محاضرة الدكتور عامر ملوكا والاب فاضل القس اسحاق
في قاعة دالاس ملبورن/ استراليا
يوم الاحد : 14 اوكوبر 2012
وموضوع المحاضرة : { الحياة بعد الموت } .
قام كل من الدكتورعامر ملوكا والاب فاضل القس اسحاق بإلقاء محاضرة في مركز دالاس\ملبورن ، وعنوان المحاضرة هو : {
الحياة بعد الموت } .رحب الكاتب يوحنا بيداويد بالحضور مؤكدا على دور الثقافة في حياة الشعوب ثمقدم نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية للمحاضرين .
تطرق الدكتور عامر ملوكا الى اهمية الايمان بالحياة الاخرى فالايمان بالحياة الأخرى كما اشار اليها افلاطون تجعل الانسان يستقبل الموت بشجاعة ،بغض النظر عن كون الايمان يساعد على خلق الدوافع للمضي قدماً في الحياة الارضية،وتحقيق امتدادات هذه الحياة في عالم ما بعد الموت.
عاش الانسان منذ القدم هذا الصراع وهو صراع الخلود مع الموت وكان هذا واضحا في اساطيره ان كانت كلكامش في وادي الرافدين او الالياذة والاوديسا للشاعر اليوناني هيمروس اوعند الفراعنة المصريين.
سعى الانسان منذ القدم الى رسم صورة لما بعد الموت في مخيلته ليتمكن من جلب الطمأنينة والسلام الى نفسه،وخلق دوافع ومعاني يستطيع بها من تجاوز مرحلة الالم التي يخلفها الموت وراءه. حاول جاهدا التحرر من عقدة الفناء واخوف من المجهول القادم والوصول الى حلقة اتصال ما بين الاحياء والاموت،وامكانية تحقيق الخلود الروحي في ذلك العالم،والخلود المعنوي
بعتقد البعض من الباحثين بان ظاهرة الموت كانت من اهم اسباب او الدوافع لظهور فكرة الدين والمعتقد الالهي.
كما وتطرق الدكتور عامر الى ماهية الانسان والتعاريف البايولوجية والعقائدية والفلسفية للانسان وتميزه بتعدد الثقافات وتركيبة متطورة ومعقدة لخلايا الدماغ ولكن اهم مايميز الانسان عن بقية الكائنات الحية هو الوجدان وهي عملية ربط الماضي بالحاضر بالمستقبل وهذا مامكنه من البناء الحضاري الذي افتقدت اليه بقية الكائنات الحية وان معدل عمر الانسان وبقية الكائنات الحية هو ثمانية اضعاف سن البلوغ وان سبب موت الانسان قبل سن 120 سنة يعود الى عوامل عديدة وعادة مايكون الموت بسبب عطل جهاز او عضو واحد مما يؤدي الى الموت على الرغم من استطاعة بقية الاعضاء والاجهزة ان تعيش 50 او 60 سنة اضافية ولهذا يحاول الانسان جاهدا تخليق الاعضاء وزراعتها لتعويض الاعضاء التالفة وعلى الانسان الاهتمام بكل الاعضاء واجهزة الجسم بنفس الدرجة . وان مكونات جسم الانسان العضوية واللاعضوية عند تفسخها وتحللها ترجع الى العناصر اللاعضوبة كالكاربون والهيدروجين والاوكسجين والصوديوم والنايتروجين ومعادن اخرى كثيرة وهي نفس مكونات التربة. وقد تختلف النسب لبعض المعادن اعتمادا على طبيعة البلد وطبيعة الشخص ولهذا يضرب المثل الناس معادن فعلا الناس معادن وقد يكون زيادة او نقصان احدها تاثيرا على طبيعة شخص او شعب معين ولهذا نلاحظ تميز كل شعب ببعض الطبائع الخاصة به.
وتطرق ايضا الى تعريف الروح فإن الروح مخلوقةً من جنسٍ لا نظير له في عالم الموجودات وهو أساس الإدراك والوعي والشعور. وتختلف الروح عن النفس حسب الاعتقادات الدينية فالبعض يرى النفس هي الروح والجسد مجتمعين ويرى البعض الآخر إن النفس قد تكون أو لا تكون خالدة ولكن الروح خالدة حتى بعدموت الجسد.
