عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - Mahmod Alwandi

صفحات: [1]
1
خانقين في دموع الوند أغنية تبكيني

محمود الوندي

مدينة خانقين كثر فيها الموت والخراب والدمار والترحيل على أيادي ازلام حزب البعث خلال فترة سطوته على الحكم في العراق ، ونـُفـذ في تلك الفترة مخطط  تدميري على المدينة ونواحيها وقراها بهدف تغيير ديموغرافية المدينة من طابعها الكوردي ، وفرض حصار جائر ( إقتصادي ثقافي إجتماعي ) عليها لتزيد من محنته اهلها ، وما رافقها من زج للالاف من ابناء المدينة فى غياب السجون والمعتقلات وكان لها في كل سجن ومعتقل سفير ، فاستعمل العنف والعنصرية ضد اهلها التي روت حقل النضال الوطني والقومي من دماء شهداءها الابرار، وبتحديهم للبعث الفاشي رسموا ابنائها بدمائهم الزكية طريق الحرية والإنسانية ، وقام النظام البائد بالسلب والنهب خيرات المدينة ، بعد أن جردوا اهلها من أراضيهم وبيوتهم وممتلكاتهم ، وعاشوا بعيدا عن مدنهم وقراهم وبيوتهم ، ، وبعد رحيل نظام البعث لم تزل شواخص اجرامه وتخريبه للمدينة ماثلة للعيان .       
خانقين أكتب عنكِ بلوعة الغربة والمنفي ، وأنكِ الأجمل بنظري لما تحمل لي من ذكريات عشتها فيها لفترة طويلة من العمري ، وما زال ذكراكِ خالدة في عقلي وشرياني ، لهيب عشقكِ يحرقني واهات شوقكِ تناديني ، وفي كل ساعة يأخذني الحلم بالحنان لأيام جميلة لعبق ذكراها وطبيعتها الخلابة .. مدينتي اكتب هذه الكلمات وتنزل دموعى من عيني وتبكي بكاء النوح على سنين ضاعت من عمرى في الغربة ، وقلبي ينزف من الجرح لآلامكِ ومعاناتِك ، لقد كنت مدينة تنعم بالهدوء ، وبهجة للنفس ، تعبق بعطر زهورها وورودها وجمال مناظرها الخلابة وشذى بساتينها اليانعة ، ووداعة نهرها الوند الخالد لسحر شاطئيها  ، والآن يا حبيبتي المثخنة بالجراح والآلام والخراب .
مدينتي الحزينة من حقي ان أنفض عنكِ شيء من تراكمات التي حدثت في العهود الماضية والتي جثم على صدركِ وآلام الحاضر التي تدمى لها العيون قبل القلوب ، لاني احبكِ مثل عاشق ولهان ، لا زال اسمكِ مكتوبة وسط قلبي واني غطيتكِ بكل نبضي وكل نبض لكِ حرّاس ، ، وذبت في لياليكِ الجميلة على اضواء جسر الوند الذي يقطع المدينة الى صوبين من الحب والعذوبة. 
مدينتي المنكوبة لك حق علي أن اسلط الضوء على ألامكِ ومعاناتكِ ، تزداد المراره .. وتزداد الحرقه .. كلما تذكرتكِ ، لان الحزن والأسى يلفكِ ، لايريد ان يفارقكِ !! وضاعت ملامحك الجميلة ، واصبحت شاحبة وجهك متجعدة ، واختفت بساتينكِ الوديعة بعد ان تحولت أشجارها الباسقة الى حطب للمدفئة ، وجف نهرك الوند الخالد الذي أكحل عين المدينة به ، وطيوركِ رحلت ويتوارى عن النظر ، وحيواناتكِ البرية هجرت ، حتى الفراشات الرقيقة الملونة لم تجد لها مأوى تتكاثر فيه !! وأطرافكِ من القرى والنواحي الجميلة التي فقدت زرعها وبدأت تغرق في رمال الصحراء ... نعم يا مدينتي الحزينة وأرى الحزن على وجهكِ يثقل جفنيكِ لمأساة ومعاناة ابنائكِ ، لقد جفت دموع عينيكِ من كثرة البكاء ، كما جف نهر الوند ، نعم أعرف أنكِ تعانين منذ سنين عديدة من اهمال متعمد ومن قلة الخدمات العامة ، نعم ادري البطالة منتشرة بين صفوف ابنائكِ القادرين على العمل والعطاء .. نعم اصبحت في طي النسيان من قبل حكومة اقليم كوردستان ولم تقبل باحضانكِ ولم تطلب استرجاعكِ الى احضان كوردستان .. حالها ايقظ ضميري لكتابة هذا الرثاء ، لان أشياء عديدة نقشت في ذاكرتي أود تسطيرها حتى لا تمحى من الذاكرة ، أن طال الزمن وتقادم العمر .   
نعم يا مدينتي !! أوجعك كثرة الموت لأبنائكِ الشهداء الأحبه وهم في عنفوان شبابهم ، بمختلف الأشكال والأنواع من وسائل التعذيب والقتل ، نعم أحزنك تشريد الآف من أبنائك الى ديار مجهولة  بعد أن كنت مأوى وملاذا أمنا من يلجأ اليكِ وفتحتِ له قلبكِ وذراعيكِ كمحب ومضيف !! فكم من عائلة جاءت طلبا للرزق والعيش الكريم ووجدت فيكِ خير عون وصديق ، والان اصبحت كأم انتزع منها فلذة كبدها .. اصبحت كطفل سُرق منه حلمه المنشود والجميل .
الزمن يمضي والعمر معه ما زالت مدينتي خانقين كثرة الأزمات تسيطرعلى أجوائها وتشغل بال أهلها . وما زلت صامدة أمام هول وهيجان الأعصارالجديدة والام جراحها الماضية لم تلتثم ، وما زالت خراب شوارعها وازقتها باقية ، والعمل جاري على قدم وساق لأزالة أشجارها وأهمال حدائقها وحرق بساتينها ، وتهديم العديد من معالمها القديمة الجميلة مستمرة واخرها معالم سينما النصر ، وللاسف هناك الوعاظين من المثقفين يحاولون بتغطية هذه الاعمال الاجرامية التي تحدث بحقها في عهد حالي  !!  اخذت تتوسلِ الى كل زائراً اليكِ كي يضمنكِ بين حناياه ويمسح دموع وجهكِ ويزيل عنكِ هموم روحكِ وضمد جراحكِ حتى تشعر بالاطمئنان والحنان .. ولكن للأسف رأيتهم يتاجرون بيكِ ، وثم يتواعدونكِ على الانتظار .   
مدينتي الحبيبة : لا تيأسي والهامكِ في خلد المثقفين ، وارجعي لذكريات ايامكِ الماضية الزاهية ، وعليكِ ان تحافظ على هويتكِ القومية كمقلة العيون من المسخ والتغيير ، وعودي إلى نسيم لياليكِ العليلة لمعانقة ظمأ بساتنكِ وصباحاتكِ الجميلة المشرقة ، لان عزيمة أبنائكِ قد أصبحت أقوى ساعدا واشد مراسا ، لان يصغون بعزائمهم وعقولهم حياةً جديدة وشمسا ساطعا تستمد منها الآجيال شعاع معاني تجذرها في الارض مثل شجرة البلوط . لا تيأسي يا مقلد عيني فالوند لا بد ان يعيد يوما الى مجراهه ، ويطيب لابناءكِ العيش والسكن بجواره وهديره ينغم قلوبهم ، لا تيأسي لا بد ان شموسكِ مشرقة ونجومكِ ساطعة ان تعود وتمسح دموعكِ وتداوي جروحكِ . وتعود ابناءكِ الى التطلع للمعرفة والعلم والمحبة مرة اخرى ، وتعود ناسك واهلك إلى الألفة الإجتماعية والعلاقات الإنسانية النبيلة .. بالله عليك يا مدينتي لا تتركِ لليأس والحزن تسيطرعليكِ فرغم ما حل بكِ وبأبنائكِ من موت وخراب ،  فجمالكِ لازال يسحر الألباب وصوت البلابل بساتنكِ يطرب النفوس !!   
وعلينا ان نتركي اليأس والركود ولنأخذ من هذه الصفحة المؤلمة من تأريخ الدروس والعبر .... ولنبدأ بصفحة مشرقة جديدة ولننهض بمدينتنا خانقين من خلال حبنا لها وحقها علينا !! ونرجع الى سفرات الاحباب في ايام الربيع والاعياد ، والفرح مع الاحبة على نسائم الوند العليلة .ونتحدث عنها هي ككل مدن كوردستانية جميلة التي تغمرها الطيبة والحب والخير .



2
متى يفقع الاصبع البنفسجي بعض حثالات الساسة؟

محمود الوندي

لا شك أن المواطن العراقي يشعر بمرارة كبيرة ، وحزن عميق ، لانه يعيش اليوم أبشع ظروف اقتصادية واجتماعية وسياسية ، بسبب غياب المشروع الوطني ( الاقتصادي ، السياسي ) ، وضيق الافق لدى السياسين ، الذي تعثر مسيرة الإصلاح والإعمار لدى الحكومة العراقية ، وعدم تقديم الخدمات بصورة جيدة وحسنة الى المجتمع العراقي ، ويشعر المواطن بالدهشة وللأسف في الوقت نفسه ، حين يلاحظ ان الاختراقات الأمنية في الفترة الأخيرة تصل حتى الى أماكن ومناطق آمنة ومستقرة ، والحكومة غير قادر على ردع الاعتداءات .
الشعب العراقي كان يعتقد وبعد ان ذهب النظام البائد ( الذي حدث في زمنه الويلات والمصائب في البلاد ) ، أنه ماضي الى ربيع سياسي واقتصادي ، لقد استبدل ازهار الربيع باوراق الخريف الصفراء ، وكان يعتقد ايضا ان النظام الجديد يحترم تضحيات ابنائه سخية في النضال ضد الدكتاتورية ، ويقدر معاناته ، ويعالج الامه الماضية ويعمل على  تحديث المجتمع العراقى الجديد الذى تخلف كثيرا عن ركب التقدم الحضارى  بسبب مغالطات النظام البائد . وكذلك كان يحلم ان يكون حياته افضل في عراق جديد فى أقامة نظام ديمقراطى ، يضمن الحرية ، والمساواة ، واهتمام برعاية الفقراء تحت جناح الرعاية الاجتماعية كما تفعل  الدول التي تسمى بدول الكفار ، ويقوم برعاية الاطفال المشردين في الشوارع والطرقات ، ويحقق  العدالة الأجتماعية لكافة مكوناته ، بصرف النظر عن الأنتماءات القومية والدينية والطائفية . وبالعكس لقد أزدادة قلق الشعب العراقي عندما اكتشف بأن ذلك مجرد حلم  ، والسبب هو ما يعيشه اليوم الفرد العراقي من شقاء وجحيم بدلاً عن الفردوس الموعود المفقود ، لان هناك مصالح لاشخاص متنفذين في الحكومة العراقية الجديدة لا يهمهم المعاناة والآلام العراقيين وأحلامهم ، وكأنّ هذا هو قدره المحتوم له الذي لامناص منه لدى جميع الحكومات المتعاقبة على العراق ( عدا فترة حكومة الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم ) .   
كانت هناك من المطلبات التي وجهها العراقيين الى الحكومة العراقية من خلال الاعتصامات في ساحة التحرير ، والمسيرات في المحافظات وبالاخص المحافظات الجنوبية ، والوقفات الاحتجاجية في عموم العراق ، المُطالبين بالإصلاح ، وعدم تهميش الطبقة الفقيرة والمسحوقة التي تسكن الصفائح والصرائف ، ومحاسبة الفاسدين الذين أوصلوا البلاد إلى ما هي عليه ، لقد تبين أن النظام القاصر في الإصلاح وفي تقديم الخدمات المطلوبة ، لان عدم  قدرته على محاسبة المسؤولين القاصرين في واجباتهم ، هذه الأسباب قد أدى الى بروز النزعة الفردية والحزبية والطائفية لدى بعضهم ، واستغلالها لمصالحها الخاصة .   
برغم أن العراقيين ما زالوا مستمرين بدفع دمائهم وحياتهم كفاتورة من اجل حفنه مستقوية على الشعب ، إلا ان هؤلاء المستقوين بالسلطة لا يرون إلا نفسهم وتناسوا حقوق العراقيين ومستقبلهم . لانهم أصبحوا ضمائر جامدة وقلوب متحجرة لا تسعى الا الحفاظ على وجودهم ومكاسبهم من خلال صراعهم من أجل البقاء والتبادل المنفعة ، على حساب الشعب العراقي باسم الديمقراطية .  إذن إن الساسة العراقيون المتربعون على كراسي المسؤولية واستقوائهم بالسلطة والمال المسروق ، لاشك هم يتحملون أوزار الجور الاجتماعي والسياسي والاقتصادي المتفشي في هيكلة النظام ومؤسساته ، كما يتحملون مسؤولية أرواح الأبرياء بشكل عام ، نتيجة الانتكاسات الأمنية المتكررة ، وجلب الجفاف الى حياة العراقيين بعدم تقديم الخدمات الحياتية والإنسانية . بإضافة الى الأمراض تنهك ابناء الشعب العراقي وعلى رأسها السرطانات الجديدة والقديمة .  كما يتحمل الشعب العراقي الجزء الاكبر من المسؤولية لاختيار هؤلاء في الانتخابات الماضية ، هل يفقع الاصبع البنفسجي بعض حثالات الساسة في الانتخابات القادمة ؟
نرى اليوم ان الحكومة العراقية الجديدة (على طريق البعث) شراء ولاءات بعض الاقطاب من الحكومة السابقة وبعض الزعامات العشائرية والسياسية من الطارئين على الساحة العراقيه واغراء مثقفين الواعظين ماديا ، الى جانب التزاماتهم بأجندات خارجية ، ومن اجل تهيئة الارضية السياسية لنمو سياساتها المتعرجة ، حيث منح الحكومة الجديدة لاعوانها كافة وسائل الاستغلال والاثراء الفاحش كالعقود ووكالات الاستيراد والتصدير ووسائل الاستغلال الاخرى التي تدر الارباح السريعه ، وبذلك عبد الطريق لنمو وتضخم الطبقات والفئات الاستغلاليه التي تشكل القاعدة الاقتصادية والسياسية للتجارة الاستغلالية . وقد أدى هذا الانحدار في السياسة المرتبكة ألى وقوع العراق في الحلقه المفرغة .
ان السبب هذه الصراعات بين القوى المتنفذة ، هو غياب العقل الجماعي في اتخاذ القرارات ، بما أدى ألى نشوء ازمة مستعصية على الصعد المختلفة في ادارة الدولة التي رفعت من معنويات الارهابيين ولاستفحال الفساد بتجلياته المختلفة. هذه الأجواء المتوترة والمشحونة ، يستهدف ايقاف عجلة التطور وعدم إنتاج بيئة اجتماعية سياسية واقتصادية متنورة ، وعدم خلق مجتمع له هويته الحضارية المؤثرة في عملية التقدم الاجتماعي والتطور السياسي والأزدهار الفكري والاقتصادي ، ولم تكن هي أداة فاعلة في عملية التغيير والتطوير الاجتماعي والاقتصادي والسياسي ، حيث تؤثر هذه الصراعات على مؤسسات الدولة وعلى فعالية أجرياتها ، وهذا يضعف من قدراتها ونشاطها ، وكما تؤثرعلى الشخصيات الكفؤة في إداء المسؤوليات والواجبات المناطة لهم .
للأسف الشديد لم  يستوعب المسؤولين الجدد درسا من الماضي جيداً وان يعملوا على توطيد العلاقة فيما بينهم بعيداً عن الابتعاد عن ممارسة فرض الفكر الواحد والرؤية الواحدة للحياة واستخدام ادوات الترهيب والتخويف ضد من يخالفه في الرأي ، ولم يستعبوا العمل على انجاز المهمات الوطنية بعيدا عن حالة التشنج والاستعصاء المطبـِقة والصراعات السياسية ، سواء على نحو مكشوف او مستتر .
ونرى ان الخروج من نفق الازمة المظلم وتحقيق الاستقرار السياسي والامني ووصوله الى البر الامان ، ووضع البلاد على طريق التنمية والتطور ، وتصفية مخلفات النظام البائد ، يجب ان تعالج المشاكل بين المتصارعين بطريق هادئة وبدون تشنجات او تجييش للعواطف والمشاعر وإنهاء الخلافات السياسية التي جرت البلاد الى الويلات بطرق السلمية والسياسية بعيدا عن أية اجندات خارجية ..  وثم يتطلب أقامة حكومة ذات توجه ديمقراطي على اسس المواطنة والمهنية وليس على اسس المحاصصة والولاءات الطائفية والحزبية الضيقة تؤثر على سياسة البلد ، وبناء الدولة المدنية والعدالة الاجتماعية على الأسس الصحيحة ، واحترام العراقيين والايمان الجاد بحقيقة التنوع والإختلاف واحترام كافة مكونات الشعب ، وتحشيد قوى شعبنا المبدعة وتحصين جبهته الداخليه لتجفيف بؤر الارهاب وتصدي الى مداخلات دول الجوار .

3
هل تتراجع أعمال العنف في العراق ؟

محمود الوندي

لم يجد الشعب العراقي الراحة منذ ان تسلمت الحكومة الجديدة مقاليد السلطة في العراق وحتى الآن سوى المأسي من الخراب والدمار والفساد وخلق الحزازيات والحساسيات بين مكونات وأطياف شعبنا العراقي ، وتناثر لحمة البلاد الى شظايا . فقد تزايدت الأعمال الأجرامية في العراق وتنوعت وبدأت تتفاقم دون ان يتم الكشف عن مرتكبيها لضعف السلطة العراقية وأجهزتها الامنية لأنها مشلولة ولا تستطيع ان تمد يدها لمساعدة مواطنها  بسبب أختراقها من قبل الارهابيين والميليشيات وإضاقة الى الفساد منتشر داخل الهيكل الحكومي مثل أنفلونزة الطيور، والشعب العراقي على بينة من أمرهم .  وكنتيجة لذلك سرت موجة من الاحباط والقلق ممزوجة بالغضب بين العراقيين بسبب صمت الحكومة التي لم تتحرك ساكناً للوقوف بوجه هذه الموجة الإجرامية ، وأنها عاجزة عن حماية أرواح الناس من الفواجع والتصفيات والموت اليومي . ولن يستطيع الأنكار أو المكابرة التغطية على حفلات القتل اليومية المستمرة في العراق من قبل الارهابيين والميليشيات المحليين والمستوردين من الخارج المحسوبة على الاحزاب الطائفية . حيث يمارسون عمليات النهب والتهريب والتعذيب وقتل على الهوية والأعتقالات الكيفية والمحاكمات خارج القضاء العراقي في محاولة منهم للهينمة على مقدرات الفرد العراقي ولا يخشون من أي عقاب بسبب تواجد عناصرهم داخل الحكومة ويوجد من يدافع عنهم . ويمكن القول بوجود فئات داخل السلطة الحاكمة لها مصلحة باستمرار العنف الطائفي ومشجع له . 

بدأت تتضح الرؤى والتوجهات السياسية للأحزاب والتيارات والمسؤولين العراقيين لأنهم لا يردون ان يكون الإنسان العراقي حراً ، ولا يعنيهم أن يكون الوطن محتل او غير محتل فالوطن لديهم هو وطن للجيوب وليس للقلوب ، وإصرار كل طرف من الاطراف المتنافسة على الحكم والمال ان يسيطر على الشارع العراقي من خلال السلطة وبدعم من ميلشياته ، وهولاء مواقفهم السلبية والمتشنجة تجاه القضايا والمشاكل شعبنا معروفا لكل القاصي والداني ، إضافة للتشهير والكشف عن المعايب أحدهم لأخر وتنبش عن مساوئه وأخطائه .

هولاء همشوا دور الشعب وغيبوه بسبب صراعهم على الحقائب التي تغلب على مصالح ابناء شعبنا بالاخص الفقراء والمظلومين والمساكين ، ولو كان هناك دور حقيقي فاعل للشعب لما تجد سياسيون على الأستهانة بأرادته . هولاء لا يهمهم على الإطلاق مصير الشعب العراقي ولا يقيمون وزناً لمستقبله ، فسوف يتركون العراق أرضاً محروقة . مسكين هذا الشعب فالجميع يتاجرون بأسمه لمصالحهم الخاصة ، الكل يتحدثون عن مأسيه لكنهم لا يشعرون بالألام والمعاناة الذي يعانيه . ويحاول كل طرف لقطع وصلة الجسد بسكينه من جسمه بأسم الطائفية او القومية . حيث ظهرت طبقة اللصوص والمرتشين والمهربين من أزلام السلطة الحالية وكبارالحزبيين والمسؤولين يتمتعون بالثراء الفاحش وأصبحت لهم المزارع والقصور والعمارات والأرصدة في البنوك خارج العراق من العملات الأجنبية ( العملات الصعبة ) بطرق غير شرعية وغير قاتونية .

من يقول قضينا على الارهاب هو محض أفتراء وكذب مختلق لأن الارهاب ليس قتل الناس فقط هناك الفساد الاداري والمالي أخطر من الارهاب ولم يقضون عليه لحد هذه اللحظة ، لأن شعبنا ما زال يعاني من فقدان الامن والاستقرار والضعف التـام في توفير ما يحتاجه من كهرباء وماء ووقود بسبب ذلك الفساد من ناحية ، ومن ناحية أخرى عدم تشخيص حتى الآن أسباب الإرهاب بشكل صريح وواضح . أريد ان أقول بكل بساطة ولم يقضي على الارهاب  إذا لم يقضي على الفساد في الوزارات الدولة ومؤسساتها ، لأن ما يحصل اليوم هو تفشي حالة الفساد الاداري والمالي والمحسوبية والمنسوبية ساريا في شراين مسؤولينا حد الثمالة والفوضى بكل أشكالها وهذه الحقائق قد يعرفها أغلب العراقيين الى الجانب البطالة يجد فيها كل من يريد جنوداً يقاتل بهم لقاء رواتب بسيطة . كل هذه العوامل تساعد على النشاطات الإرهابية والإجرامية المختلفة .

انني أسأل اليوم : ما جدوى تكوين هكذا حكومة لا صلاحيات قوية لها ، وحياتنا تنحدر من سيئ الى أسوأ  ولا تستطيع تجريد هولاء المجرمين من سرقاتهم وأصدار قانون " من اين لك هذا " ؟ ما نفع هذه الحكومة لا تجيد التعامل مع الاخـرلمعرفة الرؤية الاخرى في قضايانا التي باتت تأكلنا واحدا بعد الاخر ، ما جدوى تكوين هكذا الحكومة وبات المسؤولون لا يفكّرون ابدا بما يجري في العراق ، بل انهم يتهافتون على المناصب ومحاولاتهم الاستفادة المالية التي تجاوزت كل الحدود المعقولة بينما الوطن في محنة كبرى والشعب في مأسي المستمرة . هولاء خائفون على وجودهم وعلى ما يتمتعون من ملاذ الحياة ونعيمها غير مكترثين لحال العراقيين ، أما الشعب العراقي فله الهموم والمعاناة والفقر والعوز والمصائب والنكبات والظلم الذي يعاني تحت زمرة من المجرمين التي تتحكم بمصائره منذ أكثر من أربعة سنوات وما زال الحبل على الجرار ( مثل القائل ) ، ويتعرض الى أبشع وأكبر الجرائم بأسم الدين والضحايا بعشرات الإلوف أبرياء من أبنائه .

الحكومة العراقية قد اثبت فشلها الذريع لأنها محصورة في دائرة المنطقة الخضراء لا أكثر ولم تستطيع ان تسن القوانين الصائبة التي تردع القتلة والسراق والمرتشيين ، وسبب ذلك هي المحاصصة والتنافر قائم بين المسؤولين ، وأصبحت السلطة بيد الجهلة والنفعيين يركبون الموجة ويميلون معها أينما أتجهت ، هولاء فضلوا المصلحة الشخصية والحزبية على المصلحة الشعب والوطن ، إضافة الى وجود الفراغ الفكري والثقافي داخل المؤسسات والهيئات الحكومية ، وهذا يعكس عجز الحكومة في كل المجالات لغياب السيادة على الدولة والخالية من الرقيب الوطني الحقيقي ، حتى غدا موضوع المصالحة الوطنية مجرد شعار وهمي لا يمكن العمل به ما دام هناك الأعضاء في الحكومة من الدجالين والمشعوذين والانتهازيين ، يفكرون فقط بمصالحهم وهولاء يستغلون السلطة بشكل سيء لتحقيق مأربهم الشخصية .. وطاقم الحكومة خاضع لأملاءات الاحزاب والتيارات الطائفية والقومية التي ينتمي اليهم المسؤولين الحكوميين . أما الشعب العراقي بجميع مكوناته ينبذ الطائفية والقومية يريد اليوم العيش بسلام وأمان والجلوس الى الطاولة مع جميع مكوناته وأطيافه لحل المشاكل فيما بينهم لأنه يريد مستقبلا جميلا وزاهياً لأجياله ، ولا يريد المزيد من أراقة الدماء لكافة الاطراف العراقية ، وينادي القضاء على الارهاب بجميع أنواعها ، ويقول كفى قتالا وهروبا للعيش في بلاد الغربة . 

 ينبغي علىالاحزاب السياسية الحاكمة وغير الحاكمة والمسؤولين في السلطة ان يتخلوا عن تعصباتهم القومية والطائفية والتناحرات التي أمدت الى الشارع العراقي وحتى الى غالبية الكتاب والمثقفين ، وكذلك ينبغي ان ينتهي هذه المنهجية المحصصات المقيتة التي أبتكارها الاحتلال ، وأنهاء معاناة الملايين من شعبنا ، وتخرج البلاد من الازمة وعدم استبعاد المثقفين من الاكاديمين والمفكرين والعلماء ووو الخ عن المشاركة في الحكم .. وتقديم كل الخدمات للمواطنين من خلال وضع البرنامج بصورة صادقة ومخلصة وحقيقية بدون الضحك على الذقون لأن شعبنا مل من الوعود . والقضاء على الفساد الأداري والمالي والروتين في الوزارات والدوائر الحكومية ومحاسبة المقصرين وتقديمهم الى العدالة لينالوا جزائهم العادل . لكي ترسم معالم مستقبل العراق جديد ينعم فيه الجميع بالأمن والسلام . أن هذا ليس تهديداً وأنما هو تحميل للمسؤولية الأخلاقية التي يفترض أن يتحلى بها قادة الاحزاب السياسية والمسؤولين في الدولة تجاه الشعب مسالم الذي يسعى لتحرير نفسه من الظلم والقهر وبناء حاضره ومستقبله .

لا يكون المرء قريبا أو ملتصقا بقضايا شعبه ووطنه إلا إذا خصص جانباً من حياته لتلك القضايا ، وليس هذا حسب بل عليه أن يسعى جاهداً لأن ما يقدم ما هو نافع لخدمة الشعب والوطن . وإذا لم يستطيع فيتركه لغيره . 

4
هل تتراجع الأعمال العنف في العراق ؟

محمود الوندي

لم يجد الشعب العراقي الراحة منذ ان تسلمت الحكومة الجديدة مقاليد السلطة في العراق وحتى الآن سوى المأسي من الخراب والدمار والفساد وخلق الحزازيات والحساسيات بين مكونات وأطياف شعبنا العراقي ، وتناثر لحمة البلاد الى شظايا . فقد تزايدت الأعمال الأجرامية في العراق وتنوعت وبدأت تتفاقم دون ان يتم الكشف عن مرتكبيها لضعف السلطة العراقية وأجهزتها الامنية لأنها مشلولة ولا تستطيع ان تمد يدها لمساعدة مواطنها  بسبب أختراقها من قبل الارهابيين والميليشيات وإضاقة الى الفساد منتشر داخل الهيكل الحكومي مثل أنفلونزة الطيور، والشعب العراقي على بينة من أمرهم .  وكنتيجة لذلك سرت موجة من الاحباط والقلق ممزوجة بالغضب بين العراقيين بسبب صمت الحكومة التي لم تتحرك ساكناً للوقوف بوجه هذه الموجة الإجرامية ، وأنها عاجزة عن حماية أرواح الناس من الفواجع والتصفيات والموت اليومي . ولن يستطيع الأنكار أو المكابرة التغطية على حفلات القتل اليومية المستمرة في العراق من قبل الارهابيين والميليشيات المحليين والمستوردين من الخارج المحسوبة على الاحزاب الطائفية . حيث يمارسون عمليات النهب والتهريب والتعذيب وقتل على الهوية والأعتقالات الكيفية والمحاكمات خارج القضاء العراقي في محاولة منهم للهينمة على مقدرات الفرد العراقي ولا يخشون من أي عقاب بسبب تواجد عناصرهم داخل الحكومة ويوجد من يدافع عنهم . ويمكن القول بوجود فئات داخل السلطة الحاكمة لها مصلحة باستمرار العنف الطائفي ومشجع له . 

بدأت تتضح الرؤى والتوجهات السياسية للأحزاب والتيارات والمسؤولين العراقيين لأنهم لا يردون ان يكون الإنسان العراقي حراً ، ولا يعنيهم أن يكون الوطن محتل او غير محتل فالوطن لديهم هو وطن للجيوب وليس للقلوب ، وإصرار كل طرف من الاطراف المتنافسة على الحكم والمال ان يسيطر على الشارع العراقي من خلال السلطة وبدعم من ميلشياته , وهولاء مواقفهم السلبية والمتشنجة تجاه القضايا والمشاكل شعبنا معروفا لكل القاصي والداني ، إضافة للتشهير والكشف عن المعايب أحدهم لأخر وتنبش عن مساوئه وأخطائه .

هولاء همشوا دور الشعب وغيبوه بسبب صراعهم على الحقائب التي تغلب على مصالح ابناء شعبنا بالاخص الفقراء والمظلومين والمساكين ، ولو كان هناك دور حقيقي فاعل للشعب لما تجد سياسيون على الأستهانة بأرادته . هولاء لا يهمهم على الإطلاق مصير الشعب العراقي ولا يقيمون وزناً لمستقبله ، فسوف يتركون العراق أرضاً محروقة . مسكين هذا الشعب فالجميع يتاجرون بأسمه لمصالحهم الخاصة ، الكل يتحدثون عن مأسيه لكنهم لا يشعرون بالألام والمعاناة الذي يعانيه . ويحاول كل طرف لقطع وصلة الجسد بسكينه من جسمه بأسم الطائفية او القومية . حيث ظهرت طبقة اللصوص والمرتشين والمهربين من أزلام السلطة الحالية وكبارالحزبيين والمسؤولين يتمتعون بالثراء الفاحش وأصبحت لهم المزارع والقصور والعمارات والأرصدة في البنوك خارج العراق من العملات الأجنبية ( العملات الصعبة ) بطرق غير شرعية وغير قاتونية .

من يقول قضينا على الارهاب هو محض أفتراء وكذب مختلق لأن الارهاب ليس قتل الناس فقط هناك الفساد الاداري والمالي أخطر من الارهاب ولم يقضون عليه لحد هذه اللحظة ، لأن شعبنا ما زال يعاني من فقدان الامن والاستقرار والضعف التـام في توفير ما يحتاجه من كهرباء وماء ووقود بسبب ذلك الفساد من ناحية ، ومن ناحية أخرى عدم تشخيص حتى الآن أسباب الإرهاب بشكل صريح وواضح . أريد ان أقول بكل بساطة ولم يقضي على الارهاب  إذا لم يقضي على الفساد في الوزارات الدولة ومؤسساتها ، لأن ما يحصل اليوم هو تفشي حالة الفساد الاداري والمالي والمحسوبية والمنسوبية ساريا في شراين مسؤولينا حد الثمالة والفوضى بكل أشكالها وهذه الحقائق قد يعرفها أغلب العراقيين الى الجانب البطالة يجد فيها كل من يريد جنوداً يقاتل بهم لقاء رواتب بسيطة . كل هذه العوامل تساعد على النشاطات الإرهابية والإجرامية المختلفة .

انني أسأل اليوم : ما جدوى تكوين هكذا حكومة لا صلاحيات قوية لها ، وحياتنا تنحدر من سيئ الى أسوأ  ولا تستطيع تجريد هولاء المجرمين من سرقاتهم وأصدار قانون " من اين لك هذا " ؟ ما نفع هذه الحكومة لا تجيد التعامل مع الاخـرلمعرفة الرؤية الاخرى في قضايانا التي باتت تأكلنا واحدا بعد الاخر ، ما جدوى تكوين هكذا الحكومة وبات المسؤولون لا يفكّرون ابدا بما يجري في العراق ، بل انهم يتهافتون على المناصب ومحاولاتهم الاستفادة المالية التي تجاوزت كل الحدود المعقولة بينما الوطن في محنة كبرى والشعب في مأسي المستمرة . هولاء خائفون على وجودهم وعلى ما يتمتعون من ملاذ الحياة ونعيمها غير مكترثين لحال العراقيين ، أما الشعب العراقي فله الهموم والمعاناة والفقر والعوز والمصائب والنكبات والظلم الذي يعاني تحت زمرة من المجرمين التي تتحكم بمصائره منذ أكثر من أربعة سنوات وما زال الحبل على الجرار ( مثل القائل ) ، ويتعرض الى أبشع وأكبر الجرائم بأسم الدين والضحايا بعشرات الإلوف أبرياء من أبنائه .

الحكومة العراقية قد اثبت فشلها الذريع لأنها محصورة في دائرة المنطقة الخضراء لا أكثر ولم تستطيع ان تسن القوانين الصائبة التي تردع القتلة والسراق والمرتشيين ، وسبب ذلك هي المحاصصة والتنافر قائم بين المسؤولين ، وأصبحت السلطة بيد الجهلة والنفعيين يركبون الموجة ويميلون معها أينما أتجهت ، هولاء فضلوا المصلحة الشخصية والحزبية على المصلحة الشعب والوطن ، إضافة الى وجود الفراغ الفكري والثقافي داخل المؤسسات والهيئات الحكومية ، وهذا يعكس عجز الحكومة في كل المجالات لغياب السيادة على الدولة والخالية من الرقيب الوطني الحقيقي ، حتى غدا موضوع المصالحة الوطنية مجرد شعار وهمي لا يمكن العمل به ما دام هناك الأعضاء في الحكومة من الدجالين والمشعوذين والانتهازيين ، يفكرون فقط بمصالحهم وهولاء يستغلون السلطة بشكل سيء لتحقيق مأربهم الشخصية .. وطاقم الحكومة خاضع لأملاءات الاحزاب والتيارات الطائفية والقومية التي ينتمي اليهم المسؤولين الحكوميين . أما الشعب العراقي بجميع مكوناته ينبذ الطائفية والقومية يريد اليوم العيش بسلام وأمان والجلوس الى الطاولة مع جميع مكوناته وأطيافه لحل المشاكل فيما بينهم لأنه يريد مستقبلا جميلا وزاهياً لأجياله ، ولا يريد المزيد من أراقة الدماء لكافة الاطراف العراقية ، وينادي القضاء على الارهاب بجميع أنواعها ، ويقول كفى قتالا وهروبا للعيش في بلاد الغربة . 

 ينبغي علىالاحزاب السياسية الحاكمة وغير الحاكمة والمسؤولين في السلطة ان يتخلوا عن تعصباتهم القومية والطائفية والتناحرات التي أمدت الى الشارع العراقي وحتى الى غالبية الكتاب والمثقفين ، وكذلك ينبغي ان ينتهي هذه المنهجية المحصصات المقيتة التي أبتكارها الاحتلال ، وأنهاء معاناة الملايين من شعبنا ، وتخرج البلاد من الازمة وعدم استبعاد المثقفين من الاكاديمين والمفكرين والعلماء ووو الخ عن المشاركة في الحكم .. وتقديم كل الخدمات للمواطنين من خلال وضع البرنامج بصورة صادقة ومخلصة وحقيقية بدون الضحك على الذقون لأن شعبنا مل من الوعود . والقضاء على الفساد الأداري والمالي والروتين في الوزارات والدوائر الحكومية ومحاسبة المقصرين وتقديمهم الى العدالة لينالوا جزائهم العادل . لكي ترسم معالم مستقبل العراق جديد ينعم فيه الجميع بالأمن والسلام . أن هذا ليس تهديداً وأنما هو تحميل للمسؤولية الأخلاقية التي يفترض أن يتحلى بها قادة الاحزاب السياسية والمسؤولين في الدولة تجاه الشعب مسالم الذي يسعى لتحرير نفسه من الظلم والقهر وبناء حاضره ومستقبله .

لا يكون المرء قريبا أو ملتصقا بقضايا شعبه ووطنه إلا إذا خصص جانباً من حياته لتلك القضايا ، وليس هذا حسب بل عليه أن يسعى جاهداً لأن ما يقدم ما هو نافع لخدمة الشعب والوطن . وإذا لم يستطيع فيتركه لغيره . 

5
هل تسمح للمرأة العراقية ان تحتفل بعيدها ؟

محمود الوندي

 

هذه المناسبة ليس رمزاً أحتفالياً فحسب لأنها ليست وليدة اليوم ، بل جاءت نتيجة تراكمات أجتماعية في المجتمعات المتخلفة في خضم الصراع الطويل من الدماء والدموع والتضحية ضد أعداء الأنسانية والتحرر والتطور . وتحول قضية المرأة إلى قضية عالمية ووطنية عامة وأصبحت من المواضيع الحيوية والمهمة داخل المحافل الدولية والمنظمات الانسانية والمدنية ، يعمل الجميع من أجل إنصافها داخل المجتمع ، وتحرير الرجل من عقدة التفوّق ، تحقيقاً لمبدأ المساواة بين الرجل والمرأة وبناء مجتمع معافى من التخلف والجهل . لأنها الشريحة المهمة في المجتمع .
المرأة ناضلت وضحت من أجل تحررها من قيود المجتمع الذكوري المتخلف ، ومن أجل تغيير واقعها نحو حياة حرة وكريمة وعيش رغيد لكي يحقق لها المزيد من مكانتها داخل المجتمع العالمي وبالاخص في دول النامية أو الثالثة من التملك والعمل والتوظيف والمساواة في الحقوق والواجبات مع الرجل ، وفسح لها المجال لتمارس دورها في حقل العلم والأدب والفن والرياضة . إضافية من حق تثبيت من الضمانات الاجتماعية والاقتصادية المترتبة رسمياً ، لأن التأريخ البشري أهملها لم يسجل سوى التأريخ الرجل . لذلك أصبحت قضية المرأة هي قضية الإنسان في كل مكان التي تحظى باهتمام واقع الحياة المعاصرة ، بل معنى يؤكد أن الكونية الأنسانية بكل تجلياتها تقوم على أحترام هوية كل المرأة في أي بقعة من العالم وتعزيز مكانتها كنصف مهم وفاعل من المجتمع البشري بحيث لا يمكن فصلها عن المسار العام للشعوب وعن واقعها السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي ، وتكون لها مقياسا أساسيا للتطور الحضاري ، وتفعيل دورها في الحياة الاجتماعية ، لأن لها الأرث الأنساني والعقلية الفذة من خلال أبداعاتها وأنتاجاتها ، والتي تلتقي مع ابداعات الرجال لخدمة الإنسان والإنسانية  .
أليس من حقنا ان نسأل متى تحتفل المرأة العراقية بعيدها مثل جميع نساء العالم ؟
فإن العديد من التحديات تحيط بالمرأة العراقية التي لا تحاصرها فقط التقاليد البالية والعادات الموروثة ، فالسياسة الشوفينية المنتهجة حالياً في العراق من قبل المتشددين الإسلامين حيال المرأة العراقية التي تزرح تحت طائلة من الانتهاك المضاعف بحقوقها ، تزداد معاناتها مضاعفة وحرمانها أشد وتبقى الضحية الأولى لهذه السياسة المقيتة ، مما يضيف لسلسلة حرماناتها العديدة والشديدة ، التي تكبّل إرادتها وتعطّل قدرتها الفكرية والعلمية والثقافية خدمة للمجتمع العراقي . وتشك من قوتها وطاقاتها وقابليتها ، والإنكار بحقيقة قوة المرأة وقدرتها على حل مشاكلها ، فأصبح من الصعب مواجهة هذا المجتمع المتخلف الذي ينكر دور المرأة في التربية والتنشئة السليمة.  ويجهل بأن قوة المجتمع التنسيقية هي المرأة يجعل الرباط العائلي متماسكاً فهي العمود الفقري داخل الاسرة والمجتمع ، التي تربي أولادها على أساس المحبة والسلام والتعايش مع أبناء حارتها ( الحي ) او مع أبناء مدينتها  .

فكيف بالمرأة العراقية تحتفل بعيدها فهي مضطهدة أصلا كمرأة في مجتمع ، وحرمت من كافة حقوقها الاجتماعية والإنسانية كمواطنة عراقية ؟ أنها تكون الآن خارج السرب البشري وليس لها حق ان تعبر عن إرادتها حتى في أخص ما يخصها . كيف ان تحتفل بعيد عالمي مع جميع النساء في ارض الله الواسع ؟ وأنها ممتهنة كرامتها من اكثر من طرف وجعلها جزءاً هامشياً تابعاً وخاضعاً لسيادة الرجل ، والأنتهاكات الصارخة التي مورست وتمارس بحقها حتى اليوم ، فقد كثرت حالات القتل والاغتصاب والتنكيل من قبل الأسلام السياسي الذي يهيمن على المدن العراقية .. يلاحقونها في الشارع ويطاردونها في المؤسسات والهيئات الحكومية ويتابعونها حتى في بيتها ليقتلونها لعدم أرتداء الحجاب أو خصلة من شهرها يلاعبها الهواء ، وأخذ الخوف والرعب يسيطران عليها وأزدادة معاناتها ومشاكلها بفعل تلك الممارسات الشنيعة من قبل جماعات الاسلامية المتطرفة ، هذه الممارسات الاستبدادية تخالف كل القييم الإنسانية والسماوية .

رغم أن المرأة ركيزة الاسرة والمربية الحقيقية لأفرادها ، ولكنها تنظر إليها بوصفها كائناً لا يصلح سوى لإنتاج الخام البشري ، لذلك هي من أكثر الطاقات المهمشة في عملية التنمية في المجتمع العراقي ، برغم أكثر حاجة لإشراكها في خطط وعمليات التنمية لتحسين نوعية الحياة ، لأن عملية التنمية تحتاج الى تسخير كل الطاقات البشرية . هذا اول غبن بحقها وهدر لكرامتها وعدم اعتراف بآهليتها كمخلوق بشري شأنه شأن الرجل ، إضافة الى العذاب والمرارة التي تعيش وتعاني داخل عائلتها ومجتمعها المتخلفة التي تتحكم فيها بعض القيم والعادات المعيقة لتحرير المرأة من عبودية المجتمع .. ومواجهتها للتحديات القسرية التي أشبعتها بالقساوة والعزلة وكللت حياتها بالمعاناة والاحزان المريرة .
ستبقى المرأة العراقية أقوى من كل التحيات التي مرت بها كونها جابهت أقسى المعاملات المأساوية بشجاعة نادرة  .
تحية للمرأة العراقية في عيدها العالمي
بوركت ايتها المرأة العراقية لصمودك بوجه الطغيان وخدماتك التي قدمتها للشعب والوطن .
 وبورك نضالك من أجل حرية وحياة حرة كريمة .
وبورك صبرك وانت تتحملين كل هذه الآلام والمعاناة ،

 


6
أجندة طهران في العراق . سلاحها بوجه الردع الامريكي لمشروعها النووي
محمود الوندي
تعرض الإنسان العراقي بعد التغيير في 2003 الى معاناة وآلام وتزداد يوما بعد  يوم بفعل الإرهابيين والمليشيات الدينية المستمرة في تدمير العراق وقتل أبنائه تحت ذرائع مختلفة وبدعم من قبل الاطراف الدولية والاقليمية وبشكل خاص إيران ، التي إستطاعت بأساليب مختلفة وتكتيكية متغيرة ان تحقق من اهدافها وأجندتها على الساحة العراقية وخاصة من ناحية اقتصادية وسياسية التي نبتت كالفطر السام . ومن المعروف ان لإيران دوراً ملحوظاً ورهيباً في دعم المجموعات الارهابية وايواء المليشيات وهولاء يتسابقون على تقديم خدماتهم إلى الجانب الإيراني ويبحثون على مصالحهم سواء لإعانته على التدخل لتأجيج الصراعات العرقية والطائفية والنزاعات المسلحة داخل العراق وبالأخص في المناطق الجنوبية ، أو التسترعلى نهبها لموارد العراق .

انها مستفيدة من الفوضى الأمنية وعدم سيطرة الدولة على مناطق واسعة من البلاد وإفراغ الساحة العراقية من مختلف القوى الوطنية عن العملية السياسية بقوة السلاح واحلال القوى السياسية الدينية المرتبطة بالمشروع السياسي الإيراني ، يمكن القول إن إيران سعت وتسعي الى قيام نظام حكم في العراق على صورتها او لإقامة نموذج سياسي في العراق على غرار نظامها الحالي .
 
سخرت إيران من خلال العصابات من رجال المخابرات الايرانية بفروعها المختلفة الذين دخلوا العراق للوصول الى غاياتها وطموحاتها قفزاً على مآسي أبناء شعبنا الذين يقدمون دماءهم لبناء العراق وأرساء مقومات مجتمع إنساني ووطني ، وهولاء يعملون ليل نهار داخل مدن العراق لكي يؤججوا نار الفتنة والتحريض ما بين مذاهب وطوائف الشعب العراقي من أجل اهدافها واجندتها الخاصة ، واستخدام السلاح الطائفي والديني لاستغلال الناس البسطاء والضحك على ذقونهم بواسطة رجالها وعملائها داخل العراق بحجة حمايتهم والمساند الاكبر لهم من ناحية ، ومحاربة الاحتلال من ناحية أخرى ، لأنها القلقة من التواجد الامريكي على ارض العراق لذلك تسهل مرور الارهابيين عبر أراضيها الى داخل العراق والاحتفاظ ببعضهم كأوراق مهمة في الصراع مع أمريكا داخل العراق ، إضافة الى تسليح وتمويل المتطرفين الغرباء لقتل ابناء شعبنا على الهوية وتخريب البنية التحنية لبلادنا وإرباك الوضع في العراق وأغراقه في فوضى . والسبب الحقيقي لهذا التدخل لأنها تحب دوما ان يبقى العراق ضعبفا ومنهوكا لكي تصول وتجول بحريتها في طول وعرض البلاد ، ويبقى دائما البقرة الحلوب لها ، والسبب الثاني وإذا ما انتفت هذه المشاكل والنزاعات بين أطياف الشعب العراقي أنتفي نفوذها وقوتها داخل العراق وفي المنطقة لأن تنتقل المشاكل والنزعات الى داخلها . والسبب الاخير تحاول تكريس هيمنتها على السلطة العراقية وعلى قرارها السياسي من أجل اكتساب مزيد من عناصر القوة لزيادة نفوذها وتواجدها في منطقة الشرق الاوسط وبالاخص منطقة الخليج والمساومة على الوضع العراقي لتخفيف الضغط الدولي عنها بسبب برنامجها النووي ،  وتبين من خلال تصريحاتهم على لسان بعض مسؤولي إيران علنيا ان تكون بديلا للولايات المتحدة الامريكية ونستطيع سد الفراغ الامني داخل العراق بعد ترحيلها.
 أتضحت الرؤيا والحقائق الدفينة النيات الحقودة التي تضمرها إيران ضد الشعب العراقي من خلال دعمها لوجستياً الى مرتزقتها لتدمير العراق خوفا على نفسها ومصالحها لأنها تدرك الحقيقة سيكون الدور عليها لا محالة من خلال محاصرتها من كل الجهات مع دول ترتبط بها التي تحكمها الإدراة الامريكية ، أي نجاح أمريكي في العراق يعني إحكام الطوق عليها ، فإن الحكومة الإيرانية تدرك تلك الحقيقية أكثر من غيرها . ولا يخفي على أحد مدى النفوذ الإيراني المتزايد في الشأن العراق من خلال دعمها السخي التي تقدمها بكل قوتها المخابرتية والاعلامية للمليشيات العراقية بفرعيها الشيعي والسني لتحقيق مصالحها الذاتية والموضوعية ، ومن خلالهما بنت لنفسها جماعات على اسس طائفية وبنت أسوار وتخندقات وتمكنت من جعل العراق بأسره بمثابة خط الدفاع الاول لها .

مستفيدة من حالة " السيولة " التي يعيشها العراق في المرحلة الراهنة وتردي الأوضاع فيه . وتسعي بكل ما اتيت من قدرة لزرع الفرقة والفتنة بين مكونات الشعب العراقي وإثارة الفوضى والبلبة لخلق الحرب الاهلية من خلال تعاونها مع القوى الظلامية من مختلف الفرقاء على الساحة العراقية  خدمة  لنواياها . 

هنا يدفعني بتقديم السؤال الى حكومتنا لماذا لم تنتقد او تستنكر هذه الدولة مثل غيرها وتكشفها على حقيقتها امام المجتمع العالمي وليس دفاعا عنها كما حدث ويحدث من قبل بعض المسؤولين الذين يظهرون امام شاشات التلفزيون يدافعون بحماس في تبرئة النظام الإيراني لعدم تدخلها في شؤون العراق والتسترعلى إنتهاكاتها ، مما يثير ظلال الشك على مدى حرص هولاء المسؤولين على مصالح الشعب العراقي . إن أكثر ما يثير الاستغراب هو التضارب الصارخ في تصريحات بعض المسؤولين العراقيين ، مثلما حدث قبل الايام عندما اعلنت وزارة الخارجية العراقية بأنها سلمت المذكرة الى الحكومة الايرانية عن طريق سفارتها في بغداد بشأن تجاوزات إيرانية على الحقول النفطية المشتركة بيننا في جنوب العراق ، بعد طرد الكوادر العمالية والهندسية العراقية والعاملين في تلك الحقول بقوة السلاح ، ولكن ما أن مرت ساعات وربما دقائق حتى ظهر السيد موفق الربيعي مستشار الأمن القومي أمام الفضائيات العراقية والعربية في مؤتمر عقده في النجف الاشرف لإبلاغ الصحفيين معلنا ، لا يوجد دليل ولا معلومات على قيام إيران باستخدام آبار نفط عراقية . برغم تقاريرعراقية تؤكد تجاوزات إيرانية على أبارنا النفطية كما جاء على لسان السيد موسى فرج نائب هيئة النزاهة العراقية في تصريحاته صحافية . وحكام إيران أنفسهم لا ينفون تدخلهم بل يؤكدونه بين الحين والآخر بحجج واهية والتي ينفيها مستشارنا القومي ويحاول حجب الشمس بالغربال لتبرئة إيران وعدم تدخلها في شؤون العراق ويحاول تبيض ملفها . إنها ليست المرة الأولى التي ينبري فيها أحد المسؤولين العراقيين إلى نفي التدخل الإيراني أو الدفاع عن حقوق لإيران على حساب العراق  ، علما في هذا الصدد تشير المصادر المخابراتية العراقية الى أن الأجهزة الامنية الإيرانية تلعب دورا رئيسيا لتهريب النفط العراقي عبر شط العرب وبمساعدة قياديين في الاحزاب المسيطرة على البصرة ، إضافة الى جماعات متخصصة في تنفيذ الاغتيالات وترهيب الناس بهدف تهجيرهم من سكناهم او إخضاعهم لسلطتهم ، وهذه العمليات تعتمد على شبكة عنكبوتية متعددة التي يقودها تجار ومسؤولون إيرانيون . هذه الحقيقة تظهر وتتلبور في الاواسط المدن العراقية بشكل خاص في مدن الجنوب والوسط كالبصرة والعمارة والنجف الاشرف وكربلاء    .
 اصبح واضحا للإنسان العراقي ان كثير من المشاكل داخل العراق تقف خلفها الحكومة الإيرانية ومنها تصفية علماء وأستاذة جامعات وأطباء وضباط طيارين وصحفيين وهي وراء اختلاق العديد من جماعات القتل والنهب والاعتداء على الفرد العراقي والسلب حريته ، هذه الحكومة التي اهدت إلى أهلنا ألاف الأطنان من المواد الغذائية والأدوية الفاسدة والمخدرات السائدة والمتفشية في العراق ، ورفع علينا العصا الغليضة لكي ندفع لها مليارات الدولارات بسبب الحرب الإيرانية العراقية بهدف تحويل العراق الى " شريعة الغاب " وتغيب أي شكل من أشكال الامن والاستقرار واستقلال القرارالعراقي بواسطة الطيف المهيمن على الشارع العراقي والمهيمن على المؤسسات الدولة . وهناك في الحكومة العراقية الذي يعمل لحسابها في مواقع خطيرة وحساسة والمتمركزة في مفاصل السلطة يعمل خصيصا بشرعية هذا الطلب الذي سوف يقسم ظهر اقتصاد العراق المريض اصلا ، لو نأتي الى الحقيقة فإيران ملزمة بدفع التعويضات للعراقيين لأنها اصرت على إطالة الحرب وعدم قبولها لوقف  الحرب في بداية محاولات دول عدم الانحياز والامم المتحدة والمؤتمر الاسلامي .
هذه من عجائب وغرائب الزمن تدافع بعض الجماعات العراقية عن إيران وتفضل مصلحتها على مصلحة الشعب والوطن وتغض النظر عن تدخلها في شؤون العراق . ويتستر على ما تقوم بها من عرقلة للعملية السياسية واثارة الفوضى والدمار والقتل وتشجيع التطرف والعنف في بلادنا . التدخل الإيراني في الشأن العراقي واضح جداً ولا جدوى من انكاره وإذا سألت اي إنسان عراقي عن النفوذ الإيراني في العراق سوف يتحدث إليك عن حقائق وجودها بصورة مفصلة ، كما ان أكثر العراقيين الذين يعانون من التدخل الإيراني هم عرب الجنوب .

7
ماذا أستفادت تركيا من غزو كوردستان العراق ؟

محمود الوندي

في الوقت الذي يصرالشعب الكوردي ويسعي للعيش ضمن إطار دولة العراق الموحد في اخاء وسلام وتضامن حضاري مع سائر مكونات الفسيفساء العراقي الأخرى ، ويريد الحياة الحرة والكريمة له ولجميع الأطياف العراقية . لقد حاولت الحكومات الشريرة والعنصرية والتي تحيط من ثلاثة أتجاهات بكوردستان العراق والتي تحترق بجذوات الحقد الدفين والكره الاسود على كل من هو كوردي لتحطيم قوة إرادته السياسية والعسكرية والأقتصادية خوفا من المطامح الكوردية في تشكيل دولته ، وخوفا من صحوة هذه الامة ووعي نخبها السياسية وقواعدها الجماهيرية ضدهم التي تشكل ساحات واسعة في دولهم ، لأن هذه الدول لا تؤمن بحق الشعوب في تقربر مصيرها . ولا تطيق لهم رؤية علم كوردي يرفرف عاليا على أرض كوردستان العراق ( جنوب كوردستان ) . 
 
إن التطور والتقدم الذي حصل في كوردستان العراق يزيد مخاوف أعداء الشعب الكوردي في داخل العراق ومحيطه الأقليمي لأنها سهام جارحة تغرز عميقا في صدورهم ، وأنها لا تستطيع القبول بما يجري على هذا الأرض من حراك أقتصادي واجتماعي وسياسي للشعب الكوردي .
 وهذا النهج لا ترضى بيه أعداء الكورد من الحكومات والأحزاب السياسية داخل العراق وخارجه وبالاخص الحكومة التركية ليمتد هذا الزلال الى داخل دولتها التي تغرق في الشوفينية والعنصرية والتسلط على رقاب القوميات ، لذا نسمع ونقرأ ونشاهد عبر الفضائيات والصحف الورقية والانترنيتية التهديدات من قبل حكومة تركيا وما يصرح به السياسيون والعسكريون من خلال مقابلاتهم في الصحف والمجلات التركية والعربية لغزو كوردستان العراق ، وذلك من خلال التنسيق مع النظام الإيراني ونظام البعث في سوريا ، حيث يكشرون جنرلات تركيا وقيادتها السياسية عن أنيابهم بأستمرار لقضاء على طموحات شعبنا الكوردي وتطلعاته المشروعة ، بدلاً من إيجاد المخارج والحلول المقنعة من أجل ضمان ومصالح الشعبين الكوردي والتركي في إطار الدولة الموحدة . لكي يتفاعل الطرفين للوصول الى الحالة الطبيعية من التعايش السلمي لبناء المجتمع المتكامل لأن السلاح لن يحل المشكلة الكوردية .
 
وقد حشدت تركيا جيوشها بألياتها الحربية المتنوعة على حدود كوردستان العراق بشكل مكثف منذ أكثر من ثلاثة سنوات وبحجة ضرب القواعد العسكرية لحزب العمال المناوئ لها ، وبرغم أنهم يدركون بكل التأكيد سيخسرون المعركة في مواجهة أمة ترفض الذل والهوان ، وأن حججها واهية لا معنى لها أصلا في أي قاموس أخلاقي وإنساني ، وأدعاءاتها غير واقعية ومبالغاً فيها .

لقد استعرضت قبل الأيام الحكومة التركية عضلاتها وقوتها العسكرية عندما غزت أراضي اقليم كوردستان العراق بحجة مطاردة مقاتلين حزب العمال الكوردستاني داخل الحدود العراقية حيث شارك معها امريكا وإسرائيل لغزو أقليم كوردستان ، وقد يكون الهدف منه تحطيم أرادة الشعب الكوردي وإجهاض على التجربة الديمقراطية والفيدرالية في كوردستان العراق والمكاسب التي حققت له ، لقد تصدى لها أبطال حزب العمال من الرجال والنساء الذين يتحدون الموت . وشاهدنا كيف تنزف دما للحكومة التركية وقواتها المهزومة بسبب أنتصارات المعركة الأخيرة للكورد في جنوب كوردستان العراق وكيف حفر الجيش التركي قبوره بيده في أرض كوردستان وتكبده خسائره كبيرة من القتلى اضافة الى اصابة العشرات واسقاط طائرة مروحية ولم يكن امامه غير خيار الانسحاب السريع بدل التورط أكثر وفقدان عشرات الجنود الاخرين. رغم التأكيدات مصادر عسكرية سياسية في تركيا بأستمرار العملية لحين القضاء على عناصر حزب العمال وتستر الاعلام التركي على خسائره وحجبه عن المجتمع التركي وعن الرأي العام العالمي .

 كانت هذه المعركة صفعة قوية بوجه السلطة الحاكمة في تركيا التي لم تحصد منها سوى المأسي والندم ، والتي تم الإعداد لها منذ أمد بعيد من أجل القضاء على التجربة الكوردستانية وإفشالها ، وإن كل محاولة تركية مستبوء بالفشل لأنها لم تدرس الوضعية الكوردية بصورة جيدة ودقيقة وتغير العالم والذي أصبح القرية الصغيرة . أثبت الكورد أنهم أكبر وأقوى من التحديات والتهديدات من الانظمة الاستبدادية. رغم خسارت تركيا في معركتها الاخيرة مع مقاتلي حزب العمال الكوردستاني إلا إنها ما زالت تصر على أفشال العملية السياسية في كوردستان العراق عبر عمليات التهديد والاجتياح مرة أخرى . 

ان هولاء الحكام عرفوا بمواقفهم السلبية والمتشنجة تجاه القضية الكوردية ، لكنهم يجهلون أنفسهم بأن الشعب الكوردي ضمان الأمان في المنطقة لأنه يدعو الى الحب والسلام والتأخي بين الشعوب والقوميات والى الاستقرار والأمن في المنطقة وبعيدا عن الكره والحرب .
 وذلك يجهلون بأن المسألة الكوردية من أهم القضايا المعاصرة التي تجاوزت الحدود المحلية والأقليمية لأنها القضية أرض وتأريخ وقضية شعب مظطهد تطلب بحقوقه المشروعة .   

إن الامة الكوردية مطالبة اليوم بتوحيد صفوفها وكلمتها والتعامل بروح قوية لأيقاف وصد عدوان لهذه الحكومة الفاشية ، وأفشال تحالفاتها مع أعدنا من الدول المجاورة . لقد حان الأوان لأن يتوحدوا قواهم السياسية والعسكرية ويتفقوا جميعهم بالدفاع عن كوردستان ، ويتنازلوا عن مصالحهم الحزبية والشخصية لصالح كوردستان لأن قضيتنا في مثل هذه الظروف الساخنة الحرجة تحتاج الى تكاتف وأتحاد كل القوى الشعبية لدحر أعدائنا . بحيث نثبت للعالم بأننا شعب واحد  . لأن أعداءنا لا تجد راحة مع نفسها مع تنفس الكورد الصعداء .

8
لماذا تصمت المنظمات الإنسانية والديمقراطية لغطرسة تركيا ؟ !!!

محمود الوندي

منذ مدة تصاعدت تركيا وتيرة التصريحات الاستفزازية والتهديدات العسكرية ضد إقليم كردستان العراق وذلك من قبل أركان الحكومة التركية السياسية والعسكرية ضاربة بعرض الحائط القرارات الدولية الملزمة تجاه حفظ التوازن في المنطقة ، وبشكل خاص من قبل زمرة الجنرالات الكماليين التي تكشرعن أنيابها مرة الاخرى وشمروا عن أيديهم وأمروا الجيش التركي بخرق الحدود العراقية بتواطئ أمريكا وإسرائبل ملحوظ ، وذلك بشكل ملفت للنظر، وتوغل أكثر من 10 ألاف عسكري تركي في عمق إقليم كوردستان العراق مدعومين بالدبابات والطائرات الحربية والمروحيات  ، يأتي ذلك برهاناً جديداً على فاشية النظام التركي . 
تستخدم تركيا هذه المرة يافطة ( محاربة الارهاب ) متناسية إرهابها الذي تمارسـه منذ عقود ضد القوميات غير تركية وبالاخص ضد الشعب الكوردي  وناهيك عن إبادة الأرمن .. حيث تصد لهذا الغزو أبطال من مقاتلين حزب العمال الكوردستاني وقتل عدد من جنود الأتراك وأسقاط احدى طائرتها وأصبح الجيش التركي غارقا في المستنقع صراع دموي .
واندلع قتال عنيف وقوي عند الشريط الحدودي ما لبث ان انهار الجيش التركي امام هولاء الابطال ، وكانوا يظنون الجنرالات التركية وفي فترة قياسية أن تحقق مكاسب مهمة وحيوية على الأرض ، هذا الغزو يسقط ورقة التوت الأخيرة التي كانت تستر عورات الحكومة التركية .
هذا الحل العسكري الذي سلكته تركيا مرارا دون ان تجني سوى الخيبة والخذلان . لذلك يؤشر بأن ثمن الجندي التركي بخس جدا لدى الجنرالات التركية .

تتذرع الحكومة التركية في ذلك القضاء على مفارز من مقاتلي حزب العمال الكردستاني داخل الاراضي العراقية التي تشكل تهديدا لأمن تركيا ، محاولين لتبرئة لاعمالهم الإرهابية من الإدانات والاستنكارات الموجهة إليهم مستخدمين في ذلك أرقى وسائل الديماغوجيا وكأنها واثقين من نفسهم بأن العالم سيقابل أدعاءاتهم بكل رحاب صدر، لكن كل ذلك لم يجد نفعاً وذهبت كل جهودهم ومحاولاتهم أدراج الرياح كون شمس الحقيقة ساطعة لا تحجب بالغربال ، واكتشفت تركيا على حقيقتها . ان حزب العمال الكوردستاني هو لبس هدفاً من العملية والحزب تواجده الرئيسي هو داخل تركيا وليس خارجها . بل الهدف الحقيقي للغزو التركي التدخل في اقليم كوردستان العراق ، وتخريب التجربة الديمقراطية الفتية في الإقليم ، والقضاء عليها قبل انتقال عدواها إلى داخل تركيا ، كما تحاول التدخل في شؤون كركوك وتعطيل تطبيق الماده 140 من الدستور العراقي لمصالح خاصة بهم ،  وذلك  حسب زعمهم وليس كما يروج إعلامهم هو السعي للقضاء على تواجد عدد من المقاتلين الكورد في المناطق الجبلية النائية من الشريط الحدودي بين إقليم كردستان العراق وتركيا . لأن صراع الحكومة التركية مع مقاتلي حزب العمال الكوردستاني منذ ربع قرن ، وليس وليد اليوم أوالشهر او السنة حتى يتظاهروا للعالم بأنهم سيقيمون القيامة .

التطورات الحاصلـة في كــوردستان العـراق وقيـام برلمان وحكـومة أقـليم كـوردستان تغـضب دول الجوار عموماً ، وتركيـا بـشكل خاص لأنهم لا يـريدون أن الكـورد يواكبـون العصر، وتـراهم قــد جـن جـنونهم وأصيبوا بنوع خاص مـن الهستريا فأنه يـدل على ضعفهم وخوفهم من الكورد الذي يشكل خطــراً محدقاً بأمنها القومي وخوفا أثارة للروح القوميـة الكورديـة في تركيا .

 إن المتتبع لمجريات الأحداث الجارية على الشريط الحدودي بين كوردستان العراق وتركيا ، والتطورات الدراماتيكية المتلاحقة على ساحة الصراع يلاحظ وبما لا يدع مجالاً للشك بروز ظاهرة الغرور والتكبر اللامحدود والاستعلاء القومي الفج في سلوكية وتعامل الحكومة التركية مع مشكلة حزب العمال الكوردستاني بشكل خاص والشعب الكوردي بشكل عام ، وإن حلم استعادة أمجاد الدولة العثمانية العتيدة لازال يراود مخيلتهم المريضة ، ويدغدغ مشاعرهم الغير المنضبطة ، لا بل إن الغرور وداء العظمة الذي تمكن من السيطرة والاستحواذ على نفوس وتفكير القادة الأتراك لقضاء على القومية الكوردية ليس في تركيا فقط ، بل في أي مكان توجد هذه الامة التي ستزيد من إحتقان الكرد وأصدقائهم في كل مكان وتأجيج مشاعرهم لمواجهة غطرسة تركيا .

لا ادري لماذا تصمت المحافل الدولية والمجتمعات الإنسانية والديمقراطية وصمت الجامعة العربية وحكامها وصمت العالم الاسلامي في وقت تستمر فيه المدفعية التركية البعيدة المدى وكذلك الطيران الحربي التركي بقصف المناطق الحدودية من إقليم كردستان العراق مستهدفين بذلك حياة الناس البسطاء والمسالمين وتدمير البنية التحتية في كوردستان ؟ وبمساعدة أمريكية والتي تزوده بالخرائط والمواقع حزب العمال الكوردستاني مخلفة الخراب والدمار في القرى والمزارع والحاق الاذى بالمزارعين الكورد وقتل مواشيهم  وترك الأهالي لقراهم وممتلكاتهم .
 أليس من واجب أمريكا حماية ارض العراق وشعبه من تهديد خارجي من أية جهة كانت  حسب القوانين الدولية وإتفاقية جنيف الرابعة ؟

وأستغرب أيضا هذا الصمت المطبق للاعلام العربي الذي يتباك ليلآ و نهارآ و في کل الفضائيات العربية وغير العربية عن التدخل الأيراني في الجنوب والوسط ويسمونه بأنتهاکات القوانيين الدولية ، أليس التدخل الترکي تدخلاً فظاً في الشئون العراقية وتجاوزاُ على سيادة العراق وأستقلاله وخارقاُ خطيراُ وأنتهاکآ للقوانين و ألأعراف الدولية ؟
ولكن الغريب في الأمر أيضاً هو أن احتجاج الحكومة العراقية ضد العمليات العسكرية التركية في العمق كوردستان العراقي جاء متأخراً وضعيفاً ولم تقدم أي شكوى رسمي الى مجلس الامن ولم تطلب منه بإيقاف الغزو التركي والانسحاب الجيش التركي من الاراضي العراقية والكف عن التدخل في الشأن العراق , مما يستدعي القلق باحتمال وجود اتفاق سري بين العراق وتركيا يسمح لها بمثل هذا التوغل لقتل الكورد بأی شکل من الأشکال .

يتطلب الأمر من الحكومة التركية التفكير بواقعية وموضوعية وهدوء بإنها لا تجد حلا لهذه القضية إلا حل سلمي ودبلوماسي وسياسي والاعتراف بوجود شعب كوردي على أراضيها . ويتعين عليها التخلي عن القتال والجلوس الى طاولة المفاوضات والوصول الى حلول مشتركة يفضي الى وقف دائرة العنف والدمار لما يرضي الجانبان . ان الرد العسكري يمكن ان يشكل كارثة عليها وعلى المنطقة فسيكون له أثار سلبية حادة على الاقتصاد التركي بالدرجة الاولى ، هذه المشكلة مع حزب العمال الكوردستاني لا يمكن حلها بالوسائل العسكرية لانه يحمل الهوية القومية الكوردية تبلغ نسبة سكانه بحدود 20 مليون نسمة ، وربما أكثر من ذلك ، غير اننا نعرف ان العمل العسكري سوف يزيد من تشدد الوضع بشكل اكبر وسوف يولد العنف بالتاكيد مزيدا من العنف ، تصفية الشعب الكوردي عن طريق العنف سوف تكون ثمن فادح بالنسبة للطرفين . بأن العمليات العسكرية الجديدة لم تكون ناجحة من المحاولات السابقة ، بل تفقد تركيا الكثير من جنودها والياتها العسكرية ، وتخسر الملايين من الدولارات الامريكية وترفع من مديونيتها الخارجية .

9
لماذا تصمت المنظمات الإنسانية والديمقراطية لغطرسة تركيا ؟ !!!

محمود الوندي

منذ مدة تصاعدت تركيا وتيرة التصريحات الاستفزازية والتهديدات العسكرية ضد إقليم كردستان العراق وذلك من قبل أركان الحكومة التركية السياسية والعسكرية ضاربة بعرض الحائط القرارات الدولية الملزمة تجاه حفظ التوازن في المنطقة ، وبشكل خاص من قبل زمرة الجنرالات الكماليين التي تكشرعن أنيابها مرة الاخرى وشمروا عن أيديهم وأمروا الجيش التركي بخرق الحدود العراقية بتواطئ أمريكا وإسرائبل ملحوظ ، وذلك بشكل ملفت للنظر، وتوغل أكثر من 10 ألاف عسكري تركي في عمق إقليم كوردستان العراق مدعومين بالدبابات والطائرات الحربية والمروحيات  ، يأتي ذلك برهاناً جديداً على فاشية النظام التركي . 
تستخدم تركيا هذه المرة يافطة ( محاربة الارهاب ) متناسية إرهابها الذي تمارسـه منذ عقود ضد القوميات غير تركية وبالاخص ضد الشعب الكوردي  وناهيك عن إبادة الأرمن .. حيث تصد لهذا الغزو أبطال من مقاتلين حزب العمال الكوردستاني وقتل عدد من جنود الأتراك وأسقاط احدى طائرتها وأصبح الجيش التركي غارقا في المستنقع صراع دموي .
واندلع قتال عنيف وقوي عند الشريط الحدودي ما لبث ان انهار الجيش التركي امام هولاء الابطال ، وكانوا يظنون الجنرالات التركية وفي فترة قياسية أن تحقق مكاسب مهمة وحيوية على الأرض ، هذا الغزو يسقط ورقة التوت الأخيرة التي كانت تستر عورات الحكومة التركية .
هذا الحل العسكري الذي سلكته تركيا مرارا دون ان تجني سوى الخيبة والخذلان . لذلك يؤشر بأن ثمن الجندي التركي بخس جدا لدى الجنرالات التركية .

تتذرع الحكومة التركية في ذلك القضاء على مفارز من مقاتلي حزب العمال الكردستاني داخل الاراضي العراقية التي تشكل تهديدا لأمن تركيا ، محاولين لتبرئة لاعمالهم الإرهابية من الإدانات والاستنكارات الموجهة إليهم مستخدمين في ذلك أرقى وسائل الديماغوجيا وكأنها واثقين من نفسهم بأن العالم سيقابل أدعاءاتهم بكل رحاب صدر، لكن كل ذلك لم يجد نفعاً وذهبت كل جهودهم ومحاولاتهم أدراج الرياح كون شمس الحقيقة ساطعة لا تحجب بالغربال ، واكتشفت تركيا على حقيقتها . ان حزب العمال الكوردستاني هو لبس هدفاً من العملية والحزب تواجده الرئيسي هو داخل تركيا وليس خارجها . بل الهدف الحقيقي للغزو التركي التدخل في اقليم كوردستان العراق ، وتخريب التجربة الديمقراطية الفتية في الإقليم ، والقضاء عليها قبل انتقال عدواها إلى داخل تركيا ، كما تحاول التدخل في شؤون كركوك وتعطيل تطبيق الماده 140 من الدستور العراقي لمصالح خاصة بهم ،  وذلك  حسب زعمهم وليس كما يروج إعلامهم هو السعي للقضاء على تواجد عدد من المقاتلين الكورد في المناطق الجبلية النائية من الشريط الحدودي بين إقليم كردستان العراق وتركيا . لأن صراع الحكومة التركية مع مقاتلي حزب العمال الكوردستاني منذ ربع قرن ، وليس وليد اليوم أوالشهر او السنة حتى يتظاهروا للعالم بأنهم سيقيمون القيامة .

التطورات الحاصلـة في كــوردستان العـراق وقيـام برلمان وحكـومة أقـليم كـوردستان تغـضب دول الجوار عموماً ، وتركيـا بـشكل خاص لأنهم لا يـريدون أن الكـورد يواكبـون العصر، وتـراهم قــد جـن جـنونهم وأصيبوا بنوع خاص مـن الهستريا فأنه يـدل على ضعفهم وخوفهم من الكورد الذي يشكل خطــراً محدقاً بأمنها القومي وخوفا أثارة للروح القوميـة الكورديـة في تركيا .

 إن المتتبع لمجريات الأحداث الجارية على الشريط الحدودي بين كوردستان العراق وتركيا ، والتطورات الدراماتيكية المتلاحقة على ساحة الصراع يلاحظ وبما لا يدع مجالاً للشك بروز ظاهرة الغرور والتكبر اللامحدود والاستعلاء القومي الفج في سلوكية وتعامل الحكومة التركية مع مشكلة حزب العمال الكوردستاني بشكل خاص والشعب الكوردي بشكل عام ، وإن حلم استعادة أمجاد الدولة العثمانية العتيدة لازال يراود مخيلتهم المريضة ، ويدغدغ مشاعرهم الغير المنضبطة ، لا بل إن الغرور وداء العظمة الذي تمكن من السيطرة والاستحواذ على نفوس وتفكير القادة الأتراك لقضاء على القومية الكوردية ليس في تركيا فقط ، بل في أي مكان توجد هذه الامة التي ستزيد من إحتقان الكرد وأصدقائهم في كل مكان وتأجيج مشاعرهم لمواجهة غطرسة تركيا .

لا ادري لماذا تصمت المحافل الدولية والمجتمعات الإنسانية والديمقراطية وصمت الجامعة العربية وحكامها وصمت العالم الاسلامي في وقت تستمر فيه المدفعية التركية البعيدة المدى وكذلك الطيران الحربي التركي بقصف المناطق الحدودية من إقليم كردستان العراق مستهدفين بذلك حياة الناس البسطاء والمسالمين وتدمير البنية التحتية في كوردستان ؟ وبمساعدة أمريكية والتي تزوده بالخرائط والمواقع حزب العمال الكوردستاني مخلفة الخراب والدمار في القرى والمزارع والحاق الاذى بالمزارعين الكورد وقتل مواشيهم  وترك الأهالي لقراهم وممتلكاتهم .
 أليس من واجب أمريكا حماية ارض العراق وشعبه من تهديد خارجي من أية جهة كانت  حسب القوانين الدولية وإتفاقية جنيف الرابعة ؟

وأستغرب أيضا هذا الصمت المطبق للاعلام العربي الذي يتباك ليلآ و نهارآ و في کل الفضائيات العربية وغير العربية عن التدخل الأيراني في الجنوب والوسط ويسمونه بأنتهاکات القوانيين الدولية ، أليس التدخل الترکي تدخلاً فظاً في الشئون العراقية وتجاوزاُ على سيادة العراق وأستقلاله وخارقاُ خطيراُ وأنتهاکآ للقوانين و ألأعراف الدولية ؟
ولكن الغريب في الأمر أيضاً هو أن احتجاج الحكومة العراقية ضد العمليات العسكرية التركية في العمق كوردستان العراقي جاء متأخراً وضعيفاً ولم تقدم أي شكوى رسمي الى مجلس الامن ولم تطلب منه بإيقاف الغزو التركي والانسحاب الجيش التركي من الاراضي العراقية والكف عن التدخل في الشأن العراق , مما يستدعي القلق باحتمال وجود اتفاق سري بين العراق وتركيا يسمح لها بمثل هذا التوغل لقتل الكورد بأی شکل من الأشکال .

يتطلب الأمر من الحكومة التركية التفكير بواقعية وموضوعية وهدوء بإنها لا تجد حلا لهذه القضية إلا حل سلمي ودبلوماسي وسياسي والاعتراف بوجود شعب كوردي على أراضيها . ويتعين عليها التخلي عن القتال والجلوس الى طاولة المفاوضات والوصول الى حلول مشتركة يفضي الى وقف دائرة العنف والدمار لما يرضي الجانبان . ان الرد العسكري يمكن ان يشكل كارثة عليها وعلى المنطقة فسيكون له أثار سلبية حادة على الاقتصاد التركي بالدرجة الاولى ، هذه المشكلة مع حزب العمال الكوردستاني لا يمكن حلها بالوسائل العسكرية لانه يحمل الهوية القومية الكوردية تبلغ نسبة سكانه بحدود 20 مليون نسمة ، وربما أكثر من ذلك ، غير اننا نعرف ان العمل العسكري سوف يزيد من تشدد الوضع بشكل اكبر وسوف يولد العنف بالتاكيد مزيدا من العنف ، تصفية الشعب الكوردي عن طريق العنف سوف تكون ثمن فادح بالنسبة للطرفين . بأن العمليات العسكرية الجديدة لم تكون ناجحة من المحاولات السابقة ، بل تفقد تركيا الكثير من جنودها والياتها العسكرية ، وتخسر الملايين من الدولارات الامريكية وترفع من مديونيتها الخارجية .

10
ألا تصالحون الكورد الفيلية ! ؟
محمود الوندي

بعد ان أستمعت مساء الامس في غرفة الرلمان الى أحد الاساتذة  يطلب من الكتاب ان يكتبوا بشأن المصالحة الوطنية وما هو دور الكورد الفيلية من تلك المصالحة . كنت قد وعدت نفسي ان اكتب في هذا الموضوع المهم . لأن هذه الشريحة التي واجهة أبشع هجمة تأريخية لم تمر على أي طائفة او قومية عبر تأريخ طويل وحملت كل التحديات المعاناة والمصائب في ظل الانظمة المتعاقبة على حكم العراق . واليوم تعاني من التهميش والنسيان وستكون نتائجها الوخيمة على حياتها . بالرغم من مناشدة الحكومة العراقية الجديدة التي استلمت السلطة بعد سقوط النظام الدكتاتوري وحزبه الدموي ، وشارحة أساليب الظلم والاضطهاد والتهجير والقتل التي عانوها في ظل النظام البائد . واليوم تعاني من ظلما وعدوانا لا مثيل لها جنبا الى جنب بقية أطياف الشعب العراقي من التهميش والنسيان وفقدان الامن والخدمات الحياتية والانسانية التي أنعدمت تماما خلال الأعوام الخمسة الماضية  .

اريد ان اقول كلمة حق بحق هذه الشريحة العريقة من اهل العراق الاصلاء والتي تعد من اقدم سكان العراق ، التي تجذرت جذورها في ارض العراق منذ ألاف السنين ، وانهم أصحاب عقل اقتصادي وتجاري في العراق منذ القدم . ولقد برز منهم العديد من المثقفين والشعراء والاكاديميين والفنانين والرياضيين الذين اسهموا في بناء النهضة العراقية المعاصرة في القرن الماضي ..  ان هذه الشريحة والكل يعرف مدى عشقها للعراق ، عايشت المجتمع العراقي في الضراء  والسراء وكانت علاقاتها مع مكونات شعبنا مسالمة ومخلصة وبينية صافية .

والآن ينبغي تسليط الضوء على عنوان المقالة التي تتحدث عنها بصورة دائمية القيادات العراقية المتمثلة بمجلس رئاسة الجمهورية والحكومة ومجلس النواب انطلاق مبادرة المصالحة الوطنية بين فئات الشعب العراقي ولا إستثناء لأحد ، وعدم السماح لاي راي يفسد  التوجه نحو انجاح العملية التي تعلق الدولة باجمعها عليها الامال للتخلص من كابوس الطائفية .
وقبل الخوض في تفاصيل تلك المصالحة الوطنية ربما يكون سؤالا كهذا مدخلا لكثير من أسرار تلك المبادرات المدهشة والمثيرة أحيانا والمقززة أحيانا أخرى ! هذه  المصالحة تتطلب الاتفاق على آليات مناسبة للسير فيها وعلى وفق مفهوم محدد لتنوير عملية المصالحة وتوسيع آفاقها وتفعيلها وهي الفاصل بين ان تتجاوز جميع الاطراف العراقية مصالحها الشخصية وتنظر الى مصلحة العراق ويستوعب حالات الاختلاف والتناقض ..

أن هذه المبادرة  التي تريد بها الحكومة تقريب ابناء الشعب الواحد يفتقر الى الغموض لأنه لا يستثني اولئك الذين لا يؤمنون بالديمقراطية ولا بالفيدرالية ممن قتلوا عراقيين أو دعمهم اللوجستي للإرهابيين ويحاولون تغذي الفرقة الطائفية عبر مقابلات تلفازية او من خلال كتاباتهم في الصحف الورقية والأنترنيتية طوال سنوات انهيار حكم البعث بدلا ان يقدموا الاعتذار عن جرائم أرتكبوها في ظل النظام السابق لأن ليس لهم علاقة حميمة وإنسانية مع أطياف الشعب العراقي ، لكن يستثنى الذين كانوا ضحية النظام السابق ومنهم الكورد الفيلية من جهة .  ومن جهة أخرى تحاول ان تختزل الأمر في توافقات سياسية بين الزعامات وبين القوى الحزبية والتيارات السياسية وتظل أسيرة بقيم المحاصصة الحزبية المشروطة وعدم إشراك جماهير القوى السياسية المعنية ( وهولاء يؤمنون بأن شعبنا ما هي إلا قطعان ماشية ) وعدم رجوع الى الدائرة الاوسع حتى في القضايا الاستراتجية المهمة والمصيرية .  وبالتأكيد سيجيب الكثير من الكيانات السياسية داخل الحكومة وخارجها بالنفي طبعا وهم كاذبون ومراوغون حيث أن المعاناة الجوهرية للمواطنين لا وجود لها في برامجهم ولا في وجدانهم وتلك هي عقدة المنشار في العراق الجديد ، سوى محاولاتهم لتخدير الانسان العراقي للحفاظ على كراسيهم وأمتيازاتهم .

السؤال يطرح بكل الشفافية والصريحة اين ممثلو الطوائف الاخرى من الكورد الفيلية والايزدية والصابئة المندائيين والمسحيين ؟؟؟؟ التي تم إخراجهم من دائرة الحوار بشأن المصالحة الوطنية ، أليس هولاء بأهم مكونا داخل المجتمع العراقي ؟؟؟ ، أليسوا هولاء  أصحاب كلمة وقرار ؟؟؟ََ ، أليسوا حقهم في المشاركة في المصالحة الوطنية والقضايا الاخرى ؟؟؟ وقيامهم بدور الإيجابي خدمة للمجتمع العراقي هم أصحاب المعرفة والخبرة في القضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ولديهم من العلماء والاكاديميين والمفكرين .

للأسف الشديد كأن أماني الشعوب العراقية الذي يشكل تأسيس أهداف مشتركة في المصالحة الوطنية ليس تعيش في وجدان الكيانات السياسية الحالية . فأين المصالحة الوطنية عندما تكون ملغومة بالخديعة ؟؟؟!!! ، ويستثنى منها بعض أطياف شعبنا وليسوا مدعوين لهذه المصالحة وبالتالي فالمصالحة مع من ستكون . ستكون مع اعداء الشعب العراقي فقط !!!!!!!!  .
لأنَّ ذاك سيؤدي إلى تعطيلها في أقرب وقت وسيؤدي الى نزاع الطائفية مرة اخرى بشكل أخطر من السابق .
فلعبة المصالحة الوطنية على توجهات خاطئة وابتعاد بعض الطوائف او المذاهب او القوميات عن الحوار ترمي الى عرقلة تحقيق الوحدة الوطنية وعدم تحقيق أماني الجماهير العراقية بكل مكوناتها تعّد من أعتى الأسلحة لهدم أسوار البناء الجديد في العراق الجديد  .

11


حرائق قبل أوانها في غياب امكانات المعالجة
المؤسساتية .. خطوة للجم فساد السياسيين



محمود الوندي

يصنف العراق اليوم المرتبة الثانية بين دول العالم في مستوى الفساد . ومن المشاكل المهمة والخطيرة التي أضحت تشغل بال الكثير الطريقة الخاطئة التي اتبعت في التشكيل المؤسساتي للدولة ، من حيث اعتمادها على معايير المحاصصة والمحسوبية الطائفية والحزبية حيث حولت الوزارات والمؤسسات والهيئات الى ضيعة او مقر لهذه الجماعة او تلك   .
 فهناك الكثير من المسؤولين ليس لديهم القدرة على إدارة الوزارات ، لأنه تم أختيارهم من ضمن المحاصصة وليس على الكفاءة ، وهذا ما زاد عملية الفساد الإداري والمالي والسياسي . بأن الفساد الذي يتحمل الشعب العراقي وحده نتائجه الوخيمة ، ادى إلى إثراء القادة السياسيين على حساب الشعب ، من دون ان تحقيق انجازات ملموسة وعدم تنفيذ أية أعمال ومشاريع وخطط تنموية أو خدمية . يضاف الى ذلك النظام الاجتماعي الذي يعاني من الفوضى بسبب عدم وجود أي إطار مؤسساتي لحمايتهم وخدمتهم لأن الحكومة العراقية عاجزة عن مواجهة التحديات الضخمة التي تواجهها  .
كما ان نشاطات المنظمات المدنية في مجال عملهم محمدودة جداً ، غير ان الأسوأ من ذلك كله هو ان المواطن العراقي بات عليه الآن دفع رشي للدخول الى المؤسسات والدوائر الرسمية وغير الرسمية بقصد المراجعة أو أكمال معاملته . 
ان هولاء الذين يتخاصمون ويفترسون بعضهم بعضا كانوا سبب في معاناة العراقيين وعيشهم في ظلام دامس ، وهم ذواتهم يتباكون بدموع ساخنة على انقطاع الكهرباء والماء والخدمات الصحية وشحة المواد الغذائية وحليب الاطفال في الاسواق من خلال ظهورهم على واجهات الاعلام وإيجاد التبرير لتلك المشاكل . الجميع يشكون اندلاع الحرائق ، لكن الجميع يلقون بالحطب الى مواقد النار وأصبح المسؤولون عن الفساد هم الذين يرفعون أصواتهم ضد الفساد أكثر من ضحاياه !! وأدهى من ذلك انهم يطالبون هيئة النزاهة بالعمل على محاربة ظاهرة تفشي الفساد بحيادية بعيدا عن التسييس والخضوع للجهات السياسية وإعادة الحقوق المسروقة لمستحقيها من الشعب !! . لانهم بدأوا يشعرون بالخطر على مواقعهم ومنجزاتهم الشخصية والحزبية ومستقبلهم السياسي مع تزايد الوعي الشعبي وانكشاف الحقائق  .

ان اجهزة الدولة المعنية لم تكن يوماً بالمستوى المطلوب للتصدي بقوة للفساد الاداري والمالي ، ويعود ذلك الى اسباب عديدة ، لعل في مقدمتها الخلل الكبير في تركيب تلك الاجهزة ، وفي بنائها على اسس بعيدة عن روح المواطنة والمهنية . والتحديات التي تواجهها المؤسسات الرقابية تتمثل بالتجاذبات السياسية ومحاولات تسييس ملف الفساد من قبل مراكز الثقل السياسي ، فضلا عن انعدام الخبرة والمهنية المطلوبة في تلك الاجهزة والذي يمثل ايضا مشكلة لايستهان بها ، إضافة الى تعرض كوادر المفتشين العامين في المؤسسات الرقابية الى الاغتيال او الاختطاف  . ان على الدولة اليوم تفعيل المؤسساتيه ، وخصوصا الامنية منها ووضع الامكانيات تحت تصرفها في انحاء العراق ، لا سيما في بغداد .
 
إن محاربةالفساد الإداري والمالي لا يمكن أن يتعالج في الظرف الراهن بهذه البساطة إذا كانوا حاميها حراميها !!!، فقد أصبحت تلك مهمة شبه مستحيلة حيث ان الفساد محصن الآن ومسيج بسياج منيع من الحماية الحزبية والمحاصصة المقيتة . خمسة سنوات تقريبا وخطوات الحكومة العراقية بطيئة نحو  تأسيس دولة مؤسسات وقانون حكم مدني ديمقراطي ورقابة مالية وإدارية بصورة صحيحة لمكافحة الفساد ومحاسبة المقصرين ومراقبة طرق التلاعب بالمال العام ، إن محاربة الفساد والمفسدين يجب إن تبدأ من اعلى هرم في الدولة وان يتساوى إمام القانون ، ومطلوب من الحكومة خلق نظام اليات وهيئات لضبط ومراقبة المسؤولين الحكوميين والمؤسسات الحكومية خصوصا من حيث النزاهة والنوعية والكفاءة..اضافة الى وجود نظم للادارة المالية والمحاسبة والتدقيق وجباية الايرادات جنبا الى جنب مع عقوبات تطبق بحق مرتكبي المخالفات بدون استثناء احدا كائن من يكون . لكي يتم تحديد حالات الاساءة وتشخيص المتسببين واحالتهم الى المحاكم العراقية المختصة لكي ينالوا جزاءهم العادل في ضوء الجرائم التي قاموا بها بعد ثبوتهاعليهم وفق القانون والعدالة .
ويستوجب على الحكومة العراقية مجابهة هذه الافة ووضع الحلول الجذرية اللازمة لها والكشف عن كافة الحالات السلبية بهدف المحافظة على اقتصاد البلد ، والبدأ بحملة تعبئة وطنية هادفة لاستئصالها .. وتبدأ بمعالجة ما خرب بأيدي العابثين وتصحيح في البنية التحية العمرانية والبنية الإنسانية وتفكك المجتمع ، وتعزيز دور وسائل الاعلام والمجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية فيما يتعلق بمحاربة الفساد بفكر وكلمة والعمل على بناء قدراتها بهذا الشأن ... ان الاقدام على ذلك كله اصبح امرا مهما ومطلوبا .
مما جعل لذلك انعكاسات ايجابية على سائر الملفات الاخرى . ان المواطن العراقي ، رغم كل التعقيدات والصعوبات ، ومنها ما يتعلق بالاوضاع الامنية والخدمية ، ما زال يأمل ويتطلع الى وضع حد للفساد الاداري والمالي والسياسي واحلال الامن والاستقرار في البلاد  .

