عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - د.علي عبد داود الزكي

صفحات: [1]
1
وزارة التربية ؛؛مدارس المتميزيين واللغة الانكليزية؛؛
ان وزارة التربية تبذل جهود كبيرة لغرض توفير مسلتزمات التربية والتعليم وتهيئة المدارس والمؤسسات التربوية ولكن رغم كل ذلك لازال التعليم المدرسي يعاني الكثير. حيث يوجد نقص هائل في عدد المدارس ونقصا كبيرا في الخدمات والمستلزمات والكتب. كما ان المؤسسات التربوية بشكل عام تعاني من تاثيرات بعض القيم المجتمعية السلبية التي تفرض رؤى ضيقة غالبا ما تؤدي الى تراجع مستوى التربية والتعليم، وبظل ضعف الدولة وضعف المؤسسات الامنية التي واجبها حماية الانسان وحفظ كرامته وحقوقه طغت بعض الظواهر السلبية في المجتمع والتي القت بظلالها على كل مؤسسات البلد وبضمنها مؤسسات وزارة التربية. ان سياسة وزارة التربية المعتمدة حاليا تحمل اولياء امور الطلبة عبئا كبيرا من المسؤوليات الصعبة في التعليم والمتابعة. حقيقة ان مسالة التعليم في مدارس وزارة التربية بشكل عام لا تعتمد على المؤسسة فقط وانما نستطيع القول ان نسبة اكثر من 50% من مهام التدريس والتعليم والمتابعة يتحملها اولياء امور الطلبة. حيث انهم رغم كل همومهم ومسؤولياتها في حياتهم اليومية فانهم يوفروا الكثير من الوقت لابناءهم لغرض متابعة واجباتهم وتدريسهم وسد الثغرات فيما يخص تعليمهم في المؤسسة التربوية. ان اغلب الامهات والاباء يعملوا على متابعة تدريس ابناءهم ويقوموا في المنزل باداء دور جميع مدرسي المواد الدراسية الذين يدرسوا ابناءهم في المدرسة. نتسال هنا اي دولة من دول العالم المتحضر يصرف فيها الاباء والامهات الكثير من وقت راحتهم لغرض تدريس ابناءهم ومتابعة تنفيذ الواجبات ؟!! هذا التساؤل يجب ان تنتبه له وزارة التربية وتعد دراسة شاملة في رؤيتها ورسالتها وهدفها من تطبيق المنهج التربوي والتعليمي المعتمد محليا، وان يتم تقييم هذا المنهج من قبل خبراء تربويين مختصين من دول متعددة سبقتنا في مجال التربية والتعليم مثل اليابان وفنلندا والدنمارك. صحيح ان كل اولياء امور الطلبة يعملوا المستحيل لاجل ابناءهم ولاجل اكمال دراسة ابنائهم وتفوقهم لكن هذا على حساب وقتهم وراحتهم البدنية والنفسية. ان لم يستطع اولياء امور الطلبة توفير الوقت لابناءهم فانهم غالبا ما يقوموا بصرف الاموال لتكليف مدرسين خصوصين لغرض تدريس ابناءهم خارج وقت المدرسة. نتسال هنا لماذا اغلب ابنائنا الطلبة الذين ياخذون دروس خصوصية يتحسن مستواهم او تتحسن درجاتهم؟!! اين يكمن الخلل؟! هل في المناهج المعتمدة؟ ام هناك اسباب اخرى؟! وهل سيضيع مستقبل الطلبة الذين لا يتمكن اولياء امورهم من تدريسهم في المنزل وغير متمكنين ماديا لدفع تكاليف التدريس الخصوصي.
 ان مناهج اغلب المدارس العراقية التابعة لوزارة التربية باللغة العربية استثناءا منها مادتي اللغة الانكليزية والفرنسية، وفي بداية العالم الدراسي الحالي رغم الازمة الاقتصادية التي يمر بها البلد قامت وزارة التربية باستبدال مناهج مدارس المتميزين في مرحلة الاول متوسط لتكون باللغة الانكليزية لكل المواد العلمية ولا نعرف لماذا الوزارة لم تقوم باستبدال لغة دروس الاجتماعيات من العربية الى الانكليزية ايضا!! كتبنا في وقت سابق مقالات عديدة عبرت عن رؤيتنا بشكل مختصر عن المناهج الدراسية لمراحل التعليم المدرسي المختلفة. لذا سنترك موضوع المناهج هنا وسنركز على عرض بعض سلبيات استبدال لغة المواد الدراسية العلمية في الصف الاول المتوسط لمدارس المتميزين من العربية الى الانكليزية. يجب ان يتم دراسة الية تحديد المناهج التربوية والتعليمية بشكل يتناسب مع امكانيات الطلبة واعمارهم ويتناسب مع الهدف من وضعها. كما يجب ان لا تكون المناهج مستهلكة لوقت الطلبة بحيث يمل الطالب من المدرسة والتعلم، وان تنتبه الوزارة لتنفيذ المناهج التربوية والتعليمية بشكل صحيح وسليم وان لا يكون التدريس الخصوصي هو البديل الافضل عن التدريس في قاعة الدرس الرسمية، والا فان ذلك ينبيء بالتراجع التدريجي والتحول من التدريس الحكومي الى التدريس الاهلي والخاص.
 بداية العام الدراسي الحالي ومنذ اول شهر لاحظنا ان المناهج الجديدة التي صدرت باللغة الانكليزية اصبحت عبء كبير على الطلبة وادت الى تراجع مستواهم بشكل ملفت للنظر واصبح هؤلاء الطلبة المتميزين الذين عبروا مرحلة الابتدائية بتفوق كبير يمروا بمرحلة صعبة ادت الى تراجع مستوى الكثير منهم. عندما كنت اتابع دراسة ابني في المدرسة في بداية العام الدراسي التقيت باحد الاصدقاء وهو مهندس وكان يراجع المدرسة لمتابعة سير دراسته ابنه ايضا، كان يشكو من المناهج الجديدة وقال لي بانه ليس لديه الوقت الكافي في البيت لغرض تدريس ابنه الذي تم قبوله في مدرسة المتميزين وقال ؛؛عبارة اما نجلس نحن نقرا ونفسر لابناءنا او نصرف اموال في التدريس الخصوصي؛؛ وهذا كله على حساب وقتنا وراحتنا وعلى حساب راحة ابناءنا وقام بعد مرور اول شهر بتحويل ابنه من مدرسة المتميزين الى مدرسة اخرى. كما لاحظنا معاناة الكثير من اولياء امور الطلبة مع ابناءهم بسبب ليس المناهج الانكليزية فقط ، وانما تحول منهج الدروس العلمية الى منهج تعلم لغة انكليزية بالدرجة الاولى من قبل بعض التدريسيين.  كلنا درسنا اللغة الانكليزية خلال مراحل دراستنا المختلفة سابقا ولاحظنا بان اغلب الاسئلة الامتحانية كانت بنمط  ؛؛الاختيارات؛؛ اي توضع مجموعة من الاسئلة وتحدد لها عدة اجوبة، ليقوم الطالب باختيار الجواب الصحيح وهذا هو الاسلوب العلمي الصحيح والفعال في وضع الاسئلة، ففي كثير من الاحيانا فان الجواب عن اي سؤال سواء كان تعريف او تعليل او غير ذلك يعتمد على فهم السؤال بدقة والاجابة عنه قد تعتمد على كلمة اوعبارة فاذا نسي الطالب هذه الكلمة اوالعبارة التي هي اصلا بلغة غير لغته فانه سيخسر السؤال ليس لانه لا يعرف الجواب وانما نسي كلمة او عبارة لا يكتمل المعنى الا بها. لذا فان وضع اسئلة الاختيارات مهمة جدا في تسهيل تذكر الطلبة لما تم مذاكرته. اود ان اشير هنا الى انني كتربوي ولدي خبرة طويلة في التدريس الجامعي ولديه خبرة في تحديد مستويات الطلبة بكل سهولة بالاختبارات التحريرية والشفوية، عندما كنت اقوم بتدريس ابني ( طالب في الاول متوسط - مدرسة متميزيين) احد المواد العلمية لهذه السنة لاحظت صراحة تحسن مستواه في اللغة الانكليزية بشكل كبير ليس بسبب التدريس في المدرسة وانما التحسن ناتج عن التدريس المنزلي الذي نقوم به بالدرجة الاولى. عندما رايت درجته باحد الامتحانات كانت متدنية  صرفت الكثير من الوقت معه في التدريس قبل الامتحان وكان تقديري له بانه في اسوء الاحوال لو كان التقييم صحيح وسليم سيحصل على درجة لا تقل عن 80% ولكن تفاجئت بانه حصل على درجة 50% عندما كنت احاول اعرف السبب من ابني تبين لي وجود عقبة الخجل والرهبة الزائدة من الاساتذة وهذا خلل بحاجة الى علاج من قبل المؤسسة التربوية. حيث ان المؤسسة التربوية لم تعمل على تشجيع الطلبة ومنحهم ما يكفي من الثقة بالنفس للتعبير عن انفسهم وعن ارادتهم وعن حقوقهم لكي يصبحوا اكثر شجاعة ولا يخجلوا من السؤال والاستفسار. ان اغلب الطلبة يفضل الصمت وعدم السؤال والاستفسار لكي لا يحصلوا على توبيخ او احراج امام زملائهم. كما ان اغلب الاستفسارات عن اي سؤال تكون باعادة قراءة نص السؤال باللغة الانكليزية فقط دون تفسيره. احيانا كلمة واحدة في سؤال لا يفهمها  الطالب قد تضيع عليه فهم السؤال كله. كما لاحظت في بعض نماذج الاسئلة وجود اسئلة صعبة جدا وليست بمستوى طالب صف اول متوسط، ونتعجب من الوزارة اعتمدة هكذا منهج باللغة الانكليزية بالرغم من ان اغلب الاستاذة غير متمكنين من اللغة الانكليزية بشكل كبير واغلبهم يستخدم القاموس عند وضع الاسئلة والتصحيح. عندما ذهابي للمدرسة مؤخرا لاستفسر عن مستوى ابني واسباب تدني بعض درجاته حملني احد الاساتذة المسؤولية وطلب مني ان اصرف وقتا وجهدا اكثر في تدريس ابني تبسمت بوجهه واخفيت عنه رايي فهو شرقي وليس من السهولة ان يتقبل الانتقاد، فان هذا المدرس لن يتقبل رايي ان قلت له ان واجبكم تدريس ابني وليس واجبي، ان واجبي يحتم عليه ان اوفر له الجو الدراسي المناسب واتابع سير دراسته. هنا اذن تبرز نقطة مهمة وهي اما ان ادرس ابني او اوفر له تدريس خصوصي. لذا على الوزارة ان تنتبه لنقاط جوهرية في حماية القيم التربوية وحفظ هيبة مؤسستها التربوية وترصينها وحفظ كرامة الطلبة لكي نحصل على اجيال من الصالحين الذين يعتزون بقيمهم ووطنهم ومؤسستهم التربوية التي تخرجوا منها. كما يجب على المؤسسة التربوية ان تنظر بتقييم مستوى التدريسيين ليس فقط العلمي وانما الاخلاقي والتربوي والانساني والنفسي لكي لا تقع المؤسسة التربوية في اخطاء يصعب اصلاحها. رغم كل ما ذكرته من سلبيات لاحظت ايضا وجود اساتذة تربويين افاضل في العديد من المدارس لديهم خبرة كبيرة في التعامل مع المناهج والطلبة.  رغم اننا لا نتفق مع تغيير لغة المنهج للانكليزية لكننا نتعامل مع الامر الواقع ونورد النقاط التالية كمقترحات للمعالجة والتصحيح  لتجنب حدوث الكثير من الاخطاء:
1.   لغرض معالجة اي خلل قد يحصل نقترح ان تقوم وزارة التربية باصدار تعليمات خاصة توضح فيها الية وضع الاسئلة الامتحانية للدروس التي تدرس باللغة الانكليزية وتفرض وضع نسبة 70% من الاسئلة اختيارات (صح وخطا او اختر الجواب الصحيح).  ونسبة 30% من الاسئلة شرح او مسائل او مبرهنات واشتقاقات باللغة الانكليزية ولا يمنع قبول الاجابة الاضطرارية باللغة العربية في التفسير والشرح لكي لا يضيع السؤال على الطالب. حيث ان المطلوب هو الفهم العلمي للدرس وليس الهدف اللغة فقط. كما نقترح السماح للطالب بادخال القاموس معه عند ادائه امتحان المواد الدراسية العلمية.

2.   لغرض التخلص من الكثير من المشاكل التي قد تتعلق بقضايا نفسية او شخصية نقترح ان تعمل الوزارة على استصدار تعليمات لكل مديريات التربية لتوجيه ادارات المدارس بتشكيل لجان من تدريسيي المدرسة المتخصصين لوضع الاسئلة الامتحانية وتصحيح اجوبة الطلبة ولجميع الامتحانات خلال العام الدراسي الواحد، ويكون الحد الادنى لاعضاء اي اللجنة (2) لكل مادة دراسية. وان يكون تحديد درجة الطالب في السعي من قبل هذه اللجنة وليس من قبل استاذ واحد لكي نتخلص من الكثير من الشكوك والاشكاليات.

3.   نقترح الغاء درس اللغة الفرنسية الشكلي والتخفيف عن الطلبة واستغلال ساعاته في تدريس الاساسيات التي يحتاجها الطالب.

4.   نقترح استصدار تعليمات لغرض تشكيل لجنة تربوية علمية في كل مدرسة تتالف من عدد من التدريسيين التربوين ذوي الخبرة الطويلة وبرئاسة مدير المدرس لمتابعة سيرة العملية التربية في المدرسة ومعالجة الاشكاليات وشرح وتفسير التوجيهات والتعليمات الوزارية النافذة لباقي التدريسيين في المدرسة.

5.   نقترح استصدار تعليمات في تشكيل لجنة اشراف تربوي تتالف من عدد من اولياء امور الطلبة في اجتماع يجرى معهم  في بداية العام الدراسي ويكون لهم دور فعلي في طرح وجهات النظر حول المناهج والاشكاليات ومناقشتها في المدرسة وفي مديرية التربية وان يكون لهم حضور فعال في التدخل في مواجهة اي مشاكل تخص الطلبة خلال العام الدراسي.وان لا يتاخذ اي قرار بخصوص مشاكل الطلبة دون اشراك هذه اللجنة.وان اي زيارة للمدرسة من قبل المشرفيين التربويين يتم فيها او بعدها مباشرة اجراء لقاء المشرفين التربويين مع هذه اللجنة.

6.   نقترح استصدار كتيب توجيهي مختصر لكل منتسبي المؤسسة التربوية يتضمن فصله الاول: الرؤية والرسالة والهدف للمنهج التربوي المعتمد، كما يتضمن الية واسلوب التعامل مع الهيئة التدريسية والطلبة ، وتوضح فيه كل توجيهات وتعليمات المؤسسة التربوية، وان يوضح فيه بدقة ما هي حقوق وواجبات التدريسي، وفصله الثاني يتضمن: الية وضع الاسئلة الامتحانية وتوزيع الدرجات، اما فصله الثالث فيتضمن:التعليمات الامتحانية والية المراقبات الامتحانية واسلوب التعامل التربوي السليم لتفادي اي اشكاليات اثناء سير الامتحانات.
   يجب ان نعرف ان النهوض بالواقع التربوي في بلدنا ليس واجب فقط وزارة التربية وانما واجب تشمل فيه كل المؤسسات الفكرية والثقافية والدينية والاعلامية والاجتماعية المحلية والتي يجب ان تنهض بفكر المجتمع لينسجم مع الرؤية التربوية الصحيحة وتحديد ما يبرز من سلبيات واشكاليات ومناقشتها بواقعية وطرح الرؤى والحلول بايجابية للنهوض بالمؤسسة التربوية في بلدنا العزيز.
 وفق رؤيتنا المتواضعة حددنا نقاط وانتقدنا وطرحنا حلولا ومقترحات نتمنى ان تنظر بها وزارة التربية وتتخذ القرارت المناسبة لذلك.     

د.علي عبد داود الزكي

2
؛؛التعليم العالي العراقي؛؛ مقترحات لترصين الدراسات العليا
ان البحث العلمي المحلي ورصانته يجب ان تكون محكومة باطر ومقاييس محلية واقعية للنهوض بالواقع التكنلوجي التنموي المحلي وهذا لا يمكن تحقيقه بسهولة ويسر لانه محكومة بمتغيرات عديدة منها الارث المنهجي المعتمد في الدراسات العليا منذ عدة عقود اضافة الى التغيرات في عراق ما بعد سقوط الصنم والتي جعلت العراق بلدا غير مستقر على مختلف الاصعدة مما القى ذلك بظلاله على مختلف نشاطات وقطاعات البلد العلمية والصناعية والبحثية والاقتصادية والسياسية.
ان اغلب البحوث المنجزة محليا غالبا ما تفتقر الى الاسلوب المنهجي الصحيح في الكتابة والاخراج وذلك لضعف الرؤية ولعدم الاهتمام بمنهجية البحث العلمي في اغلب جامعات البلد وهناك قصور كبير في اعداد برامج الدراسات العليا واعتماد النمط الكلاسيكي المتبع منذ سنوات طويلة في برامج الدراسات العليا والتي يمكن وصفها اختصارا كما  يلي:
اولا: برنامج  الماجستير (24شهر):
1.   سنة تحضرية (كورسين دراسيين).
2.   مشروع بحث سنة واحدة.
3.   قد يمنح الطالب تمديد دراسي في مرحلة البحث لمدة ما بين 6 اشهر الى سنة لاستكمال دراسته.
ثانيا: برنامج الدكتوراه (36شهر):
1.   سنة تحضيرية (كورسين دراسيين)
2.   ما يقارب من 6 اشهر للامتحان الشامل.
3.   وسنة ونصف تقريبا للعمل البحثي لاستكمال مشروع الدكتوره.
4.   قد يمنح الطالب فترة تمديد مابين 6 اشهر الى سنة لاستكمال دراسته.
ان مقترحاتنا لتطوير برنامج الدراسات العليا المعتمد محليا ما يلي:
1.   يكون التقديم للدراسات العليا ( ماجستير ودكتوراه) في بداية الشهر الثاني  من كل عام ويكون مباشرة طلبة بالدراسة في بداية الشهر التاسع لنفس العام.
2.    يمكن تحديد نسبة القبول لخريجي البكلوريوس (خريجي نفس سنة التقديم) لدراسة الماجستير بما لا يزيد عن 10% من نسبة القبول الكلي. ويمكن تقديم هؤلاء الطلبة لدراسة الماجستير كوجبة ثانية في الشهر الثامن من كل عام.
3.   بعد قبول الطلبة في الدراسات العليا مباشرة يعرض لهم القسم التوجهات البحثية للمشرفين ومقترحاتهم للعمل المستقبلي من خلال طرحها في ندوة تعريفية يحضرها الطلبة الجدد في القسم من ثم تعلن المشاريع والتوجهات البحثية للمشرفين في لوحة الاعلانات. ليتم تسجيل الطلبة عليها وبعد ذلك يتم لكل طالب تحديد مشرف وفقا لخياراته. ليقوم المشرف واللجنة العلمية بعد ذلك بمقابلة الطالب لتحديد التوجه البحثي المستقبلي له.
4.    بعد قبول الطلبة يتم تسجيلهم على كورسات دراسية استدراكية تحسب حسب حاجة الطالب لها، ويجب ان تحدد من قبل المش رف واللجنة العلمية في القسم على ان يكون النجاح فيها حصول الطالب على الاقل درجة 50%، ولا تدخل درجاتها في حساب المعدل والوحدات الدراسية للطالب.
5.   تسجيل الطالب على كورسات اضافية تخصصية اجبارية تخدم الطالب في توجهه البحثي لهذه الدراسة وتحدد من قبل المشرف واللجنة العلمية في القسم، ويكون النجاح فيها بحصول الطالب على الاقل درجة 60% وتدخل في حساب المعدل والوحدات الدراسية.
6.   تسجيل الطالب على كورسات اخرى اختيارية يحددها المشرف واللجنة العلمية ايضا لكي تكون اكثر تخصصية للطالب وتساعده في توسيع قاعدة معرفته العلمية وافق التوجه البحثي والتطبيقي لدراسته. ويكون النجاح فيها بحصول الطالب على الاقل درجة60% وتدخل في حساب المعدل والوحدات الدراسية للطالب.
7.   يجب ان لا يقل المعدل العام للطالب عن 70%.
8.   تسجيل الطالب على مادة التعليم الذاتي (مناهج البحث) في الكورس الدراسي الاول والثاني في السنة التحضيرية. ليتعلم فيها الطالب البحثُّ والاستقصاء والاستفادة من النت والمكتبة ، والاطلاع على المراجع والدوريات المختصة بموضوع ما يحدد له من قبل المشرف، حيث هنا سيقوم الطالب باستخدام الاحصائيات والرسوم البيانية والمعادلات لتوضيح المعاملات الاساسية في مجاله التخصصي ويقدم الطالب انجازه بتقرير للقسم ويقوم بعرضه بمحاضرة (سيمنار) مختصرة ويتم مناقشته ومنحه الدرجة على ضوء ذلك من قبل لجنة من الاساتذة والباحثين في القسم تحددها اللجنة العلمية في القسم ، ومن خلال هذه المناقشات وتكرارها سوف يتعلم الطلبة والباحثين الجدد المنهجية البحثية والاستقصائية العلمية الصحيحة والسليمة.
9.   تعديل الامتحان الشامل لطلبة الدكتوره وتسميته باسم الامتحان ؛؛الشامل والكفاءة المعرفية والتطبيقية؛؛ ليكون عبارة عن امتحانين؛ الاول يكون بعد الكورس الاول بمدة شهر هو ؛؛شامل بالتخصص العام؛؛ لمن لم يرقن قيده من الطلبة بدراسة الكورس الاول. هنا الامتحان شامل يكون على جزئين؛ تحريري وشفوي: الامتحان التحريري نسبة درجته 70% وان تكون نسبة الاسئلة فيه 80% على الاقل  اختيارات MCQ، مع امتحان شفوي درجته بنسبة30%. اما الامتحان الثاني ؛؛الكفاءة المعرفية والتطبيقية؛؛ تخصصي ليس فقط بدروس التخصص النظرية وانما بالكفاءة المعرفية والتطبيقية لمشروع بحث الطالب وما تعلمه اثناء الكورسات في عملية التعليم الذاتي ومناهج البحث، ويكون امتحانه هذا بعد امتحانات الكورس الثاني بشهر واحد؛ ويكون عبارة عن امتحان تحريري  نسبة الدرجة فيه 50%  وامتحان شفوي بنسبة 50% من الدرجة. ودرجة النجاح للطالب حصول الطالب على الاقل درجة 70% ولا تدخل هذه الدرجة في حساب المعدل والوحدات. وبذلك يتبقى للطالب 22شهر بتفرغ تام لانجاز مشروع بحث الدكتوراه. وفي حالة رسوب الطالب في الامتحان الشامل او امتحان الكفاءة المعرفية والتطبيقية. يمنح فرصة اخرى ويمتحن بعد شهر من امتحانات الكورس الثاني.
نتمنى ان تعمل الوزارة على استصدار تعليمات وشروط دقيقة وواضحة لتحديد برامج الدراسات العليا والية تحديد الكورسات الدراسية. كما يجب التاكيد على ان تكون مرحلة السنة التحضيرية لطلبة الدراسات العليا في خدمة البحث العلمي وتطوير قدرات الطالب البحثية.

قلنا كلمات تعبر عن رؤيتنا ومقترحاتنا خدمة للمسيرة العلمية في بلدنا العزيز.. وننتظر كلمات ورؤى في مجال الحوار الهادف ..



أ.د.علي عبد داود الزكي


3
وزارة التخطيط  و؛؛الكفاءات العراقية؛؛مشروع استهلاك وتبديد ام تنمية؟!
ان من اهم مقومات نهوض البلدان وتطويرها هو توفر النظم والقوانين السليمة و حسن الادارة والتنظيم واستغلال واستثمار الامكانات والطاقات بشكل صحيح. كما ان من اهم مقومات النجاح التنموي هو تلائم القوانين والنظم الاقتصادية والصناعية والحرفية والتجارية والسياسية مع طبيعة الانسان وما تفرضه عليه خصوصية الانتماء لمجتمعه وظروفه وما يملك من طاقات وامكانات وخبرات. لذا فان عملية النهوض التنموي ما هي الا عملية تكاملية تاخذ بنظر الاعتبار الكثير من المتغيرات والعوامل التي يجب تنتظم وتنسق بشكل مناسب لكي تعطي ثمارها.  كما يجب ان ياخذ بالحسبان عند وضع اسس التنمية المحلية المتغيرات السياسية والاقتصادية الاقليمية والعالمية.
ان عملية النهوض التنموي واستثمار العقول والموارد البشرية المتوفرة بكفاءة كبيرة بالتاكيد سيعزز فرص النهوض التنموي السليم. ان بلدنا يصنف من البلدان التي تمتلك نسبة كبيرة من الفئة العمرية الشبابية اي تميل فيه كفة الاعمار الى ترجيح كفة الفئة الشبابية على الفئة العمرية الكبيرة. اضافة لذلك يوجد غزارة في العقول المفكرة والمنظرة والتي يمكن ان تعمل بكفاءة في مجالات التطوير والابداع والتخطيط والقيام بدور ريادي في توجيه العمل وفق رؤية تنموية صحيحة بافق استراتيجي واسع ياخذ بنظر الاعتبار الامكانات والظروف والخصوصيات المحلية. الا ان عدم الاستقرار الامني والاقتصادي والاجتماعي وقصور الرؤية لدى غالبية سياسيوا الغفلة او الصدفة وغياب الاستراتيجية السليمة بسبب جسامة الاحداث الانية والمستجدات التي افقدت التخطيط هويته وجعلت المخطط يميل الى ركن افكاره واستراتيجياته جانبا والنظر في المستجدات الطارئة، وبالنتيجة علو الهتافات والشعارات للترويج لرؤى فجة باسلوب براق تطلق للجمهور البسيط وكأنها الحلول الناجعة لكل مشاكل وهموم وازمات البلد. ان البلد اليوم لا يعاني من نقصان الموارد البشرية كما ونوعا، لكنه يعاني من ازمات تعيق العمل وتعرقل عملية النهوض، فان الاطر والقوانين والثقافة المجتمعية واليه عمل النظم الاقتصادية في البلد كلها اصبحت تعيق عملية النهوض وتعيق عملية توفير فرص عمل واستثمار القدرات الامكانات المحلية. يجب ان لا يكون احتضان اصحاب الكفاءت والخبرات محكوم بقرار سياسي لغرض النهوض بالبلد وانما يجب ان يكون ذلك محكوم بالمقدرات المتوفرة وما يمكن للكفاءات ان تعمل به وتبدع في تطويره لتزيد الامكانات. لذا يجب ان تتمكن ليس الدولة ومؤسساتها وانما الكفاءات العراقية المحلية والمهاجرة ومؤسسات القطاع الخاص والشركات الصغيرة والكبيرة من وضع اساس تنموي صحيح وناجح ممكن البدا به كمشروع انقاذ وليس مشروع استهلاك ونفاذ تحت اشراف وزارة التخطيط. يجب ان تطلق وزارة التخطيط مبادرة لعقد مؤتمر يجتمع فيه كل هؤلاء لغرض الخروج برؤية وتوصيات واقعية ممكن ان تدرس برؤية استراتيجية لغرض تشريعها كقوانين ممكن ان تكون الخطوة الاولى للنهوض باقتصاد البلد واستثمار الطاقات والامكانات.
 ان ما يطلق من شعارات هنا وهناك لغايات غير واضحة المعالم في جلب الكفاءات المهاجرة وتوفير درجات وظيفية لهم دون وجود حاجة حقيقة ليس سوى فتح المجال الواسع لغرض زيادة الاستهلاك وليس زيادة التنمية. كلنا نسمع عن براعة العراقيين المغتربين في الطب ومختلف العلوم في اوربا وامريكا حيث انهم يعملون في مؤسسات متقدمة ومتطورة في منظومة اجتماعية فعالة ومنسجمة مع ما متوفر وتحمل قيم للحفاظ على المقدرات وتنمية الامكانات وتطويرها. ان بناء هكذا مؤسسات لا يعتمد  الكفاءات فقط وانما يعتمد على عاملين اساسيين الاول:هو ترسيخ قيم تربوية في المجتمع لتقديس العمل واحترام القوانين والنظم. والعامل الثاني: يعتمد على رؤس الاموال التي ممكن ان تنشيء هكذا مؤسسات ضخمة وناجحة. بالتاكيد ان بناء هكذا مؤسسات يحتاج اموال ضخمة جدا وليس بمقدور البلد اليوم بناءها وادارتها بفعالية ما بين ليلة وضحاها. ان ما متوفر من مؤسسات تنموية حكومية محلية في حالة ترجع كبير حيث يلاحظ  تفشي فيها الامية الثقافية والصناعية والتكنلوجية لغالبية العاملين فيها، وهذا يجب التفكير به ومعالجته قبل البدا باي مشروع تنموي او توفير فرص عمل وهمية لاستيعاب البطالة. يجب ترسيخ قيم العمل وقدسيته ويجب التفكير باليات رفع انتاجية العاملين في كل مؤسسات الدولة ان ساعات العمل اليومي للموظف الحكومي بالمعدل العام لا تتجاوز ساعة يوميا.
منذ سنوات ونحن نسمع عدة شعارات لاحتضان الكفاءات المهاجرة اخرها اطلق قبل ايام حيث اعلن عن قيام وزارة التخطيط باطلاق استمارات باللغة العربية ولغات مختلفة للكفاءات المهاجرة وحتى لابناءهم لغرض اعادتهم للوطن. وهذا ليس سوى شعار او هو خطوة لزيادة تبديد الثروة ان تم العمل به دون وضع اساس صحيحه له ودون الاخذ بنظر الاعتبار الامكانات المتوفرة وما هو المرجو من احتضان الكفاءات المهاجرة وما يمكن ان تقدمه للتنمية المحلية والنهوض باقتصاد البلد. طبعا بالتاكيد في العالم المتقدم لا يتم البدا باي مشروع ما لم يكن له مردود ربح مادي او فيه تطوير وتنمية للمجتمع والاقتصاد. ان تفسير كلمة الاحتضان هنا يبدو وكانه توفير مناصب او توفير فرص عمل لفئة محددة جدا من العرقيين المغتربين. ان البلد اليوم ليس بحاجة لزيادة الاستهلاك وتبديد الثروة وانما هو بحاجة الى وقفة استشراف صحيح لتطبيق خطة تنموية استراتيجية صحيحة لاستثمار كل الطاقات والامكانات البشرية المحلية في الداخل قبل الخارج. 
هنا نطرح عدة تساؤلات ويجب ان ننطلق من الاجابة عليها لرسم خطة حقيقة وواقعية للنهوض للتنموي الصحيح المبني على اساس استراتجية وواقعية، يجب ان نحدد ما نريد وان نجيب بواقعية وبلا مزايدات عن الاسئلة التالية:
1.   ان مصطلح الكفاءات العراقية المهاجرة ما هو الا مصطح عام فيه الكثير من الضبابية وغير واضح فماذا يقصد به؟!! هل كل عراقي مهاجر يمكن اعتباره كفاءة؟!
2.    هل كل من يمتلك خبرة تقنية وفنية وتنكلوجية وصناعية يعتبر كفاءة؟! 
3.   بماذا تتميز الكفاءات العراقية المهاجرة عن خريجي الجامعات العراقية؟!! هل المشكلة في المناهج ونظم التعليم والمؤسسات التكنلوجية والفنية ما بين الخارج والداخل؟! 
4.   ماذا يمكن ان تقدم الكفاءات المغتربة  للتنمية المحلية بشكل واضح ومحدد؟
5.   هل البلد فعلا بحاجة لكفاءات وخبرات ؟! واين يحتاج هذه الكفاءات والخبرات؟!
6.   هل المبدا هو العمل على النهوض بالاقتصاد ام المبدا هو تشجيع المهاجرين للعودة للبلد؟!
7.   المهاجرين هل لديهم القدرة والرغبة للعودة والعيش في البلد بعد سنين من الاغتراب؟!  وخصوصا ونحن نرى كواقع حال ان اغلب السياسيين العراقيين الذين تسنموا مناصب عديدة في البلد لازالت عوائلهم تعيش في بلدان المهجر اوربا وامريكا واستراليا وكندا؟! ولا يبدو ان لديهم اي رغبة للعودة بعوائلهم للعيش في العراق.
8.   هل ان عملية احتضان المهاجرين وتوفير فرص عمل مناسبة لهم  ستعمل على ترسيخ قيم تربوية جديدة للمجتمع تنسجم مع ما كانوا يعيشونه في المهجر؟!
9.   هل ان اطلاق هكذا مبادرات نابعة من حاجة ماسة وضرورة ام انها مجاملة لسياسي ما؟! او لمغترب ما اولصديق مغترب؟
10.   كيف يعيش المغترب العراقي في ارض الغرب؟ هل توجد مشكلة اقتصادية او اجتماعية للمغترب العراقي في ارض المهجر؟
11.   هل تم حل مشاكل جميع خريجي العراق وتوفير فرص عمل لهم علما ان اعدادهم مئات الالاف ان لم نقل اكثر قبل النظر في حلول لمشاكل المغتربين؟
12.   اليس من الافضل العودة لبناء مؤسسات البلد التربوية والعلمية والتكنلوجية لكي يتم تطوير القابليات ونصل بالنتيجة الى مخرجات للتعليم العراقي؛ خريجين ذوي كفاءة عالية وقادرين على ان يكونوا فعالين في مجتمعهم وبناء بلدهم؟!
13.   هل بلدان العالم المتقدم كمؤسسات حكومية هي من تحتضن الكفاءات في بلدانهم؟! ام ان مؤسسات القطاع الخاص والشركات غير الحكومية هي من توفر فرص عمل للكفاءات الوافدة الى بلدانهم؟! وهل تتوفر هكذا شركات في العراق؟  وهل يمكن لشركة عالمية كبيرة ان تقوم بتعيين من لا تحتاج لهم في مجالات تخصصها العلمية والبحثية والانتاجية؟!
14.   اليس من الافضل تشجيع القطاع الخاص المحلي لاستيعاب الخبرات والكفاءات المحلية والمغتربة وتشريع قوانين مناسبة للعمل ودعم هذه الشركات لتوفير فرص عمل وتطوير امكاناتها لتكون هناك عملية تكاملية للنهوض باقتصاد البلد؟!
15.   هل في بلدان العالم المتقدم تتوفر فرص عمل لكل حملة الشهادات العليا؟! ام ان الحصول على عمل يكون اصعب لكل من يحمل شهادة عليا؟!

طبعا الاجابة عن هذه الاسئلة ليس بالامر البسيط لمن يعتبر عملية صياغة استمارات او رفع شعارات او تسجيل قوائم  باسماء كذا وكذا انجازات ولربما انجازات عظيمة!!! ان الانجازات التي يمكن ان تحسب وتسجل هي التي تعمل على  توفير الاموال وتوفير الطاقات وتنمية الاقتصاد وتقليل الكلف ورفع مستوى التربية والتعليم. طبعا لا اعرف هل فعلا شرعت قوانين لاستقبال الكفاءات ام لا؟!  لكن حقيقة مع الاحترام لكل عراقي شريف محب لبلده نرى ان تحل اولا اشكاليات الداخل وترسيخ قيم تربوية ومجتمعية جديد للانسان العراقي لكي يجد في بلده ما لا يجده في ارض الغربة لكي يعود طوعا بلا مغريات تقدم له. وانما يعود لانه يجد في ارض الوطن حاضنة له ويشعر بعراقيته وانتماءه ويشعر بانه قادر على ان يكون عضو فعال وايجابي ويشعر باهميته في وطنه.
ان اهمية الانسان في بلدنا لا يشعر بها الا وفق ثقافة التسيد واذلال الاخرين بالتسلط عليهم باي سلطة كانت باسلوب لا انساني. بينما هذا يعتبر عار انساني  في دول العالم المتحضر ويعتبر قيمة لتنمية بذور الدكتاتورية في التعاطي مع الاخرين وهذا بحد ذاته يعتبر اساسا التنافر والهروب الى ارض المهجر واساس الانهيار الاقتصادي. اذن يجب النظر في هذا الموروث السيء ومعالجته تربويا لكي نحصل على مجتمع سليم معافى ويسير بخطى ثابتة نحو التقدم والنمو والازدهار.
 سبق وان التقيت العديد من المغتربين وجدت العديد منهم لا يفكر بالعودة للوطن وانما يفكر بان له حق في الوطن ويريد ان يحصل على منصب ما، ويحصل على  مكاسب مالية ما، وافضليته في هذا ليس بما يستطيع ان يقدم وانما افضليته لانه يعيش في ارض الغربة، وهناك القليل منهم يفكر بانه يملك العلم والقدرة والثروة ويريد ان يمنح ويقدم شيء لبلده.

كان الافضل بوزارة التخطيط ان تدعو العراقيين المغتربين للاستثمار في العراق وتعمل على الدفع باتجاه استصدار قوانين الاستثمار بما يوفر فرص عمل ويقلل البطالة ويسهل الاجراءات ولا يعقدها لكل مغترب او مستثمر ممكن ان يعمل على بناء مشاريع في البلد.
 ان بلدنا ذو اقتصاد ريعي يعتمد على النفط بدرجة اساسية. ولا يوجد فيه ما يكفي من المشاريع التنموية لتوفير فرص عمل لكل الطاقات والامكانات البشرية الموجودة فيه. بلدنا يمتلك طاقات بشرية هائلة حيث يتوفراعداد كبيرة من الخريجين وبمختلف الشهادات وبخبرات وكفاءات عالية اضاف لتوفر اعداد هائلة من الايدي العاملة ان تم استثمارها بشكل صحيح وتطويرها ستكون قادرة على انجاز الكثير ويمكن للبلد ان يصدر الكفاءات. ان هذا ما يفضل ان تعمل على استثماره وزارة التخطيط بتطوير هؤلاء والبحث عن حلول لمشكالهم قبل ان تفكر بمشاكل العراقيين المغتربين. ان تحدثنا بصراحة بدون مجاملات  وبعيد عن الشعارات سنجد اني اغلب العراقيين في الداخل يتمنى ان يحصل على فرصة للهجرة لان الثقافة المجتمعية والسياسة والنظم في ادارة البلد طاردة وليس جذابة لاغلب العراقيين الذين لا يتبعون لاي جهة سياسية. هنا نركز على هذه النقطة التي يجب ان تنظر لها وزارة التخطيط بجدية لتمنع هجرة المزيد.

قلنا ما نعتقد ونتمنى فيه خير بلدنا.. وننتظر كلمات ورؤى قد تكون غابت عن بالنا ..

أ.د.علي عبد داود الزكي

4
 
التعليم العالي؛؛دور المناهج التعليمية في النهوض التكنلوجي ؛؛

ان وزارة التعليم العراقي اليوم لا يمكن النهوض بها علميا دون النهوض بالواقع التكنلوجي والصناعي في البلد. ان نهوض البلد محكوم بعدة نقاط وهي : فهم وتحديد حاجة المجتمع والامكانات البشرية المتوفرة ، جودة مخرجات المؤسسات التعليمية (جامعات ومعاهد) من حملة الشهادات والخريجين ، وسعة وقدرة القاعدة الاقتصادية الصناعية والزراعية والفنية والحرفية على توفير الاحتياجات الاساسية والخدمات وتوفير فرص العمل. ان وزارة التعليم العالي لا يمكن ان تتقدم تقدم ملموس يخدم البلد تنمويا ولو استقبلت واحتضنت كل علماء العالم ما لم تتوفر الامكانات المادية الاساسية وتتوفر قاعدة صناعية وتكنلوجية واسعة تعمل على فتح ابوابها لمؤسسة التعليم لغرض الولوج والمساعدة في ايجاد الحلول للمشاكل الفنية والصناعية وتطوير الامكانات. هنا نؤكد على ضرورة ان يكون هناك نظام اقتصادي واضح ومحدد في البلد لكي لا تكون رؤية النهوض متقاطعة معه ، وانما منسجمة انسجاما تاما مع اهدافه. ان مناهج التعليم العالي المعتمدة في الجامعات  المحلية حتى الان دون مستوى الطموح حيث انها بلا رؤية ورسالة واهداف واقعية وحقيقة. ان الرؤية والرسالة والهدف يجب ان يتم دراستها من قبل لجان علمية متخصصة من ذوي الخبرة الطويلة تنظر باحتياجات البلد وامكانته وتضع رؤيتها وفقا لذلك وتحدد اهدافها، وبعد ذلك يتم تحديد المناهج المناسبة للنهوض بالتعليم العالي الذي بالتاكيد سيخدم عملية التنمية الصناعية والتكنلوجية في البلد. هناك قصور كبير في عملية تحديد المناهج ، وكما توجد هناك تناقضات كبيرة في المناهج واختلافتها غير المبررة في الاقسام المتناظرة من كلية لكلية ومن جامعة لاخرى ، اضافة الى اختلافات ما بين المنهج المعتمد وما يتم تدريسه فعلا.

  اذكر مثالا عن اهمية المناهج التعليمة عندما اطلق الاتحاد السوفيتي اول قمر صناعي له عام 1957 حصلت صدمة كبيرة للحكومة الامريكية مما اضطر الرئيس الامريكي ايزنهاور عام 1958 الى المبادرة بانشاء وكالة ناسا وبنفس الوقت وجهت انتقادات عديدة  لمناهج ونظم التعليم في الولايات المتحدة وخصوصا الفيزياء والرياضيات واعادة النظر في ذلك. مما اضطر الولايات المتحدة لاعادة النظر في مناهجها التعليمية والتاسيس لعصر جديد حقق للولايات المتحدة تقدم كبير في مجال الفضاء والمجالات الاخرى.

  قبل فترة في قاعة الدرس دخلت في نقاش مع طلبة الدكتوراه لقسم الفيزياء بطرح عدة تساؤلات وهي: -
هل طلبة الدكتوراه يمتلكون من العلم والمعرفة اكثر مما يمتلكه العلماء المفكرون  في زمن الدولة العباسية في عصر المامون؟ هل يمتلكون معرفة اكثر مما يمتلكه العلماء والمعلمون في الكنائس والاديرة قبل اكثر من 200 عام ام لا؟!
- كلهم اجابوا بالايجاب.
- فقلت لهم الامكانات بسيطة جدا قبل اكثر من 200 سنة اليس صحيح؟!
- اجابوا نعم؟
- فقلت لهم تم حساب سرعة الضوء اول مرة بشكل تقريبي عام 1676م. فهل  يستطيع اخد منكم ان يحسب سرعة الضوء بامكانات بسيطة اليوم؟!
- صمت الجميع.
- فقلت لونصبت لكم خيمة في الصحراء وتم توفير امكانيات بسيطة لكم والطلب منكم باعداد تقويم للسنة الشمسية هل ستتمكنوا من وضعه بدقة؟
- اجابوا  بتعجب.. لا
- قلت لهم البابليون واضعوا تقويم دقيق جدا ووضعت تقاويم عديدة قديما ، فلماذا لا نستطيع واضع هذه التقاويم الان؟!
- تعجبوا
للتخلص من هذا العجب يجب اعادة النظر في المناهج العلمية المعتمدة حاليا.
ان بديات النهضة الاوربية ما بين القرن الرابع عشر الى القرن السابع عشر ، حيث ان  الامكانات كانت بسيطة في تلك الفترة اي فيما قبل 200 عام تقريبا لكنهم كانوا مبدعين ومفكرين وقاموا ببناء وتصميم العديد من المنظومات والاجهزة بقدراتهم البسيطة ووضعوا اساس النهوض التكنلوجي والصناعي الحالي. بينما وللاسف الشديد جامعاتنا حتى لا يمكن اعتبارها الا فقيرة وغير قادر على توظيف الامكانات المتوفرة في البناء العلمي الصحيح.  ولا يمكن ان يقوم الفنيون والتقنيون في مؤسسات التعليم العالي حتى الان ببناء منظومات علمية كالتي تم بناءها قبل اكثر من 100 عام في الجامعات  والمؤسسات العلمية الاوربيةّ!!!.
هنا نؤكد على ان لا نركز على الادراك والفهم النظري او اعتماد التجارب والاجهزة المستوردة من الدول المتقدمة وانما محاولة بناء المنظومات وتطوير المنتسبين وذلك بانشاء ورش عمل علمية وفنية وتقنية فعالة في الكليات العلمية  لغرض اعتمادها في تطوير وبناء المنظومات العلمية والاجهزة المختلفة واضافة التحويرات والتطويرات للمنظومات المختلفة، والتاسيس لبناء قاعدة تكنلوجية جيدة قادرة على خلق جيل جديد من الخريجين القادرين على الولوج لسوق العمل بخبرات تقنية وفنية وصناعية كبيرة. هنا نؤكد على ضرورة ان تنظر وزارة التعليم العالي في تعديل المناهج بما ينسجم واحتياجات البلد واستثمار كل الامكانات المتوفر في البناء والاستحداث والتطوير. كما نؤكد هنا الى موضوع مهم هو مشروع التخرج للطلبة هذا الموضوع  للاسف الكبير لا ينظر له كانه درس اساسي ولا يعطى وزنا مهما في العديد من الكليات والاقسام وانما يكون درس شكلي لا قيمة له وغالبا ما يقوم الطالب باخذ تقرير من النت ويقوم باجراء تحويرات بسيطة عليه ومن ثم تسليمه للقسم على انه مشروع تخرج. بينما هذا الموضوع يمكن اعتباره تتويج لدراسة الطالب والوصول به لمرحل العمل والبحث والانجاز بشكل علمي صحيح.
ان عملية البناء تحتاج الى تخطيط استراتيجي تكاملي وفق رؤية مؤسساتية  وليست شخصية تتغير بتغير الادارات. ان عملية تغيير المناهج تحتاج الى فهم ثقافة المجتمع بكافة المجالات الدينية والعادات والقيم والتقاليد والمورث الفكري واسلوب المعيشة وتاثيرات الجغرافيا والبيئة، اضافة لفهم الاحتياجات الفعلية للمجتمع من خدمات وتوفير فرص عمل حقيقية. العمل على ترسيخ قيم تحمل المسؤولية والجدية والنظام وقدسية العمل وقدسية المؤسسة التربوية والتعليمية والمعلمين والمربين وبث روح التعاون والتطوع  لخدمة المجتمع والانسانية.  وهذا كله ينصب في عملية سامية وعظيمة هي عملية بناء الانسان قبل بناء اي شي اخر. ليس من السهل تحقيق النمو والازدهار والتنمية ببناء مناهج انية لا تنظر بشمولية لواقع الحال وما هو المرجو منها. كما لا يمكن استنساخ التجارب وتطبيقها في بلدنا دون الانتباه للاختلافات المجتمعية والثقافية والبيئية وغيرها من العوامل التي قد تكون سبب اساسي من اسباب الفشل او التراجع وتبديد الثروات.
يمر بلدنا اليوم بمرحلة انتقالية حرجة وصعبة ومهمة جدا ، وبالتاكيد سيتخطها بلدنا بنجاح وهذه المرحلة هي مرحلة الاستقرار والنهوض كدولة شرقمتوسطية اساسية ومحورية. والبلد بحاجة لتظافر الجهود والاعتماد في رسم ملامح المرحلة القادمة على المفكرين والتربويين والمصلحين وتوجيه المؤسسات الاقتصادية في البلد نحو استثمار الطاقات بشكل فعال وايجابي يمكن البلد من النهوض التنموي السليم. ويتوجب ان يكون للتخطيط الاستراتيجي الحكيم الدور العظيم في هذه المرحلة. بالتاكيد لا يمكن معالجة السوء والفساد بضربة عصا فان ذلك يحتاج لصبر ويحتاج لوقت طويل لان الفساد ليس بوجود الفاسدين فقط وانما بوجود ثقافة مجتمع ولادة لهكذا مفسدين، وهنا يبرز دور المؤسسة التربوية والدينية في ترسيخ ثقافات الاصلاح لمجابهة الفساد وتشريع القوانين الصالحة لحماية الانسان والمجتمع. لذا على وزارة التعليم اليوم العمل لاجل اصلاح المناهج بما يتناغم وحاجة السوق والتكنلوجيا في البلد والعمل على رفع مستوى الهيئة التدريسية  باقامة ورش العمل المستمرة والدورات ضمن نطاق كليتهم وجامعاتهم لتطوير قدراتهم بشكل جدي وفعلي وحقيقي وليس شكلي غير مستثمر. والعمل على ان يكون عضو الهيئة التعليمية فعالا في تنفيذ افكار ورؤى الوزارة والتزامه بالمناهج المقررة. ونقدها وبيان سلبياتها وايجابيتها بتقرير سنوي يرفع للقسم والكلية لغرض الاستفادة منها ودراستها وتذليل ما يمكن تذليله. ويتوجب اعادة النظر في مناهج التعليم العالي ومقارنتها مع مناهج الجامعات العالمية الرصينة ومقارنة ما بين جتمعاتنا وهذه الجامعات من حيث الامكانات المتوفر من اجهزة ومختبرات وورش عمل وكتب ومواد اولية واستثمارات وعقود واعداد طلبة ودارسين اجانب ومقارنة ساعات الدراسة والعمل البحثي ايضا للوصول الى وضع اسس صحيحة لبناء مؤسسات التعليم العالي بشكل مهني صحيح وفق رؤية جديدة.
اختصرنا وقلنا بكلمات رؤيتنا المتواضعة .. وبقيت لدينا كلمات .. وننتظر كلمات ورؤى لتدخل في سعة فضاء الحوار الهادف لتطوير مؤسسات التعليم.. وخير البلد..

أ.د.علي عبد داود الزكي





5
؛؛التعليم العالي العراقي؛؛ العرض الدراسي والبحثي (السيمنارات) ؛؛
ان رؤية العديد من الباحثين وطلبة الدراسات العليا لمنهجية البحث العلمي غير متكاملة وغير سليمة،  فمن خلال حضور ومتابعة الكثير من المؤتمرات والندوات والسمنارات للباحثين وطلبة الدراسات العليا ولتخصصات مختلفة تم ملاحظة جسامة هذا المشكلة. حيث ان اغلب الباحثين وطلبة الدراسات العليا لديهم ضعف كبير في اسلوب عرض البحث او الدراسة او التقرير بالشكل الصحيح والسليم. ان اهم نقاط الضعف في عرض البحوث والدراسات هنا يمكن اختصارها بعدم وضوح مشكلة البحث والدراسة، وعدم بروز اهميتها وموجبات علاجها، ووجود خلط في تسلسل صفحات العرض بما يخل بالمنهجية الصحيحة، وضعف في ابراز ما تتميز به الدراسة الحالية وحلولها المقترحة وفرقها عن ما سبقها من دراسات. كما يلاحظ وجود قصور كبير في تنسيق وتنظيم صفحات العرض فيلاحظ عرض فكرة العمل احيانا من قبل الباحث مع المقدمة قبل عرض المشكلة واهميتها وقبل عرض اي دراسة سابقة.كما قد يلاحظ لدى البعض عدم الفصل ما بين الجزء النظري والدراسات السابقة وما بين عمل الباحث ونتائجه، وعدم ابرازالنتائج بشكل صحيح، وضعف في عملية الاستنتاج، وخلط بين الهدف والعمل. بالتاكيد هذا يظهر وجود خلل وضعف منهجي كبير ليس في عمل ودراسة الطالب والباحث فقط وانما وجود ضعف في توجيه المشرفين وقصور في المتابعة من قبل المؤسسات التعليمية لعلاج هذا الخلل. الرابط التالي فيه نموذج منهجية مقبول لعرض سمنار (ندوة) لمشروع تخرج لطلبة الدراسات العليا الذي كان معتمدا في احد الاقسام العلمية:
goo.gl/16TFfz
وطبعا يمكن الاستفادة منه في عرض اي ورقة بحثية مع اجراء بعض التعديلات عليه.
ان من اهم ما يمكن ان يرفع مستوى البحث العلمي هي المنهجية الصحيحة والاخراج الصحيح  واللغة البليغة. ولكي يتم الوصول لهذا؛ يجب ان لا تنقطع السيمنارات (الندوات) لجميع منتسبي التعليم العالي وطلبة الدراسات العليا والباحثين ويجب تفعيل هذا بشكل كبير وتحديد سيمنارات تطويرية وتثقيفة لكل باحث واكاديمي كل 3 اشهر، لغرض الاستفادة وتطوير قدرات منتسبي التعليم العالي البحثية والعلمية وتقويم اسلوبهم البحثي وزيادة رصانة مخرجاتهم بالتعلم المستمر والنقاشات التي ممكن ان تجري بعد القاء السيمنارات. وهذا للاسف غير معمول به في اغلب اقسام وكليات وجامعات البلد.
راينا فانتقدنا ..وتاملنا فقلنا ...اللهم صوب قولنا لما تحبه وترضاه...

أ.د.علي عبد داود الزكي






6
؛؛التعليم العالي العراقي؛؛ رؤية في تحديد التخصصات العلمية
ان تعليمات الوزارة باعتماد شهادة الماجستير والدكتوراه في تحديد تخصص التدريسي الجامعي والذي يجب ان يعتمد في الاشرف على طلبة الدراسات العليا ومناقشة رسائل واطاريح طلبة الدراسات العليا، للاسف الشديد لم ياخذ بها في بعض الجامعات العراقية. واحيانا كثيرة لا يتم حتى الاهتمام بما تم دراسته من كورسات دراسية عليا متخصصة في تحديد التخصص العلمي للتدريسي وهذا فيه الكثير من الغبن. كما ان التدريس في الدراسات العليا ايضا فيه مشاكل ومفارقات كبيرة، حيث يعتمد وللاسف الشديد  فقط عنوان اطروحة الدكتوراه في تحديد تخصص التدريسي ومن ثم تحديد ما يمكن ان يقوم بتدريسه في العليا. علما ان اغلب خريجي العراق درسوا كورسات متقدمة ولكن اعتماد التخصص بموجب اطروحة الدكتوراه فقط يمنعهم من القيام بتدريس بعض الكورسات في العليا حتى لو كانوا درسوا هذه الكورسات في مرحلة الدكتوراه سابقا.
احيانا كثيرة يتم فرض رؤى ضيقة جدا للترقيات العلمية بمنع التدريسي من تقديم بحوث منجزة ضمن تخصصه العام او حتى ضمن تخصصه في دراسة الماجستير حتى لو كانت بحوثه المنجزة منشورة بمجلات عالمية رصينة او كان حاصلا فيها على براءات اختراع، وحصر قبول بحوثه للترقية بتخصص الدكتوراه فقط وطبعا هذا مخالف لتعليمات وزارة التعليم العالي النافذة بخصوص الترقيات العلمية الحالية. هذا بالتاكيد فيه الكثير من السلبية التي يجب ان تعالجها الوزارة بسرعة لمنع تراجع مستوى البحث العلمي وتقييده بقيود الشخصنة الادارية او الاجتهادات غير المنصفة. ان التقديم للترقية في مؤسسات التعليم العالي يتوجب فيها ان يقدم الباحث بحثين او 3 بحوث في الاقل وحسب الدرجة العلمية التي يريد ان يقدم للترقية لها التدريسي. ويشترط بالبحوث ان يكون في الاقل احدها منفردا (اي منجز من قبل التدريسي بمفرده). ان بعض الجامعات العالمية تعتبر البحث المنفرد ليس البحث الذي ينجزه الباحث بشكل منفرد وانما البحث الذي ينجزه الباحث بحقل تخصصه الدقيق حتى لو كان معه مشاركين اخرين في البحث. وهذا يعني ان البحوث ممكن ان تقدم للترقية بالتخصص العام والدقيق واي بحث يقدم بالتخصص الدقيق سيعتبر بحثا منفردا. يجب على الوزارة استصدار ما يكفي من القوانين والتعليمات بهذا الخصوص لان الترقية العلمية هي ليست ترقية بحث وانما ترقية تدريسي اصبح يمتلك خبرة بحثية عالية وقدرة تحليل كبيرة تمكنه من مناقشة وتقويم البحوث والدراسات. هنا نتمنى ان تكون الترقيات في جميع الجامعات العراقية خاضعة لقانون موحد دون شروط داخلية تختلف من جامعة الى اخرى.
لذا نتمنى ان تقوم الوزارة باستصدار قوانين وتعليمات واضحة ولا تحرم التدريسي من اي حق من حقوقه البحثية والعلمية والدراسية. والاخذ بنظر الاعتبار ما تم دراسته من كورسات في مرحلة الماجستير والدكتوراه وعناوين اطاريح الماجستير والدكتوراه لتحديد التخصص وما هي البحوث التي ممكن ان يقدمها التدريسي للترقية العلمية. وبنفس الوقت تحديد تخصصه وما هي الكورسات التي يمكن ان يقوم بتدريسيها للطلبة الدراسات العليا. ان استصدار هكذا قوانين ستحمي التدريسي وتحفظ حقوقه وستمنع حصول اجتهادات قد تكون غير منصفة للتدريسيين.

قلنا راي ونحترم باقي الاراء المخلصة الهادفة بهذا الخصوص.

أ.د.علي عبد داود الزكي. 

7
التعليم العالي العراقي؛؛  القبول المركزي رؤية ومقترحات
ان العراق اليوم ليس بحاجة الى اعداد هائلة من الخريجين وحملة الشهادات العليا بل بالعكس ان الصناعة والتكنلوجيا التنموية الحقيقية تحتاج بشكل اكبر الى الايدي العاملة من الفنيين والتقنيين وبحاجة ايضا الى العمالة غير الماهرة. لذا يجب ان تكون هناك استراتيجية وتخطيط سليم لعملية القبول المركزي وتقنين القبول وفقا لاحتياجات المجتمع ومؤسسات القطاع العام والقطاع الخاص. يجب ان تكون اعداد الخريجين من مؤسسات التعليم العالي بما ينسجم وحاجة المجتمع وبما يخدم عملية البناء والتطوير والعملية التنموية الانتاجية التي تعمل على تدعيم اقتصاد البلد. والعمل على صرف اموال التعليم العالي وفق رؤية استراتيجية تؤمن افضل استثمار لها وعدم تبديد الاموال بتدريس ما لا يحتاجه البلد وعدم تخريج اعداد هائلة من الطلبة بتخصصات معينة لا يمكنهم ان يجدوا فرصة عمل حقيقة في البلد. يمكن هنا ان تعمل التعليم العالي بالاتفاق مع وزارة التخطيط على تحديد احتياجات البلد المستقبلية. يمكن ان تنظر الوزارة في امكانية اعتماد ما يلي في عملية القبول المركزي :
1.    توفيرفرص دراسية مجانية في جامعات ومعاهد البلد لخريجي الدراسة الاعدادية المتفوقين فقط وبنسبة 10% من الطلبة في الاقسام والكليات.
2.   اما باقي خريجي الاعدادية فيتم قبولهم للدراسة على نفقة مؤسسات القطاع العام والخاص التي تحتاج لهم بعد التخرج. اي يجب هنا ان يفرض على جميع مؤسسات البلد ان تمنح عقود حاجة لخريجي الدراسة الاعدادية ليكملوا دراستهم الاكاديمية على نفقتها ووفقا لحاجتها الفعلية، ويجب ان تكون هناك هيكلية ادارية وعلمية لكل مؤسسة حكومية او اهلية معتمدة رسميا ومثبتة وفقا لشروط وزارة التخطيط. اي سيكون قبولهم في الجامعة وفقا لحاجة المؤسسة التي اعطتهم عقد لكي يكملوا دراستهم على حسابها ولصالحها. وهنا سوف تحصل وزارة التعليم العالي على مردود مادي عن دراسة ما نسبته 90% من الطلبة في مؤسساتها، ويمكن استثمار هذه الاموال لغرض للنهوض بالمستوى العلمي والبحثي في جميع مؤسسات التعليم العالي، صحيح ان الية التطبيق قد تكون صعبة وتسبب بعض الازمات لكن لابد من السير تدريجيا بهذا الاتجاه لغرض تفعيل اليات العمل وتوفير فرص العمل، وهناك العديد من الدول التي سبقتنا في هذا المجال ومنها ماليزيا حيث يمكن الاطلاع على تجربتها للاستفادة منها.
3.   يجب ان تكون نسبة القبول في الجامعات بما لا يزيد عن 40% من خريجي الدراسة الاعدادية. اما ال60% فيتم قبولهم في المعاهد الفنية، او تكون النسبة حسب ما يفرضه واقع الحال والحاجة المحلية للشهادات الاكاديمية.
4.   التوسع بفتح الدراسة بالتخصصات التي يحتاجها المجتمع وفق رؤية استراتيجية مستقبلية.
وبذلك سوف يتم تقليل الضغط على مؤسسات التعليم العالي لتعمل بكفاءة وتوفير مبالغ كبيرة لادامة تطويرها واستمرارية تقدمها. ان هذا سيؤدي الى التوسع في فتح الكليات والجامعات الاهلية، وهنا يتوجب على الوزارة ان تحدد ما يكفي من القوانين والتعليمات لضمان رصانة الدراسة في هذه الجامعات والكليات. كما ان التوجه للجامعات الاهلية سيوفر مبالغ كبيرة للدولة ويوفر فرص عمل لحملة الشهادات العليا بشكل خاص في هذه الجامعات. هنا نؤكد على ضرورة ان تعمل وزارة التخطيط على وضع خطط لمشاريع تضمن حصول خريجي الدراسة الاعدادية الدراسين في الكليات والمعاهد الحكومية لحصولهم على فرص عمل في القطاع العام او الخاص، والعمل على استصدار التشريعات المناسبة لذلك ووفقا لامكانات البلد الاقتصادية والبشرية.
قد لا يتقبل البعض ما ورد لكن ما هو الحل للنهوض بمؤسسات البلد التكنلوجية والتنموية وتوفير فرص عمل ومحاربة كل انواع البطالة؟
 ان الرؤية التي يجب ان تحترم في مجتمعنا اليوم هي ؛؛ان العمل اقدس من الدراسة فيما لا يحتاجه البلد؛؛. ولتوفير فرص العمل يجب الاهتمام بشكل جدي بالتخطيط وتحديد الاحتياجات الحقيقية للبلد.
قلنا كلمات وبقيت كلمات وننتظر كلمات ورؤى ومقترحات في فضاء الحوار الايجابي الهادف للنهوض بالبلد على كافة الاصعدة..

أ.د.علي عبد داود الزكي


8

؛؛التعليم العالي العراقي؛؛ البحث العلمي والنهوض بالتكنلوجيا التنموية
البحث العلمي والتطور التكنلوجي لاغلب دول الشرق الاوسط في حالة ركود ان لم نقل تراجع باستثناء ايران واسرائيل اللذان وظفا البحث العلمي في خدمة التكنلوجية الصناعية بشكل كبير وفعال. ان الغاية الاساسية التي يعمل من اجلها التعليم العالي ليس التوسع في النشر البحثي والعلمي بقدر ما هي تطوير المجتمع والمساهمة الفعالة في بناء وتطوير التكنلوجيا التنموية. فما فائدة الدراسات التي تنشر بارقى مؤسسات النشر العالمي وليس لها واقع تطبيقي واستثماري محلي او عالمي؟! لا نريد هنا ان نقلل من شان النشر والانجازات البحثية العلمية الرصينة ولكن نتمنى ان يتم توجيه هذه المنجزات التوجيه الصحيح والسليم الذي يخدم فعلا التنمية محليا. ان عملية التطور للصناعة والتكنلوجيا التنموية والبحث العلمي هي عملية  تكاملية، ففي بلدنا اليوم لم نلاحظ بان البحث العلمي كان فعلا بخدمة تطوير التكنلوجيا والتنمية وفي المجالات الاقتصادية المختلفة. ان اغلب جامعاتنا ومنذ عقود مستهلكة وغير منتجة ولا يوجد فيها الكثير من الدارسين من خارج البلد ايضا. اي ان جامعاتنا لا تحقق اي مردود مادي من خلال ما تنجزه من دراسات وبحوث علمية. لذا يجب ان تكون هناك نظرة واقعية  لهذا الامر لغرض ايجاد العلاج المناسب بعيدا عن الاستعراضات المنمقة والمزيفة والتفاخر والتباهي بالانجازات عدديا والنشر العالمي كما ونوعا وكاننا حققنا انجاز علمي وتكنلوجي عظيم بالرغم من ان كل هذه الانجازات ومنذ عقود لم تحقق تقدم تنكلوجي وتنموي حقيقي للبلد فلازال البلد اقتصاده ريعي واعتماده على النفط بشكل اساسي.
 ان الكثير من دور النشر العالمية اساسا عملها اصبح تجاري واستمرارها اساسه الكسب المادي. اذكر على سبيل المثال ان احد الزملاء التدريسيين كان قد تم تكليفه كعضو في لجنة لمناقشة اطروحة طالب دكتوراه في احد الاقسام العلمية وقد نشر هذا الطالب عدة بحوث في مجلات ذات معامل تاثير ثومبسن. فقام هذا الزميل بالتاكد من صحة ما ورد وان المجلات ضمن سجلات ثومبسن فعلا ، وبعد التاكد قام هذا الزميل بارسال احد بحوثه المنجزه مؤخرا للنشر في هذه المجلة وكانت المفاجئة كبيرة عندما طلبت المجلة منه ان يرسل لها اسماء وعناوين عدة مقيمين يقترحهم لتقييم بحثه؟! وفعلا قام بارسال مقيمين وفي اليوم التالي مباشرة تم ارسال البحوث لاثنين منهم لغرض تقييم بحثه. ان هذا الامر يتطلب منا مراجعة حقيقية للانجازات البحثية المحلية والوقوف وقفة تامل عن صحة النشر بهكذا مجلات. وبنفس الوقت اعادة النظر في شروط النشر في المجلات المحلية واستصدار تعليمات وضوابط جديدة ومركزية للنشر المحلي وترصين عملية البحث العلمي والاهتمام بشكل جدي بعملية اخراج البحوث بشكل منهجي صحيح وسليم لتكون مناسبة ومقبولة للنشر محليا وعالميا. ان العمل على رفع مستوى مجلاتنا المحلية لمستوى المجلات العالمية يمكن اعتباره نقلة نوعية في مستوى البحث والنشر العلمي المحلي، لذا يجب الاهتمام به بشكل كبير للنهوض بمستوى مجلاتنا المحلية.
ان النهوض بمستوى البحث العملي محليا وتطوير مؤسسات التعليم العالي لا يمكن تحقيقه بارسال الاف البعثات الى الخارج وانما ذلك يتم ببناء مؤسسات صناعية وتكنلوجية وتنموية متطورة وكبيرة في البلد، ليقوم التعليم العالي برفد هذه المؤسسات بالخريجين وفق لاحتياجاتها ، فمما يلاحظ في اغلب دول العالم المتقدم لا يدرسون ما لا يحتاجون له الا بحدود ضيقة جدا في  مجالات نظرية ومعرفية محدد. كما سيعمل بنفس الوقت الباحث الاكاديمي على ايجاد الحلول للمشاكل التقنية والفنية وتطوير الامكانات في هذه المؤسسات التكنلوجية. ان العمل البحثي المحلي في اغلب حالاته غير موجه التوجيه الصحيح لغياب دور وزارة التخطيط في توفير البيانات وتوجيه الامكانات لتطوير البلد وخلق فرص العمل والنهوض بالتنمية. ان غياب التخطيط كان له الدور الاكبر في صرف الاموال فيما لا يحتاجه البلد وليس هناك من رؤية استراتيجية لاستثمار مخرجاته. كما ان اغلب براءات الاختراع المحلية لم يتم الاستفادة منها وتوظيفها التوظيف الصحيح والمناسب، اضافة الى ذلك ان مؤسسات البلد في مختلف الوزارات لا تميل الى اعتماد براءات الاختراع المحلية لعدم وجود امكانية لبناءها او انتاجها محليا او لوجود بدائل مستوردة رخيصة وجيدة غالبا او لان البراءة ليست ذات اهمية صناعية وتكنلوجية محلية قصوى ليتم استثمارها. ان هذا يدلل على ضعف التكنلوجيا التنموية والابداعية التطويرية في البلد. ان عملية البحث العلمي حقيقة بحاجة الى وقفة استدراك ودراسة جدوى وليس تسرع ورفع شعارات مبهرة اعلاميا فقط. يجب ان يكون هناك حضور للتخطيط والاستراتيجية الصناعية والتنموية في البلد، لكي يمكن توظيف اموال البحث العلمي بشكل صحيح. 
عندما لا يكون للمخطط الواعي قرار ولا تتوفر للعالم والباحث امكانات مادية ومختبرية فلا يمكن تحقيق التقدم والانجازات العلمية والتكنلوجية الكبيرة. كما ان الابداعات والتطويرات والانجازات لا يمكن استثمارها ما لم تكن واقعية ولها امكانية تطبيقية مربحة، اذن هنا نشدد على ضرورة فتح افاق التطبيق المحلي بما يخدم عملية التنمية. كما يجب ان تعمل وزارة التخطيط على توفير ما يكفي من المعلومات عن احتياجات المجتمع ومشاكل عمل مؤسسات البلد الصناعية والتكنلوجية والفنية لغرض دراستها وعرضها على مسؤولي التعليم العالي والبحث العلمي لغرض توفير اطار علمي بحثي صحيح لايجاد الحلول الواقعية والعملية لها. يجب ان يكون هناك انفتاح على جميع مؤسسات البلد الصناعية والتكنلوجية لغرض تفعيل البحث العلمي لايجاد الحلول الممكنة لمشاكل تقنية وفنية حقيقة وذات مغزى للدراسة والبحث.
قلنا راي ونرحب بجميع الاراء في فضاء الحوار الهادف الذي نتامل منه الخير لعراقنا الجديد

أ.د.علي عبد داود الزكي

9
التربية والتعليم العالي العراقي ؛؛ظواهر سلبية بحاجة لعلاج ؛؛
تربى اجيالا عديدة من الطلبة في مؤسسات وزارتي التربية والتعليم العالي على الحصول على مكاسب معنوية ومكاسب لا يستحقونها في التقييم والدرجة مقابل تقديم الهديا او اقامة الولائم وفي بعض الاحيان تقديم الرشى والمبالغ المالية متجاوزين القوانين والتعليمات وغير محترمين للقيم التربوية والاخلاقية الصحيحة السليمة. حيث ان تقديم الطلبة للهدايا والرشى واقامة الولائم يجعلهم في حالة من الغرور والتفاخر والتباهي امام باقي زملائهم الطلبة الذين لا يستطيعوا ان يقدموا او يفعلوا مثلهم، وهذه مسالة للاسف البعض ياخذها على انها سهلة وبسيطة او انها مقبولة وكانها عرف اجتماعي ساري ومقبول ولا اعتراض عليه في مؤسسات التربية والتعليم العالي. يلاحظ في الدراسة الجامعية شيوع هكذا ثقافة ايضا رغم وجود تعليمات وزارية تمنعها. تتفشى هذه الظاهرة السلبية عند طلبة الدراسات العليا بشكل كبير جدا؛ حيث يحرج الطلبة او يفرض عليهم بشكل مباشر او غير مباشر باقامة الولائم وتقديم الهدايا قبل او بعد اجراء مناقشة رسائلهم او اطاريحهم. واحيانا وبشكل مخجل جدا يتم وضع الماكولات والعصائر والمكسرات امام لجنة المناقشة علنا اثناء اجراء المناقشة. رغم وجود التعليمات الوزارية الصريحة التي للاسف اغلب الجامعات والكليات لا تلتزم بها. لا بل احيانا كثيرة الاستاذة المناقشين لرسائل واطاريح طلبة الدراسات العليا وبعضهم من الاداريين في مؤسسة التعليم العالي وللاسف الشديد يتقبلوا الهدايا ولا يجدون ضيرا في تقبل دعوات الطلبة لحضور الولائم التي قد تكون داخل او خارج الجامعة. كما يلاحظ في كثير من الجامعات خصوصا في جامعات المحافظات اضافة لما تم ذكره من تقديم هدايا وولائم يقوم طالب الدراسات العليا بالتكفل على حسابه الخاص بشكل كامل بالحجز بالفنادق القريبة من الجامعة للاساتذة المناقشين لرسالته او اطروحته والقادمين من محافظات اخرى للاقامة يوم او يومين كما يتكفل بنقلهم من محافظاتهم الى الجامعة ذهابا وايابا. اضافة لما ذكر الكثير من الاساتذة المناقشين  او حتى المشرفين يقوم بالطلب من الطلبة بتزويدهم بنسخ ورقية او اصلية من الكتب والمصادر التي يحصل عليها الطالب ويعتبر هذا وكانه طلبا مشروعا رغم انه غير قانوني لكنه اصبح وكانه عرف في بعض الكليات. اضافة الى ذلك ففي العديد من الكليات والاقسام يقوم طلبة الدراسات العليا بحجز قاعة على حسابهم الخاص لغرض اجراء مناقشة رسالتهم واطروحتهم فيها.  وهذا ايضا غير قانوني وغير مقبول لان وزارة التعليم يجب ان توفر للطلبة كل ما يحتاجونه بما في ذلك قاعة للمناقشة. وهذه الظواهر السلبية غالبا ما تثقل كاهل طلبة الدراسات العليا وخصوصا من الطلبة غير الموظفين.
 هناك ظاهرة سلبية خرى وهي ان الكثير من الطلبة في الجامعات العراقية للدراسات الاولية والعليا لا يستلم نتيجة امتحان للكورس الدراسي او لنهاية العام الدراسي الا بعد تقديمه مبلغ من المال بشكل مخجل وغير قانوني.
لذا يجب ان يتم تفعيل قوانين وتعليمات وزارة التعليم العالي ومتابعة تنفيذها بشكل جدي فان تراكم هكذا صغائر فيها سوء وفساد ممكن ان يؤدي الى فساد اكبر واعظم. هناك تطلع كبير للاصلاح المؤسساتي والاجتماعي في بلدنا العزيز وهذا بالتاكيد لا يمكن انجازه بسهولة ولكن يجب تحديد نقاط الخلل والاعتماد على القوة الادارية النزيهة والشجاعة والترويج لثقافة وطنية صالحة تدعم من قبل المؤسسات الدينية والمجتمعية وان يكون هذا الدعم مبرمج وفق رؤية اصلاحية تربوية فكرية شاملة لغرض النهوض بثقافة المجتمع  ليكون في مصاف المجتمعات الراقية في العالم وتحقيق التطور والنهوض الاقتصادي والتنموي في البلد.
راينا فانتقدنا للاصلاح.. وننتظر تشابك الرؤى في فضاء الحوار الهادف  لاجل خير امة العراق..

أ.د.علي عبد داود الزكي

10
؛؛خلل تربوي؛؛ المجتمع يقدس الكذب
ان من اسوء عيوب التعامل الاجتماعي والمؤسساتي في البلد هو شيوع الكذب الموثق والكذب في التعامل في جميع مؤسسات الدولة، حيث نرى الكثير من ابناء المجتمع عندما يكون لديهم قصور في العمل الرسمي او تغيب عادة ما يقدموا طلب رسمي لا يدونوا فيه الحقيقة واسباب التقصير اوالتغيب ، وانما يدونوا ما يخالف الحقيقة من اعذار كاذبة لكي يمرروا طلبهم ويحصلوا على ما يريدوا. وكثيرا ما نلاحظ ان بعض المسؤولين والاداريين يقوم باعادة الطلبات او المعاملات التي لا تنسجم مع التعليمات والقوانين النافذة ويذكروا احيانا كثيرة ما يجب ان يكتب فيها حتى لو كان كذبا لكي يتم تمريرها. وهذا يعني بشكل او باخر كتابة طلبات فيها كذب وتزييف للحقائق لكي تكون موافقة للقانون والتعليمات لكي يتم تمريرها. لذا يجب الانتباه الى انه يجب ان يكون التشريع والقانون سمح ومرن بحيث يسهل امور المواطن دون ان يضطر المواطن للكذب وتوثيق كذبه بالاوراق والمعاملات الرسمية. طبعا هكذا امور غير موجودة في العالم المتحضر حيث يعتبر؛؛الكذب عارا اجتماعيا؛؛ واساس التربية لديهم الصدق وتعليم اطفالهم اعتماد الصدق مهما كانت الظروف بينما في مدراسنا القول غير الفعل والطالب يتاثر بالفعل اكثر من القول. المواطن الذي لا يوثق اعذارا وادعاءات كاذبة في الكثير من طلباته ومعاملاته الرسمية سوف لا يستطيع انجازها واستكمالها. فمثلا طلبة الدراسات العليا في جامعاتنا عندما يحتاجوا الى تمديد دراسي يضطروا ان يقدموا طلبات بهذا الخصوص ويدونوا فيها اسباب طلب التمديد والكثير من هذه الاسباب غير صحيح وكاذب وبعلم المشرف وادارة القسم. كما ان بعض الطلبة يقدم على استخدام علاقاته ومعارفه في الحصول على اجازات مرضية موثقة ومصدقة من مؤسسات حكومية تابعة لوزارة الصحة لغرض الحصول على اجازة او تاجيل امتحان.  كما يلاحظ شيوع ظاهرة التاجيل للامتحانات من قبل الطلبة بحجة المرض حيث يقدم الطالب طلب للذهاب للطبيب لاجراء فحص طبي لغرض الحصول على اجازة مرضية لكي يتمكن من تاجيل الامتحان ونعرف ان اغلب الطلبة لا يعانون من ازمة صحية وانما غاياتهم تاجيل الامتحان فقط باسلوب تحايلي وهم يقرون بذلك. طبعا هناك امثلة كبيرة وهائلة جدا في مختلف مؤسسات البلد الحكومية وغير الحكومية التي يظهر فيها تقديس الكذب اجتماعيا ولتصبح المقولة ؛؛في الصدق النجاة؛؛ مقولة غير مقبولة الا كشعار يعلق في الغرف للزينة والتباهي ويكتب في الواجهات وفي صفحات وبوستات الفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي.
 يجب ان توضع هذه النقاط امام المشرع الذي يضع التعليمات والقوانين لغرض معالجة هذه النقطة لكي لا ينشا مجتمع يتعلم الكذب في المؤسسات التربوية وبعد ذلك نطلب منه ان يكون امين وصادق في تعامله وعمله.

أ.د.علي عبد داود الزكي



11
؛؛التربية والتعليم العالي العراقي؛؛ النجاح بالواسطة ؛؛غشك من ارضاك بالباطل؛؛
غالبا ما تتعرض الهيئة التدريسية وادارات المؤسسات التربوية والتعليمية لضغوط شديدة لغرض فرض تقييم غير صحيحة للطلبة او لبعض الطلبة (والسائد هو تغيير تقييمات بعض الطلبة دون استحقاق). ان هذه الضغوط سائدة في العراق منذ عدة عقود ونتج عنها تقبل كبير لمفهوم المحسوبية والواسطة في مختلف الاوساط الوظيفية. ان عدم احترام عتبة النجاح (درجة النجاح) بسبب التاثيرات والضغوط المختلفة كان له الاثر السلبي العظيم في تدهور المؤسسات التربوية والتعليمية في البلد. كما اصبح من لا يتقبل هذا الامر وكانه منبوذ ضمن وسط عمله وكان يغرد خارج السرب بقيم سامية لا يتقبلها المجتمع الا كقيم وشعارات كتب فقط. ان هذه الظاهرة  السلبية بحاجة الى علاج فعال وناجع ضمن مؤسسات التربية والتعليم. ان التدريسيين في احيانا كثيرة وبسبب ضعف تطبيق القانون وضعف الاجهزة الامنية اصبحوا عرضة للتهديد ويتم وارهابهم لغرض الرضوخ لهذا الامر والسبل كثيرة ومتنوعة في هذا الشان. احيانا تكون الضغوطات عشائرية او اجتماعية واحيانا حزبية واحيانا من مسؤولين في المؤسسة التعليمية نفسها وكانهم لا يعرفوا ماذا يعني قيم تربوية وماذا تعني امانة ونزاهة؟!
ان السياسي والبرلماني وحتى الاداري الذي جاء وفقا للمحاصصة السياسية يعمل على كسب الاصوات وكسب راي الجمهور حتى ولو كان ذلك على حساب المصلحة العاملة للمجتمع، وهنا يحصل توافق ما بين الثقافة المجتمع السلبية بهذا الخصوص مع  قصور الرؤية للسياسي والاداري الانتهازي الذي يسعى للبقاء في منصبه او كسب الاصوات حتى لو كان ذلك على حساب الوطن وانهيار قيمه وبناءه الصحيح. اذكر هنا عبارة لتشرشل اثناء الحرب العالمية الثانية عندما الالمان كانوا يقصفون لندن بشدة ((قابله مجموعة من المواطنين البريطانيين بالقول : لقد تهدمت البلد، فسألهم : ما وضع القضاء والتعليم …؟ فقالوا له: مازال القضاء والتعليم بخير فقال لهم: إذن البلد بخير فلا تخافوا)). اذن التعليم يعتبر ركيزة اساسية في خير البلد ونهوضه وصموده. لذا يجب الاهتمام بالتعليم ومنع انهياره. ان الضغوطات كبيرة ومستمرة ولا يمكن ان تنقطع ما لم يتم علاجها جذريا. فهل نرسل ابنائنا للتعلم ام للحصول على الشهادة فقط؟! فكيف سيتم البناء بمن تخرج وهو لا يستحق النجاح؟
اذن يجب ان يكون هناك علاج حقيقي لجميع الظواهر السلبية التي تعمل على تدمير التعليم في البلد، واليوم يجب رفع شعار  ؛؛ غشك من ارضاك بالباطل؛؛ كشعار اصلاح وطني في مؤسسات التربية والتعليم . ان الغاية الاساسية للدراسة هي التعلم وليس النجاح فما فائدة نجاح مزيف ورقي بلا علم وبلا معرفة ودون الحصول على ما يكفي من الخبرة العملية. يجب تقديس قيم النزاهة والامانة وجعلها قيم اخلاقية واجتماعية عليا لغرض معالجة هذا الداء المستشري بشكل كبير في المجتمع.
 بالتاكيد اي مجتمع يعمل على ان يحقق ابناءه نجاح مزيف وعبورهم بالغش والزيف والكذب للحصول على وثيقة وشهادة سيكون على حافة الانهيار. وان من يحصل على نجاح دون استحقاق فان عمله بهذه الشهادة وحصوله على الاموال من خلالها سوف يكون محرم شرعا، فمن يهتم لهذا الامر؟! للاسف المؤسسات الدينية لم تعطي هذا الامر ما يستحق من العناية والتوجيه لبيان خطره على المجتمع وبناءه ومستقبله.نتعجب اشد العجب عندما نرى قيادات دينية وعشائرية واجتماعية وحزبية وحكومية تعمل باستخدام نفوذها لغرض الضغط بهذه النقطة لاجل تحقيق مصالح شخصية خاطئة (فليس من مصلحة من لا يستحق النجاح ان ينجح) ونرى ان هذه القيادات لا ترى اي خلل في طلبها بل بالعكس تماما لانه ينسجم بشكل كبير مع ثقافة المجتمع السلبية. هنا يجب التركيز على اصلاح هذه النقطة على مستوى التعليم في كل من  وزارتي التربية والتعليم العالي. وان يتم ترويج ونشر ثقافة تقديس النزاهة والامانة وتحريم النجاح دون استحقاق والقضاء على ما هو متعارف عليه بالواسطة واعتبارها عار اجتماعي لكل من يتعامل بها. كما يجب ان يكون ضمن مناهج ومفردات وزارة التربية مفردات تعريفية عن حقوق وواجبات الطالب واخلاقيات التعامل مع منتسبي المؤسسة التعليمية. وان يكون الطالب متنبها لما قد يسببه اي خرق لهذه الاخلاقيات.
قلنا ما نعتقد ونتقبل النقد والحوار الهادف لاجل اصلاح ونهوض امة العراق..

أ.د.علي عبد داود الزكي


12
؛؛التربية والتعليم والاصلاح؛؛ وعقبة القيم الاجتماعية السلبية
ان النهوض علميا ومعرفيا وتكنلوجيا واجتماعيا وسياسيا اصبح اساسا يعتمد على تطوير التربية والتعليم وبناءهم بشكل صحيح وسليم ومواكب لاخر مستجدات العصر. لذا نرى ان الكثير من دول العالم تخصص ميزانية كبيرة للتربية والتعليم من موازناتها السنوية. ولازالت دول العالم الثالث تعاني من الكثير من الازمات والمساويء التي تربك وتعطل عملية التطوير والبناء الصحيح لبرامج التربية والتعليم العالي وعادة ما يتبع ذلك زيادة البطالة وتراجع وتدهور الاقتصاد وضعف وانهيار العملية التنموية. ان بلدان العالم الثالث ومنها العراق لا تعطي التعليم اولوية كبيرة في عملية البناء والتطوير اضافة الى وجود الكثير من الفساد والنقاط السلبية التي قد يصعب علاجها في اغلب الاحيانا. مما يؤسف له هو ان وزارة التربية العراقية فشلت حتى الان في تنمية المعارف وبناء شخصية الطلبة وتوحيد ثقافتهم المجتمعية وترسيخ قيم اعتزاز وطنية عراقية موحدة وشاملة للجميع. سبب ذلك يعود الى ما يحمله المجتمع من موروث سلبي نتيجة الجهل وطول معاناته من قوى القمع والدكتاتورية التي تسلطت عليه وعلى مقدراته عصور ودهور طويلة. ذلك سبب ترسيخ وشيوع ثقافة العنف والدموية وسيادة الامية الاجتماعية ونمو الاخلاقيات السيئة مثل تناقض القيم ما بين الظاهر والباطن، بحيث اصبحت مجتمعاتنا تعاني من مرض الازدواجية وشيوع الكسل والهروب من المسسؤولية الفردية في حماية ثقافة وقيم المجتمع العليا. كما ان قلة فرص العمل جعلت الانسان في حالة حاجة وفاقة وكسل وفراغ كبير يميل لملئه احيانا بالنفاق والكذب والتدخل بما لا يعنيه والتسلط والاجرام والكسل ومحاولة الحصول على ما ليس من حقه باي شكل من الاشكال مما يؤدي الى خلق الازمات والصراعات وبث روح التنافر والتناحر.
 ان عملية النهوض والاصلاح لمعالجة اي خلل وقصور في عمل مؤسسات الدولة وتحجيم الفساد والقضاء ليست بالعملية السهلة لانها تحتاج الى اصلاح بنيوي وتربوي واجتماعي شامل. ولا يمكن تحقيق الاصلاح الشامل الا بثورة اصلاح تعمل على القضاء على الثقافة السائدة والتي تقدس واقع الحال السيء ولا تتقبل التجديد ، ونتج عنها انتخاب حكومات عرجاء عاجزة وفيها الكثير من السوء والفساد. كما ان عملية الاصلاح تتطلب الحزم في مجابهة ومحاربة مراكز القوى المجتمعية المؤثرة والمستفيدة من الفساد وهي للاسف كثيرة وكبيرة. لا يمكن ان يتم الاصلاح الا بشيوعه كثقافة وهذا لا يمكن ان يتم الا بالتخلص من الجهل وزيادة وعي المجتمع واحترام الانظمة والقوانين. و لا يمكن ان يكون هناك نهوض وبناء وتطوير وتنمية دون ان يكون المجتمع متقبلا للاصلاح كقدسية اخلاقية واجتماعية ودينية. كما ان عملية النهوض والاصلاح بحاجة الى متابعة ومراقبة مستمرة. حيث ان عملية المتابعة تحدد وتشخص العيوب والمشاكل الطارئة لغرض معالجتها انيا. فقد لا يكون الخلل والعيب ناتج عن قصور في الرؤية وانما قد يكون ناجم عن عدم الاخذ بنظر الاعتبار المعطيات المستجدة. ان واقع الحال العراقي لا يشير الى اصلاح سريع لان الاصلاحات فشلت ولم نرى بوادر امل حقيقة حتى الان. وهذا يشير الى ضرورة ان يكون للاصلاح بناء صحيح بمراجعة شجاعة للقيم التربوية والاجتماعية قبل الشروع باي عملية اصلاحية. كما يجب ان تكون هناك قيادة اصلاحية حازمة لكي تستطيع توحيد رؤى الاصلاح وتنجح في التوفيق بين الافكار الاصلاحية المختلفة واليات تطبيقها على المدى القريب والبعيد دون جدل وصراع. ان الشروع بهذا المشروع يحتاج الى خبراء علم الاجتماع وعلم النفس لاجراء دراسات تحليله كافية لغرض بيان وتحديد نقاط الخلل التي يجب ان تعالج جذريا افضل من اجراء العلاج الجزئي والشكلي غير الناجع. بالتاكيد هذه النقاط لم يتم الالتفات لها منذ تاسيس دولة العراق الحديث من قبل اغلب قيادات البلد ومفكريه لايجاد السبل والحلول الصحيحة باستثناء المفكر العراقي الكبير المرحوم علي الوردي والذي للاسف لم يتم اعتماد دراساته في وضع حلول واقعية وصحيحة للنهوض بالمجتمع. ان نقاط الخلل وخصوصا الاجتماعية مهما كانت صغيرة ولكن لها دورا عظيما في تراكم السوء. كما ان شيوعها كثقافة مجتمعية عادة ما يؤدي الى رفض المجتمع للتجديد وسيقدس فيها المواطن روح الاتكالية ويميل لكسب اقصى ما يمكن دون الاهتمام للصالح العام. هنا يمكن الاشارة الى ان اهم نقاط الخلل في المؤسسات الحكومية او اغلبها نتج عن ثقافة المجتمع السلبية، والتي يجب ان تعالج على محورين؛ المحور الاول هو محور تفعيل القانون واحترامه وتطبيقه بشكل فعال وناجع ولا يستثنى من ذلك احدا وفرض هيبة الدولة،  اما المحور الثاني وهو الاهم يجب ان يعمل على ترسيخ قيم شرف وتعامل اجتماعية صحيحة ذات قدسية موحدة لكل ابناء المجتمع بكل اطيافه والوانه ويتم تنميتها في مراحل تكوين شخصية الانسان العراقي منذ صغره في مؤسسات التربية والتعليم والثقافة العامة والاعلام ويتم رعايتها ودعمها من قبل المؤسسات الدينية والمجتمعية.

أ.د.علي عبد داود الزكي

13
؛؛التعليم العالي العراقي؛؛ نظرة تحليل: التخطيط  والمناهج وسوق العمل

ان النمو السكاني الكبير الذي حصل بالعراق خلال الثلاثة عقود الاخيرة والحروب العبثية للنطام السابق وتدخلات الخارجية السلبية في سياسة عراق ما بعد سقوط الصنم من قبل الدول الداعمة للارهاب لغرض تدمير الاقتصاد وبنية المجتمع العراقي، ونمو الفساد واستنزاف الموارد ورهن واستهلاك مقدرات المستقبل كل هذه الاسباب ادت الى تراجع كبير في الخدمات وتراجع التعليم والثقافة وظهور بطالة مرعبة وبطالة مقنعة كبيرة امام عجز حكومي عن ايجاد حلول واقعية وعملية صالحة. وخصوصا وان الحكومة مثقلة باعباء مواجهة الارهاب وتحرير الارض ومعاناتها من التناقض والتناحر السياسي وازماته وما سببه من فساد وتبديد للثروات الوطنية. انحسرت فرص العمل وتراجع مستوى التعليم  وتراجعت التنمية مع تنامي اعداد الخريجين بشكل كبير جدا خلال العقود الاخيرة بشكل اكبر بكثير من ان يستوعبهم القطاع العام والخاص العراقي ، كل ذلك ينبيء باهوالا ومصائب قادمة ما لم يتم تدارك الامر وعلاجه بالسرعة الممكنة. ان بعض النقاط التي يجب الانتباه لها والتي تتعلق بواقع الحال لخريجي التعليم العالي والمناهج وسوق العمل وهي:
1.   عدم قدرة الخريجين على الخوض في العمل الميداني في حقول العمل المختلفة ما لم يتلقوا تدريب على ذلك في مؤسسة العمل. وهنا يمكن تاشير اهمية عملية تدريب الطلبة في العطلة الصيفية في مؤسسات الدولة ومتابعة ذلك بشكل جدي من قبل المؤسسة التعليمية قبل التخرج ومنحهم شهادة خبرة رسمية بهذا الخصوص من قبل هذه المؤسسات.
2.   ان اغلب الخريجين يمارسون اعمالا في مجال تخصصهم لا علاقة لها بما درسوه في قاعات الدرس الاكاديمي.
3.    تشغيل اعداد كبيرة من الخريجين ليس على اساس الشهادة والتخصص (بطالة نوعية).
4.   لا يوجد اي توافق بين سوق العمل والاحتياج الفعلي للتخصص مع مواصفات الخريجين وتخصصاتهم وما تلقوه علميا.
5.   حصل توسع كبير جدا في الدراسات الانسانية على حساب التخصصات العلمية خلال العقود الاخيرة.
6.   منذ عام 1986 ظهر عدم التكافؤ بين عدد الخريجين والحاجة المجتمعية الفعلية لهم  مؤشرا الى زيادة البطالة للخريجين باستثناء التخصصات الطبية. واخذ عدم التكافؤ هذا بالازدياد بشكل كبير جدا في فترة ما بعد سقوط الصنم.

لغرض النهوض باقتصاد البلد وتنميته وتوفير فرص العمل وتحديث المناهج وزيادة كفاءة الخريجين ومهاراتهم: يجب ان يكون هناك دراسة وحوارات تكاملية بين وزارة التخطيط ووزارة العلوم والتكلنوجيا ووزارة الصناعة ووزارة التعليم العالي بشكل اولي. فان عمل هذه الوزارت بشكل منفصل وغير منسجم سيزيد من السوء والتراجع.  كما ان عملية رصد الامول لهذه الوزارات يجب ان يكون باشراف خبراء مقتدرين من وزارة التخطيط واستشاريين من التعليم العالي لكي يتم الحصول على توافق وموائمة ما بين الحاجات وما يمكن توفيره من قبل الجامعات والمؤسسات الصناعية والتكنلوجية وان تحدد نقاط النجاح المرجوة وكيفية الوصول لها.

لا يمكن ان ينهض التعليم بارسال البعثات بالالاف الى خارج العراق، وحتى لو تم جلب كل علماء العالم لوزارة التعليم العالي في العراق فسوف لن يكون هناك تقدم حقيقي للمخرجات ولن يكون هناك تقدم وتطوير كبير ومهم للتكنلوجيا في البلد. ان تطوير المؤسسات التكنلوجية والصناعية ومؤسساتها البحثية والتطويرية المحلية بالاتفاق والتنسيق والتعاون مع وزارة التعليم العالي سيكون لها الاثر الايجابي الكبير لتطوير مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي وزيادة كفاءة الخريجين وبنفس الوقت تطوير التكنلوجيا في البلد. يجب ان يتم الاستفادة من طلبة التعليم العالي وخصوصا التخصصات العلمية للعمل في مؤسسات العلوم والتكنلوجيا في العطلة الصيفية لغرض ان يكسبوا مهارات فنية وعملية لكي يكونوا قادرين بعد التخرج للخوض في غمار العمل في اي مؤسسة من مؤسسات الدولة.
ان النهوض باقتصاد البلد وتنميته وتطوير الامكانات الصناعية والزراعية والحرفية وتفعيل سوق العمل وخلق فرص عمل جديدة سيعتمد اساسا الى حسن التخطيط وبعد النظر في استيعاب المستجدات وكل هذا يجب ان يستند الى بيانات حقيقة وواقعية ليتم دراستها من قبل الخبراء والاستشاريين المقتدرين لكي يحددوا الامكانات والاحتياجات وما هو متوفر وما هو فائض محليا والنظر في كيفية استثمار الفائض من امكانات مادية و بشرية وتحديد المعوقات وكيفية معالجتها وتجاوزها. يجب ان تكون هناك استراتجية في تفعيل دور البناء والتطوير للمؤسسات الانتاجية والتنموية المربحة التي تنهض باقتصاد البلد لتدفع عجلة التقدم. كما يجب ان تكون هناك عناية كبيرة في حسن التخطيط وفقا للمعطيات المتوفرة لغرض الاصلاح والنهوض والتنمية الصحيحة.

هناك عدة تساؤلات يمكن طرحها هنا فيما يخص سوق العمل واحتياجاته من الايدي العاملة والمهارات والتخصصات المختلفة  وهي كما يلي:
ما هي مجالات العمل الحقيقة المتوفرة محليا؟ وكيف نخلق فرص عمل جديدة؟ ما هي حاجاتها الفعلية للشهادات الاولية والعليا وباي التخصصات؟؟  ما هو الكم الفائض من الامكانات البشرية مصنفة حسب المهارة والتخصص والشهادة؟ وما هي الامكانيات المادية المتوفرة وما هي الحوافز والرواتب التي ممكن ان تمنح للعاملين او الذين سيحصلون على عمل؟  وهل الامكانيات الفنية والعلمية والتربوية التي يحتاجها سوق العمل يمكن ان يتم اعدادها في جامعاتنا الحكومية او الاهلية؟ وهل ان عدد الطلبة وفقا للتخصصات والشهادات منسجم مع ما يحتاجه البلد ام ان هناك فائض كبير في الامكانات البشرية من حملة الشهادات؟! وما هي امكانات البلد المتوفرة كميزانية لانشاء مشاريع استثمارية يمكن ان تستوعب اكبر عدد من الخريجين والعاطلين عن العمل؟ وهل الصحيح ان تقوم الدولة بتشغيل جيمع العاطلين عن العمل  وتوفر لهم فرص العمل في القطاع العام ؟! هل تستطيع الدولة ان تدعم القطاع الخاص لغرض توفير فرص عمل للخريجين والعاطلين عن العمل وحماية العاملين في القطاع الخاص بقوانين منصفة؟! وما هي متطلبات البناء والاحتياجات للعمالة غير الماهرة؟ ايهم اقدس العمل والاستقرار العائلي ام اقدس الشهادة بلا استقرار عائلي ولا وظيفة؟! خريج التعليم العالي كم يكلف الدولة من اموالا منذ دخوله المعهد او الجامعة الى ان يحصل على شهادة التخرج؟ ما الجدوى من تخريج اعداد هائلة من حملة الشهادات دون حاجة فعليه لهم ؟ الا يعتبر هذا تبديدا بامولا الدولة؟! هل تستطيع وزارة التخطيط الاجابة عن هذا التساؤلات؟!

يجب على وزارة التخطيط ان تفعل دورها الكبير باجراء استبيان لحاجة كل مؤسسات الدولة ومؤسسات القطاع الخاص من امكانات علمية وتربوية وتكنلوجية وزراعية وحرفية بما ينسجم مع المعايير العالمية وحفظ حقوق وكرامة الانسان والحفاظ على البيئة. وبنفس الوقت تعمل على توفير احصائيات حقيقية وواقعية لما متوفر من امكانات مادية و بشرية وما تستطيع ان تقدمه الجامعة من خريجين وبتخصصات علمية وانسانية مختلفة.

ان الجامعات والكليات ما هي الا مؤسسات علمية وثقافية عملها ينصب باتجاه بناء نخبة مجتمعية ذات ثقافة علمية واسعة وبناء شخصية الطلبة واعدادهم وتهيئتهم للدخول الى ميادين العمل. لذا لكي تنجح الجامعات في مهمتها ودورها يجب ان يكون هناك تسويق لمخرجاتها من الخريجين وتدفع بهم الى سوق العمل. لذا فان الجامعات بحاجة كبيرة الى ان تعمل على اعداد مناهج علمية وتربوية صحيحة لتاهيل ملاكات قادرة على الخوض في سوق العمل بناءا على توصيات وزارة التخطيط .

لم نسهب في الطرح لضرورة النشر الالكتروني .. ونتطلع لحورات ايجابية هادفة للاستشراف على واقع الحال وتشخيص الخلل لايجاد الحلول الواقعية والعملية..


أ.د.علي عبد داود الزكي



14
؛؛وزارة التربية العراقية؛؛ : المنهاج التربوي رؤية تحليل
ان مؤسسات وزارة التربية ما هي الا مؤسسات تربوية علمية توجيهية وادارية تعمل على ترسيخ قيم اخلاقية وتربوية صالحة وتعمل ايضا على تحقيق تقدم في المستوى الفكري والعلمي والثقافي وتنمية المهارات الفنية والرياضية للطلبة في مراحل الدراسة المختلفة. كما ان المؤسسات التربوية تعمل على رفع مستوى وكفاءة ومهارة التدريسيين وتدريبهم اثناء الخدمة. هناك ضرورة كبيرة الى انشاء علاقة تفاعلية بين المؤسسات التربوية مع مجتمعها المحلي لضمان عدم حصول تقاطع مع (ثقافته وعاداته وتقاليده ومعتقداته) لما قد يسبب ذلك من ازمات قد تفشل العمل التربوي وتؤدي الى فشل المناهج والتطبيق لها وعدم الوصول للاهداف المرجوة منها. ويجب ان تعمل هذه المؤسسات على معالجة الاشكاليات ومواطن الضعف والقصور بضمان دعم المجتمع المحلي لجهود التربويين وتحقيق التطور. كما يجب ان يكون هناك جهد اعلامي للمؤسسات الدينية والحكومية لغرض تثقيف المجتمع لدعم المؤسسة التربوية بتثقيف المجتمع وحصر السلبيات ومعالجتها اضافة الى تحصين المجتمع بما يكفي من الثقافة والعلم لغرض مواجهة التحديات والاشاعات والتردي القيمي والثقافي وما يتم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي من تشويه وامور سلبية. كما يجب تثقيف المجتمع الى ضرورة تنظيم الاسرة لتحقيق التربية النوعية التي ستؤدي الى رفع مستوى مدخلات النظام التربوي وتحسينها وبالتاكيد ذلك سيثمر عنه نواتج متميزة. والعمل على توفير فرصة التعليم للجميع ومحاربة تسرب الطلبة من المدراس.
يجب ان يتم اعداد المناهج والكتب بعناية كبيرة وفق استراتيجية واضحة لتتلائم مع حاجات الانسان والمجتمع. ان عملية اعداد مناهج ليست بالامر اليسير وذلك لصعوبة المرحلة التي يمر فيها البلد ولعدم توفر معطيات واحصائيات دقيقة وكافية عن المجتمع واحتياجاته. وما هي الاهداف المرجوة من المناهج؟! وما هي الرؤية التربوية للغد؟! وكيف يمكن تحقيق الاهداف بظل تناقض وتطرف سياسي وطائفي وعرقي ومناطقي وطبقي كبير في المجتمع وعدم وجود تطبيق فعال للقانون لضعف مؤسسات الدولة وتفشي الفساد. فلكي يتم بناء المناهج وفق رؤية واهداف صحيحة وسليمة يجب ان يتوفر ما يكفي من المعطيات عن واقع الحال العراقي وعن هول تاثير الاعلام الموجه المسيء وما تركه من رواسب وتشويه فكري ومعتقدي في المجتمع. كما يجب توجيه المناهج لمحاربة اي ظاهرة سلبية في المجتمع او اي تجاوز غير مقبول قيميا واخلاقيا.
مما يلاحظ في مجتمعنا وخصوصا في المناطق الشعبية والقرى والارياف تفشي ظاهرة العنف الذي تسرب بشكل او باخر الى البيئة الدراسية واصبح العنف في المدراس ظاهرة خطرة صعبة الاحتواء والعلاج. ان تفشي واستفحال العنف بين الطلبة واحيانا اتجاه التدريسيين في المؤسسات التربوية ليس غريبا او ظهر بشكل مفاجيء وانما القيم المجتمعية والعرفية والقبائلية اضافة الى ظهور التطرف والتنافر السياسي والطائفي والعرقي أدت وساعدت بمجملها وبشكل كبير على تفشي العنف في المؤسسات التربوية وصعوبة علاج ذلك بظل ضعف اجهزة حفظ الامن الحكومي وبظل الديمقراطية غير الواضحة المعالم وتفشي الفوضى ولا يمكن علاج ذلك وفقا للتعليمات والانظمة والقوانين السائدة. وكان البديل هو ظهور حلول مجتمعية غير منصفة احيانا كثيرة بالرغم من واقعيتها، ولكنها غير محكومة بقانون ثابت ومتاثرة بالوجاهات المجتمعية والعشائرية اضافة الى تدخلات العديد من القوى الاسلامية المتحكمة بالمجتمع ولها قوة ونفوذ اكبر من قوة ونفوذ الدولة فيه. لكن هذا لا يعتبر حلا صحيحا او حلا حضاريا ان الحل الحقيقي يجب ان يبدا من معالجة اسباب العنف وترسيخ قيم الاخلاق السامية واحترام القانون في المجتمع وجعلها قيم ذات قدسية عالية.
المنهاج : يمكن تعريفه بانه ما يمكن ان تقدمه المؤسسة التربوية وتعمل على ترسيخه من قيم واخلاق ومعارف وعلوم ومهارات للطلبة لمساعدتهم في بناء شخصيتهم التربوية بشكلا سليم يؤهلهم ليكون بمستوى المسؤولية في المستقبل كجيل جديد لبناء البلد. هنا يبرز الاشكال في من يجب ان يكون المسؤول عن  وضع هذا المنهاج بشكل فعال ليحقق هذه الاهداف؟ وهل سيتم وضعه دفعة واحدة ام يكون على شكل دفعات مهيكلة ويطبق بشكل مبرمج يتم تعديله وفقا للمتغيرات والمستجدات؟ ومن صاحب القرار في تحديد الاولويات والمتطلبات الاجتماعية وضبط ذلك لينسجم مع مقدرة الطلبة وامكانتهم؟ وما هي فلسفة ورؤية واهداف المنهاج ؟ وما هي الاليات والاساليب والطرق اللازمة والممكنة لتطبيقها لتحقيق الاهداف؟ ومن المسؤول عن تطوير المناهج؟ وما هي مبررات واليات التطوير؟ ومن يحدد العوائق والمشاكل التطبيقية له وكيفيه معالجتها؟
أن بناء المنهاج التربوي السليم والصالح بامل النهوض بالفكر الاجتماعي والتربوي للانسان لا يمكن ان نعتبرها مجرد عملية تقنية واجرائية فقط. فهي مسالة بناء واصلاح كبيرة وصعبة ومعقدة ويجب ان يتم التحاور والتداول بعملية بناء المنهاج باسلوب شامل فلسفي وسياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي. وهنا يتوجب ان تدخل في الصياغة للمنهاج القيم والاخلاق والمعتقدات والمباديء للمكون المجتمعي بكل الوانه واطيافه واعراقه وطوائفه مع استيعاب رؤى وافكار قوى الضغط للجماعات والاحزاب والمكونات والسياسية والشركات والتجمعات والنقابات والحركات المؤثرة اجتماعيا لا بل يجب الاخذ بنظر الاعتبار ايضا في اعداد المناهج كل المؤثرات الاقليمية والعالمية المؤثرة على سياسة البلد واقتصاده. اضافة الى التنبه لطبيعة شخصية الانسان العراقي نفسيا واجتماعيا وثقافيا ومعرفيا في تصميم وهيكلة وبناء وتطوير المنهاج. ان بناء المنهاج وتطويره كما قلنا ليس عملية اجرائية فقط وانما عملية حية متواصلة التفاعل مع الظروف والاحداث المختلفة لذلك فان بنائها وتطويرها يكون متاثرا بالكثير من المؤثرات الداخلية والخارجية. بعضها مرتبط بسوء وضعف المناهج القديمة السائدة وعجزها الكبير، وبعضها مرتبط بالاحداث الطارئة والمتغيرات البيئية والاجتماعية والسياسية التي يمر بها المجتمع والهيئة التربوية والطلبة، وتاثر ذلك بما يحدث عالميا من مستجدات فكرية وثقافية وتكنلوجية وتربوية وبشكل مستمر. لذا يجب ان يتم تكييف المناهج ومنحها ما يكفي من المرونة  لاستيعاب الاحتياجات والمستجدات. وهذا يؤكد على ان علمية بناء المناهج ليست عملية ثابتة ومثالية بشكل عام وانما متغيرة وفقا للمستجدات كما ان التغيرات والتحديثات يجب لان تفقد المناهج سمة الهوية الوطنية والانسانية. يجب ان لا يكون تغيير المنهاج وفقا للاهواء الشخصية للمسؤولين وانما وفقا لرؤية تربوية صحيحة وصالحة. 
ان الضعف والقصور في المناهج سيؤدي حتما الى تبديد لوقت التعليم وهدر الاموال وضعف بالمخرجات وعدم تحقيق الاهداف وشيوع ثقافة التناقض والتنافر المجتمعي الكبيرة. ان اهم عوامل ضعف المناهج ناجم عن مشكلة الجمود والتحديد النظري اللاوقعي لمفهوم المنهاج في المؤسسة التربوية وبما لا ينسجم مع فلسفة وسياسة تطويرها وتحسينها. اذن قبل ان نبدا بعملية وضع اطار عام لمنهاج المؤسسة التربوية العراقية يجب ان نفهم ما هي القيم الحضارية (ثقافية ومعرفية وعلمية وفنية ورياضية) للإنسان العراقي الذي تهدف لها المؤسسة التربوية ؟ وما هي القيم والسمات والاخلاق التي نريد تنشئة الاجيال الجديدة عليها؟ اي ما هي المهارات المعرفية والحرفية والقدرات العلمية والاتجاهات الفكرية والقيمية التي يعمل على ترسيخها النظام التربوي العراقي؟ وهل هذه القيم والاخلاقيات التي نتطلع لترسيخها في الطلبة تنسجم مع الموروث الحضاري وتنسجم مع المجتمع الذي نتطلع لتكوينه في المستقبل من خلال هذا المنهاج؟ إن التمعن بهذه التساؤلات سيفرض علينا تحديد رؤية تربوية شاملة تنظر للواقع والموروث القيمي والاخلاقي وتاخذ بنظر الاعتبار الامكانات وتنتبه للازمات وتتنبا بالمستجدات والتي قد تطرا لغرض بناء المناهج الاصلاحية الكفوءة والفعالة.
ان الطالب لا يتاثر بما يتعلمه بقاعة الدرس فقط ولا يتاثر بالمنهاج التربوي المنفذ فقط وانما يتاثر بشكل اكبر باستاذته التربويون وافعالهم وسلوكهم واخلاقهم واقوالهم داخل وخارج المؤسسة التربوية. كما يتاثر ويتفاعل الطلبة سلبا او ايجابا بالخلجات النفسية والعواطف التي ترافق سلوك واداء واسلوب مدرسيهم العلمي والتربوي في قاعة الدرس. وهذا يفرض على وزارة التربية العمل على تاهيل شريحة تربوية منسجمة مع الرؤية والاهداف الحقيقة للمنهاج المراد استحداثه وتنفيذه. كما يتأثر الطلبة فيما بينهم في الاوقات الطويلة التي يقضونها مع بعضهم البعض في القراءة واللعب والنقاش خارج قاعة الدرس (وهذا يعني تاثرهم بالقيم المجتمعية السائدة التي تنعكس في سلوك شريحتهم الطلابية).  ان هذا يدلل على ان الكثير من مخرجات التربية والتعليم في مؤسسات وزارة التربية لا يكون حصيلة تطبيق المناهج فقط.  اي ان المخرجات قد لا تنطبق مع اهداف المنهاج المطبق والمعلن بشكل رسمي. اذن هنا يمكن القول بان المنهاج لا يمكن ان يكون وحده هي الحل الاصلاحي بل يجب ان يرفقه اصلاح قيمي وثقافي مجتمعي ايضا وتوجيه اعلامي كبير لغرض رفع المستوى الفكري والثقافي وزيادة الوعي للمجتمع ودفعه بالاتجاه الصحيح لتقديس قيم التعاون والتسامح وحب الخير ونبذ العنف والسوء. وهنا يبرز دور المؤسسات الثقافية الدينية والمؤسسات التجمعات والمنظومة العشائرية والمجتمعية في المساهمة في ترسيخ القيم التربوية الصالحة ليتكامل دورهم مع دور مؤسسات وزارة التربية.
اضافة الى المنهاج والية تطبيقه ياتي دور اخر هو دور بناء شخضية الطالب بالاهتمام بالانشطة التربوية المعدة لغرض الاهتمام بجميع الطلبة وتفعيل دورهم في المشاركة والتجريب ومساعدتهم في تنمية قدراتهم وتنمية شخصيتهم بفعالية وايجابية. وهنا نجد ان الواقع يفرض دور اخر لتعزيز ثقة الطالب بنفسه باستخدام المواقف الحقيقة وليس النظرية في التعليم والتعاطي مع الخصوصيات الفردية للطلبة لغرض رفع مستواهم وتنمية قدراتهم ومهاراتهم. اي ان المؤسسات التربوية يجب ان تكون معمل لبناء وصقل شخصية الطالب ورفع مستواه الفكري والثقافي والتربوي. وضروري جدا اقامة المؤتمرات والندوات النقاشية وخصوصا مع اولياء امور الطلبة بشكل دوري لتحديد نقاط القوة والضعف في المنهاج التربوي واليات تطبيقه. وتحديد هوية المؤسسة التربوية وخصوصيتها وواقع الحال وتحديد احيتاجاتها تطلعاتها واهدافها المستقبلية.
ان الارضية غير معبدة حتى الان لتصحيح المسار ولا تتحمل وزارة التربية وحدها المسؤولية الاصلاحية ولغرض تهيئة المنهاج التربوي بشكل صحيح نحن بحاجة اليوم الى وقفة تامل وتفكر لوضع حجر الاساس في محله الصحيح وعدم التسرع باتخاذ القرارات التي قد تؤدي الى تناقض الاهداف وعدم الوصول الى تكامل حقيقي بين القيم المجتمعية والتربوية والتعليمية والتخصصية الاكاديمية. يجب دراسة ومناقشة الرسالة والرؤية والاهداف التربوية والانسانية في مناهج دول العالم التي سبقتنا بهذا المجال بكثير من التامل والتبصر، لغرض وضع منهاج تكاملي يهدف الى بناء شخصية الطالب للدخول الى الجامعة بمستوى تربوي ومعرفي وتعليمي مقبول. نحن بحاجة اليوم ليس الى مؤسسات راي ارتجالي وقرار سريع وتصويت دون تمعن وتفهم ودراسة وادراك للرؤية المستقبلية والاهداف. وانما بحاجة الى مفكرين ومبدعين ولديهم القدرة الحقيقة على نسج وبناء مناهج تربوية صالحة تحقق الغايات المرجوة منها والا فان ذلك سيؤدي الى تهديد مستقبل جيل كامل من الطلبة.
قلنا ما نعتقد بعبارات وكلمات وننتظر عبارات وكلمات وحورات ونقاش تكاملي هادف  ..
أ.د.علي عبد داود الزكي


15
؛؛التعليم العالي العراقي؛؛ نظرة تحليل: التدريسي


ان احد اهم مقومات نجاح المؤسسة التربوية هي الهيئة التدريسية التي تتفاعل بشكل مباشر في عملية التعاطي العلمي والفني والتربوي في تعليم الطلبة في مختلف الجامعات المعاهد. لذا فان عملية اعداد التدريسي الجامعي بشكل مناسب سيكون له الدور الكبير في نجاح  المؤسسات التعليمية في الوصول لاهدافها بشكل سليم وصالح.  فيجب ان يظهر التدريسي بمظهر لائق ويكون ذو سلوك قويم وخاليا من الاعاقة الاجتماعية والنفسية ويكون مستقرا ومتوازن وذو ثقافة متنوعة عالية وذو منطق سليم ويمتلك ذكاء ميداني خلاق. كما يجب ان يتمتع بمهارات سلوكية ومستوى علمي راقي. وان يكون سليم ولطيف النطق واللغة ، ويمتلك امكانات علمية عالية ويتمتع بمقدرة بحثية وتطويرية جيدة وذو اطلاع علمي واسع ومتجدد ومواكب لاحدث الاصدارات العلمية في مجال تخصصه العام والدقيق، وان تكون له قدرة العالية على وضع المناهج الدراسية وتطويرها وتحديد المصادر العلمية الرصينة اللازمة لتدريسها ، وذو اطلاع واسع على طرائق التدريس ومتابعة المستجدات ومتفاعل مع الجميع وله شخصية علمية وثقافية واجتماعية مؤثرة في الاخرين. ان تاثير التدريسي كبير في تكوين شخصية الطالب بالمظهر والسلوك والعلم والمهنية.
ان وقت التدريسي وعمله الاكاديمي يجب ان يكون موزعا بشكل مناسب لانجاز المهام التالية:

1.   التهيئة والاعداد للمحاضرات وتطويرها سنويا ويجب ان يكون اعداد المحاضرات وفقا للمفردات المعتمدة في القسم. والقاء المحاضرات في قاعة الدرس لتدريس الطلبة (الحد الادنى النصاب).
2.   الاطلاع على اخر المستجدات والتطورات العلمية في مجال اختصاصه ومتابعة المستجدات والمستحدثات العلمية في باقي المجالات.
3.   العمل البحثي (انجازات بحثية)؛ تطوير وابداع وابتكار واختراع واكتشاف او وضع اسس لنظريات جديدة.
4.   حضوره المتواصل للندوات وورش العمل والمؤتمرات والتحضير لها.
5.    تقويم وتقييم البحوث والدراسات ورسائل واطاريح الدراسات العليا في مجال اختصاصه.
6.   الاشراف والتوجيه لطلبة الدراسات العليا في دراستهم وانجاز بحوثهم.
7.   العمل الاستشاري بتقديم الدراسات والمشاريع والحلول للمشاكل الفنية والتقنية خدمة للصالح العام في مختلف مؤسسات الدولة والقطاع الخاص.
8.    تهيئة المحاضرات العامة والقاءها في المناسبات والدعوات.
9.   التفاعل بالحضور في المنتديات واللقاءات الفكري والثقافية والاجتماعية والسياسية العامة.
10.   الاطلاع والقراءة الموسوعية في مختلف المجالات الثقافية والحياتية والاجتماعية والسياسية.
11.   ممكن ان يساهم بنشاطات اخرى

ان تقييم عمل التدريسي في مؤسسات التعليم يكون محكوما بثلاث توجهات رئيسية: التوجه الاول هو كفاءته في التدريس وكيفية التعاطي والتعامل مع الطلبة ، التوجه الثاني كفاءته البحثية واسلوبه في التعامل مع المجاميع البحثية وامانته العلمية وقدرته على توجيه طلبة الدراسات العليا وتفاعله الايجابي معهم، اما التوجه الاخير هو تفاعله وتعاونه مع الادارة في القسم والكلية والجامعة لانجاز ما يكلف به من اعمال ومهام وواجبات ولجان.

مما يلاحظ ان اغلب التدريسيين لا يعرف حقوقه وواجباته ولا يعرف من الواجبات سوى القاء المحاضرات في قاعة الدرس دون تغيير وتطوير ولسنوات طويلة. لذا يجب ان يكون هناك عناية كبيرة في تهيئة التدريسيين وفقا لما ذكر في اعلاه واعدادهم اعدادا صحيحا لغرض ترصين العملية العلمية والقيام بواجبهم التعليمي في توجيه وتدريس الطلبة.

اختصرنا ولم نسهب لضرورة النشر الالكتروني.. ولا نتعصب لراينا ونتقبل الحوار الهادف الايجابي..

أ.د.علي عبد داود الزكي

16
؛؛التعليم العالي العراقي؛؛ نظرة تحليل: الادارة

هناك اهتمام كبير بمؤسسات التعاليم العالي والبحث العلمي من قبل العديد من دول العالم المتقدمة او المتطلعة للحصول على التكنلوجيا المتقدمة لغرض تطوير الامكانات الصناعية والتكنلوجية والعمل باستراتيجية تنموية وفق لامكاناتها ولتنويع اقتصادها وتطوير الصناعة فيها ورفع مستوى المجتمع الثقافي. ومما لا شك فيه ان الادارة لمؤسسات التعليم لها دور عظيم في نجاح المؤسسة وتطويرها والقيام بدورها التكاملي مع باقي مؤسسات البلد. لذا يجب ان تهتم الدولة بمستوى التعليم العالي وتخصيص نسبة كبيرة من ميزانية الدولة له وتحسن ادراته. كما يجب ان تكون هناك عناية كبيرة في اختيار ادارات شجاعة وكفوءة ومخلصة ونزيهة بعيدا عن التحاصص الحزبي والطائفي والعرقي. فان سوء اختيار الادارة سيؤدي حتما الى مشاكل كبيرة منها التبديد غير الرشيد بالاموال والطاقات وتراجع كبير في مستوى التعليم. ان عملية الاصلاح لمؤسسات التعليم العالي ترتكز الى عدة ركائز اهمها: اعادة النظر بالقوانين والتعلميات الخاصة بالتعليم العالي وتعديلها بما ينسجم مع معطيات العصر واحتياجات وامكانات البلد المادية والبشرية، واصلاح الهيكل التنظيمي والاداري للمؤسسات التعليمية، وتطوير ومتابعة الهيئة التدريسية وحثها باستمرار لرفع امكانياتها العلمية والثقافية والتعليمية، وتفهم الطلبة وظروفهم وواقعهم الاجتماعي والتعامل الايجابي بمرونة مع ما تفرضه البيئة الاجتماعية والمؤسسات الدينية والثقافة المجتمعية والقبائلية والمناطقية والاعراف وما ترسمه من ملامح التعامل والتعاطي الثقافي والعلمي والتربوي في البلاد لتكوين قيم ثقافية ومجتمعية متماسكة وصالحة.  ان عدم الاهتمام باختيار الادارات لمؤسسات الدولة العراقية ومنها التعليم العالي بشكل صحيح ادى الى وصول من لا يتمتع بالامانة والمصداقية والقدرة والكفاءة الى اعلى المناصب في الدولة. حيث يلاحظ تمسكهم الكبير بمواقعهم دون الاهتمام لمصلحة المجتمع وتطوير الخدمات والمخرجات بشكل جدي. كما عملوا على تسخير امكانات المؤسسة التعليمة لمصلحتهم الشخصية والعمل على حصولهم على اعلى المكاسب دون الاهتمام لضعف ما يقدمونه للتعليم العالي والمجتمع. يمكن تلخيص اهم مشاكل وسوء الادارة في مؤسسات التعليم العالي العراقي لما بعد سقوط الصنم في النقاط التالية:
 
1.   ان اغلب الادارات عاجزه عن اجراء تغييرات ايجابية فيها رؤى اصلاحية وتطويرية لانها تنظر الى ان دورها ومسؤوليتها محددة فقط بتسيير الامور الادارية ونيل المكاسب وعدم الاهتمام بالشان العلمي والتربوي وتطويرهما. او الالتزام الشكلي والتوثيق الورقي الكاذب غير الصحيح .
2.   عدم وجود مواصفات واضحة ومحددة لاختيار القيادات بامانة وشفافية.
3.   اعتماد المحسوبية والعلاقات والمصالح الشخصية في اختيار ادارات التعليم والذي نتج عنه وصول شخصيات غير كفوءة موالية لمن رشحها ودعم وصولها للمنصب دون الاهتمام بالصالح العام.
4.   عملت الادارات دوما على اعتماد دكتاتورية فرض القرار بوجود ضعف مؤسساتي كبير في لجان القرار والمجالس (الاقسام والكليات والجامعات) اتجاه المسؤول. حيث ان هذه اللجان او المجالس تعمل باتخاذ القرارات بما يرضي المسؤول غالبا وتخضع لقرار المسؤول ولا تمتلك الشجاعة الجماعية لتتحمل مسؤولية اتخاذا قرار سليم مخالف لرؤية المسؤول. لذا يجب ان تكون هناك تشريعات مناسبة بهذا الخصوص وان يحسن اختيار هذه المجالس واللجان لكي تاخذ دورها القيادي الجماعي المتضامن بعيدا عن المجاملة وعدم الاهتمام ولكي تكون داعمة للاصلاح والعمل الجاد الايجابي وليست مسيرة بلا ارادة لقرارات المسؤول.
5.   عدم قدرة اغلب الادارات على تشخيص الكثير المعوقات والمشاكل الفعلية.
6.    اغلب الادارات لا تحترم مكاسب ومنجزات وتطويرات الادارات السابقة وذلك ناجم عن عدم وجود رؤية منهجية واستراتيجية مثبتة وموثقة كخطة عمل محترمة. لذا فان اي ادارة جديدة لا تعمل على استكمال ما انجزته الادارات السابقة وغالبا ما تعمل على فرض تغيير يمحو ويلغي كل الانجازات السابقة والبدا برؤية جديدة واستراتيجة جديدة اي ان كل الرؤى محكومة بقرارات انية وتتغير مع تغير الادارة او تتغير مع تغير الادارات العليا وهذا بالتاكيد يؤدي لخسائر كبيرة لعدم وجود ادارة مؤسساتية جماعية قوية وصالحة تنظر نظرة استراتيجية وواقعية.
7.   النظرة للمنصب كمكسب مادي ومعنوي فقط وعدم الاهتمام بالبناء والتطوير لترك اثر ايجابي في خدمة المؤسسة التعليمية والنهوض بها.
8.   تتجنب الادارات المبادرات العملية التي تحتاج الى جهود كبيرة ومثابرة ومتابعة وممكن ان تعمل على تطوير وتسهيل العمل. لان هكذا مبادرات غالبا ما يرافقها مشاكل متعبة،  لذا فان اغلب الاداريين يعتمدوا الاسلوب السلبي باحترام كسل وكلاسيكية الموظفين العاملين معهم وعدم القيام بهكذا اعمال تطويرية وتنظيمية شجاعة. حيث ان الموظفين يعتبروا ان اي شي جديد خارج اطار ما تعودوا على عمله وكانه تجاوزا على حقوقهم وخصوصا ونحن في عصر ديمقراطي انتقالي غير واضح المعالم وصعوبة التمييز بين الحق الديمقراطي والفوضى.
9.   عدم وجود فهم لدور الاداري وعدم وضوح الصلاحيات والمسؤوليات حيث هناك جهل كبير في الحقوق والواجبات وحدود المسؤوليات واغلب العاملين جاهلين بحقوقهم وواجباتهم وما تفرضه عليهم القوانين والتعليمات حيث يتم التعاطي بالكثير من الامور بشكل اجتهادي لا يستند الى اي تعليمات وضوابط قانونية صحيحة وهذا ما يؤسس لشيوع ثقافة الفوضى واللانظام وعدم احترام القيم المؤسساتية.

اذن يتوجب العمل لتطوير الهيكل التنظيمي للمؤسسات الاكاديمية و إكسابها ما يكفي من المرونة لتتجاوز الازمات والاشكاليات ولتتوافق في عملها مع الاهداف المرجوة. بالتاكيد فان نجاح مؤسسات التعاليم العالي لا يكون محصورا بحسن اختيار الادارة فقط ، لكن الاداري الجيد له دور كبير في خلق فرص النجاح باصعب الظروف لامتلاكه الشجاعة وروح المبادرة والرؤية الاصلاحية الايجابية.
 ان نمو الحراك الشعبي الكبير للاصلاح خلال العامين السابقين ادى الى ظهور رفض مجتمعي كبير لما موجود وتطلع لاصلاح كل مؤسسات البلد في الاعوام القليلة القادمة بالضغط على الحكومة لغرض الاسراع بالاصلاح. بالتاكيد اي اصلاح يجب ان يستند الى النزاهة والتكنوقراط وهذا مؤشر الى وجوب الرجوع الى مؤسسة التعاليم العالي لغرض المساهمة في وضع سياسة واستراتيجية تنموية للنهوض بالبلد وعلى مختلف الاصعدة. وهناك طموح كبير في ان يكون الغد افضل بالتعاضد والتازر ووقف السوء ودحر الارهاب والوقوف على ارضية قوية لبناء صحيح يستند الى الامانة والعلمية والقيم الاخلاقية والتربوية الصالحة التي لا تخرج عن قيم ومعتقدات المجتمع ولكن تصوبها بالاتجاه الصحيح الموحد لغرض انجاح عملية التنمية وتطوير البلد وتوفير فرص العمل وتحسين الخدمات والارتقاء بالمستوى الثقافي الاقتصادي والاجتماعي للانسان العراقي.
اختصرنا ولم نسهب لضرور النشر الالكتروني.. قلنا كلمات وبقيت كلمات وننتظر رؤى وكلمات في فضاء الحوار الايجابي الهادف للاصلاح والتاسيس لغدا افضل

     أ.د.علي عبد داود الزكي

17
؛؛وزارة التربية العراقية؛؛ رؤى ومقترحات اصلاحية:ج1

أ.د.علي عبد داود الزكي

الدراسة الابتدائية

ان خريجي الدراسة الاعدادية اغلبهم يصل للجامعة وهو يحمل كما من المعرفة ولديه مستوى علمي مقبول ولكن المستوى التربوي لغالبية الطلبة متباين ومختلف وغير ناضج ودون مستوى الطموح. اغلبهم يعانون من تناقض ما بين الشعار والواقع العملي فالاغلبية يهتفون بشعارات الحب للوطن ولكنهم بنفس الوقت وبشكل واقعي لا يشعرون بالانتماء للوطن في الواقع العملي. ؛؛ مرة وانا في قاعة الدرس (عدد الطلبة بحدود 50) سالت من يحب العراق؟ الاغلبية بدا بحماس يهتف ويقول كلمات رنانة بحب الوطن وبعد ذلك مباشرة سالت من منكم لو سنحت له الفرصة سيهاجر الى اوربا؟ الاغلبية رفعوا ايديهم رغبة في الهجرة الى وطن جديد؛؛. اي ان هناك هوية انتماء مشوهة للطلبة وهذه الهوية بالتاكيد نتيجة افراز لهوية انتماء وطنية مشوهة للمجتمع ككل. ان هوية الانتماء المسؤول عنها المؤسسات التربوية والثقافية والدينية.

ان القيم الاخلاقية والتربوية المجتمعية لها دور كبير في تكوين شخصية الطلبة في مرحلة الجامعة. نرى مثلا العديد من دول العالم المتحضر تصرف جهودا جبارة لغرض تنشئة الطلبة في مدراسها ليس على حب الوطن كشعار وانما بترسيخ الصلاح المجتمعي والتعاون والعمل التطوعي والتسامح وحب الخير والتضحية والايثار لاجل المجموع ونبذ السوء والفساد فمثلا في اليابان لديهم درس مهم اسمه ؛؛الاخلاق؛؛ وهذا الدرس له دور في صقل وتنشئة طلبة مدارسهم للعمل من اجل الخير والتعاون والصلاح وحب الوطن واعتبار ذلك فضيلة وقدسية اجتماعية ومن لا يعمل بذلك سيكون خارج اطار الاحترام ومنبوذ اجتماعيا ويجب اصلاحه واعادته الى وضعه السليم كعضو فعال وايجابي في المجتمع.

 لغرض النهوض بالواقع التربوي العراقي يجب ان تبدا باصلاح المؤسسة التربوية وخصوصا المرحلة الابتدائية وهنا نطرح المقترحات التالية لغرض اصلاح التعليم الابتدائي والنهوض به:

1.    التركيز في هذه المرحلة على تعليم القراءة والكتابة اللغة العربية واللغة الانكليزية وتحسين الخط اضافة الى التركيز على تعلم الارقام والحساب على ان لا يتعدى ذلك عمليات الجمع والطرح والضرب والقسمة للاعداد. اضافة الى التركيز على بعض العلوم باسلوب واقعي وتمثيلي وليس كتلقين وقراءة فقط ويجب ان يعد هذا من قبل تربويين مقتدرين مطلعين على مناهج عالمية خصوصا للدول المتميزة في هذا الجانب مثل السويد والدنمارك وفنلندا واليابان. ان بلاغة التعبير للانسان اساسها التعلم في الطفولة اي ان الاساس المتين للبلاغة اساسه المرحلة الابتدائية. نلاحظ احيانا اللقاء التفزيوني معي اغلب الموطنين المصريين يكون مقبول وسليم لغويا وبلاغيا. سبب ذلك هو ان المناهج التربوية المصرية في المدرسة الابتدائية بمستوى عالي جدا يجعل الطلبة يتعلمون مفردات وعبارات بليغة تمنحهم الاثراء اللغوي الكبير الذي يؤهلهم مستقبلا للخوض في اي حديث دون تلكوء او تردد. مثلا مرة سمعت من احد العراقيين كان مقيم في مصر وابنه يدرس في مدرسة مصرية في مرحلة الثاني الابتدائي قال لي بان المناهج لديهم جيدة وفعالة في بناء شخصية الطلبة بشكل سليم ، على سبيل المثال يحفظ الطالب عبارات وحكم ومقولات مشهورة بليغة ويطلب من الطالب كواجب بيتي ان يعيد صياغتها باسلوب وكلمات وعبارات اخرى. وكل كلمة موجودة في الجملة يطلب من الطلب ان يجد مرادفاتها ويحفظها وكل مرادفة منها يضعها الطالب في جملة مفيدة كما يطلب منه ان يجد عكس المعنى للكلمة ويجد مرادفاته ايضا ثم يضع كل مرادفة في جملة ويحفظ هذه الكلمات والجمل. بالاعتماد على هكذا مناهج والتركيز عليها خلال سنوات الدراسة يصبح الطالب مفوه وبليغ الكلام. اذن يجب ان يعاد كتابة مناهج المرحلة الابتدائية والتركيز على اللغة والاثراء اللغوي بقوة وتقليل دراسة القواعد في هذه المرحلة والتركيز العالي على حفظ القصائد والاناشيد والمقولات البليغة والحكم. التوسع بتدريس اللغة الانكليزية وحفظ المفردات الانكليزية ومرادفاتها خلال المدرسة الابتدائية. واستحداث دروس للبلاغة( التحدث الاعلامي والخطابة) حيث يتم التركيز هنا على ان اساس البلاغة الصدق والشجاعة فعلى من يتم الحديث معه ان يجيب بصدق لكي ينجرف بالكلام لحيث لا يريد. والتركيز على مجموعة اسئلة قد توجه لاي انسان اعلاميا وكيف يرد عليها وماذا يقول وما هي كلمات اللياقة والادب والذوق التي يجب ان يتحدث بها ويجيب بها على الاسئلة وهنا يجب ان تشمل المناهج امثلة خطابية واعلامية كثيرة لزيادة قابلية الطلبة بهذا الموضوع. وتنويع الخطابة واسلوب التاثير في الاخرين وما هي المفردات الجذابة التي يجب ان يتداولها الطالب. وهذه الفعاليات يجب ان تكون على شكل سمنارات (ندوات) لا تستثني احد من الطلبة الكل يشارك فيها على الاقل في الاسبوع مرة واحدة.
2.   تنمية روح التعاون وحب المساعدة والمسؤولية المجتمعية والوجبات  وزرع روح الامانة والصدق والتطوع فيهم وذلك ببناء مناهج جديدة ثرية بالحكم والقصص التربوية الصالحة التي تعمل على زرع هذه القيم فيهم لاجل الوصول بهم الى مجتمع سليم وصالح. ان هكذا مناهج هي التي ستوحد المجتمع وتبعد عنه اشباح الفتنة والتفرقة والطائفية. كما ان دراسة حقوق الانسان ومعنى الديمقراطية بشكل مبسط لها دورا عظيما بان يرسخ في ذهن الطلب وبناءه الفكري مفاهيم صحيحة عن الديمقراطية بعيدا عن الفوضى الجهل باسم الديمقراطية.
3.   ان التربية الاسلامية لا يدرسها المسيحي والصابئي والذين يدينون بديانات اخرى غير الدين الاسلامي في العراق وهذه المادة تدخل حتى في امتحانات الوزارية. يفضل استبدال هذه المادة باسم ثقافات الاديان في العراق ومعرفة تاريخ كل دين وانتشاره في العراق من وجهة نظر استعراض وليس اعتقاد وترك الجانب المعتقدي على اسرة الطالب لان الجانب المعتقدي للاسرة الدور العظيم فيه وهو اكبر بكثير جدا من دور المدرسة.
4.   تدريس الاجتماعيات (جغرافيا وتاريخ البلد) بشكل مبسط دون الدخول بالتحليلات المعتقدية واعتماد الجانب السردي فقط.
5.   ان الدراسة من المرحلة الاولى الى حد المرحلة الرابعة يكون بلا رسوب.
6.   احترام شخصية الطالب وحفظ كرامته وعدم ارهابه وعدم استخدام القسوة بالتعليم ويجب ان تكون هناك رقابة شديدة لهذا الامر. ويجب ان تكون هناك رقابة شديدة على التعليم في المدارس الابتدئية لمنع حدوث اي خرق وتجاوز وارهاب للطلبة.
7.   ويجب ان تنفذ هذه المناهج على ايدي تربويين مؤمنين بها ويعملون وفق برنامج ومراقبة مستمرة لغرض تقويم اي خلل يحدث اثناء العمل. والاكثار من الندوات للنظر بالمستجدات والمشاكل والتوجيه بالحلول والممكنة.
8.   في حالة تردي الخدمات في المدراس وضعف امكان المؤسسة التربوية لاباس من اطلاع اولياء امور الطلبة على الامر لغرض المساهمة في رفع مستوى الخدمات في المدرسة بحملات  تطوع وتبرع عند الحاجة.

ان تغيير مناهج المدرسة الابتدائية واسلوب التعامل مع الطلبة فيها سيؤدي الى خلق جيل جديد بفكر مجتمعي صالح.

لم نسهب في الطرح لضرورات النشر الالكتروني.. قلنا كلمات ورؤى ومقترحات ونتقبل الحوار الهادف الايجابي  لاصلاح منظومة التربية والتعليم العراقية...


؛؛وزارة التربية العراقية؛؛ رؤى ومقترحات اصلاحية:ج2

الدراسة المتوسطة


ان خريج الدراسة الابتدائية لو اعتمدت مناهج تربوية اصلاحية جديدة سيكون مهيأ تربويا اكثر ويحمل قيم مجتمعية ووطنية  واخلاقية عالية تؤهله ليكون متحدثا جيدا وقادرا على الحوار وواثقا من نفسه في مرحلة المتوسطة وهي مرحلة المراهقة بالنسبة للطلبة التي يحتاج فيها الطالب الى قوة الشخصية ويحتاج ان يكون محملا بافكار وقيم تربوية صالحة تحفظه من الانزاق  باتجاهات خاطئة وسيكون مهيأ اكثر لتقبل الدروس العلمية والانسانية في هذه المرحلة. مرحلة المتوسطة يجب ان يتم فيها التاكيد اضافة للقيم التربوية على التوسع في العلوم والانسانيات ومقترحاتنا للمناهج التربوية لمرحلة المتوسطة هي:
1.   تدريس العلوم باسلوب اكثر توسع من مرحلة الابتدائية مع تفسير الظواهر والحالات وبقوانين ومعادلات مختصرة ومبسطة.
2.   تدريس الرياضيات الجبر والهندسة والاحصاء باسلوب مبسط.
3.   تدريس الاجتماعيات التاريخ والجغرافيا العراقية بشكل مختصر كسرد دون الخوض في الخلافات المعتقدية.
4.   التركيز على قواعد اللغة والمرادفات والانشاء والحفظ للقصائد والمقطوعات النثرية والحكم والمقولات البليغة والاستمرار بدروس الخطابة والتدريب على الكلام الاعلامي بندوات لا تستثني احد من الطلبة اسبوعيا والتوسع في دراسة الثقافة الدينية للشعب العراقي ولشعوب الدول المجاورة. والاستمرار بالتركيز على الحفظ للقصائد والاشعار والحكم والمقولات البليغة والخطب المؤثرة.
5.   التركيز على قواعد اللغة الانكليزية اكثر والاستمرار بحفظ الكلمات والمرادفات والعبارات المتداولة والشائعة بكثرة في اللغة الانكليزية.
6.   اضافة درس الاخلاق ليكون كمادة تدرس فيهم القيم السامية وبث روح التعاون والصدق وحترام حقوق الاخرين والديمقراطية والقيام بمماراسات لخدمة المدرسة والمجتمع يؤشر لكل طالب فيها بدوره في خدمة المجتمع وتفاعله الايجابي. وترسيخ قيم حفظ القانون واحترامه وحفظ البيئة والمحيط من اي تلوث وبيان تاثير الملوثات على صحة الانسان وتفعيل دول الطالب في المجتمع لغرض منع حدوث اي خرق للقانون او اي انتهاك لحقوق الانسان وعدم احترام البيئة.
7.   الحاسوب اصبح ثقافة مجتمعية اليوم اغلب المواطنين يستخدم الحاسوب والموبايل. لذا لا داعي لادخال هذا الدرس في مناهج المتوسطة باسلوب فقير يعتمد الحفظ لبعض المصطحات التي لا قيمة لها ما لم تطبق بشكل فعلي. وترك هذا الجانب على الاسرة لغرض تعليم ابناءها الحاسوب ووسائل التكنلوجيا الحديث ويفضل هنا تفعيل دور التعاون والتطوع في تعليم من لا يجيد من الطلبة استخدام هذه الاجهزة وبرامجياتها بدلا من ان تتبنى وزراة التربية ذلك وبذلك توفر مبالغ هائلة تصرف على طباعة الكتب وعلى المدرسين لهذه المادة وبهذا يمكن الاستفادة من الوقت المدرسي اكثر وتفعيل دور الطالب في تعلم الاساسيات. واستبدال هذه الدرس بدرس الثقافة الالكترونية وطرح مواضيع ثقافية لحماية هذه الفئة العمرية من مواقع التواصل الاجتماعي وترسيخ القيم الاخلاقية العالية. ان مجتمعاتنا اليوم تمر بازمة اخلاقية عظيمة وثقافة غير مسيطر عليها تربويا هي الثقافة الالكترونية واستخدام برامج التواصل الاجتماعي.
8.   ان دول العالم المتحضر لا يدرسون ما لا يحتاجون له واللغة الفرنسية لغة لا يحتاجها طالب المتوسطة ولا حتى الاعدادية وخصوصا وان كل كليات جامعاتنا لا تدرس العلوم والطب والهندسة بهذه اللغة وانما باللغة الانكليزية فيفضل عدم تبديد وقت الطالب في دراسة ما لا يستفاد منه وانما التركيز على اللغة الانكليزية وتوفير مبالغة كبيرة تصرف على طباعة وتاليف واستنساخ كتب اللغة الفرنسية.
9.   امتحانات الوزارية العمل على ان تكون نسبة 80% منها الكترونية لاكثر من 100 سؤال اختيارات او صح وخطا. و20% منها شرح ومسائل واشتقاقات تحريرية بدفاتر امتحانية وذلك لتقليل عملية تسرب الاسئلة قبل الامتحانات. ان العدد الكبير من الاسئلة (100)  سوف يقلل من فرصة الغش بشكل كبير.
10.   تفعيل جانب الابداع والورش الحرفية للطلبة وتعليم الطلبة بعض الاعمال المهارات التي يحتاجها المواطن في بيته ومن الممكن ان يساعد الطالب فيها اسرته والمجتمع.
11.   الغاء مدارس المتميزين واستحداث شعب الشرف للطلبة المتفوقين في كل مدرسة للعناية بهم وتنمية قدراتهم بشكل افضل.

