدبية والتعليمية للمجلس القومي في شيكاغو ومالبورن وأرمينيا وجورجيا وكراسنادار في روسيا وسدني ومالبورن في استراليا ومناطق أخرى متفرقة.

 


246
أخي شوكت الجزيل الإحترام
حقاً إنك صياد ماهر وتعلم متى تستعمل صنارتك على جلب السمك الصغير لطعم صنارتك، وفي حين آخر لتلك الأكبر منها حين يحتدم البحر بهيجانه.. ما ذهب اليه الأخ الكاتب هنري سركيس هو عين الحقيقة إلى جانب ما ارتأيته في تحليلك الذي لا شك فيه، ولكن تساؤلي حتام نبقى نلوذ في دائرة التحليلات المنطقية ولا من مجيب شرس يعتلي فرسه ويلوح بسيف بتار في الوجوه الكالحة لإثبات الحقيقة المرة بإعتراف عقلاني صريح، طالما تحتوي الساحة عناصر مألوفة ودخيلة غيرت أسمالها البالية بأسمال المغانم التي اصبحت شذر مذر. وألبسوا الغير البسة ليست على مقاسهم. وكفي أن اقول لك شبيه الشئ منجذب اليه. مكتفياً (كعادتي) بهذا القدر من المداخلة الرمزية المقصودة لمن له نوعاً من مدارك الوعي من الغرباء ومن بني جلدتنا أيضاً من الساسة ورجال الدين.
ميخائيل ممو   

247
الأخ الأستاذ هنري سركيس
شلاما اومتانايا وسبرايا وليشانايا فبلون
شكرا لك على الأوسمة المعنوية التي قلدتني أياها على الواجب الذي حفزني للتعريف بشهدائنا من الأدباء المجهولين أيام حياتهم الطبيعية، وبعد رحيلهم الأبدي يهرع المعزون على عض أصابع الندم لعدم معرفتهم بهم. وحتى من الذين يهتفون بالوعي القومي من السياسيين والأدباء أيضاً. وأقل ما يمكن قوله رحيل الشاعر الذي عرف بإسم على علم المرحوم سركون بولص حين نذكر اسمه يباغتك المستمع ومن يكون؟! وبعد رحيله وما كتبه ونشره الإعلام العربي لم يحظ به الكثير من الشعراء العرب. وكذلك الشاعر جان دمو الذي لـُـقب بثاني صعلوك في العراق بعد الشاعر عبد الأمير الحصيري، لإتصاف جان بجرأته وقلمه الحر وكتاباته الراقية التي يشهد لها كبار الشعراء، مات وهو لا يملك داراً للسكن، كرحيل سركون بشكل غامض بعد معاناته في مرسم الشاعر مؤيد الراوي. علماً بأن الشاعرين كانا من أعمدة جماعة كركوك الأدبية ومنهم الشاعر الأب يوسف سعيد.. كتب الشاعران بالعربية، ولكن لا ننسى مشاعرهما كانتا بأحاسيس آشورية، ودليل ذلك ما ترجمته من قصائد الشاعر سركون كل ما كان يقصده عن عالمنا ونشرته بالآشورية وكذلك لجان دمو. علماً بأن أبناء شعبنا في العراق وسوريا يتقنون العربية ولكن يتجاهلون هكذا ادباء.
هذه هي حالنا أخي هنري.. حتام نظل نتحجج بالتغافل ولا نقيمهم وهم أحياء، وبعد مماتهم نأسف على رحيلهم، ومن ثم نستطمع في اقتناء نتاجاتهم للإطلاع عليها، والأمّر من ذلك أن لا نجد أبناء شعبنا من الأدباء أن يكتبوا شيئاً عن هكذا جنود الوغى الأدبي.
لدي الكثير للحديث ولكن أكتفي بهذا القدر. آملاً أن يكون ردي هذا محفزاً للذين يجهلون واقعنا ، علهم يستيقظون.
مع بالغ شكري وتقديري لمداخلتك التي حفزتني للإشارة بهذا الشكل.
ميخائيل ممو


248
اخي الأستاذ الفاضل اوراها..
شلاما اومتانايا مردوتانايا قبلون...
ما أحلاك حين تقول: " اليس من الافضل ان نقوم بتدارك الامر الان والبحث عن مثل هكذا شخصيات قومية ووطنية وتكريمها قبل ان يرحلوا عنا على الاقل عرفاناً بدورهم الرائد (المنسي !) لعقود." 
نعم .. لقد أصبت عين الحقيقة، وهذا ما يستوجب على أبناء شعبنا، وهناك المئات ممن هم أمثال فقيدنا المرحوم تناثروا كأوراق الخريف دون أن نعر لهم أية أهمية أو أن ندعم أفكارهم التي بُنيت على أسس منطقية ودستورية في المجال السياسي من أمثال ايوان كوكوفيج على سبيل المثال الذي كان قد سعى لتشكيل حكومة في المنفى ورصد كرسي في هيئة الامم وفق المقاييس والمعايير الدولية الدستورية لتكون بالتالي مواقفه على هجر كل شئ والإنعزال عن بني شعبه في جزيرة ما ليلق حتفه فيها بعد أن وثق أفكاره في آخر مؤلف ثري له بعنوان "سميل"  مثلما هي اليوم مؤلفات المئات الراكنة على الرفوف المنسية إن كانت هناك.
حتام نبى نلوذ في دائرة " القيل والقال " والمناوشات الحزبية، ونحن بعيدون عن نتاجاتهم التي خلفوها لنا بعصارة جهدهم  ولم يلقوا أي تقدير في حياتهم، بحيث لا يمكننا من حصر اسمائهم. فإن لم نقم نحن بمد يد العون لهم أينما كنا، سواء في حياتهم أو رحيلهم فمن الذي ننتظره ليقوم بتلك المهمة والرعاية. حقاً ا،ها حالة يرثى لها. مع بالغ شكري وتقديري لرأيك الصائب.
ميخائيل


249
ناهز التسعين ونحن عنه غافلون



بقلم: ميخائيل ممو
الآشوريون المنسيون ممن حملوا مقاليع الفكر في عقولهم، وأثقلت الشيخوخة آمالهم ليعيشوا بين حالات من الشك واليقين، تراهم عادة وقد إنزووا في صرح معاقلهم لفترة تاريخية معينة من حياتهم الباقية، وردح من الزمن بعد أن يأخذ اليأس مأخذه منهم، تراهم وعلى حين غِرّة يستأنسون ـ رغماً عنهم ـ على تلبية نداء من يناديهم بهاجس الصمت للركون في عالمهم الجديد، فيرحلون وعلى أصداء نواقيس الكنائس يُستذكرون، ليجتمع شمل العارفين من المقربين ومن المدركين على فريضة التأبين بيقين من التبجيل والتثمين، وإلقاء النظرة الأخيرة على مشرف المسكن الأخير بما أوجبه الباري عز وجل على عباد البشر بما أمر وما نهى عنه. فعل الأمر بما يتوجب على كل إنسان من الإستجابة له بحسن النية الصادقة، والنهي عما هو خارج حدود العبادة والإلتزام، مروراً بالنيات التي تطعمها النفس التواقة للمآرب الذاتية بغية الإحتياج وعقدة الأمنيات.
بالأمس القريب في السابع من أفراح نيسان سلطت إلهة الموت قبضتها على رقاب وإرادة من عُمِّدَ وتلقب بمُسمى هيبة رئيس الملائكة وتيمن بإسم بهجة نيسان الخالد، أن تكون نهايته في رحلة أبدية بعد رحلته التي استغرقت عشرة عقود (90 عاماً) في تضرعاته المهيبة، وفي إيمانه الذي لا تساوره الشكوك في أية هفوة تلامسه لتدغدغ مشاعره، ولا حتى في مصداقية أحاديثه وأمثاله وكتاباته بلغة من آمن به وإمتثل بصفاته، إلى جانب تلك اللغات التي تسلح بها بحيث لا تستبين وتفرق لفظه قط من أبنائها الأصلاء، ومنها الفرنسية ذات النغمات الرومانتيكية، والإنجليزية ذات اللفظ البديع المشوب بواقعية التجميل.
عاشرته على مدى سنوات طويلة، ألفته إنساناً واقعياً، ما يضمره في صفاء قلبه يجسده في حلاوة لسانه، ما ينطق به يقربك من قلبه، ما يناجيك به وكأنه يناديك للمشاركة في محراب إيمانه وإنسراحه الفكري البليغ، بتلك صفاته المؤنسة وثقافته الواسعة الشاملة التي تجذبك اليه لأول وهلة من سماع همسات صوته بتموجاتها الهادئة التسلسل ذات المعاني الهادفة، وبتلك مآثره التي يشهد لها كل من زامله وتعرف عليه من قريب أو بعيد، ليحمل كل واحد في مخيلته نظرته الخاصة واصفاً أياه بالمُنَظِّر للفكر السياسي، ومرشد الإجتهاد الديني، وشاعر مناسبات الأفراح والأتراح، والسارح في الخيال التأملي وعاشق الجمال وغيرها من النعوت.
بعد كل هذه الأوصاف التي تدعك في حيرة من أمر هكذا إنسان، يحدوك التساؤل، من يكون؟ وهل لدينا من يتحلى بتلك الصفات والميزات؟! نعم، ليس من الغريب أن يتواجد بيننا هكذا أفراد، وليس من العجابة أن يحوم حوالينا من هم على مقربة منا، ولكنهم بعيدون عنا، كوننا نتعمد بأن نكون بعيدين عنهم، ولا نُقيّم وجودهم. مثلما يقول المثل: "مطرب الحي لا يُقَدَر" وغيرها من الصفات، أو كما تتم الإشارة لذات المعنى بأنه "لا كرامة لنبي في قومه".
بعد هذه التقدمة، حتماً ساورتك الشكوك، وحاصرتك المشاعر لمعرفة من تكن هذه الشخصية التي لها تلك الميزات، ولكن الفهيم العليم من الإشارة يدرك. نعم، وليس من الغريب أن يتواجد بيننا المئات ممن لهم ذات الإعتبارات... غيبهم الدهر، أبعدهم القدر، وتم عزلهم وإهمالهم بدوافع من أبناء جلدتهم من بني البشر، من الذين تتلاعب في نفوسهم جذور وخزات الحسد والأنانية والغيرة القاتلة. وحيث أني لا زلت لا أقوى على الفصح بإسم هذا الإنسان الذي عنا قد رحل، لا زلت وأنا أدبج عنه وما نوهت عنه أشعر بالخجل. كونه كان يخاطبني دوماً، يا رفيقي هل سنظل نعبد مفردة الأمل بأقاويل الوجل؟! ونحن بعيدون عن توظيب حقائب العمل؟ وحتام نظل نطلب النصر من عنده تعالى؟ وهو الغافل عنا ونحن كسالى!!
كفى أن أقول: بأن كل من إقترب منه من الصغار والكبار يحمل في ذاكرته ما كان يلاطفهم به شعراً ونثراً، ومن الأقاويل والأمثال، ولا يستثني أي محفل أدبي وأية مناسبة مهما كان مستواها وحجم حضورها إلا وتراه قد إستل من غمد سترته سيفه المرصع برصيد من المفردات اللغوية الهادفة ليعلن عن مضمون تلك المناسبة بصوته الجهوري الجذاب وحركاته التعبيرية الدالة على رمزية ما يُمطره على آذان ومرآى الحاضرين.
رغم أن الحديث قد جاوز حدوده، ليس لي إلا أن أتوقف بخشوع لأعلن بأنه المرحوم " ميخائيل إيشاي داود نيسان" الملقب بـ " أبو كاندي – غاندي" لتأثره منذ مطلع شبابه بهذه الشخصية الفذة التي ألزمته أن يكني ابنه الوحيد بذلك الإسم.

ميخائيل نيسان، استنشق نسمة الحياة عام 1926* في إحدى قرى منطقة كراسنادار الروسية، بعد أن هاجر والداه من ديار أرضهم التاريخية "حكاري" بسبب الأحداث التعسفية المظلمة، وفي عام 1930 هاجروا إلى أيران، وبعد مكوثهم ما يقارب السنة فيها حطت بهم الأقدار في شمال العراق، ومن جراء أحداث سميل عام 1933 ألزمتهم العودة إلى سوريا ليستقروا فيها بمنطقة الخابور. وفي تلك الفترة بعد استقرارهم بشكل رسمي التحق بإحدى المدارس ليتعلم العربية، فتعلم من مبادئها ما يكفيه إلى جانب لغته الأم التي أتقنها قراءة وكتابة بحكم مطالعاته على يد بعض الأساتذة، وبما أنه كان من المتفوقين في تحصيله التعليمي فقد تم إلحاقه بمدرسة الدومينيكان الفرنسية وفرزه في الصف الرابع لمؤهلاته اللغوية التي أهلته لذلك. فأتقن اللغة الفرنسية بسهولة جعلته أن ينال المرتبة الأولى في منطقة الجزيرة السورية لقرى الخابور في فحوصات تلك اللغة من خلال الإمتحانات الرسمية لسلطة الحكومة الفرنسية آنذاك في سوريا، ومن خلال حديثه الشخصي إتضح لنا بأن اللجنة الإمتحانية كانت قد قدمت من بيروت. وفي عام 1945 ينتقي شريكة حياته، وبعدها بعام واحد وهو آنذاك في العقد الثاني من عمره عام 1946 يشد الرحال للمرة الثانية إلى العراق وعمل هناك بصفة مترجم في إحدى الشركات الفرنسية. وفي تلك الأثناء شدته غيرته وإمكاناته اللغوية على إتقان اللغة الإنكليزية بطلاقة. إهتماماته اللغوية جعلته أن يتبحر في العلوم الفلسفية والأدبية والدينية وعلى إقتناء ما يتيسر له باللغتين الفرنسية والإنكليزية ليقدم على الصياغة الشعرية بهما إلى جانب ما نظمه بما لا يحصى من القصائد باللغة الآشورية وعلى شكل خاص ومتميز بعد هجرته وكافة أفراد عائلته من الوطن الأم إلى السويد وهو في العقد الخامس مع العمر. ومن الجدير ذكره بأنه عادة ما كان في أغلب الأحيان يعمد على ترجمة ما ينظمه بالآشورية إلى إحدى تلك اللغتين، بدلالة ما كان ينشره في مجلة " حويودو " الغراء الصادرة عن إتحاد الأندية الآشورية في السويد ومجلات أخرى في المهجر. وإن تساءلنا عن ما أصدره من نتاج مطبوع، لم نجد له سوى باكورة عمله الشعري الموسوم باللغة الآشورية تحت عنوان "سواخي" أي بمعنى "مُبتغاي أو مُرادي" على هيئة قصيدة في ثلاثين صفحة مطعمة بالصور التراثية القروية، يفصح فيه من العادات والتقاليد برموز من التعابير الأخاذة. حيث يقول في مطلعها:
اصيخوا السمع لأمثالنا وحكاياتنا الشعبية... يحلو طعمها سرداً بإصولها الشعرية
في آخر بيت شعري يختتم القصيدة بقوله:
لا أستسيغ سماع الثناء، ولا روح الإرتقاء... لننهي الأمواج  بصف يوحد البقاء


قد يستغرب البعض من القراء مما دونته عن هذه الشخصية التي تميزت بالعديد من الصفات النادرة التي تستكشفها من خلال معاشرتك له. لذا ومن خلال علاقتنا الأخوية وإهتماماتنا الأدبية، ولكل من كان على معرفة به، وجدنا فيه طيبة الحديث، رزانة الكلام، متانة الخلق، هادئ الطبع، كثير المطالعة، غزير النظم وغيرها من الصفات. وفي سنواته الأخيرة رغم نشاطه المكثف وحيوته الدائمة جعلته ظروفه الصحية قعيد الكرسي اليدوي المدولب ليلازم دار المسنين، فاقداً لقوة ساقيه ما بين الركبة والقدم بسبب ما داهمه من مضاعفات داء السكر اللعين ليوقف تلك الإرادة التي كان يتحلى ويتنعم بها في جريه يومياً أوقات الفجر لأكثر من عشرين كيلومتراً، وما أن تشده المراوحة الوقتية فيعمد ليقضيها في إنتقاء ما ينمو من نباتات الطبيعة والأعشاب التي تعيد به الذاكرة لأيام استعمالها في القرى الآشورية، وإجراء التجارب على طبخها وتناولها وفق ما إحتواه المصدر الطبي الشهير الذي إعتمده من " كتاب الأدوية " باللغة الآشورية المترجم أيضاً إلى اللغة الإنكليزية، وربما لغات أخرى لأهميته الكبيرة وقِدَم معلوماته النباتية العلاجية.
ولطالما نحن في سياق هذه السيرة الذاتية، تحضرني الذاكرة حينما كنت مشرفاً على القسم الآشوري والعربي في مجلة "حويودو" ورئيس تحريرها فيما بعد، كان المرحوم يزودني في بداية كل شهر بقصيدة لمناسبة ما قبل إصدار العدد الشهري المعتاد عليه، وحين انهي طباعتها على الآلة الكاتبة في حينها لتبويبها، كان يخاطبني ويطلب مني بعد يوم أو يومين أن أحذف كلمة أو عبارة لأضيف غيرها. وبالرغم من إيجاد حل بطريقة ما لذلك كنت أنفذ ما يبتغيه، ولكن الأصعب من ذلك حين يبعث لي أكثر من رسالة تصحيح وتغيير في مدة اسبوعين والقصيدة قد اتخذت طريقها للنشر. ولا زلت لحد اليوم احتفظ بأغلب تلك الرسائل والقصائد التي إن تم جمعها وتشذيبها ونشرها لشكلت ديواناً شعرياً كاملاً. بعد أن استعضنا الآلة الكاتبة بالحاسوب أي الكومبيوتر خفت المتاعب علينا من حيث التصويب والتشذيب.

وفي اليوم المصادف 15 نيسان أقيم له القداس الرباني عن روحه الطاهرة في كنيسة مار جورجيوس في هالوندا، ومن ثم مواراته الثرى في مقبرة ليلا دالين في إحدى ضواحي ستوكهولم بالقرب من مثوى شريكة حياته المرحومة صبيحة داود المتوفاة عام 2004. وبعد مراسيم الدفن في الوداع الأخير لجثمانه، إجتمع المشيعون في قاعة أورهي بمنطقة فيتيا لمواساة ابنه الملقب غاندي وبناته زينا وهيلان وميلينا ونينا.
ومن الجدير ذكره بأن السيدة الوقورة سلوى التي أولته الرعاية الدائمة في دار المسنين تفضلت بقلب حزين وبعبارات مؤثرة متحدثة عن خصاله الحميدة وبأنه في الأشهر الأخيرة قضى وقتاً طويلاً في الكتابة، مدوناً ما لا يحصى من الأوراق في ملف خاص. وبعدها بأيام قبل رحيله الأبدي كان قد قرر أن يمزق كل ما إحتواه الملف دون أن يشير للدوافع التي حذت به لإتلاف ما دونه.
 المرحوم هو شقيق شقيق المرحوم باول نيسان من مؤسسي جمعية آواصر العلاقات العراقية السوفيتية في الستينيات في العراق و الدكتور داود نيسان في شيكاغو وبنيامين.
وفي خاتمة المطاف علينا أن لا نتجاهل ونستغفل هكذا شخصيات من بني شعبنا الذين سعوا في حياتهم من أجل إعلاء شأن لغتهم وآدابها، وعلى وفق خاص من اوحي لهم ما لم يتسنى ذلك لأي من كان، وكفى أن نهديهم وردة واحدة وهم على قيد الحياة بدلاً من باقات الزهور التي ترمى على لحدهم.
رحم الله زميلنا المعطاء، الذي كان من رجال العلم ورجال العلم مهما تقادم العهد وتعاقبت السنون فهم أحياء.
•    يذكر البعض بأنه من مواليد 1923 أو 1924 ولكن الأصح هو 1926 حسب ما ذكره لي من خلال لقاء موثق بالفيديو أثناء مقابلتي له.

250
دور اللغة وأهميتها في حياة الشعوب
(القسم الثاني)
بقلم: ميخائيل ممو

المطالبة بالديمقراطية اللغوية
سبق لنا في القسم الأول وسلطنا الضوء على مفهوم اللغة ومدى فاعلية التعدد اللغوي بثنائي وثلاثي اللغة إلى جانب دورها في التأهيل المعرفي والثقافي.
ومما تجدر الإشارة اليه هنا عن ديمقرطية اللغة بأن تجارب شعوب العالم أثبتت سياسة الصراع اللغوي في الدول الملتزمة في دساتيرها بوحدانية اللغة كلغة رسمية، بحيث أيقظت مشاعر وأحاسيس ومدارك الشعوب للمطالبة بالديمقراطية اللغوية كحق من حقوق الوجود القومي، وأكبر دليل على ذلك تكوين الدول بحكم لغاتها بعد نتائج الحربين العالميتين وخاصة في الدول الأوربية، تخلصاً من هيمنة الدول المُسيطرة على إدارة دفة الأمور لعوامل سياسية توسعية، فتم استقلالها بسلاح القوة اللغوية. والعامل الآخر الأكثر أهمية في المجموعات المنضوية تحت مفهوم التكوين الإثني وذات التجانس البشري المتواجدة في إطار الدول التي تتغافل عن لغاتها رغم ثنائية لغتهم أي اللغة الرسمية ولغة ما يسمى بالأقليات المتمتعة بعاداتها وتقاليدها وتراثها القومي. وبما أن هذه الحالة أدت بالكثير من تلك المجاميع للمطالبة بحقوقها اللغوية فقد انتشرت أوضاع الشغب وراح ضحيتها ما لا يحصى من النفوس البشرية في العديد من الدول ومنها على سبيل المثال التي تم الإعتراف بثلاثين لغة رسمية من مجموع ما يزيد عن المائة لغة في الهند. ولتعدد اللهجات اللغوية في بنغلادش وإعتماد لغة أقلية أثنية احتج وتظاهر الطلاب على ذلك بحيث كان مُؤدى التظاهر مقتل العدد منهم يوم 21 شباط 1952 ليتم فيما بعد تدوينه بتسمية " عيد شهداء اللغة " ومن ثم على أثر ذلك صدر قرار اليونسكو تيمناً بذلك اليوم على جعله " اليوم العالمي للغة الأم ". منذ عام 1999 ليحتفل به في مطلع العام التالي وفي كل عام للحفاظ على الهوية الثقافية والوطنية لكافة شعوب بلدان العالم. فكان هذا القرار دافعاً محفزاً للعديد من الشعوب على المطالبة بحقوقهم اللغوية والإعتراف بها ومنها على سبيل المثال التي تم الإعتراف بها الأمازيغية المنعوتة بالبربر في المغرب والجزائر، والكردية والتركمانية والآشورية ـ السريانية في العراق، وإقرار جنوب أفريقيا بعدد من اللغات كلغات رسمية إلى جانب الإنكليزية وفي كينيا على غرار ذلك وغيرها من الدول في آسيا وأفريقيا وأوربا أيضاً.

اللغة والإنتماء القومي
القومية مصلح مستحدث للوجود العشائري بتآلفها وتقاربها من البعض لأسباب تفرضها عوامل الإنتماء الإثني إلى جانب المُقوم الجغرافي واللغوي بشكل خاص وعلى وجه التحديد، تم استحداثه على ضوء الأحداث الإجتماعية السياسية في أواخر القرن الثامن عشر كبديل لمفهوم الأمة أو الدولة لمجموعة من منظري هذه الفكرة في العالم العربي والأوربي بدافع رسم وتحديد الحدود الدولية من دولة لأخرى.
 يتبين لنا هنا وبدافع مباشر بأن الوحدة اللغوية هي مبعث التسمية الحديثة لمصطلح القومية، كإنفصال وتحرر بعض الدول العربية من هيمنة السلطة العثمانية وأستقلالها في رسم حدودها الجغرافية، رغم تمسكها بالرابط الديني، وإقدامها على تسمية القومية العربية التي تبنتها بعض الأحزاب السياسية لجمع شمل البلدان العربية ذات اللغة الواحدة، بالرغم من تفاوت قياداتها ونظرة كل قائد وأبناء شعبه من تلك التسمية بفقدان الضمير الجماعي لمفهوم التضامن ووحدة التآلف حسب ما نلمسه اليوم في سياسات تلك البلدان التي تشكل تسمية الوطن العربي. هذا ما حصل أيضاً في الوجود الآشوري المتبعثر ناهيك عن التسميات المستحدثة ـ  في الولاء لظواهر الإنقسامات العشائرية، رغم تواجدها في مناطق جغرافية متقاربة وإقليمية متباعدة، ليتزعم كل قرية أو تجمع عشائري قبلي رئيس متميز يُعرف بتسمية الملّلِك بمعنى الأمير أو القائد وفق التسمية الأكدية، متزعماً للسلطة بحكم توليه الوراثي أو لأسباب أخرى في التحكم بفض النزاعات والخلافات بين أبناء العشيرة الواحدة، أو عشيرته والعشائر الأخرى، إضافة للإستشارات والتوصيات الصادرة عنه لإتباعها إلى جانب مشورة التفويض الإلهي لرؤساء الدين، ويتم تقليد ذلك بالوراثة دينياً وفق التعاليم المستوجبة، ودنيوياً وفق الأحكام الموروثة والمفروضة منذ حقبة تاريخية لعصور خلت، رغم غياب شمس البعض منها بتأثير محفزات الوعي والثقافة والشعور بموازنة ومقارنة منجزات الماضي عن الحاضر وعلى يد المفكرين المصلحين والمجددين أحياناً، وعلى يد الطموحين المُرتئين من الإنقلابيين لتولي زمام الأمور، مثلما هو اليوم في أغلب الدول العربية والعديد من الدول الأوربية أيضاً ذات الحكم الملكي.
من المتعارف عليه في أمثلتنا الشعبية " شبيه الشئ منجذب إليه " أي مماثل له بصفاته وطبائعه وسلوكه، حيث نعمد من ذلك في توضيحنا بأنه من ينطقا ذات اللغة المشابهة أصلاً، عادة ما يكونا أكثر تواصلاً وتجاذباً وتفاهماً في تجسيد أحاسيسهما وأفكارهما وما يدور في خلدهما بدافع المتعة الوجدانية التي يحسان ويشعران بها، مقارنة بالذي لا يتقن ذات اللغة بشكلها الصحيح أو أنه يجهلها. ومتى ما إفتقد الفرد لغته وهو المنتمي لذات الوجود الإثني عادة ما يشعر بالذنب على عدم معرفته وإعترافه بذلك، وفي الكثير من المواقف تراه يتحسس بالتقصير وضعف الولاء لمجموعته، عندئذ يكون منفرداً وبعيداً من واقع مجتمعه مستسلماً للصمت الذي يحز في نفسه.
وفي حالات أخرى ترى التباعد مسوغ بتبريرات مفهوم الإلتزام العقائدي الديني المذهبي أو بفكر مبادئ الإنتماء الحزبي والسياسي. ولكي نكون أكثر وضوحاً نجد أن التعاليم الدينية بالنسبة للمسيحية جعلت الفرقة مباشرة بين أبناء ذات الشعب الذي يتحدث بذات اللغة مثلما حصل قديماً بين من سميوا بالنساطرة واليعاقبة، مولدة أغصان فرعية مذهبية لذات الشجرة الأصيلة. ليلتزم النساطرة باللغة التي نشأوا عليها من حيث الحروف واللغة المعروفة باللهجة الشرقية، والجانب الآخر من اليعاقبة إقدامهم على تغيير شكل ولفظ الحروف مع إعتماد الحركات اليونانية. ناهيك عن نظرة الفلسفة المسيحية للكلدان. ولكي نتوسع أكثر نستشهد بالإنشطار الذي حصل في يوغسلافيا بسبب الإختلاف المذهبي بين من يسمون بالصرب والكروات وتُعد لغتهم لغة واحدة، إلا أن إختلافهما المذهبي فصل بينهما  في المجال اللغوي بإعتماد الكرواتيين الحروف اللاتينية، والصربيين بحروف الكنيسة الأرثوذكسية للإغريق. إذن نستنبط من هذين المثالين رغم تعدد الأمثلة لمجموعات أخرى بأن الفلسفة الدينية اللاهوتية أبعدت المجموعة الواحدة من وحدتها إلى مجموعتين متفاوتتين، وأكثر بُعداً عن الوحدة القومية لتنادي كل مجموعة بفكرها القومي بعلة التمذهب الديني. وهنا أليس من حقنا أن نستأثر بمقولة ماركس حين قال: " الدين افيون الشعوب " رغم تأويل غايته لمنطق الصراع الطبقي بغية تحطيم الإستغلال الرأسمالي لمصلحة المعدمين من المجتمعات الفقيرة. وأكبر مثال عن قبل ذلك، استغلال رجال الدين لصكوك الغفران التي استنكرها وفندها مارتن لوثر وأثبت بتحقيق بطلانها بقوة إيمانه لتؤدي إلى انقسام المانيا وسريان المذهب اللوثري البروتستانتي في الشمال والكاثوليكي في الجنوب وبحكم ترجمته للكتاب المقدس بإسلوب لغوي مبسط. لقد تم كل ذلك من خلال التفاسير اللغوية الصريحة والحكيمة، كون اللغة من أولى مقومات القومية وليس الإيمان الديني أو المذهبي. وإن كان الأمر عكس ذلك لأنضوى أتباع الكنيسة السريانية والمشرقية الآشورية في الهند تحت راية القومية الآشورية وكذلك للدول الإسلامية والبعض منها التي تلتهج وتتلسنن أحياناً بالعربية لإنضوت تحت راية القومية العربية. فالدين هنا ـ شئنا أم أبينا ـ لله والوطن للجميع في المواطنة وأحقية التمتع بالإنتماء القومي على ضوء وحدة التسمية اللغوية التي تجمع أفراد العائلة الواحدة كنموذج مصغر ومتميز لمفهوم القومية، وبالتالي اتساع رقعتها بالعشرات وبالأحرى المئات وزد على ذلك لتشكل مفهوم الإنتماء القومي الموحد تحت تسمية واحدة موحدة من منطلق اللغة المشتركة للتعبير والتفاهم والإنسجام والتقارب الدائم، كونها روح الشعب، والشعب هو مكون القومية، كجذور الشجرة النافعة التي هي روح جذعها وأغصانها وثمارها. مثلما نحن اليوم كآشوريين نعتز ونلتزم بجذور تاريخنا وما ورثناه عنهم من عادات وتقاليد كموروثات شعبية وآداب ولهجات لغوية. وكما قيل: " أن اللغة بمنزلة القلب والروح من الأمة، وعلى دعائمها يجب أن تؤسس لهم دولة موحدة ". أن ما نتمناه من هذه المقولة أن نعي وجودنا، وأن نعي أهمية تراثنا، وأن نعي تأثير لغتنا، وأن نعي معنى تآلفنا، وأن نعي عوامل جمعنا وأن وأن وأن... لا أن نُسقط واحدنا الآخر بالدوافع النفعية، ولا أن نستنكر أحدنا الآخر لأسباب فوضوية، ولا أن نشمر عن سواعدنا لأسباب تدعمها القوى الدخيلة، ولا أن نصم آذاننا عن خبرة وتجارب ومفاهيم مفكرينا وأن لا نهمشهم.. حتماً بين أبناء جلدتنا من الإصلاحيين والمدركين ومن هم بمستوى الذين أضاءوا الشموع أمام درب المفسدين والضالين في تاريخ الشعوب ولكن تم حكمهم وإبعادهم واستهجانهم وإغتيالهم وبالتالي أقتفاء ما خلفوه من أفكار إصلاحية والإيمان بها. إذن دعونا أن لا نكون بمستوى اولئك المفسدين والضالين والغافلين.


251
ܐܝܼܬ ܚܕَܟܡܵܐ ܦܵܘܕܹܐ ܕܛܒܼܵܥܬܵܐ ܘܠܲܐܟܼܵܐ ܡܚܙܘܼܝܹܐ ܝܘܲܚ ܠܬܘܼܪܵܨܵܐ ܐܲܝܟܼ ܕܒܹܐܬܵܝܵܐ ܝܠܵܗܿ:
ܡܘܼܩܪܸܒܼܠܵܘܟܼܘܿܢ ܡܼܢ ܓܹܒܵܐ ܕܡܘܼܪܸܒܼܠܲܘܟܼܘܿܢ
ܩܵܐ ܡܼܢ ܓܹܒܵܐ ܩܨܐ
ܘܬܲܚܡܲܢܝܵܬܹܐ ܡܼܢ ܓܹܒܵܐ ܕܘܬܲܚܡܲܢܝܵܬܵܐ
ܥܲܡ ܚܘܼܒܝܼ ܘܐܝܼܩܵܪܝܼ
ܡܝܼܟܼܐܝܠ ܡܲܡܘܼ

253
الأخ الأستاذ هنري الذي يستلهم أفكاره من شعلة كرخ سلوخ المضيئة دوماً...
ما أجملك وأروعك فيما ذهبتَ اليه في جملك وعباراتك التي لا تقل شأناً مما دبجه كبار الأدباء والشعراء واللغويين في بيان مهام اللغة القومية في حياة الشعوب. وعلى ما يبدو لم تدع لي ما أضيفه سوى بعض ما إدخرته في حافظتي الفكرية بما تدركه القوة الذهنية متمثلة بالعبارات التالية:
ـ اللغة سبيل التقارب ، وواسطة لخلق الأواصر.
ـ اللغة اداة للأخذ والعطاء ، وتقوية العلاقات الإجتماعية والثقافية.
ـ اللغة ينبوع ثر لإرواء منابت الأفكار.
ـ اللغة وسيلة لإبعاد أحاسيس الكآبة والحزن من أعماق النفوس.
ـ اللغة أداة حية لدبج وتسطير الأفكار، الإحتفظ بها والعودة اليها.
ـ اللغة عنصر الهوية لإنتماء الوجود القومي.
ـ اللغة روح الأمة ، كروح الإنسان في الجسد.
ـ اللغة أساس ومصدر التحضر والمدنية.
ـ اللغة هي دواة المدونات الأدبية والعلمية ويراع التاريخ والثقافة.
ـ اللغة شبيهة بوجود الشجرة ، إن لم يتم تقليمها ، لا تمنحك ما تبتغيه.
وفي خاتمة ما نوهت عنه أود القول : إن أردت أن تمحي وجود شعب ما ، إقضِ على لغته. هذا ما توصل اليه الساسة الأذكياء في حقل الغباوة المتعمدة.
مع بالغ شكري وتقديري لمداخلتكم
ميخائيل ممو


254
كاتبنا المثابر المستلهم اسمه من الحكيم أخيقر
مقاسكم بروعة المقال مستمد من روعة وعيكم في تقييم ما تم طرحه.
الوعي هو ينبوع الإبداع، ولا يتأتى ذلك الوعي إلا من مضمار التكوين اللغوي مهما كانت مصادره.
الأبرز والأهم في حياة الإنسان الذي فقد مرتعه المتمثل بالوطن الأم أن لا يغيب عن باله بأن اللغة الأم هي التي تحافظ على جوهر وجوده أينما رفرفت به الأحداث وحطت به الأقدار، وهي الوسيط الذي لا بديل له في التواصل والأخذ والعطاء والإندماج بهويته المتميزة اساس استمرارية وديمومة وجوده. شلأنها شأن التجمعات البشرية في عصورها الأولى بالمجتمعات المتقاربة من بعضها. ودليل ذلك مغناطيسية تجمهرنا من البعض في ديار الشتات في أية بقعة من العالم.
المُعيب فينا ليست مؤسساتنا، وإنما من يحيط بتلك المؤسسات والمنتديات مهما كانت صفاتها، طالما استمدت جذور تأسيسها من المفهوم والمنطلق اللغوي. تراها تنادي وتطلق أصواتها في العنان ولا من يرعوي عن غيه أو جهله، ويبقى الواعون ينددون بذلك إلى أن تأسرهم حالات اليأس والإنطواء في أودية الإنعزال. إلا الذين يؤمنون بأنه لا يأس مع الحياة ليعيشوا على بصيص من الأمل بمناداتهم ليتم نمو النبتة وتعيد زهو اخضرارها. بقي علينا أن نبعث الهمة فيمن يتولون سقي تلك النبتة لإثرائها بالثمر.
مع بالغ تحياتي
ميخائيل ممو

255
أخي المتداخل الأمين باليراع الرصين أوراها سياوش
كل ما ذكرته ونوهت عنه هو عين الحقيقة، وأكبر دليل في الرابط الذي اتحفتني به.. ولكي لا أطيل عليك ليس لي إلا أن أقول بأن السننا (ألسنتنا) اصبحت أطول من قاماتنا، وقاماتنا لا تتجاوز مسافة ظلها.. والظل كما تعلم لا يطول آمده.
أخي ومتابعي أوراها.. صدقني لدي من المعايشات اللغوية ما يندى لها الجبين ويشمئز منها الضمير الحي من واقع وجودنا، ومناداتنا  بما لا يمت للواقع المألوف بصلة. وأقل ما يمكن الإشارة اليه هو أن تضع الشطيرة (السندويجة) في فيهِ (فم) الجائع لها ولا يستدرك عملية تناولها ومضغها. حالة يُرثى لها. وترى الذين يتمنطقون بها وهم على موائد السهرات القدحية يتمجدون بها وهم بعيدون من دعمها. أما معلمونا فحدّث عنهم ولا حرج. يرفعون ما لا يُرفع، وينصبون ما لا يُنصب، ويجرون ما لا يُجر، والعلم مستودع في بيوتهم من خلال ما يُؤطر ويُجمل رفوف مكتباتهم البيتية في حال وجودها. وإن لم تجدها فهي الطامة الكُبرى لمن يمتهن مهنة ورسالة التعليم.
دعني مكتفياً بهذا القدر، فإن قشرتُ لك البيضة لإظهار بياضها الناصع وإصفرارها المخفي لإنتابتك حالة اليأس مما نحن عليه من واقعنا اللغوي المؤلم وعلى وفق خاص في ديار الشتات. كفى أن استشهد بمقولة الشاعر في قوله:
أتنطق بالجهل في مجلس    وعلمك في البيت مستودع
نعم ووفق قولك: " اعتقادي ان اللغة هي القلب النابض لاية امة، وتوقف القلب معناه موت الامة"
وهذه حقيقة مثلما أقول دوماً: اللغة هي روح الأمة أو القومية، كالروح للجسد، ومتى ما فقدنا اللغة فقدنا الجسد كفقدان روح الإنسان لجسده. مع بالغ تحياتي لمناسبة اكيتو.
ميخائيل ممو

256

دور اللغة وأهميتها في حياة الشعوب
(القسم الأول)
بقلم: ميخائيل ممو

تمهيد

من المتعارف عليه بأن اللغة هي مرآة المجتمع، تعكس صيغ الأخذ والعطاء بغية معرفة منطق الإيحاء اللفظي لظاهرة التفاهم. وفي الوقت ذاته هي تلك الأداة التي يتسلح بها الفرد للدفاع عن نفسه وإيصال فكرته بدافع مشجر الإحساس لإدراك الفهم والتفكير بالإقدام على قولبة معاني التعبير بشكل متناسق كضربات أصداء السيوف حين تتمحور الألفاظ بمدلول المعاني المُعتمدة بعامل الإدراك العقلي، وبما يعيه الإنسان من خلال  محفزات الإدراك الحسي بغية الفهم والتفاهم لإستدراج ما ينبغي فعله وإيصاله بالسبل التي يعتمدها كل فرد وبأية لغة كانت.
ما هي اللغة؟
هل هي مفردة لذاتها؟ هل هي كل ما يصدره اللسان؟ هل هي مصدر الحركات الطبيعية من الإشارات؟ هل هي الرموز المتفق عليها في الحديث؟ هل هي آليات التدوين التاريخي؟ هل هي مبعث الوحي الإلهي؟ هل هي تشكيلة الإلهام الوضعي؟ هل هي خاصة بفئة منتقاة متميزة بها؟ وهل هي اللهجات المستنبطة منها اللغات المتعددة؟ وعادة ما تتوالى إستفهامات " الهل " المتكررة، إن جاز لنا التعبير بذلك! ومما لا شك فيه إن كافة التساؤلات المفترضة تقودنا لتفسيرات وتحليلات متنوعة ومتفاوتة محصورة في مضامير مفسريها ومحلليها من الإختصايين اللغوين والباحثين المخضرمين من الأوائل ومن المحدثين حين يتسلح كل واحد بوجهات نظر مستمدة من الفترة الزمنية التي عاشها وتأثر بتجاربها، أو بإعتماد ما نصت عليه الكتب السماوية منذ الخليقة على أنها من الله. ولهذا تفاوتت النظرات وتضاربت الآراء وتعددت النظريات التي ليس بوسعنا أن نتطرق لها لسعتها وتواجدها فيما لا يحصى من المصادر بلغات مختلفة.
ما يهمنا هنا هو أن نجمع ما أجمع وإتفق عليه اللغويون على تعريف اللغة بشكل متقارب وموحد رغم إختلاف التعابير والتركيب اللغوي التي جسدت معنى اللغة بأساليب مختلفة، حيث إتضح بأن أقربها انحصر في التعاريف التالية:
1.   " إن اللغة نظام عرفي لرموز صوتية يستغلها الناس في الإتصال بعضهم ببعض".
2.   " إن اللغة هي كل وسيلة لتبادل المشاعر والأفكار كالإشارات الأصوات والألفاظ.. متفق عليها لإداء المشاعر والأفكار".
3.   " اللغة ظاهرة نفسية مكتسبة تمليها نوازع الحاجة للتعبير والتفاهم".
وهناك العديد من التعابير التي تختلف في  صياغاتها التي تهدف لذات المعنى بشكل خاص لا نستبعده مما أوردناه أعلاه.
كما ويتبين لنا من خلال التعاريف الآنفة الذكرعدة مضامين متقاربة  الوشائج  ( الإتصال، تبادل ، تمليها ) ، ( نظام ، المشاعر ، ظاهرة ) وكذلك ( رموز صوتية ، الأصوات والألفاظ ، التعبير) وغيرها.

دور تعدد اللغات

ومن المتعارف عليه أيضاً بأن اللغة وسيلة للإرسال من قبل المُرسل ليتلقاها المُستَلِم أو المُتلقي بالصدى المقصود في حال الكلام الطبيعي المُكتَسَب. فإن كان المتلقي ثنائي أو ثلاثي اللغة فعليه أن يفقه اللغة التي يُخاطب بها. وعلى أقل ما يمكنه أن يدرك الفحوى، لكون حالة تعدد اللغات من الحوافز على استدراك المضمون. وفي حال التحجج بعدم المعرفة على مضمون المُرسل ـ لفظاً وتدويناً ـ فمعنى ذلك فقدان الوعي والإستيعاب اللغوي للغة الأم، وفق مفهوم النظريات التربوية والنفسية الحديثة التي يؤكدها رجال التربية المتبحرين في هذا المجال من الذين يشيرون بأن من يتقن ويفهم لغته، يتسنى له استيعاب لغة اخرى بكل سهولة. ولهذا أقدمت الحكومة السويدية على إقرار تعليم اللغة الأم منذ المراحل الأولى للطفل أي من مرحلة رياض الأطفال بمصاف اللغة الرسمية المتداولة ولحد المرحلة الثانوية مع توفير كافة مواد ومستلزمات التعليم في المدرسة الرسمية. هذا ما استنتجناه أيضاً من خلال تجاربنا ومراحل تعليمنا لأبناء جلدتنا بتفوق من لهم معرفة شبه كافية بلغتهم الأم مقارنة بمن يجهلها قراءة وكتابة وتكلماً بالشكل الطبيعي.

دور اللغة في المعرفة
وبما أن النطق اللغوي ينشأ مع نشأة الفرد، وبمراحل تطور وظائف الأعضاء الخاصة بالنطق، عادة ما تتولد لديه ثروة من المفردات التي تسعفه على الكلام ليكون منحصراً تعبيره اللغوي اللهجوي الدارج وفق نهج البيئة العائلية أو البيتية التي يعيش فيها إلى الوقت الزمني من العمر الذي يؤهله لخوض تجارب التعلم اللغوي الصحيح. عندئذ يكون قد استدرج معرفته بصيغ الكلام المبرمج على ضوء التعبير الفصيح والنطق الصحيح المبني على أصول القواعد اللغوية من حيث النحو والصرف للشكل النمطي المُنظم الخاص بتصريف الإفعال والأسماء بصيغها المختلفة والمتعددة، والإقدام تدريجياً على تشذيب منطق الكلام من التعابير العامية السائدة والدارجة المنشأ والمفردات الغريبة الدخيلة التي يقتفيها من محيط المجتمع المتداخل وهي غريبة وبعيدة عن أصوات الكلام لشعب ومجموعة ما، متخذة مجراها في الأسلوب التعبيري كتابة في حال افتقاد المرادف لها باللغة الأم الأصلية وبشكل خاص حين يكون المحيط العائلي والمجتمعي من ذوي ثنائي أو ثلاثي اللغة من ناحية الأب والأم والمجتمع من منطلق الوحدات الصوتية الأساسية لكل لغة محكية. ومن تلك الإشكالات تواجد عدة شعوب قريبة من بعضها في المنطقة التي يتعايشون فيها، وكذلك دور السيطرة الإستعمارية بفرض نفوذها مثلما هو الحال مثلاً في مواطني أبناء المجتمع الجزائري المتوارثة لديهم العديد من المفردات الفرنسية بسبب الإستعمار الفرنسي، وكذلك في الهند من خلال الإستعمار البريطاني الذي بث روح اللغة الإنجليزية في نفوس شعوبها المتعددة اللغات بدوافع المصالح السياسية وإضعاف اللغات القومية التي استيقظ الناطقون بها لإثبات وجودها بعد تقلص واستبعاد الهيمنة البريطانية وبالتالي لتخوض تجربة الصراع في سيطرة لغة مجموعة ما كلغة رسمية على لغات ولهجات مجموعات أخرى والولايات أو المناطق الجغرافية التي لا تتعامل باللغة المفروضة عليهم والإستعاضة بالإنجليزية بغية اتساع رقعة التعليم اللغوي والمعرفي بها. ومن جراء ذلك أدت تلك السياسة إلى إحتجاجات وصراعات ذهب ضحيتها المئات إن تكن الآلاف من القتلى والجرحى ومن تم اعتقالهم وزجهم في السجون بعد إختفاء وزوال نفوذ اللغة الإنجليزية بشكل تدريجي.

اللغة والثقافة
إن كانت الثقافة ظاهرة خلقية وتوعوية تنجم بين بني البشر، فاللغة هي مصدرها ونبع وجودها، تخلقها مبادئ التدوين والمشافهة التي عمادها وسائل الإعلام وما يبرزه الفكر التنويري من نتاجات. لهذا نجد بأن أي علم من العلوم لا يخلو من سمة الثقافة. وبما أن كافة العلوم مصدر تواجدها من خلال اللغة، يتحتم على الفرد أن يستوعب التعبير اللغوي الخاص بكل علم من العلوم لإثراء المعرفة. من هذا الإعتبار ينجلي الأمر بأن من يتسلح بالتعدد اللغوي كثنائي اللغة مثلاً وفق ما أشرنا إليه سابقاً، عادة ما يكون ثنائي الثقافة حين يستمد معرفته من تلك اللغات التي يتقنها ويتأثر بها ليعمد على تطبيق مضامينها في حديثه وسلوكه وعمله وحتى في أحاسيس إنفعلاته عن مصدر وعيه وإدراكه بدلالة ظاهرة الحركات التعبيرية واللفظية محتمة أياها المعايشة في مجتمعين متفاوتين في العادات والتقاليد، كمن يعيش ويواصل تعليمه العلمي التخصصي في بلد أجنبي تتفاوت فيه ما ورثه عن ما هو في مجتمع وطنه الأم. كما وأن مفهوم التثقيف الذاتي كما يبدو لا ينحصر ويتحدد فقط على ما هو متعارف عليه والمألوف من مقولة " اكتساب شئ من كل شئ " في حين المعرفة التخصصية بعلم من العلوم الصناعية مثلاً أو العلوم الإنسانية بما فيها من الحقول الأدبية أو السياسية تبدو أهميتها أعلى وأرقى من المقولة المألوفة، لكون العلوم الأدبية والتقنية تثريها مقدرة وكفاءة اللغة التي تساعد على استدراك النهضة الفكرية في كافة جوانبها. عندئذ يتم وصف المتحدث ونعته بأنه متثقف بثقافة فرنسية أو سويدية أو ثقافة البلد الذي تخصص فيه، متسلحاً بالإزدواجية اللغوية والثقافية. وهنا يتضح بأن اللغة هي عماد الثقافة، طالما تشكل ظاهرة اكتساب معرفة جديدة لبناء الشخصية المعطاءة المتسمة بروح التفاؤل في الأخذ والعطاء. 
إلى الملتقى في القسم الثاني من موضوع اللغة والإنتماء القومي والمطالبة بالديمقراطية اللغوية.
mammoo20@hotmail.com

257
أخي الأستاذ شوكت
نعم ان المصادفة التي حفزت أحاسيسنا بغياب زميلنا سياوش رغم أنه لم نلتقيه وجها لوجه، يبدو أنها شنفت مسامع الهة نيسان وأيقظته ليطل علينا بمداخلته التي لم ترتضيها آلهة نيسان لتكون من ضمن ما أشرنا إليه في مقالنا عن العديد من المناسبات. ومن الجانب الآخر ليعيد بنا نيسان على ذكر زميلنا عود الذي عودنا على نغمات أوتار عوده في ذات الشهر الذي التقيناه عبر التموجات الصوتية المطمورة في العقل الباطن، وبمسعى ذكر نيسان تدعك الآلهة أن تلتقيه للإطمئنان على صحته، وكأنما تخاطبك لتقول له: عود يا عود، وشنف آذاننا بما تجود، لعلنا نستذكر الوعود في أيام عيد الصعود. آملاً من هذه المخاطبة أن لا يتناساه الإله تموز بصلواته لطيبة الغد المعهود محملاً بالجديد من الحصيد وبما يزيد.
هذا ما أوحى لي قدوم مباهج نيسان من خلال روضة مفرداتك.. مع بالغ شكري وتقديري وإلى المزيد مما تذريه وتبذره في حقل عينكاوا كوم، وأن يلهمكم أكيتو بأكثر مما أنتم عليه من أفكار إصلاحية وتقويمية لتحفيز مشاعر وأحاسيس ومدارك الضالين والغافلين والمنافقين، وأن تستل نبلات شوكتك التي توخزها في ضمائر المتشككين بحزم وشكيمة .
ميخائيل ممو
   

258
الأخ الفاضل اوراها سياوش
ههههههههههههههههههههههه
أبصم بالعشر أصابع كلامك من عمق الأعماق.. أضحكتني بملء شدقيّ.... ذكرتني بما لم يخطر على بالي من تلك السخرية والهلوسة الفكرية النتنة التي لا زال بعض المتشدقين ـ وزد على ذلك ـ يحويها في مخيلتهم من خلال الكابوس الذي يأسرهم. نحن اليوم كسرنا وتحررنا من تلك الأباطيل. نعم أخي أوراها، كان علينا أقل ما يمكن أن نشير لذلك بسخرية واستهزاء للبذخ البليغ والترهيب الشنيع الذي أفسد بهجة نيسان لتورثه الدواعش. تصور حتى الحقوق الثقافية التخريبية المتعمدة التي عايشتها لم يسمح لي يراعي ولا حاسوبي أن ادرجها في المقالة التوثيقية، وكما أشرت لذلك رداً للأخ سوريشو.
مع بالغ تحياتي.
ميحائيل ممو

259
اخي سوريشو
هذه المناسبة بالرغم من أهميتها في وقتها، فقد أكل عليها الدهر وشرب ولم تعد في عداد ما نؤمن به اليوم، لأسباب كانت قد دعتنا على الإلتزام بما يملى علينا من السلطة الجائرة التي فرقت منتدياتنا بالرغم من الإصدارات التي كنا نضمّنها بأساليب رمزية هادفة بثت الشكوك في نفوس بعض الضعفاء ممن كانوا يطعنونا في الظهر، أدت بالعديد من مجموعتنا على ترك مسؤولياتهم  وبالتالي مغادرة الوطن، حيث كنت في وقتها سكرتير الهيئة المؤسسة لأتحاد الأدباء وسكرتير مجلة المثقف الآثوري ومقدم برنامج حوار وشخصيات التلفزيوني بلغتنا.. ومن خلال هذه المهام عانيت الكثير من ضغوط رقابة المطبوعات والعناصر الأمنية. بالرغم من أنها كانت مرحلة مشجعة لأنطلاق نشاطاتنا الثقافية والأدبية والفنية بحذر دائم. وأنا شخصياً كانت لي في حينها معايشات هي في طي النسيان.. شكراً لك على ما تفضلت به.
ميخائيل ممو


260
مآثر شهر نيسان عبر التاريخ
بقلم: ميخائيل ممو
في كل عام جديد، عادة ما نضيف رقماً جديداً لتاريخ العام المنصرم، وذلك في فجر العام الذي يحل علينا، وعلى مَرّ الأيام تتوالى المناسبات الدينية لإحياء ذكراها متمثلة بمآثر القديسين وغيرها من المناسبات المفروضة وفق التعاليم المسيحية، وكذلك للأديان السماوية الأخرى، وللمناسبات القومية والوطنية التي لا تقل شأناً، ولها مكانتها وطعمها الخاص أيضاً على مدار السنة، والتي منها بوجه متميز في شهر مقدم الربيع شهر نيسان الخالد خلود مناسباته المتعددة، حيث تتحلى فيه الطبيعة بحلّة قشيبة زاهية لتبث الإنشراح والفرح في نفوس من هب ودب على وجه الأرض، وعلى وفقٍ متميز الإنسان ذاته لتمتعه بروح الحياة ومنها أيضاً الماشية والطيور التي تسرح وتمرح في جو من الحرية بصفاء الأجواء وما يتحلى به وجه البسيطة بألوان زاهية ومنها بشارة الإخضرار واليانعة من الثمار.
لكي نؤكد ما ذهبنا اليه يلزمنا القول بأن شهر نيسان له أهميته ومكانته وتأثيره على النفس البشرية بجماله الشبيه بجمال الهة الحب والجمال، كونه يشكل ولادة حياة جديدة على الأرض وبداية إنتشارالخير والسلام والمحبة والجلال بدلالات عديدة حين تجعله العديد من شعوب العالم بأنه شهر العطاء لتحتفل به منذ العصور القديمة متمثلة بالعصر السومري فالآشوري والبابلي، ومن ثم أبناء إسرائيل بإعتباره بداية الخلاص لشعبهم بخروجهم من أرض مصر يوم 15 نيسان والإحتفال به كعيد للفصح كما جاء في التوراة، حيث كان الأول من نيسان يوافق الإعتدال الربيعي لديهم والمتعارف عليه في التقويم الحديث يوم 21 آذار.  وكذلك ما ذهب اليه العراقيون بنعته عيد الربيع، ولدى الصابئة واليزيديين والفرس بإعتباره عيد الخليقة لديهم، إضافة لليوم الأول منه والشهير بيوم الطرافة المعروف بكذبة نيسان لدى أغلب شعوب العالم إقتداءً  بتبني التقويم المعدل الذي سَنّهُ ملك فرنسا شارل التاسع عام ‏ ‏1564. وليس من الغرابة أن تحتوي أيام شهر نيسان الكثير من المناسبات لدى العديد من شعوب العالم رغم اختلاف تقاويم الإحتفالات، كونه أقدم الأعياد منذ سبعة آلاف عام وبتسميات متفاوتة كيوم "زكموك" لدى السومريين و" أكيدو أو أكيتو" الذي يعني " ريش شاتين أو شاتيم " بمعنى رأس السنة لدى الآشوريين، ولدى اليزيديين الذين يسمونه "سر صالي" كأول يوم أربعاء من أول أسبوع في شهر نيسان حيث يكون اليوم المذكور بداية للسنة اليزيدية، والرومان اعتبروه مقدساً بالنسبة الى فينوس آلهة الحب، ويعنى به أيضاً الآلهة التي تتولى فتح أبواب السماء لتشرق أشعة الشمس بعد غيابها في فصل الشتاء أي الإنفتاح، ولتتوالى التسميات كنوروز أي بمعنى اليوم الجديد ويوم الخليقة وغيره من التسميات تيمناً بإنتشار الخصب والخضار. وأن لا تفوتنا الإشارة لرمزية ما تعنيه ملحمة كلكامش فيما تخص تموز وعشتار وأهميتها بشهر الخصب والزهو والعطاء بعودة تموز اله الخصب إلى الحياة كعودة المسيح بعد صلبه.
كما وأشارت المصادر التاريخية بأن معناه لدى السومريين شهر العبادة او المزار المقدس بتقديس الهيكل،  وفي العصر البابلي بمعنى البداية والشروع أي بدء السنة الدينية المقدسة وقيل أيضاً عن ذكر اسم نيسان في النقوش التدمرية. وإلى جانب ذلك تبين لنا من بعض مطالعاتنا بأن العرب القدامى، ولا سيما أهل البادية، كان رعاة البدو يحتفلون بشهر نيسان من أجل ماشيتهم، ولا زال هذا التقليد سائداً في بعض المناطق التي يعتاشون على الماشية وعطاء الربيع. وليس بالغريب أن يوصي النبي لعلي بمقولة " أن تأخذ من ماء المطر بنيسان " للشفاء، ربما احتفاء بمقدم شهر الربيع الثاني أي الربيع الآخر الذي هو شهر نيسان في التقويم الهجري. وهناك أيضاً العديد من التفاسير لدى شعوب الشرق الآوسط من الأكراد والأتراك والتركستان واذربيجان وغيرهم.
وهنا لا تفوتني الإشارة لمناسية عيد الفصح عن مجموعة من النصب التذكارية في مدينة بعلبك الآثرية التي وجدتُ فيها في إحدى زيارتي شكل البيضة منحوتة في أغلب الأعمدة للدلالة على رمز ميلاد الحياة وديمومتها والتي يعتز بها المسيحيون بشكل عام لحد يومنا هذا في عيد الفصح بتلوينها بألوان زاهية كرمز للربيع الزاهي بمباشرة أبناء العائلة الواحدة في صبيحة يوم العيد وفيما بعد على المقارعة بمسكها بين راحة أصابع اليد بإظهار طرفها المحدد ليقرع عليها المتسابق ببيضته من الطرف المحدد أيضا ومن ثم تكرار ذلك من طرفها الثاني، ومن يكسر الطرفين يحصل عليها وتكون حصته، ولا تقتصر هذه العادة المتوارثة على العائلة فقط، وإنما للغرباء والأصدقاء أيضاً لتتطور بإسلوب آخر هو وضع بيضة واحدة أو عدة بيوض في مكان ما من قبل طرفين متنازعين، ومتى ما جلست ذبابة ما على إحداها يخسرها الطرف المَعني بها، ربما يُعنى بذلك على توفيق حظ الفائز لتلك المناسبة القدسية، وقد تكون تلك اللعبة من باب الطرافة.
ولكي نعزز أهمية هذا الشهر الذي تتوالى فيه المناسبات، يحدونا التساؤل، هل هي المصادفات أم الحقائق التي أملتها الطبيعة. حتماً سيكون الجواب في الحالتين. إذن دعونا نسرد بعض الأمور والوقائع التي أملت على الذين يحتفون بقدسيته وفق ما يلي:
1.   لدى الآشوريين: لا أخوض في ذلك لكثرة ما كُتب وكتبتُ عن ذلك، مكتفياً بكلمة دولة العراق أمام مجلس الأمن/ نيويورك 21 آذار 2013 التي جاء فيها ما يلي:
(عيد أكيتو (رأس السنة الآشورية) يمثل بداية للخير وقدوم فصل الربيع ويعتمد على أسطورة قديمة مفادها نزول الآلهة عشتار الى العالم السفلي لإنقاذ الإله تموز ونجحت بذلك ليعم الخير وينشر الربيع أزهاره على الربوع ويسمى بالآشورية (خا بنيسان) أي الأول من نيسان ويحتفل به الآشوريون قاطبة في العراق ودول المهجر كما كان يفعل العراقيون القدماء. (يعنى بذلك أبناء الإمبراطورية الآشورية).
2.   بعد سقوط الإمبراطورية بخيانة البابليين وتألفهم مع الميدييين (الفرس) لإسقاطها، كان الأشوريون من الأوائل الذين آمنوا بالمسيح، بغية تكوين امبراطورية دينية، فبقوا على عهدهم محتفظون بعاداتهم وتقاليدهم بإحياء رأس السنة الآشورية ولحد يومنا في الوطن الأم وبلدان المهجر.
3.   تشبيه ذلك بيوم قيامة المسيح من عيد الفصح بإنتصاره على الموت، وإنتصار الخير على الشر ليكون يوم المحبة والإيمان.
4.   شبّه المسيحيون الأولون كنيسة المشرق بأزهار وورود شهر نيسان بالألوان الزاهية التي ينشرها الربيع في ذلك الشهر.
5.   تنوع التذكارات ومناسبات الأعياد التي يُحتفل بها إحياءً لذكرى العديد من القديسين في ذلك الشهر من أمثال الربان هرمز في ألقوش ومار عوديشو ومار أدي وغيرهم.
6.   العديد من العادات والتقاليد المألوفة اليوم في الكنائس ذات الصلة المباشرة بتلك التي كانت في مهرجان أكيتو، ومنها على سبيل المثال: التبخير في الكنيسة، ملابس الكهنة والشمامسة، الطهارة والقراءات، الذبائح والقرابين وغيرها الشبيهة بالأيام الإثنتي عشر لإحتفالات اكيتو.
7.   لدى العبرانيين اليهود أو بني إسرائيل: أول وأعز يوم قدسي لديهم يوم خلاصهم من عبودية مصر، وفق ما جاء في سفر التثية (16: 1ـ 4 ) " احتفلوا دائما بفصح الرب إلهكم في شهرالربيع نيسان (الشهر اليهودي القمري) ففي هذا الشهر أخرجكم الرب إلهكم من مصر ليلا، واذبحوا للرب إلهكم غنما أو بقرا في الموضع الذي يختاره الرب ليحل اسمه فيه ".
8.   جاء في سفر الخروج خروج (34 17 18) عن شهر نيسان الذي يُعنى به  (شهر أبيب) تيمناً به لتسمية " تل أبيب" قول الرب لموسى وهو في أرض مصر: «هذا الشهر يكون لكم رأس الشهور، هو لكم أول شهور السنة» (خروج 12: 1). وإنه لمن المثير للانتباه أن يكون معنى هذه الكلمة ”شهر أبيب“ حرفياً: " شهر البراعم الخضراء "، وقد سُمِّي هكذا لأنه يقع في فصل الربيع، ويُقابل شهرَي مارس وأبريل أي نيسان. وقد صار هو رأس السنة العبرية الدينية، ودُعِيَ فيما بعد باسم شهر ”نيسان“، وحالياً هو الشهر السابع للسنة العبرية المدنية.
9.   لدى الصابئة: ومن الشعوب القديمة إخوتنا الصابئة المندائيين بتقديسهم لشهر نيسان، نستشهد هنا بيوم البنجة الذي معناه التكفير عن الخطايا بعماد الجماعة، حيث يتم في كل سنة من اليوم الخامس والسادس من شهر نيسان الإرتماس في الماء الجاري على النهر بثلاث دفعات قبل تناول الطعام، وفي سائر المواسم لا يجوز إلا نهاراً وفي أيام الآحاد فقط. 

10.   قد تكون من باب المصادفة لأحداث معينة على إقرار أيام متفاوتة من شهر نيسان لإحياء ذكراها ومنها: اليوم العالمي للتوعية يوم 4 نيسان، ويوم الصحة العالمي في 7 نيسان، واليوم الدولي للرحلة البشرية إلى الفضاء في 12 نيسان، واليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف يوم 23 نيسان، واليوم العالمي للملكية الفكرية في 26 نيسان، ويوم إحياء ذكرى جميع ضحايا الحرب الكيميائية في 29 نيسان وغيرها، يوم التراث العالمي في 18 نيسان، يوم الرقص العالمي 29 نيسان، ويوم عيد الشجرة في اليوم العاشر من نيسان... حيث يتبين لنا بأن كافة هذه الأيام تتوسم بالعالمية ليعم جدواها على العالم أجمع دون أية مفارقة أو تمييز، إقتداءً بهيبة نيسان الخالد بزهوه ورونقه، مستبعدين الأحداث التي لا يتناسب ذكرها ونحن بصدد أفراح هذا الشهر ومنها يوم التطهير العرقي للأرمن والآشوريين واليونان المعروف بالمذابح من قبل الأتراك العثمانيين.
ولا يفوتنا هنا من الإشارة على إقدام مجموعة من العراقيين الواعين المدركين والمخلصين للتغني بإرث ما بين النهرين، وذلك من خلال مناداتهم ومناشدتهم السلطات الحكومية بجعل يوم الأول من نيسان يوم الثقافة العراقية لإحياء ذكرى هذا اليوم تزامناً مع يوم أكيتو رأس السنة الآشورية البابلية. وهذه دلالة على أن أبناء العراق الأصلاء لا زالوا يمجدون هذا اليوم التاريخي الشهير.
11.    ومن الجدير ذكره بأن يحتفظ كل شعب بيوم لغته في إحتفال خاص إلى جانب اليوم المحدد والمتعارف عليه باليوم العالمي لكل اللغات، لا أن يجعله اليوم المخصص بلغته، لكون الكثير لا يدركوا ذلك، وخاصة من أبناء شعبنا المتعدد التسميات والمكونات الحزبية أيضاً، ولدينا دلائل على ذلك لا حاجة لذكرها.
12.    وقبل أن نختتم حديثنا عن هذا الشهر الخالد، لا بد لنا أن نشير بأن العديد من دول العالم رسمت لها اليوم الذي تحتفل بلغتها الأصلية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر يوم اللغة الصينية بتاريخ 20 نيسان تخليداً لذكرى مؤسس الأبجدية الصينية، ويوم اللغة الإنكليزية بتاريخ 23 نيسان تخليداً للذكرى السنوية لوفاة الكاتب المسرحي والروائي الشهير وليام شكسبير، إضافة لأيام أخرى ولأكثر لغات العالم. إن تلك الأيام المحدد تاريخها يتم الإحتفال بها وفق التاريخ المقرر لها، وما تم إقراره من قبل مؤسسة اليونسكو يوم 21 شباط هو يوم كافة لغات العالم لتحتفل به سوية  كافة شعوب العالم في ذات اليوم، تقديراً وتشجيعاً لها دون مفاضلة لغة على أخرى.  رغم احتفاظ كل شعب ناطق بلغته الإحتفاء باليوم المحدد للغته. 
13.   وبما أن الآشوريين كانوا من الآوائل الذين إعتمدوا الخط المسماري في كتابتهم وتطوير ذلك إلى العهد الأوكاريتي في اللاذقية بإعتماد ما يقارب 32 رمزاً أو حرفاً، فكان الأجدر بأبناء ذلك الشعب من خلال مكونات تسمياته الدينية وتنظيماته الحزبية ومنتدياته الثقافية والأدبية أن يتحسس لذلك، ولكن لربما الأحداث المأساوية التي مرّ بها دعته أن يتغافل ويتناسى ما ذهبت اليه العديد من شعوب ودول العالم. إلا أنه بعد أن انتشر الوعي وتأسست المدارس في شمال العراق ودول المهجر استيقظ المجلس القومي الآشوري في شيكاغو بولاية الينوي الأمريكية على إقرار يوم اللغة الآشورية يوم 21 نيسان من كل عام، وذلك قبل ثلاث سنوات بإعتماد التسمية تقييماً لإصدار 21 مجلداً الذي أصدرته جامعة شيكاغو لعمل دام أكثر من تسعين عاماً بمساهمة 85 باحثاً لغوياً تم تكريم المتأخرين منهم في الذكرى الثانية ليوم اللغة الآشورية لعام 2015 في احتفال خاص لمساهماتهم القيمة. ويسعنا هنا أن نكبر جهود أبناء شعبنا من المعلمين والمسؤولين في جمعياتنا الثقافية والأدبية والإجتماعية بإقدامهم على إلتزام إحياء هذه المناسبة باليوم المخصص وعلى نحوٍ خاص في أمريكا والسويد وروسيا وأرمينيا وجورجيا وليتم ادراجه في التقويم السنوي، آملين من باقي الدول التي تتواجد فيه من أبناء شعبنا أن تنحى ذات المنحى ومنها بلاد النهرين واستراليا المتواجدة فيها مدارس اشورية وأينما تواجد أبناء شعبنا الآشوري الذين يعتزون ويتفاخرون بلغتهم الأصيلة.
ومما يؤسف له أن لا تستدرك بعض التنظيمات الحزبية والمكونات الدينية المهتمة بالتعليم والتدريس اللغوي  لهذه المناسبة المختلفة عن يوم اللغة العالمي المصادف 21 شباط بأنه وإعتباره يوم اللغة الآشورية لتنعته بذات اليوم دون وعيها ومعرفتها بشموله لكافة لغات العالم، وليس بلغة محددة. كما ونأمل من كافة مسؤولي التسميات القومية المستحدثة أن يعتمدوا ذات اليوم رغم نعتهم له بما يحلو لهم شريطة أن يكون بذات اليوم المقرر، بغية أن يكون سبيل التوحيد لأيام المستقبل من منطلق اللغة المُوحدة التي تخلق شعباً موحداً، كون اللغة هي العنصر الإساسي لمقومات القومية. هذا ما استطعناه أن نكبر فيه شهر نيسان المجيد، وفي الوقت ذاته نأمل من قرائنا الكرام أن يزيدونا علماً بما لديهم من مناسبات أخرى لم تحضرنا وتخص شهر نيسان. ونحن نورد موضوعنا بالعجالى المختصرة، حيث سنكون من الشاكرين لهم.


262
متابعنا القدير لقلم التحرير الأخ  أوراها سياوش.
استهلالك بصمت الكلمات التي استلبتك لتدوينها ثانية واستشهادك بها لتنطلق في مداخلتك القيمة هي دلالة وعيك بالثقافة التي تحملها من خلال رصدك لكل صغيرة وكبيرة عن واقع معاناتنا وتشرذمنا بشكل لا تسيجه أية همة خالصة للقيادة الموحدة، وحسب ما يقال: تشرذمت الأمة فصارت ضعيفة مستباحة. فالضعف والإستباحة مبعثهما الوعي والإستدراك المتأرجح الذي يصيب من لا يعي التثقيف الذاتي أو التثقيف الجمعي لأسباب أصبحت في خبر كان.
حقاً انك أصبت عين الحقيقة بإشارتك للثقافة التبشيرية التي ورثنا عدواها من الدخلاء الإصلاحيين المزيفين منذ أكثر من قرنين، ومن المستحدثين الذين لا يقلوا شأناً عنهم، وهم بدورهم يكنون الحقد والكراهية لهم لنكون نحن قاب قوسين، وبالأحرى بين لسانيّ الملزمة نسترجي الرحمة بالخلاص. أليست هذه الحالة من مبعث التواطؤ الفكري للثقافة الهزيلة المزيفة؟ حتماً سيكون الجواب بالإيجاب. إذن دعنا نضيف لمقولة العلوي مفردة الإغتيال الديني أيضاً ونزيد لمقولتك تآلب فلسفة من تعنيهم على أنفسهم حتى وإن بَرئَ جرح ظاهرهم ليبقى ما يضمره باطنهم على ما هوعليه من العدوانية التي مبعثها انفصام الشخصية الجمعية، لا الفردية فقط من رواد المهيمنين لمكونات لا حصر لها، أي بما مفهومه في الظاهر شئ، وفي الباطن شئ آخر بدلالة ما ذكرته في فقرتك الأخيرة على ضوء المثل العراقي القائل: ( في الوجه مرايا وبالكفة سلّايا ).
وكفى في نهاية حديثي أن أؤكد كلامك بما أشار الشاعر في قوله:
لا خـير في ود امـــرئ متـملـق    حـلـو الـلسـان وقـلبـه يـتـلهـب
يلـقـاك يـحــلــف أنـه بـك واثـق     وإذا توارى عنك فهو العقرب
يعطيك من طرف اللسان حلاوة    ويروغ منك كما يروغ الثعلب
نعم.. إن الحديث طويل  وذو شجون بما فيه من الحزن والهم والغم مثلما ينوح الحمام من الحزن.
مع بالغ شكري وتقديري
ميخائيل

263
الأخ جان يلدا المحترم
لا يسعني وأنا أمر على مداخلتكم إلا أن أشكر لكم مروركم، وبما دونتموه واستيعابكم لمضمون ما هدفناه ، حيث تصيبون فيه وجه الحقيقة التي تدعنا نشكو دوماً من واقعنا المرير الذي أملاه علينا عدم تجاوزنا الصراعات الفارغة من محتوى المنطق الأخلاقي والمناوشات اللانفعية التي تبعدنا عن بعضنا لأسباب لا ندرك نتائجها بالشكل الصحيح، والتي توصلنا دوماً لما نحن عليه في شكوانا وتذمرنا، وكأنما تَمَثلْنا بما يجري على الساحة العراقية بشكل عام وبطريقة التجاذب المغناطيسي، حسب ما نوهت عنه في اسطرك التي لا تقل شأناً مما كتبناه وحللناه وأشرنا اليه في مقالنا.
كما ولا أظن بأن هناك من المدركين والواعين من أبناء شعبنا من لا يدرك تلك الحقائق ويتأسف عليها، طالما ينتمي تحت راية تلك التسمية التي نؤمن بها. ولا تنس بأن مثل هذا النوع لا زال يعيش في عالمه الخاص، البعيد عن واقعنا مهما كانت الظروف.
ولكي نعيد ثقتنا بأنفسنا علينا أن نمحي ونستبعد كلمة اليأس والمستحيل من قاموس حياتنا بأية طريقة كانت، وخلق مفردات جديدة توجهنا للطريق الصحيح والقويم بالرغم من صعوبة إيجاد ذلك وفق مفاهيم النضال السلبي والإيجابي. ومتى ما أدركنا بأن قوة تلائمنا في الخارج نكون عندئد قوة دافعة ومحفزة للداخل، وهذه مسألة تعتمد على مدى درجات الوعي للحفاظ على وجودنا.. وهناك الكثير من الدلائل التي لا تدعني أن أخوض في خضمها بهذه السرعة التي أدون فيها ردي لمداخلتكم.. آملاً لك التوفيق فيما تدونه من كتابات التي هي الأخرى لها نفعها الخاص في إطار معين.. مع بالغ شكري لكم.
ميخائيل   
]

264
أخي الأستاذ هنري
تحياتي
اسمح لي ان اقول لك بأن مداخلاتك وموضوعاتك التي تطرزها على صدر عينكاوا، لا تفوتني أبداً، وهي بمثابة تلك الأوسمة التي يقتنيها من هم في مراحل تدوين ما يرتأوه في صراعهم الفكري والتثقيفي، أو من يخطر على باله في حلم اليقظة، إلى جانب من يهوى من أجل المداخلة الشبيهة بالمناقشة من أجل المناقشة وتأثره بالصيغ الفنية التي مفادها الفن من أجل الفن التعبيري الغامض، لا من أجل المفهوم الإصلاحي والتنويري الواضح.
أنا علي يقين تام بأن مداخلاتك هي من أرض الواقع بإسلوبك المنطقي الشفاف الذي قلما يدركون حقيقته وما ترمي اليه. فلو كان المدركون قد تيقنوا مما تعنيه ـ ومن أمثالك ـ لكانوا قد التزموا بالأفكار المطروحة تقديراً لها، لا لكونها من شخص غير ملتزم  حزبياً، وإنما من فرد حيادي تؤلمه وتحزنه المعايشات اليومية اللامجدية مهما كانت صفتها، ومهما بلغت سعة وحذاقة منظريها. نعم إن العقل العراقي مدبلج منذ مئات السنين، إن لم تكن الآلاف، وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها طالما الرعاة يتصارعون في ذات الحلبة لتتوافق أصوات بعضهم وأصوات الذين لم يكن منهجهم " قائما على اسس فكرية او برامج سياسية ، بل كانت على مصالحة طائفية وفئوية "، وإن كان الأمر عكس ذلك لتحقق الحلم الذي نسعى إليه بقوة إيمان المصارحة والمصالحة. فكيف يمكننا تنفيذ ذلك والغرابة تكمن في فحوى مقولة الشاعر.
وإنّ عناءاً أن تـفهَـم جاهلاً      فيحسب جهـلاً أنهُ منك أفـهمُ
متى يبلغ البنيان يوماً تمامه      إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم
هذا هو واقع حالنا  أخي هنري. ليس فقط في الأيام الحالية التي يفرضها الواقع المتردي في عقر دارنا من وطننا الأم، وإنما منذ أن تآلبت علينا النكسات من أبناء جلدتنا أولاً في فترات متعددة، ليقتفي بها من هم بعيدون عنا وفق ما يتراءى لنا المشهد السياسي الذي تعنيه. إني على وفاق تام ورأيك الصائب أن نعي واقعنا، وأن نستبدل سياستنا بأدوات نضالية لها وقعها الإستراتيجي. نعم هذه نقطة في دائرة  تتمركز فيها جوهر المسألة، وعلى أقل ما يمكن لتغيير موازين القوى التي تستغل وجودنا بأبخس الثمن. مع تقديري البالغ لوعيكم، آملاً أن تكون آراؤنا وخزات موقظة للغافلين والمتغفلين والمتسلطين النفعيين على حساب تسميات وجودنا القومي.
ميخائيل   

265
أخي الأستاذ شوكت الكثير العطاء
تحيات معطرة بأريج الحرف...
دعني أبدأ بإختصار لكل ما ذهبت إليه... بدءاً من مفارق الشيب الذي يدعوك بإسهابك الدائم في عملية التحليل والتمحيص الذي نادراً ما نجده ذلك متمثلاً لدى من غزا وخط الشيب رأسه وعَمّ في لحية شيخوخته لتقتحمه مصائب الدهر على سقوط ما يكسو مقدم الرأس. فإن كان ذلك يعني الحكمة، فالحكماء قليلون في زمننا، لهم فقط حكمة التلاعب بما يشبع مطامعهم، وحكمة التبجح والتحجج في الفراغ القاتل بمفردات لا تجدي نفعاً. هذا ما تعودوا عليه بما تعنيه في " المدلول الواجب وجوده".
وعن يراعنا الذي تصفه بالثري والسخي هو من منطلق قول الشاعر:
إذا لم تكنْ حافظــاً واعـيـاً   فـجمعُـك لـلكـتـبِ لا يـنفع
أتنطق بالجهل في مجـلس   وعلمك في البيت مستودع 
لهذا فإن المعرفة مهما بلغت درجاتها هي بمثابة المبضغ الذي يوصل الجراح في ردء وإغاثة الصدع. هذه هي مهمة القلم على مسؤولية حامله وماسكه لمن يستدرك جدوى نطقه بتجاوزه لحالات الخنوع والذل والهوان. ثم أين نحن اليوم من فاعلية الإيمان بالمسؤولية إن لم نضع أمام أبصارنا وفي مداركنا مهمة مسؤولية الإلتزام بالنظام.
أما عن إعجابك لطريقة " التفصيل المتسلسل في إيصال الفكرة ". ألا تعلم بأن الغوص في أعماق البحر له مراحله المتعاقبة، وألا تعلم بأن إرتقاء السلم تستوجبه عملية التسلق التدريجي، كحالة مذهب النشوء والإرتقاء إن صح ذلك. هذه حالة طبيعية وقضية بديهية وجلية لا يحتاجها إثبات للذين يفقهون فحوى ما نلمح اليه.
أما عن الفقرة الأخيرة عن موضوع التسمية الأصيلة بمسميات عديدة، أقولها وبكل صراحة، لقد اصبحت تشكل أضلاع المثلث اللغوي غير المتساوي الأضلاع لمفردات المسألة والمشكلة والمعضلة وفي زواياه أيضاً. ولكي يتسنى لنا تحليل هذا الشكل اللغوي الهندسي، نحن بحاجة لفيتاغورس جديد في الفيتنا الثالثة. وإن لم نكتشفه، دع كل واحد منا يستمتع بليلاه، إنطلاقاً من مقولة " كل إناء بما فيه ينضح ".
وفي نهاية مداخلتك ـ استاذنا الفاضل ـ لا أظن تثقل عليك حمولة المفردات اللغوية التي أدونها بتركيبة متميزة وأنت الذي تبحر يومياً في خضم بحر الأدب الهائج، ومن بحر لآخر دون تعب أو ملل. وإن كانت إشارتك التبسيط أليس من حقي أن أقول:
" من شبّ على شيء شاب عليه، ومن شاب على شيء مات عليه "
مع بالغ شكري وتقديري
ميخائيل


266
مسؤوليتنا ليست لعبة بيد الضالين
بقلم: ميخائيل ممو
حين تغيب هيمنة المبادرة الجماعية لمشروع ما من أجل النهوض بمتطلبات الشعب المنتمي والمنضوي تحت راية التسمية القومية ، والتي عادة ما تتحمل مسؤولية تلك المبادرات التنظيمات السياسية المتمثلة بالأحزاب، ليس معنى ذلك التغاضي والتغافل عن همة المبادرات الفردية النابعة من الذين يتصفوا بحيادية وإستقلالية الرأي، وإستهجان فكرة المبادرة كونها لا تحتمي بإلتزامات مبادئ السلطة الحزبية أو القنوات السلطوية، أو ان أصحاب تلك المبادرات محتم عليهم أن تمر مبادراتهم من خلال نظرة مجهر سلطة الأحزاب لدعمها ، وعلى الأغلب تفنيدها وبالتالي تحويرها على نحوٍ من الماركة المسجلة بغية التباهي بأسبقية العمل التنفيذي ، بالرغم من أهميتها المعنوية المباشرة المستمدة من الفكر الحر للفرد المُبادِر الذي يعمد تفعيلها وتنفيذها دون أي شرط أو ارتباط مقصود، بغية تعميم جدواها للنفع العام وإصلاح ما ينبغي إصلاحه أو تقويمه لإثبات الوجود الوطني الشامل أو مستلزمات الوجود القومي .
إن ما حدا بي لتدوين هذه التوطئة المقتضبة هو نظرة السلطات الحكومية على تفنيد العديد من مقترحات ومبادرات إصلاحات أفراد المكونات ذات  المذهب والإتجاه الحيادي أو المتمتعة بالإستقلال التام، بغية الإرتقاء بالواقع المألوف من نظرة الموازنة بمقارنة ما هو على الأرض، وما هو في ملفات أرشفة التعاليم التنظيمية المغبرة والمُلكئة لجمالية الرفوف المكتبية، وتلك مواد كراريس الدساتير المخفية في حقائب المُنَظر أو المسؤول المباشر . وكذلك هو الحال بالنسبة للأحزاب إن كان الرأي صادراً من رؤية النسيج الإجتماعي، وممن لم يلتزم رسمياً بالتنظيم المعروف ، ليتلق الرفض والمعارضة ، كونه لم ينبع من معين الفكر الحزبي ورؤيته الستراتيجية. هذا ما ألفناه ونألفه يومياً بين أروقة عمليات تنظيمات فئات الكتل السياسية والمكونات الحزبية في عراق اليوم، سواء بين الأحزاب السلطوية الكبيرة المشاركة على إدارة دفة الحكم في العراق أو بين أحزاب القوميات الأخرى كالقومية الآشورية مثلاً والمنضوية تحت أجنحة أطراف متعددة، كالطرف الفلاني لأسباب انتخابية بعلة محدودية عضوية الإنتماء ، أو لحساب طرف آخر لأسباب مصلحية، أو لخوف من الطرف الغالب، أو بدافع التواجد المناطقي وحوافز أخرى مغمورة في العقل الباطن، بدلاً من هاجس الشعور بمفردتي الوحدة والتوحيد لتصيبان المفردة الأم " الإتحاد "، بمواقف مشتركة وموحدة ووطنية من خلال ما يقره الدستور إن كان صريحاً وواضحاً في مواده،  وذلك من أجل تشكيل قوة تضامنية واحدة بأرضية صلدة ورصينة لها أهميتها في إثبات الوجود، وعلى نحوٍ خاص في حال التحالف لأرجحية كفة الميزان على الوجه الأفضل في كافة المجالات التي تفرضها إشكالات التفضيل لشعب ما، وبشكل خاص ومتميز في المجال السياسي لتطبيق ما هو في الصالح العام والخاص. أما الإنجراف في تيارات الإستهواء دون الدليل اليقيني بتأثيرات إطماعية بغية الإستحواذ وفرض الرؤية الإنفرادية فهذه مسألة تردي الفرد المراقب في شكوك عديدة ليعيش في دوامة أربع حالات متفاوتة، الأولى بإيجابية الدعم، والثانية بسلبية النفي،  والثالثة بموقف الشك والحيرة والرابعة التنحي الى قاعدة التطرف.
هذا ما يثبته واقع اليوم بشكل أوسع من خلال توجهات الدول الكبرى وإقدامها على ترضية أطراف مستضعفة بغية إنجرافها في تيار ألاعيبها الضمنية مقابل ما تمنحه لها من وعود لردع قوة ومكانة دولة ما، لها مركزيتها وكيانها كدولة مستقلة ذات سيادة أو جهة معينة، وذلك بكسب عواطف من لا يشعروا بإنتمائهم الشرعي المباشر لقوانين ذات الوطن رغم استيطانهم على أرضه، بفارق الإنتماء القومي والمذهبي واللغوي لا بدافع صراحة الوطنية المشتركة، ومن ثم انعكاس اللعبة بفرض المناداة بحقوق الإستقلال التام إن لم يتم تلبية المطالب التي تفوق حقوق المواطنين الأصلاء، وليس الدخلاء أيضاً من الذين تكاثر عددهم واستحوذوا على أراض بحجج واهية وغير شرعية لا يقرها القانون الدولي، وذلك بدافع استغلال الأوضاع السلبية التي فرضتها ظروف البلد السياسية بمؤثرات دوافع الأزمات الإقتصادية والأمنية والإجتماعية وفقدان الثقة لتشتت الكتل البرلمانية وضعفها أو عجزها في خلق قيادة مشتركة تخدم الشعب والمصالح الحزبية والعلاقات الدولية بالتبادل الإقتصادي والتجاري والدبلوماسي والتحالف برضا الأطراف المقصودة وفق معاهدات واتفاقات خاصة. لا لتكون بالتالي طُعماً ولقمة سائغة بيد من يدرك لعبة الإستغلال من خلال المصطلح السياسي المتعارف عليه بـ " فرّق تسد "، حسب ما يبدو للعيان بالمعايشات اليومية في عراق وسوريا اليوم من الجانب الأمريكي والروسي والتركي والسعودي ودول الخليج. وهنا لا نستثني وضع التحالفات الإنتهازية التي تفرضها بعض التكتلات على إستمالة من لها ايديولجيات متعددة من أبناء شعوب المنطقة متمثلة بالقوميات الإثنية ومنها القومية الآشورية التي لها جذورها التاريحية الأصيلة في أعمق أعماق الأرض الرافدينية النهرينية ليتم استغفالها واستصغارها رغم أصالتها في إمتلاك التربة بتغيير مفهوم وفحوى التسمية التي تم انتحال الأسم الحالي للعراق من اوروك العريقة في القِدَم أو ميزوباتاميا أي بلاد ما بين النهرين، حيث لا زال لحد أيامنا الحالية يتغنى الآشوريون بالتسمية الأخيرة في محافلهم وأغانيهم أو أناشيدهم أينما تواجدوا إلى جانب تمجيد المستشرقين والباحثين اللغويين لذلك.
ولكي نربط هذا الوجود القومي الآشوري المتبع بالنهج السياسي العروبي القومي والصراع الديني المذهبي والقومي الإسلامي لبعض الفئات لا يمكننا مقارنته بالظروف القاسية والمؤلمة الكارثية التي حلت بالتكوين الإثني لشعب الإمبراطورية الآشورية ودويلاته العشر بعد السقوط ق. م. ولحد إيمانه بالمسيحية ليلق فيما بعد أبشع أنواع العذاب والقتل والتشريد مروراً بعهود المذابح التيمورلنكية ـ الجينكزخانية التترية والحقبة العربية الإسلامية والعثمانية والزمرة الداعشية وما لف لفهم في عراق اليوم، ومقارنة ذلك أيضاً بالصراع المذهبي الطائفي بين الشيعة والسنة، إن كانوا عرباً أو أكراداً وفئات أخرى. ورغم كل ما حدث وحصل على مر العهود بقي الآشوريون يكنون الإحترام والتقدير والتبجيل لكلا الطرفين في كافة مناطق تواجد المذهبين من الموصل الحدباء أم الربيعين والمناطق الغربية إلى البصرة الفيحاء.
ما الذي جناه الشعب الآشوري ليكون لقمة سائغة لمن هبّ ودبّ؟! هل هي مسيحيتهم؟ أبدا. هل هي انثروبولوجيتهم؟ طبعاً لا. هل هي عملياتهم الإرهابية؟ لا أبداً. هل هي مشاكساتهم؟ كلا. هل هو تواطئهم؟ مع من؟ هل وهل وهل تتكاثر، ولا هناك أي تساؤل تؤطره أجوبة الصفات السلبية.. إذن أين هو الخلل؟ وأين هي الدوافع لكل التجاوزات لحد يومنا هذا؟! والدلائل تفوق ما أشرنا اليه. وأقرب دليل هو حال اليوم في ديمقراطية العراق المصاب بسرطان التزييف وداء الفساد والترويع بهجرة أبناء الوطن المخضرمين من المسيحيين بكافة تسمياتهم الإثنية من الذين خدموا الوطن بعز وشرف وإخلاص بتسنمهم أهم الوظائف التي ترتقي بالبلد منذ العهد الملكي لتأسيس العراق، وبالتالي لتثمن خدماتهم بما وصفناه من صفات الإيجاب بعكس ما هو عليها،  ليهُجّروا من ديارهم بعمليات التخويف والتهديد كالإختطاف والقتل والذبح ودفع الفدية والإستيلاء على عقاراتهم ومساكنهم بالعنوة وبالتزوير المفبرك ليتطابق فعلها فعل مضمون مقولة الشاعر الذي قال:
فَيَا عَجَباً لمن رَبَّيْتُ طِفْلاً ... ألـقمُهُ بأطْراَفِ الْـبـَنَانِ
أعـلِّمهُ الـرِّماَيَةَ كُـلَّ يــوَمٍ ... فَلَمَّا اشتَدَّ ساَعِدُهُ رَمَاني
وَكَمْ عَلَّمْتُهُ نَـظْـمَ الْقـوَافي ... فَـلَمَّا قَال قَافِـيَةً هَـجَاني

mammoo20otmail.com

267
منتدياتنا الأدبية والثقافية والإجتماعية إلى أين؟
بقلم: ميخائيل ممو
حين يستقر بك المقام في محطة ما من بلدان العالم وأنت مزمع على الإستقرار بدافع الهجرة القسرية أو الطوعية، عادة ما تكون في حيرة من أمرك، تجرفك تيارات التخمين لأي منعطف تقتفي بغية الراحة النفسية والحياة الإعتيادية بحلوها ومرها. وبدون شك تحدوك الحيرة بملاقاة من هم على مقربة من أبناء جلدتك أو أن يكونوا من نسل ذات المواطنة الإقليمية التي أنت عليها. فإن كنت آشورياً تعمد لملاقاة من يتصف بصفات اثنيتك، وأحياناً لغة المواطنة الإقليمية الرسمية تكون الدافع لذلك مهما كانت المفارقات الأثنية تحيل التقارب من بعضكما من منطلق مقولة " كل غريب للغريب نسيب " وهذه حقيقة لا تنكر طالما " الحاجة أم الإختراع "، وفي علم كل إنسان واع بأن هكذا مقولات لم تصاغ هباءً ودون جدوى بفعل التجارب التي انبثقت منها وركزت مضامين مفهومها لتطبيقها عملياً.
وبما أن التجمع السكاني الإجتماعي تفرضه العادات والتقاليد الموروثة لمجموعة اثنية من الأفراد، كما تطبع الإنسان في عصوره الأولى، نجد اليوم بأن الطبقة الواعية والمثقفة تَقدم على جمع شمل من تعنيهم تلك الموروثات، سواء كانوا من أتباع قومية معينة أو تنظيمات حزبية أو اعتبارات انتماءات مذهبية من منطلق الإنقسامات الكنسية للمسيحيين، وللمسلمين أيضاً وفق تواجدهم المذهبي من خلال المساجد والجوامع والكنائس والمنتديات. وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها بدليل التجمعات التي اعتدنا عليها في بلداننا الأصلية التي تم استنساخها ونقل واقعها ونشرها في بلدان الشتات بحكم التواصل الإجتماعي الذي تفرضه مستلزمات الغربة بشكل آخر ومستحدث لتزيد الطين بلة من حيث الإنقسامات والإضطرابات النفسية التي مبعثها الإلتزامات الخاصة والأزمات العائلية التي تنعكس على مواقف ذريتها بإنسجامها مع الواقع الإغترابي وفق النشأة الإجتماعية والتربوية واللغوية الحديثة التي تحتمها قوانين ودساتير البلد المضياف. لتعيش العائلة الواحدة حالة الإزدواجية المعقدة بعلة الذرية بعيدة عن الأعراف والتقاليد الموروثة لكبار العمر. ناهيك عن الحالات النادرة التي تشذ عن مسببات تلك السلبيات بحكم التعصب والتربية المُحكمة. وهنا لا نستثني أي مجموعة كانت من بلداننا الشرقية إن كانت دينية أو قومية بدليل السلبيات التي تتراءى لنا أمام أبصارنا ومن خلال السجلات الحكومية الموثقة والوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمنشورة التي تشهد وتثبت ذلك، ومنها على سبيل المثال لا الحصر أزمات حالة الطلاق والإفتراق لأسباب واهية، المعاشرة والزواج اللاشرعي من مجتمعات متفاوتة، إنعزالية السكن الإنفرادي وعواقبه، تجاوز حدود الإحترام والإلتزام، المشاحنات التي لا طائل فيها، وغيرها من الأمور التي تشحنها الملابسات الشخصية العدوانية وإختراق الأنظمة المرعية بسلوكيات وتصرفات لا يُسَوّغ فعلها لتوقع وتردي مرتكبيها تحت طائلة القانون والعقاب. لتنتشر تلك الظواهر بتبريرات تفتقر لجوهر الحقيقة، متخذة طابع الإنتشار بالتقليد الأعمى، وتناسي مقولة " يا غريب كن أديب " واستمرار التمادي في الغي والضلال الدائم بإستغلال مفردة "الحرية" المقدسة وليدة ديمقراطية الرأي المؤطرة بمفهوم العدالة والمساواة والأخلاق الإجتماعية مهما بلغت صفاتك الشخصية ومفهومك للحياة، وليأتي على بالك " إذا أنت أكرمت الكريم ملكته " ليكنّ لك أبلغ آيات الإحترام والتقدير بفضل رعايتك له بالحسن والعرفان الجميل.
لذا يستوجب علينا أن لا نستصغر وجود مؤسساتنا التنظيمية من المنتديات الأدبية والجمعيات التثقيفية والنوادي الإجتماعية كونها سفارات وقنصليات نستقي منها ما يُعلي من شأننا، بتجاذبنا أحاديث الملاطفة باللغة الأم واللغات التي تسلحنا بها في بلداننا التي هي الوسيلة المُثلى لإكتساب ما نحن بحاجة إليه. وكذلك من واجبنا دعمها مادياً ومعنوياً لترتقي سلم النجاح وتتكفل بتوفير ما ينبغي إيجاده وتوفيره للجميع دون تمييز أو مفارقة للكبار والصغار من كلا الجنسين من بناة أجيال المستقبل، بحيث أن تقع المسؤولية على كل فرد منتم ٍ بقناعة تامة، لتكون بمثابة المدرسة التي نستقي منها ما يعوزنا على يد من يضحوا بأوقاتهم طواعية بإمكانات وظائفهم وتخصصاتهم ومسؤولياتهم الخدمية المتفاوتة في حقول متعددة، شريطة أن يتم انتخاب " الرجل المناسب في المكان المناسب " لا أن نجعل من المحسوبية والمنسوبية " أي الحسب والنسب سلاح التحدي الفارغ والمصلحة الشخصية لأسباب واهية تفرضها أفكار موروثات التبعية العشائرية والشخصنة المقيتة الممزوجة بالإتهامات الفارغة بإعتماد مقولة " إن لم تكن معي فأنت ضدي " والعزوف عن المضامين الإصلاحية من ذوي المقدرة والكفاءة  والتعنت بالشكليات التي لا تجدي نفعاً كتلك البالونات التي لا يطول عهدها بإستمرارية وجودها على ما هي عليه. والأدهى من كل ذلك المراوغة المقصودة التي تفرزها بعض الأفواه بحجة الممازحة التي تكشف حقيقة المواربة في الكلام الشبيه بسم إبرة النحلة التي تغرزها في الجسم.
إن كانت مفاهيم ما أشرنا إليه تشكل بعض الإيجابيات المُفترضة، فالسلبيات لا تقل شأناً عن ذلك إن لم تكن أكثر منها بما تشهد له حال واقعها المتردي أينما تواجدت وفي أية دولة كانت من خلال رؤيتنا وملاحظاتنا ومحادثاتنا الدائمة لمستوى التقييم، وكأن العدوى انتقلت وأصابت كافة تلك المؤسسات التثقيفية والترفيهية التي شلّت من فاعليتها الموثقة بأجمل العبارات في دساتيرها الرسمية. ومن تلك الأسباب الظاهرة للعيان قلة الأعضاء الحريصين والفاعلين بصدق وإخلاص، إنشطار هيكلية المؤسسة الجامعة وفق التعنصر العشائري والإقليمي، حالها حال الأحزاب السياسية، تمركز مجموعة معينة من منطلق " عمك خالك " دون أية خدمات تحتمها فقرات الدستور، إنحصار النشاط على فئة عمرية محددة بأهوائهم الخاصة، إفتقار فعاليات الأطفال والشباب من حيث الترفيه والتوعية، شحة وقلة الحضور لكافة المحاضرات التثقيفية والتعليمية، عدم الإلتزام بالمواعيد في العديد من المناسبات، عدم إحترام قرارات الهيئة الإدارية بتجاوزها والإستخفاف منها رغم جودتها لمصلحة المؤسسة، عدم الشعور بالمسؤولية المباشرة لمن يتولى مسؤولية واجب محتم ٍ عليه أو عمل ما، غياب الدورات التعليمية اللغوية وغيرها الخاصة بالشبيبة والنسائية أيضاً وإنعدامها على أقل ما يمكن قوله. وعن موضوع الحفلات الراقصة حدّث عنها ولا حرج من حيث التباهي الممغنظ والتبرج الصارخ وجملة الصرفيات للفرد التي تعيل عائلة منكوبة في الوطن وبلدان الإنتظار التي تستحلبهم، وبالتالي ليلقوا حتفهم في بحار سفن ومراكب النجاة غير المؤمنة، إضافة لأمور وأحداث أخرى غيرها.
لذا أود التساؤل هنا وبإستغراب، إن كنا حقاً ننادي بالحقوق القومية التي تتفرع منها مؤسسات ما لا يمكننا حصرها، ونعتبر منتدياتنا الخدمية التي نوهنا عنها بأنها دوائر حكومية شبه رسمية لنا، أليس من المحتم علينا أن نحترمها ونقدسها وندعمها؟! أليس من المفروض أن نقتدي بها كحقل للتجارب. وإن شاءت الظروف وتحققت أهدافنا السامية، ألسنا بحاجة إلى التسلح بقوانين مؤسساتنا المعهودة لتطبيقها بكل سهولة في مشاريعنا المستقبلية؟! حتماً سيكون الجواب بالإيجاب. إذن ليباشر كل واحد بمكانته على نفض الغبار العالق على كتفه ويجعله من الرواسب لتكوين أرضية صلدة لمشاريع أحلام أبنية المستقبل، طالما العالم في ارتفاع وإنخفاض وعلى شفا حفرة من وادي ونار أحداث حرب مستقبلية مروعة.
mammoo20@hotmail.com   

268
الأستاذ انطوان صنا مع بالغ تحياتي
شكرا لك على ما تشعر به بغية حياء لغتنا لإنتشالها من الواقع المريرالذي نعيشه في الوطن الأم وبلدان الشتات.. ان ما ذكرته عن تخصيص يوم بإسم لغتنا تيمنا بباقي الدول، فكرتك تم اقرارها وتنفيذها قبل اربع سنوات بحضور مجموعة من الشخصيات الادبية والاعلامية ومنهم الكاتب النحرير بنيامين حداد وامير المالح وغيرهم، وانا شخصياً كنت قد قرأت بيان التأسيس بحضور 400 شخض ورجال الدين في مقر المجلس القومي الآشوري. وهذه السنة هي الرابعة التي سيتم الاحتفال بذلك اليوم المصاف 21 نيسان. ولدي العديد من التقارير عن الإحتفالات التي اقيمت في عدة دول وخاصة السويد.. وللإطلاع على البعض منها تجده في الرابطين المرفقين  ومنها سأرسله على بريدك الالكتروني رغم سعتها. ولزيادة معلوماتك لدينا في مدينتا (يونشوبينغ) اكثر من 400 طالب يدرسون اللغة الاشورية والسريانية بشكل رسمي في المدارس السويدية من ضمن الدوام الرسمي بإهتمام ورعاية اكثر من 15 مدرس. علما بانها تدرس في كافة انحاء السويد حيث يتواجد ابناء شعبنا بكافة انتماءاته التسموية.