من وجهة نظر علمية
في بدايات القرن العشرين حاول الطبيب الأمريكي دنكن ماكدوغل Duncan MacDougall قياس وزن الروح وذلك بقياسه وزن شخص قبل و بعد الموت وإستنتج إن روح الإنسان تبلغ من الوزن 21 غراما ولكن محاولاته وصفت بأنها عديمة المعنى و غير علمية . ,واعتقد الفيزيائي Francis Crickفرانسس كرك (1916 - 2004) بإن دراسة المخ كفيل باكتشاف مصدر إعتقاد الإنسان بوجود الروح، وتلاه عالم الحشرات والبيئة الأمريكي إدوارد ولسن قائلا إن الجهد في دراسة الروح يجب ان ينصب على دراسة المورثات التي تجعل الإنسان مؤمنا بفكرة الروح.
هناك اجماع على إن المنطقة الجانبية من المخ والمسمى الفص الصدغي Temporal Lobe من المحتمل جدا ان يكون مسؤولا عن تنظيم الجانب الروحي في حياة الإنسان وتم التوصل في جامعة كاليفورنيا في سان دياغو 1997 إلى ملاحظة ان النشاط الكهربائي الدماغي في الفص الصدغي هو أعلى في المتدين مقارنة بالملحد.
الموت وفقا للمفهوم الديني
الموت عبارة عن خروج الروح جسم الإنسان والإنتقال إلى مرحلة الحياة الأخرى. أغلب الاديان لا تحدد ماهية الروح هذه والكل يقول بأن هذا سرّ من أسرار الإله. وفي الكتب العلمية الطبية لا يتم ذكر كلمة الروح بتاتا.
ماذا تعني الحياة عند القدماء : الحياة هي عبارة عن التمتع او ممارسة النشاطات التالية:
أ" القـــوة
ففي بلاد وادي الرافدين ورد العديد من مظاهر القوة التي اتصف بها أبطال الأساطير كـ"كلكامش وانكيدو" فقد ورد في ملحمة كلكامش في العمود الرابع والخامس وصف للكثير من أشكال القوة فقد قيل على لسان انكيدو في حديثه مع حيث يحكم كلكامش الكامل الحول والقوة ، والمتسلط على الناس كالثور الوحشي. الشيء ذاته نراه في بلاد اليونان القديم ، إذا ان الشخص الذي لن يتصف بالقوة ستكون حياته معرضة لخطر الموت ، حيث جاء نصح فريام لأبنه هكطورالذي أصر على مواجهة أخيل قائلاً له "لا تنتظر هذا الرجل ، لا تنتظره يا بُني الحبيب لئلا تموت تحت قبضته ،فهو حقاً يفوقك قوة.
" ب " اللــــذة .
إن الإنسان في العصور القديمة كان محباً للحياة ، فنظرة الإنسان في بلاد وادي الرافدين تجاه الحياة كانت متمثلة بالبحث عن اللذة ونسيان الهموم ، ودغدغة عواطفه ، والسعي الحثيث لاقتناص لذائذ الحس والشهوة ، بذات الروح التي عبرت عنها صاحبة الحانة سيدوري عن اخلاق حضارة وادي الرافدين، بقولها "أما أنت يا كلكامش فليكنْ كرشك ملئاً على الدوام ، وكنْ فرحاً ليل نهار ، وأقمْ الأفراح في كل يوم من أيام حياتك وارقص وألعب نهار مساء...
ولو انتقلنا صوب بلاد اليونان القديم لوجدنا أنها تشيد حالها حال من سبقها باللذة والمتعة ، فهذه ثيتيس أبنة البحر تنصح أبنها البطل أخيل الذي يحزن على فقدان بريسيا بقولها "حقاً انك سيئ الحظ يا بُني ، فان حياتك لقصيرة الأمد وما ضر لو خلت من الدموع والأحزان ، ومُلئت بالبهجة والمسرات...