مرحلة المتوسطة مرحلة حرجة جدا والطلبة في هذه المرحلة يكونوا باعمار المراهقة لذا يجب استيعابهم والتعامل معهم بشكل تربوي سليم وذلك من خلال الاهتمام بهم وفهم مشاكلهم وجذبهم واحتواءهم من قبل المؤسسة التربوية والحفاظ عليهم وحفظ كرامتهم. واقامة ندوات واجتماعات مع اولياء امورهم بشكل مستمر لغرض توجيهم الاسر لمخاطر هذه المرحلة وما تفرضه وسائل التواصل الاجتماعي من جانب سلبي قد يؤدي لما لا يحمد عقباه ما لم ينتبه له ومعالجته. هنا يجب ان يكون للاعلام الالكتروني والاعلام المرأي دور متميز في توجيه الاسرة والمجتمع وبيان مشاكل وهموم هذه الفئة العمري وكيفية استيعابها ومعالجتها وحلها باسلوب تربوي سليم.
قلنا كلمات وعبرنا عن راينا بمقترحات مختصرة وتجنبا الاسهاب لضرورات النشر الالكتروني .. وننتظر كلمات ورؤى ومناقشات ايجابية مثمرة...


؛؛وزارة التربية العراقية؛؛ رؤى ومقترحات اصلاحية: ج3

الدراسة الاعدادية

ان اعداد الطالب بعمر ما بين 7 الى16سنة تربويا بشكل صحيح وبعد تخرجه من المتوسطة سيكون مؤهلا لدخول الدراسة الاعدادية لغرض استكمال اعداده التربوي والعلمي وتهيئته تهيئة علمية مناسبة لغرض خوضه التنافس وفق معدل الامتحان الوزاري بعد التخرج من الاعدادية للدخول للجامعة وبتخصصات علمية وانسانية مختلفة تناسب قدراته وامكانته وضمن حدود الممكن. وحينها سيكون الطالب الجامعي مؤهلا تربويا ولديه امكانات علمية مناسبة لاستكمال دراسته ولا يعاني من اي نواع من انواع الامية التربوية والمعرفية والحضارية ..هناك العديد من المشاكل والمعوقات في هذه المرحلة ولازال بلدنا متاخرا بشكل كبير في هذا الجانب. للاسف حضرت عدت ندوات ونقاشات وسمعت عن اعداد مناهج كفوء وفعالة ومتطورة، لكن لم ارى مناهج مناسبة نهائيا كل ما رايت ما هو الا ارهاق للطالب بشكل غير مبرر. فقد تم تطوير المناهج بادخال الكثير من المفردات والمناهج التي تدرس في الجامعات الى مناهج التدريس في الاعدادية وحتى المتوسطة وهذا فيه ارهاق كبير للطلبة وجعل الدراسة الجامعية وكانها تكرار لمرحلة الاعدادية بقليل من التوسع.  وهذا غير منطقي وغير معقول ولا يمكن تغيير المفردات الجامعية لان المدارس قامت بتحديث مناهجها وارهاق الطلبة بهذا الامر علما بان اغلب الطلبة يتخرجوا من الاعدادية وهم غير متمكنين  ومستوعبين علميا للكثير مما درسوه. ان ذلك ادى الى جعل طلبة الاعدادية يتهافتون لشراء الكتيبات (الملازم) التي تنشر في المكتبات لحلول المسائل ويتهافتون للبحث عن التدريس الخصوصي وجعل الامر وكانه تجارة.
 ان السبب في ضعف المناهج المحدثة هو عدم النظر والاطلاع على المناهج الدراسية العالمية بشكل صحيح ورؤية تناسب خصوصيتنا العراقية. وانما تم استدعاء بعض الاساتذة الجامعيين والطلب منهم بتحديث المناهج وكان عملهم وكانه استنساخ للمناهج الجامعية. المفروض الفترة الدراسية في المدراس يتم فيها الاعداد التربوي الصحيح والتركيز فيها خصوصا في السنين الاخيرة على الجانب العلمي والمعرفي والتعليمي بشكل اكبر لغرض اعداد الطالب للدخول مرحلة متخصصة اكثر وهي المرحلة الجامعية.  هناك عدة مقترحات نوردها فيما يلي لغرض النهوض بالتدريس في مرحلة الاعدادية على ان يكون ذلك مكملا لما درسه الطلبة في المرحلة الابتدائية والمتوسطة:
1.   استحداث مواد دراسية لفن التعامل والادارة والقيادة.
2.   تفعيل دور الطلبة في الفنون وورش العمل وتنمية مهاراتهم المختلفة وتعليمهم بعض الحرف البسيطة وتفعيل دور المجتمع  واولياء امر الطلبة لاستحدث وتطوير ورش العمل والحرف لغرض تدريب الطلبة على انجاز الاعمال الحرفية (تاسيسات كهربائية وتاسيسات الماء والنجارة والحدادة واعمال البناء والانشاءات والخرسانة المبسطة. وتشجيعهم على تشكيل مجاميع عمل في العطلة الصيفية لانجاز بعض المهام الحرفية لخدمة المجتمع. ومتابعة ذلك بجدية من قبل المؤسسة التربوية. وتشجيع الطلبة لتطوير وبناء الاجهزة والمنظومات العلمية المبسطة والاستفادة من الافكار المعروضة في اليويتوب وتطويرها.
3.   اعادة النظر في المناهج للمواد الدراسية وتبسيطها والتركيز على الاساسيات فقط حيث ان التوسع بالدراسة سيكون من اختصاص الدراسة الاكاديمية. الغاء مادة اللغة الفرنسية والتاكيد على اللغة الانكليزية والتوسع في دراستها بشكل اكبر. ان الغاء مادة اللغة الفرنسية  سيوفر مبالغ كبيرة للدولة ويؤدي الى استثمار وقت الطالب في دراسة ما ينفعه وينفع المجتمع.
4.   الامتحان الوزاري في اللغة العربية والانكليزية لا يدخل في حساب المعدل التنافسي وانما فقط يعطي درجة عبور فقط باستثناء القبول في اقسام اللغة العربية والترجمة واللغات. ويحسب المعدل التنافسي لقبول الطالب في الكليات العلمية محسوبا فقط للدروس العلمية.
5.   الامتحان الوزاري لا يشمل الصفوف المنتهية فقط وانما يقسم الى مرحلتين الخامس والسادس الاعدادي باختيار 3 مواد من مواد مرحلة الخامس الاعدادي و4 مواد من مواد السادس الاعدادي والمعدل التنافسي للطالب للقبول في الجامعة يعتمد على هذه المواد السبعة.
6.   الغاء درس الحاسوب واستبداله بدرس الثقافة الالكترونية باعداد مناهج تربوية تثقيفية للطلبة وتشجعيهم عل التعاطي السيلم والصحيح مع مواقع النت ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة. والعمل على انشاء موقع الكتروني لكل مدرسة على النت وتشجيع الطلبة للتفاعل معه ونشر مشاكلهم وافكارهم ونشاطاتهم ومقترحاتهم ومقالاتهم وابداعاتهم. ويجب ان يعد هذا الدرس بعناية كبيرة لغرض توجيه الطلبة لمخاطر استخدام بعض البرامج ولمخاطر التلصص والهكرز وما يمكن ان يسبب ذلك من كوارث مجتمعية قد تدمر القيم الاجتماعية وشيوع ثقافة العولمة وضياع وتدمير الشباب ووقوعهم في شراك السيئين وابتزازهم وتهديدهم من قبل عصابات ومختصة او اجهزة تخريب مخابراتيه واجرامية معادية. لذا يجب تحفيزهم ليكونوا اكثر قوة وحذر لغرض مواجهة هذا التحدي الكبير والانتباه لكل ما قد يسيء للمجتمع والانسان.

اختصرنا ولم نسهب في المقترحات والشروحات لضرورة النشر الالكتروني .. قلنا ما نعتقد لاجل خير البلاد و نتعصب لحب الخير والصلاح ونتقبل النقد والرؤى الاصلاحية الهادفة التي تنظر نظرة واقعية واستراتيجية هادفة لمستقبل افضل لبلدنا العزيز..

أ.د.علي عبد داود الزكي


18
؛؛عناد المالكي؛؛ الولاية الثالثة..ام رئاسة الاقليم الشيعي:ج1

اثبت المالكي خلال سنين حكمه بانه لا يفقه شيء بالسياسة الخارجية فلم يخرج بعلاقاته الخارجية الى افق تعاون متين ابعد من امريكا وايران. العلاقة مع امريكا انحسرت بشكل كبير جدا فيما بعد خروج الجيش الامريكي من العراق واصبحت لا تمثل علاقة استراتيجية قوية، اما ايران فهي بظل الحصار العالمي المفروض عليها حتى الان لا يمكن الاعتماد والتعويل عليه كثيرا. المالكي  لم يتمكن من التاسيس الى وفود مفاوضة سياسية قوية وفعالة وتمتلك رؤية واقعية ناضجة للمستقبل ولم يعرف كيف يتعامل مع الازمات باسلوب استراتيجي لغرض الخروج باقل خسارة واكتفى بعناده المهول المدمر لكل العراق. ان العراق اليوم على شفا حفرة والمالكي رغم وطنيته وكل النجاحات التي حققها فشل في تحقيق الامن والاستقرار للبلاد. ففي ازمة الموصل الاخيرة لم نرى منه تحرك سياسي فعال وجريء لغرض ايجاد السبل الواقعية الكفيلة بالخروج من المازق وانقاذ ما يمكن انقاذه. لم نراه يقدم على عمل جريء في السياسية الخارجية لم يتقدم بخطوة دبلماسية الى تركيا لبيان افق التوحد بالرؤية لايجاد ارضية تعاون حقيقية. لم نراه يتعامل بحنكة سياسية ويتصل بالسيد مسعود البرزاني والقادة الكرد لغرض تقليل الخسائر والاتفاق والتنسيق معهم لارسال قوات البيشمركة الى مدينة تلعفر والمدن والقرى الشيعية التركمانية الاخرى لحماية اهلها من الارهاب ولمنع تهجيرهم. ان تهجير اكثر من 300 الف مواطن امر مؤلم ومكلف للدولة العراقية. لم يعمل المالكي من اجل ذلك شيء يذكر واستمر بعناده وكلماته الهجومية على هذا وذاك. لم نرى منه اي مبادرة طيبة في توحيد الصف الشيعي بجمع قادة البيت الشيعي للخروج برؤية موحدة فيما كان وفيما يتوجب وفيما سيكون في حالة التجزئة وما هي مقومات الاقليم الشيعي وكيفية حفظ امنه وحدوده، وكل ما فعله هو تمسكه العنيد بالحصول على الولاية الثالثة رغم انف الجميع معتمدا على ثقل قائمته والتي لا يجرؤ اي احد منهم على ان يتفوه بكلمة لا يريدها المالكي ولم نرى اي من اعضاء قائمته يمتلك شجاعة ليرشح شخصا اخر غير المالكي.
 كنا نتمنى من المالكي ان يعمل على ان يكون زعيم الاقليم الشيعي ويترك رئاسة الوزراء في الولاية ثالثة. لان رئاسة الوزارء القادمة ستكون بالتاكيد رئاسة وزراء شرفية لا قيمة لها بوجود ثلاث اقاليم فديرالية او كون-فيدرالية. ان الاهم اليوم هو حفظ حدود المكون الشيعي وحفظ امنه وسيادته وكما فعل السيد مسعود البرزاني في حفظ حدود اقليم كردستان. لم نرى المالكي تقدم بخطوات شجاعة للاتصال بالاطراف السنية لا المعتدلة ولا المتعصبة لغرض وضع النقاط على الحروف والخروج براي سديد افضل من العداء والاستعدء الاعلامي، وايجاد ارضية مناسبة للعمل عليها من اجل تحرير المناطق السنية من الارهاب والتعصب. ان كل ما فعله ويفعله المالكي اعتماده على مجموعة من التصريحات النارية التي تثير الاطراف وتجعلها في حالة من الرفض والاستعداء وتزيد من الطين بله ويعتمد على مجموعة من الملسونين في الاعلام وكان المعركة هي معركة كلام واعلام فقط. ان المعركة اليوم معركة وجود معركة اكبر من ان يخرج في فضائية هنا وهناك برلماني او برلمانية ليدافعوا عن المالكي الذي اصبح حلمه الوحيد ان يبقى في السلطة وكانه لا يوجد في العراق غيره لانقاذ البلد. رغم انه حتى الان عاجز وكل ما يفعله يضحي بالابرياء ويزيد المشاكل، ان الاون لان يفهم قادة التحالف بان الحل يكمن في التوجه باتجاهين اساسيين معا للوصول بالعراق الى الاستقرار الشامل:
الاتجاه الاول: هو السياسية خارجية ومحاولة فهم ما يجري لنرى ماذا تريد امريكا لكي يتم تقليل الخسارة في الخطوات العملية على ارض الواقع. وهل ان امريكا تريد تغيير خارطة الشرق الاوسط وتغيير حدود سايسكس بيكو المشؤومة؟ وما هي رؤيتها الجديدة للمنطقة؟ كما ويجب ان بتح قنوات اتصال سياسية مع تركيا: لفهم ماذا تريد تركيا؟ وكيف يمكن ان تصبح تركيا حليف وليس عدوا وما هي مصالح تركيا؟ هل ان تركيا لديها رغبة في الحصول على جزء من كركوك وصلاح الدين والموصل وهل النجيفي والهاشمي متفقين مع تركيا على ذلك، على ان يصبح هذا الجزء المستقطع من الاقليم السني اقليم ملحق بتركيا وذو حكم ذاتي برئاسة النجيفي او الهاشمي؟ وهل امريكا وعدت تركيا بشيء ما؟ وهل هذه المناطق ذات اهمية استراتيجية للاقليم الشيعي والكردي العراقي ام انها تستنزف جزءا من ثروات الجنوب فقط؟ ان مسالة المياه مهمة جدا لكل العراق ومياه دجلة والفرات منابعها تركية اي ان الموصل وصلاح الدين لا يمكن ان يكون لهم دور كبير في تعطيش الجنوب في حالة التفاهم الواقعي والمنطقي مع تركيا وتغيير خارطة سايكس بيكو. اذن يجب ان يكون هناك تفاهم واتفاقية رسمية مع تركيا فيما يخص المياه والتفاهم معها فيما يخدم البلدين ولا يؤدي الى اندلاع صراعات مؤلمة بين البلدين. ويجب فهم ماذا تريد السعودية عبر فتح قنوات اتصال سياسي صريحة وشفافة وهل يمكن الاتفاق معها باطار تعاون امني واستراتيجي لازالة كل اثار التكفير والارهاب ومنع تمويله ومحاربة المحرضين عليه في كلا البلدين وان يكون ذلك من منطلق القوة والدعم الاقليمي والعالمي. وماذا تريد ايران؟ يجب كشف كل الاوراق ويجب ان نفهم ان العراق الهزيل الحالي لا يمكن ان يستمر هكذا بدون حل واقعي وشجاع.
الاتجاه الثاني: هو التوجه السياسي الداخلي والبداية بالتاكيد يجب ان تكون مع المكون الاكبر وهو المكون الشيعي وذلك بتوحيده وجعله يدرك حجم الماساة وما قد ينجم في حالة عدم تماسك التحالف الوطني الشيعي وفق اسس وطنية تحمي المكون الشيعي ضمن العراق الفيدرالي. ان توحد الكتل الشيعية سيمهد لارضية مناسبة للتفاوض مع الشركاء في الوطن من الكرد والسنة والتركمان. هذا يجب ان يتم وفق رؤية ناضجة بعيدة المدى لرسم معالم حدود الاقاليم العراقية الثلاثة ومنع الانجراف في حروب دموية مستمرة. واتخاذ الاجراءات المناسبة في حالة تغيير خارطة حدود سايكس بيكو في الشرق الاوسط وما سيفرضه ذلك من ازمات اقليمية ومحلية. ان تبلور الرؤى الداخلية وانسجامها سوف يمهد لتشكيل حكومة فيدرالية رشيقة تجمع ثلاث فيدراليات قوية ولها وزارات محلية فعالة وتشكيل مناطق حكم ذاتي للتركمان ضمن الاقليم الكردي او الشيعي، وبعد الاتفاق على حدود الاقاليم الثلاثة، يجب ان يعمل على تشكيل جيش الاقليم الشيعي وجيش الاقليم السني كجيوش ذات عقيدة مشابه لقوات البيشمركة ليقوم كل منهما بحماية حدود العراق وحدود اقاليمهم.

د.علي عبد داود الزكي

19
الخطاب الشيعي الموحد ؛؛ثوابت وخلافات؛؛ وازمة الثقة 1

ان المكون الشيعي العراقي موحد بالعديد من المشتركات الاساسية والمهمة ولعل اهم هذه المشتركات هي: ؛؛القدسيات المعتقدية الدينية والمظلومية التاريخية والارض ومقومات الامن الديني والمجتمعي؛؛ ان الظلم والتسلط الذي عانى منه المكون الشيعي لدهور وعصور طويلة جعل من العهد الجديد في عراق ما بعد سقوط الصنم والذي يقوده الشيعة وكانه حالة شاذة وغريبة وهناك رفض له من قبل اغلب دولة المنطقة التي بدات تمول وتدفع الارهاب القذر الى ساحة العراق لغرض اسقاط النظام الجديد. لذا مهما اختلفت ايديولوجيا الاحزاب والكتل والقوى والشخصيات الشيعية فانها يجب ان لا تخرج بخطاباتها خارج حدود المشتركات بما يضعف وحدة الصف والذي قد يؤدي الى انهيار عظيم يسهل عملية الانهيار المدمر للعراق كبلد موحد. لان ذلك يجعل المكون الشيعي في اضعاف حالته مما يمهد لما لا تحمد عقباه بالنسبة لجميع العراقيين وسيؤدي لانهيار حتمي للوحدة الوطنية وتجزئة البلد. اذن اصبح الخطاب الشيعي الموحد ضرورة لوحدة واستقرار العراق وحفظ امنه وسيادته. ان فكر التكفير اليوم بدا ينتشر بسرعة وعدائه للمذهب الشيعي والشيعة وصل الى مرحلة خطرة جدا قد تؤدي الى انفجار الاوضاع وخروجها عن سيطرة العقلاء واصبح الوضع وكانه قنبلة موقوته وجاهزة للانفجار في اي وقت لتدعم المواقف السياسية السيئة وتعمق الخلافات وتزيد من الصراعات السياسية في البلد. هناك مخطط اجرامي لعين عمل عليه اقزام الخليج والتركيا وهو تاسيس حركة داعش الارهابية والتي تعمل على زيادة الفرقة الشيعية السنية ومن ثم تدمير وتجزئة العراق.
ان هشاشة مؤسسة الحكم في عراق ما بعد سقوط الصنم وضعف الحكومة المركزية بسبب الخلافات والتناقضات سهلت عملية تمدد كردي وتغيير في ديمغرافية المناطق الخليطة او ما يسمى المتنازع عليها لصالح الاكراد الذين يملكون مؤسسات حكم اكثر تماسك ونظام من حكومة المركز، وتمددهم هذا كان على حساب العرب والتركمان وبعض الاقليات الاخرى. طبعا مما يؤسف له هو عدم وجود شفافية او وثائق ذات مصداقية يتم فيها توضيح الحقوق التاريخية لكل المكونات المتاخية في المناطق الخليطة كما يوجد هناك تناقض كبير في ما يدعيه الجميع. ان ذلك سيسبب ارباك كبير في حل مشاكل هذه المناطق والتي من المتوقع ان يكون فيها  الحل هو القوة وفرض الامر الواقع من قبل من يتمكن من فرض سيطرته عليها او يكون هناك تدخل من قبل القوى العظمى بفرض خارطة جديد للشرق الاوسط الجديد او فرض قدسيات انتماء جديدة.
 يعتقد الكثيرين بعدم وجود جيش عراقي متماسك وذو معدات حديثة تمكنه من مواجهة التحديات الصعبة في حالة حصول قرار سياسي للكرد بانفصال او ان قرار الحركات الاجرامية المتربعة في المناطقة السنية والتابعة للقاعدة بفصل الجزء الغربي من العراق وما سيرافق ذلك من خلخلة امنية وحدوث صراعات دموية. عمل الطرف الكردي واغلب الاطراف السنية وبعض القوى الشيعية على جعل الجيش العراقي ضعيف واستمرار ضعفه ومنع تسليحه بشكل كبير لكي تبقى حكومة المركز ضعيفة ويبقى الجيش عاجز عن فرض هيبة الحكومة على كل البلاد. بينما المسؤولية الوطنية الكبرى كانت تحتم على الجميع دعم وتقوية الجيش لغرض ان يكون قادرا على حفظ دماء الابرياء ومنع انزلاق العراق في اتون حروب اهلية لا تنتهي. لقد استبق المالكي الاحداث ووجه الجيش للضرب بيد من حديد كل معسكرات داعش وقوى الارهاب وحواضنه لغرض افشاله مخططات تجزئة العراق المدعومة من قبل قطر والسعودية وتركيا وقوى محلية واقليمية اخرى.
لا تكفي الاحلام والتمنيات وحدها لبناء العراق السليم المعافى لان البناء يتطلب المثابرة والعمل الاستراتيجي المخلص الشجاع. يحلم العراقيين بجميع مكوناتهم بتحقيق الامن والاستقرار وهذا غير ممكن ما لم يتضامنوا جميعا ويشعرون بانتمائهم المقدس للعراق قبل اي انتماء اخر ضيق ومحدود. يجب ان تكون هناك رؤية استراتيجية للحكومة والجيش والاجهزة الامنية بنزع سلاح العشائر الذي يمكن ان يهدد البلد ويفقد الاجهزة الامنية الوطنية هيبتها ويجعلها عاجزة عن فرض الامن والاستقرار في جميع المحافظات والمدن العراقية. لا معنى للاستقرار في بلد تتعدد فيه السلطات ومراكز القوى غير المنسجمة (سلطة جيش وشرطة فيدرالية ومحلية ومؤسسات امنيه وميلشيات عشائرية وعصابات).
قلنا ما نعتقد ونتقبل جميع الاراء الصادقة الصالحة ونتقبل النقاش الايجابي الذي يهدف الى توحيد امة العراق وتوحيد شعب العراق بمقومات مقدسة تحفظ البلاد من التجزئة والماسي.

أ.د.علي عبد داود الزكي


20
مقترح استخدام ؛؛البطاقة ذكية؛؛ في تتبع السيارات المفخخة

ولعل من اصعب ما يواجه الامن في العراق اليوم هو السيارات المفخخة التي تتحرك في العاصمة والعديد من المدن العراقية  ولا يوجد هناك منظومة امنية فعالة وكفوءة في السيطرة عليها ومسكها وكشفها والحد من تاثيراتها الكارثية. كأن عملية الكشف عنها وتتبعها مستحيلة  فقد فشلت انظمة السونار الحكومية جميعها في الحد منها او كشفها بفعالية. ان السيارات المفخخة اليوم لا يمكن كشفها بسهولة وتتحرك في اي مكان يريده الارهاب. نعجب فعلا لاجهزة السونار المستخدمة في نقاط التفتيش المختلفة في بغداد والمدنة العراقية الاخرى ففي بعض الاحيان نمر في سيطرة يؤشر الجهاز فيها بينما حين نمر بنفس السيارة في سيطرة اخرى بعد دقائق معدودة لا يؤشر الجهاز فيها نهائيا على شيء!!. واحيانا كثيرة يؤشر الجهاز وعندما نذهب للتفتيش احيانا كثيرة يجري حوار مع المسؤول عن التفتيش وفي الغالب الحوار معه يولد لديه قناعة بان لا يقوم بالتفتيش وكانه واثق من المعلومات او ان الابتسامة بوجهه تجعله يخجل ولا يقوم بالتفتيش ويؤشر بيديه ويقول توكل الله معاك طبعا، هذا هو واقع الحال المستمر مع الكثير من السيارات التي يتم تفتيشها. كما ان وجود طفل او رجل مسن او نساء في السيارة سيسهل العمل بحيث لا يتم تفتيش السيارة وكان وجود هؤلاء يكفي لانها تكون خالية من اي سوء. كما ان التفتيش روتيني تقليدي لا يمكن ان يكشف شيء نهائيا. يعني لا يوجد جهاز كشف متطور وحساسات كفوءة لكي تفتش السيارة وانما يتم فتح الصندوق ويقوم الشرطي او الجندي بتقليب بعض ما في صندوق السيارة فقط. يعني هنا نسال هل الارهاب غبي لهذه الدرجة بحيث يضع المتفجرات في الصندوق هكذا  بشكل ممكن كشفه بسهولة من قبل من يقوم بالتفتيش؟!!. الارهاب ذكي وقادر على  ان يقوم بتحشية الابواب وباطن السيارة والاطار الاحتياطي بالمتفجرات ويخفيها ولا يمكن ان يراها اي شرطي يقوم بالتفتيش. ولا نريد الخوض في هذا فالجاهز الامني والاستخابري المحلي اكيد لديهم معلومات كثيرة عن هكذا حالات.
 بسبب الفشل الامني الكبير في كشف السيارات المفخخة والذي جعل الجهاز الامني وكانه جهاز مشلول وعاجز عن حماية المواطن نقترح ان يتم تسجيل كل المعلومات عن كل سيارة (رقم السيارة، نوع السيارة، موديل السيارة،لون السيارة، اسم مالك السيارة، سكنه ،هوية الاحوال المدنية له) وتسجل هذه المعلومات رقميا على بطاقة ذكية (سم كارت) يقوم بتنصيبها في جهاز يثبت في السيارة من قبل الجهاز الامني الحكومي وان اي تلاعب او عبث بهذا الجهاز يقوم الجهاز نفسه بتسجيل وقت التلاعب فيه، ويقفل هذا الجهاز بحيث لا يمكن تغيير معلوماته ولا يمكن نصبه وتشغيله وتوحيد المعلومات فيه الا من قبل دائرة امنية متخصصة تمتلك اجهزة خاصة لذلك. ان هذا الجهاز يمكن تصميمه بسهولة من قبل مهندسي الالكترونيك والاتصالات بسهولة وتصنيعه باسعار رخيصة وفي حالة تم تصنيعه وتوفيره باعداد تغطي كل السيارات في العراق يمكن نصبه في جميع السيارات واي سيارة لا تحتوي هكذا جهاز تحتجز. يصمم الجهاز بحيث يقوم هذا الجهاز بارسال معلومات لمسافة 200م حول السيارة  باستمرار فحينما تمر السيارة باي سيطرة تقوم منظومات الكترونية خاصة توضع في كل سيطرة بتسجيل المعلومات الكترونيا عن هذه السيارة وتخزن المعلومات عن السيارات التي تمر في هذه السيطرة وتوحد ويتم دراسة ذلك امنيا في تتبع السيارات والاشخاص المشكوك بامرهم. وتكشف بنفس الوقت المعلومات ودقتها وممكن من خلال هذه المعلومات تتبع بعض السيارات بسهولة داخل المدن. وبهذا يمكن بسهولة تتبع السيارات ويمكن ايضا بسهولة التحقيق في اي حادث سيحصل وسيتم من خلال ذلك تتبع حركة السيارة التي انفجرت وكشف المواقع التي مرت بها ويسهل من عملية تتبع المالك والتحقيق معه او ملاحقته. ان توفير هكذا منظومة ليس بالامر الصعب وممكن تسهيل عمل السيطرات بشكل اكثر فاعليه وتسهيل عملية مرور السيارات وتنقلها. وفي حالة حصول عبث بهذا الجهاز من قبل مالك السيارة فان معلومات التلاعب به تسجل داخليا ضمن البطاقة الذكية وعندما يمر باي سيطرة سيتم كشف ذلك بسهولة ليتم حجزه والتحقيق معه وتفتيش السيارة ولا يتم فك الحجز الا بعد التاكد من ان الامر ليس فيه اي خطر ارهابي.
قدمنا مقترح  نتمنى فيه خير امة العراق..ونتمنى ان يكون هناك جدية في العمل من اجل عراق امن مستقر ينعم اهله بالامن والسلام والرفاه..

د.علي عبد داود الزكي


21
؛؛دولة القانون؛؛:اسبقية نضال وخيارات الاستمرار الصعبة  (1)

حملة تسقيط مبرمجة لدولة القانون مستمرة وهناك جهود اعلامية كبيرة وتحركات لمافيا السيطرة على الفقراء البسطاء وتحرك الميلشيات والقوى الارهابية للسيطرة على الشارع العراق لارهابه وارعابه بشكل مستمر باسلوب مخابراتي مبرمج لتشويه الحقائق ونشر الاشاعات والاكاذيب. والعمل على تسقيط كل رموز دولة القانون وكأن الفشل بتوفير الخدمات تتحمله دولة القانون فقط وتناسي حقيقة كون الحكومة هي حكومة مشاركة وطنية يشارك فيها الجميع. اذن الجميع يتحملون الاخفاقات ان هذا العمل مدروس ومخطط له ومرسوم مسبقا للقضاء على ايديولوجيا الاسلام السياسي الشيعي والقضاء عليه ليسيطر على الساحة الجهل الذي تحركه العاطفة غير الناضجة باسم التعصب والدموية لحركات لقيطة تهتف باسم الدين. حيث يتم تحريك جموع الجهلة باسم الاسلام لغرض طمس حقائق الاسلام ولغرض خدمة المصالحة الخارجية لامريكا واسرائيل. لحد الان لم تستطع دولة القانون من الدخول للشارع (المجتمعي الشبابي) كقوة ولا تمتلك برنامج منظم لحشد الاتباع ورعايتهم وتوفير مقومات استمرارهم الداعم لها في مختلف الاصعدة ولتسريع عملية السيطرة على المجتمع وتوجيهه وفقا لرؤيتها وانما اعتمدت في توجيه الناس على العاطفة وعلى الانتماء والسيطرة البعيدة. اي ان انصار هذه الكتلة في الشارع العراقي لا يمتلكون من يدافع عنهم امام القوى المنظمة الاخرى التي قرارتها اعلاميا تنزل للشارع بقوة ويتم نسج حولة التلفيقات الهائلة والكبيرة والتي تروج بسرعة (لانهم يتملكون مؤسسات منظمة في المجتمع تقوم بهذا الدور) ويتم ترويج هذه الدعيات مباشرة في المناطق التي يكثر فيها البسطاء، مما يشوه الحقائق ويجعل الجيل الجديد خصوصا من ابناء الاسر الفقيرة في حالة من الضياع والتوهان والانتظام بمجاميع جهل ، ليصبحوا جيل معارض يعمل على تهديم ما تعمل على بناءه الحكومة وفقا للرؤية الاستراتيجة والتي تتطلب التضحية الانية. تتعرض المكونات المجتمعية البسيطة لموجات كبيرة من غسل الادمغة والتشويه للحقائق وتخضع للاشاعات المختلفة مما يضعف التماسك الوطني ويضعف الثقة بين الحكومة والشعب وهذا يؤدي الى الوصول الى هشاشة  كبيرة في نظام الحكم وضعف الروح الوطنية والتناحر والتناقض بين فئات المجتمع.
الشارع الشيعي في اغلب المناطق اليوم مسيطرة عليه من قبل قوة وحيدة منظمة وتمتلك اعلام كبير يدافع عن مشروعها ويدافع عن التابيعن والموالين له وهذه القوة مع الزمن سوف تتعاظم عكس القوى الاخرى التي تعتمد على العاطفة والترويج الاعلامي الضعيف. مكاتب التابعين لدولة القانون ضعيفة وغير قادرة على تحشيد الشباب بقوة. صحيح ان السلطة التنفيذية تديرها دولة القانون لكن السلطة على ارض الواقع لا تمتلكها دولة القانون. اغلب القوى السياسية المعادية لدولة القانون تمتلك تنظيمات اعلامية كبيرة وتروج  الاشاعات وتعمل بقوة لتشويه الحقائق بتسقيط اعلامي كبير دون ان يكون لديها برنامج تصحيح واصلاح حقيقي. ان القدسية والرمزية لدولة القانون لا قيمة لها في الشارع العراقي الا عاطفيا بينما القوى المسيطرة على الشارع فانها تمتلك رموز قدسية لا يمكن المساس بها او حتى ذكرها بانتقاد بسيط. مما ولد هيبة لهذه الكتلة وضعف لباقي الكتل السياسية ومن بينها دولة القانون. كما ان التشويه والتسقيط الذي نراه اليوم يذكرنا بحملات التشويه الكبيرة التي تعرض لها المجلس الاعلى قبل الانتخابات السابقة قبل 4 اعوام حيث تم الاجاهز عليه اعلاميا في الشارع العراقي بالاشاعات والتشويهات الكبيرة مما جعله يخسر جولة الانتخابات ويضعف نفوذه وتاثيره في الشارع العراقي. اليوم لم يبقى سوى حزب الدعوة الممثل بدولة القانون ليتم تسقيطه وحاليا تصرف اموالا طائلة من قبل مخابرات الدول الخليجية اضافة الى بعض القوى العالمية والاقليمية التي تعتبر الايديولوجية السياسية الشيعية كعدو يجب القضاء عليه. ان هذه المبالغ تدفع لمؤسسات ومنظمات وشخصيات لتقوم بدورها في القتل والتفخيخ والتفجير وترويج ونشر الاشاعات بشكل كبير في العراق الجديد لغرض افشال الحكومة واضعاف ثقة المواطن بها.
 على سبيل المثال من ضمن وسائل الاعلام الناجعة في التسقيط والتشويه الاعتماد على سائقي سيارات التكسي. ان سائقي التكسي في بغداد لم ارى ايا منهم الا وكانه مبرمج ضد الحكومة وضد المالكي بالذات وبقوة وهذا شي ملفت للنظر وكانهم خاضعون لمدرسة اعلامية تلفق وتروج الاحاديث والاكاذيب لصالح جهات خارجية والتلفيقات طبعا ممكن ان تنطلي على البسطاء من الناس. مرة استاجرت تكسي وحينما كان يسير قرب ساحة المستنصرية في شارع فلسطين شاهدنا بائع كلينكس في الشارع فقال السائق بان هذا من محافظة جنوبية وبدا بالحديث وقال ان اهل الجنوب واهل بغداد يعانون من الحكومة لان الحكومة لا تقوم بتشغيلهم وان الحكومة تستقدم العمال الايرانيين وتشغلهم ولا تشغل اي عراقي فعرفت ان هذا الشخص مسموم الفكر ويقوم بترويج الاشاعات ، وبالتاكيد هناك اجهزت مخابرات تقوم بدعم ترويج هكذا اشاعات فتحدثت معه وقلت له انا عراقي واتجول في بغداد وبعض المحافظات القريبة لم ارى اي عامل ايراني كل ما رايته زوار ايرانيين باعداد قليلة ينفقون اموالهم عندما ياتون لزيارة العتبات المقدسة. بدا يدافع ويقول انت لا تعلم الكثير ، ضحكت وقلت له والله يا اخي اشعر وكانك اساسا لست بعراقي لانك تقوم بترويج لشي غير صحيح يتناغم مع بعض الرؤى الخارجية المعادية للعراق الجديد. قلت وانا متاكد بانك غير قادر على ان تثبت ما تقول وانا مستعد للتجوال معك في كل بغداد واي محافظة تريد لتثبت. لكنه بقي مصمم فقلت له هل برايك الحكومة صالحة قال لي لا، قلت له كلامك صحيح ان الحكومة التي كان فيها نائب رئيس جمهورية ارهابي مثل طارق الهاشمي يدعم الارهاب ووزير يدعم الارهاب اكيد حكومة غير سليمة البنية والهيكلية. سالته هل تعلم متى العراق يصبح بخير؟ فقال متى؟ قلت له متى ما نتخلص من ايتام صدام وقاذورتهم عربان السوء وارهابهم القذر واتباعهم في الشارع العراقي من السفلة ومروجي الاشاعات الكاذبة سكت قليلا. ثم بدا بعد دقائق بترويج اشاعة جديدة بدا بترويج اشاعة اغتيال بالاسلحة لاشخاص بشكل مؤلم في سيارة قرب سيطرة حكومية رسمية في احدى مناطق بغداد دون ان يحرك اعضاء السيطرة ساكن وبدا يلفق ويلفق قلت له انك تريد تفهمني ان الذين نفذوا هذه العملية هم تابعين للحكومة؟ لم يعرف بماذا يجيب قلت له ان السعودية وقطر واقزام السوء العرب يتعاملون مع سفلة ومنحطين وخونة وعملاء في العراق ليقوموا بالتفخيخ  والتفجير وقتل الابرياء ويتعاملون مع سفلة اخرين ليبثوا الاشعات الكاذبة والمشوهة للحقائق. قلت له لعن الله جربان السوء واعداء العراق والعملاء ومروجي الكذب والاشاعات هنا سكت ولم يتكلم بعدها بكلمة. وطبعا لم استاجر تكسي في بغداد الا ووجدت بان السائق يتحدث بسوء عن الحكومة وبعضهم يدافع عن الاجرام وبعضهم يلفق ويكذب وبعضهم يتهم الحكومة بالسرقة واشياء اخرى وطبعا توجد اشياء كثيرة يمكن ان يقوموا بها بعض سواق التكسي هي ترويج الاشاعات والاكاذيب وبنفس الوقت يسمعون اخبار المجتمع العراقي كلها من الناس الذين يستاجرونهم وبذلك يستطيعوا ان يزودوا الجهات التابعين لها بتقارير دقيقة طبعا هنا نركز ونقول ليس جميع سواق التكسي هم تابعين للسوء لكن اكيد فيهم من يعمل لصالح جهات مخابراتيه خارجية. كنت اسمع ايام زمان ان الشارع العراقي بزمن الطاغية كان يمسك بعدة امور من اهمها وجود الكثير من سائقي التكسي تابعين لاجهزة المخابرات لنشر الاشاعات والمراقبة ومعرفة ما يدور في الشارع. فهل الحكومة منتبهة لهذا وتقوم باستغلاله بشكل يقوي المنظومة الامنية والاستخباراتية ويكشف العملاء الذين يروجوا للاشاعات لجهات خارجية وعملهم ينصب في خانة تدمير العراق والاساءة الى رموزه الوطنية. كما توجد اماكن اخرى لترويج الاشاعات وهي الاسواق خصوصا الاسواق الشعبية والاسواق ما يسمى البسطيات والجنابر. حيث ان هؤلاء ظروف حياتهم قاسية ويعانون من ظروف مادية صعبة جدا. دار حديث مرة بيني وبين احدهم قال لي بان الكثيرين من الذين يعملون في السوق مستعدين للمشاركة باي مظاهرة مقابل مبلغ 25 الف دينار لان حياتهم صعبة. هل الدولة متنبه لهذه الفئة االمجتمعية المهمة هل حاولت الدولة ان تنظر في امور حياتهم؟ وتحاول ان توفر لهم الحماية من الاستغلال وتقضي على العصابات التي تمثل سلطة شارع قاهرة تسيطر على هذه الاسواق وتتحكم فيها. وتوجد منافذ كثيرة لترويج الاشاعات التسقيطية والسيطرة القهرية على الطبقة البسيطة من المجتمع. يجب التنبه لها ودراستها دراسة علمية واقعية ناضجة وتحديد منابع الارهاب والسوء الاعلامي المشوه ومن يقف وراءها وكشف الياتها بشكل علمي ودقيق ليس لغرض المعالجة الانية فقط وانما لغرض اتخاذ التدابير الاستراتيجية والتي تحفظ هيبة الدولة ولاجل وضع اساسا قويا لمستقبل سليم لعراق ديمقراطي معافى عراقا مدنيا وحرا تحفظ فيه حقوق الانسان وكرامته.


د.علي عبد داود الزكي


22
ازمة الامة العراقية؛؛والمناهج التربوية ؛؛ (2)

ان منظري الفكر القومي في العراق وسوريا خصوصا رسخوا مفاهيم لا يمكن تطبيقها على ارض الواقع الا ان هذه المفاهيم كرست مفهوم التسلط والدكتاتورية ومهدت لتغرب الانسان في هذين البلدين عن تاريخهم وحضارتهم  وانتمائهم. ان الفكر القومي ما هو الا استعارة مفروضة من قبل المحتل الاوربي كانت اساس للحكم الدموي المتسلط من اجل اهداف كاذبة غير واقعية. كما ان العراق لم يظهر فيه مفكرين قوميين كما ظهر في بلاد الشام ومصر وسبب ذلك هو المتناقضات الكبيرة والخطيرة في ارض الالم العراقي ، ان التناقض سببه الاساسي وجذوره هو الصراع ما بين ايران وبلاد الاناضول (تركيا) لقرون طويلة والتي اسست الى نشوء صراع طائفي مقيت في  العراق وبذلك لم نرى اي ظهور لمفكر وطني لان اي مفكر ان كان شيعيا وصف بانه صفوي واي مفكر سني وصف بانه عثماني ولم تنشا هوية وطنية عراقية حقيقة وانتماء حقيقي الا بعد نهاية الحكم العثماني في العراق وذلك في ثورة العشرين التي قادتها المرجعية الدينية في النجف ورفعت شعارات عراقية خالصة ومن ابرز قادتها (الامام ومحمد تقي الشيرازي الشيخ عبد الواحد الحاج سكر والسيد علوان عباس الياسري والسيد محمد الصدروالشيخ شعلان ابو الجون الشيخ محمد الخالصي...) كما دعي بقوة للتوحد الوطني بين الشيعة والسنة واستمرت الثورة عدة اشهر الى ان تم اجهاض فكر التوحد الوطني العراقي لاسباب طائفية ومصالح فئوية ضيقة لبعض المتنفذين في عراق ما بعد الدولة العثمانية.
بعدها بقي العراق لعد عقود يرزح تحت نير ظلم وانتهازية وتسلط وقهر شديد الى ان ظهر فكر وطني لتوحيد العراقيين في امة من جديد على يد الزعيم الوطني الشريف عبدالكريم قاسم والذي ايضا لم يستمر بالحكم لفترة طويلة وانما تم استهداف نظامه بمؤامرات داخلية وخارجية كبيرة من قبل القوميين العرب المتعاونين مع امريكا والغرب واستشهد على اثرها الزعيم وتم  الاجهاز على نظامه الوطني. ودخل العراق في عهد ظلام دامس جديد وطويل حيث ان هؤلاء المجرمين اتخذوا من شعارت القومية فرصة للتسلق والدموية وازهاق الارواح واذلال الشعب العراقي. ابتعد الانسان العراقي عن البحث عن هويته واخذ يبحث عما يدافع به عن معتقداته فقط وطمست هوية الوطن بترويج فكرة ان العراق قطرا وجزء من امة وليس بحد ذاته امة.  اي ان العراقي لم يعرف بهوية وطنية عراقية حقيقة لان الهوية الوطنية للامة العراقية تلاشت امام مفهوم الامة العربية التي ليست سوى هذيان غير قابل للتحقيق. قد يعترض البعض على ذلك لكن نقول ان الذي جعل العرب يمتلكون سلطة وامبرطورية في حقبة من حقبات التاريخ كان  فضله يعود الى الاسلام والفكر الاسلامي اي ان توحد الجميع القبائل المتناحرة المختلفة في جزيرة العرب بامة الاسلام وليس امة العرب.
 كنا نسمع ونقرا ونتعلم والاعلام والتلفزيون الحكومي بزمن حكم القوميين والبعثيين يثقف العراقيين على كذبة اسمها ان العراق قطر وليس امة وبذلك فقد العراقيين الانتماء الحقيقي لا هم مستفيدين من فكرة الانتماء لامة العرب الخيالية التي لا يمكن ان تتحقق نهائيا ولا هم يشعرون بقوة انتمائهم الوطني لامة العراق وبذلك نشا صراع داخلي للمكونات المختلفة في العراق الحديث والتي كان من الممكن ان تتوحد تحت عنوان امة العراق بعيد عن اي شي اخر لتنهض كامة عظيمة. كما ان الصراع الطائفي في العراق دفع دعاة الفكر القومي (الاقلية التي سيطرة على زمام السلطة)  الى الاندفاع اكثر باتجاه القومية العربية وذلك سببه هو ان العراق مكون من عرب واكراد تركان واشورين وان نسبة الشيعة العراقيين تصل الى ما يقارب70% من الشعب العراقي لذا فان دعاة القومية العربية لكي يتمسكوا بالسلطة ويرسخوا ذلك استخدموا فكر التغريب ووضعوا مناهج تربوية تدفع بالانسان العراقي نحو الاغتراب لكي لا يشعر بوطنيته وذلك لكي يكون هناك تقارب بين سلطة الحكم في العراق(السنية) مع باقي البلدان العربية التي  في اغلبها سنية المذهب. لذلك راينا ان اغلب العرب بعد سقوط الصنم كانوا يدافعون عن نظام الدكتاتور صدام وكانه بطل قومي عكس ما فعلوه مع القذافي لان القذافي لم يكن شعبه من الشيعة لذا لا داعي للوقوف معه ضد شعبه اما في العراق فان الوضع مختلف. ان العراق اصبح وكانه عدو العرب وكل الاعلام العربي يهاجم العراق ويشوه الحقائق لا بل ان اغلب الحكومات العربية بدات تدعم الارهاب وتجند القتلة والمجرمين وتزودهم بكل ما يحتاجونه وتسهل عمليه دخولهم للعراق لغرض تدميره. ان العراق كدولة منذ عشرينات القرن الماضي مناهجه التربوية وبرامجه الاعلامية اغلبها تروج لامة العرب وتقف موقف عداء وتطرف اتجاه غالبية العراقين وتحارب معتقداتهم وهذا استمر لعقود طويلة.
حضرت قبل عام تقريبا (في شهر رمضان في العام الماضي) ندوة حوار ثقافي لمناقشة المناهج التربوية التي استضافها النائب همام حمودي وحضرها وكيل وزير التربية ومجموعة من النواب ورئيس لجنة المناهج في شهر رمضان الماضي. لقد دار نقاش طويل وموسع حول هذا الموضوع وكيف ان المناهج الصدامية خصوصا في التربية الدينية والتاريخ لازالت معتمدة وتدرس ومن الصعوبة تغييرها وذلك لعدم حصول توافق وطني على ذلك. تحدث السيد وكيل وزير التربية السيد علي الابراهيمي بدبلوماسية ولباقة وكان احيانا يلطف الاجواء بعبارات لطيفة وبسيطة لكي يضفي على جو الجلسة شيء من المتعة والمرح وبنفس الوقت ينبه لبعض النقاط المهمة باسلوب مازح. لا اريد ان اسهب في هذا واعود الى ما دار من حوار رغم اني شعرت بصدق الجميع ونبل غايتهم وفق منظورهم ومعتقداتهم لكنهم طرحوا نقطة جوهرية اذا قالوا كيف يتعلم الطالب وفقا للمناهج الصدامية. قال البعض بتعجب شديد ان نسبة 70% من العراقيين  لم يستطيعوا ان يضعوا مناهج جديدة تخصهم ولم يستطيعوا وضع مناهج تربوية تكون مقنعة لهم خصوصا بمادتي التاريخ والاسلامية. الكل يرغب بان يضع عاطفته ومعتقده في المناهج التربوية وبالتاكيد الكردي والشيعي والسني وحتى التركماني والمسيحي يرغب في ذلك فلماذا يتم منح ذلك لطرف ومنعه عن طرف اخر. ان الفكر الديني والتاريخ ليس حقا لفئة دون اخرى ويجب تحقيق عدالة وانصاف في اعادة كتابة التاريخ من وجهة نظر معتدلة من وجهة نظر الحقائق لا العواطف ويجب ايقاف العمل بالمناهج التربوية الصدامية. وان لا يكون عدم حصول اتفاق بين ممثلي المكونات العراقية على ضع مناهج تربوية جديدة وموحدة هو ما يمنح شرعية البقاء باعتماد المناهج التربوية البعثية الصدامية حتى الان. نتسال هنا لماذا لا يكتب التاريخ باسلوب بعيد عن العاطفة يكتب وتكتب الاراء المختلفة كوجهات نظر قابلة للنقاش وتكتب ادعاءت التاريخ بشكل يحفز العقول للاستنباط والاستنتاج. 
لا اعتقد ان اي مدرسة عراقية تعلم الدين افضل مما يتعلمه الطالب في البيت والمسجد والجامع والحسينية. قد يعترض البعض وترفع شعارات المزايدة اذا تم طلب تعديل المناهج التربوية وتغيير اسم درس التربية الاسلامية ليكون اسمه القيم الانسانية ومكارم الاخلاق فان ديننا الحنيف ركز على ذلك ونبينا الاكرم عليه وعلى اله افضل الصلاة والسلام قال وما اوتيت الا لاتمم مكارم الاخلاق. لذا يجب ان يتم تحديد اسلوب قراءة القران وان يتم تعليم التلاميذ لحد السادس الابتدائي فقط  قراءة القران ويترك باقي التعليم الديني للبيت وباقي المؤسسات الدينية خارج اطار التعليم المدرسي. فانا درست في المدراس العراقية في العهد البائد ولم تؤثر فيه مناهج المدارس بالجانب الديني والمعتقدي كثيرا وكل ما اثر فيه هو ما كنت اسمعه من مواعض وحكم وعبر او اقرائه من كتب دينية وما اسمعه من نقاشات في البيت او في الملتقيات الدينية في الجوامع والمحاضرات الاذاعية وكثيرا منها كان محضورا في زمن الطاغية المقبور. لذا يفضل تقليص ما يتم الاختلاف فيه كمعتقد فكري وديني خصوصا بين الطلبة في المدراس المتوسطة والاعدادية لكي نتخلص من معضلة وطنية تسنتزف الكثير الكثير من ثروات البلد اضافة الى انها تسبب الكثير من الخلافات المعلنة التي يمكن ان نتجنبها بان نترك ذلك كحرية للعوائل في تعليم ابناءها وتثقيفهم دينيا في كل محافظات العراق. اذن يجب ان يتم استبدال درس التربية الدينية بدرس اخر وهو الثقافة الدينية. لكي يتعلم الطالب كثقافة عامة ما هي اهم الاديان في بلده وما هي اهم معتقداتهم دون المساس باي منهم اي يجب ان تطرح الاديان من وجهة نظر ثقافية وليست معتقدية يجب تعليم  الطلبة ان المعتقدات قد تتباين من بيت لاخر وليس فقط من مذهب لاخر.
للاسف بعض السياسين قد يستغلوا ذلك ويبداوا بالتمشدق والدفاع  عن كذا وكذا لغرض الحصول على مكاسب انتخابية خصوصا المفلسين فكريا وسياسيا ووطنيا في فترة اقتراب الانتخابات والترويج للشعارات والدفع باتجاه التخندق الطائفي بشكل اكبر لغرض تحقيق مكاسب انتخابية.
قلنا ما نعتقد ونتقبل النقاش الهادف المثمر غير المتصلب والمتعصب ...وننتظر كسر صنمية التعنصر والطائفية ليتم التوحد في قدسية امة العراق الجديد...

د.علي عبد داود الزكي





23
التحالف الوطني ؛؛تباغض وتناقض ؛؛ والامبراطورية القزمة قطر(3)

ان اهم مطالب المظاهرات الاخيرة هي الغاء مادة 4 ارهاب ولا نعرف هل فعلا الارهاب تم التخلص منه نهائيا في العراق هل قتل الاف الابرياء بالتفجيرات لا يستحق محاسبة للمجرمين ولا نعرف من يقوم بالتفجير؟! هل انهم اشباح مريخيون ام تكفيريون تابعين لخلايا التكفير والارهاب بفتاوي علماء دين سعودين وعرب ومنابرهم الاعلامية في امبراطورية التقزم قطر؟!. هل اعتقال عددا محدودا من حماية وزيرا ما حدث اهم بكثير من حادث تفجير واستهدف الابرياء من زوار اربعينية الامام الحسين؟!. هل هؤلاء الضحايا عراقيون ام لا؟! من يدافع عنهم؟ هل المظاهرات تستنكر قتل الابرياء بالتفجيرات ايضا؟! هل المظاهرات تلعن مجرمي الارهاب ومن يقتل الابرياء في كربلاء وفي الاسوق والجامعات والمدارس؟!. لا باس من دراسة تفاصيلية للمادة 4 ارهاب واعادة صياغتها بشكل رصين، رغم اننا لا نعرف ماذا تعني هذه المادة الا اننا نعلم بانها وضعت لاعتقال المجرمين ليس المهم من اي طائفة يكونوا وانما يعتقلوا وفقا لقانون للحد من الارهاب. لو تم الغاء هذه المادة ماذا سيحصل؟!! هل هناك ضمانات لان يكون العراق اكثر سلما واكثر امانا؟! الشعب العراقي يريد الامان ويريد الحياة بكرامة وشرف ويريد حلا شاملا لهذا الموضوع لا يريد دراسة طلبات المظاهرات فقط ، انه يريد الموضوعية في حماية الانسان العراقي وحماية الابرياء من الارهاب والمجرمين. ان الارهاب والتفخيخ بلا نفاق يستهدف الوحدة العراقية ولكنه بالدرجة الاولى يستهدف من؟!! في كل مراسيم الزيارات الشيعية على طول السنة يتم استهداف الشيعة الابرياء بالمفخخات والعبوات الناسفة وما الي غير ذلك من اساليب القتل والاجرام، الا يوجد من يستنكر ذلك؟! اليس هناك مكون يمثل هؤلاء الضحايا والابرياء الذين يسقطون بسبب التفجيرات الارهابية والعبوات الناسفة لماذا الخضوع والذل والاستكانة لماذا لا تخرج مظاهرات قوية تطالب بدماء هؤلاء الضحايا من يدافع عنهم وعن حقوقهم وحقوق عوائلهم. ان وحدة العراق مهمة وان الحرية لا تمنح مجانا فثمن الحرية هي الدماء التي روت ارض العراق ولازالت ترويه وبالتاكيد اذا تفهمت المكونات العراقية بان الامان يكون بالتفاهم السلمي الايجابي والحوار بعيد عن روح التناقض الطائفي والعرقي سينهض العراق ليكون قبلة الشرق الاوسط.
 ان القوى الشيعية اليوم غير منسجمة ومتناقضة الى درجة التباغض والتحاسد احيانا ولحد الان لا يوجد لهم وجود سياسي عالمي قوي خصوصا بعد الحصار الاقتصادي والسياسي على ايران. ان التناقض والتنافر الشيعي برز بشكل واضح في عملية تشكيل الحكومات المحلية في المحافظات العراقية وخصوصا محافظتي بغداد وديالى حيث تم التعامل باسلوب يبطن في داخله الحقد والحسد لكتلة دولة القانون لاجل اضعافها وتسقيطها رغم انها الكتلة الشيعية الاكبر في العراق كله ومن المفروض ان يتم مؤازرتها ودعمها لغرض تشكيل حكومات ومجالس محافظات قوية. الازمة الشيعية كبيرة جدا يجب ان يكون هناك جيش وطني متماسك ومسلح باسلحة فعالة لمواجهة تحديات الانفصال والتشرذم. ان من يفكر بالانفصال يفكر بنفس الوقت بان يقتطع اكبر ما يستطيع من العراق على حساب المكونات العراقية الاخرى. اذن يجب ان يكون هناك تحشيدا للطاقات وشحذا للهمم لمواجهة الحملات الاعلامية الكبيرة الموجهة ضد العراق ووحدته.
يجب تحديد عناصر القاعدة والارهابيين ومن يدعمهم ومن يساندهم ومن يفتي لهم بالقتل في العراق كخطوة اولى لغرض سحق الارهاب واهله. ان اسرائيل كانت ولازالت تقوم بتفجير بيت اي فلسطيني قام او تعاون بتنفيذ عمليات مسلحة ضد اسرائيل. ان العراق يبدو انه ضعيف جدا بحكومة المحاصصة الحالية ، فلا يمكن ان ينهض العراق بروح الاختلاف والتناقض والتخوين وعدم الثقة وخصوصا بوجود تدخلات اخوة يوسف اقزم العرب واطماع تركيا واحلامها بالسيطرة على الشرق الاوسط بتعاونها السري مع اسرائيل لاعادة امجاد الدولة العثمانية في العصر الجديد. ويبدو ان تركيا بدات تجني ثمار غباء قادتها السياسين الذين وضعوا حجر الاساس لتقسيم وتجزئة تركيا في ربيع تركي والذي جاء كردة فعل للتدخل التركي السلبي في شؤون دول الجوار العربية. ان مكونات التحالف الوطني مما يؤسف لها تتعامل بانانية شديدة مع دولة القانون فالجميع لا يرغبوا بنجاح حكومة المالكي ولا يريدوا له ان ينجح في مواجهة تحديات المرحلة بكسب الشارع العراقي وتشكيل حكومة قوية في المرحلة القادمة والتي ممكن ان تضرب بيد من حديد على ايدي الارهاب والمجرمين ومن لا يحترموا القانون. اغلب مكونات التحالف تتصرف ببرود شديد في محاولة منهم لكشف الساحة ليبقى المالكي وحده رغبة منهم باسقاطه لكي يستفادوا من اساقطه ؛؛وهنا نذكر بان المالكي نفسه تصرف بانانية وغرور في الانتخابات النيابية الماضية حينما رفض ان يدخل في حلف مع باقي الكتل الشيعية ليدخل الانتخابات بقائمة موحدة مما سبب ازمة كبيرة لتشكيل الحكومة استمرت لثمانية اشهر؛؛ مما صعب علميه تشكيل الحكومة وادى الى تقديم تنازلات كبيرة. ان هذا العمل للاسف سيفقد مكونات التحالف الكثير من دعم الشارع لها. ان اي خسارة للمالكي اليوم لن يربح منها اي مكون من مكونات التحالف وخصوصا ان المالكي يعتبر الزعيم الاقوى في هذه المرحلة ودعمه سيؤدي الى خروج العراق من اغلب ازماته. ان تناقض مكونات التحالف وصمتها الطويل وتصريحاتهم الضعيفة هي التي شجعت الكتل الاخرى للعمل بقوة لاسقاط المالكي. ان الجميع يريد حكومة ضعيفة لكي يبقى الارهاب وميليشاته المجرمة تفجر وتقتل لتسيطر على الشارع ليكون العراق ساحة مستمرة للنهب والسرقة والفوضى والفساد. ان شفاء العراق يجب ان يتعاضد لاجله الجميع. اثبتت الانتخابات لمجالس المحافظات بان المالكي هو الزعيم الاكثر شعبيه وهو الذي حصلت كتلته على العدد الاكبر من المقاعد في مجالس المحافظات. نتائج الانتخابات هي الصفعة الكبرى لمن يريد اساقط حكومة المالكي رغم ما حيك له مؤامرات والمرحلة القادمة هي الاصعب على دولة القانون التي تعاني من مشكلتين الاولى هي رفض القوى الاخرى للمالكي وبقوة والثاني هي حسد مكونات التحالف لدولة القانون ومحاولتها المستمرة للنيل من المالكي واساقطه. لذا يجب على دولة القانون اعادة الحسابات والعمل على بناء تحالفات قوية قبل الدخول بالانتخابات البرلمانية القادمة.
 
د.علي عبد داود الزكي

24
التحالف الوطني ؛؛تباغض وتناقض ؛؛ والامبراطورية القزمة قطر(2)

ان الارهاب والقاعدة عبثا بالعراق سنوات وسنوات ولازال لهما اذرع واعوان هنا وهناك من ارض الوطن العراقي وهذا يعني بان لهم كيان ووجود حقيقي وخطر. اذن يجب ان يكون هناك حاضنة له وهناك من يموله ومن يقوده لنسال اذن من يقود هذا التشكيل نسال قادة المظاهرات هل يمكن ان يحددوا اسماء وقيادات محلية واضحة لهذا التنظيم المدعوم من قبل دول الاقزام العربية وعلى راسها القزمة قطر الاسرائيلة ام ان القاعدة تشكيل شبحي لا وجود له؟ ليحدد مسؤولي المظاهرات من هم قادة القاعدة والارهاب ليتم اجتثاثهم والقضاء عليهم. هل يستطيع قادة المظاهرات ان يقدموا برنامج عمل واضح للقضاء على الارهاب بشكل نهائي ام انهم يدعمون فقط تبييض السجون. هل ان الارهاب في العراق اصبح امر واقع ولا يمكن ان يحاسب لان قادة الارهاب اشباح لا وجود لها. ان الازمة التي مرة بها العراق خلال الاربع اشهر الماضية حددت عدد من النقاط المهمة وهي:
1.   بروز الازمة بوجه طائفي مقيت وحصل التفاف كبير ادى الى تحفيز الجماهير للهتاف بشعارات طائفية.
2.    ان الازمة برز من خلالها فشل المحاصصة في ادارة البلد.
3.   ان النظام المؤسساتي للحكومة ظهر بانه غير متماسك وهش لو لا صبر وحكمة البعض لانهارت الحكومة ولانزلقت البلد في حرب اهلية مدمرة.
4.    ظهرت الكتل السياسية الاساسية متنافرة وفاقدة الثقة ببعضها البعض.
5.   ان الكثير من القادة والنواب خرجوا بقوة لدعم الخروج على الحكومة باسلوب همجي ومسلح في بعض الاحيان دون ان يهتموا بشي اسمه نظام وقانون ودستور. اضافة الى ذلك فان رئيس مجلس النواب ايضا كان هو الاخر من بين المهاجمين للحكومة وكأن الحكومة لم تخرج من رحم البرلمان وكأن الحكومة لا يمثلها الا المالكي.
6.    ظهر دورا كبيرا للتدخل الخارجي الطائفي حيث رفعت في اولى ايام المظاهرات شعارات طائفية ورفعت صور لرموز غير عراقية سعودية وتركية  (كما يقول المثل: رمتني بدائها وانسلت، وهو مثل يضرب لمن يعير صاحبه بعيب هو فيه، فيلقي عيبه على الناس ويتهمهم به، ويُخرج نفسه من الموضوع) كانت هناك اتهامات كبيرة للشيعة خلال الاعوام الماضية على انهم  خونة لبلدهم وعملاء لايران ولكننا مع ذلك لم نرى رفع صورة لاي رمز ايراني اوعلم ايراني على ارض العراق. ان المظاهرات رفعت علم السعودية وتركيا واحرقوا علم ايرن ، والغريب ان بعض كانوا يدافعون عن ذلك بحجة وجود صور للسيد علي خامنئي مرفوعة في ساحة التحرير في بغداد!!!! انه فعلا امرا مضحك وعجيب وغريب!! وغير صحيح وما هو الا تلفيق وكذب.
7.   ان الازمة اظهرت تكاتف اعلامي خارجي وداخلي مدعوم من قبل دول الاقزام العربية لدعم السوء وتعميق الازمة وكأن هناك برنامج منظم لدعم الغربان الناعقة لاجل تمزيق العراق وتفتيت وحدته.

الاكثر غرابة هو اتهامهم للحكومة بانها شيعية علما بان الجميع مشترك بالحكومة والحكومة خرجت باتفاق جميع الكتل وجميع الكتل لها وزراء بالحكومة. لماذا الهجوم على الشيعة وكان الحكومة حكومتهم وحدهم لماذا لم يتم مهاجمة الكرد المشاركين بالحكومة ايضا. ان الازمة والتحشيد الطائفي برز بشكل ملفت للنظر واكد وجود انقسام للشعب العراقي ليس المشكلة سياسية فقط او مشكلة قادة سياسين فقط انما المشكلة مشكلة ثقافة وطنية شعبية مختلفة ترسخت لمكونات الشعب العراقي المختلفة. ان الشعب العراقي شئنا ام ابينا اصبح بثلاث ثقافات مختلفة ومتناقضة (الثقافة الكردية وثقافة المنطقة الغربية وثقافة المنطقة الوسطى والجنوبية) وللاسف هذه الثقافات تستمتد قوتها من تناقضها وتناقضها يضعف التماسك الوطني. ان هذه الثقافات الثلاثة اصبحت غير منسجمة مع بعضها ويمكن استثارة الجماهير لاي مكون فيها بسهولة من خلال اي حث بسيط او من خلال المكر والتلفيق الاعلامي المدعوم خارجيا والذي لا يريد الخير للعراق الجديد.
لنسال انفسنا اليوم ما هي الاشياء التي قدمتها الحكومة للشعب سنجد بعضها ايجابي والبعض الاخر سلبي: والسلبية هنا سببها التناقض في مؤسسة الحكم الناتجة عن المحاصصة ان الشعب باجمعه سواء الشيعي او السني يعاني من نقص الخدمات التي تقدمها الحكومة ولا يوجد فرق في ذلك بين العراقيين لا بل ان افقر العراقيين في المناطق الشيعية ومن يريد ان يتجول في محافظات العراق سيجد ان افقر العراقيين هم في المحافظات الشيعية. لاحظنا تكرار لكلمة تهميش ولا نعرف ما معنى التهميش المقصود هنا؟! فلدى العراقية مناصب عديدة منها  8 وزراء وبحدود 90 نائب ومنصبي رئيس مجلس نواب ونائب رئيس وزراء ومشاركين بالحكومة. ام ان المقصود بالتهميش هو ان العراقية لا تمتلك كل زمام الحكم بايديها!! طبعا الحكم اليوم ديمقراطي ولا يمكن ان يصل كرسي الحكم الا من ترتضيه الغالبية العراقية العظمى.

د.علي عبد داود الزكي


25
التحالف الوطني ؛؛تباغض وتناقض ؛؛ والامبراطورية القزمة قطر(1)

ازمة التظاهرات في المناطق الغربية والتي جاءت ردا على اعتقال حماية وزير المالية واستمرارها لاشهر. ان الازمة ولدت من رحم عٌقد الماضي والهسترة الفكرية للبعض ودعمت من قبل اطراف خارجية حالمة بتمزيق العراق تستند الى اسس طائفية لعنصر تميز بانه يمتلك السلطة لعقود او قرون طويلة ولازال يحلم قادته بان يسترجعوا السلطة ويحلموا بتكوين اغلبية هجينة انتهازية ويحصلوا على دعم تركي (سلجوقي) لغرض رسم خارطة جديدة للمنطقة واجتثاث فكر ومعتقد من المنطقة بمؤامرات كبرى لازلنا نعيش الحلقة الاولى منها. نسمع يوميا مطالب ومطالب ... ومن يطالب؟ وماذا يريد؟. غريب ما نسمع الكل يريد العراق ويريد النظام والقانون والامن والحرية ...والخ من قيم التحضر والانسانية ولكنهم للاسف اغلبهم لا يرفعون هذه المطالب الا كشعارات فارغة دون ايمان ومعرفة حقيقية بما تعني. سمعنا مرارا وتكرارا طلبات البعض من هنا وهناك من الحكومة بتنفيذ مطالب المتظاهرين الذين هم جزء من الشعب العراقي ولم ينتبهوا الى مطالب الغالبية العراقية الصامتة التي ان صرخت ستهز عروش المنطقة ككل قد يظن البعض ان الصامت ضعيف. لكن ان تحرك الصامتين بقدسية الانتماء المعتقدي فانهم سيكونوا تسوانمي سيغرق اوثان الغباء العربي الوافد بارهابه الارعن. الكثير من المطالب مشروعة حول هفوات هنا وهناك وتقصير حكومي هنا وهناك وهذه الهفوات تحصل في كل بلدان العالم حتى المتحضر منها ولكن الغريب ان الكثير من المطالب ضبابية وغير واضحة مثلا اطلاق سراح الابرياء وهل يوجد انسان وطني شريف يرضى ان يعتقل بريء. لا نعرف هنا من هم الابرياء هل هم قائمة محددة الاسماء ام ان الابرياء مقصود بهم من ينتمون الى فئة؟ او طائفة ما؟ ام ان الابرياء الذين لم يساهموا لا بقتل ولا تفجير وما الى غير ذلك من اعمال ارهابية؟ من الذي يحدد البريء؟ هل المظاهرات هي التي تحدد من هو بريء ام لا؟
يجب ان يكون هناك قانون ونظام متفق عليه من قبل الحكماء والقانونيين وفقا للاسس الانسانية والحقوقية يتم وفق بنوده تحديد من هو البريء ومن هو المذنب وهذا هو القانون العراقي الموجود حاليا وبكل الاحوال هذا القانون رغم كل الخروقات هو افضل مما كان عليه في زمن الطاغية المقبور. فليس من حقي وحق اي انسان ان نقول فلان بريء ام مذنب فهنا يجب ان نعطي صورة واضحة لما نريد فماذا نريد فعلا هل ما نريد الخير ام دفع العراق الى مفترق طرق خطر؟ ان ازمة الاستهانة بالقانون وعدم احترام وحدة العراق يبدو بانها ستنتهي بعد ان توجه الجيش العراقي الوطني الشريف لفرض الامن والامان في الاماكن المضطربة هنا وهناك على ارض العراق. لم نرى مظاهرات مستمرة تدافع عن حقوق الابرياء وذوي الشهداء وضحايا التفجيرات والاعمال الارهابية وهذا قفزا على حقائق التاريخ لحقبة طويلة من عصر العراق الحديث وقفزا على الواقع الحالي الذي يراد له ان لا يظهر بشكله حقيقي. وللاسف راينا سياسين يدفعون باتجاه التازيم ويدفعون باتجاه التطرف وكانهم لا يمثلون الا طرف مدافع عن الارهاب ومدافع عن اجرام الماضي وكانهم في حالة حرب واستنفار ضد العراق الجديد بينما السياسي والبرلماني والوزير والمسؤول والحاكم المفروض انهم يمثل كل العراقيين بالحق والعدل ويعمل على التهدئة.
ان المصالحة الوطنية تخص السياسيين فقط كلام غير دقيق ومن يقول هذا واهم فعلا وهو بعيد عن المشكلة ومسبباتها ولا يمتلك رؤية حقيقة للحل. لو كانت المشكلة مشكلة سياسين لما تم تحشيد المكونات الشعبية باتجاهات طائفية وعرقية مختلفة كما ان هذه الثقافة موجودة وليست غريبة ولا وليدة الظرف الحالي وانما هي فتنة نائمة منذ عقود ان لم نقل منذ قرون. ان التاريخ في طياته الكثير الكثير من الماسي وكانه يعيد نفسه باستمرار بحلقات الم مكررة لابشع صور الطائفية من يريد ان يعرف ويتنور بهذا الموضوع ليقرا اجزاء كتاب المرحوم علي الوردي ؛؛لمحات من تاريخ العراق المعاصر؛؛ سيفهم بان مكونات الشعب العراقي ذات ايديولوجيا مختلفة ومتناقضة وهذه التناقضات تجعل من الطائفية قنبلة موقوتة ممكن ان تنفجر باي وقت. وهذا فعلا ما حصل ويحصل باستمرار في تاريخ العراق في قرونه الاخيرة. لذا ان اطلاق كلمة مصالحة هي كلمة خاطئة لا يمكن ان يتم القفز فوق حقيقة الانتماء القدسي للانسان العراقي. اذن الحل لا يكمن في المصالحة الشكلية فلا يوجد ما يتم التصالح عنه وانما نحن بحاجة الى  ترسيخ قيم تقبل احدنا الاخر نحن بحاجة الى استنهاض الروح الوطنية العراقية بقدسيات اعلى واهم من اي قدسيات اخرى ليشعر الانسان العراقي بان عليه ان يتقبل باحترام قدسيات جميع ابناء الوطن. لم يظهر مفكر ولا كاتب ولا سياسي يطرح رؤية جديدة لتناول الموضوع من وجهة نظر تربوية تستنهض الهمم وترسخ مفهوم القدسية للوطن العراقي للعربي والكردي والاشوري والشيعي والسني والمسيحي بقدسية انتماء للامة العراقية متجاوزين فيها ثانويات الانتماء المحدودة الاخرى.

د.علي عبد داود الزكي


26
متى نحدد ؛؛هوية امتنا العراقية؛؛؟

يجب ان نحدد حبنا وانتماءنا يجب ان لا نتصرف بازدواجية وتناقض في القضايا والامور السياسية والاسلامية الخاصة والعامة. ان الازدواجية والتناقض تفقدنا هويتنا وانتماءنا وتجعلنا في حالة من التوهان الذي يمهد للتطرف ولنمو الحركات التي تتخذ من التجهيل طريقا للوصول الانتهازي للحكم. هنا نطرح تساؤلات مهمة وهي:
من يرفع علم اسرائيل؟!
من يصافح اسرائيل؟!
من يقيم علاقات علنية ويتبادل العلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل؟!
من يغازل اسرائيل بسياساته؟!
من يهتف ويهلهل للزعماء الذين صافحوا اسرائيل؟!!!
ماذا سرقت اسرائيل من العرب والعراق؟!
يجب ان نحدد موقفنا من ذلك وبشجاعة قبل ان نسب ونلعن اسرائيل التي تتفق مع اغلب الدول العربية وتركيا لقمعنا وقتلنا وتدميرنا. فمن من المفروض عليه ان يعادي اسرائيل اكثر من غيره؟
ان اسرائيل تحتل القدس العربية عاصمة فلسطين ، وتحتل مجموعة من الجزر السعودية وتحتل جزء من سوريا ولبنان ومصر والاردن. فمن من هؤلاء يعادي اسرائيل ويصافح العراق من من هؤلاء حليفنا؟!
 من من هؤلاء يضع تحت قدمه علم اسرائيل وامريكا؟!
 الرئيس المصري السابق انور السادات يكرم في عصر الديمقراطية الجديدة في مصر!!!
ماذا جرى يا ترى ؟!
الم يصافح السادات اسرائيل؟!
 الم يرفرف علم اسرائيل على ارض مصر في زمن السادات؟!
 ماذا جرى؟!
 لماذا فقط اهل العراق اليوم يهتفون ضد اسرائيل؟!
 هل لانها عدوة مصر وفلسطين والاردن ولبنان وسوريا؟!
 ان سوريا كانت ترسل الارهاب للعراق وكانت بوابة الارهاب العظمى للعراق واليوم انقلب السحر على الساحر ولم تجد سوريا من يعينها سياسيا واعلاميا على الارهاب غير العراق. ونقر هنا بان من حق الشعب السوري المظلوم التخلص من الدكتاتورية الحالية لكنه يجب عليه بنفس الوقت ان يتحرر من قيود الاجرام والارهاب التي تعبث بامنه وتسرق امنياته وتجعله اسيرا ويتقدم نحو مستقبل اكثر ظلامية.
 يجب ان نحدد نحن عدونا كفانا نذهب الى معارك الموت المجاني اكراما لاشباح غباء عربية اكراما لقدسيات بيعت من قبل اخوة يوسف انفسهم. عجبا لقد سلبت بيوتهم واراضيهم ويرفعون علم اسرائيل!!! ونحن نعادي امريكا ونهتف ضد امريكا!!! ماذا جرى يا ترى هل قادة الحركات السياسية العراقيون منومون مغناطيسيا؟! هل فعلا هم راضون عن تدمير مقدساتنا وانتهاك حرماتنا؟! ان العراق منع عنه الماء ويعمل على تعطيش شعبه من قبل تركيا وبدعم من الحاقدين المتامرين العرب، ولماذا العراق لازال تحت طائلة البند السابع؟! لماذا؟! من ممكن ينقذ العراق ويحفظ للعراق امنه وثرواته وحدوده؟! بالتاكيد اي حكومة وطنية عراقية ذات سياسة متزنة تعتمد الواقعية في التعاطي مع السياسات العالمية والاقليمية ستحقق له ذلك. لماذا امريكا منحت الكويت في عام 1991 الكثير من الحقوق وفرضت على العراق الكثير من الشروط القاسية؟ هل لان حكومة الكويت لا تعادي امريكا واسرائيل؟  ولانها حليف قوي لامريكا؟ ام ان هناك سبب اخر؟
ان من يعادي امريكا في الشرق الاوسط اليوم ثلاث فئات فقط : وهم حزب الله والاسلاميون الشيعة في العراق وحكومة ايران الاسلامية، بينما العرب يتامرون مع امريكا ضدهم يجب ان تكون هناك نظرة اصلاح سياسي استراتيجي تجنبا للماسي لو كانت العلاقات العراقية حسنة مع الغرب وذات بعد استراتيجي كما هي علاقات باقي العرب قبل وبعد ما يسمى بالربيع العربي لاجبرت امريكا تركيا على توقيع اتفاقية توزيع عادل للمياه مع العراق، ولاجبرت الكويت لتكف عن تعدياتها ولساعدت امريكا على رفع العقوبات الكاملة عن العراق وانهاء مسائلة البند السابع كما ساعدت الكويت في عام 1991 واجبرت العراق على التوقيع على كل ما تريده الكويت لذا على السياسين العراقيين اليوم ان يكفوا عن المقامرة بمستقبل واستقرار العراق عليهم ان ينظروا بحكمة للواقع والامكانيات التي ممكن ان تستغل لمستقبلا افضل. ينطبق هنا مثل عراقي شائع يعرفه البغداديون: ؛؛الما يرضى ابجزه يرضى ابجزه وخروف؛؛ قد نخسر المستقبل ان لم تكن هناك سياسة حكيمة ومتزنة لتحمي العراق وثرواته وشعبه وثقافته.
ان كانت امريكا واسرائيل هي عدونا الاول ونحن ندافع عن حقوق دول عربية اخرى. فالاحرى بنا ان لا نبنى علاقات مع هذه الدول التي تتنازل عن حقوقها وكرامتها لصالح اسرائيل. الاحرى بنا ان لا نذهب نستجدي صدقات هذه الدول العربية (مصر والاردن وقطر والسعودية) ولا نستجدي شي من قادتها الذين يصافحون اسرائيل. يجب ان نحدد الهوية الوطنية هوية الامة العراقية يجب ان نحدد من هو العدو ومن هو الخائن. العراقي الذي لا يعادي الغرب وليس بعميل هل هو عدو لباقي العراقيين؟! وان كان عدو فلماذا لا يكون المصري المتحالف مع اسرائيل عدوا للعراق. لماذا بعض السياسين العراقيين يقبلون اكتاف الخونة العرب الذين يصافحون اسرائيل ويتامرون معهم لتدمير قوى التحرير العربية. ان غالبية السياسين العراقيين يرفعون الشعارات الوطنية ويهتفون للكرامة العربية بفكر سياسي غير ناضج. ان العرب يستنجدون بامريكا واسرائيل لسحق مقدساتنا ولتدمير حزب الله ولتحجيم الاحزاب الشيعية المعادية لامريكا واسرائيل. نحن حقيقة في عصر جديد الانتحار فيه والاندحار يكمن في معادة العولمة الامريكية التي تمكنت من العالم كله. يجب ان تكون هناك حكمة للتعاطي بهذا الموضوع في تقليل الاذى ويجب ان نخرج بخسائر اقل لان تقليل الخسارة بحد ذاته يمكن اعتباره ربح للمستقبل والاجيال القادمة. يجب ان نفهم وندرك ونؤمن بان العراق امة ستنهض رغم كل مستحيلات الغباء العربية والاقليمية والعالمية ويجب ان نعمل من اجل ذلك.

د.علي عبد داود الزكي



27
ازمة الامة العراقية؛؛والمناهج التربوية ؛؛ (1)

؛؛ازمة الامة العراقية؛؛ وفقدان الهوية الوطنية للانسان العراقي تكاد تكون سمة من اهم سمات التناقض بين جهات العراق الاربعة. ان الامة العراقية تكاد تكون كلمة هزيلة لا تقوى على الصمود امام اوثان فكر الاغتراب بظل خيمة الجهل والتجهيل لعقود طويلة بعد تاسيس دولة العراق في عصره الحديث منذ عشرينات القرن الماضي. ان القومية ومفهوم الامة اخذ بعدا اخر بعد الثورة الصناعية في اوربا حيث تحرر الانسان الاوربي من دكتاتورية التسلط الديني ومن تسلط امراء المقاطعات الزراعية في اوربا وبهذا ولد مفهوم جديد هو مفهوم الامة وظهر مفهوم المواطن بمعنى جديد واساس جديد للدولة الحديثة وظهر هناك توحد وانسجام بين الحاكم والمحكوم وبذلك نشأت اوربا الجديدة التي غزت العالم بحضارتها وثقافتها. لم يكن هناك معنى حقيقي للامة قبل الثورة الصناعية في اوربا ولم يكن هناك معنى لمفهوم الاحتلال. وانما كانت هناك مفاهيم اخرى هي الاستيلاء والفتوح. اما مفهوم الامة فلم يكن لها معنى كما هو متعارف عليه اليوم. اما السلطة والحكم فهما للقوي فمن يمتلك القوة وعسكره يمتلكون عصبية توحد وقادر على فتح البلدان فان اي بلد يفتحه سيكون شعب ذلك البلد هم جزء من شعب الفاتح وامته وسيكون ابناء ذلك البلد تابعين لهذه القوة وبمرور الايام تنصهر المكونات الدولة الجديدة في تكوين امة وغالبا ما تتاثر لغة الفاتح بلغة البلدان المفتوحة او تتاثر باللهجات المحلية للاقاليم المفتوحة وغالبا ما تتغير لغة البلدان المفتوحة بسبب تاثرها الشديد بلغة الفاتح لغة طبقة السلطة الجديدة وهذا يمهد لتكوين لغة جديدة هجينة تصبح مع الايام لغة الامة الجديدة. وخير مثال على ذلك هي تركيا الحالية التي نشأت اساسا من استيلاء السلاجقة على بلاد الروم وخلال عدة قرون تحولت لغة الاناضول الى لغة تركمانية وانصهار المكونات العرقية المختلفة في الدولة الجديدة في تكوين القومية التركية.
لم نرى ولم نسمع بوجود مقاومة لاي محتل في العصور ما قبل الثورة الصناعية في اوربا الا بحدود ضيقة تكاد تكون محصورة في المعتقد الديني وقدسياته ، او قد تنشا وتظهر قوى عشائرية او عصابات او حركات تتنمو قوتها العسكرية وتتدرج بطموحها لكي تصل الى السلطة او تحقيق مكاسب افضل للعيش وتعمل كمعارضة وليس مقاومة وغالبا ما تظهر مثل هذه القوى بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تمر بها البلدان او قد يكون سبب نشوء هذه العصابات والقوى الطامحة للسلطة ناجم عن حصول ضعف ووهن في السلطة الحاكمة. لذا هنا نؤكد بان مفهوم الامة كما متعارف عليه حاليا يعتبر مفهوم حديثا وليس قديم او انه اخذ بعدا جديد لم يكن سائدا سابقا. ان مفهوم الامة في بداية نشاته في اوربا رافقه مفاهيم اخرى عن الوطنية والقومية وتفسيرات ورؤى فلسفية كثيرة وكانت هناك تناقضات كبيرة في هذه المفاهيم في بلدان اوربا المختلفة. هذه التناقضات في مفاهيم الامة والقومية والوطنية في اوربا ادت الى صراعات عالمية كبيرة خلال القرنين الماضيين. لكن هذا بدوره اسس الى تكوين دول بمفهوم حديث ونشوء عصبية وطنية لابناء هذه الدول وانغلقت هذه الدول على ما في داخلها لتكوين تماسك وطني يمهد لنشوء حضارة فيها وثبتت واستقرت اللغة في هذه البلدان وتوقف التفاعل والتطور اللغوي من جراء ذلك وهذا ما حصل في اغلب بلدان العالم المعاصر. ففي فرنسا مثلا يوجد 6 اعراق مختلفة لكنهم اليوم مندمجون في مفهوم القومية او الوطنية الفرنسية فلا يوجد معنى لقومية اخرى في فرنسا ، وعلى العكس من ذلك فان بلدان الشرق الاوسط اصبح كل عرق من مكوناتها يبحث عن كيان مستقل عن باقي مكونات بلده مما سبب صراعات وتشرذمات وتطرف وعنصرية ساعدت على بقاء الشرق الاوسط لعبة تحرك بسهوله وتدفع الى المشاكل والحروب والازمات والصراعات الدموية واصبحت مكونات هذه البلدان الشرق متوسطية لا تشعر بتكامل وجودها في هوية وطنية موحدة. لذا نرى الصراع العربي الكردي والفارسي العربي والتركي الكردي وغيرها من الصراعات الاخرى. اضافة الى الصراعات الطائفية التي لها جذور تاريخية دموية قديمة وحديثة.
ان اهم اسباب بروز الطائفية وظهورها وتعاظم دورها في الشرق الاوسط هو الصراع للسيطرة على الشرق الاوسط بين العشائر التركمانية التي سيطرة على الشرق الاوسط لعدة قرون وهي الدولة السلجوقية وبقاياها في ايران وتركيا. ان العشائر التركمانية منها من حكم الاناضول والبعض الاخر منهم (الصفوين والقاجارين) حكموا ايران واذربيجان ونشا صراع سلطوي بينهما مما جعل الدولة العثمانية تطلق على الدولة الصفوية اسم الفرس العجم محاولة في جعلهم عدو غريب ويجب مواجهته. ان هذا سبب حصول تنافر شديد بين الصفويين والعثمانيين وما تبع ذلك من صراعات دموية على السلطة وكان غالبا ما يذهب ضحايا ذلك الناس الابرياء من كلا الطائفتين في بلدان المنطقة وخصوصا العراق. وللاسف ورثت بلدان الشرق الاوسط بعد انهيار الدولة العثمانية هذه التركة العصبية من المشاكل الطائفية. بعد خسارة الدولة العثمانية العرب العالمية الاولى ظهر المتلونين من اتباعها في العراق والذين لم يحاربوا المحتل الانكليزي وانما تعاونوا معه في الخفاء ليكونوا حلفاء له ولكي يحصلوا على مكاسب ما بعد انهيار الدولة العثمانية. ورفعوا شعار القومية العربية المفهوم المستورد الغريب الذي جاء بقيم ومفاهيم عنصرية تحاول ان تضع للعراق ثقافة جديدة وعصبية انتماء جديدة لم تكن موجودة قبل وصول المحتل الا بشكل ضيق جدا بسبب التاثر الضعيف بالثقافة الاوربية. ان الكثير من الذين وصلوا الى السلطة في عراق الملكية كانوا من اصول تركية او جورجية. لكنهم بعد استلامهم السلطة ادعوا العروبة وكانوا من منظري الفكر القومي العربي، والغريب ان منظري الفكر القومي هؤلاء لم يستندوا الى اي من الامثلة والكتب والمؤلفات والحكم والاشعار العربية القديمة ولم يستعينوا حتى بالامثلة القرانية في طروحاتهم القومية وانما استوردوا الافكار والرؤى الاوربية التي نشات في مجتمعات اوربا والتي تختلف عن مجتمعاتنا اختلافات جذرية ، وذلك ناجم عن جهل هؤلاء المتلونين بالثقافات المحلية للبلدان الشرق متوسطية وتاريخ تطورها. ان الفكر القومي في اوربا كان منقذا وموحدا للاوربين بينما في الشرق الاوسط كان الفكر القومي المستورد سببا في التغرب والفرقة والعنصرية والدموية. كما ان غالبية من التزم بهذا المفهوم المستورد كان يبحث عن سلطة ولا يبحث عن وطن. لم تكن الافكار القومية في بلدان الشرق متوسطية مستوحاة من فكر مجتمعاتها ومفكريها حيث اهملت الافكار الوطنية الاصيلة واستبدلت بقوالب التغرب الاوربية المستوردة التي صنعت اصنام دكتاتورية دموية دمرت الشرق الاوسط لما يقرب قرنا من الزمان.
امريكا اليوم تعمل على تشكيل شرق متوسط جديد من حيث الثقافة وقدسية التماسك الوطني ظهرت بوادر ذلك بشكل غامض في اول الامر عندما تم اساقط طاغية العراق وما تبع ذلك من مسلسل ما يسمى بالربيع العربي حيث ان امريكا مهدت لذلك بمكر شديد خلال عقدا من الزمن باحتلالها العراق وتشكيل مجاميع اجرامية مسلحة عملت وستعمل على توهين الانظمة الديمقراطية الناشئة الجديدة في بلدان الشرق الاوسط وبذلك سوف تنشا ديمقراطيات معوقة وهشة لا تقوى على مواجهة المشاكل الداخلية الا باسترضاء امريكا، ومن يخرج على ارادة امريكا من القادة الجدد فانه سيتعرض للاجتثاث والتصفية على ايدي الارهاب تحت خيمة الفوضى الخلاقة (الفوضى المسيطر عليها امريكيا). ستفرض امريكا ما تريد بالاستعانة بالفكر المعوق وتدعمه ليشوه الفكر المحلي ويستبدله بعولمة تدفع بالاجيال الجديدة الى تغربات كبيرة. فكيف نقلل الاذى ونقلل من تاثير ما لا يمكن منعه؟!! هذا ما يجب ان نتنبه له ويجب العمل بحكمة وذكاء وتنبيه المفكرين والتربويين لوضع مناهج تربوية سليمة تعالج المشاكل المحلية برؤية واقعية لتجنب الصراعات التشرذمية وتقرب فيما بين شعوب الشرق متوسطية من اجل مستقبل افضل....
قلنا راي تحليلي قد يكون اجتهاد خاطيء ننتظر ان تثمر اراءكم وتعليقاتكم في توضيح الصورة بشكل افضل...
د.علي عبد داود الزكي

28
؛؛النظام ؛؛ وبصمة الاصبع وحقوق الموظفين

كنا نسمع ايام زمان ونحن نتابع الافلام المصرية عن ؛؛بصمات الاصابع؛؛ وكيف يمكن استخدم البصمة في الكشف عن المجرمين وادانتهم فاخذت كلمة البصمة في مخيلتنا سمة أمنية واصبحت تمثل احدى الوسائل التي يمكن ان تعتمد في تميز انسان عن اخر في الجانب التحقيقي في الجنايات وغيرها. كانت ولازالت بصمة الابهام الايسر معتمدة في العديد من التوثيقات الحكومية لغرض انجاز الوثائق الثبوتية من الهويات والجوزات واوراق تسجيل العقارات. البصمة في مثل هذه المعاملات روتينية ولا يتم تدقيقها فيما بعد.  كما  ان من لا يجيد القراءة والكتابة لانجاز المعاملات الرسمية يستعاض عن توقيعه ببصمة ابهامة الايسر ولا نعرف لماذا الايسر؟!. وخلال دراستي في مجال معالجة الصور الرقمية في بديات تسعينات القرن الماضي بدات اقرا الكثير عن بصمات الاصابع والتي تختلف من شخص الى اخر ولذلك يمكن ان عتبارها هوية مميزة  للشخص. وعندما اكملت كورسات الدكتوراة والامتحان الشامل وضع مشرفي خطة مفصلة موسعة لدراسة وتحليل بصمات الاصابع كمشروع دكتوراة وطلب مني المشرف ان ابحث واقرا لكي اعد تقريرا عن الموضوع. فذهبت لدراسة الموضوع وجمع اساسياته وقمت بتحديد بعض النقاط السلبية للموضوع لاني كنت غير راغبا فيه وبعد اسبوع استطعت اقناع المشرف بتغيير الموضوع. دخلت التكنولوجيا الحديثة لعراق ما بعد سقوط الصنم ودخلت معها العديد من الوسائل التكنولوجية بعضها يمكن تطبيقه للاغراض الامنية التي يمكن ان تسمح او لا تسمح بمرور شخص الى دائرة او مكان ما. ودخلت اجهزة حاسوب واجهزة موبايل حديثة تعمل على البصمة فلا يمكن ان تعمل هذه الاجهزة الا بعد يحدث التطابق فيما بين بصمة المستخدم مع بصمة المالك للجهاز او انها تتوقف ولا تعمل نهائيا في حالة استخدامها من قبل شخص اخر غير المالك، وبذلك توفر امنية ممتازة للحاسوب والموبايل لحمايتها من الاختراق والتلاعب. انها التكنولوجيا الحديثة التي دخلت الى العراق وانتشرت بسرعة كبيرة جدا رغم ان الكثير من الناس لا زالوا يجهلوا كيفية التعامل معها بكفاءة ، اضافة الى ان ثقافة المجتمع لم ترتقي الى مستوى التعامل السليم مع هذه التكنولوجيا. انتشرت هذه التكنولوجيا واصبحت وكانها طوفان جارف بدا ينخر جدار القيم الاخلاقية للمجتمع، مما سبب فقدان الكثير من سمات التحضر المرجوة من دخول هذه التكنولوجيا للبلد واصبحت وكانها قيود معرقلة للعمل في بعض الاحيان واسلحة خطرة تفتك بالانسان وقيمه من حيث لا يعلم. كما ان ثقافة المجتمع اصبحت تعاني من تغرب واضطراب وعدم استقرار مسببة شيئا من عدم الثقة فيما بين الموطن  ومؤسسات البلد السياسية والاقتصادية والتجارية .
لعل واحدة من اهم مظاهر التكنولوجيا الحديثة هي اجهزة البصمة الذكية التي ظهرت وبدات تستخدم بشكل واسع وانتشرت في العديد من دوائر ومؤسسات الدولة لضبط الموظفين والعاملين وجعلهم يلتزمون باوقات الدوام الرسمي في مؤسساتهم. ان حفظ النظام واحترام حقوق الانسان تعتبر من اهم سمات الرقي الحضاري في مجتمعات العالم المختلفة. كما ان الالتزام بها فاكيد سيكون له دور مهم جدا في التاسيس لقاعدة قوية  لبناء دولة مؤسسات منضبطة بثقافة التحضر والحرية والديمقراطية. ان النظام لا يمكن ان يبدا الا من ثوابت مهمة وهذه الثوابت محكومة بامن واستقرار المجتمع ومحكومة بالاهداف المرجوة منها. اصبح من المتعارف عليه اليوم ان الموظف في العراق الجديد يمكن اعتباره شخص محظوظ مستقر في حياته اكثر من غالبية ابناء المجتمع من غير الموظفين. لذا يمكن ان نعتبر ان الموظف الحكومي محسود من قبل الذين يبحثون عن وظيفة لان الوظفية الحكومية اصبحت مصدر الرزق الوحيد لغالبية العراقيين في عراق ما بعد سقوط الصنم واصبح الحصول على الوظيفة اليوم امرا صعبا ان لم يكن عسيرا.  ان اغلب الوظائف الحكومية اليوم اصبحت عبارة عن بطالة مقعنة واصبح هناك ترهل اداري كبير اثقل كاهل الدولة وسبب عدم انضباط مؤسساتي كبير جدا، واصبحت السيطرة على الكم الهائل من الموظفين فيها امر صعب جدا خصوصا مع التدخلات السياسية والقوى الحزبية المتنفذة في المجتمع. كما ان الحقوق الديمقراطية للاسف لازال ينظر اليها نظرة غير الناضجة بسبب الجهل والتجهيل وانتشار الافكار الطائفية والعنصرية والتطرف وهذه السلبيات كلها تنصهر باوزان مختلفة التاثيرهنا وهناك لتعمل على توهين القرار وتكسر القانون وتخلق الفوضى واللانظام. فمثلا بمجرد ان تخرج مظاهرة او يتجمع بضعة عشرات من الناس او تجمع عشرات التواقيع لرفض قرار ما او لطلب قد يكون غير مشروع سيتعاطف السياسين بدون الاهتمام بشان البلد واستراتيجية نهوضه ان هذا التعاطف غالب ما يكون سببه اغراض انتخابية. كما قد يتعاطف بعض المسؤولين الكبار مع الفوضوين لغرض دفع المشاكل عنهم خصوصا ان تدخلت حركات واحزاب سياسية قوية تعمل على تدعيم قواعد انتشارها وسيطرتها على مساحة شعبيه اوسع بسيطرة فوضوية وذلك بدعم عملية كسر القانون وعدم الانضباط. اصبحت المؤسسات تعاني من مشكلتين الترهل الادراي الكبير وعدم الانضباط اصبح المسؤولين يعانون من هذه المشاكل المستعصية والتي تجعلهم بدورهم غالبا ما يماشون الامر الواقع ويتجنبون الاشكاليات التي قد يسببها الحزم. هذا فيما يخص المسؤولين لكن من جانب اخرى يبقى الانسان العراقي يعاني من سوء الخدمات التي تسببها الفوضى والترهل الاداري وعدم الانضباط وتبديد الاموال.
ان غالبية الموظفين خصوصا في مدينة بغداد وفي اغلب مؤسسات الحكومة يعانون الامرين يوميا وهم في طريقهم للوصول الى دوائرهم او مكان عملهم، فعملهم يتطلب ان يخرجوا من بيوتهم في وقت مبكر جدا لكي يصلوا في الموعد المطلوب للعمل كما ان رجوعهم الى منازلهم في نهاية الدوام الرسمي قد يتطلب ساعات وساعات، يعني بشكل عام الموظفين يصرفوا ما يقارب 4 ساعات يوميا على الاقل في طريقهم الى مكان عملهم ذهابا وايابا وهذا شي لا يمكن ان يتم اغفاله.  يجب على  كل مسؤول ان ينتبه لهذا الامر فهذا ليس بالشيء الهين او البسيط، صحيح ان الموظف يجب ان يعمل ما لا يقل عن 6 ساعات  في دائرته لكن يجب ان يضاف له من4 الى 6ساعات طريق. طبعا في بعض الاحيان يكون الوصول الى الدائرة امرا مستحيلا وفي احيان اخرى الموظفين يضطروا الى السير على الاقدام عدة كيلومترات للوصول الى الدائرة ان هذه الامور يجب ان تدرس بعناية عندما يراد ان يكون هناك ضبط وحزم في اي مؤسسة من مؤسسات البلد. يجب ان لا نقارن الوضع مع ما كان عليه الوضع في السبعينيات من القرن الماضي بالانضباط وغيره. لان الوضع الحالي مختلف تماما نحن اليوم بصراحة بحاجة الى اعادة هيكلة القوانين بشكل جديد واعادة ترتيب الانظمة بما يلائم الوضع الجديد ويجب معالجة السبب وعدم فرض الرؤى التي لا تقدم العمل المؤسساتي الى الامام يجب ان تكون هناك رؤية لكل خطوة يجب ان يكون هناك نتيجة مرجوة وواقعية لكل خطة ستطبق على المؤسسات الحكومية. ان تطبيق القانون بدون الاخذ بنظر الاعتبار كل التحديات التي يمر بها البلد سيجعل الموظف يفقد الثقة بمرؤسيه. ان الخدمات التي يجب ان توفر للموظف الحكومي في كل بلدان العالم المتحضر يجب ان تكون متوفرة للموظف العراقي لكي نستطيع ان نلزمه باحترام وتطبيق القوانين والانظمة. الخدمات الصحية والكافيتريات ودور الحضانة ورياض الاطفال والمدراس وخطوط النقل يجب ان يتم توفيرها بشكل مناسب وملائم للموظفين ويجب ان يتم تفهم مشكلة الموظفين في هذا الشان والعمل على مساعدتهم في تسهيل امورهم ومساعدتهم على حل هذه المشاكل وليس اعتبار المشكلة وكانها مشكلة الموظف فقط. ان اغلب الموظفين لديهم اطفال واطفالهم بحاجة الى رعاية، ورعايتهم عمل مهم جدا يمكن ان نعتبره عمل مقدس. فمثلا في بلدان العالم المتحضر الاهتمام بالاطفال ورعايتهم والاهتمام بحل مشاكلهم وتوفير الخدمات لهم يعتبر من الاهداف الاساسية لمؤسسات البلد فما فائدة المؤسسات ان حصل اهمال في تربية الجيل الجديد وحصل تراجع في توفير ما يحتاجه. ان الاباء والامهات الذين يعملون على توفير الكثير لابنائهم من الاحتياجات والوقت يجب ان تعمل مؤسسات الحكومة على دعمهم وتشجيعهم ومساعدتهم. حكى لي احد الاساتذة حينما كان يدرس في بريطانيا قال انه عندما كان يسافر للتنزه في بريطانيا ويحجز هو وزوجته يدفع مبلغ اكبر بكثير مما لو حجز هو وزوجته واطفاله. لانهم يعتبرون من يقوم باصطحاب الاطفال في السفرات وياخذهم للتنزه فانه يقوم بعمل تربوي سليم وصالح  عمل يحمي الطفل من الامراض النفسية ويمهد لخلق جيل جديد صالح في مجتمع سليم ومعافى مجتمع محترم يحترم الانسانية وتحترم فيه حقوق الانسان والطفولة.
ان مؤسسات البلد اليوم رغم التحول الديمقراطي في البلد لكنها لازالت في الغالب تعمل بالانظمة القديمة اي انظمة التسلط وعدم الشفافية فمن يحمي المواطن من يحمي الموظف وحقوقه ؟  ان هذه الحقوق اصبحت غير واضحة ولا يمكن ان يحصل عليها الانسان بسهولة لان الضبابية اصبحت تكتنف جوانب هذا الامر واصبحت هناك مساحات كبيرة من العتمة والتضليل على كل القرارات والقوانين والتي تفسر لصالح المسؤول او لصالح الجهة السياسة المتنفذة التي تسيطر على هذه المؤسسة او تلك ويبقى الانسان او المواطن بلا غطاء يحميه ولا يعرف الى اين يلجاء. ان الانسان العراقي اليوم بحاجة الى مؤسسات لتحميه وتساعده لينال حقوقه المشروعة وليس الانسان بحاجة الى جهات سياسية تستغله بمزايدات مستمرة لحماية بعض حقوقه وسلب المتبقي منها.ان الموظف والمواطن اليوم بحاجة الى مؤسسات منظمة تعمل على حماية حقوقه ، بحاجة الى مؤسسات منتخبة كاتحادات وروابط ونقابات تدافع عن حقوقه بشكل قانوني.  ان الموظف الذي يعاني من ضيم ما او يعاني من مشكلة ما او تم التجاوز على حقوقه من قبل المسؤول يجب ان تكون هناك جهة قوية تحميه وتحفظ حقوقه ويجب ان لا تكون هذه الجهة سياسية وانما جهة منتخبة كاتحاد او ممثلية او نقابة تعمل بشكل قانوني على حماية حقوق الموظف. كما يجب انتخاب مجالس محلية تعمل بامانة لحماية المواطن من جور مؤسسات القطاع الخاص والعام. ان هذه المؤسسات هي التي يجب ان تمثل الراي العام وليس الجهات الحزبية المتنفذة بقوة السلطة او السلاح والتي تفرض نفسها كامر واقع وتزايد وتساوم على حقوق المواطنين لتنال ما تريد وتغرق من ينتسب اليها او يطلب منها المساعدة بالفساد ، ان من يتعاون مع هكذا مؤسسات سيقدم الثمن عاجلا او اجلا.
قلنا كلمات وبقيت كلمات ونتمنى ان نستحثكم للادلاء بارائكم لتدخل حلبة الحوار لتتشابك فيها الرؤى لتنسج خيمة قرار الصلاح من اجل غدا افضل.
د.علي عبد داود الزكي

29
قانون الخدمة الجامعية بتحديد سن التقاعد ما بين ؛؛مؤيد ورافض؛؛

اقر مجلس النواب قبل يومين تعديلات على ؛؛قانون الخدمة الجامعية؛؛ حيث عدلت فقرات التقاعد للاستاذ الجامعي التي كانت مثارا للجدل الكبير في الاوساط الجامعية هناك من يرفضها بشدة وهناك من يؤيدها بشدة وهناك من يؤيد القانون لكنه يرفض تطبيقه بشكل يبدو وكأنه مهين ومذل للاستاذ الجامعي وكانه طرد وليس تكريم للاستاذ الجامعي في نهاية خدمته. ان غالبية من يرفض او يؤيد التعديلات لا ينظر الى القانون نظرة شاملة وانما ينظر له نظرة بافق ضيق وشخصي، والبعض ينظر على ان القانون كان قبل التعديل وكانه استهداف لفئة محددة ولنظام فكر محدد لازالة بعض العقبات في المؤسسات الجامعية ومنعها من الاستمرار في استنساخ سياسية الماضي وتشويه الحقائق. ان الترهل الوظيفي اصبح كبير جدا والكادر في اغلب اقسام وكليات الجامعات العراقية اصبح كبير جدا ومن الصعوبة ان يتخذ قرار تفييض اي من اعضاء الهيئة التدريسية ومن الاصعب قبول تعيينات جديدة. ان التعيينات للكادر الجامعي اصبحت صعبة جدا لان وزارة التعليم العالي في الاعوام الاولى لما بعد سقوط الصنم اتبعت سياسة تعيين كل من يحمل شهادة عليا دون الاهتمام باي ضوابط وشروط تربوية واكاديمية. لا بل ان الكثير جدا من منتسبي الوزارات الاخرى تركوا وظائفهم ليتعينوا بالتعليم العالي. ان حملة الشهادات العليا ما لا يقل عن 70% منهم اليوم متعينين بالتعليم العالي وطبعا هذا جعل من التعليم العالي مؤسسة مثقلة بكادر كبير جدا ومن يقول عكس ذلك يغالط نفسه.
 هناك نظرة اصبحت شبه سائدة بان اغلب التدريسين من كبار السن كأنهم من بقايا البعث او من حملة فكره لذا اصبحت عملية احالتهم على التقاعد وكانها عقوبة لهم او هكذا يروج لذلك. والكلمات والتهم تطلق هنا وهناك البعض ينادي ويقول الجيل الجديد لا خبرة لديه لادارة الكليات او ان الكليات والاقسام ستتوقف عن عملها بكفاءة وسيغلق بعضها ان تم احالة كبار السن على التقاعد. كما ان البعض يظن بان مجرد احالته على التقاعد سوف تؤدي الى خراب اقسامهم وكلياتهم لتصبح لا قيمة لها. ان البعض يعطي تصور بان تطبيق قانون التقاعد قبل التعديلات الاخيرة كان سيفرغ الجامعات من حملة الالقاب العلمية (استاذ واستاذ مساعد) لان غالبية من يتم ترقيتهم الى هذه المراتب غالبا ما يكونوا بعمر 65عام،  طبعا هذا ان كان صحيحا يمكن اعتباره كارثة كبرى ويجب تصحيحه باعادة النظر بقوانين الترقيات العلمية في الجامعات العراقية ومقارنتها اليات عملها باليات عمل الترقيات العلمية في الجامعات العالمية، (حينما كنت ادرس الدكتوراة حصلت على بحث لباحثة امريكية في جامعة ستانفرد وهي بعمر 30 عام وتفاجاءت عندما علمت بانها بانها تحمل لقب استاذ). ان الترقيات العلمية يجب ان تعدل قوانينها بشكل يتناسب مع ما معمول به عالميا. سنة الحياة هي التطور والاختلاف ما بين الاجيال هو اساس التطور والتحديث والتجديد الفكري والثقافي والاخلاقي والاجتماعي. يجب ان نؤمن بان الحياة لا تقف عند حدود معينة وان الحياة تتطور والاجيال تتعاقب في القيادة لذا يجب احترام الاجيال وثقافتها. لكن بنفس الوقت يجب تقديس المعلمين والاساتذة الرواد ويجب ان يكون هناك قانون تقاعد يحفظ للمعلم والاستاذ كرامته. كما يجب منح الاستاذ المتقاعد تسهيلات كبيرة لانجاز معاملته وتقليل الروتين في حالة التعامل معه. يجب ان يمنح الاستاذ المتقاعد حقوق الاستمرار بالاشراف والتدريس في الدراسات العليا كما يجب يمنحوا لقب مستشارين علميين في كلياتهم ولهم الحق بالتحضير الى دورات وندوات مستمرة والقاء المحاضرات التطويرية للكادر الجامعي ويسمح للكلية بالتعاقد معهم لتشكيل وحدة بحث علمي خاصة بهم تستقبلهم وتوفر لهم كل ما يحتاجونه ويبقون كاستشاريين لاقسام الكلية كافة. كما يجب الاستفادة من الخبرات الكبيرة التي يملكونها في دعم الوزارات الاخرى خصوصا وزارات العلوم والتكنولوجيا والصناعة والنفط والكهرباء. ان تطبيق قانون التقاعد للاستاذ الجامعي بشكل سريع سيكون فيه الكثير من الارباكات كان يجب الانتباه لها والافضل ان يتم تطبيق القانون بشكل تدريجي كأن يعفى حملة الالقاب العلمية من التدريس في الدرسات الاولية من الذين اعمارهم تتجاوز 55 عام اما من تجاوز منهم 60 عام فيتم تقليل مسؤولياتهم الادارية بشكل خاص ليتفرغوا للبحث العلمي والتدريس في العليا فقط. ان حملة الالقاب العلمية وخصوصا من ذوي الاعمار الكبيرة يصبح من الصعوبة التزامهم بالاجتماعات الدورية في اللجان ومجالس الاقسام لذا يجب التعامل معهم كمستشارين في اقسامهم والاستنارة برؤاهم. كان يمكن استصدار القانون واعطاءه على الاقل عامين قبل تنفيذه لكي يتم تطبقيه بدون مشاكل.
 ان اقتصاد بلدنا متعثر والبلد اقتصاده يعتمد على النفط بشكل اساسي اي لا يوجد تطوير وانتاج لا صناعي ولا زراعي ولا حتى حرفي. لذا فان مؤسساتنا اصبحت مؤسسات بطالة مقنعة والخريج لا يجد له من فرصة عمل في السوق المحلية ، كما ان فرصة حصوله على وظيفة حكومية ايضا صعب جدا وان وجدت فهي غالبا ما تكون بطالة مقنعة. لذا يجب ان تكون هناك رؤية لتطوير التكنولوجيا والصناعة في البلد لتستوعب مخرجات التعليم العالي. ان بلدنا للاسف الشديد تم فيه التركيز على ارسال البعثات الدراسية والصرف الهائل عليها بدلا من تطوير وبناء الصناعة لتستوعب الكم الهائل من الخريجين والتي ممكن ان تقلل من البطالة وتعمل على دعم اقتصاد البلد بما يحتاجه من المنتجات الصناعية. كان من المفروض ان يكون هناك تخصيص ميزانية كبيرة لغرض تطوير وتوسيع مؤسسات البلد الصناعية والانتاجية والنفطية لكي تستوعب خريجي الجامعات العراقية لغرض تنمية اقتصاد البلد ولكي يكون هناك معنى تطبيقي للبحث العلمي في جامعاتنا العراقية. بشكل عام ممكن ان نقول بان سن قانون الخدمة الجامعية يعتبر مكسب عظيم للاستاذ الجامعي في عراق ما بعد سقوط الصنم مقارنة مع ما كان عليه حال الاستاذ في زمن الطاغية المقبور. فقد كان اغلب حملة الشهادات العليا لا يفضل التعيين في الجامعات العراقية وانما يفضلوا العمل خارج العراق او يتعينوا في الوزارات اخرى ويسارعوا بالطلب باحالتهم على التقاعد.
 نتمنى ان تنتبه الحكومة الى ان تطوير التعليم العالي ليس بصرف مبالغ هائله عليه فقط وانما بان يكون هناك توازن بين الصرف عليه وبين الحاجة له. يجب ان تنمو مؤسسات وطنية تحتاج مخرجات التعليم العالي لكي يكون للتعليم العالي دور حقيقي في تطوير البلد. كما يجب ان تمنح الدولة مغريات كبيرة لتعيين حملة الشهادات العليا في الوزارات الاخرى اكثر مما هي عليه في التعليم العالي لكي يتم ترشيق مؤسسات التعليم العالي لكي تعمل بكفاءة اكثر. كما يجب ان يحدد التعليم العالي الحصول على الشهادات العليا فقط للخريجن الاوائل وان تستصدر قوانين شديدة تمنع الغاء الكوادر الوسطية من حملة شهادات المعاهد والمدراس والمهنية. اي يجب توفير فرص عمل بشكل اكبر لمن يحمل هذه الشهادات كأن تمنح فرص عمل بنسبة 50% لحملة الشهادات الاعدادية فما دون وتمنح نسبة  30% لحملة شهادت الدبلوم (خريجي المعاهد) و15 % لحملة البكلوريوس  و5% لحملة الشهادات العليا (ماجستير ودكتوراة). ان منح فرص العمل بهذا الاسلوب سوف يرشق المؤسسات ويجعلها تعمل بانسيابية افضل. مما يلاحظ مثلا في الكثير من الاقسام في مختلف كليات الجامعات العراقية خلال الاعوام الاخيرة هو تنامي اعداد الكادر المتقدم بشكل كبير من حلمة شهادة الدكتوراة ولربما خلال اعوام قليلة ستصبح اعدادهم اكثر بكثير من حملة شهادتي البكلوريوس والماجسيتر. وهذا لا يعتبر نمو ولا تطور طبيعي وانما خلل تنظيمي يصعب التعامل معه مستقبلا. 
ان طرح مفهوم تقليل الرواتب مرفوض من قبل غالبية المستفيدين فمثلا الطلب بتخفيض رواتب النواب والوزراء والدرجات الخاصة لم يلقي اذانا صاغية من قبل مجلس النواب. كما ان تخفيض الرواتب لحملة الشهادات العليا اصبح مشابها لذلك رغم الفارق الكبير بين رواتب التدريسيين الجامعيين مقارنة مع الوزراء والنواب. يجب ان يكون هناك عدالة في منح الرواتب لموظفي الدولة ويجب ان لا يكون هناك تفاوت كبير وهائل بين رواتب منتسبي مؤسسات البلد المختلفة. ان زيادة مخصصات ذوي الرواتب العالية مرفوضة من قبل غالبية المجتمع العراقي. لو سالني سائل حقيقة عن الراتب الذي اتقاضاه فاني لا اتمنى ان يزيد اكثر واتمنى ان تجد الدولة وسيلة لتحقيق العدالة والتوازن في المجتمع لينعم جميع العراقيين بخيرات بلدهم. ولو سالني سائل عن التقاعد فاني اجيب عن نفسي ولا اجيب عن الاخرين فاني اتمنى ان يتم احالتي على التقاعد بعمر 55 عام لكي اتفرغ لامور اخرى في حياتي. كما اتمنى ان يكون هناك حراك وتغيير وتطوير في مؤسسات التعليم ولا اعتقد هذا ممكن ان ينجز الا بالاعتماد على ادارات شابة باعمار يفضل ان تكون نسبة 70%منهم باعمار ما بين 35عام الى 40 عام وتفعيل دورهم في القيادة عسى ان نتقدم نحو عصر جديد افضل مما سبقه.
 يجب انشاء مؤسسات خاصة للمتقاعدين وتوفير كل ما يحتاجونه وتوفير منتديات خاصة بهم توفر لهم ما يحتاجونه من مستلزمات الحوار والرفاهية وتوفير مكتبات وقاعات النقاش والتواصل وتفعيل دورهم في المجتمع ودعوتهم للمشاركة بالمؤتمرات العلمية او الاشراف عليها. ويجب ان تكون هذه المنتديات والمؤسسات مرتبطة بدوائرهم الاصلية لكي يكون هناك تعاون مستمر معها. كما يجب ان تصدر قوانين واضحة بهذا الشان ولا يترك ذلك لارتجال القرارات هنا وهناك.
قلنا ما نعتقد ولم نتكلم بعاطفة ونتمنى الخير للجميع بما فيه مصلحة البلد ومستقبله.. قد يعترض البعض وقد ينزعج البعض لكن ما طرحناه رؤية لا نجزم بصحتها المطلقة ونتمنى من يمتلك راي اخر ان يدلي بدلوه ويشارك بعيدا عن روح التعصب والعاطفة غير الناضجة.

د.علي عبد داود الزكي



30
قتل المراة غسلا للعار وعالم ؛؛النت والموبايل؛؛

قتل المراة غسلا للعار هل له سند ديني ام لا ومن السبب فيه خارج حدود التعاليم الدينية والاسلامية. ان الانسان في الشرق الاوسط في مرحلة ما قبل الاسلام وحتى في عصر الاسلام لم يكن هناك معنى للشرف كما هو متعارف عليه الان لان الشرف اليوم اصبح مفهومه الوحيد هو الشرف الذي يخص المراة ويحرم ممارستها الجنس خارج اطار الزوجية. المجتمع كان لا يحاسب المراة على ذلك قبل الاسلام كما ان الاسلام في بدايته كعصر وفكر جديد لم يلغي زواج المعتة لذا بقيت هذه الظاهرة موجودة واستمرت حتى عصر الخلفاء الراشدين حيث تم تحريم ذلك ومنع زواج المتعة مما ولد مع الزمن نوع من الحرب على هذه العرف القديم وبدا الانسان يتقلد اعراف اجتماعية جديدة اصبحت هي ثوب المجتمع الاسلامي فيما بعد. اي ان التغيير فرض نفسه هنا وبدا الانسان يتقلد قيم اجتماعية جديدة واحتاج الانسان الى قرون لغرض ترسيخ مفاهيم اخلاقية جديدة والتي جعلت من المساس بالشرف الجنسي خط احمر لا يمكن تخطيه وهذا خلق ظروف اجتماعية جديدة قد تقتل على اثرها المراة خارج الاطار الحسابي الاسلامي فيما لو مارست الجنس خارج الاطار المسموح به وفقا للاخلاق الاجتماعية المقدسة الجديدة. انتقل التشدد هنا ولبس ثوب تعصب واصبح المجتمع ذكوري بدرجة كبيرة واصبح هذا عرفا سائدا في العديد من بلدان الشرق الاوسط. لذا ممكن القول بان تحريم زواج المتعة والذي اظنه نفسه هو زواج المسيار كان له الاثر الكبير في خلق هذا العرف الاجتماعي ليس في عصره وانما في العصور التي تلت عصره بعقود طويل وقرون طويلة من الزمان لان في عصره المجتمع كان في طور التالقلم مع القيم الجديدة. بالتاكيد المجتمع لم يكن يخضع بشكل مطلق لقيم الاسلام ويرفض ما كان متعارف عليه في مجتمع ما قبل الاسلام اي ان المجتمع قد يتبنى فكرا جديدا لكنه لا يمكن ان يغير اخلاقياته وعاداته بسهولة وانما يحتاج الى سنوات طويلة لغرض ان يتم تنشئة الفكر الجديد. من يريد ان يتعرف على عادات المجتمع ما قبل الاسلام فقط ليبحث في النت عن " الزواج قبل الاسلام" سيجد اشياء لا يمكن ان يكون قد توقعها. ان معاوية كان البعض يهاجمه ويشير الى امه هند بالسوء ومعاوية يضحك ولا يهتم لهذا الامر لان المجتمع الذي كان يعيش فيه معاوية لا يستنكر هذا الامر. كما ان زياد ابن ابيه اصبح واليا رغم انه مجهول النسب او نسب الى اكثر من شخص ولكن المجتمع كان يتقبل ذلك في تلك الفترة فهل من الممكن مثلا ان يتم تقبل هذه الامور في هذا العصر؟! بالتاكيد لا يمكن تقبل ذلك لان الاخلاقيات التي تعيشها مجتمعاتنا اليوم وان كانت قاسية لكنها مقدسة كعرف ولا يمكن ان تكسر لا بل ان الانسان يفضل الموت على ان يتم انتهاك هذه القدسيات. اذن من خلال هذا نرى بان القدسيات ما هي بثوابت وانما تتغير وفقا للظروف وتتغير وفقا لما يعيشه الانسان من ظروف ومدارس تربوية واجتماعية مرورا بتناقضات مختلفة تاتي باحكام ورؤى جديدة ومختلفة عن الماضي.
ان الاسلام كان مدرسة والاحكام التي وضعت في عصر الخلفاء فرضت اخلاقيات اجتماعية جديدة ترسخت مع السنين الطويلة. ان قتل المراة على الشرف لم  نسمع بحصوله بشكل كبير وواسع في عصور الاسلام الاولى ولا حتى في عصور الدولة الاموية والعباسية  وانما سمعنا بها في عصور متاخرة. كما ان الثوب الاجتماعي هذا ترسخ واصبح قالب لا يمكن للمجتمعات الشرقية ان تتجاوزه بسهولة ولكن يبدو ان عالم النت والحاسوب والموبايل والعولمة والامركة الفكرية اليوم بدات تدفع بالمجتمعات الى حافة جديدة ستجعل من الجيل الجديد يندفع باتجاه تقبل زواج المتعة وزوج المسيار ولربما تقبل اشياء جديد خلال العقدين القادمين ستجعل من الانسان يتجاوز قدسيات الماضي. اي ان حل مشكلة الارامل والمطلقات سوف  لا تكون عن طريق  تقبل فكرة ان تكون المراة زوجة ثانية او ثالثة او رابعة كما حلل الاسلام ذلك لان هذه الفكرة لا يتقبلها الفكر الغربي الذي بدا يسيطر على كل العالم. اذن سيكون الحل هو بتقبل زواج المتعة والمسيار،  اي الاسلام على الطريقة التركية او الاوربية ولعل هذا الانقلاب سيحدث معه اهولا كثيرة من التقلبات الاجتماعية والفكرية والثقافية.
 ان اغلب الرجال الذين يدافعون عن حقوق المراة في كل مجتمعات العالم وخصوصا الشرقية يبحثون عن ثمن لما يفعلون والثمن معروف من اجل ان يسمحوا لها بان تشاركهم في حركاتهم واحزابهم ومن تدفع الثمن سيرحب بها لتنال ما تريد من مكانة لتصبح صحفية وشاعرة وكاتبة ورسامة وزعيمة سياسية تابعة تسير في ظل الرجل. ان المراة مرغوبة كشريكة جميلة لطيفة رقيقة تابعة اكثر منها كمفكرة ولديها حلول للكثير من المشاكل. كما يلاحظ خلال العقد الاخير ان تكنولوجيا الاتصالات (النت والموبايل) بعد انتشارها في الشرق الاوسط كسرت الكثير من القيود رغم انها سببت الكثير من الامراض الاجتماعية الجديدة وبدات ترسخ مفاهيم اجتماعية غريبة جديدة. يمكن القول بان مجتمعاتنا اصبحت مقبلة على ازمة اجتماعية واخلاقية كبيرة يجب ان يتم الاستعداد لها ويجب على المفكرين والتربويين ان يعطوا اولوية كبيرة لهذا الانقلاب الفكري والقيمي والاخلاقي لتوجيه المجتمع وعدم تركه لموجة الامركة والتغرب لتقود المجتمع بظل فوضى قد تكون قاسية ومرة وقد تؤدي الى الكثير من الازمات التي لا تحل بسهولة. بدانا نسمع الكثير من ماسي التصوير بالموبايل للجلسات الخاصة بين الفتيان والفتيات، حتى ان مكالمات الموبايل بدات تسجل وقد تكون دليلا سيئا تهدد به المراة. بسبب ذكورية المجتمع بدات تستغل هذه التكنولوجيا  ضد المراة لابتزازها وجعلها لعبة بلا مشاعر ولا احساس خائفة دوما من كارثة الفضيحة ان اي دليل تعطيه المراة على نفسها بهذا الخصوص قد يمثل كارثة لها وهي تحت تاثير عاطفيتها الكبيرة لا تنتبه لذلك الا بعد فوات الاوان. نسمع احيانا فضائح عن التعري عبر والويب كام وما تسببه هذه من مشاكل للفتيات. حقيقة نحن بحاجة اليوم الى نشر ثقافة جديدة اسمها الاحترام لقيمة الانسان الاحترام للخصوصيات ووضع قوانين جديدة لمن ينتهك حقوق الاخرين ويتلصص او يهدد او يبتز.  يجب ان تكون هناك عقلانية بوضع قوانين تحاسب المسيء والمفسد الاكبر الذي يعمل على ان ينال رغباته بالاغتصاب والوحشية والابتزاز وعدم احترام القيم الانسانية. يجب تعديل المناهج التربوية بما يلائم متغيرات العصر لمواجهة سقوط الفتيات في دومات الضياع بسبب لحظة ضعف.  يجب ان نؤكد على نقطة مهمة هي كيف نحمي القيم الانسانية من الانتهاك.
نبقى نقول يجب ويجب لكن من يسمع من يهتم من لديه القدرة على تنفيذ يجب؟! ان الانقلابات في الرؤى الاجتماعية والتغرب بالتاكيد تقف خلفها المؤسسات الغربية التي تسعى الى عولمة(امركة) لجعل العالم كله يعيش بنفس الاخلاقيات. اذن لنترك تكرار كلمة يجب ولنتمنى هذه المرة ونقول نتمنى ان يكون هناك اهتمام ودراسات تربوية تضع برامج لمعالجة هموم الانسان وحمايته... وحماية حقوقه... والارتقاء بمستواه الفكري والاجتماعي ..
واخيرا نقول قول نبينا الاكرم عليه وعلى اله افضل الصلاة والسلام : ؛؛ما اكرم المراة الا كريم وما اهانها الا لئيم؛؛

د.علي عبد داود الزكي


31
ايران والشيطان الاكبر؛؛ وبوابة الفوضى والشرق الاوسط الكبير؛؛

قد يقرا الجيل الجديد عن الامام الخميني والشيطان الاكبر ولا يدرك ماذا نعني. ان الامام الخميني عالم دين شيعي قام وهو في المنفى باسلوبه الخطابي البليغ وبالكاريزما التي يمتلكها بتحريك الشعب الايراني بانتفاضة عارمة ادت الى اسقاط النظام الشهانشاهي في ايران عام 1979 وتشكيل نظام حكم اسلامي واطلق الامام اسم الشيطان الاكبر على امريكا التي كانت تدعم الشاه. وكان لهذه الثورة اثرا كبيرا في الشرق الاوسط والعالم وكان ظهورها نقطة تحول عظيمة في المنطقة والعالم.  برزت الحركات الاسلامية بقوة خلال العقود الثلاثة الاخيرة بسبب عامل المواجهة بين امريكا وثورة ايران الاسلامية. حيث ان نجاح الثورة الاسلامية في ايران جعل امريكا تعمل على خوض معركة مواجهة متعددة الوجوه مع ايران الاسلام التي بدات بتحدي ومواجه النفوذ الامريكي منذ انطلاقها واستمرت على هذا النهج حتى الان. فشلت امريكا في كل محاولاتها لاسقاط الحكومة الاسلامية في ايران رغم انها نجحت بتحجيم دور ايران عالميا واقليميا. ان امريكا اندفعت بالاتجاه الاخر وهو استغلال الاسلام المعادي لايران واستغلال دول الشرق الاوسط وارعابهم بثورة ايران التوسعية وفكرة تصدير الثورة وتشجيع العراق لخوض الحرب نيابة عن امريكا والضغط على دول الخليج لدعم العراق في حربه ضد ايران الاسلام ودعم وخلق التيارات اسلامية تكفيرية معادية لايران، واستغلال دول الخليج وجعلها تخضع اكثر للنفوذ الامريكي والاسرائيلي مقابل حمايتها من شبح ايران. ان امريكا عملت بقدر ما تستطيع على اجتثاث ما زرعته الثورة الاسلامية الايرانية اينما امتد وانتشر نفوذها وتاثيرها. يبدو بان ايران الامام الخميني اليوم تمر بمرحلة صعبة جدا تعتبر مرحلة بداية النهاية للحكم الاسلامي في ايران حيث ان كل المقدرات العالمية تفرض عليه الفشل. ان ايران ستخضع لانهيارات داخليه عظيمة تبعا لزلازل شرق اوسطية بتخطيط امريكي وتنفيذ عربي غبي. امريكا اليوم تجتث النفوذ الشيعي الثوري المعادي لاسرائيل لكن ليس بيديها وانما بمكر رهيب وباستخدم قوى اسلامية مصطنعة بفكر متشدد معادي للفكر الديني الشيعي وبشق وحدة الصف الشيعي بخلق حركات تشرذمية تعمل على تفتيت وحدة الشيعة. ان بداية المواجهة بين ايران واسرائيل وامريكا بدات عندما استلسمت الانظمة العربية لاسرائيل وخضع نظام مصر انذاك ووقع اتفاقية سلام مع اسرائيل عام 1979 بعد ان خاض العرب لثلاث عقود عدد من الحروب الخاسرة مع اسرائيل. ولدت ايران الاسلام بهذا الظرف وبدات تقود فكر المواجهة مع اسرائيل وتدعم قوى المقاومة العربية والاسلامية.
ان اسقاط صنم بغداد كان بداية لمرحلة جديدة في الشرق الاوسط حيث دفعت كل الدول العربية الاجرام والارهاب الاسود لدخول العراق لخلق الفوضى ظنا منهم بان ذلك سوف يوقف عملية ازالة انظمتهم الخرفة وهذا العمل يبدو انه الاساس الذي عملت على استغلاله امريكا لخلق فكر جاهل فوضوي لخلافة الدكتاتوريات الحالية والسيطرة على الحكم في مرحلة الفوضى الانتقالية. سقطت بعض الانظمة وستتبعها باقي الانظمة تباعا. ان الفكر الاسود الذي دفعوه لتخريب العراق خلال عقد من الزمان اصبح مؤسسة مافيا عالمية تتحرك في كل بلدان المنطقة لاسقاطها او لجعلها بمستوى هشاشة عالية جدا كما يحدث اليوم في سوريا التي تبنت تصدير الارهاب وكانت البوابة العظمى لدخوله للعراق ونرى اليوم كيف ان السحر انقلب على الساحر.
 ان الارهاب اليوم يعمل بوحشية على تصفية المفكرين والعلماء وخصوصا الشيعة المعادين لاسرائيل في سوريا ولبنان ومصر والسعودية والبحرين لخلق فوضى كبيرة ستمهد بالتاكيد لخلق تيارات فكرية مغتربة وهجينة ترفض الماضي للشرق الاوسط وقدسياته. يبدو ان الفوضى التي تريدها امريكا بعد نهاية انظمة الحكم الدكتاتورية هو فسح المجال لتصفية كل ما يعادي امريكا واسرائيل بايدي الفوضى والارهاب التكفيري المنحرف الذي لا يرحم كبير ولا صغير وشعاراته الدموية والسواد والمدعوم من قبل انظمة البترول العربية. لم نرى اي شعارات ضد امريكا واسرائيل في كل مظاهرات ما يسمى بالربيع العربي في كل الدول العربية وكأن حزب الله من يحتل الجولان وايران من تحتل فلسطين. عكس العراق الذي شعبه ومظاهراته غالبيتها تهتف ضد اسرئيل وامريكا.
ان امريكا تريد الاجهاز على الفكر الذي يعمل على قلع اسرائيل من الشرق الاوسط. اضافة الى استخدامها لاموال المارد الخليجي الغبي لغرض توفير بنية اعلامية قوية تشوه الحقائق وتعمل على دفع الجهل للواجهة والى تولي الحكم وتعمل على قلب الحقائق ونشر السموم الفكرية حتى في عقول الاطفال ودعم الفكر الاسود بكل ما يحتاج. نلاحظ الاعلام العالمي والعربي يركز بشدة على قصف الجيش السوري للمدن ويركز على ما يدعى جرائم الحكومة السورية ، وعدم الاهتمام بالجرائم البشعة التي تقترف ضد الابرياء والتي يقوم بها ارهابيوا ما يسمى بالمعارضة. لم نرى استنكارا على خطف الابرياء من الشيعة السوريين والعراقيين واللبنانين. فمثلا قضية خطف الشيعة اللبناننيين الذين كانوا يزورن المراقد الشيعية المقدسة وتم خطفهم من قبل مجرمي ما يسمى بالمعارضة السورية. تم تداول هذا الحدث اعلاميا ولكن لم نرى اي استنكار له ولم نرى اطراف عالمية واممية تدعو الى الافراج عنهم بجدية. وطالب الخاطفون طلب غريب وعجيب وهو ان يعتذر لهم عبر الاعلام السيد حسن نصرالله!! لا نعرف الاعتذار عن ماذا؟!! هل يعتذر عن ضربه لاسرائيل؟! ام لتحقيقه انتصارت على اسرائيل؟! لم يتم الاهتمام بموضوع المخطوفين نهائيا لا سياسيا ولا اعلاميا ولا دوليا وكأنهم ليسوا بشر رغم بشاعة ما حدث. كما تم قتل العديد من المخطفوين الشيعة العراقيين والسوريين واللبنانين بصورة بشعة ورميهم في الطرقات. نتسال هل هذا هو الاسلام الذي تدعو اليه المعارضة السورية؟!. هل هذا هو فعلا دين نبينا الاكرم محمد عليه وعلى اله افضل الصلاة والسلام؟!.  فما دخل هؤلاء الابرياء بما يجري في سوريا؟!!! ام ان مهمة المعارضة السورية هو اسقاط نظام بشار الاسد والعمل على تصفية الشيعة وقطع اجنحة حزب الله الذي يمثل راس الحربة في مواجهة اسرائيل. ان نهاية النظام السوري الحالي قد تعني نهاية حزب الله وتصفيته لصالح اسرئيل. نتسال هنا نهاية وتصفية حزب الله لصالح من تنفذ؟!! هل لصالح لبنان وسوريا والسعودية ام لصالح اسرائيل. هل يوجد من يستطيع مواجهة اسرائيل تنظيميا وعقائديا وعسكريا غير حزب الله وهل هناك نصر عربي تم تحقيقه فعلا على اسرائيل منذ نشؤها حتى الان سوى انتصارات حزب الله. وهل قام حزب الله بحرب تصفية وتكفير طائفية في سوريا او لبنان؟! او قام باحتلال اراضي سورية او سعودية او تركية لكي يكون هو العدو الاول وليس اسرائيل؟!!! لماذا العمل على تصفية حزب الله الان؟!!
ان المرحلة القادمة بعد تصفية الفكر الشيعي المواجه لاسرائيل ونشر الفكر السلفي الذي بدا يصافح اسرائيل سرا على حساب الاسلام الشيعي وعلى حساب شعب فلسطين هي مرحلة الشرق الاوسط الكبير الذي ستقوده اسرائيل الحليف السري لتركيا اليوم. سيزداد الرفض الشعبي للاسلام السلفي التكفيري المتطرف خلال المرحلة القادمة وستستغل امريكا ذلك لاسقاط نظام ال سعود بعد سوريا بفوضى كبيرة ومن ثم سيفتح الباب واسعا لتركيا لتقوم بنشر الاسلام الاوربي او الاسلام على الطريقة التركية وانهاء الفكر السلفي في العقد القادم. ويبدو ان مشروع اسرائيل الكبرى وحدود دولتها من النيل الى الفرات قادم ليس على ايدي امريكية اسرائيلية وانما على ايدي اسلامية وعربية ويبدو ان اسرائيل اليوم تحقق اعظم انتصاراتها ليس بيد جنودها وانما بيد الاغبياء الذين يقاتلون بالنيابة عنها لتصفية المقاومة المواجهة لهم بمباركة سعودية تركية. ان الشيطان الاكبر يقود العولمة بثوب امركة لكل الشرق الاوسط.
 ستسقط ايران كنظام حكم اسلامي عاجلا او اجلا لصالح اسرائيل وسينشا نظام حكم قومي ايراني جديد فهل سيكون هناك لايران الجديدة دورا كبيرا في السيطرة على الشرق الاوسط مرة ثانية؟!! ان بروز ايران القومية سيكون بداية تشكل الشرق الاوسط الجديد. يجب ان يفهم الجميع بان المعركة في الشرق الاوسط فكرية وعقائدية وعسكرية وثقافية مستمرة ويبدو ان افضل نصرا فيها خسارة. لذا يجب ان يفهم بعض المتشددين بالمواقف بان لا نصر ممكن ان تحقيقه. لان امريكا كأنها قدر لا يمكن تجنبه لذا فان النصر الذي ممكن ان تناله شعوب المنطقة هو بتقليل خسائرها في معركة خسارة. بواقعية وبلا استسلام وانكسار نقول هنا يجب ان نتعلم كيف نقلل الخسائرة ولا نتعلم الاندفاع بمعركة الانتحار الغبي.
للحوارات ثمار نتمنى ان تكون ناضجة ولا نتمنى ان نقرا مهاترات او مزايدات بل نتمنى حوار هادف يضع النقاط على الحروف ويوقد شموع الامل لخلق رؤية جديد لشرق اوسط جديد وفكر جديد وبهيكلات ودويلات واقاليم جديدة. يبدو باننا سنخوض في مرحلة حكم المافيات العالمية في العصر القادم وبحدود دويلات المدن الصغيرة والاقاليم لنفقد الانتماء لحدود سايكس بيكو الى حدود عالمية جديدة.
قلنا ما نعتقد ولا نجزم به فهو راي تحليلي يتقبل الصحة والخطا.. ولا نتعصب له ان ثبت خطا ما اعتقدنا...