ميخائيل ممو
http://www.meltha.dk/Sprogdag15.pdf
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,779726.msg7384385.html#msg7384385

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,776997.msg7377096.html#msg7377096

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,776392.msg7375405.html#msg7375405

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,763212.msg7351036.html#msg7351036

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,727285.msg6210123.html#msg6210123

http://www.ankawa.com/forum/index.php?action=profile;area=showposts;u=7318

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,692329.msg6097867.html#msg6097867

http://www.ankawa.com/forum/index.php?action=profile;area=showposts;u=7318

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,779726.msg7384385.html#msg7384385

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,776997.msg7377096.html#msg7377096

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,776392.msg7375405.html#msg7375405

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,763212.msg7351036.html#msg7351036

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,727285.msg6210123.html#msg6210123

http://www.ankawa.com/forum/index.php?action=profile;area=showposts;u=7318

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,692329.msg6097867.html#msg6097867

http://www.ankawa.com/forum/index.php?action=profile;area=showposts;u=7318

http://alkompis.se/%D9%85%D8%A4%D8%AA%D9%85%D8%B1-%D9%85%D9%88%D9%82%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A2%D8%B4%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%85%D8%B5%D9%84%D8%AD%D8%A9-%D8%B4%D8%A4%D9%88%D9%86/

269
الأخوة الأعزاء ممن سبقوني في المداخلات
دون اية مقدمات لما قرأته عن الإتهامات التي خصت الأخ الأستاذ سوكت توسا، أود القول بأني الآن تيقنت من مقولة " إن بعض الظن أثم " حين تم اتهام الزميل المعطاء شوكت في مقالاته ومداخلاته المتوالية في الحقل السياسي ذو الخلفية اليسارية. ولكي اكون شاهداً على ما تم وصفه بأن ينتحل اسماء الاستاذ سياوش وجنو هي مغالطة لا أساس لها بشهادة وحكم الأخ الفاضل والأمين على موقعه الاستاذ امير المالح أولاً. وثانياً إن مداخلات الأخ سياوش وجنو حديثة العهد بدلالة مشاركات الشخصين المذكورين الأول له 337 مشاركة والثاني 56 مشاركة مقارنة بمشاركات الاخ شوكت 850 مشاركة. أي بمعنى أضعاف الشخصين المذكورين. وثالثاً، إن كان ما ينشره الأستاذ شوكت قبل ذلك بسنوات ويتقبل العديد من الردود والمداخلات بما معناه انه كان يتبع ما اتهم به، فلماذا اذن تم اتهامه الآن بهذه الصفات، وهو المتسلح بسلاح الردود المباشرة من خلال ثقافته الواسعة في الحقل السياسي. ورابعاً استخلص من الردود التي تخص مقالاتي التي تكون مزدوجة التعليق بين الأخ سياوش وشوكت في آن واحد في بعض الأحيان دون الاخ جنو، ربما لقلة ما ينشره. علماً بأن صراحة الأخ شوكت واضحة لدي وبشكل مباشر شفوياً وكتابياً. وخامساً لولاي ومن خلال تشجيعي له لما عاود الكتابة في موقع عينكاوا لأسباب كانت تخصه. وسادسا التعبير بجمل ومفردات مقاربة نوعا ما بمقالاته عن مضمون مداخلاته مسألة لا يمكن تمييزها بأنها من شخص واحد من حيث الأسلوب، وما هو متعارف عليه لكل كاتب اسلوبه الخاص الذي يتسم به. علماً بأن شوكت له اسلوبه المسترسل وسياوش له اسلوبه التحليلي المركز. وسابعاً أليس من الأفضل أن ينشر بإسمه الصريح كمفخرة له من حيث إظهار إمكاناته المعلوماتية، وما الداعي أن يتستر بأسماء مستعارة. وفي الختام اكتفي بهذا القدر من الملاحظات، ومن ثم  لنفرض بفرضية واهية مفادها ما الضير في أن ينشر ذات الشخص بأسماء متعددة، وهذا ما حصل للعديد من الكتاب طالما يعمد كل كاتب كشف الحقائق بإسلوب منطقي وغير جارح أو إسقاط الآخرين. نأمل مستقبلاً أن نتجاوز هكذا اتهامات وتجاوزات أو مداخلات مبطنة لا تجدي نفعاً والتي تزيد الطين بلة وتبعدنا عن بعضنا في الوقت الذي نحن بحاجة ماسة الى التقارب والتفاهم  والإستشارة لتحقيق ما نصبو اليه. ما بالغ حبي واحترامي لكافة المتداخلين.
ميخائيل ممو ـ السويد


270
بلاغة الأدب
أدب السياسة

بقلم: ميخائيل ممو

حين يطرق سمعنا العديد من المفردات والمصطلحات من الماضي البعيد منذ أيام نشأتنا وترعرعنا، مروراً بأيام مرحلة شبابنا، ونحن نتجاوز العقد الخامس والسادس والسابع من عمرنا، تستهوينا ذكراها ـ سلباً وإيجاباً ـ بمدى وعينا لها في الفترة الشبابية. ومن تلك المفردات المفردة البلاغية " البلاغة " المشتقة من الفعل " بَلـُغَ " كمصدرٍ له، لتعود بنا الذاكرة القهقري أي إلى الماضي البعيد من أيام مقاعد الدراسة للمراحل الدراسية النهائية. وفي ذات الحين لنتذكر تلك الفروع المستقاة منها والمعروفة بعلم البديع والبيان والمعاني مولدة مصطلحات الجناس والطباق والسجع والتورية والتشبيه والإستعارة والإسناد والخيال والعاطفة لتؤطر الفصيح من الكلام المؤثر بألفاظ نطق اللسان في الخطابة والمحادثة، والتدوين المحفوف بإسلوب متناسق جذاب يستلب قلوب القراء، كتلك اللوحة الفنية التي تدع الناظر المُتأمل لدقائق محتوياتها بإمعان تام من خلال شدة تزاحم وتلاحم تزاوج الألوان، وتناسق الرموز التعبيرية المُبتغى منها.
ولكي لا نسترسل فيما ذهب اليه القدامى من أئمة اللغة العربية من أمثال الجرجاني والقزويني والسكاكي وغيرهم، ومن المحدثين في عصر النهضة القومية من أمثال أحمد الزيات وأحمد الهاشمي والدكتور البكري وصلاح الدين موسى وغيرهم ممن عالجوا مفاهيم مصطلح البلاغة إلى جانب الغربيين من أمثال فكتور هيجو والفنسيين ديمارسيه وفونتاني وغيرهم من أدباء الغرب القدامى، وبالتالي من المحدثين الذين اعتمدوا في منهجيتهم العلوم اللسانية كوجه جديد لعلم البلاغة، حالهم حال الشعر التقليدي الكلاسيكي بطغيان الشعر المُستحدث عربياً على يد السياب والبياتي ونازك الملائكة ، ومن الغربيين ت. س. إليوت مُنَظر قصيدة "الأرض الخراب" وإديث سيتويل وكيتس وغيرهم الذين شيدوا ومدوا جسوراً بما لا يحصى من الشعراء المحدثين في العالم العربي والغربي.

إن أغراض الشعر والقصة في المجال الأدبي تنوعت وتفرعت بإستحداثات عديدة، حالها حال المفاهيم والمبادئ بمضامينها السياسية التي استمدت اصولها من اسس تكوين التعابير اللغوية بأساليب تدوينية مستحدثة بأطرٍ متنوعة تفرضها الصياغات الفكرية  وفق أساليب التعارض المبنية على اسس الديالكتيكية  التي فرضتها الظروف الإقتصادية والإجتماعية للنظريات السياسية من جراء انبثاق المدارس الأدبية في المحيط الأدبي والفني وتأثيرها على واقع الأدب السياسي، وعلى وجه الخصوص سياسة الأدب الروسي على يد ليو تولستوي ودوستوفسكي وتشيكوف وغيرهم من المحدثين من الإدباء الروائيين والشعراء الذين لا زلنا نقرأ تراجمهم في أمهات الصحف العربية والمواقع الألكترونية. وبما أن العصر الحالي هو عصر النهضة الفكرية الجديدة والوثبة الحضارية للتجديد الأدبي والفني والعلمي والسياسي  بغية التطوير والأرتقاء لأعلى سلم النجاح في كافة مجالات الحياة، تحدونا المفارقة بمقارنة عصور من سبقونا الذين انحصرت أفكارهم ونداءاتهم وتحدياتهم في محدودية نشرياتهم سراً داخل حدود تواجدهم ومحدودية انتقالها لدول الجوار وغيرها من الدول بشكل غير مباشر. ولكي نكون أكثر وضوحاً بأن سرية النشر والتحريض والتصدي المباشر انتفى مفعولها وغابت عنها جدران التصدي المباشر لقمعها، وليتسنى لكل فرد من حملة الأقلام والأفكار النيرة أن يستل سيفه ويشهره علناً بوجه من شاء حين لا يوائمه وذلك بإنتمائه كمواطن حر وتمتعه بالحرية المطلقة في أجواء ديمقراطية  " جمهورية ولايات المواقع الألكترونية والتواصل الإجتماعي المتحدة " الملتزمة بمنهجية ديمقراطية الرأي وحرية التعبير المباشر. لهذا نجد سياسة آداب مائدة الأكل والشرب والتعامل المباشر وغيرها من الصفات قد طغت عليها آداب سياسة السياسة وسياسة الدين بعكس ما هو مألوف، بدليل ما تقع عليه بصائرنا يومياً وفي كل لحظة من مقالات ومداخلات وتعقيبات لا حصر لها في كافة ممالك القنوات الإعلامية التي تتلاعب بالمفردات السياسية التي منها الأجندة الداخلية والخارجية لكل مملكة مستحوذٍ عليها من مُكَونٍ معين، لا يعير أية أهمية لمنطق ثقافة الإصلاح والتنوير، طالما لم تبدر المناشدة من ذات المكون، بالرغم من جدوى وصلاحية الفكر الإصلاحي والتنويري. وكأنما تلك القنوات تشكل سلطة مستقلة لذاتها من خلال رواد وإنتماءات كوادر تنظيماتها الحزبية مهما كان حجمها،  صغيراً أم كبيراً، لتفعل كل واحدة منها على مضض ٍ ضمني بفرض نزعة التعصب الطائفي والمذهبي والعقائدي المتزمت الذي يُنهك محور الضمير الجماعي لمكونات فسيفساء الشعب المنضوي تحت لواء المواطنة الموحدة وفق متطلبات الحقوق والواجبات المفروضة على كل مواطن، رغم السعي والمناداة ورغم تفاوت الإنتماء الديني، وبالرغم من أن أغلب دساتير البلدان العربية تقر بأن دين الدولة الرسمي هو الإسلام. علماً بأن هناك ممن يدينون بديانات أخرى ولهم ذات صفات المواطنة إلى جانب الإنتماء القومي بدليل تعدد القوميات كما هو عليه في العديد من الدول ومنها سوريا والعراق متمثلة تلك الإنتماءات بالوجود القومي الآشوري والكردي والأرمني والإيزيدي والصابئي. وعلى ضوء هذه الإعتبارات نجد بلاد ما بين النهرين من خلال التشكيلة السلطوية المشتركة أي الشراكة متعارضة في سياستها المؤدية دوماً الى التناحر والمشاكسات المقصودة بإعتماد كل جهة بأفكار مذاهبها الدينية التي منبعها الدين الإسلامي. إذن ما الضير في أن يتم فصل التمذهب الديني المتمثل بالتحزب السياسي لكل مكون إن كان إسلامياً أو مسيحياً أو أي دين آخر، لكون مفهوم القومية بتدرجها الحسابي العددي لكل مجموعة عادة ما تتعارض ومفهوم حكومة السلطة التيوقراطية التي تستمد أفكارها من الإيمان بالحق الإلهي على أساس عنصري، ومنها أيضاً حالة بيع صكوك الغفران من قبل سلطة الكنيسة في أوربا للصفح عن خطايا الفرد، والتي عفا عليها الدهر بعد أن تم رفضها ونبذها على يد طبقة المثقفين وبدعم من المعوزين والفقراء بحيث حادت  أوربا عن ذلك منذ خمسة قرون، وإنعتق الشعب المسيحي من قيود السلطة الكنسية ، والعالم العربي لا زال يصارع نفسه دون أن يتخذ عبرة من أحداث التاريخ المأساوية التي أردته في مهاوي الإنعزال عن بعضه لا يحيد عن البغضاء والإقتتال والتحديات ليكون لعبة يلهو بها المحتلون من الدول الكبرى كالأب الأمريكي والأم الروسية وفراخهما من الدول الأوربية لتتخذ الصين واليابان كقوتين ذات كفاءة عالية دور الحذر منها ومنعزلة نوعاً ما عنها لتختبرا  مدى شرعية الأب والأم.

ولطالما لا زلنا نتراوح في حلبة التحديات والإنقسامات الطائفية والمذهبية والقومية على مستوى بلاد النهرين عراق اليوم، ينبغينا المفهوم المتعارف عليه من منطلق العدالة الإجتماعية والمبادئ الأخلاقية أن نتشبع بها ليمكننا التسلح بإحترام الرأي والأخذ والعطاء لتجاوز أي نوع من الخلافات التي لا تدري نفعاً، إن كنا حقاً نؤمن بالعدل والمساواة اسس الإنسانية لضمان الفرص المتكافئة لأي من كان من المواطنين في البلد الواحد الموحد بإلغاء الفروق التسموية المستحدثة والتعنصر بملذات تبعية التسلسل الوراثي.لهذا يتوجب أن ندرك إن كانت مقومات القومية في الوطن الواحد هي التي تزرع أحقية التكوين القومي والأرض هي أم تلك المقومات حسبما يقال. فما بالك من أرض عراق اليوم؟! أليست هي مهد الحضارة الآشورية؟ إذن أين هي حقوق الآشوريين الذين ما فتأوا إمتداداً لتلك الحضارة العريقة بكافة تسمياتهم المذهبية؟ وإن كانت اللغة هي المقوم الأول للوجود القومي الشرعي، فأين كانت اللغة العربية قبل ذلك؟ وأين كانت اللغة الكردية التي يتمتع أبناؤها اليوم بربع مساحة الأرض الآشورية بدلالة المعالم الآثرية والمواقع الكنسية في شمال وجنوب العراق وتسميات القرى المستعربة والمستكردة وبالأحرى المغتصبة. أما إن تساءل القارئ ما علاقة العنوان بمحتوى المقالة، فليدرك من له سعة الوعي بأن بلاغة الخمسة آلاف من ألواح مكتبة آشور بانيبال هي أساس سياسة اليوم. وإن أول تشريع على وجه الآرض هو أساس النبع الثري لقوانين وتشريعات اليوم. وإن لم تصدق ذلك، فما عليك إلا أن تسعى جاهداً لقراءة كتب التاريخ التي هي أكبر شاهد على ذلك ومقارنتها بقوانين دول العالم التي تتنزه بها ولا تستنكف من الإعتراف بحقيقة وجودها ومما تعتمد عليه.
mammoo20@hotmail.com

272
أدب / رد: العقــل والــروح
« في: 02:06 20/02/2016  »
أخي الشاعر المعطاء ايشو شليمون.
تدعني في كل قراءة لنظمك التقليدي أن تعود بي الذاكرة لأيام الشباب ولقراءاتنا لبحور الفراهيدي التي هجرناها بصياغات حداثوية، وتركنا غزلنا بالإسلوب الذي تستحوذه، وذلك من مأثرة حامدالغزالي حين قال:
غزلت غزلا دقيقا فلم أجد لغزلي نساجاً فكسرت مغزلي
ولا أريدك هنا أن تستأثر بهذه المقولة وما تعنيه من مضامين، كون اسلوبك فيه من الرقة والدقة والفصاحة فيما تعالجه بالرغم من ضرورات الكيل أي الوزن والتقفية التي لا يعاني منها سوى الذي ليس بوسعه أن يبني بيتاً رصينا وقلعة محكمة.. بوركت فيما تنسجه وتغزله.. آملاً منك في المرة القادمة أن تتحفنا بما ذهب اليه المحدثون على نوع وشاكلة فرع من فروع شجرة الشعر مثلما عمل العديد من شعراء الشرق والغرب ولا تخفى عليك اسماؤهم. مع بالغ تقديري لمواهبك.
ميخائيل ممو

273

الأخ أوراها سياوش والأخ أدي بيت بنيامين حفظكما الله على وعيكما.
لكي تكونا على معرفة تامة بكل ما نُشر فالحادثة الشنيعة استمدت من أرض الواقع، وإن كان الأمر غير ذلك لقام المقربون بتفنيد أحداثها، وإن عملية عرض شخوصها بالحروف الرمزية هي حفاظاً على شخصية الضحيتين ليعيشا براحة بال وإطمئنان وحالة نفسية مستقرة بعيدة عن التشهير طالما تخلصتا من الموت لتحيا بعيدتان من مرتع الحدث في بناء حياة جديدة، ولطالما الروح عزيزة على أي إنسان وحتى الحيوان حينما تعصف به صفات الضعف في هزيمته من الإفتراس والإلتهام.
أما مسألة الحذف أخي أوراها، مرد ذلك الأكتفاء بما تم كتابته لأسباب تعود لصاحب السرد أو ربما للضحية، أو لأسباب أخرى نجهلها قد تكون في غاية الأهمية لمقترحيها أو لأسباب سياسية من مخاض الشعب العراقي بذوي العلاقة.
أما مسألة التساؤلات أخي أدي، هي افتراضات لا بأس بها لتأكيد الحقيقة. ورغم مرور كذا سنوات على الحدث المفجع، له ذات الأسباب التي نوهن عنها، وربما أكثر من ذلك.
ولكي أكون أكثر مقربة من ذلك، لي معرفة صادقة من أحد المُقربين وفي ذات الفترة حين هاجم ثلاثة ملثمين لإغتصاب فتاة وأمها وبصراخما استنجدتا بالجيران وبقوة السلاح تم أبعاد المجرمين ، ليعودا في ساعة متأخرة من ذات الليلة وينتقمان من الجار وإبنه اللذين قاما بالخير ليلقيا الشر بحتفهما ومن ثم هروب عائلة الجار إلى خارج العراق. علماً بأن أحد الجناة وقع في قبضة الأمريكان والنهاية لا زالت مجهولة عنه وعن الشريكين. أمثال هذه الجرائم وعلى وجه التحديد ينالها على الأغلب أبناء شعبنا بسبب الفلتان الأمني والعوز الإقتصادي والفساد الإجتماعي المُستشري في كل زاوية من زوايا العراق الجديد الذي اضحى أسوأ من عهد الفرمان العثماني والتتري ووو. أشرت لكما أخي أوراها وأدي لأبعد الشك عن مداخلتكما بصدق النية، إستناداً لقوله تعالى " إن بعص الظن اثم ". مع بالغ تحياتي لكما.
ميخائيل


274
الأستاذ أنور أتو المحترم
أحيي فيك هذا الوصف الرائع باللغتين الآشورية والعربية لتلك الأيقونة النادرة التي ستخلد بحكم العطاء والإيمان والصدق والتضحية التي آلمته من زخم التفكير بإرهاصاته التي تفوه بها بمواقفه المباشرة وتدويناته لتي سيشهد لها التاريخ عبر مراحله المتفاوتة. آملين منك المزيد من النتاجات. مع بالغ شكري وتقديري.
ميخائيل ممو

275
الأخ ادي المحترم.
إن من يقرأ هكذا أحداث عادة ما يظن بأنها من نسج الخيال، ولكن هناك من القصص في غاية البشاعة بما آل اليه حكام العراق تُخفى عن الإعلام الحر بحفنة من الأوراق الخضراء التي لا تناسب سرقة المليارات التي نسمعها يومياويكشف عنها برنامج التاسعة وأكبر دليل إحالة اربعة قياديين للقضاء ونتمنى أن يكون الحبل على الجرار لكشف الحقائق. وبما أن ساردها السيد بدري على لسان الضحية (حسب قوله) ربما احتفظ بها لأسباب خاصة لينقلها في الوقت الذي حان ليجعلها عملا دراميا وفق اختصاصه المسرحي كما نوه عن ذلك في ايضاحاته.
مع بالغ شكري وتقديري لكم لما تقومون به بتدوين هكذا احداث مأساوية.
ميخائيل

276
قراءة في تراجيديا الدكتورة "ميم" وذويها
بقلم: ميخائيل ممو
شاءت الصدف أن اسلط الضوء على ثلاثة روابط توسمت بعنوان " من كان يصدق أن يحدث هذا؟! " لأبدأ بالجزء الأول الذي ظننته من نسج الخيال، كما اعتدنا بقراءة القصص القصيرة والروايات المأساوية التي تستلب القلوب للتعبير عن الواقعية بشكل غير مباشر. وهنا تبين لي بأن عملية السرد تبدو وكأن السارد السيد "بدري نوئيل" أراد أن يستشف فكرة معينة يلهي بها القارئ. حيث لا زلت لهذه اللحظة وأنا أدون ملاحظاتي بأنه كان يعني ذلك، كونه في سرده وعرضه لأحداث القصة اتبع طريقة عرض مقدمات الأفلام التي اعتدنا عليها، والغالبية منكم يتحسس ويدرك تلك المعايشات.
على أية حال، وكما هو مألوف لقراء القصص القصيرة، بأنها لا تتجاوز العديد من الصفحات، والقارئ النهم  عادة إن جرفته وقائعها وأحداثها الغريبة والمأساوية المباغتة يسترسل في التهام كلماتها وجملها وعباراتها. ولكني لم أكن من رواد هذا النوع من القراء، إن لم أحلل كل جملة أو عبارة عن دوافع وأسباب صياغتها بهذا الشكل أو ذاك، سواء من حيث التركيب النحوي أو اسلوب السرد الأدبي أو التحليل المنطقي لعملية التشويق والحبكة الفنية.
رغم ما أشرت اليه، وأنا في قراءتي الأولى انتابتني مشاعر الفزع والتساؤل بإستغراب ملفت للنظر.. قد تكون هذه القصة حقيقة وليست من نسج الخيال. ساردها من أبناء شعبنا، ولم يسعفني بصري أن أقرأ له من قبل.. وهل من المنطق أن ينشر الموقع هكذا قصة سردية مليئة بما لا يتوافي فيها شروط النشر من حيث الصيغة الفنية النحوية والتأثير النفسي بالرغم من سياسة الموضوع  الذي يعبر عن رأي كاتبه، كما هو متعارف عليه. وهنا ساورني الشك بأنها حقاً حادثة واقعية وللموقع رأيه في مبدأ " السبق الصحفي " بعرض الحدث كما هو.
عادة ما يثير القارئ النهم أن يتوصل دوماً ما يتبع تسلسل الأحداث، وهنا تيقنت نوعاً ما بأن واقع الحدث الأول بمحاولة استمالة الضابط المحقق الرائد (طاء) للدكتورة (ميم) ذات الخامسة والعشرين عاماً وفي عمر الزهور بجمالها الجذاب (حسب وصف السارد) بحديثه الملتوي وبلمعان نجومه الراكنة على كتفه كشرف مقدس لوطن العراق. كان قد ظن بمغالطتها على التقرير الذي أعدته لمدير المستشفى عن حادث انفجار راح ضحيته الكسبة من العمال إنه سيفلح في إقناعها لتحقيق ما يصبو اليه من أفكار سيئة بإستمالتها له. وما أن تيقن بأنه لا فرصة لذلك، وبأن شرف مهنة الطب أعلى من ذلك ومن طبيبة مسيحية تؤمن " بقضاء الله وقدره، وتردد دائما ربي اختر لي ما تراه خيرا لي ، واغفر لهما لأنهم لا يعرفون ماذا يعملون.."  فرحل أدراجه. ولا ننسى هنا بأن أمثال هذه المواقف يعيشها العراق يومياً في كل أرجائه، وفي كل زاوية من قراه ونواحيه وعلى وجه خاص ومتميز تلك الدوائر الرسمية بكافة أنواعها بإستغلال ذوي النفوس الضعيفة لحالات العوائل البائسة واليائسة من أوضاعها الإجتماعية والمعيشية والفقر المدقع الذي نال كل بيت عراقي من شماله إلى جنوبه. وأقل ما يمكن اثباته من حيث الملكية الإستحواذ اللاشرعي على دور السكن ابتزازاً بألاعيب المتسلطين على دفة الأمور بحفنة من السحت الحرام وبقسم اليمين القرآني على شرعية الإمتلاك.
ونحن لا زلنا في الجزء الأول من الليلة السوداء المكتنفة بالسحابة الدكناء والغبراء توالت بوادر الجريمة بشكل مباغت وغير متوقع، وكأنها مبيتة من ذلك الرائد المحقق الذي يمثل شرف الحكومة بالزيف والمراوغة والإحتيال لتحقيق مآربه بواسطة من هم تحت سلطته في ذات المنطقة بإستغلال منصبه الوضيفي وهيبة لباسه الرسمي أو بمبلغ مالي زهيد كرشوة للضالين المتهورين..وكما يتمتع بها هو الآخر في الجزء الثاني من الأحداث المأساوية. ربما ذلك، بالرغم من انها الحقيقة المرة التي ابتلى بها المجتمع العراقي بكل أطيافه. ولكن أن تأتي في ذات المساء وفي وقت متقارب مجموعة مؤلفة من ثلاثة شباب متهور في سيارة خاصة أمام دار أمِّ وابنتيها وهنّ يعمدن الدخول لدارهن لينهالوا عليهن بالضرب والسحب والتهديد بقوة السلاح دون سبب، ومحاولة الأم في حماية ابنتيها الدكتورة "ميم" والصغرى "حاء" ذات الخمسة عشر عاماً، لتقع الأم مباشرة مغمية على الأرض من جراء ضربة بإخمص مسدس أحد المعتدين، وسحب الفتاتين بقوة السلاح داخل السيارة والإتجاه لمكان مجهول في ذات المنطقة. كيف يمكننا أن نحلل ذلك. هذه الواقعة الأليمة التي لا شاهد عيان مباشر لها لإقناع السلطات الحكومية التي هي الأخرى غائرة في جرائم النهب والسلب والفساد المحتسب من شاكلة الإرهاب المالي والإداري.
إن الطامة الكبرى من هذه الجريمة النكراء أن يتم اختطاف الأختين في تلك الليلة لمكان مجهول واغتصابهما تحت وطأة التهديد والوعيد بالشر الجازم وتركهما في صبيحة اليوم الثاني في شارع ما على أطراف المدينة دون ستر يستر جسديهما لأسباب مجهولة، ومن ثم ليحضيا بسائق أجرة من ذوي الرحمة والخير ليقلهما في سيارته ويوصلهما لمنزلهما المقفل، دون معرفتهما بما حصل لوالديهما، ومن ثم الإستنجاد ليدخلا مسكن الجيران.
قد يتساءل القارئ، وماذ حصل للأم؟ بقيت مرمية على الأرض.. وماذا عن الأب أو أين كان الأب؟ فهذا موقف آخر.. الأب صرعته مفاجآت الصدف.. على مقربة من المنزل  حصل عطل مفاجئ في إطار سيارة الدكتورة التي كانت تقلهم، وعلى أثر ذلك طلب أن يرتجل أفراد العائلة الى منزلهم كونه على مقربة وفي ذات المنطقة. بقي الأب منهمكاً على إصلاح العطل وتبديله بالإطار الإحتياطي، ومن ثم توجهه إلى مسكنه. بعد وصوله أمام المنزل وإرتجاله وجد زوجته مغمى عليها وملطخة بالدماء، وعدم وجود ابنتيه وغيابهما من المسكن المقفلة بابه، فهاجت به الأفكار الغريبة، وبصراخه المُستغرب استغرب الجيران وهرعوا لمعرفة ماذا حصل، وهو الآخر فقد وعيه وسقط على الأرض. وبمساعدة الجار تم نقل الأم والأب بالإسعاف إلى المشفى.. وبالنتيجة كانت قد لقيت الزوجة حتفها في ذات اللحظة الهجومية، وبقي الزوج يصارع الحياة من شدة الصدمة المُفاجئة، ولتلحق الأختان بهما صبيحة اليوم الثاني في نفس المشفى بغية المعالجة أيضاً وبشكل خاص الأخت الصغرى التي كانت تنزف دماً، وليتفاجأ خطيب الدكتورة "ميم" من هذه المعضلة، حيث يعمل هو الآخر في ذات المشفى، وأقدم على الإتصال بالشرطة لتسجيل دعوة ذد مجهول، ولسوء الحظ كان المُجيب الرائد "طاء" الذي خان ضميره وشرف المهنة واستباح الحرمات بإتهام وتلفيق لا مبرر لهما ضد الدكتورة البريئة النزيهة والطاهرة ليعتبرها السبب فيما حصل هي واختها بتهمة المجني وهي السبب في مقتل والدتها، وعلى أثر ذلك أعلن بإلقاء القبض عليها واقتيادها في سيارة الشرطة كأنها إحدى المجرمات لحين إكمال التحقيق معها ، ورفضه أيضاً حضورها مراسيم دفن والدتها رغم اتخاذ التدابيرالمسبقة لذلك. تصوروا أين وصلت الحالة المزرية والمفاسد التي تحرمها كافة الأديان السماوية وحتى الكفرة أن تصبح عملية حضور توديع ودفن أقرب المقربين للفرد بالرشوة العلنية من خلال من هو تحت امرة المتسلطين كوسيط مباشر الذي هو الآخر له حصته من ذلك. تصور ايها القارئ وأنت تعيش هذه المواقف كيف بمكنك أن تتصرف. الام جثة هامدة في ثلاجة حفظ الموتى، والأب في الانعاش الصحي فاقد الوعي، والأخت الكبرى في التوقيف والأخت الصغرى تعاني آلام الإغتصاب بحاجة الى الدم وتحت المراقبة من الشرطي المُكلف. وبعد وفاة الوالد استدرج الرائد ذات الملابسات ثانية فيما يتعلق بإقامة مراسيم الدفن له دون حضور الأختين ولم يسمح لهما الذهاب الى المقبرة بحجة ان المنطقة غير آمنة.  وبقاء الدكتورة " رهن التوقيف ثلاثة ايام كان الرائد يستدعيها لغرفته ويطلب منها الحديث عن الشباب الذين تناوبوا عليها محاولاً استدراجها ويسمعها كلمات شوق وهيام ويراوغها وخداعها بأن يطلق سراحها لقاء المبيت معه ليلة واحدة إلا انها صدته بكل جرأة ، مما ضربها في غرفته عدة مرات بحجة عدم ادلاء بالمعلومات" .
   
هذا العرض المختصر هو غيض من فيض عن هذه التراجيديا، لكون الأحداث الأخرى فيها من التفاصيل المتشابكة الغريبة والمؤلمة المؤسفة التي لا يستوعبها العقل البشري، بحيث يندى لها الجبين، وتعتصر لها القلوب. لذلك لا يدفعني ضميري ويستحبني إحساسي من الغور فيها لإحتدامها بالمُفاجآت المُحيرة التي لا تُعتقل ولا يستوعبها حتى الخيال، لأدع القارئ قراءة كل ما حدث في الجزء الأول والثاني والثالث من الروابط المنشورة أدناه. كما وإني لا أريد الإطالة بكل ما حدث من أمور تبعث على الإستغراب والتعجب والإشمئزاز القاتل الذي يقزز الأبدان من حماة الشعب والوطن.. من رواد أمناء الشرطة وأتباعهم.. من المفسدين وأنصارهم.. من المخبرين السريين وقادتهم.. ومن بعهدتهم سلطة القرار الإنفرادي.. مِن ومِن ومِن...
ما يحفزني ذكره لمثل هذه الأحداث بأن الحكومة العراقية تحارب الدواعش على الممارسات اللاإنسانية والتجاوزات التي لا فائدة ترجى منها والتي هزت مشاعر العالم في الشرق والغرب، ويتناسى أفراد السلطة الحاكمة بأن ممارسات من وظفتهم وقلدتهم مقاليد الحكم في دوائرهم ومؤسساتهم الرسمية بغية نشر الأمن وحماية المواطنين الأبرياء والمخلصين النجباء للوطن الأم من أرض العراق هم أيضاً على شاكلة أسيادهم. أليسوا هم الفئة المارقة الخائنة بحق الوطن؟! أليسوا هم بأنفسهم الأكثر سوءاً وتخريباً وانتهاكاً من تجاوزات دعاة الدين الجديد؟! إذن " لا تنظر إلى القشة التي في عين غيرك، ولا تبالي بالقشة أو الخشبة التي في عينك " ، فكلاكما سواء من رداءتكم وخستكم تعرفون، ولا أقول واستشهد بمقولة "من ثماركم تعرفون " لكونكم لا تليقون التشبيه بالثمار. وتذكروا بأن من يدين بالباطل يدان بالحق لردع الباطل، و" بما تكيلون يكال لكم " هذه هي سنة الحياة من وحي شرع الله. وحتام يظل جزاء من يخلص للوطن الأم ويخدم أبناء شعبه من المعوزين والمعاقين والجرحى والشهداء وغيرهم تحت قبضة السراق والإرهاب الفكري والنفسي الحاد؟!
وفي خاتمة المطاف أرفع قبعتي للأخوين شوكت توسا وأوراها دنخا سياوش تقديراً وتثميناً لمشاعرهما وأحاسيسهما المرهفة فيما تفضلا به بتحليلهما وعرضهما كتابة لصلب الموضوع الذي ارتأينا التنويه عنه، واشيد بالذكر أيضاً السيد بدري نوئيل الذي تجرأ وأبان تفاصيل الجريمة النكراء من فم المصدر الرئيسي لها. آملين للمنكوبتين د." ميم " والقديسة " حاء " الصبر والسلوان لفقدان أعز ما كان لديهما الأم الحنونة والأب الحريص، وأن لا ينسيا بأنهما سيظلان عبرة لمن اعتبر، وليضاف اسميهما في سجل ضحايا التاريخ الإنساني إلى جانب الآلاف بل الملايين من أبناء شعبنا الذين فُـقِدوا وغُيّبوا وهُجّروا. وأن لا ننسى بأن سنة الحياة هي هكذا حين يشتد لفح أوار وحشية شريعة الغاب وتنتشر الفوضى ويغيب الأمن والأمان. وعلى ما أتصور وأظن حتى شريعة الغاب لم تكن يكتنفها التعامل الذي رويناه.
mammoo20@hotmail.com

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,801880.0.html
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,802235.0.html
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,802783.0.html

277
أخوتي وسادتي ممن تجشمتم عناء القراءة بإستخلاص ما إرتأينا لواقع حالنا الذي ارتمت فيه تلك الضحايا من مكونات الشعب العراقي، وعلى وجه الخصوص تلك التكوينات المجردة من فرض الرأي، والمسلوبة من حقوق ديناميكية القوة للدفاع عن نفسها، لتبقى متأرجحة بين هذا وذاك.. وما آلت اليه حالة تزمت عدوانية السياسات الشوفينية في الوطن الواحد، بمؤداها الذي خلق إفراغ رياض النهرين من أصالة جذوره المتجذرة في تربة الأرض الموروثة منذ آلاف السنين ليستغلها الغرباء عنه بدافع الحيلولة على إحباط مساعي الإستقرار والعيش الرغيد.
من خلال نظرة تأملية دقيقة وفاحصة لما تفضلتم به من إجابات إيجابية لفحوى موضوعنا وتساؤلاتنا، كنتم قد وضعتم أصابعكم على الجروح التي ما فتأت تنزف ليل نهار، إلى جانب المقرحة منها، وكذلك الصدأ الشديد الذي مهما عكفنا على تبدبده وإزالته تبقى آثاره ظاهرة للعيان.
دعوني أيها الإخوة المتحاورون من رفاق القلم الحر والمداخلة الصريحة أن أنتقي بعض الشئ مما قدحت به قرائحكم ودونته أناملكم بإلقاء الضوء عل أفق نظرتنا التي دعمتموها بما لا يقل الشأن عن محتواها.. كما وإني أتباهى بصدق مما أنتم عليه في كتاباتكم التي تشع دوماً في صفحات عينكاوا من مداخلات وتعليقات وتعقيبات وإنتقادات قويمة،  وكأنكم ذلك الناطور ألأمين الذي لا تدعون شائبة تفوت عليكم دون التنويه عنها بغية الإصلاح والتقويم أو التحذير والإشعار.
الأخ الأستاذ شوكت.. الأدب الذي لا تكتنفه السياسة لا قيمة له.. فاللغة هي أساس السياسة، ومن دونها لا معنى لسياسة الأحزاب، وهي أم التنظيمات الحزبية والمحاورات الدولية. وبها تستعين دول العالم ، بالرغم من تأثير قوة لغة السلاح لجدوى الدول النفعية. ومن خلالها يتواصل الإنسان. السياسي الذي لا يستوعب لغة أدب الحوار شبيه بذلك العنصر البشري الذي يصم آذانه بحجة ثقل سمعه. نعم عالم السياسة شائك ـ مثلما ذكرت ـ
إن حـظي كـدقيق فوق شـوك نثروه 
  ثم قـالوا لحـفـاة يــوم ريح اجمعــوه
صعب الأمر عليهم قال قوم اتركوه   إن من أشقاه ربي كيف أنتم تسعدوه
ونحن لا زلنا نبحث عن الذين يتجرأون بمقولة لا تتركوه ، والرب لا يشقي فرداً إن لم يشقي نفسه بنفسه.
الأخ الأستاذ هنري سركيس..  نعم أخي هنري.. الوطن هو المهد.. الوطن هو الأم.
للأوطان في الوجدان مكانة كبيرة، وحب الوطن من القيم الإنسانية السامية، فنحن نتغنى بالأوطان على مدار الزمان، ونكتب للوطن الأشعار وننظم له الألحان، ونضحي من أجله بكل ما نملك حتى الحياة في كثير من الأحيان، فما هو تعريفك للوطن؟
هل الوطن تلك البقعة التي نعيش فيها قسرا أو اختيارا؟!
هل هو التاريخ والثقافة والدين؟!
هل هو الأهل والأقارب والأصدقاء والناس من حولي؟!
هل هو الحقوق والكرامة والشرف؟!
هل هو الراحة والسكينة والهدوء؟!
هل هو المال والجاه والشهرة؟!
هل هو المكان الذي أجد فيه كل ما أطمح إليه؟!
هل هو الجبال والوديان والأنهار والتضاريس؟!
هل هو الشوارع والطرقات والساحات والميادين والأسواق؟!
هل هو المصانع والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس؟!
هل هو الشرطة والجيش والمخابرات والعملاء؟!
هل هو الإنترنت والمنتديات والمدونات؟!
وهنا أدعك أن تختار ما شئت..
ودعني أنا أختار ما كتبته أنت بقولك: (وبالتالي رابي العزيز علينا ان ندفع بقضايانا الخلافية خارج مسارها، وان يتحمل وزر من يستهدفها بدوافع تتكرر بانماط فكرية وعقائدية وطائفية ليس لها مكان في عقل الانسان المعاصر.)
أشاطرك الرأي ولكن تساؤلي هنا هو: أين انساننا المعاصر الذي تتلمذ وتخرج وتثقف من أرقى الجامعات لكل ما أشرت في نهايات مداخلتك؟!! ماذا ينبغي علينا أن نتخذ من مواقف إتجاههم لنزيح الماء عن وجوههم المختفية. مع جزيل شكري لأفكارك الصريحة.

الأخ الأستاذ أوراها دنخا سياوش.. ما يعجبني فيك،، حرصك الدائم على كل ما تسرع بنشره من مداخلات.. وأرشح تسميتك بأول من يبادر للسبق الصحفي كما هو متعارف عليه في عالم الصحافة الورقية وفي الإنترنتية اليوم. اسلوبك يتخلله المنطق التحليلي والرأي الصائب الذي لا شك فيه.. وإقتراحي لك هو، أن تستوعب ما لديك من أفكار وتصيغها بشكل مقالات مستقلة مهما كان طولها أو قصرها، لكونك تتمتع بإسلوب فصاحة اللسان بتعبير منطقي وتحليلي صائب من وحي ادراكك. ومن خلال رصدك للدين في تعليقك.. دعني اقول لك: آه من الدين وما أدراك من الدين!! وأظنك تعلم ماذا أقصد بذلك. أما عن بنيانا التحتية فقد ضُربت وتحطمت منذ تشويهات قادتنا الذين رفعوا راية النصر بإثبات وجودنا من أمثال المار شمعون الذي أغتيل على يد المحتال سمكو، ومنذ إعدام الثائر فريدون اتورايا، ومنذ نفي وإبعاد الآغا بطرس ومنذ ومنذ آلاعيب اليوم. وأختتم كلامي بما أشرت اليه: (اما متى وكيف سيصلح حال العراق ؟؟؟  نترك الاجابة للمستقبل) لإضيف قائلاً: متى سيصلح ابناء شعبنا للوحدة والتوحيد؟!

الأخ الأستاذ بطرس نباتي.. حقاً إنك أكارا.. يا ليتنا توسمنا بهذه المفردة التي أعزها من مقولة الكاتب الثائر نعوم فائق التي يقول فيها: ثلاثة يرتقوا بالأمة: قلم الكاتب، حانة البائع وأرض الفلاح. إن كل ما ذكرته في تعقيبك المطول هو عين الحقيقة.. نعم.. بقينا ولا زلنا كصنوج يدق للإزعاج فقط في كل ما نحن قادمون عليه.. في الشرق والغرب.. في شدة الصراع، وفي شدة التقارب والتآخي المزور. هذا ما تثبته لقاءات تنظيماتنا الحزبية وحتى مذاهبنا الكنسية التي أنت أدرى بها ومن تلك التسميات الورقية التي جعلتنا بعيدين عن بعضنا، نهاب بعضنا البعض. أما عن الهجرة التي استشهدت بها، فهي حالة اضطرارية او اجبارية احيانا لأسباب ذاتية، مثلما حصل لتلك الدكتورة "ميم" التي سأنشر قريباً مقالة تحليلية لذلك. كما وأني اشاطرك الرأي فيما ذهبت اليه بالمقارنة عن عالم ما قبل سقوط الصنم وما بعده، وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها، وعلى ضوء ما يشهد عليه ضحايا الشعب العراقي وبكافة اطيافه، ما عدا اولئك المنتفعون الذين يتمتعون ببحبوحة العيش الرغيد وتبخترهم بأن الزمن لا آمان منه حين ينقلب السحر على الساحر. أضيف قائلاً لتمنياتك (اتمنى منكم من كل قلبي ان تعيشوا احرارا وفق عدالة احتماعية  وقوة القانون التي تسود مجتمعاتكم البديلة... الخ).. هذه المجتمعات هي لصهر وجودنا من أجيال المستقبل.. وليست للحفاظ على وجودنا الرسمي.. فآه وألف آه منها من خلال تجاربي على مدى ثلاثة عقود ونصف في عالم الغربة القاسية. وكما قاله الشاعر نزار قباني في قصيدته " هوامش على دفتر النكسة "
أنعي لكم، يا أصدقائي، اللغةَ القديمه
والكتبَ القديمه
أنعي لكم..
كلامَنا المثقوبَ، كالأحذيةِ القديمه..
ومفرداتِ العهرِ، والهجاءِ، والشتيمه
أنعي لكم.. أنعي لكم
نهايةَ الفكرِ الذي قادَ إلى الهزيمه.
 
وما قاله الشاعر العراقي أحمد النعيمي الذي أعدم لقصيدته " نحن شعب لا يستحي " حين قال:
قسماً نحن شعب لا يستحي
نحن قطاع الطرق وخونة الدار
نهدر دم المسلم ونهجم على الجار
نعتمر عمائم بيضاء وسوداء زما تحتها عار
والله نحن شعب لا يستحي.

الأخ السيد جان يلدا خوشابا.. مشاركتك بالرأي وفق قولك الذي تزينه بالبسيط، رأي صائب، ولكن لا تنس لكل فرد رؤيته، وتلك الرؤيا تتأتى من مدارك الإستيعاب. ولا تنس أيضاً من لقاء الأسد والثعلب والذئب والخروف والقردة في روضة واحدة على مقربة من بعضها في دائرة مستقلة.. المسألة فيها وجهة نظر.. والأمثلة الحكمية لأحيقار الحكيم الآشوري وايسوب اليوناني وابن المقفع الفارسي أكبر دليل على ما أشاوروا اليه في مؤلفاتهم. فإن كان الأمر كما نوهت عنه في مداخلتك، فأين هو موقف من يشيد جسراً اسرائيلياً ثانياً عبر حدود بلاد النهرين؟! وأعني بذلك أين موقف أمريكا والتحالف من ذلك.. مواقفهم بشكل عام هو ذر الرماد في العيون. وإلا لتمتعوا بالصراحة لا بالمراوغة والتنويم المغناطيسي الذي يتمثلون به والدلائل كثيرة لكل من يتسلح بالصر والبصيرة. هذا أقل ما يمكن قوله. مع احترامي لرأيك الذي ننتظر ممن يهمهم الأمر أن يوافونا بردودهم.
وفي الختام، آملاً أني وفيت بالسرعة الممكنة والمقتضبة بما نوهت عنه لمداخلاتكم ، مع اعتذاري من التقصير إن ظننتم ذلك، وشكراً لكم جميعاً.
ميخائيل ممو

278
" من الخابور إلى السويد "
Från Khabour till Sverige

قصة باللغتين الآشورية والسويدية
بغية اثراء المكتبة الآشورية بالحرف الأصيل تواصَلَ الأستاذ ميخائيل ممو مع اثنتين من طلبته في المرحلة الأخيرة من المدرسة الثانوية على أن يكون بحثهما السنوي بكتابة قصة مستنبطة أحداثها من الواقع المأساوي الذي يعيشه اليوم أبناء شعبنا في منطقة الخابور على يد الإرهابيين، وذلك من خلال تجربة أليمة عاشتها فتاة يافعة بفقدان والديها ليضطرها الأمر أن تعيش حالة الصراع النفسي الحاد، وبالتالي بمساعدة أهل الخير أن يمدوا لها يد العون والدعم المادي والمعنوي لتصل السويد وتعيش بأمان.
بعد جهد جهيد تم صياغة القصة باللغة الآشورية الحديثة وترجمتها إلى اللغة السويدية لتصدر بعنوان " من الخابور إلى السويد "، تم طبعها في امريكا بتعضيد من مؤسسة الإتحاد الدراسي لحركة العمال السويدية فرع يونشوبينغ (ABF) الذي يتولى إعداد وتنظيم دورات دراسية في بلديات السويد. يقع الكتاب في حدود 80 صفحة من الحجم المتوسط  بسعر 100 كرونة مع إضافة سعر البريد.
لذا نشيد بقراء اللغة الآشورية / السريانية والسويدية إقتناء نسختكم من خلال الكتابة على العنوان التالي:
ABF
Västra Storgatan 12
553 15 Jönköping
Sweden
أو الإتصال للحجز على رقم  الهاتف أو البريد الألكتروني التاليين:
        + 036 – 30 61 81            michella.zayat@abf.se     

279
حتام يسرح كل حزب من أحزابنا في وادٍ ليدوي صداه في الخواء؟!
بقلم: ميخائيل ممو
(إن كنت حقاً تشكو العطش، فعليك إتمام كأسك من شدة إحتدام العطش)
أعزائي القراء.. دعوني هذه المرة أنأى الطرف عمّا دونته من مئات المقالات بما فيها من القصائد باللغتين العربية والآشورية على مدى خمسة عقود من الزمن، وبما شملت واحتوت من موضوعات خصت التربية والتعليم واللغويات والأدبيات والعموميات والنقد البناء، لأخص بالذكر الواقع السياسي المتردي الذي نعيشه اليوم ولا من منقذ حكيم أو مصلح بليغ ومفكرصنديد بهداهم مقتدون، بالرغم من آلاف المقالات التي اكتسحت المواقع الألكترونية بتواليها يومياً إلى جانب الصحافة الورقية والقنوات الإعلامية المكتضة ببرامجها المتشابكة بالتحليل والتصريحات لمعالجة الأوضاع الراهنة في مجتمعاتنا الشرق أوسطية المبتلية بالتوتر الأمني سياسياً، وبالفقر المدقع إقتصادياً، وبالقلق المفزع نفسياً وبالإنتهاكات والتجاوزات والهجرة الداخلية إجتماعياً من جراء المحاصصة الطائفية المقيتة والإقليمية المذهبية القاتلة التي جعلت الثروات النفطية والطبيعية الأخرى قبلة المستطمعين من أبناء الوطن أنفسهم لمنافعهم الشخصية ولتلك الدول النفعية التي أقدمت على إختلاق ونشر بذور الإتهامات والمشاحنات والتهديدات والتأويلات بغية نشر آفة الصراعات للتدخل المباشر بتبريرات تعكس مضامينها مساندات الدول الغربية للتحالف، والإقليمية منها إن كانت عربية وغير عربية داعمة لما تعنيه وتستهدفه الدول النفعية.       
هذا ما عشناه ولا زلنا نعيشه في مواطننا الأصلية التي من جراء تلك المطامع والمفاسد اللاشرعية أردت الملايين من مكونات الشعب الرافديني ودول الجوار في مهوى رياح دول الشتات لتنقل وأياها من ايضاحات وتعليقات وتوضيحات تجسد ما يُنشر، الشبيهة منها بالرذاذ، والأخرى بزخات المطر الكثيف التواصل، ناهيك عن المداخلات التي لا تليق بالمفهوم اللغوي نحوياً وقواعدياً واسلوبا، بمداخلات لا تفي بالغرض المحتم الذي من المفترض أن يجدي نفعاً، لأسباب تفرضها من يقدس مقولة " إن لم تكن معي فأنت ضدي ". فإن كان منطق مثقفينا وواعينا من رواد فكرة هذا الإسلوب الممتعض، كيف بنا أن نقترب من البعض لإنهاء عقد " الأنا " المشؤومة؟!. وكيف بنا أن نحقق مفهوم التفاهم والتقارب إن كان كل واحد يسرح في وادٍ؟!  حيث يتبين لنا ويتضح بشكل جلي أن الغالبية العظمى من تلك المناوشات والتحديات تعالج الأمور السياسية التي إبتلت بها البلدان العربية ودَوْر مواقف سياسة الحكومات الغربية منها، على وفق خاص ومتميز بقطبيّ البُعبُع الأمريكي والروسي ودول التحالف الأوربي لبوءات البُعبُعين مخافة من طيفها المرعب، إضافة لدول العالم الثالث التي ترضع من أثدائها، لتؤمّن ديمومة وجودها بمعيشة الكفاف من الرزق على مقدار الحاجة.
اقولها بكل صراحة وثقة متيقنة، إن كانت البلدان أو الأوطان العربية التي تزخر أراضيها بالعديد من الثروات الطبيعية التي تعادل عطاءات كل واحدة منها موارد عدة دول مجتمعة،  قد استيقظت من سباتها وتكاتفت تحت شعار الوحدة الوطنية أو الإنتماء القومي المشترك لفرضت نفسها كقوة ثالثة تضاهي القوتين الأمريكية والروسية، مشكلة قوة مغرية وفاعلة تكتسب الصين واليابان ومن دول الغرب إلى جانبها. ولكن العلة الرئيسة تكمن فيمن يظنون بأن كراسي الهيمنة السلطوية هي من لدن الخالق يتوارثها الأبناء عن الآباء والأجداد، أو التسلسل الوراثي الإثني والعشائري القبائلي والإنتماء الطائفي، لا كما هو متعارف عليه في بلدان الديمقراطية والعدالة الإجتماعية لكل فرد من أفراد المجتمع. وهنا يفرض التساؤل نفسه، كيف يمكن أن يكون الأمر كذلك إن كان الوارثون يتمنهجون خارج مشيئة الوحي الإلهي بالتطبيق الشرعي؟! وهل بالإمكان أن يساير الشعب مصالحهم الذاتية وهم يسرحون ويمرحون في عالمهم الخاص؟! هذه مسألة فيها وجهة نظر تفرضها مفاهيم المنطق الإنساني في حال إن كان أبناء الشعب الواحد سواسية أمام القانون وفق الدساتير المرعية، ووفق ما تضمنه الحديث " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"، " و" الناس متساوون كأسنان المشط " وغيرها من الأحاديث المشابهة لذات المفاهيم. فأين نحن اليوم من تلك الرعاية، ومن ذلك التساوي وفق مبادئ الشرع والقوانين المرعية؟! أليس هذا التعامل والتجاوز خارج نطاق إرادة الله والأنبياء؟! ناهيك عن ما سَنّ مُشرّعو الدول من مبادئ حقوق الإنسان لحماية الإنسان والبشرية جمعاء. فإن كان تصور المتسلطين والمهيمنين عكس ذلك، فليرشدونا لطريق الصواب بناء لتصوراتهم المكبوتة في دائرة الذات، عسى أن يحل الأمن والسلام والمساواة، لا أن يستعينوا بعناصر الشر التخريبية التي تدركها الجماهير الواعية من خلال حملاتها التظاهرية بين حين وآخر. ليتم قمع البعض منها مباشرة، وترك البعض الآخر تبّح أصواتهم دون تلبية أي مطلب من مطالبهم، كما هو واقع اليوم في بلاد الرافدين، بلاد أول دولة سنّت القوانين وطبقتها ليحتذى بها وعلى ضوئها إلى يومنا الحالي في كافة أنحاء العالم. وحتام يبقى الشعب العربي يتمنطق بقول سبحانه وتعالى " كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين " فإن كان الأمر كذلك فقد نفذ الصبر الذي دام لأكثر من خمسين عاماً، وإن كان على منوال " الفئة القليلة " حقاً، فها هي اسرائيل تنفذ وتحقق ذلك ولا يتجاوز عدد نفوسهم الثلاثة ملايين مقارنة بالشعب العربي الذي عددهم يتجاوز أضعاف الأضعاف عليهم. إذن المسألة ليست بالكثافة السكانية المقصودة هنا، وإنما بحسن النية وقوة الإيمان والثقة المتبادلة بصدق وإعتزاز بكلمة الوحدة والتوحيد، وليس برفع الشعارات فقط والمناداة في مهب الريح، وكما قالها نزار قباني صراحة " نقعدُ في الجوامع.. تنابلاً .. كُسالى.. نشطر الأبياتَ، أو نؤلف الأمثالا.. ونشحذ النصر على عدونا.. من عنده تعالى..." وإن كان أمر الواقع حلّ وتسهيل المعاصي بالإبتهال والتضرع إلى الله، وبهذه البساطة الإيمانية لِما تكالبت شعوب الأرض على بعضها، وتجاهر بالعداء أبناء الشعب الواحد بإختلاف تكويناته الإثنية ومكوناته الحزبية. وعندها لإستجاب الخالق الباري إلى دعاء ملايين المتوسلين من ذوي الإيمان الخالص من المعذبين الذين لقوا حتفهم غرقاً وعلى أقل ما يمكن لدعاء الشيوخ والأطفال الأبرياء، وأولئك الذين تم سبيهم وانتهاك أعراضهم وشرفهم بإسم دعاة الدين الإسلامي الجديد، والإسلام منهم براء، وما شاكل تلك الإنتهاكات والمغالطات حتى من الذين يدعون الرحمة في قلوبهم، وهم بعيدون عنها. إضافة لأولئك الذين يزيدون نار الحقد بأسم الدين بين هذا وذاك بالعلن أحياناً، وأحياناً أخرى تحت ستار السهو المبرمج بتوجيهات مبطنة من سياسات القوى الكبرى.
وهنا لكي أكون حيادياً لا استثني بني شعبنا من المسيحيين بكافة تسمياتهم القومية وعلى وجه خاص  من سكنة بلاد ما بين النهرين من الآشوريين في العراق وسوريا الذين ابتلاهم الظلم والقتل والتشريد منذ سقوط الإمبراطورية الآشورية رغم إيمانهم بالقوة الغيبية الإلهية ولحد يومنا الحالي، ورغم إيمانهم الجلي فيما بعد بالمخلص والإله الواحد، ورغم وعود الرب لهم " ولآشور بركة في الآرض... وعمل يدي آشور..." بمباركته لهم في أرض مصر حسب ما ورد في العهد القديم في سفر إشعياء. فإذا كان الأمر كذلك، أين هو وعد الرب لهم؟! بالرغم من إقتفاء تكويناته المذهبية ما ذهب اليه قباني في ابياته الشعرية الآنفة الذكر المستلة من قصيدته الهجومية "هوامش على دفتر النكسة " الموجهة لملوك وسلاطين ورؤساء العرب، إلى جانب انتقال عدوى الصراعات الحزبية العربية ومنها العراقية إلى جسد الأحزاب الآشورية التي ما فتأت تعيش ذات الإنقسامات بعيدة عن بعضها وبمدارك القيادات والزعامات التي توثق في أنظمتها الداخلية ذات الأهداف بتعابير متقاربة تبعدك عن ممارساتها العملية مجسدة سلبيات النتائج التي تدع كل مجموعة من أحزابنا تسرح في وادٍ ليدوي صداها في الخواء الذي لا جدوى منه.
اخوتي القراء... ولكي لا أتَهَم (بضم الألف) بأني من دعاة التشويه والتهريج أو الإساءة لأي من كان فيما جاء في فقرتنا النهائية،  أو بتفضيل طرف على آخر، أظنكم على معرفة تامة وعلى يقين تام بكل ما أشرنا اليه بما جرى وما زال يجري، ولربما يحدوكم الإستغراب بأن يتبادر لأذهانكم التساؤل المُعتاد وما هو الحل؟! وها أنا هو الآخر أشاطركم الرأي بذات السؤال. لعلنا نتفق سوية على الصيغ الجوابية العلاجية لكل ما نوهنا عنه من الأدواء (جمع داء) أي الأمراض النفسية المستشرية ظاهرياً وباطنياً جسد تلك التنظيمات. مع شكري لمروركم على كل ما صغناه وبيناه دون خجل أو وَجَل. آملين أن تدلو بدلوكم لِما هو خير ما نسعى إليه لصالح شعبنا المُنهك، المُشَرّد، الحائر، المُبتلى ووو.. ولخير ما نتمناه لصالح التنظيمات السياسية وتكوينات الإنقسامات الدينية المتشرذمة التي لا زالت جميعها تفسر الأحلام المنشودة بتفاسير تدعمها المصالح الشخصية والنفعية والتبعبة القبلية من أجل تلك المقاعد والكراسي الزائلة بمرور الزمن الذي لا يُؤتَـمَن. وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها طالما سجلات التاريخ هي الشاهد الأكبر بما وثقت ولا زالت توثق الأحداث والنتائج القريبة العهد من شعوب ثورات الربيع العربي في الأوطان العربية التي اختلط فيها الحابل بالنابل جراء الإحتجاجات والمعارضات العارمة والإقتتال المتواصل والتلاعب بالعواطف، لتكون المحصلة من السئ إلى الأسوأ فالأسوأ، دون أي إعتبار لمفاهيم الإصلاح الذي طال آمده حتى وإن كان بشكل جزئي كما هي الأوضاع المستشرية في العراق وسوريا وليبيا واليمن، ونوعاً ما في تونس ومصر.
mammoo20@hotmail.com

280
 الأخ الذي لا يمل من رصد الذكريات جان يلدا المحترم
شكراً لمرورك على ما نشرناه... ودعني أعلمك بأنه سنعلم وندرك كيف نتعلم ونتصرف في حياتنا وكيف تكون كلمتنا واحدة مُوحَدَة ومُوَحِدة حين نتسلح بالثقافة المعرفية البناءة ونعلم بأنه ينبغي أن نعلم. وأن لا نبقى سارحين في أهواء الماضي فقط، والنقص الكبير هو بأنه لا نستدرك ماذ ينقصنا.
مع بالغ تحياتي
ميخائيل


الأخ المتابع الحريص على التثقيف الذاتي أوراها دنخا سياوش المحترم
يشرفني مرورك على موضوعنا وإضافتك بتأكيد لما اشرنا اليه، وهذه دلالة قاطعة على توارد الخواطر، وعلى وعيك لما نعانيه. والأمر من كل ذلك أن أزيد لما اقتبسته من مقالي لأضيف اليه البيت الشعري التالي:
أعلمه الرماية كل يوم     فلما إشتد ساعده رماني
لا نفرق بين ما كنا عليه قبل رحيلنا، وما توصلنا اليه بعد بحبوحة العيش ، لنعكس الأمر على أهل الدار.. وكما قال احيقار الحكيم.. أن يكون خوفك من الذي كان جائعاً وشبع ، وليس من الذي كان شبعاناً وجاع.. مع فارق لطبيعة الإنسان.
مع بالغ التحيات
ميخائيل

281
أدب / رد: ماذا أفعل يا جميلُ ؟!
« في: 03:58 06/02/2016  »
استاذنا وكاتبنا وفناننا لطيف بولا لا يسعنا إلا نخاطبك بقولنا
صدقك بقولك فأنت الأصيل
افعل بما تفعل فأنت الوكيلُ
ولا تنس بأنك دوماً لنا دليل
الكل بدوامة ما عدا المغلول
مع بالغ تحياتي
ميخائيل ممو

282
لا تكن كالحرباء في مواقفك
بقلم: ميخائيل ممو
نعم .. لا تكن كالحرباء في مواقفك،  يا من تنظر للحياة بعين لا تبعدك النظر سوى عن رؤية المسافة المحددة بظل قامتك، وأحياناً بإزدواجية البصر، وإنحصارك في تلك المسافة التي تبعث فيك الملل، والتمركز في دائرة قِصْر رؤيتك التي تقودك فيما بعد لتخمينات في غاية السلبية تجاه المجتمع الذي لا يستثنيك من شرعية عضويته، مهما ارتقت بك رؤياك، ومهما تدنت أو انخفضت في الدائرة الوهمية التي تحتويك، رغم معرفتك بحدودها التقليدية التقييدية. 
من منطلق هذه الظاهرة على الإنسان الذي يسعى لما يطمح إليه أن يعي دوره في الحياة مهما بلغ من العمر في اكتساب المعرفة والحكمة التي عادة يقتنيها منذ صغره وفي مطلع شبابه ليستند عليها، وما تتوالى عليه فيما بعد من مراحل النشأة العمرية التي عادة يتوارثها بمعرفته واستدراكه من المحيط العائلي والمجتمعي والتثقيف الذاتي من مواقف معترك الحياة. لذا فإنه مهما طال به العمر، فهو متعطش لها في مسيرته الحياتية، وتستوجبه إرادته بحكم طموحه وتطلعاته من رفدها بما هو جديد عليه، عبر مراحل حياته للسيرعلى هديها والإمتثال بكنهها، مؤهلة إياه تجارب عديدة وقناعة تامة محفوفة بالرضا والتيقن لبناء شخصية متميزة تؤهله لإسداء النصح والإرشاد متى ما استوجبت الحاجة لذلك، وبما ينتقي من عطور تجارب رياض الحياة بغية توجيه من هم في ركبه ومسار تياره بمسوىً أعلى أو أدنى، وكذلك في حال إن كانت غاية من يلتمس مشورة ما لتقويم مَن هو بحاجة للتقويم والتقييم. أما أن يحيد عن مجرى ذلك التصور لأسباب تمليها إعتبارات أخرى، شخصية عفوية أو مصلحية نفعية،  فهذه مسألة فيها وجهة نظر. وهنا تكون تلك المسألة قد دعتنا أن نخمن مواقفه بين وجهتين متفاوتتين، الأولى إيجابية والثانية سلبية. فإن كانت حقاً تتوسم بالإيجابية فهذه دلالة على مفاهيم الصدق والإحترام والإخلاص والإيمان مؤداها الخدمة العامة دون مقابل بغية الإرتقاء بمكانة الإنسان وإقتياده ضمن موكب المصلحين، كونها تـُستَشفُ من الحصافة التي تحتكم إلى العقل الواعي لإتخاذ القرارات وتنفيذ ما ينبغي تأكيده لإصلاح ما يجب إصلاحه من المثالب، وتقويم ما ينبغي تقويمه من الإعوجاج.  أما إن تمثلت المسألة بالجانب السلبي فتلك دلالة على إزدواجية الرأي والإختفاء خلف ستار التردد والتشبث بصفة التملق لتحقيق غايات تؤطرها شارات الأنانية والبغض والحقد التي هي من الأمراض الفتاكة لشخصية الإنسان نفسياً وعقلياً وبالتالي جسدياً، مبعثها أو مصدرها ما يخزنه العقل الباطن من إشكالات ظروف نفسية يغذيها الإستهجان والإستنكار لرفض وكسح الأعمال الخلقية ذات النفع المادي والمعنوي. وفي ذات الوقت الكشف علناً ـ ربما دون معرفة واستدراك ـ  عن أردأ الصفات التي يرفضها وينددها العقل البشري المتسلح بسلاح المعرفة الحقيقية التي توسع مدارك الفرد مهما إجتازت حياته بمراحلها المتمثلة بعهد الشباب وما بعدها، ولحد الشيخوخة. أما مَن يتواطأ مع الصفات السلبية الآنفة الذكر، يؤكد حتماً عن خروجه من سكة مسار الثقة بالنفس التي تكشف حقيقته دون وعيه أحياناً، كذاك الأسد المتبختر حين يتوهم ولا يستدرك بأن يرى منافسه في ظله المشابه له على سطح ماء البئر، متحدياً تبختره في عمق البئر الذي يرمي بنفسه فيه ليصارع ظله، وبالتالي ليلق حتفه فيه.
هذا هو واقعنا الذي نعيشه اليوم في أوطاننا الأم من جراء حالة الحرمان المزرية والأضرار النفسية والصحية الناجمة عن فقدان الأمن والإستقرار والعوز المادي والمعنوي مجتمعة، بحيث لم تدع الفرد أن يعيش أواصر العلاقة الإنسانية في تعامله مع ذاته ومع الآخرين في المحيط الذي أصبح غريباً عليه. وأقل ما يمكن قوله وإثباته بأنه تتقاذفنا أمواج مواكب مكونات التحزب الطائفي بالمحاصصة للتربع على زمام البرج العاجي، تلاطفنا ألسنة العسل الممزوج بالسم القاتل، لتجعلنا قاب قوسين، نشكو الضيق والحرمان والتشريد بضعف قدراتنا على تَحَمّل ما تمليه علينا إرادتنا المشحونة بالمخاوف والفزع والقلق، لتهدينا ـ رغماً عنا ـ أن نبحث عن منفذ للخلاص، بوسائل قد تؤدي إلى الهلاك، ومن طرف آخر بأساليب لا يُحمد عقباها، كما تثبته الإحصاءات التي لا تـُقـَدر من هجرة أبناء الوطن الأصلاء من مراتع وجودهم، إلى جانب الدخلاء ـ إن صح التعبير ـ الذين يقتدون بغيرهم من الذين سبقوهم لغاية في نفس يعقوب. لتكون المصيبة الأخرى وهذه الحالة بنقل ذات الداء والأعراض من المفسدين والدجالين والسارقين إلى بلدان الشتات التي احتضنتنا ورعتنا رغم تفاوت مبادئنا ومواقفنا وانتماءاتنا في أوطاننا، فحدّث عنها ولا حرج. فكيف تحلو الحياة لشعب منزوع السلاح في أرض وطنه وبتفاقم المصائب وأهوال المعاناة بإستفحالها أن يكون ضيفاً على الضيف المُنتهك للحرمات في أرضه المغتصبة أن يعيش بأمان؟! اللهم إلا إذا انقلب السحر على الساحر. وسحر اليوم تتحكم عليه مصالح الثروات النفطية من الدول الغربية ومن يساندهم من مستوطني البلد من النفعيين، ومن اولئك اللاعبين على حبلين. هذا ما تنبأ له في مطلع العشرينات أحد مطارنة الكنيسة الشرقية وممثلها في الهند أثناء حضوره مؤتمراً دينياً في مدينة اوبسالا السويدية حين أفاد في كلمته بأن الشرق سيكون منطقة صراع على القوى النفطية. وهذا ما تحقق اليوم لصالح الدول الغربية لتنتفع من ذلك وتجعل بشكل خاص من العراق وسوريا وليبيا ودول أخرى التي منها إيران وفق الرابط المنشور في نهاية المقال بعنوان " للمزيد " حيث تعيش تلك الدول الصراع الطائفي والمذهبي شارات الوهن والتخاذل والهزال بإستحواذ تلك القوى المراوغة، ومن ثم انتشار الفساد. وها هي منظمة الشفافية الدولية تؤكد ذلك في تقريرها الذي نصبت العراق من الدول العشر الأوائل الأكثر فساداً من مجموع 168 دولة لعام 2015.
إذن ماذا ينتظر الشعب العراقي قاطبة من هذه النتائج؟ وماذا تتأمل وتنتظر تلك المكونات المنزوعة السلاح من أبناء شعبنا والمكونات الأخرى المؤمنة بمبدأ السلام والتسامح بهجر بيوتها وأملاكها وقراها من تلك السياسة التي إختلط فيها الحابل بالنابل والأخضر باليابس من جراء مساوئ تلك الصراعات المستشرية لأسباب تسموية أدت بمنزوعي السلاح المادي من الآشوريين بكافة نعوتهم والإيزيديين والصابئة وغيرهم من حماية الأرواح عوضاً عن حماية الممتلكات؟! لكون الممتلكات بالإمكان تعويضها، ولكن الأرواح لا تـُعَوّض. رغم ما حلّ بتلك المكونات التي غفل عنها من حرروا العراق بإسم ديمقراطية الإستحواذ المناهضة لمبادئ الديمقراطية الحقيقية التي من أسسها إبعاد الظلم والإستبداد، بتفضيلها طرف على آخر، ومن ثم نثر بذور الفكر الداعشي لمصالحهم الخاصة.
الأهم من كل ذلك بعد تلك النتائج المزرية والمعيبة هو أن تتخذ تلك المكونات قرار الخلاص في الحين الذي تقذف بهم أمواج البحر على السواحل الآمنة لتستقبلهم النواطير في الأماكن المأمونة من بلدان الشتات بعبارات مؤداها مبادئ الرحمة والإنسانية والإحترام والتقدير وفق مبادئ حقوق الإنسان، ليستغربوا من ذلك التعامل الإنساني في البدء. وما أن يستقر بهم المقام والوضع من بحبوحة العيش، تراهم وقد استباحوا كل شئ لدى ديوان الضيف، ناقلين ذات المساؤئ التي اعتادوا عليها. وهنا ليس معناه وفق مبادئ الأخلاق وتوصيات الشرائع السماوية أن يتجاوز البعض على ما هم عليه بعد أن تطأ أقدامهم أرض الراحة والأمان لتعيشوا براحة البال والسلام، متناسين ذلك وفي وقت قصير بتعمد التجاوز والتطاول بإسلوب شائك لا يجدي نفعاً على توفير ما لا ينبغي ولا يمكن توفيره ليدل عن يقين على الطمع الذي لا مبرر له بمناداة لا يستوجب مضاعفتها. وهنا تنعكس الآية لا على الفرد الواحد نفسه وإنما لتنتقل العدوى إلى مجموعة أكبر لتشمل من الطيبين والقنوعين بشكل غير مباشر ومن الذين يمتثلون لمقولة " خبزنا كفافنا "، وبما معناه كفانا إننا أنقذنا أرواحنا وأرواح أطفالنا الأبرياء. وهنا تستشري الطامة الكبرى بما قيل " ما زاد عن حده انقلب إلى ضده ". عندئذ تكون تلك الطامة سبباً لخلق حالة كرهٍ ونفور بإشمئزاز وفتور من الذين استقبلوك بحسن النية والإنسانية، ومن ثم تكون عاملاً مؤثراً على مَن هم مِن بعدك مِنَ الذين عاشوا ويعيشون تفاقم معاناتكم الميأوسة، بإيصاد أبواب الرحمة والعناية أمامهم مهما كانت الأعذار والمسببات بدوافع إشتداد الجشع الذي لا مبرر له، إضافة لإتباع ممارسات لا يقرها القانون ولا الأعراف النتعارف عليها. هذا ما أكدته وسائل الإعلام في أغلب دول العالم التي احتضنت اللاجئين والمشردين لتتخذ حكوماتها قرارات الترحيل بالإبعاد القسري للآلاف منهم رغم تواجدهم في تلك البلدان لفترة زمنية معينة بتوفي المأكل والمشرب والسكن والمساعدات والأمان.
لهذا تجد من تسديه النصيحة لتجنب ذلك السلوك يستهجنك ويعاديك ويكيل لك بما لا تتصوره من عبارات الحقد والتشويه، تيمناً بمضمون ما قيل إذا نصحت الجاهل عاداك، غير مستدرك لفحوى تلك العبارة، ولا لمضمون علـّم الجاهل بما يجهل عساه يهتدي لدرب الصواب إن كان يلتمس مشورة العارفين. لذلك ينبغي الإنتباه بكل حذر " من الذي كان جائعاً وشبع، لا من الذي كان شبعاً أو متخماً وجاع ". وفق ما قاله أحيقار الحكيم مستشار الملك سنحاريب قبل الميلاد لإبن أخته نادان الذي تبناه ومنحه من الثروات لينقلب على فضله.
كاتب آشوري عراقي
 mammoo20@hotmail.com
للمزيد
(إضغط على  Ctrl في لوحة الحروف وعلى المزيد في نفس الوقت
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=802453.0


283
ما قيمة الثمن
والفساد تشابكه المحن
ليزيد في الوطن من جراثيم العفن
نعم
ما قيمة الثمن
إن أنا ودعت الوطن
وارتديتُ في بلاد النأي شارات الكفن
أكتفي بهذه التعابير التي كانت المؤشر لي قبل السقوط ، وكأنها كانت شارات التنبؤ بما حلّ اليوم على تلك الأرض التي وهبها الخالق لشعوب الأصالة، مزيناً أياها برياض الحضارات، وموفراً فيها السلسبيل من ماء الحياة، دجلة والفرات، لتعشق مجاميع النخيل الباسقات، رمز السموّ والعلوّ لأبهى الأمنيات.
نعم " الأرض ثكلى " مفجوعة على " الإحرار والنجب" من الذين خلت الديار منهم ليرتدوا في بلاد النأي شارات الكفن. أحيي فيكم يراعكم بنسجه الشعر التقليدي. مع التحيات.
ميخائيل


284
ـ نعم أخي فهد
الرجل الذي لا يكل ولا يمل .. يؤكد ويحقق بطموحه أن يصل.
بعيداً عن الاضواء وبهدوء رزين يقرأ، يكتب ، يرشد.... لكي يتسنى له أن يرفع صوته لينشد.
تعشقه رفوف المكتبات كما يعشق هو قلمه الصادق. ليفرق ما بين الحاذق والمارق.
بعيداً عن المجاملة أستاذ ميخائيل ، من غيرك يستحقها ؟! كثيرون غيري ولكن من يصدق ويؤمن بها.
ألف مبروك ، أفتخـر طول العمر لأنك لا زلت تعلمني كيف أمسك القلم. وها انت اليوم تدبج ما يخفف آلام الألم، كونك فقهت فحوى الكلم.
لك محبّتي الفائقة. ولك مني ألف تحية لمفرداتك معانقة.
مع بالغ شكري وتقديري لما تبذره بين الحين والآخر من أفكار نيرة.
ميخائيل
ـ الأخ عبود دنخا..
شكراً لك لكل ما تفضلت به. قلمنا وأفكارنا ليست ملكا لنا، استقيناها من تجارب الحياة، لتكون بارقة لمن لا يفقه معنى الحياة.. فما جدواها إن أبقيناها في قارورة السبات. وعلينا جميعاً أن نعلم بما تفضل الشاعر بقوله:
الناس للناس من بدو ومن حضر      بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم
مع أجمل التحيات وأعطر الأمنيات
ميخائيل

285


ردود مقتضبة
ـ عينكاوا كوم.. أشكر لكم مبادراتكم التي عودتمونا عليها، منذ أن ولدت صفحات موقعكم الأغر، بشهادة اختياره من أوائل المواقع الهامة في جمع شمل أبناء شعبنا، كملتقى دائم ومتواصل لحملة الأقلام الحرة والأفكار النيرة، دون فرق بين آشور وكلدو أو بين زيد وعبيد. وفي الوقت ذاته أشكر لكم إقدامكم على ما تفضلتم به، وكذلك أقدم شكري الخاص من خلال منبركم إلى الإتحاد الوطني الآشوري والأمريكي للمنظمات والأندية الآشورية ( (The Assyrian American National Federation. 
ـ السيد كامل كوندا، ملبورن ـ استراليا.. شكراً لك على مشاعرك لما تفضلتم به، وتمنياتك التي نتمناها لكل من يسعى في خدمة أبناء شعبه من منطلق إنساني محض لإجتثاث مكامن الجراح العميقة المبتلية بها امتنا العريقة.

ـ السيد قاشو ابراهيم نيروا، سان دياكو ـ امريكا.. يسعدني أن أرفع لكم أجمل آيات الشكر والإمتنان على ما تفضلتم به من تبجيل وتقدير لجهودنا، وفي الوقت ذاته أكَبّر فيك بما تسعى اليه دوماً من كتابات وتوضيحات ومداخلات التي لا تمل منها أبداً، وعلى وفق خاص بحروفنا المتلألئة كتلألؤ مكونات الثريات.
ܐܝܩܪܐ ܓܘܼܪܐ ܝܠܗ ܩܬܢ ܕܝܼܬܘܼܢ ܝܨܘܿܦܐ ܐܡܝܼܢܝܐ ܠܚܡܝܬܐ ܘܡܢܚܡܬܐ ܕܠܫܢܢ ܐܬܘܿܪܝܐ ܕܝܠܗ ܓܘ ܫܒܼܝܼܠܐ ܕܡܢܬܝܬܐ ܒܫܩܲܠܛܲܥܢܘܼܬܐ ܕܦܪܨܘܿܦܹܐ ܙܪܝܼܙܹܐ ܘܟܫܝܼܪܹܐ.. ܥܡ ܚܘܼܒܝܼ ܘܐܝܩܪܝܼ.

ـ السيد الشاعر ايشو شليمون، ملبورن ـ استراليا.. وكما أشرت بأن ما أقدم عليه الإتحاد الآشوري الأمريكي للمنظمات والأندية بعد ثمانية عقود على ترشيح واختيار شخصيات من خارج المحيط الأمريكي التفاتة واعية، ليتحسس أبناء شعبنا من المبدعين أينما كانوا بأن هناك من يقدر جهودهم ومواقفهم وخدماتهم لصالح المجتمع ككل. وهذه دلالة على مبادرات الوعي الذي امتازت به بعض منظماتنا الثقافية والإجتماعية كالمجلس القومي الآشوري الذي يكرم سنوياً شخصيات ادبية وإعلامية والنادي الإجتماعي (شوتابوتا) في شيكاغو.
أخي ايشو، حقاً أقولها لك وبصراحة تامة، إن أنا لا أخدم قضيتي وأنت لا تخدمها بحسن النية وبالحرص الشديد المبني على الصدق والإيمان، من الذي ننتظره أن يؤدي ما علينا.. وأظنكم على علم ومعرفة تامة بما نحن عليه اليوم من جراء تلك المواقف السلبية. لذلك من لا يتفحص ويدقق ما مضى، لا يسعه أن يخطو خطوات جريئة لبناء المستقبل الذي يردينا في مهاوي العزلة والتشريد والضياع. وفي الختام أبارك فيك سعيك الدائم بنظم القصائد العمودية ذات المضامين التوجيهية المؤثرة.

ـ أستاذنا الفاضل وكاتبنا الجرئ د. ليون برخو... مباركتكم لنا هو تبريك لمن يحمل سلاح اليراع لخدمة بني شعبه مهما اختلفت التسميات المتفرعة من ذات الجذور لأصالة الإنبات والتفرع.. واستحقاق لكل من يواكب تلك المسيرة للحفاظ على لغتنا أساس ديمومة وجودنا. تصور رغم البعد الذي حال بيننا على التواصل المباشر لفترة ليست بالطويلة، فإننا على مقربة من البعض، بدافع تلك المشاعر والأحاسيس اللغوية التي تحفز فينا آواصر الصداقة والأخوة بمبادئ إحترام الرأي حتى وإن لم نتفق أحياناً على بعض الأمور التي هي في غاية الأهمية إنطلاقاً من المقولة المألوفة (كل إناء ينضح بما فيه) من جراء تجارب الحياة والمحيط الذي يكتنفه والتحصيل العلمي والثقافي الذي يجدي ـ شئنا أم أبينا ـ لرأب الصدع. كما دعني أقول لك ودون مجاملة، رغم انك بعيد عنا بأن كل جملة دونتها لي بتثمين مواقفي هي قبلة على جبيننا، وكم كنت متمنياً أن تكون بيننا لتعلم عن كثب نتائج المدرسة التي تحدثنا عنها كثيراً... سوى أن أقول لك هيهات وهيهات من وعي الغالبية الذين لهم آذان صاغية لكل سوء ولكل مثلبة ، ويصمون آذانهم عن دعم كل مشروع مجدٍ للإرتقاء بوجودنا وتراثنا ولغتنا، رغم الملاسنة الإيجابية التي يتقاعسون عن تفعيلها واسنادها عملياً.. كما وأزيدك علماً بأن اتحاد الأندية الآشورية في السويد رسم في خطته متبنياً مشروع تأسيس مدارس في أربع محافظات ومنها يونشوبينغ بإسم نوهدرا، توفق في ثلاث منها بتسجيل العديد من الراغبين. آملين أن يتحقق الحلم بالإجراءات الرسمية المتبعة. عندئذ تكون عبرة لمن لا يعتبر.
وفي الختام نأمل عودتك لعقر دارك بأمان وسلامة ورافلاً بالصحة والعافية أخي وزميلي الجهبذ، حاملاً وإياك تجارب جديدة من واقع معايشاتك في البلدان التي بلغت شأواً إرتقائياً كبيراً لتتحف القراء بما تجود به قريحتك، كونك العارف الحريص والناقد الصنديد الذي لا يستثني الإفصاح عن الشوائب ودقائق الأمور بصراحتك المشوبة أحياناً ـ إن لم تكن غالباً ـ بحدة الوخزات التي تؤذي مرضى النفوس رغم جودتها ونفعها معتمداً فيها صدق القول وعدالة الحكم القاسي دون حرج أو مغالطة ومداهنة.
وأخيراً نأمل أن يستيقظ من هم في سبات عميق من أرباع وأنصاف المثقفين وغيرهم مما هم عليه لنستبعد مضمون ما رصده الشاعر في قوله:
كم قال غيري كلاماً لست أفهمه      وبت أكتب ما لا يفهم الناس
ميخائيل ممو

286
عالم اليوم لا يقاس بعالم البارحة
بقلم: ميخائيل ممو
عالمُ عَقدٍ ما من الزمن لا يقاس بعالم عقود أو حُقوب من الزمن الذي تليه وفق معطيات الطبيعة البشرية التي تمليها تجارب الحياة، ليكون مفادها التحكم بسلوك الفرد والمجتمع، أو تلك التزعات التي تمليها آليات التطور والتغيير من حقبة لإخرى من الدهر. ولهذا عادة ما نقول في أحاديثنا الذي تفرضه المقارنة لمسألة أو حدث ما بأن عالم اليوم ليس عالم البارحة أو الأمس البعيد، ليتم إثبات ما نحن بصدده، بغية إقناع المُقابل في حال إعتصامه وتجاوزه لحدوده بسلوك يتنافي ومنطق الواقع المألوف، رغم أن مفهوم البارحة هو اليوم الذي يسبق نهاره, أي أقرب ليلة مضت وانقضت، لتكون مثالاً يحتذى به للمقارنة والمفارقة بما هو عليه الفرد أو المجتمع مهما بلغ من وعي وإدراك.
لذلك عادة ما نستشهد بالمقولة الأخيرة في حديث عابر لنفند ما لا يتطابق أو يقاس وعالم اليوم, وهذه بديهة طبيعية لا يمكن نكرانها أو التغاضي عنها طالما الزمن في مسار طويل ودائم غير محدد كسريان الكوكب حول الشمس، وكجريان نهر ما إلى ما لا نهاية. ودليل ذلك ما واكب مجاراة ومعايشات مراحل التطور البشري منذ الخليقة, والتغير الحضاري الذي وَلّـدَ وأبرَزَ مكونات بشرية تجاري الأزمان التي إنقضى وجودها وانقرضت، ومنها ما زالت تحتضر من تلك المكونات التي تقولبت على معتقداتها اللاإنسانية, ولم يبق لنا منها سوى آثار مآثرها وتاريخها ـ سلباً وإيجاباً ـ الذي نشهد له في أمثالنا وحِكَمُنا وحكاياتنا. هذه حالة طبيعية يعيشها الإنسان أيضاً وفق متغيرات حياته الطبيعية إلى اليوم الذي يواريه الثرى، لتكون حياته مبعث الذكرى للأجيال القادمة من بني جنسه من خلال علاقاته الإنسانية ودوره في المجتمع بين أبناء جلدته، ومن الجانب الآخر لبني البشرية جمعاء إن كان من الذين أبدعوا في حياتهم وخدموا الإنسانية بأفكارهم وإبداعاتهم وتألقهم لتحقيق مشاريع معينة لها أهميتها ومكانتها وجدواها. وبما أن افراد المجتمع متفاوتون في طبائعهم وقدراتهم وطموحاتهم، ليس بوسعنا أن نقارن ونقيس أبناء البارحة عن أبناء اليوم, وفي كافة المراحل والعهود الزمنية التي عاشوها وتطبعوا على مآثرها وموروثاتها. لذا نقولها وبكل بساطة وسهولة بأن ابن اليوم يختلف كلياً عن ابن البارحة. ولو تساءلنا ما الفارق؟ وبماذا نؤكد ذلك؟ لتعددت الأسباب وتفاوتت الآراء والتأويلات برؤيا واجتهادات منفردة معتمدة على مفاهيم أسس التربية الدينية وتفاوت المعتقدات السياسية وإلتزامات المعايشات الإجتماعية وغيرها من المعايير والتفاسير.
رغم التفاوت الذي نعوّل النفس على الفَتِه, فإن التقنيات الحديثة تفرض وجودها لتزيد من حدة الوعي لدى الفرد والمجتمع في أية بقعة من أرض المعمورة على المقارنة والمقايسة, ومعرفة كل شئ عن كثب حين تم الإعلان عن العالم بأنه أصبح قرية صغيرة مسيجة بتكنولوجيا أو تقنيات أطر المعلوماتية التي قيضت للبشرية كل شئ وما لا يمكن اخفاءه بالسر, وبتلك بوادر ومظاهر العولمة التي قرّبت شعوب العالم من بعضها, ليصبح كل فرد على مقربة ومعرفة مباشرة لكل ما يسود في الحياة اليومية، وأكبر دليل على ذلك وسائل وقنوات التواصل الإجتماعي التي أزاحت أقنعة الإختفاء خلف أسوار الحياء وجدران الممانعة المتوارثة لمجتمعات معينة، وكشفت عن المظالم التي تفرض بالعمد على العباد في أصقاع من العالم غير المتمدن الذي ما فتأ يتنفس الصعداء بالخفي في عقر داره للإفراج عن همّه وضيقه بإزالة الحسرات والتنهدات المُسوّرة بتأوهات الألم والكآبة، وبعلانية التستر التدويني والصوتي المدبلج أحياناً خلف ستائر الأسماء المخفية في ظروف معينة تفرضها عدة عوامل كالبيئة الإجتماعية، المُعتقد الديني وطبيعة العادات والتقاليد الموروثة المُسورة بالتحريم كما في السعودية واليمن على وجه الخصوص, وكما يتضح ذلك عِـبْر تلك القنوات التي لا حصر لها من خلال سلطان العصر المتمثل بالهاتف المحمول وأجهزة الأنترنيت على سبيل المثال لا الحصر التي استعاضت عن معاشرة الصحاب أو المخالطة بالمواجهة العلنية المباشرة عن كثب من القريب والبعيد. ليعيش الفرد أسير ذلك الواقع دون معرفته المباشرة عن الزمن الذي استلب شغاف قلبه وحصره بلهوٍ دائم في عالم تلك الدائرة المُسيجة بالأشواك والورود أحياناً متى ما تم الترفيه عن النفس خفية، ولتكون في عرفه الأماسي التي يطول أمدها أضعاف وضح النهار في غياب من يتحكم عليهم بالمحظور لا تنطوي على اسس حرية الرأي, غير آبه للجهد اللاإرادي الذي ينتزع من ديمومة وجوده رويداً رويدأ بهدوء وتؤدة والتصرف بدون رَويّة من غير شعور مباشر قد يؤدي أحياناً إلى ما لا يحمد عقباه بالقرصنة على أسرار المتحدث والإطلاع على الخفايا المخزونة بفك رموز التشفير للإسم المُشفر بطريق المراوغة المبطنة بأساليب الإطمئنان والقناعة للطرف الآخر، وبالتالي يتسلح به المُقرصن للغرض النفعي أو التشويهي بالإشهار الصوتي والرسائل النصية والفيديو وغير ذلك بغية التخويف والتهديد والفضح لتحقيق المآرب والمقاصد المخفية التي تخالج نفسية المُقرصن من المصابين بداء النرجسية اللاأخلاقية، واستغلال ذلك بمطالب السوء ومن كلا الجنسين على ضوء نتائج الإحصاءات والبيانات التي تكشف عنها إدارات المؤسسات والشركات المشرفة على مواقع الإتصالات الإجتماعية ومنها الفيس بوك، توايتر، سناب شات (المحادثة السريعة)، سكايب، بالتولك وغيرها المميزة بعدد زوارها البالغ بالآلاف إن لم يكن فوق المليون يومياً من كافة أنحاء العالم, دون التمييز ما بين الغث والسمين لتكون نتائجها الطامة الكبرى للذين وقعوا في شِباك تلك المواقع من الشبكة العنكبوتية. والأغرب من كل ذلك أيضاً أن يستقبل أصحاب البريد الألكتروني بين فترة وأخرى رسائل إغراء في غاية السرية من مؤسسات ومصادر لا علم لهم بها، وبتصورهم على انها رسمية تتمتع بالمصداقية، حيث تقوم بإغوائهم لتبلغهم وتبشرهم فيها عن فوزهم بمبالغ نقدية غير متوقعة وبجمل عديدة منها " عنوان البريد الخاص بك قد فاز بكذا مبلغ " مطالبين فيها معلومات شخصية ومن ضمنها الرقم الحسابي بغية تزويدهم بتلك المبالغ الخيالية، فيتم الإستحواذ على قرصنة المعلومات المخزونة واستغلال ذلك بالتعهد على الضمان بالأمان بوسائل النصب والإحتيال التي تبعد الشك من المبتدئين الذين لا علم لهم بها وتنقصهم الدراية الكافية من حقيقة تلك القنوات رغم تكرار المحاولات بأساليب متنوعة.
ولا يفوتنا هنا أن نشير على ضوء ما شاع وقيل عن الإرهاب العملي والفعلي المباشر بحصد أرواح البشرية في البلاد العربية بشكل خاص، أن لا ننسى بأن من مسبباته الرئيسة هو الإرهاب الإلكتروني كما يتم وصفه بدليل صراعات الدول, وما يسرت له تلك القنوات من مجموعات القرصنة على كشف الحقائق والتشهير بما تضمنته الوثائق التي كانت محمية في غاية السرية. وكما قيل أيضاً بأن الربيع العربي الذي هجج مشاعر الشعب الثائر على سلطنة حكامه ومن بيدهم زمام الأمور هو من ولادة تلك القنوات، قلبت الربيع إلى صيف قائظ وشتاء قارص، لتكون نتائجه تكالب مكونات القوى المهيمنة على بعضها, وتجاهرهم بالعداء والتواثب على السلطة والثروات ومال الشعب الذي سُلِبَت حقوقه، وحًرّمَ من قوته، وهُجّرَ من مسكنه وأرضه ليلتحف العراء ويتأسى من حالات المرض والجوع والتشريد في أرض وطنه، وأكبر نموذج لذلك شعب العراق وسوريا بشكل عام، وتلك المكونات القومية من الآشوريين والمسيحيين قاطبة والايزيديين والصابئين والأرمن وغيرهم...  فحدث ولا حرج عن تلك الملايين التي تعاني الموت النفسي البطئ وهم أصحاء في ديار الإغتراب، يشكون حالة الإغتراب الذهني وهم بعيدون عن بلدهم ومجتمعهم وتقاليدهم لشعورهم بالتيه والضياع والإستعباد والإستلاب. تؤججهم مشاعر الذكريات المزدوجة المشحونة بحياة الماضي البعيد لأيام النعمة المباركة والأيام التي أسرتهم لتوخز حياتهم بالكوارث.
إذن دعنا نعلمك ـ عزيزي القارئ ـ إن كنت من الرواد الزائرين لتلك المواقع أو القنوات ولم يكن على بالك ما أشرنا إليه رغم اطمئنانك الساذج على التواصل والمحادثة والإنفتاح، أن تتسلح بالحذر من الأقاويل المغرية التي تمزج السم في العسل دون معرفتك, أو كلسعة الثعبان المباغتة التي تقودك لعض أصابع الندم, وحينها تنطبق عليك مقولة ( لاتَ الساعة ساعة مندمٍ ) أي ( ليست الساعة ساعة مَندمٍ )، وكما يقول المثل العراقي الشهير (الفأس وقع بالراس, وما مِنه الخلاص).
فالحذر كل الحذر من تستهويه عواطفه لخوض مياه البحر الهادئ في جوّ مستلطف بطبيعته المستدرجة للأمواج  المتلاطمة دون علمه بالتيارات التي تجرفه إلى الأعماق المهلكة.   
mammoo20otmail.com


288
حول لقاء خاص
في الوقت الذي أرفع أجمل آيات الشكر والتقدير لهيئة تحرير مجلة حمورابي الغراء بتفضلهم على إجراء اللقاء المنشور أعلاه وفي المجلة أيضاً بحضور الأستاذين عابد ملاخا مدير التحرير ومسعود بريخو سكرتير التحرير والأستاذ النحرير يوسف ملاخا الذي أدار الندوة والمقابلة, ينبغيني القول أن أشير لبعض المفاهيم التي وردت سهواً في صياغة اللقاء ومنها على سبيل المثال لا الحصر والأكثر أهمية، لكون الأخ الأستاذ يوسف شكوانا كما اتضح لي بأنه استقى بعض التعابير من محاضرتي اللغوية وهي كالآتي:
ـ تدوين اللغة المسمارية بدلاً من الخط المسماري.
ـ عملي في حقل تدريس السريانية لمدة 42 عاماً، والصحيح سبع سنوات في الوطن الأم بتعاملي مع العربية، و 37 عاماً مع السريانية "اي الآشورية" والعربية معاً في المدارس السويدية الرسمية.
ـ ولكي أبعد الشك عن الذين سيقذفون عبارات اللوم والنقد على تصريحي بما ارتآه الأخ شكوانا بتدوين تسمية السريانية،  فإني عادة ما أدون تسمية الآشورية أو الآثورية وخاصة بحروف لغتنا أي "ليشانا أتورايا أو آشورايا" لا غير. لذا يمكنني القول بما أن السريانية مشتقة من اللفظ الغربي "اسيريان" فوجدت أنه لا إشكال في ذلك، لكون لفظ حرف السين من الحروف الشمسية ومشدد باللغة العربية أثناء التعريف، وكذلك باللغة الإنكليزية. فأرجو من رفاقنا أن لا يؤاخذونا أنا والأخ شكوانا المعروف بمواقفه ومقالاته التي لا تغيب عن البال ومما ورد في اللقاء. مع شكري وتقدري لمن يتفهم ما نعنيه، بالرغم من وجود من لا ترضيهم وتقنعهم هذه الملاحظة.
ـ بما أن الكمال لله وحده، أرجو أن لا يغرب عن بال القارئ لبعض الهفوات الإملائية التي انتابت اللقاء، قد تكون عادة من الفعل الطباعي, وليس معنى ذلك ما ذهب اليه كاتب التحقيق. كما لا ننس بأن كبار الأدباء قد عانوا من إشكالات اللغة العربية وتأويلات المدارس اللغوية ومنها مدرسة البصرة والكوفة, وعلى شاكلة ذلك في لغتنا الأم. سمها ما شئت ـ عزيزي القارئ ـ إن كان هدفك علو شأنها وسموّها.
مع اعتذاري لهيئة تحرير حمورابي والزميل يوسف شكوانا على تجشمه عناء السفر من مدينة أخرى ومشاركته معنا لإداء مهمته وتقديره لنا، وشكري الجزيل لكافة الأخوة الأفاضل الذين حضروا محاضرتنا ومشاركتهم لنا في سهرتنا الأدبية والثقافية والإجتماعية.
ميخائيل ممو


289
ܐܚܘܿܢܵܐ ܪܥܕ
ܚܱܝܸܬ ܠܐܕܼܝܼ ܡܫܘܚܬܐ ܡܥܒܕܵܢܬܵܐ ܕܢܚܪܵܝܘܼܬܵܐ
ܡܝܼܟܼܵܐܝܠ ܡܲܡܘܼ ـ ܣܘܝܼܕܢ

290
الأخ الفاضل الأستاذ أوراها سياوش المحترم
الأخ الفاضل الأستاذ هنري سركيس المحترم
دعاني في البدء أشكر لكما اهتمامكما الدائم وتسلحكما بالتثقيف الذاتي الذي يتراءى لنا دوماً من خلال مروركم على مضامين ما يُنشر. وإسمحا لي أن أقول بأنكما رايتان مرفرفتان بين حشد مثقفي أبناء جلدتنا وأبعد من ذلك، بدلالة وعيكما للمداخلات التي يتسع لها صدر عينكاوا كوم، وتجاوزكما تلك الألفاظ التي تشمئز منها الأبدان بغية التقويم والتصحيح وإلقاء الضوء على ما هو خارج نطاق المعقول. وها أنتما بتعقيبكم على موضوعنا أضفتم سلالم جديدة بإثراء آفاقه ليكون القارئ أكثر علماً ومعرفة لما ذهبنا إليه. وبطرحكما الموضوعي والعقلاني زدتم من وخزات التنبيه لمن لا زال متلبساً بلباس التخلف ومشحوناً بقصر البصر والبصيرة. آملاً لكما المزيد من التقدم والتطور مع بالغ تحياتنا القلبية.
ميخائيل ممو

291
عالم اليوم لا يقاس بعالم البارحة
بقلم: ميخائيل ممو
عالمُ عَقدٍ ما من الزمن لا يقاس بعالم عقود أو حُقوب من الزمن الذي تليه وفق معطيات الطبيعة البشرية التي تمليها تجارب الحياة, ليكون مفادها التحكم بسلوك الفرد والمجتمع, أو تلك التزعات التي تمليها آليات التطور والتغيير من حقبة لإخرى من الدهر. ولهذا عادة ما نقول في أحاديثنا الذي تفرضه المقارنة لمسألة أو حدث ما بأن عالم اليوم ليس عالم البارحة أو الأمس البعيد, ليتم إثبات ما نحن بصدده, بغية إقناع المُقابل في حال إعتصامه وتجاوزه لحدوده بسلوك يتنافي ومنطق الواقع المألوف, رغم أن مفهوم البارحة هو اليوم الذي يسبق نهاره, أي أقرب ليلة مضت وانقضت, لتكون مثالاً يحتذى به للمقارنة والمفارقة بما هو عليه الفرد أو المجتمع مهما بلغ من وعي وإدراك.
لذلك عادة ما نستشهد بالمقولة الأخيرة في حديث عابر لنفند ما لا يتطابق أو يقاس وعالم اليوم, وهذه بديهة طبيعية لا يمكن نكرانها أو التغاضي عنها طالما الزمن في مسار طويل ودائم غير محدد كسريان الكوكب حول الشمس, وكجريان نهر ما إلى ما لا نهاية. ودليل ذلك ما واكب مجاراة ومعايشات مراحل التطور البشري منذ الخليقة, والتغير الحضاري الذي وَلّـدَ وأبرَزَ مكونات بشرية تجاري الأزمان التي إنقضى وجودها وانقرضت, ومنها ما زالت تحتضر من تلك المكونات التي تقولبت على معتقداتها اللاإنسانية, ولم يبق لنا منها سوى آثار مآثرها وتاريخها ـ سلباً وإيجاباً ـ الذي نشهد له في أمثالنا وحِكَمُنا وحكاياتنا. هذه حالة طبيعية يعيشها الإنسان أيضاً وفق متغيرات حياته الطبيعية إلى اليوم الذي يواريه الثرى, لتكون حياته مبعث الذكرى للأجيال القادمة من بني جنسه من خلال علاقاته الإنسانية ودوره في المجتمع بين أبناء جلدته, ومن الجانب الآخر لبني البشرية جمعاء إن كان من الذين أبدعوا في حياتهم وخدموا الإنسانية بأفكارهم وإبداعاتهم وتألقهم لتحقيق مشاريع معينة لها أهميتها ومكانتها وجدواها. وبما أن افراد المجتمع متفاوتون في طبائعهم وقدراتهم وطموحاتهم, ليس بوسعنا أن نقارن ونقيس أبناء البارحة عن أبناء اليوم, وفي كافة المراحل والعهود الزمنية التي عاشوها وتطبعوا على مآثرها وموروثاتها. لذا نقولها وبكل بساطة وسهولة بأن ابن اليوم يختلف كلياً عن ابن البارحة. ولو تساءلنا ما الفارق؟ وبماذا نؤكد ذلك؟ لتعددت الأسباب وتفاوتت الآراء والتأويلات برؤيا واجتهادات منفردة معتمدة على مفاهيم أسس التربية الدينية وتفاوت المعتقدات السياسية وإلتزامات المعايشات الإجتماعية وغيرها من المعايير والتفاسير.
رغم التفاوت الذي نعوّل النفس على الفَتِه, فإن التقنيات الحديثة تفرض وجودها لتزيد من حدة الوعي لدى الفرد والمجتمع في أية بقعة من أرض المعمورة على المقارنة والمقايسة, ومعرفة كل شئ عن كثب حين تم الإعلان عن العالم بأنه أصبح قرية صغيرة مسيجة بتكنولوجيا أو تقنيات أطر المعلوماتية التي قيضت للبشرية كل شئ وما لا يمكن اخفاءه بالسر, وبتلك بوادر ومظاهر العولمة التي قرّبت شعوب العالم من بعضها, ليصبح كل فرد على مقربة ومعرفة مباشرة لكل ما يسود في الحياة اليومية, وأكبر دليل على ذلك وسائل وقنوات التواصل الإجتماعي التي أزاحت أقنعة الإختفاء خلف أسوار الحياء وجدران الممانعة المتوارثة لمجتمعات معينة, وكشفت عن المظالم التي تفرض بالعمد على العباد في أصقاع من العالم غير المتمدن الذي ما فتأ يتنفس الصعداء بالخفي في عقر داره للإفراج عن همّه وضيقه بإزالة الحسرات والتنهدات المُسوّرة بتأوهات الألم والكآبة, وبعلانية التستر التدويني والصوتي المدبلج أحياناً خلف ستائر الأسماء المخفية في ظروف معينة تفرضها عدة عوامل كالبيئة الإجتماعية, المُعتقد الديني وطبيعة العادات والتقاليد الموروثة المُسورة بالتحريم كما في السعودية واليمن على وجه الخصوص, وكما يتضح ذلك عِـبْر تلك القنوات التي لا حصر لها من خلال سلطان العصر المتمثل بالهاتف المحمول وأجهزة الأنترنيت على سبيل المثال لا الحصر التي استعاضت عن معاشرة الصحاب أو المخالطة بالمواجهة العلنية المباشرة عن كثب من القريب والبعيد. ليعيش الفرد أسير ذلك الواقع دون معرفته المباشرة عن الزمن الذي استلب شغاف قلبه وحصره بلهوٍ دائم في عالم تلك الدائرة المُسيجة بالأشواك والورود أحياناً متى ما تم الترفيه عن النفس خفية, ولتكون في عرفه الأماسي التي يطول أمدها أضعاف وضح النهار في غياب من يتحكم عليهم بالمحظور لا تنطوي على اسس حرية الرأي, غير آبه للجهد اللاإرادي الذي ينتزع من ديمومة وجوده رويداً رويدأ بهدوء وتؤدة والتصرف بدون رَويّة من غير شعور مباشر قد يؤدي أحياناً إلى ما لا يحمد عقباه بالقرصنة على أسرار المتحدث والإطلاع على الخفايا المخزونة بفك رموز التشفير للإسم المُشفر بطريق المراوغة المبطنة بأساليب الإطمئنان والقناعة للطرف الآخر, وبالتالي يتسلح به المُقرصن للغرض النفعي أو التشويهي بالإشهار الصوتي والرسائل النصية والفيديو وغير ذلك بغية التخويف والتهديد والفضح لتحقيق المآرب والمقاصد المخفية التي تخالج نفسية المُقرصن من المصابين بداء النرجسية اللاأخلاقية, واستغلال ذلك بمطالب السوء ومن كلا الجنسين على ضوء نتائج الإحصاءات والبيانات التي تكشف عنها إدارات المؤسسات والشركات المشرفة على مواقع الإتصالات الإجتماعية ومنها الفيس بوك, توايتر, سناب شات (المحادثة السريعة), سكايب, بالتولك وغيرها المميزة بعدد زوارها البالغ بالآلاف إن لم يكن فوق المليون يومياً من كافة أنحاء العالم, دون التمييز ما بين الغث والسمين لتكون نتائجها الطامة الكبرى للذين وقعوا في شِباك تلك المواقع من الشبكة العنكبوتية. والأغرب من كل ذلك أيضاً أن يستقبل أصحاب البريد الألكتروني بين فترة وأخرى رسائل إغراء في غاية السرية من مؤسسات ومصادر لا علم لهم بها, وبتصورهم على انها رسمية تتمتع بالمصداقية, حيث تقوم بإغوائهم لتبلغهم وتبشرهم فيها عن فوزهم بمبالغ نقدية غير متوقعة وبجمل عديدة منها " عنوان البريد الخاص بك قد فاز بكذا مبلغ " مطالبين فيها معلومات شخصية ومن ضمنها الرقم الحسابي بغية تزويدهم بتلك المبالغ الخيالية, فيتم الإستحواذ على قرصنة المعلومات المخزونة واستغلال ذلك بالتعهد على الضمان بالأمان بوسائل النصب والإحتيال التي تبعد الشك من المبتدئين الذين لا علم لهم بها وتنقصهم الدراية الكافية من حقيقة تلك القنوات رغم تكرار المحاولات بأساليب متنوعة.
ولا يفوتنا هنا أن نشير على ضوء ما شاع وقيل عن الإرهاب العملي والفعلي المباشر بحصد أرواح البشرية في البلاد العربية بشكل خاص, أن لا ننسى بأن من مسبباته الرئيسة هو الإرهاب الإلكتروني كما يتم وصفه بدليل صراعات الدول, وما يسرت له تلك القنوات من مجموعات القرصنة على كشف الحقائق والتشهير بما تضمنته الوثائق التي كانت محمية في غاية السرية. وكما قيل أيضاً بأن الربيع العربي الذي هجج مشاعر الشعب الثائر على سلطنة حكامه ومن بيدهم زمام الأمور هو من ولادة تلك القنوات, قلبت الربيع إلى صيف قائظ وشتاء قارص, لتكون نتائجه تكالب مكونات القوى المهيمنة على بعضها, وتجاهرهم بالعداء والتواثب على السلطة والثروات ومال الشعب الذي سُلِبَت حقوقه, وحًرّمَ من قوته, وهُجّرَ من مسكنه وأرضه ليلتحف العراء ويتأسى من حالات المرض والجوع والتشريد في أرض وطنه, وأكبر نموذج لذلك شعب العراق وسوريا بشكل عام, وتلك المكونات القومية من الآشوريين والمسيحيين قاطبة والايزيديين والصابئين والأرمن وغيرهم...  فحدث ولا حرج عن تلك الملايين التي تعاني الموت النفسي البطئ وهم أصحاء في ديار الإغتراب, يشكون حالة الإغتراب الذهني وهم بعيدون عن بلدهم ومجتمعهم وتقاليدهم لشعورهم بالتيه والضياع والإستعباد والإستلاب. تؤججهم مشاعر الذكريات المزدوجة المشحونة بحياة الماضي البعيد لأيام النعمة المباركة والأيام التي أسرتهم لتوخز حياتهم بالكوارث.
إذن دعنا نعلمك ـ عزيزي القارئ ـ إن كنت من الرواد الزائرين لتلك المواقع أو القنوات ولم يكن على بالك ما أشرنا إليه رغم اطمئنانك الساذج على التواصل والمحادثة والإنفتاح, أن تتسلح بالحذر من الأقاويل المغرية التي تمزج السم في العسل دون معرفتك, أو كلسعة الثعبان المباغتة التي تقودك لعض أصابع الندم, وحينها تنطبق عليك مقولة ( لاتَ الساعة ساعة مندمٍ ) أي ( ليست الساعة ساعة مَندمٍ ), وكما يقول المثل العراقي الشهير (الفأس وقع بالراس, وما منه الخلاص).
فالحذر كل الحذر من تستهويه عواطفه لخوض مياه البحر الهادئ في جوّ مستلطف بطبيعته المستدرجة للأمواج  المتلاطمة دون علمه بالتيارات التي تجرفه إلى الأعماق المهلكة.   