من المفروض على هولاء المسؤولين الذين يرفعون اصواتهم ضد الفساد ويطالبون هيئة النزاهة بالعمل على محاربة ظاهرة تفشي الفساد ، أولا عليهم أن يبحثوا عن الوسائل الرصينة لوأد أوكار التخلف والانحطاط قبل فوات  الأوان لبناء المجتمع الصائب للجميع لأن خيرات العراق تكفيهم وتزيد ، ثانيا لتصفية ومحاسبة جميع كوادرهم التي ابتلت بالفساد المالي والاداري داخل الحكومة ، هذه العناصر التي اثبتت ممارساتها خلال الاعوام الماضية بانها غير صادقة في عملها ، وثالثا اختيار رجل المناسب في المكان المناسب ، واعطاء أهل الكفاءات والطاقات والناس الخيرين الدور القيادي في عمليات بناء العراق ، واخيرا التأكيدعلى ضرورة تظافر كل الجهود الخيرة لابناء العراق في محاربة الفساد الاداري والمالي لاسيما في المؤسسات والهيئات الحكومية . لكي يعيد ترتيب البيت العراقي نفسه وفق اولويات صحيحة وعلمية مدروسة وان ترفع عن كاهل الإنسان العراقي كل همومه بعيدا عن مهاترات البعض ونرجيستهم واحلامهم الصفراء .  ان مفتاح امن العراق يكمن القضاء على هذه آفة الفساد .
وخلاصة القول انه يتوجب اليوم تظافر جهود القوي الخيرة مع الجهات الرسمية وغير الرسمية العاملة على الساحة المحلية والخارجية لاستئصال الفساد من الدوائر الحساسة وان تكون الرديف والداعم الحقيقي للقوى الامنية والمشاركة الفعلية معها في محاربة موجات الخارجين على القانون من اجل استتباب الامن وسيادة القانون في ربوع العراق بصورة صحيحة وحقيقية حتى لا تتكرر مأساة الأمس . 
 


12
الكورد الفيلية :  من جحيم الأرض الى الهروب نحو  الفضائية الإلكترونية
محمود الوندي

ما أريد الحديث عنه اليوم بالذات هو ما يكتبه بإستمرار بعض الكتاب من إخواننا وزملاءنا على صفحات الجرائد أو الإنترنت ، حول مأساة ومعاناة الكورد الفيلية التي لا تبدو خافـية عـلى كل متتبع للشأن العـراقي ، حيث تعرض اخواننا على مدى عقودا طويلة الى المجازرة وحالات الاختطاف والتخريب المبرمبج من قبل الانظمة المتعاقبة التي توالت على سدة الحكم في العراق .

وفي هذه المقالة أريد الحديث حول عمليات التهميش والاهمال التي يتعرض لها الكورد الفيلية في الظرف الراهن . ولا أن صحيح كان يوم سقـوط الطاغية صدام حسين ونظامه الدموي يوماً عظيماً في التاسع من نيسان سنة 2003 ميلادية ، لقد كان حدثاً تأريخياً مهماً ، واستبشر به الكورد الفيلية كبقية أطياف الشعب العراقي لإنقاذهم من تلك الحقبة المظلمة ، وعودة الإبتسامة على شفاه أطفالهم وأمهاتهم وآباءهم في ظل عراق الحرية والمحبة والتآخي ، تنقلهم من حالة الرعب والفقر والبؤس والغربة الى حالة الأمان والرفاهية ، وكلهم أملاً في إقامة دولة الدستورية قوامها العدل والحرية و الديمقراطية وإرساء العدالة الإجتماعية التي تعيد لهم كامل حقوقهم المشروعة التي سلبت منهم أيام الحكم البائد وعلى رأسها حقهم في المواطنة .
ولكن مع الأسف الشديد لم تفي السلطة الحاكمة بما تمثله من الاحزاب بمختلف تواجهاتها السياسية من الوفاء بوعودها لتمكين الكورد الفيلية من استعادة حقوقهم الوطنية المشروعة ، بعد ان تمت اللإستفادة من أصواتهم في الأنتخابات الأخيرة لصالحهم ، حيث تناسوا كل التعهدات التي قطعوها على أنفسهم  قبل وصولهم الى سدة الحكم ، فلم تبادر أي جهة كانت بأي عمل من أجل رفع المظلمة على هذه الشريحة من الشعب ، ولم تعد النظر في حقوقهم ومشاكلهم ، ومعالجة الملفات القانونية العالقة ، وكأن ملفات الكورد الفيلية  دخلت خانة المنسيات وتركت فوق الرفوف الى أشعار آخر قد تكون الأنتخابات القادمة موعدا جديدا لفتحها ، الى جانب ذلك هناك  بعض من الأوساط السياسية والشخصيات المسؤولة في العراق يحاول طمس الهوية القومية للكورد الفيلية ، لأهداف معروفة خدمة لقوى خفية غير خافية على كل ذي بصيرة وهي ليست ببعيدة عن النظرة العنصرية والشوفينية التي حملتها القوى العنصرية العربية .
ويدرك الجميع في العراق بما في ذلك الاحزاب والتيارات الوطنية ان الاسباب الحقيقة لآلام ومشاكل الكورد الفيلية ناتجة عن مقاومتهم للأنظمة الاستبدادية التي مرت بيها الدولة العراقية  وتمسكهم بهويتهم القومية ، ناهيك عن أنتمائهم المذهبي وقوتهم الأقتصادية  .

وعندما شعرت هذه الشريحة المجروحة بان مأساتها لم تجد الحل ، ولم يسعى اي كان بجدية لدعمها ولملمة جراحها والإهتمام بشؤونها . خاصة بعد فشل مؤتمرأربيل في تطبق القرارات والبنود المتعلقة بحل مشالكلهم . رغم العديد من النداءات لان اذان المسؤولين مسدودة بدولارات من المال الحرام ، رسمت لنفسها طريقا اخر لينتقل من جحيم الارض الى عالم الفضائية الالكترونية لإيصال صوتها الى الرأي العام العالمي والمحافل الدولية حول مظلوميتها داخل العراق ، وأسترجاع حقوقها المشروعة وكرامتها المهدورة من خلال عقد مؤتمر كبير على الشبكة العالمية للبالتاك الذي دعت اليه صحيفة صوت العراق الالكترونية لتشكيل لجنة منتخبة من الجمعيات المدنية والشخصيات الوطنية المستقلة بهدف جمع الاطياف السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية لأخوتنا الكوردالفيلية للضغط على الحكومة العراقية للاعتراف بقضيتها الوطنية والبحث عن مخرجا مشرفا لها  .

وهي في الحقيقة دعوة صادقة وخطوة في الاتجاه الصحيح لبناء صرخ الحقيقي لاعادة الحقوق المشروعة للكورد الفيلية ، إذا استطاعت ادارة صوت العراق والمعنيين بشأن المؤتمر ان يوحدوا المكون الاجتماعي والسياسي للكورد الفيلية بعيدا عن المحسوبية والمنسوبية والحزبية الضيقة . ونأمل ان يشكل المؤتمر كيان سياسي للكورد الفيلية ويوحد صفوفها ويحقق اهدافها وطموحاتها . بودنا ان نشيرالى بعض النقاط والآليات الاساسية لنجاح المؤتمر وخروجه بنتائج ايجابية تحقق مكاسب للكورد الفيلية لعل من اهمها :- ان يكون المؤتمر له الاهداف واضحة المعالم ترتكز على الحقوق المشروعة للكورد الفيلية بما في ذلك الحقوق السياسية والاجتماعية . - ان يختار المؤتمر الاشخاض الاكفاء في ادراة المؤتمر وتكون الانتخابات داخل غرفة البرلمان بصورة علنية وشفافة مع ترجيح المصلحة الكورد الفيلية غيرها من المصالح . - ان تشكل اللجنة القانونية لمتابعة ملفات الكورد الفيلية بصدق واخلاص بعيدا عن المتاجرة وخدمة المصالح الخاص . -  العمل باستقلالية في معالجة القضايا الملحة وفتح صندوق تبرعات مالية بأشراف اللجنة الخاصة لدعم عملي لللجنة القانونية المكلفة بمتابعة الملافات ، وعدم تهميش اي طرف داخل المؤتمر لاي سبب من الاسباب .                                                                                               
وللاشارتي فإن هناك المتطلبات الضرورية يجب طرحها على المؤتمر منها : أنشاء مدارس باللغة الكوردية وباللهجة الخاصة لفسح المجال للكورد الفيلية للتواصل مع لغات وثقافات أبائهم وأجدادهم والتعرف على تاريخهم الى جانب نواديهم الثقافية والرياضية والفنية ، بالإضافة الى عمل على تأسيس دور نشر لهم لإصدار صحف ومجلات ورقية وكتب باللغة الكوردية ، وإفتتاح محطات إذاعية وتأسيس قنوات تلفزيونية فضائية باللغة الكوردية لتكون إحدى وسائل قنوات الإتصال بينهم وبين الكورد في أقليم كوردستان ، لتحافظة هذه الشريحة على هويتها ، دعما لروح  الأنتماء القومي والعلاقات العاطفية فيما بينهم  .

واخيرا ارجو من اصحاب الضمائر الحيه و المخلصه من الكورد الفيليه واصدقائهم أن يبذلوا قصارى جهدهم لنجاح اشغال المؤتمر .

13
غياب سلطة القانون الواحد
آمال العام الجديد في قرارات السياسيين


محمود الوندي
تأمل الجماهير خيراً للقادم الذي تؤول اليه عملية بناء العراق، في أن يتمتع الفرد بحقوقه المشروعة، ويساهم في بناء المجتمع، لكن ما يخيب الامال في السنة الجديدة سيادة المعايير الطائفية والمذهبية والقومية في تشكيل قوام الهيئات والمؤسسات الحكومية وتعرض مختلف شرائح المجتمع العراقي للعنف بشتي اشكاله، وانتشار المحسوبية والمنسوبية والحزبية الضيقة في التوظيف علي حساب الكفاءات والمواطنة، ليجد المواطن نفسه في وضع أشد خطورة من قبل وأكثر ظلامية بعدما تلاشت أحلامه لأنه وقع فريسة استبداد الآخرين.
بالإضافة الي تناحر القوة السياسية القائم علي ساحة العراق لأجل مصالحها الخاصة ومصالح الدول التي تدعمها.

الأحزاب والتيارات
ان غياب سلطة القانون الواحد، ادي الي انهيار الركن الاساس في بناء المجتمع الديمقراطي في العراق الجديد، وهذه الحقائق قد يعرفها أغلب العراقين، لأن مصلحة الأشخاص المسيطرين علي المؤسسات ودوائر الدولة بواسطة الأحزاب والتيارات تغلب علي مصلحة المواطنة والانسانية .. هذه المصائب والمعاناة للعراقيين هي، بالطبع، جزء من فضائح العراق اليوم وتجسدت في التخبط السياسي والثقافي والاجتماعي في داخل العراق. ودّع الشعب العراقي عام 2007 بكل ما فيه من المصائب والمعاناة والالام واستقبل عام 2008 بالامل والتمنيات المتمثلة في امنياته بسيادة أجواء الأمن والطمأنينة والسلام ودخول البهجة والسعادة الي قلوب الناس. يتمني المواطن العراقي اليوم ان ينتهي القتل والدمار والفساد الاداري والمالي وان يستطيع الخروج بحرية أكبر من داره لزيارة اقاربه واصدقائه او يتجول في شوارع وأزقة مدينته، أو يستطيع مصاحبة أفراد عائلته إلي إحدي الحدائق او احدي دور السينمات والمسارح او السفر الي اي مكان حيث يشاء ليتمتع بساعات فرح ومتعة وراحة بال، يأمل الشعب العراقي أن يكون العام الجديد عام العيش بأمن وسلام وتحسين مستوي حياة ومعيشة الفرد العراقي وعودة البهجة والفرح والسرور للعراقيين جميعا..

القضاء علي النهج
الطائفي والديني
اطفالاً ونساء ورجالاً وشيوخاً بعيداً عن بؤر الاحتقانات وبرك الدماء، بمزيد من التفاهم بين اطياف الشعب العراقي والقضاء علي النهج الطائفي والديني والتمييز القومي وعلي بؤر الفساد الاداري والمالي داخل المؤسسات والهيئات الحكومية في العراق بمختلف أشكال ظهوره. كما يأمل تطبيق مبادئ الديمقراطية والعدالة الاجتماعية الحقيقية وصون حقوق الانسان العراقي وحرية التعبير عن الرأي بصورة صحيحة، وتفعيل دور المثقفين والاعلاميين والمفكرين والاكاديميين داخل دوائر الدولة لكي تلعب دورا كبيرا في اشاعة الوعي الديمقراطي وتقويته، وأن تسيطر الاقلام الحرة النبيلة الداعية الي العدالة الاجتماعيه ومبادئ الديمقراطيه وحقوق الانسان وحرية الرأي والمساواة، دون تمييز بين مكونات الشعب العراقي، وتبني لغة الحوار الحضاري في وضع نهاية للصراعات، وان يدافع عن المرأة العراقية وحقها في المساواة لكي تأخذ مكانتها وممارسة دورها الحقيقي في المجتمع، وأن تراعي حقوق الطفل وتبذل الجهود من اجل محاربة كل ظاهرة تؤثر سلبا علي حياته وتنعكس علي ملامح وجهه من اثار الفقر والاستغلال والاضطهاد والالم لكونه رجل المستقبل في تحقيق الامال والتقدم.
يتمني الشعب العراقي ان يكون عام 2008 عام المحبة والاستقرار والسلام في العراق المفعمة بالحب والاحترام والمحبة للجميع بعام جديد يحمل معه زمنا جديدا. ونبقي نأمل في أن لايجعل المواطن العراقي العام الجديد رقما جديدا في سنوات الالم والحزن وان يسعي الساسة الجدد في بناء ديمقراطية حقيقية تستعيد المصالحة الوطنية الشاملة والحوار.

14
من يتحالف مع اسرائيل ، الترك ام الكورد ؟
محمود الوندي



يواجه الكورد بعد سقوط النظام البعثي ولحد اللحظة اقذر هجمة خبيثة من قبل بعض الكتاب العرب وغير العرب من ايتام النظام البائد وبتحريض من دول الجواروعلى رأسها تركيا وما نسمعه من نغمة قديمة جديدة والاسطوانة المشروخة نفسها يعيدونها بغية اثارة الرأي العام العربي والاسلامي ضد الكورد لان هذه الدول لا تستطيع ان تهضم فدرالية كوردستان العراق ، لذلك تحاول تضخم البعبع الكوردي من خلال المقالات المنشورة في عدد الصحف الورقية والشبكة العنكبوتية والصاق انواع التهم الباطلة والمزيفة التي تستهدفه كأمة أو كقومية ، وتحاول الطعن في التاريخ النضالي للحركة القومية التحررية الكوردية المعاصرة ، وتصوير القضية الكوردية بكل بساطة كأنها في النتيجة ما هي الا صنيعة اميركية - اسرائيلية ، وموجهة ضد مصالح الامة العربية والامة الاسلامية والشعب العربي في العراق محاولين تشويه سمعتها وتطلعاتها المشروعة التي ترتقي دوما الى الاعلى ، فتارة يزعمون بأن الفيدرالية تؤدي الى التقسيم ومدعومة من اسرائيل وامريكا ويتهمون الكورد بالتواطئ في العمليات الإرهابية وتارة أخرى ، بالاضافة الى أتهام الكورد بالعمالة الاسرائلية بصورة مستمرة . 
سبق ان كتبنا في مقالاتنا حول هذه الاتهامات : مع العلم الكل يدرك جيدا ان إسرائيل لا ترغب ولم تدعم أنشاء الدولة الكوردية وليس لإسرائيل بدرجة من الغباء ان يجعلها تضحي لحلفائها القدامى من اجل الكورد . ومن ناحية اخرى ما هي مصلحة الكورد مع إسرائيل والتي تبعد عنها الاف الكيلومترات ولا تربط بينهما حدودا جغرافيا مشتركا لكي تساعد الحركة الكوردية  ، ومن ناحية ثالثة لا تحتاج إسرائيل ان تقيم علاقات مع الكورد لعدة اسباب :
 ومنها توجد العلاقات القيمة والوطيدة مع جميع الدول في المنطقة وبشكل خاص مع تركيا تمتد خلفيتها الى عام 1958 حيث إبرمت يومها الأتفاقيات والتحالفات السياسية والعسكرية فيما بينهم ضد ثورة الرابع عشر من تموز والنيل من زعيمها الشهيد عبد الكريم قاسم كما اتفقوا لعرقلة مسيرة الثورة ( أنذاك ) نحو بناء وتطور العراق ، وانهم مهدوا الطريق للأنقلابين 8 شباط الاسود عام 1963 وحصل ما حصل للشعب العراقي .
في هذه المقالة اريد ان افضح نوايا الاقلام المأجورة والاصوات المبحوحة وغيرها السائرين على المنوال نفسه التي تقتصر ثلثي كلامهم وكتاباتهم على كم هائل من النفاق والاكاذيب والفتراء بحق الشعب الكوردي وعن العلاقة الكوردية - الإسرائيلية المزعومة بدون استناد الى اية معلومات ومصادر موثوقة لان هولاء ليس لهم عمل سوى معاداة الشعب الكوردي والنيل منه وتشويه حركته النحررية والطعن في مشروعيتها ولا يعرف احد صدقيتها من كذبها ، وان هدف من هذه التلفيقات وترويج الاشاعات الكاذبة استرضاء لاسيادهم الذين يخافون من الفيدرالية الكوردية ان تكون بداية لدولة لهم ونهاية لاستبدادهم وكابوس دائم لهم .
قبل ايام نشرت في احدى الصحف الاسرائيلية الى العلاقات التركية – الاسرائلية المتميزة وخاصة بعد نتائج الانتخابات في تركيا التي فازت فيها حزب العدالة والتنمية برئاسة طيب اوردغان ، الذي قام بزيارة اسرائيل ووقع  اتفقات عسكرية واقتصادية وامنية معها ، ونسقت مع اسرائيل بضرب الكورد  والقضاء على التجربة الكوردستانية في العراق بحجة القضاء على حزب العمال الكوردستاني ، واشارت الصحيفة الاسرائيلية الى مشاركة طائرات وطيارين اسرائيلين بالقصف لجنوب كوردستان او كوردستان العراق امام صمت دولي وإقليمي وتعتيم إعلامي منقطع النظير ، حتى المحافل الدولية والمنظمات الانسانية والخيرية لم تتطرق الى الموضوع ، حيث اشارت تلك الصحيفة ان اسرائيل استقبلت فوز عبد الله غول وزير خارجية تركيا الذي اصبح رئيسا للدولة بمشاعر طيبة وسعيدة الذي في عهده تطورت العلاقات الى رفيعة المستوى غير مسبوقة ، اضافة الى علاقة اعضاء البرلمان لحزب الحاكم في تركيا جيدة ووطيدة مع اسرائيل ، وبعضهم يزرون اسرائيل بين الحين والاخر للسياحة والاستحمام وبحسب صحيفة .
لــذا نجــد تصريحات الحكام الأتــراك دائماً تاتي متزامنـة مـع قرع طبول الحرب من قبل إسرائيل ضـد فلسطين وما ويقـوم به الجيش الأسرائيلي من تدمير للبنية التحتية الفلسطينية وقتل للأنسان وتشريده ، حيث يوجد تنسيق وتخطيط بينهما بإعادة نفس السيناريو في اقليم كوردستان العراق كسيناريو الجيش الأسرائيلي في لـبنـان بحجة القضاء على حزب الله ، ولذلك تعتزم تركيا دخولها للأراضي العراقية بحجة تقليص حركة حزب العمال الكوردستاني لتدمير ما بناه  الكورد بعد ان منحت ساسة وجنرالات تركيا شيئا من الامل بعد تنسيق مع اسرائيل . لا ادري كيف يفسرون هولاء تلك الاخبار التي نشرت في  الصحف الاسرائيلية حول العلاقات التركية الاسرائيلية ومشاركة طائرات وطيارين اسرائيلين في قصف كوردستان العراق وماذا يكون موقفهم ازاء كذبهم  بعد ان كشفت الحقائق امام الرأي العالمي والعربي ، هل يصدق العاقل بعد اليوم بان كوردستان صنيعة اسرائيلية ؟ وانها نسقت مع تركيا لأسقاط حكومة اقليم كوردستان ، أذن فما الفـرق بين الجيش الأسرائيلي وبين الجيش التركي نسبة للكورد إذا ما يقـوم به الأخيرفي حالة غـزوه للأراضي العراقيـة ويجـرم بحق شعبنا الكوردي بدعم مالي وسياسي وعسكري من قبل الحكومة الاسرائيلية . وهل تبقى على رأي هولاء الكتاب والمثقفين العرب الذين ما زالوا اسرى للافكار والمواقف القومية العربية المتشنجة ازاء الشعب الكوردي وقضيتهم العادلة ؟ هل يستمر هولاء في كذبهم ويصبون جام غضبهم على الشعب الكوردي ؟ بدون حياء وخجل بعد ان كشفت صحيفة اسرائيلية عورتهم مثل عمر بن العاص وفضحت اكذوبتهم مثل مسيلمة كذاب .
وقد جرت العادة لدى معظمهم تحدث عن تأريخ الحركة الكوردية التحررية وعن ولادتها بصورة مشوهة ، وكل واحد منهم يحاول يسئ الى الكورد وكوردستان ويشوه النضال البطولي لشعب كوردي واتهامه بالعمالة لاسرائيل ، ولكنهم يتناسون كم !!!! ونوعية العلاقة العربية والاسلامية مع دولة اسرائيل حاليا ومنذ تأسيس دولة اسرائيل ، ويتناسون رفرفة العلم الاسرائيلي في سماء اكثر من دولة عربية  .
واقول لهم مهما دلستم وكذبتم الحقيقية ان اصحاب الحق اقوى وصوت الضحايا اعلى لا يمكن تجاوزها واصبحت واضحة امام المجتمع العربي والاسلامي . واقول ايضا مهما تتكلمون بأسم الديمقراطية والحرية والعدالة والمساواة ومسألة الوطن ووووو الخ ان هذه المصلحات بعيدة عنكم بعد الارض عن السماء .

15
مستقبل الشرق الأوسط
 الخطاب الديني في المتغيرات والتوازنات
محمود الوندي

تعاني منطقة الشرق الأوسط  فوضى سياسية  واضطرابا اقتصاديا بسبب الصراع الاقليمي وغياب الاستقرارين السياسي والاجتماعي المحليين في العديد من الدول اضافة الى غياب الديمقراطية وانعدام الحريات ولا شك في ان حركات سياسية تعمل من أجل مصالحها الضيقة مما أوجد طرقاً مسدوداً للحل الداخلي . ان تزامن العامل الخارجي مع الداخلي اظهر تيارات وحركات بلا برنامج أو ايديولوجية .
ومع انهيار الأتحاد السوفيتي في نهاية التسعينات واختفاء النظام الدولي الثنائي الموروث عن الحرب الثانية ، بدأت مرحلة جديدة يعلو فيها القومي والديمقراطي والليبرالي على خطاب الإسلامي السياسي في الجميع الدول الإسلامية وخصوصاً في دول الشلاق الاوسط وتحالفات الكثير من الأحزاب الإسلامية مع القوى الغربية المعادية للأتحاد السوفيتي لمحاربة الشيوعية وكان ذلك أحد الاسباب لسيطرة الخطاب الإسلامي على المنطقة وغياب الأحزاب العلمانية عن المسرح السياسي ، وأستمر الإسلام السياسي في التأثير وازدادت فعاليته في الساحة واستغلاله من قبل بعض الأنظمة العربية والإسلامية ، ثم بدأ صعود الصراع المذهبي والديني في منطقة الشرق الاوسط كنتيجة غير مستبعدة لطبيعة الخطاب الديني في السياسية . ونشأت احزاباً على اساس ديني وطائفي .

11 سبتمبر

ولكن بعد احداث 11 سبتمبر 2001 تغيرت التوازنات الدولية ، وشاهدنا تصاعد التطلع نحو حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية ومطالبة بالحريات والديمقراطية ، وانقلب الأمر واصبح الصوت الأعلى للخطاب الديمقراطي والليبرالي على الساحة السياسية والفكرية . وهذا الخطاب بدأ اطاراً سياسياً متحركاً ومتحولاً يقدم برنامجاً سياسياً جديداً ، محاولاً التعبير عن حاجات وتطلعات ومصالح الشعب . لكن هناك أحزاباً أصبحت ادوات لتنفيذ سياسات خارجية فقط وهي انعكاس طبيعي لظروف الفساد السياسي . كما استفادت بعض الحركات من فرصة ان الهيئات الدولية والولايات المتحدة تسعى لتوسيع الحرية والديمقراطية في العالم .
ولم تستطيع بعض الدول في منطقة الشرق الاوسط في مرحلة التسعينات استغلال الفرصة لأتخاذ رؤى وتطبيقات تتلائم مع المتغيرات الدولية والتحولات الشديدة في كثير من المفاهيم السياسية بفعل عوامل متعددة كاتطور الاتصال والإعلام وأنتشار مؤسسات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية . إلا ان هذه الدول تحاول من خلال المؤسسات غير المدنية أو  الحكومية والتحالفات السياسية مع بعض الدول الكبرى الحفاظ على كيانها لكنها بدأت تتعرض بشكل عام الى هزات عنيفة ، وشاهدنا في بداية القرن الجديد متغيرات رئيسية في منطقة الشرق الاوسط ومن ابرزها هذه التعيرات في العراق وافغانستان حيث حملت الولايات المتحدة الأمريكية مشروعاً سياسياً جديداً في منطقة الشرق الاوسط  . وكانت احداث ايلول المحفز الاستراتيجي لتنفيذ مشروع من خلال اطار جديد يتضمن توكيد الهيمنة الأمريكية على المنطقة بحجة محاربة الارهاب ، وهذه الرؤية ترسخت داخل الادارة الأمريكية في ان الشرق الاوسط هو احد واهم ادوات المواجهة للقضاء على التطرف .

تعاون مشترك

وبعد احداث ايلول / سبتمبر تغيرت السياسية الامريكية في منطقة الشرق الاوسط  واخذت واشنطن تتعاون مع الحركات الدينية المعتدلة كما حدث في العراق حيث تحالفت الولايات المتحدة مع الحركات الدينية العربية والكورد ، كما تحالفت الولايات المتحدة في افغانستان مع تحالف الشمال ضد طالبان ، ودخلت في مشروعات تعاون مع حزب العدالة والتنمية في تركيا ولها علاقة جيدة مع الحركة الإسلامية السودانية . ان ذلك يبين ان الولايات المتحدة لا تمانع من وصول ايا كان الى الحكم في انتخابات إذا كان مستعداً للألتزام بمبادئ الديمقراطية والتعددية السياسية والتفاعل الايجابي مع المشروع الامريكي ( حسب إدعاء الحكومة الأمريكية ) ، وتقبل بالواقع السياسي والاستراتيجي في المنطقة والقائم على المصالح الامريكية .
ان الاشكالية الكبرى التي تظهر في منطقة الشرق الاوسط هي غياب الحلول الحقيقية والجوهرية فبدون التركيزعلى البنية الاساسية للمجتمع مثل العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان لحل الازمات الاجتماعية والاقتصادية والحياتية . هناك حاجة لتشخيص الاسباب الحقيقية للازمات السياسية في دول الشرق الاوسط وصياغة خطاب جديد يقدم تفسيرات ورؤى تغطي المرحلة القادمة لخدمة المجتمع لا يتعرض مع الفكر الوطني والإنساني . ان فرصة الاصلاح مرتبطة حتماً بالتفاهم والتعاون بين الحركات المعتدلة مثل الليبرالين والديقراطيين والشخصيات الوطنية والسياسية والمتضررين من الواقع القائم لايجاد الحل الحقيقي للقضايا الكبرى في الشرق الاوسط مثل القضية الفلسطينية واللبنانية وكذلك العراق وافغانستان .             

16
الاعلام العربي ودوره في الظرف الراهن

محمود الوندي


الكل يعرف أن الإعلام يلعب دوراً رئيسياً فى تشكيل سياق التحول السياسى والاجتماعي والثقافي فى المجتمعات المختلفة ، وسائل الاعلام لها من دور فاعل  فى عملية الإصلاح والتحول الديمقراطى فى المجتمع وحجم الحريات وتعدد الآراء والاتجاهات داخل هذه الوسائل فضلاً عن العوامل الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية السابقة فى المجتمع  ، وأنها أصبحت ركن أساسياً في جميع المحافل الدولية لدفاع عن حقوق الإنسان . اما الإعلام العربي غارق في التشاؤمية والظلامية حينما يخاطب الجمهور من خلال الصحافة والفضائيات ويدعوعن طريق المبالغات والتضليل والدعاية الكاذبة الى زرع الإحباط واليأس في الأوساط المجتمع العربي، وتحاول الحكومات العربية بواسطة رجالها وعملاءها سيطرتها على وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية بحيث تكون رهن إشارتها  وتحت تأثيرها لاستخدامها للهيمنة على شعوبهم واستغلالها لمحاربة المعارضين لها ، تستطيع رغم فقدانها للمصداقية منذ زمن بعيد أن تؤلب الشارع ضد المعارضبن لها وتحاول تغيير نظرة الجماهير يأتجائهم ، كما حدث عام 1975 عندما اتفق المقبوران صدام حسين ( نائب الرئيس انذاك ) ومحمد رضا البهلوي شاه ايران باشراف المقبور هواري بومدين الرئيس الجزائري ( انذاك ) وبتخطيط من هنري كيسنجر وزير خارجية أمريكا في ذلك الزمن لأسقاط الحركة الكوردية التحررية التي كانت تقاتل ضد النظام البعثي الدموي من اجل الديمقراطية العراق والحكم الذاتي لكوردستان العراق وباركت الولايات المتحدة الامريكية والدول العربية والاسلامية تلك الاتفاقية ، لقد صدق الشارع العراقي بوسائل الاعلام العراقي وصفق لها عندما كانت تهلل وتقول تم القضاء على الجيب العميل في شمال العراق ، كما حدث مع الانتفاضة الشعبانية المباركة عام 1991 بعد القضاء عليها بقوة السلاح امام انظار العالم واطلق على المنتفضين بالغوغائية واتهموا عملاء ايران  . 
حيث إن الواقع الإعلام اليوم من أقوى الأسلحة ، للأسف يستخدم هذا الاعلام من قبل الحكومات العربية ومؤسساتها الاعلامية في الإفساد والإضلال والمكر واحتلال العقول الناس البسطاء على التخرصات . لقد أظهرت هذه الوقائع بعد سقوط نظام البعث في العراق وكيف تصرف  بعض وسائل الإعلام العربية وغير العربية مع الأزمة العراقية وكيف استطاعت أن تؤلب الشارع العربي والإسلامي ضد النظام الجديد في العراق رغم فقدانها للمصداقية لدى الشعوب العربية ، وخلق  حالة عدم الثقة والتوازن في داخل المجتمعات العراقية ، وتحاول تغيير نظرة الجماهير العربية ضد الديمقراطية التي يتحدث بها العراقيين ، بعد أن سلطت على الموضوع وسائل إعلامها . واستطاعت أن ترهب الشارع العربي والإسلامي من مغبة التعاطف مع هذه الديمقراطية بحجة استيرادها من الخارج الى العراق او  بحجة الخوف من الغزو الثقافي الغربي أو خطر ذوبان الهوية الوطنية في ظل العولمة ، واخذت تصاعد النبرة السرطانية من الاقلام المأجورة على الصحف والاصوات المبحوحة على القنوات الفضائية لتشجيع العمليات الإرهابية للقضاء على التجربة الجديدة  داخل العراق ،  وتطلق على تلك العمليات الاجرامية المقاومة الوطنية والشريفة ، وتحاول هولاء الويعاظ استخدام أفضل طريقة للخداع وتضليل الإنسان العربي والإسلامي عبر وسائل الاعلام المختلفة لقتل العراقيين بحجة محاربة الاحتلال الأمريكي مرة بأسم الإسلام ومرة بأسم العروبة وتباكي بدموع التماسيح على الشعب العراقي ورغم صمتهم سابقاً عن صرخات الأستغاثة أزاء الجرائم كان يقوم بها نظام البعث الدموي ، فبدلاً من أن تقوم هذه الوسائل الإعلامية لمواجهة الحدث وتدارك الخطر وإيجاد الحلول له ، وتقدم دعماً ايجابياً الى الشعب العراقي لكنها تحاول وبشتى الوسائل الأعلامية المسمومة المناطة بها على  تقويض هذا النظام الجديد وزعزعة الثقة بين المواطن والحكومة من الجهة ، وخلق الصراع الطائفي بين أطياف شعبنا من جهة أخرى ، إذ إنها تمارس الإرهاب عليه علانية بدون سلاح ولا متفجرات ، وإنما بأقلام مريضة والأصوات المبحوحة التي صبت وتصب جام غضبها بلا روية على شعبنا الجريح ، وكشفت عن مكنونات صدورها بحمق ، لقد أثبت الإعلام اليوم من خلال بعض المقالات واللقاءات التي كشفت الستارعن كثير من صور الغلو والإرهاب الإعلامي الذي تمارسه هذه المؤسسات الإعلامية وبعض الإعلاميين والصحفيين والمفكرين . ممارسة الكذب والخداع والتزويرعلى الأمة العربية والإسلامية ، إضافة إلى تخذيلها وتغييبها عن واقعها وعن حقيقة ما يراد لها ، ترويج المفاهيم والتصورات المغلوطة من خلال تحليل الخبر حسب ما تقتضيه أهواء المفسدين واسيادهم ، فيُجعل من هذا الحدث وذلك مطية لتضليل الناس . التهميش والإغفال لقضايا ومشكلات الحقيقية والاساسية والتعلق بقضايا جانبية في تضليل المجتمع ويغفل الاسباب الحقيقية عليه ، بعد وضع حلول سقيمة عقيمة وتهميش الحلول الجذرية التي لا توافق هواه أو هوى أسياده . ان وسائل الاعلام العربية والإسلامية فقد تعاملت كل وسيلة مع احداث العراق وفق وجهة نظرها والجهة التي تعمل لخدمتها . وانها تسهم الى حد ما في تحقيق الاهداف الدعائية للإرهابيين تحت مسميات مختلفة للترويج لاهدافهم ونشر تعليماتهم ، واوامر تنفيذ العمليات الاجرامية من خلال شفرات خاصة لمساعدة في تعزيز الإعمال الإرهابية التي تقع في العراق وتحاول ابرازها بأكبر من حجمها وتتركز على جوانبها السلبية المضرة بالشعب العراقي  .
 تمارس الاعلام العربي إرهـاباً فكـرياً تحت حجج وهمية من خلال مقابلاتهم مع ما تسمى بالمحللين والمفكرين السياسيين ، الذين يبثون سمومهم كالأفاعي على شعبنا العراقي المظلوم ، يختلقون التهم الباطلة بحق مكونات الشعب العراقي ، ويحرضون على الفتنة الطائفية والقومية في المدن الحساسة لتفعيل الشقوق والشروخ في صرح الأخوة العربية الكوردية التركمانية والكلدوأشور، صاروا يرددون نفس الأسطوانة المشروخة والكليشة المملة لم تعد غربية على أذاننا .

المآرب التي تقف وراء هذه الوسائل الاعلامية كثيرة وخطيرة ومدعومة من قبل جهات متعددة هدفها النيل من استقرار العراق والنيل من العملية السياسية الجارية من خلال التعرض الى رموز الشعب العراقي الدينيين والسياسيين ، كما تفعل قناة الجزيرة القطرية وقناة المستقلة التي تبث من لندن إلا انهما هنا يحاولان الاصطياد بالماء العكر ويلعبان بورقة اخرى هي التحريض على القتل والفتنة بين اطراف المذهب الواحد وبين اطراف المذهبين ، هي تحطيم البلد وتدميره وقتل ابناء الشعب المسكين  . كما يبدوا سوى كراهيتهم وحقدهم عليه .

فالإعلام كسلطة رابعة أقدر من الطائرة على اختراق عقول الناس وبشكل خاص الناس البسطاء وأقدر على التحكم بأفكارهم وقناعاتهم عندما يخاطبهم من خلال الصحافة والفضائيات . من الطبيعي تخالف هذه الوسائل الاعلامية قواعد المهنة الإعلامية ويفرّط في الأمانة والمسؤولية فيتسبب وتأزيم مشكلاته. وأساءت أستخدامها طمعاً للحصول على المكاسب المادية والمعنوية دون مراعاة شعور مواطنيهم  . 

17
الفنان التشكيلي والشاعرحكيم نديم الداوودي                                                     
 
يستعيد ذ اكرة الطفولة بوهج الألوان ودفء الشعر
                                             


                                                                                             


  حاوره/  محمود الوندي                                                                                         


الحوار مع الأقلام التي تقّطر عطراُ وترسم خارطةً للمحبة أشبه بسياحة للعالم الحالم المفعم بالامل الطافح  وفي جوانبها الناصعة ترى نجوماً تومض ألقاً وفي مَدار تلك الافكار النيّرة تسمو الألفة السمحة على الذاتية الضيقة التي تبَهتُ فيها الالوان وتجّف ينابيع الأنسانية إن لم تتُزين ظلامها باللوحات المعبرة عن ميلاد فجر الرسالة الانسانية التي تتعانق فيها كل الاطياف المتاخية بعيداً عن مشاهد الدمار والقتل ودموع لحظات الفاجعة العراقية، وتضوع لياليها المقمرة بعطر الشعر ومنادمة الحبيب البعيد قصائد مناجاة من جوى واتقاد ومجالسة للقلوب التي هجرتها الأفراح واستوحشتها الغربة وشيبتها المنفى والشتات.فالطريق الى عالم الفن والشعر وسط عوالم متداخلة ليس مسلكا هينّا والشعر والفن اذا تلازما فيكّونان متخذاُ لتساؤلات واستفسارات وتكون أبسطها كيف يرى الشاعر والفنان  في عمله الفني والأدبي علاج قضية اوقضايا متعددة تشغل الذائقة وتسّعرأوار الضمير. الحيرة مع الداوودي حكيم نديم وعلى وصف الكاتب والاديب قيس قره داغي له- ( أنها تبدأ من ديباجة الولوج الى إطار البطاقة، أو من الصفة التي يمكننا أطلاقها عليه، أنقول الشاعر حكيم وهو الذي يحلق شاعرا في فضاء قصائده الأشبه بلوحات سريالية، أم نناديه فنانا وهو التشكيلي الراسم لقصائد الشعر في إطر اللوحات التي زينت معارضاً وبيوتاً ومجلات  ومواقعا في شبكة الانترنيت، أو كاتباً ملتزماً يمنح المقال حقه حينما يحرص على أستقاء المعلومة من منابع المعرفة الاصيلة مفهرسا أسماءها وتفاصيلها بانتظام-). استطعنا ان نسمع منه أجوبة شافيه لبعض تساؤلتنا المؤرقة للخيال وللذائقة التي تشظت نحو الارتقاء لمعارج الفن  والأدب .                             






 من هو الداوودي حكيم نديم عرفناه من خلال عالمه الفني يتشح بالالوان عشقاً لمغازلة اللوحة وتفوح أجواء قصائده بعشق الأنسانية.؟
يعود تاريخ تكويني الأول وحسب مدونات والدي في مذكراته المحفوظة لدينا الى مدينة كفري العريقة المنسية،والمعروفة في سابق تألقها التاريخي بمدينة النخبة من الكتاب والعلماء ورجال الثورة والسياسة، ومن يقرأ تاريخ المدينة بأنصاف يندهش أمام أسماء أبنائها من الوزراء والمفكرين والعلماء والشعراء الفنانين. أعتبر نفسي برعمُاً صغيراً من رياض أولئك العظماء الكرام.عشقت الحياة مُبكراً رغم مواويل والدتي الحزينة على فقد شقيقها في معركة الشيخ محمود في (ئاو باريك) ضد الأنكليز.أمتزج الحزن والدمعُ مع قطرات الحليب في الرضاع والفطام، فتلك المشاهد الحرجة والُملذة حيناً جعلتني تخيّل الهروب من دوائر الفزع نحو ملاذ الأم التي هجرتُها مُبكراً قسراً كي لا أرى صورة عذابها في أحلامي المفزعة، فلا غرو إذا إتشحت أغلب  لوحاتي بلون الأشباح أو كتل عشوائية بلون رماد أشجار وطني المحترقة،أو صوير لحظات أستغاثة أمراة تتناخت الضمائر الميتة، فالفن ولد معي ونما مع مصائب تاريخ مدينتي، وبيئتي الموروثة باللاستقرار وعبثية الأقدار بطموحه أينما كان،فماذا عن ملاذ ذلك العالم الحالم حول تلك الطفولة المفزعة غير ملاذ الفن بكل فروعه ومدارسه بحثاً عن فلسفة توجز الحياة في إطار وعي بعيد عن مؤثرات التقليد والدوران في فلك الموروث بكل سلبياته المزمنة في تقييد المعرفة. حتى العقل الذي بجّله ورفعه الخالق في مسألة تكوينية الانسان نفسه أمام التدبر والتفكير في ذاته من ضياع العمر في مجاهل حجر العقل وقفله باقفال الجهل والشعوذة والبدع والتمسك الماضي ورجم ُرسل المستقبل تحت يافطات التخريب، وتجاوز ثوابت المجتمع.فعالم الفن والشعر عالم  صعبٌ مليء بالآلام والمّسرات.ما لم أتمكن تعبيره باللون والريشة وحسب لحظات تعبيري العفوي قد تستوعبه القصيدة في زمن وأوان غير قابل للتحديد ويبقى عالم الفنان والشاعر متشظياً بجنون التعبير لحين إكتمال لمسات لوحاته المعبّرة عن دقائق تفاصيل معاناته او الوقوف على كلمةٍ معبرةٍ كعلامة على إنتهاء قصيدته في إية صورةٍ او لغةٍ كانت. وبمعنى آخر أو أدق تمازجه الانساني الصادق والتعاطف مع قضايا العالم المأساوية.



عندما تظهرالموهبة لاتحدها اشكاليات التعبير فهي اذن تكون مع موعد التكوين والبوح لجوانب أسرار التألق متى بدأت صيرورة موهبة الادب والفن لديك وخاصة الرسم ؟.
تساؤلك يحيلني الى الوقوف على مشارف بدايات معرفة ميول الذات وانطلاق الموهبة نحو محطات التعبير متى ما استطاعت النفس التواقة في البوح عن مكامنها الحبيسة فحينها تتلون إبداعات الفنان والشاعر بألوان التألق، فيتجاوز الموهبة الفنية والادبية لديه كل جغرافيات التحجيم ويخرق وسائل كم الأفواه ولجم اللسان، موهبتي ظهرت مبكراً في مرحلة تعليمي الابتدائي عشقت فيها الألوان لطختُ أصابعي جذلاً متحولةً أصابعي الى أطياف لونية معبرة،وقبل تشجيع معلم الرسم لي على التعامل مع اللون كنت أقضي ساعات ممتعة مع الالوان الزيتية والمائية والفحم وقلم الرصاص في مرسم شقيقي الراحلين الفنان صباح نديم وصفوت نديم وعندما كانا يعملان التخطيط المبكر لبوتريهات الأصدقاء والجيران في مرسمهم البيتي الجميل. فابقى مديناً لهما ولدورهما في صيروة موهبتي ولمعلمي الرسم في مدرسة كفري كمال ملا خليل الذي شجعني أيضاً من خلال أشتراكي بلوحاتي المتواضعة في المعارض المدرسية التي كانت تنظمها المدارس في الربيع من كل عام، وكما أثرت في تجربتي الفنية قراءتي  المستمرة لسيرة عمالقة الفن في داخل العراق وخارجه وتعرفي المّبكر على روائع رواد الفكر في العراق من أدباء ومفكرين،وأيضاً مراجعاتي الدقيقة لمذكرات رجال السياسة ونوابغ التاريخ.


 في مسيرتكم الفنية هل شهدت أعمالك معارض شخصية لحد الان ؟.
منجزي الفني لم يتجاوز الثلاث معارض شخصية، في استوكهولم العاصمة أقمت معرضين شخصيين في مطلع عام 2000 وأفتتحت المعرض في حينه وزيرة الثقافة السويدية ولقى صدىً وترحيباً من قبل الزوار وضيوف المعرض.والمعرض الثاني كان في عام 2002 في ستوكهولم العاصمة أيضاً وتنوع معرضي الثاني عن معرضي الأول من حيث الأسلوب والطرح في معالجة الكثير من القضايا الإنسانية،


 كم عملاً مشتركاً شاركت فيها في داخل العراق وخارجه ؟.
أشتركتُ داخل العراق في عدة معارض جماعية عندما كنت في المرحلة الثانوية والاعدادية، وفي أثناء دراستي الحقوق في جامعة بغداد. وفي خارج العراق ضمن نشاطاتي الفنية أشتركتُ في المعرض الجماعي مع مجموعة من الفنانين العراقيين في مالمو2002 .وفي 2005 أشتركتُ بعدة لوحات زينية ضمن المعرض المشترك الذي أقامته جمعية الفنانين التشكيليين في العاصمة السويدية ستوكهولم. تحت شعار التواصل، وفي النية اقامة معرضي القادم في كركوك وأربيل إذا سنحت لي الظروف في السفر الى مدينتي الحبيبة.

 

أين عرضت أعمالك الفنية وهل لك مقتنيات فنية معروضة؟.
عرضت في عام2003 وبطلب من مكتبة بلدية تينستا مجموعة من أعمالي الخزفية وأشترت مني جهات رسمية وشخصية العديد من لوحاتي في السويد أثناء اقامة معرضي الشخصي الثاني عام 2002.



هل حققت لك أعمالك الفنية والأدبية الانتشار والشهرة ؟.
لاقت بعض أعمالي الفنية والأدبية المتواضعة صدى في أوساط المعنيين بالفن والأدب بفضل وسائل الأعلام المرئية والمسموعة وفي مقدمتها شبكة الأنترنيت،هذا بالنسبة للنشر وأما بالنسبة للشهرة فباعتقادي أنها تعتمد على نوعية وسمو الفكرة وقوة الطرح كعلامة للفن التشكيلي الاصيل البعيد عن الغرائبية والذاتية الضيقة، فمثلا عندما تقف أمام اعمال عمالقة الفن في العالم يصيبك الدهشة والانبهار خذ أعمال فنانينا الشرقيين الكبار كاعمال الفنانين الراحلين أمثال جواد سليم فاتح المدرس وفائق حسن واسماعيل خياط وشاكر أل سعيد والفنان محمد مهدي خليل طوزلو وريبوار سعيد. في لوحات هؤلاء المحترفين العظام وعلى حد وصف الفنان العراقي الكبير راكان  دبدوب حضور شرقي غريب، مع شاعرية في شخوصهم وكأنها هي تجسيد بالالوان لقصائد شعرية.فالاعمال الراقية لا تحجبها التهميش والتعتيم، وكذلك الحال مع الاعمال الادبية المعروفة التي تثير وتشغل الفكر والضمير, وانا في كلا المجالين ما زلت في بداية الطريق الصعب والطويل.




عرفناك مبكراً كأديبٍ وشاعرٍ بفضل أعمالك الفنية الرائعة ولكنْ لم ينصفك الحظ الى عالم الشهرة؟.
 تقصد الشهرة على حساب الرسالة والمبادئ الانسانية فتبقىالاقلام النظيفة ناصعة في ضمير قرائها،وأعتقد بأن ما كتبته ونشرته طيلة تجربتي الغير القصيرة في مجال الشعر والقصة والنقد والصحافة، وفي مجال الفن التنشكيلي تكفي أن تكون قلماً ولوناً مميزاً  لدى قراءك ومتابعي أعمالك الفنية، وشخصياً لا أعتقد بأن للحظ دور كبير في شهرة الفنان والأديب اذا تقلص دور بعض التيارات والجهات المسّيسة في تلميع  أو تشويه من لا يسايرون  طروحاتهم الضّيقة. فالاعمال الفنية والادبية ذات التوجه الانساني تبقى خالدة في الضمير الحي، وفي ذاكرة المنصفين مهما تغيرت الظروف وطغت الدجل والنفاق الاعلامي على الاعمال السامية فكراً وموقفاً تجاه القضايا الانسانية التي تؤثر في موضوعية الطرح كأنسان مبدئي قبل أن يكون هذا الإنسان فناناً أو أديباً متواضعاً في نقل وترجمة مخاض وآلام شعبه الصامد والصامت بوجه المصائب والعنف .



هل تحبذ مدرسة من المدارس الفن التشكيلي على حساب مدارس أخرى في منجزك الفني ؟.

خلال مسيرتي الفنية المتواضعة اطلعت ودرست على جميع المدراس والمذاهب الفنية،وفي بداية عملي تأثرت كثيراً بالمدرسة الواقعية وكنت أميل اليها ولقد أدهشتني لوحات وأعمال الراحل عبد القادر الرسام الطبيعية، كذلك رشاقة عمل الفنان محمد عارف المولع في رسم خيولخ الجامحة، مع الفنان العبقري فائق حسن، ومعروضات الرسام المنسي محمد مهدي طوزلو. تأثرت فيما بعد بأعمال فنانين الغرب الكبار من دون تحديد. وفي سبيل إنجاز فكرة ما في مخيلتي أمسك الفرشاة وأكون في حالة جذب صوفي أمام الكنفاص ولا أنتظر لحظتها وفق أية مدرسة سوف أنجز فكرتي تلك. فعوالم اللوحة لاتحددها نوعية المدرسة وسلوكها أوالتمسك الحرفي للمذهب الفني بقدر ما تكون ما قوامها التلقائية في الانجاز وتناغم الالوانوهارمونيتها، مع الأحتفاظ لدقة الحس الفني لحظة الأنهماك والتنفيذ والولوج في فهم روح اللوحة التي تعّرف نفسها فيما بعد دون تعليق أو إيضاح من أحد.

 
للطبيعة ثمة علاقة حميمة مع الادب والشعر كيف ترى طبيعة تلك العلاقة فى لوحاتك؟.

بما إن الإنسان هو إبن بيئته، فالطبيعة ستكون حتماً محوراً  أساسياً لمصدرأستلهامه ومعيناً ثراً لمعرفته الواسعة في كيفية تعامله الواقعي مع ألوان الطبيعة الزاخرة بالمشاهد واللقطات الاخّاذة. ومن منا لم يستوقفه في يوم ما مشهد غروب شمس مدينته او ساعات طلوع الفجر في منفاه متاملاً بحلم العودة  اليها ،فعلاقة الشاعر أو الفنان مع الطبيعة هي علاقة أزلية فاعمال الكثير من الرواد والمشاهير سواء في مجال الفن أوالادب ترتها زاخرة في صميمية تلك العلاقة. فلا تخلو قصيدة أي شاعر من صور الطبيعة المؤثرة بدءاً من شعراء الجاهلية في وصفهم لليل والقمر والبيداء ومجيء الربيع  وأيام الشتاء مروراً بإخضرار الأرض وعبث الخريف بها وبواحاتها المزروعة بالورود، وكذلك الأمرتجده في لوحات الفنانين المولعين في رسم الطبيعة في مواسمها الاربعة ولاتخلوا أيضاً لوحة منالتعبير عن تلك العلاقة. فعلاقتي مع الطبيعة أراها أكثر حميمية معها في إطار أغلب قصائدي التي كتبتها خلال تجربتي الشعرية كنت متاثرا بالطبيعة فأول قصيدة كتبتها كانت محورها الغربة وأجوائها معبرة عن الليل وأسميتها بعندما يأتي الليل وعلى ما أتذكر بانها نشرته عام 1980 في مجلة الثقافة البغدادية، وأول لوحة زيتية رسمتها كانت أيضاً تعبر عن لحظات ساعات الغروب في مدينتي طوز المزدانة بأشجار النخيل والزيتون.تجد أكثر لوحاتي فيها أنعكاس لتأثيرالطبيعة من شتى النواحي ومنها مثلا توظيفي للالوان الاساسية او تصويري لجوانب مضيئة من ذكراياتي الطفولية الجميلة مع أصدقائي على ضفاف نهر مدينتي و سفراتنا المدرسية في أيام الربيع، يبقى الانسان وبالاخص الفنان والاديب مشدوها ومنجذباً لثراء جمال الطبيعة في كل مواسمها المليئة بعبق الذكريات من أمل وألم ولقاء وفراق ومن ساعات فرح وأيام الحزن، واليوم نرى شيئاً يؤسف عليه  بان الانسان رغم عطاء الطبيعة له بالنعم الوفير يتجاوز عليها بالجحود فيقوم بتلويثها من التجارب النووية في باطن  الأرض وأعماق البحار وتسميم مواردها وأحيائهاالمائية، والقطع الظالم لاشجار غاباتها الباسقة رغم نداء محبي منظمات البيئة الدولية غي الحفاظ على البيئة.


موقف أو حدث معين يحفز فنان او شاعر كي يكتب قصيدة مؤثرة او لوحة معبرة  هل اثر في الفنان الداوودي موقفا او حدثا انسانيا خلال مسيرته الفنية والأدبية ؟.
في حياة كل إنسان صاحب قضية او مبدأ أحداث ومواقف مؤلمة ومؤثرة، وفي ضوء تلك المواقف والاحداث يتخذ الفنان قرارا يتناسب ومقدار تفاعله مع تلك القضية، أنا كشاعر وفنان لا أختلف مع الآخرين في تأثري وإنفعالي كإنسان من بعض المواقف والأحداث الأليمة التي تتجاوز على المبادئ الإنسانية. الكثير من المشاهد الحزينة والمواقف الغير الانسانية أثرت فيّ وتركت جرحاً كبيراً في قلبي وبالتالي تحولت الى مشروع قصائد موجعة والى لوحات ذات ألوان حزينة تستوقف القلوب قبل العيون لدى المتاملين في عمق مواضيع لوحاتي تلك.في معرضي الثاني كانت أغلب لوحاتي ترجمة باللون والاثارة لأحداث العراق ومآسي شعبي المظلوم في عهد النظام السابق والأحتلال الامريكي وموت الابرياء بسبب فوضى وويلات الحرب،ومواضيع أنتهاك حقوق الإنسان مثل جرائم الأنفال وقصف مدينة حلبجة الشهيدة وقتل الاطفال في فلسطين وذبح المرأة تحت مسميات غسل العار،ومأساة المجاعة في الدول الفقيرة والمنكوبة التي تهزالضميرالإنساني هذه خلاصة لتلك المواقف والاحداث التي دفعتني على الأحتجاج باللون والكلمة، وقبل فترة نشرت عدة قصائد تصور جانباً من تلك المآسي وفي معرضي القادم سوف أخصص لوحات معبراً تأثري البالغ لمأساة شعب مظلوم يتعرض يومياً للذبح على الهوية أو بالأحزمة الناسفة في الطرقات والمقاهي والمدارس بالرمي العشوائي.


هل ترى في العمل الفني والادبي وسيلة في عرض قضية او علاج قضية ؟
وهل عرضت قضية الكورد في لوحاتك وادبياتك ؟.
بالتاكيد للعمل الفني والادبي دوره الريادي والمهم في تعريف العالم المتمدن لقضية ما، والبحث عن منفذ أو مخرج لعلاج  المشكلة التي تهم الجميع، فالأعمال التي لاتتناول قضية حيوية أو حدثاً إنسانياً ساعة وقوعها لا اعتقد تلك الاعمال تلقى اهتماما من جانب المعنيين، الشاعر او الفنان الذي لا يتفاعل أو لاتعبر عن هموم الناس اليومية لايمكنهه أن تكون أعمالا ذات طابع انساني فكيف يعتبر ذلك الشخص إذن فناناً أوشاعراً له مكانته وإحترامه في قلوب الناس. اتخذت من أعمالي الفنية والادبية وسيلة لتعريف العالم بقضية شعبي المظلوم في أيام محنته وخلال سنوات مقارعته للانظمة المستبدة من أجل حقوقه المشروعة، وتعريف المجتمع الدولي على المأساة التي كانت تعيشها أبناء الشعب الكردي أيام هجرتها المليونية آذارعام 1991. ساهمت أيضاً مع فنانين وكتاب آخرين في تنديد ورفض الحيف والظلم بحق المرأة وعدم تهميش دورها الكبير في عملية البناء والتطور في تقدم المجتمع ، وإعطاء المجال الكافي لها وعدم إعاقة مساهمتها في ميادين الحياة المختلفة.



يا ترى هل وصلت للمستوى الذي يرضيك ؟.
مهما أجتهد الفنان والأديب في تقديم المزيد لا اعتقد بأنه سيصل الى مستوى طموحه في تقديم الأفضل طالما الحياة مقترنة بالمتغيرات اليومية والحركة الدائبة في التجديد، أجد نفسي في وسط تلك الدينامية في مستويات البداية كشاعر أو فنان، لا أعتقد هناك من يستطيع بلوغ جميع مناحي الابداع والتواصل مع تلك السرعة المذهلة في دنيا العولمة وعصر المعلومات.


من خلال متابعتك للمعارض والأعمال الفنية هل وقفت على أسماء وأعمال معينة في الفن التشكيلي اليوم ؟

من خلال متابعتي وأطلاعي على بعض الأعمال الفنية المنجزة في العراق وفي المهجر،أستوقفتني بعض الأسماء اللامعة والمبدعة في المشهد الفني العراقي وبعض الفنانين الكورد، وبالطبع يسرت لي شبكة الانترنيت سهولة الاتصال وسرعة الاطلاع على نشاطاتهم، فالأسماء كثيرة وكلها مبدعة حسب طريقتهة الفنية التي يبدع فيها ،الكل يسعى في محاولاته تزيين الملف الفن التشكيلي المعاصر. وهنا أود الأشارةالى جهود ومسعى موقع الفنان العراقي الذي وفر مساحة من الود وكذلك العناية والرعاية الكبيرة في مساعدة الفنانين العراقيين والكتاب من خلال عمل الموقع الشخصي لهم وتعريف المعنيين بأعمال الرواد الراحلين في مختلف فروع الفن، وكذلك أود الاشادة أيضاً الى جهود الفنان المبدع قرني جميل وزملائه لاصدارهم  مجلة فنية شهرية  في أربيل تعني بشؤون الفن التشكيلي المعاصر ونشر ونقد أعمال المبدعين في العالم.


ما هو رأيك في الفن التشكيلي والنحت في العراق واقليم كوردستان؟
الفن التشكيلي والاعمال النحتية المنجزة خلال خمس السنوات الاخيرة وحسب معرفتي في تقدم جيد مع زيادة أهتمام الجمهور المتذوق للمعارض الفنية المقامة من قبل الفنانيين وملاحظة كثرة النصب والاعمال النحتية وبالاخص في اقليم كوردستان، ان الفن التشكيلي ومن خلال جهود المبدعين استطاع ان يوحد الصف ويقف بوجه العنف ويحّول الركام والكتل الخرسانية العازلة الى لوحات  فنية معبّرة بصدق عن روح التلاحم الاخوي في العراق، ومن خلالها توجيه رسالة انسانية للعالم الصامت حيال الدمار والعنف الدموي اليومي الذي يجري في العراق.

في سطور عرّف فلسفتك في التعبير؟
ومن خلال اعمالي الفنية والادبية أوجز أحياناً مفردة من مفردات فلسفتي بأن الانسان طالما حياته هي قصيرة كساعات الشتاء قياساً لعمر الكون الطويل ،فعليه أن يترك من بعده أثراً ايجابياً في قلوب محبيه وليكون شعاره هي المحبة وحب الخير للجميع ،ولا يكون سبباً في سفك دماء الغير وحرمانهم من نعمة الحياة ومن ذويه. ومثلما جئنا لحكمةٍ معينة سنترك الدنيا رغماً عنا لحكمة ما ورغم الردى نبقى نتشبث بفسحة الامل كي نؤجل الرحيل قبل فهم لغز حياتنا و سر مكابدتنا في صراع مجهول المصير.   

 







لوحاتك وأعمالك الأدبية ماذا جسدت لك ؟.
جسدت لي ما كنت أؤمن واقتنع بها، وفي لحظات نفسية صعبة  عندما يقلقني ويؤرقني حادث ما أدخل الى مرسمي لأجسد تلك الحالة القلقة التي أعاني منها وتولد خلال ساعات أما لوحات معبرة أوعلى شكل قصائد متشظية تنم عن ذلك الشعور الانساني في أقصى حالات التعبير.


هل لحكيم نديم الداوودي علاقات مع مفكرين وشعراء ومع فنانين عراقيين وغير عراقيين ؟.
نعم أحتفظ بكم هائل من العلاقات الاخوية  مع الاخوة الكتاب والشعراء والفنانين ولدي مراسلات معهم ومع البعض على مستوى أتصالات هاتفية متواصلة، وأستفدت عبر تلك العلاقات من ملاحظات وآراء البعض في أعمالي وكتاباتي وبالمقابل أبديت أنا أيضا بارائي وملاحظاتي لهم، وبالنسبة للفنانين والكتاب الغير العراقيين، علاقتي تقتصر معهم في مناسبات فنية وأدبية لاغير حسب نمط طبيعة العلاقة القائمة والعرف السائد في المجتمع الاوروبي. وربما في يوم من الايام اذا سنحت الفرصة المناسبة سأجمع تلك الرسائل والمخاطبات الغير الشخصية التي تتناول شؤون الفن والادب في كتاب خاص عنوان أدب فن المراسلات بين الأدباء والفنانيين.


أمنية لم تتحقق  في حياتك لحد الان ؟.
أمنيتي أن أرسم لوحة واقعية تعبرعن أطفال وطني والدول الفقيرة مكللين بالفرح اليومي وعلى شفاههم بسمة تنم عن الأمان والتفاؤل بالحياة بعيدين عن شبح الموت والأمراض والعمل المبكر من أجل سد رمق ذويهم .أمنيتي سعادة البشرية وعدم سماع طبول الحرب وتداعياتها الحزينة، ونقول للسلاح المدمر والمخرب للبيوت وداعاً ونعمل نصباً كبيراً في ساحات المدن  لوداعه الأبدي مثلما فعلته السويد في طي السلاح في ميادينها العامة.



كلمات أخيرة تود قولها ؟.
كلمتي الاخيرة أوجزها بالمحبة العميقة الى جميع الفنانيين والرواد وتحية قلبية كبيرة للفنانين العمالقة الراحلين الذين أفنوا عمرهم في ميدان تطوير الفن دون التفكير في شىء مادي غير رضا جمهورهم و علينا أن لا ننساهم ونحافظ على أعمالهم وعلى مقتنياتهم كذكرى لهم ووفاء لجهودهم من أجل تراث وفن بلادهم. وأقول شكراً لقراء هذا الحوارالمتواضع، وللكاتبنا محمود الوندي ولصبره الجميل معي.



حكيم نديم الداوودي في سطور

 كاتب وشاعر وفنان تشكيلي –كركوك- طوز- 1956.
 حاصل على البكالوريوس في القانون من جامعة بغداد.
 درس الفن التشكيلي والسيراميك من خلال الكورسات الدراسية الخاصة بالفن الحديث في السويد. له نتاجات منشورة في الشعر والسياسة والنقد الأدبي وفي مجال الفن التشكيلي في العديد من المواقع الألكترونية وفي الجرائد والمجلات داخل كوردستان العراق وخارجها .

-   عضو اتحاد الكتاب والأدباء السويديين.
-   عضو اتحاد الأدباء السويديين الأجانب.
-   عضو اتحاد الكتاب والصحفيين في المهجر.
-   عضو أتحاد الكتاب العراقيين في السويد.
-   عضو الإتحاد الكوردستاني للإعلام الألكتروني في السويد.
-   عضو نقابة المحامين العراقيين.
-   عضو نقابة المحامين في اربيل.
-   عضو جمعية الحقوقيين العراقيين في كركوك.
-   عضو جمعية الفنانيين التشكيليين العراقيين في السويد.

الأثار المطبوعة
1.   خطوات لمنفى الروح  مجموعة شعرية منشورة في السويد 2001 مطبوعات مؤسسة دراسات كردستانية  في اوبسالا.
2.   رفات تناجي ملائكة السلام مجموعة شعرية  منشورة في السويد 2002 مطبوعات مؤسسة دراسات كردستانية في اوبسالا.

الكتب المعدة للطبع
1.   مقالات في الفن والأدب.  كتاب يضم مجموعة من المواضيع المنشورة في الصحف والمجلات والمواقع الأدبية والفنية.
2.   أصداء ثقافية . كتب يضم المقالات والدراسات حول القضايا النقدية والفنية وأصداء ثقافية منوّعة المنشورة في العديد من الجرائد والمواقع الخاصة بشوؤن الأدب والفن.




محمود الوندي

المانيا - كييل

18
مستقبل الشرق الأوسط
 الخطاب الديني في المتغيرات والتوازنات

محمود الوندي

تعاني منطقة الشرق الأوسط  فوضى سياسية  واضطرابا اقتصاديا بسبب الصراع الاقليمي وغياب الاستقرارين السياسي والاجتماعي المحليين في العديد من الدول اضافة الى غياب الديمقراطية وانعدام الحريات ولا شك في ان حركات سياسية تعمل من أجل مصالحها الضيقة مما أوجد طرقاً مسدوداً للحل الداخلي . ان تزامن العامل الخارجي مع الداخلي اظهر تيارات وحركات بلا برنامج أو ايديولوجية .
ومع انهيار الأتحاد السوفيتي في نهاية التسعينات واختفاء النظام الدولي الثنائي الموروث عن الحرب الثانية ، بدأت مرحلة جديدة يعلو فيها القومي والديمقراطي والليبرالي على خطاب الإسلامي السياسي في الجميع الدول الإسلامية وخصوصاً في دول الشلاق الاوسط وتحالفات الكثير من الأحزاب الإسلامية مع القوى الغربية المعادية للأتحاد السوفيتي لمحاربة الشيوعية وكان ذلك أحد الاسباب لسيطرة الخطاب الإسلامي على المنطقة وغياب الأحزاب العلمانية عن المسرح السياسي ، وأستمر الإسلام السياسي في التأثير وازدادت فعاليته في الساحة واستغلاله من قبل بعض الأنظمة العربية والإسلامية ، ثم بدأ صعود الصراع المذهبي والديني في منطقة الشرق الاوسط كنتيجة غير مستبعدة لطبيعة الخطاب الديني في السياسية . ونشأت احزاباً على اساس ديني وطائفي .

11 سبتمبر

ولكن بعد احداث 11 سبتمبر 2001 تغيرت التوازنات الدولية ، وشاهدنا تصاعد التطلع نحو حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية ومطالبة بالحريات والديمقراطية ، وانقلب الأمر واصبح الصوت الأعلى للخطاب الديمقراطي والليبرالي على الساحة السياسية والفكرية . وهذا الخطاب بدأ اطاراً سياسياً متحركاً ومتحولاً يقدم برنامجاً سياسياً جديداً ، محاولاً التعبير عن حاجات وتطلعات ومصالح الشعب . لكن هناك أحزاباً أصبحت ادوات لتنفيذ سياسات خارجية فقط وهي انعكاس طبيعي لظروف الفساد السياسي . كما استفادت بعض الحركات من فرصة ان الهيئات الدولية والولايات المتحدة تسعى لتوسيع الحرية والديمقراطية في العالم .
ولم تستطيع بعض الدول في منطقة الشرق الاوسط في مرحلة التسعينات استغلال الفرصة لأتخاذ رؤى وتطبيقات تتلائم مع المتغيرات الدولية والتحولات الشديدة في كثير من المفاهيم السياسية بفعل عوامل متعددة كاتطور الاتصال والإعلام وأنتشار مؤسسات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية . إلا ان هذه الدول تحاول من خلال المؤسسات غير المدنية أو  الحكومية والتحالفات السياسية مع بعض الدول الكبرى الحفاظ على كيانها لكنها بدأت تتعرض بشكل عام الى هزات عنيفة ، وشاهدنا في بداية القرن الجديد متغيرات رئيسية في منطقة الشرق الاوسط ومن ابرزها هذه التعيرات في العراق وافغانستان حيث حملت الولايات المتحدة الأمريكية مشروعاً سياسياً جديداً في منطقة الشرق الاوسط  . وكانت احداث ايلول المحفز الاستراتيجي لتنفيذ مشروع من خلال اطار جديد يتضمن توكيد الهيمنة الأمريكية على المنطقة بحجة محاربة الارهاب ، وهذه الرؤية ترسخت داخل الادارة الأمريكية في ان الشرق الاوسط هو احد واهم ادوات المواجهة للقضاء على التطرف .

تعاون مشترك

وبعد احداث ايلول / سبتمبر تغيرت السياسية الامريكية في منطقة الشرق الاوسط  واخذت واشنطن تتعاون مع الحركات الدينية المعتدلة كما حدث في العراق حيث تحالفت الولايات المتحدة مع الحركات الدينية العربية والكورد ، كما تحالفت الولايات المتحدة في افغانستان مع تحالف الشمال ضد طالبان ، ودخلت في مشروعات تعاون مع حزب العدالة والتنمية في تركيا ولها علاقة جيدة مع الحركة الإسلامية السودانية . ان ذلك يبين ان الولايات المتحدة لا تمانع من وصول ايا كان الى الحكم في انتخابات إذا كان مستعداً للألتزام بمبادئ الديمقراطية والتعددية السياسية والتفاعل الايجابي مع المشروع الامريكي ( حسب إدعاء الحكومة الأمريكية ) ، وتقبل بالواقع السياسي والاستراتيجي في المنطقة والقائم على المصالح الامريكية .
ان الاشكالية الكبرى التي تظهر في منطقة الشرق الاوسط هي غياب الحلول الحقيقية والجوهرية فبدون التركيزعلى البنية الاساسية للمجتمع مثل العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان لحل الازمات الاجتماعية والاقتصادية والحياتية . هناك حاجة لتشخيص الاسباب الحقيقية للازمات السياسية في دول الشرق الاوسط وصياغة خطاب جديد يقدم تفسيرات ورؤى تغطي المرحلة القادمة لخدمة المجتمع لا يتعرض مع الفكر الوطني والإنساني . ان فرصة الاصلاح مرتبطة حتماً بالتفاهم والتعاون بين الحركات المعتدلة مثل الليبرالين والديقراطيين والشخصيات الوطنية والسياسية والمتضررين من الواقع القائم لايجاد الحل الحقيقي للقضايا الكبرى في الشرق الاوسط مثل القضية الفلسطينية واللبنانية وكذلك العراق وافغانستان .             

19
الكورد الفيلية بين ماضيها وحاضرها ( 7 ) 


محمود الوندي

محنة الكورد الفيلية بين مآسي وتهميش في النظام الجديد

وها هم مرة أخرى الكورد الفيلية في وادي النسيان والتهميش في هذا الزمن أيضاً زمن العراق الديمقراطي ، ما زالوا مظطهدين ومغدورين ، العديد منهم مصاب الإحباط واليأس والقلق وفقدان الأمل وضعف الثقة بالآخرين ، لأنهم لم يأخذوا حقهم حتى بعد زوال النظام البعثي وتشكيل ما يسمى بالعراق الجديد ، بقت هذه الشريحة المجروحة في هامش أهتمامات الحكومة الجديدة والأحزاب الحاكمة ، حيث لم يتعنى كائن من يكن تفض التراب على همومهم وقضيتهم ، ما زالوا يواجهون بنفس الإجراءات الماضية ونفس المعاملة السيئة والقذرة في الدوائر المختصة ومن نفس الأشخاض الذين كانوا يتحكمون برقاب الشعب العراقي من فلول النظام الصدامي ممن لم يزالوا ملتزمين بوظائفهم في الدوائر المعنية ، رغم كثرت الكتابات ونزيف المقالات من قبل الحريصين على هولاء المنكوبين ورغم الصيحات والمنادات المتركزة التي لا تسمع سوى صداها على أرجاع الحقوق المغتصبة للكورد الفيليين وسن القانون لإستعادة الملكية المصادرة التي صادرت في ظل النظام البائد وأعادة المهجرين الى مدنهم وآماكنهم الأصليين ، مع الأسف هولاء المسؤولين الجدد وضعوا مصالحهم المعنوية ومطامعهم المادية فوق جراح شعبنا ومن ضمنهم جراح الكورد الفيلية ولم يسمعوا تلك الصيحات والمنادات ، لأن أذانهم مسدودة بدولارات من المال الحرام ، أن أغلبية العراقيين تعرف لهذا الموقف للحكام في العراق الجديد .

لكن المصيبة الكبيرة لهولاء المظلومين أنهم محسوبين على القوتين الرئيستين في البلاد ولهم يد عليا في السلطة والدولة لا تستطيعان حل مشاكلهم وأنقاذهم من محنتهم ، رغم حاجتهم الى أصواتهم في الأنتخابات في تثبيت مواقعهم في السلطة والدولة من خلال أغداق الوعود الكاذبة عليهم في المواطنة والحقوق وأستعادة ما سلب من حقهم ، إلآ أن خيبة الأمل تعود مرة اخرى لهم ، ودون أن يتلمسوا أي إجراء حقيقي من قبلهم لمساعدتهم وعدم إعادة الحق الى نصابه ، بعد كسب أصواتهم ، تتراجع هذه الأحزاب والقوى عن وعودهم حين يتعلق الأمر بأستعادة أملاكهم وحقوقهم وحقوق أبنائهم الذين أختفوا بالألوف المؤلفة في معتقلات النظام العفلقي وجربت فيهم الأسلحة الكيمياوية والجرثومية في غرف الموت ودهاليز التصنيع العسكري ، كما بعضهم كانوا طعماً لتفجير الألغام أثناء الحرب العراقية الأيرانية المشؤومة وأزاحتها عن الطريق الجيش العراقي قبل هجومه ، أي إن الواقع التطبيقي على الأرض أظهر غير ما قيل وقال بصدد الكورد الفيلية ، منذ قرابة أريع سنوات بعد سقوط النظام الصدامي لحد هذه اللحظة لم يلمس الكورد الفيليون شيئاً إيجابياً من كل الكيانات السياسية ولا من المسؤولين لحل مشاكلهم ومحنتهم ، فلم تبادر أي جهة بأي عمل من أجل رفع المظلومية الواقعة على هذه الشريحة المنسية فحتى مسألة الجنسية التي صدرحولها قانون جديد بإنه محكوم بإيقاف التنفيذ معهم من قبل الجهات المختصة في الدوائر والمؤسسات الحكومية بسبب عدم وضع آليات صحيحة لتطبيقها بصورته الحقيقية والصحيحة وبدون المتابعة . ............,     

محنة الكورد الفيليين بين مآسي وآلام في النظام السابق وبين تهميش ولامبالات في النظام الحالي أنها محنة الكبيرة ، لا زالت شكوك تساور البعض داخل الحكومة العراقية الجديدة حول عراقية الكورد الفيلية خلال تصريحاتهم وممارستهم أو خلال أحادثهم العامة والخاصة ، هنا يتسأل كل أنسان شريف أليس من واجب الحكومة الجديدة أن تساعد هذه الشريحة المظلومة من أبناءنا وأستعادة حقوقهم المشروعة ؟ التي تعرض للظلم والإبادة والقتل والسجن قي سبيل الدفاع عن حرية الشعب العراقي وعن كل ذرة من تراب الوطن بدماء أبنائهم الطاهرة ، وكشف عن مصير أبنائهم التي تمت تغيبهم بتشريعات جائرة وظالمة في سجون ودهاليز نظام البعث ، وأخراج ملفهم من أدراج النسيان والأهمال ووضعه أمام أنظار الضمير المجتمع الأسلامي والرأي العالمي ، أليس من واجب الحكومة الجديدة أن تدرج الجرائم التي أرتكبها النظام البائد ضد الكورد الفيلية كقضية الدجيل ومحاكمة مرتكيبها . فهل كانت هذه جزائهم من الاهمال والنسيان والأبعاد عن حقهم المشروع في خدمة العراق بصدقهم وأخلاصهم ، وغيرتهم على مصلحة الوطن والشعب .

نحن الكورد من حقنا أن نسأل ، أليس من صلب واجب حكومة أقليم كوردستان التي تمتلك من الأمكانيات المادية والمعنوية أكثر من أي وقت مضى الى مزيد من الأهتمام بقضايا الكورد الفيلية ؟ وأن تحتضن هذه الشريحة الواسعة من ابناءنا الذين عانوا من التهجير والتشرد على أيدي أعداء شعبنا بسبب أنتمائهم الى الشعب الكوردي ، ويجب عليها أن تسعي وبكل جدية وأخلاص لدعمهم وتلثم جراحهم وأنصاف مظلوميتهم وتأخذ من يدهم الى بر الأمان والإهتمام بشؤونهم ، أليس على حكومة أقليم كوردستان أن تفتح لهم ذراعها وتصبح المظلة التي تستطيع أن تتحمى تحت ظلالها هذه الشريحة المظلومة ؟ لإن موقعهم الصحيح هو في صفوف أخوتهم الكورد ، أليس من حقها الإهتمام باللهجة والثقافة الكوردية الفيلية والتي هي جزء من لهجات الكورد من قبل الإعلام الكوردي ، وتنظيم ندوة لها أو مهرجاناً ثقافياً أو أدبياً ؟ لكي تستعيد عافيتها وعنفوانها السابق والحفاظ عليها من الضياع ورفع جزء من معاناتهم وآلامهم اليومية ، ولا ننسى هذه الشريحة الكوردية كانت النواة الفعلية والمؤثرة في الماضي لمجمل الأحزاب الكوردية وكانت لها قصب السبق في النضال في صفوف الحركة الوطنية العراقية والأحزاب الكوردية بشكل خاص ومشاركتهم الفاعلة في حركة التحرر الكوردي من أجل الأستقرار والأمان والحرية ، عندما تهمل الفضائيات الكوردية شريحة الفيليين من برامجها فهذا حتماً سيؤثر عليهم ونسبة متابعة ستقل بمرور الزمن ، أضافة الى فاعليتهم في التجارة الأقتصاد العراقية في عصبها الأقتصادي الرئيسي في بغداد ( سوق الشورجة) وفي احياءها الشعبية طيلة عقود من القرن الماضي ودعمهم المستمر مادياً ومعنوياً للحركة الكوردية . يمكن أن يطرح السؤال بطريقة أخرى : لماذا لم تطبق القرارات والبنود المتعلقة بحل مشاكل الكورد الفيليين التي تمخضت من مؤتمر أربيل وجلساته ، ذلك المؤتمر كان بأشراف ورعاية رئيس أقليم كوردستان السيد مسعود بارزاني ، وما نعرفه عن السيد مسعود أنه رجل دقيق في متابعة ما يجري في ساحة كوردستان والعراق والعالم  .

وأخيراً نخاطب الحكومة العراقية وحكومة أقليم كزردستان أن الكورد الفيلية بين نيران عديدة ، أولها نار الغربة وثم نار التهميش وثم نار النسيان من قبل القادة السياسيين والأحزاب ، وثم نارالإرهاب ونار القتل والتنكيل الدائم في وقف الحاضر من قبل الإرهابيين في بغداد ومدن أخرى وهم معزولون من كل ما يحميهم من هذه النيران المحرقة  .

20
الكورد الفيلية بين ماضيها وحاضرها ( 8 )



محمود الوندي


ضرورة الحل السياسي لقضاياهم

لا يخفى على أحد الظلم والمعاناة والاجحاف الكبير الذي نال الكورد الفيلية في عهد الطاغية صدام ، وقبله من الحكومات المتعاقبة التي توالت على سدت حكم في العراق منذ أنشاء الدولة العراقية الحديثة في عشرينات القرن المنصرم ، وأستغلالهم سن قانون الجنسية العراقي الطائفي الذي قسم العراقيين الى مواطنين من تعبية الإيرانية والأخرى العثماني كما أشرنا اليه أعلاه . 

الكل يعرف ألام ومشاكل الكورد الفيلية ناتجة لأسباب وطنية وسياسية لمقاومتهم للأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة التي توالت علىحكم العراق ، ووقفوا بوجه أعتى الدكتاتور في العالم العربي والإسلامي وربما على الكرة الأرضية وحزبه الدموي من خلال الأحزاب الوطنية والديمقراطية والأسلامية العراقية والكوردستانية ، الآن يجب على الحكومة العراقية الجديدة والبرلمان العراقي الذي أنتخبه شعبنا المجروح بإصدار قرارات سياسية ومحكمة أن يضع للكورد الفيلية حد نهائي لمعاناتهم وألامهم المستمرة وتحقيق طموحاتهم وأمالهم ، وسن قانون جديد من قبل السلطة حول قضاياهم وتحدد حقوقهم وواجباتهم ، ويضمن حلول جذرية لمشاكلهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحياتية وبشكل خاص ، أصدار قانون الجنسية بمعاييرالوطنية وقيم العدالة الأجتماعية دون تفرقة وتميز بين أبناء الشعب العراقي لكي لا تتكرر وأسي وويلات العراقيين ومن بينهم الكورد الفيلة ، وألغاء جمبع القرارات الجائرة التي صدرت في عهد النظام السابق  ، على ان يكون هذا القانون رد الاعتبار للكورد الفيلية ، ويكون ملزماً لجميع المؤسسات والهيئات والدوائر الحكومية الرسمية وغير رسمية داخل العراق وخارجه لتطبيقه ، وموضع التنفيذ من قبلهم .

إن مثل هذه القوانين والقرارات لا تصدر أوتسن من تلقاء نفسها ، بل تصدر وتسن من قبل القوى السياسية الحاكمة ويضعونها موضع التنفيذ ومتابعتها من قبلهم أو من فبل اللجان المختصبة لمتابعة تنفيذه . لأن العراق شعباً وأرضاً بحاجة ماسة اليهم كبقية مكونات وأطياف لبناء الوطن وبث الروح الوطنية من جديد والتعايش السلمي بين العراقيين بكل أطيافه وأعراقه دونما تمييز أو تفرقة . لأنهم ليسوا بحاجة الى من يذكرهم بمكانتهم أو بدورهم في العراق أوأشارة الى شخصياتهم ومناضليهم وشهدائهم أمام أعلام فقط ، جميع الطوائف والقومبات من الشعب العراق يعرفون كل شيء عنهم . بل يحاجة لأسترجاع حقوقهم المادية والمعنوية والحفاظ على ثقافتهم ولغتهم خاصة بهم في المدن والقصبات العراقية والتي تقع خارج إقليم كوردستان ، وأنشاء مدارس باللغة الكوردية وباللهجتهم الخاصة لفسح المجال أمامهم للتواصل مع لغات وثقافات أبائهم وأجدادهم والتعرف على تأريخ أمتهم الى جانب نواديهم الثقافية والرياضية والفنية ، إضافة الى تأسيس دور نشر لهم لإصدار صحف ومجلات ورقية وكتب باللغة الكوردية ، وإفتتاح محطات إذاعية وتأسيس قنوات تلفزيونية فضائية أيضاً باللغة الكوردية لتكون أحدى وسائل قنوات إتصال بينهم وبين الكورد في أقليم كوردستان ، وعدم إنسلاخ هذه الشريحة عن أمتها ، وتزيد عندهم روح الأنتماء القومي والعلاقات العاطفية فيما بينهم  .

الخاتمة

ألسنا كما يُقال نحن في زمن الديمقراطية الليبرالية العصرية والحكم المدني المبني على أساس المحافظة على حقوق الانسان ؟ ولماذا هذا التجاهل والصمت وسد الآذان وحتى الاستهانة والنكران وعلى أعلى المستويات ليس أولها البرلمان ؟ أليس كل هذا الذي يجري معهم تمييزاً عنصرياً وظلماً واجحافاً ونكراناً بحق الكورد الفيلية ، وخرقاً للدستور والقانون والديمقراطية والمواطنة المتساوية و مبادئ حقوق الانسان والعدالة الاجتماعية ؟ وهل ستظل قضية الكورد الفيلية في العراق أزلية ضائعة بين حانة ومانة  ؟  ومرة أخرى أكرر ، بأن كل القوى الخيرة في المجتمع العراقي تعترف بمدى الظلم الذي تعرض له الكورد الفيلية ، لكن أثبتت عجزهم للدفاع عن حقوقهم وأسترجاع حقوقهم المسلوبة والمغتصبة  ، كما عجزهم عن إيجاد حلول واقعية لبقية أطياف شعبنا المظلوم ، بسبب تغليب المصالح الشخصية أوالفئوية عليهم .

للأسف الشديد سياسية الحكومة الحالية وسابقاتها منذ السقوط ، لم تفرز خلال عملها انجازات طموحة وبمستوى المرحلة ، ولم تترك أثراً في مسيرة العراقيين عموماً والكورد الفيلية خصوصاً في البناء و الاستقرار وتقديم الخدمات الإنسانية والحياتية وأسترجاع حقوقهم المسلوبة ، بسبب هناك وزراء فاسدين منهمكين لنهب ثروات العراق و آخرين غير مؤهلين لقد فشلوا فشلاً ذريعاً لاداء واجبتهم بصورة صحيحة ، و مجلس الرئاسة مراسمية و شكلية تفتقر إلى الصلاحيات الدستورية التي تمكنه للقيام بالمبادرات لحل محنة الكورد الفيلية في هذه الأجواء الكئيبة و التداعيات العديدة ،، كما وجدنا استمرار التداعيات في الملفين الأمني و الاقتصادي و تفاقم الفساد الإداري والمالي  .

فسحقاً للعراق الذي لا يحترم حقوق الكورد الفيلية وهم من بناة العراق قبل هولاء الحكام الذين يحكمننا الآن وأولئك الحكام الذين كانوا يحكومننا سابقاً . لآن كل ذي ضمير حي يعلم علم اليقين في المجتمع العراقي والعربي والإسلامي وحتى المجتمع العالمي بأن مأساة الكورد الفيلية في العراق في الزمن النظام السابق تفوق حجم جميع المأسي وتحملهم من الأعباء ما لم يتحمله أي قومية أو طائفة من شعوب في العالم من الآلام والمعاناة والمصائب وتعرضهم الى أبشع جريمة من الفضاعة والقسوة ما تهتز له الأبدان وعلى مر العهود والأزمان ، تلك الجرائم أصبحت معروفة للقاصي والداني ومنها الأحزاب التي تحكم العراق الآن ، ولا ينكر الحقيقة اللهم من الجهلاء والغرباء الطارئين على العراق أو الحاقدين على الكورد الفيلية من اتباع السياسات التي تداولت الحكم على العراق ، لاسيما حزب البعث الذي تول مقاليد السلطة في الثامن من شباط سنة 1963 ومرة أخرى سنة 1968 من شهر تموز .
رغم كل تلك المظلومية والخسائر الجسيمة الماضية ورغم التهميش والنكسات الحالية ، والغبن والأهمال الذي لحق بهم وعلى جميع الأصعدة من قبل الحكومة العراقية وحكومة أقليم كوردستان ، لم ينتهي الكورد الفيلية ولم يموتوا ولم يهزمهم واقعهم المرير كما يتصور البعض ، لأنهم لهم القدرة على التكيف مع المجتمع العراقي بجميع شرائحه والقدرة للصعود على السلم الأقتصادي والأجتماعي والسياسي والصمود في وجه المصاعب والشدائد والنهوض من الجديد . ولو يمرون بأوقات عصيبة وأوضاع أمنية حرجة كبقية مكونات شعبنا المجروح . 

21
 الكورد الفيلية بين ماضيها وحاضرها ( 7 ) 

محمود الوندي

محنة الكورد الفيلية بين مآسي وتهميش في النظام الجديد



وها هم مرة أخرى الكورد الفيلية في وادي النسيان والتهميش في هذا الزمن أيضاً زمن العراق الديمقراطي ، ما زالوا مظطهدين ومغدورين ، العديد منهم مصاب الإحباط واليأس والقلق وفقدان الأمل وضعف الثقة بالآخرين ، لأنهم لم يأخذوا حقهم حتى بعد زوال النظام البعثي وتشكيل ما يسمى بالعراق الجديد ، بقت هذه الشريحة المجروحة في هامش أهتمامات الحكومة الجديدة والأحزاب الحاكمة ، حيث لم يتعنى كائن من يكن تفض التراب على همومهم وقضيتهم ، ما زالوا يواجهون بنفس الإجراءات الماضية ونفس المعاملة السيئة والقذرة في الدوائر المختصة ومن نفس الأشخاض الذين كانوا يتحكمون برقاب الشعب العراقي من فلول النظام الصدامي ممن لم يزالوا ملتزمين بوظائفهم في الدوائر المعنية ، رغم كثرت الكتابات ونزيف المقالات من قبل الحريصين على هولاء المنكوبين ورغم الصيحات والمنادات المتركزة التي لا تسمع سوى صداها على أرجاع الحقوق المغتصبة للكورد الفيليين وسن القانون لإستعادة الملكية المصادرة التي صادرت في ظل النظام البائد وأعادة المهجرين الى مدنهم وآماكنهم الأصليين ، مع الأسف هولاء المسؤولين الجدد وضعوا مصالحهم المعنوية ومطامعهم المادية فوق جراح شعبنا ومن ضمنهم جراح الكورد الفيلية ولم يسمعوا تلك الصيحات والمنادات ، لأن أذانهم مسدودة بدولارات من المال الحرام ، أن أغلبية العراقيين تعرف لهذا الموقف للحكام في العراق الجديد .