د.علي عبد داود الزكي



32



بلاد الشمس تشق ثوب الليل بفجر صبح جديد



د.علي عبد داود الزكي



رسمت لوحة الشمس
بلحن رنين انغام الحنين على اوتار الذكريات
بريشة الوان ربيع التمنيات
بقرار الاصرار لفتح باب الصبح الجديد
سابدا بشيئ من ذكرياتي
وايام طفولتي
حينما تلمست المحيط حولي
ابحث عن انتمائي
بحب وفضول
 ومصائب بريئة
كنت
اسال عن جدي
 الذي كنت
اظنه ملك الكون
والذي
غادر عالمي بعد ميلادي بايام
كنت اسال عن قدسية الوطن
قدسية الدار
قدسية الجار
قدسية جدتي وعمتي وخالاتي
قدسية حديقتنا
قدسية المرقد الشريف في قريتنا
كنت اسال عن الاجداد
كنت اسال عن اشجار وثمار بستاننا
كنت اسال عن شرف الانتماء
وكل الاجوبة
 اسجلها بذاكرتي
مصابيح نور والهام
لتطور رؤيتي
***
امي طيبة حنينة ذكية بسيطة
كانت تهرب من حقيقة
الرعب المخيم على بلادنا
والمغتصب لامنياتنا
وفي احد الايام
كنت
ككل الاطفال
بفضول ابحث في كتاب
وقع في يدي
عما يمتعني
ابحث عن زخرف
وخطوط
 والوان في صور وصور
وصدفة
ظهر في احدى صفحات الكتاب
 صورة الوثن الكبير
لم اعرف من يكون
ومن هو!!
 لم افهم لم ادرك
لكن بعفوية شديدة
وفطرة سلام
بصقت
 وهممت لتمزيق
علامات الشيطان في صورة الوثن
علامات لم اتقبلها
علامات مكر وكذب وشر
هممت لتمزيق صفحات الكتاب
فمنعتني امي
منعتني امي
و
تعجبت امي
وارتعبت
مما راته
فقالت امي: بخوفا من عفوية سلوكي
قالت امي: بصوت خائف حنين
قالت كلمات عن الطعام عن السلام
قالت كلمات وكلمات
تبعد دنو مصيبة الاوثان عن بيتنا
فصدقتها
ولم ابصدق على الوثن مرة ثانية
واخفيت عدم تقبلي
 وتلك كانت المرة الاولى
التي اخفي فيها شيء
بحدود ادراكي البسيط
وجدت صعوبة في ادراك
معنى الخوف من الوثن
وجدت صعوبة
بادراك كيف يكون الوثن حياة
وهو موت
لم اشعر باي قبول له
رغم ان امي هدأتني
وكلمتني على قدر عقل طفلا في عامه الخامس
***
كبرت وكبر الوثن
تعلمت اشياء واشياء
فهمت واستغبى الوثن
ليغتال امنيات الوطن
صمتْ ونطق الوثن
رسمت صورة لبلادي
بالالم
رسمت البندقية
 رسمت الحرب رسمت النار
وانا قفز من اعوام طفولتي للفتوة
كسرت عدة رسمي
واقسمت بان لا ارسم
ابدا ما يريد الوثن
فقد
احترقت كل الوان الامنيات
وتلبدت سماء بلادي
بسواد السوء
واستوطن الالم
هرب النور
وساد الظلام
والكل ينحنوا رعبا للوثن
حينها
تذكرت كلمات امي
ايقنت خوف امي
ايقنت معنى العذاب
معنى الخوف
في وطن يساق الى النهاية
بياس واستسلام
وبلا جدوى
رغم قسوة الالم
***
سقطت اوثان الكتلة الشرقية
سقطت اوثان وراشو
وبقى الوثن جاثم على صدر الوطن
بقى الوثن
تنمرد
تجبر
وزاد طغيانا وظلما
اعوام واعوام
الى ان حانت ساعة قرار جديد
حينما
وقع هبل العالم
قرار التقاعد للوثن
اخيرا
وقع قرار تقاعد الوثن الجاثم على صدر 
بلادي
فغادر الوثن
بصفعة قدر
بصخب وجنون
غادر الوثن
وتهشمت
تماثيل غباءه
وافرخت
 اوثان واوثان
ودخل الوطن
في ساحة لعب جديدة
بظل رايات
فوضى هبل الخلاقة
بين جميل وقبيح
بين امنيات وازمات
اشرقت الشمس
اشرقت الشمس
اشرقت الشمس
على ارض بلادي
رغم
كل الاوثان الجديدة
رغم كل سوء الجوار
رغم السوء والعتمة والغبار
ورغم
انانية وحسد اخوة يوسف
اشرقت الشمس وستبقى مشرقة
لتحرق كل الاوثان الغباء الجديدة
***
تذكرت طفولتي
واستذكرت احلامي
بقدس الانتماء للوطن
استذكرت امنياتي
بان نرفع اسم الوطن
نعمل لاجل الوطن
فوجدت
نفسي ابحث عن وطن
ابحث عن وطن
اتلمس صوت انينه
لاجد له مسلك الشفاء
فقبلت الشمس جبين الوطن
وتنفس الامل بفجر رؤيا جديدة
***
لنهتف  معا يحيا الوطن
لنسحق كل شضايا الاوثان الجديدة
ونحرر النور
ونطلق طائر الامل
ليبث اخبار السرور
وينشر
الحبور
ويعلن
المحبة والخير والسلام
شعار عصر جديد
على ارض الوطن
على ارض امة العراق
لنشابك الايادي ونحرق افكار الشيطان
ونزرع الارض بحب التوحد في خيمة امة العراق
ولنهتف ليحيا الوطن



33
قسما بامة العراق: سنركلهم ؛؛بحبر اقلام القرار؛؛

لمن نقول؟  لمن نشتكي؟ وماذا نقول؟ وماذا نحكي؟ هل هم يفهمون؟ هل هم يدركون؟ هل هم متبصرون؟ هل مثلنا بشرا ويملوكون من الحواس خمسا؟ ام ان حواسهم اختزلت في الظلم والسرقة والفساد؟ اغتصبوا الامل وقهروا الفضيلة واستسلبسوا بتقطيع اوصال الوطن تلذذوا باذلال الشعب واستعذبوا قرارات التامر وفرض الممنوع قرار غباء في كل ممرات السلامة. انهم لا يدركون حقيقة الانتماء لا يفهمون ولا يفقهون معنى امة اسمها العراق ولا يعرفون ذهب نقاط الحروف التي تنطق المعاني بزخرف حقيقة الامل على رؤوس حروف قدسية التعبير عن حقيقة سومر واكد واشور وبابل وحب العراق. نتحدى غباءهم نتحدى سوءهم نتحدى ظلمهم فنحن باقون وهم زائلون نتحداهم ان يعشيوا الوفاء بكبرياء ويصنعوا البسمة على وجوه الابرياء على وجوه الصادقين على وجوه الطفولة والنقاء. انهم باروعون في صنع اطواق نيران الالم باروعون في خضرائهم السوداء في اطلاق شعارات الكذب والخداع والمساومة والنفاق. نتحداهم...... ونتحداهم ان يعيشوا البساطة والسلام خارج مصفحات تصم اذانهم عن صيحات الانقياء نتحدى غرورهم نتحدى الوان كبريائهم فهم هاربون امام خيالات صراخ طفل عراقي انهم خاسرون امام انتفاضة جموع الطيب بطوفان الرفض والعنفوان. نتعهدهم ونتعهدهم ونتعهدهم بقدوم يوم حسابهم ننتظر بايمان شمس الصبح لعراق جديد بايجابية برامج عمل لا صمت وسلبية عجز احلام. فنحن راحلون نحو الصباح لنستعجل شروق شمس الفضيلة لتحرق اوثان الغباء لينتظروا نهايتهم باصبع مصبوغ وخطة قلم على ورقة المصير انهم لا يدركوا ان الوطن يهان باهانة ابسط رجاله لا يعرفون معنى الرجولة لا يعلمون كيف تقتل الكبرياء في نفوس الابرياء ينزعجون من كلمات التسول لانها تذكرهم بتقلبات الزمان وتذكرهم بزوايا ماضيهم وكيف الانتهازية والتسلق اجلستهم على كراسي الامر. متسولون بارهابهم بظلمهم بفسادهم متسولون عاجزون انهم كوليرا الالم، انهم طاعون الديمقراطية ماذا يتمنوا لنا؟ ماذا يقولوا عنا؟ انهم اليوم يمتلوكون مقدرات توزيع الالم وسرقة الامنيات وتشويه حقيقة احلام النبل. سنركلهم باقدام الجياع سنركلهم بحبر اقلام القرار وسنصفع غرورهم وسنصفع غباءهم وظلمهم وسنقطع اوصال القهر وسنرميهم بسوء النزول لهاوية القرار لينتظروا غدا... لينتظروا غدا. ستخلع اثواب البؤس وستنبت مخالب اسود  رد الصفعات انه يوم الحساب. ماذا قالوا ويقولوا عنا؟ ..... ماذا قالوا ويقولوا عنا؟ قالوا ويقولوا كما قال طغاة الغباء من قبلهم  واخرهم طغاة الاجرام البعثية قالوا ويقولوا وليقاولوا ما يقولوا فلا فرق عندنا فهم ليسوا سوى رقم تم شطبه من تاريخ النضال. ماذا يقولوا؟ مجانين موهومين!! غوغاء بسطاء فقراء ضعفاء ليقولوا ما يقولوا فنحن شعب العراق الذي يرفض الموت والانكسار والانحناء نحن عراق نحن امة ترفض الانحناء نحن حقيقة شموخ جبال الحنين نحن كل تاريخ السنين بالفة التوحد والانتماء نحن اكد نحن سومر نحن اشور نحن النبط نحن عراق عراق؛ العين: عين نهيل التمنيات والراء:راء الرحمة وكبرياء والف: الف الامل بنظرات سرور والقاف: قاف القرار بكسر اقدار الالم. نحن امة ترفض الانحناء نحن امة تنهض باستقامة ، اغتالوا بدر هناءه التمنيات وسرقوا نجوم هداية الليل وكبلوا شمس الصباح  لتحل العتمة ونسوا باننا امة ترفض التقوس والانحناء نحن جنون دجلة ويرقان الفرات نحن حقيقة التحدي نحن امة العراق سنثبت ونقف وننهي الالم بصرخة حق وسنجتث ارباب الشيطان سنطلق الحمام سنحرر النجوم لترقص فوق حروف كلمات القرار لتفصل المعاني وتثبت حقيقة الانتماء.
حقيقة لا خيال سيعود الامل باشراق شمس الصباح الجديد ، نشتاق لرؤية اسراب الطيور التي كانت تمر في بغداد السلام وغادرتها منذ عقود، نشتاق لرؤية لون الصفاء يعلو في سماء بغداد لتكون ممرا للحب والخير والنماء وبهناءة الاخوة والتوحد لتمر بها طيور السلام ليعود السنونو يبني بيوته على سقوف الخشب. ستعود طيورنا ترفرف في سماء بغداد، صمتنا كبرياء وتحملنا صبرا ووفاء لارض انبتت حروف الرسل والانبياء لن يضيع الامل وستنب زهور التمنيات وسنركب فوق ظهور الامنيات لنعبر الصمت وسيصرخ النبل بمعاني الخلاص بحروف قصائد جنون التحدي وستتبسم بغداد الحبيبة تحت خيمة صفاء عراق الوحدة والاخوة والسلام وستعلو شمس الحرية على ارض بلاد الشمس التي لا تنطفيء.
لنسمو بامة العراق بالعدل والسلام فوق كل الثانويات لنعري الجهل والارهاب والغباء لنتصافح بمحبة وود ونكبل ارباب الشيطان وعملاء الحقد والطائفية والبغضاء.. نعم لحقوق الانسان نعم للعدل نعم للخير نعم للعمل نعم للزراعة نعم لبناء العراق نعم للعراق نعم للعراق.

د.علي عبد داود الزكي

34
لعنة الله امة يموت فيها ؛؛الشريف النزيه ظلما وألما؛؛

صديقي العراقي الاصيل الشريف النزيه الاستاذ ؛؛ س... العراقي ؛؛ عرفته في عراق ما بعد سقوط الصنم حينما هب العراقيين الشرفاء يتقدمهم المثقفين المخلصين لبناء عراقهم الجديد ليبحثوا السبل والوسائل لازاحة هموم الغباء التي خلفها البعث وكيفية مواجهة حملات الاحتلال والغزو الاعلامي الموجه ضد العراق الجديد والتي اسست للخلافات والفوضى والقتل والارهاب المبرمج وتدمير البنى التحتية للبلاد. عرفته عظيم المكانة بهيبة ظهوره واطلالته كان حكيما شجاعا جريئا مخلص محبا للعراق نزيها مبدئيا. لا يخشى في الحق لومة لائم كان يتحدث كان يرسم بالكلمات الطيب والحب والسلام ويزرع الامل ويعمل على دفع شبح الالم والبؤس عن ناسنا الطيبة. عملنا مع مجموعة من المخلصين في تاسيس  مجموعة (مؤسسة) تعمل لخدمة الناس وتدافع عن حقوقهم في منطقتنا الشعبية في احدى ضواحي بغداد الحبيبة.
صديقي الهادي الرزين الصامت حكمةً وصبرا ، والناطق ببلاغة الحق ، ذو القلب الكبير والعقل الراجح المنير بهيبة اطلالته المريحة ، المتواضع حلماً العظيم طيبة ومكانةً. لا يعرف غير الحق والنزاهة والنقاء طريقا وميزانه العدل وبيانه حكمة وصدقه وسيلة، والتواضع ومخافة الله استمرار حياةً، لا يحمل في صدره الا الطهر والنقاء وحب الخير دستور ايمانه وانتماءه وسلوكه. ما أحب يوماً غرور الظهور وأضوائه وما سعى إليه. عمل ما يمليه عليه ضميره في كل مكان وفي كل محفل يكسب القلوب ويترك اثرا طيبا فيها. لا يسعى ولا يعمل ولا يبدا ولا يتوكل الا باسم الله وعلى الله كل من حدثه ترك اثر طيب في قلبه أحبه جميع من عرفوه من الشرفاء المخلصين. بسيم الوجه وصبوح بانوار طيبه عذب الصوت الحنين لطيف الكلمات، رقيقا صادقا وما نحسبه الا من الذين وصفهم نبينا الاكرم عليه وعلى اله افضل الصلاة والسلام بانهم من اهل التقوى.
 امانته ونزاهته وشجاعته وحبه للعراق دفعته للتصدي فتسنم منصب رفيعا في عصرنا الجديد. لكنه لم ينزع ثوب النزاهة ولم يتخلى عن مبادئه. كان رحمه الله خلال السنوات الاخيرة يعمل ويعمل بجد وامانة في محاربة الفساد ويجمع اوراق ادانة السيئين. كان كثيرا ما يقرا بعض كتاباتي في النت التي ادين فيها الفساد والمفسدين ويتبسم بامل ويقول نكتب ونحارب الفساد ونتصدى وكله امل بان الشفاء قريب لعراقنا الجريح. كان يحكي احيانا وبسمة الامل تعلو وجهه بان الفساد سيندحر وسلاحه الايمان والسير على طريق الحق والفضيلة. كان فارسا عظيما في التصدي للسوء ويبدو ان ظهوره كان في الزمان الخطا. لكنه مع ذلك كان رمزا وسيبقى رمزا للنزاهة والاخلاص والتضحية والفداء ومع ذلك كان ظهوره متصديا في قمة الشجاعة والوطنية والنزاهة فهو فخرا لكل من عرفه ورافقه.
 كان يتحدث عن حيتان السرقة ومافيات السوء وكانهم حشرات وكان ينظر الى ان الشعب المظلوم المحروم بانه سينتفض وينفض غبار السواد وسيحرق اوثان الغباء الجاثم على صدره وسيقطع اوصال الثعبان الملتف على خزينة البلد ليستنزفها. كثيرا ما كان يحدثنا عن بعض مصائب المقاولات والفساد كان يظن بان الشعور والعاطفة النبيلة لناسنا الطيبة في حب الخير والوطن وحب الناس والدفاع عن مصالحهم هو من سيحميه من السوء ولم ينتبه الى ان العاطفة وحدها لن تفلح في ايقاف السوء وان الاعلام المشوه ومن يتملكون مقدرات السيطرة عليه ومن يمتلكون الثروة من السراق سيمنعون الناس من ان تقف موقف لحماية الانقياء المخلصين، لم يعرف بان من يسيطر على مقدرات البلد ويتحكم بميزانية البلد ويستولي عليها قادر على خلق وفبركة الكلمات والمواقف التمثيلية باخراج فضائحي وترويجي للاكاذيب المباركة من قبل اصنام التسلط الغبية.
صديقي المسؤول المقال ظلما( لقوله كلام الحق وفضحه الفساد) منذ عدة اشهر قتلته نزاتهة، فقبل عدة ايام انتقل صديقي الى جوار ربه بعد ان عانى من الظلم والضيم الشديد. فكان الظلم والجور والالم هو السكين التي ذبحته. ليخسر عراقنا اليوم واحدا من انبل وانزه شرفاءه، واللاعدالة هي من اقالته وذبحته. للاسف اصنام السلطة الجديدة لا تعرف للعراق حدود سوى حدود المنطقة السوداء في عقولهم المغيبة التي لا ترى اكثر مما تحت الاقدام. عقولهم غائبة مغيبة، تسييرهم مؤسسات فساد عظيم تتحكم بكل مقدرات اقتصاد البلد. ان حدود ادراك دائرة القرار الحكومي اليوم ما هي الا عاطفة تاثر بمسرحيات كتاب الكذب على ارضية الالم العراقية. يتباكون على ابطال المسرحيات الوهمية فعجبا كيف تتخذ قرارت الحكم على اثر رؤية مسرحية كاذبة لتنصف بظلم ابطال المسرحيات الوهميون وليتبسم المؤلف بمكر بانه حقق غايته بسرقة قرار اعدام الشرف ورفع شان العهر في لحظة سكر وتوهان في خضراء البؤس الاسود في ليالي ظلماء شدة سوادها تخيم على كل العراقيين. انهم يشوهون الحقائق ومافياتهم اصبحت سلطة تجبر تشوه كل شي وتدمر القيم والاخلاق وتستهلك القيم الانسانية وتروج لعصر سوء اظلم جديد تخيم فيه عولمة الفوضى والانحلال.
 مضت عدة اشهر على اقالة رمز الشرف ظلما لكنه مع ذلك كان يتبسم وفي داخله الم كبير كان يشعر بانه يخوض غمار معركة خاسرة مع من لا يهمهم سوى مصالحهم وسرقاتهم وطغيانهم ومد نفوذهم. كان يحاول ان يدافع ويحاول ان يستعيد فرصة المبادرة ليبدا مرحلة جديدة رغم شعوره بالظلم الشديد وبان قرار الحكم المنصف بعيد. فلا قرار حق ولا انصاف يرتجى من مرحلة سوء في حلبة صراع المتحاصصين المستمتعين بعذابات الانسان العراقي. حدثته كذا مرة وحاولت ان اخفف عنه وامزح معه وانصحه بان المواجهة في معركة خاسرة تعني الانتحار وربنا امرنا بان لا نرمي بانفسنا الى التهلكة. فقال لي بان الظلم مر بان الظلم مر فقلت له صحيح ما تشعر به لكن من يسمع ذلك من يهتم لذلك من عديمي الاحساس طرشان الخضراء متسلطي الغفلة التاريخية. ان تغير واقع الحال يحتاج الى انتفاضة شرف، ان التغيير المؤسساتي اصبح عاجز عن حل العقد وعن اجتثاث السوء المحمي بقوانين مافايات السلطة والتحاصص. وكرر عبارته على مسمعي عدت مرات بان الظلم مر.. الظلم مر... بعد ذلك تبسم بمرارة ليصفع الهم والالم لكي يغادر جلستنا وعاد ليحكي معنا بالمواضيع الاخرى وكلنا نعرف بانه ينزف ويتالم من الداخل.
ومع كل هذا استمرت رسائل التهديد تصل اليه عبر الموبايل وتتوعده بالويل لعدة اشهر.رحمك الله يا صديقي النزيه الشريف وليرحم الله العراق بعدك. لم اكتب اسم صديقي لانه الشرف العراقي وهو متكرر بوجوه وطنية عديدة.
سمعت او قرات ايام زمان عبارة تقول:؛؛لعنة الله امة يموت فيها الشرفاء جوعا؛؛
واليوم اقول:؛؛لعنة الله امة المتسلطين التي يموت فيها النزيه الشريف ظلما وألما؛؛.
ننتظر قرار الحكم بانتفاضة التغيير القيمي والاخلاقي لدحر السوء ورموز الفساد والتسلق والانتهازية لا ننتظر بقدرية سلبية وانما بواقع قرار واصرار وعمل سيفضى الى الخلاص الوطني.

د.علي عبد داود الزكي



35
ايـــــــهٍ  سهيــــــــــــل وفي العراق ظلامةَ..!

مات "القريشي" النبيل توجعا    ----  ومن فرط ما عانى الدماغ تصدعا
قد ظن يكسبه المقام  تطلعا ---- فاذا به قد بات يؤصد مسمعا
ما كان يدري ان ارضا  بلقعا ---- لن تستجيب لمزنة بل ادمعا
منذ الطفولة كان يسجد – مولعا.. ---- ويدور في المقهى حديث الأربعا-
ويصيخ بالسمع الرهيف تتبعا ---- مسرى الدلالة حين القت برقعا
ثم استوى يحمي المسلة مسرعا ---- فاذا به يلقى الحروف تدفعا...
قد مل مسمار العدالة  موقعا  ---- فوق الجدار معلقا او مشرعا
انا مثله  فوق الرخام اكابر   ---- صدأ.. بروحي ، والصديد به دعا
"ايهٍ سهيل"  وفي طوارف "واسط" ---- سهل تحمحمه الخيول تطلعا
مرأى قدومك سامق في طلعه ---- كالنخل في البيداء يحجب مصرعا
وحفاوة الاجداد فيك تجسدت ---- كالبحر في عينيك يغري الاشرعا
ولكم تغطت محجراك بديمةٍ ---- ما كنت تحسبها تنث اصبعا
حزنا على شعب افاق كما "الكما"---- ليرى المذلة والمظالم اجمعا
كانوا جياعا ثم صاروا شبعا   ---- نفخوا جيوبهم وكانت مرتعا
للقمل والصدق المزجج  بالعمى---- ثم اشتروا مجدا وراسا اقرعا
ذاك الذي قد فاق "GOBLZ" مطلعا---- باع الكباب فكيف اصبح مربعا
للمال ، للنفط الوفير مخادعا ---- وبه ربعنا كالبهيم وما رعى
لله درك يـــا عراق  مضاربا.. ---- نأبى التوحد والمليك وما سعى
ونسوا امام المتقيـــن جوامعا ---- في كل قول ، نهجه لن يرفعا
هم يكرهون حديثا ناش مخلبهم ---- ويقض مضجعهم يابئس مضطجعا
"من كان منصبه وراء ثرائه ---- تبا له من خائن مهما ادعى"
عيب علينا ان نكافيء قاتلا ---- او ساقطا او زانيا او بائعا
شتان بين مناضل ومقاول ---- ولقد منعت مسامعي ان ترجعا
عيب علينا ان نزور منصبا ---- منه يقود بلادنا والمجمعا
عيب علينا ان ننصب موقعا ---- " للاجنبي" وقد نسينا( المرضعا)
عيب علينا ان نقاعد ثائرا..----  انقى من الشفق النقي واروعا
" ايهٍ سهيل" وفي العراق ظلامةَ ---- اني التفت ترى الحنايا خشعا
شتان بين مناضل ومقاول ---- ولقد منعت مسامعي ان ترجعا
وستلتقيك اذا نزلت هودجي ---- وتكون للحدث المطهرا دعدعا
وسيسالونك عن الهشيم بلادهم ----  قل : عالما ، قل : مبدعا
يكفي يسوس الرائعين محنطً  ---- لا ليس يعرف غير دور الامعا
والمتخمون من الحرام بقاؤهم ---- خطر على شعب يمج الاقنعا
أما " الغباء" فقد ترسخ جذره---- لله ما قال "  المعري" اذ نعى
" ذو العقل يشقى " و" الجهالة تنعم " ---- فمتى نصحح منذ الف وضبعا؟
" ايهٍ أبي" ما كنت يوما كاذبا ---- لكنه التيس الذي قد ازمعا
ان يطفيء العقل المنير تلذذا ---- ببقاء ظلمتنا ، فنيا هجعا
لا بد من فجر يزيح ظلامة     ----  لن يبقى في شعبي حلوقا جوعا
قد كنت امل ان فجرك مشرع ---- ما كنت احسب ان يكون مروعا
" ايهٍ سهيل" فقد اثرت ملامة ---- لما تزل تحكي وتدمي الاضلعا
ومضيت في درب وحيدا غاضبا---- ولانت ادرى بالحوادث صنعا
واليوم تنتفض العدالة من عمى---- قد حز فيها ان تراك مقطعا
شتان بين مناضل ومقاول ---- ولقد منعت مسامعي ان ترجعا
قد كنت آمل ان تكون مشيعي ---- لعن الزمان بان اكون مشيعا..!
فأرح فؤادك هادئا متعبدا ---- وبكاك " احمد" اذ رحلت مودعا
فأهنأ جوار الله في جناته ---- فلأنت احسنت البلاء تشيعا


المرزوء بالفاجعة
علاء الوادي
بغداد في 22-اذار -2012

قصيدة نعي المرحوم" سهيل القريشي "
المفتش العام السابق لامانة بغداد




36
؛؛العلم العراقي؛؛ علم وحدة ام خلاف وفرقة

العلم العراقي يمكن اعتباره رمزا للتوحد الوطني وان كان هناك خلاف على العلم فهذا يعني عدم استقرار لقيم التوحد الوطني. ان امريكا بعد ان دخلت العراق عملت على دعم العلم الصدامي الذي يعتبر نقطة خلاف كبير بين مكونات العراق المختلفة. بل انه علم لم يشعر العراقيين وهم تحته باي امان وتوحد بل انه علم الدكتاتورية. مضت عقود من الزمان تقريبا والعراق بلا هوية وطنية موحدة. ان الليبيين رفعوا العلم الملكي الليبي الذي اتفقوا عليه شعبيا مباشرة بعدما قاموا بانتفاضتهم ضد طاغيتهم المقبور القذافي واصبح معتمدا كعلم رسمي الى ليبيا الجديدة وذلك دليلا على توحدهم الشعبي الكبيرة رغم بعض الاختلافات والمشاكل هنا وهناك في ليبيا. قبل ايام كنت في قاعة الدرس ودار حوار حول الهوية الوطنية العراقية وهل نحن متفقون ام مختلفون اغلب الطلبة قالوا باننا موحدون ولكن توجد تدخلات خارجية فقلت لهم كلامكم لا يخلو من الصحة لكن اعطوني شيء نتفق عليه؟ قلت لهم اخبروني عن عدو العراق من هو؟ هل من الممكن ان نتفق على عدو واحد؟ لنسمي هذا العدو من يكون بسلام وبدون مشاكل؟ الكل ظنوا بان السؤال سهل لكن حالما اعطيتهم حرية التعبير لكل منهم ليقول من هو العدو عرفوا بان هناك خلافات كبيرة. اذن هناك صعوبة كبيرة في اتفاقنا على من هو عدونا ومن هو صديقنا. ان هذا يدعونا للتبصر والتنبه الى حقيقة مهمة هي اننا لا ننظر برؤية ناضجة وشاملة لكي نتخذ قرار بعيدا عن رواسب الماضي وبعيدا عن القدسيات الصنمية التي تمزق الهوية الوطنية.
 لذا يجب ان نتفق على ضرورة معرفة ما هو الحق والحقيقة اذ يوجد قصورا كبيرا في ادراك ذلك. قال الامام علي عليه السلام لشخص ساله وهو حائر(من هو على حق؟ هل طلحة والزبير ام الامام علي؟ فقال له الامام: اعرف الحق تعرف اهله اعرف الباطل تعرف اهله) وهذا ما يمكن ان نعتبره قمة في البلاغة. اذن لكي نعرف الحق يجب ان نفتح اعيننا ولا نغمضها وننظر ونبحث عن الحق ونعرفه ما هو بدون تعصب وعاطفة غير ناضجة قبلا ان ننطق راينا او قرارنا. اذن يوجد خلل تربوي كبير يجب الاعتراف به اولا لكي نبدا بتصحيحه بوضع اساس جديد لثقافة اجتماعية موحدة. ان الخلل هنا هو في مفاهيم تتبع الحق والحقيقة يجب ان نعرف الحق قبل ان نتفق على اي شي وان اكتشفنا بان الحق بيننا مختلف فان ذلك يعني وجود مقدسات وطنية عرقية ومناطقية مختلفة ومتباينة فان كانت تفتح باب العنصرية والتطرف والدموية فيجب ان تشذب وتهذب وتلطف لكي يكون هناك توحد اجتماعي يفضي الى هوية وطنية موحدة. هل يمكن تجاوز هذه الاختلافات ام انها جوهرية؟!! هل المشكلة هي عاطفة غير ناضجة هل هي الطائفية والعرقية ورواسب الماضي اللعين؟ هل لدينا مفكرين ممكن ان يضعوا اسس صحيحة تتجاوز كل السوء وليعملوا بنبل على كتابة تاريخ عراقي صادق وسليم تاريخ عراقي يمكن ان يوحدنا ويجعلنا ننظر الى مستقبلنا كأمة وليس جزء ضعيف من أمة لا يشار اليها اليوم الا بالهزالة والضعف والتنافر والتناحر؟ هل يوجد فعلا مفكرون ومأرخون نبلاء صادقون قادرون على كتابة تاريخ امة العراق التي يجب ان تنفض عنها تراب الماضي الاسود؟ اذن نحن اليوم لدينا ازمة فكرية حول الهوية العراقية واليوم نحن بامس الحاجة الى مفكرين ليضعوا اساس فكريا لمعاني القدسية الوطنية كقدسية التراب العراقي والهوية العراقية. ان الهوية الوطنية العراقية اليوم غائبة مغيبة يجب ان تنهض ويجب ان ينهض رجالها ومفكريها. ان الهوية الوطنية يجب ان تكون هوية الارض العراقية وتوحد ابناءها بكل اطيافهم والوانهم واعراقهم. لربما عملت امريكا على ان لا يكون هناك توحد وطني عراقي ومنعت استخدام علم الجمهورية العراقية علم الزعيم عبدالكريم قاسم خوفا من ظهور حركات وطنية علمانية مناوئة لامريكا لان مجرد ظهور مارد الفكر القاسمي سيؤدي الى انهيار المشروع الامريكي في العراق. لذا عملت امريكا على دعم علم القتلة الذي قتلوا زعيم امة العراق ؛؛الشهيد عبدالكريم قاسم؛؛.
 ان صورة العلم وتصميمه لا يمكن ان نعتبره مسابقة ومبارة للهواة لوضع موديلات وتصاميم مختلفة له وانما هو رؤية فكرية ناضجة في تقبل الاخرين ومنحهم حقوقهم في وطن التوحد العراقي وطن الامة العراقية بكل اطيافها والوانها. نحن اليوم بحاجة الى كل المثقفين العراقيين لقول قولتهم. ان بعض السياسين حذروا من الخوض في هذا الموضوع وكأن الخوض فيه فتح لاحدى ابواب الجحيم فتح احدى اسوء ابواب الاختلاف والفرقة. كما ان البعض من السياسين لا يؤمن بان العراق امه وفي مخيلتهم ان العراق جزء من امه ولا يؤمنوا بتكامل وجودهم في العراق لذا فانهم يسعون للنيل من القيمة الوطنية العراقية المقدسة، والبعض يعتبر العراق وطنه متى ما امتلك السلطة والسيادة فيه والا فان العراق سيكون عدوه ويحاول تدميره وتدمير قوى ترابطه. والبعض يعتبر العراق مصدر للتنعم والثروة ونيل مكاسب افضل لذا لا نراه يهتم للشان العراقي الا بشكل سطحي واعلامي الكاذب ولا يهتم للتماسك الوطني بين فئات المجتمع لا بل ان تصارع العراق يمنحه فرصة اكبر لينال مكاسب غير مشروعة اكبر.
لذا قبل ان نعلن اتفاقنا على تغيير العلم يجب ان نتفق على ان العراق امه بكل مكوناته وبان كل من لا يؤمن بذلك عليه ان يكون خارج هذا القرار. كما يجب ان لا يكون الصمت والسكوت هو القرار. ولكي لا يكون القرار عاطفي اكثر من اللازم يجب ان توضع اسس التوحد قبل الاتفاق على العلم. لذا من المهم جدا ايضا ان يتم تحديد علم مؤقت للعراق لكن ليس علم الحزن(الاسود) والدموية(الاحمر) كبادرة اولى للتفاهم والتوحد الوطني. ولا باس من قبول علم الجمهورية العراقية علم عبدالكريم قاسم كعلم مؤقت للعراق الى ان يتم الاتفاق على علم جديد مستوحى من تاريخ العراق وحضارته الطويلة ويجب ان يكون للاقليات قبول ورضا عنه ايضا.
قلنا ما نعتقد بدون تعصب اعمى ونحترم جميع الرؤى النبيلة الهادفة الموحدة بين كل الاطياف الوطنية العراقية لتتشابك في ساحة الحوار وتنسج بخيوط من نور نسيج خيمة الحب والتوحد خيمة العصر الجديد خيمة امة العراق المتوشح بالامل. شمس اشور لن تنطفيء في بلاد الشمس. يقينا وايمان وتحدي نقول بان العراق لن ينحني حتى في لحظة نهوضه.

د.علي عبد داود الزكي


37
؛؛التعليم العالي؛؛والتكنولوجيا الصناعية تراجع وبطالة مقنعة(1)

ان الدراسات العليا العراقية اليوم بحاجة الى وقفة تامل شجاعة يتم من خلالها التبصر بحقيقة الامر وواقع الحال العراقي وما نرجوه من مستقبل لبلدنا لكي يتم وضع اسس سليمة تنهض بالتعليم العالي فعلا لخدمة الاقتصاد المحلي العراقي وليس خلق بطالة مقنعة ذات كلفة كبيرة على ميزانية البلد. ان كلف ارسال البعثات الى الخارج يجب ان يكون وفق خطة تنموية واستراتيجية تهدف الى الحصول على خبرات علمية تكنولوجية عالية توظف بشكل صحيح لكي تدعم عملية النهوض بالتكنولوجيا العراقية وتنهض بالقطاع الصناعي والنفطي والخدمي والزراعي في العراق. لا وجود حقيقي لقاعدة تكنولوجية صناعية انتاجية في العراق لاستيعاب الكفاءات والخبرات العلمية والتقنية العراقية.كما ان التعليم العالي العراقي منذ سنوات وهي تخرج عشرات الاف من الطلبة لكي يحصلوا على الوظائف الحكومية وغالبيتهم يمثلون بطالة مقعنة ولا يتم الاستفادة من تعليمهم في دعم الاقتصاد العراقي. مما يلاحظ بعد سقوط صنم بغداد اصبح هناك سباق لنيل الشهادات الجامعية والشهادات العليا لغرض الحصول على الوظائف كبطالة مقنعة او لغرض الحصول على مكاسب وظيفية اكثر بدون تقديم خدمات افضل واكثر. كما ان الكثير من الانتهازيين اصبحوا اليوم يبحثوا عن الشهادات الجامعية لغرض ان تخدمهم وتسهل لهم عملية التسلق والحصول على المناصب.
 ان التقييم العلمي والبحث العلمي ضعيف جدا محليا لانه لا يخدم اقتصاد البلد وما لا يخدم الاقتصاد سيصعب تقييمه كما ان البحث العلمي ما دام لا يوجد له تطبيق ولا يخدم الصناعة المحلية فانه سيبقى ضعيف واشبه بالكذبة او الكلمات الرنانة التي يتم ترديدها هنا وهناك بدون فائدة. ان اي عضو في جسد الانسان لا يستخدمه سيضعف ويضمر تدريجيا ويصبح بلا فائدة ويفقد قدرته على انجاز وظيفته التي خلق لاجلها وهذا ما يمكن ان نصف به البحث العلمي والابداع في العراق اليوم. فان الابداع يتناقص ويقل تدريجيا ويكاد يكون معدوم ان انتفت الحاجة له وكما يقال الحاجة ام الاختراع وفي بلدنا اليوم لسنا بحاجة الى الاختراع فان ما يتم استيراده اقل كلفة واكثر جودة مما يمكن انتاجه محليا كما ان اي مشكلة وحاجة تكنولوجية لا يتم البحث عن حلها في مؤسسات البحث العلمي المحلي وذلك لضعف التكنولوجيا الصناعية وعادة ما يتم سد النقص والعوز باستيراد ما يحتاجه البلد من الخارج وهذا بدوره ادى الى حصول ضعف كبير في التقييم العلمي محليا. يجب اذن ان تكون هناك دراسات حقيقية لغرض وضع اسس صحيحة للنهوض باقتصاد البلد ووضع اسس وشروط تقييم صحيحة للبحث العلمي. ويجب ان لا تمنح براءة اختراع ولا تمنح جائزة علمية لاحد ما لم توظف انجازاته في خدمة اقتصاد البلد بشكل فعلي او يتم الاستفاد منها عالميا او يتم التعاقد عليها مع شركات عالمية. كما يجب تفعيل دور المؤسسات البحثية بالاتفاق والتعاون مع المؤسسات البحثية والعلمية والشركات الصناعية العالمية لغرض  دعم البحث العلمي داخل العراق وجعله فعالا ومواكبا لما يجري في العالم ومؤسساته العلمية والصناعية.
ان الناتج من الدراسات العليا العراقية عادة ما تكون الحصول على تدريسين اكاديمين فقط و يلاحظ هنا وهناك محليا الكثير من الكلام حول التكنولوجيا والدراسة والبحث المحلي بدون حاجة تطبيقية فعلية لذلك محليا. ان البلد اليوم بحاجة ماسة لتوفير فرص العمل في المؤسسات الانتاجية وخصوصا الصناعية والنفطية والزراعية لذا يجب الاهتمام بالتطبيقات الصناعية والتكنولوجية. كان العراق في زمن الطاغية المقبور يمتلك خبرات صناعية وتكنولوجية كبيرة في مؤسسة الطاقة الذرية وشركات التصنيع العسكري المنحلة ولكن للاسف بعد السقوط تم تحويل اغلب كوادر هذه المؤسسات الجبارة الى كادر اكاديمي في الجامعات العراقية واصبحوا اكاديمين فقط لا يعملون على دعم اقتصاد البلد بخبراتهم وامكانياتهم التكنولوجية. كما انهم اصبحوا غير قادرين على بناء مؤسسات تكنولوجية انتاجية في الجامعات العراقية لان الجامعات العراقية لا تمتلك امكانيات صناعية وانتاجية الا بحدود ضيقة جدا. لذلك لكي ينهض التعلمي العراقي ويساهم في دعم اقتصاد البلد يجب دعم الكفاءات العلمية في مؤسسات التكنولوجيا والصناعة العراقية ويفعل التعاون العلمي الجاد بين هذه المؤسسات مع التعليم العالي. يجب اعادة فتح مؤسسات التصنيع السابقة وتطويرها لخدمة الصناعة المحلية في انتاج السلع الاستهلاكية للاغراض المدنية وانتاج ما يمكن انتاجه من احتياجات الجيش والشرطة العراقية. يجب ان يتم دعم رواتب موظفي المؤسسات الانتاجية خصوصا الخبراء وحملة الشهادات العليا بما يفوق نظرائهم في مؤسسات التعليم العالي العراقي لكي لا يهرب الخبراء والتكنولوجيين من المؤسسات الصناعية ليبحثوا عن فرص عمل في التعليم العالي ، كما ان ذلك سيساهم في استقطاب حملة الشهادات العلمية العليا للعمل في هذه المؤسسات.
 ان التعليم العالي العراقي اليوم وصل حالة التخمة من حيث عدد منتسبيه ومع ذلك نرى البعض اليوم يتباكى على الخبرات العراقية التي هاجرت الى الخارج وهذا التباكي ما هو الا تباكي سياسي كاذب يراد منه الاساءة للعصر الديمقراطي الجديد والحقيقة هي ان العراق اليوم يمتلك من الشهادات العليا ما يمكنه من ادارة اكثر من ضعفي الجامعات العراقية الموجودة حاليا (باستثناء الكليات الطبية). بينما الجامعات العراقية عوزها الحقيقي يتركز في عدم توفر المستلزمات والاجهزة والمختبرات الحديثة. يتحدث البعض اليوم وكأن العراق معوق بدون الخبرات التي فضلت الهجرة على البقاء في العراق. بينما الحقيقة هي ان العراق بحاجة حقيقة الى قاعدة صناعية وتكنولوجية حديثة يتم من خلالها تطوير التعليم العالي العراقي وتوفير فرص عمل للخريجين في المجالات الانتاجية. وللاسف القاعدة الصناعية لمؤسسات الدولة والقطاع الخاص لازالت هزيلة ولا تقوى على دعم اقتصاد البلد وتوفير فرص عمل حقيقية. ان تطور التعليم العالي لا يتم بزيادة حملة الشهادات العليا فيه حتى لو كانت هذه الشهادات من ارصن الجامعات العالمية وانما تطور التعليم العاليم محكوم بتطور القاعدة التكنولوجية في البلد. لذلك لكي يتم تطوير التعليم العالي والبحث العلمي يجب ان يكون هناك تطوير وتوسع في التكنولوجيا الصناعية والبحثية في الوزارات الانتاجية مثل الصناعة والمعادن والعلوم والتكنولوجيا والنفط والاتصالات وغيرها من الوزارات.

قلنا كلمات قد تكون حروفها بلا نقاط نتمنى ان يساهم الاخرين في وضع النقاط الذهبية على هذه الحروف لاغناء النقاش الهادف..

د.علي عبد داود الزكي



؛؛التعليم العالي؛؛والتكنولوجيا الصناعية تراجع وبطالة مقنعة(2)
ان ارسال البعثات الى خارج العراق يكلف البلد مبالغ كبيرة جدا وكما هو معروف فان دراسة طالب الدكتوارة في خارج العراق يكلف ما لا يقل عن 1500 دولار شهريا. كان من الممكن دعم الدراسات العليا العراقية بدلا من ارسال الطلبة بشكل كبير الى خارج العراق كما يمكن الاستفادة من المبالغ الكبيرة المخصصة للبعثات الدراسية في بناء مختبرات بحثية متطورة في الجامعات العراقية لتخدم التعليم العالي والبحث العلمي داخل العراق. والعمل على تقليص اعداد البعثات والاستعاضة عن ذلك بارسال الايفادات والدورات التدريبية بشكل منظم يساعد على تطوير الكفاءة البحثية للاكاديمين العراقيين. ان وزارة التعليم العالي العراقي منذ عدة سنوات مضت عملت على وضع شروط تحدد من امكانية تطوير التعليم العالي العراقي بدلا من تنشيطه محليا حيث انها وضعت شروط وقرارات معقدة وصعبة ومتناقضة احيانا تحدد من تطوير التعليم العالي وتعقد عملية الدراسة والبحث العلمي في العراق وسنتطرق الى بعض هذه المعوقات في ملاحظاتنا ادناه.
يمكن ان تقوم وزارة التخطيط بالتعاون مع كل الوزارات التي تخدم القطاع الانتاجي والصناعي في البلد بوضع خطط استراتيجية للنهوض بالواقع التكنولوجي في البلد. ووضع مشاريع استراتيجة تعمل على توفير فرص عمل حقيقية وتوفير اساس تكنولوجي حديث يمكن بتعاون هذه الوزارات مع وزراة التعليم العالي البحث العلمي ان يتم تطوير التعليم العالي وتحديد الخطط البحثية للتعليم العالي بما يخدم قطاع الانتاج المحلي. ان التعليم العالي العراقي لا يمكن تطويرها بزيادة حملة الشهادات او زيادة عدد الخريجين فيها وانما تطويرها سيتم من خلال تفاعلها مع الوزارات الاخرى لغرض رفع مستوى الانتاج وهذا التعاون سيفتح افاق جديدة للتطوير والابداع. هناك عدة نقاط يجب الانتباه لها لغرض تطوير التعليم العالي والبحث العلمي العراقي وهي كما يلي:
1.   اجور الاشراف على طالب الدراسات العليا دكتوراة  بحدود 50000 دينار شهريا والماجستير بحدود 40000 دينار شهريا وهذه مبالغ زهيدة جدا. بينما طلبة البعثات الدراسية العراقيين الذي يدرس في الخارج مشرفيهم يتقاضون ما لا يقل عن 600دولار شهريا كاجور اشراف عن الطالب الواحد.
2.   ان تخريج طالب الدراسات العليا في العراق لا يكلف الدولة كثيرا مقارنة مع ما تصرفه الدولة لغرض ان يحصل الطالب العراقي على نفس الشهادة من خارج العراق. لذا يجب على الدولة ان تقوم برصد مبالغ كافية لمشاريع الطلبة الذين يدرسون داخل العراق وتقلل الروتين والتعقيدات في الصرف وتسهل وتبسط الاجراءات لكي لا يكون الروتين الادراي عامل مكبل للبحث العلمي العراقي.
3.   مدة الدراسة لنيل شهادة عليا في العراق هي كما يلي: الماجستير فترة الدراسة سنتان وهي سنة دراسة كورسات والسنة الثانية البحث ، والدكتوراة سنة كورسات ثم ستة اشهر للامتحان الشامل ثم سنة ونصف للبحث. لذا فان البحث عادة ما يكون ضعيف مقارنة مع ما ينجز في الجامعات العالمية الرصينة التي تعطي ما لا يقل عن سنتان او ثلاث سنوات بحثية للماجستير و4 الى 6 سنوات بحثية للدكتوراة. اذن يجب تعديل ذلك فيمكن ان يتم قبول الطلبة في الدراسات العليا باجراء امتحان تنافسي عام للطلبة ثم اجراء اختبار تخصصي للطلبة الناجحين منهم في التخصصات التي يرغبون باكمال دراستهم فيها لكي يقوم المشرف الذي سيحدد مشروع البحث بتحديد الكورسات والدروس الاساسية التي يحتاجون اليها. ليقوم طالب الدراسات بعد ذلك بدراسة فقط ما يحتاجه اليه من كورسات وان يكون ذلك ضمن فترة بحثه. لكي يكون هناك وقت كافي لانجاز البحث. كما يجب ان يكون هناك تساهل في فترة البحث ومدته. كأن تكون فترة الماجستير محددة من سنة واحدة الى 3 سنوات بحثية والدكتوراة من 3 سنوات الى 5 سنوات بحثية.
4.   لغرض تقليل الصرف المالي في الجامعات العراقية!!! تم استصدار قانون يمنع الاستاذ الجامعي (الاستاذ و استاذ مساعد) من الاشرف على اكثر من طالبي دكتوراة وثلاثة طلبة ماجستير بنفس الوقت وهذا غير منصف بحق الاستاذ الجامعي العراقي لان اجور الاشرف زهيدة مقارنة مع اجور الاشرف في الجامعات غير العراقية كما اشرنا في الفقرة 1. وكان الاجدى بوزراة التعليم العالي العراقي ان تقوم بتعديل اجور الاشراف بشكل معقول يتناسب مع حجم الجهد الذي يبذله المشرف.كما يجب تحديد عدد الطلبة الذين يمكن ان يشرف عليهم المشرف وفقا لكفاءته وانجازاته البحثية والعلمية المحلية والعالمية. ويجب ان يكون التحديد في الاشراف للاساتذة الاداريين الذي اغلبهم لا يجد الوقت الكافي للاشرف على طلبة الدراسات العليا الا بشكل رمزي.
5.   يجب ان تقوم وزراة التعليم العالي بتحديد التعيينات في التعليم العالي فقط للطلبة المتفوقين الاوئل في مرحلة البكلوريوس. كما يجب ان تحرص الوزارة على ان يكمل الاوائل دراستهم العليا مباشرة وان تحصل الكليات والاقسام على خريجين يحملون الدكتوراة واعمارهم صغيرة لكي يخدموا التعليم العالي اقصى ما يمكن فمثلا من يحصل على الدكتوراة بعمره 28 سنة او اقل سيخدم التعليم العالي اكثر بكثير من الذي يحصل على الدكتوراة وعمره اكثر من 45 سنة.
6.   يجب ان تعمل التعليم العالي العراقي على الغاء قانون تخيير الاوائل بين التعيين او الدراسات العليا ويجب ان تعمل الوزارة على تعيين الاوائل ومنحهم حق الدراسة مباشرة. فمن الافضل ان يكمل الاوئل دراستهم بشكل متتابع الى ان يحصلوا على الدكتوراة وهم باعمار صغيرة ستمكنهم من خدمة التعليم العالي بشكل اكبر وافضل. بحيث تكون اغلب خدمتهم في التعليم العالي وهم يحملون شهادة الدكتوراة. للاسف الكثير من الاوئل الذين يتم تعيينهم حاليا لديهم خياران اما التعيين والانتظار على الاقل سنتين لاكمال الدراسة او يتنازلون عن التعيين ويكملوا الدراسة.
7.   يجب على الوزرات التي تخلت عن حملة الشهادات لصالح التعليم العالي ان تعيد النظر بذلك وتعمل على استقطاب وارجاع ما فقدته بمنح رواتب ومخصصات مغرية لحملة الشهادات العليا فيها لكي يعود الكادر الذي كانت تمتلكه هذه المؤسسات لغرض بناء مجاميع تكنولوجية فعالة ممكن ان تقوم بتطوير التكنولوجيا في هذه الدوائر والمؤسسات.
8.    يجب على التعليم العالي العراقي ان تمنح المنتقلين لها من الوزارات الاخرى او المتعينين فيها بعد ان استقالوا من وزاراتهم الحق في العودة الى وزراتهم اذا رغبوا في ذلك ويجب على الوزارات العراقية ان تمنح حملة الشهادات مخصصات وحقوق لا تقل عن مخصصات وحقوق نظرائهم في التعليم العالي كما اشرنا في الفقرة7.
9.   يجب ان تقوم التعليم العالي العراقي ووزارتي الصناعة والمعادن والعلوم والتكنولوجيا بالتعاون وتاسيس جمعيات ومؤسسات علمية وبحثية ومنتديات فكرية وثقافية وترفيهية للاستفادة من الكوادر التعليمية والتكنولوجية من الذين تم احالتهم على التقاعد ومنحهم التسهيلات المناسبة للتعاون واقامة الدورات التعليمية او للعمل كخبراء استشاريين لمؤسسات الصناعة والتعليم في البلد.
10.   يجب ان يتم ان خفض سن التقاعد للاستاذة الجامعيين الى سن 55 سنة مع منح المتقاعد نفس الحقوق التي تمنح  للمتقاعدين في عمر 65سنة لكي يتم فسح المجال للشباب لياخذوا مكانهم الحقيقي في العمل وتطوير مؤسسات البلد. ويجب ان لا يتم تطبيق هذه الفقرة الا بعد تطبيق الفقرة9.
11.   يجب منع خريجي البكلوريوس من غير الاوائل من التقدم للدرسات العليا مباشرة وتحدد فترة سنتان على الاقل بعد تخرجهم لكي يسمح لهم بالتقدم لدراسة الماجستير. كما يجب مستقبلا ان يتم تحديد الذين ممكن ان يكملوا الدراسات العليا فقط للمتفوقين ومن العشرة الاوائل في اقسامهم. وتحديد اعمار الذين يكملون الدراسات العليا من الموظفين في دوائر الدولة بحيث يكون سن الذين يتقدمون للماجستير لا يتجاوز 30 سنة والدكتوراة لا يتجاوز 35 سنة. كما يجب الغاء القبول على قناة النفقة الخاصة وتحويل الذين تم قبولهم على هذه القناة ولازالوا في الدراسة من غير المتعينين في دوائر الدولة الى قناة القبول العام. كما يجب العمل على منح الفئات العمرية التي حرمت من التعليم العالي في زمن العهد المباد والتي تم اقصاءها من الدراسة الحق في اكمال الدراسات العليا استثناءا من شرط العمر.
12.   يجب ان تقوم وزراة التعليم العالي بتوفير الكهرباء في الاقسام العلمية والمختبرات العلمية والبحثية بشكل مستمر ومتواصل.
13.   يجب ان تتكفل الوزراة بصرف كل اجور البحث لطلبة الدراسات العليا في داخل العراق. ويجب ان يكون هناك تعاون بين الوزارات وتسهيل مهمات الطلبة وفحص عيناتهم ونماذجهم البحثية مجانا. وان كانت هناك رسوم فيجب ان تتحملها التعليم العالي العراقية. كما يجب تسهيل عملية صرف ما يحتاجه الطالب بسلف قبل الشراء وليس بعد الشراء لما يحتاجه الطالب من السوق.
14.   يفضل دعم الجامعات الحكومية لكي تكون جامعات ذات اكتفاء ذاتي بفرض نسب مئوية تستقطع من رواتب خريجي هذه الجامعات المتعينين في مؤسسات القطاع العام والخاص لغرض خدمة هذه الجامعات. كما من الممكن ان يكون هناك قطاع صناعي وتكنولوجي تابع لهذه الجامعات يساعد على دعم عملية البحث العلمي في هذه الجامعات.
15.   يجب ان تقوم الدولة بمنح كل من يتم قبوله في الجامعات العراقية عقد وفرصة عمل بعد التخرج. والا فانها تمنعه من الدراسة وتقوم بتعيينه على شهادة الاعدادية. كما يجب على الدولة ان لا تمنح مؤسسات وشركات القطاع الخاص وشركات الاستثمار العراقية وغير العراقية حق العمل في العراق الا ان وفرت فرص عمل للعراقين وبنسب تقوم بتحديدها وزارة التخطيط. وتوفر فرص عمل لحملة المتوسطة اكثر منها لحملة الاعدادية ، ولحملة شهادة الاعدادية اكثر من حملة الدبلوم ولحملة الدبلوم اكثر من البكلوريوس.
16.   يجب على التعليم العالي ان تعمل على زيادة عدد خريجي التخصصات الطبية لان بلدنا بحاجة ماسة لهذه التخصصات.
17.   كما يجب ان يتم دعم درسات التخطيط والتنظيم وبناء المدن والحدائق والذوق لكي يتم تنشئة جيل جديد يحترم حقوق الانسان ويتصرف بذوق عالي ويرفض اي شيء فيه قلة ذوق وقلة احترام للانسان. يجب اضافة درس ثقافة جامعية يتضمن التعلم على احترام القوانين والانظمة الجامعية واحترام القيم الاجتماعية وحسن التصرف والذوق والاستفادة من النت علميا وثقافيا وتعلم المناقشة الحضارية وكيفية المطالبة بالحقوق والثبات على المبدا وكيفية احترام القانون الذي يتم الاتفاق عليه. وكيفية محاسبة من يفسر القوانين بشخصنة وروح استبدادية. ان السلوك السلطوي في عراقنا الجديد ما هو الا ثقافة استمرار لما مضى وهو ان العراق بلد الممنوع بلا مناقشة الممنوعات كثيرة جدا. يجب ان يفهم الانسان العراقي لماذا هذا ممنوع وذلك مسموح ويجب ان تكون هناك عدالة في التطبيق ويجب ان تكون ثقافة الممنوع ليس اجتهادا وشخصنة لاذلال الانسان وفرض قيود عليه.
18.   لغرض التخلص من مسالة المهاترات الاعلامية بخصوص الاجتثاث والمسائلة والعدالة يجب الاعتماد على الشباب في الادارة بشكل اكبر بكثير من الفئات العمرية التي على ابواب التقاعد لان اغلب الشباب (باعمار اقل من 40 عام) كانوا من المستقلين او بدرجات حزبية الصغيرة. قد يقول البعض ان الخبرة لها دور كبير في الادراة ونقول هنا لو كان هذا الراي صحيح لما شكى احد ولراينا الكثير من مشاكلنا تحل في اغلب المؤسسات. ان الشباب لديهم الشجاعة في القرار ولديهم الجراءة على تغيير المسار بما يخدم سرعة التنفيذ وتقليل اهدار الوقت ولديهم فكر جديد سيسهم فعلا في توجيه المسار بشكل افضل مما نراه الان. وان لم يكن لدى الشباب الخبرة فلا نتمنى ان يتعلموها من الجيل المتشبع بفكر البعث بالادارة الذي يعتمد الدكتاتورية في الراي والتسلط القهري على الموظف والمواطن. نحتاج الى حزم واحترام نحتاج الى ادارات تحترم حقوق الانسان.
19.   يجب ان تكون الجامعات العراقية هي الوجه الحقيقي للحضارة العراقية ويجب ان يكون المظهر الخارجي والداخلي للجامعة مستوحى من تراث وتاريخ العراق. كما يجب ان يكون التعامل داخل الجامعات العراقية قمة بالرقي والذوق الرفيع. ويجب ان يكون لكل موظف جامعي زي لائق به ويجب ان يكون المستخدمين من الشباب وان تكون لديهم بدلات عمل نظيفة ولائقة ويجب منع المتسولين من الدخول للجامعة او الوقوف قرب الجامعة. ويجب احترام الضيوف الزائرين للجامعة والذين لا يسيئون للقيم والاخلاق الجامعية ولا يتم منعهم من دخول الجامعة. كما يجب ان لا يتم تعيين اي شخص بالجامعة الا بعد ان يدخل دورة لا تقل عن شهران يتم فيها تعليمهم حسن التعامل والذوق وعدم التهور واحترام حقوق الانسان والالتزام بالقانون وتنفيذ الواجب. ويجب ان يكون هناك قانون صارم في ابعاد كل من لا يحترم حقوق الانسان او يتلفظ بالفاظ بذيئة داخل الجامعة.
20.   يجب ان يكون هناك توقيتات زمنية للدراسات العليا ويجب ان لا تعطى العطلة الا بعد انتهاء امتحانات نهاية الكورس. لان اعطاء العطلة قبل امتحانات نهاية الكورس خصوصا اذا كانت العطلة مدتها اكثر من 15 يوما فان ذلك سيؤدي الى استرخاء وتماهل لدى الطلبة يجعلهم في حالة غير صحية علميا. ان العطلة تعطى للطلبة بعد انتهاء امتحانات الكورس لكي يسترخي الطلبة وترتاح ادمغتهم بعد الجهد الذهني الكبير الذي بذلوه في الامتحانات.

21.   تسهيل العمل الادراي وتجاوز التعقيدات التي تفرضها ادارة الجامعة والكلية على قرارت الاقسام. ان القسم هو الادرى بشؤونه العلمية ومجلس قسم هو من يقرر ما فيه مصلحة القسم اكثر من غيره. لذا يجب ان يكون قرار القسم قبل اي قرار ويجب ان تحصل الموافقات والمصادقات فقط على قرارات القسم ولا داعي لان تتعطل بعض الامور التي تخص القسم بانتظار توقيع وموافقة العمادات او رئاسة الجامعة.
22.   يجب توفير مطبعة حديثة وبمواصفات عالية في كل جامعة عراقية لغرض طبع الكتب والمجلات والاصدرات العلمية.
23.   تسهيل معاملات الاساتذة الذين لديهم قبولات في مؤتمرات علمية خارج العراق. وتسهيل المعاملات المالية واختزال الروتين قدر الامكان لتسهيل انسيابية العمل في المؤسسات العلمية.
24.   استصدار قوانين للترقيات العلمية لغرض تسهيل المعاملات وتسهيل عملية انجازها وتقليص الفترات الزمنية بحيث يمكن ان تحصل الجامعات على من يحملون لقب استاذ وهم باعمار صغيرة. كما يجب منع حملة شهادة الماجستير من التقدم للترقية الى مرتبة استاذ مساعد او استاذ لكي يكون الحافز الاكبر لحملة شهادة الماجستير هو اكمال الدراسة والحصول على الدكتوراة.

يجب ان يتم رصد مبالغ ضخمة لغرض بناء قاعدة صناعية ممكن ان تنهض باقتصاد البلد وتساهم في دعم التعليم العالي العراقي. ويجب ان يتم توفير فرص عمل لمن لا يحملون الشهادات الجامعية من الفنيين والصناعين اكثر مما تمنح للمهندسين والجامعيين لكي لا يحصل تسابق في الحصول على شهادات جامعية لا يحتاجها العراق خصوصا من قبل الموظفين. كما يجب نشر ثقافة تربوية جديدة يتم التثقيف بها الى ان العمل اقدس من الدراسة.
قلنا كلمات وبقية كلمات وننتظر كلمات... قلنا ما اعتقدنا ونتقبل النقد الهادف المخلص الذي يبتعد عن المصالح الشخصية والانانية وينظر في مصلحة وطن يئن تحت وطئت الصراعات والتشرذمية الداخلية والتدخلات الخارجية.

د.علي عبد داود الزكي

38
الشرق الاوسط ؛؛والحرب الاقتصادية الخفية ؛؛

قامت امريكا خلال العقد الماضي باستخدام مصر ودول الغباء النفطية الخليجية بدفع الارهاب لساحة التغيير الديمقراطي العراقية بعد سقوط صنم بغداد لغرض خلق الفوضى التي من خلالها تمت تصفية وتحجيم القوى والشخصيات السياسية المهمة والمؤثرة  التي لا ترغب بها امريكا في العراق وجعلها عاجزة لا تقوى على شيء لتخسر قاعدتها الشعبية وبنفس الوقت عملت  امريكا على توظيف الارهاب العربي الذي جاء للعراق وقامت باستغلاله لتنشئة فكر تكفيري جاهل في مدرسة الفوضى الخلاقة التي اسسها الاحتلال على ارض العراق وقامت بتهيئتهم لفترة ما يسمى الربيع العربي ليعودوا الى بلدانهم وتوجيه حركات وبؤر الارهاب في كل الدول العربية لتعمل في داخل بلدانهم التي كانت تصدرهم للعراق لنشر الفوضى والارهاب ثم الاستيلاء على السلطة وقهر الشارع العربي بعد سقوط الدكتاتوريات العربية. كما برز خلال العقد الماضي دورا كبيرا لدول الغباء الخليجي لينفذوا المشروع الامريكي في المنطقة وكان يرافق ذلك اعلام وترويج مستمر للثقافة التركية في كل المجتمعات العربية عبر المسلسلات التركية المدبلجة التي روج لها بشكل كبير في اغلب القنوات العربية واثرت بشكل كبير في اخلاقيات الشارع العربي اضافة الى ترويجها لمفهوم الاسلام الاروبي او الاسلام التركي المنفتح باخلاقيات تختلف عن اخلاقيات اغلب دول الشرق الاوسط. سقطت بعض الانظمة وستتبعها باقي الانظمة الخرفة. لقد اعتمدت امريكا بشكل اساسي على مصر والسعودية في خلق هذه الاجواء واليوم مصر الجديدة تمر في حالة فوضى عارمة ستستمر لسنوات عديدة وبالتاكيد ستتبعها السعودية في وقت قريب والتي بدا دورها في المنطقة يتضاءل مع تزايد وتعاظم الدور التركي بتخطيط وبرمجة امريكية. ان كل دول المنطقة اليوم اصبحت هزيلة وضعيفة وتعاني من الفوضى والمشاكل التي سببها انهيار الامن والنظام فيها لذا فان تركيا اليوم تسعى لفرض نفوذها وسيطرتها على هذه الدول. تخلص العراق من التدخلات السلبية العربية ولكن يبدو بانه سيقع في فلك التدخلات التركية والتي قد تبرز اكثر واكثر في المستقبل القريب وخصوصا وقد بدات تركيا باستخدام المياه (قطع مياه دجلة والفرات) كورقة للضغط وجس النبض ومحاولة جعل العراق تابعا ضعيفا لتركيا وخاضعا للارادة الامريكية. صحيح ان العراق تحرر اليوم من الاحتلال العسكري وبدا ينحسر الارهاب والدعم العربي للارهاب فيه بشكل كبير نتيجة احداث ما يسمى بالربيع العربي لكن بدات تدخلات تركيا واضحة وجليه تهدد بتقسيم العراق بتدخلاتها غير المبررة والتي تسعى من خلالها الى استقطاع اجزاء واسعه منه او ابتلاعه بشكل كامل في خارطة الشرق الاوسط الجديد.
 ان سقوط الانظمة الدكتاتورية الشرقمتوسطية سيتبعه سقوط من يصفق منهم للتغيير في باقي البلدان ويساعد امريكا ايضا في مشروعها لاتمام ذلك ظنا منهم بان امريكا حليف حقيقي ووفي لهم سيحمي انظمتهم حتى النهاية. ان الانظمة الدكتاتورية هي وحدة متكاملة وسقوط اي جزء منها لا يعني تقبل باقي الاجزاء لذا ستنهار جميع الانظمة الدكتاتورية تباعا لان منظومة السياسة والاقتصاد والاستقرار الامني مترابطة ولا يمكن ان تكون مستقلة عن بعضها البعض. ان نفوذ وتاثير تركيا على دول الشرق الاوسط كان محدود خلال العقود الماضية لكنه منذ سقوط صنم بغداد بدا نفوذها يتصاعد بشكل تدريجي. رغم انها كانت حيادية ولا تدخل في نزاعات الشرق الاوسط. باستثناء دعمها لاي جهد يمنع قيام دولة كردية في الشرق الاوسط. 

اوربا اليوم تمر في مازق انهيار اقتصدها واقتصادها اليوم يترنح وسيؤدي الى تفكيك اوصر قوة اتحادها. وامريكا ستبقى اللاعب الاقوى على الساحة الدولية بالسيطرة على العالم بواسطة عملتها الورقية التي تستمد قوتها من نفوذ امريكا كقطب عالمي وحيد لا نظير له ولا ند. يبدو ان امريكا ستخلق شرق اوسط جديد وفقا لرؤية امريكية للسيطرة على كل العالم بعد ان صنعت اوربا الشرق الاوسط في بدايات القرن الماضي وفقا لمصالحها. يبدو ان امريكا تعمل على مناغمة احلام تركية قديمة لخلق حكم عثماني تركي جديد وسحب تركيا نحو الشرق اوسط بعيدا عن اوربا. لقد اخطأ الاوربيون عقود طويلة بعدم تقبلهم لتركيا في الاتحاد الاوربي الذي يبدو انه سيهوي وينتهي ولتصبح اوربا تعيش في اقتصاد متعثر تحت رحمة امريكا. ويبدو ان تركيا لا تعول كثيرا اليوم من الانضمام للاتحاد الاوربي لانها بدات تنظر باستراتيجة جديدة لقيادة الشرق الاوسط ولربما توسيع نفوذ سيطرتها لاحقا على بعض اجزاء اوربا المنهارة اقتصاديا لامحالة امام نشوء قوى اقتصادية عالمية جديدة متعددة خارج اوربا وخاضعة للنفوذ الامريكي. ان  تركيا لها موقع استرتيجي كبير اضافة الى انها بدات تتجه باتجاه الاسلام المعتدل مبتعدة عن علمانيتها السابقة. ان تركيا اليوم تبتعد عن اوربا باتجاه قيادة الشرق الاوسط بدعم وتخطيط امريكي. كما ان الخلاف التركي الاسرائيلي يبدو كانه مفتعل وغير حقيقي وذلك لكي تلعب تركيا على وتر عاطفة شعوب الشرق الاوسط لكي تقترب اكثر فاكثر من تركيا لتكون وكانها المنقذ في العصر الجديد. ستنفذ تركيا المخطط الامريكي بالسيطرة على الشرق الاوسط وخلق هيكلية اقتصادية في الشرق الاوسط ستزعزع اقتصاد اوربا وتضربه ضربة مميته وستؤدي الى انهيار الاتحاد الاوربي وخضوعه الى امريكا والوقوع في شركها. ان مفاتيح نهاية اللعبة الامريكية في الشرق الاوسط ستبدا بنهاية الحكم الاسلامي في ايران ونشوء حكم قومي علماني في ايران موالي لامريكا والذي سيفضي الى سيطرة امريكية مطلقة على كل الشرق الاوسط ليصبح بعدها العالم كله تحت رحمة امريكا المتجبرة وليكون الشرق الاوسط محكوم من قبل قطبين رائيسين هما ايران العلمانية وتركيا الاسلام المعتدل كحلفاء لامريكا.
قلنا راي وننتظر اراء وقد تمر الايام وتثبت صحة او خطأ ما قلنا كليا او جزئيا. لكننا باستقراءنا هذا نحاول ان نستفز رؤى الكتاب والمفكرين في الاستقراء والتنبؤ بالمستقبل للمنطقة وتاثير ذلك على العالم.

د.علي عبد داود الزكي


39
تركيا-قطر محور التغيير في الشرق الاوسط الجديد:؛؛ونهاية اقزام الماضي ؛؛

 ان ظهور تركيا بقيادات اسلامية اليوم ليس صدفة وانما هو جزء من المخطط الامريكي للشرق الاوسط الجديد. حيث اخذت تركيا تلعب دورا كبيرا يبدو ظاهريا ايجابي ولكن باطنيا سلبي جدا في مرحلة ما يسمى الربيع العربي (ربيع العولمة تحت السيطرة الامريكية بالريموت كونترول). حيث ان تركيا لا يمكن ان تخضع الى تغيير كبير في هيكلية نظامها الديمقراطي في العهد الجديد بالرغم من انها قد تعاني من عملية انسلاخ بعض اجزاءها وهي منطقة كردستان او قد تتوسع على حساب الدول المجاورة لتكون دولة اسلامية سنية تقف امام النفوذ الشيعي في الشرق الاوسط. كما ان بروز قطر كقطب خليجي طامح الى نفوذ وتاثير اكبر في المنطقة ليكون له دور اكبر في الخليج والعالم العربي ليس بصدفة وانما مخطط تم رسمه في واشنطن. فتحالف وتصالح قطر مع اسرئيل منذ بداية تسعينيات القرن الماضي ياتي من هذا الباب فكل حلفاء اسرائيل (اليهود) منذ قرنا من الزمان هم الرابحون سياسيا واقتصاديا فكلنا راينا نهاية السلطان عبد الحميد الذي رفض القبول بانشاء دولة اسرئيل وراينا نهاية الشريف حسين الذي رفض قبول اعطاء ارض عرب فلسطين لليهود ليقيموا عليها دولة اسرائيل وراينا كيف توسع نفوذ ال سعود الذي ابصم لاسرائيل بالعشرة على كل ما تريد. لذا من المتوقع ان يكون لقطر دورا كبيرا في الاجهاز على امارات ودويلات البترول العربية لتعم الفوضى كل دول الخليج بعد انهيار سوريا وستعمل امريكا على استنزاف اقتصاد دول الخليج العربي وتدميره لتعم الفوضى والصراع فيها لغرض اعادة هيكلتها مرة ثانية وهذا لا يعني بان قطر ستكون الناجي الوحيد من التغيير فلا يمكن التنبؤ بنهاية مسلسل الفوضى الخلاقة الامريكي فان مسلسل الفوضى الخلاقة له مؤلف امريكي ومخرج امريكي ومملثين شرق اوسطيين كلهم كمبارس يتصوروا انهم يلعبون دور البطولة ولا يعرفوا بان نهايتهم ايضا معدة مسبقا في احدى حلقات المسلسل بعد ظهور كمبارس جديد بتصور بطولية جديدة. ان قطر سينحسر دورها و تاثيرها تدريجيا بظهور قوى تاثير جديدة وانتشار كبير للاسلام على الطريقة التركية.
ان الفوضى الخلاقة في العالم الاسلامي وفي الشرق الاوسط تحت السيطرة والتاجيج الامريكي لا يمكن ان يسمح لايران بان تستغلها لتشكل بؤر موالية لايران وتعادي امريكا ومصالحها الاستراتجية في المنطقة. لذا فان التوازن الذي تدفع به امريكا بدعم تركيا التي بدات فعلا بخلع ثوب العلمانية نحو الاسلام على الطريقة الامريكية سيكون هو الضامن لايقاف طموحات ايران وافشال مشروعها باستغلال الفوضى الامريكية الخلاقة في المنطقة اضافة الى ان امريكا لعبت دورا كبيرا على الساحة الايرانية بدعم القوى العلمانية والقومية في ايران للحد من تاثير الاسلاميين. ان امريكا ستسهل مرحليا لتركيا قيادة الولايات الشرق اوسطية في العهد الجديد. حيث ان دول المنطقة ستنهار ويتم فرط مدنها وولاياتها الى اقاليم متعددة متصارعة سوف تحتاج الى قوة اقليمية قوية لغرض اعادة تجميعها وفقا لرؤية جديدة وتصورات سياسية وثقافية واخلاقية جديدة ولا خيار امام شعوب المنطقة سوى تركيا السنية او ايران الشيعية والكفة الرابحة هي لتركيا من وجهة النظر الامريكية او قد يكون هناك توازن فيما بينهما بدعم امريكي ايضا. ان سقوط باقي الانظمة الدكتاتورية العربية سيمهد بالتاكيد لحلقة اخيرة اكثر ماساوية من باقي حلقات مسلسل الفوضى الخلاقة وهي حلقة اجتثاث الفكر التكفيري الاسود فكر الصحراء والقسوة والدموية وستكون الحلقة الاخيرة في الجزيرة العربية وخليج البصرة. لتظهر الولايات المتحدة الخليجية لتقودها امارة قطر او الحجاز بقيادات جديدة تبشر بعهد جديد للمنطقة ككل. سيحصل ذلك خلال عقد من الزمان على اقل تقدير.
قلنا كلمة وبقية كلمات وقلنا راي وننتظر اراء ولا نجزم بما نقول فهو راي يتقبل الصحة والخطا ولكننا هنا نطمح الى استفزاز رؤى المفكرين للدخول في حلبة الحوار الهادف لدراسة وفهم واستقراء الاحداث لغرض التنبه والتنبيه للمستقبل.

د.علي عبد داود الزكي




40
فوضى خلاقة وعولمة ونهاية الاقزام:؛؛سقوط سوريا تمهيدا لانهيار حكم ال سعود؛؛

ان العولمة ومشروع تغيير الشرق الاوسط مستمر واعادة تشكيله سياسيا واعادة هيكلة جغرافيا الدول ايضا مستمرة بتهيئة الثقافة المجتمعية لفكر تغرب جديد. ان الدكتاتوريات التي كان ولازال بعضها سائدا بالشرق الاوسط كان من المستحيل مواجهتها بواسطة حركات التنظيم الحزبية التقليدية المتعارف عليها في دول العالم المتحضرة وذلك لوجود القمع الحكومي الشديد من قبل انظمة الحزب الواحد في اغلب الدول الشرقمتوسطية. لذا قامت امريكا بمكر شديد بالتغيير التدريجي باستخدام الفكر الاسلامي كنواة للتغير تمهيدا لعصر سيطرة امريكي جديد على العالم ككل من خلال الشرق الاوسط لذا قامت امريكا بدعم عملية تشكيل الحركات الاسلامية التي لا تحتاج الى مقرات حزبية وانما كل ما تحتاج اليه هو فقط التمويل المادي فقط. كما تم الاعتماد على الجهل والتطرف والطائفية لتنشئة جيل جديد من الفتيان يحمل فكر اسلامي مشوه وتدريبهم ليصبحوا ذوي عصبية تماسك سلطوية غالبا يقودها الجهل والتطرف ويسهل السيطرة عليها وتحريكها عن بعد بواسطة عملاء المخابرات الامريكية ، وهذا الجيل الجديد بفكره البسيط ورفضه للواقع اصبح يمثل البديل المناسب للتغيير بظل غياب تام للاحزاب التقليدية الفعالة وفشل معارضة المنافي التي اصبحت غريبة عن مجتمعاتها التي فارقتها لسنوات طويلة. تم استغلال الدول الخليجية لتوفير المقومات المادية لبناء الجوامع ونشر تعليم الفكر التكفيري الاسود ودعمه اعلاميا لاجل ان تكون هذه الحركات هي اساس التغيير في مرحلة سقوط صنميات الشرق الاوسط.
انشغل العرب بنهاية نظام صدام وحشدوا بغباء كل ما يمكن لغرض تدمير العراق الجديد ظنا منهم بان نشوء عراق ديمقراطي جديد هو الذي سيقضي على انظمتهم. لذا تحركوا وحشدوا باسم الجهاد الالاف من التكفيريين وقاموا بتمويل الارهاب والتفخيخ والتفجير لغرض تدمير العراق الديمقراطي ولم ينتبهوا بان ما فعلوه تم بمباركة امريكية وهو سلاح ذو حدين كان هدفهم تدمير العراق ولم ينتبهوا بان نمو هذا السلاح سيستغل من قبل امريكا لغرض انهاء انظمتهم الخرفة لاحقا. فشلوا في تدمير العراق حتى الان ويبدو ان الارهاب الذي ارسلوه للعراق توجه اليوم لمسك زمام الحكم بتسلط دموي لقهر الشعوب التي تحررت من نير الظلم والدكتاتورية في كل الدول العربية التي بدات بتغيير نظامها السياسي. ان الاسلام السياسي الذي يتبنى الافكار السوداوية تم تهيئته من قبل امريكا بمساعدة الانظمة العربية الغبية ليكون خليفة الدكتاتورية وسيتم تسقيطه او تشذيبه وتهذيبه وخلع اسنانه وتقليم اظافره لاحقا خلال فترة عقد من الزمان باستغلال تنامي الغضب الشعبي بسبب الفاسد العظيم وعجز الانتهازيين السلطويين المتسلقين عن يجاد الحلول الواقعية والعملية لمشاكل المجتمع اضافة الى ان موجات العولمة والتغرب عبر عالم النت بدات تشوه فكر الجيل الجديد وتدفع باتجاه تغربات عظيمة بعيدا عن الواقع الاجتماعي والديني للمجتمعات الشرقية وذلك وفقا لمخطط امريكي لا نعرف ما هي حلقاته الاخيرة حتى الان.
ان فكر العولمة او الامركة مستمرة واليوم يقوده جناحان: جناح التكفير الذي سيمزق القيم والافكار المجتمعية الموروثة والسائدة منذ عقود ولربما قرون من الزمان في كل دول الشرق الاوسط وثانيهما هو تنظيمات النت والتي وجدت فسحة كبيرة في فضاء عالم النت لحرية التعبير عن الراي. ان تنظيمات عالم النت اغلبها ليست عفوية التشكل(الفعالة في التاثير على الشباب) وانما تم تشكيلها وتفعيلها وتدريبها وتنشئتها اعلاميا من قبل انظمة مخابراتية عالمية تدفعها بالاتجاهات التي تروج لفكر الامركة. حيث يتم استغلال الفئة الشبابية في المجتمعات الشرقية لانها فئات المعاناة والازمات المستمرة والحرمان والمستقبل المجهول لذا بدات هذه التنظيمات الموجه امريكيا بالترويج لمختلف افكار التغرب والانحلال واستغلال هشاشة التماسك المجتمعي بين جيل الاباء والابناء بظل الازمات الاقتصادية والسياسية والاخلاقية والحرمان والجهل والتجهيل لغرض خلق فكر التناقض والانتفاضة ورفض الماضي وخلق فكر غريب عما كان يعيشه الانسان الشرقي ومن البديهي ان يكون التنظيم الثاني هو الاقل شجاعة في ساحة التاثير السلطوي ويركز دوره على الفوضى والتشويه غالبا لانه فكر شبحي باسماء مستعارة وشخوص وهمية (تنظيمات عالم النت) ولا تعرف بشكل صريح قياداته ولا مؤسسيه ولا منظميه وانما كل ما يعرف هو ما يصدر من فكر تشويه واباحية وما الي غير ذلك. ان القيادات الشبحية هي الاقل شجاعة في السيطرة على السلطة لكن وجودها يعتبر حاجة ماسة لاجل التغيير بخلقها الاجواء المناسبة للفوضى ولا يمكن انكار تاثير ذلك القوي على الجيل الشبابي الذي يعاني من الازدوج الفكري الكبير بسبب سيادة سلطة الجهل والتكفير وتراجع القيم والمباديء امام موجات التغرب والاباحية عبر عالم النت والاتصالات الحديثة. لذا راينا ان تاثير كبير لتنظيمات عالم النت في تحريك المظاهرات ضد الدكتاتورية لكنها هذه التنظيمات فشلت في الوصول للسلطة لضعف تنظيماتها على ارض الواقع والتعامل مع المجتمع عمليا. اضافة الى تسيد التنظيمات الاسلامية الدموية والتكفيرية الجاهلة وسيطرتها بتسلط دكتاتوري على الشارع الذي يفتقر بشدة الى الثقافة الديمقراطية ويمكن التلاعب بعوطفه بسهولة لغرض ان يضيع اصواته وحقوقه الديمقراطية لصالح السوء. ان الفكر الاسلامي التكفيري من المتوقع له ان يتراجع خلال عقدا من الزمان بسبب النمو الكبير للرفض الشعبي له ، اضافة الى تسلق الكثير من الانتهازيين على موجته والذين سينقلبون عليه حالما يجدوا الفرصة المناسبة لذلك، وبذلك سيتمهد دور اكبر فاكبر لتنظيمات النت المسالمة لغرض نشر فكر العولمة والعلمانية او الاسلام المعتدل ومن ثم السيطرة على السلطة في الشرق الاوسط.
ان سقوط بعض الانظمة الدكتاتورية اليوم سيتبعه بالتاكيد سقوط باقي الانظمة الدكتاتورية الاخرى تباعا حتى تلك الانظمة التي صفقت بالامس وتصفق اليوم دعما للتغيير هنا وهناك في محيطها وبعيدا عنها  لمساعدة امريكا في اتمام مشروعها والذي احدى حلقاته الاجهاز على كل الانظمة السائدة في الشرق الاوسط منذ عقود طويلة. ان الانظمة الدكتاتورية رغم تناقضاتها واختلافاتها في الشرق الاوسط فقد كانت تمثل وحدة متكاملة وسقوط اي جزء منها وتحرر اي شعب منها لا يعني ان باقي شعوب المنطقة ستتقبل البقاء تحت نير الدكتاتورية والظلم. لذا فان جميع الانظمة الدكتاتورية ستنهار تباعا لان منظومة السياسة والاقتصاد والاستقرار الامني وحدة واحدة مترابطة ومتماسك ولا يمكن ان تكون مستقلة عن بعضها البعض. لذا فان سقوط سوريا بالتاكيد سيكون بداية النهاية لنظام ال سعود الذي سينهار وتبدا الصراعات على السلطة بين امراء ال سعود وسيتبع ذلك صراعات وتشرذمات تؤدي الى تفكيك اقدم دول المنطقة.
كما ان الاحداث خلال السنتين الاخريتين اشرت بروز تنافر تركي اسرائيلي مفاجيء ولكن يبدو ان ذلك ليس سوى كذبة وان اسرائيل وتركيا بينهم حلف خفي لقيادة الشرق الاوسط بعد انهيار سوريا وسقوط وتجزئة السعودية ، وقد يكون هناك ابو رغال سعودي جاهز ويتنظر دوره ليساعد على اتمام هذا المشروع. كما ان ايران بدات تتوجه صوب العلمانية والقومية اكثر فاكثر مع بداية افول نجم الاسلاميين في داخل ايران. ان تراجع التيارات الاسلامية في ايران وظهور العلمانية مرة ثانية بقوة في ايران سيكون في مصلحة المكون الشيعي في كل دول المنطقة وذلك لان تغير نظام الحكم في ايران سيغير استراتيجيات امريكا وسيقلب الوضع الى صورة جديدة ويبدوا ان امريكا تعد العدة لذلك. ان الانظمة العربية الشرق اوسطية وعدائها الطائفي للمكون الشيعي اصبح ثقافة اجتماعية بحيث تم تناسي القضية المركزية بالشرق الاوسط وهي الصراع مع اسرائيل وكلنا لاحظنا كيف ان الكثير من الدول العربية ناصرت اسرئيل في حرب تموز عام 2006 ضد حزب الله ، ولازال الكثيرين اليوم يهتفون بطائفية شديدة ضد حسن نصرالله تقربا من اسرئيل وامريكا وكأن حزب الله وحسن نصرالله هما العدو وليست اسرائيل الغاصبة للحقوق العربية منذ اكثر من نصف قرن. وبذلك نشا بوادر الفكر الجديد وهو الصلح والتطبيع مع اسرئيل والعداء مع الشيعة ومن يناصرهم. هذه هي تناقضات السياسة في الشرق الاوسط حيث نلاحظ تناقض الرؤى وتناقض المصالح ولكن يبقى الانسان الشرقمتوسطي في صرع مع ذاته ومع جيرانه لصالح امريكا واسرائيل الى ان يتم تقبل اسرئيل كجزء شرقمتوسطي فعال.
قلنا كلمة وبقيت كلمات وقلنا راي وننتظر اراء قلنا ما نعتقد ولا نجزم به ولكنه راي يتقبل الصحة والخطا وستمر الايام وتثبت ما تثبت منه وقد تنفيه كليا. ولكننا هنا نستفز الرؤى لتدخل في ساحة الحوار بنقاش يكشف ويبين ويستقري ولعلنا نصل الى استبصار سليم للمستقبل ولنعرف اين نضع حروفنا بايجابية لغرض خدمة اجيالنا وايقاد مصابيح تنير لهم الطريق الى المستقبل.
د.علي عبد داود الزكي


41
؛؛الشرق الاوسط الجديد؛؛: الفوضى الخلاقة وضحايا التغيير (5)
.

ان العصر العالمي الجديد للعقود القادمة من هذا القرن هو عصر الشركات التي تفرض قدسيات انتماء انسانية جديدة وتلغي القدسيات الوطنية ويكون الانتماء الجديد هو للاقتصاد الذي تديره الشركات العالمية التي حدود نفوذها تجاوز حدود الدول والقارات لتكون هي المتحكمة بالسياسة العالمية. لربما في العقود القادمة بظل العولمة (الامركة) سيتم السيطرة على العالم وسيتم الغاء مفهوم الدولة الحالي وستلغى قدسيات الاوطان ويتم الرجوع الى القدسيات الاقليمية الصغرى (المدن والبلدات والولايات) ومن خلال ذلك يتم الانتماء الى العالم كله (عالم باقتصاد تديره الشركات) بعيدا عن مفهوم الدولة الموحدة وسيكون الانتماء للعالم من خلال المصالح الاقتصادية والتي سوف تتكامل مع باقي مدن العالم وليس بالضرورة ان يكون تكاملها مع ما يجاورها من مدن وسيظهر فكر ادارة عالمي جديد يعتمد على التطور العالمي والادارة العالمية للشركات الكبرى التي ستظهر كقوى عظمى جديدة  بدلا من القوى العظمى (الدول العظمى) في العالم الحالي الذي نشا بعد الحرب العالمية الاولى وترسخ اكثر في الحرب الثانية والذي كانت تديره وتتحكم به هذه الدول بما وضعت من اسس وانظمة وقيود عالمية بعد ان ربحت الحرب. لذا فان العصر الجديد سيشهد الغاء الكثير من منظمات ومؤسسات العالم الحالي والتي بعضها بدا فعلا بالانهيار امام الازمات الاقتصادية العالمية والتغير في النظم السياسية الدولية. انه عالم جديد بدات تسود فيه موجات التناقض الفكري بعد التحرر من الدكتاتوريات القديمة او فشل النظريات الاقتصادية وانهيار مقومات الاقتصاد العالمية التقليدية التي كانت سائدة خلال العقود الماضية تمهيدا لالغاء الارث الحضاري القديم للشعوب وسيادة افكار وقيم الامركة من خلال العولمة وعالم النت والحاسوب والموبايل.
ان بشاعة مشهد الانتقام من الدكتاتور المجنون القذافي وكيف انتهى بيد ابناء شعبه بشكل مهين اصبحت تمثل صورة انتقام دموي متسرع لا يمكن ان تمحى من الذاكرة ولا نقول انه لا يستحق هذه النهاية لكن الحادثة بدت اعلاميا كانتهاك كبيرا لحقوق الانسان وشرخا كبيرا في صرح القيم الانسانية التي يسعى الثوار الليبيين الى التاسيس لها في ليبيا الجديدة. ان استنكار الحدث لا يسقط جرائم القذافي ابدا وعلى كل حال هذه هي نهاية الدكتاتورية. نقول هنا لكل دكتاتور انظر هذه هي نهاية التشبث بالكراسي على حساب الانسان والوطن وعلى حسب حتمية التغيير في الحياة. ان من يقف ضد التغيير يجب ان يتنبه الى هذه الحقيقة ان التغيير سياتي حتى وان كان بنهاية مشابهة لنهاية القذافي. انتهى القذافي بدعم امريكي واوربي عسكري واقتصادي واعلامي وسياسي كبير جدا وبمباركة كبيرة من قبل بعض الانظمة الدكتاتورية العربية العتيدة. اذن مرحلية فوضى التغيير ستعم كل الشرق الاوسط لتفرض تبعاتها وتغيراتها على كل العالم. ان امريكا لديها اذرع طويلة تمتد بمكر لتنفيذ المخطط الامريكي باسلوب همجي اهوج لتوجيه الحركات الدموية الغريبة الافكار والتي وتبدو وكانها جاهلة لكن خيوط اللعبة تشير الى ان هؤلاء مسيرون بايدي امريكية خفية ضد المصلحة الوطينة العليا لشعوبهم ولمنع ظهور ديمقراطيات حقيقية في بلدانهم قد تقف ضد المصالح الامريكية.
 يبدو التغيير اليوم وكأنه طوفان من قيم الامركة التي بدات بفكر العولمة عبر عالم النت والاتصالات الحديثة. وكانت بدايته التاسيس لمدارس الفكر الاسود تحت رعاية المخابرات الامريكية وعملائها الاقزام في الشرق الاوسط منذ اكثر من عقدين من الزمن للتهيؤ لمرحلة مليشيات الشوارع الدكتاتورية الجاهلة لتسيطر على الشارع في الشرق الاوسط عند سقوط الانظمة الدكتاتورية المستبدة لتمزق ثوب الديمقراطيات الوليدة وترعب الشعوب وتكبح طموحاتها من نيل الحرية وتحقيق الامن والرفاه. لتندفع الشعوب مرة ثانية لترتمي بحضان امريكا ولتخضع مرة ثانية لانظمة حكم ديمقراطي هشة تخدم مصالح امريكا اولا.

ان فكر التنظير والاستراتيجية الناضجة في ازمة حقيقة اليوم في كل بلدان الشرق الاوسط بسبب طول فترات الظلم والاستبداد من قبل الانظمة العربية الدكتاتورية السابقة او التي على وشك ان تكون سابقة لشعوبها وممارستها القمع الفكري للمثقفين والكتاب والمنظرين اضافة الى هروب الكثير من المفكرين من ظلم الانظمة الدكتاتورية في المراحل السابقة وتغربهم وابتعادهم عن اوطانهم وشعوبهم لسنوات طويلة ثم رجوعهم الى بلدانهم بعد نهاية انظمة الظلم في اوطانهم وهم يحملون تغرب فكري كبير عن اوطانهم ومجتمعاتهم لا يمكنهم من ادراك الرؤى الوطنية السليمة. كما ان السياسات الدكتاتورية السابقة منعت ظهور اي مفكرين وطنيين وحاربتهم ونكلت بهم وروجت لفكرة القائد الوحيد الاوحد مدى الحياة عبر اقزام التلفيق والادعاء من وعاظ السلاطين. ان مرحلة الامركة الحالية تدفع باتجاه زيادة الفوضى واستغلال الجهلاء بالافكار الغبية السواد ودعمهم لغرض منع ظهور اي فكر سليم ممكن ان يقوده المثقفين. لذلك منعت الثقافة والفكر السليم من الظهور الآمن واصبحوا كل المثقفين رهينة السوداوية والهمجية لذا ظهر وسيظهر المزيد من كتاب النفاق والوصولية والكذب الذين لا ينظرون الا الى موقع اقدامهم المرتجفة اين ستكون وهمهم سينصب في كيفية ملأ جيوبهم فقط. وتربعت السوداوية والتكفرية بارهاب فكري قهري لمنع المفكرين والمثقفين من الظهور كقادة فكر للمرحلة لان امريكا لا تريدهم ان يظهروا ويفسدوا عليها مشروعها. ان امريكا سلاحها اليوم هو الجهل والفكر الاسود(ظاهرا يعادي امريكا) لقيادة المرحلة الحالية الى فوضى كبرى واغتراب شديد يقطع التواصل مع الماضي الثقافي والحضاري للانسان ليتم فيها اغراق : عملاء امريكا المحالين على التقاعد اضافة الى اغرق وتسقيط كل القوى الوطنية التي تختلف مع امريكا وجعلها عاجزة لا تقوى على فعل شي لمجتعاتها. كما ان الانتهازيون وسياسيوا الصدفة في اغلب البلدان العربية فيما بعد نهاية الدكتاتورية هم ايضا لا يريدون ظهور فكر وطني سليم يسحب البساط من تحت اقدامهم ويجردهم من السلطة.
قلنا كلمة وبقيت كلمات قلنا راي وننتظر اراء ولا نجزم بما نعتقد فهو راي قابل للنقاش قد تمر الايام وتثبت بعضه وقد تنفي بعضه وقد تنفيه كله. اننا نهدف الى استفزاز الرؤى لدخول حلبة النقاش والاستقراء ومحاولة فهم ما حدث واستدراك ما سيحدث.

د.علي عبد داود الزكي

42
؛؛عراق  ام عراقان ام ثلاثة؛؛ المالكي والقرار الصعب؟!

الازمة السياسية اليوم ليس بجديدة وانما هي استمرار لحالة برزت بعد سقوط الصنم وبعد تحرر الشعب العراقي من قبضة الظلم والدكتاتورية الطائفية الصدامية. ليقع الشعب العراقي رهينة للارهاب والفساد وليقع الانسان العراقي تحت رحمة سلطة الشارع الجاهلة الممولة من قبل مخابرات دولية واقليمية مجرمة عربية وغير عربية لا تريد للعراق الخير والاستقرار او تعمل لحمية مصالحها على حساب الشعب العراقي. اذن المشكلة قائمة ومستمرة منذ سقوط الصنم وليس هناك جديد في ذلك (انها مشكلة برزت بشدة بعد نهاية الدكتاتورية الطائفية العنصرية الرعناء في العراق). ان السكوت عن المجرمين واخفاء ملفات الارهاب والفساد كل هذه السنوات افقد الكثير من المناضلين السابقين الذين وصلوا للسلطة ثقة الشارع العراقي. نرى الكثيرين اليوم يتحدثون ويلوموا المالكي على التوقيت الذي خرج به ليعمل على تطبيق القانون بشجاعة من اجل حماية الشعب العراقي وكأن المالكي كان من المفروض به ان يسكت ويصمت ولا يدافع عن حقوق الشعب. نتسال هنا الى متى يريدون هؤلاء ان يسكت المالكي عن محاربة ومحاسبة الاجرام والفساد والارهاب الذي يقف امام نهوض العراق وشفاءه؟!!  شفاء العراق ونهوضه اليوم يحتاج الى صرخة حق وانتفاضة شرف وصدق لتشق ثوب البؤس والخوف والتخاذل وترفع شأن الانسان العراقي المظلوم ولتلتئم الجراح ويشفى الوطن من كل اهاته. لا يمكن انكار وجود فساد كبير في منظومة الحكم الحالي ولكن يمكن بكل سهولة ان نحدد اسباب ذلك وهو التحاصص والتغانم السياسي. وكان للارهاب الدور الاكبر في استمرار هذا الفساد والسوء بسبب انشغال الحكومة بلملمة الجراح وطفاء الحرائق اكثر من انشغالها باي شي اخر. ان اي وقت كان ممكن ان يقوم المالكي به بالدفاع عن حقوق الشعب العراقي والوقوف بوجه الارهاب والاجرام سيكون غير مناسب بنظر الاغبياء واعلامهم الموجه ضد شعب العراق. ان ما فعله المالكي كان له وقعا كبيرا في نفوس العراقيين. ان كشف السوء والارهاب ومحاربته وضربه بقبضة من حديد هو ما يحتاجه العراق لتعود له عافيته. ما معنى ان يكون هناك  تفجير ارهابي في المنطقة الخضراء بسيارة مفخخة؟؟؟؟؟!!!! ومن يقف وراء ذلك؟! هل التفخيخ والتفجير في الشارع العراقي وفي عقر دار الحكومة مسموح وهل لتوقيته مع خروج الامريكان معنى ورسالة؟ لماذا لم يتحدث الاعلام العربي الموجه ضد طموحات الانسان العراقي عن ذلك؟!! لماذا الاعلام العربي الغبي الذي تدعمه السعودية واقزام الخليج لم يتحدث بانصاف عن العراق وعن الاحدث التي يمر بها؟!! هل من الممكن اعتبار ما حصل من ارهاب وتفخيخ وتفجير بانه حدث قدري عابر ويجب ان ينسى هكذا وبكل سهولة؟؟!!! وهل دماء العراقيين رخيصة هكذا لا قيمة لها؟!! نتمنى ان يكون هناك قانون عراقي  ينفذ بقوة وحزم وعدالة في العراق ولا يفرق بين عراقي وعراقي ولا يفرق بين مسؤول وانسان بسيط. نتمنى ان يقف الهاشمي ويدافع عن نفسه وان ينال حقوقه كاملة كمواطن عراقي بالدفاع عن نفسه بعيدا عن المساومات السياسة امام قضاء عراقي عادل منصف لتثبت برائته او ادانته. فقد يكون ما حصل فخا للحكومة العراقية يراد منه الاجهاز على العملية السياسية برمتها وليس الهاشمي فقط ليقع العراق في ازمة ستعمل على تجزئته خصوصا بعد طرح مشاريع الفيدراليات البعثوطائفية. ان احقاق الحق مهم لكل العرقيين لتكون لديهم ثقة بحكومتهم وقضاءهم. لو اثبت القضاء العراقي براءة الهاشمي فيجب ان يحاسب بشدة من كان السبب فيما حصل.
 هل تمجيد صدام عدو الشعب العراقي من قبل نائب رئيس الوزراء المشارك بالسلطة التنفيذية اليوم والطعن بالمالكي حدث عادي وممكن القبول به؟!!  ولنسال هنا لماذا المطلك تفوه بما تفوه به بهذا التوقيت الصعب؟!! لماذا لم يساله ويلومه احد؟!!!! من يحترم العراق الجديد ويريد ان يكون شريكا صالحا وفي اعلى قمة السلطة يجب ان يتبرا من البعث والفكر الصدامي ويجب ان يكون عادلا ومنصفا وان يدين الارهاب والفساد ولا يلبس الحق بالباطل. نتسال اليوم من يقدس الدكتاتورية المستبدة الطائفية السابقة؟!! ولماذا لم يبرز رجال تغيير جدد يؤمنون بالديمقراطية والحرية ويحترمون الوطن العراقي بدلا من بروز المتوشحين بغباءات الماضي اللعين كشركاء للمناضيلن السابقين وكقادة في العملية السياسية في عراقنا الجديد؟! ان العراق الجديد بحاجة الى قيادة جديدة قيادات تنظر للعراق الواحد بعين الحب والوطنية الصالحة وعين الاخوة والتقبل.
 ان كل ازمة سياسة وكل معضلة تحصل يتم مهاجمة رموز الغالبية الشيعية(التحالف الوطني) واتهمهم بانهم ايرانين وصفويين هل ان 70%من الشعب العراقي ايرانيون فعلا؟!! لماذا هذا الاتهام الجاهز ولماذا كل وسائل الاعلام العربي تروج له. ما يؤسف له وبصراحة مريرة هي ان الكثير من قيادات القائمة العراقية اليوم والذين هم جزء من السلطة يعملون على اساقط السلطة واي سوء فهم او خلاف مهما كان صغيرا او كبيرا مع الشركاء في الحكومة يتم اتهام الشيعة بانهم ايرانيون وعملاء لايران!!  حقيقة لنسالهم هنا ماذا تعني عبارة "عملاء"؟ نتمنى ان يكون هناك تفسير وشرح دقيق لهذه العبارة. هل القيادات الشيعية فعلا عميلة لايران وهل كل شيعي عراقي هو ايراني ويدافع عن ايران قبل العراق؟! لنسال من يهاجم الرموز الشيعية والقيادات الشيعية ويتهمهم بالعمالة لايران هل فعلا هم عملاء لايران؟!! وما هي المكاسب التي ممكن ان يجنيه القادة الشيعة من ذلك لو كان فعلا صحيح؟!! لنفرض ان المالكي عميل لايران ماذا سيستفاد المالكي من ذلك؟!!!! لم نرى عراقيا شيعيا واحدا يتمنى ان يكون العراق جزءا من ايران. طبعا ليس المشكلة بالمالكي ولا باي رمز وقائد شيعي نهائيا لان هذه التهمة جاهزة تلصق بكل سهولة لاي قائد شيعي ممكن ان يصل الى السلطة. نتمنى على من يطلق هكذا تهمة ان يعطي مبررات العمالة. ماذا تقدم ايران لزعيم وطني وشعبي مثل المالكي ماذا ستمنحه ايران هل ايران ستدفع الشعب العراقي لينتخب المالكي. وهل ايران والحرس الثوري الايراني هم من انتخب المالكي ام الشعب العراقي وهل ايران لديها هكذا قدرة على التحكم بالشعب العراقي؟!!!!. هل ان المكون الذي يملك اكثر من نصف مقاعد البرلمان هو ايراني؟!! واذا كان كذلك فعلا فان ذلك يعني بان الشعب العراقي ايراني وليس عراقي!!!! وهذه التشويه يعد طامة كبرى يجب ان يتنبه اليها من يسيء الى عراقية العراقيين والى هوية العرقيين.
ان الحدث الذي طغى على الساحة السياسية اليوم اظهر قدرة المالكي العظيمة على القيادة بحيث اصبح محور الاتفاق ولا يمكن ان يكون له بديل كرئيس وزراء في هذه المرحلة. لان اي رئيس وزراء اخر من التحالف الوطني في هذه المرحلة سيكون في مازق والعراق سيكون في منزلق خطير قد يدفع باتجاه كارثة عظيمة. ان رجل المرحلة الان هو المالكي وبلا منازع كل القوى حتى تلك التي تختلف معه داخل التحالف الوطني العراقي لا تمتلك الا خيار مؤازرته ودعمه وان  لم تفعل ستجازف بكل شي وسوف تسقط شعبيا. اما سقوط حكومة المالكي فلن يكون امرا سهلا وان حصل ذلك فمن المتوقع بعد ذلك  وصول حكومة حزم صدرية بامتياز عبر الانتخابات لان الشعب سوف لن يختار للمرحلة الصعبة القادمة الا الصدريين الذين لا يخافون في الحق لومة لائم وسوف يكونوا حازمين في ضبط الامن في البلد ومحاسبة الفساد ولن يقبلوا باي مساومات ولن ينتظروا المبادرات بل هم من سيبادر ويفعل.
نريد عراق موحدا متالف موحد بالعدل والاخاء والمحبة والتاصر نريد عراق بلا مشاكل مستعصية نريد عراق السلامة والسلام عراق الامن والوئام. الوضع العراقي اليوم لا يتحمل التشارك المتناقض عبر المساومات والتغانمات على حساب الانسان العراقي. فهل ما لا نريده يعني اننا نتوجه الى عراقان وليس عراق واحد؟ يجب ان نمتلك الشجاعة للاجابة عن هذه المصيبة. ان انسلاخ العراق عن تركيا العثمانية في الحرب العالمية الاولى كان مرفوضا من قبل كل العراقيين شيعة وسنة وكرد. لكن هل الشيعة والسنة والكرد اليوم ممكن ان يوافقوا على رجوع العراق كجزء من تركيا؟! هل العراق الحالي بمكونه العربي يمثل عراقان وكرده يمثلون عراق ثالث ان بقوا الاكراد راغبين بنفس الاسم. ايهم افضل التقسيم ام الاتفاق؟ لكن اي اتفاق؟ اتفاق على بقاء العراق ساحة للارهاب والمنطقة الخضراء تملؤها المفخخات!! الاتفاق على وصول سياسين للسلطة وسلاحهم الوحيد هو قتل الشعب بالمفخخات. نتعجب لما يحصل من صراع فما اسهل الحل بالعدل والانصاف واحترام حقوق الاخرين واحترام المكونات بعيدا عن التخوين والتهجم غير المبرر. هل ان مشاكل العراق لا يمكن ان تحل الا بالصراع الطائفي والعرقي؟! حقيقة الامر لا يوجد سبب للصراع الطائفي واستمراره الا الحقد الاعمى واجترار فكر الدكتاتورية الصدامية الصنمية العنصرية. ان اغلب العراقيين مؤمنين بان الحكومة العراقية فيها فساد كبير. لكن هذا لا يعني بان سبب الفساد طرف واحد ولا يعني ان الفساد الموجود يبيح القتل والتفخيخ والتفجير. لا يمكن ان يكون الكذب والتلفيق ومدح الدكتاتورية ورومزها واحزابها هو شعار للاصلاح والتشارك بالسلطة اليوم. يمكن تقبل انتقاد المالكي ومهاجمة حكومته ووزراءه من اجل التقويم والاصلاح وليس تدمير النظام الديمقراطي العراقي مهما كان سوءه. ان انتقاد ضعف الحكومة وفساد مؤسساتها لا يعني الرغبة بعوده الماضي وبقايا رجالاته ومريديه. ان ما نرجوه ويجب ان نعمل لاجله هو اصلاح النظام السياسي العراقي الجديد بالتقويم والتحفيز وكشف السوء وتوجيه الانظار اليه وتحليل اسبابه واعطاء برامج العمل الواقعية للعلاج.
 ان تطبيق القانون هو فرصة النجاة الحقيقة للعراق وتخلصه من وباء التشرذم وليستتب الامن والنظام ويتحقق الاستقرار في العراق الموحد. اذن يجب الاتفاق على ذلك والا فان الازمة الحالية قد تكون مفترق طرق لعراقان او ثلاثة.

د.علي عبد داود الزكي



43
مافيات التسلط الديمقراطي المتدكترة ؛؛ لن تنتهي الا بانتفاضة فكر جديد؛؛

ان عراق ما بعد سقوط الصنم ليس لاحد من قادته الجدد فضلا في ما حصل من تغيير لا بل بالعكس ان الكثير من السياسين اليوم يتحملون الكثير من سوء ما حصل وكان من الممكن ان يحصل بشكل افضل. حينما قرر ساسة البيت الابيض انهاء حقبة حكم عميلهم صدام وعطاءه اشارة كش ملك لانهاء نظامه تمهيدا لشرق اوسط جديد ترقب الشعب العراقي وانتظر لحظة التغيير مرحبا باسقاط صدام ونظامه وبعد سقوط الصنم التف الشعب بعاطفة وقدسية وطنية عفوية حول الكثير من المناضلين العائدين لارض الوطن والذين كانوا في المنافي والمهاجر المختلفة ومنحهم ثقته بالانتخابات المتلاحقة ظنا منه بانهم المنقذون. ان هؤلاء الذين كان الشعب يراهم وكانهم نجوم هداية اصبحوا يتكلمون بتعالي وغرور ويظنون بانهم فعلا هم من اسس لاسقاط الصنم ونسوا بانهم ليسوا اكثر من ظلالا للاحتلال. ونسوا ان امريكا هي من نسج خيوط اللعبة كلها ولازالت اللعبة لعبتها. تدريجيا قامت امريكا بسحب هؤلاء باتجاهات بعيدة عن الرؤى والاحلام الوطنية وعملت على جعلهم كدمى فقط تحركهم كما تشاء لخدمة مصالحها ككمبارس في اللعبة الامريكية مما وضعهم في صورة العاجزين الحائرين وعجزهم جعلهم يلوذون اكثر فاكثر بامريكا مما اظهرهم بصورة العملاء الاذلاء ينفذون السياسة الامريكية بعيدا عن طموحات وامال الشعب. ان امريكا لها سياستها الماكرة القذرة بخلق الازمات لتعرقل عمل اي شخصية وطنية لغرض جعلها تفقد هيبتها الوطنية وتصبح عدوة للشعب وتصبح بلا هيبة وتجعلها وكانها عميلة وعاجزة وتفقد قدسيتها وهذا فعلا ما حصل للكثير من المناهضين لنظام صدام فكلنا يعرف ان الانتخابات العراقية الاولى اعطت نتيجة مختلفة جدا عما رايناه في الانتخابات الاخيرة وهذا كله تم وفقا لمخطط امريكي مبرمج. استأصلت فيه امريكا اعداءها الايديولوجين وابعدت اي تاثير لهم على السياسة في العراق الجديد وكسبت اصدقاء او عملاء جدد من بين بعض اعدائها السابقين والذين اصبح همهم الاستمرار بالسلطة حتى لو كان حكمهم ما هو الا استمرار واستنساخ ولو بصورة جديدة عن نظام الدكتاتورية البعثية اللعينة. قام هؤلاء الوافدون ومزدوجي الجنسية بالتحكم بالعراق وفقا للاجندة الامريكية وسيطروا على كل مقاليد التحكم بالادارة فقط وليس السلطة الفعلية وقاموا بالاستيلاء على ثروات البلد وتشريع القوانين لنهبها وتقسيمها فيما بينهم. فلا استثمار ولا اعمار حقيقي واضح في العراق اليوم والعجز اصبح كبير جدا والبطالة اصبحت شبح يهدد الاستقرار والامن المحلي والبطالة المقنعة والترهل الاداري اصبحا جوهر اسباب الفساد الذي لا يمكن السيطرة عليه او معالجته. كما ان المتسلطون الجدد استاثروا بالحكم ورسخوا مفاهيم عدم احترام حقوق الانسان العراقي وعدم احقاق الحقوق لمستحقيها وعملوا على استمرار وزيادة ظلم الانسان العراقي البسيط الذي كان ولا زال غير قادر على المطالبة بشكل صحيح بكامل حقوقه. ان الاصلاح بعد سقوط الصنم كان ممكنا لو تم التاسيس له بشكل صحيح وسليم ، لكن التاسيس الخاطيء والارهاب والصراعات الدموية والرشوة والفاسد العظيم في البناء الهيكلي للدولة والاعتماد على البعثومتلونين جعل البلد يتوجه نحو تسلط دكتاتوري جديد بثوب ديمقراطي خرق لا يستر  ولا يخفي من حقيقة الامر الواقع شيئا. لذا فان الاصلاح بالانتخابات الديمقراطية سيفشل مهما تبدلت الوجوه وذلك لاستمرار تكرار نهج الاستحواذ على السلطة بالتحاصص والتوافق على حساب القيم الوطنية بعيدا عن النظام والقانون.
 ان الاصلاح يحتاج الى جيل جديد ينسى الاحقاد ويعمل على توحيد البلد بقدسية وطنية جامعة جيل ثوري يسقط كل رموز الظلم والتدكتر ويعمل على استنهاض الروح الوطنية بصدق وتاسيس نظام وهيكلة وبنية جديدة وسليمة للعراق الجديد. هذا لا يمكن ان يكون الا بعد نشوء فكر اصلاح حقيقي يقوده الشباب الثوريين ليمزقوا ثوب الخوف والسكوت على الظلم ويحطموا اوثان الانكسار والاستكانة ويرفعوا راية الثورة والتغيير ويرفضوا الحلول الترقيعية وينتفضوا لاحقاق الحقوق الوطنية وتهديم كل اسس السوء وهذا يحتاج الى فترة زمنية ما بين 5 الى 10 سنوات ستتزامن مع التغييرات التي ستحصل بالمنطقة وما يرافقها من تقارب وذوبان للافكار والرؤى الاقلمية المحلية وتمازجها في الشرق الاوسط لتؤسس لدول متماسكة متكاملة فيما بينها بالمصالح والاقتصاد. ان نتائج التغيير بالمنطقة اليوم سيتبعها تغيرات كثيرة ومثيرة ستتلاحق الى ان تصل الى استقرار اقليمي بعد ما لا يقل عن عقد من الزمن.
قلنا ما نعتقد ونؤمن بالتغيير ان ثبت خطا ما اعتقدنا

د.علي عبد داود الزكي




44
ندرس اكثر لنستهلك اكثر من ثروات البلد!!(1)

؛؛الشهادة الجامعية هل هي في خدمة البلد ودعم اقتصاده فعلا ام انها تعد مشروعا للبطالة والبطالة المقنعة لاستنزاف ثروات البلد؟؟ هذا التسأول مهم جدا يجب النظر اليه بتأني قبل البحث عن اجابة له وقبل وضع اي برنامج عمل حكومي يهدف الى تقوية اقتصاد البلد ودعمه. اذن من المهم جدا النظر بحكمة وتروي في اعداد الخطط التعليمة والتربوية والتنموية في البلد لغرض النهوض بالاقتصاد وزيادة الانتاج وتحقيق الرفاه الاجتماعي. ان العراق اليوم بحاجة الى حكومة وطنية من التكنوقراط تتمتع بحسن التخطيط ولتعمل باستراتيجات المدى البعيد دون ان تتسبب في خلق ازمات انية مستعصية للاقتصاد والامن والاستقرار وذلك من خلال برامج عمل واقعية تدعم اقتصاد البلد وتوفر الخدمات الاساسية للمجتمع. ويجب ان تتجنب الحكومة الحلول الارتجالية التي تسبب هشاشة في الحكم وتسبب عدم احترام المواطن للسلطة وترسخ استمرار العداء المستمر لها. كما يجب ان يكون هناك دورا كبيرا للجيش في عملية البناء باستثماره طاقات الشباب في التنمية ودعم الاقتصاد وانجاز المشاريع بدلا من ان يكون الجيش اكبر مستنزف لميزانية البلد. هناك تخبط كبير في عراق ما بعد سقوط الصنم رغم التحسن في مستوى المعايشة للانسان العراقي بشكل كبير لكن مما يؤسف له هو حصول انهيار كبير في مؤسسات القطاع الخاص وهذا ادى الى انحسار فرص العمل للعراقيين بشكل كبير جدا. كان في زمن النظام السابق الموظف في دوائر الدولة العراقية يشار اليه بانه افقر فئات المجتمع العراقي وكان الكثير من العراقيين لا يرغبون بوظفية الدولة والكثير منهم فعلا ترك العمل في دوائر الدولة وتوجهوا للعمل في القطاع الخاص لتوفير لقمة العيش لهم ولاسرهم.
لقد حصل فشل كبير في اداراة اقتصاد البلد في عراق ما بعد سقوط الصنم وذلك وكأنه مقصود من قبل المحتل الذي لا يرغب بنشوء عراقي ديمقراطي قوي وله نفوذ وتاثير في المنطقة خارج نطاق السيطرة الامريكية. ان امريكا تريد عملاء خاضعين لها ومنفذين صاغرين لاوامرها مثل عملاء الخليج. لذا عملت امريكا على  تدمير الايديولوجيا المعادية لمخطط امريكا في العراق بوسائل عديدة تحت خيمة الديمقراطية المشوهة. لذا اسس المحتل لحكومة عراقية ضعيفة هشة تتربع على خزينة البلد وذات سمة فساد عظيم واغلب رجالاتها هم من مزدوجي الجنسية ولا يعرفون عن مشكلات المجتمع العراقي شيء وكل ما يهمهم هو كيف يستحوذوا على اكبر ما يمكن من ثروات العراق لنقلها الى عوائلهم في اوربا وامريكا وكندا ، ولا يمكن وصف حلولهم لمشاكل البلد بالحلول الحكيمة فهي غالبا ما تكون مساومات من اجل استمرارهم بالحكم على حساب مصلحة الشعب والوطن. كما ان الدولة اليوم تعمل بالحلول الارتجالية الترقيعية لتحل مشكلة وتخلق مشاكل وترسخ مفهوم السرقة واستهلاك مقومات اقتصاد البلد المستقبلية. ان ذلك ادى الى انهيار مقومات الانتاج الصناعي والزراعي والحرفي في العراق والذي بدوره سبب تدهورا كبيرا في اقتصاد البلد وزيادة البطالة بشكل كبير في البلد. ان مشكلة البطالة والخوف منها ادى وبسبب ضعف التخطيط الحكومي الى حل مشكلة البطالة بزيادة التعيينات دون حاجة حقيقية لذلك، مما سبب زيادة كبيرة جدا في البطالة المقعنة وسبب الترهل الاداري والذي بدوره سبب فساد عظيما وضعف في السيطرة على الكادر الوظيفي وظهرت بقوة مافيات الفساد الاداراي بسبب غياب القانون والنظام والحساب ووجود الارضية الخصبة لتسلق الانتهازيين. كما ان اغلب الادارات المتسلقة تفسر القوانين وفقا لاهوائهم بقرارات الشخصنة والدكتاتورية التي ترسخ مفاهيم الاستبداد بالراي من اجل الحصول على اكبر قدر من المنافع الشخصية على حساب المجتمع. اضافة الى انها تعمل على زيادة في انهيار القيم والاخلاق المؤسساتية في العراق الجديد. ان المافيات السياسية الناشئة بقوة في العراق ما بعد سقوط الصنم تسلق من خلالها العديد من رجال الصدفة الجهلة ليعملوا بلا رؤية صالحة وبلا رؤية وطنية وليكونوا هم حكماء بلا حكمة في مرحلة صعبة من تاريخ العراق وليقوموا بوضع اسس وقوانين ونظم داخلية هشة وهزيلة وغير واقعية في اغلب مؤسسات البلد. ادى ذلك الى حصول الكثير من الفوضى في العمل المؤسساتي وتراجع مستويات الانتاج الى درجات كبيرة جدا.
العراق يعيش اليوم على واردات النفط فقط وليس هناك اي ثروات وطنية اخرى مستغلة ولا يوجد تدعيم لاقتصاد البلد من خلال الايدي العاملة العراقية الا بحدود ضيقة جدا، لذلك نقترح  مجموعة من النقاط لغرض تطوير العمل المؤسساتي في البلد ودعم الاقتصاد الوطني:
1.   التوزيع العادل للثروة الوطنية بقسمة واردات البلد النفطية الى نصفين النصف الاول يستخدم لصرف رواتب موظفي الدولة ولادارة المؤسسات الحكومية ومشاريعها المختلفة ، اما النصف الثاني فيمنح بعدالة للشعب العراقي لكل فرد راتب (حصة من نفط البلد) لكي لا يكون هناك تكالب على الوظائف الحكومية من غير حاجة(كبطالة مقعنة) اضافة الى ان ذلك يحفظ حقوق الموطن العراقي الذي لا يجد من يعينه للحصول على فرصة عمل.

2.   تقليص التعيينات في دوائر الدولة بشكل كبير.
3.    خفض سن التقاعد الى عمر 55 سنة مع منح المتقاعد حقوق تحفظ له كرامته وتؤمن له عيشة كريمة.
4.   الاعداد لمشاريع بناء وطنية عملاقة يتولاها القطاع الخاص بتعاونه مع شركات اجنبية كفوءة وتفرض شروط على القطاع الخاص بان يوفر فرص عمل للعراقيين ومنع استقدام اي ايدي عاملة من خارج العراق. وان تكون هناك رقابة شديدة لضمان جودة للاعمال المنجزة.
5.    كما يجب تطوير وبناء المؤسسات الصناعية والتكنولوجية لكي تعمل بكفاءة وتنتج ما يحتاجه البلد وتوفر فرص عمل للايدي العاملة العراقية.
6.   يجب الاهتمام بالقطاع الزراعي ودعم الفلاحين وتوفير كل مستلزمات الزراعة وانجاحها في البلد ودعم المنتوج المحلي من ميزانية الدولة افضل من استيراده من خارج العراق (الاستيراد يستنزف الكثير من ميزانية البلد اضافة الى تسببه في زيادة البطالة محليا).
7.   يجب على الدولة ان تفعل الرسوم على كل السلع المستوردة لدعم المنتوج المحلي. ويجب ان تكون هناك رقابة شديدة على مؤسسات السيطرة النوعية ومحاسبة المقصرين والمرتشين الذين يسمحوا بدخول السلع غير الصالحة وذات الجودة الرديئة الى البلاد.
8.   ترسيخ قيم تربوية للمواطن العراقي لتقديس الاعمال الانتاجية وتفضيلها على الاعمال غير الانتاجية , ويجب ان تستغل الرسوم الضريبية لدعم الاقتصاد ودفع الشركات والافراد للتوجه بالاستثمار والعمل في المؤسسات الانتاجية والخدمية الاساسية.  
9.   العمل على الموائمة بين التعليم والعمل ومنح النخب فرصة اكمال الدراسات العليا فقط. واستثمار المبالغ الطائلة التي ممكن ان توفر من جراء ذلك  لغرض توفير فرص عمل تنموية تستغل الايدي العاملة العراقية ذات التعليم المتوسط لتنمية اقتصاد البلد.
10.   يجب ان يكون هناك اعتماد لمعايير جودة عالية للسلع المستوردة. ان اغلب المنتوجات المستوردة بملايين الدولارات هي بمستوى جودة رديء وبعضها خطرة على الاستخدام البشري واسعارها رخيصة. لان استيراد هذه السلع تسبب للبلد اربع خسارات: الاولى هي خسارة القطاع الخاص العراقي بسبب وجود سلع رخيصة لا يمكن للمنتج العراقي ان ينافسها ، والخسارة الثانية هي ان اغلب السلع المستوردة هي سلعة ذات جودة رديئة وتتلف بسرعة لدى المستهلك العراقي ، والخسارة الثالثة هي ان رخص هذه السلع سبب عزوف كبير لدى الناس على تصليحها مما سبب اضافة بطالة جديدة للمجتمع حيث ان اغلب الفنيين الذين كانوا يعتاشون من مهنة تصليح الجهزة اضطروا الى ترك مهنتهم، اما الخسارة الرابعة فهي ان السلع التالفة او العاطلة تسبب تلوث بيئي كبير في العراق وخصوصا وهي تتراكم بشكل كبير مع زيادة مستوى دخل الفرد في عراقنا الجديد.

د.علي عبد داود الزكي


45
؛؛لعنة استمرار رموز السوء بالتسلط ؛؛ تكسر مبدا التغيير وتجهض الديمقراطية(1)

هل الديمقراطية في مجتمعاتنا الشرقية هي اصلاح ونظام مثالي فعلا؟ ومتى تكون الديمقراطية بابا للهمجية والفوضى المتسلحة بالجهل والتي تختبيء وراء ثغرات القوانين وتتوشح نفاقا بحقوق الانسان؟ وهل الامل بالصلاح ونيل الحرية واحترام حقوق الانسان يبدا بالديمقراطية كشعار فقط دون تغيير في البنية الهيكلية لمؤسسات البلد وبادارت جديدة تؤمن بالتغيير وتعمل على ترسيخ ثقافة الحرية والديمقراطية؟ هل هناك معنى للديمقراطية بدون تغيير البرامج والقوانين التي تنظم حياة المواطن وتصون كرامته وتحفظ حقوقه وتمنع امتهانه؟ ان اهم اسباب الفشل الديمقراطي في مجتمعاتنا الشرقية هي الازدواجية الفكرية المتجذرة كثقافة اجتماعية. حيث ان اسباب هذه الازواجية كثيرة ونتائجها السلبية كثيرة ايضا وهي سبب اساسي في العدوانية والصراعات الدموية التي لم تنقطع منذ قرون طويلة وهي التي تدفع مجتمعاتنا نحو التغيير القيمي والاخلاقي المستمر مع استمرار تقديس العنف كثقافة تعامل وتسلط ونتائج هذه الثقافة تبرز كواقع حال اجتماعي صعب ومؤلم. ان الماسي كان لها تكررات كثيرة في الحقبات الزمنية المختلفة من تاريخ العراق خلال قرونه الاخيرة حيث انها كانت تستنسخ صورة الالم والصراع الدموي وتعيد تكرارها ولكن بمتغيرات واحداث ووجوه جديدة. ان سمة غالبية الناس هي نسيانهم احداث الماضي ورجالاته ورموزه خصوصا بظل الغياب التام لثقافة التوثيق والاعلام الوطني النزيه وتسارع الاحداث والتقلبات التي تظهر صور جديدة وكثيرة ومتتابعة مما يؤدي الى اهمال كبير لدروس الماضي تحت مظلة الالم المستمر والذي يؤدي الى نكران دور العقل في استذكار التقلب من الم الى الم. هنا يمكن القول بانه لا معنى للاستقرار المجتمعي في ظل استمرار و تكرار العنف الدموي والماسي والالام  ، ان اللاستقرار في مجتمعنا لا يمكن ان نصفه بانه ظرف استثنائي وانما هو واقع حال مستمر.
 ان الازدواجية في سلوكية الانسان ناتجة عن عيوب اجتماعية يجب الاعتراف بها اولا قبل طرح اي افكار وبرامج تربوية لمعالجتها. واي سياسي يقفز بكلامه على هذه الحقيقة انما يدفع البلاد باتجاه تفاقم الازمات وهنا يكون السياسي جزء من المشاكل المتنامية والمتعاظمة وليس جزء من حلها. لذا يجب الاعتراف بالاخطاء والعيوب الاجتماعية والاعتراف بالاختلافات والبحث عن اسبابها وتجنب الكذب الاعلامي واخفاء الحقائق الذي غالبا ما يعمق عناصر الفرقة والخلاف بعيدا عن دائرة الحل. ان بداية حل اي معضلة ومشكلة هو الاعتراف بها اولا ثم تحديد حجمها والبحث عن اسبابها لغرض وضع برنامج واقعي وعملي لمعالجتها. ان العصبية القبلية وتجذرها في فكر الانسان الشرقي وعدم تنظيم الاسرة والازمات الاقتصادية هي من اهم اسباب نشوء الصراع بين المكونات الاجتماعية والعرقية والدينية والطائفية المختلفة في المجتمع العراقي وهي سبب اساسي في نشوء ازدواجية فكرية وسلوكية حيث التناقض بين احترام سلطة القانون والنظام والمثل العليا وما بين حب الحياة والاعتداء والتنافس من اجل ذلك (وفق شريعة البقاء للاقوى تحت وطئة الازمات التي لا تنتهي وهذا ما شار اليه الدكتور علي الوردي في اغلب طروحاته) وهذه الازدواجية تميل الى خلق عدم الاستقرار النفسي بين ضدين صعب ان يتفقا الا في ظروف اقتصادية جيدة ومستقرة تدفع بالانسان الى احترام حقوق اخيه الانسان.
 ان الفوضى واللانظام المستمر والاضطراب وعدم الاستقرار الاقتصادي هو ما يثقل كاهل القوى التي تعمل من اجل الاصلاح والتطور والنمو والازدهار في الكثير من بلدان الشرق الاوسط حيث تبقى بلدانهم عاجزة عن تلبية احتياجات الانسان امام النمو السكاني الكبير والذي يؤدي الى خلق ازمات جديدة تتعاظم مع الزمن. لذا تفشل اي خطة تنموية في معالجة احتياجات الانسان ويستعاض عن الخطط الاستراتيجة بالارتجالية السلطوية والتي ترسخ مفهوم الدكتاتورية وفكر الاستحواذ القهري على السلطة. الدكتاتورية هنا ستولد الكره الشعبي المستمر لمنظومة الحكم ورجالاتها ويؤدي ذلك الى الهشاشة الكبيرة في مفهوم التوحد الوطني. ان احتياجات الانسان الاساسية سيصعب توفيرها مع الزمن (الامكانات تتناقص مع الزمن) لذا سيعيش الانسان حنينا شديدا للماضي الاكثر رفاهية وبساطة وغالبا ما يطلق الانسان العراقي كلمات فيها حنين للماضي. ان اغلب بلدان العالم المتحضر تتقدم في كل يوم وتحقق رفاهيات متزايدة لمواطنيها الذين يتطلعون برؤية متفائلة جدا للمستقبل اضافة الى ان هذه البلدان تعمل على تصدير ازماتها الاقتصادية وتصدر التلوث والنفايات الصناعية السامة والخطرة الى بلدن العالم الفقيرة. ان هذا التناقض بين دول العالم المتحضر ودول العالم الفقيرة بحاجة الى تاملات ومحاولات جادة من قبل المفكرين الوطنيين في بلدان العالم الثالث وخصوصا الفقيرة لغرض وضع اسس تربوية لثقافة اجتماعية جديدة يتم الاعداد لها لترسيخ مفاهيم التحرر من كل انواع التبعية بعيدا عن استهلاك القيم الانسانية وخرق قوانين حقوق الانسان لصالح استمرار الحياة بتراجع وذل على مختلف الاصعدة المادية والمعنوية.
 ان الازمات وفقدان الخدمات والافتقار الى الاساسيات يؤدي الى نشوء مافيات وعصابات الجريمة التي تغتصب الامال وتعمل على اذلال الانسان لتكون مراكز قوة (تسلط) يخشاها المجتمع (هنا قد تكون هذه القوى عبارة عن قوى دينية اوعشائرية او حزبية او مناطقية او طبقية) وهذه المافيات سيكون لها دور وتاثير قوي في تحديد ملامح السياسة الداخلية والخارجية للبلد. ان الحكومة وفق القانون تريد من المواطن ان يساعدها ويفضح مثل هذه المافيات والعصابات ، وبما ان غالبية المواطنين بسطاء ولا توجد قوة امنية حكومية نزيهة وشجاعة كافية لحمايتهم فانهم يضطرون لتجنب المغامرة ولا يعطوا اي مساعدة للسلطة ولا يساعدوا ابدا في كشف المجرمين ولا يتقدموا باي مبادرة شجاعة لحل اهم المشاكل التي تواجه البلد الا وهي نهب ثرواته وكسر القوانين والانظمة وعدم احترام حقوق الانسان من قبل العصابات والمتنفذين (سلطة الشارع) في الدولة. ان توفر القليل من الحرية والديمقراطية للمواطن فانه سيجعله ينفجر بكل غضبه اتجاه الحكومة العاجزة المتفرجة متجنبا المساس بسلطة الشارع (التي تتحكم بالشارع وتظلم الناس البسطاء وتقسو عليهم). ان هذه الازمات وتداعياتها على الفرد ستجعله يعيش تناقضات وصراعات كبيرة تتؤسس وترسخ نوعا اخر من الازدواجية في عصر الديمقراطية المشوهة ولتصبح الاخلاق والتعاليم السامية والنبيلة في جانب والواقع الاجتماعي الذي يعيشه الانسان في جانب اخر ، هذا ما يمكن اعتباره النقطة الجوهرية للفشل الديمقراطي في مجتمعاتنا الشرقية. حيث يصبح الانسان فعالا فقط في الانتقاد الهدام وفاشلا في الانتقاد البناء وعاجزا عن العمل الايجابي واغلب النقاشات في حلقات النقاش المجتمعي في امور البلد تكون عبارة عن ثرثرة فارغة لا معنى لها ولا يرجى منها شي ولا يتبلور عنها راي فعال ممكن ان يمهد للاستقرار كما انها لا تهدف الى وضع حلول ناجعة وفعالة لانقاذ البلد من الانهيار. ان عامل الخوف يجعل الانسان يبدي تناقضات في سلوكه وكلامه وفعله حيث ان الانسان الشرقي البسيط لكي يحافظ على حياته مع شيء بسيط مما يمكن ان يناله من مكاسب سوف يخضع ويخنع ويصبر ويسكت ويداهن كثيرا، لانه اذا لم يفعل ذلك فانه سيعاني الاسوء وهو فقدانه كل مقومات تواصله بالحياة وبالنتيجة سيكون هو الخاسر الاكبر من التزامه بالمثاليات والقوانين العاجزة عن حمايته. هنا الانسان لا يفكر بالربح وانما يفكر بتقليل الخسائر لان الحكومة وسلطتها عاجزة فعلا عن القيام بواجباتها اتجاه الموطن حيث انها لا تستطيع ان تحمي المواطنين البسطاء من ظلم وجور المارقين والمفسدين الحكومين وغير الحكوميين. وما بين هذا التخبط كله سيتولد الرفض المستمر للسلطة العاجزة وبنفس الوقت سيزداد ويتعاظم الفساد في هيكلية بناء الدولة لتصبح دولة عصابات ومافيات ستسيطر على الشارع امام عجز حقيقي في التغيير باعتماد الانتخابات بالدورات الانتخابية المتلاحقة لعدم وجود نمو حقيقي لقوى الاصلاح الوطنية النزيهة. ان الديمقراطية في مثل هذه الظروف ستكون عبارة عن هيكل خاوي فارغ لا معنى له.
ان الانتخابات بظل الفوضى وعدم وضوحية الرؤية وضياع الحقائق والخوف وعدم الثقة سترجح كفة تسلق الانتهازيين وهذا ما حصل في عراق ما بعد سقوط الصنم  وسيحصل في اغلب بلدان الشرق الاوسط الجديدة في عصر ما يسمى بالربيع العربي تحت السيطرة والتوجيه الامريكي المباشر وغير المباشر. ان الجهل والقوى الفوضوية سيتمخض عنها ولادة ديمقراطية عاجزة وفاشلة لانها بدون اسس صحيحة وسليمة (نظرية الفوضى الخلاقة الامريكية: يتم استغلال الفوضى وخلق الازمات لتحرق كل اوراق الوطنيين المخلصين وترجح صعود الانتهازيين تحت الرعاية الامريكية الخفية). لذا يجب دراسة تاريخ الازمات ومسبباتها والعمل لتاسيس ثقافة مجتمعية جديدة تقدس الانتماء الوطني وتعمل على تنظيم الحياة والتواصل الاجتماعي في البلاد واصدار قوانين تنظيم الاسرة وترسيخ مفهوم التطور والتغيير في كل مؤسسات البلد الديمقراطية ورفض كل استنساخ دكتاتوري جديد صغيرا كان ام كبير. وتفعيل دور مؤسسات الرقابة المجتمعية (النقابات والاتحادات والروابط المنتخبة) لتكون كبرلمانات تعمل على تصحيح مسار عمل المؤسسات الحكومية وتحارب الفاسد فيها. والنظر بموضوعية الى كيفية التعامل مع  امريكا كقدر لا يمكن تجنبه ويجب ان يكون ذلك لمصلحة الشعب ولاجل حماية الحقوق الوطنية وتجنب الوقوع في الازمات التي تؤدي الى انهيار الامن المجتمعي وتسهل تسلق الانتهازيين الذين لا يهمهم سوى مصالحهم الشخصية على حساب الوطن.
د.علي عبد داود الزكي

46
أزمة الهوية الوطنية العراقية وجذور الطائفية ؛؛اسباب ونتائج؛؛

تاسس دولة العراق الحديث في بدايات القرن العشرين على ايدي الاحتلال البريطاني بعد خسارة الدولة العثمانية الحرب العالمية الاولى. حيث توجه المحتل البريطاني الى التاسيس لعراق مستقل عن تركيا لكنه عراقا ممزق الهوية ولا يوجد فيه تلاحم وتاصر حول قدسية انتماء جامعة لكل مكوناته العرقية والدينة والطائفية. ان فكر الانسان العراقي في تلك المرحلة لم يكن متطورا لما يسمى بالمفهوم الوطني العراقي او القومي العربي وذلك لان الشعب العراقي كان يعيش في ظل حكم خلافة اسلامية عثمانية. ان الدولة العثمانية مجتمعها مكون من اعراق مختلفة لذلك لم يكن العراقي بحاجة الى هوية انتماء تمييزه لدرجة قدسية اعلى من قدسية الانتماء للدولة الاسلامية. كما ان الصراعات العرقية كانت شبه معدومة بين مكونات الدولة العثمانية. كان العراق كاقليم تابع للخلافة العثمانية لعدة مئات من السنين ولم يبرز فيه مفكرين يسعون لتكريس هويته الوطنية بل كان المفهوم السائد فيه هو مفهوم الصراع العشائري فقط (تقديس مفهوم البطولة والذي يجب ان يكون فيها الرجل الشجاع نهاب وهاب) حيث ان العشائر كانت في صراعات مستمرة فيما بينها من اجل الغلبة والاستحواذ واظهار بطولات رجالاتها. لذلك كانت تتميز في العراق قدسية الانتماء الديني للدولة الاسلامية بالدرجة الاولى وهي شاملة وعامة لكل المسلمين يليها قدسية الانتماء العشائري المحدودة وقدسية الانتماء للمحلات والاحياء في المدن وقدسية الانتماء للمجموعات او للقوى الاقتصادية المتنفذة وهي محدودة ايضا. لذا لم يظهر مفكرين عراقيين مخلصين للوطن العراقي ولقدسية ترابه لينظروا للوطنية العراقية قبل اي شيء. كما نود ان نشير الى وجود عامل اخر قوي كان له الدور الاكبر في تمزق الهوية الوطنية للعراق في عصوره المختلفة وهو العامل الجغرافي من حيث وقوع العراق في منطقة الفصل بين القوى الاقليمية القوية المتنافسة المختلفة. ان مصر وبلاد الشام لم تكن تعاني من تمزق هوية وطنية مثلما كان يعاني العراق لانها كانت بعيدة عن ايران المنافسة لتركيا العثمانية والمختلفة معها مذهبيا. لذا كان الصراع الحقيقي بين تركيا وايران ساحته المستمرة والكبرى هي العراق. فلم يكن العراق يستقر على حال ابدا، وكانت الثقافة المحلية متناقضة ومتذبذبة ولا تمتلك خصوصية ثابتة الملامح ، ولهذا لم تترسخ مفاهيم انتماء عراقية قوية ومتينة لا بل ان كل ما كان موجود يرسخ هوية الانحياز اما الى تركيا او ايران. الا ان العراق بقي في قرونه الاخيرة قبل ان ينسلخ عن الجسد العثماني بقوة الاحتلال البريطاني تحت سيادة تركيا والتي تعاملت بشكل طائفي مع ابناءه مما سبب ترسيخ مفاهيم وافكار الصراع الطائفية. العراق مكون من اغلبية شيعية عربية ومكون عربي سني اضافة الى وجود مكون كردي كبير (طبعا في عهد الحكم العثماني لم يكن هناك تحديد ملامح واضحة لخارطة العراق بشكل دقيق لذا فان وصف المكون الكردي يقصد به في عراق ما بعد الحرب العالمية الاولى) اضافة الى وجود اقليات دينية اخرى متعددة. كان الانتماء الاكبر هو الانتماء الديني للدولة العثمانية لانها كانت تمثل رمزا للخلافة الاسلامية. كانت مشكلة الشيعة هو ان الدولة العثمانية تعاملهم على انهم مواطنين من الدرجة الاخيرة في العراق ولا تقربهم مثقفيهم ولا تقربهم من السلطة نهائيا. لذلك انحسرت التعليم والثقافة للاغلبية الشيعية على العلوم الدينية في الحوزات العلمية فقط. الدولة العثمانية لم تدعم اي فكر عرقي او اقليمي ضمن حدود سلطتها باستثناء الثقافة والفكر التركي. كما ان الدولة العثمانية ولاسباب طائفية كانت لا تثق بالمكون العربي العراقي خصوصا في عصورها الاخيرة ولا تعتبره حليف ممكن الوثوق به لذلك لم يظهر مفكرين عراقيين قادرين على ترسيخ المفاهيم الوطنية العراقية. ان ظهور اي فكر في العراق يجب ان يكون مدعوم اما من اوربا الطامعة بخيرات الشرق واستغلال شعوبه او يكون مدعوما من قبل ايران التي تسعى الى التوسع على حساب حدود الدولة التركية وافضل ما تسعى اليه ايران هو العراق. لذا ظهرت ثقافات عراقية متناقضة غالبا ما تحرك وتمول من خارج العراق وذلك افرز اللاستقرار المستمر في المفاهيم والقيم كثقافة عامة للمجتمع العراقي مما لم يسمح بنشوء ثقافة استقرار وطنية عراقية جامعة وسليمة في تلك الفترة.
 قام المحتل البريطاني بحكم العراق بشكل مباشر في تلك الفترة لم يكن هناك معنى حقيقي للوطنية العراقية المستقلة وانما اغلب الحركات التي ظهرت وقاومت كانت تدعو الى اخرج المحتل البريطاني الكافر وتدعو للعودة الى حكم العثمانيين كقدسية انتماء ديني. ان العراق الجديد كان يناهض المحتل رغم ان المحتل جاء بفساد اقل من فساد العثمانيين وكانت هناك روح وطنية اسلامية توحد الجميع ضد البريطانين وتعمل على اسناد الدولة العثمانية المنهارة ومحاولة انعاشها مرة اخرى. لقد ساهم الكثير من الاكراد والشيعة خصوصا في التلاحم والعمل المتضامن من اجل دحر الغزاة ودعم العثمانيين. الا ان الحياة الافضل التي جاء بها المحتل البريطاني جعل الحركات المؤيدة للدولة العثمانية تضعف وتضمحل تدريجيا. الا ان استبداد المحتل واساليبه الماكرة باذلال العرقيين وتناقض تصريحاته ونكثه العهود جعل العراق ينتفض بثورة عارمة ضد المحتل وكانت هذه الثورة البذرة الاولى لتشكل العراق كوطن وكأمة. فمن مهد لهذه الثورة؟ وما هي عصبية التوحد الفكري التي جعلت العرقيين يتوحدوا بها؟ ان مؤسسات الثقافة التي كانت تابعة للحكم العثماني في عراق ما قبل الحرب كانت مؤسسات نفاق ووصولية وبوجوه طائفية كانت تمجد السلطة وتزين اعمالها فقط. لذا حالما سقط العراق بايدي الانكليز انهارت هذه المؤسسات والكثير من منافقيها بدلوا اثوابهم بثقافة الترحيب بالمحتل. لذا لم تبقى هناك ثقافة في العراق تناهض الاحتلال سوى ثقافة المرجعيات الدينية التي استمرت على نهجها السابق نفسه وهو عدم ثقتها بالسلطة الحاكمة سواء عثمانية او بريطانية (ان المرجعية الدينية تركت كل خلافاتها مع الحكومة العثمانية جانبا ووقفت معها بالحرب ضد المحتل البريطاني الذي كان يدعى بالكافر) ان مؤسسات الثقافة الدينية في النجف الاشرف لم تكن خاضعة للعثمانيين لا بل انها كانت متذمرة من الطائفية العثمانية اتجاه العراقيين. نكث البريطانيين بعهودهم للعراقيين وحليفهم الشريف حسين ملك الحجاز بعد الاحتلال واصروا على عدم منح العراق استقلاله. لذا قامت المرجعية الدينية بالعمل على توجيه العراقيين الى مقاومة المحتل بقوة السلاح مما نتج عن ذلك ظهور وولادة للفكر الوطني العراقي باول انتفاضة شرف وطني شملت اغلب مناطق العراق وهي انتفاضة ثورة العشرين. دعمت المرجعية الدينية قادة ثورة العشرين وأسست الى ثقافة وطنية جامعة لكل العراقيين وافضل ما تم العمل عليه في تلك الفترة هو التوحد الاسلامي الكبير بين الشيعة والسنة العراقيين وظهروا قادة عرقيين عملوا على اجراء التقاربات الشيعية السنية لغرض التوحد بثقافة وطنية تعتمد على عصبية الانتماء للعراق. لذا يمكن اعتبار ثورة العشرين بانها الشرارة الاولى لظهور شمس الوطنية العراقية ورفض المحتل. ان ثورة العشرين جعلت بريطانيا في حالة ارباك شديدة وحيرة كبيرة فهي كانت تخطط لشرق اوسط يبقى تحت سيطرتها وهيمنتها مثل الهند وباكستان الا ان ظهور الوطنية العراقية الرافضة للمحتل البريطاني الكافر جعلها تعمل بمكر وخبث كبير لضرب ثورة العشرين واستخدام (سياسة فرق تسد) وعملت بقوة على تقريب الفئات العراقية التي كانت بيديها السلطة قبل الاحتلال (بقايا الحكم العثماني الطائفي في العراق) والعمل على العودة بالعراق لحلقات مسلسل اذلال جديدة للعراق ولقيادته الوطنية التي ضربت الانكليز ضربات موجعة في ثورة العشرين. وجاءت بريطانيا بملك من خارج العراق وعملت لاحقا على تقليم اظافر من قام بالثورة وفعلا نجحت بريطانيا بخلق عملاء مخلصين لها ولمشروعها ضد مصلحة البلد ومهدت لهم ليسطروا على مقدرات البلد الاقتصادية ويستغلوها لصالحهم وصالح سيطرتهم المطلقة وحرمان وذلال الشعب.
ان استقرار الوضع على ايدي عملاء الاحتلال بعد ضرب ثورة العشرين والعمل على ترسيخ مفهوم القومية العربية بشكل قطري وعنصري جعل العراق يعاني من تمزقات جديدة. ان فكرة القومية المستوردة من اوربا روج لها المستعمر الاوربي لغرض اضعاف الدولة العثمانية وكان الشريف حسين يدعو لذلك بدعم بريطاني كبير لغرض اضعاف الدولة العثمانية في فترة الحرب. الا ان الشريف حسين تم اجهاض مشروعه وحلمه بان يكون ملك العرب كما وعدته بريطانيا. حيث ان بريطانيا عملت على تقسيم الشرق الاوسط ومنح فلسطين لليهود باتفاقية سايكس بيكو بين بريطانيا وفرنسا. ان ظهور تيارات عروبية (رغم ان الكثير من دعاتها هم من اصول تركية وعثمانية) عراقية قوية الى درجة التطرف مزقت الهوية الانتماء الوطنية العراقية حيث بدا الاكراد يبحثون فعلا عن هوية جديدة معادية للهوية العربية التي نشات عليها الدولة العراقية الجديدة. ان الحكومة الملكية كانت ضعيفة واصبحت تلجا الى احضان المحتل وتنفذ كل رغباته لكي تضمن دعم ومساندة المحتل في قمع الشيعة والاكراد ومنعهم من نيل حقوقهم الوطنية. بذلك اصبحت الحكومة في العهد الملكي حكومة اقلية برجوازية لا تهتم للشعب العراقي ولا تعمل على ترسيخ مفهوم الوحدة الوطنية العادلة للعراقيين. لذا منذ الثلاثينيات شعر الكورد بضرورة مقاومة الحكومة العراقية بحثا لهم عن وجود جديد لم يكونوا يبحثوا عنه لقرون طويلة من تاريخهم تحت ظل الحكومات الاسلامية ، لان الحكم الاسلامي يشمل جميع المسلمين ولا يهتم للعرقية الا بحدود ضيقة. لذا نشا العراق بعد تشكيل الحكومة الملكية العراقية بلا هوية جامعة وكانت الحكومات ترسخ مفهوم سلطة الاقلية وتحتقر الشعب والفقراء ولم يظهر مفكرين عراقيين يتناولوا هذا الموضوع بشيء من الموضوعية والجدية وظهر بدلا من ذلك الكتاب المتزلفين والمنافقين والطائفيين الذين يكتبون للسلطة ويزورون ويعملون على تشويه الحقائق لانهم قرب السلطة لا بل ان الكثير منهم يحاول ان يسلب غالبية العراقيين هويتهم العراقية.
ان بريطانيا شجعت بعض دول الشرق الاوسط ليس الى الاتحاد فيما بينها وانما الى تاسيس الجامعة العربية لغرض ان يكون لها انتماء هش وهزيل يتم من خلاله تعميق العجز لهذه الدول. لان هذه الجامعة لا تقوى على شيء ولا تمتلك قرار محترم وانما تعمل فقط على جمع زعماء هذه الدول الحديثة النشوء والتي مع الزمن ستزدادت خلافاتها واختلافات الفكرية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية. اصبح هناك انتماء عام للشرق الاوسط هو الانتماء للجامعة العربية التي لا تمثل سوى فكرة خارجية استعيض بها عن التوحد الفعلي الذي لو كان قد حصل لخلق قطب عالمي عظيم كان سيعمل على توحيد الشرق الاوسط ويدعم تشكيل هوية شرق اوسطية لمكونات الدولة الموحدة في هذه البقعة من العالم وكان الشرق سيتجاوز مسألة الصراعات والتناحرات العرقية الداخلية والطائفية اضافة الى امكانية تاثيره العظيمة على بلدن العالم الاسلامي. لذا تم الاستفادة من الجامعة العربية في تهميش دور المكونات المختلفة في الشرق الاوسط وجعل اي قرار يخرج من هذه المؤسسة هزيلا ضعيفا لا يرقى الى مستوى الطموح في اي بلد من بلدان الشرق الاوسط. لذا لم يقوى العرب على مواجهة الدولة اللقيطة اسرئيل في صراعتهم معها عبر اكثر من نصف قرن من الزمان. ان دور دول الجامعة العربية كان سيئا جدا اتجاه العراق لان اغلب الدول كانت تختلف مذهبيا مع العراق واغلب الدول العربية كانت تابعة للدولة العثمانية فيما مضى لذا فان دورهم كان كبير في دعم الحكومة الدكتاتورية المتسلطة في العراق وباسم القومية العربية وشعارتها كان الشعب العراقي يذبح لاسباب عرقية وطائفية لعقود طويلة من الزمن. واصبح كل من يدعو الى الهوية العراقية المستقلة قبل اي انتماء اخر كانما يعادي القومية العربية ويعادي باقي البلدان العربية. لذا اصبحت الغالبية العراقية تعيش الغربة في بلدها ومهددة بسحب الهوية العراقية منها باي وقت. ان اي دولتين متجاورتين جغرافيا عبر التاريخ من المستحيل ان لا يكون هناك تجانس وتمازج بين شعبيهما عبر الجاليات فيما بينهم. فمثلا اليوم ممكن ان نجد الكثيرين من اصول سعودية وسورية ولبنانية وحتى مصرية يعيشون في العراق والعكس صحيح وان هؤلاء اصبح جزء من الشعب العراقي ولا يمكن انكار هويتهم وانتمائهم للوطن العراقي. كما يوجد الكثير والكثير جدا من الاتراك والشركس والجورجين والشيشانين والداغستانين وغيرهم من الذين جاؤا مع العثمانين في العراق ولهم دورا كبيرا في السياسة العراقية في عراق ما بعد الحرب العالمية الاولى وهؤلاء اصبحوا عراقين ولم يشكك احد بهويتهم الوطنية العراقية لا بل ان الكثير منهم تقلد مناصب مهمة في الدولة والغالبية العظمى منهم استعربوا واصبحوا من دعاة القومية العربية وذلك لان تبني المفهوم القومي العربي سيخدمهم اكثر لاجل استمرارهم في حكم العراق والسيطرة عليه ، وبنفس الوقت العراقيين الشيعة كانوا يعاملون كمواطنين من الدرجة الاخيرة ويعاملون دائما كاغراب عن الوطن العراقي وهذا يمكن اعتباره استمرار لسياسة الدولة العثمانية في العراق حيث يعامل الشيعة وكأنهم عبيد وليس كمواطنين عثمانيين. لا بل ان الكثير من العراقيين تم سحب هويتهم العراقية وطردهم خارج العراق بمسلسل متواصل عبر التاريخ بزعم انهم ايرانيون والحقيقة هي لانهم شيعة وليس ايرانيون. المشكلة ليست مشكلة عرق او قومية او وطنية وانما المشكلة هي سياسية طائفية تحاول تحجيم دور المكون العراقي الشيعي مهما كل الثمن. نتسال هنا لو نشأ نزاع وصراع بين العراق الجديد وتركيا هل سيتم تهجير اكثر من مليون عراقي بحجة انهم من اصول تركية او عثمانية ام ان المسالة ستاخذ طابعا اخر؟.
ان المواطن العراقي اصبح يكره السلطة التي تحاول ان تذله ولا تحاول ان ترفع من شانه لا بل ان الحكومات العراقية المتعاقبة منذ تشكيل الدولة العراقية وحتى الان تعامل الاجنبي في العراق معاملة افضل من معاملة العراقي وهذا عكس ما يحصل في غالبية بلدان العالم الاخرى. لذا ترسخ مفهوم الهوية الممزقة واصبح العراقي يشعر بغربة شديدة عن بلده  ولا يمكن ان يتمسك بهوية ترفضه ولا تمنحه حقوقه بالمواطنة الصالحة. لا بل ان الاقلية العشائرية العراقية التي حكمت العراق استبدت بالعراق وكانت مدعومة من اغلب الدول العربية واصبحت هذه الاقلية ذات ثقافة سمتها التعالي على كل المكونات العراقية سمة الاسياد وباقي مكونات المجتمع العبيد. لذا بعد سقوط الصنم اصبح من الصعوبة على هذا المكون العراقي ان يرى من كان يعاملهم على انهم عبيد اصبحوا اسياد ومتحكمين ومتنفذين في البلد لذا افضل شيء ممكن يستخدم للنيل منهم هو تجريدهم من هويتهم الوطنية واتهامهم بانهم ايرانيون وصفويون بعبارات وشعارات جوفاء ممقوتة تردد هنا وهناك بوسائل الاعلام المختلفة المدعومة من قبل الانظمة العربية وحصيلة ذلك هو زيادة التمزق في الهوية الوطنية العراقية اكثر واكثر وهذا قد يمهد الى سايكس بيكو جديد لتمزيق العراق الديمقراطي. من المخجل جدا ان يوصف الشيعي العراقي بانه ايراني او صفوي حيث ان هذه التهمة اصبحت تطلق جزافا لوصف اي راي او قرار حكومي او شيعي. ان اتهام الحكومة المنتخبة في عراق ما بعد السقوط بانها ايرانية صفوية يعتبر اكبر جريمة بحق العراق والهوية الوطنية العراقية لان مثل هذه التهمة تعني بان الغالبية العراقية التي هي بحدود 70% من الشعب العراقي ستكون ايرانية وليست عراقية وكانما العراق هو تابع لايران ولا يمتلك هوية وطنية مستقلة. اي بعبارة اخرى لكي يرضى المتطرفين يجب ان تحدد الهوية الوطنية العراقية بعد ان يتم تهجير 70% من الشعب عراقي!!  وهذا هو منطق طائفي وعنصري عجيب استغلته كل دول الجوار العربي(لا بل حتى القوميين الايرانيين المتطرفين يسعدهم هذا التجني وهذا الراي القبيح) لغرض تدمير العراق الواحد. يجب ان يتنبه العراقيين الى ان التعصب الاعمى قد يقود الى سايكس بيكو امريكية سيئة للجميع. ان الاعلام له دور كبير في تشويه الحقائق وامريكا التي لديها اعظم مؤسسة اعلام في العالم ترسخ هذا المفهوم عالميا والسعودية ترسخه على مستوى الاقليمي والاسلامي.
 لو رجعنا لحقيقة الوضع في العراق وتاثر الدول المجاوره سنجد بان اكثر الدول تضررا من العراق الديمقراطي الجديد هي الدول العربية المجاوره له وخصوصا السعودية. اما ايران فلا يقلقها شي سوى تواجد القوات الامريكية في العراق والخليج العربي. ان ايران كانت مستقرة في فترة وجود نظام البعث ونظام صدام فيما قبل احتلال العراق لذلك فان الوضع الجديد مهما حصل فيه من تغيرات وتقلبات فانها لا تقلق ايران بقدر ما تقلق الجوار العربي. مهما كان شكل السلطة في العراق ومهما كان لونها العرقي والطائفي فلن تقلق منها ايران لان ايران كانت تجاور اسوء نظام وهو نظام صدام لذا فان اي نظام جديد سياتي بالتاكيد لن يكون اسوء من نظام صدام بالنسبة الى ايران كما ان ايران بغالبية شعبية شيعية تتجاوز 95% وهذا يعني ان ايران لن تخشى من حصول صراع طائفي داخلي فيها مهما كان شكل الحكم في العراق وحتى صدام لم يستطع ان يفعل شي في ذلك . اما الدول العربية فان صدام وان كان الاسوء بسلوكه الا انهم اغلبهم لم يوافقوا على الاطاحة به وذلك ليس حبا به او حبا للعراق وانما لمنع قيام نظام عراقي ديمقراطي قوي قد يؤدي الى احداث انقلابات سياسية عظمى في المنطقة. يمكن اعتبار السعودية على انها المتضرر الاكبر من سقوط صدام على المدى البعيد لان ثلث الشعب السعودي هم من الشيعة المضطهدين والذين يتنظروا اي فرصة لكي ينالوا حقوقهم في داخل بلدهم كما ان غالبية المكون الشيعي في السعودية هم سكان المناطق الغنية بالنفط. ان الديمقراطية بالعراق ستعطي الشيعة حقوقهم في قيادة العراق وهذا قد يحفز المكون الشيعي في السعودية للانتفاض والمطالبة بحقوقه. لذلك عملت السعودية على ضرب الديمقراطية في العراق وصرف مليارات الدولارات لاجهاض الديمقراطية العراقية وفعلا نجحت السعودية بخلق الكثير من اسباب الفتنة الطائفية في العراق. كان من المتوقع ان تنشا وطنية عراقية تجمع العراقيين بعد سقوط الطاغية الا ان التدخلات الخارجية المدعومة من السعودية واغلب الدول العربية منعت ذلك واصبح العراقيين يعانون من انقسام داخلي كبير وتجذر بشكل اكبر بكثير من الماضي ولربما الدور الاكبر في خلق ذلك يعود الى امريكا التي يبدو انها تعمل على اعادة تشكيل الشرق الاوسط بحدود جديدة وبلدان جديدة.
لازالت المؤامرات متواصلة ولازال الشعب العراقي يعاني من تبعات الماضي اضافة الى نشر وترسيخ افكار الجهل والتخلف والتراجع بشكل اكبر من الماضي في عراق ما بعد سقوط الصنم ، ومنع اي مؤسسات ثقافية من الدخول للمجتمع لترسيخ مفاهيم فكر توحد وطني عراقي جديد. ان اي فكر عراقي حر ومستقل لم يروج له بالاعلام كما ان سلطة الشارع العراقي الجاهلة في اغلب مناطق العراق اصبحت تقف كحائل امام انشاء ديمقراطية سليمة في البلد واصبحت تمثل قوى فوضوية لا تحترم القانون والنظام وتعمل كمافيا ضد اي توجه فكري ممكن ان يثقف المجتمع اتجاه رفض العنف والخضوع للقدسيات المحدودة على حساب العراق وامة العراق لكي لا تخسر هذه القوى سلطتها كما انها كانت السبب الاكبر لنمو الفساد في مؤسسات البلد اضافة الى انها بدات تتسلق تدريجيا الى اعالي سلم السلطة في الدولة الجديدة. كما ان المؤسسات الثقافية والاعلامية العراقية اصبحت تابعة للحكومة والاحزاب المتصارعة من اجل الوصول الى مكاسب ومغانم الحكم فقط. لذا لم نجد حتى الان توجه فكري يعمل على ترسيخ مفهوم الوطنية العراقية الجامعة. لا بل ان اي عراقي اصبح ينظر الى وطنيته من خلال الصراع وليس التقارب والتفاهم والتوزيع العادل للثروة والمكاسب.
ان الشعب الليبي رفع العلم الامريكي من اجل اسقاط طاغيته المقبور القذافي والشعب الليبي بغالبيته العظمى ينظرون الى القذافي بانه مجرم وطاغية اذل الشعب الليبي ونرى بان هناك حصول اجماع واتفاق وطني ليبي على ذلك. اما في العراق فان بعض المكونات العراقية  لازالت تنظر الى صدام على انه رمز من رموزهم رغم انه كان طاغية اسوء من القذافي. وهذه النظرة تستحق ان نقف عندها كعراقيين جميعا. يجب ان نتخذ قرار بان الدكتاتورية مرفوضة وبان صدام ليس بافضل من القذافي مثلما فرحنا للشعب الليبي يجب ان نفرح لشعبنا ويجب ان نعمل على ايجاد نقاط اتفاق نبدا منها لنتوحد. كما ان حزب البعث انتهى ويجب ان لا يدافع عنه احد ويجب منعه من العودة للعمل السياسي لانه دمر العراق مثلما الحزب الحاكم في مصر دمر مصر والحزب الحاكم في تونس دمر تونس وان الاحزاب الحاكمة في زمن الدكتاتورية يجب منعها من الظهور مرة اخرى. ان مصر وتونس ليس لديهم مشكلة في هذه النقطة اما في العراق فلدينا مشكلة وهي الطائفية يجب ان نتخلص منها ونتفق على الحقوق والواجبات ونتفق على تقسيم عادل للثروة في البلد وهذا هو اساس البناء الصحيح. ويجب ان نعمل على ان نبني عراق قوي عراق له علاقات تكافؤ طيبة مع جيرانه. استقرار العراق لا يمكن ان نحصل عليه الا بان نتفق داخليا ونتوحد بقدسية وطنية جامعة ويجب ان لا نهتف بشعارات عداء للجوار العربي والاقليمي. ان حل مسالة التحديات الخارجية مع الجوار ليست بالامر العصي او المستحيل. ان الحدود بين العراق وجيرانه مثبتة لا مشكلة فيها وان كانت هناك مشكلة من الممكن ان تحل بالحوار المتكافيء. اما مسالة المياه فهذه تحتاج الى مؤتمر اقليمي لتوقيع اتفاقية حفظ الحقوق بين كل دول المنطقة. كما ان حلول هذه المشاكل سيكون سهل لو حصل اجماع وطني واتفاق وطني داخلي. اذن يجب ان نتفق على قدسيتنا الوطنية ونتعصب لها جميعا ويجب ان لا نتمسك برموز البؤس الماضية. العراق سيقف على قدميه نتمنى من الجميع ان ينظروا نظرة واقعية لما نحن فيه سنجد باننا في اختلافنا خاسرون وجميع الجوار الاقليمي العربي والاسلامي رابحون من ماساة العراق. ان العراق امه وشمس اكد واشور وبابل سترتفع وستحرق الظلام الذي يخبيء الظلم وستحرق اوثان الغباء والطائفية. قلنا ما نعتقد ونؤمن بالتصحيح ان ثبت خطا ما اعتقدنا. ونؤمن بالاصلاح وانتماءنا للعراق الواحد يقينا من صراعات التشرذم والانهيار. ونحترم كل من يقدس انتماءته العرقية والطائفية ولا يسيء الى الاخرين.

