عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - الشماس الأنجيلي قيس سيبي

صفحات: [1]
1

"العلّامة" د. عبدالله رابي احدهم

ملاحظة: أتمنى ان لا يؤخذ ما يأتي في هذه الاسطر وكأنه موجه الى شخص او شخصيات محددة،
بل هو استفسار حول ظاهرة قد تكون إيجابية او سلبية حسب آراء القراء المختلفين في
طريقة ومستوى تفكيرهم واختصاصاتهم واهتماماتهم.

قبل مدة ليست بعيدة نشرت في حسابي بالفيسبوك منشوراً على شكل سؤال واستفسار هذا مضمونه:

((العَلّامة: هل هو منصب اكاديمي يحصل عليه
الشخص بشروط محددة؟ ما هي تلك الشروط؟
من هي الجهة التي تمنح هذا اللقب او المنصب؟
ما هو موقف المؤسسات التعليمية من مثل هذا
المنصب التي الكثير منها تتجاوز على اكبر
منصب اكاديمي في الجامعات. مثل البروفيسور،
الاستاذية ، معلم ، وربما يفوق منصب العلماء.
يا ترى هل يستحق من يُدعى علّامة هذا اللقب؟
مع احترامنا لكل من قدم خدمة للبشرية مهما كانت
فهو يستحق الاحترام والتبجيل . ولكن))

https://www.facebook.com/photo?fbid=10161557801001979&set=a.10150403292976979

وسبب نشري للمنشور أعلاه كان ملاحظتي ان معظم (ان لم يكن الكل) من يُطلق عليهم لقب
(العَلّامة) هم مِمّن يبجلون اسماً قومياً دون آخر ، اقصد ينكرون كونهم كلدان ويدّعون
الاثورية – الآشورية ويطلقون أي اسم على لغتهم الّا الكلدانية ، هؤلاء يتسارع بعض
السائرون في طرقهم الى تعظيمهم واطلاق لقب او منصب العَلّامة عليهم ، وبدون شرط
او استفسار و يتبعهم البسطاء من الكتاب أيضا بالتقليد الاعمى . والغريب في الأمر
ان من بين من يُطلق عليه "علّامة" من لا يملك أي شهادة اكاديمية مُعترف بها.

وفي المقابل نرى الكثير من الباحثين وأصحاب الدراسات الاكاديمية الملتزمين
بأصولهم الكلدانية ولغتهم الام الكلدانية لا يُكنَّون بغير ما يملكون من شهادات
اكاديمية باستحقاق ، لأنهم يطلقون اللقب و المنصب على من يستحقه رسميا
وبشهادات اكاديمية يمكن اثباتها لو تتطلب الامر مثل: المعلم الأستاذ الدكتور
او درجات (درغا) كنسية مثل الشماس الراهب ابونا رابي سيدنا غبطة وقداسة  ،
وان كان استخدام هذه المصطلحات ليس اجباريا ولكن لا بأس ان تُطلق على من
يستحقها مِمَّن حصلوا عليها بجهود البحث و دراسات اكاديمية وتطبيقية او خدمية (كنسية).
لقد تفاعل كثير من مثقفي كتابنا في مناقشة المنشور أعلاه واغنوه بمعلومات
قد تكون بعيدة عن تصور بعض الذين يسيرون في مسيرة يجهلون أهدافها، بل يتبعون من
يكنُّون له الاحترام دون قيد او شرط. ومن بين اهم المشاركين في مناقشة منشوري
اعلاه (الپروفيسور عبدلله مرقس رابي والكاتب بنيامين حداد المحترمَين) مع
احترامي واعتذاري للآخرين الذين سألتمس عدم الإشارة الى أسمائهم .
الأول (عبدالله رابي) يتكلم من عمق معرفته الاكاديمية التطبيقة التي مارسها خلال
خدمته في مؤسسات اكاديمية معروفة تعامل خلالها مع الانظمة والقوانين وأساليب
عالمية في منح المناصب والالقاب العلمية والأكاديمية استناداً الى عطاءات
الشخص وامانته في نقل المعلومة واهميتها في خدمة الإنسانية ودقتها
بالاستشهادات والمصادر الموثوق بها ليكون لتلك الجهود الوزن المناسب
واعتبارها مصادر إضافية للمستقبل تُستخدم باعتمادية كما استخدمت غيرها.
اما الثاني (بنيامين حداد) فكان ينطلق من غزارة اطلاعاته و كتاباته من
الكتب التاريخية واللغوية وغيرها والتي يجتهد بها منذ زمن طويل دون أن
يقدم ايٍ منها الى جامعة محددة من اجل تقييمها اكاديميا او علمياً واعتبارها
دراسة مستندة الى مصادر بمستوى الكتب التي تملأ المكتبات العالمية سوى كتب
شكر من بعض الجهات رداً لجميل ارساله لهم نسخة من ذلك الكتاب.
وباختصار اتفق الجميع على ان مصطلح (العلّامة) كان يُطلق على الأشخاص المختصين
في الدين وخاصة الإسلامي منها وبعدها تطور الى ان يُطلق على شخص الذي يُعتقد
بانه غزير المعلومات والعطاءات والمعرفة وللثقة الفطرية في إمكانيات ذلك
الشخص ، ومن الملاحظ ان تلك التقديرات لم تكن مجردة من التحزب والانتماءات ،
علماً انه لا توجد منظمة او مؤسسة تقوم بأطلاق ذلك اللقب. اذن يتمكن أي شخص
او مجموعة من المتابعين ان يطلقوا لقب " العلامة " على من يروه حسب رأيهم
بانه يستحقه.
وبناءٍ على ما ورد أعلاه انا وكل من يتفق معي نبدأ بأطلاق لقب العلامة على
عدد من الشخصيات الكلدانية التي ُشهِد لها بالمعرفة و العطاءات لمسايرة
ومنافسة الشخصيات التي حصلوا على لقب العلامة من مصادر مماثلة.
وسوف ابدأ بالعلامة د. عبد الله مرقس رابي لأنه حاصل على شهادات اكاديمية عالية
وشغل مناصب عليا في مؤسسات رسمية معترف بها وله من الخبرة في مجالات كثيرة
بالإضافة الى غزارة مؤلفاته وبحوثه ونتاجاته المقروءة والمسموعة وسوف لا اكرر
ما تم ذكره سابقا في مناسبات مختلفة ، فقط ، سأكتفي بالإشارة الى تلك المصادر
في المواقع الالكترونية في نهاية المقال، فاني أرى انه يستحق اللقب، وان رَفَضَ
ذلك فهو تواضعاً منه ولكن نحن من يقرر وليس هو (مع الاعتذار منه). علماً بانني
لم التقِ بالعلامة رابي سابقا ولا تربطني به اية علاقة سوى سلام خلال الفيسبوك
الذي لي خلاله حوالي خمسة الاف صديق.
وبنفس الوقت لكي لا أكون الوحيد في صنع قرارات مثل هذه ، اطلب من المتابعين
الكرام ترشيح شخصيات من أساتذة وكتاب وادباء وفنانين آخرين لحمل هذا اللقب
من قوميتنا الكلدانية لينالوا استحقاقهم اولاً، وثانياً ليكون لهم الوزن
المنافس على ساحة الاعلام التي سهل التعامل من خلالها بحرية.

ملاحظة: لحظت وجود لقب آخر لا يختلف عن العلّامة كثيراً وهو "الملفان" وهو مُقتبس
من (ملپانا) في لغتانا الكلدانية يعني معلم ويبدو انه يُستعمل لمن هو فوق مستوى
الشهادات الاكاديمية التي تعارفنا عليها، وبنفس درجة التعجب ال (علّامة و ملفان)
لم اجد لهما جهة رسمية تقرر او ترفض اطلاقها على من نتفق نحن ان نطلقها عليهم.


الشماس الإنجيلي: قيس سيپي
كاليفورنيا – أمريكا


بعض الصفحات التي تخص العلامة عبد الله رابي:

حوار مع شخصيات كلدانية 8
https://www.youtube.com/watch?v=x3lpEzkqecs
الدكتور عبدالله رابي، في ضيافة مركز يونان هوزايا
https://hozayacentre.org/ar/?p=274

برنامج فتمثلوا بايمانهم تحت عنوان اكليروس منكيش/الجزء الثاني ضيف البرنامج
الدكتور عبدالله رابي/كندا
https://www.bing.com/images/search?view=detailV2&ccid=5EmwDJ3%2f&id=47B610681D2DDEC0B2A0BF6E52A4333D7D1AF0A3&thid=OIP.5EmwDJ3_jna1I6TEE-ztVgHaFj&mediaurl=https%3a%2f%2fi.ytimg.com%2fvi%2fvV8N0IdwhJE%2fhqdefault.jpg%3fsqp%3d-oaymwEmCOADEOgC8quKqQMa8AEB-AH-BIAC6AKKAgwIABABGGUgUChHMA8%3d%26rs%3dAOn4CLCfPmVeWHlotaQo8JMHh6V07bVb2A&cdnurl=https%3a%2f%2fth.bing.com%2fth%2fid%2fR.e449b00c9dff8e76b523a4c413eced56%3frik%3do%252fAafT0zpFJuvw%26pid%3dImgRaw%26r%3d0&exph=360&expw=480&q=+%d9%84%d9%82%d8%a7%d8%a1+%d8%b9%d8%a8%d8%af%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87+%d8%b1%d8%a7%d8%a8%d9%8a&simid=608030441876500992&FORM=IRPRST&ck=7C874259BA4A4A445C181EC5B8CB7BFE&selectedIndex=1&itb=0&ajaxhist=0&ajaxserp=0

مابين السطور ( مع الدكتور عبدالله رابي)

https://www.youtube.com/watch?v=xVdPlIKEhng

الصالون الثقافي الكلداني
https://www.facebook.com/100044345957775/videos/946815176765666
حوار مع المفكر والباحث العراقي الكلداني في علم الأجتماع الدكتورعبدالله مرقس رابي
https://mangish.net/%d8%ad%d9%88%d8%a7%d8%b1-%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%81%d9%83%d8%b1-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%ad%d8%ab-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d9%82%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%84%d8%af%d8%a7/amp/?fbclid=IwAR3pu70VkMc-X0E-Sfp8H4rlQDiAPzFj5YfKRIZNwdMHTYF-zG1Kf4O6DVA

في احضان تلك الجبال وبساط واحاتها.. ينجلي الليل .. وتشرق الشمس ( الدكتور عبدالله مرقس رابي)
https://mangish.net/%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d8%ad%d8%b6%d8%a7%d9%86-%d8%aa%d9%84%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%a8%d8%a7%d9%84-%d9%88%d8%a8%d8%b3%d8%a7%d8%b7-%d9%88%d8%a7%d8%ad%d8%a7%d8%aa%d9%87%d8%a7-%d9%8a%d9%86%d8%ac%d9%84/amp/?fbclid=IwAR3k7Dvf8q6pYWm8MG9CLqkL-qwexHg4IU9WIAIcYPR_QRkJ-sqf7U-BvyE

2
اللغات واللهجات وتأثير الأطفال عليها
 
بدا الانسان بالتمدن منذ آلاف السنين وكانت الكهوف أولى قصور اجدانا القدامى وغالبا ما كانت أهم تلك الكهوف هي التي بقربها ينابيع الماء او القريبة منها الى الأنهار والبحار لتؤمن اُسس استمرارية الحياة ، لذا نرى في شمالنا الحبيب انتشار مئات القرى والارياف الكلدانية والتي اندثر الكثير منها لأسباب طبيعية مثل نفاذ مصادر الماء او بسبب الحروب او المجاعات او الأوبئة وغيرها من الأسباب .
 
ولصعوبة التنقل ووسائل التواصل بين القرى حتى القريبة فيما بينها مسافةً لكنها (كل قرية) بقيت وكأنها تعيش منعزلة عن العالم واحتفظت بخصوصياتها من الأزياء والتقاليد الاجتماعية والثقافية وكانت اللغة (اللهجة) احد اهم ما يميز تلك القرية عن بعضها، فإلى زمن ليس بعيد كنا نتمكن من تنسيب الشخص الى قريته من عدة كلمات او جمل يلفظها اذا كنّا ملمَمين باللهجات المناطقية خاصة بعد هجرة سكان تلك القرى للعمل في المدن الكبرى مثل بغداد ونينوى والبصرة وغيرها. هذا التميز بدأ بالانكماش والاختلافات أظهرت ذوباناً تدريجياً (الى حدٍّ ما) بعد ان عاد أولائك النازحون الى قراهم او اجتمعوا في بلاد الغربة حاملين معهم اللهجات الهجينة التي اخذوها من خلال اختلاطهم في فترات نموهم مع أطفال يختلفون عنهم في الألفاظ والمفردات. اما نحن الذين تجاوزنا مراحل التأثر بالمفردات من المحيط الّا ما نختاره بقناعتنا فلنا لهجتنا الأساسية التي تربينا عليها قبل النهضة التكنولوجية وتأثيرات العولمة ونعتز بتخصصنا لا بل في كثير من الأحيان نكون نتعصب اِزاء تلك اللهجة.
 
نشوء اللغات هو عملية تطور طبيعية تحدث على مر الزمن نتيجة لتفاعلات بين مجتمعات البشر وتطورهم الثقافي والاجتماعي. يُعتقد بان في المرحلة الأولى، ظهرت لغات بسيطة للتواصل بين أفراد المجتمعات البدائية، كانت هذه اللغات تعتمد بشكل رئيسي على الإشارات والأصوات للتعبير عن الاحتياجات والمشاعر الأساسية، وبعدها تطورت الى ان وصلت الينا كما هي اليوم.
 
لهجة الأطفال ودورهم في استحداث مفردات والألقاب:
قبل عدة سنين كان ابن ابن اختي بعمر اربع او خمس سنوات وكنت امازحه خلال جلسة عائلية فقلت له : قل انا القوشي (بلغتنا الكلدانية : مور آنا القوشنايا – فكان يرد ويقول: آنا القوشيانا) حسب امكانياته اللغوية يتلفظ بطريقته (نايا ويلفظها : يانا) فكانت تظهر بشكل طريف ومضحك. فقلت في نفسي وقتها: لو كانت الواقعة حصلت قبل سنين امام احد أبناء عائلة كادو او اودو الالقوشيتين (المشهورتين في المزاح واطلاق الألقاب وترتيب المقالب) كان يمكن ان يستنبطوا منها كنية لعائلة الطفل او ربما استحدثوا كلمة جديدة .  والامثلة كثيرة في الفاظ الأطفال التي يغيرون الكلمة الاصلية لتكون سهلة اللفظ، وقد يكون أولياء أمور الأطفال مسؤولون عن تثبيت تلك الالفاظ الغريبة لتسهيل الكلمة للطفل فيحورون الكلمة او يكررونها على خطئها للطفل مثل: الخبز: تَتّا او مَمّا . للطفل الصغير : نونو . والأطفال مسؤولون من تسميات كثيرة محورة من الاسم الأصلي مثل: يوسف: سيپي، سيبا، سيپو، سپانا. او جرجيس: جَجّو، چيچو، گَگو، دَدّو. شمّي راما: سميراميس، شَمّي، سميرة، مَمّي ) وغيرها كثيرة نلاحظ كم هي الكلمات المحورة من قبل أطفالنا سهلة التلفظ فتضاف تلك الكلمات الى قاموسنا اللغوي. وهذه موجودة في كل البلدات والقرى الكلدانية وغيرها. وهنالك كلمات أخرى تتميز كل قرية بواحدة او اكثر منها مثل: البيت: بيثا، بيتا، بيسا، بيّا.
موقف آخر يميز قرية المتكلم من كلمة واحدة، حدث وان كنت في زيارة الى بيت احد المؤمنين في سان هوزيه كشماس بصحبة المطران المتقاعد (حاليا) مار سرهد جمو والأب الفاضل يوشيا صنا فسألَت ام البيت عن ما يريد كلٌّ منا ان يشرب فكان جواب المطران – خَصّا مّايا (مع تعميق الميم حسب لفض التلكيفيين)، اما الاب الفاضل فقال – خصّا مِيّا (حسب لفض اهل اراذن) اما انا فقلت – خا قِصّا مايي (حسب لفضنا في القوش) .
 
وهنا اريد التركيز على قوة الأطفال ودورهم في اضافة كلمات ومفردات جديدة في عالم اللغة (بل وحتى ظهور لهجات مختلفة وربما لغات على مر العصور)، حسب قدراتهم المحدودة ومعرفتهم بالمفردات والقواعد اللغوية وامكانية نطقها وموقف البالغين منها فيشكلون مفردة جديدة عندما يحاولون استخدام ميلهم الفطري في تجربة كل كلمة او اسم بإمكانياتهم الناشئة بعفوية ودون قيود فيعبّرون عن أفكارهم وعواطفهم بشكل أكثر دقة فتؤدي الى إنشاء كلمات جديدة ، وهذه الإضافات او التغييرات تتراكم عبر الأجيال رغم بساطتها في البداية فتنشئ كلمات التي ستتميز كلهجة خاصة في ذلك المحيط.  بهذا يقوم الطفل بإثراء اللغة و تعزيز الارتباط الأعمق بين اللغة و القروية او لهجة البلدة بصورة اوسع فيصطبغ بصبغها.
ونحن كآباء ومعلمين ورعاة من واجبنا ان نهتم بهذا المنتوج والابداع في التعامل معه أكثر من اعتباره هفوة عابرة ومضحكة في كثير من الاحيان علينا تشجيعه ودمجه في مفرداتنا في المحادثات اليومية باعتباره براعة فكرية مزدهرة ليؤكد جهودهم اللغوية من كونها أداة ديناميكية ومتطورة، خاصة في هذا العصر الذي تنوعت به إمكانيات تداخل اللغات وانتشارها عبر وسائل التواصل في نشر كل ما هو جديد.
وفي الختام (كمدرس اللغة لغير الناطقين بها) اريد ان اربط دور الطفل في تطور اللغة بشكل محدود جداً  قد يلعبه متعلمي اللغة كلغة ثانية او أكثر من البالغين حيث قد يمرون في نفس المراحل التي يمر بها الطفل من اللفظ والتصريف والقواعد والمرادفات وخصوصية كل كلمة، وقد تتسرب الى اللغة الاصلية وتلعب نفس الدور الذي لعبه الطفل في اضافة واثراء اللغة الاصلية، حيث يلاقي متعلم اللغة الغير لغة الام سيجد صعوبات في تلفظ الاحرف والحركات القواعدية ما يجعله يقرؤها بطريقة تختلف عن الاصلية.
ولو أبحرنا ابعد مما جاء أعلاه (باعتبار البشرية ابتدأت بعائلة ذات لغة واحدة - او ربما نشأت اللغة باستقلالية المجاميع عن بعضها البعض)  ، ومنها تشعبت اللغات ولهجات أخرى الى عدد لا يمكن حصره اليوم، يمكن ان ننسب الموضوع الى تلك التأثيرات التي اجتهدت بها كل مجموعة حسب بيئتها وطبيعتها الجغرافية واهتماماتها وعددها وطريقة تعاملها مع المتغيرات وتطور علاقتها مع المجاميع الأخرى ، فكما ذكرت في بداية المقال لعب صعوبة التنقل ووسائل الاتصال دورا كبيرا في التفرد والتخصص وابتعاد اللغات عن بعضها عبر الاف السنين.

 
الشماس الإنجيلي
قيس سيپي
كاليفورنيا


3


هل المطلوب ادانة الدساتير والقوانين ام تطبيقها؟

كثيرا ما يفتخر السياسيون والاجتماعيون والمثقفون بشكل عام بالدساتير والقوانين العاملة في الغرب ويعتبرونها مثالية ويتمنون تقليدها في بلداننا مقارنين الكثير من بنودها بما يتضارب مع قريناتها، وهكذا يبرر الكثير من المهاجرين سبب ابتعادهم عن اوطانهم، كما نرى كل اليساريين المهاجرين توجهوا الى الغرب الامپريالي الدكتاتوري (كما كانوا يصفونها لنا ايام زمان) ولم نسمع بهجرة احدهم الى الدول الاشتراكية اليسارية.
نرجع الى سؤالنا : هل المطلوب ادانة الدساتير والقوانين ام تطبيقها؟ عسى ان يسعفنا المختصون في الجواب على هذا السؤال ليغني معلوماتنا.
بمسحة سريعة الى الاخبار الدارجة خلال هذه الأيام سنرى عدد غير قليل من المسؤولين الذين ادانوا ما قام به موميكا في حرقه نسخة من القرآن امام الاعلام مطبقاً حقوقه التي يضمنها له القانون، وقد لا نختلف معهم في موقفنا من مثل هذا السلوك الذي يجرح شعور أناس لهم محبة واحترام لكِتاب يعتبرونه مقدساً ومعصوماً، ولكن اسأل سؤالي لجميعهم هل خالف موميكا القانون ام طبق ما يسمح به القانون؟ ولو كان الجواب بان موميكا لم يخالف القانون اذن هو من طبقه ولا يلام عليه . ولو قال احدهم بانه جرح مشاعر شريحة من الناس في تطبيق القانون فما ردهم بسلوكيات أخرى التي تجرح مشاعر الملايين في سلوكيات أخرى ضمن ما يسمح به القانون العامل في تلك الدولة؟؟؟ مثلاً:
هل ادان اولائك: شخصاً فرش سجادة الصلاة في وسط الشارع ويسد الطريق امام مئات او الاف المواطنين الأصليين عن الوصول الى أعمالهم واهدافهم الى ان ينتهي المؤمن من الصلاة؟؟؟ (انهم يستعملون حقهم الذي يصونه القانون ولم يخالفوه) .
هل ادان اولائك: الذين يفرشون سجاداتهم امام الكنائس ويصلون بدون ان يفكروا في ما يسببونه من إساءة وغضب لعامة الناس؟ (انهم يستعملون حقهم الذي يصونه القانون ولم يخالفوه).
هل ادان اولائك: الذي يهينون المسيحين واليهود ويعتبرونهم (مغضوب عليهم وضالّين) ؟ (انهم يستعملون حقهم الذي يصونه القانون ولم يخالفوه).
هل ادان اولائك: من يقتل كاهناً كاهلا في كنيسة يؤدي القداس الإلهي؟ (انهم يستعملون حقهم الذي يصونه القانون ولم يخالفوه).
هل ادان اولائك: اعتبار أولاد المتزوج من مسلم او من مسلمة مسلمين فقط ويمنحون حضانة القاصرين منهم للمسلم او للمسلمة فقط ؟ (انهم يستعملون حقهم الذي يصونه القانون ولم يخالفوه).
هل ادان اولائك: من حرق المؤمنين المسيحيين وهم احياء؟. (انهم يستعملون حقهم الذي يصونه القانون ولم يخالفوه).
هل ادان اولائك: رفع لحم الخنزير من قائمة الطعام وحرمان من يفضله في المدارس والمستشفيات وغيرها من المؤسسات؟ (انهم يستعملون حقهم الذي يصونه القانون ولم يخالفوه).
هل ادان لولائك: رفع الصليب من صفوف مدرسة أهلية كاثوليكية احتراما لمسلم طالب بذلك؟ (انهم يستعملون حقهم الذي يصونه القانون ولم يخالفوه).
هل ادان اولائك: منع الطلاب الحديث ما لا يتطابق مع القوانين الإلهية في اباحة المثيلية والزواج المثيلي وعرضه كحالة طبيعية حتى في المدارس الاهلية الكاثوليكية وغيرها ومحاسبة من يختلف معهم في تلك التعليمات؟ (انهم يستعملون حقهم الذي يصونه القانون ولم يخالفوه).
هل ادان اولائك: تعدد الزوجات المخفي والممنوع في الدول الغيراسلامية تحت ذريعة (Girl friend) الذي لا يحاسب عليه القانون؟ (انهم يستعملون حقهم الذي يصونه القانون ولم يخالفوه).
هل ادان اولائك تحويل كنيسة عريقة (أيا صوفيا) الى مسجد وإزالة كل المعالم المسيحية منها؟ (انهم يستعملون حقهم الذي يصونه القانون ولم يخالفوه).