292
الأستاذ شوكت الجليل الإحترام
آملاً أن يكون العام الجديد أثرى وأبلغ من العام المنصرم
استاذنا المبدع في جولاته الماجلانية من أقصى دول العالم إلى أوسطها حيث تتنفس الصعداء إلى أدناها إن كان رأينا مصاباً بالتشبيه. أقولها وبملئ فمي ونطق لساني وفق تدويني بأن أسفارك الطويلة ورحلاتك الممتعة بلقاءاتك المميزة تزيدنا علماً ومفخرة للكشف عمّا يخفيه عنّا المراوغون والوصوليون. وأنه بما لديك العديد من كتابات أدب الرحلات, اقترح أن تجمعها في كتاب لأجيالنا المستقبلية كشاهد على التاريخ.
مع بالغ شكري وتقديري
ميخائيل ممو 


293
[/color]الأخ جان يلدا
شلاما اومتانايا
شكراً لك على استيعابك لمفهوم ما اشرنا اليه, وهذه دلالة على مدى وعيك عن واقع وجودنا الذي تلاعبت به رياح الزمن العاتي في الوقت الذي كنا فيه سلاح من وعدونا في صيغة التآلف وأردونا نعيش اليوم على ما نحن عليه.
نعم, كنا " أبناء بلاد النهرين " واليوم أصبحنا في خبر كان. نعم, ينعتونا بالإصلاء , ولكن ما نفع النعوت الشفاهية والورقية البالية. وإن مفادها ذري الرماد في ..... فقط دون معرفتنا كنه الحقيقة المرة. ما يُطمْئِننا هو اثباته على أرض الواقع.
مع بالغ تحياتي
ميخائيل ممو

294
الأستاذ الفاضل اوراها سياوش
شلاما اومتانايا
مرورك على ما تم نشره مدعاة فخر لي كونكم في قائمة طليعة مثقفينا من خلال ما تدونه وتسلطون الضوء عليه بنور أفكاركم النيرة للمتغافلين عن حقيقة واقع وجودنا.
وفي الوقت ذاته يسرني أن أختم بختم المصادقة لما ذهبتم اليه في مداخلتكم القيمة, وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها أو التغاضي عنها طالما يسلط التاريخ اضواءه عليها.
أما عن فقرتكم الأخيرة , لا لبس فيها, كون طروس التاريخ منذ الزمن الغابر هو الشاهد الأكبر عليها, وفي كل زمن تولد شرذمة من عبدة الشيطان لإعادة التاريخ نفسه بجنون لا مثيل له ليعيش أبناء جلدتنا والعالم المسيحي أجمع العديد من " مفترق الطرقات ". كما وإني اشاطرك الرأي بمقولة " والله يستر من القادم " لكون طيلة حياتنا ومنذ ما لا يحصى من الإنتهاكات والتجاوزات ونحن نردد ذات العبارة.. وهل سنظل ننتظر مقولة " آتور بأوْدِنا قاطيتا دإيدي " وحتام نظل نعيش هذا الحلم برفع أيدينا إلى العلى؟! وقد صدق شاعر الغزل بذكائه السياسي نزار قباني حين وصف واقع العرب بقوله: " يجلسون في الجوامع تنابلاً كُسالى, ويطلبون النصر من عنده تعالى " وها نحن اليوم نعيش ذات الواقع. وقوى الخبث والظلم تجعل منا أدوات مرمية على ساحل الإختبار بوعودهم الهزيلة والكاذبة التي ألفناها منذ الطامة الكبرى للحربين العالميتين وتشتتنا في بلدان الإغتراب. وصدق من قال: "ما يحك جلدك إلا ظفرك " مع بالغ تحياتي أخي اوراها.
ميخائيل ممو


295
ܬܵܘܕܝܼ ܣܵܓܝܼ ܩܲܫܝܼܫܵܐ ܒܲܪܟܼܘܿ ܐܵܡܘܿܪܵܐ ܚܩܝܼܪܵܐ ܠܐܵܗܵܐ ܡܫܘܼܚܬܵܐ.
ܪܲܚܡܵܐ ܚܩܝܼܪܵܐ ܐܕܝܼ
ܑأخي ادي المحترم
شكراً لك على تعليقك.
ارجو ان ترسل رقم هاتفك لنتصل بك
ارسله على بريدي الالكتروني التالي:
mammoo20@hotmail.com


296
بربكم متى يتم التسامح والتآلف ليتحقق الأمان والسلام
في شرق الأنبياء؟
بقلم: ميخائيل ممو
في أوائل وآواخر شهر نيسان عام 2003 وعلى آثر الحملة الهجومية لإزاحة السلطة الصدامية تظاهر الشعب العراقي علناً , وتعاضد مع البعبع الأمريكي وقوات التحالف على تحرير العراق من هيمنة سلطة حكم البعث البائد, ومن ثم الإقدام على إستلام مقاليد الحكم لإدارة دفة أمور بلاد ما بين النهرين الجديد تحت جناح وغطرسة الهيمنة الأمريكية البريمرية وحاشية المغتربين من رجال السياسة المعارضين,  حيث تم شرعنة تأجيج التطرف في الدستور العراقي بما لا يخدم مصالح الشعب العراقي من جراء الصراعات التي نخرت مفهوم الوحدة والتآلف بين تلك التكوينات الحزبية الدينية المذهبية والطائفية السياسية العشائرية إلى جانب الأجندة الأجنبية الإقليمية وقوى المصالح العشوائية. وعلى أثرها شاعت المفاسد والسرقات والإنتهاكات والتجاوزات لتخدم اولئك الذين لفظهم الحكم البائد من الذين احتضنتهم دول الغرب, ليتمتعوا بحياة الحرية, وليعيشوا على موارد المساعدات الإنسانية التي تقرها أنظمة تلك البلدان. ومن بعد السقوط أي المصطلح الذي ألفناه وشاع تداوله لينعم الخير بين أوساط الشعب العراقي انعكست الآية, وتيسرت لهم ظروف العودة للوطن المُحَرَر من قبضة النظام البعثي, بحكم انتماءاتهم المذهبية واتجاهاتهم السياسية ومصالحهم الشخصية المناهضة للسلطة, آملين منها على شموخ البنى التحتية المهشمة من جراء " التحرير الإحتلالي " لنهضة الرقي الحضاري في الوطن الأم وفق معايير التغيير التدريجي, ومنهجية البناء الجديد على ضوء معايشاتهم واستدراكهم لمفاهيم الحرية والديمقراطية والعدالة والتطور الحضاري التي اكتسبوها وتسلحوا بها وهم يعيشون في الشتات. وبمرور الزمن خابت الظنون لدى شرائح المجتمع وأدهشتهم بمرارة وحزن كبيرين ليعيشوا الأمرين حين انكشفت نواياهم المبيتة تدريجياً بما آل إليه العراق بأمنه القومي العام إقتصادياً وأمنياً وسياسياً وإجتماعياً, وعلى التوالي من مواقف رجال الدين إلى قادة السياسة بكافة انتماءاتهم القومية والمذهبية, عكس ما اكتسبوه وتتلمذوا عليه فترة غيابهم في بحبوحة العيش الرغيد بإسم المعارضة والمقاومة بمفهوم الإتجاه المعاكس, رغم مناداتهم بتلك المصطلحات المجسدة لحقوق الإنسان, وتعابير طمأنينة ضمان معيشة حياة كفاح الشعب الجريح الذي سُلبت حقوقه ليعيش حالة الفقر المدقع من الأوضاع المزرية, ويلتحف العراء في عقر داره من جراء التشريد والتهجير القسري في ذات الوطن.
هذا ما حصل على نحوٍ عام بين القادة السياسيين المخضرمين الذين بسطوا نفوذهم على الحكم, لتنعكس أساليبهم المجحفة بشكل مباشر على مكونات الشعب العراقي قاطبة, ولتستقطب بالتالي خميرة الشعب النهريني المتمثل بتلك المكونات الأصيلة من الآشوريين بكافة تسمياتهم المذهبية والصابئة المندائيين والإيزيديين والشبك على نحوٍ خاص ومتميز , والمسيحيين على نحوٍ عام بدافع شروط الأسلمة, وتجاوز الأمر لغيرها من شرائح الوطن الجريح المُغتصب مذهبياً والمحتل عشائرياً من هجمات وانتهاكات قوى الشر وعناصر التخريب بدلالة الخيانات المبطنة علناً وبالخفي أيضاً, مستبشرة بعصابات القتل والترهيب والإغتصاب في كل زاوية من أرض الوطن, لتطال فيما بعد وبشكل أوسع من ذلك على يد الدواعش بما فيها أرض منبع حضارة العراق, مدينة نينوى الخالدة وأم الربيعين موصل الحدباء, بتلك معالمها الأثرية التي تشهد لها أسوارها وأبنيتها وقلاعها ومنحوتاتها وألواحها النادرة ومخطوطاتها الراكنة بأمان في أولى مكتبات العالم المسماة بمكتبة آشور بانيبال أو المكتبة الآشورية, حيث كانت نينوى آنذاك عاصمة الأمبراطورية الآشورية, ممتداً شموخ وجودها منذ سيطرة الحكم الساساني الميدي والعثماني فالفتح العربي الإسلامي الذي حافظ واعتز وافتخر بتلك معالمها لقرون عديدة.
ومما يؤسف له انجراف تيار التهشيم أجساد تلك المنحوتات الفنية الشامخة على مدى سبعة آلاف عام, إضافة لقدسية الكنائس والمساجد وأضرحة علماء الدين والتراث الحضاري لهيبة العراق, بمعاول دعاة دولة الخلافة المستحدثة لإسلام جديد لا تقره مفاهيم القرآن الكريم والأحاديث القدسية وبما شرعه الباري عز وجل لعباده من العقائد والأحكام.    
استغرابنا هنا هو: إن كانت تلك النصب والمنحوتات الأثرية بمغزاها الفني تخالف المفاهيم القرآنية وتعاليمه لأقدمت على تحطيمها ونبذها جحافل الرسول في عهده وفي العهود التي توالت فيه الفتوحات الإسلامية وعهد الهيمنة الفارسية والعثمانية. وما هي المفسدة والإباحية الخارجة عن حدود الأخلاق والأدب والقانون من تلك الفنون الحضارية التي صاغها أبناء الشعب العراقي الأصلاء الممتدة جذورهم لتلك الإنتماءات البشرية والمواطنة التي نألفها ونعيشها اليوم وبكافة تسميات وصفات المواطنة؟ فإن كان الأمر كذلك, لِما اعتز الغرباء من الغربيين على سرقة الأصل منها أو استنساخها والإحتفاظ  بها في بلدانهم لتتصدر أبواب متاحفهم وأروقتها التي يزورها الملايين سنوياً من كافة أنحاء العالم, وتدر عليهم بما لا يحصى من الموارد المادية على حساب حضارة الرافدين, ناهيك عن الدراسات والأبحاث العلمية والتاريخية الأكاديمية التي لا تخلو منها رفوف المكتبات الجامعية والمؤسساتية التراثية والثقافية العالمية. فهل نحن فقط من فصيلة البشر, وهم من فصيلة الحشر؟! وهل إسلام اليوم غير إسلام البارحة؟! أعوذ بالله إن كان الأمر كذلك. وهل سننتظر بمجئ المهدي المنتظر؟! أم مجئ المسيح للمرة الثانية؟! ليخبرانا بما نحن عليه فاعلون, وبما ينبغي عمله. قد يتحتم ذلك في زمن غير منتظر من عصرنا الحالي, وربما يتحقق ذلك في عصر أجيالنا المستقبلية في الوقت الذي تتضاعف فيه الأزمات والإنتهاكات والتجاوزات أضعاف ما نعيشه اليوم والتي لا تستوعبها حتى شريعة الغاب في البقاء للأقوى. وإن كانت نينوى قد خلت من مسيحييها, فها هي الأخرى محافظة الأنبار بمدنها العريقة قد صاحبتها تلك السلبيات إمتداداً من أقصى مدنها على الحدود الغربية بما فيها مدن عانه وهيت وغيرها التي ترتقي أخبارها إلى زمن الدولة الآشورية في عهد الملك الآشوري تكلت نينورتا الثاني (889 ـ 884 ق. م.) حيث كانت تكنّى بـ (عانات) ليستمر تاريخها الى الفتح العربي حين اقتحمها خالد بن الوليد وأمر بأن لا يُهدم فيها بيعة أو كنيسة , وأن تدوي نواقيسها في أي ساعة شاء أهلها من ليل أو نهار إلا في أوقات الصلوات,  إضافة إلى الفلوجة التي اسماها الآراميون بالأنبار قبل ذلك, ناهيكم عن الحبانية والخالدية وحي الفرات "كولي كمب" التي كانت جميعها معقلاً للمسيحيين بشكل عام بما فيهم من الآشوريين بكافة تسمياتهم المستحدثة والمكونات الأخرى من النسيج العراقي كالعرب والأكراد السنة والشيعة والأرمن ومن الهنود والباكستانيين والإنكليزي المحتل منذ تأسيس الدولة العراقية من العهد الملكي لتكون تلك ابنيتها ومدارسها وكنائسها اليوم مأوىً للنازحين المشردين ولاجئين بعد أن هُجروا من ديارهم في ذات الأرض, ولا زالت الى اليوم تشهد مدينة الحبانية بمعالم المسيحيين المتمثلة بكنيسة مار كيوركيس ومريم العذراء وكنيسة مار ساوا في كولي كمب إضافة لجوامعها ومساجدها ومقابرها المقدسة.
كما علينا أن لا ننسى بأن للأنبار عمقها التاريخي منذ العهد الآشوري البابلي حين سبا نبوخذ نصر اليهود من بيت المقدس إلى بابل, حيث كانوا قد حبسوا في الأنبار, ومن ثم العهد الساساني إلى الفتح العربي في عهد خلافة أبي بكر على يد المثنى بن حارث الشيباني وخالد بن الوليد, لتزدهر في العهدين الأموي والعباسي, متخذاً منها أبو العباس السفاح عاصمة له  وكرسي مملكته  إلى أن مات حتف أنفه ودفن فيها.
ونحن على أعتاب إنهاء مقالتنا وخزتنا دبابيس جديدة من الإنتهاكات التي خصت الموتى أيضاً وهم في لحودهم ليعلن شلة من الضالين ثورتهم على قبور المسيحيين والآشوريين خاصة بإقدامهم على تدمير وتخريب ونبش ألحادهم التي أكل عليها الدهر وشرب, وهل كان في تصورهم أن يستفيقوا من رقدتهم الأبدية لإعادة سلطتهم على مدينة كركوك التي أنشأها سردانيبال ملك الآشوريين في عهد الإمبراطورية الآشورية ق. م.؟! كركوك عاصمة الذهب الأسود المعروفة آرامياً بتسمية " كرخا دبيت سلوخ" أي مدينة سلوقس وفق المجاميع النسطورية للكنيسة الشرقية منذ عام 410 م. إضافة للتسميات العديدة التي أوجدتها السلطات المهيمنة عليها كالفرثيين والفرس والعرب. والأغرب من كل هذا التصرف المشين أن يتحسس الفكر الداعشي بإطلاق سراح 25 آشورياً من الآسر تزامناً مع التخريب وتزامناً مع المولد النبوي ومولد يسوع, علماً بأن أغلبهم من الأطفال في عمر الزهور إضافة لتسعة مأسورين يتجاوزون الأربعين عاماً. حالة يكتنفها العجب العجاب لهذه المصادفة.

لذا نعود ثانية ونقول انه من المؤسف والمحزن حقاً أن تمحى مآثر تلك المعالم الأثرية من أرض الوجود بما فيها الإسلامية والمسيحية, العربية والآشورية واليزيدية لأسباب جلها بعيدة عن المفهوم الإنساني وشرع الدين الإسلامي الحنيف وتعاليم الديانات والمعتقدات الأخرى في كافة أنحاء العالم. آملين من الذين خرجوا عن هدى الصراط المستقيم بتكتلهم الديني المُصغر أن يهتدوا لطريق الحق والصواب, ويتجنبوا زهق الأرواح البشرية البريئة بأساليب وحشية من الدمار الشامل من كلا الطرفين, المتحدي المعتدي والمعتدى عليه, والتخريب المتعمد للتراث الحضاري الذي لا يُعوض مهما بلغت الحضارة الإنسانية من تطور وتقدم وإرتقاء.
وفي خاتمة المطاف نود التنبيه والإشارة لأكبر ظاهرة دينية على المصادفة التي تزامن فيها المولد النبوي مع يوم ميلاد السيد المسيح ولأول مرة منذ 457 عاماً, وهذه المصادفة قد حدثت أيضاً في نهاية شهر ديسمبر عام 1558.  أليست هذه المصادفة ـ نوعاً ما ـ إشارة  إنذار وتحذير من الخالق على شاكلة قصة الطوفان حين " رأى الرب شر الإنسان قد كثر على الأرض" لينذر نوحاً بما ينبغي عمله لتفادي نتائج الطوفان. وليس بالبعيد أن تكون تلك الظاهرة الإلهية بإلتقاء تاريخ المولدين نموذج اشعار على الإختراقات التي تنافي مبادئ الإسلام والمسيحية بإسم المشعوذين الضالين والإرهابيين ودولة الخلافة الجديدة من أجل التوحيد واحترام الرأي في المعتقد وفق مبادئ حقوق الإنسان بالرغم من لونه ومعتقده وانتمائه, انطلاقا من قول الرسول " الناس سواسية كأسنان المشط , وإنما يتفضلون بالعافية..." وقوله تعالى " لكم دينكم ولي ديني" وقوله أيضاً " لا إكراه في الدين ..." وكذلك " ليس للإنسان إلا ما سعى, وأن سعيه سوف يُرى" " فالمسلم من سلم الناس من يده ولسانه " " خير الناس من نفع الناس " وغيرها من الأحاديث والآيات بالرغم من تفاوت تفاسير المجتهدين عن فحوى ما ذكرناه. لذا هل من المنطق العقلاني بأن شلة من الإرهابيين ودعاة الخلافة الجديدة يتوسمون بالمصداقية والإيمان الصحيح ويبصرون الحقيقة أكثر من مليارين من المسيحيين في دول العالم وبأنهم على خطأ؟ وهل إن مليار ونصف من المسلمين الذين يناهضون الفكر الإرهابي هم على خطأ أيضاً؟! أبداً أن يكون ذلك, مقارنة بآلاف المعارضين القابعين في العراق وسوريا ومجموعات متناثرة هنا وهناك. حتماً هذه المقارنة لا يصدقها المنطق الإنساني والتاريخ القويم. آملين في العام الجديد أن تزول الغشاوة عن عيون الضالين المفسدين وتنصهر ريبة وقساوة قلوبهم بتفتح عقولهم ليعم السلام والأمان على البشرية جمعاء لمناسبة التقاء ذكرى أفراح ولادة النبي وولادة المسيح مع استقبالنا لخفايا العام الجديد 2016.
إذن في نهاية المطاف دعونا نقول: بربكم متى يتم التسامح والتآلف ليتحقق الأمان والأمن والسلام في شرق الأنبياء؟
mammoo20@hotmail.com

297
أيها الراحل الفذ في ميدان الشعر والنثر بمفردات وجمل وعبارات ايقوناتك الأدبية الخالدة.
الفقيد الملفان يونان هوزايا. الرحمة على روحك.
أقولها بمرارة وأنا أناجي روحك الطاهرة الراقدة في الأخدار السماوية, لم تبق لي من كلمات لأرثيك بها وأمجد مواقفك الشريفة بتلك صفاتك الحميدة, وبتلك عطاءاتك وإصداراتك التي لم تبخل بها لإتحاف رفوف مكتبة وجودنا القومي بالشعر والنثر والمقالة واللقاءات كدليل لنضالك وسعيك الدائم لبذر بذار الوعي في عقول أبناء شعبك الذي رثاك وما فتأ يرثيك بأجمل ما تصيغها مداركهم وأحاسيسهم ومشاعرهم.
دعني أعود ثانية وأردد بحزن وألم بأنه لم تبق لي من مفردات أطرزها على صفحة رثاءك لزحم وروعة ما وصفوك بها من سبقوني, إلا أن أقول: بأن صرحك الأدبي والثقافي والخدمي سياسياً وإجتماعياً الذي شيدته سوف يظل يشع نوراً بوهج الطيب والطيبة متلألئاً على مَرّ السنين كتلألئ مآثر أسماء أولئك الجهابذة من بني قومنا الذين اغترفت من معينهم لتخلد ذكراهم, واقتفاؤك لمسارهم كما أنت عليه الآن في وجودنا السرمدي وفي العلى أيضاً.
نعم.. هكذا هي سنة الحياة, أنتم السابقون ونحن اللاحقون.. لقد أديت بما سعيت, ولم تتوانى في القول لقد اكتفيت, وأنت تصارع المرض العضال, فما خطته أناملك من مآثر للمستقبل ولم يسعفك الحظ على إنجاز ما كنت تسعى اليه, فهي باقية لورثتك بغية انجازها ونشرها وفاء لما كنت تهدف اليه لخدمة مجتمعك بشكل عام.   
نم قرير العين في مثواك الأبدي والملكوت السماوي بين الأبرار والقديسين ومن كنت تمجدهم من اصحابك الأدباء والشعراء والفنانين والشهداء الذين نفتخر بهم وسبقوك في رحلتهم لتشكلوا بأرواحكم الزكية الطاهرة ما كنتم عليه بمناجاتنا روحياً.
وفي الختام لا يسعنا بهذا المصاب الجلل إلا أن نتقدم بأحر التعازي لعائلة الفقيد جميعاً والأقرباء والأصدقاء, وأن يلهمهم الباري الصبر والسلوان برعايته الأبدية.
ميخائيل ممو / السويد
[/size]

299
ذات الرأي والمغزى بتعابير متفاوتة
" رجع بخَفيّ حُنين "
ميخائيل ممو
أكل يوسف التفاحة / يوسف أكل التفاحة / التفاحة أكل يوسف / أكل التفاحة يوسف
يوسف التفاحة أكل / التفاحة يوسف أكل
ست جمل متناثرة في التركيب النحوي لتنظيم الكلمات, ومتفاوتة في قواعد وأصول التعبير اللغوي. لكل جملة تركيبها الخاص في المعنى المرمي إليه, والمقصود منه بهدف نيل والتهام التفاحة الحائرة لعملية مضغها والتهامها, بغية تحقيق ما يصبو اليه المتحدث عن ذلك, علماً بأن الغاية المرجوة هي ذاتها وفق مفهوم كل واحد من الناطقين بها, وعلى نحو ما يتأمله ويحلم به ليصيب البعض منهم منطق التلعثم والتلكؤ لمعنى الدلالة. لذا فإن التساؤل هنا يفرض نفسه, هل أن الناطق أو المتحدث يستوعب فحوى ما يتمنطق به؟! قد يكون ذلك إن إستثنينا مدى المعرفة اللغوية في عملية التعبير لكل فرد, وإن إعتمدنا علم القواعد من حيث التحكم لبناء ملائمة المفردات وترتيبها الجُمَلي من جملة توليدية إلى جملة تحليلية واستنتاجية لإختلفت كل واحدة عن الأخرى في الدلالة, طالما لكل لفظة مستقلة وكامنة في ذاتها ولا تحتاج إلى غيرها من الوحدات. فلفظة أكل تتمتع بحرية في موقعها وتنقلها في عملية التركيب كجزء صغير من حيث التركيب, وكذلك الأمر فيما ترميه تكوين ألفاظ المفردات الأخرى.
في حال إقدامنا على تحليل مضمون كل جملة, لسهل الأمر علينا بتأكيد حال الجملة الأولى وفق منطق علم النحو والقواعد المنصوص عليها في اللغة العربية من حيث الإبتداء بالفعل فالفاعل والمفعول به بتأكيد حكم الحركات الإعرابية للفعل الماضي بالفتح والفاعل بالرفع والمفعول به بالنصب إن كان الفعل بصيغة المتعدي واللازم أيضاً. أما الجمل الأخرى التي لا تنسجم وتتوافق لتلك القاعدة بالإمكان تصنيفها وفق حالات التخمين المقصود من التساؤل المفروض في الإجابة كالتأكيد مثلاً في قولك: من أكل التفاحة؟ ليكون الجواب يوسف أكل التفاحة. وحال الجمل الأخرى قد تفرضها كمّن أصيب بالسكتة الدماغية في التلكؤ والتلعثم أو كالمبتدئ على تعلم لغة حديثة, بتقديم وتأخير لفظ مفردة على أخرى مع صعوبة النطق الواضح في إيصال فكرة الفهم والإفهام بالنسبة للمُرسل والمتلقي لما يكتنف وسيلة الإرسال. متى ما تفحصنا حقيقة التعابير الآنفة الذكر في إيصال الفكرة لتفاوتت الآراء من صحة صياغاتها المتعثرة, وهذه حقيقة لا يُمكن نكرانها مهما اسهبنا في التأويل والتحليل والتعويل.
إن مناحي التعابير عادة ما تتفاوت في إبداء الرأي لإيصال المغزى, وهذه حالة تميزها الصفات التي يتحلى ويتسلح بها الفرد بحكم ثقافته ومعرفته وإسلوبه في التعبير لتجسيد فكرته, ومدى استيعابه لها على ضوء مهارة المحادثة والمقدرة على التعبير, كما هو الحال في مسألة حسابية للوصول إلى النتيجة المحتمة بأساليب وطرق رياضية حسابية وهندسية متفاوتة ومغايرة, سواء في حالة الجمع أو الطرح أو الضرب والقسمة لتكون النتيجة أو المحصلة بذات الرقم أو العدد للمطلوب اثباته. ومن ناحية أخرى مشابهة مثلما يهدف السياسيون في تحقيق مآربهم للوصول إلى سدة الحكم بأساليب متعددة منها التآمر, الإنقلاب, الثورة, الخيانة, الإتفاق الضمني وغيرها من المنافذ بالتخطيط القريب أو البعيد المدى أو المباشر. ومن هذه البديهيات نستخلص بأن النتيجة هي واحدة لتحقيق الهدف.
إن الأمثلة التي استشهدنا بها في المجال اللغوي والحسابي والسياسي استخلصناها من واقع مجموعة من ممثلي أبناء شعبنا لأحزابها السياسية ومنظماتها الفكرية في لقاءاتهم بين فترة وأخرى, وذلك من جراء الظروف والأحداث القاسية التي فرضتها عليهم بغية التقارب والتفاوض لتوحيد الرأي والفكرة التي تنشد الخلاص من هضم وهدم وجودنا القومي كشعب آشوري بكافة انتماءاته التسموية المذهبية التي تسعى للإرتقاء بهيبته التاريخية لنيل حقوقه المشروعة وفق مبادئ حق تقرير المصير والمفهوم الديمقراطي. كما وإن ذلك تؤكده العديد من مكونات الشعب العراقي وأحزابه في وقت الأزمات التي تشمل الجميع, ومن خلال مسعى كل ممثل حزبي بما يجده مناسباً في مداخلاته التي تشكل سجالاً عقيماً أي لا غالب ولا مغلوب مردها التقوقع المذهبي والعرقي والطائفي والعشائري والإتجاه السياسي أو الفكري بمقولات وتحليلات وتأويلات متضمنة ذات المعنى بأساليب مختلفة على نحو تعبير تركيب الجمل المنوه عنها سابقاً, ليتم عدم الإتفاق على النص القويم والصحيح بمهاترات ومؤاخذات يناقض بعضها الآخر باللوم والمعاتبة, لينطبق بالتالي على كل واحد منهم بعد التفاوض المثل القائل: " رجع بخَفيّ حُنين " والذي مفاده الإخفاق بمعرفتهم على الخسارة التي منيوا بها لسوء التصرف في التحام صيغة التعبير كإنفراط خرز المسبحة, وبما تؤكده أيضاَ المقولة الشائعة " أتفقوا على أن لا يتفقوا " ليفندوا عن عمدٍ ودراية هدف رؤيتهم وعلى تفتيت حروف كلمة الوحدة بمحدودية الفهم اللغوي الخاطئ للتعبير في الميدان السياسي. علماً بأن المغزى المنشود من الرأي المطروح هو ذاته, مشوباً بإسلوب مبطن تفرضه التوصيات الخارجية والجانبية من خلف الستارة المتهرئة والمعلقة بدبابيس صدئة. لذا فإنه متى ما سبرنا وتوغلنا في دساتير ونواميس أحزابهم عملياً أو بالتخمين والظن لوجدناها تنادي بمبدأ الحرية والديمقراطية التي لا مفر منها, ولكن يتم تجسيدها بعكس ما هي عليه في مفاهيمها الإنسانية الحقيقية. إذن دعنا نقولها وبحرية تامة " إن الحرية تمنحك الحق في أن تخطئ, لا أن ترتكب الخطأ عمداً ".
mammoo20@hotmail.com

300
أخي أوراها سياوش الموقر
شلاما اومتانايا مردوتانايا

أشاطرك الرأي بما دلوت به, ولكن لا تنس بأن ذوي البطون المتخمة تخمت عقولهم أيضاً بأسوأ الثقافات بدلالة التقرير الصادر عن " التنمية البشرية لمنظمة اليونسكو لعام 2003 بأن الفرد العربي يقرأ أقل من كتاب واحد بكثير، أي كل 80 شخصاً يقرأون كتاباً واحداً في السنة، مقارنة بما يقرأ الأوربي نحو 35 كتاباً في السنة. وعن تقرير التنمية الثقافية الصادر عن مؤسسة الفكر العربي في عام 2011 أشار بأن العربي يقرأ بمعدل 6 دقائق في السنة، بينما الأوربي يقرأ بمعدل 200 ساعة في السنة.
كما تبين في تقارير أخرى بأن ذات النسبة تقريباً تتراوح لدى القارئ العربي على وفق ما أشارت اليه المنظمة الأمريكية المستقلة للفنون لرصد الكتب المباعة في دول العالم ومعدلات القراءة في كل دولة فكشفت عن أن الأمريكي يقرأ 18 كتابا في السنة، والروسي 6 كتب، والأوروبي 15 كتابا، أما المواطن العربي فيقرأ ربع صفحة في العام, رغم الكثافة السكانية التي يتمتع بها الشعب العربي وظاهرة الإنجاب المضاعفة مقارنة بالدول الأخرى المتميزة بمحدوية الإنجاب.
مقولتك الصريحة " فان الثقافة في اعتقادي، في تدني بسبب عدم استخدام وسائل التكنولوجيا هذه بصورة صحيحة اولا، وانشغال المجتمع بتوفير لقمة العيش التي اصبحت تشكل احد العوائق الاساسية للاهتمام بالعقل، وبالتالي بالثقافة". لا يمكن نكران ذلك, ولكن علينا أن نضع نصب أعيننا ما هو بالإمكان أن نزيح عنها غشاوة المستحيل, لكون الإنسان لا يتحسس إلا بما يعانيه, ولذلك لا محالة من تبديد تلك العوائق متى ما تم إدراك " ما أفرزته التكنولوجيا " كما أسلفت أخي أوراها. وليكن على بالك بأن نشر هكذا موضوعات في مواقع تابعة لدول متخومة المعدة ليشعر روادها بأنهم من أمة "إقرأ" ولا تقرأ, لنقف على آرائهم ونقارنها بما هو عليه في موقع عينكاوا على نحوٍ خاص.   
مع بالغ شكري وتقديري لإستيعابك فحوى موضوعنا بمداخلتك القيمة.
ميخائيل

301
الأخ شوكت الذي لا يمل من رصد النسج الألكتروني الاوتوماتيكي..
 أبدأ بما نعتني به بالسندباد من باب الإيجاب, موضحاً بأن سفراتي السندبادية لها طابعها المرحلي للوقوف على مآسي واقعنا المُهان, لتبيان ما يُدان ولا يُدان, لتتويج ما أشرنا إليه بحقيقة العنوان. ولكن ماذا تقول عن رحلاتك الماجلانية والبطوطية ذات البُعد الواقعي أيضاً التي تكتشف فيها ما لم يُكتشَف, والإعلان عن مضامينها بما لم يُعلَن. فإنك من خلالها توخز بمبضعك من تسرح به قيلولة العصر وغفوة الليل, ومن يتغافل عمداً دون معرفته بأنه يدري هو لا يدري, ولا يستوعب ما أنت ذاهب إليه في تلك وخزاتك العلنية من أجل أن يشعر بأنه حقاً لا يدري ليكْنه مقاصد من يدري, لتثبت بأنك ذلك المثقف الذي يجمع من رياض المعرفة أزاهير زاهية الألوان من ورود الكلمات ذات المعان التي هي أساس نشر الوعي والهمة وليفقه بأن ما تعنيه ونعنيه أن يكون له تصور بذلك. مع بالغ تقديري ومحبتي.
ميخائيل [/b]

302
الأخ فهد الذي لا يكل من القراءة, ولا يمل من الكتابة.
أشكر مرورك على ما تم نشره, وهذه دلالة على وعيك واحساسك بأهمية ما يُكتب وينشر, ومن خلال تعقيباتك ومداخلاتك ومتابعاتك الدائمة بما تستلبه من نتاجك الفكري بجهد كبير. وها هي جملتك التي تخص بها واقعنا الثقافي حقيقة استشرى وجودها السلبي حين تقول: " على صعيدنا المحلي الآشوري بشكل خاص أصبحنا نعيش الإنحطاط الثقافي بكل أشكاله". نعم.. لقد صدقت حقاً, وبعدم انحصار مفهومها على الصعيد المحلي فقط, طالما رواد التفوّه المباشر تجدهم في كل حدب وصوب يعلنون أفكارهم الإرتجالية دون تدقيق وتمحيص ودون أية تجربة أليمة أو أي مصدر يقنعونك به. وأظنك على مقربة من الجيل الجديد الذي تعنيه حين ينشدون التطور ويتألبون على البديل دون أن يصيبوا ما يرضي مسعاهم. ولهذا نبقى نتلولب في دائرة الفراغ القاتل. حبذا لو كل واحد راجع نفسه بما هو عليه ليدرك الحقيقة.. مع تقديري لكم.
ميخائيل
  [/size][/b]

303
[الأخ والزميل المخضرم بولص شليطا الآشوي.
دعني أقولها لك أيضاً.. مفردة نعم. لقد صدقت ووفيت بكل ما أشرت اليه.. ولكن الآه تؤلمنا كثيرأ حين نلتقي أولئك النشطاء في عهدنا وهم جالسون في عقر دارهم, والبعض منهم يسرد معايشاته دون أن يحرك ساكناً , والقسم الآخر لا همّ له مهما تكالبت رياح الزمن. وها أنك تثبت ذلك بقولك: " نعم انا الاحظ في كندا التي هاجرت اليها قريباً بان النشاطات الثقافية معدودة لأن الحياة ليست كما كانت في بغداد او سوريا, ولأن البعض لا تهمه الثقافة أو ربما ليس له العلم بدور الثقافة في أي مجتمع الذي يعيش فيه لأن كل شيء متوفر فيها ما عدا الثقافة التي هي نور المعرفة". هذه دلالة قاطعة وملموسة من تجربتك القصيرة الآمد في بلد يقول لك: تفضل مارس حقوقك بما يحلو لك وكما تشاء وفق مبادئ حقوق الإنسان.
أخي بولص.. أعلم جيداَ بأنه ما حلّ بك في الوطن الأم لقد بلغ السيل الزبى, بالرغم من تحديك لأمواج الزمن العاتية, وها أنك اليوم تعيش حقيقة ما كان يُخفى عليك في عالمنا الكبير الذي يلتحفنا ولكنه المُصَغّر مهما التقينا وناشدنا وتحادثنا وحللنا وتأملنا في عالم اليوم الذي بلغ أسمى وأعلى قمة في التطور.. ولأؤكد لك ذلك استشهد هنا بما صاغه أحد أقربائي من جهة الخوال ومن المناضلين في العهد الملكي جورج جبوري الذي أجبرته ظروفه للهجرة الى امريكا في مطلع الخمسينات رغم مكانته كمدير لمدرسة اللاتين وسكرتير العلامة انستانس ماري الكرملي حين قال في إحدى قصائده الطويلة الموسومة "من وحي ديترويت" ما يلي:
أنا في الصبح تلميذ    وبعد الظهـــر بقالُ
وإن زاد بي الشغـل    فـكنــــاس وزبـــالُ
أجد الدرس في فجرٍ    وفي الأمساء حمالُ
هذه هي حياة الغربة... يترك الإنسان قلبه في الوطن ليعيش بلا قلب في عالم الغربة, متأوهاً على سلسة من خيوط الذكريات الأليمة. رغم كل هذه الآلام والحسرات علينا أن لا نفقد الأمل وأن نكون أشداء في مواقفنا وتأملاتنا.. آملاً أن تكون في غربتك كما عهناك في الوطن الأم.
مع بالغ تقديري لمداخلتكم.
ميخائيل

304
تعقيب شفاف على مداخلات السادة الأعزاء
ثائر حيدو , جان يلدا , قشو نروايا وخوشابا سولاقا
دعوني أثبت فحوى مداخلاتكم بحرف التصديق والتوكيد "نعم" وبتكراره ألف مرة من خلال ما ذهبتم اليه بجملكم وتعليقاتكم الرصينة مستنبطاً منها ما يلي:
.الأخ ثائر: نعم.. "علينا ان نعترف ان الموازين جميعها قد اختلفت في هذا الزمن... وقد لا يتذكر البشر عندها ماذا كان شكل الكتب".
نعم أخي ثائر.. حالياً تلفنا معايشات ما ذهبت إليه, وحبذا لو اقتدينا بالمنطق القائل: " قل لي ماذا تقرأ, لأقول لك من أنت". لقد رحل مفهوم ذلك المنطق من عالمنا اليوم من شدة انتشار جراثيم الخباثة والسرقات والإنتهاكات والإعتزاز بالشخصية المزدوجة بحالات متعددة.

الأخ جان: نعم.. " فقد اصبحنا نعيش في عالم اخر فلا قيمة للكتاب او الكاتب  ولا معنى للمكتوب  او المقروء".
نعم أخي جان وهذه حقيقة لا مفر منها ولا يمكن نكرانها, ومتى ما سألت أي كاتب ومؤلف عمّا تبقى من نتاجه الفكري لأجابك: المُهدى منه أضعاف المُشترى, والمُتبقي منه يفوق ذلك لتنهكه رطوبة سراديب الخزن.
الأخ قشو: ܗܹܐ.. ܫܪܵܪܵܐ ܝܘܸܬ ܒܹܐܡܵܪܵܐ ܕܟܠ ܡܸܢܕܝܼ ܕܦܵܐܸܫ ܟܬܝܼܒܼܵܐ ܘܠܲܝܬ ܓܵܘܸܗ ܫܪܵܪܵܐ ܠܲܝܬܠܹܗ ܐܝܼܩܵܪܵܐ ܠܘܵܬܼ ܩܲܪܝܵܢܵܐ ܡܘܼܚܒܵܐ.
ܐܝܼܢܵܐ ܐܸܕܝܘܿܡ ܝܵܘܡܵܐ ܐܲܝܟܢܘܵܬܹܐ ܕܡܲܢܗܪܬܘܟܼܘܿܢ ܐܵܦܸܢ ܕܝܼܢܵܐ ܫܲܪܝܼܪܹܐ ܩܵܬܝܼ ܘܩܵܬܘܿܟܼ ܘܩܵܐ ܟܠ ܚܲܕَ ܩܲܪܝܵܢܵܐ ܡܘܼܪܕܸܢܵܐ، ܦܫܵܡܵܐ ܕܐܵܡܪܸܢ ܠܲܝܬܠܗَܘܿܢ ܦܝܵܫܐ ܫܲܘܦܵܐ ܠܝܘܼܒܵܠܹܐ ܕܩܵܐܸܡ ܒܥܸܠܵܬܹܐ ܡܸܫܬܲܚܠܦܹܐ ܐܲܝܟܼ ܛܲܐܵܠܝܵܬܹܐ ܕܪܵܢܘܼܝܵܐ ܕܩܪܵܒܼܹܐ ܕܓܵܠܘܼܬܵܐ ܘܫܲܪܟܵܐ ܕܝܼܢܵܐ ܚܲܕَ ܡܲܪܥܵܐ ܩܲܛܠܵܢܵܐ ܘܡܲܪܚܸܩܵܢܹܐ ܡܼܢ ܐܘܼܪܚܵܐ ܬܪܝܼܨܬܵܐ.
الأخ سولاقا: نعم.. وبتكرارها ما لا يُحصى من المرات.. مؤيداً قولكم: " إن كل شيء في الحياة قد تغير وسوف يستمر التغيير وبذلك سوف تتغير الوسائل التي يستعملها الانسان في محاكاة الحياة من خلال الأدب والفن والفكر ". وفي الوقت ذاته مؤكداً رأيي لكل ما أشرت إليه.
نعم أخي سولاقا.. الصفحات الإنترنيتية طليقة أمام من يدرك ويفهم ويستوعب معنى الكلمة الحرة, المواقع الألكترونية رياض بلا سياج لمن هبّ ودَبّ بما نوهت عنه لعدد قراء الموضوعات الفكرية, كونها مجانية, ولا يكلف القارئ نفسه بتضحية اقتناء كتاب ما مقابل سعر علبة من الدخان.. من خلال طرحك ذكرتني بتلك الأيام الجميلة في منتدانا الثقافي وبتلك مكتبته العامرة التي كنا نحييها سنوياً في حفلة ساهرة خاصة لتكون سمة الدخول أي كتاب يفضله الزائر لحجز مقعده.. وذكرتني بتلك المهرجانات والأمسيات الأدبية والفنية وغيرها من المناسبات التي كانت حدائق النادي تكتظ والأعضاء وتحتشد بالزائرين لأهمية موضوعاتها. إذن دعني أتساءل أيضاً مرة أخرى, أين نحن من حقيقة وجودنا القومي, طالما تتبوأ منتدياتناأولئك الذين نقول عنهم بلغتنا " ܫܲܘܦܵܐ ܕܒܵܙܹܐ ܒܲܙܒܘܼܙܹܐ " وبالكرشوني " شوبا دبازِ بَزبوزِه ". أين أولئك الجهابذة من خريجي مدرسة النادي الثقافي الآثوري من الأدباء والفنانين والمثقفين الواعين الذين تناثروا ويتناثرون كأوراق الخريف وتلك مؤلفاتهم متناثرة أيضاً هنا وهناك سجينة وحزينة تشكوا الإنعزال في أماكن مجهولة من وارثيها الذين أصبحوا بلا مأوى وديار أينما حل بهم الدهر. دعني أخي سولاقا أتوقف عند هذا الحد من تلك الذكريات ومواقف تحدي رواد النادي لجبروت السلطة الحاكمة في الأيام العصيبة وما كانت تجسده نشاطاتنا التي تشهد لها لسان حالنا ونادينا من خلال رسالته الإعلامية الوحيدة في وقتها مجلة " المثقف الآثوري " التي لا زلت احتفظ بكافة أعدادها بمجلدين قيمين, كونها هي الأخرى التجأت لتقديم اللجوء السياسي في بلد الديمقراطية, لتشكل ارشيفاً ناصعاً لا تضاهيها أي مجلة في عالم الغربة الحر. مع بالغ تحياتي وتقديري.
mammoo20@hotmail.com   

305
قيمة المجهود الفكري في متجر سوق مريدي
بقلم: ميخائيل ممو
أن أبدأ حديثي عن مفهوم كلمة الأدب وما تتضمنه هذه المفردة من اعتبارات ومعايير  لغوية, من المحتم أن يستنفر من الموضوع من لا يدرك فحواه وأبعاده, لتشمل بالتالي مجموعة كبيرة ومماثلة من القراء الذين هم بعيدون عن الواقع الأدبي, وبشكل مباشر من العنوان الرئيسي والبارز الذي يتوج ويتصدر المقالة الخاصة بالأدب وما تستوعبه هذه المفردة من حقول متفاوتة, ليقتصر الأمر فيما بعد على النزر اليسير من ذوي الإهتمام الأدبي, بدلالة ما تؤكده إحصاءات مشاهدات هذا الحقل في الصفحات الأدبية الألكترونية والأعمدة المخصصة لها، ناهيك عن حقول النشريات الأخرى الورقية من المطبوعات. وهنا يبدو ويؤكد القراء العاديون والسطحيون بأنهم يشكلون أضعاف من هم من ذوي الإختصاص والإهتمام بالشأن الأدبي. ليغيب عن بال القارئ العادي من تقييم وتقدير الجهد الذي يبذله الكاتب فيما يتوصل اليه من أفكار إيجابية لإستمالة النفوس وإيصالها للناس لتدري بالنفع الخاص والعام لهم, علماً بأن الغالبية العظمى من القراء يقضون يومياً ما لا يحصى من الساعات في تصفح آليات النشر الحديثة, ومن ضمنها وأهمها في نظرهم تلك المألوفة بمواقع التواصل الإجتماعي كالفيس بوك والماسنجر وما شابه ذلك, غير مستدركين بأنها اصبحت الشغل الشاغل لهم والشبيبة على نحو خاص, لإحتوائها شذر مذر من الكلام والصور ومقاطع الأفلام الغريبة دون التمييز بين الغث والسمين, لكون الغث أو الردئ أصبح من سمات العصر حين يُصاغ ويُطعم بإشهار مشوق لإغواء القارئ أو المشاهد بتعليقات واهية ومرتجلة, ناهيك عن تلك الإعلانات المزخرفة والمزركشة بأزهى الألوان وأجمل العبارات للمواد المقصودة, وبتفوق أثمان صياغتها ونشرها أضعاف سعر مجموعة الكتاب الواحد. هذا ما يبدو واضحاً وجلياً في كافة الحقول الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية, وما شاع مؤخراً من خلال ذلك الجهاز التلفوني الساحر أو تلك الآلة الصغيرة المتعددة الأنواع  التي تتلاعب وتتراقص أصابع اليد عليها بخفة متناهية أينما تواجد حاملوها في المقاهي والقطارات والشوارع وأماكن أخرى.
إن ما دعاني لتدوين هذه الديباجة هي المصادفة التي حتمها عليّ فضولي وبشكل تلقائي لزيارة مكان منزوٍ ومختص بعرض المواد والحاجيات الفائضة لدى المتبرعين لدعم مساهمات مناداة وأهداف بعض الجمعيات الخيرية المعروفة بـ " السيكن هاند " التي تسعى لدعم المحتاجين والمعوزين في بعض الدول. كان ذلك في إحدى المدن السويدية, حيث تتصدر واجهة المحل وعلى مرآى من الزجاج العازل للفت انتباه المارة ببعض التحف النادرة أحياناً. وفي جولة بين اروقة المعروضات, فإذا بي أمام أكوام من الصناديق التي تشكو الإنعزال والملآى بأنواع من الكتب إلى جانب سلسلة طويلة من الرفوف المثقلة بما لا يحصى من المطبوعات القديمة والحديثة وكأنها متجر تراثي لبيع الكتب النادرة, ليخونك الإعتبار والتأمل بأسف بالغ لذلك الجهد الفكري والثقافي المميز بعد تصفح البعض من الكتب لتثبت حداثتها بدلالة تاريخ إصدارها, والقسم منها بتكرار ذات النسخ وكأنها صدرت حديثاً من المطابع لتجد مكانها في البيئة التي لا تلائم تواجدها, رغم أهمية مضامينها لدى الذين يحاورون أنفسهم عنها من خلال تجاربهم ومما يستنبطون من أحداث واقع المجتمع الذي يتعايشون معه ليتم تزاوجها بولادة مبادئ جديدة معمذة بعناوين الكتب الصادرة.
وهنا خطر على بالي ما كنت قد سمعته وقرأته عن شهرة " سوق مريدي " الذي كان يجمع كل ما بحاجة المشتري من المستعمل والمستحدث من المواد وبما فيها من الجرائد والمجلات والكتب، وكما يشار أحياناً بإستصغار واستهجان البعض من حملة تسمية لقب " الدكتور والماجستير أيضاً " من تلك السوق التي هي بمثابة الجامعة التي لا يعترف بها دولياً. وهذا ما تؤكده الفترة الزمنية وطرق الدراسة التراسلية لحملة تلك الألقاب التي تتعارض بمقارنتها مع الجامعات الرسمية والمعترف بها رسمياً في سجل الدراسات العليا دولياً , وغياب اطروحاتهم من التسجيل الرسمي المتعارف عليه.
إن الغرض الرئيسي من هذ العرض الغريب هو أن يختلط الحابل بالنابل, أي بما معناه المجهود الفكري والتثقيفي لمن يشار اليهم بالبنان من المبدعين والمتميزين لتكون اسماؤهم بمصاف من لا تجدي أعمالهم نفعاً, وتقييم نتاجاتهم على حدٍ سواء بذات القيمة والمكانة بأبخس الثمن, وبالسعر الذي لا يرتضيه حتى الجهلاء, وكأنك تساوي ما بين نبته تفوح بالعطر الزكي ونبتة مجاورة تزكمك نتانة أشواكها لتواجهك نسمة كأداء.
ومما لا شك فيه أنه من بين تلك العطاءات الفكرية كالكتب التراثية النادرة واللوحات الفنية الشهيرة, تجدها وقد اتخذت طريقها إلى مكان آخر مشابه نوعاً يعرف بالمزاد العلني, ليتم عرضها والإعلان عنها بغية بيعها بالمزايدة المباشرة, فتكون المفارقة كبيرة جداً بين حشر كتاب قيم وذات أهمية بين كتب غايتها الترفيه والمخادعة بإمور خرافية وغيرها من الصفات التي لا تقل شأناً عنها. فتجد المفارقة والمقارنة كبيرة حين يصل سعر الكتاب أو اللوحة بما لا يصدقه العقل. وهنا قد تكون المصادفة أن يُحشر كتاب ما بين الكتب المهداة لمتجر ما دون معرفة المُستلم لقيمة ما ورده, وليُسعّره ويُثمّنه بأبخس الثمن دون معرفة شهرة ومكانة المؤلف ونتاجه الفكري الإبداعي, وقد يكون من حملة أعلى الجوائز التقديرية. ولكي أكون أكثر صدقاً وواقعياً مما عرضناه, صادفني في يوم ما زيارة صديق في مكتبة واسعة وغنية بما تحويه, فوجد كتاباً له أهميته الفكرية والتراثية مرمياً على أحد الرفوف المحتشدة بالكتب, تناوله ليسأل المكتبي عن سعره الذي خمّنه ما بين الخمسين والمائة دولار, فإستغرب صاحبي مبتسماً بعد أن أشار لسعره الرسمي من خلال الإنترنيت بثمنمائة دولار مع محدودية النسخ المتواجدة لدى إحدى دور النشر. وهذه دلالة على أن العديد ممن يتاجرون بالكتب ويتولون مسؤولية عرضها وبيعها لا علم لهم بأهمية هكذا مطبوعات وبمؤلفيها, والأدهى من كل ذلك أن يتراءى لك المخزون منها في صناديق كارتونية أسيرة الأقبية المظلمة النتنة لتكون طـُعْماً للفئران وحشرات العث بأنواعها المتعددة, متناسين قيمة نور الكلمة, وكما ورد في إنجيل يوحنا " فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ. فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ، وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ." ولكي لا نحصر الأمر على قراء العربية من أهل الذمة, نوجه تساؤلنا بجملة أين هم قراء العربية من أولى الآيات القرآنية " إقرأ بإسم ربك الذي خلق..." بتسهيلهم على إحتضان تلك المتاجر المريدية نتاجات المؤلفين الذين سهروا الليالي وعانوا ما عانوا على نشرها بخسارتهم المادية والمعنوية بدلالة نسبة إحصاءات المكتبات الخاصة والعامة ودور النشر في البلدان العربية فيما يتعلق بالمبيعات, ومنها ما هو أيضاً في ديار المهجر في بعض الدول الكبرى المكتضة بقراء العربية من أصول ديارهم الأصلية من جذور عربية, مقارنة بقراء مواطني تلك البلدان التي حلوا ضيوفاً فيها. وأين القارئ العربي من فحوى المقولة الشائعة التي تردد دوماَ " الكتاب خير صديق للإنسان " ناهيك عن خلو بيته من رف واحد لتزينه الكتب بدل تحف الزينة, مقارنة بأصحاب بيوت مواطني تلك البلدان التي لا تخلو من أمهات الكتب, ربما تيمناً بمفهوم المثل العربي الشائع إلى جانب مثل الألفة الشائع لديهم مجسداً ذكاء وقوة ووفاء ومجالسة الكلب في المقولة التي مفادها " الكلب خير جليس وصديق للإنسان". وهناك أيضاً من الدلائل الكثيرة التي تجدي الإنسان وتنقذه من الصعوبات والإشكالات مقارنة ومقايسة بما ترمي اليه العديد من الكتب رغم صغر حجمها بمحدودية عدد صفحاتها, وعلى سبيل المثال لا الحصر, كتاب النبي لجبران خليل جبران وإبداعاته الأخرى التي لا تقل شأناً في مضامينها الفلسفية والتربوية الإرشادية والتوجيهية للتثقيف الذاتي, بدلالة طغيانها مكتبات العالم بترجمتها لأكثر من خمسين لغة. آملين أن تستيقظ الضمائر لقراء العربية مهما كانت جنسياتهم لتقييم وانتشال مطبوعات المبدعين من أسواق مريدي تقديراً لقيمتها وأهميتها ومنافعها, لتطمئن أرواح من خلفوا لنا عصارة جهدهم لخدمة البشرية والحضارة الإنسانية.
mammoo20@hotmail.com

306
محاضرات لرابطة الكتاب والأدباء الآشوريين
على أثر الزيارة التي قام بها وفد أدبي من رابطة الكتاب والأدباء الآشوريين في الوطن الأم, متمثلاً بالسيد د. عوديشو ملكو والسيدة سوزان القصراني والسيد بنيامين أبرم البازي للقاء أبناء شعبنا في السويد والدانمرك.ولمناسبة هذه الزيارة فقد تولى نادي بابيلون الآشوري في يونشوبينغ مهمة تنظيم لقاءاتهم وفق الفقرات التالية:
•   الخميس 26. 11. 2015  محاضرة للطلبة الآشوريين في جامعة فيكشوـ السويد.
•   السبت 28. 11. 2015  محاضرة لأبناء شعبنا في مدينة اورهوس / الدانمرك.
•   الجمعة 04. 12. 2015  محاضرة في لينشوبينغ في تمام الساعة السادسة عصراً على قاعة مؤسسة Fridtunagatan 2.. Bilda
عنوان المحاضرة: الروابط بين الأمة الآشورية وكنائسها.
•   الأحد 06. 12. 2015 محاضرة في نادي بابيلون الآشوري, وذلك في تمام الساعة الرابعة في مقر النادي.
عنوان المحاضرة:
ـ قضايا إدبية ولغوية آشورية.
ـ استعراض أوضاع أوضاع المسيحيين عموماً في الوطن.

                   
نأمل تواجد المهتمين في الوقت المحدد
أهلاً ومرحباً بكم
نادي بابيلون الآشوري


 

307
أدب / رد: كلمات .. لعائلة غرقت
« في: 00:20 23/11/2015  »
أخي جان
إن ما صغته في مضامين مفردات عباراتك النثرية  هو عين الحقيقة, وهي دلالة على ما يحز في نفسك مما أنت متحسس به تجاه إخوة لك من بني جلدتك. هذه حقيقة لا يمكن التغافل عنها.. بقي أن نكون متآلفين نحترم واحدنا الآخر لنشكل قبضة واحة قوية بوجه المخربين والمتخاذلين وووو.... وأخيرا أقولها مردداً ما دونته بمقولة:

تباً لهذا الزمن
بعد أن كنّا ملوكاً
في   ديارنا
اصبحنا فقراء
تائهين   غرباء 
تباً لهذا الزمن
أن نعيش هكذا
هاربين  خاءفين
بين الجبال والوديان
تباً لهذا الزمن
ان نَمُوت  هكذا
طعاماً للأسماك
والحيتان .

ميخائيل ممو

308
كلام لا تغيب عنه الحقيقة مهما حاولنا التستر بأقاويل ممغنطة وأعذار واهية لا تمت للواقع بصلة... هذا ما نعيشه اليوم , وما عشناه البارحة وقبل البارحة بمئات السنين منذ سقوط الإمبراطورية الآشورية بذلك الإقتحام الذي قَوِيَ عوده بالتحالف بين الغريب وأقرب المقربين.. وها هو اليوم يعيد التاريخ نفسه وفق البعض من طروحاته التي تجرنا في ساحة التخاذل مما يصيب أبناء شعبنا وما يتراءى لنا يومياً وعن كثب... حتام نظل نتراوح في سياج ذات الدائرة المغلقة؟!
الجواب لديك يا من أنت من ذات الطينة.. عسى أن تقودنا للحقيقة المثلى.. مع شكري للأخ جون لمشاعره التي صاغها باسلوب الحسرة والألم والأذى مما يلحق بأبناء جلدتنا يوم بعد آخر.
ميخائيل ممو

309
المبدعة شذى توما
تفضلك بالشكر للجهود التي نبذلها في الساحة الأدبية بمختلف مناحيه هي واجب علينا في عالمنا الذي تنهش جسده قوى الظلم والجهل الذي تتناثر فيه على مدى الأيام أوراق شجرة آدابنا وعلومنا في الشرق والغرب, ناهيك عن القلائل ومن امثالك الذين يسعون لإحياء ذكراهم , حفاظاً على ما ورثناه ممن سبقونا. آملاً من المزيد في اتحاف ما نحن بحاجة اليه لأجيالنا المستقبلية, عسى ولعل أن يعوا الواقع الذي نعيشه مع بالغ شكري وتقديري لتعقيبك.
ميخائيل ممو

310
مكونات الشعب العراقي ضحية سلطة شريعة الغاب
بقلم: ميخائيل ممو
ما أجمل أن يتشبث الإنسان بجذور نشأته في مرتع طفولته وبحبوحة صباه, ليعمد بالتالي معبراً بشعور لا إرادي عن انتمائه الإثني في الوسط الجماهيري من ذراري بني قومه وجنسه المنتمي واللامنتمي لقضاياه المصيرية، وليكشف فيما بعد بوعي شبابي وإحساس مرهف عن مواقفه القومية ـ قولاً وعملاً ـ في ميدان العالم الآشوري الصاخب, بالتصدي لتجاوزات المُعتدي من خلال المآسي والأحداث المروعة والإنتهاكات التي يعيشها أبناء جلدته من الشعب الآشوري بكافة تسمياته التاريخية التي مصدرها من ذات المعين الذي ننهل منه أفكارنا.
ومما لا شك فيه, وعلى نحوٍ خاص أن نجد أقلام العديد من كتابنا الذين تتمحور في انفسهم مشاعر الإنسانية ومحفزات الوجود القومي, يدبجون ما يتراءى لهم بمقالات عن الأوضاع المزرية والمأساوية التي تخص من هم تحت وطأة من يدعون الديمقراطية, وهم بعيدون عن فهم معنى الديمو ـ قراطية التي تعني حكم الشعب متمثلة بالذين ينتمون لمكونات ذات الشعب في الدول التي لهم فيها ذات الحقوق وعليهم ذات الواجبات على حدّ سواء وفق الدساتير المدونة. أما الإجحاف بحق المواطنة لغالبية مواطني تلك المكونات المتمثلة بالآشوريين والصابئة والأزيدية والتركمان والأرمن في الدول التي يتواجدون فيها فهي انتهاك لمبادئ الديمقراطية التي تؤكد وتعترف بأصالة تواجدهم على الأرض التي احتظنتهم ودافعوا عنها في السراء والضراء منذ فترات أيام المحن والكوارث في عهود مختلفة, إيماناً منهم بولائهم للوطن بما يحتمه القانون وتنص عليه الدساتير المرعية.
إن ما يُكتب ويُنشر تباعاً لا ضير فيه, طالما الظروف المنوه عنها تلزمهم على الإفصاح بما تُعانيه مكونات وشرائح اولئك المواطنين, علماً بأنه من واجب السلطة حماية وجود تلك المكونات بأي شكل من الأشكال, وأن لا يقتصر استغلالها في الأيام العصيبة فقط , مثلما تشهد له أحداث المعارك والحروب التي طالت الوطن الأم في فترات متفاوتة بتجنيد أبناء تلك المكونات في الخطوط الأمامية للدفاع عنه, بدلالة زخم قوافل الشهداء الذين تيتمت عوائلهم, وما لا يحصى من الأسرى بنعتهم من مواطني الدرجة الثانية أو الثالثة والتخلي عنهم لإنتفاء الحاجة المشروعة, واعتبارهم من فئات ومجاميع شذاذ الآفاق أي من الغرباء والدخلاء على الوطن الذي سقوه بدمائهم الزكية, ودافعوا عنه بإخلاص وتفانٍ لحماية الأرواح بتلك سواعدهم الفتية التي سخروها بعرق جبينهم ومروءتهم ووفائهم لتصون حدود وجوده من المعتدين. فإن كانت ديمقراطية السلطة الحاكمة تنتهج ادوار الغبن الفاحش من المكر والخديعة والحاق الضرر بالمعنى والمنطق الليبرالي الذي تنادي به, فأين هي مبادئ العدل والمساواة؟! وأين هي ممارسات الحقوق والحريات الأساسية من الناحية التطبيقية؟! وأين هي بالتالي سلوكية إحترام الرأي الآخر؟!. وأكبر دليل مستحدث لسلسلة شبيهة من هذه التساؤلات هو إقرار قانون تشريع البطاقة الوطنية بسلب حق الأطفال القاصرين من أبناء المكونات المسيحية بأسلمتهم في حال اعتناق أحد الوالدين للديانة الإسلامية, المُنافي لحرية الرأي وما أقرته الجمعية العمومية للأمم المتحدة عن حقوق الأطفال بما نصه " لهم الحق في التعبير عن وجهات نظرهم وأن يتم احترامها " وغيرها من النصوص التي تؤكد ذلك. وفي الوقت ذاته تزامن الأحكام المجحفة والصادرة بحق وزير البيئة السابق السيد سركون لازار بتبريرات قضائية واهية فيها من المغالطات الثبوتية التي تفندها خدماته ومواقفه في هيكلية العمل الوزاري. تساؤلنا هنا هل لكونه آشورياً ومسيحياً فقط أم أنه العنصر الوحيد بين تكتلات التشكيلة الوزارية؟ فإن كان الأمر كذلك, أين هو القضاء العراقي من عشرات الوزراء ونوابهم ومسؤولي الكتل النيابية الذين يؤمنون بالإسلام من الذين عاثوا في أرض بلاد ما بين النهرين من فساد ودمار بسرقة ونهب أموال الشعب العراقي بإفراغ خزينته بما لا يحصى من مليارات الدولارات بالسحت الحرام بخبث وقبح وتجاوز ينافي مبادئ الدين الإسلامي الحنيف, رغم تشبثهم وتمسكهم به؟!   
هذه المغالطات والإنتهاكات والتجاوزات اللاشرعية التي تنفذها الأحزاب السياسية المهيمنة على مقاليد الحكم, وعلى إدارة دفة الأمور في البلدان التي يقطنها أبناء شعبنا, عادة ما تدع الكثيرين من أتباع تلك الأحزاب بأن يشذوا عمداً عن المسار الخلقي والمبدأ الإنساني على تجاوز حقوق الإنسان, والقيام بأسوأ مما تتقصده مفاهيم تلك الأحزاب المتسلطة بإسم الديمقراطية من الناحية النظرية بالخفي والعلانية لمآربهم الذاتية التي قد تنبع أحياناً من جوهر المبادئ المبطنة لسياسة تلك الأحزاب, كما هو الحال في الوعود الكاذبة والضمانات المعلن عنها في مواعيد صراع الإنتخابات, بغية حصد الأصوات لتحقيق مآربها, ناهيك عن تلك المجموعة من الذين يلفظهم المجتمع السوي من المنحرفين عن الأعراف والعادات والتقاليد الإجتماعية بطباعهم السلوكية الشاذة من مرضى النفوس بتمردهم على سلب حقوق الآخرين, والتطاول بالإستحواذ على ممتلكاتهم بالإختطاف والتهديد والتخويف والترحيل, مثلما يتم عن معرفة مقصودة بقلع جذور شجرة معمرة ومثمرة تدر بالنفع الوفير رغم جمالية وجودها على أرض ولادتها بجهود من يحميها بحذر واهتمام بالغين.
 الأدهى من كل ذلك ووفق منطق لكل فعل رد فعل, تستشري الأمور بشكل أوسع مما هي عليه, بحيث يقدم من يقوى على محاولات إنتزاع سلطة الأقوى بأشرس السبل وأوحش الطرق كما يتراءى للعيان وعن كثب في الساحة العراقية بين اتباع مذهبَي السنة والشيعة من متبني الإنتماء العربي, ومن الطرف الآخر من متبني الإنتماء العرقي واللغوي في الوجود القومي كالكورد والتركمان ومواقفهم من الوجود العربي دعاة القومية العربية وعكس ذلك, بالرغم من انضوائهم تحت سماء رابطة الدين الموحد المتمثل بالإسلام الذي ينفي ويُفند تلك المعتقدات من خلال مضامين ومفاهيم العديد من نصوص الآيات القرآنية. والأسوأ من كل تلك المناوشات النفعية اللاعقلانية انبلاج الموجة الجديدة والصاخبة بإسم الدواعش من الذين زادوا الطين بلة بتحريف راية الإسلام الحقيقي بتلك مبادئهم الغريبة على العالم أجمع , وبتلك مناداتهم التي تفندها كافة الديانات السماوية والوضعية على وجه الأرض, وبما شرعه الخالق لعباده من العقائد والأحكام بإقدامهم على ما لا يتواجد حتى في شريعة الغاب أي قانون البقاء للأقوى, لكون الأقوى أحياناً بحكمة الإيمان يخضع لتأثيرها لتكون نظرة رحمته مشوبة بضمير مغاير كعامل مساعد للترويح عن قوته مهما استشرت غطرسته وبلغ طغيانه. هذا ما أكدته سلطة الدواعش في قرارها المؤرخ 7 تشرين الثاني 2015 بإطلاق سراح 37 آشورياً محتجزاً من كلا الجنسين, على أمل تحرير وعودة ما تبقى من المختطفين والمهجرين من قراهم الآشورية في مناطق الخابور بسوريا وباقي المخطوفين من المكونات الأخرى في العراق وسوريا. وبهذه الخطوة تكون قوى الدواعش ـ نوعاً ما ـ قد خففت مما كانت قد أقدمت عليه مقارنة بانتهاكات سلطة ديمقراطية السلب والنهب والقتل على الهوية المستشرية في كل زاوية من زوايا أرجاء الساحات الواسعة من الحدود العراقية على المستوى الرسمي والشعبي. فحتام يبقى العراق على ما هو عليه اليوم؟! يعيش حالة الفقر المدقع بإقتصاده المُنهار, وبتشريد أبناء شعبه الجبار على أيادٍ ملطخة بدماء الأبرياء الذين يلتحفون العراء ليعيشوا حالة أزمة حشرجات الموت عشرات المرات من شدة قيظ الصيف اللاهب وقسوة اشتداد برد الشتاء القارص بأمطاره التي استعاضت عن مخزون الآبار النفطية المستحوذ عليها من ذوي المصالح الخاصة لمنافعهم الذاتية ومصالح الجهات والدول التي تدعم مصالحهم ومواقفهم السياسية لإثراء أرصدتهم في بنوك تلك الدول كضمان لتأمين حياتهم وحياة عوائلهم استعدادا للهرب المفاجئ, تيمناً بمن سبقوهم وأرشدوهم على ذات الطريق, تخلصاً من قبضة الحكم متى ما سلط القضاء النزيه مطرقته على طاولة العدل.   

311
شاعرنا المبدع فهد
ما ذهبت اليه في فحوى وجوهر عباراتك هو عين الحقيقة, فالإنسان الذي يبحث عن الكنوز, تتراءى له أحياناً بإكتشاف ما لم يصدقه البصر ولا تتوقعه البصيرة لينتفع منها في صياغاته المستقلية, ومثلما صورته عنا في نعتك.
شكراً لتعقيبك. أدامك الله لخدمة البشرية من خلال ما تدبجه من عبارات شبيهة بالجبرانيات.
ميخائيل ممو


312
التقى الشاعران المتألقان عادل دنو وآدم هومه بجناحين متأصلين بتزاوج النصين الآشوري والعربي على إيقاع النغم الأكدي, ليخاطب كل واحد منهما الآخر بوهج الأصالة رغم اعتمار أجيج الآهات في نفس المتألق الأول, ليقْدم المتألق الثاني بتخفيفها على إيصال والتحام أصداء القيثارة المقطوعة أوتارها ليترنم الصوت المتوقد ثانية للذين ينشدون للعسل والرغيف المحمّر.
يبدو لي أخي آدم وكأني أقرأ ما صغته من عبارات لفحوى القصيدة مستوعباً أياها بنصوصها الأصلية لكون مفردات العربية صورة تعكسها رؤى المرآة الآشورية, فإن كانت الآشورية من ذرات الذهب, فالعربية التي اعتمدتها أطليتها بماء الذهب, ليسهل الأمر على من لا يستوعب صياغة الذهب الخالص إلا من خلال جلي معدنه. مع تقديري لك لإبداعك في الترجمة , وتقديري للأخ عادل (كينا) الذي أبدع بإستنباط الفكرة بنصها الأصلي.
ميخائيل ممو 


313
ܡܝܩܪܐ ܩܫܘ ܟܬܘܿܒܼܐ ܐܡܝܼܢܝܐ ܕܕܦܐ ܕܥܝܢܟܘܐ؛
ܬܘܕܝܼ ܣܓܝܼ ܥܠ ܡܢܗܪܬܘܿܟܼ ܘܒܣܒܼܪܐ ܝܘܚ ܕܒܬ ܗܘܬ ܟܫܝܼܪܐ ܘܛܢܢܐ ܐܝܟ ܕܡܘܼܚܙܝܐ ܝܘܬ ܩܐ ܩܪܝܢܐ ܡܓܵܘܐ ܓܘ ܡܠܘܿܐ̈ܐ ܦܪܝܼܣܐ ܒܐܡܝܼܢܘܼܫܬܐ؛ ܗܠܒܬܐ ܘܠܝܼܬܢ ܝܠܗܿ ܕܟܬܒܼܚ ܒܘܼܬ ܗܕܟܼܐ ܟܪܘܼܟܼܝܐ ܠܢܝܼܫܐ ܕܡܪܥܫܬܐ ܘܡܚܙܝܬܐ ܕܫܪܪܐ ܓܘ ܐܬܪܘܬܐ ܕܓܠܘܼܬܐ ܐܝܟܐ ܕܒܥܡܪܐ ܝܢܐ ܒܢܲܝ ܐܘܼܡܬܲܢ ܐܬܘܿܪܝܬܐ، ܘܠܢܝܼܫܐ ܕܡܩܘܝܬܐ ܕܦܥܘܐ ܝܘܼܕܥܝܐ ܒܚܩܠܐ ܕܓܠܝܘܢܝܘܬܐ ܬܩܢܝܩܝܬܐ. ܐܠܗܐ ܝܗܒܼܠܘܿܟܼ ܚܘܼܠܡܢܐ ܡܠܝܐ ܡܢ ܣܠܡܬܘܼܬܐ. ܥܡ ܚܘܼܒܝܼ ܘܫܠܡܝܼ.
ܡܝܟܼܐܝܠ ܡܡܘܼ


316
الأخت ايفلين قليتا
شكرا لك على سعيك بما أقدمت عليه من عرض مركز لمحاضرتنا في النادي الآشوري الأمريكي, وفي الوقت ذاته أثمن جهدك واهتمام اللجنة الثقافية بنشر الوعي القومي والثقافي بين أبناء شعبنا الآشوري. وفي مقدمتهم السيد سام ديفيد رئيس الجمعية والحضور جميعاً. آملين منكم المزيد في المستقبل. مع التقدير.
ميخائيل ممو ـ السويد


317
الأخ القارئ
لكي يتسنى لك مشاهدة الحفل الختامي لمؤتمر اتحاد الجمعيات الآشورية في الولايات الأمريكية
انقر لمشاهدة الفيلم

https://www.youtube.com/watch?v=ps5zoZVEJOI

319
الكاتب الطموح والقدير اخيقار
تحياتي لك على هذه الإلتفاتة القيمة.
وفيما يخص الكتب الخاصة بالأسماء القومية والتراثية باللغة الآشورية، هناك كتاب قيم ذكرت فيه ما لا يحصى من اسماء الذكور والاناث ومعانيها بالآشورية لمؤلفه رامن بيت شمعون كتب مقدمته كورش بنيامين وطوبيا اوراهم بعنوان " Alpa Shmahe atourraye ", طبع في ايران وأعيد طبعه في شيكاغو.. كما وهناك كتاب آخر لا يحضرني اسمه باللغة العربية والآشورية.
مع بالغ شكري وتقديري
ميخائيل ممو

320
بإكتمال معرفة الأبناء تكتمل سعادة وفرحة الوالدين..
تهانينا القلبية للأخ جورج شينا على ما انجزته اينانا بإسمها الذي يشع بين حروفه نور وصفات  اينانا التاريخية ملكة السماء والأرض التي تباهى بها شعب ما بين النهرين في سومر وأكد وآشور ليتباهى بإينانا شينا أبناء ذلك الشعب بما توصلت اليه في علوم علل التحدث اللغوي بالدرجة العلمية لرسالة الماجستير, آملين لها مزيد التقدم في دراستها المستقبلية.
ميخائيل ممو ـ السويد

321
الكاتبة نجاة
شكرا لك على تحليلك الواقعي من استنتاجات الكاتب محمد شكري.. وهذه دلالة على مدى وعيك عن الواقع المتردي الذي يعيشه المبدعون في زوايا العالم ليعتاش السياسيون على حسابهم وحساب المعدمين من شعوب بلدانهم. مع بالغ الشكر والتقدير.
ميخائيل ممو
كاتب اشوري عراقي مغترب

322
الاخ ايشو شليمون رفيق القلم الحر
تحياتي
حقاً ان آفاق وعيك مستبشرة بما صاغه فكرك النير بقالب الإحساس الشعري المرهف النابع من مدارك الشعور الذاتي... اهنئك على تزاملك الدائم مع الحرف في مسعاك بما تنظمه وتنسجه بخفة وعمق ودراية.. آملاً لك الصحة والمزيد.. مع بالغ الود والتقدير.
ميخائيل ممو

323
الزميل اديسون
جهودك في حقل الكتابة للتعريف بنشاطات أبناء شعبنا الآشوري في العديد من الإهتمامات لها صداها في آفاق الإعلام من أجل رصد ما يحفظه التاريخ لأجيالنا القادمة.
الزميل نوفل
احيي فيك هذه المشاركة القومية التي جسدتَ فيها واقعنا ووجودنا القومي بين لغات متفاوتة بإدائك الرصين النابع من وعيك بإحساس مرهف للتعريف بأصالة موسيقانا من خلال انشودتك التي تزاوجت فيها الكلمة المعبرة مع اللحن الهادئ وإتخاذ مجراها لقلوب وألسنة الكورال من بلدان مختلفة. حقاً لقد أديت واجباً يُثنى عليه بإرتقاء تراثنا الفني إلى المستوى العالمي.. مع بالغ شكري وتقديري لك وللأخ اديسون.

ميخائيل ممو
[/color]

324
اخي اويا..
ما اود قوله .. لكل حادث حديث, ولكل حديث رجاله ومؤيديه, وحديثنا هو هويتنا وأصالة وجودنا القومي من خلال لغتنا.. فإن فقدنا لغتنا فقدنا وجودنا وتناسينا ما يجمعنا ويقربنا من البعض. وكما ذهبت اليه أن نعي ما نسعى اليه.. كيف نثبت وجودنا إن كانت جمعياتنا تدون في انظمتها احياء اللغة ولا تطبق ما تؤمن به.. وكنائسنا تسير في ذات المسار وعلى شكل خاص في العديد من بلدان المهجر.. وكذلك اليس من الواجب ان تحتفي بعض مؤسساتنا بذلك اليوم الذي تم تسميته واثباته شاءت ام ابت؟! فأين هي مدارسنا اليوم في مراتع وجودها من الإحتفال بذلك اليوم؟!حتام نبقى نستأنس بمقولة " ان لم نكن نحن صاحب القرار فكل شئ هباء" إن مقولات هذه الشاكلة اوصلتنا لما نعانيه من تشتت وجودنا القومي.. شاكرا لك تعليقك, وآملاً أن يكون عبرة لمن لا يعتبر. مع بالغ شكري وتقديري.
ميخائيل ممو

325
نعم أخي نزار.. هذه هي نتائج المساعي التي يبذلها الإنسان الشاعر والأديب والإعلامي الصحفي في خدمة الحرف واللغة التي يقدسها ليجعل منها قوته الفكري بإبداعات نتاجات تخدم المجتمع. وإن إقدام معهد أبجدية جبيل بتتويجك وتقليدك لهذه الجائزة من خلال ما خطته أناملك وأبدعت بنشره من نتاجات هي مفخرة لنا جميعا من حملة القلم الحر في خدمة مكتبتنا لنعيد مجدها وإرثها الحضاري. مع بالغ شكري وتقديري وإلى مزيد من الإبداعات.
ميخائيل ممو


326
ܡܝܩܪܐ ܥܕܢܢ ܡܪܩܘܣ
ܥܲܡ ܚܘܒܝܼ ܘܐܝܼܩܵܪܝܼ ܩܵܐ ܛܢܵܢܘܟܼܘܢ ܘܝܲܨܝܼܦܘܬܵܘܟܼܘܿܢ ܒܝܲܕ ܠܫܢܢ.
ܐܸܢ ܡܬܼܡܲܨܝܲܢܬܐ ܝܠܗܿ ܡܦܠܚܬܐ ܕܚܕَܟܡܵܐ ܡܸܠܹܐ ܘܫܡܵܗܹܐ ܒܐܗܐ ܦܨܠܐ.. ܐܝܟܼ: ܐܸܕܝܘܿܡ ، ܝܘܚ ܗܘܘ ، ܝܕܝܼܥܐ ܝܘܢ (ܡܢ ܡܠܬܐ ܝܵܕܹܥ ܒܗܿـܝ ܕܠܝܬ ܡܠܬܵܐ ܕܵܥܹܐ) ، ܚܲܕَܟܡܵܐ ، ܚܲܒܪܹܐ ، ܥܸܕܵܢܵܐ ܒܓܹܒ ܕܥܢܐ. ܘܓ̰ܪܒܸܬ ܐܡܝܼܢܵܐܝܼܬ ܕܦܵܪܫܸܬ ܠܚܠܲܦܫܡܵܐ ܡܼܢ ܡܠܬܵܐ ܝܲܢ ܫܡܵܐ ܘܫܘܼܡܵܗܵܐ ܐܝܟܼ: ܡܬܪܘܨܐ ܝܬܘܿܢ، ܡܚܙܘܝܐ ܝܬܘܿܢ ، ܘܝܕܝܼܥܵܐ ܝܘܸܢ ܘܫܪܟܵܐ.....
ܗܠܒܬܐ ܒܐܗܐ ܐܘܼܪܚܵܐ ܟܹܐ ܝܵܠܦܚ ܟܠ ܚܕَ ܡܸܢܢ ܡܼܢ ܗܿܘ ܐَܚܹܪَܢܵܐ، ܘܠܵܐ ܡܵܢܫܸܬ ܟܠܢ ܟܹܐ ܗܵܘܹܐ ܠܲܢ ܗܲܕܟܼܵܐ ܦܵܘܕܹܐ ܦܫܝܼܛܹܐ ܘܠܵܐ ܣܦܝܼܪܹܐ..
ܘܐܲܝܟܼ ܕܒܸܚܙܵܝܐ ܝܘܢ ܠܘܵܬܘܿܟܼ ܕܐܝܼܬܠܵܘܟܼܘܿܢ ܩܲܢܝܵܐ ܫܲܦܝܼܪܵܐ ܕܡܸܬܼܥܲܒܪܵܢܘܼܬܵܐ ܒܗܿܘ ܣܘܼܠܓܵܣܵܐ ܕܒܸܟܬܵܒܼܵܐ ܝܘܸܬ.
ܡܝܲܪܵܢܵܘܟܼܘܿܢ: ܡܝܼܟܼܐܝܠ ܡܲܡܘܼ ، ܣܘܝܼܕܸܢ


327
الأخت الطموحة في حقل التدوين الأدبي شذى توما.
يسرني أن أشد على يديك للمرة الثانية من خلال كتابتي للجهود التي تبذلينها من أجل أدب أبناء شعبنا بلغاته المختلفة, كما وأشكرك على اشارتك لإسمي في حقل الكتابة, وهذه دلالة قاطعة على اهتمامك بما نسعى لنشره وما نشرناه على مدى خمسة عقود بثلاثة لغات. على أية حال مشروعك الجديد في غاية الأهمية لإتحاف مكتبتنا وبشكل خاص السير الذاتية والإشارة لنتاجات كتابنا من الجنسين والتعريف بالأدب النسائي إن صح التعبير. كما وأن دافع كتابتي هذه هي أن احيطك علماً بأن هناك العديد ممن كتبن أو الذين كتبوا في مجال طروحاتك, ولكن لا تحضرني الأسماء الآن. منهن شميرام اسحق تجدين التعريف بها في الرابط التالي: http://www.ankawa.com/cgi-bin/ikonboard/topic.cgi?forum=56&topic=1
او ان تكتبي في كوكل قصائد اثورية مترجمة , ميخائيل ممو
كما وهناك بإسم منتهى كوجو نشرت روايتين احداهما بعنوان "هل ستشرق الشمس ثانية" باللغة الإنكليزية, ونشرت العديد من القصص القصيرة والمقالات التوجيهية التي نشرت لها منذ سنوات في مجلة حويودو, كما وترجمت لها الى اللغة الاشورية في نفس المجلة.وهناك ايضا في ارمينيا امرأة تكتب بالاشورية بإسم صونيا الكسن ساعدتها كثيرا في تشذيب قصائدها وجمعها في ديوان مستقل. وعن منتهى اليك التعريف الآتي بالإنكليزية.. لدي سيرة حياتها بالعربية ولكن لم اعثر عليه. كما يمكنك كتابة اسمها في كوكل للحصول على معلومات أكثر.
بغية الاتصال للمستقبل يمكنك الكتابة على اميلي الخاص
mammoo20@hotmail.com
ملاحظة: لا يفوتك ذكر اسم زميلنا الراحل المبدع سركون بولص الذي كتب اروع القصص القصيرة في الستينيات وكذلك القاص يوسف يلدا حاليا في استراليا والقاصة المبدعة ليلى قصراني صاحبة رواية "سهدوتا " التي تعالج إشكالات مجتمعنا. مع أجمل التحيات....
ميخائيل ممو
Montaha Kochou
Montaha Kochou, fondly known as Mona to family and friends, introduces to the public, her first, romance fiction, entitled, 'Burning Desire'. The Assyrian native arrived in America in 1978 and developed a true love for the art in the sixth grade where she was ranked first out of 270 students in writing composition. This achievement gave Mona the confidence to begin story writing; consequently she has several novels finished and ready to be published.
Coming from a rich cultural background has been an added advantage in writing 'Burning Desire' which focuses on a young Lebanese woman who arrives in America with the longing and desire for a man she barely knows. "I used my knowledge of the cultural differences as they affect women and men and the passion that women universally feel when they love."
Mona has six siblings and has lived in Baghdad, Kuwait and Greece. "Being Assyrian gives me such confidence; the first library was founded in the great Assyrian Empire which existed some 6,000 years ago. Coming from that kind of historical heritage makes me proud and assured," says Mona.
The characters in 'Burning Desire' were developed from the many countries and personalities that she has experienced during her travels. With a vivid imagination, Mona has combined love, intrigue and passion to create a thoroughly captivating first novel.
Mona lives in Mount Prospect, Illinois with her husband Joseph Kochou, a handsome Assyrian man. They have three daughters, Josephine, Christine and Pauline. "Everyone in my family and community is excited for me since this book is like a child to me. It was a blessing from God. I gave birth to it, nurtured it, and now I hope everyone will say my baby [book] is beautiful," says Mona.
Mona has just completed the sequel to 'Burning Desire' entitled, 'Will The Sun Rise Again' which deals more with the emotional and spiritual decisions people have to make when love doesn't go their way. For now, however, get ready to be captivated by 'Burning Desire. Release date September 2003.
Burning Desire: is the tale of three daughters of extreme beauty and courage. Placed in the care of merciless relatives, Nadia, Joseline, and Vera grow into three distinctly different women, each with a vision of love until their bond is tested when desire in the form of three men enters their lives. Love, once such an innocent spurs lies, deception, and betrayal as Nadia faces a choice between the promises to the man she loves and the possibility of a future with an American. One by one each sister will face her truth and loss of innocence.
From a city torn by religion and war comes the story of three women whose cultural differences and newly found freedom in America twist into a powerful story of love, hate, passion, and betrayal.
This book is for anyone who has found, lost, and sacrificed under the intense heat of their own Burning Desire.

 

328
ܐܚܘܿܒܢܲܢ ܒܐܘܼܡܬܐ ܘܚܩܠܐ ܕܣܦܪܝܘܼܬܐ ܫܡ. ܥܕܢܢ ܡܪܩܘܿܣ.
ܬܘܕܝܼ ܣܵܓܝܼ ܠܡܢܗܪܝܬܘܿܟܼܘܿܢ. ܟܠܢ ܣܢܝܼܩܐ ܝܘܚ ܕܟܠ ܚܕ ܡܢܢ ܝܠܦ ܚܕ ܡܢ ܗܘ ܐَܚܪَܢܐ ܠܥܠܬܐ ܡܫܬܚܠܦܐ. ܒܘܼܬ ܗܕܐ ܦܬ ܚܕܢ ܐܢ ܦܝܫܝܼ ܡܘܚܙܝܐ ܦܵܘܕܝܼ ܗ. ܕ. ܚܠܛܝܼ ܒܟܬܲܒܼܬܐ. ܒܘܬ ܕܐܗܐ ܠܐ ܗܘܝܐ ܕܫܩܠܸܬܠܗܿ ܥܠܝܼ ܐܝܡܢ ܕܐܡܪܢ ܒܘܼܫ ܬܪܝܼܨܬܐ ܝܠܗ ܘܠܚܘܼܡܬܵܐ ܐܸܢ ܐܡܪܬ  ܡܐܵܘܝܹܐ ܝܘܚ ܡܢ ܓܹܒܵܐ ܕܣܣܓܘܪܐ ܝܘܚ (ܣܲܙܓܘܼܪܹܐ)، ܥܲܡܵܘܟܼܘܿܢ ܡܓܹܒܵܐ ܕܥܡܘܚܘܢ، ܩܐ ܡܓܹܒ ܩܕ، ܢܘܼܟܼܪܵܝܐ ܡܓܹܒ ܢܘܚܪܝܐ، ܟܠ ܚܕܐ ܦܣܘܼܥܬܐ ܡܓܹܒ ܚܕ، ܡܠܘܿܐܵܐ ܡܓܹܒ ܡܠܘܐ.
ܐܗܐ ܡܢܗܪܬܐ ܚܕܵܐ ܫܲܪܵܪܬܐ ܝܠܗܿ ܠܡܢܕܝܼ ܕܡܘܼܕܟܼܪܐ ܝܘܬ، ܘܒܐܗܐ ܐܘܪܚܐ ܟܠ ܚܕ ܡܢܢ ܒܝܵܠܦ ܚܕَ ܡܢ ܗܘ ܐَܚܪَܢܐ. ܒܣܒܼܪܐ ܝܘܢ ܕܒܬ ܩܒܠܬ ܠܪܥܝܵܢܝܼ ܘܠܐ ܚܫܒܼܬܠܹܗ ܒܚܕَ ܡܥܢܵܝܵܐ ܝܢ ܣܘܟܵܠܵܐ ܕܩܪܝܛܝܩܝܼ، ܣܒܒ ܟܠܢ ܟܐ ܗܘܹܐܠܲܢ ܦܵܘܕܐ. ܐܝܬܠܢ ܣܒܼܪܐ ܕܐܘܦ ܐܗܐ ܣܪܛܐ ܒܬ ܐܬܹܐ ܠܫܚܠܘܼܦܹܐ ܠܣܪܛܐ ܥܝܵܕܵܝܵܐ ܒܩܘܼܪܒܐ ܥܸܕܵܢܐ. ܥܡ ܚܘܒܝܼ ܘܐܝܼܩܪܝܼ ܩܐ ܝܨܝܼܦܘܼܬܵܘܟܼܘܿܢ ܘܛܢܵܢܵܘܟܼܘܿܢ.
ܡܝܩܪܵܢܘܟܼܘܿܢ: ܡܝܼܟܼܐܝܠ ܡܲܡܘܼ: ܣܘܝܼܕܢ 

[/size]

329
ملاحظة: نلفت أنظار القراء بأنه ورد خطأ مطبعي في الصفحة الثالثة من التقرير المصور عن نشر وإصدار القاموس الآشوري عام 1911 والصواب هو 2011 مطابقة للتسعين عاماً من جهد الباحثين واللغويين. مع الإعتذار لهذا السهو الذي لا يتماشى مع الأرقام الحسابية.
ميخائيل ممو

330
الأخ عدنان مرقس والأخ جان يلدا
ما ذهبتما اليه هو في غاية الأهمية بالرغم من قلة كتابنا باللغة الأم, كما وإني اشاطركما الرأي. ما يتعلق بالكرشوني حالة تفرضها حاجة التعبير عن مشاعر الإنسان, والعمود الخاص بحروف لغتنا ينبغي أن يكون بذات الحروف القدسية, وفي حال اتحافه بكرشونية العربية ينبغي ان لا يقتصر ذلك بها فقط وإنما هناك من يعبر بكرشونية الفارسية والإنكليزية والسويدية والروسية وغيرها من اللغات طالما أبناء شعبنا يتواجدون في كافة انحاء العالم, فمن يكتب بكرشونية تلك اللغات نكون قد أخرجنا ذلك الحقل من مهمته الخاصة بلغتنا.. إضافة لتحلي الكتابات بلهجات عشائرية يصعب علينا فهمها وادراكها لكون الكاتب يستعمل ما تعلمه من نطق منذ نعومة أظفاره, وأنا شخصياً توقفت كثيرا أمام العديد من المفردات اللفظية التي لا وجود لها في القواميس أو الكتابة الفصيحة. آملاً من موقع عينكاوا كوم أن يخصص عمودا لهواة الكرشوني بلغات متفاوتة, وحصر العمود الآخر بحروف لغتنا بغية الإستفادة مما يُكتب ويُنشر ليتعلم كل واحد من أخطاء الغير وعكس ذلك مما يُكتب بالشكل الصحيح والفصيح لنتعض بخبرات المتمكنين من ادبائنا وشعرائنا ولغويينا, ولا ضير أحيانا من ارفاق النص بترجمة الى لغات اخرى مثلما جاء في قصيدة الشاعر نزار الديراني. مع بالغ شكري وتقديري.
 ميخائيل ممو

ملاحظة: آسف اني كتبت بالعربية لكون الرأي المقترح هو اشعار لمن يعبروا بالكرشوني مع احترامي لهم ولمشاعرهم.