د.علي عبد داود الزكي

47
؛؛الامكانات المتناقصة مع الزمن؛؛ أزمة ام واقع حال مستمر؟!

ان اهم اسباب الفشل الديمقراطي في مجتمعاتنا الشرقية هو ازدواجية للانسان فيها. ان الازواجية اسبابها كثيرة ونتائجها السيئة كثيرة ايضا فهي سبب اساسي في العدوانية والصراعات الدموية التي لا تنقطع ابدا وهي التي تدفع مجتمعاتنا نحو التغيير القيمي والاخلاقي المستمر ونتائجها ما هي الا عبارة عن مسلسل متواصل من الازمات والتقلبات فلا معنى للاستقرار فيها وان الواقع الطبيعي فيها هو اللاستقرار اي ان اللاستقرار فيها لا يمكن ان نصفه بانه ظرف استثنائي وانما هو واقع حال مستمر. ان هذا الازدواج ناتج عن عيوب اجتماعية يجب الاعتراف بها اولا قبل طرح اي افكار وبرامج تربوية لمعالجتها. ان العصبية القبلية وتجذرها حتى في فكر غالبية سكان المدن وعدم تنظيم الاسرة والازمات الاقتصادية هي من اهم اسباب نشوء الصراع بين المكونات الاجتماعية والعرقية والدينة والطائفية المختلفة في المجتمع مما يؤدي الى نشوء الازدواجية الفكرية والسلوكية المتناقضة للانسان فيما بين احترام سلطة القانون والنظام والمثل العليا وما بين حب الحياة والاعتداء والتنافس من اجل ذلك (وفق شريعة البقاء للاقوى) وهذه الازدواجية تميل الى خلق عدم الاستقرار النفسي بين ضدين صعب ان يتفقا الا في ظروف اقتصادية مستقرة وجيدة تدفع بالانسان الى احترام حقوق اخيه الانسان. ان الفوضى واللانظام المستمر والاضطراب وعدم الاستقرار الاقتصادي هي ما يثقل كاهل القوى التي تعمل من اجل الاصلاح والتطور والنمو والازدهار في الكثير من بلدان الشرق الاوسط حيث تبقى بلدانهم عاجزة عن تلبية احتياجات الانسان امام النمو السكاني الكبير فيها والذي يؤدي الى خلق ازمات جديدة ومتعاظمة مع الزمن. لذا تفشل اي خطة تنموية في معالجة احتياجات الانسان ويستعاض عن الخطط الاستراتيجة بالارتجالية السلطوية والتي ترسخ مفهوم الدكتاتورية وفكرة الاستحواذ القهري على السلطة. ان مفهوم الدكتاتورية هنا سيولد الكره المستمر للسلطة وبنفس الوقت احتياجات الانسان سيصعب توفيرها مع الزمن (الامكانات المتناقصة مع الزمن) لذا سيعيش الانسان حنينا شديدا للماضي الاكثر رفاهية. بينما اغلب بلدان العالم المتحضر تتقدم في كل يوم وتحقق رفاهيات متزايدة لمواطنيها الذين يتطلعون برؤية متفائلة جدا للمستقبل. ان هذا التناقض بين العالم المتحضر والعالم الشرقي بحاجة الى تاملات ومحاولات جادة من قبل المفكرين لغرض وضع اسس ثقافة اجتماعية جديدة يتم الاعداد لها لترسيخ مفاهيم جديدة بعيدا عن استهلاك القيم الانسانية وخرق قوانين حقوق الانسان لصالح استمرار الحياة بتراجع وذل على مختلف الاصعدة المادية والمعنوية.
ان الازمات وفقدان الخدمات والافتقار الى الاساسيات يؤدي الى نشوء مافيات وعصابات الجريمة التي تغتصب ارادات المجتمع لتكون مراكز قوة (تسلط) يخشاها المجتمع (هنا قد تكون هذه القوى عبارة عن قوى دينية اوعشائرية او حزبية او مناطقية او طبقية) وهذه المافيات سيكون لها دور وتاثير قوي في تحديد ملامح السياسة الداخلية للبلد. ان الحكومة وفق القانون تريد من يساعدها ويفضح مثل هذه المافيات والعصابات ، وبما ان غالبية الناس بسطاء ولا توجد قوة امنية حكومية نزيهة وشجاعة كافية لحمايتهم فانهم يضطرون لتجنب المغامرة ولا يعطوا اي مساعدة للسلطة ولا يساعدوا ابدا في كشف المجرمين ولا يتقدموا باي مبادرة شجاعة لحل اهم المشاكل التي يواجهوها البلد الا وهي نهب ثرواته وكسر القانون وعدم احترام حقوق الانسان من قبل العصابات والمتنفذين (سلطة الشارع) في الدولة. ان توفر القليل من الحرية والديمقراطية للمواطن فانه سيجعله ينفجر بكل غضبه اتجاه الحكومة العاجزة المتفرجة ويتجنب المساس بسلطة الشارع (التي تتحكم بالشارع وتظلم الناس البسطاء وتقسو عليهم). ان هذه الازمات وتداعياتها على الفرد ستجعله يعيش تناقضات وصراعات كبيرة تتؤسس وترسخ فكر الازدواجية في المجتمع وتصبح الاخلاق والتعاليم السامية والنبيلة في جانب والواقع الاجتماعي الذي يعيشه في جانب اخر. نرى الانسان يصبح فعالا بالانتقاد الهدام وفاشلا في الانتقاد البناء واغلب النقاشات الاجتماعية لامور البلد تكون عبارة عن ثرثرة فارغة لا معنى لها ولا يرجى منها شي ولا يتبلور عنها راي فعال ممكن ان يمهد للاستقرار ولا تهدف الى وضع حلول ناجعة وفعالة لانقاذ البلد من الانهيار. ان عامل الخوف يجعل الانسان في حالة خنوع وخضوع ويبدي تناقضات في سلوكه وكلامه وفعله.
ان الانسان الشرقي البسيط لكي يحافظ على حياته مع شيء بسيط مما يمكن ان يناله من حقوق سوف يخضع ويخنع ويصبر ويسكت ويداهن كثيرا، لانه اذا لم يفعل ذلك فانه سيعاني الاسوء وهو فقدانه كل مقومات تواصله بالحياة وبالنتيجة سيكون هو الخاسر الاكبر من التزامه بالمثاليات والقوانين العاجزة عن حمايته. هنا الانسان لا يفكر بالربح وانما يفكر بتقليل الخسائر لان الحكومة عاجزة وسلطتها لا تستطيع ان تحمي الانسان من ظلم وجور الفاسدين الحكومين  وغير الحكوميين والمارقين في الشارع. وما بين هذا التخبط كله سيتولد الرفض المستمر للسلطة العاجزة والتي سيزداد الفاسد ويتعاظم في هيكلية بنائها. ان الديمقراطية في مثل هذه الظروف ستكون عبارة عن هيكل خاوي فارغ لا معنى له. ان الانتخابات بظل الفوضى وعدم وضوحية الرؤية وضياع الحقائق والخوف وعدم الثقة سترجح كفة تسلق الانتهازيين. حيث ان الجهل والقوى الفوضوية سيتمخض عنها ولادة ديمقراطية عاجزة وفاشلة لانها بدون اسس صحيحة وسليمة. ان الكثير من المناضلين او الذين حملوا ماساة الانسان العراقي في فترة ما من تاريخ النضال تقدموا لتحمل المسؤولية في عراق ما بعد سقوط الصنم وبعد ان وصلوا كراسي السلطة وجدوا انفسهم اعجز من ان يقدموا حلا لابسط مشاكل المجتمع العراقي لا بل انهم تدريجيا تحولوا من سلطة حماية الشعب الى السلطة الارتجال والتي لا تنظر نظرة استراتجية بل انها تعمل على اطفاء نيران مشاكل المجتمع المرحلية لتخلق مشاكل مستقبلية اكبر لتحمل الاجيال القادمة اخطاء هذه المرحلة وتزيد من تعقيد المشاكل المستقبلية لصالح الحلول الارتجالية الانية المدمرة وغير الواقعية على المدى البعيد وهذا ما يمكن ان نعتبره اكبر كارثة توجه الجيل القادم. (طبعا هنا تجنبنا الخوض في التدخلات الخارجية واستثمرها لازمات المجتمع ونقاط ضعفه وتاثيرها على تشكيل انظمة الحكم الفاشلة وتدعيم نفوذ العملاء المفسدين).
هنا يصعب التوصل الى حل وسيكون هناك استمرار بالترجع وزيادة الظلم والحرمان وزيادة اعداد مافيات التسلط التي تسرق قوت الشعب واستمرارها الى الحد الذي لا يمكن تحمله مستقبلا الا بخسائر وذل اكبر للانسان العراقي ، مما قد يولد الانفجار الشعبي في لحظة ما او سيشجع من يمتلك قوة قادرة على التغيير (الجيش مثلا ) لاحداث التغيير. ان اي بذرة تغيير قد تحمل معها الامل بالخلاص، لذا فان الانسان العراقي سيساند التغيير لان فيه ولادة لامل جديد بتحقق امنياته. لكن غالبا ما ترفع الامنيات الجماهيرية كشعارات مرحلة مؤقتة للتغيير فقط وتنسى فيما بعد وذلك للاسباب التي تهدف لها هذه المقالة. ان السلطة مهما كان نهجها: سواء كانت وطنية فانها يجب ان تعمل على حل مشاكل المجتمع  والتي اغلبها اقتصادية. اما المشاكل السياسية والعرقية والطائفية فهي مشاكل سهلة ومن الممكن السيطرة عليها في حالة ايجاد الحلول الاقتصاية المناسبة والتوزيع العادل للثروة الوطنية. ان المشاكل الاقتصادية هي اصعب ما يواجه الحكومات في اي دولة لا تمتلك اقتصاد يؤهلها الى توفير الغذاء وفرص العمل والخدمات الاساسية للمجتمع. لذا فان هذه الدولة ستكون عاجزة ستنهار حتما في لحظة ما. اذن الحل سيبدا من معالجة الاقتصاد وتوفير فرص العمل والعدالة الاجتماعية في توزيع ثروات البلد.
ان اصعب ما يواجه النمو الاقتصادي هو نمو احتياجات المجتمع بشكل اكبر مما يمكن استيعابه. فمثلا ان مجتمعات  الدول الاوربية مستقرة تقريبا ولا تحتاج خطط مستقبلية مرهقة للتوسع في البناء لان مجتمعاتها مستقرة والنمو السكاني فيها بسيط جدا لذا فان مدن وقرى هذه الدول ليست بحاجة للتوسع لكنها غالبا ما يتم تطويرها لغرض توفير رفاهيات اكثر للمجتمع. اي ان المجتمع ليس بحاجة الى التوسع في بناء المدارس لاستيعاب اعداد الطلبة الجدد لان المدراس المتوفرة كافية جدا بالنسبة لنموهم السكاني البسيط جدا. اما في مجتمعاتنا فان ذلك غير ممكن لان النمو السكاني كبير جدا وهو سبب في تعاظم احتياجات المجتمع مع الزمن. فمثلا المدراس اليوم لا تكفي  لاستيعاب اعداد الطلبة الجدد ولو وضعت الدولة خطة لمعالجة ذلك ستنفذ في مدة  5 سنوات وبعد التنفيذ ستكون عالجت المشكلة فيما قبل 5 سنوات وستبقى الازمة قائمة لان الاحتياجات اصبحت اكبر بكثير مما كانت هي عليه قبل 5 سنوات. اي ان الاحتياجات تتعاظم ويصعب توفيرها مع الزمن. كما ان التوسع في البناء غالبا ما يكون افقي مما يقلص امكانية تطوير الخدمات الاخرى وتوفير رفاهيات جديدة للمجتمع هذه المعضلة الشرقية ناجمة عن النمو السكاني الكبير في مجتمعاتنا التي تتناقص مواردها الطبيعية(خصوصا الثروة الزراعية والمياه) مع الزمن. ان هذا يعتبر من اهم عوامل تناقص الخدمات التي ممكن ان تقدمها الدولة للمواطن. لذا فان الحكومات المتتابعة سوف لا يمكنها ان توفر خدمات ورفاهيات اكثر من المتوفر وبذلك سوف يكون هناك تناقص مستمر بالخدمات والحقوق مع الزمن. لذلك فان الشرقي دائما ينظر نظرة مشرقة للماضي بينما الاوربي عكسه تماما ينظر نظرة مشرقة متفائلة للمستقبل.
ان النمو السكاني الكبير يخلق مشاكل اضافية اخرى وهي تسببه في خلق الفوضى الدائمة والتي تكون ناتجة عن الجهل الاجتماعي الكبير المسيطر على الشارع وذلك لكثرة غير المتعلمين او غير الناضجين فكريا (وهم جيل الابناء الذين هم في طور التعلم واعدادهم كبيرة جدا ونسبتهم تتجاوز 60% من المجتمع) ان اعدادهم كبيرة جدا واغلبهم  غير مستقلين اقتصاديا وبلا عمل. وهم ينقسمون الى قسمين القسم الاول وهم صغار السن يحتاجون تعليم وعناية تربوية كبيرة وهذا طبعا يصعب توفيره بشكل مقبول في اغلب مناطق البلد لاسباب كثيرة منها اجتماعية وثقافية واقتصادية والتي من الممكن بان لا نصفها بانها سبب وانما نتيجة لسبب يعود الى الجهل والفساد اضافة الى معضلة النمو السكاني. لذا نراى الكثير من صغار السن ينطلق للشارع بحثا عن عمل ويترك الدراسة مما يسبب زيادة اللانظام والفوضى في المجتمع. والقسم الثاني منهم وهم الفتية والشباب المندفعين الذين يبحثون عن عمل واستقرار واستقلال اكثر والحكومة غالبا ما تعجز عن توفير فرص عمل حقيقية لهم. ان الحكومة غالبا ما تتخذ قرارات ارتجالية وتعمل على استخدام الكذب والمكر الاعلامي لغرض اسكات الفتية واستغلالهم باطلاق الوعود الكاذبة ايام الانتخابات لغرض دفعهم لانتخاب قوائم المتسلطين. حيث ان الراي الانتخابي للشارع العراقي محكوما براي هذه الفئة الاجتماعية والتي نسبتها الكبيرة وتاثيرها اكبر في خلق ثقافة المجتمع العامة. ان دور هذه الفئة كبير في اعلام الشارع لذا فان اي فئة سياسة تستطيع ان تناغم عوطف هذه الفئة (قليلة التجربة في الحياة وذات الرؤى الخيالية وغير واقعية) ستكون هي الرابحة بالانتخابات. كما ان تربية وتعليم هذه الفئة العمرية (غير الناضجة) مكلف جدا.
اما الناضجين  فكريا (المربون جيل الاباء وهم المعلمون فدائما اعداده قليلة مقارنة باعداد غير المتعلمون). وسبب ذلك هو ان نسبة اعداد المتعلمين الى اعداد غير المتعلمين قليلة اي ان نسبة جيل الابناء ( الذين يحتاجون تعليم وتربية) الى جيل الاباء (المربون) هي نسبة كبيرة (هذه النسبة معكوسة تماما في اغلب الدول الاوربية). ان هذه الفئة المجتمعية تتحمل اعباء كبيرة وتعاني من ضغوط شديده تجعلها ارتجالية في اتخاذ القرارات وغير قادرة على توجيه المجتمع بكفاءة ومنطقية معقولة وانما تبقى تعمل بالحلول التوفيقية تحت الضغوط المختلفة فيما بين المهم والاهم والممكن وغير الممكن ايمانا منها بان معقولية الحياة لا تعني بالضرورة النظام والمثالية.
نؤكد هنا بحاجة مجتمعاتنا الى فكر اجتماعي جديد ونحتاج الى ان يقوم المفكرون وعلماء الدين باخذ دورهم في توجيه المجتمع لغرض تنظيم الاسرة اولا لتجاوز ازمات المستقبل وتقليلها قدر الامكان. ان تنظيم الاسرة يرسخ القيم التربوية السليمة ويحد تدريجيا من الروح القبلية والعصبية العشائرية ويرسخ سيادة القانون والنظام واي مجتمع يترسخ فيه القانون والنظام فانه سيكون بالاتجاه الصحيح للديمقراطية والتحضر وسيتغلب المجتمع على الفوضى واللانظام. يمكن ان نستنتج من ملاحظتنا البسيطة للبيئات الاجتماعية العراقية المختلفة اين يمكن ان نرى النظام واحترام القانون واين يمكن ان نرى الفوضى وعدم احترام القانون. بالتاكيد في المناطق التي تعمل على تنظيم الاسرة نرى النظام وقلة المشاكل الاجتماعية بينما نرى في المناطق الاخرى خصوصا المناطق ذات الكثافة السكانية الكبيرة نرى الفوضى واللانظام ونرى تعاظم المشاكل الاجتماعية ونرى وجود سطوة كبيرة للسلطة العشائرية ايضا. اننا اليوم نريد بناء مجتمعا عادلا يخضع للقانون فيه القوي قبل الضعيف نريد قانونا قويا يحاسب المخطيء سواء كان وزيرا او مستخدما (فراشا) نريد مجتمع سليم معافى من كل الامراض والعلل الاجتماعية لكي نستطيع ان نؤسس الى حكومة ديمقراطية عادلة لا انتهازية فيها. نحتاج ذلك ويجب ان نعمل ونعد البرامج التربوية الكبيرة والمتواصلة لاجل خلق الظروف المناسبة للوصول الى ذلك. لذا قبل النظر في اي مشاكلة او ازمة اجتماعية تعجز عن حلها الحكومة اليوم: يجب ان نتفكر بكيفية علاجها ويجب ان نميز بين السبب والنتيجة ويجب معالجة السبب قبل الذهاب لانتقاد النتيجة.
قلنا راينا ونتمنى نثير ونستفز رؤى النقاش الهادف المثمر لبناء عراق جديد ونحترم كل الاراء المخلصة التي تدفع باتجاه رفع شان الانسان العراقي. نتمنى ان تتشابك الرؤى لتنسج خيمة فكرية لامة العراق الجديد تدفعه للتخلص من كل تراب وغبار المراحل السابقة التي لصقت به.

د.علي عبد داود الزكي




48
حلف امريكا-ايران: نهاية مرحلة وبداية ؛؛للشرق الاوسط الجديد؛؛


ان  شعب ايران اليوم يعيش حالة صراع بين الفكر الديني وتناقضه مع احتياجات الانسان الايراني التي يفرضها واقع الحال الاقليمي والعالمي. فماذا حققت حكومة ايران الاسلامية منذ سقوط الشاه لشعبها حتى الان؟ هل ستبقى ايران تدعم قوى التحرر العربية؟ هل ايرن العدوة لامريكا حققت شيء من الرفاهية لشعبها خلال العقود الثلاثة الاخيرة؟! هل ستدعم ايران قوى الديمقراطية العربية ام ان سياستها تخضع لاستراتجيات تخص الامن القومي الايراني؟!. وهل  هناك استراتيجية نافعة لعداء ايران لامريكا فعلا؟!! لقد ظهرت تيارات باسم الاصلاح تدفع باتجاه التعصب العرقي والقومي في ايران تسعى الى التغيير السياسي من داخل الهيكلية الدينية للسلطة. كما ان ظهور قوى شبابية متاثرة بفكر العولمة والنت ومنجرفة باتجاه امريكا بشكل كبير خلال السنوات الاخيرة بدا يزعزع نظام الحكم الاسلامي في ايران ومن المرجح ان يؤدي ذلك الى انهيار الهيكلية الاسلامية للسلطة بشكل تدريجي. ان القوى المؤثرة على الساحة الايرانية اليوم بدات تنجرف باتجاه امريكا بسرعة كبيرة لكن ما خفف من سرعة ذلك ليس امريكا او النظام الاسلامي في ايران وانما الذي خفف التقارب السريع هو وجود البقرة الحلوب (دول البترول في الخليج) التي تقدم على طبق من ذهب كل شيء لامريكا والغرب لتبقى عدوة لايران حيث ان ما جنته امريكا واسرائيل من مكاسب جراء عدائهما لايران كبير جدا ولا يمكنهما ان يضحيا بهذا المكاسب  بدون مقابل.
ان لعبة السياسة والاقتصاد عالميا المتحكم الرئيسي الوحيد فيها اليوم هو امريكا ويبدو ان امريكا تعمل على استثمار كبير في الشرق الاوسط لادارة العالم بكفاءة واستغلال وتحكم اكبر.  يبدو ان عصرا جديدا للشرق الاوسط سياتي على يد امريكا التي تتحكم اليوم وتستغل دول البترول الخليجية  لفترة من الزمن الى حين التخلص من الانظمة الدكتاتورية في الدول العربية الاخرى والتي احيل قادتها على التقاعد الاجباري بتوقيع من البيت الابيض. سقط النظام التونسي والمصري بانتفاضات شعبية كبيرة تم التخطيط والتحشيد لها في عالم النت والفيسبوك. ونلاحظ  اليوم العديد من الدول العربية الاخرى تمر بمخاضات عسيرة لاسقاط دكتاتوريتها الدموية. من المتوقع بعد سقوط هذه الانظمة سيتدخل الفكر التكفيري (المتنمر بدمويته الفكرية والمدعوم بالقوة الاقتصادية الكبيرة لدول البترول الخليجية) لينشر الفوضى في كل المنطقة ليمنع اي نمو حقيقي للقوى الوطنية التي ممكن ان تحرر البلد من اي هيمنة خارجية. ان كل بيادق الشطرنج من قادة وزعماء الدول في المنطقة يعملون لخدمة مصالحهم وبالحقيقة فانهم يعملون لخدمات مخططات امريكية كبرى من حيث يعلمون او لا يعلمون. فكل الدول التي اعطت لنفسها حق التدخل في الدول التي تمر بمرحلة الانتقال الى الديمقراطية الامريكية فانها ستخسر. كما فعلت مصر عندما استمر نظام مبارك بالتدخل بالشان العراقي للسنوات الثمان الماضية لكن بالنتيجة خسر نظام مبارك في غفلة من الزمان ولم يجد له من حليف ينصره والمقاتلون الذين كان يدربهم ويرسلهم للعراق الكثير منهم رجعوا اليوم الى مصر ليعملوا بها ويؤسسوا لفوضى كبيرة قد تستمر لعقد من الزمان. امريكا لا تقول ماذا تريد من جموع السائرين في ركابها وانما تجعلهم يتخذون القرار الاغبى دائما. ان امريكا اليوم  تجاوزت نظرية المؤامرة الى حتمية القدر. انها تعمل لخلق رؤية شرق اوسطية جديدة وستعمل على تغيير الفكر والرؤية العالمية للمفاهيم التي كانت سائدة منذ نهايات الحرب العالمية الاولى. ستعمل على تغيير مفاهيم الامة والوطن ولربما ستغير معنى قدسية الوطن والحدود وتمهد لعالم جديد تحكمه الشركات متعدد الجنسيات الكبرى. ان من يملك اقوى اعلام بالعالم قادر على نشر افكار جديدة ولن يتم ذلك بمحاضرة او كتاب او مقالة وانما بالتاسيس لذلك خلال عقد او اكثر من الزمن بترويج اعلامي وفوضى وعتمة فكرية متواصلة في كل بلدان الشرق الاوسط. اضافة الى احتفاظ امريكا وحدها بخيوط تحريك الدمى القديمة والجديدة وهي التي تعرف كيف تدير اللعبة. لقد توجهت الاجهزة المخابراتية العربية والاقيلمية للتدخل في كبح اي تحول ديمقراطي في بلدان المنطقة لمنع قيام ديمقراطية حقيقة تخدم شعوب المنطقة وبذلك سهلت وستسهل عملية قيام ديمقراطية عرجاء تحت المظلة الامريكية وسيتولد من جراء ذلك انظمة ديمقراطية هشة وضعيفة ستبقى خاضعة وذليلة للهيمنة الامريكية.
ان  التدخلات العربية خصوص للدول النفطية سيعود بالضرر الكبير على تلك الدول من غير ان تشعر فانها ستتورط اكثر واكثر في مستنقع ديمقراطية الفوضى التي خططت لها امريكا في الشرق الاوسط. فليس من السهولة السيطرة على كل بلدان المنطقة باستخدام النفوذ الاقتصادي فقط خصوصا لو سحبت امريكا يدها من دعم القوى البترولية عسكريا لا بل ان انسحاب امريكا من الخليج سيمهد لريح تغيير جارفة ستزيل كل العروش القائمة اليوم. ان امريكا تتخلى بكل سهولة عن عملاؤها المتقاعدون مثلما فعلت بصدام وحسني مبارك. لذا فان امريكا في اخر المطاف ستوقع اوراق تقاعد حكام الخليج وستوجه ضربة اقتصادية كبيرة لدول البترول الخليجية لافلاس هذه الدول وجعلها مديونة لامريكا مما سيمهد لانهيار هذه الدول التي لا تستطيع ان تنتج خبز شعبها وليس لديها خبرات محلية في الادارة الالكترونية الحديثة لتحمي مؤسساتها من اي اختراق خارجي. ان العداء الشديد الذي انتهجته الانظمة العربية الدكتاتورية خصوصا في الخليج ضد ايران سيؤدي الى كوارث مستقبلية كبيرة خصوصا حينما تتغير السياسة الامريكية لتسمحت بتقارب حقيقي بينها وبين ايران وتسمحت لايران بان تعود وتصبح شرطي الخليج مرة ثانية في الشرق الاوسط الجديد.
ان الشرق الاوسط الامريكي الجديد ستكون فيه 4 قوى رئيسية متحكمة وهي؛ قوة التطرف (السعودية ومشروعها الوهابي) وقوة الترك (الدولة العثمانية الجديدة والتي قد تستخدم ارث الخلافة العثماني وتستخدم المياه في فرض سيطرتها وتدخلاتها في المنطقة وتعتمد الفكر الاسلامي التركي المعتدل للحصول على التاييد العالمي) وايران التي تعتبر مركز الثقل الاساسي لتوازن القوى الاقليمية (الاسلام اليساري) واسرئيل الطامحة الى دور اكبر في قيادة الشرق الاوسط في قرنه الحالي اما العراق فانه سيكون مركز الصراع بين هذه القوى وتوجهاتها وتناقضاتها. ان رجوع العلاقات بين امريكا وايران سيكون ضربة قاسية لكل الخليج لان ذلك سيعيد للاذهان ذكريات ايام الشاه الذي كان يعتبر الحاكم الامريكي الاول في الخليج بلا منازع. ان ايران الصديقة لامريكا ستكون علمانية حتما وسيكون من الصعب التعامل معها خصوصا وفق ضوء المصالح والمؤامرات العالمية الجديدة التي ستحكم الوضع.  كيف ستوفق امريكا بين هذه القوى الاربعة وستجعلها تتحرك وفق الهوى الامريكي؟!.
 يبدو ان معالم العالم الجديد بعد انهيار الكتلة الشرقية اظهرت ضرورة حصول تغييرات في البنى الراسمالية بخلق عدو جديد للغرب وهو التطرف والارهاب لفترة من الزمن. ليكون سلاحا فعالا بيد امريكا تستغله في كثير من احيان لتتخلص من اعدائها بسهولة وتنفذ من خلال فوضوية هذا العدو المصطنع ماربها وبذلك تمهد لعصر جديد هو عصر الامركة (العولمة) وظهور نماذج جديدة للراسمالية فيما بعد فوضى الشرق الاوسط. فهل ان ظهور الولايات المتحدة الشرق اوسطية هو نهاية امريكا؟ ام انه سيكون بداية جديدة لانهاء مرحلة الصراع العالمي والغاء كلمة مفردة نصر واستبدالها بنجاح ؟!!. الامركة لن تتم الا وفق اخلاق اجتماعية جديدة وهذه الاخلاق تعمل امريكا على الترويج لها بشكل ماكر عبر وسائلها الاعلامية المختلفة وعبر تكنلوجيا المعلومات وعالم النت.  نحن نتقدم نحو المجهول ولا نعرف ماذا ينتظرنا. نحن كمن يلعب الشطرنج مع لاعب محترف فكلما ظننا باننا نتقدم في الطريق الصحيح للفوز في اللعبة كلما كنا في الطريق الخطا وكنا ننفذ ما يخطط له عقل من نلعب معه ، فهل ايقاف اللعبة امرا ممكن ام لا؟ ام لهفة الشوق للنصر تدفعنا للخسارة اكثر واكثر ام ان اللعبة مفروضة لا يمكن ايقافها وكانها قدر محتوم. لا يمكن التكهن بايجابية او سلبية العصر الجديد الان ، لان العصر الجديد سيحتاج فترة طويل من الزمن لتتجانس وتنسجم ما فيه من رؤى متناقضة وذلك لن يتم الا بصراعات وازمات كثيرة ستنتهي بتكون فكر جديد يفرض نفسه كواقع حال في المنطقة والعالم.
 
د.علي عبد داود الزكي



49
لكل 6 افراد في اي عائلة عراقية فقيرة ؛؛ راتب؛؛

ان العراق يملك ثروات (طبيعية وبشرية)هائلة  كان المفروض ان تجعل منه الدولة المتصدرة الاولى لقيادة الشرق الاوسط. لكن العراق كدولة حديثة للاسف يعاني من تناقضات داخلية كبيرة ولحد الان لم تتبلور الرؤية الوطنية الموحدة لتجمع ابنائه في قدسية وطن ليتكاتف جميع ابنائه من اجله نهوضه وازدهاره. العراق عانى ولازال يعاني من تناقضات الميحط الاقليمي له فكل الصراعات والمصالح المتضاربة لدول الجوار تتصارع على ارض العراق وكأن العراق هي نقط الالتقاء الحرجة لكل المتناقضات الاقليملية. ان النمو السكاني في العراق كبير جدا والازمات في العراق لا تنتهي وانما تنمو تتعاظم وتتزايد بشكل يصعب السيطرة عليه لذا ما لم يكون هناك توزيع عادل ؛؛لثروة العراق النفطية على كل الشعب؛؛ والعمل على تنمية اقتصاد العراق وتنويعه فان العراق بالتاكيد يتقدم نحو كارثة حقيقية:
 من حيث نشوء مافيات السرقة الحكومية التي تسيطر على مقدرات البلد وتستغلها لصالح فئات محددة واغلبها تعتمد اسلوب تحويل الثروات المنهوبة باسم الديمقراطية والقانون الى خارج العراق لتتنعم بها فيما لو تم طردها او فشلت في الحصول على مناصب في المستقبل. ان النهب والتبديد الحكومي لثروات الشعب سيمهد لنشوء عصابات الفقراء الذين يتزايد عددهم وتتزايد مشاكلهم وحرمانهم من ابسط حقوق المواطنة والذين يشعرون بغربة شديدة في وطنهم بسبب حرمانهم الشديد وسيزداد سخطهم على من يسرقهم وسيكون ذلك عامل تدمير خطر جدا على وحدة وتماسك العراق. ان الصراع المحتمل الوقوع بين مافيات السلطة وعصابات الفقراء سيحصل لا محالة وقد يظهر رجال سياسة جدد يستغلون ذلك لمصالح فئوية جديدة. وقد يتخذ طابع الصراع اساليب العنف والدموية. الاسوء من ذلك هو ان حصول اي فوضى وصراع سيهدد امن المجتمع ويهدد بنيته وثقافاته التربوية والاجتماعية. ان الحكومة اليوم لا تهتم لذلك ولو تفاقم الامر بعيدا عنها ايضا لا تهتم له ، كل ما يهمها هو بقاء ذوي المناصب في مناصبهم مدى الحياة بدكتاتورية الديمقراطية الامريكية المفروضة على العراق. ان استهتار الحكومة بحقوق الانسان والموطن العراقي وعدم اهتمامها باصدار اي تشريعات مناسبة لحفظ حقوق الانسان وحفظ ثروات البلد من السرقة والتبديد سيسبب كوارث اجتماعية كبيرة للعراقين خصوصا الطبقى الوسطى التي ستعاني من ظلم السلطة وستعاني بنفس الوقت من عصابات المحرومين بظل غياب كامل للنظام والقانون فيما بين جدران الكونكريت التي قطعت اوصال البلد وجعلت العراق وكانه دولة اساسها تجمع غير محترم لدويلات الفدراليات والمحافظات والمدن والشوارع والمحلات.
 
 يجب ان يكون هناك تضامن شعبي كبير لاجل اصدار تشريعات التوزيع العادل ؛؛للثروة النفطية؛؛ لكل العوائل العراقية وذلك بتحقيق العدالة في التعييانات والمنح وتوزيع ثروة النفط على كل العراقيين بالتساوي. وذلك لان العراق اليوم لا يمثل دولة ذات اقتصاد قوي يعتمد مقومات متعددة ومتينة وانما العراق اليوم هو دولة مستهلكة تعيش على واردات النفط فقط بعد ان تم الاجهاز على كل المقومات الاقتصادية العراقية بعد سقوط الصنم. ممكن ان نوجز بعض اهم اسباب انهيار الاقتصاد العراقي خلال العهد الديمقراطي الاهوج الجديد بما يلي:
 
1.     فتح الحدود امام السلع المستوردة الرخيصة الثمن مقارنة مع المنتج المحلي الذي لا يستطيع ان ينافس المستورد من حيث الجودة وكلفة الانتاج.
2.     ارتفاع كلف الانتاج للسلع المحلية بسبب عدم توفر الكهرباء وبسبب الظروف الامنية التي ادت الى عدم استقرار في الانتاج ومقوماته الاساسية .
3.     بسبب البطالة قامت الدولة بتطبيق حلول انية غير مدروسة على المدى الاستراتيجي البعيد باجراء تعيينات هائلة في دوائر الدولة (الرشيقة) لتصبح هذه الدوائر مترهلة وتحتوي على الكثير من الفساد الادراي اضافة الى تهيكل عصابات للجريمة الاقتصادية المنظمة.  فبدلا من ان تحل مشكلة البطالة قامت الدولة بالتاسيس لبطالة مقنعة هائلة.
4.     زيادة الرواتب للموظفين في مؤسسات القطاع العام مما سبب زيادة كبيرة في اجور العمل المحلي مما جعل الكثير من المعامل والشركات الانتاجية تقفل ابوابها لانها غير قادرة على دفع اجور عمل عالية للعاملين فيها مما سببت زيادة في البطالة المحلية.
5.     انهيار الزراعة ومقوماتها وانهيار البنى التحتية للري في العراق.
6.     انهيار المهن والحرفيات المختلفة بسبب رخص الاجهزة والمواد المستوردة بحيث اصبحت عملية تصنيع وتصليح الاجهزة والسلع وفقا للاجور القديمة قبل سقوط الصنم  لا يخدم اصحاب المهن والحرفيات كما ان زيادة الاجور التصنيع والتصليح ادت الى لجوء المواطن الى رمي الاجهزة والسلع(العاطلة) واستبدالها بسلع مستوردة جديدة. وبذلك تم اضافة اعداد كبيرة من الحرفيين وذوي المهن الحرة الى البطالة وزيادة الخسائر الاقتصادية.
 
ان اغلب ميزانية الدولة اليوم تذهب كرواتب للموظفين الذين الكثير منهم بلا عمل حقيقي كما ان مراقبتهم ومتابعة الفساد الوظيفي اصبح امر مزعج ومرهق ومكلف. بينما لو كانت الدولة ساعدت القطاع الخاص وفرضت عليه قيود بتعيين العراقيين بنسب معقولة لامتصاص البطالة وضمن شروط معقولة لضمن الجودة ومنع الاستغلال للمواطنين والعاملين لاصبح من الممكن ان تقوم الدولة بانجاز مشاريع جبارة بالاعتماد على هذا القطاع الذي كان سيقوم بمتابعة موظفيه بكفاءة عالية اكثر من كفاءة متابعة الدولة لموظفيها الفاسدين.
 
 اصبحت الدولة ريعية 100% بعد ان انهار القطاع الخاص الانتاجي بشكل شبه كامل واصبح الشعب  يعيش على المستورد ويعيش على ثروة وحيدة هي ثروة النفط الوطني. واصبح عدد الموظفين مع المتقاعدين بحدود 6مليون مواطن. وهذا بالتاكيد رقم كبيرة جدا يعني ان خمس الشعب يتقاضى رواتب من الدولة الريعية التي اصبحت هي من يطعم المواطن ويقدم له الخدمات الرديئة من ثروات النفط .. حيث اصبحت الدولة عاجزة عن توفير كل شي للعراقيين بنفسها وادى ذلك الى تضخم في اجهزتها المؤسساتية وترهلها بشكل يصعب السيطرة عليه. ان عدم سيطرة الدولة على مؤسساتها بشكل كبير جعل منها مرتعا لنمو وانتشار مافيات السرقة بغطاء قانوني يمكنها من حماية نفسها وباخفاء اي وثائق تدينها. وقد اخذت هذه المافيات تستخدم اساليب الترهيب والتصفية الجسدية لمن يقف امام مصالحها غير المشروعة. هنا يمكن ان نقول بانه لا يوجد انجاز عمل حقيقي للحكومة الا بحدود ضيقة جدا. كما ان الفساد والرشوة اصبح شيء متعارف عليه وكانه رسمي. نرى دوائر الدولة تحذر من الفاسد والرشوة والتزوير بشكل كبيرة اعلاميا ويتبجح بعض المسؤولين بانهم ابطال ويعملون بكفاءة ونزاهة بينما كل مواطن عراقي  يرى الحقيقة ان ابسط موظفي الحكومة وهم موظفوا البلدية ياخذون اجور غير قانونية من العوائل العراقية لقاء رفع النفايات اوغيرها. قد يقول البعض ان هذا شيء بسيط ولا قيمة له !!! نعم لكن هذا خرق قانوني (اشبه بالابتزاز) واي دولة فيها خروق قانونية بسيطة فانها ستكون مدرسة لفساد عظيم وانها تتقدم نحو خرق القانون بشكل واسع وتمهد لعدم احترام القيم الانسانية والنظام والتجاوز على حقوق الانسان وتمهد للتسلط الدكتاتوري  ليتجه نحو الدموية وتدمير البلد. ليس موضوعنا هنا الفساد وكيفية انتشاره ومعالجته هنا رغم تداخله بشكل كبير في منع عدالة توزيع الثروة الوطنية.
 
اصبحت التعيينات في وظائف القطاع العام لعبة سياسية انتخابية واصبحت التعيينات محصورة على فئات محددة (الاحزاب والموالين لها) اضافة الى التعيينات كبيرة بالرشى والفساد. بحيث اصبح من العجب ان نشاهد تعيين موظف من غير فساد ومن غير اعطاءه مبلغ يتراوح ما بين 10 اوراق الى 50 ورقة (الورقة تعني 100دولار كما هو متعارف على ذلك في العراق). هنا اصبح من الصعوبة على الانسان البسيط ان ينال حقه او يحصل على فرصة عمل حتى لو كان اكثر نزاهة وكفاءة من غيره.
 
 قبل اكثر من عام طرحت موضوع  ؛؛التوزيع العادل للثروة الوطنية ويجب ان يكون لكل عائلة عراقية موظف في القطاع العام؛؛  في اكثر من مكان للنقاش وعلى مستويات مختلفة وجدت بان الكثير من الموظفين في دوائر الدولة رايهم بان الموضوع ليس مهما  وبالعكس الكثير منهم لا يؤيد فكرة توزيع عادل للثروة لانه يتقاضى راتب من الدولة فليس مهم ان تقوم الدولة باعطاء رواتب من نفط لباقي ابناء الشعب العاطلين عن العمل. بينما بعض الشخصيات السياسية والحزبية ابدوا اعتراضات شديدة على الموضوع وقالوا بان التوزيع يجب ان يكون على استحقاقات عمل وليس توزيع للعاطلين وليس توظيف عاطلين من كل عائلة عراقية ، وانما يجب ان تكون هناك مقايسس اخرى تاخذ بالحسبان هنا اشرت الى ان الوظائف غالبا ما تتم بالواسطات او بالرشى انا اعرف شخاص عديدين استخدموا نفوذهم وعلاقاتهم وقاموا بتعيين الكثير من افراد اسرهم  واقاربهم وهم غير مستحقين لذلك بينما مئات الالاف من العراقين البسطاء يعانون من الجوع والبطالة. وعندما طرحت هذا الموضوع على بعض البسطاء والعاطلين عن عمل الكثير منهم تبسم وقال ان حصول ذلك من المستحيلات فهم يتمنون ذلك لكنهم يرون ان حصول ذلك وكانه معجزة كما انهم لا يعملون من اجل ذلك وكانهم راضون ببؤسهم الا القليل منهم الذين يحملون فكر التغيير وهم الشباب الثوري المتحمس الذين قالوا انهم سيقفون بقوة مع اي مبادرة من هذا النوع..
 
هنا لا نريد ان نطرح تسؤلات او طلبات او تمنيات ولكن نورد بعض الاراء التي يمكن ان تعطي حلولا وفق رؤيتنا المتواضعة لبعض مشكلات توزيع الثروة على المواطنيين العراقيين من غير ظلم او بتخطي حالات الفساد بسن قوانين لحماية الموطن. ان النفط العراقي هو ثروة لكل العراقيين وبما ان الوظائف في المؤسسات الحكومية اصبحت في الغالب هي بطالة مقنعة. فان المقترحات التالية ممكن ان تخفف عن المواطن بتوزيع عادل للثروة الوطنية لحماية العراق من مستقبل مظلم:
 
1.     تحديد راتب لكل عائلة عراقية لا يوجد فيها موظف وتعاني من الفقر والحاجة والعوز.
2.     يجب ان يكون لكل 6 اشخاص في اي عائلة فقيرة راتب.
3.     ترشيق دوائر الدولة لكي تعمل بكفاءة واي عدد من موظفين فائض ممكن ان يتم تحويلهم الى مؤسسات انتاجية وان لم تتوفر فالافضل تصرف لهم اجورهم وهم في بيوتهم بدلا من خلق مشكلة ترهل وبطالة مقنعة تثقل كاهل المؤسسة الحكومية ( ورواتبهم هنا هي حقوقهم من الثروة النفطية) ومن الممكن ان تقوم الدولة بتنفيذ مشاريع عمرانية وانتاجية كبيرة تشغل الايدي العاملة العراقية العاطلة عن العمل بكفاءة.
4.     تشجيع العوائل العراقية الجديدة على تنظيم الاسرة وفرض قانون بان لا يكون عدد ابناء الاسرة اكثر من 4.
5.     تقليل رواتب كبار الموظفين والمسؤليين في الدولة ذلك ليس حسدا وانا لتحقيق عدالة في توزيع الثروات الوطنية على كل العراقيين. كأن يكون راتب المسؤول الحكومي مساوي او مقارب  لراتب ومخصصات اي مسؤول حكومي في دولة اوربية غنية لكن على شرط ان يكون الانسان العراقي الفقير يعيش بنفس مستوى المواطنين  الفقراء في  تلك الدولة الاوربية. والا تاخذ نسبة وتناسب مع تلك الدولة بين الفقراء والمسؤولين. ويتم تحديد راتب المسؤول على اساس هذه النسبة.
6.     منح كوبونات نفطية لكل عراقي ثم زيادة اسعار النفط ومشتقاته محليا ليتناسب ذلك مع ما موجود في كل دول الجوار. وبذلك ستكون الكوبونات هي الضمان للمواطن العراقي للتنعم بحقه من الثروة النفطية.
7.     منح قطع ارضي للمواطنين الفقراء او الذين يسكنون في مساكن غير صحية وقانونية.
8.     عدم منح المسؤولين الكبار في الدولة ارضي تتميز عن ارضي باقي المواطنين من حيث الموقع.
9.     تمييز الذكور اكثر بالتعيين عن  الاناث لان مجتمعاتنا ذكورية . فان المراة المتعينة غالبا  لا تستطيع ان تفتح بيتا اما الرجل المتعين فانه غالبا ما يستطيع ان يفتح بيتا. ولحفظ كرامة الرجل بالصرف على الاسرة.
10.                        عدم تعيين كبار السن في واظائف مستخدمين(فراشين)  وانما  منحهم رواتب  تحفظ لهم كرامتهم وتمنع اذلالهم.
11.                        تفعيل قانون التقاعد حسب الرغبة للاعمار من 50 سنة الى 59سنة  وفرضه  على الاعمار 60 سنة فما فوق.
12.                        بناء  مراكز ترفيهية لكبار السن وتوزيعها بشكل يتناسب مع الكثافة السكانية في مدن ومحافظات العراق.
13.                        بناء مراكز ترفيهية تربوية محمية من قبل الشرطة للشباب والمراهقين لحفظ الامن ومنع الشغب.
14.                        فرض رسوم كمركية على المواد المستوردة لدعم الاقتصاد ودعم القطاع الخاص والمنتج المحلي.
15.                        منع جلب ايدي عاملة اجنبية للعراق وفرض شرط على اي شركات اجنبية تعمل في العراق ان تشغل ضمن كوادرها ما لا يقل عن 70 % من العراقيين وان تنفذ مشاريعها وفق معايير جودة عالمية.
16.                        تشجيع فتح الورش والمعامل الصغيرة المقفلة وتطويرها بان تمنح الدولة نصف رواتب العاملين فيها وتشجيع فتح مشاريع العمل الصغيرة الاخرى.
 
ان هذه القرارت قد يكون بعضها خيالي وصعب التنفيذ لكنها تحتاج الى همة وشجاعة وطنية من قبل الحكومة لتنفيذها. ان  تجاهل احتياجات الموطن العراقي سيسبب كارثة وطنية كبرى قد تنتهي مثلما انتهى النظام الملكي في العراق. وقد تسبب كوارث اجتماعية ستنحدر بالبلد الى مستنقع مؤلم كما مر العراق سابقا بمستنقع البؤس في سنين الحصار الاقتصادي في تسعينات القرن الماضي.
 
قلنا عبارة وبقيت عبارات وكتبنا صفحة ولازالت هناك صفحات.... وننتظر ان تتنوع العبارات... لتتشابك الرؤى في نسيج الطلبات والامنيات وتدق ناقوس الخطر  لتنبه الحكومة الغافلة او المتغافلة... لتكف عن نهب وتبديد ثروات البلد.......
 
د.علي عبد داود الزكي
 
 

50
الشرق الاوسط على اعتاب ؛؛انتفاضة المراة لكسر قيود الشرق؛؛

ان الشعوب العربية اليوم بدات تنفض غبار الدكتاتورية بفوضى واغتراب فكري كبير تقوده اليوم مؤسسات شبحيه عبر عالم النت والاتصالات الحديثة  سيمهد هذا  لاحقا الى انتفاضة عارمة للمراة الشرقية ضد قيود الشرق. ان الاسلام الاوربي هو غاية ما تطمح اليه امريكا في الشرق الاوسط الجديد مستغلة بذلك المهاجرين المسلمين الذين اغلبهم يعيش اليوم بافكار التغرب الاسلامي التي تقمصوها من ثقافات وقيم المجتمعات التي هاجروا اليها وعاشوا فيها سنوات طويلة (اوربا والعالم الغربي). تعمل امريكا اليوم على دعم هؤلاء لغرض بناء مجتمعات بكفر اسلامي جديد بعد ما عملت امريكا على خلق الازمات والمتناقضات المختلفة في الشرق لكي تدفع المجتمعات الشرقية الى قبول ذلك. كما ان امريكا دعمت وخططت لمؤزرة قوى البترول العربي لمنحه دورا كبيرا في تخريب الثقافات الدينية والاجتماعية السائدة في الشرقي العربي وذلك باستخدام قوة المال من اجل نشر فكر التكفير الدموي في الشرق الاسط وذلك لغرض تحطيم كل القوى الاسلامية الاخرى التي يمكن ان تقف امام اي تغرب فكري يعمل على تشويه الاسلام والمساس بمعتقداته. حيث ان القوى الظلامية هذه عملت وتعمل على دحر جميع القوى الاسلامية المعتدلة وان لم تدحرها فانها حدت وستحد منها كثيرا وتشوه معالم رؤيتها. بحيث تظهر عجزها عن موجهة الغول الظلامي الجاهل المسيطر بشكل دموي على الشارع. ان هذا سيجعل الشباب العربي يتجهوا نحو التغرب الفكري ويتجهوا الى فكر العولمة (الامركة) ليكون المنقذ لهم خلال فترة العقد القادم من الزمن. فكلنا سمعنا الشعوب العربية كيف كانت تهتف ضد امريكا التي احتلت العراق ، لكننا اليوم نرى الشعوب العربية في اليمن وليبيا كيف يهتفون لامريكا ويرونها بانها المنتقذ الحقيقي الذي يجب عدم معاداته لكي ينجحوا في التخلص من الدكتاتورية.
اليوم بدا الشرق بنفض غبار الدكتاتورية للدخول في عالم جديدة اسمه الديمقراطية المشوهة والذي رافقه ظهور قوي لقوى ظلامية جاهلة وكبيرة. ان الغرب له دورا كبيرا في اللعب خلف الكواليس في تتبع الاحداث وتهيجيها وتوجيها وتسييرها بالريموت كنترول لغرض دفعها بالاتجاه الذي يخدم بناء شرق اوسط جديد بقيم اجتماعية ودينية جديدة. ربما سيعمل الغرب على ان يسود الاسلام التركي او الاسلام الاوربي في الشرق الاوسط. فكل الاسلاميون الذي تركوا بلدانهم في الشرق الاوسط واستقروا منذ سنين في اوربا وامريكا واستراليا حتى وان تحررت شعوبهم من الدكتاتورية فانهم سوف لن يعودوا الى اوطانهم لانهم اعتادوا على اسلام جديد وقيم ثقافية جديدة وتغربوا بما يكفي بحيث لا يستطيعوا العيش في بلدانهم الاصلية. تعمل امريكا اليوم على ان يكون هؤلاء هم نواة التغيير في الشرق بفكرهم المادي ونهمهم في الاستحواذ على مقدرات بلدانهم ليكونوا اتباع صاغرين للغرب ويعملوا على الاجهاز التدريجي على الكمبارس الامريكي (قوى الظلام الدموية المسيطرة على الشارع الشرقي والتي سينتهي دورها لاحقا) على مدى عقد من الزمان ليكونوا كابطال ومخلصين للشعوب بدعم وسيناريوا اخراج امريكي. وبذلك تتخلص امريكا من القوى الاقليمية والاجتماعية والاسلامية المعتدلة والاصولية المعادية لامريكا ومصالحها في المنطقة باستخدام قوى الظلام المصطنعة من قبل المخابرات الامريكية (الذراع الخفية لامريكا) ثم معالجة ذلك لاحقا بان تعمل امريكا على اقتطاع هذه الاذرع بعد انتفاء الحاجة لها. لكن مع تركها دون اجتثاث تام للعودة اليها متى ما تطلب الامر ذلك. اي ان امريكا تعمل على ضرب هذه القوى المتنمرة بقوى اخرى بعد تجفيف مصادر تمويلها المالي(تمويلها من نادي البترول العربي) وتعمل على حفظ توزنات محلية تجعل هذه البلدان ضعيفة وهشة التركيبة السلطوية لاجل نمو فكر العولمة ونشوء شباب الفيسبوك او الماسونية الجديدة الذين سيغيرون الكثير مما اعتاد عليه الانسان الشرقي. نحن اليوم نعيش مرحلة قدرية وكل ما يمكن ان نفعله هو تقليل الاذى والخروج باقل خسارة ؛ وهذا طبعا ان كنا نملك قرار اما لو كنا غير ذلك فاننا نسير في قطار يسير على سكة محددة الاتجاه فاقدي الارادة. لذا يجب التنبه لذلك بان الاقدار تاتي مثل شروق الشمس الذي لا يمكن منعه نهائيا لكن ممكن الاستعداد له ولظروفه. ان خروج المجتمعات العربية منتصرة بانتصارات عرجاء معوقة على الدكتاتورية لتخوض صراع مؤلم مع الظلام والتطرف والصراع الطائفي والعرقي ، ستنتشر فيها افكار النت والعولمة والاتصالات الحديثة التي ستوجه الانظار الى رؤية شرق اوسطية جديدة.
المشاكل الشرقية كبيرة واهمها هي المشكلة الاقتصادية التي تكاد تكون بلا حل بظل غياب التخطيط الاستراتيجي السليم. كما ان هذه المشكلة تعتبر سلاح فعال بيد امريكا في السيطرة على الشرق وتوجيهه وفقا لمخططاتها حيث ان مشكلة المشاكل الشرقية هو الاقتصاد. اضافة الى وجود مشاكل اجتماعية وعرقية وصرعات طائفية كبيرة ولعل من ابرز مشاكل المجتمعات المريضة بالفوضى والتناحر المتنوع الوجوه في صراعاتها الدموية هي حقوق المراة وحرية العمل والعنوسة وتعدد الزوجات (التي يعتبرها البعض ضرورة شرقية وحلا لمشكلة العنوسة والمراة قبل ان تكون متعة وسعادة للرجل ويعتبرها البعض الاخر حلا مرفوضا وانتهاكا لحقوق المراة). ان المراة هي المكون ذو النسبة العددية الاكبر في المجتمعات وخصوصا الشرقية منها ومع ذلك نجد المراة تعاني من الكثير من الضيم في مجتمعات الشرق التي تعمل على اذلال المراة وعدم احترام حقوقها الدينية والمدنية والجسدية. حيث برزت بشدة مشكلات اجتماعية معقدة مثل زيادة نسبة العوانس والارامل وظهور مشاكل العمل وحرية الراي والتعبير واتخاذ القرار والحرمان المتعدد الاوجه في ظل انظمة مجتمعية وعشائرية شديدة السطوة. فكيف ستحل هذه المشاكل يا ترى؟!!
 سمعنا قبل ايام احدة الكويتيات دعت الى استقدام رجال مسلمون من روسيا وتركيا واذربيجان لغرض ان يتم تزوجيهم بالعوانس الكويتيات لحل مشكلة هذه الشريحة المظلومة وتحسين النسل. وهذه تعتبر دعوة جريئة جدا ولربما هي الحجارة الاولى التي ترمى على بيت القيم الزجاجي الشرقي. لذا من المتوقع بظل سيادة الفوضى والصراع وظل متناقضات المرحلة التي تلي انهيار الدكتاتورية الشمولية وظهور افكار التغرب والصراع المبرمج والمسيطرة عليه من اجهزة مخابراتية عالمية ستظهر القوة النسائية كقوة فاعلة ستعمل على تغير وقلب المعادلة في الشرق الاوسط.  حيث ان المراة التي كانت بلا قرار في ظل الانظمة الدكاتوتورية المتسلطة سيكون لها دور متميز في ترجيح الكفة الديمقراطية مستقبلا حيث ان نسبة النساء تتجاوز 65% في مجتمعاتنا الشرقية. وبذلك فانه من المتوقع ان تخرج النساء على المالوف من الظلم المجتمعي لهن خلال العشر سنوات القادمة. لذا من المتوقع ان تتغير القيم الاجتماعية وسيكون هناك حرية اكثر للمراة ولربما ستسن قوانين جديدة لذلك مثل قوانين العمل وتفعيل سنن دينية اخرى لتكون بديلا عن الحق الديني للرجل بتعدد الزوجات مثلا العمل بزواج المسيار والمتعة وترويج ذلك ليكون شائعا ومؤلوفا لكل الاعمار في المجتمع. كما ان شيوع ذلك سيؤدي الى الوصول الى مجتمع مشابه لمجتمعات الجاليات الاسلامية التي تعيش في اوربا او ستيعش اسلام مشابه الى الاسلام التركي.
نتوقع انحسار قوى الظلام خلال السنوات العشر القادمة ونتوقع ظهور جيل شباب ذكوري ضعيف متناحر مما سيسهل ظهور قوى نسائية فعالة تعمل على قلب موازين القيم والاعراف الشرقية الى مفاهيم وقيم جديدة ستعمل فيه المراة على نيل ما تتمنى والذي كانت تخشى من المطالبة او حتى البوح به (هذا سيحدث بعدما بدات النساء بكسر هذا الحاجز في عالم النت وعالم الاتصالات الحديثة الموبايل والنت والويب كاميرا وكاميرا الموبايل وغيرها من التقنيات الحديثة التي ستجعل العالم الشرقي يعيش لحظات تغرب لا يقوى على مواجتهها تربويا لانها ستكون كالسيل الجارف الذي تنهار تحت وطئته المفاهيم والاخلاقيات القديمة للشرقيين). لكن ذلك لا يعني نهاية العالم لكنه لحظة من لحظات التطور الفكري الاجتماعي الاقليمي والعالمي ،فهل سيكون هناك تماسك مجتمعي كبير هل سيتم ربط حلقات الثقافة المجتمعية مع الماضي وتوجيه المجتمع الى ثقافات تعتمد الخصوصية الشرقية ام سيكون هناك تهجين واغتراب اكبر في الفكر الشرقي مما يولد اغتراب ونكران للذات الشرقية. ان كل هذه تنبؤات قد تكون خاطئة وقد يكون فيها شيء من الصحة لكنها راي يتحمل ان يقلب على جميع الاوجه وممكن اغناءه بالنقاش وقد يثبت العقد القادم من الزمن بعض مما قلنا او يدحظه. قبل ان نكتب اي راي للنقاش للنظر حولنا جيدا ونتامل بما يجري قد نرى الصورة اوضح للغد من خلال اليوم.
قلنا ما نعتقد ونؤمن بالتصحيح ان ثبت خطا ما اعتقدنا

د.علي عبد داود الزكي

51
؛؛قرار بمنح؛؛:قطعة ارض لكل عراقي ذو جنسية مزدوجة

كنت أتبادل الحديث قبل أيام مع احدى زميلاتي فأخبرتني بقرار حكومي سيء كباقي قرارات الحكومة السيئة التي لا تنم عن روح المسؤولية ولا تعمل على رفع الضيم عن الشعب العراقي المظلوم المحروم. قالت لي زميلتي بان خالها الذي يسكن السويد اتصل بها وابلغها بان الحكومة العراقية قررت منح كل عراقي غادر العراق قبل سقوط النظام السابق قطعة ارض(200م). إضافة الي منح 10مليون لكل من يريد ان يبني هذه الأرض. فقلت لها هل المقصود الذين هربوا من ظلم صدام من المناضلين فقالت لا هذه المنح تمنح لاي عراقي خرج قبل سقوط صدام. أخبرتني بان خالها طلب منها ان تسال عن هذه المنحة السخية من قبل الحكومة العراقية التي شعبها يعاني الأمرين من أزمة السكن. فلم نسمع عن الحكومة العراقية الديمقراطية!! بانها اهتمت بمسالة توفير السكن للعراقيين بشكل جدي حيث انها لم تمنح الأراضي للعراقيين الذين يستحقونها ليبنوا عليها بيوتهم ويعيشوا عليها بعزه وكرامة. فكل ما سمعناه هو ان الحكومة الموقرة قامت بمنح النواب والوزراء وذوي الدرجات الخاصة قطع ارضي (600م) في مناطق راقية في بغداد وهؤلاء كما نعلم ويعلم الجميع ليسوا بحاجة الى ذلك فان ما يتقاضونه من مخصصات وراتب عالية جدا تمكنهم من شراء الدور والأراضي في اي منطقة يرغبون!!! بينما الشعب المسكين الذي يعاني من مختلف أنواع الأزمات ممنوع عليه كل شيء فلماذا قررت الحكومة هذا القرارات العجيبة ياترا؟!!.
هل يحق للعراقي الذي يحمل جنسية اخرى وغير مستعد لان يتخلى عنها ولا يرغب حتى بالعودة للعراق بان تمنحه الحكومة العراقية ارضا في العراق ليبيعها ويأخذ ثمنها ويتنعم به خارج العراق. اي حكومة هذه التي لا تصدر الا قرارات السرقة العجيبة. ان هذه الحكومة لا تمثل الشعب انها حكومة سرقة ومحاصصة انها حكومة مزدوجي الجنسية والذين ليس لديهم ولاء للعراق وانما ولائهم لانفسهم وولائهم لاوطانهم الجديدة التي تسكن عليها عوائلهم اليوم وسيعيش فيها أبنائهم وأحفادهم في المستقبل. لماذا قررت الحكومة هذا القرار؟!! ان مزدوجي الجنسية بعد ان استحوذوا على اغلب المناصب وقاموا بتوزيعها على أقاربهم وعلى اصدقائهم من مزدوجي الجنسية وبيع القسم الاخر منها لمن يدفع. شعروا بان العراق مقبل على انتفاضة شعبية كبرى ستعمل على محاسبة كل فاسد لذا قرر الفاسدون استصدرا مثل هكذا قرار لغرض توفير مصدر اخر من مصادر السرقة المشرعنة فكل شخص منهم سياخذ ارض هو وزوجته وابنائه ولا نعرف من ايضا فلربما زوجاتهم الاجنبيات ايضا سيتم منحهن ارضا في العراق (حقيقة لا نعرف بالضبط متى صدر هذا القرار فهل هو قديم ام انه صدر حديثا بعد انتفاضة 25 شباط). ان مزدوجي الجنسية ورجال التغانم لسرقة ثروات البلد من المتسلطين اليوم سيهربون امام اي رياح تغيير ومحاسبة للفساد. سيهربون مثلما هرب الكثير من الوزراء الفاسدين في عراق ما بعد سقوط الصنم. انهم يسرقون كل ما يمكن ان تصل اليهم ايديهم انهم يسرقون مستقبل الاجيال العراقية القادمة. انهم اوثان مكر وخداع انهم خونة للقدسية الوطنية انهم خونة للشعب العراقي المظلوم المحروم انهم وضعوا ايديهم بايدي المجرمين من اجل ان يبقوا في كراسيهم. 
لا يمكن الاعتراض على منح الارضي للمناضلين وعوائلهم الذين يعيشون في العراق او الذين عادوا للعراق مع عوائلهم واسقطوا جنسياتهم الاخرى. لان الرموز الوطنية يجب ان تكرم وتمنح ما يجعلها تعيش بعزة وكرامة. ان منح الاراضي  للمناضلين الذين قارعوا نظام صدام حق وواجب. لكن من غير المنصف ان يتم منح الأراضي لكل عراقي له جنسية مزدوجة وكل عراقي خرج من العراق لاسباب غير سياسية وغير نضالية او هاجر ولا يرغب بالعودة للعراق. ان هذا يعد ظلم لكل عراقي عاش على ارض هذا الوطن وعانى ما عنى ولازال يعاني الازمات المختلفة ولعل أسوءها أزمة السكن. ان العراقيين المهاجرين الذين يعيشون في اوربا وكندا وامريكا واستراليا يعيشون حياة مرفهة ولو لم تكن حياتهم افضل من حياتهم في العراق لعادوا الى العراق ولاسقطوا جنسياتهم الاخرى. لكنهم  لا يفكروا بذلك ابدا ويفضلوا ان يعيشوا في اوطانهم الجديدة رغم الاختلاف الفكرية والاخلاقية الهائلة بين مجتمعنا العراقي وتلك المجتمعات.
نحن هنا ننتقد هكذا قرار وننتقد من اصدره ومن وافق عليه ومن سكت عنه. نشير هنا الى ان جميع  المتغانمين على السلطة في العراق اليوم مشتركين بمأساة العراقيين اليوم من فساد وتبديد اموال الشعب وسرقة وتدمير البنى التحتية للعراق وجعل العراق يعيش صراعات وتقلبات تجعله في حالة شلل وعجز شديد. فكلهم مشتركين بالسوء كلهم مشاركين بأستصدار هكذا قرارات سيئة لا نستثني احد من الكتل السياسة المشتركة بالسلطة.
يجب محاسبة المفسدين يجب محاسبة المفسدين يجب المطالبة بوقف تنفيذ هكذا قرارات تسرق مستقبل العراقيين وتسرق احلامهم. لكن ما هو برنامج العمل المناسب لايقاف ذلك؟؟؟ ما هو المطلوب هنا؟؟ يجب ان يتكلم القانونيون والمحامون والقضاة العراقيون ويستصدروا بيانا او يرفعوا دعوى قضائية ضد الحكومة  لايقاف المهازل التي تحصل. يجب اقصاء مزدوجي الجنسية من مناصبهم الوزارية والنيابية والدرجات الخاصة من سفراء ومدراء عاميين ووقف الرواتب التقاعدية للوزراء والنواب السابقين من مزدوجي الجنسية. او الذين يقيمون مع عوائلهم خارج العراق. يجب وضع شروط وطنية مقدسة للعراقي الذي يجب ان يحكم العراق.
واخيرا اقول لمن استصدر هذا القرار :اذا لم تستحي فافعل ما شئت....

د.علي عبد داود الزكي



52
علاوي لن يفلح في شيء ؛؛انتفاضة العدالة والتغيير؛؛ ستحطم اوثان المحاصصة

انتفض الشعب ضد فساد السلطة ولازالت الانتفاضة مستمرة رغم كل الاشاعات والمتناقضات والظروف الصعبة التي تفرض على فكر الانسان العراقي وتفرض على واقع الشارع العراقي. ان سلطة وثن المحاصصة الديمقراطية غريبة ومتناقضة جدا. نظن بان المالكي يعمل على ان ينجح ولكن اغلب الكتل المشاركة معه بالسلطة تعمل العكس. لماذا المالكي متمسك بكرسي السلطة الى هذه الدرجة ؟ّ!! الكل شاهد علاوي عبر وسائل الاعلام وهو ينتقد السلطة بشدة ويتظاهر بانه يقف مع المتظاهرين وكانه لم يتفق مع المالكي بتقسيم السلطة وكانه ليس جزءا من السلطة اليوم وليس له وزراء في السلطة؟!! هذا الامر يجب ان ينتبه له المالكي جيدا. ان الفشل الذي  تعاني منه السلطة هو ان شركاء المالكي ينالون مغانم السلطة وبنفس الوقت يعملون على افشال السلطة. ان قمة الفساد هو التناقض والتنافر السياسي الموجود في اعلى هرم السلطة. نتعجب على السياسين لماذا اتفقوا على تقسيم مغانم السلطة ومارسوا دور المعارضة وهم في السلطة؟!!! هل المالكي وحده في الحاكم اليوم؟!! بالتاكيد ليس المالكي وحده. الشعب انتفض على السلطة بكل مكوناتها الشعب انتفض على علاوي والمالكي والمطلك والنجيفي والبرلمان وليس هناك احد منهم بمنأى عن المسؤولية الكل مشاركين في الفشل والفساد. الشعب لا يقبل من اي شخص بالسلطة ان يبريء نفسه من المسؤولية الان. هذه رسالة يجب ان يفهمها جميع السياسين.. كما ان شعارات المنتفضين لا تنتقد شخصا واحد كما يظن البعض ويصور البعض. ان الشعب يرفض حكومة علي بابا والاربعين مافيا ومافيا بكل شخوصها.
 هل اصلاح النظام يتعارض مع اسقاط الحكومة؟!! ان انتفاضة الجوري العراقية اظهرت بان الشعب اقوى من الطغاة مهما طال ليل الصمت والسكوت. ان السياسين الخاسرين اليوم هم الذين يبرروا الفشل والاخطاء ويتراكضوا ليحققوا المستحيل في فترة حرجة ويراهنوا على الزمن لحل مشاكل الشعب المتعاظمة بمشاكل جديدة تشغل الانسان وتجعله اكثر عجزا عن رفع صوته مرة ثانية. على المالكي ان ينتبه فان الانتفاضة هي صرخة حق للشارع الذي لا يرغب الا في الحصول على حقوقه في العيش الكريم في بلده ولا يرغب في كراسي السلطة. بمعنى اخر الانتفاضة يقودها ابطالا من الشعب لكن ثعالب السياسة هنا وهناك تتربص وتنتظر النهاية لتجني ثمار الانتفاضة. ظهرت اليوم العديد من القوى والشخصيات السياسية التي تحاول ان تكسب الشارع وتحاول ان تظهر وكانها هي من تحرك الشارع وتنوه على انها هي من تدعم الشعب وهي من تدافع عن حقوقه رغم انها منذ سنوات وهي في سفينة سراق العراق وشعبه. لذا على المالكي ان ينتبه لذلك قبل اي شيء فقد يكون وحده من يبحث عن نجاح الحكومة اليوم وما عليه سوى ان ينظر حوله جيدا وينتبه الى مقومات النجاح الاستراتيجي الحقيقي للعراق. فان وجد بان المقومات ضعيفة فما عليه الا ان يعلن ذلك بشجاعة ويعمل على الاصلاح والتمهيد لحل عام بانتخابات جديدة عليه ان لا يتشبث بكرسي الحكم في حكومة النفق المظلم ان تبين له فشلها بشكل جلي. بالتاكيد الشعب العراقي لا يتمنى فشل الحكومة رغم كل ما حصل ويحصل لكنه يريد الحل المنطقي الممكن وليس الحل الهش المبني على تناقضات وخروقات قانونية ودستورية والتي ستخلق مشاكل اعظم في المستقبل القريب خلال السنوات القادمة.ان فشلت الحكومة في  تحقيق مطالب الشعب فهل ستعلق اخطائها وفشلها على شماعة ما ؟!! وهل ستجد ما يكفي من اكباش للفداء لتضحي بهم؟!! ان الشعب العراقي عانى الكثير ولازال يعاني من عجز حكومي شامل فلا حل يرتجى من حكومة المناصب والتحاصص.  البرزاني كان صاحب فكرة تجاوز الدستور وجمع الفرقاء علاوي والمطلك والمالكي لتقسيم السلطة فيما بينهم متناسيا هموم الانسان العراقي. والسلطة هنا لا تعني ادارة شؤون البلد بكفاءة لينعم العراقي بثروات بلده وانما ليتنعم المتحاصصون المتشاركون في اسباب الالم للعراق والعراقيين.
البعض يقول ان الحكومة منتخبة!! ونقول نعم منتخبة نقول ذلك ولا ننكره لكن هل الدستور وقوانين الانتخابات كانت صالحة هل من المعقول ان يكتب دستور بلد مثل العراق فيه تنافرات وتناقضات كبيرة وفيه تنوعات عرقية ودينية وطائفية كثيرة بستة اشهر وفي لحظات تاريخية حرجة ؟!! من الواضح بان هذا هو الخلل الاكبر في العملية السياسية العراقية اليوم. لذا لم يكن للانسان العراقي في الانتخابات راي حقيقي للانتخاب وانما كان رايه هو انتخاب الاقل سوءا من وجهة نظره وانتماءه الطائفي والعرقي الضيقة. لذا فان الانتخابات فشلت ولازال فشلها متكررا ومستمرا. نحن اليوم بحاجة الى دستور صالح وقوانين انتخابات صالحة ومناسبة. جاءت انتفاضة الجوري العراقي والتي خطط لها الشباب العراقي المثقف في الفيسبوك والنت. لتكون بداية لحل جديد يرفع شمس الامل العراقي ويمهد لولادة التوحد الوطني العراقي الحقيقي. لكن يبدو ان طموحاتهم  كانت محصورة بعدة نقاط عفوية جدا. انهم ينادون باصلاح النظام السياسي ويطالبون بمحاسبة المفسدين والمطالبة بعدم سرقة ثروات الشعب من قبل الحكومة والبرلمان وتقليص رواتبهم ومخصصاتهم كما توجد مطالب اساسية اخرى. كان هناك تركيز على مسالة الصلاح فكيف يتم الاصلاح؟!! ان الاصلاح غير ممكن انجازه الا بوجود جهة صالحة تعمل على تنفيذه. ان اقرار الرواتب الخيالة والعالية جدا والمنح العالية جدا للنواب والوزراء لا يمكن ان نقول عنه الا انه فساد. فكيف يتم الطلب من الذي فعل ذلك ان يصلح النظام.
توجد مقولة يروج لها الاعلام وتروج لها بعض الفضائيات وهي ان الشعب العراقي المنتفض يريد اصلاح النظام ولا يريد اسقاط الحكومة. ويبرروا ذلك بان الشعب هو من انتخب البرلمان الذي شكل الحكومة ويقولوا بان تغيير الحكومة لا يتم الا بالانتخابات وليس بالرجوع الى الدكتاتورية. فهل الاصلاح للنظام يعني عدم اسقاط الحكومة؟ وهل الانتفاضة تعني الدكتاتورية ام هي الخروج على الظلم والفساد وهل الانتفاضة تتعارض مع الانتخابات والديمقراطية؟!! فما معنى الانتفاضة والتظاهر بالمفهوم الديمقراطي اذن؟!!! ان هذا تناقض عجيب يروج له ولا اظن من يروج له الا ان الامور مختلطة عليه او انه يدافع عن الفاسدين ويريد استمرار وجودهم بالسلطة نعم ان تغيير الحكومة في النظام الديمقراطي لا يتم الا بصناديق الاقتراع ولكن اذا فشل البرلمان والحكومة بسبب الفساد الكبير في أدارة شؤون البلد فان الشعب الذي انتخب ممكن ان يقوم باسقاط الحكومة لغرض اجراء انتخابات جديدة  لتشكيل حكومة جديدة بانتخابات حرة جديدة وليس بالرجوع الى الدكتاتورية وهذا الامر ليس غريبا عن العالم الديمقراطي. هذا الامر حصل ويحصل في كل الانظمة الديمقراطية وليس العراق في معزل عن الانظمة الديمقراطية. لذا يجب  الانتباه بان الشعب لا يريد اسقاط النظام الديمقراطي لكنه يسعى الى الاصلاح وقد يكون الاصلاح باسقاط الحكومة وتعديل قوانين الانتخابات والتهيؤ لانتخابات جديدة.
ان الانتفاضة العراقية متواصلة منذ  25 شباط  ومطالبها معروفة ومعلنة. يحاول بعض السياسين والنوب اليوم الحصول على مكاسب سياسية او شعبية من خلال تصريحاته هنا او هناك ليدافع عن الشعب. هنا نقول لاي نائب في البرلمان العراقي كم هي مخصصاتك وراتبك وكم هي اعداد افراد حمايتك الفعلية وكم هي رواتبهم. ونسال النائب الذي يتضامن مع المتظاهرين هل اعترضت وسجلت اعتراضك يوما على رواتب ومخصصات النواب الكبيرة ام ان انتفاضة الشعب هي من حفزتك لكي تتحدث وتناغم مشاعر الناس. نتمنى من اي  نائب قبل ان  ينزل للشارع ويحاول ان يكون مع الناس ان يتنازل عن راتبه الخيالي ويسجل ذلك  في البرلمان فليس الكلام مثل الفعل.
ان تواصل الانتفاضة يجب ان يكون ضاغطا اكثر اتجاه الحكومة التي لم نلمس منها شي  سوى فترة المئة يوم: لم نسمع كم ستخفض رواتب النواب والوزراء والدرجات الخاصة وكم ستصبح وهذا مطلب ممكن ان ينفذ ويعلن خلال يوم واحد او ايام معدودة. ولم نسمع بان الحكومة المتحاصصة المتشاركة ستعمل على تخفيض عدد الوزارات للنصف. ولم نسمع بان البرلمان عمل على تشريع قوانين للنقابات والاتحادات الديمقراطية لتكون الرقيب على الحكومة ولتعمل على تصحيح المسار الديمقراطي. اما الخدمات والبطاقة التموينة فهي تحتاج وعد من اعلى هرم في السلطة وهو المالكي وعلاوي والمطلك والنجيفي على تحسينها وفق جدول زمني محدد وليس مفتوحا ( يجب ان لا يتحمل المالكي وحده ذلك فكل السياسين في الحكومة مشتركين بذلك) ولا نريد من المالكي فترة 100 يوم ليحاسب الوزراء بل نريد بعد 100 يوم تحسن بنسبة معقولة لتكن فترة المئة يوم ليس للوزراء فقط وانما للمالكي والمطلك والنجيفي والطالباني ايضا وان فشلوا يجب ان يتعهدوا بحل البرلمان  للتهيء لانتخابات جديدة عليهم اني يعدوا الشعب والمتظاهرين بذلك وليس مراهنة على الاجهاز على الانتفاضة من خلال التخدير باستخدام ورقة التعيينات (البطالة المقعنة) والتحسين البسيط في مفردات البطاقة التمونية. الشعب يحتاج الى قرارات جريئة من رؤوس السلطة في دعم الشعب العراقي وتوفير فرص عمل حقيقية للعراقين العاطلين والقادرين على العمل. يجب توفير رواتب من  ثروة النفط العراقي للعاجزين والايتام والارامل والعاطلين عن العمل وطلبة الجامعات والمعاهد تكفيهم وتجعلهم يعيشون عيشة كريمة وعلى الحكومة ان تتعامل بشفافية مع الشعب في محاسبة الفساد ويجب ان تعمل الحكومة ليس على اساس المساومات بين الكتل الرئيسة وانما تعمل وفقا للوطنية العراقية من يخطا يحاسب ولا يهم من اي مكونا هو. لا اظن ان حكومة المالكي وعلاوي والمطلك والنجيفي والطلباني قادرة على فعل ذلك. لذا يجب ان يتم اعداد تعهدات خاصة من قبل رؤساء السلطة في العراق  ليوقعوا عليها.
ماذا ان لم  ينصلح النظام وان تم استخدم مجالس المحافظات كضحايا لمطالب الشعب ماذا ان تم تعليق اخطاء السلطة على بعض الضعفاء الابرياء فيها. لربما توجد مؤامرة كبرى لم نتنبه لها حتى الان قد تبرزها الايام وقد تكون هناك فيها خسائر واسقاطات لمن لا تريدهم امريكا في سدة حكم العراق في المرحلة القادمة (مرحلة خروج الاحتلال). لذا ستعمل امريكا على اساقطهم ببعض الفتن الداخلية وهذه قد يكون تنبؤ خاطيء لكنه احتمال وراد. لذا يجب التنبه الى هذه الامور ويجب النظر برؤية استراتيجية لمراحل الانتفاضة العراقية ولما تصبو اليه في المستقبل القريب والبعيد. هل سيكون العراق خاسرا ام رابحا؟!!  ان الانتفاضة كانت قوية وجريئة في طرح مطالب الشعب رغم كل شيء. لكن الاشكالية الكبرى في الانتفاضة هي انها طلبت من الحكومة محاسبة نفسها فكيف ستحاسب الحكومة نفسها؟!!. كما ان الانتفاضة لم تعطي الحل وانما تركت ذلك الامر مفتوحا كما ان الانتفاضة لم تعطي جدولا زمنيا للاصلاح وانما كل ما قيل هو عفوي ولا حدود له يجب ان تحدد المطالب بشكل اوضح ودقيق ويتم توحيدها لكي لا يتم تشويه المطالب ويتم تنفيذها وفقا لما يريد المتسلطون وليس الشعب. يجب ان تكون هناك شعارات قوية وهي ان اصلاح النظام الديمقراطي لا يعني عدم اسقاط الحكومة يجب ان يفهم المتسلطون ذلك. فلا دستور ولا شريعة سوى شرعية الشعب. كل شرعيات الحكم هي من الشعب ان خرج وانتفض الشعب على شرعيات السلطة فانه سيسقط ما يريد ويثبت ما يريد منها بشكل وفقا لما يراه مناسب  للعمل به.الانتفاضة مستمرة لاصلاح النظام وستحدد مطالبها وفقا لجدول زمنيا.

لنتضامن معا من اجل خير امة العراق الموحد
د.علي عبد داود الزكي


53
؛؛انتفاضة الورد؛؛  اسقطت حكومة المالكي   


ان انتفاضة الورد العراقية كانت بحق انتصارا للعدل والنبل والشرف وكانت صرخة حق للتغيير والاصلاح للمسار الديمقراطي العراقي. انها اقوى ضربة تلقتها  حكومة المالكي على مستوى الشارع كما ان هذه الانتفاضة جاءت نتيجة لفشل البرلمان العراقي المنتخب منذ اكثر من عام والذي لم يفعل حتى الان اي شيء يخفف من ازمات البلد فكل ما انتجه حتى الان هو حكومة هزيلة كسيحة حكومة المناصب التي استنزفت وتسنزف خزينة البلد. ان ظهور قوى التغيير التي يقودها الشعب سوف تعمل على تصحيح المسار الديمقراطي وتحقيق طموحات واحلام الانسان العراقي. ان انتفاضة التغيير هي انتفاضة الامل التي ولدت نتيجة لتجبر الكتل السياسية المتسلطة في العراق وتطاولها على حقوق الانسان وسرقتها لاموال الشعب العراقي. منذ 8سنوات والعراقي يصبر ويصبر ويعاني الويلات ولا حل يرتجي من اي تغيير في مؤسسات الدولة فكل ما يحصل هو تغيرات طفيفة على مستوى الحكم وفشل توفير الخدمات وعجز شديد عن توفير ما يحتاجه الانسان. حقوق الانسان مهضومة والانتخابات اصبحت  شكلية فلا بديل يرتجى منها لحل مشاكل المجتمع. فكل سياسيوا الغفلة ظلال الاحتلال اصبحوا يمثلون كيانات عرقية وطائفية وثنية القدسية يمارسون دكتاتوريات للحصول على المناصب للتسيد على المجتمع. ولا يقبلوا اي تجديد او تصحيح في مسارات مؤسساتهم وحركاتهم السياسية التي اصبحت عبارة عن دكتاتوريات مصغرة يمكن تسميتها بالمافيا التي تحاول ان تديم سلطة ونفوذ فلان وفلان. واصبح الفرقاء السياسيون لا يختلفون على ظلم الانسان العراقي لكنهم يختلفون على من يكون له نصيب الاسد بالسرقة ونصيب الاسد في  سلب الشعب العراقي حقوقه.
لم نرى اي من السياسيين ينتقد بشكل علني المظاهرات رغم ارتعادهم ورعبهم منها. ولم نراهم  يستنكروا طلبات الشعب المنتفض فجميعهم يقولوا ان طلبات الشعب العراقي مشروعة!! الجميع يقولوا مشروعة!!. اذا كانوا هكذا متفقين على شرعية مطالب الانسان العراقي فلماذا لم نراهم يعملوا على اصلاح البلد والعمل على النهوض بالخدمات وتوفير فرص العمل وزيادة الانتاج بعيدا عن الفساد؟! انهم حقيقة متفقون على ان ما يطلبه الانسان العراقي هو حق مشروع لكنهم غضوا النظر عن ذلك 8 سنوات!!. صحيح ان وضع البلد كان صعبا لكن هذا ليس كافيا لتبرير فشلهم. لانهم لو كانوا صادقين وجادين بتوفير الخدمات للعراقين لما حصل ما حصل فهم لا يعرفون ما يحتاجه الانسان العراقي وحلولهم لمشاكل الانسان العراقي هي بحد ذاتها مشاكل تعرقل الوصول الى الحل الاستراتيجي على المدى البعيد. لم نرى السياسين متفقين الى درجة كبيرة مثلما نراهم اليوم لان الشعب العراقي قد انتفض عليهم انهم اليوم خائفون على مكاسبهم. مواقفهم الان لا معنى لها انهم فعلا سقطوا وان لم تسقط حكومتهم ولم يحل برلمانهم. ان المتسلطين وصلوا للسلطة بعدة قوائم ذات قدسية دينية وطائفية وعرقية صماء قيدت فكر الانسان العراقي  ليكون في حالة صراع حقيقي يتناسى فيه التوحد الوطني وتنحسر خياراته في الانتخابات ويبقى امام خيارين لا ثالث لهما فهو اما ان يختار الاقل سوءا من وجهة نظر الانتماء العرقي والطائفي الضيقة او يمارس السلبية ولا يذهب للانتخابات. فمن العار ان يفوز 330 نائب في البرلمان العراقي ولم يتجاوز حد العتبة منهم الا 17 نائب فقط.
هناك مغالطة كبيرة يهتف بها ويروج لها البعض: وهي ان المواطن العراقي هو من انتخب الحكومة فلماذا يتظاهر عليها ليسقطها. وهنا للاسف اود ان اشير بان الانسان العراقي لم ينتخب الا 17 نائب فقط وهذا شي غير منطقي. وان الانسان العراقي لم يكان امامه خيار الا انتخاب الاقل سوءا. كما اود ان اشير هنا بتعمد المتسلطين على ايهام الانسان العراقي واستغلال بساطته وطيبه  في الانتخابات وفي اخفاء الكثير من الحقائق التي ممكن ان تجعل العراقي يفهم حقوقه وواجباته ويفهم ما هي الديمقراطية الحقيقية. ان اغلب العراقيين يظنوا بان سقوط الحكومة معناه هو الرجوع الى المربع الاول وهو فوضى وسرقه (حواسم كما تسمى) كما حصل بعد سقوط الطاغية المقبور والكثير من الناس يخافون هذه اللحظة وفعلا قام بعض السياسين والوزراء بترويج هذه الفكرة للمجتمع مما ولد خوف من سقوط الحكومة عبر وسائل  الاعلام والبعض منهم كان يصف المظاهرات بالفوضى ويقول ان الديمقراطية تعني التغيير عبر صناديق الاقتراع وهذا صحيح ولكن في حالة فشل الحكومة وهشاشتها يمكن ان تسقط الحكومة بانتفاضة شعبية وسقوط الحكومة لا يعني سقوط البلد والنظام ، في الانظمة الديمقراطية سقوط الحكومة لا يعني سقوط الديمقراطية ولا يعني العودة للدكتاتورية (كما وصفها بعض سياسيوا الصدفة المتسلطين للتحذير من المظاهرات الشعبية) ولا يعني سقوط النظام  ولا الفوضى لان سقوط الحكومة وحل البرلمان لا يعني حل الجيش وحل قوى الامن الداخلي. لكنه يعني حل البرلمان وجعل الحكومة حكومة تصريف اعمال والتهيؤ لانتخابات جديدة. وهذا مشابه لما حصل بعد حل البرلمان العراقي السابق  بعد الانتخابات في العام الماضي بقيت حكومة المالكي السابقة تمارس مهامها بدون برلمان لعدة اشهر الى ان تم الاتفاق على تشكيل الحكومة الجديدة. يعني ان عملية حل البرلمان عملية ليست مستحيلة وليست كارثية كما يتصور البعض  ويصورها الساسة اليوم. لا بل ان حل البرلمان الفاشل افضل من بقاءه وهذا الامر حصل في العديد من الدول الاوربية عندما تفشل الحكومة يتم اسقاطها واعادة اجراء الانتخابات.
 ان البرلمان العراقي الذي احتاج اكثر من 8 اشهر لاعلان الحكومة الجديدة والتي لم يكتمل حتى الان تشكيلها. لا يمكن ان نسميه الا برلمانا فاشلا لا يمكن ان يكون هو الحل ولا يمكن ان يكون هو الرقيب المناسب لحماية مصالح الشعب وتوفير الخدمات وفرص العمل. يمكن تسمية هذا البرلمان ببرلمان الكتل السياسية وليس برلمان الشعب. كما ان القوى السياسية تصرفت بعدم مسؤولية حينما لم تحترم الشعب العراقي ولم تحترم دماء الشهداء وجاءت برموز البعث المجتثين الى اعلى هرم السلطة وللاسف جميع القوى في البرلمان كانت صامتة وكانها تبارك ذلك. ان حكومة المالكي الان ممثلة من جميع المتحاصصين المتشاركين في تقسيم ثروات البلاد فيما بينهم. ظهرت خلافاتهم على كيفية تقسيم الثروات فيما بينهم ولم يظهر اي خلاف بينهم على عدم توفير احتياجات الشعب العراقي. لذا فان الحاكمون اليوم والذين يمكن ان نسميهم مافيات الحكم يمكن ان نسميهم باسم (قوى المحافظين) التي تسعى الى المحافظة على مكاسبها ومناصبها. وهم يمثلون جميع الكتل السياسية الحاكمة وهم يمثلون مكونات الحكومة الاساسية من الشيعة والسنة والاكراد.
 خلال السنوات الثمانية السابقة لم ينتفض الشعب انتفاضة تحقق شي له بسبب التناقضات الكبيرة التي كانت تغذيها الاحقاد الطائفية والعرقية التي تدعمها العديد من القوى الخارجية. ويبدو ان الظلم الحكومي للانسان العراقي وعدم احترام حقوقه جعل جميع المكونات العراقية تتوحد بفكر انتفاضة التغيير ضد الظلم والفساد والسرقة والمطالبة بتوفير الخدمات الاساسية. ان هذا التوحد انشا فكر الانتفاضة والذي يمثل الان فكر سياسي جديد يمثل قوى التغيير والاصلاح. ان قوى التغيير حقيقة هذه هي ولادة للديمقراطية الناجحة في العراق ففي بريطانيا مثلا يوجد حزبي المحافظين والعمال يتنافسان على السلطة. يبدو ان عراقنا اليوم اصبح فيه كتلتين سياسيتين هما: كتلة المحافظين وهي كتلة المتسلطون المتحاصصون في الحكومة والكتلة الثانية هي الكتلة الجديدة التي برزت الان للساحة العراقية وهي كتلة انتفاضة التغيير والاصلاح (كانها تقابل حزب العمال البريطاني)والتي ظهرت اكثر توحدا في فكرها ودفاعها عن حقوق الانسان العراقي امام الحكومة. لذا فان قوى التغيير هذه هي ولادة حركة سياسية عراقية مكون من جميع مكونات المجتمع العراقي وسيكون لها دورا كبيرا في المستقبل لرسم الخارطة السياسية في العراق  لتصحيح المسار الديمقراطي بعيدا عن الطائفية والعرقية.
الانتفاضة مستمرة... وترفع شعار الحياة بعزة وكرامة ليزهو ويزدهر العراق

د.علي عبد داود الزكي

54
؛؛ديمقراطية الغربة؛؛ حرية السكوت والصراخ في غياهب النت

 يبدوا باننا اليوم نعيش حرية بمعنى وحيد وهو حرية التزام الصمت كصدق سلبي بعد ان علمتنا التجربة خلال السنوات ما بعد سقوط الصنم بعدم وجود معنى حقيقي لحرية الكلام  لعدم وجود اذان حكومية صاغية لاهات الانسان العراقي اضافة الى تعاظم دور الارهاب الفكري وفرض رؤى الظلام على الانسان من قبل سلطات الجهل التي ترعب الشارع العراقي. اصبحنا اليوم لا نعلم ؛؛عن اي ديمقراطية يمكن نتحدث؟؛؛  هناك خشية كبيرة من طرح الاراء بجراءة وقوة حيث ان الظلم والارهاب والاجرام لم ينتهي  بل اخذ يظهر ويتعاظم بوجوه جديدة. هل السلطة تعني اتفاق المرعبين على وضع القوانين والتشريعات على حساب القيم الانسانية وحقوق المجتمع؟!!!. كنا نتمنى زوال الطاغية صدام  لكي نستنشق هواء الحرية والسلام لكي نعيش الحرية والامان ونهتف بآراءنا بجراءة وصراحة دون خوفا من منافق ودون خوفا من الجهل واستخبارات الحائط. فما ان زال الطاغية وجدنا انفسنا غرباء عن عصر الديمقراطية اللقيطة ديمقراطية المساومات والتدكتر التي لا تحترم حقوق الانسان ولا تعمل على تحقيق العدالة والمساوات ولا تحترم راي الانسان العراقي البسيط الذي عانى ما عانى منذ عقود ولازال يعاني. ان ما تم التاسيس له في عراق ما بعد الطاغية ليس فيه اي قانون محترم كل ما فيه مساومات ونهب لثروات الشعب المغلوب على امره الشعب النائم او المنوم بافيون الشعوب. نخشى اليوم الافصاح عن كل ما في داخلنا بصراحة ونخشى ان نكشف السوء ونخشى ان نتكلم لان السلطة اليوم يقال عنها ديمقراطية ولكن الوقائع والاحداث ومجريات الامور اثبتت لنا بان ديمقراطيتنا وحريتنا منذ اليوم الاول بعد سقوط الصنم سرقت واغتيل الصدق والسلام.
لا يمكن لاي عراقي اليوم ان ينتقد جميع الحركات والتيارات والاحزاب السياسة العراقية بحرية دون ان يتعرض لاذى او تصفيه او ارهاب الا ان كان مقيم خارج العراق او كان يتخذ اسما مستعار في عالم مواقع النت. كنا نظن ان حرية التعبير والانتقاد ستكون رفيق الاستقرار الامني  الذي تحقق خلال السنوات الاخيرة لكن للاسف لم يرافقه تحسن على مستوى الحريات لا بل بالعكس ازداد الفساد وازداد معه نشوء المافيات السياسية. بدلا من ترسخ مفاهيم حرية الراي والانتقاد لاجل الاصلاح والبناء وازالة السوء نرى ترسخ مفاهيم حرية جديدة يمكن ان نسميها بحرية الصمت والسكوت (حرية الصدق السلبي). ان محاولة تصحيح مسارات السلطة وانتقادها اليوم  حقيقة يحتاج الى جهاد شعبي كبير ولربما الشعب غير مهيء لذلك اليوم. فالجهاد لا يظهر نتيجة لازمة او ازمات في فضاء غياب الحريات في سجن العيش في ظل الارهاب وسيادة الجهل المسيطر كسلطة على الشاراع. ارهاب يسجن الانسان في خانات الصبر والانتظار ويسرق العمر وتسرق شمس الامنيات. وتغيب الحريات ويفقد القانون والنظام وتسود شريعة الغاب. ان الجهاد  يحتاج الى نشوء فكر توحد شعبي قبل ان يكون انتفاضة ان الجهاد فكر يحتاج الى تنشئة سليمة في مدرسة التوحد الوطني والتي تنبه الناس وتخلق منهم وحدة سلوك جماعي توجههم باتجاه الانتفاض وتحقيق الاهداف بالاسلوب الجهادي الصحيح المؤثر بطرقه واستراتيجاته المختلفة لصفع قوى الظلام والدكتاتورية. فصوت الضعفاء لا يسمعه احد ولا يهتم له احد ما لم يزلزل عروش المستبدين. صوت الضعفاء ان توحدوا وكان له استمرار وله تواصل وله تبعات قوية فانه سيحقق غايته كما حصل في تونس في انتفاضة الياسمين الاخيرة ونتمنى ان لا تسرق ثمار الانتفاضة البطولية للشعب التونسي من  قبل ايتام نظام بن علي واقزام الجهل والعمالة الخارجية.
 لذا فان الكلام لا معنى له قبل اوانه ما لم تحين لحظة الصرخة الشعبية الموجه ضد الظلم لقلب السوء. الجهاد يحتاج الى فكر ونضج ولحظة استراتيجيه لانطلاقه وعامل المفاجئة  والاستمرار مهم جدا لكي يحقق غاياته.  يبدو في عصر الديمقراطية اللقيطة اليوم بان السوء سيتفاقم وسيزداد وستهوي كل المقدسات التي احترمناها وستنشا مقدسات جديدة للجيل الجديد وسيزداد ظهور قيادات الجهل المتحالفة مع السوء لادامة استمرار الاستحواذ على السلطة. ويبدو اننا اليوم في عصر الخضرمة لنشوء افكار جديدة ومفاهيم عولمة جديدة ستلغي كل المفاهيم القديمة وستهوى معاني مقدسات الدولة والوطن امام التغرب والعولمة وتكنلوجيا النت والحاسوب وسيطرة الشركات العالمية على مقدرات العالم متجاوزة حدود دولها ونفوذها لحكم العالم بالريموت كونتورل. فهل من سبيل لمواجهة كل هذه التحديات الان؟! هل نمارس طقوس حرية الصمت بصمت .. ام نصرخ في غياهب النت؟!!...
 
د.علي عبد داود الزكي
 

55
؛؛عفوية مراسم عاشوراء ؛؛ انتفاضة الحق المستمرة ضد الظلم

لقد قرات بعضا مما كتب حول موضوع عاشوراء فيما كانت الكتابة بين ناقد وحاقد ومؤيد ومتحفظ ومتحذلق  فوجدت الصراع على اشده والصراع الفكري بين العفوية والبساطة في اظهار الحق من جهة وبين الثقافة الغريبة والحقد والضغينة وبين من لا يحمل سوى الافكار السوداء من جهة اخرى. لا اتفق مع من يصف عامة المجتمع بوصف لا يليق (ولربما الكثير من الكتاب المحترمين لا يقصدوا الاساءة وانما قصدوا بوصفهم المتسرع بساطة الناس وعفويتهم وسلوكهم الفطري ). ان كل مجتمع من مجتمعات الارض ما هو الا عبارة عن نسيج اجتماعي مكون من طبقات اجتماعية وفكرية مختلفة كما ان طبقة او فئة المفكرين لا يمثلون الا اقلية صغيرة. فليست المجتمعات الاوربية او غيرها بافضل من مجتمعاتنا في هذه النقطة. ان هذه المجتمعات على الاعم الاغلب بعيدة نوعا ما عن القدسيات الدينية. لذا نراهم يرفضون ما لم يتعودوا عليه لكنهم يؤمنون بالخرافات وعقولهم بسيطة والاعلام ياخذهم يمينا ويسارا. وتبقى غايتهم هي كيف يعيشوا الدنيا بافضل ما يمكن لهم حتى لو كان ذلك على حساب الاخرين او على حساب المجتمعات الاخرى. نبينا الاكرم عليه وعلى اله افضل الصلاة والسلام قال واكد على محادثة الناس على قدر عقولهم وهذه حكمة يدركها المصلح الاجتماعي لربما اكثر بكثير من المفكر الذي يتبنى المثالية الخيالية او النظرية الافلاطونية. ان هؤلاء الناس الذين يقيمون مراسيم عاشوراء ما هم الا ناس بسطاء وعفويون. غايتهم هي ان التقرب الى الله والدعوة للحق بعفوية شديدة وهم يفعلون ذلك بنية خالصة قد لا يمتلكها الكثير من المثقفين المتحذلقين بالكلمات والمستنكرين المنددين بشدة لكل ما لا يلائهم ذوقهم. ان عفويتهم واحساسهم وايمانهم العميق بما يفعلون بانه يقربهم من الله ويجعل قلوبهم مترققة ورحيمة ويجعلهم كرماء ويجعلوهم في حالة نشوة نفسية وعاطفية كبيرة. وهذا شيئا لا يمكن ان يحصل لهم ولو تحدث  معهم كل مثقفي الارض بمحاضرة او محاضرات فكر وثقافة. ان توحدهم وسلوكهم العفوي يعتبر درس الهي بليغ ينبه العالم كله ويجعل الدنيا كلها تنظر اليهم وتنبه الى حقيقة الانسان ونضاله ضد الظلم من اجل الحق والحرية انهم يعطون محاضرة ألهيه لكل البشرية وهذه المحاضرة يفشل في ايصالها ابلغ المفكرين فمن يستطيع ان ينقل فكر الحسين لكل الدنيا ويجعل الناس في كل ارجاء المعمورة يهتموا بانتفاضة الحق الحسيني. ان العفوية والشعور الجماعي بالانفعالات المتعاظمة باتجاه الانتفاض للحق جعل من هؤلاء العفويون وكانهم ذوي شعور جماعي يتحركون وفق الفكر القدسي الالهي الذي شاء لهؤلاء ان يكون بمجموعهم معلم عظيم للبشرية. ان بساطة ادركهم لمسالة الحسين وانتفاضته ضد الظلم يفهمونها عاطفة ولاء للحسين ودموعهم تحكي واصواتهم تصدح بهذا الولاء. اتفق مع البعض بان المغالاة غير مقبولة لكن لا يمكن ان اقول عنها محرمة او مرفوضة ما دامت لا تسيء الى احد.
 ان مواكب الزناجيل يضربون بالزناجيل اجسادهم ولا يؤذون انفسهم وانما هم يمثلون حالة من الرضى النفسي والانساني الكبيرة. هناك تهويل وتعظيم كبيرة لمسالة مواكب الزناجيل على انها قاتلة ودموية وما الي غير ذلك وهذا غير صحيح الا بحدود ضيقة جدا قد نراها في افغانستان  مثلا. ان مواكب الزناجيل الدموية ترى في ايطاليا واوربا في بعض مهرجانات الحزن المسيحية يشاهد المحتفلون وهم يضربون انفسهم بزناجيل فيها سكاكين. بينما مواكب الزناجيل في العراق بشكل عام هي مواكب حزن عفوية وبسيطة وغير مؤذية وانا يوميا في ايام محرم الحرام ارى عشرات المواكب التي يسير فيها حتى الاطفال بعضهم بعمر 7او 6 سنوات وهم يحملون الزناجيل الصغيرة ويضربون بها اجسداهم برفق ولم ارى فيهم من هو متاذي جسديا. ان مواكب الزناجيل هي اشبه بمهرجان وطني للحرية ولمولاة الحق لا يؤذى فيها احد. ان هذه الموكب اثرها بليغ برسم ثقافة التوحد العاطفي المقدس الكبير للمجتمع العراقي ان اقامة هذه المواكب بنغماتها الحسينية تزرع بالنفوس ما لا يمكن ان يمحى. اقول كلمة هنا ان هذه هي عقيدة حق جبارة تحفظ الفكر الحسيني اكثر  من كل الندوات الفكرية التي ممكن ان تقام. لانها تثير في النفوس حب المعرفة بعد ان يرى الانسان هذه المواكب ويشاهد الهيام في حب الحسين وحب الحق يكون الانسان تواقا ليسمع الكثير عن فكر الامام الحسين وانتفاضته العظيمة ضد الظلم. ان المواكب الحسينية هي مدرسة بليغة تحفظ الفكر وتزرع في نفوس الاطفال خصوصا حب الحسين وحب الحق والفضيلة. اتذكر مثل الحلم ايام طفولتي في عاشوراء كنت اجوب درابين قريتي مع المواكب الحسينية وكنت ارى جميع اهل القرية يبكون ويضربون الصدور ويصرخون بكلمة لبيك يا حسين بصوت ونغمات تثير في النفوس العاطفة العظيمة وذلك جعلنى اتنبه لهذا وكنت اسال امي وابي  واخوتي الكبار عن ذلك واسال احيانا زملائي تلاميذ المدرسة بنقاشات بسيطة بريئة. كنت افهم من هذه المراسم اكثر مما افهمه من محاضرات وكلمات الفلاسفة والمعلمين. نعم ترسخ في ذهني حب الحسين وفهمت رسالته الجهادية. ان المراسم الحسينية ليس فيها شيء سيئا بل انها اعظم كرنفال لنصرة الحق انها رياضة وصحة نفسية وبدنية لم نسمع في مراسم عاشوراء ما يسيء الى اي راي وفكر اجتماعي اخر لم نسمع فيها أي شيء يثير الفتن اتجاه المجتمعات والاديان والطوائف الاخرى. ان المقدسات ان لم يكن فيها شيء من القسوة على النفس ما سميت مقدسات. لان الانسان لا يتعلم النظام الا بقوانين فيها شيء من القسوة لكي يستمر القانون ويستمر النظام. ان الشعائر الحسينية واعلان الولاء وما يرافقها من محاضرات هنا وهناك ونقاشات هنا وهناك هي التي تجعل هذا الفكر منتصرا وباقيا ما بقينا وبقيت الحياة. ان الاعلام المعادي كبير جدا وهائل ضد فكر الامام الحسين وانصاره وضد مراسم عاشوراء على طول ايام السنة والفكر التكفيري يفعل ما يفعل بامكانته الاقتصادية والاعلامية الهائلة ليشوه الحقائق ويحاول ان يسيء الى معتقدات اتباع اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم اجميعين ويفشل اعلام الفكر التكفيري امام اعلام اقوى من كل اعلام في العالم وهو اعلام  الصدق الحسيني المترسخ باحياء شعائر الحزن واحياء عاشوراء حيث تاتي ايام محرم الحرام لتصفع كل ذلك الاعلام الغبي بهتاف الجموع بكلمة لبيك يا حسين لبيك يا حسين.
 المحاضرات ضرورية للتعريف بفكر الحسين لكن الفكر لمن؟ ان الفكر والنقاش العلمي لمن لا يعرفه واجب.. والكثيرين من النواصب معبئين فكريا بحيث هم لا يسمعون أي كلمة حق ولا يتقبلون أي نقاش صالح. لذا تاتي هذه المراسم الحسينية لتكون صرخة عظيمة تنبه الغافلين. ان هذه المراسم التي يستهجنها البعض هي سر من اسرار القدسية وهي اعظم وابلغ محاضرة فكرية للعالم ممكن من خلالها ان يتنبه الكثيرين الغافلين  ليهتدوا لصوت الحق. ان حدوث مثل هذه المراسم ونقلها عبر الفضائيات من مواكب الزناجيل ومواكب الحزن والتشابيه  وركضة طويريج عندما يرى العالم كله الملايين يركضون وهم يصرخون بصوت الحق لبيك يا حسين سيسال الناس سوف يسال كل من لا يعرف لماذا هذه الركضة لماذ هؤلاء يقوموا بهذه المراسم. لاجل ماذا كل هذا ان هذه المراسم تعطي اعظم واكبر تحفيز للعقول في كل ارجاء العالم ليستفهموا الحقيقة ومن يراها يتفاعل في الغالب ايجابيا معها لانها عفوية وصادقة نحن كبشر أي شيء صادق نتعاطف معه نحاول ان نفهمه وندركه ونفسره على اوجهه الصالحة. اذن هذه الجموع الجبارة التي تحيي مراسم عاشوراء تثير في النفوس الكثير من الاسئلة العظيمة التي يمكن للمنصف ان يستنتج منها الكثير الكثير من العبر الصادقة الصالحة. وهنا المفروض ياتي دور المثقف والحكيم والفيلسوف ليعطي معاني الانتفاضة الحسينية واحياء مراسمها. ان مراسم عاشوراء هي واجب اجتماعي ووطني ان لم اقل ديني وهي انتماء للحق. ان الائمة الاطهار عليهم الصلاة والسلام نصحوا اتباعهم بعبارة(احييوا امرنا) المقصود بذلك هو استمرار انتفاضة الحق الحسيني حتى بعد استشهاده ..لتكون صرخة حق مدوية ترعب كل سلطان جائر وكلمة لبيك يا حسين ترعب كل حاكم ظالم. ان الجموع والحشود الشعبية العفوية في احياء عاشوراء لو تمعن فيها كل منصف سيجد بانها لا تضر احد ابدا.انها راية التوحد الشعبي الوطني يجب ان نبحث عن أي شيء يوحدنا لان الوحدة هي قدسية وطنية واجتماعية.
ما احلى شعار هيهات منا الذلة لبيك يا حسين.... هيهات منا الذلة لبيك يا حسين.

بقى الاراء نسبية ..نحترم جميع الاراء قلنا ما نعتقد بدون  تعصب ونحترم أي راي هادف لا يسيء الى احد ولا يكون ناشيء عن حقد اعمى.. نحترم الاراء ونتقبل النقاش المنطقي العلمي الهادف. بعيدا عن روح التسقيط وروح المعاداة.

 تحياتي واحترامي لكل منصف باحث عن الحقيقة

د.علي عبد داود الزكي



56
؛؛الشرق الاوسط الجديد؛؛ الفوضى الخلاقة وضحايا التغيير(1)

ان الفوضى الخلاقة التي بدا مسلسل حلقاتها في العراق سوف لن تنتهي كما كنا نظن على ارض العراق فقط بل انها ستنتشر الى كل دول المنطقة وبذورها بدات تنمو بقوة في العديد من دول المنطقة. ان ما يدعى الفوضى الخلاقة هي فرض السيطرة الامريكية بالريموت كنترول على الشرق الاوسط واعادة هيكلته وفقا للمصالح الامريكية. لن تنتهي فوضى العراق بل ستستمر وفق ما خططت له وستعمل امريكا على توسيع دائرة الفوضى لتعم كل دول المنطقة خلال عقد او عقدين من الزمن. نرى اليوم بان الفوضى بدات في السودان واليمن والسعودية والباكستان كحلقات اضافية للعراق وافغانستان. ان وقوع السعودية في مسلسل الفوضى والفتن سوف يكون حلقة ذات سيناريو امريكي بامتياز وستمثل هذه الحلقة الانهيار الاقتصادي لكل الخليج ودويلاته وإماراته لصالح الشركات الامريكية العظمى وهذا لن يتم الا من خلال الصراعات التي ستتزايد بين المكونات الشعبية على الارض السعودية حيث سوف تتفجر فوضى المتناقضات والتصارعات وستكون السيطرة امريكية على كل ما يجري بشكل غير مباشر. ستعمل امريكا على توفير كل مستلزمات الصراع المادية من سلاح ومعدات وتكنولوجيا قذرة واتصالات وشذوذ وخلاعة واعلام مبرمج لدعم وترويج افكار التناقض. وستدعم قوى التشرذم والفكر الاسود الذي سيغذي الصراع لاجيال قادمة مما سيولد تنافرات هائلة. بعدها سينهار الخليج الثري ليصبح ممر للفقر والالم في كل المنطقة. خصوصا وان الخليج لا يمتلك مقومات الاستقرار الاقتصادي بدون النفط.
انها الهمينة الامريكية الجديدة على الشرق الاوسط والعالم والتي ستعمل باستراتيجية خلق الفوضى لغرض جني الارباح والمكاسب الهائلة واحكام السيطرة على العالم. من المتعارف عليه بان الادارة الامريكية هي ادارة غالبا ما تعتمد المبدا البرغماتي  الارتجالي في سياستها وتتنصل كثيرا من وعودها وعهودها وتسوف عن طريق تقلب حكوماتها وسياساتها من دورة انتخابية الى اخرى. ان المنهج البرغماتي غالبا ما يكون فعالا وحازما في حل المشاكل الانية. لكن امريكا لا تضحي بالمستقبل الاستراتيجي لصالح الربح الاني كما يفعل العرب غالبا. لذا فان البرغماتية سياسة معالجة احداث انية فقط بحلول عقيمة مستقبلا ستولد مشاكل عظيمة سيكون فيها رضوخ اكثر لامريكا. حيث ان الحدث الاستراتيجي لا يخرج عن نطاق السيطرة الامريكية المباشرة. المنهج الامريكي ممكن فيه ان تتبدل خطط اليوم ويتبدل عملاء اليوم حسب مقتضيات الساحة لكن خطط واستراتجيات الغد ثابتة توظف فيها كل الامكانات لغرض النجاح فيها وفرض الرؤية الامريكية على العالم كواقع حال لا يمكن تجاوزه. اي مشكلة انية في الشرق الاوسط لا تحل الا وفق منظور آني اهوج. وتستند الحلول الى مربكات كثيرة ويؤسس الحل الى استقرار آني واتفاق آني يزيد من هشاشة الانظمة وهشاشة البنى ويمهد للفوضى الكبيرة والتي تعتبر هي الهدف الامريكي الاستراتيجي. ما هي حلول لمواجهة ذلك؟!! المفروض ان تكون هناك مؤسسات اكاديمية عليا ذات استقلالية عالية ورؤية واقعية تعمل في التخطيط للبلدان العربية لتقليل الخسائر وتوفير فرص نجاح اكثر لكسب الانسان والنهوض بالاقتصاد والحفاظ على خصوصياتنا الثقافية امام هجمات التغرب والعولمة. هذا المقترح يبدوا وكانه افلاطوني لان حتى مؤسساتنا الاكاديمية العربية فصلت بشخصياتها على مقاسات الجهل والفساد. فمن سيضع الحلول اذن؟! من سيكون صاحب القرار؟!  انه الشعب الذي يرفض الموت .. الشعب الذي يريد الحياة ... اننا اليوم بحاجة الى كتاب ومفكرون لاستنهاض الهمم وتوحيد الرؤى وتوليد موجات التغيير.
د.علي عبد داود الزكي



57
؛؛ دعوة للمؤسسات الدينية لتوجيه الشعب للانتفاض؛؛


؛؛هنا ارض اكد؛؛ هنا الاه وهنا اللاقرار لسياسي الغفلة!! ان القرار يحتاج الى عصبية رجال الحق والفضيلة!! ان تاخر تشكيل الحكومة يشير الى ان الحكومة القادمة ان تشكلت فانها من اسوء الحكومات وذلك لكثرة الخروقات الدستورية ولكثرة التنازلات التي حصلت وستحصل لصالح التاحصص على حسب القانون والنظام وعلى حساب الشعب والوطن الواحد. ان ازمة تشكيل الحكومة اليوم اهم اسبابها هي الانانية والدكتاتورية السياسية والتي يبدو انها اصبحت سمه تنمو بقوة عندما لا يوجد قانون سوى قانون السلطان. والذي يختزل فيه جميع الخيارات الوطنية براي دكتاتوري لبناء مؤسسات المافيات الحكومية بدلا من بناء مؤسسات دولة القانون والنظام. ان ازمة تشكيل الحكومة الحالية هي ليست الازمة الوحيدة التي واجهت البلد في سنواته الاخيرة بل انها ازمة وريثة نكبات وازمات انها ازمة تطفو على سطح بحر الظلم والظلام على سطح بحر التصحر بحر التغرب بحر الصراع بحر التناقض بحر الازدواج بحر غزل السياسة الماجن بحر السوء الذي قذف بقطاع طريق الخير الى اعالي هرم السلطة.
فمن من المفروض به ان يتحرك اليوم لانقاذ البلاد؟!! هل ننتظر من الشعب الذي اتعبته السنين من اهات وصراعات وظلم وجور ان ينتفض ليسقط السوء الارعن بعفوية شديدة. هل الشعب الذي لم يستقر على حال ولم يهنا له عيش منذ عقود من الزمن قادر على  فعل شيء لأحداث التغيير؟!!! وما هي الدوافع التي ستحرك المجتمع للانتفاض؟!! من هم قادة المجتمع للتغيير نحو الافضل اليوم؟! هل هم السياسيون الذين يسعون الى ابقاء المجتمع جاهل؟!  ام ان المثقفين والمفكرين العراقيين اليوم قادرين على تحريك المجتمع بفعالية عالية للانتفاض على السوء والفساد؟!. ان المجتمع يعاني من فقدان ذاكرة التوحد الاجتماعي ويعاني من الجهل المركب المفروض عليه (لاسباب كثيرة ولعهود ظلم طويلة) ويعاني الاغتراب بظل العولمة  (الامركة) الجديدة. لذا لا نتوقع من السهولة ان يقوم المثقفون بدور كبير في المرحلة الراهنة على  مستوى تحريك الشارع. لكن من الممكن ان يكون لهم دورا في تثقيف المجتمع والنهوض بمقومات التماسك الاجتماعي للمستقبل.
هل سينجو العراق ويزدهر على ايدي النخب السياسية التي تتصارع اليوم من اجل عواطفها وطموحاتها غير الناضجة متجاوزة الوطن لصالح الاشخاص والاحزاب وغاب عن اهدافهم وامنياتهم ؛؛العراق الواحد ؛؛ الذي يجب ان يقدس وتتظافر الجهود  للعمل من اجل ازدهاره ؟!! هل من المنطق ان ننتظر من متسلطي الصدفة  شيء؟! حقيقة وبدون تجني على احد لا يمكن ان ننتظر اي شيء صالح منهم. انهم عاجزون عن تطبيق اي نظرية عاجزون عن تحقيق اي حلم عراقي ان عجزهم اكبر من عتبة الالم الذي يعيشه العراقي. اين ثقافتهم الديمقراطية التي كانوا يتمشدقون بها والتي يقولوا انهم عاشوا او تمتعوا بها سنين طويلة في ارض الغربة (ارض الوطن الثاني لا نعرف هل نسميه الثاني ام الاول !!!!!). نتسال اين الوطنية اين الصلاح اين الاخلاص الذي كانوا ولازالوا يدعونه. لا نعمم الخيانة والعمالة والسرقة على الجميع لكن حتى الصالحين منهم نراهم غارقين في بحر الهموم وهم يلبسون اثواب التجلوز الجديدة في سلطة العصر الديمقراطي الامريكي الاهوج.
كانت جدتي رحمها الله تقول دائما كلمة لازالت اذكرها على الانسان الخامل الذي لا يعرف تدبر اموره ولا يخرج باي حل لاي مشكلة صغيرة ام كبيرة وكانت تصف ذلك بعبارة ؛؛(خنيفسينة بالصوف)؛؛ حيث ان الخنفاس عندما تسير على الارض تسير بسرعة بطيئة نوعا ما لكنها لو وضعت في الصوف فان تشعبات اقدمها المسننة سوف يلتف الصوف عليها ويعيقها ذلك عن الحركة بشكل كامل ومهما حاولت فلن تستطيع ان تخرج وكلما حاولت ازداد الامر سوءا عليها. وهذه هي الصور التي نراها اليوم لسياسيوا المرحلة (الخنافس) تشكيل الحكومة (الصوف) فكلما حاولوا حل عقدة التفت عليهم عقد. يبدوا اننا اليوم بحاجة الى مكافحة الخنافس العاجزة عن تشكيل الحكومة وذلك لانها اصبحت مضرة وضررها اصبح كبير على الوطن العراقي.
 اذن ممن نطلب الحل؟ لقد اطبق العجز على كل عقول السلطة عن اتخاذا اي قرار. اصبحت عملية تشكيل حكومة عملية مستحيلة عملية صعب ان يحقق فيها اي نصر للعراق الديمقراطي الموحد. نسال متسلطوا الغفلة هل هذه هو دستوركم الذين كنتم تتباهون فيه وتفتخرون على انه منجز عظيم؟!!!!  انه  دستور العجز  دستور القرارات والبنود غير المقدسة دستوركم متناقض فقراته غير متناسقة وفيه من الغرابة ما يثير بالنفوس الالم والحيرة. هل الدستور كتب لمصلحة فئة محددة ليستعبدوا المجتمع العراقي؟ هل كتب الدستور لصالح من غرتهم مباهج السلطة الى درجة ان اول انتخابات يتم فيها التخلص من دستور بريمر  تفشل في تشكيل حكومة وتفشل في احترام ما كتب في الدستور. امريكا لا يهمها ما يحصل من سوء ديمقراطي الان امريكا ان عانت من اي مشكلة في العراق او توجه الاعلام لنشر خبرا سيئا عن العراق  فانها ستفتعل ازمات في مواقع اخرى من العالم وتبعد الانظار عن العراق وتوجه الاعلام صوب الحدث الساخن وتخفي ما يجري في العراق. ان امريكا اليوم  بعيدة عن اي فشل في العراق رغم انها هي المسؤولة المباشرة عن كل ما جرى ويجري انها تسيطر على دمى المسرح الديمقراطي بالريموت كونترول وليس بالخيوط لتحريكهم كما تهوى وتحب. الساسة الامريكيون يصنعون ازمات الشرق ويجلسون يتفرجون على مسرح الدمى باستمتاع  وليحددوا بعدها رسمهم رؤيتهم لمستقبل المنطقة وفقا لمصالحهم الاستراتيجية. ما دام نفط العراق وخيراته في الارض لا مشكلة على المشروع الامريكي الاستراتيجي في العراق.
امريكا لا تفضل الرجل الوطني العادل الذي يؤمن بالمساواة والعدالة لانها تعادي ايديولوجيا اي فكر يساري. ان امريكا تفضل العملاء زعماء السيناريو والاخراج الامريكي الاعلامي الكاذب. امريكا قادرة على خلق من بعض ممن تختلف معهم ايديولوجيا عملاء تابعون ينفذون رغباتها وبذلك تحقق الكثير مما ترمي اليه. لذا فان امريكا صامتة اليوم ولا  ترغب بالتدخل لتشكيل حكومة لانها تريد من الاطراف ان ينجرفوا بكثير من التطرف الى هاوية قد تؤدي الى اشكاليات وتدعيات كبيرة على مستوى الشارع العراقي لكي يصبح جميع السياسين بمستوى عالي من الضعف لفشلهم الذريع في تحقيق طموحات الانسان العراقي وبذلك سيرفضهم الشعب بقوة وسيكونوا تحت رحمة امريكا لابقائهم في واجهة الاضواء السياسة القذرة فهي من يقدمهم الى كراسي السلطة بدعم مرحلي (لا يعني انه سيستمر) ليضمنوا ولائهم. لكن بنفس الوقت  ظهور اي بديل افضل لمصالح امريكا فان امريكا لا تمانع باطلاق كلمة كشك ملك على عملاء الماضي مثلما اصدرت الامر بالتقاعد الاجباري لحكومة الظلم الصدامية ، رغم ان صدام كان مستعدا للتوقيع على بياض من اجل البقاء في منصبه.
ان الحدث والزمن فرض امور اخرى على العالم مما حدا بامريكا انتهاج سياسة جديدة والاعتماد على رجال جدد في تصدير العولمة (الامركة) وفرضها على العالم. اصعب ما تواجهه العولمة في الشرق هي الاخلاقيات والقيم الحضارية والاجتماعية الشرقية. لذا كان القرار بتصدير العولمة عبر العراق لكل الشرق كبوابة وتجربة سيفرض نجاحها لصالح امريكا ويفرض الخضوع والالم على شعوب المنطقة واولها العراق. ان العراق يعتبرونه مهيئا لذلك لانه البلد الاكثر تعرضا لحلقات الاختبار والحروب في العالم في عصره الحديث. العراق لم يستقر منذ تسلم القوميين السلطة في العراق وتجارب الالم والجوع والحروب استمرت وتوالت عليه. لذا فان وضعه وظروفه الخاصة او بمعنى اصح الظروف الاستثنائية التي عاشها العراق خلال عقود طويله لم تعد استثنائية لانها اصبحت واقع حال يعيشه العراقي وبذلك ممكن فرض ظروف استثنائية جديدة عليه لفترات زمنية جديدة كما حصل في عراق ما بعد سقوط الصنم. ان شفاء العراقي من اي الم اصبح امرا مستحيلا مالم يكون الشفاء بالم جديد اشد منه وكل مرحلة صبر تفضي الى صبر اكبر والم اكبر.
المشكلة العظمى التي يواجهها العراق اليوم هو تآمر الجوار العربي والاقليمي عليه لصالح المشروع الامريكي في المنطقة. تدخلات سياسية ، تمويل ارهاب ، استنزاف الثروات ، حسر المياه عن شعبه هذه هي التدخلات الاساسية التي يعاني منها العراق بعد الاحتلال. اضافة الى وجود تدخلات مخابراتيه تعمل على توجيه الحركات والاحزاب السياسية للتصارع على السلطة لصالح اثنيات او طوائف او احزاب للاستئثار بالسلطة لصالح التجزئة والتشظي والضعف وتدمير العراق كدولة قوية. تم استغلال طاقات التنافر والصراع الكامنة في العراق وتغذيتها بكل وسائل التناحر لاضعاف العراق وجعله هزيلا يعيش تحت رحمة كل دول الجوار فهل سنتوقع بعد ذلك تدخلا محمودا من قبل الجوار في مسالة ازمة تشكيل الحكومة ؟! بالتاكيد اي تدخل خارجي سيكون غير محمود يمهد الى تبعية وحرب اهلية. لذا نعود الى الداخل الوطني العراقي نعود الى الشعب الذي يعاني من كل انواع الازمات ، شعبا يعيش البطالة والفقر والاضطهاد من قبل كل مؤسسات الدولة. نعود لنبحث الحل الوطني والحل الوطني يمتلكه الشعب لانه هو الوحيد الذي سينجب قيادات القرار الوطني ولو بعد حين.  هل سيستطيع الشعب ان يضغط في مسالة تصحيح المسار السياسي العراقي الان؟!!!. بالتاكيد الشعب قادر على ذلك لكنه بحاجة الى التوحد والتضامن وبحاجة التكاتف تحت راية وطنية تهتف للعراق الوحد الموحد وهذا يحتاج الى توحد فكري ووطني.
لدينا اليوم ازمة قيادة حقيقية لتوجيه الجموع الشعبية اتجاه تحقيق طموحاتها واهدافها. لم تظهر قيادة تعمل على حث الشعب على التخلص من العواطف والانتماءت الضيقة عندما يكون امام مصير امة العراق والتي يجب ان يتم التاسيس لقدسيتها والتضامن من اجلها. ان عاطفة الانتماء الطائفي والعرقي ليست عيبا وليست جرما لكن بعيد عن الراديكالية السياسية التي تنبع من الانتماءت الضيقة.  هناك افتقار حقيقي لقيادات شعبية قادرة على قيادة الشعب وتحريكه عاطفيا ليكون ضاغطا اتجاه تشكيل حكومة وطنية. لحد الان لم يتم تبني مشروع  القدسية الوطنية والعصبية الوطنية التي تحترمها جميع مكونات الشعب العراقي وللاسف قيادات المكونات العراقية اصبحت اليوم منقسمة على نفسها ولا امل بان تعود ادراجها للنظر باستراتيجية الحل لمشكلة الامة العراقية. يجب احترام كلمة الامة العراقية وفرضها كواقع لكل العراقيين. العراق ليس تابع الى احد العراق ليس قطرا وانما العراق امة موحدة بكل مكوناته واعراقه. فهل لدينا اليوم قيادات سياسية تعمل على هذا الاساس؟!!!!.
لذا يجب ان يكون هناك اتفاق اخلاقي ومبدائي بين القيادات العراقية الدينية وعلى المؤسسة الدينية ان تعطي مقترحات لا يتم تجاوزها من قبل السياسين. يجب ان يكون هناك دور توجيهي ضاغط باستعمال قوة الجماهير وليس ترك الامور دون حدود يجب ان يكون هناك دور  لكل المرجعيات الدينية العراقية بجلسات حوار في فرض القرار على السياسيين او اقالتهم بدعوة الشعب الى التظاهر السلمي او العصيان المدني لاسقاط سياسيو السوء لغرض تشكيل حكومة انقاذ وطنية تعتمد فيها الاشتركية الاسلامية كمبدا للعمل المؤقت الى حين تهيئة الساحة العراقية الى انتخابات حرة نزيهة واعادة اصلاح الدستور لتحقيق العدالة والمساواة. ولتكون انتفاضة الشعب العراقي هي نواة التغيير لكل شعوب المنطقة نحو الديمقراطية العادلة كما فعلت الثورة الفرنسية في اوربا والعالم الغربي. القدسية الدينية في مجتمعاتنا لها دور عظيم في تحريك المجتمع للضغط من اجل اصلاح المؤسسة الديمقراطية العراقية  يجب ان تتخذ المرجعيات الدينية لكل المكونات العراقية زمام المبادرة ليس بالتدخل المباشر وانما بتوجيه الشعب وليس الاحزاب (التي فشلت وما زالت متمسكة بنقاط الفشل) للقيام بدوره الايجابي في التغيير نحو الافضل. كان للمرجعيات الدينية دورا كبيرا في حفظ العراق ومنعه من الانزلاق في مؤامرات الحرب الاهلية كما ان دورهم كان كبيرا ومحمودا في كثير من الازمات . واليوم هناك مطلب وطني لتقليل الخسائر على المدى القريب والربح الاستراتيجي على المدى البعيد. وهذا الدور محكوم بتقبل الشارع  العراقي للقدسية الدينية. ان استمرت الازمة واستمر العولمة او الامركة في تغلغلها في المجتمع سيدفع العراق اغتراب كبير وتلاعن للماضي والارث الوطني والديني.
ليس كل من هتف ضد الظلم الصدامي كان مناضلا عصاميا وعادل. ان الكثير من الذين يهتفون بشعارات العدالة ما كانوا ليهتفوا بها لو لم يقع الظلم عليهم. فليس كل من كان يهتف ضد صدام هو امين وقادر على انقاذ البلد من السوء ونشر العدالة الاجتماعية والمساواة. لذا يجب التاكيد على دور المؤسسات الدينية اليوم للخروج بحلول وطنية عادلة والعمل على ان يكون هناك دورا اساسيا للمفكرين والمثقفين في بناء العراق الحديث بترسيخ افكار وثقافة العدالة والمساواة.
قد تمضي القافلة الديمقراطية العرجاء اليوم وقطاع طريق الحق في مقدمتها فلا حل يرتجى الا بالانتفاضة الوطنية.
قلنا ما نعتقد ونؤمن بالتصحيح اذا ثبت خطا ما اعتقدنا

د.علي عبد داود الزكيdr.alialzuky@yahoo.com



58
ازمة تشكيل الحكومة و؛؛حلولها المستحيلة؛؛

تبدو أزمة تشكيل الحكومة العراقية وكأنها بدون حل ما بين متناقضات المناضلين السابقين العاجزين ورجل الصدفة السياسية المصطفين أمام مغريات التسلط والطمع والجشع اللامحدود لسرقة ثروات الوطن واطفاء شمس الحرية والديمقراطية الجديدة. أصبحت هذه الأزمة مضحكة مؤلمة لا يمكننا اليوم ان  نقول عما يحصل اليوم بانه ديمقراطية ناضجة صالحة انها ديمقراطية العوق العاجزة. بظل هذه الأزمة اليوم نلاحظ حصول عدة خروقات دستورية كبيرة لدستور التشظي والعجز العراقي دستور الظلم والظلام  وهذه الأزمة والخروقات الدستورية تفضي الى حقيقة مرة وهي اننا مقدمون فعلا على الاسوء. ان الحلول والتنبؤات لحل هذه الازمة كثيرة ومقيدة بمستحيلات عديدة منها:
1.   انقلاب الجيش والسيطرة على السلطة: وهذا لن يتم الا بموافقة امريكية ويبدو انه قد يكون حلا امريكيا اخيرا لكنه مستبعد الان.