لكن المصيبة الكبيرة لهولاء المظلومين أنهم محسوبين على القوتين الرئيستين في البلاد ولهم يد عليا في السلطة والدولة لا تستطيعان حل مشاكلهم وأنقاذهم من محنتهم ، رغم حاجتهم الى أصواتهم في الأنتخابات في تثبيت مواقعهم في السلطة والدولة من خلال أغداق الوعود الكاذبة عليهم في المواطنة والحقوق وأستعادة ما سلب من حقهم ، إلآ أن خيبة الأمل تعود مرة اخرى لهم ، ودون أن يتلمسوا أي إجراء حقيقي من قبلهم لمساعدتهم وعدم إعادة الحق الى نصابه ، بعد كسب أصواتهم ، تتراجع هذه الأحزاب والقوى عن وعودهم حين يتعلق الأمر بأستعادة أملاكهم وحقوقهم وحقوق أبنائهم الذين أختفوا بالألوف المؤلفة في معتقلات النظام العفلقي وجربت فيهم الأسلحة الكيمياوية والجرثومية في غرف الموت ودهاليز التصنيع العسكري ، كما بعضهم كانوا طعماً لتفجير الألغام أثناء الحرب العراقية الأيرانية المشؤومة وأزاحتها عن الطريق الجيش العراقي قبل هجومه ، أي إن الواقع التطبيقي على الأرض أظهر غير ما قيل وقال بصدد الكورد الفيلية ، منذ قرابة أريع سنوات بعد سقوط النظام الصدامي لحد هذه اللحظة لم يلمس الكورد الفيليون شيئاً إيجابياً من كل الكيانات السياسية ولا من المسؤولين لحل مشاكلهم ومحنتهم ، فلم تبادر أي جهة بأي عمل من أجل رفع المظلومية الواقعة على هذه الشريحة المنسية فحتى مسألة الجنسية التي صدرحولها قانون جديد بإنه محكوم بإيقاف التنفيذ معهم من قبل الجهات المختصة في الدوائر والمؤسسات الحكومية بسبب عدم وضع آليات صحيحة لتطبيقها بصورته الحقيقية والصحيحة وبدون المتابعة . ............,     

محنة الكورد الفيليين بين مآسي وآلام في النظام السابق وبين تهميش ولامبالات في النظام الحالي أنها محنة الكبيرة ، لا زالت شكوك تساور البعض داخل الحكومة العراقية الجديدة حول عراقية الكورد الفيلية خلال تصريحاتهم وممارستهم أو خلال أحادثهم العامة والخاصة ، هنا يتسأل كل أنسان شريف أليس من واجب الحكومة الجديدة أن تساعد هذه الشريحة المظلومة من أبناءنا وأستعادة حقوقهم المشروعة ؟ التي تعرض للظلم والإبادة والقتل والسجن قي سبيل الدفاع عن حرية الشعب العراقي وعن كل ذرة من تراب الوطن بدماء أبنائهم الطاهرة ، وكشف عن مصير أبنائهم التي تمت تغيبهم بتشريعات جائرة وظالمة في سجون ودهاليز نظام البعث ، وأخراج ملفهم من أدراج النسيان والأهمال ووضعه أمام أنظار الضمير المجتمع الأسلامي والرأي العالمي ، أليس من واجب الحكومة الجديدة أن تدرج الجرائم التي أرتكبها النظام البائد ضد الكورد الفيلية كقضية الدجيل ومحاكمة مرتكيبها . فهل كانت هذه جزائهم من الاهمال والنسيان والأبعاد عن حقهم المشروع في خدمة العراق بصدقهم وأخلاصهم ، وغيرتهم على مصلحة الوطن والشعب .

نحن الكورد من حقنا أن نسأل ، أليس من صلب واجب حكومة أقليم كوردستان التي تمتلك من الأمكانيات المادية والمعنوية أكثر من أي وقت مضى الى مزيد من الأهتمام بقضايا الكورد الفيلية ؟ وأن تحتضن هذه الشريحة الواسعة من ابناءنا الذين عانوا من التهجير والتشرد على أيدي أعداء شعبنا بسبب أنتمائهم الى الشعب الكوردي ، ويجب عليها أن تسعي وبكل جدية وأخلاص لدعمهم وتلثم جراحهم وأنصاف مظلوميتهم وتأخذ من يدهم الى بر الأمان والإهتمام بشؤونهم ، أليس على حكومة أقليم كوردستان أن تفتح لهم ذراعها وتصبح المظلة التي تستطيع أن تتحمى تحت ظلالها هذه الشريحة المظلومة ؟ لإن موقعهم الصحيح هو في صفوف أخوتهم الكورد ، أليس من حقها الإهتمام باللهجة والثقافة الكوردية الفيلية والتي هي جزء من لهجات الكورد من قبل الإعلام الكوردي ، وتنظيم ندوة لها أو مهرجاناً ثقافياً أو أدبياً ؟ لكي تستعيد عافيتها وعنفوانها السابق والحفاظ عليها من الضياع ورفع جزء من معاناتهم وآلامهم اليومية ، ولا ننسى هذه الشريحة الكوردية كانت النواة الفعلية والمؤثرة في الماضي لمجمل الأحزاب الكوردية وكانت لها قصب السبق في النضال في صفوف الحركة الوطنية العراقية والأحزاب الكوردية بشكل خاص ومشاركتهم الفاعلة في حركة التحرر الكوردي من أجل الأستقرار والأمان والحرية ، عندما تهمل الفضائيات الكوردية شريحة الفيليين من برامجها فهذا حتماً سيؤثر عليهم ونسبة متابعة ستقل بمرور الزمن ، أضافة الى فاعليتهم في التجارة الأقتصاد العراقية في عصبها الأقتصادي الرئيسي في بغداد ( سوق الشورجة) وفي احياءها الشعبية طيلة عقود من القرن الماضي ودعمهم المستمر مادياً ومعنوياً للحركة الكوردية . يمكن أن يطرح السؤال بطريقة أخرى : لماذا لم تطبق القرارات والبنود المتعلقة بحل مشاكل الكورد الفيليين التي تمخضت من مؤتمر أربيل وجلساته ، ذلك المؤتمر كان بأشراف ورعاية رئيس أقليم كوردستان السيد مسعود بارزاني ، وما نعرفه عن السيد مسعود أنه رجل دقيق في متابعة ما يجري في ساحة كوردستان والعراق والعالم  .

وأخيراً نخاطب الحكومة العراقية وحكومة أقليم كزردستان أن الكورد الفيلية بين نيران عديدة ، أولها نار الغربة وثم نار التهميش وثم نار النسيان من قبل القادة السياسيين والأحزاب ، وثم نارالإرهاب ونار القتل والتنكيل الدائم في وقف الحاضر من قبل الإرهابيين في بغداد ومدن أخرى وهم معزولون من كل ما يحميهم من هذه النيران المحرقة  .

 

22
لماذا لا تفصح تركيا عن نواياها الحقيقية ؟

محمود الهرمزي

الكل  يعرف ان الكعكة العراقية دسمة جدا بحيث يسيل من أجلها اللعاب النتن ، وخاصة من قبل الأطراف الأقليمية حيث يشهر كل طرف سكينه ليقطع وصلة من جسد الإنسان العراقي . هذه الكعكة أضحت مثار طمع لدول الجوار وعلى رأسها تركيا وحلمها الأمبراطوري الذي قضت عليه أبان الحرب العالمية الأولى ، فراحت حكومة أوردغان تطلق بين الحين والاخر من تصريحات نارية وخطيرة تمثلت في جملة من قرارات لغزو أقليم كوردستان العراق تحت ذريعة ملاحقة عناصر حزب العمال الكوردستاني وضاربة بعرض الحائط كل القرارات الدولية الملزمة لحفظ التوازن في المنطقة .ان الحكومة التركية  تطمع الى قطع العراق بسكاكين تقطر دماً لأبناءنا شعبنا العراقي عموماً والشعب الكوردي بشكل خاص ، حيث تتجاهل الحكومة التركية الحقوق المشروعة للشعب الكوردي الذي  يقطن في الأراضي التركية منذ آلاف السنين ، ويبلغ تعداده في الوقت الحاضر أكثر من اثنين وعشرين مليوناً ، رغم ذلك يتعامل معه وكأنه مواطن من درجة ثانية  أو ثالثة  . 

 ان دخول الجيش التركي الى اٌقليم كوردستان العراق  ليس القضاء على حزب العمال الكوردستاني  وأنما لتحقيق حلم كبير للحكومة التركية ( التي تغطيها بلبوس مهلهل ) من إجل خلق موطئ قدم لها في العراق لتأمين مصدر غير ناضب للطاقة وهذا معروف ومعلوم للقاصي والداني منذ القدم ، لأن مشكلة حزب العمال الكوردستاني غير جديدة العهد ولم تستطيع الحكومة التركية منذ فترات طويلة حلها بالطرق العسكرية . ان الأسباب الحقيقية لتلك التهديدات والتحشدات للجيش التركي  تكمن في أحتلال ما تسمى بولاية الموصل على أعتباري انها من أملاكها القديمة من ناحية ، ومن ناحية أخرى فلا تزال الحكومة التركية لا تستوعب وجود كيان فدرالي في كوردستان العراق يتمتع فيه الشعب الكوردي والقوميات الاخرى القاطنة في اقليم كوردستان بالحقوق القومية والإنسانية ، لذلك تحاول تركيا إضعاف مواقع تأثيرهم وسحب البساط من تحت أقدامهم وإفشال التجربة الديمقراطية في كوردستان العراق بعد إتفاقها مع الأنظمة التي تتقاسم كوردستان فيها ، من الناحية الثالثة  تشكل المادة 140 من الدستور العراقي قلقاً لدى الحكومة  التركية لذلك اختارت هذا الوقت لغزو اقليم كوردستان بحجة توجيه ضربة عسكرية لحزب العمال الكوردستاني  ، ومن الناحية الرابعة تحاول المؤسسة العسكرية التركية الاستفادة من المليارات المخصصة لها كل عام بذريعة محاربة حزب العمال الكوردستاني .

ان الأتراك يحلمون بعودة الإمبراطورية العثمانية وتوسيع رقعتهم الجغرافية على حساب الأراضي العراقية لإستغلالهم ضعف الحكومة العراقية بسبب انشغالها بمشاكلها الداخلية ، وتواطئ الأنظمة العربية واعلامها المتخاذل الذي  يتباكى بدموع التماسيح على وحدة العراق جراء تهديدات الحكومة التركية . بحجة ان الازمة على الحدود العراقية التركية هي نزاع قائم بين أقليم كوردستان  وتركيا  ، وفي نفس الوقت ترحب اغلب الانظمة العربية بالغزو التركي بحجة حرص الحكومة التركية على وحدة العراق ، وأكثر من ذلك ذهبت بعض الدول بدعم الحكومة التركية لغزو أقليم كوردستان العراق كما جاء  في التصريحات الأخيرة لرئيس النظام السوري رغم الخلافات السياسية بينهما ، لكن النقطة الوحيدة التي تربطهما هي إفشال التجربة الديمقراطية والفيدرالية في كوردستان العراق وإبادة الشعب الكوردي وأنكار وجوده القومي  .

كما تلعب تركيا بسبب تلك الطموحات دورا ملحوظا في تأجيج الصراعات العرقية في مدينة كركوك من خلال عملائها في الجبهة التركمانية داخل العراق بتعاونها مع فلول نظام البعث وبذلك اصبحت الجبهة مثل مخلب القط تسعملها تركيا لتحقيق اطماعها في ثروات الشعب العراقي ، وتمهد الطريق لها للتدخل في شؤون العراق ، وتسويق كلام رخيص ضد الشعب الكوردي وألصاق التهم به ومن ضمنها العمالة الكوردية لإسرائيل عبر العديد من الفضائيات والصحف والمواقع العربية التي اشترتهم الجبهة التركمانية العميلة بأرخص الاثمان ( هذه الدعاية كانت كلها من ابتداع الجبهة التركمانية وكأنها لا تدري ان أسيادها في تركيا ليسو خدمة وعبيد لإسرائيل ) ، هذه الأكذوبة ما زالت ترن في وسائل الاعلام العربية بعد أن وجدت بسهولة الاذن الصاغية لها من قبل العقليات العروبية الشوفينية المسيطرة على وسائل الإعلام العربي ، وهؤلاء جميعاً يعرفون ان المصالح الإسرائيلة متواجدة في تركيا ومختلف العواصم العربية أكثر من أقليم كوردستان . كما تتعالى أصوات الجبهة التركمانية لرفض الفيدرالية على الاعتبار أنها تخطيط لتقسيم العراق بحجة تحريك عواطف ومشاعرالناس البسطاء ضد الكورد وتأجيج الصراعات الداخلية والفتن القومية والطائفية ، لأن أسيادها في تركيا ترفض الفيدرالية خوفاً من نقلها الى الشعوب التركية  هذا الداء الخطير الذي أختاره الشعب العراقي من خلال دستوره  كأنه أنفلونزا الطيور ، كما ترفض تركيا خروج الكورد من الدائرة المظلمة الى الحرية خوفاً من أنعكاسات على أمنها القومي وأثارة للروح القومية الكوردية والقوميات الأخرى من شعوبها . التي سبق ان أكد عليها العديد من كتابنا الشرفاء والأقلام الحرة من العراقيين  .  ويشتد أيضاً ارتفاع بعض الأصوات النشاز التي تناوئ حركة التحرر القومية الكوردية التي تأتي من حملة الفكر الشوفيني من العروبيين المعادين للشعب الكوردي ، هنا يثير الاستغراب الذين لا يجمعهم جامع سوى شغف المشاركة في معزوفة الكراهية والحقد ضد أي شيء كوردي !!!

 هذه الأصوات التي تدعمها الميت التركي بواسطة الجبهة التركمانية مالياً ولوجستياً ، تبحث عـن الأسباب والمبررات لكي تقوم الإستهجان بهذا الشعب والتطاول عليه من خلال الصحف واللقاءات التلفزيونية وتبنى خطاباً إعلامياً لخداع العراقيين بحجة حرصهم على وحدة العراق ، وهدفه الحقيقي الانتقاص من تجربة اقليم كوردستان خوفاً منها أن تتطور الى دولة كوردية قابلة للتصدير شمالاً وشرقاً وغرباً  .

وفي الاخير فاننا نتساءلواعن  سكوت الأنظمة العربية عن غزو أقليم كوردستان العراق ؟ أليست جزءا من العراق ؟ وكبف ترضى السماح لتركيا بدخول الأراضي العراقية وتدمير مدنها وقتل شعبها واحتلال أرضها وهي تعرف نواياها الحقيقيقة ؟ ولماذا تتدعي دائماً حرصها على وحدة ومصالح العراق وفي نفس الوقت يترحب بغزو التركي لكوردستان العراق ، أليس من المضحك ان تستمر هذه الأبواق بالمنادات بوحدة العراق ومصالح العراق  ؟ . 

23
الكورد الفياية بين ماضيها وحاضرها ( 6 )

محمود الوندي
بعد سقوط النظام البعثي



لقد أستبشرالكورد الفيلية بسقوط نظام البعث كبقية أطياف الشعب العراقي وعقدت أمالهم لأقامة دولة الدستور والنظام الديمقراطي وإرساء العدالة الأجتماعية التي تعيد لهم كامل حقوقهم المشروعة وعلى رأسها حقهم في المواطنة ، وأستعادة المستمسكات الرسمية لهم ، واملاكهم التي سلبت منهم أيام حكم البعث ، ومساعدتهم في العودة الى الوطن ومناطق سكناهم الأصلية ، بعد أن عاشوا حياة الغربة ثلاثين عاماً في العديد من بلدان العالم وخاصة في إيران من العذاب والتشرد والبطالة والحلم الى الوطن ، ولكن خيبة أمالهم رغم سقوط نظام الطاغية وحكمه البغيض وللأسف الشديد لم يحصلوا لحد هذه اللحظة على أي شيء من حقوقهم المشروعة ، وعدم الإيفاء بالوعود والعهود المعطاة لهم من قبل قادة الأحزاب العراقية الحاكمة والفاعلة على الساحة العراقية ، وكأن ملفات الكورد الفيلية  دخلت خانة المنسيات ومتروكة فوق الرفوف والختومة بالشمع الاحمر الى أشعار أخرربما الى الأنتخابات القادمة .

كان المفروض للنظام الجديد وحكومته وبرلمانه من معالجة هذا الوضع والأعتذار للكورد الفيلية والأسراع بحل مشاكلهم ومظالمهم والكشف عن مصير ابنائهم المفقودين ، وتقديم الخدمات اللازمة لهم ، وتعويضهم عن الأضرار المادية والأنسانية التي تعرضوا لها وضمان حقوقهم المشروعة كأي مواطن عراقي وأعادتهم الى العراق معززين ومكرمين ومنحهم جنسية وطنهم العراق ، ويجب تغيير قانون الجنسية الحالي الذي  تفوح منه رائحة عنصرية وتمييز لا تخدم الشعب العراقي ، وإلغاء كافة القرارات العنصرية والطائفية المتعلقة بالكورد الفيلية والتي أصدرتها الحكومات العراقية المتعاقبة منذ تأسيس دولة العراق بعد إنتهاء الحرب العالمية الأولى .

يجب على الحكومة الجديدة تشجيع أصحاب رؤوس الأموال منهم للأستثمار الأقتصادي والصناعي في العراق ، حيث معروف لدى الشعب العراقي عن عقلية التجارية والصناعية عند الكورد الفيلية ، لأنهم تركوا بصماتهم الواضحة في سوق الشورجة التجاري في قلب العاصمة العراقية ومدن اخرى ، وكذلك معلوم لدى الجميع أن الكورد الفيلية هم أسسواغرفة تجارة في بغداد { ولو تحولت هذه الغرفة الى فخ لجمعهم وسلب أموالهم ، وأنتزاع كل ما يشيرالى عراقيتهم } ، وعلى الحكومة العراقية أيضاً أن تزيل الخطر على الكورد الفيلية في العراق الجديد وتعيد النظر في حقوقهم ومشاكلهم ، ومعالجة كل الملفات القانونية العالقة ، لكي تعيش بسلام وأمان وأطمئنان في العراق الجديد ، للأسف الشديد شيء من هذا القبيل لم ينجز في هذا العراق لحد الآن ، ولم يبادر أحداً في دفاع عن الحقوق هذه الشريحة الشريفة والمناضلة ولم تؤشر الى مظلوميتهم ، وبالعكس يحاولون البعض بغباء وخبث لكي يطغي بتأريخ قومية عريقة مناضلة معروفة لدى العراقيين وتجريدهم من هويتهم العراقية ومن هويتهم القومية الكوردية ، بعد ما تم سرقة كثير من اصواتهم في الأنتخابات الأخيرة لصالحهم بحجة أنهم من الفرس ، وللعلم عندما قرر المقبور صدام حسين بتهجيرهم إعتبارهم إيرانيين ، لم يتجرأ على تسميتهم بالفرس لأنه رغم بلاهته وغباوته كان يفرق بين القومية الكوردية والقومية الفارسية  .

وعلى القيادة الكوردية كشف المظالم التي لحقت الكوردية الفيلية سابقاً والغبن الذي يلحق بهم حالياً ، وعدم فصل قضية الكورد الفيلية عن عموم قضية شعبنا الكوردي بوجه عام لأنهم يشكلون جزءاُ مهماً من الشعب الكوردي وإن خيرة أبناءهم وما يزالون أعضاء بارزين في الأحزاب الكوردية ، وأبراز قضيتهم المنسية الى الواجهة عسى ان تحرك ضمائر الساسه العراقيين والكوردستانين ، وكذلك ليس من مصلحة الكورد الفيلية فصل قضيتهم عن قضية الشعب الكوردي لأنهم جزء من الأمة الكوردية ومكانهم الطبيعي في صفوف قومييتهم الكوردية ، ولا يوجد حاجز يعيق تواصلهم مع الشرائح الكوردية التي تعيش في كوردستان العراق ، ولو لم يحصلوا لحد هذه اللحظة على أي شيء من حقوقهم المشروعة من قبل حكومة أقليم كوردستان سوى دفاعاً اعلامياً فقط في كل المناسيات لتكلم عن مظلوميتهم ، ولم توفر لهم الفرصة الحقيقة القيام بدورهم الإيجابي في المعطاء والبناء والمشاركة الفعلية في العملية السياسية الجارية في العراق منذ سقوط النظام البائد عام 2003 ، ولم يحتلوا مواقعهم اللائقة بهم في المجتمع الكوردستاني في كافة مناحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والفنية والرياضية .


للأسف الشديد مأساة الكورد الفيلية تضاف بأمتياز الى مآساتهم السابقة التي أهملهم الأشقاء والأصدقاء قبل غيرهم في العراق الجديد مع ان كل ما نسمعه ونقرأه منذ السقوط هو أن تغيير جاء لصالح الشعب العراقي دون تمببز على أساس العرق أو الدين أو المذهب ، ولكن ما تزال تعيش هذه الشريحة على الهامش دون أرض وهوية ولا وطن لأنها تفقد لأبسط ما تتطلبه حياتنا اليومية من الخدمات الإنسانية داخل العراق ، وأنهم مستهدفون من قبل العصابات الإرهابية وقوى التطرف الطائفي المسلح أكثر من باقي الطوائف أو القومية بسبب قوميتهم ومذهبهم في نفس الوقت ، ولأنهم يقطنون في محيط مختلط تضعف فيه عوامل الثقة فيما بينهم ، واما مأساتهم في الخارج لا تعد ولا تحصى وخاصة في إيران وما تجري في مخيمتها ومعانتهم من المرض والفقر والجهل في ظل البرد القارس ودرجة الحرارة التي تنخفض الى ما دون الصفر بدرجات ، ويتعامل الكورد الفيلية خارج الوطن وبنفس الاسلوب التي كانت تتبعه دوائر النظام البائد التي توضع العراقيل في طريقهم عند مراجعتهم للدوائر الرسمية والسفارات العراقية من مطالبة منهم الوثائق الرسمية لأثبات عراقيتهم وتمشية معاملتهم ، لأنهم نسوا بأن النظام البائد جردهم من جميع وثائقهم ومتمسكاتهم الرسمية العراقية التي كانت بحوزتهم قبل تسفيرهم الى إيران  .


المصادر

المصادر نفسها للحلقات السلبقة

24
الكورد االفيلية بين ماضيها وحاضرها ( 5 )

محمود الوندي

مظلومية الكورد الفيلية في عهد النظام البائد

ان اولى حملات التهجير ضد الكورد الفيلية تعود الى اواسط الثلاثينات من القرن الماضي في عهد رئيس الوزراء ياسين الهاشمي في النظام الملكي ، ثم تلته عدة حملات في الاربعينات والخمسينات ، ولكنها لم تأخذ طابعها الشمولي الا مع وصول البعث الفاشي الى السلطة في نهاية الستينات مرة أخرى بأنقلابهم الأسود وهيمنوا على الحكم في 17 تموز عام 1968 ، والتمادى في استغلال قانون الجنسية العراقية رقم 24 لعام 1924 لإغراض سياسية وكأداة ضغط وملاحقة في سياسته الداخلية ( خاصة ضد الحركة الكوردية التحررية والحزب الشيوعي العراقي وبقية قوى المعارضة ) كما استغله لإغراض سياسته الخارجية ( خاصة تجاه إيران في بعض الأوقات ) ، وأصدر النظام قوانين جديدة ضد العراقيين من الكورد الفيلية وغيرها من الطوائف حججها وأهدافها سياسية بحته وذات أغراض اقتصادية واضحة بسبب سيطرتهم شبه الكاملة على أسواق بغداد وعلى الحركة التجارية في العراق ، لا سيما بعد هجر التجار اليهود ، الامر الذي أثار حفيظة العنصريين والحاقدين على الشعب الكوردي ، لذلك قامت حكومة البعث بتجريد أموالهم وانتزاع أملاكهم التي كونوها وشيدوها بجهودهم واجتهادهم وعرقهم وكدهم لسنوات طويلة من العمل والجهد ، التي لم تكن سوى فرهودا رسميا لتلك الممتلكات والأموال من قبل أمن الدولة ، اضافة الى أبعاد اجتماعية ونفسية عميقة وتبعات ثقافية كبيرة ونتائج إنسانية أليمة جدا ومرعبة أحيانا ، وأما الأسباب الثانوية فهي عديدة ومنها خلق مشاكل للحكومة الإيرانية وابادة من يعارضه . كان من بين هذه القرارات القرار السياسي الجائر الصادرعن أعلى سلطة سياسية فاعلة في دولة العراق آنذاك ، وهو مجلس قيادة الثورة المنحل ، القرار رقم 666 الصادرة في 7/5/ 1980. والسبب معروف للجميع ، لأنهم رفضوا سلطة البعثيين في بداية حكمهم ونازلوهم في عقر دارهم .

لذلك أقترف المقبور صدام حسين وحزبه الدموي بحق أبناء العراق الأصلاء من الكورد الفيلية الغيارة أبشع الجرائم والتمييز العنصري والتطهير العرقي في بداية السبعينيات من القرن الماضي من عمليات التنكيل والبطش والأعتقال والتهجير بحجة التبعية المزعومة ، ولكن السبب الحقيقي هويتهم القومية ، إضافة الى  الأنتماء المذهبي ، وقوة مركزهم الأقتصادي ، ورفضهم الأنضمام الى صفوف حزب البعث الفاشي والتعاون معه ، وكانوا مناوئين لنظام البعث وأصبحوا شوكة في عيونه ، لذلك أستخدم المقبور صدام وحزبه الشوفيني مختلف الطرق والأساليب الماكرة والوحشية بغية التخلص من هذه الشوكة سواء بالترحيل والتهجير أو الأبادة الجماعية   .
 
وقد بلغت المأسي والويلات ذروتها في بداية الثمانينات عند أفتعال حكومة البعث أزمتها مع إيران ، لأن طاغية العراق أدرك حجم وخطورة الكورد الفيلية داخل المعارضة العراقية وحركة التحررية الكوردية في كوردستان العراق ، وادرك أيضآ أنها الجزء الفاعل في الجسد السياسي لعموم القضية العراقية لأنتمائهم الوطني والقومي والمذهبي ( وفعلاً كان الكورد الفيلية الجزء الفاعل في الجسد السياسي لعموم القضية العراقية) ، لذلك أطلق الدكتاتور الأرعن عنان أجهزته الأمنية والحزبية للسيطرة وسرقة المحلات التجارية والمعامل التي تعود ملكيتها الى الكورد الفيلية في وضح النهار وأعتقال مئات منهم أثناء العمل ، ومداهمة بيوتهم في منتصف الليل وأخراجهم بملابس النوم بعد أن شعر الخوف منهم ، وحشدهم في السجون التي هيأت لهم تمهيداً لتسفيرهم ، وكانوا يتعرضون الى أشتى انواع التعذيب والإهانات من شتائم وضرب من قبل الحثالات التابعة للأجهزة الامنية العراقية ( أنذاك ) داخل السجون ، بعد ان سيطر نظام البعث على دورهم وأملاكهم في بغداد ومدن أخرى ، وأعدم بدون ذنب شبابهم من سن 15 سنة ولغاية الأربعون وربما أكثر ، وكانت بينهم فاقدي البصر ( المكفوفين ) والمعوقين وكذلك النساء الحوامل اضافة الى العلماء والاكاديميين والأساتذة والطلاب والتجار ، وتم تهجير أكثر من نصف مليون منهم تحت ذريعة التبعية الأيرانية ، مع العلم أنهم مولودون في العراق أبآ عن جد منذ مئات السنين ، بعد ان أنتزعوا كل ما يشيرالى عراقيتهم ، وسلب أموالهم وكل ما يملكون ، سفروهم الى المناطق الحدودية المتاخمة لإيران ، وقد أرغموهم على عبور الأراض المحرمة بين الدولتين أثناء الحرب القذرة وعلى حقول الألغام والمزروعة من الطرفين وكان أكثرهم من الاطفال والنساء والشيوخ والعجزة ، ومات كثيرمنهم أثناء العبور بسبب أنفجار الألغام الأرضية ، وقسوة الظروف المناخية القاسية في تلك الايام عند عبورهم الى إيران . فأن النظام الإيراني قام بإستغلال الكثير من شبابهم حيث قام بزجهم في آتون حروبه مع العراق وأصبحت هذه الشريحة وقوداً وحطباً في تلك الحرب من الجانب العراقي وأيضاً من الجانب الإيراني التي دامت ثماني سنوات ، نتيجة هذه المعاملة الغير الإنسانية بحقهم من قبل الحكومة الإيرانية ، مما أدى أن هاجر الكثير منهم الى الدول الاوربية بحثاً عن مستقبل جيد وحياة آمنة ومستقرة لهم ولعوائلهم  .

وقام النظام البعثي بأسكان العرب من فلسطين ودول عربية أخرى في بغداد العاصمة بعد ترحيل وتهجير الكورد الفيلية من وطنهم دون أي وازع أخلاقي أو ديني أو دستوري ولا حجة قانونية ، ومنح الجنسية العراقية لهم حسب قانون رقم 5 لسنة 1975 ودون أية شروط مع أحتفاظهم بجنسيتهم الاصلية أضافة الى أمتيازات عديدة ، كما قام بأسكان العشائر العربية العراقية في مدن كوردستانية حسب قرار مجلس قيادة الثورة في عهد الرئيس السابق صدام حسين عندما أقر عام 1986 القانون رقم 42 الخاص بأسكان العرب في مدن كوردستانية ، وكان هدف نظام البعث الى تغيير البناء الديموغرافي ومحاولة تقليل نسبة السكان الكورد في العراق وخاصة في مدن وسط وجنوب العراق وبعض مناطق من أقليم كوردستان ، وهذه الأعمال الخسيسة والخبيثة من قبل نظام البعث تعد جريمة التطهير العرقي احد اشكال الجريمة الدولية لأنها أبادة الجنس البشري ، وتعني التدمير المتعمد للكورد الفيلية حيث انها تشبه الجرائم التي أرتكبت أيام الحكم النازي ، هذه الجرائم التي أقدم عليها نظام البعث الشوفيني هي مخالفة للدستور والقوانين والألتزامات الدولية وللأعلان العالمي لحقوق الأنسان ، رغم سكوت المحافل الدولية والمنظمات الإنسانية عن تلك الجرائم .


المصادر :

المصادر نفسها

25
الكورد الفيلية بين ماضيها وحاضرها ( 4 ))


محمود الوندي
 
دور الكورد الفيلية في الحزب الشيوعي العراقي 

شهدت فترة منتصف الثلاثينات وبداية الأربعينات من القرن الماضي نشوء الوعي السياسي لدى سكان مدينة بغداد وضواحيها وفي العديد من المدن العراقية ولاسيما في الجنوب والوسط ، للوقوف ضد الاستعمار البريطاني والنظام الملكي وضد التحالفات الدولية والأقلمية التي تصب لمصلحة الحكام فقط ( مثل حلف بغداد ما يسمى حاف سانتو ) ، كانت الكورد الفلية في طليعتهم وأتدفاعهم بحماس للمشاركة في النضال الوطني لتحرير الوطن من تبعية الأستعمار البريطاني وبناء الديمقراطية في العراق وتحقيق العدالة الأجتماعية بين مكونات الشعب العراقي ومبادئ حقوق الانسان للضمان المؤكد لحماية جميع الأطياف العراقية وأقرارحقوقهم المدنية والقومية والدينية  ، من خلال أرتباطهم بقوى الحركة الوطنية العراقية وبشكل خاص أنضمامهم الى صفوف الحزب الشيوعي العراقي ، لأنهم وجدوا الحزب الشيوعي أحد أعمدة العمل السياسي في مجتمعنا وكان أبرز قوة سياسية وتنظيمية أنذاك في بغداد والعديد من المدن العراقية ، وأقدم الحزب من بين الاحزاب السياسية العراقية ، وأستوعب تطلعاتهم الوطنية والقومية ، وبرزت خلال ذات الفترة أناس من الكورد الفيلية الذين أثبتوا جدارتهم في المجال السياسي والثقافي والنضالي داخل الحزب الشيوعي ، كما أثبتوا جدارتهم في المجال الاقتصادي والصناعي ، لأنهم كانوا قوة سياسية وسكانية داخل يعض مدن الوسط والجنوب وخاصة مدينة بغداد العاصمة حيث لعبوا دوراُ مشرفاً في وثبة كانون وانتفاضة تشرين وكانوا هم من أبطالها ، وبينت تلك القوة عند مقاومتهم لأنقلاب 8 شباط الأسود عام 1963 في شارع الكفاح منطقة عكد ( حي ) الاكراد والصدرية وباب الشيخ والقشل وأبو سيفين وأبو دودو والعوينة وساحة النهضة وصبابيغ الال وفضوة عرب وتبة الكورد ومدينة الحرية والكاظمية والاحياء الشعبية الكوردية الاخرى في مدينة الثورة والجميلة تدل على اخلاصهم ووفائهم للشعب والوطن والحزب الشيوعي .

عندما هب الشعب العراقي من مختلف القوميات والطوائف ليس في مدينة يغداد وحدها بل في جميع المدن العراقية للتصدي للأنقلابيين وكان الكورد الفيلية في مقدمتهم ، لقد وقف الكورد الفيلية كبقية العراقيين بوجه المتأمرين ليدافعوا على ثورة الرابع عشر من تموز وحفاظ على مكتسباتها ، وعلى قائدها الشهيد عبد الكريم قاسم ، بروحهم واموالهم ودمهم وجسدهم ، ونزلوا الى الشوارع وتوجهوا الى وزارة الدفاع ، وهم يطالبون الزعيم قاسم بالسلاح لمقاتلة أنقلابيين الخونة ، وجابهت تلك الزمرة الضالة من الأنقلابيين مقاومة شعبية من قبل العراقيين كان الكورد الفيلية في طليعتهم وخاضوا معارك باسلة ودامية للتصدي للمجرمين الاقزام والخونة وأفشال مؤامرتهم ، في ذلك الحين أشتد الصراع بينهم وبين الأنقلابيين فقتل وجرح الكثير من المشاركين في الانقلاب الاسود في تلك المواجهة ، هنا تجلت أروع صور التضحية للكورد الفيلية ، حيث قدموا الاف من الشهداء من ابناهم من اجل الوطن والشعب وحفاظ على ثورة 14 تموز ومنجزاتها ، وزج بالألاف منهم في السجون والمعتقلات وتم تعذيبهم على أيدي رجال الحرس القومي مما أدى الى أستشهاد عدد كبير منهم تحت التعذيب ، والله لوكانوا يملكون السلاح لأسقطوا الانقلابيين .

بعد عودة البعث الى الحكم مرة اخرى عام 1968 أخذ ينتقم من الكورد الفيلية بسبب مقاومتهم لأنقلاب 8 شباط ، كما أخذ الكورد الفيلية نشاطاتها المسلحة في مقارعة النظام البعثي مرة أخرى من خلال الحزب الشيوعي للقيادة المركزية ، ونشاطاتها السياسية من خلال الحزب الشيوعي للجنة المركزية ضد نظام البعث .

قدمت الكوردي الفيلية قوافل من الشهداء من أبنائهم من أجل حرية وديمقراطية الوطن وسعادة الشعب ، وتحدى أبنائهم الموت والعذاب والسجن بالدفاع عن الحريات وحـقـوق الأنسان وحـقـوق المرأة ، كما ضحوا بكل شيء من أجل ضمان حقوق الشــعب العراقي وبكل أطيافه وشرائحه ، وسقيت أرض العراق بدمائهم الزكية ثمناً لمبادئهم وأفكارهم الوطنية الصادقة والمخلصة ، وقام الحزب الشيوعي العراقي بأرسال العشرات من أبناء وبنات هذه الشريجة الى الدول الأشتراكية السابقة والأتحاد السوفيتي السابق للدراسة والتحصيل  العلمي لخدمة المجتمع العراقي .

وأستخدمت الحكومات العراقية المتعاقبة على الحكم العراق كل الوسائل والسبل لتحجيم وتعطيل دور الكورد الفيلية على الساحة العراقية سياسياً واقتصادياً وأجتماعياً ، ولكن تتحدى أبناءها البررة للشر والظلم بكل أنواعه وأشكاله ، ولم تستطيع تلك الحكومات أقلاع جذورهم العراقي ممتداً عميقاً في أرض العراق أو ينال من عزيمتهم على مدى عقود من السنين ، هذه الحقيقة ناصعة للداني والقاصي ، لأن الجميع يعلم ويعرف بالدور المتميز الذي لعبها الكورد الفيلية سياسياً وفكرياً ورياضياً وعلمياً وفنياً وحضورهم النضالي على الساحة العراقية والكوردستانية ، ووقفهم البطولية ضد أعتى نظام دكتاتوري وأشده غطرسة في العالم العربي والاسلامي ، وتأريخهم المشهودة على الساحة السياسية في بغداد وخانقين وبقية المدن والقصبات العراقية لنضالهم ضد الظلم والطغيان ، ولعل ان أذكر بعضاً من رموزهم في القدام والشجاعة من الذين تحملوا من التعذيب الوحشي في الأقبية قصر النهاية من قبل جلاوزة البعث المجرمين لأانتزاع أعتراف منهم وخير مثال لهم الشهيد لطبف الحاج أستشهد عام 1963 والشهيد جبار محمد علي السيوميري الملقب جبار الحلاج أستشهد عام 1969 بعد تقطيع بعض أعضاء جسمهم جزءاً جزءاً بسبب صمودهم البطولي وعدم إعتراقهم على رفاقهم .
ومن أهم الشخصيات برزت داخل الحزب الشيوعي العراقي هم : د . عزيز الحاج و د. أحمد رجب علي ( المانيا) و د.كمال شاكر سكرتير الحزب الشيوعي الكوردستاني وكامل رضا  ، والشهيد نصرالدين مجيد الدلوي ابن خانقين البار كان ضمن التشكيلة القيادة للحزب الشيوعي العراقي ( القيادة المركزية ) أحد ضحايا قصر النهاية الرهيب ورمى جثته الطاهرة على طرق المحافظات الجنوبية بعد التنكيل به ، ومن الطبيعي هناك شخصيات أخرى شغلت مناصب قيادية أوأحتلوا مواقع مهمة في صفوف الحزب الشيوعي العراقي . لا يتسع الآن المجال لذكرهم فعذراً لمن لم يرد أسمه أعلاه .


المصادر

مؤسسة شفق للثقافة والإعلام للكورد الفيليين
د . زهير عبد الملك :  مراجعة سريعة للحركة السياسية في اوساط الكورد الفيليين
د . مجيد جعفر : مبررات تنظيمات سياسية كوردية في خارج كوردستان – الكورد الفيلية 

26

المسيحيون في العراق  .. من يحميهم ؟!
محمود الوندي

تمر على الشعب العراقي المظلوم أياماً عصيباً منذ أن تسلمت الاحزاب السياسية مقاليد السلطة في العراق بعد سقوط نظام البعث عبر الحرب الامريكية ، يوم بعد يوم تكبر الماساة ويعلوا صوت الخوف والرعب بين اهلنا الأبرياء في كل العراق ، لذلك سرت موجة من الاحباط والقلق ممزوجة بالغضب بين المواطنين العراقيين ، لأن أصبحت جميع المذاهب والاديان والقوميات  ضمن أهداف العصابات والخونة الحاقدين على أبناءنا ، وأنتهاك حرمات المدن والقصبات العراقية ، عكس ما أنتظره العراقيون من تحقيق المزيد من السلام والأخاء والتكاتف بين جميع أطياف شعبنا والأمان والحرية الحركة في المدن العراقية ، ومد جسور المحبة والتعاون بين مكونات شعبنا العراقي كافة .

للأسف الشديد أخذت  بعض الأحزاب والتيارات الأسلامية المتشددة يمارسون جرائمهم بأسم الدين والدين يبرئ منهم ومستغلين تردي الاوضاع الامنية في البلاد لتصفية وإبادة وتهجير أبنـاء شعبنــا العراقي بشكل عـام وابنـاء شعبـا المسيحي بشكل خاص الذي يعيش من أجواء الذعروالخوف على نحو يومي في العاصمة بغداد ومدن أخرى ، وتصر هذه الجهات على قتل المسيحيين وتهجرهم ، لذلك هذه الطائفة تعاني وضعاً صعباً ومأساوياً لأنها ضحية تطهير اثني وديني في خضم الفوضى التي تسود العراق منذ سقوط النظام البائد ولحد الآن ، الى حد يهدد وجودهم القومي والديني وطمس هويتهم بين الفسيفساء العراقي بفعل قوة و وحشية العمليات الاجرامية التي يتعرض لها هذه الطائفية المسالمة على يد ميليشيات المتطرفين والأرهابيين والغرباء الوافدين الى البلد على حد السواء ، وتعرضت نسائهم للحرق بالأحماض والمواد الكيمياوية الحارقة لعدم لبسهم الحجاب ، ولم تستثن حملات الأبادة حتى أطفالهم وصبيانهم الذين لقوا مصرعهم لمجرد أرتدائهم بناطيل الجينز .

هناك جماعات مجهولة الجنسية تشن على المسيحيين حرباً عشوائياً اشبه بحروب الإبادة وتطالبهم ان يعتنقوا دين الاسلام او يدفعوا الجزية 300 دولار شهرياً أو يغادروا منزلهم ، بعد أن أطلقوا أمراء الطوائف وشيوخ الجهلة أعداء الانسانية والسلام فتاويهم ، فأن دم المسحيين مباح ومالهم مستباح إذا لم يدفعوا الجزية أو اعلان عن أسلامهم عليهم ان يرحلوا من ديارهم وإلا أن يقتلوا ، واصبح كل المسيحي مهدد بالقتل والتهجير ، ولا حامي يحميهم من حكم القصاص ، ولا الحكومة العراقية تقوم بحمايتهم فقد أهملت وتم تجاهلهم بكل بساطة ، مما تسبب بنزوح جماعي للطائفة المسيحية التي يمتد وجودها في العراق الى زمن بعيد الى أقليم كوردستان التي يجدون فيها أمناً أكبر لحياتهم أو الى دول الجوار ، في أعقاب حملة من القتل والتهديد وأعمال العنف التي أستهدفت حياة أفرادهم . فان المصير نفسه يتهدد الآن حياة غيرهم من الأقليات الأخرى ، هذه الأقليات العراقية لا تتمتع بأي سلطة سياسية في البلاد  . بل هولاء القتلة وجدوا هذه فرائس في أفراد الأقليات العرقية الدينية سهلة لهم يمكن أقتناصها  .

المسيحييون في العراق شريحة مهمة من أبناء العراق ومكوّن أساسي وبدونهم لا يكون العراق عراقا ، المسيحيون في العراق هم جزء اصيل من النسيج العراقي ، تمتد جذورهم التاريخية الى اكثر من7000 سنة ، وهم ورثة اولى حضارات وادي الرافدين التي مدت البشرية والتطور الانساني بالكثير من الانجازات العلمية والمعرفية كالزراعة والري والكتابة وعلم الفلك ، هم دائما الوجه المشرق للعراق وهم الذين اغنى العراق بما فيه من تمدن وتحضر، وعاشو دائما بسلام مع مكونات الشعب العراقي وخصوصاً مع المسلمين حيث يشاركونهم حتى في تناول وجبة الفطور في شهر رمضان مبارك ، و لم تكن لهم اذية على اي شخص من اي ديانة اخرى ، لقد ضحّوا بالغالي والنفيس على مر الزمان وفي كل الأوقات في سبيل العراق ، عاشوا معانات و ضيم الذي عاشه العراقيين في ظل الأنظمة المتعاقبة على حكم العراق ، ولذلك كانوا سباقين للدفاع عن الوطن وفي العمل من اجل حريته وتقدمه وازدهاره في كل العصور والظروف التي مرت على العراق العزيز.
 
لقد ان الاوان لكي يتحرك اصحاب الضمائر الحية لنجدة مسيحيي العراق وطوائف أخرى ، و انقاذ وجودهم ومقدساتهم و بات من الضروري جدا ان تتكاتف كل الجهود الخيرة و على كافة المستويات من اجل اسقاط هذا المشروع الطائفي الذي يهدف الى تهجير المسيحيين قسريا و الاستلاء على أملاكهم وميراث اجدادنهم بقوة ، حق وواجب مقدس لكل عراقي مسلما مسيحيا صابئا يزيديا ان يتضامن ليرد هؤلاء الدخلاء المتخلفين الطامعين في بلاد الرافدين . وعلى الحكومة العراقية لاخذ التدابير العاجلة لايقاف هذه الاعمال التي لا تمس للتحضر بصلة ولا تعرف اي قيمة انسانية ودينية ولا النابعة من ضمائر.. وايقاف تهجير المسيحيين من مناطق سكناهم وخاصة في بعض مناطق بغداد والموصل والبصرة وبقية مناطق العراق ، كذلك القيام بمحاسبة مرتكبي مثل هذه الافعال ،  وحماية من تبقى من العوائل في مناطق سكناهم ، وارجاع  المهجرين الى مناطقهم ، وكذلك تعويضهم الخسارة التي اصابتهم من جراء ذلك ، وايجاد حل دائم لمشاكلهم ومعاناتهم ، وكذلك القيام باصلاح وتعمير الكنائس المتهدمة  .

ان علماء المسلمين في العراق اليوم يقفون امام مسؤلياتهم الدينية و امام الله جل جلاله وان اليوم لديهم الكلمة الفصل لبرهنوا للعالم بان ديننا  يدعوا الى المحبة والتعايش ليس الى الأكراه والظلم ، ويستنكروا الأعمـال الأجرامية التي يقوم بهــا الأرهـابيين والميليشيـات المسلحة  من قتل وتشريد لأبناء شعبنا وبكل طوائفه  . ان الهجمه البربريه تحجج بالتشريعات الاسلامية لتمرير خطط تهدف لاذكاء روح الكراهية بين قوميات العراقية التي تقودها تيارات خارجه عن الاطر الإسلامية والأنسانيه ، مبدئها التخلف والطائفيه وأهدافها قلع جذور لبناة العراق في جميع الميادين  .   

27
       
الكورد الفيلية بين ماضيها وحاضرها ( 2 )


محمود الوندي

رب سائل يسأل لماذا جنسيتهم الإيرانية ؟؟؟؟؟

أختار قسم من الكورد الفيليين والعديد من العرب والقوميات الأخرى أيضاً ، التبعية الإيرانية للتخلص من تأدية الخدمة العسكرية ضمن الجيش التركي الذي كان فرض الخدمة العسكرية الألزامية أثناء الحرب العالمية الأولى ، التي تعتمد الدولة العثمانية على طاقات بشرية من ضمن ولايتها لذلك إدعوا بأنهم " التبعية الإيرانية " وليسوا ضمن رعايا العثمانيين لهروبهم من الخدمة العسكرية ، والتي أصبحت فيما بعد وباءً عليهم في جميع مراحل الحكومات المتعاقبة في حكم العراق المشبعة بالفكري العنصري الشوفيني الضيق وأتهامهم بالتبعية الإيرانية ، ( بأستثناء فترة قصيرة أعقبت عام 1958 أبان الرابع عشر من تموز المجيدة ، عندما حاول الشهبد الزعيم عبد الكريم قاسم رفع الغبن على شرائح كبيرة من الشعب العراقي الذي ألحقه قانون الجنسية العراقية رقم 24 لسنة 1924 بداية تشكيل الحكومة العراقية بتشريع قانون الجنسية العراقية الجديدة رقم 34 لسنة 1963 إلا ان أنقلاب شباط الأسود عام 1963 أنقلب على تلك الإصلاح ، وبعد ثلاثة أشهر من وقوع أنقلاب 8 شباط صدر قانون الجنسية الجديدة من قبل أنقلابين تحت رقم 43 لسنة 1963 وكان أشد وطأة من سابقه أي من القانون رقم 24 لسنة 1924 ، بهدف الأنتقام من الكورد الفيلية نظراً لقيام مقاومة مسلحة لأنقلاب المشؤوم )  ، كما فعل الأخرون أخفاء أولادهم الذكور من الشباب للتخلص من الخدمة العسكرية ضمن صفوف الجيش التركي لكي لا يذهبوا للحرب في سيبريا وأوربا ومناطق أخرى من العالم وإلتجأ الكثيرون منهم الى الجبال والأهوار والمناطق النائية لأن السوق الى الخدمة العسكرية كالسوق الى ساحة الإعدام  ، بينما أختار القسم الآخر من الشعب العراقي من العرب والكورد الفيلية والقوميات الأخرى التبعية العثمانية ، التي اصبحت ميزة لهم في إثبات الهوية العراقية والأنتماء للعراق والمقياس الوحيد في أثبات هوية المواطنة للعراق ، وقام كثير من هولاء بإداء الخدمة العسكرية أثناء الحرب العالمية الاولى ، وماتوا كثيراً منهم وظلت جثتهم في سوح المعارك ( أنذاك ) ، كما كثيراً منهم تم يقائهم في تلك البلدان بسبب بعد المسافة وقلة المواصلات . وكانت الإمبراطورية العثمانية واسعة ومترامية الأطراف فهي تغطي قسماً واسعاً من قارة أوروبا وكذلك أفريقيا إضافة الى أسيا .

بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى وأنهيار الإمبراطورية العثمانية ووقوع العراق تحت سيطرت البريطانية وتأسيس دولة العراق ، تفاقمت معاناة الكورد الفيلية من التميز بعد تصنيف العراقيين الى إتباع لبلدين أجنبيين مجاورين حكما العراق سابقاً هما تركيا (التبعية العثمانية) وإيران (التبعية الإيرانية) حسب قانون الجنسية العراقية رقم 24 لعام 1924 ، وكلا التبعيتين كما واضح غير عربية ، لكن أشرفت على صياغة مواد هذا القانون الذي أهمل مبدأ سواسية أمام القانون وأصبح عبئاً ثقيلاً على مكونات الشعب العراقي مجموعة حاقدة من حملة الأفكار العنصرية والشوفينية ذوي النزعة الطورانية وأتخذوا من القومية العربية ستاراً لغايتهم رغم عدم انتمائهم لها ، لأسباب طائفية أهمل الموضوعية في تحديد معايير المواطنة منتهكاً بذلك أسس العدالة والمساواة بين أبناء شعبنا ، مفضلاً إحدهما على الاخرى .

أستغلت هذا القانون لأغراض سياسية بحتة من قبل الحكومات المتعاقبة على دفة الحكم في العراق لملاحقة قوى سياسية معينة وشرائح محددة من المجتمع العراقي ، وركزت بشكل خاص على ملاحقة الناشطين السياسيين من الكورد الفيلية العاملين في صفوف الأحزاب الكوردية والحزب الشيوعي العراقي والحزب الدعوة الأسلامية وصفوف الأحزاب الدينية والوطنية الديمقراطية الأخرى . 

إلا أن أكبر حملات الجرائم جرت بحقهم بعد سيطرة حزب البعث على إدارة الحكم في العراق مرة أخرى عام  1968 ، فجعلت من موضوع التبعبة كابوساً رهيباً وسيفاً مسلطاً على رقاب العراقيين فشملت حتى ذوي الأصول العثمانية الذين لم تكن لديهم وثائق رسمية بسبب الجهل أو الامية أو الاهمال ، وأعتبرهم معاديين للنظام عند وصوله الى السلطة ، لذلك سلب منهم أعز ما يتمسك به المواطن وهو حق المواطنة حيث جردهم النظام البائد من جنسيتهم العراقية بحجة أعتبارهم من التبعية الإيرانية برغم أنهم ولدوا وترعروا في هذا الوطن وخدموه بكل أخلاص وصدق .

28

الكورد الفيلية بين ماضيها وحاضرها ( 1 )



محمود الوندي

تحتوي هذه الدراسة المختصرة والموجزة حول تأريخ الكورد الفيلية في الماضي بغية أعطاء فكرة للقارئ الكريم بشكل موضوعي بعد أستيعانتي بكتب التأريخ وبعض المقالات عن سبب أضطهادهم من قبل الحكومات المتعاقبة دست على الحكم في العراق ، والظلم والأجحاف الكبير الذي لحق بهم في التأريخ الحديث ،  وما هي  دورهم في الحركة الوطنية العراقية والكوردستانية منذ الحرب العالمية الثانية ، وكذلك دعمهم للتنظيمات الإسلامية السياسية منذ بداية تشكيلها ضمن إطارها الوطني العراقي العام ، وأبعادها القومية الكوردية والمذهبية الشيعية ، وما وضعهم الأقتصادي والأجتماعي الحالي داخل المجتمع العراقي ومقارنة مع وضعهم السابق ، ونتسأل ماذا قدمت لهم الحكومة التي تلت السقوط لهذه الشريحة  ؟ وماهي مستحقاتهم آلآن في الحكومة الجديدة ؟ وما السبب لحد الآن عدم تمكنها تلبية مطالبهم المشروعة  ؟ ولماذا لم تعيد لهم كامل حقوقهم وعلى رأسها حقهم في المواطنة  ؟ يجب وضع الحلول الجذرية لهذه المشاكل والمعاناة الطويلة ، وإصدار قرارات سياسية محكمة  من الحكومة العراقية والبرلمان العراقي بسن قانون جديد من قبلهم ليكون حد نهائي لمعاناتهم وآلامهم وحلاً نهائياً لقضاياهم  .

تأريخ الكورد الفيلية :

لقد أثبتت الدراسات التأريخية والتقنيات الأثرية على أن أقدم الأقوام البشرية التي سكنت في المناطق المحصورة بين شرق دجلة وجهتي جبال زاكورس المتاخمة للحدود العراقية الإيرانية هم الكورد الفيلية ، وحكموا ولاتهم المنطقة أكثر من 331 سنة وكانت عاصمتهم تقع في المنطقة الكميت ضمن محافظة نيسان ، حيث يعود تأريخ سكناهم في هذه المناطق الى أكثر من 5 ألاف عام ، وكانوا مصدراً رئيسياً لصناعة آلات حديدية ونحاسية الى بلاد ما بين النهرين والى بلاد الفرس ، أضافة الى الزراعة وتربية الحيوانات ، ونشأت عليها أقدم الشرائع في حينها وإنتعشت الحركة الثقافية وإزدهرت النهضة العمرانية في ظل حكمهم  بسبب نشاطهم العقلي وجهودهم البدني ، يشهد التأريخ بحق هذه الشريحة الكوردية على إنسانيتها وقدرتها وتصميمها الجبارة  في بناء صرح الإنسانية وتشييد الحضارات البشرية منذ فجره ، وكانوا من الرواد الأوائل في بناء تلك صروح الحضارات الإنسانية من خلال المسيرة التأريخية ، وتنحدر الكورد الفيلية من عشائر معروفة مثل عشيرة الجيروان والملكشاهي والكولكولي والشيروان والزركوش والقطبي والشوهان وهناك عشائر كوردية اخرى ، الأصل الحقيقي للكورد الفيلية يعود الى الشعب اللوري هو جزء من الأمة الكوردية ، وتنتمي أغلبهم الى مذهب أهل البيت وهو المذهب الشيعي  .  يذكر العديد من المؤرخين بأن الشعب اللوري من بقايا العلاميين أو الكوتيين  حيث تنتشر هذه الشريحة الكوردية في مدينة بغداد وفي المناطق الوسطى والجنوبية من العراق  ( من خانقين شمالاً الى الكوت والعمارة جنوباً ، وغيرها من المدن العراقية بمحاذات حدود العراقية الإيرانية) . ولهم لهجتهم الخاصة المشتقة من اللغة الكوردية ، بل أنها الأساس الحقيقي لللغة الكوردية  . أما مدلول كلمة الفيلي حسب تعريف العلماء تعني انها الرجولة والشجاعة النادرة والغيرة والأنسانية .

نجح الكورد الفيلية في الاندماج منذ ألاف السنين بالمجتمع العربي العراقي على نحو متكامل أجتماعياً وأقتصادياً وثقافياً وسياسياً ، دون أن يفقدوا حسهم بالانتماء القومي الى الأمة الكوردية وحافظوا على لهجتهم الكوردية اللورية ، شأنهم شأن العديد من الأقليات القومية والدينية الصغيرة ، كما حافظوا على تقاليدهم المذهبية ، والمعروف عن الكورد الفيلية أنهم أناس مسالمين ومحبين الى الخير والعمل الإنساني ، كما نجحوا في أمتهان العمل التجاري والصناعي والزراعي لأنهم تميزوا بوفاء وأحترام المواثيق والصدق والامانة في نشاطاتهم التجارية والأقتصادية ، وبرزت أسماء متميزة من بينهم في ميدان الحركة الوطنية العراقية والكوردستانية ، وتأريخ العراق السياسي عموماُ من خلال  نشاطهم الوطني العراقي ضمن صفوف الحركة الكوردية التحررية وضمن صفوف الحزب الشيوعي العراقي والحركات السياسية الاخرى ، و ظهرت أسماء لامعة في ميدان الثقافة العراقية وفي ميدان الفن والرياضة الى جانب التجار المعروفين في الميدان الاقنصادي ، بالإضافة الى المئات من شهداء الكورد الفيلية الذين ضحوا في سبيل الوطن والشعب داخل السجون والمعتقلات الأنظمة السابقة وفي الأقبيتهم وأختلط  دمائهم بدماء أبناء العراقيين الشرفاء الذين لم يرضخوا يوماً الى الحكام الطغاة ، وهناك أمثلة الكثيرة سوف نذكرها في الأجزاء القادمة ، كما ضحوا وأستشهدوا دفاعاً عن الشعب الكوردي فوق قمم جبال كوردستان ووديانها ، لا يسعنا ذكرها وإذا أردنا ذكر فالقائمة تطول ، لأن لهم تحت كل شجرة وصخرة جندي مجهول ، وفي كل سجن سفيراً لهم .

كان الكورد الفيلية ضحية التخطيط الأنتقالي للحدود الفارسية والعثمانية في وقتها لأنها تسكن في المناطق الحدودية بين العراق وإيران كما أشرنا اليها ، وأصبحت مناطقهم أرض صراع بين الدولتين حتى العقدين الأخرين من القرن الماضي ، أستمرت هذه الحالة بعد سقوط العثمانيين ، وأخرها كانت الحرب الايرانية - العراقية التي أستمرت ثمانية أعوام في القرن الماضي التي دفعت جميع المدن التي تسكنها الكورد الفيلية أهلها وبنيتها التحتية ثمناً باهضاً طيلة سنوات الحرب المدمرة ، حيث القصف العشوائي والتدمير اليومي الذي أصاب البشر والحجر والبساتين وكل شيء حي .


المصادر
 
الباحثة الألمانية باريار غوتمان : لورستان الغارقة في القدم
المستشرق هول : تأريخ الشرق الأدنى القديم
مؤسسة شفق للثقافة والاعلام للكورد الفيليين


29
المسيحيون في العراق  .. من يحميهم ؟!

محمود الوندي

تمر على الشعب العراقي المظلوم أياماً عصيباً منذ أن تسلمت الاحزاب السياسية مقاليد السلطة في العراق بعد سقوط نظام البعث عبر الحرب الامريكية ، يوم بعد يوم تكبر الماساة ويعلوا صوت الخوف والرعب بين اهلنا الأبرياء في كل العراق ، لذلك سرت موجة من الاحباط والقلق ممزوجة بالغضب بين المواطنين العراقيين ، لأن أصبحت جميع المذاهب والاديان والقوميات  ضمن أهداف العصابات والخونة الحاقدين على أبناءنا ، وأنتهاك حرمات المدن والقصبات العراقية ، عكس ما أنتظره العراقيون من تحقيق المزيد من السلام والأخاء والتكاتف بين جميع أطياف شعبنا والأمان والحرية الحركة في المدن العراقية ، ومد جسور المحبة والتعاون بين مكونات شعبنا العراقي كافة .

للأسف الشديد أخذت  بعض الأحزاب والتيارات الأسلامية المتشددة يمارسون جرائمهم بأسم الدين والدين يبرئ منهم ومستغلين تردي الاوضاع الامنية في البلاد لتصفية وإبادة وتهجير أبنـاء شعبنــا العراقي بشكل عـام وابنـاء شعبـا المسيحي بشكل خاص الذي يعيش من أجواء الذعروالخوف على نحو يومي في العاصمة بغداد ومدن أخرى ، وتصر هذه الجهات على قتل المسيحيين وتهجرهم ، لذلك هذه الطائفة تعاني وضعاً صعباً ومأساوياً لأنها ضحية تطهير اثني وديني في خضم الفوضى التي تسود العراق منذ سقوط النظام البائد ولحد الآن ، الى حد يهدد وجودهم القومي والديني وطمس هويتهم بين الفسيفساء العراقي بفعل قوة و وحشية العمليات الاجرامية التي يتعرض لها هذه الطائفية المسالمة على يد ميليشيات المتطرفين والأرهابيين والغرباء الوافدين الى البلد على حد السواء ، وتعرضت نسائهم للحرق بالأحماض والمواد الكيمياوية الحارقة لعدم لبسهم الحجاب ، ولم تستثن حملات الأبادة حتى أطفالهم وصبيانهم الذين لقوا مصرعهم لمجرد أرتدائهم بناطيل الجينز .

هناك جماعات مجهولة الجنسية تشن على المسيحيين حرباً عشوائياً اشبه بحروب الإبادة وتطالبهم ان يعتنقوا دين الاسلام او يدفعوا الجزية 300 دولار شهرياً أو يغادروا منزلهم ، بعد أن أطلقوا أمراء الطوائف وشيوخ الجهلة أعداء الانسانية والسلام فتاويهم ، فأن دم المسحيين مباح ومالهم مستباح إذا لم يدفعوا الجزية أو اعلان عن أسلامهم عليهم ان يرحلوا من ديارهم وإلا أن يقتلوا ، واصبح كل المسيحي مهدد بالقتل والتهجير ، ولا حامي يحميهم من حكم القصاص ، ولا الحكومة العراقية تقوم بحمايتهم فقد أهملت وتم تجاهلهم بكل بساطة ، مما تسبب بنزوح جماعي للطائفة المسيحية التي يمتد وجودها في العراق الى زمن بعيد الى أقليم كوردستان التي يجدون فيها أمناً أكبر لحياتهم أو الى دول الجوار ، في أعقاب حملة من القتل والتهديد وأعمال العنف التي أستهدفت حياة أفرادهم . فان المصير نفسه يتهدد الآن حياة غيرهم من الأقليات الأخرى ، هذه الأقليات العراقية لا تتمتع بأي سلطة سياسية في البلاد  . بل هولاء القتلة وجدوا هذه فرائس في أفراد الأقليات العرقية الدينية سهلة لهم يمكن أقتناصها  .

المسيحييون في العراق شريحة مهمة من أبناء العراق ومكوّن أساسي وبدونهم لا يكون العراق عراقا ، المسيحيون في العراق هم جزء اصيل من النسيج العراقي ، تمتد جذورهم التاريخية الى اكثر من7000 سنة ، وهم ورثة اولى حضارات وادي الرافدين التي مدت البشرية والتطور الانساني بالكثير من الانجازات العلمية والمعرفية كالزراعة والري والكتابة وعلم الفلك ، هم دائما الوجه المشرق للعراق وهم الذين اغنى العراق بما فيه من تمدن وتحضر، وعاشو دائما بسلام مع مكونات الشعب العراقي وخصوصاً مع المسلمين حيث يشاركونهم حتى في تناول وجبة الفطور في شهر رمضان مبارك ، و لم تكن لهم اذية على اي شخص من اي ديانة اخرى ، لقد ضحّوا بالغالي والنفيس على مر الزمان وفي كل الأوقات في سبيل العراق ، عاشوا معانات و ضيم الذي عاشه العراقيين في ظل الأنظمة المتعاقبة على حكم العراق ، ولذلك كانوا سباقين للدفاع عن الوطن وفي العمل من اجل حريته وتقدمه وازدهاره في كل العصور والظروف التي مرت على العراق العزيز.
 
لقد ان الاوان لكي يتحرك اصحاب الضمائر الحية لنجدة مسيحيي العراق وطوائف أخرى ، و انقاذ وجودهم ومقدساتهم و بات من الضروري جدا ان تتكاتف كل الجهود الخيرة و على كافة المستويات من اجل اسقاط هذا المشروع الطائفي الذي يهدف الى تهجير المسيحيين قسريا و الاستلاء على أملاكهم وميراث اجدادنهم بقوة ، حق وواجب مقدس لكل عراقي مسلما مسيحيا صابئا يزيديا ان يتضامن ليرد هؤلاء الدخلاء المتخلفين الطامعين في بلاد الرافدين . وعلى الحكومة العراقية لاخذ التدابير العاجلة لايقاف هذه الاعمال التي لا تمس للتحضر بصلة ولا تعرف اي قيمة انسانية ودينية ولا النابعة من ضمائر.. وايقاف تهجير المسيحيين من مناطق سكناهم وخاصة في بعض مناطق بغداد والموصل والبصرة وبقية مناطق العراق ، كذلك القيام بمحاسبة مرتكبي مثل هذه الافعال ،  وحماية من تبقى من العوائل في مناطق سكناهم ، وارجاع  المهجرين الى مناطقهم ، وكذلك تعويضهم الخسارة التي اصابتهم من جراء ذلك ، وايجاد حل دائم لمشاكلهم ومعاناتهم ، وكذلك القيام باصلاح وتعمير الكنائس المتهدمة  .

ان علماء المسلمين في العراق اليوم يقفون امام مسؤلياتهم الدينية و امام الله جل جلاله وان اليوم لديهم الكلمة الفصل لبرهنوا للعالم بان ديننا  يدعوا الى المحبة والتعايش ليس الى الأكراه والظلم ، ويستنكروا الأعمـال الأجرامية التي يقوم بهــا الأرهـابيين والميليشيـات المسلحة  من قتل وتشريد لأبناء شعبنا وبكل طوائفه  . ان الهجمه البربريه تحجج بالتشريعات الاسلامية لتمرير خطط تهدف لاذكاء روح الكراهية بين قوميات العراقية التي تقودها تيارات خارجه عن الاطر الإسلامية والأنسانيه ، مبدئها التخلف والطائفيه وأهدافها قلع جذور لبناة العراق في جميع الميادين  .   
 

30
أشاعة الوعي الديمقراطي في العراق

محمود الوندي

مرت على الشعب العراقي المظلوم سنوات مريرةً منذ أن تسلمت حكومة البعث مقاليد السلطة في العراق وحكمه بالحديد والنار أكثر من خمسة وثلاثين عاماً ، ذاق خلالها شعبنا من المصائب والألام على يد نظام الطاغية ،ووسط صمت المحافل الدولية والمنظمات الإنسانية التي لم تتحرك ساكناً للوقوف ضد هذه الجرائم ، ولم تبذل أي جهداً لوقف أنتهاكات حقوق الإنسان العراقي على أيدي الأجهزة الأمنية البعثية ، كما وقفت الأنظمة العربية واعلامها الى جانب نظام البعث من خلال التطبيل والتزمير للقائد الضرورة ، وتحويل ما جرى ارتكابه من الجرائم الى منجزات وطنية ، كما جرى في جميع المدن والقصبات العراقية نشر ثقافة حزب البعث وأفكاره الشوفينية ، ثقافة الزيتوني والمسدس العفليقية ، والتي هي في الواقع تشكل بعضاً من  سمات الثقافة العربية بعد ان باتت التي تغطت بشعارات إسلامية وقومية ، وبحيث صارالمواطن المسكين يعيش في الخوف والقلق والبلبلة والتخبط ، بعد ان نشر حزب البعث الرعب والقتل والتخلف والفوضى في كل زاوية من زوايا العراق من خلال عمليات الاغتيال والأعتقال للمثقفين والمفكرين والسياسيين والوطنيين ، أضافة الى أنتشار الفساد الاداري والمالي داخل جميع المؤسسات والهيئات الحكومية ، كما دمرحزب البعث كيان الدولة ومؤسساتها المختلفة لإيقاف الدورة الأقتصادية والأجتماعية داخل العراق من خلال قرارات فاشلة اتخذت ايام حكمه ، ولم يقدم للعراق وشعبه عدا الخراب والدمار والقتل والفقروالعوز . واصبح العراق برمته سجناً أو مقبرة لكل العراقيين .

السؤال الملح هو هل يمكن بناء دولة ديمقراطية مدنية دستورية في عراق اليوم بدون أشاعة الوعي الديمقراطي وبدون وجود مؤسسات ديمقراطية  ؟؟؟؟؟

لا بد لولاً من الاعتراف ان نفسية الفرد العراقي قد تغيرت كثيراً ، بعد ان فقد الكثيرون قيمهم الانسانية والاخلاقية ، نتيجة العيش لعقود من الزمن في ظل نظام البعث وتفاقم التأثرات السلبية الناجمة عن مختلف أشكال الكبت والظلم ، وحيث فاق العفالقة بوحشيتهم جميع أنظمة القمع في العالم ، كما ان الفرد العراقي عانى الكثير من النتائج الكارثية للمختلف من حروب العفالقة ، وكلل الحرمان من العمل والضمانات الصحية وغير ذلك من الخدمات الأساسية ، فضلاً عن القلق المستمر على مصيره ومصير جميع افراد أسرته من ملاحقات أجهزة الأمن ودسائس أعوان النظام في مختلف ميادين العمل وغير ذلك من أشكال العيش في جحيم نظام البعث ، والتي كان من الطبيعي ان تخلف الكثير من الشوائب والندوب على عقول ونفوس الكثير من العراقيين وعلى نحو أدى مع مرور الوقت لظهور تغيرات سلبية حادة على صعيد التفكير والسلوك الاجتماعي ، وكانت قبل زمان العفالقة موضع استهجان وإدانة الناس من مختلف المراتب الاجتماعية .
 
لذلك لا أعتقد يمكن أشاعة الوعي الديمقراطي في العراق بدون تحرير الوعي العام  وتنظيف العقول والنفوس من مخلفات حزب البعث فكرياً وثقافياً التي تقف حجر عثرة في طريق وصول الى الديمقراطية ، لأن نمط الوعي السائد في العراق ما زال محكوماً بمخلفات الفكر البعثي ، هناك تغليب المصالح الشخصية والفئوية على حساب مصالح الشعب والوطن ومستقبله ، دون مراعاة هموم ومصالح المواطن العراقي ، وهناك أيضاً أناس من الأنتهازيين والنفعيين يركبون الموجة ويميلون معها أينما أتجهت ولم بفكروا يوماً في الشعب سوى بمصالحهم وأستغلالهم السلطة بشكل سيء لتحقيق مأربهم الشخصية ، ولا تغيب على المتابعين بأن الأحزاب الإسلامية والقومية المتواجدة على الساحة العراقية غير معنية بالديمقراطية  وغير مقتنعة بها ولا يربطها أي رابط ، ولا تعتبرها إلا وسيلة لتحقيق مصلحها وأهدافها ، لإن كل حزب يخطط أن يحصل على مكاسب أنية في الدائرة الدينية أو القومية أو المذهبية ، وتحاول الألتفاف على التزام بأقامة نظام ديمقراطي ، من هنا أستطيع ان اقول هذه الأحزاب لا تستطيع أن يعيش في جو ديمقراطي نقي ، لأن الديمقراطية سوف تكشف عورتها وتسقطها في أعين العراقيين ، لذلك تحاول بأستخدام السلاح الديمقراطي لضرب الديمقراطية .
لا يمكن تطبيق الديمقراطية بدون تطورعقل الإنسان العراقي وشعوره بالولاء والمحبة للوطن ، ورفع الحواجز العنصرية والطائفية ومنتشرة بيننا منذ عصورطويلة والقضاء عليها ، وتطوير العلاقات الأجتماعية والثقافية بين جميع أطياف المجتمع العراقي دون أقصاء أو ألغاء أي طرف ، ووضع المصالح الوطنية العليا فوق المصالح الفئوية أو الحزبية الضيقة وصد أطماع الأخرين في عراقنا ، بأن هناك ترابطاً وثيقاً بين أرتقاء الإنسان وتطوره الثقافي والعلمي والحضاري وبين أشاعة الوعي الديمقراطي الذي هو جزءاً للثروة الوطنية  ، ولو يحتاج هذا الامر الى جهود فكري والضخم ويحتاج الى وقت طويل لإزالة التضليل والألتباس الذي ترتبت عليه ، كل هذا الخوف والريبة على مصداقية المبادئ السياسية والقيم الإنسانية لدى المواطن العراقي .
وهي في الوقف ذاته نداء أوجهه الى كل إنسان شريف يسعي بتحرير نفسه وتنظيف عقله من ثقافات حزب البعث لإصلاح مجتمعنا وبناء جسور الثقة والتفاهم فيما بيننا على اساس الحرية والعدل والمساواة خال من الامراض والتناقضات ، وفتح صفحة جديدة للمحبة لا للكراهية ، للتوحيد لا للفرقة ، ونرفع عن خلافتنا من أجل المصلحة العامة  التي تكون الدعائم الأساسية والحقيقة لبناء الديمقراطية ومجتمعات الحضارية ، هو السبيل الوحيد لضمان تحقيق الديمقراطية على أرض الواقع بصورة صحيحة التي تعتبر منهجاً وطريقاً لبناء العراق ،  .
خلاصة القول إن الديمقراطية هي ثقافة وموروث أجتماعي لايمكن تحقيقها بين عشية وضحاها ، وأنما بالتدرج وبخطوات عملية وعلمية مخلصة على ممارستها في تربية الجماهير على وعي الديمقراطي الى أن تصبح تقليداً يحترمه الشعب ، وتربية جميع مكونات المجتمع العراقي على حوار وأحترام الأخريين وقبول الرأي الأخربرحابة صدر بعيداً عن التشنجات المحمومة لبناء العراق الجديد على أسس الديمقراطية والتعددية الحقيقة .

31

إعدام المجانين في خانقين        
 

محمد غازي خانقيني

كنا ولا زلنا نقرا كثيرا من المقالات في الصحف والمواقع عن الشهداء الذين كانوا ضحايا الممارسات السيئة والأجرامية لنظام البعث وللدكتاتورالمقبور، ولكن كثيرا من الكتاب أشروا في مقالتهم فقط للرجال المعروفين على الساحة السياسية ، وأما الأقلام المأجورة المحسوبة على الأحزاب القومية والطائفية تؤشر دائماً وبشكل خاص الى الشهداء من أحزابهم ، واما الفقراء وغير الحزبيين فعليهم السلام ، أنا في هذه المقالة أحاول أن أسلط الضوء على على واحدة من مآسي شعبنا من الطبقة المسحوقة . هذه المأساة التي لم ولن يصدقها أحداً ، للأسف الشديد لم يذكرها أحداً من اصحاب الاقلام الحرة الشريفة بأختلاف معتقداتهم وأفكارهم , والذين تقع على عاتقهم هذه المهمة التأريخية . أريد هنا أن أكشف للأقلام المأجورة والأصوات المبحوحة التي ما زالت تطبل وتزمر للقائد الضرورة وشهيد الاسلام والامة العربية عن تلك الجريمة ( وأكرر لم ولن يصدقها أحداً) . قامت الأجهزة الأمنية في مدينة خانقين في أواخر القرن الماضي خلال حكم البعث بأعدام مجموعة المجانين دون مراعاة الوضع النفسي والصحي لهولاء المساكين ، أعدموهم على حسب ما يعتنق البعض من أهلهم من أفكار أو أنتمائات الى الأحزاب الكوردية أو انتمائهم الى الحزب الشيوعي العراقي . هولاء المساكين لم يتذكرهم أحد ولم تكرم عوائلهم بعد سقوط نظام البعث لا من قبل حكومة أقليم كوردستان ولا من قبل الحكومة العراقية , أي أنهم أصبحوا في طي النسيان . حالهم حال الكثير من الناس البسطاء والبؤساء الذين ضحوا في سبيل الشعب والوطن ، وأصبحت أسمائهم في سجل المنسيين .                                                                                                                                                                                                                                                        قام أحد الرسامين في مدينة خانقين برسم لوحة بديعة وتأريخية لهولاء الضحايا المنسين من الناس البسطاء والمختلين عقلياً . الذين استشهدوا في سجون ومعتقلات الأجهزة الأمنية للنظام البائد والذين لا ذنب لهم سوى أنهم من القومية الكوردية أو ان البعض من عوائلهم معارضين للسلطة ، وكانت تتوسطهم أي تتوسط هولاء المساكين في اللوحة المذكورة مونليزا والرسام نفسه حاملاً لافتة ومكتوب عليها أين حقوق الإنسان ياعالم .                                                                           
هذه اللوحة تختلف عن اللوحات التي عرضت على المجتمع العالمي والمحافل الدولية حول معاناة وآلام الشعب العراقي لما تجسده من مأساة حقيقية . فمتى تصحو وتنهض ضمائرهذا المجتمع الدولي من النوم العميق . هذه اللوحة جمع الفنان فيها المظلومين من اهل المدينة من الطبقة المسحوقة الذين غدر بهم الزمان ، وهي تعبير عن المرحلة الدموية التي مرت بيها مدينة خانقين ، وكشف فيها عن الجرائم البربرية والتعريب الذي مارسه نظام البعث وأجهزته الامنية بحق أبناءها .                                                                                   
رب سائل يسال من هم هؤلاء ؟؟؟؟؟؟
                                                                               
لو دخلنا في تفاصيل حياة اي واحد منهم نتفاجئ باحداث مثيرة ومؤلمة  قد لا يصدقها العقل . ما جرى لهولاء المساكين داخل سجون ومعتقلات النظام البعثي على أيدي جلاوزة البعث من التعذيب الجسدي والنفسي يفوق التصور .
هنا أحاول أن أنقل لكم بعض الاحداث المؤلمة والغريبة :                                                                                                     

أولهــا :                                                                       
قامت الأجهزة الأمنية لمدينة خانقين بدهم أحد الاحياء الفقيرة في المدينة وألقيت قبض على أحد المجانين يدعى  ( جبار ) دون أي سبب فقط لأنه مختل العقل ، رغم محاولة أهله  وتدخل أهل الحارة ( المحلة ) لتعريف وإفهام رجال الامن والرفاق الحزبيين بمرض االرجل  وأنه مصاب بأنفصام شخصي , ولكن دون جدوى من تلك الأعذار ، وبعد مدة طويلة وجدت جثة المسكين في أحدى أزقة المدينة وهومقتول ، وكانت أثار التعذيب واضحاً على جسده .                             

الحدث الثاني :                                                                   
            أحد أبناء المدينة يدعى ( صدقي عباس ) عقله مختلاً ويتصرف دون وعي وأنه     معروف للقاصي والداني داخل المدينة ، لأنه كان من عائلة معروفة ، الغريب أنه سيق الى الخدمة العسكرية دون النظر الى وضعه الصحي والنفسي ، ودون عرضه على الطبيب المختص . في أحد الايام وضع على كتفه علامة النسر الذي قلعه من بيرته ( غطاء الراس تستعمل أوتلبس في الجيش العراقي ) ومقلداً أحد الضباط وبدون وعي لأنه مختل عقلياً ، ألقي القبض عليه بتهمة التأمر على السلطة والحزب ، وأجري معه التحقيق والتعذيب في آن واحد لكي يعترف على مجموعته , وحكم عليه بالاعدام ، وأثار التعذيب كانت ظاهرة على الجسده .
 
وأما ثالثها كما يلي :
أبلغت أحدى العوائل بترحيلها ومغادرة مدينة خانقين الى المناطق الغربية أو الجنوبية من العراق ، وكان في تلك العائلة أحد من أبناءها مختلاً عقلياً ( مجنون ) ألقي القبض عليه لأنه لم يلتزم بأوامر السلطة بمغادرة المدينة ، وتعرض للتعذيب بسبب وجوده في المدينة ولم يرحل مع عئلته ، وأفرج عنه على ان يغادر مدينة خانقين ، ولكن ( عيدان ) رغم أنه مختل علقياً رفض ترك المدينة ، والقي القبض عليه مرة أخرى وتم أعدامه في احدى مقاصل حزب البعث الدموي .
لا اريد ان اسرد القصص عن الاخرين لأن هناك عشرات من القصص  حول جرائم النظام البعثي بحق اهالي مدينة خانقين ، فبألإضافة الى ذلك هناك الكثيرين  ممن استشهد جراء القصف الايراني  او استشهد جوعا اثناء الحصار .

وأـخيرا ً : أليس من حقنا أن نسأل متى يقدم هولاء  المجرمون الذين ارتكبو جرائمهم بحق هؤلاء المساكين للقضاء لينالوا جزائهم العادل .

32
الجبهة التركمانية .... إعلام كاذب وأقلام أجيرة

محمود الهرمزي
وما دعاني الى الكتابة في هذا الشأن هو مشاهدتي واستماعي بصورة دائمة الى فضائية تركمان إيلي التابعة الى الجبهة التركمانية التي تدعم وتمول من الحكومة التركية ، وتقوم الجبهة من خلاله وباذلة الوقت والمال في سعيها لخلق الحاجز بين التركمان والكورد ، وخلق البلبلة والمشاكل لتعكير الجو بينهم ، كما حال مواقعهم الالكترونية لتلفيق الاخبار الكاذبة للتطهير العرقي بحق التركمان في كركوك من قبل كتابهم المأجورين ، تهرصات وتخرصات البعض بأتهام المسؤولين في مدينة كركوك بالتزوير وجلب أكراد من أيران وتركيا أو تغيير قومية أهالي المدينة وتزوير أسماء العوائل ضمن الحصة التموينية ، لأن الجبهة منذ تأسيسها تحاول دبج المقالات المظللة لتشويه الواقع وألقاء التهم على الكورد لتبرئة فلول نظام البعث عن جرائمهم داخل مدينة كركوك ، لأنها ليس لها هم وغم سوى معادات للشعب الكوردي ، وبعكس ما اشاهده واسمعه من قنواة الكوردية وما أقرأ المقالات كتابهم في مواقعهم ، وهم يدعون الى التأخي والمحبة والتكاتف ، والادهى من هذا وذاك إن الجبهة التركمانية أشترى عدداً من الكتاب العرب الذين لا يجمعهم جامع كما يبدوا سوى كراهيتهم وحقدهم على الكورد ، وهولاء يمارسون إرهـاباً فكـرياً تحت أسماء مستعارة من خلال مقالاتهم التي تنشر على مواقعهم وعلى موقع إيلاف وكتابات ويبثون سمومهم كالأفاعي على شعبنا العراقي بشكل عام والشعب الكوردي بشكل خاص ، ويحرضون على الفتنة الطائفية والقومية في المدن الحساسة لتفعيل الشقوق والشروخ في صرح الأخوة العربية الكوردية التركمانية والكلدوأشور، يختلقون التهم الباطلة بحق مكونات الشعب العراقي ، صاروا يرددون نفس الأسطوانة المشروخة والكليشة المملة لم تعد غربية على أذاننا .
في هذه المقالة أحب ان أعرض عليكم عن مدينة كركوك قبل وبعد سقوط نظام البعث :
 وإن جرائم النظام البعثي بحق التركمان وإنتهاكاته لحقوق الأنسان التركماني من خلال الأعدامات والتصفية الجسدي لا تعد ولا تحصى ، وأصدر البعث قانونا منع التركمان من تملك العقارات في كركوك ويحق لهم البيع ولا يحق لهم الشراء ، كما أجبرالعوائل التركمانية على تتغير قوميتها الى قومية عربية  ،  لطمس هوية التركمان والقضاء على مقوماتها وتدمير خصوصياتها ، وألغاء بقية مقومات الهوية التركمانية من العادات والتقاليد واللباس الشعبي والفلكلور التركماني ، على ذلك لم توجد ولا  مدرسة واحدة تدرس اللغة التركمانية في عهد النظام البائد ، ولا مركزا ثقافيا واحدا إهتم بالتراث التركماني وثقافته الخاصة ، إضافة الى نوعية تعامل النظام السلبي في الدوائر والمؤسسات الحكومية داخل مدينة كركوك مع المواطن التركماني ، في إطار إستراتيجية جهنمية تهدف الى دفع التركمان للتنصل عن هويته أو دفعه للهجرة الى خارج الوطن  .
بعد ان قام النظام بتدمير وتخريب مدينة تسعين التركمانية الشيعية في عام 1985 وتهجير عوائلها الى المناطق الجنوبية والغربية في العراق ، كما حال قرية بشير والتركلان واليايجي وغيرها من القرى التركمانية ، أحتضنت المدن الكوردية عشرات من عوائل التركمان وغييرهم من القوميات والمذاهب هرباً من جور الأجهيزة الأمنية البعثية وكانوا محضى الحب والأحترام من قبل الشعب الكوردي ، وكل هذه الاعمال كانت تجري بصمت مطبق حيث لم تنل الأهتمام الأعلامي والإثارة والفضح والكشف عن تلك الجرائم المقززة ، مع أن الذي جرى على التركمان لم يكن قليلا وربما كانت توازي في آثارها السلبية ما جرت على القوميات والمذاهب الأخرى إن لم تكن أكبر ، دون ان تستطيع الجبهة التركمانية واسياده في تركيا ان يتفوهون ببنت شفة .
 
أما بعد سقوط نظام البعث رجعت الكثير من العوائل التركمانية المهاجرة والهاربة الى مدينة كركوك ، ويعيشون جنبا إلى جنب مع الكورد وهم لا يميزون قط عن الكورد ، وبنيت جميع القرى التركمانية التي هدمت من قبل النظام البائد ، وألغيت جميع القرارات التي أصدرت بحقهم في الزمن النظام البعثي ، وأفتتحت العديد من المقرات والمكاتب لكافة الأحزاب التركمانية التي تنشط علنا ومرخصة  في مدينة كركوك وحتى المقرات للجبهة التركمانية التي تعمل بصورة علنية ، واحدة من منجزات العهد الجديد ، أضافة الى الأذاعة  والتلفزيون الأرضية والفضائبة والصحف المطبوعة باللغة التركمانية إن كانت حروف العربية أو اللاتينية  ، كذلك تدريس لغته القومية في المدارس التي تتواجد فيها التركمان  .
 أنني في هذه المقالة لست بصدد للدفاع عن القيادات الكوردية وعن أخطائهم داخل المؤسسات والهياكل الحكومية التي ليست ضرراً للتركمان فقط إنما للكورد أيضاً ، بل انني ضد تفعيل الشقوق والشروخ في صرح الاخوة التركمانية الكوردية ، لأن مصلحة التركمان يكون دائماً مع الكورد وتشارك بينهما التأريخ بسبب لصيق بعضهما البعض جغرافياً ، ويربطهم صلة القربى بالدم وبالهواجس ويوحدة شؤونهم وشجونهم لأن هناك منذ الأزل ثمة علاقات أجتماعية وأقتصادية وثقافية بين الكورد والتركمان وعاشوا جنباً الى جنب منذ القدم في كركوك ، ولم يكن على الأطلاق أي نوع من الحساسية أو الأمور السلبية في العلاقات بين أهالي كركوك ، وكان الجميع يعيشون بأخوة وسلام ، وبعيداً عن التطرف القومي من طرف واحد ، أضافة الى الاستثمار تجارالتركمان داخل مدينة كركوك وفي جميع مدن كوردستانية أخرى .
لا أحد يستطيع أن ينكرمظلومية التركمان في محافظة كركوك قاطب في ظل النظام السابق ومهضوم حقوقه في النظام الجديد أسوةً بغيرهم من أبناء الشعب العراقي ، لإن اية جريمة ترتكب على اساس سياسي أو قومي أو مذهبي ، صغيرة كانت ام كبيرة ، ضد شخص واحد ام مجموعة من الناس ، هي فعل ضد الانسانية وهي مدانة طبقا لكل قواعد حقوق الانسان ومبادئه في كل الاديان والاعراف ، ولكن لا نرضى أحداً ان يتاجر بأسم القومية التركمانية في العراق كائن من يكون من اجل مصالحه او مصلحة احدى دول الجوار ، لذلك أدعو من خلال مقالتي الى الوحدة الوطنية والأبتعاد عن التمييز العرقي والطائفي وتجنب عبارات السب والشتم والتجريح ، وأثارة غرائز الناس البسطاء بأية وسيلة من وسائل الأثارة ، بل أدعو على تمتين الأخوة العربية الكوردية التركمانية والكلدوأشورية بحيث يتمتع الجميع بحقوقهم المشروعة والعادلة ، وتعزيز التعايش السلمي فيما بينهم لخدمة الوطن هو الرابط الحقيقي للهوية العراقية وتعزيز لوحدة البلاد .

33
متى تنتهي معاناة الشعب العراقي ؟
محمود الوندي

قبل الدخول في متاهة هذا الموضوع الشائك والمحزن والمبكي في ان واحد علينا ان نعترف بأن مأساة ومعاناة الشعب العراقي ليست وليدة اليوم , فلوألقينا نظرة بسيطة على تاريخ العراق القديم والجديد سنلاحظ انه مكتوب تلك المأساة الدموية ، هناك الكثير من القصص والروايات التي تذكرنا بحجم العذاب والألام والمصائب التي عاشها الإنسان العراقي في العصور السابقة ، لكن اليوم وما يحدث لشعبنا من اضطهاد وتهجير وابتزاز واعتداء يضاهي او يفوق ما تعرض له أبائنا واجدادنا من قبل . . لقد طالت هذه الممارسات الملايين في داخل العراق وكل الاطياف العراقية .

يتعرض المجتمع العراقي الى خطر يداهم جميع أطيافه دون استثناء إن كان مسيحياً او مندائياً او عربياً ( من شيعتة وسنتة ) او كردياً أوتركمانياً او يزيدياً او أرمنيا ً، وينتشر بين زوايا الشوارع وساحات المدن والأماكن العامة وداخل المؤسسات والهيئات الحكومية ، وحتى داخل أماكن عملهم و بيوتهم ،  والحكومة العراقية مشلولة لا تستطيع ان تمد يدها لمساعدة مواطنيها ، وقواتها  الأمنية مخترقة من قبل الأرهاب بكل اشكاله وألوانه ، ولا يدخل في برنامجها أمن المواطن ، إنها محصورة في دائرة المنطقة الخضراء لا أكثر . لقد بينت جميع المؤشرات على فشل السياسين العراقيين الحاليين في التميز بالوطنية العراقية المطلوبة .

الوضع العراقي الراهن مأساوي ، الأوضاع الأمنية والسياسية والحياتية في العراق شئ لا يحسد عليه ، ولا يمكن وصفه إلا بالكارثية وصار نزف الدم العراقي نهراُ ثالثاً مرادفا لنهري دجلة والفرات ، والقوي يأكل الضعيف ، وتسرح الذئاب البشرية معلنة هيمنتها على المجتمع العراقي . وحقوق مكونات الشعب العراقي لا زالت مهضومة وهي المعتدى عليها من الاحزاب الإسلامية المتطرفة ، واغلبها تمارس سياسة الارهاب عبر ميليشياتها وعصابتها الارهابية ، يشعر المواطن العراقي بمعاناة متزايدة من جراء العدوان وانعدام الامن والشعور بالتخلي الحكومة عنه في كافة الممارسات والأنشطة منها الأمنية والخدماتية  .

ويقف وراء هذه العمليات التخريبية في العراق من تفجير واغتيال هم الاحزاب والتيارات الإسلامية المتطرفة ، ولا يهمهم شيء الا مصالحهم ، لان هدفهم الاساسي سلب الاموال والحصول على الغنائم ، واشاعة اجواء الخوف والتوتر لتدمير الانسان العراقي والقضاء على طموحاته ، ومفاقمة الاحتقان الطائفي والاجتماعي ، وصولا الى اجهاض العملية السياسية وشل الحياة العامة لتحقيق اهداف سياسية معينة . وممارسة سياسة الترهيب لدفع أبناء الشعب العراقي الى الهجرة وتفريغ العراق من مكوناته التي كنا نفتخر بوجودها معنا منذ الاف السنين لتكوين مناطق من لون طائفي واحد عبر التهجير الجماعي القسري لذوي اللون المغاير . لأن هولاء ليس لديهم القـدرة على أستيعاب التغـيرات الحاصلة في العـراق لخدمة المجتمع ، بل يتجارون بحياة شعبنا من اجل المنصب والمال ، ويلعبون على الوتر الطائفي لأجل مصالحهم الشخصية والحزبية الضيقة وليس من اجل الانسان العراقي الذي عانى من الويلات عبرعصور التأريخ .