ويوجد الكثير من الاسئلة والمماثلة التي أتمنى ان اوجهها الى كل من ادان عمل موميكا الأخير، الم يكن بالأحرى:
امّا ادانة كل (وليس حرق القرآن فقط) ما يخالف ويجرح مشاعر أناس آخرون التي ذكرتُ بعضها أعلاه ويقومون بها ضمن ما يسمح به قوانينهم المحلية .
او ادانة الدستور والقانون الذي سمح لهم بهكذا عمل؟؟ قبل وبعد أي عمل مشين يهين ويجرح مشاعر الآخرين؟؟؟.


مجرد سؤال وليس تأييداً او ادانةً لأيٍ من تلك الاعمال (لأن ذلك موضوعاً آخراً).


الشماس الإنجيلي:
قيس سيپي
من ايسكلستونا - السويد


4

هـل إلى هـذه الـدرجة أفـقـدكم مايكل سـيـﭙـي بصيرتكم ؟

بقـلم : الشماس الانجيلي قيس -امريكا- كاليفورنيا


أكـتب هاذا المقال ، رداً عـلى مقال :

بتولية مريم العـذراء بحسب البطريرك مار لويس ساكو المنشـور هـنا عـلى الموقع :
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,1044640.0.html

 مايكل سـيـﭙـي لا يحتاج إلى إسناده ولا إلى مدافعـين عـنه ، لأن لو كان لمنـتقديه قـليلاً من المعرفة بالنقـد ، فإنهم يـرَون كل كتاباته مدعـومة بإثباتات تحتاج إلى مَن لهم معـرفة وليس أحقاد ، أن يردوا عـليها إنْ كان (حاشاه) قد أساء الفهم أو حَوّر تلك الوثائق . لدينا من المتخصصين عشرات الكهـنة والأساقفة ، وربما غـيرهم لهم معرفة واسعة بما ينتقـد الكاتب مايكل ، وسيكونون أفـضل مَن يردّ ويوضح تلك الكتابات (طبعاً كاتب المقال أعلاه وأذياله غـير مناسبـين لذلك).

وأقول لكم ، وأقـصد كاتب المقال الموقر أعلاه وبعـض المعلـقـين الأشاوس : لا يليق بكم سوى تعبير بغـدادي لم أستعـمله في حياتي ولم أسمعه منذ عشرات السنين ، سأعـذر نفسي و أستعـمله هـنا ، لأنه خير وصفٍ لكم مفاده : (( أنكم مثل الذين يـبصقـون إلى الأعلى .. )) . لأنكم قـد تعـتـقـدون بأنكم تدافعـون عـن غـبطة البطرك ساكو ، لكـن الحقـيـقة والـنـتـيجة هي بالعكس تماماً ، لأنكم تـثيرون ما أدلى به غـبطته وهـنالك مَن يعـتبرها أخطاءً أو زلّات لسان لم يقـتـنع بها أحدهم ، فـيراجعـونه وقـد يصطفـون إلى صف المنتقِـد ، أو أنكم تـنبشون المضمَر تحت زاوية البساط وهـنا  أقـول لكم : تعالوا تعالوا تعالوا أنـتم تكونون قـد أسأتم إلى غـبطته إن كـنتم تقصدون الإساءة أو بجهـلكم

ثانياً : مايكل سـيـﭙـي لم ينـتـقـد كل الكـتب عـن مريم العـذراء أم ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الدائمة البتولية ، بل نشر صفحة من كتاب موجـود ومنشور منذ سنين ، إذا كان هـنالك مَن له معـرفة بغـير ما يفسره مايكل سـيـﭙـي ، فـليـتـفـضل ويُعـلِّم مَن لا يَعلم (طبعاً أنا لا أطلب مِن أمثالكم الـقـيام بذلك ، لفشلكم في الإمتحان الأول في الـنقـد وهـو التهجّـم عـلى المنـتـقِـد كشخص وليس المنتقـَـد كنَص وتعـبـيـر) .

ثالثاً : أتمنى أن يـبقى نـتاجكم الأغـر في عـنكاوة ليظهـر مستوى تخـبّطكم في اللغة وقلة الحجة وسوء التحكم في سلوكياتكم  البعـيدة عـن أعـماركم ، ولكن أقـول عـندما يَـنـشر مايكل مقالاً يتضمن إنـتقاداً أو سؤالاً مع ذكـر إسم القائل أو الكاتب مع وثائق مكتوبة أو مسموعة ومرئية لذلك الإنـتقاد ، فإن المسؤولين عـن موقع عـنكاوا يرفعـونه مِن الموقع خلال ساعات ، أما معلـقـتكم أعلاه أيها الأشاوس الأبطال وجَّهـتم به هجـومكم البطولي ضد مَن لا تستحـقـون أن تـقـرأوا كتاباته ولعجـزكم عـن الرد قـمتم بنشر سمومكم بدون مناسبة وبغـير محلها لأنكم ذكرتم بالإسم أستاذكم مايكل سـيـﭙـي ولم يكن لكم ما يكفي من شجاعة أن تذكـروا ما قاله مايكل سيـﭙـي ، ومع ذلك لا يزال مقالكم في محله ، فـشكـرا لإدارة عـنكاوا . أكرر أتمنى أن لا يُـلغى المقال من الموقع لأنه يؤيد كل ما يدّعي به الكاتب مايكل سـيـﭙـي مِن عـبودية البعـض للمناصب وتـفضيلهم عـلى الكتب المقـدسة والمباديء التي من أجلها دفعَـت الكـنيسة شهـداء وطوّبَـت قـديسين ، أما أنـتم فـقـد أثـبتم جهـلكم بأبسط الكـلمات العـربـية ولم تجـرؤوا عـلى الإقـتـراب منها بل قـمتم بإستهـداف شخـص لعجـزكم اللغـوي والأدبي والإجـتماعي والروحي في الحفاظ عـلى ما تعَـمّـذتم مِن أجله وبه .

رابعاً : لو أصدر عالِم مِن وكالة ناسا كـتاباً يقـول فـيه أنّ أميركا لم تصعـد إلى القمر بل كل ذلك كان فـلماً تم إخـراجه في صحـراء  أريزونا . وبعـد ذلك ، العالِم نـفـسه أصدر عشرات الكـتب عـن قـوة أميركا الـفـضائية والزيارة إلى الـقمر ،  هـل أنّ ذلك يمحـو إنكاره لصعـود أميركا إلى الـقـمر ؟

خامساً : لو قال لي أحدهم ، أنت شماس يجب أن لا تدافع عـن فلان ويجب أن تعـبد علّان ، فأقول له : إن فلان وعلّان سيكوان يوماً تحت التراب ، أما المبادىء والكتب السماوية والقيَم الأخلاقـية فباقـية إلى الأبد حتى مجيء المخلّص الذي سـيَدين الكل وأنت وهُم من بـينهم .



[/i]

5

 
ناحوم ١:١ وَحْيٌ عَلَى نِينَوَى. سِفْرُ رُؤْيَا نَاحُومَ الأَلْقُوشِيِّ. الأَلْـقُـوشِيِّ .
 
بعـض مثقفي ألقوش يقولون للبطرك ساكـو :
أنت غير مُرحّـب بك في ألقوش مستقبلاً .

 
ألقوش أروع ناحـية كلدانية في شمال نينوى وآخـرها من الشمال ضمن الحكـومة المركزية . تـقع عـلى سفح جـبل عـظيم يصونها اليوم ، وصان البارحة الكـثير من أبنائها في ظروف مختلفة مِن متاعب وملاحقات الحكومات البائدة . صبَغها القديس مار ميخا النوهدري بصبغة دينية مسيحـية كأوّل أسـقف يتخـذ ألقوش مقراً له ، وهذا يعـني أن الديانة المسيحـية كانت منتـشرة مسبقاً في المنطقة . وأضاف إليها القُدسيّة الراهـب القادم مِن الشرق ( ربّان هـرمـزد ) وبَـنى أجمل دير في وادٍ قريب منها . لهذا ترى عائلات ألقوشية كـثيرة خلـّدوا القدّيسَـين بتسمية أحد أبنائها بـ (ميخا – هرمز) ، وبعدها أصبحَـت مقـراً لبطركية الكنيسة الشرقية ممّا أعـطاها بُعـداً دينياً إدارياً إضافيا . 
ممّا وردَ في أعلاه نرى الصبغة الدينية تطغي على القرية وعكـسَ ذلك على البناء الإجتماعي والثقافي المتميز حيث أنجـبت العديد من البطاركة والأساقـفة والكهـنة و الشمامسة ، هـذا من جانب الإكليروس ، والمؤلـفـين والخطاطين وشعراء وفنانين وأدباء بالإضافة إلى الأساتذة والأطباء والمهندسين والفنيّين يصعـب حـصرهم بأسماء أو أعـداد . فـقـد قـرأتُ عـنها لأحد الكُتــّاب ما يلي :
 
ألقـوش ماسَة الدهـر وماؤه العـذبُ ، قـلعة فـيها الشجاعة والصُـلـْـبُ ، مركـز يشعّ منه الإيمان والحـبُّ ، هي الشـُعـراء والأدبُ ، يليق بها الإسم الرفـيع واللقـبُ ،  فهي مركـز ثـقـل الأمة والعـجـبُ ، والكـلـدان شعـبها الطـيْـبُ ، ومَن لا تــُسِـرُّه كـلماتـنا فـليكـتب ما يكـتبُ  . 

 
أما من الجانب السياسي فـفي أواسط الـقـرن الماضي دخـل التيار السياسي اليساري إلى ألـقـوش عـن طريق مجموعة من الشباب الواعي والمثـقـف كـتـنظيم الحزب الشيوعي ، وصادف في الـفـترة نـفـسها نمو الحـركة الكـردية فـتعاضد الألـقـوشيون الشيوعـيون مع الـتـنظيم الكـردي لـتـقارب الأهـداف ، ووقـفـوا معاً ضد أعـدائهم الذين تمثلوا بالحكـومات المركـزية البائدة . وتميّـز من خلال ذلك الـتـنظيم رجل شجاع ذو كارزما متميزة غـزى بسرعة قـلـوب وعـقـول الألـقـوشيّـين كـباراً وصغاراً إلى درجة التمجـيد وهـو المرحوم توما توماس حـتى تم تخـليده بنصب تذكاري في قـلب ألـقـوش لـيـبقى حـياً في قـلوب مَن يعـرف ألـقـوش ويمجّـدها .   
 
إن هذا البناء الثقافي والإجتماعي والسياسي مع المواقـف التأريخـية لهؤلاء المتميزين توّج ألقوش شموخاً وهـيـبة حتى كُنيَت بكُنية عـزيزة عـلى قلوبنا وقلوب مُحبّي الحقيقة ، فسُمّيَـت أم القرى ( يما د مَثواثا ) يفتخر بها الغريب قـبل إبن ألقوش .   
نعم ، طغـت عـلى ألـقـوش صبغة دينية ولم يُـفرّق الإختلاف في المبادئ بـين أبنائها ، ولم تمحُ تلك المسحة المباركة في سياقاتهم اليومية والسلوكية والأخلاقـية فكانت الكـنيسة الرسمية (كـنيسة مار گورگيس) لا تسع حضور المؤمنين وخاصة في الآحاد والأعـياد والمناسبات الأخرى ذات العلاقة مثل الجمعة العـظيمة وصلاة درب الصليب وآحاد الشهـر المريمي وغيرها ، حيث كانوا يستعينون بهيكل مدرسة مار ميخا لحصر الأطفال وإشغالهم بنشاطات لإفساح المجال أمام الكـبار لحضور تلك المراسيم . وكم أتـذكـر حـضور اليساريـين تلك المناسبات الكنسية المتـنوّعة ، وفي العـديـد منها كان يتـقـدمهم المرحوم توما توماس فـتـزهو بهم ساحة الكنيسة ، وكُنا أطفالاً نحوم حولهم لعَلّنا نلقي نظرة عـلى ذلك الشخص المهيب بحضوره . 
 
كل تلك الإختلافات في بُنية المجـتمع الألقوشي لم يُقسّمها بل كان لكل مجموعة بناؤها الخاص وأخص بالذكر المتـديّـنين مِن شمامسة وخـدام المذبح المقدس والذين يمارسون الطـقـوس مع إلـتـزامات إيمانية ، والجماعة اليسارية ، وأخـرى فـضّلت الإنتماء إلى الأحزاب الكردية ، وأخرى إلى تنظيمات الدولة المركـزية ، وكان هـناك مِن بـيـن الألـقـوشيّـين مَن لا يهـتم بأي من تلك المجاميع ، ومع كـل هـذا التنوّع لم يظهـر عـليهم الإختلاف عند المحـن ، حـيث كانوا يهبّون لحماية ألقوش ودعـم بعضهم البعـض حسب إمكانياتهم فيظهـرون كتلة واحـدة ، بل عائلة واحـدة والذين عاشوا الأحـداث خلال النصف الثاني من الـقـرن المنصرم يستطيع أن يتذكر تلك الأحـداث المؤلمة ولكـن يفتخر بما كان يعكس وحـدة ألقوش وتكاتف أهلها بعضهم ببعض . 
 
كـنا نُقبّـل ثوب الكاهـن لنتبرك به ، نُقبّـل أحجار الكنيسة عند مرورنا بقربها ، وإذا زارنا كاهـن كُـنا نحتـفل بتلك الزيارة لمدة غير قصيرة ، أما إذا زارنا المطران فكان يوماً تأريخـياً لتلك العائلة تبقى ذكراه إلى الأبد ، كنا نشـعر بالبركة عـندما يدخل دارنا الشماس مع الصليب في يوم السعانين وتسطع الأصوات بترايل أوشعـنا بَمرومي ، وكنا نتعنى مشياً إلى أراضينا الزراعـية ونغـرس فيها أغـصان الزيتون المباركة بدافع الإيمان ليُكثِر الرب مِن حصاد زرعـنا . 
هذه هي الصُـوَر الزاهـية لألقوش المتديّنة ، فكيف وصلتْ بهم الظروف إلى أنْ يقولوا لرئيس كنيستهم المتمثل بالبطرك ساكو عـبارتهم الحادة : 
(( أنت غـير مُرحّب بك في ألقوش مستقبلاً .)) ؟؟؟
حـيث جاء ذلك في منشور للـفـنان داني أسمرو في صفحـته الشخصية في الفيسبوك بعـد مراسيم تـنصيب الأسقف الجديد لأبرشية ألقوش وتوابعها المطران مار بولس ثابت ، وأيّـدها أكـثر من ستمائة قارئ وعـلق عـليها إيجابـيا أكـثر من مائتين وخمسين شخصاً مِن بينهم أساتذة وخـبراء وأدباء وشمامسة ومثـقفين من مختلف المستويات والإخـتصاصات ، مِن ضمنهم عـدد مِن غـير الألقوشيّـين . فما الذي حصل لتقود أهل ألـقـوش المتـديّـنين المتكاتفين ليقفوا وقفة رجل واحد في ذلك الموقف يا ترى ؟؟؟ 
هذا السؤال للسادة المسؤولين في الكنيسة أولاً ليراجعوا أنفسهم ويبحثوا عن الخلل أو الأسباب التي دفعتْ ألقوش البطلة إلى ذلك الموقف . ولا بأس أن يـدلوا بدلوهم ، عامة المهـتمين بما يملي الموضوع ويغنيه عسى أن يكـون درساً للسادة المسؤولين الكنسيّـين في كل الكنيسة بالعالم ليستـفادوا مِن أخطائهم و أخطاء غـيرهم ويكونوا مثالاً لمُمَثل المسيح في محـيطهم فيرى الناس أعمالهم فيقتدوا بهم . والرب المسيح يوصيهم فيقول : 
متى ١٦:٥ فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.
 
ملاحظة : 
عـلمت أنّ الفنان داني أسمرو قد سحب منشوره أعلاه لأسباب قد نجهل تفاصيلها ولكنها لن تكون أكثر من ضغـوط تعَـرّض لها مِن قِبَل جهات ، إما كنسية أو إدارية مِمّن لهم إلتزامات مصلحية مع البطرك ساكو ، خاصة إذا علمنا بأن المنشور حضي بالمئات من المؤيّـدين الذين ذكـروا أسماءهم عـلنا وسانـدوا بقوة كل ما جاء في ذلك المنشور . فالفنان داني ما كان ليسحـبه لولا حالة إسـتثنائية قاهرة !. (( إن المنـشور بقي منـشورا في صفحات عديدة ،  مواقع إلكترونية أو لأشخاص في صفحات الفيسبوك ) .



الشماس الانجيلي
قيس سيپي
امريكا كاليفورنيا





6
 
1 تيموثاوس 5: لاَ تَقْبَلْ شِكَايَةً عَلَى شَيْخٍ إِلاَّ عَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ 19 
20 اَلَّذِينَ يُخْطِئُونَ وَبِّخْهُمْ أَمَامَ الْجَمِيعِ، لِكَيْ يَكُونَ عِنْدَ الْبَاقِينَ خَوْفٌ.

نشر غـبطة البطريرك ساكـو مقالا بعـنوان :
ضرورة رفع الكلمات المهـينة لكـرامة الإنسان من الصلوات 
    https://saint-adday.com/?p=51002 

تربينا منذ نعومة اظافرنا بين اروقة الكنيسة وكنا نصِل الى قمة الافتخار والتكبر عندما كنا نحمل شمعة امام الشماس القارئ في الكنيسة او نحمل جرس خلال القداس او نحمل الحطرا او تاج الاسقف في المناسبات والاعياد ، فزرعت تلك الايام غيرة بل حباً بل ايماناً في قلوبنا جعلتنا مرتبطين بذلك التراث الثمين والغني خاصة بعد ان انفتحت عيوننا على المعرفة والقراءة والمتابعة والمشاركة في نشاطات الشباب والدورات الروحية بالاضافة الى ما اتاحته لنا التكنولوجيا من ابواب واسعة وبلا حدود لمن يرغب في البحث وصقل معرفته ، فتحولت تلك التبعية من الطفولة الى ايمان راسخ في تعاليم ربنا ومخلصنا يسوع المسيح وكنيسته التي بناها رسله الذين عايشوه ، وما اضاف اليها القديسون خلال الفي سنة والى اليوم.
فيكون من واجب كلٍ منا ان يديم البناء الشاهق لهذه الكنيسة من ما تُرِك لنا من تراث لا يقدَّر بثمن ، وهذا ما فعله كل القادة الكنسيين على الاطلاق دون استثناء والى اليوم ، فلم نسمع بان احداً يعتبر نفسه منتمياً الى الكنيسة وبكل الدرجات الاكليروسية لم نسمع بانه استهزأ او اهان نصّاً من الكتاب المقدس لانه :
تيموثاوس ٢
16 كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ.

بل كانوا يبنون على اعمال الاقدمين ويقدسونها ويضيفون عليها حتى وصلت الينا بالروعة الحالية، وكنت اتوقع ان يستمر هذا الاعتزاز والغيرة على ما استلمنا من القديسين ، وان يكون من أبسط واجبات السادة المسؤولين في الكنيسة الحفاظ عليها (على الاقل) ان لم يكونوا بالمستوى ان يضيفون عليها الجديد بالمستوى اللائق والمناسب.
نأتي الى ما جاء في مقال غبطة الباطريرك ساكو اعلاه والذي اهان كل ما تربينا عليه ربما حاول ان يهزّ ذلك الاساس المتين الذي اقامه الرب في قلوب ابناء الكنيسة بوصف كل ذلك الموروث باهانات مثل داعشي والاستهزاء به باسلوب لا يليق بالقديسين وكتاباتهم فكانت الصدمة ، والانكى من كل ذلك هو السكوت المدقع الذي اتسم به كل الاكليروسيين الحاصلين على شهادات اكاديمية عليا وبتخصصات في الكتاب المقدس وتاريخ الكنيسة والفلسفة واللاهوت وغيرها وكأن الامر لا يعنيهم بعد ان كَلّفوا الكنيسة ملايين الدولارات في التمتع بالاقامة لسنين طويلة في الجامعات الكنسية.

عـندما وصلتُ إلى بعـض العـبارات التي وردت في المقال ، نسيتُ هـوية الكاتب وتصورتُه أحمد ديـدات أو شخص آخر متطرف حاقد على المسيحـية بشكل عام ، ولكن بعـد أن صفعـتُ وجهي تذكرتُ بأن الكاتب هـو رئيس أكبر وأقدَم طائفة مسيحية في الشرق . 
 
أتمنى أن يُـقرأ هذا المقال البسيط ومقال غـبطة البطرك ساكو بتجرّد وليس بتعاطف مع هذا أو ذاك ، أو درجته الدينية أو منصبه ، لأن الـفرق هـو نوع غـيرة الكاتب على ما توارثه من آبائه الـقديسين ، ومقدار تعمّقه في الكتب المقدسة وإيمانه بنزاهة الكتاب المقدس . 
أولاً: لكـوني شماساً إنجـيلياً مرسوماً ، فإنّ أولى إلتزاماتي التي تـفرضها الدرجة الدينية هي (الطاعة) وأنا لا أخالفها ما دامت تسير في طريق الكنيسة الكاثوليكية وإيمانها ومبادئها والأسس التي بنيت عـليها وليس إستـناداً إلى إجتهاد أيٍّ كان ومهما كان منصبه وعـلومه . 
وحسب مقـولة غبطة البطرك ساكو : ( لم تعـد هـناك نخـبة في الكـنيسة والـبـقـية تـطيعها ) .
والرسول بولس يقـول : غلاطية (1 : 10)         
 أَفَأَسْتَعْطِفُ الآنَ النَّاسَ أَمِ اللهَ؟ أَمْ أَطْلُبُ أَنْ أُرْضِيَ النَّاسَ؟ فَلَوْ كُنْتُ بَعْدُ أُرْضِي النَّاسَ، لَمْ أَكُنْ عَبْدًا لِلْمَسِيحِ.
 