2.   قيام رئيس الوزراء بانقلاب عسكري وحل البرلمان الجديد وفرض  حكومة طوارئ برئاسة المالكي. وهذه محتملة اذا تمكن المالكي من اقناع البريطانيين. ولا حاجة به الى اقناع امريكا لان البريطانيين هم من سيقنعون امريكا. وهذا الاحتمال مرجح جدا قد تفرضه الظروف.

3.   قد تتولد قناعة لدى البرلمانيون بان الانتخابات فشلت في غايتها وعندها سيقومون بالعمل على تشكيل حكومة انقاذ وطني وحل البرلمان لغرض اجراء انتخابات جديد. وهذا لا يمكن ان يحصل لاننا لم نشاهد ايثار ووطنية من قبل البرلمانيون . انهم يسعون الى  مكاسب ومغانم السلطة وليس في اجنداتهم حل البرلمان واضاعة الفرص الذهبية التي حصلوا عليها.

كان المفروض وضع شرط بالدستور وهو حل البرلمان اذا فشل بتشكيل حكومة خلال مدة لا تزيد على 45 يوم.  ليكون حل البرلمان وفق الدستور لمنع اي برلمان منتخب في المستقبل من اهمال حقوق الشعب.

4.   ممكن يتنازل المتشددون عن تمسكهم بالسلطة : هذا ايضا امر يمكن اعتباره مستحيلا فهم لم يصلوا الى الكراسي ليتركوها. لانهم لا يفهمون معنى للديمقراطية عندما لا يكونون في السلطة. كما توجد لديهم خشية كبيرة من فتح ملفات الفساد الحكومي للسنوات الماضية. واذا فتحت هذه الملفات فلن يفلت منها احد. هذا التخوف مشروع لدولة القانون لان الكل متربص للاطاحة بها والنيل منها بسبب التدكتر والانفراد في اداراة الدولة خلال السنتين الاخيرتين بالذات. بالرغم من اننا نتوقع ان البرلمان الحالي ليس باحسن حال من السابق فانه يعمل وفق دستور فاشل غير محترم وكل ما ينفذ هو غير مثبت دستوريا بل هو ناجم عن اتفاقات الارتجال والتحاصص.

5.   ممكن ان تتفق الكتل المعارضة للحكومة الحالية: وتشكل حكومة بعيدا عن دولة القانون طبعا هذا سيكون حلا مثاليا لانه سيجعل من دولة القانون معارضة قوية وبذلك قد تنجح الحكومة ولكنها ستعاني من مازق كبير في محاسبة السوء والفساد السابق واظن بان الكثير من متسلطي اليوم(مزدوجي الجنسية) سوف يهربون الى اوطانهم الاخرى ليتخلصوا من طائلة الحساب العراقية. كما فعل الذين من قبلهم . لكن يبدوا ان مثل هذا الاحتمال ايضا بعيدا وذلك بسبب الاختلافات والايدولوجية والتناقضات الكبيرة فيما بينها. قد يتفقوا على ابعاد دولة القانون لكنهم لن يتفقوا على توزيع المكاسب فيما بينهم بسهولة بل يبدوا ان توزيع مكاسب السلطة فيما بينهم مستحيلا.

6.   قد تقوم امريكا باستخدام اذرعها المخابراتيه بافتعال ازمات محليه وفسح المجال للارهاب ليضرب مواقع مهمة في العراق ليقوموا بتدخل عسكري وسياسي لفرض رؤيتهم وفرض اوامرهم على الاقزام لتشكيل حكومة ذليلة تختبئ من اي سوء تحت عباءة الامريكان. هذا ايضا احتمال وارد ومن الممكن حصوله وقد تكون بعض الاحداث التي نراها اليوم هي جزء منه.

7.   قد تقوم المؤسسة الدينية في العراق بفرض رؤيا على البرلمانيون لتشكيل الحكومة. يبدوا ان هذا مستبعد ايضا لان المؤسسة الدينية تقترح ولا تفرض.

8.   قد يفرض مجلس الامن حلا لتشكيل حكومة عراقية:  ولكن هذا لا يبدوا واردا الان . لكن من الممكن اذا احرجت امريكا في الامر سوف تفرض حلولا اممية على العراق.

9.   قد تجتمع كل دول الجوار الاقليمي من تركيا وايران وسوريا والسعودية ومصر والاردن وبرعاية امريكية بريطانية لفرض حل سياسي على العراق . ويبدوا ان هذا مستبعد ايضا الان بالرغم من وجود تحرك سعودي سوري مصري للقيام بتكوين حلف ضاغط على العراق لغرض تشكيل حكومة موالية لهم. لان هذا يعني فعلا تجزءة العراق والاجهاز على الدولة العراقية . ان هذا سيمهد الى حرب اهلية لا تنتهي مما سيجلب الكوارث لكل المنطقة والعالم .


10.   قد يلعب الاتحاد الاوربي دورا في عملية تشكيل الحكومة: لكن يبدوا ان دوره محدود وضعيف لانه لا يستطيع ان يفرض اي شيء في العراق. ان الاتحاد الاوربي يبدو اليوم متخوفا من توجه تركيا اتجاه الشرق العربي لتلعب دورا اساسيا فيه بشكل مستقل عن اوربا مستغنية عن مغرايات الانضمام الى الاتحاد الاوربي. فبدلا من دخول تركيا الاتحاد الاوربي ولربما وبدعم وتوجيه امريكي فضلت تركيا الدخول في لعبة الشرق الاوسط الجديد. ولكي يقطع الاتحاد الاوربي الطريق على نوايا امريكا في ذلك قد يتوجه للضغط على تركيا والمساهمة في ان يكون له دور في تشكيل الحكومة العراقية القادمة. ولن يكون هناك تدخل اوربي قوي في العراق الا عن طريق تركيا .

11.   اليسار (خصوصا اليسار الاسلامي العفوي) قد يكون له الدور الاكبر خلال المرحلة القادمة في العراق ليس على مستوى الضغط لتشكيل حكومة فقط بل وتشكيل معارضة جماهيرية قوية تعمل على محاربة الفساد الحكومي. خصوصا وان البرلمان العراقي للمرحلة القادمة على الاكثر سيكون بلا معارضة قوية وفعالة بسبب التحاصص . لذا فان قوى المستضعفين  في الشارع سوف تنمو بسرعة لتكون صوت الضعفاء للمطالبة بالمساواة والعدالة .هذا الاحتمال وراد جدا فيما  لو تحركت المرجعيات الدينية لكل المكونات ودفعت الشعب للانتفاضة الشعبية الكبرى في حالة فشل جميع الخيارات الاخرى.

الحياة لا تسير بالرؤى النظرية والتنبؤات بل ان فوضى الحدث وتجاذباتها الارتجالية هي التي تمهد للقرار والذي قد لا يكون معقولا او مقبولا. الامل الوحيد بالاصلاح اليوم  هو التضامن الاجتماعي لكل المكونات العراقية للقيام بمعارضة صالحة تهتف بقوة من اجل العدالة والمساواة وتحارب الفساد وتزيح اوثان الغباء الديمقراطي.

د.علي عبد داود الزكي dr.alialzuky@yahoo.com



59
أسطورة النزاهة والشرف رجل القمر؛؛الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم؛؛

الزعيم اللغز الزعيم الأسطورة هو الذي أحب بلده واخلص لشعبه وهو أول حاكم عراقي حكم العراق بعد أكثر من 3000 سنة من حكم الغرباء. من أقواله ؛؛ أنني سوف أفنى في سبيل خدمة الشعب وبعد مماتي سوف تبقى روحي نصيرا له؛؛. هدف الزعيم الى تحرير العراق وتحقيق الاستقلال التام وعمل على تحقيق الرفاهية والسعادة لكل أبناء الشعب العراقي. لم يشهد العراق لا بل الأمة العربية بأسرها في تاريخها الحديث بطلا كبطلنا قاسم الشهامة والنبل والخير. لقد كان حاكما متواضعا وكان رجلا عصاميا لا تستهويه المظاهر ولا الشعارات الكاذبة ولا البهرجات الاعلامية كان جديا وشجاع وجريئا في اقواله واعماله. لم يعمل على أنشاء حاشية لنفسه او مراكز قوة عسكرية كغيره من الحكام. ومن الظلم  اشد الظلم ان ننسب اليه سوء المراحل التي جاءت بعده . ان الجرائم الوحشية والبربرية التي ارتكبوها من اغتالوا الزعيم  هي جرائم يشترك فيها زعيم العروبة عبد الناصر الذي دعمهم والامبريالية التي اوصلتهم  الى كراسي السلطة في العراق.
قال الجواهري:
وانك اشرف من خيرهم **** وكعبك من خده اكرم
حاز على  درجة الامتياز في الكلية العسكرية في انكلترا حيث كان الطلاب العسكريون من كل بلدان العالم يدرسون في هذه الاكاديمية العسكرية واعطي في الامتحان سؤال لهؤلاء الطلبة ومن ضمنهم الزعيم :السؤال هو طلب من كل طالب وضع خطة عسكرية لاحتلال عواصم بلده . الجميع وضعوا خطط لاحتلال عواصم بلدانه الا عبد الكريم قاسم مسك القلم ووضع خطة لاحتلال عاصمة انكلترا وقام صارخا لا لاحتلال بغداد. من لا يعرف الزعيم فهو ليس بعراقي ! والزعيم هي كلمة شرف لم يخص بها غير البطل عبد الكريم قاسم نهائيا في عراقنا الحديث. فكلما تقال هذه الكلمة تقال ومعها انحناءة احترام وحب لشخص الزعيم عبد الكريم قاسم الرجل الأسطورة الرجل اللغز. من لا يفهم  أسطورة الرجل اللغز فهو ليس بعراقي او مشوش عليه. من لا يعرف من هو رجل القمر الذي يؤانس الفقراء في أحلامهم وخيالاتهم في صورة بهاء القمر من ظلم الازمان (بعد اغتياله على أيدي أراذل الناس) ليس بعراقي . من لا يعرف عظمة هذا الرجل الرمز هذا الذي لم يكن يرى نفسه الا من خلال العراق ليس بعراقي. لو قدر لثورته البقاء لأصبح عراقنا اليوم قبلة الشرق لأصبحنا اليوم في مصاف الدول المتقدمة ولاسترجعت حقوق الفلسطينيون المسلوبة. نشا هذا الرجل في بيئة فقيرة وهو كان دائما يكرر ذلك ويتشرف بانتمائه لعائلة فقيرة لكنها غنية بالعزة والإباء غنية بالقيم والوفاء غنية بحب العراق. نشا في العهد الملكي وشاهد الفساد البغيض وكيف يتم استعباد الإنسان العراقي على ايدي البرجوزية والاقطاع. وكيف تضيع ثروات وخيرات البلد وتتنعم بها فئات قليلة وعميلة وهزيلة تستعبد الإنسان العراقي وتذله.
بعد مشاركة الزعيم في حرب 1948 في فلسطين كان له دورا مشرفا في الحرب فهو العسكري الشجاع الذي اتعب الإسرائيليين في ذكائه وخططه. وهو القائد الوحيد الذي جعل إسرائيل تطبع عنه منشورات . وبعد رجوع الجيش العراقي من فلسطين كان الخيبة المرة يعيشها اغلب قادة الجيش الوطنيين الشرفاء الذين أجبرهم الحكام العرب على الانسحاب دون حسم حقيقي للوضع في فلسطين . وهنا قام بعض الضباط بتأسيس حركة وطنية دعيت باسم الضباط الأحرار هدفها الأول هو إسقاط الأنظمة العميلة . وكان قاسم من هؤلاء الضباط لكن للأسف ليس كل الضباط غايتهم إسقاط الانظمة الفاسدة لغرض الإصلاح وتحرير الشعب واسترجاع ثرواته وإنما كان الكثير منهم لعابه يسيل للحصول على المناصب والكراسي. وكان الكثير منهم متفقين بأنه يجب إسقاط الملكية البغيضة لكن كيف وما هو البرنامج كانت هناك اختلافات كبيرة عليه.. لذا تأخرت ولادة الثورة لان المبادرات كانت غير جريئة وهناك خلافات ونقاشات تضعف من أي عملية ممكن أن تحدث الى أن قرر الزعيم تنفيذ الثورة بسرية تامة بالاتفاق مع مجموعة محدودة من الضباط الاحرار واستطاع فعلا تحقيق حلم الشعب وإسقاط العملاء وبدا العهد الجمهوري للعراق الذي فتح الأفاق الواسعة للتطور والتقدم والبناء للتأسيس الى دولة عصرية جديدة تحترم فيها حقوق الإنسان والأقليات. اسس الزعيم جمهورية العدل والمساواة وحرر ثروات البلد من ايدي الامبريالية والاقطاع والرجعية . كان مجدد في فكر التوحد الوطني العراقي فكر النهوض بالأمة العراقية . سقطت على أعتاب نزاهته ونبله وطيبته جميع ادعاءات المنافقين والكاذبين سقطت جميع ادعاءات قاذورات التسلط التي تنظر الى الكراسي على حساب مصلحة الشعب والأمة العراقية.  حتى ان الكثير من الذين شاركوا في مؤامرة الجبن والخسة مؤامرة اغتياله وإسقاط حكومته الوطنية قد صرحوا واعترفوا بوطنيته وعصاميته .. يذكر الكاتب ؛؛حنا بطاطو؛؛ ان القتلة الذين قتلوا الزعيم يعترفون في مجالسهم بأنهم (؛؛ قتلوا زعيما لم يعهد العراق نظيرا له في نزاهته في جميع مراحل التاريخ العراقي الحديث ؛؛) ونحن الان نؤكد ان هذه المقولة لازالت حتى الآن صحيحة فلم يرى العراقيون زعيم نزاهة وشرف ووطنية وبطولة وشجاعة أكثر من عريس دجلة ورجل القمر ؛؛عبد الكريم قاسم العراقي الشريف؛؛..
كان ذكاء الزعيم شديد جدا وكانت نقطه ضعفه الحقيقة هي طيبته الكبيرة التي جعلته أسطورة. لقد خطط ونفذ عملية الباسلة في 14 تموز  بشكل سري وسريع.. وقام  باختيار وزراء حكومته وأصحاب المناصب الحساسة بشكل سريع جدا. واغلب الوزراء الذين تم تعيينهم كانوا لا يعرفوا بقرار تعيينهم الا عن طريق الإذاعة.. لم يكن عهد  قاسم  يشوبه أي فساد ادراي او مالي .. الجميع يعملون من اجل الوطن والشعب. حكومته الوحيدة التي تستحق ان تدعى حكومة وطنية فانها حكومة لم تتلقى اي دعم خارجي  انها وليدة ثورة وطنية خالصة لم يدعمها اي طرف خارجي عكس كل الحكومات في (العراق السابقة واللاحقة والجوار الاقليمي.
ان البطل عبد الكريم قاسم حرر نفسه من ضرورات الحياة وهام بحب شعبه ووطنه واصبح ينظر بمثالية لقدرة الصدق والنبل العفوي على تحقيق النجاح في تحرير الشعب واسقاط المؤمرات ومنع استغلال الانسان العراقي وتحرير ثروته وتحقيق العدالة الاجتماعية . الا ان طيبته وتسامحه شكل نقطة الضعف في دخول وتسلل المنافقين للوصول الى قمة السلطة والسيطرة وعلى ثروات ومقدرات البلد. ان طريق ثورة 14 تموز كان معبدا بالمؤامرات المتوالية والمصاعب الكبيرة واجتمع على اسقاط هذه الثورة الرجعية والعملاء من الداخل ومن الخارج اتفقت مصالح الامبريالية والرجعية العربية ومصالح جمال عبد الناصر في ذات الهدف وهو اسقاط الحكومة الوطنية في العراق.  كل هذه الاطراف اشتركت بالمؤامرات الى ان تمكنوا من الاجهاز على حكومة الزعيم واعدامه على ايدي العملاء الاراذل.
كثيرا ما ردد الاغبياء الذين اغتالوا الزعيم بانه كان دكتاتورا... وهذه مقولة غبية لم يصدقها ولن يصدقها احد . فكيف ممكن ان نتصور الزعيم المتواضع الزاهد المتسامح يكون كذلك اليس هو من قال ؛؛عفا الله عما سلف؛؛ وهذه العبارة في تاريخ العراق معروفة ومنسوبة لزعيم العراق الرمز عبد الكريم قاسم فقط... واينما تقال فانه تشير الى ذكرى هذا الانسان الرائع.. كما ان الزعيم هو من شرع قانون الجمعيات والنقابات والاحزاب في عام 1960. وسمح بعمل الاحزاب السياسية وهو الوحيد من بين حكام العراق السابقون واللاحقون الذي عمل من اجل الفقراء . لم يوزع على الفقراء الكلمات والوعود الكاذبة فقد بنى للفقراء اكثر من 37الف بيت عصري مجهز بالماء والكهرباء. هو من اصدر تعليمات مشددة الى لجان الكليات العسكرية بتجاوز الاعراف الطائفية في القبول وله مقولة مشهورة :قال في مجلس الوزراء ؛؛ تعالوا نوقع على الحكم باعدامنا؛؛ عندما وقعوا هذا القانون. عبد الكريم قاسم رجل اسطورة واجهة التخلف والسوء والمؤامرات وواجهة القوانين والانظمة الاجتماعية والسياسية والتاريخية والاعراف الظالمة ووضع اسس وقوانين حضارية جديدة للعراق الجديد . لكن كما تنبا الزعيم فعلا انه وقع قرار اعدامه وهو يعرف ذلك ولم يخشى منه ابدا وفي لحظة استشهاده لم ينسى ان يهتف للشعب العراقي ؛؛ يحيا الشعب؛؛. مشاكل ومصاعب هائلة ساهم فيها الجوار العربي والاقليمي والشركات الاحتكارية والامبريالية بشكل كبيرة مما ولد صراعات حزبية وسياسية وعرقية وطائفية سببت الكثير من الالم للزعيم حينها خاطب الجميع في قوله ؛؛ اوقفوا الخصام ووجهوا جهودكم لجعل العراق دولة حديثة وغنية؛؛ الا ان صراعات الكراسي لم تنتهي  وسببت في نهاية المطاف دخول العراق في عصور من الظلم والدكتاتوريات الدموية ولازالت اثار ذلك موجودة حتى الان . حمزة حسن يقول (؛؛ من قتل الزعيم عبد الكريم قاسم؟ ويجيب نحن جميعا  سوءا الذين اطلقوا الرصاص او الذين اطلقوا الدموع او الذين صمتوا ولم يتحركوا لمنع الجريمة او الذين حاولوا قبل وبعد قتل الزعيم الفكره والرمز؛؛).  نقول هنا : لنحيي فكر الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم ونمجده فان ذلك هو الوفاء لمن يستحق الوفاء.
عبد الكريم قاسم زعيما احب الشعب واحبه الشعب وهاموا بحبه الفقراء حقق انجازات عظيمة ونقل الانسان العراقي من حال الى حال هو من وضع اسس العراق الحديث ولم يساهم اي احد غيره بذلك ولم يخلفه احد بوضع اي اساس استراتيجي اخر للبلد.  ان التغييرات في البنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومشاريع الثورة لتعميق وتعزيز تلك التغييرات لصالح الانسان العراقي . اثارت الرعب في شركات النفط الاحتكارية والامبريالية والرجعية العربية الداخلية والخارجية في ان واحد وذلك لتزعزع مصالحهم وتهديدها بالزوال.
 من منجزاته ما يلي:
1.   الغاء الملكية واعلان الجمهورية العراقية.
2.   اصدار قانون الاصلاح الزراعي وانهاء حقبة الاقطاع وتحرير الفلاحين من جور وظلم الاقطاع.
3.   اصدار قانون الاحوال الشخصية الذي انهى الدور العشائري وجراءته البدائية المتخلفة.
4.   اطلاق الحريات الصحفية .. واصدار قوانين تشكل الاحزاب والجمعيات السياسية والاجتماعية والثقافية وتشكل الجمعيات والنقابات والاتحادات المختلفة.
5.   الغاء السمة الطائفية في مؤسسات الدولة.
6.   الاعتراف بحقوق الشعب الكردي .
7.   تحرير الدينار العراقية من عملة الاسترليني.
8.   الغاء علاقته بحلف بغداد العسكري العدواني.
9.   ارسال اعداد كبيرة من الطلبة في بعثات الدراسية للخارج.
10.   التوسع في بناء المدراس في عموم البلد
11.   بناء دور عصرية للفقراء.
12.   وضع الاسس واصدار القانون رقم 80 لتاميم النفط وتعريق شركات النفط العاملة في العراق.

ان عبد الكريم قاسم رجل العفة والقيم ورجل الوطنية العراقية. انه الرمز العراقي لنفتخر ببطولاته وانجازاته الاستراتيجية العظيمة ولنفخر بشعب امتنا العراقية امة عبد الكريم قاسم الامة التي انصهر فيها جميع العراقيين بحب وطنهم. الف تحية لكل قلم يكتب عن رمز العزه رمز العراق اشرف من حكم العراق في تاريخه الحديث. والخزي والعار لكل من شوه الحقائق بحقد لينال من امة الشرف امة عبد الكريم قاسم والخزي والعار واللعنة على كل من حاول اطفاء نور ثورة 14تموز المجيدة والخزي والعار واللعنة على زعيم الكذب وزعيم النفاق وزعيم الورق وزعيم التخاذل عبد الناصر الذي دعم الانقلابيين بكل ما يحتاجون. لنمجد العراق بتمجيد زعيم امة العراق.
عبد الكريم قاسم بطل العراق الذي هتف للشعب وعمل للشعب واستشهد من اجل الشعب. هو من اتخذ من سنبلة القمح شعارا للعمل والخير والعطاء والنماء في ارض الرافدين. المجد والخلود لزعيم العراق زعيم الشرف زعيم العزة والنزاهة والشجاعة الزعيم الأسطورة والرمز. والذي  بذكراه وذكرى ثورته نوقد شموع الامل ونبتهج بان العراق انجب هكذا زعيم . عبد الكريم قاسم منا فنحن اسياد العرب ، عبد الكريم قاسم منا فنحن ابواب الحضارة  ومناهل الخير والكرم . سيبقى شعبنا وفيا لاوفى الاوفياء الزعيم عبد الكريم قاسم  . يا زعيمنا يا شهيد: سلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا يا عريس دجلة ورجل القمر.شمسك لن تغيب ابدا ستكون شمس ثورتك رمزا في علم جمهورية العراق الديمقراطي الجديد.
اقف هنا واضع باقة ورد عطرة معطرة بحب العراق على قبر الرمزية للشهيد البطل الزعيم قاسم .

الرابط  التالي  فيه مواضيع كثيرة وشهادات بحق الزعيم البطل عبدالكريم  قاسم
http://www.almawsem.net/diwan01/kasimmaw.htm
د.علي عبد داود الزكيdr.alialzuky@yahoo.com



60
صراع الكراسي ؛المالكي وعلاوي؛؛ والانتفاضة الشعبية

أن ولاء السياسيين العراقيين اليوم ليس للعراق المتهالك الذي يبدوا انه يعاني أزمة الإغماء المستمرة ..أن ولائهم متنوع يبدأ من الأنا الى الحزبية الى الجنسية المزدوجة وو ...وأخر ما يكون هو ولائهم للوطن هذا أن كان للولاء بقية... أن القوائم الانتخابية الفائزة التي وصلت للبرلمان ما هي ألا قوائم مكونات وقوائم تعنصر طائفي وعرقي ضيق.. أنها قوائم انعدام الثقة فيما بينهم لفقدان القدسية الوطنية المشتركة التي ممكن أن توحد الجميع في عراق ديمقراطي قوي فلا توجد برامج وطنية شاملة وموحدة لكل العراقيين في هذه القوائم.. لذا ولدت أزمة تشكيل الحكومة ونشا صراع الكراسي ليس حبا بالعراق وإنما حبا بالمغانم...
 هناك أراء كثيرة كانت تقول بان لقاء أو اجتماع بين علاوي والمالكي سوف يحل الأزمة!! أو أن أجراء مناظرة تلفزيونية بينهما سيؤدي الى حل هذه الأزمة !!... هل الأزمة هي علاوي والمالكي كأشخاص فقط أم هناك اختلاف في البرنامج والرؤية السياسية؟!؟!... هل الأزمة أزمة شخصين فقط؟!... والله لو كانت كذلك فأنهم لا يستحقوا أن يمثلوا نملة عراقية،  فكيف أزمة وحساسية بين شخصين كما يقول البعض تصبح مشكلة شعب كامل في عصر الديمقراطية الجديدة... المشكلة ليست كذلك وأي حوار بين الحاضر المتدكتر والماضي ومن وراءه عربان السوء: سوف يخرج بحصيلة واحدة وهي الاعتراف بالماضي والتوقيع له بان يكون شريكا فعالا في المرحلة القادمة... الماضي يجب أن ينتهي وان المالكي رجلا لا نقول عنه انه بلا أخطاء لكنه رجلا ذكيا لا يمكن أن يجازف بالمستقبل لصالح التراجع. العراق طوى صفحة وهذه الصفحة لن تفتح حتى لو صرفت السعودية وعربان السوء أخر دولارا لهم . الصفحة طويت ولن تفتح حتى لو جففوا ومنعوا ماء الفراتين عن العراق . العراق الضامىء العراق المتأزم المتألم لن يموت لن يسقط لن يتراجع وسيشفى رغم انف كل من يريد به السوء.. عراقنا النازف لن ينسى كلاب الإرهاب الوافدة التي كانت ولا زالت تنهش لحم أبنائه باسم القومية العربية.. نسال أرذل العرب الذين ليس لديهم مواقف مشرفة من القضية العربية المركزية هل تنكرون هوية العراق العربية؟ هل تزايدون على عروبة شيعة العراق الجديد ؟! يا نكرات التاريخ...انتبهوا لسؤكم .. دفتر سيئاتكم امتلاء تهيؤا لرد السوء أليكم..
يظن الجوار الإقليمي العربي وغير العربي بان العراق هو اليوم الأضعف في المنطقة والجميع يستعد للغد الذي سيتجزأ فيه العراق والكل يبحث عن نصيب في عراق الغد المنهار ... لكن العراق لن يموت لن ينكسر مهما فعلوا ولن يتجزأ.. العراق سيكون مستنقع موت الأقزام الإقليمية وسيكون فيه نهاية الجبابرة... العراق الأضعف كما يظنوا صحيح اقتصاده كسيح ومشاكله وأزماته لا تحل ألا بمشاكل وأزمات أكثر .. لكن كثرة الأزمات ستولد الانفجار.. ولا ضير في إننا اليوم لا نصنع ولا نزرع... لكن كل الجوار الإقليمي يقبل أحذية أقدام العراق ليفوز بعقد من العقود ليصدر للعراق منتجاته... كل الجوار الإقليمي من الهند والصين ومصر الى المغرب العربي يقف صاغرا لتصدير منتجاته . رغم تدهور الإنتاج العراقي على مختلف الأصعدة ألا انه شعب يعيش مستمتعا بان أغنى بلدان العالم في خدمته..العراقي هو سيد الشرق والكل يعملون لتوفير احتياجاته. سينهض العراق وسيبقى هؤلاء عبيدا للعراق كما نراهم اليوم... 
عندما يكون العراقي الوطني على المحك فانه  ؛؛يكون أو لا يكون؛؛ أي انه لن يختار سوى العراق لن يختار ألا الأمل العراقي لن يختار ألا العزة والنجاة.. لا معنى لجلسات الشاي بين السياسيين لتحل أزماتهم (قبل فترة النائبة السابقة ميسون الدملوجي تحدثت عن طيبة الإنسان العراقي وتحدثت عن أن الأزمات بين الكتل والسياسيين ستحل بسهولة بجلسة شاي بمزاح قليل وضحكات بسيطة ينسى السياسي ويتراجع عن مواقفه المتزمتة).. طبعا هذا شيء مضحك ومخجل .. المفروض هناك مؤسسات قوية وفعالة وهناك قوانين وأنظمة محترمة المفروض أن يحترم السياسي القانون ويبتعد عن الارتجال والعاطفة غير الناضجة..هل السياسة أصبحت عاطفة وضحك ومزاح.. السياسة دائما ترعى المصالح الوطنية بعيدا عن العواطف غير الناضجة .. الحقوق والاستحقاقات الوطنية هل يمكن التنازل عنها بسهولة في الولائم والعزائم والهزل ووو...؟ السياسة يجب أن لا تسير بعاطفة أشخاص وإنما تحترم عاطفة التوحد العراقي.. المفروض تكون هناك حوارات ناضجة واتفاقات إستراتيجية تبحث عن حقوق المواطن البسيط قبل السياسي في الكتل السياسية الكبيرة والصغيرة.. والمهم النظر الى مصالح الشعب وليس الى ضحكات السياسيين .. أن ثمن عدم الاستقرار هو دم الشعب العراقي الزكي. فلا نقبل بمن يضحي بدماء العراقيين ولا يتقدم خطوة اتجاه تصحيح المسار .. نتمنى أن تكون هناك لقاءات عراقية وطنية جدية تنظر للكل وليس الى مكونات محددة فقط.. تنظر لمستقبل امة العراق التي يجب أن يتم استيعاب مكوناتها جميعا في حكومة قوية تنهض بأعباء البلد وتنقذه من ماساته . من العار بيع حقوق الشعب وحقوق الضعفاء بجلسة شاي أو ضحكة ماكرة .. هل من العدالة أن تنتهك حقوق المجتمع العراقي ويباع في مزاد المساومة العلني فوق طاولات التفاوض الشخصية بين السياسيين؟..العراق اليوم لا يحتاج الى رمز تدكتر جديد . العراق يحتاج الى حزم مؤسساتي متماسك بعيدا عن السوء وبعيدا عن الذين تكرشوا في السنوات الماضية وبعيدا عن الساعين للتكرش اللامحدود في مرحلة التسلط الجديدة.. العراق فوق الشخوص العراق اكبر من أن يختزل بزعيم واحد العراق الديمقراطي عراق المؤسسات التي نبحث عنها ونراها حتى الآن حلم.. لنتضامن ونتحد من اجل عراق المؤسسات الديمقراطية.
أن من أسوء مشاكل الحكومة القادمة هي أنها ستكون بلا رقيب ومحاسب قوي.. لان البرلمان العراقي الجديد كسابقه سيكون بلا معارضة .. وهذا سيؤدي عاجلا أم آجلا بالعراق الى كوارث ونكبات وقلة خدمات..مما سيحفز الشعب ليكون هو المعارض للحكومة وسينتفض طلبا للعدالة والمساواة ويزيح أوثان البؤس ورموز الألم والسوء..ولربما انتفاضة البصرة الأخيرة لطلب الكهرباء هي بداية المعارضة الشعبية . أذا فشلت معارضة الشعب في تصحيح مسار الحكم سوف لن يبقى سوى خيار واحد وهو الجيش ليقوم بدوره الوطني في مناصرة الشعب.. نتمنى أن يكون هناك شفاء للديمقراطية العراقية قبل أن تصل الى هذه الطرق والحلول الصعبة .
قلنا أشياء وبقيت أشياء ..وطرحنا رأي في خضم تدافع الآراء ..نتقبل الحوار الهادف لتصحيح المسار ..احترامي لكل من يعمل من اجل نهوض امة العراق...
د.علي عبد داود الزكي dr.alialzuky@yahoo.com



61
؛؛شرطي عراقي؛؛ لا يعرف معنى الإنسانية!!

 حكا لي احد اصدقائي حادث شاهده قبل أيام.. عندما كان متوجها بسيارته للدوام في الجامعة ومر في منطقة فيها ازدحام مروري قرب جسر الصرفية حيث يوجد ملجأ على ما أظن للأيتام . وبينما كانت السيارات واقفة في الشارع تسير ببطء شديد جدا وإذا بطفل صغير عمره لا يتجاوز 4 سنوات يخرج من دار الأيتام .. وإذا بشرطي قذر وتافه ومتوحش... يتوجه نحو الطفل ويضربه وبكل قسوة ضرب وحشي جدا يضرب الطفل اليتيم المسكين على رأسه ووجهه ويركله بالإقدام... الم يسمع هذا الشرطي بقوله تعالى  ؛؛ أما اليتيم فلا تقهر؛؛ . والغريب انه لم يتدخل احد من الناس لإنقاذ الطفل المسكين واخذ الطفل وادخله للملجاء... قال صديقي أصابني الالم والغضب الشديد جدا وحاولت الوصول أليه لكنه دخل الى الملجأ... وقال لي  لو تحدثت مع مدير الملجأ فلن يفعل شيء فان الشرطة للأسف الشديد في عراقنا الجديد لا تحترم الإنسان ولا تحترم المسئول وصعب السيطرة عليهم في الدوائر والمؤسسات أنهم يضعون قوانينهم لأذية الناس .. يلبسون وجوها لمقابلة الأعداء فقط... ويستهزئون بالمواطنين وما الى غير ذلك .. لذا قال لي صديقي انه فضل أن لا يحدث مدير الملجأ بالموضوع  وإنما توجهه مباشرة الى مجلس محافظة بغداد وقدم شكوى وقال بأنه مستعد أن يدلي بشهادته ضد هذا الشرطي القذر الذي لا يمكن أن يكون أنسانا وعجبا لمن وضعه ليحمي الأطفال ...
هنا نتسال؛ كيف يتم تعيين الشرطة ؟ كيف يتم تعيين من لا يحترم الإنسان ولا يحترم الإنسانية ولا يحترم البراءة... للأسف السلطة في العراق هي ارث دكتاتوري فأي شرطي بدلا من يحمي المواطن ويحمي حقوقه نراه يبتزه ويتجاوز على حقوقه في الغالب... فكم شرطي عراقي نراه يوميا وهو متبسم لأخوته العراقيين ويلتزم بالتعليمات ويطلب باحترام المستمسكات أثناء التفتيش؟ !!..وهل تعرف الوحوش الابتسام ؟ مع احترامنا للناس الطيبين منهم ...ان البعض منهم يقفون على أبواب الدوائر يمارسون سلطتهم المبتدعة لاذل الانسان يمارسون سلطة النفوس المريضة على الناس . المفروض الشرطي في خدمة المواطن وليس التصرف بتعالي على المواطن.. طبعا هنا لا نقول بان جميع الشرطة هم هكذا لكن نقول الغالبية منهم لديهم هذه الثقافة السيئة والمريضة.. فمثلا شرطة الحرس الجامعي في اغلب الجامعات العراقية لا يتصرفون بذوق بالتعامل مع الموطنين والطلبة ولا حتى مع الأساتذة.. اغلبهم يتجمعون تجمعات غير نظامية ويجلسون جلسات غريبة ووجوههم عابسة ويتفوهون بالكلمات السيئة. المفروض بهم ان يتعلمون الذوق وفن التعامل مع الناس ويتعلموا الجلوس المؤدب قبل ان يتعلموا استخدام السلاح ... المفروض عملهم ذوق واحترام وليس الجلوس والحديث وكأنهم لا أريد أن أكمل الجملة!!! هذا الحال مستمر وللأسف لا يوجد إداري يهتم لأمر دائرته وأمر الذوق واحترام الانسان والذي من المفروض يبدأ فيها من الباب.. السلبيات كثيرة جدا.. لا نريد الخوض فيها الآن..فلا احد يهتم ولا احد يسمع...وكان الذوق والاخلاق وحسن التعامل اصبح من الكماليات التي لا ضرورة لها في بلدنا الذي علم البشرية معنى الانسانية والنظام والاخلاق!!!!
طبعا الإدارات في مؤسسات الحكومة العراقية للأسف كلها فرحة لان الحراس والشرطة في دوائرهم يعملون وفقا لمبدأ عدم احترام الإنسان.. ويعملون على إذلال الموطن .. أن سلوكهم  استنساخ للسلوك البعثي الدكتاتوري للتعامل مع المواطن... أن الهسترة الدكتاتورية للأسف مترسخة في نفوس الكثير من الإدارات الحكومية التي تشجع على مثل هذه الأمور أللأخلاقية . لا بل البعض منهم يتدخل بخصوصيات الناس ... كان يسال أين تذهب وأين تسكن وتكثر الأسئلة طبعا بشكل خاص مع النساء الجميلات ...  هل من الممكن أن نشعر بالأمان واجهزة الامن تنتهك حقوق الانسان ولا تحترم الخصوصيات ومؤسسات الدولة واجهزتها مستبدة تحمل المواطن العراقي فوق طاقته من الطلبات التعجيزية والوثائق الغريبة اضافة الى الفساد المستشري فيها . اذا لم يتم اصلاح هذا فهل سيكون هناك معنى حقيقي للامن الاجتماعي؟!!! نتسال هنا هل الديمقراطية العراقية حقيقة ام كذبة وتدكتر باسلوب جديد؟!!.
أن اغلب عناصر السيطرات الامنية اليوم يستخدمون أجهزة الموبايل أثناء واجباتهم ولا نريد أن نخوض في هذا الموضوع  لما فيه من سوء اجتماعي .. نتمنى أن يلتزم الشرطي بواجبه .. ويمنع استخدام الموبايل  أثناء الواجب ... ونتمنى أن يحترم الشرطي وطنيته العراقية ويحترم الإنسان العراقي .. طبعا اغلب إفراد السيطرات في حالة سهو وعدم احترام للواجب نراهم سلاحهم متروك جانبا أو أرضا وهم يتناقشون أو يأكلون أو يتحدثون بالموبايل.. يعني بكل صراحة في الكثير من السيطرات ممكن ياتي اشخاص غير مسلحون يهاجمون افرد سيطرة ويسيطرون عليهم  بكل سهولة ويسر..
اقص عليكم حدث اخر : قبل ايام ذهبت للبانزين خانة  لجلب البانزين لمولدة المنزل الصغيرة فإذا بالشرطي في باب البنزين خانة يمنعنا من الدخول فقلت له لماذا قال أنها توجيهات فقلت له من أين هذه التوجيهات المقدسة من وزير النفط ام من غيره ؟ !!!! فقال توجيهات وسكت . طبعا يوجد الكثير من الذين يدخلون للبانزين خانة ويخرجون وهم يحملون البانزين ..هنا قلت له وهؤلاء ماذا يفعلون .. فقال بكل صلافة نحن نسوي فضل على الناس وندخلهم للبانزين خانة حتى يأخذوا البانزين هنا قلت  له لا تقل انك تسوي فضل على الناس أنت واجبك حماية البانزين خانة وليس منع الناس من حقوقهم قلت له ليس لك فضل على احد لا أنت و لا غيرك من المسئولين ... هذا البانزين ملكا للشعب ونحن كمواطنين لا نأخذ ذلك مجانا .. بل ندفع ثمنه ...لكن هل لهذا الكلام معنى أمام حكومة طرشاء تعلم شرطتها وحرسها وتشجعهم وتحميهم من أي شكوى تقدم ضدهم ... متى يحترم الإنسان العراقي؟! متى توضع أساس يمكن للمواطن أن يحاسب المفسدين  والعابثين بأمنه  في عراقنا الجديد؟! متى؟! ... ومن يحاسب من ؟!! نتمنى أن ينتبه البرلمان القادم لاستصدار تشريعات تحمي الإنسان العراقي من جور السلطة ومن فساد المفسدين ويجب أن يتم تفعيل الإجراءات الجزائية  ضد أي مخالف...  لا نطلب المستحيل .. لكن نطلب التعامل الأخلاقي ... وأخيرا نقول الناس على دين ملوكها... لا يقصد بهذا القول الشعب وإنما يقصد به الموظفين التابعين للحكومة...الإدارات الجيدة ستضع أسس جيدة وسليمة للبلد والإدارات النزيه النظيفة تحتاج الى قانون قوي ليطبق وبقوة وحزم... ويحتجون الى حماية... والحماية لا تأتي من القوة العسكرية والأمنية وإنما تأتي من التضامن للمخلصين المتصدين للعمل.. تأتي من الدفاع عن حقوق الناس ومن يدافع عن حقوق الناس والمجتمع ليس له فضل على المجتمع ولكن ما يفعله سيكون وسام شرف ووطنيه له... قلنا شيء وبقيت أشياء .. لا نطلب حياة مثالية لكن نطلب الحد الأدنى الواقعي الممكن ...
د.علي عبد داود الزكي dr.alialzuky@yahoo.com

62
الديمقراطية العراقية؛؛لعبة صنع صيني؛؛

سمعنا بالعجائب والغرائب التي تفتخر بها الامم كأرث حضاري تتميز به عن غيرها .. كما هو معروف بان العجائب غالبا ما تكون عجائب فرح ومرح وسرور وعظمة... الا ان عصرنا الحديث يشير الى أن العراق اليوم هو بلد المليون عجيبة وعجيبة وعجائبنا هي عجائب الالم والاه .. بلدنا بلد الغرائب المرة والفظائع المهلكة .. بلد اللامعقول...فأذا سمعت بان واحد زائد واحد لا يساوي اثنان فاعلم انك في العراق. أذا أردت أن تعرف في أي بلد السيارات تترك الشارع لتتسابق في الساحات التي كانت خضراء والأرصفة اعلم أن ذلك في العراق أذا أردت أن تعرف معنى الألم المتبسم ستجده بالعراق... أذا أردت أن تعرف عظائم ظلم المتسلطين لشعب مسكين ستجد ذلك في العراق.... ان الشعب العراقي يلهث وراء الديمقراطية كانها العلاج السحري لكل همومه.. وما ديمقراطيتنا سوى لعبة طفل من صنع صيني تكسر قبل أن ينتهي يومها الأول..شعبنا يلهث وراء ديمقراطية العجب ليس كمكسب يستمتع به ويعيشه وإنما كلون جديد يراه .. ولعل اللون جديد يحمل معه الخلاص ..لان العراقي حتى اللون الجديد يعتبره متعة لشدة وطول فترة حرمانه...... شعبا تواق لمعرفة الديمقراطية التي سرقت منه قبل أن يدرك معناها... شعبا ينزف لكنه لا يستسلم ولا يقف عند حد الرغبة وإنما يتجاوز ذلك وفي ذلك أيضا عجب.. شعب المستحيلات .... شعبا يتكيف مع ظلم التدكتر مع الجفاف والقحط وحرارة الشمس ولا يستسلم أبدا  كحقيقة وقراره وقبوله للحياة لما هو أمر وأصعب من الاستسلام... هل هذه هي الكبرياء وأخلاق رجال الصحراء ... خسائر متوالية ولازالت اللعبة قائمة .. شعبا يلعب لعبة غير متكافئة لعبة استهلاك الإنسان وكلما خسر أكثر ولد منه أكثر لا استسلام واللعبة قائمة وستبقى قائمة الى أن يشق ثوب الجزع ويولد فكر الخلاص الوطني... يبدو أن الأجيال لا تتوقف ولا تنتهي والطموح حقا مشروع للجميع... . والإنفاق المظلمة التي قدر أن يمر بها العراق إحدى اغرب وأصعب عجائب العصر الحديث.. يبدو أن الإنفاق المظلمة في العراق ما هي ألا  مترو الم بطيء .. ولا ينتهي  نفق مظلم ليرى العراقي النور ألا بكارثة وطنية وبيئية وإنسانية واجتماعية  لتمهد الى نفق أكثر ألما وظلمة مما سبق...مسلسل مترو الإنفاق المظلمة العراقي لا ينتهي... فهل هو قدر أم استسلام أم ضعف وتخاذل وطني؟!!!!
 لماذا يتم نسيان الماضي لماذا الموجه تأتي لتزيح الظلم بظلم جديد وتزيح الكذب بكذب جديد وتزرع بذور أمل ميتة  كرهنا الكاذبين فكيف نعرف الكاذبين الجدد ونميزهم عن الصادقين المخلصين هذه هي إشكالية الحياة المثالية التي يبدوا أنها خدعة بصر فكري  لا غير ؛؛ وانخداع الشعب العراقي برجال الديمقراطية ما هو ألا خيبة عظمى؛؛...  شمس التغيير سرقت من أولى صباحات الحرية والديمقراطية الجديدة لعراقنا الجديد.. يبدوا أن الظلم أجاد اللعبة ولبس أثواب التدكتر وأثواب التدين وأثواب العمالة والخيانة وأثواب التناحر وأثواب المساومة .... نتسال هل من الممكن أن يمر شعب بما مر به العراق ويبقى يحتفظ بشيء من هويته وارثه وتاريخه وحضارته؟!! ..هناك تغرب وهناك نكران لسيرة الفخر الوطنية التي رفعت رايتها على ارض العراق في تاريخه الحديث ولمراحل مختلف أسماء وعناوين نضال مختلفة..والصراع قائم والظلم مستوطن يرفض أن يغادر .... أن سمة الصراع والاختلاف لها دورا كبيرا في صنع  الحضارة في العالم القديم والحديث ...ولا توجد حضارة بدون خلاف بدون صراع وفكر ينشا من اختلافات رؤى.... لكن خلافتنا الم وتراجع خلافتنا وجع مستوطن وصراع مهلك... يستهلك مفردات الحضارة ويحيلها الى خراب...
هل ممكن أن يصدق عاقل بان أغنى الشعوب الأرض فقراء بلا مأوى جائعون يبحثون ما بين فتات الأمم والحضارات ما يسدون به رمق جوعهم المتعدد الوجوه .. ومن يصدق أن بلاد الرافدين دجلة والفرات يستجدون الماء من أهل الصحراء... ارض العراق التي كانت تعيش على خيراتها اغلب دولة المنطقة لا ينتجون غلة زراعية تكفيهم ... ويستوردون كل ما يحتاجون من الجوار الفقير بالأرض والمال والماء واليد العاملة... لماذا كل هذا القحط ما هذه اللعنة التي حلت على ارض العراق ؟!!... أين يوزرسيف ليقول لنا أن السنين العجاف على ارض العراق سبقت سنين الخير ووفرة المياه ..ولينبئنا بأنه ستأتي سنين نماء وخير وبناء ليزدهر العراق من جديد .. لننتظر تفسير يوزرسيف عساه يأتينا بخبر وتفسير مريح!!  .. أم أن سنيننا القادمة كلها عجاف عجاف عجاف... هل ما يمر به العراقي  كابوس سينتهي؟ ومتى ينتهي؟ بعد نهاية حياتنا والقضاء على أجيالنا؟!... ولماذا يتقبل العراقي كل ذلك؟! وهل لدينا خيار؟!!! .. من لا يعيش في العراق قد يسمع شيء من العجائب لكن عجائبنا فاقت كل التصورات... يوما واحد يعيشه الإنسان في بغداد ليرى كيف مدينة السلام تعيش  المأزق الحقيقي في الأمن والسلام :أمنا وسلاما مفقود وازدحام شوارع  مقرف ... كهرباء مفقودة  نظام  شبه مفقود ولا يوجد أي ذوق واحترام للإنسان لا في الشارع ولا في أي مؤسسة من مؤسسات البلد... الخدمات العامة شبه مفقودة وان كان البعض متوفر فانه مدفوع الثمن بشكل غير قانوني عبئا على الإنسان ... رشوة وفساد متواصل ذوق معدوم.... شعارات الدوائر الحكومية كثيرة ( كلا للفساد  أو الفساد الوجه الثاني للإرهاب وووووووووو) وفوق رأس كل موظف لافته وحكمة تشير الى معنى النزاهة... وللأسف يبدوا أن النزاهة حذفت من قاموس الحكم في العراق منذ سنين طويلة... لا نزاهة لا أمانة... فليس غريبا أن ترى برلمانيا يدفع رشوة أو وزيرا يشجع على ذلك... وان محاسبة أي سوء وفساد تصطدم ليس بالموظف البسيط وإنما بالإدارات العليا التي تبارك عمل الموظف وتقف معه وتزيد من الشعارات.. والله اعلم بما يجري في الخفاء ... نعم شعبنا مسكين أنهكه الألم أنهكه السوء والمرض ولا علاج... كل العلاجات أصبح هستيريا تخدير... بدلا من معالجة السوء المتعاظم يعطي الإنسان حقنة من المخدر لتخفف الألم وتفتح باب الم جديد باب سوء جديد... ليعيش كابوس الإدمان ... مسكينا أنسانا الذي يحلم بالغد ويحلم بالوطن المزدهر... يبدوا أن الوطن بيع بالتقسيط بابخس الإثمان... والأثمان تقاسماتها رجالات المحاصصات المقيتة... ما هو الحل وبلدنا يمر باسوء سنينه ويتقلب من ظلم الى ظلم... يتقلب بالسوء على أيدي المنافقين والإرهابيين... فكراسيهم النتنة قدس أقداس لا تعلو ألا على ظلم ملايين الأبرياء.... وخلفاء الطاغية المقبور أصابتهم لعن السلطة والتجبر والظلم... يبحثون السبل لاستمرار الظلم... والسلطان.... نسمع شفافية وحرية وحقوق إنسان وما هي سوى كذبات... من يسير بأي شارع عراقي ويرى ما يرى من قلة ذوق ونفايات وتفاهات ولا نظام سيعلم بان هناك حكومة لا تحترم الشعب لا تحترم ابسط معاني الديمقراطية لا تحترم قيم وأخلاق بل لا تمتلك سوى شعارات كاذبة....
مر العراق بعصور دكتاتورية دموية مرة ومؤلمة.... لا يكاد يخرج العراق من الم ونفق مظلم ألا بوقوعه بنفق أكثر ظلما وظلمة.. ومن عهود الظلم هذه كانت دخول الطاغية المقبور بحرب دامية مع الجارة إيران...ولم تنتهي الحرب ألا بوقوع سوءا عظيما لحرب مهينة   أخرى وحصار مهلك مدمر انهك الانسان  وأسس لتغير فكري هائل لتقبل الأفكار التشرذمية المتطرفة التي سادت سنين التسعينيات وأسست لاغتراب فكري هائل أدى الى إفشال أي فكر مؤسساتي صالح بعد سقوط هبل الغباء البعثي بسبب وراثة فوضى وفساد وجهل هذه الحقبة (حقبة  التسعينيات)....
تحرر العراق من بعض الألم والجوع والصمت المر بعد سقوط الصنم وخرج من نفق الحصار ... الى نفق أخر أسوء مما مضى وهو نفق الإرهاب وضعف وهشاشة السلطة... نفق الدم والغدر العربي للعراق الحر الجديد.. وبدا مسلسل الرعونة والهمجية الديمقراطية ... هل هذه هي أرادة أمريكا أم هي غباءات المتسلطون أم تدخلات السوء العربية والإقليمية... أدراك هذا لم يعد مهما لان العراق قد أصبح في قلب الهاوية ودوامتها متخبطا مغتربا.. وان الحدث السيئ قد وقع وتحليله لا يمنع منه شيء.... وإدراكه كحقيقة اكبر من أن تعالج...كل هذا افقد الإنسان العراقي الثقة بالسلطة الجديدة العاجزة المتناحرة المتنافرة بكل رؤاها....فمن يرحمنا في غربتنا في وطننا من يرحمنا في غربتنا في وطننا.. نعيش ونفرح لكن هل يوجد فينا من تأمل المستقبل... هل يوجد فينا من ينظر بتفاؤل للمستقبل أمام كل هذه المعطيات التراجعية على الصعيد الاقتصادي والاداراي والسوء والفشل؟!!! ... أن هذه المعطيات تحتاج الى عزم وحزم وطني حكومي لمعالجتها ولتقليل الخسائر ..لان تقليل الخسائر بحد ذاته يمكن أن يعد ربحا وطنيا.. هل من الممكن أن يكون هناك أيثار من قبل سياسيو الغفلة ليعملوا على تقليل خسائر العراق؟!!.. هل العراقيون فعلا قادرون اليوم على قيادة ثورة للتغيير... فالسياسيون اليوم غير قادرون على التغيير... والنفاق تسلق عليهم من كل جانب وبهرجة مكاسب السلطة أعمت عيونهم... لكن هل التغيير الثوري اليوم ممكن ؟!! أن التغيير الثوري ألان غير ممكن لأسباب عديد منها  التشظي والصرع العرقي والطائفي  الذي لازال يغذي الصراع العراقي الداخلي  ... واي ثورة وطنية قد تنحرف بشكل دموي ومهلك ومدمر للعراق ككل... كما أن مافيات السلطة من السياسيين الفاسدين وإتباعهم  المتنعمين  بخيرات البلد على حساب الشعب سوف تعمل أن تكون القامع الأكبر  للشعب اتجاه أي فكر وثورة تغيير لكي لا يزول نعيمهم..... لذا أمامنا توقعان للمستقبل الأول هو كلما تعاظمت المشاكل الاقتصادية مع الزمن زاد الظلم وزاد عدد المحرومين وضعفت السلطة امام حاجات المجتمع... مما قد يؤسس لانقلاب يقودوه ثوار الشعب المحروم وهذا يحتاج الى ما لا يقل عن عقد من الزمن... والتوقع الثاني هو أن تتفرد أو تتآمر الفئات السلطوية لتكون أكثر دموية وظلم على العراقيين.. وتسرق كل منجزات الديمقراطية وتؤسس لدكتاتورية قاهرة لا يستطيع الإنسان إمامها أن يفعل شيء ألا الاستسلام والرضوخ ليعيش عقود ظلم جديدة.... أم التوقع بان يقود الجيش ثورة تغيير  يبدو أمر مستبعد ما لم تدعمه أمريكا ... ويبدو أن أمريكا اليوم لديها إستراتيجية تعمل فعلا على أن تجعل العراق بلا قانون ولا نظام ولا سلطة حقيقية ليكون لعبة تضحك منه جميع الدول ويقال هذا جزاء من يعصون أمر أمريكا...أمريكا مصرة على أن يبقى العراق في دروس الألم ولا يتخرج منه؟!!... كما أن أدراك إستراتيجية أمريكا لا يعني القدرة على تغييرها... وعدم إدراكها لا يعني أنها غير موجودة..
أن تخبطات تشكيل السلطة بعد الانتخابات الأخيرة تشير الى ان العراق ليس على الطريق الديمقراطي الصحيح وان  تشكلت الحكومة فأنها لن تكون سوى حكومة تافهة كسابقاتها لا تحترم إنسان ولا تنصف مظلوم....نستفز بهذه الكلمات المفكرين والمنظرين ليقولوا قولتهم ...وان لم يقولوا فهذا يعني أنهم أما نائمون أو أنهم يلهثون وراء أهل الكراسي.. مثل وعاظ السلاطين الذين وصفهم المرحوم الكاتب والمفكر العراقي الرائع علي الوردي.. أو أنهم مخدرون لا يمتلكون رؤية واضحة بظل الاغتراب الفكري الكبير وبظل الفوضى المتسارعة التي تتغير قبل أي محاولة لتفسيرها .. لتنقل الحدث الى موقع أخر بعيدا عن التحليل والتفسير.. كما أن كثرة التغيير والمتغيرات جعلت الإنسان يفقد تواصله مع الماضي ويصبح بعقلية تحليل مشوشة قاصرة...
نقول هنا كفى سباتا كفى اخفاءا للرؤؤس بالرمال الخطر يداهمنا  نحن بحاجة الى مشروع للإنقاذ الوطني .. بحاجة الى قيادة فكرية حازمة للبلد توقف الانهيار العظيم وتمنع تدمير البلد..هنا الإشارة لدور المثقف الغائب أو المغيب عن الواقع العراقي... يجب أن يكون هناك دورا مميزا  للمثقف العراقي دورا محوريا ليس بالتحليل البعيد عن الواقع السياسي وإنما يجب أن يكون في قلب الحدث ليربط أولياته ولا يفسر الحدث وفق رؤية قاصرة مبنية على أسس التحليل عن بعد فقط ....وذلك لكي يحلل ويعطي الحلول المنطقية الإستراتيجية المعقولة.. كل الكلام النظري لا يصف الحقائق لان حقائقنا متغيرة وإمساكها وفقا لرؤية مبدأ مستحيل لان الإحداث المحلية غالبا ما تفوق التصور الذي على أساسه وضع النظام والقانون... لذا غالبا ما يلجا الى جلسة حوار الشيوخ لقول قولهم في حل الاشكليات الطارئة بعيدا عن المثقف ورأيه الذي غالبا ما يكون استراتيجيا ويحمل في داخله حلول لتنبؤات المستقبل أيضا.. أي أن الحلول التي تنتج عن جلسات الشاي للمشايخ تكون بلا نظام أو قانون أو مبدأ وإنما تكون اتفاق جديد وقانون جديد وعرف جديد ... وما أكثر جلساتنا اللاقانونية وما أكثر قوانيننا الجديدة التي لا تصمد ألا أيام أو أشهر معدودة.. نحن بحاجة الى معلمين صالحين لتعليم المجتمع بحاجة الى من يطبق النزاهة ويحاسب المفسد...نقول تبا للحاكم  الذي يرسخ الفساد خوفا على كرسيه من الزوال...ولنسال هنا الظالمين الجدد ونقول من ناضل ضد النظام البعثي السابق ناضل ضد الظلم والفساد... نسال ونقول كيف لكم أن تتقبلوا اليوم فساد أسوء مما مضى !! أم أن إنكم فسرتم فسادكم بالوطنية!! أن المستقبل ينبئ بالاسوء!! فهل تعون معنى ذلك وهل مفردة النضال لازال لها معنى في داخلكم...سوف ترون مناضلين جدد تهيئوا لذلك... سيبقى العراق صامدا ولن يموت ولن ينكسر والتغيير قادم مهما طال الزمن....
د.علي عبد داود الزكيdr.alialzuky@yahoo.com



63
العراق ؛؛دولة أم امة؛؛ ؟؟

هل العراق دولة أم امة أم هو جزء من امة أم هو أجزاء من أمم ..ماذا تعني الأمة ؟!! هل هي الدولة! أم الشعب أم الحكومة أم العرق والقومية؟؟؟. على ضوء الجواب  ان كان هناك جواب واحد وواضح نسال: هل العراق امة ؟ هل أمريكا امة ؟ هل استراليا امة؟ هل فرنسا امة رغم اختلاف أعراق ولغات شعبها .. وهل كان الاتحاد السوفيتي دولة أم امة؟!!... ما هو الفرق بين مفهوم الأمة والدولة؟  لا نبغي اضافة تعريف جديد لمفهوم الامة لكن فهم الواقع العراقي ضروري جدا لفهم السياسية الداخلية العراقية والتنبوء بالمستقبل واستقراء الإحداث للقادم المجهول!!!.. من المعروف والبديهي هو انه أذا اضمحلت سيطرة حكومة ما على أرضيها قد تتجزأ وتتشظى الدولة الى مقاطعات والى ومدن تتعنصر وفق رؤى معينة لتكوين دول صغيرة متناحرة… فهل التشظي هنا سيكون مبني على مفهوم عصبية أممية أم عشائرية أم وفق مصالح فئات اجتماعية وعرقية خاصة  . هل السلطة الإقليمية أو المحلية تعطي عصبية تكوينها مفهوم مبسط عن معنى الأمة (مفهوم عصبية اقليمية او عرقية او حتى عشائرية).. هل الأمة تحتاج الى تاريخ مشترك لتكون امة؟ عصرنا الحديث يقول أن أمريكا أصبحت امة لكن ما هو تاريخها؟  أن دولة حديثة ولا تمتلك حضارة تاريخية ألا ما صنعه الأمريكيون خلال قرنين من الزمن… رغم اختلاف ألوانهم وأعراقهم وانتمائتهم وأصولهم … هل مفهوم الأمة  صلبا أم هشا  ومتغير؟ هل مفهوم الأمة يتبدل وفقا للظروف ووفقا لطبيعة المجتمعات؟.. هل الأمة تختلف اختلاف جذريا عن مفهوم السلطة ؟ .. بأيهم يجب التمسك بالدولة أم الأمة أم الحكومة أم العرف وسلطة الثقافة الاجتماعية؟!!… أم التمسك بقانون مدني موحد يحترم الثقافة الاجتماعية والإرث الحضاري والقيم الدينية المتعايشة في المجتمع...  ومن سيضع هذا القانون هذه تساؤلات محيرة وصعبة  .. وأدركها يحتاج فهم لحقائق تاريخية وخصوصيات اجتماعية مختلفة ...تتباين من مجتمع الى أخر... ومن شعب الى أخر... حتى الطقس والظروف البيئية قد تؤثر في ذلك تكوين التوحد والانسجام الاجتماعي في اي بقعة من بقاع العالم..

نحن الآن في عصر العولمة والتغرب وعصر تكنولوجيا المعلومات التي جعلت العالم عبارة عن  قرية  صغيرة …فهل العولمة ستجعل الجنس البشري امة واحدة بقيمها الإنسانية؟ .. هل العصر الجديد سيكون عصر شركات عالمية كبرى تلغي مفهوم الدولة وتلغي مفهوم الأمة ويكون هناك مفهوم واحد هو المصلحة والنفوذ للشركات العالمية الكبرى المسيطرة على العالم والتي اجتازت بقوتها الاقتصادية حدود الدول لتكون عالمية  وتؤثر برسم السياسية العالمية ... العولمة فرضت الكثير على المجتمعات ورسخت مفاهيم جديدة ..لكن سبل التعامل أصبحت معقدة جدا بسبب التغرب الفكري الشديد للمجتمعات الذي سببته العولمة وصراع الماضي والحاضر اللقيط.. ما هي مقومات الاستقرار لأي بلد؟  يمكن التعبير عن الاستقرار على انه مجموعة من العوامل التي تفضي الى مفهوم ثقافة اجتماعية موحدة ناتجة عن احترام الإرث الحضاري والقيمي واحترام الأعراق والأديان لكل المكونات الاجتماعية في البلد ... كما ان هذا الاحترام يجب ان يولد تماسك ويولد قدسية عصبية للتوحد وللدفاع عن مشتركات المجموع ...وبهذا سيكون التماسك واجب مقدس .. ولا يمكن أن تكون هناك امة بدون مقدسات تجمع أبنائها حولها .. ولعل اهم ما يفسد هذه القدسية هي الفساد الحكومي (فساد اقتصادي...وسياسي ).

أن الاقتصاد هو اساس للتماسك الوطني والاجتماعي واساسا للرفاهية والازدهار ... ان الاقتصاد أو المادة يمكن اعتبارها دين الجميع (ان التعامل المادي بين الناس يجعلهم على دين واحد هو دين الدينار أو الدولار )… أن الاقتصاد هو محور التماسك لأي امة ومحور التوحد لانه يوحد الجميع في احتياجاتهم وحرياتهم .. الاقتصاد هو محور التعامل بين البشر واي خلل فيه قد يسبب كوارث اجتماعية ووطنية لان اساس العدال في الحكم هو توزيع الثروات الوطنية بالتساوي(بالعدل والاستحقاق) بين ابناء الوطن دون تفريق بينهم .. ان أية امة غير منتجة هي امة عرضة للتفكك والانهيار.. والشعب الذي لا ينتج شعب يعيش مأزق فقدان الهوية وفقدان اسس التماسك ويعيش على فتات الحضارات بما يمتلك من ثروات وطنية غير معززة بالتطوير واستغلال الموارد البشرية ... ان تنمية الاقتصاد الوطني وتنويع مصادره سيسبب الاستقرار الاجتماعي ويؤسس لدولة قوية متماسكة ...أن أي دولة فيها فائض وطني واستراتيجي للمستقبل لما لا يقل عن خطة عقد من الزمن يمكن أن نعتبرها دولة متماسكة .. بينما الدول التي اقتصادها يتدهور مع الزمن ومشاكلها الاقتصادية في تزايد والحلول لا تكاد تكون سوى رمزية فان هذه الدول ستنهار قيمها وتنهار مقومات توحدها وستنمو الصراعات بسرعة فيها ..وتتغير قوانينها باستمرار وسيكون هناك تراجع عن القيم والقوانين ويكون هناك تراجع مخيف عن حقوق الإنسان . أن هذا سيمهد لسوء وفقر وعوز وصراع سيفتت الدولة ويمهد لنشوء دكتاتوريات عصابات سلطة تحاول أن تحكم قبضتها على الحكم بقوة عصابتها ومافياتها (بقوة السلاح) … لكي تديم مكاسبها على حساب المجموع الوطني…. وان لم تكن هناك قوة وحيدة مسيطرة سوف تتشظى القوى التي تعمل على ذلك وتفتت البلد …. وأي قوى وطنية نزيهة سوف تضيع وتذهب خططها ومشاريعها الوطنية أدراج الرياح… وتصبح عبئ على اصحباها وعبء على مؤيديها الذين سيصفونها  بالتخاذل والتراجع والضعف… هذا استقراء للواقع واستقراء للغد الذي يواجه البلدان التي تبنى إستراتيجيتها بحلقة ؛؛حوار الطرشان؛؛ تحت لافتة اسمها الديمقراطية.. (وهذا ما يلاحظ في عرقنا الجديد هو تخبط حكوماته في قراراتها الآنية التي لا تنظر الى المستقبل الذي ينبئ ألا  بظهور دكتاتورية جديدة أو انهيار وتشظي وتفكك عظيم للدولة.. ما لم تكون هناك معالجات حقيقة لواقع الاقتصاد والإنسان العراقي)..

لذا نسال الحكومة القادمة عن مفهوم الدولة العراقية  وهل العراق الديمقراطي امة أم لا؟ من لا يؤمن بان العراق امة ليعطي رأيه الصريح ويبتعد عن سدة الحكم ... ومن يؤمن بان العراق امة عليه أن يعطي برنامج توحد هذه الأمة من وجهة نظر المجموع وليس الخصوصية... نطلب من الحكومة القادمة الانتباه لمفهوم العراق الواحد قبل أي شي ... العراق لازال دولة هشة فقد تسيدت فيه الدكتاتورية لعقود طويلة ... والان تتسيد فيه دكتاتوريات تشرذمية (تشرذمات ديمقراطية السقطة التاريخية ديمقراطية الألم ديمقراطية رجال الصدفة) هذه الدكتاتوريات تتمسكن وتتمشدق بالشعارات قبل اي انتخابات وتتصارع على كراسي السلطة بعيدا عن مفهوم العزم والحزم للتوحد الوطني والذي كان من المفروض أن تبنى على اساسه الدولة العراقية الجديدة بدلا من ان تبنى على اساس المساومة والمحاصصة وتبديد ثروات البلد وتسيد حكومة هزيلة ضعيفة يرضى عنها السياسيون ولا يرضى عنها الشعب .. عراقنا الجديد لازالت حكوماته تعمل بمفهوم الدولة الهشة وليس بمفهوم الأمة القوية التي تصنع حاضرها وتبني مجدها وتحمي مستقبلها وتحمي مستقبل أجيالها القادمة ... الدولة الديمقراطية الهشة ينهار تحت أقدمها الإنسان وقيمه وينهار فيها الاقتصاد ليبشر بغداً غير واضح المعالم ألا انه سوء وتراجع .. على الحكومة القادمة أن تركز على أن يكون العراق امة ليست بكلمات مجاملة وتطييب خواطر وإنما بالعمل الجاد ... وإزالة مسببات الألم والصراع... صفحة السوء طويت لنتصافح بعزة وشرف أن الجيل الجديد ليس له ذنب في السوء يجب الانتباه لدور الشباب في بناء الأمة العراقية بعيدا عن التخندقات الطائفية والعرقية والتشرذمية... أن الرفاهية الاجتماعية يحققها الاقتصاد المتين للبلد المتنامي مع الزمن وليس المتهالك المتراجع بسبب مفاسد هشاشة الدولة وضعف حكومة ديمقراطية المساومة والمحاصصة....

أما آن الأوان لوضع الحجر الأساس لترسيخ مفاهيم الوطنية العراقية وتنمية عصبية الوطنية العراقية فوق كل العصبيات الأخرى... وتحقيق المساواة والعدالة لكل العراقيين بكل مكوناتهم الدينية والعرقية والطائفية ... من المعروف وكما قال ؛؛المرحوم علي الوردي ؛؛ لا تبنى دولة عظيمة ألا  على عصبية توحد ... فكل الأحزاب المحلية اليوم أما فاقدة عصبية توحدها بسبب سقوط من كان يوحدها (النظام الدكتاتوري الصدامي)... واصبحت الصراعات الداخلية لهذه الاحزاب كبيرة ... فقد كان لفترة النضال والجهاد رجال ... ولهذه المرحلة رجال آخرين (ثعالب التسلق الجبانة الذين لم يكن لهم دور يذكر في الفترة النضالية ضد الطاغوت الصدامي) وبسقوط الصنم بدأت تنهار عصبية التوحد للحركات لتتشكل بأساليب جديد لتكون متدكترة على الشعب و لا يهمها المصلحة الوطنية ولا تحترم الإنسان العراقي.... أو أنها تمتلك عصبية محدودة ولا تستوعب الجميع.. وهذا ما يجعل دائما خيوط اللعب في العراق والتأثير فيه بيد القوى الخارجية الإقليمية والعالمية....لم تظهر حتى الآن حركات تحرير الفكر العراقي من سوء مرحلة الفهم الخاطيء للديمقراطية ... والتي أبرزت ديمقراطية تدكتر لا تحترم الإنسان... وهل هناك معنى للديمقراطية أن كانت لا تحترم الإنسان؟!! ولا تحترم الحرية ولا تؤسس الى ازدهار ورفاهية للشعب؟!! ... هل ستولد الأمة العراقية لتكون دولة شرق أوسطية عظيمة لتكون أكد الجديدة ... اكد الحضارة اكد الازدهار ..هنا نقول بانه رغم كل الاختلافات والصراعات سينهض العراق لان العراق امة وليس جزء من امة...

احترامي لكل من يعمل بنبل وإيثار وشرف من اجل العراق ووحدته وعزته ورفاهية شعبه بدون تفريق وبدون تعنصر وتجبر...قلنا ما نعتقد .. ونؤمن بالتصحيح أن ثبت لنا خطا ما اعتقدنا...

د.علي عبد داود الزكي dr.alialzuky@yahoo.com



64
حكومة الشراكة حكومة الأخوة الأعداء ؛؛ الجيل الثاني؛؛


يبدوا أن الشعب سيمر بمأزق جديد.. يبدو أن الحكومة العراقية القادمة لن تولد ألا ولادة قيصرية سوف يتم فيها نسيان هموم الإنسان العراقي بظل المساومات وغياب الرؤية الإصلاحية لما مر به البلد وستعم نظر المراضاة للكتل والشخصيات على حسب العدالة والمجتمع... لم يمهد حتى الآن لولادة حكومة عراقية ديمقراطية قوية ذات معارضة مرآتيه قوية تعمل على أصلاح مؤسسات البلد المريضة.. الكل متنافسون للوصول الى كراسي السلطة الكل يركضون ويلهثون نحو تشكيل حكومة (الشراكة) حكومة السرقة والنهب حكومة الكراسي وتصارعاتها ؛؛حكومة نسرق معا وشعارنا اسكت عني واسكت عنك؛؛.... أن الأمور في العراق والشرق الأوسط دائما تسير راكضة بارتجال على حصان البرغماتية بعيدا عن الإستراتيجية والرؤية المخطط لها لان التداعيات غالبا ما تكون غير مسيطر عليها .. للأسف الأحداث السياسية المتسارعة لا تكرر نفسها لنتعلم منها وإنما غالبا ما تتجدد بأسلوب مؤلم لا يمكن إدراكه... أن الأحدث المتسارعة والغريبة والمفاجئة في عراقنا الجديد لا يمكن أن تدرك ألا بعد حصولها ... وقد تبقى مجهولة بسبب تدافع الأحداث المؤلمة وتزايد حاجة الإنسان لأساسيات الحياة المتناقصة بشكل كبير مع الزمن مما يجعل الحدث وتحليله أمرا ثانويا وهامشيا  أمام التحديات التي  تقيد جميع الرؤى بحقيقة اسمها ؛؛يجب استمرار الحياة مهما حصل ويحصل؛؛  لان استمرار الحياة يبقى هو الهدف الأكثر أهمية  ويترك التحليل للمستقبل بأمنية عسى أن يكون الغد أفضل ...والغد في أحسن أحواله سيتم فيه فقدان الكثير ونسيان الكثير وإهمال الكثير... كما أن  فقدان بعض حلقات الحدث يجعل الحدث حزورة غريبة قد تكون ضحكة الم ...الآن وبعيدا عن الحدث والتدخل الفوضوي الأمريكي في العراق وتدخلات الجوار العربي والإقليمي لننظر الى الحدث العراقي والنتيجة التي نسير أليها لا كأمة عرقية وإنما كدولة عراقية هشة التماسك تسير بديمقراطية عاجزة وغير مؤهلة للصمود بمفهومها والغاية الحقيقية منها ؛؛ في تحقيق الحرية والازدهار والعدالة والتقدم وبناء دولة عصرية قوية؛؛ ... أن رؤى الحدث وتحليله وتجنب تحليل مسبباته وتحليل التناقض السياسي والكتلي في البرلمان السابق والجديد يشير الى أن المرحلة القادمة ما هي ألا نكبة ديمقراطية جديدة...الحكومة القادمة يمكن الجزم بأنها ستكون حكومة ضعيفة حكومة محاصصة مقيتة حكومة تراجعية حكومة سراق مخضرمون وجدد .. لا نعرف لماذا على العراق أن يعيش عهد ديمقراطي معوق؟!! لماذا الكل يريد الأمارة في عصر الديمقراطية؟!!! ... فمن يعمل على تقويم عمل الحكومة ويصلح الفساد أذن؟.. أن اضعف حكومة هي حكومة الديمقراطية التي لا يوجد لها معارضة برلمانية قوية ولا يوجد لها مؤسسات نقابية واتحادات ومؤسسات مجتمع مدني قوية.
أن الإنباء الأخير تشير الى أن الحكومة القادمة سوف تشكل من أربع كتل رئيسية وهي تشمل جميع مكونات الشعب العراقي ... يعني السنة سوف تمثلهم العراقية والشيعة ستمثلهم قائمتي الائتلافين والأكراد ستمثلهم القائمة الكردستانية ...تحت عنوان حكومة الشراكة ... وهذا غريب ومضحك... لماذا لا يعودون الى عنوانهم السابق (حكومة الوحدة الوطنية) ...أن حكومة الشراكة تعني أن العراق هش وغير متماسك وان الصراع قد ينفجر بأي لحظة ... والحكومة ستكون ضعيفة بسبب المحاصصة وفسادها.. أن تشكيل الحكومة من أربعة كتل لتمثل أكثر من 90% من البرلمان عملية غير صحية ويكن اعتبار ذلك خطا فادح للعمل الديمقراطي .. لكن هل هناك بديل برلماني عن هذا الخطأ!!... بالتأكيد لا يوجد بديل أفضل أو اقل سوءا.. أن الخلل هو خلل دستوري جعل العملية الديمقراطية العراقية عملية كسيحة لا تعطي حلا وطنيا صالحا ...
 العراقيون كأمة لا يريدون حكومة تعتدي على احد لكن لا يريدون حكومة تصفعها وتهينها أتفه الدول لا يتمنوا حكومة فاسدة وذليلة.. أن كل الكتل السياسية الكبيرة متهافتة اليوم للوصوللمتسلطين.السلطة . حيث أن كرسي السلطة في العراق ينمي النفوذ الكبير للمتسلطين .. أن الإنسان البسيط خانع خاضع لتدكتر الدولة وأزلامها الجدد الذين  يمثلون حلقة الم جديدة ... والذين يتقمصون الأسلوب البعثي في الإدارة لقهر الديمقراطية وسحق آمال الناس... هذه هي ديمقراطيتنا التي عشناها بعد سقوط هبل بغداد ويبدو أن حكومتنا الديمقراطية القادمة ما هي الاستنساخ لما مضى.. كان من المفروض أن يشرع البرلمان السابق قوانين  تحدد من سلطات الإدارات وتعطي الإنسان حقوقه  وتحميه  من الجور والظلم والاستغلال والابتزاز الحكومي والمافيوي.. كان المفروض من المشرعون تشريع قوانين لمؤسسات مجتمع مدني صالحة كان من المفروض تشريع قوانين لانتخاب النقابات والاتحادات التي تحمي حقوق الإنسان وتحاسب المسئولين الفاسدين وتحجب عنهم الثقة .. كان المفروض أن تنتخب المجالس الاستشارية البلدية وفقا لقوانين صالحة..لكي يؤسس الى رأي عام ناضج يعمل كرديف مساعد للبرلمان ويعمل على أصلاح المؤسسات الحكومية الفاسدة ويحيل المفسدين للمحاسبة والقضاء .... نحلم ونقول نريدأن يسنالعدل نريد حكومة العدل ولا يبدوا ما نريد ممكنا بحده الأدنى... هل نتمنى كل ذلك من البرلمان القادم؟!!!!
كان من المفروض أن  يسن بالدستور نصوص تمنع تشكيل حكومة بدون معارضة برلمانية قوية .. ويجب أن تكون للحكومة معارضة من جميع المكونات العراقية وليست مكونة من الكتل الضعيفة والأقليات فقط .. يجب أن تنقسم جميع الكتل السياسية الى يمين ويسار يتناوبوا على السلطة والمعارضة.. كان من المفروض ضمان أن تحمل كل كتلة معارضتها معها وتشكل حكومة لجميع مكونات الشعب العراقي لكن ليست بدون معارضة... كان المفروض أن تنزل للانتخابات قائمتين كرديتين كبيرتين وقائمتين سنيتين كبيرتين وقائمتين ليبراليتين كبيرتين إضافة للكتلتين الشيعيتين الكبيرتين أي (يسار ويمين لكل كتلة) وبذلك سيكون للبرلمان كتلتين كبيرتين فقط  هما اليمين واليسار كل كتلة تحتوي جميع مكونات الشعب العراقي وإذا حصلت أي من هاتين الكتلتين على أكثر من نصف مقاعد لبرلمان فأنها ستمنح حق تشكل الحكومة وتقوم الكتلة الأخرى بدور المعارضة (حكومة الظل).. أن المعارضة لها دورا لا يقل أهمية عن دور الحكومة في إنجاح العملية الديمقراطية.. حيث أن المعارضة تقوم بتوجيه الأنظار لأي خطا أو فساد أو تهاون حكومي قد يحصل... لذا فان أي حكومة ديمقراطية من دون معارضة ستكون فاسدة وفاشلة حتى أن كانت تمثل كل المكونات الاجتماعية. هنا يمكن القول المعارضة الإصلاحية القوية سيرادفها حكومة ديمقراطية قوية ..قادرة على معالجة القضايا الوطنية بكفاءة ...
لا نحب التشاؤم لكن الأحداث تشير الى أن العراق سيمر بسنين عجاف جديدة تكمل سنين العجاف السابقة ... ويبقى أملنا هو أن يعمل البرلمان الجديد على تعديل الدستور... وتشريع قوانين تعمل على إنضاج الوعي السياسي المحلي لتكوين معارضة سلمية تملك سلطة تقويض سلطة الفساد الحكومي... لكن هل حكومة الشراكة (الوحدة الوطنية) ستكون بمستوى المسؤولية لتحقيق ذلك دون مساومات وفساد...هل ما يخدم الإنسان العراقي ويبني دولة عراقية مزدهرة يحتاج الى مساومة.. للأسف لا يبدوا أن ما نتمناه ممكن ستكون المحاصصة سبب فشل حكومي جديد.. أن حكومة الشراكة القادمة ستكون خيبة كبيرة واغتصاب للثورة البنفسجية وأخشى أن يتحول اللون البنفسجي الى لونا أخر أن استمرت المحاصصة واستمر السوء ولم يتم تبني الإصلاح السياسي في العراق .. أن استمر السوء فأننا نتوقع بيان رقم واحد على يد الجيش العراقي... وليس بالضرورة أن يكون ذلك سيئا ... وإنما قد يمهد لديمقراطية ناضجة ... على السياسيين أن ينتبهوا لذلك بترسيخ أسس الديمقراطية الصالحة وليس بتوهين الجيش وجعله هزيلا...غير محترما .. مما يحط من هيبة الدولة العراقية ويجعلها أضحوكة إقليمية وعالمية...
احترامي لكل من يعمل بإيثار ووطنية من اجل نهوض امة العراق
د.علي عبد داود الزكيdr.alialzuky@yahoo.com



65
حكومة الشراكة حكومة الأخوة الأعداء ؛؛ الجيل الثاني؛؛


يبدوا أن الشعب سيمر بمأزق جديد.. يبدو أن الحكومة العراقية القادمة لن تولد ألا ولادة قيصرية سوف يتم فيها نسيان هموم الإنسان العراقي بظل المساومات وغياب الرؤية الإصلاحية لما مر به البلد وستعم نظر المراضاة للكتل والشخصيات على حسب العدالة والمجتمع... لم يمهد حتى الآن لولادة حكومة عراقية ديمقراطية قوية ذات معارضة مرآتيه قوية تعمل على أصلاح مؤسسات البلد المريضة.. الكل متنافسون للوصول الى كراسي السلطة الكل يركضون ويلهثون نحو تشكيل حكومة (الشراكة) حكومة السرقة والنهب حكومة الكراسي وتصارعاتها ؛؛حكومة نسرق معا وشعارنا اسكت عني واسكت عنك؛؛.... أن الأمور في العراق والشرق الأوسط دائما تسير راكضة بارتجال على حصان البرغماتية بعيدا عن الإستراتيجية والرؤية المخطط لها لان التداعيات غالبا ما تكون غير مسيطر عليها .. للأسف الأحداث السياسية المتسارعة لا تكرر نفسها لنتعلم منها وإنما غالبا ما تتجدد بأسلوب مؤلم لا يمكن إدراكه... أن الأحدث المتسارعة والغريبة والمفاجئة في عراقنا الجديد لا يمكن أن تدرك ألا بعد حصولها ... وقد تبقى مجهولة بسبب تدافع الأحداث المؤلمة وتزايد حاجة الإنسان لأساسيات الحياة المتناقصة بشكل كبير مع الزمن مما يجعل الحدث وتحليله أمرا ثانويا وهامشيا  أمام التحديات التي  تقيد جميع الرؤى بحقيقة اسمها ؛؛يجب استمرار الحياة مهما حصل ويحصل؛؛  لان استمرار الحياة يبقى هو الهدف الأكثر أهمية  ويترك التحليل للمستقبل بأمنية عسى أن يكون الغد أفضل ...والغد في أحسن أحواله سيتم فيه فقدان الكثير ونسيان الكثير وإهمال الكثير... كما أن  فقدان بعض حلقات الحدث يجعل الحدث حزورة غريبة قد تكون ضحكة الم ...الآن وبعيدا عن الحدث والتدخل الفوضوي الأمريكي في العراق وتدخلات الجوار العربي والإقليمي لننظر الى الحدث العراقي والنتيجة التي نسير أليها لا كأمة عرقية وإنما كدولة عراقية هشة التماسك تسير بديمقراطية عاجزة وغير مؤهلة للصمود بمفهومها والغاية الحقيقية منها ؛؛ في تحقيق الحرية والازدهار والعدالة والتقدم وبناء دولة عصرية قوية؛؛ ... أن رؤى الحدث وتحليله وتجنب تحليل مسبباته وتحليل التناقض السياسي والكتلي في البرلمان السابق والجديد يشير الى أن المرحلة القادمة ما هي ألا نكبة ديمقراطية جديدة...الحكومة القادمة يمكن الجزم بأنها ستكون حكومة ضعيفة حكومة محاصصة مقيتة حكومة تراجعية حكومة سراق مخضرمون وجدد .. لا نعرف لماذا على العراق أن يعيش عهد ديمقراطي معوق؟!! لماذا الكل يريد الأمارة في عصر الديمقراطية؟!!! ... فمن يعمل على تقويم عمل الحكومة ويصلح الفساد أذن؟.. أن اضعف حكومة هي حكومة الديمقراطية التي لا يوجد لها معارضة برلمانية قوية ولا يوجد لها مؤسسات نقابية واتحادات ومؤسسات مجتمع مدني قوية.
أن الإنباء الأخير تشير الى أن الحكومة القادمة سوف تشكل من أربع كتل رئيسية وهي تشمل جميع مكونات الشعب العراقي ... يعني السنة سوف تمثلهم العراقية والشيعة ستمثلهم قائمتي الائتلافين والأكراد ستمثلهم القائمة الكردستانية ...تحت عنوان حكومة الشراكة ... وهذا غريب ومضحك... لماذا لا يعودون الى عنوانهم السابق (حكومة الوحدة الوطنية) ...أن حكومة الشراكة تعني أن العراق هش وغير متماسك وان الصراع قد ينفجر بأي لحظة ... والحكومة ستكون ضعيفة بسبب المحاصصة وفسادها.. أن تشكيل الحكومة من أربعة كتل لتمثل أكثر من 90% من البرلمان عملية غير صحية ويكن اعتبار ذلك خطا فادح للعمل الديمقراطي .. لكن هل هناك بديل برلماني عن هذا الخطأ!!... بالتأكيد لا يوجد بديل أفضل أو اقل سوءا.. أن الخلل هو خلل دستوري جعل العملية الديمقراطية العراقية عملية كسيحة لا تعطي حلا وطنيا صالحا ...
 العراقيون كأمة لا يريدون حكومة تعتدي على احد لكن لا يريدون حكومة تصفعها وتهينها أتفه الدول لا يتمنوا حكومة فاسدة وذليلة.. أن كل الكتل السياسية الكبيرة متهافتة اليوم للوصوللمتسلطين.السلطة . حيث أن كرسي السلطة في العراق ينمي النفوذ الكبير للمتسلطين .. أن الإنسان البسيط خانع خاضع لتدكتر الدولة وأزلامها الجدد الذين  يمثلون حلقة الم جديدة ... والذين يتقمصون الأسلوب البعثي في الإدارة لقهر الديمقراطية وسحق آمال الناس... هذه هي ديمقراطيتنا التي عشناها بعد سقوط هبل بغداد ويبدو أن حكومتنا الديمقراطية القادمة ما هي الاستنساخ لما مضى.. كان من المفروض أن يشرع البرلمان السابق قوانين  تحدد من سلطات الإدارات وتعطي الإنسان حقوقه  وتحميه  من الجور والظلم والاستغلال والابتزاز الحكومي والمافيوي.. كان المفروض من المشرعون تشريع قوانين لمؤسسات مجتمع مدني صالحة كان من المفروض تشريع قوانين لانتخاب النقابات والاتحادات التي تحمي حقوق الإنسان وتحاسب المسئولين الفاسدين وتحجب عنهم الثقة .. كان المفروض أن تنتخب المجالس الاستشارية البلدية وفقا لقوانين صالحة..لكي يؤسس الى رأي عام ناضج يعمل كرديف مساعد للبرلمان ويعمل على أصلاح المؤسسات الحكومية الفاسدة ويحيل المفسدين للمحاسبة والقضاء .... نحلم ونقول نريدأن يسنالعدل نريد حكومة العدل ولا يبدوا ما نريد ممكنا بحده الأدنى... هل نتمنى كل ذلك من البرلمان القادم؟!!!!
كان من المفروض أن  يسن بالدستور نصوص تمنع تشكيل حكومة بدون معارضة برلمانية قوية .. ويجب أن تكون للحكومة معارضة من جميع المكونات العراقية وليست مكونة من الكتل الضعيفة والأقليات فقط .. يجب أن تنقسم جميع الكتل السياسية الى يمين ويسار يتناوبوا على السلطة والمعارضة.. كان من المفروض ضمان أن تحمل كل كتلة معارضتها معها وتشكل حكومة لجميع مكونات الشعب العراقي لكن ليست بدون معارضة... كان المفروض أن تنزل للانتخابات قائمتين كرديتين كبيرتين وقائمتين سنيتين كبيرتين وقائمتين ليبراليتين كبيرتين إضافة للكتلتين الشيعيتين الكبيرتين أي (يسار ويمين لكل كتلة) وبذلك سيكون للبرلمان كتلتين كبيرتين فقط  هما اليمين واليسار كل كتلة تحتوي جميع مكونات الشعب العراقي وإذا حصلت أي من هاتين الكتلتين على أكثر من نصف مقاعد لبرلمان فأنها ستمنح حق تشكل الحكومة وتقوم الكتلة الأخرى بدور المعارضة (حكومة الظل).. أن المعارضة لها دورا لا يقل أهمية عن دور الحكومة في إنجاح العملية الديمقراطية.. حيث أن المعارضة تقوم بتوجيه الأنظار لأي خطا أو فساد أو تهاون حكومي قد يحصل... لذا فان أي حكومة ديمقراطية من دون معارضة ستكون فاسدة وفاشلة حتى أن كانت تمثل كل المكونات الاجتماعية. هنا يمكن القول المعارضة الإصلاحية القوية سيرادفها حكومة ديمقراطية قوية ..قادرة على معالجة القضايا الوطنية بكفاءة ...
لا نحب التشاؤم لكن الأحداث تشير الى أن العراق سيمر بسنين عجاف جديدة تكمل سنين العجاف السابقة ... ويبقى أملنا هو أن يعمل البرلمان الجديد على تعديل الدستور... وتشريع قوانين تعمل على إنضاج الوعي السياسي المحلي لتكوين معارضة سلمية تملك سلطة تقويض سلطة الفساد الحكومي... لكن هل حكومة الشراكة (الوحدة الوطنية) ستكون بمستوى المسؤولية لتحقيق ذلك دون مساومات وفساد...هل ما يخدم الإنسان العراقي ويبني دولة عراقية مزدهرة يحتاج الى مساومة.. للأسف لا يبدوا أن ما نتمناه ممكن ستكون المحاصصة سبب فشل حكومي جديد.. أن حكومة الشراكة القادمة ستكون خيبة كبيرة واغتصاب للثورة البنفسجية وأخشى أن يتحول اللون البنفسجي الى لونا أخر أن استمرت المحاصصة واستمر السوء ولم يتم تبني الإصلاح السياسي في العراق .. أن استمر السوء فأننا نتوقع بيان رقم واحد على يد الجيش العراقي... وليس بالضرورة أن يكون ذلك سيئا ... وإنما قد يمهد لديمقراطية ناضجة ... على السياسيين أن ينتبهوا لذلك بترسيخ أسس الديمقراطية الصالحة وليس بتوهين الجيش وجعله هزيلا...غير محترما .. مما يحط من هيبة الدولة العراقية ويجعلها أضحوكة إقليمية وعالمية...
احترامي لكل من يعمل بإيثار ووطنية من اجل نهوض امة العراق
د.علي عبد داود الزكيdr.alialzuky@yahoo.com



66
الديمقراطية ليست غرورا وإنما سلاحا ذو حدين ؛؛ خطا المالكي؛؛


 تمكن الذين وصلوا الى البرلمان في الانتخابات عام 2005 من التأسيس لحكومة ضعيفة متناقضة الوجوه والتوجهات يمكن أن نقول عنها حكومة ؛؛الأخوة الأعداء؛؛... انهارت أمام التناحرات القيمية والثقافية والفكرية المتطرفة مقوماتللحكومة.الاجتماعي ونشأت ثقافة جديدة للعراقيين اسمها الاغتراب اسمها الفرقة والاختلاف اسمها التباعد مما جعل العراقيين وخصوصا في العاصمة يعيشون وكأنهم في سجنا عظيم ...لكن حكومة المالكي خصوصا بالسنتين الأخيرتين نجحت وحققت شيئا من الللحكومة.لأمني ..أن هذا النجاح ليس شخصي للسيد رئيس الوزراء بقدر ما هو نجاح جماعي للحكومة ..وهنا يجب الانتباه الى النجاح تم قطف ثماره للمالكي فقط ...لم يكن المالكي لينجح ويحقق ما حققه لولا جود مؤازرة حقيقة من قبل المناضلين العراقيين الذين أسندوه بقوة في حكومته... لقد دعموا حكومته وهي بأشد حالات ضعفها ولم يدعوا الحكومة تسقط... واسقطوا مشروع الإرهاب العربي الوافد للعراق اسقطوا مشروع السعودية ورؤياها الظلامية للعراق ... فلماذا تناسى المالكي دورهم العظيم في نصره؟!!!.. يمكن أن نعد نجاح المالكي في الكثير من الأمور هو نجاحا جماعيا لكل المناضلين الذين رفضوا إسقاط حكومته رغم الكبوات والعثرات الكثيرة والكبيرة التي وضعت أمام حكومته. لا نريد أن نقلب أوراق الألم فيما فشلت به الحكومة.. لكن ممكن القول أن الحكومة نجحت في الكثير وفشلت في الكثير أيضا... مع ذلك المالكي أصبح شخصية رمزية ذات قبول جماهيري كبير فقد حقق الكثير للإنسان العراقي البسيط خصوصا في المناطق الشعبية ولو أن ما حققه نسبي فقد حرر الإنسان  من الكثير من الألم والخوف لكنه استغل عاطفة الشعب العفوية بشدة لغرض ترسيخ سلطانه على حساب الإستراتيجية الوطنية وبناء الدولة بشكل سليم وكأن ما يهمه الكرسي فقط قبل أي حقيقة أو فضيلة.. أن تحقيق الأمن النسبي في بغداد وضرب الإرهاب المسلح وعصابات الجريمة المنظمة كانت هي النقاط التي أعطت المالكي اسما لامعا حتى هو لم يكن يدركه ويتصوره ألا بعد فوز قائمته في انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة..  أن نجاحه الساحق في تلك الانتخابات جعلته يصاب بالغرور وحب التسلط  وجعلت منه رمزا للتدكتر الجديد... وأصبح اسم المالكي بوابة لصعود الكثير من الفاسدين والمتلونين حرباوات الزمان والمكان عبر بوابة الانتخابات.. وللأسف الكثير من الذينالكثير.الى السلطة على أكتاف المناضلين كانوا من البعثيين والمنافقين وصلوا لمواقع رفيعة بالسلطة ووقفوا بين المالكي وبين الحقيقة الوطنية وإستراتيجية التوحد الوطني للمناضلين ..وشوهوا الكثير وافسدوا الكثير ... كما أن هموم البلد الكثيرة لم تجعل المالكي ينتبه لما يسيء لمعنويات الإنسان العراقي فقد أصبحت السلطة لا تحترم الإنسان ولا تنصف المظلومين لا تحمي الضعفاء ولا تهتم للعدل الاجتماعي . المالكي لم ينتبه لكل هذا أمام فوزه العظيم الذي حققه في مجالس المحافظات بل ازدادت سلطته وازداد تدكترا ... مما جعله يخسر الكثير من أواصر انتمائه للمناضلين الذين عانوا من اجل العراق لسنين طويلة... مما جعله يسير في وادي وهم في وادي أخر...وبدا ينظر أليهم وكأنهم أضداد وليس أخوة نضال في مرحلة كان من المفروض به أن يؤسس لدولة العدل ويعتمد في بنيانها على المخلصين وليس على المتلونين لم ينتبه المالكي لخطورة المرحلة وأخذه الغرور وزين له أتباعه خطوات انفصاله عن الثقل السياسي الوطني للمناضلين..نسى أن السياسة ليست شخص وإنما مؤسسة ذات ثقل وتأثير وما حققه بالأمس لا يعني شيء أمام تنامي احتياجات الإنسان العراقي... الغد سيولد أزمات اقتصادية واجتماعية جديدة من الصعوبة تجاوزها وحلها خصوصا ونحن بلدا ذو اقتصاد كسيحا يعتمد على النفط فقط والبطالة المقنعة تستنزف كل موارد البلد....
أن مرحلة تشكيل حكومة جديدة ليست سهلة وليس هي افتراض وإنما هي عمل مخلص من اجل شفاء العراق ولا يمكن أن تبنى الدولة على أسس التناقض والاختلاف الهدام وعلى أساس الضغائن التافهة التي تفصل بين الأخوة...أن مقومات تشكيل الحكومة ليست بيد المالكي وحده كما كان يتصور.. صحيح المالكي يعد من شجعان المرحلة ومن الذين لا يخافون في الحق لومة لائم لكن ما حققه من نصر للأسف  استغله المتلونون واستغلوا نجاحه الكبير ليبعدوه عن اخلص المناضلين يمكن أن ننظر الى كتلة المالكي المناضلة بشخصيات لا تتجاوز أصابع اليد... أما الآخرين فأنهم مرحليون ليس لهم تاريخ نضالي والبعض منهم  متسلقون طامعون بمكاسب الحكم والتسلط على المجتمع.. أن قائمة المالكي فازت بشخصا واحد فقط هو المالكي والذين يستحقوا أن يكونوا معه  في هذا الفوز  لا يتجاوزوا عشرة من أتباعه ..  فازت قائمته بعدد كبير من المقاعد ومنحت لمن لا يستحقها... أن هذا يعد ظلما للمالكي ونكران للجميل لمن أوصل المالكي الى قمة نجاحه في المرحلة السابقة كما يمكن أن نعد ذلك  سرقة من الذين آزروه ومنحوا حكومة القوة لتصمد بوجه الإرهاب ووجه من أراد إسقاطها في المرحلة الماضية . كان الأجدى بالمالكي أن يمنح هذه المقاعد لمن يستحقونها الذين كان المالكي يمثل حكومة وحدتهم وحكومة قوتهم وتراصفهم ... كان الأجدى بالمالكي أن يمنح مكاسبه لأصحابه المخلصين الذين جاهدوا سنين طويلة ضد الظلم والطغيان البعثي الصدامي وذلك لكي يكون وفيا لهم قويا بهم ويكون أقوياء به ... أن المالكي رغم فوزه بأصوات كبيرة لكنه فقد أهم مقومات النجاح ليكون زعيم المرحلة القادمة وهذا للأسف شيء لم يحسب حسابه المالكي قبل الانتخابات لكنه يبدوا الآن واضحا وضوح الشمس...الحاشية التي كانت حول المالكي كانت تعمل على منعه من أن يكون منتميا الى الائتلاف ألا أذا كان له نصيب الأسد في الائتلاف.. لكي يضمن المالكي التسيد في القائمة وهذا كان فيه الكثير من التجاوز على المناضلين الذين منحوا العراق الكثير الكثير في أيام النضال ضد النظام البائد... وها هي الأزمة السياسية الآن تعصف باتجاهات بعيدة جدا عن تصورات المالكي وتصورات حاشيته ووزراء حكومته من الذين لم ينالوا ألا عشرات الأصوات فقط.... فهل أن ما حققه المالكي هذا يعد فوزا ونصرا ؟!!! رغم انه قد يكون أخر فوز يمكن أن يحققه خصوصا أن أصبحا بعيدا عن كرسي رئاسة الوزراء.. فوز المالكي ليس فوزا لقائمته وإنما هو فوزا مسروقا من قائمة الائتلاف الوطني التي كان احد رجالاتها السيد نوري المالكي . من الممكن اعتبار فوز المالكي فوز لشخص تم صنعه من قبل كتلة منحته الكثير لتصمد حكومته وتنجح..
أن كتلة الائتلاف الوطني العراقي رغم فوزها بإعداد مقاعد اقل بكثير من قائمة المالكي لكنهم يمتلكون ثقل سياسي كبير ويمتلكون شخصيات سياسية مؤثرة لها وزنها ممكن أن تعمل على فض ومعالجة الكثير من أزمات المرحلة القادمة.. ما حصل لا يمكن أن يتنبأ به احد لكن الدروس والعبر الديمقراطية كثيرة وتجربتنا الديمقراطية لازالت في طور الطفولة ولكن للأسف ليست طفولة الديمقراطية بريئة.... وتصرفات بعض الأطراف السياسية هوجاء وغير منطقية ألا بمفهومها الانفعالي الآني لكنها بمفهوم استراتيجي خاطئة ومنحدرة الى مستوى التدكتر ومستوى استلهام الرؤية الصنمية في الحكم ... لكن أن الأوان لمعالجة الألم أن الأوان لتقليل الخسائر ... قد يعمل الإنسان على أن يفوز لكن أخطاءه والظروف أحيانا تسبب له خسائر كبيرة لذا على الحكيم أن يستفاد من أخطاءه وان يتصرف بحكمة ليقلل الخسائر ويلملم الجراح... آن الأوان للجلوس والتمعن في مستقبل العراق آن الأوان لفتح محاور الحوار الأخوي و تناسي الألم وتناسي خلافات مرحلة الغرور والتسرع.. أن الإيثار والأخوة والمصلحة الوطنية العليا فوق كل الخلافات الثانوية غير المبررة . المهم الآن العمل لحفظ حقوق الأمة العراقية ومنع أي انهيار لمكاسب الشعب العراقي وسد الطرق أمام القوى البعثية الإرهابية المدعومة بمليارات الدولارات العربية من إفشال طموحات شعبنا ليرى النور والخلاص ويعيش الازدهار والرفاه .. أن  العراق ذمة بأعناق الشرفاء.. أنها لحظة قرار صعب بين المحافظين البعثيين العملاء الذالمناضلين.راء الماضي وفكره ويعملون من اجل طمس الهوية الوطنية العراقية لصالح المشروع السعودي في العراق والمنطقة وبين ائتلاف الأخوة للمناضلين... لا نريد ائتلافين وإنما نريد انبثاق ائتلاف الأخوة لكل المناضلين .... ستغرق السفينة ما لم تكون هناك التفاته سريعة لذلك... لا يوجد وقت ضائع أنها ساعة الصفر ... العراق ليس شخص ولن يختزل بشخص العراق امة وليس جزء من امة....
د.علي عبد داود الزكي


67
سامي العسكري ؛؛رئيسا للوزراء؛؛: الشريف علي؛؛ رئيسا للجمهورية؛؛


أن ما تسرب وما أعلن من نتائج للانتخابات البرلمانية العراقية الأخيرة  لم تكن مفاجئة عظيمة لكنها أنتجت تغييرات هائلة ستلغي هيكلة الإدارة الحكومية الماضية لتؤسس الى حكومة مختلفة تماما عما مضى... رغم فوز المالكي فوزا كبيرا لكنه للأسف فاز كشخص ولم يفز كمؤسسة وبهذا فان قائمته تدين بالفضل الكبير له وليس لبرنامج دولة القانون... وبنفس الوقت انعكس هذا الدين الى ترسيخ مفهوم الولاء لشخص المالكي من قبل أعضاء قائمته حتى لو كان هذا الولاء مزيف...  وهذا الولاء يمكن اعتباره ولاء مصلحي أو ولاء ؛؛جواز المرور؛؛ الى البرلمان والحكومة.... اغلبهم لم يستطيعوا أن يدخلوا قلوب الناس بعد مرور 8 سنوات على سقوط الصنم ألا باسم سحري وهو المالكي. اسم المالكي في الانتخابات الأخير بالنسبة للناخب العراقي في الوسط والجنوب كأنه ؛؛ افتح يا سمسم ؛؛..... أن أي حكومة سيشكلها المالكي سوف تفشل وذلك لان المالكي يفتقر الى المؤسسة المتماسكة يفتقر الى الأعوان ذوي الثقل الشعبي وسيفقد ثقله لأنه الآن ليس رئيسا للحكومة ..وهناك الكثير من المتربصين بالمالكي لمنعه من الحصول على منصب رئيس الوزراء مرة ثانية وذلك للكثير من الأسباب والتجاوزات التي انتهجتها حكومته بأسلوب التدكتر في القرار وعدم محاسبة الفساد... لذا فان تقلب الظروف الجديدة سوف تجعل كفة الميزان في الشارع العراقي تميل باتجاهات أخرى ربما غير الموجودة الآن..فان انتهى فلم انتهى معه دور أبطاله وسيصفق الجمهور لإبطال الفلم الجديد ..
الحكومة القادمة لن تشكل ألا من ثلاث كتل سياسية.... لذا فان شخص رئيس الوزراء القادم صعب التكهن به الآن .. الاحتمالات كثيرة جدا...هناك خطوط حمراء وان لم تعلن من قبل الائتلاف والأكراد على المالكي.. لذا فان عمليه الإصرار عليه قد تمنع تكوين جبهة بين دولة القانون والائتلاف الوطني..أما الأكراد فأنهم سيرضون بأي عملية مساومة تحقق لهم مكسب وان كان على حساب المكونات العراقية الأخرى....وان نجح المالكي في الاتفاق معهم فانه سوف يشكل حكومة بإشراف قادة الائتلاف وهم الكتلة الصدرية التي تفكر بثورية وشجاعة ولديهم ذكاء سياسي وليس من السهولة أرضائهم بالوعود والاستمرار معهم بنفس المركب صعب جدا ألا أن اشرفوا على كل شيء ووضعوا أساس البناء هم وتخذوا القرار هم ....أنهم لا يساومون ولديهم ثوابت لا يحيدون عنها مهما حصل ...  لذا فان دول القانون ستكون مضطرة لطرح البديل عن المالكي وسيقدموا خيارات ويحرقوا أوراق كثيرة ليظهروا باللحظة الأخيرة ويقدموا ورقتهم الرابحة الأخيرة ؛؛سامي العسكري؛؛ الذي قد يكون له حظوظ كبيرة في أن يوافق عليه الائتلاف بعد فرض برنامجه السياسي وبرنامج الإصلاح عليه. وهنا ستحل مسالة منصب رئاسة الوزراء... سيطالب الائتلاف  بمنصب رئيس الجمهورية .. رغم أن منصب رئيس الجمهورية هو منصب شرفي لكن الرئيس يمثل رمزا للعراق وعملية اختيار الرئيس أمرا ليس سهلا... لكن يبدوا أن أفضل شخصية ائتلافية ممكن أن تستلم منصب رئيس الجمهورية هو ؛؛الشريف علي؛؛... فليس من المتوقع أن يحصل حول اختياره أي اختلاف.... عند جميع القوى باستثناء الأكراد.. وقد يفاوض الائتلاف للحصول على رئاسة البرلمان بدلا من رئاسة الجمهورية ليكون من حصة الصدريين رئاسة البرلمان ..  لكن تبقى المسالة المهمة الأخيرة هي تلطيف الأجواء لتقبل سامي العسكري من قبل بقية القوى في البرلمان... أن سامي العسكري كان شجاعا ومتطرف أحيانا في أطروحاته  لذا فانه دائما ما كان يقع في مواجهات سببت له عدم تقبل من بعض القوى العراقية ...

لكن المسالة الأهم مما تم طرحه هو القوة الثالثة التي ستأتلف مع الائتلافين لتشكيل الحكومة... هل هي القوى الكردستانية أم أن هذه القوى  ستنشطر الى تيارين قد ينظم احدهم لتشكيل الحكومة والأخر يعارض وهذا وراد جدا.. وان حققوا مع الائتلافين  ثلثي أصوات البرلمان فأنهم سينالون منصب رئيس البرلمان... وألا فأنهم سيخسرون ولن ينالوا أي منصب ولن يكونوا ألا بصفوف المعارضة...واذا لم يدخل الاكراد في حلف الحكومة فان الخيار سيكون هو دخول العراقية بائتلاف مع الائتلافين...من المرجح هنا وبقوة أن العراقية سوف تتجزأ لكنها لن تخسر قوتها  أو سيكون لها قادة جدد وسيكون دور أياد علاوي فيها ثانوي  أن أي تشظي للعراقية قد يجعل انقسامها لصالح تشكيل حكومة من الائتلافين مع ما ينسلخ من القائمة العرقية.. وبذلك سيكون امام العراقية المنصب الذي ممكن ان يتبقى من الائتلافين  وهو اما منصب رئيس البرلمان او رئيس الجمهورية  للعراقية .. هذا فيما لو لم تقنع الكتلة الثالثة الصغيرة المشارك في تشكيل الحكومة(اما العراقية او الكردستانية او احدى تشظياتهم) بالتنازل عن هذا المنصب لصالح احد الائتلافين وتعوض بمكاسب أخرى .. هنا نقول  من سيكون المنصب السيادي الثالث ؟ هل هناك شخصية معتدلة ممكن أن تنال رضى الائتلافين ؟!!.. بالرغم من أن الائتلافين سيكونان العمود الفقري للحكومة القادمة لكنهم سيرضخون للكتلة الثالثة مهما كانت صغيرة  والتي ستفرض الكثير لكي توافق على تشكيل الحكومة .... لكن القوة الثالثة قد تكون في دور ضعيف نوعا ما لفرض شروطا قاسية وذلك لاحتمالية تنافسها مع قوة برلمانية أخرى قد تناضل من اجل الدخول في تشكيل الحكومة...  من سيكون رئيس للبرلمان القادم ؟؟ انه سؤال صعبا والاجابة عنه صعبة جدا... الان..
وأخيرا أقول لو حصل ولم يتفق لائتلافان فان رئيس الوزراء  سيكون أيضا من احد الائتلافين ..وايضا تبقى حظوظ المالكي ضعيفة وبنفس الوقت ستكون حظوظ الجلبي كبيرة جدا ويتبعه بيان جبر لنيل هذا المنصب .. كما يجب الاشارة هنا الى انه لن ينصب رئيس وزراء ألا ان تمت مباركته من الصدريين وهذه حقيقة التغيير التي أفرزتها الانتخابات الأخيرة..هذا فيما لو لم تتصدع كتلة الائتلاف الوطني العراقي الواصلة للبرلمان وتتجزأ...
كل ما تم طرحه رأي فقط وقابل للنقاش وقابل للتعديل وقابل للدحض وقد يمر أسبوع لتنقلب كل هذه الكلمات الى مستحيلات وتصبح ضرب من الخيال فقط.. فان لم يكن هذا الرأي يعجب القاري فليكتب رأيه فأننا في ساحة تبادل الآراء والرؤى لتنضج برؤية استشراف واستقراء لواقع عراقي جديد مقبلون عليه....
د.علي عبد داود الزكي dr.alialzuky@yahoo.com

68
من يعترض على؛؛اجتثاث مزدوجي الجنسية ؛؛ ومنعهم من الوصول للبرلمان القادم؟


  الظلم والطغيان الذي عانى منه الإنسان العراقي لسنين طويلة ساهمت في نمو الروح الدكتاتورية لأغلب الذين وصلوا كرسي السلطة وان كان هذا الكرسي هو كرسي فراش أو مستخدم في دائرة بسيطة.. وبنفس الوقت أدى ذلك الى نمو روح الخضوع والخنوع لدى الإنسان العرقي البسيط ليصبح الخنوع والرضا بالظلم شيء عادي ..والمطالبة بالحقوق الكاملة يصبح ضربا من الخيال والبطر .. هذه هي ثقافة الظلم والألم والحرمان التي عاشها العراقي لعقود طويلة ولم يظهر حتى الآن على الساحة تضامن وطني قوي ليشق ثوب الجزع الذي كفن الآمال والأمنيات وقهر الحريات.. لم تثمر الديمقراطية الجديدة بعد سقوط هبل الغباء عن تحرر فكري وتحرر من طغيان أفكار الاستسلام. أصبحت حياة العراقي الشريف جحيم اسمه الديمقراطية العرجاء حيث اغتصاب الحقوق وسحق الأمنيات بجنح ظلام سلطة اللاقانون سلطة الفوضى سلطة الفساد التي أسس لها بعد السقوط بمباركة قوات الاحتلال . هناك سلسلة مقالات رائعة للكاتب العراقي ( صائب خليل )  فيها تساؤل ؛؛هل نحن شعبا منكسرا؛؛ وتحدث في مقالاته عن معنى الانكسار الشعبي  ولماذا الإنسان يرضى العيش بأقل مما يستحق لماذا يخضع الإنسان لذلك ومن يرسخ مفاهيم الانكسار لدى الإنسان وفسرت الكثير مما نفكر به ونتسال عنه..
 أن عهود الدكتاتورية ولت لكنها تركت رواسب هسترة رهيبة لا يمكن أن تزول بسهولة . وللأسف الشديد متسلطي الغفلة التاريخية متسلطي الصدفة ظلال الاحتلال وكوليرا الألم  مارسوا نوع جديد من أساليب الظلم لأذل الإنسان العراقي لجعل العراق يخسر مقومات التوحد ومقومات الدولة القوية ليصبح العراق أكثر انكسارا وأكثر حرمانا  أسلوبهم تدكتر وتشرذم ومحاصصة وفساد وقهر للحريات وهضما لحقوق الإنسان .لذا نقول أن تم استنساخ التجربة وتكرارها من جديد أو استمرارا  لخطوتها السابقة فان المستقبل ينبئ بسوء عظيم وينبئ بان الانهيار قادم  والدكتاتورية البشعة قادمة والصراعات قادمة ومن المتوقع أن يبدأ عصر جديد بالظلم بظل حكام الغفلة الذين لا يهمهم سوى كراسيهم  ومكاسبهم ومصالحهم على حساب الإنسان العراقي . لم يحرر عراقنا من ظلم الدكتاتورية البعثية القذرة نضال الشرفاء ولم يحرره صبر الشعب المسكين المغلوب على أمره  ولم يحرره الهاربون للمنافي الذين عادوا بعد سقوط هبل بغداد وهم يحملون ازدواج كبير في فكرهم وأسلوب حياتهم نراهم يخططون لأنفسهم ويشرعون لأنفسهم بعد أن استحوذوا في صدفة الم وغفلة غباء تاريخية على كراسي القرار والشعب المسكين لا يملك قرار فهو تارة مخدوع وتارة لا خيار أمامه ألا اختيار الأقل سوءا... كان المتسلطون (المشرعون) للمرحلة السابقة في حيص بيص في برلمان الاستعراضات الكاذبة والقرارات الهشة السفيه ..أن اغلب القرارات البرلمانية كانت لا تخرج ألا بمساومات وتصارعات عنيفة لا تصب في النهاية لمصلحة الوطن.. أما التنفيذيون فقد ركبوا قطار الفساد السريع للوصول الى مرافئ ملذاتهم وأمانهم وأمان عوائلهم في ارض أوطانهم الجديدة أوربا وأمريكا والغرب  والتراجع مستمر ولربما الاسوء قادم ما لم تنجح الانتخابات القادمة في أبراز رجالات الخلاص لينهضوا بالعراق الديمقراطي الجديد وليصححوا المسارات .. أن نجاح الانتخابات لا يتم ألا بالتضامن الشعبي الحكيم في انتقاء الانقياء الشجعان ذوي الرأي السديد الذين يحملون هموم امة العراق ويعملون بنزاهة من اجل نهوض وازدهار العراق...
 نقول للمفوضية العراقية للانتخابات أن عليكم دورا عظيما ليمرشح وبأسرعوحث الناس للذهاب للانتخابات فقط وإنما بدور أعلامي محايد في نشر المعلومات عن كل مرشح.. على مفوضية الانتخابات أن تعلن أسماء المرشحين وإعلان المعلومات عنهم كاملة  ليس للدعاية وإنما لكي يعرف الإنسان الحقيقة من طرف مستقل ومحايد وليس من الدعايات والشعارات المعلقة بالشوارع التي لا يوجد فيها سوى شعارات أفلاطونية سمعنا  وقرئنا مثلها الكثير من قبل  ولم يتحقق منها شيء..  نطلب من مفوضية الانتخابات إعلان المعلومات التالية عن كل مرشح  وبأسرع وقت ممكن :
1.   اسم المرشح وأين يسكن الآن.
2.   عمر المرشح ومسقط رأسه.
3.   شهادته ومن أين حصل عليها.
4.   كم من عمر المرشح عاشه داخل العراق... وكم من عمره عاشه داخل العراق بعد السقوط
5.   كم جنسية يمتلك المرشح .. وهل اسقط المرشح جنسياته الأخرى غير العراقية.
6.   هل أسرة المرشح تعيش خارج العراق أم لا.
7.   هل كتب المرشح تعهد بان يقضي باقي عمره بالعراق الذي يرشح للعمل من اجله في البرلمان أم لا.
8.   ما هي  المهام النضالية التي قام بها المرشح ضد نظام الظلم الصدامي.
9.   هل له مؤلفات فكرية وهل له رؤى سياسية منشوره. تذكر...
10.   هل كان منتميا لحزب البعث وما هي درجته الحزبية.

نتمنى أن تكون المفوضية حازمة بمحاسبة أي مرشح يعطي معلومات كاذبة وان تسقط ترشيحه وتقاضيه على أي معلومة غير صحيحة.. وان  يمنح المواطن حق أبلاغ المفوضية السياسيين لكن تكون خاطئة لأي مرشح  لغرض المحاسبة أو التصحيح..
أن الحملات الدعائية  كبيرة ومتباينة شاهدنا الكثير من المزايدات الكلامية وشهدنا الكثير من الفاسدين وهم يتلفلفون بثوب النزاهة الكاذبة وشاهدنا حرباوات السياسة والسرقة تتمنطق هنا وهناك  والكثير منهم مدعوم مخابراتيا من قبل دول الغباء العربية وبعض الدول الإقليمية وأمريكا وبريطانيا وإسرائيل ... نقول هذا ولا نجزم به لفلان وفلان من السياسيين  لكن هذه حقائق يمكن تلمسها واستبيان وجودها... لعل من أفضل ما سمعنا  هو اجتثاث البعثيين واجتثاث المروجين لفكر البعث ورموزه.. لكن مع ذلك نقول هناك الكثيرون هنا وهناك بعثيون بأعلى مناصب الدولة لماذا  لا يتم اجتثاثهم  أم يصح القول هنا ( عليهم وعلى أتباعهم غفور رحيم وعلى غيرهم شديد العقاب)  نتمنى أن تتحقق العدالة التي للأسف يغفلها جميع المتسلطون الذين  لا  يهمهم وطن اسمه العراق الذي نسوه بعتمة ظلام السوء والغباء والتشرذم ...
ندعو هنا الى اجتثاث أخر لا يقل أهمية عن اجتثاث البعث هو اجتثاث مزدوجي الجنسية فكل من يحمل جنسية مزدوجة يجب منعه من الترشيح للانتخابات ألا بعد إسقاط جميع جنسياته الأخرى ويجب أن يوقع تعهد بان يعيش بقي عمره داخل العراق فيما لو تم فوزه بالانتخابات... كما يجب فرض شرط على كل مرشح من مزدوجي الجنسي أن يكون قد عاش بالعراق بعد السقوط ما لا يقل عن أربع سنوات قبل ترشيحه... ونتمنى أن تثبت هذه الشروط ليس لمرشح البرلمان فقط وإنما لكل المنصب السيادية والإدارات العامة... قد يتنرفز البعض لهذه الشروط لكننا نقول هنا  أن هذه هي شروط وطنية يجب الالتزام بها ونتمنى أن تعلن للتصويت الشعبي لكي  يتم تثبيتها وتصبح قانون ... ومن يعترض عليها عليه أن يعلن بدعايته الانتخابية معلومات كاملة عنه وعن عائلته وسكنه وما يخص مستقبل حياته..(للأسف المشرعون في البرلمان العراقي الديمقراطي بعد سقوط هبل بغداد لم يمنعوا ذلك لان الكثير من صناع القرار في الدولة هم من مزدوجي الجنسية)... أن المرشحون من مزدوجي الجنسية عادة ما يخفون جنسياتهم الأخرى وأي معلومات عنها في دعاياتهم الانتخابية... أن القوائم الانتخابية للكتل الرئيسية مطرزة بأسماء كثيرة من مزدوجي الجنسية... لكننا مع ذلك نقول في الانتخابات القادمة القائمة مفتوحة والمواطن حقيقة يحتاج لمعلومات تزيل عنه أي التباس في اختيار من يمثله بشكل أكثر معقولية وبشكل يضمن فهم معاناة الشعب لإيجاد الحلول الواقعية لمشاكل البلد. لذا نؤكد على ضرورة نشركلماتها. عن كل مرشح من قبل مفوضية الانتخابات لكي يتبصر الناخب في اختيار من يمثله في البرلمان القادم. 
أخيرا نقول للمرشحين لا نريد شعارات ولا نريد ماء وكهرباء بالكلمات نريد مشروع نزاهة وشرف ووطنية فليس النزيه من لا يسرق وإنما النزيه من توفرت له الفرصة ليسرق ولم يسرق... ونحن لم نجرب الكثيرين حتى ألان نريد الفكر الوطني أن ينسج بتكامل مع المكونات الوطنية النزيه لجميع الكتل وليس عيبا أن تكون هناك ائتلافات نزاهة وشرف بعد الانتخابات فان شعارات جميع الكتل السياسية هي نفسها وان اختلفت تسلسلها واختلفت كلماتها ..أن اغلب القوائم لا تخلو من شخصيات نبيلة .. نتمنى لعراقنا الشفاء ويبقى الشفاء مرهون بالدواء ولا  يوجد دواء سوى الانتخابات الديمقراطية الآن ...سيبقى العراق نبض قلوبنا وسيولد الخلاص وسينطلق تسونامي الأمل العراقي  ليجرف كل أوثان الفساد والسرقة والتسلط وستنبت ارض العراق أطيب نبات وتشرق شمس أشور لتنير مسالك الأمنيات وتزدهر بغداد من جديد.. هذه الأمنيات لن تتحقق ألا بالتضامن والعمل والأيمان بمشروع التوحد الوطني لأمة العراق...
لنتضامن ونصوت للحق للعراق للسلام للوطنية العراقية ...من اجل وطننا ومستقبلنا ومستقبل أجيالنا لنثقف الإنسان العراقي ليكون ايجابي ويذهب ليصوت في الانتخابات  القادمة...

د.علي عبد داود الزكي  dr.alialzuky@yahoo.com


69
؛؛ عهود الوفاء ؛؛ للشهيد محمد باقر الصدر ؟!!


من هم الأوفياء يا عراقنا الجديد ؟ من هم رموز العراق؟ من هم أبطال المواجهة الكبرى ؟ من هم الذين كانوا وسيبقون رموز قداسة وفخر وشرف عراقي؟ من هم مفكرينا وقادة التغيير؟ من هم الذين واجهوا الطغيان الصدامي ببسالة؟؟؟ أكيد الجواب ليس صعبا أذا تسلسلنا من أعظم المفكرين والعلماء وأولهم محمد باقر الصدر... أن الشهيد المفكر السيد محمد باقر الصدر كان له اثر كبير في نهضة الفكر العراقي بعد أن تولى نظام البعث القمعي السلطة في العراق.. أن هذا المفكر العظيم وقف بشجاعة ضد الطغيان وضحى بحياته من اجل مبادئه ووطنه ودينه وذهب شهيدا ولم يخضع لسلطان الظلم البعثي الصدامي.. استشهد الصدر على أيدي النظام البعثي الصدامي  لكنه لازال حيا بفكره وبقيمه وكتبه...أما رجل الظلام هبل بغداد فقد سقط على أيدي أسياده الأمريكان بعد أن رفض التقاعد الإجباري الذي حاولوا فرضه عليه، بعيدا عن السجال في شخصية كل من عظيم الخير الشهيد الصدر وعظيم الظلم صدام .. نطرح تساؤلا هنا ونقول من أوفى من من ؟ هل أتباع ومحبي الشهيد الصدر أوفى من أتباع وأزلام صدام...استشهد الصدر لكنه بقى رمز وطنيا ورمزا للحرية بينما صدام قاهر الشعب أصبح رمزا لكل أعداء العراق الجديد أصبح رمزا عربيا للظالمين الذين لا يحترموا الشعب العراقي... وبقى صدام عظيم بنفوس محبيه والمقربين منه والمخدوعين... لقد قام محبي صدام بعد زوال سلطانه ببناء قبره وجعلوه بأفضل حال.. بينما أتباع الصدر الذين تسلموا السلطة لم يقوموا ببناء قبر الشهيد الصدر بشكل لائق يعطي هذا الزعيم حقه وفاء له ووفاء لنبله وحبه للعراق رغم أن أتباع الصدر تسلموا السلطة... ماذا قدم المتسلطون الجدد لرمز عراقي عاش في قلوبنا سنين طويلة .. لماذا أتباع صدام قاموا ببناء قبره؟؟؟ !! بينما أتباع الصدر المتسلطون نسوا الصدر... أن أغلبية العراقيين لم يكونوا يعرفوا اغلب الشخصيات السياسية التي ظهرت بعد السقوط لكن اغلب العراقيين الذين عانوا من ظلم صدام يعرفون القائد الرمز الشهيد محمد باقر الصدر رحمه الله... حتى في الانتخابات السابقة تم انتخاب الرمزية ولم يتم انتخاب الشخوص وإنما تم اختيار المبدأ والطريق الذي رسمه عظماء التضحية العراقيون مثل محمد باقر الصدر..
حدثني احد أساتذتي انه قبل أيام زار احد البرلمانيين في مكتبه ودار حديث بينهم فقال أستاذي للبرلماني بأنهم سوف يخسرون لأنهم لم يحققوا شي للشعب... أن انتخابهم في المرة السابقة كان غلطة... ونظر في المكتب على احد الجدران فوجد صورة الالعراق. باقر الصدر فقال له انتم فزتم في الانتخابات السابقة بفضل صاحب هذه الصورة واشارة الى صورة الشهيد محمد باقر الصدر... ثم قال للبرلماني: قبل أيام ذهبت للنجف فوجدت صندوق بائس مكتوب عليه جمع تبرعات لبناء قبر الشهيد محمد باقر الصدر!!!!!!!!!!!!!!!!!!... فقال أستاذي للنائب هل هذا هو الوفاء لعظماء العراق ... لماذا لم يتبرع وزراء ونواب الائتلاف العراقي براتب شهر واحد من رواتبهم الضخمة لبناء قبر يليق بالمفكر العظيم الشهيد محمد باقر الصدر ..فسكت النائب ولم يجد جواب... كيف سيبنى العراق كيف سينهض العراق وفيه قيادات عليا تتناسى رموز القدسية والوطنية العراقية ولم تقدم  شيء لتفخر الأجيال اللاحقة بتاريخ النضال العراقي  فان الأمة التي لا تحترم رموزها فإنها في طريقها الى الزوال لا محالة... لننظر الصور التالية ... ولنتأمل لنبحث عن مكمن الخلل... هل هناك جواب ؟؟ نتمنى من الجميع أن يتأملوا ويعطونا جوابا لحيرتنا المؤلمة....















70
سامي العسكري ام بيان جبر ؛؛؛؛رئيسا للوزراء القادم ؛؛؛؛

منصب رئيس الوزراء لا نعرف أي قائمة انتخابية او كتلة سياسية  ستناله  بسيناريو الأعلام والدعاية الانتخابية لواقع الحال العراقي وبرنامج العمل لإقناع  الجمهور في  الانتخابات القادمة .. الا انه من الواضح بأن هذا المنصب سيكون محصورا بكتلة الائتلاف العراقي وائتلاف دولة القانون لأنهم لازالوا يمثلوا اكبر مكون شعبي عراقي رغم محاولات الأعلام العربي الغبي الذي يحاول أن يهمش دور هذا المكون في رسم معالم عراق الغد الجديد. لكن مع ذلك نقول بان العراق يمر بمخاض عسير جدا لان العراق في حالة أنجاب سياسيي التقزام ان العراق يعاني من أزمة قيادة . يبدوا ان شخص رئيس الوزراء القادم مفاجئة غريبة: ما بين  الشخصيات التي يبدوا انها تمتلك شيء من مفاتيح القرار الدولية التي ممكن أن تنتشل العراق من محنته وما بين نكرات القوائم الذين تغلغلوا خلسة الى اعلى مصادر القرار . أن منصب رئيس الوزراء: هو ما بين حظوظ متناقصة للمالكي وعادل عبد المهدي... وحظوظ متصاعدة للجلبي وسامي العسكري وبيان جبر.. وقد يظهر حليف إسرائيل (مثال الالوسي) الذي يحظى بدعم الغرب وأمريكا وإسرائيل لكن حظوظه ضعيفة أيضا لأنه  لا يمتلك الأصوات التي تؤهله للوصول للمنصب خصوصا وان تأثيره العملي غير واضح ووجوده في ساحة الصراع السياسي محكومة بكلمات نظرية تبدوا وكان بعضها تم تمريره أليه مخابراتيا وهي لا ترقى الى وضع نظرية الخلاص الوطنية كخطة إستراتيجية لإنقاذ العراق مما هو فيه من تراجع مستمر ولازال مستمر.. ولربما القادم هو أسوء لكن قد يحصل الالوسي على قوة اكبر في الانتخابات القادمة . وقد يتراجع جميع هؤلاء لأنهم أمام الرؤية الشبابية المتقلبة الاهواء التي تتصف بها مجتمعاتنا الشرقية وهي سرعة الملل من الشخوص الذين يتحدثون كثيرا ولا يفعلون ألا عكس ما يقولون وتحكمهم البرغماتية التي لا تحكم بقانون ثابت وإنما قانونها التاقلم والتغير المستمر حسب الحدث وحسب المؤثرات التي تتلاعب بمقاليد الأمور وتفرض وجودها ككابوس مؤلم وبرضوخ سخيف من قبل المتسلطين باسم الديمقراطية العرجاء ... أن البرغماتية التي اتبعها بوش في سياسته انعكست على ظهور سياسيين عراقيين براغماتيين لا يحترمون قيم ولا يحترمون إنسان ولا يعملون بشيء اسمه قانون.. هذه البرغماتية ساهمت بإسقاط الرموز الوطنية وفقدانها بريق القدسية ...
نطرح تساؤلا هنا من هو الجدير بإدارة العراق؟؟؟ أن العراق حقيقة يمر بأزمة شديدة جدا فهو في حالة أزمة قيادة فوجود تناقضات واختلافات سياسية وعرقية وطائفية كثيرة لم تمهد لظهور رجل الخلاص الوطني وظهور هذا القائد محكوم عليه بالإعدام أو الصراع والحرب الداخلية ... وذلك لوجود التدخل الأمريكي في كل ما يخص بناء العراق الجديد. أن السياسة  العراقية تمر بمرحلة ليست طبيعية وإنما تمر بمرحلة التجريب الأمريكي المسيطر عليه فجميع خيوط اللعبة بيدي الإخطبوط الأمريكي ... إضافة الى دخول إسلام البترول في لعبة الالم العراقي المتمثل بطموح السعودية في السيطرة المطلقة على الشرق الأوسط وذلك باستخدامها الأعلام الكثيف واستخدم الأموال الهائلة في السيطرة وتوسيع دائرة نفوذها على حساب المكونات والطوائف المتعايشة بسلام في المنطقة ...أن التدخل السعودي ودعمها للإرهاب في المنطقة ساهم وسيساهم في تدمير المنطقة والإجهاز على القضية المركزية (قضية فلسطين) وتوسيع دائرة الصراع الإسلامي الإسلامي(حروب اهلية وطائفية) . السعودية لها وجود سيء كبير جدا في العراق وفي عرقلة بناء دولة الديمقراطية الجديدة . كما أن السعودية ستساهم في صنع القرار داخل العراق بما لا يرضي غالبية الشعب العراقي ،  فمن يقف وراء البعث ؟ من يقف وراء الإرهاب ؟ من يقف وراء صالح المطلك؟ من يدعم علاوي ؟ من يدعم ظافر العاني؟ من يدعم الجماعات المسلحة المتطرفة التي تعمل على تدمير أواصر الوطنية العراقية؟ ..من يعمل على محاصرة العراق والضغط عليه اقتصاديا؟ من يعمل على صرف الأموال الهائلة لغرض منع وصول أي شركة عالمية لبناء مؤسسات النفط والكهرباء في العراق؟ .. كل هذا يقف وراءه الغباء العربي المتمثل بالدرجة الأولى بطوق الشر السعودي المصري الإماراتي . أن طوق الشر ساهم في دعم الإرهاب ماديا ومخابراتيا وقام بدور سيء وسيقوم بدور أكثر سوءا في المرحلة القادمة.. فهل سيظهر قائد الأزمة الذي سيقف بقوة ويضرب بشدة ويدعم الأساس الوطني للأمة العراقية ويقطع علاقاته مع الدول الداعمة للارهاب ويقاطعها اقتصاديا كصفعة بسيطة تليها صفعات اقوى واقسى  بدعم حركات التحرر الديمقراطية في هذه البلدان. لكن اين هو هذا القائد؟!
أن منصب رئيس الوزراء الأجدر به هو سامي العسكري لقوته وجرأته في طرح المواضيع الإستراتيجية لكنه في السنة الأخيرة قبل الانتخابات للأسف انزلق منزلق الحقد والضغينة على رفاق النضال السابقين . وبنفس الوقت تصرف بعقلية رجل الصحراء الذي يتدكتر مما افقده الحظوة لدى الأكراد والائتلاف العراقي... لذا فانه أن استطاع أن يرمم ما ساء من علاقته معهم فقد يكون هو المرشح الساخن في المرحلة القادمة... وينافسه  من الائتلاف الجلبي لكن حظوظ الجلبي داخل الائتلاف أيضا ضعيفة ألا أذا الائتلاف العراقي تصرف بروح أيثار عالية وابتعد عن المصلحة الحزبية وغيرها من الأمور المعرقلة لذلك.. كما أن بيان جبر الزبيدي يعد مرشحا ساخنا وكفؤا وشجاعا ويمتلك ذكاء واستراتيجيات اقتصادية وعسكرية وأمنية ، ونجح عمليا في أدارت وزارة الداخلية ووزارة المالية وبكفاءة عالية .. لذا ان تمهدت له الطريق قد يكون هو رجل المرحلة القادمة لينقذ العراق من محنته ..  لكن هل يمتلك كاريزما التأثير على الشباب العراقي وهل هناك أعلام حقيقي يدعمه؛؛ الأعلام للائتلاف العراقي في أبراز شخصياتها القيادية والتي ممكن أن تتولى منصب رئيس الوزراء للأسف ضعيف جدا.. ولربما مجرد طرح دعاية للشخصيات القيادية البارزة قد يسبب تصدع جدار الائتلاف وتشتته وانهياره ... فهل الكتل الشيعية المؤتلفة في الائتلاف متفقة على ترشيح شخصية ما أم القرار ترك لما بعد الانتخابات؟ هل تم تدارس هذا الموضوع لوضع برنامج ما لقيادة العراق في المرحلة القادمة ؟هل تم الاتفاق على وضع أسس لا يتم الاختلاف عليها هل تم وضع قوانين لا تكسر لكل المؤتلفين بالائتلاف أم انه ائتلاف هزيل ممكن اعتباره جسرا وممرا للوصول الى البرلمان من قبل الكثير من رجالات الصدفة السياسية ، ولو لا اسم الائتلاف لما كان لهم دور يذكر في الساحة السياسية  .. وما بعد ذلك وصول رجال الصدفة للبرلمان  يتم التنصل من الاتفاقات الائتلافية ليصبح الائتلاف عبارة عن هيكل رمزي خاوي فقط..  هل لكل كتلة ائتلافية قرار تشرذم وقرار تناحر داخلي يجعل الائتلاف هزيلا أمام الكتل الأخرى والعراق بأمس الحاجة الى ائتلاف قوي حازم شجاع صلب لا يتجزأ.....
ما بين هذا وذاك توجد مشكلة حقيقة وربما مؤلمة جدا وهي أن الذي تولوا منصب رئيس الوزراء  بعد السقوط كلهم من الذين كانوا خارج العراق لعقود من الزمن وإدراكهم للوضع الداخلي ضعيف جدا وإعمالهم وانجازاتهم تكاد تكون استعراضية وإعلامية فقط وتأثيرهم بالجمهور ضعيف ومحدود جدا . الواقع المحلي لا يدركه ألا الذي عاش المعاناة العراقية في الداخل العراقي وعاش لحظات تقلب الثقافة وتقلب الظروف العراقية ويحفظ تاريخ الألم العراقي ويحفظ التأقلم الشعبي مع كل مصيبة حلت عليه في عهد الدكتاتورية... للأسف لا يبدو لحد ألان وجود شخص من عراقيي الداخل مهيأ ليكون رئيس للوزراء وذلك لا يعني انه مفقود لكن المرض السياسي العضال الذي يمر به العراق سوف لا يسمح بظهور قائد التغيير العراقي وسنبقى ننتظر ونتمنى ونتأمل... هذا ليس عيب عراقيي الداخل وإنما المشرعون وقياداتهم وكتلهم هم من وضعوا القوانين وفصلوا القرارات وفسروا الآيات بما يلاءم مصالحهم و يخدم مصالح القادمين من وراء الضباب والذين أثاروا الغبار في عراقنا الجديد لكي تبقى الدفة بيديهم لا نلومهم ولا نحملهم الخطأ لكن هذه هي طبيعة الإنسان  وكما قال على الوردي هي سمة التغالب التي يعيشها الإنسان ..
الديمقراطية تعني القبول برأي الغالبية فهل الائتلاف العراقي ديمقراطي أم  صراعاته السياسة الداخلية دكتاتورية بسبب حب التسلط أو بسبب دعم مخابراتي خارجي لا يتمنى للعراق الشفاء والاستقرار... أن الأطراف الخارجية ستدعم أي فرصة للتناحر الداخلي في الائتلاف وهذا قد يسبب كارثة وطنية عظيمة... أمريكا السعودية مصر ستعمل على جعل الائتلاف ضعيفا ولا يمتلك ألا سلطة رمزية وخاضعة للاستشارات الخارجية وتجعل حكومته ذليلة أمام الضغوط الأمريكية... أن  أزمة القيادة واضحة جدا والتصارعات والتجاذبات السياسية والتدخل الخارجي لا يمكن أن ينجب قائد ديمقراطية حازم على المدى القريب ...أمريكا لن ترضى ولن تسمح بظهور قائد ينشا من أيدلوجيا معادية لأمريكا ومصالحها في المنطقة.. يجب أن يفهم الائتلاف ذلك ، أن أمريكا تستعمل كل السبل لغرض إخضاع الجميع وتجعلهم أذلاء على أعتاب باب سطوتها.. نتسال هنا ونقول هل الائتلاف سيتخلى عن فكرة القيادة الوطنية الحازمة ويرضى بكرسي السلطة الهزيل الخاوي الذليل... أم ستظهر قوة ائتلافية جديدة لقيادة الائتلاف بأيدلوجيتها لا تعادي أمريكا والغرب وإنما تحترم المصلحة الوطنية العراقية قبل أي شيء ولن ترضى ألا بحكومة وطنية قوية... لننظر ساحة الائتلاف العراقي وائتلاف دولة القانون وننظر بتمعن من يمتلك الروح الوطنية العراقية والذي سيقود العراق الى بر الأمان.