هذه الآلام والمأساة أهلنا وأحبائنا في العراق ايها السادة لا ولن تنتهي بالتصريحات والتهديدات والأستنكارات في بلد ينعدم فيه النظام والقانون ولا وجود للمحاكم والقضاء من مكان او اهمية في دولة اللاقانون يحكمها ، لن تنتهي ما دام رؤوس الإرهاب لا زالوا مجهولي الهوية ، لن تنتهي وهناك مصالح أحزاب وزعاماتها مع دول الجوار تغذي منها بالمال والسلاح مقابل تعبئة الناس البسطاء على الفتنة الطائفية والعرقية في العراق ، لن تنتهي هناك تشجيع للعنف الطائفي التي تحدث يومياً وبشكل بشع تدمي القلوب وتدمع العيون لهولها وقسوتها ، هذه الأعمال اللاإنسانية غيرت الكثير من الرؤى والقناعات التي كانت مترسخة في أذهان وأحلام الكثير من العراقيين ، والذين كانوا يحلمون بعراق جديد خال من الفاشية والتسلط وأنظمة الموت والدمار ، فإذا بهم يصبحون على كوابيس ووقائع وأحداث مدمرة وتنفذ بوحشية وأبتعادها عن كل الاخلاق الأنسانية وتحصد ما تحصد من الضحايا ليتحول العراق الى أكبر مقبرة بشرية ، كما حصلت قبل أيام في منطقة ألبوعاج وراحت عملية تلك الأجرام الخسيسة والخبيثة ألاف من أخواننا الأيزيدين ، وبالأضافة الى تفشي حالة الفساد الأداري والمالي الى حد الثمالة ، لنرى كثير من العراقيين لا يرى سبيلا للخروج من هذا الوضع سوى بمغادرة البلاد تاركين كل ممتلكاتهم خلفهم والسعي لمستقبل جديد في الخارج . لان الوضع الامني في البلاد لم يتحسن ، بل على العكس سجل تدهورا ملحوظا في مناطق عديدة ، لا سيما في بغداد العاصمة
حتى لم يعد ثمة وجود لفعل الدولة ومؤسساتها ، وخصوصا الامنية منها  ، هذا الشعب المسكين يقتل ويشرد ويغتصب أمام أنظارالمجتمع العالمي . لان الحكومة العراقية فشلت سياستها في تلبية حماية وأحتياجات المواطن العراقي .

34
لماذا دق هذا الاسفين بين الكورد والتركمان ؟

محمود الهرمزي

بينما كنت أتصفح بين المواقع وأذ وقع عيني على عدة المقالات في احدى مواقع الجبهة التركمانية ومدعومة بشكل لا يقبل الشك من المخابرات التركية ، لقد أتضحت الرؤيا والتوجيهات السياسية للجبهة لديُ من خلال قرأتي لتلك المقالات ، ووجدت فيها هجوماً شرساً وحملات الهسترية ضد الشعب الكوردي التي تنطلق من نزعات عنصرية وطائفية وكذلك على ثورة 14 تموز التي باركها جميع مكونات الشعب العراقي وعلى قائدها الشهيد البطل عبد الكريم قاسم الذي ما زال حياً في قلوب أبناء العراق ، ويتهمنه بالدكتاتوروالطاغية ، ويتباكون بدموع التماسيح على الأحداث 1959 التي مضى عليها نصف قرن وكانت ضحيتها مقتل 27 فرداً من التركمان و3 من الكورد قد لا يتجاوز عددهم عدد الذين يقتلهم أنتحاري واحد كل يوم من التركمان كما حدث قبل أيام في ناحية آمرلي وراحت ضحيتها اكثر من مائة قتيل وجريح  ، وكما يتجاهلون معاناة  التركمان في عهد النظام البعثي . حيث سلط عليهم التعريب والتطهير العرقي كما سلطه على الكرد أيضاً . ويبدؤن بعويلهم وينفخون أجسادهم ويعرضون عضلاتهم وأعمالهم البهلوانية المضحكة ويعيدون نفس الآسطوانات المشروخة والقديمة حول أوضاع العراق وكركوك والكورد .. لأنهم لايريدون الآستقرار والآمن والآمان في العراق بصورة عامة وأقليم كوردستان ومدينة كركوك بصورة خاصة ، ويحاولون خلق المشاكل لتعكر الاجواء بين التركمان والكورد بناء على اوامر صادرة من اسيادهم في تركيا .
من المفارقات العجيبة عندما قرأت مقالة منشورة في احدى تلك المواقع للجبهة التركمانية لأحد الكتاب المصريين مقالاً ملفقاً وبعيداً عن الخلق والعمل السياسي بعنوان ( التركمان وذكريات يوليو / تموز الأليمة ) الذي يصف عمليات القتل والارهاب ضد شعبنا وتدمير وتخريب الأقتصاد بلدنا بالمقاومة الوطنية ، واتهام الكورد والشيعة بالتواطئ في العمليات الارهابية داخل العراق .
الآخطر من ذلك سيل الآتهامات والتلفيق من الكاتب المصري للشعب الكوردي وقيامهم بعمليات الآغتيالات والتفجيرات في مدينة كركوك لأثارة الرعب في القلوب التركمان والعرب ، ودفعهم الى مغادرة مدينة كركوك وتركها للكورد ، ومنها  أنفجار الذي حدث  في ناحية آمرلي ويتهم به الكورد ، رغم ألقاء القبض على المتهمين وأعترافهم على تلك الجريمة البشعة . وأعترفات غيرهم  من الارهابيين قيام بالعشرات من العمليات الأجرامية الجبانه في مدينة كركوك ومدن أخرى ، وأن جميع الآمراء الشياطين هم من خارج العراق  وأكثرهم من مصريين .... لا أعتقد الكاتب إذا يدعي بأنه خبير في شؤون العراق أو التركمان ، لم يشاهد على شاشة الفضائيات العربية وغير العربية أعترافات المجرم الذي فجر السيارة المفخخة أمام دائرة المحاكم في كركوك وأعترف نصا ً بأن السائق كان مصرياً وهو الذي جلس بالقرب من مكان الآنفجار وضغط على ( الريمونت كونترول ) مقابل حفنة من الدولارات ، لا ادري كيف يحلل الكاتب إذا كان محللاً مهاجمة مقرات الاحزاب الكوردية والأحياء الكوردية .. وأغتيال العشرات من الكورد والتركمان والعرب في مدينة كركوك . والآقضية والنواحي التابعة للمدينة من قبل المتسللين العرب الى داخل العراق . ترى هل يعرف الكاتب أي أنفجار داخل الأسواق او الساحات لم يستهدف قومية أو دين او مذهب ، بل كل ضحية تلك الأتفجارات كانت بواسطة السيارات المفخخة أم العبوات الناسفة .
المشكلة الحقيقة التي يعاني منها الكاتب الأجير هو بعده عن المركز الحدث وأن عنوان مقالاته ومواضيعها يتم اختيارها من قبل أجهزة المخابرات التركية أو عملائها داخل العراق مقابل حفنة من  الدولارات التي تسيل لعابه عليها ، لذلك تجد المقالة ركيكة بسبب أفتقار الكاتب للخلفية التأريخية والجغرافية للمناطق داخل العراق التي يطلب منه الكتابة حولها حتى إن بعض الجمل تراها متكررة في كتابتها .
هذه الأقلام نفسها التي مدحت طاغية العراق وقسماً منها لا يزال يسوق على ان صدام مناضلاً عربياً وشهيد الأمة العربية ، وتم شراء هولاء المرتزقة من قبل الجبهة التركمانية العميلة ، لبث الدعاية وأشاعة الفوضى ، وتلفيق الأخبار الكاذبة لتطهير عرقي ضد التركمان في كركوك وصب نار غضبه على الشعب الكوردي والأقلام الحرة التي تدافع عنه ، بحجة دفاع وتباكي بدموع التماسيح على حقوق التركمان ووحدة العراق ، والغرض منها بناء الجدار العازل بين القوميتيين لمصلحة تركيا التي فقدت مصالحها في العراق بعد سقوط نظام البعث ، لذلك نرى تركيا تضغط على الجبهة التركمانية ان تعكر الأجواء بين الاكراد والتركمان وبقية الأطراف العراقية ، وتعاونها مع تلك الأواسط التي طالبت في حينها بأطلاق سراح الطاغية صدام حسين ومن رفاقها البعثيين في الحويجة والعوجة وعرب التعريب في كركوك الذين متلهفون لإعادة دوران عجلة الحياة في العراق الى الخلف وعودة البعثيين للحكم  .
تسعى الجبهة التركمانية التي دمرت المطالب الحقة والمشروعة والعادلة للشعب التركماني . بواسطة الأقلام المأجورة الى اعادة احياء واجترار الحديث عن اعمال القتل التي ارتكبت ضد عدد من التركمان قبل 48 سنة بعد تأسيس الجمهورية الاولى في العراق والتي يتم تصويرها دون خجل على انها حملة متواصلة للكورد من اجل سحق التركمان ، وهنا عندما يرى المرء مقالة بعد اخرى تدبج بشكل يثير الانزعاج من تكرارها وهي محبوكة سلفا ومبرمج لها مسبقا حول احداث 1959 في كركوك ، واخرى عديدة معادية للكورد ، بدلاً أن توجه الجبهة لسكان كركوك من جميع القوميات ويحثهم علىالعمل المشترك والتكاتف والتضامن لجعل هذه المدينة مدينة التآخي والسلام والمحبة ، مدينة العمل والازدهار والرفاه والنموذج الحي الذي يحتذى به من جميع المدن العراقية كردية كانت أم عربية أم تسكنها قوميات أخرى . لإن أمن و استقرار مدينة كركوك يتوقف على اقتران القوى السياسية الكردية والتركمانية والعربية بعضها ببعض وضماناً لوحدته . وهناك منذ الأزل ثمة علاقات أجتماعية وأقتصادية وثقافية بين أهالي كركوك ولم يكن على الأطلاق أي نوع من الحساسية أو الأمور السلبية في العلاقات بين القوميات والطوائف في مدينة كركوك ، وكان الجميع يعيشون بأخوة وسلام ، وبعيداً عن التطرف القومي من طرف واحد  .
الغريب في تلك تناقضات الجبهة التركمانية التي تتخذ من " وحدة العراق والدفاع عن التركمان " ذريعة لرفض الفيدرالية ، ومن ناحية أخرى تريد إبقاء الأوضاع في كركوك كما كانت عليها في عهد نظام البعث ، كما ترحب باحتلال التركي لشمال العراق أواقليم كوردستان العراق التي المرعوبة من التطور السياسي الذي حققه الشعب الكوردي على الساحة العراقية ، ونحن التركمان نعرف مثل غيرنا من الطوائف والقوميات العراقية الاخرى الفيدرالية الحل الناجح على الاطلاق .. لأن الفيدرالية ليست انفصالاً ، بل إنها تعزيز لوحدة العراق حين تتمتع جميع القوميات بحقوقها القومية المشروعة والعادلة وحين تسود حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والرابط الحقيقي اليوم للهوية العراقية ووحدة البلاد ، وتتدخل تركي لشؤون العراق يشكل تعقيداُ ولبس حلاً لمشاكلنا .
دق هذا الاسفين بين الكورد والتركمان من قبل الجبهة التركمانية ومحاولتها الخبيثة لتشويه الحقائق بواسطة الأقلام المأجورة ، وتحاول تسميم أفكار وعقول السذج وخصوصاً الذين ليست لهم حصانة فكرية مبنية على المواطنة وحب الوطن ، وخلق الحزازيات والحساسيات بين تلك الكيانات القومية عبرالأعلام ووسائله ، بدلاً أن تتدعي الى الحب والسلام على أرض العراق والبعد عن الحرب الأهلية ، والهدف من تلك الاعمال الخسيسة لافشال وعرقلة تطبيق الفيدرالية بصورة صحيحة  لأسترضاء أسيادهم في تركيا التي تخاف منها ، وباضافة الى ذلك كانت اكثر عناصرها جزءاً من مؤسسات الاجهزة الامنية القمعية في زمن النظام البائد الذين وقفوا ضد أبناء جلدتهم من التركمان الشيعة الذين يحاولون اليوم بكل ما اتيت من القوة لخلق الفتنة والفرقة بين أبناء شعبنا  .
وأقول للجبهة التركمانية وأقلامها المأجورة متى تصحى ضميركم وان كانت لكم ضمير ، وتقولون الحقيقة التي تعرفها وان تطرقون الى ما تنص عليه الوثائق التأريخية  حول مدينة كركوك وبقية مدن العراقية .

35
ديمقراطية العراق ام ديمقراطية الاحزاب

محمود الوندي

كان الشعب العراقي على موعد مع الولادة الجديدة لعملية الديمقراطية والحرية والعادلة والتفائل في مستقبل العراق ، ، الذي أنتظرها الإنسان العراقي طويلاً وضحى ما لديه في سبيلها ، من أجل الوصول بالعراق الى شاطئ الأمان ، وعودة الإبتسامة على شفاه الأطفال والأمهات والآباء في ظل عراق الحرية والمحبة والتآخي ، وتنقله من حالة الرعب والفقر والبؤس الى حالة الأمان والرفاهية ، لهذا قد تعشمت الجماهير خيراً للقادم الذي تؤول اليه عملية بناء العراق الجديد ، أن يتمتع الفرد من مكونات الطيف العراقي بكل حقوقه المشروعة ، لكي يساهم مساهمة فعالة في بناء المجتمع المدني ، لكن مع الأسف خيبت آمال شعبنا بعد أظهار سيادة المعايير الطائفية في تشكيل قوام الهيئات والمؤسسات الحكومية ( بدأت رائحتها العفنة يزكم الانف ) ، وأنتشار المحسوبية والمنسوبية والحزبية الضيقة في التوظيف على حساب الكفاءات والمواطنة ، ليجد نفسه في الوضع أشد خطورة من قبل وأكثر ظلامية ، وتلاشت أحلامه لأنه وقع فريسة أستبداد الأخرين أن لا تقل جرائمهم عن جرائم النظام البائد ، ومنهوبة لقمة عيشه من الساسة اللصوص الجدد الذين يتكلمون بأسم الديمقراطية والعدالة الإجتماعية ، وأستغل بعضهم الديمقراطية والحرية للتفرقة والتشهير للآخرين وأختلاق معايب أحياناً ، وهذا التشهير والأختلاق لا بد أن يؤدي أخيراً الى التأجيج الخصومه للثأر والأنتقام ، وتعمل هذه العناصر بكل نشاط على أثارة الأضطربات ، وتعبئة الناس البسطاء وتخدير عقولهم على الفتنة الطائفية والقومية ، محاولاَ تخريب البني التحتية وأرباك الوضع في العراق وأغراقه في فوضى بطريقة خسيسة وجبانة وهذه الامور أصبحت واضحة حتى للعميان البصر والمغفل . 

تتحمل هذه الأحزاب والقوى السياسية العراقية قصداً كبيراً من الوضع الأمني في العراق لاستغلالهم فجيعة والآم شعبنا العراقي لخدمة اهدافهم وطموحاتهم السياسية ، بسبب جراء تصريحاتهم التحريضية عبر وسائل الأعلام المختلفة تزداد وتيرة القتل والخراب في العراق يوماً بعد يوم التي تستهدف المدنيين العراقيين العزل والقتل العشوائي للأبرياء اينما كانوا ، لعدم إمانهم بديمقراطية العراق ، بألاضافة الى التناحر السياسي القائم على ساحة العراق لأجل مصالحهم الخاصة ومصالح الدول التي تدعمها . 

 وناهيك عن الفساد الأدراي ، وما أدراك من الفساد الأداري أخطر من ألأرهاب ، وسبب كل مشاكل وهموم لشعبنا المظلوم . أنتشرمثل مرض أنفلونزا الطيور في العراق وصل ( الى العظم ) ، وقيادات أحزاب سياسية وصلت من الغنى الى أرقام خيالية فاقت كل التصورات ، يا سلام على ديمقراطية العراق ، لذلك أرى أغلب تلك الأحزاب والقوى السياسية الذين يتكلمون عن الديمقراطية والإنسانية وتبجحون بهما لا يقيدون بمقياسيهما وغير مكترثين لحال العراقيين ، بل أستغلت هذه الجماهير المغلوبة على أمرها للكسب السياسي ، لأنهم يريدون حفاظ على وجودهم وعلى ما يتمتعون من ملاذ الحياة ونعيمها . 

لم يستفد الشعب العراقي من الديمقراطية ، بل استفاد منها الدجالون والمشعوذون والانتهازيون والمجرمون والإرهابيون والباحثون عن  المكاسب الشخصية من الوجاهة والمناصب والمال والرواتب والمخصصات الخيالية ، وأستبيحت المؤسسات العلمية والهيئات الحكومية حين أمتلأت بالجهلة وتكرست المحاصصة الطائفية والقومية داخل هياكل الوزارات والدوائر . والأدهى من كل هذا وذاك أن تتحول بعض الوزارات اوالهيئات والمؤسسات الحكومية الى ما تشبه مكاتب ومقرات الأحزاب أو واجهات رديفة لأحدى الكيانات السياسية ، وفتح الأبواب أمام الفاسدين والمرتشين واللصوص على مصراعيها مما سهل الأمور أمامهم للأنتساب الى الأجهزة الأمنية ويتولون مراكز وأدارات وقيادات في المؤسسات والهيئات الحكومية .

مسكين هذا الشعب – فالأحزاب يتاجرون بقضيته بأسم الديمقراطية لمصالحهم وليس لمصلحته ، وكل يتحدثون عن مأسيه بأسم الأنسانية لكنهم لا يشعرون بالفقر الذي يعيشه والأذى والظلم الذي يعانيه تحت تسلط زمرة الشر من العصابات الإرهابية والميليشات الأسلامية التي تتحكم بمصائره منذ أكثر من أربعة سنوات أي لمواصلة نفس ذلك النهج النظام البائد من حيث التخطيط والتنفيذ للجريمة والقتل الدائم للبشر .

من خلال ما استعرضناه يتضح عدم وجود سلطة لقانون واحد ، وانما عدة سلطات قانونية ، وبهذه الاسباب  انهار الركن الاساس في بناء المجتمع الديمقراطي في العراق الجديد ، وهذه الحقائق قد يعرفها أغلب العراقين ، لأن مصلحة الأشخاص المسيطرين على المؤسسات والدوائر الدولة بواسطة الأحزاب والتيارات تكون في كفة تغلب على المصلحة المواطنة والأنسانية  .

36
الدماء العراقية ضريبة لمصالح دول الجوار


محمود الوندي

 جميع دول الجوار العراقي تتحمل مسؤولية المعاناة والآلام شعبنا (انا لا أستثني أحدا) ، لاستغلالهم نفوس الضعفاء من داخل العراق الذين يعملون ضد مصلحة العراق ، بل لمصالح وأجندات خارجية مقابل حفنة من الدولارات ، وبعضهم يتبؤون مواقع خطيرة في الحكومة العراقية ، ومن  المؤسف  ان تكون من ضمن هذه الدول أعداء النظام السابق مثل الحكومة السوريه وكذلك الحكومة الإيرانية التي كانت أكثر ضرراً خلال حربها مع العراق ، وكانت ضحاياها نصف مليون مواطن بين قتيل وجريح  . 
الكثير من الظواهر السلبية السائدة والمتفشية في العراق اليوم تقف خلفها دول الجوار ومخابراتهم  ، بتعاون مع الطابور الخامس الذي يعمل لحسابهم داخل العراق ، وتسعى بكل ما اتيت من قدرة وجهد خبيث لتوسيع الشرخ بين اطياف الشعب الواحد وبالتالي لإحداث حالة من الفزع والفوضى والارتباك ، لكي تثير حالة اليأس لدى الإنسان العراقي ، ويصل الحال بالمواطن لأن يطالب بعودة الامور الى ما كانت عليه سابقا ، لذلك تزداد المعاناة اليومية للشعب العراقي بفعل أعمال إرهابية منظمة ومدعومة من دول مجاورة ، والمستمرة في تدمير العراق وقتل أبناءه تحت ذرائع مختلفة ، هدف هذه الأنظمة أن يعيد لها مصالحها السياسية والأقتصادية التي فقدتها بعد سقوط النطام البائد ، ومأرب أخرى منها الخوف من عدوى هذه الديمقراطية أن تنتقل عبر المنافذ الاعلامية الى بلدانهم ، ويسقطون من كراسي الحكم الى أقفاص الأتهام  .
حيث نجحت هذه الدول تحت واجهة طائفية لأغراض سياسية في خلق مصاعب جمة للحكومة العراقية من خلال أستخدامها السلاح الطائفي وسماحها بعبور المتسللين عبر حدودها الى العراق , وتقديمها شتى أنواع الدعم للمجاميع الأرهابية لتخريب بلدنا وقتل أبناءنا مع دعم إعلامي لأعمالهم الشريرة ، جراء ذلك الدعم فتشكلت مليشيات شيعية تتلقى الدعم من إيران التي استغلت هذا الصراع واتخذت من العراق ساحة لتصفية حساباتها مع أمريكا على الأرض العراقية وبدماء أبناء الشعب العراقي . بحجة الدفاع عن الشيعة ، كما تشكلت مليشيات سنية تتلقى الدعم من دول الجوار الأخرى التي تدعم الإرهاب بحجة الدفاع عن العرب السنة ومقاومة المحتل في العراق وبدماء وأرواح شعبنا ، وطبعاً يغضون النظر عن الوجود الأمريكي في عقر دارهم . 
هذه الدول المتضررة فقدت صوابها لهذا التغيير في العراق ولم يرق لها بنجاح العملية السياسية فيه ورغم تباكيها الكاذب على الشعب العراقي ، فراحت تعمل وبشتى الوسائل على تقويض هذا النظام الجديد وزعزعة الثقة بين المواطن و السلطة ، فأستخدمت اساليب القتل والتدمير والاغتيالات والاختطافات  بواسطة الارهابيين والتكفيريين والميلشيات الاسلامية المتواجدة على الساحة العراقية ، وسخرت كافة إمكانياتها السياسية والأعلامية والأقتصادية لغرض تدمير العراق وإفشال العملية السياسية الجارية ، انتقاماً من هذا الشعب الجريح بسبب مواقفه من النظام البائد ، لكي يقولوا لشعوبهم أن الديمقراطية تعني الخراب والدمار. في حين ينتظر الشعب العراقي من هذه الدول المجاورة مواقف شريفة وإنسانية وتساعده في بناء المجتمع المدني في العراق  الجديد وتوطيد أسس العدالة الأجتماعية وسلطة القانون التي فقده في الأزمنة الماضية .

 الواقع الآني يفرض علينا وعلى حكومتنا محاربة نفوذ وأطماع وتجاوزات دول الجوار والمحيط الأقليمي المعادي لشعبنا ، والعمل الجاد والدؤوب لوقوف امام هذه الدول بكل قوة وصلابة ومنعهم الدخول بشؤوننا واستئصال جذور ارهابهم الذي ينبغي استهداف التجربة السياسية الجديدة لبلدنا ، ومعالجة وحل المشاكل التي يعاني منها المواطن العراقي ، لتفويت الفرصة على اولئك الذين يريدون اعادة الاوضاع الى ما كانت عليه سابقا ، لأن أتضحت الرؤيا والحقائق الدفينة التي تضمرها هذه الدول ونواياها الحاقدة على شعبنا العراقي  .

37
متى تنتهي معاناة الشعب العراقي ؟
محمود الوندي

قبل الدخول في متاهة هذا الموضوع الشائك والمحزن والمبكي في ان واحد علينا ان نعترف بأن مأساة ومعاناة الشعب العراقي ليست وليدة اليوم , فلوألقينا نظرة بسيطة على تاريخ العراق القديم والجديد سنلاحظ انه مكتوب تلك المأساة الدموية ، هناك الكثير من القصص والروايات التي تذكرنا بحجم العذاب والألام والمصائب التي عاشها الإنسان العراقي في العصور السابقة ، لكن اليوم وما يحدث لشعبنا من اضطهاد وتهجير وابتزاز واعتداء يضاهي او يفوق ما تعرض له أبائنا واجدادنا من قبل . . لقد طالت هذه الممارسات الملايين في داخل العراق وكل الاطياف العراقية .

يتعرض المجتمع العراقي الى خطر يداهم جميع أطيافه دون استثناء إن كان مسيحياً او مندائياً او عربياً ( من شيعتة وسنتة ) او كردياً أوتركمانياً او يزيدياً او أرمنيا ً، وينتشر بين زوايا الشوارع وساحات المدن والأماكن العامة وداخل المؤسسات والهيئات الحكومية ، وحتى داخل أماكن عملهم و بيوتهم ،  والحكومة العراقية مشلولة لا تستطيع ان تمد يدها لمساعدة مواطنيها ، وقواتها  الأمنية مخترقة من قبل الأرهاب بكل اشكاله وألوانه ، ولا يدخل في برنامجها أمن المواطن ، إنها محصورة في دائرة المنطقة الخضراء لا أكثر . لقد بينت جميع المؤشرات على فشل السياسين العراقيين الحاليين في التميز بالوطنية العراقية المطلوبة .

الوضع العراقي الراهن مأساوي ، الأوضاع الأمنية والسياسية والحياتية في العراق شئ لا يحسد عليه ، ولا يمكن وصفه إلا بالكارثية وصار نزف الدم العراقي نهراُ ثالثاً مرادفا لنهري دجلة والفرات ، والقوي يأكل الضعيف ، وتسرح الذئاب البشرية معلنة هيمنتها على المجتمع العراقي . وحقوق مكونات الشعب العراقي لا زالت مهضومة وهي المعتدى عليها من الاحزاب الإسلامية المتطرفة ، واغلبها تمارس سياسة الارهاب عبر ميليشياتها وعصابتها الارهابية ، يشعر المواطن العراقي بمعاناة متزايدة من جراء العدوان وانعدام الامن والشعور بالتخلي الحكومة عنه في كافة الممارسات والأنشطة منها الأمنية والخدماتية  .

ويقف وراء هذه العمليات التخريبية في العراق من تفجير واغتيال هم الاحزاب والتيارات الإسلامية المتطرفة ، ولا يهمهم شيء الا مصالحهم ، لان هدفهم الاساسي سلب الاموال والحصول على الغنائم ، واشاعة اجواء الخوف والتوتر لتدمير الانسان العراقي والقضاء على طموحاته ، ومفاقمة الاحتقان الطائفي والاجتماعي ، وصولا الى اجهاض العملية السياسية وشل الحياة العامة لتحقيق اهداف سياسية معينة . وممارسة سياسة الترهيب لدفع أبناء الشعب العراقي الى الهجرة وتفريغ العراق من مكوناته التي كنا نفتخر بوجودها معنا منذ الاف السنين لتكوين مناطق من لون طائفي واحد عبر التهجير الجماعي القسري لذوي اللون المغاير . لأن هولاء ليس لديهم القـدرة على أستيعاب التغـيرات الحاصلة في العـراق لخدمة المجتمع ، بل يتجارون بحياة شعبنا من اجل المنصب والمال ، ويلعبون على الوتر الطائفي لأجل مصالحهم الشخصية والحزبية الضيقة وليس من اجل الانسان العراقي الذي عانى من الويلات عبرعصور التأريخ .

هذه الآلام والمأساة أهلنا وأحبائنا في العراق ايها السادة لا ولن تنتهي بالتصريحات والتهديدات والأستنكارات في بلد ينعدم فيه النظام والقانون ولا وجود للمحاكم والقضاء من مكان او اهمية في دولة اللاقانون يحكمها ، لن تنتهي ما دام رؤوس الإرهاب لا زالوا مجهولي الهوية ، لن تنتهي وهناك مصالح أحزاب وزعاماتها مع دول الجوار تغذي منها بالمال والسلاح مقابل تعبئة الناس البسطاء على الفتنة الطائفية والعرقية في العراق ، لن تنتهي هناك تشجيع للعنف الطائفي التي تحدث يومياً وبشكل بشع تدمي القلوب وتدمع العيون لهولها وقسوتها ، هذه الأعمال اللاإنسانية غيرت الكثير من الرؤى والقناعات التي كانت مترسخة في أذهان وأحلام الكثير من العراقيين ، والذين كانوا يحلمون بعراق جديد خال من الفاشية والتسلط وأنظمة الموت والدمار ، فإذا بهم يصبحون على كوابيس ووقائع وأحداث مدمرة وتنفذ بوحشية وأبتعادها عن كل الاخلاق الأنسانية وتحصد ما تحصد من الضحايا ، ليتحول العراق الى أكبر مقبرة بشرية ، وبالأضافة الى تفشي حالة الفساد الأداري والمالي الى حد الثمالة ، لنرى كثير من العراقيين لا يرى سبيلا للخروج من هذا الوضع سوى بمغادرة البلاد تاركين كل ممتلكاتهم خلفهم والسعي لمستقبل جديد في الخارج . لان الوضع الامني في البلاد لم يتحسن ، بل على العكس سجل تدهورا ملحوظا في مناطق عديدة ، لا سيما في بغداد العاصمة
حتى لم يعد ثمة وجود لفعل الدولة ومؤسساتها ، وخصوصا الامنية منها  ، هذا الشعب المسكين يقتل ويشرد ويغتصب أمام أنظارالمجتمع العالمي . لان الحكومة العراقية فشلت سياستها في تلبية حماية وأحتياجات المواطن العراقي .

38
حوار مع الفنان التشكيلي العالمي جعفر كاكه ئي

محمود الوندي

جعفر كاكه ئي فنان تشكيلي معروف وله بصماته المتميزة في الوسط الفن التشكيلي ، ومن خلال تجربته الطويلة في مدينة خانقين رغم طبعه الهادئ غير أنه  تجده صارماً في فنه ومحافظاً على نبرة خطابه التشكيلي رغم معاناته في ظل سنوات العوز والحصار الفكري أيام النظام البائد. الفنان جعفر ومن خلال معرفتنا لعالمه الفني يتميزأسلوبه بقوة التعبير والثراء في معرفته لتوزيع التونات اللونية في لوحاته ومع تماسك عناصره الفنية ، ألتقيناه في مدينة مدريد عاصمة أسبانيا وفي دردشة هادئة طلبنا منه أن يرجع الى مخزون ذاكرته ويحدثنا عن مشوار فنه التشكيلي ، حيث تماسه اليومي مع اللون والفرشاة وأستلهامه من تراثه الثرالذي يكون حاضراً  في أغلب مساحات لوحاته وألوانه الى حد التماهي معها. وعبر مسيرته الطويلة أستطاع أن يغني مسيرته الفنية بالعشرات من الأعمال الفنية منذ  1979 في المهجر والتي تركت صدى واسعاً لدى الجمهور أسباني وألأوروبي وحتى على الصعيد العالمي .

.




بطاقة تعريف
ولد الفنان العراقي جعفر الكاكه ئي في مدينة خانقين كوردية سنة 1951 ، وينتمي الى الجيل الوسط بين الفنانين ، وترك مدينته عام 1979 مع ذكريات معالم تلك المدينة الجميلة على ضفاف نهر الوند الخالد ، وأستقر في اسبانيا بعد هروبه من سطوة النظام البعثي الفاشي ، ويحمل الجنسية الاسبانية. وله العديد من الاعمال الفنية الرايعة ، ودخل عالم الفنون وهو في الخامسة عشر من عمره بتشجيع من أخاه الكبير الفنان قطب الدين كاكه ئي الذي عمل سنوات طويلة مصوراً في مدينة خانقين ، وأصبح محله أو دكانه ( مصور الوند ) من معالم المدينة .


حدثنا عن بداياتك وشيئاً عن قصة مشوارك الفني ؟.



أنا من مواليد مدينة خانقين ومن عائلة فنية ، نشأت وترعرعت في هذه المدينة العريقة بالتأريخ والمواقف الشجاعة ورشيقة بقدرتها الشابة على العطاء ، وأكملت دراستي الأبتدائية والثانوية فيها ، تعلمت تلوين الصور بالأسود والأبيض منذ طفولتي على يد أخي الفنان المصور قطب الدين ، حصلت على شهادة الليسانس (البكالوريوس) للفنون الجميلة من جامعة بغداد سنة 1976 وبدأت عملي لفترة وجيزة في تصميم الصحف والمنشورات في وزارة الثقافة  -دار الثقافة و النشرالكردية في بغداد – وغادرت العراق في سنة 9197 الى اسبانيا حيث حصلت على شهادتي الليسانس وفصول الدكتوراه 32 مادة في تاريخ الفن و التقنيات المعاصرة من كلية الفنون الجميلة بجامعة مدريد عام 1984. 1995 حصلت على منحة دراسية للبحث حول تقنيات الحفر والطباعة من مؤسسة جوان ميرو في جزيرة مايوركا. كما حصلت الرسم والحفر و الليتوكراف على الحجرفي سنة  1986 . وفي عام 1989عملت كمدرس في الدورة الدولية لدراسات الحفر في أقليم كنالونيا ، وثم عملت مدرساً في الدورة الدراسية جرافيكا 1991  بالجامعة الدولية مينينديز بيلابو في مدينة لاكورونيا اسبانيا ، وشاركت في عشرات المعارض المشتركة مع الفنانين أسبانين وأجانب منذ وصولي اليها ولغاية يومنا هذا ، وأنا أعتقد بأن الفن رسالة من الحاضر الى المستقبل بما تحمل من أشياء الذاكرة .

عندما تضيق الأرض بالفنان وتمنع رسالته الأنسانية ، ترى لماذا رست سفينة كاكائي المهاجرة في مرفأ  أسبانيا  ؟

يقيناً ان ثمة أسباباً جعلني أغادر العراق ، ومن بين هذه الأسباب : هروبي من سطوة النظام البائد كان السبب الرئيسي ، لعدم أنتمائي الى الحزب البعث أخذت جلاوزة البعث يضايوقني في حياتي الفنية والأعتيادية وأرادوا أن اكون أداة بيدهم ولكني رفضت ذلك ، بأن الفنان الأصيل لا يؤمن أن يكون أداة بيد السلطة أي سلطة كانت وبجميع أشكالها وأنواعها ، وأما أختيار أقامتي في اسبانيا حيث تتوفر فيها كل ما يتمناه ويرغبه الفنان ، لعل نزوعي الى آفاق التجارب الكونية الشمولية هو الذي دفعني الى الهجرة من بلدي ، لتعرف على أفاقهم الفنية في هذه الدولة والتطور العقلي والفني من خلال دراستي ومتابعتي للفن العالمي ، وأنشر ألوان وأضواء وادي الرافدين وكوردستان بشكل خاص ، التي أصبحت للأسف الشديد كئيبة بفعل الحروب والحصار على أصقاع العالم   .
 


أعمالك الفنية المشاركة و مقتنياتك المعروضة ؟

منذ مطلع الثمانينات ولحد الآن أعمل في ورشتي الخاصة في مدريد بمختلف فنون الرسم والحفر والتصميم  وشاركت في العديد من المعارض الفردية والجماعية والندوات المسابقات الفنية في اسبانيا وبلدان أخرى مثل: ألمانيا وفرنسا و ايطاليا وسويسرا  و ا لنرويج و الولايات المتحدة واليابان ، شيلي ، مكسيك ، برازيل . وتم عرض مجموعات فنية ومقتنيات في المتاحف التالية :
 
- متحف بيو بينيرو، لاكورونيا، أسبانيا .
-  متحف الفن المعاصر في فردريستاد ، النرويج.
- متحف الفن الحديث في  واكاياما، اليابان
- متحف الحكومة المحلية لجزر الكاناريس لابالما، أسبانيا.
- متحف أصيلة بالمغرب
- متحف الفن الحديث، تونس.
- متحف الفن الحديث، عمان، الأردن
- معهد الفن والثقافة، قطانيا، إيطاليا.
- معهد العالم العربي، باريس، فرنسا
- متحف جرافوتيك، شتوتجارت، ألمانيا.
- متحف شابيل سنتر، هامبورج، ألمانيا
- مجموعة الملك خوان كارلوس الأول ، أسبانيا.
- مجموعة متحف الرسومات الوطنية، مدريد، أسبانيا
 - مجموعة المكتبة الوطنية، مدريد، أسبانيا.
- مؤسسة جوان ميرو، مايوركا - مجموعة مصرف مدريد.
 

لو عملتَ لنا بإيجازمسحاً فنياً لمعارضكَ الفنية التي حفلت بها الدول.

النشاطات والمعارض الشخصية والجماعية  التي قدمت فيها بعض أعمالي :

1982            غاليري ابريل مدريد.
1987      غاليرى توركولو، مدريد.
1990      غاليرى "لينزو اى بابيل"، اشبيلية.
1991      غاليرى توركولو، مدريد.   
1995      ساغا في صالون الفنون الطباعية المعاصرة، باريس.
1997      معرض استامبا 1997 في المعرض الدولي للحفر والنشر للفنون المعاصرة في
                    مدريد.
      معرض رسومات 1996-1997 في قصر المعارض والمؤتمرات بجناح جوان
                     ميرو في مدريد.
                 
      سا غا في صالون الفنون الطباعية المعاصرة، باريس.
      غاليرى ماجدة لازارو، سانتا كروث دى تينيريفى   اسبانيا.
       نيرفا جرافادوس، مدريد.
      مصرف البريد، طليطلة وكوينكا.
      غاليرى ارشيليس، سيوداد ريال.
1998      غاليرى توركولو تحت أسم "طريق الحرير"، مدريد.
      غاليرى بريتا برينز  تحت اسم "تقسيمات"، مدريد.
      معرض تكريم مانولو ميلارس في مكتبة الفني التعبيري المعاصر،    تينيرفى. بدعوة من جامعة بيرنستون الامريكية اشتركت في المؤتمر الدولي الذي نظمته الثقافي هذه جامعة حول الإبداع والتغير في المجتمعات العربية في ختام القرن العشرين والذي  أقيم   في مدينة غرناطة.

                 
                 
1999   شارك بدعوة في المهرجان ا لدولي للفنون التشكيلية-المحرس -تونس
               
1999    معرض استامبا  في المعرض الدولي للحفر والنشر للفنون المعاصرة، مدريد .
      2005 قامت بعمل لتصميم الكتاب الذي أصدره الشاعر العالم السوري اللبناني اودونيس إضافة إلى عشر لوحات فنية من  الجرافيك عن أعماله الشعرية سميت بأشعار مرئية
     2006 معرض شخصي بعنوان-تحولات الفرات)المركز الثقافي العربي السوري مدريد-(



 


الأحتفاء بك كفنان من خلال التقييم لأعمالك المبدعة.

 
في حوزتي الكثير من الجوائز الدولية والأسبانية التي حصلت عليها ومنها :

1984  جائزة استامبا المعاصرة سلكثيون (مئة سنة عن  بيكاسو) 
1986   جائزة المنافسة الدولية ( التي تعقد كل عامين) للحفر، واكاياما، اليابان.
1988   تكريم شرفي في جائزة انترناك (ماكسيمو راموس) في مدينة الفروول .
1994   تكريم شرفي جائزة انترناك ماكسيمر راموس في مدينة الفروول .
           الجائزة الثانية الدولية "كارمن آروزينا"، مدريد.
           تكريم شرفي في الجائزة الدولية الحادية عشر "ماكسيمو راموس"، الفرول.
1995   جائزة متحف جوان ميرو ومنحة دراسية في برنامج "بيلار خنكوسا وسوسيبى" في
           مدينة مايوركا.
1996   تكريم شرفي في جائزة NAL الوطنية للحفر الكالكوجرافي في مدريد.

   تكريم شرفي في الجائزة الدولية الحادية عشر "ماكسيمو راموس"، الفرول.
1997   الجائزة الأولى الوطنية للحفر، المؤسسة الثقافية لمصرف مدريد، مدريد.
   الجائزة الأولى الدولية "كارمن آروزينا"، مدريد.

1998   الجائزة الثانية الدولية للحفر "كارمن آروزينا"، مدريد.
   تكريم شرفي في الجائزة الدولية الحادية عشر "ماكسيمو راموس"، الفيرول.
2000  تكريم شرفي لمسابقة الحفر في مدية  سان لورينثو ديل اسكوريال.
2004  جائزة وشهادة للحفر من جمعية الفنانين في جزيرة ماياوركا. .
 



 الأعمال التي أرتقت بها كاكائي نحو سُلّم الشهرة ؟

ومن الطبيعي حققت تلك الأعمال الأنتشار والشهرة ، والمساهمات  الفنية التي وضعته في مكانة مهمة  بين الفنانين  الأجانب المقيمين في اسبانيا وربما الأكثر اعترافا دوليا بينهم . فالاعمال التي قدمتها يتميز  بالمهارة والإحساس في عملي التشكيلي الذي  أعبر فيها باسلوب  رفيع  خاص به  في الفنون الجرافيكية ، من هنا فإني أعتبر نفسي تشكيلياً كوردياً عراقياً أبحث عن تقديم نفسي للعالم بما هو وبما أحمل من خصوصية .


لكل فنان قضية معينة ورسالة أنسانية كيف ترجمت قضية شعبك عبر لغة الألوان في أسبانيا؟.

نعم عرضت قضية الكورد على المجتمع الأوربي والعالمي ، وحاولت من خلال لوحاتي في أكثر المعارض الذي أشتركت فيها لطرح معاناة ومصائب وآلام هذا الشعب  وكسر عملية التعتيم المبرمجة ضده ، وفضح الصمت المحافل الدولية إزاء عمليات الإبادة التي تعرض لها الشعب الكوردي ، ومحاولتي لإثبات أنه من المكونات الأساسية لشعوب الشرق الأوسط ، وأنه يستحق الى التحرر وحق المصير أستناداً الى مبادئ الشرعية الدولية . والاهتمام باللغة الكردية التي تعرضت للتهميش. أضف الى ذلك أن جزءاً من اهتمامي ينصب على إفهام المجتمع العالمي ان الأكراد له الحق في العيش الكريم ، والتعبير عن تطلعاتها ، ومصالحها .

في ظل النظام البائد ترك العديد من المواهب والقامات الفنية  بلدهم العراق، منهم من حقق بعض النجاح والبعض منهم أخفقوا في تطوير منجزهم  الفني ترى ما سبب ذلك ؟ .                           

إن غالبية العراقيين يحبون أن يعيشوا في وطنهم ، وإن يسافروا إما للسياحة أو لطلب العلم أو لغرض العلاج الى أي  دولة ويعدوا الى العراق بعد سنين أوأشهر أو أيام  ولكن قدراً ما قد جعل المنافي خياراً وحيداً لهم في الغربة  .
نعم لقد هاجر الكثير من العراقيين بسبب الحروب والحصار وألأضطهاد السياسي في زمن نظام البعث ، ونتيجة للظروف الصعبة التي يعيشها الفنان العراقي ، ولهذا  نجد انه ترك وطنه للبحث عن وطن بديل فيه الحرية لممارسة الإبداع في فنه ، فالبعض استطاع ان يستفيد من العالم الجديد والتعايش مع الحضارة الغربية والتأثير بكل ما هو جديد ومتطور والاقتباس من المنجز الإبداعي الأوربي ويحقق النجاح ودخوله الى الفن التشكيلي العالمي ، ، ، لم  يستطيع الآخر ان يستمر في عمله الفني بسبب صعوبة الحياة  والمعيشة ، لذلك فشل في الإبداع فنه وتطوره ، يالأضافة الى  الغربة والابتعاد عن الوطن ليست بالسهلة كما يتصور البعض وكلها تؤثر على الحياة الفنان     .                                                             

هجرتك من العراق وأستقرارك في اسبانيا هل أضاف شيئاً الى تجربتك الفنية ؟.

نعم بالنسبة لي استطعت الاستفادة من وجودي في أسبانيا للتطوير عملي الفني  والبحث عن كل ما هو جديد من اجل إضافته الى خبرتي الفنية واعتبرها تحولات مهمة في منجزي الفني العام في تقدمه ، وإختلاطي بفنانيها فتح لي طريقاً في إتجاه متابعة ما هو سائد في الحركة التشكيلية العالمية ، وهذا لم يحدث لو كنت طوال هذه السنوات في مدينتي  العزيزة خانقين أو بغداد العاصمة . وربما لبقيت بمستوى واحد او اقل بسبب الظروف الصعبة التي يعيشها الفنان الكوردي والعراقي عموما داخل العراق .

 


لكل فنان كانسن الحنين الى مسقط رأسه في نيتك أقامة معرض خاص لسنوات الشتات في مدينتك خانقين ؟.

للأسف الشديد الاعلام العراقي والكوردستاني يجهلونني ، ولحد هذا اليوم لم أستلم أي دعوى لزيارة العراق أو كوردستان  , لا اعرف الأسباب , ...(.مبتسما: ليس لدي واسطة قوية) , رغم محاولتي للتقرب منهم ، لأخدم الشعب العراقي بجميع أطيافه من خلالهم بكل ما أملكه من موهبة فنية ، وأنا بِدوري أنتقِدُ الإعلامُ العراقي  بشكل كبير لأنه فعلاً لم يُعطي الفنان التشكيلي العراقي حقهُ ، وأما الإعلامُ الكُردي ضعيف جدّاً جدّاً بمجال الفن التشكيلي ولا يوجد هنُاك أيّ نوع من الإهتِمام بالفن التشكيلي في الإعلامُ الكردي وهذا نوع من التخلف برأيي ! وأتمنى أن يهتم الإعلام العراقي  والكوردستاني بالفنُ التشكيلي أكثر وأكثر من أجل أن نرفع راية فنّنا العراقي بشكل عام والكوردي بشكل خاص عاليا ً.                                           
فقد قررت رغم ذلك ان انظم معرضا في مدينتي خانقين قريبا أتحدث من خلال لوحاتي ، عما عانيته وتعلمته في الغربة بعيدا عن مدينتي ، وعن معاناة مدينتي اثناء وبعد التعريب والترحيل في ظل نظام البعث ، وعن عودتها الى احضان كوردستان  .                                                     
الطموح والأماني والأرتقاء الى الأفضل ترى ماذا في حقيبة أبداع الفنان كاكائي يتمنى الوصول لتحقيقه؟. ؟
وما الذي تمنيتهُ لكي أصل إليه ؟! أنا لديّ أكثر من ربع قرن من العمل الفني المتصل ، منذ طفولتي كانت لديّ حاجة إلى التعبير، وبما أنني كنت صموتاً لم أجد حاجتي إلى التعبير في اللغة ، بل وجدتها في الرسم... إنني أتمنى أن أحقق ما أحلم به الآن فهو الجدير بأن يتحقق ، وليس الذي حلمت به قبلاً . لأن الفنان يبحث طيلة حياته عن شيء عير ملموس كما هو الحلم ، ولا بد هذا الحلم تأتي في يوما ما . لأن أمنياتي كثيرة ومنها أن ننهض بثقافتنا وابداعتنا الى مستوى االمحافل الدولية ، ومن أمنياتي ايضاً انشاء مجمع ثقافي عالمي في مدينتي خانقين . ومعروف عن مدينتي بقدرتها المستمرة على العطاء .
اما طموحي للارتقاء الى الافضل ، الطموح لا ينضب ، والرؤى تتفتح دائما ًبشكل دائري ، وتتوسع هذه الدائرة تماما ًمثلما ترمي بحجرة إلى الماء ، لذلك عملت ما في وسعي ان يكون اعمالي الى جانب كبار الفنانبن العالميين ، ومن خلال علاقاتي مع بعض الفنانين المعروفين لقد حاولت ان اتعلم كثيراً منهم لغرض وصول الى مستوى معين لأن الفنان دائماً طموح الى الافضل  . غالباً الفنان ً يرتكز على أرضية طموحه ويتكئ على فكر ورؤية فلسفية ورؤية مشاريعه .

الفنان يتأثر لا شعوريا لكل أسلوب وينتمي الى مدرسة معينة في بدايات عشقه للفن المدرسة التي لها تأثيرها البالغ في أسلوب عملك؟.

نعم ظهرت مدارس فنية عديدة في القرن الماضي كالتكعيبية , الوحشية , التعبيرية , الدادائية , السريالية , التجريدية , والمستقبلية " أن ما يمكن قوله هو أن وقوع الحرب العالميتين  لم تخدم نمو وانتعاش الحركات تلك المدارس الفنية ، فأن حالة القلق مست اعماق الفنانين لتلك المرحلة الصعبة .
أما أين أجد نفسي وسط تلك المدارس ، لقد أنتميت الى المدرسة التعبيرية بعد أستطلاع  على أغلب المدارس الفنية وبعد البحث والدراسة في أطروحاتي القديمة ، وجدتها  هي الأقرب إلى نفسي لما يجول في خاطري من مشاعر وأفكار وظفتها بأسلوبي وقد مازجت الحداثة التي قربتها للواقع واستلهمت من التراث عناصر تعبيرية وجمالية وقد أكدت على المغزى في بنية الفن ومجدت الإنسان ولم أهمل أحاسيسه أو معاناته وخلق تلك العلاقة الجدلية بين الذات والموضوع
 

عبر عمل الفنان حتماً يتم عرض فكرة أو أداء مهمة، هل وفقت في معالجة مسألة أنسانية ملحّة، ولا قت تعاطفاً وتضامنا من قبل المتلقي ؟.

من طبيعي كل لوحة لها معانيها الخاصة ، تعرض وتعلاج من خلالها كثير من القضايا ، لأن المحاولات التي يقوم بها كل فنان أثناء انجازه عمل فني أو لوحة لها هدف سامي ، وتعبر عن فكرته ، لذلك تعبركل لوحة من لوحاتي عن الضحايا البريئة في العراق ووجعا عراقياً متفردا في معاناته ، وهو رسالة إنسانية موجهة للعالم كله ، لعله يسمع صراخ الإنسان العراقي الذي ما زال مستمر سابقاً من قبل النظام البائد والآن من قبل جهات أسلامية متطرفة ، وعملت جاهدة لأن أحمل لوحاتي هموم الشعب العراقي عموماً والشعب الكوردي بشكل خاص في ظل ظروف الحصار والدمار والأنفال والحرب التي أكلت كل شيء في عراقنا الجميل ، وان جمبع اعمالي كان صرخة استغاثة يطلقها أهالي ضحايا . وأضف أيضاً لتعريف العالم بالفن العراقي الذي يواكب التيارات الفنية المعاصرة ، منذ بدأ الفن في بداية القرن الماضي ، وأيصال الثقافة العراقية المعزولة والمخنوقة والمظطهدة بالظروف الماضية والحاضرة المأساوية للعراق ، والتي بأمس الحاجة لفرص كهذه لآسماع صوتها .
 
 





الفن التشكيلي له أتباعه ورواده، ودخلت التقنية المعاصرة في سرعة التواصل مع الفن ، أين تجد ذلك التحديث في لوحاتك ؟ .
أي الفنان التشكيلي لا يمتلك خبرة تشكيلية متراكمة لا يتمكن من الحديث عن الحداثة التشكيلية ، لأن الحداثة لا تعني نبش التراث ، وليست معنية في إعادة صياغة ما تم إنتاجه سابقا ، لان هناك فنانين تشكيليين كثر عزفوا كثيرا علي وتر التراث ، وأضف الى ذلك علاقة الفنان بتجربته الخاصة والعامة وما مر به من التجارب العلمية والفنية . ومن خلال عملي في الحقل الذي يمتد علي مدار ثلاثين سنة ، إضافة للدراسة الأكاديمية ، والدورات الفنية الخاصة ، والتجريب المستمر، حاولت أن أختزل الشكل ، وهنا يكمن من الحديث عن التحديث عندي في اللوحة التشكيلية ، وهذا ظهر في السنوات الأخيرة في أعمالي . وإنما هي استنباط أشكال تعبيرية بصرية جديدة تتناسب مع الحياة التي يعيشها الفنان التشكيلي ، وظروفه التي تحيط به ، والحداثة بالنسبة لي هي أنسنة الموضوع الذي أعمل عليه منذ فترة ، ولا أرغب بتكرر الموضوع .

جعفر كاكائي كفنان وأنسان حتماً له علاقات مع زواره كأن يكون منهم مفكرين وشعراء وفنانين عالميين ، ما سردفء صداقتك مع الشاعر اودنيس  كيف تصف لنا هذه العلاقات ؟
 عندما استلمت دعوة رسمية من قبل وزراة الثقافة المغربية في عام 1984 لأشتراكي في المهرجان الثقافي الدولي في قرية اصيلة تقع على شاطئ البحر الذي يقام كل عام في المغرب حبث قابلت خلال ذلك المهرجان كثير من الفنانين العالمين بشكل خاص ومن الاوساط الثقافية بشكل عام ، ومن ضمنهم الشاعر أدونيس وكان أول لقاء بيننا يعتبر من أهم اللحظات في حياتي ، لأنه أغنت حياتي الفنية والثقافية ، حيث جمع بيننا تجربة الشعر مع الرسم بشكل مباشر ، وعملت معه عدة أعمال فنية حول شعره وأغلفت كتب اشعاره بشكل خاص . وانا فخور بصداقتي مع الشاعر أودنيس . وآخر ما نشرته من اللوحات على الكتب أشعار أدونيس هو غلاف الكتاب بعنوان كلدران ، وكتاب الشعر والكرافيك ، قدمت الأخير في سنة 2004 بعنوان " اشعار مرئية " وعرضت في مدريد العاصمة ومتحف ميرو في مايوركا ( MAUORCA ) الاسبانية . 

اسماء معينة أعجبتك أسلوبهم في  الفن التشكيلي اليوم ؟.
لا بد الفنان معجب باسلوب احد الفنانين القدماء سواء كان محليا أو عالمنا ،  وربما أكثر من الفنان ومن طبيعي لهم موقع خاص في حياته الفنية ، بعد أن يبحث ويقرأ ويتابع عن جميع من لهم علاقة بهذا المجال الفني ، لأن لكل فنان عالمي محليته الخاصة التي أوصلته إلى العالمية أي الإبداع وهذه العالمية نابعة من محليته وإحساسه الصادق في رؤيته المحلية . وأما أنا يعجبني أعمال الآخرين من الفنانين المحليين أو العالمين الذين لهم موقع خاص في حياتي الفنية ، لأني أتعرف على هؤلاء الفنانين من خلال أعمالهم ، واتابع جميع أنشطتهم الفنية عن طريق الإعلام ، من كان داخل العراق امثال المرحوم فائق حسن ومحمد عبد الغني وفيصل لعيبي والمرحوم حافظ دروبي وصلاح جياد ( وكان اخر لقاء مع الاخير في باريس ) ومن كان من الدول الاخرى امثال روشن برك ( RAUCHNBERG ) ، جاسبر جونز ( JASPER JOHNS ) ، تومبلي ( CY TWOMBLY ) دافيد هوكني ( DAVID HOKNEY ) من امريكا ، ميموبالادينو ( MIMO BALADINO ) إنزو كوكي ( ENZO KOCHI ) من ايطاليا ، واسولم كيفر (  ( ANSELM KIEFER من المانيا ، وبالاضافة الىعلاقتي المتميزة مع الفنانين داخل اسبانيا أمثال أنطوني تابييز  ANTOI ) TAPIES)  سيسيل J,M. SICILIA )  ) وإذا اردنا ذكر المزيد فالقائمة تطول فعذراً لمن لم يرد اسمه .


39
كركوك بين سندانة الحكومة ومطرقة الإرهابيين
محمود الوندي

يوم سقوط نظام البعث ، كان حدثاً تأريخياً مهماً ، ولكن ما تبقى من فلول النظام البعثي الدموي وحلفائهم من المرتزقة ، حاولوا أن يجعلوا من هذا اليوم التأريخي المجيد يوماً أسوداً ، وتحويله الى مأتم وحزن وألام ، ودفع العراقيون نحو الهاوية ، وكرسوا كل جهودهم لأشعال نيران الحرب الأهلية ، للحيلولة دون وصول العراق الى شاطئ السلام والأمان ، وفعلاً جعلوا من هذا اليوم يوماً أسوداً بمساعدة دول الجوار التي ما انفكت تغذي الأرهاب وتتدخل في الشأن العراقي . لقد أزدادت معاناة شعبنا بفعل أعمالهم الأجرامية المستمر في تدمير البنية التحتية والقتل اليومي لجميع الشرائح المجتمع العراقي ، التي باتت تطغي على المشهد العراقي الراهن ، لأن هؤلاء المنبوذين يتمنى أن يغرسوا خنجر الحقد في قلب كل العراقي ، من أجل أن يشفي غليلهم من الحقد والكراهية ضد كل العراقيين .
لذا نرىالشعب العراقي يعاني من فقدان الأمن والأستقرار والضعف التام في توفير ما يحتاجه الأنسان يومياً من كهرباء وماء ووقود منذ سقوط النظام البعثي ، بسبب تعرضه الى العمليات الأرهابية التي تقوم بها تنظيمات وعصابات وتيارات ألتزمت الخط الدموي والأجرامي بشكل كثيف تحت أغطية وستائر متعددة ، ويتوجه هولاء من قبل الأستخبارات دول الجوار التي تثبت تورطها بالشأن العراقي يوم بعد يوم ، حيث يمارسون بعمليات القتل والأعتقالات الكيفية والتعذيب وحتى المحاكمات خارج القضاء العراقي بأسم الدين ، والدين يبرئ منهم في محاولة منهم للهيمنة على مقدرات الشعب العراقي ، وهناك الاف الحوادث المؤسفة التي تحصل يومياً داخل الأسواق الشعبية وتجمعات الناس البسطاء بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة لتحصد العشرات بل المئات من ابناء هذا الوطن الجريح .  دون أي رادع من قبل الجهات المسؤولة ، دون أن تتخذ أية أجراءات صارمة بحقهم ، والذهول الفضيع من الأجهزة الأمنية وغياب أو تغييب دور القضاء العراقي في هذا الميدان أزاء الجريمة المنظمة وشيوعها المفرط ، ، وهناك من يدافع عنهم داخل البرلمان ، ويسمى هذه الأعمال الإرهابية التي تطال المواطن البرئ (المقاومة الشريفة) ، وتدافع عنها دفاعاً مستميتاً بحجة أنها تقاوم الأحتلال .
 لم تمر أيام على المجزرة الشنيعة التي أرتكبها الأرهابيون والقوى الظلامية في ناحية آمرلي ، والتي راح ضحيتها أكثر من مائة شهيد ومئات الجرحى من أبناء شعبنا التركماني . حتى قامت الأيادي القذرة والقوى الأرهابية بمجزرة أخرى داخل مدينة كركوك فأستهدفت المدنيين العزل من أبناء شعبنا ومكوناته المتحابة ، وقد راح ضحية هذه المجزرة أيضاً أكثر من مائة شهيد ومئات الجرحى من الأطفال والنساء والشيوخ ، أذن لا يمكن السكوت عن هذه المجازر التي أستهدفت المدنيين من أبناء وطننا في كركوك وناحية آمرلي ، والجميع يرى أجسادهم تتناثر أشلاء ، بل علينا ان نبحث عن الحقيقة الواضحة حول أستهداف هاتبن المنطقتين في نفس الفترة تحديداً ، فمن الواضح ان هناك أطرافاً عديدة لها اجندات خاصة في كركوك ، تحاول بشتى الوسائل خلط الأوراق أمام المجتمع العراقي والعالمي للايحاء بان مدينة كركوك لا يمكن تطبيع الأوضاع فيها من خلال تنفيذ المادة ( 140 ) من الدستور العراقي ، لذلك فان الحكومة العراقية مطالبة الآن أكثر من أي وقت مضى بالتعامل مع هذا الموضوع بجدية وجرأة بعيداً عن المجاملات ، وأنهاء هذه المرحلة التراجدية ، وعليها ان تتحرك من أجل أيقاف نزيف الدم وقتل الأطفال والنساء والشيوخ ، وعدم ترك ساحة العراق ومنها مدينة كركوك مرتعاً للصراعات الدولية والأرهاب السياسي ، وعدم ترك شعبنا فريسة لعمليات القتل والخطف والسرقة وسفك الدماء من قبل عملاء دول الجوار ومرتزقتهم المأجورين ، وعليها تشخيص أسباب الأرهاب في العراق بشكل صريح وواضح ، وفضح الجهات التي تقف وراءه بشكل مباشر أو غير مباشر .
لهذا يتطلب من الحكومة العراقية جمع قواتها ، وتبدء بتطويق المدن والمناطق المنكوبة بداء الأرهاب ومنها مدينة كركوك ، وأعلان منع التجوال في المدينة الهدف ، وتفتيش البيوت بيتاً بيتا والقبض على كل غريب لا يحمل الأوراق الثبوتية العراقية الصحيحة {غير المزورة} وكل من تشتبه به ، وتشكيل محكمة ميدانية بعد القبض على هولاء الجناة وأعدامهم في ساحة الجريمة ، وعدم زجهم في سجون أو بأحرى وضعهم في فنادق خمس نجوم ... وعلى الحكومة أيضاً أن تتخذ الأجراءات  الصارمة والعقاب الشديد بحق من يقف ورائهم ويؤيدهم ويقدم لهم المساعدات اللوجستية ويتحالف معهم  .
فالجماهير في مدينة كركوك ومدن أخرى في عراقنا الحبيب التي أصبحت بين سندانة الحكومة ومطرقة الإرهابيين وعملاء دول الجوار ، لا تريد ان تسمع تصريحات وبيانات فارغة بعد وقوع كل جريمة تؤدي بحياة المئات من الابرياء . فالمصيبة اكبر من ان تكون موضع ادانة او بيان استنكار. فالجماهير اليوم تطالب بأجراءات جدية تعالج الأرهاب من الجذور وتستئصال هذا الورم الخبيث الذي ينهش جسد المجتمع العراقي . إذن لا يمكن محاربة الأرهاب والقضاء عليه من خلال الأدانة و الأستنكار فقط . بل لابد من وقفة جادة لبيان الحقيقة وكشف الاسباب الحقيقية والجهات التي تقف وراء هذه العملية والمكاسب التي تبغي تحقيقها ليس في كركوك فقط ، بل في جميع انحاء العراق  .
 

40
لا تجعلينا شماعة لِتهوركِ يا تركيا

محمود الهرمزي

بين حين وأخر نسمع أخبار من الاعلام العربي والعالمي ، بأن تركيا تنتظر الفرصة لشن حرباً جنونياً ضد اقليم كوردستان العراق والهدف المنشود من ذلك هوالقضاء على قواعد ناشطي " حزب العمال الكوردستاني " أو حماية التركمان ، وان حججها واهية لا أساس لها ، لأن السبب أصبح معروفاً للجميع ما تسعى اليها القيادة السياسية والعسكرية في تركيا ، وهو التجاذبات الداخلية التركية تدفع الاطراف الى حالة من المزايدات الوطنية لضحك على ذقون الشعب التركي ، فهم يعرفون قبل غيرهم لم تجن الحرب مع البيشمه ركة الابطال أي ثمار لصالح الحكومة التركية ، لأن هنالك القيادة الحكيمة والشجاعة تعرف كيف تتصرف ولديها البيشمه ركه البواسل قلاع كردستان وحصنها المنيع وسترد على الغزاة الطامعين الصاعة بصاعين .

رغم ذلك أن الاطراف السياسية التركية يلعبون على هذه الاسطوانة المشروخة قبل إجراء الانتخابات ( الرئاسية أو البرلمانية ) ، ونرى الطبقة العسكرية  تستغل هذه الإدعاءات الكاذبة ، وشمر جنرالاتها عن أيديهم وعرض عضلاتهم البهلوانية لأطلاق تصاريحهم النارية ضد الكورد بذريعة مطاردة  مقاتلي حزب العمال الكوردستاني والقضاء على عناصرهم  تارة ، وتارة أخرى بحجة حماية التركمان مضطهدون في مدينة كركوك ( لا ادري لماذا يضطهد التركمان في كركوك فقط ولا يضطهدون في مدن أخرى ) ، ومن جانب أخر تعقد مؤتمرات  تحرض على الطائفية لحماية العرب السنة أو عقد مؤتمر لتدارس الوضع في مدينة كركوك العراقية ، حتى وصلت الى حد المطالبة بتوزيع المناصب  ومراكز الحكم في العراق ، وتغير الدستور العراقي ، كأن العراق ولاية تركية !!  الآخطر من ذلك سيل الآتهامات والتلفيق منهم ومن عملائهم داخل العراق للقيادات الكوردية والبيشمه رگه لقيامهم بعمليات الآغتيالات والتفجيرات ضد التركمان في مدينة كركوك . رغم أعتراف الكثير من الإرهاربيين على جرائمهم الجبانة بعد القاء القبض عليهم بحق أهالي مدينة كركوك بجميع طوائفه على شاشة الفضائيات العراقية .

هناك ثمة أسئلة مهمة ينبغي البحث عن إجابات حقيقة لها حول تدخلات تركيا السافرة في شؤون العراق :

أليس هذا تدخل السافر في الشؤون العراقية من قبل القيادة السياسية والعسكرية في تركيا  ؟ عندما تتبنى تصريحاتهم ومواقفهم العلنية لتقف الى جانب طائفة عراقية على حساب الأخرى ، تحت مبرر انها تحمي  "حقوق سنة العرب " أو " تركمان العراق " .  وأن سنة العرب وتركمان العراق ليسوا بحاجة الى تدخل تركي لحماية حقوقهم . فهم مواطنين عراقيين أصلاء قدموا الكثير والكبير من التضحيات الجسام في عهد نظام البعث ، و لهم كافة الحقوق المنصوص عليها في القانون العراقي ولايمكن باي حال من الاحوال تجاوز تلك الحقوق .

أليس من حقنا ان نسأل نحن تركمان العراق ، أين كانوا حماة التركمان أيام ما كان الطاغية وحزبه الدموي يقتل ويهجر العوائل التركمانية الشريفة والمخلصة لتراب الوطن والتلاعب بديموغرافية مدينة كركوك ؟ لماذا  لم تجرئ حكومة تركيا ولا عملائها في داخل في حينها أن ينهضوا من مكانهم ليقولوا نحن ندافع عن حق وحقوق التركمان ؟ وكانت هناك قرارات مجحفة بحق التركمان من قبل النظام البعثي ، لماذا لم نسمع تدخل الحكومة التركية لحماية التركمان ( أنذاك ) أو عقد مؤتمرات لتدريس الوضع مدينة كركوك ؟ ولم نسمع تحشدات الجندرمة التركي بالقرب من الحدود العراقية ، ولم نسمع صيحات عملائهم ( الذين كانوا للأمس القريب مخبرين أذلاء لدى الأجهزة الأمنية لنظام البعث ، وأولغوا في دماء التركمان ) ليدافعوا عن مظلومية التركمان عندما قرر النظام البعثي ألغاء وجود التركمان في العراق ،  أليس من حقنا نحن
التركمان ان نقرر مصيرنا بأنفسنا بعيداً عن قرارات صادرة من الحكومة التركية التي تبحث عن مصالحها فقط  ؟ وتأخذ من التركمان ستاراً لها للدخول في شؤون العراق ، وكلنا نعرف ليس من أجل سواد عيونهم ، بل خوفاً من فيدرالية كوردستان العراق ، يشكل خطراً محدقاً بأمنها القومي ، وأثارة للروح القومية الكوردية في تركيا .

 ومما لاشك فيه أن التركمان يعرفون جيداً من يستهدفهم في كركوك وطورخورماتوا وتلعفر والموصل ،، ليس الكورد وإنما فلول البعث والقوى الطائفيه الشوفينيه الحاقده ، لكن عملاء تركيا تفكر بعقليه متحجره وتحاول أقناع الناس البسطاء من التركمان بأن الكورد يقوم بهذه الأعمال الخسيسة والجبانة أرضاءاً لأسيادهم في أنقرة  .
مع العلم أن الذي ذبح التركمان الشيعه في عهد النظام البائد هم بعثيين تركمان الذين منضوين الآن تحت الجبهة التركمانية وما زالوا يتعاطفون ويتاعونون مع البعثيين العرب في الحويجة لعرقلة مسيرة الديمقراطية والفيدرالية في العراق الجديد ، والرفض المباشر لأسترجاع حقوق الانسان التركماني والكوردي الذي سلب منهم ايام نظام البعث ، والدفاع العلني عن ما قام به النظام الصدامي داخل مدينة كركوك ضد الكورد والتركمان .

اما تهديدات وتلويحات حكومة تركيا لكورد العراق بالتدخل العسكري والتهديد بأحتلال مدينة كركوك !! أن ذلك يعتبر قمة التخبط وفقدان التوازن والرؤيا الواقعية عند الاتراك . وهم بذلك يحشرون " أنفهم " الى حد المجازفة بما لايحمد عقباه ، لا يضمن بأي شكل من الأشكال نصراً حاسماً لتركيا كما اكتشفت إسرائيل في حربها ضد «حزب الله» في لبنان في الصيف المنصرم . وقد تؤدي الحرب بدلاً من القضاء على حزب العمال الكوردستاني في العراق إلى إثارتها في تركيا التي تضم زهاء 20 مليون شخص من القومية الكردية . فالمجموعات المقاتلة قادرة على الاختفاء أمام القوى العظمى والنجاة بنفسها للقتال في يوم آخر.
وهم يوقعون أنفسهم في وهم الانفراد بشعبنا الطيبين في كوردستان العراق ، لأستغلالهم الوضع العراقي الاستثنائي الصعب الذي يمر به اهل العراق الخيرين في الوقت الحاضر . . بالاضافة الى تجاهل تركيا لمشاعر الشعب العراقي بجميع مكوناته ، لكنهم متناسين أن قافلة العراق نحو القضاء على الآرهاب وأعادة أستقرار الآمن والآمان من مدن أقليم كوردستان الى مدن العراق تسير بخطى واثقة ، ومن جهة اخرى لا شك فيه هو أن أي هجوم تركي على كوردستان العراق سيوجه ضربة قاصمة للعلاقات التركية الأميركية المتوترة أصلاً ، كما سيقوض حكومة نوري المالكي وقد يعرض نمو تركيا الاقتصادي للخطر .
ولكن لو كانت انقرة تريد سحب تلك الورقة فعلا من يد قيادة حزب العمال الكوردستاني لقامت بحل القضية الكردية في  " كردستان تركيا " بالأسلوب الدبلوماسي والحوار السياسي والديمقراطي من طرفها وتننهي تلك المعضلة بقوة ورجحان العقل ، وبشكل مسالم لتأخذ موقعها حتى في داخل أوروبا وتتخلص مع الوقت من عللها الجسدية وعقدها النفسية ، لتفــادي الوقـوع في خطأ سيناريو جنـوب لبنــان وعلى أرض كوردستان العراق  .


41

الكُردي "خليل الزهاوي" علـمٌ في الخط العربي

محمود الوندي

لقد طالت يد الغدر والإرهاب أحد كبار خطاطي العالم الذي أبدع في مجال الخط العربي شأنه شأن العظام الراحلون أمثال حامد الأمدي وهاشم الخطاط وصفوت نديم الداودي ، أنه "خليل ابراهيم الزهاوي" هذا الكُردي الذي أصطف مع كبار الزهاويين في خدمة الأنسانية بأوسع معانيها الجميلة.
 
الفنان والخطاط الكُردي "خليل الزهاوي" الذي اغتالته قبل أيام يد الغدر من الجماعات الأرهابية أمام منزله في مدينة بفداد ، هو احد كبار الفنانين العراقيين في مجال الخط العربي وحاصل على لقب "شيخ الخطاطين العراقيين" وقد برع في الخط الفارسي ،  وكان الزهاوي يمتيّز اسلوبه بقوة التعبير لكتابة الخط العربي ويميل للإسلوب التشكيلي في كتابة ألواحه ، وله بصماته المتميزة في وسط هذا الفن ، وبإستهدافه فقدت الاوساط الفنية نجم ساطع في كوكبها .
 
ولد الخطاط "خليل الزهاوي" من أبوين كادحين في مدينة خانقين سنة 1946 ، نشأ وترعرع على ضفاف نهر الوند الخالد ، الذي بدأ فيها حياته الفنية وهو في الثالثة عشر من عمره ( أي في عام 1959 ) حيث كان يرسم في بدايته بعض اللوحات المائية عندما كان طالباً في الأبتدائية إلى أن تعرّف على الخطاط  المرحرم  "نجم الدين" لذي كان يعمل في مدينة خانقين لسنوات طويلة خطاطاً ، فأرشده ووجهه لهذا الفن الاصيل ، وما بين عام 1959 وعام 1963 اخذ يتدرب على قواعد الخط العربي بأنواعه وأصوله ، بالأضافة الى خبرته الفنية والإبداعية في الرسم ، وكان له أول مشاركة في المعرض لفن الرسم سنة 1964 على مستوى محافظة ديالى في مدينة بعقوبة عندما كان طالباً في ثانوية خانقين ،  ثم اقام بعد ذلك معرضاً للبوستر السياسي في مدينة خانقين .

 بعد أن انتقل الى بغداد في منتصف السبعينات وتعرف على الخطاط الكبير في بغداد "هاشم البغدادي" ، واطلع الأخير على أعماله فانبهر بها وقال له "انك موهوب وخاصة في كتابة الخط الفارسي (التعليق )" ، فأجاب الزهاوي" ان هذا التأثير ناجم على اني من سكنة مدينة خانقين القريبة من ايران ، لأن للخط الفرسي أوالتعليق جمالية من اصعب انواع الخطوط العربية وأنه أيضاً يعتبر اجمل الخطوط العربية من ناحية التنسيق والرشاقة والذي لا يجيد هذا الخط لايعتبر خطاطا"ً .                 
 
 إستطاع "الزهاوي" أن يغْنى حياته الفنية عبر مسيرته الطويلة بالعشرات من االأعمال الفنية في الرسم والخط العربي وكان بدايتها سنة 1965 بعد ذلك تخللت حياته الابداعية 34 معرضا فنيا اضافة الى ما يزيد على 300 مشاركة في معارض اخرى داخل وخارج العراق وأصبح عضواً فعالاً في نقابة الخطاطيين العرب ، عندما اتخذ من حرف التعليق اساسا لأسلوبه الذي نفذه في لوحات تضمنها كتابه الاول “قواعد خط التعليق” الذي صدر في بغداد عام 1977 وله أيضاً في الخط العربي مؤلفات عدة منها “تشكيلات الخط العربي” و”مصور الخط العربي” و”مصور خط التعليق” وغيرها .  وله كتاباً يحمل عنوان “بردة المديح” للامام البصيري كتبته بخط التعليق وهو عبارة عن اشعار في الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم بقواعد الخط الفارسي .
بعد أن حصل الزهاوي على شهادة الخط العربي من الشيخ الخطاط زرين خط في طهران ، اخذ له طريقاً في الخط العربي أطلق عليه "مدرسة الزهاوي " ، رغم أنه حافظ على قواعد الخط غير انه خرج من القالب التقليدي حيث حاول ان يلبس الخط العربي لباسا جميلا وابتعده عن الجمود الذي يخيم على الحرف هي عبارة عن لونين فقط هما الاسود والابيض ، اضافة الى جميع تشكيلاته الفنية التي كانت تحمل القواعد نفسها لكن بطريقة حديثة معاصرة. 
لقد رحل شيخ الخطاطين لتبقى الرقعة يتيمة ، والثلث بلا أب ، والنسخ مشرّد ، والتعليق بلا تعليق ، والديوان خال الوفاض ،  وبأغتيال الزهاوي فقدت الاوساط الفنية نجم ساطع في كوكبها ، ويعتبر مقتله ضربة قاسية جديدة تتلقاها الأوساط الثقافية في العراق ، تضاف إلى الاغتيالات التي طالت العلماء والأطباء والأكاديميين .   

42
أهذا هوالعراق الذي كنا نصبوا اليه ! ؟
محمود الوندي
في العام الماضي  كتبت مقالة كانت بعنوان (هكذا نظام يستحق السقوط) وأشرت الى الممارسات السيئة والأجرامية للنظام البائد الكثيرة والمقززة بحق الشعب العراقي ، وتحدثت فيها عن الأمل الذي يبتسم لنا بعد طول عبوس ، وبداية أفراح لأنتهاء حزب البعث وعهد الفكر الشمولي ، وتخلصنا من حاكم ظالم ومجرم متمرس ظلمنا وأجرم بحقنا دون رحمة وشفقة  ، تلك اللحظات لا بد لنا فيها من الفرح والأحلام لأنها لحظات أرخت يوم مولد عراق جديد وحياة جديد وهواء نقي خالي من فايروس البعث .اليوم الذي أنتظره الفرد العراقي طويلاً بفارغ الصبر ليخرج من تلك الحقبة المظلمة ، ولينعم بالأمن والأستقرار . كان يحدوني الأمل بأن يطل العام القادم من عيون العراقيين بنظراتهم المفعمة بالامل وأحلامهم المنتظرة لما هو أفضل . وأتى هذا العام وشعبنا ينخره الخوف والقتل والتخريب لأنه أصبح  بين مطرقة الإرهابيين  وتفخيخ السيارات والعبوات الناسفة , وبين سندان الميليشيات الإسلامية والعوز والفاقة ، وأخذ يفترش الطرقات والساحات باعة متجولين , ومتسكعون في الشوارع أغلبهم من الأطفال الذين فقدوا المعيل في حروب النظام الخاسرة وفي تلك الجرائم الخسيسة . يعيشون بهذه الفاقة ويفترشون الارض التي تفور من تحت اقدامهم  ثروات وخيرات .
السؤال الذي يطرح نفسه : ما الجديد في العراق الجديد ؟
بعد سقوط النظام البعثي الفاشي  أخذت بعض الأحزاب قيادة السفينة العراقية التي أصبحت بديلاً لحزب البعث , الى نظام جديد لكي يحترم فيه الأنسان العراقي وتصان فيه كرامته ، لذلك أستبشر العراقيون خيرا وتنفسوا الصعداء وراحوا يمنون انفسهم بمستقبل مشرق كانوا يحلمون به .. عراق جديد وجميل وافضل ، عراق الحلم والتسامح ، عراق القانون ، عراق الديمقراطية والفيدرالية ، عراق العدل ... والخ . ولكن للاسف ان احلامهم وأمانيهم ذهبت عبر ادراج الرياح وتبددت في الهواء وتردى مستوى الخدمات على كافة الصُعد . لعل ابرزها الاضطراب والارتباك في الحياة العامة بسبب استشراء ظاهرة الفساد الاداري والنهب المنظم لموارد الدولة تحت شتى الذرائع واختفاء سلطة القانون وما يتبعها من زيادة ارتفاع وتيرة الارهاب والعنف وتردي كبير في العملية السياسية وكذلك انتشار ظاهرة العصابات المنظمة (المافيا) ، التي تتحول فيما بعد الى ميليشيات منظمة ، والتي تعبث بالبلاد حيث القتل والاعتقالات على الهوية والتعذيب والسجون خارج اطار السلطة والقانون ، كل هذه الامور ادخلت العراق وشعبه في مآزق خطير ينذر بكارثة كبرى تهدد وبشكل جدي مصيره ومستقبله .
لم  يطرا على حياة العراقيين منذ الإطاحة بصدام حسين الى هذه اللحظة  أي نوع من التحسن على كل الاطر بدءاً من الكهرباء الى البطاقة التموينية التي تعاني التذبذب في عمليات التوزيع الحاد وفي الكميات والنوعيات , وفقدان الخدمات العامة الأنسانية والأجتماعية والحياتية والاسوء من كل ذلك الوضع السياسي المتدهور ووجود الفراغ الأمني ، والقتل الجماعي للناس الأبرياء الذين ليس لهم في السياسة ناقة ولاجمل . ولم يشعر الأنسان العراقي  بالأمان والأستقرار والراحة نتيجة تلك الأسباب المذكورة ، رغم مرورهذه الأيام الذكرى الرابعة لسقوط النظام البعثي وبلادنا تسيرمن سيئ الى أسؤ ، وكلنا ندرك حجم المعاناة والمصائب التي تطال شعبنا ، لذلك أضطرت عشرات الألوف من العوائل العراقيةا الهجرة والعيش في بلدان الغربة  خوفاً على حياتهم  بعد أن فقدوا الأمن  والخدمات الحياتية من ماء وكهرباء ووقود  داخل العراق   .

سوف أبحث في هذا الموضوع بعض أسباب العنف وفقدان الخدمات العامة وأنتشار ظاهرة الفساد الإداري والمالي والتردي الكبير في العملية السياسية في عراقنا الجديد بشكل صريح وواضح , ومن يقف وراءها بشكل مباشر أو غير مباشر :
أزدادت العمليات الأرهابية والعنف الطائفي من قبل الجماعات المسلحة التي تنتشر بين الطوائف على الساحة العراقية ، وأرتكابها الجرائم البشعة بحق الأبرياء على الهوية الطائفية حتى رخصت حياة الانسان امام همجيتها واصبح الموت المجاني يطال حياة العراقيين يوميا دون تفريق بين ابناء هذا المذهب او ذاك في ظل قسوة غريبة تنفذ باكثر الاساليب انماطا وبطشا ووحشية ولا توجد ثمة رحمة او صحوة ضمير عندما تستباح حياة الانسان وتنتهك حرماته وامنه حتى بات الموت من المشاهد المألوفة في حياة العراقيين ، واستخدام العنف والقتل العشوائي ضد السكان المدنيين لإلحاق أكبر ما يمكن من قتل ودمار من أجل نشر سايكولوجية الرعب لتحقيق أغراض سياسية تحصد أرواح عشرات العراقيين يوميا ، وتدفع فاتورة هذا العنف الهمجي الطبقة الفقيرة من مكونات الشعب العراقي بدون تمييز، هولاء أستغلوا وجود التحالف الحكومي المحكوم بالمحاصصة الطائفية والقومية والحزبية
                                   .                                                                                                                                                           أما الحكومة العراقية فانها تتماهل لأتخاذ الأجراءات القانونية بحق هؤلاء المجرمين ، ولا تريد معالجة وحل المشاكل التي يعاني منها المواطن العراقي ، بل ان أعضائها يكتفون بالتصريحات الرافضة لهذه الحالة ويحصلون مقابل ذلك على الكثير من المكاسب والارباح ، وإضافة الى ذلك حيث نشهد التناحر السياسي القائم على ساحة الوطن  بينهم ، والمنافسة حول المناصب العليا في الدولة ( ومع العلم بان بعض من هولاء السياسين في الأمس القريب كانوا من أعوان النظام البائد ) .
 
أما الفساد الأدراي والمالي فهو مقياس لا توازيه مقاييس في ظل العراق الجديد ، وهكذا استفحل هذا المرض المزمن العجيب والذي يتجدد ويتورم يوم بعد يوم ،  ودهر بعد دهر . كل هذه الازمات يفتعلها اصحاب المآرب السيئة لأبقاء الوضع الحالي على ما هو عليه من سوء الادارات وتفشي الرشاوى ، لأن القوى والتنظيمات السياسية داخل الحكومة أو خارحها ما زالت تنظر بنوع من الخلط بين مصالحها ورؤاها وعقائدها ومصلحة العراق كدولة تعيش في مجتمع دولي ، وهذا ما يتطلب تفعيلا حقيقيا للقوانين التي تردع اصحاب النفوس الضعيفة وبائعي الضمير .

أما أنتشار سيادة المعايير الطائفية التي أستفحلت مثل السرطان الخبيث في جسد بعض القيادات الحزبية على حساب الكفاءة والمواطنة ، وأنتشار المحسوبية والمنسوبية والحزبية الضيقة والتي اعتمدت في تشكيل قوام الهيئات والمؤسسات الحكومية في التوظيف ،  تمثل هي الاخرى عاملا حاسما في تعميق وتجذير المخاطر التي راحت تاكل الجسد العراقي حتى العظم , وقد افرزت هذه الطائفية تعصبا قوميا شوفينيا وكراهية اخذت بالتصاعد بوتائر متسارعة بين مكونات الشعب العراقي ويوما بعد يوم . أما داخل البرلمان العراقي فمن الواضح ان هناك لم يضع أحدهم العراق نصب عينيه وخدمة أبنائه المظلومين . لذلك يتراوح بين الأسلوب الأنتهازي القائم على استغلال الفرص ووفق اللعبة البرلمانية للقفزعلى الديمقراطية وتسخيرها لمآربهم الشخصية ومغافلة الآخرين لأستصدار بعض القرارات او التملص من قرارات لها تأثيرها الهام في الأوضاع الراهنة او في مستقبل البلاد عبر التغيب او مقاطعة الجلسات النيابية بهدف عدم اكتمال النصاب ، ومن جهة اخرى هناك المحاصصة واللهجة الطائفية لبعض القوى السياسية داخل البرلمان وهي سبب في تفجيرالصرعات الطائفية المؤثرة على الشارع العراقي ، وتشجيع للعنف من قبل عدد كبير من النواب بهدف ألغاء قرارات التي لا تخدم مصالحهم ، ووضع الحكومة واجهزتها بين خيارين اما الأذعان لمطالبهم او انهاك الشعب العراقي في دوامات العنف والدم . والغريب جميعهم يتناسون القوى الارهابية التي تتربص بالبلاد دون ان يضعوا اية الية يمكن ان تلجأ اليها الحكومة العراقية لمواجهة هذه التنظيمات الإرهابية .

أما ما يتعلق بوجود القوات الأمريكية في العراق ، فأنها عملت على أنهاك الأقتصاد المنهار أصلاً في ظل السرقة والفساد الأداري والمالي الذي أنتشرفي مؤسسات الدولة من خلال القرارات الخطأ التي أتخذت أيام الحاكم المدني بول بريمر، وانها غير فاعلة وبطيئة لمحاربة الإرهابيين وحتى الميليشيات ، والسيطرة على الأمن داخل العراق ، بسبب أجنداتها وأهدافها الخاصة ، وترك العراق أرضاً وشعباً متعمداً لهولاء المجرمين من القتلة واللصوص لتدمير وتخريب كافة ممتلكات الدولة ، لذا لا نرى الأرهابيين يشنون الهجوم على القوات الأمريكية ، إنما هجومهم فقط على مكونات الشعب العراقي ، ومن جهة أخرى سخرت الأدارة الأمريكية القنوات الفضائية العربية الحليفة معها  وخاصة قناة الجزيرة وقناة المستقلة والديمقراطية لتستضيف أعداء المواطن العراقي من البعثيين والمأجورين العراقيين وغير العراقيين لتحريض الناس البسطاء على الفتنة الطائفية بين أطياف شعبنا  ، أليس من المفروض ان تتحمل القوات الأمريكية المحتلة المسؤولية كاملة في حماية أرواح وممتلكات الشعب العراقي وفق قرار مجلس الأمن الخاص بواجبات القوات المحتلة في البلدان المحتلة ؟

أما الأحزاب السياسية العراقية التي أصبحت بديلاً لحزب البعث لقيادة السفينة العراقية تتحمل القسط الأكبر من تلك الأحداث والمعاناة والمصائب الذي يعاني منها الشعب العراقي ، وبسبب تغليب المصالح الشخصية والحزبية والفئوية على المصلحة الوطنية وتقسيم المناصب كالوليمة بينهم  ومن أجل حصول على مكاسب أكثر ،  لأن كل حزب يبكي عن ليلاه  أما ليلى الشعب ففي العراق مريضة .  وبروز ظاهرة عبادة الفرد ، وحب التسلط والأنفراد الذي يستحوذ على الأفراد وخصوصاً القيادات التي وصلت من الغنى الى ارقام خيالية فاقت كل التصورات  .
بصراحة أمام كل ذلك نزداد قناعة بان العراق الحالي ليس العراق الذي كنا نحلم به ونخطط له . ان الازمة العراقية الراهنة المتمثلة بالوضع الامني المتدهور والذي يعصف بالعراق ويزهق ارواح العباد ، والفساد المستشري في جهاز الدولة من القمة الى القاعدة ، والفقر والبطالة وتردي الحالة المعيشية للشعب .

واذا اردنا النهوض بواقعنا فما علينا الا ان نجهد انفسنا لتكريس علاقة المواطنة على اسس صحيحة واعتماد الحوار الحر والحضاري واشاعة الاجواء الديمقراطية والحرية في الممارسة السياسية ، واعطاء كل جهة سياسية حقها في المشاركة بالسلطة وبشكل سليم لنحافظ على التوازنات السياسية والامنية للبلد ، علينا العمل الجاد والدؤوب لاستئصال جذور الارهاب الطائفي والفساد الأداري والمالي الذي يبغي استهداف التجربة السياسية الجديدة لعراقنا ، كونها تقصد النهوض بالواقع الجديد ، ومعاقبة كل من يقدم مصلحة دول الجوار على مصلحلة الشعب العراقي ، هذا المطلب الاساس لكل مواطن هو توفير الامن والذي يأتي في مقدمة الاولويات ، وانهاء وجود الجماعات المسلحة التي تحاول ان تعرض نفسها على الساحة السياسية بقوة السلاح وليس عن طريق الحوار والمنطق العقلاني في حل المسائل الخلافية العالقة ، وتصفية اجواء الاشكالات والاختلافات القائمة  .   