بعـد قـراءتي المقال وامتعاضي مما جاء فـيه ، قـرأتُ تعـلـيق أحـد أبناء الكـنيسة مع ردّ غـبطة البطرك ساكو عـليه ، زاد إمتعاضي وألمي ، فعـبّـرتُ عـن رأيي بتعـليق مناسب وأرسلته عَـبر الموقع الباطريركي، فظهـر الجواب ( تعـلـيـقـك في إنـتـظار مراجعة المدير ) ! وبقي كذلك لمدة ، وبعـدها رُفع من الموقع مما يدل عـلى عـدم موافـقة المدير أو القائم بأعـماله عـلى نـشره . ولكونه يهمّ كل فـرد من أبناء الكـنيسة ، آثـرت نـشره هـنا عسى أن يستفـيد منه أحدهم . 
أما تعـلـيقي عـلى مقال البطرك أعلاه كان :
 
11 أكـتـوبر 2022  في 1:04 
غـبطة الباطريرك لويس الجـزيل الإحـترام 
 
كـنت أتوقع من سيادتكم أن ترشدوا الأشخاص الذين يهـينون أبناءكم بكلمات جارحة مثلما جاء به السيد ميشو في تعـليقه أعلاه مثل (سفهاء ! ) والباقي أمامكم ، وأن لا تـنشروا سمومهم بـين أبناء الكـنيسة . 
وأنا أتحدى أن يعلم السيد ميشو معنى كلمة واحدة من التي ايّدها وبقوة والمقصود بها في الكتاب المقدس ((من التي ترفضون إستعمالها في الصلاة)) والتي تعتبرونها سيادتكم مهينة للإنسان ، إلّا إذا إعتبر نفسه موازياً أو أعلى من الله رب الكل ــ حاشا .
هـل يتفضل السيد ميشو ويشرح لنا علاقة (داعش) في مقالكم أعلاه وينوّرنا به لنتبناه في إيماننا ؟؟؟ 
أما أن تدعم ما جاء به السيد ميشو مِن كلام مهين لأبناء الكنيسة ، فهذه مصيبة كبرى ، لأن الإهانة القادمة من الله في كتابه المقدس (حسب رأيكم) هي أهون من إهانة الإنسان لأخيه الإنسان (كما جاء في رد السيد ميشو ــ وأنتم تسيرون في مسيرته عـلى إختلافها مع تعاليم كنيستنا) ، ولا ننسى بأن المخلـّص قال : 
متى ( 5 : 22 ) وأمّا أنا فأقول لكم :
 وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلًا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ، وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ، وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ. 
ليس كل مَن إخـتلف بالرأي معكم هـو سـفـيه وعـفـن ووو  
سيدنا العـزيز ساكو : أنت صاحـب منصب قـيادي عالمي يجب أن تقـف عـلى بُعـدٍ متساوٍ من الجميع (لا بأس أن ترشد مَن تعـتقـد بأنه يحتاج الإرشاد) ويجـب أن تُعطوا الحـرية للمؤمن أن يفكر ويختار ويناقـش ، فإن الله خلق الإنسان حراً ولم يخلقه يحمل إيمانا محدداً دون أن يختاره هو ، فمَن هو الإنسان الذي يُسَفّه الحرية التي منحها له الرب الآب الخالق ؟؟؟ 
يبدو أن نشركم لتعليق السيد ميشو جاء فـقـط لكونه يسند ما أتيتم به (وهـو غير مُلِم ولا متخصص بأبعاده الإيمانية واللاهـوتية) . 
لهـذا أتمنى من سيادتكم أن ترفعوا تعليق السيد ميشو مِن موقعكم لتثبتوا بأنكم أب للكل وليس للمتملقين فـقـط . 
تحياتي وإحترامي .   
الشماس الإنجيلي : قيس سيپي 
*************
 
ولكـن إلى اليوم لم يُـرفع التعـليق ولم يُـنشر تعليقي ، أليس هـذا أمراً غـريباً ؟ والأغرب مِن ذلك ، تمّ ترقـية المقال إلى أعلى صفحة الموقع لعدة أيام أخرى ! 
فأنا أسأل غـبطة البطرك ساكـو بعـض الأسئلة التي أثارها المقال والتعليق عليه وعسى أن يصلني الجواب : 
هل الله داعشي ؟   
إذا وردَت عـبارةٍ ما ــ في الكـتاب المقـدس ــ محتوية على ما لا يعجـب غـبطتكم او لم تسعفكم معرفتكم الواسعة في هضم وتحليل المعنى المقصود في النص ، هل يكون الكتاب المقدس داعشي ؟ 
نعم ، في الكـتاب المقـدس توجد آيات عـن الحروب والقـتل والزنى والرجم وقـطع الرؤوس ووو ، فهل ذلك يجعل الله داعشي ؟ 
هل يحق لأي إنسان أن يصف أقدس كتاب وأعـظمها بـ ( داعشي )؟ معقولة ؟ 
و مِن قِـبَل مَن ؟؟؟ من غـبطة البطرك رئيس الكـنيسة وحافـظ إيمانها ؟؟ 
كيف ترفع كلمة ــ عـبد ، خادمة ــ من الصلاة وتضيف إليها كلمة داعشي ؟ 
مَن قال نحن لسنا عـبيداً ؟؟ 
هل من المعـقول لم يقرأ غـبطتكم لوقا 18 ؟   
13 وَأَمَّا الْعَشَّارُ فَوَقَفَ مِنْ بَعِيدٍ، لاَ يَشَاءُ أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ، بَلْ قَرَعَ عَلَى صَدْرِهِ قَائِلًا: اللّهُمَّ ارْحَمْنِي، أَنَا الْخَاطِئَ.
مَن الذي نزل مُبرراً يا ترى ؟؟؟
لو أتممنا الناموس والإيمان ، كيف نعبر ، وماذا نقول
10 كَذلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا، مَتَى فَعَلْتُمْ كُلَّ مَا أُمِرْتُمْ بِهِ فَقُولُوا: إِنَّنَا عَبِيدٌ بَطَّالُونَ، لأَنَّنَا إِنَّمَا عَمِلْنَا مَا كَانَ يَجِبُ عَلَيْنَا.. لوقا  17
سؤال آخر : الكتاب المقدس مبني من واقع زمني جغرافي حضاري ثـقافي حقـيقي بـيـئيّ وآنيّ ، وكل ما جاء به يرمز إلى مَعنىً مُعيناً يجب وضعه في الزمن والـبـيئة التي قـيل فـيها ليعكس ما قصده الروح الـقدس في إيحائه الكاتب أن يذكره . فهل يحق لأي إنسان الإستهزاء بالنص وخاصة بعـد أن يقـطعه من موقعه دون إعـطاء أبعاده الزمكانية ؟ بكلمات أخرى ، هل نعيد كتابة الكتاب المقدس ونرفع منه : المنجل والصياد والحقل والمحراث والزارع والمقراع والمناخس ؟؟؟ لأن زمنها إنتهى ولا تُستعـمل اليوم ؟ ونستبدلها بالمكائن والطائرات والحاصودات (الدرّاسات) والقنابل النووية و الـ (آي پات ) والنظرية النسبية ؟ معقولة ؟ .
 
رومية  4 -  34  لأَنْ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ؟ أَوْ مَنْ صَارَ لَهُ مُشِيرًا؟
 
سؤال آخر : كيـف يسمح غـبطتكم أن يشتم أحدهم إخـوة في الكـنيسة ويصفهم بكلمات جارحة من داخل داركم ؟ ألم تقرؤا : 
1 كورنثوس (6 : 10)   وَلاَ سَارِقُونَ وَلاَ طَمَّاعُونَ وَلاَ سِكِّيرُونَ وَلاَ شَتَّامُونَ وَلاَ خَاطِفُونَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ.
ولكن هـنا ربما سيقـول غـبطته عن نفسه : 
أنا أيضاً قلت : عفينا ، فليتا ، وخارج عـن القانون وووو . فلا بأس !!! 
   
سؤال آخر : كيف تسايرون كاتب شتّام في تحريضه لغـبطتكم ضد كاهـن أمين ونشط مملوء من الروح الـقدس في كل طروحاته و كرازاته ؟ ( بل هـو هـيكل للروح القـدس ) ؟ وتوجّه تهديداً مباشراً له عَـبر ردّكم ؟؟؟ هل هكذا يكون أبو الآباء ؟ 
ولي الكثير من الأسئلة في السياق نـفسه ولكن اليوم نكتفي بهذه . 
فأنا شماس وإنسان ، ولكن الشيطان يُحرّك شكوكاً بسبب هذه الأقوال وقد يقودني إلى الإلحاد .
ولكن هـيهات ! إيماني مبني على الصخـرة ولا يزعـزعه المشكك ومهما حاول الشيطان أو إستعـمل من أدوات لـيُهـلِك حتى المختارين . 
 
أتمنى أن يصلني الجواب عـلى الأسئلة أعلاه عَبر أية وسيلة كانت . 
وأطلب من إدارة الموقع مسح أي تعليق يخرج عن اللياقة الأدبية والأخلاق العامة في الكلمات التي يستعملها الكاتب . 
 
غـيرتي على كنيستي خطَّت بقلمي   
 
الشماس الإنجيلي 
قيس سـيپي 





7

تأريخ الكـنيسة الشرقـية لا يكـتمل بـدون تأريخ ألـقـوش
 
عـنوان المقال مستمد من مقـولة لمثـلث الرحمات مار عـبد الأحـد صنا التي قالها أثـناء زيارة البطاركة إلى ألـقـوش في تسعـينات الـقـرن الماضي . حـيث قال عـن لسان مؤرخـين يونانيّـين بأن :
تأريخ الكـنيسة الشرقـية لا يكـتمل بـدون تأريخ ألـقـوش . 
حـيث كانت ألـقـوش محـطة مهمة في تأريخ الكـنائس الشرقـية الثالثة ولا تـزال .   
لهـذا فإن مَن يعـرف ألـقـوش ودَورها في تأريخ كـنيستـنا ، ويعـلم كم أنجَـبت مِن رجال بمخـتـلف الرتب الكـنسية ، كانوا ولا يزالون يزيَـنون المذبح المقـدس بمواهـبهم الروحية وخدماتهم القـيادية والأكاديمية ، وكم لها من متميّـزين في العـلوم والـفـنون والكـتابة والسياسة والـقـيادة والبطولات التي سطرها تأريخها الزاهي ، لا بُـدَّ له من أن يفـتخـر ويعـتـز بها ويحافـظ عـلى ما لها مِن تراث وتأريخ وخصوصية . 
يسرني أن أذكـر : 
في بداية الألف الثالثة ، كان لي نشاطات ثـقافـية مشتركة مع نخـبة من المثـقـفـين الآثوريـين ، وكانوا يُـظهـرون محـبة وإعـتـزاز بألـقـوش لدرجة كـنت أغار منهم وأتساءل نفسي أن كان هـؤلاء يحـبّـون ألـقـوش أكـثر مِـمّا أكـنُّ لها من محـبة ومعـزة أنا الذي تربّـيت بين درابـينها وكـنائسها وأديرتها و(( طلشا وخـووشا )) وشربت من مائها العـذب ، وعَـرقَ جـبـيني في حـقـولها الذهـبـية ووو؟؟ 
ولا تـنـفـرد ألـقـوش فـقـط بتلك الأهمية والخصوصية ، فـعـنـدنا ما نعـتـز به في كـل الـقـرى الشقـيقة وأبناء المسميات الـقـومية التي نتـذكـرها بفخـر وإعـتـزاز ، إلّا إذا وقـف أحـدهم منافساً بغير كفاءة لِما يمتلكه صاحبه ، فلا سلاح له سوى الإنـتـقاص وإستعـمال ما لا يناسب المنطق .   
ولم ألقَ تعـبـيرا أبلغ وأجـمل من تلك الكلمات التي وصف بها أخي مايكل سـيـپي ــ ألقوش ــ حـين قال : 
ألقـوش ماسَة الدهـر وماؤه العـذبُ ، قـلعة فـيها الشجاعة والصُـلـْـبُ ، مركـز يشعّ منه الإيمان والحـبُّ ، هي الشُـعـراء والأدبُ ، يليق بها الإسم الرفـيع واللقـبُ ،  فهي مركـز ثـقـل الأمة والعـجـبُ ، والكـلـدان شعـبها الطـيْـبُ ، ومَن لا تــُسِـرُّه كـلماتـنا فـليكـتب ما يكـتبُ .

هـينگا 
(( إهـتـف بـفـرح لـيـسوع الـنـور المتلألىء )) 
 
أشكـر أخي الكاتب المتميز مايكل سيپي عـلى الجهـود التي بذلها في جمع المعلومات التي أبهـرَتـنا والمتضمنة إعـتـزازنا بتراثـنا وتأريخـنا الكـنسي الألقوشي العـريق : حـيث فسّـر معـنى هينگا بطريقة تجعـلنا نـفـتخـر ونعـتـز بها أكـثر مِن ذي قـبل ، حـيث ذكـر أنّ هـينگا مؤلفة من أربعة أحـرف ترمز إلى : 
هـ : هـلـّـل ـ أهـتـف بـفـرح 
يـ : يـشـوع ـ يسوع 
نـ : نـوهـرا ـ نـور 
ﮔا : ﮔايا ـ متلألىء 
إذن معـنى هينگا سيكون: (( إهـتـف بـفـرح لـيـسوع الـنـور المتلألىء ))..   
لـقـد إستغـربت وإستغـرب معي كل مَن قرأ البـيان الخـتامي لسنهادوس كـنيستـنا الأخـير وإعـطاء فـقـرة مهمة إلى لـفظة هـينگا وإستـبـدالها بـ  هـيّا ... وأهـميتها أن تُـناقـش مِن قِـبَـل ثمانية عشر أسقـفاً أبسطهم يحمل لـقـب دكـتور . حـيث جاء ذلك كـ (توحيد) ، وأقـول : لو كان الأمر (( توحـيد )) وتعـميم ، لماذا لا نعـمّـم الأصيل وليس الدخـيل ؟ حـيث هينگا هي الأصل بدليل إستعـمالها في الكـنائس الـقـديمة الثلاث . 
ولو قـيل أنها مشـتـقة مِن ــ  يهـوه ــ  ، فهـذا غـير صحـيح ايضاً لأنها تـبدأ بالحـرف (( هاء )) وليس ياء !! . وإن كان مناقـشة ــ هـينگا  و هـيا ــ قـد جاءت نـتيجة لطلب أحـدهم برسالة ! إلى غـبطة البطريرك! ، أقول:  لماذا لم يناقـشوا سياداتهم الرسالة التي كـنتُ قـد أرسلتها إلى الغـبطة البطريرك ساكـو وأعـضاء السنهادوس بتأريخ (8 / 9 / 2017) وطلبت مناقشة أمور لغـوية مهمة أكـثر من (هينگا و هيا)؟ وللأسف لم تـناقـش إلى اليوم: 
 
إلى غبطة الباطريرك و السادة أعضاء سينودس كنيستنا الكلدانية الكرام 
 https://ankawa.com/forum/index.php/topic,852972.msg7544836.html#msg7544836 

دجمن – دجمنايوثا : بالعـربية يعـني ــ العـدو ــ ... وبلغتنا الكلدانية (( علدواوا )) 
قـلعياثا : يعـني المشاكل  ............ (حـرياني) 
لأخـواثا : أحـد للآخـر .....  (لحذاذي) 
وغـيرها كـثيرة من الكلمات التي تمس المعـنى الـفـلسفي والإيماني بالإضافة إلى مساسها بالإيقاع الموسيقي (للذي له أذن موسيقية) ويُـدخل كلمات أعجـمية في نصوص الـقـداس تُـرجمت بلغة محكـية ركـيكة . أليست هـذه أهم مِن هـينگا  و  هـيّا ؟ 
لو كانت مسألة اللغة مهمة بالنسبة إلى السنهادوس !!! لماذا لم تـشكل لجـنة في كل أبرشية لـدراسة الكلمات المناطقـية ــ الطاغـية ــ على النصوص الليتورجـية وتـشوّهها وتـقـزز أذن المستمع ؟؟؟ وهذه اللجان تقدم تـقـريرا بتلك الكلمات وتوحّدها بما يجمعها باللغة الكلدانية الأصيلة (گشما) . في تلك الحالة يمكـن أن تُطرح في السنهادوس وتـناقـش مِن قِبَل مختصين غيورين عـلى تراثهم وتقاليدهم وإرثهم الغني والثمين لإيصاله إلى مَن يحـفـظه ويحترمه ويمجّـده .
 
لأن ايّة أمة بدون ــ تأريخ ــ الذي يتضمن التراث واللغة والتقاليد والعادات والفـنون والممارسات الثـقافـية بشكل عام ، تميّـزها عـن غـيرها .. فهي أمة مزوَّرة ولا أساس لها .
 
 (هينگا) (( إهـتـف بـفرح ليـسوع النور المتلألىء ))   
و بعـد أن عـلمنا المعـنى الحـقيقي لِلـَفظة ــ هينگا ــ ، وعـلِـم السادة أعـضاء السنهادوس وغـبطة البطرك ساكـو ذلك :   
ألا يستحق هـذا الـتـفسير لمعنى لفظة (هينگا) صدور قـرار أو إلحاق أو توضيح أو تصحـيح مِن غـبطته ؟ أو ربما تغـيـير ما جاء به بـيان السنهادوس الختامي وتعـميم فـرض الـ ( هـينگا ) عـلى كل أبرشيات كـنيستـنا ؟ 
 
https://saint-adday.com/?p=50452&fbclid=IwAR3J3KS9CGTi3n7dFTRV_d1FWhWO5JGhjHI7a95YmYtZuQTjrpuWM0MBb0I 
وتوحـيد هـتاف “هيا” بدل “هينكا (التي تستعمل في القوش)” في كافة الأبرشيات 

 
الشماس الإنجيلي
قيس سيپي





8


هـل أنّ تَـطـور كـنيستـنا مشـروط بكـيل التهم والشتائم لبعـضنا البعـض ؟؟؟   
   

يتصَـدَّر موقع ( عـنكاوا. كـوم ) عـن كل المواقع العـربـية خلال السنين الأخـيرة في عـرض كـتابات المفكـرين والمحـلـلين والمنـتـقـدين وغـيرهم مِن الذين يكـتبون لأسباب وأهـداف مخـتـلفة ، وأخـص منهم بهـذه السطور الكـتابات المتعـلقة بكـنيستـنا الكـلـدانية وقـوميتـنا الكـلـدانية والذين يتبعـونهما من مؤمنين وإكـليروس ومثـقـفـين ، فـيخـتـلف الكـثيرون حـول ما يُـطرح في تلك المجالات وقـد يتـفـق آخـرون ، وهـذا شيء طبـيعي ومنطقي في أي حـوار مهما علا شأنه أو دنا .   
   
كـيل الشتائم والإتهامات عـلى بعـضنا البعـض    
عـندما نخـتـلف عـلى ما يطرحه بعـض الكـتاب في أي من المجالات نرى أن هـنالك مَن يفـقـد طريقه في التعـبـير عـن موقـفه منها ، فـيلجأ إمّا إلى الإطراء الغـير مبرَّر والمبالغ به ، أو إلى كـيل التهم والشتائم بكلمات غـير مناسِـبة ( لا أكـرّرها هـنا لكي لا نبـتـذل بها مقالنا هـذا ، وإحـتراماً لموقع عـنكاوة الأغـر) ، والسؤال هو : ماذا لو إخـتلف آخـرون مع طروحات الشتامين؟ هل يَـقـبلون أن يُعامَلوا بنفس الكـيل ؟ (لأننا قـلنا في أعلاه أنّ الإخـتلاف مسألة طبـيعـية ومنطقـية) .   
   
الأمثلة التالية مختارة ( رغم أنني لم استأذن أصحابها الموقـرين في ذكـر أسماءهم )  لنرى الطريقة التي يتعامل بها كـتابنا المحـترمون بإخـتلاف مواقعهم ومواقـفهم من تلك المسائل المخـتلفة والمُخـتلف عـليها ، فـيجـتهـد الكـثير منهم بمدح أحـدها و ذمّ الآخـر ، مع العـلم أن كـثيرين من أولـئك ليسوا مخـتـصّين في المجالات التي ينـتـقـدونها إن كان إيجاباً أو سلباً : 
   
 د. صباح قـيا كـتب في إحـدى منـشوراته قائلاً : "لا تعـوّل كـثيراً عـلى الكـلـدان ، حـيث سيخـذلونك من أول فـرصة" ، وقـد ناصره في رأيه هـذا غـبطة البطريرك ساكـو في إحـدى تعـليقاته . لم يطلب أحـدهم من د. قـيا سـبب إدّعائه اعلاه إنْ كان منصفاً مع الكـلـدان أم لا ! أو إنْ كان إدّعاؤه مبنياً عـلى مسألة خاصة تألـّم منها هو شخصياً أم هي صفة للـقـومية الكلدانية يجـب أن تُعـتـمَـد في كـتابات الجميع كإحـدى صفات تلك القـومية العـريقة ! أو عـليه (د.قـيا) أن يقـدّم إعـتـذاره للذين ينـتمون إلى هـذه الـقـومية لعـدم إنصافه بذلك الوصف (القاسي) . بل بقـيَـت المسألة بـين مدح وإعـتراض دون الرجـوع إلى الأسباب والـتحـليل التأريخي المنطقي حول ذلك الإدّعاء . 
     
السيد مايكل سـيـپي إدَّعى بأن غـبطة البطريرك ساكو نكـر بتولية العـذراء مريم إسـتـنادا إلى مؤلـّـَـفٍ لغـبطته قـبل سنين . وإعـتُـبر ما ادّعاه اخي مايكل تسقـيطاً وحـقـداً وموقـفاً سلبـياً من شماس ضد رئيس طائـفـته ، ولم يكـلـّـف أحـدهم نفسه في البحـث حـول مصداقـية الكاتب بذلك الإدّعاء ، رغـم أنه مـدعـوم بصورة الصفحة من الكـتاب الذي ألـّـفه غـبطته (آباؤنا السريان) ، وإزدادت الشتائم والوصف بكلمات بذيئة وغـير مناسبة ضـدَّ أخي مايكل ، ومن المؤسـف أن يكـون (غـبطته) من ضمنهم .
كان المفـروض الرجـوع إلى مَن لهم تخـصص أكاديمي في هـذا المجال ، أو الرجـوع إلى غـبطة البطريرك لتوضيح قـصده في تلك العـبارة الواردة في كـتابه أعلاه لـيـفـنِّـد الإدّعاء أو ليعـتـذر عـن خـطأ قـد إرتكـبه (حاشاه) ، وبقـيت الشتائم والإهانات والوصف بعـدوانية الكاتب لغـبطة البطريرك مستمرة إلى يومنا هـذا .     
               