 أين الكتلة الوطنية التي لا تنافق ولا تعمل ألا وفق مبدأ الوطنية العراقية واحترام حقوق الإنسان وحماية جميع الاثنيات والأقليات ..أن اليابان حاربت أمريكا وخسرت الحرب لكنها ألان حليف كبير لأمريكا وألمانيا أيضا حاربت العالم لكنها ألان لا تحمل أيدلوجيا العداء لأي دولة وإنما تضع مصالحها الوطنية قبل أي مصلحة أخرى .... أخيرا نقول أزمة القيادة سببها الايدولوجيا المعادية لأمريكا والغرب .. فهل ستكف أمريكا عن التدخل بشؤون العالم الذي تحكمه أم أن العالم سوف يسلك سلوك أخر ليحمي مصالحه؟!!!..
د.علي عبد داود الزكي dr.alialzuky@yahoo.com

71
الديمقراطية الاحتكارية ؛؛سبب ونتيجة؛؛

 عانى العراق من الظلم والدكتاتورية والتهميش الطائفي والعرقي لسنوات طويلة  تمخضت عن قهر الإنسان العراقي وجعله يحمل جينات الخضوع لكن ما بين الحين والحين ينشا فكر ثوري يقوده أبطال  عراقيون ليكتبوا بدمائهم للتاريخ حقيقة هي أن شعب العراق لن يموت انه شعبا لن ينام على ذل شعبا لن ينكسر مهما طال ليل الظلم ... بعد سقوط الصنم وانهيار جميع مؤسسات الأمن وضعف تشكيلها على يد المحتل مرة ثانية واختراقها من قبل مجرمي النظام السابق وتسيد الفاسدين في الكثير من مناصب الدولة لإفشال النهوض السريع للعراق وذلك لكي لا يتم محاسبة الماضي السيئ... وهذا فعلا ما حدث فبدلا من محاسبة الماضي نمى الإرهاب المدعوم من قبل دول الغباء العربية الحاقدة على الشعب العراقي وتم استهداف الشعب في وضح النهار وتم اجهاض فكرة المحاسبة لأسوء مرحلة تاريخية مر بها العراق مرحلة الدكتاتورية الصدامية البعثية الدموية وفعلا لم يحاسب ألا أعداد قليلة جدا من رجالات الظلم والاجرام لهذه المرحلة.. لا بل بالعكس تم تمهيد ظهورهم مرة ثانية للتسلق للسلطة بوجوه جديدة.. مستغلين الأرضية الإرهابية التي مهدت لما يسمى بالمصالحة القذرة . فهل هناك اختلافا بين عراقي وأخر ليقال مصالحة... وهل من العدل أن تكون هناك مصالحة بين الضحية والجلاد... أن أول طلقة أطلقت على عدالة العهد الجديد هي المصالحة القهرية القسرية التي تبنتها الحكومة ولم تحترم مشاعر الانسان العراقي.. كما انزلقت الحكومة في منزلق الفساد وبيع الذمم وانزلقت في مستنقع المساومة على حقوق المظلومين وما أكثر الذين ظلمهم النظام الدكتاتوري السابق... انحرفت الديمقراطية بوجه دكتاتوري برغماتي  لا يحترم النظام والقانون . وظهرت مافيات الحكم الجديدة  التي تسيدت كراسي السلطة وفتحت الباب لأعوانها ومنافقيها للتسلق وسرقة وتدمير مؤسسات البلد أمام عجز شعبي كبير عن أجراء تغيير حقيقي  في سلوك الحكومة وجعلها منضبطة وتحترم القانون...
فشل الانتخابات السابقة جعلت الإنسان العراقي ينظر بسلبية شديدة  للتغيير الصالح في الانتخابات القادمة ويشعر بالإحباط الشديد بان الصور ستكرر نفسها مرة اخرى بأسلوب جديد...ففي سوق السلع السياسية واعلامها المنافق لا يوجد ما يكفي من السلع السياسية لتضمن التنافس النزيه والشريف والصحيح والسليم .. كل ما معروض في أسواق المراهنة السياسية اليوم  لا يمثل الا القوائم التي ترسخت في الذهنية العراقية على انها هي من تمثل الانتماء العرقي أو الديني أو الطائفي..  ففي ظل غياب شديد لعارضي السلع السياسية فان الناخب سوف لا يبادر بايجابية لانتخاب شيء اسمه الصلاح وان ذهب سيركز على انتمائه  الضيق بعيدا عن مصلحة العامة . كما أن ضيق السوق السياسية العراقية وانحسارها على قوائم وأحزاب محددة احتكرت القوائم ولم ولن تسمح بظهور أي  بديل جديد منافس لهم في الانتخابات فان هذه النخب هي أيضا بدورها سوف لا تهتم للناخبين لان المنافسة ستكون ضيقة جدا مع أعادة ترتيب للقوائم بتسلسلات جديدة وتطعيمها بأسماء محدودة  . لذا فان التنافس الحقيقي سيكون مفقودا فان المحافظة رقم واحد سوف تعطي اغلب أصواتها للقائمة سين في حين المحافظة رقم اثنين سوف تعطي اغلب أصواتها للقائمة صاد وبذلك فان كل قائمة لا ترشح ألا لتفوز في محافظات محددة وليس فوز برنامجها أو فوزها في اغلب محافظات البلد.. وهذا هو سبب تراجع الديمقراطية وظهور الفساد والهشاشة المؤسساتية للحكومة في المرحلة الماضية ونتمنى ان لا يتكرر في المرحلة القادمة.. أن المشكلة السياسية محصورة بأعضاء النخب السياسية والأحزاب والحركات ورجالات الفساد الإدارات العامة والقوى الاقتصادية التي تتحكم بالسوق المحلية... اما  المواطنين وباقي فئات المجتمع وحتى الأكاديميون وذوي الخبرة فأنهم مقيدون وليس لهم دور في رسم معالم الخلاص العراقي واعتراضاتهم وارائهم  تعتبر تدخلا غير مرغوبا فيه من قبل مراكز صنع القرار الحكومي  .
أن كتلة الناخبين في الانتخابات العراقية ما بعد سقوط الصنم كانت عاطفية وسلبية وخائبة... وأصيب العراقي فعلا بإحباط من هول ما جرى ويجري من سوء وفساد.. أن أهم أسباب الفساد الحكومية واستمراره وتدكتر الكتل السياسية الرئيسية ونمو الفساد هو فقدان مؤسسات المجتمع المدني الحقيقية التي تعمل كوسيط بين السلطة والشعب... العراق يعاني من فقدان شديد للمؤسسات الوسيطة الحقيقية الصالحة ( روابط ونقابات واتحادات وهيئات ومنظمات مجتمعية) .. أن عمل هذه المؤسسات يدخل بشكل مباشر مع حياة الإنسان ومرافق الحياة الاجتماعية والاقتصادية والإدارية في البلد... وتكون هذه المنظمات رقيب مناسب ليقوم بتصحيح مسارات العمل وتقوم بمحاربة الفساد وتحجيمه... أن عدم وجود هذه المؤسسات  بشكل فاعل ومنظم ويطمئن له المواطن جعل من الديمقراطية العراقية ما هي ألا ديمقراطية  احتكارية خرقاء عرجاء سببت الخيبة للمجتمع وتعمل  لمصلحة فئات ونخب متسلطة  قهريا  وتعمل وفق مبدأ المساومة ولا تحترم حقوق الإنسان وإنما هي تتقمص  صورة الدكتاتور الواحد بهيئة أقزام أو حزمة من الأقزام  هذه  هي الحزم الدكتاتورية  المتوفرة في سوق السياسة الان ...
كان يجب أن توضع شروط انتخابية من اجل تحجيم دور النخب المتدكترة بان يكون نصف المرشحون في كل قائمة انتخابية من نخب جديدة لم تشارك بالسلطة التنفيذية( بدرجة مدير عام فما فوق) ولم تشارك بالسلطة التشريعية في السنوات السابقة.. لكن للأسف ذلك لم يحصل لا بل الاسوء هو السماح لمزدوجي الجنسية بالترشيح  والسماح لمن عوائلهم تعيش خارج العراق بالترشيح ... نتمنى أن تعلن  المعلومات عن كل مرشح بشكل شفاف قبل الانتخابات من قبل مفوضية الانتخابات ليكون المواطن على بينة من المرشحين وتاريخهم وواقع حاضرهم وعوائلهم.... قد تكون هذه تحليلات محبطة لكن يجب التمعن فيها ويجب تلمس طرق الخلاص بنظرة تفاؤل والتفاؤل مرهون بثقافة المجتمع لذا يجب تثقيف الناس على رؤية الامور نظرة حيوية وثاقبة .. أخيرا نقول السلبية بعدم الذهاب للانتخابات القادمة هي قتل بارد للوطنية العراقية نتمنى أن يشارك الجميع بالانتخابات القادمة لانتخاب الصلاح فان القوائم مفتوحة... ودورنا كناخبين أن نبحث عن الصالحين الوطنين في قوائمنا الوطنية اغلب القوائم لا تخلوا من أناس صالحين يؤمنون بالعراق الواحد الحر الديمقراطي.  لنبحث عن هؤلاء ونصوت بنعم للعراق ... من اجل مستقبلنا ومستقبل عوائلنا وأطفالنا  لنصوت للعراق رغم كل شي نقول  السلبية هي موت بطيء والايجابية هي أمل ... أذن لنذهب ونصوت للعراق...
د.علي عبد داود لزكي dr.alialzuky@yahoo.com


72
نصيحة انتخابية: ؛؛ لا تضعوا كل البيض في سلة السباحين؛؛

جمعني قبل أكثر من عام لقاء مع مجموعة من البرلمانيون..في مأدبة غداء  فكانوا يتحدثون بكلمات رنانة ومعاني كبيرة وكأنهم لا يعيشون بالعراق وكأنهم يعيشون في إحدى عواصم الازدهار والديمقراطية الحقيقية كانوا يتحدثون عن منجزاتهم العظيمة وكأنهم أصلحوا شؤون حياة كل عراقي ورفعوا شان الإنسان وحققوا الأمان والرفاه الاجتماعي للعراقيين...فدار حديث بيننا.. فطرحت عدة نقاط عن حقيقة الانجاز وهل نحن كعراقيين بعد مرور عدة أعوام على سقوط هبل بغداد راضون ومقتنعون بحقيقة ما جرى ويجري.. بالتأكيد فرحنا بزوال حكم الطاغية لكننا غير راضون عن حكم دكتاتوريات التشظي والمساومة دكتاتوريات الظلم والفساد والسرقة وبيع العراق بمزاد التشرذم والانهيار والتفصيخ العلني .. اكتشفنا أخطاء كثيرة في تصوراتنا.. كنا كعراقيين في الداخل نتأمل خيرا بالمناضلين السابقين الذين كانوا يعيشون مشردون في الخارج (مزدوجي الجنسية)... وكنا نحسن الظن بهم لدرجة كبيرة واعتقدنا أنهم سوف يصنعون المعجزات... كنا نراهم مثاليون كنا نعتقد بأنهم مصلحون ويحملون فكر الخلاص وفكر القدسية الوطنية والدينية كنا نظن أنهم زاهدون متقون الى درجة تنقذ بلدنا من كل ظلم وتحقق العدالة وترفع الضيم عنا . نسينا أنهم بشر يعيشون الخطأ والصواب ويفعلون  الخطأ والصواب ، نسينا أنهم بشر تغرهم الكراسي وتغرهم المناصب وحب الدنيا ، نسينا أنهم بشر والمال السحت والثروة ستقسي قلوبهم وستسقط عنهم وطنيتهم وستشوه صورة نضالهم . أصابتنا خيبة كبيرة لما حصل ويحصل في العراق ما بين إرهاب وقتل وتفجير وإرهاب وفساد حكومي متعدد الوجوه البشعة.... النفاق والتلون أصبح الحليف والنديم لمناضلي الأمس الحاكمين.
طرحت التساؤل التالي على النواب الحاضرين معنا في الجلسة  قلت لهم بعد السقوط لم نكن نسال أنفسنا لماذا ناضل المناضلون السابقون ضد الطاغية صدام... أما الآن فأننا نتسال ... لماذا ناضل المناضلون ضد الطاغية المقبور؟؟؟؟!!!!!!... والحقيقة هذا سؤال صعب وقد يكون محرجا ونحن كشعب لا نجد جواب شافي يريحنا!!!!  فأجاب احد النواب وقال ان المناضلين ناضلوا ضد النظام السابق ليغيروا واقع الحال الى واقع حال  أفضل... فقلت له وواقع الحال الآن ليس بأفضل  لا نضال المناضلين ولا صبر شعبنا المسكين هو من اسقط الطاغية . لذا نحن قد خدعنا بمن كنا نظنهم مناضلين ومنحناهم حقا لا يستحقوه في مسؤولية تولي السلطة. نحن الآن نعيش مرارة خيبتنا لسوء الاختيار لكن سلوتنا الوحيدة كانت  عدم جود خيارات ناضجة أمامنا لاختيار النزاهة والصلاح في الانتخابات البرلمانية الماضية : ؛؛ نكرر هنا لماذا ناضل المناضلون ضد صنم بغداد؟!!!! وهل نضالهم كان حقيقة أم وهم ...هل عشنا سنينا طويلة مخدوعون برموز نضال خائبة رموز من ورق رموز تستنسخ جينات الحكم السابق بدكتاتوريات وظلم بشع جديد؛؛ .
هنا قلت للجميع في الجلسة دعوني أقص عليكم حكاية حكاها لي والدي رحمه الله أيام زمان..الحكاية تقول: كان في زمن الدولة العثمانية والي على ولاية بعقوبة وهذا الوالي أرد أن يبني جسرا على نهر ديالى فقام بجمع الأموال بالقسوة والإجبار من الناس ومن أهالي المدينة لبناء الجسر وفعلا بنى الجسر على نهر ديالى .. وكان هناك رجلا في المدينة عمله يوجب عليه عبور نهر ديالى يوميا  لكنه كان لا يعبر النهر عن طريق الجسر...وإنما كان يأتي قرب الجسر ويخلع ملابسه ويضعها فوق رأسه ويعبر سباحة وعندما يصل للطرف الثاني من النهر يقوم بارتداء ملابسه مرة ثانية لينصرف الى عمله  ولم يعبر الجسر مشيا على الأقدام أبدا. بقى هذا الرجل 10 سنوات يعبر النهر سباحة قرب الجسر ولا يستخدم الجسر أبدا...فشاع أمره في المدينة وعرفوه الناس بأنه يرفض عبور الجسر سيرا على الاقدام.. فسمع به الوالي فقال لحراسه هاتوا لي هذا الرجل المعتوه الذي يعبر نهر ديالى سباحة يوميا قرب الجسر.. لكي أرى ما به ولماذا يفعل ذلك.. فعلا جاءوه بهذا الرجل ووقف أمام الوالي فقال له الوالي لماذا لا تعبر على الجسر مشيا على الأقدام بدلا من عبور النهر سباحة.... فقال لهم مولاي انك جمعت الأموال من الناس وأكيد تم اخذ بعض الأموال قهرا من الأيتام والأرامل وهذه الأموال تم استخدمها في بناء الجسر..أذن أموال بناء الجسر بعضها حرام ..لذا أنا استحرم العبور على هذا الجسر. فتعجب الوالي لكلامه ولنزاهته وقال له وأنت متحمل هذا 10 سنوات؟؟ !!  فقال له لا بل وأتحمله 1000سنة أيضا . فقال الوالي له والله انك لرجلا قمة بالنزاهة والأمانة والتدين وأنت ممكن ان تفيدني في أعمالي لانك رجل أمين .. فقام الوالي بتعيين هذا الرجل أمين للخزانة في الولاية ووضع من يراقبه..  بعد فترة تبين أن هذا الرجل نزيه ولا غبار على عمله فسحب الوالي الرقابة وجعله يعمل من غير رقابة.. بعد عامين من تعيين هذا الرجل بدأ الوالي يسمع بالكثير من المصائب في المالية يسمع ويسمع بالضرائب الكبيرة التي يصدرها أمين الخزنة ويفرضها على الناس.. فقال الوالي لحرسه ادعوا لي أمين الخزانة ليحضر لأرى ماذا فعل وكيف يدافع عن نفسه عما يقوم به من مصائب مالية (ضربات مالية كبيرة).. فعلا جاء الأمين الى الوالي وقال له نعم يا مولاي فقال له احكي لي عن المصائب المالية هذه!! وهذه!! وهذه!! وهذه؟!!  كيف قمت بفرض هذه الضرائب الكبيرة على الناس ؟   احكي لي لأسمعك... فقال له يا مولاي أنا 10سنوات اضرب كف بالماء لأني أريد أصل الى هذا المنصب.. والآن أنا وصلت له . لذا عليه أن أتمتع الآن واجمع ثروة لي ولك... فانا اعمل إلي وإلك مو بس إلي يعني كل ما افعله لي ولك.... هنا تبسم الوالي وقال له والله أنت هم تفيد سابقيك في منصبك وأعطيك مهام وصلاحيات اكبر .. سوف اجني من عملك مكاسب كبيرة... وبقى أمين الخزنة في منصبه والوالي مبتهج جدا وراضي جدا عنه وعن مكره وذكائه .. وخبثه في فرض الضرائب  وتضخيمها على الناس .
؛؛انتهت الحكاية؛؛
بعد إكمال هذه الحكاية سكت الجميع!!!!! وبقينا بانتظار الغداء وتحولت دفة الحديث بعد الغداء للكلام عن الانجازات العظيمة للجنة الزراعية في البرلمان....
الشعب العراقي كله الآن يعرف ما هي انجازات الذين قيل أنهم كانوا يسبحون أكثر من 35 سنة متتالية... وهنا لا يسعني ألا أهنيء الشعب العراقي لأنه يمتلك سباحين عظماء أمناء صبروا كثيرا الى أن وصلوا الى كراسي السلطة .. سوف يجلبون للعراق العشرات من الميداليات الذهبية والفضية والبرنزية في سباقات السباحة العالمية  الكبيرة .. نصيحة انتخابية لشعبنا العراقي التقارير العالمية تشير الى أن انهار العراق سوف تعاني من الجفاف لذا علينا أن لا نضع البيض كله في سلة السباحين.... فلا تنتخبوا السباحين الأمناء....

لننتخب الشرف العراقي لننتخب الزهد العراقي لننتخب الأصالة لننتخب النزاهة والحكمة والشجاعة ... لنبحث عن الأمناء في قوائم الانتخابات.. فان قوائم الانتخابات القادمة مفتوحة ..ان التكليف الشرعي والوطني كبير ويفرض علينا التفاعل الايجابي مع الانتخابات بدون يأس وان نبحث عن الأمناء الحقيقيون ويجب أن نعمل على ظهور شمس التغيير والصلاح ليظهر المخلصون الشرفاء الوطنيون بقوة في الانتخابات القادمة ...من اجل بناء امتنا العراقية. ...
د.علي عبد داود الزكي dr.alialzuky@yahoo.com




73
؛؛سقوط رجل الظلام ؛؛ وحكومة الحواسم

 بعد سقوط رجل الظلام ... تسلق الصغار تسلق النفاق ..والغش خلع رداء الولاء للماضي ولبس أثواب السرقة واللصوصية في عصر الديمقراطية الجديدة...  لا يفقهون معنى السلام لا يحترمون أرضا أو وطنا أو إنسان.. لماذا لا يبتغى السلام بحب الخير واحترام الأفكار  والآراء والمعتقدات ... لماذا التسقيط ومحاولة إسباغ الآراء السفيه بدكتاتورية لعينة  لا تخلو من الخوف والجبن والتملق والرياء على حساب الحق والحقيقة وإضاعة حقوق الناس ... مساكين مساكين انتم يا من لا تعلمون ماذا يجري تباعون وتشترون وتسرقون وتصادر أصواتكم وامالكم وطموحاتكم... ما هو الحل؟ هل الحلول لا تعدو أن تكون أفلاطونية خلال مسيرة الشلل المؤسساتي بعد سقوط هبل بغداد رجل الظلام ... فلقد تسلق اللبلاب الأسود  ليخنق فجر الضوء الجديد ويمنع تسرب الأمل من شباك الحياة الى الناس الذين قتلهم الانتظار للغد الصالح الذي يجلو كروبهم ويزيح همومهم ... ويبدوا أنهم سيبقون بانتظار شروق شمس النجاة  فالى  متى الانتظار يا حكومة الحواسم ....تسرب الحواسميون ليلبسوا ثوب الديمقراطية في سلطة الغفلة... اللعنة على أنصار الشيطان طغاة الظلم والفساد والتجبر... هل نحن بحاجة الى نبي جديد بحاجة الى مدرسة للفكر السليم للبناء الاجتماعي القويم وهل هذا ممكن..  أصبحنا نرى الفكر السليم حلم وخيال وأصبح العمل من اجل ذلك شيء غير منطقي ولا واقعي.... سراب سراب  وخيال لا يدركه إنسان ألا حينما يكون نقشا على ورق لا يقبل التنفيذ ألا بنقاشات القاعات ... الأنا قتلت كل شيء خنقت الطموح واغتصبت الأمل وأجهضت الحب والسلام... هل المناضلين من اجل الفكر السليم أقلية بين واقعيي الفساد..أن كان هذا صحيح فما معنى الديمقراطية أذن؟ الناس يسهل خداعهم بالأعلام ويسهل اغرئهم بالمكاسب والهبات حتى وان كانت وعود كاذبة...

أين رجال المبادئ أين النزاهة والعفة والشرف الوطني... صدمتنا كبيرة في تسلق النفاق وتقلده المناصب في ديمقراطية الألم العراقي المتدكترة بأثواب بعثية... هل يعلم العراقي ماذا سينتخب لغده؟ هل يعلم الحقائق المرة في أمور تسيير الدولة وتوزيع مغانم السلطة على متسلقي السلطة من المنافقين والبعثيين السابقين ومن لف لفهم ... أن هذا يجعلنا نرى رجل الظلام كان كابوسا لعينا ليس على الفاسدين المتلونين وإنما على أصحاب المبادئ الذين لا يخرقون الذين يتحدثون بصدق وأمانة وحرص وشرف على ارض العراق وعلى سلامته....

نتمنى أن يرى الإنسان العراقي الحقيقة ويرى الشمس عندما تشرق ويعرف بأنها أشرقت من الشرق ولا يتوه عند الظهيرة وينسى الاتجاهات. لنعلم الأطفال لنعلم الأجيال السلام والحب والطيب والنزاهة وحب العراق الواحد كأمة لن تنكسر.. لنعلمهم الاعتدال الفكري ... لكن أين المعلمين الذين سيعلمون كل ذلك... يا أمناء يا عراقيون شرفاء لا تختاروا المتملقين المتلاعبين بالألفاظ القادرين على تزيف الحقائق وتشويه الصور والتحايل والتلاعب بالعواطف... انتخبوا النزيه الأمين الشجاع الجريء الصبور الحكيم.. اختاروا الصفات  اختاروا الصفات قبل كل شيء  أما باقي المقومات ممكن أن يتعلمها الإنسان ويصقل بها أثناء ممارسة المسؤولية ... لا تنتخبوا مزدوجي الجنسية لا تنتخبوا  من عوائلهم تعيش خارج العراق...الانتخابات أمانة وواجب ديني  وطني لنؤدي الأمانة من اجل نهوض وطننا ... يجب أن لا نسمح بتسلق  الصغار.. لنتكاتف ونعمل من اجل عزة بلدنا..صوتنا الموحد  سيسقط سياسي التقزم والتشرذم وسيسقط  الصغار...سبع سنوات على سقوط رجل الظلام ولا شمس في أفق الخلاص... أن الشمس لا تشرق بالأمنيات والصلاة بدون عمل... لنعمل ونعمل ونعمل من اجل شروق الشمس التي ستحرق ظلام ديمقراطية الألم والغباء... ستحرق السوء وتنير مستقبل الحرية لعراقنا الجديد...

د.علي عبد داود الزكي dr.alialzuky@yahoo.com


74

؛؛العراق وطني؛؛  بلا مجاملة بلا خداع ونفاق نحن مختلفان


الكل يهتف بالشعارات ويهتف للوطن فما هو تعريف الوطن هل الوطن الكلمة أم الوطن الشعب أم الوطن الأجداد والأنساب أم انه الأمان الشعبي والتوحد القيمي والأخلاقي على ارض الأجداد...كيف نبني العراق ونحن على عرش الاختلاف ملوك أزمات.. هل التقارب والتوحد الوطني يترسخ بالكذب والكلام المنافق أم بالثقافة الاجتماعية السليمة  وسبل ترسيخ مفاهيم الإنسانية والرحمة والتوحد في فكر الإنسان العراقي الذي عاش سنين الم طويل وعاش التغرب وعاش الحروب وعاش أسوء اللحظات  من قسوة داخلية وظلم سلطة.. وعاش حروبا خارجية وداخلية وعاش وحشية وقسوة جعلته يستهين بمعنى الإنسانية. أن الثقافة السائدة بالشارع العراقي ألان ما هي ألا ثقافة جهل يسيرها الأعلام العربي والإقليمي المعادي للديمقراطية العراقية هذا الأعلام المتناقض الطموحات والاهداف والهويات ..انه أعلام الأزمات أعلام الإرهاب العربي الوافد هذا الأعلام يقلب الحقائق  ويكتب السوء مستقبلا للعراق..

بلا مجاملة بلا خداع بلا نفاق بلا رتوش نحن مختلفان في بيت واحد  لأننا أجبرنا على نسيان تاريخ توحدنا ولا نذكر سوى الأصنام ولا نحترم حقيقة الإنسان بمعناها المقدس ، متى تختفي أشباح اللاحقيقة متى يزول كابوس الألم ، نحن مختلفان ما بين القديم والحديث واليمين واليسار ما بين طوائفنا وأعراقنا وانتمائتنا الفكرية ما بين الجهل المركب لثقافة العوران وما بين متسلقي المناصب حرباوات الزمان والمكان . نبحث سبل الحياة لكن الاختلاف ليس كلمة فقط لكي ننكر وجوده بنافق ونقول لا خلاف ... الاختلاف واقع حال يسير بالشوارع والأزقة كغول يقتل أفكار التوحد ويحرق زهور المحبة ويلوث عقول الطفولة ويغذيها بالتنافر والحقد الأسود وينبئ بمستقبل مجهول فيه الكثير من التحسب والخوف..

هل فكرنا واحد هل نتفق بمعنى الألوان أم لا ؟ أم أن عمى الألوان أصاب العقول والقلوب لتنطق بما تظن خلافا للحقيقة... ومن يغذي الخلاف  من يغذي السوء ومن يتلذذ بألم التشرذم العراقي من يرقص على الم الإنسان العراقي من يغذي الإرهاب ؟؟.انها الغباءات العربية وارهابها واعلامها القذر انها تدخلات الدول الاقليمية غير المحمودة وغير المرحب فيها كلها تعمل على تفكيك اواصر التلاحم العراقي.... ما هي خلافاتنا ؟ لو تبصرنا فان مفهوم الإنسانية يوحد جميع البشر فلماذا ثقافتنا يغذيها السوء والفرقة ويغذيها الخلاف الأهوج المنطوي على أحقاد وضغائن تنمو كحرب باردة لا نعرف متى يتهيأ لها الظرف لتسبب سوء عظيم . فكلامنا صنفان مختلفان ، ونحن منقسمون بين ثقافتان مختلفتان ومتناقضان لكل ثقافة صنم قدسية وقبلة. أشباح العداء مختلفة أيضا فعدوك صديقي وصديقي عدوك.. هل نسينا العراق هل نسينا من سلب انسانيتنا هل نسينا من جعلنا عبيد في أرضنا. مهزلة الكراسي وصراعات السلطة ضيعت كل معاني التوحد . انهارت غباءات العروبة لتعلن عن وليد لقيط اسمه العداء للعراق الديمقراطي الموحد... نمى في داخلنا العداء لأنفسنا وذاتنا وعراقيتنا...

قد يقول البعض نحن ألوان وأطياف في نسيج واحد؟؟؟  فاعلموا أنهم  يجاملون و يقولون ما لا يؤمنون  كلامهم منمق كلامهم لا معنى له أمام حقيقة التراجع أمام حقيقة الوهن أمام حقيقة الشارع المختلف . أن النسيج ليس نسيج وإنما هو اختلاف وتناقض وتنافر فكري. أن التعصب الفكري السائد في متناقضات المناطقية والعرقية والطائفية هي سوء لا يمكن تجاوزه بكلمات  انه يحتاج الى عمل ويحتاج الى تربية اجتماعية جديدة. الكثيرون يقولون نحن مسلمون قبل أي شيء لكن في داخلهم شيء اسمه التعصب  التعصب التعصب التعصب... وان مسكوا زمام أي سلطة وان كانت بسيطة سوف نرى اللاعادلة في سلوكهم الإداري  وفي غرفهم الموصدة تقال أبشع كلمات الاختلاف ولا يعلنوا ألا الاتفاق الهش. إضافة الى الاختلافات التي تنمو وتكبر مع الأيام يوجد كابوس وإخطبوط كبير اسمه فساد السلطة ومؤسساتها وهو للأسف يوحد المتناقضات للفتك بالوطن والإنسان العراقي ...أن الناس في مسألة الفساد على دين واحد. فكل السارقون مهما اختلفت طوائفهم هم سراق مصالحهم الشخصية قبل أي شي...

لكي نقلع جذور الاختلاف يجب النزول الى فكر الإنسان البسيط في الشارع يجب الاستقلال بالقرار يجب ان نحصل على استقلال بلدنا من كل غباءات الجوار العربية والإقليمية...أن ما يسمعه الإنسان البسيط من كهنة قدسياته يعتبره حقيقة مطلقة لا يقبل فيها نقاش . أن المكون العربي العراقي له ثقافتين متناقضتين على مستوى الإنسان البسيط .. للأسف لم يعمل أو يحاول أي مفكر أو حزب على زرع بذور التلاحم زرع بذور التقارب المجتمعي للعراقيين... كثيرا ما نصادف  أشخاص في حياتنا اليومية وبمستويات فكرية وثقافية متباينة وبدون أن نعلم من هم ومن يكونوا فحديث قصير معهم سوف نعرف أنهم عن جهلا أو يقين يمثلون ثقافة الاختلاف وهي أما يمين أو يسار (أي موالين للماضي أم أنصار التغيير). ولا نعرف هل اصبح ممكن تمييز العراقي على مستوى تجزئة القومية العربية الى قوميتين؟!!!.. فان الإنسان العراقي أصبح ذو ثقافتين... ثقافة شارع تسب اليمين وأخرى تسب وتلعن اليسار( لا نقصد اليسار اليسار ولا نقص اليمين اليمين وإنما هو فقط للتشبيه ولبيان التناقض الثقافي العراقي). وبشكل عفوي نستنتج بان العراق يعاني من أزمة في فكر التوحد.,.. الحزن ينتبنا كثيرا للهوة الكبيرة بين اليمين واليسار بين الأمس واليوم... بحيث أصبحت هاتين الثقافتين المختلفتين تورثان للجيل الجديد..

صراع وصراع وحرب باردة وكلمات منمقة ومنافقة تنطق هنا وهناك لتجدد شعارات العظمة الكاذبة لدفع الفكر العراقي للهاوية ومحاولة إسباغ التطرف والدكتاتورية الفكرية على فئات المجتمع وفرضها كواقع حال.. بكل عنصرية وغباء يتم الترويج عربيا على أن الغالبية العراقية ليست سوى بقايا العبيد الوافدين أو بقايا الهنود والأتراك والآريين...نتعجب هنا كثيرا للكثيرين لمن يقولوا ذلك فان هوية العراق عربية ... وللأسف نسمع الكثير والكثير من المفكرين والكتاب العراقيين والعرب بان اكبر مكون عراقي يقال انه غير عراقي أو غير عربي أنهم يسحبون هوية العروبة العراقية... لماذا هناك تكالب عربي على التشكيك بهوية العراقي... هل العراقيون هنود أم ماذا؟ وان كان اغلب العراقيون كذلك فهل العراق عربي ؟!!!!! أذا كان اغلب شعبه كما يدعي البعض ويروج ليسوا عربا!!!. لو سلمنا جدلا بان هذه هي حقيقة فان ذلك يعني كارثة وطنية ومصيبة وألم سوف يسحق التوحد الوطني العراقي...هل من الممكن أن يتم ترحيل اغلبيه الشعب العراقي بملايينه  الى الهند وجزر الواقواق لكي يتم  بعدها مسح أراضي العراق برمال الصحراء الصفراء المقدسة . أتسال هنا أين هي الوطنية هل الوطنية بالنسبة لدعاة الفكر القومي هي السلطة فقط ، وأي وطن لا يمتلكون فيه السلطة هو عدوهم ويعملوا على تدميره لأنه وطن الأعداء ، هذا تناقض ذاتي لذا يجب أن  نراجع أنفسنا في سبل التوحد وعلى المثقفين أن يقولوا قولتهم لكن  بتمعن شديد  لمحاربة التطرف والرعونة والعدائية واللانسانية.. أن أمريكا وطن الهنود الحمر... لكن أمريكا الحالية ينصهر حتى الهنود الحمر فيها بفكر وطني للأمة الأمريكية.... فمتى ننظر الى امتنا العراقية بتوحد ولا نسمع غباءات الشرق والغرب غباءات العداء العربية والإقليمية لعراق النماء عراق الإنسانية ، على الكتاب والمفكرون وعلماء الدين أن يرسخوا مفاهيم التوحد الوطنية بقيم التحضر والإنسانية ولكي نقول نحن متحدون وموحدون يجب أن نثقف الإنسان العراقي البسيط ليتحدث بعراقية بعيدا عن الحقد والضغينة بعيد عن التسقيط لنتحدث للإصلاح وليس التدمير. ليكون نقدنا لبعضنا أصلاحا وليس تسقيطا وحقدا وحربا وإرهابا وكفرا . أنها دعوة للمفكرين ليضعوا الأسس الصحيحة لعراق الغد الذي نتمنى أن ينهض ويقود الشرق الأوسط الجديد....

قلنا ما نعتقد ونؤمن بالتصحيح أذا ثبت لنا الخطأ...

د.علي عبد داود الزكي dr.alialzuky@yahoo.com


75
كيف اصبح  حتروش ملكا  ولماذا بكى ؛؛حسون الوزير؛؛

كنت في صغري اعيش في قرية وكانت رفاهيات الحياة محدودة جدا لا يوجد شي اسمه تلفزيون ألا في مقهى القرية  وكان هذا التلفزيون عادي وليس ملون.. الكثير من البيوت في القرية كان لا يوجد فيها كهرباء الكثير من اهالي القرية ليس لديه الإمكانية لدفع أجور الكهرباء. كما أن ماء الإسالة غير متوفر ألا في بيوت معدودة.. واغلب الناس يأخذون الماء من الأنهار والسواقي بشكل مباشر. إضافة الى أشياء كثيرة أخرى..كنا نعيش متع طيبة كنا نصنع لعبنا من ابسط الاشياء.. أن ساعات المتعة كان بسيطة جدا .. كان لا يوجد شيء اسمه سبيستون او نيكولوديا للاطفال  لذا كنا نستمتع  بالقصص والحكايات . كنا نتجمع أحيانا قرب إحدى النساء الكبيرات السن(جداتنا او خلاتنا او عماتنا او جاراتنا) ونتوسلها لكي تحكي لنا حكاية وكنا نلبي الكثير من طلباتها من اجل ذلك... وكانت اغلب النساء الكبيرات السن يحفظن الكثير من القصص والحكايات الجميلة. كان المجتمع بسيطا وكان خيالنا جميل وكنا نصنع عالمنا من استطلاعنا البريء للمحيط لتنمو أفكارنا وتزهر بمعاني الامل للمستقبل..  كانت مدرسة الحياة لنا هي تجمعنا حول ذوينا وحول كبار السن لنتعلم منهم دروس وعبر كنا في صغرنا نظنها للمتعة واللهو فقط لكن عندما سارت بنا الحياة بتقلبات متنوعة وتغربات عديدة أصبحنا ننظر للماضي وحكاياته وكأنه مصابيح تنير ظلمة وعتمة الزمن الدكتاتوري وتزيل شيئا من رواسب الالم والظلم..أن  التعقيد  في مفاهيم الحياة والتواصل : غلف  الحياة والبسها ثوب العتمة والتغرب الشديد باسم العولمة التي سحقت تحت أقدامها الإرث الحضاري والفكري والقيمي للكثير من البلدان والأمم... البساطة تم تجاوزها ونمى نبات غريب ليغطي الأرض وينهي خصوبتها نباتا بلا ثمرا لونه أصفر لونه لون  النار والألم والتصحر والقحط... دعوني أقص عليكم إحدى الحكايات التي سمعتها في صغري ولنتبين فيها حقيقة الألم لصدفة التسلط ولنتأمل فيها لعلنا نجد شيئا مفيدا،  الحكاية (السالفة) تقول:

كان يا ما كان في قديم الزمان كان في إحدى المدن كان هناك مشاغبان(حتروش وحسون) من أسوء الناس كانوا يعاقرون الخمر ويلعبون القمار ويتسولون ويسرقون ويتهجمون على الناس وكانا لا يتوانون عن الكذب والغش والتزوير..فضاق اهل المدينة بهم ذرعا  فاتفق  أهل المدينة على طردهم خارج المدينة وذلك بسبب سوئهم واستهتارهم الكبير واليأس من أصلاحهم . فطردوهم  ووعدوهم بالويل أذا رجعوا للبلدة... فخرج حتروش وصديقه حسون  الى خارج البلدة وهم يتحدثان واحدهم يقول للأخر يبدوا أننا أسوء البشر ويبدو أن سبب سوئنا وعدم انصلاح أمرنا هو بسبب اجتماعنا معا  منذ سنيين طويلة وأي اجتماع لنا هو فساد وسوء... لذا اتفقا على أن يفترقا لعل حياتهم تنصلح .. وفعلا افترقا وكل واحد منهم ذهب في طريق... الأول هو (حتروش) بقى يمشي الليل كله  في طريق صادفه الى أن وصل الى بلدة جديدة في ساعات الفجر الأولى  فتعجب حينما وجد أن أهل هذه البلدة كلهم يقفون خارج البلدة وينتظرون قدومه فحالما وصل أليهم رفعوه على أكتافهم وقالوا هذا هو ملكنا وحاكمنا الجديد.. حيث أن أهل هذه المدينة كان العرف السائد عندهم هو عندما يموت ملكهم يقفوا ينتظروا في باب المدينة عن أول شخص قادم للمدينة من الغرباء ليصبح ملكا عليهم...وفعلا أصبح ملكا وعاش حياة رغيدة متهنى بحياته وسعيد لسنوات عديدة...  فقرر أن يقيم وليمة سنوية في مدينته يدعو أليها جميع الفقراء الغرباء والمتسولين وعابري السبيل.. لعله يرى صاحبه وصديق طفولته رفيقه في اللصوصية في مدينته الأصلية... وفعلا في إحدى السنين في يوم الوليمة كان الملك يسير بين الناس لكي يرى الذين يأكلون من وليمته في المدينة  فوجد صاحبه(حسون) يأكل فنظر أليه وسلم عليه وقال له هل تعرفني فنظر أليه حسون وهو في حالة خوف  وقال كلا يا مولاي ...فقال الملك للحرس خذوه للحمام ليستحم واستبدلوا  ثيابه الرثة واجلبوه الى مجلسي... وفعلا أخذوه وادخلوه للحمام ليستحم والبسوه أحلى الثياب وأخذوه للملك ... فدخل على الملك فقال له الملك هل عرفتني الآن فقال له كلا يا مولاي... فقال الملك له أنا  حتروش هل تذكر يوم طردونا أهل مدينتنا ... فضحك صاحبه وقال والله لقد عرفتك لكني كنت خائف من أن أقول هذا.. فقص عليه الحكاية كيف أصبح ملكا... فبارك حسون لصاحبه الملك ذلك .. فقال الملك لحسون ولا يهمك سوف أعينيك وزيرا ومديرا لخزينة البلد  وسابني لك قصرا كبيرا ففرح حسون بذلك وفعلا أصبح وزيرا ومديرا للمالية مع صديقه.... وفي يوما من الأيام الملك كان يمشي في قصره وعندما مر قرب غرفة الخزانة ( المالية) سمع بكاء ففتح الباب ودخل فوجد صديقه حسون يبكي بشدة ودموعه منهمرة بغزارة فتعجب الملك وقال له لماذا تبكي  وأنت الشخصية الثانية بعدي في المملكة هل هناك من أزعجك أو كدر خاطرك قل لي لأخذ لك حقك منه؟ فقال له لا يا مولاي لم يزعجني أو يكدر خاطري احد... فقال الملك هل تريد شيء؟ هل أموالك قليلة لكي أعطيك أكثر ؟ فقال لا يا مولاي... فقال الملك هل قصرك صغير ولا يعجبك لكي أعطيك أو ابني لك أفضل منه واكبر منه... فقال لا يا مولاي.... فقال له ما بك أذنا؟ أخشى انك أصبحت تطمع بالملك وتريد أن تصبح أنت الملك؟ فقال لا يا مولاي... فقال له ما بك أذن احكي لي؟ فقال له يا مولاي أن لا بكي على  نفسي ولا ابكي عليك لكني كنت احسب الأموال في خزينة المملكة وتذكرت من نحن وكيف عشنا وقضينا حياتنا وكيف الصدفة جلبتنا لنحكم هذه البلاد ونتحكم بمقدراتها .... فانا ابكي على أهل هذه المدينة التي أنا وأنت نحكمها ونتسيد فيها.. ابكي عليهم وهم لا يعرفون من يحكمهم...
انتهت الحكاية:

هل السلطة تمسح ماضي الانسان؟ هل نيل الجاه يمحي الحقائق؟ ... هل الكراسي تمنح العزة لمن لا عزة له؟... هذه هي القصة التي لا اعرف هل أتبسم أم حزن عندما استذكرها.. كنت أقول وأنا صغير أذن توجد ذرة من الإنسانية في قلب هذا  الوزير اللص حسون . فكانت اضحك في زمن الطاغية بمرارة وأقول أين هو من يحمل ربع شرف هذا الوزير. وبعد سقوط هبل بغداد حصل اشياء غريبة جدا لا يمكن ان ندركها ونحللها بسهولة.. تسلق النفاق على أكتاف النضال  وأصبح العراقي لا يرى ألا المتلونين ثعالب المكر الذين دورهم يأتي بعد انتهاء معارك النضال ليسرقوا صيد الأسود . نقول الآن لرجالات الصدفة هل يوجد بينكم من يبكي على الشعب ويشعر بألم الناس المعنوي قبل الم العوز وضنك العيش.. هل هناك من عيناه تدمع بصدق لبؤس الناس حتى وان لم يفعل شيء لهم..هل هناك من يبكي لتسيد رجال الصدفة اللعينة على عراق أكد عراق الحضارة عراق الشرف. وهل ما حصل فعلا صدفة أم أنها سنة الحياة النصر فيها للحرباوات التلون . ان مملكة الصدفة  تبدد أموال العراق كما بددت آمالنا وطموحاتنا لكن القرار الحاسم قادم وهو بحاجة الى ثورة فكرية بحاجة ثوار الفكر ليقودوا المجتمع الى تغيير فكري يمهد للصلاح ... القرار الحاسم قادم الانتخابات على الأبواب لنثقف المجتمع لانتخاب الصلاح الممكن لا نطلب المعجزات لكن  نقول ماذا عن الحد الأدنى!! لا نظنه مستحيلا!!  يا مثقفي العراق أسوء أمية هي أمية المثقف بسد آذانه وعدم احترامه لأراء الناس وقذفه كلماته المنمقة بحلبات تدافع الآراء أمام حكام الغفلة  .. أسوء أمية هي أمية الحضارة... على المثقف أن يثقف المجتمع ويحدث الناس على قدر عقولهم  لما فيه خير العراق...تحية لكل من يعمل بصدق ونزاهة من اجل نهوض العراق ويحترم الآراء والمعتقدات ويحترم معنى الإنسانية.

د.علي عبد داود الزكي dr.alialzuky@yahoo.com

76
العراق ما بين مفهومي؛؛الوطنية والقومية؛؛  وفقدان الهوية

مجتمعاتنا الشرقية وفكرة الزعامة والسيطرة والوجاهة والمنصب العالي والقيم العشائرية التي غالبا ما تميل للدكتاتورية والتسلط القهري وتحترم القوة والبغي في كثير من الاحيان بعيدا عن الانسانية وقيمها وبعيدا عن السماحة الدينية . ليبقى الجهل متسيدا في ادارة السلطة في مجتمعاتنا الشرقية .ان هذه الجهل يولد الدكتاتورية اضافة الى الدكتاتورية السلطوية المتجذرة والتي لا يمكن التخلص منها بسهولة. ان الازمات الاجتماعية والاقتصادية كبيرة جدا لا يمكن حلها وتحجيمها بسهولة من قبل أي سلطة ودائما الازمات تسبب انفلات امني وعدم احترام للسلطة  والقانون.  لذا تميل السلطة الجاهلة غالبا الى استخدام القسوة والدكتاتورية لفرض هيبة قهرية للدولة على حساب الفضيلة والحق وعلى حساب المجتمع.. كما  تبرز مشكلة كبيرة اخرى هي استغلال السمة العشائرية والمناطقية والطائفية بشدة لغرض تقويض سلطة القانون وترسيخ هيبة دولة قهرية...غالبا ما تنتفع شراذم اجتماعية من ذلك وتستخدم القسوة والترهيب لغرض اجبار اناس على الخضوع والاستسلام وتقويض أي معنى حقيقي للديمقراطية...ان  الديمقراطية ليست كلمات رومانسية يبتهج لها الشعب دون ضريبة.

ان مجتمعاتنا تعاني من مشكلة مهمة وهي عدم وجود تقارب ثقافي بين مكوناتها بسبب سمة التعصب مجتمعاتنا تعاني من مشكلة السلطة المتجبرة التي  غالبا ما تسعى الى  ترسيخ مفاهيم عدم احترام الاراء والحريات والثقافات الاخرى  أي ليس هناك  تقبلا للاخرين .. ان الديمقراطية الجديدة في عراق ما بعد سقوط هبل بغداد بسبب ضعفها وتخلل بنيانها وهشاشتها وقلت تماسكها بدات تعمل  بمبدا المساومة على حساب الانسان العراقي وحقوقه . حيث ان المساومة هي تراجع عن النظام والقانون لحساب مصالح الاستمرار والتسلط لفئات معينة منتفعة باسم الديمقراطية تعمل على التدكتر لتستمر في سلطانها..ان العجز السطوي كبير والتصارع لا يمكن تجنبه في عراق الالم الجديد ،  اضافة لذلك فقدت السمة التي توحد الشعب وتعطي معنى للوطنية العراقية .

ان مفهوم الوطنية والقومية ظهر في القرن التاسع عشر في اوربا بعد الثورة الصناعية في اوربا.. وللاسف تم تصدير هذه الفكرة لشعوب العالم ومنها الشرق الاوسط.. وبدلا من استيعاب معنى Nationality  والتي تعني نشنلتي او ناسينلتي  وتعريفها ياتي من ناس او انسان او أنسه (تجمع ناس)  الذين يعيشون على ارض وتربطهم سمات وعلاقات تكاملية تجعل منهم دولة حتى وان اختلفت اعراقهم واختلفت هوياتهم وثقافاتهم الخاصة وديناتهم وانما يجتمعون بثقافة اجتماعية تجمعهم وتجعلهم يحملون هوية وطن او هوية تعطي سمة تجانس وانصهار لتكوين توحد اجتماعي وشعبي لا يمكن تمييز اختلافاته لو تم تناسي الخلافات التافهه بين مكوناته . تم في بعض بلدان اوربا  تبني مفهوم النشنلتي على انها الوطنية للدولة ولا معنى للاعراق في ذلك . لكي تتم المحافظة على حقوق الشعب في الدولة و تم تعظيم الوطنية لابناء الدولة وذلك سعيا للازدهار الحضاري والتقدم والرفاه الاجتماعي وهذا فعلا ما حصل في الكثير من بلدان اوربا  مثلا في فرنسا واسبانيا وبريطانيا . كما تم  الى جانب  ذلك ظهور مفهوم اخر للنشنالتي وهو المفهوم العرقي والمفهوم الذي يعتمد احيانا اللغة والدين ونسيان اهم المقومات التي تجمع الشعب في كيان الدولة وهذا المفهوم للاسف ادى الى ظهور العنصرية بشكل مخيف وسبب كوارث كثيرة  . تم تبني هذا  المفهوم للنشنالتي كمفهوم عرقي (قومي) من قبل الالمان  وسبب كوارث لالمانيا وللعالم كله ، وظهرت اسوء معاني العنصرية العرقية . بالرغم من هزيمة المانيا في الحرب العالمية الثانية الا ان  الشرق الاوسط تم فيه تبني المفهوم الثاني لمعنى النشنالتي (أي المفهوم القومي العرقي) ونمى هذا المفهوم بشدة في الشرق الاوسط .. وتسبب نموه وتبنيه كفكر في المنطقة الى حصول كوراث عرقية كثيرة رغم ان شعوب المنطقة كان تعيش بسلام وامان في اوطانها وكان الجميع يعانون ظلم السلطة ولا فرق بين انسان واخر. .حيث ان مفهوم العرقية ادى الى وضع اسم القومية بدلا من الوطنية لمفهوم النشنالتي ..فتسيد المفهوم القومي (العرقي) في الشرق الاوسط  وتم اهمال ونسيان المفهوم الوطني  وهذا سبب ظهور صراعات داخلية كبيرة في دول المنطقة منذ منتصف القرن التاسع عشر ولازالت هذه الصراعات متسيدة احداث الالم في الشرق الاوسط  ، صراع عربي تركي وصراع كردي تركي  ثم صراع اسرئيلي عربي وصراع عربي كردي وفارسي كردي وفارسي وعربي .. هذه الصراعات العراقية لم تكن واضحة وكبيرة قبل 200 عام وذلك لان المفهوم الوطني كان هو السائد أي ان الدولة العثمانية جميع المكونات العرقية تعمل ضمن مفهوم الدولة والكل يشاركون الدولة في صراعاتها مع الاطماع الخارجية رغم ان مكاسب الدولة كانت لفئة محددة او عشائر تركية محددة لكن المجتمع كان خاضع للسلطة.. قد تظهر الحركات التي تعمل ضد الحكومة المركزية رفضا للظلم ورفضا للقسوة  لكن مفهومهم لم يحمل شيء من العنصرية. لكن بعد ظهور النشنالتي في اوربا  وتفسير ذلك كمفهوم عرقي في المانيا والشرق نشات حركات مدعومة من دول اوربا الطامعة في السيطرة على الشرق الاوسط ودق اخر مسمار في نعش الدولة العثمانية التي كانت تلفظ انفاسها الاخيرة.

 اوربا لا نعرف هل استغلت ذلك في نشر النزاعات في بلدان الشرق الاوسط ام انها الصدفة وانتشار الافكار المتناقضة وراء ذلك بعد ظهور الطباعة والصحافة بقوة في نهايات القرن التاسع عشر... فعلا تم استغلال افكار التطرف العرقية وغرزها في الشرق الاوسط واستثمارها في حقبات مختلفة  لمصالح الغرب الذي لا يتوانى عن فعل أي شيء من اجل الحفاظ على مصالحة قبل أي شي في الشرق الاوسط..   لم يذكر التاريخ حصول صراع عرقي متواصل بين شعوب المنطقة مع وجود صراعات سلطة لا يكون فيها معنى كبير للعرقية ... كما كان هناك نزاع مستمر وطويل يحمل المفهوم الطائفي بين الشيعة والسنة بالدرجة الاولى مع وجود بعض الصرعات الدينية والتي كانت فيها الكثيرة من الدموية وبعد تبني شعوب المنطقة مفهوم النشالتي كمفهوم عرقي قومي ظهرت الخلافات وظهرت الصراعات وظهرت العنصريات لتكوين دويلات مستقلة هنا وهناك وظهرت بنفس الوقت العنصرية الشديدة والتي لا تتقبل ثقافات الاعرق الاخرى في المنطقة وثقافات التعايش السلمي بين مكونات البلد الواحد وادى ذلك الى تنكر البعض لابسط معاني التواصل مع الماضي الذي كان يعني ان الشرق الاوسط هو كتلة واحدة ونسيج اجتماعي واحد بالوان متعددة الذي ممكن ان يؤلف اعظم دولة في قلب العالم . وكمثال على ذلك هو قيام الاتراك برفضهم الاستمرار باستخدام الاحرف العربية في كتابة لغتهم  وكذلك انتهاج  بعض الاكراد نفس هذا المنهج  واعتمدوا  الاحرف اللاتينية  وذلك ياتي من مفهوم عنصري اتجاه ثقافة المنطقة ولجعل الشعب الكردي والشعب التركي بعيد عن أي مؤثر عربي حتى لو كان ذلك هو الحرف العربي.. رغم ان هذه الشعوب مسلمة لكنها عملت على محو أي علاقات تاريخة بين بلدان المنطقة وعدم منح أي سمة للتجانس بين هذه الشعوب بالمنطقة لا بل بالعكس كان هناك عنصرية شديدة ومحاولة في زيادة الاغتراب بين شعوب المنطقة . نسمع ونقرا احيانا عن  بعض المتعصبين قوميا رفضهم للاسلام لان القران نزل باللغة العربية وبعضهم توجه توجهات علمانية متطرفة و توجهات الحادية وماركسية لغرض مسح الهوية الاسلامية عن شعوبهم وفصلهم عن ماضيهم وفصلهم عن انسجامهم التاريخي مع الشعوب في المنطقة. ان هذه السلوكيات المتعصبة ضد الدين الاسلامي والعربية سببت فهم خاطيء لشعوب المنطقة  بان العلمانية تعني الالحاد و العداء للدين . وذلك ناتج عن فهم خاطيء للحدث حيث ان اغلب الحركات التركية والكردية لكي تبتعد عن الفكر العربي حاربت الثقافة الاسلامية باسم العلمانية . وذلك لكي تنشيء كيان مستقل وكيان لا يربطها مع الماضي الموحد.. ان العلمانية التركية التي فضلت استخدام الاحرف اللاتينية على العربية في جميع  مدراس تركيا حصل بعد انهيار الدولة العثمانية وظهور حركات التحرر العربية او القومية العربية  والتي بدات تظهر على ساحات المواجهة في جميع الاقطار العربية وهنا لكي تنفصل تركيا وتمنع أي تاثير على ثقافتها بعد فقدانها السلطة على جميع الدول العربية استخدمت اسلوب التنكر للاسلام والتمسك بالعلمانية الى درجة قهر شعبها ومحاربه العبادة فيه .

بدايات القرن العشرين جاء المحتل الاوربي ليسيطر على جميع مناطق الشرق الاوسط ولتظهر صراعات التحرر التي اتسمت بسمة القومية والتعصب العرقي... حيث ظهرت القيادات والحركات التي تدعي  النضال لصالح القومية وبدات ماسي المنطقة... الحركات القومية العربية وكيف انها سببت كوراث حقيقية لشعوب المنطقة كرد وعرب وطوائف دينية متعددة... وبنفس الوقت ظهور اسوء فكرة قومية وهي فكرة الدولة الصهيونية والقومية اليهودية او الاسرائيلة ودعوة اليهود لتكوين وطن قومي لهم وجلب جميع يهود العالم لغرض انشاء دولة لهم في فلسطين على حساب التعايش السلمي مع شعوب المنطقة. هنا  ظهرت فكرة الصراع والتي تعنصر لها المكون العربي وتعنصر لها  بشكل اكبر اليهود ودعم الاوربيون لافكار النزاع هذه  وجعل المنطقة تعاني من صراعات لا تنتهي... صراعات بمسميات عدة قومية ودينية وطائفية ... وان فكرة زوال هذه الخلافات والوصول الى السلام اصبح مستحيلا ... ولا يمكن للاطراف في المنطقة ان ترجع للوراء لما قبل القرن التاسع عشر في مستوى ادراكهم للوطنية التي هي اهم واعظم من مفهوم القومية العرقية. ان الوطنية هي الشعور بالانتماء للوطن وحفظ حقوق الوطن والشعب والتكامل بين مكوناته فمثلا العراقي يعاني من العطش بكل مكوناته سوءا عربي كردي تركماني وبينما الكردي والتركي والعربي  في تركيا هم من لديهم وفرة المياه وبلدهم يستثمر ويستغل المياه على حساب الشعب العراقي . لذا ان اهم شي لتوحد أي شعب هو تاريخ ذلك الشعب وكيفية كتابة هذا التاريخ بحيث يوحد مكونات هذا الوطن ويربطها باواصر تاريخية تنمي عصبية وطنية قوية توحد المكونات لغرض النظر للمستقبل من بوابة التوحد الوطني... الوطنية لا تعني اللغة بقدر ما تعني اننا شعب واحد ونعيش نفس الظرف ونعيش نفس الاقتصاد ومستقبلنا بتوحد ارانا وبنفس الوقت الحفاظ كل منا على ثقافته وخصوصيته العرقية والدينية..... لذا ليس السلطة والقوة والعسكرية هي من تصنع التلاحم الشعبي ... لكن التلاحم الشعبي يتم من خلال كتابة التاريخ وانضاج فكرة استيعاب الوطنية العراقية وهذا لا يتم الا من خلال  تخطي ماسي المرحلة الحديثة..

 الروح الوطنية العراقية للاسف مفقودة والاغتراب كبيرة جدا خصوصا لدى الشباب لذا هناك ضياع لاهم مقومات الشعب بالتوحد لا نرى المكون الكردي(السياسي) يسعى لترسيخ مفهوم الوحدة ومفهوم التماسك الوطني العراقي وانما يسعى الى جعل الوضع هش وغير مستقر لاغراض عنصرية واغراض قومية على حساب العراق الواحد.. وبنفس الوقت  لم نرى المكون العربي(السياسي) العراقي يعمل بوطنية خالصة نفس الاسلوب.. لا بل الاسوء من ذلك هو حصول تشرذم داخلي وصراع اجتماعي طائفي لا يمكن تجاهلة ولا احد يعمل على تهوين الطائفية.. العرب بسبب تدخلات دول الغباء العربية الطائفية الارهابية وتدخلات ايران غير المحمودة والتي تسعى لتوسيع دائرة نفوذها ... وهذا ما سببت كوارث على المكون العربي في العراق بالدرجة الاولى ...اما الجانب الكردي  فقد استغل فكرة الصراع الطائفي في العراق لصالحه وترسيخ مكاسبة وتوهين المفهوم الوطني.. لكي يتم  معالجة ذلك يجب ترسيخ المفاهيم الوطنية وترسيخ المفاهيم التي توحد هذا الشعب وتجعل منه امة لكي يتم صناعة المستقبل المزدهر ويجب التخلص من جميع افكار التشرذم القومية و الطائفية يجب ان يتراجع مفهوم القومية العرقي على حساب الوطنية والتوحد يجب رفع شعار الوطنية العراقية قبل أي انتماء اخر... ان امريكا الان هي امة... ومن اعظم امم العالم رغم اختلاف اعراقها واختلاف طوائفها واديانها ... والعراق قلب الشرق وهو عاصمة الشرق الاوسط الكبير فهل سيقود الشرق ام انه سيكون ككرة تتلاقفها الاطراف والاهواء الاقليمية بالمنطقة ......
العراق واحد العراق امة لا يمكن تجزئتها... الامة الاكدية العراقية هي من سيقود الشرق الاوسط للسلام والازدهار والمحبة.. لنتكاتف من اجل وطنيتنا الضائعة بين مصالح سياسية غبية وبين تصارعات اقليمية مقيتة... العراق واحد العراق لا يقبل التجزئة ... لنعمل من اجل وطنيتنا  العراقية.
د.علي عبد داود الزكي dr.alialzuky@yahoo.com

77
؛؛جهادنا اليوم:هو تثقيف المجتمع لانتخاب العراق؛؛

أن تشكل حكومة عراقية وأجراء انتخابات تحت ظل ظروف غبية وبظل تصارعات ونزعات طائفية وعرقية وصراع قوى إقليمية على ارض العراق كان له أسوء الأثر في كتابة دستور عراقي متناقض سبب كوارث للعراق وسيسبب كوارث ما لم يكون هناك حل جذري لتلك المشاكل وهذا الحل لا يمكن أن يظهر كحقيقة نور تطفئ الظلام المستبد المتشرذم على ساحة السياسية العراقية ألا  بظهور قوة وطنية حازمة تسيطر على مقاليد الأمور في البلاد وتسيطر على مخابرات وطنية حقيقة  تؤمن بان الوطنية العراقية قبل كل شيء وتعمل على إزالة كل الأجسام الغربية والأفكار الطارئة والتسلقية والصنمية والتشرذمات القذرة التي تمول من أطراف  خارجية عديدة.. وتمنع تسلط هؤلاء الى السلطة وهذا يمكن اعتباره حلم  ومعجزة... فأين مثل هذه القوة النزيه التي ممكن أن تفعل ذلك.!!؟؟

 كما أن تسلط الجيش ليسيطر على السلطة قد يعد كارثة حقيقة امتداداتها المستقبلية تنبئ بسوء عظيم  أذن ما هو الحل ؟! هل الحل هو انهيار الاقتصاد العراقي وظهور البطالة الشديدة ونمو الجهل والذي ممكن أن يستثمر ليدفع باتجاه إطفاء أي نور ممكن أن ينير ظلمة المرحلة .فأن السوء الحالي قد يكون من الصعب القضاء عليه وذلك لان السلطة لا تبنى ألا على عصبية والعصبية الوطنية لبست أثواب نفاق. والعصبية الطائفية ظهرت وسببت كوارث والعصبية العرقية أيضا تنبئ بكوارث مستقبلية ما لم يتم معالجة أسبابها ... وللأسف كل هذه العصبيات هي عصبيات تشرذمية  لا تنظر ألا بمنظر ضيق  لمصالح فئات ومجاميع وتتجاهل المصلحة الوطنية العامة ولا تعطي الأمل ببناء دولة قوية . يبدو أن دولتنا الجديدة أساسها نشوء عصبية مافيات سلطوية تعمل على ترسيخ مفاهيم الانتماء الطبقي والبرجوازي والذي ممكن أن ينشئ صراع بين السلطة والشعب والشعب لا يستطيع أن يواجه سلطة غاشمة تمتلك سبل المكر وسبل الخداع ولديها الأعلام المزيف للحقائق . وخصوصا بعد تفشي الجهل الاجتماعي والأمية الحضارية والفكرية المترسخة حتى بعقول المتعلمين والذين غالبا ما تكون نقاشاتهم عبارة عن سد الأذان وانتظار فرصة لإقحام الكلمات في حلبة تدافع القيم وتصارع المعاني .الكل يطمح الى نفسه ليقول هاأنا ذا ... لذا فان الغد العراقي قد لا يكون كما نحلم ولعل أحلامنا الفردية لا تتطابق من حيث الأمنيات لكنها تتطابق من حيث الأمل بالحرية والحب والسلام والأمان والخير للجميع لكن أسلوب التنفيذ متناقض أو مختلف في رؤية القيادية..قد يكون التصارع فيها يسبب كارثة حقيقية فما هو السبيل للخلاص ؟! هل تتبع الآثار لمن سبقنا في ديمقراطيات العالم هو الحل ...أم خط طرق جديدة في مواجه السوء الذي جعلنا حكومة السقطة الديمقراطية حكومة لا هي عسكرية ولا هي ديمقراطية ولا هي انتقالية ولا هي شعبية ولا هي ماركسية ولا سلامية وانما هي تصارعات وتناقضات شديدة وكما قيل في المثل ؛؛السفينة لو كثر ملاحها تغرق؛؛ ويبدو اننا نغرق . أن أسوء ما حصل بعد سقوط الصنم هو تشكيل حكومة من قبل من كان يظنهم الشعب رموز قدسية ووطنية (العراقيين الوافدين) للبلد بعد السقوط والذين كان قد غادروا العراق منذ عقود من الزمن وجاءوا  يحملون الاغتراب وتناسوا معانى الديمقراطية  وساهموا بتأسيس حكومة فساد مهول وساهموا بصعود وتسلق منافقي الداخل المتلونين (حرباوات الزمان والمكان) الى أعلى هرم السلطة الجديدة وهذه هي الكارثة الحقيقة التي يعاني منها الشعب وجعلت الإنسان العراقي المظلوم يشعر بخيبة الأمل ويشعر بخذلان معنوي شديد وجعلته يرى كيف يتسلق نفاق الداخل على أكتاف النضال واسقط الرموز الوطنية..  تسلق عدد هائل من المنبوذين اجتماعيا للسلطة مما سبب الم معنوي شديد للعراقيين الشرفاء وسبب حصول عدم ثقة كبيرة بين الشعب ورموزه الوطنية في السلطة الجديدة.. أن الرموز الوطنية بسبب انقطاعهم عن العراق لسنين طويلة كانوا يحسنون الظن بكل من يتقدم لهم وكل من يتزلف ويتملق  وبعد فترة بسيطة من زمن تم  تأسيس السلطة الجديدة وتزايد عدد الطفيليين المتسلقين مما ادى الى  تزييف الرؤية عن  المجتمع  العراقي وتطلعاته وحصول فجوة كبيرة بين المجتمع ورجالات السلطة الجدد وأصبح هناك انقطاع كبير بين الإنسان العراقي ومعاناته الأولى من الفساد ومن المفسدين ومن رجالات السوء الماضية التي للأسف تم الترحيب بها بشدة وتقديمها كرموز جديدة في عراق ما بعد سقوط الصنم ... من قبل رموز النضال السابقة...

خير من يمثل العراق الجديد هم عراقيو الداخل... لنعمل من اجل ذلك  لنرفض مزدوجي الجنسية لنرفض من لا يعي همومنا ومشاكلنا لنرفض منافقي السلطة ولنثقف المجتمع لنعلمهم كيف يقرروا كيف ينظروا بامل  وينفضوا غبار السوء لنعلمهم كيف يحللون الحدث ويفسرونه لنعلمهم البحث عن الحقيقة لنعلمهم أن لا ينخدعوا بكلمات الغش والخداع التي غاياتها سرقة أصوتهم في الانتخابات القادمة . أن العراق أمانة بأعناق الشرفاء جهادنا اليوم هو تثقيف من حولنا بالحقائق وإرشادهم لانتخاب العراق...انتخاب الشرف انتخاب التوحد...

dr.alialzuky@yahoo.com

78
؛؛لن يموت العراق؛؛ فكفى ذلا كفى قهرا كفى تخاذلا يا أرباب الشيطان

لنرجم الشيطان لنرجم الشر لنهتف ضد السوء ومن يدعمه من قبل الدول العربية والاقليمية وعلى راسها (السعودية ومصر والاردن واليمن وسوريا والامارات ..) لنهتف ضد من يعطش شعبنا تركيا وايران وسوريا... وضد من يتامر معهم من دول الخليج لاجل ذلك.  ماذا نفعل ماذا نفعل ماذا نفعل.. سوء.. سوء  تخاذل تصريحات اتهامات لكل مشكلة  وأزمة وصرخة الم  مستغليين ومروجين وأعلام مبرمج لقهر الحقيقة والسلام... سوء وانفجارات ذل وانقسامات بلد التشظي الذي لم يمسك ألا بالقوة الظلم ... ضعفاء فقراء شعب مسكين ... سياسيون يتمنطقون بحلو الكلام المنافق ويتظاهرون بكرامة النبلاء رباه ماذا نفعل هل نسكت لنموت ببطيء أم نستعجل الموت بصراخنا وخروجنا على الظلم ... لكن على من نخرج على من؟ هل نخرج على البرلمان ورجالات الصدفة ورجالات التسلق وحرباوات الزمان؟ هل نخرج على الفاسد المستشري في هياكل جميع مؤسسات البلد؟ ام نخرج على الترهل وعدم الانضباط في جميع المؤسسات الحكومية؟ ام نخرج على الظلم والجور والسرقة ؟ ام نخرج على القتل والتهجير والتفخيخ والذبح على الهوية؟..

الالوان نفس الالوان الظلم نفس الظلم بحر وبحور من الدماء يا عراق متى تشفى من أهات الغباء السلطوية؟  يا عراق متى تنفض غبار السواد غبار الضيم؟  يا عراق من سينهض بك من سينهض بك ؟.. صمتنا رهيب وصراخنا  خيبة الم وأهات .. لقد بحت أصواتنا ولا احد يسمعنا تحت ظلال الغباء الحكومية المسيرة بمصالح العصابات والسراق  ومصالح التسلط والتجبر .... الرعونة والغباء أصبحوا حرفة العملاء لدول الحقد العربية.... من يقتل من يفجر من يدمر السلام  يا عراق؟؟ عجبا عجبا .... من يفعل كل هذا عيوننا تدمع ونقول يا عراق متى ومتى ومتى.... لكننا نقول يا عراق!! نخاطب من عندما نقول يا عراق ؟ نخاطب الشرفاء فأين هم هؤلاء؟ نخاطب الشجعان أين هم هؤلاء؟ نخاطب الجيش أين هو جيش الوحدة للأمة العراقية جيش الحزم والنظام...  نخاطب ساسة الغفلة  وهم في مراقص وملاهي الفجور  يلهون وهم في سكر لا يقوون على رفع أيديهم  باوهن قرار... نخاطب من بكلمة عراق .. هل نخاطب تاريخ العراق تاريخ اكد الحضارة.. ونكتب للتاريخ سيرة الالم لتبقى آثار الدماء تطرز صفحات الزمن  يا أكد البقاء.. ان أكد فينا نبض حياة .. هل نخاطب شعبنا المسكين المفجوع والمخدوع بكل هذا وذاك من المنافقين المتسلقين... من نخاطب من نهاجم... كيف نوقف السوء كيف نوقف زحف الصحراء ونارها الهوجاء كيف نوقف التحجر في عقول البشر كيف نحجم أمنيات الشيطان؟؟؟... نخاطب من؟ ونتكلم مع من؟ لا يوجد مشروع نجاة !! لا يوجد مشروع توحد!!... لا يوجد ألا أغبياء التلون والنفاق ولا يوجد سوى الماكرين الذي لا يهمهم سوى البقاء على قمة الوثنية هبل السلطة وتحت أقدامهم أشلاء العراق.... من  نخاطب؟    ولمن نشكو وكيف يرفع هذا الجور عنا؟ ...

الأكراد ساحة ملعبهم بعيدة ويتصرفون وكأنهم أحدى دول الجوار وكيدهم كبير للحصول على مغانم الصراع الداخلي..وللأسف البعض لا يفهم العراق وطنه ألا أن كان يتسيد رأس السلطة في العراق وان لم يتسيد فهو ثعلب جبان ماكر يحرق العراق ولا يبالي... يحرق العراق ويتبسم ويضحك على غباء حكومة الغفلة التي لا تستطيع أن تخرج من شللها الذي تعانيه في كل مفاصلها...وكل رجالاتها ما هم  ألا رجال مساومات .. يقتل العراق والدماء تسيل ورجال السياسة في مساوماتهم غارقون ... يا رجالات بطولات النضال السابقة التي لم تحرر العراق من ظلم الغباء البعثي أين انتم الآن هل أصبحتم عاجزين لا تفهمون معنى نظام وسلطة؟ الأقدار والأحداث هي من تفرض قراراتكم الآنية التي لا ترون فيها سوى مصالحكم.... فما أسوء حكومة الأقدار الغبية ما أسوء حكومة الظلم...

والله لو كان هناك شرف ووطنية خالصة  فيكم يا رجالات   سقطة التاريخ وذلة الديمقراطية لشق ثوب السلطة وأعلنت الثورة على الذات المتخاذلة في ديمقراطية الغفلة . فمن سيصفع الغباء من سيصفع جور التكفير من سيصفع  الظلم؟  أين انتم يا شرفاء العراق؟ أين العراق؟  لا نجد ما يوحده ألا البكاء لنبكي لنبكي لعل دموعنا تروي أرضنا العطشى التي يبدوا أنها لا ترتوي ألا بالدماء...  يا عراق يا عراق من أنت يا عراق؟ هل أنت البساطة والسلام؟ هل أنت ظلم الأبرياء والضعفاء؟ام انت بسمة الامل بعيون الطفولة؟  هل أنت دجلة والفرات ؟ من أنت يا عراق؟  هل وصلنا الى الاغتراب الذي لا نوقن فيه من نحن؟ ولا نستطيع تلمس طريق النجاة؟ .. من أنت يا عراق؟ ... مع كل ما قلنا وقيل فاننا نحبك يا عراق ... ويبدوا أن الغباء قد اغتالك ولم يبقى سوى أشباح ورماد... يا عراق هل ستنهض من الرماد ؟ هل ستشق ثوب الذل وثوب التخاذل يا عراق؟ أين لونك أين اسمك أين شموخك أين رجالاتك؟... يا عراق  من لك يا عراق؟ ...

الكل يهتف  ويهتف ولا احد يتحمل مسؤولية !!!.... هل فقد المتسلطون شرف الاستقالة لعدم كفاءتهم بصد السوء ورد الالم عنك ياعراق ... لماذا السلطة ضعيفة هزيلة لا تقوى على أن تقول من يقف وراء السوء وراء الإرهاب... وبجراءة وشجاعة...يبدوا أننا في حرب داخلية ممولة من دول الغباء العربية... رغم أن الشعب يعرف من يقف وراء الإرهاب ومن أي الدول يأتي التكفير ويأتي رجال الانتحار...أن أخوة يوسف هم من يقفون وراء الإرهاب ودعمه ماديا ومخابراتيا ودعمه بكل ما يحتاج ... تصرف المليارات العربية لقتل العراق ... لكي تعود الساعة للوراء ولكي  ويتسلق الإرهاب للسلطة من جديد  وهذا غايتهم وهدفهم...هل مشروعية الجهاد الارعن هو إفشال الحكومة بقتل الأبرياء هل هذا هو شرف الدعوة العربية لانقاذ العراق ؟!!!...على المكونات السياسية أن تقول قولتها و لا تخشى شي لن نتوحد ألا بتحديد عدونا بجراءة وقوة لن نتوحد ألا بقول الحق ولا نخشى احد.... أن اتفق جميع السياسيون على عدو العراق الحقيقي سيشفى العراق لكن الكل متفقون بالشجب ومختلفين بالاتهام.... رغم أنهم جميعا يعرفون الحقيقة لكنهم مختلفون... وكان القتلة والتكفيريون هم أشباح لا ترى ..مضت 6سنوات والإرهاب الأعمى مستهترا بحقوق العراقيين مضت 6 سنوات والإرهاب تسلل الى مواقع السلطة.... نرى الكثير من الأبرياء في السجون ونرى المجرمون يطلق سراحهم ويجوبون الشوارع بحرية ويقتلون ويفجرون ويفعلون ما يحلو لهم  اللصوص والسراق أسسوا مافياتهم  وأصبحوا قوة كبيرة تعيث بالأرض فسادا وتروج لأفكار الاغتراب والكذب والغش والخداع ...هل هذه هي الديمقراطية ؟!!!!!!!! والله لو كانت هذه هي الديمقراطية فلا نريد أن نسمع بها ولا نريد أن نثقف عليها. عراقنا بعد سقوط وثن الغباء هبل بغداد أصبح  أسير الكذب أسير الديمقراطية العرجاء..

العدو الحقيقي لنهضة العراق الجديد كأنه مجهول وكأنه مختلف عليه وغير متفق على تشخصيه من قبل جميع الحركات السياسية المتسلطة... لنقول لهم عليكم الانتباه الى أنكم لا تمتلكون سمة العراقية الحقيقة ولا تستطيعون أن توجهوا الشعب بطريق التوحد والسلام والازدهار.. انتم لا تمثلون ألا التشرذم أذا لم تمتلكوا الشجاعة في تحديد رؤية موحدة لكل العراقيين.....  لنبحث عن من يقف وراء الإرهاب لنتبصر ونقول من يقف وراء الإرهاب.. البعث هو من يقف وراء هذا ..فهل مثل  هكذا حزب يستحق العودة للحياة السياسية وللسلطة من جديد  ؟؟! ان البعث في اضعف حالاته لكن من يموله من يدعمه... الكل يعلم بان الدول العربية مصر والسعودية واليمن والأمارات  وغيرهم من الدول العربية  هم من يحتضنون البعث ليعبث بأمن العراق.... .. هل هناك موقف حكومي وبرلماني موحد  من هذا؟ هل هناك حكومة شجاعة لتضع النقط على الحروف.؟ أن كان السياسيون المنتخبون غير متفقون على عدو واحد للعراق فهذا يعني بان العراق ليس شعبا واحد... وهذا يرجح عودة الحرب الطائفية  والعرقية.... هذا يعني أن ما يدور بالعراق هو حرب داخلية مدعومة من قبل دول الجوار العربي والإقليمي...  أذا الشعب العراقي عبر منتخبيه وسياسيه لم يتفق بتحديده أعدائه  ويحدد بوبات الإرهاب ومن يقف معهم ويدعمهم  فان  ما يجري من سوء لن ينتهي لكنه سيقودنا الى كوراث جديد ودمار تلو الدمار... 

لكن هنا نقول قد لا يكون هناك عدو واحد لكن من يقف وراء الإرهاب يجب أن يتم تحديده ويجب أن تكون هناك إستراتيجية لضرب الإرهاب والقضاء عليه بجراءة وحزم وتحديد المواقف السياسية من الدول التي تدعمه... نسال هنا ما الذي نحتاجه من دول الجوار لماذا العرق ضعيف السياسية اتجاه العرب خصوصا هل نحن بحاجة للعرب للنهوض بالعراق...كل ما نحتاج هو الخير والسلام ولا نحتاج صدقات احد ولا نحتاج أن نجامل احد على حساب شعبا... تبا لكل دول الغباء التي تمول الإرهاب وترسل الموت للعراق وشعبه...يجب رد الصفعة لكل الدول التي تدعم الإرهاب يجب أن يتم توفير ملاذ أمان في العراق لكل حركات التحرر من الدكتاتورية والظلم في الدول العربية يجب دعم وتهيئة معسكرات لرد الصفعات لكل المتآمرين والمتدخلين بالشأن العراقي...مضت 6 سنوات وهم لا يفهمون ولا يدركون بان لعراق امة  وهذه الأمة سترد عليهم يوما ... لكن أين شجاعة القادة السياسية في رد الظلم الوافد.... لا نريد حكومة هزيلة لا نريد حكومة متناحرة لا نريد أعداء لكن لكي نوقف الأطماع يجب أن تكون لنا سطوة وقوة ويجب أن نصفع كل من تسول له نفسه التطاول على العراق وعلى كرامة العراقيين.... يجب قطع العلاقات الدبلوماسية مع جميع الدول(وخصوصا العربية) التي لا تحترم العراقيين ولا تستقبلهم بشكل لائق على أراضيها... يجب أن يعامل العراقي بكرامة خارج الحدود ويجب على الدولة أن تعمل على حفظ هيبة الدولة العراقية باحترام العراقيين خارج العراق....

العرب يرسلون الموت للعراق ويستهينوا بكرامة وحرمة العرقيين وحكومتنا تنحني لهم وتتمنى منهم أن يقيموا علاقة طيبة معها.. يا حكومة الغفلة نريد موقف نريد موقف حقيقي  شجاع.. تبا للمناصب تبا للسلطة ومباهجها عراقنا ينزف ويئن وحكومة الغفلة ترفع راية السلام لمن لا يفهمها ألا ضعفا للعراق أنهم لا يدركون  معنى السلام  نبعث حمامات السلام فيستقبلها العرب  ببنادق الغدر وبسمة مكر ... ألا تفهمون يا متسلطي ديمقراطية الغفلة  رسالة الجوار الاقليمي والعربي اليكم...ألا تدركون بان الوقت ليس لعبة بل انتم اللعبة بيد المارد الأمريكي ليلعب بكم مع أقزام المنطقة... في مسرح الألم   والتراجع والاغتراب والتشرذم... لن يموت العراق ...العراق واحد  العراق امة .. امة أكد هي من ستحكم الشرق الأوسط  رغم أنوف الجميع.. العراق هو قلب العالم رغم أنوف الجميع... لنعمل من اجل ذلك...الأمة الاكدية هي امة العراق... وشمسها ستشرق وتحرق الظلام..


د.علي عبد داود الزكي
dr.alialzuky@yahoo.com




79
يا دولة القانون المستنصرية تستغيث وتطلب؛؛الشفافية والديمقراطية؛؛

الجامعة المستنصرية منذ اكثرمن 4 سنوات وهي في تراجع مستمر على كل الاصعدة العلمية والخدمية بسبب تسلط دكتاتوريات ادارية مدعومة من قبل جهات سياسية ومتنفذة في الدولة وحتى شخصيات حكومية عليا تعمل على حماية المفسدين في الجامعة المستنصرية من حيث تعلم او لا تعلم... . لا احد يسمع لا احد يفهم الا بحدود مصالحه الحزبية وعلاقاته ومنافعة الشخصية... نقول للحكومة الا اتقوا الله اتقوا الله اتقوا الله… نقول للمالكي ياسيادة رئيس الوزراء لاننكر نضالك ولاننكر تاريخك النضالي ضد الطاغوت الصدامي المجرم لكن ياسيادة رئيس الوزراء انما الاعمال بخواتمها.

ياسيادة رئيس الوزراء اذا كنت لا تعلم عليك ان تستعلم وتسمع من الجميع اذا كنت لا تعلم عليك ان تسال اذا كنت لا تعلم عليك ان تعتمد ((؛؛الديمقراطية الاداراية؛؛)) مبدا لدولة العراق الجديد .. يا سيادة رئيس الوزراء الشعارت كثيرة حتى الطاغية صدام  كانت شعاراته كثيرة… يا سيادة رئيس الوزراء نعرف ان مسئوليتك كثيرة لكن هذا لا يبيح دعم وحماية السوء في الجامعة المستنصرية.. يا سيادة رئيس الوزراء يجب احترام الديمقراطية ويجب عليك ان لا تفرض علينا ادارات جامعية مرفوضة من قبل الوسط الجامعي... نريد الاصلاح لا نريد الفساد الذي دمر الجامعة. يا سيادة رئيس الوزراء قلتها بمجلسك بتاريخ 20-8-2009 قلت لك ان الصورة التي تصلك غير حقيقية الصورة التي تصل اليك مشوهة… اقولها لك الان لم تبقى لنا وسيلة سوى ان نكتب ونكتب  للاعلام ونقول اتقوا الله يا اولوا الامر .. اذا كنت لا تخشون المجتمع.. والسلطة ومباهجها والكراسي غرتكم نقول لكم اتقوا الله … فان الله يمهل ولايهمل… تذكروا قول الله عز وجل (قفوا إنكم مسؤلون) يا سيادة رئيس الوزراء انك تدعو للعداله والديمقراطية  اعلاميا وتدعو للصلاح وتدعو لمنع اي تدخل سياسي بالجامعات وبنفس الوقت انك تعمل على تسييس الجامعة المستنصرية  لصالح فئات معروفة ومحددة انك  تدعم من لا يعملون الا لانفسهم ولا يعملون الا ليفسدوا انهم يلبسون اي ثوب حسب الظروف والله لو كانت الموجة السياسية موجة رقص ولهو لرايتهم اول الراقصين مثل قيادات عليا في البلد كانت بيديها زمام امور وزارة مهمة في الدولة لفترة قريبة…

يا سيادة رئيس الوزراء كفى تدخلا في شؤون الجامعة المستنصرية … الفساد مستشري منذ سنوات . تخلصنا من البعث لكن للاسف الهسترة البعثية تركت رواسب الدكتاتورية في نفوس الكثير الكثير …والعديد من المنافقين تسلقوا على اكتاف النضال ويصح القول هنا عزيز بالاسلام عزيز بالجاهلية (المنافقون)...يا سيادة رئيس الوزراء لا تقل الكل كانوا بعثيون وكانو مجبرون على الدخول لحزب القذارة البعث ... كان يوجد الكثير من عراقيوا الداخل لم ينتموا لحزب البعث... في زمن الطاغية صدام.. حينما كان البعثيون يستلمون رواتب اكثر بكثير من غيرهم ويستلمون مكافاءت ويستلمون الهبات لم يكن احد من الشرفاء يحسدهم  على المال السحت والحرام … وللاسف الان نفس الشيء يحصل الاموال السحت والحرام تصرف للمفسدون.. لم يتحسن الوضع في الجامعة عن زمن الطاغية بل تراجع وتراجع اكثر واكثر والفساد على انوعه مستمر في الجامعة. تراجع مستوى التعليم الضغط الكبير على اغلب التدريسين لغرض اهمال التعليم وعدم استخدام الحزم في اداء الواجب لا بل اي عدم امانة من قبل التدريسين تقابل بمباركة وتغليس اداري… كما ان التزوير في الجامعة كبير جدا ..كيف ممكن ان نقبل اداري يتسلط علينا وهو متهاون ويقبل الغش والتزوير لا يمكن ان نقبل مثل هذا التهاون والتزوير والغريب ان كل من يثبت فساده بالادلة والوثائق بدلا من محاسبته وايقافه عن العمل نراه يمنح المنح ويكرم ويقلد مناصب اعلى من السابق… هل هذه العدالة التي ناضل المناضلون من اجلها سابقا ياسيادة رئيس الوزراء …

نقولها لك  ولكل الحكومين الذين لا يعلمون ما يجري او يتعاونون مع الادارات الدكتاتورية  المتسلقة التي لا تحترم مجتمع ولا تعرف معنى للوطنية... اذا كان نضالكم  السابق من اجل وصول المتلونين المنافقين للمناصب فعلى الدنيا السلام…وللاسف السوء والفساد الادراي الكبيرالمستشري في كل مرافق الدولة  سيجلع كفتكم غير مرجحة بالانتخابات القادمة. ان الفساد المدعوم من قبل السياسين سبب ويسبب الاحباط للوطنيين الشرفاء المنكوبين.. منذ عقود..وسينظر المجتمع  الى من  كنا نراهم شمس نجاة على انهم  صورة مشوهة عن ظلم دكتاتوري جديد بسوء اعظم من سوء الماضي… اضافة الى خيبة لكبيرة وتحطم الامال التي كان يحلم بها الانسان العراقي..بالحرية والديمقراطية والازدهار والرفاهية والتقدم....

 الفساد في التعليم كبير كتبت سابقا عدة مقالات منشورة في عدة مواقع على النت والصحف الرسمية  تهدف الى كشف بعض العيوب وبعض الامنيات لغرض رفع مستوى التعليم العراقي… لكن للاسف من يقرا ورجالات الحكومة لا يهمهم سوى مصالحهم الشخصية والحزبية ومصالح اقربائهم واتباعهم… الفساد كبير يحتاج الى ثورة يحتاج الى انتفاضة شرف… الفساد كبير نحن نحسه لاننا لسنا حكومة نحن جزء من الشعب ونشعر بما يشعر به الشعب ... ان هذا الفساد الكبير سوف يؤدي الى خروج رجالات نضال جديدة ضد  السوء الجديد الذي ظهر بعد السقوط  بسبب تسلق النفاق على اكتاف النضال...

 شاهدنا مصائب كثيرة في المستنصرية خلال الاعوام الاربعة الاخيرة…عدم الضبط وعدم تنفيذ القانون والشخصنة الادراية والدكتاتورية في تفسير القوانين وفرض الرؤى الضيقة....كما ان الغش موجود بقوة والادارات تبارك ذلك بدلا من  تحاسب الغشاشون من الطلبة الذين لا يستحقون الدخول للجامعة تقوم الادارات بتوبيخ الاساتذة الذين يقومون بكشف غش اي من الطلبة… الخدمات بحالة يرثى لها على سبيل المثال هناك تبديد اموال كبيرمع عدم وجود اي تحسن في اي من مرافق الجامعة العلمية والخدمية … صحيح التخصيصات قد تكون غير كافية لكن المستنصرية لها دخل مادي كبير من الدراسات المسائية .. وهذا للاسف تقسم وفق الاهواء للادارة الجامعية العليا التي لا تعمل شيء سوى زيادة مكاسب الادارات الجامعية…النادي الطلابي مغلق منذ اكثر من 4 اعوام وهذا النادي لم يتم استغلاله وتاجيره لخدمة الجامعة كمصدر تمويل ذاتي ولخدمة الاساتذة والطلبة وتوفير الكثير من الخدمات باسعار طلابية..( قام الدكتور فلاح الاسدي بعد تسلمه منصب رئيس الجامعة باجراء مزايدة علنية وتاجير هذا النادي حيث انه سيفتح في الشهر العاشر هذه السنة) ....ان الجامعة المستنصرية فيها حالة يرثى لها بوجود ما يشوه منظرها من اكوام النفايات وقاعات بكراسي مكسرة وغير نظيفة  التي تتكاثر فيها خيوط العناكب وفيها السلاك الكهربائية  ظاهرة وخطرة (مفاتيح الكهرباء مكسرة او غير موجودة).. الخدمات الصحية لا تتناسب مع اعداد طلابها..كما  توجد بناية في الجامعة ذات اربعة طوابق ويداوم فيها ثلاث اقسام  علمية لا يوجد مغاسل وخدمات صحية  فيها ومنذ اربعة سنوات .. هل هذه هي الحضارة ياسيادة رئيس الوزراء هل هذا هو الاحترام للعلم والمجتمع…

 بسبب توقع زيارة مسئول حكومي قامت (خلال الشهر الاخير) كلية العلوم بصبغ بناية الكلية وصرف مبلغ كبير لذلك علما بان الخدمات الصحية الاساسية تكاد تكون معدومة في اغلب الاقسام واغلب بنايات الكلية الاخرى ...اتمنى من السيد رئيس الوزراء ان يتبين الحقيقة ان يرسل احد يستكشف له حقيقة الحال في الجامعة ليذهب لكل مكان في الجامعة ويتبين الحقائق … اتمنى من السيد رئيس الوزراء ان يسال السيد عميد كلية العلوم السياسة عن بعض الحقائق  في الجامعة .. فان هذا هذا العميد رجلا مخلصا  ومعروف بنزاهته…

 النزاهة ليست ثوبا يلبس متى يشاء المنافقون  وليست شعارا يرفع متى ظهرت الحاجة لخداع الناس النزاهة  هي العمل بامانة وشرف من اجل المجتمع من اجل عراقنا الغالي الذي نظن ان السيد رئيس الوزراء ناضل من اجله يوما ما… لا نطلب المجد للشخوص وانما نطلب المجد لوطننا… لا نريد الجزاء لكننا والله نقولها كلمة:

 وطننا غالي واذا ناضلت ياسيادة رئيس الوزراء يوما ما ضد الظلم والفاسد البعثي الصدامي… وفاننا عشنا وعملنا  بشرف  وعزة وتحملنا وصبرنا داخل وطننا.... لا نضالكم ولا صبرنا هو ما اسقط الطاغية صدام....لكننا مللنا الصبر لذا  سنناضل ضد اي دكتاتورية ادراية وتسلطية واذا لم تستقم الامور فاننا لن نتوقف وسنبقى نطالب ونطالب بكل الطرق والاساليب الديمقراطية المحترمة الشريفة لكن نقول ايضا شعبنا حليم... وقيل في الحكمة احذروا غضبة الحليم... احذروا غضبة الحليم…
سنقول ان ديمقراطتنا كذبة وسنقول لا قانون فيك يادولة القانون سوى قانون الظلم  والتجبر وسحق حقوق الضعفاء...ونقول  ونذكر بان التاريخ لا يرحم من يظلم وطنه.. التاريخ لا يرحم من يتهاون ويجامل على حساب الوطن… لا ندافع عن الدكتور فلاح الاسدي لكننا  شاهدنا منه التواضع والجراءة وشهدنا منه الحزم في معالجة الفساد..

 ان ما جرى في المستنصرية في الاونة الاخيرة يذكرنا بمرحلة سقوط صدام… كان جميع الشرفاء العراقيون فرحون بسقوط نظام صدام مهما تكون النتيجة الكل فرحون بسقوط الطاغية وليس مهم من ياتي الكل فرحون بان صدام انتهى والتغيير كان هدف ثمين يعني اي شخص يتولى بعد صدام مرحب به لانه مستحيل يكون اسوء من صدام…وهذا ما حصل بالمستنصرية بعد تولي الاسدي لم يقف معه الا دعاة التغيير للافضل الذين يأسوا من اي تغيير سابقا وان التغيير الذي حصل بتعيين د. فلاح الاسدي كان  كأنه معجزة … لذا الكثير من الاساتذة قاموا بشكل عفوي بمساندة التغيير والدفاع عن السيد فلاح الاسدي…ضد من يحاول  تغييرة وابعاده عن الجامعة…. نسال السيد رئيس الوزراء لماذا قام بانهاء تكليف د.تقي الموسوي رئيس الجامعة السابق هل غيره بسبب رفض عمداء الجامعة له  ام لاسباب اخرى!؟
لماذا تم تغييره؟!! لماذا اكيد تم تغييره ليس من اجل العمداء او طلب من العمداء …. يا سيادة رئيس الوزراء اذا كان هناك من خلل هو خلل العمداء انفسهم لماذا لم يطالبوا بتغيير رئيس الجامعة السابق رغم الموشرات الخطيرة التي ادت الى اقالته.. بينما طالبوا بتغيير رئيس الجامعة الجديد د.فلاح الاسدي  بعد 10 ايام على توليه منصبه كرئيس للجامعة رغم انه لم يثبت عنه اي سوء بل بالعكس انه قدم للجامعة واحدث تغييرات واضحة على هيئة الجامعة الخارجية من نظافة وتنظيم … وخلال فترة بسيطة ظهر تحسن بالذوق العام لمدخل الجامعة . والرجل يتصرف بمهنية ويحرتم القانون وسل سيفه لمحاربة الفساد في الجامعة لذا قامت عليه الدنيا ولم تقعد ... مافيات الجامعة الادراية وتسندها مافيات السياسة.... التي تتدكتر على الديمقراطية الوليد وتقهر الشعب...

يا سيادة رئيس الوزراء اذا لم يتم تغيير الادارات الفاسدة في الجامعة  فانه من الافضل ان تقوم الحكومة بارجاع رئيس الجامعة السابق الى منصبه ليبقى الوضع على ما هو عليه!!!... يا سيادة رئيس الوزراء لا ننتظر منك شيء بعد كل ما قلناه وما حصل .... لكن نقولها الانتخابات قادمة الانتخابات قادمة  سنهتف ضد السوء سنهتف ضد من يحمي ويدعم المفسدين سنهتف ضد البرجوزيات الجديدة سنهتف ونهتف ضد البعث ورجالاته القذرة سنهتف ضد حرباوات الزمان والمكان … سنهتف ضد الظلم المبرقع بوشحات النضال...

نقول عراقنا باقي عراقنا عزيز و لن يخضع لذل  عراقنا سيشفى من كل اهاته ...  الشعوب اقوى وابقى من الطغاة كل الطغاة الصغير والكبير منهم ...عراقنا باقي سنفعل من اجله المستحيل ...لا تعلوا شخصية مهما كانت على اسم العراق… سننفض غبار التخاذل الديمقراطي وسيشفى العراق من فايروس الفساد والمحاصصة والتشرذمات الدكتاتورية ….

واخيرا نقول اتقوا الله اتقوا الله يا  دولة القانون ...


د.علي عبد داود الزكي
drali_alzuky@yahoo.com

80
الحوثيين بين حلف الحقد والغباء اليمني السعودي  وتغليس أمريكي ؛؛وتعاطف عراقي؛؛

 السعودية بعد سقوط حكومة الشاه في إيران تنفست الصعداء بعدما كان الخليجيون ليسوا سوى أقزام تتحكم بهم الأهواء الإيرانية الشاهنشاهية ،  حيث أن إيران بعد سقوط الشاه أصبحت العدو الأول  لأمريكا ومصالحها في المنطقة .. وأصبحت عدوة لكل عملاء أمريكا بالمنطقة بعد أن كانت اكبر حليفا لأمريكا .  بعد سقوط شاه أمريكا لجئت أمريكا لأقزام المنطقة  لتحجيم دور إيران الثورية...مستغلة بذلك وجود فكر تكفيري  (الفكر سعودي الوهابي) مناقض للفكر الشيعي  ، اضافة الى وجود ثروات نفطية  هائلة لدول الخليج (وهنا بدات التاسيس للأعلام الموجه ضد الفكر الشيعي بشكل عام وإيران بشكل خاص).. كما تم توجيه صدام لغرض ضرب الثورة الإيرانية و قامت اغلب دول الخليج بدعمه في حربه الغبية  وذلك بمباركة أمريكية وغربية كبيرة... حيث اتفقت مصالح أمريكا واسرائيل والسعودية مع مصلحة حاكم بغداد في تحجيم الفكر الثوري الإسلامي الجديد والذي  يناضل ويهتف بشعارات المساواة العدالة والتحرر ومحاربة الطغاة  ورفض التخاذل ... كما يسعى لتصدير الثورة الفكرية الإسلامية بالكلمة الطيبة ومعادة إسرائيل والغرب والمطالبة بحقوق المظلومين الفلسطينيين واللبنانيين والمستضعفين في العالم الاسلامي والعالم. أن مفهوم تصدير الثورة اقلق نظام الغباء البعثي... كما أن  الفكر الإسلامي الشيعي الذي يرفض المساومة مع إسرائيل والغرب هز كيان السلطة السعودية الدكتاتورية . أن السعودية تركز على فرض مذهبها على الجميع بأساليب عديدة من الترغيب والترهيب ودس الكتب المسمومة الأفكار لغرض تشويه الأفكار للطوائف الاسلامية الأخرى .. وذلك كله لكي تمنع  ظهور أي امل للمكون الشيعي السعودي بالحصول على حقوقه الكاملة (حق العبادة وحرية الرأي والتعبير وحقوقه الاجتماعية وحق المواطنة) في السعودية حيث أن ثلث سكان السعودية هم من الشيعة .

للأسف أن المد الوهابي الذي تتزعمه السعودية كان متناقض فهي تضرب بقوة زعامات القاعدة على أراضيها لان ذلك يهدد استقرار الأمن في السعودية ويهدد سلطانها ولكنها بنفس الوقت تقوم بتمويل هذا التنظيم خارج أراضيها..وتمول الإرهاب خارج أراضيها  وتدعم بشدة الجهاد الأعمى والتكفير والقتل والتهجير والاغتصاب وما الى غير ذلك من آثام.. أنهم أحيانا يشترون البشر لغرض ترويضهم وجعلهم انتحاريين  ليستثمر انتحارهم لمصالح الغباء السعودي.

أمريكا منذ سنة 1979 أصبحت لا تأمن على مصالحها في الشرق  الأوسط  لذا قامت أمريكا بحث السعودية على مساعدة صدام لتحجيم إيران  ودعم وإنشاء  مؤسسات الأعلام لمعادة الفكر الشيعي .. وخلال العقدين الأخيرين بالذات أصبحت المؤسسة الإعلامية التي تتحكم بها السعودية والتي تمولها لطمس الحقائق وتهميش دور المكونات الأساسية بالمنطقة لصالح الفكر الوهابي ولصالح السعودية مؤسسة هائلة وضخمة جدا وعملت بشدة ضد العراق وضد الديمقراطية والتحرر من براثن الدكتاتورية. ولعبت دور سيء جدا في تشويه الحقائق  في لبنان وفلسطين واليمن وحتى افغانستان.. السعودية بعد حرب الخليج الثانية أصبحت تمثل محور الشر العربي في الشرق الأوسط فكل العرب سجدوا تحت قدميها بعد ترجع مصر بسبب تخاذلها  أمام إسرائيل واتخاذها الحياد السلبي بعدم الدفاع عن حقوق العرب وضعف اقتصادها . كما أن العراق القومي ذو الشعارات الكاذبة أصبح ضعيف جدا وهزيل ولا يقوى على شيء سوى الشعارات والتهديد والذي افقده هيبته الدولية كما أن ديون العراق جعلته لا يملك ثقل سياسي عالمي وإقليمي. هنا برزت السعودية لتكون زعيم الكذب والشر والتشويه والطائفية في لمنطقة وذلك لغرض مناهضة أي فكر شيعي في المنطقة ..لان الفكر الشيعي أذا مهدت له الأمور فانه ينبئ بكارثة حقيقية للغرب وإسرائيل  لو  لم يتم استيعابه وتفكيك مقوماته . وفعلا نجحت السعودية بتخطيط الغرب المرسوم لها... وبمصافحة عدو الأمس إسرائيل وجعله حليف الخفاء في مواجه إيران والشيعة ، هنا حققت إسرائيل أول نجاح لها بجعل العرب الذين تتسيد فيهم  أفكار التخاذل السعودية بان يكونوا عبيدا وصغار ويصافحوا إسرائيل وإنكار حق الجهاد وتحرير فلسطين ، واللجوء الى تشويه الحقائق وإبراز عدو جديد أو شبح عدو وهمي وهم الشيعة بمختلف طوائفهم لان تحرر الشيعة العرب وتحقيق أي مكسب ديمقراطي لهم سوف يهدد امن السلطة المستبدة في السعودية... وذلك لان المكون الشيعي بالمنطقة أساسي وكبير جدا ممكن أن يقلب موازين الأمور بالمستقبل. السعودية صرفت المليارات لاستيعاب حزب الله في لبنان وتحجيم دوره الوطني والقومي وبنفس الوقت عملت السعودية على  تدمير العراق ليس لخوفها من العراق لتزعم المنطقة وإنما لخوفها من بروز فكر شيعي عربي لا تقوى السعودية على تحجيمه مثلما تفعل مع إيران...

أن من اغرب الغرائب  واعجب العجائب فعلا  هو أن  يأتي الفكر الوهابي ورجالاته وعلمائه بفتاوى عديدة لتمجيد الإرهاب بالعراق وإرسال الانتحاريين  لتدمير العراق وبنفس الوقت المؤسسة الإعلامية السعودية التي تسيطر على اغلب الأعلام العربي والإسلامي تقوم بالتلفيق والزعيق لتصوير الإرهابيين والمجرمين  والانتحاريين على ان إيران هي من تقف ورائهم وهذا ينافي المنطق  ... هل إيران تدعم البعثيين؟ هل إيران تدعم الفكر الوهابي (القاعدة) لتدمير العراق الجديد على حساب مصلحة الغالبية الشيعية العراقية التي تتجاوز نسبتها 70% من العراقيين... لا نبرئ إيران من التدخل بالشأن العراقي ، لكننا لسنا أغبياء نعرف بان إيران تساعد مجاميع مسلحة لمقومة الاحتلال لكنها  لا ترسل الإرهابيين القتلة والانتحاريين الذين يفجرون أنفسهم وسط الأبرياء (أخطاء إيران كثيرة لكنها  لا تعد سوى قطرة  من بحر الأخطاء العربية بحق العراق والعراقيين) .

ان مؤسسات  الأعلام  الغبية (خصوصا الأعلام العربي) والتي تمول من السعودية ودول الغباء والحقد العربي تقوم بتشويه الحقائق ، نرى بان الإرهابيون يأتون من السعودية ومصر واليمن وسورية والمغرب العربي وبعدها تقوم مؤسسات الأعلام  الممولة سعوديا وعربيا بزعم أن إيران تقف وراء هؤلاء الإرهابيون القتلة.. علمنا بان الإرهابيون الوهابيون ألد أعدائهم هم الشيعة ،  وإيران شيعية فهل من المعقول اتهام إيران بدعم هؤلاء القتلة العرب الأغبياء؟!!! ... أن المؤسسة الإعلامية السعودية هائلة وضخمة وشوهت الحقائق في الكثير من بلدان العالم ... الكثيرون لا يعرفوا ماذا يجري بالعراق  والمنطقة بسبب سيطرة وهيمنة الأعلام السعودي  والذي يمتلك إمكانات مادية هائلة..

 لولا تدخل السعودية في سنوات ما بعد سقوط الصنم لكان العراق بألف خير.. في أول عيد فطر بعد سقوط صنم بغداد خرج بعض الطائفيون العراقيون بالأعلام ليطلبوا من السعودية التدخل المباشر بالشأن العراقي لصالح البعث والمشروع الطائفي والإرهاب بالعراق.. وهذا فعلا ماحصل بشكل مباشر وغير مباشر.. ان التدخل السعودي كبير جدا وبداياته كانت في بديات التسيعنيات القرن الماضي بالتاسيس لفكر التكفير في العراق وترويج الفتن .. ومن كان يعيش في العراق  تلك الفترة كان يرى الاموال السعودية كيف كانت تنساب لصالح بناء مؤسسات التكفير في العراق.

أن مساندة الحكومة السعودية لحكومة صنعاء في قمع الشعب اليمني والثوار الحوثيين يمثل  واحدة من اسوء حلقات مسلسل حقدهم وغدرهم وتدخلهم القهري ضد الشعب اليمني المظلوم وضد المكون الشيعي الاساسي في اليمن وذلك بسبب عقدة الطائفية والعنصرية وعدم تقبل الرأي الأخر..وللأسف الرأي العام العالمي صامت أمام كل هذا الأجرام المبرمج وذلك لكي يسود في المنطقة  فكر واحد (فكر وهابي اسود) وهذا الفكر هزيل في مواجه اسرئيل وطموحاتها بالمنطقة...

كما أن أمريكا صامتة ولا تتدخل بأي شي ولا حتى إعلاميا وانما تدعم مصالحها ببقاء الدكتاتورية اليمانية وقهر الشعب اليماني المظلوم. بعض الحركات التي تدعي الاصلاح في إيران قامت  بمظاهرات ضد الديمقراطية بزعمهم فوز مرشحهم على احمدي نجاد بالانتخابات الديمقراطية في إيران وزعمهم بوجود تلاعب وتزوير بالانتخابات . هنا قامت الدنيا ولم تقعد لموت متظاهرة إيرانية واحدة ، أوربا كلها استنكرت وأمريكا استنكرت وأخذت ألتصريحاتها تتوارد على السنة المتحدثين الرسميين وحتى على السنة القادة والوزراء في أوربا والغرب... بينما  قمع آلاف الحوثيين وضربهم بالطائرات والمدفعية وتشريد اسرهم وارهاب اطفالهم لا يرى الغرب أوربا وأمريكا له أهمية و لا يستحق وقفة وتأمل واستنكار ولا يستحق كلمة  تعاطف من قبل الغباء العالمي الغربي الحاقد.. هذه هي أمريكا التي تدعي أنها تدافع عن حقوق الإنسان....  أين الأمم المتحدة ومجلس الأمن ما هذه الازدواجية الغربية في مواجهة الأمور في الشرق الأوسط...

 أن العراق عاني من الإرهاب العربي الوافد الذي تدعمه السعودية بقوة والتي صرفت مليارات الدولارات من اجل ذلك وبنفس الوقت صرفت السعودية مليارات الدولارات لغرض فرض الفكر الوهابي على شعوب المنطقة بقوة وسحق الطوائف الأخرى مثل الحوثيين في اليمن . لذا فان هذا يعد مخطط استراتيجي لها. أنها تدعم الأجرام والارهاب ضد الطوائف الشيعية المختلفة ولربما قد تتوسع حتى في دعم تدمير الفكر الاباضي المسالم في عمان وذلك سعيا منها في تكوين إمبراطورية  الظلم والسيطرة على الشرق العربي بقوة استبدادية سوداء ...هذا والكل بين صامت ومرحب وشامت وببسمات خبث امريكية مسمومة..

أن التدخلات الإرهابية العربية في العراق واليمن لن تمر هكذا بدون حساب .. أنها خلقت أجواء من الصعب تجاوزها و ستمهد لظهور تطرف  كبير قد يؤدي الى حصول كارثة إقليمية في المستقبل القريب البعيد (أي بعد 10 سنوات تقريبا) خصوصا أذا تم توظيف ذلك من قبل أمريكا وإسرائيل لخدمة مصالحهم الإستراتيجية...للأسف الحكومة العراقية الوليدة والتي تتعكز على أكثر من الم لم تستطع أن تستقر بشكل كبير لمواجهة التحديات والتدخلات الإقليمية... خصوصا بظل فقدان الهواية والوطنية وتعدد الولاء لمروجي الإرهاب... لذا لكي يتم إيقاف موجة الإرهاب ودعم الاستقرار العراقي ودعم التوجه الديمقراطي ومساندة حركات مواجهة الأنظمة الدكتاتورية في المنطقة.. يجب تبني مشروع دعم الحركات الوطنية العربية الطامحة لتحقيق الحرية والديمقراطية وحفظ حقوق الإنسان... يجب على الحكومة العراقية أن تسمح على ارض العراق بأنشاء معسكرات وإنشاء مكاتب لجميع حركات  المعارضة العربية التي تعمل من اجل تحقيق العدالة في بلدانهم ... وبنفس لوقت لرد صفعات  الإرهاب العربي الغبي وإرجاع الصفعة صفعات... يجب أن يتم أنشاء مكاتب للحوثيين في العراق لأنهم أصحاب حق وبنفس الوقت ردا على احتضان اليمن لقتلة الشعب العراقي واحتضانها للبعثيين وتصديرها الإرهابيين للعراق... ويجب أن تفتح مكاتب ومعسكرات للمعارضة السعودية  لان السعودية لم تكف عن التدخل بشؤون دول المنطقة والعراق.. يجب أن ترى دول الإرهاب العربي خطوات جدية من العراق لكي توقف دعمها وإرهابها في العراق والمنطقة... ما لم يحتضن العراق حركات المعارضة العربية ويدعمها فلن يكتب له الاستقرار أبدا (بوجود أخوة يوسف العرب.).

لا يوجد بلد عربي يحترم حرية التعبير وحرية الرأي ويحترم حقوق الإنسان لذا يجب أن تظهر حركات وطنية جديدة تعمل على طي هذه المرحلة الصعبة من تاريخ الظلم والاستبداد والدكتاتورية العربية... ويجب أن يكون العراق هو قائد التغيير الديمقراطي في المنطقة كما كان قبلة الشرق سيكون قبلة الحرية والديمقراطية الجديدة...

د.علي عبد داود الزكي drali_alzuky@yahoo.com

81
ستبقى  نجما ساطعا في سماء الحرية يا فقيدنا الغالي؛؛ يا أبى عمار؛؛

نحن شعبا ابيا لا ننسى الأوفياء المخلصين الإبطال الذين حملوا لواء المنازلة ومقارعة الظلم الصدامي من اجل رفع راية الحق والحرية على ارض العراق ... الذين حملوا لواء التصدي في أصعب مرحلة من مراحل بناء الدولة العراقية الجديدة بعد سقوط صنم الغباء البعثي .. وقاوموا الإرهاب وعملوا بشرف وبنزاهة في لملمة شمل العراقيين ومحاربة المفسدين وأيتام النظام وقاذورات البعث والإرهاب العربي الوافد... نقول لزعيم البطولة فقيدنا الغالي سماحة السيد عبد العزيز الحكيم  سليل الطاهرين سليل البطولة والإباء... نقول سلاما عليك يوم مولدك ويوم وفاتك ويوم مبعثك حيا... بوفاء نحني لاسمك يا رمز العراق الغالي... اسمك جبل الصوان الذي يصد رياح الغدر والتخاذل عن عراقنا الغالي.. اسمك سيبقى خيمة الأمان لكل العراقيين الشرفاء...يا فقيدنا الغالي يا فقيد آل الحكيم الإبطال  يبكيك عراق الشرفاء كله .. يا فقيدنا الغالي يا أبى عمار انك  بلسم شفاء أوجاع العراقيين يا نقاء وصفاء وكبرياء يا قدس الشرف يا بسمة الأمل بعيون الوفاء  يا أبى عمار أنت فينا في قلوبنا نبض حب وحياة...باقي فينا رمز وحدة ورمز قوة ونبل وشفاء... سيصمد العراق سيتوحد العراق سيشفى العراق وسيزدهر العراق  نشهد انك مع أبطال الاهوار ورفاق البطولة والجهاد أول من وضع أساس الشفاء لعراقنا الجديد.... ستبقى نجما ساطعا في سماء الحرية والكبرياء  ستبقى نجما ساطعا يضيء سماء النضال ستبقى رمز لكل شرفاء العالم .. نبكيك يا فقيد العراق الغالي فقدانك خسارة عظيمة لنا ولشعبنا لكننا سنستبصر بفكرك وكلماتك الأمل في مستقبل العراق.. مثواك الجنة انشالله. رحمك الله وفي عليين مع الشهداء والقديسين والأنبياء انشالله...

د.علي عبد داود الزكي drali_alzuky@yahoo.com

82
؛؛الحضارة والمدنية والديمقراطية ؛؛ هي الاحترام وحرية الراي:

نتضامن مع الحق نتضامن مع الحقائق نتضامن مع الشعب نتضامن مع المخلصين نتضامن مع من يحترم الشعب نتضامن مع الوطنيين الذين همهم الشعب وخلاصه . واذا جاءكم فاسق بنبا فتبينوا ان لا تصيبوا قوما بجهالة..صحيح  لم يحررنا نضال الناضلين السابقين  لكننا  دفعنا مئات الالاف من الضحايا ثمن حريتنا المنقوصة ،  لذا فان حريتنا هي حرية شعب عانى ويعاني الويلات  لم ولن يستسلم ولن يموت .. لذا فان ثمن الحرية تم دفعه الم ودم من قبل العراقيين رغم ان ديمقراطيتنا عرجاء خرقاء لكن نقول  لا فضل لامريكا علينا في حريتنا هذه فان الثمن مدفوع . ولا فضل للمناضلين السابقين علينا في تحررينا من دكتاتورية الظلم البعثي .. و مع ذلك فاننا شعبا وفيا وكريما وابيا لا ينسى من ضحى لا ينسى مناضليه ورموزه الوطنية النبيلة الذين ناضلوا ضد نظام الغباء البعثي .. لو لم تاتي امريكا لاسقاط الوثن البعثي  فمن كان سيبقى في ساحات النضال العراقية؟ ان ساحة النضال العراقية كانت حافلة بالابطال والرموز الوطنية العظيمة وحافلة بتاريخ الشهداء...و نفخر باننا شعبا حي ومن اجل الحرية تم فداء الوطن بمئات الالاف من الشهداء.

نهاية السبعينيات وبداية الثمانينات ظهر ابطال حزب الدعوة المثقفون والذين اغلبهم من الطبقة المتعلمة .. واصحبوا  قادة النضال لمقارعة النظام بالكلمة والثقافة والجهاد المسلح فقام النظام الغبي بقهر الشعب وبممارسة ابشع انواع الارهاب من قتل وتعذيب ضد ابطال حزب الدعوة وقياداته الفكرية الذين كانوا ولازالوا رموز وطنية ومصابيح تنير فضاء الحرية العراقية...لذا بسبب ارهاب الدولة وسكوت العالم العربي والغربي عن صدام تم تصفية الدعوة داخل العراق وهرب من هرب منهم الى خارج العراق وكانوا عبارة عن نخب مثقفة ثقافة عالية. واستمر النضال في حقبة الثمانينات داخل العراق وكل شخص متعلم ومتنور ينصح الناس بالخير يوصف بانه من اهل الدعوة وهذه الوصف وحده يكفي لان يعدم هذا الشخص وتشرد عائلته....الا ان حزب الدعوة فقد اغلب تواصله مع الداخل العراقي خصوصا بعد توجه اغلب قاداته الى أوربا وسوريا.  ظهرت ابطال الجنوب ابطال الاهوار وتم تاسيس المجلس الاعلى في ايران وانظمت اغلب الحركات والاحزاب الوطنية العراقية التي كانت تناضل في الاهوار مع المجلس لمقارعة نظام صدام  الدكتاتوري.. لكن ضعف امكانياتهم مقارنه مع جيش صدام المجرم لم يتيح له فرصة للسيطرة على الجنوب العراقي رغم امتدادتهم الكبيرة والتي تصل حتى الى بغداد... لكن الامكانات الضعيفة وعدم وجود دعم دولي وعربي لهم جعلهم يحملون الالم العراقي ويكتبون بالدم سيرة نضال لمرحلة مهمة ومرة من تاريخ العراق . وفي منتصف التسعينيات ظهر التيار الصدري والذي  اخذ يعمل بجراءة للاطاحة بالطاغية لكن  الطاغية المجرم قام بحملة واسعة من الاعتقالات والاعدامات  للابطال الصدريين داخل العراق لكنهم  صبروا وثبتوا وكانوا فكرا صعب اجتثاثه.. ان ظهور الصدريين بقوة في نهاية التسعينيات كان قوة ترفض الظلم وترفض الاعتماد على النضال المحدود في مقارعة النظام من خارج العراق.. لكن مع ذلك كان النظام البعثي متشبث بالسلطة وليس لديه ادنى احترام لحقوق الانسان والمدنيين.... والاعلام العراقي كان كله يهتف لصدام  والصحفيون اغبلهم اما ذوي كتابات خجولة او كتابات متملقة للنظام... والبعض منهم اتخذ له وسيلة عمل اخرى غير الاعلام لكي لا يكون اداة بيد الطاغية ....

شاءت الاقدار ان يسقط نظام الغباء البعثي على يد اسياده  بعد ان رفض التقاعد الذي فرضوه عليه...وظهرت جميع الحركات النضالية هذه  على الساحة العراقية  بقوة كما ظهر عدم الاستقرار الامني والسياسي وذلك بسبب الارهاب العربي الوافد وتركة الفساد الكبيرة التي خلفتها المراحل السابقة من جوع وفساد وجهل . كما ان المحاصصة والمساومات ادت الى التنازل عن حقوق المظلومين  وحصول تراجع قيمي كبير هنا ظهرت الصراعات كبيرة على مستوى السلطة كما حصلت انتكاسات معنوية للشعب بسبب ظهور وتسلق المنبوذين الى مناصب الدولة ليكونوا مافيات فاسد تستظل بالقيادات الوطنية وتتسلق على اكتاف النضال. كما انه بهرج السلطة ادى الى سقوط بعض المناضلين وظهور دكتاتوريات حزبية  وطائفية لا تحترم الانسان العراقي.... هنا نشير الى نضال المناضلين لا يبيح التجبر والظلم خصوصا بعد ان تم اسقاط صدام بقدر الهي قدر عالمي  قدر عولمة امريكية.. لكن مع ذلك نقول  على الجميع التحفظ بكلماته خصوص ونحن مقدمون على الانتخابات فان التسقيط  والتشهير يعتبر من اقذر الاعمال لنبتعد عن الاتهامات غير المبررة ولنقول الحقيقة الموثقة.. ان  الحكومة فيها من الفاسدين حدث ولا حرج . لكن يجب ان نحترم رموزنا الوطنية على الاقل  ولا نتطاول بالاتهام جزافا يجب احترام العراق. لان الشعب الذي لا رموز وطنية فيه ولا تاريخ نضالي فيه شعب لا يستحق الحياة...

 اما النفوس الضعيفة فهي منتشرة هنا وهناك . فمالنا والاشاعات . مالنا وتشويه السمعة.  يجب احترام تاريخ العراق الحديث ويجب  ان لا تستخدم التفاهات لاسقاط حركاتنا الوطنية التي طالما ضحت من اجل تحرير العراق من ظلم الطاغية صدام. لنحترم من ينال منصبه ويكسب الاصوات لانه كفوء وليس لانه اسقط منافسيه الاخرين . يجب ان نبرز بالاعلام الاكثر كفاءة وليس الاقل سوءا هذه هى الحضارة والمدنية والصلاح.. لنبتعد عن اسلوب التسقيط ولنبرز رجالات الخلاص الوطنية  لينهضوا بالعراق... لان اشاعات التسقيط الكاذبة وغير الموثقة تسبب التفكك الشعبي وتسبب الكثير من الضغائن... فهل ممكن وصف العراقيين كلهم بالحواسم(سراق) بعد سقوط الصنم ؟!!.. وهل هناك عراقي شريف يتقبل ان يصفنا أي انسان عربي بذلك؟  بالتاكيد لا... لذا علينا ان نراجع انفسنا قليلا  وعلى من يحمل في داخله الضغينة ان يتبين ان العراق الموحد تجزئته تبدا بهكذا كلمات واشاعات قذرة.

البشر ليسوا ملائكة وهذه سنة الحياة فهل اذا تم سرقة محل في بغداد يعني ان كل اهل بغداد سراق؟ على الاعلامي الشريف ان يذكر الحقيقة مع وثائقها الصريحة وليس التهويل وما الى غير ذلك... الاحترام هو اساس المدنية والحضارة والديمقراطية.

اتعجب للبعض من الذين كتبوا حول الموضوع والذين اعتقد انهم انجرفوا واراء موجة التسقيط ، بعضهم عن حقد دفين وعن روح بعثية حاقدة وبعضهم انجرف من غير تبين الهدف الحقيقي المقصود وانما انجرف عاطفيا سلمي . لذا هنا نتسال هل الاعلام العراقي بمستوى مواجهة الحدث ومواجهة الارهاب العربي الوافد وكيفية تحجيمة ام انه كان عاجز جدا في مواجه الارهاب ومواجهة الاعلام العربي لماذا مناضلي العراق لم يبرزهم الاعلام العراقي امام الاعلام العربي الذي كان ولازال يمجد صدام؟!!... اليس لدينا رموزنا وطنية نظيفة وتستحق ان تكون هي في الصدارة وان يتناولها الاعلام لمواجه السوء العربي لماذا الاعلام العراقي ضعيف جدا  بامكاناته هنا يبرز خلل كبير في التشريع الوطني حيث لم يكن هناك اهتمام كبير على مستوى التشريع لدعم الاعلام العراقي الحر.

نتمنى ظهور الاعلام النزيه الشريف الملتزم باداب واخلاق المجتمع ومن يعبر عن رايه يجب ان لا يتجاوز على حقوق الاخرين التي ايضا يكفلها القانون والدستور. ليقل كل منا رايه لكن قبل ذلك يجب ان نحترم اراء الاخرين يجب عدم المساس بحقوق الاخرين ..نتعجب للبعض وهم يصفون قول الشيخ جلال الدين الصغير حينما وصف احمد عبد الحسين بانه ليس له اصل ولا فصل.. بانه تهديدا ووصفوا ذلك بانه كلام نابي .... وهل ما قاله الكاتب وما ذكره هو كلام مهذب وخصوصا وانه قيل لغرض تسقيط جهة سياسية مهمة ولها تاريخها النضالي كبير في عراقنا المعاصر... هل هاجم احمد عبد الحسين المجرمين السارقين ام وضع اتهاماته باطار غريب مقصود به الاساءة للسيد نائب رئيس الجمهورية والى المجلس الاعلى....هل ما قاله الكاتب يعتبر راي ام تهجم وتشهير بدون بينة ووثيقة؟!!!... وهل دفاع الشيخ  يعتبر تهديدا. نقول هنا كفى مزايدات على حساب الشعب والحقيقة...  لا نقول بان الجهة السياسية التي كانت تعمل فيها هذه الانفار الضالة(التي نفذت السرقة) هي غير مسؤولة لكن مسؤوليتها تتعلق ليس بالحدث والتخطيط له وانما مسؤوليتها  تتعلق  بشيء اخر وهو اهم من الحدث نفسه هو انهم لم ينتقوا حمايتهم بشكل صحيح فكيف نامن بهم لحماية البلد... لذا ممكن القول بانهم غير موفقين بانتقاء القيادات الادارية لمؤسسات البلد المختلفة وهنا ننبههم لذلك. ان السوء والفساد الاداري الذي حصل ولازال يحصل بالبلد الان  هو اسوء من حادثة مصرف الزوية، قتل مافيات سرقة فساد انهيار بنى تحتية... وهذا سببه ضعف الادارة والابتعاد عن المواطن ورفع شان المنبوذين ... لذا كان من المفروض بالصحفي العراقي ان يبرز هذا الدور وليس الاتهامات غير الموثقة.... نكتب لنصحح وليس لنهدم،  ان ديمقراطتنا وليدة  ويجب ان نقومها عملها ولا نعمل على تدميرها باشعال  الفتن والضغائن... لنصحح ونعتذر عن اخطائنا فليس من العيب ان نعتذر اذا ثبت خطئنا لنقوم مسيرة البلد ... لنقول لا للفساد لنقول لكل رجل دولة بانك لست بافضل حالا من السيد عادل عبد المهدي.. فان الفساد منتشر في الكثير من مؤسسات البلد وهذا كله بسبب ضعف المتابعة وضعف انتقاء الادرايين مثلما حصل ضعف في انتقاء الحراس (المنبوذين في كل مؤسسات البلد حراس واداريين)...يجب الانتباه لمشكلة وطن وليس مشكلة حدث رغم ان هذا الحدث يقول لنا حقيقة هو وجود هشاشة عظيمة في الدولة لذا يجب ان تخضع جميع حمايات المسؤولين للتدقيق وتمنع من ممارسة صلاحياتها الكبيرة .. ونتمنى ان تكون تابعة للجيش او الشرطة بشكل مباشر وان ينظم عملها بشكل يحمي المواطن والممتلكات. ان ما حصل يجب الانتباه له لان هكذا دولة ستنهار بوجود مافيات عسكرية تستظل بعباءة الحكومة .قد ياتي يوم تقوم هذه المافيات بانقلاب حقيقي لاستلام السلطة في البلد.

اما ما يخص الاجرءات التي اتخذت بحق الصحفي فهي اجراءت باطلة (ان فعلا تم طرده من وظيفته) وهذه الاجراءت  جاءت نتيجة ردت فعل على ما كتبه بدون بينات كافيه.  المفروض ان يتم مقاضاة كل من يكتب مقال يسيء الى اي عراقي بدون بينة حقيقية .  ان تاثير هذا مقال الذي كتبه الكاتب  كبير جدا ويبدوا كأن المقصود منه الاساءة غير المبررة وتم استغلاله اعلاميا بقوة لتشويه وتلطيخ سيرة المجلس الاعلى..وكان تاثيره كبير على نفوس الناس مما سبب خسائر معنوية كبيرة للجهة التي اساء اليها الكاتب خصوصا والانتخابات على الابواب...لذا يجب استخدام الاسلوب الحضاري في مواجه أي فساد حكومي او صحفي  يجب الاعتماد على النظام والقانون ويجب محاكمة كل من يسيء عمدا بدون  بينة .. هذا هو الاسلوب الحضاري لذا على الجهات التي اساءت للكاتب ان ترد اعتباره ... وان يتم استخدم الاسلوب الحضاري في مقاضاته  قانونيا  والقانون  يجب التمسك به من قبل الجميع .  المفروض بالاعلام الحر ان يكون  وسيلة نزيه وشريفة وتمثل سلطة رابعة لذا يجب ان تحترم من قبل الجميع من يكتب ومن يتلقى ...وليكون اعلامنا الحر للتقويم وليس للهدم . كما ان حرية التعبير شي والتجاوز على الاخرين والمساس بهم  شيء اخر يجب التنبه لذلك...على من يدعي ان يكون لديه بينته والا ليسكت. نعم للقلم النزيه نعم للقيم والاخلاق والرفعة نعم لحب العراق ونبل الكلمات.
ان الانتقادات التي ظهرت على الساحة تشير الى ان المجلس الاعلى العراقي يؤمن بالديمقراطية ويتقبل الاراء ...وذلك لان الانتقادات كانت مباشرة وعلنية... بينما توجد احيانا خروقات واخطاء لجهات سياسية اخرى لا يوجد أي تهجم عليها ولا اي انتقاد مباشر وعلني لها.. ذلك خوفا من سطوتها ومجاميعها المسلحة مع ذلك فاننا عندما نفتح النت سنرى الانتقادات بالاسماء المستعارة او نرى الانتقادات من قبل الكتاب الذين يعيشون خارج العراق لافعال هذه الحركات وهذا يؤكد الخوف العلني من هذه الحركات. لذا فان الثورة الاعلامية هي صحية وتشير الى انها جزء من الديمقراطية لكنها سلبية في بعض نقاطها وغير عادلة بسبب ضعف الامن الداخلي فلازال هناك الكثير لنتخلص من الرعب المسلح الجاهل.

 احتراماتي لكل من يعمل من اجل العراق الحر الموحد.

د.علي عبد داود الزكيdrali_alzuky@yahoo.com

83
؛؛مسلسل الالم العراقي؛؛ الحلقة الاخيرة متى؟

العراق في عصره الحديث لم يكن ألا امتداد للألم الذي كان يعيشه شعبه نتيجة غباء المتسلطين واختلافاتهم العقائدية والدينية والعرقية. إضافة الى أن موقعه هو بحد ذاته يحفز على الصراع ويحفز على الثورة والغضب والعنف...رغم طيبة شعبه وعفويتهم لكن الموروثات لا تتركهم وإنما ترسخ الشيء الكثير منها في فكر الإنسان وترك أثرا واضحا في حضارته.. واهم سمات  العراقي هي الغضب الشديد والتطرف الشديد بالعاطفة والتناقض في الكثير من الأحيان.تأثر العراق بمتناقضات عديدة متصارعة فيما بينها بعولمة تاريخية بين الشرق والغرب الفرس والروم الترك والإيرانيون الجبل والصحراء البرد والحر وفرة الماء والعطش والجدب ، الخضراء والصحراء كما تأثر باختلافات تصارع حضارات دول الجوار بقوة  وكانت أرضه دوما ساحة الألم لأنه خط التماس بين هذه الحضارات. مصالح دول الجوار وحاجاتهم لا تتوافق  بسبب اختلاف المناخات البيئية والثقافية فيما بينهم وذلك ترك اثرا بالغا على الطبيعة الاجتماعية العراقية وشخصية الإنسان العراقي . هنا يمكن القول بان حضارة العراق متطرفة مفروضة بواقعها الذي لا يمكن تغييره وإنما يمكن الصمود بها والإصرار على الوقوف رغم كل ما حدث ويحدث من سوء.. إضافة الى أن العراق هو بوابة الشرق و الغرب وهو أهم ممر في العالم القديم بين أسيا وحضارتها وبين أفريقيا وأوروبا وحضارتها. لذا فان اغلب الغزاة للشرق والغرب لابد أن يمروا بالعراق ويفرضوا شيء من أردتهم وثقافاتهم عليه . رغم هذا كله نشأت حضارات عظيمة في العراق وأصبح العراقي يحمل فكر متنوع ويحمل في داخله التناقضات الكثيرة والتي تحمل في طياتها الصراعات الفكرية والتي تحفز العقل العراقي لينموا ويصبح أكثر ذكاء وأكثر قدرة على الإبداع والابتكار والتأقلم .

ذكاء الإنسان العراقي يمكن تصنيفه الى نوعين: الأول هو ذكاء القسوة  والحروب والتسلط   (ذكاء المستأسد التسلطي) ، والنوع الثاني هو ذكاء أخر سلبي وهو ذكاء الخنوع وحماية النفس من القوة الغاشمة (ذكاء الثعالب) . ترسخت هذه في جينات الإنسان المؤلوم  وأصبح يبتعد عن  السلطة ويحمي نفسه بالمكر أحيانا ويحمي نفسه  بالتخفي والسكوت أحيانا أخرى. وما بين وبين يخرج الرافضين للخنوع لشق جدار الصمت ولإزاحة الظلم..  لكن تبقى دائما صراعات التناقض هي من تفشل أعظم الثورات. وهذه هي حقيقة الشعب الذي كتب أول دستور على وجه الأرض .
سنة 1958 قاد الزعيم البطل عبد الكريم قاسم ثورة تغيير تنبض بنبض الشارع العراقي لينهي الغباء البرجوازي وعصابات التسلط السارقة للشعب. ونشأت صراعات دموية عظيمة وكان حصيلة ذلك هو استشهاد الزعيم البطل على يد البعثيون و أرذل الرفاق وأغبياء وعملاء عبد الناصر الذي لم يهدي العروبة الى النكسات والتخاذلات المخجلة ، وانتهى البعثيون بمصائب وعادوا بكوارث سنة 1968. واستمر الصراع  بتصفية الحركات السياسية بالعراق وذلك بمجازر دموية وحشية. بطش دولة ومخابراتها وقتل وسجون وتعذيب  وحروب داخلية مع احد أهم المكونات الأساسية للبلد في بداية السبعينيات من القرن الماضي وهم الأكراد  الذين وضعوا حقوقهم العرقية قبل الوطنية العراقية . الأكراد استمروا بتمردهم من اجل إحقاق بعض حقوقهم القومية استعانوا بأمريكا وإسرائيل وإيران الشاه عميلة الغرب في ذلك الوقت. لم يربح الأكراد شيء يذكر وإنما جعلوا العراق يخسر كثيرا. خسر العراق الكثير من أراضيه وحدوده مع إيران باتفاقية الجزائر لكي يوقف الشاه دعمه للأكراد . لذا على السياسيين أن لا ينسوا بان ما تم خسارته لإيران كان بسب عدم نمو حس وطني موحد للأكراد العراقيين. وكأن خسائر العراق مع إيران لا تعنيهم  وللأسف خسارة العراق مع إيران لم تقدم حلا لمشكلة الكرد . أي تم استغلالهم لتحقيق أحلام إيرانية في أضعاف العراق وإذلاله. إضافة الى أن  نظام البعثي خلال استلامه للسلطة وبسبب امتلاك العراق ثروات  زراعية ونفطية كبيرة ومقومات بشريه هائلة قام بالترويج للشعارات القومية والفكر القومي وزرع الكره للغرب ولإسرائيل وأمريكا ( وذلك لاطمئنانه من انه لا يصيبه شيء بسبب عدم تجاوره مع إسرائيل) وهذا الفكر ترسخ ولازال مستمرا في نفوس العراقيين. أن الكره لأمريكا والغرب أصبح سمه عراقية. نرى الآن بان اغلب العرب يصافحون أمريكا وإسرائيل. ونرى الفلسطينيين أنفسهم يصافحون إسرائيل ويقيموا العلاقات معها ونرى العراقيون يرفضوا أي قبول لإسرائيل وكان الأرض التي تحتلها إسرائيل عراقية!!!!! إسرائيل تحتل جزر سعودية بخليج العقبة وتحتل ارضي أردنية وتحتل ارضي سورية وتحتل ارضي لبنانية ولم نرى شعارات من هذه الدول للمطالبة بأراضيها باستثناء حزب الله وحماس. أعلنت السعودية ومصر بان إسرائيل لم تعد العدو الأول  بل الشيعة العرب وإيران أصبحوا هم العدو الأول وذلك لأسباب عديدة خوف مصر من أن تخسر مكانتها في الشرق لصالح الثوريين الشيعة الذين يحاربون إسرائيل والذين لو تم لهم ذلك فأنهم سوف يؤسسوا لأعظم حلف بالشرق الأوسط . كما أن السعودية لا تخشى إسرائيل لكنها تخشى الثلث الشيعي المهمش من شعبها . حيث أن أي ظهور لقوة شيعية وتحالف ثوري شيعي يدعو للعدالة وتحرير الأراضي العربية سوف يؤجج روح الثورة في السعودية وهذا يقلق السعودية جدا ويؤرقها خصوصا بوجود صراعات في داخل العائلة الحاكمة .إضافة الى أن العالم الغربي كشعوب  يدعوا للديمقراطية وحفظ حقوق الإنسان في كل بلدان العالم .