331
الإحتفال بـ "يوم اللغة الآشورية" في السويد على مستوى أكاديمي 

بسبب كبر و سعة الموضوع تم نشره على شكل ملف PDF. يرجى النقر على الرابط ادناه للاطلاع.
http://www.ankawa.com/sabah/SPRAKDAG2015.pdf

333
نعم.. أخي فهد..
الدنيا بخير متى ما تم سماع وشوشات القلم, ومتى ما تم احترام ما يولده من مفردات لتشكل عائلة منسجمة تتآلف فيها الجمل والعبارات الهادفة, ومتى ما آمنا بأن للكلمة الحرة لها موقعها في عالمنا المتردي المشوب بإدعات لا تمت للواقع الذي نلمسه ولا للحقيقة التي ليس بالإمكان من إخفائها بغربال متهرئ.
على اية حال لي الفخر أن أكون من رافق طلائع قلمك بتشذيب ما استوجب تشذيبه, وبحده ليكون اليوم كالسيف البتار, شاهراً أياه بفكر صائب في الوجوه الكالحة. وها أنت اليوم تسلقت جدار الإعتلاء ليشار لقلمك بالبنان على مدى الأجيال القادمة طالما تنضد درر معانيك بلغتين متفاوتتين من أجل الكلمة الحرة التي يجب تقال ولا تخفيها في غمد يراعك, بعيدة عن أقلام وساوس المنافقين والمراوغين الذين يبذرون البذور الفاسدة في ارض مجتمعنا وبما يحلو لهم.. آملا لك المزيد في نتاجك الفكري. مع بالغ تحياتي.
ميخائيل ممو
زميلنا الشبيه بالخمر المعتق الأخ بولص شليطا الآشوري.
حقاً أقولها لك.. بأني أتوسم في فيك وفي كتاباتك أثر الخير وصدق الأصالة وقوة الشكيمة في نعتك لإسمك التاريخي المخضرم في بلد أمسى الإنسان فيه يهاب من ظله بسبب انتمائه الإثني.. بوركت بما هو أنت عليه, ولا تنس بأننا سلكنا هدى ذات المنهج الذي غرفنا من معينه في النادي الثقافي الآثوري, ولا زلنا على مسارنا نقتفي ما ألفناه رغم تواجدنا في عالم الغربة والوطن أيضاً بدليل كتاباتكم والأخ خوشابا سولاقا وأبرم شبيرا وغيرهم في مرتع نشأتنا في الوطن الأم وفي المهجر أيضاً. أن مروركم على ما دوناه دليل وعيك واستيعابك لما ارتأيناه في عهدنا بدلالة سعيك الدائم لتحقيق ما نصبو اليه, كما وانني اشاطرك الرأي فيما ذهبت اليه على تسمية يوم الكتاب الآشوري آملاً من منتدياتنا الآشورية أن تضع في جدول أعمالها السنوية فكرة إقرار ذلك اليوم وأن يتخذ مجراه لحيز التنفيذ, مثلما كنا في وقتها من خلال لجنة التحرير والنشر نسعى على رفد وإغناء مكتبة النادي سنوياً على جعل دخولية الإحتفال في إحدى حفلاته الخاصة بكتاب مهما كان مضمونه, تلك المكتبة التي كانت مصدراً للدارسين والباحثين والطلبة الجامعيين. مع شكري وتقديري لمواقفكم.
ميخائيل ممو


337
ܡܝܲܩܪܵܐ ܩܲܫܘ ܐܒܪܗܡ
ܬܘܕܝܼ ܣܵܓܝܼ ܟܵܬܘܿܒܼܵܐ ܚܩܝܼܪܵܐ ܘܛܲܢܵܢܵܐ ܒܗܝܼܪܵܐ ܘܝܲܨܘܿܦܵܐ ܡܗܝܼܪܵܐ ܒܚܲܩܠܵܐ ܕܠܸܫܵܢܵܐ ܐܵܬܘܿܪܵܝܵܐ ܕܝܼܠܹܗ ܡܲܒܘܿܥܵܐ ܐܲܨܠܵܝܵܐ ܩܵܐ ܫܲܪܵܪܬܵܐ ܕܐܝܼܬܘܼܬܲܢ ܘܡܲܡܛܵܝܬܵܐ ܕܘܵܠܝܫܬܲܢ ܩܵܐ ܒܢܲܝ̈ ܥܲܡܵܐ ܐܵܬܘܿܪܵܝܵܐ. ܐܝܼܬܠܝܼ ܣܲܒܼܪܵܐ ܕܐܲܡܝܼܢܵܐܝܼܬܼ ܒܸܬ ܗܵܘܸܬ ܗܿܘ ܟܲܫܝܼܪܵܐ ܘܛܲܢܵܢܵܐ ܕܟܹܐ ܝܵܕܥܲܚܠܹܗ ܕܠܵܐ ܒܘܼܫܵܟܼܵܐ.
ܥܲܡ ܚܘܼܒܝܼ ܘܐܝܼܩܵܪܝܼ
ܡܝܼܟܼܵܐܝܠ ܡܲܡܘܼ
 

338
اخي اشور
بارك الله فيك عما دونته, وهو عين الحقيقة. ولكن معايشاتي وتجاربي حفزتني لتدوين ما ذهبت اليه. صدقني لو ذهبت لواقع تعليمنا اللغوي باللغة الأم من خلال ملاحظاتي التي وقفت عليها في العديد من الدول لإستغربت من مواقف المسؤولين والمشرفين والمعلمين بشكل خاص من الذين يتمحورون في اساليب كلاسيكية لا تجدي نفعاً مع ابرز التطورات التربوية, يتوسمون بصفة التعليم وهم بحاجة الى التعليم, طالما لا يتصفحون وريقات من اساليب التعليم الحديثة. فكيف بنا أن نطور لغتنا ونشوق تلامذتنا لعملية التعليم. لدي الكثير لإثبات ذلك, وليدرك من على كتفه ذرات من الأتربة التي تعنيه, وشكراً لك أيها الرافديني الأصيل على تعليقك الصائب.
ميخائيل

339
المعلم ليس وحده المسؤول عن نجاح العمل التربوي

بقلم: ميخائيل ممو
في منتصف شهر ديسمبر من العام الماضي 2014 بدعوة من منظمة اليونسكو إلتقى في بيروت 45 خبير دولي من خبراء وزارات التربية والتعليم، المؤسسات الأكاديمية، الهيئات الدولية، المنظّمات غير الحكومية والوكالات المتخصّصة في العالم العربي للمشاركة في ورشة العمل الإقليمية الثالثة حول "تطوير سياسات وممارسات المعلّمين في العالم العربي". لعرض أفكارهم والنتائج التي كانوا قد توصّلوا إليها بمشاركة خبراء من دول أميركا اللاتينية وأفريقيا للاستفادة من عملية تطوير هذا النوع من الوثائق، وإعطاء الفرصة لزملائهم من الدول العربية للاطلاع على تجارب دولية مماثلة والتعرّف على عوائق وتحدّيات واجهت نظرائهم في مناطق أخرى خلال تطويرهم لسياسات تنظيمية عامّة للمعلّمين، بغية تبادل الآراء ووجهات النظر للوصول إلى ما يجدي نفعاً للعملية التربوية على أحسن وجه.
شملت نقاشات اللقاء التربوي حول أبرز التطوّرات، والتحدّيات والسياسات المعمول بها، بالإضافة إلى الخطوات العملية التي يجب القيام بها بهدف خلق بيئة وظيفية مناسبة لإحراز التقدّم النوعي في التعليم في العالم العربي.
من المألوف والمتعارف عليه إن الإقدام على عقد لقاءات بهذا الشكل والمحتوى تحت شعار تطوير العمل التربوي والتعليمي، ينبغي عادة ان تشمل المسببات التي تكون عائقاً لذلك التطوير، وليس حصراً على عنصر واحد من العناصر المتمثلة فقط بالمرسل اي المعلم. لكون المعلم مهما كانت درجة ممارساته التعليمية والتحصيل العلمي المقتنى والشخصية التي يتمتع بها في المجهود الذي يبذله ـ وهي من واجبه ـ عليه أن لا تتغافل تلك المؤتمرات عن الجوانب السلبية المتمثلة في المتلقي والمقصود بها التلاميذ في كافة مراحلهم التعليمية والدراسية، إضافة لوسيلة الإرسال المتمثلة بالمناهج وغيرها من العوامل السلبية.
كما لا يخفى على أحد بان المعلم مهما كانت صفات شخصيته، فأنه يحمل ذلك الإسم الذي يؤهله على إداء وظيفته وفق تأهيله العلمي والتربوي، حاله حال الطبيب الذي يقوم بواجبه لمعالجة مرضاه، وعادة ما تتفاوت الكفاءة المقدرية بين شخص وآخر. منهم من يبقى على ما تسلح  به أيام دراسته في تحصيله العلمي، ومنهم من يسعى لتطوير معلوماته وفق ما يستحدث من أمور. ومنهم من يؤدي واجبه وفق ما تملي عليه القوانين الوزارية للتربية والتعليم. لهذا فإن ما يمليه المعلم على تلامذته تتفاوت على ضوء ما يتصف بها من إمكانات وخططه المنهجية المبنية على خبراته، والسنوات التي قضى فيها مهنة التعليم والدورات التربوية التطويرية التي يقدم على المشاركة فيها للتعرف على أحدث الطرق والأساليب المستحدثة لتطبيقها.
تساؤلنا هنا هل يتمتع كافة المعلمين بتلك الصفات الإيجابية لتحقيق ما يصبون اليه؟ لا أظن ذلك بتاتاً، طالما الوضع الإجتماعي والإقتصادي والنفسي لها تأثيراتها المباشرة على حياته، حسب ما أثبتته العديد من الدراسات والبحوث الميدانية في البلاد العربية. فإن توسعنا أكثر وقارنا ذلك بمعلمي الدول من الذين يمارسون ذات المهنة في البلدان الأجنبية لأبناء المهاجرين من البلدان العربية البالغ عددهم بالملايين والراغبين في تعلم اللغة الأم، لإكتشفنا بأن الحالة هي أسوأ مما هي عليه في بلدانهم الأصلية لأسباب عديدة، منها تولي مهنة التعليم من لهم اختصاصات لا تمت بصلة للتعليم, ومنهم من لا زال متشبثاً بالأساليب التقليدية، ومنهم من لم يتأهل لمستوى التعليم، وتفاوت لهجات المعلم بحكم تفاوت عدد مجموعة التلاميذ الذين هم من بلدان عربية متعددة كالعراقي والمغربي والمصري وغيرهم. ولكي أكون أكثر مقربة من هذا الواقع، أنا شخصيا تلمست هذه الحقيقة من معايشاتي في حقل التعليم والتدريس على مدى أربعة عقود بالرغم من اعتمادي الفصحى وفق المناهج المقررة إلى جانب تمكني من اللهجات الشائعة التي تسهل علي فكرة إيصال بعض الشروحات الإيضاحية التي تستوجبها اللهجة العامية المناسبة للهجة التلميذ. فهل يتوفق المعلم في إداء رسالته ومهمته إن لم يتمكن لهجة بعض التلاميذ؟! من أجل أن أكون أكثر واقعياً وصريحاً أروي هنا ما لمسته ذات مرة من أحد المطبقين لدي الموفد من معهد معلمي اللغة العربية في ستوكهولم حين سأل عن فائدة القلم من خلال الجملة المقروءة، لتسأله إحدى الطالبات عن معنى القلم، مجيباً أياها بلهجة " ألم " لتفهم منه بأنه يعني " الوجع ". ولدى حيرته من إيصال المعنى سارع برفع القلم وأشار لما يعنيه، فأجابته الطالبة قائلة: " الله يخليك استاذ، دي گول گلم " بلهجتها الخاصة. هناك الكثير من هذه الحالات التي تصادف المعلمين الذين هم بعيدون عن لهجة التلميذ الذي ورث نطق الكلمة بلهجة المحيط العائلي والبلد الأصلي الذي قدم منه، وعلى نحوٍ خاص وظاهر للعيان أثناء الكتابة الإملائية في المراحل الأولى من التعليم لهجاء الكلمة باللفظ المتطبع عليه التلميذ، كأن يلفظ أو يكتب الجيم بالكاف أو الياء كقولهم في اسم "دجاجة" دگاگة كما في مصر ودياية كما في جنوب العراق ودول الخليج، ناهيك عن العديد من الحروف الشبيهة لهذه الحالة كتغيير لفظ حرف الظاء بالزاي، والضاد بالدال، والقاف بالهمزة وغيرها، علماً بأن هذه الظواهر متواجدة نسبياً في كافة اللغات على وفق محيط البيئة الجغرافية على سبيل المثال وغيرها من العوامل.
أما أن " يُعتبر المعلّم الأساس في نجاح أي تطوير تربوي" وفق ما أشار اليه مدير مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية مستبعداً بعض العوامل الهامة، فهي حالة لا تنطبق مع فاعلية العمل التعليمي حين يشير قائلاً: "مهما كانت نوعية وجودة المناهج الدراسية ووفرة التقنيات التربوية، ومهما بنينا من خطط واستراتيجيات، يبقى نجاحها مرهون بيد المعلّم. لذلك، الاهتمام بتأهيله وتدريبه يُعتبر من ضروريات نجاح النظام التربوي".
نعم، أن مسألة الإهتمام بتأهيل وتدريب المعلم من مستلزمات المهنة على مرور الزمن من جراء ما يستحدث في العمل التطبيقي في أرقى الدول على يد الإختصاصيين التربويين وعلماء النفس التربوي والإجتماعي وغيرهم ممن يسعى للنهوض والإرتقاء بما يشفي الغليل. أما أن نتغافل ونتغاضى عن أهمية المناهج الدراسية والفروق الفردية ووسائل الإيضاح الأخرى هي عملية لا يمكن الإستغناء عنها طالما تعد من الأجزاء المكملة لنجاح العملية التربوية، وطالما يعتمدها المعلم في إتمام واجبه، ومن دونها لا تستكمل الأهداف المرجوة، وما سعى إليه التربويون على تحسين نوعية العملية التعليمية وتشجيع رسم السياسات المدروسة على استحداث انجع السبل في العديد من الدول التي بلغ فيها التعليم أرقى المستويات كالدول الإسكندنافية مثلاً. لذلك، وكما ينبغي المبادرة على رفع مستوى رسل العلم والمعرفة، يستوجب أيضاً وعلى نحوٍ متزامن من تشذيب المناهج التعليمية وفق أحدث الطرق المشوقة شكلاً ومضموناً، وكذلك ما يتعلق بالواقع المدرسي وظروف التلاميذ كونهم يشكلون الدور الجوهري والمركز الرئيسي في دائرة التعليم، وبدون وجود ذلك لا وجود للمعلم ولا وجود لعملية التعلم والتعليم.
mammoo20@hotmail.com




341
يا سيد كيبا
الآن من تعليقك الأخير أكدت حقاً بأنك تمضغ تعابير الغوغائية لتشبثك بإسلوب راية التزييف الداعشي، وبتلك المواقف التي شوهت الدين الإسلامي.. الست انت الذي آمنت بالآشورية ايام دراستك في بيروت.. فماذا دهاك اليوم ان تنقلب رأسا على عقب؟! بأية مشيئة انكرت وجودك؟! ولماذا كل هذا الإصرار الحاقد على بني جلدتك. ولطالما تسير على مسار التزييف الداعشي؟ دعني اخاطبك بمقولة إيلي "علي" بن أبي طالب التي يقول فيها:
( إعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا ، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا )
هذه حقيقة لا يمكن نكرانها.. لكنك لم ترض بالجملتين.. وحتام تبقى تمجد لعناتك على قدسية التسمية التي عمّدتك لتعود وتنكر فاعليتها.
صدقني يا سيد كيبا
انا لست من الذين يضمرون الحقد أو الكراهية أو الإساءة لأحد مهما كانت منزلته، إنطلاقاً من قدسية حرية الرأي السليم والتعبير النزيه ولكن وخزاتك المسمومة تدعنا احياناً أن نحيد عن المسار لنتوشح بمقولة العين بالعين والسن بالسن.
وبغية تصويب ما في آخر رد لك أوقعت نفسك في الفخ دون أن تعلم.. فهل تعلم من لا يملك الشجاعة الأدبية من تصحيح مفاهيمه التاريخية المزيفة بألأحرى المحرفة.. هو ذلك الذي يتلسنن بلغة أخرى غير لغته وانت بالطبع على رأس القائمة!! وهل تعلم بأن جميع العلماء السريان النساطرة الذين تقصدهم وتعني بهم الآشوريين حافظوا على لغتهم الأصلية قراءة وكتابة ولا يستوعبوا السريانية والآرامية مثلما لا تستوعبها أنت بالذات، وبما لا يحصى من بني اراميتك مع احترامي لهم لكونهم فضلوا لغة العروبة على لغتهم.. فأين هو النضال المزيف، هل هو في هدر وهجر وإذابة لغتنا الأصلية التي ترعرعنا على اكتسابها أم أن نرضع مبادئ لغة العروبة... أما أن اكتب لك بالعربية فهي لغة تعليمنا في بلداننا مثلما أنت عليه.. فكان الأفضل علي أن اكتب ردودي بالآشورية ـ السريانية التي لا تفهمها ولا تستدركها، سواء بالخط الشرقي او الغربي الذي اتسلح به.
فكفاك من تصويب رماحك السامة هباء.


342
يا سيد كيبا!!
ليتك حذفت نعت كيبا من تسميتك لتتحلى بمرونة التعبير لا الاتهامات الفارغة، ومثلما ذكرت لك سابقاً بأنك مغرم إلى حد النخاع بمفردة " الزيف والتزييف" وكأنما لا توجد في قاموسك اللغوي سوى هذه المفردة. وانك على علم بأن السريانية هي من اشتقاق اسيريان، كما وضحت لك في الرابط المنشور للسيد موفق نيسكو الخاص بك قبل أكثر من سنتين.
يا سيد كيبا!!
بوركت عليك كل التسميات الهجينة، وليكن في علمك، انه مهما غرت في عمق بحر اللغة ستظل مديناً لجذور اللغة الاشورية، إن كانت اكدية ، بابلية ، ارامية ، سريانية أو كلدانية وغيرها من التسميات غير اللائقة التي تنبش عنها في مزبلة التاريخ لتدعم رأيك.
يا سيد كيبا!!
دعك متواضعاً في طروحاتك واتهاماتك، وانشغل في دراستك الاكاديمية لتكون احد علماء التزييف لوجودك القومي، كما تتهم دعاة الاشورية بالتزييف..
يا سيد كيبا!!
فكر قليلاً وبعمق.. من هم اليوم ضحايا الإبادة الجماعية في شرقك الآرامي السرياني.. سواء في بلاد ما بين النهرين او الخابور الاشورية.. اليسوا احفاد اشور وسركون وحمورابي وو... ضع يدك في يد احفاد من هجرتهم ايادي السلطة العثمانية الغاشمة.. لا في ايادي من هجروا لغتهم ووجودهم القومي الأصيل. عندئذ سنقول لك اهلا ومرحبا بسريانيتك الاشورية.
يا سيد كيبا!!
لدي العديد للرد على تدويناتك، ولكن يبدو بأنك لا ترعوي لمناداتنا ليبلغ السيل الزبي في ردودنا التي لا نحبذ ان نناشدك بها، لكونك من ابناء تلك الامة المجيدة التي حطم وجودها الغرباء من الاعداء، وانت على معرفة تامة من اقصدهم.
ارجو ان لا يكون ردي المقتضب ـ نوعاً ما ـ من باب الاستهجان أو التطاول على شخصك كأنسان له حق التعبير عن رأيه إن كان صادقا او متواترا.
وأخيرا وليس اخرا.. ان كنت أنا الذي ازيف اسم لغتي، فلماذا لا تعاتب ائمتك الذين شوهوا اصالة الحرف الأصيل وقدسوا الحركات اليونانية ليبثوا النزاع الصارخ بين ابناء الشعب الواحد، لتكون انت احد المناصرين لهم رغم معرفتك بهفواتهم التي ينكرها ويفندها التاريخ اللغوي والديني.
ميحائيل ممو


343
ذكرى يوم اللغة العالمي مأثرة تاريخية



بقلم : ميخائيل ممو ـ السويد
 
تمر علينا  في غضون شهر شباط من كل عام الذكرى التي تتوج عالم العلم والمعرفة، عالم الفن الكتابي والتثقيف الذاتي، عالم "في البدء كان الكلمة..."، عالم "إقرأ ، إقرأ بإسم ربك...". نعم هذا العالم الذي أكدت نوره نصوص الكتب السماوية وأضفت على جوهر اللغة هالة من التقديس لأهميتها في حياة الإنسان. ذلك العالم الذي زاد من معانيه وكثف من دلالاته أئمة الفكر من الفلاسفة والحكماء والأدباء والشعراء منذ فجر التاريخ ولحد يومنا الحاضر الذي أطرته منابع التقنيات الحديثة بغية الوعي الدائم في مسيرة الحياة.
لذا انه من الأهمية هنا، وفي اليوم المصادف 21 شباط 2015 ان نستذكر الذكرى الخامسة عشرة من يوم اللغة العالمي بإقرار منظمة اليونسكو على ضوء ذلك اليوم من عام 1999 الذي تم تدوينه والإعلان عنه بغية الإحتفال به وتبجيله منذ عام 2000 في كافة أنحاء العالم. على أثر ذلك، وعلى مدى الخمسة عشر عاماً استقبلت المؤسسات الثقافية والمكتبية الرسمية والمنتديات الأدبية والجهات المدرسية التربوية للإحتفاء بهذه المناسبة من خلال العديد من الفعاليات والنشاطات ذات الأهمية في حياة الطلبة وذوي العلاقة من المؤسسات الأخرى.
إن كان الهدف الرئيس من منظمة اليونسكو إحياء لغات العالم على أحسن وجه، فهي دلالة على ما لها من أهمية في حياة شعوب العالم أجمع دون تمييز بين لغة وأخرى، كون اللغة هي نسمة روح الحياة في جسد الوجود القومي والوطني لأية امة، وأداة التفاعل الإجتماعي، والوسيلة لدعم وإسناد ذلك التفاعل من أجل التطور والإنتماء تحت لواء الجماعة في المجتمع الذي ينضوي تحت سقف تلك اللغة.
كما وتبين من قرارات المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة  ( اليونسكو) هو محاولة الحفاظ على تلك اللغات التي أدرجت في قائمة الإندثار والزوال والذوبان، طالما لها جذورها في اللغات المستحدثة عنها بتداولها الشفهي لبعض الشعوب، وكتابة أيضاً بإنحصار آثار وجودها لدى المهتمين بتراثهم اللغوي ولدى المستشرقين المتخصصين بدراسة تلك اللغات التي منها اللغة الآرامية التي هي وليدة وامتداد جذور اللغة الأكدية أي البابلية الآشورية المألوفة على مدى طويل من القرون والعصور التاريخية، وعلى نحو خاص ومتميز في المراكز الدينية، حيث بدأ في عصرنا الحديث يشع نجمها ويسطع نورها بتفرع تسمياتها بعد تحررها من قبضة الإستعمار السياسي والإبادة الجماعية للناطقين بها وتشتت أبنائها في أصقاع العالم، لتعيد مجدها من أجواء تلك المناطق، كونها لغة الأسلاف والأخلاف أي التي تنحدر منها ذريتهم. وأكبر دليل على ذلك تأسيس المعاهد الأكاديمية والمجامع اللغوية الخاصة بها في العراق وسوريا منبع تلك اللغة وفي دول الشتات أيضاً، إضافة للمدارس الخاصة والرسمية في العديد من الدول كما هو الحال في عراق اليوم بصورة جلية في ثمار مدارسه.
ومتى ما تأملنا بشكل أوسع لفحوى قرارات اليونسكو لوجدنا بأن أهميتها لا تنحصر فقط لما أشرنا اليه، وإنما هي أبعد من ذلك، وفي مقدمتها الإحياء والتطور اللغوي لبسط نفوذها في حياة الشعوب الناطقة بها، والحفاظ على الإرث الحضاري بما فيه الثقافي والأدبي والعلمي. إضافة لإثراء الرصيد اللغوي وتوثيق حركة النقل والترجمة بين اللغات، وتشجيع الكتاب والأدباء والشعراء والعلماء في حقول مختلفة على البحث والإستقصاء والإستنتاج في مجال تخصصاتهم. ومن أهم الأسس المعمول بها حث وتشجيع الناشئة من طلبة المدارس على تعلم لغاتهم الأم حفاظاً على وجود الهوية القومية والإنتماء الإثني، وبغية فتح أبواب قنوات سهولة التواصل بين أبناء البلد الواحد، رغم تعدد اللغات فيه بحكم تعدد الإنتماءات القومية، كما هو الحال في العراق المتعدد المكونات بلغات مختلفة عن بعضها كالكردية والتركمانية والآشورية والأرمنية إلى جانب العربية التي هي بمثابة اللغة الرسمية في المدارس والدوائر الرسمية والإعلامية. فمن هم في دول الإغتراب التي ولدوا فيها قد يستصعب عليهم من التواصل كتابة أو تحدثاً مع أبناء البلد الأصلي إن تغافلوا عن لغاتهم الأصلية. لهذا يتبين لنا جلياً في بلدان الإغتراب الديمقراطية التي تولي الإهتمام على تعلم اللغة الأم، عادة ما توفر لهم مقاعد الدراسة الرسمية المنتظمة لتعلمها والإغتراف من مناهلها إلى جانب لغة البلد الرسمية، لكون من يتعلم ويتقن لغته الأم تتيسر عليه عملية استيعاب لغة البلد بشكل أفضل وأسهل حسب ما أكدته استنتاجات البحوث التربوية والنفسية على يد أمهر الخبراء التربويين والنفسيين. إلا أنه من المؤسف حقاً أن نجد هناك نسبة كبيرة من أولياء الأمور لا يعيرون أهمية لذلك بالرغم من الإرشادات والنصائح التي عادة ما تصلهم كتابة أو عن طريق المحادثة الدورية المباشرة مع المسؤولين والمرشدين التربويين في المدارس عن واقع مستوى التلاميذ خلال السنة وفي كافة مراحلهم الدراسية. فمنهم من يمتعض على حث فلذات أكبادهم من تعلم اللغة الأم،  ومنهم من لا يحمل الفكرة محمل الجد ليدعوا أبناءهم يتحكموا بما يرتأون، ليعضوا أصابع الندم فيما بعد حين يشعروا بأهمية وفاعلية اللغة الأم في الحياة العملية.

من الأهداف الرئيسة لمقررات منظمة اليونسكو بأن اللغة وسيلة لنشر الوعي بغية القضاء على آفة الأمية التي هي من أخطر الآفات الإجتماعية في حياة الشعوب، كتلك الحشرة الضارة التي تفسد الزرع. من هذا المنطلق تسعى المنظمة دوماً على إيجاد أنجع الحلول والتوصيات والإرشادات لتلافي مفعول تلك الآفة بإقدامها على عقد وتنظيم المؤتمرات الخاصة بذلك، فكان آخرها في منتصف كانون الأول / ديسمبر 2014 بإجتماع خبراء من وزارات التربية والتعليم، المؤسسات الأكاديمية، الهيئات الدولية، المنظّمات غير الحكومية والوكالات المتخصّصة في العالم العربي في بيروت، لبنان للمشاركة في ورشة العمل الإقليمية الثالثة حول "تطوير سياسات وممارسات المعلّمين في العالم العربي" بإلتقاء 45 من الخبراء الدوليين من دول أمريكا اللاتينية وأفريقيا والدول العربية لدراسة عوائق وإشكالات عملية التعليم اللغوي والخطط التي يستوجب الإعتماد عليها كحلول مستقبلية. ومن جملة ما توصل اليه المؤتمرون "بأن المعلم يشكل الدور الرئيسي في نجاح أي تطوير تربوي مهما كانت نوعية وجودة المناهج الدراسية ووفرة التقنيات التربوية. لذلك فإن الاهتمام بتأهيله وتدريبه يُعتبر من ضروريات نجاح النظام التربوي".
هذا ما لا يمكن نكرانه، لكون المعلم هو بمثابة ذلك الفلاح الذي يوفر ما يدعم نجاح ما يصبو إليه في حقله. وكذلك هو بمثابة ذلك الطبيب الذي يوصي مرضاه بالدواء الذي يشفي الداء. وتساؤلنا هنا كيف يكون الحال إن أهمل المريض ذلك الدواء؟! ونعني هنا بأن نجاح العملية التعليمية والتربية لا تتوقف على المعلم فقط ، وإنما هناك عوامل أخرى لها دورها متمثلة بالتلميذ أولاً ومن ثم ما يشوّقه من المناهج إضافة لدور رعاية الوالدين والنظام المدرسي والمجتمعي.
ما يهمنا اليوم ولمناسبة يوم اللغة العالمي أن نسعى على الإرتقاء باللغات الأم في العصر التقني الحديث الذي قلص من زخم النشر الورقي في محدودية الكتب الصادرة في أرجاء العالم وعلى نحو تنازلي سنة بعد أخرى، وأن نشد من آزر المؤلفين والناشرين الذين انحصرت نتاجاتهم في الشبكات الحاسوبية والأجهزة التقنية الأخرى بالرغم من سهولة التواصل اليومي المباشر، لكون الكتب أداة حية لدبج وتسطير الأفكار، الإحتفظ بها والعودة اليها، سواء على رفوف المكتبات العامة أو الخاصة.
mammoo20@hotmail.com




344
تنويه: نظراً لبعض الأمور التقنية نعتذر عن عدم نشر ردي على المداخلات، رغم وروده في الرابط ادناه.. وسيتم نشره في القريب العاجل لسهولة قراءته لكونه يتضمن بعض الصور الإيضاحية.
ميخائيل ممو
http://uploads.ankawa.com/uploads/1424860963411.pdfimg]
ملاحظة:عزيزي القارئ.. حاول ان تضغظ على الرابط أعلاه ليساعدك على قراءة الرد

346
* تنبيه: نعني بالنجمة لأسم (ܝܘܣܦ)القس البارع يوسف بيت قليتا الذي أسس اول مدرسة اشورية مختلطة في مطلع العشرينيات في الموصل, توفي في الثالث والعشرين من شهر شباط 1952 بعد ان اسس اول مطبعة باللغة الآشورية ونشر العديد من المؤلفات القيمة.
مع حبي وتقديري للقارئ الكريم.
ميخائيل ممو
ܙܘܼܗܵܪܵܐ: ܒܥܢܵܝܵܐ ܝܘܲܚ ܒܟܵܘܟܼܒܼܵܐ ܪܫܝܼܡܵܐ ܠܫܸܡܵܐ ܕ (ܝܵܘܣܸܦ) ܕܝܼܠܹܗ ܩܲܫܝܼܫܵܐ ܚܩܝܼܪܵܐ ܝܵܘܣܸܦ ܒܹܝܬ ܩܲܠܵܝܬܵܐ، ܕܝܼܠܹܗ ܡܫܘܼܬܐܸܣܵܐ ܡܲܕܪܲܫܬܵܐ ܐܵܬܘܿܪܵܝܬܵܐ ܚܒܼܝܟܼܬܵܐ ܩܲܕَܡܵܝܬܵܐ، ܕܦܸܫܠܹܗ ܥܢܝܼܕܵܐ ܒܝܵܘܡ 23 ܐܸܫܒܼܛ 1952 ܡܢ ܒܵܬَܪ ܫܲܬܐܵܣܬܹܗ ܡܲܛܒܼܥܬܵܐ ܐܵܬܘܿܪܵܝܬܵܐ ܩܲܕَܡܵܝܬܵܐ ܒܠܸܫܵܢܵܐ ܐܵܬܘܿܪܵܝܵܐ، ܘܦܪܵܣܬܹܗ ܚܲܕَ ܡܸܢܝܵܢܵܐ ܕܣܝܵܡܹܐ ܛܝܼܡܵܢܹܐ.
ܥܲܡ ܚܘܼܒܝܼ ܘܐܝܼܩܵܪܝ ܩܵܐ ܩܲܪܝܵܢܵܐ ܡܘܼܚܸܒܵܐ.
ܡܝܼܟܐܝܠ ܡܲܡܘܼ

348
الأخ والزميل خوشابا سولاقا
تحياتي...
ما طاو وما شبير أن نحيي " كل قلم حر وشريف يكتب فيما يخص قضايا أمتنا ", ولكن السؤال هو: لمن نكتب؟! وأين هو القارئ الذي يثمن ويقدر جهد كتابنا وشعرائنا الأوفياء للقضية التي نعاني منها جميعاً ـ سلباً أو إيجاباً ـ.. حبذا لو كنا اعتمدناهم في توجيهاتهم وارشاداتهم وتحاليلهم من خلال أفكارهم القيمة, لكُنّا اليوم " خير امة اخرجت للناس " بدلاً من خير امة ظـُلِمَت بأيدي أبنائها, من الذين تسنموا زمام ريادتها في عصور متفاوتة وحادوا عن طريق الحق. وأنت أدرى بذلك منذ أيام النادي الثقافي الآثوري حين كانت حتى الأغصان الوارفة لحدائقه تتوجس من تلك المحادثات والنقاشات الجدية في جدواها من جلاوزة السلطة.. فرؤيتك للنقيض بين الرأيين هو من منطلق الديالكتيك, لكون التناقض اساس التطور. وأظنك تشاطرني الرأي بأن الشاعر عادة ما يهيم في تألقه بما يمليه عليه خياله المبدع في حدود الواقع, ورجل الدين هو الآخر يضاهيه في صومعة التسبيح بقوة التأمل, وما أبدعه حين يصيب عين الحقيقة كذاك الذي يبرك أمامه ليُبرئ خطاياه. فما وجدته في خريدة الأب نويل هو عرض المسببات لما نحن عليه اليوم بمشاطرة الأخ ايشو بإسلوب آخر مغاير اقتضته الضرورة الشعرية بمنطق التفعيلة.. آملا منك زميلنا القديم أيام الثقافي والجديد في حقل الردود أن لا يكون ردي إلا وسيلة لإثبات الواقع الذي عشناه ونعيشه اليوم في احلك الظروف القاسية والقاتلة لوجودنا القومي. آملاً أن لا يخونك الظن بما دونته. مع بالغ شكري وتقديري.
ميخائيل مروكل ممو

[/color][/b]

349
الاب نويل والشاعر ايشو
ابجل فيكما صياغة وصفكما...
انكما ابدعتما في وصف الشقاء.. كونكما من نسل أمة النجباء.. حتام نبقى نلعن سر الجفاء.. في عالم جعل من الصليب عزاء.. وحتام نظل نلتمس وحي السماء. بآشور عصا يدي في عز العلاء.. وما ذنب الذين التحفواالعراء.. من أطفال وأرامل وشيوخ كرماء.. جوعى, عطشى, مرضى بازدراء..  في عصر حرية الإنسان وقمة العلماء والخبراء.
مع بالغ شكري وتقديري لكما بمشاعركما المرهفة
ميخائيل ممو ـ السويد

350
هنيئا لك د. روبين بيت شموئيل
بقلم: ميخائيل ممو ـ السويد
إن كان النادي الثقافي الآثوري في بغداد وفرعه في السليمانية, أيام النضال السلبي في مجال السياسة والأدب، قد لمّ شمل مجموعة كبيرة من المثقفين الآشوريين والجامعيين, وعلى نحوٍ خاص ومتميز أصحاب المقدرة الأدبية والفنية, فاليوم يشهد التاريخ لما آل اليه الفكر الأدبي من إبداعات تمخضت عواقبه في أبناء ذلك الجيل الذي تحدى الصعوبات التي لا تنكر من أجل رفع راية الوجود القومي والإعلامي بكافة حقوله، وأكبر دليل على ذلك تلك المجلة التي توجت بتسمية  "المثقف الآثوري" واحتضنت مداد أقلامهم منفردة بما يدبج فيها لسقي محتويات موضوعاتها التي كان يقطع السقي عنها في كل عدد من أيدي الرقابة السلطوية.
من فضائل ذلك المنتدى الأدبي في مرحلة السبعينيات أن يجمع بين أروقته وأفنية حديقته الغناء وفي أجواء مكتبته العامرة جُلّ المثقفين من حملة الشهادات العالية والأكاديمية بإختصاصات متفاوتة, إلى جانب المخضرمين من أبرز أدبائنا وشعرائنا الذين ارتقوا بمصاف أشهر المبدعين في حقل التأليف والكتابة الأدبية المرموقة، لتضاف أسمائهم كأعضاء فخريين في سجلات النادي بدلالة دعمهم للحركة الأدبية، وتميزهم بالمشاركات في الأمسيات والمهرجانات الشعرية والندوات والمحاضرات ودورات التعليم اللغوي, واليوم لم يبق منهم على قيد الحياة أقل من نصف أصابع اليد الواحدة، إن لم ينعموا جميعاً في الفردوس الأبدي. والأدهى من كل ذلك أن حصيلة مخزونهم الفكري كان من منابع أول مدرسة تأسست في مطلع العشرينيات من القرن الماضي على يد الآب الفاضل المرحوم يوسف قليتا في الموصل, وفي مقدمتهم المرحوم الشماس كيوركيس بيت بنيامين الذي أوفد الى الهند وهو في ريعان الشباب لتعليم أبناء الكنيسة الشرقية العلوم اللغوية والطقوس الدينية, وليرفد بعد عودته حركة الطباعة والنشر بالحروف المطبعية اليدوية التي جلبها معه ممهداً الطريق لعملية النشر المباشر, بدلالة ما يقارب الأربعين كتاباً من عصارة فكره.
أن ما انجبته مدرسة الأب قليتا, هو ذاته من الجانب النظري والتطبيقي في كنف النادي الثقافي كأمتداد لذات الحصيلة, لتسلح ما لا يحصى من الأعضاء بما كان يُملى عليهم في المناسبات القومية واللغوية والتراثية والثقافية والفنية بجهود المتضلعين من الأدباء والتربويين والأكاديميين وفق اختصاصاتهم المتنوعة. فكانت تلك الأيام بمثابة قوة دافعة لنبضات القلب, وفرصة سانحة للإغتراف من معين الفكر التقدمي للتواصل الدائم والإسترشاد بمنابع أمهات المصادر لعملية رصد التثقيف الذاتي وإستكمال حلقات تلك البوادر التي مهدت الطريق أمامهم, ليثبتوا بفخر وإعتزاز ما ابتغوه بعين الإعتبار.
بالأمس القريب ورغم الظروف القاسية التي ألمت بأبناء جلدتنا في الوطن الأم لم يتهاون أو يتقاعس خريجو النادي الثقافي في الإغتراف من مناهل العلم والمعرفة بتطوير تسلحهم المعرفي، ليتهافت كل واحد ممن ورث من ميزات ذلك المنتدى أن يشمر عن ساعديه لإستكمال ما اختمر في وعيه الثاقب بمواصلة الدراسة والبحث واستقصاء ما خفي عليهم ليؤكدوا عن كثب بأنهم لا زالوا أبناء أولئك الجهابذة الذين ارتقوا بمفاهيم الحضارة, وخلفوا امهات الألواح والرقم الطينية والوثائق التي سرت مضامينها في نفوس أبرز الباحثين واللغويين والآثاريين في أرجاء المعمورة, ليقوم البعض منهم على التبحر في تصويب وتشذيب ما ارتآه وتوصل اليه المستشرقون الغرباء في استكشافاتهم وتحقيقاتهم لعدة قرون, غير مكتفين بذلك ليتجاوز فضولهم وطموحهم في الأصول اللغوية أيضاً سواء من لدن الباحثين العرب أو من المستشرقين الأجانب رغم بعدهم عن مفاهيم تلك اللغة تفوهاً وتدويناً. فإضطر العديد من أبناء تلك اللغة بهمتهم العالية وحرصهم الشديد على مواصلة الدراسة في العديد من الجامعات ليضعوا النقاط على الحروف بشكلها الصحيح, رغم تولي الباحثون الغرباء مهمة الإشراف. لذا نجد بين فترة وأخرى يطرق سمعنا وفي عدة دول عن تخصص أبناء شعبنا في علم الآشوريات والتنقيب رغم قلتهم قياساً بالعدد الكلي الذي ينتمي تحت راية العلم الآشوري, ومن الحريصين على وجودهم القومي الزميل الشهم روبين بيت شموئيل الذي سعى جاهداً على مدى سنوات عديدة في مسيرة الإحياء اللغوي بالتدقيق والتمحيص متأهلاً درجة الدكتوراه في العلوم اللغوية الآشورية التي تكنى اليوم بالسريانية, علماً بأن اهتماماته بتأليف ونشر بعض البحوث والكتب تزامنت مع دراسته الأكاديمية, متنقلا من بلد لآخر ليصيب عين الحقيقة التي وضعها نصب عينيه. ولهذه المناسبة التي أهلته لدرجة الدكتوراه تعود بي الذاكرة القهقري بمخاطبته لي في رسالة خاصة بتاريخ 30 ايار 1998  بغية تزويده بمعلومات عن الشاعر الراحل سركون بولص بحكم العلاقة والمعرفة التي بيننا, وكوني أقرب المقربين له من خلال اللقاءات والإتصالات, وذلك لإستكمال باكورة مشروعه الأدبي بإصدار كتاب تحت عنوان " سركون بولص.. نشأته وحياته " ومن أجل تلبية طلبه وتثمين فكرته اسرعت في حينها مخاطبته هاتفياً, مثنياً الجهد الذي يبذله لشخصية سركون والمكانة التي تبوأها في عالم الشعر بالعربية والإنكليزية, مسلطاً الضوء على بعض المعلومات, ومُؤمّلاً أياه أن أكمل مسعاه بالكتابة خطياً. فكانت فرحته كبيرة لتلك المحادثة بدلالة ما نشره في مقدمة الكتاب الذي صدر عام 1998 باللغتين الآشورية والعربية حيث كتب قائلاً: " أعترف بأن تلك المحادثة الهاتفية غير المنتظرة كانت عوناً لي وإن لم تكن خطياً, قد شدت من عزمي وأغنت أفكاري. ولم يساورني تصوري بأن يكون الأستاذ ميخائيل هو المتحدث معي في ذلك اليوم الغير اعتيادي لدي. بصوت عال أقول بأني مدين لهذا الرجل الآشوري الممتلئ بروح المحبة والأيمان القومي بمده يد المساعدة من حديثه الشيق وإيضاحاته المجدية.....". كما وأني على يقين تام بأنه لم يستثني أحداً من الذين حاولوا دعمه لما كان يصبو اليه.
من هذا المحتوى يسعدني القول بأن الزميل روبين بإقدامه على ما تم تنفيذه كان الوحيد من بين أبناء شعبنا الذي خص المرحوم سركون بنتاجه المذكور بالرغم من عدم ملاقاته له، إلا من بعد شاءت الصدف أثناء تواجدهما في هولندا لمناسبة مشاركة سركون في مهرجان نوتردام الشعري قبل رحيله بعدة أشهر. ليحقق روبين حلمه الذي ساوره، متمماً فرحته وشوقه بملاقاته وجهاً لوجه. (راجع تفاصيل اللقاء من إعداد الزميل الأديب بولس آدم في الرابط المنشور أدناه).
أن ما ينبغيني القول هنا، ليس بالغريب أن يتسلح روبين بالعلوم الهندسية الأكاديمية ويحيد عن ذلك ليقتفي في مسيرة حياته دروب العمل الأدبي طالما تحفزه مشاعره وأحاسيسه المرهفة ووعيه من خلال اهتمامه وسعيه بغية التسلح بالمعارف الأدبية الآشورية، ليهندس بمقاييسه اللغوية الحقول الأدبية كتمهيد لإتحافه المكتبة الآشورية بمؤلفات صدرت تباعاً، مؤهلة أياه خوض تجربة الدراسات العليا في بغداد وهولندا ولبنان في الجامعة اللبنانية التي قلدته صولجان شهادة الدكتوراه في العلوم اللغوية الآشورية. لذا وبهذه المناسبة التي هي قمة الطموح الشخصي نشد على يده مهنئين أياه ومتأملين منه أن يتحفنا المزيد، وأن يتبوأ كرسي الأستاذية في الجامعات  العالمية ذات الشأن بمجال اختصاصه.
بطبيعة الحال، وكما نوهنا عن مفخرة النادي الثقافي الآثوري ينبغي أن لا نتغافل ونتناسى بمن سبقوه في مجال تواصلهم لتوثيق جذورهم التاريخية وأصالة وجودهم من تشذيب ما حصده الغرباء بمفاهيم واستنتاجات لا تمت للحقيقة والواقع بصلة، نذكر منهم المدير العام لمديرية الآثار ودائرة المتحف العراقي المرحوم دوني شمعون، والدكتور عوديشو ملكو، والدكتورة هيلين ملكو في علم الآثار ومنهم من هم على سلّم التدرج أمثال الزميلين زكي جيري في علم الآشوريات ونينيب لاماسو في العلوم اللغوية وغيرهم ممن يواصلون دراستهم في العديد من جامعات العالم بإختصاصات متفاوتة. مع اعتذارنا لمن خانتنا الذاكرة  الإشارة لأسمائهم.
أن عطاء الزميل روبين يثبت صورة واضحة المعالم عكس الذين لا يبذلون جهداً في تأطير ما اقتنوه من شهادات موشحة على جدران مكاتبهم وغرف مضايفهم، مزينة بحرف الدال (د.) بمنزلةِ دالة الدَلال كميزة الدّلال في صيحات مزاده العلني في سوق مريدي. فهنيئاً لك يا رفيق الدرب في الحقل الأدبي واللغوي دكتور روبين في مسعاك الذي بوأك وسام الدكتوراه، مع بالغ شكري وتقديري.



 
 

352

ܡܫܲܡܫܵܢܵܐ ܥܲܕܢܵܢ ܡܲܪܩܘܿܣ
ܣܵܦܪܵܐ ܒܲܕܪܵܢ ܥܘܼܡܪܵܝܵܐ
ܟܵܬܵܒܼܵܐ ܐܲܡܝܼܢܵܝܵܐ ܩܲܫܘܿ ܐܲܒܼܪܵܗܸܡ
ܒܚܲܕَ ܐܝܼܩܵܪܵܐ ܓܘܼܪܵܐ ܩܘܼܒܸܠܲܢ ܠܡܲܢܗܲܪ̈ܝܵܬܵܘܟܼܘܿܢ ܥܸܛܪ̈ܵܢܹܐ ܒܣܘܼܟܵܠܲܝܗ̈ܝ، ܘܪܨܝܼܢܹܐ ܒܡܸܬܼܥܲܒܪܵܢܘܼܬܲܝܗܝ ܒܗܿܝ ܕܢܒܼܝܼܥܹܐ ܝܢܵܐ ܡܼܢ ܥܘܼܡܩܵܐ ܕܡܲܕܥܵܘܟܼܘܿܢ ܘܕܸܟܼܝܘܼܬܵܐ ܕܠܸܒܵܘܟܼܘܿܢ، ܟܲܕ ܡܸܠܝܵܐ ܡܼܢ ܚܢܵܢܵܐ ܩܵܐ ܚܘܼܒܵܐ ܕܠܸܫܵܢܵܐ. ܐܝܼܬܠܝܼ ܩܘܼܒܲܠܛܲܝܒܘܼܬܵܐ ܪܲܒܬܵܐ ܡܸܢܵܘܟܼܘܿܢ ܒܥܒܼܵܕܹ̈ܐ ܕܡܲܚܙܘܼܝܹܐ ܝܬܘܿܢ ܩܵܐ ܒܢܲܝ̈ ܐܘܼܡܬܲܢ ܐܡܝܼܢܵܐܝܼܬ.
ܡܝܲܩܪܵܢܵܘܟܼܘܿܢ
ܡܝܼܟܼܐܝܠ ܡܲܡܘܼ


353
محطات إعلامية خارج نطاق الإعلام الصريح
بإستثناء البغدادية
بقلم: ميخائيل ممو
متى ما عُدنا القهقري لمراحل التطور الإعلامي في عراق اليوم لوجدناه قد خاض مراحل متفاوتة على ضوء ثورات وانقلابات العهود التي بسطت سيطرتها على مقاليد الحكم، إبتداءً من العهد الملكي ومروراً بالعهد الجمهوري بأدواره القاسمي والعارفي والصدامي، ليركن فيما بعد بإعلام ما بعد السقوط. إن عدنا إلى الماضي ووضعنا إعلام تلك الفترات في ميزان التقييم والتثمين لوجدنا بأن المفارقة تتفاوت من مرحلة لأخرى، طالما الإعلام متجسداً بمفهوم الصحافة كونها السلطة الرابعة لحكم الشعب. لهذا لا محالة من أن نستدرج معايير ذلك على نحوٍ مما هو عليه اليوم بدلالة القنوات التلفزيونية والمحطات الفضائية والإذاعية والصحافة الورقية الحرة والإلكترونية بما تشهد له التقنيات التي يصعب علينا حصرها بشكل دقيق، ومنها على سبيل المثال منبع التواصل الإجتماعي كالتوايتر والفيس بوك والبالتولك وغيرها مما يستحدث بين فترة وأخرى، التي أصبحت هي الأخرى بمثابة الوسيط لنقل الحقائق وتجسيدها للجمهور. ولكي نضع على طاولة البحث والتقدير ما أشرنا إليه ينبغينا ان نستدرك الصالح من الطالح، ويستوجب علينا أن نرفع من شأن الإعلام الذي يؤدي دوراً إيجابياً من أجل وضع النقاط على الحروف بتشكيلها الصحيح في الشبكات الإعلامية التي تجعل المرفوع منصوباً ومن المنصوب مكسوراً، وما عليه خارج النطاق العرفي المألوف لأسباب تمليها معولات حُقب السلطات المهيمنة أو رهبة المكونات الحزبية أو تأثيرات ذوي النفوذ المادية. هذا ما عشناه وألفناه منذ يوم السقوط ولحد يومنا الذي نألفه عن كثب.
من هذا التمهيد المقتضب يتضح لنا بأن الإعلام مهنة ورسالة. إذن إن كانت مهنة للذين يتولون مسؤؤليتها في كافة الحقول الإعلامية المشمولة بها، ينبغي والحالة هذه أن يكون من يمتهنها متسلحاً بصدق الكلمة وقوة الإيمان والمقدرة الكافية على نقل فحوى الرسالة المقصودة بدقة مضامين محتواها، ليكون المتلقي على بينة منها ومن مصداقيتها على ضوء الحقائق والشواهد التي تصله دون مواربة، وخالية من ملابسات التزييف والمخادعة. لذا وكما أشرنا بأن الميادين الإعلامية إتسعت مساحاتها بعد السقوط لإتخاذها مناحٍ جديدة في الحياة السياسية على نحوٍ خاص، وعلى مستوى أرجاء بلاد ما بين النهرين بإسلوب دكتاتورية الديمقراطية ـ إن صح التعبير ـ  فإختلط الحابل بالنابل بمساومات الهيمنة المادية النفعية الخاصة بإستشراء الفساد والسرقات والإبتزاز والإختطاف والإغتيال، باكياً / مغنياً كل واحد على ليلاه على حساب الشعب المغلوب على أمره، دون أن يَعِر أهمية للمواطن الذي هو أساس المجتمع العراقي ، وبدونه لا وجود لهم، طالما عجلات الزمن في دوار مستمر ودائم.
إن ما دعاني وحفزني لتدوين مؤشرات هذه الإلتفاتة متابعاتي اليومية للأوضاع الراهنة في عراقنا الجريح الذي آلـَمَتْهُ الهموم والمعاناة المستحدثة، وألمّت به لتعاني ثرواته هي الأخرى من الواقع المزري لمقتضيات ومتطلبات حال الشعب قاطبة، حين حلت به فيضانات النزوح والهجرة داخل الوطن الأم ، ناهيك عن الملايين الذين احتضنتهم ديار الغربة.
لنعود ونتساءل في خاتمة الحديث: حتام يبقى العراق الجريح يشكو الآلام؟ وحتام تبقى الوحوش الكاسرة تكشر عن أنيابها لتنهش جسده؟ ومن الذي يتجرأ لتضميد جراحه؟ ولكي نكون صريحين ومتفائلين من الإجابة، لا بد لنا أن نشير بكل صدق وإخلاص، إن كانت حقاً رقابة السلطة الرابعة المتمثلة بالصحافة والإعلام هي الناطور الأمين والقاضي الصادق لمجريات الأمور لتضميد الجراح، فعلى القنوات الإعلامية أن تكون بمستوى المسؤولية على كشف الحقائق وإزاحة الستارة عما تضمره من الخفايا، منتهجة النهج الذي أقدمت عليه فضائية " البغدادية " في العديد من برامجها بكشف ما يُخفى على المواطن العراقي بكافة انتماءاته المذهبية والقومية والإثنية دون مفارقة بين زيد وعبيد، أو بين كلدو وآشور بدلالة الحقائق التي يستعرضها برنامج "التاسعة " وبرنامج  " حوار عراقي " وغيرها من البرامج التي شدت الملايين لمتابعتها يومياً من عامة الشعب والساسة الذين تتوشح اكتافهم شكوك الفعل السلبي.
وفي خاتمة المطاف نرفع الدعاء آملين أن يتحقق الحلم الذي نادى به مؤسسها عون الخشلوك أثناء حديثه في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في لندن بحضور ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز حين قال " إن المسيحيين العراقيين هم أبناء العراق الأصلاء، وبدون وجودهم لا وجود للدولة العراقية "، وأن يتحقق ما ناشد به  شاعر العراق الأكبر الجواهري في قصيدته العصماء "يا دجلة الخير" حين قال:
لهفي على امَّةٍ غاض الضميرُ بها     من مدَّعي العلمِ والاداب والدين
لعـل يوماً عصـوفاً جــارفاً عَـرِمـاً    آتٍ فــتـرضيك عـقـباه وترضيني
 

355

معلمو اللغة الآشورية في مدارس يونشوبينغ
وتلاميذهم في امسية احتفالية خاصة

بإهتمام طليعة من معلمي اللغة الآشورية / اللغة الأم في المدارس السويدية بمدينة يونشوبينغ في السويد، تم تنظيم امسية خاصة بتاريخ 17 كانون الثاني 2014 شملت التلاميذ الذين يتعلمون اللغة الآشورية في مرحلة رياض الأطفال والمرحلة الإبتدائية والمتوسطة والثانوية بحضور أولياء الأمور أيضاً وضيوفهم، وذلك في قاعة ريكوليتو المألوفة في مركز المدينة. حيث كانت المناسبة مستوحاة من العرف السويدي على غرار ما تقْدم عليه الإدارات المدرسية السويدية بإقامة إحتفال خاص سنوياً للتلاميذ بشكل عام لمناسبة إنتهاء الفصل الدراسي الأول المتزامن مع عيد البشارة بميلاد يسوع المسيح واستقبال السنة الجديدة، بممارسة وتنفيذ العديد من الفعاليات المسلية بإستعمال الأعمال  اليدوية بأحجام وأشكال وألوان متفاوتة من الورق والأقمشة ومواد أخرى، ومنها على سبيل المثال المعروفة بإسم " بوسِّـل" وهي عبارة عن مجموعة من القطع الكارتونية أو الخشبية موزعة على الطاولة يتم جمعها لتشكيل لوحة متكاملة, إضافة لفعاليات أخرى متنوعة مشوقة للتلاميذ. بهذا ولأول مرة فكّرَ وسعى معلمو اللغة الآشورية الإقدام على تنظيم الأمسية المتميزة بدعوة التلاميذ وأولياء أمورهم وضيوفهم من محبي الإحياء اللغوي، وعلى أن تكون كافة النشاطات باللغة الأم بغية بث روح الوعي واليقظة لإحياء لغتنا وحمايتها ونشرها قدر المستطاع بشكل دائم، وبيان أهميتها في الحياة الإجتماعية، لكون الكثير من بني شعبنا وعلى نحوٍ خاص مجموعة من أولياء الأمور من الذين يتقاعسون ويغيضون الطرف أن يرشدوا أبنائهم على أهمية تعلم اللغة المتداولة في البيت وفي المحيط العائلي، وكذلك يعمد البعض من التلاميذ بحكم توصية الآباء والأمهات على إختيار اللغات التي درسوها في بلدانهم الأصلية على حساب لغتهم الأم التي هي بمثابة هوية وجودهم القومي، علماً بأنه من حق التلاميذ المهاجرين إختيار تعلم القراءة والكتابة باللغة الأصلية في المدرسة السويدية الرسمية بناءً على قرار السلطات السويدية.
وعلى ضوء هذه الأمسية يتحتم علينا الإشارة عن عدد الحاضرين الكبير الذي لم نتوقعه، بما يزيد عن الثلثمائة شخصاً, بمشاركة أولياء الأمور مع التلاميذ في دعم نشاطاتهم وبطرق مختلفة بغية مساعدتهم، إضافة لمساهمتهم بتقديم انواع مختلفة من الحلويات والعصير والسواخن.
ولكي يكون القارئ على معرفة من فقرات برنامج الأمسية، تفضلت في البدء المعلمة جوليت إيليا الترحيب بالحاضرين بجملٍ معبرة ومؤثرة، ومن ثم طلبت من كاتب سطور هذا التقرير ميخائيل ممو أن يتفضل بتقديم الفقرة الأولى من البرنامج متضمنة عرض فيلم عن أهمية اللغة الآشورية مع أغانٍ ذات صلة باللغة منتقاة من فيلم " ألب ـ تاو مردوتا آتوريتا " للمرحومة لينا ياكوباوا. وأثناء العرض إهتم الحضور بآذان صاغية بشوقٍ ومحبة المشاهدة والإستماع بإنتباه منقظع النظير.
بعد هذه الفقرة تم دعوة التلاميذ في طابور طويل وعلى أنغام الأغاني الآشورية التي أعدتها المعلمة شميرام داود لتناول الحلويات الخاصة بهذه المناسبة مع العصير، ومن ثم دعوة  أولياء الأمور على إرتشاف السواخن المحببة لهم كالقهوة والشاي و"كلوك" السويدي الخاص لمثل هكذا مناسبات. وبإنتهاء هذه الفقرة تفضلت المعلمة آنيت سليمانيان لإتمام البرنامج، فدعت كافة التلاميذ الذين كان عددهم أكثر من مائة تلميذ وتلميذة أن يجتمعوا في منتصف القاعة لإجراء مسابقة على أنغام الموسيقى لتعلن عن فوز كل من تبقى في الساحة، وبالتالي لتعلم الجميع بمشاركتهم على شكل حلقة كبيرة في إداء دبكات آشورية مع المعلمين.
ومن الجدير قوله من قبل الختام، كانت الفرحة قد عمّت قلوب جميع الحاضرين من خلال تعابير الشكر والتبجيل للمعلمين المسؤولين على جدوى ومنافع الأمسية التي لم يسبق لها مثيل، معززين طلبهم بإعادة تنظيم أمسيات مستقبلية وبشكل دائم. وبهذا المناسبة شارك معنا ممثل موقع " هكيانا اتورارايا " الأستاذ الجامعي سمير خوشابا من مدينة فكشو بتسجيل فقرات من الحفل إضافة للمقابلات التي أجراها كاتب السطور مع العديد من الحاضرين كأولياء الأمور والتلاميذ والمعلمين لإبداء آرائهم وتجسيد مشاعرهم.
وفي الختام لا يسعنا إلا أن نشكر بإسم لجنة المعلمين السيد سمير يلدا لإعارته القاعة مجاناً بغية استعمالها، وكذلك السيد كلبرت دخو عن تعاونه ودعمه في تنظيم رونق القاعة.
اللجنة المشرفة من معلمي اللغة الآشورية من اليمين إلى اليسار: شمعون شمعون، آنيت سليمانيان، جوليت إيليا، آشور عوديشو، مريم داود، جاكلين خيو، الفونس شمعون، شميرام داود، ألماس أيواس وميخائيل ممو أثناء إجراء اللقاء لموقع هيكيانا آتورايا.
 

356
قراءة في محاضرة الأستاذ ميخائيل ممو
عن أسباب ضعف التلاميذ باللغة العربية في المدارس السويدية

إعداد: هيئة تحرير موقع اللغة الأُم ـ العربية




في المؤتمر اللغوي الذي انعقد بتاريخ 27 ـ 28 من شهر تشرين الأول / اكتوبر في ستوكهولم ليومين متتاليين من قبل مصلحة شؤون المدارس السويدية للمواقع اللغوية الألكترونية الخاصة باللغات الأم، تضمن 24 لغة، ومن ضمنها اللغة العربية التي كان لها دور القدح المًعلى بمشاركة 160 من المعلمين والمعلمات،  توافدوا من 61 بلدية من بلديات المملكة السويدية.
كان اليوم الأول مخصصاً لإلقاء محاضرات باللغة السويدية للمشاركين الذين لم يقل عددهم عن السبعمائة تربوياً من المعلمين ومدراء المدارس. وفي اليوم الثاني توزعت اللغات منفصلة عن بعضها على ضوء البرامج الخاصة بكل لغة ليصل مجموع المشاركين في اليوم الأول والثاني 1200 عضواً. 
وفيما يخص مجموعة اللغة العربية افتتح المؤتمر الإستاذ بيوتر (Piotr Koscielniak) مسؤول مواقع اللغات الأُم في مصلحة شؤون المدارس السويدية مرحباً بالحضور ومشيراً في كلمة مقتضبة عن أهداف المؤتمر ودور مصلحة شؤون المدارس في عقد هكذا مؤتمرات لتطوير العملية التربوية وفق التقنيات الحديثة، وتمنى لهم التوفيق في مؤتمرهم. بعدها جاءَ دور المحاضرين لتقديم محاضراتهم التي انحصرت على ست محاضرات قيمة ومتنوعة في مضامينها تمثلت بالعناوين التالية: 
ـ  كيف يستخدم المعلم السبورة الذكية في التدريس؟ للإستاذ جبار زيادي. 
ـ ماذا تعرف عن مجلة نانار للدكتورة أسيل رشيد العامري.
ـ تدريس اللغة الأم وعلاقتها بالمقررات المدرسية الأخرى للاستاذ جمال جرجيس.
ـ أسباب تدنّي مستوى التلاميذ في تعلم اللغة العربية في المدارس السويدية للأستاذ ميخائيل ممو.
ـ مستوى التلاميذ في تعلم اللغة العربية للأستاذة فادية عبدالله.
ـ الإرشاد الدراسي وتحديد مستوى المعرفة لدى التلاميذ الجدد للأستاذة تامار اوكار. 

وبالرغم من تفاوت موضوع المحاضرات فقد انفرد الأستاذ ميخائيل ممو في محاضرته من خلال إصداره لنتاجه الفريد من نوعه الذي توسم بنفس عنوان محاضرته، مسترسلاً النقاط المعروضة بشروحات وتعليقات تفصيلية ذات أهمية، معولا أياها بخمسة عناصر رئيسية هي: التلميذ، المعلم، المنهج، أولياء الأمور وعناصر أخرى متفرقة، مستنبطاً من كل عنصر عشر نقاط فرعية هامة ومفصلة بدلالات وأمثلة واقعية يألفها كل مربّ تربوي قدير، مستعرضاً أياها على نحوٍ دقيق، ومُطعماً شروحاته بأمثلة مستقاة من خبراته التربوية والعملية بما يزيد عن أربعة عقود على ضوء مقدمته التي ارتجلها قائلاً:
( يسعدني أن أكون بينكم وأنا على أعتاب سنتي الأخيرة في مهنة التعليم، مستمداً مما سبقها من سنوات خلت خلاصة ما ألفته من معايشات على مدى يزيد عن أربعة عقود، منها في الوطن الأم العراق الجريح المصاب بالشلل، ومنها في ديار المهجر الملئ بالسأم والعلل.
أقف أمامكم كمحاضر وأنا لست أفضل منكم، أو أقل من ذلك، ولكن خزين خبراتي هي التي أهلتني لأقدم لكم ما نعانيه، وذلك عن " أسباب تدنّي مستوى التلاميذ في تعلم اللغة العربية في المدارس السويدية" التي حصرتها وضمنتها في كتابي الجديد الذي يحمل ذات العنوان، إضافة لموضوعات أخرى ذات أهمية لكافة التربويين وأولياء الأمور".
من هذه التقدمة القصيرة التي جسد فيها الأستاذ ميخائيل بإقتضاب معاناة مهنة التعليم شدني المحاضر أن اصيخ السمع بروية متناهية لما يعرضه، وكأنه يقرأ أفكارنا ليستلب قلوبنا بصيغ تعابيره التسلسلية المعروضة على الشاشة الكبيرة، وكأنها حلقات متواصلة ببعضها، فأفصح عما في خلده دون توقف لسعة ما يعرضه ملتزماً بوقته المحدد ليتناسب مع عشرات النقاط.. ونظراً لكثرتها وسعتها واستخلاصه لها نستثني الإشارة لها، حيث نفضل الإطلاع عليها من خلال نتاجه التربوي الصادر حديثاً, كونه يعرض فيه أيضاً الحلول الناجعة، إضافة للصعوبات التي تواجه التلاميذ في عملية التعلم للقراءة والكتابة. 

ومما استرعى انتباهي بغية الإشارة اليه انطلاقه بمفاجئتنا بسؤال لم يخطر على بالنا عن عدد مفردات اللغة العربية، ليتلقى إجابات متفاوتة لم تكن بما خمّنه وتوصل اليه الخليل بن أحمد الفراهيدي التي حصرها بالملايين وفق نظريته الإحصائية ما بين المستعمل والمهمل منه بالملايين. ومن خلال تجاربه ومعايشاته المستفيضة استطاع أن يلقي الضوء على عدد من الإستفسارات والأسئلة الخاصة بموضوع المحاضرة. والأجمل من كل ذلك سعيه في استخلاص عشرة مقترحات وتوصيات دونها في كتابه الآنف الذكر وأشار إليها للحاضرين بغية السعي لتطوير وتحسين العملية التربوية التعليمية والإرتقاء بمستواها، ليخص بها في الوقت نفسه همّة المشاركين ومسؤولي وزارة التربية ومصلحة شؤون المدارس والتي حصرها على النحو الآتي:


1.   التوافق على وضع منهج موحد بتعاضد جهود المميزين من ذوي الكفاءة والمقدرة اللغوية والتربوية والنفسية، وممن له باع طويل في الحقول المذكورة من خلال عملية التعليم في المراحل الدراسية.
2.   تشكيل لجنة استشارية موسعة من المحافظات لتكون عاملاً مساعداً ومقوياً للجنة تأليف المنهج الموحد، على أن يتم اختيار أعضائها بناءً على عطائها المميز ومراحل تخصصها في العملية التعليمية والتوثيق المهني.
3.   أن يتماشى المنهج الموحد والخطة التربوية السويدية المقررة من مصلحة شؤون المدارس الخاصة بالمناهج، مع برمجة عملية التأليف لكل المراحل الدراسية للتعليم.
4.   العمل على صياغة الأسئلة الموحدة للمراحل الختامية من خلال لجنة المناهج المؤلفة على وفق النظام السويدي المميز والمعروف بالفحص المركزي في مادة اللغة السويدية والإنكليزية والرياضيات، وكما هو مألوف ومتعارف عليه في البلدان العربية أيضاً.
5.   زيادة الحصص التعليمية لمادة اللغة الأم إسوة بباقي اللغات الرئيسة كالإنكليزية والفرنسية والأسبانية أو اللغات المشمولة بالمادة المسماة اللغة الأم كمادة حديثة، خاصة في المرحلة الثانوية، وأن تكون على أقل ما يمكن حصتان في الإسبوع، وتلاشي ما يُقرر بين اسبوع وآخر في بعض المدارس التي لا يستكمل فيها عدد التلاميذ المشمولين.
6.   أن لا تقتصر أوقات الدوام بحسب ما هو عليه اليوم أي على الأوقات الحرة، أو ما بعد الدوام وفي أوقات الفراغات في الجدول المدرسي الرسمي، لأن التلميذ يرى في ذلك إجحافاً بحقه مقارنة بزميله التلميذ السويد. بهذا من الأولى أن تزاد مادة اللغة الأم لتكون من ضمن الجدول المدرسي الرسمي، وفي ساعات لا تتضارب مع أوقات الدروس الأخرى.
7.   أن يكون إعتماد المعلم الأساسي أو الرئيسي في المدرسة من ذوي الإختصاص في مادة اللغة الأم، وليس على اسس القِدَم أو العلاقات الشخصية مع الإدارة المدرسية أو لأسباب أخرى غير مُقنعة ضمن النشاط المدرسي، لكون إدارة وحدات العمل الخاصة بمعلمي اللغة الأم أقل خبرة من المعلمين في معرفة ما يتعلق بإمور اللغة الأم في المدارس التي هم بعيدون عنها، وفي أقل تقدير انتقال المعلم بين عدة مدارس لتصل أحياناً الى أكثر من أصابع اليدين.
8.    أن تكون هناك إجتماعات دورية متعاقبة لمعلمي ذات اللغة إلى جانب إجتماعات وحدات أو مجموعات العمل التي تضم من معلمي اللغات الأخرى  لمحدودية عددها. ومن المستحسن على مديري ومسؤولي أقسام اللغة الأم تكوين مجموعات العمل المشترك من نفس اللغة بغية تبادل الآراء على النحو المباشر.
9.   إعتماد معلمين من ذوي الإختصاص والكفاءة في الحصص المخصصة لإرشاد ودعم ومساعدة التلاميذ الذين هم بحاجة لشرح وتوضيح ما يصعب عليهم، وعلى نحوٍ خاص المواد العلمية كالرياضيات والفيزياء والكيمياء، وكذلك لمواد العلوم الإنسانية بأن يتمكن المعلمون من اللغة السويدية على نحوٍ مناسب لإيصال الفكرة للتلاميذ على نحوٍ تام.
10.   الإحتفال بيوم اللغة العالمي المصادف 21 شباط / فبراير من كل عام، وكذلك بيوم اللغات الأم الخاص بكل لغة، إضافة ليوم المعلم العالمي الذي يصادف في الخامس من شهر تشرين الأول / اكتوبرمن كل عام، والذي يحتفل به في أكثر من مائة دولة، بالرغم من أن بعض الدول خصصت يوماً مستقلاً لمناسبة عيد المعلم المستمد من مأثرة معينة لتاريخ تلك الدول.


357
لينارد شابو، مرشح لمجلس بلدية بوتشيركا في جنوب ستوكهولم

لينارد شابو 28 عاماً، ماجستير في حقل الإقتصاد ومن سكنة تومبا ضواحي ستوكهولم، وهو من أبناء شعبنا الطموح يسعى لتحقيق مأرب بني جلدته بكافة تسمياته القومية (الكلدانية السريانية الآشورية) وقد رشحه حزبه المسيحي الديمقراطي لخوض الإنتخابات ضمن مجلس بلدية بوتشيركا بغية الدفاع عن حقوق أبناء شعبه وبشكل خاص لتوضيح موقفه من الأحداث الأخيرة في العراق وسوريا التي تهدف التطهير العرقي للمسيحيين إلى جانب مسيحيي الشرق قاطبة في البلاد العربية. دعمكم له سيخفف من عبئ أبناء شعبنا في الوطن الأم بلاد ما بين النهرين. تسلسله في القائمة هو الرقم 16 بإسم
 Linard Shabo


358





جماعة أصدقاء الأدب
التقطت الصورة المنشورة أعلاه بتاريخ 7 / 9 / 1971 في حدائق النادي الثقافي الآثوري في بغداد ويبدو فيها على التوالي من اليمين الى اليسار المرحوم سعدي المالح, عمانوئيل روهان, المرحوم جميل روفائيل, المرحوم بطرس يوخنا، المرحوم زيا نمرود كانون، سركون ايشو سابر, عمانوئيل شوشو، ميخائيل مروكل ممو، أوراهم يلدا، المرحوم منصور روئيل، دنخا ايشا، عمانوئيل وردة، أويقم ماما وبولص شليطا.







ميخائيل ممو

360

الأخ آشور بيت شليمون
تلبية لطلبك عن إضافة معلومات اكثر عن الاب الراحل بولص بيداري ادون لك ما توصلت اليه ادناه لعلك تجدي نفعا مما طلبته.. مع بالغ شكري وتقديري لجهودك ومآثرك التي تطل علينا بين فترة واخرى.
ميخائيل ممو ـ السويد
Mammoo20otmail.com
ولد عام  1887 في قرية بيدار الآشورية بقضاء زاخو في شمال العراق وتعلم فيها الآشورية والعربية والكردية.. درس في معهد مار يوحنا الكهنوتي في الموصل, وكان من المتفوقين في دراسته فأضاف لعلومه اللغوية عدة لغات كالفرنسية والإنكليزية واللاتينية التي أهلته على الإغتراف من مضامينها اللاهوتية والأدبية.
عام 1912 رُسم كاهناً وخدم في مسقط رأسه لفترة من الزمن ثم انتقل الى سوريا لأسباب قومية ومواقفه الشريفة في خدمة بني شعبه من خلال مواعظه وكتاباته التي نشرت في العديد من المجلات الصادرة آنذاك بدليل مؤلفاته المخطوطة والمنشورة. وبعد فترة طويلة في سوريا اشتاق للوطن الأم  فعاد اليه وقضي سنواته الأخيرة في دير مار كوركيس على مقربة من الموصل وتوفي في اليوم السابع من ايلول عام  1974 بمدينة الموصل، فوري الثرى في كاتدرائية الشهيدة مسكنتا في نفس المدينة.
نشير فيما يلي مؤلفاته المنشورة والمخطوطة والمفقودة وفق الترتيب التالي:
1. دليل الطلاب او الموجز في نحو اللغة السريانية, طبع عام 1923 في المطبعة الآثورية بمدينة الموصل لصاحبها القس يوسف قليتا التابعة للكنيسة الشرقية المقدسة .
2. ايتها الامة الحبيبة مع موضوع يصف فيه الملفان البارع مار افرام . تم طبعه في الهند سنة 1957 .
3. كراس قنبلة الاب بيداري, محاضرة القاها بالعربية في بيروت بتاريخ 20 تشرين الاول 1936 حلل فيها لغة الضاد تحليلا علميا دقيقا مقارنا اياها بما كانت عليه لغة المسيح من علو وشأن كبيرين, تم نشر الكراس في بيروت محتويا 35 صفحة من الحجم المتوسط بهمة مكاتب ومطبعة الآباء الكبوشيين في بيروت.
4. فضيلة الفتاة , باللغة العربية , نشره بمدينة القامشلي في سوريا سنة 1956.
5. بين البتولية والزواج باللغة العربية , تم  نشره في القامشلي سنة 1966.
6. مقالات وقصائد مختارة ، تحقيق ومراجعة الأب البير ابونا، تم نشره من قبل مجمع اللغة السريانية في العراق عام 1977. بخط القس (المطران) يوسف توماس في القوش. وقد تم نشره بعد رحيله.
7. مجزرة سميل (كونخا يسميل) طبعت في كراس صغير ونشرت أيضا في العديد من الصحف والمجلات ومنها مجلة حويودو الناطقة بإسم اتحاد الاندية الاشورية

أما المؤلفات التي لا زالت قيد الحفظ على شكل مخطوطات ولم تنشر باللغة الأم فهي:

1. درب الصليب يصف فيه زيارة الاراضي المقدسة, وهي قصيدة على شاكلة  البحر الافرامي..
2. مقال في المجازر التي حصلت لابناء امته في جزيرة قردو في سنة 1915 . والجزء الاول هو على الوزن الافرامي (السباعي), اما الباقي فهو على الوزن النرساوي (الاثني عشري).
3. كتاب الرئاسة الكلدانية، يعتبر من المخطوطات المفقود.
4. كتاب في جغرافية الارض، ويُعد من المفقودات أيضاً.
اما مؤلفاته العربية التي لم تنشر في :
5. نثار الملوك,
6. قصة الربان هرمز .
7. قصة مار افرام الكبير .
8. قصة مار بهنام الشهيد .
9. بحث عن مار افرام .
10. بحث في اللغة السريانية , القلم الشرقي والقلم الغربي .
11. كتاب تفسير التسابيح السريانية باللغة العربية .

361
المنبر الحر / رد: الشاعِرات .......
« في: 00:41 07/07/2014  »
الأخ بولص والأخت شذى
الله ما ابدعك زميلي بولص على هذه المداخلة الجريئة والإشارة الصريحة، وما أبدعك زميلة الحرف والقلم شذى مرقص على اسلوبك السلس وفكرتك الرائعة وعرضك الجذاب بتدوينك لأسماء شاعراتنا وأعمالهن، وحبذا لو كنت قد أضفت أسماء من كتبن بلغة الأم  كالآشورية / السريانية ولغات أخرى. آملاً أن تكون تجربتك هذه خطوة أولى لتتبعها خطوات متوالية مشكلة بيبلوغرافيا المكون القومي لوجودنا في عرض شامل وكتاب مستقل إسوة بفسيفساء الشعب العراقي من الشاعرات كالعربيات والكرديات والتركمانيات وغيرهن. كما وإن نعتك لهن بالمسيحيات علينا أن ننعت القوميات الأخرى بالمسلمات رغم انتمائهن لقوميات متفاوتة. وأرجو أن لا تكون مداخلتي قد اثبطت من همتك، وسأكون من العاملين على اسناد ودعم وتنفيذ عملك الشامل والمتكامل كعمل جديد يضاف للمكتبة الأدبية إقليميا وعالمياً.
مع بالغ شكري وتقديري لجهودك
ميخائيل ممو / السويد

362
الخريجة دانة
من الآن يصح لنا أن ننعتك استاذة دانه
اهنئك على هذا التفوق والإبداع الذي قلّ مثيله
آملاً أن يكون مسارك في لغتك الآشورية أكثر إبداعاً
طالما وهبت هذا التألق وبشكل خاص امتيازك وتميزيك في الأدب المقارن وفقه اللغة،
كونهما من اسس التبحر في أعماق بحور لغات أخرى ومنها اللغات السامية بإشتقاقاتها
من لغتك الأم، ولا أظنك لست على دراية من ذلك.
بارك الله فيك ولذويك على هذه المفخرة. آملين المزيد من التألق والتفوق مستقبلاً.
ميخائيل ممو ـ السويد

363
القناة الفضائية الآشورية القومية
وخدماتها الإيجابية

ANBSAT.COM
بقلم: ميخائيل ممو
mammoo20@hotmail.com
قراءة تمهيدية
من منطلق فحوى مصطلح الإعلام المتعارف عليه بأنه وسيلة مهمتها جمع ونقل المعلومات ونشرالأخبار عبر ما ترصده مصادرها الإعلامية المتنوعة بما فيها السمعية والمرئية والمقروءة التي طغت عليها اليوم الوسائل التقنية المألوفة بالتواصل الإجتماعي بأشكال مضامين منابعها المستحدثة وفق ما تتفنن به القنوات الفضائية وما تنقله وتؤكده عنها الصفحات الإلكترونية أي الإنترنيت.
لذا نود الإشارة هنا من جوهر تلك المعلومة المقتضبة ذات المغزى الإعلامي بحصر أهميتها وفاعليتها على حركة الإعلام الآشوري بشكل خاص من خلال برامج إحدى القنوات الفضائية المعروفة بالقناة الفضائية الآشورية القومية ANBSAT (Assyrian National Broadcasting) والتي تُبث أيضاً بواسطة شبكة الإنترنيت من مقرها الرئيسي في سان خوزيه / كاليفورنيا, هادفة تغطية ما يدور من أحداث في المجتمع الآشوري بشكل عام, مستمدة معلوماتها الأساسية من واقعه ومعايشاته أينما تتواجد مكوناته التي تحتويها التسميات المركبة بصياغاتها المتفاوتة، وذلك بإعتماد وإنطلاق القناة وفق أجندتها الإعلامية الشبابية المستحدثة وتسلحها بمفاهيم الحيادية والديمقراطية والإستقلالية لأجل الجميع والصالح العام.
دوافع القراءة
إن ما دعاني لتدوين هذه التقدمة التمهيدية برزت واستنبطت من متابعاتي لبرامج القناة اليومية المتواصلة بمشاهدات وملاحظات حفزتني للإشادة بها، بدوافع بثها اليومي المتواصل وتنوع ما تحتويه من موضوعات توجيهية تعليمية وإرشادية وفنية وتثقيفية، ولقاءات حوارية دون تمييز بين عنصر وآخر أو بين مؤسسة وأخرى أو تنظيم سياسي وآخر، رغم تفاوت الأهداف وسبل تحقيقها، لتمسكها بصفتها الحيادية منذ تأسيسها، وتمتعها بمبدأ الديمقراطية واستقلاليتها من الخضوع تحت سلطة أية جهة متنفذة في الوسط السياسي أو الديني أو العشائري والإقليمي بين مكونات شرائح المجتمع الآشوري.
هذا ما حدا بمجموعة كبيرة من المشاهدين على توجيه نداءات التساؤل والإستغراب عن غيابها وانقطاعها عن البث المباشر لفترة قصيرة لا تتجاوز الإسبوع في العام الماضي، رغم قصر العمر الزمني لنشأة بثها اليومي لأسباب خارج نطاق إرادة التركيبة الإعلامية من هواة العمل الإعلامي الذين يعملون لخدمتها, ليكون بالتالي ذلك التساؤل مبعث همة ونشاط لمواكبة النشاط مرة ثانية بيقين يؤطره التفاني والإصرار على الإستمرارية دون تقاعس أو خيبة أمل, طالما تكاتفت أيدي العاملين بإرادة موحدة وتهافت العديد من ذوي اليقظة الفكرية والشعور القومي على دعم وإسناد القناة على مضاعفة استحداث البرامج المجدية بإستجابتهم طواعية.
إن ما زادني إهتماما أكثر ودفعني لمتابعة القناة بشكل يومي ودائم هو تضحية شخص واحد من بني شعبنا على تحمله التكاليف الباهضة لتأسيسها، وتبنيه مراحل ديمومتها بدافع شعوره القومي وإحساسه المرهف, وبوعيه الذي حثّه وأرشده على تبني القناة في خدمة المجتمع, بعيداً عن مشاحنات وصراعات التنظيمات العشائرية والإقليمية والإثنية والحزبية والمذهبية التي انتشرت الخلايا السرطانية في أجسادها التي إمتد بريقها من المواطن الأم وانتشارها في مواطن ديار الغربة الظاهرة أعراضها في التكتلات والتجمعات الإنتمائية لأصول مناطقية متميزة بممارساتها التاريخية، رغم معايشاتها في أجواء تستبعد مسبباتها التقليدية البالية
الحدث الأهم
بهذا ليس من الغريب هنا أن أشير إلى الحدث الأهم الذي حفزني لتدوين هذه الكلمة المستمدة من واقع مشاهدتي ومتابعتي اللقاء المباشر في برنامج تُوّجَ بعنوان "الجسر لنينوى" مع مسؤول ومؤسس القناة الفضائية السيد نينوس ترنيان في حواره مع الإعلامي الشاب والطموح السيد ستيف ناصري، بما طرحه من أسئلة ذات أهمية عن زيارة وجولة السيد نينوس لربوع الوطن الأم بلاد ما بين النهرين أثناء تجواله في شمال الوطن وحضوره لمعايشة احتفالات السنة الآشورية 6764, ومن ثم ما بلغه من طموح لتفقده بعض المدارس الآشورية والأقسام الداخلية للطلبة الآشوريين ـ قسم البنات ـ وبشكل خاص أقسام تلك الطالبات الجامعيات من اللائي يواكبن الدراسة الجامعية ولقاءاته بهن للوقوف على أجواء ظروفهن المعيشية وتواصلهن الدراسي، بحيث حفزته مواقفه القومية ومشاعره الإنسانية على تذليل بعض المصاعب وتخفيف الأعباء التي تواجه البعض منهن في معايشاتهن اليومية، وبالتالي إقدامه بالعمل الخدمي الإنساني المباشر بتوفير بعض المستلزمات الضرورية لهن على حسابه الخاص, تقديراً لجهودهن واعتزازهن وإصرارهن على مواصلة التعليم الجامعي رغم الظروف الصعبة التي أفضت عنها بوضوح كل واحدة منهن في حياتهن بدليل المخاطبة الكلامية التي تجسدها بعض الصور المرفقة أدناه التي تعزز مواقف السيد نينوس الإنسانية، وبما أدلى به في حديثه لهن وللآخرين لدعمهن ومساعدتهن وحثه المشاهدين من ذوي الهمة والغيرة والشهامة لحذو حذوه.
الأدهى من كل ذلك تجاوب الكثير من المشاهدين على مخاطبته تلفونياً بشكل مباشر والثناء على ما قام به من خلال حواره المباشر في القناة, والتي حفزت العديد منهم على تقديم وإضافة مقترحات وتوصيات إيجابية عملية أدلوا بها لدعم الحركة الطلابية لتذليل الصعوبات، ومد يد المساعدة بشكل دائم, كتمهيد للأجيال المستقبلية، ولكون إستحصال وإغتراف مبادئ العلم والمعرفة من أسس وقواعد النهضة القومية وإثبات الوجود القومي والذات في آن واحد، خاصة لواقع شعب عانى الويلات في مراحل حياته من أجل نيل حقوقه ومناداته للتمتع بالحياة الحرة الكريمة كالشعب الآشوري الذي تشهد له تلك المآسي والمذابح التي عاشها منذ سقوط الإمبراطورية الآشورية مروراً بالإضطهاد الأربعيني وأحداث التاريخ القريب والحديث ولحد يومنا هذا, بدليل ما يجري في موطنه الأصلي والبلدان التي يتواجد فيها بتأثير السلطات السارحة تحت سيطرة النفوذ المذهبي التكفيري والتعصب الديني البعيد عن مفاهيم الأديان السماوية السمحاء.
إضافة للحدث الأهم
وأنا ادون ما تم الإشارة إليه آنفاً، استرعى انتباهي من بث مباشر للقناة ذاتها بنقل مواقف شعبنا الآشوري من الإنتخابات العراقية التي حُرّم منها العديد منهم وفق التعليمات الجديدة للمفوضية العليا المستقلة للإنتخابات التي ألزمت المُنتِخب اعتماد الوثائق الأصلية لإثبات الشخصية مع اعتبارات أخرى بغية المشاركة في عملية التصويت. ونظراً لتعذر البعض من استصحاب وتوفير ما لم يكن في حسبانهم، ورغم عناء السفر لبُعد المسافات من المراكز الإنتخابية للعديد من المواطنين العراقيين وخاصة من الآشوريين الأصلاء من بني الرافدين، لم يحظوا على تتويج سبابتهم اليمنى باللون البنفسجي الغامق رمز ودليل شرعية التصويت والإنتخاب. وكان من جملة الأسباب بأن جواز السفر العراقي غير نافذ المفعول، وكذلك عدم صلاحية وشرعية دفتر الخدمة العسكرية والعديد من الوثائق الثبوتية الرسمية الصادرة عن المراجع والدوائر الرسمية التي تثبت المواطنة الحقيقية لأطياف المجتمع العراقي بحجة عدم ورود اعتمادها في التعليمات الرسمية من العملية الإنتخابية.
من خلال هذه المواقف، كان من بين الحضور في العرس الإنتخابي المذكور بإحد المراكز في كاليفورنيا صاحب القناة الفضائية السيد نينوس ترنيان (ولادة إيران) مع أحد مقدمي البرامج السيد داود البازي (ولادة العراق) الذي لم يسمح له بالتصويت لنقص في اوراقه الثبوتية بسبب قدمها وعدم صلاحيتها حسب ايضاحات مسؤول المحطة الإنتخابية، ولينجرف في قائمة البازي العديد من أبناء شعبنا بحيث أغاضه ذلك الإسلوب اللامنطقي من التعليمات وثارت ثائرته ليصاحبه في غيضه وهيجانه السيد ترنيان بإعتلاء صوته بحمم جمله وتعليقاته النقدية من خلال النقل الحي والمباشر من أمام أروقة المركز الإنتخابي الذي حتم على مسؤول المركز للتفوه بإبعاده، وهنا كان إصرار ترنيان على الإستمرار في فضح ألاعيب قرارات المفوضية والتشهير بها مهما بلغت الإجراءات ضده وضد فضائيته، وبقي على هذا المنوال بلقاء ومناقشة من لم يحظوا بحق التصويت وإظهار مستمسكاتهم المتعددة من خلال العرض المباشرعلى الشاشة.
وفي لقاء تلفزيوني من خلال برنامج خاص تضمن عرض الإشكالات الإنتخابية، ومن ثم الإتصال بالمعتمدين من المسؤولين من ممثلي المفوضية في المهجر ومناقشتهم، بحيث تم التوصل لبعض الحلول والقناعات التي يسرت في اليوم الثاني للبعض من المرفوضين على التمتع بحق التصويت والإنتخاب بحرية تامة ومنهم داود البازي مقدم البرنامج الخاص. وهنا تذكرت المقولة التي مفادها: " ما ضاع حق وراءه مطالب ".
فهنيئاً للذين مارسوا حقهم في عملية التصويت الإنتخابية.... وهنيئاً للسيد نينوس ترنيان على مناداته في تحقيق ما سعى اليه... وهنيئاً للقناة الفضائية في إداء رسالتها الإعلامية بتفان وإخلاص من أجل حرية الكلمة وديمقراطية الرأي وخدمة المجتمع المدني.
 






     
 



 
 

364
الموسيقار والملحن جوزيف ملكي
في ذمة الخلود

بقلم: ميخائيل ممو
mammoo20@hotmail.com



شاءت المصادفة بلمحة بصر أن ألمح عبارة " ورحل عنا " باللغة السويدية في موقع اتحاد الأندية الآشورية في السويد، غير متيقن من أن تكون الصورة التي يعلوها الخبر بأريحية صاحبها وبنظرته النغمية الربيعية أن يكون حقاً هو المقصود من عبارة الرحيل.. نعم الرحيل الأبدي، إن لم يكن النص الذي يليه من اللقاءات الصحفية المألوفة.  بعد التمعن على التهام الأسطر التالية فإذا به الزميل الموسيقار والملحن والأستاذ جوزيف ملكي قد فارق الحياة في رحلة أبدية. وفي اللحظة ذاتها انتابتني وخزات من خيبة أمل مؤلمة، وإعتصر فؤادي الحزن على إنسان طافت على محياه البسمة العفوية التي كانت تزامله، وبتلك أريحيته التي كان يلاطفها بدخان سيكارته التي لم يتخلى عنها بجد إلا في فترات انسراحه وانهماكه في أوقات عزفه، وكأنها تلك الريشة التي تلامس أنامله ليدغدغ بها أوتارعوده الذي عشقه طيلة حياته وكأن اهتزازات نغماته بمثابة النبع الذي يغني نبضات قلبه ليترنح ودندنات لسانه وصوته.
ملتقانا الأول وتعارفنا عن كثب فرضته سفرة نخبة من هيئة إتحاد الأندية في السويد إلى موسكو بدعوة من اتحادهم الذي كان يرأسه كلمانوف للوقوف على ديمومة العمل المشترك في العديد من النشاطات والتي منها الموسيقية بتوجيه وإرشاد العازف جوزيف. وهنا ينبغيني من واقع هذه الرحلة التاريخية أن أسرد واقعة من معايشاتنا الجميلة عن انطلاق وفدنا بإتجاه مطار ستوكهولم أن يفاجئ عازفنا جوزيف الجميع بنسيانه لآلة العود في مسكنه، والعودة ثانية لجلبه.. لتكون هذه الواقعة مبعث مزح دائم طول الرحلة، حيث لم تكن الحالة الأولى التي اعتادها المرحوم، كونه وبشعوره المرهف كأنه سارح في غيبوبة لما يدور بخلده من ألحان متزاحمة في العقل الباطن. هذه الحالة عادة ما تنتاب من يتألق ويتعمق في محاريبهم الخاصة لعمل ما.
وبمرور الأيام شاءت ظروف العمل المشترك أن نتزامل ردحاً من الزمن في فترات متعددة من خلال نشاطات إتحاد الأندية الآشورية كنائب للرئيس ومسؤولية عملي في مجلة حويودو حين كان يتولى مسؤولية كتابة القسم العربي على الآلة الكاتبة ومن ثم بحداثة تقنية الحاسوب. وفي هذه المرة عايشت واقعة أخرى ظننت بأن ظاهرة النسيان عاودته ثانية حين تأخره من تدوين مقالتين علميتين على الآلة الكاتبة بغية نشرها، نبهني عنها كاتبها الدكتور، لما فيهما من جدوى النصح والإرشاد عن مضار التدخين والكحول وبعض المأكولات المعلبة التي كان قد اعتاد عليها ـ المرحوم ـ والمسببة لتفشي الأمراض القاتلة، فخاطبته بغية التذكير، وإذا به يخاطبني ويباغتني بجدية مشحونة بقهقهته المسلية قائلاً: " صدقني يا استاذي، كلما تراقصت أناملي على لوحة مفاتيح الحروف بغية تدوين المقالة، يستوقفني الخوف والتردد من جوهر النص الذي يحرمنا عن العديد من الممنوعات التي اعتدنا عليها. بإلله عليك أن تكتبها أنت وتبعدني من مضمونها، وإلا سأظل أحلم بها دوماً". فإضطررت لتلبية طلبه وكتابة المقالتين ونشرها تباعاً في مجلة حويودو، تحاشياً من الحالة النفسية التي كانت تراوده حقاً لما يتمتع به من إحساس مرهف وشفافية عواطف جياشة ومشاعر روح فياضة ليبعد عنه وساوس الحيرة بمرافقته لسيكارته التي لم تفارقه، سارحاً وآفاق تأملات اللحن والطرب، كأنه يستلب لتأثيرها ويستوحي نغماته من حرية تموجات دخانها الراحل كرحيل أصداء موسيقاه. ولهذا كنت ترى بأن مزحه يصيب عين الحقيقة، وكما يروي أحد اصدقائه بقوله: ( ومن الطرائف التي حصلت مع الموسيقار جوزيف، أثناء ترددنا عليه لحثه بالإسراع في تلحين الأغاني، فكان يقول: إن نصف الأغنية قد إنتهى، أما النصف الآخر فيلزمه "قدح عرق").  ويجب أن لا يؤاخذ الفرد على ظاهرة النسيان طالما يشبهها جبران خليل جبران بشكل من أشكال الحرية، وقائل آخر يعتبرها أسهل طريقة للحياة، ولولا النسيان لمات الإنسان لكثرة ما يعرف.
ولكي يكون القارئ على معرفة قريبة من أهمية هذا الإنسان الذي خدم الفن والموسيقى الآشورية/ السريانية بألحانه وعزفه الدائم في العديد من المناسبات القومية داخل مملكة السويد وخارجها، لا بد من أن نلقي نظرة على سيرة حياته منذ أن ولد عام 1948 في مدينة القامشلي من والدين جذور أصالتهما تعود لعائلة ملكي القس جرجو من مديات في  منطقة طورعابدين التي أنجبت العديد من رواد الفكر القومي واللغوي بمراكزها الدينية في الأراضي التركية.
بدأ ولعه في المجال الموسيقي منذ صغره مستدرجاً هوايته على آلة السيكسفون النفخية في فرقة محلية بمدينة القامشلي على يد مدربه حسن الترك من أصول قوقاسية، وفي منتصف الستينيات تلقى دروسه الموسيقية في المركز الثقافي في القامشلي على يد الموسيقار المعروف كبرئيل أسعد متعمقاً في الموسيقى الكلاسيكية الشرقية بضوابط علامات السلم الموسيقي على أوتار ألة العود الذي أصبح فيما بعد آلته المفضلة ، رغم خبرته في العزف على العديد من الآلات كالأوكرديون والكمان والسكسفون بدليل مشاركتة في بعض العروض التي كان يقيمها ويحييها المركز.
بعد أن أحس مما اكتسبه من معرفة عن عالم الموسيقى، إرتأى أن يطرق باب التلحين، فكانت تجربته الأولى عام 1967 لأغنية " رحمتو دلبي " كلمات الدكتور ابروهوم لحدو وغناء جليل ميلو عام 1969 ومن ثم بصوت المطرب عبد الأحد لحدو عام 1981. وفي ذات العام الذي قدم لحنه الأول إنتقل من القامشلي إلى دمشق لدراسة الموسيقى أكاديمياً، أهلته متابعاته لمشاركته في العزف مع اوركسترا الإذاعة السورية في المدينة. وعلى أثر ذلك وبمرور عدة سنوات حتمت عليه الظروف الخاصة أن ينتقل إلى أسبانيا عام 1970 لدراسة الإخراج المسرحي والموسيقى أيضاً ولفترة لم تدم طويلاً تسلح فيها على الإلمام باللغة الإسبانية ، ومن ثم آثر أن ينتقل إلى السويد ليواصل عمله الموسيقي بين أبناء جلدته من تركيا وسوريا ولبنان والعراق ليعمد بالتالي على تأسيس فرقة فنية بإسم " كودو دبابل أي بمعنى فرقة بابل " عام 1975  بعضوية أفرام أسعد على العود، جورج صومو على الطبلة وجوزيف على آلة الأوكرديون مع المطربين الأخوين سيمون وبطرس حدرولي. وفي فترة زمنية قصيرة شاع أسم الفرقة واستحوذ بين أبناء شعبنا في العديد من المناسبات الخاصة والعامة، وعلى أثر تأسيس الأندية الإجتماعية والثقافية والرياضية ومن ثم جمعها تحت مظلة إتحاد الأندية الآشورية، كان قد بلغ صدى الفرقة شأواً واسعاً في المدن المتواجدة فيها الأندية الآشورية لتتعاقد معها على إحياء حفلاتها الدورية


 والمناسبات القومية والخاصة. وفي عام 1979 أصدرت الفرقة البومها الآول من ألحان جوزيف وكلمات لينا حفو بعنوان " من بيت نهرين أثيونو أي قدمتُ من بين النهرين". وفي ذات العام وبمبادرة من اتحاد الأندية الآشورية في السويد تم دمج فرقة بابل وفرقة شميرام في تسمية جديدة بإسم "عشتار" بإدارة جوزيف الذي سعى جاهداً وزملائه على تنفيذ العديد من المشاريع الفنية، والتي كان منها دعم أغاني الأطفال بإصدار أول إلبوم عام 1980 ليتبعه الإلبوم الثاني عام 1981 فالثالث عام 1983 من ألحان جوزيف ملكي أيضاً، التي زاملت ألسن الأطفال وإستحوذت في ذاكرتهم كونها تجسد واقعهم لتداولها في العديد من المناسبات الخاصة بهم، نذكر منها: " أثمول ايمر ملفونو، توخ توخ حبيبو، تاتي تاتي"، وعلى مدى السنوات المتوالية ساهم في تلحين ما لا يحصى من النصوص التي ضمتها العديد من الإلبومات وذاع صيتها من خلال بعض الأغاني والأناشيد التي كان يحبذها ملحنها ومنها: " توخ حورو دحولمِه، آزن لو شهرو، كرحمولوخ حبيبو،عشتار وتاموز وعلَيمه دو فودبول التي غنتها جوليانا جندو عام 1993، ومن جملة ما لحنه في سنواته الأخيرة في الالفية الثالثة نذكر منها: " دلو مي حوبِيدَخ، واي واي، حبيبتو دو ليبو وغيرها.. وبالتالي ليستقر به المقام عازفاً في محطة القناة الفضائية " سورويو تي في" في سودرتاليا إحدى ضواحي ستوكهولم ومن أكبر المدن التي يقطنها الشعب الآشوري بكافة تسمياته.
ومن مآثره التي لا يمكن التغافل عنها الدورات الموسيقية التي نظمها في مدينة يوتوبوري وسودرتاليا لتعليم مبادئ الموسيقى وما تتطلبه من مستلزمات لعملية الإستمرار والإبداع. كما وكان له دوره الرئيسي في تشكيل فرقة نينوى في يوتوبوري التي أنجزت العديد من الأعمال الفنية. إن عملية إحياء أربعة كونسيرتات في بولونيا بإسم الشعب الآشوري وبدعم الناشط الآشوري الدكتور الفاضل ميخائيل عبدالله كان لها صداها في المجتمع البولوني. إضافة لمسؤوليته عن توجيه وإرشاد جمعيات هواة المسرح والموسيقى من النشء الجديد برعايتهم تحت سقف اتحاد الأندية. وبقي من مآثره التي كان يحلم بها دوماً عن " بيت كازو " بتجسيد الألحان الكنسية من خلال مجموعة من المطربين لإحياء ذلك التراث الديني واللغوي والثقافي بإسلوب حداثوي ليفند تلك الألحان التركية التي استمدت من ذلك المخزون التراثي الثري. آملين من صاحبوه واستلهموا فكرته في ذاكرتهم أن يقدموا على تنفيذ ما حلم به، لتطمئن روحه في الإخدار السماوية، طالما ستظل بصماته ظاهرة على انجازاته اللحنية التي لا تغيب عن بال أشبال المستقبل في مناسبات أفراحهم ناهيك عن المناسبات القومية.  ومما ينبغي الإشارة اليه بأن الملفونو جوزيف خدم في مجال التعليم اللغوي لغير الناطقين باللغة العربية في جامعة يوتبوري إلى جانب الترجمة باللغة الأسبانية لفترة لم تدم طويلاً، ومن ثم ليتفرغ كلياً في الحقل الذي نشأ وتربي عليه لخدمة أبناء مجتمعه الذي احتظنه ليشار اليه بالبنان بدافع مهاراته وإبداعاته ومواقفه القومية التي جسدها بألحانه وأرائه . من هذه الحقـيـقة التي ألـفها الجميع من المهتـمـين بالحقـل الموسيقي والثـقافي   
والفكر القومي حتمت عليهم مواقفه أن يشيدوا بما كان ينوي تحقيقه. بهذا ونظراً لمكانة جوزيف الفنية والموسيقية والثقافية التي حظي بها بين أبناء شعبه والمنظمات التي ساهم في نشاطاتها طواعية ودون تردد، أقدمت المنظمة الآثورية الديمقراطية في الأول من سبتمبر 2007 ولمناسبة مرور 50 عاماً على تأسيسها أي ميلادها الخمسون بتكريم الموسيقار جوزيف في حفل خاص تقديراً وتثميناً لجهوده التي لم يتقاعس عنها قط. وفي اليوم المصادف 29 نوفمبر 2009 حذا كورال الموسيقى الآشورية/السريانية في سودرتاليا حذو المنظمة بإحياء حفلة تكريمه في دار الشعب (فولكتس هوس) تم فيها عرض معظم ما لحنه وألفه من أغان وأناشيد بإدارة السيد عيسى هابيل.
بقي أن نقول: إن تحدثنا عن صفاته الإنسانية، ليس بوسعنا إلا أن نردد مقولة: فحدّث ولا حرج، لما كان يتمتع به من أخلاق عالية وروح  مرنة  مشوبة بالتسامح ومتوجة بالصبر أردتها أعاصير الداء المباغت دون توقع بإيقاف نبضات القلب الطيب  في الثامن عشر من شهر نيسان 2014 في العاصمة ستوكهولم، وعن عمر يناهز 65 عاماً، بتوديع أهله وأصدقائه ومحبيه، تاركاً من ذريته ولده سركون وابنته كارمن وعوده رفيق دربه الفني وملهم ألحانه في صمت عميق وحزن دفين إضافة لآلاته الموسيقية التي خلدتها ألحانه، وبعض الكتابات المستوحاة من نغماتها.
كفى أن نقول في نهاية المطاف: ستبقى آثاره عالقة في ذاكرة أجيال المستقبل رغم انطفاء لهيب ديمومة ألحانه مع رحيله الأبدي بإرادة من بث في روحه تلك النزعة الإنسانية والفنية والثقافية ليبقى خالداً ومثالاً مضيئاً دروب الآتين من بعده ليمتثلوا بصفاته.