43

تأسيس الأكاديمية العربية في الدنمارك أنها الفكرة الرائدة والحضارية

محمود الوندي

لازال التعليم المفتوح في بداياته في الدول النامية ، وخصوصاً في الدول العربية والإسلامية رغم أنه أنتشر منذ زمن بعيد ً في معظم الدول المتطورة وقطع شوطاً كبيراً ، إلا أنه أخذ يتطور بتطوروسائل الأتصال ً، فهو واقع مفروض على المجتمع العالمي وبلغ أوجه في عصر الأنترنيت ، وأصبح اليـوم يدعى التعليم الألكتروني. الذي يعتبر بمثابة الثورة الألكترونية على الأنظمة المتخلفة ، التي أختصرت جغرافية المعلوماتية الى جهاز حاسوب لتحكم به الفرد بملئ أرادته بعيداً عن فرض الرقابـة على أفكاره وكتاباته من فبل الحكومات الطاغية والظلامية التي تهيمن على قـوت وأرادة شعوبيهم وتجلس القرفصاء على أنفاسهم وتمنعهم من الأنتعاش بأوكسجين الحرية،وتعتبر أنها سيدة الثورات بلا المنازع قد دكت أسوار تلك الأنظمة الهزيلة،ووقفت أمام جلادي الثقافة الذين يعرقلون تطورتعليم وأفكار الناس ويحاربون الكلمة الحرة ، تلك التطورات باتت ملفتة للنظر من يعض المفكرين العراقيين الأفاضل في خضم الموجة الحضارية من ثورات معرفية وتكنولوجية ومعلوماتية واتصالية كان لابـد من خلالهـا اعادة النظر في خطط التدريس ونظم التعليم واساليبه على المستوىالعالمي بغية تحقيق التنمية البشرية والأقتصادية التي تستند بالاساس الى تنمية العقول والأفكاروالقدرات من خلال دورات العملية التعلمية بمراحلها المختلفة . 
ويعتبر فتح الأكاديمية العربية في الدنمارك في التعليم المفتوح عن بعد بواسطة أنترنيت أوالتعليم الألكتروني في أعتقادي أنه حل لمشكلة الطلبة الراغبين في الدراسة لتطوير خبراتهم وتؤهلهم على وفق سياق أكاديمي منظم وبخاصة لمن يحمل شهادة البكالوريوس والشهادة الثانوية ، وطموحهم في المساهمة بعملية البناء وتنويرالإنسان الحضاري في يلدانهم ، الذين حرموا من القبول لأسباب سياسية أو اقتصادية في الجامعات العراقية سابقاً للتكميل دراستهم ، وممارسات النظام الدكتاتوري الذي خرب كل شئ في العراق وحرمانهم من التحصيل العلمي كونهم لم يقبلوا التطبيل والتزمير له ، هولاء من الطلبة الذواقين إلى العلم والمعرفة كانوا ينتظرون هذه الفرصة الثمينة لزيادة وتطويرعقولهم وثقافتهم ، وتطوير قدراتهم وآفاقهم ليساهموا في بناءِ العراق الجديد ، لكي يعطون للمجتمع العالمي صورة مشرقة على حب الإنسان العراقي لوطنه وشعبه وحبه للتزود بالمعرفة ، لا أظن ما يدفعهم إلى ذلك غير التعطش إلى العلوم التي حرموا من النهل منها . 
تأسيس الأكاديمية العربية في الدنمارك أنها الفكرة الرائدة والحضارية ، لأنها زرعت النبة الإنسانية لتحي آمال شبابنا وكبار السن من الطلبة الذين كانوا يبحثون عن العلم والأدب والفن منذ هجرتهم من العراق ، لذلك تعتبر مشروعاً إنسانياً قبل ان تكون ثقافياً التي نهضت بتوظيف وتشجيع خبرات العشرات من العلماء والأكاديمين والمفكرين العراقيين والأساتذة المعروفين على الساحة العراقية والعربية الذين غادروا وطنهم خوفاً على حياتهم ، هولاء جمبعا قطعوا على انفسهم شرف تحمل المسؤولية التاريخية ازاء وطنهم وان يقدموا خلاصة تجاربهم العلمية والادبية والفنية لأبناء شعبهم في المهجر ، نعم تعتبر مشروعاً إنسانياً ورائدة في بناء عقل الإنسان العراقي الذي تعرض للتخريب والتغريب ردحاَ طويلاَ من الزمن ، نعم مشروعاً إنسانياً لأنها أنقذت عشرات من الطلبة المحرومين والمغتربين بعيداً عن وطنهم وشعبهم وعوائلهم ، الذين لديهم الطموحات الكبيرة لأكمال دراستهم  بعد أن غدر بهم الزمن ، أنها أول صرح جامعي أنبثقت خارج الوطن لأبناء العراق وللعرب عموماً ، وأنها هدية علمية وثقافية خالصة لأبناء شعبنا العراقي الذي عاش حقبة زمنية طويلة أمتدت أكثر من أربعة عقود من التحيز القومي والطائفي نتيجة سيطرة النظام البعثي الشوفيني على حكم العراق ، وحرم من التعليم واكمال الدراسة كل من رفض الانضمام الى حزب البعث العنصري ، أنها ضربة قاسية بوجه كل من وقف ضد الشعب العراقي ومحاولاً عرقلة طموحاته وأفشال كفائته العلمية والأدبية والفنية وحتى الرياضية .
وقد سارت الاكاديمية العربية المفتوحة بخطى ثابتة نحو العطاء العلمى والفكري الى جانب مد جسور التعاون والتبادل العلمي والتربوي مع المؤسسات التعليمية العربية منها والدولية لخدمة الطلبة العراقيين والعرب في المهجر، وقيامها بدور االمعرفي والفكري في عملية النهوض للمواكبة الحضارة العالمية ، مما دفع الطلبة بالمهجر للانضمام الى هذه الجامعة وفى مختلف التخصصات ، واستطاعت الاكاديمية خلال عمرها القصير ان تقطع شوطا كبيرا في توفير مستلزمات التعليم عن بعد ، كلما تزدادة اعداد طلبته ، تحاول الأكاديمية بتطور وتوسيع لفروعها وعلى الرغم من مضايقتها من لدن بعض ذوي النفوس الضعيفة  والمريضة التي لا تحب النجاح والتقدم لأبناء العراق ، أستطاعت الأكاديمية بهذه الأمكانية المتواضعة لتوفير فرصة حقيقية وجدية أمام أبناءنا وبناتنا وأخواتنا وأخواننا لتوسع وتطور قدراتهم لمواصلة تحصيلهم العلمي للمساهمة في غد عراق مشرق .
وعلينا جميعاً العناية بهذه الاكاديمية المفتوحة في الدنمارك لكونها تشكل عنصرا اساسيا في خدمة البلد ونهضته وتقدمه ، لانها تضم مجموعة من الأساتذة والطلبة يجاهدون ويجهدون في تطور معارف علمية ( رغم كبر العمربعضهم ) لخدمة وطنهم وشعبهم ، وعاملا من عوامل الرقي لما تقوم به من دور فعال ومؤثر في تطور الحياة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية الشاملة للبلد بابعادها المختلفة سوأ العلميــة او الأدبيــة او الفكريــة او التكنولوجيـــــة ، لان تتوفر في الاكاديمية من مقومات النهوض بالمجتمع العراقي الجديد علميا وفكريا وفي الجوانب المختلفة للحياة .

44
فاعلية المرأة العراقية في المجتمع
محمود الوندي

عندما أتحدث عن المرأة العراقية من خلال كتاباتي الهدف منها لتوعيتها التي تشكل أكثر من نصف القوى البشرية في المجتمع ، والعمل على مكافحة كل أشكال التميز ضدها ، وتقويم يعض التقاليد والعادات التي لم تأمر بها الشرائع السماوية ولا شريعة حقوق الإنسان ، لكي تحتفظ المرأة بحقوقها الإجتماعية والقانونية حتى تنعم بحياة أكثر إنسانية وعدالة في ظل عراق جديد ، وننتهي من ذكورية الطابع ،لا يستطيع أحد أن ينكر دور المرأة في المجتمع العراقي إزاء عائلتها ووطنها وشعبها ، وقيام بواجباتها الإجتماعية والسياسية والثقافية بصورة متكاملة وإسهاماتها في تنمية المجتمع سواءً في مجال الطب أو التدريس أو التعليم أو الإدارة المؤسسات والإتحادات وحتى في مجال المهنية والحرة  ووووووالخ ، بالأضافة الى تربية الأطفال ومسؤولية البيت ، ومواجهتها  للتحديات القسرية التي أشبعتها بالقساوة والضيم وكللت حايتها بالآلام والأحزان المرير!!!!! ، ومنح الفرص لإبداعاتها وصياغة تفكيرها  لتبلور شخصيتها الحقيقة بعد ان كانت مختفية وراء حجب التخلف ، فإن المرأة حيثما كانت وكيفما كانت ، هي بنت الدنيا وأمها وأختها وضرتها ، لأنها هي الوحيدة تتحمل معاناة ومصائب العائلة وتشارك الرجل بهموم الشعب والوطن ، بينما هي دفعت وتدفع الثمن الباهض لأحولها الشخصية لعدم التكافؤ الأجتماعي التي تغمد حقوقها الشرعية علانية مع سبق إصرار .

ما هي فعالية المرأة العراقية داخل المجتمع العراقي وما هي مظلوميتها ومعاناتها :
شاركت المرأة العراقية في كافة مراحل النضال وجنباً في جنب الرجل في مواجهة الأنظمة المتعاقبة في العراق ، وخاصة أيام النظام البائد وحكمه الدكتاتوري ، المرأة العراقية قدمت الكثير من التضحيات في ظل النظام السابق وسطرت أعظم البطولات في سبيل الوطن وشعبها وإنقاذه من الحكم البعثي الشوفيني الذي حكم العراق بالحديد والنار أكثر من أربعين عاماً ، أنها قرعت أبواب السجون من أجل زوجها أو أبنها أو أخيها ، وبعضها قدمت حياتها من أجل رفاهية وسعادة شعبنا وهي لم تبخل بحايتها لا في السجون والمعتقلات ولا في أقبية التعذيب والزنزانات ، المرأة العراقية ناضلت على الصعيد الاجتماعي والسياسي وتواجهت مختلف التحديات في تلك الظروف الصعبة ، كما ساهمت بكل النشاطات الميدانية عندما حملت السلاح وقاتلت كتفاً بكتف مع الرجل فوق قمم كوردستان ووديانها كمقاتلة قي صفوف قوات البيشمركة أو قوات الأنصار تابعة للحزب الشيوعي العراقي ، كما نزلت الى الشارع مع الرجل في المظاهرات والحتجاجات ضد الأنظمة القمعية وفي مقدمتها النظام البعثي الدموي ،  لأنها خضعت مع باقي شرائح المجتمع للمعاناة والألام والمصائب على أيدي تلك الأنظمة الفاسدة ، ولا شك  بأن معاناتها كانت أشد وطأة من باقي شرائح وفئات المجتمع .

بعد سقوط نظام البعث واجهة المرأة العراقية كثيرمن المشاكل والمخاطر التي تهدد حياتها ، عندما سيطرت الأحزاب والتيارات الإسلامية على الشارع العراقي ، وأخذت تفرض الشرائع والقوانين من نفسها على المرأة وتدعمها بنصوص دينية وقبلية ، وربط حقوقها بالشريعة الأسلامية وأعراف وتقاليد عشائرية عفا عليها الزمن ، التي أصبحت كجزء من أيديولوجيا سياسية ، وتجبرالمرأة من متشددين من كلا الطائفتين تحت تهديد السلاح على أرتداء الحجاب وحتى تفرض ألوان معينة في الملبس وتمنع الألوان الأخرى ، هذه القوى  تقف حجرعثرة في طريق  وصول المرأة الى مطامحها وتحقيق رغباتها وتطلعتها ، التي تحاول دائماً تحد من قدراتها  وحرمانها من جميع حقوقها المشروعة ، وتمنعها من نشاطاتها السياسية والأجتماعية والثقافية وحتى الأقتصادية ، لأن  هذه القوى غير معنية بحقوق المرأة العراقية وغير مقتنعة بها ولا يربطها اي رابط ألا وسيلة لتحقيق مأربها ومصالحها الضيقة ، وتحاول أيضاً هذه الأحزاب والتيارات التقليل من شأن المرأة العراقية وأحباط دورها في بناء مجتمعنا الديمقراطي الفيدرالي في عراقنا الجديد ، بواسطة تهميش لحقوقها مرة أخرى بعد أن ذبح على يد نظام البعث خلال نصف القرن الماضي ، لأن المرأة في تصور هؤلاء كأنها لم تخلق إلا للولادة وأرضاع الأطفال وأرضاء الرجل وتنفيذ مطتلباته .  ويريدون أن يحجبوا وجه المرأة العراقية وعقلها ببراق الظلام ويغسلوا دماغها بأسم الإسلام ، لكن الإسلام كما معروف لم تمنع المرأة من حضور المساجد والمساهمة في فعاليته ، وكان الرسول ( ص ) يصطحب معه  النساء في جميع حملاته الكبيرة  .

ومن جهة أخرى عانت المرأة العراقية من أضطهاد آخر الذي يفرضه المجتمع عليها بسبب الجنس وكونها أمرأة (عندما نقول المجتمع لا نعني الرجل وحده ، بل المرأة نفسها)، حيث ينظر إليها بما تختزنه من موروثات والإفكاروأعراف تتحكم بحركتها ونمط تفكيرها على أنها أدنى من الرجل ، وأنها تابعة له ، أن تغيب المرأة يتخذ تارة طابعاً دينياً ، وطابعاً عرفياً تارة أخرى ، بسبب تلك الأعراف والتقاليد كانت تحرم من حقوقها ولا تستطيع أن تعبرعن إرادتها وأرائها ، لقد عانت المرأة العراقية طويلاً من هذا الوضع الظالم والمخيف ، ما زالت تعاني من قيود تقليدية أجتماعية متخلفة ، وهي مهمشة وتعيش تحت أوضاع جائرة ومجحفة بحقها رغم حصولها على بعض الأمتيازات أبان ثورة 14 تموز المجيدة ، لا أبالغ إذا قلت إن المرأة العراقية لا تتمتع بالحقوق نفسها التي يتمتع بها الرجل ، وتنظر اليها من قبل المجتمع أنها كائناً لا يصلح سوى لإنتاج الخام البشري والخدمة في البيوت والمزارع ، فأصبحت حياتها أشبه بحيات النبات وهي عالة على رجالها ، لذلك كان الفقر مسيطراًًعلى أكثرعوائلنا لأن المرأة عاجزت عن كسب رزقها الضروري لأعالة أطفالها وخاصة بعد وفاة زوجها ، وهذه الإشكالية لا تتحمل مسؤوليتها المرأة وإنما يتحملها المجتمع الأسير لقيم المورث التأريخي الذي يجد في جمبع المجالات الرجل أكثر جدوى من المرأة ( فتبعية قصور يقع على الرجال ) ، رغم مساهمة نخب المجتمع من الرجال في تفعيل المطالبة بحقوق المرأة فهناك من كتب العشرات من الأبحاث حول انتهاك حقوق المرأة وهناك من أخذ على عاتقه كتابة المقالات في  الصحف والمجلات للمطالبة بالمساواة في الحقوق بين الرجال والنساء .

إن وقوف نخب المجتمع من الرجال إلى جانب المرأة لانتزاع حقوقها من المجتمع ، وساهمت تلك الآراء في فسح المجال في الوقت الراهن لطرح آراء أكثر جرأة لإسقاط أركان أخرى من المورث المتعارض مع الواقع المعاصر ، وفتحت سُبل جديدة للنضال للمطالبة بحقوق المرأة ، بالرغم من أهميتها في نشر الوعي ويشكل عنصراً أساسياً للمساندة لها ، لكن الأبحاث والآراء والمقالات تبقى الذكورية عديمة الفعالية دون مساهمة المرأة ذاتها بخطوات عملية لتأكيد وجودها في المجتمع ، لأن مجتمعنا العراقي بوضعه الحالي ، أكثر حاجة لإشراك المرأة في خطط وعمليات التنمية ، وإشراكها في مشاريعها الرامية الى تحسين نوعية الحياة في العراق ، وتأسيس بيئة أفضل لنمو الأقتصاد البلد وتطوره تكنولوجيا وتقنيا من خلال التعليم والتدريب والتأهيل لمجابهة تحديات العصر بجميع أشكالها وألونها ، بعد أن اصبح لاقتصاد الدور الحاسم في بناء المجتمعات الحديثة ، ولا يتم ذلك من دون تسخير كل الطاقات المادية والموارد البشرية , ولذلك ينبغي أن تستوعب كل فئات المجتمع دون تميز بين فئاته وأجناسه ، لا بد أن تعتمد في جهودها على مشاركة المرأة بجانب الرجل ، أن تغيب المرأة عن ممارسة أدوارها من أخطر التهديدات التي تتعرض لها أمة ما ، لأن لها طاقة كبرى يمكن ان تسد نواقص كثيرة لا يستطيع سدها الرجل ، ليس في بيتها فحسب كصنو للرجل في المسؤولية ، وإنما في كثير من المجالات الحياتية داخل المجتمع  .

 تتطلب من المؤسسات الجماهيرية والنقابية والقوى الوطنية  لتفعيل نشاطها لضمان حقوق المرأة داخل المجتمع العراقي التي تعيش فيه ، لمساهمتها الفاعلة في البناء وأرساء المجتمع المدني على أسس الديمقراطية في ظل المساواة والعدالة داخل العراق ، على المرأة لا تفقد شعورها كأمرأة ، عليها أن تكون ذات شخصية قوية ، وتكافح من أجل حريتها وأستقلالها والحفاظ على كرامتها لتحقيق حقوقها المشروعة ، وأن تقف ضد الأستغلال والعادات والتقاليد الأجتماعية المتخلفة حتى تتمكن من التأثيرعلى المجتمع وحتى تكون صوتها مسموعة لكي تؤدي واجبها بالوجه الصحيح ، لأن عملية تغيير هذا الواقع يتطلب جهوداً كبيرة من قبل المنظمات والهيئات والأتحادات النسائية والرجالية لبناء مجتمع مدني ديمقراطي فيدرالي تستطيع فيه المرأة أن تزاول نشاطها  السياسية والثقافية والأجتماعية والتعبيرعن رأيها بصورة صحيحة .[/b][/font][/size]

45
مستقبل العراق لا يهم أحداً
محمود الوندي

قبل ايام قرأت أحدى المقالات لزميلي وصديقي الأستاذ ناجي ئاكره يي على موقع كوردستان تايمز وكانت بعنوان ( بعض الساسة وقراءة الواقع بالمقلوب ) رداً على أحد المتتطفلين من البعثيين ،الذي نشرمقالة له في موقع كتابات ضد الشعب العراقي ، بعد دخولي الى موقع المذكور ، فشاهد عنوان المقالة كان رده على مقالتي التي كتبته حول دخول تركيا بشؤون العراق وكانت بعنوان (تركيا ! تسلب الصفة الكوردية عن كركوك ) وأشرت في تلك المقالة الى معاناة القومية التركمانية في زمن حكم البعث وكبف صمتت الحكومية التركية أزاء تلك الجرائم بحق أخواننا التركمان بسبب مصالحها الخاصة التي كانت مع النظام البعثي أن كانت السياسية أو الأقتصادية التي تدعي اليوم بالدفاع عن تركمان العراق وتذرف دموع التماسيح عليهم ، وقارنته مع وضع حال التركمان في العراق الجديد الذي يعيش عصره الذهبي وكشفت أكاذيب بعض عملاء تركيا داخل العراق لمحاولتها خلق الفتن والفرقة بين أبناء أهالي كركوك ،عندما يزعمون ظلماً وبهتاناً  بدون خجل وحياء بأن حقوق التركمان مسلوبة ومنتهكة في العراق بعد سقوط النظام البعثي وأنهم يتعرضون للحملة تطهير وإبادة من قبل حكومة أقليم كوردستان . 

حينما قرأت تلك المقالة على موقع كتابات التي بعنوان ( متى كانت كركوك كوردية لكي تسلبها تركيا) رداً على مقالتي ، يطرح الكاتب موضوعات كاذبة وغير صادقة ومبالغاً فيها حول أنتهاك حقوق التركمان وسنة العرب بعد سقوط النظام البعثي مع أطلاق عبارات(سوقية) لايمكن ذكرها على صفحات المواقع الطاهرة ، وتتقطر من تلك المقالة تحريضيه سموم الفتنة والفرق بين مكونات شعبنا ،  بالأضافة الى السب والشتم ، وابتعد عن الكياسة الأدبية في الحوار، لذلك أقتصرت نشرها على موقع كتابات دون غيره ، أني أجزم هذا المخرب الفكري ليس بعراقي أصلاً بل أنه مرتزق من مرتزقات النظام البائد ، وانه قد تربى في أحضان حزب البعث على ثقافات سب وشتم وكذب وتهديد ويعبر خلال مقالته عن حنينه للزمن الفاسد بسبب خسراته الأمتيازات في العهد الجديد ، وتبين حقده وكراهيته للشعب العراقي من خلال وصف النظام البعثي بالنظام الوطني والإنساني ، وتجرأ على مشاعر الملايين من الشعب العراقي عندما يترحم على طاغية العراق الذي نفذ فيه حكم الشعب جراء جرائمه التي لا تعد ولا تحصى ، وشن حملة شعواء ضد أبناء شعبنا التي حرمت من كل حقوقها طيلة حكم البعث الفاشي ،أخذ  يطعن الحكومة الجديدة ممثلة لأغلب أطياف شعبنا ، وتشويه الحقائق مما  تجري داخل العراق ، وتهاجم القيادات الكوردية والشيعية ويتهم الشيعة بالعمالة لإيران ويتهم الكورد بالعمالة لإمريكا وإسرائيل ، كأنه لا يدري أسياده في تركيا سوى خادم وعبيد لهم ، وأخذ يبكي على العرب السنة  مثل أسياده الجديدة والقديمة في أنقرة أنهم يتعرضون للمذابح على أيدي شيعة العراق كما يحدث للتركمان على أيدي كورد العراق ، ومن ناحية أخرى يمدح الحكومة التركية بأنها الحكومة المسلمة السنية ( ماذا يهدف بتلفظ السنية ) ، لا أدري كيف الحكومة المسلمة وتمنع المحجبات المسلمات لدخول الجامعات والمدراس في بلدهم  وحرمانهم من التعين في الدوائر الحكومية والرسمية إلا ان تخلع حجابهم ، ويدعي أيضاً بأن تركيا الحكومة الديمقراطية ، أي ديمقراطية هذه عندما تظطهد القوميات غير تركية داخل أراضيها ، وتأريخها معروفة للمجتمع العالمي أنها لا تخلو من المجازر التي أرتكبت في حق الشعوب غير التركية كأبادة الأرمن والكورد والعرب ، هذا الولاء من قبل بعض التركمان الى الحكومة التركية يدفعني الى التساؤل ؟ أين كانت الحكومة التركية عندما كان نظام البعث يقتل ويهجر عوائل التركمان ؟ واين كانت عملائها داخل العراق التي كانت تمجد صدام حسين وتزمر وتتطبل له ؟

من يقرأ تلك المقالة تشاهد فيها كثير من المغالتطات والتناقضات !!!!!!!
ينكر الكاتب معاناة وآلام التركمان أيام النظام البائد ، كما يجهل في مقالته السيارات المفخخة والعبواة الناسفة ، التي تقتل يومياً عشرات ومئات من أبناء شعبنا من جميع أطيافه ، ودمائهم   التي تصبغ طرقات وشوارع العراق كل اليوم بواسطة تلك الأعمال الإرهابية التي تقوم بيها العصابات الأجرامية من فلول النظام البائد وتعاطف عملاء تركيا مع تلك الإرهاب وخاصة    في مدينة كركوك ، وكان الكاتب مثل أسياده في تركيا تحاول القاء التهم على الكورد وتبرئة أعوان النظام البائد من البعثيين وحلفائهم عن تلك الجرائم التي تحدث يومياً في مدينة كركوك     ، يعتبرالكاتب بأن نظام البعث الذي أسقط على أيدي الأمريكان كان نظاماً وطناً ، لكن نسى الكاتب ، فقد كان هم العراقيين على تغير النظام الصدامي القمعي بأية وسيلة كانت ، بعد ان أصابه اليأس من قدرته على تغيير النظام الذي سامه سوء العذاب خلال 35 عاماً ودفع فيها    ثمنا باهظاً  .

يدعي هذا الدعي بان محافظة أربيل تم تكريدها أيام حكومة البعث بينما كانت أهلها من التركمان هنا سؤال يطرح !!! أين كنتم في ذلك الزمان أيها الجبناء وأين كانت تركيا هل كانت خرساء ذلك الوقت أم أذانها مسدودة بدولارات أم ان مصلحتها أقتضت السكوت أم جبنها أمام نظام البعث ؟ لماذا سكتت تركيا عندما هدد طارق عزيزبطرد التركمان من العراق أمام رئيس الوزراء التركي ( أنذاك ) ؟ الذي ترحب بيها أنت لغزو كوردستان العراق بحجة حماية التركمان ، كما تفتخر بيها بأحتلالها لجزء شمالي من قبرص وأنقذت أتراكها من سيطرة اليونانيين الصلبيين ، لا أدري هل يضحك الكاتب على نفسه أم على ذقون الناس البسطاء من التركمان، كأنه يتصورلا يعلم المجتمع العالمي بأن تركيا تحاول بشتى وسائل لدخولها الى أتحاد أوربي التي تعرقلها الحكومة اليونانية ، ولعلم ان اتراك قبرص الذي قتلهم الفقر والجوع يتمنون رجوع الى أحضان قبرص ، لكن شعب قبرصي وحكومته يرفضان ذلك ، وأما إستهزائه لفقراء الشعب العراقي الذين يعيشون على عرق جبينهم كصباغي أحذية وبايعي سكاير وحب عباد الشمس ، فأقل له ، أليس أشرف من هولاء كانوا للأمس القريب مخبرين أذلاء لدى الأجهزة الأمنية للنظام المقبور، وكانوا الجواسيس على أبناء جلدتهم ، واليوم عملاء لدول الجوار مقابل أموال قذرة  .

يعتقد الكاتب بأن الكورد غير قادرين لصد الجيش التركي لذلك يشيد في مقالته بالآلة العسكرية التركية لإبادة الكورد في كوردستان العراق وخاصة في مدينة كركوك ، لأنه نسى بأن رئيسه المقبور بكل جبروته وأجهزته الفتاكة لم يستطيع على محو الكورد أو ينال من عزيمته ، لا أدري كيف يتقهر الكورد اليوم  أمام دولة منهار أقتصادياً وأجتماعياً وسياسيا وتعيش على الصدقات     أمريكا وإسرائيل ً أن تنال من عزيمة الكورد ، لا يعلم الكاتب كل ما تفعل تركيا ضد الكورد لا تضر سوى  نفسها وتسيل دماء شباب تركيا المنخرطين في الجيش التركي ، وستكون نتائجها وتبعاتها كبيرة على الإقتصاد التركي وعلى سياستها الخارجية مع الدول وخصوصاً الدول الأوربية  .

تعرف تركيا قبل غيرها لا تستطيع بهزيمة الشعب الكوردي ،لأنها تعرف عن شجاعة هذا الشعب وصلابته الذي وقف في القرن الماضي بوجهة أقوى الدكتاتور في العصر الحديث ، وأنها تعرف جيداً أستقلال إقليم كوردستان العرق هاجساً لتركيا  التي تشكل خطراً محدقاً بأمنها القومي ، ورغم خوفها من أثارة الروح القومية الكوردية في تركيا ، ولكنها تدرك ما ستجنيه على نفسها في حال أجتياحها  أو غزوها لكوردستان العراق لأنها تعرف ليست لقمة سائغة ، سوف تكلفها خسائر جسيمة لأن كوردستان ليس جزيرة قبرص ، لأنها تعرف جيداً من هم يحمون كوردستان ، وتعلم ايضاً بأن كل شبر من أرض كوردستان تصبح بمثابة مقابر لجنودهم في حال  أقدامهم على حماقتهم بغزو كوردستان ،  وأنها تخاف من حصول العمليات الفدائية المكثفة في عقردارها من قبل الكورد ، وتعرف الحكومة التركية أيضاً ستتحول شوارع مدنهم الى جحيم حقيقي ، لكل هذه الأسباب لايمكن للجيش التركي أن تجتاح حدود العراق ويبقى مربوطاً على حدود كوردستان العراق .

أني أعتقد أن هذا الكاتب الخبيث الذي يصب حممه على الشعب العراقي وقيادته المنتخبة فهو يريد ان يدس السم بالعسل بحجة الدفاع عن السنة تارة وعن التركمان تارة أخرى ، وهو يحاول يدق مسامير النذالة في نعش الكورد والشيعة عندما يشك في قيادتهم الوطنية ، لأجل تسهيل وتمرير المخططات الخبيثة للحكومة التركية لتدخلها في شؤون العراق بحجة حرصهم على وحدة العراق ، أليس من المضحك أن تستمر هذه الأبواق  بالمنادات وحدة العراق ومصالح العراق ،  وفي نفس الوقت يترحب بغزو التركي لكوردستان العراق ، وبكتاباته الحمقاء يرفض إلتحاق محافظة كركوك بأقليم كوردستان العراق كأن كوردستان العراق ليست العراقية ، لا أدري هذا الكاتب عراقي أم تركي عندما يفتخر بتركيا وجيشها المنهك ويترحب بغزو العراق .

هذه الكلمات المغوشة كشفت هوية الكاتب بأنه من فلول البعث المهزوم ، وهذا أسلوب ملتوي عهدناه عند البعثيين وأصبحت هذه الألاعيب مكشوفة لكل الإنسان العراقي ، وأخيراً أقول له ان مسقبل العراق ومصير شعبه لا يهم احداً على الاطلاق ما عدا الشعب العراقي المجروح نفسه ،    [/b][/font] [/size]

46
ماذا ننتظر من الدول العربية

محمود الوندي



هنا لا أحب أن أتحدث عن الأنظمة العربية والإسلامية وقادتها ورجال دينها وسياسيها وحتى مثقفيها من الذين باعوا أنفسهم مقابل حفنة دولارات وكوبونات النفطية لتجاهل هموم الشعب العراقي ، لأن رفاهيتهم بنيت على حساب معاناة وجروح العراقيين ، ولا أريد أن اتحدث عن صمتهم أزاء الجرائم كان يقوم بها النظام البعثي الدموي بحق شعبنا العراقي رغم صرخات الأستغاثة ، لأنهم كانوا جزء أساسي من أسباب تلك الجرائم ، ولا أريد أن أتذكرعن دعمهم الإعلامي والسياسي لنظام حزب البعث ، لأنهم وقفوا الى جاتب النظام الدكتاتوري المتسلط على رقاب شعبنا المظلوم ، ولا أريد أن أوشر الى محاولاتهم المتعددة لصالح بقاء صدام في السلطة ما يعني بالضرورة بقاء الدكتاتورية جاثمة على صدرالعراقيين ، عندما بدأت تنطلق من هذه العاصمة اوتلك ، مبادرات ووساطات وجهود  لأنقاذه من المصير الأسود  .

لكن أريد أن أكشف في هذه المقالة  الرؤيا والحقائق التي تضمرها هذه الحكومات والقوى السياسية والدينية الفاسدة التي أرتبطت بوشائح مختلفة مع النظام البائد ، وأكشف نواياهم  الخبيثة أتجاه الشعب العراقي بعد سقوط النظام البعثي ، وكيف تسعي هذه الأطراف للتدخل في شؤون العراق بكل ما أوتيت من قدرتها وبحجج واهية وخيالية ؟ ودورهم لتشجع العمليات الإرهابية عبر وسائل أعلامهم لقــتل العراقيين ، ودعمهم للإرهابيين داخل العراق مادياً ومعنوياً وتطلق عليهم صفة المقاومة ، ومحاولتهم الدنيئة لزعزعة الأستقرار والأمن في العراق ، لتهيئة الأجواء (حسب ظنهم ) العودة حزب البعث الى الحكم  .

قبل أيام كتبت بعض المقالات في العديد من مواقع الصحف الأنترنيت حول تدخل تركيا وإيران في شؤون العراق بحجج مختلفة وواهية ، ودورهم في تخريب العراق ، وفي هذه المقالة نكتب حول تدخل الدول العربية في شؤوننا ، وكبف تقوم هذه الدول دعم الإرهابيون حسب إختصاصهم وإمكاناتهم ؟ وكيف تمرهولاء الحثالات عبر دولهم لدخولهم الى العراق بمساعدة مخابراتهم ؟ وكيف تسقبلهم هذه الدول وتوفر لهم جميع الأمكانيات بصورة جيدة ومتسلسلة ؟ من دخولهم الى مصر ومرورهم في الدول العربية الأخرى وخروجهم من سوريا بأتجاه العراق ، في البداية ترسل المجندون من الإرهابيين من جميع الدول ( الأجانب  بشكل خاص ) إلى مصر لتعلم اللغة العربية ومبادئ السلفية في أكثر المدارس الدينية تشددا باتفاق مع مخابرات بعض الدول العربية ، قبل أن يذهبوا الى اليمن لتدريبهم ( لأن السلطات اليمنية تأوي الكثيرمن العناصر الإرهابية الذين دخلوا اليمن ) وتقوم الحكومة اليمنية بفتح المعسكرات وبتعاون مع الجهات معنية تدريب للإرهابيين وافدين لها من الدول العربية وغير العربية حيث يتم أعدادهم بصورة جيدة عسكرياً وأمنياً ليكونوا جاهزين قبل إرسالهم إلى العراق عبر سوريا ،  بعد أن يتجمعوا عن طريق خلية في السعودية مرتبطة بالقاعدة مع شبكة منظمة في سوريا وبتنسيق مع المخابرات السورية لنقلهم إلى الأراضي العراقية للقيام بأعمال إرهابية خاصة في صورة هجمات انتحارية ".
 
لا يخفي على أحد لتطورات الأوضاع في العراق من عنف دموي وصراعات طائفي ، تقف خلفها الدول المحيطة والأقليمية من خلال دعمهم  للإرهابيين (كل حسب مذهبه) الذين أستباحوا الدم العراقي ، بدلاً أن يقدموا دعماً أيجابياً الى العراقيين وإرسال معاوناة الإنسانية لهم ، لقد أستغلوا حالة الفراغ الأمني وأرسلوا المئات من حثالاتهم لقيام بأعمال الإجرامية بحق أبناء العراق بكل أطيافه ومكوناته، وتخريب البنية التحتية في بلادنا ، والهدف من ذلك لعرقلة المسار الديمقراطي والفيدرالي في العراق الجديد ، الأمر الذي دفع لتعاظم هجرة مئات ألوف العراقيين بكل مكونتها الى تلك الدول ، الآن هولاء المهاجرين خائفون من إجراءات الحكومات العربية عموماً والحكومة السورية بشكل خاص بشأن إبعادهم من أراضيها وإعادتهم الى العراق سيتعرض حياتهم للخطر، التي ستكون بمثابة وضع مزيد من الحطب في المحرقة الإرهاب والطائفية ، التين تدور رحاهما على جسد الإنسان العراقي ، تبتلع كل معاد الى أرض الوطن بلهيبهما.
 
أن تغيير النظام في العراق لم يرق للعديد من الأطراف المتضررة من دول الجوار العربية والإسلامية ومروراً بأوربا وروسيا وغيرها من الدول ،  فتعلم هذه الدول بأن نجاح العملية السياسية في العراق الجديد سيكون ضربة لتوجهاتها المصلحية ومطامعها الذاتية ، سوف تكون له آثاره البعيدة في المنطقة ولن يقتصرعلى الشرق الأوسط فقط  ويتمدت الى كل الأنظمة العربية والإسلامية ، لذلك أخذت الكل   ( بدون أستثناء ) تعمل وبشتى الوسائل على تقويض هذا النظام الجديد وزعزعة الثقة بين المواطن والحكومة من جهة ، وخلق الصراع الطائفي بين أطياف الشعب العراقي بواسطة عملائها في داخل العراق من جهة أخرى ، فأستخدمت وتستخدم  أساليب القتل والأغتيالات والأختطافات والتهجير  القسري لتوسيع الشرخ بين مكونات شعبيا الواحد بواسطة المتسلليين من خارج الحدود وفلول النظام البائد في الداخل ، وبالإضافة الى الميليشيات الحزبية كسبب للزعزعة الشارع العراقي ، ووجود قوات الأمريكية قـد أرتكبت أخطاء فاحشة ، وجميعهم يحاولون خلق الأزمات والفوضى على كافة الأصعدة لأبقاء الوضع في العراق على ما هو عليه من سوء الادارات وتفشي الرشاوي داخل هياكل ومؤسسات الدولة وبالتالي لإحداث حالة الأرتباك والخوف والفزع ، لكي تثير حالة اليأس والخوف لدى المواطن العراقي ، ويطالب بعودة الأمورالى ما كانت عليه سابقاً أي عودة حزب البعث الى الحكم ، ومجمل هذه الحالة هي التي تعمل على أذكاء العنف الطائفي واذكاء نيرانها ، جراء تفاقم الاوضاع على هذه الشاكلة لأنهاك  الشعب العراقي في دوامات العنف والدم ، ولذلك فأنهم يشعرون بخسارة لا تعوض حينما يرون بأن الدولة قد احكمت سيطرتها على الوضع الامني في العراق وخصوصا في المناطق الساخنة ، وتتوجه الى بناء دولة القانون والدستور لتطبيق العدالة الأجتماعية داخل المجتمع العراقي .

هذه الأنظمة تعيد التأريخ ، تكررنفس الأساليب من جديد في العراق لقتل العراقيين ، التي مارستها بعد القضاء على الحكم الملكي عام 1958 بقيادة أبن الشعب البار الزعيم عبد الكريم قاسم ، ، سارعت هذه الأنظمة (أنذاك ) بأسم القومية العربية بتعاون مع الدول الأسلامية ودعم أمريكي وأسرائيلي لها ، بنصب العداء ودق الأسفين وحك المؤمرات للنيل من ثورة 14 تموز لعرقلة مسيرة الثورة نحو بناء وتطور العراق ، ودعمت تنظيمات حزب البعث والقومية المتطرفة بكل وسائل الى أن أثمرت جهودهم الى أنقلاب 8 شباط المشؤوم عام 1963 ، اليوم يقتل العراقيون بنفس الطريقة لكن بمسميات أخرى ، فقد أحتل الجهاد مكان الدعوى القومية ، وأحتلت  السيارات المفخخة والعبوات الناسفة مكان رشاشات بورسعيد  .

ماذا ننتظر من دول الجوار العربية منها أو الإسلامية بعد كل هذه الجرائم بحق شعبنا ، وأغلبها تعادي هذا الشعب المجروح ، ومتورطة في تدخلها في الشأن العراقي ، وإستغلالهم لبسطاء الناس وضعفاء النفوس وزمرة الحاقدة على قيام  النظام الديمقراطي الفيدرالي في العراق لخلق الفوضى والأزمات داخل العراق ، لأنهم غير راضين عن المسار الذي تتجه نحوه الدولة العراقية ، تكاد لتدفعهم الى التخوف مما يجري في العراق الجديد من تحولات نحو الديمقراطية والفيدرالية وخوفاً ان تصاب شعوبهم لعدوى أنفلونزا الديمقراطية ، وقد تنبهت اليه بعض الأنظمة العربية والإسلامية ، التي راحت تحارب النظام الجديد في العراق حرباً شعواء ، لذلك كل الإرهاب حدث ويحدث في العراق بمساعدة الدول العربية وتركيا وإيران ، لأنها  تمثل هاجساً مخيفاً لأنظمتهم السياسية في دولهم ، ماذا ننتظر عندما قامت العديد من هذه الدول بمؤسساتها ومنظماتها وأحزابها بأستقبال فلول النظام البائد بعد سقوطه على أحسن ما يرام ، وكلها تذرف دموع الحسرة على مصير النظام البعثي والسبب معروف للجميع ، وفتاوي الأئمتهم في مساجد التي تحلل دم العراقيين ، وماذا ننتظر من هذه الدول والشعب العراقي يعرف مواقفها غير المنصفة طوال السنوات السابقة ، عندما أساءت الى الإنسان العراقي في دولها ، وماذا ننتظر من هذه الدول كانت سياساتها الخاطئة والخطيرة إزاء الشعب العراقي عبر التأريخ القديم والحديث .[/b][/font][/size]

47
الوضع الأمني في العراق ما يزال مأساوياً
     
محمود الوندي


سنوات طوال والشعب العراقي كان يحلم  بسقوط نظام البعث الذي تتهاوى به أعتى دكتاتورية ظالمة عرفتها منطقتنا والعالم من حيث الإبادة الجماعية وإنتشارالجريمة المنظمة والتهجير والحروب والمطاردة والسجون السرية والعلنية مع التعذيب الوحشي لكل من يختلف مع النظام ، كان يتخلله الفساد الأداري والمالي والسرقات الفاضحة من الأموال شعبنا وخيرات بلادنا ، ونقلت تلك الاموال باشكال مختلفة الى بنوك  دول العالم ، كان شعبنا ينتظر ذلك اليوم السعيد من أجل الوصول بالعراق الى شاطئ الأمان وعودة الإبتسامة على شفاه الأطفال والأمهات والآباء في ظل عراق الحرية والمحبة والتآخي وتنقله من حالة الرعب والفقر والبؤس الى حالة الأمان والرفاهية ، وأقامة عراق ديمقراطي فيدرالي الذي أنتظرها الإنسان العراقي طويلاً وقدم من أجلها الضحايا تلو الضحايا لخروجه من تلك الحقبة المظلمة ، ولكن بعد سقوط دكتاتورية صدام وإنهياره المذل في التاسع من نيسان عام 2003، ليجد شعبنا العراقي نفسه في الوضع أشد خطورة من قبل وأكثر ظلامية ، وتلاشت أحلامه لأنه وقع فريسة أستبداد الأخرين أن لا تقل جرائمهم عن جرائم النظام البائد ، ما زال فقدان الأمن والآمان والضعف التام في توفيرما يحتاجه الإنسان يوميا من كهرباء وماء صالح للشرب ووقود ، ومنهوبة  لقمة عيشه من الساسة اللصوص الجدد الذين يتكلمون بأسم الديمقراطية والعدالة الإجتماعية ، هولاء سرقوا فرحة شعبنا بسقوط النظام البعثي ، واجبر مئات الالوف من عوائلنا للهروب الى خارج العراق او الى اقليم كردستان العراق .

الكل يعلم -- ان مايجري اليوم في العراق هوهجمة شرسة وعنف متصاعدا ضد الشعب العراقي بكامل مكوناته واديانه وطوائفه وقومياته من قبل الارهاب بكل اشكاله ومتعددة المشارب ( من البعثيين الهاربين والذين تضررت مصالحهم كثيرا ، ويخشون المساءلة القانونية لما اقترفوه من جرائم بحق شعبنا ، والمتسللين العرب والاجانب من خارج الحدود الى داخل الأراضي العراقية حيث يقوم ايتام النظام البائد بتقديم الدعم اللوجستي لهم ، وتسهل لهؤلاء مهماتهم في تنفيذ العمليات الأنتحارية الأجرامية بحق شعبنا ، بالإضافة الى وجود الميلشيات الإسلامية التي تغزو الشارع العراقي بمغامرتها وساعدت على المزيد  من تردي الأوضاع الأمنية وتساهم بشكل مباشر في اشاعة الفوضى وعدم استقرار الأمن من خلال جرائمهم ، وهناك عصابات الجريمة المنظمة ، والتي تؤدي خدماتها لمن يدفع اكثر من خلال اعمالهم الأجرامية التي يقومون بها لمصالحهم الخاصة ) . بسبب هذه الممارسات تحول العراق الى مسرح لعمليات دموية متلاحقة من الاعتداءات الطائفية ، والقتل على الهوية ، والتهجيرالقسري ، مما أدى الى سقوط المئات من المدنين شهداء وجرحى  من ابناء شعبنا الابرياء في مناطق عديدة من بغداد وضواحيها ومدن عراقية اخرى ، وكل هذه العمليات تسعى لاجل تعطيل العملية السياسية ، لذلك يستخدمون شبح العنف الطائفي والعرقي لإيقاف مسيرة اعادة بناء العراق ، وعرقلة المسار الديمقراطي الفيدرالي ، ووضع العصي في عجلة إقامة دولة القانون .

الوضع الامني في العراق ما يزال مأساوياً ، الأوضاع الأمنية والسياسية والحياتية في العراق شئ لا يحسد عليه وهو يمر بأحرج مرحلة من تأريخيه ، فكل شئ غائب في العراق كالماء والكهرباء والغاز ، وبديلهم الدماء العراقية وحدها  تسيل في شوارع العراق ، بقيت الفوضى والقتل اليومي سيدا الشارع التي تسيطر عليها العناصر المسلحة والميليشيات وتشهد صراعاً طائفياً عنيفاً ونشاهد حملة تطهير عرقية التي يرغم الكثيرين على الفرار من منازلهم والبحث عن ملاذ آمنة في مناطق أخرى (هذه الحملة الهمجية الضارية التي تقوم بها المليشيات المنفلتة ضد السكان الآمنين بتهجير السكان من أحيائهم وقتل المواطنيين ، هي عمليات يقوم بها بعثيو الشيعة ضد السنة ، وبعثيو السنة ضد الشيعة ليخلق حالة احباط وانكسار وخيبة لدى الشعب العراقي بعد ان كان الامل يراوده بعراق جديد ديمقراطي فيدرالي مستقر ) ، تحاول هذه القوى النشازة المعادية لديمقراطية العراق وعائقاً أساسياً لبناء العراق الجديد من لعبة خلط الأوراق بأسم الوطنية والدين والألتفاف على ألتزام بأقامة نظام ديمقراطي فيدرالي تعددي .

ينعكس هذا الوضع بشكل واضح على تصرفات الاحزاب والقوى السياسية العراقية ( داخل السلطة أو خارجها ) واتضاح دورهم في اكثر من فضيحة سياسية وأجتماعية ، وعند المقارنة النهج الأحزاب مع النهج البعث الفاشي لا يجد المواطن العراقي فروقاَ بين الطرفين ، إذن الدكتاتورية لا تعني حكم الفرد أو العائلة ، بل يمكن أن تنشأ الدكتاتورية بطابعها الديني أو المذهبي أو القومي، ياللأسف استغلال بعض الأحزاب والقوى السياسية العراقية فجيعة والآم شعبنا العراقي لخدمة اهدافهم وطموحاتهم السياسية ، بسبب جراء تصريحاتهم التحريضية عبر وسائل الأعلام المختلفة تزداد وتيرة القتل والخراب في العراق يوماً بعد يوم التي تستهدف المدنيين العراقيين العزل والقتل العشوائي للأبرياء اينما كانوا ، وأستغل بعضهم الديمقراطية والحرية للتفرقة والتشهير للآخرين وأختلاق معايب أحياناً ، وهذا التشهير والأختلاق لا بد أن  يؤدي أخيراً الى التأجيج الخصومه للثأر والأنتقام ، هولاء لا يحركها  سوى الحقد الاعمى على مكونات الشعب العراقي ، لذلك يتمنون من خلال أرتكاب مجازر الخسيسة لأيقاع أكبر عدد من الضحايا بين مكونات الشعب العراقي ،

يجب ان نكون صريحين مع أنفسنا ، تتحمل هذه الأحزاب والقوى السياسية العراقية قصداً كبيراً من الوضع الأمني في العراق لأسباب التالية  :
أنتشار المحسوبية والمنسوبية والحزبية الضيقة وسيادة المعايير الطائفية بين الأحزاب ، بدأت رائحتها العفنة تنتشر ويزكم الأنف ، وأستفحل مثل السرطان الخبيث في جسد الأحزاب والقوى السياسية العراقية ، وبروز ظاهرة عبادة الفرد ، وحب التسلط والأنفراد الذي يستحوذ على القيادات لعدم إمانهم بديمقراطية العراق ، وأفساح المجال للعناصر حزب البعث الوصول والتمركز بالقرب من قيادات الأحزاب ، وتعمل هذه العناصر بكل نشاط على أثارة الأضطربات ، وتعبئة الناس البسطاء وتخدير عقولهم على الفتنة الطائفية والقومية ، محاولاَ تخريب البني التحتية وأرباك الوضع في العراق وأغراقه في فوضى بطريقة خسيسة وجبانة ، أخيراً وليس آخراً الولاء بعض الأحزاب لدول الجوار، وتحاول تبيض ملفهم ودفاع بحماس في تبرئة هذه الأنظمة الداعمة علنياً لأرهاب داخل العراق ، بألاضافة الى التناحر السياسي القائم على ساحة العراق لأجل مصالحهم الخاصة ومصالح الدول التي تدعمها ، وناهيك عن الفساد الأدراي ، وما أدراك من الفساد الأداري أخطر من ألأرهاب وسبب كل مشاكل وهموم لشعبنا المظلوم . أنتشرمثل مرض أنفلونزا الطيور في العراق وصل ( الى العظم ) ، وقيادات أحزاب سياسية وصلت من الغنى الى أرقام خيالية فاقت كل التصورات ، يا سلام على ديمقراطية العراق ، وأستبيحت المؤسسات العلمية والهيئات الحكومية حين أمتلأت بالجهلة وتكرست المحاصصة الطائفية والقومية داخل هياكل الوزارات والدوائر .
 
مسكين هذا الشعب – فالجميع يتاجرون بقضيته بأسم الديمقراطية لمصالحهم وليس لمصلحته ، وكل يتحدثون عن مأسيه بأسم الأنسانية لكنهم لا يشعرون بالفقر الذي يعيشه والأذى والظلم الذي يعانيه تحت تسلط زمرة الشر من العصابات الإرهابية والميليشات الأسلامية التي تتحكم بمصائره منذ أكثر من ثلاثة سنوات أي لمواصلة نفس ذلك النهج النظام العبثي من حيث التخطيط والتنفيذ للجريمة والقتل الدائم للبشر ، لذلك أرى أغلب تلك الأحزاب والقوى السياسية الذين يتكلمون عن الديمقراطية والإنسانية وتبجحون بهما لا يقيدون بمقياسيهما وغير مكترثين لحال العراقيين ، لأنهم يريدون حفاظ على وجودهم وعلى ما يتمتعون من ملاذ الحياة ونعيمها   .
ولما ضاع حقوق الإنسان العراقي على أدعياء التطرف الديني والأشقياء المسلحين ، حيث تقضي الضرورة بحماية المواطن العراقي وتوثيق علاقته بتراب أرضيه  والأعتناء بدوره وتطوير أبداعاته ليقوم بخدمة وطنه في بناء العراق الجديد  ، باتت تحتاج هذا الشعب والقوى السياسية  المخلصة الى تعميق في روؤيتها وممارستها للديمقراطية والحرية  وتربية المجتمع العراقي على تأخي ومحبة وإنسانية من أجل معالجة حكيمة لأوضاع الشائكة داخل العراق وبناء جسور للثقة والتفاهم بينهم وتقبل الرأي الآخر ، وان تقوم الأحزاب والقوى العراقية بتطهير صفوفها من الإرهابيين والمجرميين واللصوص والعناصر الفاسدة والمرتشية الذين اندسوا بين صفوفهم وعدم التستر على هذا او ذاك لأنتمائه لهذا الحزب او ذاك ، وتربية عناصرهم على حب العراق ونصرة أهل العراق لتمتين الوحدة الوطنية ، عندئذ يتم نشر الديمقراطية بصورة صحيحة . ويعزز تضامن ابناء العراق بالحفاظ عليها ومتمسكاً بالوحدة العراقية للإفشال في جر العراق الى حرب طائفية .

 هوامش
الإرهاب والوضع الراهن في العراق - د. عبدالخالق حسين  - موقع صوت العراق[/b][/font][/size]

48

يبقى 8 شباط اسوداً في تاريخ العراق
                                                                                                   
                          محمود الوندي

بعد  نجاح ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 تعرض الشعب العراقي وقيادته الوطنية الى مؤامرات خبيثة وشرسة من قبل دول الجوار العربية والأسلامية وعملائهم في داخل العراق من رواسب الشوفينية العربية والفاشية الأتاتوركية والعنصرية الشاهنشاهية أي الفارسية ، تحالفت هذه القوي الشريرة والظلامية وبدعم ومساندة الدول الاستعمارية للأنقضاض على وليدة هذه الثورة والنيل من قائدها الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم وجماهير الشعب التي أيدت تلك الثورة المجيدة ، جاهدوا جميعهم بكل ثقلهم داعماً للقوميين والبعثيين بالمال والسلاح لعرقلة إنجازات الثورة والألتفاف عليها  وأجهاض على قائدها ( بالطبع الوضع الجديد للعراق أنذاك كان بمثابة الخنجر في عيون أعداء العراق الممثلين بالدول العربية والأسلامية المحيطة  بالعراق كما هو اليوم ) ، فكان الشهيد عبد الكريم قاسم اول إنسان عراقى وطنى سكن قلوب العراقيين لأنه عمل وجاهد فى سبيل عزتهم وكرامتهم و سعادتهم وتوجيه طاقاته نحو تطور المجتمع من اجل  بناء عراق قوى مستقل و مزدهر، شرع العديد من القوانين التقدمية لخدمة العراق ، وخاصة صدور القانون رقم 80 وقانون الإصلاح الزراعي التى تضررت مصالح دول الكبرى ودول الأقليمية والأقطاعيين داخل العراق  نتيجة تلك القوانين لثورة 14 تموز المجيدة ، لذلك حاولوا بكل السبل قضاء عليها وطمس حقيقة قائدهاعبد الكريم قاسم وماهيته ووطنيته وإنسانيته ، وخططوا لتغيير النظام الذي تضرر مصالحهم من قيامه ، لأنها تباينت بصورة متناقضة ردود أفعال القوىالرجعية العربية والاسلامية والعناصرالمشبوهة المرتبطة  بالشركات النفط العالمية والصهيونية ، وكانت اولى صفحاتهم تأجيج الصراعات الداخلية وتأليب القوى السياسية الواحدة منها ضد الأخرى وتجنيد العناصرالبعثية والقومية المتطرفة للعب دور مخلب القط التي أستعملتهم تلك الشركات والدول للأنقضاض على الثورة وعلى قائدها ، وفعلاً أنقضت عليها بالأنقلاب الأسود الدموي ليوم الثامن من شباط ( الرابع عشر من الرمضان ) عام 1963 قاده البعثيون والقوميون وبأسناد مباشر من مخابرات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية ومخابرات الدول الاقليمية الى الانقلابيين ، لاطماعهم في ثروت بلادنا ، واغرق العراق في لجة بحر من الدماء كما يحدث اليوم ، ويعتبر ذلك اليوم الأسود مذبحة دموية شنيعة الذي مورس بحق أبناء شعبنا وقواه الوطنية وبحراب الجيش العراقي على مرئ ومسمع العالم الذي لم يحرك ساكناً ولو ببصيص أنساني ، وأنتهت شخصية الزعيم الوطنى الخالد الشهيد عبدالكريم قاسم بأيدي أعداء الشعب العراقي .
لقد أستباح الإنقلابيون كل شيء وعبر بيان 13 سيء الصيت الذي أباح الإبادة الجماعية للشيوعيين والوطنيين ولكل محبي الزعيم من النساء والرجال وبعد أن تحول العراق الى سجن كبير من قبلهم ، وقد جرت عمليات تعذيب بحق أبناء شعبنا من جميع طوائفه على أيدي قوىالردة وقطعان ماسمي ب(الحرس القومي ) ، مما سبب لآستشهاد الألوف منهم ، عندما تحولت المتنزهات والنوادي الرياضية الى ساحات اعدام ، وحكم الشعب بالحديد والنار طوال اربعين عاما .                                                       

 

بعد هذه المقدمة أدلف الى صلب الموضوع   

كيف هبت الجماهير العراقية ومن مختلف القوميات والأديان والطوائف ليس في مدينة بغداد وحدها، بل في جميع المدن العراقية وكيف تصدت للانقلابيين ؟ في ذلك اليوم المشؤوم من صبيحة الرابع عشرمن رمضان والمصادف الثامن من شباط الاسود عام 1963على أغتيال ثورة الرابع عشرمن تموز 1958، وكيف وقفت تلك الجماهير بوجه المتأمرين لتدافع على الثورة بروحها وجسدها وحفاظ على مكتسباتها ؟
في هذه المقالة نؤشرالى مقاومة أهالي مدينة بغداد وأطرافها من جميع أطيافه وقومياته للانقلابيين في ذلك اليوم الاسود كيف نزلوا الى الشارع وكيف توجهوا صوب وزارة الدفاع ؟ وهم يطالبون الزعيم عبد الكريم قاسم بالسلاح لمقاتلة أنقلابيين ، وكان رد الزعيم (لا تخافوا سنقضي على الانقلابيين خلال ساعات )  .
 رغم الأنقلابيين جابهوا مقاومة شعبية ضارية كان الشيوعيون في طليعتها وخاضوا معارك باسلة للتصدي للانقلابيين وافشال مؤامرتهم ، للأسف الشديد ولم تمض إلا ساعات وسيطرت الانقلابيون من المجرمين الأقزام والخونة على الاذاعة في صالحية لتصدير بياناتهم لتهديد وتخدير الشعب العراقي في آن واحد ، كما استمرتحليق الطائرات علی وزارة الدفاعذلك  اليوم وقصفها المتواصل عليها (واستطاعت بطارية الحماية الجوية ان تسقط احدى طائرات) ، وبدأت دبابات المتمردين بالوصول الی منطقة الميدان وباب المعظم وأخذت تطلق عيارات نارية في اتجاه الوزارة أيضاً ، في ذلك الحين حيث أشتد الصراع بين الشعب العراقى وقواه الوطنية من جهة ليناصر زعيم الامة وأبا الفقراء وبين أنقلابين ( بدعم مالى وتسليحى ومخابراتى من دول الجوار ) من جهة اخرى ، عندما هاجم المتظاهرون دبابات الانقلابيين ومنعوهم من تقدم وأحرقوا دبابتين وأخرجوا الخونة منهما وقتلوهم ، فاضطر قائد المجموعة الى الانسحاب والتراجع بما تبقی من دباباته أمام الجماهير الغاضبة والعودة الی جانب الکرخ . وعادت الدبابات مرة أخرى التي انسحبت الی جانب الکرخ باتجاه وزارة الدفاع ثانية وهي تحمل هذه المرة صور الزعيم لخداع الجماهير المحتشدة من مؤيدي الزعيم أمام وزراة الدفاع ، وقد ظنت تلك الجماهير المحتشدة ان الدبابات جاءت لتحمي الزعيم فقابلتها بالتصفيق والهتافات وسمحت لها بالتقدم بأتجاه وزراة الدفاع ، وعندما وصلت الدبابات الى مدخل الوزارة وأخذت مواقعها ، بدات باطلاق النار الکثيف علی الجماهير الواقفة أمام الوزارة فقتلت وجرحت الکثير منهم ، وساندت تلك الدبابات اللواء الثامن متكون منَ ثلاثة أفواج ، الذي طوّق وزارة الدفاع استعداداً لاقتحامها ،  هنا تجلت أروع صور التضحية للشعب العراقي من أجل الوطن والثورة وقائدها الذيعرف عن حبه للطبقات الفقيرة التي كان ينتمي لها ، نعم ، سقطت  بغداد عاصمة الحرية والتآخي والسلام وسقطت الحكومة الوطنية بعد أن إنتهت المقاومة بعد ثلاثة ايام بلياليها قاوموا البعثيين وحثالاتهم من الحرس القومي ( وكانوا سيقاومون أيام وليالي أخرى لو كانوا يملكون السلاح حتى تسقط الانقلابيون ) ، ونجح المخططون لهذه المؤامرة الخبيثة لأغتيال الثورة وقائدها بالأسناد الأمريكي والأسرائيلي والدعم الأقليمي المشبوه لتحقيق الخطة الاستراتيجية الكبرى لمصالحهم ، فإن اعتراف علي صالح السعدي أحد أبرز القياديين في حزب البعث واحد أبرز المشاركين في انقلاب 8 شباط  حيث قال وبالحرف الواحد (اننا جئنا الى السلطة بقطار اميركي ) ، وهكذا أغتيلت ثورة 14 تموز - وطويت صفحة عبد الكريم قاسم واعدم في شهر رمضان وكان صائما حين نفذ فيه حكم الاعدام رميا بالرصاص في مبنى الاذاعة والتلفزيون بدون اي محاكمة ، ذلك البطل رفض عصب عينيه عند اعدامه وقبل اطلاق الناروقف وهتف باسم العراق ونزف آخر قطرة من دمه من أجل العراق ، وهكذا كانت الحال في جميع مدن ومحافظات العراقية خلال مقاومتهم البطولية للانقلابيين ، وقدموا الاف من الشهداء من ابناءهم من أجل الوطن  وحفاظ على ثورة 14 تموز ومنجزاتها وعلى قائدها الزعيم عبد الكريم قاسم ، الذي لم تغب صورته عن صفحة القمر ، وذكراه لازالت خالدة في قلوبهم وضمائرهم .   
  وأخيراً نقول : 
( سيبقى يوم 14 تموز خالداً في التاريخ مثلما يبقى 8 شباط اسوداً في تاريخ العراق )


 الملاحظة :
بعد سقوط النظام البعثي رغم مرور 43 عاما على استشهاد الزعيم  تم انجاز النصب التذكاري للزعيم بمساعدة غرفة تجارة بغداد واتحاد الصناعيين العراقيين وبتنظيم من الحزب الشيوعي العراقي ومتطوعين اخرين بجمع تبرعات مالية ووضعه في ساحة في وسط بغداد محل نصب ل''عبد الوهاب الغريري'' احد المشاركين بأغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم .
هوامش

شباط الاسود -  د. محمد الأزرقي -  في موقع ناصرية [/b] [/font] [/size]

49
تركيا ! تسلب الصفة الكوردية عن كركوك
[/color]
محمود الوندي
لا يخفي على أحد أحقاد الحكومة التركية المعروفة تجاه الشعب الكوردي وقضيته المشروعـة ، ومحاولاتها الغوغائية لتشويه سمعة الشعب الكوردي وقيادته داخل تركيا وخارجها ، لذا تخـلق روايات وقصص ملفقة ومملوء الروائح الكريهة ضد الكورد وقيادته في كوردستان العراق عبر عملائهم داخل العراق وقنواتهم الفضائية لنشر الأفكار العنصرية المريضة وبث سموم الطائفية بين الشعب الكوردي وبين أخوتهم التركمان،تحاول تركيا أستخدام ورقة تركمان وتتخذها ستاراً لها لتدخل في شؤون العراق بحجة حماية الأقلية التركمانية في مدينة كركوك تارة،وتارة أخرى لمقاتلة حزب العمال الكوردستاني التي أتخذتها ذريعاً لأجتياح كوردستان العراق ، ودلائل لــدى الحكومة التركية واضحة لأرباك الوضع في العراق وأغراقه في فوضى من أجــل تحقيق مـآرب طموحاتها ومطامعها داخل العراق ، لذلك أصبحنا نسمع بين الحين والآخر تهديدات على لسـان مسؤولين أتراك علناً ضد الشعب الكوردي وقيادته داخل كوردستان العراق .
هناك مؤشرات ودلائل واضحة على نية مبيتة لـدى القيادات العسكرية والسياسية لشن عـدوان علىكوردستان العراق بحجج مختلفة للسيطرة على ولاية الموصل بأعتبارهـا أملاكهم القــديمة واعادتها الى تركيا ، لذلك نشاهد هذه الايام وبأستمرار بعقد البرلمان التركي إجتماعات موسعة برئاسة رئيس الوزراء السيد رجب طيب أردغان ، واللقاءات والأجتماعات مع حثالات العــراق بغية البحث حول أوضاع العراق وكركوك والكورد - ألخ وأتخاذ القرار المناسب لمواجهة هـذا الموضوع حسب تصريح السيد أردغان وتصعـيد واضح في لهجته تجاه العراقيين عموماً، على أن تركيا لن تقف مكتوف الأيدي أزاء ما يحصل في مـدينة كركوك وتطبيق المادة  ( 140 ) من الدسنور العراقي الذي صوت عليه شعـب العراق بكافة شرائحه ، وطالب السيد أوردغان بتغيير الدستور العراقي حول مدينة كركوك  كأن كركوك مدينة تركية وليس مدينة عراقيـة .
أريد أناقش من خلال هذه المقالة السيد أوردغان رئيس وزراء تركيا حول تدخلاته  في شـؤون العراق :
يذكر السيد أوردغان بأن حقوق التركمان مسلوبة و منتهكة في إقليم كوردستان وبمدينة كركوك بذات ويتهم القيادات الكوردية والبيشمركة لقيامهم بعمليات الأغتيالات والتفجيرات المنظمة، وهذا الكلام بعيد عن الواقع والحقائق لأنه اما يجهل الحقيقة أويشوه الحقائق ما يجري في إقليم كوردستان و في مدينة كركوك ( تحاول تركيا بكل ما أوتيت من قدورة لتخلق المشاكل، وخلق الجدار بين التركمان والكورد وتحرض التركمان البسطاء على العداء للكورد)  لأن في نيتهم هدف معين ، علماً التركمان في كركوك ومناطق أخــرى من مدن كوردستان يعيشون عصـرهم الذهبي الآن ، حيث في زمن صــدام لم يأخذوا عشر ما يتمتعون به من حقوق، وعمل الأحزاب التركمانية بصورة علنية ولـديهم مقـرات ومكاتـب ومطبوعات وفضائية ، وتــدريــس لغته القومية فــي المدارس التي تتواجد فيها التركمان  ، ولهم الحرية المطقلة للتنقل والعــيش أينما يريدون .
الموضاعات المطروحة للنقاش :
أين كانت الحكومة التركية من القرار النظام البعثي في بداية الثمانيات من القرن الماضي في حين اغتصب النظام من التركمان حتى حق الهوية القومية لهم ومسح القومية الثالثة في العراق بجرة قلم ، قال المقبور وفي العراق فقط قوميتان العربية  والكردية ، وأدعى عدم وجود التركمان في العراق وكان يجري تسجلهم كعرب وحتى أغلقت الأذاعة والتلفزيون التركمانية من قبل النظام السابق دون ان تستطيع تركيا وعملائه داخل العراق أن يتفوهون بكلمة واحدة .
أين كانت الحكومة التركية عندما نفذ الطاغية المقبور جريمة قمع وأضطهاد بحق التركمان ( التركمان الشيعة بشكل خاص ) عام 1981 ، وأعدام عشرات من ابنائهم وتهجير عوائلهم من مدنهم وقراهم ومصادرة ممتلاكتهم المنقولة وغير المنقولة ومنحه الى مواطن عرب التعريب الوافدين من جنوب ووسط العراق ، لم ولن نشاهد أو نسمع تدخل الحكومة التركية لحماية التركمان أو قيام بتنظيم المؤتمرات والأجتماعات ضد قرارات مجحفة بحق التركمان الأصلاء والتلاعب بديموغرافية مدينة كركوك  ، وحتى لم تجرأ تركيا على قبول التركمان الفارين من ظلم النظام البعثي من أجل مصالحها الخاصة مع حكومة البعث ( الاقتصادية والسياسية ) ، بينما أحتضنت كوردستان عشرات من عوائل التركمان الهاربين من أضطهاد نظام البعث .
لماذا لم تحشد تركيا جيشها بالقرب من الحدود العراق عندما هدد صدام حسين بطرد التركمان من العراق علناً أمام رئيس الوزراء التركي ( أنذاك ) بولند أجويد عندما عاتبه في أحدى لقاءاته مع صدام حول تعامله مع التركمان والتجاوز على حقوقهم ، أليس هذه التناقضات لدى الحكومة التركية وقياداتها السياسية والعسكرية  .
هل بأمكان رئيس وزراء تركيا بتغيير بعض مواد دستور بلاده ،عندما يصدرالأوامره للحكومة العراقية لتغيير دستورها وعدم تنقيذ المادة 140من الدستور والهدف لسلب الصفة الكورديـة عن مدينة كركوك ، الغريب والعجيب في الأمر رئيس وزراء تركيا لم يستطع لحد ألآن تغييــر بعـض مـواد دستور بلاده لتلبية شروط دخول تــركيا إلى السوق الأوربية المشتركة ، يصــدر الأوامر لتغيير دستور العراق الذي صوت له تسعة ملايين ناخب وناخبة من الشعب العراقي ، وإيقاف تطبيق بعض مواده التي لا تروق لحكام تركيا من عسكريين وسياسيين !   

هل يخفى على أحد ما حصل ويحصل لكورد شمال كوردستان ( في تركيا) من التطهير العرقي والتصفية الثقافية والفكرية المنظمة وأغتيال الشخصية والروح الكوردية بكل مقوماتها ، من لدن تركيا ، منذ تأسيسها الى اليوم ، وكان في مقدمة هذه الأمور منع التحدث باللغة الكوردية ليس فقط في المدارس والدوائر الحكومية ، بل حتى في حجرات الجوامع وبعد ذلك دخل المنع البيوت والمحلات العامة وحتى في  الطرق والشوارع،أليس هذه التناقضات لدى رئيس وزراء تركيا عندما يتحدث في تصريحاته كاذبة وتحريضية عن اضطهاد التركمان في كركوك( وعددهم الحقيقي لا يتجاوز في العراق اكثر من 600 الف  شخص )  بـدون خجل وحياء بينما حكـومتــه تضطهد الشعب الكــوردي ( الذي يتجاوز عددهم أكثر من عشرين مليون شخص ) أي أضعاف أضعاف التركمان في العــراق .

هل يعقل العاقل ان الشعب المظهد يظطهد الشعب الآخر ؟ إذن كيف للكورد وقيادتـه يظطهد القوميةالتركمانية سبق أن أحتضنتهم على أرضه التي تتدعّي به الحكومة التركية على لسان رئيس وزراءها مع ســرد الآكاذيب والتلفيق بأتهام الكورد وحكومة أقليم كوردستان بطرد وأضطهاد التركمان في مدينة كركوك ، هل يعقل العاقل أن الحكومة التركية للأمس القـريب كانت ساكتاًعن الجرائم والمظالم الكثيرة حدثت أيام النظام البائد بحق التركمان ، وعدم قبول  الهاربيين من التركمان من جحيم جلاوزة البعث لدخول الى أراضي التركية ، واليوم تتباكى بدموع التماسيح علىالتركمان؟ حقاً هؤلاء لايستحون ولا يخجلون من أنفسهم ، فأنهم يبقون على هذا الآخلاق والتربية الواطئة بالتهجم على الشعب الكوردي وقيادته،لأن أرض الكـورد وكوردستان أصبحت كابوس دائم لهم .

فما هي  حقيقة ما تنعقد من المؤتمرات والأجتماعات لمنبوذين العراق  في أنقرة  وتهديدات من قبل رئيس وزراء تركيا ؟ المعروفة جيداً لدى غالبية الشعب العراقي الهــدف الحقيقي من وراء هكذا الأجتماعات والتهديدات وفي هذا الوقت بالذات وخاصة أن البلد تمر بمرحلة الحساسة من تأريخيه .[/b][/font][/size]

50
نجيرفان بارزاني .. نبض شبابي دائم للنهوض
[/color]

محمود الوندي

نبأ أختيار السيد نجيرفان بارزاني كأحد أبرز القادة الشباب لهذا العام ليس خبرا شخصيا وإن يثقل ملفه الشخصي بما أنجزه خلال عمله رئيسا لحكومة أقليم كوردستان من أنجازات من شأنها السير بسفينة الأدارة الكوردية في بحر متلاطم من الدكتاتوريات الأقليمية في الشرق الاوسط نحو شاطئ المجتمع المدني الذي اصبح المطلب المنشود لكل من يرنوا الى خيمة كوردستانية عمادها القانون المدني المستقاة من روح المجتمع نفسه والمحافظة على دفتها أن لا ينحرف يمينا ويسارا رغم رياح الداء وسهام الأعداء .
يوما بعد يوم يحاول هذا الشاب المتحمس أن يثبت للملأ أن :
(( ليس الفتى من يقول كان أبي   الفتى من يقول ها أنذا ))
حيث من المعلوم أن الرجل هو سليل عائلة تعد مفخرة لا توازيها مفخرة لعموم الأمة الكوردية الكبيرة ، فوالده هو الشهيد الخالد أدريس البارزاني الشخصية الكوردية المعروفة ذات التاريخ الكفاحي المشرق والحس الدبلوماسي الرفيع وعمه الاستاذ مسعود البارزاني الرئيس المنتخب والمعترف دوليا لكوردستان محررة وجده هو القائد الأسطوري لسلسلة من الثورات الكوردية المتلاحقة وجده الأكبر عبدالسلام البارزاني قدم روحه قربانا على مذبح الحرية يوم كان الحس القومي والوطني الكوردستاني يكاد أن يكون منعدما في منطقة كستها الآيدلوجية الدينية المتخذة ستارا لقمع الشعوب والأقوام الداخلة في خارطة الأمبراطورية العثمانية ، غير أن كل هذا العز لا يهم الرجل كثيرا وهو يقود حكومة كوردستان في مرحلة من أدق مراحل التأريخ الكوردي بقدر ما يهمه أن يقدم نفسه مواطنا كوردستانيا من عامة الناس الشرفاء يود ويناظل من أجل السير مسرعا بخطى حكومته الى اللحاق بالحكومات المتقدمة في العالم وبالأمكانيات المتواضعة المتيسرة لدى طاقمه ، فقد راقبناه وهو يريد تخطي القوانين العتيقة في العراق تلك التي يقيد جزء من المجتمع على حساب جزء آخر وبمعنى أدق أعني قانون الأحوال الشخصية العتيقة المليئة بالخطوط الرجعية التي أكل الدهر وشرب منها ولا تليق الا بالمتزمتين من الرجال الذين ينظرون الى المجتمع بعين واحدة وقطار التقدم قد فات محطتهم منذ زمان بعيد ، وقد كانت باكورة أعماله في هذا الميدان محاولته الجادة لأرساء سياسةالمساواة بعد ما أستدعى الكاتبة المعروفة مهاباد قره داغي ذات الأهتمام المعروف بمساواة المرأة وقد ألفت في ذلك الميدان الكثير من الكتب والعديد من البحوث العلمية الجادة وأتخذها مستشارة له في ديوان رئاسة الوزارة ولا بد هنا الأشارة الى أن هذه السياسة هي الرائدة في كل منطقة الشرق الأوسط .
وقد راقبنا جرأة البارزاني نجيرفان حينما عطل قانون غسل العار المعمول به في العراق منذ العهد الملكي ذلك القانون الذي يمنح الحكومة وجها قبيحا ينم عن الرجعية والعشائرية التي لا تنسجم مع مبادئ المجتمع المدني بأي حال من الأحوال ، هذه الحقيقة التي تم تباحثها في مؤتمر رفيع المستوى حول الحقوق الجنسية في العدالة الأنتقائية تم عقده في البحر الميت بقصر المؤتمرات الخاص بعاهل المملكة الأردنية الهاشمية بتاريخ 13 الى 15 من شهر نوفمبر في العام المنصرم بأشراف مركز العدالة العالمي حضره جمع منتخب من ذوي الشأن وشخصيات عالمية محترمة أستحسنت الأجرآئات الشجاعة لحكومة أقليم كوردستان .
وواضح أن الرجل يحاول النهوض بأقتصاد البلد ما لها من أهمية قصوى لتطور البلد في كافة المجالات الأخرى حيث كانت مساهمته فاعلة في فتح باب الأستثمار في كوردستان وعن هذا الأمر كتب الكثير حتى أشار كاتب عربي ألى هذا المنحى وتنبأ لكوردستان أن تكون مركزا تجاريا عالميا في المستقبل القريب يضاهي كبريات مراكز التجارة وأكاد أن أتفق كل الأتفاق مع ذلك الكاتب العزيز وأعني الكاتب محسن السعدون طبعا .
ففي الوقت الذي نبارك الأستاذ نجيرفان بارزاني هذا البروز العالمي نشد على يد الهيئة التي وضعت يدها على الأسم الصحيح والمكان الصحيح وندعو كافة المسؤولين في حكومة أقليم كوردستان أن يناصر ويعاضد ويعاون رئيس حكومتهم في تلبية متطلبات الناس الأساسية في تأمين الكهرباء والماء والوقود والمجاري وتعبيد الطرق وهي مطاليب أساسية لا بد أنجازها أولا ليكون الطريق سالكا نحو الأنجازات الكبرى ومن الله التوفيق . [/b] [/font] [/size]

51
إشكالية مفهوم الإنسانية في خطاب العقل العربي

محمود الوندي


وما أريد الحديث عنه اليوم بالذات هو ما يكتبه بإستمرار بعض الكتاب من كُتّاب العرب ( من اقصى اليمين الى اقصى اليسار الذين سبق وأن كانوا أبواقاً في الإعلام البعثي ) في كتاباتهم سواء على صفحات الجرائد أو الإنترنت ، وصف النظام البعثي بالنظام الوطني والانساني رغم مرور كل هذه  المصائب والآلام والاحداث على الشعب العراقي بكل اطيافه خلال حكم البعث ، وتمجد الطاغية صدام وتجعل منه رمزاً .. بل يشبهنه بعمر المختار رغم ما لاقاه العراق على يديه من مآس لم يعرفها بشر على إمتداد التأريخ ، كل هذا الوصف من اجل الطعن في العملية السياسية في العراق الجديد والتشكيك في قدرات شعبنا في بناء دولة القانون والعدالة الأجمتاعية وصيانة حقوق الإنسان العراقي من خلال تبني النهج الديمقراطية والفيدرالية  .

لايزال الكثيرون منهم يرون صدام حسين كان رمزا للعرب والاسلام  والإنسانية  والتفدمية والشجاعة ، أليس من حقنا أن نسأل.. أي تقدمية أو إنسانية اوالشجاعة ، أهي تقدمية أستخدام الأسلحة الكيمياوية بحق الشعب الكوردي الذي رشه بأنواع المبيدات الكيمياويه ليزهق أرواح أكثر خمس آلاف الإنسان من المدنيين العزل بين طفل رضيع وشيخ مسن وامرأة في خلال دقائق معدودات أم قتل وتهجير الكورد الفيلية ، أهي إنسانية دفن المئات بل آلاف في مقابر جماعية التي كان في الكثير منها يدفن الناس فيها وهم أحياء وفي ملابسهم  العادية من غير محاكمات ولا مرافعات أم قسف مكانات المقدسة في النجف وكربلاء ، أهي شجاعة تدمير وتخريب القرى والأرياف في كوردستان العراق أم تجفيف الأهوار في الجنوب ، هذه في وصف التي يدعيها بعض كُتّاب العرب في بكائهم ودفاعهم عن الطاغية صدام حسين وحزبه الدموي الذي حكم العراق بعملية سياسية متخلفة ومعوقة ومشوهة ،
 
للأسف الشديد إستمرار هولاء مداحين وطبالين ومروجين  حتى هذه اللحظة في  وصف صدام حسين ( الذي كان أكثرأجراما ودكتاتوريا في المنطقة العربية والاسلامية ) بالانسانية والتقدمية والوطنية الذي عث في أرض العراق فسادا     بعد إنقلاب 17 تموز المشؤوم ، وسن شريعة الغاب داخل العراق ، في حين نرى 
هولاء العروبين والعنصرين المتغلغلة في نفوسهم ( كما وصفهم الدكتور لطيف
الوكيل هذه الأبواق المنافقة تتدعي وتتاجر بالمصطلحات السحرية مثل القومية أو الطائفية { شبيه شيء منجذب اليه } ) يبالغون حد التخمة والتزلف في كيل المديح وسبغ صفات الوطنية والانسانية والتقدمية على صدام حسين الذي تعامل مع الشعب العراقي خلال فترة حكمه بالحديد والنار  .

يبدوا واضحاً بأن لدى هولاء الكتاب ضبابية وإشكالية واضحة في فهم الوطنية والإنسانية وتقدمية سببها طبيعة التوجه الآيديولوجي والعقيدة السياسية التي إعتنقوها  لان كل المشاريع الإجرامية التي تم تنفيذها من قبل جلاوزة صدام حسين على الشعب العراقي  في نظر هولاء الكتاب مشاريع إنسانية ووطنية وتقدمية ، لقد تبين الغباء عند هولاء الكتاب لأنهم يجهلون أو عدم معرفتهم ما معنى التقدمية والوطنية والإنسانية ، لذلك يطلقون هذه الصفات على الطاغية صدام وكان يقوم باعدام وقتل الناس وتدمير المدن والقرى في اي وقت يحلو له !! 

اتعجب عن سفاهة العقل العربي وتماهيه مع الجريمة !! عندما أقرأ كتاباتهم وهم يشيدون بشجاعته وإنسانيته الطاغية المقبور وبدون خجل أو جحل ( يا للسخرية والتفاهة ) !!  وأين شجاعته عندما صادوه بحفرة مثل الفأر ودون ان يبدي اية مقاومة ولم يفكر حتى بالانتحار المشرف ، وأين إنسانيته وآلاف من الوثائق التي أدانته وأثبتت جرائمه بحق  أبناء شعبه والشعوب الأخرى ، وأفلام الفيديو تيب بالصوت والصورة قد صورت جرائمه البشعة بحق الإنسان العراقي وأرضه ، فهم يريدون أن ينكروا هذه الجرائم ونحن نعيش الزمن الذي وقعت به الجريمة ولم يجف دماء الضحايا والشهداء بعد ، إن الحقيقة الدامغة كالشمس والتي لا يمكن حجبها بغرابيلهم مهما حاولوا ، هي إنه إذا كان هنالك يوماً تعسة في تأريخ العراق الحديث فهي في عهد صدام وحزبه الفاشي ، الذي أذاق شعبه ما لم يذوقه أي شعب على الكرة الارضية .

أن كل هذه الادعاءات والكتابات المشبوهة تأتي ضمن الحملة التي تقوم بها كتاب العرب لمساندة قوى الظلام والإرهاب والطائفية في العراق ، علما أن هذه الحملة الشرسة التي يقوم بها الإرهابيون لفلول حزب البعث في الداخل مع حلفائهم المتسللين العرب عبر الحدود العراقية وأذنابهم في أوربا وفي البلدان العربية والإسلامية بحجة مناصرة أهل السنة ، ويدعون بهاتانا أنهم يتعرضون الحملة تطهير من قبل الحكومة العراقية ، لكن الحقيقة معروف ومعلوم لدى الجميع يراد منها عرقلة تجربة الديمقراطية وإفشال الفيدرالية في العراق وصولاً الى إنهائها . [/b]  [/font] [/size]

52
صدام حسين دفع ثمن جرائمه
[/color]

محمود الوندي

الثلاثون من شهر ديسمبر/ كانون الأول سنة 2006 سيكون يوما خالداً في تاريخ الشعب العراقي ، بل وفي تاريخ الانسانية جمعاء ، تكون بداية هذه السنة 2007 انتصار شعب المظلوم على ظالمه بأعـدام الطاغية صـدام حسين ، الذي أستحـق الإعـدام بحقه لأنه أرتكب جـرائم بشعة لا تعد ولا تحصى ضد شعبنا بجميع مكوناته ، كان سبب بكل آلامه ومصائبه ومعاناته طيلة السنوات الماضية الذي أعدم الآلاف من أبنائه بلا وجه حق خلال حكمه الجائر، لذلك يعتبر العراقيون بداية هذه السنة مع نهاية العهد المظلم في تاريخ العراق عندما وضع حبل المشنقة حول رقبة  صـدام حسين،لانها اللحظة التي رسمت الفرحة على شفاه الأمهات الثكالى والأرامل واليتامى والمظلومين ، لحظة اخذ ثار كل شهداء العراق من قاتلهم وظالمهم وحافر قبورهم بدون ذنب اقترفوه، وهذه الفرحة العارمة التي كانت مجرد أمنية تطوف في خيالاتنا فقط ، لكن في النهايـة تحققت تلك الأمنية وحانت ساعة الحقيقة والقصاص ونفـذ حكم الشعب بالطاغية الذي كان يتصور نفسه أن لا إعصار يهز كرسيه مهما بلغت قوته ، والأدهى والأروع ما في ذلك أن المكان الذي أعدم صدام فيه هو مكان الذي وضع فيه ماكنة رهيبة لثرم البشر كانت ترمي لحوم العراقيين المظلومين بعد ثرم في نهردجلة لتكون طعما للأسماك وكانت أغلب تلك الأجساد لأخواننا من الكرد الفيلية الذين أحتجزهم صدام بعد أن سفرعوائلهم دون وجهة حق وتعديا على جميع الأعراف السماوية والدولية والقيم الإنسانية .

لقد كانت تلك الليلة من نهاية سنة 2006 طويلة قاسية ومملة على الشعب العراقي وهو يترقب تلك اللحظة بإعدام صدام حسين ، لأنه كان بانتظار هذا اليوم العظيم بنفوس صابرة ، وكان أمنيته أن يشاهد نهائية هذاالدكتاتورالذي ظلمه طيلة أربعين عاماً، كان الفرح مشعاً في عيون العراقيين الشرفاء، بينما كان الحزن مرتسماً على وجوه البعثيين وأصدقائهم وحلفائهم من العرب وغير العرب عندما سمعوا بإعــدام الطاغية  .

ولم نستغرب من ظاهرة التباكي على الطاغية من قبل الحكومات العربية وغـير العربية والأحزاب القومية الشوفينية والأسلامية المتطرفة،واعلان بعض زعماءهم الحداد في بلدانهم ، وأقامة التعازي بالمصاب الجلل بدون حياء او خجـل وتجـرأهم على مشاعر الملايين من العراقيين ، لقد تخـشى هؤلاء الحكام ان تتكـرر التجربة معهم على يد شعوبهم المقهورة، إعدام الطاغية انما هي بمثابة ادانة لانفسهم قبل ان تكون للطاغية الذي تركهم ومصيرهم المحتوم (ان عاجلاً ام آجلاً ) ، اصبحـوا منذ اليوم يعيشون في كابوس قاتل لحين لحظة الاجل المحتوم، ولذلك فان هـؤلاء وامثالهم عملوا المستحيل من اجل ان لا يعدم صدام ، فيفلت من حكم الشعب العراقي والقصاص العادل ، ليس دفاعا عن الطاغية وانما دفاعا عن انفسهم .
 
وإما ما تسمى المثقفين والمحللين السياسين والتي امتلأت صرخاتهم ونباحهم عبرالفضائيات العربية والعالمية، ويعتبرون إعدام الطاغية إهانة للعروبة والأسلام لانه رمزعزتهم وكرامتهم،هؤلاء يعانون من مرض في العقول ونقص في الشعور، وخلل في نوعية الثقافة التي يحملونها ، وشلل في طريقة التفكير،  وسرطان في وعيهم الثقافي والمعرفي .

كان الخبر أمر إعدام صدام حسين كالزلزال على صدور هولاء الرعاع الذين تستروا على جرائمه بحق الشعب العراقي ، ولم نسمع صوتاً واحداً من بين هولاء المنبوذين إزاء الجرائم البشعة الذي أرتكبه صدام حسين ضد الإنسانية وإعدام الاف من  العراقيين من قبل جلاوزته بدون أية محاكمة عادلة كما هو معروف لدى القاصي والداني خلال حكمه الأسود ، ولا يذرف أحدهم دمعاً واحدة على ضحايا الآنفال وحلبجة واهوار وضحايا المعتقلات السرية وضحايا الأنتفاضة الشعبانية .
 
من الطبيعي أن تكون محتومة هكذا نهاية صدام ، متوقعة لأي مجرم و سفاح كبير، وليكن درس جديد وعبرة لكل الطغاة في العالم العربي والإسلامي، علىحكام العرب يأخذوا العبرة مما حصل لصدام حسين الذي انتهى ذليلاً بحبل المشنقة وإلى مزبلة التاريخ وبئس المصير، ومَن يستسخف بمقدرات شعبه ويستهين بكرامته و يصادر حريته ، فأن مصيره أولا و أخيرا سوف ينتهي مشابها بمصير الطاغية ، وهذا هو حكم التاريخ الذي لا يرحم مهما تجبر وتكبر الظالم، ومهما بنى ترسانة هائلة من الأسلحة وعسكرة المجتمع، فلا بد وأن ينال جـزاءه العــادل .[/b][/font][/size]

53
شعبنا ليس معروضاً في سوق النخاسة يا هذا
[/color]
محمود الوندي

يتعرض الشعب العراقي دائماً الى هجمة شرسة من نفس الفئات التي ساندت النظام البعثي   في السابق ، يمارسون إرهـاباً فكـرياً تحت أسماء مستعارة من خلال مقالاتهم التي تنشر هذه المرة على موقع إيلاف ويبثون سمومهم كالأفاعي على شعبنا ويحرضون على الفتنة الطائفية والقومية في المدن الحساسة لتفعيل الشقوق والشروخ في صرح الأخوة العربية الكوردية التركمانية والكلدوأشو، يختلقون التهم الباطلة بحق مكونات الشعب العراقي ، صاروا يرددون نفس الأسطوانة المشروخة والكليشة المملة لم تعد غربية على أذاننا ، وهدفهم أنتقام من الشعب العراقي وقيادته الوطنية ، هولاء الحثالات يبقون على هذه الأخلاق والتربية الواطئة لأنهم لا يستحون ولا يخجلون من أنفسهم  .

قبل الخوض في موضوع العنوان أحب أن أشرالى عملاء الحكومة التركية داخل العراق ، هولاء   قاموا بشراء عدد من الكتاب العرب والمواقع الألكترونية ومن ضمنهم موقع إيلاف الذي باع  نفسه أبخص ثمن(وأصبح حاله كقناة الجزيرة القائمة على الابتذال والصراخ والثرثرة)، بعد أن فقد قدسية ومبادئ العمل الصحفي والأعلامي والأنصاف والعدالة ، أخذ ينشربين طيات صفحاته مقالات تافهه لإناس معروفين بعدائهم للشعب العراقي عموماً والشعب الكوردي خصوصاً ، للأسف الشديد موقع إيلاف ينشرمقالات أستفزازية لأشعال الفتنة الطائفية بين مكونات الشعب العراقي وعدم أحترام مشاعر العراقيين .

من خلال هذه المقدمة البسيطة سأدخل في صلب الموضوع، قبل أيام قرأت مقالة ملفقاً وبعيداً عن الخلق والعمل الأعلامي على موقع إيلاف لأحد الكتاب المأجورين تحمل العنوان التالي ( تركيا توجه ضربات ساحقة للمخربين الأكراد ) الذي ألقى أذان صاغية من لدن موقع إيلاف لشن هجوم عشوائي وظالم على الشعب الكوردي عبر مقالاته المنشورة على صفحاته ، وأتهام عموم الكورد بالمخربيين بسبب الأصطفاف حول قيادتهم الحكيمة ، ويشيد الكاتب في مقالته بالآلة العسكرية التركية لإبادة الكورد في كوردستان العراق وتشريدهم من مدنهم  وقراهم وخاصة من مدينة كركوك ، يحاول الكاتب بأساليبه الغوغائية واللئيمة تزيف الحقائق التأريخية بكل صلافة دون حياء أو خجل لأرضاء أسياده في تركيا وعملائها داخل العراق مقابل حفنة من الدولارات .
 
يطرح الكاتب المأجور موضوعات رخيصة ومثيرة للجهلة !! وتشيد بالآلة العسكرية التركية للقتل الكورد ، علماً تأريخ هذه الآلة العسكرية معروفة للمجتمع أنها لا تخلومن المجازرالتي أرتكبت في حق الشعوب غيرالتركية كإبادة الأرمن التي أرتكبتها تلك القوات الفاشية التركية في بداية القرن الماضي،لذلك احب أنصح هذه الدعي بأن يقرا جيداً بصورة صحيحة تأريخ الأمة الكوردية إذا لم يعلم الحقيقة أو يجهلها عن شجاعة هذه الأمة وصلابتها التي وقفت في  القرن الماضي بوجهة أقوى الدكتاتورفي العصرالحديث ، الذي أستعمل كل جبروته وأجهزته الأمنية والعسكرية وأسلحته الفتاكة لم يتمكن على محو القومية الكوردية ولم يستطيع أن ينال من عزيمتها ، كيف تتقهر هذه الأمة اليوم أمام الحكومة التركية الفاشية التي منهار أقتصادياً وأجتماعياً وعسكرياً وأنها تعيش على المساعدات التي تمنحها لها الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأخرى، زيادة معلومات لهذا المغفل والمأجورمن أمنيات البيشمركة الشجعان أن يدخل الجيش التركي الى كوردستان العراق ، لأنهم يعرفون كيف يردون عليه ويفشلون مخططات الحكومة التركية وجنرالاتها ليصبحوا أضحوكة للتأريخ والمجتمع العالمي  .

رغم تواصل الحكومة التركية سياستها العنصرية والغبية لقضاء على القومية الكوردية في جنوب كوردستان او كوردستان العراق ، الذي يشكل خطراً محدقاً بأمنها القومي ، ولكنها لا تستطيع بهزيمة هذه الأمة الغيورة التي تطالب بحقوقها المشروعة بشكل ديمقراطي وأنساني ،رغم خوفها  من أثارة الروح القومية الكوردية في تركيا، تدرك الآلة العسكرية التركية وأسيادها جيداً قبل غيرها ما ستجنيه على نفسها في حال أجتياحيها أوغزوها لكوردستان العراق ، وتدرك أيضاً كوردستان ليس لقمة صايغة بهذه السهولة تغزوها ، سوف تكلفها خسائر جسيمة مادياً ومعنوياً ، أخيراً وليس آخراً لا بد لكورد تركيا سينتصر في النهاية مثلما أنتصر الشعب الكوردي في العراق وأصبح رمز التطور الديمقراطية والفيدرالية في الشرق الأوسط .