"جـ" العمل
" د " الحـــب
"هـ" الـفكـــــر
لماذا نخاف الموت :
1- الإنسان يخاف المجهول ،
2- اننا نعلم علم اليقين ، بأن الموت واقع لا محالة ، ولكننا من ناحية أخرى في جهل مطلق فيما يتعلق بالزمان الذي سيحدث فيه.
3- أي الموت – لا يعبأ بالأفراد
ولا يُقيم أدنى تفرقة بين الأشخاص ،
ولا بد للإنسان من أن يفنى عندما تقضي الآلهة بذلك. لكنْ كلكامش لم يقنع بجميع هذه الأدلة النظرية،الأمر الذي يدفع اوتو– نبشتم إلى إخضاع كلكامش إلى اختبار عملي ليجعله يقنع بقدرية الموت ، من خلال (اختبار النوم) ، وقد كان الاختبار عسيراً والمطلوب منه أن يثبت استعداده ومقدرته على قهر الموت الأصغر وهو(النوم) ، فكان عليه أن يجلس في وضعية القعود ستة أيام وسبع ليال دون أن يطرق الكرى أجفانه وقد قبل كلكامش التحدي مصمماً على قهر الموت الأصغر وكسب الرهان والحصول على سر الخلود ، ولكن سرعان ما غلبه النعاس وغط في سبات عميق ، ولما استفاق وجد انه نام عدة أيام اشرتها زوجة اوتو– نبشتم على الجدار كما أحصتها عداً بأرغفة من خبز وضعتها عند رأسه وهو نائم ،وحين علم الحقيقة وتأكد من فشله في الاختبار اقتنع باستحالة الخلود المادي وقرر مغادرة الجزيرة ومعه أورشنابي الذي أمره سيده بمغادرة المكان دون رجعة ومرافقة كلكامش إلى مدينة أوروك،وأثناء رحيله – أي كلكامش– قال لجده "ماذا عساي يا اوتو– نبشتم ان افعل والى أين اوجه وجهي ؟ اجل إن المُفرق قد تمكن من جوارحي ،اجل في مضجعي يقيم الموت وأينما وضعت قدمي يربض الموت".
التقمص
في الإنجيل المقدس:إنجيل متى الإصحاح 12:17 : على لسان السيد المسيح "ولكني أقول لكم أن إيليا قد جاء ولم يعرفوه بل عملوا به كل ما أرادوا. كذلك إبن الإنسان أيضا سوف يتألم منهم". السؤال كيف جاء إيليا النبي وبأي صورة.
إنجيل متى 13-14: 11 : "لأن جميع الأنبياء والناموس تنبأوا إلى يوحنا وإن أردتم أن تقبلوا فهو إيليا المزعم أن يأتي".
إنجيل يوحنا 3:3 : عندما سأله نيقودومس "فأجاب يسوع وقال له الحق أقول لك إن لم يولد أحد ثانيةً فلا يقدر أن يعاين ملكوت الله". وفي هذه الآية هناك نقاش , هل المقصود الولادة الثانية أي التقمص أم المقصود بالولادة الثانية هي المعمودية ؟؟؟؟؟؟
في الديانة اليهودية: هناك الكثير من الآيات في بعض الأسفار في التوراة وبالذات في "سفري الجامعة والمزامير" التي ينسب في تفسيرهما إلى التقمص أو تناسخ الأرواح, وكثيرين من رجال الدين اليهود يعملون في حقل التقمص وتناسخ الأرواح.
.
شواهد على التقمص:
هناك أمر ملفت للنظر ومعتمد على أبحاث عالمية وعلمية مفادها: بأنه بعد كل حرب والتي يذهب ضحيتها الآلاف من الجنود الذكور ففي السنوات المتعاقبة للحرب تكون نسبة ولادة الذكور في إرتفاع ملحوظ. وقد لوحظت هذه الظاهرة لأول مرة بعد الحرب العالمية الأولى وتمت دراستها في ألمانيا ودول أوروبية أخرى بعد الحرب العالمية الثانية حيث لاحظ المسؤولون بأن نسبة الولادة الذكور في إزدياد مستمر. وربما هذا يؤكد عملية تناسخ الأرواح.