367
الطالبة الأكاديمية رينا ممو
تنال شهادة الماجستير في حقل التمريض العائلي




بعد جهد من التواصل الدراسي الأكاديمي في مجال البحث العلمي للخدمات الطبية والتطبيقات العملية، كان قد حان الوقت للطالبة الجامعية رينا مَمّو في يوم الأربعاء المصادف في الثالث والعشرين من شهر نيسان 2014 لتتبوأ كرسي الدفاع عن اطروحة الماجستير في علم التمريض العائلي  معنونة أياها بتسمية:
(Triage Nurses Administrating Medication for Anaphylactic Reactions)
أي بما معناه التقريبي " فرز المصابين بالداء لتخصيص الدواء بناءً على شدّة حالتهم التحسسية" وذلك من جامعة (Resurrection University in Chicago  ) الأمريكية بمدينة شيكاغو.
بعد مناقشة طويلة عن الأسئلة التي طرحت عن مضمون الرسالة  من قبل اللجنة المشرفة استطاعت الطالبة رينا ان تسلط الأضواء بإيجابية تامة عما تعنيه في اطروحتها على خدمة المجتمع بشكل عام والذين يعانون من الحالة النفسية والمرضية بشكل خاص. بعد ذلك اجتمعت اللجنة المشرفة وأعلنت قرارها بمنحها درجة النجاح بتفوق على نيلها شهادة الماجستير، آملين منها ديمومة الإستمرار في بحوثها المستقبلية لخدمة المجتمع.
بقي أن يعلم القارئ الكريم بأن الطالبة رينا هي ابنة الدكتور دانيال ممو المتخصص في الطب الإشعائي وعمها الأديب المعروف الأستاذ ميخائيل ممو.
ولا يسعنا في إدارة عينكاوا كوم إلا أن نهنئ الأخت رينا ممو على مسعاها، آملين أن تسعى لنيل الدكتوراه.













368
أعضاء رابطة الكتاب والأدباء الآشوريين
تحياتي... وشكراً لكم على تجاوبكم.
أجل.. اشاطركم الرأي فيما ذهبتم اليه من مؤشرات تدعنا دوماً نتراوح ونتأسى في دائرة الماضي الأليم بما حلّ بواقع وجودنا في ديار الشرق الذي قصدتموه، وأدى إلى ضياع وتلف تراثنا الأدبي واللغوي ومسحه  من الساحة التي احتوتنا في أرجاء متفاوتة من ذلك العالم، ليبقى القسم المتبقي حبيس الدهاليز والأروقة المخفية... وها انتم اليوم تثبتون بوعيكم بأنكم من سليلي ذلك النبع الثر الذي لا ينضب والواقع الأصيل الذي احييتم جذوره بتفانيكم لتشكيل رياض رابطتكم بعناصر فروعها من ذوي الفكر والمعرفة من الأدباء والكتاب والشعراء لسان حال الشعب الذي يسعى لإثبات وجوده وديمومة عطائه تماشياً مع تطلعات الشعوب الحية، وتلك المسلوبة حقوقها ساعية لتحقيق أمانيها وآمالها وأهدافها كضمانة لأجيالها المستقبلية، مثلما سعينا في حينها في أوائل السبعينات من منطلق تأسيسنا لإتحاد الأدباء والكتاب الآشوريين الذي تم رفضه من جلاوزة السلطة الحاكمة المتمثلة بوزارة الداخلية ليتم استعاضته عمداً بتسمية "جماعة أصدقاء الأدب" في النادي الثقافي الآثوري، ومن ثم ما فرض علينا من أسماء بتشكيل إتحاد الأدباء وفق قرار تسمية منح الحقوق الثقافية آنذاك. بدورنا عمدنا على تنفيذ بنوده ومواده بمنأى عما نوته السلطات لتنفيذ الغايات المقصودة من أهدافه ووسائل تحقيقها بدليل اصدارنا باكورة منشورات ذلك الإتحاد بإسم " ربيع الإتحاد الآشوري" وتدوين كلمة الآشوري عمودياً على شاكلة الكتابة المسمارية بثقاب الكبريت (دِقاق عيدان الشخاط) بحيث أودت بنا تلك المفردة الأصيلة إلى التساؤل والإستغراب والإستجواب من رقابة المطبوعات بوزارة الإعلام، ومن يمتلك ذلك الكتاب الذي هو بمثابة ديوان شعري لمجموعة من الشعراء يتسنى له معرفة ذلك التحدي المقصود. وفي الختام نشكر لكم تهانيكم لمناسبة "يوم اللغة الآشورية" ونحيطكم علماً بأن المجلس القومي الآشوري سيحيي هذه المناسبة يوم 25 نيسان في احتفال كبير، وكذلك مجموعة معلمي اللغة الآشورية في السويد يوم 26 نيسان في نادي بابيلون الآشوري بمدينة يونشوبينغ بمشاركة مجموعة من روضة الأطفال وتلاميذ المرحلة الإبتدائية والمتوسطة والثانوية بتقديم فعاليات عديدة وحضور اولياء الأمور بالتعاون مع معلمي وتلاميذ اللهجة الغربية ونادي طورعابدين في مدينة يونشوبينغ.
وعن اشارتكم لموضوع التكريم احيطكم علماً بأنه في السنة الماضية شمل التكريم إحدى الناشطات الآشوريات أيضاً، وسيكون إحياء تكريم هذه السنة يوم 29 حزيران في شيكاغو بترشيح مجموعة من الأدباء والإعلاميين والتأكيد على اختيار ثلاثة شخصيات.
ميخائيل ممو    

369
السادة الذين خصونا بمداخلاتهم وتعقيباتهم الإيجابية.. شكراً لكم جميعاً.. مع بالغ تقديري
lميخائيل ممو

رد على أسئلة لغوية

الأخ الفاضل أدّي والطموح في طروحاته..
حينما تكتب لي فيما تتوصل اليه من استفسارات تذكرني بالمرحوم والدك شماشا كيوركيس دأشيتا من خلال مجلة " المثقف الآثوري " التي كنت في حينها سكرتير التحرير، وما يدور بيننا من نقاشات حول تهجئة صياغة بعض المفردات، حيث كان يقول لي: " إن لم تُصَحّح وتُشَذّب من اللهجة لا أكمِل تنضيد حروفها ". وها أنت اليوم تعيد بذاكرتي لأربعة عقود (40 عاماً) مضت لأشم رائحة تلك الأيام التي كانت بوادر نهضة الأدب الآشوري في أروقة النادي الثقافي الآثوري بمهرجاناته الشعرية والفنية ومحاضراته الأدبية والفكرية، إضافة للعمل الإذاعي والتلفزيوني إلى جانب بعض الجمعيات الأدبية واتحاد الأدباء بهيمنتها على إصدار مجلتي " قالا سوريايا " ومجلة " الكاتب " مع بعض الإصدارات الأدبية.
وفيما يخص اسئلتك أود القول: بأن التطور اللغوي عادة ما يتأتى من صراعات التنافس الحضاري وبما تفرضه دواعي وعوامل متطلبات الحداثة على استحداث ما يتماشى وينسجم مع واقع الشعوب بتأثير الظروف البيئية وحاجة اللغة للتواصل مع ما هو مُستحدث بغض النظر عن كلاسيكية تلك اللغة المألوفة بالمنبع لأصالتها. كما هو الحال لأبجدية اللغة العربية بإضافة أصوات " ثخذ ، ضظغ " والآشورية في أصوات " ܒܼܓܼܕܼܟܼܦ̮ܬܼ "  " بغذخفث " أو صوت الجيم العربية الذي يقابله في الآشورية بإضافة رمز اشارة المجليانه (  ̃) تحت حرف ( ܓ ) الآشوري  الشبيه بحرف گ الفارسي واللفظ الإنكليزي في كلمة ( Going ) لتوليد صوت ج كما في اسم جورج. حالها حال أغلب لغات العالم التي تفتقر ابجديتها من بعض الأصوات لتقدم على دمج حرفين مع بعضهما وتوليد الصوت المطلوب مثلما في الانكليزية " ch, sh  " والسويدية في " sj, kö ". كما وإن أهمية إضافة الأصوات تفرضها حاجة النطق الصحيح لأصوات حروف اللغات الأخرى، مثلما هو الحال في العربية لحرف الضاد وفقدانه في الآشورية ليتم استحداثه بوضع نقطة تحت صاد الآشورية كما في اسم خضر لتكتب بالشكل التالي ( ܚܨܼܪ ). وهكذا دواليك مثلما تفتقر العربية لصوت ( P )  ليستعار الحرف الفارسي الشبيه بحرف الباء (پ) بالنقاط المثلثة تحته والمتواجد أصلاً في الأبجدية الآشورية المرادف لها في التسمية الآرامية والسريانية والكلدانية.
لكي يمكنني الإجابة على ما تفضلت به، اقتبس نص مادونته.
1 ـ في بعض الكتب المطبوعة في اورميا نجد كلمة " نينوى " مكتوبة بشكلين كالاتي :
" ܢܥܢܘܐ ... ܢܥܢܒܐ " الاولى " نينوى بحرف الواو " والثانية " بالباء المخففة / ركختا " . ممكن تقترح لنخبة الادباء الاشوريين الذين قرروا يوم اللغة الاشورية باننا نحتاج لاضافة حرف " V " بالانكليزي للغتنا علما بان هذا الحرف لم يستخدم في منطقة هكاري بل في اورميا .
   
الإجابة: ما هو متعارف عليه بأن اسم ( ܢܝܢܘܐ ) يكتب بالعربية نينوى مثلما هو بحرف الواو في الأبجدية الآشورية، ولكن لو كتبناه بالحرف الإنكليزي لأصبح (Nineveh,Nineve,Ninewe) بإستنتاجنا لحرف الباء المركخة بالآشورية أي التي استحدثنا تسميتها بحرف (ويت أو ڤيت) والتي نعني بها حرف ( V ) أو ( W ) وتم قياس كتابتها بالباء المركخة بشكل خاطئ. لذا في حال تطبيقنا لقاعدة التركيخ على حروف (ܒܓܕܟܦܬ) ، نجد ان القاعدة لا تنطبق على تركيخ او تخفيف الباء في اسم (ܢܝܢܒܐ)  ، لكون كلمة (ܢܝܢܘܐ) تتكون من مقطعين هجائيين، الأول من مقطع مغلق (نين او نِن) والمقطع الثاني مفتوحاً. لهذا لا ينبغي كتابتها بالباء المركخة بناءً للقاعدة التي تقول: " إذا ورد أحد حروف ( ܒܓܕܟܦܬ ) بعد المقطع المغلق كان الحرف مقشّى. لذا علينا كتابة تدوين اسم نينوى بالواو وليس بالباء المركخة.
 2.  في كتاب الخدرا على سبيل المثال نجد كلمة مؤنث " عينه ـ ܥܥܢܘܗ ـ عين ياء نون واو هاء فوقها نقطة " حرف واو بحركة رواصا ولكن بعض الكتاب يكتبوا واو بحركة رواخا . ممكن تقترح لنخبة الادباء الاشوريين ان نوحد بكتابتنا اما ان تكون واو رواخا مثلما في كتاب الخدرا او واو رواصا كما يكتبها الكثير من ادبائنا . لعلمك .. انا دائما اكتبها واو رواصا .
الإجابة: إن موضوع تشكيل المفردات بالحركات الشرقية السبع شائكة جداً لمن لا يفقه موازين تصريف الأفعال كما هو في تصريف افعال اللغة العربية. لهذا نجد العديد من كتابنا يقتفون عملية اللفظ في الإمالة والإطالة على ضوء تطبع النطق اللهجوي بدلالة ما استنتجته من كتابات ادبائنا في العراق وسوريا وبلدان المهجر، بحيث تبين لنا عن استعمال عشر حالات متفاوتة لتحريك مفردة واحدة، أي بما معناه أن يكتبوا بما يتم لفظه، وأسباب ذلك عديدة ولا تخفى عليكم.
أما عن كلمة (ܥܥܢܘܗ ) إن كانت تكتب بالرواخا (ܘܿ) أو رواصا (ܘܼ) فعلينا أن نعرف صوت هاتين الحركتين. الأولى تشبه صوت الواو العربية في كلمة "خوخ" باللهجة العراقية والحرف الإنكليزي (o)  في مفردة (show) ولها قواعدها  الخاصة في كتابة الكلمة التي تحتويها وبفتح دوران الشفتين. أما الثانية حركة رواصا أو الرباص يشبه صوتها الواو في مفردة "شؤون" والحرف الإنكليزي (o)  في الضمير (you)  والفعل السويدي (Bo) أي يعيش أو يسكن، ولها قواعدها الخاصة أيضاً في استعمالها داخل الكلمة وبتصغير دوران الشفتين.
سؤالك يتعلق بتصريف الضمير المتصل بالإسم للشخص الثالث المفرد المؤنث لا المذكر كما يبدو من اشارتك لذلك. وعلى ضوء معرفتي ومطالعاتي هناك طريقتان متبعتان في التصريف للحالة التي ذكرتها مدونة في الجدول أدناه، فيما إذا استثنينا التصريف الكلاسيكي في حالة الجمع.
التصريف   الشخص   الجنس   حالة المفرد
التصريف الأول   الثالث   المذكر   ܥܲܝܢܘܼܗܝ   ܥܲܝܢܹܗ
التصريف الثاني   الثالث   المؤنث   ܥܲܝܢܘܿܗܿ   ܥܲܝܢܵܗܿ
تعقيب: الأصح أن تكتب بالرواخا للمؤنث لإنسجامها مع اللفظ التأنيثي نطقاً. ولكن من الأسهل أن يتم استعمال تصريف المفردتين المدونتين باللون الأحمر أي (ܥܲܝܢܹܗ) و (ܥܲܝܢܵܗܿ) لسهولة التدوين والتهجي كما في العربية التي يقابلها " عينه و عينها " بإضافة الهاء فقط وتغيير الحركات.
وفيما يخص تسمية المجلد لا بأس من ذلك، ولكن لا تنس بأن مفردة الجزء هي تتّمة لما يسبقها أو يليها من أجزاء، وبالإمكان القول اربعة مجلدات في عشرة أجزاء، وبما أن القاموس الآشوري صدر في 21 كتاب مطبوع فلا غرو في التسميتين طالما يتضمن كل جزء أو مجلد على التسلسل التدريجي للحروف المتبعة.
آملاً أن اكون قد وفيت بما ساورك من تساولات مع شكري الجزيل لمتابعاتك واهتماماتك الأدبية واللغوية.

ميخائيل ممو
mammoo20@hotmail.com

370
الذكرى الأولى ليوم اللغة الآشورية


 
بقلم: ميخائيل ممو

ونحن على أبواب الإحتفال بيوم اللغة الآشورية الذي تم إقراره بتاريخ 23.06.2013 في حفل تكريم مجموعة من الأدباء الآشوريين من دول مختلفة بإهتمام ورعاية المجلس القومي الآشوري في شيكاغو بولاية إلينوي، تم إعتماد تسمية يوم 21 نيسان من كل عام بيوم اللغة الآشورية  للإحتفاء بهذه المناسبة التاريخية في أروقة وأفنية مدارسنا ومؤسساتنا الثقافية والأدبية والدينية والقومية، إسوة بالشعوب التي خصصت أياماً للإحتفاء بيوم لغاتهم الأم إلى جانب أيام أخرى لمناسبات عديدة لها مكانتها في تاريخ تلك الشعوب.
وبما أن اللغة الآشورية لها جذورها الأصيلة في ساحة العمق التاريخي بما منحته للبشرية من نور العلم والمعرفة بدلالة معالم الحفريات ورُقمها الطينية وما حوته خزائن مكتبة آشور بانيبال من منجزات حضارة بلاد النهرين، بدأت منابت فروعها تزهر ثانية في أرض أصالتها. ومن جراء ذلك إرتأى المكرمون وهيئة المجلس القومي الآشوري أن يكون اليوم المُشار اليه مخصصاً للمناسبة المذكورة بحضور ما يزيد عن 350 شخصاً من أبناء شعبنا يوم إعلان النبأ السار في يوم التكريم، مستقبلين أياه بفرح شديد وترحيب حاد بما له من أهمية وفاعلية كمنجز تاريخي للإحياء اللغوي بغية النهوض من الكبوة التي لازمت اللغة الآشورية لقرون عديدة، واليوم بدأ التاريخ يعيد نفسه حين بدأت بوادره تشرق في آفاق الوطن الأم وبلدان المهجر بتأسيس المدارس الرسمية والخاصة وإعلاء شأن الصحافة ووسائل الإعلام والتأليف والنشر بعد غياب دام العديد من القرون بسبب الأحداث الدينية والسياسية والأوضاع المزرية لظروف غير طبيعية من الإضطهادات والتجاوزات في مناطق تواجد الشعب الآشوري بكافة مذاهبه ومكوناته، مروراً بغزوات مظالم المغول على انتهاك حرمة الكنائس والمساجد وإتلاف كنوز الثروات اللغوية بما فيها المصادر الدينية، إضافة لما اختلقه المبشرون الأجانب فيما بعد بحكم سياسة التمذهب الديني والطائفي في تاريخنا الحديث الذي زاد من حدة الإنشطار والإنقسامات والتسميات التي لا زلنا نعاني منها، ناهيك عن فلسفة رجال الدين بما خلقوه وخلفوه منذ الأربعة قرون الأولى من انتشار المسيحية، إلى جانب الإضطهادات والمذابح التي لحقتها في العهد العثماتي وسببت تشتيتهم في أراض مترامية الأطراف من أرجاء العالم يشكلون اليوم فيها تكوينات اثنية بإسم الآشوريين كما هو الحال في تركيا وإيران وروسيا وأرمينيا وجورجيا وسوريا ولبنان وأمريكا واستراليا والعديد من الدول الأوربية دون أن يتخلوا عن عاداتهم وتقاليدهم ولغتهم ووجودهم القومي.
ما هو متعارف عليه بتأكيد المتبحرين في العالم اللغوي والتربوي والإجتماعي بأن اللغة هي هوية الشعب الناطق بها في تعامله اليومي الدائم وممارسة شؤونه الرسمية وشبه الرسمية التي تفرضها منهجية مؤسساته.
من هذا المفهوم المنطقي والعقلاني يتضح لنا وكما يقال عن تواجد ما يقارب الستة آلاف من اللغات في شعوب العالم، منها المألوف ومنها المجهول ومنها التي في دورها للزوال والذوبان. فالقليل من المألوف أقرت لها أياماً للإحتفال بيوم لغاتها، وبقي القدر الكبير دون ذلك لأسباب لهجوية وقومية وجغرافية مناطقية وتعدد صيغ الناطقين بها، وإنحصار البعض منها على مجاميع اثنية نائية في أماكن تواجدها على مر السنين بعيدة عن ركب العالم الحضاري.
أما اللغة الآشورية التي عاصرت العهود والفترات الزمنية المتفاوتة منذ العهد الأكدي مرت بمراحل متعاقبة نتيجة التطور اللغوي ـ إن لم يكن التمييزـ بتبديل أشكال الحروف  والرموز المألوفة واستحداث رسمها بشكل مغاير مع تفاوت أصواتها وألفاظها اللهجوية وشكل الحركات واستعارة المفردات الدخيلة بحكم المعايشات المناطقية مع شعوب أخرى بفرض سيطرتها، ومن ثم انتحال التسميات المرادفة على مر السنين كالآرامية والسريانية والكلدانية وغيرها من التسميات المستحدثة، علماً بأن صيغها اللغوية هي ذاتها في هيكلة تكوينها ضمن أصول جذورها اللغوية التاريخية بمفرداتها وقواعد نحوها وصرفها وبشكل خاص اللغة الآشورية الشرقية الحديثة بمجاراتها لمفهوم الحداثة رغم تحفظها بجذور أصالتها كإمتداد لغوي لإصول اللغة الآشورية الكلاسيكية التي منبعها ومصدرها تلك التسميات المؤكدة في علم الآشوريات باللغة الآشورية البابلية أو البابلية الآشورية  كفرعين لهجويين ناتجين عن الأصل المشترك للغة واحدة متمثلة بالتسمية الأكدية التي شملت منطقتي بابل وآشور بإصطلاح تلك التسمية من أرضية الموقعين المألوفين بالشمالي المتمثل بآشور والجنوبي المتمثل ببابل لكون الدولة البابلية الحديثة هي بمثابة امتداد لإمبراطورية آشور ، كما هو الحال في تسمية رأس السنة الآشورية البابلية، وكذلك في أوجه التقارب والتشابه بين العربية والأكدية، أو العربية والآرامية أو التسمية السريانية المستحدثة عن اللفظة الآنكليزية اس ـ سريان. شأنها شأن مجموعة اللغات الجرمانية الإسكندنافية المعروفة بالسويدية والدنمركية والنرويجية القريبة من بعضها في القياسات النحوية والثروة اللغوية بتسميات مختلفة من أصل مشترك فرضتها مؤشرات وخصائص التحول الديموغرافي وطبيعة التوزيع الجغرافي كدول مستقلة عن بعضها مثلما كانت بابل وآشور. وليس من المُستبعد أن نستدل عن واقع اللغة الأكدية بتسمية الآشورية البابلية مثلما كان تواجد اللغة اللاتينية  قبل الميلاد وبعده كلغة رسمية ولغاية القرن السادس عشر بعد الميلاد حين غابت شمسها بسبب انبثاق اللغات القومية النامية في الغرب بدوافع الإنتماء الجغرافي والإجتماعي والإثني والسياسي لتحل محلها مطعمة بمفردات آدابها وعلومها وفلسفتها إلى جانب بقاء تراث اللاتينية بشكل رسمي في كنف المؤسسة الدينية الغربية كلغة رسمية في أفنية الكنيسة الكاثوليكية في الفاتيكان، مثلما هو الحال للآشورية الكلاسيكية بنعوتها المرادفة المطابقة للأصل عن عدم التخلي من استعمالها في الطقوس الدينية للكنيستين الشرقية والغربية بلهجتين متقاربتين، رغم امتعاض البعض من التسمية الأصل لأسباب سياسية ومذهبية نحن في غنى عنها في الميدان اللغوي.     

لهذا فإن استغرابي هنا من ذلك الإمتعاض أن لا يحاول الممتعضون من الإقتراب على فهم أوجه الحقيقة التي مصدرها أولئك الخبراء وعلماء اللغات القديمة والحديثة البالغ عددهم أكثر من 85 لغوياً قضوا أرداحاً من الزمن منذ عام 1921 وعلى مدى 90 عاماً بالتوالي على دراسة وتمحيص وتوثيق القاموس اللغوي الكبير في جامعة شيكاغو الذي نعتوه بتسمية " القاموس الآشوري" في واحد وعشرين جزءاً، بإعتباره منبع وأساس التسميات المركبة  والمذكورة آنفاً بدوافع محو أصالة التسمية القومية الآشورية التي لحقتها اسباب أخرى لا تغرب عن البال كالتعريب والتذويب.
هذا ليس معناه أن ننفي كلياً دور تسمية اللغة الآرامية وما استحدث منها، ونلغي وجودها من آدابنا وعلومنا القديمة والحديثة طالما اتسعت حدود رقعتها ومساحة أهميتها بحكم تسهيل صعوبات الكتابة المقطعية المسمارية إلى هجائية وبحروف صوتية وإتسامها بلين وبساطة أصواتها وصيغها وتراكيبها المستمدة من مراحل تطورها المبني على وجود اللغات التي قبلها، كونها من فصيلة اللغات السامية ذات الجذور المشتركة، وكذلك ينطبق الأمر فيما يخص استحدات التسمية السريانية في العصر المسيحي لحين مجئ الدين الإسلامي وسيطرة اللغة العربية على تلك التسميات التي بدأت تعيد نفسها في تاريخنا الحديث كما أشرنا آنفاً من خلال النهضة الأدبية والثقافية والإعلامية الحديثة التي يسرت إحياء الوجود اللغوي إنطلاقاً من مبدأ حقوق الإنسان وما أقرته منظمة اليونسكو بعد الأحداث الدامية في دكا عاصمة  بنغلادش ومطالبة شعبها من السلطات للإعتراف بلغتهم الأم البنغالية وبوجودها الشرعي بمصاف اللغات الأخرى المتداولة.
على أية حال ليكن في علمنا جميعاً، إنه مهما غرنا في تفاصيل ما أشرنا إليه بإسلوب سفسطائي ومن غير قناعة للإعتراف بالحقيقة سنظل نجري كجريان الأنهر الضيقة التي تصب في البحار الصاخبة الأمواج التي لا تدعنا نعوم فيها بهدوء وروية لنريح أنفسنا في العوم ونريح الذين يتأملوننا على الساحل. هذا ما يتسنى لي تشبيه واقعنا المرير في تاريخنا المعاصر بتأثير الأمواج الهائجة الصاخبة المتمثلة بأولئك الذين يفكروا دوماً على شاكلة قصر مسافة أظلالهم في وضح النهار والتي تبددها سطوة الظلمات.
وفي خاتمة المطاف نهيب برسل التربية والتعليم باللغة الآشورية والجمعيات والمؤسسات الثقافية والأدبية أن لا يبخلوا من مد يد العون لطلبتنا ومن المهتمين بلغتنا في الإقدام على الإحتفاء بهذا اليوم في الذكرى الأولى وعلى مدى السنوات القادمة ليتحسسوا بمدى أهمية اللغة وتأثيرها في حياتهم.

mammoo20@hotmail.com


372
أدب / رد: إيثالاها
« في: 00:08 18/03/2014  »
الكاتب والباحث الدائم العطاء أدمون لاسو
هواجسك التي جسدتها وإن كانت منابعها من هَمّ وقلق يراودك، فلا تنس إنها أحاسيس توخزها مشاعر الذكريات، تلك الذكريات التي تجول في خاطرك لتزيد من قوة وعيك في العطاء الفكري، وكما عهدناك في تآليفك، ولا يغرب عن بالك بأنه مهما غابت الشمس فلا محالة من عودتها بشروقها وبسط أشعتها ونورها.. وستبقى أضلع ثالوثك المقدس خالداً من صلبك مثلما أنبأك العراف، ومثلما توجتَ أصداء سردك بلغة المخلص بمشاعر الشعر المنساب كإنسياب الدمع على الوجنتين، ممزوجاً بألم الحسرات والحنين بتلك الصور الحسية التي نقلتها في قصيدتك.
ميخائيل ممو

373
الأخ د. ليون
شكراً على ما تفضلت به، وإن ما آلينا إليه هو ما ينبغينا فعله بحكم الواجب الأدبي الذي يحتمه علينا كل عمل يرتقي لمصاف التوجيه الإصلاحي بغية الإنتفاع منه وتوسيع رقعته للصالح العام.
وللأخ الطموح والمواظب في مداخلاته باللغة الأم السيد قشو لا يسعني إلا أن اخاطبه بذات اللغة قائلاً:
تودي ساكي.. باسيما رابا.
ܬܵܘܕܝܼ ܣܵܓܝܼ ܪܲܚܡܵܐ ܡܸܬܼܒܲܠܩܵܢܵܐ ܕܣܸܦܪܵܝܘܼܬܵܐ ܘܠܸܫܵܢܵܐ ܐܵܬܘܿܪܵܝܵܐ ܒܐܵܢܝܼ ܡܲܢܗܲܪܝܵܬܘܿܟܼ ܐܲܡܝܼܢܵܝܹ̈ܐ ܘܝܵܗܒܼܵܢܹܐ ܕܠܒܼܝܼܒܼܘܼܬܵܐ ܠܡܲܓܡܲܪܬܵܐ ܕܡܹܐܙܲܠܬܵܐ ܐܘܼܡܬܵܢܵܝܬܵܐ ܒܣ̈ܝܵܓܼܹܐ ܕܐܲܬܘܵܬܹ̈ܐ ܠܵܘܓ̰ܵܢܹ̈ܐ ܕܠܸܫܵܢܵܐ ܥܲܬܝܼܪܵܐ ܘܡܲܪܕܘܼܬܵܐ ܐܘܼܣܝܼܝܵܝܬܵܐ ܠܢܝܼܫܵܐ ܕܡܸܬܼܩܲܕܡܵܢܘܼܬܵܐ ܘܡܸܬܼܛܵܘܪܵܢܘܼܬܵܐ.
كما وأشكر الإخوة حكيم البغدادي، قيصر شهباز، سليم كجوجا، طلعت ميشو، سامي هاويل، فريد وردة على تحفز مدارككم وأحاسيس أناملكم على صياغة عبارات التهنئة لزميلنا د. ليون والثناء على ما دبجناه كمدعاة لحثكم على مداخلاتكم القيمة. آملين أن نرتقي دوماً لدرجة النزاهة في تدويناتنا المستقبلية بروح الألفة والمحبة.
ميخائيل ممو

375
ܡܲܠܦܵܢܵܐ ܚܩܝܼܪܵܐ ܘܣܵܦܪܵܐ ܢܲܗܝܼܪܵܐ ܒܲܕܪܵܐܢ ܐܲܡܪܵܝܵܐ
ܬܵܘܕܝܼ ܣܵܓܝܼ ܪܲܚܡܵܐ ܕܣܸܦܪܵܝܘܼܬܵܐ ܘܡܲܪܕܘܼܬܵܐ ܘܕܝܲܪܬܘܼܬܵܐ ܐܵܬܘܿܪܵܝܬܵܐ ܠܐܵܗܵܐ ܡܠܘܿܐܵܐ ܡܲܘܬܪܵܢܵܐ ܒܘܼܬ ܣܵܦܪܵܐ ܗܥܝܼܕܵܐ ܘܣܘܼܥܪ̈ܵܢܹܗ ܡܚܲܦܝܹ̈ܐ ܒܥܸܠܬܵܐ ܕܒܝܼܫ ܓܲܕܘܼܬܵܐ ܘܡܲܚܦܲܠܬܵܐ ܕܫܘܼܬܐܵܣܝ̈ܢ ܟܠܵܢܵܐܝܼܬܼ ܕܠܵܐ ܦܘܼܪܫܵܢܵܐ. ܘܒܗܿـܝ ܥܸܕܵܢܵܐ ܐܝܼܬܠܲܢ ܛܥܵܢܬܵܐ ܕܡܸܢܬܵܐ ܡܸܢܵܘܟܼܘܿܢ ܒܘܼܬ ܣܘܼܥܪ̈ܵܢܘܿܟܼ ܩܵܐ ܡܢܵܚܲܡܬܵܐ ܕܣܸܦܪܵܝܘܼܬܵܐ ܐܵܬܘܿܪܵܝܬܵܐ ܘܝܲܪܬܘܼܬܵܐ ܐܘܼܡܬܵܢܵܝܬܵܐ ܒܡܸܨܥܵܝܘܼܬܼ ܡܠܘܼܐܹ̈ܐ ܕܟܹܐ ܦܵܪܣܝܼܬܘܼܢ ܠܗَܘܿܢ ܒܹܝܠ ܥܸܕܵܢܵܐ ܘܥܸܕܢܵܐ.
ܥܲܡ ܚܘܼܒܝܼ ܘܐܝܼܩܵܪܝܼ ܠܛܢܵܢܵܘܟܼܘܿܢ.
ܡܝܼܟܼܵܐܝܠ ܡܲܡܘܼ ـ ܣܘܝܼܕܸܢ


378
ܡܝܲܩܪܵܐ ܒܲܗܪܵܐ
ܩܵܒܸܠ ܚܘܼܒܝܼ ܘܫܠܵܡܝܼ
ܬܵܘܕܝܼ ܣܵܓܝܼ ܠܡܲܢܗܲܪܬܘܼܟܼ، ܘܐܲܝܟܼ ܕܦܝܼܬܵܐ ܝܠܵܗܿ ܝܕܝܼܥܬܵܐ ܡܿܢ ܕܛܵܥܹܐ ܝܲܢ ܒܵܨܹܐ ܒܸܬ ܡܵܫܟ̰ܚ. ܘܒܘܿܬ ܡܲܪ̈ܓܲܢܝܵܬܹܐ ܕܡܢܵܚܵܐ ܥܝܼܣܵܐ ܒܸܢܝܵܐܡܝܢ ܠܹܐ ܗَܘܵܘ ܛܡܝܼܪܹ̈ܐ ܒܗܿـܝ ܕܙܲܗܪܝܼܪܵܝܗـܝ ܠܵܘܓ̰ܵܢܵܐ ܐܵܡܝܼܢܵܝܵܐ ܗܘܵܐ. ܐܝܼܢܵܐ ܥܸܠܬܵܐ ܕܦܵܫܲܡܬܵܐ ܝܠܵܗܿ ܕܫܘܼܬܐܵܣܝ̈ܢ ܒܟܠܲܝܗـܝ ܫܒܼܝܠܹ̈ܐ ܘܥܲܬܝܼܪܲܢ ܠܹܐ ܝܢܵܐ ܗَܘܝܹܐ ܣܲܢܕܵܢܹ̈ܐ ܘܡܥܲܕܪ̈ܵܢܹܐ ܠܗܲܕܟܼܵܐ ܦܪ̈ܨܘܿܦܹܐ ܛܲܪ̈ܩܹܐ، ܘܠܵܐ ܡܲܢܫܸܬ ܕܐܝܼܬܠܲܢ ܒܲܝܢܬܼ ܒܢܲܝ̈ ܐܘܼܡܬܲܢ ܦܲܪ̈ܨܘܿܦܹܐ ܕܠܹܐ ܐܬܝܼ ܠܸܡܢܵܝܵܐ ܒܚܲܩܠܹ̈ܐ ܦܪ̈ܝܼܫܵܐ ܕܝܼܠܹܗ ܣܘܼܥܪ̈ܵܢܲܝܗـܝ ܡܚܲܦܝܵܐ ܥܲܠ ܪ̈ܵܦܹܐ ܕܕܲܗܠܝܼܙܹ̈ܐ ܡܸܬܼܢܲܫܝܵܢܹ̈ܐ ܒܥܸܠܵܬܹ̈ܐ ܡܸܫܬܲܚܠܦܹ̈ܐ، ܘܐܸܕܝܘܿܡ ܒܛܢܵܢܵܐ ܕܡܲܘܬܒܼܵܐ ܐܘܼܡܬܵܢܵܝܵܐ ܐܵܬܘܿܪܵܝܵܐ ܕܐܝܼܠܝܼܢܘܿܝܣ ـ ܫܝܼܟܵܓܘܿ ܚܵܦܘܿܛܹܐ ܝܠܹܗ ܕܡܲܚܙܹܐ ܥܲܠ ܦܵܬܵܐ ܐܵܢܝܼ̈ ܣܵܦܪܹ̈ܐ ܘܣܝܘܿܡܹ̈ܐ ܘܝܘܼܕܵܥܵܝܹ̈ܐ ܥܵܒܼܘܿܕܹ̈ܐ ܒܐܘܼܪܚܵܐ ܕܡܝܵܩܲܪܬܲܝܗـܝ ܫܹܢَܬܵܐ ܒܵܬَܪ ܫܹܢَܬܵܐ ܓܵܘ ܚܲܕَ ܫܵܒܼܘܿܥܵܐ ܡܲܪܕܘܼܬܵܢܵܝܵܐ ܕܝܼܗَܘܵܐ ܦܠܵܛܹܗ ܪܫܲܡܬܵܐ ܠܝܵܘܡܵܐ ܕܠܸܫܵܢܵܐ ܐܵܬܘܿܪܝܵܐ 21 ܢܝܼܣܲܢ ܫܹܢَܬܵܐܝܼܬܼ.
ܡܝܼܟܼܵܐܝܠ ܡܲܡܘܼ   
 

379
نعم استاذنا الفاضل د. ليون.. إن كان حقاً شعبنا يؤمن بالمخلص الذي تفوه بذات اللغة المقدسة، وأدى ما عليه من خلالها لكنا اليوم قد ملأنا رفوف المكتبات بما لا يحصى من المؤلفات والنتاجات بفروعها المختلفة والمتفاوتة، مثلما خلفه لنا اسلافنا لتركن في خزائن دهاليز متاحف العالم الغربي، وليس على أقل ما يمكن في مواطنها الأصلية. وهذه دلالة على ما اشرت اليه في قولك" دون هذه اللغة وممارستها كلما سنحت الفرصة لنا وضمن أي نشاط او مكان كنا سنقرأ على كل تاريخنا وإرثنا وأنفسنا السلام."
أما إشادتك بدوري ـ شكراً لك ولمشاعرك ـ فهي من واجبي وما تسلحت به من المعرفة هو ليس حصراً بما أؤمن به، بل أنه من مُلك بني شعبنا بكافة تسمياته وانتماءاته، رغم الإنتماءات المذهبية والحزبية التنظيمية والتسموية... فأنا من واجبي أن أطرح ما لدي على لوحة اعلاناتنا، وأن لا اخفي ما بجعبتي. كما ولي الشرف من مقولتك: " ولا يسعني هنا إلا أن أشيد بدور الأستاذ ميخائيل الذي تدرس كتبه في السويد ودول أخرى وصار لوحده موسوعة لغتنا المحكية الساحرة وهو اليوم يقود حملة إحياء لغتنا في دول الإتحاد السوفيتي السابق." كوني أؤدي ما يمليه عليّ ضميري ومسؤولياتي لخدمة أبناء شعبنا.
أظنك على علم دكتورنا الطموح وكاتبنا الصريح الفذ بما تطويه وتخزنه خلايا العقل الباطن عن المستقبل القريب بما ارتأيناه عن النهضة اللغوية من خلال ما تحدثنا عنه مرارا وتكراراً عن اسس المراحل التعليمية في السويد. ما نرجوه ونتمناه أن يمنحنا الرب الصحة والعافية لتحقيق ما نصبو اليه بجهود الخيرين والمؤمنين بمواقفنا من امثالكم وامثال الاب دانييل شمعون الذي هو الآخر يعاني من معاناتنا.
وأخيراً وليس آخراً، وكما نوهت : " إن خسرنا لغتنا خسرنا كل شيء، خسرنا التاريخ والتسمية والتراث والفنون والثقافة والأداب والليتوريجا والطقوس وكل ما يتعلق بنا كشعب أبي وكنيسة مشرقية مجيدة."
أقولها تعقيباً وإضافة لمقولتك: ليس الخسارة فقط، وإنما الضياع والهلاك والإنقراض... فيصبح وجودنا وجود تلك المومياوات او المومياءات المرتبطة بالأساطير، رغم وجود اصحابها أحياء يرزقون ويقتصر وجود من يتقن ويتفهم لغتهم على أقل نسبة مما يمكن قياسها بالملايين.
إذن ما علينا اليوم إلا أن نجعل من لغتنا وتقاليدنا وثقافتنا وطناً جغرافياً لنا أينما تواجدنا، عسى أن يعيد التاريخ نفسه متى ما شعرنا بمفهوم معنى التآزر والأخوة والوحدة. تأكيداً لكلامك الذي مفاده: " وإلى كل مكونات شعبنا أقول إن المكون الذي يحافظ على لغتنا ويمارسها هو المكون الذي علينا الإلتفاف حوله."
آملاً من جوابي هذا أن أكون قد وفيت نوعا ما لمن يمر عليه مرور الكرام لتحفيز مشاعرهم واحاسيسهم.
مع خاص حبي وتقديري
ميخائيل ممو ـ السويد
  


380
[color=pink]ܡܝܲܩܪܵܐ ܛܲܢܵܢܵܐ ܪܵܒܝܼ ܩܲܫܘܼ
ܒܲܣܝܼܡܵܐ ܪܵܒܵܐ ܥܲܠ ܐܲܓܵܪܬܘܿܟܼ ܡܲܘܬܪܲܢܬܵܐ ܒܐܵܢܝܼ̈ ܬܲܚܡܲܢ̈ܝܵܬܹܐ ܨܲܠܝܼܠܹ̈ܐ ܘܚܪ̈ܵܙܝܵܬܹܐ ܣܩܝܼܠܹ̈ܐ، ܘܝܲܨܵܦܬܘܿܟܼ ܡܵܪܹܐ ܝܘܼܬܪܵܢܵܐ ܒܚܲܕَ ܣܘܼܠܓܵܣܵܐ ܡܲܗܢܝܼܵܢܵܐ، ܠܢܝܼܫܵܐ ܕܫܘܼܘܫܵܛܵܐ ܕܠܸܫܵܢܵܐ، ܕܝܼܠܹܗ ܐܸܣܵܐ ܕܐܝܼܬܘܼܬܵܐ ܩܵܐ ܚܲܡܲܝܬܵܐ ܕܗܲܝܵܝܘܼܬܵܐ. ܚܲܕَܟܡܵܐ ܓܵܗܹ̈ܐ ܟܹܐ ܐܲܡܪܸܢ: ܛܘܼܒܼܵܐ ܕܗܵܘܹܐ ܗَܘܵܐ ܠܝܼ ܗܿـܝ ܥܸܕܵܢܵܐ ܕܐܝܼܬܠܘܼܟܼ ܩܵܐ ܣܪܵܛܬܵܐ ܕܡܠܘܿܐܹ̈ܐ ܘܦܪܵܣܬܲܝܗـܝ ܐܲܝܟܼ ܕܟܹܐ ܚܵܙܸܢ ܥܲܠ ܕܵܦܵܐ ܕܥܲܝܢܟܵܘܵܐ ܟܘܿܡ. ܐܲܠܵܗܵܐ ܢܵܛܸܪܘܿܟܼ ܘܝܵܗَܒܼܠܘܿܟܼ ܚܘܼܠܡܵܢܹ̈ܐ ܛܵܒܼ̈ܐ ܐܲܡܝܼܢܵܐܝܼܬܼ. ܥܲܡ ܚܘܼܒܝܼ ܘܐܝܼܩܵܪܝܼ.
ܡܝܼܟܼܵܐܝܠ ܡܲܡܘܼ

[/b][/color]

381
ܪܲܚܡܵܐ ܚܩܝܼܪܵܐ ܫܡܫܐ ܢܡܐܝܠ ܢܦܬܐܠܝ ܡܼܢ ܟܵܢܵܕܵܐ
ܚܲܕܘܼܬܵܐ ܪܲܒܬܵܐ ܝܠܵܗܿ ܩܵܬـܝܼ ܘܠܘܵܬܼܝܼ ܕܣܪܝܼܛܵܐ ܝܘܸܬ ܠܡܲܢܗܲܪܬܘܼܟܼ ܒܐܵܬܘܵܬܹ̈ܐ ܕܠܸܫܵܢܲܢ ܐܸܡܗܵܝܵܐ ܗ. ܕ. ܝܡܵܝܵܐ؛ ܘܗܲܪ ܒܗܿـܝ ܥܸܕܵܢܵܐ ܡܐܵܘܝܹܐ ܝܘܸܢ ܥܲܡ ܪܸܥܝܵܢܵܘܟܼܘܿܢ ܘܫܲܪܘܼܪܹܐ ܠܬܲܡܲܢܬܵܘܟܼܘܿܢ ܒܦܪܵܣܬܵܐ ܕܐܵܢܝܼ̈ ܟܬ̈ܝܼܒܼܵܬܹܐ ܓܵܘ ܡܲܕܪ̈ܲܫܝܵܬܹܐ ܕܠܸܫܵܢܵܐ ܐܵܬܘܿܪܵܝܵܐ ܓܵܘ ܐܲܬܪܵܐ ܘܓܵܠܘܼܬܵܐ. ܡܸܢَܕܪܸܫَ ܒܹܐܡܵܪܵܐ ܝܘܲܚ ܛܘܼܒܼܵܐ ܕܐܵܢܝܼ̈ ܡܸܬܼܡܲܨܝܵܢܹ̈ܐ ܒܚܲܩܠܵܐ ܕܪܵܢܘܿܝܵܐ ܡܼܢ ܥܠܲܝܡ݀ܝ̈ܢ ܘܥܠܲܝ̈ܡܵܬܲܢ ܢܲܦܨܝܼ ܡܼܢ ܡܲܕܥܲܝܗـܝ ܐܲܒܼܩܵܐ ܘܦܸܪܬܵܐ ܕܫܲܦܠܘܼܬܵܐ ܘܡܲܒܪܝܼ ܚܲܕَ ܚܘܼܪܙܵܐ ܕܡܲܠܲܦܬܵܐ ܥܲܠ ܕܵܦܹ̈ܐ ܕܪܵܢܘܿܝܵܐ ܒܚܕܵܐ ܬܲܩܝܼܢܘܼܬܵܐ ܚܲܕَܬܵܐ.
ܥܲܡ ܐܝܼܩܵܪܝܼ ܩܵܬܵܘܟܼܘܿܢ
ܡܝܼܟܼܐܝܠ ܡܲܡܘܼ ـ ܣܘܝܼܕܸܢ  

زميلنا الفاضل الذي لا تمل أنامله عن التدوين التحليلي الأستاذ شوكت توسا.
اشكرك جزيل الشكر على تجاوبك وأيانا لما نصبو اليه من أجل إزاحة منابت تلك الشوائب التي أمست كتلك المياه الراكدة الآسنة في بركها النتنة... ما يعوزنا هو ردمها وفتح قنوات جديدة لتجري مياهها بإتجاه مشار الهواء الطلق لتنتعش أفكارنا بمسارها.
مع احترامي الدائم لتواصلك الدائم معنا.

ميخائيل ممو[/b]

382
ܪܲܚܡܵܐ ܚܩܝܼܪܵܐ ܕܣܸܦܪܵܝܘܼܬܵܐ ܐܲܕܲܝ ܒܹܝܬ ܒܸܢܝܵܡܝܼܢ
ܬܵܘܕܝܼ ܣܵܓܝܼ ܠܡܲܢܗܲܪܬܘܼܟܼ ܘܝܲܨܝܼܦܘܼܬܵܘܟܼܘܿܢ ܐܲܡܝܼܢܵܝܬܵܐ ܒܣܘܼܥܪ̈ܵܢܲܢ، ܘܗܲܪ ܒܗܿـܝ ܥܸܕܵܢܵܐ ܐܝܼܬܠܝܼ ܣܲܒܼܪܵܐ ܕܫܲܡܥܲܚ ܒܘܼܬ ܥܒܼܵܕܵܘܟܼܘܿܢ ܕܟܹܐ ܡܲܕܟܼܪܠܲܢ ܒܛܢܵܢܵܐ ܕܪܲܚܡܲܢ ܚܩܝܼܪܵܐ ܘܡܗܝܼܪܵܐ ܡܢܵܚܵܐ ܕܒܵܒܵܘܟܼܘܿܢ ܫܲܡܵܫܵܐ ܓܝܼܘܲܪܓܝܼܣ ܕܐܝܼܬܠܝܼ ܗَܘܝܹܐ ܥܲܡܹܗ ܕܟܼܵܪܹ̈ܐ ܛܝܼܡܵܢܹ̈ܐ ܘܡܲܘܬܪ̈ܵܢܹܐ ܓܵܘ ܒܲܓܼܕܲܕ ܘܫܝܼܟܵܓܼܘܿ.
ܥܲܡ ܚܘܼܒܝܼ ܘܐܝܼܩܵܪܝܼ
ܡܝܼܟܼܵܐܝܠ ܡܲܡܘܼ


383
ܡܝܲܩܪܵܐ ܩܲܫܬܘܿ ܐܒܼܪܵܗܸܡ ܪܲܚܡܵܐ ܕܐܵܬܘܼܬܵܐ ܐܵܬܘܿܪܵܝܬܵܐ
ܡܲܩܪܘܿܒܼܐ ܝܘܸܢ ܠܡܝܲܩܪܘܼܬܵܘܟܼܘܿܢ ܩܘܼܒܲܠܛܲܝܒܘܼܬܲܢ ܪܲܒܬܵܐ ܒܘܿܬ ܛܢܵܢܵܘܟܼܘܿܢ ܟܲܫܝܼܪܵܐ ܠܡܲܢܗܲܪܬܵܘܟܼܘܿܢ ܥܲܠ ܡܠܘܼܐܵܐ ܕܦܪܝܼܣܵܐ ܝܘܲܚ، ܘܗܲܪ ܒܗܿـܝ ܥܸܕܵܢܵܐ ܛܲܥܢܵܢܵܐ ܕܡܸܢܬܵܐ ܝܘܲܚ ܡܸܢܵܘܟܼܘܿܢ ܒܘܿܬ ܣܘܼܥܪ̈ܵܢܵܘܟܼܘܿܢ ܐܲܡܝܼܢܵܝܹ̈ܐ ܘܝܲܨܝܼܦܘܼܬܵܘܟܼܘܿܢ ܒܫܒܼܝܼܠܵܐ ܕܠܸܫܵܢܲܢ ܡܩܘܼܕܫܵܐ ܡܓܵܘܵܐ ܓܵܘ ܗ. ܕ. ܠܦܘܿܬܼ ܡܠܘܿܐܹ̈ܐ ܘܡܲܢܗܲܪ̈ܝܵܬܹܐ ܕܒܸܦܪܵܣܹܐ ܝܬܘܿܢ ܐܲܡܝܼܢܵܐܝܬܼ ܩܵܐ ܡܲܪܘܲܚܬܵܐ ܕܣܸܦܪܵܝܘܼܬܲܢ.
ܥܲܡ ܚܘܼܒܝܼ ܘܐܝܼܩܵܪܝܼ
ܡܝܼܟܼܵܐܝܠ ܡܲܡܘܼ ـ ܣܘܝܼܕܸܢ


384
ܡܝܲܩܪܵܐ ܩܲܫܬܘܿ ܐܒܼܪܵܗܸܡ ܪܲܚܡܵܐ ܕܐܵܬܘܼܬܵܐ ܐܵܬܘܿܪܵܝܬܵܐ
ܡܲܩܪܘܿܒܼܐ ܝܘܸܢ ܠܡܝܲܩܪܘܼܬܵܘܟܼܘܿܢ ܩܘܼܒܲܠܛܲܝܒܘܼܬܲܢ ܪܲܒܬܵܐ ܒܘܿܬ ܛܢܵܢܵܘܟܼܘܿܢ ܟܲܫܝܼܪܵܐ ܠܡܲܢܗܲܪܬܵܘܟܼܘܿܢ ܥܲܠ ܡܠܘܼܐܵܐ ܕܦܪܝܼܣܵܐ ܝܘܲܚ، ܘܗܲܪ ܒܗܿـܝ ܥܸܕܵܢܵܐ ܛܲܥܢܵܢܵܐ ܕܡܸܢܬܵܐ ܝܘܲܚ ܡܸܢܵܘܟܼܘܿܢ ܒܘܿܬ ܣܘܼܥܪ̈ܵܢܵܘܟܼܘܿܢ ܐܲܡܝܼܢܵܝܹ̈ܐ ܘܝܲܨܝܼܦܘܼܬܵܘܟܼܘܿܢ ܒܫܒܼܝܼܠܵܐ ܕܠܸܫܵܢܲܢ ܡܩܘܼܕܫܵܐ ܡܓܵܘܵܐ ܓܵܘ ܗ. ܕ. ܠܦܘܿܬܼ ܡܠܘܿܐܹ̈ܐ ܘܡܲܢܗܲܪ̈ܝܵܬܹܐ ܕܒܸܦܪܵܣܹܐ ܝܬܘܿܢ ܐܲܡܝܼܢܵܐܝܬܼ ܩܵܐ ܡܲܪܘܲܚܬܵܐ ܕܣܸܦܪܵܝܘܼܬܲܢ.
ܥܲܡ ܚܘܼܒܝܼ ܘܐܝܼܩܵܪܝܼ
ܡܝܼܟܼܵܐܝܠ ܡܲܡܘܼ ـ ܣܘܝܼܕܸܢ

385
الأب الفاضل دانييل شمعون
مرورك على ما دوناه هو فخر لنا، وبتعقيبك أعلاه وضعت اصبعك على الجرح الذي يؤلمنا، والذي ما فتأ ينز من واقعنا المرير. نعم يا أبانا المبجل لو كنا قد انتزعنا من ضمائرنا جراثيم الأنانية لكنا قد ارتقينا سلم الإرتقاء، ولو كنا قد توخينا الدقة والصراحة في سلوكنا لكنا قد أصبنا ما نرمي اليه، ولو كنا قد اجتثثنا من بيننا من يمتثل بأوجه الضفادع لكنا قد شيدنا صرحاً نفتخر به.. أوليس من المخجل أن نتبجح بماضينا المجيد ونحن على منآى من الف باء ماضينا؟!.. أجل يا أبانا الفاضل نحن بحاجة لننفض غبار الوهن عن مداركنا بسلاح العلم والمعرفة لنصيب الهدف المنشود وإلا لبقينا نتراوح في محيط دائرة تلزمنا على الدوار الدائم وبالنهاية الضياع إن لم يكن الهلاك.. ما يلزمنا هو أن نشهر بسيفنا في وجه الزيف لكشف الحقيقة، طالما الحقيقة هي عصب الإيمان الحقيقي والصائب للطريق القويم.. أظنك يا أبانا بأنك على معرفة وبيقين تام بأن هناك ما لا يحصى من جهابذتنا الذين خلدهم التاريخ في الصفحات المنسية والغالبية من أبناء شعبنا يتمرغون في وحل من الجهل القاتل على معرفتهم ـ دينياً وأدبياً وثقافياً وفنياً ـ أما مؤسساتنا فحدث عنها ولا حرج، في السويد أولاً  وأينما تواجدت من العالم الذي يحتضننا ويأوينا ثانياً...والسؤال الذي يطرح نفسه: حتام نظل نكيل بالكيل كيلين، ولا نستفد من تجارب بعض الشعوب التي لفظها التاريخ لتعيد الحياة في كينونة وجودها وهويتها؟! ما دونته هو جُزَئ من جزء الأجزاء التي لا تحصى عن واقعنا.. آملاً أن تستقيظ المشاعر وتتنامى الأحاسيس لجمع الشمل بغية الوعي الدائم.
مع بالغ شكري وتقديري لمواقفكم
ميخائيل ممو


386
الى الأخوة الأعزاء الذين وافونا بتعقيباتهم. برديصان، بولص شليطا وابو سنحاريب ، كفى أن أقول لكم:
جملكم الإيجابية هي صدى لمضمون ما أشرنا اليه في مقالنا، مع جزيل الشكر والإحترام.
أما كاتب التعليق السلبي السيد وسام موميكا، ليس لدي إلا أن أقول له بأن كلامي هو غيض من فيض  والذي مفاده ما يلي:
تعليقك... دلالة على توجسك من كلمة اسلافك الميامين من سكنة سهل نينوى منبع الإمبراطورية الآشورية والتي من مناطقها بغديدا (بخديدا ، قره قوش) التي كانت تحت هيمنة الملوك الآشوريين ق. م. وبعد دخول المسيحية اتباع سكنتها المذهب النسطوري الذي يُكنى به الآشوريين لحد يومنا، ومن ثم اتباع اهل البلدة المذهب الأرثوذكسي في القرن السابع لأسباب دينية نحن في غنى عنها. وكفى أن نقول بأن بغديدا هي من بقايا آثار العاصمة الآشورية نينوى وسليلتها التي لا زالت شامخة بآثارها. ولا تنس أيها المجتهد بأن السريانية هي اشتقاق من الآشورية التي تلفظ بالحرف الغربي اسيريان بحذف اللام كون السين من الحروف الشمسية حين يحور لفظها بالعربية اسريان ومن ثم السريانية او اس ـ سريانية بتشديد السين كما هو الحال بمضاعفة حرف اس اللاتيني.
أما فحوى اسلوبك الكتابي فحبذا لو كان سلساً وخالياً مما يزيد عن عشرة أخطاء لغوية قواعدية لا تستوجب الرد، مستعرضاً أياها بحصرها بين هلالين أو قوسين.
... واللغة تسمى في جميع جامعات العالم باللغة السريانية الارامية ،هل لازلتم تحاولون تزييف كل ماهو سرياني ارامي وذلك لخوفكم الشديد ((من الاراميون)) الذين يكشفون زيفكم ((وادعائاتكم)) المغرضة ((ياصنيعة)) الانكليز ؟!!!
ومن أجل شعبكم الاشوري الحديث واحتراما لاجدادكم ((الاراميون)) القدماء احترموا لغة الاباء والاجداد ومهما حاولتم وتحاولون فلن تستطيعوا بشخطة قلم أن تغيروا الاسم العلمي والاكاديمي الصحيح للغتنا السريانية الارامية الى اللغة الاشورية ((الذين لم يكن لهم)) لغة يتحدثون بها وهذا ((مايؤكده)) لنا الكتاب المقدس (العهد القديم ) ..والذي لايعترف به بعض ((المتأشورون المتعصبون والمتطرفون))!! .
عاشت الامة السريانية الارامية بجميع طوائفها ومذاهبها الكنسية ، حرة أبية .
وتصمد اللغة السريانية الارامية أصيلة وجميلة بوجه من يحاول ((تزيف)) وتحريف اسمها التاريخي الى الابد بهمة السريان ((الاراميون)) الغيارى .

389
المنبر الحر / رد: نيراريات – 13 -
« في: 17:54 02/01/2014  »
رفيق الدرب الأدبي نينوس
رغم تألقك بأجنحة الحرف، ليتك جزأت مسار انطلاقك التسلسلي على الفصول التي تتبرعم وتقدح فيها ثمار سلالك لتشكل كل مجموعة ما يلائم موسمها، متغاضياً المزج بين تأملاتك فيما تعمد اليه، وما هو على ارض الواقع، طالما تتوفر لديك مقدرة السبك التنوعي والعزف على أوتار السلم الموسيقي بريشة الإبداع الأدبي لتشكل كل مجموعة في سلسلة متواصلة من الحلقات من ذات المعدن.
مع تقديري لمسيرتك فيما تنويه من أجل رفد العمل الأدبي والفكري...
ميخائيل ممو

390
أدب / رد: خريف الكلمة
« في: 03:17 31/12/2013  »
أخي بولص
كما عرفتك، لا زلت ذلك الإنسان الذي يزيح الغشاوة عمّن يلتحفها ليل نهار في حلم ساحة الوغى..
رغم الرمزية المكشوفة علناً، تثبت حقاً بأنك لا زلت تنسج هيبتها بإسلوبك المباشر الذي عهدناه في تلك الأمسيات الشعرية الصادقة بتحدٍ لا يهابه من تيمن بالحروف الأربعة التي صغت منها لقبك ذو الصبغة الخالدة.
مع امنياتي لمزيد من العطاء.
ميخائيل ممو

391
أدب / رد: عصفورة النار
« في: 00:08 30/12/2013  »
رفيق مسيرة دروب الشعر وحامل قناديل الإضاءة الأستاذ آدم هومه..
ما أذكره عنك لا يساوي ما تحتضنه طيات فكري عن وجودك الشعري بما ادبجه بمفاهيم الأسطر التي أقول فيها:
معاني مفرداتك عطاء لم يسبقه عطاء في حقل التألق بنسج دقيق.
وهج الذات من خلال رصدك  يضمخ جسد القصيدة بأريج يألفه المدركون
وحتى أحاسيس أزهى الفراشات بفرعيها التي تنتقي مواقعها لترتشف ما يزيد من زهوها.
طروحاتك المرحلية هي بمثابة تفجيرات موقوتة بين فترة وأخرى في يَمّ عالم القصيدة بصنارتك الذهبية.
إني على ثقة ستبقى تموجاتك الشعرية تترادف لتزيد من قوتها وهيجانها لتمخر العباب أكثر وأكثر.....
ميخائيل ممو

392
أدب / رد: هلوسات الأنبياء
« في: 03:54 08/12/2013  »
اخي آدم
انبياء الماضي أصبحوا في خبر كان، بنبؤة انبياء العصر الذين لم يعد بوسعنا عدهم....
حبذا لو اتحفونا بإعجوبة واحدة ليمكننا اتباعهم والإعتراف بما يرمون اليه..
لقد اصبت في العديد من عباراتك قلب الحقيقة، ولكن اين الذي يدرك ويفهم تلك الحقيقة؟!
هذا أقل ما يمكنني أن انعتهم به..وليس بوسعي سوى القول بوركت فيما ذهبت اليه،
 ودام إيحاء يراعك لإنتحال ما يفرضه الواقع الذي نعيشه.
مع بالغ شكري وتقديري
ميخائيل

395
أدب / رد: مدن التمرد
« في: 01:50 28/09/2013  »

عاشت اناملك على ما ترويه، ودامت تلك البصيرة على ما ترصده من مثالب في حياة مجتمع لا زال يتلظى بلهيب العزوف الفكري بحكم ما يتعارض والعصر النهضوي بدوافع التزامات لا تتناسب والحرية الفكرية ولا تنسجم على أقل ما يمكن حتى مع ما ورثناه من منابع  قبل ألاف السنين... والسؤال هنا هل يتعظ مثقفونا من حالة التحرر بضمير حضاري؟! وما يمليه علينا الواقع الحاضر؟ آملين أن تتفتح العقول البائسة من غفوتها ليتم تحقيق أحلام اليقضة لنهضة المجتمع كلياً.. مع بالغ تقديري لطروحاتك.
ميخائيل

396
أدب / رد: ثمرة بلا أغصان
« في: 23:25 19/09/2013  »
القاصة والروائية المبدعة وفاء الموقرة
بعد غياب دام لأكثر من سنتين على تواصلنا الألكتروني، ومن خلال مجلتنا "حويودو"  التي اتحفتيها بقصصك القصيرة وغابت هي الأخرى عن النشر الورقي، أراك وقد أشرقت كالشمس في سماء عينكاوا لتبعثي بدفئ اشعتها عبر ما دبجته أناملك من فكر تؤطره مأساة واقع المجتمع الشرقي بإطلالتك الموسومة " ثمرة بلا أغصان " التي تيبست أغصانها من عنجهية إنسان تحجرت منابع ضميره وكستها غيوم الغدر ليتم بالتالي زرع تلك النطفة في أحشاء تلك الإنسانة البريئة التي زاد من ثقلها المباغت، جاعلاً منها إنسانة لا تفلح من إكتساح وساوس العار الذي لحق بها، لتكون ضحية الخطيئة الغير متعمدة.
هناك العديد من التساولات التي تتوسد هذه الحالة.. كيف أين ولماذا؟؟؟ كما وإنه ليس من البساطة والسهولة الإجابة على ما طرحتيه، وأبسط ما يمكننا قوله: هذا هو الواقع المتردي الذي لا تكل منه الأيدي الآثمة والغاشمة، طالما تتمحور فيها هواجس الإنغلاق الإجتماعي، وتتحكم فيه العادات والتقاليد التي تم توارثها من عهود بالية في عصر بلغ قمة التطور. نحن لا زلنا أيضاً نعيش إزدواجية لا مثيل لها في عالم الإغتراب  بالرغم من إحتضانها لنا في عالم يؤمن بإنسانية الإنسان وفق ميادئ الحرية المحددة الجوانب والديمقراطية التي تدعنا ننطلق من فحوى تطبيقاتها.
أما الشعور الذي ألفتيه يوم التقاط الطفلة البريئة من إحدى نساء القرية ويوم فرحها، هي حالة في منتهى الحيرة، ولكن بالتالي هي فرحة لها وحالة مأساوية لإمها الشرعية التي ستظل تعيش مركب الذنب دون قصد وتعمد.
بقي أن أقول لك كقاصة بأن اسلوب عرضك طعمه الوصف الإيجازي الممزوج بالعرض الخبري. كان من الأفرض أن تتبحري أكثر في عملية التشبيهات الصورية بالرغم من اتيانك بتوثيق بعض المواقف ونجاحك في رصدها.
بوركت يداك على ما ذهبت اليه لنقل وكشف أحد أبشع الحالات التي تجعل من المرأة إنسانة مُهانة ومن الرجل إنساناً حراً طليقاً رغم الجريمة التي يقدم عليها دون حذر من نتائجها. كان بودي أن أكتب المزيد، ولكني آليت على نفسي أن أكتفي بهذا العرض. آملا منك المزيد.
مع بالغ حبي وتقديري
ميخائيل ممو

397
الزميل المبدع صبري
تحياتي
في الحقيقة لم تدع لنا فراغاً لنضيفه فيما دونته عن الفنان التشكيلي صدر الدين فيما ذهب اليه..
 ما ابدعه فيما صاغه من لوحات بأنامل راقصة مع رموزه التي تتناغم مع سحر الألوان..
لكما أجمل التحيات والأمنيات بتزاوج الكلمة مع مساحة اللوحات التي تدع القارئ والرائي
يعيش حالة من التأمل.
ميخائيل ممو

398
أدب / رد: سأبكي كل الفصول يا أمي
« في: 00:16 17/09/2013  »
المبدعة فيفيان
وجدت في عباراتك أيقونات ملونة بسحر الكلمات الهادفة ذات الطابع الهايكوي الرهباني، ولمستها بمثابة باقات من الورد وأكاليل من الزهور غطت نعشها، وصيغت بحياكة دقيقة مستلة خيوطها من الإنفعال الذاتي لحنين وذكريات وآمال أعز ما يملكه الإنسان في مسيرة حياته المتمثل بحرفين قدسيين هما الألف والميم ليطاوع مضمون جمعهما قبل وبعد الرحيل الأبدي، بتأملات لا يمكن التغاضي عما ألفه وإنطبع في مخيلته مهما تكالبت عواصف الدهر، طالما سيبقى " الصوت الملون يرفرف حولك " ولطالما " سقف البيت اعتنق الحزن "
رحمها الباري في فردوسه الأبدي.
ميخائيل ممو

399
أدب / رد: الغريب
« في: 00:00 17/09/2013  »
الأخ عوديشو....
ما أود قوله: لم تكن وحدك من تدعوه الأرصفة لينتحل صفة الغريب، فالطوابير من أبناء شعبنا تلتهمهم الوساوس في حيرة من أمرهم. وفي كلماتك تجسد واقعهم. لقد وضعت إصبعك على الجرح من معاناتك الخاصة التي يشاطرك فيها من توخزهم أشواك الواقع المرير، آملاً أن يلتئم الجرح الجماعي دون أية معاناة.
ميخائيل ممو

400
[الزميل فهودي
حقاً لقد أزحت الستارة عن مَقدَم مسرح أمام الفجر، بإعلانك عن مشاهد مسرحية صامتة روادها تلك العبارات التي تدغدغ الأفئدة لتتسرب إلى منابع مراكز الفكر الشبيهة بالظلال الجبرانية كما نعتها الأستاذ صلاح نوري، طالما لا زالت تعشعش في مخيلتك منذ عمر الزهور تلك البصمات. بوركت فيما توصلت اليه، آملاً منك المزيد.
ميخائيل ممو

404
وداعاً.. رفيقنا
زيا نمرود كانون


ميخائيل ممو / السويد


حقاً لقد فجعنا برحيل أحد أعمدة الأدب الآشوري الحديث الذي ألمَّ به المرض الظالم ليدعه يعاني من ألم الحسرات والتأوهات على ما كان يحمله بين طيات فكره لخدمة المجتمع. وبرحيله المباغت الذي لم نكن نتوقعه بهذه العُجالة التي جعلتنا أن نقف واجمين، نستذكر جمّ فضله ودرر أدبه مما تركه لنا وللأجيال القادمة.
حقاً يا رفيقنا الراحل.. لقد أديت ما عليك ووفيت في إدائك، وخدمت لغة بني شعبك بما يرضي من فهم مواقفك وتطلعاتك وخدماتك، رغم طموحك الدائم على تقديم المزيد مما خزنته في ذاكرتك. ولكن ماذا عسانا أن نفعل من مشيئة القدر. دعني أقولها وبملئ فمي ان الفاجعة التي ألمّت بنا وبمن عاشرك وتواصل معك لا تقل هولاً بمن سبقوك من ذات الرياض. بقي أن تعلم روحك الطاهرة بأن ذكراك ستبقى تناشدنا بذكر مآثرك، وبما اتصفت به من صفات حميدة متمثلة بأخلاقك المطعمة بشذا الفضائل والمزايا السامية.
حقاً يا أديبنا الراحل.. كنت شهماً لكل ما تصبو اليه، وكنت ذلك المثابر الذي لا يملّ ولا يتقاعس في مواكبة المسيرة الأدبية واللغوية، وكنت في غالب الأحيان أن تكون بمثابة ذلك الإنسان الذي لا يرنو لسمات الرقي والعلو والأبهة بما كنت تكشفه لنا وتمهد له لمشاريعك المستقبلية في الوطن الأم لتكون بالتالي وبحكم الظروف القاسية ضحية أشواك الهجرة والإغتراب.
أيام ملازمتك لفراش المرض أحزننا مرضك، وأيام شعرتَ بمحدودية العطاء الفكري تألمنا لذلك، وأيام معرفتنا بمعاناتك الشديدة ساورتنا الشكوك، وها هي اليوم تلك الشكوك تؤكد لنا نتائج تلك المعاناة بفراقك الدائم ورحيلك الأبدي بإسدال الستارة على الفصل الأخير من حياتك الزمنية بإرادة من آمنت به، تلك الحياة التي خاطبتَ فيها الحبيب في يوم ما بمقاطع من قصيدتك "أيها الحبيب" التي ترجمناها للعربية والتي بدأتها بجمل متفاوتة مفادها: اسمع ايها الحبيب.. انظر ايها الحبيب.. هيا ايها الحبيب.. نلج في موج الريح.. وبصوت حاد المرونة نصيح.. ايتها الريح.. حركينا.. حلقي بنا.. وارفعينا، لعُلى السموات.
وها هي تلك التنبؤات التي ساورتك لتلك السموات قبل اربعة عقود في الوطن قد لبت صيحاتك بعد أربعة عقود من عمرك الزمني وأنت بعيداً عن مرتع أحلامك.  
وليس لنا في نهاية حديثنا إلا أن نقول: انتم السابقون ونحن اللاحقون.. فنم قرير العين في مثواك الأخير. وما بقي لنا سوى التضرع إلى الخالق بأن يتغمد روحك بشآبيب رحماته، ويلهم ذويك وأصدقائك الصبر والسلوان.

***


ولكي يكون القارئ على معرفة بسيرة حياة الفقيد زيا نمرود كانون أنقل هنا ما دونته عن سيرة حياته عام 1976 في كتابي الموسوم " في رياض الشعر " مع بعض الإضافات الحديثة التي استقيناها من معاشاة حياة الإغتراب.
•   ولد عام 1934 في بلدة عين سفني في مدينة الموصل.
•   أنهى دراسته الثانوية عام 1957 في المعهد العلمي ببغداد.
•   تخرج عام 1958 من الدورة التربوية للمعلمين في بغداد.
•   تم تعيينه بعد تخرجه معلماً في محافظة أربيل.
•   أنتقل عام 1967 إلى بغداد، فإلتحق بالجامعة المستنصرية ليتخرج منها حائزاً على شهادة البكالويوس في اللغة الإنكليزية وآدابها.
•   عمل في القسم الآثوري (السرياني فيما بعد) بإذاعة بغداد منذ تأسيس القسم عام 1972. ليمارس عمله كمترجم ومذيع ومقدم لبرنامج ( الأدب والحياة) ولمدة تزيد عن الثلاث سنوات.
•   عضو سابق في لجنة المكتبة والهيئة السريانية والمجلة التابعة لمجمع اللغة السريانية في بغداد.
•   عضو سابق في هيئة تحرير مجلة " المثقف الآثوري " الصادرة عن النادي الثقافي الآثوري، وأحد مؤسسي جماعة " أصدقاء الأدب الآثوري". كما ومارس تعليم اللغة الآشورية في النادي الثقافي. وعلى أثرها نال وسام النادي لنشاطاته الدائمة في النادي.
•   انتخب عضواً في الهيئة الإدارية لإتحاد الأدباء والكتاب الناطقين بالسريانية وتولى منصب نائب الرئيس إبتداءً منذ عام 1973 ودوراته اللاحقة كعضو فعال لغاية عام 1980.
•   عضو اتحاد الصحفيين العراقيين عام 1980 إضافة لعضويته في الإتحاد العام للإدباء العراقيين عام 1985 ومن ثم عضويته في جمعية المترجمين العراقيين عام 1988.
•   عام 1989ـ 1993 اختير للتدريس في المعهد الكهنوتي لكنيسة المشرق الآشورية وتتلمذ على يديه العديد من رجال السلك الكهنوتي.
•   شارك في معظم المهرجانات الشعرية والأماسي الأدبية في بغداد وخارجها.
•   نشر في وقتها دراسة مسهبة وعلى شكل حلقات بجريدة التآخي تحت عنوان " تاريخ الأدب الآثوري". وكذلك العديد من المقالات في المثقف الآثوري ومجلة الإتحاد ومجلة الكاتب السرياني التي تولى فيها منصب سكرتير التحرير ومجلة مجمع اللغة السريانية.
•   له عدة دراسات تبحث في الأدب واللغة، إضافة لمجموعة شعرية.
•   عام 1993 ولأسباب خاصة شد الرحال مع عائلته الى الأردن ومنها الى شيكاغو، ليمارس فيها نشاطاته من خلال المؤسسات الآشورية، فمارس التعليم والتدريس في المدارس الرسمية وعمل كموظف في المؤسسة الخدمية لأبناء الجالية.
•   من نتاجاته الأدبية المطبوعة:
ـ كتاب بهرا وطلالي أي ضوء وضلال عام 1980 بغداد
ـ معجم الأدب السرياني، الجزء الأول، مع مجموعة من المؤلفين، 1990 بغداد من منشورات المجمع العلمي العراقي.
ـ كتاب الحلقة المفقودة في تاريخ الآثوريين" 1997 شيكاغو.
ـ تعليم اللغة الآثورية للآثوريين المولودين في المهاجر وغيرهم.
إضافة للعديد من المخطوطات والتي منها ثلاثة أجزاء لتعليم اللغة الآثورية.


406
أدب / رد: حصــادُ الربيــــع
« في: 01:25 29/04/2013  »
الأخ فهد
سأبدأ من نهاية مخاطبتك للشعراء
حركنا ما استطعنا من عرائش القصائد
فتناثرت حبات العناقيد على الأرض حصرماً
رغم نضوجها
لتغازل الأرض التي تحتويها
فاقدة فوح الياسمين وجدوى فحواها
بدلالة ما تقوله:
(في إحدى الأمسيات الشعرية
ظلّت إحدى القصائد تراقب نفسها
لأنها لم تثر في الحضور نشوته).
مع تحيات

ميخائيل ممو

407
أدب / رد: زمهرير جمر الصحراء
« في: 01:05 29/04/2013  »

الأستاذ الشاعر آدم هومه
لم تدع لنا شيئاً من مفردات لنؤطر بها خريدتك
والفاضلة إنهاء أنهت ما نبدأ به من تعابير
آملين المزيد مما تتحفنا به من قلائد شعرية بين فترة وأخرى

ميخائيل ممو

408
قارئي العزيز
إن ما روته الروائية والقاصة العراقية الآشورية ليلى قصراني لم يكن من نسج الخيال، ولا من أجل إعلاء شأن إسمها ككاتبة يجهلها الكثيرون من بني شعبنا وقراء العربية.. إنها تلك الإنسانة التي عاشت مآسي شعبنا وتسلحت بسلاح الكلمة لتجسد واقعنا المرير، وواقع الشعوب المضطهدة من خلال كتابات لم تكثر على نشرها لقلة من يترصد كتاباتها التي توجتها بباكورة نتاجها الأدبي من خلال روايتها النادرة الموسومة " سهدوتا : حكاية آشورية " 127 صفحة بمحتواها المآساوي المتمثل بطابع تحدي الأعراف والتقاليد البالية، وبدافع نتائج الهجرة المريرة وغيرها من الأحداث، لتقدم على سردها بجرأة لم يتطاول أي قلم على إتباع مسارها السردي، لتأثرها بمشاهير الروائيين العالميين وبشكل خاص من الآدب الفرنسي الذي إنغمرت في معالمه ، كونها حائزة على إجازة فيه من كلية الآداب ومن إحدى جامعاتها  في بلاد ما بين النهرين، ليكون مصيرها مصير من آووا لبلاد الشتات منذ تسعينيات القرن الماضي لظروف خاصة، لتستقر في شيكاغو التي أدت بها لعرض تجربتها مع عالم الحرية والديمقراطية التي يشاع لها في بلد تحرير الشعوب التي يستعبد سكانها أبناء الشعوب المظلومة والمنتهكة حقوقهم في بلدانهم الأصلية.
إن الحكاية التي روتها لنا القاصة قصراني هي حقيقة لا يمكن نكرانها، كونها عاشت ذلك الواقع المؤذي والغريب عن كثب كتجربة شخصية ، ومن إنسانة تفقه معنى الحياة والحرية الشخصية التي أردتها في منآى منها دون الإستناد إلى قرينة أو علة تفند ما تثبته من خلال ما جرى لها في تلك الجلسة النائية التي عمدت فيها أن تخلد إلى الراحة النفسية.
ولكي أكون أكثر تجاوباً ممن سبقوني في الحديث عن حكاية الزميلة ليلى قصراني أقول لهم على التوالي إبتداءً من الأخ لطيف نعمان الذي بجلها بكلمة شكر.. حقاً لقد وفيت في تعليقك بالإعجاب الذي أشرت إليه. وإلى الأخ بولص يوسف مالك من منطلق عبارته ) هللويا فلقد انجبت عشيرة القصراني كاتبة مبدعة) ينبغينا أن لا ننجرف في تيار العشائرية، وكفى أن نقول بأنها آشورية متفتحة تعي معنى الحياة من أجل خدمة أبناء شعبها بكافة مكوناته المذهبية والشعب العراقي بشكل عام. كما وأشارك رأي زميلنا في النادي الثقافي الآثوري الأخ خوشابا سولاقا لما ذهب إليه في عرضه وتحليله لكون ما أشار إليه هو حقيقة لا يمكن نكران ذلك ومن خلال معايشاتنا التي نتآسى لها أحياناً حين تراودنا ذكريات الماضي، ناهيك عن الظروف القاسية التي ألمت بنا لنكون ضيوف عالم الإغتراب رغماً عنا، والتي حتمت علينا اليوم أن ندون ما نتحسسه، وإلا لكنا في خبر كان. أما الأخ ظافر شانو بتعليقه المقتضب نقول: إن تشويرتها جعلتنا فوق الكاع والمعنى في قلب الشاعر.. وأخيراً للأخ يوسف أبو يوسف لو كانت عملية تطبيق الدساتير على ما هي نصوصها الحرفية النافدة المفعول أحياناً لكنا اليوم في آمان في كل أنحاء العالم وبعيدين من آلاعيب السياسيين الذين يدعون بها ويفسرونها بما يحلو لهم.
بقي أن أقول: إن لم يعش الإنسان الواعي التجربة، لا يمكنه أن يجسد الواقع على حقيقته. هذا ما توصلت اليه الزميلة الكاتبة ليلى قصراني. آملين منها المزيد من الإكتشافات الإبداعية، مع بالغ شكري وتقديري لها ولمن ساهم وتوصل في معرفة ما طرحته من أفكار في حكايتها، وكلي أمل أن تكون هذه الحكاية المباغتة بادءة خير لفصول رواية جديدة شبيهة برواية سهدوثا.
ميخائيل ممو / السويد
lملاحظة: بغية الإطلاع على ما دوناه عن رواية سهدوثا راجع الرابط التالي بعنوان الأماني في رواية ليلى قصراني:
http://www.zahrira.net/?p=9152

409
الاخ الأستاذ متي فيليب
ليس من السهل الغور في أعماق يم نجهل مداه ، ولهذا إن ديمومة تجاربك لرصد الأصداف النادرة والتقاط ما بوسعك انتشاله هي محاولة تأكيدية لإثراء ما خفي على من هم في منآى من واقعنا اللغوي. وأنا بدوري على اهبة الاستعداد لمد يد المساعدة لما يعينك ويعنيك على أقل تقدير وفق ما دونته في خاتمة مشروعك الخدمي القيم الذي سيشكل إرثاً لغويا وتراثيا لأجيال المستقبل ممن يخصهم البحث الأكاديمي اللغوي.. حبذا لو اتحفتنا بمآثرك التي سعيت سنوات على إصدارها ونشرها الكترونياً ليعم جدواها ، بالرغم من معاناتك التي لا تقل شأنا عن إشكالات إصدارات ادبائنا الذين يعانون دوماً من عملية تسويقها ليصيب ما تبقى منها عدوى الركود على الرفوف المنسية.. آملاً أن تشطب كلمة اليأس من قاموسك الشخصي مستأثراً بحذف الهمزة الوسطية التي تقودنا للقول: أليس كذلك؟!
مع جل إحترامي وتقديري لجهودك ومشاريعك اللغوية البناءة.
ميخئيل ممو / السويد

410
أدب / رد: حُباً بالحياةِ
« في: 03:27 07/03/2013  »
استاذنا ابو كادح
حبك بالحياة ، هو ديمومة الحياة
1
حبك بالحياة ، هو أمر يرديك  أن تغور في عالم من الذكريات
2
حبك بالحياة ، هو عشق لزهو القمر الذي حضنته في عمق فؤادك طيلة سنوات
مضت لتعيد تلك الذكريات.
3
حبك للحياة ، هو نبع  لإكسير الذّراري، بمن رحل ومن يستلهم اليوم طعم الحياة
4
حبك للحياة ، هي آمال تتآلق بك في الوفاء الدائم وفي أي لحظة من اللحظات
5
حبك بالحياة ، هو النهر الذي تقتفي مساره لتكون مثيله وكما عهدناك
لتظل رافعاً بيرق السلام ، رموز حب الوئام لحياة لا يعكر صفوها الخصام.
هذا ما استنتجته من عباراتك التي استلهمتها مما وسمته بعيد الحب، آملاً أن يكون
ما نسجته من حرفي الحاء والباء عشاً يقتدي به من لم يفقه فحوى الحياة.
مع بالغ شكري لتأملاتك
ميخائيل ممو / السويد

411
أدب / رد: على الضفّـة الأخـرى..
« في: 02:51 25/02/2013  »
أخي فهد
لقد امتثلت في عباراتك المنوه عنها بذلك الفهد الذي يزأر ليوقظ من حوله
وكأنها تلك الشارات المنقطة التي تتوسد جلده التي تميزه عن غيرها
من مجموعة الفهود.
عباراتك المقتضبة توسمت فيها شكل الإناء الذي ينضح بما فيه والعين
التي فارت بدمعها.
آملاً منك مزيد الإغتراف من معين فكر الإغتراب.
مع شكري وتقديري
ميخائيل

412
أدب / رد: تراتيل في صومعة الريح
« في: 02:33 25/02/2013  »
أديبنا وشاعرنا آدم الذي يستل بين فترة وأخرى سيف يراعه من غمد التاريخ لينبئنا عما طواه الزمن في ارشيفه..

إن كنت ما بين النوم واليقظة تستيقظ لسماع صياح الديك على أسوار بابل، فاليوم حتماً تسمعها
ما بين اليقظة وأحلام النوم ليس على أسوار بابل فقط، وإنما على أفواه من تقعرت ألسنتهم وتحشرجت ضمائرهم..
فيا ليتك انحلت آياتك الشعرية على ما يخيب ظننا من مستقبلنا الذي نتراوح في دائرته المغلقة على شدو غربان
الطيور السوداء التي يُضرب بها المثل المشؤوم، طالما لديك تلك التنبؤات التي لا تخفى علينا وعلى كل من قرأ
واستوعب مفاهيمك التي ألفناها منذ أيام شبابك في ديوانك الشعري البكر في الستينيات.
مع بالغ شكري وتقديري

ميخائيل

413


الأخ

ادم ايليا
ܬܵܘܕܝܼ ܣܵܓܝܼ ܥܲܠ ܡܲܢܗܲܪܬܘܼܟܼ. ܐܝܼܬܠܲܢ ܣܵܒܼܪܵܐ ܕܒܸܬ ܡܲܓܡܸܪܵܚ ܠܒܵܥܘܿܬܘܼܟܼ ܒܕܲܥܬܝܼܕ ܒܡܘܼܫ̈ܚܵܬܹܐ ܘܡܠܘܼ̈ܐܹܐ ܡܵܘܬܪ̈ܵܢܹܐ ܠܢܝܼܫܵܐ ܕܡܲܪܘܲܚܬܵܐ ܕܠܸܫܵܢܲܢ ܘܫܲܪܵܪܬܵܐ ܕܐܝܼܬܘܼܬܲܢ ܐܘܼܡܬܵܢܵܝܬܵܐ.

الأخ فهد
شكراً لمرورك على فحوى قصيدتنا، وكما نوهت في اسطرك نأمل ليس من أسرنا فقط وإنما من مؤسساتنا بكافة اتجاهاتها وتسمياتها، ومن الذين يقبعون في أبراجهم العاجية ، طالما بقيت اللغة هي الهوية الوحيدة لإستمراريتنا كشعب خلده التاريخ.

الأخ عصام المالح
خيا كانوخ لمندي دكتولوخ ܚܲܝܵܐ ܓܵܢܘܿܟܼ ܠܡܸܢܕܝܼ ܕܟܬܸܒܼܠܘܼܟܼ
أرجو أن تزودني برقم هاتفك على الإميل أدناه لكي يمكنني من شرح الخطوات المتبعة للكتابة بالحرف الشرقي وتنزيله في حاسوبك، لكون العملية بحاجة الى توضيح دقيق.
مع بالغ شكري وتقديري لتعليقك الصميمي في الرد على أحد الكتاب فيما يخص وجودنا القومي.
mammoo20@hotmail.com  

414
الأستاذ د. ليون: لغتنا ليست وطننا فقط بل هويته أيضاً
وروح الجسد القومي والكنسي

بقلم: ميخائيل ممو

قبل كل شئ أستهل بداية مداخلتي لما طرحه وتفضل به زميلنا الدكتور ليون برخو في موقع عينكاوا على ضوء (الرابط 1) المرفق بعنوان: " لغتنا هي وطننا، وهويتنا الكنسية والقومية والإحتفاء بها واجب " معتمداً في تفصيلاته على ما إقترحناه بشأن تسمية  " يوم اللغة الأم " لأبناء شعبنا ووجودنا القومي، والتي عمذناها تلك التسمية " يوم اللغة الآشورية " أو " الآشورية / السريانية " من خلال مقالنا المنشور في عينكاوا كوم ( الرابط 2 )، إسوة بباقي أيام لغات الشعوب ، ونحن على أعتاب ذكرى " يوم اللغة الأم العالمي " المصادف 21 شباط من كل عام.
أستهل هذه المداخلة، لأعلم استاذنا الفاضل ليون الذي لا يألو جهداً في مسعاه على دبج الموضوعات النقدية والتحليلية المدعمة بالنظريات العلمية والمنهجية أحياناً، وبآرائه الشخصية في حين آخر، لأبين بأن اللغة ليست وطننا فقط، بل هي هويته أيضاً، يجسد قدسيتها الإيمان الكنسي والمذهبي، ويُعلي من شأنها وجود الإنتماء القومي للحفاظ على رونق وقدسية وجودها واستمراريتها، لتصبح في كل الأحوال الروح الحية في جَسَدَيّ الكنيسة والقومية معاً على مر العصور كخلود المبشر الأول الذي بشر ونطق بها وخلدها منذ فجر التاريخ الميلادي، وما قبل ذلك أيضاً ولحد يومنا هذا.

مسألة التسمية القومية لأبناء شعبنا أصبح حالها حال تفرعات التسميات الدينية بمذاهب مختلفة، بالرغم من إيمانهم الواحد، مع تفاوت في الرأي فيما يخص الإجتهادات التي خلقت الإنشقاقات، كما هو الحال بالنسبة للمذاهب الإسلامية بين الحنبلي والشافعي والمالكي والظاهري والجعفري والزيدي وغيرها لتتخذ مجرى الإنقسام والتشتت الى تسميتين رئيسيتين تمثلتا بالشقين الكبيرين المعرفين بالشيعي والسني، كما هو في الديانة المسيحية كالكاثوليكي والأرثذوكسي والبروتستانتي وغيرها من التسميات المستحدثة ذات المغزى السياسي والعدواني الذي يغيب عن بال الكثيرين.

منذ منتصف الألفية الأولى وشعبنا المسيحي في مهد نشأته خاض صراع الإجتهادات والتأويلات بفتاوى التشتيت لخلق التسميات التي نوهنا عنها، والتي بدورها زادت الطين بلة بإنتقال عدواها في جسد تسميات الإنتماء القومي، والتغافل عن مفهوم الدين لله والوطن للجميع تحت تسمية تاريخية لها دلالانها وفق منظور أسس الإنتماء العرقي الأصيل الذي تشهد له ساحات النضال ودماء ملايين الضحايا والشهداء على مدى العصور التاريخية دينياً وسياسياً.
هذا من جانب، ومن الجانب الآخر ـ آمنا بالله ـ عن وجود الشعب الآشوري والكلداني والآرامي، ولكن عن الشعب السرياني الذي استمدت منه التسمية اللغوية المستحدثة " السريانية " مسألة في غاية الشك والحيرة. فإن كانت التسمية شاملة للتسميات الثلاث من منابعها الشرعية لا ريب في ذلك. إنما الحيرة في الأمر أن نرجعها الى أصلها مثلما يتم تفسير باقي التسميات التي لا أود الخوض في إشكالاتها.. فإن كانت دينية ـ كما يؤولها البعض ـ فهذه لا تمت للحقيقة بشئ، وإن كانت تعني الإعتزاز القومي فلا بد من أن نسندها إلى مصدر إشتقاقها الرسمي والأصيل، وأن لا نتغاضى ونتغافل عن ذلك لأسباب تعنتية عدوانية وإعتبارية لغاية في نفس يعقوب.

التفسيرت اللغوية التي ألفناها، ومما لا يحصى عددها من الشروحات والمداخلات والتعليقات تدعنا أحيانأ أن نعترف بها لإسباب وحدوية، شريطة أن لا نتناسى الآشورية التي استمد تأويل وتفسير السريانية منها بسبب الترجمة التي فرضت فرضاً بالعربية ومن قبل مغالطات المستشرقين أيضاً، أو الذين إنتهجوا مقولة " خالف تُعرف "، علماً بأنها تحوير واشتقاق من المفردة الآشورية بلفظها الغربي المُعَرّف المعروف والمألوف بمصطلح  اسيريان ( Assyrian  ). وحين ننعت بالعربية التسمية المُشار اليها تكون " السّريانية " بتشديد حرف السين وإخفاء اللام. وبما أن الأل (ال) هي أداة إضافة للتعريف، فحتماً سيتم إخفاء لفظ اللام في (ال) لتلفظ  ( اسيريان  Assyrian  )  بـ ( اسريان أو اسيريان ) ومن ثم التعريف بـ ( اس + سريانية ) لكون السين من الحروف الشمسية المشددة، وعندما تدخل أداة (ال) التعريف على الحرف الشمسي في المفردة  لا يُلفظ حرف اللام. هذا من الناحية التحليلية لمنشأ التسمية الآنفة الذكر. أما عن الوجود الشرعي للمُسمى الأصل تشهد له الحقبات التاريخية، ولا يمكن نكران ذلك وكما أشرنا.
إن الحالة هذه ينطبق عليها ما ذهب اليه المؤرخون الأجانب في تعريبهم أو نقلهم لكلمة " عرب " حين صيغت بتسميات متفاوتة متمثلة بالحروف اللاتينية التالية: ( Arub, Arbi, Urbi, Arabi, Aribu Aribi  ) ولكن المفردة الأصلية والصحيحة المألوفة بقيت ولازالت محافظة على هيبتها التي هي معروفة لدى الجميع.
لذا تساؤلنا هنا، أين هي مآثر وبطولات الشعب السرياني (إن لم يكن الآشوري) الذي اشتقنا منه لفظة السريان والسريانية بمفهومها المجرد من أصالة العمق التاريخي؟ وأين هي الأماكن والمواطن التي خلدها ذلك الشعب؟ أو وأو.... أليس هو المتمثل بالآشوري والكلداني والآرامي في حقب زمنية متفاوتة أملتها الظروف السياسة؟ ولماذا لم يتم استنباط صياغتها من الكلدانية والآرامية كمفردتين يشهد لهما التاريخ السياسي والأدبي أو اللغوي على ضوء ما يتناقله المؤرخون؟   
 إذن فلماذا السرياني إن كان أصلها أسيريان أي بمعنى الآشوري؟! فالمصطلح هنا ولد من منشأ هجيني أي من أبوين متفاوتين في الأصل مثلما يقال من أب عربي وأم أعجمية في علم اللغة.
كلنا يعلم بأن التسمية الشائعة التي تكنى بها لغتنا وشعبنا هي السريانية، ولكن علينا أن نعلم علم اليقين من الذي صاغها ودونها وجعلها الشماعة التي نعتمدها ـ شئنا أم أبينا ـ لنكون من الموالين لها عمداً كما فعلت السلطات البائدة بفرض منح الحقوق الثقافية للناطقين بالسريانية من الآثوريين والكلدان والسريان والتغافل عن بني آرام والصابئة.

أما الذين يذهبون في زعمهم عن افتقاد صلات القربى بين مفردات ما شاع استعماله في عهد الآشوريين والآراميين وعصرنا الحالي انه افتراض لا أساس له، كون مكونات مفردات اللغة الحديثة أغلبها مشتقة من الأصل، وليس أدل على ذلك من برهان قاطع ودامغ من مئات المفردات التي صيغت بها الآيات القرآنية، ولا زال استعمالها أيضاً حتى في صلواتنا وكتبنا اللاهوتية والأدبية شعراً ونثراً بذات المعنى وذات اللفظ. وهناك العديد من القواميس التي تؤكد هذه الدلالات، وبشكل خاص التي صدرت حديثاً عن المهتمين بالأبحاث اللغوية والتراثية. وبمجرد زيارة عابرة بطرق باب " عمّنا كوكل أو غوغل أو جوجل " الذي هو الآخر نقلنا له ذات العدوى سيستجيب لطرقك ويلبي دعواك بالكشف عن تلك المفردات. ومتى ما تمت حيرتنا في إيجاد مفردة يستعصي علينا إيرادها في كتاباتنا، ينبغينا الأمر والحالة هذه الإستنجاد بتلك المصادر القاموسية والمخلفات التراثية والتاريخية التي حلت رموزها ومفاهيمها بالرغم من تفاوتها اللفظي أحياناً، قديماً وحديثاً. قديماً بتأثير العوامل البيئية الجغرافية والإجتماعية والثقافية والمناطقية النابعة منها اللهجات مشحونة بمواصفات خاصة تميزها عن بعضها صوتياً وربما صرفياً ونحوياً، كما يتضح لنا في تفاوت لغة لهجة شمال الرافدين عن جنوبه وفي العديد من دول العالم، وكما هو الحال بين أبناء الشعب الواحد في شمال العراق لأسباب يفرضها الإنتماء المذهبي والإدعاء القومي إلى جانب ما أشرنا اليه مسبقاً. ولكي نكون على مقربة أكثر مما أشرنا اليه ندرج فيما يلي ما أكده المعجم الأكدي في مقدمته.

( سمي الباحثون الأوائل لغة النصوص المكتشفة في بلاد آشور المتمثلة اليوم بالقسم الشمالي من العراق، اللغة الآشورية ( Assyrian Language  ) ولغة النصوص المكتشفة في بلاد بابل المتمثلة بالقسم الجنوبي من العراق، اللغة البابلية ( Babylonian Language  )  وذلك نسبة إلى أماكن اكتشاف النصوص. وبما أن النصوص المكتشفة في بلاد آشور كانت أول النصوص التي وصلت إلى أوربا إذ عكف الباحثون على دراستها وحل رموزها، فقد سمي العلم الذي يعني بدراسة النصوص المسمارية المدونة بالآشورية والبابلية عامة بعلم الآشوريات ( Assyriology  ) وما يزال يعرف بهذا الإسم..... وبأن الأكديين أشاروا الى لغتهم بمصطلح اللغة الأكدية (بالأكدية لشان أكدي    Lishan akkadi) أي اللسان الأكدي أو اللغة الأكدية).