هنا لدي وقفة بسيطة ومتواضعة حول هذه المقالة العشوائية ، لأن معظم كلماتها ملفقة وكاذبة وفقيرة بالمضمون وليس فيها ما يفيد ولا توجد فيها معلومات صحيحة وصادقة ،وأريد أواجه الكاتب ببعض الحقائق الذي هو يجهلوها ، لذا أطرح عليه هذه الأسئلة :
لماذا يجهل الكاتب آلام ومعاناة الشعب العراقي عندما كان تحت أحتلال العثمانيين ؟
لماذا يجهل الكاتب كره الأتراك للعرب ويجهل أيضاً طمع الأتراك في أحتلال ما تسمى ولاية الموصل بأعتبارها أملاكهم قديمة  ؟
لماذا يجهل الكاتب أن تركيا لها دور ملحوظ في تأجيج الصراعات العرقية في مدينة كركوك وسخرت كل وسائل أعلامها ومخابراتها لزرع الفرقة والفتنة بين أبناء شعبنا ؟ ولا يهمها الدماء العراقيين التي تسيل على أيدي الإرهابيين وفلول البعثيين ومن لفة لفهم  .
لماذا يجهل الكاتب أن الأتراك هم دولة الوحيدة في العالم الأسلامي لديهم حلف العسكري مع إسرائيل وثاني أكبر دولة تشتري الأسلحة والمعدات العسكرية من إسرائيل ؟
لماذا يجهل الكاتب بأن حكومة تركيا كانت من المستفدين من حصارالعراق وحروبه ومشاكله ؟ وفقدت تلك الأمتيازات وتضررت مصالحها بعد سقوط النظام الصدامي .
لماذا يجهل الكاتب بأن الأتراك قاموا ببناء سدود لقطع المياه (لاتنسى أن المياه مصدر الحياة ) على العراق من النهر الفرات ودجلة ولم بأتي قطرة واحدة من المياه بعد يوم الى أراضينا عندما السدود التركية تكون جاهزاً وتتحول أكثر قرانا ومدننا الى صحراء قاحلة ؟

أني أجزم هذا المخرب الفكري ليس بعراقي أصلاً بل أنه مرتزق من مرتزقات البعثية وأنه قد تربى في أحضان المبادئ والفكرالعفلقي على ثقافات سب وشتم وكذب هي ثقافة حزب البعث الذي يسحق فيه حرية وكرامة الأنسان ، لقد تبين حقده وكراهيته للشعب الكوردي وكذبه على أبناء شعبنا العراقي من خلال مقالاته التي تشابه نفس الحملات البعثية ، تعيد وتصقل الأدعات الجوفاء لأخفاء نواياه الحقيقة عن الشعب العراقي ، وحاله حال كل البعثيين والعنصريين والأنتهازيون الذين يريدون أن يستفيدوا في كل زمان ومكان كما يحلمون دائماً ، لذلك يلعب هذا المرتزق دورجحا وحصان طروادة في دعوة الألية العسكرية التركية تتدخل السافر في الشأن العراق عموماً والكوردستاني خصوصاً ، موقع إيلاف والكاتب المأجوريقدمان خدمة كبيرة للأعداء شعبنا ويدعيان على تنفيذ مخططاتهم الجهنمية لتدمير وتخريب وطننا .

ليعلم جيداً موقع إيلاف وهذا المريض الذي يخدم مصالح تركيا ويدافع عنها من أجل حفنة من المال ، الشعب العراقي ليس معروض في سوق النخاسة ، لم ولن يتسامح مع أي دولة مهما كانت تتدخل في شؤونه وتريد الإساء للعراق أوتسيء الى أحدى أطيافه ، ولا يريد المزيد من أراقة الدماء لكافة الأطراف العراقية ، ولا يقبل الأستحواذ على أراضيه أقتصادياً أوسياسياً او عسكرياً بحجة حفاظه على وحدة العراق ويتجاهل الكوارث والدمار الذي يلحق الشعب العراقي يومياً ، شعبنا ليس بحاجة الى الغرباء والمأجورين والمنافقين ليدافعواعنه، لأن لديه من المفكرين والسياسيين والأكاديميين ، قد أخذوا على عاتقهم حمل أمانة العراقيين ، وهناك العديد من الشرفاء من أبناء شعبنا يدافعون عن عدالة وحقوق مكونات الشعب العراقي بلا غايات مشبوهة ويحاولون أزالة كل الأحتقان الطائفي وتعميق الحس الوطني وتعزيز أواصر الأخوة بين أبناء شعبنا لبناء دولة عراق . [/b] [/font] [/size]

54
جانب من مشكلة الحكم والارهاب في العراق
[/b][/color]


محمود الوندي

يتعرض الشعب العراقي الى خطر يداهم جميع الأطياف دون إستثناء ويمر بمنعطفات
سياسية خطيرة ما أدت الى حدوث تجاذبات شديدة بين مكونات الشعب العراقي سواء من
الناحية الدينية أو القومية أو الطائفية ، هناك الاف الحوادث المؤسفة التي تحصل

يومياً داخل الأسواق الشعبية وتجمعات الناس البسطاء بالسيارات المفخخة والعبوات

الناسفة لتحصد العشرات بل المئات من أبناء هذا الوطن المجروح ، تقوم بها
تنظيمات وعصابات وتيارات ألتزمت بهذا الخط الدموي والأجرامي بشكل كثيف تحت
أغطية وستائر متعددة ، بالإضافة الى وجود الميلشيات المسلحة التابعة للأحزاب
الأسلامية التي تغزو الشارع العراقي بمغامراتها العبثية الطائشة والخبيثة
والمقصودة ، لذا نلاحظ الوطن وهو ينزف كل يوم دماً ويذرف مواطنوه دمعا ، ويتوجه

بلادنا نحو مستقبل مجهول ويدخل هذا الشعب المظلوم في نفق مظلم مرة أخرى بعد أن
خرج من نفق البعث الفاشي ، وهذا حال أبناء شعبنا الذين ضاق بالإرهاب البعثي
والمليشات الأسلامية ذرعا دون أي رادع من قبل الجهات المسؤولة ، والذهول الفضيع

من الأجهزة الأمنية وغياب أو تغييب دور القضاء العراقي في هذا الميدان أزاء
الجريمة المنظمة وشيوعها المفرط ، لذلك بدأت ظاهرة التهجير القسري وأغتصاب
الاموال والممتلكات ليصل الى مليون وأكثر مهاجر .
هولاء جميعاً راغبون بإرتكاب تلك الأعمال الوحشية والذين لا يفرقون بين
فقيروغني و طفل وإمرأة ، لأنهم يحاولون بقدرالأمكان عرقلة المشاريع الوطنية
وتعطيل الحياة المدنية للعراقيين على كافة الأصعدة ، هولاء الحثالات يعرفون قبل

غيرهم أن تدهورالوضعي الأمني في العراق يعرقل إعادة الإعمار ويتسبب في تأخيرعدد

منم مشاريع التنمية الأقتصادية والحيوية ، وتصرف تلك الأموال على النفقات
ألأمنية التي تعثر عملية إعادة أعمارالعراق وأحداث حالة من الفزع والفوضى
واثارة حالة اليأس لدى الأنسان العراقي ، وجعله في ريبة وشك من أمر مصداقية
الحكومة الجديدة في تحقيق طموحاته، ما يعني أن هذه التيارات والتنظيمات ما زالت

تنظر بنوع من الخلط بين مصالحها الذاتية والفئوية ومأربها الدنيوية ومصلحة
الشعب والوطن ، والملفت في الأمرهناك بعض المليشيات التي أعلنت إمارتها وخاصة
في المناطق الساخنة ومنها المناطق الغربية وبعض المليشيات سيطرت على الشارع
العراقي في الوسط والجنوب ، دون أن تتخذ القوات الأمريكية والعراقية أية
أجراءات صارمة بحقهم ، وهناك من يدافع عنهم داخل البرلمان وتسمى الأعمال
الإرهابية التي تطال المواطن البرئ بمصطلح المقاومة الشريفة وتدافع عنها دفاع
مستميت بحجة أنها تقاوم الأحتلال وكل من يقف معه ، والأدهى من كل هذا وذاك أن
تتحول بعض الوزارات اوالهيئات والمؤسسات الحكومية الى ما تشبه مكاتب ومقرات
الأحزاب أو واجهات رديفة لأحدى الكيانات السياسية ، وفتح الأبواب أمام الفاسدين

والمرتشين واللصوص على مصراعيها مما سهل الأمور أمام البعثيين وحلفائهم
للأنتساب الى الأجهزة الأمنية ويتولون مراكز وأدارات وقيادات في المؤسسات
والهيئات الحكومية والأجهزة الأمنية .

لا يجهل أحد إن الإرهاب البعثي والإرهابيين من الجنسات العربية والذين أستوردهم

صدام حسين قبيل سقوطه ودربهم مع أزلامه خصيصاً لاشاعة الفوضى والاضرابات حال
سقوطه والمتسليين من العربان من خارج الحدود والمسنودين من دول الجوارلا زالوا
يشكلون الخطر الأكبرعلى الشعب العراقي في حاضره ومستقبله كما كان في القرن
الماضي ، رغم إن الحكومة الجديدة في حالة حرب ومواجهة حقيققة مع الأرهابيين
وتحاول دحرهم ، لكن هناك عوائق عديدة تقف أمام الحكومة في مكافحة الأرهاب
البعثي- القاعدي والمصطلح الاخير لا يصلح أن نطلقه الا أذا أضفنا أليه الارهاب
الذي يمارسه جيش الميليشيا الذي لا يختلف كثيرا أو قليلا عن دور الاخرين ، خاصة

في المناطق الغربية والوسطى ، التي أصبحت ملجاً لجلادي الشعب العراقي ومأوى
لغلاة التكفيريين ، ومن أبرز هذه العوائق هو وجود مليشيات حزبية مسلحة تفرض
هيمنتها على الشارع العراقي وتمارس العنف الدموي من جانبها والتي تعرقل
لإستنصال ذلك الورم السرطاني الإرهابي ، والفلتان الأمني وعدم إستقلالية القوات

المسلحة نتيجة ضعف أجهزة الدولة بشكل عام والأجهزة الأمنية بشكل خاص (
وأختراقها من قبل عناصرغير مرغوبة ) في مطاردة الأرهابيين ومن يسادونهم من
الأهالي
، والأسوأ من ذلك لم تحارب القوات الأمريكية هولاء بكل جدية ولم تهتم في معظم
الأحيان بحياة المواطن العراقي ، رغم أنها تتحمل مسؤولية حماية الشعب العراقي
وأستتباب الأمن في البلاد وفق القوانين الدولية وقراراتالأمم المتحدة .

إن سبب الأرهاب الأساسي في العراق :-
منعت القوات الأمريكية الشعب العراقي بعد سقوط نظام البعث من ملاحقة جلاوزة
النظام البائد المطلوبين للعدالة ، لذلك أعاد البعثيون وحلفائهم تنظيماتهم من
جديد تحت مسميات إسلامية مزيفة ، وجعلوا بعض من المناطق والمدن منابعاً
لجرائمهم السابقة ضد أبناء شعبنا بأسم مقاومة الأحتلال الأجنبي وبالتنسيق مع
تنظيمات إسلامية متعصبة وبدعم مخابرات إقليمية معروفة للجميع (و العنف هو جزء
من أيدلوجية هذا الحزب الذي يعتقد أنه الطريق الأمثل للوصول الى الغايات
المطلوبة ،)، وفتح الحدود على مصرعيها أدى الى دخول الإرهابيين عرباً وأجانب
حيث أصبحت الساحة العراقية مسرحاً لهم بل مركزاً إرهابياً للتدريب والتسليح
وأحياناً للتصدير الى دول الجوار، وسكوت الحكومة العراقية عن الفساد الأداري
والمالي المنتشر في معظم المؤسسات والهيئات التي ساعدت البعثيين للتغلغل داخل
الدوائر الحكومية الأمنية والسياسية لتسهيل الأمور لفلولهم بقيام الأعمال
الأرهابية ضد مكونات الشعب العراقي ، تصارع المليشيات فيما بينهما بتحريض من
الدول الأقليمية في المنطقة ، وتتمكن الحكومة العراقية للقضاء على الإرهاب
والفساد المتفشيان في العراق يجب الضرب بيد من حديد على كل من تسول له العبث
بأمن العراق وأقتصاد العراق ومصالح أهل العراق ، ومعالجة الأسباب التي ذكرت
أعلاه ، فلا خير في وطن تسلسلت الى هرم الحكم فيه أناس أميون ولا يعرفون من أمر

الحكم والادارة الا صب الصفصطة على نار المفاضلة بين خلفاء النبي الاربعة وقد
مر على الامر أكثر من قرون ، فالمشكلة تكمن هنا ونحن عنها غافلون مع الاسف
الشديد .[/b]

55
وا مسعوداه -- الكورد الفيلية بين نيران عديدة

محمود الوندي

الحيف الذي لحق بالكورد الفيليين من الآلام والمعاناة والمصائب وتعرضهم الى أبشع جريمة من الفضاعة والقسوة ما تهتز له الأبدان وعلى مر العهود والأزمان ، إلا أن أكبر حملات الجرائم جرت بحقهم بعد سيطرة حزب البعث على إدارة الحكم في العراق وأعتبرهم معاديين لنظامهم عند وصولهم الى السلطة ، لذلك سلب منهم أعز ما يتمسك به المواطن وهو الحق المواطنة حيث جردهم النظام البائد من جنسيتهم العراقية بحجة أعتبارهم من التبعية الإيرانية برغم ولدوا وترعروا في هذا الوطن وخدموه بكل أخلاص ، والقى بهم على الحدود الإيرانية بكل وحشية بعد ان أقدم على مصادرة كل املاكهم ، تلك الجرائم أصبحت معروفة للقاصي والداني ومنها الأحزاب التي تحكم العراق الآن ، للأسف الشديد وها هم مرة أخرى في وادي النسيان والتهميش في هذا الزمن أيضاً ما زالوا مظطهدين ومغدورين ، لم يأخذوا حقهم حتى بعد زوال النظام البعثي وتشكيل ما يسمى بالعراق الجديد ، بقى الكورد الفيلية في هامش أهتمامات الحكومة حيث لم يتعنى كائن من يكن تفض التراب على قضيتهم ، ما زالوا يواجهون بنفس الإجراءات الماضية ونفس المعاملة السيئة والقذرة في الدوائر المختصة ومن نفس الأشخاض الذين كانوا يتحكمون برقاب الشعب العراقي من فلول النظام الصدامي ممن لم يزالوا ملتزمين بوظائفهم في الدوائر المعنية، رغم كثرت الكتابات ونزيف المقالات من قبل الحريصين على هولاء المنكوبين ورغم الصيحات والمنادات المتركزة التي لا تسمع سوى صداها على أرجاع الحقوق المغتصبة للكورد الفيليين وسن القانون لإستعادة الملكية المصادرة التي صادرت في ظل النظام البائد وأعادة المهجرين الى مدنهم وآماكنهم  .

لكن المصيبة الكبيرة لهولاء المظلومين أنهم محسوبين على القوتين الرئيستين في البلاد ويحتاجون الى أصواتهم في الأنتخابات فقط في تثبيت مواقعهم في السلطة والدولة من خلال أغداق الوعود عليهم في المواطنة والحقوق وأستعادة ما سلب من حقهم ، إلآ أن خيبة الأمل الكورد الفيليين ودون أن يتلمسوا أي إجراء حقيقي من قبلهم  لمساعدتهم وعدم إعادة الحق الى نصابه ، بعد كسب أصواتهم ، تتراجع هذه الأحزاب والقوى عن وعودهم حين يتعلق الأمر بأستعادة أملاكهم وحقوقهم وحقوق أبنائهم الذين أختفوا بالألوف المؤلفة في المعتقلات النظام العفلقي وجربت فيهم الأسلحة الكيمياوية والجرثومية في غرف الموت ودهاليز التصنيع العسكري ،كما بعضهم كانوا طعماً لتفجير الألغام أثناء الحرب العراقية الأيرانية المشؤومة  وأزاحتها عن الطريق الجيش العراقي قبل هجومه ، أي إن الواقع التطبيقي على الأرض أظهر غير ما قيل وقال بصدد الكورد الفيلية ، منذ قرابة أريع سنوات بعد سقوط النظام الصدامي لحد هذه اللحظة لم يلمس الكورد الفيليون شيئاً إيجابياً من كل الكيانات السياسية ولا من المسؤولين لحل مشاكلهم ومحنتهم ، فلم تبادر أي جهة بأي عمل من أجل رفع المظلومية الواقعة على هذه الشريحة فحتى مسألة الجنسية التي صدرحولها قانون جديد بإنه محكوم بإيقاف التنفيذ معهم   .


محنة الكورد الفيليين بين مآسي وآلام في النظام السابق وبين تهميش ولامبالات في النظام الحالي ، هنا يتسأل كل أنسان شريف أو يأحرى مواطن كوردي  ، أليس من صلب واجب حكومة أقليم كوردستان التي تمتلك من الأمكانيات المادية والمعنوية أكثر من أي وقت مضى  أن تحتضن هذه الشريحة الواسعة من ابناءنا الذين عانوا من التهجير والتشرد على أيدي أعداء شعبنا بسبب أنتمائهم  الى الشعب الكوردي، ويجب عليها أن تسعي وبكل جدية وأخلاص لدعمهم وتلثم جراحهم وأنصاف مظلوميتهم وتأخذ من يدهم الى بر الأمان والإهتمام بشؤونهم وأخراج ملفهم من أدراج النسيان والأهمال ووضعه أمام أنظار الضمير السياسي العراقي والرأي العالمي ، أليس على حكومة أقليم كوردستان أن تفتح لهم ذراعها وتصبح المظلة التي تستطيع أن تتحمى تحت ظلالها هذه الشريحة المظلومة لإن موقعهم الصحيح هو في صفوف أخوتهم الكورد والإهتمام باللهجة والثقافة الكوردية الفيلية والتي هي جزء من لهجات الكورد من قبل الإعلام الكوردي لكي تستعيد عافيتها وعنفوانها السابق والحفاظ عليها من الضياع ورفع جزء من معاناتهم وآلامهم  اليومية ،  ولا ننسى هذه الشريحة الكوردية كانت النواة الفعلية والمؤثرة في الماضي لمجمل الأحزاب الكوردية وكانت لها قصب السبق في النضال في صفوف الحركة الوطنية العراقية والأحزاب الكوردية بشكل خاص ومشاركتهم الفاعلة في حركة التحرر الكوردي من أجل الأستقرار والأمان والحرية، عندما تهمل الفضائيات الكوردية شريحة الفيليين من برامجها فهذا حتماً سيؤثر عليهم ونسبة متابعة ستقل بمرور الزمن، أضافة الى فاعليتهم في التجارة الأقتصاد العراقية في عصبها الأقتصادي الرئيسي في بغداد ( سوق الشورجة)  وفي احياءها الشعبية طيلة عقود من القرن الماضي  .

يمكن أن أطرح السؤال بطريقة أخرى : لماذا لم تطبق القرارات والبنود المتعلقة بحل مشاكل الكورد الفيليين التي تمخضت من  مؤتمر أربيل وجلساته ، في الوقت الذي فتح هذه الحكومة ذراعيها بكل رحاب لمئات ألاف من عرب العراق الهاربين من جحيم الإرهاب البعثي والأسلامي بشقين السني والشيعي ، ذلك المؤتمر الذي رعاه السيد مسعود بارزاني ، وما نعرفه عن مسعود أنه رجل دقيق في متابعة ما يجري في ساحة كوردستان والعراق والعالم ، فحينما زار السليمانية وعقد ندوة أدباء وصحفين المدينة ، أنبرت الزميلة فينوس فائق تقدم ومداخلة النقدية في الندوة المذكورة أن بارزاني قال في رده ( أني أتابع كل ما تكتبين من مقالات ) ، ما يدل على أنه  يتابع كل كبير وصغير ، وعليه نقول لسيادته الكوردك الفيلية بين نيران عديدة ، نار البعث ثم نار التهميش وثم نار النسيان وثم نار الغربة وثم نار القتل والتنكيل الدائم وحتى في وقف الحاضر من قبل الإرهابيين في بغداد وهم معزولون من كل ما يحميهم من هذه النيران المحرقة --------- وا مسعوداه...[/b] [/size][/font]
   


56
عبد السلام ملا ياسين وفكرته المنيرة
محمود الوندي

عندما قرأت تلك الرسائل على ما كتب كل من الأساتذة الأفضال فهمي كاكه ئي ودانا جلال حول فكرة الكاتب المبدع عبد السلام ملا ياسين بصدد فتح الحوار بين الكورد والتركمان ، وجدت أنها أمر مهم وضرورة لا غنى عنها من أجل الصالح عام لإزالة الجمود والعداء وسوء الفهم ، أنها فكرة رائعة ونبيلة محملة بروح أنسانية وأخوية صادقة بعيدة عن التعصب القومي والطائفي من فبل المثقف الوطني الذي يحمل بين أضلاعه معاناة وألام الأمة العراقية ، بما أني نشأت وترعرعت في مدينتي خانقين على جو مليئاً بالمحبة والتأخي مع أهالي مدينتي بجميع أطيافه ، وكان الفرح يغمرني عندما كنت أسرح وأمزح مع أصدقائي على نهر الوند أوفي مقهى أبو شكر بدون أن يعرف أحدنا آخر من أي قومية أو مذهب نحن ، لأن أهل خانقين من مختلف مكوناتها محب للتعايش الأخوي فيما بينهم  لأن نهرها وأرضها وهواءها محملة بالوفاء والوئام والأنسانية ، مما دعاني الى الكتابة في هذا الشأن لأرفع صوتي حرصاً على ديمومة هذه العلاقات وترميمها بين أطيافها بتأيد فكرة التي أطلقها الأستاذ عبد السلام ملا ياسين بالتعايش السلمي بين كافة مكونات شعبنا وحفاظاً على العلاقات التأريخية التي تربط هذه المكونات التي تعيش على ارض العراق بأختلاف قوميتها ومذاهبها .

للأسف الشديد تعرض الأستاذ عبد السلام الى حملة شرسة بسبب طرح أفكاره الأنسانية والأخلاقية للتعايش السلمي بين الشعبين الكوردي والتركماني وبقية الأطياف العراقي وتقارب وجهات نظرهم وخاصة بين أبناء المجتمع الكركوكلي من قبل بعض الأقلام المأجورة والزمر الحاقدة على الشعب العراقي من رواسب الشوفينية البعثية الفاسدة ، تحاول هذه الأقلام الرخيصة بتسويق كلام رخيص وتلفيق أتهام ضد الأستاذ عبد السلام ملا ياسين ذلك المثقف العراقي الطاهروالشريف والمدافع الحقيقي عن الحرية ومستقبل العراق  .

الكل يعرف بعد سقوط النظام الصدامي ترك بيننا من أيتامه الذين كانوا يعيشون على فتاته وبحوزتهم ملايين الدولارات ويحاولون شراء الذمم من ضعاف النفوس وخاصة من الأقلام الهزيلة والسماسرة ممن يتصيدون في الماء العكر لبث سموم الطائفية والقومية بين صفوف شعبنا من خلال نشر مقالاتهم في عدد الصحف العربية ومواقع الأنترنيت ، وتشهير بالمثقف العراقي الوطني الذي يقف بقوة كتاباته الى جانب المواطن العراقي ، لأني قرأت رسالة أوما تسمى مقالة للشخص البعثي بتشهير للشخصية الأستاذ عبد السلام  وأتهامه عميلاً للشعب الكوردي لكونه يقف بجانب شعبه في  بناء العراق الجديد وتحقيق العدالة الأجتماعية لجميع الأطياف العراقي وذلك خوفاً بنجاح في طرح أفكاره الأنسانية والوطنية لتلاحم المجتمع العراقي وأنتصارعلى أعدائه ، وبكل التأكيد أن هذا العمل الجبان ينطلق من مواقع الفكر القومي الشوفيني والعنصري هو نابع الحقد الدفين على فكرته لتقارب وجهات النظر بين أبناء شعبنا ، لأن هولاء الحثلات لم يبقى أمامهم سوى قيام بكيل الشتائم والتهم للأنسان العراقي الشريف ، سوى التعبير الحقيقة لليأس الذي أصابهم وجعلت منهم أن ينصرفوا بالحماقة نتيجة تدخل الخوف والقلق في نفوسهم وبطريقة تسقيطية ضد المثقف العراقي فاعل وجدي في بناء حضارة وتقدم العراق لينال كل شعب حقه من الحياة الحرة الكريمة ، لأنهم يعرفون قبل غيرهم  لن يقبل الشعب العراقي  بعد اليوم البعثيون الجدد حتى لو تلبسوا برداء الوطنية والديمقراطية .

أناشد كل التنظيمات العراقية النظيفة والشخصيات الوطنية في مثل هذه الظروف الساخنة الحرجة تحتاج الى تكاتف وتأخي وصيانة الوحدة الوطنية لدحر أعدائنا من القوى الشر والظلام ، وصد أطماع الأجانب لثروتنا ، علي الجميع تفكر بمصالح الشعب قبل تفكر بمصالح شخصية وحزبية ضيقة ، لكي لا تسمح السماسرة الكلمات أن يمدوا أيديهم القذرة لنشر الأفكار العنصرية المريضة وبث سموم الطائفية والقومية لأشعال فتنة وفرقة بين أبناء شعبنا ، كما أناشد أخوتي من المثقفين التركمان والكورد والعرب والكلدوأشور للكتابة عن الوجه المشرق للعلاقات الأخوية الي تربط أبناء العراق بمختلف طوائفهم وقومياتهم وخاصة الشعبين الكوردي والتركماني وتوحيد كافة الجهود لتثقيف الشارع العراقي على الحياة الديمقراطية والحوار المنطقي بسعة صدر بين جميع الأطراف في المجتمع .[/b][/size][/font]


57
فهم الديمقراطية والفيدرالية،جهل أم تجاهل لدى البعض
محمود الوندي

من خلال المتابعة الدقيقة لما يكتبه بعض الكتاب سواء على صفحات الجرائد أو مواقع الأنترنيت ، يبدوا واضحاً بأن لدى الكثيرين منهم ضبابية وإشكالية واضحة في فهم الديمقراطية والفيدرالية سببها طبيعة الفكرة السياسية وأيدولوجيتها الذين أعتقنوها والطائفية المتغلغلة في نفوسهم والتي بدأت تطفوا على السطح ، ولا يزال وصف هولاء الكتاب للفيدرالية والديمقراطية في كتاباتهم يعني تقسيم العراق ، وإندفاعهم خلف عملية سياسية معوقة ومشوهة بحجة تباكي على وحدة العراق لأبهام العراقيين ، ففي الوقت الذي يقف هولاء بقوة ضد تطبيع الديمقراطية والفيدرالية وتحت أغطية وستائرمتعددة لأنها مرفوضة من قبل أسيادهم  ومحاولتهم أن يضعوا العصى في عجلة التقدم السياسية في العراق وحين نراهم يهاجمون على الذين يطالبون بتطبيقهما لتحقق العدالة  الأجتماعية في المجتمع العراقي ، نراهم مرة أخرى يبالغون حتى التخمة وسبغ صفات الوطنية على القوى والشخصيات السياسية الجديدة على الساحة العراقية الذين تعاملوا سابقاً مع النظام الصدامي والذين كانت أيادهم ملطخة  بدماء أبناء شعبنا ، أن هذه الكتابات التي تطرح من قبل بعض الكتاب وتصرعلى تلك الأسطونات الفارغة من المحتوى وتقف ضد أرادة الشعب العراقي بحجة مقاوم الأحتلال أو أن هناك خصوصية لهذا الشعب وبحجج وذرائع أخرى لا تصمد أمام المنطق أوالعقل ورغم محاولتهم بركة بعض الكلمات ضمن أجندتهم وأفكارهم السياسية ، لكن لا يدرون أن الكلمات الحقيقة تبقى ناصعة مهما شوهوا معالمها ، وأن كثير من الدول التي أحتلت من قبل دولة عظمى و طبقت فيها الديمقراطية والفبدرالية أثناء الأحتلال (مثل ألمانيا ويابان ) وفي نفس الوقت تحاول شعبها الى خروج الأحتلال من أرضها بعدة طرق سلمية وسياسية وتحريره من تلك الدولة المحتلة.   

تطبيق النظام الديمقراطي الفيدراليي في العراق الجديد يعني بناء دولة القانون والمؤسسات لكي تضمن حقوق القوميات والأقليات والمكونات الأجتماعية في العراق وتحافظ على وحدته أي بيها مصلحة عموم العراقيين وتزدهر معها الحريات الأساسية المطلوبة للمواطن الصالح ولا تحتكر السلطة بيد جهة معينة بصورة دائمة وهذا النظام المعمول به في الكثير من دول العالم  (مثل أمريكا وألمانيا والهند وأمارات ) ، لأن الديمقراطية والفيدرالية تخلقان الدولة العصرية على الطريق الصحيح لرفع كفاءات التعليمية والفكرية  ليتنامي به مؤسسات المجتمع المدني وهيئاته وشفافية ممارستهما في الحقل الأجتماعي والثقافي والأقتصادي والسياسي ، في هذه الحالة تبني العلاقة القوية بين المواطن والدولة ويعتمد النظام على القاعدة الجماهيرية في أصدار أي القرارلأي مشروع وطني يخدم الوطن ، وتطبيقهما يجب أن تكون كاملة وغير منقوصة ولا توجد فيها إستثناءات ويجب أن يكون تطبيقهما على كافة المجلات وعدم مفعمتهما بشيء من التغليف الذي يغير موازين المعادلة ، ولو يحتاج هذا الأمرالى جهود فكري وعملي لإزالة الخوف والريبة على مصادقية المبادئ والقيم السياسي لدى المواطن العراقي وإزالة التضليل والألتباس لدى الحركات السياسية العراقية  . 

السؤال الذي يطرح نفسه : لماذا الشعب العراقي تستعصى عليه الديمقراطية والفيدرالية والحداثة السياسية كأنه محكوم عليه على طوال التأريخ بالدكتاتورية والأنظمة القمعية وأن لايرى السعادة الى أبد الدهر؟ أم هناك أمل في نهاية نفق جديد أن لا يقل جرائمه من نفق النظام البعثي الدموي ؟ كان يعتقد شعبنا أن الزمن القتل والمقابرالجماعية وأستعمال الأسلحة الكيمياوية قد أنتهى ، وبالفعل فقد أنتهى نظام الحزب الواحد والفكر الواحد والجريدة الواحدة في العراق ، للأسف ظهر اليوم على الساحة العراقية من التيارات والعصابات من فلول البعثيين والمليشيات الأسلامية لعرقلة تتطبق الديمقراطية والفيدرالية على الشعب العراقي ويهدد في كل لحظة من قبلهم ومن قبل الأرهابيين والحثالات الذين جاءوا من وراء الحدود .
 

الشعب العراقي بجميع أطيافه بعكس هولاء المتخلفون الذين يتناقضون مع الفكرة الحرية والديمقراطية والفيدرالية ومبادئ التعددية الفكرية والتسامح الديني والقومي والحقوق الفردية والأنسانية ، طبعاً الشعب العراقي يرفض الأستبداد والدكتاتورية ويرحب بالديمقراطية والفيدرالية ، يحاول هذا الشعب المسكين تسعد في حياته بعد ان تحررمن العبودية ومظلومية النظام البعثي رغم أنف الرافضين والحاقدين الذين يحاولون عرقلة مسيرته ، يحاول أيضاً أن يسير في ركب الحضارة الأنسانية وبناء دولة مؤسسات دستورية وقوانين حقيقة وتطبيق على الجميع من دون تميز بين غني وفقير أو بين مرأة ورجل ، أي متساوين في الحقوق والواجبات أيا تكون أصولهم القومية أو الدينية وتحترم جميع وتعاملهم على قدم المساواة وأعطاء كل جهة حقها في المشاركة بالسلطة وبشكل سليم وحفاظ على التوازنات السياسية والأمنية والأجتماعية للوطن   .

يمكن أن أطرح السؤال بطريقة أخرى : بما إن الشعب العراقي يرفض الأستبداد والدكتاتورية ويقبل الديمقراطية والفيدرالية أذن ما هي الأشكالات التي تواجهنا في عملية التغيير  ؟ 
مشكلتنا في العراق أن هناك تشابك كبير لمصالح فئات وأحزاب مع دول الجوار التي يكون غرضها وهدفها ذات دلالات السياسية محضة ويكون هولاء عائقاً أساسياً للأمان والأستقرار، لذلك ترى هولاء الأطراف من المتضررين والأنتهازين لم يرق لهم بأنجاح عملية الديوقراطية والفبدرالية في العراق يسبب ضرراً بالغاً لهم والخطر يتحدد تلك الزعامات لها أمتداد أقليمي مع دول الجوار لتكون السبب المباشر في زيادة الخراب وفي تعميق هوة الخلاف بين مكونات الشعب العراقي ، وجميع تلك الواجهات فراحت تعمل وبشتى الوسائل على أفشالهما لإبقاء الحالة على ماهي بغية أضعاف السلطة وأنهاكها الى أقصى حد ممكن وتربك الخطوات وتعرقل العمل لأغراض معروفة للمجتمع العراقي لتقويض العملية الديمقراطية والفيدرالية وزعزعة الثقة بين المواطن والدولة ، لولا تلك المشاكل لما أستطاع القيادات والأحزاب المتعاقبة على الحكم الذين يستغلون مناصبهم  للإثراء غير المشروع ولممارسة الفساد والرشاوي وأختلاس وتلاعب بأموال الدولة وبشكل مفضوح وبمشاركة مليشياتهم ففي هذه السرقات التي تشكل خطراً على الدولة لا تقل خطوراتها عن المنظمات الإراهبية التي تمارس أبشع الجرائم بحق أبناء شعبينا وأصبح الفساد الأداري والمالي أمراً طبيعياً عندهم ،لذلك تحاول بعض الأحزاب والتيارات والشخصيات التي ترفض الديمقراطية والفدرالية وتتعكزعلى الدعوات الطائفية لتطور التناحر القومي والمذهبي وأستخدام أساليب القتل والتدميروالأغتيالات لتوسع الشرخ بين أطياف الشعب العراقي من أجل أن تكون لها أرضية تقف عليها وتثبت وجودها داخل المجتمع العراقي ووسط حشد القيادات السياسية والأجتماعية ، هولاء لا يريدون الأستقرار والخير للعراقيين لأنهم يعتقدون أن الطريق الأمثل للوصول للغايات المطلوبة يكون بواسطة القتل والأخنطاف وتخريب الأقتصاد البلد وأحداث حالة من الفزع والفوضى وتخويف الشعب من المستقبل الزاهرالذي يحلم به ، يسعون كل اليوم الى زعزعة الأمن والأستقراركما تسعي الجماعات الإرهابية من خلال أعمالهم الأجرامية ضد الشعب العراقي والأجهزة الأمنية الى أيقاف مسيرة البناء والحرية لأبناء العراق، لكي يصل الحال بالأنسان العراقي أن يطالب بعودة الأمورالى ما كانت عليه سابقاً ولم يرث الشعب منه سوى الحقد والبغضاء ، ليجعل المواطن في ريبة وشك من مصدقية الحكومة الجديدة قي تحقيق طموحاته وتذهب كل التضحيات التي قدمها الجماهير العراقية أدراج الرياح ، من ناحية أخرى تتدخل الدول الأقليمية في شؤون العراق التي تمول وتشجع وتصدر الإرهاب الى العراق لتوقف عملية التغيير ، وكذلك الدول الأوربية كفرنسا والمانيا وروسيا وغيرها ترفض هذا التغيير أيضاً على الساحة العراقية لأنها فقدت مصالحها في العراق الجديد ، فكيف لهذه الدول أن تؤيد لحكومة جديدة أي حكومة ديمقراطية فيدرالية لا توجد فيها مصالحها ، من كل هذا نستطيع أن نستنتج بأن أعداء الديمقراطية والفيدرالية كثيرون ومؤثرون ويسعون لأفشال هذه التجربة الجديدة في العراق ، ليس فاقدي الحكم فقط بل فئات أخرى لا تود هذا التغيير لتكن هي السلطة الأعلى في العراق ولها حصة الأسد دون مراعاة مصلحة الشعب العراقي .
 
المطلوب من القوى والشخصيات الوطنية قراءة أوراقهم من جديد حتى تتضح عندهم الرؤية ولا تختلط عليهم الأوراق أن كانوا يهمهم مصلحة الشعب والوطن لفهم الديمقراطية والفيدرالية للمجتمع العراقي ودعم منظمات المجتمع المدني بأتجاه التثقيف للشارع العراقي وتثقيف الجماهير من خلال الندوات والمؤتمرات لترسيخ قواعد الوحدة الوطنية وإشاعة أجواء المحبة والأنسجام بين مكونات الشعب العراقي لإخراج العراق من هذه المحنة الصعبة ، أنها مطلباً جماهيرياً أجمع عليها أهل العراق وأعتبارهما  الدواء الحقيقي لمعالجة الجراح الأنسان العراقي ولمعالجة الأثارالتي تركه النظام البائد ، هما يضمنان الأمان والأستقرار داخل العراق وبعيداً عن التجاهل والتهميش والإساءة  للأخرين وتحل من خلالهما مشاكل أجتماعية وأقتصادية للمواطن العراقي ، وتسد الطرق أمام أعوان ومرتزقة النظام البائد وعدم أفساح لهم لتسلط حزب الواحد بواسطة الأنقلابات العسكرية على السلطة وتوفيت الفرصة على أولئك الذين يريدون أعادة الأوضاع الى ما كانت عليه سابقاً والتي شهدها الأمة العراقية في القرن الماضي وتحمل جميع القوميات والمذاهب من التنكيل والمعاناة خلال تلك الحقبة الزمنية القاحلة ، بطبيق الديمقراطية والفيدرالية يحقق مستوى جيد من التلاحم والأندماج الأجتماعي بين أبناء شعبنا ويكون المجتمع في ظل تلك الظروف بعيداً عن العنف وأشكاله ، فلا فرق بين شخص ينتمي الى قومية أومذهب الغالبية وآخر ينتمي الى الأقلية ، هو وجود الدولة الحق والقانون التي تؤمن حق الملكية وحق التفكير والتعبير وحق التشكيل المنظمات المدنية والأنسانية وتفصل بين السلطات الثلاث أي السلطة التشريعية والتنفذية والقضائية ، وتداول السلطة عن طريق أنتخابات حرة ونزيهة التي تحترم الحرية والعدالة وأحترام الأنسان العراقي ،،،،.[/b][/size][/font]


58
مجرموا الانفال وشهوده مطلوب إحضارهم
محمود الوندي

 ما زال الشعب الكوردي يراقب بأعصاب مشدودة محاكحة صدام حسين وأبن عمه العريف على حسن مجيد ، معذرة أعني الفريق الركن الطيار كما قدم نفسه في المرافعة وثلة من أركان نظامه السابق في أخطر قضية تمثل جريمة نكراء بحق الجنس البشري وتعد من أبرز الجرائم في القرن الماضي وتجلت في أستعمال الأسلحة الكيمياوية المحرمة دولياً أمام مسمع ومرأى الدول العربية والأسلامية والعالم أجمع والتي ذهب ضحيتها أعداد كثيرة من أبناء الشعب الكوردي وكذلك من القومبات الأخرى وخصوصاً من أخواننا المسحيين ، ويحاول المأجورون الذين يسمون أنفسهم محاموا الدفاع عن الطاغية وأزلامه لتقديم ثمة تبريرات لقتل مئات الآلاف من الكورد وتدمير ألاف القرى ومئات من المساجد والكنائس التأريخية وخلق حجج واهية لتصرفاتهم الشنيعة التي تتعارض مع كل الشرائع السماوية والأرضية والتلاعب بالألفاظ  من أجل خداع الرأي العام الأسلامي والعالمي ، والشعب الكوردي ينتظر بلهفة كبيرة وبفارغ الصبر اليوم الذي يتم فيه الحكم والقصاص العادل على قتلة الشعب العراقي والشعب الكوردي بالذات ، في الوقت الذي نرى صدام داخل قفص الأتهام مع أعوانه ومنهم علي الكيمياوي ، فهو يعترف بشكل غير مباشر عن جرائمه عندما يدعي بأنه مازال رئيس الجمهورية وليس غيره ويسوق نفس المفاهيم السابقة ويهدد من داخل القفص بالويل والثبور للمشتكين والشهود الذين حضروا المحكمة ووقفوا ضده وأتهام البيشمركة جميعهم بالخونة ، إنه دلالة لدكتاتوريته خلال العقود الماضية من حكمه وأرتكابه مجازربشعة فاقت في وحشيتها جرائم الهولوكوست بحق الأنسان العراقي الذي قاسى الويلات والمعاناة أيام حكمه البغيض نتيجة حقده الشوفيني على مكونات شعبنا وإبادتهم على الهوية القومية والمذهبية ، منها الحملة العسكرية على أقليم كوردستان التي أطلق عليها تسمية الأنفال ، عندما نفذ القوات الحكومية أوامرالطاغية المدججة بأسلحة حديثة شرقية وغربية بما فيها الأسلحة الكيمياوية لقتل أبناء شعب كوردستان وبمساعدة الخونة من أبناء جلدتهم المنتمين الى ما سميت بأفواج الدفاع الوطني وكما سماهم الشعب الكوردي  بالجحوش ( مطايا النظام ) والأجهزة الأمنية والحزبية ، ولم تسلم قرية في كوردستان من بطشهم والطريقة البشعة التي تم التعامل مع هذه الكتل البشرية البريئة من الأطفال والنساء والشيوخ برغم كانت مفارز البيشمركة الكوردية وكذلك مفارزالأنصار مقاتلي الحزب الشيوعي العراقي تتصدى لتلك القوات الغازية لمساعدة العوائل المنكوبة وأنقاذهم من الايادي الآثمة ونقلهم أو سحبهم بأتجاه الحدود الأيرانية والتركية وسقط من بينهم العديد من الشهداء خلال تصديهم لقوات النظام العفلقي وأتباعه  .
 
لماذا لم يقدموا هولاء المجرمين من بائعي الضمير والشرف من جلاوزة النظام البائد ومن رؤساء بعض العشائرالكوردية والذين أستلموا أموالاً طائلة من الأجهزة الأمنية للنظام البعثي لقاء خدماتهم الخبيثة والرذيلة الى المحاكمات العادلة ليقفوا الى جانب رئيسهم وأعوانه من المتهمين في قفص الأتهام لتعريتهم وكشف جرائمهم  في الأنفال البشعة ، وفي هذه الحالة يكون  هولاء المجرمون في نفس الوقت شهود حقيقين على تلك الجرائم التي أرتكبت بحق الشعب الكوردي أو أعتراف أحدهم على الآخر ولم يستطيع أحد منهم أنكارها ، ألا يستحق هولاء المجرمين أحضارهم الى قاعة المحكمة ليعترفوا هم أيضاًعلى الدكتاتور الذي أمرهم لغزوكوردستان ،

مهما برع وتفنن المجرم فأنه لا بد أن يترك خلفه في محل الجريمة لحظة أرتكابه اثراً أو دليلاًعلى جريمته أما في جسد المجنى عليه أو جسد الجاني نفسه أو مكان الجريمة ، هذه الحقائق المعروفة لدى القاصي والداني وبأخص عند الأدلة الجنائية أو تحريات الشرطة ، كيف لجريمة مثل الأنفال التي قام بيهاالآلاف من الأشخاص وكلهم مجردين من أبسط المشاعروالأحساس الأنسانية وتجمدت لديهم المفاهيم والقيم الأخلاقية بتنفيذ أوامر سيدهم لقتل شعب أعزل وأبادته عن بكرة أبيه ، نعم هم بالآلاف أؤلئك الذين قاموا بأرتكاب  تلك الجرائم من منتسبي أجهزة الامن ومخابرات النظام البعثي أضافة الى العديد من الرفاق الحزبين ورؤوساء الجحوش وكانت ضحايا تلك الجرائم مئات الآلاف من أبناء وبنات شعبنا الكوردي وحدثت تلك الجرائم في أكثر من مكان في كوردستان ، هل من المعقول لم يتركوا هولاء الجناة أثراً في مسارح الجريمة  .

عند قرائتي لمقالة الأستاذ صفوت جلال تحت عنوان ((أين الشاهد الرئيسي في عمليات الأنفال)) ويطلب من الجهات المسؤولة بأحضار الشاهد الحقيقي الذي نجى من عمليات الأنفال وشاهد الجريمة المقززة بكل تفاصيلها وكيف نجى من الموت الحقيقي وكيف تم أعدام عائلته وأقربائه في تلك العماليات الظالمة أمام عينه ، عندما تحدث ذلك الصبي لمراسلي وكلات الأنباء العالمية عن تلك الواقعة ، وأحضاره الى قاعة المحكمة وجهاً لوجهة أمام الطاغية ومن يدافع عنه ، سوف يكون دليلا دامغا لا يقبل الشك  من الاثار تركها المجرمون أثراً في جسد المجنى عليه وعقله ، يثبت للقاضي دكتاتورية صدام  .

أنا أؤيد تلك الصيحة المدوية التي أطلقها زميلي الأستاذ صفوت جلال ويحدونا الأمل أن تحاول حكومة أقليم كوردستان ورئيسها السيد مسعود بارزاني لأحضارمن نجى من الموت الجماعي بأعجوبة وهو  تيمور الذي أصبح الآن شاباً بأدلاء شهادته أمام المحكمة ليكشف الحقائق عما جرى خلال عمليات الأنفال ويجب أحضار منفذي عمليات الأنفال الأجرامية من الحزبيين والجحوش وجلاوزة النظام لينالوا عقابهم مع أسيادهم المخططين لتلك الجريمة الرعناء بدلاً أن يسرحوا ويمرحوا بحريتهم دون ملاحقة قانونية لهم ، أليس من الواجب تعرية هؤلاء المجرمين ولم يستثنى أحداً وكشف جرائمهم المقززة وأشدها خسة ودناءة  الى المجتمع العالمي والمحافل الدولية التي كانت ترتبط مصالحها مع مصالح النظام السابق التي سكتت وصمتت صمت القبورفي حينها  .[/b][/size][/font]


59
مشكلة الإرهاب في العراق

محمود الوندي

لايمكن لأي شخص أن يقوم باغفال الممارسات الأجرامية والتصرفات الوحشية لأعداء العراق وأعني حزب البعث وأجهزته القمعية والمتعددة ، يقود هذا الحزب منذ سقوط نظامه المقيت بالتعاون مع القوى الارهابية الشريرة وحتى هذه اللحظة حملة إجرامية شرسة وتمارس الإرهاب الوحشي ضد أبناء الشعب العراقي الذي يذهب ضحيته العشرات من المواطنين الابرياء كل اليوم وبشكل جنوني ، كما يستخدم هــذا الحزب العناصر المتخلفة من حثالات العرب القادمين من وراء الحدود في تنقيذ جرائمهم بفظاعة ليس لها مثيل في سعيه المحموم لأستعادة السلطة مرة أخرى عبثا  ، وللأسف بعض القوى السياسية داخل البرلمان وخارجه تسمى الأعمال الإرهابية التي تطال المواطن البريء مقاومة شريفة ووطنية ، ويتحول السارق والقاتل والمجرم لمقاوم وطني وشريف ومدافع عن حقوق الأنسان والعدالة الأجتماعية ، وتدافع عن هذه الجرائم وتصر على  أنها تقاوم الأحتلال وكل من يقف معه ، ولو سلمنا جدلاً أن الذي يعمل مع الأحتلال خائن يجب قتله ، فما ذنب الذين يقتلون من الأساتذة والطلاب وتصفية الكوادر والنخب العلمية ، وماذا تدل التفجيرات في الساحات والأماكن العامة والتي تحصد أرواح  مئات المواطنين الأبرياء من عمال التنظيف وأصحاب  المحلات وسواهم ، هذا فضلاً عن العمليات التي تستهدف دوريات الشرطة والجيش ، فهل هولاء أشخاص متعاونين مع القوات الأمريكية ؟ إذن لا تمت هذه الأعمال الأجرامية بأي صلة بالمقاومة فرغم بعض وسائل الأعلام التي حاولت وتحاول فبركة بعض الصور لهذه الحالات ضمن أجندتها وبرامجها السياسية   .

الوضع العراقي الراهن مأساوي ،  الأوضاع الأمنية والسياسية والحياتية في العراق شئ لا يحسد عليه ، ولا يمكن وصفه إلا بالكارثية  وصار نزف الدم العراقي نهراُ ثالثاً مرادفا لنهري دجلة والفرات ، فالعالم كله يشهد عراق مستباح من عصابات البعث والقوى الإرهابية الأخرى و الذين يسللون في أحيان كثيرة بين الأحزاب والتيارات الدينية ذات الهويات الطائفية ، وبمساعدة أموال خارجية وداخلية تتدفق لتمويل عصابات الأجرام وقوى الإرهاب بأنواعها لإثارةالنعرة الطائفية  وشل مؤسسات الدولة ودوائرها وتعطيل عجلة التقدم الى الأمام في العراق الجديد  .

الشعب العراقي الذي ناضل عبرعقود طويلة ضد النظام البعث الفاشي من أجل ديمقراطية وحرية العراق ، ودفع ثمناً باهضاً من ضحايا ودماء أبنائه لتحريرالعراق وإنهاء حقبة نظام البعث وحكمه الدموي لتحقيق طموحاته وضمان حقوقه المشروعة ، ليجد نفسه اليوم في وضع أشد خطورة من قبل وأكثر ظلامية ويقع فريسة صراع خطير تمارسه بعض الأطراف على الساحة العراقية ، وبالأضافة الى تفشي حالة الفساد الأداري والمالي الى حد الثمالة ، وكان ذلك الصراع والفساد قد شكل خيبة أمل للشعب العراقي وقلق على مصيره في ظل العراق الجديد ، لأن أعمال العنف التي   تحدث يومياً وبشكل بشع تدمي القلوب وتدمع العيون لهولها وقسوتها ، غيرت الكثير من الرؤى والقناعات التي كانت مترسخة في أذهان وأحلام الكثير من المناضلين والأحرار والمتضررين من النظام السابق ، والذين كانوا يحلمون بعراق جديد خال من الفاشية والتسلط وأنظمة الموت والدمار ، فإذا بهم يصبحون على كوابيس ووقائع وأحداث مدمرة وتنفذ بوحشية وأبتعادها عن كل خلق وأنسانية وتحصد ما تحصد من الضحايا ، ليتحول العراق الى أكبر مقبرة بشرية

مشكلة الإرهاب في العراق لن تنتهي ما دام رؤوس الإرهاب لا زالوا مجهولي الهوية ، وهناك مصالح أحزاب وزعاماتها مع دول الجوار تغذي منها بالمال والسلاح مقابل تعبئة الناس البسطاء على الفتنة الطائفية والعرقية في العراق ، لأن هذه الدول ترى إن إستتباب الأمن في العراق ضرراً بالغ لمصالحها ، وفي سعيها  لتخريب أقتصاد العراق وتدمير منشأتها النفطية وضرب الماء والكهرباء وقتل الأبرياء من كل مكونات الشعب العراقي ومن قبل عملائهم في الداخل على الهوية الطائفية ، وأستهداف المكانات العامة بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة كما يحدث يومياً ، ومن ثم تسليط الجهلاء والأميين من المجرمين والظلاميين على شؤون الناس ومقدراتهم ويفرضون أنفسهم حكاماُ بحق هذا أوذاك بحجة الدفاع عن العقيدة والمذهب وأستغلال ضعف الحكومة العراقية لينتهي العراق لعبة بأيديهم ، ووفرت مساحة للأيدي الخبيثة من داخل الأحزاب والتيارات لقيامهم بأعمال الأجرامية بحق مكونات شعبنا لتأجيج  الخلافات والصراع الطائفي والقومي بينهم ، ولم تتخذ أي أجراءات صارمة من قبل الحكومات التي تعاقبت على السلطة بعد سقوط نظام البعث بحق هولاء المجرمين والمرتشين لحد هذه اللحظة ، كل هذه العوامل التي تساعد على النشاطات الأرهابية المختلفة ولن تنتهي .
فمن ذا الذي يسحب فتيل الامان من عبوة الارهاب الناسفة يا ترى ، القوات الامريكية وهي تلتزم بأجندتها ومصالحها الخاصة غير آبهة بمصالح الاخرين ، أم الاحزاب الكثيرة المنتشرة كالذباب في مزبلة السياسة العراقية وهي دخلت معترك العمل السياسي بناءا لمصالح الدول التي تدعمها ، أم الحكومة العراقية التي سلمت أمرها بيد الفساد الاداري الذي لم يشهد له مثيل في تاريخ الفساد الاداري في العالم ولا أمل في صلاحها أبدا مادام حاميها هم حراميها  ، فكلما ربطنا آمالنابحكومة ما جاء من يمثل هذه الحكومة لتحل حبل الامل ويسلمنا الى التشاؤم التام الى أن أصبحنا ننظر بعين الخوف الى كل غد قادم لان هذه الحكومات علمتنا أن البارحة أفضل من اليوم والبوم سيكون أفضل من الغد المجهول !!؟؟[/b][/size][/font]
 

60
لا أمان لخانقين إلا بألتحاقها بكوردستان
محمود الوندي
[31-08-2006]

خانقين مدينة كوردية وهي أحد أقدم وأكبر أقضية العراق تقع ضمن محافظة ديالى بالقرب من الحدود مع إيران ، وتقدر نفوسها بحوالي 200 ألف نسمة ومساحتها الأجمالية تبلغ 3915 كم مربع وتتكون من مركزالمدينة وأربعة نواحي و277 قرية ، وكان من المقرر أن ترتقي الى محافظة أو( لواء بحسب التسمية القديمة) منذ عام 1923 ، ولكنها بقت منسية بحجة العامل الحدودي ولكن السبب الحقيقي تكمن في هويتها الكوردية ، وبقيت قضاء مهملة تابعة الى محافظة ديالى.
وبعد ذلك حاول نظام البعث بشتى السبل تحجيمها وتصغيرها أنتقاماً من أهلها الذين وقفوا ضد سياساته الشوفينية الرعناء ، وأخذت المدينة تئن تحت سندان التهجير القسري والتعريب الشوفيني ومطرقة القتل الجماعي والملاحقات الأمنية وزج أبنائها في السجون والمعتقلات.
وتعتبر مدينة خانقين ثاني أكبر مدينة نفطية في كوردستان العراق بعد مدينة كركوك حيث أصبح النفط نعمة للأخرين ونقمة لأهلها حيث بسببه تم تهجيرهم وتدمير بنيتهم الثقافية والأجتماعية والأقتصادية ، وكانت تحوي خانقين على مصفى الوند وهي واحدة من أهم معالمها الى جانب الجسر الحجري على نهر الوند ، الذي يعد من أقدم مصافي في العراق ذو طاقة أنتاجية تقدر ب 12000 برميل يومياً قبل جردت المدينة من المصفى النفطي ونقل منشأته الى مدينة بيجي في محافظة صلاح الدين رغم وجود أبار نفط كثيرة في خانقين .

بعد أن تحررت مدينة خانقين من كابوس البعث وعاد المرحلين الى ديارهم بعد سنوات من التعذيب والغربة لملمت المدينة جراحاتها ، للأسف الشديد إدارة محافظة ديالى تخلق لها المشاكل والمصاعب و باتت تعرقل سير المساعدات المالية والأنسانية الى أهلها ولم تمد يد العون لمنكوبي هذه المدينة لفض غبار الماضي عنهم وتحقيق طموحاتهم.
ولم تقدم أدارة محافظة ديالى أبسط المقومات الأنسانية والحياتية الى هولاء الأناس الذين رحلهم النظام السابق قسراً وفق سياسة التطهير العرقي فضلاً عن النازحين هرباً من بطش النظام وظلمه ، ولا ثمة خدمات أساسية وخدمية ، في الأمس القريب تعرضت أهالي مدينة خانقين الى أبشع أنواع الأرهاب بتفجير الحسينتين وقتل وجرح العشرات من الأبرياء العزل.
وقبلها تعرضت كوكبة من شباب المدنية الى القتل الجماعي والعشوائي داخل مدينة بعقوبة ، إلا أن المصابين بدلاً من نقلهم الى مستشفيات ديالى وتقديم المساعدات الطبية ومد يد العون الى عوائل الضحايا فقد تم نقلهم الى المستشفيات التابعة لأقليم كوردستان للعلاج في كلار ودربندخان والسليمانية ، ولتقديم مساعدات مالية لعوائل الضحايا وعاهدت حكومة كوردستان بناء المسجدين ، لكن إدارة محافظة ديالى لم تقدم أي عون أو مساعدة الى عوائل الضحايا رغم زيارة محافظ ديالى الى مدينة خانقين مقابل الدعم الذي تلقته المدينة من حكومة أقليم كوردستان.
وهناك الألاف من العوائل الخانقينية الأصل التي نزحت من بغداد وباقي المحافظات العراقية الى المدينة و الذين هجروا منها زمان عنوة ، والآن أجبرواعلى العودة الى مدينتهم خوفاً على أطفالهم وممتلكاتهم نتيجة التهديد بالقتل والأختطاف والسرقة كونهم من الكورد ، من دون أن يكون لهم دعم مادي ومعنوي من قبل إدارة محافظة ديالى ، ناهيك عن مطاردة الاهالي من قيل بقايا البعث الارهابي في بعقوبة عند ذهابهم الى هناك لانجاز معاملاتهم الادارية.
وهكذا تذهب النفوس البريئة ضحية الروتين الاداري أو إتباع قضاء ما لمحافظة معينة بناءا على أسباب سياسية وشوفينية بحتة وقد آن الاوان لدك تلك السياسات الخاطئة والاتيان بالنظام الاداري الصيل المتبع في كافة دول العالم ورسم خارطة جديدة لمحافظات العراق تتم فيها رعاية مصالح الناس أولا وأخيرا .

والآن ، لا يسعني إلا أن أضم صوتي الى جماهير مدينة خانقين في داخل وخارج العراق ، وأوجه ندائي الى السادة المسؤولين في كوردستان وبغداد أن يعملوا على أستحداث محافظة بأسم خانقين أوالوند ، لأن بأستطاعة أهالي المدينة النهوض بالمنطقة دون المرور في نفق الروتين الديلوي ( ديالى ) المميت لما لها من طاقات بشرية وكوادر علمية وموارد طبيعية ومقومات أخرى تؤهلها أن تكون محافظة ، وأن تقف على قدميها وتكون مركزاً تجارياً وثقافياُ وصناعياً مهماً بوجود النفط والمعادن الأخرى ، وأما أعطاء الخيار لأهل المدينة أن يقرروا ما يريدون وتنفيذ مطالبهم أن ينظموا الى أقليم كوردستان ---
لذا أقولها مرة أخرى وعلى لسان أهالي مدينة خانقين لقادة الكورد لا أمان لمدينة وأهالي خانقين إلا ألتحاقها بأقليم كوردستان أو ترتقي الى محافظة . [/b] [/size] [/font]



61
المنبر الحر / ما هي الأنفال ؟ ؟
« في: 23:33 28/08/2006  »
ما هي الأنفال ؟ ؟
محمود الوندي

يتطلع أبناء الشعب العراقي بلهفة كبيرة لليوم الذي عاد صدام الى المحاكمة الثانية هذه المرة بصحبة أبن عمه علي حسن المجيد  صاحب الملف الأجرامي ، وأطلق عليه الكورد لقب علي كيمياوي لدوره الرئيسي في أستخدام الأسلحة الكيمياوية المحرمة دولياً في هجوم على مدينة حلبجة عام 1988 ولمسؤوليته عن أزهاق أرواح الألاف جراء ذلك قصف وعملية الأنفال الدموية ، وفضلاً عما تختزنه الذاكرة من أخواننا الشيعية ابان قمع أنتفاضة أذار، ورهطة من أركان قيادة حزب البعث والدولة المشتركين الفعليين في جريمة الأنفال وجرائم أخرى ، فكانت جرائم الأنفال التي يندى لها ضمير الأنسانية الذي أنغمس فيها صدام وعصابته الدموي ، والتي تدخل في صنف اللإبادة االبشرية (الجينوسايد) ، وذهب ضحيتها 182 الف مواطن كوردي برئ ، وأحرقت ألاف القرى وسويت مع الأرض ، وردم مصادر ينابيع المياه وغلقها بواسطة الكونكريت ، وباعت أطفالهم وفتياتهم لبعض الدول العربية المشاركة في الجريمة ، وسبب أستهدافهم وقتلهم كونهم ينتمون الى القومية الكوردية  .


ما هي الأنفال ؟

هي الكلمة المسروقة من كتاب الله وأستغلالها لأرتكاب أبشع الجرائم ضد الأنسانية ، عندما أطلق الطاغية العراق صدام حسين عنان أجهزته الحزبية والأمنية المختلفة من القوات المسلحة العراقية لأبادة الجماعية بأسم سورة قرءانية كريمة وهي سورة الأنفال ، والتي أستهدفت أبناء الشعب الكوردي ، ذهب ضحيتها أكثرمن ربع مليون أنسان كوردي برئ ، بعد أن ألقت طائرات الحربية العراقية حمولتها من قنابل الغازات السامة وقنابل الحارقة على روؤس الأبرياء من شعبناالكوردي مما أدىالى وفاة أعداد كبيرة وأصابة الأخرين بجروح وحروق ، ودفن أحياء منهم في مقابر جماعية وجلهم من الأطفال والنساء والشيوخ،لإفراغ القرى والقصبات والمدن الكوردستانية من جميع سكانها في محاولة للقضاء على جذور ومقومات المجتمع الكوردي، ومسح هويته وتراثه الحضاري المتجذر في عمق التأريخ ، وأنهاء مظاهر الحياة في المنطقة وتذويب هذه القومية في بوتقة أفكاره الشوفينية  ، أن أستغلال آية قرءانية في أرتكاب جرائم لتبرير عملها الوحشي هو عمل شيطاني من الناحية الدينية وجريمة من الناحية القانونية ، وأن عمليات تدميرالقرى والقصبات وقتل البشروالحيوانات والنباتات وكل كائن حي في المناطق الكوردية وتدمير مدينة حلبجة بالغازات الكيمياوية وكذلك قريتي كوك تبة وباليسيان وأبادة سكانهم من المدنيين بأسم سورة الأنفال جاءت مكملة لسياسة التعريب والتهجير القسري التي حدثت في المدن الكوردستانية ،

هذه الجرائم شاهداً على حقدهم الشوفيني الأعمى ودليلاً قاطعاً على أعمالهم وأفعالهم ، حيث قام النظام البائد بتنفيذ تلك الجرائم خلال حملات الأنفال بصورة منهجية ومخطط لجريمة الجبانة بمساعدة الكوادر البعثية وجهاز الأمن والأستخبارات ، لتصفية عشرات اللألاف من السكان المدنيين ودفنهم أحياء في مقابر جماعية في المناطق الصحراوية وفي جنوب العراق للتخلص منهم ، وبعد أن نهبت ممتلكاتهم وتسوية قراهم كاملة مع الأرض ، ، وناهيك عن قصف النظام لمدينة حلبجة الشهيدة ومناطق أخرى بالأسلحة الكيمياوية وقتل أكثر من 5000 شخص ، إلا ان آثارتلك الجرائم  الكارثية ما زالت شاخصة في مختلف مناطق كوردستان ، ولعل من بين أهمها العاهات والأمراض المزمنة بين النسوة الناجيات التي تعاني منها بسبب الهجمات الكيمياوية ، بالأضافة الى مشاكل أجتماعية فهي الكثيرة والكبيرة التي يعاني منها المرأ ة الكوردية  لفقدان زوجها وفناء زهؤة شبابها ، وكذلك الأطفال المحرومون من أبائهم وأنتظارهم دون جدوى ، وللعلم جرى هذه الجريمة بحق  الذين لم يشتركوا بأية أعمال عسكرية ضد الدولة وأركانها ، لأن البعض منهم كان يعمل في دوائر الدولة  و مؤسساته المدنية والخدمية والتعلمية وووو الخ ، وقد جرى هذا كله بحق ناس أعزل ومسالم --- أمام أعين دول الأقليمية بل كل العالم ، في وقت لم يتسنى للشعب الكوردي إيصال صوته وأنينه الى المجتمع العالمي ، لأن صدام حسين صرف الملايين من الدولارات في كم الأفواه والدعاية الأعلامية ، لمحاولة تغطية جرائمه البشعة وتلميع صورته وطلاء خياسه بواسطة الأعلام العربي الشوفيني والمرتشي ، ووصف الأحداث في زمنه منجزات وطنية ، لكن كانت هناك محاولات أنسانية وقانونية من قبل بعض المنظمات حقوق الأنسان والشخصيات لكشف الجريمة وفضح النظام العراقي ،للأسف محاولاتهم في السابق لم تفلح وباءت بالفشل في أيصال القضية الى المحكمة العدل الدولية ، بسبب النفاق السياسي الدولي والمصالح الدولية المتشابكة  .

ومثولة هولاء المجرمين من المسؤولين السابقين أمام المحاكم العراقية لكشف عن أرتكاب جرائمهم ، وفضحهم في الأواسط المجتمع العربي والأسلامي ، وتكشف الحقائق لشعوب العالم والرأي العالمي على مدى قذارة العقلية الشوفينية البعثية المعادية للبشر وكشف ملابسات وقوع  تلك الجريمة البشعة التي راحت ضحيتها عشرات بل مئات الألاف من الأبرياء الكورد ، لكي لا تتكرر جريمة الحقد العنصري الذي يتنافى مع حقوق الأنسان والقيم الأنسانية والمعايير الدولية ، ووضع خطوط حمراء لردع أرتكاب جرائم كهذه مستقبلاً .

لذلك يطالب شعبنا لتحقيق العادلة الحقيقة وأنزال أقسى العقوبات بالمتهم صدام حسين وعصابته على ما أر تكبوه من جرائم إبادة بشرية بحق الشعب العراقي عامة والشعب الكوردي بشكل خاص، حتى تهدأ أرواح الألاف من الشهداء الذين كانوا ضحايا عقد حثالات من المجرمين المتوحشين التي أنهكت الأنسان العراقي ،ليكون ذلك عبرة لمن يريد أن يعتبر ، ونعطي للعالم أجمع صورة حقيقة عن عدالتنا وديمقراطيتنا  .[/b][/size][/font]


62
الصابئة المندائيين ومعاناتهم
محمود الوندي

سـقط الحزب البعثي الفاشي وأخذت بعـض الأحـزاب التي أصبحت بـديلاً لنظام البعث  لقيادة السفينــة العراقية الى عـراق جديد  يحترم فـيــه الأنسان العراقي وتصان فـيه كرامته وحـرية الفكـروالعـقيــدة ، وسيحمي العراقيين وسيمنح حـقوق الأقليات ومنهم الصابئة المنداءيين .
إلا إننا اليوم نسمع ونقرأ حتى نشاهد عن إنتهاكات خطيرة من قوى الظلام والعصابات المجرمة الذين يمارسون جرائـمهم بأسم الدين لـتصفية وإبادة وتهجير للـصابئة المندائيون أحدى مكونات الشعب العراقي الأصيلة وهي جزء أساسي من الفسيفساء العراقي الجميل.
لقد تناسى بعضهم للأسف الشديد صداقة وأخوة ومحبةهولاء ونضالهم المشترك ، الذين قدموا الشهداء والضحايا قرباناً لوطن وشعـب وكانوا شركائنا في مصائبنا ومعاناتنا ، وكانـوا أيضاً مـع جميع أطياف الشعب العراقي في خندق واحـد ضد الدكتاتورية العفـلقية ، وما لاقاهم  مـن الأضطهادات السياسية من نظام البائد ، وللأسف يواجهـون الـيوم أبشع أساليب القتل والأضطهـاد الطائفي تنفـذها أيادي عراقـية قـذرة مرتبطة بجهات خارجية وتعمل على تنفيـذ أجنـدتهم ومخططاتـهم الخبيثـة.
وهناك فـتاوي من عمائم جاهلـة ومجهـولة ومسيرة من خارج الحـدود أخـذت تفتي بقتل المنـدائيين على أساس أنهم كفار ، وعـلى هـذا الأساس قام بعــض الجاهـلـين والمشبـوهـين بأسم الـدين الأعـتداء عـلى  نواميس العديد من البنات ونساء أبناء هـذه الطائفة ويدون ذنب جنوه إلا ممارسة حقهم في ما يعتنقون مـن عقيـدة، وتعرض الكثير من أبناءها الى القتل والأختطاف ومن دون ذنب أقـترفوا أو جرم أرتكبوا  سوى أنهم مندائيون فقط.
ونجــد بأن مأساة الصابئـة المنــدائيين في العـراق تـفوق حجم جميع المأسي ، وهــذا أمر لا تقره الديانات والشرائع السماوية ولا أعراف الدولية والأنسانية والعــدالة الأجتماعية .

 لابـد من القول أن الصابـئـة المـنـدائـيين عاشوا في العـراق قـروناً متطاولة بسلام وأمان بين أخـوتهم العراقيون من كل الطوائف والمذاهب والقوميات بدون أن يعتدوا على أي أحد وبدون أن يكفرهم أحد.
فقد عاشت هذه الشريحة التي تمتد جذورها عميقاً في أرض العراق منذ ألاف السنين في مجتمع متنوع من الأنسجام والود فيما بينهم ، علماً أنهم لم يسيئوا لأحد وكانوا أقرب الناس الى العراقيين  وخصوصاً الى شيعـة أهل البيت، حيث إن أسمائهم تشبه أسماء الموالين لأهل البيت (عليهم السلام ) وكانوا دائـماً يشتركون في مجالس العـزاء سـيد الشهـداء سيدنا حسـين (عليه السلام ) ، وكانوا شركائهم في السـراء والضراء، وأمتزجوا مع عشائرها حتى أصبحوا جزء منها ، ومتمسكين بكل الأعراف والقيم العراقيــة

المعروف عن الصابئة المندائيين التي تسكن مدن الجنوبية قرب الأنهار والأهوارومتمسكين بطقوسهم ، وهم في كل الظروف يحاولون بقــدرالأمكان التعايـش الأخـوي مع كافـة أطياف الشعب العـراقي لأنهم أناس مسالمين ، وأشتهـرت هـذه الشريحة العـزيزة علينا من أبناء شعبنا بالطيب والكرم والعمل الصالح ومحبة الناس.
لقد أصاب أبناء هـذه الشريحة بخيبـة أمل كبيرة من أبناء وطنهم ، عندما تتجمـع الـذئاب عليهم ونشـر الخوف في نفوسهم ونـفوس أطفالهم وتروع نساؤهم ، ويتعرضون من أعـتداءات إرهابيـة في مختلف المدن الجنوبية بعـدالـفترة التي تلت سـقوط النظام البعثي ، وتطالبهم هذه الضمائر المنحرفـة بالـترحيل عـن الـماء الأزلي فـلا تـريدهم يرددون بأسـم الحي العظيم ( لأنهم  يؤمنون بان الحي العظيم البصير القدير العزيز الحكيم) ،  مما دفعهم للـنزوح طلبــاً للأمن والأمان في أقـلـيم كــوردستان والـى دول الجوار .   

لـو نظرنا الى الصابئة المندائين برغم عددهم قليل ولا يتعدى المئات الألاف ( بينما يتراوح عـددهم في العـراق ما بين 100 الى 200 ألف ) ، لكن هـذه الطائفة غـذت مفاصل الحياة الرئيسية في العـراق من أبداعات رجالها ونساءها ، والذين ساهمـوا ببناء حضارة العراق العريقة.
وظهرت من بينهم الصناع الماهرين ، ، وكانوا الظهير القوي للعمل الزراعي وما قـدموه من تطوير زراعية حين شكلوا العــمود الفقري لصناعة الألات الزراعية التي يحتاجها الفلاح، هذه الطائفة رفدت الأحزاب من خيرة مناضليها ، وكذلك الجمعيات والأتحادات والنقابات من خيرة ناشطيها.
كما رفدت المعاهد والجامعات من خيرة كوادرها ، ولمعت بينهم ًأسماء من المبدعين كالعـلماء والأطبـاء والمهنـدسين ، مثلما لمعت أسماء مـن الشعـراء والكتاب والمثقفين السياسين ، ومعروف عن المعلمين المنـدائيين المخلصين لمهنتهم والـذيـن تركوا الأثر الكبير في نفوس طلابهم ، وغرسوا العلم والطموح والأبداع في أرواحهم ، ، غير إن هـذا العدد يتناقص بشكل كبير بسبب غياب الأمن وعدم وجود الأمان لهم  .   

للأسف الشديدهذه الكارثة بحق أبناء العراق الأصلاء من الصابئة المندائيين ولم تبادر الحكومة العراقية الجديدة ومنظمة حقوق الأنسان الأسراع بـحل مشاكلهم ومظالمهم ومعالجة هـذه الكارثة الأنسانية الـذي أقترف بحـق الصابئة المندائيين أبشــع الجــرائم والتميزالطائفي والتطهير العرقي، وبحـق من خدمــوا وضحوا  بأرواحهم من أجل الوطن وتحريرالعراق من أعتى الطاغية في التأريخ الحديث.
أذن الحكومة العراقـية تتحمل مسؤولياتها فـي حماية هـذه الشريحة المناضلة من أبناء شعـبنا فـي كافــة المدن الجنوبيـة والتي أختلط هـذه الشريحة دمائها بدمــاء أبنـاء شعبنا ، وحيث على عاتفهـا مسـؤوليات جسـام لوضع الحلـول العلمية والصحيحة أنهاء هـذه المشكلة وبعـزيمة وثبات، ولا بـد مـن العمل الجاد لتوفــير الظروف المناسبـة للتعايـش السلمي بين مكونات الشعب العراقي، وعـدم أفساح المجال لأعداء العراق المتربصين له،  ويحاولون بشتى الوسائل أيجاد الثغرات والشقاق في صفوف الشعب العراقي .

الملاحظة :-
عاتبني أحد الأصدقاء من المندائيين لماذا لم أكتب عن معاناتهم ومظالمهم في العراق الذي أقترف بحقهم من قبل العصابات المجرمة والمأجورة بأسم الدين لإبادتهم وتهجيرهم  .[/b][/size][/font]

63
تركيا ليست بقوة إسرائيل وكوردستان لا يشبه لبنان
محمود الوندي
[06-08-2006]
 
يومياً تطالعنا تصريحات الحكومة التركية بعـد أن وصلت الى طريـق مسدود في محاولاتها لتتدخل في شؤون العراق وكوردستان بشكل خاص بواسطة عملائها في الجبهة التركمانية ، بأن حزب العمـال الكوردستاني قد جعلهم يخرجون عـن طورهم وأنــه قـد حان الوقت لتصفيتــه وتلويح بأستخدام القوة لوضع حد لهجماته ، وكذلك شمرجنرالات الحرب عن أيديهم وتعرض عضلاتهم المنخورة وحركاتهم البهلوانية على حلبة الحدود المشتركة مع كوردستان العراق لأبادة الكـورد وتشريدهم وتدمير القـرى والمدن الكورديـة في كل مكان بحجة القضاءعلى قـوات حزب العمال الكوردستاني والتي لا يتجاوز عددها الأربعة ألف مقاتلاً داخل كوردستان العراق ، كما يفعل الجيش الأسرائلي بتدمير البنية التحتية لـلـبنـان بحجة القضاء على حزب الله ، لــذا نجــد تصريحات الحكام الأتــراك جاءت متزامنـة مـع قرع طبول الحرب من قبل إسرائيل ضـد لبنان وحزب الله وما يقـوم به الجيش الأسرائيلي من تدمير للبنية التحتية وقتل للأنسان وتشريده ، أذن فما الفـرق بين الجيش الأسرائيلي وبين الجيش التركي إذا ما يقـوم به الأخيرفي حالة غـزوه للأراضي العراقيـة ويجـرم بحق الكورد من قتل وتشريد وإعتقالات ؟

وقـد جاءت العمليات العسكرية الأخيـرة للماكنة العسكرية الأسرائيلة ضـد حـزب الله اللبناني تمنــح ساسة وجنــرالات تركيا شيئا من الأمل بإعادة نفس السيناريو في إقليم كوردستان العراق وتعـتزم هـي دخول الأراضي العراقيــة بحجــة تقليص حركة حزب العمال ، وهي تظن وفي فترة قياسية أن تحقق مكاسب مهمة وحيوية على الأرض ، فكأن تركيـــا نسيت أن صراعها مع مقاتلي حزب العمال الكوردستاني منذ ربع قرن ، وليس وليد اليوم أوشهر او سنة حتى يتظاهر للعالم بأنها سيقيمون القيامة ، وكأنها واثق من نفسها بأن العالم سيقابل أدعيتها بكل رحاب صدر، ولكنها لا تـدرك مـا ستجنيه على نفسها في حال أجتياحها أو غزوها لكـوردستان العراق ( جنوب كوردستان ) تحت ذريعــة غـير منطقيـة لمحاربة مقاتلي حزب العمال الكوردستاني ، كما تجنى إسرائيل على نفسها الآن التي تحاول تعـزيز مـواقـع لها داخـل الأراضي اللبنانيـة أوتقـدم الى مواقـع أخرى منـذ الثاني عشرمن الشهرالماضي ، إلا أنها تواجه صعـوبات كبيـرة فــي التقدم ، بسبب تواجه بمقاومة شديدة من قبل حزب الله .

منذ تحرير كوردستان والحالة الطبيعية التي يعيشها أهالي كوردستان ، تحاول الحكومة التركية وعـبر سياقات عـديدة وسلكت طرق شتى أن تكـبح من طموحات الشعب الكـوردي ، وخصوصاً بعـد تغيـر نظام الحكم في العــراق أي بعــد سـقـوط الـنظام الصــدامي التي فـقـدت تركيــا بعـض الأمتيازات والمكاسب حصلت عـليها ومنها الأتفاقـيـات الأمنيــة العسكريـة التي أبرمتها مـع الحكم السابـق ، لأن التطورات الحاصلـة في كــوردستان العـراق وقيـام برلمان وحكـومة أقـليم كـوردستان تغـضب دول الجوار، وتركيـا بـشكل خاص لأنها لا تـريد أن كـورد يواكبـون العصر، وتـراهم قــد جـن جـنونهم وأصيبوا بنوع خاص مـن الهستريا فأنه يـدل على ضعفهم وخوفهم من الكورد الذي يشكل خطــراً محدقاً بأمنها القومي وأثارة للروح القوميـة الكورديـة في تركيا ، لذلك تسعي الدولة التركية بكل ما لديها مــن الطرق الدخول الى كوردستان العراق أو جنوب كوردستان وتحت تسمية تمشيطات ضد مقاتلي حـزب العمال الكوردستاني ، بعـد أن فشلت عمــلائهم داخـل الجبهـة التركمانيـة التي تتخـذ مـن التركمان ستاراً لها لتعكـيرجـزء من هذه الحالة الذي يعيشه الشعب الكوردي مــع قوميات أخرى بأمان وسلام ومحبة من أجل توفيرغطاء للتدخل التركي في شؤون العراق بحجة حماية التركمان .

السؤال يطـرح الآن بأي منطق تركيا ستقنع العالم أو حتى شعبها ، لحشد هذه الآلة العسكرية الجرارة وأكثر من مائتي ألف من الجندرمة التركية والقوات الخاصة ، بأضافة الى العدد الهائل من الأليات المختلفة لمقاتلة أعداداً قليلة من تلك القوات تعسكرقرب حدود الأراضي العراقية؟ وهي قوات إدارية لاعلاقة لها أبداً بالقوات التي تنشط في ميدان نشاطها الفعلي في عمق أراضي كوردستان تركيا ،علماً كافة الهجمات التي تشن على الجيش التركي هي في شمال كوردستان (كوردستان تركيا) والتي تصل الى العمق التركي وليس الهجمات من داخل كوردستان العراق ، هل يعقل لتركيا التي لا تستطيع القضاءعلى حزب العمال الكوردستاني في داخل تركيا فهو منتشرفي جغرافية جبلية وعـرة تمتد الى مئات الكيلو مترات الى العمـق التـركي فكيف أن تقضي عليه في الخارج ؟ أم لها أهـداف أخرى تريد قـضاء على طموحات الشعب الكوردي داخل كوردستان العراق .

كوردستان العراق ليس بهـذه السهولة تغزوها تركيا سوف تكلفها خسائر جسيمة كما تكلف أسرائيل الآن في لبنان أمام حزب الله اللبناني ، علماً فإن إسرائيل دولة متقــدمة من كل النـواحي وبأضافة الدعم الدولي والأقليمي وحتى العــربي الملفت النظر الـذي تحزى بـه ، وكيف بأن الحكومة التركيــة الحالية ذات إقتصاد كسيح وأنها تعيش على المساعـدات التي تمنحها لها الولايات المتحـدة الأمريكية وبعـض الـدول الأعضاء في الحلف الأطلسي ، تسـتطيع أن تشن هجـومــاً علـى كوردستان العراق ، وأنها تعرف جيدأ قبل غيرها من هـم يحمون كوردستان وما هي قوتـهم وماضيهم مـن التأريــخ ، فكوردستان محمية برجال أشداء الذين يفدون بدمائهم من أجل كوردستان هم أسـود في وقت الشدة وصقور في التغلب على الصعوبات ، ويعرفون كيف يردون ويفشلون مخططات الحكومة التركية ، وناهيكم عن طبيعة أرض كوردستان لكونها ملائم جداً لممارسة هكذا نوع من حرب الأستنزاف وحرب العصابات ، لأن الشعب الكــوردي لديه أماكن الوعــرة أكثر وعرتاً من أرض لبنان لذلك يستطيع أن يقاتل الغازي داخل أرضـه ، وتعلم الأتراك أيضاً بأن كل شبرمن أرض كوردسـتان تكــون بمثابة مقابرجماعية لجنودهم المحتلين الغزاة في حال أقـدامهم على حماقتهم بدخول كوردستان ، لــذلك فالمغامرة التركيـة ليــس في مصلحة الشعب التركي وسـتكون نتائجها وتبعاتها كبيرعلى الإقتصاد التركي وعلاقاتها مع الدول الخارجية وخصوصاً الدول الأوربية وأمريكا ، لأنها جوبه مقـدماً برفض أمريكي لأنها لا تريد أن تتفجر الجبهة الشمالية للعراق بل تريد أن يبقى كل شيء هادئاً في تلك المنطقة ، وتحـذير حلف الناتو لها بعدم أرتكاب هـذه الحماقة والمغامرة الصبيانية التي ستكون نتائجها وبالاً وكارثياً ، وبالأضافة يتعاطف مع قضية الشعب الكوردي كل أحرارالعالم والخيريــن .

أذ أن حكومة أقليم كوردستان مدعـومة الى المعاملة بالمثل في تعاملها مع تركيا ، وألا ستمضي الحكومة التركيــة في تصعيد حملاتها وتهديدها ضد الكورد ما دامها تفسرالأشياء بغير مضامينها ومعانيها الطبيعية ، وفي كل الأحوال، فإن حكومة أقليم كوردستان يجب أن لاتلين أمام الإبتزازات التركية المتتالية ،إن المجابهة السياسية التركية ضد الكورد لن تتم إلا برفض كل مطالبها المشبوهة والتي ترمي الى معادات الشعب الكوردي ، وعلى تركيــا لجوء الى حل الصحيح هـوالتوجـه نحـو حـل القضية الكورديـة بحل السلمي والأسلوب الدبلوماسي والحوار السياسي والديمقراطي ، ولأقرار بحقــوق أكـثرمن عشرين مليــون كــوردي في تركيــا لتفــادي الوقـوع في خطأ سيناريو جنـوب لبنــان وعلى أرض كوردستان العراق ، وتسـعي لتحقيـق الحياة الحـرة الكريمة للشعب الكوردي في تركيا وتكريس الديمقراطية الحقيقــة للشعبين الكوردي والتركي معاً .[/b] [/size] [/font]




64
الوجـه الأخـر للأرهـاب
[/size]

محمود الوندي       
ليس خافـياً عـلى كل متتبع للشأن العـراقي مدى معـاناة العراقيون بعـد سقـوط الطاغية  صدام حسين ونظامه الدموي ، وما لاقـتهم من مجازر وأختـطاف وتخـريب ممبرمج ، حيث تعصف العـراق الإرهاب الشرس سواء من مخلفات النظام البعثي وأنتهاء بالقـوى الأرهابية المتسللة من دول الجواروبدعم المحيط الأقليمي المعادي للأمة العراقية ، التي تتمنى عودة البعث الى الحكم مرة أخـرى ، وتشجيع هذه الدول للقوى الإرهابية (عربية وأسلامية ) لقيامها بأعمال إجرامية داخل الأراضية العراقية الذي يخطط لها البعثيون ،  وتمعن هذه الدول أيضاً في قتل شعبنا وتقطيع أجساد أطفالنا ونسائنا وكهولنا والتخريب والتدمير البنية التحتية لبلادنا ، كما حدث قبل أسابيع من تنفيذ العملية الإرهابية في مدينة الثورة ( الصدر) التي حصدت أرواح أكثر من ستين مواطناً عراقياً من الشيوخ والنساء والأطفال والكسبة وجرح العشرات منهم  .

الهدف من هـذه العمليات الأجرامية التي تستفـز بها أغـلبية مكونات الشعب العراقي ، ، لأثارة الـرعب والهلع في نفوس البسطاء ، وتعـطيل العـملية السياسية في العراق ، لكـي يتحين البعثيون الفرص للأستيلاء على السلطة مجدداً وإعادة العراق الى وضعه السابـق من الدكـتاتورية والفاشية وقـمع العـراقـيين من جديد ، لأن هولاء ليس لديهم القـدرة على أستيعاب التغـيرات الحاصلة في العـراق ، ولا يتكيفــوا مـع حالة خروج الشعب العـراقي ( الشعب الكوردي بشكل خاص ) من تلك العهـود المظلمة الى أشراقـة الشمس والحريـة  ، لذلك ما زالوا مصرين على أفشال العملية السياسية الديمقراطية الفـيدرالية في العـراق الجديد عبر العـنف والإرهاب الوحشي والأجرامي ، وهـذه العـمليات تحـدث في الغـالب بسيارة مفخخة أوأنتحاري بالذات مناطق شيعـية وكوردية الذين قـدـواعلى أمتداد التأريخ قوافـل من الشهداء  .   

هـذه العمليات الأجرامية التي تسبب بفـقـدان الأمن والأمان في العـراق، والضعـف التام في توفيرما يحتاجه المواطن العراقي من الخدمات الأنسانية والأجتماعـية والأقتصادية ، وهولاء الأوغاد الذين سرقوا فرحتنا بسقوط صدام وحكمه الدموي ، مازال تحاول بعض الأعـلام العربية والأجنيبة وحتى العراقية التي تصطف مـع أعـداء شعـبنا بشكل المباشر وغيرالمباشرالتي تصر تسمية الأرهابيين بالمقاومة الوطنية الشريفة وعبروسائلها مرئية ومسموعة ومقرؤة  ، ويزعمون أنهم يقاتلون الأحتلال ، ومحاولة منها بقـدرما أتيت بيها تـلميع صورة هـولاء الأشـراروأعـطاء الـوجـه الأخر للأرهـاب  لـتـوهم بعـض الناس البسطاء داخـل المجتمع العــربي والأسلامي  بأنها مقـاومـة شريفـة وتقاوم الأحتلال  .

بعـد أن كشف الأرهابيين عن حقـيقـتهم وتبين أهدافهم  بأنهم لا يقامون الأحتلال بل ركـز جهودهم على العراقيين وقتل الشرفاء من أبناء شعبنا ، لذلك أخترعت الأنظمة العربيـــة والأسلامية وبعـض السياسين العـراقيين الذين يفتقرون الى الأنسانية والضمير بمصطلح جـديـد  لـتنصف الإرهاب الى المقاومة الشريفـة وغـيرالشريفـة عـبر وسائلهم الأعلاميـة لأنقاذهم من بركة الجرائم التي أرتكبت بحـق شعبنا بكل أنواعها وألوانها وأشكالها ، وأن هذه المجاميع التي ترفع السلاح بوجه شعبنا وحكومتنا والتي تعبر عن نفسها هي مقاومة شريفة أو وطنية ، وهم بعثيين شأنا أم أبينا وقتلة مأجورين وأرهابين من خارج العراق ، لأنهم يريدون إعادة عقارب الساعة الى الوراء  .

من خلال هذه المقالة البسيطة يجب أن نفهم المقاومة بمفهومها القائم على الخيرأوالشر، لأن المقاومه ليست في تسميتها بل في شروعها وغايـتها ، فالأرهاب الـذي يتبناه فـلـول نظام البعث وحلفائهم من مرتزقة العرب وغير العرب من داخل وخارج العراق ، الذين يساهمون في تخريب الوطن وقتل أبناء شعبنا ، انه أيضاً تحمل صفة مقاومة ، لكن هـذه المقاومة قائمة على الشر وليس على الخير، لأنها تضمرالعداء والخراب للشعب العراقي وترفض الأمرالواقع للعراق الجديد ، وتقاوم مشاريع الخيروالتطورداخل الوطن ، بسبب فقدان مناصبهم وأمتيازاتهم بسقوط الحكم من أيديهم ، ومن خلالها أيضاً ينبغي أن نعرف ما هي المقاومة الحقيقة التي تطلق على الأرهابيين في العراق بدون خجل صفة المقاومة الشريفة  - -  المقـاومة الحقـيـقة هم مجموعة من الأشخاص تعلنواعن نفسهم أمام شعبهم وعـن شروعـهم وذاتهم وغايتهم ، وما سبب أهدافـهم الحقيقي من وراء نشاطهم المسلحة وتـكشف عـن قـيادتهم السياسية ، وتعـلن عـن برنامجهم السياسي ، وتسليط الضـوء على ممارساتهم ليكون الشعب على بينة من أمرهم لكي يساندهم بدعم اللوجستي ،ويجب على المقاومة الحقيقة حرصها علىالوطن وعلى الحياة أبنائه ولا ترتكب المذابح ضد المدنيين أو تدمرمنشأت الأقتصادية (لأنه ملك الشعب)عندما تمارس العمل المسلح من أجل حرية الشعب والوطن، وليس مثل الأرهابيين في العراق يقتلون ويسرقون ويهتكون الأعراض بحجة مقاومة الأحتلال وبأسم المقاومة الشريفة  .                         