 الحرب العراقية الإيرانية وإرهاب صدام ضد الشعب وضد الشيعة خصوصا كان لربما من أسوء مراحل تاريخ العراق الحديث التي تركت أثرا سيئا جدا لأسوء تجاوزات على حقوق الإنسان . وكنا نلاحظ دعم عربي غير محدود ودعم أمريكي وغربي غير محدود لصدام في حربه الغبية واستمرت الحرب 8 سنوات وتدهور فيها اقتصاد العراق وانهارت مقومات الإنتاج الزراعي والصناعي إضافة الى تدهور بنيوي اجتماعي  فرض ثقافة جديدة على العراقيين بسبب عدم وجود الأب دائما في المنزل وبسبب الخوف الشديد من السلطة.. نهاية الحرب بدا الإنسان العراقي يعاني من الم  الحرمان والجوع بسبب تدهور اقتصاد البلد. وبعد انتهاء الحرب واستهتار العرب وعدم اسقط ديون العراق ورفض الخليجيون لدخول العراق في مجلس التعاون الخليجي رغم أن الخليجيون كانوا يدعمون صدام في حربه ضد إيران ويقولوا أن صدام يخوض الحرب نيابة عن العرب. لكنهم مع ذلك تصرفوا بشكل سلبي مع العراق بعد الحرب. وبنفس الوقت كانت القوة العسكرية للعراق تتصاعد وتتنامى بشكل كبير جدا خصوصا بعد نهاية الحرب عسكريا لصالح الجيش العراقي.أن تنامي قدرات العراق في تصنيع الأسلحة دفع بصدام  لغزو الكويت لتحقيق حلم وثني وحلم عراقي نائم وحلم سلطوي قومي ... وبغزو الكويت  بدأت حلقة من أسوء حلقات مسلسل الألم وهي أخراج العراق من الكويت بالقوة العسكرية الأمريكية ومنح صدام مكافأة لضرب الثورة الشعبية  في الجنوب والبطش بهم لصالح الفكر الاهوج السعودي . ورغم أخراج العراق من الكويت تم الاستمرار بفرض حصار غبي على العراق كله كشعب وليس كحكومة في حلقة مسلسل الجوع وترسيخ مفاهيم الصراع والتجهيل للمجتمع وذلك بمسلسل مخابراتي أمريكي سعودي مصري الغاية منه نشر الجهل لغرض تسهيل مهمة نشر الأفكار الطائفية السوداء. وفعلا تم في  نهاية التسعينات الترويج الهائل للكتب الطائفية السوداء بظل الفساد الحكومي وانتشار الرشوة والجوع.

استمرت فترة الحصار والجوع ما يقارب عقد من الزمن وهنا نشا في حقبة 10سنوات فئات عمرية جاهلة تم التخطيط لها لكي تظهر وتعمل على نشر الفوضى الفساد في عراق ما بعد سقوط هبل بغداد . وذلك بمخطط مخابراتي أمريكي لغرض إسقاط صدام وتهيئة الأجواء في العراق لكي لا يمكن لأي فئة سياسية أن تصلح البلد بوراثة تركة الجهل والتطرف التي تم التأسيس لها في زمن الحصار. وبدات دول الغباء العربية بعد سقوط الصنم  بدعم  القاعدة والارهاب العربي الوافد للعراق ودعم كل ما يفكك البنية الاجتماعية والتالف والتعايش السلمي في المجتمع العراقي.  هنا برز الدور المصري بتشجيع السعودية على نشر ودعم الإرهاب في العراق لصالح الغباء البعثي وتفكيك أي مؤسسات لبناء دولة عراقية حضارية. أمريكا دعمت رجالاتها لكن حينما تبين لها بان الإسلاميين هم من يمتلكون صوت الشارع  العراقي قررت أمريكا سحب دعمها السياسي الكبير للحكومة  لا بل بالعكس بدأت أمريكا لا تمنع أي دولة من دول الجوار من التدخل بالشأن العراقي ولا تمنع دخول الإرهاب الى العراق وذلك لغرض أضعاف الحكومة الديمقراطية التي فاز بها الإسلاميون. لذا تم تصدير الإرهاب العربي للعراق ومر البلد باسوء حلقة من حلقات الظلم والقتل والإرهاب خلال الأعوام الخمسة الأخيرة. وهذه الحلقة المرة غيرت حتى مفاهيم الإنسان العراقي وأصبح العراقي يعاني الامرين من ذلك . وبعدما نزف العراق انهار من الدم و تخاذل البعض وصحى البعض  وهنا قام الشهيد البطل أبو ريشة بثورته ضد الإرهاب العربي الوافد. وانتشرت ثورته لتحقق الأمان للعراق . اذ لو لا البطل أبو ريشة رحمه الله لبقى العراق يتخبط ويترنح في مستنقع الدم.

 بعد أن فشل الجيران السيئون بإبقاء العراق في حرب طائفية لا تنتهي بدأت حلقة مرة من حلقات الألم وهي حلقة جعل العراق صحراء جرداء لكي يصبح العراق بأضعف حالاته. هنا كان مخططا لدول الجوار لا نعرف من يقوده ومستحيل أن يكون توجههم بنفس الوقت لتعطيش العراق عفوي. أنما تم التخطيط له مسبقا وباتفاقات سرية لكل دول الجوار وربما بتأثير أمريكي غير مباشر لان حرب المياه أول من نادى بها قبل سنوات هي إسرائيل. أن التأثير على إيران وتركيا بنفس الوقت لغرض تعطيش العراق ولغرض أن لا يعود العراق بلد زراعي هذا تخطيط  استراتجي يجب الانتباه لمن المستفيد منه.. وفعلا قطعت تركيا وإيران المياه بنفس الوقت مما سبب كوارث كبيرة للعراقيين ومزارعهم وهذه هي حلقة من حلقات المسلسل الألم العراقي أي أن العراق لا يسمح له بان يتنفس هواء السلام والأمان والاستقرار النقي. أي أن العراق فعلا واقع بمسلسل الم  لا ينتهي!!! فمن يمتلك قرار إنهاء هذا المسلسل هل  الحكومة العراقية الحالية تعمل على حل هذه المشاكل وقادرة على مواجهة هكذا تحديات تهدد كيان العراق ووجوده واستمراره..؟!!! وهل قادرة على مواجهة التحديات الآنية المفاجئة التي قد تكون أصعب من المتوقع؟!! أين الأمة العراقية؟ ومن ينقذها؟

الشباب الواعي المثقف هو الحل الشباب الثوري المتنور بحب العراق هو الحل لا نهاية لمسلسل الالم العراقي  ألا بولادة التوحد الفكري العراقي بكلمة العراق أولا العراق أولا وقبل كل شي. نقول سينتهي مسلسل الألم سينتهي مسلسل الألم لكن كفى انتظار كفى تأمل في ذلك وهيا لنعمل ونصنع ذلك.

د.علي عبد داود الزكيdrali_alzuky@yahoo.com

84
؛؛سجل ضمن الاصوات المطالبة بعدم؛؛ تعطيش العراق لا تقرا العنوان فقط :تمهل فان صوتك ثمين


قررت الحكومات الالمانية والنمساوية والسويسرية ايقاف التمويل المالي لانشاء ((سد اليسو)) التركي على حوض نهر دجلة نتيجة للاضرار الكبيرة التي سيلحقها انشاء هذا السد بالتراث والاماكن الاثرية في منطقة حسنكيف التركية الواقعة في منطقة الاناضول والمسجلة لدى اليونسكو ناهيك عن تهجير سكان اكثر من 500 قرية تركية حسب تقرير اللجنة المشكلة من قبل هذه الدول والتي زارت منطقة تنفيذ السد واعدت تقريرا مفصلا عام 2008، بالاضافة الى مشكلة المياه العالمية بالنسبة للدول المتشاطئة على نهر دجلة ( تركيا ، سوريا والعراق) والتقسيم العادل لحصة المياه بين هذه الدول، حيث يرتبط موضوع انشاء السد بعلاقات هذه الدول الاوربية مع دولة المنبع ودول المصب ومنها العراق.
ومن اجل ان يحضى هذا القرار بتاييد اغلبية الناس فقد تم فتح باب التسجيل عبر الانترنت لرفض انشاء هذا السد، لذلك يرجى الدخول على الرابط (الالماني او الانكليزي في اللغة التي تعرفها) أدناه وفتح الاستمارة حيث يوجد اسفلها أربعة حقول وحسب ما مؤشر في اسفل هذا الصفحة، فما عليك الا ملء الحقول وارسالها وسوف يظهر اسمك في التسلسل.
 
يجب ارسال هذه المنشور الى اكبر عدد من الاصدقاء والمعارف

نتمنى من المواقع الاعلامية العراقية والعربية ان تقوم ايضا بجمع الاصوات التي تقف مع العراق في محنته وتقف ضد انشاء السد في تركيا.. يجب ان تكون هناك وقفة شجاعة لجمع اكبر عد من الاصوات وللحد من التجاوزات التركية والايرانية على حصة العراق المائية... الذين يسعون الى تعطيش العراق وندعوا  الدولة العربية الثرية ان تقف مع العراق ولا تدعم أي مشروع لتعطيش العراق وايقاف تمويلهم لاي سد في تركيا وايران ..يضر بمصلحة شبعنا العراقي..
نتمنى من الاعلام العراقي والعربي يكون بمستوى الطموح في معالجة هذا الموضوع
*********************************************
   انكليزي
http://www.kesfetmekicinbak.com/apps/proposal.app/view_m.php/5?ln=eng 
    الماني
http://www.kesfetmekicinbak.com/apps/proposal.app/view_m.php/5?ln=de
*********************************************
  د.علي عبد داود الزكي drali_alzuky@yahoo.com


85
مقترحات لتعديل ؛؛قوانين الانتخابات؛؛ ليكون القرار الانتخابي اكثر حكمة.

 المجتمع العراقي يعد من المجتمعات الشابة ذات النمو السكاني السريع فقد كان سكان العراق في نهاية الستينات لا يتجاوز5 ملايين نسمة وفي نهاية السبعينات أصبحت نفوسه بحدود 13 مليون نسمة. وفي نهاية التسعينات رغم مرور العراق بحرب طاحنة لسنوات طويلة ومشاكل اقتصادية كبيرة وحصار مدمر أصبحت نفوس العراق أكثر من 22 مليون نسمة والآن في نهاية العقد الأول في الألفية الجديدة وصل نفوس العراق الى 31مليون نسمة. هنا ببساطة يمكن أن نستنتج بان الحركات السياسية التي كانت موجودة في الساحة العراقية قبل عام 1980 أصبحت أقلية عام 2009 وليس لها دور يذكر ألا في ذاكرة للبعض وفي كتب التاريخ الحديث الذي  لم يكتب بشكله النهائي حتى الآن ونخشى أن يتم تزويره!!! طبعا هذا الموضوع له أهمية كبيرة لأي عملية انتخابية.ولقد كتبنا وبينا تأثير ذلك في مقالة سابقة:

http://www.yanabeealiraq.com/articles/ali-alzaky270309.htm
http://www.inciraq.com/pages/view_page.php?id=21011
http://www.almarsadnews.org/observatory-in-a-week/832.html

ونظرا لأهمية الموضوع نطرحه مرة ثانية كبوابة للتأمل في ديمقراطية العراق الجديد. أن من أهم أسباب فشل الديمقراطية في مجتمعاتنا الشرقية وعدم استقرارها هو أن القرار الجماعي غالبا ما يكون مشتت وغير حكيم وذلك عائد الى سمة مجتمعنا الشبابية التي تتسم بالثورية والتأثر الإقليمي الداخلي (العرقية الطائفية المناطقية العشائرية)  أكثر من التأثر بالتوحد الوطني والسلام وتفهم الآخرين بحكمة. حيث أن  الفئة الشبابية دائما تنجرف وراء الشعارات الرنانة غير الواقعية بسرعة وتنجرف وراء الأفكار البراقة وتأخذها الموجة وتأخذها الموضة وتتقلب أفكارها بسرعة كموجة تتصاعد ثم تختفي وتزول...

بينما توصف المجتمعات الأوربية بالمجتمعات الكهلة (غير الشابة) تكون فيها الديمقراطية  مستقرة ومثمرة ومستمرة بثبات لما يخدم المجتمع لان هذه المجتمعات نموها السكاني قليل جدا وتكون فيها نسبة الفئات العمرية الشبابية التي أعمارها اقل من 30 عام والمسموح  لها بالمشاركة بالانتخابات لا تتجاوز 30%من الناخبين. بينما مجتمعنا العراقي نسبة الفئة الشبابية المسوح لها بالانتخاب هي بحدود   60% من نسبة الناخبين ، لذلك فان القرار الانتخابي لمجتمعاتنا عادة ما يكون متهور وجنوني وثوري غير محسوب التبعات ويكون  غير مستقر ويفتقر الى الحكمة والإستراتيجية. كما ان هذه الفئة العمرية المسيطرة على الشارع غالبا ما تسبب تسيد الجهل والتهور الشبابي في تشكيل ميليشيات مسلحة متمردة على كل الرؤى الاجتماعية القديمة وتطمح للسلطة ولا تحترم معنى الديمقراطية وهي بدورها أن تمكنت من السيطرة وتسلم الحكم ستكون هدفا لغيرها بالمستقبل عندما يأتي الجيل الذي يليها ليزيحها. كما ان صراع الأجيال وتقلب الأفكار سمة مهمة تميز مجتمعنا. وغالبا ما يحدث تصارع شديد بين الأجيال أي بين الأبناء والإباء من حيث الرؤية العامة.

 كما أن مجتمعاتنا تتميز بنمو وتعاظم نسبة غير المتعلمين الى نسبة المتعلمين فيها مع الزمن مما يؤدي الى وصف مجتمعاتنا بأنها متزايدة الجهل وغير قادرة على مواجهة تحديات الزمن  ما لم تكون هناك رؤيا محلية خاصة بظرفنا وطبيعة تكوين مجتمعنا لاستثمار الايجابيات والتقليل من السلبيات مع الزمن .  إذ غالبا ما يكون استقرار مجتمعاتنا مبني على الألم بوجود دكتاتوريات حاكمة و بتراجع خدمات كبير يتزايد مع الزمن ولا حل أمام الإنسان ألا بالصبر والتحمل والتأقلم والقنوط والاستسلام مما ولد سمة ضافية وهي السلبية الكبيرة للإنسان العراقي المحروم. أن الجهل الاجتماعي في الرؤية الموحدة وتسيد الأفكار غير الناضجة والعشوائية وغير الواضحة يكون ناتج عن وجود معلمين(مربين) أعدادهم اقل بكثير جدا من أعداد غير المتعلمين ولا نقصد بالمعلمين هنا فقط الذين يعلمون بالمدارس. بينما في المجتمعات الأوربية يكون توزيع الفئات العمرية تقريبا منتظما لمدى واسع من الأعمار. أي أن نسب الإعداد متساوي تقريبا للجميع الأعمار حيث أن الأسر غالبا ما تنجب طفل أو طفلان لذا تكون رعايتهما وتوفير احتياجاتهما سهلة على العائلة وعلى الدولة وذلك لان نموهم السكاني لا يسبب أي مشاكل لا يمكن تداركها مع الزمن. كما أن أجراء الانتخابات في بلدانهم كل 4 سنوات سوف لا يسبب انقلاب كبير في سياسة البلد ولا بمشاريعه الإستراتيجية لذا كل حكومة تأتي سوف تكمل ما بدأته الحكومة التي قبلها.

 نحن هنا نتحدث عن دور الفئة الشبابية في الانتخابات الديمقراطية العراقية ودورها الكبير في فشل العملية الانتخابية على المدى القريب والبعيد في العراق الجديد. ولا نقصد هنا أن نضع كل أسباب الفشل على هذه النقطة لكن هذه نقطة مهمة  فعلا ويجب الانتباه لها ويجب تغير قوانين الانتخابات العراقية لتكون مناسبة لتجاوز سلبيات هذه المسالة وربما يجب الانتباه لها أيضا حتى في عملية كتابة الدستور العراقي وتعديله بما يناسب مجتمعنا. أن الفئات العمرية اقل من عمر 30 سنة غالبا ما تكون غير مستقرة وغير مستقلة اقتصاديا . كما أن اغلب هذه الفئة من عمر( 18 الى 30 ) تكون عالة على أسرها . واغلبهم يكونوا أما طلبة أو عاطلون عن العمل أو غير مستقرون بعمل واحد وخبرتهم في الحياة العملية والاجتماعية قليلة أن لم نقل معدومة. اغلبهم يتأثرون بقرارات التوظيف والعمل لذلك فان من يوفر لهم فرصة العمل حتى لو كان العمل هو عبارة عن بطالة مقنعة على حساب المجتمع سيكون بنظرهم وطنيا ومجاهدا وصالحا حتى وان كان منافقا وكاذبا وسيكون له شعبية كبيرة. لذا  فان هذه الفئة سوف تميل باتجاهه وسوف ترفع شعارات وهتافات تؤيد من يعمل ذلك ، وسيكون رأيهم بالشارع هو السائد. بالحقيقة هم لا يروا مصلحة الوطن ألا من خلال  مصالحهم  الخاصة وهذا ليس عيبا فيهم وإنما قد يكون عيبا بالسلطة التي لا تفكر بإستراتيجية لاستيعابهم وتوفير فرص عمل مناسبة لهم  وتنمي اقتصاد البلد وتستثمر جهودهم بشكل صحيح. للأسف حكومات ما بعد سقوط هبل بغداد لم تنتبه لذلك حيث أن حلول هذه  الحكومات لمشاكل البطالة كانت آنية وغير ناضجة حيث قامت بأجراء تعيينات هائلة سببت بطالة مقنعة كبيرة وأدت الى حدوث ترهل أداري كبير وأفرغت خزينة الدولة دون انجاز عمل حقيقي ومهدت لنشوء مافيات السرقة والفساد الهائل في مؤسسات القطاع العام في البلد وبنفس الوقت أدت الى انهيار كبير في مؤسسات القطاع الخاص بسبب ارتفاع أجور الأيدي العاملة مما سبب انهيار عظيم في مختلف المهن والحرفيات التي كانت تستوعب الكثير من الأيدي العاملة  قبل السقوط  وكانت تسهم بدعم اقتصاد البلد.

بينما الفئات العمرية ذات الخبرة والتجربة الطويلة والتي أعمارها اكبر من 30 عام فهي في الغالب مستقرة اقتصاديا بالوظائف الخاصة والعامة واغلبهم لديهم أسرهم واستقرارهم يجعلهم ينظرون برويه وبرؤية واضحة للمستقبل وبذلك سوف يكون قرارهم الانتخابي أفضل وانضج وأكثر معقولية من الفئة العمرية الشابة . لكن للأسف ثقلهم الانتخابي محدود جدا وهؤلاء هم ما يمكن أن نسميهم بالمعلمين. لذا يجب أن يقوموا هؤلاء بدور اكبر بتثقيف الشباب وترويض فكرهم الثوري وجلبهم للقرار الحكيم،  لكن هذا لا يعد أن يكون سوى أمنية ، خصوصا تحت ظل خيمة الاغتراب الفكري والتشوه ألقيمي الكبير الذي رافق الإرهاب الوافد للعراق. لكن يبقى التعليم هو رسالة ويجب على كل مربي أن يقوم بدوره الايجابي وتقليل تأثيرات الاغتراب والتجهيل وتوضيح الصورة للمواطن العراقي البسيط..

المقترحات لتجاوز ذلك هي يجب تعديل قوانين الانتخابات والتهيئة لها وتدريسها بالمناهج التربوية وتثقيف الإنسان عليها في كل مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني. يجب تثقيف المجتمع بالوطنية والإستراتيجية ويجب أن يفهم كل عراقي من ابسط مرحلة دراسية الى أعلى مرحلة دراسية ووظيفية حقوقه وواجباته ويجب أن يتم التركيز على أن تكون المصلحة العامة قبل جميع المصالح الفئوية والخاصة ويجب أن يتم غرس ذلك في نفوس الأطفال  قبل الكبار . هنا نطرح مجموعة من  المقترحات كحلول فردية لهذه المشكلة :

1.   رفع مستوى أعمار الناخبين الى اكبر من عمر 18 سنة بحيث تكون نسبة الأعمار التي اقل من 30 عام نسبتها اقل من 30%...

2.   أو أجراء انتخابات وبنسب مختلفة حيث تفصل القوائم الى نوعين للفئات الشابة يكون لها نسبة 30% من الثقل الانتخابي العام والفئات الحكيمة يكون لها ثقل 70%.

3.   أذا كان الحلين السابقين غير مناسبين وتنفيذهما يسبب مشاكل . ممكن تغير نمط الانتخابات وجعلها انتخابات غير مباشرة...وذلك بان تكون الانتخابات على مرحلتين:

•   المرحلة الأولى : انتخاب ناخبين بأعمار ناضجة وشروط معقولة لكي يقوموا هؤلاء المنتخبون بالانتخاب بدل من المجتمع في المرحلة الثانية.
•   المرحلة الثانية : هي مرحلة الانتخاب النهائي للنواب من قبل ممثلي الشعب الذين فازوا بالمرحلة الاولى.

 فمثلا في أي مدينة يحدد مجموعة من المرشحون لكي ينتخبوا كنواب عن المجتمع ليقوموا بدورهم في مرحلة لاحقة بالانتخاب نيابة عن المجتمع. كأن يحدد لكل ألف شخص نائب ينتخب عنهم... وهذا معمول به في العديد من بلدان العالم ومنها أمريكا... حيث تحدد مؤتمرات انتخابية في المدن والولايات تسبق الانتخابات العامة. وهنا بالتأكيد سيكون القرار أكثر نضجا ومعقولية... لان عامة الناس اغلبهم وحتى الفئات الحكيمة منهم لا يعرفوا الشخصيات المرشحة ولا يعرفوا برامجها الانتخابية بشكل واضح لذا فان تحديد نواب عن المجتمع  بشروط  معقولة للانتخابات العام سيكون أفضل وتكون الدعاية الانتخابية ممكنة وغير مكلفة ولا يوجد فيها خسائر وهدر كبير.

4.   كما يمكن التقليل من هذا التأثير بأجراء انتخابات نصف البرلمان خلال كل عامين . أي أن نصف البرلمان يخرج بأجراء تصفية داخلية (بالنسبة للدورة الأولى للبرلمان) بعد عامين على انتخابه ويتم تعويض النصف الأخر بانتخابات جديدة. بعد سنتين أخريين يتم أخراج النصف الذي أكمل أربعة سنوات في البرلمان وأجراء انتخابات جديدة لتبديل هذا النصف وهكذا يستمر الانتخاب لنصف البرلمان لكل عامين وبهذا يقل تأثير الانقلاب الكبير لكل أربع سنوات واستيعابه بتأثير نصفي لكل عامين.

5.   كما يمكن تقليل التأثير السلبي للفئة الشبابية في الانتخابات بأجراء انتخابات في المدن والقرى (عقد مؤتمرات انتخابية) لتحديد المرشحين الذين ممكن أن يقدموا للانتخابات النيابية اللاحقة. وذلك بان يسمح فقط لمن تجاوز 40 عام بالانتخاب . حيث يقوم هؤلاء بانتخاب المرشحين ومن يفوز سيكون له الحق في الترشيح ضمن القوائم الانتخابية التي سترشح للبرلمان. بعد ذلك يتم تحديد قوائم الانتخابات للكتل والحركات السياسية ليكون أعضائها من بين الذين فازوا بالانتخابات في المؤتمرات الانتخابية السابقة فقط. وبذلك سيكون المرشحون اغلبهم بمستوى عالي من المسؤولية ويكون القرار الانتخابي أكثر نضجا . وسوف لا يكون هناك غبنا كثيرا ولا ظلم للمجتمع فمن لا يستحق الترشيح سوف يرفضه المجتمع ابتدءا في المؤتمرات الانتخابية. بعد ذلك يتم أجراء الانتخابات العامة لانتخاب النواب من قبل جميع الأعمار المسوح لها بالانتخاب.

كثيرا ما نجلس أحيانا بجلسات نحدد نقاشنا فيها حسب مستوى عقول من نحاورهم وهذا ليس عيب لكن يجب تجاوز السوء الانتخابي ويجب أن يعطى ثقل اكبر للحكمة من التهور والثورية المتذبذبة. أن حكم بلد لا يحتاج الى الصراع الثوري بقدر ما يحتاج العدالة وتفهم الآخرين واستيعابهم ويحتاج الحزم وتطبيق القانون واحترامه . لذا يجب استثمار الوقت وفهم خصوصيات مجتمعنا قبل أن نعمم أي تجربة ديمقراطية عليه.


د.علي عبد داود الزكي drali_alzuky@yahoo.com 




86
نعم للقائمة المفتوحة كلا لمزدوجي الجنسية ؛؛من اجل العدالة ومحاربة الفساد؛؛

أن الانتخابات العراقية القادمة قد تكون استمرار للألم أو قد تكون نقطة مفصلية في تاريخ العراق الحديث ونقلة نوعية بالديمقراطية العراقية ، لكي ندرك ذلك  يجب التأمل بما فات وكيفية تحديد نقاط الفشل والإخفاقات المرحلية بظل المتغيرات والأحداث المتسارعة التي أفقدت المجتمع توازناته الثقافية والفكرية...وكيف تستثمر النجاحات الحقيقية لمصلحة بناء دولة عصرية ذات قوة وحزم ...كيف يكون العراق مستقلا بقرارته ويكون ذو ثقل اقتصادي وسياسي... كيف يتم تحرير العراق من التبعية الإقليمية العربية وغير العربية.. العراق ليس  تابعا لدول الغباء العربية ولا الى إيران المتنمرة . نعم نحن بحاجة الى قيام ونشوء امة العراق امة توحد جميع المكونات العرقية والدينية والطائفية في بودقة الوطنية الخالصة وحب العراق ومحاربة الجهل والفساد الحكومي . كيفية التخلص من جهل المسلح الذي كان متسيدا على الشارع العراقي وتغلغل الى كل مؤسسات البلد...هل سياسة التجهيل والفساد المريع التي تعرض لها العراق في سنين الحصار كانت محلية أم هي تخطيط لمخابرات أمريكا...لماذا تم تجهيل العراق الى  لمدة أكثر من 13 عام قبل سقوط هبل الغباء البعثي؟؟ ...لمصلحة من؟؟.. هل لمصلحة العراق أم لمصلحة المنطقة... أن ما حدث يصب في مصلحة أمريكا الإستراتيجية في العراق والمنطقة. وذلك لينمو الجهل ويحمله جيل من الفتيان باغتراب مر وانقطاع فكري عن التواصل مع الماضي .. ليكون أفضل موجة فوضى تستطيع من خلالها أمريكا قهر الأيدلوجيات التي تتعارض مع المصالح الأمريكية على المدى البعيد.. وذلك كله تحت سيطرة أمريكية غير مباشرة...


ان التطرف والهمجية السياسية والعسكرية لنظام البعث عام 1991 في قمع الانتفاضة الشيعية  في الجنوب بوحشية وشعارات طائفية مقيتة...تحت أنظار وأسماع العالم وبمباركة أمريكية وسعودية ومصرية..نمت نواة الحقد الطائفي بشدة واستمرت بالنمو والتضخم في سنين الحصار.. لتعطي ثمارها في سنوات ما بعد سقوط الصنم ...هنا نقول أن أمريكا كانت مساندة لصدام في قهر الشعب العراقي ...لكن الواقعية هنا ترفض علينا الانتباه لمصلحة الشعب العراقي ... صحيح أن أمريكا أجرمت بحق العرقيين لكن أمريكا لا يحكمها حقد بقدر ما تحكمها مصالح وأيدلوجيات واستراتيجيات للمستقبل... وان أمريكا هي القوة العظمي ؛؛السوبربور؛؛ هي التي تتحكم بالعالم بالريموت كونترول وعلى من يواجهها أن يعلم بأنها قادرة على إذلاله وجعله خاسر بين أهله ومحبيه وان أمريكا لا تضرب بيدها المناضلين الأحرار وإنما تشق عليهم وحدة الصف وتضربهم بأهلهم وتضربهم بالجهل الاجتماعي المركب تضربهم  بتكبيلهم وجعلهم عاجزين عن انجاز أي شيء للمجتمع وبمنع ظهور انجازاتهم  ألا على أنها تراجع وظلام.... أن أمريكا قدر عالمي لذا يجب التعامل مع هذا القدر بإستراتيجية تحمي مصالح العراقيين كما تفعل اغلب دول العالم ومنها دول الجوار العربي.... أمريكا تسعى بعولمتها الى السيطرة المطلقة على كل العالم.

الديمقراطية العراقية الوليدة للأسف الشديد كانت متخبطة وعرجاء يقودها مزدوجي الجنسية ورجال الصدفة السياسية  والتلون والتسلق الذين لم يعملوا من اجل ظهور شمس الخلاص الوطنية وإنما كونوا دكتاتوريات محاصصة وسرقة وسببوا كارثة حقيقية لعراقنا الجديد.. المساومات كانت سمة رعونة متواصلة لحكومات السنوات الستة الماضية لا قانون لا نظام... للأسف 6 سنوات مضت ونحن نسمع بالشفافية والحقيقة هي عتمة.. عتمة.. عتمة!!!! ربما أسوء من عتمة الغبار الذي أصبح زائرا ثقيلا لأجواء العراق ولربما هو يناغم الحقيقية السياسية العراقية.... كما أننا سمعنا بالديمقراطية ولم نعيشها فعلا ألا على مستوى انتخاب المجهول السياسي في قوائمه المغلقة لا بل البعث ورجالات الماضي تسللوا من الباب الخلفي للديمقراطية المتخبطة الى مختلف مؤسسات البلد وتسلقوا من جديد لأعلى المناصب ... دخلوا خلسة ولم تراعي الدولة مشاعر الناس في ذلك...

أن المجتمع العراقي بعد سنين الارهاب والصراع الطائفي الطويلة أصبح لا يرى نور الخلاص ألا وفق القدسية الدينية الطائفية التي أصبحت للأسف الموضة السياسية المعاصرة في جميع بلدان المنطقة.. . كما انه هناك ردت فعل حقيقية سببت وعمقت الطائفية في العراق ..وتركت رواسب غير محمودة  وهذه ناتجة عن تبعات تدخل دول الغباء العربي ضد المصلحة الوطنية العراقية وإرسالهم الانتحاريين وتمويلهم الإرهاب بالعراق ودعمه إعلاميا... بحيث أن الحقيقة التي تحدث بالعراق لا يراها من هو خارج العراق ألا مزورة وكاذبة لصالح الغباء البعثي ولصالح الأجرام العربي ورجالاته بالعراق... وهذا مما انعكس بشدة لحصول تخندق طائفي قذر وتم تناسي مشروع العراق الديمقراطي .. ذلك سبب فشل في الرؤية الانتخابية للمواطن العراقي وتحديد ديمقراطيته بديمقراطية قسرية القرار والرأي وذلك حدث تحت ظل ضبابية القوائم الانتخابية المغلقة واستتار الكثير من الأسماء النكرة فيها... سبب هذا  حدوث فجوات  كبيرة في بناء الدولة العراقية الجديدة وتم للأسف قبول القتلة والمجرمين والبعثيون للترشيح في الانتخابات النيابية السابقة وشاهدنا العديد منهم وزراء وبرلمانيون وذلك بدعم وتدخل عربي واضح جدا... وشاهدنا عجز حكومي شديد في محاسبة المجرمين المتحاصصين كما شاهدنا عجز افقد الحكومة هيبتها بسبب الفساد المستشري  فيها... وبقت الحكومة تتمنطق بالقانون لكنها لا تنفذ ولا تقوى على تنفيذ قانون...مما مثل خيبة كبيرة للشعب العراقي...

كيف سيكون العراق  بعد الانتخابات القادمة هل سوف يصحا وتنمو حركات نضالية جديدة؟؟؟ هنا نقول بانه على المدى القريب لا يمكن توقع ذلك ... فقبل عام من الآن كان الجميع يتحدثون عن السفه الحكومي وعن السراق في البرلمان والفساد الاداري الذي استشرى في جميع مؤسسات البلد... وكانوا يتحدثوا عن الخطأ الذي حصل بانتخاب القوائم المغلقة وفق العقدة الطائفية والعرقية والتخندق والتشرذم السياسي... لكننا الآن ومع اقتراب موعد الانتخابات لاحظنا بان الإنسان العراقي بشكل عام  بقى أمام خيارين كلاهم مر:

الخيارالأول: السلبية باتخاذ قرار عدم الذهاب لصناديق الاقتراع وترك الانتخابات وبقاء الوضع على ما هو عليه أي لا امل يرتجى من الانتخابات .

الخيار الثاني: هو نظرة الم واقعية بسبب فقدان الارتكاز الفكري لنقط التوحد الوطنية نرى الكثيرين تجاوزوا الحيرة بقرار اختيار الأقل سوءا وفقا لانتماءاتهم العرقية والطائفية . الكثيرين يقولوا ليس أمامنا خيار في الانتخابات القادمة لعدم ظهور تيار وطني يحمل أفكار الخلاص برؤية واقعية قابلة للتنفيذ  وبكاريزما القبول الشعبية ليقف ويعلن عن إستراتيجية الغد ...لذا فأنهم سيذهبون للانتخابات لكي لا يكون السوء أكثر مما هو متوقع ....أي أن الانتخابات أصبحت ليس لاختيار الأكثر نزاهة والأفضل والاكفء وإنما أصبح شعارها لننتخب الأقل سوء من بين القوائم.. وفق المنظور الطائفي والعرقي..

أن القوائم المغلقة فيها سوء كثير لكن يبدوا لا خيار حتى الآن عنها.. لا نعرف لماذا لا يتم فرط القوائم في قوائم فردية لكي ننتخب ما يلائمنا ... بان ننتخب الصالحين من المرشحين وهذا يبدوا ليس في صالح متسلقي السلطة المتلونين وليس في صالح مزدوجي الجنسية لان اغلبهم فاقد الشعبية.. لذا لا تزال المشكلة قائمة أمام عجز شعبي في أدراك الأحداث المتسارعة  وبذلك غالبا ما سيكون القرار الانتخابي للمواطن آني وغير ناضج ... نتأمل ونتمنى ونطالب ونقول نريد قوائم مفتوحة نريد قوائم مفتوحة نتمنى أن تظهر قوائم لا يزيد عدد من فيها عن 10مرشحين. نتمنى أن  ؛؛ لا يسمح لمزدوجي الجنسية  بالترشيح للانتخابات القادمة؛؛  ويتم استبعاد مزدوجي الجنسية من المناصب السيادية ويستبعدوا من العمل بالعراق حتى كمستشارين نتمنى أن يتم تبني ذلك من قبل المشرعون...هل من الممكن للبرلمان  أن يشرع للشعب المظلوم الموجوع المحروم منذ عقود شيئا مفرحا؟!!..هل ممكن أن ينتبه للشعب المحروم من ابسط الخدمات ومن ابسط معاني الاستقرار؟!!...ان الشعب مسكين أمام التشريع البرلماني الذي لا يدع له من خيار... والشعب حائر ولا يوجد منقذ حقيقي له سوى عقيدته وما يخرج من حلقة المرشدون الدينيون....

ظهرت بوادر انفلات قيمي وأخلاقي على مستوى الشارع وقد تنمو هذه وتصبح ظاهرة (تنبئ بسياسة عولمة جارفة) بسبب نمو الاغتراب الفكري لدى الشباب وعدم تثقيف المجتمع على حب الوطن والعمل من اجله...تحت ظل وتسيد التصارع الطائفي والعرقي بشعاراته الكاذبة الخادعة ... ان اغلب متسلقي السلطة لا يهمهم الدين وإنما ما يهمهم هو المنصب فلو تغيرت الموجة السياسية الدينية وانقلب الى موجة علمانية للرقص الغربي وغيره سنراهم أول الراقصين... أن ظهور الشباب بموجة اغتراب فكرية قد يمهد لسقوط عظيم خلال الأعوام القادمة .. يجب الانتباه لمراعاة هموم وتطلعات الإنسان العراقي وبعكس ذلك سيتم  ترسيخ البرجوازية الجديدة وترسيخ مفهوم تسلطي دكتاتوري وطبقي ؛؛قديم جديد؛؛ يسحق أحلام الشعب العراقي كله... لذا نتوقع حصول ثورة اغتراب فكرية يقودها الشباب العراقي خلال الأعوام القادمة... لذا من سيصلون للسلطة في المرحلة القادمة قد لا يكون لهم دور خلال دورتهم الانتخابية وقد لا يستطيعوا حتى  أكمال دورتهم  ألا أذا مثلوا واقع مترجم عن أمنيات الإنسان العراقي... هنا نتمنى من جميع الوطنيين المناضلين المتصدين في هذه المرحلة من الدخول للشارع وفهم معاناة الشارع وتحقيق العدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد... نتمنى أن لا يكون هناك عجز أمام تطبيق القانون نتمنى أن زوال العتمة وان تتصرف الحكومة والبرلمان بشفافية... ربما ما نتمنى حلم ... وقد يكون معجزة مستحيلة لكن الإصرار والعمل ممكن أن يصنع المعجزات ويفتح أبواب المستحيل...

الانتخابات قادمة نقول فيها  كلا للمحاصصة كلا للقائمة المغلقة كلا للتخاذل كلا لعودة البعث كلا للمتلونين كلا لكل من وقف ويقف أمام نهوض العراق ...كلا لكل من يقول المرحلة الصنمية الصدامية أفضل .. كلا للغباء السياسي كلا للمتطفلين على أوجاعنا كلا للفاسدين ..كلا لكل أرباب وأيتام النظام السابق.....

ونقول نعم للعدل والعدالة نعم للصدق والإستراتيجية الوطنية نعم للحزم الذي سيسحق الفساد... نعم لمن سيرد الصفعة صفعات لجميع التدخلات الإقليمية... نعم للشمس العراقية نعم للزاهدين نعم للنزهاء الأمناء نعم للمخلصين نعم لمن لا يسكنون بيوت الدولة ولا يتمتعوا بخيرات السلطة قبل أن يستمتع جميع العراقيين بالخير والأمان والسكن الصالح والخدمات الأساسية ... نعم  للعراق الموحد بشيعته وسنته وعربه وكرده وتركمانه وجميع أعراقه وأطيافه وألوانه ...نعم للعراق الموحد .... لنعمل من اجل عراقنا الغالي....

د.علي عبد داود الزكي drali_alzuky@yahoo.com

87
الانتخابات قادمة؛؛ للقائمة المفتوحة والإصلاح الداخلي للكتل السياسية

الانتخابات قادمة والسنوات الستة الماضية أثبتت الفشل الكبير لأنظمة الانتخابات العراقية بالإضافة الى عوامل فشل أضافية  سببها  سنوات الإرهاب الدكتاتوري لأكثر من ثلاث عقود من الزمن  والإرهاب الدموي العربي الوافد لعراق ما بعد سقوط هبل بغداد...القوانين الانتخابية للأسف غير صالحة ولا نعرف من سيعدلها خصوصا وان برلماننا الحالي عاجز ...إذ لو أراد أن يعدل ويشرع قوانين وطنية صالحة  فانه بسبب صراعاته وتجاذباته وغياباته لربما يحتاج  الى قرون من الزمن  لكي يتفق على حقيقة هي أن العراق واحد ... يجب أن يكون البرلمان العراق قويا وحازما ليحفظ حقوق شعبه... أن البرلمانيون الذين خدمتهم الصدفة بالوصول للسلطة للأسف نراهم لا يهمهم سوى مكاسبهم والفساد استشرى بكل مفاصل الدولة فكيف سيعدلون ويصلحون ويكتبون ما ينفع الشعب... يبدوا أن ما نأمله حلم بعيد المنال .

الانتخابات وقوانينها ولعبتها وصراعاتها للأسف لا نقول هناك تصارع اقتصادي بقدر ما هو صراع طائفي وعرقي يحكم لصالح المتنافسين على السلطة على حساب جميع فئات المجتمع... يبدوا أن اقتراب الانتخابات جعلت البعض يهتف بالشعارات الخادعة ويلبس ثوبا جديد...ولكي يكون لهذه الهتافات والشعارات معنى يجب مناغمة عاطفة الإنسان البسيط لكل مكون شعبي وخلق عداءات وهمية لأجل مصالح المتنافسين على السلطة وعادة ما ينمو العداء والكره والتشرذم من وراء ذلك وتنشا ثقافة التخندق والطائفية والخاسر الوحيد هو المواطن من أي فئة كان والخاسر هو العراق والرابح هنا هو متسلقي السلطة الذي شوهوا ثقافة المجتمع بزرع روح الطائفية والعنصرية والعرقية.......للأسف تم أقرار الحكومة الديمقراطية العراقية بهيئة حكومة برلمانية بالدستور العراقي الجديد.... ومما هو متعارف عليه عالميا أن اغلب الحكومات البرلمانية هي حكومات فاسدة وهذا واضح في إسرائيل وبريطانيا.... كما أن أي حكومة برلمانية بظل الصراعات الطائفية والمستترة والعرقية المستترة هي حكومة هزيلة لا تقوى على شيء و لا يحكمها قانون ولا مبدأ سوى استمرار المتحاصصين بالسلطة ...إذ كيف يمكن أن يكون القرار الحكومي قويا وصالحا وناضجا والبرلمان متصارع والمساومات السياسية فيه دمرت البلد... والقوانين أصبحت تفصل على مقاييس المساومات الغبية ....

لذا يجب أن يتم تعديل الدستور ويجب أن تحدد شروط لمن سيكتب ويعدل الدستور يجب تشريع قانون لانتخاب لجنة لا يتجاوز أعضاءها أكثر من 50 عضوا لكتابة الدستور العراقي...ويكتب للمكون العربي دستوره والمكون الكردي دستوره كلا على حدة... ثم يتم الاتفاق بعد ذلك لتحديد دستور الاتحادي .. يجب أن تكون هناك شروط في من سيكتب الدستور وقد بينا في مقال سابق بعض شروط من سيكتب الدستور وهذا المقال منشور بعدة مواقع من ضمنها جريد الصباح وعلى الرابط التالي:
http://www.alsabaah.com/paper.php?source=akbar&mlf=interpage&sid=84836
...  إستراتيجية الدستور مهمة جدا يجب الانتباه لها.. أن الدستور الحالي ذو إستراتيجية آنية وعاجز ولا يمكن أن ينتج عنه دولة عراقية موحدة قوية مزدهرة وإنما دولة هزيلة متصارعة متناحرة المكونات مما ينبئ بمستقبل التجزئة للعراق... إذ ما فائدة دستور لا تحترمه الكتل السياسية.. ما فائدة حكومة عاجزة عن فرض سلطانها على كل أقاليمها ...أن هذه هي دولة اللاقانون .... يجب تعديل الدستور وتعديل قوانين الانتخابات لكن من سيعدل ذلك هل البرلمان الحالي الذي هو برلمان عاجز برلمان تصارع وخلافات سيصنع معجزة في أواخر أيامه!!!! بالتأكيد لا...لأنه لا يفكر ألا بسبل الاستمرار والاستئثار بالسلطة وكيفية تشريع قوانين تخدم مصلحته لذلك..أن تشريع أي قانون غالبا  ما يخرج هزيلا بعد صراعات وخلافات ومساومات  لا يأخذ بنظر الاعتبار مصلحة البلد العليا .... لماذا يتم تفصيل القوانين لمصلحة الأكراد أو الشيعة أو السنة لماذا لا ينظر بمصلحة المواطن العراقي كائنا من يكون....لماذا لا يحكم البلد قانون المساواة والعدالة  هل التسميات العرقية والطائفية تعني عدم العدالة بالحقوق والواجبات لماذا كل ذلك.؟!!!  هل صراع الكراسي والسرقة والتجبر هو وراء ذلك ... لماذا هل المقصود من ذلك هو إنشاء دكتاتوريات غباءات جديدة مصغرة متشرذمة....كثر السراق كثر المارقون لعدم وجود قانون واحد... ولربما الطرف الكردي هو الطرف الأكثر ترويجا للصراع الطائفي بشكل مستتر لنيل مكاسب أكثر على حساب المكون العربي في العراق... ومستفيدا من دعم الدول العربية للإرهاب الوافد وتغذيته لصالح انهيار العراق ... وتجزئته.... للأسف الموطن العراقي حائر ولا يعرف الصالح من الطالح لا بل بالعكس انه يرى الصورة كما هي في زمن الطاغية صدام ... كلنا نرى المتلونون والبعثيون أنفسهم تسلقوا خلسة للسلطة بأسماء جديدة .ووصلوا لأعلى المراكز والمناصب... وللأسف الحركات النضالية السابقة لو تنتبه لمشاعر الموطن في ذلك...واغلب هذه الحركات  لم تدخل الى الشارع ولم تصل الى المواطن ولم تتنبه الى رأي المواطن ألا بحدود ضيقة جدا.. لا بل بالعكس هذه الحركات بدأت تساوم على حقوق المواطن ولا تحترم مشاعره بجلب رموز الغباء البعثية السابقة للسلطة من جديد....صحيح كان هناك الكثير من الضغط على المواطن العراقي للانتماء الى حزب البعث في زمن النظام السابق.... لكن مع ذلك يوجد آلاف العراقيون الشرفاء لم ينتموا لحزب البعث رغم كل الضغوط وهم يعيشون في العراق يجب احترام مشاعر المجتمع العراقي هنا... بالحقيقة الإحباط واليأس أصاب اغلب العراقيين حتى الفئات المثقفة مهمشة ومستبعدة ...وان الحركات التي لها ارث نضالي أصبحت في خانة أخرى بعيدة عن الناس... ولا تسمع شكوى الناس ولا يتم إنضاج القرارات ألا عن طريق المتسلقين المتلونين والبعثيين والسراق... لم نرى ندوات شعبية ألا للخطب الشعارات لم نرى قرارات قوية في محاسبة الفساد لا بل للأسف يتم دعم وحماية الفساد والمفسدين... ونقول هنا للأسف لم يظهر البديل الوطني الذي يمكن أن يمتلك صوت الشارع العراقي لحد الآن... لذا الحركات التي وصلت للسلطة ستبقى نفسها ككتل سياسية مع تراجعات بسيطة للبعض  وتقدم بسيط للبعض الأخر... لذا يجب نتأمل أن تكون القوائم الانتخابية القادمة مفتوحة ونتمنى أن يكون هناك أصلاح داخلي في الكتل الانتخابية الرئيسية... بوصول النزهاء التكنوقراط المفكرون الصالحون  لدائرة القرار من اجل نهوض العراق... احتراماتنا لكل من يعمل بإيثار من اجل نهوض وازدهار العراق....

د.علي عبد داود الزكي drali_alzuky@yahoo.com

88
؛؛رجل القمر؛؛ أسطورة الشرف الزعيم البطل عبد الكريم قاسم

الزعيم الشهيد البطل عبد الكريم قاسم الأسطورة والحلم.. رجل الكرامة العراقية رجل القيم والأخلاق حبيب العراق ورمز العراق الحديث وتواصل حضارته ونبل تاريخه.... رجل لم يعرف العرب مثله زعيم شرف ونزاهة... انه اسما على مسمى انه الوجه الذي يحمل سحنة عراقية أصيلة... رسوم وجهه بشاشة وطيب عراقية... بسمته تفتح أبواب المستحيلة بالأمل والعدالة والخلاص الوطني...قلوب العراقيين تنبض بحبه وستبقى تنحني لصوته لكلماته الشجاعة لذكراه العطرة انه رجل القيم...رجلا اقسم أن لا يلبس الا العفة والشرف والكبرياء العراقية رجل اقسم أن لا يسكن بيتا ألا أذا اسكن جميع فقراء العراق بيوتا رجل الزهد والايثار.. رجلا سبق عصره بعقود من الزمن رجل الإستراتيجية وخطط النهوض العظيمة انه قرر وأوفى ... قرر أن يحرر العراق قرر أن يشعل نار التغير والوطنية العراقية ويجعل الحرية ملكا لكل عراقي لعن الله الذين غدروه... به سمى الإنسان وأصبح لكرامة المواطن العراقي معنى ...  رغم أن عصره لم يدم ألا 4 سنوات لكنه حقق المعجزات انه  البطل الذي لا يموت .. كما قالوا محبيه انه أسطورة انه  عريس دجلة ...الشريف قاسم بيوم استشهاد زف عريسا لدجلة ليكون هو نبض الحياة لكل العراق من يشرب ماء دجلة ليترحم على زعيم العزة العراقية من يشرب ماء العراق ليترحم على بطل الأبطال الرجل الأسطورة....الرجل الذي وضع اسس التحضر والتطور العراقي .. بفترة زمنية أذهلت الغرب وجعلتهم يستعجلون بإجهاض ثورة الشعب القاسمية...ماذا نقول عن رجل القمر ماذا نقول عن البدر العراقي..

السفلة المأجورين أعدموه واعدموا السلام ولكنه بقى حلم عراقي يراودنا بأنه سيظهر  في يوما ما ويعلن من جديد العدالة ويعلن الحرية والخلاص لكل العراقيين...كل من يحب العراق يرى الزعيم قاسم متبسما  على وجه القمر هذا هو زعيمنا يا عرب هذا هو زعيمنا الذي لم يمت فكره ولن يموت ... حبه في قلوبنا عبد الكريم قاسم هو رجل العراق هو علم العراق هو قدس العراق هو أحلام الفقراء أحلام النهوض ..هو أحلامنا بالعدل والسلام أحلامنا بالطيبة والتسامح... رجل الشدة العادل رجل التسامح ... المغدور من أراذل الرفاق وأراذل العرب وأراذل العملاء ..

لعنة الله على كل من ساهم وحرض ومول عمليات اغتيال العراق .. ما فعلته أمريكا لا يمكن أن ننساه فنحن شعبا حيا لا ننسى إبطالنا ولا ننسى من غدرنا...أمريكا ومخابراتها هي من خططت لسحق العراق وجعله يتخبط بالدم بأيدي الجلادين..يا امريكا  على أيدي عملائكم وبتخطيطكم وأسلحتكم اغتيل الحلم العراقي....يا عملاء الرعونة العربية يا قاذورات التخاذل يا قادة النكبات العربية لعنكم الله .. ولعن الله جمال عبد الناصر زعيم التآمر و زعيم التخاذل ....من فيكم كان شجاع وقادة كتيبة وأطلق طلقة مباشرة ضد إسرائيل يا مخادعون يا منافقون  زعيمنا قاسم هو بنفسه  من قادة كتائب موجهة ضد إسرائيل وحقق انتصارات مشرفة .. انه العربي  الشجاع ... زعيمنا يا جبناء هو قاسم الخير قاسم الشجاعة قاسم العروبة قاسم الوطنية العراقي....العار...العار... العار لكل من ساهم وخطط وسكت على مشروع اغتيال العراق وإجهاض حلم الشعب وإعدام رجل القمر...يا شرفاء العالم أن قاسمنا هو رجل القمر هو الرفعة هو في السماء يتبسم للشرفاء وبعيونه دموع  تواسي الفقراء ونوره يقبل جبين المستضعفين المظلومين... وبسمته تمنح الأمل ونوره يضيء ليالي عشق المناضلين... يا رجل القمر سنبكيك العمر كله رجلا الوطن الأسطورة...كثيرا منا لم يراك لم يعاصرك لكن روحك نبض وطنية فينا انجازاتك هي تملاء العراق نجمتك حضارة العراق ...نورك لا ينطفئ ونجمتك لن  تسقط فأنت في السماء يا حبيب الشعب يا عروة ابن الورد في ثوب الشرف العراقي...نحن أسياد العرب بك يا زعيم نحن أسياد العرب يا بطل نحن أسياد العرب يا من كنت بطلا وستبقى رمز لا يمحى مهما فعل الخونة والمتخاذلون من غشا وتزوير.. لا نريد أن نذكر فضائلك فان قذارة من خلفوك ورعونتهم وسفههم وتزويرهم كله لم يستطع أن يخفي شمس انجازاتك ...أن شمس عطائك لا يمكن أن تخفى يا عظيم العراق يا نبيل الشرفاء يا رجل القمر...

 نتمنى أن ينتبه سياسيو ديمقراطية الغفلة لحقك ويمنحوك ما تستحق من رفعة وأنت تستحق الكثير العراق لا يستقيم ولا يتوحد ألا بفكرك وأخلاقك وإيثارك .. علمك هو علم العراق ونجمتك هي رمز تاريخ العراق .. 50 عام مرة وأنت كما أنت نبض حبك في كل القلوب العفيفة المحرومة المظلومة يا حبيب الفقراء اسمك شفاء اسمك شفاء... سلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا....يا رجل القمر يا بطل أنت ثروة العراق..... يا رجل القمر... يا وليد الوطنية العراقية الوطنية العراقية لن تبقى عقيمة أبدا... سيولد عبد الكريم قاسم من جديد لنعمل من اجل ذلك... سيولد الخلاص سيولد الشفاء العراقي سننظر القمر فان ضوئك هو حافز خلاص المستضعفين .. تأملوا القمر تمعنوا فيه يا عراقيون ستجدون أحلى سمة عراقية لكم لتستنهض هممكم لخلاص العراق وسحق الغباء والتخاذل...بسمة القمر ستوحدكم... ملامح رسوم رجل القمر عراقية تهز الوجدان العراقي وتصنع المستحيل... هيا يا أخوتنا للعمل الصالح هيا للجهاد هيا لنسقط أوثان البرجوازية القذرة التي استوطنت العراق بعد سقوط هبل بغداد هيا يا عراقيون رجل القمر يهتف بكم هيا لإسقاط الفساد وإذلال المتجبريين وسحق المتآمرين على شعبنا  .... عاش العراق الحر الموحد .. عاش عراق البطل عبد الكريم قاسم رجل القمر ...الانتخابات قادمة لنبحث عن مرايا ذات البطل عبد الكريم قاسم رجل المبادئ والزهد والنزهة...لنثقف الناس لذلك وكفى سلبية.... وسلاما سلاما على ذكراك يا رجل القمر...سلاما على وطنا أنجبك يا زعيمنا الشهيد البطل....

د.علي عبد داود الزكي drali_alzuky@yahoo.com


89
بعد سقوط هبل بغداد؛؛ من هو رجل المرحلة المغيب؟؛؛

رجل المرحلة؛؛ الليبرالي الوطني؛؛هل رجل المرحلة هو حقيقة أم خيال أم تكرار لخرافة... هل هو أسطورة غير موجودة هل هو حلم هل هو مرحلة فقط تؤسس لخلاص عراقي وتؤسس لكاريزما المؤسسات الديمقراطية والدستورية....مؤسساتنا ضعيفة وانية القرار وارتجالية... لذا عراقنا يحتاج الى رجل وطني حقيقي يعرف مخارج القرار ويعرف مسالك الطرق السياسية ويؤسس للمدنية والديمقراطية النزيه الحازمة الجريئة...رجل المرحلة الذي يحمل فكرة الخلاص ولديه مشروع بناء الدولة ولديه مفاتيح القرار الأمريكي والذي يعد بأنه ثعلب السياسة وأسد المواجهة ... الذي يحمل الرؤية الإستراتيجية للنهوض باقتصاد البلد ويلجم جميع طموحات الطامعين بخيرات البلد ببلاغة كلماته ... رجل المرحلة نقول هنا انه هو الشخص الذي حرر العراق من عبودية وذل مرحلة تاريخية طويلة...الشخص الذي يحمل فكر وثقافة العراق وله رؤية واضحة لصورة المستقبل المشرق الذي كان يؤسس له...

 لكن للأسف رجل المرحلة هذا تم تغييبه من قبل كتلته الكبيرة والتي خذلته وخذلتنا بأنانية ولم تنظر لمصلحة البلد... وإنما نظرت نظرة آنية ضيقة جدا نظرة لا تحمل أي إستراتيجية وطنية بل عملت على الاستحواذ الفئوي والتسلط فقط والاستئثار بالمناصب... وكأن العراق هو وحده بالعالم ولا يوجد من يؤثر ويتأثر به خارجيا وكان السلطة بالعراق سلطة تجبر تفرض على كل مؤثر خارجي  وكأن السياسة نظرية جامدة... تصرفوا  كالأطفال بذلك... وكأنهم لا يعرفون أن أمريكا تفرض رؤيتها وبالريموت كونترول ولا يعرفوا أن أمريكا لا تضرب المناضلين بيدها ولا تضرب من يختلف معها أيدلوجيا بفكرها وإنما تضربه بفكرا تشقه من  داخل فكره وهذا ما حصل فعلا... أمريكا في المرحلة السابقة عملت على إذلال المخلصين في جميع الكتل وتهميش دورهم وجعلت الفاسدين والجهال هم من يتحكم ...أن نجاح أمريكا في السيطرة غير المباشرة هو فن وإستراتيجية لأكاديمياتها وعلمائها ومفكريها الذين يعرفون عن الشعوب أكثر مما تعرف الشعوب عن أنفسها .. ونجاح أمريكا في السيطرة ناتج عن دعم وتمكين الفساد والجهل رغم قلته بان يكون هو المتسيد ويمنع الخيرين من فعل أي شيء... للنهوض بالبلد..

أن ديون العراق كان ممكن أن تلغى وحدود العراق كان ممكن أن تحفظ وثروات البلد كان ممكن أن تحمى وتقطع أيدي أي طامع من الوصول أليها...لكن الإسلام السياسي العراقي الذي تسيد الساحة العراقية لم ينظر بحكمة لهذا الرجل ولم ينظر لفكرة الخلاص الوطنية الجريئة الشجاعة التي يحملها هذا الرجل... وبعد خذلان العراق باستبعاد رجل المرحلة الوطني الشريف تراجع العراق وأصبح يعيش أصعب حالاته... تركيا قطعت المياه... إيران استغلت حقول النفط الحدودية المشتركة وقطعت المياه وتجاوزت على حدود العراق... الكويت وقفت موقفا سيئا اتجاه خروج العراق من البند السابع للأمم المتحدة وكذلك الكويت تمادت في تجاوزاتها على الحدود العراقية...السعودية ومصر وسوريا والأردن والعديد من دول الغباء العربي تدعم الإرهاب العربي وتموله بقوة وتصدر الانتحاريين لقتل السلام في العراق.. كان ممكن أن تردع أمريكا كل ذلك... لكن أمريكا يتبين من واقع الأمر أنها لا تريد حصول نصرا احد على احد تريد من الجميع بان يبقوا صغار متناحرين في اشد حالات ضعفهم من اجل مصالحها... واستمرار هيمنتها وفرضها القرارات ....أمريكا بعد سيطرة الأحزاب الدينية على السلطة بالعراق سحبت يدها وبدأت لا تمانع ولا تضغط على الإطراف التي تدعم الإرهاب لان ذلك يخدم مصالحها بإضعاف الإسلام السياسي وإفساد السلطة ومتسلقيها وفعلا هذا ما حصل...كما أن أمريكا أوقفت دعمها  للعراق الذي يتصدره الإسلام السياسي الذي ترفض التعامل معه أمريكا بايجابية وتبقى حذرة منه.. وعملت أمريكا على أن يبقى العراق ضعيفا هزيلا...لان الإسلام السياسي أمريكا تعده عدوا لمصالحها دائما وذلك لان الإسلام السياسي عندما تتوفر له الظروف الصحية المناسبة فانه سيتحول الى فكر راديكالي يضرب المصالح الأمريكية .... لذ فان أمريكا حذرة جدا من هذا... وعملت على جعل الإسلام السياسي حائرا في مواقفه وحائرا في أسلوب إدارة الدولة مما جعل بعض الجهات السياسية والحزبية الإسلامية في الانتخابات الأخيرة تدعي بأنها أحزاب علمانية أو تميل للعلمانية لكي تخفف من حدة الخلاف مع أمريكا وتخفف من حدة مشاكل البلد الداخلية...

لكن الوقت لم يفت بعد على الحركات السياسية من الانتباه للمرحلة القادمة يجب الانتباه أن رجل المرحلة لازال يستطيع أن يفعل الكثير ويجب احتضانه ودعمه لغرض النهوض بالبلد وبناء عراق ديمقراطي حرا قويا يكون قبلة الشرق ويكون مثالا رائع للرقي الحضاري .... رجل المرحلة ليس بعثيا ليس فاسدا رجلا وطنيا .. رجلا لا يساوم على حقوق الشعب.. رجلا يحمل بين ضلوعه نبض وطنية حقيقية رجل المرحلة عراقي وطني يحترم وحدة العراق يعمل على حفظ القيم الدينية  وعدم التجاوز على المقدسات لجميع العراقيين... انه ثعلب السياسة فعلا نتمنى على الكتل الوطنية التي لها ارث نضالي أن تنظر للموضوع بشيء من الروية وبعد النظر.. أن رجل المرحلة كان العراق كله  يهتف باسمه بعد السقوط مباشرة.. انه من يحمل فكر الخلاص الحقيقي..انه شجاع ذكي استراتيجي الرؤية ومخلص لوطنه .. يجب عقد حلف معه يجب أعطائه دوره الذي يستحقه لا نقول ذلك من اجله وهو يستحق ذلك لكن نقول ذلك من اجل العراق.... ندعو جميع الحركات الوطنية  الى التأمل بقابليات السياسيين العراقيين من هو الأجدر بان يكون رجل المرحلة من هو الكفء بالحوار بالمفاوضات من الذي يستطيع أن يعرف مخارج القرار الأمريكي من الذي يستطيع أن ينقذ العراق أن تم التضامن معه ...يجب تشخيص رجل المرحلة وعدم التخلي عنه من اجل العراق...كفى أنانية كفى رؤية قاصرة كفى تجارب فاشلة...العراق لا يتحمل تجارب فاشلة أكثر هيا للحقيقة هي لخلاص العراق....

د.علي عبد داود الزكي drali_alzuky@yahoo.com

90
المــــــــــــــــــــــــــالكي:لا يعلم بوجود الفساد ؛؛المرعب في دولة اللاقانون؛؛!!!

قبل يومين شاهدت في أحدى الفضائيات السيد رئيس الوزراء المالكي وهو يتحدث مع مجموع من الصحفيين وينفي بشدة وجود فساد مرعب ومخيف في العراق..يبدو أن السيد المالكي لا يعلم بوجود الفساد في حكومته ..ويقول أن الفساد محدود جدا...ويطلب من أي شخص لديه معلومات أن يقدمها ليساعده في كشف الفساد وليحاسبه.. عجبا يا سيادة رئيس الوزراء...ألا تعلم بوجود الرشوة المستشرية في كل دوائر الدولة ألا تعلم بالترهل الإداري والبطالة المقنعة ألا تعلم  بسرقات الفاسدين في دوائر الدولة ألا تعلم بان المواطن العراقي مستضعف ذليل أمام عدم احترام القانون وعدم احترام حقوق الإنسان في اغلب مؤسسات الدولة التي تبتزه ولا تحترمه ولا تحترم حتى القانون ... يا سيادة رئيس الوزراء أذا كنت لا تعلم فلا تطلب دليلا على ما نقول...لان الشمس لا تحتاج دليلا لكي نراها ويراها الآخرون ومن لا يراها يحس على الأقل بحرارتها... لكن المشكلة الفساد ظلام وعتمة...كل ما عليك يا سيادة رئيس الوزراء أن تخرج وتزور الدوائر وتزور المؤسسات لترى السوء العظيم وترى قلة الخدمات وترى عدم احترام الإنسان العراقي (أليس هذا فساد)...سترى الإداريات الدكتاتورية المقرفة ...لماذا لا تسال عن معاملات المواطنين كم يستغرق انجازها ولماذا الموطن هو الحلقة الأضعف في حصول أي خطا بالمعاملة أو ضياعها بسبب سهو وفساد موظف يا سيادة رئيس الوزراء  كلامك غريب ولا نعلم كيف نطقت به..لا نشكك بوطنيتك وحبك لوطنك لكننا نستغرب كلامك ونتعجب له هل ظلال المنطقة الخضراء تجعلك لا تحس بألم العراقيين ومعاناتهم... لا توجد كهرباء  أليس هذا فساد لا يوجد ماء صالح للشرب أليس هذا فساد لا توجد خدمات لا توجد حدائق خضراء أليس هذا فساد ...  الأوساخ في كل مكان من أماكن العاصمة الدوائر مسيطر عليها من قبل أدارت فاسدة سارقة(مافيات وعصابات)... قد لا ترى السرقة بالأوراق (الأوراق سهل جدا تزويرها وسهل جدا أخفاء الفساد فيها) لكن اذهب وانظر ما يقدم في هذه الدوائر انظر الى أسلوب التعامل مع المواطن انظر الى ابتزاز المواطن ..انظر الى بنايات الدوائر وانظر قلة الذوق في الانجاز انظر الأثاث الذي يتم شرائه في الدوائر من أردئ النوعيات لا يستخدم ألا لسنة واحدة في أحسن الأحوال ليتلف ويستهلك  ومن ثم تخسر الدولة من جديدة لشراء أثاث رديء أخر(وطبعا يتم شراء ذلك على اساس انه من اجود النوعيات) أليس هذا فساد .. الأثاث في الجامعات والمدارس سيء جدا وغير لائق والأبواب في اغلب الدوائر شكلها بشع ومكسرة وقذرة ولا نعرف لماذا هكذا هي؟أليس هذا فساد.. أين الحضارة أين الذوق؟؟؟ هل هذه هي الأمانة والنزاهة أم أن هذا فساد؟!!!...أنصحك يا سيادة رئيس الوزراء أن لا تبحث عن الفساد بالأوراق لان الأوراق يوجد من يزورها لكن الواقع الأليم الذي يعيشه العراقي بسبب الفساد لا يمكن أن يخفيه احد... هل تعلم يا سيادة رئيس الوزراء أن صدام كانت ميزانية دولته لا تتجاوز 5 مليار سنويا؟؟؟  وكانت حكومته فاسدة وفيها سراق ... لكن ليس كما نرى الآن..كان شعبنا منتج وكان يوجد شيء من النظام واحترام للقانون.... أين الانجازات العظيمة أين تذهب أموال الدولة الآن؟... يا سيادة رئيس الوزراء عليك أن تسال المسئولين والإداريين من أين لك هذا...هناك من يشرعن السرقة هناك من يصدر قرارات ادارية لمصالحة الشخصية قبل الحزبية... يا سيادة رئيس الوزراء التزوير وصل حدا مخيف ومذهل هل تعلم كم شهادة مزورة في الجامعات كم من خريجي الجامعات ليس لديهم شهادة إعدادية... كم من الخريجين والنواب يضعون الدال أمام أسمائهم بالباطل(ما شاءا لله كل الحكومة دكاترة)... ألا تعلم بكل هذا أسالك بالله أن تسال وزرائك ووكلاء وزرائك ليقولوا لك الحقيقة... هل تعلم بأنه توجد جامعات مرخص لها في العراق تعطي شهادات غير معترف بها من قبل وزارة التعليم العالي العراقية.. أعطيك مثالا هل تعلم بوجود جامعة بريطانية(سانت كليمنتس) في شارع فلسطين مستأجرين لها بيتا صغيرا تمنح الماجستير والدكتوراه..هل تعلم بأن هذه الجامعة يدرس فيها عشرات النواب .. وهل تعلم بان احد وزراء حكومتك حصل على شهادة منها... وهل تعلم بان الموافقات الأمنية لهذا الجامعة حصلت عليها من قبل وزير أخر من وزراء حكومتك... لأنه يدرس فيها.....يا سيادة رئيس الوزراء ألا يعد هذا فساد.... يا سيادة رئيس الوزراء لا نتهم الوزراء بالفساد بتوقيع العقود بالمليارات كما فعل (حازم الشعلان وزياد القطان وأيهم السامرائي.... في حكومة أياد علاوي).. لكن  هل وزراء حكومتك يعملون بمهنية هل  ينصفون الإنسان العراقي... يا سيادة  رئيس الوزراء يبدوا انك تنظر منطقتك الخضراء فقط (كهرباء متوفرة ماء متوفر ووقود متوفر اذن لا يوجد فساد) لماذا يا سيادة رئيس الوزراء لا تجربوا أن تعيشوا بمنطقتكم الخضراء بخدمات مشابه لخدمات أي حي شعبي لمدة شهرا واحد لكي تعرفوا معنى الفساد يا سيادة رئيس الوزراء ؛؛ لو يتم تسليمي أدارة مجمع المنطقة الخضراء شهر واحد فقط لجعلت الحكومة تعرف ما يعانيه الشعب؛؛... ألا تعلم بما يتم سرقته من أموال ومقاولات ألا تعلم انه رغم الصرف الهائل من أموال من قبل ميزانية الدول لازال العراق يعاني سوء خدمات ويعاني المرارة ويعاني الكوارث التي لا يمكن أن نفهمها ألا بأنها فساد... اخبرني يا سيادة رئيس الوزراء لماذا الايفادات والدورات للموظفين الى الخارج يذهب فيها في الاغلب الإداريون وذوي الواسطات ..لماذا التراجع مستمر على مختلف الأصعدة في بلدنا ...العالم يتقدم يوميا ونحن نتراجع يوميا ... العالم يتقدم يوميا ونحن نتراجع يوميا ....نتراجع بمستوى الخدمات ومستوى التعليم ومستوى الثقافة والاقتصاد ... وأصبحت لدينا البطالة  كارثة تتعاظم بشكل مخيف مع الزمن... لماذا زحفت الصحراء على مناطقنا الزراعية.. ليس الفاسد هو فقط من يسرق لكن الفاسد من يستغل منصبه لأغراض شخصية من لا يقوم بدوره بكفاءة من يمنع الخير ويحمي السوء ويتصرف بدكتاتورية يا سيادة رئيس الوزراء كل من لا يحترم العراقيين ألا بالشعارات فهو فاسد وما أكثر الذين تربوا على شعارات صدام الكاذبة... يا سيادة رئيس الوزراء لا تصدق المتلونين ابحث عن الحقيقة ابحث عن الحقيقة فان الله سيسالك عن ذلك ... ماذا نسمي السكوت على الفاسدين ...يبدوا يا سيادة رئيس الوزراء انك تخشى انهيار الحكومة لو تم محاسبة الفاسدين ؟؟  أن من يسرق دينار فاسد من يسرق مليار دينار فاسد ... من يبدد ثروات البلد فاسد ...أتمنى من كل مناضل عراقي بموقع المسؤولية أن ينتبه الى كلماته جيدا وان يتلمس الحقائق بين المواطنين البسطاء ولا يبحث بين  المسئولين(برجوازيات العصر الجديد مافيات التسلق وسحق امال الشعب مافيات التسلط القهري دكتاتوريات التشرذم والمحاصصة الادارية) عن أي حقيقة ... 

يا سيدة رئيس الوزراء أذا قلت لا يوجد فساد في دوائر الدولة فأتمنى منك أن تأمر بأجراء انتخابات داخلية في جميع المؤسسات الدولة لانتخاب الإدارات فيها... فإذا تم انتخاب 30% من الإدارات السابقة فيها...هنا سأبصم لك بالعشرة وسأعترف بأنه لا يوجد فساد بالعراق... أما أذا لم يتم ذلك فاعلم بأنك تتكئ على سوء وسينهار هذا السوء عاجلا أم آجلا ... نحتاج الحزم العادل ....لأنه لا قانون ولا نظام فيك يا دولة القانون... البعثيون يعيثون بالارض الفساد والإدارات المتسلطة المتحاصصة متربعة  باسوء فساد على ممالكها الإدارية التي نرى بأنها خلال السنوات الاخيرة سجلت لعصابات ومافيات فلان وفلان... عليكم أن تخافوا الله فينا يا سيادة رئيس الوزراء..

د.علي عبد داود الزكي drali_alzuky@yahoo.com

91
من أيقظ ؛؛البرلمان النائم؛؛؟؟؟ وهل لصحوته معنى؟

حكومتنا البرلمانية هشة وغير حازمة ومتخاذلة والفساد هو شعارها ..أن الحكومات البرلمانية عادة ما تكون فاسدة وضعيفة وهشة خصوصا بوجود كتل متصارعة فيها عرقيا وطائفيا...مضت ثلاث سنوات والبرلمان العراقي لا يفعل شيء ولا يشرع سوى قوانين ملذاته ويشرعن سرقاته... البرلمان النائم الذي لا يحترم رأي الشارع ولا يحترم عدل ولا قيم... برلمان العجز والعوق.. برلمان التخاذل سقط فيه المناضلون وتحلفوا مع النفاق... وساوموا على حقوق الشعب باسم المصالحة  ... تصرفوا بضعف وتخاذل... لم يخرج منهم قرارا حازم وشجاع ألا بما يخدم مصالحهم...  لماذا لم يشرعوا:
قوانين النزاهة لماذا لم يشرعوا قوانين محاسبة الفاسدين لماذا لم يشرعوا قوانين النقابات والروابط والاتحادات التي هي خير مقوم لعمل المؤسسات الحكومية.. هل البرلمان كان نائم  3 سنوات أم انه اخرق... أم أنهم لازالوا في مرحلة طفولة الديمقراطية في هيكلية البناء للدولة..القرارات  معطلة مرة باسم المحاصصة ومرات باسم عدم اكتمال النصاب ومرات لان احد زعماء الكتل مشغول أو مزاجه سيء.. هل لهذا البرلمان  معنى؟ هل له قرار؟!!! ...هل تتوقف الحياة لان حضرات النواب لا يعرفوا أن يعقدوا اجتماعات متواصلة هادفة؟؟؟!!!.... لماذا هم عاجزون عن فهم مشاكل وهموم المجتمع؟ ... أذا كانوا يعترفون بأنهم عاجزون وغيب دورهم الم يكن من الأفضل أن يحل البرلمان لينتخب غيره (أين وطنيتهم أين حبهم لبلدهم؟).. نعم المشاكل كثيرة ...لكن هل تبيح هذه المشاكل مهما كانت  استشراء الفساد في كل مؤسسات البلد وتدهور المفاهيم والقيم المؤسساتية ... هل حب العراقي لوطنه كذبة.... أنا لا اشك ابدا بحب غالبية العراقيين لوطنهم بقدر ما اشك بوطنية اغلب العاجزين في مجلس النواب واشك بوطنية الساكتين الحكوميين عن الفساد في حكومة الغفلة والطرافة والتراجع ... وما أكثر الفساد في دولة اللاقانون....

لماذا تحرك اعضاء مجلس النواب الآن لماذا نهضوا من كهف نومهم  الطويل.. ماذا يريدون؟ ...هل هو صراع الانتخابات أم خدمة المواطن؟..عجبا لبرلماننا النائم 3 سنوات وفي لحظاته الأخير يكتشف انه مغيب وانه يحتاج أن يحاسب ويحاسب ليثبت وجوده... كان البرلمان مغيب!!!  لكن من غيبه؟ هل غيب البرلمان نفسه أم قادة الكتل هم من غيبه ؟! هل  الكتل المتوافقة هي من غيب دور البرلمان؟... البرلمان المفروض يراقب عمل مؤسسات الحكومة ويحاسب المفسدين  ويشرع القوانين لصالح المجتمع...لكن ماذا فعل برلمان الصدفة السياسية ؟!!!.. أين المدنية أين القوانين الصادقة السليمة؟ وهل ممكن أن يميز القانون بين عراقي وأخر على أساس المذهب أو العرق أو الدين ؟.... يا برلمان النائمين....أين انتم من العراق أين انتم من الوطنية والإخلاص؟!!.. كل ما تفعلونه لن يبيض صفحات تخاذلكم السوداء ولن يبرر وهن قراراتكم....  الشعب لن يثق بالفاسدين لن يثق بحكومة التخاذل التي سحقت آمال المجتمع لكن شعبنا مسكين وليس امامه خيار ... يقال أن محاسبة الفساد سوف تسقط الحكومة.. وهذا يعطينا تصورا عن حجم الفساد الحكومي ( الحكومة بأغلب رجالاتها فاسدة) ....هل الشعب يقف مع حكومة  الفاسدين ويفرح ويهلهل لاستمرارها؟!!!!  أن الحكومة الفاسدة ما فائدة استمرارها؟ ..  يجب أن يفهم النواب أن الحكومة ممكن أن تسقط لكن الدولة لن تسقط لان الجيش هو من يحميها... ونحن نرى الحكومة لم تعمل على بناء جيش قوي ممكن أن يحمي الدولة ويحمي  ثروات البلد من السلب والنهب ومن تدخلات الجوار... فلماذا لم يبنى جيش قوي خلال السنوات الماضية.... ؟؟؟؟ ذلك لم يتم لان الحكومة تخشى ظهور جيش عراقي قوي  قد يستجيب لإرادة الشعب ويقوم بإزالة الفساد ومحاسبته...هنا الفساد هو ليس مسئولا او وزيرا وإنما هو الحكومة باكملها ...لماذا حكومة ديمقراطية الغفلة لم تبني مؤسسات ديمقراطية لماذا لم تعمل على بناء مؤسسات تعمل بديمقراطية داخلية (ديمقراطية مؤسسات)؟؟؟ الحكومة ومتحاصصيها لم تفعل ذلك لأنها قسمت مؤسسات البلد الى مؤسسات حزبية ويتم تعين الإدارات فيها وفق المحاصصات الحزبية ولا يحترم رأي منتسبيها ولا يحترم فيها رأي مجتمع ... مؤسسات البلد فاسدة لأنها لا تمثل ألا دكتاتوريات سرقة ونهب ومحاصصة... بعد السقوط كان اغلب الوافدين من الخارج من مزدوجي الجنسية الذين عوائلهم تعيش خارج العراق بدؤوا  يبحثون عن أسماء محلية... بدؤوا يبحثون عن شخصيات  تعمل معهم وتمثلهم وفعلا تسلق هنا منافقوا الداخل وحرباوات الزمان وأصبحوا حاشيات للأمراء الوافدون (امراء مافيات السرقة)... وبعد تسلم الأمراء من مزدوجي الجنسية الحكم قاموا بتعيين متسلقي السلطة في الكثير من المناصب لكي يؤسسوا مافيات كبيرة تدعمهم وتزين أعمالهم وتساعدهم على الفاسد والسرقة.... وللأسف ذلك خلق فجوة كبيرة بين المجتمع وأمراء الغفلة.... وفساد متسلقي السلطة أصبح وباء لا يمكن مقارنته حتى بفساد أعوان صدام في سلطة البعث السابقة.. والمواطن البسيط ساكت لا حول ولا قوة له  بسبب الفاسد والإرهاب والمافيات التي تهدده في كل شيء.. قبل فترة كنت أتحدث مع احد المسئولين في الحكومة حول قضية فساد ادري  فقال لي بالحرف أن المسئول الفلاني فاسد... لكن لا يمكن أن استبداله لأنه لا يوجد بديل له!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! هنا استغربت جدا وتعجبت لهذا القول .... وفهمت بان السبب هو المحاصصة الحزبية والطائفية هي من تمنع إزالة الفساد والفاسدين.. لان الأحزاب لا تريد شخص صالح مستقل وتكنوقراط يمسك المنصب لمصلحة البلد وإنما تريد شخصا مواليا لها شخصا مواليا ومؤيدا لكتلتها أو يجب أن يكون احد رجالاتها حتى لو كان هذا الشخص غير جديرا بالمنصب وغير كفء.. عجبا لهم لماذا في بداية وصولهم للعراق وتسلمهم السلطة كانوا يضعوا بالمناصب أول شخص يطرق الباب ويعلن لهم الوفاء والبيعة... وهذا يذكرني بإحدى القصص القديمة (التي تقول بانه في إحدى المدن قديما عندما يتوفى الملك.. يخرج أهل المدينة وينتظروا بباب المدينة وصول أول شخص للمدينة لكي يعينوه ملكا عليهم).... وهذا فعلا ما حصل في حكومة الصدفة فلربما بائع نفط أصبح وزير أو وكيل وزير(بالصدفة) مثلما أصبح بائع الثلج سابقا وزير... هذه هي حكومة الصدفة ..

المفروض أن يكون مجلس النواب حازم ويعمل ويشرع ويقرر ولا يهتم لتفاهات الخائبين ومن الذين يعملون على إفشال العراق الجديد.. أحيانا أرى بعض النواب يتحدثون بأسلوب بعثي غبي جدا وطائفي جدا ويتباكون على نظام الغباء السابق... هنا أقول من وضع شروط الترشيح لمجلس النواب ؟ ؟؟؟ وكيف وصل المجرمون الى مجلس النواب؟!!!  كان يجب أن تحدد شروط الترشيح بدقة ويجب عدم التهاون بها.... أن الذين كانوا يعملون على إفشال الديمقراطية أقلية عددهم لا يتجاوز 10% من البرلمانيون  لكنهم نجحوا في إفشال الحكومة وإسقاط أهدافها... نجحوا في فرض رؤيتهم الظلامية على الحكومة وجعلوها حكومة دكتاتورية وسرقة وفساد... نجحوا ولم تنجح الكتلة الأكبر في مجلس النواب في الحفاظ على حقوق ناخبيها وتحفظ هيبة الحكومة...

البرلمان النائم شمر عن ساعديه وبدا يهتف بشعارات كاذبة جديدة يهتف ويهتف ويناغم عاطف الإنسان البسيط ليخدعه مرة أخرى ويسرق صوته.. وهنا نقول للأسف  لم يظهر بديل الإصلاح الديمقراطي .... لذا فان المواطن العراقي سوف لن يكون له خيار بالانتخابات القادمة... وخياره هو أما أن يكون سلبي ولا ينتخب أو يذهب لينتخب قوائم العتمة السابقة بأسمائها وخيباتها الجديدة.... سوف نرى الكثير من الشعارات البرلمانية في المرحلة القادمة مع اقترب موعد الانتخابات..

الأمل الوحيد بالإصلاح السياسي في المرحلة القادمة يجب أن تتقدم به الكتل التي لها ارث نضالي كبير اذ عليها أن تصحح مساراتها ويجب أن تبدأ بالإصلاح الداخلي ويجب عليها أن تحدد  مرشحيها بدقة وان تستبعد الفاسدين والمتلونين ورموز البعث السابق من قوائمها.. وألا  فإن الألم سيتكرر وسوف يمهد ذلك الى تحفيز الجيش للقيام بواجبه في محاربة الفساد الحكومي وذلك عاجلا أم أجلا...

د.علي عبد داود الزكي drali_alzuky@yahoo.com


92
استقراء للواقع السياسي العراقي؛؛الليبرالية العراقية بداية أم نهاية؛؛

أن الزمن يسير ولا يكرر نفسه ألا بصور جديدة ورموز جديدة ولا يمكن استنساخ ماضي الحدث بصبح تمني جديد...أن الحركات الجماهيرية التي  تسيدة الساحة العراقية في فترة زمنية ما واستبعدت لظروف قهرية بسبب تسلط دكتاتوريات البعث السابقة وبقيت هذه الحركات تتنفس هواء الذكرى ولم تجد ما تمد  به الشارع العراقي في عراق ما بعد زوال الأصنام... لذا دخلت هذه الأحزاب والحركات الوطنية في لعبة السياسية المشوهة... أنهم الآن يعيشون الماضي واغلب قياداتهم الفكرية الوطنية استبعدت لأنها لم تستطع أن تتأقلم مع الوضع الجديد لم تستطع أن تنزع سمة الوطنية وتمارس الرذيلة السياسية... لذا تسلق النفاق السياسي وتصدرت أسماء جديدة لم نعرف لها تاريخ نضالي سوى ضبابية ونفاق وتلون.... وتقدم باسم النضال السابق من لا يريد ألا قطف الثمار بشرهة والتنعم بخيرات البلد على حساب المجتمع ... لم يتصدر الوطنيون المخلصون... وهذا الكلام ينطبق على غالبية الحركات السياسية.... وخصوصا الاسلامية... أن الحركات بقيت تعيش على ارث الماضي ولم تفعل شيء لعراق اليوم.. لم نرى ولوج لهم في الشارع العراقي خصوصا بعد حقبة طويلة من الاستبعاد والانقطاع عن الشارع العراقي..تصدت الحركات الإسلامية منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمن لنظام البعث..وأصبحت متسيدة للساحة العراقية بشكل مطلق(حتى وان كان بشكل مستتر وبشكل خفي)... لان النظام السابق قد اجتث جميع الحركات الوطنية التي ناضلت ضد إرهابه وبطشه... لكنه لم يستطع أن يجتث الفكر الإسلامي الذي أصبح أمل الخلاص الوحيد من ظلم الدكتاتورية البعثية... لأنه عقيدة لا يمكن أن تتشوه رغم إرهاب السلطة وبقيت الحركات الدينية هي من تهدد امن النظام الدكتاتوري السابق...بعد سقوط صنم بغداد اغلب الحركات والأحزاب العراقية رجعت  الى العراق  والكل يبحث  له عن موطئ قدم في حكم العراق الجديد ... لا يبحثون عن خلاص للشعب وإنما يبحثون عن كيفية استثمار المواقف لنيل الجوائز والمكاسب باسم النضال... ومما يعرف أن الثوار غالبا ما يتقاسمون المكاسب بعد إسقاطهم نظام الحكم المستبد....فمن اسقط النظام الاستبداد الصدامي هل أسقطه  نضال المناضلين السابقين أم جيوش أمريكا التي عبرت القارات.!!! هنا نقول بان  وراثة الاحتلال ما هي ألا وراثة لقيطة.... اغلب الحركات السياسية توقعت تضامن شعبي كبير معها وتوقعت أنها سوف تتسيد الساحة العراقية بسهولة لما تمتلكه من مبادئ في كتبها وأدبياتها.. بعد 6 سنوات على سقوط النظام وبعد الانتخابات الأخيرة خصوصا نقول ظهرت حقيقة (لا نعرف هل هي حلوة أم مرة) وهي أن الماضي (الحركات النضالية) ما قبل عام 1980 انتهى وكلما تقدم الزمن سوف يضمحل أكثر فأكثر.. أن التراجع والاضمحلال للأسف سيحصل رغم وجود فساد للكثير من الحركات الإسلامية المتسيدة ساحة المساومة والتي لبست ثوب الغش والنفاق والتملق.. أن  امتدادات الحركات الإسلامية قوية ومتينة لا يمكن أن تقطع بسهولة..وذلك بعد ثلاث عقود من التجهيل الفكري والمعرفي للإنسان العراقي وبعد سنوات إرهاب وتسيد الفوضى واللانظام... وتسلط مافيات إسلامية راديكالية على أرضية الواقع العراقي والتي منعت أي ولوج للفكر الليبرالي للشارع العراقي بعد السقوط... لذا هنا نتوقع بان الحركات الليبرالية سوف لن يكتب لها نجاح يذكر في المستقبل القريب ألا أن عقدت تحالفات مع أحزاب عرقية أو إسلامية طائفية وبذلك سوف تسقط أهم أساسيات وجودها وأهدافها..

الشارع العراقي فتي ولا يذكر الماضي...فكل ما يذكره غالبية الناخبون العراقيون الذين نسبتهم تتجاوز60% وهم فئات عمرية لا تتجاوز 30عام: هو أحداث الحصار ورجالات الساحة العراقية الداخلية في التسعينات كما يذكروا ماسي الإرهاب وديناميكية الحركات على خارطة الساحة العراقية خلال الأعوام الأخيرة.... هنا نقول لينظر وليتبصر المفكرون بهذه الحقيقة... لذا فان أكثر من نصف الناخبون هم لا يدركون ما حصل بالثمانينات...قبل فترة التقيت بشخص مثقف ويحمل شهادة عليا عمره لا يتجاوز 30 عام وجدته لا يعرف تاريخ العراق في الثمانيات ولا يعرف كيف عاش العراق في تلك الفترة ولا يعرف الحرب التي دارت وما هي أسبابها وماسيها...هنا تأملت وقلت في ذاتي كيف أذن لهذا الشخص أن يعرف بحركات ناضلت بالعراق في الخمسينيات أو في الستينيات أو حتى السبعينيات.... لذا نقول التجدد طغى على كل شيء... فلا نتوقع من الحركات النضالية التي ناضلت ضد الدولة العباسية وناضلت ظلم هارون الرشيد أن يكون لها وجود حقيقي الآن ألا في كتب التاريخ....

هنا نقول يجب على الوطنيون أن يكون لهم وجود حقيقي بالشارع وعليهم أن يعلنوا عن فكرهم...ولنسال هنا أين كتبهم؟ أين مفكريهم؟ هل فيهم من كتب للشباب الجامعي؟ هل فيهم من كتب بأسلوب يجذب الشباب دون أن يمس العقائد الدينية؟....وهنا نقول  لا يوجد من ثقف الشارع العراقي !! وكما أن الشارع العراقي لا يهدءا ولا يقرا ألا في ظروف الاستقرار الأمني والمعيشي..لذا توجد حلقة مفقدوه ويجب أن يتم دراسة ذلك من اجل الوطن وليس من اجل الحركات والأحزاب فقط فأين الوطنيين...وللأسف الصراع لازال مستمر والكتب التي تثير العنصرية والتطرف منتشرة هنا وهناك وهي ما يقبل عليها غالبية الجهلة لقراءته بنهم شديد... لذا  الخيبة كبيرة لمن لا يستطيع أن يتواصل مع الفئات العمرية الشبابية ... وخلاص العراق لا يتم ألا على أيدي شبابه الواعين المثقفين فمن يثقفهم ويمنحهم خيمة الوطنية الحقيقية... أن اغلب الحركات أصبحت في مرحلة الشيخوخة لذا عليهم أن يفهموا أن حركاتهم قد أصبحت جزءا من التاريخ فقط وليس لهم وجود حقيقي على أرضية الشارع العراقي.  ...

السلطة غالبا ما تمثل الفكر المؤسساتي الذي يؤجج روح التلاحم ويبنى على عصبية فكر مقدس يستحق النضال بنظر من يؤمن به وهذا صحيح بالنسبة للغالبية الاجتماعية التي تعيش حياة مستقرة ومرفهة.... لكن يبقى أهم عامل من عوامل الاستمرار المؤسساتي السلطوي وهو التمويل المادي وأي حركة لا تمتلك التمويل المادي فأنها ستفشل بقوة وتتراجع حتى وان كان فكرها يحمل الخلاص الحقيقي لكل البشرية   (ما فائدة أي فكر أصحابه يموتون جوعا وحرمانا ويتناقصون مع الزمن )....هنا يجب على جميع الحركات الفكرية أن تطرح أيدلوجيتها الفكرية للخلاص الوطني..ويجب أن تكون هذه الايدولوجيا مقبولة من  قبل المجتمع وتنظر بإستراتيجية مستقبلية وتمتلك حزم خصوصا في مجتمعاتنا ..فمن لا يتملك الحزم لا يكون محترما ألا بحدود ضيقة جدا خصوصا بغياب قانون الدولة وتسيد الفوضى واللانظام... والحزم غالبا ما يعمل به الشباب ولكي يكسب الشباب يجب امتلاك السلطة (السلطة هي عصبية فكر ومادة) ويجب أن يكون هناك تمويل معقول للحركات والأحزاب...وهنا سيكون لدينا أشكال حقيقي هو أن أي تمويل خارجي هو خيانة وعدم استقلالية... وان أي تمويل داخلي هو غالبا ما يكون فساد وسرقة لمؤسسات البلد والتجاوز على حقوق المجتمع مثلما يحصل الآن من قبل غالبية المتحاصصين... لذا المعادلة صعبة جدا ... وهنا نقول على منظري الحركات العلمانية والليبرالية أن ينظروا الواقع وعليهم أن لا يجتروا الماضي كحاضر لان لكل زمان رجاله وفكره... عليهم أن يستنهضوا فكرهم بنظرة جديدة وعليهم أن لا يكابروا.. فان ما يكتب بالتاريخ عن النضال باحترام أفضل من أن يكتب عن نهاية الحركات السقوط والرذيلة وبيع القيم والمبادئ...هنا ممكن أن نلاحظ حقيقة واحدة هي:  عدم وجود أو ولادة أي فكر جديد على المدى القريب في الفكر السياسي العراقي... أن الحركات التي فازت في الانتخابات السابقة سوف تلعب اللعبة من جديد برموزها المزخرفة بأسماء جديدة.. سوف يطلقون شعارات الإصلاح بعضهم يهتف ليوهم الناس  وبعضهم قد يسعى فعلا الى أصلاح بنيوي في هيكليته التنظيمية خصوصا بعد وصول الفساد في العراق الى أعلى مستوياته بسبب دعمهم لأشخاص فاسدين في مختلف مؤسسات الدولة... لكن هنا نقول ما الذي حصل الآن لكي يفكروا بالإصلاح لماذا لا  يصلحوا المؤسسات الحكومية (دوائر الدولة) ويخلصوها من الفساد.. لماذا يتكلموا عن أصلاح للائتلافات السياسية لخوض الانتخابات الجديدة ....هل هي لعبة الانتخابات ؟!!!

هنا نتنبه الى شيء هو: وان  كان ما يطلق من شعارات عن الائتلافات الجديدة لخوض الانتخابات القادمة  هو خداع وكذب!!! ..لكن لن يكون هناك بديلا للمواطن العراقي عنها خصوصا على المدى القريب!!!!!!!!!!!  لذا يجب تفعيل عملية الإصلاح الداخلي للائتلافات الجديدة.. لان الحركات الليبرالية لا تمتلك كاريزما خطابية وفشلت هذه الحركات في جذب الناس أليها وذلك لأسباب عديدة لا نود الخوض بها الآن .... لكن على منظري هذه الحركات أن يتنبهوا لذلك ويتبينوا الأسباب ويعالجوها...أن أرادوا الاستمرار على المدى البعيد...

أتردد كثيرا على شارع المتنبي لأبحث الكتب واشتري ما يعجبني منها وهنا أقول   حقيقة مؤلمة وهي عدم وجود كتابات وكتب جريئة ممكن أن يكون لها تأثير على مستوى الفكر للمجتمع ولا أرى أي كتاب برزا وحللوا الوقائع بمنطقية  وأعطوا الحلول للمجتمع العراقي ولمشاكله الحالية...و لم أرى من يكتب ألا وفق رؤيته الآنية القاصرة الضيقة... أن الغالبية لا ينظرون بإستراتيجية لمصير العراق كأمة وكيفية النهوض بفكره وحضارته وتوحد شعبه....لذا نقول على الحركات التي أنجبتها محنة العراق أن تستمر وان تبقى تواكب التطور ولا تستسلم... ونقول لمن لا يمتلك منظرين واقعيين.. ومن لا يمتلك كاريزما التأثير على الرأي العام  بأنه أصبح ماضي  فقط أن كان له ارث نضالي حقيقي.. أو انه عبارة عن فقاعة صابون أن كان طارئ فقط....

أن الكتل الكبيرة المكونة من ائتلافات غير متجانسة وفوضوية القرار والرأي للأسف نقول أنها كمجموع ائتلافي تفتقر الى الفكر الموحد الناضج والسليم  للنهوض بالبلد من واقعه المر...أن غالبية مكونات هذه الكتل تعمل بأسلوب تصارع ينهكها ويجعلها ضعيفة وغير حازمة اتجاه ابسط مشكلة تحتاج الى قرار جريء فان تناقضاتهم ستطفو وتسبب تصارع داخلي ليخرج قرارهم هزيل وعاجزا .. كما أن فساد بعضهم سوف يسبب سكوت ومساومة على حساب حقوق المجتمع اتجاه الكتل الأخرى والتي غالبا ما تعمل وفق نفس المبدأ...أن غالبية مكونات الكتل الكبيرة قيمهم  وثوابتهم هي الاستمرار بالتسلط والاستمرار بالسرقة والتنعم بثروات البلد على حساب المجتمع أي أن هدفهم يحدد سلوكهم أي أنهم يتصرفون ببرغماتية دكتاتورية .. وبالتأكيد هذا يمهد لمستقبل مجهول قد ينتهي بالبلد الى مأساة بانقلاب عسكري يفرح ويهلهل له المجتمع لفترة من الزمن ... وقد يولد بدوره دكتاتورية جديدة أو يمهد لخلاص وطني حقيقي بظهور وطنية عراقية تجمع ولا تفرق حازمة عادلة تحفظ حقوق الجميع... هنا نطرح تساؤل أيهما أفضل ديمقراطية محاصصة غير حازمة وغير عادلة وغير رحيمة وهي عبارة عن دكتاتوريات تشظي ومحاصصة أم حكومة حازمة عادلة (تحفظ حقوق الجميع) حتى وان كانت حكومة عسكرية..؟!!!!

د.علي عبد داود الزكي drali_alzuky@yahoo.com



93
الاقتصاد الزراعية ؛؛ولجنة مجلس النواب؛؛ فساد متواصل

 ان اهم مقومات الاقتصاد المحلية هي الزراعة ولكي ننهض بالزراعة نحتاج الى  مقومات أساسية لإنجاحها منها توفر الأسمدة وتوفر المياه وتوفر الأيدي العاملة وتوفر الاجواء الامنية المناسبة وسهولة التسويق للمنتج …للاسف في عراق ما بعد السقوط :الأسمدة غير متوفرة ومنظومات الري متخلفة وعاجزة وعاطلة إضافة الى عدم توفر وقود يكفي لتشغيل مضخات المياه للمشاريع الزراعية..اضافة الى ذلك فان الحكومة لم تقم بما يلزم للحفاظ على الحصص المائية للعراق  ولم يتم التفاوض مع دول الجوار بشأنها بجدية خلال الأعوام الستة الماضية … كان المفروض من المحتل قبل أن يتم  توقيع الاتفاقية الأمنية معه أن يحفظ حقوق العراق وحصته المائية مع دول الجوار…ويثبت ذلك باتفاقية رسمية بإشراف الأمم المتحدة.. هنا نقول كان على الحكومة أن تتفاوض مع أمريكا من اجل حفظ حقوق العراقيين قبل التفاوض مع دول الجوار التي بدأت تسرق مقدرات بلدنا …. أو تتجاوز على حدودنا وثرواتنا ومناطقنا الحدودية وتستثمر ما تستثمر لصالحها مستغلة ضعف الحكومة العراقية وعدم جاهزيتها للتعامل بمركزية مع هكذا أمور لذا يجب الحصول على الدعم الاممي لغرض تثبيت حقوقنا ..للاسف نقول ان حكومة المحاصصة لا يهمها شي فان العديد من أعضائها ينتظر تقاعده ليرحل خارج العراق الى دول المهجر ويعيش ويستقر هو وأسرته...ويتنعم بالأموال العراقية...

 ان الاسلام السياسي هو ما تخشاه امريكا في الشرق الاوسط لذا امريكا سحبت دعمها للحكومة العراقية  وجعلتها حكومة عاجزة حائرة لا تعرف مخرجا لازماتها الا بالخضوع لامريكا التي يبدوا انها تتلذذ بخضوع حكومة دكتاتورية التحاصص ...وذلك لان امريكا هنا ستضمن عدم انقلاب سياسيوا العراق الجديد على ما تطمح اليه من مخططات في الشرق الاوسط.... امريكا عملت في البداية على ان تتفاوض على ديون العراق لاطفائها مع كافة دول العالم... لكن بدا شبح الاسلام السياسي الراديكالي  مرعبا وتخشى امريكا ظهوره.. والذي سيقف امام اي مشروع امريكي ...هنا تراجعت امريكا عن ما بدئته.. وبنفس الوقت الجهود العربية المعادية للعراق وما يطلق من هتافات وشعارات ضد العراق الجديد من انه  مارد سيكون خطرا على مصالح امريكا والشرق الاوسط  جعل امريكا تعمل بالاتجاه المعاكس لتوجهها الاول ...وتوقفت عن دعم العراق الجديد في اطفاء ديونه.. ان امريكا لها ثقلها العالمي المعروف... كان ممكن ان تلعب دورا مهما في اطفاء الديون على العراق ...ويمكن ان تكون هي من يفرض حدود العراق على كل دول الجوار لان العراق لا يتملك جيشا ليدافع عن حقوق شعبه... وسلطة المنطقة الخضراء لا يهمها الا كيف تتنعم بخيرات البلد وليسرق من يسرق.. العراق مسروقا  ومعروضا للبيع لكل من يدفع اكثر!!!... ان المتسلقون للسلطة غالبيتهم للاسف نقول  بلا وطنية عراقية  حقيقة .. وانما هم رجال اعلام وكذب وخداع ومكر وسرقة..وجنسيات مزدوجة... لا تؤمن بالعراق الحر الموحد ...

اهم مقومات الاقتصاد الزرعي المحليه  تشتمل :المنتجات الزراعية الأساسية للاستهلاك اليومي هي بالدرجة الأولى  الخضراوات تليها الفواكه والتي لا يمكن الاستغناء عنها ... واستيراد ما يكفي حاجة البلد يكلف الدولة أمولا هائلة. كما ان استيرادها يسبب  تراجع كبير في فرص العمل المحلية ويسبب بطالة كبيرة للعراقيين ... كما أن هذه المحاصيل يومية ولا يمكن أن تخزن لفترات طويلة… بينما محاصيل الحبوب مثل الحنطة والشعير والشلب فأنها محاصيل ممكن استيرادها وخزنها وأسعارها عالميا ثابتة تقريبا . كما أن العراق لا يمكن  أن يسد حاجته المحلية منها… وحتى دول الجوار تستوردها ما يكفيها  من الحبوب ايضا… لذا فان هذه المحاصيل لا تعد محاصيل إستراتيجية لعدم أمكانية أنتاجها بشكل يكفي البلد وبنفس الوقت فأنها لا توفر فرص عمل كبير للمواطن العراقي (كما أنها تحتاج الى كميات مياه كبيرة جدا)… كما أن هذه المحاصيل ممكن استيرادها من دول عالمية مختلفة وممكن خزنها وتوفيرها بأسعار معقولة .. من المعروف بان الحبوب المنتجة محليا تكون رديئة النوعية باستثناء الزر العراقي نوع عنبر.....

 للأسف نرى الحكومة العراقية قامت بإهمال  الزراعة بشكل كبير خصوصا زراعة الخضروات .. وقامت بزيادة أسعار الحبوب بشكل كبير وذلك لمصلحة اناس متنفذين بالدولة...ان زيادة الاسعار هذه سببت هدرا كبيرا  للمال العام ..اضافة الى ذلك  قام العديد من ضعاف النفوس باستيراد حبوب الشعير والحنطة الرديئة النوعية وبيعها للدولة كمنتج محلي  وبأسعار عالية (مسببة خسائر أضافية لاقتصاد البلد) … أن سبب حصول هذا الخطأ الجسيم يرجع الى عدم وجود من يعطي دراسة واقعية وحقيقية للحكومة للنهوض بالاقتصاد الزراعي للبلد … أنا اعرف بوجود ارضي شاسعة تم إهمالها بسبب عدم توفير مضخات المياه رغم توفر المياه قربها … كنت في سنوات قبل السقوط اذهب أحيانا الى احد قرى مدينة الخالص الزراعية وارى أنتاجهم للخضراوات ذات الجودة العالية وكنت أرى الجميع يعملون بالزراعة ويوميا سيارات الحمل المتنوعة تنقل محاصيلهم  الى مختلف المدن العراقية…. أما الآن فان هذه القرية والقرى المجاورة لها اغلب سكانهم عاطلون عن العمل.. بسبب عدم توفر مشاريع المياه وعدم إدامة القنوات وعدم اهتمام الدولة بهذه المناطق الإستراتيجية… التي لو تم استغلالها فأنها ستوفر للعراق ما يكفيه من الخضروات والمنتجات الزراعية الأساسية….الإهمال لازال مستمرا ... رغم أن استثمار هذه الأرضي لا يتطلب أمولا هائلة بل يتطلب وطنية عراقية صادقة وتوفير  محطات ضخ المياه ويتطلب فرض بعض الضرائب على مستوردي الخضراوات من دول الجوار واستثمار أموال هذه الضرائب  لغرض دعم الزراعة المحلية… أن الكثير من أهالي القرى الزراعية أصبحوا عاطلين عن العمل والكثير منهم توجهوا الى الإعمال غير الإنتاجية  وبعضهم بدا يأخذ السلف من الدولة لتربية الأبقار بالغش ( بالحقيقة لا يربون الأبقار) و يستلموا الأموال ليشتروا سيارات  ليعملوا بها ويفتحوا المحلات وغيرها ولا يتم استثمار السلف الحكومية لتقوية  اقتصاد البلد وانما لزيادة انهياره.. وهذه مصيبة أضافية على الاقتصاد العراقي ...

 أن اللجنة الزراعية في البرلمان لا تعمل على النهوض بالزراعة  في البلد لأسباب منها… أن هذه اللجنة مسيطر عليها من قبل بعض رجال البرجوازيات ذوي الأرضي الواسعة في جنوب العراق يملكون (آلاف الدونمات) والذين يزرعون الشلب ويزرعون الشعير والحنطة.. لذا فان مصلحة البلد غير مهمة بالنسبة لهم... أو أن مصلحة البلد يرونها من خلال مصالحهم الشخصية فقط… وهؤلاء هم من اقنع الحكومة بزيادة أسعار الحبوب  وذلك لان زيادة الأسعار سوف تأتي الى جيوبهم هم فقط ولا تخدم نمو اقتصاد البلد أو بمعنى أخر ليذهب العراق للجحيم… رغم أن أنتاجهم غير استراتيجي ولا يكفي البلد وليس له دور في اقتصاد البلد لكن هم من يتحكم بقرارات البلد الزراعية… هنا نقول كان الأحرى بالدولة أن لا تدعم محاصيل الحبوب وإنما تصرف أموال الدولة للنهوض بالاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل جيدة للمواطن وذلك بدعم الفلاحين المنتجين للخضراوات ودعم مشاريع الإرواء في مناطق الوسطى والشمالية خصوصا لأنها ارضي خصبة والمياه فيها عذبة وقليلة الملوحة ... قبل أيام التقيت ببعض المزارعين البسطاء الذين يتمنون أن تلتفت الدولة لهم لتساعدهم  بإقامة مشاريع إنتاجية متوسطة (وحتى ضخمة)  للخضراوات  .. لتكفي البلد من المنتجات عاليات الجودة… ولخفض كلف الإنتاج الزراعي... وهذا ممكنا وليس مستحيلا...هنا نقول يجب الاهتمام الجدي بهذا الموضوع وعلى الدولة ان تنظر لمسائلتين:؛؛ هما توفير فرص عمل للعراقيين والنهوض باقتصاد البلد الزراعي والاكتفاء بالمنتج الزراعي  المحلي من الخضراوات.؛؛.. ومن الممكن أن يصبح العراق مصدرا وليس مستوردا كما هو الآن… فنقول للحكومة هل البرجوازية هي التي تحكم… كفى محاباة وانظروا بإستراتيجية للزراعة في العراق انظروا بعين رحيمة للعراق والشعب.. من يكون بموقع القيادة يجب أن لا يجامل على حساب الحق ويجب أن لا يسكت على باطل ويجب أن يكون شجاع بقراراته…. من يجد نفسه يجامل وهو بالسلطة ..ومن لا يمتلك الشجاعة لإيقاف السوء أو يسكت أمام الظلم الذي يصيب المجتمع فانه لا يصلح ألا لان يصبح دكتاتورا متسلطا لا يحترم الشعب ولا يحترم استقلال البلد ولا يصون حرية الإنسان وحقوقه….هل الإخلاص عملة نادرة أم أن المشكلة...هي في تسيد الفاسدون وسجن الإخلاص والعفة...

د.علي عبد داود الزكي….drali_alzuky@yahoo.com

94
قائمة النزاهة الوطنية ؛؛من سيطرحها بجراءة ؛؛

الانتخابات البرلمانية قادمة قد تكون بركان وتسوانمي تغيير وقد تكون هي بقاء للظلام وعدم الوضوحية تحت خيمة الغبار والفساد لمتسلقي ديمقراطية الأمس (دكتاتورية التحاصص)... والمواطن العراقي بين مغلوب على أمره وبين معارض وبين مخدوع وبين من تم تشويه فكره باسم الطائفية...نقول الخلاص العراقي والشفاء الوطني والوحدة العراقية لا تتم ألا بظهور المخلصون المتوحدون بالقيم الإنسانية والحضارية ويضعون تحت أقدامهم العرقية والطائفية والاقليمية..العراقي هو إنسان وحاجات الإنسان معرفة ولا معنى للعرق والطائفة بحاجات الإنسان (أي أن الشيعي والسني والعربي والتركماني والكردي يشربون الماء ولا يوجد اختلاف في ذلك فيما بينهم أن الماء حاجة وما اكثر حاجاتنا المفقودة)...  هل الأحزاب والحركات السياسية  لديها الجراءة لطرح مسائلة النزاهة قبل أي شيء أم أن النزاهة شعار فقط..... نقول القوائم السابقة المتسابقة على مباهج السلطة فشلت بالرغم من وجود بعض الرموز الوطنية فيها ..لأنها سقطت في مستنقع الرذيلة السياسية... لم تظهر من بين جميع الفائزين في قوائم الانتخابات السابقة  ألا دعاة الأنا وحب السلطة والتجبر الدكتاتوري باسم المحاصصة .. لم يظهر من يعمل بجد من اجل الشعب...و لكي لا نقع بنفس دوامة السوء ودكتاتورية التحاصص من جديد  يجب الانتباه والتمعن في كيفية اتخاذ القرار وكيفية تصحيح المسار....وتوعية المجتمع بما يتوجب الان فعله..

نتأمل الحلول ونتساءل  ؛؛ ألا يوجد بالعراق 1000 نزيه ليتحمل أعباء المرحلة ...ألا يوجد1000 مثقف ومتحضر وأنساني الرؤية وحذق في استقراء الغد ويعمل بإستراتيجية ذكية للنهوض بالبلد ومقدراته؟!... نتساءل ؛؛ نتساءل أين الوطنيون الزاهدون؟؟ أين الأتقياء؟؟ أين المخلصون؟ أين من سيعدلون الدستور ويكتبوا أن العراق بلاد الشمس التي لا تنطفئ؟ أين من يتقلدون المناصب  ويعيشون بتواضع  مثل الناس بأبسط المستويات ويدركون هموم الناس... أين من لا يغريهم مال ولا تغريهم مباهج السلطة... أين من شربوا عذب ماء الفراتين ؟؟؟ أين من يعيشون وسط العراقيين ...أين من يدركون معنى كلمة عراقي ويتنفسوها ..هم وعوائلهم نبض حياة ... أين من يفخرون بالمنتج  العراقي (زراعي ، صناعي ، حرفي) ويعملون من اجل نهوض العراق واقتصاده... ؟؟؟؟؟  لماذا حرباوات الزمان والمكان والحدث .. موجودون بقوة في اغلب قوائم الانتخابات؟ لماذا مناضلون الأمس نسوا معنى النضال ولماذا ناضلوا !!.... لماذ لا يستطيعوا أن يميزوا الأسود من الأبيض... لماذا ضيعوا سيرة نضالهم بسوء أدارتهم وسقوطهم أمام مباهج السلطة.... !!!!...لماذا لا ينظروا بتاريخ كل متملق ومتسلق للسلطة  يتقرب منهم لينال مكاسب على حساب المجموع.. لماذا مناضلو الأمس تخاذلوا ... ولم يعرفوا الصالح من الطالح ... ما فرقهم عن دكتاتورية الأمس الغبية...

العراقيون الشرفاء  النزهاء الزاهدون الذين يعملون بإيثار موجودون... ؟ لكن كيف يظهرون وكيف يمكن أن ندفعهم للتصدي ونحميهم من غباء التسلط والسرقة...الاستقلالية بالرأي والقيم الإنسانية تجعل ذوي الرأي الرشيد في حالة عزلة بظل غياب الدولة (غياب النظام والقانون).... اغلب الفضلاء أصبحوا جالسون في بيوتهم مبتعدون عن السلطة لأنهم لا يسرقون ولا يحميهم احد أذا صرخوا بالسارقين المارقين.... تعففوا بالسلطة وتعففوا بالظهور كقيادات وطنية ...وهم ينتظرون ويترقبون اللحظات ليقوموا بما يتوجب عليهم... لكن للأسف انتظارهم هذا بحد ذاته  هو سلبية عظيمة... لان ذلك يعني بأنهم سيبقون عمرهم  كله ينتظرون احلامهم ... فلا خلاص يأتي بدون عمل وجهاد .. بل ستسير الأمور من  سيء الى أسوء تحت ظلال مافيات وبرجوازيات سلطة ديمقراطية الصدفة.. لنستنهض الهمم للوطنيين الزاهدين الأكفاء نقول...؛؛ الجهاد.. والعمل..والتضامن.؛؛.. هي الحل. .. نقول كفى كفى تعففا بالسلطة... السلطة لا تشرفكم بل انتم من يشرفها.... أن الواجب ينتظركم... والتكليف الشرعي يضع عليكم عبء النهوض بالبلد... هذا كواجب وطني وديني... لا تنغمسوا مع ظلام المرحلة كونوا شعار تغيير وخلاص عراقي..ارفضوا الماضي الغبي والحاضر الأسود...لا تتحالفوا مع السوء انتم الشعب انتم العراق فلا تخذلوا من يراكم خلاص وشفاء وطني... العراق يبحث عنكم...نقول كفى تعففا بالسلطة تقدموا وأدوا دوركم ... بنزاهة بذكاء وشجاعة بلباقة حق تقدموا الجموع ولا تقفوا وقفة المتخاذلين ولا تقفوا وقفة الخاسرين المستسلمين.... تكلموا بجراءة تكلموا بوطنية  وحكمة اصرخوا بالجموع وأوقفوا دوران دولاب الألم العراقي... ليولد فكر الإصلاح الوطني... شرعوا القوانين واكتبوا دستور العراق... بلاد الشمس التي لا تنطفئ...

هل ستولد قائمة انتخابية عراقية للحازمين المتعففين الزاهدين... هل ستظهر قائمة الشفاء العراقي... أم هي حلم..هل حلم أن نرى مرشحون لا يساومون لا يتراجعون مقبلون بشجاعة لحل المشاكل الوطنية بإنسانية وحكمة... لا يبنون قصورهم على اوجاع  الحاجة والعوز الشعبي ..... لا يسرقون لا يجاملون على حساب الحق ... أنهم  حلم الحق.. ونبل أفكار السماء  بهم ترحم الأرض... فأين انتم أين انتم....يا عراقيون وطنيون؟!!!

أذا لم نعمل من اجل ظهور النزاهة الوطنية فأننا سنبحث في نفايات القوائم الانتخابية عن الأقل سوءا... أو الأكثر ابتساما أو الأكثر وسامة أو الأكثر شهرة....ويبقى العراقي يعاني ويلات التراجع ويعاني دكتاتوريات مافيات التسلط....

نتمنى أن تظهر قائمة انتخابية بشروط نزاهة عملية ...وليست وهمية وخادعة.. وان تتوفر بالمتقدمين الشروط التالية:

1.   أن يكونوا ذوي نزاهة مشهودا لها وذوي كاريزما تأثير شعبية .

2.   أن يوقعوا تعهد بالعمل بشرف ونزاهة وإيثار ويعملوا برواتب رمزية وان لا يتقاضوا كما يتقاضى الأمراء من منح ورواتب والشعب جائع...وان لا يشرعوا أي قانون لأنفسهم ألا بموافقة شعبية.

3.   أن يرفضوا مكاسب السلطة ويعيشوا مشاكل الناس ليحلوها.. ويبتعدوا عن الفساد الإداري والتعيينات ويكونوا رقيب على السلطة التنفيذية...


4.   أن يكونوا حكماء وذوي خبرة وكفاءة وحنكة وذكاء..

5.   وان يحترموا الشعب... بان يعملوا بوطنية ولا يؤخروا أي قرار حتى وان اضطرهم ذلك للعمل 24 ساعة باليوم الواحد وبتواصل .. وان  يحترموا من انتخبهم ولا يتغيبوا عن لاجتماعات البرلمانية ...وان يكونوا فعالين في عملهم الرقابي والتشريعي...

6.   أن يسجلوا كل ممتلكاتهم (العائلية) قبل دخول الانتخابات وتحدد معادلة اقتصادية لكل منهم ومن ثم يحسب معدل نمو ثروتهم خلال تسلمهم مناصبهم... وأي زيادة عن المعدل المتوقع  لثرواتهم ..يتم التنازل عنها لصالح ميزانية الدولة ..(يجب أن يوقعوا تعهدا باحترام ذلك).


7.   أن يوقعوا تعهد بان لا يمارسوا نفوذهم وسلطانهم... للحصول على البعثات والزمالات الدراسية والايفادات لهم أو لعوائلهم ... بل كل ما عليهم هو أن يعملوا من اجل المجتمع...ويعملوا على حماية مصالح البلد وثرواته من التبديد...ان لا يتسثمروا اموالهم خارج البلد بعد فوزهم  كنواب برلمانيون...

8.   أن لا يحملوا أي جنسية مزدوجة لا هم ولا أبنائهم...ويجب أن يوقعوا تعهدا باحترام ذلك...(يحملوا الجنسية العراقية فقط)


9.   أن يوقعوا تعهدا بان يعيشوا هم وعوائلهم في العراق الديمقراطي ... حتى بعد انتهاء فترتهم الانتخابية... أو يتنازلوا عن جميع حقوقهم التقاعدية والمالية أذا قرروا العيش خارج العراق هم وعوائلهم..بعد انتهاء فترتهم الانتخابية..

10.   في حالة فشل البرلمان وحله يفرض عليهم عدم الدخول بالانتخابات اللاحقة ألا بقوائم منفردة...


11.   أن يوقعوا تعهدا بان يكونوا خاضعين للحركات التي رشحتهم وألا فأنهم يعتبروا مستقيلين..

12.   أن يعملوا من اجل العراق كل العراق وليس من اجل فئة محددة فقط... ويعلموا بمهنية واستقلالية داخل البرلمان...

أن ما أوردناه اعلاه ...لا نظن يختلف عليه الشعب لكن نكاد نجزم بان الحركات السياسية والحزبية المتسلطة الآن سترفضه جملة وتفصيلا........فهل فيهم من يمتلك الايثار والوطنية ليعلن شروطا لمرشحي قوائهم كما طرحنا هنا...

قلنا ما نعتقد ونؤمن بالتصحيح أذا ثبت لنا الخطأ

د.علي عبد داود الزكي
drali_alzuky@yahoo.com



95
المثقف العراقي وقوائم الخلاص الوطنية ؛؛الكاريزما المفقدودة؛؛

أن من أسوء ما يمر به بلدنا الان هو الافتقار الى مؤسسات ثقافية واجتماعية فعالة تنهض بمستوى الفكري والاجتماعي للإنسان العراقي..مؤسسات  توحد ولا تفرق... للأسف اغلب المثقفين يعملون فرادا.. ولا يخضعون لعمل مؤسسي صادق وذو اهداف واضحة ..أن عملهم آني واراهم لحظية لا تستند الى إستراتيجية عمل مستقبلية (وحتى مبادئهم مرنه وتزحف يمينا وشمالا حسب الظروف)...أنهم  يعملون ويتكلمون أحيانا بالصدفة...مثلهم مثل حكومتنا الحالية....حكومة ديمقراطية الصدفة... وما أسوء الإدارة أن كانت تعمل صدفة...وقراراتها صدفة وارتجال للثواني... .. للأسف أن اغلب مثقفينا  يسعون لأمجادهم الشخصية... ولا يسعون  حقيقة الى رفع الضيم عن المظلومين .. يسعون ويتملقون أحيانا ويهاجمون أحيانا  طمعا في مكسب وظهور...الغالبية منهم يبحثون المسالك ليس للتصحيح ولكن ليجدوا محلا لهم بين نفايات الكراسي الحكومية...حتى وان كان ذلك بالتحذلق والزيف والدجل والخداع....كما أن المجتمع العراقي ولسنين الظلم الطويلة أصبح في وادي والمثقفين في وادي أخر... ولم يظهر للأسف من يمتلك العصا السحري للتغيير المجتمعي ويكسب الحشود ويؤجج فيها روح الخلاص الوطنية... العجز والترهل هي مراحلة من مراحل الشيخوخة الفكرية ويجب أن تنتهي هذه المرحلة..ويجب أن يظهر الآن من يقوموا بواجبهم الوطني كمثقفين لقيادة المجتمع وتقويم أعمال السلطة.. فأين مثقفينا الحقيقيون الوطنيون الصادقون الذين ولدوا من رحم المأساة والمخاض الوطني..؟!!

لمن ظنناهم أتقياء وهم لا يهمهم سوى مصالحهم الشخصية ولا يخشون شي...يخشون فقط زوال سلطانهم ... نقول  لعن الهة المفسدين والفاسدين ولعنة الله امة (السلطة) لا قانون فيها  سوى قانون إذلال الإنسان وعدم احترام حقوقه... لعنة الله قادة السوء في ديمقراطية الغفلة... ديمقراطية التراجع القيميي ... ديمقراطية تسلق الظلام .. وقهر الشعب وسحق آمال الضعفاء...لعن الله ظلال الاحتلال وجراثيم كوليرا الألم العراقي... ومتخاذلوا الكراسي... نقول سياتي الرد انشالله ونقول  ؛؛ أذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر؛؛   وشعبنا حي وسيصنع الحياة وسيصنع أقداره... فأين مفكرينا فأين مثقفينا؟!! ... أننا مجتمعنا  بأمس الحاجة الى قيادات فكرية ووطنية حقيقية تأخذ بيده  لبر الأمان والاستقرار الوطني... والاستقرار الوطني لا تحققه دبابات وجنود أمريكا... لكنه يحتاج الى جهاد نفسي وفكري وقيمي وإعلامي لتوحيد الآراء واستنهاض الروح الوطنية..ويحتاج الى جهاد وإيثار... عمل وصبر . نعم نقول هيا فتوة للجهاد.... على كل المثقفين والمفكرين أن يقوموا بوضع أسس الخلاص الوطنية ( كمؤسسة جماعية تعمل بوطنية وإيثار ونبل وتحترم حقوق الإنسان وتعمل من اجل المظلومين ومن اجل رفاه الشعب وتحقيق اماله). .لنحشد الآراء لإفشال الفاسدين وإذنابهم من الوصول للسلطة مرة ثانية كعصابات ومافيات فساد وسرقة تتجبر وتدمر البلد ..لنصفع الظلام والغباء والكسل والفساد الحكومي... لنحشد الآراء لنطلب من الجميع أن يوضحوا الصورة لأبسط مواطن ويعطوه الحلول ويثقفوه بالأمل والوطنية العراقية... فان الانتخابات قادمة.... لنبحث عن الأخيار وإذا لم يكن هناك في قوائم الانتخابات سوى السوء...فيجب حث المتعففين النزهاء للترشيح بقوائم النبل الوطنية بعيدا عن المساومات التوافقية القذارة غير العادلة.... لنعمل من اجل ظهور قوائم النبل الوطنية والنزاهة لنشجع الأخيار ونمهد لظهورهم بقوة...

نتمنى على القيادات الوطنية النزيهة أن لا تنظر القمامة في البحث عن أسماء لقوائمها... لتبحث في تاريخ كل إنسان وتبحث في جماهيرية الأخيار... لا تنظر بكسل وتنظر ما أمامها من متلونين لتضعهم بقوائم الخيبة الوطنية...لتبحث ولتنظر بحكمة وليس بغباء: الولاء الكاذب  لحرباوات الزمان....ابحثوا عن المخلصين النزهاء ولا تبحثوا ما ترونه بالصورة أمامكم فقط .. نتمنى أن لا نخسر مرة ثانية يا من خذلتمونا مرتين....تبينوا تبينوا تبينوا... واحذروا المنافقين المتسلقين القذرين الفاسدين... العراق يئن من هول ما عملتم ... تبينوا الحقائق وانظروا للمستقبل... احتراماتي لكل من يعمل بإيثار ووطنية من اجل خير ووحدة العراق...


د.علي عبد داود الزكي drali_alzuky@yahoo.com



96
البعثات والزمالات الدراسية ؛؛ نريد الشفافية والواقعية ؛؛

ان البعثات الدراسية والزمالات الدراسية وشروط القبول فيها .. للاسف غير واضحة .. صحيح قد تكون هذه المعلومات متوفرة بالوزارة لكن من يستطيع ان يصل الوزارة وبسهولة من يستطيع ان يكلم موظف ويجيبه بلطف عن كل ما يحتاجه (في الغالب المعلومات متناقضة ومتسرعة وغالبا ما يتحمل الخطا الطرف الاضعف بالمعادلة  وهو صاحب السؤال المتقدم للدراسة).. كما ان البعثات  والزمالات الدراسية احيانا نسمع من البعض توفر منها ما هو كذا.... وكذا.... بالاعلام وبالحقيقية ذلك لا يعد سوى اعلام... والمنتفعين منه قليلون جدا وغالبا ما  ينتمون الى فئات عرقية محددة او جاؤا عن طريق الاحزاب والواسطات كما يقال (هنا  لا نتهم لكننا نريد الشفافية) ..  نتمنى من الوزارة النظر بما  يلي:

1)   ان تعتمد وزارة التعليم العالي الشفافية العالية في مثل هكذا مواضيع ويجب ان تعلن عنها عبر وسائل الاعلام المختلفة باسم دائرة الاعلام للوزارة... ولا اعرف لماذا لا تنشر هذه المعلومات من قبل الوزارة بشكل موسع عبر النت وخصوصا النت اصبح نوعا ما متوفر ... كما ان الجرائد والمواقع الاعلامية الالكترونية كثيرة جدا ويمكن ان يوضع عنون ؛؛ايميل خاص بالوزارة ؛؛ لغرض المخاطبة من قبل الراغبين بالتعرف على المعلومات  الاساسية..
2)   نتمنى من الوزارة ان تعلن عن جميع الاسماء للذين ارسلوا في بعثات وزمالات دارسية خلال السنوات الثلاثة الاخيرة.. ويذكر كافة المعلومات عنهم ومن أي جامعات هم..
3)   نتمنى ان تحدد شروط القبول بالبعثات والزمالات (بشكل واضح ) في المستقبل ويحدد المقبولين فيها ، ووفق  أي شروط تم ترشيحهم من اقسامهم وكلياتهم وجامعاتهم .. وما هي ضوابط القبول.
4)   تحديد المتطلبات الاساسية التي يحتاجها المتقدم (من اوراق ووثائق)... يجب استصدار قرارت لتسهيل معاملات المتقدمين ... ومعاقبة المقصرين  في انجازها ... ويجب ان يحدد وقت زمني لانجاز أي معاملة... واي خلل وعرقلة يتم محاسبة المقصرين فيها في أي دائرة او جامعة او كلية....
5)   اعطاء مواقع الكتروني او ايميل خاص لمتابعة هذه معاملات المتقدمين... واعلام المتقدمين عن أي معلومات اضافية تحتاجها الوزارة لغرض اتمام المعاملات ويجب ان يتم ذلك باسلوبين .. الاسلوب المتعارف عليه بالمعاملات الورقية... والاسلوب الالكترونية وذلك لتسهيل وتسريع عملية انجاز المعاملات...وتقليل المراجعات للوزارة...كما يفضل ان تعتمد الوثائق الالكترونية من قبل الجامعات العراقية...لتسهيل الانجاز لاي معاملة...
6)   كما ان الوزارة يجب ان تحدد مواقع خاصة  لقرارتها وقوانينها ومستجداتها ويجب ان يكون التحديث بشكل يومي... ويجب ان تتقبل الجامعات العراقية ما تورده هذه المواقع من معلومات كوثيقة رسمية ... ولا تنتظر الكتب الرسمية التى لا نعرف لماذا تتاخر اشهر لكي تصل للجامعة  والتي احيانا قد تختفي ولا تصل نهائيا.
7)   نتمنى من الوزارة ان تسهل عملية الدراسة على النفقة الخاصة .. في الجامعات العالمية  المعترف بها..
8)   نتمنى من الوزارة ان لا تضع المعوقات امام خريجي البكلوريوس الاوائل ويتم استثنائهم من أي شروط زمنية او شروط خدمة لغرض التقديم للدراسات العليا داخل العراق او خارج العراق.... حيث ان اغلب الطلبة الاوائل عندما يتم تعيينهم بالجامعات العراقية يتم تخييرهم بين امرين هما اما التعيين او اكمال الدارسة وهذا بالتاكيد سيؤدي الى تاخر الخريجين المبدعين الاوائل من القبول والتعيين  بنفس الوقت..
9)   يجب على وزارة التعليم العالي ان تتفق بشكل مباشر مع الجامعات العالمية.. لغرض تامين قبول للمتقدمين للبعثات...وتقوم الوزارة باستحصال الموفقات من هذه الجامعات  وتستحصل حتى الفيزا للمقبولين في البعثات قبل ان ترسلهم... وذلك لتجنب حصول ماسي ..كما حصل في السابق حيث ان الكثيرون من الذين قبلوا في البعثات ذهبوا للاردن بعد ان حصلوا على قبول في جامعات امريكية و استرالية وبريطانية... لكنهم لم يحصلوا على فيزا للسفر لهذه الدول ولاشهر عديدة وخسروا امولا كبيرة جراء ذلك.. وبعد ذلك رجعوا بخفي حنين للعراق... يجب على وزارة التعليم العالي ان تتفهم ذلك وتساعد مثل هؤلاء على استرجاع ما خسوره... كما نتمنى من الوزارة ان تضع دائرة قانونية لحماية المتقدمين للدراسات العليا في حالة تعرضهم لمثل هكذا مشاكل وتحمي حقوقهم..
10)   يجب على وازرة التعليم العالي ان توفر ما يحتاجه الطالب ماديا خارج العراق وتسهل عملية حصولهم على مخصصاتهم الشهرية... كما نتمنى ان لا تقطع الرواتب اشهر... كما حصل لطلبة الزمالات في الهند العام الماضي.. ولا نعرف قد يكون هناك طلبة بعثات وزمالات اخرى في دول اخرى ايضا قطعت مخصصاتهم لعدة اشهر,,,,
11)   نتمنى من وزارة التعليم العالي ان تقوم بتسهل عملية انجاز معاملات البعثات خارج العراق ... بانشاء مراكز في الجامعة العراقية تابعة للوزارة لكي يقوم المتقدم بمراجعته بدلا من مراجعة  الوزارة... ويقوم هذا المركز بانجاز المعاملات بشكل سليم وسريع.. ونتمنى ان يعلن وبكل شفافية أي قبول واي مباشرة لطالب عراقي خارج العراق.... ونتمنى من الوزارة ان تقوم بتفعيل دور اعلام الوزارة وتنشر ما تم انجازه وتنشر الاشياء التي تطرا وكيفية معالجتها....
12)   التخلص من المحاصصة والواسطات الحزبية والعرقية...يتم ذلك باعتماد الشفافية... ويجب ان تكون هناك رقابة مستقلة ولها دور فعلي في محاسبة أي جهة يكون هناك فيها تقصير واضح وفساد واضح واخلال بالنظام واغتصاب الحقوق الناس...
13)   ان الوزارة كما يقال قررت ارسال 10000 بعثة دراسية للخارج  وهذا مهم جدا لتطوير واقع التعليم العالي العراقي (ولا نعرف هل هذا تصريح سياسي لغايات انتخابية ام هو حقيقة).. لكننا هنا نقول بان  عدد الذين يرغبون باكمال  دراساتهم العليا اكبر من هذا العدد بكثير جدا.. وان ارسال 10000 طالب للخارج سيكلف الدولة مبالغ هائلة نتمنى من الوزارة بنفس الوقت ..ان تقوم ببناء مختبرات بحثية متقدمة  وذلك لقبول الطلبة لدراسة الماجستير والدكتوراة محليا وباعداد كبيرة تسهل عملية النهوض العلمي والتكنلوجي في العراق.... محليا لدينا من الكفاءت ما يمكن ان ينجز الكثير لكن هذه الكفاءات  بحاجة الى مختبرات متطورة وحديثة... لذا يجب ان يتم التوسع بالدراسات العليا محليا ...وتبني المختبرات العلمية الحديثة قبل ان ترسل البعثات للخارج ... فمثلا بدلا من ارسال 20من المنتسبين ببعثات للخارج يمكن ارسال 5 وتوفير مبالغ كبيرة من جراء ذلك  لبناء مختبرات حديثة يمكن ان تقبل عشرات الطلبة سنويا...
14)   يجب الصرف على الدراسات العليا محليا بشكل يوازي العمل المنجز ... ويجب تحديث قوانين وشورط القبول للدراسات العليا محليا وذلك بزيادة السقف الزمني لدراسة لماجستير من سنتين الى 3 سنوات والدكتورة من 3 سنوات الى 5 سنوات... ان مخصصات  التي تمنح لطالب الدرسات العليا محليا تكاد تكون معدومة ومحددة بروتين مزعج وممل... كما ان اجور الاشراف تكاد تكون تافهة مقارنة بما يصرف للمشرفين في الخارج... فمثلا المشرف خارج العراق لطالب البعثة العراقية يصرف له 6000 دولار  وكحقوق للقسم الذي يدرس فيه الطالب يصرف ايضا مبلغ  6000 دولار سنويا  من قبل الحكومة العراقية.. أي ان المشرف يستلم مبلغ 500 دولار شهريا عن طالب الدراسات العليا... بينما محليا لا يصرف اكثر من 50دولار للمشرف .والاقسام في الجامعات العراقية لازالت تعاني مختبراتها من التخلف وضعف التجهيز بمختلف انواع الاجهزة والمستلزمات.. لذا لكي نطور اقسامنا يجب  الصرف على الدارسات العليا فيها بشكل على الاقل يوازي ما يصرف في دول الجوار....
15)   ان اهم الاختصاصات التي يحتاجها بلدنا هي الاختصاصات الطبية ... لذا يجب ارسال بعثات لدراسة التخصصات الطبية باعداد تفوق التخصصات الاخرى ..خصوصا للدراسات الاولية.... ويمكن ارسال بعثات للهند والباكستان وماليزيا وبكلف معقولة للدراسات الطبية... وباعداد كبيرة ممكن ان تسد العجز الشديد في الكوادر الطبية داخل العراق...والذي يتعاظم مع الزمن
16)   يجب تشريع قوانين مناسبة لتوسيع الدراسات العليا داخل العراق وليس تقليصها كما يحصل الان ويجب توسيع دراسة تكنلوجيا المعلومات والحاسبات وذلك للحاجة الماسة والمتزايدة لها في بلدنا وفي مختلف بلدان  العالم.
17)   يجب ان تعقد مؤتمرات على مستوى العراق كله وتناقش عملية النهوض بالمستوى العلمي والدراسات العليا ... وما هي احتياجات البلد والوزارات .. ويجب ان ياخذ ايضا بنظر الاعتبار التوجهات العلمية الحديثة  في مختلف بلدان العالم المتقدم  وما هي اهم الدراسات التكنلوجية والتطبيقية والنظرية.. قبل استصدار قوانين وتشريعات  لخدمة الحركة العلمية داخل البلد..
18)   يجب تشجيع البحث العلمي داخل العراق وبناء مراكز علمية في مختلف الجامعات العراقية وتوسيع العلاقات مع المراكز البحثية العالمية والاستفادة منها ..
19)   التشجيع على اقامة المؤتمرات العلمية العالمية داخل العراق وذلك بالتعاون مع المؤسسات العالمية المعروفة..سنويا تعقد عشرات المؤتمرات العالمية في مختلف دول الجوار بينما بلدنا يعاني من مشاكل عديدة تمنع عقد  أي مؤتمر عالمي داخل العراق... وذلك لوجود تعقيدات كثيرة اغبلها تنظيمية و ادارية.. يجب على الوزارة النظر لهذا الموضوع بجدية وان تستصدر القوانين لما يسهل ويدعم عقد مثل هكذا مؤتمرات محليا....ان اقامة المؤتمرات العلمية العالمية والمشاركة الفعالة فيها سيساهم في  تطوير الجانب البحثي والتكنلوجي داخل العراق كما تساعد البعثات والزمالات على ذلك ...وهنا ويجب تخصيص امولا كافية لذلك مثلما تخصص للبعثات الدراسية .
20)   يجب استقدام اساتذة في مختلف التخصصات العلمية للتدريس بالجامعات العراقية وذلك لغرض تطوير الجامعات العراقية والاشرف على الدراسات العليا وبناء المختبرات والاستفادة من خبراتهم المختلفة. وتطوير الكوادر الجامعية...
21)   تفعيل الزيارت البحثية للباحثين العراقيين الى الخارج بفترة لا تقل عن 3 اشهر... ان هذا النظام مفعلا لطلبة الدراسات العليا لكن للاسف هناك سوء تنفيذ بهذا القرار بسبب التعقيدات الادارية.. المفروض يذهب الباحث للخارج لزيادة الخبرة وكفاءة الباحثين... واتقان اللغة الانكليزية بالممارسة.... ويجب على الدولة ان تسهل ذلك لجميع الباحثين والاساتذة ... ولاتضع شروط فهمها مشكلة من قبل الاداريين(بسبب الشخصنة الادراية في التفسير).
ان ما ذكرناه  نرجو فيه خير العراق وقد تكون هناك نقاط  سهونا عنها نتمنى من جميع زملائنا الاساتذة المارين بالموضوع ان يضعوا تعليقاتهم ويضيفوا ويصححوا ما يرونه مناسب ..ونحمل ما نكتب امانة للاعلاميين لنشره.. لا نجزم بشيء لكننا نقول ما نؤمن من اجل خير وطننا قبل كل شيء... ونؤمن بالتغيير اذا ثبت لنا الخطا...

د.علي عبد داود الزكي drali_alzuky@yahoo.com

97
الديمقراطية ووثن المحاصصة ؛؛وتعديل الدستور؛؛

من كتب الدستور؟ وهل سيتم تعديل الدستور ؟ ما هي المقترحات للوصول الى دستور رصين يضمن وحدة العراق ويحفظ حقوق شعبه وكرامته ويضمن بناء جيش قوي يحميه من تكالبات دول  الجوار العربية والأجنبية ونزعات الانفصال العرقية الداخلية...ما هي مقترحات النظام الجديد لعراق سومر وأشور وبابل... من سيكتب دستور ديمقراطية الأمة العراقية؟؟...

ستزدهر بغداد الكاظمين بغداد السلام بغداد أبي حنيفة .. بغداد الزعيم عبد الكريم قاسم .. بغداد الرصافي  ... بالحب والتآلف الوطني وسيكتب دستور التوحد دستور الخلاص دستور الشجاعة وحفظ حقوق الإنسان ..سيكتب ذلك عاجلا ام اجلا...أن الديمقراطية هي حكم الشعب هي حكمة القرار الناضج للفئة المنتخبة كشخوص وحركات وأحزاب والتي تصل الى السلطة بعد حصولها على تأييد الجموع الشعبية...تحت ظل الديمقراطية هل من الممكن أن يتسلق الظلم وينمو السوء وتنشأ مافيات التجبر والسرقة السلطوية ؟!! نعم ذلك ممكن أذا لم يكن هناك دستور حكيم يحكم معاني الديمقراطية واسسها... وإذا لم يكن هناك مثقفين بمستوى الطموح الوطني للنهوض بالبلد ورفع مستوى ثقافة الإنسان ودفعه باتجاهات التوحد الوطنية لانتخاب الأخيار بالتصويت الديمقراطي السليم... للأسف الإنسان العراقي حائر ومشتت القرار بعتمة وضبابية الأقدار السياسية ومفاجاءتها الغبية وظلم دكتاتورية الأحزاب المتسلطة وقوائمها المغلقة واستتار الغباء والتلون فيها...قد تكون هناك ديمقراطية لكنها قد تنحرف وتستبد وتستغل مباهج السلطة لصالح فئات محددة على حساب المجتمع.. وهذا يحصل بظل فقدان القانون والرقابة والحساب والمفروض النواب البرلمانيون يكونون محكومون بدستور وقانون يمنعهم من الاستئثار بحق تغيير القوانين لتخدم مصالحهم الشخصية والحزبية ويجب أن لا يشرعوا القوانين لأنفسهم بل يجب أن تشرع قوانين البرلمان من قبل جمعية وطنية حقيقية: لا تشرع للبرلمان حق ألا بموافقة الشعب وتصويت شعبي عام...نقترح شروطا للجمعية الوطنية التي ستعدل الدستور وهي :

1)   أن تكون منتخبة ويجب أن تكون هذه الجمعية محكومة بقرارات منها عدم ترشيح أعضائها مرة أخرى في أي انتخابات لاحقة في حالة قبول الدستور من قبل الشعب أو عدم قبوله وحلها لانتخاب جمعية وطنية جديدة لكتابة دستور جديد.. لضمان عدم كتابة الدستور لانفسهم..
2)   عدم تشريعها قوانين لحقوق أعضائها وإنما تشرع قوانين لما بعدها من البرلمانات .. ثم ما بعدها (البرلمان المنتخب) ينظر بتشريع قانون لحقوق الجمعية السابقة...
3)    بوجود ثلاث قوى رئيسه مختلفة هي الشيعة والأكراد والسنة تكون كتابة الدستور صعبة وستكون فيها مساومات..لذا يجب أن يتم كتابة الدستور من قبل كل فئة على حدة وفق الأسس الوطنية العامة.  ثم يتم اتفاق الشيعة العرب والسنة العرب بتوحيد وجهات نظرهم في الدستور وبعد أن يتم الاتفاق على توحيد الآراء يتم  بعدها الاتفاق مع الطرف الكردي الذي يتمتع بفدرالية(شبه دولة ) والذي هو أكثر تنظيما وأكثر استغلالا للمواقف والخلافات بين العرب الشيعة والسنة..

 يمكن أن يقوم البرلمان الحالي ليس بإعادة كتابة الدستور وإنما يقترح انتخاب جمعية وطنية  خاصة لكتابة الدستور تنتخب مع انتخابات البرلمان اللاحق. وان لا يتجاوز عدد أعضاؤها  50 عضوا ويضع البرلمان شروطا شديد وقاسية لمن سيكتب الدستور ويضع شروطا لانتخاب مثل هكذا جمعية...