هذا ما استنتجه المؤرخون والباحثون في العلوم اللغوية في زمن مؤسس الدولة الملك سرجون الأكدي نسبة لمدينة أكد في القرن الرابع والعشرين قبل الميلاد. وكما يؤكد أيضاً العديد من الباحثين المعتمدين ومنهم على سبيل المثال لا الحصر هاري ساكس في كتابة " عظمة بابل " ص 68 ، لندن 1962 ترجمة عامر سليمان قوله:
مملكة أكد ( تعد أول مملكة وحدت جميع أرجاء بابل وآشور، تحت حكم مركزي واحد وإمتدت بنفوذها إلى الأقاليم المجاورة مثل بلاد عيلام جنوب غربي إيران وأجزاء من بلاد الشام).
نستنتج هنا بأن الملك سرجون ومن تبعه من ملوك الآشوريين بسطوا نفوذهم على مناطق واسعة منذ عام 2371 لغاية 2230 ق. م. أي لأكثر من مائة وأربعين عاماً. وبهذا التوسع السلطوي انتشرت تلك اللغة بخطها المسماري واستمر امتدادها لدول أخرى في الشرق بتعاقب حكم الملوك الآشوريين بدلالة الأبجدية الأوغاريتية المسمارية في اللاذقية / سوريا،  برموزها التي بلغت في حدود 32 رمزاً كتابياً معتمداً، أي بخمسمائة عام قبل انبثاق الأبجدية الفينيقية الآرامية المتقاربة في معظم أصواتها اللفظية.
***
أن ما ذكرته فيما سبق من رأي وإيضاح قد يكون بعيداً ـ نوعاً ما ـ مما ذهب اليه الزميل ليون ، ولكي أكون اكثر دقة مما أورده في مخاطبته استل فقرته التي يقول فيها: (بعدها سأعرج على موقف كاتبنا وشاعرنا وصديقنا ميخائيل من لغتنا ). حيث سبق لي وأبديت رأيي عن ذلك.
أما قوله: (ولكن رجائي الوحيد هو أن لا يتم ذلك دون دراسة مستفيضة تشترك فيها كل فئات شعبنا بمنظماتهم وكنائسهم لا سيما زعمائنا الكنسيين وأخص بالذكر بطاركتنا).
أقول وبصراحة تامة رجاؤه فيه نوع من المصداقية طالما يشير إلى دراسة مستفيضة ـ حسب قوله ـ ولكن هل أن كافة فئات شعبنا تتوفر لديه تلك المصداقية، ولا سيما المنظمات ذات العلاقة أو التنظيمات الحزبية والكنائس.. لا أظن ذلك أبداً، طالما تلك المنظمات والتنظيمات الحديثة والكنائس جعلتنا مشتتين منذ القرن الخامس والسادس من وجودنا المتآلف. وإن كان الأمر بيد زعمائنا الكنسيين من البطاركة والمطارنة ورجال الدين، فأين هو موقف اللغويين  العلمانيين من تلك الدراسة المستفيضة؟! أما الغرباء فقد سرقوا وابتزوا وسلبوا ما لدينا وأولوه على مرامهم وكأنما نحن غافلون عن الحقيقة.
أما عن معاناتنا من التشرذم وموقف مكونات شعب صار مستقبله على كف عفريت هي حالة فرضتها مواقف التزمت والإنجراف في مسار تيارات التعصب المبني على منطق التأويلات اللامنهجية أو العلمية، ومن منطلق تبريرات لا أساس لها من الصحة كما يتخبط البعض من حملة الأقلام السامة على نفث سمومهم كالحية الرقطاء، وعلى ذر الرماد في العيون التي اتسمت بحدة البصر.
وما أجمل ما يذهب اليه الأخ ليون بعبارة (لنتخذ ولو لمرة واحدة في تاريخنا المعاصر خطوة مهمة كهذه بطريقة حضارية ونترك شأنها للعلماء والأكاديميين والمختصين في صفوف شعبنا ونخرج بقرار تتفق الأغلبية عليه ويكون مسنودا ومدعوما من قيادتنا الكنسية ).
أعود وأقول: وهل حقاً ستساهم تلك القيادات الكنسية في الدعم والإسناد لما يتوصل اليه من بني جنسنا من العلماء والأكاديميين والمختصين واللغويين على ما يقروه، علماً بأن القيادات الكنسية أظهرت وأثبتت نتائج مواقفها في مطلع السبعينيات ولغاية منتصف التسعينيات في الحوار المسكوني بين الأرثوذكس الشرقيين وكاثوليك روما وغيرها من تقليد الكنائس المشرقية والمغربية في حوار برو اورينتي في المسائل اللاهوتية التي شارك فيها بطاركة ومطارنة تلك الكنائس والمذاهب، لتكون نتائجها ما خلصت اليه المجامع الكنسية الأربعة المألوفة من تحريم وانشقاق متمثلة بمجمع نيقية 325 والمجمع المسكوني الثاني 381 ومجمع أفسس 431 ومجمع افسس الثاني 449 ليعيد التاريخ نفسه في ذات الدوائر على مدار الزمن لحد عصرنا الحالي.
والنقطة الأشد غرابة أن يذكر الأخ ليون بأن ( حملة الشهادات الراقية فيها كلهم تقريبا من غير أبناء شعبنا. فهم عندما يطلقون عليها "السريانية" ينطلقون من موقف علمي أكاديمي رصين. وهذه المسألة بالذات كانت سببا لخلاف بيني وبين زميلي ميخائيل حيث رفضت الدعوة لإلقاء محاضرة في تجمع معلمي وأساتذة اللغة السريانية في السويد لورود إسمها بطريقة لا تتفق مع ما هو دارج في الأروقة العلمية والأكاديمية ).
وهنا أصاب عين الحقيقة لأشاطره الرأي بأن حملة الشهادات الراقية من الغرباء أطلقوا لفظة " السريانية" على لغتنا وشعبنا. تساؤلي هنا من أين جاءوا بهذه التسمية؟ ومن أين استنبطوها؟ وما هي المصادر التي اعتمدوها في الترجمة أو التعريب؟ علماً بأن الزميل الفاضل في بعض الكتابات يحمل الإستعمار الغربي على ما نحن عليه اليوم.
أما عن رفض الدعوة لمؤتمر اللغة الآشورية الذي أقرته وزارة التربية السويدية في حينها كان من الأفضل أن يغتبط لهذه الدعوة لينتشل فكرة المغالطة التي ضمت من آمنوا بشعار المؤتمر الذي ضم من كافة مكونات شعبنا من المعلمين والتربويين، ليؤكد ما هو دارج في الأروقة العلمية والأكاديمية، لكون الحقيقة لا يمكن بيانها والإتيان بها إلا عن طريق خذ ما عندي واعطني ما لديك من خلال المناقشة الحرة وديمقراطية الرأي طالما المؤتمر يضم كافة شرائح مجتمعنا ومن بينها من يؤمن بفكرته التي يظنها ويؤمن بها بأنها الأصح والأصوب علمياً.
وفي خاتمة المطاف لا يسعني في هذا الرد المفصل إلا أن استمحيك عذراً ـ زميلي المثابر ـ إن تجاوزت بعض الشئ في مخاطبتي ومداخلتي، ما دام رأينا يهدف لإعلاء شأن الحرف لأصالة النسج اللغوي، ولا ننس بأن لكل من يدلي بدلوه له طريقته، ولكل من يسعى بغزل النسيج اللغوي له مغزله، شريطة أن يكون الغزل ما يدري بالنفع العام، وأن لا يكيل كل واحد للآخر بمكيالين، كما يفعل البعض، وعلينا أن نتعظ  مما قاله الصوفي أبو حامد الغزالي في بيت شعري مفاده:

( غزلت لهم غزلاً دقيقاً فلم أجـد     ** لغزلي نسـاجاً فكسرت مغزلي )

آملاً أن لا نكسر مغازلنا ليتسنى لنا إتمام غزلنا.

مع بالغ شكري وتقديري
ميخائيل ممو / السويد
رابط 1
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,643438.0.html
رابط 2
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,641086.0.html

415

ܫܠܵܡܵܐ ܣܲܦܪܵܐ ܡܗܝܼܪܵܐ ܘܡܘܿܙܝܼܩܘܿܪܵܐ ܒܚܝܼܪܵܐ ܠܛܝܼܦ̮ ܦܘܿܠܵܐ
ܡܼܢ ܩܲܕَܡ ܟܠ ܡܸܢܕܝܼ  ܬܵܘܕܝܼ ܣܵܓܝܼ ܠܡܠܘܿܐܵܐ ܡܵܘܬܪܵܢܵܐ ܕܣܪܸܛܠܘܿܟܼ ܒܘܼܬ ܐܲܠܨܵܝܘܼܬ ܝܘܼܪܬܵܢܵܐ ܥܲܡܵܝܵܐ ܕܒܢܲܝ̈ ܐܘܼܡܬܲܢ.
ܒܸܛܠܵܒܵܐ ܝܘܸܢ ܡܸܢܘܼܟܼ ܐܸܢ ܡܸܬܼܡܲܨܝܲܢܬܵܐ ܝܠܵܗܿ ܕܫܲܕܪܸܬܠܝܼ ܢܘܼܡܪܵܐ ܕܬܹܠܝܼܦ̮ܘܿܢ ܕܸܝܘܼܟܼ ܥܲܡ ܐܹܡܝܼܠ ܘܡܚܲܘܝܵܢܘܼܬܘܼܟܼ ܗ. ܕ. ܐܵܕܪܹܣ.
ܫܲܕܪܸܬܠܗܘܿܢ  ܠܒܸܠܕܵܪܵܐ ܐܲܠܟܬܪܘܿܢܵܝܵܐ ܕܒܹܐܬܵܝܵܐ ܝܠܹܗ:
mammoo20@hotmail.com


ܥܲܡ ܚܘܼܒܝܼ ܘܐܝܼܩܵܪܝܼ
ܡܝܼܟܼܐܝܠ ܡܡܘ

417
Michael Mammoo
Tel. 00 46 -  707 154651 mobile  
E-mail: mammoo20@hotmail.com

إلى: هيئات ومجالس مؤسساتنا القومية والأدبية واللغوية والثقافية
تحياتي..
في اليوم المصادف 21 شباط 2013 تحل على العالم أجمع الذكرى الرابعة عشر ليوم إعلان اليوم العالمي للغة الأم بعد إقراره عام 1999 وتنفيذه عام 2000 من قبل منظمة اليونسكو  بغية الحفاظ على اللغات بشكل عام وخاصة لغات ما لا يحصى عددها من شعوب الأقليات القومية التي أدرجت في قائمة الإنقراض والإنصهار ليقدر عددها 3500 لغة من مجموع ما يقارب 6000 لغة في العالم،  بالرغم من تداولها اليومي شفاهياً وتنازلها في العد العكسي كتابياً لدرجة الصفر في حال الإنقراض، وما بقي منها مخطوطات ومطبوعات أن تاخذ طريقها في سراديب قد تكون مجهولة الآثر، ولتحتسب مع مرور الزمن كتلك المدونات من الرقم الطينية التي تحميها الأغبرة والإتربة.  
بناء لهذه الظاهرة السلبية كشف الباحثون والمفكرون على أن شخصية الطفل تبنى على لغته الأم وتساهم على رقيه ونجاحه في استيعاب لغات أخرى وتنمي قدراته السلوكية والمهنية. وبما أن الطفل هو جزء أو لبنة في بنيان مجتمعه الصغير الذي يعيش في كنفه والمحيط به، فلا محالة على مدى الأجيال أن ينشأ الأطفال بذات الصفة لبناء صرح المجتمع الكبير المتمثل بالوجود القومي الحي للشعب الذي ينضوي تحت سماء اسم رايته.
إن منطمة اليونسكو حين سعت على تسمية هذا اليوم لم يكن هباء، وإنما إنطلقت من مبادئ حرية الإنسان وإحترام حقوقه في الحفاظ على وجوده مثلما عليه من واجبات تفرضها السلطات عليه في البلدان التي تتسم بتعدد اللغات والقوميات والثقافات لمكونات الشعب الذي يخدم البلد الأصلي له رغم اعتباره من مواطني الدرجة الثانية التي ينبغى أن تمحى هذه الصفة من قواميس دساتير تلك الدول طالما الجميع سواسية أمام القانون، كما هو الحال في الدول الديمقراطية.


دورات فصلية لتعليم اللغة الآشورية في جمهورية كازاخستان في شمال آسيا الوسطى

من مفهوم ومغزى الجملة الأخيرة، من الغريب حقاً، أن يتجاهل العالم المتمدن وجود شعب لا زال يتشبث ويلتزم بماضيه المجيد، ذلك الماضي الذي أنار وأضاء سماء البشرية بمنجزات وأفكار ما فتأت سجينة رفوف ودهاليز وأروقة أرقى متاحف العالم، وفي الوقت ذاته أن يتمادى ويتمارى ويتغافل القوم الذي لا زال يتغنى بتلك المآثر ويتمجد بأسلافه دون أن يضع النقاط على الحروف بشكلها الصحيح، أي أن يهمل ما لا يجب اهماله ، وأن يتغاضى عما لا ينبغي التغاضي عنه، وذلك من خلال التجمع المقصود والتعاون المُتعمد على بذر بذور التهاون والخذلان داخل مؤسساتنا الدينية والسياسية ومنتدياتنا الإجتماعية والثقافية بغية فرض السلطة الإنفرادية على حساب الهيمنة الجماعية التي تعد أساس التمدن والتطور.
من خلال هذا التمهيد المقتضب ، الذي استنبطته من واقع الحال ، سواء في الوطن الأم أو ديار المهجر ، إتضح لي في الآونة الأخيرة عن دور بعض مؤسساتنا التي لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، إن لم يكن أقلها وبكافة تسمياتها القومية على رصد مبالغ مادية لنشر المؤلفات باللغة القومية ولغات أخرى عما له علاقة بلغتنا وأدبنا وتراثنا وثقافتنا وعلومنا، ناهيك عن القاموس الآشوري لجامعة شيكاغو الذي استغرق العمل على إنجازه 90 عاماً  ليتم طبعه في 21 جزءاً، متضمناً 28000 مفردة مترجمة عن الخط المسماري الأكدي, يعود تاريخها لأكثر من 2500 سنة قبل الميلاد، بحيث أصبح دوي وأصداء هذا المشروع الأكاديمي الضخم والنادر مفخرة للباحثين والدارسين من اللغويين والآثاريين والباحثين إلى جانب ما يصدر سنوياً من القواميس بجهود فردية وفي حقول مختلفة.
 

ومما تجدر الإشارة اليه، حركة الترجمة والنشر والقنوات الإعلامية والمؤتمرات اللغوية التي تعقد في الوطن الأم بلاد الرافدين وبعض البلدان مدعاة فخر وإعتزاز طالما تبشر بالخير لإحياء لغتنا القومية،   

إضافة للمدارس التي تم تأسيسها لتعليم اللغة الأم بشمولها كافة المواد التعليمية وعلى كافة المراحل الدراسية والدورات التدريبية والتأهيلية للمعلمين والمدرسين, بحيث أدت هذه الإنجازات على بث مشاعر الوعي لدى بعض الغيورين في الإقدام بجهود فردية في المضي على نهجها في كاليفورنيا وأريزونا واستراليا. ناهيك عن بعض الدول التي تسمح للأجانب على تعلم لغتهم الأم في المدارس الرسمية كالسويد وأرمينيا على سبيل المثال.
لذا حقاً أقول لكم : بأنكم أقدمتم على العمل ووفيتم بما بذلتموه بدلالة أعمالكم الإيجابية التي يتصدى لها من لا تنل يداه عنقود العنب أو أية ثمرة متألقة.
ولكن ما يُؤسف له ويُحزن عليه أن نجد العديد من منتدياتنا، إن لم يكن معظمها وبكافة تسمياتها لم تصل الى المستوى الذي يطمح اليه كل فرد اشوري بكافة مكوناته، وفي جميع الحقول التي لها دورها الرئيسي لرفع هيبة الوجود القومي لغوياً وتراثياً وثقافياً، وأخص بذلك التي منها عملية تعميم التعليم اللغوي والتربوي على المستوى الرسمي ، كما هو الحال في بعض دول الشتات التي نوهنا عنها.

إن ما استرعى انتباهي وحثني للكتابة بهذا الشأن هو مشاهداتي عن كثب لأعمال ونشاطات مؤسساتنا أثناء زياراتي واستطلاعي من خلال العديد من اللقاءات. هذا ليس معناه بأنها معصومة عن السهو والخطأ إن كانت قد سعت فعلاً في تحقيق مآربها. قد تكون هناك بعض المثالب والمآخذ في المسلك والمنهج ، وهذه بديهة لا يُمكن نكرانها ، لكون الإنسان يتعلم من أخطائه ومن تجارب الآخرين ، ومن لا يَقْدم على العمل لا يرتقي سلم درجات النجاح.
وبما أن ما ذهبنا اليه مصدره النبع اللغوي, أود الإشارة إلى نقطة مهمة جداً، وهي مستنبطة من خلال كتاباتي ومطالعاتي لواقع أهمية وفاعلية اللغات الأم لدى شعوب العالم ، حيث وجدت بأن أغلب الشعوب تتمجد وتتباهى بالعديد من المناسبات القومية الخاصة بها ، مثلما نحن نحتفي بالسنة الآشورية وذكرى الشهيد الآشوري ، ناهيك عما يملأه التقويم الميلادي من مناسباتنا الدينية كباقي الديانات. ولكون الأمر هنا يتعلق بمناسبة يوم اللغة الأم العالمي الذي يشمل كافة لغات العالم، إنبرت العديد من الدول، وعلى أثر ذلك  بإقرار اليوم المناسب لها للرفع من شأن اللغة القومية والرسمية المتداولة للشعب الناطق بها بإعتبارها هوية وجوده على مدار الأزمنة، وكما يتضح من بعض الأمثلة المدونة أدناه.  
 ـ يوم اللغة الأم العالمي في 21 شباط من كل عام.
-  يوم اللغة العربية في 18 كانون الأول - ديسمبر .
-  يوم اللغة الصينية 20 نيسان - ابريل .
-  يوم اللغة الانجليزية في 23 نيسان - ابريل .
-  يوم اللغة الفرنسية في 20  آذار - مارس .
-  يوم اللغة الروسية في 6 حزيران - يونيو .
-  يوم اللغة الاسبانية في 12 تشرين الأول - اكتوبر.

أكتفي هنا بذكر هذه اللغات ، علماً بأنه هناك ما لا يحصى من اللغات لدى شرائح شعوب العالم تحتفل بالأيام التي رسمتها ليوم لغاتها.

لذا فإنني من هذا المنطلق أقترح على هيئات ومجالس مؤسساتنا بكافة اتجاهاتها إتخاذ هذه الفكرة أو المقترح بعين الإعتبار إسوة بباقي اللغات التي تمجدها شعوبها من الناطقين بها، ليكون اليوم الذي يتم تحديده للغتنا كمنطلق لتحفيز أبناء شعبنا وتعميمه عليهم أينما تواجدوا وحطت بهم الظروف والأوضاع القاسية المؤلمة.

 

طلاب وطالبات مدرسة مار بنيامين شمعون الآشورية في لاس فيكاس في أمريكا

أتقدم بمُقترحي هذا من منطلق خبراتي وتجاربي وتعاملي الدائم مع اللغة الآشورية لأكثر من أربعين عاماً، منها 34 عاماً قضيتها بتعليم وتدريس لغتنا في المدارس الرسمية السويدية ، إضافة لتأليفي سلسلة المنهج التعليمي بسبعة أجزاء لوزارة التربية السويدية والمُتداول في انحاء السويد ودول اخرى. وكذلك أنطلق بهذا المُقترح من حرصي الدائم في الإسهام على وجودنا الكلي الذي لم يبق من مقوماته العتيدة غير لغتنا التي هي روح الأمة ، وبدونها سنجهل ونذيب وجودنا الإثني لننصهر بين شعوب الدول التي نأمّها.
ومن أجل اختيار اليوم المحدد والمناسب, ينبغي أن نستمد اليوم المحدد لذلك من مناسبة  ذات صلة  بأحداث ومأثر واقعنا وتاريخنا والتي منها على سبيل المثال: يوم تأسيس أول مطبعة آشورية ، يوم طبع أول كتاب بلغتنا بعد الميلاد ، يوم ولادة  أو رحيل أول كاتب آشوري أحيى اللغة والأدب والتراث في عالمنا القديم أو الحديث، يوم الإعلان عن إكتمال وإصدار القاموس الأكاديمي لجامعة شيكاغو وغيرها من المناسبات التي يمكننا البحث عنها والتأكيد عليها لتسمية " يوم اللغة الآشورية ". ولكي لا يتزمت ويمتعض البعض من التسمية لندعها تكن التسمية " يوم اللغة الآشورية / السريانية".
إن عملية إقدامنا على هذه الفكرة ليس ضرب من الخيال كما يتصوره ويظنه البعض, وإنما يفرضه الواقع المعاصر, ولكون لغتنا التي نعتز بها ونمجدها ونتباهى بها هي من أقدم لغات العالم المستحدثة والنبع الصافي الذي اغترفت منه لغات أخرى بما لا يحصى من المفردات والمصطلحات والتعابير، وأعلنت بتحديد وتسمية اليوم الذي يُحتفى بها.. فلماذا نحن أيضاً لا نحتذي حذوها ونقتدي بها طالما يشهد التاريخ بأن لغتنا هي مصدرها. كونها اللغة التي نطق وبشر وقدس بها المسيح ومن تبعه إلى يومنا هذا من خلال الأنجيل المقدس. فإن لم نعرها ونوليها تلك الأهمية والمكانة العالية، فمن ننتظر أن يُعلي من شأنها. إذن، فمن المؤكد بأنه سيكون ليوم اللغة المُقرر دوره الفاعل في محيط مجتمعنا وبين أبناء شعبنا الناطق بها ومؤسساتنا إسوة بباقي اللغات، بغية إعادة ذكرى الإحتفاء بذلك اليوم سنوياً كإقامة الحفلات الخاصة بذلك، توزيع وتبادل الهدايا الطباعية بكافة أشكالها، إعادة طبع ونشر مؤلفاتنا وكل ما يمت بصلة لهذه المناسبة.

 

طلاب وطالبات مدرسة القديس ربان هرمز الآشورية في سدني مع أهاليهم أثناء إحتفال إنتهاء الفصل الدراسي

وفي الختام كلي أمل أن انتظر رأيكم بما نوهت عنه ليمكنني من دراسة الموضوع مع زملائي المدرسين الآشوريين في المؤتمر اللغوي السادس الذي نعقده سنوياً في السويد بدعم مصلحة شؤون المدارس التابع لوزارة التربية.

 

المدرسة الآشورية في كاليفورنيا

مع بالغ شكري وتقديري لكل من يقرأ ويتجاوب مع الفكرة المطروحة للنقاش والمتابعة عسى أن نحقق ما نصبو اليه.
ميخائيل ممو / السويد


418
راحيل ديباسو تنال شهادة الدكتوراه في العلوم الطبية




في امسية علمية ثقافية واجتماعية التقى رجال العلم والمعرفة والثقافة من السويديين والآشوريين في ملتقى  خاص بمدينة يونشوبينغ ـ السويد لمناسية نيل الطالبة الآشورية الطموحة راحيل ديباسو درجة الدكتوراه في العلوم الطبية بتاريخ 25/1/2013 عن اطروحتها المعنونة
" تأثير جينات الوراثة والخواص الميكانيكية للشرايين الكبيرة في الإنسان "
" Influence of genetics and mechanical properties on large arteries in man"
حيث كانت قد حصلت قبل ذلك تأهيلها الأكاديمي بنيلها شهادة البكالوريوس من جامعة يونشوبينغ وشهادة الماجستير من جامعة اوبسالا في السويد, وسعت فيما بعد على إتمام دراستها وبحثها في الإختصاص الذي أهلها لنيل شهادة الدكتوراه من جامعة لينشوبينغ.
بعد أن ألقت بحثها الموسع الذي دام ثلاث ساعات بحضور خمسة أساتذة أكاديميين بدرجة بروفيسور وجمع كبير من ذوي الإختصاص, تمت المناقشة في قاعة المحاضرات في مشفى ريهوف بمدينة يونشوبينغ, لتجتمع اللجنة المشرفة والمقررة فيما بعد وتعلن نتيجة منحها الدرجة العلمية بإمتياز. 
ولهذه المناسبة أقيمت حفلة خاصة على شرف المُحتفى بها بإلقاء الكلمات متضمنة من المُشرف على اطروحتها البروفيسور توسنِه لانِه والمقربين لها الذين اشادوا بطموحها ومقدرتها على إنجاز ما توصلت اليه  في مجال تطوير البحث الطبي الذي أهلها للقب دكتورة راحيل. وما ينبغي الإشارة اليه بأن السيدة راحيل التي لم تتجاوز الخامسة والثلاثين من العمر هي أم لثلاثة أولاد وزوجة السياسي الآشوري المعروف إلهان ديباسو رئيس الحزب الإشتراكي الديمقراطي بمحافظة يونشوبينغ. ومن خلال هذا الإنجاز الذي توصلت اليه يمكننا إعتبار د. راحيل من النماذج النادرة بين الشبيبة الآشورية لتكون من الأمثلة الحية التي يُشار اليها بالبنان, علماً بأنها كانت قد قضت فترة طويلة في العمل القومي والشبابي في إتحاد الشبيبة الآشورية في السويد ونشرت العديد من المقالات في مدلة حويودو.
لا يسعنا في خاتمة هذا الخبر إلا أن نهنئ الطموحة راحيل بملئ قلوبنا, آملين منها المزيد من إنجازات البحوث الطبية لخدمة البشرية.
ميخائيل ممو / السويد
     












419
الأخ المبدع الأديب كبرييل كوركيس
حقاً لقد وفيت واكتفيت فأغنيت بعرضك المسهب ما ذهبا اليه المرحوم ايشعيا خنو والأديب فيليمون درمو الذي بث الروح فيما تركه لنا مترجم الرباعيات الى الآشورية. كما وإن تقييمك وتحليلك أعده جزءاً من الكتاب الصادر.. آملاً في المستقبل أن يضاف في طبعته الثانية.
مع بالغ شكري وتقديري لمآثرك الأدبية باللغتين الآشورية والعربية.
ميخائيل ممو

421
[font=East Syriac Adiabene]ܫܠܵܡܵܐ ܐܲܣܝܵܐ ܚܩܝܼܪܵܐ ܘܣܵܝܘܿܡܵܐ ܡܗܝܼܪܵܐ ܠܝܘܿܢ ܒܲܪܟܼܘܿ
ܚܲܕܘܼܬܵܐ ܪܲܒܬܵܐ ܕܟܵܬܒܼܢ ܚܲܕَܟܡܵܐ ܣܸܪ̈ܛܹܐ ܒܘܼܬ ܡܠܘܼܐܵܐ
ܛܝܼܡܵܢܵܐ ܕܦܪܸܣܠܘܿܟܼ ܒܘܼܬ ܒܪܕܝܨܢ ܘܪ̈ܲܟܼܢܹܐ ܥܹܕܬܵܢܵܝܹ̈ܐ..
ܒܣܲܒܼܪܵܐ ܝܘܲܚ ܕܗܵܘܹܐ ܙܵܚܘܿܦܵܐ ܠܣܵܝܘܿܡܹ̈ܐ ܘܡܵܚܘܿܪܹ̈ܐ ܐَܚܹܪَ̈ܢܹ̈ܐ
ܕܬܵܒܼܥܝܼ ܠܗܿـܝ ܦܵܣܘܿܥܬܵܐ ܩܐ ܝܘܼܬܪܵܢܵܐ ܕܣܸܦܪܵܝܘܼܬܲܢ ܘܐܝܼܬܘܼܬܵܐ ܕܐܘܼܡܬܲܢ.
ܡܝܼܟܼܵܐܝܠ ܡܲܡܘܼ

[/font]
من خلال قراءتي لمقالة الكاتب الدؤوب الزميل د. ليون وبما شنف أسماعنا بنبرات صوته الرخيم السارح مع ترانيم التموجات الموسيقية حفزتني منابع الذات لأسترسل في كلماتي قائلاً
أنامل عازف الكمان الشاب ريمون تتفوه من خلال الأوتار الصوتية, وأنامل عازف العود نينوس تتناغم مع ابتهالات تموجات الصوت الرخيم بشجْيهِ لذكرى الكنوز البرديصانية مستنبطاً إياها من منبع فكره الأدبي والفلسفي والديني.
وهنا في تلك التراتيل التي تُثمل الروح والنفس والعقل, أتأملها رؤيوياً من عهد تدوينها في القرن الثاني الميلادي بمشاركة العازفين الشابين اللذين هما من صُلب أبن أخيه, حيث بَثّ فيهما روح الهمة والنشاط, متخذاً منهما ما أقدم عليه برديصان (154م ـ 222م) بإملاء تلميذه فيليبس وأبنه هارمونيوس محتويات كتابه الفلسفي والتاريخي " شرائع البلدان " في حوار السين والجيم بينه وبين عويذا السائل, متخذاً ذات المسار البرديصاني.
وعلينا أن لا ننسى بأن ثراثنا الأدبي والديني والفلسفي ـ نثراً وشعراً ولحناً ـ هي مقطوعات سيمفونية خالدة منذ العصور الميلادية الأولى, كخلود السيمفونيات الأوربية اليوم لروادها بيتهوفن ومندلسون وكونشيرتو وتوريلي وموزارت وشوبار وهوفمان وغيرهم منذ نهايات القرن السابع عشر بشيوعها في البدء على شكل موشحات دينية كنسية كتلك الألحان التي خلفها لنا برديصان ومار أفرام ومار نرساي وغيرهم.
بقي أن أشيد بدور العازف ريمون بتفوقه الموسيقي ـ كما عهدته ـ مجارياً اجتهاده الدائم في تعلم اللغة الأم بحضوره كافة الحصص التي كنت أمليها على تلامذتي في السنوات الأخيرة من المرحلة الثانوية وبتأديته لواجباته بحرص دائم, وكذلك الأخ نينوس الذي لم يتوان يوماً بإحتضانه لعوده وتلبية دعوة المشاركة في المناسبات. بدوري وفي خاتمة المطاف يسرني أن أشد على أيدي الثلاثي المبدع بحرص واجتهاد واهتمام الدكتور ليون برخو.. مع بالغ شكري وتقديري.
ميخائيل ممو  

422
الأخ الكاتب أبو سنحاريب
اني اتابع كتاباتك دوماً.. ولهذه لمناسبة أشاطرك الرأي فيما ذهبت اليه وأقول: نعم سيأتي ذلك اليوم من منطلق عبارتك الأولى.. طالما ( اقلامنا مشاعل فكرية لغوية ثقافية تضئ دربنا في الحياة  ). شريطة أن تكون تلك الأقلام أمينة لما ينضب عنها.
ميخائيل ممو


ܗܹܐ ܒܸܬ ܐܵܬܹܐ ܗܿܘ ܝܵܘܡܵܐ ܟܡܵܐ ܕܐܝܼܬܠܲܢ ܩܲܢܝܹ̈ܐ ܫܲܪܝܼܪܹ̈ܐ ܡܲܪܥܘܼܫܹܐ ܘܡܲܪܓܼܘܼܫܹܐ ܒܢܲܝ̈ ܐܘܼܡܬܲܢ ܒܠܸܫܵܢܹ̈ܐ ܦܪ̈ܝܼܫܹܐ ܒܘܼܬ ܐܲܠܨܵܝܘܼܬܵܐ ܕܠܸܫܵܢܵܐ ܐܸܡܗܵܝܵܐ ܕܝܼܠܹܗ ܗܲܝܵܝܘܼܬܵܐ ܕܐܝܼܬܘܼܬܲܢ ܘܕܐܘܼܡܬܵܐ ܐܵܬܘܿܪܵܝܬܵܐ. ܥܲܡ ܚܘܼܒܝܼ ܘܐܝܼܩܵܪܝܼ ܥܲܠ ܡܲܢܗܲܪܬܘܼܟܼ
ܡܝܼܟܼܵܐܝܠ ܡܲܡܘܼ
[/size]

423
ܫܠܡܐ ܕܚܘܒܵܐ ܘܐܝܼܩܵܪܵܐ
ܬܵܘܕܝܼ ܣܵܓܝܼ ܠܐܵܗܵܐ ܬܘܼܢܝܼܬܵܐ ܟܪܝܼܬܵܐ
ܡܝܼܟܼܵܐܝܠ ܡܲܡܘܼ̣ ܣܘܝܼܕܢ


أخي القاص والروائي عادل دنو
أحييك على ما كتبته.. وفي ذات الوقت ذكرتني بالقصة القصيرة التي كتبتها ونشرتها في كتاب بعنوان: " نينوس وليشانا ديما " قبل عدة سنوات محورها بذات المعنى حين يقول الوالد لإبنه: ليشانا لِه ماخل لخما.. ليجيبه: ان لِه ماخِل لخما كي ماخل كيكا. ويثبت مقولته في نهاية القصة.
ولدى قراءتي لقصتك القصيرة, عمدتً ترجمتها مباشرة ليطلع عليها من لا يفقه مضمونها ويجهل قراءة حروفها, آملاً أن تنال رضاك.. مع بالغ شكري وتقديري لجهودك الأدبية.

الكتاب والتلفاز
بقلم: عادل دنو
ترجمة: ميخائيل ممو
منذ طفولتي والقلم رفيقي في المدرسة الإبتدائية, الرسم والكتابة...! متواصلاً ومربوطاً بالطين.. ورق الطين.. العراقي القديم كان يكتب على ألواح الطين ويدعها تفتخر في النار.. ليصون اللوح بما فعله الإنسان.. نشره وأصبح مرتبطاً بالقلم والورقة.. ليكون كتاباً للشراء والقراءة..! منذ صغري ولجت حقل الكتابة.. فعل الكتابة بملئ التجارب.
تزوجت.. فإحتوانا بيت صغير.. خِباْ ضيق.. ايجارنا.. صعوبة دفع الإيجار.. وليدي يرغب اللعب.. إبنتي تريد أن تدع عروستها تنام..! لا يتسع المكان لكل واحد منا..! كل شئ أصبح أغلى.. ذلك الشئ المبهج والمفرح الذي نملكه أصابه العطل..! صمتَ التلفاز! من يجمعنا فيما بعد..؟
زوجتي تتمتم.. أولادي ينهنهون.. كتابي ساكن صامت في زاوية ما..! الدراسة الأعلى جعلتني أبتعد من مدينتي..! رحلتُ لمدينة كبيرة.. وتركتُ كتابي..!
أمي إلى اليوم تخبز الخبز بالتنور.. بذهابي لزيارة أهلي.. شممتُ رائحة طيبة لذيذة من التنور على السطح.. ووضعت أختي أمامي الخبز الحار.. وقالت: كُلْ..! الخبز الطيب.! ولا مرة كنت اتصور طيبة هذه الرائحة والخبز هي من الحروف التي كانت تحترق.!
عشر سنوات بقي كتابي راكن في الزاوية.. أحياناً تحت المطر.. وتحت حرارة الشمس.. ثلاثة آلاف نسخة.. معلبة في صناديق.. تنتظر الإنتقال من غذاء العقل لغذاء الجسم.. عيناي لألف صديق رمتهم أمي في التنور..! رائحتهم تصلها.! فيبكون .. ولا سامع لها..!
ـ الكتابة لا تْطعم خبزاً..!
ألف مرة سمعت هذه المقولة.! أذناي عجزت عن سماعها..
في يزم ما.. سأل أحد الأصدقاء عن كتابي.. قلتً: أنه نائم فوق السطح.!
إشترى الكتاب مني.. وفي ذلك اليوم الذي استلمت قيمته.. اشتريت تلفازاً. فعادت البسمة على وجه ابنتي.. وعادت راحة ولدي.. وزوجتي أيضاً توقفت تمتمتها..
وفي تلك الإثناء قلت:
الكتابة تجلب التلفاز.!

424
شكراً للأديبين عادل دنو وفليمون درمو
بقلم: ميخائيل ممو
(ما حك جلدك مثل ظفرك . . فـتولـّى أنت كـلّ أمـرك)
من منطلق مضمون هذا المثل الشائع ينطلق الزميل الأديب والروائي الأستاذ عادل دنو في استرساله المقتضب للتعريف عن جهد أدبي تشابكت فيه عدة أسماء أدبية مخضرمة من جيل العشرينيات, سبق وإنطفأ بريق عطاء معظمها في عمر السبعينات والثمانينات, ليخلفوا لنا ما جادت به قرائحهم من كتابات لم يتسنى لهم من نشرها في حينها في الوطن الأم لأسباب  سلبية عديدة مجتمعة ومؤدية بهم إجتياز الأسوار المنيعة لتحط أقدامهم في العديد من ديار الإغتراب التي إحتضنتهم ليتنسموا نفس الروح بحرية تامة, حاملين في كنائنهم الأدبية سيوفهم الورقية المعنوية, والتي منها ما أنعته باللجوء الأدبي لمؤلفاتهم في ديار الهجرة.
هذا ما شاء به القدر من جراء الظروف السياسية والإقتصادية لأدبائنا الآشوريين الراحلين من أمثال بنيامين كندلو, يوئيل بابا, آشور قليتا, شماشا كيوركيس بيت بنيامين دآشيتا ووو...وبالتالي إيشايا إليشا خنو الذي صدر بإسمه كتاب " رباعيات الخيام "  ليكون محور عرض وتحليل الأستاذ عادل دنو الذي بدوره هو الآخر نحا منحى من ذكرناهم في ديار الهجرة من خلال ما نشره وبشكل خاص تلك الرواية العتيدة التي نشرها باللغة الأم تحت عنوان " بيت نورِه" في العام المنصرم, ولضيق الوقت وبعض الظروف الخاصة ـ  أدبياً ووظائفياً ـ لم يسعفني الحظ على إتمام فصولها, آملاً ذلك مستقبلاً ، لقلة التحليل النقدي بين كتابنا للنتاجات الأدبية المنشورة في أصقاع متفاوتة والتعريف بها مثلما أقدم عليه رفيق الأدب عادل دنو في تعريفه لكتاب المرحوم إيشايا خنو.
لكي لا أكون بعيداً وفي منأى آخر مما أقدمَ عليه الزميل دنو عمّا سعى اليه الأديب فيليمون درمو على عرض وتحقيق رباعيات الخيام التي ترجمها نظماً بالآشورية المرحوم ايشايا خنو, يشرفني القول بأن ما حققه الأستاذ درمو أضاف لبنة رصينة في صرح الأدب الآشوري, لما إحتواه الكتاب المنشور من معلومات قيمة كانت جليسة الرفوف المنسية, حسب ما أبانها الأخ دنو في عرضه للكتاب في الرابط المذكور أدناه , ليُعلم القارئ عن هذا الإنجاز القيم, وليضيف أيضاً معلومات إضافية بحكم التواصل والتتبع الأدبي لما ينشر عن تلك الرباعيات لم يحظ ناشر الكتاب الإشارة اليها, ليكون القارئ على معرفة بمن سعى وأنجز ترجمة تلك الرباعيات, والتي قد يكون هناك من ترجمها أيضاً وبرحيله رحل وجودها وطواها النسيان حالها حال ما لا يحصى من الآثار الأدبية والمخطوطات التي نقرأ عنها في المباحث والتدوينات اللغوية دون أن نعثر عليها.
ما أود الإشارة إليه بأن الأسماء التي ذكرناها آنفاً وغيرها من أمثالهم في مطلع ما ذهبنا اليه, سبق لي وعاشرتهم في الوطن الأم من خلال إتحاد الأدباء والكتاب الناطقين بالسريانية في العراق والنادي الثقافي الآثوري في بغداد ومناسبات الأمسيات والمهرجانات الشعرية والأدبية ومجلة المثقف الآثوري التي زاملتها إلى اليوم الذي جعلني أتبع مسارهم, وما فتأت تلك الذكريات عالقة على صفحات فكري رغم تفاوت العمر الزمني والجيل الأدبي الذي عايشناه آنذاك. ومما يتراءى لي من تلك الذكريات عن المرحوم إيشايا خنو تلك المشية الرزينة حين كنا نقتاده بفخر وإعتزاز ليعتلي منصة الخطابة ليشنف أسماع الحاضرين بالقصيدة المُعدة لمناسبة المهرجان الشعري, ويوم لبى طلبنا هو والمرحوم شماشا كيوركيس على إتمام كتاب " سيرة حياة الملفان يوسف قليتا" الذي أشرفت على نشره وطبعه في حينها. وتمت الإشارة اليه في الكتاب الصادر حديثاُ الذي نحن بصدده.
وفي خاتمة المطاف لا يسعني إلا أن أثني هِمّة الزميل إيزريا خنو إبن المرحوم إيشايا على مفاتحة الأديب درمو الذي أضاء طريق النور بجمعه المعلومات القيمة في الموضوعات التي تضمنته دفتي الكتاب, وحبذا أن يحذ كل وريث شرعي لمخلفات ذويهم حذو الأخ إيزريا وفيليمون طالما أصبحت اليوم سبل ووسائل النشر أيسر مما كانت عليه, سواءً الورقية أو الشبكة العنكبوتية, وعلى القارئ أن لا يخامره التهاون والتقاعس في الإقدام على دعم وإسناد وإقتناء ما يصدر بالحرف المقوّم لوجوده بغية الحفاظ على تراثه بذلك الحرف الذي يتفوه وينطق به يومياً دليل اعتزازه بلغته الأم التي هي بمثابة الهوية لإنتمائه القومي, ليتسنى له الإفتخار بهم وبتراثه وأدبه وعاداته وتقاليده التي تجسد بأقلام ادبائنا وشعرائنا وكتابنا الذين هم عماد الأمة التي نتغنى بإسمها في محافلنا ومنتدياتنا ووسائل إعلامنا, مثلما يحلو لنا أن نمجد ونثني على من يدغدغوا شغاف القلوب ويهزوا المشاعر من مطربينا المؤمنين في ادائهم من الذين لولا الشعراء الصادقين في نظمهم لما سمعنا دوي أصواتهم. 

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,633329.msg5871985.html#msg5871985

425
ليلى قصراني وحكاية الأرملة العراقية الأرمنية
رفيقة القلم الحر ليلى قصراني
تحياتي
نعم.. هكذا يترنح الإنسان حينما تتحكم به المصادفات التي لم تخطر على باله, واللاتعمد حالة يفرضها أحياناً الواقع المرير من مُوَجّهٍ متلبس بغشاوة الرؤيا.
إن ما طرحتيه في مقالتك " حكاية أرملة عراقية أرمنية والجندي الأمريكي " ذات الخمسة محاور جسدت واقعاً مريراً من حياة عائلة أرمنية بريئة لم تستهوِ قلع جذورها من الأرض التي اينعت فيها جهود ثمارها, ليجبرها ذلك الحدث المروع والفاجعة الأليمة على نبذ كل شئ والتحاف ديار الهجرة, لتشاء المصادفة ثانية لذلك الإنسان اللامتعمد في خطيئته على ملاقاة أحد أفراد الضحية بحكم تأنيب الضمير قاصداً مسامحته بما أقدم عليه دون معرفته بواقع حال تلك العائلة.
أن ما هز مشاعري تلك العبارات التي تقولين فيها ـ حسب نقلك لها ـ هي:
" قالت له الأرملة الثكلى "أنت لديك دموع للبكاء لكن دموعي أنا قد نشفت" ثم أردفت، "أنتم غزوتم العراق تحت شعار الحرية. أين هي الحرية اليوم؟ اليوم العراق أسوأ من قبل...لابد انك الان سعيد بأننا قد سامحناك. ليس سهلا على شخص ما أن يصرح "أني قد سامحتك" نعم...لقد سامحتك لكني أبدا لن أنسى احبائي. كل ليلة اضع رأسي على الوسادة وأتذكر ذلك اليوم الكئيب في حياتي. "
والأدهى من كل ذلك مقولة  كتبت نورا رسالة للوبيلو بلغة أنجليزية مهملة على الفيس بوك تقول له: " بأنها فرحت بزيارته وبأن لها الان أخاً ثالثا ".
 تصور قارئي الكريم.. هذا هو الإيمان الصحيح في التسامح , وهذا هو الإيمان الصادق في العفو عن الخاطئ , وهذا هو الإيمان المُرتجى ممن يعمد الإصلاح.
ونحن بدورنا نضيف رأينا لرأي ذوي العائلة المفجوعة بمقولتها: " أين هي الحرية اليوم؟ وتُعني بها الحرية في العراق. لأجيبها قائلاً: حرية العراق لا تضاهيها أية حرية في العالم , ولا حتى في شريعة الغاب.. وَسَموها بحرية الإختطاف والقتل.. حرية النهب والسلب.. حرية الذبح على الهوية.. حرية الإغتصاب وانتهاك الأعراض.. حرية المحاصصة والمذهبية ووو...
كفاني هنا يا رفيقة القلم ـ ليلى قصراني ـ أن أقول بأنك الإنسانة الوحيدة التي تمثلت فيك مشاعر الإنسانية الحقة حين جَسّدتِ ما طرحتيه في مقالتك , ومن بين ما لا يحصى من حملة الأقلام العراقية فيما يدبجوه في المواقع التي لم تعد تُحصى.
هذا الإقدام ليس بالغريب علينا طالما عرفناك من خلال مفاهيم روايتك " سهدوتا " التي هي الأخرى مأثرة في الكشف عن واقع مكونات الشعب العراقي ومن بينها الشعب الآشوري كما هو الحال للعائلة الأرمنية المتمثلة بعائلة خاجادريان.
ما أتمناه منك أن تبري قلمك بحد السيف وتسترسلي على صياغة ما قدمتيه لنا بإسلوبك السلس وخيالك التألقي من منطلق محاورك الخمس مصاغة في خمسة فصول لتضيفي فكرة حداثوية الى رفوف المكتبة الإنسانية لخدمة الفكر الإنساني من واقع المجتمع العراقي الحالي الذي اختلط فيه الحابل بالنابل.
ميخائيل ممو / السويد
* مقالة ليلى قصراني على الرابط التالي:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,631650.0.html

426
ܐܠܗܐ ܒܪܸܟܼܠܘܼܟܼ ܥܲܠ ܕܐܗܐ ܣܘܼܥܪܵܢܵܐ ܛܵܒܼܵܐ
ܡܵܪܹܐ ܝܘܼܬܪܵܢܵܐ ܩܵܐ ܒܢܲܝ̈ ܐܘܡܬܢ
ܦܣܘܿܥ ܠܩܕܡܐ ܒܐܗܐ ܥܒܼܵܕܐ

ܡܝܼܟܼܐܝܠ ܡܡܘܼ

427
ܥܲܡ ܏ܘܼܒܝܼ ܘܐܝܼܩܪܝܼ
ܘܒܛܠܒܐ ܝܘܢ ܡܢܬܝܬܐ ܩܐ ܣܘܼܥܪܢܘܼܟܼ ܣܦܪܵܝܐ


428
ܥܡ ܚܘܼܒܝܼ  ܘܐܝܼܩܪܝܼ
ܘܒܛܠܒܐ ܝܘܢ ܡܢܬܝܬܐ ܩܐ ܣܘܼܥܪܢܘܼܟܼ ܣܦܪܵܝܐ

ܡܝܼܟܼܐܝܠ ܡܡܘܼ

429
ܬܵܘܕܝܼ ܣܵܓܝܼ ܠܡܸܢܕܝܼ ܕܬܘܼܪܓܸܡܠܘܼܟܼ
ܩܐ ܚܡܝܬܐ ܕܠܫܢܢ ܘܣܦܪܝܘܼܬܢ
ܟܠ ܚܕܐ ܡܠܬܐ ܝܼܠܵܗܿ ܠܸܒܼܢܵܐ ܓܵܘ ܒܢܝܢܐ ܕܣܦܪܝܘܫܬܢ

ܡܝܼܟܼܐܝܠ ܡܲܡܘܼ

430
لقد صدق الإمام علي حين قال: الدهر يومان: يوم لك ويوم عليك، فان كان لك فلا تبطر، وإن كان عليك فاصبر، فكلاهما عنك سينحسر.
هذا ما نعيشه اليوم في عالمنا الذي يتوكأ على عصا الطاعة المفروضة فرضاً من ملوك الغاب, والمعنى في قلب الشاعر...
حقاً , لقد جسدت مشاعرك من مكامن مخابئ الذكريات لتوحي ما كان بالأمس وما تخفيه الأيام القادمة المجهولة بإسلوبك السلس ومعانيك الهادفة.. ان ما تنصبه في ارضية رياض الأدب بين فترة وأخرى تكثر من ايناع الثمر.
ميخائيل ممو

434
الأخ ديماس يعقوب
سبق لي ودونت ملاحظاتي وتعقيبي على ما تضمنه موضوع المناقشة اللغوية باللغة الأم التي انعتها بالآشورية، ولكي أكون صريحاً معك على ما أشرت اليه يسعني القول لك.
في البدء دعني أشكر لك حرصك على ما تفضلت به من رأي لخدمة لغتنا.
اقتراح صائب ، ولكن كما يقال بأن التجارب ـ إن لم تكن الحاجة ـ هي أم الإختراع. لا تظن بأن ما تقدمت به من رأي هو في غاية البساطة, فإن رأيك المطروح بحاجة لثلاثة انواع من الخطوط المتداولة في كتابة لغتنا التي هي الخط الشرقي والغربي والإسطرنجيلي الصالح للعناوين الرئيسية, وهو الخط الشائع والمألوف في الحاسوب أي المُقارب والشبيه نوعاً ما للخطين الآخرَين، والذي يُستصعب قراءته والتواصل مع رموزه ، ولا يتم استعماله إلا نادراً، ولا يستوعب قراءته أيُ من كان.
مقترحك الذي أشرت اليه، سبق وتم تطبيقه في موقع " خابور كوم " قبل سنتين، وكذلك في موقع مديرية التربية لشؤون المدارس في السويد بعنوان " موديرسمال. كوم " أي  "modersmal.skolverket.com " باللهجتين الشرقية والغربية أي الخطين الشرقي والغربي ومواقع أخرى. ومن خلال هذين الموقعين اتضح لنا عن قلة عدد الزائرين اليهما على ضوء ما يكشفه التسجيل الحاسوبي، وبما لا يتناسب مع نسبة الأمية المتفشية بين كافة المذاهب التسموية أي الُمسماة  بين أبناء شعبنا. وهذه دلالة واضحة للعيان وعن كثب من عدم الإهتمام بأهمية اللغة الأم، رغم أهميتها وفاعليتها في الإنتماء القومي والمذهبي، وبالرغم من تواجدها برموزها الإيضاحية كتابة ونطقاً أي لفظاً وتفسيراً بالصوت والصورة.
ومن جانب آخر إذا إتبعنا شرحها كتابة بالحرف اللاتيني قد لا ينسجم الأمر عمّا هو متعارف عليه ومألوف لدى البعض من أبناء شعبنا الذين يقطنون بعض الدول التي لا تستعمل ذات الحروف الأجنبية كتابة ولفظاً، كما هو الحال في روسيا وارمينيا وبعض الدول الأوربية التي منها فرنسا وألمانيا على سبيل المثال. فنكون والحالة هذه قد حصرنا تدوينها على شريحة معينة ممن يتقنون الإنكليزية فيما إذا تم شرحها بذات اللغة بمزاوجة الطريقة الكرشونية.
النقطة والملاحظة الأكثر أهمية فيما ذهبتَ اليه، هي الكثافة السكانية في العديد من مدن دول الهجرة التي تكتظ بأبناء شعبنا بكافة انتماءاتهم المذهبية، عادة ما يتسارعون في المنافسة على تأسيس بعض الجمعيات والنوادي أي المؤسسات الثقافية والإجتماعية لتجد في أنظمتها الداخلية مواد تنص على إحياء التراث القومي واللغوي دون أن يتم تنفيذ أي خطوة من تلك المواد رغم تحرير الدعوات لتنفيذ دورات تربوية ولغوية، وكذلك واقع الحال في الكنائس أيضاً، ولكي لا أغالط نفسي قد يكون هناك من يحرص على تنفيذ رأيك ليتم فيما بعد العد التنازلي الى ما لا يتصوره العقل. ولدي العديد من الدلائل على هذه الحال في دول المهجر بحكم علاقاتي واتصالاتي ومعايشاتي لسنوات عديدة.
المعلمون الجادون عادة ما تشحذهم الهمة في تنفيذ ما عليهم وما يتطلب منهم، ولكن أين هم الذين ينفذون التجاوب لتحقيق ما يصبون اليه بعبارات رنانة لا يجدي صداها نفعاً في أروقة منتدياتهم التي يرتادونها ليلاً وربما نهاراً أيضاً لتجدهم بعيدين عن هوية واقعهم القومي بمناداة فضفاضة
إن ما أشرتُ اليه في هذا التمهيد المُقتضب هو غيض من فيض، ولو تبحرتُ أكثر بسرد الكثير من مواقف أبناء شعبنا تجاه لغتهم الأم في بعض الدول التي توفر لهم سبل تعلمها لإعتراك العحب والغضب!! مع بالغ تحياتي لك أيها الطيب ديماس يعقوب.
ميخائيل ممو / السويد

438
علينا أن لا نتحجج من مرارة الدواء
( ردّ على ردّ )
بقلم: ميخائيل ممو
   سبق لي واطلعت على مقال من أحد الأساتذة من رواد موقع عينكاوا كوم حين تم حشر اسمي فيه بشكل غير مباشر بدلالة الصفات التي اتمتع بها والمواقف الخاصة من المهنة التي ازاولها وعلى وجه الخصوص مجال الكتابة والتأليف والتعليم ، ولا أعلم لماذا لم يصرح علناً كاتب المقال ما يعنيه بمواقفي من حيث التسمية اللغوية. وبما أن مواصفاته اتخذت طابع التحفظ من ذكر الإسم، فأنا الآخر سأنحي ذات المنحى في ردي المباشر قائلاً:
   لم تُضرب الأمثال هباءً، ولم تُدوّن جزافاً  طالما فيها من المعاني التي يُستعان بها في الحديث والمناقشة، ومنها ما يضاهي أبرز ما ورد على ألسنة الأنبياء والحكماء والفلاسفة من الذين يشهد لهم التاريخ فيما ذهبوا اليه من أجل الإصلاح والتوجيه الصائب كمصدر للمشورة المبتغاة. وبما أن تلك الأمثال والأقوال المأثورة استنبطت بفكر واعٍ  ورأي ثاقب من منابع تجارب الحياة فيما تعمد اليه بمضاهاتها لمصادر الوحي الإلهي ، فلا محالة من أن يتم الإمتثال لها، والإستشهاد بها لتقويم إعوجاج ما ، بإسداء النصح والإرشاد، وتقويم ما يمكن إصلاحه لمن لا يستدرك نتائج أعماله أو سلوك تمنطقه بعدم مجاراته لها، وبما يفرضه واقع ومضامين تلك الأمثال المُجدية لإيقاظ الأحاسيس وتحفيز المشاعر.

   من خلال هذه التقدمة القصيرة  أود الإشارة للمثل الشعبي الشائع الذي مفاده " أتريد أكل العنب أم قتل الناطور؟! ". فإذا كان الغرض الرئيس من اقتناء العنب فلا ريب من اتباع الأساليب السلمية في إقناع الناطور وإرضائه على تحقيق المُبتغى. أما إذا كان الأمر في قتل الناطور من أجل حبيبات عنقود العنب فهذه جريمة لا تغتفر. كما وأنه ليس من المنطق أن يعمد طالب العنقود على اقتراف تلك الجريمة الشنعاء إلا فيما إذا حاد الفاعل عن القوانين المرعية وسار على خُطى أساليب المناهضة ليتبع ما ذهب اليه ميكيافيلي صاحب كتاب الأمير بمقولة " الغاية تبرر الوسيلة " أي بأية طريقة كانت لتحقيق الغاية المرجوة مهما كان حجمها. المثل المشار اليه ينطبق في معناه ومبناه على العديد من الأمور الحياتية التي تبغي تحقيق الهدف بأساليب سلبية أو إيجابية لتنفيذ المرام. كما وأنوه لمضمون المثل المذكور حصراً على ما سأتطرق اليه أدناه.

   يقودني هذا العرض إلى التنويه عما يذهب اليه بعض أبناء شعبنا ( بكافة تسمياته ) المتنورين والمثقفين ـ ناهيك ممن هم عكس ذلك ـ أثناء تمنطقهم بأساليب النقد والعزوف أو السخرية والاستهجان من منطلق التعصب الطائفي والمذهبي على عدم السماح لفلذات أكبادهم من تعلم اللغة الأم, المسماة بعرفنا الآشورية من منطلق هويتنا ووجودنا القومي, التي يُعنى بها أيضاً بمفردة السريانية عربياً، كونها معربة ومترجمة عن المفردة الإنكليزية " اسيريان " لأحكام نطقية تمليها قواعد اللغة العربية في مجال الحروف الشمسية والقمرية أثناء شمولها بأل التعريف. فإن كانت لفظة السريانية في صياغتها مستمدة من الآشورية على ضوء متطلبات التحوير النطقي أو اللفظي فما الضير من استعمال المصدر بدلاً من تهجين الأصل والإمتعاض منه أو الإستخفاف والإشمئزاز دون مبرر، واعتبار المفردة الآشورية من الوخزات التي تشلل أنسجة البنية الفكرية بإفرازات انفعالية.
 
   وبما أن موضوعنا هنا ليس الخوض في معمعة وإشكالات جذور ومنشأ التسمية التي تجرنا في أودية ودهاليز التفسيرات اللغوية من مبنى ومنطلق التيارات المناوئة والمؤيدة، آلينا على أنفسنا أن نضيف رأينا لأولئك الذين تصلنا وخزاتهم بشكل غير مباشر، ويتشكون من الأذى الهائل الذي نسببه من خلال تسمية اللغة الأم للتعليم باللغة الآشورية بأنها مبعث إقصاء الكثير من تلامذة أبناء شعبنا من المذهب الفلاني عن التحاقهم تحت سقف ومسيرة ما تُسميه وتفرضه المدارس الرسمية في السويد ودول أخرى كأستراليا وروسيا وأرمينيا في مدارسها ومؤسساتها الرسمية, وبالتالي حرمانهم من اللغة الأم لتضفى عليهم صفة الأمية التي هي ذات اللغة المنطوقة والمستعملة بذات السمات وذات الأبجدية بنحوها وصرفها أي قواعدها بشكل عام، وزد على ذلك ذات اللغة الطقسية بين أروقة الكنائس المشرقية والمغربية  ومواضعها التي يتولى عليها الكهنة من تقديم الذبيحة الرمزية أي المذبح (مدبخا), بالرغم من تفاوت ظواهر اللهجات المستعملة والمتوارثة التي أملتها الظروف الجغرافية والإنتماءات العشائرية إلى جانب المعايشات الإقليمية في العديد من مناطق تواجدهم.
   أود الاستدلال، هنا، من خلال تجربتي  ذات الأربعة عقود في هذا المضمار من حيت التأليف والتعليم ومعايشاتي الدائمة بأن الأمر لا ينحصر في التسمية اللغوية إلا لدى من هم قابعون في ركن إنطوائي ممن يشيدون بتأويلاتهم وتبريراتهم غير المنطقية بحجة النعت اللغوي، بالرغم من مشاركاتهم في مناسبات الأفراح والأتراح ، ليثبتوا بأننا شعب واحد إلا ما ندر ممن نعنيهم هنا.
وبغية دحض ما يعوّل عليه البعض من تبريرات لا تمت للواقع العلمي والتعليمي والمنطقي والتربوي بصلة، نجزم ونؤكد بأن هناك العديد من تلامذة أبناء شعبنا، بإنتماءاتهم المذهبية المختلفة، سايروا العملية التعليمية والتربوية وفق مناهجنا التعليمية وتفوقوا في دراستهم اللغوية دون أن يحيدوا عن التسمية  ويمتعضوا منها، كون الدراسة تعتمد اللغة الأدبية وليست اللهجوية، رغم تفاوتها ـ نوعاً ما ـ عما إمتاز به الأولون من جهابذة اللغة في مختلف مناحيها الإبداعية.
   والنقطة الأخرى التي أود الإشارة اليها هو أن يحملني البعض جريرة التسمية على حرمان أبناء الجالية الكلدانية أو المذهب الكلداني من التحاقهم بدروس اللغة الأم في مدينتي، ويغيظ الطرف عن العديد من المناطق من أبناء ذات الجالية وبنسبة عالية جداً دون أن يتخلوا عن تلك المناهج ويؤكدوا سنوياً عن رقيها وصلاحيتها وفاعليتها رغم التسمية الآشورية لها. أليست هذه مغالطة من الذي (الذين) يعنيني بمقولة " هؤلاء الناشطون وهم يعيشون في مدينتي وهم أصدقائي يرددون مثل السيد شذايا: "شاء من شاء وأبى من ابى" حتى على حساب تدمير شعبنا لأن الأمية دمار."
   وتساؤلي هنا أين هو الدمار أو الأمية في تلك المناطق التي لا تشمئز من التسمية بنسبتها التي تزيد على من يؤمنوا بالتسمية الآشورية؟! أرى الدمار هنا يكمن فيمن يؤجج الجمرات الخامدة ليزيد من لهيبها اشتعالاً دون جدوى.
كما وهناك العديد من العبارات والاتهامات والمغالطات التي لا أود الرد عليها ( إلا إذا استدعت الضرورة ) بحكم مرونة الطبيعة التي أتمتع بها، طالما تم نعتي بشكل غير مباشر بمقولة " شاء من شاء وأبى من أبى " التي هي بعيدة عن  فلسفة حياتي الشخصية. ولست من أتباع من يؤمنوا بما يقوله الشاعر:
إذا كان رب البيت بالدفّ ضاربٌ      فشيمةُ أهل البيت كلهمُ الرقصُ
وفيما إذا كانت مفردة السريانية لوحدها تجعلني وطنياً فما هو دور باقي مقومات الشعور الوطني وعناصر القومية التي نتمتع بها وننضوي تحت لوائها؟! ثم من هو الناشط القومي؟ ألم يكن ذلك الإنسان الناشط الذي يحمل روحه على راحته، ويسعى لتحقيق مآربه في الوطن القومي بنشاطه الدائم؟! إذن والحالة هذه تعتبر الوطنية والمواطنة عادة ما يمليها نشاط الشعور القومي والإيمان بمبادئ الإنتماء لما يحلم به من لا وطن له على أرض الواقع المرير الذي يعيشه. لذلك أقول: إن فقدنا ذلك الحلم فقدنا نشاطنا وإيماننا وعمدنا إلى صهر وجودنا.
 
   لذا دعني أقول هنا بأن تحفيز البعض من أولياء الأمور أو المتنفذين اجتماعياً وسياسياً على حرمان التلامذة الأبرياء من التعليم اللغوي الأم بسبب التسمية الآشورية أو بسبب الإنتماء المذهبي والإقليمي للمعلمين الرسميين هو تبرير غير منطقي طالما الغاية تبرر الوسيلة بإسلوب إيجابي مجدٍ لمن يهدف تحقيق ما يصبو اليه. وطالما ينوي الفرد اقتطاف العنقود باستشارة الناطور، وطالما يتمتع المعلم بشرف المهنة في إداء مهمته التربوية والتعليمية دون فرق بين زيد وعبيد، أو بين عوديشو وعبد المسيح. ومن خلال التداعي السلبي المقصود والمتعمد من قبل من يتجاوز حدود الإعتدال يتناسى ويتغافل أن إسلوبه يزيد الطين بلة ـ شئنا أم أبينا ـ كوننا نزرع بذور الحقد والكراهية والاشمئزاز في نفوس فلذات قلوبنا وأكبادنا في مطلع حياتهم، وهم أبرياء من المخاطر المستقبلية التي تزيد من الابتعاد عن بعضنا لينطلق كل واحد باكياً على ليلاه في وادٍ مغاير.
ومما يدهشني ويثير استغرابي حين يخالف البعض ـ بما ذهبوا اليه ـ على تحفيز أبنائهم الإلتحاق بدروس تعلم اللغة العربية تحت راية العروبة والقومية العربية، دون دعمهم وإرشادهم على تعلم لغة وجودهم القومي أو الإثني، لغة آبائهم وأجدادهم, علماً بأن أنظمة وقوانين وزارة التربية لشؤون المدارس في السويد تنص وتؤكد بأنه يحق للتلميذ تعلم اللغة المتداولة في البيت كلغة رئيسية أي بمعنى اللغة الأم دون غيرها مع بعض الإستثناءات في حال عدم استعمال اللغة القومية في المحيط العائلي بشكل دائم أو أن يكون التلميذ ثنائي اللغة. والأدهى من كل ذلك حين يكون معلم اللغة العربية من أصول اشورية يتم القبول به لتعليم أبنائهم العربية ويرفضونه على تعليمهم لغة هويتهم القومية.
   إذا كان هنالك ثمة أعداد ضئيلة تتشبث بحجة التسمية اللغوية، فلا ريب في ذلك، ولكن الشك الغالب والحيرة المستفحلة  هي النسبة العالية من تلامذتنا الذين ينجرفون في تيارات أولياء أمورهم بتخييرهم على هواهم، وعدم إرشادهم إلى أهمية تعلم لغتهم الأم، رغم استعمالهم لها وبأية لهجة كانت، متناسين أهميتها وفاعليتها أيضاً في المعدلات السنوية للمراحل الدراسية. ولكي نثبت ذلك عن كثب، نشير لأقرب وأكبر دليل يؤيد زعمنا، وهو أن تجد في منطقة ما يتواجد فيها ما لا يقل عن خمسين تلميذاً يتحدثون بذات اللغة الأم متوفرة لهم سبل التعليم اللغوي في المدارس الرسمية، ولا تجد بينهم من التحق بدرس اللغة الأم سوى ربع العدد وفي كافة المراحل المدرسية. وقس على ذلك ما يتراءى في العديد من ديار الهجرة التي استضافت بني   شعبنا بكافة انتماءاته المذهبية سواء في الدول التي تتيح فرص تعلم اللغة الأم أو الدورات التي تنظمها الجمعيات الثقافية والإجتماعية والأخويات الكنسية بكافة تسمياتها الشرقية منها والغربية أيضاً، بدلالة البحث الميداني الذي أجريناه قبل سنوات في ثماني دول يقطنها أبناء شعبنا، والذي كانت نتائجه ما لا يتصوره العقل عن نسبة الأمية المتفشية في مجال اللغة الأم من منطلق تعريف منظمة اليونسكو لمفهوم الأمية.
من هذا الباب دعونا إذن نعالج الأمور على ما يجدي لغتنا وآدابنا وتراثنا لتطمئن أرواح جهابذة اللغة والقديسين الذين خلدوا الأدب الكنسي ليومنا هذا. أقولها ثانية:  نعم! دعونا نعالج الأمور ليس من باب التسمية أو الإنتماء الإقليمي والمذهبي  وأحياناً العشائري والسياسي، وأن لا نتحجج ونتذرع من طعم مرارة الدواء بالتخلي عنه وهجر أعراض الشفاء الذي يمنحنا الصحة والعافية ليزيد من معرفتنا ويثري لغتنا التي هي ذات اللغة المقدسة التي ننعتها بلغة المخلص. مع اعتذاري لمن ينفض الغبار الذي على كتفه من محتوى ما ذهبنا اليه. آملاً في نهاية حديثي أن يتعض من يرمونا بحجرهم أن يتأملوا بدقة فحوى ما ذهب اليه الشاعر في قوله:
كم قال غيري كلاماً لست أفهمه      وبِتُ أكتب ما لا يفهم الناس

وفي الوقت ذاته أن لا نتناسى ما ذهب اليه الشاعر المعري قبل ما يربو عن ألف عام مضت  حين قال:

الناس للناس من بدوٍ ومن حاضرةٍ    بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم

وفي الختام لنتخذ عبرة من مقولة الشاعر الذي قال:

تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً     وإذا افترقن تكسرت آحادا


439
أدب / رد: غجري لايجيد الرقص
« في: 03:41 07/10/2012  »
زميلي المبدع آدم
تأملك الفكري في قصيدة " غجري لا يفقه الرقص " دلالة وعي بدافع مشاعر حية ، وربما لا مثيل لها بالإسلوب الشعري الذي انطلقت في سرده،  وقلما تثير وخزاتك منابت أحاسيس من لا يتسلح  بمفاهيم ما آليت اليه في إبداعك الهادف من قصيدتك التي ما فتأت خريدة العصر رغم مرور العقود المريرة التي ناهزت الثلاثة والنصف عقداً مرتمية بين أحضان الزمن القاسي من وجودنا الإنساني لأجل الكرامة والحرية التي لا زالت تتصارع حروفها في خلايا ادمغة من تعنيهم لنيل ما نصبو اليه بتلك تعابيرك المتلألئة بنسيجها الدقيق والهادف فوق كل اعتبار. وتساؤلي هنا من تساؤل طروحاتك.. متى توقظ أصداء تلك نواقيسك أغشية الآذان الصماء؟!
ميخائيل ممو

440
يوم المعلم العالمي
تحت شعار
" إتخاذ موقف للمعلمين




بقلم: ميخائيل ممو / السويد
mammoo20@hotmail.com

إن كان لأولياء الأمور دورهم في تربية وتنشئة فلذات أكبادهم وقلوبهم, فالمعلم هو نبع ذلك الدور, بما اغترفوه من علمه وتوجبهاته ليستقبلوا الحياة العملية. وإنْ كان الطبيب مصدر الرحمة، فالمعلم هو مصدر الحكمة، وكلا المصدرين يبشران بسُبُل الخير لبني البشر. الأول بالرحمة النفسية والجسدية للعليل ، والثاني بالحكمة الأدبية والعلمية لمواكبة الدليل، ذلك الدليل الذي هو بمثابة منبع إلهام للقرطاس والقلم، للتعبيرعن هاجس أحاسيس الألم وعن هاجس أفراح النِعم، وعن كل ما ينبغيه التدوين من الخواطر والوقائع والأحداث في كافة حقول العلم والمعرفة، رغم التطور التقني الذي يَسّرَ السُبُل أمام من هم في حاجة للإثراء اللغوي والمعرفي المباشر في كافة مجالات الحياة التثقيفية الشاملة.
فيما إذا توغلنا قليلاً في عمق التاريخ القديم، إنطلاقاً من مرحلة ما قبل التاريخ لوجدنا بأن التعليم ينحصر في مرحلتين هما ما قبل الكتابة الرمزية أي الصورية وما بعد إقرار التدوين الرسمي. في الحالة الأولى تم اعتماد التعليم والتوجيه والإرشاد الشفوي من خلال الممارسات المعرفية بمستلزمات الحياة آنذاك، وبمرور الزمن ومن منطلق حكمة الإنسان وولعه في الإبتكار تهيأت له أسس الكتابة المُعتمَدة التي كان مؤداها توسع آفاق التعليم، ليعم دويها في أرجاء متفاوتة من العالم إبتداءً مما احتوته ألواح ملحمة كلكامش في جنوب بلاد الرافدين وما ناظرها في العهد الفرعوني بالكتابة الهيروغليفية، إمتداداً للعهد الإغريقي من خلال ملحمتي الإلياذة وأوديسا لهوميروس تواصلاً مع ما ذهبَ اليه سقراط وافلاطون وأرسطو بإنتشار أشعة شمس فلسفتهم وتعاليمهم على العالم أجمع من خلال النقل والترجمة، إضافة لملاحم تعليمية أخرى المتمثلة بالميثولوجيا أي مجموعة الأساطير في الهند والصين وغيرها من بلدان العالم القديم التي اعتمدت البحث عن المجهول من أسرار الكون والخليقة.
وهنا يجب أن لا ننسى ما دونه الأشوريون والبابليون ما له صلة مباشرة بالعملية التعليمية والتربوية والقانونية على ضوء ما تسجله وتشهد له تلك الرُقم والألواح الطينية التي عثر عليها في بطون أرض الرافدين متمثلة بتعليم القراءة والكتابة والرياضيات والفلك وغيرها من العلوم، لتصبح تلك الآثار القيمة حبيسة المتاحف العالمية ومنها بشكل خاص في المتحف البريطاني بفضل ما جمعه مؤسس أول مكتبة عالمية الملك الآشوري آشور بانيبال.
إن مدعاة هذه التقدمة هو مَقـدَم " يوم المعلم العالمي " الذي يصادف في الخامس من اكتوبر/ تشرين أول من كل عام, والذي تم تسميته وإدراجه هذا العام تحت شعار " إتخاذ موقف للمعلمين ".
ولكي يكون القارئ على بينة من هذه المناسبة في حياة المجتمعات، لا بد لنا من الإشارة عن الدوافع التي حتمت منظمة اليونسكو الإتفاق على إقرار التوصية عن ذلك اليوم منذ عام 1966 تثميناً لمواقف المعلم, وليكون ذلك اليوم رمزاً  عالمياً حياً لوعي ومآثر المعلم بما يقدمه وينجزه في عمله من تثقيف وتطوير. ولكي تتخذ تلك التوصية طابعها الرسمي تم إقرار ذلك منذ عام 1994 إحياءً لذكرى توقيع التوصية المشتركة والمتفق عليها بتنفيذها من قبل منظمة العمل الدولية ومنظمة الإمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة أي اليونسكو لتخص وتشمل واقع وأوضاع رجال التربية من المعلمين، إسوة بيوم اللغة الأم المصادف 21 شباط من كل عام ويوم الكتاب العالمي 23 نيسان وغيرها من المناسبات المعتمدة في دول العالم.
إن هذه الإلتفاتة الجليلة هي بمثابة  شهادة تقييم وتثمين لدور بناة الأجيال من العمل النبيل في تنشئتهم للحياة المستقبلية، وذلك بغية الشد من عزمهم على مضاعفة الجهد في تولي مهام رسالتهم الإنسانية على نشر الوعي، وما يتحسسون به في دعم وإسناد من هم بحاجة التنوير من التلامذة، وفي الوقت ذاته في الإقدام على تطوير العملية التربوية من منطلق ما يتوصل اليه الباحثون والمعنيون في مجال العلم والمعرفة، وكذلك بث روح الهمة والنشاط في ممارسات المؤسسات النقابية للمعلمين للدفاع عن حقوقهم لتحقيق الأهداف التربوية والتعليمية لتتماشى مع إنجازات العصر الحديث.
من خلال مطالعاتي تبين بأن منظمة اليونسكو توصلت لبعض الحقائق التي تهم التربية والتعليم لتحقيق المساواة بين الجنسين من المعلمين، إضافة لمضاعفة الكادر التعليمي الأنثوي على الذكوري ليتم التوازن بين الجنسين، إستكمالاً لمتطلبات إستحداث مليوني وظيفة جديدة في مجال الإحتياجات اللغوية التعليمية لتحقيق وتنفيذ وتعميم عملية التعليم الإبتدائي بحلول عام 2015 من منطلق الواقع الملموس للتقارير والتوصيات المعتمدة التي أبانت وكشفت بأن نسبة الفتيات والنساء في العديد من الدول تشكل معدلات عالية من الأمية ممن لم يلتحقن في مراكز ومدارس التعليم الإساسية. وبما أن منجزات التعليم هي أساس النمو والتطور الحضاري فلا محالة من إعتماد " يوم المعلم " كمنطلق لمؤشرات جديدة في كافة مراحل الحقول التعليمية والتثقيفية، طالما يشكل المعلم مركز الثقل لتلك المؤشرات، ولطالما تحتفل أكثر من مائة دولة بذلك اليوم رغم احتفاء البعض منها في أيام وأشهر متفاوتة من السنة، منطلقة من بعض الأحداث الوطنية والقومية لتلك البلدان، ومن الدول التي تعتمد اليوم المحدد نذكر البعض منها كروسيا والباكستان والفليبين ولتوانيا وأوكراينا وأذربيجان. آملين في نهاية كلمتنا أن تعِـر المؤسسات الحكومية ذات العلاقة إهتماماً بالغاً بذلك, وأن تأخذ بعين الإعتبار هذا اليوم الهام في حياة الشعوب في أية بقعة من أرض العالم, وبشكل خاص دول العالم الثالث والشعوب التي تناضل من أجل البقاء لتحقيق أهدافها على ضوء الشعار الذي تم طرحه هذا العام من منظمة اليونسكو بدعم مواقف المعلم, لتكن تلك المواقف الإيجابية المحفزة متشعبة في خدمته, والرفع من شأنه ليشعر عن كثب بأهمية مكانته ودوره الفاعل دوماً في خدمة المجتمع, كونه يشكل حجر الأساس في رقي أبناء شعبه في كافة المهن والوظائف التي يتبوأونها بحرصه وكدّه ورعايته على تنشئتهم وإيصالهم للمراحل الختامية من دراستهم. كما وأن أقل ما يمكن تقديمه إقامة المهرجانات الإحتفائية بمكانته من قبل الجهات ذات العلاقة المباشرة, مع تثمين وتقييم دور المبدعين في مجال اختصاصاتهم المنهجية, إضافة لتشجيع الطلبة على المساهمة بما يبدر عنهم من فعاليات وغيرها من المبادرات التي تجعله أكثر حرصاً وأبلغ أثراً وأرفع شأناً.
وفي خاتمة المطاف لا يسعنا بهذه المناسبة إلا أن نتقدم بخالص التهاني وأبهى الأماني للمعلمين بهذا اليوم الموسوم بإسمهم، كما وننقل لك ـ قارئنا العزيزـ  البعض من عبارات التبجيل بحق المعلم التي تشهد بفضله والتي منها ما يلي:
* " الحمد لله الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم "

* " المعلم كالشمعة التي تحترق لتضئ الدرب للآخرين "

* " من علمني حرفاً , صرت له عبداً " أي لفضل تعليمه وجميله.

*     قُــم لِـلـمُـعَــلِّـمِ وَفِّــه الـتَـبـجــيـلا     كـادَ الـمُـعَـلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا
     أعـلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَــلَّ مِنَ الَّذي   يَـبـنـي وَيُـنشِئُ أَنفُساً وعُقولا
      سُـبـحــانَـكَ الــلَـهُـمَّ خَـيـر مُـعَـلِّـمٍ   عَـلَّـمتَ بِـالقَلَمِ القُرونَ الأولى

*    لا تعجبوا إن صحتُ يوماً صيحة ً    ووقعتُ ما بين البنوك قتيـــلا
      يا مـن يـريـد الانتحــــار وجـدتـه     إن المعلم لا يعيش طـــــويلا

*    لــولا المعــلـمُ مـا قـرأتُ كـتابـــاً     يوماً ولا كتبَ الحروفَ يراعي
      فـبـفـضلهِ جـزتُ الـفضاءَ محـلقـاً     وبعـلـمهِ شـقّ الظـلامُ شعـاعي

*    أقـدّم أسـتـاذي على نـفــسِ والدي    وإن نالني من والدي الفضل والشرف
      فذاك مربي الروح والروح جوهر   وهذا مربي الجـسم والجـسم كالصدف



443
جولي
أمرأة من الماضي القريب

بقلم : إيفلين عوديشو قليتا




أنه لكلام جميل أن يقال بأن عمر الأنسان رحلة, نعم قد أكون أنا واحدة من أولئك الناس , قد أختصر عمري في هذه الرحلة التي أخذتني الى أيام طفولتي سائحة في شمال الوطن , أتسلق الأشجار والوديان والمرتفعات مع أخوتي ونغمر ارجلنا في مياه العيون العذبة الجارية من بين صخور الجبال.
نعم هذه كانت طفولتنا وما كان يعنيه لنا شمال الوطن في تلك المراحل من حياتنا . أما أن آتي بعد سنين طويلة لأعود الى نفس البقعة من التربة التي مشيتها حافية القدمين وتسلقت أشجارها بحثاً عن الثمار لأقطفها , أعود اليها محملة بأحلام نسجها خيالي الواسع سابحاً في سماء الحب والجمال والشوق لكل شئ أسمه (وطن). هذه هي قمة السعادة لي . فقد وجدت الحُّب الذي حلمت به والجمال الذي رسمته في خيالي والشوق الذي أطفأته الأحضان التي استقبلتني حالما وطأت قدماي تربة الوطن.
كل هذا يأخذني الى الساعات الأولى من رحلتي الأخيرة الى الوطن , ففي الساعة الأولى من ركوبي الطائرة جلس الى جانبي شاب في العشرين من عمره ومعه صديق من نفس العمر , أحدهم ذو سحنة فاتحة تميل الى البياض والثاني كان أسمر اللون يميل الى سحنة داكنة, المهم في الأمر, سمعتهم يتحدثون الآشورية في اللحظة الأولى من جلوسنا على مقاعدنا , وربطنا أحزمتنا,  وحتى قبل أن تقلع بنا الطائرة . قلت في نفسي مبتسمةً لحالي (هههه, إذاَ لن تموت لغتنا الغالية كما يتشاءم البعض بهذه المقولة , ما زال فيها شباب يافع ينطق بها كهذين الشابين. أبتسمت وقلت لهم بأنني آشورية مثلهم ويسعدني أن ألتقي بشباب يافع مثلهم ويتحدث اللغة الأم بطلاقة , أخبرني الجالس بجانبي بأنه أصلاً من نوهدرا / العراق  وأسمه آشور, وزميله الجالس في المقعد الأخير بأنه اصلاً من تركيا من قرية تسمى حسَّن  أو (حسَّانه) وأسمه سركون أو سرخدون, على ما أتذكر, كتمت في نفسي الدهشة لعدة أسباب, أولاً لأنني لم أشأ أن احرجهم بإستفساراتي المتعددة, ولأنني لم أكن قد سمعت بهذا الأسم لقرية آشورية من قبل , أعادوا لفظ الأسم عليِّ عدة مرات حتى تيقنت بأنني الفظ الأسم صحيحاً . أستدركت نفسي وسألت (سركون) كيف له أن يتحدث الآشورية بطلاقة وهم من قرى آشورية في تركيا , فالمعروف لدينا بأن أبناء جلدتنا من تركيا يتحدثون باللهجة السريانية الغربية كما نطلق عليها أحياناً , أخبرني , بأنه قد ترك تركيا وهو طفل صغير بعد أن أُحرقت قريتهم حسَّن (حسَّانه) والتي يتحدث أهلها بلهجة قريبة جداً للآشورية التي نتحدث بها نحن , وهاجر سركون مع عائلته الى المانيا حيث كان قادماً منها الآن للأشتراك في أحتفالات أكيتو لهذا العام (6762 آشورية / 2012 ميلادية)  والأشتراك مع بقية الشباب الآشوري القادم من جميع أنحاء العالم لحضور أجتماع  أتحاد الطلبة الآشوري العالمي المنعقد في نوهدرا .
أخذتني فرحة الوصول الى الوطن بعد غياب سنين طويلة,  وفرحتي بلقاء الأحباب من الأصدقاء والأقارب والزملاء, وغمرت روحي بسعادة لا توصف وأنا أرى أبناء أمتي قد تنفسوا الصعداء بعض الشئ .
في غمرة من كل هذا, كانت لي مفاجأة أخرى ومن نوع غريب بعض الشئ التي أعادتني الى مقعدي في الطائرة والشباب الذي جلس بجانبي . هنا كانت التي جلست بجانبي أمرأة من الماضي القريب .
أسمها (جولي) , رضيعةٌّ وُلِدت من أبوين آشوريين في قرية حسَّن (حسَّانه) من جزيرة بوتان , عندما ذهب والدها لتسجيل أسمها, قال له الكاتب التركي, هذا أسم مسيحي, لا يصح أن تسميها به, من اليوم  يصبح أسمها (ﮔولي) فأصبحت تسمى (ﮔولي) بالتركي ومعناها (الوردة) .         التقيت بهذه السيدة العظيمة والغريبة عنّا جميعاً في إحدى الأمسيات في بيت أبن عمِّها في ناحية عين كاوة من مدينة أربيل . هذا ما روته لي في تلك الأمسية من ليال الربيع بعد عودتنا من أحتفالات الواحد من نيسان رأس السنة الآشورية.  (هنا تذكرت ما قاله لي (سركون) وهو أحد الشابين الذين جلسا معي في الطائرة بأنه غيَّر أسمه من أسم تركي الى أسم آشوري عندما غادر تركيا الى احدى البلاد الأوربية والتي كان قادماً منها لزيارة الوطن الذي ينتمي اليه, ولم يراه أبداً.) يبدو أنه كُتِب على شعبنا أن يعيش بغير هويته, فإما أن يُجبَر على تسمية ابنائه بأسماء الشعوب التي أحتلت أرضه, أو نحن نغير أسماءنا بأنفسنا جرياً وراء هويةٍ أخرى هرباً من واقعنا المرير.
المهم في الأمر أن جولي أمرأة قدمت الى العراق تفتش عن أقربائها الذين تعرف عنهم فقط ما سمعته من والدها الذي أوصى بها أن تفتش عن أقربائها الذين هاجروا الى العراق بعد المجازر الشنيعة التي تعرضروا لها بناءً على آوامر صادرة من السلطات التركية آنذاك في بداية القرن العشرين , وتتواصل معهم لتصون ذات القربى بينهم, ولتحتفظ الأجيال القادمة بصِلة الرحم هذه.
كانت جولي قادمة من بلجيكا, إبنتاها الإثنتان قد تزوجتا من شابين آشوريين، ولظروف خارج نطاق ارادتهم كانو قد تركوا مدينتهم عين كاوة وأستقروا في بلجيكا, وبعد جهد سنين طويلة وبالسؤال والأستفسار , علمت جولي بأن أبن عم والدها  يعيش في عين كاوة مع عائلته الكريمة. وعلى أثر ذلك شدَّت جولي الرحال مع إبنتيها وأزواجهم الى عين كاوة, وحلَّت ضيفةً على ابن عمها وعائلته .
جلستُ أحادِث جولي, متشوقةً لسماع حكاياتها الغريبة. في المقدمة كنت قد أخبرتكم بأنها أمرأة غريبة, لا تتعجبوا فهذه السيدة يمكن أن أصفها لكم بأن تكون في نهاية العقد الخامس من عمرها, ولكن الدهر قد أخذ منها مأخذه, فقد مرّت جولي بفترات عصيبة من حياتها , عانت ما عانته من الأمراض ومشاكل صحية عديدة الى أن أدت إحدى العمليات الجراحية التي أجريت لها لأستئصال الغدة الدرقية كانت نتيجتها أن بّحَّ صوتها بحيث أصبح من الصعب عليها التحدث بطلاقة ولو لدقيقة أو دقيقتين من دون أن تتوقف لتتنفس ثم تعاود الحديث مرة أخرى, وهكذا كان الأمر في غاية الصعوبة لي أن أستطيع ألتقاط  الكثير من الكلمات وخاصة أسماء القرى التي كانت تذكرها من دون مساعدة من إحدى بنات العائلة المضَّيفة . تقول جولي بانها عانت من تسع عمليات جراحية في فترة قصيرة, سألت الرب أن يمنحهها السلامة وخاصةً في صوتها لكي تستطيع أن تروي ذكرياتها ولو أنها مؤلمة وشهادتها لما جرى في القرى المجاورة لقريتها (حسًّانه) من جزيرة بوتان .
هكذا كانت روايتها الحقيقية والمؤلمة عن ما تتذكره جولي وما شاهدته بأم عينيها ما كان يجري للقرى الآشورية الواقعة ضمن جزيرة بوتان في جنوب تركيا .
بدأ الأمر بعدة سنين قبل بداية التسعينيات من القرن الماضي حيث أشتدت ضربات حزب العمال الكردستاني داخل الأراضي التركية ضد السلطات التركية, والشعب التركي بأجمله , فوصل الأمر بالسلطات التركية أن تتبع المطاردين من متمردي حزب العمال الكردستاني في كل البقاع من الأراضي التركية, حتى وصل الأمر الى مطاردتهم في جزيرة بوتان مدّعيةً بأن أعضاء الحزب المُطارد يأخذون من قرى جزيرة بوتان مأوى لهم, أو أن آهالي هذه المدن و القرى يتسترون على متمردي الحزب. وهكذا وجدت السلطات التركية أن من حقها حماية مواطنيها من هؤلاء المجرمين في اي مكان كانوا وبأية طريقة ترتأيها, وكان من ضمن خططها أن تهجم على القرى الآشورية في جزيرة بوتان بعد أنصاف الليالي لتحَّوط كل قرية أو قريتين معاً حيث يرقد أهلها بسلامٍ وآمان في بيوتهم, ولا يصحون إلا على أصوات القنابل والأعيرة النارية تطلق عشوائياُ لإرهاب أهل القرية, ومن ثم إشعال النيران فيها لتتصاعد ألهبة النيران والحرائق من شتى أطراف القرية المحترقة بأشجارها وبيوتها, يحاول الأهالي الهرب بكل ما أوتوا من قوة وسرعة لينجوا بأنفسهم مع عوائلهم تاركين وراءهم كل ما يملكون, متاعهم اليومي , مدَّخراتهم , مزارعهم , محصولهم الذي أتلفته النيران , بيوتهم المحترقة, والأغلى من كل ذلك , أراضيهم التي ورثوها عن أجدادهم , ولدوا وتربوا فيها, سمُّوا بإسمها لآنها موطنهم الأصلي وهم من ابنائها  الأصليين, تتراءى لهم وأمام أعينهم, تُسلَب, تُنهَب وتُحرَق وهم غير قادرين على حمايتها .
يا ترى أين كانت منظمات حقوق الأنسان الدولية حينها ؟
هذه الجرائم لم تحدث في القرون الوسطى !!!!!!!!!!!!
بل حدثت قبل عشرين عاماً, في القرن العشرين الحضاري !!!!!!!!!!!!!!!
لقد أُحرِقت مئات القرى والأقضية في جزيرة بوتان في العقد الثامن والتاسع من القرن الماضي. بناءً على ما ذكرته هذه السيدة العظيمة (جولي).  فقد حدث كل هذا في نهايات الثمانينيات وبداية التسعينيات. أما قريتها حسَّن (حسَّانه) فقد أحرقت عام 1993 من قبل الأكراد, ثم سكنوها وعمَّروا فيها بيوتهم, وفي السنوات الأخيرة, سمع سكان حسَّن (حسَّانه) بأن الأكراد قد أستملكوا القرية, قدموا شكاوى الى الحكومة التركية التي كانت قد غيرَّت من سياستها تجاه سكان القرى الأصليين, وبعد أن أصدروا قوانين مدنية جديدة تعيد الحق لأصحاب الأرض الأصليين, حيث تم إخراج الأكراد من هذه القرى ليعود أصحابها بأستملاكها مرة أخرى .
أنها خطوة إيجابية لا يمكن التغاضي عنها, حيث قامت الحكومة التركية الجديدة بإعادة الأراضي لأصحابها ومعها تعويضات مالية عن الأضرار التي لحقت بهؤلاء الأبرياء نتيجة الهجمات العسكرية عليهم وما خسروه من موارد طيلة هذه السنوات .
بقي أن نذكر هنا أسماء البعض من مئات القرى التي أُحرقت في تلك الفترة المريرة من تاريخ أمتنا بناءً على ما ذكرته (جولي),  وأرجو أن أكون قد وفقت في كتابة هذه الأسماء بلفظها الصحيح حسبما سمعته من هذه السيدة الكريمة .        
أما عن بعض القرى التي تتذكرها جولي هي :
كرجوليا – هيرات – راويتا – شاغ – سوربطمار – ديريكه – دادار - كرقوندا نه – شيياسوره – طورمره وأخيراً حسَّن (حسَّانه) .
ما أثار أعجابي بهذه السيدة هو إصرارها على أن تعيش حياتها بكامل صورها, وحبها الشديد لقوميتها وتحدثها بلهجتها الأصلية , وعندما كانت تحس بأنني لم أفهم ماقالته , كانت تجد مخرجاً لها بأن تستعمل مفردات آشورية صرفة لإفهام مقصدها من الكلام , وحتى الآمور الأجتماعية والسياسية لأبناء شعبنا وما يعانوه في الغربة لم تكن خافية عليها .
ندعو الله أن يطيل من عمر جميع الأمهات الصابرات على مآسي الدهر, و نأمل ألا تطول معاناة شعبنا الذي لا زال يعاني من مآسي الهجرة والقتل والضياع .



444
وداعاً... شاعرنا بنيامين ملكو
بقلم: ميخائيل ممو

mammoo20@hotmail.com



في اليوم الذي تنسم فيه الشاعر الآشوري الراحل بنيامين ملكو نسمة الحياة ، لم يكن يعلم بأنه تسلم سمة معترك الحياة التي تؤهله لخوضها, ولتقوده بالتالي تأمل محطات عديدة من قوافل العمر التي دام مسارها أكثر من 72 عاماً بأيام قربته الى المحطة الأخيرة من رحلته الحياتية الأبدية ، كما ولم يكن على دراية بأن تلك السمة قد نفذ مفعولها ليخلد الى الراحة في المحطة الأخيرة من حياته وهو مغمض العينين على فراشه , ليعيد تلك السمة الى باريها بعد انتهاء مفعولها الذي تحدد سريانها إبتداءً من السابع عشر من حزيران 1940 ولغاية الأول من تموز 2012 يوم وافته المنية  للرحيل الأبدي من الحياة الدنيوية.
ومن خلال تجاربه ومعايشاته الحياتية أدرك بأن الحياة هي أقصر من ذلك الخط القصير الفاصل بين تاريخ الولادة ـ وتاريخ لحظة الموت ، ليشد من عزمه على استغلال كل فرصة بما منّت وأنعمت عليه تجارب الحياة وقدرات ممارساته الادبية. فكان من هذا المنطلق يفجر طاقاته الفكرية وملكاته الراسخة في النفس بما يحبره ويدبجه من كتابات وتأملات تخمينية مستقبلية مستلهماً أياها شعراً ونثراً وحديثاً ينشر صداه بين أقرانه من السامعين في الجلسات والندوات لمناسبات متفاوتة ، وبين من يتأمل قصائده ومقالاته من القراء المؤمنين بما كان يطرحه بتواصل مستديم ، غير آبهٍ لوخزات الداء الذي لازمه في سنواته الأخيرة , طالما كان قد جعل من الإيمان الصادق الذي تحلى به وسيلة لتحقيق ما يصبو اليه عبر قراءاته الدقيقة لما يدور في خلد الآخرين ممن هم على قربٍ وبُعدٍ منه , مستنبطاً أياها من واقع الشتات المرير, ومن معايشات التهجير والتذويب والتعذيب القاسية , بما ألـَـمّ بأبناء جلدته من معاناة ، ومما عاناه هو الآخر برهافة حسه وعمق تفكيره وآلام معايشاته في الوطن الأم وديار الهجرة الأليمة طالما كان قد شبّ وشاب على ارضية الوعي القومي والسياسي منذ وعيه لوجوده الإثني الذي شحنه بإلتزاماته التي لم يحد عنها طيلة حياته النضالية سلباً وإيجاباً.
هذا ما كان يشعر به شاعرنا الراحل , وما كان يثبته ويطبقه على أرض الواقع , لا يقل شأناً عمّا عاناه ونادى به من سبقوه ورحلوا قبله من أدباء وشعراء ومبدعين بغية الإستقرار في المحطة الأخيرة من حياتهم. وها هو الآخر يحذو حذوهم ليلتقيهم كضيف وعضو جديد في منتداهم السرمدي برؤاهم اللامرئية في الديار الأبدية. يتطلعون بمنظار النظرة الحسية , ويتأسون بنفحات المشاعر الروحية , آملين تحقيق ما انتابهم من أحلام على تجسيد وتفعيل ما حفظته سطور طروس التاريخ الحديث.

ومن جملة ما يخطر على بالي ويتفاعل في مخيلتي من ذكريات مع الفقيد الراحل لتدعني أدون هذه المرثية وفاءً له من بعد رحيله هي تلك النداءات الهاتفية التي قربتنا من بعضنا بفضل اليراع الذي التزمناه سلاحاً مشتركاً بيننا لنتجاذب أطراف الحديث عن واقعنا بشكل عام ، وعن مسار واقعنا الأدبي واللغوي بشكل خاص ، بالرغم من عدم لقائنا مسبقاً , لحين لقاؤنا بفضل موقع خابور كوم في الحفلة التكريمية في شيكاغو قبل سنوات والتي حظيت بها وثلاثة من المبدعين حيث جعلتنا على قرب ليتكرر اللقاء على مدى عدة أيام , ومن خلال قرينته الفاضلة ليدا لاوندو التي تبنى صوتها الرخيم لتجسد أفكاره القومية التي شاع دويها وانتشر صداها بين أبناء شعبنا.
هذه هي الحياة.. كل واحد منا يأتي دوره في لحظة غير متوقعه ولم تكن في حسبانه رغم معرفته بأن الموت سيطرق بابه بشكل مباغت, إلا أن الراحل بنيامين ملكو لم يكن ذلك الإنسان الذي يخامره ويهيبه قلق الموت ـ كما ألفته ـ كونه تشبث بثقته في الحياة ، وكونه آمن بأن العطاء الدائم هو روح الحياة ، فكان حقاً الغصن اليافع من فروع تكوين الشجرة الأدبية المعطاءة التي تتساقط ثمارها اليانعة وتتناثر أوراقها تباعاً بين فترة وأخرى كرحيل ادبائنا وشعرائنا من عالم الساحة الأدبية  من تأثير معاناة زخم العطاء ومن تأثير وخزات من لا يثمن ذلك العطاء كحالة نفسية تؤكدها تطبيقات علم النفس.
المؤسف حقاً والحالة هذه ، وعلى حين غرة هو أن نفتقد انساناً عانى من أجلي وأجلك ، ومن أجل بناء المجتمع الواعي دون مقابل ، لا الذي يعاني ويعمل من أجل نفسه ولنفسه ، ولا يدع الأخرين ينتفعون من ثمار وجوده.
من هذا المنطلق نقول لأسرة الفقيد الخسارة التي منيتم بها هي خسارتنا جميعاً ، ليلهمكم الباري الصبر والسلوان ويسكن زميلنا وأخينا الراحل فسيح جناته.

***
ولكي يكون القارئ اللبيب على دراية ومعرفة عن سيرة حياة الراحل وما خطته أنامله نستعرض بإقتضاب رحلته التي نوهنا عنها , حيث أنه ولد وترعرع في قرية تل تمر التي انجبت العديد من الأدباء والشعراء والفنانين من الذين تشهد لهم أعمالهم في الساحة الأدبية والفنية والإجتماعية. وأقل ما يمكن ذكره عن مبادئ لغته الآشورية ، إن مِن جملة مَن تتلمذ على أيديهم هو الأب الراحل الجهبذ بولص بيداري. درس في المعهد الزراعي بدمشق ، بعدها شدّ الرحال عام 1960 الى بيروت حيث قضى عشر سنوات مواظباً في الحقل الأدبي وفي مجال المسرح بشكل خاص من خلال ما كتبه من مسرحيات هادفة جسدت مضامينها على خشبة المسرح بجهد الشبيبة الآشورية.
وفي عام 1970 راودته فكرة السفر الى امريكا ملتحقاً بالفناء الجامعي لدراسة الصحافة ، ومنهمكاً بما تمليه عليه تصوراته ، ناقلاً أياها بالصياغة الشعرية التي منها الشعر الغنائي ليتحف العديد من الفنانين بما يتناسب والشعور القومي ، وأبرز ما نظمه تلك الكلمات الدررية التي ما فتأت تتلألأ في سماء الأغنية الآشورية الهادفة من حنجرة ولسان المطرب القومي آشور بيت سركيس حين يصدح قائلاً: ( بيت نهرين اتري وَت لِه منشِنخ ) بما معناها ( وطني ما بين النهرين لن انساك ). وإلى جانب ذلك كتب العديد من المقالات باللغة الآشورية والعربية والإنكليزية ونشر في مجلات متفاوتة التي منها: مجلة آشور ، مهديانا ، زهريرا ، باصويا ، بين النهرين، خيروتا وغيرها من المجلات. انحصرت مؤلفاته التي من الصعب حصرها هنا في عدة مجالات تمثلت في الحقل المسرحي الدرامي والدواوين الشعرية والمقالة ، إضافة للترجمة التي خص بها ثلاثة مؤلفات هامة من الإنكليزية إلى العربية وهي: 1. رحلة هنري لايارد لجبال آشور. 2. سراج آسيا المرتعش , تأليف القس يوئيل بابا. 3. العالم بلا يهود , لكارل ماركس. ناهيك عن نتاجات أخرى التحفتها رفوف خزائنه ، حالها حال مخطوطات من سبقوه من أقرانه بتفتح قرائحهم على ما لا يحصى من النتاجات التي لا زالت طي النسيان من ذوي الإهتمام والجاه ممن تصدح أصواتهم في المنتديات على أصوات قرع الأقداح.
تساولي هنا: حتام تظل تلك الإبداعات الفكرية التراثية اللغوية تشكو الإنعزال؟! وحتام نظل نتأسى ونتأسف على ذكر رحيل أصحابها , ومن دون أن نسعدهم بوردة بائسة وكلمة شكر صادقة في أيام حياتهم؟! آملاً أن تدغدغ كلماتي هذه مشاعر من ينفض الغبار من على كتفه.


445
أدب / رد: أفكارعند نافذة الغلس
« في: 02:51 04/07/2012  »
الزميلة وئام
كلماتك نوع من الشذور ,
ليت شمس الفكر تبدد ذلك الغلس
لتوقظ من لم يستيقظ بعد.
هذا أبلغ وأدق وأقصر ما يمكنني قوله
مع تحيات
ميخائيل ممو

446
اخي اسحق
نعم .. المفردات تتصارع وتتسابق في ارتقاء العظمة.. ولكن, أين هم الذين يقدسون فحوى ومقاصد تلك العظمة؟!
اللغة التي تنعتها بالمحظوظة كانت قد حظيت بروادها ، ولكن المحظوظين هم الذين انتزعوا منها اسمالها البالية والبسوها بثياب عصرية تلائم متطلبات العصر بمناداة لا يقوى كل من يشاء على المناداة.
أما عن شكرك للقدر بما جمعك يوما ما وصاحب الأفكار الجهنمية فهي دلالة قاطعة على تأثيرات التواصل الدائم الذي تتمثل به في استمراريتك الكتابية لتكون بمثابة الظل بما يعمده شاعرنا في ابداعاته الشعرية الهادفة.. طالما يشمخ أدم هومة بين فترة وأخرى كشموخ فصل النخيل بالعطاء, وكهدير النهرين حين ينتفض فيضانهما لينقلنا في سفينته الكلامية عوضاً عما لاقاه النبي يونان بما آل اليه.. وها هو ادم ينبئنا بآياته الشعرية لدرب الخلاص بالإخلاص والصدق والإيمان. فأين نحن من كل ذلك؟! تساؤل نستشف فحواه من ثنايا مضمون القصيدة, ومن يتمتع ببصيص البصيرة.
مع تحياتي للزميلين ادم هومه وفهد اسحق ومن يؤمن بمحتوى القصيدة.
ميخائيل ممو

449
نتاجات بالسريانية / عبرا د اتري
« في: 12:19 13/04/2012  »

450
المطرب الستيني إيوان شمديناني
 في رحلة أبدية


( 1942 ـ 2012 )

بقلم : ميخائيل ممو

نشأ وترعرع في ربوع قوميات متعددة ومتآخية ، وعلى مرتع اتسم بالسعة والرغد ، تنسم وتنشق أريج تلك المدينة الأثرية الشامخة " اربخا " بعراقة وجودها منذ زمن الملوك الاشوريين المعروفة حالياً بإسم " عَرَفا " أي كرخ سلوخ ، كركوك الحالية ، المألوفة بنارها الأزلية وقلعتها الآثرية.
اكتسب من مآثرها التراثية وعياً وإيماناً ، جاعلاً منهما أداة لبناء معبده الذي تنسك فيه ، مستلهماً ما ترنم وتنغم فيه من ألحان طعّمها بصوته الشجي الرخيم ، وكأنها أصداء برونق مزامير مستحدثة في العهد الذي كانت أجواء العراق تتنعم بصفائها وهدوئها في مطلع الستينيات ، وفي الوقت الذي صدحت عالياً مفردات القاموس الآشوري على ألحان وأنغام وأصوات نخبة من المطربين الآشوريين وأصحاب القلم الحر، ومن بينها صوت الشاب اليافع ايوان شمديناني الذي سطع كنجمة صباحية ليترنم بجرأته ويعزز مبادئ انتمائه القومي، وليخاطب الوطن والطبيعة والحبيبة وغيرها من المضامين بلغته الأم ، لتكون تلك اغنياته بمثابة الطيور المهاجرة في أرجاء الوطن وعالم الإغتراب.