بـدون أسماء ، كُـتــّـاب آخـرون يكـيلون الإتهامات عـلى كهـنة تـركـوا أو تمَّ إقـصاؤهم عـن خـدماتهم من كـنيستـنا خلال دائـرة البطركـية الكـلـدانية لأسباب مخـتـلفة .   
في كل الازمنة وحـتى الـيـوم تحـصل مواقـف لكهـنة يتركـون الخـدمة في كـنيستـنا إلى الحـياة العـلمانية أو الخـدمة في كـنائس أخـرى أو يـبـقـون معـلـقـين بـين نـذورهم الكهـنوتية والخـدمة الكـنسية ، وحـصلتْ خلال السنين الأخـيرة قـصصٌ مماثلة لهـؤلاء الكهـنة ومنهم من غادر كـنيستـنا طوعاً وآخـرون اُبعِـدوا لأسباب مخـتـلفة . لم يكـلـّـف أحـدهم نفسه في البحـث عـن سلامة موقـف أيٍّ مـنهم إسـتـناداً إلى القانـون الكـنسي أو إنْ كان يسـتحق ما آلت إليه خـدمته الكـنسية ، بل إكـتـفـينا بإطلاق الشتائم والوصف بكلمات بذيئة لموقـفهم هـذا عـلى إعـتبار أنّ المسؤول الكـنسي معـصوم لا يمكـن مَـسّـه ! او منطـلـقـين من مبـدأ ( أنصر أخاك .... ) ، وقـد تمّـت إعادة عـدد منهم أو إعـفاؤهم من خطاياهم بعـد إرتكابهم الفحشاء ، وبقي آخـرون خارج كـنيستـنا التي هي بأمـسّ الحاجة إلى فَـعَـلة في كـرم الرب رغم أنهم لم يرتكـبوا خطايا مميتة سـوى إخـتلافهم مع مسؤوليهم عـلى مسائل إدارية أو ثـقافـية غـير إيمانية .   
 
بدون أسماء ، كُـتّـاب يمدحـون بعـضهم بعـضاً وكل مَن يسير في سياق تـفكـيـرهم (بأسلوب أنصر أخاك ظالما كان أو مظلوماً) . وبـين فـترة وأخـرى ينبري قـلم أحـدهم في مدحٍ مبالغ به لدرجة التملُّق لمن تـتطابق مواقـفهم معه ! أو يسيرون عـلى خـطاه ، ويتمادى في لصق كلمات التعـظيم وانْ كانت على حساب إهانة شخـصيات أخـرى نزيهة ! والكـثير منهم لا يستحـقـونها فـتـشكـل إهانة للممدوح بشكـل غـير مباشر (لا أعـلم إن كان بـقـصد أم بغـيره) ويتخـذ من مـديحه هذا فـرصة ليطعـم بالشتائم لمن يخـتـلـفـون معه ، ويستمر المدح والمسبّة يتـناوب عـليها أعـضاء ذلك الـفـريق دون الرجـوع إلى تأريخ كـل شخص ومواقـفه للتأكـد مِن استحـقاقـية المدح أو الذم  . 
 
أقـولها وقـلـتها في مكان آخـر ، لـدينا في كـنيستـنا أساقـفة وكهـنة من الذين صرفـت الكـنيسة عـليهم مئات وآلاف الدولارات لكي يحـصلوا عـلى شهادات أكاديمية عـليا من جامعات عالمية في مخـتـلف المجالات ورجعـوا للخـدمة في أبرشياتـنا المنـتـشرة في العالم ، لم نسمع ولم نـقـرأ من أحـدهم أن قام بتـفـنـيـد أو تأيـيـد كـتابات أية فـئة من الـفـئات أعلاه أو غـيرها ، بل غـلب عـليهم الصمت والسكـوت ، فـما المانع من أن يكـتب أحـد المخـتصين من كهـنة أو أساقـفة رداً أو مقالا مستـقلاً يشرح فـيه مسألة إيمانية ؟ أو موقـف قانوني أو تأريخي أو ثـقافي إن كان ضمن إخـتصاصه مِن التي نطرحها في وسائل التواصل ونخـتلف في مواقـفـنا منها ؟ ، ونحـن في تلك الحالة سنـتراجع عـن إدّعاءاتـنا أو إتهاماتـنا أو نعـتـذر عـن شـتائمنا لبعـضنا البعـض ، ويرتـفع مستوى حـواراتـنا لعِـلمِنا بوجـود مَن سيردعـنا من مخـتصين في ما نـدّعـيه . بل إقـتصرت خـدمة مَن صُرفـت عـليهم تلك الدولارات عـلى إقامة قـداس إلهي لساعة واحـدة في الأسبوع بضمنه 5  ــ 10 دقائـق كـرازة ركـيكة لا ترتـقي إلى مستوى ثـقافة عُـشر الحاضرين في الكـنيسة روحـياً ولاهـوتياً ، وإستمر المدّاحـون والشتامون في طرقهم . 
 
وخلال السنين الأخـيرة لاحظـنا ثبات الكـثير من الكـتاب المحـتـرمين عـلى مواقـفهم من مسائل مخـتـلِفة ، في حـين تـذبذب آخـرون حول مواقـفهم من تلك المسائل بين المعارضة والمناصرة إستـناداً إلى طبـيعة إحـتكاكه معها أو تضرّره أو إستفادته ، وهذا التلون في المواقـف غـير مناسب لمَن يعـتبر نفسه كاتباً ومفكـراً حـيث ينقـلب بعـد مدة مِن ــ عـضو في المجموعة ــ إلى مَن يكـيل الإهانات والشتائم لأعـضاء تلك المجموعة ذاتها بعـد أن تركها لسبب ما.   
بل هـنالك تطرّف غـير مبرر .. مثلاً منهم مَن إنـتـقـد التغـيـيرات في نصوص الـقـداس الإلهي والتعـريب ووقـف بشدة مدافعا عـنها لإيمانه بأهـميتها للحـفاظ على وجـودنا وإحـتراماً لـقـدسيتها ، فإنـبَـرتْ مجموعة أخـرى تمدح بإطراء عـملية إلغاء التراث الموروث من آبائـنا الـقـديسين وتعـريب نصوص الصلاة والقداس الإلهي لكـنيستـنا الكـلـدانية إلى لغات محـلية ، غايته فـقـط لينـتـقـم من المجموعة الأولى من المتـشبثين بموروثاتهم لأن كــتابات أحـدهم لا تروق له فـتراه يمدح أي تغـيـير يسـمع عـنه (رغم جهله اللغة الكلدانية الأم ومضمون تلك النصوص الملغـية أو المترجمة)  ، أما المتخـصصون في الليتورجـيا والتأريخ الكـنسي لم يحـرّكـوا ساكـناً سواءاً مؤيدين أو معـرضين عـلى تلك التغـيـيرات الهـدامة أو عـلى مواقـف الكـتّاب المخـتـلـفـين مع بعضهم .
   
أخـيراً ، أقـولها بألم ، كان لنا كهـنة نشطون في المجال التعـليمي والإرشادي والـتـثـقـيفي بمخـتـلف المجالات ، ولكـن مع كـل الأسف تم إسكاتهم بقـبّعة أسـقـفـية حـمراء التي من خلالها لا ينزل إلى مستوى المعـلم والمرشد بل بقي عاليا عـلى كـرسي السيادة ، وأخشى عـلى آخـرين مِن الـذين لهم حالياً بعـض النشاطات الروحـية والارشادية أن يتم إسكاتهم بالطريقة ذاتها ، إن كان ذلك مخـططاً له أو تحـصيل حاصل .


الشماس الانجيلي
قيس سيپي
كاليفورنيا امريكا


9

الحاقاً بمقالنا المتواضع
((وارينة الشيخ أصفـر) إمراة ألقوشية لم تلقَ الإهتمام الذي تستحـقة) ,
https://ankawa.com/forum/index.php?topic=1031168.0

https://khoranat-alqosh.com/?p=16353
لي طلب او اقتراح ارجو ان يتوسع صدر السادة المسؤولين لقبوله لانه واجب ومسؤولية على عاتقنا قد نندم عليه اذا مرت سنين اخرى دون القيام بما يمكن ان يكون احد الاعمال التي يقودنا الروح القدس تنفيذه. والمقترح هو: 
بارخمار ...
لكون المرحومة وارينا احدى النساء الاتي خدمن الرب يسوع المسيح والعذراء امه من خلال نشر الايمان واقامة الصلاة والاعمال الصالحة والتي تؤهلها لتكون مطوبة وقديسة.
اطلب من سيادة المطران مار ميخائيل مقدسي والسيادة المطران بولس ثابت بفتح اضبارة
File
وحفظه في الكنيسة،  من اجل جمع كل ما يتعلق بالمرحومة وارينا الشيخ اصفر من المعلومات واعمال ونشاطات وصور وافلام واقوالها والذكريات التي تركتها في ذاكرة الالقوشيين وغيرهم من خلال القنوات الاعلامية والكنسية او تكليف لجنة من الشمامسة والمؤمنين القيام بذلك الان لوجود من عايشها . قبل فوات الاوان.
 سمعنا قبل عدة سنوات عن تطويب طفل لم يكن له من نشاطات غير القليل لمحدودية فترة نشاطاته ، فكم بالاحرى تكون المرحومة وارينا مستحقة ذلك التطويب وهي قدمت طوال حياتها من اجل كلمة المسيح والايمان والاعمال التي تركت بصماتها في تاريخ القوش وكان لها دورها في ادامة الايمان لمئات من النساء والبنات والاطفال والعوائل؟
شكراً للرب الذي الهمني في التفكير والبحث والطلب في ذكر هذه المراة المؤمنة المجاهدة باعمالها .
 وشكرا لكم لوسع صدركم في قراءة ما نفكر به وقبوله بانه ليس من اجل شهرة شخصية او مقابل اجر معين سوى ما يمليه علينا الرب يسوع المسيح من خلال عمل الروح القدس ومباركة الرب الاب .
تحياتي لكم جميعا وشكري وتقديري لاي قرار قد تتخذونه في هذا المجال.
الشماس الانجيلي
قيس سيپي
كاليفورنيا - أمريكا
kaisacp@hotmail.com
أيار ٢٠٢٢


10

خَـطأة أم رُسـلٌ يتـمّـِمـون الـنبـوءات ؟
 
نـتيجة لحـوار مع عدد من المؤمنين حول الولادة العجائـبـية للرب المخـلص يسوع المسيح وصلبه وقـيامته وأمور كـثيرة تـدور أحـداثها في هذه الأيام ، تم طرح سؤال مهم وهو :   

هل هم خَـطأةٌ مـذنـبـون أم رُسـلٌ للـنـبوءات متـمّـِمـون ؟   
لـنـتجـرّد قـليلاً ونـفـكـر ونناقـش للـوصول إلى جـواب منـطـقي مناسِـب لمثل هـذا السؤال ، فـيخـدم الجميع ، ونـتجـنـب الشكـوك التي يزرعها الشيطان في قـلـوب المؤمنين . 
 
لـقـد تعَـوّدنا - كمؤمنين ــ بأن نتـشـبّـث بل نفتخر بالآيات الكـتابـية التي تحـقـقـت في الواقع سـواء كانت من العهـد الـقـديم أم الجـديد فيقول:  كما قال النبي ...، ونستشهد بأن هـذا يطابق النبوءة فعلاً ، مثلاً :   
 
إيشعـيا 7 : 14 (( وَلكِـنْ يُعْـطِيكُمُ السَّـيِّـدُ نَفْسُهُ آيَةً : هَا الْعَـذْرَاءُ تَحْـبَـلُ وَتَـلِـدُ إبْـناً وَتَـدْعُـو إسْمَهُ " عـمّانـوئيل " )) .
زكـريا 11 : 12 (( فَـوَزَنُوا أُجْـرَتِي ثَلاَثِـينَ مِنَ الْـفِـضَّةِ )) . 
مزمور 22 : 16 ــ 18 (( لأَنَّهُ قَـدْ أَحَاطَـتْ بِي كِلاَبٌ . جَمَاعَةٌ مِنَ الأَشْـرَارِ إكْـتَـنَـفَـتْـنِي . ثَـقَـبُـوا يَـدَيَّ وَرِجْـلَيّ ...  يقْـسِـمُونَ ثِـيَابِي بَـيْـنَـهُـمْ ، وَعَـلَى لِـبَاسِي يَـقْـتَـرِعُـونَ ))
متى 17 : 23 ((فَـيَـقْـتُـلُـونَهُ ، وَفِي الْيَوْمِ الثّالِثِ يَـقُـومُ )) ..... ونبوءات كـثيرة في الكـتاب المقـدس بعهـدَيه الـقـديم والجـديد . 
 
فـنحـن نـفـتخـر بالعـذراء مريم لكـونها تلك العـذراء التي قال عـنها النبي إيشعـيا وتمّمت النبوءة إيجابية مفرحة وحدث سعيد.
فـنـتساءل : ماذا عن الذين يتممون النبوءة ولكن نتيجتها مؤذية او جريمة او غير سعيدة؟؟ هـل نـدين أم لا نـدين يهـوذا وقـيافا وبـيلاطـُـس ، طالما تـمّـموا النبوءات ؟؟؟ 
ومار بولس يقول في كورنثوس الأولى ٢-٨: لأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ الْمَجْدِ.
ماذا لو فعلاً عرفوا .... ولم يصلبوا المسيح؟

ماذا لو أن هـؤلاء ــ قساة الـقـلوب ــ أصبحـوا أناساً جـيدين طيـبـين في سلوكهم وأحكامهم (بقياساتنا) ولم ينـفـذوا تلك الـقـرارات الظالمة بحق المسيح والتي سـبق أن وردتْ في النبوءات ؟ ولم يُصلب المسيح ؟ ولم تُـثـقـب يداه وقـدماه ؟ ولم يقسموا ثيابه بـينهم ؟ 
الجـواب : 
في تلك الحالة كـنا إعـتبرنا المسيح (( حاشاه )) أحـد الأنبـياء الكـذبة الذين جاؤوا بدون وُعـود وإدّعـوا النبوءة !! مما يجعـلنا لا نؤمن به ! وبالنـتيجة لـَـما ظهـرت المسيحـية ! لأنّها لـن يكـون لها معـنى عـلى الإطلاق بدون سـفـك دم !!! 
وعـليه حان السؤال المنـطـقي : هل نعـتبر هـؤلاء منـفـذي النبوءات ، خَـطأة عـنـدما تـمّـمـوها ، أم رسلٌ قاموا بالواجـب كما إستوجـبت الـنـبـوءة ؟؟   
 
إن هـذا الموضوع يقـودنا إلى واقعـنا الحالي وما يجـري خلال العـقـود الأخـيرة والمتوقعة قـريـباً من زمنـنا الحاضر ...... مثلاً :   
متى 24 : 6 ــ 7 (( وَسَـوْفَ تَسْمَعُـونَ بِحُـرُوبٍ وَأَخْـبَارِ حُـرُوبٍ . اُنْظُرُوا ، لاَ تَرْتَاعُـوا . لأَنَّهُ لاَ بُدـَّ أَنْ تَكُـونَ هذِهِ كُـلُّهَا ، وَلكِـنْ لَـيْسَ الْمُنْـتَهَى بَعْـدُ )) ..... (( وَتَـكُـونُ مَجَاعَاتٌ وَأَوْبِئَةٌ وَزَلاَزِلُ فِي أَمَاكِـنَ )) .   

 
وأهـمها الذي أنوي التأكـيـد عـليه هـو : 
لـوقا 18 : 8 (( مَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ ، أَلَعَـلَّهُ يَجِـدُ الإِيمَانَ عَـلَى الأَرْضِ ؟ )) . 
 
إن التـواصل مع هـذه الآيات يقـودنا إلى الإستـفـسار : هل نعـتبر صانعي الحـروب خلال هذه الايام أشـراراً واِن كانوا يتممون النبوءات؟ . فـلـو لم يـشـنـوا الحـروبَ لـتـناقـض التأريخ مع الكـتاب ، وحـينها ستسقـط الـقـدسية من الكـتاب ويفـقـد أهـميته ويصبح كـتابَ رواية كأيّ كـتاب قـصص ممتعة ! .
يـؤلـمنا كـثيراً حـين نـرى في هـذه الأيام فـتور الإيمان عـند كـثيرين مع ظهـور حـركات دينية لا حصر لها ، وإنْ بـدَت للعـيان بأنها بإسم الرب وتؤكـد عـلى الكـتاب المقـدس ، لكـنها في الأخـير تصبُّ في خانة تـشـتيت المباديء الإيمانية مما ينعكس سلباً عـلى المؤمنين وعـلى الكـنيسة بشكل عام ، فـيتـناقـص عـدد المؤمنين ويزداد عـدد اللامؤمنين . 
 
لا بل نرى مِن بـين رجال الـدين مَن يجحـد إيمانه بإجـتهادات شـخـصية فـيأتي بتعاليم بعـيدة كـل البعـد عـن الكـتاب المقـدس ، وبفـلسفات غـريـبة تساهم بشكل كـبـير في هـدم إيمان الكـثيرين كما يـنـوي ويفعـل الشيطان ، خاصة حـين تأتي من أفـواه قادة كـنسيـين يحـملـون شهادات أكاديمية عـليا في إخـتصاصات دينية ، يُـفـترض أن يكـونوا حافـظي إيمانـنا . فهل يُـنـفـذون تلك النبوءات في الـتـقـليل مِن عـدد المؤمنين كما هو متوقع من النصوص الكـتابـية ؟؟ فمثلا الفضائح الجنسية والمالية لرجال الدين ، وتجاوز آخرون على أسس ايماننا المسيحي فمنهم مَن قال أن العـذراء ليست عـذراءاً فـيزياوياً ( وهـو بهـذا الكلام يناقـض النبوءات ويشكــّـك المؤمنين بتلك النصوص ونزاهـتها !! ) ومنهم مَن فـسّر الوصايا العشر بأنها ــ كـلمات الله ــ وليست أوامر ـ وإنما هي بمثابة نصائح يُـفـضَّل إتّـِباعها !! ومنهم مَن يقـول أن الآيات الواردة في الكـتاب المقـدس ما هي إلّا قـصص خـرافـية وروايات لا قـيمة حـقـيقـية لها ، ومنهم مَن  يسيء إستخـدام منصبه ويجحـف في حـقـوق منـتسـبـيه دون رحمة مستنداً الى امكانياته المنصبية وان كانت غير قانـونية ، فـيجعـلهم يتركـون مناصبهم وخـدماتهم وبالتالي يقـلل من إيمانهم ويقـودهم إلى جـماعة أللادينـيّـيـن أو الملحـدين . 
إنّ مَن ينـظـر بعـين واسعة ، يرى ظواهـر أخـرى تحـصل ومجـريات عـديـدة تـبـرز ،  مثلاً : الـتـقـليل مِن قـيمة الموروثات الروحـية ومن ممارسات وصلوات ولغات أصيلة ومن رموز وثوابت إيمانية ونتاجات القديسين، كلها تساهم في الإبتعاد عـن الإيمان الـقـويم وتصب في اعمال الشيطان، فـيساهم في تحـقـيق النبوءة القائـلة : ( ألعـله يجـد الإيمان عـلى الأرض ؟ ) . 
فهل نعـتبر هـؤلاء منحـرفـين خَـطأة خـرجـوا عـن القانون أم رسُل تمموا مسؤولياتهم حسب الكـتاب ؟ وبـدونهم لازداد عـدد المؤمنين وانـتـشرت المسيحـية بشكل واسع في كل المعمورة ، وذلك يناقـض النبوءات ؟؟؟ 
     
مقـدماً : أشكـر كـل مَن سـيساهم في إغـناء الموضوع بأية معـلومة سـواء نـتـفـق أم نخـتـلف عـليها ، فالغاية هي الإستـزادة من المعـلـومات والمؤمن المتعـلـم خـير من المؤمن الجاهـل .
 
  هوشع ٤: ٦ قَدْ هَلَكَ شَعْبِي مِنْ عَدَمِ الْمَعْرِفَةِ. لأَنَّكَ أَنْتَ رَفَضْتَ الْمَعْرِفَةَ أَرْفُضُكَ أَنَا حَتَّى لاَ تَكْهَنَ لِي. وَلأَنَّكَ نَسِيتَ شَرِيعَةَ إِلهِكَ أَنْسَى أَنَا أَيْضًا بَنِيكَ.

الشماس الإنجـيلي   
قـيس سـيـﭙـي
أمريكا - كاليفورنيا



11


تعقيباً على مقال أخي  الموقر مايكل الموسوم

الحـلـقة الأولى ــ شماس غـير مرسوم ينـصح المـطـران أميل نـونا
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,1032707.0.html


كتبتُ في مكان آخر بان الشماس هو الوحيد من الاكليروس مغدور وبدون حقوق غير الخدمة ، لانه لا يجني من خدمته مكاسب أرضية مثل رجال الاكليروس الآخرين، فمثلا الشماس هو المنصب الكنسي الوحيد الذي يسمى: شماسنا – يعني - خادمنا ... والباقين هم: ابونا ، سيدنا ، رابي ، مار .

ولكون الشماس غير مستفيد (ارضياً) من خدمته ، من واجب المسؤولين في أية خورنة ان يقدموا لهم الاحترام والاهتمام بما يشعرون به ويرتبون أعمالهم وواجباتهم (خدماتهم) بحكمة وبلا تمييز ، كما يتطوعون في استخدام مواهبهم في تجميل المراسيم الدينية ، حيث بدونهم الكاهن او الاسقف لا يستطيع ان يمارس الطقوس بالكمال والجمال المعهود .

اما لو اختلفت الإمكانيات الفنية لدى الشمامسة يتمكن ذلك المسؤول من استغلالها بحكمة لتخدم خورنته وليس تفكيكها باستهزاء او باحتقار تلك الكفاءات كما ورد في مقالكم ، هذه ليست مناسِبة لمن يعتبر نفسه قائدا.

كيف يسمح رجل دين ان يدنس كنيسته بمثل هذه المواقف المخجلة؟ بدلاً من تزيينها بكل ما يرتقي بها الى السماء ويفتخر بها امام غيره باحتواء خورنته ما وهب الله للمؤمنين من إمكانيات وكفاءات .

هل انتهت كل انشغالات سيادة المطران ليتجه الى اسكات شماس واحد فقط في كنيسته لاسباب غير منطقية؟

في هذه الحالة يكون المطران مار ايميل نونا الأول والوحيد الذي اتخذ مثل هذا الموقف او القرار ، وكما اعتقد هنالك ضروف جعلته يتخذ هذا القرار ، وقد لا يكون قراراً بقدر كونه موقف بتأثير عامل من العوامل ان كان من انتاجه او انتاج غيره اعلى او ادنى منه منصباً.
وفي هذه الحالة وبعد نشر مثل هذا الانتقاد لمثل منصب سيادة المطران ايميل نونا ، أرى ان من واجبه اتخاذ الموقف المناسب ان كان بالعلن او اتصال شخصي ليصحح الموقف لانه يضرُّ بشخصٍ واحدٍ فقط ( ربما كان المقصود بالاسم – كما يظهر من مجريات الأمور).

بعكس الكنائس الأخرى التي تقدم كل الاغراءات لمن يقترب منهم من اجل استقطابهم والاحتفاظ بهم في كنيستهم وليس تشتيتهم واحتقارهم باساليب لا ترتقي الى القيم المسيحية.