مهما حاولت بعض  الجهات المشبوهه لدفاع عن الأرهابيين وأعطاء الوجه الأخر لهم ، وتحاول تسميتهم بالمقاومة الشريفة ، ولكن العراقيين يعلمون هذه المجاميع هي مجاميـع إرهابية والمعادين للشعب العراقي من البعـثيين والمتسللين عـبر الحدود الـذين يقـتـلـون العشرات والمئات من العراقيين كل يوم ، وكلهم يعرفون لا توجد أي مقاومة شريفة على أرض العـراق ، لذلك  بكل أطياف الشعب العراقي متفقون على محاربة هولاء المنبوذين من فـلول الـبعـث ، وعـدم السماح لهم بالعـودة الى السلطة وأخذ زمام الأمـور بـأيـديـهـم لأضطهادهم مرة أخرى ، حتى لو تغير  أسمائهم من الإرهاب الى المقاومة الشريفـة لكن لا تتغـيرنهجهم وأسلوبهم في عمـلياتـهم الخسـيـسة ويستمرون بيهـا لـتدمير العراق وقـتل شعبه  . [/b]

65
جبهة تركمانية أم جبهة أنتكوردية
[/size]

محمود الوندي
نسمع بين الحين والأخر من شلة فاشلة منضوية تحت لواء الجبهة التركمانية ومدعومة
بشكل لا يقبل الشك من المخابرات التركية ، مدعية أنها تدافع  عن حقوق التركمان
لأنها تمثل ضمير التركمان الحقيقي ، الأدعات الجوفاء حول ما يسمى بتكريد كركوك
تارة ، وأن حقوق التركمان المهضومة في العراق الجديد تارة أخرى ، وأتهام الكورد
بالتواطئ في العمليات الأرهابية والى ما لا نهاية من سيل الأكاذيب والأتهامات
المقصودة ضد الشعب الكوردي وقيادته ، لعل الجبهة التركمانية تؤمن بمبدأ
الوزيرالألماني غويلز في عهد هتلر الذي كان يقول {اكذب أكذب أكذب حتى يصدقك
الناس} ، ولكن مشكلة الجبهة تكذب فتصدق نفسها بدون أن تصدقها الناس ، ولكنها لا
تخجل ولا تستحي من نفسها بل تستمر من تلفيق الأتهامات الباطلة ضد الكورد ،
والهدف من تلك الأدعات والأتهامات خدمة مجانية للمخططات التركية وعلى حساب
تركمان العراق ، والتي تتخذ منه ستاراً من أجل توفير غطاء للتدخل التركي في
شؤون العراق ، تركيا المرعوبة من التطورالسياسي الذي حققه الشعب الكوردي على
الساحة العراقية  .

اخذت الجبهة التركمانية ووسائل إعلامها تملأ الدنيا مرة أخرى صراخاً وعويلاً
على خلفية جريمة تفجير السيارات في كركوك وتوجيه الأتهامات للشعب الكوردي ،
وأتهامه بالتواطئ في العمليات الأرهابية ،  لتحرك عواطف ومشاعر الناس البسطاء
والمراهقين واليافعين على الشعب الكوردي ، بل أنها تحاول أن تزيف الحقائق وتخدع
المجتمع إن مسلسل العنف في العراق ما هو إلا مخطط  كوردي وهم يقفون وراءه ،
وعلماً فأن الأمر معلوم ومعروف للمجتمع العراقي ومن قام ويقوم بتلك الجرائم
البشعة ليس في كركوك فقط ، بل في جميع المدن والقصبات العراقية التي أصبحت ضمن
أهداف المجرمين والحاقدين من البعثيين وحلفائهم على وطننا وأبنائناالأبرياء ،
فأن هذا الموقف المشين من الجبهة  تجاه الشعب الكوردي وقيادته الحكيمة من خلال
مواقفها العدائية ما هو إلا حرصً منهم على عدم الأفراط برفاقهم البعثيين في
الحويجة وتكريت وعرب التعريب في كركوك ، الذين لا يريدون لشعب كوردستان
الأستقراروالتطور والحرية   .

تحاول الجبهة التركمانية جاهداً خلق أنواع التهم الباطلة المضادة والمناوئة
للشعب الكوردي ، وتزيف الحقائق واقلابها وثم إدغامها لتبريرجرائم البعثيين
وغيرهم من القوى الظلامية ، وما يقومون به في العراق وما تجري من الدم العراقي
على أيدهم ، والقصد من تلك الأتهامات والأكاذيب هوأبقاء الأوضاع في كركوك كما
كانت عليها في عهد نظام البعث ، لأن أغلبهم كانوا يساندون النظام الصدامي
وشاركوا معه في الجريمة وأستفادة من الدعم المالي والأموال التي كان النظام
يرميها على مرتزقيه في الداخل والخارج، ومعظم ضباط أمن ومخابرات نظام البعث
ورفاق البعثيين من التركمان في كركوك الذين أولعوا في سفك دماء الكورد
والتركمان الشيعة هم الآن أعضاء في الجبهة التركمانية ، وخوفاً من كشف جرائمهم
أمام أهالي كركوك وتقديمهم الى العدالة ، لذلك  تقف ضد تطبيق المادة { 148 }
التي حلت محل المادة الثامنة والخمسين من قانون إدارة الدولة التي تنص على
تطبيع الأوضاع في مدينة كركوك ومدن أخرى ، لعودة الكورد والتركمان الشيعة الذين
رحلهم النظام البعثي الى مدينتهم وإعادة ممتلكاتهم المغتصبة اليهم  .

لا بد لي عند الحوار مع الجبهة التركمانية أن أناقشها على هذه الأتهامات وأكشف
أكاذيبها حفاظاً على وحدة الشعب العراقي ! تتدعي الجبهة بأن التركمان قد تعرضوا
للأضطهاد  في مدينة كركوك وأنهم ضاقوا من تصرفات الكورد ، لذلك هجروا على نطاق
واسع  أمر يثير الكثير من الدهشة ، لأن هناك منذ الأزل ثمة علاقات أجتماعية
وأقتصادية وثقافية بين الكورد والتركمان في كركوك ، ولم يكن على الأطلاق أي نوع
من الحساسية أو الأمور السلبية في العلاقات بين أهالي كركوك ، وكان الجميع
يعيشون بأخوة وسلام ، وبعيداً عن التطرف القومي من طرف واحد ، ونست الجبهة بأن
هذه العلاقات قد تعمقت بعد الأنتفاضة الباسلة عام 1991 عندما تحرر جزء من أقليم
كوردستان ، وهرب المئات من التركمان من مدينة كركوك وأطرافها الى مدن
كوردستانية وخاصة مدينة أربيل وسكنوا فيها هاربين من بطش النظام البعثي
وملاحقاته  .

هنا يطرح السؤال ! كيف تعرض التركمان للأضطهاد أو ضاقوا من تصرفات الكورد ؟ وأن
الكورد هم من ساعدوا التركمان في كثير من الأمور، وأفتتحت العديد من المقرات
والمكاتب لكافة الأحزاب التركمانية في كوردستان وحتى المقرالعام للجبهة
التركمانية ، أضافة الى الأذاعة والتلفزيون والمدراس والصحف المطبوعة باللغات
التركمانية واللاتينية بمعاضدة شعب وحكومة أقليم كوردستان ، وثم سؤال الأخر
يطرح نفسه ! لماذا يضطهد التركمان في كركوك فقط ولم يضطهدون في مدن أخرى
كوردستانية ؟ وللأسف تستمر الجبهة في سياق أكاذيبها مدعية بأنها ممثلة حقيقية
للتركمان ، ولكنها تبينت حجمها من خلال الأنتخابات الأخيرة ، مما يؤكد ضعف
شعبيتها على الساحة التركمانية ، والتي فشلت بفرض أجندتها على القومية
التركمانية نتيجة عمالتها وتبعيتها للأجنبي ، ومدعية أيضاً أنها تمثل ضمير
التركمان الحقيقي وتتدافع عن حقوقه ، ولماذا لم نسمع منها أستنكاراً أو إدانة
عما تجري في مدينة كركوك من أعمال أرهابية من قبل البعثيين والمتسلليين من خلف
الحدود العراقية ضد التركمان الشيعة ؟ ولماذا تحاول عرقلة عودة المرحلين
التركمان الشيعة الى كركوك ؟ ولماذا تجهل نفسها حول مظلومية التركمان الشيعة
عندما تعرضوا للأبادة والتعريب خلال حكم نظام البعث ؟لذا تبين أنها لا تمثل
ضمير التركمان ولا تتدافع عن  حقوقه ، وأنما هي مثله مثل مخلب قط تسعملها تركيا
لتعكير صفو العلاقات بين الأخوة التركمان والكورد ، وبث سموم أفكارها على
البسطاء من التركمان لتحقيق أهدافها العدوانية ضد شعب كوردستان لمصلحة تركيا
مقابل حفنة من الدولارات لبعضة أنفار أصبحوا لا يفقهون غير هذه المهنة الوضيعة
مهنة العمالة للأجنبي الطامع .

فمن الصعب على الجبهة التركمانية وحلفائها من البعثيين أن ينظفوا قلوبهم من
أدران الحقد والكراهية أزاء الشعب الكوردي لأنهم تفتقرون الأخلاق والقيم ،
وأصبح الحقد والكراهية
من صفاتهم الأصلية والأساسية ، ومن صعب أصلاح طبيعتهم ونفسيتهم تجاه الشعب
الكوردي وأخوانهم الشيعة ، لان الجبهة منذ تأسيسها ليس لها هم وغم سوى تدبيج
الأتهام للكورد وقيادته ، وان تنفث سمومها من خلال ذلك المدخل للوصول الى
أهدافها الدنيئة والخسيسة والذليلة ، وعلينا أن نقول لها ولحلفائها من الحاقدين
على الشعب الكوردي ، لن تحصدوا إلا خيبة الأمل والهزيمة أمام طموحات وتطورات
شعبنا الكوردي ، وقديماً قيل من يزرع الحقد لا يحصد سواه .


 
 
 [/b]

66
العوامل المنشطة للأرهاب

محمود الوندي     
صحيح كان يوم إنهزام الدكتاتورية يوماً عظيماً في التاسع من نيسان سنة 2003 ميلادية ،  لقد كان حدثاً تأريخياً مهماً ، لهذا قد تعشمت الجماهير خيراً للقادم الذي تؤول اليه عملية بناء العراق الجديد ، ولكن أن ما تبقى من فلول النظام البعثي الدموي وحلفائهم من المرتزقة ، حاملوا أن يجعلوا من هذا اليوم التأريخي المجيد يوماً أسوداً ، وتحويله الى مأتم حزن وألام ، وافشال مسيرة الشعب العراقي نحو بناء المجتمع المدني ، وأيقاف حلمهم في المستقبل الديمقراطي الفيدرالي ، ودفع العراقيون نحو الهاوية ، ويكرسون  كل جهودهم لأشعال نيران الحرب الأهلية ، للحيلولة دون وصول العراق نحو شاطئ السلام والأمان ، ومن خلال أجراءاتهم القمعية التي تصبغ الدماء طرقات وساحات وشوارع العراق، ويبثون الخوف والرعب في نفوس المواطنين ، ويزعمون أنهم يقاتلون الأحتلال وتطلق عليهم صفة المقاومة ، ومع الأسف هذه النغمة لجأت اليها بعض الأقلام العراقية التي تساهم في تخريب الوطن ،  وتصطف مع أعداء بشكل المباشر أو غير المباشر .


وفعلاً جعلوا هذا اليوم يوماً أسوداً---- لذا نرىالشعب العراقي يعاني من فقدان الأمن والأستقرار والضعف التام في توفير ما يحتاجه الأنسان يومياً من كهرباء وماء ووقود منذ سقوط النظام البعثي ،  بسبب تعرضه الى العمليات الأرهابية من قبل البعثيين عندما أطمأنوا من عدم وجود ما يهددهم  وبعد أن تواروا عن ألأنظار، وعادوا لتنفيذ جرائمهم البشعة بحق الشعب العراقي مع الأرهابيين المتسللين عبر الحدود ، وهناك المزيد من المؤمرات والمخططات المشبوهه للنيل من عزيمته بواسطة الأحزاب والتيارات التي كثرت بعد سقوط النظام العراقي بمظهر الممثل لقومياتهم أو لمذاهبهم وتحدث دون حق بأسمائهم ، وتتوجه من قبل الأستخبارات دول الجوار التي تثبت تورطها بالشأن العراقي يوم بعد يوم ، وتصاعد هذه الأحزاب والتيارات ولائهم علنياً الى تلك الدول التي تغذيهم تارة بأسم الدين وبأسم القومية تارة أخرى ، حيث تمارس الميليشيات المحسوبة على تلك الأحزاب والتيارات الطائفية بعمليات القتل والأعتقالات الكيفية والتعذيب وحتى المحاكمات خارج القضاء العراقي في محاولة منها للهيمنة على مقدرات الشعب العراقي ، والهينمة على الثروة الوطنية بأساليب غير مشروعة والأستفادة منها لتحقيق المصالح الشخصية  .

لكن هناك إرهاب من نوع أخر يمارس ضد شعبنا وضد أقتصاد البلد الذي يحصل الآن أخطر من أرهاب الذي أشرنا اليه أعلاه ، وهو ببساطة تفشي حالة الفساد الأداري والمالي ، والفوضى والأضراب السياسي بكل أشكالها في هيكلية الدولة، وهذه الحقائق قد يعرفها أغلب العراقين ، لأن مصلحة الأشخاص المسيطرين على المؤسسات والدوائر الدولة بواسطة الأحزاب والتيارات تكون في كفة تغلب على المصلحة المواطنة  والأنسانية ، وأنتشار سيادة المعايير الطائفية في تشكيل قوام الهيئات الحكومية على حساب الأنسان العراقي الحر الذي ضحى ما لديه في سبيل الوطن ، وتحول الجهازالأمن الحكومي الى ملاذات أمنة تحمي ضعاف النفوس وخنادق يتمترس فيها المفسدون، وبروز مرة أخرى ظاهرة عبادة الفرد وستفحل مثل السرطان الخبيث في الجسد بعض الأشخاص الذي يعاني منه الشعب العراقي منذ زمن نظام صدام ، لأن هولاء لا يهمهم على الأطلاق مصيرالشعب العراقي ولا يقيمون له وزناً لمستقبله   .

كل هذه العوامل التي تساعد على النشاطات الأرهابية والأجرامية المختلفة داخل العراق ، لأنه وفر مساحة للأيدي الخبيثة من داخل وخارج العراق لقيامهم بأعمال الأجرامية بحق الشعب العراقي ، وحرية حركة لتأجيج الخلافات والصراع الطائفي والقومي بين مكونات شعبنا، بسبب ضعف السلطة التنفذية والقضائية ولم تتخذ بحق هولاء المجرمين والمرتشين لحد هذه اللحظة أي أجراءات قانونية من قبل الحكومات التي تعاقبت على السلطة بعد سقوط نظام البعث ،  مما سهل جهات رسمية وغير رسمية من دول الجوار تتدخل في شؤون العراق وزعزعة امنه ، والألتفاف حول بعض الأحزاب والتيارات السياسية وأحتوائها وأستغلالها للدفاع عن مصالحها وأتخاذها أداة التنفيذ أجندتها ضد القوات المتعددة الجنسية أو ضد الحكومة العراقية الجديدة  .

مطالبة الحكومة الجديدة بالتعامل مع الموضوع بجدية وجرأة بعيداً عن المجاملات ، وعدم ترك ساحة العراق مرتعاً للصراعات الدولية والأرهاب السياسي ، وعدم ترك شعبنا فريسة لعمليات القتل والخطف والسرقة وسفك الدماء . [/b]

67
الحياة تقف على ساقيين ، الحرية والديمقراطية
محمود الوندي
[30-05-2006]

الحرية والديمقراطية عنصران من أبرز العناصر التي يحقق من خلالهما الانسان أهدافه وطموحاته ، ويعبر عن ذاته وماهيته ، ويكون حراً في مجتمعه من القيود التي يفرضها الحكام المتسلطين والطغاة المستبدين على رقابهم ، أنهما أشراقة الفكر والحياة والأمل في بناء المجتمع المدني ، وبناء جسور للثقة والتفاهم وتقبل الرأي الأخر في إصلاح مجتمعنا وجعله قوي الأركان خال من العيوب والأمراض،، و أنتهاكات حقوق الأنسان وتحجيم دور المرأة وتقليص دورها في المجتمع والغبن بحقيقة وجودها ، وكما تضمن حقوق القوميات والأقليات القومية والدينية كافة ، هناك ترابط وثيق ومحكم بين أرتقاء الأنسان وتطوره الثقافي والعلمي والحضاري وبين حجم حقوقه الأنسانية وأجواء الديمقراطية والحرية التي يتمتع بها ، وأنهما منجز أنساني ذو قيمة عالية في نشوء المجمع المدني في سبيل ظروف أفضل من التطور والتكامل ، وأنهما تهدد كل نظام يسلب من الشعب حقوقه ، وأقوى سلاح في مواجهة الأنظمة وأيقافها عند حدها .

قبل البدء في الحديث عن الحرية والديمقراطية ! ينبغي أن نعرفهما - - أولاً يجب ان نفهم الحرية بمفهومها القائم على اسس علمية سليمة لنتعامل معها كحقيقة من أهم الحقائق العلمية ونتصرف ازائها في حدود القانون ، ورفع القيود عن الأنسان لمعرفة الخير والشر ، ويشعر أنه له حق في وطنه وعليه واجب تجاهه ولم يخضع لسيطرة أحد ، ولا يتجاوز المواطن على حريات الأخرين وتحويلها الى فوضى ، أما الديمقراطية التي ما زالت تفسر من خلال أشتقاقها اللغوي اليوناني الاصل ، وتعني حكم الشعب ، ذلك الحكم الذي يمارسه الشعب بنفسه ولنفسه والغاء العبودية ، وأحترام الأنسان وحصوله على حقوقه بصرف النظر عن أصله أو لغته أوديني .


كلنا نعرف أن فهم أسس الديمقراطية والحرية يحتاج الى وقت طويل ومجهود فكري عميق والفهم الدقيق لجوهرهما وتطبيقهما بصورة صحيحة ، وتثقيف الشارع العراقي على الحياة الحرية والديمقراطية والحوار المنطقي بين جميع اطراف المجتمع العراقي ، لكي يتمكن المواطن العراقي أن يمارس حقوقه السياسية والأجتماعية والثقافية وتحشد طاقاته لبناء العراق الجديد ، وعلى ذلك الأساس من حقه المطالبة بتطهير العناصر الفاسدة والمرتشية داخل دوائر ومؤسسات الدولة والحد من الممارسات الخاطئة التي تمارسها البعض من موظفي الحكومة أو المسؤولين في السلطة .

من هذا المنطلق نتحدث عن الحرية والديمقراطية وحق المواطنة والحقوق الشعب العراقي بجميع مكوناته ، وصيانة الحريات العامة للمواطنين الأمر الذي يسمح بجعل الحكم تداولياً ، وضمان ممارستها من قبل المواطنين من دون تميز طائفي أو عرقي ، لكي لا تحتكر السلطة بيد جهة معينة بصورة دائمة ، ولا نغفل الجانب الأقتصادي والثقافي ، لأن الحرية والديمقراطية في حقيقتهما ثقافة متكاملة تشمل كل هذا الأمور السياسية والأقتصادية والأجتماعية ، ، وأنهما عوامل تقوية وتعزيز للوحدة الوطنية العراقية التي تجمع العربي والكوردي والتركماني والكلدأشوري وبقية الأطياف في العراق ، ويسود بين أفراد الشعب رابطة أحساس داخلية من التقارب والأنسجام وقد يكون ذلك الأنتماء الى الوطن ، وأعطاء المواطن العراقي المجال لتذوق الحياة والتمتع بها ، ويستطيع من خلالهما أن يجد المنفذ الصحيح لها حتى يعبر عما بداخله وأبداء ما لديه من أبداع وافكار لخدمة وطنه وشعبه ضمن المؤسسات الدستورية والأجتماعية . [/b] [/size] [/font]


68
ما الجديد في الوزارة الجديد  ؟
محمود الوندي 

قبل كل شيء تمنياتي القلبية للحكومة الجديدة  بالنجاح والتوفيق أملاً أن تكون في خدمة الشعب العراقي وتنقله من حالة الرعب والفقر والبؤس الى حالة الأمان والرفاهية ، لا بد من الأمل والتفاؤل فهما النافذتان اللتان يمكن النظر من خلالهما الى مستقبل مشرق ومزدهر للعراق ، والتي ينتظرها ويحتاجها العراقيين بفارغ الصبرمن الحكومة الجديدة  لتنتشلهم من مستنقع الدم الذي غرقوا فيه

بعد ماراثون طويل وشاق من المفاوضات والنقاشات الساخنة بين الأطراف والكتل المتنازعة على الكرسي تم تشكيل حكومة السيد نوري المالكي بولادة قيصرية بعد أكمال الجنين ، التي قضى فيها هولاء الساسة ساعات بل وأيام طويلة حوت على مشاحنات ومصادمات عقيمة حول القضايا التي تضع أولياتها لمصلحة هذه الجماعة أوتلك ، وليس لأجل وطنه ورفاهية شعبه ، كل ذلك في محاولة للحصول على ما يمكنه الحصول عليه من المنصب أوالشهرة ولتعميرأسمه وجيبه ، ومفضلاً المصلحة الشخصية الضيقة على كل شيء  .

السؤال الذي يطرح - - -  ما الجديد في الوزارة الجديد ؟ ما ذا حصل وماذا               وقع بالفعل ؟ ما طرأ حتى الآن هوأن التغيرات التي حصلت في الحكومة الجديدة هي تغيررأس الوزارة ليس إلا ، لآن عدد غير قليل من السادة المستوزرين ، هم نفس أعضاء الحكومة السابقة ، التي تفشى حالة الفساد الأدراي والمالي حد الثمالة في مؤوسسات وزاراتهم  ، ما يجعلنا أن نقول عنها أنها وجه جديد لبطانة الحكومة السابقة ، فالفساد يبقى إذن متصدراً قائمة العناوين ، وهذه ظاهرة تدعوالى المزيد من القلق بمعنى ، فالخارطة الجديدة للوزارة توحي للمتطلع وكأن العراق خال من الكفاءات والطاقات إلا من لمة من الوزراء تبقى أسماهم تتكررفي كل وزارة جديدة ، كأني بهذه الوزارة أن عهود المهازل السياسية بكل قباحتها قد عادت بثوب فضفاض جديد نزولاً بحكومة صدام التهريجية ووصولاً الى العهد الملكي المباد الذي حافظ طبقة من حملة الحقائب الوزارية الى اليوم    الذي قضى العهد نحبه على يد الشعب بقيادة أبن الشعب النزيه الصالح عبد الكريم قاسم رحمة ، كان فلان منهم وزيراً للصحة في فترة حكم بريمر
وأيام العلاوي وزيراً للرياضة وايام الجعفري وزيراً للزراعة والآن وزيراً للأسكان وربما في تشكيلات القادمة وزيراً لشؤون المريخ أو وزيراً لشؤون الأجتماعات وتزيين المأدبات  داخل بيوت رؤوساء الكتل السياسية ، وطبعاً تم أختيار هولاء الوزراء لكونهم ينتمون الىهذه الطائفة أو العشيرة أو الحزب أو أو أو أو ، بغض النظر عن أمكانيتهم القيادية لخدمة الشعب العراقي الغريق الباحث عن قشة النجاة ، ولم يتم أختيارهم على إساس كفائتهم وقدراتهم ، وأصبحت مصيرالناس بأيدهم ، فإذا جرت الأمور على أساس ما جرى حتى الآن فستكون النتائج سيئة فلا أجد ثمة أختلافات إلا من الشكل الخارجي المرزكش بخيوط الديمقراطية وحرية التعبيرفذاك الساقط قد طغى وعاث في أرض العراق فساداً بيمنا الجديد هذا قد تقوقع في بقعة محمية خضراء ليفسح للأرهابيين أن يعدوا لزرع القتل المجاني في أرض العراق

طبعاً هناك أمام الحكومة الجديدة مهمات صعبة ، للقضاء على الأرهاب والقضاء على الفساد الأداري والمالي ، وإعادة الإعمار وتوفير الخدمات ، والأهتمام بالثقافة العراقية الجديدة  ودفع عجلة النمو الأقتصادي والأجتماعي للبلاد ، وتعمل على تنظيف وزاراتها ودوائرها من شوائب السيئة ، وتسهم في بناء المجتمع العراقي  الديمقراطي ، ترى هل تستطيع الحكومة الجديدة تنفيذ وتحقيق طموحات شعبنا المظلوم بهذه الدزينة المعلبة من  الوزراء ؟ سؤال يصعب علينا الأجابة عليه بنعم  . [/b][/size] [/font]

69
هيئة علماء المسلمين بين فضائحها وكذبها وأستنكارها

محمود الوندي

قبل أيام أصدرالبيان يحمل رقم مئتين وخمسة وخسمين من مجموعة الأشخاص أطلقواعلى أنفسهم ب(هيئة علماء المسلمين) حول تصريح للسيد الرئيس مسعود بارزاني أثناء زيارته لدولة الكويت ، وعند ما أجاب سيادته على سؤال صحفي بأنها ليست جريمة أن يكون هناك علاقـة مع أسرائيل وسوف تفتح قنصلية لهم في أربيل إذا أقامت الحكومة العراقية علاقات دبلوماسية مع أسرائيل وفتحت سفارة لهم في بغداد، هنا تبين للجميع إن المواقف الكوردستانية بهذا الخصوص مرتبطة بالموقف في الحكومة المركزية ، أي بغداد هي التي تقرر وليس أربيل ، وتعتبر الهيئة في بيانها مثل هذه التصريحات خطيرة وفيها أساءة المشاعرمليار ونصف المليار من المسلمين ، ولكن القتل العشوائي الذي جرى ويجري في عموم العراق على الهوية لا تعتبرالأساءة للمسلميمن ، لو نظر القارئ الى بيان المذ كور أعلاه ، ويدرك مدى التخبط وسوء النية التي يثيرهاهذه الهئية حول تصريح للسيد بارزاني ، وتعتقد الهئية بأن الفرصة مواتية للهجوم علىالشعب الكوردي والأنتقام منه لمساهمته في أسقاط النظام البعثي ، وأنها فرصة لتأجيج نار الفتنة بين العرب والكورد .

على أية حال يتصور هذه الهيئة بأمكانها بهذا البيان تحقق حلمها المريض لعرقلة تطور وتقدم في العراق ، وتراد بهذا المفهوم التغطية على مشاريع الجرائم والمنفذة من قبل حثالات بائسين لديها ضد الشعب العراقي ، يتصور الهيئة بأن الناس هم درجة غبائة ، ولا يعرفون بأن مصالحها تلتقي مع بعض مخططات الأقليمية المستفيدة من مثل هذه الأدعاءات المغرضة ، ومتصور بأنها تتمكن من خداع الناس البسطاء وتضليل العقل العراقي بملاعيبها الخبيثة ، ولكنها لاتدري هناك كتاب من أخواننا العرب تقف لها بالمرصاد قبل كتاب الكورد لكشف أكاذيبها ووملاعيبها أمثال الأستاذ أحمد الشمري والأستاذ أحمد مهدي الياسري والأستاذ فالح حسون الدراجي والأستاذ وداد فاخر والأستاذ سمير سالم داود ، وهناك مجموعة من الكتاب والمثقفين فإذا أردنا ذكرهم فالقائمة تطول ، فعذراً لمن لم يرد أسمه .

هناك عدد من الموضوعات المطروحة للنقاش ، والأسئلة تدور في عقلي أطرحها على هيئة منافقين وليس علماء المسلمين : -
متى كنتم حريصين على العراق وشعبه ؟ وأنتم تدعمون الأرهابيين وتساعدونهم لقيام بأعمال الأجرامية لقتل العراقيين بواسطة السيارات المفخخة والمتفجرات،أليس كنتم مع جزار العراق الذي قتل الأف من العراقيين ( من الكورد والشيعة بشكل خاص ) وهتك عرضهم وحول الوطن الى مسلخ كبير، وحملات وحشية ضد الشعب الكوردي عندما ألقي عليه غازات سامة المحرم دولياً ، وغيب 182 ألف كوردي عن الوجود في جريمة الأنفال ، أليس كنتم من الطبالين والزمارين يوم قام نظام البعث بأقتراف جرائمه لتدمير وحرق المدن المقدسة وضربها بالصواريخ ، وقتل عوائل الجنوب وشباب الكورد الفيلية وناهيك عن شهداء مقابر الجماعية أليس هذه الأساءة الى ملايين المسلمين داخل العراق؟ أوهي من منجزات القائد الضرورة .
السؤال الذي يطرح هنا.! أين كانت هيئة علماءالمسلمين عندما قامت الأنظمة العربية والأسلامية علاقتها مع إسرائيل ؟ الذي يرفرف العلم إسرائيل على مباني سفارتها في بلدان عربية وأسلامية ، الكل يعرف (عدا هيئة علماء المسلمين) المصالح الأسرائيلية متواجدة في مختلف العواصم العربية ، وهناك إتصالات سرية بين عشرة دول عربية وإسرائيل من أجل أقامة علاقات دبلوماسية بينهم ، لا أدري أين كانت الهيئة عندما بدء رئيس الوزراء التركي بزيارته الى اسرائيل ووقع أتفاقات عسكرية وأقتصادية معها ، وناهيك عن زيارات متبادلة بين الدول العربية والأسلامية وبين إسرائيل ، ولا تفرط أو تترك إسرائيل أصدقائها أو عملائها من العرب وغير العرب من أجل سواد عيون الكورد، كل هذه العلاقات والزيارات والأتفاقيات مع إسرائيل لا تعتبر جريمة ولا أساءة الى مشاعر المسلمين ، لكن قامت القيامة حول تصريح للسيد الرئيس مسعود بارزاني عندما وضع النقاط على الحروف والجواب على الأسئلة وبدون اللف والدوران ، وكما إنه معروف بصراحته .

أحب أذكر الهيئة أذا لا تعلم الحقيقة أو هي تجهلها أن العلاقات بين تركيا وإيران (أنذاك) وبعض الدول العربية وحزب البعث العربي وبين إسرائيل تمتدد خلفيتها الى عام 1958 حيث إبرمت يومها أتفاقية السياسية وتحالف العسكري بينهم ضد ثورة 14 تموز الخالدة والنيل من زعيمها الشهيد عبد الكريم قاسم ، ومهدوا الطريق للأنقلابين 8 شباط الدموي عام 1963 وحصل ما حصل للشعب العراقي .

من الأجدر لهيئة علماء المسلمين أن تبتعد عن الشعب العراقي الذي يذبح يومياً بالمئات نتيجة فتاويها التكفرية، لأنها لا زالت تأكل في جسد شعبنا كالسرطان منذ القرن الماضي ( عندما كانت أعضاء الهيئة من التنظيمات حزب البعث ) وحتى يومنا هذا ، لأنها رأس الأفعى والفتنة في العراق ، وتبتعد أيضاً عن دورها التخريبي عن الوطن ، وعدم تتدخل في شأن الشعب الكوردي ، لأنه لا يحتاج الى إرشادات ونصائح ولا يحتاج الى حسن سلوك من الهيئة ، لأن الشعب العراقي لا يمكن أن تتجاهل تضحيات الشعب الكوردي الذي قدم مع الأحزاب المتحالفة أكثر من مليون شهيد ومعوق ، لأنقاذ الشعب العراقي من فايروس البعث العفلقي والدكتاتور المجنون .[/b] [/size] [/font]


70
الجبهة التركمانية بين حجمها وتصريحاتها
محمود الوندي

بينما كنت أتصفح بين المواقع  وإذ وقع عيني على مقالة (حوار مع ثلاثة من ممثلي الجبهة التركمانية في الخارج أجرتها إيلاف معهم  في أنقرة) وقفت على هذه الحوارات من خلال قرأتي لتلك المقالة أتضحت الرؤى والتوجيهات السياسية للجبهة التركمانية بأتجاه قضية كركوك وفيدرالية كوردستان ، ومن خلال تصريحات من ممثلي الجبهة التي تنطلق من نزعات عنصرية وطائفية ، ووجدت فيها جميعهم أرتكزوا بتعمد على موضوع  فيدرالية وقضية كركوك ، وشن حملات هسترية ضد الكورد وقيادته الوطنية ، وتحمل كلماتهم روحاً عدوانية ضد الكورد ، ومحاولاتهم الخبيثة  لتشويه سمعة الحركة القومية الكوردية وتطلعاتها المشروعة ، وأتخذوا من وحدة العراق ذريعة لرفض الفيدرالية ، والهدف منها أسترضاء أسيادهم في تركيا التي تخاف من فيدرالية كوردستان العراق التي أقر بها الجماهير الكوردية من خلال برلمان المنتخب ، لأنها تنظربعين القلق الى المستقبل وأمكانية أعلان الكورد لدولتهم المستقلة ،  ففي البداية تكلمت مع نفسي إن مثل هولاء الأشخاص لا يستحقون أن يرد عليهم ولكن أصر ضميري أن أرد على هذه الحوارات أو المقالة كي أكشف  أمثال هولاء الأشخاص ، الذين يتخندقون وراء أدعاءات الدفاع عن حقوق القومية التركمانية والتحدث بأسمها دون حق ( أن الكذب والتلفيق والدجل من شيمتهم ) ، لتنفث سمومهم كالأفعى ضد الشعب الكوردي .                                                   
لذلك لدي وقفة مع الجبهة التركمانية وثمة من الحقائق يجب أن تكشف- - قبل سقوط النظام البعثي بسنوات قليلة تم تشكيل الجبهة التركمانية ومدعومة من أستخبارات التركية وأتخذت من أربيل وأنقرة مقرات لها ، ، وكانت نشاطات هذه الجبهة مقتصرة على الأمكان المحررة من كوردستان العراق حيث الحرية والديمقراطية والتحرك التام دون خوف من أرهاب السلطة العراقية ، برغم من وجود عناصر قيادية داخل هذه الجبهة مرتبطة بالمخابرات العراقية، ولكنها تتحرك بكل الحرية {بدون قيد أوشرط} ودبت الروح داخل حركاتها السياسية، وشديد الأسف أنها تتجاهل هذه الحقائق.

منذ سقوط صدام وتحرير الشعب العراقي من الحكم البعثي تروج الجبهة التركمانية ضد الكيانات المعادية للنظام البعثي الدموي والشعب الكوردي بشكل خاص ، وتحاول لتسميم أفكار وعقول السذج وخصوصاً الذين ليست لهم حصانة فكرية مبنية على المواطنة وحب الوطن ، وخلق الحزازيات والحساسيات بين تلك الكيانات الوطنية عبرالأعلام ووسائله ، بدلاً أن تتدعي الى الحب والسلام على أرض العراق والبعدعن الحرب الأهلية ، تبث كمية كبيرة من الحقد الشوفيني ضد الشعب الكوردي وأتهامه لتمزيق العراق ، وعلماً تعرف الجبهة الحقيقة بأن الكورد صمان الأمان لكل حالة أحتقان أو خلاف بين الأحزاب أو القوى الوطنية ، لقد سجل التأريخ العراقي مواقف المشرفة للشعب الكوردي في التلاحم الأخوي بين مكونات وشرائح المجتمع العراقي  ، كما أدوا  دورهم الوطني سابقاً عندما جمعوا المعارضة العراقية أيام مقارعة النظام الدكتاتوري في بودقة واحدة وأحتضان الكورد كل فصائل المعارضة العراقية ،  فكان أقليم كوردستان ملاذاً أمناً للقيادات السياسية العراقية العاملة في كوردستان ، هل تستطيع الجبهة أن تنكر هذه المواقف ؟

تصاعدت الجبهة التركمانية هذه المواقف العدائية والمتشنيجة ضد الكورد  بعد أن أنضم معظم ضباط الأمن والمخابرات والرفاق الحزبين من التركمان في كركوك الذين أولعوا في سفك الدماء الكورد والتركمان الشيعة وهذه الأمور أصبحت واضحة للقاصي والداني ، لوحظ في السنوات الثلاث الأخيرة أخذت الجبهة تملأ الدنيا صراخاً وعويلاً عبر وسائل الأعلام التركية والعربية ، أن التركمان مضطهدون في العراق (مدعية أنها تدافع عن حقوقهم) وألصاق التهم جزافاً وتلفيق الأخبارالكاذبة للتطهير العرقي بحق التركمان في كركوك من قبل الكورد، وكأن الوضع التركمان في ظل نظام البعث أحسن من وضعهم في العراق الجديد، وتجهل الجبهة نفسها حول مظلومية التركمان عندما تعرضوا للأبادة والتعريب خلال حكم الطاغية ، وتم تهجيرهم من ديارهم بعد أن تم أستيلاء على ممتلكاتهم الى مناطق الوسطى والجنوبية ، وبقيت هذه الأصوات الناعقة ( أنذاك) ساكتاً عن تلك الجرائم ،  وحولوا قوميتهم من التركمانية الى العربية حباً في الحصول على مكتسبات من النظام البعثي ، بأضافة الى ذلك ووقفوا ضد أبناء جلدتهم من التركمان الشيعة ، الجميع تعرف بعد تحرير جزء من أقليم كوردستان من براثن الحكم صدام  في عام 1991 ،  بدء التركمان مع  قوميات أخرى بالتمتع بنسيم الحرية في  كوردستان ، ولا زالوا  مستمرين في ممارسة هذه الحقوق ، مهما تتعالى صراخ الجبهة التركمانية التي تعمل جاهدة لزرع الفتنة بين أبناء شعبنا وخاصة بين الكورد والتركمان بأتفاق مع فلول البعث وتحريض من الحكومة التركية ، وتحاول الوقيعة بين الكورد والشيعة ، ولذا تجهد الجبهة لشراء الذمم من ضعاف النفوس من الكتاب العرب العراقيين وغير العراقيين من حملة الأقلام المأجورة لصدام سابقاً لتكملة خططهم الخبيثة لنشر الأفكار العنصرية وبث سموم الطائفية بين صفوف شعبنا عبر أقلام هولاء الحثالات.

هنا تظهر حقيقة الجبهة التركمانية بين حجمها وتصريحاتها  ، التي تتدعي كذباً وبهتاناً أنها ممثل الحقيقي للتركمان ، ولكنها لا تمثل إلا فئة صغيرة جداً ومعزولة في أواسط التركمان ، لذلك تبينت حجمها من خلال الأنتخابات الأخيرة لأنها عجزت عن تحقيق نتائج جيدة  فقد حصلت على مقعد واحد  فقط بشق الأنفس ،  مما يؤكد ضعف شعبيتها على الساحة التركمانية ، لأن ليس لها تأثير قوي داخل الشارع التركماني في كركوك أي تفتقر الى شعبية داخل التركمان العراق ، لذلك أكثرية التركمان لم  يصوتوا لهم ، ولكنها مفروض على الساحة السياسية بدعم وتمويل من  الحكومة التركية (لأنها تشكلت داخل دهاليز مخابرات التركية)، حيمنا نسمع تصريحات ومطاليب  وأطروحات من أعضاء الجبهة التركمانية عبر الفضائيات أونقرأ من خلال المقالات المنشورة في عدد الصحف العربية ومواقع الأنترنيت  أنها أكبر بكثير من حجمها .[/b][/size][/font]

71
لا تلعب بالنار تحرق أصابيعك
         
محمود الوندي           

بعد أن تناقلت وسائل الإعلام الغربية والمحلية خبراً عن تدفق الميلشيات الشيعة الى مدينة كركوك {لمحاربة عدوهم الكورد}، وكلنا نعرف أن الشيعة برأ من هولاء المنسلخين على مصالح الشيعة العراقيين وهولاء الميلشيات التي تسللت اليها عناصرحزب البعث تسعي جاهدة لخلخلة النسيج الأجتماعي وتريد زعزعة أستقرار وأمن مدينة كركوك ، وأدخالها في دوامة الحرب الأهلية ، بهدف ضرب  التعايش السلمي والأخوة الموجودة بين أهالي المدينة وتفتيت كيانها  .
 
قبل الخوض في موضوع أرسال الميلشيات الى كركوك {لمحاربة عدوهم الكورد}، أحب أن أنقل لكم هذه القصة الحقيقة التي وقعت في مدينة خانقين أواسط الستينات من القرن الماضي عندما كنت طالباً في متوسط  خانقين ، بعد أن أنتهاء الدراسة أو الدوام الرسمي  ومغادرتي المدرسة مع زملائي بأتجاه بيوتنا وكان معي أنذاك الكاتب المبدع أحمد رشيد خانقيني وسمعنا جلجلة من ناحية قريبة {مثل أهازيج} وأتجه أكثر زملائي من الطلبة نحو هذه الجلجلة ليعرفوا مصدرها وسببها ، لقد شاهدنا طابوراً من السيارات العسكرية على شكل القوافل وفي داخلها أشخاص من عشائير البدو وهم يرقصون على أهازيج وينادون نحن البدو اين العدو { يقصدون البيشمركة } متوجهين نحو شمال خانقين أي بأتجاه ناحية قورتو التي تبعد 30 كم عن خانقين وفيها قوات البيشمركة من هيز بمو{لواء بمو} ، ولما نظرت الى أصدقائي فشاهد بعض التغيرات في ملامح وجوههم ، وقلت لهم بدون مقدمات غداً تسمعون أخبارهم ، وفي يوم ثاني ذهبت الى المدرسة رأيت وسمعت الطلاب يتكلمون فيما بينهم ولما أقتربت من أحدى المجموعات قال لي أحدهم هل سمعت أخبار عن تلك العشائر البدو وماذا حدث لهم ، وأستمر في كلامه لقد أنتهوا أمرهم  بين قتيل وجريح وأسير بأيدي البيشمركة الأبطال ، بعد أن حدثت مساء الأمس معركة حاسمة بينهم في {منطقة بلا جفت}قريب من ناحية قورتو، وتابعت مفرزة صغيرة من البيشمركة فلول تلك العشائر الهاربة من ساحة المعركة وهي تهتف نحن العدو أين البدو الى أن وقعت تلك فلول بأيدي تلك المفرزة البطلة ، وثم قامت الطلاب داخل المدرسة بالمسيرة ويهتفون بحياة البيشمركة وينادون أين البدو أسير عند العدو .

عودة وتكملة موضوع - - - منذ سقوط النظام البعثي ظهرت بوادر المؤامرة على الشعب الكوردي من قبل عملاء دول الجوار داخل العراق ، ومحاولاتهم الصبيانية قضاء على تطلعاته وطموحاته وأبعاده عن واجهة العراق ، كأنهم لا يعرفون فأن الشعب الكوردي خاض نضالاً ضارياً ضد جميع السلطات القمع التي تعاقبت على سدة الحكم في العراق منذ تأسيسه ولغاية سقوط النظام البعث في 9 نيسان 2003 ، من أجل كرامته وحقوقه وأرضيه وقدم الأف من الشهداء وقد تحمل القتل والقمع والتشريد وصلت ذروته في أيام البعث ، ولم تستطيع تلك الأنظمة والحكام أن ينالون من عزيمتهم ، والآن تريد هذه أطراف عميلة للدول المجاورة ومعروفة بعنصريتهم الشوفينية أن تقضي على آمال وأحلام الشعب الكوردي وتنال من عزيمته وأبعاده عن سياسية العراقية وبرغم هولاء الأعداء يعرفون قبل الأصدقاء عن بطولات البيشمركة في المعارك التي كانت تحدث مع الأنظمة البائدة ،لأن أكثر أعضاء تلك الأطراف كانوا من تنظيمات حزب البعث .

الغريب أننا نسمع بعض جهات محسوبة على التيار الشيعي ( والشيعة براء من هولاء) وتعلن علانية العداء وبشكل سافر وافتزازي وبدون حياء ضد الشعب الكوردي وترفض   أن تنضم كركوك الى كوردستان العراق وتدعي أنها عراقية، وهنا تبين جاهلت هذه التيار وقيادته الغبية كأن كوردستان العراق ليس عراقية ، بما أن كوردستان أيضاً عراقية بمعنى ضم كركوك الى كوردستان لا تخرجها من كونها عراقية ، ويعرف القاصي والداني أن كركوك المدينة كوردستانية تعرضت الى أنواع الأضطهاد من قبل النظام البعثي الشوفيني ، وقام بتغير الواقع الديموغرافي بتهجيرالقسري لأهالي المدينة وجلب عرب وسط وجنوب العراق وأسكانهم في بيوتهم ، وأستمرالشعب الكوردي وقواته البيشمركة لمحاربة نظام البعث من أجل كوردستان وكركوك بشكل الخاص ، التي كانت نزاع بين حكومة البعث الفاشي والقادة الكورد في زمن الخالد الملا مصطفى البرزاني الذي رفض أية مساومة حول مدينة كركوك ، أذن مطاليب القادة الكورد الحالية لمدينة كركوك هي نفس مطاليب المرحوم الأب البرزاني ولم يأتوا بجديد .

أما الذين يبحثون عن مغامرات وعنتريات ويريدون أن يقاتلوا البيشمركة فليجربها أن كانت لهم القدرة على ذلك فيكون مصيرهم مثل مصيرعشائر البدوالذين تحدوا أرادة الشعب الكوردي من القرن الماضي في أواسط الستينات ، ونحن نعرف من السهولة أن تدخل هذه العصابات الى مدينة كركوك ولكن خروجها هي أصعب ،لأن بسواعد البيشمركة الأبطال تجعل أرض كوردستان ومنها كركوك جحيم تحت أقدام هولاء الأقزام وسوف يضحون في سبيلها الى أخر رمق من عمرهم ، وكما وقفوا في الماضي كالنسور بحماية أرض وشعب كوردستان ولقنوا البعثيين ومن لف لفهم دروساً لا ينسوها ، وسيقفون اليوم  بالمرصاد لمن يتجرأ النيل من الشعب الكوردي ومن حقوقه المشروعة   .

 أحب أن أذكر هولاء الأقزام  وقد سبقوكم أسيادكم من البعثيين في تطبيق هذه السياسية ، {في وقت كانت الموازين الدولية لصالحهم} وأن يقللوا من عزم الكورد لمطالبة بكركوك كجزء من أقليم كوردستان العراق ، لكنهم فشلوا رغم كل قدراتهم وأمكانياتهم العسكرية بعد أن تصدى لهم أبطال وفدائي الشعب الكوردي { البيشمركة } ، وأنتم  الآن تريدون تقضون على أمال وأحلام الشعب الكوردي من خلال عصابات فدائي صدام أو جيش مهدي الذين لطخت أيادهم الأثيمة بقتل وخطف أخواننا وأهلنا في مدينتي كربلاء والنجف ، ، فأقل لكم هيأت والله يصيبكم ويصيب أسيادكم بخيبة أمل مرة أخرى ، ونصحتي مجانية لكم  أن لا تلعبوا بالنار   .[/b][/size][/font]

72
أقلام في خدمة أعداء العراق
محمود الوندي
[04-05-2006]

بعد الأطاحة بنظام البعث ظهرالمتطفلون والمتملقون { لوكية } من كتاب التقارير البعثية مرة أخرى في تمجيد القائد الجديد ، بعد أن كانوا بالأمس القريبً في تمجيد وتبجيل صدام حسين ، بعدما تلبسوا بثياب الدينية ونزعوا ملابس الزيتونية ، لأنهم يعيشون على هامش الأستبداد والدكتاتورية هي سمة من سمات الثقافة العربية ، التي أنتجت في العقود الخمسة الماضية من الكتاب عن أولئك الطغاة ، وهولاء الكتاب المندسين بين الأحزاب والتيارات التي تشكلت حديثاً أي بعد سقوط الصنم ، ما هم إلا خبثاء الذين يكرسون كل جهدهم لزرع الفتنة بين أطياف ومكونات الشعب العراقي ، وأستغلالهم ظروف العراق الراهن والفترة العصيبة التي يمر بها العراق ، لأشعال نيران الحرب الأهلية بدلاً من تظافر جهودهم للخروج من الأزمة الحالية ، ولكن مع شديد الأسف لا يريدون خروجاً من الأزمة أوحتى أنفراجها خدمة لأيتام البعث وأعداء العراق من دول الجوار، ويدسون السم بالعسل ويدقون مسامير الخبث والنذالة في نعش الأخرين بحجة الدفاع عن الشيعة تارة وعن العراق ووحدة أراضيه تارة أخرى ، أن مثل هكذا أقلام مأجورة تقدم خدمة كبيرة الأعداء الشعب العراقي ، وتساعدهم على تنفيذ مخططاتهم الجهنمية ، وستكون هذه الأقلام الأنتهازية والنفعية أخطر من الأرهابيين القتلة .

بين فترة وأخرى تظهر علينا مقالات التي أسميتموها بالمقالات من بقايا النظام البعثي وأحفاد أتاتورك وعملاء الفرس بأسماء مستعارة لنشر ثقافة الكراهية بين أطياف الشعب العراقي ، التي تفتقرالى الطرح الأكاديمي العلمي وتبتعد عن الكياسة الأدبية في الحوار، ولم أجد فيها شيئاً جديداً سوى أستخدام عبارات جارحة ضد الشعب الكوردي وأطلاق كلمات غير لائقة على الرموز الكوردية خوفاً من التطورالسياسي والأجتماعي في أقليم كوردستان وينقل الىأنحاء العراق ويؤثرعلى مصالحهم داخل العراق وعلى مصالح أسيادهم خارج العراق ، لأن الأعمار والنهضة والتطور جاري في مدن كوردستان العراق ، وأفتتاح مطاري أربيل والسليمانية لنقل المسافرين من والىعواصم العالم ، بمثابة ضربة قاضية لأولئك العنصرين والحاقدين على الشعب الكوردي الذين حاولوا بكل الطرق سد الطريق التقدم والتطورعن الكورد ، وقد فشلوا وسوف يفشلون أيضاً في محاولاتهم المستقبلية لوقف أمال وتطلعات شعبنا الكوردي ، وهولاء الكتاب متناسين هذا الشعب الوحيد من بين شعوب العالم أبتلى على طول التأريخ بالحكام الطغاة ، وقدم التضحيات الجسيمة من أجل كرامته وحريته ، وأصرارهذا الشعب على النهوض والنمو والعمل رغم كل الظروف الصعبة التي مربها ويمر بها اليوم بعد سقوط البعث ، ولم يستطيعوا تقليل من عزيمته .

بعد هجوماتهم وتطاولاتهم العديدة وتصعيد من لهجتهم الأسقاطية ضد الكورد وماضيهم وحاضرهم وحتى مستقبلهم من هولاء حاقدين علىالشعب الكوردي، ويتهمون الكورد بالخيانة وسرقة خيرات الشعب العراقي ، بالأضافة الى عدم أخلاصهم للوطن ووووالخ من كلمات الذين درسوها في ماكنة البعث الدعائية ، السؤال الذي يطرح نفسه هنا! من سرقت خيرات العراق خلال نصف قرن الماضية ؟ ومن هرب عشرات ومئات الشاحنات المحمولة بالبترول العراقي الى دول الجوارعبر العديد من المنافذ الحدودية منذ سقوط صدام؟ ومن هرب ويهرب البترول عبر موانئ الجنوب الى أيران ؟ لماذا تغضون النظر عنهم ؟ أضافة الى سرقة المليارات من الدولارات خلال ثلاث سنوات المنصرمة من أموال العراق ، ولماذا لا تسألون عن تلك المليارات ؟ وأكررمن سرقت خيرات شعبنا ؟

وهنا سؤال أخرلهولاء الفاقدون للمشروع السياسيى - - من أحضتن معارضي نظام البائد عندما تدعون عدم أخلاص الكورد للوطن؟ للأسف لقد نسى هولاء المأجورين والمحسوبين زوراًعلى الشيعة العراقيين ، وتجاهلوا الحقيقة حيث كان أقليم كوردستان الملجئ الأمين والمنقذ الحقيقي للذين كانوا يعارضون النظام العفلقي ، وكانوا محل الحب والأحترام من قبل الشعب الكوردي وبيشمركته الأبطال .

الكل يعرف الهدف الحقيقي من وراء هكذا أتهامات باطلة وكاذبة في جوهر تلك المقالات التي بدأت بعد سقوط التأريخي لصدام ، ويردد من قبل الأبواق المشبوهة والمعروفة جيداً لدى غالبية الشعب العراقي، وفي هذا الوقت بالذات لأن الوطن مقبل على مرحلة حساسة من تأريخية ، وهو تهميش دورالكوردي على سياسة العراقية وأبعاده عن واجهة العراق ، وأعادة القومية الفاشية بلباس أخر ليكون العراق البقرة الحلوب لمن هب ودب ، والحصول على المكاسب المالية المقدمة من مصادر تمويلهم الفكري . [/b] [/size] [/font]



73
لتركيا أقول ستدفن أحلامكم الخبيثة

محمود الوندي       

التطور والتقدم في أقليم كوردستان العراق خناجر مسمومة تغرز عميقاً في صدور الحكومات الشريرة كما تعتقد هذه الحكومات التي تحيط بكوردستان من أطرافها الثلاثة ، التي تحترق بجذوات الكره الأسود والحقد الدفين على الشعب الكوردي ، وتحاول هذه الأطراف بالاتفاق بعضها مع بعضهم الاخر أجهاض التجربة الديمقراطية والمكاسب التي تحققت في أقليم كوردستان العراق ، وأفشال أي توجه نحو تحقيق الفيدرالية في العراق ، خوفاً من أنفصال كورد العراق أن تكون بداية لدولة لهم وأثارة الروح القومية الكوردية  في دولهم وتشكيل دولة موحدة للشعب الكوردي التي تأخذ مساحات واسعة من تلك الدول ، وتصبح أقوى دولة في الشرق الأوسط  بأذن الله .

وهذا الواقع لا يرضى دول الجوار وعملائهم في داخل العراق وعلى رأسها تركيا ،المرعوبة من التطورالسياسي والأجتماعي والأقتصادي والثقافي الذي حققه الشعب الكوردي في كوردستان العراق ،  لذلك ترتفع نباحهم وتتعالى صراخهم كلما سنحت الفرصة امام الشعب الكوردي السيرنحو البناء والتطور، وتعمل هذه الدول بكل ما أوتيت من قدرة وقوة لتعرقل مسيرة الشعب الكوردي نحو بناء المجتمع المدني الديمقراطي والفيدرالي ، لأنها لا تؤمن بحق الشعوب في تقرير مصيرها ، ولا تريد نظاماً قوياً ديمقراطياً في المنطقة  .

بعد أن فشلت جميع المؤمرات الداخلية ضد الشعب الكوردي وقيادته الحكيمة ، عزمت هذه الدول القضاء على التجربة الكوردستانية وإفشالها ، لذا حشدت جيوشها وألياتها الحربية على حدود كوردستان العراق ، بشكل مكثف وبحجة ضرب القواعد العسكرية لحزب العمال المناوئ لتركيا ، لأن هذه الدول المجاورة لكوردستان العراق متفقة من حيث الاساس و مبدأ الشوفينية و قد وجدناهم يجتمعون بشكل رسمي ومنظم في العاصمات المتآمرة بغداد ، طهران ، دمشق وأنقرة وخصوصا بعد أندلاع الانتفاضة الكوردستانية وما أعقبها من الهجرة المليونية وبالتالي توفير المنطقة الامنة في كوردستان فتشكيل حكومة و برلمان أقليم كوردستان المنتخب عبر كرنفال جماهيري فريد من نوعه عام 1992 ، حيث عملت هذه الحكومات المستحيل من أجل أجهاض تلك التجربة الوليدة لكن كل المحاولات أصطدمت بجدار الصمود الكوردي وتصميمه لمواصلة المسيرة وأن تخللها الاحتراب الداخلي المؤسف .

واليوم تعاود تركيا عادتها القديمة ، حيث ما فتأت هذه الدولة تخترق الحدود الرسمية للعراق ودخول قواتها الجرارة الى العمق الكوردستاني بحجة متابعة فدائيي العمال الكوردستاني ولكن الهدف الغير معلن كان خلخلة الوضع في كوردستان وتأزيمه وجعله ساحة حرب لا ميدان عمل ، وربما تناست تركيا بان يومها لا تشبه أمسها ولا أمس الكورد أشبه باليوم ، فقد عاشت تركيا وترعرعت ونمت في حضن ربيبتها الولايات المتحدة الامريكية وما لبثت وأن رأت نفسها قد كبرت ألا وبدأت تتمرد على  ولية أمرها ، ولا يمكن للولايات أن تنسى لتركيا سدها لمنافذها امام الجيوش الامريكية التي أرادت أن تفتح جبهة شمالية مقابل جبهتها الجنوبية لتحرير العراق من الدكتاتورية البعثية ما جعلت امريكا ان تدفع أثمان باهضة لقاء خيانة حليفتها القديمة تركيا ، حيث أن كافة المشاكل والمعضلات التي تنمو على أرض العراق من قبل بقايا البعث وخلايا الأرهاب ليست إلا بنات الفراغ الجبهوي الذي سببته تركيا ما فتح الأفاق واسعاً أمام أهل الأرهاب أن يضعوا أيديهم القذرة على مخازن السلاح والعتاد والمتفجرات وأخفائها عن الأنظار قبل وصول القوات المحررة لبغداد وجنوب العراق ولازالت قوى الأرهاب تتحكم بتلكم الذخائر الضخمة والهائلة ولا أعتقد أن تنتهي تلك الذخيرة في المستقبل المنظور وبهذا الأعتبار ستقع دماء العراقيين والجنود الأمريكين على عاتق ( الحليفة ) تركيا التي ذاقت بها الحيل وباتت لا ترى في أوفق مشروع تحرير العراق سوى أنشاء الدولة الكوردية حسب أعتقادها .

أما حصيلة ما سيكون في أخر المطاف ورغم توجس تركيا اللا معقول ستتشكل دولة الكورد شاء من شاء وأبى من أبى لأنها حتمية دورة التأريخ  ولا بد من حصولها وكل ما تفعل تركيا من قبيل تأخير وقوع تلك الحتمية التأريخية لا تضر سوى أقتصادها المتداعي  ودماء شباب تركيا المنخرطين في الجيش التركي ، وأنا لا أستبعد حصول العمليات الفدائية الخطيرة في عقر البيت التركي ، في أستنبول وأنقرة ومدن التركية الأخرى التي تعيش فيها جماعات كوردية حيث وجدنا أن بنات وأبناء الكورد في تلك المدن قدمت الكثير من أجل حرية عبد الله أوجلان وهو شخص فكيف بهم حينما يكون الأمر حول حرية امة بأكملها فيقيناً ستتحول شوارع أنقرة وأستنبول الى جحيم حقيقي للأتراك وجيشهم المترابط على حدود كوردستان العراق سيبقى مربوطاً كالحمار لا يمكنه التقدم نحو كوردستان حتى في عمق مائة متر فقط .[/b][/size][/font]

74
المنبر السياسي / الى متى ؟
« في: 03:21 26/04/2006  »
الى متى ؟

محمود الوندي
[25-04-2006]

الى متى يقتل ويسرق هذا الشعب المسكين ، بالأمس يقتل على أيدي جلاوزة النظام البعثي واليوم يقتل على أيدي عصابات الأسلامية ، ويخرج من نفق المظلم ومن هيمنة البعث والطاغية المجنون بعد سنوات نضاله المريرالذي قدم من أجلها الضحايا تلوالضحايا من أجل الحرية والحياة الكريمة ، ليدخل نفق الأخر ويقع فريسة أستبداد الأخرأوالدكتاتورالجديد أن لا يقل جرائمه من نفق النظام البعثي الدموي ، بالأمس كانت الثروات منهوبة من الطاغية واليوم منهوبة من الساسة اللصوص الذين دخلوا العراق بأسم الحرية والديمقراطية ، وكأن قدر هذا الشعب المغدورأن لا يرى السعادة طوال تأريخيه .

كانت الجماهير أحلامها كبيرة عند سقوط نظام البعث لأقامة عراق ديمقراطي فيدرالي ، للأسف الشديد خيبة أماله وتلاشت أحلامه في قيام عراق جديد ، بعد أن فقد الأمان والأستقرار وفقدان الخدمات الأجتماعية والأقتصادية والحياتية ، ومشاهدة الحفلات القتل اليومية في العراق نتيجة الفراغ الأمني والسياسي ، ، ولم يذق المواطن العراقي الأمن ولا الأمان بعد سقوط الدكتاتورية ، وأصبح يعيش ليومه وهو خائف من السيارات المفخخة تارة وبالأحزمة الناسفة تارة أخرى ، بينما الآن أصبح جل هم شعبنا أن ينعم بالسلام والأمان ثم الكهرباء و الماء الذي يواجهه بالوقت الحاضر .

الكتل السياسية تتحمل المسؤولية الكبرى من تلك المعاناة والمصائب الذي يعاني منه الشعب العراقي ، التي كانت السبب في التمزيق فكرة المواطنة وتفكيك الوحدة الوطنية القائمة منذ الأزل، بعد أن ظهرت السيادة المعايير الطائفية والمذهبية يستشري في أنسجة وعروق كل كيان وهيئات ومؤسسات في طول وعرض البلاد ، وأنتشار المحسوبية والحزبية الضيقة في التوظيف على حساب الكفاءة والمواطنة ، وأطلاقة العنان الطائفية والمذهبية التي أدت الى أعداء فيما بينهم ،
وهناك الترحيل القسري للسنة والشيعة من مدنهم وتصفية سياسية وعرقية وطائفية من جراء تصرفات تلك الكتل ، وبالأضافة الى الفساد الأداري والمالي ، وعمليات التهريب للمشتقات النفطية والمواد الغذائية { الحصة التموينة } بالتنسيق مع موظفين وزراة النفط والتجارة ، وتحول العراق الى التجارة بالأرهاب واللعب بحياة الناس وأرزاقهم ، وبغض النظر عن مشحانات ومصادمات بينهم حول المناصب العليا في الحكومة والدولة ، ونقول بصراحة للكتل السياسية لا تختلفون عن النظام البائد وتمارسون نفس ذلك نهج الصدامي من حيث تخطيط والتنفيذ للسرقة والقتل دائم للعراقيين وتحت الشعار الحرية والديمقراطية ، واللعب بعوطف ومشاعر العراقيين والأستهانة بأرادة الملايين حول بوادر الأنفراج عن تشكيل الحكومة .

رغم مرورأكثر من ثلاث سنوات ولا زالت الكتل السياسية في الحكم تراوح في مكانها ، وأنها عاجزة عن حماية أرواح الناس وتقديم الخدمات الأنسانية والحياتية للمجتمع العراقي ، وترمي
دائماً فشلها وتجربتها الفاشلة على شماعات الأرهاب والأمريكان لكي يبروا نفسها من تلك الأحداث والمشاكل ، مثل بعض الحكام والأنظمة العربية تعلق دائماً عجزهم وفشلهم على شماعات أسرائيل، وطبعاً أحداً لا ينكر هناك أرهابيون محليون ومستوردون وتكالب عرب وفرس وترك طامعون بثروات العراق ، وأخطاء أمريكية تم أرتكابها بالعراق ، ولكن هذا لا يبرر لتأخير المشاريع الخدمية والأجتماعية والأقتصادية وحتى السياسية ، ، لأننا يومياً نسمع بمفاوضات وأجتماعات وأكل البهائم داخل دور رؤوساء الكتل السياسية حول تشكيل الحكومة ، في حين مرورأكثر من أربعة أشهر على الأنتخابات التي جرت في ديسمبر لم تتوصلوا بعد الى تفاهم على تشكيل الحكومة ، بعد ما زحفت الجماهير العراقية وتحدوا الموت لأختياريكم ، للأسف هذه الجماهير مغيبة ومهمشة بسبب تغليب على حكام جدد المصالح الشخصية والحزبية والفئوية .

يبحث الشعب العراقي اليوم عن حكومة فاعلة ومخلصة لكي تتمكن من تقديم خدمات وتلبية مطالبه لأنه عانى من أفتقاد الخدمات الأساسية منذ سنوات طويلة ، ويحافظ على سلامته وأمنه ولا يكن لقمة سائغة بأيدي أعدائه ، وينبغي أن يتخلى حكام جدد عن تعصباتهم المذهبية والدينية والقومية ، وعن لهاثهم وراء الكراسي والمغانم لمصلحة الشعب والوطن .

ما أسهل العلاج ---- على الحكومة الجديدة جمع قواتها وتبدء بطوق المدن والمناطق المنكوبة بداء الأرهاب وأعلان منع التجوال في المدينة الهدف وتفتيش البيوت بيتاً بيتا وقبض على كل غريب لا يحمل الأوراق الثبوتية العراقية الصحيحة {غير المزورة} وكل من تشتبه به ، وأتخاذ الأجراءات
الصارمة والجدية بحق الأرهابيين من جماعة البعث والمتسللين من خارج الحدود ومن يؤويهم ويساعدهم وتشكيل محكمة ميدانية بعد القبض على الجناة ، ومع تصفية الجيش والشرطة والدوائر من السراق والمرتشين والعملاء وأتخاذ بحقهم أجراءات شديدة وأستئصالهم من الجذور ،وإذا بقيت الحكومة على هذه الحالة في المنطقة الخضراء وتظهرعلى الشاشة التلفزيون بعد كل عملية أرهابية فقط لأدانة وأستنكار، فأن أيام القادمة ستكون الكوارث أخطر وأكبر دموياً ، فأن الأدانة والأستنكار لن يكيفيا لوحدهما لقطع دابرالأجرام دون أتخاذ التدابيرالعاجلة والسريعة بحقهم . [/b] [/size][/font]


75
شهامة الرجل الكوردي

محمود الوندي
[19-04-2006]

عندما أطلق طاغية العراق صدام حسين عنان أجهزته الحزبية والأمنية المختلفة من القوات المسلحة لأبادة الجماعية للشعب الكوردي تحت أسم عمليات الأنفال السيئة الصيت ، و بأشراف وقيادة علي حسين المجيد مسؤول منطقة كوردستان أنذاك ، وبعد أن تم تخويله بصلاحيات أستثنائية واسعة ، وتقدم الجيش العراقي بأتجاه منطقة أغجلر التي تقع شرق مدينة كركوك {عمليات الأنفال – المرحلة الثالثة }، للمداهمة القرى والقصبات تلك المنطقة لقتل وأعتقال العوائل الكوردية العزل ، ونهب وسلب ممتلكاتهم ، وهدم وحرق البيوت والأبنية مثل المستشفيات والمدارس والمساجد .

أثناء تقدم الجيش العراقي نحو ناحية أغجلر ، لقد تصدت لهم مفرزة من بيشمركة الأبطال وعندما حاولوا الدخول الى المنطقة بعد الفجر ، ودار قتالاً عنيفاً أستمرحتى ظهر وقتل ثلاثة من الجيش العراقي وأصابة أربعة أخرين ، ولم يستطيع الجيش من تقدم نحو الأمام إلا أنسحبت المفرزة بسرعة غير متوقعة من المعركة ، وبعد أشتبكات عنيفة حصلت صباح اليوم المذكور، ولم يعرف سبب أنسحابها وبشكل مفاجئ { تبين بعد ذلك أستخدام الأسلحة الكيمياوية بدون علم القوات المسلحة }، وأستمر تقدمهم نحو ناحية أغجلر والقرى المحيطة بها ، خوفاً أو أرضاءً لتنفيذ أوامر سيدهم لقتل وحرق من فيها ، وشاهدوا أثناء مرورهم عدد من الحيوانات والطيور نفوقين على طول الطريق المؤدي الى قريتي عسكر وكوك تبة .

لكن لم ينتبه الجيش العراقي ومن معهم الى ذلك المشهد المثير وأستمر تقدم نحو تلك القريتين ، وإذا برجل عجوز يتجاوزعمره خمسة وسبعون عاماً وبملابسه الكوردية ويلوح بيديه لتوقف الجيش عن مسيرته ، وعندما سئل الرجل الكوردي من قبل أحد الضابط عن سبب توقفهم عن المسيرة بدون خوف ، فقال له أتريد أن تموت أنت وجيشك ؟ وأستمر الرجل الكوردي في كلامه قائلاً وأنا جئت لأنقذكم من الموت المحقق ، لأن طائرات الحربية العراقية قامت بألقاء حمولتها من قنابل الغازات السامة وقنابل الحارقة على روؤس أهالي قريتي عسكروكوك تبة والمحيطة بيهما ، مما أدى الى وفاة أعداد كبيرة وأصابة أخرين بجروح وحروق وجلهم من الأطفال والنساء والشيوخ ، وتعجب الضابط من كلامه وسأله كيف تنقذنا من الموت ؟
ونحن جئنا لقتلكم وأنت تريد أن تنقذنا ، فقال الرجل الكوردي له أعرف كل شيء ، لأنك إذا لم تنفذ أوامر سيدك سوف تعدم وعليك تنفذه ، وأما أنا لا أخاف الموت لأن جميع عائلتي لقوا حتفهم قبل دقائق ، ولكن أحب أيصال هذه الكلمات الى سيدك بأن الشعب الكوردي لا يهاب بالأسلحة الكيمياوية ولا بعمليات الأنفال لأنه مثل الشجرة كلما تقطعها تعود تخضر مرة أخرى ، ونبقى نقاتل من أجل حقوقنا المشروعة ودفاعاً عن أرضنا وشعبنا وكرامتنا .

بعد أن تحير ذلك الضابط بشجاعة وشهامة الرجل الكوردي وبقى صامتاً بعض الدقائق ونزل الدمع من عينيه وتكلم مع صاحبه بصوت خافد خوفاًعلى نفسه من مخبرين النظام داخل الجيش العراقي ما ذنب هذا الشعب المسكين الذي يقتل بدون ذنب ويحرق بيته وقريته بسبب أنه كوردي ، صحيح أن هناك متمردين { يقصد بيشمركة } ، ولكن هذا لا يبرر إبادة منطقة كاملة وقتل وحرق من فيها بأشد أنواع الأسلحة الفتاكة . وقال ليس لدي أي حيلة ( أي لم يكن لدي شيئاً أن أعمل سوى أنا عبد المأمور) سوف أنقل هذه الحادثة وبصدق الى أصدقائي حول شهامة وشجاعة الرجل الكوردي ، ولا أنسى هذا الموقف الجريء الذي تبناه الكوردي الشهم .

الملاحظة : -
الضابط المذكور في مقال هو الذي نقل لي الحديث بحذافيره
وهو من أصدقائي . [/b] [/size][/font]


76
لا يمكننا أن ننسى عمليات الأنفال......
محمود الوندي
[10 Apr 2006]
 
نعم لا يمكننا أن ننسى عمليات الأنفال التي حدثت بحق الشعب الكوردي في فترة النظام البعث الصدامي لأبادة الشعب بكامله ، وتم قتل الألاف من الأبرياء العزل ( يزيد عن { 182} ألف أنسان كوردي ) بأيدي عصابات البعث ، والأسف الشديد لم أهتزت ضمائر الأنظمة العربية والأسلامية والمحافل الدولية على رأسها مجلس الأمن وأعضائه {أنذاك} أزاء تلك الجريمة البشعة ، ولم تصدر منهم أي أستنكار وأدانة ضد تلك الجريمة خوفاً على مصالحهم الأقتصادية والمالية مع طاغية العراق ، ورغم سكوت تلك الأنظمة والمحافل السكوت المطبق.
ولكن بدون شك أنها أفظع مجزرة التي لم يسبق لها مثيل منذ مذابح هتلر الجماعية ، وتعتبر هذه الجريمة الذي أقترفه النظام البعث الساقط بحق الشعب المسلم والمسالم من الجرائم العالمية كجريمة هورشيما والهوكلوست التي جرت في ألمانيا في فترة الحكم النازي ، لأن هناك كميات هائلة من الوثائق التي تؤكد أرتكاب تلك الجرائم البشعة ضد الشعب الكوردي، والمسؤولين عنها كل من الطاغية صدام حسين والمجرم علي حسن مجيد الملقب علي كيمياوي.

عندما فشل النظام البعث الدموي بكل أجهزته القمعية في أخماد الحركة الكوردية التحررية في كوردستان منذ أن أعيد تلك الحركة الثورية نشاطها مرة ثانية ، وبعد النكسة الكارثة التي حلت بشعبنا في أعقاب أتفاقية 6/أذار/ 1975 الخيانية بين الشاه وصدام ، لذلك فكر صدام بإبادة الشعب الكوردي، وأوعز الى القوات المسلحة على أختلاف مسمياتها لقيامهم بعمليات الأنفال الخسيسة والخبيثة والسيئة الصيت هي عمليات الأبادة الجماعية للشعب الكوردي.
وبأستخدام جميع أنواع الأسلحة منها غازات خانقة كالخردل والسيانيد وغاز الأعصاب والسارين وغيرها ، وأطلق عنان أجهزة الأمنية والعسكرية للمداهمة القرى والقصبات الكوردية وأعتقال 182000 أنسان من أبرياء الكوردالعزل التي شملت أطفالاً ونساءً وشباباً وشيوخاً وعجائزاً ومعوقاً وأخراجهم من منطقتهم ، وحشدهم في السيارات التي هيأت لهم لترحيلهم الى مناطق الصحراء الجنوبية والغربية ومنها نقرة السلمان.
ولم تبق معاملة سيئة لم يعاملوهم بها مع الترحيل من قبل الحثالات التابعة لأجهزة الأمنية والحزبية ، وبعد ذلك جميعهم دفنوا أحياء في مقابر جماعية ، وكما قامت عصابات الحزب البعث بنهب وسلب وحرق خمسة ألاف قرية وقصبة كوردية في أقليم كوردستان العراق، ودمر الريف الكوردي عن بكرة أبيها ، وأفرغت الفاشية البعثية جرعة أخرى من حقدها الأسود وكراهيتها الدفين على أهالي كوردستان ، وأنطلاقاً من أيديولوجيتها التي تناهض القوميات الأخرى والشعب الكوردي بشكل خاص .

اقترف الحزب البعث منذ حكمه المشؤوم وحتى سقوطه في 9 نيسان 2003 بحق شعبنا الكوردي أبشع الجرائم والتمييزالعنصري والتطهير العرقي منها قصف مدينة حلبجة وأطرافها بالأسلحة الكيمياوية راحت ضحيتها أكثر 5000 من أهالي المنطقة ، وعمليات الأنفال أعتقل 182000 شخص ودفنوا أحياء ، وتهجير{نصف مليون } من الكورد الفيلية وربما أكثر الى إيران بالأضافة الى قتل 8000 أنسان كوردي من عائلة برزانية.
رغم كل ذلك أثبت الأيام بأن الشعب الكوردي أقوى من أعدائه ومن كل سلاح أستخدمت لقضاء عليه ، وأصر على مواصلة النضال من اجل حقوقه المشروعة وأسقاط الدكتاتورية وحزبه الفاشي ، وبناء العراق الجديد الديمقراطي الفيدرالي وتضمن حقوق أنسان العراقي بجميع أطيافه وشرائحه .[/b][/size][/font]
 

77
سقط النظام البعثي ---- ثم ماذا !
محمود الوندي           

إسقاط النظام البعث الصدامي عبرالحرب الأمريكية لم يكن خيار الشعب العراقي ، ولا شك أن الولايات المتحدة لها أجندتها وأهدافها الخاصة التي من أجلها أقدمت على أسقاط النظام الطاغية على الطريق الحرب ، ورغم كل ذلك عقد الأمال الشعب العراقي على تغيرالنظام البعث الفاشي الذي حكم العراق بالحديد والنار أكثر من خمسة وثلاثين عاماً ، لأقامة حكم جديد لينعم المواطن بحقوقه كامل ويتمتع بثرواته التي سلبت منها طيلة حكم البعث، وظهورعراق ديمقراطي فيدرالي الذي أنتظرها مواطن العراقي طويلاً وقدم من أجلها الضحايا تلو الضحايا لخروجه من تلك الحقبة المظلمة .

للأسف الشديد خيبة الأمل الشعب العراقي ، وتلاشت أحلامه في قيام عراقي ديمقراطي جديد في أول اللحظة بعد أن تم هزيمة الجلاد شعبنا صدام حسين وحزبه الفاشي بأيدي القوات الأمريكية ، لأنها لم تتخذ الأجراءات الصارمة ضد المجرمين من البعثيين ما أقترفوا من جرائم بحق شعبنا ، بل أنها أكتفت بتحديد (55) مجرماً من قيادة البعث ، وكأن هولاء فقط هم المجرمون ، وسمحت أيضاً ببعض البعثيين من سراق ثروات وخيرات البلد بمغادرة العراق وبأحوزتهم ملايين الدولارات (هم الذين يمولون الأرهابيين داخل العراق قيامهم بأعمال الأجرامية ليزهقوا أرواح عشرت ومئات المواطنين كل اليوم ) ، وكما أطلقت سراح البعض من أقطاب نظام من ضمن ( 55) ، وما تزال تسعي اليوم لإطلاق سراح الأخرين منهم تباعاً بدلاً أن ينالوا القصاص العادل .

نعم فرحت الجماهير لم تدم طويلاً رغم سقوط نظام الطاغية وحكمه الدكتاتوري المستبد وحزبه الدموي ، لأن عادت فلول البعث وحثالاته مرة أخرى للظهور بعد أن  تواروا عن الأنظارعند سقوط النظام ، وعندما وجدوا الأمن من قبل القوات الأمريكية وحلفائها أعلنوا حرباً عشوائياً على الشعب العراقي بعد خروج من جحورهم ، ولكن هذه المرة بنغمة جديدة إلاوهي محاربة الأحتلال والمتعاونين معهم من الشيعة العرب والكورد ، وبدأوا ينظمون صفوفهم لتنفيذ الأعمال الأجرامية وعمليات القتل الجماعي لأبناء شعبنا وتدمير البنية التحتية ، وأصبحت حياة المواطنين في قبضة القوى البعثية والمنظمات الأرهابية القادمة من وراء الحدود ، وهذا بالأضافة الى دول الأقليمية الطامعة بثروات العراق والمعادية لمصالح الشعب العراقي قامت بدعم الأرهابيين للأبادة العراقيين وأنهاء الدولة العراقية وتدمير كل مؤسساتها ، وهدف هذه الدول تريد خلخلة النسيج الأجتماعي ونشر الفوضى لتطال كل مفاصل العراق ، وأدخال العراق في دوامة الحرب الأهلية وتفتيت كيانه .

منذ الإطاحة بصدام حسين الى هذه اللحظة   لم  يشعر الأنسان العراقي  بالأمان والراحة والأستقرار نتيجة وجود الفراغ الأمني وفقدان الخدمات العامة الأنسانية والأجتماعية ، وأزدادت العمليات الأرهابية والعنف الطائفي من قبل البعثيين وحلفائهم الذين منتشرين بين الطوائف، ويجري كل يوم ذبح مبرمج ومخطط ينفذه مرتزقة مأجورين لدى جهات متصارعة على الساحة العراقية ، ومنذ ذلك اليوم ترتكب الجرائم البشعة بحق الأبرياء على الهوية الطائفية ، وتفتك بالجماهير العراقية فتكاً مرعباًً ، وتدفع فاتورة هذا العنف الهمجي الطبقة الفقيرة من مكونات الشعب العراقي بدون تمييز، وللأسف تتماهل الحكومة لأتخاذ الأجراءات القانونية بحق هولاء المجرمين ، لذلك أضطرت عشرات الألوف من العراقيين الهجرة والعيش في البلدان الغربة  خوفاً على حياتهم  بعد أن فقدوا الأمن  والخدمات الحياتية من ماء وكهرباء  داخل العراق .

بعد سقوط النظام البعثي حيث بلغ الفساد الأدراي والمالي مقياساً لا توازيه مقاييس في ظل حكومة جديدة ، وأنتشار سيادة المعايير الطائفية في تشكيل قوام الهيئات والمؤسسات الحكومية ، وأنتشار المحسوبية والمنسوبية والحزبية الضيقة في التوظيف على حساب الكفاءة والمواطنة ، وإضافة الى ذلك حيث نشهد التناحر السياسي القائم على ساحة الوطن  بين السياسين الجدد والمنافسة حول المناصب العليا في الدولة ، ووصل الى حد التضحية بمصلحة الشعب من أجل مصلحتهم الشخصية الضيقة ، وعلماً بعض من هولاء السياسين للأمس القريب كانوا من أعوان السلطة ولم عارضوا السلطة البعث ولم يكونوا معارضاً أصلاً ، لذا نراهم اليوم  يعترضون على أسلوب الحكم من باب المنافسة على السلطة للحصول على أمتيازاتهم مرة ثانية التي فقدوها  ،

هكذا مرت على العراقيين  كل هذه الظروف الصعبة من الأحداث الدامية خلال ثلاث سنوات ماضية بعد سقوط النظام البعثي ، وهذه الأمورلا تختلف عليها أثنان لأنها أصبحت واضحة للقاصي والداني ، أذن يجب علينا أن نكون صريحين وصادقين مع أنفسنا ونقول الحق، بأن الأحزاب السياسية العراقية تتحمل القسط الأكبر من تلك الأحداث والمعاناة والمصائب الذي يعاني منه الشعب العراقي ، وبسبب تغليب المصالح الشخصية والحزبية والفئوية على المصلحة الوطنية ومن أجل حصول على مكاسب أكثر ،  لأن كل حزب يبكي عن ليلاه  أما ليلى الشعب ففي العراق مريضة .[/b][/size][/font]

78
تحية أجلال الى الحزب الشيوعي العراقي في ذكرى تأسيسه

محمود الوندي
[29-03-2006]

بعد أيام يحتفل الحزب الشيوعي العراقي وجماهيره في ذكرى تأسيسه الثانية والسبعين، أود أن أهنئ هذا الحزب لأنه أحد أعمدة العمل السياسي في مجتمعنا، وأقدم حزب من بين الأحزاب السياسية العراقية ، ولا يشك أحداً بوطنية هذا الحزب وأخلاصه ونضاله في سبيل الشعب والوطن ، لأنه قدم القرابين والتضحيات الجسام من أجل حرية الوطن وسعادة الشعب.
و تعرض الحزب الشيوعي العراقي منذ تأسيسه في الحادي والثلاثين من أذار 1934 ومن خلال مسيرته الى حملات واسعة ومركزة ، وأستخدمت كل الوسائل والسبل لملاحقة أعضائيه وأعتقالهم وتعذيبهم وقتلهم من قبل الحكومات العراقية المتعاقبة على الحكم العراق ، ومحاولة تحجيم وتعطيل دوره على الساحة العراقية ومنع تنامي نفوذه بين الجماهير الفقيرة والكادحة ، ولكن تحدى كوادره للشر والظلم بكل أنواعه وأشكاله.
ولم تستطيع تلك الحكومات أقلاع جذور الحزب الشيوعي العراقي ممتداً عميقاً في أرض العراق أو ينال من عزيمته على مدى عقود من السنين .هذه الحقيقة ناصعة للداني والقاصي.
لقد كانت سياسيات ومواقف الحزب على أمتداد الفترات المنصرمة تجسد الوطنية الصادقة والحب العميق للشعب والأيمان بمبادئ الحرية والديمقراطية والفيدرالية ورفض الطائفية والعنصرية والأفكار الأنعزالية والشوفينة العربية المتمثلة بالحزب البعث .
الجميع يعلم بالدور المتميز الذي لعبه الحزب الشيوعي سياسياً وفكرياً ، وحضوره نضالي على الساحة العراقية والكوردستانية ، ومواقفه المشهودة له بالدفاع عن قضايا وحقوق القوميات والحريات السياسية وعن حقوق الأنسان والعدالة الأحتماعية ، ووقوفه ضد أعتى النظام الدكتاتوري وأشدها غطرسة في العالم العربي والسلامي.
وقدم الحزب في هذا المضمار تضحيات جسام يشهد له الأعداء قبل الأصدقاء ، لا بد من القول بأن أعضاء الحزب الشيوعي قد تعرض خلال مسيرته النضالية الى هجوم منظم وشرس من قبل الأعداء الحزب من الشوفينين والعروبين ، وإضافة من الإساءة الى أفكاره الأنسانية والوطنية .

لقد أثبت الأيام بأن الحزب الشيوعي العراقي هو بحق حزب الشعب حزب الشهداء ، لأنه ضحى ويضحي بكل شيء فداء للأنسان والوطن والفكر ، وأن غالبية أعضاء الحزب ومناصريه وجماهيره كانوا من عامة الشعب ومن مختلف مكوناته وطبقاته الذين ينحدرون من كل زويا العراق ، لقد كان فسيفساء حقيقة لأنه أحتضن في صفوفه مناضلين من العرب والكورد والتركمان والكلدوأشور ، ولم يضع أي شرط للأنتماء الى صفوفه سوى أن يكون مخلصاً ووفياً للشعب ويعمل لمصلحة الوطن .

غياب الحزب الشيوعي العراقي على الساحة العراقية ضربة قاضية لعملية الديمقراطية ، على الجماهير عدم التقيد بما يملئ عليهم من هذا الطرف أو ذاك وعليهم أن لا يمنحوا العراق لقمة سائغة للأجنبي بأدلاء أصواتهم للأحزاب العميلة والمشبوهة .
فهذا هو الحزب الشيوعي العراقي صاحب التراث النضالي العريق الذي قدم قوافل من الشهداء في سبيل الديمقراطية والحرية ، وتحدى أعضائه الموت والعذاب والسجن من أجل ضمان حقوق الشعب العراقي وبكل أطيافه وشرائحه ، وسقيت أرض العراق بدمائهم الزكية ثمناً لمبادئهم وأفكارهم الوطنية الصادقة ، وتأريخه المشهودة على الساحة السياسية في بغداد وناصرية والبصرة وواسط وبقية المدن والقصبات العراقية لنضاله ضد الظلم والطغيان ، فتغيب الحزب الشيوعي من خلال ألتفاف عليه هو لصالح أعداء العراق .

تحية أجلال وأكبار الى الحزب الشيوعي العراقي في ذكرى تأسيسه الثانية والسبعين
المجد والخلود لشهداء الحزب الشيوعي العراقي . [/b] [/size][/font]



79
أين سبيل الى عدم نشوب الحرب الأهلية ؟
محمود الوندي       

الممارسات السيئة والأجرامية للحزب البعث والدكتاتور صدام حسين كثيرة ومقززة بحق الشعب العراقي لسنا بصدد ذكرها ،ولكن نبغي تسليط الضوء على مأساة شعبنا بعد تغير النظام البعث الفاشي ، لأقامة نظام ديمقراطي أو الأنتقال الى مرحلة جديدة هي عهد الديمقراطيةالتي تعيد لأبنائه كامل حقوقه وحرياته بعيدعن الرعب والخوف والدكتاتورية ، ولينعم الشعب بالأمن والأمان ، للأسف الشديد خيبة الأمال الشعب العراقي رغم سقوط الطاغية وحكمه البغيض ، وعلى ما يبدوا تتجه في مسيرتها الى تكرار نفس الممارسات التي مارسها الحزب البعث ، ولكن هذه المرة بطريقة الجديدة إلا هي بأستمرار عمليات الأرهابية التي تستهدف المواطنين الأبرياء والتي تقوم بها عصابات البعث وأجهزة الأمنية للنظام البائد الذين منتشرين بين الأحزاب الدينية بعد أن خلعوا ملابسهم الزيتونية وأطالوا لحاهم أو تأسيس أحزاب وتنظيمات سياسية كارتونية لتحقيق أهدافهم .

منذ سقوط النظام البعث تسعي أعداء شعبنا بكل ما أوتيت من قدرة لزرع الفرقة والشقاق في صفوف أبناء شعبنا ، وتروج له أعداء الديمقراطية والفيدرالية داخل العراق ، والعملاء الدول الجوارفقد قبلوا على أنفسهم أن يكونوا أدوات رخيصة لينفدوا الأرادة أسيادهم ، ووسائل الأعلام العربية وغير العربية المشبوهة حيث تصعد حملتها المسعورة ، ويواصلون دق طبول الحرب الأهلية مستغلين الجرائم البشعة التي ترتكبها فلول البعث وحلفائهم من قتل الأبرياء على الهوية الطائفية ، بعد أن تسلل هذه العناصر الى صفوف الأحزاب الدينية وتوزعت بين صفوفهم حسب الطائفية ، وأصبحوا أعضاء نشطين في الأحزاب الأسلامية ، ويسرحون ويمرحون بحرية وتتسابق عليهم الفضائيات العربية والأسلامية لأثارة الفتنة والفرقة  وبث سموم الطائفية والعنصرية المقيتة ، بدلاً من تقديم هولاء المجرمين الى المحاكم لينالوا جزائهم العادل على ما أقترفت أياديهم الأثيمة من جرائم بحق الشعب العراقي .

حينما يتحدث البعض عن الحرب الأهلية قادمة في العراق يراد بهذا المفهوم التغطية على مشاريع القتل والتدمير والمنفذة من قبل حثالات بائسين لدى جهات متصارعة في الساحة السياسية العراقية ، لأستغلالهم الفراغ الأمني والسياسي ، وكأن أصبح العراق لعبة بيد هولاء قارعي طبول الحرب ويتحكمون برقاب الفرد العراقي كما كانوا يفعلونه أيام النظام البعث ، وتزايد المزاعم وكلا من جانبه وكثرة أدعاءات التعصب ،  وأرتفاع أصوات الباطل التي تريد إشاعة إجواء طائفية في تمزيق لحمة العراقيين، وأنبرت الأقلام متنبئة بحرب أهلية لزعزعة التعايش السلمي والأخوي بين اطياف الشعب العراقي ، وتبادل الأتهامات العدوانية بين دخلاء على المذهبين لأستدراج أبناء الطائفتين (السنية والشيعية) الأقتتال لأسباب المذهبية ،لأن هناك وجود مخطط فعلي لأستغلال فطرة المواطن البسيط وتخدير عقله لزرع بذور الفتنة الطائفية في العراق للوصول الى أهداف خبيثة وخسيسة ، كل هذا من الأساليب تصب في مصلحة دعاة الحرب الأهلية ، وأعداء الشعب العر اقي .

عودة وتكملة موضوع أين سبيل الى عدم نشوب الحرب الأهلية ؟
الشعب العراقي (والمثقفين بشكل الخاص ) يتحمل مسؤولية الكبرى والمهمة التأريخية في هذه الظرف العصيبة يجب أن يقف أمام هذه العاصفة ، ، لأن أندلاع الحرب الأهلية بين طوائف لم تستفيد شيئاً ولم تحصل سوى الندم والألم والفساد وأزهاق الأرواح البريئة وتتعطل مسارات حياة  وسيجعل أبناء شعبنا ولعقود طويلة يجتدون ويلاتها وأثارها ،أذن لا يسمح لمثل هولاء أن يحرقوا أرض العراق الطاهر ، وعدم أفساح المجال لهم لأشعال الحرب الأهلية بين أطياف أبنائه ، كما يريدها البعض من السياسين العراقيين والدول الأقليمية ، وسحق كل من يريد يشعل حرب الطائفية وغلق الباب بوجهه منذ بداية ، والى بذل مزيد من الجهود لمحاصرة بث الفتنة والفرقة بين أبناء شعبنا وفضح نواياهم الخبيثة .

لقد آن الأوان  بالعمل المشترك بين مكونات الشعب العراقي بالسرعة الممكنة وقواه الوطنية الى التأخي والتعايش السلمي بينهم وقبول الرأي الأخرأن يجعل من التسامح والتصالح بينهم للهدف الرئيسي بناء المجتمع المدني الديمقراطي الفيدرالي ، ولترك الشعارات القومية والطائفية والمذهبية جانباً لتفويت الفرصة علىالعابثين والمخربين من البعثيين وأذناب النظام البائد الذين منتشرين بين الأحزاب الأسلامية والطامعين من الخارج ، لكي نؤكد للعالم أن ما تجري في العراق ليس حرباً أهلية كما يتوهم البعض بل هي الصراع بين زمرة الأرهابين من فلول البعث وحلفائهم الوافدين من الخارج البلاد وبين الشعب العراقي  .