بدأ اهتمامه بالواقع الفني الآشوري منذ طفولته حينما كان يستذكر أيام الأعياد بإنطلاقة المجاميع الآشورية المحتفية آنذاك لتقديم التهاني من بيت لآخر وعلى التوالي ، وبشكل خاص حين كان يصاحبهم دوي المطرب يُؤاو إسحاق الذي كانت له مكانة خاصة في قلب المطرب الشاب ، وبالتالي تأثره به ليقتفي دربه بإسلوب حداثوي ، متبوءاً خشبة المسرح لأول مرة في عام 1960 وهو في الثامنة عشرة من العمر صادحاً بكلمات ولحن أول أغنية له التي مطلعها:
آنا مو تاتن .. انا مو تانن ... قا خليتا دلبي مو تانن
رخقا من لبي هويلا ... كو لبي دردِه دريلا
والتي ترجمتها:
أنا ماذا اقول .. أنا ماذا اقول ... لحبيبة قلبي ماذا أقول
بعـيـدة عن قـلـبي اصـبحت... وبقلبي الآلام قد زرعت

وعلى أثر ما لاقته باكورة أعماله الغنائية ، بهمة وعزيمة من هزتهم مشاعر التأليف والتلحين من الشباب أمثال اوشانا جنو وجان دشتو  ووردا نسطورس وجيمس إيشا ويوخنا خنانيا وسركون يوسف ورابي جبرائيل التفوا حوله ليجسد كلماتهم والحانهم بصوته الجهوري والشجي ، رغم شحة الساحة الغنائية من الأصوات الشبابية في تلك المرحلة ، متأثراً بالمطربين اوشانا يوئيل وبيبا، مشكلين انطلاقة شبيهة بجماعة كركوك الأدبية التي اثبتت وجودها في نهضة الأدب العراقي ، شعراً ونثراً في تلك المرحلة ، ولكن بمسحة اشورية في الحقل الغنائي والفني ، لينطلق متألقاً الشاب شمديناني بمشاركاته في العديد من الحفلات والمناسبات الإجتماعية والقومية ، محفزة أياه في الإقدام على تسجيل أول اسطوانة عام 1972 لدى الموسيقار الشهير جميل بشير في بغداد متضمنة في صفحتها الأولى أغنية " يا كخوا أي أيتها النجمة " من تأليف ولحن الفنان تيدي نيقاديموس ، وعلى الصفحة الثاني أغنية " كومينا خليِه عينخ  أي عيناك السوداوان جميلتان " من تأليف ولحن الفنان والممثل البارع سامي ياقو ، ليزيد عليهما البومين من الأغاني عام  1979 و 1982.
ومن الجدير ذكره ، أنه إلى جانب تألقه في الحقل الغنائي وبعد تخرجه من المدرسة الثانوية كان قد التحق بمعهد المعلمين ليتخرج منه ممتهناً سلك التعليم في مجال اللغة الإنكليزية ، وفي الوقت ذاته توليه رئاسة النادي الوطني الآثوري الإجتماعي في مرحلة الثمانينيات ولعدة دورات انتخابية.
ومما يؤسف له إن الظروف العصيبة التي لم تكن على البال في حينها كانت قد حتمت عليه لمواقفه الشريفة ودماثة خلقه وشعوره القومي أن يشد الرحال لعالم الهجرة والإغتراب إسوة برفاقه الذين سبقوه قبل ذلك ، ليمكث طيلة حياته على أرض السويد ، منعكفاً في صومعته ليعيش دوماً على أحلام الذكريات ، متأسياً على الواقع المزري في الوطن الأم ، وعلى ما يعانيه أبناء جلدتنا في عالم الإغتراب رغم استئناسه بعض الأحيان على حضور بعض المناسبات القومية التي ينطمها نادي بابيلون الآشوري في المدينة التي يعمرها.
 
ومما ألفناه من محادثاته كان ينظر للأغنية بأنها بحاجة لجهد كبير لا يدركه السامع الذي تصل لآذنيه ومداركه كاملة بتكوينها الثلاثي المتمثل بالكلمة واللحن والصوت في إطار الإداء المتشابك برونق وبهاء ، بالرغم من عوامل التقنيات التي لم تكن على ما هو عليه اليوم.
وما أجمل أن يلتقي في حينها ثلاثة من مشاهير كركوك في مطلع شبابهم ليتركوا لنا بصماتهم على العديد من النتاجات  ومن المآثر ما يُحمد لها ، لتكون شهادة للتاريخ في مجال الأدب والنحت والغناء ، وهم الشاعر البارع سركون بولص والرسام النحات المتألق باول عيسى والمطرب ايوان شمديناني الذي لم يمهله المرض العضال أن يعيش طويلاً ، ملبياً دعوة ومشيئة الرب في الساعة الواحدة والنصف من فجر يوم الإثنين المصاف 26 آذار 2012 في المستشفى الرئيسي بمدينة يونشوبينغ في السويد ، وليوارى الثرى في الثلاثين من ذات الشهر عن عمر يناهز السبعين عاماً.
لهذا الحدث المباغت ، لا يسعنا إلا أن نرفع لعائلة الفقيد ولأقاربه وأصدقائه  تعازينا الحارة ، آملين من الباري أن يسكنه فسيح جناته ويلهم ذويه والمقربين له الصبر والسلوان.

453
نتاجات بالسريانية / رد: يمي
« في: 23:29 28/02/2012  »
ܐܵܚܘܿܢܵܐ ܚܩܝܼܪܵܐ ܘܟܲܫܝܼܪܵܐ ܫܲܡܵܫܵܐ ܐܹܠܝܼܫܵܥ..
ܩܵܒܸܠ ܚܘܼܒܝܼ ܘܐܝܼܩܵܪܝܼ.. ܬܵܘܕܝܼ ܣܵܓܝܼ ܥܲܠ ܜܢܵܢܘܿܟܼ ܣܸܦܪܵܝܵܐ ܐܲܡܝܼܢܵܝܵܐ ، ܘܐܵܦ ܡܲܢܗܲܪܬܘܿܟܼ ܥܲܠ ܡܫܘܼܚܬܵܐ. ܒܣܵܒܼܪܵܐ ܝܘܸܢ ܕܫܲܕܪܸܬܠܝܼ ܐܹܡܹܝܠ ܕܝܘܿܟܼ ܥܲܡ ܬܠܝܼܦ̮ܘܿܢ.

mammoo20@hotmail.com

454
نتاجات بالسريانية / يمي
« في: 01:39 28/02/2012  »



455
مناجاة روح الأب الراحل يوسف سعيد
بقلم: ميخائيل ممو

mammoo20@hotmail.com





أيها الأب الفاضل ، ويا أيها الشاعر الراحل
بين الحين والحين كان الهام الشعر يراودك بشوق وحنين ، لتباغتني في كل وقفة تأملية بنداءاتك الهاتفية بغية أن تبعد وتدفع عنك الملل بإسترجاعك لذكريات الماضي الكركوكلية ، وصدى الشوق يدغدغ مخيلتك لتقف على المستجدات من أخبار الشاعرين سركون بولص وجان دمو.
وبعد رحيلهما كان يشدك الحنين والأنين لسرد مآثرهما وطيبتهما بلوعة وحسرة ، كونهما كانا من أعمدة من زاملوك في نشأة وتبني جماعة كركوك الأدبية. وكنتَ حقاً في كل مَرّة تنأى وتبتلع الحشرجة المُرّة لتعزف على أوتار عواطف قلبك الحان الحزن الدفين لذكريات الماضي من السنين. وها أنت اليوم ترفرف روحك وأياهم في جنات الخلد لتفاجئهم بقدومك حاملاً ذات الرسالة التي آمنتم بها جميعاَ.

أيها الأب الفاضل ، ويا أيها الشاعر الراحل
دعني هنا أخاطب روحك الطاهرة الزكية لأذكرك بأنه قبل رحيلك الأبدي بإيام قليلة تهاتفنا بالرغم من بحة الإجهاد التي انتابتك في يومها، فتحسستُ وتحسستَ أنت بأنك لا تقوى على اتمام حديثنا مثل ما كنتَ قد اعتدتَ عليه، لترجوني في هذه المَرّة بتنهيدة مُرّة وقاسية إثرَ حديث قصير شاكراً بطيبتك وصراحتك المألوفة على تأجيل الحديث لحين أن تتماثل بالشفاء العاجل. فهل كنتَ يا أبانا الفاضل على علم ودراية بأنك راحل عنا بهذه السرعة الخاطفة التي لم تمهلك طويلاً ؟! وهل كانت أصداء النواقيس التي الفتها تجلجل في أعماق ذاتك  لتلبي مشيئة الرب على الإستسلام؟! يبدو أن الأمر كان كذلك ، لتكون كلماتك الأخيرة شارة وداع أبدي لا تغيب عن بالنا.

أيها الأب الفاضل ، ويا أيها الشاعر الراحل
نعم ، هكذا حكم الدهر. حكم الدهر بمشيئة الأحداث أن نلتحف ديار الغربة ، نتأسى رغماً عنا ، وفي الوقت ذاته يراودنا الحنين للماضي الأليم رغم مرارته ، ولتطأ أقدام كل واحد من عناصر حلقة الحداثة الأدبية مرافئ ومحطات متفاوتة ، حالها حال خرزات السُبْحَة المتقطعة والمتناثرة من خيطها هنا وهناك.
نعم ، وبالتالي هكذا شاء القدر ، أن تختطف يد المنون كل واحد في بقعة من أرض الإغتراب نائية عن بعضها وعلى التوالي ، بدءاً برحيل جان دمو في استراليا ، سركون بولص في امريكا ، أنور الغساني في كوستريكا ، وجليل القيسي في ارض ما بين النهرين وغيرهم... واليوم ها أنت يا أبانا الكريم تثويك ارض السويد، لتجمعكم آصرة الروح في عالم الخلود السرمدي.
نعم ، رحلت عنا لتترك لنا مآثرك وآمالك وآثارك من ابداعاتك الشعرية ولقاءاتك السمعية والمرئية لتنطبع في ذاكرتنا ولنحيي ذكراك دوماً كقديس للشعر مثلما قلت ذات مرة في لقاء اذاعي " احياناً احلم ان اكون مع الملائكة ، واحيانا أن اكون انساناً آخر". فها أنت اليوم مع اولئك الملائكة الذين تأملتهم وتمنيت ملاقاتهم. ومنذ أن شَهَرَ يراعك بتألقك في مهرجان المربد الشعري وأنت تلفظ عبارات الموت في مطلع قصيدتك التي تقول فيها:
" ظلي يتكور فوق ضفاف الانهار
وموتي البطئ
لا يعرف اسرار مادة التحنيط
ولا جفاف المومياء "
وليس أكثر دلالة على مناجاتك للموت البطئ من تلك ايحاءات باكورة نتاجك الشعري الذي وسمته متوجاً  بعنوان " الموت واللغة " متجاوزاً العقد الثالث من العمر لتعني بذلك بعد الرحيل لا نترك لأولادنا سوى اللغة.
حقاً لقد صدقت في قولك ، وقد وفيت بوعدك ، بما تركته لنا من درر المعاني كأب روحاني وشاعر رباني.
وهنا تحضرني تلك كلماتك التي صغتها من نفثات يراعتك الحزينة المُسَوّرة بالمجد يوم شاركتنا بتأبين سركون بمقولة : " وبموت سركون تدفن عبقرية انسان جاء ضيفاً ورحل له اجنحة مضيافة عبر سماوات جديدة ". لنستنتج منها حدسك الذهني بأنك مصدر عبقريته منذ تبنيك لنشأته الشعرية وتنبؤك بمستقبله الإبداعي.
يا أبانا الفاضل ، وهل لي أن انسى فضلك وتبجيلك يوم خاطبتني بتقدمة كلمتك التي قلت فيها :  ( اهدي هذه الكلمة لزميلي الأديب ميخائيل ممو الذي حظي بحفل تكريمي من قبل اتحاد الأندية الآثورية في السويد ، تثمينا لجهوده في حقل الأدب والصحافة والعمل القومي وبشكل خاص في مجلة حويودو الغراء ). لتردد اسمي في كل فقرة في كلمتك بصفات متفاوتة ، اخترت منها هذا الجزء اليسير الذي تخاطبني فيه بقولك:
(ميخائيل ممو .. أكتبْ .. فالكتابة وسيفها البتار الوحيد الذي يفتح لنا أوداجها لندخل حاملين طيوباً لعذارى متكأءات على جدائل العريس القادم من جبال آثور ،  حيث هناك بقايا نكهة مطعمة بالبيلسان والبخور ، وبقايا من روائح النرجس العراقي في سفوح جبال معطرة برياح ذات هلهلات رشيقة وسعيدة ، تكتب فاتحة لنفحة في خاصرة الكتابة ، وتروي قصصاً عن لوحات آثورية تفقس بهجة روعه روحها من القلم الأسيل. عد الينا حاملاً على صدرك نبراس سيف الكتابة الآشورية ، وأكتب لنا عن أشباح الروح ، تحيطها أرض الرعب المحنطة ، تجاور صحراء أرواحنا المشردة).
أجل يا أبانا.. ها أني أوعدك ، ومثلما يُقال وعد الحر دين ، ملبياً طلبك بالكتابة التي لم اكن أحبذها أن تكون على شكل مرثية حزينة مؤلمة تعصر الألباب وتبكي الأحباب.
وها أني أعود ثانية لأحمل على صدري الوسام الذي اهديته لي بالسريانية لأدبجه على صفحات فكري بقولك:
ܕܪܰܫ ܘܰܦܪܰܫ ܐܝܕ̈ܝܟ. ܘܠܐ ܬܐܚܘܪ ܥܠ ܣܪܝ݂ܩܘܬܐ ܕܐܪܝܐ. ܘܠܐ ܚܙܘܐ ܕܢܦܩ ܐܝܟ ܟܘܟܒܐ ܘܗܘ݂ ܘܒܓܘܢܗ ܐܘܟܡܐ ܗܘܐ. ܡܫܰܚ ܙܰܠܓܗ ܒܥܰܪܦܶܠܐ ܕܛܘ݂ܪܐ. ܘܣܕܪ ܬܫܥܝ݂ܬ݂ܗ ܥܠ ܩܪܩܦܬܐ ܕܝܠܗ ܕܗܘ݂ ܡܪܐ ܕܡܪ̈ܘܬ݂ܐ. ܕܰܫܚܰܛ ܕܓ̈ܠܬ݂ܐ ܡܢ ܟܶܪܟܶܗ. ܘܠܐ ܢܳܚܬܐ ܒܚܰܕ ܡܢ ܐܫܛܪ̈ܐ ܕܟܬ݂ܝܒ̈ܬ݂ܗ.ܘܝܳܩܶܕ ܘܩܳܡܶܨ ܠܕܓܠܘܬ݂ܐ ܕܢܳܦܚܐ ܘܢܒܗܐ. ܒܟܬܒ̈ܐ ܕܒܝܬ݂ ܐܝܣܪܐܝܠ. ܗܘ ܟܪܘ݂ܟ݂ܝܐ ܕܢܫܪ̈ܐ ܕܕܳܥܪܝ݂ܢ ܠܒܝܬܐ ܕܦܳܬܰܚ ܟܘ̈ܐ ܒܫܩܝ݂̈ܦܬ݂ܐ ܕܛܘܪ̈ܐ. ܘܦܬܚ ܡܢ ܚܕܝܐ ܕܛܘܪ̈ܐ ܢܗܪ̈ܘܬ݂ܐ ܕܚܠܡ̈ܐ. ܝܘܣܦ ܣܥܝ݂ܕ

لم يبق لنا في نهاية مرثيتنا سوى مناجاتنا لروحك إلا أن نقول: إن رَزْأنا برحيلك الأبدي جسيم ، وما علينا إلا أن نتضرع الى الباري العليم أن يتغمد روحك الطاهرة شآبيب رحمته ويلهم ذويك الصبر والسلوان.



456

عازف اشوري عراقي في فرقة سمفونية سويدية
بقلم: ميخائيل ممو





عواصف الهجرة والإغتراب تنقلك احياناً ومن دون اي حسبان لعوالم لم يتوقعها الإنسان المُقابل، سواء في عالم الهجرة الدائمة أو مصادفات الترحال المباغت، لتُفاجَأ بما يشد عزمك في الوقوف على كنه ما تراه وتلمس حقيقته، لتكون بالتالي على معرفة تامة وقناعة لا تغيب عن بالك من أوليات انبهارك ودهشتك.
هذا الإفتراض إن لم يكن واقعاً ملموساً فهو بشارة لصيغة الممكن الذي حفزني بفضول مستدرك أن استنتج من اسلوب تلميذ التقيه لأول مرة على مقاعد الدراسة في صفي المدرسي من المرحلة الثانوية، متأملاً حديثه النغمي الممزوج بعبارات تَـنِمّ عن روح رقيقة تجسدها علامات الحياء والخجل المرتسمة على مُحيّاه، وكأنها الهمس الذي يبشرنا بما يخفيه بشفافية بين أوتار العواطف من خلال ما تعودت عليه أنامله التي جعل منها مفاتيح مناسبة لكل ما ينوي فتحه والكشف عنه بنغمات من الآلة السحرية التي يلقيها على كتفه والمتمثلة بالكمان.
وبتوالي الأيام شاءت المناسبات أن تقربني منه كعازف متمكن بصفة موهوب يتلاعب بأوتار الكمان كتغريد البلابل بأنغام تشنف الأسماع وتطرب القلوب. وهنا تيقنت برهافة الحس إن كان الشعر إلهام فالنغم مأواه ومسكنه المُفضل ، وإن كان الشعر فتاة فالموسيقى خطيبها. وعلى أثر ذلك وبحكم اهتمامي لنسج خيوط الشعر آثرت أن يصاحبني ريمون يوسف في مناسبات قراءاتي الشعرية بآلته المسيرة بحكمه وطوع ملامسة القوس الوتري.
إن ما حفزني لهذه التقدمة المقتضبة هو دعوتي لحضور وقائع الحفل الضخم لمنتدى فرقة كونسيرت يونشوبيغ بعنوان " في وسط اوربا " الذي اقيم في تمام الساعة الثانية ظهراً ولعدة ساعات من يوم الأحد 5 شباط على مسرح دار الثقافة سبيرا الشهير بوسعه وجمالية موقعه في مركز المحافظة، وبمشاركة ما يربو على الستين عازفاً على آلات متفاوتة عددها خمسة عشر نوعاً كالفلويت والكلارنيت والكمان والسيلو والطبل المتمثلة بالوترية والنفخية النحاسية والإيقاعية الصوتية وغيرها. كما وكان من بين العازفين أحد أبناء شعبنا الذي نوهت عنه مسبقاً بإسم ريمون يوسف. ومن الجدير ذكره ان قاعة العرض كانت قد اكتضت بجمهور الحاضرين البالغ عددهم ما يزيد عن الأربعمائة شخص.
أن العروض التي قُدمت بقيادة المايسترو السويدي اوفيه كوتنك شملت العديد من السمفونيات الشهيرة منها للألمانيين ريتشارد ستراوس (1949 ـ 1864) وانتوني دفوراك (1904 ـ 1841) والنمساوي فرانز شوبارت (1928 ـ 1797) والسويدي ميكائيل ستراند (1958 ـ 0).
ومما لفت انتباهي حيوية وذكاء العازف الآشوري العراقي الشاب ريمون بتواجده مع مجموعة كبيرة من المتمرسين السويديين بآلة الكمان التي عشقها منذ الصغر وهو ابن الثانية عشر من العمر ليتبوأ هذا المركز وهو في العشرين من عمره. ومن خلال معرفتي به أثناء تدريسي له ومرافقته لي في امسياتي الشعرية والأدبية اتضح لي مقدرته العالية على عزف العديد من الحان الأغاني الآشورية والعربية والأجنبية التي أهلته لإجراء اختبار في مجال عزفه ومعلوماته الموسيقية ومن ثم اجتياز الأختبار بنجاح ليتم ترشيحه وقبوله كعضو دائم والأصغر سناً في الفرقة السيمفونية ومشاركته لأول مرة في العرض المُشار اليه ، رغم مشاركته في مناسبات اخرى كعازف منفرد على مستوى مناسبات المحافظة.
بدورنا نهنئ العازف الشاب ريمون يوسف على مسعاه ، آملين له النجاح الدائم في حياته المهنية ودراسته التكميلية ومشاريعه المستقبلية.
 

 
 

457
نتاجات بالسريانية / يومنا عيدا
« في: 23:41 02/02/2012  »

458
تهاني قلبية
الأخ نوئيل والعائلة والمبدعة ديتانا
ليس من السهل ان يعتلي المرء درجات سلم القانون ، وخاصة الدولي منه ، إن لم يكن قد نشأ وتربى في كنف عائلة تسلحت بقوانين حمورابي وتَيَمّنَت بإبداعات صُروح بني اشور في أوج عظمة سركون وسنحاريب... وهذه دلالة على اقتداء ديتانا بتلك المآثر التي جعلتها تتبوأ هذه المكانة العالية في بلاد الإغتراب وفي أهم حقل من حقول العدالة في تاريخ البشرية.. آملين أن تكون قدوة لشبابنا ، وأن تحيي وجود انتمائها العرقي من منابع فكرها القانوني وبتواصلها الدائم لتحقيق الهدف المنشود في إعلاء شأن بني شعبها.. ولا يسعني هنا إلا أن أرفع لشخصكِ الطموح أجمل آيات التهاني والتبريكات ولوالديك الشكر على احتضانك وإيصالك للمنزلة التي جعلتنا ندبج هذه العبارات.
ميخائيل ممو / السويد

459
حتام نبقى نرتدي الأسمال البالية؟!
 
بقلم: ميخائيل ممو / السويد

mammoo20@hotmail.com
على مدىً غير محدد ومنذ بدء الخليقة ما فتأت عجلة الزمن تدور على سكة التاريخ البشري دون أن يتلفها الصدأ ، محافظة على دورانها الدائم والمتوالي دون أن تتوانى وتتباطأ في إدائها الفعلي ، لتنهك مكونات عناصر تلك السكة المقصودة والمتمثلة بالحشد البشري ، لتنبئنا بأن من يتشبث في حاضره بمآثر الأمس متأسياً بالتخاذل يفتقد الغد نادماً على حاضره ، ليركن بالتالي على ضفاف التأمل اللامجدي سارحاً في جِنان أخيلة الظن المرتقب ، كالظل الذي يختفي بإختفاء مصدره ، وكالوهم الزائل كزوال موج البحر في جريانه المتلاطم.
هكذا تتراءى الحياة لأبناء الشعوب التي تبكي على ماضيها بترجرجهم وتربضهم تحت بقعة شجرة عجوز وارفة الظلال بأوراقها المتناثرة الساقطة وخالية الثمار ، بتغافلهم عن ميزة مبدأ الفكر الإبداعي المستلهم مِن حصيلة مَن تحصن بحصافة الرأي والتخمين الصائب ، كمثل المبدعين الذين يعمدون لتغيير مجرى الحياة بفلسفة مستحدثة ومؤطرة بفكر ثاقب.
متى ما نهج الفرد بقيادة جماعية ضالة من خلال قائد مراوغ متمسكاً بهذا المسلك السلبي واستأثر به يكون قد نحا المنحى اللغوي الهزيل لإرضاء الذات ، وتشبث بالعملي الزائف الذي لا تقره قواميس نواميس الطبيعة البشرية ولا المؤسساتية ذات الطابع الإرتقائي ، كون العملية المُعتمدة تلويحاً بسيف الهلوسة التي تنأى عن مسار المفهوم العقلاني حين يوجه مقود التجذيف دون وعي وأناة واستدراك ضد التيار الهائج وعكس مجرى السيول النهرية الجارفة. وبمعنى أدق وضوحاً وأقرب استدراكاً هو انزلاق وانجراف مجموعة عرقية أو مذهبية أو طائفية وعشائرية لتكوين نسق من السلوك المناهض بصلابة الجُلمود ، وتفرعها بعقل جمعي مؤدلج مستخلص من رحم التسمية القومية والأثنية الأم الأصيلة الولادة ، لتركن على انفراد في مهاوٍ تسلخ عن جلدها روابط المصالح المشتركة ومقومات الإنتماء الموحد بتبديد عناصر التكوين التكاملي التي بواسطتها ترسى اسس تحقيق الأهداف المرسومة بمشاعر وأحاسيس الألام والآمال المستقبلية لكل من يسعى استنباط  رؤياه من منبع الضمير الحي.
بهذا يتضح لنا جلياً أنه من أجل النهوض بمستوى مؤسساتنا الرسمية وشبه الرسمية ، وبكافة نعوتها الآنفة الذكر ومكوناتها ، ينبغيها أن تدفع بعجلة التغيير إلى ما يُلائم مراحل التطور الظاهر للعيان ، وبما يبتغيه عالم اليوم إنطلاقاً من التقدم الحضاري المشوب بالتقنية الحديثة لواقع متطلبات العصر.
من منطلق هذا الواقع ، ومن خلال ما نألفه ونعيشه يومياً كشعب آشوري بكافة تسمياته ومكوناته ، باتت تتلاعب وتتقاذف به هياج أمواج بحر الهجرة وعواصف رياح التشريد في الأوطان التي نأمّها ونقصدها وفي مراتعنا الأصلية أيضاً دون شك ، وعلى أثرها أردت أوضاعنا في مستنقع يُرثى لها. فإن تساءلنا عن دوافع ذلك وما حملته من مسببات لتراقصت الأجوبة في مخيلتنا ، لنردّها بتبريرات متفاوتة تتمركز وتنحصر مفاهيمها في إطار خاص لا يمت الواقع بصلة ، قاصدين بها السلطات المهيمنة على مرتع وجودنا بالدرجة الأولى ، متناسين تلك السلبيات التي تُنعت بعدوى الأمراض المُعدية التي تعتري أقرب المقربين لنا ومن بني شعبنا وأرومتنا أينما تواجدت هيمنته وبسطت نفوذه ، إن كانت في المجال الديني أو السياسي ، ناهيك عن مفهوم المحتوى الإجتماعي والإقتصادي ، وكأنما نعيش في عصور ما قبل التاريخ المتمثل بالإلتزام القبلي والتمييز العنصري الطائفي والعشائري ، دون أن نمتثل لمبادئ احترام الرأي والإرشاد والأخلاق بالمنطق العلمي والتربوي والإنساني معاً.
وهنا يتبادر السؤال الى الأذهان دوماً ، حتام نظل نتراوح في ذات الدائرة المقفلة؟! وحتام نبقى نرتدي الأسمال البالية؟! وحتام نستمر نتشبث بتلك الأفكار الشائكة؟! وحتام يبقى انساننا الآشوري لا يعي تجارب التغيير الجذري لشعوب العالم بغية الإقتداء بها ليظل غائراً في المواقع الهشة يعيش حالة التقهقر الدائم سواء في الوطن الأم أو بلدان المهجر؟!
عادة ما يسعى الفرد لنيل وتحقيق الأفضل والأجدى من أجل حياة أسلم وأرفع ، وينأى بمحاولات تدريجية عما يعكر صفو حياته إن كان متسلحاً بإدوات الوعي المبني على أسس نظرات ثاقبة ، تهديه بمفعول ثقته العالية الى الأمثل والأصلح ، والإلتزام بمُثل التهذيب العليا المستمدة من مستلزمات التربية والتعليم والتثقيف الذاتي لتحقيق عناصر التنمية واركان التقدم ومباهج التطور ، ليكون بالتالي وبحكم إرادته عضواً نافعاً في كيان المجتمع الذي ينتمي اليه ومفخرة له  كمثال حي يقتدى به. أكبر دليل على ذلك ما يبدر من الذين يشار اليهم بالبنان في مجال تألقهم بطراز معين لا نظير له بذات المستوى المتألق.
يتضح لنا هنا من هذه البديهة بأن الإجتهاد الفردي الصادق عادة ما يقود للنمو الدائم إن لم تشب المحيط الذي يعيشه مثالب ومخالب التخريب بمهاترات البطلان والإسقاط المُتعمَد لأسباب ومحفزات قد يجهلها الكثيرون بانضوائهم تحت أمرة رواد الجهل أو تنظيم جماعي عشائري متذبذب برؤية سلطنة ونفوذ قادته.
هذا ما لا يقل شأناً عن مهام التنظيمات الجماعية المتنفذة من خلال المؤسسات والمرافق التي تحاول أن تبسط سيطرتها وتوسع من نفوذها للإطاحة بالجهود الفردية ذات النفع العام ، لإعتبارات واهية تدعمها منافسة الردع المباشر أو الإختفاء تحت أعشاب بِركة الماء الراكد. أما إذا وسّعت تلك التنظيمات من آفاق مداركها ، واعتمدت مضامين دساتيرها بنفض الغبار الذي يتلذذ بها ، وآمنت حقاً بما تهدفه وتشير اليه لأدركت واقع النهوض والتنمية ، وما تمليه عليها وعلى المجتمع بشكل عام من نتائج ايجابية تخدم الجميع ، فتكون والحالة هذه مميزة ومتماشية مع صفات المجتمعات المتقدمة القادرة على إدارة دفة الأمور بحكمة وروية بترجمة مدوناتها إلى أفعال وأعمال بنائية رصينة لتزيد من فاعلية التنمية بالرفاه والتقدم ، دينياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً ، التي عادة ما تقود لتقوية وازدهار حركة الحياة في أوساط المجتمع مهما كانت تطلعاته ورؤى شرائح تكوينه.

460
أغبرة أسمال العام المنصرم
بقلم: ميخائيل ممو / السويد

mammoo20@hotmail.com
قبل أيام ودعنا العام الملئ بالثورات الربيعية في العالم العربي والتي غيّرت تقاسيم وجه التاريخ العربي ، وكذلك ودعنا ما بدا من أحداث الإنقسامات الكنائسية المذهبية في العالم المسيحي المحصورة في التسميات المستحدثة والمركبة في الحقل الديني والسياسي  ، لتمتد المسيرة بوداع ترسبات المشاحنات الحزبية المكتسية بغطاء النعرات الطائفية ، مضافاً اليها ما ولدته نزعة الإنتماءات العشائرية من حقد وبغض وكره بين الغافلين ممن يتشبثوا بأوهن المبررات اللامنطقية لإعلاء شأن ديدنهم بإلتزام التعصب العشائري الموروث والمذهبي المُستحدث كمدعاة للنصر الطائفي، وكمخفرة للإنزواء القبائلي الذي عفى عليها الزمن في عصر عالم القرية الصغيرة ، غير آبهين لنتائج سلبيات الإنقسامات والمشاحنات والمبررات بما تخفيه من أضرار وعيوب لا يحمد عقباها على الأفراد المسببين لها في العالمين الإسلامي والمسيحي ، وبشكل خاص على أقدم أرض من مهد الحضارات في بلاد ما بين النهرين وأرض الكنانة وبالتالي على المجموعات الضالة المتباهية والمنتمية تحت لواء المسميات الآنفة الذكر ، مع اتساع رقعة ذلك في البلدان التي استضافت أبناء تلك الأوطان. لترى أيضاً في العالم المسيحي وعن كثب مضاعفة قداديس أعياد الميلاد في كل حدب وصوب من ذات المنطقة السكانية ومن ذات الشريحة الإثنية ، وعلى مفترق من بعضها وهي تصدح بالدعاء والتسبيح والسجود لله ليغفر الخطايا والذنوب ، ولترى إلى جانب ذلك احتفالات أفراح أعياد الميلاد والعام الجديد موزعة هنا وهناك وعلى أقل بُعدٍ من بعضها بدوافع شخصية ونفعية ، وليكيل ضُعاف النفوس بما يحلو لهم من دعايات واتهامات فارغة لا تجدي نفعاً غير الإساءة لأصحابها ، متأملة تلك النفوس مع إشراقة بزوغ فجر العام الجديد للسهو والتغافل والتغاضي عما سلف من عناصر المناصرين والأقربين القابعين في ذات البِركة ، بتناسي من هم الأولى للإقتراب منهم والإدلاء أمامهم بلغة التسامح ، والإعتراف لهم رغم كونهم خارج إطار دائرتهم المنهجية المغلقة بحكم أسباب واهية تدحض تأويلاتهم بحيث لا يرتضي الخالق الذي يبتهلون بإسمه تلك المواقف السلبية ، ولا حتى المنطق الإنساني الصادق والأعراف المُتعارف عليها.
هذا ما نلمسه دوماً ، ولمسناه في أيام التبشير بالمحبة والسلام بإسم المسيح ، وفي صبيحة اشراقة عام نزع الأفكار البالية. هذا ما أدركناه في تلك الأيام التي يرتجى قدومها لتحقيق وتنفيذ لغة التسامح بقناعة لا غبار عليها، ولكن هيهات منها. هذا ما عشناه ، وحتماً سنظل نعيشها طوال استقبال الأيام المتوالية للعام الجديد ، طالما خرجت تلك الأجناس من طوق الأعراف والتعاليم القدسية ، لتبقى صفات السلب ملحقة بها دون أي تغيير منطقي ملحوظ.
نعم ، هذا ما يتراءى واضحاً وضوح الشمس لكل فرد مؤمن وصادق وداعٍ لبناء المجتمع الذي تسوده المؤاخاة والمؤازرة انطلاقاً من تعاليم السيد المسيح وكافة الأديان السماوية التي لا تقل تعاليمها شأناً عن بعضها ، وما ذهبت اليه مقررات حقوق الإنسان التي لا تقل هي الأخرى شأناً بما اوصت به لسعادة وطمأنينة الإنسان في مسيرة الحياة الفانية ، لكون الفرد بوعيه وثقافته ينمي ذاته ، وبدوره ينمي المجتمع ، ليتسع دور المجتمع في خدمة الفرد والفرد في خدمة المجتمع بغية محو أمية الغفلة والجهالة واجتثاث جذورها من مدارك وأذهان الذين لم تطئ أقدامهم ضفاف عُباب البحر الهائج ليستدركوا الأعماق ويغوصوا فيه لإجتذاب أصداف ومحار اللؤلؤ ونحوه.
إذا عزونا الأمر لحالة ما ذهبنا اليه نستنتج بأن أغبرة عدوى الداء ما فتأت عالقة ومتشبثة بأردان وأطراف الأسمال البالية التي استضفناها معنا في أية بقعة وطأت عليها أقدامنا ، لتبقى معشعشة ومترنحة تلاطف اخيلتنا بين المد والجزر في فوضى عارمة لا تقودنا لأي مخرج تشع منه بوادر نور الحرية وديمقراطية الرأي بمفهومها الأيدلوجي البناء ، طالما تتفشى في أعماق الذات صفات الوهن الثقافي والأمية الإجتماعية والدينية والسياسية التي تُعتبر بمثابة السماد المجدي للحياة الآمنة المُسيجة بروح طمأنينة التفاهم لنيل درجات مراحل التقدم والتطور والتعاون بأخلاق سامية ورفيعة دون الكيل بمكيال تمييز زيد على عبيد ، إلا بإسلوب السلوك العملي الصادق ، والنفعي الشامل والإيمان الصريح ، وعلى منأى واضح ومبين من صيغة الند للند والعنف بالعنف بخلقها أساليب التشاحن والتنافر والفتور، وبقاء حالة اللارضا في ديمومة مستمرة كدوران العجلة التي تبقى تدور حول نفسها إلى الحد الذي ينهكها التوقيت الزمني المحدد الذي نحدده في حياتنا العملية بمدى أيام العام الواحد ، لنستأثر باليوم الأخير منه الذي نمجده لمغفرة الذنوب والخطايا والتكفير عن السيئات ، ولكن دون جدوى بدافع فقدان الثقة بالنفس من التأمل الروحاني وذوبان التأمل الذاتي .
وفي خاتمة طروحاتي تساؤلي هو: حتام نظل نعيد أغبرة أسمال كل عام بمضاعفتها وبذات الهيئة المألوفة؟!     

461
محاضرة للدكتور دانيال ممو
في المجلس القومي الأشوري في الينوي
ضمن نشاطات المجلس القومي الأشوري في ولاية الينوي ، وبمناسبة حلول ( اليوم العالمي للسرطان) الذي يصادف في اليوم الرابع من شباط \ فبرايرمن كل عام. سيلقي الدكتور دانيال ممو محاضرة قيمة عن مرض السرطان مستمداً مضمونها من بحوثه وخبرته العملية والوظيفية ، حيث سيسلط الأضواء وبإسهاب على المحاور التالية:
* مرض السرطان بشكل عام.
* مرض سرطان الثدي الخاص بالنساء.
* مرض سرطان البروستات الخاص بالرجال.
* اسئلة ومداخلات الحاضرين.
وذلك في تمام الساعة الخامسة من مساء يوم الأحد المصادف 19 شباط \ فبراير2012، وعلى قاعة المجلس القومي الأشوري في الينوي / شيكاغو على العنوان التالي : 9131 Niles Center Road  .
لذا نهيب بأبناء شعبنا استغلال هذه الفرصة والحضور من اجل الأستفادة وزيادة الوعي الصحي ، علما بأن المحاضرة ستكون باللغة الأشورية (اللغة الأم) وبأسلوب سلس ومبسط .
الدعوة عامة للجميع


462
لغة السياقة ضمان للحياة الآمنة
بقلم: ميخائيل ممو






حينما يعجز الإنسان من التواصل الدائم مع أقرانه بحكم ما تمليه ـ أحياناً ـ بعض الظروف الخاصة التي تصادفه بغتة ، ومن دون أن يحسب لها حساباً من قبل ، يكون والحالة هذه قد تجاوز مرحلة من العمر، لتدعه أسير ذاته سارحاً في منعطفات من التأملات والتخمينات التي تعكس ارهاصاته المخفية المبطنة ، لتكون بالتالي من المنجزات التي يُحتذى بها ، ويعم جدواها على مدى طويل ، لمن يرى فيها ما تملي حاجاته ممهدة لتحقيق مطامحه التي يتعذر عليه من التميز بها ونيلها.
قد تكون هذه التقدمة الممهدة يشوبها نوع من الغرابة للقارئ بعد أن يلج بتؤدة وروية المدخل الرئيسي مما نعنيه في موضوعنا الذي كان سببه أحد زملائنا ، بعكفه على ملازمة أمر إرتضاه لنفسه ، أيقظه وأيقنه من صحة الجدوى العامة. ومن صدى هذا اليقين تمخضت لديه اتعابه الفكرية وتأملاته المرجوة بولادة كتاب ثري بمادته التعليمية والتوجيهية والإرشادية في الحقل الذي قد يصعب على الكثير من اكتناه العديد من رموزه وأشكاله ومخططاته التي تعني الكثير لخدمة الإنسان في هذا العصر الذي يزخر بزحمة السير الآلي في الشوارع والطرقات والأزقة المتخمة بأنواع متعددة من المواصلات.
الآن قد آنت الأسطر وحان الوقت لأكشف عن هوية ذلك الإنسان الذي آمن بأن الأمنيات لا يمكن من تحقيقها بالتمني ، والمعرفة دون نشرها وتعميمها لا تجدي نفعاً.
من هذا المنطلق بذل زميلي الطموح الأستاذ سمير وردا منذ أن حطت قدماه أرض الغربة في بلد الثلج والضباب المتمثل بالسويد أن يسعى جاهداً منذ السنوات الأولى على التسلح بمبادئ المعرفة اللغوية الغريبة عليه ، مثابراً ليل نهار على التقاط ما تقع عليه عيناه من المفردات ، وما تؤانس مسامعه من العبارات الرخيمة بتذبذب موسيقاها ، ليدونها في ورقة تلو الورقة لتشكل بالتالي مجلداً مليئاً بالكلمات والعبارات السويدية المترجمة الى العربية ، آملاً فيما بعد وظبها بتنقيحها وتنظيمها وإخراجها لعلها تكون الهادي الأمين لمن يظل الطريق ممن يطرقوا باب الهجرة الى السويد. فظل هذا المشروع الذي فاتحني عنه مرات ومرات تخاطب اوراقه اليائسة الرفوف المنسية التي حوتها ، ولتبق إلى اليوم في حالة يرثى لها من الشكوى التي تعانيها من السبات العميق. وعلى أثر ذلك بلغ الطموح حدوده لدى زميلي سمّوري ـ كما أسميه ـ ليعكف هذه المرة بعد استشارتي ، لفكرة أوسع أفقاً وبُعداً مما كان يتأمله ، وذلك في الإقدام على الإلتحاق بقسم اللغة العربية من معهد المعلمين في ستوكهولم ليثري مخزونه اللغوي والثقافي في مجال النحو والصرف والترجمة.  ومن ثم ليختار فترته التطبيقية لديّ ما يقارب أربعة أشهر. بعد أن قضى سنتين وتخرج من المعهد المذكور حاملاً شهادة التأهيل التعليمي ، كان قد حظي أن يعمل في مدرسة بمحاذاة المنطقة الجغرافية التي كنت أعمل فيها. وخلال تلك الفترة تجده منكباً على صياغة بعض المحاولات في مجال التأليف لمنهج تعليم اللغة العربية للمبتدئين الذي هو الآخر زامل قاموس المفردات. وبمرور الزمن وعلى مدى يزيد عن العقدين من مهنة التعليم المرهقة ، وجد الأستاذ سمير نفسه يخوض تيار الأمواج العاتية لتعود به القهقري لعهد جديد من الراحة النفسية والجسدية العملية بإحالته على التقاعد بدافع العمر الزمني ووضعه الصحي والنفسي من متاعب التعليم. وهنا حدا به الفراغ لنوع من العجز والرتابة والضجر فآلَ على نفسه أن يمارس رياضة فكرية جديدة آمدها ما يقارب السنتين حين صمم الإلتحاق بمدرسة تعليم وإدارة السياقة ، لتكون حصيلة هذا الجهد المتواصل تصميمه على تجسيد معلوماته وخبراته من خلال مؤلف موسع وشامل بعنوان " كتاب تعليم السياقة باللغة العربية " الصادر عام 2007 في 250 صفحة مزينة بالصور الإيضاحية والتمارين التطبيقية والأمثلة الإرشادية ، معتمداً على العديد من المصادر السويدية المعتمدة في مجال قيادة السيارات. وبما أن طبعته الأولى التي جاوزت الألفين نسخة قد لاقت إقبالاً منقطع النظير بنفاذها من الأسواق ، سعى مؤلفنا المذكور مرة ثانية على توسيع أفق معلوماته وخبراته من خلال القوانين المستحدثة ومعايشاته التي لامسها بشكل مباشر في الشروح النظرية والتطبيقية من خلال مدرسته الموسومة بـ " رتتا " أي بمعنى المقود ، ليلقي نظراته على ما يستوجب إضافته لما صدر. وهنا إرتأى وبجهد حثيث على تطوير كتابه الأول بزيادة ما يقارب 150 صفحة جديدة مستمدة من ملاحظاته التطبيقية ذات النفع العام لرواد العربات الخاصة والشاحنات والحافلات في البلاد العربية أو الأجنبية التي يقطنها من أبناء الناطقين بالعربية ، لكون لغة السياقة وقيادة العربات لغة عالمية تحتويها ذات الرموز الشاخصة في أغلب دول العالم لسلامة السير وتجنب الأحداث الخطيرة التي تودي بحياة الإنسان سواء من المارة أو السائق ذاته ومن معه.



نظراً لسعة الكتاب فيما يهدف اليه ، وبطبعته الأنيقة بورق صقيل ورموز اشاراته الملونة وشروحات مضامينه المبسطة على القارئ ، إرتأينا هنا أن ندرج العناوين الرئيسية المعتمدة بفروعها المتسلسلة والمتمثلة بما يلي: رخصة القيادة ، السيارة والإنسان في حركة المرور، أنظمة السلامة والتوجيه في السيارة ، كيف تبدأ بقيادة السيارة ، ملحقات ومكملات بخصوص السيارة ، الإنسان في حركة المرور ، نضوج شخصية الإنسان في حركة المرور ، الكحول وتأثيره ، حوادث المرور ، الغرامات والعقوبات ، السياقة داخل المدينة ، القوى التي تؤثر على السيارة والأمان ، السياقة على الطريق الريفي ، السياقة الليلية ، والسياقة على الطرق الزلقة ، وملحق خاص بالشواخص وعلامات المرور السويدية مع كلمات وجمل مألوفة باللغة السويدية والعربية.
ونحن على أبواب خاتمة هذا العرض ، لا يسعنا إلا نشيد بجهد الأستاذ سمير وردا الذي أهدى ثمار ما سعى اليه للناطقين بالعربية من أجل أمان حياتهم بقوله : " الذي يرغب الحصول على رخصة السياقة أن يقوم بوضع خطة كاملة قبل البدء بالحصول على رخصة السوق.... واستشهاده بالمثل الصيني: رحلة الألف ميل ، عادة ما تبدأ دوماً بالخطوة الأولى". ولكي يتسنى لك اقتناء نسختك من هذا المجهود المفيد ، عليك كتابة العنوان  التالي:   www.arabiskatrafiken.se في حاسوبك ، ومن ثم الضغط على كلمة الموقع المؤشرة باللون الأزرق للإطلاع على العديد المعلومات حسب ما هو مدون في الشكل أدناه.
 

463
بنيامين شليمون أفضل طالب في محافظة يونشوبينغ وقائد صفه.


 


بقلم: ميخائيل ممو
بهذه العبارة وصفته جريدة يونشوبينغ بوستن في عددها الصادر بتاريخ 28/10/2011   في خبر نشرته مع صورة له على صفحتها الأولى ومن خلال ريبورتاج خاص على صفحتها الخامسة بعنوان كبير مفاده " بنيامين هو الأفضل في الإختبار التقليدي المعاصر.
 في وقت سابق من شهر تشرين الأول أجرت جريدة داكنس نيهتر الأوسع صحيفة انتشاراً في السويد ، مسابقة تقليدية متوارثة لإختبار حصيلة المعلومات المعاصرة  لكافة مدارس المرحلة المتوسطة في جميع انحاء السويد. وبعد جمع وفحص كافة المشاركات البالغ عددها 235547 لإختيار أفضل مدرسة ، أفضل صف وأفضل طالب ، تبين بأن أفضل مدرسة على مستوى محافظة يونشولينغ هي مدرسة مونتيسوري الحرة في بلدية يسلافيد ، وأفضل صف هو الفصل التاسع شعبة د  في المدرسة الإنجليزية الدولية في هوسكفارنا بمدينة يونشوبينغ ، وأفضل طالب هو بنيامين شليمون من نفس الصف.

الجذور التاريخية للإختبار
تعود الجذور التاريخية لهذا الإختبار السنوي لعام 1939 الذي باشرت به صحيفة داكنس نيهتر سنوياً ، ويتم الإعلان عنه في ذات الصحيفة مع تعميم ذلك على كافة مدارس المملكة، متضمنة الأسئلة موضوعات عامة تتعلق بالحروب والكوارث والشخصيات والأحداث وغيرها من الأمور التي عاشها العالم بشكل عام. وعادة ما تعتمد الإجابات على المعلومات العامة التي يتسلح بها من يرغب في الإجابة. لقد تبين من خلال ما ذكرته الصحيفة المذكورة بأن أغلب الفائزين وعلى مدى سنوات طويلة كانت حصة الفوز للذكور ، ولكن هذا العام سجلت النتائج طفرة تاريخية بأن نصف الفائزات هن من الأناث ولأول مرة منذ عام 1939. حيث بلغ عدد الفائزين من كلا الجنسين بالتساوي ، أي 11 فائز لكل منهما ، ومن ضمنهم الطالب بنيامين ، وذلك قياساً ومقارنة بما اوردته النتائج في القرن الماضي الذي كانت نسبته 96% للذكور و 59% للإناث. والحال الأسوأ  كان في العام 2003 حين كانت الفائزة الوحيدة بين الذكور فتاة واحدة فقط في السويد. وفي لقاء معها أعزت السبب بأن شكل الإختبار يدعم الذكور لكون الغالب من الأسئلة تتعلق بالكوارث والحروب التي تهم الذكور وتبتعد عنها الإناث ، إضافة للعديد من صور الرجال في صياغة الأسئلة ، وعادة ما تتراءى صور النساء في الدعايات فقط. ومما تجدر الإشارة اليه أيضاً بأن فوز الإناث حالفهن الحظ في دورتين على مستوى السويد وذلك عام 1987 وعام 1999.

ماذا يترتب من نتائج على هذا الإختبار؟
بعد أن تنتهي المدة المحددة للإجابات ، يكون الطلاب على أحر من الجمر وبتلهف شديد على استقبال إعلان النتائج ، لكون الفائز منهم سيحصل على امتيازات لم يحلم بها ، وتجعله بين أقرانه من يشار اليه بالبنان ، بما يتسلح به من معلومات عامة ، وليكون النموذج الحي في محيط مدرسته ومجتمعه ، وبالتالي ليعيش ذكريات التقييم والتثمين الذي ينتظره من ساعة الإحتفاء لإستلامه جائزته في محيط وقائع الإحتفال الخاص ، سواء في المدرسة التي هو فيها أو المحافظة ومن ثم في المركز الرئيسي الذي مقره في العاصمة ستوكهولم في اليوم العاشر من شهر ديسمبر الذائع الصيت والذي يصادف لقاء أبرز علماء العالم في يوم توزيع جوائز نوبل.
وتجدر الإشارة هنا ، بما أن الطالب الآشوري بنيامين شليمون الذي هو من أصل عراقي ، وحاصل على لقب أفضل طالب لهذا العام بمحافظة يونشوبينغ ، وأيضاً ومن ضمن العدد المحدد للفائزين على مستوى السويد ، كونه الوحيد الذي أجاب بين زملائه في صفه بالإجابة الصحيحة ، فإنه سيشارك في اليوم المذكور ، وستكون مكافأته مشمولة بما يلي:
* الحضور في قاعة توزيع جوائز نوبل يوم العاشر من ديسمبر.
* استلام جائزته من يد الملكة سيلفيا زوجة ملك السويد.  
* المشاركة بتناول وجبة الغذاء مع وزير التربية يان بيوركلوند.
* زيارة مبنى الكونسرت لتوزيع جوائز نوبل.



بقي لنا أن نشير بأن الجريدة المحلية الأوسع انتشاراً في محافظة يونشوبينغ ، وفي مقابلة مع الطالب المبدع أجاب وعلامات الخجل مرتسمة على محياه " لم أتوقع بأني سأفوز رغم قناعتي الإيجابية بما أدليت به " ، " كما وأني أشعر نوعاً ما بالقلق من خلال مشاركتي في الإحتفال ولكن حتماً سأكون ساراً وفرحاً " وقبل ذلك ستكون الفرحة بين افراد عائلتنا.
بدورنا نهنئ الطالب بنيامين على ما خزنه من معلومات عامة في ذهنه على مدى تسع سنوات من تواجده في السويد ، مؤهلة أياه لنيل هذا الفوز بين الآلاف من المتسابقين على مستوى دولة السويد ، آملين له النجاح الدائم في حياته الدراسية والتوفيق في حياته المستقبلية.  

  

467
الأزياء الآشورية تتحدث عن نفسها!

بقلم: ميخائيل ممو
عادة ما تقاس حضارة الأمم بآدابها وتراثها الخالد الذي تتناقله الأجيال عبر المراحل التاريخية ، سواءاً في الوطن الأم أو في الأوطان التي يأمّوها في بقاع الأرض التي تحتضنهم. ومن ذلك التراث الخالد تستشف تلك الاجيال بدقة ما يتراءى لهم ، وتستنشق منه رائحة تلك الأصالة المتوارثة عن الآباء والأجداد لتكون بمثابة الجذور التاريخية لفروع شجرة التراث بكافة أنواعه.
من هذا المنطلق تفضل كاتب السطور وأعلن قائلاً : ( أحد أقوى عناصر القومية في حياة الشعوب المنضوية تحت لواء التسميات القومية الخاصة هو التراث المشترك بين أبناء الشعب الواحد والموحّد ، وعلى أن يكون ذلك التراث مُجسّداً من خلال الموسيقى التقليدية ، الرقص الفلوكلوري ، المأكولات الشعبية ، الحكايات والأمثال ، وبالتالي الأزياء التي هي موضوعنا لمناسبة النشاط الثقافي الذي أزمع نادي بابيلون الآشوري بمدينة يونشوبينغ السويدية وأقدم على تنظيم عرضٍ تراثي للأزياء الآشورية التي لا زال استعمالها حياً ومتداولاً في المواطن الأصلية ، حيث أعلن عنه ولأول مرة بعنوان " عرض أزياء آشورية " في الساعة السابعة من مساء الأحد المصادف 21 آب 2011 في قاعة النادي.
كما وأن لهذه المناسبة دلالاتها بما تجسده العروض بالملابس التي لها كنهتها الرمزوية مثلما كان الحال للملوك الآشوريين في عهود تسنمهم السلطة في بلاد ما بين النهرين على مدى قرون طوال ، حيث كان لكل طبقة أزياؤها الخاصة كالجنود والنواطير والنساء وغيرها من الألبسة ذات الطابع المهني والتقليدي بدلالة ما احتوته متاحف الدول الكبرى من منحوتات ومخلفات الإمبراطورية الآشورية ).
هذه التقدمة المقتضبة أوحت لي أن أشيد بجهود السيدة يوليا جيري القادمة من عاصمة الضباب لندن ، لتشارك أبناء جلدتها في بلد الصقيع والثلوج السويد ، بما حاكته وخاطته أناملها من أزياء وقبعات وأحزمة واللواحق التي تُكمل هيبة الزي الآشوري المتفاوت الأشكال ، وبرونقهِ التليد المُطعم بالعتيد من الألوان الزاهية لملائمة الطبيعة وعصر الحداثة.
ما تجدر الإشارة اليه إن السيدة الطموحة والمثابرة يوليا جيري ذات الخبرة والتجربة في هذا المجال ، ومن خلال عروضها الشهيرة التي أقدمت عليها في لندن ومغنسط آلاف المشاهدين ، استطاعت في السويد أيضاً أن تجند من النساء والشابات والشباب ليثبتوا وجودهم من خلال تحليهم بتلك الأزياء التي قاربت العشرون زياً متمثلة بالرموز المتفاوتة المنقوشة والمطرزة على كل قطعة ، إبتداءاً من الرمز القومي للعلم الآشوري ، الملك والملكة ، الناطور والأسرة الملكية ، ومن ثم الطابع المتميز لكل قرية ومدينة معاصرة من شمال ما بين النهرين ولكافة الإنتماءات المذهبية لأكثر من عشرين منطقة سكنية والتي منها : نوهدرا ، القوش ، منكيش ، عقرة ، شقلاوة ، عنكاوا ، كرملش ، الخابور ، برطلة ، بغديدا ، ارموتا ، بحزاني ، كويسنجق ، والعشائرية كالتياريين وشمزدين وغيرها... بإضافة ما يتجاوز عدده ضعف ذلك.
ولكي نلقي الضوء على ما تضمنته فقرات برنامج العرض ، قبل ذلك شُنفت آذان الحضور بإغنية وطنية بجهود عضو الهيئة الإدارية السيد يونادم يونادم ، ومن ثم بوشر العرض على أنغام الموسيقى الخلفية الهادئة بزي العلم الآشوري الجذاب ، ليتبعه زي الناطور الملكي فالملك والملكة وزي البيت الملكي لتتوالى عروض الأزياء الأخرى في منتصف القاعة بين صفين من جمهور الحاضرين وعلى ضوء المناطق المُشار اليها أعلاه ، ليتخذ العارضون والعارضات فيما بعد المكان المخصص لهم بإعتلاء مسرح القاعة وقوفاً ، جنباً إلى جنب ، حيث كان يتقدم كل عرض وجود الطفلة الآشورية الشجاعة داريبيل بمعنى حامية أو حارسة الوطن ، وهي بدورها تحمل نموذجاً من صورة الزي لكل عرض. وفي الوقت ذاته صاحب العرض تعليقاً ايضاحياً وتعريفياً عن المناطق الخاصة بإرتداء واستعمال الزي بغية تزويد الحاضرين بمعلومات تُخفى عليهم ، وخاصة من الذين احتضنتهم ديار الغربة وهم بعيدون عن الوطن الأم.
بعد برنامج العرض الذي استغرق أكثر من ساعة ونصف الساعة ، وبحضور جمع غفير من المهتمين من الأطفال والشباب والكبار من كلا الجنسين ، انبرت السيدة المصممة يوليا وشكرت الحضور على اهتمامهم وتعاون هيئة النادي على استقبالها بحفاوة كبيرة ، كما واجابت بصدر رحب على بعض الأسئلة فيما يتعلق ببعض الرموز الخاصة بالأزياء. ومن ثم تقديراً لجهودها قـُـدمت لها بإسم النادي هدية تذكارية مع التقاط العديد من الصور لمجموعة العارضين بصحبة المصممة والحاضرين الذين التفوا حولها شاكرين لها عل اتعابها.
كما وتجدر الإشارة بأنه قبل ذلك وفي بداية العرض كان قد حضر ممثلو جريدة يونشوبينغ المحلية وأعدت ريبوتاجاً خاصاً معها مع التقاط العديد من الصور وتم نشر ذلك في صباح اليوم التالي بعنوان " أزياء شعبية بألوان زاهية مفرحة ". وفي خاتمة المطاف لا يسعنا إلا أن ننشر لقطات من الواقع الذي عشناه في تلك الأمسية النادرة لتضاف الى الأرشيف التراثي.
 
 

469
يوم ذكرى الشهيد الآشوري بمدينة يونشوبينغ / السويد

على أثر اللجنة المُنبثقة من نادي بابيلون الآشوري وطورعابدين والأحزاب السياسية الآشورية بمدينة يونشوبينغ في السويد ، تم إحياء الذكرى الثامنة والسبعين ليوم الشهيد الآشوري مساء الأحد المصادف 7/8/2011 في قاعة نادي بابيلون ، وبحضور جمع غفير من أبناء شعبنا الآشوري بكافة انتماءاته المذهبية والتنظيمات الحزبية.
في البدء استهل الاحتفاء بالوقوف دقيقة صمت على ارواح الشهداء ، ثم رحبت السيدة رجاء زيتون بالحاضرين ليتقدم فيما بعد المطرب ولسن هرمز بصوته الجهوري المشوب بالحنين والأسى مفتتحاً الإحتفاء بترنيمة وطنية على أنغام عازف الأورغن الشاب الطموح وليم ياقو، لتتوالى بعد ذلك فقرات متنوعة من الكلمات والقصائد والأناشيد الخاصة بالمناسبة ، حيث اعتلى منصة الخطابة السيد ايليا ديري ليلقي كلمة موحدة بإسم الناديين ، مرحباً بالحضور وشاكراً لهم استجابتهم ومشاركتهم ، ومن ثم لينطلق مستذكراً المآسي والإضطهادات التي جعلت منظماتنا تحتفي بهذا اليوم التاريخي في كافة أرجاء المعمورة التي يتواجد فيها أبناء شعبنا ، مستلهماً طروحاته من أبشع الجرائم في الماضي التليد ومنها سيفو وسميل وصوريا...

ثم تفضل السيد ايلهان ديباسو عن محافظة يونشوبينغ وبإسم الحزب الاشتراكي الديمقراطي ليلقي كلمة بالمناسبة ، تلاه السيد اسحق ايليا معاون مسؤول قاطع اسكندنافيا للحركة ـ زوعا بإلقاء كلمة موحدة بإسم التنظيمات السياسية المٌشارِكة. بعدها تفضل القس دانيال شمعون راعي كنيسة مريم العذراء لكنيسة المشرق الاشورية واسترسل في كلمة ارتجالية قيمة مستذكراً فيها قيم ومعاني الشهادة. كما وكان لدوي أصوات أعضاء فرقة طور عابدين للإنشاد دورها الفاعل في إداء انشودة تراثية وطنية. كما تم عرض فلم وثائقي عن مذابح سيفو صيغت محتوياته بجهود السيد صبري عثمان القادم من هولندا وليلقي الأضواء على المجازر الدموية التي قامت بها تركيا وعانى منها شعبنا المسالم ، مختتماً حديثه عن دور مركز سيفو الذي يتولى مسؤوليته لإيصال صوت شعبنا الى بقية الدول.
 
ولأجل بث روح الوعي من خلال الغناء الوطني والتراثي عاد المطرب ولسن وشنف آذان السامعين بترنيمة " رعوش جوَنقا " أي " استيقظ أيها الشاب " ، وعلى شاكلتها صدحت فرقة طورعابدبن الإنشودة الوطنية " بيت نهرين أتريويت " أي " وطني بين النهرين ".

وفي مجال الشعر شارك البعض ممن استلهموا مضامين قصائدهم من الأحداث المأساوية بأوصاف وصور وأخيلة متفاوتة وهم السادة جورج شنكو ، شموئيل ياقو ، خوشابا يونان ، جورج ارخوان والسيدة إيليشوا كوركيس.

وفي خاتمة برنامج الإحتفاء تقدمت فرقة إنشاد نادي طورعابدبن وتألقت بإدائها المؤثر وأنشدت نشيد " دشتا دبعقوبة ". وفي نهاية المطاف الفكري والروحي والتثقيفي تم احتساء القهوة والشاي على أرواح الشهداء.



471
مؤتمر اللغة الآشورية الرابع في السويد

موقع اللغة الآشورية التابع رسمياً لوزارة التربية السويدية ( ادارة شؤون المدارس ) سيعقد مؤتمره السنوي الرابع بتاريخ 2ـ 3 من شهر ايار 2011 بمدينة نورشوبينغ   
(   Marieborgs kursgård i Norrköping   )
متضمناً العديد من المحاضرات والموضوعات المستحدثة للخطة الدراسية الجديدة لتلاميذ المدرسة الابتداية والمتوسطة والثانوية بمشاركة العديد من المحاضرين من ذوي الإختصاص في المجال التربوي والتعليمي باللهجتين الشرقية والغربية ، إضافة لمسؤولين سويديين  ومن بينهم الأساتذة التالية اسماءهم:
ـ الأستاذ ماتس وينرهولم من وزارة التربية ومشرف المواقع اللغوية / يتحدث عن قوانين خطط العمل المستحدثة بشكل عام.
ـ الأستاذ مورتن لارسون / مدير شعبة اللغات الأجنبية بمحافظة لينشوبينغ / يتحدث عن سياسة المحافظة لتعليم اللغات الأم.
ـ د. عبد المسيح السعدي / استاذ جامعي من امريكا / يتحدث عن عملية التطوير اللغوي باللهجة الغربية.
ـ الأستاذ زكي جيري ـ طالب دكتوراه في جامعة اوبسالا ، السويد / يتحدث عن اللغة الأشورية وعلاقتها باللغة الأكدية والآرامية وباللهجة الشرقية.
ـ الأستاذ ميخائيل ممو / مدرس واديب معاصر / يتحدث عن أحدث اساليب تعليم اللغة الآشورية باللهجة الشرقية.
ـ الأستاذ بولص دنخا / مدرس وكاتب معاصر / يتحدث عن اللغة الآشورية الفصحى باللهجة الشرقية.
ـ الأستاذ اشور عوديشو / مدرس وشاعر / يتحدث عن دور القصة في عملية التدريس باللهجة الشرقية.
لذا نهيب بمعلمي اللغة الآشورية / السريانية الإطلاع على برنامج المؤتمر ودعوة التسجيل في الرابطين التاليين:
www.modersmal.skolverket.se/assyriska
http://modersmal.skolverket.se/assyriska/images/stories/assyriska/filer/pdf/Dagordning-_assyriska-syriska_konferensen_2011.pdf
http://modersmal.skolverket.se/syriska/images/stories/syriska/Simon/Inbjudan__Information.pdf
وللمزيد من المعلومات الاتصال بالأشخاص المدونة اسماءهم أدناه ، علماً بأن آخر موعد للتسجيل هو 26 نيسان 2011.
marten.larsson@linkoping.se
pauls@nohadra.com Pauls Dinka 0707487601
mammoo20@hotmail.com Michael Mammoo 0707154651
achourodicho@yahoo.se Achour Odicho 0737742537
ephraim.caan@linkoping.se Ephraim Caan 0702-17 42 74 
barmano@bredband.net Simon Barmano 0707397076


472
قراءة في المنهج التعليمي " براعم اللغة الآشورية " للأستاذ يوآرش هيدو وألأستاذة جوان ريحانا

بقلم : ميخائيل ممو
mammoo20@hotmail.com

مما لا شك فيه ¡ إن الظروف القاسية والأحداث المريرة المؤلمة تدع الإنسان أن يبحث له عن مخرج من هول نتائجها السلبية قبل أن يتضاعف مردودها على من يؤمن بالحياة الحرة الكريمة. وفي حقب متفاوتة من تاريخ الشعب الآشوري عاش الآشوريون حياة مليئة بالمآسي والأحزان مطعمة بالتهديدات على محو وجودهم بإنتزاع هويتهم بشهادة المظالم والإنتهاكات والمذابح التي تعرضوا لها منذ اطلالة مجدهم ونفوذهم لحد يومنا هذا. ولهذا تجدهم يطرقون أبواب الهجرة ليحافظوا على كيانهم ووجودهم القومي إسوة بالشعوب التي لها نظرة انسانية بتقييم الإنسان مهما كان لونه وجنسه. وبغية الحفاظ على الوجود القومي والاثني لا محالة لتلك الشعوب التي تنتهك حقوقها من أحياء ثقافاتها وتراثها وتقاليدها ¡ وكل ذلك لا يتأتي الى حيز الوجود والتنفيذ إلا من خلال اللغة التي نشأوا عليها وتعلموا بها وتثقفوا بواسطتها بتجسيد مشاعرهم والتعبير عن أحاسيسهم في السراء والضراء ¡ قراءةً وكتابةً وتعاملاً .

من هذا المنطلق نجد أن المسؤولية الكبرى في المجال اللغوي تقع على عاتق الوالدين في النشأة البيتية الأولى¡ ومن ثم المدرسة التي ينطلق اليها الفرد ليتعايش مع العالم الخارجي ¡ وبالتالي دور الإعلام المرئي والسمعي والمقروء من الصحف والمجلات ومختلف الكتب. وبما أن الكتاب لا زال بمثابة خير صديق للإنسان ¡ رغم التطور التقني الذي انتزع بعضاً من حيويته وقـلـّـل من أهمية طباعته ¡ سيظل ذلك الصاحب الصامت والأمين المرافق للفرد ¡ طالما تحتم فاعليته مقاعد الدراسة منذ الصغر لعملية التعليم والتثقيف لحياة مستقبلية .

وهنا يكمن التساؤل والإستغراب كيف بالذين تقذف بهم أمواج الهجرة في البلدان الغريبة عليهم وبلغات مغايرة لما يجسد مشاعرهم من عملية التواصل والتعبير السليم! حتماً تضطرهم الحياة الجديدة بأن يكونوا مزدوجي اللغة أي ثنائي اللغة متمثلة باللغة الأم واللغة الجديدة عليهم ¡ فتكون اللغة الحديثة الرئيسية لمتعلميها كونها لغة التعليم الأساسية والتعامل اليومي في تلك البلدان ¡ لتظل اللغة الأم بمثابة اللغة الثانية أو الثانوية لإقتصارها على محيط ضيق ¡ المتمثل في الجو العائلي بالنسبة للطفل والشبيبة ¡ بالرغم من أنها تشكل الهوية الأصلية في الإنتماء القومي .

من أجل تجاوز الإشكالات والسلبيات المتحتمة على أجيال المستقبل في ديار الإغتراب ¡ وبشكل خاص من عملية الإنصهار في المجتمعات الجديدة ¡ ينبغي والحالة هذه أن تدق نواقيس الخطر وتعلن نصائح الحذر قبل فوات الأوان. وهنا يطرح السؤال نفسه: على من تقع مسؤولية ذلك¿ ومن الذي ينبغي عليه أن يولي اهتماماً لشحذ الهمم وتنفيذ ما يستوجب اتخاذه من إجراءات وحلول لتجاوز تلك الإشكالات والسلبيات¿
عادة ما تتفاوت الآراء عن وضع الحلول الصائبة ¡ ليقول البعض إن ذلك من واجب ادارات الكنائس ¡ والبعض الآخر يُحَمّل المسؤولية على التنظيمات الحزبية ¡ وعلى الهيئات والمؤسسات الإجتماعية والثقافية أو من ذوي الأموال بغية دعم وتمويل مشروع العملية التعليمية ¡ ناهيك عن مهمة اللغويين والأدباء والكتاب والشعراء كون مهمتهم الرئيسية والفاعلة هي تقليم الشجرة التي يتم بذر بذورها في تشكيل المجموعات التي تنوي التعليم والمدارس التي يتم تأسيسها. وفي الوقت الذي لا يتم بذر تلك البذور بشكل رسمي ومنتظم يعمد العديد من الأفراد في الإعتماد على أنفسهم بوضع وتأليف المناهج التعليمية المبسطة ¡ عسى ولعل أن تحظى بمن يوليها اهتماماً بشكل شخصي بدوافع الحرص والشعور بالمسؤولية التاريخية في حياة المجتمع الذي ينضوي تحت لواء عاداته وتقاليده وتطلعاته للحفاظ على وجوده .


ألأستاذ يوآرش هيدو وألأستاذة جوآن يوسب ريحانا مؤلفا ألمنهج

إن التقدمة المقتضبة ـ نوعاً ما ـ أعلاه لم تكن حصراً على الإشكالات الآنفة الذكر بقدر ما هي عن الأفراد المعدودين من المهتمين في ديار غربة أبناء شعبنا الآشوري بإقدامهم على جعل تطلعاتهم وامكاناتهم حيز التنفيذ بحكم درايتهم ووعيهم عن واقع الحال.  ومن أولئك المعدودين الذين حرصوا على أهمية لغتنا بكتاباته القيمة رغم معاناته الدائمة في الوطن الأم وديار الهجرة نشيد بجهود الأستاذ الفاضل يوآرش هيدو ( بكالوريوس أدب انكليزي ) الذي زاملنا قبل أكثر من ثلاثة عقود في هيئة تحرير مجلة " المثقف الآثوري " الصادرة في وقتها عن أبرز نادٍ آشوري في بغداد والعراق قاطبة ¡ ليلتقي في شيكاغو بحكم ودافع اهتماماته الأدبية بالسيدة الأكاديمية جؤان يوسف ريحانا التي كانت هي الأخرى تلك الناشطة القومية في الهيئات الإدارية المتتالية للنادي المذكور وعلى مدى سنوات طوال. نعم ليلتقيا من خلال نشاطهما الثقافي والتعليمي في المجلس القومي الآشوري بولاية الينويس ¡ ويبذلا جهداً كبيراً بإقدامهما على تأليف الجزء الأول من منهج تعليمي رصين للمبتدئين بمحتوىً شامل لعملية تعليم مبادئ اللغة الآشورية والموسوم " براعم اللغة الآثورية " مع شرح وإيضاح باللغة الإنكليزية ¡ ليتيسر الأمر على المتعلمين المغتربين والأجيال الشبابية من فهم ومعرفة ما يهدف اليه المؤلفان . ومما زاد من موضوعية الكتاب الطريقة الإخراجية في عملية تبويب الموضوعات وطباعة الحروف الألكترونية المقروءة بوضوح إضافة للعديد من الصور التراثية التي تدع المتعلم يتأمل عطاءات أسلافه ¡ كما وساهم د. إيشو مرقس سنحاريب من منطلق تجاربه التقنية على تصميم الغلاف ¡ حيث كان هو الآخر من بين الذين ساهموا  على دعم نشاطات النادي ومجلة المثقف الآثوري الآنفة الذكر .


ألمنهج ألتعليمي لمباديء أللغة  ( برعم أللغة ألآشورية )

باشر المؤلفان في بداية هذا المنهج بمقدمة ممهدة للقارئ بالإنكليزية كمدخل له لمعرفة بعض الإرشادات الخاصة بمحتوى مميزات اللغة الآشورية من حيث النطق والكتابة الصحيحة على ربط الحروف ببعضها وأهمية حروف العلة والحركات وتلك الأصوات التي لا شبيه لها في الأبجدية اللاتينية¡ وغيرها من  الملاحظات المحصورة في اثنتي عشرة نقطة أيضاحية .

إن هذا المنهج التعليمي المبني على أسس تربوية حديثة ¡ لا يقل شأناً عن المناهج الأجنبية التي اعتاد عليها المتعلمون في البلدان المتقدمة بإعتماد الطريقة الصوتية المقطعية بتجزءة وتحليل المقاطع الهجائية الصوتية للمفردات ليعيد تركيبها ثانية موصولة الحروف دفعة واحدة لتأليف الكلمات ثم الجمل القصيرة ¡ بمراعاة عملية لفظها والإشارة لأصواتها المقطعية بالحرف اللاتيني وشرح معانيها ليسهل على القارئ المتعلم ادراكها واستيعابها والتركيز عليها .

وعلينا أن لا ننسى بأن الطريقة المستعملة تندرج تحت طريقتي تعليم القراءة المعروفة بالتركيبة ¡ كونها تبدأ بالجزئيات التي هي الحروف الأبجدية بأسمائها أو بأصواتها مثلما أشرنا بدءاً بالحروف فالمقاطع الصوتية والمفردات ثم تركيب الجمل ¡ أي من أصغر الوحدات المتيسرة إنتقالاً إلى الأكبر منها المتمثلة بالجمل وما تليها من عبارات قصيرة ¡ تمهيداً لمحاولة قراءة النصوص المطولة نوعاً ما .

وعن طريقة استعراض الموضوعات اعتمد المؤلفان الإسلوب التدريجي في الوصول إلى تراكيب الجمل والفقرات أو النصوص القصيرة فالطويلة مؤطرة ببعض القوانين النحوية المبسطة للمبتدئين المناسبة لمداركهم  كإستعمال الضمائر وحروف الجر بالشكل الصحيح .

ومتى ما تصفحت الكتاب لوجدته مقسماً على خمسة فصول أو أبواب متفاوتة رغم حصر دروسه في ثلاثة وعشرين درساً ¡ مفصلاً أياها وفق ما يلي:
1. إحتواء القسم الأول على ثماني دروس محصورة من الصفحة 16 لحد الصفحة 58 بحصرها على اسماء واصوات الحروف ومن ثم مصاحبة الحركات لها بتحليل الكلمة مقطعياً ومن ثم تركيبها .

2. إحتواء القسم الثاني على الدرس التاسع لحد الرابع عشر ¡ إبتداءً من الصفحة 59 لغاية الصفحة 89 ¡ بحصر محتواها على العلامات الفارقة واستعمالات بعض القوانين الكتابية واللفظية والإشارات الرمزية كعلامات نقاظ الحروف اللينة (المركخة) وعلامة الجمع ( السيامِـه) والخُطيط المائل المعروف بإسم " مبطلانا / تلقانا " أي المُبطل للفظ الحرف المذكور في الكلمة ¡ إضافة لمبادئ أولية مبسطة عن أهمية الإلتزام بالقواعد من خلال الضمائر وتصريف أزمنة الأفعال .

3. إحتواء القسم الثالث على الدرس الخامس عشر لغاية الدرس الثالث والعشرين ¡ من الصفحة 90 لحد 125 ¡ متضمناً عشرة نصوص للقراءة مع شرح للمفردات الصعبة وفي نهاية كل نص مجموعة من الأسئلة عن مضمون الدروس .

4. القسم الرابع والمحصور بين الصفحة 127 الى 140 عكف المؤلفان على تدوين كافة الإجابات على الأسئلة الواردة في الكتاب. وكما يبدو عَمِـدا من ذلك تسهيل فكرة التأكد من الحلول الصحيحة للتمارين ليراجعها المتعلم ¡ وبشكل خاص للمتعلمين الذين يعتمدون على أنفسهم في تناول الكتاب .

5. أما القسم الخامس والأخير من الصفحة 141 لحد 157 تضمن جدولاً أبجدياً  متسلسلاً بشرح معاني الكلمات الصعبة باللغة الإنكليزية ¡ إضافة للفظ المفردة الآشورية بالخط اللاتيني والمقطع الصوتي أي الطريقة المألوفة بالكرشوني المَعني منها أن يُكتب لفظ الكلمة الأصلية بحروف أبجدية أخرى .
  
بقي أن نـُعلم القارئ الكريم بأن الهدف الرئيسي من منهج " براعم اللغة الآثورية " هو أ يتوصل المتعلم لما يلي:
ـ  قراءة  العبارات المختلفة بسهولة.
ـ  أن يتمكن من كتابة الجمل والعبارات والرسائل بشكل صحيح.
ـ  أن يتحدث باللغة الآثورية السوادية المتداولة بالشكل السليم.
ـ  أن يكون مُـلماً بمقارنة لهجة الحديث السوادية بلهجة الكتابة.
ـ  أن يكون متمكناً بمهارة على ترجمة الجمل والعبارات البسيطة.
ـ  ليتمكنوا من تعليم الصغار اللغة الآثورية مستقبلاً.

ولكي نكون منصفين في تقييمنا للكتاب لا بد من إيراد بعض الملاحظات التي قد تفوت غالباً على المؤلفين قاطبة مهما كان مستواهم اللغوي ودرجة وعيهم  ووسع خبراتهم في عملية التأليف. كما وإن ملاحظاتنا التي سنأتي على ذكرها أن لا تؤخذ من باب الإنتقاص بالمُؤَلـَف بقدر ما هو التنويه لبعض الهفوات الغير متعمدة ¡ وذلك بغية تلافي وتجاوز تلك الهفوات في الطبعات القادمة .

من المآخذ على الكتاب انعدام عملية التشويق في حفظ واستيعاب حروف الأبجدية  ¡ حيث كان من الأجدر أن تتنوع دروس تعليمها بشكل أوسع وعن طريق دعمها بالعديد من التمارين المشوقة المدعمة بالصور. وكذلك فيما يتعلق بالصور الإيضاحية عن ندرتها في الدروس الأولى من الكتاب لتتماشى مع معاني بعض المفردات الهادفة ¡ كونها من العوامل النفسية والتربوية التعليمية المساعدة لدعم التعلم ¡ لكي يكون المنهج في الوقت ذاته ملائماً للمتقدمين في العمر ـ نوعاً ما ـ من الصغار .

ومن جانب آخر فيما يتعلق بإدراج العديد من المفردات غير المألوفة في الإستعمال والتداول اليومي ¡ حيث كان من الأفضل تعويضها بما هو مألوف للمتعلم ومنها على سبيل المثال :
" ܣܵܢܐܹ̈ܐ ¡ ܡܹܐܣܵܪܬܵܐ ¡ ܚܘܼܛܪܵܐ¡ ܝܲܕܥܵܬܼܵܐ¡ ܣܸܕܩܵܐ¡ ܬܵܘܣܲܦܬܵܐ¡ ܣܝܼܦܵܐ¡ ܩܵܐܲܪ¡ ܬܸܗܡܵܐ¡ ܐܲܟܼܚܕܵܐܝܼܬ¡ ܣܘܼܘܵܕܵܐ¡ ܩܲܪܩܘܼܪܵܐ¡ ܟܘܿܬܝܼܢܵܐ ܘܫܲܪܟܵܐ...". بالرغم من شرح معناها.
كما لا يخفى على الزميل يؤارش وهو المتمكن من اللغة الى درجة كبيرة أن لا نعقد العملية التعليمية وخاصة في حقل الكتابة حين يستعمل حرف الألف المصغر فوق أو على الحباص ( ܝܼ  =  خواصا ) مثلما نكتب اسم  ايشوع " ܝܑܼܫܘܿܥ " ونقيس ذلك بالعربية ¡ طالما الحباص في أفعال الكينونة للشخص الأول والثاني والثالث المفرد والجمع للمذكر والمؤنث يعطينا ذات الصوت في أثناء لفظ الإضافة بإستثناء حالة التأكيد ¡ حيث كان من الأفضل أن لا يتم استعمال " ܝܑܼܠܹܗ ¡ ܝܑܼـܠܵܗܿ ¡ ܝܑܼܘܸܬ ¡ ܝܑܼـܢܵܐ ¡ ܝܑܼـܘܲܚ ¡ ܝܑܼـܬܘܿܢ ...." والإقتصار على حذف الألف المُصغرة ¡ كونها تضاف للأسماء مثلما نقول : "ܐܝܼܕܵܐ¡ ܐܝܼܠܵܢܵܐ¡ ܐܝܼܣܵܪܵܐ¡ ܐܝܼܬܝܼܩܘܿܢ ܘܫܲܪܟܵܐ " كما هي الحال في حركة " رواخا =  " و " رواصا =  " مثل : " ܐܘܿܪܗܵܝ ¡ ܐܘܿܝܡܵܐ / ܐܘܼܡܬܵܐ ¡ ܐܘܼܦܩܵܐ ". كما وتم استدراك بعض أفعال الكينونة في بعض الجمل ومنها على سبيل المثال ما ورد في  الصفحة المرقمة  98 و 100  وصفحات أخرى وكتابتها بهذا الشكل " ܝܠܹܗ ܘ ܝܼܠܹܗ " بدلاً من " ܝܑܼـܠܹܗ". وهنا حتماً سيتساءل المتعلم أيهما الأصح ¿ وبأي شكل سيتم كتابتها¿ رغم طغيان الحالة المصاحبة بالألف المصغرة في الكتاب والتي سيتصورها المتعلم هي الأصح والأسلم ¡ ونحن ننوي تسهيل الأمور عليه في عملية التعليم .
 
وفي الختام لا يسعني إلا أن أثني بجهود الأستاذ يؤارش هيدو والإستاذة جؤان على العمل الطوعي الذي أقدما عليه لإتحاف مكتبة المناهج التعليمية النادرة بلغتنا المعاصرة ¡ آملاً منهما المزيد من النتاجات ليكونا نموذجاً ومثالاً حياً في احياء لغتنا لإستمرارية إثبات وجودنا ¡ وللذين يكبتون قدراتهم في دهاليز مظلمة دون أن يحركوا ساكناً .

كما وأشيد بالجهود الفردية المضنية لمن سبقهم في هذا المجال في عدة دول ¡ ليعلم القارئ عن إشارتنا لهم بالمعدودين أمثال الأدباء الراحلين الطيبي الذكر ومن بينهم المرحوم كورش بنيامين من ايران والمرحوم كيوركيس بنيامين دأشيتا من العراق ¡ ومن حذا حذوهم من الإخوة الأب شليمون أيشو من العراق ¡ وفريدون درمو وجاكوب ميرزا وأنور عتو من استراليا ¡ وكيوركيس طوبيا وهيدو هيدو من أمريكا ¡ والزميل بولص دنخا من السويد ¡ كما وأخص بالذكر أيضاً الأب شموئيل دنخا من امريكا وعوديشو ملكو من العراق وهرمز جودو من استراليا لتناولهم الجانب الهام من قواعد ونحو اللغة الآشورية ¡ إضافة  لذلك نشيد بجهود الهيئة الإدارية للمجلس القومي الآشوري في شيكاغو / الينويس برئاسة الزميل شيبا مندو لتوليهم مهمة طبع المنهج التعليمي المذكور على نفقة المجلس لخدمة المتعلمين واتحاف المكتبة الآشورية ¡ مع إعتذاري للذين ساهموا في هذا المجال ولم تتوفر لدينا أعمالهم

473
هنري بدروس وفشله بفهم مشاعر روّاد الشعور القومي

بقلم : ميخائيل ممو / السويد

في البدء أود القول بأنه نادراً ما أمسك بالقلم بغية الرد على العديد من المداخلات التي تتناول كتاباتي الأدبية في مجال الشعر والنثر ، رغم خلو البعض منها من عناصر وأسس النقد الأدبي والعلمي السليم والقويم. وبما أن الأخ هنري بدروس يتطاول دائماً بإستفزاز شديد اللهجة ، وبإسلوب رفض أفكار الآخرين ممن يتناولوا موضوعات تاريخية ولغوية وفكرية ذات صلة بوجود شعبنا المتفاوت التسميات ، كونها تتعارض وتطلعاته الخاصة ، وجدت إن الفرصة مؤاتية لأدلو بدلوي عما كتبه من تعليقات على مقالتي المنشورة في العديد من المواقع بعنوان " رُسُل الأدب وروّاد الشعور القومي أحياء في قلوبنا " والخاصة بالذكرى السنوية للملفان نعوم فائق ، لأقول له:
يزيدني فخراً بأنك تمسك المقلاع بيدك لترمي بحجارتك تلك الشجرة المثمرة التي لا يمكنك النيل من ثمارها لتسقطها على الأرض علـّك تقتنيها دون تأملك بأنها ممرغة في التراب لتدعها جانباً ، وتعيد الكرة ذاتها مرات ومرات دون جدوى ، متناسياً من أنك تزيد من زهو عطائها والتخفيف من ثقل حملها لتمنحك ثماراً أينع وأنفع .
ومن ناحية أخرى أجدك ولمرات عديدة تخوض غمار التسمية الآشورية والسريانية والآرامية بأيهما الأصح ؟ وبأيهما الأقدم ؟ وبأيهما الرسمية؟ وبأيهما هي لغة الشعب؟ ووو ... لتتوقف في تساؤلاتك متمركزاً بعبارة أيهما الأصح والأكثر شرعية؟
وهنا تعود بي لتذكرني بمقولة أيهما الأصل البيضة أم الدجاجة؟ وبالعبارة المتعارف عليها " هل البيضة من الدجاجة أم الدجاجة من البيضة؟ " وربما تجيبني لا هذه ولا تلك ، أو أن تقترح بما يحلو لك. كما ولا يغفل عليك إن كنت من المؤمنين أن تجيبني بما شاء للرب في خلقه.
أظنك دوماً بأنك لا تستنكر مواقفي فيما أذهب اليه من حيث النعت اللغوي ، كونك تعلم جيداً وعلى دراية تامة بما أؤمن به ، ربما من خلال كتاباتي الأدبية أو أحاديثنا الصوتية التي عفى عليها الزمن دون أن نصل الى قناعة ورضى بما نرمي اليه ، وكأنما نتراوح في دائرة مقفلة لنستخلص فلسفة من خلق الخالق، وبالتالي لنستنجد ونتعض بالنصوص الميثولوجية المتمثلة بتلك الأساطير التي ارتقت بالعقل والفكر الإنساني في العصور الأولى من التاريخ البشري ، لنلحق بها ونحلق بما توالى من أفكار واجتهادات المحدثين المعتمدين من الفلاسفة والمبشرين الذين يدلون بدلوهم فيما هم ذاهبون اليه لغاية في نفس يعقوب.
ومما يسرني هنا أن احيي فيك روح منهجية البحث العلمي والإستقراء الزماني والمكاني ، ولكن عليك أن تعلم وكما تشير عن اسلوب المنهج العلمي في مدلولاتك أن لا تنس بأن المنهج العلمي مفاده عملية تنظيمية بطرق واساليب ذهنية وحسية متفاوتة مستندة ومستمدة من وقائع مادية ومعنوية تتحكم بها الأحداث المتوالية ، وما تبرهن عليه اليوم قد ينكشف سره غداً وبالعكس ، ولهذا تجد العديد من الباحثين واللغويين تختلف رؤاهم من جراء الاستكشافات والدراسات المتوالية وما تمليه عليهم أحداث العصر التقني الدقيق. وليكن في علمك ، أنا شخصياً لست ممن يتزمت ويتعنت بما تتوقعه في كتاباتي ، ولكن هذا هو ايماني وقناعتي وتصوري التي استمدها جميعاً من نشأتي ودراستي وتواصلي ، وكما هو أنت عليه ، وفيما إذا كنت قد رضعت حليب طفولتك من أم آشورية وأب آشوري لكنت قد التزمت بذات الموقف في تسمية لغتك الأم التي اعتز بها وانعتها بالاشورية لترادفها السريانية ، ولكن أقولها لك صراحة ، آه وألف آه على أحداث الزمن والوقائع اليائسة البائسة التي أردتنا في وديان متفاوتة فرقتنا وابعدتنا عن بعضنا كشعب واحد ينحدر من ذات الأرومة ـ إذا صح التعبير بنظرك ـ لتجعلنا نقدس أهواء مفسدينا ونركع أمامهم ، لنتشبث بتسميات مختلفة ومفرقة , ولنغير رموز حروفنا والفاظها لنتناسى بأن اللغة الموَحَدة هي التي توحّد أبناء الشعب الواحد من المنضوين تحت راية التسمية القومية الأصيلة لا الدخيلة والمحرفة لأسباب خارج نطاق ارادتنا ، وبشكل خاص من الغرباء الذين لا صلة لهم بوجودنا القومي أو الإثني ، وأكبر دليل على ذلك تحريف مفردة " اسيريان " الى " سيريَن " أو " سريان " وغيرها من الإشتقاقات الصرفية المتقاطرة التي سنأتي على ذكرها ، وأنت على معرفة تامة ماذا اعني بذلك. كما ولا تنس بأن مناشداتك التي تتطاول بها لتزييف الواقع بإعتمادك بعض المصادر ومعتمديها والإشارة لتحليلاتهم واستنتاجاتهم ، لا يغرب عن بالك بأن هناك أيضاً من يدحضها ويرفضها ويدعها في خبر كان. فلماذا يجوز لك بما تذهب اليه ولا يجوز لغيرك من الذين يعتمدون الفريق الثاني المخالف لرأيك. ولا اريد هنا أن أخوض في معامع وغمائم تكثيف التحويرات الحرفية من جراء قياس السفسطة التمويهية والنطق / اللفظ الأجنبي الذي أوصلنا لهذا اليوم لنكون لقمة سائغة في أفواه من سلبونا حضارتنا وانتزعوا هويتنا واستمدوا منها كل ما جعلهم أعلى شأناً وأرقي تمدناً وأبرز وجوداً.
أما أن تقلل من شأن شهيد اللغة السريانية والوجود القومي الآشوري/ الآثوري والسرياني ( لكي لا تغضب علينا) الملفان نعوم فائق ، كونه قد حاد في بعض مواقفه التي تنعته بها ـ وفق رأيك ـ فهذه مشكلتك لوحدك ولمن ينهج نهجك. أما إن كنت قد امعنت البصر بما عمدته في مقالتي لكنت قد أشدت بفحواها المقصود ، ولكن يبدو عليك أنك انجرفت في تيار حساسية حاستك السادسة الخاصة بالتسمية اللغوية الآشورية فقط والناطقين بها ، ورحت تدون ما يحلو لك لتولج الحبل الغليظ في ثقب الإبرة بمحاولات يائسة ، اللهم إلا إذا فتت وعزلت خيوط التركيب منفردة ، وهذا ما يتطلب منك جهداً بالغ الأهمية لتصيب الهدف المنشود.
وفي نهايات اسطرك المتناثرة تحثني للإجابة على اسئلة لا تخصني ، وتحملني وزر ثقلك حين تقول: ما هو اسم لغتنا؟ واسمها العلمي والتاريخي؟ وهل يوجد سريان اراميون لغتهم الأم السريانية واشوريون لغتهم الأم الاشورية؟
اجابتي ادونها بإقتضاب ومفادها هو: كيف تريدني أن اجيبك وانت لا تعترف بوجودك الاشوري الذي تتنكر له ، بالرغم من أن وجودك هو امتداد لتلك الحقب التاريخية والحلقات المتواصلة من أبناء أكد وبابل وآشور؟  وكيف تريدني أن ادبج لك تسمية لا تعترف بها رغم تأييد العديد من المؤرخين واللغويين لها  ومن جنسيات متفاوتة؟ وأنت على علم بكتاباتهم. وإذا كان هدفك من صيغة سؤالك الثالث أن اجيبك بنعم أو لا ، فهذه مشكلتك أيضاً ، وبكلا الإجابتين سوف لا تقتنع ، لكونك تقول بأنك سرياني آرامي فلا أعلم ما هي لغتك أهي سريانية أم آرامية؟ أم العكس؟! أم أنك مزدوج المواطنة في الإنتماء القومي واللغوي. وكما تعلم ليس من عادتي وطبيعتي أن أقطر لك التسميات على شكل قاطرات متفاوتة التركيب لا تستوعبها السكة القومية المُوحَدَة والمُوَحِدة بطولها المتوازي التواصل. ولماذا يجوز لك التركيب اللغوي السريانية/ الآرامية أو الآرامية/ السريانية ولا يجوز لنا الآشورية/السريانية علماً بأن السريانية هي تحوير واشتقاق ومرادف للآشورية .
أظنك على علم بأنني نادراً ما أرد أو أجيب على مداخلات لا طائل منها ـ كما أشرتُ في البدء ـ لتردينا في متاهات أنا في غنىً عنها.  وبما أنك اعتدت أن ترمي بسموم سهمك في جسد تسمية اللغة الآشورية ، ولكن  هذه المرة بشكل مغاير ، لذلك آليت على نفسي أن أجيبك بما قل ودل ، وبما هو غيض من فيض لكي لا تتصور بأن المناورة فاشلة حسب تصورك ، آملاً أن تقرأ الموضوع بإمعان لتصيب الجوهر بعين ثاقبة علك تتجنب الشكليات التي توردها.  ورغم كل ذلك أنني لم أتناول وأرد على كل ما دونته عن شهيد الحرف والصحافة الآشورية (عفواً السريانية لتقتنع نوعاً ما) التي حمل رايتها الى جانب الشهيد آشور يوسف وغيرهم في عهد ولادتها بين مظالم واضطهادات نشوء النهضة القومية لإثبات الوجود القومي الذي تؤمن به كما يؤمن به غيرك ممن لهم قناعات بشرعية هويتهم القومية رغم تفاوت انتماءاتهم المذهبية. ومن آمنوا بذلك الوجود في حينها ليلقوا ما لاقوه من ظلم وانتهاك وتشريد ، وبالتالي ليتمجد المشردون من بني جلدتنا وبشكل خاص من بني آشور الذين راجعوا التاريخ ووعوا ما لحق بمن تقدمهم من أسلافهم ، لينبروا بمواجهة التاريخ الحديث بإسلوب تقره المنظمات العالمية لتقرير مصير الشعوب بتأسيس تنظيماتهم السياسية والقومية والثقافية متمثلة بالطليعة الواعية التي ضحت بحياتها على مذبح الحرية لنيل حقوقها القومية من أجلي وأجلك ومن أجل من كان يقبع في الدهاليز الحالكة. أوليست تلك التنظيمات هي التي جعلتهم يبصرون بريق الأمل ونور الوعي ليعوا وجودهم؟ ومن المؤسف قوله ما أن اشتد عود البعض منهم بمراوغات الزيف والخداع والمصالح الشخصية لإرضاء أسيادهم الطامعين عادوا وتمثلوا بشجاعة تلك الصفات السلبية المؤلمة والآنفة الذكر, حالهم حال من وصفهم الشاعر بقوله:
 
اعلمه الرماية كل يـوم     فلما اشتد ساعده رماني
وكم علمته نظم القوافي    فلما قـال قافية هـجــاني

ومن ثم لينبري المخلصون والواعون والمدركون والمؤمنون ممن تسلحوا بسلاح  العلم والمعرفة والوعي القومي ليرددوا مقولة الشاعر التي يقول فيها:
مـا نـالَ أهْـلُ الجاهـلـِـيـّة كــلهُـمْ     شِعْري ولا سمعتْ بسحري بابِلُ
وإذا أتـَتـكَ مَـذمّـتـي من نَـاقِـص     فَهيَ الشـهــادَة لي بــأنـي كامِــلُ

آملاً أن لا تستحوذك اشواك الشك بما يعنيه ويهدف اليه مضمون البيتين الشعري ، كونك من الذين تلهث في سعيك لنيل المعرفة بشكل أكاديمي ، عسى ولعل أن تصيب الحقيقة المنشودة في يوم ما ، طالما ما فتأت تطرق أبواب التمحيص والتدقيق والإستنتاج بدأب متواصل وحرص شديد.
بقي أن أقول لك: إذن كيف تريدنا أن نبني برجنا العاجي الكبير والمشترك ، ونعيد مجد أجيال أجدادنا القدامى ومواقف آبائنا وشبابنا من أحداث مذابح سيفو وحكاري وسميل وصوريا وسيدة النجاة والقائمة تطول؟! أجل كيف يتسنى لنا ذلك وهناك من يردد ما ذهب اليه الشاعر في قوله:
وإن عـناءاً أن تـفهـم جاهـلاً    فيحسب جهلاً أنه منك أفهمُ
متى يبلغ البنيان يـوماً تمامه    إذا كنت تبنيه وغيرك يهدمُ

أليس هذا الغير مِن بني جلدتنا سوية ومن دمنا ولحمنا؟!
أليس هذا الغير مَن تجري في عروقه دماء ضحايا تلك المذابح؟!
أليس هذا الغير من فقد أعز القربى له في الأحداث المتوالية؟!
وإن لم يكن هذا الغير من بني جلدتنا ، فمن يكن؟ حتماً ستجيبني الغرباء عنا. وأنا الآخر أشاطرك الرأي مائة في المائة. ولكن التساؤل المرير هو : أوليس نحن الذين فتحنا الأبواب على مصراعيها ليشتتنا المبشرون بنزعاتهم المبيتة؟ أوليس الصراعات المذهبية هي التي أردتنا لنخوض معارك التسميات القومية واللغوية؟ أوليس الولاءات العشائرية والطائفية هي التي زعزعت وزحزحت مكانتنا ووحدة كلمتنا وقوتنا؟
حتماً ستشاطرني الرأي أيضاً وبقناعة تامة ، كوننا نعيش هذه الظروف الأليمة  ، لتكون كل تلك السلبيات مدعاة فخر وقوة للغرباء عنا وعن أصالتنا ، ليطلقوا صرخة التحدي في وجوهنا وينالوا من بأس وجودنا، وأكبر دليل على ذلك دوافع المجازر العصرية التي يندى لها الجبين ويشهد لها عراق اليوم التي تطال الآشوري والسرياني والكلداني والآرامي والماروني والصابئي والإيزيدي وكل مؤيد لأي تسمية مستحدثة.
وفي خاتمة المطاف من هذه التمهيد دعني اتجول في اروقة سطورك التي لم تستدرك فحواها وهي كما يلي:

اولاً. ان ما نوهت ُعنه في تقدمة مقالتي عن مفهوم ودور اللغة هو بشكل عام في حياة اي مجتمع من المجتمعات ، وليس حصراً بلغة معينة ، ولهذا لم أشر الى اسم اية لغة. فما هو الغريب من قولك " الغريب ان السيد ممو يتكلم عن أهمية لغتنا القومية ولكنه في نفس الوقت لا يذكر اسمها ".
عجيب من أمرك!! أنا اتحدث بشكل عام عن دور اللغة في حياة الشعوب وليس فقط في حياة شعبنا مهما كانت تسمياته ، كونها بمثابة تلك المرآة التي تكشف عن واقع ذلك الشعب الذي ينطق بها لتكون روح جسد الأمة. فيبدو من منطقك وفحوى كلامك أن تستفزني للقول بما يخالف رأيك ،  وبالرغم من تفاوت صيغ ونطق اللهجات بين ابناء شعبنا ، سواءً من يتقبل التسمية الاشورية أو غيرها من التسميات فلا بد لي من إيضاح ما تنوي اليه.  فإن اردت ورغبت أن انعتها بالسريانية / الآرامية حسب رأيك ، فأنا سأسميها بالآشورية / السريانية  لكون مصطلح التسمية السريانية هو من " اسيريان " ، وكما هو متعارف عليه فيما إذا دخلت أل التعريف العربية على اسم مبدوءٍ بحرف شمسي لا تلفظ اللام ، فيستعاض عن لفظها بتشديد الحرف الشمسي نفسه  بسبب إختفاء حرف اللام من ال التعريف في النطق العربي ، بحيث لا يتم نطقه أو لفظه. لكون حرف السين من الحروف الشمسية المشددة ، ولهذا نقول اسـ ـ سريان وتكتب السّريان ، أو أسـ ـ سريانية وتكتب السّريانية لتكون والحالة هذه مرادفة للآشورية التي اشتق منها. والأدهى من كل ذلك فيما إذا قمت بزيارة منطقة طورعابدين الحالية تراهم يعّرفون عن هويتهم بالتسمية التي يلفظونها بالشكل التالي : " إحنان اسورويـِه " ، بربك ما معنى ذلك؟! ولهذه الإشارة الموجزة تعيقيب أوسع فيما يأتي من أسطر.

ثانياً. مؤاخذتك على الملفان نعوم فائق بأنه استعمل تارة السريانية وتارة أخرى الآشورية ومن ثم الآرامية، فهذه دلالة على وعيه القومي وتشبعه بروح التآخي وجمع الشمل وليس من باب التعصب الأعمى الذي يلتزمه البعض من رواد الحركات الدخيلة والمزيفة من الذين ينكرون وجودهم القومي الأصيل.