متى يكسر القائد الكنسي تلك المشاعر السيادية ويشعر او يجعلنا نشعر انه خادم لجماعته وليس مسيطراً (وبما لا يليق بمسيحيتنا)؟؟؟

اما السكوت والبقاء في أعالي السلم والتكبر فليست من صفات المسيحي المؤمن ولا القائد : تذكروا ان ابن الله (كما احتفلنا قبل أيام)  غسل ارجل تلاميذه، والبابا قبَّل ارجل السودانيين ليسحبهم الى السلام ، القديس يوحنا بولس الثاني سامح قاتله. والامثلة كثيرة لتواضع الكبار ، افلا يتخذهم سيادة المطران نونا قدوة له ولنا ؟؟؟ واِلا ما المقصود من ان المسيح هو مثلنا الأعلى ؟ او ما أهمية تقديس القديسين ؟ اليس للتشبه والاقتداء بهم؟ قبل ان نطلب شفاعتهم؟

لا زلنا نتذكر باعتزاز وفخر شمامسة وكهنة واساقفة اشتهروا بمواهب فنية في اجادة الأداء والاصوات الرخيمة والمعرفة بالمقامات والالحان والتلحين ، فهي تبقى نقاط مضيئة في ساحة كنيستنا المقدسة ولم تُسلب نجمة واحدة من هالة سيادة أي اسقف بل زادته لمعاناً.

كثير من المؤمنين كانوا ينتظرون قداس الاب الراحل يوحنان چولاغ واخي مايكل اطال الله بعمره لكي يتمتعوا بالقيم الروحية والفنية التي كانوا يقدمونها خلال القداس الالهي وكان أخي مايكل شماساً غير مرسوما !!!

الشماس الإنجيلي
قيس سيپي
كاليفورنيا - أمريك




12

(وارينة الشيخ أصفـر) إمراة ألقوشية لم تلقَ الإهتمام الذي تستحـقة
 


تنبري أقلام كُـتابنا المؤرخـين ومثـقـفـيـنا الـنـشامى في سرد عـطاءات شخصيات عـديـدة تستحـق أن تـنال نصيـبها من تـثـبـيـتها في صفحات التأريخ لتميّـزها في مجال السياسة وساحات الـنضال والتعـليم والإدارة والـفـنون والآداب ، ولكـن الـقـليل منها تطرّق إلى نساء برزنَ في مجـتمعـنا الألـقـوشي العـريق والغـني لإغـناء التأريخ والمجـتمع بتميُّـز شخـصيات عاشت يوماً وبـذلت حـياتها من أجـل الإنسان دون إنـتظار مقابل من أية جهة . 
و من النساء اللـواتي كان لهـن حـضوراً وأفعالاً مُـبـدعةً لمجـتـمعـنا ولفترة حساسة من تاريخ القوش اذكر المرحـومة ( وارينه الملقبة - شاتو ) كأبـرز إمرأة عاشت في الـقـرن الماضي. الألقـوشية البطلة التي بذلت حـياتها لخـدمة الآخرين و كانت ذائعة الصيت في ألـقـوش وبـدون منافـس مهما يُـقال عـن غـيـرها ، ومع كل الأسـف لم تـلـقَ الإهـتمام الذي تستحـقه سـواء مِن قِـبَـل الكـنيسة أولاً ! أو مِن قِـبَـل الكُـتاب والمؤرخـين الألـقـوشـيـين  أو أحـد الـمقربين اليها ثانيا. كـنـتُ أتمنى ممّن جاوَرها أو من حـكايات أسرته عـرفها ، أن يجـمع نشاطاتها وذكـرياتها وأية معـلـومة عـنها والتي قـدمَـتها لألـقـوش الحـبـيـبة ونـذرت حـياتها من أجـلها .
اسمها الكامل وارينه جرجيس حنا شمينا (شمونا) الشيخ اصفر مولودة في الموصل سنة 1917، توفيت في القوش بتاريخ 22- 11- 1998. اسم والدتها استر يوسف حنينا. زُوِّجت بالمرحوم اوراها ياقونا ولم تنجب أولاداً.
يُعتقد بان اصل اسرتها يعود الى الطائفة اليزيدية (ولم احصل على معلومات تاريخية كافية عن تاريخ اعتناق اسرتها المسيحية) ولكن نعلم بان والدها جرجيس الذي تزوج الألقوشية استير من بيت حنينا فارتبطت ابنتهم وارينه بالقوش واعتبرت نفسها القوشية. بيت شمينا (شمونا)، استغربت من وضع اسمهم (شمينا) في جنسيتها ربما لانهم من اقرباء لها مثل علاقة خال وعمة او لاخفاء اسم شيخ اصفر الذي قد يرمز الى الاسماء المقدسة عند الأيزيديين.
بعـض ممّا أعـرفه عـن نشاطات المرحـومة الخالة وارينا بالإضافة الى قـصة زواجها المؤلمة والـفـريدة من نوعها والتي لا ولـن ترضى بها أية عـروس في عـصرنا الحالي ( لا مجال لخـوض تفاصيلها هـنا ) تستحق التأمل ويضع هذه المرأة في مكانة متميزة عالية, حيث اضطرت الى العمل كخياطة بعد زواجها لتدعم تكاليف معيشتها وقبل وفاتها قدمت كل املاكها الى الكنيسة لتتصرف بها:
 
١- قادت مجاميع البنات والنساء والأطفال في دارها ، للصلاة والتعـليم المسيحي وتعـليم اللغة الكـلدانية  .
٢- فـتحـت دورات بمثابة الروضة لاحتضان الأطفال وتربـيهم تربية مسيحـية ، حيث لم يكـن في ألـقـوش سوى روضة واحـدة ( في تلك المرحلة ) تابعة للراهـبات والـقـبول فـيها مكلِّف عـلى بساطته .   
 ٣- كانت تـقـدم مساعـدات مادية من مالها الخاص أو من هـبات الطـيـبـيـن وتـوزعـها حسب حاجة المحـتاجـين .
٤- كانت تـقـوم بحلحلة المشاكل الإجـتماعـية بحكـمتها المستـنبطة من تعاليم ربنا ومخـلصنا يسوع المسيح بالإضافة إلى خـبرتها وثقافتها الشخصية .
٥- كانت تُـقاوِم وبشجاعة الأفكار المادية الـدخـيلة عـلى ثقافـتـنا والتي حاولت تشـتّـيت إيماننا المسيحي  .
٦- تحـملـتْ لوم اللائمين من مخـتـلف الجهات وذلك لغـيرتهم من نشاطاتها التي كانوا يشعـرون بالعجـز أمامها ( رغـم تـباهـيهم بالعـظمة !! ) ويفـتـقـرون إلى قـوة إيمانها وشـدة علاقاتها بالمجـتمع وثـقـتهم بها .
٧- كما حـرمَت نفسها من ملذات الحـياة ورضيَـت بنصيـبها في هـذه الحياة الفانية ، وهي من بـين أجمل الـنساء في مرحـلتها .
٨- أخـذت عـلى عاتـقها وبإدارتها ، تـنظـيف هـيكل الكـنيسة وتحضيرها للمناسبات المخـتـلفة بمساعـدة نساء أخـريات .
٩- فـتحَـت أبواب بـيتها للمهاجـرين من المدن الكـبرى أيام الأزمات .
١٠- كانت تـقـيم صلاة دَورية في دارها حسب الطقس الكـنسي وبهـمة عالية . 
١١- معروف عنها بخبرتها في الطب الشعبي حيث كان لها دواء لكثير من الامراض حتى الصعبة منها تحضرها من نباتات برية وتنصح باستعمالها للشفاء بشفاعة العذراء.
١٢- كانت تهتم بالأرامل واليتامى وكبار السن والمهملين وتقدم لهم المساعدات المتوفرة في يدها.
١٣- في احدى الأمسيات من سبعينات القرن المنصرم زارت مجلس المرحوم توما توماس ، واستغرب الجميع من تلك الزيارة لكونها المرأة الوحيدة التي تحضر  معهم وبدون سابق انذار، وعاتبت المرحوم توماس عن قيام مجموعة من شباب القوشيون بمتابعتها في طريقها الى الكنيسة واِسماعها كلمات غير لائقة وشتائم لأُسس ايماننا المسيحي (حيث كان معظم الشباب الالقوشيين قد انخرطوا او يتعاطفوا مع الحزب الشيوعي - وكان المرحوم توماس المسؤول الاكبر لذلك التنظيم في حينها) ، فردَّ عليها بان لا علم له بذلك التصرف وسوف يأمر بعدم تكراره ، وطيب خاطرها وودعها مع الحاضرين باحترام.
١٤- ربت في كنفها الطفل اندراوس هرمز زلفا حتى شب وتزوج وظل متعلقا بها حتى وفاتها .

وغـيرها من مظاهـر الهـمّة والعـطاء المجاني التي لا يمكـن حصر تفاصيلها بمنـشور كهـذا ، وكل ذلك دون أن تسجل إسمها عـند أية جهة رسمية او غير رسمية لغاية إستلام مقابل خدماتها ، بل أدّتها بفـرح وإجـتهاد ومحـبة كعاملة في حـقـل الرب ، والرب الذي يرى هـو الذي يجازي .
كلـنا ثـقة وايمان بأن الخالة وارينا الآن تـنال إستحـقاقها عـند الرب في ملكـوته السماوي ، لأن لمثل هـؤلاء أُعِـدّ ت ملكـوت المساوات .
وكانت تـقـول لمَن تعـمل معهم : « مَهْمَا قَالَ لَكُـمْ فَافْـعَـلُوهُ »." (يو 2: 5) مقـتـدية بأمنا العـذراء مريم .
 
واليوم لا نرى نساءً يخـدمن الإيمان ويقـدمن هـذا الكم من النشاطات رغم تطور الظروف والوسائل وسهـولتها .
 
ألا تستحق هذه المرأة أن نـذْكُـرها ونعـظِّمها ونسرد ذكـرياتـنا عـنها لتكون مثالاً يُـقـتـدى بها كما إقـتدينا بأمِّ ربّـنا ؟ 
وهـنا نـؤكـد أن كلامنا هـذا لا يعـني إستبدال المسيح المخـلص ــ قـدوتـنا العـليا و فادينا ، بتعظيم انسان، بل لجعله نموذجا حياً امامنا يمكن ان يتحقق على الواقع كأقتدائنا بالعذراء والقديسين.
ولا نـنسَ أن الحـصاد كـثير والفعلة قـليلون ، ونحـن بحاجة إلى قـديسين وقـديسات لحياء فعالين للخـدمة بتـفانٍ وبدون مقابل ، وليس جمع المال والضحـك عـلى الـذقـون بشتى الوسائل تحـت إسم ــ التبشير والخـدمة ــ وإستخـدام كلام الكـتاب المقـدس : ( المعـطي المسرور يحـبه الله ) .
نحـن من واجـبنا أن نذكـر الـقـديسين الـذين يمجدون الرب ويذكـرونـنا في الملكوت السماوي ليكـونوا دائماً مثالاً أمامنا  في العـطاء والإجـتهاد في العـمل وإستخدام الوزنات بحكـمة الرب وليس مثل الذين يـبحـثون عـن مجـد زائل .
 
لو كانت المرحـومة وارينا إمرأة في إيطاليا أو فـرنسا أو أي بـلـد يهـتم ويقيّم أبناءه في تميّزهم ، لـتـمَّ تطويـبها وإعلانها قـديسة منذ زمن ولانتشر اسمها في المعمورة ولنُصب لها تماثيلاً تمجدها كنموذج للمراة المؤمنة التي قدمت حياتها لخدمة الرب والمؤمنين والانسانية ، وهي مستحِـقة أن تكـون كذلك ... عسى أن تصل الرسالة إلى المعـنيّـيـن .
أتمنى مِمَّن يمتـلك معـلومات عـن عـطاءات هذه المرأة ، ولم يُسعـفـني قـلمي لسردها أن يتكـرم مشكـوراً ولا يـبخـل عـلينا بإضافـتها .

تأخرت في نشر المقال لعلني احصل على معلومات اكثر وادق .
 
الشماس الإنجـيلي 
قـيس سـيـپي 
كاليفـورنيا






13

بمناسبة عيد ميلاد مخلصنا وفادينا يسوع المسيح اقمنا سهرة تراتيل وتأملات وصلاة في مدينة مونتريه - كاليفورنيا-.

وكان لنا مشاركة في ترتيل باللغة الكلدانية (گشما) ترتيلة بريخ حنانا التي تعكس اسس ايماننا الاصيل منذ الاف السنين وبعدها كان لنا تأمل الميلاد التالي:

ولد المسيح هلليلويابسم الآب والابن والروح القدس الاله الواحد آمين

ما احسن وما اجمل ان يسكن (يجتمع) الاخوة معاً
لأن هناك امر الرب بالبركة


"اَلشَّعْبُ السَّالِكُ فِي الظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا.
الْجَالِسُونَ فِي أَرْضِ ظِلاَلِ الْمَوْتِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ."


الشعب اليهودي المؤمن المتعلم كان ينتظر ولادة المخلص باختلاف توقعاتهم عن طبيعة ذلك الخلاص وتلك الولادة ، فكانوا ينتظرون متى يكون ملئ الزمان ؟
أن أمنّا العذراء مريم تلك الصبية اليافعة البسيطة الفقيرة الخادمة لبيت الرب كانت تنتظرُ مثل بقية شعبِ إسرائيل يومَ افتقادِ الله لشعبهِ
إلا أنها لتواضعها لم تكن تتوقّع أن تنال هذه الحظوة عند الله ويتفقد الله شعبه من خلالها وكانت هي المقصود بها بسلم يعقوب وتكون أداة او كحلقة وصل بين السماء والأرض ، وتنعم بزيارة الملاك لها ليُبشّرها بأن للله الثالوث تدبيرٌ لحياتها ودعوةٌ لها. حوارها مع الملاك بيّن أنها لم تحسِب لنفسها مكانة متميّزة التي ميزها الرب بها ، لذا خافت واضطربت، لكن الملاك اكد لها هذه الحظوة:
 وحسب لوقا: السلام عليك ولكن الترجمة اليونانية لإنجيل لوقا تقول : ابتهجي يا مريم


“لا تخافي يا مَريَم، فقد نِلتِ حُظوَةً عِندَ الله”
 
 ففي العذراء نقاء وصفاء وتميز غير متوفر في غيرها لذلك قال لها الملاك :
سلام لكِ يا ممتلئة نعمة او المنعم عليها (حسب الترجمات اليونانية ) وكذلك مباركة بين النساء
«سَلاَمٌ لَكِ يا ممتلئة نعمة اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ
وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ
هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ،
33 وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ».
فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: «كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلًا؟»
هنا العذراء تظهر براءتها وتواضعها
فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.
عندما علمت بانه قرار رباني فأجابت:
"أَنا أَمَةُ الرَّبّ فَليَكُنْ لي بِحَسَبِ قَوْلِكَ"


امة – خادمة يعني قدمت كل حياتها لرسالة الرب الاله
ولكن نعلم ان رسالة الرب ليست هدية للتمتع بها ، بل هي تسليم الذات للإرادة الإلهية بما فيها من عقبات ، والعذراء كانت تعلم بما يتضمن حبلها وهي لم تعرف رجلاً انه الرجم حسب شريعة موسى ومع ذلك لم تتردد بل قالت اذا كانت هذه إرادة الرب:
ها انا امة الرب ليكن لي بحسب قولك ... مهما حمل من مصاعب والتبعات والسيف الذي سينفذ في نفسي ساتحمله .
هذا كان من ناحية قبول العذراء الرسالة الموكَّلة اليها في حبلها بالمولود الذي سيتحمل خلاصنا من الخطيئة وهو قبولها ان تكون اماً لربنا ومخلصنا وفادينا يسوع المسيح – بالجسد، ..

من جانب آخر الميلاد هو تشكيل العائلة العائلة المقدسة المتمثلة بالبار يوسف النجار كأب والعذراء مريم الدائمة البتولية كأم والطفل الابن يسوع المسيح هذه العائلة التي بواسطتها اصبحنا أبناء العائلة الأكبر والاعظم : نُدعى بها أولاداً الله اذن لسنا عبيداً بل ابناءً ورثة لملكوته السماوي.
وهذه البنوة لم تكن محدودة لليهود وان جاء المخلص من نسلهم بل هو للعالم اجمع ، ويمكن ان نذهب الى نصوص الميلاد في الكتاب المقدس حيث يشرح لنا الكتاب كيف ان الملوك المجوس (يعني غير اليهود او من الامم) الذين جاؤوا ليسجدوا للطفل المولود وسجودهم هو قبولهم له كملكٍ عليهم فيكون الرب يسوع المسيح ملك الملوك لليهود ولغير اليهود

يقول يوحنا الأولى ٣-١
 اُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ
لنحضِّر قلوبنا مذوداً ليولد المسيح الطفل فينا وفي بيوتنا ونكون أعضاء تلك العائلة الربانية ونستحق ان نكون أبناء الله ، وتلك عطية بدون استحقاق بل بالرحمة الالهية رفعنا اليها الرب بهذه الولادة العجيبة.
كل سنة وانتو طيبين

ولد المسيح هلليلويا





14



هل سيكـون قـداسة الباطريرك مار آوا الثالث حافـظاً لتراثـنا الكـنسي ؟ !
 
 القيادة هي الـقـدرة عـلى التأثير في الأفـراد لجعـلهم يرغـبون في إنجاز أهـداف المجموعة .... (من الويكـپيديا) 
بحـثـتُ عـن معـنى ومزايا وسمات القائد ، وجـدتُها كلها جميلة ومنطقـية نـتمنى توفـرها في قادتـنا . ولكـني لم أرَ أجمل وأبلغ وأروع مما جاء في الكـتاب المقـدس وعـلى لسان ربنا ومخلصنا يسوع المسيح : 
 
مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُـونَ فِـيكُمْ عَـظِيمًا فَـلْـيَكُـنْ لَكُـمْ خَادِمًا (مت 20: 26) 
وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَـبْـذِلُ نَفْسَهُ عَـنِ الْخِـرَافِ (يو 10: 11). 
لأن كل مَن يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتـفع (لو 14: 11) 
 

بتأريخ 13 / 9 / 2021  تمت رسامة باطريرك جـديد وهو قـداسة مار آوا الثالث  لكـنيسة المشرق الآشورية في كاتدرائية مار يوحنا المعمذان في عـنكاوة شمال العـراق ليكـون الجاثاليق رقم ١٢٢ في تأريخ كـنيسته. 
من جانبنا نبارك قـداسته في تسنمه هـذا المنصب متمنين له الصحة والسلامة متضرعـين إلى الرب يسوع المسيح أن يكـون مع قـداسته في كل خطوة يخطوها في خدمة الرسالة التي يرشده بها الروح الـقـدس بشفاعة أمنا العـذراء الدائمة البتولية مريم والـقـديسين . 
 
ومن أولى قـرارات التي إتخـذها قـداسة مار آوا الثالث كانت عـودة المقـر الرسمي لكنيسة المشرق الآشورية إلى العـراق ــ أربـيل الذي إستبشرنا به خـيراً في الإلـتـزام بجـذورنا التأريخية التي نـفـتخـر بها أمام العالم ، وعـملياً سوف لا يصعـب إدارة الكـنيسة في العالم من العـراق وذلك للتطور التكـنولوجي المتوفـر حالياً لخـدمات التواصل في كل المجالات والمستويات ، وهذه الخـطوة قـد تساهم بشكلٍ ما ، في تحـديد ( أو تأخـير ) نزيف هجـرة المسيحـيـين من أرضهم ووطنهم الأم إلى دول الإغـتراب . 
وقـد لمسنا تواضع وحكمة قـداسة مار آوا الثالث في تعامله مع الكـنائس الشقـيقة والمؤسسات المدنية ، حـيث قام قـداسته بزيارتها بدلاً من أن ينـتظر زيارتهم له كما يفعـل معـظم المتـشـبـثـين بالكـراسي العالية ، وكـبُر في أعـيُن الجميع في الحـفاوة والإحـترام والإعـتزاز الذي قـوبـِل بها لهـذه الخـطوة الرسولية التي تعكس الـثـقة في النفس والإيمان بوحـدة هذه الكـنائس وأهمية هذه المؤسسات في خـدمة المجـتمع ، بالإضافة إلى الصفات الـقـيادية والإدارية التي يحظى بها قـداسته . 
من جانب آخـر معـروف عـن قـداسة مار آوا الثالث إلتزامه بلغـته الأم رغم إِجادته عـدد آخـر من اللغات العالمية ، لغـتـنا الجميلة التي  تخلّى عـنها ( تـقـريباً ) أصحابها  في الكـنائس الشرقـية الأخرى  ( عـدا كـنيسة المشرق الآشورية والكـنيسة المشرق الـقـديمة ) حـيث يصرّ منـتسبي هاتين الكـنيستين الشقـيقـتين عـلى التكلم بلغة الأم بلهجـتها الآشورية في كل المناسبات الرسمية وغـير الرسمية ، وخاصة الإعتماد عـلى اللغة الكلدانية الأصلية ( گشما ) في صلاة الـقـداس الإلهي وصلاة الرمش وغـيرها .   
 
عـندما أحضرُ الـقـداس الإلهي في كـنيسة المشرق للآشوريـين أرى نفسي في أصالة تلك الكـنائس التي تربَّـيـنا عـليها في ستينات الـقـرن الماضي وبعـده ، من ترتيب المذبح المقـدس وتوزيع المحـتـفـل والخُـدام حول المذبح وفـصل عامة المؤمنين بالستارة بالإضافة إلى الإحـتـفاظ بالنصوص الأصلية للـقـداس الإلهي الذي فـقـدنا معـظمه في كـنائسنا بأعـذار غـير مقـنعة (حسب رأينا المتواضع) وتحـت مسميات غـير مناسبة للتورجـيات الروحـية ولم نألفها من قـبل مثل التأوين والتجـديد والتحـديث أو من أجـل أن يفهمها منـتسبي الديانات الأخـرى ! 
 
أمل الكـنائس الشرقـية في الحفاظ عـلى أصالتها : 
لهـذا فإن مَن يؤازرني الرأي في الإحـتـفاظ بما توارثـناه من الـقـديسين مثل اللغة والنصوص والـتـقاليد والريازة في الخـدمات الروحـية والأزياء وغـيرها سيعـقـد أملاً كـبـيراً عـلى قـداسة مار آوا الثالث في التأثير بشكل من الأشكال عـلى مستـقـبل تراثـنا الكـنسي الثمين وإدامته والحـفاظ عـليه في التأثير عـلى الكـنائس الشقـيقة ، وسوف نشتَم رائحـته بـين الحـين والآخـر .   
 
ألف مبروك سيدنا . أتـضرع إلى الرب أن يكـون سـؤالي في محله وأن لا يخـذلني التأريخ في الأيام القادمة . 