يجب أن لا يكون هناك تلكؤ في الاجتماعات البرلمانية لخدمة المجتمع ويجب انجاز جميع القرارات المهمة وعدم التمتع بالإجازات من قبل البرلمانيون خصوصا في الأوقات العصيبة التي يمر بها البلد وفي حالة وجود مشاريع إستراتيجية تحتاج الى مناقشة متواصلة ومستعجلة (وللأسف الكثير من المشاريع الإستراتيجية معطلة ومجمدة لا يتم الاتفاق عليها ألا بخلافات ومساومات مضحكة وغير مقبولة).....نرى بان تشريع القوانين التالية سيضمن الكثير من الفعالية والنزاهة لعمل المؤسسة التشريعية:
1)   عدم قبول أي ترشيح لمنصب حكومي أداري وسلطوي مهما كان لمن يحمل جنسية أخرى غير الجنسية العراقية.. ويكتب تعهد بذلك .
2)   يجب منع أي شخص من الترشيح لاي منصب  ..وعائلته تسكن وتعيش خارج العراق...
3)   يجب على أي مسئول حكومي من درجة مدير عام فما فوق أن يحرم  من كامل حقوقه فيما لو أراد أن يعيش خارج العراق بعد تقاعده وهذه شروط يجب أن تكون معلنة للجميع.... ولا أظن أن الشعب العراقي سيرفض مثل هكذا قررت بل سيرحب بها وسيدافع عنها...
4)   يجب عدم تكرار ترشيح اعضاء مجلس النواب لاكثر من دورتين متتاليتين.
5)   كما أن أي برلمان يفشل ويحل يجب أن يمنع جميع أعضائه من المشاركة بأي من الانتخابات اللاحقة ألا بقوائم فردية....
6)   يجب عدم قبول ترشيح اكثر من شخص من ذوي قربة الدرجة الاولى (الاخ الاخت الزوج والزوجة الاب والام) بالقائمة الانتخابية  الواحدة..

 أن الديمقراطية الناضجة هي التي تتم بانتخابات دورية وبشروط يحكمها دستور رصين ومتين ويحفظ حقوق المجتمع ويحفظ وحدة البلد ويحفظ قوة السلطة والدولة..!!  أن الديمقراطية تؤسس لانتخابات تتم بشكل دوري... ورغم ذلك قد تستبد الكتل المسيطرة على السلطة أو يستبد المشرعون (كما يحصل الآن في بلدنا) بظل غياب قوة المعارضة البرلمانية بسبب المحاصصة وبظل غياب قوة الجيش الوطني الذي يحفظ سيادة البلد ووحدة أراضيه وحماية ثرواته... والذي قد يميل الى تصحيح المسار بالإطاحة بالفساد الديمقراطي..... كما أن غياب دور الرقيب على البرلمان نفسه هو الذي يجعل البرلمان ضعيف وهزيل ويمهد لظهور الفساد البرلماني الواسع وظهور قرارات الضعف والوهن...ويجعل البرلمان غير جدير بتحمل أي مسؤولية لتشكيل سلطة فمن يحاسب من؟...كما أن عدم وجود المجالس الرديفة للبرلمان والتي  قد تكون فعالة في ردع البرلمانيون أو حتى حل البرلمان في حالة عدم جدية عمله وتلكؤ قراراته الإستراتيجية كان سبب ضعف الاداء الحكومي الحالي..أن غياب المؤسسة (الجماعية)التي تمتلك القدرة على حل البرلمان الضعيف سبب فراغ سلطة كبير في حكومتنا الحالية كما أن وجود مثل هكذا مؤسسة يجعل البرلمان يعمل بجدية أكثر..

المفروض أن يتم أجراء انتخابات لمؤسسات الرقابة الاجتماعية من نقابات وروابط واتحادات وذلك لتفعيل دور المجتمع في معارضة أي فساد أداري في الدولة ويؤسس لمعارضة ناضجة تصحح مسار القرار الحكومي  وتفعل دور المشاركة الشعبية في القرار ..أن تعطيل دور مثل هكذا مؤسسات سوف يؤدي الى نشوء مافيات السلطة القهرية  والميلشيات (كما يحصل الآن)..والتي تستبد وتمارس دكتاتورياتها على المجتمع ولا يوجد من يردعها ويوقفها عند حدودها...

يجب أن يتم تفعيل قانون انتخاب المجلس الاتحادي (البرلمان الذي ينتخب أعضاءه من مجالس المحافظات بانتخابات داخلية) وللأسف هذا معطل وتشريعاته لم توضع حتى الآن ..والذي يجب أن يكون له دورا مهما في القرار الوطني والديمقراطي في البلد ولا يهمش دوره وقراره. كما انه من الغريب جدا هو الحيرة القانونية بين قرارات المركز وتضاربها مع قرارات مجالس المحافظات..وسبب هذا بالدرجة والأولى يعود الى الكتلة الكردية وفيدراليتها التي جعلت الدستور أشبه بالدستور الضبابي المتناقض والذي اضعف دور المركز بشكل ملفت للنظر وسبب تناقض وتداخل في الصلاحيات بين المركز والمحافظات ... حيث توجد فجوات قانونية وثغرات لا يمكن أن تملا بسهولة... ولا نعرف ماذا يفعل النواب والمشرعون وما هو دورهم هل يفهمون دورهم فعلا؟ ! .. المشكلة ليس مشكلة أفراد في البرلمان.. لكن المشكلة هي مشكلة فقدان النظام المؤسساتي للبرلمان وانجراره وراء الكتل وتصارعاتها..... المفروض أن يقوموا بتشريع ما يناسب البلد بإحكام ورصانة... والنظر لتجارب البلدان الديمقراطية في تكوين مؤسسة السلطة القوية التي تحمي حقوق الإنسان وتعمل من اجل رفاهية المجتمع... أن بلدنا لا توجد فيه  صراعات داخلية  بقدر ما توجد فيه صراعات  ومطامع إقليمية لدول الجوار ونمو هذا الصراعات  وتسترها بالطائفية وسوء الأفكار الشوفينية.. لذا ممكن أن تستنهض الروح الوطنية العراقية وتسحق أحلام واطماع الجوار الإقليمي....بالديمقراطية التي تنصف جميع ابناء الشعب العراقي...

 يجب أن لا يبقى ذوي المناصب في مناصبهم أكثر من 4 سنوات (بالنسبة للمدراء العامون والادارات الدنيا في مؤسسات البلد المختلفة) وذلك لإدامة التغيير والتجدد السليم الذي تحتاجه مؤسساتنا وضمان مشاركة القدرات الفعالة  وضمان التنوع والاستمرار بالنهج الديمقراطي في حفظ حقوق المجموع (أي لا يتم تعيين أي مسئول في أي مؤسسة ألا بحصوله على تأييد العاملون بالمؤسسة)..ونتمنى أن نتخلص من المحاصصه في ذلك...الى الأبد... أي حفظ حقوق الإنسان قبل كل شيء ...لأنه بذلك  سيربح الجميع صحيح تبعات الماضي كثيرة ويجب أصلاحها ويجب أن تكون هناك رؤية لمن هم بمواقع القرار والتشريع بالنظر للفئات الاجتماعية التي تضررت من الأنظمة السابقة( وهم غالبية الشعب) وكيفية دمجها بفعالية وكفاءة لبناء العراق ... وعدم جرح مشاعر المظلومين والمستضعفين بجلب رموز البؤس السابقة للسلطة مرة أخرى .. لان ذلك يمثل الاستمرار للألم المعنوي للشعب والذي لم تنتبه له الحكومة المتحاصصة حتى الآن ....

د.علي عبد داود الزكي drali_alzuky@yahoo.com

98
؛؛قطعة ارض سكنية؛؛ لكل عراقي لنتضامن من اجل ذلك..

العدالة تفرض أن يكون أبناء الوطن متساوون باقتسام خيرات وثروات البلد.. لكن للأسف يبدو أن هذه المقولة مثالية أو خيالية أو مقولة غير واقعية وغير منطقية يظل تسلط الطمع ومافيات السرقة وتسيد حثالات الأنا على الوطن وقهرهم أي مشروع وطني حقيقي ممكن أن يجعل العراقي يشعر بالأمان والطمأنينة في بلده .. النظام مفقود والقوانين والهبات تفصل على مقاسات السلطويين الجدد دعاة الأنا وقانونهم الأول لا وطن ألا لهم كما قال سلفهم... أرى القهر والخيبة بداخل اغلب العراقيين.. واغلبهم لا يحاول أن يفعل ما هو صحيح بظل الظلام والضبابية... فان من يخضع للقانون والالتزام سيكون هو الخاسر الأكبر أمام انتشار الفساد كظاهرة ممتدة كخيمة تحجب نور الشمس ويستوطن الظلام تحتها ولا يملك الإنسان البسيط ألا الخضوع والاستتار خلف ما يحميه ويتلون حسب الظرف وحسب الضرورات التي يمر بها.. العراق وطن القهر وطن البؤس وطن المشرعون الأغبياء الذين همهم السرقة وتدمير الوطن بغباء المحاصصة وسحق الأحلام الوطنية.... أتذكر مرة قرأت كلمة للمرحوم علي الوردي في كتابه ؛؛أسطورة الأدب الرفيع؛؛.. وكان يتحدث فيها عن العراق في نهايات العهد الملكي وقال يصف العراق وثرواته وشعبه (؛؛ وقال رزقا كريم وتوزيعا لئيم؛؛) ... هنا وما بين اضطرابات المرحلة وتسلق نباتات الظل على نوافذ الأمل لتمنع النور نرى القرارات الفوضوية والقرارات الغبية في تبديد مقدرات البلد وثرواته... البلد انهارت جميع مقومات الإنتاج بفوضى حكومية وغباء أداري متعمد القصد منه إذلال الإنسان وكسب أصواته لإغراض انتخابية وقهره على المستوى المعيشي والخدمي ( هناك تساؤل أيهم أفضل من يعطينا الخبز أم من يعلمنا كيف نخبز .. أيهم أفضل من يعطينا القمح أم من يعلمنا كيف نزرعه ) بالتأكيد من يمنحنا لا يريد خيرنا وإنما من يساعدنا ويعلمنا ويسهل أمرنا في الإنتاج هو من يؤسس لدولة قوية ودولة قادرة على مواجهة التحديات الخارجية والداخلية ...الدولة لم تنفذ أي مشاريع جبارة مشاريع لامتصاص البطالة الداخلية.. وبدلا من ذلك قامت الدولة بامتصاص البطالة بفوضى البطالة المقنعة بالتعيين الواسع غير المدروس في البلد .. وزيادة الرواتب وجعل القطاع الخاص يفشل في النهوض وذلك لزيادة كلف الإنتاج وارتفاع أجور الأيدي العاملة لذا بدا العراق يخسر عملة صعبة(ثرواته) لأنه لا يستطيع أن ينتج وإنما يستهلك وبذلك بدا يستورد العراق وكل دول الجوار أصبحت تنتج للعراق لتسلبه ثرواته ومقدرات نهوضه(فعلا أصبح العراق بلد عاجز عن العمل والإنتاج)... ورجالات الحكومة لا هم لهم سوى ثوراتهم وكيفية الاستحواذ على الأكثر... وأخر ما سمعناه هو قرار توزيع الأراضي لأعضاء مجلس النواب مجلس ديمقراطية الظلام ورجال الجهل الذين نفذوا للبرلمان بعدما استتروا بقوائم الانتخاب بظل ضبابية المرحلة.. لا بل غبار المرحلة وعتمة النور .. كنت أتابع نقاش النواب في التلفزيون لهذا الموضوع وكنت أراهم  يهتفون ويصرخون في رفض هكذا قرار ولكنهم سوف يمررونه بالخفاء فمن سوف يمررهذا القرار هل القادمون من وراء البحار أم أشباح الظلام أم المريخيون الذين لا نراهم من اقترح هذا القانون من كتبه نريد أن نعرف نحن كشعب وبشفافية تامة من شرع هذا القانون من يقف وراء اقتراحه من كتبه من أيده من رفضه وهل الذين رفضوه... سوف يرفضوا استلام الأراضي.... لم يتم تشريع هذا القانون بعد ألا وسارع مجلس الوزراء الى المطالبة بحصتهم من هذه الغنيمة التي قد لا تعوض !!!!.. والله لا نعرف ماذا يفعلون وماذا يريدون... نسال هنا  ألا يكفيهم ما سالبوه من العراق ألا يكفيهم شركاتهم (التي لم نكن نعرف لها اسم قبل أن يصبحوا بالحكم ) حصلت على عقود الترميم والبناء والتجهيز والسرقة ووووووووو وبأسماء  فلان ابن الوزير فلان أو فلان ابن عضو مجلس النواب فلان  صحيح ؛؛أذا لم تستحي فافعل ما شئت؛؛... كأن النواب والوزراء مشكلتهم الحقيقية هي السكن ..الم يأخذوا شقق في الخضراء ؟!! الم يأخذوا بيوتا في الخضراء!!؟... ماذا يردون بعد كل هذا ؟!!!... وياليتهم ارجعوا كل ثروات البلد التي سلبها النظام السابق ورجالاته ..... لا بل هم بدؤوا يتعاونوا ويتصالحوا مع غباء الأمس ليؤسسوا لأعظم غباء وثول ديمقراطي... نسال هل المالكي ووزرائه وهل طارق الهاشمي بحاجة الى بيت فعلا هل خالد العطية وزملائه النواب بحاجة الى بيت ليسكنوا فيه... ؟!!!! نقول هنا لا يحتاجون بيت لكن يحتاجون الى شعب يردعهم ويوقفهم عند حدودهم ويخرجهم من خضراء الشؤوم الحكومية .. يحتاجون الى حركة وطنية ومخلصة تصفع ظلامهم وظلمهم الحالي لينهض العراق الذي يترنح بين أيديهم ذبيحا....

بدلا من أن تؤسس الحكومة الى مشاريع أسكان جبارة تنفذ من قبل شركات أعمار أجنبية كفوءة ... وتعمل وفقا شروطا عراقية لتوظيف جميع العاطلين عن العمل  لينهض العراق(قد يقول قائل لماذا شركات أجنبية ونقول لان الشركات العراقية لا تتعامل ألا بالرشوة والفساد ولا تحترم الذوق العام ويجب أن تتعلم الذوق قبل أن تقوم بانجاز مشاريع أعمار وطنية كبير أو صغيرة ...ممكن أن تدخل الشركات العراقية كمشاركة في المشاريع الاستراتيجة ...ويجب أن تكون المحاسبة على الانجاز للشركات الأجنبية لكي نظمن جودة وكفاءة انجاز... لماذا مجلس نوابنا البطل! لم يشرع قانون ليعلن فيه لكل عراقي قطعة ارض أو يشرع قانون لكل عراقي منزل ويضع خطة ويجب على الدولة ن تنفذها بخطة زمنية محددة...

 الحكومة العراقية بوزرائها ونوابها ... الم يسمعوا بأنه كان هناك بطلا عراقيا اسمه عبدالكريم قاسم قام بتوزيع الأراضي على العراقيين  ولم يأخذ هو شبرا واحد واكتفى بالنوم في غرفته بوزارة الدفاع... عبدالكريم قاسم الرجل البطل قرر أن يكون لكل عراقي منزل امن يعيش فيه... ولازال العديد من الحاقدون والطائفيون ينتقدونه لأنه منح الناس البسطاء في ضواحي بغداد قطع الأراضي ليبنوا عليها مساكنهم البسيطة... قرارات النواب لم تثمر عن شي من اجل المجتمع ...وإنما استمرت بصراع في كيفية الحصول على أعظم المكاسب.. وكيفية كسب المغانم الإستراتيجية ... وليذهب الشعب للجحيم... بدلا من أن يفكروا في توسيع بغداد وزراعة حدائق بغداد والانفتاح على المناطق في ما حول بغداد لان بغداد أصبحت خانقة وازدحاماتها لا تطاق  قرروا أن يوزعوا الأراضي لأنفسهم في أرقى أماكن بغداد وحسبما متوفر من الأراضي  وحتى للنواب من ممثلي المحافظات المختلفة لم يفكروا أن يأخذوا قطع أراضي  في محافظاتهم لأنهم لا يفكرون فعلا بالسكن بقدر ما يفكروا بكم بثمن الأرض هنا وهناك لذا الجميع يرغبوا بالحصول على أعظم سعر وأغلى ارض... وهم لو كانوا فعلا وطنيون لقالوا أن ارض العراق كلها غالية وعزيزة... وأنهم لا يحتاجون السكن بقدر ما يحتاجه المواطن البسيط والموظف البسيط أن الفراشين في دوائر الدولة هم أحق بقطع الأراضي من النواب والحكوميون الجدد... الذين باسم الشعب يشرعون قانون الغاب الجديد..

المصالحة الوطنية يجب أن تكون مصالحة مع أبناء الشهداء والمحرومين والمنكوبين وضحايا التفجيرات يجب منحهم ما يستحقون لكي يشعروا بالأمان ويجب أن توزع الأرضي بالقرعة على الجميع ولا يكون هناك تمييز بين موطن وأخر أو يجب أن تحدد بلوكات مثلا للمهندسين وللأطباء والكسبة ولغيرهم في مدن سكينة جديدة ويجب عدم المساس بالأراضي داخل مركز العاصمة وإنما يجب أن تستغل لزراعة الحدائق وغيرها من الخدمات ويجب تشريع قوانين صارمة لكي لا يتم شطر البيوت وبناء المشتملات بمساحات صغيرة جدا على حساب الأرض الخضراء.في المدن.. نقول يجب لكن من يسمع من ينفذ من يقول لا للظلم الحكومي بالتأكيد ما نقوله أمنية لكنه رأي يجب أن نعمل من اجله جميعا هنا نسال:
 أين القوى التي تقول أنها وطنية؟!!! هنا نريد منهم موقف واضح أين الحركات الجماهيرية التي تدعي أنها تدافع عن المظلومين؟!!!!  أين الذين يدعون النزاهة ولا يساومون ؟!! أين المناضلين الشرفاء ؟ ! ! أين أصحاب القرار ؟ ! أين مناضلي الأمس!؟ نسال هنا كلمة ( يجب) هذه نقولها لمن؟!!!!!!!!!!! أن لم يسمعها احد من متسلقي السلطة السابقين (ديمقراطية الثول والتراجع)  فسينهض جيل ثوري جديد ينفض غبار الذل ويصنع القرار ويبني العراق... نقولها لنستنهض الهمم لنتوحد كبسطاء لنتوحد كمظلومين لنصرخ ونقول لا ... صحيح كلمتنا هذه تحتاج الى زمن لتفعل فعلتها ..لكن قولها الآن سوف يسرع الزمن قول كلمة (يجب كذا وكذا) يسرع الزمن ونقول يجب ليفهم من يفهم انه عليه واجب ...وعلى كل من يقرا أن يفكر ما هو الحل ويفعل شيء من اجل الحل ليرفض ولا يساوم... وابسط ما يمكن أن يفعله هو صفع الفاسدين... فان الانتخابات قادمة لنتعامل معها بذكاء ووطنية..فان الانتخابات قادمة وكلمة (؛؛يجب كذا وكذا؛؛) نقولها لمن يعي ويفهم ليثقف من حوله عن معنى يجب  .... سينهض العراق بفكر الشرفاء المخلصين...
 
هناك تكالب شديد وعدم عدالة في توزيع الأراضي.... هناك من الذين استلموا أكثر من قطعة ارض من الحكومة السابقة ولازالوا يقدموا طلباتهم للحصول على قطع أخرى وبعضهم يقول لتكون المنافسة على سنين الخدمة والنقاط للموظفين... هؤلاء هم أرباب الغباء البعثي لا يفكروا ألا بالسرقة وحرمان العراقيين من حقوقهم.... وهناك تكالب من رجالات الدولة للحصول على أراضي بأماكن خاصة... كما أن تفاوت أسعار الأراضي من مكان الى أخر داخل العاصمة كبير جدا وكذلك هناك تفوت كبير في أسعار الأراضي بين المحافظات المختلفة داخل البلد...
 نقترح حلا ليكون هناك عدالة في توزيع الأرضي... وهو أن تكون جميع أسعار الأرضي العراقية متساوية.... ويجب أن تعلن الأسعار وتوزع على المواطنين وفارق السعر يستقطع من الذين يستلمون الأراضي..... وهذا قد لا يكون معقولا خصوصا مع تفاوت الأسعار الكبير..لذا نقترح حلا مثالي لهذا المشكلة وهي أن مشكلة توزيع الأراضي يجب أن تكون بمجمعات كبيرة ولا يكون هناك تمييز فيها بين فئات المجتمع المختلفة لا بمساحة القطعة ولا بموقعها وإنما توزع بشكل بلوكات لكل منطقة سمتها الخاصة بها وتوزع بالقرعة ... كما أن الأراضي توزع لمن يحتاجها للسكن وليس للبيع أو التجارة أو الإيجار أي توزع الأرضي لمن يحتاجها ولا تملك لصاحبها (تبقى الأرض للدولة ولا تملك )...  وبذلك سوف يبني المواطن بيتا عليها وتبقى الأرض ملكا للدولة ولو رغب  ببيعها فانه لا يملك ذلك..لكنه سيتمكن من بيع المنزل فقط.. أما الأرض فتبقى ملكا للدولة  وبهذا فن أسعار البيوت لا تأخذ بنظر الاعتبار سعر الأرض لذا فان البيوت سوف تكون متساوية السعر وتفاوت أسعارها سيكون بقيمة البناء المقام عليها  فقط .. وبهذا سوف نتخلص من هذه المشكلة... وبذلك  سوف لا يشعر أي مواطن بالغبن لو استلم ارض في أي مكان... لان الأرض تبقى مملوكة للدولة..والدولة تحفظ حقوق الإنسان بالسكن عليها فقط ولا تمنحه حق بيعها وإنما تمنحه حق فقط بيع ما مشيد عليها فقط... لا نقصد من هذا ألا خير العراق   فمن يسمع من يجيب....
لنعمل على أن يكون لكل عراقي بيت امن يعيش فيه بكرامة وامان... لننهي مشكلة السكن ... لنعمل على انهاء أي تعقيدات ادارية تمنع ذلك... لنعمل على وضع شروط وتعقيدات على المسؤولين وليس البسطاء... لتوزع الأراضي على ابسط فئات المجتمع وبعدما يتم ذلك يتم التفكير بالمسؤولين الذين فعلا هم بحاجة الى سكن....

متى تأتي ساعة الصفر وتتحقق العدالة الوطنية متى تعمل الدولة على رفع شان العراقيين وتعمل على رفع مستوى الإنسان ورفع المستوى الخدمي لإطراف المدن والنهوض بها بناء عراق مزدهر.. متى الدولة تفكر بالموطن البسيط وتفكر باحتياجاته قبل ما تفكر بملذات أزلامها...لنعمل من اجل العدالة ولنثقف أبنائنا وإخواننا على كيفية سحب البساط من تحت أقدام السارقين المتلونين المتخاذلين... نمتلك الكثير كشعب لنتوحد بالكلمة ... ونقول لا يوجد من يستحق ثقتنا من الأحزاب الهزيلة السابقة فحتى الوطنيون فيهم لا يمثلون ألا فئات خجولة تتبسم بمجاملة على حساب حقوق المجتمع.... نقول للشباب انتم الأمل لنهوض فكر الخلاص الوطني الجديد...ونقول للمفكرين انتم من يحرك العقول انتم من يستنهض الهمم قولوا قولتكم افضحوا الغباء وأسسوا للغد المشرق ....لنعمل لننتج من اجل العراق..خير الجهاد العمل ... لنصدق من اجل العراق لنؤسس لعراق العدالة والنظام والإنسانية ... شعب نيسان بلاد الشمس اراك سينهض من جديد العراق قبلة الشرق... وسويسرا النماء العربي....

د.علي عبد داو الزكي drali_alzuky@yahoo.com



99
شؤون جامعية: لا ننتظر شيء من ؛؛حكومة الطرشان أو من يضعون القطن في الآذان؛؛

جامعاتنا تعاني السوء الكبير والتراجع المخيف ولا احد يهتم لذلك اين الروح الوطنية اين الشعور بالمسئولية؟!!!  يجب اعتماد الأسس الصحيحة في الإدارة الجامعية يجب توفير المستلزمات الجامعية فمن يسمع من يجيب؟؟!!!… الخدمات الجامعية شبه معدومة في اغلب الجامعات العراقية...لا يوجد قاعات دراسية كافية لا يوجد خدمات صحية مناسبة وكافية لا يوجد ماء صالح للشرب في اغلب الجامعات.. والخدمات الأخرى مثل المطاعم ومكاتب الاستنساخ غير مناسبة ويتم فيها  استغلال الطالب واستغلال الظروف .. وللأسف الكل يستغل الطالب لأنه الحلقة الأضعف في معادلة التعليم العالي … القرارات دائما تطبق بشكل خاطئ وحتى القرارات التي تخص الطلبة غالبا ما تخدم الطلبة الذين لا يستحقون أن يكونوا بالجامعة (الفوضويون الغشاشون المزورون) والذين يسببون الفوضى وهمهم الأول الحصول على الشهادة بأي أسلوب…وذلك لكي يشقوا طريقهم في التسلق الى مناصب لدولة لكي يعملوا بنفس الأسلوب الذي اخذوا فيه الشهادة وهذا يذكرني …برجالات البعث في الدولة الظلم السابقة كيف أن التعليم العالي كان حكرا لهم وحكرا لفئات محددة … كانوا يعيثون بالأرض فسادا واليوم يوجد ورثة لهم وأتباع يعملون الشيء نفسه أن لم يكن أسوء … الجامعة المفروض هي الواجهة الحضارية والفكرية للبلد لكن نحن ماذا نقول؟!!! لا نصدق ما يجري هنا وهناك من مصائب!! … هيبة البلدان دائما تأتي من القانون ؛؛وما يمثله المحكمة؛؛ والعلم وتمثله ؛؛الجامعة؛؛.. ودائما نرى في الأفلام العالمية عندما يصوروا مشهد تظهر فيها بناية المحكمة بناية شامخة وكبيرة تعطي هيبة كبيرة لمعنى العدالة.. كما نرى أن أي مشهد تظهر به الجامعات بصور مهيبة جدا ونلاحظ بان أبوابها الواسعة والعظيمة وحدائقها الرائعة وهذا يوحي بأنها تستقبل الجميع وتمنح العلم والثقافة العالية...وتعطي انطباع جميل لكل من يراها... بينما جامعاتنا هيبتها بشدة القذارة الموجودة فيها وبتخلفها في القرارات وتخلفها عن العالم وتخلفها حتى عن جامعات دول الجوار الفقيرة.... ونرى فيها قاذورات أدراية وشخصنة حقيرة بدكتاتورية بعثية ...ونرى ونرى .. هذه هي جامعاتنا...

التعليم العالي لم يعقد حتى الآن اجتماع موسع للهيئات التعليمية ولم يأتي مسئول في التعليم ويقرر ما يخدم المسيرة التعليمة بعد مشاورات مثمرة وشفافة...كل ما نراه هو قرارات الشخصنة والتي لا تخدم ألا مصالح شخصية وحزبية ضيقة.... طبعا لان الحكومة حكومة محاصصة أي معنى ذلك بان المسئولون لا يهمهم مصلحة المجتمع ما يهمهم مصالحهم الشخصية والحزبية الضيقة ... لا بل البعض يتعمد خلق الأزمات لإفشال المشروع الوطني... وللأسف نقول هنا أن المشروع الوطني فشل فعلا ولم يبقى ألا دعاة الأنا رموز الظلم والدكتاتورية على مختلف مسمياتهم الحزبية والعرقية... لم نرى قرار ناضج لم نرى مسئول يعمل بجدية على رفع الظلم عن الجامعيون وينهض بمستوى التعليم ويوفر الخدمات الإنسانية الضرورية في الجامعة... الجامعة هي الذوق والأخلاق والوطنية الصالحة هي التوحد الفكري هي صراع الثقافات بأسلوب حضاري هي تجانس بين جميع الفئات الاجتماعية... ألغيت الثقافة القومية من مفردات جميع الجامعات العراقية لان هذه المادة الدراسية تمثل فكر البعث الفاسد... واستبدلت بدروس حقوق الإنسان والديمقراطية وللأسف لا حقوق إنسان موجودة ولا ديمقراطية ولا شفافية... فمثلا أحيانا ادخل لقاعة الدرس واسأل الطلاب عن حقوقهم لا أرى أي منهم يعرف حقوقه أراهم حائرين .. لا يعرفون واجباتهم ولا حقوقهم بشكل واضح... كنت أتمنى أن يتم إدخال مادة ثقافة جامعية حقوق وواجبات... وتدرس هذه المادة وتفسر قوانين التعليم العالي ...ومن المهم أن تناقش القوانين الجامعية خصوصا ونحن في طور تكوين الدولة الجديدة.. من قبل التربويون وممثلي الطلبة على مستوى مؤتمر قطري تحترم فيه حقوق الإنسان والقيم الديمقراطية ويقارن ذلك مع ما موجود في دول العالم الديمقراطية..

 الرأي الناضج مغيب ولا يمنح أي فرصة لكي يبرز!! ولا يشجع الطالب على فعل الأفضل وتشجيعه على أن يكون فعالا في اتخاذ القرار وفي توجيه الرأي العام لان الرأي العام غالبا ما يقوده الشباب الذين دائما يحملون موجة التغيير والثورة... لكن للأسف نرى الشباب الجامعي أسرى لصراعات عديدة..... والثقافة الجامعية أصبح الحديث عنها كمن يتحدث عن قصص ألف ليلة وليلة...لا معنى لها  ومثالية وغير موجودة بمعنى أخر (بطران من يتحدث بها) ....نستغرب أحيانا نجد نسبة اكثر 90% من الطلبة  لا يستخدم النت ونادر ما نجد من يقرا ويطالع كتاب خارجي ونادر ما نجد عندهم القابلية على النقاش الهادف المثمر المتواصل .. كل ما نجده هو نقاشات عن الازدحام في الشارع والظروف الصعبة المتنوعة المتكررة بصور مختلفة ووجوه مختلفة ..وتداولهم  الأخبار الواردة عن مصادر الأعلام المختلفة و التي غالبا لا تجلب ألا التفرقة بسبب الاختلاف الكبير في مصادر ترويجها وطرحها ... لو كان الطالب الجامعي يقرا ويستنتج ويتعلم بشكل صحيح(الطالب يحتاج الى التوجيه) كان من الممكن أن يكون الطالب ثورة توحد حقيقية لضرب أي فكر ظلامي يحاول أن يشق الصفوف... أن الأفكار الظلامية التي عانى منها العراق بعد السقوط كانت على اثر ثورة الجهل التي قادها صدام بإيحاء من أسياده الأمريكان في عقد التسعينات... الجهل هو  دائما الحمار الذي يمتطيه الإرهاب وأفكاره الظلامية... الجهل تسيد في التسعينات وثمار هذا الجهل استثمرتها أمريكا ودول الجوار لصالحهم لتدمير العراق ومحاولة تدمير مستقبله ومنعه من النهوض.. في ما بعد سقوط هبل بغداد... نعم من الممكن أن تقوم التعليم العالي العاجزة بلعب دور مهم في المجتمع العراقي بتفعيل دور الشباب وتثقيفهم بالعلم ... وتعليمهم كيف يطالبون بحقوقهم بأسلوب حضاري وكيف يدافعوا عن الوطن ويحفظوا كرامته.. وهيبته.. أن الشباب الجامعي هم الأمل الحقيقي لتوحد العراقيين ونبذ الفرقة ومحو أثار الجهل وتثقيف المجتمع... ممكن توسيع استخدام النت بالجامعة وبدلا من تدريس الطالب حقوق الإنسان(كمادة جافة سقيمة) ممكن أن يدرسوا ثقافة الجامعية وثقافة استخدام النت بكفاءة ...من الممكن أن يعلم ويطلب من  الطلبة أن  يقدموا تقارير أسبوعية باستخدام النت حول موضوع ثقافي ما...ومن ثم يوجهوا لكيفية كتابة التقارير الإعلامية وكتابة المناقشات للافكار والاراء...  وإبراز الحقائق والمعلومات...ثم نشرها عبر النت وذلك بتقييم الأستاذ المشرف لهم مباشرة وتشجيعهم على أن يلعبوا دورا مهما في تكوين الرأي العام لان عصرنا  هو عصر تكنولوجيا المعلومات وعصر النت... يجب أن يدرسوا الطلبة العولمة ومعناها وأثارها ويدرسوا مفاهيم تلقي المعلومات عبر النت وكيفية تداولها واستثمارها ... يجب تثقيف الشباب الجامعي ليكونوا رواد للمرحلة القادمة من مستقبل العراق....

 أن الجامعيون للأسف بظل الأوضاع السيئة التي يعيشونها لا يعرفون ما هو دورهم...  يجب تنمية روح الجماعة لديهم يجب منحهم دورهم ليتم استنهاض الروح الوطنية فيهم... وذلك بإقامة الندوات الفكرية والثقافية وحث الطلبة على القراءة واستخدام النت... يجب توفير النت في كل مرافق الجامعة  وليس في غرف الإداريين الأميون بالحاسوب وألنت... يجب احترام الطالب الجامعي واحترام حقوقه وعدم التجاوز عليه ...للأسف نرى الأسلوب العسكري القذر في التعامل مع الجامعيون من أساتذة وكادر وظيفي وطلاب وهذا أسوء ما تمر به جامعاتنا الآن ...فقدان الاحترام والثقة والعسكرة وقلة الذوق.. نرى الحراس الجامعيووووووووووون بوجوه لمقابلة الأعداء يستقبلون الطلاب والأساتذة صباحا ولا يحترمون احد ولا يحترمون حتى قانون  وكل ما يقولونه توجيهات فلان وفلان ولا نعرف من خول فلان ليعطي هكذا توجيهات .. بالتأكيد هذا سوف يوجه السخط على حكومة المحاصصة التي  لا تعرف ألا كيفية توزيع المناصب بين أزلامها ومتحاصصيها ولا تنظر الى العراق والعراقيين ولا تنظر لحقوق الإنسان...فحرس المسئولين يفعلون ما هو أسوء من الحرس الجامعي... الحرس الجامعي في اغلب جامعات العاصمة يحتاجون الى دورات لتعلم الذوق والاحترام والتهذيب  وكيفية احترام القانون والانسان لان وجودهم بهذه الأسلوب أسوء من عدم وجودهم ... لا نتمنى ألا النظام والقانون والذوق ولا نظن أن هذا صعب لكن الإدارات الجامعية  تحتاج الى أن تغير من أسلوبها التسلطي وتنهي حلقات الشخصنة الإدارية ويجب الاهتمام بالرأي العام واحترام رأي المجموع واحترام الديمقراطية... كم نتمنى أن تتحقق الديمقراطية الإدارية ويتم انتخاب المسئولين بشكل مباشر من قبل الكادر الوظيفي بدلا من المحاصصة المقيتة...وكما يجب احترام القيم الجامعية واحترام الطلبة ملائكة الأناقة والذوق ... واحترام أراهم واستيعاب زلاتهم ويتم توجيههم لما فيه خيرهم وخير البلد... يجب عدم التهاون في ما يفسد الأجيال فيما يخص الحزم العادل وعدم التهاون مع الغش والتزوير لأنه أصبح ظاهرة أسوء من الإرهاب نفسه... يجب أن تكون هناك قيمة لشهادة البكالوريوس... نقول هذا ونكرر ؛؛يجب ويجب ويجب كثيرا؛؛... لكن من يسمع من يجيب... من يسمع من يجيب؟!!!. على من يقرا الكلمات ويدرك معناها...أن يفعل أي شيء من اجل ذلك ولا يكون متعاطف سلبي.. ليثقف من حوله ويشجع على هذه الأفكار... نعم فكل من مكانه قد يفعل شيء ... لا ننتظر الكثير من الذين لا يسمعون في حكومة الطرشان أو من يضعون القطن في الآذان... نتمنى ونتمنى ولا يتم الإصلاح بالتمني فقط... لا نيأس لا نتراجع نصمد وندافع عن أرانا وقيمنا وأخلاقنا ونبشر  بالغد الصالح ..الذي اشراقة شمسه ستنير النفوس وترفع الضيم من الإنسان العراقي لنعمل من اجل غدا أفضل ...  الدين المعاملة الدين المعاملة وأعظم الجهاد عند الله العمل الصالح... هيا للعمل الصالح...هيا للجهاد..هيا للعمل الصالح... نعم للنظام والعدل....

د.علي عبد داود الزكي  drali_alzuky@yahoo.com

100
الشخصنة عقدة السلطة :؛؛النفاق تسلق على أكتاف النضال؛؛

يبدوا أن المواطن هو الحلقة الأضعف في ديمقراطية الجهل والتراجع والخذلان..أن الديمقراطية تعني حكم الشعب.... وتعني الالتزام بحكم الأغلبية واحترام لقرارها وإضافة الحضارة الإنسانية والمدنية... للديمقراطية أخلاق جديدة و قيم راقية كثيرة وذلك بالدعوة لاحترام حقوق الأقليات وحقوق الإنسان واحترام الثقافات وعدم التجاوز على أي مكون اجتماعي مهما كان... وللأسف يبدوا أن ديمقراطية الجهل المستتر في قوائم الانتخابات المغلقة (المرسوم بفكر مخابراتي أمريكي) كان عبارة عن شبح مبرقع ببرقع متألق بشعارات منيرة ووعود بالجنة والخلاص... ناغم بنفاق الفكر والعاطفة للمواطن البسيط الذي عانى ما عانى من ظلم تقلب الأقدار الغبية في دكتاتوريات القذارة البرجوازية والقومية والبعثية وفق تسلسلاتها التاريخية منذ سنة 1920 في عصر العراق الحديث...  برقع الشبح يخفي مصائب ومصائب للعراق ... لمن أخطأ ولمن ساهم في حدوث هذا الانحدار الكبير في مستوى القرار الديمقراطي  وتدني مستوى فكر المشرعون وتهاونهم....نقول له تنبه تنبه من تسلق النفاق على أكتاف الأمل العراقي ... والعراق  لا يستحق كل هذا من الوطنيين السابقين....

 المشرعون غير مبالون بما يحدث بالعراق الغيابات في مجلس النواب غريبة ولا توحي بأدنى مسؤولية .يبدوا أن الغائب عن فكرهم العراق الوطن وهم ملتفون برداء الهروب وقضاء الصيف في أوربا وووو..وقضاء فترات للمتع في منتجعات النخلة الامارتية وغيرها من منتجعات الخارج..لا نرى حضورا مميزا لهم  ألا بجلسات المجلس التي تناقش مكاسبهم والتي اتخذوا القرارات فيها بالاجماع  لمنح انفسهم العطايا والهبات من ثروات العراق ...  هذا غير معقول !!!  أن ما قرروه لأنفسهم اكبر بكثير مما عملوه للوطن... نتمنى أن يتم منحهم ما يستحقوا لكن بقرار شعبي وجماهيري وباستفتاء شعبي (هل من الممكن أن يعرضوا قرارات منح أنفسهم الهبات وووو على الشعب للتصويت عليها؟) .. نعم أن البرلمانيون  قرارهم لأنفسهم يذكرني بقرار لأعضاء مجلس بغداد في عام 2004 عندما توفر لديهم مبالغ مقدراها 5مليارات دينار عراقي بدل من أن يصرفوها على توفير الخدمات والمشاريع الخدمية في بغداد... قاموا بتبذيرها وصرفها لأنفسهم وكان عددهم 37 عضوا  ... حيث قرروا المنح لأنفسهم وقرروا زيادة رواتبهم وبعدما قرروا قاموا هم أنفسهم بالموافقة على قراراتهم... أي ما فعلوه هم مثلما فعل النواب المنتخبون.. وهذا شيء مضحك ومؤلم ..و مثلما يقال ؛؛ يأكلون ويقولوا لأنفسهم عوافي؛؛ .. لذا نقول لهم عوافي عليكم السحت....

النواب لا يفعلون ألا ما يخدمهم ويحميهم... في أحدى المرات كنت حاضرا في مجلس حضره بعض أعضاء مجلس النواب وعندما دار الحديث تحدث النواب عن الأمن الذي تحقق بالشارع وتحدثوا كثيرا كأنهم هم من فعل ذلك.... وهم اغلبهم يسيرون بحمايات مستهترة لا تحترم الإنسان ولا تراعي قيم وحقوق المواطن... وقال احدهم المهم الآن هو هيبة الشرطي بالشارع... فقلت له وما فائدة هيبة الشرطي بالشارع أذا كان لا يحترم قيم الحضارة والمدنية ولا يحترم المواطنين ولا يعير أي اهتمام لحقوق الإنسان.... قلت نظام صدام كان الأمن بالشارع أفضل بكثير وكان المواطن يستطيع أن يتجول في اغلب شوارع بغداد على مدى 24 ساعة باليوم... لكن هذا لا يعني أن نظام صدام هو نظاما عادل... نظام صدام كان دكتاتوري ومتجبر ومستهتر.. فقالوا بعض النواب نعم "بس نظامنا ديمقراطي وصدام كان دكتاتورا"!!!!!!!!!!!!!!! فقلت لهم نعم كان النظام السابق دكتاتوري ومن يتحدث بشيء بسيط تقطع رقبته قبل لسانه.... أما الآن فمن يتحدث أنما يتحدث مع نفسه لا احد يهتم لأمره!!!!!!! ... نعم .. أنا افهم الديمقراطية بأنها عندما يتحدث المواطن تسمعه الدولة... ومعنى كلمة تسمعه هو الاستجابة له والنظر بمشكلته ....

الرأي العام يجب ان يكون مهيأ وعليه ان يأخذ أي مشكلة اجتماعية وأي حدث بجدية كبيرة ويتناول المشكلة لغرض أبرازها وإظهارها والدفاع عن حقوق الناس بإنسانية وجدية حقيقية ... وكأن مشكلة الفرد هي مشكلة المجموع يعني يوجد احترام كبير للإنسان وقيمه واحترام الحريات والمحافظة عليها لان حرية أي إنسان لو انتهكت فهذا يعني أن حرية أي إنسان أخر تكون عرضة للانتهاك أيضا...كما أن من يدافع عن حقوق الفرد الواحد من الأحزاب والمؤسسات النقابية والشعبية تبرز نفسها بقوة لتظهر في الانتخابات المستقبلية كقوة مؤثرة وفعالة ولها شعبية وتأييد جماهيري...

لكن في عراق ما بعد السقوط اين الراي العام فيه ومن يمثله... هل الراي العام هو الصمت للغالبية المظلومة المهمشة المحرومة المنكوبة بالويلات ... وصامتة..... ديمقراطيتنا الجاهلة ديمقراطية الأمية لا يمكن أن ترتقي لا يمكن أن تتعلم لأنها  لم تؤسس ألا لاستمرار دكتاتوريات القوائم الكبيرة ومتسلقي السلطة حرباوات الزمان والمكان الذين تسلقوا على أكتاف النضال وتسيدوا الأقدار الغبية بمباركة أمريكية....ديمقراطيتنا هي سحق الأحلام وعدم الجدية في تناول هموم الناس ومعالجتها وحلها... ديمقراطية السقطة تسلق فيها النفاق  وتسلق فيها السراق وكونوا مافيات لسلب الثورات ومن ثم سلب الحقوق بمسلسل قذارة أمريكي يخطط لشرق أوسط كبيرة هش متنازع متراجع  مجزأ يمكن أن تقوده  وتتحكم به مؤسسات أمريكية عبر شركاتها وأنظمة السيطرة والعولمة....

كان الروتين في سبعينات القرن الماضي سهل ومريح نوعا ما وبدا يتفاقم في الثمانينات بسبب ظروف الحرب وبدا الروتين يصبح أكثر إزعاجا وأكثر أمنية(للدولة وليس المواطن) وكلما زادت الضرورة الأمنية كلما أصبح المواطن ضعيف ومستعبد أكثر للسلطة وهذا ما كانت تريده الحكومة هي فرض سيطرتها على الإنسان وإذلاله والسيطرة عليه بوضعه بسجن كبير اسمه العراق.. والحساب المستمر في كل مكان ...دوائر الدولة وروتينها المقرف وأنظمة السيطرة على الطرق هي الأخرى أصبحت تذل الإنسان وتجعله في سجن رعب وخوف وقلق كبير... وبعد السقوط فرحنا بأننا سنتخلص من كل ذلك لكن للأسف لم يحصل ذلك وإنما أصبحت المعاملات والروتين أكثر تعقيدا... المفروض القانون يحمي الإنسان ويحمي حقوقه ويحميه من أي جور (قانون الدولة يجب أن يكون منصف ويحمي الجميع ويطبق بعدالة)... أي قانون فيه ظلم اجتماعي المنتخبون بالديمقراطية يمكن أن يعدلوه ويجعلونه مناسب وملائم للقيم الحضارية والعدالة للإنسانية ومتوافق مع تطور الحياة والزمن... لكن بالحقيقة ما جرى بعد سقوط هبل بغداد هو روتينيات مملة ومزعجة وشخصنه أدارية في التفسير... الروتين اضيفت له مصائب كثيرة وأضيف له أوراق كثيرة أضيفت له ورقة المحسوبية وأضيف له أوراق التزوير وأضيف له التعقيد والشخصنة ..الشخصنة... الشخصنة هي العقدة أو هي عقدة السلطة(دكتاتورية غبية تتحكم بتفسير القانون وفق هواها) ...

 لكي نتخلص من الشخصنة الإدارية والفئوية الحزبية نحتاج الى رأي عام قوي يواجه ولا يساوم رأي عام نزيه ونظيف ... لكن أين هذا الرأي العام ومن يطالب بحقوق المظلومين..لا احد يرى حقوق المظلومين... ولا احد يدافع عنهم... الإنسان تعلم الرضوخ وتعلم أن لا يأمن ولا يثق بالسلطة مهما كانت وتعلم بنفس الوقت يخضع لها بذل وباحترام مصطنع... الكل ينتقدون في جلسات الحوار الأخطاء ويتكلمون بالمبادئ ويتكلمون بالقيم والأخلاق ويتكلمون بالشيء الصحيح وهم الأغلبية ....لكن عندما يكون هناك موقف وقرار يهرب الجميع ولا يبقى ألا القلة القليلة... لا بل البعض ينقلبون بشكل مخجل وشكل سيء وشكل غدار.... هذا أيضا لا يمكن أن نقول انه سمة الإنسان لكن هذا سببه غياب القياديين الصالحين المؤثرين في الرأي العام للمجتمع... غياب الأحزاب والحركات السياسية النظيفة والتي تمتلك كاريزما التأثير بالمجتمع كمؤسسة...فقدان المؤسسة النزيه التي تعمل من اجل العراقيين ومن اجل الوطن وبدون مساومة وبدون تهاون وتنازل عن الحق والحقيقية هذا هو ما سبب انكفاء الإنسان البسيط على الذات وانتظار القدر بسلبية ليغير الحدث.....

بسقوط صنم بغداد كان هناك أمل وكان هناك رؤية اجتماعية ناضجة لوضع لبنات الصلاح الأولى للمجتمع.... لكن إعصار الألم والرعونة الذي سببه تسلق الجهل الغبي المسلح ودعم أخوة يوسف عرب الجوار له بقذارتهم وأموالهم وإرهابييهم لسحق طموح الشعب...ذلك سبب انهيار وخذلان كبير لآمال الناس بالخلاص الحقيقي من الألم والذل .. وبسبب الحرمان الكبير الذي عاناه الشعب خلال العقدين الماضيين أدى الى تسلح الجهل وتسلقه بغباء للوصول الى السلطة وبنفس الوقت تدمير مقدرات البلد وهذا سبب انهيار للقوى الجماهيرية التي لم تستطع أن تثبت وجودها  وتحافظ على هيبتها أمام الغباء المخطط له مخابرتينا لكي يجهض الحلم العراقي وتحت رعاية أمريكية وبتنفيذ سعودي مصرية وخليجي... وصراع أمريكي أيراني خفي.... انهارت الحركات وتوجهت نحو سلوك البرغماتية ونسيان المبادئ مما جعل هذه الأحزاب الوطنية عرضة لتسلق المنافقين فيها وتسلق السراق وتسلق أعداء الشعب بوجههم الجديدة وبذلك فقدت هذه الأحزاب شعبيتها لأنها لم تنهض بالمواطن ولم تراعي معنى للديمقراطية....

لا يوجد مؤسسات ديمقراطية حقيقية في البلد ... لا يوجد من يسمع الآهات والهموم ليحل المشاكل... لا توجد نقابات وروابط منتخبة حقيقية لتدافع عن حقوق أي فئة شعبية او اجتماعية أو حرفية واو صناعية... الإدارات التي وصلت للسلطة كانت تمثل صورا ورموزا للنظام السابق وبعضها  تقمصوا الأسلوب البعثي بالإدارة بعدم احترم الإنسان ( دكتاتورية مصغرة وشخصنه أدارية لا قانون ولا عدالة)... كان المفروض بمجلس النواب أن يقوم بتشريع قوانين تحمي الإنسان وتمنحه حقوقه وتبين له واجباته وتصدر القوانين التي تمنع أي انتهاك للنظام ولحقوق المواطن.. لكن أين هي دولة القانون... والله أن شعار دولة القانون مضحك جدا ..مضحك ومبكي بحرقة خذلان...أذا الشعب يوما أراد الحياة لا بد أن يستجيب القدر... وشعبنا حيا لن يموت..وكل ما يحتاجه مثقفين حقيقيين لتثقيف المجتمع وخلق رأي عام شجاع وقوي وفعال... لا نلوم المواطنين البسطاء وإنما نلوم المثقفين ونقول لهم  أين انتم انهضوا!!! أن الشعب ينتظركم لتنهضوا به....!!!!!!

د.علي عبد داود الزكي drali_alzuky@yahoo.com

101
البطالة العراقية:؛؛وكارثة جلب أيدي عاملة أجنبية رخيصة؛؛

 أن العراق في عقود الخمسينيات وحتى الستينات كان بلد منتج للغلة الزراعية وكان ينتج ما يكفيه ويصدر فائض الإنتاج الى دول الجوار...اذكر في بدايات السبعينيات كان المرحوم والدي  يشتري ما يكفي عائلتي من الحنطة العراقية  المنتجة محليا.. ولكن هذا مع الأسف تراجع وانحسر بشكل مخيف في نهاية السبعينيات... حيث بدأت الدولة تستورد الطحين أو الحنطة وبدأت تبيعها مباشرة للمواطن بأسعار رخيصة.. وهذه كانت البادرة الأولى لانهيار الزراعة وعدم الاهتمام فيها... وقامت الدولة بسبب نزعتها العدوانية  وبجنونها بالتسلط القهري بفتح باب التعيين بالجيش واستقطاب الشباب الذين يرومون تكوين أنفسهم بسرعة وتوفير مصدر رزق مستمر ومأمون أكثر لعوائلهم... وهنا انحسرت الزراعة وأهملت بشكل كبير وذلك بسبب خسائر كبيرة في الأيدي العاملة... وعند دخول نظام صدام حربه الغبية مع إيران تدهور الإنتاج بشكل مخيف وبدا الحكومة تستورد كل ما يحتاجه البلد من المنتجات الزراعية الأساسية المختلفة... ولكن مع ذلك الفلاح العراقي لم يهمل الزراعة بشكل كبير ...ذلك لأنه منذ منتصف الثمانينات وبسبب تدهور اقتصاد البلد بدأت الزراعة خصوصا زراعة الخضروات تدر أموالا كبيرة على العاملين بالزراعة لذا فقد استمرت الزراعة رغم عدم اهتمام الدولة المتنعمة بما هو مستورد .. كما أن الدولة بسبب انشغالاتها القذرة بالتسلح والحروب أهملت بشكل كبير الزراعة وأهملت الصناعات الزراعية وأهمل الإنتاج الصناعي المدني....وتحولت الدولة الى السيطرة المباشرة على كل شيء منعت أي استثمار خارجي بالعراق في مختلف المجالات الصناعية والزراعية .... وذلك لكي تامن  الدولة من عدم حصول أي تدخل خارجي.... ولتضمن الدولة السيطرة المباشرة على اقتصاد البلد...

الأراضي الزراعية المنتجة انحسرت ومشاريع الري الإستراتيجية كانت تعاني من مشاكل الإهمال الشديد مما جعل الزراعة في بلدنا متخلفة وغير مواكبة لأساليب الإنتاج العالمي المتطورة والتي انتشرت حتى الى دول الجوار... بعد دخول العراق الكويت وفرض الحصار... انتبه حكومة الدكتاتورية الصدامية الى احتياجات البلد الماسة الى زيادة الانتاج الزراعي المحلي.. هنا استخدم نظام صدام أسلوب سفيه لغرض رفع الإنتاج الزراعي ..استخدم أسلوب اقتصادي غريب هو رفع أسعار المنتجات الزراعية الحنطة والشعير والرز وبأسعار جنونية... بحيث قام المزارعون  والفلاحون بزرع كل شبر من الأرض ممكن زراعته(بدون النظر بعقلانية وعلمية في صلاحية الأرض ومستقبلها)  وللأسف  تم زراعة الأراضي بشكل آني غير مدروس أدى فيما بعد الى تدمير الأراضي الزراعية.... كما ان زيادة اسعار هذه المنتجات الزراعية أدى الى أن تغتني طبقة الفلاحين المنتجين لهذه الغلات الزراعية بشكل كبير وغير متوازن مع بقية الفئات الحرفية والإنتاجية في المجتمع وبنفس الوقت ازدادت أسعار هذه المنتجات بالسوق العراقي مما أدى إثقال كاهل المواطنين ذوي الدخل المحدود والفقراء البسطاء الذين في بعض الأحيان راتبهم الشهري لا يساوي سعر كيلوات معدود من طحين... وبعد توقيع مذكرة تفاهم بين العراق والأمم المتحدة النفط مقابل الغذاء والدواء...في منتصف التسعينات تدهورت الزراعة مرة ثانية خصوصا مع تجفيف الاهوار وتدمير مشاريع الري وانحسار المطر وتدمير الأراضي بسبب سوء استثمارها في سنوات الحصار الأولى ... ومع ذلك بقى الإنتاج الزراعي العراقي  يوفر حوالي 90% من المنتجات الزراعية الأساسية لتغطية الاحتياج المحلي... كانت الدولة تفرض ضرائب كبيرة على البضائع المستوردة .. وهذه الضرائب تعد  مصدر مالي جيد للدولة وللاسف كانت الحكومة  لا تستغله بحكمة لتطوير الانتاج والصناعات الداخلية بل تصرفها على ملاذات سفلتها وطغاتها.. كانت رواتب الموظفين الحكوميين لا قيمة لها لذا أكثر الناس كانوا لا يرغبون بالوظيفة الحكومية...لأنها لا توفر لهم مصدر رزق كريم ممكن أن يعيشوا منه... ألا أذا استخدما الأساليب السيئة (الفساد والرشا)... وبنفس الوقت وطمعا بالربح السريع مافيات النظام السابق تسابقت ليس على الإنتاج وإنما على التجارة غير المنتجة وبذلك تشجع جزء كبير من القطاع الخاص العراقي ليعمل على العرض التجاري فقط بعيدا عن الإنتاج مما سبب مشاكل اقتصادية كبيرة للبلد....واصبحت فرص العمل بنسبة 80% منها في التجارة والأسواق والمحلات التجارية (غير المنتجة عرض فقط) التي تسبب تضخم وعدم توازن بالاقتصاد الداخلي ونشا من جراء ذلك  ظلم اجتماعي كبير لحصول بطالة أشبه بالبطالة المقنعة في القطاع الخاص( أي عمل غير منتج ولا يرفع من اقتصاد المجتمع يعد بطالة مقنعة) ....بذلك فان اغلب العاملون في أسواق العرض التجارية  لا يمثلون ألا بطالة لا تؤدي عمل وإنما تعتاش على اقتصاد البلد... وهذا سبب تضخم في السوق الداخلية وارتفاع وتعاظم في الأسعار للمنتج المحلي و المستورد أو المعروض... بنفس الوقت فان هذا سبب عدم توازن اقتصادي داخلي بسبب عدم نزاهة الحكومة وعدم نزاهة مؤسسات الضريبة الحكومية...

نشأت خلال التسعينيات مافيات تجارية محلية تهدف للسيطرة على مصادر الرزق الأساسية للمجتمع والتحكم بها وكان يقود ذلك رجالات العهد السابق... ولهم إذناب كثيرة هنا وهناك.... وتحت ظروف الحصار أصبح المنطق بالاقتصاد الداخلي غير منطقي ومتذبذب وتتحكم الدولة به بشكل سيطرة قهرية مباشرة ...ومع ذلك ففي السنوات الأخير قبل السقوط استمر الإنتاج المحلي بتلبية حاجة المواطن لأنه ارخص بكثير من المستورد  وذلك لان كلف الإنتاج لدينا رخيصة.

بعد السقوط... انهارت البنى التحتية  لكل مقدرات البلد (لا وقود ولا كهرباء)  وتدهورت بشكل كبير ومؤلم ...تدهور الإنتاج وازدادت أجور النقل وأصبح كلف الإنتاج المحلي لا يمكن ان تنافس في السوق العراقية بسبب رخص المستورد وجودته.. تدهور الإنتاج  وتوقفت المعامل وأهملت الزراعة  بشكل ملفت للنظر  وتراجعت فرص العمل والإنتاج ولازالت  كذلك!!! .. وبنفس الوقت تحسن الوضع المعيشي للموظفين بزيادة رواتبهم مما خلق اندفاع كبيرة من قبل المواطنين لغرض الحصول على وظائف في دوائر الدولة.. مقومات الإنتاج للقطاع الخاص (الزراعي والصناعي والحرفي) تدهورت بشكل كبيرة وكلف الإنتاج أصبحت كبيرة ولا تفي بمتطلبات العمل وهنا ترك العديد من المهنيون الحرف واتجهوا للعمل في دوائر الدولة كحراس وموظفين وجنود وما الى  غير ذلك... وهنا نشير الى الحكم المدني بريمر كان المخرب الأول لاقتصاد البلد... حيث أن الوزارات العراقية في حكومته كانت تفتح الباب على مصراعيه للاستيراد غير المدروس وإدخال مختلف أنواع البضائع وبأسعارها الرخيصة والتي دمرت الإنتاج المحلي وهذا بمخطط مدروس ومبرمج... وهذا جعل المجتمع في حالة ذهول امام المستورد الرخيص ذو الجودة العالية.. وتوقف الإنتاج وأصبحت وسيلة العمل الأكثر رواجا هو التجارة.. ونقل البضائع وتنوعت أساليب العرض للبضائع  وتوقف الإنتاج ... الوزارات العراقية كانت تدار من قبل وزراء عراقيون يأتمرون بإمرة مستشارين أمريكيين... وهنا يمكن أن نستنتج بأن المستشارين الأمريكيين الذين عملوا بالوزارات أما كانوا:
 (((((أغبياء جدا))))) (ولا يعرفون شيء اسمه اقتصاد وتخطيط وإستراتيجية مستقبلية لمقومات بلد كيف يتم الحفاظ عليها وتنميتها... وخصوصا بلدنا يختلف عن بلدهم من حيث سبل الإنتاج  ونوعه وخصائص العمل واقتصاد البلد ....نحن بلد الأيدي العاملة رخيصة والرواتب بسيطة وان زيادة كلف الإنتاج تؤدي الى تدهور الصناعات والحرفيات المختلفة... وإذا أردنا نزيد كلف الإنتاج فان اقتصاد البلد لا يتحمل ذلك لان كلف الإنتاج ستصبح اكبر بكثير مما هو مستورد وبذلك أصبحت البطالة حقيقة مرة ومخيفة ومتعاظمة لا يمكن للدولة أن تقضي عليها أو تواجهها ...لا بل الدولة وللهروب من أزماتها الآنية أصبحت  تشجع على البطالة المقنعة بتعييناتها العشوائية في دوائرها ومؤسساتها والتي دمرت اقتصاد البلد بشكل كامل وأصبح البلد اجمعه أسير الاقتصاد العالمي وأسير لأسعار برميل النفط.)...
أو أن هؤلاء المستشارين الأمريكيين في الوزارات كانوا (((((يعملون وفق برنامج أمريكي قذر لتدمير مقدرات البلد)))))  وضرب اقتصاد الدولة الناهضة بالصميم كوسيلة جديدة من وسائل السيطرة ووفق برنامج الفوضى الخلاقة  التي تعمل على أساسها أمريكا في العراق... وطبعا هذا التوقع هو الأكثر احتمالا من كونهم أغبياء.....

المشكلة العظيمة التي بدأت تظهر بشكل مخيف وينبئ بمستقبل سيء جدا  لاقتصاد البلد هو استقدام أيدي عاملة أجنبية رخيصة تعتاش على اقتصاد البلد وتؤدي الى بطالة اكبر بالمجتمع... أن العراقيين رغم البطالة الكبيرة بالمجتمع الآن لكن اغلب انهيار حكومي اخر هو استقدام ايدي عاملة اجنبية رخيصة !!!...العراقيين يرفضون العمل بأجور شهرية اقل من 200الف دينار أو 150دولار.... وذلك بسبب ارتفاع أجور العمل وارتفاع الأسعار والخدمات .... أن استقدام أيدي عاملة عربية أو أجنبية سيسبب كوارث إضافية للعراق كوارث اجتماعية وكوارث اقتصادية... توجد الآن عشرات أن لم اقل مئات الشركات بدأت تعمل على استقدام عمال أجانب نيباليون أو هنود ليعملون كعمال تنظيف وكخدم وعمال مطاعم في العراق ويعملون بأسعار زهيدة بحدود 100دولار شهريا أو اقل.. وهذا سوف يسبب كوارث تسبب فشل أي نهوض اقتصادي للبلد وسوف تسبب زيادة في انهيار اقتصاد البلد وزيادة في انهيار تماسكه وتدهور عملية توفير فرص عمل للعراقيين يجب التنبه لهذا ....الذي سوف يؤدي الى مشاكل وهموم لا يمكن إهمالها وتجاهلها.. أن مرحلة الثمانينات تذكرنا بمصائب الأيدي العاملة المصرية وما عملته بالبلد من خراب وما سببته من ظهور قيم عمل سيئة بالمجتمع العراقي وهي الغش وعدم الإخلاص بالعمل إضافة الى مشاكل اجتماعية كثيرة الأخرى

 لكي تنهض الدولة وينمو اقتصادها يجب أن تترشق دوائر الدولة وتعمل بأقل عدد من الموظفين ويجب أن تشغل الدولة باقي الايدي العاملة  بالقطاع الخاص بإنشاء وبناء المشاريع المهمة وباستخدام القطاع الخاص وتفعيل دوره.. لكي ينمو ويقوم هذا القطاع بتوفير مستلزمات البناء وتطوير مقدرات البلد.. ومعالجة مسالة البطالة المقنعة وبنفس الوقت تحفظ حقوق الموظفين في هذا القطاع الاقتصادي المهم ..وتفرض لذلك القوانين المناسبة التي تحمي الموظفين وتحدد ساعات العمل...ويجب فرض الضرائب المناسبة التي تنعش اقتصاد البلد  ولا تعرقل عمل القطاع الخاص ... ويجب أن يفرض على القطاع الخاص استيعاب أيدي عاملة عراقية (أي توفير فرص عمل للعراقيين) وأي مؤسسة من مؤسسات القطاع الخاص أن تقوم بتوظيف أعداد كبيرة للعراقيين تمنح اعفاءت ضريبية ويجب منع أي استقدام للعمال الأجانب الى العراق ويستثنى من ذلك جلب العاملين الماهرين والحرفيين النادرين...ويجب أن لا تكون نسبة العاملين الأجانب كبيرة...العراق للعراقيين..... العراق للعراقيين .. لن يبني العراق الا  ابناءه .... 

د.علي عبد داود الزكي drali_alzuky@yahoo.com

102
؛؛ستشرق شمس العراق؛؛ وستحرق غرور الغباء الديمقراطي

 هل الإنسان العراقي خامل وعاجز..هل الحب للوطن هو أكذوبة رومانسية أو عاطفة غير ناضجة؟!!!!... نبحث عن العراق نبحثه فاين نجده؟  ... سنجده في سيرة التاريخ وفي كتب الحضارة ونور الخلاص الإنساني .. سنجده بدموع الكادحين بدموع الأرامل والأيتام..العراق مرادف لكلمتي دموع وألم... هل العراق اسمه الألم والاه... لا اعرف ما معنى ؛؛عراق أو آراك؛؛  بالضبط ... الكتب القديمة تشير الى  أن ؛؛آراكي؛؛ على أنها  بالآرامية تعني ؛؛القلب ما بين النهرين؛؛... وبالاكدية تشير الى أنها تعني  ؛؛بلاد الشمس؛؛ .. بلاد الشمس والحق والحقيقة.... لكن لا احد يجزم بأي من الرأيين  هو المرجح ولربما كلاهما صحيح.. ولا حد يستطيع أن يقفل الباب على أي رأي جديد بهذا الخصوص... وهنا عندما أورد هذه الكلمات  عن آراك (بلاد شعب نيسان) استذكر تاريخ العراق وأتذكر أغاني العراق التي فيها شجن وحزن شديد  والتي تؤكد حقيقة هي أن الألم هم الإنسان في هذه البلاد.. فهل آراك (العراق) تعني بلاد الألم الذي لا ينتهي... لربما الألم والحزن ترسخ بالجينات للانسان العراقي... لكن يبقى الانسان العراقي  ثورة ولن يترسخ بداخله  الاستسلام التام... ودليل ذلك هو ظهور مئات الالاف من المناضلين الذين رووا ارض العراق بدمائهم الزكية  من اجل الحرية والتحرر ولا اعتقد يوجد شعب على وجه الأرض أعظم من شعبنا لأنه لم يستسلم لذل أبدا رغم هول القسوة التي تعرض لها  وبقى العراق ينجب الأبطال والأوفياء والفدائيون والذين  لا يهمهم ألا رفع الظلم عن بلدهم... العراق بلاد مسلسل الألم الذي لم ينتهي حتى الان ...لكن شعب العراق حيا وسيبقى يرفض الألم... شعبا لن ينكسر ونار تحرره لن تنطفئ أبدا بداخل أي عراقي شريف...

الألم والظلم والفقر الذي عانى منه العراقيون خلق الذكاء والإبداع للإنسان العراقي... لكن الأقدار دائما تشير الى تحكم الأغبياء بمقاليد الأمور في هذا البلد بأقدار قهرية.. ليس عيب الشعب أن يكون بسيط ومتواضع وغير متعلم لان هذا عيب السلطة ( السلطة هي الأبوة التي يجب أن ترعى أبنائها)... أن الأبناء هم دائما بحاجة لرعاية الإباء في التعليم والإرشاد... والحكومات العراقية المتعاقبة لا يهمها رفع مستوى الإنسان والثقافة للمجتمع.... وذلك لان هذا سوف يزلزل سلطان الغباء الحكومية وعروشها... فان الحكومات المتعاقبة في غالبيتها هي عبارة عن حثالات مستهترة غير كفوءة  لا يهمها ألا بقائها كطفيليات تعتاش على السرقة وقهر الشعب....

ديمقراطية الغفلة  ورجالات العصر المظلم والاظلم (ماضي قريب وحاضر اسود) نبحث عن الوطن فيهم نبحث عن ؛؛آراك؛؛ نبحث عن الخلاص نبحث عن الوطن في زحمة الغباء السياسي وزحمة تسلق الظلام على صبح الأمل.... لماذا قهر السلام والأمان على ارض آراك؟!... لماذا بغداد مظلمة جرداء ... لماذا بغداد أسوء من الصحراء (الاردن والسعودية والخليج).. أين حكام منطقة اللعنة أين ورثة الدكتاتورية وظلال الاحتلال أين حكام المنطقة الخضراء؟!!... نسألهم سؤال: أذا نظروا في المرايا هل سيجدون شيء في وجوههم اسمه العراق؟؟؟ نجيب عنهم ونقول سوف لن يجدوا ألا غربة مماليك.... فهم أدوات والعاب بيد الغول الأمريكي الأرعن....لا يشربون ماء دجلة والفرات ( يشربون الماء العذب المستورد بعدما لوثوا ماء الفراتين)  لا يأكلون ألا طعام مستورد بعدما احرقوا ودمروا مقدرات الزراعة والري في ارض الرافدين (بفسادهم وغباء استراتجياتهم)..... لذا فان سحنتهم ليست عراقية (هجنوا بألوان جديدة) هذه هي الازدواجية الحقيقية ازدواجية الحكام وليس الشعب ...حكام مستبدون باسم ديمقراطية المحاصصة الدكتاتورية  يقهرون الشعب ... فان سألتهم أين العراق فيكم ....فأنهم سيهتفون بالشعارات... وفي داخلهم يضحكون بسخرية على دموع شرفاء العراق... وينتظروا ملئ جعبهم وجيوبهم بخيرات وذهب العراق ليهربوا بها الى أوطان تستقبل اللقطاء.

شيخوخة الحركات النضالية وإسرارها التخاذلية وكتم المعلومات  والإعلام المنافق  والمجاملة على حساب الحق ومصلحة الوطن العليا..هي اولى اسباب الفشل الحكومي في العصر الجديد .... كلامهم كإفراد ثوري بطولي ونزيه وفيه خلاص (وبدا يتخاذل) لكنه كلام وليس عمل وليس حقيقة انه كلام أجوف... واجتماعاتهم تخاذل وفشل ونفاق... حكومة الوحدة الوطنية المستهترة بقيم الإنسان لا نرى مستقبل خلاص وأمل فيها.. وقراراتها آنية.. واهنة غير عادلة  غير عادلة غير عادلة ... ومحكومة بقرارات الجهل المسلح ومصالح مافيات السلطة الجديدة وبرجوازيات لا تحترم الانسان العراقي وحقوقه...

 لنسال سؤال لظلال الظلم والاحتلال رجالات الغفلة التاريخية  وسقطة الديمقراطية...لنقول لهم عندما تهتفون باسم الديمقراطية والشفافية هل تحترمون عقل الإنسان العراقي أم تستغلون بساطته ونبله.... وطيب قلبه ... أن التاريخ سيسجل ذلك عليكم وليس لكم.... والأيام دوارة والشعب البسيط  سيتحرر... سيتحرر الأيام ستثبت لكم بأنكم أسوء من السوء..... أنها الأقدار الغبية من جاءت بكم بعد سقوط هبل الرعونة... سيولد التغيير وأبطاله  سيغيرون الأقدار وسيصنعون القدر العراقي كمارد شفاء والذي سيصفع كل من ساهم في اذية العراق لا بل سيصفع  حتى من ساهم ؛؛بأذية نملة عراقية؛؛ ... ستتغير الأقدار.... سترد الصفعة صفعات ... انتظروا شمس الغد انتظروا شمس الغد..شمس الحرية ... سترفع الشمس الى عنان السماء... وسيحرق الغباء.... أن العراق حياة...وكرامة وإباء..

د.علي عبد داود الزكي drali_alzuky@yahoo.com


103
احترموا معلمينا ؛؛يا دكتاتوريات المحاصصة والغباء؛؛

الديمقراطية وحقوق الإنسان وحفظ كرامته شعارات يهتف بها جميع السلطوين بالاعلام بمفردات رائعة وبصياغة انيقة  فيها من الاحترام ما يخجل وتغتبط له النفوس...لم نرى الديمقراطية... ولم نشاهدها حقيقة ولم نعيها واقع حال .. وإنما قرانا عنها وسمعنا عنها وكيف يتمشدق بها المغتربون وينطقون المعجزات عنها في العالم المتحضر.... وهي مفردة غائبة المعنى لدينا لا نعيها بسهول أصبحنا نحلم بها ونحلم وكوناها  جنة في مخيلتنا!! .. حقيقة الحال أن الرواسب والهسترة الدكتاتورية لا يمكن ان تزول بسهولة :لا من عقول الشعب ولا من عقول السلطوين الجدد ان الدكتاتورية والخضوع لها اصبحت سمة بياولوجية ترسخت بالجينات وتحتاج زمن ليتم الشفاء منها... لكن أي شفاء ؟!! لقد لبس الديمقراطيون الجدد ثوب الدكتاتورية من جديد ووضعوا القطن في الاذان ... وتعبيراتهم لالام الناس بسمات سقيمة تافهة لونهم وجوههم حقد اصفر على جموع الناس المتالمة....  من احلامنا السابقة رسمنا خطوط عريضة وأسسنا ربما نظرية غير واقعية لمعنى السلطة الديمقراطية.... من الأحلام صنعنا وصنعنا ... وللأسف تبخرت الأحلام وسقطت الأمنيات .. وسابق هناءة أحلامنا أنقلبت كوابيس مخيفة ومرة ( ؛؛لنعمل كمثقفين على صنع القرار وليس على تطبيق النظريات السابقة؛؛ ) السلطة الديمقراطية بعد سقوط هبل بغداد اصبحت  من الهشاشة بحيث لا تحترم قانون ولا توفر امن ولا تحمي إنسان ولا تحترم تاريخ وقيم... وشعاراتها كذب في كذب في كذب.... الاستبداد الإداري ...الاستبداد الإداري .. والشخصنة الدكتاتورية الإدارية.... التي تخفي القوانين وتزورها وتفسرها على هواها ضد مصلحة المجتمع..(اين الديمقراطية الادارية!!!؟؟؟)  لا احد يحاسب محاصصة فساد حكومي من أعلى الهرم الى اسفل قاعدته الهشة... مجاملات  ومحاصصات على حساب النظام والقانون والإنسان وحقوقه.... الاستبداد الإداري وصل الى أقصى مدياته بظل الهشاشة الحكومية... وعدم مسك العصى لمحاسبة متسلقي السلطة الفاسدين... وللأسف نقولها هؤلاء  المتسلقين أصبحوا جمهوريات استهتار ومافيات سرقة وتجبر هذه الجمهوريات لا تستطيع أمامها السلطة الحالية شيء  !!! ديمقراطيتنا أسيرة الغباء أسيرة الميلشيات والإرهاب  والمحاصصة ... بعد تطبيق خطة فرض القانون ....استمرت المحاصصة  ونهض الإرهاب والميلشيات المسلحة باثواب جديدة بقوة مستبدة بشرعنة حكومية على شكل مافيات سلطة وتقاسم المناصب والمصالح وتقاسم المقاولات لبيع العراق وسرقة مقدراته ...

 سقط الجميع وبقى العراق وسيبقى وبقى الشعب مظلوما في حالة مخاض لفكرا جديدا  ليحاسب الغباء الحكومي... سيولد فكر الخلاص وسيشفى العراق... سينهض فكر شعبي يهز أركان الفساد الحكومي لتغير جذري وهذا لن يحصل بسهولة...بوجود المافيات الحكومية التي تمتلك جميع مقدرات البلد وتتجبر على أي نهوض فكري اجتماعي .. لكن يبقى عراق عبد الكريم قاسم يمتلك الأمل ويبقى حي ولا ينتظر شمس الحقيقة والصلاح بسلبية فقط ...وانما سوف يستعجل ظهورها وسوف يستعجل صبحها.... سوف تتقلص ساعات الانتظار بتسارع نبض الحياة للعراق الجديد الناهض.....ان أصلاح الحكومة الفاسدة مستحيل... لان فسادها اكبر من ان يتم اصلاحه ...ان  قرارات الدولة ودستورها لمصالح المحاصصة لمصلحة السلطويين الجدد الذين يرفضون التخلي عن كراسي السلطة والذين يمثلون دكتاتوريات مصغرة وجوه مستنسخة لصدام ...

ما بين ضبابية القرارات وتضارباتها وازدواجية التفسيرات المتحاصصة  ...فقدت الروح الوطنية واستغل المواطن واستعبد بأبشع صور الاستعباد... هل الدولة تحترم الإنسان؟!! الجواب بالتاكيد هو لا !!! لا تحترم الدولة المواطن البسيط...  لان الدولة أجهزتها التنفيذية فاسدة مرتشية وفاقدة الاخلاق  ...لا تحترم سوى القوة والاجرام وتخضع للفساد والرشى وتحترم اصحاب السيارات الفخمة والجيوب الممتلئة ولا تحترم قيم الانسان....لماذا كل هذا الظلم للفقراء البسطاء.... أين العدالة أين القانون الحكيم لماذا لا يوجد نبلاء... أين نبلاء السلطة... الحكومة للأسف نقولها بألم  لا يوجد فيها نبلاء ينصفون المظلومين ويؤسسوا لعدالة اجتماعية حقيقية... الحكومة حكومة زيف وشعارات كاذبة يصافحون الشيطان ويقولون أنهم يعملون من اجل الخير والنماء من اجل الخير ومن اجل العدالة.....وشعبنا طيب ومسكين يعاني الآهات والويلات ...ويصدق وعود الكلام المنمق ويتناسى الالام.. أو كما يقال( شيم العربي وخذ عباته).... أسوء ما نعايشه ونشاهده هو عدم احترام القيم الإنسانية من قبل الدولة ومؤسساتها وعدم محاسبة أي مسيء من قبل الدولة غير العادلة المتشحة بوشاح الديمقراطية العمياء...

إي معاملة رسمية انجازها صعب وممل ومقرف جدا... والإداريات والأوراق المطلوبة فيها لا معنى لها .. يتم استعباد الإنسان و جعله ينحني ويرضخ لتسلط قهري... أي معاملة رسمية انجازها وشروطها الان هي اذلال للمواطن ..والحصول على أي ورقة رسمية بدون فساد ورشوة امر صعب جدا جدا ومزعج جدا...  لي ابنا أصبح عمره 3سنوات ولحد الآن لم أكمل له إلا بيان ولادة ولم يحصل على هوية الاحوال المدنية ولم استطع ان اضيفه حصته على بطاقتي التموينية.... صحيح إعمالي وانشغالاتي الكثيرة ولكن بنفس الوقت توجد أسباب لعدم اكمال معاملة الحصول على هوية احوال مدنية للطفل .. وهي التعقيدات المزعجة والتي لا قيمة لها وغير ضرورية  وتوفيرها مزعج جدا..  المفروض أذا ذهبت لدائرة الجنسية فان لي صفحة خاصة في  سجلاتها    ... يتم تثبيت البيان الخاص بالطفل فيها ... ويتم إصدار هوية الأحوال المدنية للطفل بدون اشكاليات وازعاجات مقرفة... لكن هذا لن يحصل أبدا لا لي ولا لغيري... نقولها يجب تبسيط المعاملات الرسمية لماذا تطلب أوراق لا معنى لها.... مثل طلب البطاقة التموينية وبطاقة السكن وتأييد السكن ووختم المختار والمجلس البلدي وشهادة الشهود ووووووووو ... لماذا يطلب كل ذلك هل الطفل الوليد يشكل خطرا على امن البلد .هل بيان الولادة الصادر من جهة رسمية  مزور وغير رسمي؟!!!!..والدولة تحتاج الى أوراق وفقط اوراق لتضعها في ملف العائلة لكي تحفظ امن البلد من الطفل الوليد!!!!!...ولا أريد أتكلم عن هذا اكثر لأنه ممل ومقرف ...وحكومة ديمقراطية السقطة التاريخية  لا تهتم لذلك ما يهمها هو منطقتها السوداء... فقط....وأسوارها الحصينة....

كبار السن من المتقاعدين رغم خدمتهم  الطويلة  للاسف تصرف لهم رواتب غير مجزية وتصرف لهم باسلوب مذل حيث يقفون غالبا بطوابير طويلة ويعانون بشدة الى أن يحصلوا على رواتبهم التقاعدية... هؤلاء هم الذين علمونا هم  ابائنا واساتذتنا ومعلمينا... لماذا لا يتم احترامهم وتقديم أفضل شيء لهم لماذا لا تبسط معاملاتهم ويحترمون لما قدموا من اجل المجتمع ....المفروض الان يكونوا في حالة راحة...ان  أعدادهم قليلة مقارنة باعداد الموظفين الحاليين... وهم... كانوا محترمين في زمانهم وعملوا بجد من اجل المجتمع فلماذا نظلمهم ونؤذيهم في اواخر ايامهم هل هذا هو الوفاء لهم لما عملوا.....

قبل أسبوع تحدثت مع احد زملائي في الكلية وهو بلقب أستاذ وعمره تجاوز السبعين وصدر قرار إحالته على التقاعد هو ومجموعة من الأساتذة في الكلية... فأريته متألما جدا لان راتبه تم قطعه منذ شهرين من قبل الكلية ... لم يصرف له أي راتب  وبنفس الوقت لم يسمح له بإكمال معاملة التقاعد.... وذلك لأسباب غير معروفة... ويقولوا المسئولين له انتظر عسى ولعل يصدر قرار بالتريث بإحالتكم على التقاعد... نعم كلام جميل لكن أذا الكلية أو الجامعة خائفة على مصلحة هذا الأستاذ لماذا لا تصرف له الراتب وتبقى تنتظر القرار من الوزارة...ثم حتى لو صرف الراتب وكان فيه فروق في الصرف هل هذا الأستاذ وغيره سوف يهرب للمريخ بالفروق التي سيستلمها ...كما انه أذا احيل على التقاعد فان الحكومة تعرف كيف تستقطع منه فروق الراتب.... وأقول هنا واشدد هل هذا الأستاذ وأمثاله من درس بالجامعة أكثر من 30عاما يستحق مثل هكذا معاملة يقطع راتبه وكأنه معاقب بدلا من تكريمه ومكافئته ...البرلمانيون العراقيون  رواتبهم تقاعدية خيالية(اكثر من 6مليون دينار) رغم انهم عملوا بالجمعية الوطنية لمدة قدارها 6اشهر !!!!!!!!! بينما أستاذ جامعي الذي  خدم البلد  أكثر من 25سنة يقطع راتبه ولو أحيل على التقاعد تستقطع منه المخصصات الجامعية.. يعني راتبه في احسن الاحوال  يختزل ليصبح الى ما يقارب 750الف دينار  ... هل هذه هي عدالة الديمقراطية ... أن الفئة الاجتماعية المثقفة والتي يعول عليها لغرض النهوض بالقيم الاجتماعية الفكرية والعلمية للمجتمعات هم حملة الشهادات العليا والذين يعتبرون أساس التغير البنيوي في المجتمع ..استبعادهم من مواقع القرار والاستهتار بحقوقهم ومحاولة تهميشهم هي استمرار لظلم المرحلة السابقة... صدام كان يهمشهم خوفا منهم لانه يريد مجموعة من الاغبياء والمرتزقة في مجلسه لكي يتسيد بكلامه عليهم...وحكومة الغفلة الحالية أيضا تهمشهم لأنها تخشى نهوضهم بالمجتمع العراقي وتهميش دور المتحاصصين...

نعيد الكلمات هل يستحق مثل هذا الأستاذ الجامعي  الذي خدم أكثر من 30سنة في التعليم وقام بالإشراف على العشرات من طلبة الدراسات العليا أن يقطع راتبه ويحرم من حقوقه ولا يحترم عطائه السابق هل يستحق هذا الاستاذ قطع راتبه وحرمان عائلته من مصدر رزقها... دول العالم المتقدم تفتخر بعلمائها ونحن لدينا سلطة غاشمة تذل علمائنا...قال المفكر العراقي المرحوم علي الوردي أننا  لا نفتخر ولا نمتدح المبدعين  لذا قل ظهور المبدعين بيننا  وبذلك تراجعنا في كل مرافق الحياة...

لننصف الإباء لننصف المعلمين الأوائل ....كاد المعلم ان يكون رسولا....

د.علي عبد داود الزكي drali_alzuky@yahoo.com


104
دعوة للمفكرين لاستنهاض ؛؛ الروح الوطنية العراقية؛؛

نسمع كثيرا بان الشخصية الراقية تعاني من  مرض الازدواجية ..هل الازدواجية هي مرض شعبي قبل أن يكون مرض سلطة؟... هل العراقيون خاملون ولا يحبون العمل؟... هل العراقيون يحبون العراق..وبنفس الوقت يعملون ضده.؟...ان من العدالة النظر بظروف الانسان قبل الحكم عليه... هل الإنسان العراقي يشعر بالأمن التام!؟ أن الأمن هو امن اجتماعي امن غذائي امن اقتصادي امن فكري  امن من غطرسة السلطة وأذنابها... هل هذا الأمان متوفر؟... هل الإنسان العراقي يشعر بالاستقرار المادي ويشعر بالاستقرار النفسي في كل ما يحتاجه؟ بالتأكيد هذا الاستقرار مفقود ومنذ سنوات طويلة...  فقد الامن العراقي بشكل مطلق وتربى الانسان على الخوف والخجل والسكوت والخضوع والاستسلام... العراقيون يعانون من أزمة سكن أزمة عمل أزمة عدالة...  واقتصاد البلد لا يستقر على حال .. دائما ثروات البلد مهددة باستغلال السلطة المستهترة و مهددة بالمشاكل العرقية والطائفية ومهددة بالتدخلات لدول النفوذ الإقليمية التي لا تريد من العراق أن ينهض .. وللأسف هذه الدول تستغل الخلافات الداخلية وتغذيها لخلق أزمات ومشاكل داخلية  مثل مصر والسعودية وإيران وتركيا والأردن وسوريا والكويت ....لذا لا يمكن أن نحكم على الإنسان العراقي بالازدواجية وهو يعاني من عدم استقرار في مختلف جوانب الحياة فهذا ليس عدلا.. الإنسان العراقي يتأقلم مع الظروف وعندما يفقد الأمن المجتمعي يبدأ يحمي نفسه ببساطة بالسكوت الطويل أحيانا أو يلون الكلمات لغرض أن يتجنب المخاطر التي تهدد كيانه الفردي... وهذه السمة ليس سمة عراقية بل هي فطرة الإنسان بشكل عام في كل أرجاء الأرض...أي إنسان يمر بظروف عدم استقرار ومشاكل اجتماعية متنوعة ممكن أن يتصرف بشكل غير متوازن وتتناقض سلوكياته... ويبقى ينتظر بسلبية عندما لا تكون الصورة واضحة أو يبقى يتأمل الأحداث ليستقريء السوء ويحمي نفسه منها... رغم أن هذه صفة غير محمودة لكنها سمة تأقلم ذكية..... نسمع الكثير من العراقيون  لا يلوم السلطة وإنما يلوم الإنسان ويلوم المجتمع يقول أن المجتمع هو سلبي ..لا يلوم السبب وانما يلون النتيجة... وكثيرا ما نسمع بان الناس هم عبارة عن ناس  رعاع كسالى لا يهمهم شيء سوء الخضوع والاستسلام بجهل... ونلاحظ هناك الكثيرون يتحدثون بسلبية مفرطة عن مجتمعهم وهذا شيء مؤلم... هل ينسون أنهم أنفسهم ينتمون لهذا المجتمع.. هل نسوا طيبة هذا الشعب... هل هم جزء من الشعب أم هم مستوردون من شعوب أخرى أو لربما نزلوا من المريخ.!!!!!  نعم الناس البسطاء لا ينظرون الحياة ألا  من باب احتياجاتهم اليومية.. يحبون الوطن من خلال ذاتهم ومصالحهم .. أنهم لا ينظرون بإستراتيجية المفكرين.... لكن هل نحن فعلا لدينا مفكرين قبل أن نلوم الشعب.... نبينا محمد عليه وعلى اله الصلاة والسلام.... قاد أناس ضعفاء وكانوا يعانون الظلم والجهل والويلات... خاطبهم وحفزهم لما يريده هو وما يراه هو رسم لهم الطريق وكسبهم بعاطفة التوحيد المقدس... وجمعهم على فكر جديد للتغيير... نعم نجح نبينا الكريم وذلك لأنه خاطب الناس على قدر عقولها ونجح فيما كان يريد... هنا نقول كيفية تحريك الجموع الوطنية لفكرة التغيير الاجتماعي كيف يستثمر حبهم لوطنهم وللعقيدة لمصلحة الوطن (الوطن مقدس)... نحن نعاني من أزمة مفكرين يحركون المجتمع أكثر مما نعاني من استسلام المجتمع وخضوعه.... نعم الكثير من الكتاب يكتبون لصنع أمجادهم الشخصية ... لم يكتبوا للناس والوطن لم يكتبوا لأيقاظ الإنسان وحثه للتعلم والتصدي والمواجهة... أنهم يناقضون كلماتهم واراهم بسلوكياتهم.. أنهم يسعون للرفاهية من خلال الحذلقة  بالكلمات... في بعض الأحيان اقرأ لبعض الكتاب كلمات تسرد واقع الم عراقي... وتسرد ماسي اجتماعية بألم... من  يقرئها يتعاطف معها وهو عاجز... لأنها لم تأتي بشيء جديد وإنما هي تكرار لصور تتكرر يوميا ونشاهدها يوميا... لكن قد لا يكون لدينا أسلوب متحذلق لترجمتها ونقلها ككلمات دموع... أن العديد من الطارئين يكتبون الويلات... ويتحدثون بذكاء عن هموم الناس ... يتحدثون ويتحدثون بأسلوب عاطفي ... يسرقون الإنسان من عاطفته مثلما فعل المنتخبون (في الانتخابات السابقة) عندما استخدموا العاطفة في كسب الأصوات...نقرا الائنين المقدس ونتعاطف وتدمع أعيننا ولا أمل يرجى ولا حلول  تقرا...

العراقي البسيط لكي يصبح منتج يجب أن تحفزه على الإنتاج لكي يصبح جبار ويصبح قويا يجب مدحه في مواطن قوته وإهمال مواطن ضعفه لكي يقوى على الموجهة ويقوى على التصدي والتغيير.. الإنسان العراقي يحتاج الى مفكرين حقيقيين يكتبون له لينتشلوه من واقعه الأليم... يكتبوا له ويحفزوه ليكون ثورة على الواقع بدلا من أن نجعل المجتمع يبكي بضعف واستسلام على قهرا اجتماعي لنجد له السبل لكي ينهض ويشق ثوب الذل... مضت 6 سنوات على سقوط هبل الغباء البعثي لكن للأسف ... لم تظهر جهة سياسية تتبنى بنزاهة عملية النهوض بفكر المجتمع بوطنية خالصة وترفع من شان المخلصين وتنمي الصدق والأمانة والنزاهة في نفوس الإنسان لتكون هي المعيار الأساسي للتقييم الاجتماعي العادل ونبذ الظلم والنفاق والجريمة... ولم يظهر مفكرون حقيقيون ... ينقلبون على واقع الألم الذي نعيشه ألا القلة... البعض كما قال الأستاذ المرحوم  علي الوردي أصبحوا  وعاظ سلاطين يهلهلون للسلطة وذلك من اجل مصالحهم الشخصية وكلما زادت مكاسبهم أصبحت السلطة في كتباتهم أكثر قدسية ونزاهة ووطنية وعدالة... والبعض الآخر انتهج نهجا أخر وهو مهاجمة السلطة والهتاف ضدها..وبالخفاء يحاول أن يظهر كشخصية قوية ممكن أن تدعم السلطة أن تم تبنيها...وهؤلاء يكتبون لأنفسهم فقط لأنهم شاهدوا مكاسب السلطة ومغانمها ولعابهم يسيل بشراهة لذلك... لذا فأنهم لا يمتلكون إستراتيجية عمل وقد تتقلب أراهم وأفكارهم حسب الظروف والمواقف... مثلا لاحظت قبل الانتخابات لمجالس المحافظات الأخيرة ظهور حركات آنية ومصلحيه  ظهرت كتجمعات أنيقة الكلمات والشعارات ويتمنطقون بالقيم والأخلاق والمبادئ والتي لا يقصدون منها ألا صعودهم وتسلقهم للوصول لمغانم ومكاسب السلطة(ظهروا بالنت خصوصا وبشدة)... وبعد فشلهم بالانتخابات الأخيرة تراجعوا وتفككوا وشعروا بخيبة أمل كبيرة ولم نعد لا نقرا لهم ولا نرى أي من شعاراتهم... سوف ينامون ليظهروا بالانتخابات القادمة بتجمعات هزيلة أخرى... لو كان لهم مشروع حقيقي  لما استسلموا ولبقوا على مبادئهم  التي أعلنوها واستمروا.. لو كانوا صادقين سوف ينجحون ولو بعد سنوات... لكنهم لا يتحملوا سنوات أن مشروعهم هو الوصول للسلطة بأسرع وقت لأجل أنفسهم وليس لأجل العراق والعراقيين..

 المفكرين الحقيقيين عليهم أن يكونوا كتلة قوية متماسكة متنوعة الأفكار...وعليهم أن يقوموا بعقد مؤتمر وطني لإستراتيجية عمل ودراسة الوضع الاجتماعي العراقي وكيفية تثقيف الإنسان البسيط ليكون فعالا في السلطة وفي اتخاذ القرار... السلطة الديمقراطية هي سلطة المواطن.... فأين المواطن؟؟!!! على المفكرين أن يحفزوا المواطن العراقي ليأخذ دوره بذكاء ومسئولية.. كيف يتم ذلك يجب أن يكون هناك برنامج عمل للمفكرين ويكون هناك تعاون استراتيجي  مع مؤسسات المجتمع المدني الحقيقية التي يجب أن تكون قراراتها واقع عمل حقيقي ... حيث أن الأحزاب والحركات السياسية العراقية فشلت في النهوض بفكر الإنسان العراقي... والعراق يحتاج الى ثورة فكرية ..عندما نقول؛؛يجب فعل كذا أو كذا؛؛ فأننا  لا نخاطب حركة أو تيار أو جهة سلطوية بقدر ما نخاطب الروح الوطنية في داخل كل عراقي وكل مثقف عراقي...للانقلاب على الذات والبحث عن منافذ النور وكيفية تلمس طريق التوحد وتغير واقع الحال ... كلمة يجب نقولها لأنفسنا قبل غيرنا... لنعمل من اجل العراق... لا نجامل ولا ننافق لا نكذب لا نبحث عن مكاسب شخصية على حساب الوطن...مكسبنا الأول هو العراق الذي يجب أن يشفى... يجب أن نعمل من اجل العدالة الاجتماعية وتوفير الخدمات ورفع المستوى الثقافي والاجتماعي والفكري للإنسان العراقي ويجب تثقيف الأجيال لتتخذ القرار ... وليكون لها دورها في محاربة الفساد المستشري في كل مفاصل هيكلية الدولة العراقية العاجزة.... نبحث عن الروح الوطنية في داخل كل عراقي...

العرقي الذي يحمل جنسية مزدوجة وعاش خارج العراق فترة طويلة من عمره وأسرته لازالت خارج العراق هذا يعاني من الازدواجية بالوطنية... يجب أن يثبت بالدستور منع أي عراقي في البرلمان أو السلطة التنفيذية من أن يحمل أي جنسية غير العراقية... ويجب يوقع جميع أعضاء السلطة تعهدا بان يبقون داخل العراق... وان أي استقرار له خارج العراق فيما بعد  يحرمون من جميع امتيازاتهم التي منحت لهم....على من يجب أن يكون بالسلطة أن يكون عراقي خالص ولا يعاني من الازدواجية بالجنسية.. الازدواجية ليس سمة مجتمع لكنها ازدواجية سلطة ومسحة الم يفرضها ظلم الاستهتار الحكومي على الشعب .. الازدواجية هي ظلم السلطة وقهرها للشعب ... شعبنا حي شعبنا حي...سينفض غبار الألم والظلم والتجبر...... دعوة للمفكرين للبحث عن الوطنية العراقية المغيبة... ليكونوا مصابيح تنير ظلمة المرحلة... ولتنير دروب النجاة... لنتكلم عن الأمل بواقعية لنتكلم عن الغد بتفاؤل كفى عرض مآسي... لنعطي حلول واقعية وعملية لنحفز الإنسان العراقي لينهض بمسئولية التغيير.....ولتكون الوطنية العراقية قبل كل شيء...

د.علي عبد داود الزكي drali_alzuky@yahoo.com

105
الدراسات الجامعية المسائية ؛؛ واقع مؤلم؛؛


    المجتمع السليم المعافى يحتاج البقال والعامل والمنظف ويحتاج المهندس والطبيب ويحتاج الشرطي وووو يعني ليس من المفروض ان يكمل الجميع البكلوريوس لان المستوى الفكري والقابلية لكل فرد تتباين لذا ليس من المفروض ان يدخل الجميع للجامعة ..يعني البشر يمكن ان يعملوا باعمال مختلفة تحفظ استقرار المجتمع : منهم من يعمل بالحرفيات ومنهم من يعمل بقوته العضلية ومنهم من يعمل بقواه الفكرية والعلمية.... وهذا ليس عيبا... فمثلا عندما دخلت الابتدائية في مدرستي كان معي  بحدود 50 تلميذا .. من كمل الدارسة المتوسطة منا بحدود 20 طالب ومن اكمل الاعدادية ودخل الجامعة هو بحدود 5 طلاب فقط. هذا كان شيء طبيعي ويدل على ان المجتمع سليم البنية من حيث تدرج مستويات التعليم .. وهنا يمكن ان نتبين مستوى الانسان العلمي وقابليته تتباين  من شخص لاخر.. وهذا يجعل للدر اسة هيبة...اما الان فان كل من يدخل الابتدائية يجب ان يكمل الدراسة الجامعية .... كم ستصرف الدولة من اجل ذلك ...!!!!

 نهاية الحرب العراقية الايرانية تسارع الانهيار لمستوى التعليم العراقي .. وذلك لان الدولة بدات لا تشدد على مستوى التعليم ما قبل الجامعة..  كما بدات الجامعات تتوسع من غير وجود قاعدة سليمة لذلك... كما ان الشهادة فقد قيمتها لان الدولة بدات لا تعيين الخريجين وتتركهم ليبحثوا بانفسهم عن فرص عمل هنا وهناك بتذلل( سنة 1987). اصبحت رواتب الموظفين  لا قيمة لها وكان من يعمل بالقطاع الخاص اموره المادية جيدة جدا.. لذا بدا الناس لا ينظرون للشهادة الا وكانها شيء كمالى لا معنى له.. بعد دخول العراق للكويت وانهيار مؤسسات البلد وانتشار الفساد والرشوة وانتشار ظاهرة بيع الاسئلة (الاسئلة المرشحة) وتفشي ظاهرة التدريس الخصوصي (التي فيها الكثير من الفساد) .. اصبح الفساد في التعليم تجارة ...واصبحت الدولة تساعد على انتشاره وكانت الدولة تريد من الجميع ان يكونوا فاسدين.. لذا توجه العديد لشراء الشهادة لتكمل نقصا في نفوسهم...وخلال 14سنة حصار انهار التعليم بشكل مؤلم جدا واصبحت قاعدة التعليم فاسدة واصبح العرف بالتعليم فساد واصبح الكثير من الاثرياء يشترون الشهادة واصبح الشعار من يمتلك المال ممكن ان يشتري أي شيء مادام بعيدا عن السياسة..

هنا ولكي تمتص الحكومة الصدامية شيء من نقمة الناس فتحت القبول للدراسة المسائية وحددته للموظفين ذوي الاعمار الكبيرة... وبنفس الوقت  لكي تسهل للمسؤليها الاميون الذين لا يمتلكون شهادات جامعية ليدخلوا الجامعة ويحصلوا على البكلوريوس وبعدها الحصول على الماجستير والدكتوراة..واتسعت هذه الظاهرة لان فيها مردود مالي للجامعات وقامت العديد من الجامعات بفتح الدراسة المسائية لكي تزيد من دخل الاستاذ فيها الذي كان يعاني من ضنك العيش... وكان الدوام المسائي  فيها يبدا من الساعة (3 الى الساعة 8 ) مساءا.. نهاية التسعينات اتسع التعليم المسائي لقبول حتى خريجي الدراسة الاعدادية صغار السن الذين لم يتم قبولهم في كليات يرغبونها للدراسة الصباحية .... فتحت ابواب الجامعات لمن يريد ان يتعلم صحيح رافق ذلك فساد في بعض الاحيان لكنه كان محدود...

اما بعد سقوط هبل بغداد فقد استمر التعليم المسائي بشكل سلبي جدا وسيء جدا فقد اصبحت الشهادت  للدراسة الاعدادية ممكن ان تزور بسهولة وبشكل رسمي (بسبب ضعف السلطة وبسبب ظهور بعض الجهات السياسية في السلطة التي تريد افشال مشروع الدولة الجديدة... ..) اتسع الفساد والغش الذي اصبح ظاهرة ولا احد يحاسب عليها. الغش هو خيانة للوطن الغش والتسامح به هو خيانة للوطن (لنكون صريحين مع انفسنا هل الغش موجود الان بقوة ام لا؟!! ولماذا لا احد يحاسب عليه!!!).. بدا يصل للجامعة ذوي الشهادات المزورة رسميا وبدا نشاهد ونسمع هنا وهناك الاسئلة الوزارية تباع لطلاب بدون خوف وبدون ادنى خجل (غش في وعدم ضبط في قاعات الامتحانات للمراحل المنتهية..)... لذا اصبح الطلاب ياتون الجامعات وهم غير مؤهلون  بشكل كافي ومن يسير بطريق صحيح ونظيف يكون هو الخاسر الاكبر لان الغشاشين ياخذون فرصته..

  بدات تجارة القبول على المسائي في بعض الجامعات .... فايل المسائي يباع بمبلغ 10000 دينار والاقساط السنوية متباينة حسب الكلية... وليس كل من يشتري فايل يضمن قبوله... في الجامعة لكن توجد نواحي اخرى للفساد والقبول السري... بالرشوة والغش والتزوير وسمعنا وشاهدنا قبول الكثير بالرشوة والمحسوبية ... ولا سباب عديدة اصبح الفساد كبير جدا ..اصبحت الدراسة المسائية تؤثر حتى على مستوى الدراسة الصباحية ..وذلك لاسباب عديدة فمثلا القاعات الدارسية قليلة وغير كافية والدوام الصباحي تم تقليله (تقليصه) وتم اختزال عدد الساعة الدارسية المطلوبة  للمواد الاساسية الى النصف تقريبا وذلك لكي يتم توفير وقت للدوام المسائي لكي يبدا دوامهم الساعة 1 ظهرا... فمثلا بزمن الطاغية المقبور كان الثقافة القومية هو درس ليس اساسي يدرس ساعتين سبوعيا   وكل ساعة 50 دقيقة مضبوطة....اما الان الدروس الاساسية للصباحي وقتها اقل من ذلك.. وهذا خلل كبير جدا ادى الى تقليص المواد الدراسية ... وسبب تقليص عدد ساعات الدوام لطالب الدراسة الصباحية من 8.30 صباحا الى الساعة 1 ظهرا...و هذا سبب مشاكل كبيرة في الاسلوب التربوي والتسرع وعدم انتظام الدوام.... ويبدا المسائي في الساعة 1 ظهرا الى الساعة المفروض 4.20 مساءا... وهذا غير معقول جدا....

 ان النظام غير موجود  كما ان الاعداد الهائلة من الطلبة التي تدخل الجامعة تحتاج الى خدمات وللاسف الخدمات مفقودة  وخصوصا الصحية وعدم وجود منظفين كفاية لغرض تنظيف  القاعات والساحات والحدائق الجامعية (بينما يوجد حراس بعدد هائل جدا بوجوه واسلوب  لمقابلة الاعداء !!!!  ).. القاعات بصراحة وضعيتها في كثير من الجامعات مخجلة جدا... يوجد تقصير كبير في ذلك لا نظام والغيابات كثيرة ولا يفصل الطالب ولو جاء اخر يوم قبل نهاية السنة....الغيابات مستمرة والظروف سيئة لكن هل من المفروض ان نقوم بمنح الشهادة لكل من يدخل اسمه ضمن سجلات الجامعة!!!

الوزارة احيانا تصدر قرارت غريبة جدا وهي قرارت العبور للطلبة التي لا تاتي الا بعد الامتحانات النهائية ....وقرار الدور الثالث الذي حصل السنة الماضية .. الذي حصل وكانه يشير الى ضرور ان لا يكون رسوب لاي طالب وهذا خطا كبير !!! بمعنى اخر اعتقد ان كل من يتساهل في عملية التعليم ولا يحترم العلم ولا يقوم باصدار قرارت ضبط والمحاسبة ...ولا يقوم  بفصل الغشاشين من الجامعات فهو خائن لوطنه يقصد مما يفعله هو افشال عملية التعليم في لبلد وتحطيم امال الشعب بشفاء العراق وتدمير مستقبله ... هذه هي اذرع الظلام التي لا تريد مستقبلا طيبا لبلدنا...لا نريد ان نتحدث بما هو اكثر من ذلك ...

 قبل سنة تحدثت مع احد اصدقائي وهو رئيس قسم في احدى الكليات وقلت له لماذا الجامعة غير نظيفة وووو وسيئة الخدمات وقلت له انت اداري انت صاحب قرار  يجب ان تتحدث بهذا الموضوع وتحاول ..وتحاول.. لمعالجة هذه المشكلة...فاجاب صديقي وتحجج بحجج عديدة ...منها عدم وجود تخصيص مالي وووو ...وهنا سالته كم تاخذ راتب عن المسائي عدا محاضرات المسائي قال على ما اذكر 500الف دينار قلت له وهل هذا حقك ... قلت له لو فرضنا ان القسم بدلا من ان يكون شعبتين للصباحي اصبح 6 شعب فهل سوف تحصل على راتب اضافي قال لا.. قلت له اذا هذا الراتب الذي تاخذه حرام عليك المفروض قبل ن يتم تخصيص مبلغا مثل هذا لك وللعميد مليون وربع...  يجب ان يتم تحديد مبالغ لتنظيف الجامعة وتوفير الخدمات ... فضحك وقال ان كلامي هو من باب الحسد!!!!!!!!!  وضحكت انا وقلت احسدك على ماذا على السحت والحرام والله لا احسدك على ما اشاهده... (في بعض الجامعات  الاداريون من رئيس قسم ومقرر وعميد تحسب لهم محاضرات مسائية اكثر من أي  تدريسي اخر وهم لا يقوموا بواجبات التدريس)  ... يتحدث الطلبة بالاسئلة المرشحة ويتحدثون عن التساهل والتسامح معهم وحتى في بعض الاحيان يقوموا بتهديد الاساتذة .. بسبب الهشاشة والرخاوة في البنية التعليمية وعدم وجود النظام  وعدم وجود ضبط... المستوى العلمي للطلبة المسائي  سيء جدا  ومتسيبين ...لا يستحق الكثير منهم ان يكمل الدراسة ان نسبة من يستحق ان يكمل الدارسة المسائية خصوصا بالاقسام العلمية لا يتجاوز 10% منهم فقط....  اما البقية انما يريدون شهادة يشتروها ... لا قيمة لها ليحصلوا بطرقهم على الوظائف والمناصب كما كان يفعل البعث.....

المقترحات لتخلص من ماسي الدراسة المسائية:

1.يجب ان يتم القبول بموجب انسيابية تقدم للوزارة وتتولى امرها الوزارة بالقبول المركزي.
2. يجب ان تقوم الوازرة بفتح التعليم المسائي بكل الجامعات العراقية بنفس الوقت واذا لم يتوفر كادر باي جامعة تقوم الجامعة بتعين كوادر لذلك... ويتم وتوفير التخصيص المالي لهم من الاجور التي يدفعها الطلبة...
3. يجب ان لا يؤثر دوام المسائي على الدوام الصباحي من حيث الوقت أي يجب ان يكون دوام المسائي من الساعة( 3 الى8)مساءا ... والا فالافضل ان تقفل الدراسة المسائية او تعلق...
4. يجب ان تكون هناك شروط لعمر المتقدمين للدراسة. ولايتم قبول ذوي الاعمار الصغيرة الذين مستواهم هو للدارسة بالمعاهد وليس الجامعة.
5. يجب توفير خدمات كفاية للجامعات وتوفير مستلزمات كافية... وخصوصا الاجور المسائية كافية لتوفير مصدر مالي جيد ممكن الاستفادة منه لتطوير الجامعة...
6. عدم التهاون مع الغياب المتواصل يعني اذا غاب الطالب اكثر من ثلث عدد محاضرات الفصل الدراسي يجب ان يفصل او يتم تاجيل دراسته بشكل الزامي  ليكمل بالسنة التالية.
7. عدم التهاون بالغش  ومحاسبة المقصرين في ذلك...منع ملازم الاستنساخ التي تعطى للطلبة بدلا من شرح المحاضرة بالقاعات وكتابتها  من قبل الطالب...لان ذلك يؤدي بالطالب الى الحفظ فقط ويسبب كسل لدماغ الطالب مما يؤدي الى ضعفه في حل أي مسئلة او واجب.. المفروض يحفز الطالب على القراءة والمطالعة لمصادرة متعددة لكل موضوع وخصوصا النت يوفر الكثير الان...
8. يجب الغاء الاجور المسائية بالتدريج في السنوات اللاحقة..ويجب ان تصبح الاجور رمزية خصوصا للموظفين.
9. يفضل فصل الدراسة المسائية عن الصباحية لغرض شطر الجامعات بالمستقبل لاستيعاب الاعداد الكبيرة من الطلبة بالمستقبل... ويجب التفكير بتاسيس مواقع لكل جامعة مسائية...
10.الشفافية في بيان حقوق الطلبة وواجباتهم وانتخاب سنوي لممثيلي الطلبة الذين يجب ان يدافعوا عن حقوق الطلبة.
لنعمل على رفع مستوى التعليم من اجل عراقنا الجريح... لنعمل من اجل النظام والنزاهة والقيم التربوية... التي هي اساس بناء مجتمع سليم معافى...لتكون لكل شهادة قيمتها واعتبارها....لنعمل من اجل صلاح البلد... لنترفع عن مصالحنا الشخصية من اجل وطن يئن وهو في اشد حالات ضعفه...
د.علي عبد داود الزكي
drali_alzuky@yahoo.com

106
التعيينات الفوضوية ؛؛ وانهيار البنى التحتية للبلد؛؛


  بدأت حقبة التسعينات الحقبة القاسية والمرة بتاريخ العراق وانهيار اقتصاده لمستوى رهيب.. ومخيف أذا تحدثنا عنه نحن عراقيو الداخل فلن يصدقنا حد لهول ما مر بنا في تلك الحقبة.. وكل ذلك حصل بمباركة أمريكية وعربية وإذلال للشعب العراقي وحصل ما حصل لا نود الخوض في ذلك الآن.. لكن نقول الوظائف في التسعينات كانت لا قيمة لها الكثير من الخريجون يهربون من التعيين حتى حملة الشهادات العليا يرفضون التعيين لان  الرواتب كانت تافهة .  وتوجه الكثير من الخريجين للأردن واليمن وليبيا للعمل وإعالة أسرهم..البعض الآخر منهم توجه للعمل في داخل العراق في مختلف المهن المنتجة وغير المنتجة والتضخم الاقتصادي أصبح عبئ ثقيل لا يمكن تحمله .. الأسعار دائما في تزايد وبنفس الوقت انتشر الفساد والرشوة في مختلف دوائر ومؤسسات البلد وبعلم الدولة ومباركتها....وأصبحت الرشوة شيء علني لا يخجل منها احد أي أصبح ليس الموظف فقط من يطلب الرشوة لا بل حتى المدير يطلب حصة اكبر من الرشوة...

   بعد سقوط هبل بغداد انهارت المهن في البلد وتوقفت عجلة العمل بشكل تام مؤسسات البلد النفطية انهارت وأصبحت لا تقوى على أن تفي بمتطلبات الحياة اليومية للمواطنين المنزلية والصناعية.. وذلك لأسباب كثيرة منها الفساد والإرهاب.. وبنفس الوقت انهارت البنى التحتية للكثير من مؤسسات البلد مثل الكهرباء والصناعة ومؤسسات التصنيع العسكري.. وبذلك اصبحت اغلب مؤسسات الصناعة والعمل والحرفيات عاجزة وعاطلة ...وذلك كله بمخطط أمريكي مدروس ومبرمج ولازال البرنامج مستمرا...

 الحكومات المنتخبة تحت ظلال الالم وفوضى وضبابية الاهداف ومجهولية الشخصيات المستترة في قوائمها  .. كانت عاجزة لا تعرف تشابك العلاقات بين مؤسسات البلد إضافة الى أن من وصلوا للسلطة تناسوا شعاراتهم النضالية وتناسوا الشعب وأصبح كل ما يعملون من اجله هو المكاسب والمغانم التي ممكن أن توفرها لهم السلطة من أموال الشعب ونفطه (لا يهم ليبقى الشعب جائع عاجز المهم هو أن يستمتع المتسلطون بمتع السلطة) ...لم تقوم الحكومة المنتخبة العرجاء الخرقاء بشيء أمام ذلك صدقوا أنهم حكام لكنهم بالحقيقة بقوا حكام من ورق فقط.. انهار الإنتاج الزراعي والصناعي وانهارت جميع المهن والحرفيات العراقية.. بظل غياب قانون يحمي اقتصاد البلد ويحمي الإنتاج والمهن والحرفيات... وأغرقت السوق العراقية بمختلف السلع الاستهلاكية من ملابس وأجهزة ومعدات وغيرها وأغرقت من جانب أخر السوق المحلية بمختلف المنتجات الزراعية المستوردة... وبأسعار تجعل المنتج العراقي لا يقوى على المنافسة...  بسقوط مقومات الانتاج المحلي مثل انقطاع الكهرباء وعدم توفر والوقود وتدمير المعامل والصناعات المختلفة في البلد... لذا فشلت جميع المهن والحرف المحلية...

لماذا يفكر العراقي بالإنتاج وما مستورد سعره ارخص وأفضل من المنتج المحلي .. هنا كان من المفروض من الدولة أن تشجع المنتج المحلي وتفرض الضرائب على المستورد ..لكي توفر فرص العمل للعراقيين وتجعلهم يطوروا سبل الإنتاج ولكي تنشط حركة مؤسسات الإنتاج المحلي لتنافس ليس على مستوى الداخل العراقي فقط... نعم المسألة ليست سهلة وهي بداية صعبة لكنها تمهد لاستقرار البلد وليس انهياره كما يحصل الآن...لذا أصبح العرقيين عاجزون وعاطلون عن العمل لا أريد أن أتكلم عن الإرهاب هنا وكأنه شماعة الأخطاء الحكومية. هنا أصبح الحكومة وتواجه تزايد البطالة والبحث عن فرص عمل... ولان الحكومة تسعى للفوز بالانتخابات  قامت الأحزاب المتحاصصة في السلطة بلعب دورين هما:

الأول هو الهتافات الإعلامية والشعارات الطائفية الغبية لغرض الاستحواذ على عاطفة الناس البسطاء.
 والثاني قاموا به بنفس الوقت   للتخلص من مشاكل المجتمع الاقتصادية وعدم وجود فرص عمل بإجراء تعيينات هائلة وغير مدروسة المراد منها فقط إسكات الناس ومليء الدوائر بالموظفين والحراس وجعل نسبة ما يقارب أكثر من 70% من المتعينيين بدون عمل وما هم ألا  بطالة مقنعة..

سببت هذه التعيينات ترهل وعجز أداري كبير.. وأدى ذلك الى نشوء دكتاتوريات مصغرة لا تحترم قانون وتنتشر  هنا وهناك في مؤسسات البلد المختلفة : مافيات الدوائر الحكومية  التي تستغل وتقتل وتهدد وتقوم بسرقة مخصصات البناء.. وهذه البطالة المقنعة غير  المنتجة سببت مصيبتين أساسيتين هما هو صرف أموال هائلة كرواتب لهم بدون عمل او انتاج (كان من الممكن صرف هذه الاموال لهم لكن بانتاج وعمل حقيقي يقوي اقتصاد البلد)  والمصيبة الثانية ظهور عصابات السرقة القانونية و الفساد الإداري .. بغياب واضح لدور النزاهة ودور الحكومة في محاسبة الفساد... وتسلق الفساد ليصل أعلى الهرم في الدولة... كما أن ارتفاع مستوى المعيشة للإنسان العراقي بعد سقوط هبل بغداد سبب ارتفاع في أجور العمل المحلي وارتفاع الأسعار وارتفاع الوقود وأجور النقل والايجارت .. مما سبب مشاكل أضافية على اقتصاد البلد وساهم بقوة بتدهور المهن والحرفيات...

انهارت أسعار النفط عالميا  وأصبحت مشكلة توفير  فرص العمل اكبر مما كان ربما أن انهيار أسعار النفط هو نقطة تحول ونقطة تبصر لكن يبدوا أن الحكومة لا بصيرة لها ولا تقوى على شيء سوى زيادة مكاسب السلطة ووعود الشعب بالرفاه والجنة (نفس وعود صدام)... توقفت التعيينات للسنوات الثلاث الأخيرة.. لا يوجد توازن .. لا يوجد فرصة لتعيين المتميزين الكفوءين في مؤسسات البلد وذلك لان الدوائر ممتلئة بالعاطلين عن العمل (والكثير منهم غير كفؤ)  ولا تعرف الدولة ماذا تفعل بهم ...لم يتم تفعيل دور القطاع الخاص لم يتم جذب الناس للعمل خارج دوائر الدولة لان دوائر  الدولة تعطي رواتب كبيرة ولا تطلب عمل.. على سبيل المثال قبل السقوط الكلية التي كنت اعمل فيها: كان عدد المنتسبين فيها بحدود 500 منتسب وكانت الإعمال تسير بشكل لا نقول جيد لكنه مقبول نوعا ما...أما الآن الكلية يوجد فيها أكثر من 4000 منتسب... البطالة المقنعة واضحة جدا.. والترهل الإداري كبير جدا وأسلوب العمل سيء جدا... النظافة مفقوووووووووووودة النظام والذوق مفقووووووود أحيانا كثير انظر ما موجود من فساد وتدهور في الخدمات ... وأقول هل هذه هي الديمقراطية!!!!!!!!!!! الفوضى الإدارية الفساد عدم الذوق انعدام النظافة... اذهب أحيانا الى مكاتب المسئولين أشاهد النظافة والمستلزمات المكتبية الأنيقة وووواشياء كثيرة .. دكتاتوريات مصغرة ... كل العالم يعرف معنى الديمقراطية ألا نحن لم نراها لحد الآن أو يبدوا ان ثقافة الحركات السياسية مريضة و لا تدرك معنى الديمقراطية والشفافية..فمن وصل باسم الديمقراطية للسلطة في       ؛؛عراق الغرائب والعجائب؛؛  يتصرف على أن المجتمع هو نوعين نوع يمثلون الأسياد (السلطة) والنوع الثاني هم العبيد (الغالبية المسحوقة)... هذه هي حقيقة الأمر... لذا نقول يجب النهوض بفكر المجتمع .. بتزامن مع الاصلاحات الاخرى...

يجب النهوض بمؤسسات العمل والحرفيات العراقية يجب عدم إدخال أي أيدي عاملة  رخيصة للبلد(غير عراقية)... يجب منع استيراد البضائع والمنتجات الزراعية التي يمكن  انتاجها محليا ألا بفرض ضرائب كبير عليها... ويجب منع استيراد بعض المنتجات غير الأساسية مثل استيراد الماء أو التمر أو حب عباد الشمس وغيرها.. وذلك لتوفير فرص عمل للعراقيين  ولتوفير عملة صعبة ممكن ان توفيرها واستثمارها  لبناء البلد وبناء مؤسسات أنتاج قوية عظيمة يمكن أن تنهض باقتصاد بالبلد الذي يتعكز على النفط فقط..

 كما يجب عدم تعيين الحراس وعدم تعيين المنظفين وإنما يجب الاعتماد على مؤسسات للقطاع الخاص لتقوم هي بهذا الدور... لكي يتم محاسبة هذه المؤسسات عن أي تقصير.. اذكر أني قبل 5 أعوام كان هناك مقاول للتنظيف في موقع عملي(كليتي) وكان معه على ما أظن 7عمال.. كانوا يعملون بالكلية بعقود وكانت الكلية نظيفة جدا حتى الشبابيك يقوموا بتنظيفها.. وبعد ذلك تم إلغاء العقد مع المقاول وتم تعيين هؤلاء العمال في الكلية أصبح اغلبهم لا يعمل لأنه لا يخشى شيء... راتبه سوف يستلمه في نهاية الشهر .. وهنا ظهرت البطالة المقنعة... هم أنفسهم كانوا يعملون لأنهم كانوا يعملون بإمرة القطاع الخاص ...

  لذا يجب استثمار جهود الشباب بكفاءة وتفعيل دور القطاع الخاص ليس بالإنتاج فقط  وإنما بمؤسسات البناء والتنظيف والصيانة وغيرها... وأي تقصير وعدم الإيفاء بالالتزامات يتم محاسبة شركة القطاع الخاص  المتعاقد معها والتي  بدورها سوف تحاسب المقصرين من عمالها ومنتسبيها... يجب النظر بسرعة للعطالة الحالية (القوة الشبابية التي بدون عمل)  أن الخريجين الجامعيون اغلبهم لا يجد فرصة عمل ومن يجد عمل منهم فانه أما بواسطة حزبية كبيرةاو برشوة كبيرة( تتعدى 500دولار) أو يعمل بالجيش أو الشرطة وكان العراق كله جيش وشرطة..

   يجب ترشيق المؤسسات بشكل يضمن كفاءة العمل. وهذا أمر صعب جدا ..على سبيل المثال لو قام وزير التعليم بتعيين جميع العاطلين عن العمل على ملاك وزارته  فان الوزير سوف ينال شعبية عظيمة وسوف يكون بنظر الذين نالوا التعيين وتخلصوا من البطالة كأنه منقذ للبلد وهذه نظرة قاصرة جدا. (من الصعوبة اعادة هيكلة هذه المؤسسات التي ترهلت بفوضى التعيينات) ... يجب الانتباه الى الكفاءة بالتعيينات ويجب ترشيق مؤسسات البلد ويجب ان يكون هناك حزم عادل  ؛؛حزم عادل؛؛ ويجب أن يتم  أعادة مؤسسات التصنيع العراقية(ويجب السيطرة عليها مباشرة من قبل الجيش ) هذه المؤسسات كانت تمتلك كوادر جبارة ممكن أن تقود عملية النهوض بالبلد وبناء جميع مؤسسات البلد المعطلة في وزارة النفط أو الكهرباء والخدمات وغيرها...يجب أعاده بناء هيكلتها واستعادة كفاءتها الذين تسربوا أو الذين لا يجدون عمل فيها...يجب أن يكون لدوام الموظفين معنى وليس جلوس وانتظار لنهاية الدوام فقط.. يجب أن تنتبه الدولة لشيء هو أنها لا يمكنها أن تقوم بإطعام الجميع بأيديها لانه غالبا ما تكون أيدي الدولة فاسدة.. وإنما يجب أن تقوم مؤسسات الدولة بالإشراف على توفير العمل وتفعيل دور للقطاع الخاص والذي يجب أن يقوم وفقا لشروط معينة بالعمل ويجب أن يستوعب ضمن هيكلته عمال وخريجين بنسب معينه تضمن توفير فرص عمل وتضمن سيطرة على العمل وبجودة كبيرة وتسهل العمل الرقابي للحكومة .. يوجد الآن خريجو ثلاث دوارات جامعية عاطلون عن العمل حتى الأوائل فيهم عاطلون... يجب استيعاب ما لا يقل عن 25% منهم في العمل الحكومي لهذه المرحلة.. ويجب استيعاب الباقي ضمن مؤسسات القطاع الخاص والحرفيات...يجب  أن لا يتم تشجيع الإعمال التي لا تقدم أي أنتاج محلي ولا تسهم بدعم اقتصاد البلد (العراق بحاجة الى مهن البناء والإنتاج  وليس لمحلات لعرض السلع)... يجب توفير فرص عمل للقطاع الخاص وفرض شروط على القطاع لخاص بان يقوم بتعيين موظفين بنسب معينة سنويا لاستيعاب الشباب العاطلين عن العمل وأي مؤسسة قطاع خاص لا تقوم بتعيينات  لعمال وموظفين من الخريجين سنويا تستبعد من أي عقود مع مؤسسات الحكومية ولا تمنح أي امتيازات ...ويجب أن تكون مؤسسات القطاع الخاص مؤسسات تعمل ضمن شروط وقوانين تحمي حقوق الموظفين فيها وتحترم حقوق الإنسان والعمل...

العراق ذمة بأعناق الشرفاء يجب التبصر بمستقبلة ويجب اتخاذ قرارات جريئة ذلك.. أتمنى أن تكون هناك حلول إستراتيجية وليست آنية لغايات انتخابية فقط ...الانتخابات قادمة وأظن أن الحكومة ستقوم بدور سلبي في ذلك ولن تنظر بعين حكيمة ... أن مشاكل التعيينات الهائلة خلال 6 سنوات الماضي سببت مشاكل وانهيار المهن والحرفيات وانهيار الإنتاج الشامل الزراعي والصناعي.. وظهور مافيا الفساد لمؤسسات وعصابات سرقة موارد البلد والوقوف أمام أي تطوير للبنى التحتية   للمؤسسات. الحكومية.. احترامي لكل من يعمل من اجل عراق الحضارة عراق سومر عراق بابل وأشور... ونقول أن  شمس العراق لن تنطفئ أبدا...لنعمل من اجل ذلك...

د.علي عبد داود الزكي drali_alzuky@yahoo.com


107
يجب الانتباه لدور ؛؛الفئات العمرية؛؛ في الانتخابات العراقية

لماذا الديمقراطية الاوربية ناضجة؟ ؛؛ وديمقراطتينا تراجعية؛؛ الديمقراطية العراقية وتراجع الحريات وتراجع النمو والتقدم وتراجع الازدهار الاقتصادي للبلد... هل يعود ذلك الى كون المجتمع غير مؤهل للديمقراطية أم لان الثقافة الديمقراطية تحتاج زمن للترسخ كمفهوم حضاري يستند إليه لغرض رفع مستوى ثقافة المجتمع والنهوض بقيم العدالة وحفظ حقوق الإنسان... ما فرق الديمقراطية في مجتمعاتنا الشرقية ومجتمعات أوربا... هل توجد فوارق ؟؟ وهل هذه الفوارق بسيطة ويمكن بسهولة تجاوزها والتحرر من قيود الغباء السياسي الجاثم بأفكار تخلف على صدر الإنسان العراقي؟؟... بالتأكيد يمكن أن نعزو تراجع المكاسب الديمقراطية الى أن الطبقة السياسية جاهلة وغبية وذات قرارات دكتاتورية وتسلطية قهرية وتعمل بمحاصصة وفساد قذر ... يجب معالجة هذا قبل تثقيف المجتمع لمعنى الديمقراطية.....هنا يمكن أن نشير الى أهم أسباب عدم استقرار الديمقراطية في العراق غير محكوم بسلطان أو زمن أو ظرف وإنما يتعلق بالقيم التي يؤمن بها الإنسان العراقي .. القيم العشائرية والقيم التي هي بالأساس ترفض الديمقراطية وتمنح الشيوخ والوجهاء سلطة لا يسمح لأحد بان يتجاوزها كأعراف بحد ذاتها تعني في كثير من الأحيان دكتاتوريات مصغرة.... ينمو فيه الطفل ويربي على أن يصبح طالبا للوجاهة بأساليب كثيرة...من أهم هذه الأساليب هي القوة والشراسة والتي تعد بطولة اجتماعية ..والمجتمع العراقي يحترمها.. والشراسة والشجاعة وحدها لا تكفي لذا يجب أن يرافقها زيادة عدد أفراد العشيرة لكي تكون لها هيبة ولا تسلب حقوقها ولا يتم التجاوز عليها.... لذا نشأت قوانين اجتماعية تؤكد على زيادة النسل وذلك لأسباب كثيرة وهو أن الدولة أو السلطة على مر العصور في مجتمعاتنا الشرقية لا تحمي المواطن.. والقانون لا يحمي سوى مصالح السلطة... لذلك لجاء الإنسان العراقي الى العشيرة ليحمي نفسه وعائلته وممتلكاته... وبنفس الوقت لجاء الى زيادة النسل وذلك لكي يزيد عدد المدافعين عن الأسرة والعشيرة.... وهذا سببه بالدرجة الأولى عدم وجود قانون عراقي يحترم الإنسان ويعمل على حفظ حقوق الإنسان... حتى الآن القانون لا يطبق ألا على الإنسان الفقير... البرجوازي الثري لا يطبق عليه قانون... والقوي الشرس والذي يمتلك نفوذ وقوة وعشيرة كبيرة أيضا لا ينفذ أو يطبق عليه القانون أن كان مخطئا وفي بعض الأحيان حتى لو كان قاتلا لا يحاسب... لا بل أن الدولة تميل الى ترك الكثير من الأمور على العشائر لحل المشاكل بأسلوب التراضي وغيره والذي قد يحصل فيه ظلم  كبير لبعض الناس لأسباب عديدة مثل ضعف نفوذهم ونفوذ عوائلهم....هذا أدى الى أن  يتزايد عدد سكان العراق بسرعة مرعبة خصوصا بعد الستينات من القرن الماضي وذلك  بعد التطور الطبي الذي حصل على مستوى العالم.... لكن هذا النمو السكاني بدوره سبب مشاكل اجتماعية كبيرة بدأت تتفاقم وتتزايد بشكل غير منتظم وأصبحت المفاجاءات فيه كبيرة أي أن التوقعات للمستقبل أصبحت شبه مستحيلة .. ممكن التنبؤ بالمشكلة لكن لا يمكن تخمين مقدراها أو تخمين تفرعاتها ... لذا الاستعداد للمستقبل بإستراتيجية أصبح أمر مستحيل وأصبحت عملية التعاطي مع المشاكل العراقية منذ بدايات التسعينات تعاطي آني لا ينظر للمستقبل.. المشاكل تتفاقم ولا ينظر بحلها والحل لا يعدو أن يكون تراجع بالحقوق التي يمكن أن ينالها الإنسان العراقي.... هنا نود ان نلفت انتباه الكتل السياسة الكبرى ومن يريد أن يعدل الدستور الى نقطة هي حقوق الأجيال وحقوق الفئات العمرية ومصادرات القرارات الناضجة ومصادرة الحكمة لصالح  التسرع الشبابي.... ...الفرق بين ديمقراطية أوروبا وديمقراطية العراق يكمن بالدرجة الأساسية في النضج والتجانس الاجتماعي لاتخاذ القرار المتوازن في المجتمعات الأوربية..حيث توصف المجتمعات الأوربية بالمجتمعات الهرمة حيث أن معدل الأعمار للإنسان الأوربي بحدود 85سنة بينما توصف مجتمعاتنا الشرقية بالمجتمعات الشابة حيث أن معدل الأعمار هو بحدود 55سنة.. ويذكر هذا وكانه سمة شرقية طيبة لان مجتمعاتنا فتية وقادرة على العمل.... وبالحقيقة هذا تفسير خاطئ ومتسرع وغير ناضج لان المجتمعات الأوربية توصف بالمجتمعات الحكيمة والمجتمعات المتوازنة التي تكون فيها النسب متوازنة ومتساوية تقريبا لجميع الفئات العمرية فمثلا سويسرا عدد سكانها ما يقارب 7مليون نسمة والنمسا 7.5مليون نسمة وتعداد السكان هذا هو نفسه منذ اكثرعشرين سنة أي ان عدد السكان زيادته طفيفة جدا يعني أن الفئات العمرية لأغلب الأعمار تقريبا متساوية ... لنحلل عملية الديمقراطية  هنا.. عندما تكون النسب متساوية يعني يكون هناك معلمين وأطباء كفاية لكل طفل و بهذا ينشا المواطن بثقافة اجتماعية ورعاية جيدة... ومن المعروف بان الإنسان في شبابه يكون متسرع وقراره غير ناضج في كثير من الأحيان...وتزداد خبرة الإنسان مع زيادة عمره وتجربته بالحياة.... فمثلا أن الذين من حقهم أن يصوتوا في أوربا  هم اغلبهم من عمر 18 الى 85 ... والفئات العمرية التي لها نفس النسبة العددية والتي من حقها التصويت هي من 18 الى 65 عام وهنا نقول بان نسبة الذين يصوتون من عمر 18سنة الى عمر 30سنة هي تمثل ؛؛12جيل؛؛ الاعمار الصغيرة بينما نسبة الذين يصوتون بأعمار من 31سنة الى 65سنة فان نسبتهم ؛؛ 34جيل؛؛ أي أن نسبة الثقل الانتخابي سيكون ليس للفئة العمرية الأولى(الصغيرة) التي لا تمثل سوى نسبة اقل من الثلث بينما نسبة الثلثين هي للفئة العمرية الثانية(الكبيرة) أي للذين بأعمار حكيمة وناضجة وذات خبرة... لذا فان قرارات الديمقراطية لديهم تكون مستقرة ومتكاملة وتتواصل وتصلح نفسها ذاتيا أي أن كل فئة عمرية لا تخسر حقها بالانتخاب لصالح أي فئة أخرى والفئة الشبابية سوف تتقدم بالعمر وتتجانس بالرأي مع الفائت العمرية الأخرى  لينضج قرارها مع الزمن... بينما مجتمعنا العراقي مثلا يعتبر مجتمع فتي مجتمع شاب وعادة مما توصف مجتمعاتنا بالشابة المتهورة ...حيث أن الشباب هم دائما دعاة التغيير وهم يمثلون انقلاب على الماضي ودعاة تغيير سريع حتى وان كان التغير سيء لأنهم لا يهمهم سوى التغيير وليس المهم النظر بعواقب القرار... أن نسبة الشباب في مجتمعات كبيرة جدا نسبة الى الفئات العمرية الكبيرة وهن نورد الإحصائيات المبسطة لذلك... وهي أن معدل عمر الإنسان في العراق لا يتجاوز 55سنة ونسبة الشباب كبيرة جدا مقارنة بكبار السن... فمثلا العراق سنة 1980 كان تعداد نفوسه بحدود 12مليون نسمة أما الآن فان النسبة أصبحت بحدود 28 مليون نسمة أي أصبح العدد اكبر من ضعف(أي ازداد عدد سكان العراق بما مقدراه 16مليون نسمة وكلهم باعمار اصغر من 30سنة) وهذا يعني أن دائما التصويت يكون لصالح الفئات الشابة والتي في الغالب لا تمتلك الخبرة والحكمة الطويلة... في القرار.. أن نسبة التخمينات للفئات العمرية التي هي اقل من 15سنة في عام2005 كانت تمثل أكثر من 42% من نسبة السكان في العراق وهذه النسبة كبيرة جدا ولو أجرينا تحليل بسيط للتصويت بالانتخابات للفئات العمرية العراقية سنجد ما يلي أن الأعمار من 18الى 30 سنة وهم 12 جيل نسبتهم كبيرة جدا اكبر من 60% من أعداد المصوتين بينما الأعداد الأخرى من 31 الى 55سنة والذين يمثلون 24جيل نسبتهم قليلة اقل بكثير من نسبة الشباب.. لذا دائما الانتخابات تميل الى رأي الشباب (أي ان بكل دورة انتخابية يتغير القرار) وراي الشباب لا نقول انه غير ناضج بقدر ما نقول رأي متسرع ورأي  متهور  وهؤلاء الشباب لا يمتلكون الخبرة الكافية لكي ينظروا بإستراتيجية للمستقبل... وبذلك فان العملية الديمقراطية لا تكون ناضجة من ناحيتين هي أن الشباب ذوي النسب الكبيرة جدا يقتحمون السياسة للحصول على مقاعد انتخابية بنسب كبيرة جدا كما أن الشباب المتهورين الذين هم من الفئات عمرية التي تشارك بالانتخابات لأول مرة هي من 18الى 22 ويمثلون نسبة كبيرة من الناخبين وقد لا يستطيعون أن يحافظوا على قرارهم بعد أربع سنين أخرى وذلك لصعود الأعمار التي تليهم وهي بدورها تكون بنسبة كبيرة اكبر بكثير من نسب الفئات العمرية التي سبقتهم... كما أن التثقيف والتعليم والخدمات تتضاءل دائما للفئات الشابة حيث أن نسبة المعلمين والأطباء لعدد الذين هم دون سن 18سنة يقل بشكل كبير مع الزمن..وبذلك لا تكون هناك كفاية تعليم لجيل المستقبل الذي هو من سيصنع القرار... لذا فان الانتخابات الديمقراطية سوف لا تكون مستقرة بل ستكون متقلبة  وسوف تسيطر عليها المافيات السياسية التي تستطع بسهولة خداع الشباب لكنها لا تستطيع أن تخدع ذوي الخبرة والقرار الناضج.. وهنا يمكن أن نقول أن الديمقراطية دائما عندنا متقلبة ودائما تبنى على عدم استقرار اجتماعي وسياسي.....هنا نقول ليس من العدالة أن لا نحترم معلمينا وأساتذتنا وليس من العدالة أن لا نحترم الخبرة والقرار الحكيم... لذا يجب أن يسن قانون انتخابي ينتبه لذلك وذلك من اجل مصلحة استقرار البلد ومن اجل علو صوت الحكمة والنضج السياسي فيه... وهنا نقترح حلين هما أما :

؛؛الحل الأول؛؛ هو أن تكون هناك نسبة قرار متساوية لجميع الفئات العمرية المؤثرة  في الانتخابات ..أي يكون لكل فئة عمرية قرار مساوي لقرار الفئات العمرية الأخرى ....بغض النظر عن الاعداد لكل فئة عمرية...

؛؛الحل الثاني ؛؛ وهو اعتقد هو عملي اكثر من الحل السابق وهو أن لا يتم أجراء الانتخابات بشكل مباشر(انتخابات الناخب الذي سوف ينتخب بدل عن الجمهور) أي تكون هناك انتخابات للناخبين وان توضع شروط لانتخاب الناخب بحيث لا يصل أليها ألا ذوي الخبرة والحكمة وبأعمار لا تقل عن  30 سنة  وهنا سوف تقوم جميع الفئات العمري بانتخاب ناخبين لانتخابات لاحقة ...حيث يقوم الفائزون بهذه الانتخابات بالنيابة عن المواطنين بانتخابات  المرشحين لنيل المقاعد البرلمانية أو مجالس المحافظات....كما انه لو تم أجراء هذا التعديل على قانون الانتخابات يمكن إلغاء القوائم الانتخابية المغلقة واستبدالها بالقوائم المفتوحة لانتخاب مجموعة من الأشخاص من القوائم السياسية المختلفة..... كما يمكن تعديل قانون الانتخابات ليكون فيه مرونة أكثر وتقبل أكثر... أي لتقليل تأثير القرار للفئات العمرية الصغيرة والتي تعتبر نسبها كبيرة مقارنة بالفئات العمرية الأخرى  يجب أن لا تجرى الانتخابات كل 4 سنوات ... بل يجب أن تجرى انتخابات كل سنتين لنصف البرلمان يعني ينتخب البرلمان وبعد سنتين يتم أخراج نصف عدد البرلمانيون وأجراء الانتخابات لنصف العدد الذي اخرج من البرلمان.. وهنا سوف لا يتعطل عمل البرلمان في كل عملية انتخابات وإنما يبقى يمارس دوره.. كما أن الذين يتم انتخابهم قد لا يكون لديهم الخبرة الكافية لذا سوف يعتمدون على النصف المتبقي من البرلمان السابق .... وبعد أن يكمل النصف الأول من البرلمانيون 4 سنوات يتم أخراجهم وأجراء انتخابات جديدة لاستبدالهم وهكذا يمكن أن  تجرى الانتخابات بشكل دوري كل سنتين لنصف عدد اعضاء البرلمان....

أن نتائج الانتخابات السابقة لمجالس المحافظات ظهرت فيها التقلبات الهائلة في الرؤى للناخب العراقي وذلك لأسباب كثيرة  أهمها هي ما تم ذكره هنا حيث أن الكثير من الفئات العمرية الصغيرة المؤثرة بالانتخابات انبهرت بالشعارات والزيف الانتخابي وكان لقرارها اثر كبير على نتائج الانتخابات ... كما أن الفشل والخذلان السياسي والخدمي أيضا اثر على ما حصل بالانتخابات .... لذا ننبه الى أن العراق لكي يشفى يجب دراسة موضوع الانتخابات وقراراتها لمصلحة  المواطن العراقي... لان المافيات والبرجوازيات السياسية لا يهمها ألا مصالحها الشخصية وهي قادرة على السيطرة الإعلامية على عقول الشباب وجذبهم لخاناتها وقد تقف هذه المافيات السياسة حتى أمام عملية تعديل نصوص الدستور المهمة مثل قرارات الانتخابات وشروط الانتخاب... والتخلص من القوائم المغلقة أو المحدودة...احترامي لكل من يعمل من اجل العراق ومن اجل خيره وتقدمه وازدهاره ورفع شانه..
د.علي عبد داود الزكي drali_alzuky@yahoo.com

صفحات: [1]