فمن بعض هذه التساؤلات التي تراودنا بأنه كم مرة صادفنا أو قابلنا شخصاً لأول مرّة في حياتنا وشعرنا بإننا نعرفه جيداً أو تقابلنا في السابق, أو قلنا في نفسنا بأننا أحببناه أو كرهناه من أول نظرة. وكم مرة زرت بلداً أو دولة معينة عزيزي القاريء وشعرت بأنك زرت هذا المكان في السابق. وكم مرة أردت معرفة معلومات
عامة عن شعب أو دولة وهي بعيدة عن مكان إقامتك آلاف الكيلومترات. أو إنك تهوى سماع لغة أجنبية وتستمتع في سماعها بالرغم من عدم معرفتك معانيها. أو يراودك شعور بأن مهنة معينة تستهويك, وربما تعطي أجوبة معينة وتكون صحيحة في مواضيع ليس لها علاقة بمهنتك. كثير من هذه المواضيع وأمور أخرى التي يفسرها المختصون بأن لها علاقة من حياتنا السابقة ونقلناها معنا إلى حياتنا الحالية.
الموسيقي العبقري بيتهوفن كيف استطاع تاليف سيمفونيات عظيمة يعجز من تاليفها عباقرة المؤلفين الموسيقيين وكما يدعي دعاة التقمص كيف يمكن ذلك اذ لم تكن روح وخبرة عبقري موسيقي تقمصت في الطفل بتهوفن.
تجارب الاقتراب من الموتالدراسات التى تم إجرائها فى أواخر السبعينات ومطلع الثمانينات قدمت لنا الأسس الحالية فى فهم تجربة الإقتراب من الموت . وأحد العناصر التى تتميز بها تجارب الإقتراب من الموت هو رؤية شخوص/كائنات، أقارب ميتين، أو الإتصال معهم والتعقيدات الناتجة عن ذلك الإتصال.
وبما أن تجربة الخروج من الجسد هذه تعتبر جوهرية وحقيقية وتنفرد بها تجارب الإقتراب من الموت، فكذلك عنصر إلتقاء أناس موتي أثناء التجربة.
أما العنصر المبهم قد عرفه كين رينج كتجربة شخصية. تجربة الإقتراب من الموت هى مرحلة خاصة من الإدراك يحدث فيها تخطي النفس للحدود المعتادة وكذلك للزمن وللمكان. ولذا، كما يقول تعريف جريسون، أن الشخوص/ المخلوقات تلعب دورا هاما فى الطبيعة المبهمة لتجربة الإقتراب من الموت.
" ومن الأفكار المثيرة للاهتمام, في هذا المجال, ما يقوله مشرحي الأعصاب من أن هناك مناطق في الدماغ لم تقم بوظيفتها لحد الآن, ولكن هذه المناطق قد هيأتها الطبيعة لمراحل مستقبلية من التطور, حقا إنها فكرة تثير الاهتمام وتشير بعض الدراسات إلى أن البشر في مراحل قديمة لم يكونوا يرون جميع الألوان حسب ما أظهرته الرسومات الموجودة في بعض الكهوف المكتشفة وهذا يدل على عدم استكمال عمل العديد من مناطق الدماغ المسئولة عن تمييز الألوان. وفي مقال له ,
وفيما يلي بعض النظريات العلمية المطروحة في ساحة البحث, لأجل الوصول إلى تفسير علمي يتوافق مع ما تنتجه هذه الظاهرة من أمور خارجة عن التفسيرات العلمية.
1. نظرية الدماغ المحتضر Dying Brain Theory.
2. نظرية الهلوسة. Hallucination Theory
يعتقد بعض العلماء من المعسكر الذي يؤمن بإمكانية تفسير تجارب الاقتراب من الموت يوما ما ,على أنها عمل وظيفي للدماغ,ناجم عن إفرازه لهرمون الأندورفين,الذي يؤثر على مركز الجهاز العصبي لتخميد الألم ,كما يُفرز عند عدائي المسافات الطويلة,بعد أن يقطعوا أشواطا طويلة,ليجدوا أنفسهم يركضوا بسهولة دون الشعور بالألم أو التعب,ويغمرهم الشعور بالبهجة.