ثالثاً. تتهم نعوم فائق بأنه كان شاعراً ومدرسا وصحافياً أكثر من أن يكون باحثاً.. بإلله عليك كيف تتوقع عن إنسان قضى شبابه وعمره كله مضحياً بحياته في المجالات التي ذكرتها أن يفتقر للأبحاث التاريخية واللغوية الخاصة بإنتمائه القومي. وهل من غير الممكن من يكون شاعراً ووو  وأن لا يلم بتاريخ ومنابع اصوله وجذور نشأته وترعرعه لمجرد أنه لم يدون دراسة أو بحثاً مسهباً عن ذلك؟
رابعاً. ما الخطأ حين تقول " ويدعون بأن المعلم نعوم فائق كان يؤمن ان الهوية أو التسمية الاشورية هي التي توحد كل الطوائف السريانية ". وتقول ان قصيدته " انهض يا ابن اشور انهض " جاءت قبل ان يدعي التسمية الآرامية.. فلو كنت صحافياً ودرست مفاهيم الصحافة لكنت قد ادركت ما ينويه هذا الشهيد الذي تألم من مشاعر ومواقف المشعوذين من ابناء جيله وجلدته .. ولكي تكون على دراية من موقفه هذا عليك أن تتطلع في مذكراته التي دونها زميله فريد نزهه في اعداد من الصحف الصادرة انذاك.

خامساً. تقول بأنك لم تجد له أية دراسة تاريخية حول تاريخ الشعب السرياني.. بربك إذا كان تساؤلك ان تستهجن من اتعاب هذا الرجل ، فهل لك ان تعطيني امثلة عن الذين ضحوا بحياتهم في حقل الصحافة والكتابة الادبية والفكرية الموجهة ممن كتبوا ودونوا دراسات مستفيضة عما تقصده؟! وها اني اعطيك مثلاً واحداً عن جبران خليل جبران الذي دوّن ما لا يحصى من المقالات ونشر الكتب ، وذاع صيته من خلال كتابه النبي إن كان قد دوّن دراسة علمية مستفيضة عن اللغة العربية غير مقالة واحدة او مقالتين وليس بحثاً هاجم فيها المنفلوطي وغيره ممن وقفوا في وجهه لإسلوبه الحداثوي.

سادساً. تستشهد بأحد الروابط التي ارفقتها بأن نعوم فائق نادى بتسمية آرام والأمة الآرامية في مجلة " الاتحاد " التي تولى رئاسة تحريرها. لا اريد الإطالة في هذا الموضوع لكون المثل يقول " تعرف الرسالة من عنوانها ". ألا يكفي أن تكون الافتتاحية قد صدرت من مجلة جمعت بين التسمية الاثورية والكلدانية ، ومن مجلة صادرة بإسم الجمعية الوطنية الاثورية الكلدانية.. اسألك ماذا يعني ذلك؟ وكما أشرت لك بأن للصحافة سياسة خاصة في مجال الاعلام.

سابعاً. أما عن تنويهك بأن نعوم فائق كان يكتب في مجلته " بيت نهرين " اسم " اسورايا " بدل " سوريايا " فهذه حقيقة لا يمكن نكرانها ، وكما نوهنا عنها مسبقاً بأن الإسم السرياني مشتق ومنحدر من الاسم الاصيل لا الدخيل أو المُنتحل. وإذا تعمقت قليلاً في لفظة "سورايا " أو " سوريايا " فهي تعني الانتماء الديني يا أخي الفاضل ، وهذا ما ينطق به الكلداني والآشوري والسرياني للتعريف عن هويته في ارض ما بين النهرين وفي كافة القرى والبلدان التي يعمرها ابناء شعبنا بكافة تسمياتهم ، مثلما يقول الأجنبي " آي ام كريستيان " أي بمعنى مسيحي. ومتى ما أضفت الألف في بداية الكلمة كما تكتب بالحرفين الشرقي والغربي تصبح آسورايا فتعني والحالة هذه آشورايا ، وأنت على علم بذلك استناداً لرأي العالم الفرنسي آرنست رينان الذي نوهتَ عنه. والحليم تكفيه الإشارة.

ثامناً. تقول:  " في كتاب شبه مفقود للمعلم نعوم فائق حول الكلمات السريانية في لهجة ديار بكر نراه يسمي لغتنا " السريانية ، الآرامية ، الأشورية (في اللغة الإنكليزية)" . فنحن اليوم نعرف جيداً لما اطلق علماء الأثار تعبير " اللغة الأشورية" في أواسط القرن التاسع عشر و كيف تداركوا هذا الخطأ لأن اللغة كانت أكادية وأن اللغة السريانية هي متحدرة من اللغة الآرامية وان اجدادنا كانوا يسمون لغتهم الأم : اللغة السريانية او اللغة الآرامية ".

قبل كل شئ إن كان الكتاب مفقوداً ، فلا أعلم كيف استقيت معلوماتك منه.. وإن كان استعماله لعدة مصطلحات أو تسميات للغتنا فهذه دلالة على انه يؤمن ايماناً قويا باننا شعب واحد ، والتسميات اوجدتها وخلقتها الظروف السياسية والبيئة الجغرافية والعوز الإقتصادي وعوامل أخرى كما هو حال اليوم في العراق الحديث ، وكما تم اصطلاحه أيضاً في عهد أحمد حسن البكر بتمويه وجودنا بمصطلح " الناطقين بالسريانية " من الآثوريين والكلدان والسريان بغية تفريق أبناء الشعب الواحد وربط وجودهم بالواوات بدل التسمية الموحدة قومياً ، وما ذهب اليه المستعرب اليهودي أحمد سوسه بقلبه وشويههه حقائق ووثائق التاريخ الأصيل. هذا ما يجري اليوم أيضاً ليعيد التاريخ نفسه بإسلوب مغاير ومستحدث، مما أدى إلى خلق النعرات والإنقسامات في جمعياتنا ومؤسساتنا وأحزابنا وو.

تاسعاً. تقول في مكان اخر عن نعوم فائق " ارتكابه لأخطاء تاريخية تشوه هويتنا السريانية الآرامية ".  ان ما يجعلني في حيرة هنا هو تذرعك عن تشويهه لهويتك المذكورة ، فلماذا لا تدحض تلك التشويهات التي تحملني وزرها طالما يقصد بها مفاهيمك واعتبارات اتباعك؟
 
أما عن هويتك السريانية الآرامية لا أريد الإشارة اليها بمفهومي الخاص ، وإنما أكتفي بما كتبه وأكده المطران يعقوب أوكين منا في الصفحة 487 ـ 488 من قاموسه الشهير " دليل الراغبين في لغة الآراميين " حين يذكر ما يلي:
 
" فلفظة السرياني على رأي أغلب العلماء المحقين متأتية من لفظة الآثوري محرفة بعض التحريف طبقاً لطبع اللغة اليونانية. وهذه التسمية دخلت أولاً على سكان بلاد الشام ثم نحو أواسط الجيل الأول للمسيح ، دخلت أيضاً على سكان ما بين النهرين وآثور وبابل على يد الرسل الشاميين الذين تلمذوا هذه البلاد وأقبلوا بها الى الديانة النصرانية. فأجدادنا الأولون لحبهم الشديد للإيمان ولتمسكهم الوثيق بعُرى الدين الحق تركوا بنوع من الإفراط مع الوثنية حتى اسمهم القديم وتسموا بإسم السريانيين نسبة الى الرسل الذين بشروهم وتمييزاً لهم من بني جنسهم الآراميين الذين لم يكونوا بَعدُ قد اعتنقوا الديانة المسيحية ، ولذلك أضحت لفظة الآرامي مرادفة للفظة الصابئ والوثني ولفظة السرياني مرادفة للفظة النصراني والمسيحي".

ألا يدل هذا المنطق بأن كلمة السرياني مشتقة من الآثوري إن لم تكن الآشوري؟! ناهيك عن الكثير من الآراء التي تدعم هذا الشهادة ، ولا حاجة لذكر أسماء ومراجع المؤيدين لها ، كونك أكاديمياً وعلى علم بذلك. فإن كان نعوم فائق سريانياً ـ آرامياً وتدحض أفكاره القومية ، فماذا تقول عن المطران أوجين منا الكلداني والكاثوليكي المذهب الذي يقول في شرحه وتفسيره لمفردة سوريّا بأنها من أسوريا أي آثور ، ليزيد في معناها بقوله: " سوريا الداخلة. ما وراء نهر الفرات ". " وسوريا الخارجة. آثور وما بين النهرين ". ليتوصل بالتالي عن مفردة سورايا بأنها تعني سرياني ، آرامي. نصراني ( اختصار اسورايا أي اثورايا). ص 487 من قاموسه الموسوم " دليل الراغبين في لغة الآراميين " ليكنى فيما بعد بإسم " قاموس كلداني ـ عربي " بطبعته الحديثة في بيروت عام 1975 في عهد المطران روفائيل بيداويد.
ثم من يكونوا أولئك " الأجداد الأولون " من سكنة بلاد ما بين النهرين وآثور وبابل؟ أليسوا من حفداء / أحفاد سلاسة بني آشور وبابل؟ والأدهى من كل ذلك أن نجعل من السريانية والآرامية قومية وهي تعني الإنتقال من الوثنية الى النصرانية التي تعني المسيحية  والنصرانية في بلاد النهرين ولحد اليوم يُكنى بها كافة المسيحيين بمذاهبهم المختلفة ، وفي كافة الكتب التراثية القديمة في الجزيرة العربية ، ولتستحدث فيما بعد لدى البعض بقولهم كريستيانا من كريستيان. فأرجو يا أخي هنري أن لا تصب جام غضبك على نعوم السرياني فقط ، فحتماً سيتعداه لأوجين منا الكلداني أيضاَ وممو الآشوري وبالتالي رينان الفرنسي. وغيرهم ممن تعتبرهم بعرفك من مشوهي التاريخ.

ولكي لا تغضب علينا من انفرادنا على حصر رأي العلامة اللغوي اوجين منا ، أقربك قليلاً من رأي كلداني آخر متبحر في مجال التاريخ ، التزم تلك الصفة بإسم القس بطرس نصري الكلداني حين يذكر في كتابه " ذخيرة الأذهان...." المطبوع عام 1905 ما نصه " .... لأن اللغة السريانية أو السورية وهي الآثورية نفسها ( فإن لفظ سورايا مقصور بلا شك عن " اثورايا " كما هو رأي هيرودت المؤرخ " ص 29 . ثم ينتقل بقوله: " ولا يخفى ان اللغات تُعطي أحياناً كثيرة اسمها للشعوب فيدعون بها كما ان الشعوب تُعطى للغات اسمها ، فإن بلادنا مثلاً تسمى عربية من اللغة الشائعة فيها وبالعكس " الخ.
وفي الوقت ذاته يذكر بتمجيد اللغة الارامية حين يقول: " اما اللغة لتي كانت شائعة يومئذ فكانت الآرامية أو السريانية أو الآثورية ..... ( لكي لا أطيل الحديث ) لأصل الى قوله: " بأن اللغة الآرامية الفصيحة الشائعة اليوم هي على نوعين أو لغتين احداهما تدعى شرقية والاخرى غربية ، فالشرقية هي لغة الكلدان والنساطرة حينما وجدوا. والغربية هي لغة الموارنة والسريان الكاثوليك واليعاقبة اينما وجدوا. وليس بين هاتين اللغتين من فرق إلا من جهة اللفظ. فإن الشرقيين يلفظون السقاف زقابا بالفتح ويشددون الحرف المتحرك إذا سبقه متحرك آخر. أما الغربيون ( وأنت منهم ) فيلفظون الزقاف بالضم المرفوع وينفون كل تشديد.
أنا لا أريد هنا أن ألج في أروقة دهاليز الخلاف النسطوري (الآشوري) اليعقوبي (السرياني) واستعارة الحركات اليونانية وإبدال شكل الحروف وتحوير لفظها ، وإنما سأقتصر مكتفياً بما كتبه القس الجليل بشهادة جملة واحدة ذات دلالة معنوية وهادفة حين يقول: " ولا مراء في أن لفظ الشرقيين هو الأصح على ما بين المدققون.. الخ. ص 31.
كما وهناك الكثير من الأمور التي لا أرغب الإسهاب في عرضها لكوني لا  أكتب رسالة اكاديمية لمناقشتها. وكفى أنه يستشهد برأيه على من اعتمدهم ومنهم العلامة اللغوي وكما يقول " السعيد الذكر المطران اقليمس يوسف داود" مطران دمشق على السريان ، مؤلف كتاب اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية ، طبع في الموصل 1896.

ثم ليأتي من بعده المطران أدي شير ليؤكد ذات المعلومات في الجزء الأول من كتابه " تاريخ كلدو وآثور" 1912 والجزء الثاني 1913 مشيراً الى أن " سوريا تحريف اسوريا اليوناني أي آثور " ج1 ص51 ، ومن ثم ليتوسع أكثر في الجزء الثاني موضحاً بأنه بعد التنصر أي اعتناق الديانة المسيحية أقدم من عرفوا بالكلدان الآثوريين ليسموا بإسم السريان تمييزاً لهم من وثنية الكلدان الآثوريين ، حيث يثبت ما نصه " فلم يكن الإسم السرياني يومئذ يشير إلى أمة بل إلى الديانة المسيحية لا غير. ومما يثبت قولنا ما أتى في كتاب تاريخ إيليا مطران نصيبين ( 975 ـ 1046) فأنه فسر لفظة سرياني (سوريايا) بلفظة نصراني وإلى يومنا هذا نرى الكلدان الآثوريين لا يتخذون لفظة (سورايا) أي سرياني للدلالة على الجنسية بل على الديانة. فإن هذا الإسم عندهم مرادف لإسم مسيحي من أي أمة وجنس كان " ص 3 معتمداً هو الآخر على رأي العلامة يوسف داود بإشارته في كتاب اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية، ح 11.
لم يكتفي المطران ادي شير وهو كلداني المذهب بما أشار اليه مؤكداً بمنطق علمي وواقعي حين يقول: " فقد تحقق ان السريان اليعاقبة أيضاً أقروا أن اصلهم كلدان اثوريون جنساً ولغة وأن اسم السرياني هو يوناني خارجي أطلق غلطاً وزوراً علينا وعليهم.".
وما أصدقه حين يستطرد بقوله: " ويا ليتهم يجوزون مثلنا عن الإسم السرياني ويسترجعون الإسم الكلداني الآثوري فنصبح كلنا شعباً واحداً اسماً وجسماً ويداً واحدة لننهض امتنا هذه القوية القديمة (ارميا هـ :15) التي كسبت في سالف الأزمان ذكراً جميلاً ومجداً عظيماً في الزمنيات وفي الروحانيات" ج2 ص5.
تساؤلي هنا ، هل هذا الكاهن الفاضل وهذا المطران الجليل وغيره ينفون تسمية الآثورية التي تنفي وجودها؟! حتماً سيكون جوابك بالنفي لهم أيضاً مثلما نفيت مجاراة نعوم فائق لهم ، وهذه دلالة لتعصبك مثلما تتهمنا بالتعصب وغيرك من الاكاديميين الذين دعمت رأيهم في بعض المناسبات لعدم مشاركتهم في أحد مؤتمراتنا المقررة رسمياً من قبل وزارة التربية السويدية وادارة شؤون المدارس المسؤولة والمشرفة على تحرير موقع الكتروني رسمي بإسم الأثورية.
ليتنا تمثلنا بمواعظ هؤلاء الرجال الأوفياء الذين ضحوا بحياتهم على مذبح الحرية بإعلاء كلمة الصدق والحق من أجل وحدتنا ، ويا ليتنا نزعنا من صفحات عقولنا المشاحنات الجوفاء وأقتفينا مسارهم لكنا اليوم قد أعدنا وحققنا مقولة " التاريخ يعيد نفسه ".

بعد هذا الإيضاح وبناءً لما نوهنا أوليس سكان بابل وآثور ذلك الشعب الذي تمسك بأرضه وسمي بإسمها، وعلى ضوء ما تذكره في أحد الأسطر بأن اللغة كانت أكدية نسبة لمنطقة أكد. فمن أين كانت مستوحاة التسمية التي تكنى بها سرجون الأكدي في القرن الرابع والعشرين ونسب اليها اسمه ومملكته وشعب بلاده؟ أليست من أرض أكد وشعبها مثلما هي في أرض بابل وآثور ، ناهيك عن اللغة الآرامية التي نشرت نفوذها واتسعت رقعتها لأسباب تجارية وسياسية ، مثلما انتشر نفوذ لهجة أو لسان قريش على منطقة الجزيرة العربية لذات الأسباب. وها هو الآخر من أبناء جلدتنا الآب البير ابونا يؤكد تداول اللغة الآشورية الى جانب  انتشار الآرامية التي يشيد بها ويرشحها في مقالته " من نحن؟ وما قوميتنا؟ " والتي تفضلها أنت حين يقول : " وسرعة انتشارها ( يعني الارامية ) بين الدول الكبرى التي استخدمتها لغة للتداول والمراسلات .... بجانب لغاتها الخاصة الآشورية أو البابلية أو الفارسية ، الخ....) فكيف يحلو لك أن تنفي وجود الآشورية؟! بالرغم من موقفه السلبي بوجود الآشوريين.

ومن هذا المنطلق دعنا نفرض بأن الآشورية والفارسية انضوت تحت خيمة ما يسمى باللغة المحلية بسبب استحواذ الآرامية لعدة عوامل ، ألم يكن حالها حال اللغة اللاتينية في العصور الوسطى بوجود لغتين هما اللغة المحلية للمداولات العامة والأخرى التي هي اللاتينية للتعاملات الرسمية ، لتتخذ فيما بعد المحلية منها شأن الرسمية والأدبية؟ ناهيك عن مثيلتها العربية القريشية لغة المعلقات والقرآن التي هي الأخرى خبا نورها بلغة مستحدثة رغم بقاء الألسنة المحلية المعروفة باللهجات في العالم العربي.

عاشراً. مؤاخذتك على مقولتي التي نصها ما يلي :
" نقول بأن اللغة هي التي ترتقي بواقع أية أمة لدرجة التطور والمدنية ، لكونها الوسيلة التي تقودنا إلى التفاهم والتعبير وتجسيد المشاعر شفوياً وتحريرياً. وبما أن اللغة تُعد من الأسس الرئيسية لمقومات أية قومية ، فأنه يستوجب استعمالها والحفاظ عليها بإهتمام بالغ ، لكونها تجسد شكل هوية الإنتماء القومي. ولأجل ذلك تحتم الضرورة أن نكون واعين لمعرفة هذه الحقيقة، وعلى معرفة أكبر بأن الواجب الرئيسي لإثراء اللغة هو من مهام الأدباء والمؤلفين والكتاب واللغويين والشعراء والعاملين في حقل التعليم بغية إحياء وتأكيد وجودها وتطوير آفاقها وإيصالها لعقول ومدارك أبناء ذلك الشعب الناطق بها والفخور بتراثها ، وبالتالي التعامل بها بصدق وإخلاص وإهتمام دائم."

انك تعترف حين تقول:  بأن احداً لا يعارض الافكار التي ذكرتها في مقالتي .. وتتهمني بالتهرب من ذكر اسمها العلمي.. اجابتي كانت واضحة لك فيما تم عرضه في بداية هذا الرد ، ومن ثم ألم تدرك بأن مضمون الفقرة أعلاه تشمل أية لغة كانت دون استثناء ، ومن ضمنها الآشورية والآرامية حتى وإن تم تصنيفها في جدول اللهجات؟
ولكي تكون على علمٍ وإطلاع أوسع مما اشرنا اليه في مجال اشتقاق التسمية المُعتمد على منطق لغوي وتاريخي وجغرافي وأضيف الشعبي أيضاً ( كوننا استعضنا الكلاسيكية التي لا يفقهها الشعب بالحديثة ) بمراجعة ما يلي :
-   مجلة المجمع العلمي العربي / مجلد 22 ، 1947 ، ص 178 ـ 181 Ernst Herzfeld
-   Frans Rosenthald. Die Aramaistische Forschung seit Noeldeke’s
-    Vereoeffentlichungen. Leiden 1939, p. 3-4….
-   Cannuyer, A Propos de I origine du nom de La Syria JNES 44, 1985; pp. 133 – 135
-   Lexikon der Alten Welt, Zuerich 1965, p. 12966
-   Woertbuch der Antike, p. 731………
-   سوريا القديمة ، الكتاب الأول  للدكتور عبدالله الحلو ص 64 ـ 84 دمشق 2004
 
إذن دعني ازيد هنا بخفة متناهية لأقول لك : لتكن مبروكة عليك تسمية السريانية الآرامية التي هي امتداد وتحويرات للأكدية والبابلية والآشورية ، لكون اللغة المستحدثة تتأثر وتؤثر. ومن المضحك المُبكي أن تمحي الوجود الآشوري أيضاً منذ سقوط الإمبراطورية الآشورية عام 612 ق. م. بالتآمر البابلي والفارسي ، ولا تمحي الوجود الآرامي بسيادة الفرس على البلاد قاطبة عام 538 ق. م. حين خبا نجم الممالك الآرامية وانطفأ. كما أضيف وأقول كيف تسمح لنفسك أن تمحي الوجود الآشوري الذي اجتاح العديد من دول المنطقة ومنها الممالك الآرامية في عهد العديد من الملوك الآشوريين ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الملك تغلات بلاصر (1112 ـ 1074) ق. م. بإجتيازه الفرات ثمان وعشرين مرة بمحاربته الآراميين وبردهم عن حدود بلاده. وبما أن صراعهم استمر مع الآشوريين لا سيما في القرن التاسع ، اضطر ملك الآراميين أخوني أن يدفع الجزية للآشوريين الذي حولوا مملكتهم سنة 885 الى مقاطعة اشورية لتكون تابعة بولاية حران. وفي بداية القرن التاسع هاجم الملك الآشوري نيراري الثالث (809 ـ 782) ق. م. مدينة دمشق واضطر ملكها للإستسلام ودفعه الجزية المفروضة عليه من الفضة والذهب والحديد والملابس الكتانية والأثاث الخشبي المطعم بالعاج وغيرها من الأشياء التي لا تحصى. ولا تنس بأن الملك سنحاريب في إحدى حملاته سبى ما يتجاوز العشرين ألف من الآراميين الى بلاد النهرين ، ناهيك من مواقف بنوبلاصر ونبوخذنصر ( 605 ـ 562 ) فيما بعد ، لحين تولي الفرس زمام الأمور على المنطقة وزوال الوجود السلطوي للبابليين والآشوريين والآراميين. أن زوال سلطة هذه الشعوب الثلاثة ليس معناه أن يظل الآراميون فقط لوحدهم في ساحة البقاء  لتستنكر وجود الآخرين طالما يتمسكوا بوجودهم القومي مثلما تتمسك انت وتدافع عن انتماءك للآراميين. وأن فقدان السلطة من يد ملوك التسميات الثلاث بسبب نفوذ الفرس ومن ثم اليونان والرومان والعثمانيون والعرب معناه ضياع وانصهار الاشوريين والآراميين. اذن كيف يجيز لك  أن تتخلى عن الآشوريين دون الآراميين. وأكبر دليل لذلك ما عرضته عليك من الواقع الأليم الذي يعيشه أبناء شعبنا بكافة تسمياته في العراق ، وما يتعرض له من قتل وتشريد بهجرته للدول المجاورة والأوربية وغيرها.
 
تساؤلي هو هل سيتخلى عن هويته  وينقرض؟! قد يكون الجواب بالإيجاب أو النفي ، ولكن الإيجاب هو الذي يُثقل كفة الميزان ببقائه وديمومته ، طالما لا زلنا نتشبث بجذورنا التاريخية وهويتنا الاصيلة. وهذه دلالة على إننا نعيش اليوم ذات الحال التي عاشها الأولون من أسلافنا قبل وبعد المسيح.  وكفى هنا أن اعيد لك للمرة العاشرة بأن السريانية هي تحريف لأسيريان والتي أصلها اشورايا وآثورايا الى جانب اشتقاقات اخرى كأسيريا اليونانية واللاتينية ، وسيريا ، سوريا ، سورايا ، آسورايا ، سيرياني وسريانية وامتداد التسمية الآشورية الى شعوب اخرى بألفاظ متفاوته منها اشوري لدى الفرس واسورينر لدى الأرمن واسورليار لدى الاذربيجانيين واسورلر لدى الاتراك واسيريسكي أو أيسوري لدى الروس وأسيرسكا لدى السويديين واسيريَن لدى الانكليز وياسو لدى الصينيين ووو . وعن فقدان حرفي الثاء والشين لدى الأغلبية مثلما عمل اليونانيون وإنقلاب نطقهم الى اسـ ـ سريان التي تكتب السريان ويعنون بها الآشورية أو الآثورية كما هو في العربية.
بقي فقط أن احيطك علماً تعقيباً لكلامك الذي تقول فيه :
" إن الفكر الآشوري مبني على طروحات تاريخية خاطئة وعناد البعض في تسمية لغتنا ب " اللغة الآشورية " لهو تطرف كبير لأن الشعب الآشوري كان يتكلم اللغة الأكادية التي كانت منتشرة في كل الشرق وقدامى الفرس استخدموها ولم يسموها " اللغة الفارسية " وحتى ملوك آشور كانوا يسمونها آكادية وليس " آشورية "!
لا ريب في ذلك إن تطرق بعض الباحثين لهذا المضمون!! ولكن ما رأيك في جدول اللغات السامية الذي يسلسلها الى ثلاث فصائل هي : الشمالية والوسطى والجنوبية ، لتشمل الفصيلة الأولى الشرقية والغربية، فالشرقية تتضمن البابلية والآشورية المنحدرة من الأكدية. أما الغربية فهي بدورها تنضوي تحت لواء جناحين فرعيين هما الشرقي والغربي متفرعة ومتمثلة بالسريانية والصابئية والنبطية بالفرع الشرقي ، ومن ثم المتمثلة بالفرع الغربي كالسامرية والتدمرية والآرامية. أما الوسطى فهي من حصة الفينيقية والعبرية والكنعانية ، والجنوبية من حصة اللغة العربية ولهجاتها.  وهناك تقسيمات واجتهادات أخرى تصنفها بأشكال متفاوتة. وفيما إذا كان دليلك بأن الملوك الآشوريين يسمونها الاكادية ، فلماذا يدون " المعجم الأكدي " من منشورات المجمع العلمي العراقي وفي مقدمته عكس ذلك وبما نصه : " سمى الباحثون الآوائل لغة النصوص المكتشفة في بلاد آشور المتمثلة اليوم بالقسم الشمالي من العراق باللغة الآشورية ، ولغة النصوص المكتشفة في بلاد بابل المتمثلة بالقسم الجنوبي من العراق باللغة البابلية ". ومن ثم سميت الآشورية البابلية مثلما أنت تسميها السريانية الآرامية ، وظلت تستخدم الى قبيل العصر الميلادي. وكما أشرت لك مسبقاً بأن اللغات تتأثر وتؤثر ، أي بما بما معناه ان كافة اللغات الآنفة الذكر متقاربة من بعضها بفارق التحوير اللفظي أو النطق لتشكل وتولد لهجات مختلفة تتبناها دول مختلفة كما هو الحال في الدول الإسكندنافية ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ  والتي تـُنسب لغاتها لفصيلة المجموعة الجرمانية كالسويدية والدنمركية والنرويجية والإيسلندية ، رغم صلة القرابة التي بينها فإنها تتميز كل واحدة منها بميزات خاصة في النطق والكتابة وشكل بعض الحروف. هذا ما ينطبق أيضاً على جدول اللغات السامية بأقسامها الثلاثة ، علماً بأن هناك العديد من الفصائل اللغوية الشبيهة بذلك.
ولكي لا نتجاوز آداب المناقشة والمداخلات والردود التي لا تجدي نفعاً ، أقولها بكل صدق وإيمان " كل إناء ينضح بما فيه " وكذلك " ليس للإنسان إلا ما سعى " فدعنا نسعى للبناء لا للهدم ، لتجاوز الحوار البيزنظي بحوار انساني ومنطقي لنعيد أصالة مجدنا بإتعاضنا من واقع الماضي السحيق والأليم.

يا أخي هنري.. لقد اصبح حالنا حال الذين فرقونا وشتتونا لننقسم ونبتعد عن بعضنا حفاظاً على الكراسي الخالية من المسامير التي تحملها " المخلص " لنتحمل وزر تفسيراتهم السفسطائية ، حيث لا زلنا لا يعترف واحدنا بالآخر رغم إخفاء أشعة نور الحقيقة بغربال صدئ ، أكل عليه الدهر وشرب. وهذا الأمر يذكرني بقصة قرأتها منذ زمن طويل في مجلة كلكامش التي كانت تصدر في ايران ـ لا أعلم إن كانت حقيقة أم من نسج الخيال ـ حين التقى اربعة رجال من انتماءات متفاوتة أي الآشوري والتركي والأرمني والفارسي ، ولم يبق بحوزتهم من النقود ما يسد رغبات طلب كل واحد منهم بغية الشراء. فقال الآشوري أنا أرغب شراء " عنو ِه " ، وقال الأرمني لا الأحسن " خاووع " فرد التركي وقال: لِمَ لا يكون " اوزوم " ، ومن ثم ليردف الفارسي منادياً : أنا أرغب فقط بـ " اليانكور". فإشتد النقاش فيما بينهم وكل واحد منهم ينادي بمطلبه.  ومن باب المصادفة هنا أن يلتقي بهم مَن بلغ مِن الحكمة والدهاء والمعرفة بمفردات لغاتهم ، مخاطباً أياهم بتسليمه ما لديهم من نقود لشراء ما يتمنوه ، فذهب واشترى كمية من عناقيد العنب وقدمها لهم ليصرخوا جميعاً بإندهاش ، هذا ما كنا نتمناه ونرغبه والإبتسامة تعلو على وجوههم لكون كافة المفردات التي نادوا بها كانت تعني العنب.
هذا هو الحال الذي عشناه في الماضي ونعيشه في الحاضر ، وحتماَ سنظل نعيشه في المستقبل لننقله الى اجيالنا القادمة الذين هم براء من اشكالات التسمية ونتائجها السلبية. فدعنا نكون حكماء لنتمثل بمعرفة من حلّ إشكال الرجال الأربعة ، لا أن نبذر بذور الزوان الردئ في كل أرض نأمُهّا ، لنتلافى مقولة " الحرب بينهم سجال " أي بما معناه ، حيناً من يشن هجوماً على هذا الفريق وحيناً على الفريق الآخر.

وفي خاتمة المطاف أقول لك أخي في النضال القومي واللغوي والأدبي والثقافي بأنه بلغ السيل الزبى ، مكتفياً بما دونته لك حصراً بموضوع مقالتنا وتعليقاتك التي أردت بي لهذا الإسهاب دون الإشارة للعديد من المراجع والمصادر التي تدعنا نتبحر في استنتاجاتهم وبلغات متفاوتة ليطول حديثنا ، كما ناهيك أيضاً عن أفكار وتطلعات أئمة اللغة الذين ذكرتهم من رواد مدرسة الرها ونصيبين والخلاف الذي دار بينهم لأسباب لاهوتية هي من شأن رجال الدين ، لأنه مهما طبلنا وزمرنا لا يجدي نفعاً بما عرضناه ، وبما اوردناه من تساؤلات وإجابات بعادة تغاضينا عن مضمون الشطر الأول والتزامنا بالشطر الثاني مما يقوله الشاعر في البيت التالي:
 
إن الـفـتى مـن قـال هـا أنــذا    ليس الفتى من يقول كان أبي

أي بما معناه أين هي مآثر من تدّعيهم مقارنة بالذين يلتحفون العراء ويضحون بحياتهم على أرض الواقع ذوداً عن حقوقنا لتعيش حراً كريماً ولتعيد مجد الذين تتباهى بهم؟!
وآخر ما أود قوله : بأنك ستظل حاملاً رفشك لتنبش في الأرض الرملية بغية حفر وتكوين بئر حديث ومن دون جدوى لعدم تلاحم ذرات رملك بمناورات فاشلة.
دعني في خاتمة الختام استل بيتين شعريين من قصيدة الشاعر حنا افندي زهيا الآثوري مقرظاً فيها كتاب المطران ادي شير لتتأمل فحواها.

أهـديـتـنا تـاريخ قوم ناطحـوا         كبد السماء في شامخ البنيان
تاريخ آثــور وبابـل آتـيـــــــاً        بـدلائـل تـغـنى عن البرهــان
مع احترامي لك.
ميخائيل ممو


474
رُسُل الأدب ورُوّاد الشعور القومي أحياء في قلوبنا
بقلم : ميخائيل ممو
mammoo20@hotmail.com
ليس من الغريب أن تتفاوت آراء اللغويين في نظرتهم لتعريف مفهوم اللغة ، طالما كل واحد منهم يُؤوّل نظرة تفسيره من منطلق ميدان اهتمامه وزاوية تخصصه وفق منهجية البحث العلمي وعلاقتها بالعديد من العلوم. وبما أن موضوع عرضنا هنا يبعدنا عن تلك المفاهيم لنحصرها في مجال اهميتها ووظيفتها في حياة المجتمع والقومية التي ينتمي اليها الفرد ، نقول بأن اللغة هي التي ترتقي بواقع أية أمة لدرجة التطور والمدنية ، لكونها الوسيلة التي تقودنا إلى التفاهم والتعبير وتجسيد المشاعر شفوياً وتحريرياً. وبما أن اللغة تُعد من الأسس الرئيسية لمقومات أية قومية ، فأنه يستوجب استعمالها والحفاظ عليها بإهتمام بالغ ، لكونها تجسد شكل هوية الإنتماء القومي. ولأجل ذلك تحتم الضرورة أن نكون واعين لمعرفة هذه الحقيقة، وعلى معرفة أكبر بأن الواجب الرئيسي لإثراء اللغة هو من مهام الأدباء والمؤلفين والكتاب واللغويين والشعراء والعاملين في حقل التعليم بغية إحياء وتأكيد وجودها وتطوير آفاقها وإيصالها لعقول ومدارك أبناء ذلك الشعب الناطق بها والفخور بتراثها ، وبالتالي التعامل بها بصدق وإخلاص وإهتمام دائم.
مما لا شك فيه بأن أبناء اية قومية عادة ما يفتخرون بعلمائها وروادها المتبحرين في أعماقها مثلما يتباهى ويفتخر الإنكليز بشكسبير ، والألمان بمارثن لوثر والعالم العربي وخاصة لبنان بجبران واعتزاز بني آشور بمار عبديشوع الصوباوي لبلاغته اللغوية وغيرهم من الادباء والشعراء واللغويين بين شعوب الدول الأخرى. كما وإن لكل زمن أومرحلة تاريخية يبرز من الرواد النابغين الذين يشار اليهم بالبنان ، ويتم نقش أسمائهم على صفحات طروس التاريخ ، وبتوالي ومرور الزمن يتضاعف عددهم كما نذكر أسماء برديصان ومار افرام ومار نرساي وغيرهم من الذين لا زلنا لحد يومنا هذا نعيد ذكراهم بما خلفوه لنا من أعمال ثرية بمضامينها الهادفة وذات النفع العام ، وبشكل خاص اولئك الذين خلفوهم وانتهلوا من منابع علومهم ، وحرصوا بشكل دائم ليكونوا امتداداً لهم على إثراء تلك المسيرة الأدبية واللغوية والفكرية ، والتي برز منهم في فترة متقاربة الملفان نعوم فائق في تركيا ، والقس يوسف قليتا في العراق والدكتور فريدون آتورايا في روسيا وغيرهم من الذين قدم وخدم كل واحد منهم في مجال اهتماماته وتعامله للجدوى العامة الدائمة لأجيالنا المستقبلية.
ولمناسبة الذكرى السنوية للملفان نعوم فائق في الخامس من شهر شباط من كل عام كونه  أحد الأعمدة الرصينة للتكوين الأدبي والنهوض الفكري لحفاظ وارتقاء الشأن الأدبي واللغوي والقومي قبل ثمانين عاماً ، ينبغي علينا أيضاً أن لا نتغافل ونتناسى رفاقه الآخرين الذين حملوا بدورهم ثقل هموم تلك المسيرة بمشعل القلم. وأن لا تقتصر وتحدد مركزية هذه المناسبة على مآثر وصفات شخص معين أو عدة أشخاص ، لكون الذين بمستواهم عادة ما يكون وجودهم وتتمثل مكانتهم بمثابة الحلقات المتراصة التي تشكل وجود سلسلة قوية لها أهميتها ومفعولها في حياة المجتمع.
من خلال تعايشنا في أوساط مجتمعنا الآشوري بكافة انتماءاته المذهبية والطائفية وجدنا واتضح لنا بأن الكثيرمنهم ليست له معرفة ودراية كافية عن مآثر ومواقف الملفان نعوم فائق ، وقلائل هم من الذين يعيرون أهمية لشخصه وأعماله ومواقفه كونهم من المؤمنين بالمبادئ القومية وآدابها التي هي من اسس المدنية واثبات الوجود. ومن أجل أن يلموا اولئك الذين لا دراية لهم بمعرفته وذكر اسمه الخالد آلينا على أنفسنا أن نعرض هنا بعض الجوانب من سيرته الذاتية ودوافع الإحتفاء بذكراه سنوياً بالرغم من موقفنا الشخصي على حصر الإحتفاء بشخصية واحدة سعت وخدمت اللغة والنهضة القومية.


من هو الملفان نعوم فائق؟
ـ تنسم نعوم بن الياس بن يعقوب روح الحياة في شهر شباط 1868 في منطقة آمد المعروفة بديار بكر في تركيا ، وتعمد بإسم نعوم مع إضافة لقب فائق لإسمه فيما بعد. وبعد وفاة والده ومن ثم والدته تكفل شقيقه الأكبر توماس برعايته.
ـ التحق بالمدرسة الإبتدائية وعمره سبع سنوات ، ومن ثم بالمدرسة الثانوية لمدة ثماني سنوات ، متسلحاً بالعديد من اللغات كالسريانية والعربية والتركية والفارسية والأرمنية والكردية ومبادئ اللغة الفرنسية ومن ثم الإنكليزية.
ـ عام 1888 وهو في العشرين من عمره ، زاول مهنة التعليم متنقلاً بين عدة مدارس في تركيا ومن ثم في سوريا ولبنان والقدس.
ـ 16 تشرين الثاني 1889 سيمَ شماشاً انجيلياً على يد البطريرك بطرس الرابع في ديار بكر.
ـ 14 شباط 1899 وهو في الثلاثين من العمر اقترن بالسيدة الفاضلة لوسيا قرياقوس ورزقهما الله بولدين وثلاث بنات. توفي الأول عام 1904 والثاني عام 1906 وإحدى بناته عام 1921.
ـ عام 1908 تم اعلان الدستور العثماني ليكون دافعاً ومحفزاً له على تأسيس جمعية قومية بإسم " الإنتباه " ، منطلقاً فيما بعد على تأسيس وإصدار مجلة " كوكب الشرق " التي كان يتوجها مقالاته وقصائده النهضوية.
ـ عام 1912 وبسبب المظالم والإضطهادات التي داهمت المسيحيين منذعام 1895 ولغاية المذابح الكبرى عام 1915 شدته مأساتها أن يغادر مسقط رأسه متوجهاً الى بيروت ومنها الى الولايات الأمريكية بصحبة أفراد عائلته ليصلها في الخامس من كانون الثاني 1912.
ـ عام 1916 وفي ديار الهجرة اسس مجلة " بين النهرين " بثلاث لغات هي الآشورية/ السريانية والعربية والتركية ، وفي عام 1921 يتولى مسؤولية رئاسة تحرير مجلة "الإتحاد" الناطقة بإسم الجمعية الوطنية الكلدانية ـ الآثورية. وبعد توقفها يعود ثانية لأحياء مجلته " بين النهرين ".
ـ عام 1927 فجع بإنتقال قرينته الى الأخدار السماوية ، وليعيش على أثر ذلك حالات من التأزم النفسي مهاجماً أياه داء الرئة بمعاناة لم يمهله الصبر على ديمومة الحياة ليرديه جثة هامدة في الخامس من شباط 1930 ، تاركاً بعده اثنتين من بناته مع مجموعة كبيرة من المؤلفات بلغت أكثر من ثلاثين مؤلفاً بلغات مختلفة.
دوافع الإحتفاء السنوي بذكرى نعوم فائق.
إن ما عرضناه هي نظرة مركزة عن سيرة الملفان نعوم فائق الخاصة ، وبقي أن نعلم عن دوافع الإحتفاء السنوي بإسمه منفرداً. حسب نظرتنا وبحثنا توصلنا على تدوين النقاط التالية:
1.   وعيه وشعوره القومي في بداية شبابه وتسلحه بأفكار واعية وبناءة.
2.   نشره الثقافة واهتمامه بتعليم أبناء شعبه في مدارس مختلفة.
3.   خدماته الإنسانية والإجتماعية لأبناء شعبه أينما حل به السكن.
4.   ابتعاده عن عناصر التخريب المتمثلة بالطائفية والعشائرية والعنصرية.
5.   مواقفه الصادقة المتجسدة في كتاباته وخطاباته ضد الظلم وأعداء بني جلدته.
6.   نداءاته الدائمة بغية الإتحاد وبصوت مشترك موحد.
7.   دعواته المستمرة لنشر الوعي بتأسيس المدارس والمجلات والمطابع.
8.   تضحياته بإحياء وتطوير اللغة والإرتقاء بمستوى الأدب بشكل عام.
9.   اعتماده على نفسه بتولي مسؤولية إصدار المجلات ونشره الكتب واهتمامه بحقل الإعلام والصحافة الآشورية.
10.   ابتعاده وعزوفه عن المصالح الشخصية والمادية ، وقضاء وقته في الأعمال ذات النفع العام لإعلاء وتبجيل الإسم القومي بغية اقتناء الحقوق القومية.
وفي الختام نود القول بأن مناسبة إحياء ذكرى نعوم فائق التي تقتصر وتنحصر بإسمه أن تكون أوسع من ذلك لتشمل مجموعة أكبر من الذين خدموا الأدب والوجود القومي تقديراً لجهودهم وأعمالهم التي لا زالت حروف اسمائهم تتلألأ بين ما سطروه لنا وتركوه تراثاً خالداً نقتدي به ، انطلاقاً من مقولته الشهيرة التي يقول فيها : " ثلاثة تنجح الأمة: قلم الكاتب، مخزن التاجر وحقل الزارع " ليزيدها بمقولة أخرى مفادها: " الأمة التي تهمل لغتها تفقد مجدها وتضيع كيانها ".
إذن دعونا ننطلق من هذه المفاهيم الدررية لتطمئن قلوب معاصرينا وتزخر عقولهم بما هو الأجدى لبني قومهم وللإنسانية جمعاء.


475

476
فكرة جميلة
اسلوب سلس
معان هادفة
توقع محتمل
وزن افرامي أو المزدوج اي السباعي
تعبير ادبي حداثوي تم مزجه بهجاء اللفظ العامي
ليتك تغاضيت عن ذلك مثلما تقول " ܠܝܘܢ " لتكتب " ܠܐ ܝܘܢ " وما شابه ذلك
ولكني اشد على يديك ، املا استمرارك ، كوني اقرأ لك لاول مرة باللغة التي هي روح وجود الجسد القومي
مع بالغ شكري وتقديري
ميخائيل

479

أبن الأخت البار لورنس شابو
بأسمي وبأسم عائلني في شيكاغو ، نغتنم هـذه الفرصة الجميلة لنعّبر عن فرحتنا ونود ان نزف لشخصكم النبيل ولأهلك الكرام اجمل التهاني واحلى الأماني وازكى التبريكات النابعة من صميم الفؤاد بمناسبة نيلكم درجة الماجستير في الاقتصاد ، مما يشعرنا بالفخر والأعتزاز على هـذا الجهد المتواصل من خلال مثابرتكم وسعيكم وحصولكم على هـذه الدرجة العلمية المرموقة . املين لكم المزيد من التقدم و الأزدهار مكللة بالموفقية والنجاح مع الأستمرار في مشاريعكم المستقبلية لأتمام طموحاتكم لنيل شهادة الدكتوراه ....الف مبروك.
خالك
الدكتور دانيال ممـووالعائلة / شيكاغو
الولايات المتحـدة الأمريكيـــــــــــــــــــة

480
درجة الماجستير في العلوم الاقتصادية

بعد جهد متواصل وسعي حثيث على مواصلة الدراسة الجامعية ، وبطموح كبير نال الطالب لورنس شابو درجة الماجستير بنجاح في حقل الإقتصاد بجامعة ستوكهولم عن بحثه في مجال إدارة الأعمال والتسويق. ولهذه المناسبة نتقدم بأحر التهاني وأبهى الأماني للدؤوب لورنس ، آملين له التوفيق والنجاح الدائم في حياته العملية والسعي مستقبلاً لنيل الدكتوراه.
خالك
ميخائيل ممو


481
مسيرة استنكار واحتجاج للعمل الإجرامي في كنيسة سيدة النجاة
نادي بابيلون بمدينة يونشوبينغ يدعو كافة أعضاء الجمعيات والكنائس والأحزاب للمشاركة في المسيرة الإحتجاجية الصامتة التي تقام استنكاراً للجرائم الإرهابية البشعة التي ارتكبتها شلة مجرمة لا تربطها بالعرف البشري أي صفة إنسانية بتطاولها على اقتحام كنيسة سيدة النجاة يوم 31 / 11 في بغداد وإقدامها على مجزرة القتل العشوائي في دار العبادة التي راح ضحيتها أكثر من 50 شهيد من رجال الدين والشباب والشيوخ ومن هم بعمر الزهور. لمناسبة هذا الحدث الجلل والمصاب الأليم والمحزن والمروع الذي يندى له الجبين ، نهيب بكل من تحز في نفسه آلام هذه الفاجعة المريرة تجسيد مشاعره في قافلة الإستنكار التي ستنظم بموافقة السلطات السويدية رسمياً.
التاريخ : الجمعة 12 / 11 / 2010
الوقت : الساعة السادسة مساءً
مكان التجمع: وسط مدينة يونشوبينغ في ساحة Hovrattstorget  مقابل  Grandhotel بالقرب من مكتبة يونشوبينغ المركزية.


482
التوقع في ضراوة الحياة اللامتوقعة
ـ قراءة مركزة ـ



بقلم: ميخائيل ممو
الرجاء متى ما يفرض نفسه كحالة يأس متواصل بتأمل مُنتظر، تزخرتصوراته بمماطلات متكررة تمليها كوامن الذات على نفسها ، علـّها تـُطـَمْـئِـن مواقف الصراعات الحدسية التي ترمي بالإنسان في مهاوي التخمين الدائم من جراء الممارسات الدائرة في محيط التشابك النابع من التفاعل البشري في أي مجتمع من المجتمعات ، بحيث تتبلور مفاهيمه على درجات متفاوتة تحتمها اعتبارات اليقظة الفكرية والثقافة الشاملة وأساليب المعايشات اليومية المبنية على أسس ومعايير التفوق الحضاري العام.
من يعيش ويتمحور في آتون هذا الصراع  بتألق فكري مبني على رؤى الماضي وواقع الحاضر، عادة ما يخوض مرحلة التأقلم الإزدواجي ، منطلقاً من مآثر الذكريات الأليمة / المُفرحة المُعشعشة في العقل الباطن ، مصطدمة ومتنافسة مع حاضر اللاإستقرار.
إن ما دعاني للبدء بهذه التقدمة المقتضبة المشوبة برؤيا قد تكون مدعاة غرابة للقارئ ، هو قراءتي لما فاضت به وهاجت قريحة الزميل الفنان السينمائي والشاعر بولص آدم في ديوانه الشعري الحديث الموسوم " ضراوة الحياة اللامتوقعة " بإحتوائه 32 صورة مؤطرة بإسلوب نثري على شاكلة القصة القصيرة والدراما ، وشعري على شاكلة قصيدة النثر محصورة جميعها في 116 صفحة من الحجم المتوسط ، صادرة عام 2010 عن دار ابداعات الحضارة للنشر في القاهرة.

سبق ونوهت بأن بولص آدم يعيش الماضي ليولد منه ما يتراءى للحاضر، بغية أن يرتقي بما ينبغي تفعيله بمبررات بدائلية إيجابية المنفذ ، مدعماً أفكاره وتأملاته وتصوراته بزخرفة اللوحة التشكيلية وما تعنيه من إعتبارات رمزية واضحة المعالم ، والتي انتقاها من مخيلة من زامل تجاربه ،  وشاطره المعاناة شقيقه لوثر ايشو آدم ، لتجسد ما يصبو اليه ، برفاهية روحه الإستطلاعية على أنغام  العود الذي تترنم أصداؤه بإجتذاب الوحش المتربص كرمز مخيف خلف العازف المتمثل بالشاعر وهو يجسد انفعالاته الداخلية المتمثلة بتطلعات الإنسان الواعي لما يختمر في حسبانه.
يبدو لنا ومنذ الوهلة الأولى بأن الأرضية التي بنى عليها بولص آدم اهتماماته السينمسرحية بذرت في ذاته بذور تفتح ذهني لمعجم شعري يتمثل بمفردات الصيغ الفنية المستمدة من نصوص المسرح المتعارف عليه حين يُطعم تعابيره بها ومنها على سبيل المثال: ماكبث ، ميلر ، الملك لير ، شايلوك ، تاجر البندقية ، الموت السينمائي ، الصور الفوتوغرافية ، السينما التجارية ، السليلويد ، السيناريو وغيرها... متدرجاً بخلق أبطال للعديد من موضوعاته ، منتقياً أياها من سجلات الموروث القومي بتسميات متفاوتة تيمناً بإنتمائه الذي جرفه الدهر ليكون ضحية عالم الهجرة ، وفي بقعة أرض لم يحلم بها ، معتبراً أصحاب تلك التسميات نموذجاً للحياة المُثلى ، وكأصالة يُقتدى بها على ما تعانيه وتتحمله من صدمات وانتكاسات وأزمات ، بإشارته لها في العديد من نصوصه القصصية القصيرة والإقصوصية أو القصيرة جداً والشعرية ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر ، أنويا ، دليلا ، بهرا ، أسخريا ، يونادم، يونيا ، أوراهم، مندو ، أندراوس اوشانا ، رمو ، هرمز ، يوحنا وغيرها...

حين نتصفح مجموعة الضراوة ، ومباشرتنا بالرحيل مع صفحاته الأولى ، يفاجئنا بولص بتتويجه في الصفحة الخامسة منه عنوان " جرد الأزمنة في نصوص واقعيتي الوحشية " كمدخل لما يتراءى له من مخاضات لا طائل تحتها ، بتدويره لعبارة " كل ورقة للنور يقشرها الظلام ، تعيش ممزقة " وتكراره لها شبيهة بوضع حالة الطلق ، ليعيد الكرة ذاتها بتكرار جملة " جيئة وذهاباً على سطح الدار " ، " جيئة وذهاباً على انقسامي بين علم الحياة ". ناهيك عن أزمة أزمنته في " ألعب مع أزمنتي لعبة جر الحبل " و" أقلب الصور المنهكة في ألبوم أزمنتي " ، ليغادر بالتالي بريشة كرامته من أجل حياة جديدة يتوقع فيها مأساة بلا تبرير، كما يشير في نهاية قصيدته النثرية ، ليستقبل حلقة جديدة  بالصفحة التالية كحلقة ربط معنونة بحرف لاتيني " تاوبن ماركت " ، حائراً من وجوده ، محاكياً نفسه ، ليرتضي عن قناعة بما تعلمه في تلك المدينة الغرائبية من فيلسوف فيها بمقولة " تقبل الحياة كما هي .. تماماً كما هي!". فينهي نصه بقرار مقنع حيث يقول: " اكتفيت بذاك القدر من محاكاة نفسي ".

ومن قناعته بتلك المحاكاة يطل علينا مباشرة بمخاطبة القارئ بعنوان " سيدتي القارئة ، سيدي القارئ " معلناً له عن تجاربه الحيانية المأساوية التي " تغلبت عليها الوقائع المحزنة على الوقائع السارة عدداً " ليخاطب نفسه: " لتكن الحياة جديراً بها يا بولس آدم؟ عليك أن تكون فيها منتجاً! ". بهذا التصميم الذي يجعله مثالاً إيجابياً لحياته ، يعكسه للقارئ قائلاً : " غير أنني ألجأ إلى الإبداع طوال حياتي لأكون حاضراً ، فأهلاً وسهلاً بكم قراء لهذا الكتاب... معكم شاهداً ".

كان الأولى بالكاتب بولص أن يدع موضوعه الموجه للقراء أن يتصدر كتابه كمدخل لما يرمي اليه ، طالما يتحدث لهم عن فلسفته فيما توصل اليه خلال مسيرته الحياتية. أما إن كان له رأياً آخر مستلهم من نظرته الإخراجية ، فهذه مسألة لها أبعادها الخاصة محصورة بفنتازية رؤياه من منطلق نسق فنه التعبيري.
من خلال قراءة استطلاعية عامة لنصوص الكتاب المنتقاة من زخم كتاباته ومتابعة نشره لها في العديد من الصحف والمجلات الورقية والمواقع الألكترونية ، تدعنا نركز على ميكانيزمات السرد المباغت من عبارة لأخرى أو فقرة لأخرى ، بتطويعه التكثيف اللغوي بتكوينات غريبة المرمى ، وضبابية يزيد من كثافتها ، بغية تخفيف حدة التوتر وكأنها انبثقت بطريقة لاشعورية مباشرة ، ربما غير آبه لها ولما تثيره من قلق لدى القارئ ، مترنحاً ومتألقاً بجناحين رسم عليهما صفتي الألم والحزن بدلالة سجل مفردات التأزم النفسي الذي يعاشره ويخيم عليه من ماض قاس بحيث لا تخلو نصوصه منها بشكل عام ، وبتأكيد انفعالي متواصل تشهد عليها الصفات التي تخلق التأزم ويتجلى إتسامها بالواقعية ، ومن نماذجها : العذاب ، الإغتراب ، الظلام ، الكراهية ، النار ، الألم، الحزن ، القبر، التابوت ، الكابوس ،  الغضب ، السفاح ، الدامي ، سميل ، الغرق ، السجناء ، السجن ، العنف ، إرهاب، إعدام ، التهديد ، الأحلام ....
تساؤلنا هنا ، أليست هذه الرموز المعجمية مدعاة إبداع لإنسان كالزميل بولص آدم الذي عاش ظروف  حياة مأساوية ـ قد تكون قاسية ـ  جسدها قبل ذلك على أرض الواقع بأعمال فعلية؟
هذا ما يؤكده الكاتب نفسه ـ دون توقعه بما يخبئ له المستقبل المجهول ـ بما قام به وأقدم عليه بأعماله السينمائية  ، وكما تم ذكره والإشارة اليه في خاتمة الكتاب كتعريف لسيرته  " وبولص أدم هو أول سينمائي في الشرق بمعالجته على إغراق صالات العرض بأفلام العنف خلال فترة الحرب....".

وعلى ذكر كلمة الحرب نرى الكاتب يزرع هذه الكلمة بما لا يحصى في كتابه ، بدليل هيمنة العبارات المأساوية الآنفة الذكر ، المتولدة عن مشاعر الحزن والألم ، ذات الصلة المباشرة بما يترتب عن الحرب من مآس وعبث وانتهاكات ، وكأنها تلازمه طيلة مسيرة حياته ، ويعيش على آثارها ومخلفاتها ومآسيها ونتائجها المحزنة والكارثية ، وبما تمليه الحرب من نتائج لا يحمد عقباها ، بتناوله معداتها وآلياتها المتجسدة في العديد من استعمالاته المعبرة عن الرصاص ، المدافع ، الطائرات ، الدبابات ، الفناء ، الموت، القنابل ، المسلح ، الإطلاقات ، الديناميت ، الأسلحة وغيرها.

هذا ما دعاه أن لا تخلو نصوصه من مفردة " الحرب " بالذات ، حيث أتى على ذكرها وتشبث بها كرمز اسطوري في أغلب ما احتواه نتاجه الفكري بإحساس عميق في مؤلفه المذكور ، بحيث أشار اليها في نص " ضراوة الحياة اللامتوقعة " بتكرار ٍ بلغ خمس عشرة مرة في جمل مترابطة ومتفاوتة ، ناهيك عن اعادتها في مواضع مختلفة وبما لا يقل عن عشرة نصوص قصصية وشعرية. 
إن هذا الإسلوب السردي عادة ما يدع القارئ يسرح في أفق التأمل لحل العقدة التي تتراءى له وكأنها جملة خيوط متشابكة ، لا يجد نتائجها إلا في القفلة التي تسوقه لإحتمالات متفاوتة منها التأمل ، التساؤل, أو إيجاد تفسير لفكرة جديدة ، لا يزيح سر كثافتها وغموضها ومرماها إلا الذي خاض ذات التجربة وتعمق في إكتناه المجهول.
هذا ما لاحظناه واستنتجناه في العديد من طروحاته وبشكل خاص في اسلوبه الحداثوي في مجال الشعر والقصة القصيرة جداً ، وكما يتبين ذلك في " لحم العنزة " ، " القرش الصغير" ، " الرئيس والحذاء " و " تفجير" رغم  خلوها من عناصر السرد المفصل والوصف المتكرر والعنونة المباشرة.

ليس لي في خاتمة تطوافي بين أروقة الجدران المشيدة بألوان من رخام الكلمات والعبارات التي تدعك تتأملها بعمق وروية ، سوى القول: لا يتحسس بألم المتألم إلا الذي زامل الألم. متمنياً لزميل القلم ورافع راية الحرف مزيداً من الإبداعات الفكرية طالما يعيش بعيداً من عيون الأوابد النافرة من الإنس، ومتحرراً من شرار نيرانها التي جعلته يتذكر وجودها على عنونة كتابه بـ "ضراوة الحياة اللامتوقعة " وبرمز الآبدة في سماء لوحة الغلاف بتربض وتربص مخيف ، على أمل أن يشتد ولعه بأسارير الحياة المتوقعة ، وبردم خلجات وهواجس ملابسلات اللاتوقع ، ليضفي ويسبغ نعمة الإنشراح والرفاه في النفوس. مع أجمل تحياتي وتوقعاتي.
 


 

483
الإفتعال والإصرار في قصائد أوراهم لازار


 
بقلم : ميخائيل ممو
مرة ثانية يمتطي الشاعر اوراهم لازار صهوة حصانه ليصارع الزمن ملوحاً برسالة شعرية جديدة يتوجها بعنوان " لو كنت " شاهراً أياها بوجه التاريخ الحديث الملئ بالأعاصير المتصاعدة بأغبرتها  التي تعمي رؤى بني البشرية وترديهم للمناشدة بإسم الإنسانية لإزاحة قيود الظلم وتبديد الغبن وإذابة مفردات الإستغلال من صفحات قواميس الإضطهاد القسري الذي يتشبث به من مزجوا بضمائرهم ألسنة النار والقتل والدمار بإغراء مشوب بعفن الفكر الإضمحلالي بلهزهم بين من ينظروا للعلى ببراءة التصور وعزيمة التقوى من أجل حياة كريمة مُثلى .
جاء تجسيد هذا الفكر التصوري من خلال قرص مضغوط بنسجه لخيوط شفافة ودقيقة من سحر المفردات والعبارات ليخاطب بها الشاعر أوراهم لازار الروح التي زهقت ، والجسد الذي ذوى والنفس التي إطمأنت بإسم الشهادة على مذبح الحرية والعقيدة والنضال. هكذا يخاطب الجمع الذي تصدر قافلة التضحية من بني جلدته من الآشوريين ، ذلك الجمع الذي جابه معاناة الذل والهوان بعزم الصمت وحكمة التسامح لتضاعف بصيرته عله يسعف بهما وجوده ، وليكشف بالتالي أن تطلعاته تسير دون هوادة ، لا يجديها اللين والرفق ، ولا حتى تصدي الهم والغم ، ليصرخ معلناً ومخاطباً ذاته دعني أن أكون لإثبت كينونتي بشهادتي رغم مخالب الغدر القاتل ، طالما أضحى الإصرار سلاح العصر لمن يفقه فحوى الحياة.
ومن خلال قرار الإصرار ينطلق متسائلاً : ما الذي يسعفني وبإمكاني جعله حيز التنفيذ لمداواة قروح أمتي؟ وما هو البلسم الشافي؟ وبإجابة مقتضبة يشير قائلاً : الحقيقة المرة يتم تقويتها بالصبر والتآخي بين أبناء الأمة الواحدة ، ناشراً بين ثنايا أبياته الشعرية في قصائده الهادفة صفات التأمل وإشعاءات من النور على مستقبل الوضع القائم ، بإعتماده ما يؤتمل من مؤسساتنا القومية المتمثلة بالسياسية والإجتماعية والدينية والثقافية والأدبية والفنية ، سواءً في ربوع الوطن الأم أو بلاد الغربة القاسية.
لكي تقترب وتلمس وتعيش الواقع الذي طرحه شاعرنا ، فما عليك إلا أن تقتني القرص المضغوط الذي تضمن تسع قصائد باللغة الآشورية أو الآثورية الحديثة والمعاصرة التي يرادفها تسمية السريانية وفق مفاهيم الكلمات الدخيلة أو التي تفرضها مفاهيم الترجمة بحكم علم الصوت التي تطرأ على الإستعاضة من عملية نطق بعض الألفاظ. إضافة لذلك زاوج نصوص قصائده بأنغام موسيقية ملائمة ليشنف الأسماع براحة نفسية يطغي عليها الإنسجام في طروحاته المقصودة ، وبإسلوب يُـيَـسّـر إدراك وإستيعاب تلك المفاهيم من خلال نصوص الكراس الورقي الملحق بمصاحبة  تفاسير المفردات الصعبة أو الغريبة على من لا يستوعب اللغة الفصحى.
لا يسعنا في نهاية كلمتنا إلا أن نشيد بما أقدم عليه الشاعر أوراهم في نتاجه الحديث ، كونه أضاف لبنة جديدة لصرح الأدب الآشوري الذي يشكو من شحة النتاجات الأدبية وبأية لهجة من لهجاتنا المتعارف عليها بين أبناء شعبنا بكافة انتماءاته المذهبية وتسمياته المختلفة وتصوراته المتفاوتة.
وبما أن كافة النتاجات الصادرة بلغتنا تؤطرها محدودية النشر والتوزيع ليقتصر توزيعها على بعض المكتبات والمحلات والمؤسسات المحددة والمتواجدة في المناطق التي يتواجد فيها أبناء شعبنا ، حيث عادة ما يكون العدد المطبوع والمنشور محدوداً أيضاً ، ولكي تضمن أي نتاج فما عليك إلا أن تتصل مباشرة بالمقرات المشار اليها أو على عنوان المؤلف نفسه. ومن أجل إقتناء نسختك من القرص الشعري المذكور نشير فيما يلي عنوان البريد الألكتروني للشاعر أوراهم لازار التالي :
orahimlazar@hotmail.com

 




بغية الإستماع لنماذج من القصائد اضغط على الملف التالي
 
http://www.ankawa.com/upload/634/SKRIVBAHIM.MP3

484
البروفيسور ميخائيل سهدو في ذمة الخلود
بقلم : ميخائيل ممو / السويد

Mammoo20@hotmail.com







كاتب السطور ميخائيل ممو مع البروفيسور ميخائيل سهدو في المؤتمر الآشوري العالمي الثاني المنعقد في موسكو بتاريخ 23 حزيران 2003

 
 
1934 ـ 2010

في الثلاثين من آب 2010 اختطفت يد المنون ناشط من نشطاء الحقل الأدبي الآشوري في روسيا المعروف بإسم البروفيسور ميخائيل يوخانوفيج سهدو ، وذلك في سان بطرسبورغ ـ مدينة لينينغراد ـ بعد صراع طويل مع المرض الغير قابل للشفاء الذي ألمّ به في سنواته الأخيرة، وليضاف اسمه الى جانب قائمة قافلة الأدباء المعاصرين الذين رافقهم وعاشرهم من أمثال الأخوين الأديبين رابي مارونا وكيوركيس أرسانس والدكتور ماتييف والصحفي ايليا برطانوف والكاتب عبدالوف وغيرهم ممن ضحوا بحياتهم من أجل إعلاء شأن الأدب الآشوري والوجود القومي في روسيا من خلال قصائدهم ومقالاتهم القيمة ومؤلفاتهم المنشورة والمخطوطة ومواقفهم القومية الجريئة على نهج السياسي والأديب الطبيب الراحل فريدون آتورايا.
ولد ميخائيل سهدو في التاسع من حزيران عام 1934 في ليننغراد من أبوين آشوريين كانا قد نزحا من أرض الأجداد حكاري في تركيا إبان الحرب الكونية من عام 1916 من جراء القمع والإضطهاد والتشريد الذي لحق بالآشوريين في عهد السلطنة العثمانية ، وكانت الأسرة مكونة من ثلاثة أولاد وبنت. ولقد تم قتل جده القس اسحق سهدو عام 1938 الذي خدم في كنيسة بافلوفسك ، وتم زج والده في السجن في ذات السنة وللمرة الثانية عام 1948.
ونتيجة للظروف القاسية آنذاك إضطرت العائلة للنزوح من ليننغراد في نيسان 1942 إلى قرية كراسنادار في اورميا ، وفي عام 1944 التحق ميخائيل هناك بالمدرسة الإبتدائية وقضى فيها سنتين ، وبعدها بعامين عادت العائلة الى ليننغراد ثانية ، ليواصل هو دراسته فيها حاصلاً على الشهادة الثانوية عام 1954 ، ومن ثم التحاقه لإداء الخدمة العسكرية منذ عام 1954 لغاية 1957 ، وليلتحق في نفس العام بجامعة ليننغراد بقسم الساميات ليتخصص باللغة الآرامية والعبرية والآشورية الحديثة ، مضيفاً  اليها العربية والألمانية تمهيداً لأطروحته عن " اللهجات الآشورية الحديثة في إتحاد الجمهوريات الإشتراكية السوفياتية ومنها لهجة البق وكاور وبروار".
عام 1962 اقترن بالآشورية زينا لتكون حصيلة ذريتهما كيوركيس عام 1963  وسركون عام 1965. ونظراً لمواقفه الجريئة وتطلعاته المستقبلية في الاتحاد السوفياتي مع بعض الرفاق الجامعيين المناهضين للشيوعية ألقي القبض عليه من قبل الكي بي جي  وأدين بإتهامات مخالفة للقانون ليودع السجن لمدة 13 عاماً قضاها منفياً في منطقة نائية ، ليطلق سراحه فيما بعد بتاريخ 15 آب 1977. كما وإن طموحه ودراسته أهلته بعد عودته ليتسنم كرسي الأستاذية في أكاديمية سان بطرسبورغ اللاهوتية الارثوذكسية بتدريس اللغة العبرية والآرامية منذ عام 1980 لغاية 2001 ، وعلى أثرها ولمناسبة الذكرى 275 لتأسيس البطريركية والذكرى الخمسين لإحياء المدارس اللاهوتية في سانت بطرسبورغ منح جائزة تقديرية عام 1996 لجهوده في الأكاديمية.
وفي الحقل القومي والثقافي الآشوري في الإتحاد السوفياتي كحركة معاصرة ، كان البادئ في هذا المجال بإعتباره في مقدمة من نادى بتأسيس المدارس الآشورية الخاصة للتعليم في ليننغراد 1979 ـ 1985 ، إضافة لتنظيم المهرجانات الآشورية ودعواته لتشكيل الإتحاد الشامل للمسيرة الثقافية والإجتماعية. كل هذه الطموحات دفعته لأن يتولى عدة مسؤوليات والتي منها توليه رئاسة جمعية " آثور" عام 1995 ، وعضوية لجنة التنسيق الآشورية منذ عام 1991 لغاية 1995. وإلى جانب ذلك اهتمامه البالغ بترجمة القصائد والأغاني الروسية الى اللغة الآشورية المعاصرة بدلالة كلمات اغنيته الشهيرة " الربيع ". كما وأنه لم يتوانى قط في جمع المعلومات عن مصيرالآشوريين في روسيا ، فكانت حصيلة هذا العمل الجاد نشره لكتاب بعنوان " السيرة الذاتية للآشوريين في روسيا " طبع عام 1990 وأعيد نشره عام 2006. إضافة لمساهمته الفعالة في إقامة نصب تذكاري في مقبرة بطرسبورغ لضحايا الآشوريين من جراء القمع الستاليني.
عرفت هذا الإنسان عن كثب من خلال عدة لقاءات لي وأياه سواءً في موسكو أو أثناء زياراته للسويد في عدة مناسبات كان آخرها انعقاد المؤتمر الآشوري العالمي الثاني لبحث القضايا القومية والثقافية واللغوية المنعقد في موسكو بتاريخ 23 حزيران 2003 ، حيث تولى مسؤولية تقديمي في المؤتمر وليكون المتداخل الرئيسي عن مضمون محاضرتي الموسومة " أهمية اللغة الآشورية وصعوبات التعليم " وليزيدني فخراً بمجالسته ومداخلاته المستمدة من خبراته الواسعة الآفاق في المجال اللغوي.
بقي لنا أن نقول في نهاية حديثنا لهذه المناسبة الأليمة والمحزنة ، كيف بنا أن نرتقي بوجودنا القومي إن لم نحتفي ونبجل من يضحوا بحياتهم من أجل هويتهم القومية ومشاعرهم الإنسانية وخدمة مجتمعهم في كافة المجالات التي يدونها التاريخ ويؤطرها بالمواقف الإيجابية، ومثلما استعرضناه عن سيرة حياة المرحوم ميخائيل سهدو ، وهناك المئات بل الآلاف من أمثاله طويت اسماؤهم في السجلات المنسية للتاريخ دون أن نعر أهمية لأتعابهم وخدماتهم ومواقفهم.
إذن دعونا نمتثل لما يقال: امنحني وردة بسيطة في حياتي بدلاً من الآكاليل التي ترمى هباءً على قبري. وهذه هي الحقيقة ، لنمنح الشهيد الحي قوة العمل ونثمن أعماله طالما لا يزال على قيد الحياة ، ليستمد تطلعاته بشكل أفضل فيما يهدف له في مسار حياته لخدمة الجميع من بني الإنسانية. 
وفي خاتمة المطاف لا يسعنا إلا أن نخاطب روحك الطاهرة بقولنا: نم قرير العين في مثواك الأبدي لترعاك ملائكة الرحمة على تلك مآثرك الحميدة التي ورثتها لنا لتكون دوماً مدعاة فخر بما خلفته لنا. آملين من العلي القدير أن يسكنك فسيح جناته إلى جانب شهداء امتنا مستقبلاً أياك الشهيد فريدون اتورايا ، وأن يلهم الله أهلك وذويك الصبر والسلوان.

 

 

485
نتاجات بالسريانية / رد: يا سميل
« في: 01:16 14/08/2010  »
الإخوة من محبي الحرف المقدس
السادة كاتاوا (الكاتب) وعوديشو سادا وريمون كانون
اشكر مشاعركم النبيلة واحاسيسكم المرهفة على ما دونتموه من إعجاب وتقدير واحترام لمضمون ما قرأتم أولاً ولشخصنا ثانياً.
هذه دلالة على وعيكم وجرأتكم وإيمانكم بكل ما يجسد الصدق ويشكف اسرار الحقيقة سواءً بالماضي التليد أو الحاضر العتيد.
ܬܘܕܝ ܣܓܝ ܠܟܠ ܡܢܕܝ ܕܣܪܛܠܘܟܘܢ ̤̤̤ ܒܣܒܼܪܐ ܝܘܢ ܕܗܘܝܼܬܘܢ ܒܢܘܢܐ ܛܢܢܐ ܘܡܗܘܡܢܐ ܐܡܝܼܢܐܝܼܬ̤
ܡܝܟܐܝܠ ܡܡܘ
ميخائيل ممو

486
الشهادة وعي وشجاعة وإيمان
بقلم : ميخائيل ممو

نعم... الشهادة وعي وشجاعة وإيمان ، وعي لمجريات الأمور ، وشجاعة تجتاز الشرور وبالتالي إيمان لا ينتابه الفتور.
من هذه المنطلقات يقحم الأنسان نفسه لنيل قدسية الشهادة على مذبح العقيدة التي يلتزم بمبادئها ليسقي بدمه بذور استمرارية التطلعات المستقبلية لوجود من ينضوي تحت لوائهم لإثبات بقائهم وديمومتهم بغية الحفاظ على صفات عفة وطهارة الإنتماء الشرعي ، ولأي شعب من شعوب العالم سواءً في ساحات الوغى ، أو من جراء مظالم الإنتماء السياسي والقومي أو بشكل آخر من ضغوط وتضييقات الإرتداد الديني والإثني.

بناءً لمثل هذه التطلعات ، إرتأت العديد من الشعوب التي عانت الويلات من ظروف الحروب والظلم والإستبداد على صهر وإذابة هويتهم القومية والوطنية ، على إتخاذ رمز ٍ مُعبر عن قدسية الشهيد ، إنطلاقاً من واقع مأثرة مأساوية في تاريخ ذلك الشعب بغية التخليد والإحتفاء بذكرى الذين ضحوا بدمائهم الزكية على مذبح نيل الحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية، وأكبر دليل على ذلك تلك الأنصاب التاريحية التي تتوجها عبارة " الجندي المجهول" في أبرز ساحات العالم.

وبما أن الشعب الآشوري بكافة انتماءاته المذهبية ، ومن يتمثل بروح عناصر الإنتماء القومي ويحمل بذورها يكون مشمولاً في دائرة البوتقة التي نعنيها ، ومن يشعر ذلك الشعور هم أبناء الطليعة الواعية التي تتمخض عن رؤاهم مفاهيم الإنتماء الصادق ، ليكونوا جسراً يرتاده من تغافل عن مسار العبور الصحيح للوصول الى الطريق القويم.

إن تلك الطليعة الواعية المتمثلة بشخصيات الإتحاد الآشوري العالمي وتحديداً في بداية السبعينيات من الألفية الثانية ، حتمت عليهم مشاعرهم القومية في مؤتمرهم بطهران على رسم صورة تمجيد ذكرى الشهيد الآشوري في إطار تزخرف محتواه ضحايا مجزرة قرية سميل الأليمة الجريحة والتي لا زالت دماء ضحاياها تسقي وتحيي جذور ما ينبت على أرضها معلنة ومخاطبة الأجيال اللاحقة من بني آشور بأن الدم المراق هو ماء الحياة لبقائنا واستمرارية وجودكم ووجودنا.

حين رسمت الطليعة الواعية تاريخ اليوم السابع من آب كرمز مقدس للإحتفاء بذكرى الشهداء الآشوريين لم يكن الأمر إعتباطاً ، ولم يكن من أهواء عاطفية ، ولا تناسياً أوتغافلاً عما عاشه ولحق بأبناء المجتمع الآشوري من اضطهادات وتجاوزات ومذابح على أراضي سكناهم الأصلية على مدى آلاف السنين ، والتي تُعد أضخم وأوسع وأمرّ وأقسى مما هو عليه في أرض الأبرياء من مذبحة سميل قياساً بإحصائيات الضحايا والخسائر والتهجير القسري المؤدي لإلتحاف سماء البراري والأراضي القاحلة المبتلية بالأوبئة القاتلة ، وغير ذلك من المسببات التي قوّظت صفوفهم.
كما وإن تلك الطليعة لم يكن مرماها أن تتناسى الملايين من شهداء الإيمان الديني ، وشهداء العفة والطهارة وشهداء عقيدة الإنتماء القومي للدفاع عن حقوقهم من أجل الحياة الحرة الكريمة قياساً بآلاف الضحايا في القرية الوادعة التي لا زال جرحها يتقطر دماً زكياً كشهادة للتاريخ وللأجيال المُقبلة.

إن الوازع الذي حدا بالطليعة لإقرار السابع من آب كان تيمناً وتبجيلاً وتباهياً بتلك الأرواح البريئة التي لاقت ما لاقته من مظالم وحشية يُندى لها الجبين في سلسلة مجريات العصر الحديث ، وكما وصفتها وسائل الإعلام العالمية آنذاك وحفظتها رفوف الخزائن كشاهد للتاريخ للصالحين ممن يعيدوا كتابة وقائع وأحداث الشعوب المظلومة.  إضافة لكونها آخر المذابح الجماعية في تاريخ ومسيرة الشعب الآشوري في مناطق سكناهم الأصلية وعلى أراضيهم الشرعية ، وإلى جانب ذلك كشف أعراض أمراض لؤم المستعمر الغابر الذي أنكر وعوده التي قطعها للشعب الآشوري بحمايتهم وتحقيق أهدافهم ، وبدلاً من أن يلتزم وعود العون سار على مسار بطش الروماني  نيرون وغيره ممن سَوّدوا صفحات طروس التاريخ.

إن هذه المناسبة التي أضيفت إلى سجل العديد من مناسباتنا القومية والدينية ليتم استذكارها والإحتفاء بها سنوياً أينما تواجد أبناء الشعب الآشوري ، انتشر صدى دويها حتى بين شرائح المجتمع العراقي وشعوب العديد من الدول بشكل رسمي بدلالة الحضور والمشاركة المباشرة، وأكبر دليل على ذلك مساهمة شخصيات برلمانية من الحكومة الإسترالية بعد مرور سبعة وسبعين عاماً بإلقاء كلماتهم في اليوم الذي ازيح الستار عن النصب التذكاري للشهداء الآشوريين في إحدى ساحات سدني من هذه السنة لتنتعش أرواح الشهداء وتبارك خطواتنا وتقوينا على المضي قُدماً في تحقيق ما نصبوا اليه ، وكذلك ما أقدم عليه البرلمان السويدي مؤخراً للإعتراف بمذابح الآشوريين والأرمن واليونانيين عام 1914 ـ 1918.
وعلينا أن لا ننسى بأن وسائل الإعلام بما فيها السمعية والمرئية والمقروءة تغطي أحداث هذه المناسبة بما يجري في مقرات الجمعيات الآشورية وفي كافة أنحاء تواجدها منفردة أو مجتمعة ومتمثلة بالإحزاب والمؤسسات الثقافية والإجتماعية والدينية. وعلى ذكر الدينية باتت الكنائس أيضاً ومن خلال الهياكل الكنسية للآباء الروحانيين يستذكرون مفاهيم الشهادة والإستشهاد وعلى وجه الخصوص في الكنائس المشرقية التي لاقت الويلات طيلة تواجدها في المواطن الأصلية منذ اعتناق المسيحية ، ولا زالت حتى يومنا هذا بما يتراءى للعالم أجمع في بلاد النهرين ومن خلال الفضائيات الإقليمية والعالمية.

بقي أن نعلم في خاتمة كلمتنا هذه بأن مجد الشعوب وحضاراتهم لا تُبنى وتُرتقى إلا بدماء الشهداء كونهم يتحلون بالوعي والشجاعة والإيمان ، وتضحيتهم من أجل الأجيال الآتية من بعدهم للحفاظ على هويتهم وانتمائهم القومي.
من خلال مقالتي هذه لا بد لي أن أشير للإحتفاء الذي أقامه نادي بابيلون الآشوري بمدينة يونشوبينغ في السويد الذي نظمه في السابع من آب في مقره الدائم بمشاركة أكثر من عشر ة خطباء ألقوا كلمات وقصائد جسدت الأحداث الأليمة والمعاناة والمظالم ومفاهيم الشهادة وما يستوجب اتباعه والعمل من أجله لتحقيق الوحدة والتآخي ونيل الحقوق القومية على ضوء المواثيق والإتفاقات الدولية المنبثقة عن هيئة الأمم ولجان حقوق الإنسان.
افتتح التأبين كاتب السطور بكلمة استعرض فيها أبشع المظالم التي عانى منها أبناء الشعب الآشوري منذ سقوط الإمبراطورية الآشورية لحد يومنا هذا، ليتبعه القس وردا أوراهم من مدينة يوتوبري وبمشاركة الشمامسة ادمون أوراهم وجبرائيل مركو ووليم ميشائيل إضافة لإسحاق ايليا عن الحركة الديمقراطية الآشورية ومن ثم شومير من مدينة لينشوبينغ وخوشابا يونان وايلشوا يونادم  وآشور اوديشو وبسام بطرس وشموئيل ياقو، حيث دام الإحتفاء لأكثر من ثلاث ساعات مختتماً أياها كاتب السطور للمرة الثانية بقصيدة حوار بين الشهيد والأمة والتاريخ ، وبدلالة صور جمهور الحاضرين المرفقة.
    
  
 


  
  
            

487
نتاجات بالسريانية / يا سميل
« في: 23:01 05/08/2010  »

488
دعوة للمشاركة في المسيرة الإحتجاجية ضد التفجيرات الأخيرة التي استهدفت
الطلبة المسيحيين في جامعة الموصل / العراق


دعوة استنكار لحملات  التطهير العرقي والإبادة الجماعية للمسيحيين في العراق


ان تردي الأوضاع في وطننا العراق بعد التاسع من نيسان 2003 بإنتشارالعصابات والميليشيات الإرهابية بدأ أبناء الشعب العراقي قاطبة بكافة انتماءاته القومية يعيش حالة الذعر والتهديد والإختطاف والقتل بسبب الهوية والمعتقد وخاصة المسيحيين بكافة انتماءاتهم المذهبية ، وذلك بإجبارهم على إنكار دينهم أو دفعهم للفدية وبالتالي تهجيرهم من بيوتهم  إبتداءاً بتفجير الكنائس واختطاف رجال الدين ليتجاوز الأمر مناطق سكنى المسيحيين بأبشع الطرق والأساليب اللاإنسانية التي لا تبيحها الشرائع الدينية قاطبة.
إن حملات الإرهاب البشعة طالت الأطفال الأبرياء والشيوخ الطاعنين في السن من الرجال والنساء والشبيبة التي هي عماد الوطن.
كل هذه الأساليب ليعيش بلد الرافدين أحلك أيام في تاريخه الطويل على مدى سبعة آلاف سنة ، بغية اخلائه من أبنائه الأصليين من الآشوريين والكلدان والسريان وتهجيرهم قسراً ، حيث نرى اليوم أكثر من نصف مليون طرق ويطرق أبواب دول أخرى حفاظاً على أرواحهم ، وأكبر دليل على ذلك موجات الهجرة المتتالية إلى الدول الأوربية والسويد بشكل خاص.
من خلال دعوتنا هذه نطالب الرأي العام العالمي بكافة منظماته الديمقراطية والعادلة ومنها منظمة الدفاع عن حقوق الإنسان وهيئة الإمم المتحدة ومجلس الدول العربية والحكومات للتدخل على وضع حدّ ٍ لتجاوزات سكب دماء الأبرياء بإيقاف حملات التطهير العرقي والإبادة الجماعية. كما ونطالب الحكومة السويدية أن تنظر بعين العطف والرحمة لآلاف العراقيين والمسيحيين المتواجدين في السويد والمهددين برفض بقائهم في بلد الحرية والديمقراطية لكي لا يكون مصيرهم مصير الجريمة الشعناء التي استهدفت بناة العلم والمعرفة من أبناء بغديدا  طلبة جامعة الموصل بمدينة نينوى الخالدة خلود الدهربأصالتها الحضارية التاريخية.
لذا نهيب بالمناصرين لأبناء شعبنا بكافة شرائحه المناهضة لإعمال العنف والإضطهاد والحملات الإرهابية  المشاركة في المسيرة الإحتجاجية التي تنظم بمدينة يونشوبيغ في السويد ، وذلك في تمام الساعة الحادية عشر من يوم السبت المصادف 15 /5/2010 حيت يتم التجمع في كنيسة مريم العذراء  بمركز المدينة مقابل كنيسة صوفيا ثم التوجه نحو رود هوسيت لتسليم مذكرة الإحتجاج. آملين حضوركم في الزمان والمكان المشار اليهما ، مع شكرنا لكم سلفاً لتعضيدكم وتجسيد مشاعركم الوطنية والإنسانية.
شرائح المجتمع العراقي بمدينة يونشوبيغ / السويد



489
دعوة للمشاركة في المسيرة الإحتجاجية ضد التفجيرات الأخيرة التي استهدفت
الطلبة المسيحيين في جامعة الموصل / العراق
 
دعوة استنكار لحملات  التطهير العرقي والإبادة الجماعية للمسيحيين في العراق
 

ان تردي الأوضاع في وطننا العراق بعد التاسع من نيسان 2003 بإنتشارالعصابات والميليشيات الإرهابية بدأ أبناء الشعب العراقي قاطبة بكافة انتماءاته القومية يعيش حالة الذعر والتهديد والإختطاف والقتل بسبب الهوية والمعتقد وخاصة المسيحيين بكافة انتماءاتهم المذهبية ، وذلك بإجبارهم على إنكار دينهم أو دفعهم للفدية وبالتالي تهجيرهم من بيوتهم  إبتداءاً بتفجير الكنائس واختطاف رجال الدين ليتجاوز الأمر مناطق سكنى المسيحيين بأبشع الطرق والأساليب اللاإنسانية التي لا تبيحها الشرائع الدينية قاطبة.
إن حملات الإرهاب البشعة طالت الأطفال الأبرياء والشيوخ الطاعنين في السن من الرجال والنساء والشبيبة التي هي عماد الوطن.
كل هذه الأساليب ليعيش بلد الرافدين أحلك أيام في تاريخه الطويل على مدى سبعة آلاف سنة ، بغية اخلائه من أبنائه الأصليين من الآشوريين والكلدان والسريان وتهجيرهم قسراً ، حيث نرى اليوم أكثر من نصف مليون طرق ويطرق أبواب دول أخرى حفاظاً على أرواحهم ، وأكبر دليل على ذلك موجات الهجرة المتتالية إلى الدول الأوربية والسويد بشكل خاص.
من خلال دعوتنا هذه نطالب الرأي العام العالمي بكافة منظماته الديمقراطية والعادلة ومنها منظمة الدفاع عن حقوق الإنسان وهيئة الإمم المتحدة ومجلس الدول العربية والحكومات للتدخل على وضع حدّ ٍ لتجاوزات سكب دماء الأبرياء بإيقاف حملات التطهير العرقي والإبادة الجماعية. كما ونطالب الحكومة السويدية أن تنظر بعين العطف والرحمة لآلاف العراقيين والمسيحيين المتواجدين في السويد والمهددين برفض بقائهم في بلد الحرية والديمقراطية لكي لا يكون مصيرهم مصير الجريمة الشعناء التي استهدفت بناة العلم والمعرفة من أبناء بغديدا  طلبة جامعة الموصل بمدينة نينوى الخالدة خلود الدهربأصالتها الحضارية التاريخية.
لذا نهيب بالمناصرين لأبناء شعبنا بكافة شرائحه المناهضة لإعمال العنف والإضطهاد والحملات الإرهابية  المشاركة في المسيرة الإحتجاجية التي تنظم بمدينة يونشوبيغ في السويد ، وذلك في تمام الساعة الحادية عشر من يوم السبت المصادف 15 /5/2010 حيت يتم التجمع في كنيسة مريم العذراء  بمركز المدينة مقابل كنيسة صوفيا ثم التوجه نحو رود هوسيت لتسليم مذكرة الإحتجاج. آملين حضوركم في الزمان والمكان المشار اليهما ، مع شكرنا لكم سلفاً لتعضيدكم وتجسيد مشاعركم الوطنية والإنسانية.
شرائح المجتمع العراقي بمدينة يونشوبينغ / السويد

490
زميلة القلم في الحقل الصحافي والإعلامي الأخت مارلين الموقرة

في البدء أقولها وبفخر كم كانت فرحتي يوم دونت لي اسئلتك لإبداء الرأي من خلال خبرتنا وذكرياتنا عن تاريخ صحافتنا الحديثة التي كنا نزاولها ونتعامل معها في السبعينيات من خلال مجلة " المثقف الآثوري " وصفحة " الثقافة الآشورية " وبعض المنشورات من اتحادنا الأدبي في العهد الذي كنا نُطعّم كتاباتنا بالأساليب الرمزية لوجودنا القومي توجساً من أسواط رجال السلطة المهيمنة على دفة الحكم والأمور الإعلامية آنذاك.

والآن أقولها بكل فخر واعتزاز ، نحمد الباري بأن جهودنا لدعمك بغية الإرتقاء الأكاديمي من خلال استفساراتك التي لم نتقاعس منها لم تضع سدىً. واليوم بعد أن حققت ما سعيت اليه ، لا يسعنا إلا أن نثمن جهود وإهتمام من أشرفوا على رسالتك الجامعية لتفهمهم واقع صحافتنا وتثمين وجودها ، ونشد على يديك بما دبجته من معان سامية ومضامين هادفة في بحثك العلمي من حقل الصحافة الآشورية / السريانية لتاريخ صحافتنا ومن خلال البيرق المرفرف  ومرآة الصحافة الآشورية في عصر الحداثة بالرمز المتمثل بأشعة صحيفة الضياء أو النور التي هي نبع امتداد وإحياء لما سبقها من صحف ومجلات يعود عهدها لأكثر من قرن من الزمن.  أملين أن تسخري يراعك لمهنة البحث عن المتاعب التي لا يضاهيها أي عمل أو حرفة أخرى ترتقي بالمرء للتثقيف الذاتي وإثبات الوجود القومي ليعلو الصوت النسائي إلى جانب الساعين قدماً بإيمان صادق وتفان دائم للإرتقاء بمستوى صحافتنا.

ميخائيل ممو / السويد

492
Assyriska Babylonforeningen i Jonkoping
نادي بابيلون الآشوري في يونشوبينغ
Familjefest for medlemmar och deras gaster
Med
den kanda songaren
Lazar Malko
From Chicago
التاريخ: 25 / 12 / 2009
المكان: Kulturhuset i Jonkoping
أسعار التذاكر:
 200 كرون للأعضاء
 250 كرون لغير الأعضاء الذين لم يسددوا اشتراكات العضوية
150 كرون من عمر 12 لحد 17 سنة
50 أقل من 12 سنة
300 كرون أمام مدخل القاعة
الحجز وإقتناء التذاكر الإتصال بـ:
النادي 036160534
نينوس 0700797102
ريجارد 0762082408
Plats: Kulturhuset jonkoping
Biljetter:
200: Medlemmar
250: Icke medlemmar
150: Barn mellan 12 – 17 year
50: under 12 year
Vid entré 300
Ring och boka hos:
Foreningen: 036160534
Ninos: 0700797102
Richard: 0762082408


494
ذكرى رحيل الشاعر سركون بولص

بقلم: ميخائيل ممو / السويد

آه من فواجع الهجرة في ديار الإغتراب ...
فاجعة تلو الفاجعة ، نقاسي وَقعها ، نتأسى بندبها ، نرتعش من هولها ، ونتأوه بذكرها...
بالأمس ودعنا الجواهري بصمت ، والبياتي بلوعة ، والسبتي بحسرة وغيرهم من الخالدين..
وآخر من التحق بهم من جعل لحافه الأبدي سماوات بلدان الغربة ، الشاعر الذي عاش الغربة بغرابة بويهيمية قاتلة ومؤنسة في نظره هو الشاعر سركون بولص.

قبل عامين ، وفي اليوم المصادف 31 تشرين أول ، وارى الثرى جثمان الفقيد الشاعر سركون بولص بمدينة سان فرانسيسكو في أمريكا ، والذي باغتنا برحيله الأبدي الى الأخدار السماوية  وفي ديار الغربة في آخر زيارة له لأوربا أثناء مشاركته في مهرجان الشعر العالمي في روتردام بهولندا ، ومن ثم سفره الى جنوب فرنسا للمشاركة في المهرجان الشعري المُقام في مدينة لوديف، حيث تحسس هناك بمرض مُفاجئ لم يقوَ على  تحمله ، مخاطباً أياه الرحيل إلى برلين  بين أعز رفاقه من حملة القلم الحر وبشكل خاص الشاعر مؤيد الراوي وعقيلته فخرية اللذان يعزهما كثيراً وزميله الشاعر خالد المعالي ، غير مستدرك وواع ٍ بأن المرض سيداهمه بقوة ويدعه في غيبوبة ليرقد بالتالي في مشفى برليني ، وليوافيه الأجل المُحتم يوم 22 نشرين أول عام 2007.

ولمناسبة مرور عامين على رحيل شاعرنا الفذ سركون ينبغي أن نكون صادقين وأوفياء لإحياء ذكراه السنوية طالما ضحى بحياته من أجل الحركة الشعرية في العراق بشكل خاص والأدبية بشكل عام على مستوى العالم العربي والعالمي  كآشوري عراقي أصيل ومتميز بمواقفه الإنسانية التي آمن بها لإعلاء كلمة الحق والعدل في كل بقعة أرض وطأت فيها قدماه ، كونه كان كثير الترحال طيلة حياته التي لم تعرف طمأنينة الإستقرار منذ أن هاجر الوطن في الستينيات عبر سوريا ولبنان ومن ثم امريكا وبعدها زياراته المتفاوتة بين الدول العربية والأوربية.

إن القول في شاعرنا الراحل يطول به المقام لو استعرضنا جوانب حياته الأدبية والمحطات التي توقف فيها وعانى ما عاناه. داعياً القلم والورق أقرب المقربين له والتأمل ديدنه الأسمى في الحياة، ومن جراء ذلك نادراً أن نجد من تحلى بصفاته ، حيث كان صادق الود ، صارم الكلمة ، جم اللطف ، طلق النفس ورضي الشمائل ، معتلياً البرج الذي شيده بلبنات الكلمة ومعمداً أياه بمعبد الشعر ، ذلك المعبد الذي أوحى له الثقة العالية بالنفس لتدعه يتيقن بأن لهيب نور السراج يرتعش كمؤشر على نفاذ زيت الإناء ، وليؤكد ذلك بحتمية ما قاله مرة :
" تـَلـَقــّاهُ النهرُ الهائجُ كأنه ذبيحة ، صارع قليلاً ، صاحَ مرة ً وإختفى "
نعم ، وبإختفائه شاع صدى اسمه لنبحث عنه في دواوينه الشعرية وقصصه القصيرة وترجماته المتنوعة ، وما كُتبَ ويُكتب عنه في كافة وسائل الإعلام.
يقول سركون في إحدى قصائده:
نادتني الأشجار لأنام
وفي حلمي وجدت باباً
بين الغابة والطريق
حيث جلست على صخرة لأستريح
وألقي نظرة أخيرة ورائي
هكذا يصف سركون مغامرة الفتى الهارب من القرية ، ليعيش بالتالي في المدينة ، وها هو ايضاً يحذو حذو الهارب ليعيش في برلين التي أحبها واعتاد على زيارتها ليلقي نظرته الأخيرة عليها.

ولهذه المناسبة الأليمة التي تدعنا نخاطب روحه الطاهرة ،  نقول لك يا زميلنا سركون: لا تنتابك الغرابة إن بكيناك بدموع سخية ، وتأسينا على رحيلك الأبدي. لأن الخسارة التي مُنِيَت بها ممالك الكلمة وعوالم الشعر كبيرة لا تعوض.
لا بأس عليك في عالمك الجديد ، طالما نسجت من الحروف ستائر لنوافذ رؤياك ، ولطالما رصفت من كلماتك لـُبنات لمحراب عبادتك ، دعْـك تـُكمل المسيرة مع رفيقك جان دمو والقيسي في مملكة أين التي تخلدت بإسمك في ديوانك البكر " الوصول الى مدينة اين" والموسوم بإسمك المُركب من السر والكون يا سركون. وها أنت اليوم قد وصلت لتلك المدينة لتلتقي من سبقوك اليها.
نم قرير العين في مثواك الأخير.. نم مستريح البال معطراً بشذا الفضيلة.. نم مطمئناً تخلدك تآليفك و تعززك  مواقفك وتراجمك... وكأنك تعيش بيننا دوماً وأبدا.

إسم كبير في رحلة الشعر العراقي

ولد في الحبانية 1944
انتقل الى كركوك 1956
انتقل الى بغداد عام 1964.
هاجر الى بيروت عام 1967.
حط به المقام في امريكا عام 1969.
تنقل في البلاد الاوربية والعربية منذ 1970.
عاش في اليونان واشتغل هناك عام 1983ـ1985
بعد مرض مباغت وافاه الأجل ببرلين يوم 22 تشرين أول 2007.
وارى جثمانه الثرى في بلاد الإغتراب بمدينة سان فرانسيسكو 31 ـ 10 ـ 2007. 
       



 


مؤلفاته المنشورة والمخطوطة


1. يوميات في السجن / يتضمن  ترجمة ليوميات هوشي منـّه /1968/ بيروت
2. كتاب عن فيروز / 1971 / امريكا
3. الوصول الى مدينتين / قصائد بالإنكليزية / 1982 / واشنطن
4. الوصول الى مدينة أين / شعر / 1985 / اليونان
5. الحياة قرب الأكروبول / شعر / 1988 / المغرب
6. الأول والتالي / شعر / 1992 / المانيا
7. حامل الفانوس في ليل الذئاب / شعر / 1996 / المانيا
7. غرفة مهجورة / مجموعة قصص / 1996 / الماني8
9. إذا كنت نائماً في مركب نوح / شعر / الماني
10. شهود على الضفاف / شعر بالعربية والألمانية / 1997 / المانيا
11. هناك في ضياع وظلام النفس والآخر/ قصائد مترجمة للعربية
12. اساطير وتراب / سيرة ذاتية بالبوسنية والألمانية
13. ديوان عظمة أخرى لكلب القبيلة / وضع اللمسات الأخيرة عليه قبل وفاته بيومين.
14. مجلة دجلة بالإنكليزية ، أصدر عدة أعداد منها في امريكا
15. مجموعة من القصص القصيرة بالعربية نشرت في عدة مجلات

مخطوطاته ومشاريعه المستقبلية التي حلم بتحقيقها
1. بحر المتاعب / دراسة
2. رقائم لروح الكون / قصائد مترجمة
3. آشور بانيبال في سان فرنسيسكو
4. الهجرة من آشور الى بلدان الآشياء الأخيرة / قصيدة
5. أم آشور تنزل ليلاً الى البحر
6. ديوان عاصمة آدم / نشر اجزاء منه في مجلة مواقف
7. كتاب النبي لجبران / ترجمة الى العربية
8. ديوان شاحذ السكاكين / قصائد مختارة بالإنكليزية
9. العقرب في البستان


من أقوال الشاعر الراحل



* البضاعة الوحيدة التي تشبه الذهب هي الطريق.

* اللغة اصبحت بالنسبة لي نفيسة جداً لأنها ذخيرتي الوحيدة.

* لا يمكن أن تحتمل وجودك في بلد يفكر أينما ذهبت.

* اؤمن بأن الشاعر ينبغي أن تكون له خصوصية حقيقية بالتفاصيل، بالأحداث، بالفواصل الذهنية التي تترجم نفسها فيما بعد الى تعابير، الى اسلوب ، الى خلفية والى تركيبة.

* أني أجد أن الشعر بالنسبة الى حاجة عظيمة ومخيفة وسحرا أحتاجه لذلك فإن الشعر لا يعني أي شيء عندما يكون مجرد نتاج

* نحن حين نقول قصيدة النثر فهذا تعبير خاطئ لأن قصيدة النثر في الشعر الأوروبي هي شيء آخر.
وفي الشعر العربي عندما نقول قصيدة النثر نتحدث عن قصيدة مقطعة وهي مجرد تسمية خاطئة، وأنا أسمي هذا الشعر الذي أكتبه بالشعر الحر كما كان يكتبا إليوت وأودن وكما يكتبه شعراء كثيرون في العالم الآن.

* الحداثة هي مفهوم غامض وصعب التفسير ويعتمد على موقف الشاعر الشخصي من الثقافة والعالم بشكل عام. أي إن الثقافة تجربة تقف وراء الشاعر والتي تقرر مدى فهم هذا الشاعر أو ذاك وعلى أي مستوى من ما نسميه بالحداثة.
* أرى الآن أن الشعر بحر والشاعر هو الصياد وهناك شبكة ما. ولنقل أن الشبكة هي القصيدة وعليه (أي الشاعر) أن يخلق تلك الشبكة وهذا عمل يستغرق طيلة الحياة.

* في مفهومي إن الشعر نوع من السحر الذي من الممكن أن يغير حياتك كاملة، كما قصد ذلك ريلكة في قصيدة له عندما قال "عليك الآن أن تغير حياتك"
*  أنا دائما أفكر بأن الثقافة شيء جميل لكنها غير كافية لتفسير التجربة البشرية. 

499
أدب / رد: موت الخلود
« في: 02:05 06/03/2009  »
الاخ شمعون
تحياتي
ارجو ان تزودني بعنوانك الالكتروني على عنواني التالي:
mammoo20@hotmail.com
lمع بالغ شكري وتقديري
ميخائيل ممو

صفحات: [1] 2