 

الشماس الإنجيلي
قيس سيپي
كالفورنيا

15


أهانوا الكهنوت عـندما أهانوا الأب سرمد باليوس (رد على مقال السيد زيد ميشو)
 
كـتب السيد زيد ميشو في موقع عـنكاوا الأغـر مقالاً بعـنوان إسـتـفـزازي :   
(( السيد سرمد باليوس ــ قس سابق ــ كما عـرفـناه وما خـفي كان ))
 
وقـد خـفي عـليه أن الكهـنوت هـو نعـمة من الروح الـقـدس وليس عـطية من أحـد ولا هـو منصب يناله حامله بفـضل إنسان ، لذا فإن إستخـدامه كلمات مثل   ( السيد  ... قس سابق ) غـير مقـبول وينافي تعاليم كـنيستـنا لأن الكهـنوت هو أحـد الأسرار السبعة وليس درجة وظيفـية تـنـتهي عـند مغادرة الشخص تلك الدائرة .  (أنت كاهنٌ الى الأبد)
  https://www.youtube.com/watch?v=Z9VgmKT6l1U

بـداية وللأمانة أقـول : أنا لم ألتقِ بالأب سـرمد باليوس نهائيا ولم أتصل به لحـد هذه اللحظة من خلال أية وسيلة تواصل ، ولم أحضر له أي قـداس أو محاضرة سوى ما يصلني من أصدقائي بالفيسبوك وليس منه شخصيا . 
لـذا عـندما كـتبت وأكتب عـنه ليس من باب الدفاع عـنه ولا الوقـوف ضد شخص آخر نهائياً ، بل تعاملت مع حالة تحـتاج إلى تحـليل إن لم يكـن من أجـل حلها بالذات ! عـلى الأقـل لكي لا تـتكـرر بالمستـقـبل ونخسر أناساً نحـن (كـنيستـنا) بأمسّ الحاجة إلى خـدماتهم وكـفاءاتهم . يكـفي اللذين غادروا كـنيستـنا لأسباب مخـتـلفة ومعـظمها  كان بالإمكان تجاوزها لو عاملها الآباء الكـنسيون بأبوة ورحمة ومهـنية أعلى كما يطلب الرب يسوع المسيح منهم أن يكـونوا . والأمثلة موجـودة للجميع خلال السنين الأخـيرة . 
والدليل عـلى إمكانية حلحلة تلك الحالات التي خسرنا بها كهـنة كـفـوئين هو إحـتـفاظ كـنيستـنا بكهـنة وغـيرهم ممّن إرتكـب خطايا كـبـيـرة إلى الله لا تغـتـفـر وتسيء إلى سمعة الكـنيسة وإلى الرب يسوع المسيح وإلى كـتاب الرب المقـدس ومفاهـيم أساسية لكـنيستـنا ( أعـتذر عن ذكـر ذلك ولستُ أضع نفسي ديّاناً بل من باب المقارنة فـقـط وأنا عـلى عِلم بها ) ، فالذي إقـترفه الأب سرمد (( ليس ضد الله )) بل ضد فهـمنا نحن الذين قـد نخـتـلف أو نـتـفـق معه . 
 
حـين طُـلِـبَ من السيد ميشو أن يأتي بما يدين الأب سرمد ، أرسل فـيـديو مشيراً إلى الدقـيقة ٦:٣٠ منه ، وعـند سماعي ذلك الجـزيء ! سمعـت الأب يتكلم عن حالة نفسية يمكـن أن تسيء إلى تربـية الأولاد (حسب رأيه) ، و أشار إليه بإسهاب الدكـتور عـبدالله رابي مشكـوراً كمتخصص موضحاً رأيه بآثارها وصحتها ، وهـنا أيضا قـد نـتـفـق معه أو نخـتـلف وكل الآراء معـروضة للمناظرة والحوار والبحث وليست قـطعـية . كـيف نحكم بالإعـدام على شخص لأنـنا لم نـتـفـق مع ما أعـلن من آراء شخصية بمسألة تربوية عـلمية أو غـيرها ونـفـرح باستئصاله من كـنيستـنا ؟ هل نحكم نفس الحكم على الدكـتور رابي إذا إخـتـلـفـنا معه ؟ 
 
السيد ميشو وصف خـروج الأب سرمد من كـنيستـنا قائلاً : ( شخصياً أعـتـقـد بأن خروجه كان أكـبر هـدية لكـنيستـنا الكلدانية ) !!! الذي أعاكسه الرأي بـ ١٨٠ درجة . الكـنيسة بحاجة إلى فَعَله وليس في صالح الكـنيسة أن يغادرها كادرها لأسباب يمكـن التعامل معها بأساليب غـير الإستـئصال . والسيد ميشو يسمي خدمة كاهن لعـقـدين من الزمن بأنه مشروع فاشل !!! وماذا عن الأسرار التي مارسها (العماذات .. بوراخات الزواج .. صلاة على موتى المؤمنين .. والقربان المقـدس الذي قـدمه لآلاف المؤمنين .. الإعـترافات لآلاف التائبين .. ووو) هل ذهـبت مهب الريح ؟؟؟ ... فإن كانت كـذلك (( وهـذا ليس صحيحاً ولا منطـقـياً )) يُـفـتـرض أن تعاد وتكـرّر مرة أخـرى جـميع تلك الأسرار الكـنيسة ، للأفـراد الـذين منحـها لهم الأب سـرمـد . 
 
إن الآراء التربوية والأدبية تمس أشخاصاً لم يتـفـقـوا مع تلك الفكـرة وآخرون يمدحـونها ، وليست جـريمة تستحق العـقـوبة !   
ولكـني جـئـت بمثالنا الأكـبر هو الرب يسوع المسيح حـين أهـين شخصيا ونعـتوه بالمجـنون وأرادوا رميه من مرتـفع بل وأهانوه وحاكـموه ظلماً وعـذبوه في درب الجلجلة وصلبوه ،،، كل هذا الإساءات (لشخص المسيح كجسد) المسيح له المجـد ، لم يَحكم ولم يستعمل العـقـوبات التي كانت متاحة بـيده من الآب السماوي ... ولكـن عـندما مسَّت الإهانة الرب الإله وبـيت الرب ، عـنـدئـذ عمل سوطاً وعاقـب المخالـفـين فـقـلبَ طاولاتهم وطردهم من ( بـيت أبي ) . 
 
ومدحـتُ الإحساس المرهـف للسيد ميشو وطلبتُ منه أن يستعمله في الحكم على مَن أهان الرب يسوع المسيح والقداس الإلهي بوصفه (حـديقة حيوانات) والإستهـزاء بكلام الأنبـياء الذين تـنبؤا بمجيء الرب يسوع المسيح المخلِّص واصفاً الملائكة بأسلوب غـير مناسب ، إلّا أن الطامة الكـبرى حـين يقـول السيد ميشو عـلنا : ( فـقـد بـينت لك تأيـيدي لكلام .... !! ) ويقصد تأيـيده لوصف الـقـداس الإلهي بحـديقة الحيوانات . 
أنا ضد تمجـيد الشخص والإستماتة في الدفاع عـنه مهما حمل من تيجان (وكـثير من الأحيان يجهلون ما يدافعـون عـنه أو ما يقاومون ضد آخـرين) ولكـن غـيرتي لا حـدود لها عـلى الأمور الإيمانية و الكـتابـية والمقـدسة وأعمال الرسل والقديسين . 
 
أقاموا الدنيا ولم يقعـدوها بالتجـديد والتأوين ، ما هو التجـديد يا ترى ؟ هل هـو :

حـذف الماضي وإلغاء ما بُـني خلال ألفي سنة ؟ 
إستهـزاء بالمقـدسات ، بالكـتب المقـدسة ؟ 
إهانة المبادئ الأساسية لإيمانـنا بإعـتبار العـذراء ليست عـذراء فـيزياوياً ؟ (( وهـنا أسأل السيد ميشو : ما هي ميـزة ولادة المسيح عـن ولادتـك )) ؟ 
إهانة خـدام الكـنيسة من أساقـفة وكهـنة ومؤمنين ؟ 
إستخـدام كلمات نابية غير مناسبة مِن قِـبَـل شخص يمثـلنا ونقـدم له الطاعة ؟ 
تـشـتـيـت كهـنة كـفـوئين لأسباب أنانية بحـتة ؟ 
إحـتـفاظ بآخـرين أهانوا الرب بإرتكابهم الفاحشات ؟ 
 
لا يسعـنا أن نقـول شـيئاً سوى ما قـلته سابقاً :
إن أبواب الجحيم لن تـقـوى عـليها  !
بمعـنى أن الكـنيسة باقـية ولا بد أن يصحى الغـيورون عـليها بالوقـت المناسب ويعـيدوا مجـدها ،
 لأنها مبنية على الصخـرة التي تُهـلِـك مَن تقع عـليه وتَسحقه 

 
 
الشماس الإنجـيلي 
قـيس سيپي 
كاليفـورنيا

 

16


مٌـقـتـرح لغـبطة الباطريرك ساكـو
 
جاء في اِحدى كتابات البطريرك لويس روفائيل ساكو تحت عنوان: كلمة الراعي الى الرعية :
أود في البدء ان اوجّه تحية شكر الى كل من بقي أميناً تجاه كنيسته، 
 
وذلك يعني ان كل من يختلف مع غبطة البطرك ساكو هو غير أمين على الكنيسة ، ويشمل في ذلك رجال الاكليروس من أساقفة وكهنة وشمامسة ومؤمنين ، اِن اختلف احدهم مع غبطته في أيًّ من الأمور، وليكن آخرها هو رفع اسم بابل من كنيستنا التي بعد عدة خطوات سيرفع اسم الكلدان منها ايضا ويضيع اسمنا التاريخي (والقادم أكثر) .
وهنا نسأل القارئ الكريم ما معنى الأمانة ؟ أليست المحافظة على ما استلمه الشخص المؤتمَن للتصرف بحدود التي يفرضها المالك (لأنه ليس ملكاً صرفاً للمؤتمَن على الامانة) 
هي كلُّ حقٍّ يُـلزمك أداؤه وحفظه. وقيل هي: (التَّعفُّف عمَّا يتصرَّف الإنسان فيه مِن مال وغيره، وردُّ ما يستودع إلى مودِّعه). 
فكيف أكون انا وغيري غير أمناء على الكنيسة التي نُقدسها اذا لم نقتنع برفع كلمة بابل من عنوان كنيستنا العريقة؟؟؟ 
هل انتمائنا الأمين الى كنيستنا هو انتمائنا وقبول كل ما يفكر به غبطة البطرك ساكو ام الانتماء الى الكنيسة الجامعة المقدسة الرسولية وتعاليم ربنا ومخلصنا يسوع المسيح ؟؟؟  
 
أن الابوة التي تعلمناها من آبائنا وامهاتنا (ومعظمهم لم يكونوا قد حصلوا على أي شهادة أكاديمية) كانت لا تختلف عن الأبوّة البطركية والأسقفية التي جاء به سيادة المطران سعد سيروب في منشوره على موقع الفيس بوك (في الثاني من أيلول ٢٠٢١) ، تلك الابوة التي هي محبة عطاء تواضع تسامح غفران خدمة قبول الآخر ، وليست تعالي تذمر احتقار شتم إهانة استهزاء خيانة ؟ ابوّة غسل أرجل المرؤوسين حتى الخائن منهم (يهوذا) وليس تكفيرهم وهم رجال يخدمون الكنيسة بكل تفانٍ وغيرة ومحبة وايمان.
 
من خلال نظرة عابرة الى وسائل التواصل الاجتماعي والاعلام التي ينشر فيها المثقفون الامناء المنتمون الى كنيستنا أفكارهم، يتمكن النبيه من ملاحظة وقوف جميع المثقفين والتنظيمات الجريئة الغير معتاشة على الفتاة الساقط من موائد اسيادهم وقفوا بالإجماع ضد اِلغاء بابل من عنوان كنيستنا .  حتى أعضاء السنهادوس الذين بالاجماع (كما ورد في البيان الختامي للسنهادوس الأخير لكنيستنا) والذين وافقوا على التغيير ، ظهروا بصورة تختلف عن التعبير (الاجماع) ، وقد ذكرنا ذلك في مناسبة أخرى بان التذمر وعدم التوافق او الموافقة على قرارات السنهادوسات المنعقدة تظهر بعد البيان الختامي من خلال كتابات او لقاءات او سلوكيات السادة الأساقفة الذين شاركوا في ذلك السنهادوس. 

وقد يتفق معي عزيزي القارئ بعدم توقُّع أي تغيير في موقف غبطة البطرك ساكو من هذا القرار مادام غبطته على كرسي البطركية ، لأن المقترح ورد من غبطته وافق عليه الجميع كونه (الأقل ضرراً من الخـيارات الأخـرى ) . وهذا واضح من خلال تعليقات موقع البطركية على بعض الكتابات والآراء ، لا بل ذهب غبطته الى ابعد من ذلك في عدم احترام تلك الآراء والمواقع التي ينشرون فيها وآخرها اعتبارهم غير أمناء على كنيستهم. 
والسؤال الآن هو: لو كان غبطته لم يُعِر أهمية لاولائك الكتاب وجميعهم من المثقفين وبينهم شمامسة وخبراء وأصحاب شهادات أكاديمية عالية ولهم باع في المجال القومي بالإضافة الى انتمائهم الفعال الى كنيستنا ! فكيف سيحترم رأي واحدٌ منهم لو اشترك في اجتماعات السنهادوس كعلماني وطرح طلباً ما للنقاش واتخاذ موقف معين؟؟؟ 
 
في الكتاب المقدس يقول في متى ٥: ٢٥ :   
كُنْ مُرَاضِيًا لِخَصْمِكَ سَرِيعًا مَا دُمْتَ مَعَهُ فِي الطَّرِيقِ،   
 
اِقترحَ بعض الغيوريـن على كنيستنا بان يجمعوا تواقيع مع طلب لرفعها الى بعض دوائر الفاتيكان من اجل اعلامهم بعدم قبولنا التغيير الذي فرضه غبطته على أعضاء السنهادوس الأخير عسى ان يتطلع على آرائنا من له الدور والتأثير في اللمسات الأخيرة على قرارات السنهادوس قبل حصولها على الختم النهائي.   
فعلَّقت على بعضهم: لا تُتعبو أنفسكم سوف لن يستجيب لطلبكم احدٌ مهما كتبتم وأرسلتم ، لأن من خلال خبرتنا بموقف الفاتيكان من قرارات غبطة البطرك ساكو تعلمنا بانها بطريقة او بأخرى تـتـجاهـل رأي الفاتيكان (في كثير من الأحيان) لأسباب نجهلها . 
والسؤال الأهم هو: ان رجال الدين مطالبون بتطبيق الآية أعلاه (متى ٥: ٢٥)  في (كن مراضياً) فعليهم فتح القنوات للحوار والنقاش من أجل الوصول الى حل مناسب وعدم فسح المجال لأحد ان تصل به الحالة الى الذهاب الى جهات خارج كنيستنا ، اليس في كنيستنا من الاكليروس والعلمانيين من لهم الخبرة والامكانية في فحص وتحليل الآراء وربطها بالواقع واختيار افضلها ؟   
 
كنت أتمنى ان يقبل غبطته باِقتراحي التالي لحل مسألة تغيير اسم كنيستنا: 
تشكيل لجنة من أعضاء السنهادوس ومثل عددهم من الاكاديميين الذين رفضوا المقترح ونفس العدد من الذين رحبوا بالمقترح ان وجدوا، ويجتمعوا جميعهم عن طريق الوسائل المتوفرة في وسائل التواصل الاجتماعي وان تستمر حواراتهم حتى يصلوا الى اتفاق عام ويقدموا في نهاية اجتماعاتهم تقريراً مفصلاً الى غبطته حول ما توصلوا اليه وان يُحترم ذلك التقرير. 
 
نحن بحاجة الى الحوار لنعيد الثقة بمؤسساتنا ومسؤولينا ومثقفينا ، نزيد من قوة الترابط بينهم ، لأن لا يمكن ان يستغني احدهم عن الآخر .    
 
 
الشماس الإنجيلي 
قيس سيپي 
كاليفورنيا



17

تعـليقي عـلى مقالات الكاتب مايكل سـيـپي   
    
الكـتابة والإعلام هـو فـن بالإضافة إلى أنه خُـلـقٌ وأخلاق ، تظهـر فـيها الـقـيم والصدق والأمانة مع الذات يؤطرها الأدب والبلاغة متوجّهة  جميعها إلى أهـداف قـد تـتحقق. 
   
إِرتأيتُ متابعة الحلقات الخمس الأخـيرة التي كـتبها أخي مايكل , والرد عليها بمقالٍ مستـقل عـمّا تركـَـته في مخـيلتي من أفكار عسى أن أجـسّـد فـيه ما يفيد القارئ الكريم من أفكار .   
 
تجـدون في نهاية المقال الروابـط التي تـقـود إلى تلك الحلقات .   
   
الكاتب مايكل من الكـتاب الـقـليلين الذين يكـتبون بإسمهم الصريح مع صورهم الشخصية ، فـيأخـذ على عاتـقه الأمانة في النـقـد البناء والهادف إلى تصحيح الأخطاء بغـيرة مُحِـبّ لتراثه وقـيَمه الإيمانية والكـنسية والـقـومية والتأريخـية بإثباتات وشواهـد وخبرات ، مقارناً ما يراه يستحـق الـتـثبـيت والعـودة إليها لِما تحـمله من جهـود العـظام الـقـديسين الـفـنانين الاُمناء ، جهـود الآباء الذين تمكنوا من الإحتفاظ بها لمئات بل لآلاف السنين وإيصالها إلينا رغـم محدودية الوسائل المتوفـرة إلى حـين ليس ببعيـد . لهـذا فإن أخي مايكل يحظى بإحترام وإهـتمام الكـثيرين الذين ينتظرون كـتاباته لكونها تعَـبر بطريقة أو باُخرى عـمّا يجـول في خاطرهم ، ولكـون بعـضهم لا يمتلكـون تلك الشجاعة الكافـية لأن يلعـبـوا دورَهم كما يجـب في الكـتابة أو مواجهة الأخـطاء التي يرونها. ربما هذه النقـطة تكـون من بـين النقاط السلبية في إنعكاسات كـتابات مايكل سـيـﭘـي والتي لا أتمناها ، بل أنـتـظر أن يكون لكلٍّ صوته صوت حق وبتجـرد فـيتحـرر كما قال المسيح (إن عـرفـتم الحق فالحق يحرركم) كما يفعل الكاتب مايكل.   
   
إن الأمانة والصدق والصراحة أصبحـت من النوادر في هذه الأيام التي أضحى فـيها الإنسان سلعة بيد الماديات والعلاقات المطرزة بأكاذيب لا يفـقهها ، لإنغـماسه في دائرة ضيقة لا يرى فـيها سوى أنانيته متـناسياً تلك الجهود التي بذل أجـدادنا حـياتهم كما ضحّـوا بدمائهم وهم يسطرونها ويقـدمونها نقـية راقـية تستـنير منها وبها الأجـيال، من أنظمة ونتاجات، فـلـو راجعـنا التراتيل (عـلى سبيل المثال) التي تم تأليفها خلال ألفي سنة مضت نراها تعكس أسـساً ذات عـمق فـلسفي مُستـنـبَـطة من إيماننا المسيحي الكـتابي والرسولي ، والكـثير منها محـفـوظة بلوحات ملحّنة يمكن أداؤها وتوارثها من دون الوسائل التكـنولوجـية المتوفـرة حاليا في التوثيق.   
   
نعـم ، ضِيق الـتـفكـير والأنانية والغـيرة وعـبادة الأشخاص والمناصب ، كـلها تُـبـعِـد الكـثيرين عـن الحـقـيـقة وتلعـب دوراً كـبـيراً في إثارة النعـرات وتمزيق الوحـدة بالإيمان المسيحي المبني عـلى المحـبة والتسامح ومعاملة الآخـر بالطريقة التي يتمناها لنفسه ، وهكـذا نرى برودة الإيمان وفـتورة تعامل أبناء كـنيستـنا مع النشاطات الإيمانية ، وأقـصد هـنا الشباب ، أما جيل الطيبين فترى تشتت بيننا ، من غيور على موروثه ، ومجامل لمرؤوسه ، ومنافق بين اخوته ، وحكيم وحاقد ومرائي ، و نحـن الذين نحـمل بعـضاً من تلك الجهـود الأساسية أصبحـنا نـتألم بحـصرة عـلى ما فُـقِـدَ مِمّا ورثـناه لأننا نقارن ونـشعر بالـفرق.     
   
أعـود إلى مقالات الكاتب مايكل في هذه الحـلقات وأتساءل ما هو دور القائـد في مثل هذه السلوكيات التي لا تُستبعَـد من بين أية مجموعة عمل ؟ أليس من واجـبه إتخاذ الـقـرار في تـقـيـيم وتسديد الأخـطاء إن وُجـدت ، وزرع المحـبة والتآلف بين منـتسبي تـنـظيمه ؟ أليس مُنـتَـظراً منه ان يتخـذ القرار الـقـيادي البناء والصائـب قـبل أن يصل الأمر إلى عـرضه في الإعلام بطريقة قـد يـبدو فـيها ذلك القائـد مقـصِّرا في عـمله وربما يهزُّ كـفاءته لذلك المنصب ؟.   
   
لـقـد وقع الكثيرمن القادة الكنسيون في فخ بعـض المتملقـين الذين يشوّشون الصورة أمامهم لـتظهـر بغـير حـقـيقـتها لكـونها تغـطي ما يحتاجونه من شجاعة التصحـيح وإعادة النظر في نـتاجاته (ذلك القائد) لأن التصفـيـق للمسؤول في أي إجـتماع أسهـل من الوقـوف وإنـتـقاد ما قـد سـهى أو لم ينـتبه (القائـد) إلى أبعاد كلامه او سلوكه بالـدقة المطلوبة ، والطبطبة عـلى ظهـور المتملـقـين أسهـل بكثير من قـبول كاتب قام بإنـتـقاد ما لم يفلح في التعامل مع الواقع بأمانة . ولا نـنسى أن كـثيرين آخـرين من كـتاب أكـفاء وأكاديميـين غـرقـوا في تلك الدوامة التي تُـثبـِّـتُ الفخ الذي وقع فـيه القائد إن كان عمداً أو عفوياً .     
   