لكن الإشكال هنا أن الاندورفين لا يسبب الهلوسة كما لا يمكنه أن يخلق حالة مشابهة لتجارب الاقتراب من الموت.نعم ربما يكون داخلا في عملية إخماد الألم ولكنه غير مسئول عن إنتاج التجربة بأكملها.
3. نظرية الفص الصدغي. Temporal Lobe Theory
4- نظرية نقص الأوكسجين Lack of Oxygen Theory
5.نظرية الحرمان أو التجرد من الشخصية Depersonalization Theory
6.نظرية ذكرى الولادة Memory of Birth Theory
7- .نظرية الحياة الآخرةAfterlife Theory
كما تطرق الاب فاضل الى نظرة المسيحية للحياة بعد الموت
الحياة بعد الموت؟ او الحياة ما بعد الحياة؟ هل هناك حياة بعد الموت؟ يقول الكتاب المقدس أن هناك حياة بعد الموت بل أنه مكتوب أنها حياة أبدية رائعة ومجيدة "ما لم تر عين و لم تسمع أذن ولم يخطر علي بال انسان ما أعده الله للذين يحبونه" (كورنثوس الأولي 9:2)، يسوع المسيح أي الله في الجسد أتي الي الأرض ليمنحنا هبة الحياة الأبدية. "
قيامة المسيح هو حدث تاريخي مثبت ومدون. شجع الرسول بولس كثيرا من الناس أن يتسألوا وأن يستجوبوا هؤلاء الذين رأوه بأعينهم ولم يقدر أحدا أن يناقض الحقيقة. القيامة هي حجر الأساس للايمان المسيحي. بقيامة المسيح من الأموات نحن نؤمن أننا أيضا سنقام.
وبرغم أننا كلنا سنقام ثانية، لن يذهب الجميع الي السماء. يجب علي الانسان أن يتخذ قرار خلال حياته وبناء علي هذا القرار سيحدد أين سيقضي حياته الأبديه. يقول الكتاب المقدس أنه علينا أن نموت مرة ثم الدينونة (عبرانيين 27:9). هؤلاء الذين آمنوا وتبرروا سيقضون حياة أبدية في السماء بينما سيذهب غير المؤمنيين الى عذاب أبدي أو الي الجحيم (متي 46:25).
تؤكِّد المسيحية على أن الحياة البشرية المخلوقة ستبقى حيَّة بعد الموت الجسدي. الجسد البشري بطبيعته مائت، لكن الجوهر الحي لنفس الإنسان قد نال خاصية أن يبقى حيّاً مع الله حتى حينما تتحلَّل كل خلايا الجسد.
وهكذا، فالحياة الأبدية مع الله ليست حقّاً يدَّعيه الإنسان المسيحي، بل هي عطية من الله في تدبيره للخلاص، أنْ يجعل الشركة مع الله مغروسة وأبدية في الإنسان.
فالحياة بعد الموت ليست خاصية غريزية في الإنسان، بل هي الحياة المُعطاة والموهوبة من الله بالفداء الإلهي، والله يظل يحفظها في المؤمنين. وهذا التواصُل في المحافظة على الحياة الأبدية هو أيضاً من قبيل نعمة الله، وليس من أعمالٍ ولا من مجهودٍ بشري. إن البشرية المخلوقة حسب صورة الله، نالت عطية عدم الموت من يديِّ الله، ولكن ليس كخاصية ذاتية في الإنسان (تك 1: 26).
إن رؤية الكنيسة للنفس بعد انفصالها عن الجسد بالموت تتضح لنا من الصلوات على الراقدين، ومنها يتضح أن الكنيسة تُشيِّع أولادها وبناتها الراقدين والراقدات إلى الله، وتتوسَّل من أجلهم أن يقبلهم الله في فردوس النعيم. وحتى إذا كـان أحد قد لحقه أي ضعف أو توانٍ أو خطية - كبشر - فإن الكنيسة تتوسَّل إلى الله أن يغفر لهذه النفس خطاياها بناءً على رحمته ومحبته للبشر.
للمزيد من الصور الرابط
http://margaye.com/forum/showthread.php?t=13452لجنة الثقافة والاعلام
نادي بابل الكلداني الثقافي
ملبورن\استراليا