وأخيراً على كافة الأحزاب السياسية والقوى العراقية والشخصيات الوطنية بما أن هدفكم واحد وعدوكم مشترك عليكم التكاتف والتعاون والتأخي في سبيل العراق الديمقراطي الفيدرالي لكي تقضون على الشرذمة البعث الساقط ومن مخلفات وأفرازات المرحلة النظام السابق .[/b][/size][/font]

80
لنا في كل زمان الف كاوه في كركوك
محمود الوندي
[20-03-2006]

شهر أذار الذي يستهل الربيع في إطلاته الرائعة والجميلة على الارض الكوردستانية ، ولهذا الشهر مكانته المميزة عند الشعب الكوردي ، فهو مليء بالمناسبات المفرحة والحزينة في وقت واحد .

في مطلع هذا الشهر وتحديداً في الخامس من أذار عام 1991 كان ذكرى أندلاع الأنتفاضة الجماهيرية في مدينة رانية الصامدة ضد نظام البعث والدكتاتور الجائر، ففيه قامت الجماهير بمهاجمة أوكار الطغاة والمجرمين من البعثين والمنبوذين ، لتعم بعد ذلك في جميع مناطق كوردستان كالنار التي تصيب الهشيم ، وبدأت المدن الكوردستانية تنعتق من قيد الجائرين الواحدة تلو الأخرى بأيدي الجماهير المنتفضة الغاضبة.

بعد تحرير مدينة أربيل في صبيحة 11/ أذار وقبلها في 7 / آذار مدينة السليمانية ، كان يوماً مرعباً وصاخباً وموعودا لأيتام صدام وجلاوزته ، وكانوا خائفين مذعورين كالجرذان من أنفجار الموقف وأنتفاضة الجماهير في مدينة كركوك تلك المدينة التي تعيش في النار الازلية وتتعطش دوما وأزلا الى الى لهيب النار الازلية ، تلك النار التي صنعت من فخار الشورجة بطلا مثل أربه ومن كايزه وشك قدمت نجم الدين ريشه ومن زيوي أينعت شيخ رضا طالباني ومن امام قاسم اعطت أسيري كوردستاني ومن كل محلة وحي وطرف وقرية وزاوية آلاف الابطال من البيشمركة ومئات من الفنانين وعشرات من فطاحل الادباء ممن زينوا صدر بابا كوركور بفسيفساء الشعر والقصة والكلمة الصادقة ، ذلك هو لطيف هه لمه ت الذي يعشعش الثوري في أدغال خياله بيوضات تفقس الانتفاضة التي تكنس الشوفينية من أرض شهدت اخوة اهلها الكورد مع تركمانها وسريانها وكلدانها ويهودها وارمنيها وكذلك عربها الاصلاء قبل استقدام الدخلاء الذين افسدوا الطبائع والخلق عند العباد ، لذلك أخذ النظام بتطويق المدينة ، وبدأت المفارزالأمنية والحزبية بالنزول الى الشوارع وألقاء القبض على شبابهم ، وقام النظام بأنفلة شباب المدينة من جميع أطيافها وشباب الكورد بشكل الخاص ، والهدف منه زرع الخوف والرعب في قلوب أهالي المدينة للحيلولة دون الانتفاض ، ولكن أهالي المدينة عملوا عكس ذلك ، لأنهم كانوا ينتظرون بفارغ الصبر تحرير مدينتهم من الأوباش، وتطهير المنافقين من المدينة ، وكانوا يتابعون أحداث ويوميات الأنتفاضة عبر أذاعة صوت شعب كوردستان يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة وقد كان العبدالله محمود الوندي هو و ثورة من الغليان المزمن في حي رحيم آوى ينتظر اشارة البدء مع بنات وأبناء المدينة .

مع أشراقة شمس في صبيحة يوم 21/ أذار الذي يصادف عيد نوروز سمعنا دوي أنفجارات وأطلقات النارية من الجهة الشمالية والشرقية لمدينة كركوك ، لقد علمت أهالها بأن شرارة الأنتفاضة وصلت الى مدينتهم ، وخرج الجميع الى الشوارع متحمسين وفرحين بتحرير مدينة كركوك من النظام البعث الفاشي، وأخذوا يستقبلون البيشمركة استقبال الأبطال المحررين للمدينة بهلاهل النسوة وهتافات الرجال النابع من قلوبهم وعقولهم وبعد ذلك زحفت الجماهيرالكبيرة على الدوائرالأمنية ومقرات حزب البعث لأسقاط قلاع الجلادين اوالأجهزة الأمنية الذين طالما عاملوا الاهالي بالنار والحديد ، لأن الجماهير الغاضبة كانت على يقين بان الجبناء البعثيون وأعوانهم الخونة لا يستطيعون الوقوف أمام زحفهم المقدس ، حيث ولوا بوجوههم القذرة هاربين من الميدان ، لأن النظام كان منهارا من جميع النواحي مما سهل لأهالي كركوك تحرير مدينتهم لأول مرة طوال تأريخ الثورة الكوردية مذ فجرها الخالد مصطفى البارزاني الذي عرف بتمسكه بكركوك كي تكون مدينة لاهلها رحمه الله كم كان صارما وصادقا وصائبا وصابرا وصاغرا لنداء الكركوكيين ، وأنهمر الأهالي من جميع مكونات المدينة بالسعادة والفرح وعمت شوارع المدينة دبكات وأغاني متنوعة .

للأسف الشديد لم تدم فرحة أهالي مدينة كركوك طويلاً بتحرير مدينتهم حتى جاء هجوم جيش الطاغية وحرسه الجمهوري الذليل مستخدما جميع الأسلحة بما فيها الطائرات المقاتلة والعمودية والمدفعية الثقيلة لأحتلال مدينة كركوك ، وقصف المدينة بقنابل النابالم للأنتقام من أهلها ، وقد صمد البيشمركة الشجعان لفترة طويلة أمام شراسة المرتزقة والجلاوزة للدفاع عن مدينة كركوك ، وعندما سقطت المدينة بأيدي الصداميين نزح أهلها (من جميع أطيافها) خوفاً من ألأضطهاد والقتل نحوالحدودالأيرانية والتركية بالأضافة الى ترك دورهم ومحلاتهم للنهب والسلب من قبل الغزاة والنفوس الضعيفة .

بعد أن تحررت مدينة كركوك مرة أخرى بأيدي البيشمركة الأبطال وأنهارالبعثيين ونظامهم المستبد أمام أرادة الجماهير الى الأبد في المنازلة الجديدة التي وقف المجتمع الدولي فيها ولو بعد دزينة من السنوات العجاف تحت حكم الشوفينيين الاشرار تنفس الشعب الصعداء ، وهكذا يحتفل أهالي المدينة كل عام في هذه المناسبة في الحادي والعشرين من شهر أذاربذكرى تحرير مدينتهم كركوك مدينة النار الأزلية بابا كوركور وبأعياد نوروز عيدهم القومي ويشاركهم الاخرون بهذا العيد ، انه فعلا شهرالتضحية والتأخي والتحرير والعطاء ، ففي هذا اليوم سقط الملك الشرير ( ضحاك ) بأيدي الجماهير الغاضبة وبقيادة كاوه الحداد وتخلص الناس من جبروته المتغطرس ، وتحررت أيضاً مدينة كركوك بأيدي أبنائها وللكورد في كل آن و زمان ألف كاوه و كاوه .
اللهم ، اجعل أيامنا كلها نوروز التحرير ، اللهم أعد علينا عيدنا في السنة القادمة وعلى رأس العراق رئيس وزراء وطني وغيور لا يخالف الدستور ويعمل على تطبيع الاوضاع في كركوك حسب القانون ولا نريد غير القانون لكي يشع الكركوكي ولو لمرة واحدة في تاريخ العراق بحرص الحكومة على مصالح الشعب قولوا ، آمين يا رب العالمين والخير للمتقين .[/b][/size] [/font]



81
حلبجة عروسة كوردستان
محمود الوندي
[16-03-2006]

تمر هذه الأيام ذكرى الثامنة عشر لقصف مدينة حلبجة والقصبات والقرى المحيطة بها بالسلاح الكيمياوي المحرم دولياً ، التي أفرغت الفاشية البعثية العفلقية من حقدها الأسود وكراهيتها الدفين على أهالي تلك المنطقة المسالمة ، وأنطلاقاً من أيديولوجية البعث العنصرية الفاشية المناهضة للشعب الكوردي والقوميات الأخرى ، وبحجة فقد النظام السيطرة على المدينة وأطرافها .
لذلك أوعز الطاغية الى القوات المسلحة من كل الأصناف ومن ضمنها طائرات المقاتلة بضرب المدينة وأبادة كل كائنات الحية فيها ، وفعلاً قامت طائرات حربية عراقية بألقاء حمولتها من قنابل الغازات السامة المحرمة دولياً على رؤوس أهالي حلبجة العزل والمحيطة بها لم يكن لهم أي ذنب سوى أنهم كورد، وقتل خلال ثوان خمسة ألاف أنسان وربما أكثر، وأصابت مئات بل ألاف منهم بجروح بليغة ( علماً أن العديد لا يرجى شفاؤهم ).
وفارق العشرات منهم الحياة بعد وصولهم الى المستشفيات بسبب خطورة جروحهم ، واما الذين لم أصابوا أو أنقذوا من تلك الكارثة من أهالي حلبجة والمنطقة المحيطة بها فقد أصبحوا يعيشون في الخيام بعد أن شردوا من ديارهم وسكناهم أو مشردين في ديار الغربة .

للأسف الشديد لقد سكت المحافل الدولية والأنظمة العالمية السكوت المطبق أزاء تلك الجريمة البشعة ( كارثة حلبجة ) الذي أقترفه النظام البعث بحق الأنسانية منتهكاً كل القوانين والأعراف الدولية وكافة القيم الأنسانية والشرائع السماوية ولم تهتزضمائر ومشاعرتلك المحافل والأنظمة من مشاهدة ألاف القتلى وعذابات مئات الجرحىعلى شاشات القنوات العربية والدولية ، بسبب مصالحها الأقتصادية والنفطية خصوصاً، ولسخرية القدر أن تلك المصالح تتحقق لجميعها من موارد نفط كوردستان.
وأغرب من ذلك حين أتهم الحكومة الأمريكية وبعض الدول في حينها أيران بأنها أستعملت تلك الأسلحة الفتاكة المحرمة دولياً ، الغرض من ذلك هو التشويش على المجتمع العالمي ودفاع عن خادمهم وولي نعمتهم صدام .

يجب علينا أن نكون صريحين مع أنفسنا أزاء هذا الصمت من قبل المحافل الدولية والأنظمة العالمية ، ولم تتخذ بحق صدام حسين ونظامه أي أجراءات قانونية ، وما لم يردع النظام الفاشي دولياً ، بل أكتفت بأصدار بيانات وقرارات ذات تعابير عامة كي لا تغضب مقترفي الجريمة ، والأحباط لدي الرأي العام والضمائر الحية ، ولهذا الصمت أسبابه الذاتية والموضوعية.
فالمحافل الدولية والأنظمة العالمية عموماً مصالحهم لم تسمح لها لأدانة وأستنكار تلك الجريمة النكرة ، لأن رفاهيتهم على هموم وجروح الشعب العراقي،أضافة لكونهم شركاءفي جريمة قصف مدينة حلبجة ، لأنهم زودوا النظام البعث تلك الأسلحة المحرمة ، وأستعملها الطاغية لضرب الشعب الكوردي.
لذلك أستمر النظام الطاغية يخدم أسياده في المنطقة حتى سقط بأيديهم أي بأيدي أسياده أمريكان بعد أنتهاء دوره في المنطقة وأستنفذت مصالح أمريكا وبعض الدول معه .
ليعلم شهداء كوردستان ومنها شهداء حلبجة أن طاغية العراق وزمرته المارقة الذين أقترفت أياديهم من جرائم لا إنسانية بحق الشعب العراقي عام والشعب الكوردي خاص ، يقفون الآن في قفص الأتهام أمام محكمة الشعب خائفين ومذعورين ، وأن حاكماً كوردياً من مدينتكم يا شهداء حلبجة يحاكمه بكل عدل وقانون .

الخزي والعار لصدام وطغمته العفلقية الدموية
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
النصر دائم لشعبنا الكوردي والشعب العراقي في سبيل الحرية والديمقراطية والفيدرالية والعدالة الأجتماعية .
[/b][/size][/font]


82
كتاب يكتبون لمن يدفع وضمائرهم في أجازة طويلة
محمود الوندي
[13-03-2006]

يتعرض الشعب الكوردي وقيادته المناضلة الى هجوم منظم وشرس من نوع أخر يتمثل بالحرب الأعلامية ، من جانب الأقلام المأجورة المحسوبة على الأحزاب القومية والطائفية ،( وكانت للأمس القريب مخبراً ذليلاً لدى الأجهزة الأمنية للنظام المقبور)،وتصب الجام غضبها على الشعب الكوردي وبالأخص الزعمين الكوردين ، أن مثل هكذا أقلام المأجورة تقدم خدمة كبيرة للأعداء الشعب العراقي وتساعدهم على تنفيذ مخططاته الجهنمية .

لقد أثبت الأيام بأن هذه الأقلام المأجورة التي تتباكى بدموع التماسيح على حقوق الأقليات والطوائف وعلى وحدة العراق لا تريد غير مصالحها ، لأنها تمتلك القدرة بدون أستحياء على التلون بحنكة تفوق حنكة الحرباء وتركب الموجة وتميل معها أينما أتجهت ، وستكون هذه الأقلام الأنتهازية والنفعية مصيبة عظمى على الشعب العراقي ، وأخطرمن الأرهاب والأرهابين القتلة لأن لديها أدوات ملاعيب في تخدير العقول البسطاء وضحك على الذقون الناس وأيقاظ مشاعر ضعفاء النفوس الذي يصطف معها .

قبل أيام قرأت مقالة المنشورة في عدد الصحف العربية ومواقع الأنترنيت لأحد الكتاب المأجورين والمنافقين مقالاً ملفقاً وبعيداً عن الخلق والعمل السياسي بعنوان ( الأكراد لا ولآء إلا لهوس كاذب ) التي لا ترتقي الى مستوى المقالة لأنها لا تستند على حقائق والى أية مصادر تأريخية ، لأن الكاتب لا يمتلك خلفيات الثقافة السياسية والتأريخية معاً ، وعـدم معرفته عـن التأريخ الشعب الكوردي ، ويجهل الحقائق السياسية في كوردستان العراق أو يعرف ويحرف عمداً ، لكنه يحاول بمحاولاته الغوغائية تزيف الحقائق التأريخية المتعلقة بالشعب الكوردي من خلال كتاباته ومقالاته وتروجها بكل صلافة بدون حياء أوخجل لأرضاء أسياده مقابل حفنة من الدولارات ، لأن لا يروق له ولا لأسياده أن يحصل الشعب الكوردي على الحرية وعلى حقوقه المغتصب ، والتخلص من شر وظلام جثمت على قلبه وعيونه وعقله لعقود الطويلة ،لأن لديهم حساسية كبيرة جداً تجاه كلمة (كورد – كوردستان ). لقد يتصورالكاتب بأن الناس هم درجة غبائة ولا يعرفون بأن مصالحه تلتقي مع بعض مخططات الأقليمية المستفيدة من مثل هذه الأكذوبة ، لأنه يعتمد على مقولة الوزير ألماني المشهورة كذب كذب كذب حتى يصدقك الناس ، لكي تصل الى المبتغى والهدف (وأصبحت شعاراً ومنهجاً لبعض من الكتاب الذين يصرون على أن السياسية وما هي إلا كذب وخداع وزيف ) .

من خلال قرائتنا للمقالة يتبين أن الكاتب مصاب بمرض أنفلونزا الكورد متأصل فيه ومن صعوبة التخلص منه لأن هذا المرض الذي ملئة بالحقد والكراهية قد أصاب قـلبه وعـقله ، لأن كتاباته لا تعبرعن وقائع مستنبط من مستندات ووثائق ملموسة وإلا هي محاولة بائسة لتجريد الكورد من صفته القومية وعزله عن أخوته العرب الشرفاء، وتنفث سمومه كالأفعى ضد الشعب الكوردي مع أطلاق مهاترات وتعبيرالرخيص وقول الباطل وتشويه الحقائق وتزوير التأريخ .

أريد أن أواجه الكاتب ببعض الحقائق الذي هو يجهلوها بأن الشعب الكوردي الذي سكن كوردستان قبل الأف السنين ينتمي ألى أعرق أمم في المنطقة الذي يعتبر مهداً للحضارة القديمة ، وناضل طويلاً بشجاعة فائقة ضد العنصرين والشوفنين من أجل حماية نفسه من الأبادة وقدم من تضحيات وشهداءفي سبيل تحقيق طموحاته وضمان حقوقه المشروعة على مدى حوالي قرن من الزمان .

بعد أنتفاضة أذار عام 1991 أستطاع الكورد العراق بجهد كبيرمن تشكيل حكومة وبناء مؤسسات أقتصادية وسياسية وأجتماعية وثقافية ناجحة ومميزة في التنظيم، وواكب التطور الحضاري والعلمي الذي يشهده العالم ، وأن جميع الأطياف القومية والدينية والمذهبية في كوردستان يعيشون بنعيم وما يتمتعون من حقوق بعد تحريرأقليم كوردستان ، كما أحتضنت المدن الكوردية خلال السنة الماضية عوائل عراقيين من كافة القوميات والمذاهب لهروبهم من أرهاب المتسللين عبر الحدود وجرائم البعث .
أريد أن أنصح الكاتب يبتعد عن الكذب والخداع ولا يحاول بمقالته السوداء في بث الفتنة والفرقة بين أبناء شعبنا ،لأن كثير من قبله قالوا وكتبواعن تلك الأسطوانات المشروخة لكنها لا أثرت ولا تؤثر من حقيقة الكورد لأن علاقته مع الجميع مكونات الشعب العراقي تعتبر من الثوابت أنسانية وأخلاقية وليس علاقة مصلحية أو نفعية ، وأنما صارت جزء لا يتجزأ من ثقافته العريقة .
هل يفهم الكاتب مدى نبل أخلاقية الثقافية والسياسية والأجتماعية الكوردية الذي يتسامي فوق كل المصائب والمعاناة الذي شاهد الكورد على مدى قرن الماضي من الحكومات العراقية المتعاقبة على الحكم العراق ؟ [/b] [/size] [/font]

83
خـانـقـيـن بـيـن أذاريـن

محمود الوندي

مدينة خانقين جميلة ببساتينها وغنية بحقولها النفطية وعريقة بتأريخها المنشودة وقدرة بعطائها من أرضها ونهرها، وعامرة بحبها ووفائها ، خانقين مدينة التأخي والسلام  ومدينة المثقفين والفنانين والرياضين والسياسين والوطنين ، حيث نجد معظم الأهالي خاتقين ملمين بالثقافة العربية والتركمانية والفارسية الى جانب الثقافة الكوردية ، كما كتب الكاتب والباحث القدير قيس قرةداغي ضمن ملف المدن المنسية موضوعاً هاما ً حول مدينة خانقين وأبداعات أبناءها العظام رجالها ونساءها في ميدان الفنية والسياسية والرياضية والأدبية ، هذه المدينة التي أصبحت رافداً للحركة الرياضية والفنية والثقافية والسياسية  ،وكما أصبحت أيضاً رافداً للحركة الوطنية العراقية والحركة الكوردية  .
كتب الكثير من المقالات والبوحث حول هذه  المدينة كونها ملتقى الثقافات مثلما ملتقى للتجار أمثال الكاتب السياسي المبدع أحمد رجب في مقالة الشيقة مدينة خانقين تعيش في قلوب أبنائها ، ويذكرونها  بكل لوعة وأشتياق كل من الكاتب آري كاكه ي والكاتب ديار الهرمزي في كتاباتهم وكذلك الأستاذ المحبوب أحمد رشيد خانقيني في مقالة المنشورة خانقين عبر ذكريات الطفولة وأيام الدراسة.
كما يتحفنا بين آونة وأخرى الشاعر والفنان التشكيلي عبد الحكيم نديم الداودي مقالات حول الشخصيات والشهداء هذه المدينة الصامدة . التي قدمت العديد من أبنائها الشهداء من أجل أنقاذ الشعب العراقي من الأوباش المجرمين من أزلام البعث والطاغية ، وتحدت أهالها السياسية الشوفينية بكل أنواعها وأساليبها المتوحشة.
وهناك مجموعة من الكتاب والمثقفين الذين كتبوا بمقالاتهم وكتاباتهم وروائيتهم عن خانقين ، ونذكر منهم المرحوم الأستاذ مجيد إبراهيم قدم دراسة مطولة تحت عنوان خانقين في ماضي زاهر وحاضروخيم  والأستاذ إبراهيم باجلان الذي أبدع بكتاباته الجميلة عن خانقين ونذكر أيضاً الروائية المتألقة أحلام منصور والقاص سلام عبد الله والقاص فاضل كريم والدكتور خليل أسماعيل ولديه كثير من البحوث عن خانقين والكاتب هيوا علي آغا والكاتب المعروف دانا جلال والكاتب علي أركوازي والشاعر والأعلامي عبد الوهاب الطالباني والكاتب والممثل كرزان خانقيني ، والدكتور مهدي كاكه ي فإذا أردنا ذكر المزيد فالقائمة تطول فعدزأ لمن لم يرد أسمه .
نحاول قدر المستطاع عبر هذه المقالة تسليط الضوء على مدينة خانقين بين ( أذار 1970 وأذار 1974 ) من ناحية الأدبية والفنية ، بعد أتفاقية 11 / آذار بين الحكومة العراقية وقيادة الثورة الكوردية ، لقد تولت مجموعة مثقفين ومفكرين وسياسين متابعة وتنفيذ العديد من تلك الأتفاقيات ومن ضمنها البنود الثقافية.
وقد لعبت وزارة شؤون الشمال ( أنذاك ) ووزيرها الشهيد سامي عبد الرحمن التي أنيطت لها لبناء المؤسسات الثقافية والأجتماعية الكوردية وتطبيق الدراسة باللغة الكوردية في المدارس أقليم كوردستان ، حيث شملت الدراسة الكوردية مدينة خانقين ونواحيها ( لأن أغلبية سكان خانقين كوردية وفيها بعض العوائل العربية والتركمانية والمسيحية ، وجميعهم  يتقنون اللغة الكوردية).
وقبل قيام أسرائيل كان اليهود كتلة مهمة ومؤثرة في النسيج الأجتماعي داخل مدينة خانقين وكانوا يتكلمون باللغة الكوردية ) ، لأن دراسة هذه المدينة الكوردية  كانت قبل أتفاقية 11 / أذار عام 1970 باللغة العربية وبقيت أبنائها لعقود طويلة محرومة من الدراسة بلغتها الأصيلة من قبل الحكومات والأنظمة التي تعاقبت في السيطرة على زمام الحكم في كوردستان ، حيث بدأت فيها التعليم والتدريس باللغة الكوردية ، وأزدادت المدارس المتوسطة والثانوية والأبتدائية مع أزدياد الطلبةز
ومن ناحية أخرى شهدت مدينة خانقين تطوراً وأزدهاراً كبيرتين  أجتماعيا وسياسيا ً وأقتصادياً وثقافياً ورياضياً ، وبذل المثقفين والفنانين جهوداً مكثفاً لأحياء التراث الكوردي التي منعت سابقاً ، وأنطلقت بعد أتفاقية أذار الفرق الفنية والمسرحية والموسيقية التي لعبت دوراً مهماً ورائعاً في أحياء الفلوكور الكوردي ، وكما قامت بعرض العديد من أعمال الكتاب والفنانين المدينة ، بأمكان المرء أن يقول أن الفترة ( 1970 – 1974 ) شهدت مدينة خانقين ازدهاراً للثقافة الكوردية لم يسبق لها في تأريخ العراق الحديث .

بعد أن تلكؤ النظام البعث في تنفيذ بنود 11/ أذار عند أقتراب موعد تنفيذ الأتفاقية في مطلع عام 1974 ، وأنفلت الحقد الشوفيني الأسود والهجمة البربرية  على مدينة خانقين وملاحقة أبنائها البررة ، عندما أغتيلت الثورة التحررية الكوردية في كوردستان بفعل التأمر الدولي والأقليمي تحت المظلة الأمريكية  بدأ النظام الفاشي بتطبيق سياسية التعريب ، والغاء الدراسة الكوردية نهائياً في مدينة خانقينز
وحرمت المدينة من رؤية أية أعمال فنية وطنية أو عالمية تقدمية بلغته الكوردية ، وقام النظام بترحيل وتهجير أهالي خانقين  الى المنطقة الجنوبية والصحراوية ومروراً بالأعتقالات الكيفية والأعدامات ، وبدأ أيضاً بتغير أسماء الشوارع والأحياء والمدارس من أسماء التأريخية القديمة الى أسماء البعثية تحمل طابعاً عنصرياً ، لأنه أراد تجريدها من هويتها الكورديةز
لكن أهالي مدينة خانقين تحدت تلك السياسية القمعية والشوفينية بكل أنواعها وأساليبها ، وقدمت أبناء خانقين قوافل من الشهداء من أجل العراق وكوردستان وفي سبيل تحرير مدينتهم من التعريب وأيدي البعثيين القتلة  .
ودفعت أيضا مدينةً خانقين واهلها وبنيتها التحتية ثمناً باهضاً طيلة سنوات الحرب الأيرانية العراقية المدمرة ، حيث القصف والتدمير اليومي الذي أصاب البشر والحجر والبستان وكل شئ .
وأخيراً تحررت مدينة خانقين التي رفضت الأنصياع الى تهديدات وترغيبات الحثالات الجهلة بأيدي أبنها الشهامة والبيشمركة الأبطال ، ورجعت مياها الى مجراها الطبيعي، وأعادة الى رونقها وعافيتها وثقافتها  ، وسقطت مستوطنات التعريب وهزم البعثيين وجلاويزتهم ، هذه هي مدينة الأبطال والشهداء .[/b][/size][/font]

84
تعتبر المرأة نواة المجتمع
 
محمود الوندي
[08-03-2006]

 الكل يعرف المرأة أينما وجدت أنها الزوجة أوالأم الحنون ، وتعبيراً عن المكانة الرفعية والسامية لها في المجتمع ودورها الأساسي في الحياة البشرية جمعاء ، مهما قدمنا اليها فهي قليلية ، لأنها تحمل على عاتقها مهام تربية الأبناء بثقة وأمان ، وتأمين شؤون العائلة التي تعمل طوال النهار والليل من أجلها ، وانها أسيرة جدران مطبخها وتدبير المنزل كما نعرف ،( لأنها تتواجد دائماً في المطبخ كل يوم لتجهيز الفطور والغذاء والعشاء، وتغسل ما تبقى من صحون في مغسلة المطبخ ، وفي رمته أيضاً تنظيف البيت ) ، بما أن شوقها وحبها العمقين وعطفها الخارق لكل العائلة ، لذلك تحاول ان تنفذ ما يريد زوجها وأولادها من طلبات تعجيزية وترضيهم ، وبعضها تعمل خارج البيت الى جانب عملها المنزلي .

أن من أهم المواضيع المثيرة في الوقت الراهن للنقاش موضوع حقوق ومساواة المرأة مع الرجل ، لأنها أكثر الفئات الأجتماعية تخلفاً ومظلوماً التي يفرضها المجتمع عليها ، ولا تزال أنها تعاني التمييز في أماكن عديدة من العالم ، لأن النظام الأجتماعي السائد سلب وما يزال يسلب حريتها وحقها من أن تمارس اي نشاط الأجتماعي والمهني ، وفرض عليها قيوداً صارمة وظالمة ، وحولها الى الأنسانة معاقة أو قاصرة ، ولا تسمح لها في مشاركة بحياتها طبيعية ، أذن لا يمكن أن تتحقق مساواتها مع الرجل في المجتمع إلا إذا كان متساوين أمام قانون ، ولم تصل المرأة الى المكانة المرموقة إلا بتعديل وتغير التشريعات التي تمنع تميز ضدها ، تعتبر الخطوة الأولى على طريق تحررها ، لأن عالمنا هو عالم يتحكم به الذكور الذي يحرم المرأة من حقوقها ويكبت رغابتها ومواهبها ويتحرك بيها كما يشاء .

عندما نكتب الجميع عن حقوق ومساواة المرأة التي تعتبر نواة المجتمع وعنصراً مهماً في تنميته ، وهدف من خلال كتاباتنا الى توعية المرأة والعمل على مكافحة كل أشكال التمييز ضدها وعدم تهميش دورها في المجتمع ،وعدم ربط حقوقها بأعراف وتقاليد عشائرية التي تقف حجرة عثرة في طريقها ووصول الى مطامحها وتحقيق رغباتها وتطلعاتها ، ، لأنها ليست بأقل من أمكانيات وقدرات أخيها الرجل ، ونحاول أن تحتل المرأة موقعها الحقيقي في المجتمع يمكن إن تسد نواقص كثيرة لا يستطيع سدها الرجل ، وتتخطى حواجز الخوف التي وضعت لها ، حتى بناء جسور للثقة والتفاهم والحوار مع الأخرين ، وتنشط داخل التنظيمات الأنسانية والأجتماعية والمهنية ، لكي تساهم لبناء مجتمعات الحضارية والعدالة الأجتماعية ، لأننا نعتبر حقوق ومساواة المرأة مع الرجل مفتاح عجلة التقدم الأجتماعي والنهوض بالأسرة والدولة .[/b][/size][/font]



85
سبب أخفاق الأنتفاضة شعبان المجيدة

محمود الوندي
[06-03-2006]

تمر هذه الأيام ذكرى أنتفاضة شعبنا العراقي في شعبان / أذار عام 1991 عندما ثارت الجماهيرالمظلومة والمجروحة بأنتفاضتها المباركة على النظام البعث وتصديها لدكتاتور الجائر المستبد وأنتقام من جلاوزيته ،
وطالباً بالثأر لدولته المدمرة بالكامل أقتصادياً وأجتماعياً وسياسياً ،وأضافة الى الملايين الضحايا الذين قتلهم في حروبه وسجونه ومعتقلاته ، وعمت أنتفاضة شعبية جميع مناطق كوردستان والجنوب والوسط التي شاركت فيها جموع هائلة من كافة أنتماء الشعب العراقي وبدأت تتساقط المدن العراقية الواحدة تلو الأخرى بأيدي الثوار الشجعان ، وخرجت أربعة عشر محافظة عن سيطرة السلطة المجرمة ، وصلت الجماهير الثائرة الى حدود النصر الأخيرة وما هي إلا أيام معدودة لسقوط الطاغية ، وهزت الأنتفاضة عرشه وتحولت السلطة الى كتلة الهشاشة .

إلا أن تدخلت أمريكا لأنقاذ عميله وطفله المدلل وأعطت الضوء الأخضر له ولأزلامه المجرمين لسحق الأنتفاضة والقضاء عليها ، وقام الطاغية ضربها بجميع أنواع الأسلحة بما فيها طائرات المقاتلة والعمودية والمدفعية الثقيلة ، فتصدى لهم رجال الأنتفاضة بشجاعة وبطولة الخارقة حتى راح ضحية تلك العملية مئات الألاف من الشهداء والمهاجرين ودمرت المدن والقصبات وضربت حتى المراقد الأئمة في النجف وكربلاء ، أضافة الى تجريد جميع الأسلحة التي كانت بحوزة المنتفضين من قبل قوات الأمريكية ، لتكون الأنتفاضة ضعيفة أمام زحف جلاوزية النظام عليها .

بعد أخفاق وفشل الأنتفاضة تعرض القائمون بيها من كافة أطياف الشعب العراقي للقمع والتنكيل والمطاردة والقتل ، حيث أقتيد الألاف الى معتقلات وسجون النظام ودفن المئات منهم في مقابر جماعية ، لا بد هناك أسباب كان لهذا الفشل والأخفاق للأنتفاضة في تلك المرحلة ، علينا نتطرق الى بعض النقاط الهامة لأسباب هذا الفشل والأخفاق أدناه : -
1- أفتقرت الأنتفاضة الى كثير من العوامل ، أهمها القيادة السياسية والميدانية وأعتماد على المبادرات الفردية والأرتجالية في مواجهة قوات النظام الطاغية .
2 – عدم وجود حليف أستراتيجي مستعد لمساندة ومواصلة دعم الأنتفاضة مادياً ومعنوياً من قبل الدول الجوار خصوصاً .
3 – طالبت الأنظمة العربية الأدارة الأمريكية بأبقاء صدام في سدد الحكم ، وتقديم يد العون له لأخماد الأنتفاضة ، بحجة أن الأنتفاضة ذات طابع شيعي .
4 – ساعدت الأنظمة العربية في القمع الأنتفاضة ،حيث أن معظم الأسلحة المستعملة في جميع مناطق الأنتفاضة كانت ذخيرته عربية وتشهد الكتابة على الصندوق .
5 – شاركت بعض فصائل الفلسطينية ومجاهدي خلق أيران فعلياً في قمع الأنتفاضة .
6 – تدخل النظام الأيراني حينما أرسل أعداد من عملائه وعناصره من المخابرات الى داخل العراق ، لتسرق وتخرب ، وتشجيع الناس على النهب والتدمير المؤسسات الحكومية .
وبرغم لم تحقق الأنتفاضة أهدافها بأزاحة النظام الطاغية ، إلا أنها ستبقى ذكرها حافزاً لكل العراقيين كانت وستكون أساساً لنضالهم ، ، وحصيلت أنتاج الأنتفاضة أن الشعب العراقي يرفض الدكتاتورية والخضوع لنظام الجائر المستبد أيا كان شكلها ونوعها ومضمونها ، إنما يريد العيش الحر الكريم داخل المجتمع المدني تضمن حقوقه ومصالحه ، وتوفير له الأمن والأستقرار . [/b] [/size] [/font]



86
المنبر السياسي / نصرنا في وحدتنا
« في: 04:08 01/03/2006  »
نصرنا في وحدتنا
 
محمود الوندي

على مدى العـقود الماضية تعرض الشعب العراقي الى الكوارث والويلات على أيدي النظام البعثي الشوفيني الذي حكم العراق بالحديد والنار منذ أنقلاب الثامن من شباط الأسود عام 1963 ولحد سقوطه في التاسع من نيسان عام 2003 ، وما يزال المواطن العراقي يتعرض الى الكثير من الجرائم بعد سقوط النظام البعث على أيدي فلولهم والأرهابيين المتسللين عبر الحدود ، وتزداد وتيرة الأرهاب والأجرام في العراق يوماً بعد يوم جراء أفعالهم الشنيعة التي تسهتدف المدنيين والمساجد والمراقد الأئمة أينما كانوا ، تحت عناوين ومسمات مختلفة ، محاولآً لخلق الحرب الأهلية بين أطياف الشعب العراقي .

بعد سقوط عرش الطاغية وأشرقت الشمس الحرية لشروق الديمقراطية والفيدرالية في أرض العراق الجميل ، لقد ظهرت بوادر المؤامرة على الشعب العراقي من قبل دول الجوار ، ومحاولتها لأفشال مسيرة العراقيين نحو بناء وتطور العراق الجديد ، لأستغلالهم بعض ضعفاء النفوس والناس البسطاء بين مكونات الشعب العراقي ، ومن خلال صحافيتها وحناجر مذيعيها ومقابلات صحفية وأذاعية وتلفزيونية فضائية ، ومن خلال طابور الخامس الذي يعمل لحسابها داخل الأحزاب والتيارات الدينية في العراق ، محاولة لنشر الأفكار العنصرية المريضة والمثيرة للفتن المذهبية والقومية والطائفية بين أطياف الشعب العراقي ، وتأجيج الصراعات العرقية والنزاعات المسلحة .
وتسعي هذه الدول بكل ما أوتيت من قدرتها وجهدها الخبيثة لتتدخل في شؤون العراق بحجة الدفاع عن العراق ووحدة أراضيه ، لغرض تنمية النزعات العدوانية والدموية وتعميق روح الكراهية ، وزرع الفرقة والشقاق بين صفوف أبناء شعبنا ، وهدف هذه الدول تريد أدخال العراق في دوامة الحرب الأهلية وتفتيت كيانه ، ولا تريد نظاماً قوياً ديمقراطياً فيدرالياً على حدودها لا يكون مناسباً لطراز حكمها الدكتاتوري .

الشعب العراقي يتحمل مسؤولية الكبرى والمهمة التأريخة في هذه الظرف الحرج ، لعدم أفساح المجال لهولاء المنبوذين لآشعال الحرب الأهلية بين أطياف شعبنا ( لأن أشعال الحرب الأهلية بين الشعوب لم تستفيد شيئاً ولم تحصل سوى الندم والألم بنفس الوقت ، وأزهاق عدد كبير من الأبرياء يعني تحرق فيها الأخضر واليابس ) ، وعليه رفض الطائفية وسحق كل من يريد أن يختار درب الطائفية وغلق الباب بوجهه منذ بداية ، وكشف خلايا ارهاب المرتزقة والعملاء بين صفوفه .
لايستطيع الشعب يقف أمام تلك العاصفة إلا بوحدته الوطنية المتينة والراسخة ، لأن طريق نصر الشعب العراقي يكمن في وحدته وأتحاده ، لذلك فأصطفاف الشعب وتماسك لحمته سيكون بمثابة الضربة القاضية للأرهاب ومن يدعمها.
لذا يطلب من العراقيين الى التلاحم والتكاتف من أجل ترسم معالم مستقبل عراق جديد ينعم فيه الجميع بالأمن والسلام ، وعليهم حشد الطاقات لبناء مجتمع العراقي الديمقراطي الفيدرالي من خلال الأنسجام والتعامل معاً بروح الأنسانية والمحبة والسلام.
وعليهم أن يعمل ويجهاد من أجل أن يحصل كل الفرد من تشكيلات الطيف العراقي حقوقه المشروعة ، و يساهمون مساهمة فعالة لبناء المجتمع المدني والمؤسسات الديمقراطية الحقيقة ، و بناء جسور للثقة والتفاهم والحوار فيما بينهم لترميم وطنهم الذي تهدم بأيدي أعدائهم .

بما أن العراقيين يعتزون ويفتخرون بتنوع مكوناتهم القومية والمذهبية والدينية التي وجدت منذ مئات السنيين متأخية ومتعايشة ومتألفة ، يجب عليهم لرص صفوفهم ووحدة فرقتهم مهما كانت في سبيل تحقيق الهدف الأكبر وهو دحر الأرهاب البعثي الطائفي وحلفائه المتسلليين ، ودعوة للترفع على خلافاتهم من أجل المصلحة العامة للشعب والوطن ، ويساهمون في أصلاح مجتمع العراقي وتطورالثقافي والعلمي والحضاري في البلاد ، لكي يبنوا مستقبلاً جميلاً وزاهياً لأجيال القادمة . [/b][/size] [/font]
 

87
المقاومة الشريفة تفجر مرقدي الأمامين الهادي والعسكري

محمود الوندي

العراق يمر بأحرج وضع وأدق ظرف جراء تصاعد الأرهابيين البعثيين والمجرمين القادمين من بلدان عربية وغير عربية عبر سوريا بالذات ، وكشروا بنفس الوقت أنيابهم العروبية والأسلامية بوجه العراقيين، وزرعوا الوطن بالملثمين والأنتحارين والذباحين ومصنعي المتفجرات والعبوات الناسفة مستباحاً تماماً للطامعين من دول الجوار حيث يحاولون تدمير كيان الدولة ومؤسساتها المختلفة وتخريب البنية التحتية وأيقاف الدورة الأقتصادية ، وتنشر الرعب والخوف والدمار والقتل في كل زاوية من زوايا هذا العراق الطاهر .
بعد أن تناقلت وسائل الأعلام العربية خبراًعن فجر إرهابيون مرقد ضريح الإمامين علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام بعدأن دهمت مجموعة ملثمة مرقديهما في سامراء ، علماً هذه العتبات المقدسة لها حرماتها عند العراقيين بغض نظر عن أنتماءاتهم المذهبية والعرقية ، وقد سبق هذه الجريمة جريمة أخرى قبل عدة أشهر طال فيها القصف العشوائي ملوية سامراء التأريخية التي أستهدفها الأرهابيون أعداء الحضارة والتطور.
ولم ينسى الشعب العراقي أيضاً تلك العملية الأرهابية التي طالت واحد من أبرز قادتهم السياسيين وهو الشهيد المحراب محمد باقر الحكيم داخل مرقد الأمام علي (ع ) في النجف الأشرف ، أذن تلك جريمة نكراء تضاف الى سلسلة جرائمهم الخبيثة التي تستهدف أعاقة مساعي الأمن والأمان في العراق ، في محاولة بائسة لتمزيق وحدة الشعب العراقي .
جعلني أخرج عن صمتي وأمسك قلمي عندما سمعت بأقتراف الإرهابيون عملية أرهابية جديدة ولكنها تختلف من مثيلاتها من الأعمال الأرهابية السابقة ، حيث أستهدف هذه المرة حرمة وصروح المقدسات الدينية والتأريخية ، بعد أن فشلوا كل جرائمهم السابقة التي أقترفوها بحق أبناء شعبنا عن طريق القتل والتفجير والتفخيخ والتي لم يحقق لهم أغراضهم الدنيئة وما كانوا اليه يهدفون.
لذلك فكروا بالأعتداء على مراقد الأئمة في سامراء ، لعل تحقق أحلامهم الشريرة ، ولكنهم مرة أخرى فشلوا رهانهم بعد الموقف الوطني الواضح والشجاع للقوى السياسية والدينية الداعية الى تفويت الفرصة على أعداء الشعب العراقي ، وبوعي الخيرين من أبناء شعبنا العراقي ضيعوا الفرصة على الذين يتصيدون بالماء العكر، وأفشلوا مخططاتهم الدنيئة والخسيسة التي تناقض مع كل المبادئ والقيم الأسلامية العالية .
من المؤكد أن الحكومة العراقية تتحمل مسؤولية هذه الجريمة النكراء أسكنت اللوعة والحزن والألم في قلوبنا لأنها لم تتخذ الأجراءات الصارمة والعقاب الشديد بحق هولاء القتلة والمجرمين من البعثيين والمتسللين من خارج الحدود محاولة لأشعال فتنة طائفية بين مكونات الشعب العراقي ، وعدم ملاحقة كل من يقف معهم ويؤويهم ويقدم لهم المساعدات اللوجستية.
ومن المفروض على الحكومة العراقية تشكيل محكمة ميدانية بعد القبض على هولاء الجناة وأعدامهم في مكان الحادث وعدم زجهم في سجون ويطلق سراحهم بين أسبوع وأخر ولم يقدموا الى العدالة بالرغم من أرتكابهم أبشع الجرائم بحق الأنسان العراقي .
يطالب الشعب من الحكومة العراقية إجراءات جدية تعالج الأرهاب من الجذور والرد الحاسم والسريع ضد هذه العصابات المجرمة قبل أن يحل الخراب والدمار بالعراق ، ولايمكن محاربة الأرهاب والقضاء عليه من خلال الأدانة والأستنكار فقط ، لذا الشعب العراقي لا يريد أن يسمع تصريحات وتلميحات بعد كل عملية إرهابية الذي يخرج عليه مسؤول ببلاغ أو تصريح لألقاء تبعات أزهاق أرواح الأف الناس على جهات مجهولة هوية .
يجب على الحكومة العراقية بتوفير الأمن والأستقرار وحماية أماكن المقدسة والعامة من هولاء الأشرار وأستئصال هذه الغدد السرطانية الذي ينهش جسد المجتمع العراقي . [/b] [/size] [/font]

88
لماذا تخاف الدول الجوار من ديمقراطية وفيدرالية العراق ؟

محمود الوندي
 
قبل البدء في الكلام عن الديمقراطية والفيدرالية ، كلاهما أهم مفردات الفكر والحياة الإنسانية ، وكلاهما أخطر وأهم مشاكل الدول العربية والأسلامية، وتعريف الديمقراطيةً تعني سلطة الشعب الذي يساهم في صنع القرار السياسي ، وبناء المجتمع المدني لتصون الحريات العامة للجميع ، والأحترام حقوق الأنسان، وأنتشال المجتمع من ألامه ومأسيه ، والفيدرالية أنها تقوم على العدالة الأجتماعية والأقتصادية والسياسية ورفع التمييز والظلم في البلد ضمن الحكم الديمقراطي ، وهي وسيلة الوحيدة للمحافظة على سلامة ووحدة الوطن وعلى سيادته ، وتحقيق الأمان والسلام والحرية والحياة الكريمة لأبناء الوطن ، وتتمتع بثرواته الوطنية ، إذن الديمقراطية والفيدرالية واجهتان لعملة واحدة .
عودة وتكملة موضوع لماذا تخاف الدول الجوار من ديمقراطية وفيدرالية العراق
؟ بعد أن جربنا خلال هذه السنيين دول الجوار العربية والأسلامية ووجدنا كلها ترغب ببقاء صدام في الحكم حتى لو أباد الشعب العراقي عن بكرة أبيه كي لا تأتي نظام ديمقراطي فيدرالي في العراق، من وجهة نظرهم وجود عراق ديمقراطي وفيدرالي على حدودهم لا يكون مشجعاُ بشكل كبير لطراز حكمهم ، وخوفاً أن يمتد الزلزال الى دولهم التي تغرق في الدكتاتورية ، سوف تهز أركان أنظمتهم ، ولهذا كان سيلاً من الوساطات المتعددة الأطراف بدأ تسير بأتجاه أبقاء صدام حسين في السلطة ما يعني بالضرورة بقاء الدكتاتورية جاثمة على صدر الشعب العراقي ، وبدأت تنطلق من هذه العاصمة أو تلك ، مبادرات وأتصالات وجهود لأنقاذ هذه السلطة من المصير الأسود ، بدلأ أن تتوسط لصالح أنقاذ الشعب العراقي ، لأن أنهيار النظام في العراق يعني أنهيار كل أنظمة الدكتاتورية والفاسدة ، وبأحرى هيمنة ديمقراطية وفيدرالية في المنطقة .
لقد يتفهم المرء تبريرات هذه الدول وزعمائها في الوقوف بوجه حملة أسقاط نظام صدام دفاعاً عن مصالحهم في العراق والأغراءات التي قدمها الطاغية لهم من أجل الوقوف الى جانبه ، لقد تبين الحقيقة أنهم يخافون من الديمقراطية والفيدرالية العراق ليس من أمريكا كما يتصور البعض ، بل خوفاً من نقلها الى شعوبهم وأثارة للروح الوطنية والقومية في دولهم وتنكشف عورتهم وظلمهم وظلاميتهم ، لأن الديمقراطية والفيدرالية هما الوحيدان التي تهدد نفوذ الحكام العرب والأسلام المستبدين .

منذ سقوط النظام الصدامي أخذت هذه الدول تتعاطف وتتحالف مع البعثيين ضد الشعب العراقي بحجة الدفاع على وحدة العراق وتعتبر الديمقرطية والفيدرالية بداية لتفتيت العراق وفصله عن ما يسمونه المحيط العربي والأسلامي ، وتحاول هذه الدول أستغلال حالة الفراغ الأمني لتسريب مخابرتها ورجالها الى داخل العراق لقيام بأعمال التخريبية ، ويؤججوا نار الفتنة والتحريض ما بين طوائف الشعب العراقي ، بهدف أعادة عقارب الساعة الى الوراء في العراق خوفاً من تأسيس نظام ديمقراطي فيدرالي مبني على الأنسانية والعدالة الأجتماعية .

لذلك تفعل هذه الدول ما في وسعها، بعد أن فقدت مصالحها سياسية وأقتصادية في العراق وحرمانها من شحنات النفط المجاني ، لعرقلة مسيرة البناء في العراق وأي توجه نحو تحقيق الديمقراطية والفيدرالية ، للتعبير عن رفضهم للواقع الجديد في العراق ، لأنها تخاف على نفسها ومصالحها وتدرك الحقيقة سيكون دور عليها لا محالة لذلك بعد نقل أنفلونزا الديمقراطية والفيدرالية الى شعوبهم .

خلاصة القول لهذه الدول لن يقبل الشعب العراقي بعد اليوم للصداميون الجدد ، لأن الشعب العراقي ( من عرب وكورد وتركمان – سنة وشيعة – اسلام ومسيحي ) يساهم بشكل فاعل في بناء المجتمع المدني أن ينال كل فرد العراقي حقه من الحياة والحرية وضمان حقوقه ويحاول أقامة دولة عراقية ديمقراطية فيدرالية تعددية .
أخيراً وليس أخراً سيبقى العراق قبلة للأحرار وقلب النابض بالحرية والديمقراطية والفيدرالية في المنطقة وسوف يصبح العراق يابان الشرق الأوسط . [/b] [/size][/font]
 

89
تسليط الضوء على ممارسات المقاومة الشريفة
 
محمود الوندي

اليوم نرى ونسمع عبر القنوات العربية ونقرأ من خلال المقالات المنشورة في عدد الصحف العربية ومواقع الأنترنيت مضاربات ومزايدات يتزاحم بها عدداً من الكتاب السفلة من حملة الأقلام المأجورة والحناجرالعفينة سبق أن خلقهم النظام البائد في دول العالم بأساليب متعددة.
وتحاول هذه الأصوات المبحوحة وأقلام المشبوهة لخداع بعض الناس البسطاء بنواياها الخبيثة ، أنها من دعاة رسالة أنسانية ووطنية ، وتباكي بدموع التماسيح على الشعب العراقي بحجة دفاع عن وحدة العراق وعدم تقسيمه.
ولكن لم يسمع أحد من العراقيين من بين صرخات تلك الكتاب شيئاً عن الدماء التي تسيل على الأيدي الأرهابيين وفلول البعث الهاربة ، ونجد العكس تماماً بقيت هذه الأقلام والأصوات كسابق أوانها تعادي الشعب العراقي المظلوم ، وتقوم هولاء بتشجيع العمليات الأرهابية عبر وسائل الأعلام ( مرئية ومسموعة ومقرؤة ) لزعزعة الأمن والأمان داخل العراق ، لتتبخر أحلام الشعب العراقي في الحرية والديمقراطية والفيدرالية والحياة الحرة الكريمة ، وتطلق عليهم صفة المقاومة الشريفة ، وتعيد وتصقيل الأدعات الجوفاء حول ما تسمى بمقاومة ، بسبب فقدانهم لأموال وخيرات العراق التي وقعت في أيدي العراقيين بعد سقوط البعث وولي نعمتهم ، التي كان يغدقها عليهم ، لذا هولاء الكتاب ترى الأشياء برؤية مختلفة تماماً وترى الحق باطل والباطل حق .

لكن ينبغي تسليط الضوء على ممارسات المقاومة الشريفة ( الأرهاب ) التي تمارسها ضد أبناء شعبنا من خلال أجراءاتها القمعية التي تصبغ الدماء طرقات وشوارع العراق كل يوم ، ويبث الخوف والرعب في نفوس المواطنين ، وتعبيث في البلاد بحجة مقاومة المحتل ، علينا أن نكشف حقيقة ما تسمى بمقاومة ، بعد أن تبين أهدافها بأنها لا تقاوم الأحتلال ، فهي قد ركزت جهودها على الشعب العراقي أكثر ما توجها لقوات الأحتلال ، علينا أن نعرف من هم القائمين بها ، ومن وراء دعم المادي والمعنوي لهم ، ولماذا تباكي هولاء الكتاب وأنظمتهم الفاسدة
على سقوط صدام ونظامه الدموي ؟ بينما كان الشعب العراقي يتمنى التخلص من ذلك النظام القمعي وإقامة نظام ديمقراطي فيدرالي بعيداً عن الرعب والطغيان .
منذ سقوط نظام البعث يقوم المجرمون والحثالات من بقايا النظام البائد من الجرائم البشعة من خلال السيارات المخففة والعبوات الناسفة المزروعة على جوانب الطرق ، ومن خلال عمليات الأغتيال والخطف المدنيين والعمال الأبرياء وكذلك الدبلوماسين والرعايا الأجانب التي يشهدها المواطنون العراقيون كل يوم ، وتصفية الكوادر والنخب العلمية لزرع الشلل في مؤسسات الدولة وتخريب البنية التحتية العراق ، وبدعم دول الجوار مادياً وأستخباراتياً وأعلامياُ، لذلك أصبحت جميع المدن والقصبات أهدافاً للأرهابيين والمجرمين الحاقدين على وطننا وأبناؤنا الأبرياء .

لا تزال العديد من كتاب البعث وحلفائهم المأجورين الذين أستفادوا من نظام الطاغية يصرون تسمية هولاء الأرهابيون الأشرار بالمقاومة الشريفة والوطنية ، ويحاولون أيضاً التسترعلى حقيقتهم الشريرة وتلميع صورتهم عبر أجهزة الأعلام العربية والأسلامية ، إن من يتابع أسلوب نشر الأخبار والتعليقات والمقابلات حول الأحداث الجارية في العراق في وسائل الأعلام العربية وغير العربية ، يلاحظ وللأسف الشديد وبكل الغرابة أن غالبيتها تصف عمليات الأرهابية والأجرامية أنها من أعمال المقاومة الشريفة .

ليعلم هولاء الأوباش مهما فعلوا أو يفعلون شمس الحرية والديمقراطية أشرقت ولن تغيب وذلك بفضل شجاعة العراقيين الشرفاء الذين قاتلوا أعنى الدكتاتورية بغيضة ، ويقاتلون اليوم قوى الظلام والتخلف الهمجية ، ويعلم هولاء أيضاُ أن الشعب العراقي بجميع أطيافه المتأخية أصبح دماً واحداً في شريان واحد بأتجاه قلب العراق . [/b][/size]  [/font]

90
ما سرهذا الحقد الأسود والكره الدفين على الشعب العراقي
محمود الوندي
[29-01-2006]
تتجاهل الحكومات العربية والأسلامية وقادتها ورجال دينها ومثقـفيها وسياسيها من الذين باعوا أنفسهم مقابل حفنة الدولارات وكوبونات النفطية هموم الشعب العراقي ، لأن رفاهيتهم بنيت على هموم وجروح العراقيين ، وكانوا بعضهم جزء أساسي من أسباب تلك الهموم ، لقد كانوا صامتين صمتاً مطبقاً أزاء الجرائم كان يقوم بها النظام البعث والطاغية المجنون بحق شعبنا العراقي أكثر من خمسة وثلاثين عاماً رغم صرخات الأستغاثة ، ولم نسمع صوت عربي أوأسلامي يعترض على تلك الجرائم والمذابح أو يحتج بكلمة واحدة على عملية الأنفال في كوردستان أو على قمع الشيعة خلال الأنتفاضة الشعبانية في الجنوب والوسط ، إلا بدعم الأعلامي والسياسي لنظام طاغية العراق ، وأصبحت سياسة عربية وأسلامية جانب النظام الدكتاتوري المتسلط على رقاب الشعب العراقي .

بعد سقوط النظام الصدامي أتضحت الرؤيا والحقائق التي تضمرها هذه الأنظمة الفاسدة والقوى السياسية والدينية ونواياهم الخبيثة أتجاه الشعب العراقي ، بدلاً أن تقدموا دعماً أيجابياً أرسلوا المئات من حثالاتهم عبر الحدود لقتل العراقيين ونشر الفوض وعرقلة بناء المجتمع الديمقراطي الفيدرالي التي سوف تهز أركان الأنظمة العربية والأسلامية ، ولذا تحاول هذه الدول وعملائها في داخل لأشعال الأقتتال المذهبي والطائفي والقومي بين أطياف شعبنا ، ولكن بوعي الخيرين من الشعب العراقي أفشلوا مؤامراتهم الدنيئة ومخططاتهم الخبيثة وقتلوها في مهدها .

وقد قامت الفضائيات العربية والمراكز الأعلامية في تفريخ الكثير ما يسمى بخبراء ومحللين ومطبلين وجاهلين بحقائق سياسية على أرض الواقع ليست في جعبتهم سوى الأكاذيب والأفتراءات والحقد الأسود والكره الدفين على شعبنا ( خاصة يبغضون الكورد لقوميتهم ويكرهون الشيعة لمذهبهم وألصاق أنواع التهم الباطلة بهم ) ، ، وهذه الأمور أصبحت واضحة حتى لعميان البصر، وطاشت الكثير من الأقاويل والتأويلات الأعلامية والسياسية لكثير من كتاب ومعلقي وسياسي دول الأقليمية من خلال شبكات التلفزة العربية وراحوا ينظرون ويحللون بمستقبل العراق من وحي عقولهم المريضة ، ويرددون كالببغوات لتشويه سمعة خيرة أبناء وطننا وبث سمومهم ضد العراق الجديد ، وتستمر هذه
الحملة المسمومة المضادة للشعب العراقي وقياداته المنتخبة ، وأتهامهم بالعمالة لأسرائيل بدون خجل وحياء ومتناسين أنفسهم قائمين على قدم وساق بأتفاقيات مع أسرائيل ورفرفة علم أسرائيلي في عواصمهم فوق رؤوسهم ، ومصافحتهم مع شارون ، وتعقد معه بعشرات من الأتفاقيات العسكرية والأقتصادية .

فلا تزال العديد من الحكومات العربية والأسلامية والقوى السياسية والدينية التي أرتبطت بوشائح مختلفة مع النظام البائد ، وتتمنى لأعادة عقارب الساعة الى الوراء في العراق والعودة الى عصر البعث الصدامي ، لذلك تسعي هذه القوى بكل ما أوتيت من قدراتها للتدخل في شؤون العراق بحجج واهية ، وتقدم للأرهابيين دعم اللوجستي للقيام بالأعمال الأجرامية لقتل العراقيين وتخريب البنية التحتية وأقتصاد البلد بحجة محاربة الأحتلال ، وتطلق عليهم صفة المقاومة ، وتشجيع العمليات الأرهابية عبر وسائل الأعلام ، لزعزعة الأستقرار والأمن داخل العراق وعرقلة المسار الديمقراطية والفيدرالية ، لتهيئة الأجواء العودة البعث الفاشست الى الحكم ( حسب ظنهم ) .

أقول للحكام والمأجورين الذين يزعقون بملئ حناجرهم العفنة في القنوات الفضائية مضاد ومناوئ للشعب العراقي ، ليس لأي كائن الحق أن يتكلم بأسم الشعب العراقي أو أختراع نظريات سياسية وأقتصادية وطرح الأفكار ومصطلحات لا تجدها في قاموس سياسي ولا أقتصادي ، لأن أنسان العراقي هو يبنيً عراقياً ديمقراطياً فيدرالياً متحضراً ومؤسساتياً يحترم فيه حقوق كافة الأقليات والطوائف بعيداًعن القمع والحروب وطمس هوية الأخر، ليس من تضرر من إسقاط النظام البعث وفقد الأمتيازات التي كان الطاغية يغدقها عليه ويتمتع بها على حساب بؤس وشقاء الشعب العراقي . [/b][/size] [/font]


91
كم من الشعراء والأدباء والفنانين عانوا بعيداً عن وطنهم
محمود الوندي       

بينما كنت أتصفح المواقع الأنترنيت أصابتني الدهشة حينما  قرأت خبر  مرض البروفيسور الدكتور عبد الأله الصائغ مفكر وأديب وشاعر ورمز من رموز الثقافة العراقية ، على رغم أني لم أتشرف بمعرفته ولكني أعرف من خلال قرأتي لمقالاته وكتاباته  الذي عبر ويعبر عن هموم ومعاناة الشعب العراقي ، ونقل مأساته الى الرأي العام العالمي قبل سقوط النظام الطاغية ، وحمل العراق بين أضلاعه وقلبه الذي ما نساه يوماً  .

وأريد أعبر  بهذه الكلمات البسيطة للأستاذ الكبير البروفيسور عبد الألة الصائغ عن حبي وأعتزازي له ، وأقول أنت في القلب المحبين والمثقفين الشرفاء ، وأتمنى لك الشفاء والصحة سريعاً وأنشاء الله تشفى من مرضك هو دعاء جميع المثقفين ، والله لقد ألمتني حالتك الصحية كثيراً ، وأطلب من الله أن يمنحك الصحة والعافية لكي لا يخسر الشعب العراقي أحد أبنائه  وخيرة مثقفيه الذي قارع أعداء شعبنا بسلاح العلم والفكر ووقف بشموخ كنخل الجنوب وقمة من قمم كوردستان العراق  مع أقلام الحرة والشريفة ضد الأستبداد والدكتاتورية  .

البروفيسور عبد الأله الصائغ شأنه شأن  كغيره من المفكرين والمثقفين والكتاب العراقيين يدفعون ضريبة النضال الوطني والموقف الأنساني ضد الحكومات المتعاقبة التي حكمت العراق بالحديد والنار ، وترك البلاد  مرغماً حاله حال أي مواطن عراقي الذي حمل وحشية المنفى وليل الغربة وألم العراق والحسرة على تلك الأرض طاهرة التي حرم منها كما حرم جميع الاجئين العراقيين منها  .

وأنا أستغرب كيف لنا نستجدي المساعدة من حكومتنا التي لاتقرأ ولا تسمع كلماتنا  لأنقاذ حياة عالم من أعلام الأدب والثقافة والشعر العراقي ، لماذا لم نستنجد من مثقفينا وأصدقائنا في داخل وخارج العراق ؟ لماذا لم يفتح حساب خاص لكي نساهم بقدر المستطاع ؟ أو أعطاء رقم حساب مصرفي تحول اليه مبالغ من أجل الأستعجال في تقديم المساعدة لعلاج الأستاذ الصائغ .

 كم من العلماء والشعراء والأدباء والفنانين والكتاب والناس البسطاء عانوا ومرضوا وماتوا بعيداً عن وطنهم وأهلهم دون أستغاثة أو تقديم  مساعدة لهم من أي جهة كانت ؟ [/b][/size] [/font]   

92
ألم يحن أوان تفخيخك يا كبة

محمود الوندي
 
قبل أيام خرج علينا الدكتور ليث كبة وهو يدلي بتصريحاته الى صحيفة البيئة الجديدة حول أعلان برنامجه وأهدافه الأنتخابية ، وعن مشروعه المستقل في الترشيح للأنتخابات البرلمانية القادمة ، طبعاً أن أعلان البرنامج الأنتخابي عبر وسائل الأعلام حق شرعي وطبيعي لكل كيانات مهما كانت .

عـند قرأتي لتصريحات الدكتور كبة في تلك الصحيفة لقـد أصابني الدهشة بتصريحاته ضد الشعب الكوردي وقياداته الحكيمة وصب جام غضبه عليهم من خلال حديثه مع صحيفة المذكورة وتسويق كلام رخيص وتزيف الحقائق بحقهم ، وأستخدام ألفاظ وأتهامات غير مقبولة وبعيدة عن الواقع أزاء هذا الشعب وقياداته الوطنية ، وأخفاء وطمس الأفعال المشيئة التي حصلت وتحصل بحق الكورد ، (وهو الذي يعرف أكثر من غيره بحكم موقعه )، وكان يحمل تصريحاته روحاً عدوانية تجاه الشعب الكوردي وقياداته السياسية .

أن ما تفرزه الدكتور كبة من سموم الحقد والكراهية ضد حكومة أقليم كوردستان والقيادة السياسية الكوردستانية وترويج هذه التلفيقات والأشاعات المغرضة والرخيصة لا تمثل سوى فبركة أعلامية ، والكل يعرف الهدف الحقيقي من وراء هكذا أتهامات باطلة وكاذبة وفي هذا الوقت بالذات وخاصة أن البلد مقبل على مرحلة حساسة من تأريخيه ، وهدف منها كسباً غير مشروع للقائمة التي يقودها أوكسب بعض الأصوات من زمرة الحاقدة على الشعب الكوردي ، والبسطاء من الناس ،لأننا نعرف أن الدكتور كبة لا يمتلك أي قاعدة شعبية أوجماهيرية وليس معروف من قبل الشعب العراقي ، لكن تم تعينه من قبل الأحتلال كناطق رسمي بأسم رئيس الوزراء .

ثم يعلن في حديثه الى صحيفة البيئة الجديدة أنه سوف يقوم بعملية أنتحارية عفواً أنه يفجر قنابل قبل الأنتخاب بمعنى أنه يكشف بما لديه من المعلومات عن فساد الأداري والمالي لدى حكومته للشعب العراقي ، ويحاول تبرئة نفسه من تلك الأتهامات ، ويتصور الدكتور كبة بأن الشعب العراقي هو بدرجة غـبائة ولا يعرف ماذا يحدث داخل أروقة الوزارات والمؤسسات الحكومية ، ومتصور بأنه يتمكن من خداع الجماهير بتصريحاته وتضليل وتنويم العقل العراقي .

بعد أيام وربما بعد ساعات سوف يتوجهون العراقيين الى صناديق التصويت في أختيار القوائم ، لكن لحد هذه اللحظة لم يسمع الشعب العراقي أي أنفجار من قنابل الدكتور كبة وحتى أي تصريحات له حول ما قاله سابقاً في صحيفة البيئة الجديدة ، الذي وعد بها شعبنا المظلوم . هنا يطرح السؤال نفسه متى يفجر كبة هذه القنابل أو بأحرى أين يفجر نفسه بعد تفخيخه ؟ ( أنا بأعتقادي يفجر نفسه بعد الأنتخابات داخل بناية رئيس الوزراء بسبب عدم كسبه الأصوات ولعل أن يكسب الجنة ) .

ثمة نصائح وموضاعات من الحقائق المطروحة للنقاش يجب أن تقال !
كان على الدكتور كبة أن يكون عادلاً ومنصفاً وموزونناً في كلامه خلال حديثه الى صحيفة المذكورة وأن يكون منافساً نظيفاً وواضحاً ، ويعتمد على توضيح أهدافه وبرنامجه الأنتخابي وما سيفعله في سبيل الوطن وأستفادة منه لخدمة الشعب لكي يكسب بعض الأصوات ، بدلاً أن يتهم حكومة أقليم كوردستان بأتهامات باطلة ومغرضة .
أحب أن أذكر الدكتور كبة لماذا لم يطلق أي كلمة أو تصريح من هذا القبيل الفترات السابقة ولا يؤشر في تصريحاته بمأساة ومعاناة وقضايا تخص لكل فئات الشعب العراقي وعن الممارسات السلبية التي ترتكب بحقه ، وهو يعرف أكثر من عندنا بحكم موقعه في الدولة والحكومة .
وأكرر السؤال نفسه لماذا لم يفجر الدكتور كبة قنابله لحد هذه اللحظة الذي وعد الشعب العراقي ؟ ألم يحن أوان تفخيخك يا كبة ؟.لكي تفجر نفسك وتكسب الجنة .
وأخيراً أقول للدكتور ليث كبة لا مكان بعد يوم وخاصة بعد أنتخاب للعروبيين والمنافقين والشوفينين في العراق الجديد الديمقراطي الفيدرالي . [/b][/size] [/font] 

93
هو بحق حزب الشهداء والفقراء

محمود الوندي
 
قـبـل الخوض في موضوع الأعـتداء الجبان على مقـر الحزب الشيوعي العراقي أحب أعـرف الجـميع أني أنسان مستقـل ولست منتمياً لأي حزب أو الجهـة لكني أبغض العنف وأرفض الأعـتداء على أبناء شعبنا والنيل منه ، مهما كانت هــويته الفكرية ، لأني أعتبر نفسي مواطن عراقي وأرتبط بشعب العراقي وبجميع أطيافه بأواصر المواطنة والأخوة .

لم تصيبني الـدهشة أو الأستغرب حينما قرأت وسمعت عــبر وسائل الأعلام حول أعتداءعلى مقر الحزب الشيوعي العراقي من قبل مجموعة مسلحة متوشحين بالسواد وملثمين به أمام أنظار الناس في وضح النهار التي أقتحمت بناية المقر الحزب أثناء تنظيمه فعالية أنتخابية في مدينة الثــورة مدينة الكادحين والأبطال والشهداء وتأريخ يشهد بحقهم ، وأستشهد على أيدهم البطلين الذين كانا في الأستعلامات عبد الحسين جاسم حسن وياس خضر حيدر .

لأن هذه المجموعة لا زال بعض من قادتها تعد الخطط للتهميش العملية الديمقراطية والفيدرالية في العراق الجـديد ، وأعاقة حركة التقدم الأجتماعي المدني ، وتحاول أقصاء قـواها السياسية وهزيمتها ، بالقيام أغتيال العناصرالوطنية والمخلصة لهذه الفكرة ، وتريد أيضاً تفرض نفسها وتوصيتها ومشاريعها على الشعب العراقي المظلوم عـبر قـوة السلاح ولغة التهـديـد ، لأنها لا تؤمن بالديمقراطـية وغـير مقـتنعة بها ولا يربطها أي رابطة إلا وسيلة لتحـقـيق مآربــها ومصالحها على حساب مصالح شعبنا .

إن هذا الأعتداء النكراء على الكوادر الحزب الشيوعي العراقي وبحق الديمقراطيين والمواطنيين الشرفاء، تعتبر جريمة كبرى وبشعة بحـق الأنسانية والمواطنة ، هي جريمة حقد وكراهية على هذا الحزب ، ولا يخفي على أحد أن الأعتداء على هذا الحزب محاولة تحجمه وتعطيل دوره في مسيرة العراق الجديد ، لأن تؤشر دون شك على نهـوض الحزب الشيوعي العراقي من جديد وتنامي نفوذه بين الجماهير الفـقيرة والكادحة وتحدي كوادره الشر والظلم بكل أنواعه الخبيثة .

أحب أقول لهولاء المغفلين أن صدام حسين بكل جبروته وعصابته وأجهـزته الفتاكة لم يستطيع أقلاع جذور الحزب الشيوعي العـراقي ممتدة عـميقاً في أرض العراق أو ينال من عـزيمته على مدى عـقود من السنين ، وأنتم تريدون من خلال المجـرمين والمأجورين أن تنالوا من عزيمة هذا الحزب .

الحزب الشيوعي العراقي هـو بحق حزب الشــهداء والفقراء ، لأنه تأسس بجهود الفقـراء والمناضلين والمواطنين الشرفاء من الشعب العراقي بكل مكوناته المتنوعة وطبقاته الأجتماعية ، وقدم قوافـل من الشهداء في سبيل الحرية والديمقراطية ، وتحدى أعضائه الموت والعذاب والسجن بالدفاع عن الحريات وحـقـوق الأنسان وحـقـوق المرأة ، ضحى ويضحي من أجل ضمان حقوق الشــعب العراقي وبكل أطيافه وشرائحه ، وسقيت أرض العراق بدمائهم الزكية ثمناً لمبادئهم وأفكارهم الوطنية الصادقة ، إذن لم يكونا الشهدين كل من عبد الحسين جاسم حسن وياس خضر حيدر أول قافلة ولن يكونا أخر فقد سبقهما قوافـل من الشهداء في طريق الحرية والسلام والأنسانية . وقد صدق من قال بأن الشيوعـية أعلى من أعـواد المشانق وأقوى من الموت .

يبدو أن مزبلة التأريخ التي أحتضنت البعث وزبانته لا زالت تتسع لقاذورات أخرى ، وهولاء الذين يتصورون بأن فوهاة بنادقهم المسروقة بأمكانها أيقاف عجلة السير نحو الديمقراطية ، ولكنهم خسئو بئسى ما ينتظرهم ------ والمجد للشهداء . [/b] [/size] [/font]

94
أسباب الأرهاب في العراق ومن يقف وراءه

محمود الوندي

لايمكن لأي شخص أن ينكر أو يمحي التصرفات الشنيعة والخبيثة وبشكل الجنوني لأعداء الشعب العراقي من أيتام النظام البائد والمتسللين من خارج الحدود الذي بات تطغيا على المشهد العراقي ، وتزداد وتيرة القتل والخراب في العراق يوماً بعد يوم جراء أفعالهم الأرهابية التي تستهدف المدنيين العراقيين العزل والقتل العشوائي للأبرياء اينما كانوا ، فهولاء يطمحون من خلال أرتكاب مجازرهم الخسيسة لأيقاع أكبر عدد من الضحايا بين مكونات الشعب العراقي .

علينا الآن تشخيص أسباب الأرهاب في العراق بشكل صريح وواضح ومن يقف وراءه بشكل مباشر أو غير مباشر ، وعلينا نتحرك من أجل أيقاف نزيف الدم وقتل الأطفال والنساء والشيوخ ، وأنهاء هذه المرحلة التراجدية ، وبملاحقة المجرمين وكل من يقف معهم أو يدعمهم ، ومقاومتهم دون هوادة وكل من موقعه حسب قدرته ، وكشف أعمالهم المشينة التي أرتكبوها في بيوت العبادة ، وعزل هذه التيارات البعثية والشوفينية والتفكرية التي تغلغلت بين أحزابنا ومجتمعنا ، ومعاقبة كل من يقدم مصلحة دول الجوار على مصلحلة الشعب العراقي ، إذن كلنا نتحمل مسؤولية هذا الوطن الذي ضحينا بأرواحنا من أجله .

كلنا نعرف هناك عددت أسباب لتشجيع الأرهاب في العراق ومن يقف وراءه ومنها ما يلي : -
1- الدول العربية ! منذ سقوط النظام البعث وحتى اللحظة الراهنة لم تتوقف بعض الدول العربية من أرسال جواسيسها وعملائها الى العراق لأهداف المختلفة ، وأيواء البعثيين الهاربين الذين بحوزتهم ملايين الدولارات لتمويل أرهابيين داخل العراق ، وهذه الدول تتعاطف معهم وتقدم لهم كل أنواع الدعم المطلوب ، وسخروا أقلامهم وأعلامهم في خدمة هولاء اللصوص والمجرمين من خلال قنوات الفضائية ومراكز الأعلامية ، وفتح المعسكرات لتدريب الأرهابيين وعناصر من مخابرات نظام البائد حيث يتم أعدادهم جيداً لأرسالهم الى العراق عبر سوريا وبتنسيق مع المخابراتها لتنفيذ العمليات الأرهابية داخل العراق ، لتهيئة الأجواء العودة البعث الفاشست الى الحكم .
2- تركيا ! لها دور ملحوظ في تأجيج الصراعات العرقية في العراق وخاصة مدينة كركوك التي تتخذ من التركمان ستاراً لها لتدخل شؤون العراق ، وتحالفت بواسطة عملائهم داخل العراق مع قوى الشر والأرهاب من بقايا حثالات النظام البعث ومع أطراف الأخرى من أحزاب الأسلامية ، الذين يحقدون على الشعب العراقي والكورد خصوصاً ،لأفشال عملية بناء المجتمع المدني وعرقلة بناء الديمقراطية والفيدرالية في العراق ، لأنها تخاف من أثارة للروح القومية الكوردية في تركيا ويشكل خطراً محدقاً بأمنها القومي ، ومن ناحية أخرى لها مطامع في أحتلال ما تسمى ولاية الموصل بأعتبارها ما من أملاكها القديمة .
3- أيران ! نرى هذا النظام الذي أختار الأصطفاف الى جانب الأرهابين له دور مهم في تخريب الحالة الداخلية في العراق ، ودخول بعض العصابات الأيرانية ومن رجال المخابرات لكي يؤججوا نار الفتنة ما بين طـوائف الشعب العراقي ، وتسريب عـملائه وعناصره بين صفوف المليشيات الأسلامية الشيعية التي تشجع الناس البسطاء على النهب وتدمير المحلات العامة والمؤسسات الحكومية ، لأن هذا النظام يخاف من طوق الأمريكي مضروب عليه من كافة الجهات ، ومن ناحية أخرى خايف أيضاً خشية بنقل المرجعية الدينية من قم الى النجف الأشرف ، وخشية الكبرى من سطوع النجم الكوردي في العراق .
4- الأمريكا ! لا يمكن لعاقل أن يصدق أمريكا لم تساهم بتفاقم هذا الوضع بما أن لها أجنداتها وأهدافها الخاصة ، لذلك قامت بحل الجيش والأجهزة الأمنية متعمداً لكي تترك البلاد لهولاء اللصوص والقتلة لسرق وتدمير كافة الممتلكات العامة والخاصة تحت سمعيهم وبصريهم ، وأنها غـير فاعـلة وبطيئة للسيـطرة عـلى الأمن داخل العراق ، وسخرت الأدارة الأمريكيــة القـنوات الفضائيـة الحليفـة معها وخاصة قـناة الجزيرة لتستضيف أعداء الشعب العراقي من البعثيين والمأجورين ( أغلبهم من غير العراقيين ) للتحريض ضد أنسان العراقي ، لذا نرى الأرهابيين لا تشن هجوم على القوات الأمريكية ، إنما هجوم فقط على مكونات الشعب العراقي .
5- الدول الأوربية ! لو نظرنا كل وسائل الأعلام من مرئية ومقرؤة ومسموعة لبعض الدول الأوربية أنها تذرف دموع التماسيح على مصير النظام البائد ، لذا أخذت تتعاطف تلك الدول والمؤسسات مع البعثيين وأعـوانهم ضد الشعب العراقي ، وكما قامت بعض دول الأوربيــة بحماية الشخصيات البعثيـة والرئيسية في نظام البائد ، وحماية الأموال المسروقة من قـبلهم ، كما سهلت للبعض منهم الدخول الى بلدها بجوازات سفر مزور ، ووفرت لهم أيضاً الملاذ الأمن بعد حصولهم على الأقامة الدائمة .
6- الأحزاب السياسية ! تتحمل الأحزاب والقوى السياسية العراقية قصداً كبيراًمن هذا الوضع لأسباب التالية : -
أ- أنتشار سيادة المعايير الطائفية في تشكيل قوام الهيئات والمؤسسات الحكومية ، وتقسيم المناصب كالوليمة بين الأحزاب .
ب- أنتشار المحسوبية والمنسوبية والحزبية الضيقة في التوظيف عاى حساب الكفاءة والمواطنة .
ت- بدأت رائحة الطائفية العفنة تنتشر ويزكم الأنف ، وأستفحل مثل السرطان الخبيث في جسد الأحزاب .
ث- تحويل بعض الأحزاب الى منافع شخصية وحزبية ضيقة ، وبروز ظاهرة عبادة الفرد ، وحب التسلط والأنفراد الذي يستحوذ على الأفراد وخصوصاً القيادات .
ج- الولاء بعض الأحزاب لدول الجوار ، وتحاول تبيض ملفهم ودفاع بحماس في تبرئة هذه الأنظمة الداعمة علنياً لأرهاب داخل العراق .
ح- نشاهد اليوم التناحر السياسي القائم على ساحة العراق وصراع على الحقائب الوزارية .
خ- كثير من الأحزاب تدعي مناهضتها للأرهاب ، وترفع راية المطالبة بحقوق الأنسان ، ولكنها تقترب من الأرهابيين وتحاورهم وتحاول تبيض صفحتهم .
د- تمكن من العناصر البعث الوصول والتمركز بالقرب من قيادات الأحزاب ، وتعمل بكل نشاط على أثارة الأضطربات ، وتعبئة الناس البسطاء على الفتنة الطائفية والقومية .
7- الحكومة العراقية ! من خلال وصول حكومة منتخبة الى سدد الحكم لم يشاهد المواطن العراقي لا الأستقرار ولا الأمان ، بل زادت همومه لأن المسؤولين الجدد تناسواالشعب وهمومه وتركوه عرضة للأرهاب والأرهابيين ، و دون أتخاذ الأجراءات الصارمة والسريعة والعقاب الشديد بحق تلك الجماعات الأرهابية الساقطة التي تستهدف علناً البنية التحتية العامة للدولة ومؤسساتها ، وتمارس إبتزازها وأرهابها بصورة علنية وحرية تامة ، لأن هناك عدد كبيراً من المسؤولين ليس من مصلحتهم أمان وأستقرار الأمور وترصين هيبة الدولة ، وناهيك عن الفساد الأدراي أنتشرمثل مرض أنفلونزا الطيور في العراق وصل ( الى العظم ) ، وقيادات حكومية وأحزاب وصلت من الغنى الى رقام خيالية فاقت كل التصورات ، علماً أن الفساد الأداري أخطر من ألأرهاب وسبب كل مشاكل وهموم لشعبنا المظلوم .
8- الشعب العراقي ! يتحمل مسؤولية الكبرى لكشف خلايا أرهاب المجرمين القتلة والسراق والخارجين عن القانون وعدم تعاون معهم ، بل تعاون مع جهاز الأمنية لمحاربة هولاء المنبوذين من بقايا البعثيين والمتسلليين من خارج الحدود العراق وقضاء عليهم ، على شعبنا في حملة الأنتخابات القادمة أن يتحكم بعقل وليس بعاطفة لأختيار ممثله الحقيقي ، لكي يدافع عنه وعن حقوقه وحقوق كافة الشعب العراقي بكل أخلاص وليس طمعاً بالمال والكرسي .

ليعلم هولاء الوحوش أن عامة الشعب العراقي المتعطش للحرية والديمقراطية لا يقبل المساومة على مقدراته ، ولن يقبل الشعب العراقي بعد اليوم للصداميون الجدد . [/b] [/size][/font]

95
الى الأرواح  البريئة التي زهقت في خانقين
محمود الوندي

في البداية أبعث بتعازي ومؤاساتي الى عوائل الشهداء وأهالي مدينة خانقين .

بعد سقوط الطاغية صدام كنا من المتفائلين بمستقبل العراق للأسف الشديد عكس ما أنتظرنا ، أزدادة المعاناة اليومية للشعب العراقي بفعل الأرهابين المستمر في التدمير وتخريب البنية التحتية والقتل لجميع الشرائح المجتمع العراقي تحت ذرائع مختلفة ، التي باتت تطغي على المشهد العراقي الراهن ، والتي تعرض بعض مشاهدها المأ ساوية ومسلسل الدامي اليومي الذي يحدث في العراق عبر  كرام على قنواة
الفضائيات العربية بدون إدانة أو أستنكار وصمت هذه الأعلام وحكوماتها أزاء الدماء التي تجري أنهاراً في مناطق متفرقة في العراق .

بعد أن عادوا البعثيين الذين وجدوا الأمن والأمان من قبل القوات الأمريكية ومعهم المتسللين من خارج الحدود من حثالات دول العربية وغير العربية ، وباشروا تنفيذ الأعمال الأجرامية وعمليات القتل الجماعي لأبناء شعبنا ، التي أصبحت جميع المدن والقصبات ضمن أهداف المجرمين والخونة الحاقدين على وطننا وأبناءنا الأبرياء ،أخذنا نسمع بين الحين والأخر عن عملية أراهبية هنا وإخرى هناك ، ونحاول نبحث ونعرف مكان الحادث وعدد الضحايا من القتلى والجرحى من العراقيين جراء هذه الأعمال الوحشية والخبيثة التي تستهدف المدنيين من أبناء شعبنا ومكوناته المتحابة .

بعد أن تناقلت وسائل الأعلا م العربية والكوردية خبراً يوم الأمس عن أرتكاب المجزرة القذرة في مدينتي خانقين ، التي أستهدفت المدنيين العزل بعد أن فجر أنتحاريان نفسهما  داخل الحسينيات وسط المدينة خانقين مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى ، وهم يؤدون الصلاة الجمعة فيها ، أن تلك الخبر أسكنت اللوعة والحزن والألم في قلبي ، وفجر الدمع من عيوني ، وأنا أسمع عبر وسائل الأعلام بفقدان أعزائي وأحبائي على أيدي قتلة ومجرمين سفاحين  الذين تربوا على ايدي أحفاد قوم اللوط ، الذين جعلوا من أجسادهم ( عفنة ) قنابل متفجرة لتقتل المزيد من العراقيين ، علماً أني على يقين أن هذه العملية الأجرامية الخسيسة التي خطط لها ضد أهالي المدينة في عملية تفجير مسجد أو حسينية سوف تزيد من تماسك الشعب الكوردي بمكوناته المذهبية والدينية ، ويحاول بأستئصال الجذور قوى الشر من
حثالات البعث والتفكرين الظلامين .
بعد سقوط نظام الرعب البعثي الصدامي توجهت أهالي هذه المدنية العريقة الى فض غبار من كابوس الطاغية والملاحقات البوليسية وفض غبار سنوات الحرب الأيرانية العراقية المدمرة دفعت مدينة خانقين وأهلها وبنيتها التحتية ثمناً باهضاً أجراء
القصف والتدمير اليومي ، للأسف الشديد نشاهد اليوم أهمال متعمد من قبل الحكومة الجديدة وخاصة من محافظة ديالى تابعة لها ، التي تخلق لها المشاكل والمصاعب والسبب هويتها الكوردية ، بقيت هذه المدينة اليوم بين سندانة الحكومة ومطرقة الأرهابيين ، لذلك أقترح اليوم على قادة الكورد لا أمان لمدينة وأهالي خانقين إلا ألتحاقها بأقليم كوردستان أو ترتقي الى محافظة .
فهذا الأرهاب الذي يطل الشعب العراقي موقعاً عشرات القتلى ومئات الجرحى هو نفس الأرهاب الذي طال الشعب الأردني ، التي قامت القيامة على روؤس الأعلام كأنها الأنتفاضة الأعلامية عمت العالم ، أما الأرواح البريئة التي زهقت في خانقين للأسف تواصل أطراف صمتها عن هذه الجرائم لحد هذه اللحظة ، وصمت الأعلام وحكوماتها أزاء هجمة العربان التي تستهدف شيعة العراق وكورده .[/b][/size][/font]

96
لسنا ممن ينكرون أصلهم يا هذا

محمود الوندي
 
لم تزل النبرة العنصرية الشوفينية من الأقلام المأجورة المحسوبة على الأحزاب القومية والطائفية تصب جام غضبها على الشعب الكوردي وبالأخص الزعمين الكوردين ، وتحاول بمحاولاتها الغوغائية لتزيف الحقائق التأريخية المتعلقة بالشعب الكوردي ، وتجريد الكورد الفيلية من هويته القومية ودس السموم بين أبناء شعبنا الكوردي ( فهي عملية أخطر وأقذر من التعريب ) من خلال كتاباتها ومقالاتها المنشورة في عدد الصحف العربية ومواقع الأنترنيت مضاد ومناوئ للشعب الكوردي وقضيته العادلة.
أن قراءة هذه المقالات أوسماعة هذه الأصوات أصبحت أعتيادياً لدى الشعب الكوردي والكورد الفيلية خصوصاً لقد أكتسبوا مناعة قوية أتجاه هذه الأتهامات الكاذبة والباطلة لأن هولاء الكتاب لا تمتلك مستوى من الثقافة التأريخية والسياسية والأجتماعية لأنها من جهلة ورؤوس خاوية من العلم والمعرفة لعدم معرفتها لجهلها خصائص شعوب المنطقة لكي تتمكن من تغطية كتاباتها ومقالاتها بنجاح ، لذا تستغرب المثقفين الشرفاء عن حجم التلفيق والأكاذيب التي تروجها بكل صلافة بدون حياء أو خجل هولاء الكتاب .
قبل أيام قرأت مقالة لا ترتقي الى مستوى الكتابة لأنها أشبه ما يكون بتقارير مخابراتية في عديد من مواقع الأنترنيت لأحد الكتاب المأجورين والمنافقين تحمل العنوان التالي ( الفيلية في مهب ريح أكراد الحزبين ) شن فيها هجوماً ظالماً وعشوائياً على الكورد الفيلية بسبب الأصطفاف حول القيادة الكوردية الفذة ، و يحاول تجريد الكوردي الفيلي من هويته القومية بحجة تخلى الكورد الفيلية عن دينهم وجعل القومية في المقام الأول.
ولم يدافع الكورد عنهم عند تهجيرهم ومصادرة أموالهم وقتل شبابهم في السبعينات والثمانينات في القرن الماضي ، وتحريضهم عدم تصويت للقائمة الكوردستانية لأنهم خارج سكنة المحافظات الشمالية الثلاث هو يقصد خارج أقليم كوردستان ولم يستفيدوا في حالة فوزهم في أنتخابات القادمة .
قبل الخوض في الموضوع لدي وقفة متواضعة مع السيد الكاتب ، وأحب أقول له بأن أسيادك لقد حاولت بكل أجهزتها وخبراتها الأعلامية الأساءة الى الشعب الكوردي وقادته التأريخية ، وجندوا أبواقاً وأشتروا أقلاماً وضمائراً للنيل منهم ، وكان الفشل الذريع والخيبة الأمل لهذه المحاولات الخبيثة والخسيسة.
أما مقالاتك لا تستند على حقائق والى أية مصادر علمية ولا تتوفر بها المعلومات الصحيحة ، بل محاولة لزرع الفتنة والفرقة بين أبناء الشعب الكوردي ، لأنك لا تبكي على مذهب شيعي من أجل عيونهم .وأتهام الكورد الفيلية لأبتعاده عن مذهبه ، بل أنك أجير ثابت فمقالاتك ضد الكورد لأرضاء أسيادك مقابل حفنة من الدولارات.
لماذا لم تكتب أو لم تتلفظ بكلمة واحدة إدانة لقتل وأنتهاكات التركمان الشيعة في تلعفر وعمليات تفجير السيارات المفخخة وسط الأحياء التي تشكل فيها التركمان الشيعة غالبية سكانها ؟
فلنبدأ من حيث الموضوع لتلك المقالة ! أصبح واضحاً بأن الكاتب لا يمتلك مستوى من الثقافة ولم يدرس تأريخ العراق وعدم معرفته عن أقليم كوردستان العراق يمتد من مدينة بدرة وجصان الى مدينة زاخو أي الى حدود تركيا ، لقد يتصور الكاتب بأن كوردستان ثلاث محافظات فقط .
ويدعي الكاتب أن الكورد لم يقفوا بجانب الكورد الفيلية في محنتهم ، وكأن الأخرين من أخوانهم في مذهب تبنوا الدفاع عنهم ووقفوا بجانبهم حين ألقي في السجن شبابهم وصودرت هويتهم وسلبت أموالهم وهجروا الى خارج الحدود العراق ، ولا يدري الكاتب ليس الكورد الفيلية وحدهم من ضحايا البعث بل شمل جميع أخوانهم من الكورد عندما أستخدم الطاغية ألأسلحة الكيمياوية وعمليات الأنفال وتهجير الكورد من مدنهم وقراهم ، وسيطرت عرب التعريب على الأراضي الكورد وأملاكهم ، كما سيطر البعثيين على الدور الكورد الفيلية وأملاكهم في بغداد ومدن أخرى .
أقول لهذا الكاتب الأجير لا تستطيع انت ولا غيرك بأي حال من الأحوال لأنسلاخ هذه الشريحة عن جسد الأمة الكوردية ، لأن أي شخص يستطيع يغير دينه أو مذهبه ولكن لا يستطيع أن غير قوميته كما يقال عنه لقيط كل من يتخلى عن قوميته ، ومن طبيعي أن يقف كل كوردي مهما كان مذهبيه ودينه ونوعه وشكله مع القائمة الكوردستانية كي يكون قوة لجميع الكورد في العراق الجديد .
لكني لا أعتب على من يحمل الفكر الشوفيني العروبي ، لأن ساطع الحصري المقبور هو الذي أرثى هذه الفكرة الشوفينية ولقطها من بعده مشيل عفلق وسوى ، لأن الحصري نفسه كان قبل ذلك أحد الطورانيين الذين يطبلون ويزمرون لكمال أتاتورك وهذا معروف لكل من قراءة سيرته الخبيثة . [/b] [/size] [/font]

صفحات: [1]