أما الكُـتّاب الأُمناء الذين تجـردوا عـن الإنـتـفاع الشخـصي المادي والمعـنوي والباحـثـون عـن الحـقـيقة التي تـثـبّـت أسس إيمانـنا وتقالـيدنا وتراثـنا الثمين وينقـلـون الصورة صافـية كما يرونها بأمانة دون تملق ، ليسوا إلّا قـلـيلـن أمثال الكاتب مايكل سـيـپي وعـدد آخـر ، أخـذوا عـلى عاتـقـهم الكـتابة الأمينة متحـملين إنتقادات جارحة من البعـض ورجـم آخـرين وسكـوت كـثيرين ، أمام ما يرونه من ضياع الـقـيم والتراث تدهور في الإدارة واتخاذ القرار ، بالإضافة إلى الكلمات النابـية الغـير لائقة إن كانت صادرة من بسطاء الـقـوم أم قادة ذوي مناصب عالية . وأود أن أذكـر هـنا بأن مثل تلك السلوكيات المشينة لأصحابها لم ولـن يكون لها تأثير عـلى عـطاءات الصادقـين الأحـرار ، إن لم نـقل أنها تُـزيد من حماسهم وضرورة كـشف حـقـيقة تلك المستويات الغـير كـفـوءة. وعـلى القادة المشمولين بتلك الإنـتـقادات البناءة إعادة النظر في قـراراتهم المجحفة بحق أولـئـك المخلصين في كـتاباتهم ، بل بالإحرى مكافأتهم ودوام المواصلة معهم لإستخـدام إمكانياتهم في دعم متطلبات مناصبهم.   
   
إسمحـوا لي بالـدخـول إلى العبارة التي كـررها الشماس الغـير مرسوم مايكل سـيـپي وهو يقـول :
(( وأنا شماس غـير مرسوم )) :    
أنا شـخصياً خـدمت المذبح المقـدس لعـشرات السنين وأنا شماس غـير مرسوم إلى سنة ٢٠٠٧ شماساً رسائلياً ثم في سنة ٢٠١١ شماساً إنجـيلياً . ليس أنا فـقـط بل مئات الشمامسة خـدموا المذبح المقـدس سنين طويلة من غـير رسامة ، وأخـص بالـذكـر المرحوم الشماس الألـقـوشي ــ إيليا سگماني ــ الذي أعـتبره نموذجاً للشماس المؤمن بسبب تحوله من الأفكار المادية في خمسينات الـقـرن الماضي (( كان قـد إشـتـرك في مسرحـية وطـنية في ألـقـوش 1959 وقال فـيها : أنا الـشـوّاف أشـوّفـكم )) !!! فـتحـوّل إلى شماس ملـتـزم بعـد أن أشرق نور الإيمان بالمخلص يسوع المسيح في قـلبه فكـرَّس كل حـياته وطاقاته وطوّرها لتكـون في خـدمة الإيمان والتراث والمبادئ المسيحية تاركاً بصماته عـلى تراث كـنيستـنا وكل ذلك كان قـبل أن يُرسم شماس رسائلي ، رغـم أن إمكانياته الروحية والخدمية للكـنيسة تـتجاوز إمكانيات معـظم شمامسة الـيـوم ومعـهم كـهـنة وأساقـفة ! .   
     
وقـد عـلمتُ أن الشماس المرحوم إيليا سگماني يكـون خال المطران إيميل نونا . وهـنا أسأل سيادة المطران: هـل أنّ خـدمة المرحوم خالـك كانت غـير مقـبولة؟ وإلّا كـيف تعـطي أذناً صاغـية لأناس يحرضون ضد شماس كـفـوء لأنه غـير مرسوم ؟؟ ! وتـصدر تعـليمات في كـنيستك تمنع مشاركة شمامسة كـفـوئين في الـقـداس الإلهي سـواءاً كان أخي أم أي مؤمن آخـر إبن الكـنيسة ؟. ولو افترضنا بان المرحوم خالك ـ أيليا ـ يخدم في كنيستك اليوم وهو غير مرسوم، هل كنت ستنصاع الى اعتراضات أيٍّ كان وتحرمه (خالك) من ممارسة كفاءاته الخدمية الشماسية كما تفعل اليوم.   
أليس من واجـبك بـث الأخـوّة والتسامح والمحبة بين أبناء رعـيتك بدلاً من السير في طريق خـطيـئـتهم في الـتـفـرقة والتـشتـيت ؟ بل وإعـطاء الـفـرصة لآخرين لإستخـدام وسائل التواصل الإجتماعي في إيصال تظلُّمهم ؟   
   
وأخـتم : عـملياً ، أنـتـظر من القادة المسؤولين أن يروا الحـقـيقة في أفـواه الناس الأمناء (وليس في المرائين الذين ينفضون اكتافهم) ، وفـتح قـنوات الحـوار معهم إن كان عـلى الملأ أو خلال حوار خاص داخلي مبني عـلى المحـبة والتواضع ونكـران الـذات والـنزول من ذلك الجـبل العالي الزائـل الذي سوف لا يرحمه التأريخ ، والإبتعاد عـن قـبول الكلام الناعم الذي هو مثل الضباب الـذي يُـفـقِـد تـفاصيل صورتهم الحـقـيقـية ودقـتها .  فلا نتغاضى عن الحق كما فعل بيلاطس حين سأل سؤاله وادار ظهره على المسيح، فيقول يوحنا الحبيب في انجيله اِصحاح ١٨ : ٣٧ ــ ٣٨
  أجاب يسوع ...... كُـلُّ مَنْ هُـوَ مِنَ الْحَقِّ يَسْمَعُ صَوْتِي 
قَالَ لَهُ بِـيلاَطُسُ : « مَا هُوَ الْحَقُّ ؟ ».
 
    
ملاحظة إلى إدارة الموقع الأغـر:   
   
أولاً: أنا لا أتوقع منكم حـذف المقال أعلاه لأنه ليس سوى تعـبـير عـن رأي لا علاقة له بأي شخص آخر عـدا المذكورين في المقال .   
ثانيا: أتوقع أن يعـلق أحدهم بقصد أو بغيره، بكلمات غـير لائقة حسب قياسات إدارة الموقع ، ففي حالة كهذه أرجو حذف التعـليق وليس المقال !! كما حصل في وقـت سابق مع آخـرين.....مع الـتـقـدير.



الشماس الإنجيلي
قيس سيپي
كاليفورنيا




الحـلــــقة الأولى           http://kaldaya.me/2021/06/13/19495



الحـلـقة الـثانـيــة          http://kaldaya.me/2021/06/20/19521



الحـلـقة الـثالـــثة          http://kaldaya.me/2021/06/26/19542



الحـلـقة الرابــعة         http://kaldaya.me/2021/07/10/19603



الحـلـقة الخامسة         http://kaldaya.me/2021/07/20/19643

 




18
حذف المقال أم حـذف التعليق على المقال ؟؟؟
 
خلال فـترة قـصيرة حـذفـت إدارة موقع (عـنكاوا . كـوم) / المنبر الحـر ، عـدداً غـير قليل من المقالات التي تضمنت رايٌ وتحـليل أمور تخـص بعـض الأشخاص لهم مناصب مخـتـلـفة ، ولعـدم وجـود رأي مُعـلن مِن قِبَل إدارة الموقع ! يُـتوقّع أن يكـون السبب كما يلي : 
١- موضوع المقال لا يتماشى مع سياسة الموقع ... لا بأس 
٢- الموضوع يتضمن كلمات نابية غـير مناسبة ... لا بأس   
٣- بناءاً عـلى طلب أحـدهم من الإدارة حـذف الموضوع ... غـريـبة   
٤- ورود تعليق من قارىء بكلمات غـير لائـقة عـلى الموضوع ... أغـرب شيء 
٥- أسباب اُخـرى قـد نجهلها . وأتمنى من الـقـراء الكـرام إضافة ما لـديهم من معـلومات في هـذا المجال . 
 
قـد يكـون السبـبان ١و٢ في أعلاه منطـقـية ومقـبولة عـنـد الـقـراء إلى حـدٍّ ما وبتـحـفـظ .   
 
لكـن السبـبـين ٣ و ٤ غـير منطقـية نهائـياً . لأن الموقع (حسب معـلـوماتـنا) موقع مستـقـل وليس لعـبة بـيَـد أيٍ كان ومهما كان السبـب . 
هل يُعـقـل أن ينـتـظر الموقع رأي الـقـرّاء لتحـديد موقـفهم من المقال ؟ خاصة وأنّ الأعـضاء في إدارة الموقع متمكـنـون ثـقافـيا ولهم خـبرة غـير قـليلة في هـذا المجال؟.

وقـلـتُ بأن السبـبـين ٣ و ٤ غـير منطقـيـين لأنه كما تعـلمنا من متابعاتـنا للكـتابات في الموقع أنّ هـناك تضارباً بـين عـدد من الكـتاب لأسباب مخـتـلـفة ، وكـذلك يوجـد كـتّاب عـنـدما يشعـرون بأنهم المقـصودين وإنْ كان بغـير تسمية مباشرة ، فإنهم يقـومون بإستغلال إحـدى الطريقـتين أعلاه لكي يُـلغى المقال .   
 
أرجـو وأنا أقـدم طلـبي إلى إدارة موقع ( عـنكاوا . كوم ) أن لا ينصاعـوا إلى إرشادات هـؤلاء الضعـفاء الذين يفـتـقـرون إلى إمكانية الرد بما يدحـض إدعاءات الكاتب أو لشعـورهم بالذنب ، فأسهل طريقة لحـذف المقال هي التعـليق بكلمات مخـدشه للحـياء وجارحة لأحـدٍ ما ، فـتـقـوم إدارة الموقع بحـذف المقال !!! وهـذا موقـف غـير مناسب يُحسب عـلى إدارة الموقع ، لأن الذي ينـشـر المقال أدّى موقـفه من مسألة ما ، وكانت مقـبولة لدى إدارة الموقع لبقاء المقال لعـدة أيام وفي بعـض الأحـيان لعـدة أسابـيع . فـما هـو ذنبه لو أساء الأدب أحـد المعـلـقـين ؟ فالمنطق يقـول يجـب حـذف التعـليق وليس المقال .   
 
وطلب آخـر من إدارة موقع عـنكاوا الأغـر هـو أن تـبـقي المقالات والتعـليقات التي تـتضمن إنـتـقاد وتصحـيح مواقـف لأية شخـصية مهما كان منصبها سياسياً أو ديـنـياً أو إجـتماعـياً إذا كانت مدعـومة بإثـباتات، لأنه لا يوجـد معـصومون في هـذا العـصر ، ولا جـدوى من كـتم الأسرار أمام الـتـقـدم في التكـنولوجـيا ووسائل الاعلام المتوفـرة أمام الجميع .   
 

الشماس الإنجيلي
قيس سيپي
سان هوزيه - كاليفورنيا



19


  هل يحــتاج المرجع الـديني إلى محامٍ أم إلى متخـصِّص ؟

لـقـد وفـرت التكـنولوجـيا الحـديثة فـرص متساوية لكـل الناس في الكـتابة ونـقـد مَن لم يجـرؤ أحـدٌ الإقـتراب منهم في الماضي ، وغـدت كـثير من الكـتابات جـريئة ومستـنبطة من الواقع ، وقـد تكـون تجارب شخـصية ، وهـذا ما يعـطي لها الصدق والأهـمية .   
ولكـن ماذا بعـد ؟ بعـضهم يكـتب مسلسلاً من مواضيع تـتضمن الثورة عـلى الواقع (بالكـتابة فـقـط) ، وغـيره يكـتب وينـتـقـد أو يعـترض (عـلى مستويات مخـتـلفة من اللهجة والحـدّة والسلاسة) ، وآخـر يُـقحِـم نفسه بما يفـقه ، أما الـذي يخشى ردود الـفعـل التي لا يتمناها لـنـفسه أمام الملأ ، نـراه يستـخـدم إسماً مستعاراً ولسنين ، حـيث بقي ويـبقى مجهـولا لأسباب قـد تخـص مرضه النفسي أو جـبنه أو منصبه العالي .

وماذا بعـد ؟ هل تكـون الـنـتيجة مثل السياسة الحالية في العـراق حـيث يقـولون وعـلى الملأ ( أن فلان إخـتـلس كـذا مليار دولار من الدولة بإستغلال منصبه ، ولا يزال الفلان في منصبه !!) . هكـذا نحـن حـين نـتألم من ظاهرة معـينة ونكـتب ويكـتبون عـنها ، وبعـد مدة نلاحـظ إستمرارها وكأن المعـنـيّـين لم يطلعـوا عـلى الخـطأ أو أن الأمر لا يخُـصَّهم !.

هـنا أقـصد : هل يوجـد طريقة لرفع هـذه الكـتابات إلى طاولات المسؤولين المعـنيّـين الذين بـدورهم يوجهـونها إلى المخـتصين ليستـشيروهم بما يملي عـليهم تخـصصهم فـيسهـل عـلى القائـد إتخاذ الموقـف المناسب ؟ بذلك يساعـد الكاتب بعـدم الشعـور بهـدر وقـته ووقـت الـقـراء المحـترمين ؟   
لأن لو كانت هذه الإنـتـقادات منطقـية ، فالقارئ سيتضامن مع الكاتب ، وفي حالة عـدم تـفاعـل المسؤول مع الموقـف فهـذا سيوسِّع الفجـوة والفـراق بـين المسؤول وبين الرعـية . وهذا ما لا يتمناه أي كاتب بَـنّاء ، ويكـون الكاتب قـد ساهم في الهـدم والـتـفـرقة بشكل غـير مباشر وغـير مقـصود .   
ولو لم تكـن تلك الإنـتـقادات منطقـية ولم يحـظَ الكاتب بأي رد فعـل مِن المسؤول أو الأشخاص المعـنيـين ، فالكاتب يفسر ذلك باللامبالاة مِن قِـبَل المعـنيّـين ، أو يؤكـدها بعـدم الـرد  ، ويعـتبره تهـرباً أو ضعـفاً عـنـد المسؤول ، وهذا يُغـضب الكاتب ويشجعه عـلى الإستـمرار بالكـتابة والإنـتـقاد ، وقـد يُـبـري قـلمه بحـدة أكـثر، وبالنـتيجة يُسيء الى نفسه وإلى الـقـرّاء بالإضافة إلى المسؤول الذي يعـتبره البعـض من المُصانين . 
 
في كـنيستـنا الكـلدانية خـبراء بإخـتصاصات مخـتـلفة مثل الـقانـون الكـنسي واللاهـوت وتأريخ الكـنيسة والطقس والكـتاب المقـدس والأدب والمجـتمع والعلوم الصرفة وغـيرها من المجالات التي تربط المؤمن بالكـنيسة والمجـتمع . واجـب عـليهم ممارسة إخـتصاصاتهم التي كـلـفـت الكـنيسة الملايـين من الدولارات ، وعـدم ترك ذلك للمرجع الأعـلى الذي قـد لا يملك الخبرة الكافية في ذلك المجال ، فيلجأ الى التهرب والسكوت فلا يتـنازل للـرد وإقـناع الكاتب الذي سيفسر ذلك السكـوت حسب قـناعاته . 
 
هـنا أتـذكـر سؤالاً بريـئاً من المرحوم أخي الأصغـر ــ غالي ــ حـين كان في بداية دراسته المتوسطة وقال :

لماذا بعـض الأشخاص يصرفـون مبالغ طائلة للمحامين ؟ ألا يكـفي أن يعـرض المدّعي والمدعى عـليه شهادتيهما أمام القاضي والقاضي الذي يُـفـترض أن يَعـلم بالقانون ويحكم بالعـدل ، وسوف يحكم بـينهما ويعـطي الحـق لصاحـبه ؟!   
 
نحـن نـتكلم عـن الكـنيسة والـقـوانين الكـنسية ونظامها الذي قـد يجهـله الكـثير مِن الكـتاب فـيقحـمون أنـفسهم فـيما لا يعـلـمون ، حـيث من المفـروض ومن الـبـديهي أن يكـون كل شخـص في منصب معـين مُـلِـمّاً بما يخـص موقعه الاِداري أو الروحي ، فـلماذا لا يردُ ذلك المعـني المتخـصص بشكل أو بآخـر بـينه وبـين الكاتب قـبل الوصول إلى المحامي (القارئ) باحـثاً عـن بعـض من التأيـيد والـدعم الذي قـد يكـون مصحـوباً بعـدم سلامة موقـف أحـدهما أو كـلـيهما ؟.   
 
قـبل أن نحـظى بفـرصة الكـتابة والـنـقـد عَـبر وسائل التواصل المتاحة اليوم ، كانت الإحـترامات والعلاقات بين المؤمنين والمسؤولين الكـنسيـين أنـقى وأجـمل بل كانت ترتـقي إلى الـتـقـديس ،  ولكـن مع الـفـرص المتاحة للكـتابة والإنـتـقاد قـلـلـت مِن قُـدسية هـؤلاء المسؤولين وهـزّت عـلـو مناصبهم ورقّـتها ، خاصةً عـنـد تعـرضهم لإنـتـقادات بـبراهـين وإثباتات لا تـقـبل الشك . 
 
سوف لا أسترسل أكـثر لأن الغـرض هـو إيصال الـفـكـرة إلى مراجـعـنا الـدينية وأقـصد غـبطة الباطريرك تحـديـداً مع سيادة الأساقـفة الكـرام والكهنة الأفاضل الذين يحملون شهادات أكاديمية عليا في شتّى الاختصاصات
ولكنها مُجمَّدة لا تُذكر الّا عندما يطلب منصب الاسقفية او بعد انتقاله الى الحياة الاخرى
حيث تُعرض شهاداته وعدد اللغات التي كان يجيدها .
   
 
وللجـميع الشكـر والاحترام. 
 
الشماس الإنجـيلي 
قـيس سـيـبي   




20




رسالة إلى سيادة المطران الجـليل يوسف توما الجـزيل الإحـترام
 
بارخـمار 
 
حـين كـنّا أعـضاءً متحـمسين في كل أنـشـطة كـنيسة مار إيليا الحـيري في بغداد ، سألتُ المرحـوم الأب الفاضل فـيليب هـيلايي في أواسط الثمانينات من الـقـرن الماضي : لماذا لم تصبح ومتى ستصبح أسـقـفاً ؟ لأنـنا كـنا نرى فـيه كـل الإمكانيات والعـوامل التي تـؤهله للأسـقـفـية .   
فأجاب المرحـوم : ألستُ أنا اليوم مطراناً في كل ما أقـوم به ؟ ( وهـو الخـوري المسؤول في الكـنيسة التي كانت تضم عـدداً كـبـيراً من المؤمنين ، وتـزهـو بنشاطات واسعة في مخـتـلف المجالات ) .   
وأردف قائلاً : لو رُسِـمتُ مطرانا سوف أضيع تحـت ذلك المنصب واللـقـب الـذينِ سـيحَـدّدان كل نشاطاتي . 
 

تـذكَّـرتُ تلك المقـولة عـند سماعي بتكـليلكم برتبة الأسـقـفـية فألف مبروك (متأخـر جـداً). 
لأن رتبة رجل الدين في كـنيستـنا تُحـتّم عـليه واجـبات وإِلـتـزامات ،
وهالة تمتص منه طاقـته وكـفاءاته وتوجّهها إلى الإخـتباء تحـت الـقـبعة الحـمراء . 
 
سـيدنا المطران يـوسـف توما :
 
 تعَـلمنا منكم الكـثير خلال الـدورات اللاهـوتية التي كـنـتم تـديرونها مع الأساتذة العـظماء الآخـرين في نهاية الثمانينات من الـقـرن الماضي ، فـلكم جـزيل الشكـر . 
 
سيدنا :  
قـرأت مقالكم الموسوم : صمت الله ، لماذا أنت صامت يا رب ؟ 
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,1009483.0.html 
 
وأعجـبتـني قـصة الأب الـدومنيكي المعـروف ، برنار برو   1925 – 2018 المذكـورة في نهاية مقالكم أعلاه وخاصة قـوله :
(( قال الله : "خَـلـقـتُـكَ أنتَ " )) ! . 
 

التي تـتضمن دعـوىً ــ بكـل ما يملي عـليه ضمير السامع ــ  للثورة والعـمل بالوسائل المتاحة لصد ما لا يتوافـق مع فائـدة الإنسان ، أو ما يضر ويهـدم البشرية ، وخاصة ما لا يتـفـق مع الـقـوانين الإلهـية التي بُـنِـيَـت خلال آلاف من السنين ، حـتى أن الله الآب " لما حان ملء الزمان " أرسل إبنه الوحـيد من أجل ترسيخها ليستحـق الإنسان الخلاص الأبدي . وأعـتـقـد أن تلك الثورة تـشـمل كـل المجالات ، يعني الثورة على تـفكـيك الكـنيسة والعـمل عـلى إلغاء خـصوصيات الدين المسيحي من خلال الخـدع الشيطانية المستجـدة مثل " توحـيد الأديان " ! أو الإجهاض ، الموت الرحـيم ، زواج المثـلـيـّـين ، الـتـشكـيك في أُسس تعاليمنا المسيحـية والكـنسية التي تُميِّـزنا عَـبر آلاف السنين وتقسيم الكنيسة الى عدد لا يُحصى من الذين يعتبرون انفسهم كنائس؟ .   
 
إِذن ، لماذا نرى السكـوت والسكـون عـنـد جـميع رجال الدين ( الذين لهم الإمكانيات العـلمية واللاهـوتية والمناصب والوسائل لإيصال أصواتهم ) في فـضح كل ما يجـري ، إنْ كان في العالم بشكل عام أو حـصرياً بأيّة دولة وبشكل خاص العـراق ، وكـذلك  في كـنيستـنا الكلدانية الكاثوليكـية ؟؟؟ 
لماذا لم ينـتـفـض رجال الدين في كـنيستـنا ليعــترضوا ــ من خلال الكـرازة عـلى الأقـل ــ عـلى ما يدور من أفـعال ومواقـف وقـرارات ضد تعاليم المسيح والإنسانية والكـنيسة أسـوة بـالرجال الغيورين : 
 
https://www.facebook.com/100011184513212/videos/928224697560339 
 
أو : 
 
https://www.facebook.com/Animalfightv/videos/3304131113025167 
 
اللذين يستخـدمان المقـولة : "خَـلـقـتُـكَ أنتَ" !؟ 
 
ربنا يديمك سيدنا . 
 
 
الشماس الإنجـيلي 
قـيس سـيـﭘـي
شمال كاليفورنيا




21

رحــمةً بقـداسة الـﭘاﭘا فـرانسيس قـبل زيارته العـراق  

جاء في الإنجـيل المقـدس للأحـد الماضي متى (٤-٧) ما يلي  :   
قَالَ لَهُ يَسُوعُ : « مَكْـتُـوبٌ أَيْضاً : لاَ تُجَـرِّب الرَّبَّ إِلهَـكَ ». 

أيقـظـتـني رنة الهاتف في الخامسة والنصف من صباح أحـد الأيام ، وإذا بالأب الفاضل رون (( كاهـن كاثوليكي أميركي يخـدم في كـنيسة ــ سان جـود ــ الـقـريـبة من مسكـني الحالي والتي أتـردد إليها )) ، وهـو فـرحاً لـيُـبشـرني : أُعـلِـنَ من الڤاتيكان أن قـداسة الـﭘاﭘا فـرانسيس سيزور العـراق بـين ٥ ـ ٨  من آذار القادم ... وقال الأب الموقـر : أنا أتمنى أن أزور كـنائس العـراق التي كـثيراً ما كـلمْـتـني عـن خـصوصياتها وعَـراقـتها ، وهـذه ستكـون أفـضل فـرصة لي للـتعـرّف عـلى بلاد ما بـين النهـرين ، وأكـدَ قائلاً : ( طبعاً أنتَ ستكـون معي في هـذه الرحلة كـصديق ودليل ) .

فـللوهلة الأولى فـرحـتُ بالخـبر ، وكـنت متحمساً لمصاحـبة الأب الفاضل بمقـدار شوقي لزيارة الوطن وبلـدتي الغالية ألـقـوش التي لا تفارق أحلامي رغم إبتعادي عـنها لأكـثر من ٢٩ سنة . فـقـلتُ له مازحاً : إنّ حـقـيـبتي جاهـزة .   

وفي الأحـد التالي لتلك المكالمة ذهـبتُ إلى الكـنيسة و لم يستطع الأب رون أن يُخـبئ مشاعـره وتحمسه خلال كـرازته ، فـطلب الصلاة من أجـل قـداسة الـﭘاﭘا لإتمام خـطة زيارته العـراق مضيفاً : أَنـنا ( هـو والشماس قـيس ) سنكـون هـناك إذا توفـرت بعـض الشروط . 

ولا شـك أني إلـتـقـيت به بعـد الـقـداس ، وتـدارسنا تلك الشروط وكان أهـمها مسألة الحجـر الصحي ، وإمكانية الحـصول عـلى لقاح ضد كـورونا اللعـين ، ولم نـتـطرق إلى المسألة الأمنية ، وذلك لأن من البديهي أن يكـون مُسيطَراً عـليها كما يحـصل عـنـد زيارة الـﭘاﭘا إلى البلـدان الأخـرى فـتكـون كـل الظروف مدروسة ومَضمونة سواءاً في أميركا أم في كـوبا أم في الـدول الإفـريـقـية الـفـقـيـرة . 

ولكـن من متابعاتـنا للأخـبار القادمة من عـراقـنا العـزيز نسمع أن مطار أربـيل كان هـدفا سهلاً للـقـصف العشوائي أمام أعـين الحكـومة ( المركـزية والإقـليمية ) ، كما جاء في الـتـقـرير التالي  : 

https://arabic.rt.com/middle_east/1203031-%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%AA-%D9%83%D8%B1%D8%AF%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D8%AA%D9%83%D8%B4%D9%81-%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%B5%D9%8A%D9%84-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D9%82%D8%B5%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%8A%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B6%D9%8A%D8%A9/


 
سلطات كـردستان العـراق تكـشف تـفاصيل جـديدة عـن قـصف مطار أربـيل - RT Arabic

كشفـت وزارة الداخلية في إقـليم كـردستان العراق ، اليوم الثلاثاء تـفاصيل جـديدة عن الـقـصف الصاروخي الذي إستهـدف مطار أربـيل الـدولي الليلة الماضية
arabic.rt.com

 

وهـنا أكـرر سؤال السيد نصير بويا من خلال مقاله الموسوم : ماذا لو تم اِغـتـيال قـداسة الـﭘاﭘا في العـراق ؟؟؟؟ لا سامح الله . 

إن مَن حَـرقَ الكـنائس وحـطمها ومسحها من الـوجـود ، ومَن حـطم المآذن التأريخـية ولم يُـبْـقِ أثراً لها ، هـل يعـزُّ عـليه محاولة اِستهـداف أكـبر ممثل للكـنيسة الكاثوليكـية التي يحـلمون بإحـتلال دولته الضخـمة (الڤاتيكان) ؟   

تم إِستهـداف مطار أربـيل الـدولي هـذا الأسبوع ، هل استطاع أحـدٌ إكـتـشافهم أو ردعهم أو معـرفة هـويتهـم ؟ 

هل يستطيع مَن هـلهـل لـقـدوم الـﭘاﭘا من أن يمنع تلك الـفـصائل الخـبـيثة من إطلاق صاروخ عـلى مناطق تواجـد الـﭘاﭘا ؟
خاصةً بعـد نـشر تـفاصيل وأوقات كل خـطوة يخـطوها الـﭘاﭘا في رحلته ؟؟؟   

هل يستطيع مَن دعا الـﭘاﭘا لهذه الزيارة أن يحـميه ؟ بل وحـتى ان يحمي نـفسه ؟ 

هـذا ليس من باب الـتـشاؤم أو الإنـتـقاد والمقارنة ،،، إنه الحـرص والواقـعـية ، ومَن يُـزايـد عـلى ذلك فـليأتِ بمَن إغـتال الشهـداء مثلث الرحـمات المطران پولس رحـو والأب رغـيد ﮔـني ، ومَن نـفـذ جـريمة كـنيسة النجاة أو الأعـمال الإرهابـية التي تحـصل في قـلب بغـداد وغـيرها ووووو.  فلا يستطيع أن يردّ سوى بـ : تم إعـتـقال ... وتم إعـدام ..... وكـلها مبنية للمجهـول ، لا تأكـيد عـلى هـوية المعـتـقـَلـين ولا الذين أُعـدِموا ( إنْ وُجِـدَ أحـد !! ) والأهم ، الجهة التي كـلـفـتْ المجهـولين للـقـيام بتلك العـمليات . 

أما تخـديرنا بالـتـفاؤل والصلاة والطلب بحماية الـﭘاﭘا بقـوة الإيمان ، فإن مخـلصنا وربنا يسوع المسيح كان أولى بالإعـتماد عـلى
مزمور ٩١ (لكي لا ترتطم رجـله بحجـر) لهذا ردّ عـلى المجـرِّب : « مَكْـتُوبٌ أَيْـضاً : لاَ تُجَـرِّب الرَّبَّ إِلهَـكَ ». 

مع أمنياتـنا بأن تـتم إعادة الـنظر بهـذه الرحـلة المجهـولة الـنـتائج ، نـتمنى لـقـداسة الـﭘاﭘا السلامة والصحة ورفع صوته عالـياً في نـشر البشرى السارة بالخلاص بـدم ربنا ومخـلصنا يسوع المسيح في كل أرجاء المسكـونة  ، وليس تواقـيع عـلى ورق تـضاف إلى أرشيف المنجـزات . 

لحـرصي عـلى كـنيستـنا كـتبت هـذه الكـلمات 



الشماس الإنجـيلي 
قـيس سـيـبي
سان هوزيه كاليفورنيا 


22
رد على مقال السيد نيسان الهوزي
(من هو السيد مايكل سيبي وماذا يريد؟)


الكتابة فن وكفاءة ومعرفة ووقت تعكس شخصية الانسان واهتماماته وغيرته وانتماءاته ونظرته الى المستقبل
وكل ذلك مرتبط بما اقتبسه من الماضي وتعامل معه مبتدعاً شخصية تراها مستقلة تستحق الاحترام بما يخدم ويمتِّع القارئ.


كتب السيد نيسان سمو الهوزي مقالاً
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,1005362.0.html

ارتأيت ان اخصه بمقالٍ مستقل وليس التعليق

كل كاتب له أسلوبه في التعبير عن ما يؤمن به وبأساليب تميزه عن الاخرين كما ذكرت اعلاه
انت مثلا تكتب بأسلوبٍ ساخر و انا اتابع كتاباتك حسب ضروفي واوقاتي، ورأيت من خلال ما تكتبه انك:
1-   ليس لديك انتماء سياسي محدد
2 -   ليس لديك اهتمام بكنيسة محددة
3-   كثيرا ما تعكس الالحاد في كتاباتك
4-   حتى اجتماعياً لم تحدد موقفك وشخصيتك من كثير من المسائل
5-   ليس لديك اهتمام (محدد) بالقومية واللغة والتراث اياً كانت
6-   لغوياً (العربية) تقع بأخطاء لا تغتفـر ولكن نعتبرها مُتعمَدة ضمن تهكماتك
7-   واليوم علمنا بانك احد رجال البطركية الكلدانية ! مبروك (على اسلوبك: سيصلك العفرم)

اكتفي بهذا القدر لكي لا اظلمك ولا أكون دياناً اكثر من ذلك. ان الصفات التي ذكرتُها أعلاه تعطي لك مساحة واسعة للكتابة تستطيع ان تبحر في أي بحر تختاره حتى لو كان مايكل سيبي لغاياتك ، وتكون مقبولة من القارئ اولاً ومن إدارة موقع عنكاوة ثانياً . فقط سؤال طارئ والجواب عند كل القارئين والمسؤولين : لو كتب مايكل سيبي مثل المقال الذي انتقدته به عن أي شخص كان من العالم وينشره في موقع عنكاوة ، هل كان سيبقى في الموقع اكثر من خمسة دقائق؟؟؟ أؤكد لك بان عمر ذلك المقال ما كان تجاوز الخمسة دقائق وألغيَ من الموقع ، والسبب لان مايكل سيبي هو عكس النقاط السبعة التي ذكرتُها أعلاه.
للأسف اصبح المُبهم مرغوب والأمين على مبادئ محددة مُحارَب. لا بأس

ذكرتَ بانك أرسلت رسالة الى اخي مايكل من خلالي ، وأقول: انا لا اقيّد كتابات احد لا بل انا اسأل اخي مايكل عن معظم كتاباتي (وهذا المقال ليس من ضمنها) فهو ليس بالمستوى ان ابرم اذنه كما تحاول حضرتك ان تفعل ، وانا اخوه واصغر منه وهو من بنى وأسس شخصيتنا في البيت بالإضافة الى جميع افراد العائلة وأخرين ، لهذا انا لست اهلاً ان أكون معلم مايكل .
وانت تعلم جيداً انك تعجز عن مناقشة مايكل سيبي عن اي سطر كتبه حول كنيسته ومناصب رجالها وانتمائه القومي وتراثه وغيرته عليها ، ولغاية في نفس يعقوب (كما قال الدكتور قيا) حملت سلاحك ووقفت بباب البطركية الكلدانية تحميها .
فان كنتُ اتحفظ على بعض الالفاظ او العبارات التي يكتبها اخي مايكل ، فانا لا الومه على كتاباته ولا أكون ضدها (كما طلب مني مسؤولٌ كبيرٌ في كنيستنا) ، بل اعطي له كل الحق والحرية ان يعبر عن سخطه وغضبه بالأسلوب الذي يختاره لتقويم ما يراه يستحق التقويم ، عن أي شخص كان . لقد ولى الزمان الذي كان به الشماس (فكم بالأحرى المناصب الاعلى) كان هو الطبيب والحاكم والفيلسوف والقاضي والكل تقدم له الطاعة والاحترام بدون شرط او قيد، وليس اللاهوت مقتصرا على بعض رجال الدين فقط ولا المعرفة محددة عند البعض الآخر ، فلو يثق بك احدهم (ربما خسرت تلك الثقة بسبب مقالك هذا) بانك لا تفشي سراً ، لسمعت ما لا تتوقعه عن آرائه بمبادئ ومواقف واقوال وتصرفات الكثير من رجال الكنيسة ، غير الذي تقرأه او تسمعه بالعلن ، وسبب ذلك التفاوت بالمواقف مخجل اكثر .

كما تعلم انا شماس انجيلي وهذا يفرض عليَّ ان أكون ضمن دائرة محدودة لا يجوز ان اتجاوزها بقبولي الخدمة كشماس ، ولكن اسالك وأتمنى ان تجاوب بصراحة هل انت تتفق مع كل ما يصدر من رجال كنيستنا (كلاماً وسلوكاً) الذين اغرقوا مواقع التواصل التكنولوجي بما يسئ الى مناصبهم وكنيستهم؟ سمعتك تقول : لا ، اذن لماذا لم تنتقد تلك الشخصيات؟ وان كنت لا تملك المعرفة في تلك المجالات اذن: اعطِ القوس لباريها ، لماذا تُسكِت من له تلك المعرفة؟ لماذا تمدح وتدافع عن من لا تملك القدرة على تحديد موقف معين عنه؟ وماذا تسمي ذلك؟

أتمنى ان تعود على مقابلاتك السابقة الساخرة بشخصيات حقيقية ومبهمة وتحاورهم بما يبني ما يهدمه او هدمه بعضهم من خلال سياساتهم وسلوكياتهم ، كانت ممتعة اكثر من حمل (الرشاشة نص اخمص امام البطركخانة) !!!

اريد ان اذكُر واذكّر بان الكتاب المقدس وتعاليمنا الكنسية الاصيلة هي ملك لنا كما هي لكل من يرى نفسه مؤمناً بها وليست حصرا على احد ، فمن تجاوز عليها انه من الواجب الضميري والعقائدي ان يُردَع بالأسلوب المناسب ، فلو قال لك احد معلميك بان العين تُصدر الضوء على الجسم لكي يفهمه ويفسره العقل ، فمن واجبك ان تقول له هذا لا يتناسب مع المنطق لأننا لا نرى اجساما أخرى بالظلام (ان كنت تعلم تلك الحقيقة) ، ولكننا ورثنا عدم المعرفة التي كانت تميز الشعب عن رجال الدين ، وسلاحك وموقفك الأخير يثبت بانك تقبل بتلك ال(عدم المعرفة) بالإضافة الى ان تعاملك هذا ليس بمكيالين بل بخمسة منها.
ونملك شيء مهم آخر هو تراثنا العزيز وتقاليدنا ولغتنا وثقافتنا وهي ثوابت تميزنا عن غيرنا وهي ملكٌ لنا جميعاً وليست حصرا على شخصٍ ما ، يجب الاحتفاظ بها بكل الوسائل وعدم تأوينها بما يفرح آخرون بل نتشبث بها رغم صعوبة المرحلة وتشتت أبنائنا الذي قد يكون سبب ذلك التشبث . كنيستنا وقوميتنا وتراثنا الكنسي بنيَ خلال الفي سنة ، فلا نفرط به فقط لدخول صفحات الاعلام او اظهار ركوعنا لجهة ما ، فطوبى لمن يعمل على الاحتفاظ بما تركه لنا القـديسين والعظماء والزمن وتعامل معه محبةً واعتزازاً وليس تهكماً واستخفافاً واحتقاراً . التاريخ لا يرحم.

اخي نيسان ارجو ان تقبل ما اتيتُ به أعلاه لأنها رسالة بأمانة ليس لك فقط بل للقراء والمسؤولين في مواقع الإعلامية بالإضافة الى رجال كنيستنا المقدسة الذين اصلّي من اجلهم جميعاً ان يتسلحوا بالكتاب المقدس ويعودوا الى كنيستنا الاصلية المقدسة التي انتجت قديسين ، وعدم هدم ايماننا المسيحي وتراثنا (التي بُنيَت خلال الفي سنة ) والاجتهاد اليوم بتعاليم يرفضها ابسط مؤمن ، فقط ليُذكر اسم فلان بالإعلام وان هـَدَم بيته . وأن يكون دم مخلصنا وفادينا هو نور لخطواتهم ووقودا لسلوكياتهم وخاصة من يرى نفسه في موقع مسؤول ليكون نموذجا نقتدي به ونسير بخطاه التي توصلنا الى الآب السماوي ، ولا نعطي الفرصة للمجرب ان يدخل قلوبنا وكنائسنا لكي يبعدنا عن ايماننا بالمسيح يسوع .
ماران أثا . الرب آتٍ


اخي نيسان ارجو ان لا ترد على هذا المقال بأسلوبك الساخر لكي لا يضيع الحابل بالنابل.

غيرتي على كنيستي وأمتي وتراثي سبب في هذا الرد


الشماس الإنجيلي
قيس ميخا سيبي
سان هوزيه كاليفورنيا

23

مفاجأة من فنان شهم
صباح وزّي

(الفنان ليس ملك نفسه بل هو ملكاً لمجتمعه ومطالباً بتقديم ما تمليه عليه موهبته باستمرار)

 
خلال شهـر أيلول الماضي كـنـت في زيارة قـصيرة إلى ولاية مشيگان ، وخلالها اِلـتـقـيت مرات عـديـدة بفـنان متميز رسم شخـصيته الفـنية من مِلء ثـقافـته الإجـتماعـية والتأريخـية وخـبرته ومحـبته في الإبحار إلى أبعاد حـضارته الغـنية بالـفـنون والعـطاءات . 
إنه الفـنان صباح وزّي من بلدتي ألـقـوش ، وتربطني به أواصر الـقـرابة ، فالألـقـوشـيـون سلسلة مترابطة لا تـنـقـطع ، فـدارت بـينـنا أحاديث شـيـقة متـنـوعة إجـتماعـية وثـقافـية وتأريخـية وأهـمها الـفـنية .   
رأيته شخـصاً موهـوباً وُلِـد فـناناً حاملاً أبعاد التأريخ ويتمتع بمعرفة واسعة عن الـتـقالـيد التي كان يزهو بها مجتمعنا قبل عشرات السنين ويتطرق اليها متمتعاً بجمالها وبراءتها وتأثيرها على بناء شخصيتنا الشرقية الكلدانية الالقوشية الاصيلة .
 فنان يحاولاً مخاطبة العالم من حـوله بأنامله السحـرية ، تعـزف ألحاناً من ورشته المنـزلية بصُور مجـسمة ، تلك التي عُـزِفـت منذ آلاف السنين فـينـقـلها إلينا اليوم بـِبَهائها ، ولـيُـذكـّـرنا بتلك العـظمة التي كان يتمتع بها أجـدادنا الكـلـدانيون والآشـوريون في عـمق التأريخ بطريقة سحـرية.
 
ولا يخـفى عـلى أحـد أن عائلة وزّي ( جـيرانـنا في ألـقـوش ــ مرقـد النبي ناحـوم الألـقـوشي ) إشتهـروا بمهـنة الحِـدادة أبّاً عـن جَـد ، حـين كانوا يتعاملون مع المعادن وأهـمها الحـديد بالوسائل البدائية فـتطاوعهم وتـتحـول بأيـديهم إلى صُور تحـمل الـفـن والجـمال والـدقة حـتى إعـتمدَتْ عـلـيهم ألـقـوش والـقـرى المجاورة لها في صناعة الأبواب والشبابـيك والأقـفال والعُـدد الزراعـية والمنزلية ، بل وحـتى أجـزاء من معـدات معـدنية للمكائـن الحـديثة ، وكانوا مبدعـين في أي عـمل يتبنونه وبكـفاءة عالية رغم بساطة الوسائل والعُـدد المتاحة .   
 
ومع أسفـنا فإن العائلة (عائلة وزّي) فـقـدت مهـنة الحـدادة هـذه بسبب عـدم مواكـبة التطور السريع في تكـنولوجـيا العـصر من جانب ، ومن جانب آخـر تـشتـيت أفـراد العائلة من الجـيل الجـديـد إلى أصقاع العالم ، إلاّ أنّ الجـذور الـفـنية لم تغادر دواخـل أبنائها ، فـبـقـيت تغازل مشاعـرهم لتظهـر في مجالات مخـتـلـفة ، إنْ كانت رياضية ، موسيـقـية ، غـنائـية ، أعـمالاً تـشكـيلية ، فـتـقـول لعـلماء النفس أن الـفـن مرتـبط بجـينات الشخـص بالإضافة إلى الخـبرة المكـتسبة . 
 
كم سـرّني الحـديث مع الـفـنان صباح وزي عـن طموحاته المستـقـبلية في الأعـمال الـفـنية التي تـتحـدث عـن تأريخـنا الطويل في بلاد ــ بـيـث نهـرين ــ ومجـتمعـنا الغـني بتراثه المرتبط بأبعاده الزمنية وبثـقافاته الأصيلة التي أغـنت البشرية بنـتاجاتها الحـضارية ، فـتمتعـتُ بالحـديث مع الـفـنان الشهم ، وأنا من متابعي أعـماله الـفـنية قـدر المستطاع .  وفي احدى لقاءاتي معه قلت له:
الفنان ليس ملك نفسه بل هو ملكاً لمجتمعه ومطالباً بتقديم ما تمليه عليه موهبته باستمرار.
فابتسم بتواضع قال سأقدم المستطاع.
 
وقـبل عـودتي إلى كاليفورنيا ، فاجأني بهـدية لا تُـقـدّر بثمن ، وهي قـطعـتين فـنيتين جـميلتين تعـبّـران عـن أصالته الـفـنية ، تعـود إلى بُعـد تأريخـنا الغـني ، والتي سأعـتـز وأفـتخـر بها طوال حـياتي أمام كـل مَن يزورني ، فهي تـزيّـن أجمل زوايا الـبـيت . 
شكراً أخي العـزيز صباح ، وشكـراً لما تُحـيـيه من تراثـنا ، فـتـتـناقـله الأجـيال كما تـناقـلته إلينا.

 


 
ودمتَ سعـيدا أخي العزيز الفنان صباح وإلى أعـمال ونـتاجات فـنية أخـرى. 
 
الشماس الإنجـيلي: قـيس سـيـﭘـي 
كاليفـورنيا  / سان هـوزيه


24

يوم مُميَّز من أيام الحرب العراقية الإيرانية ٢٣ أيار ١٩٨٥ (من حياتي)

 
لكلٍ منّا قـصة بل قـصص من الحـرب العـراقـية الإيرانية التي لم تخلُ منها أية عائلة عـراقـية خلال السنوات الثمان من الحـرب الـتقـلـيدية التي حـصدت خـيرة شباب العـراق . والعالم لم يحـرك ساكـنا سوى تـزويد الطرفـين بالأسلحة والمعـدات وربما الخـطط والإستخـبارات من أجل إدامتها أطول مدة ممكـنة لـتصريف ما زاد من أسلحة وأعـتـدة الحـرب العالمية الثانية وإمتصاص رؤوس الأموال المتراكمة في المنطقة .
 
بعـد تخـرّجـنا من دورة الـتـدريب الأساسي كـقـدّاح مدفعـية من معسكـر المحاويل الـقـريب من محافـظة بابل / الحلة لكـوني خـريج قـسم الـفـيزياء ، والتي إُخـتُـصِرت من ستة أشهـر إلى أقـل من أربعـين يوماً ، إلتحـقـتُ أنا وزميلي (عـباس من قسم الرياضيات) بكـتـيـبة ٢٤٤ متوسـطة (١٥٧ملم) الفـرقة الخامسة في البطرية الأولى في قاطع البصرة ، وكانت مفاجأتي وفـرحـتي كـبـيرة عـنـدما عـلمتُ بوجود أَلـقـوشيـَيْن في البطرية وهـما مساعـدان لرأس عـرفاء البطرية ــ عابد إلياس گوريال و خـضر حسقـيال گـله ــ حـيث كـنا نـتسلى مع بعـضنا كـلما سنحـت لنا الـفـرصة أن نلـتـقي في أوقات الفـراغ الطويلة خلال الأيام التي لم نـنـشغـل فـيها بهجـوم .
وبعـد أشهـر قـليلة من إلتحاقي بالبطـرية كـقـدّاح ، زار حـضيرتـنا آمر البطرية ( نـقـيب إحـتياط شهاب أحمد وهـو خـريج كـلية الـفـنون الجميلة قسم الإخـراج المسرحي ) ومعه ملازم أول عـباس (بغـدادي) وطلبا مني الاِلتحاق بقـلم (مكـتب) البطرية (حـيث إرتكـب أحـد أفـرادها مخالـفة وهي تـزوير كـتاب تأيـيد فـطُردَ منها) ، ولـقـلة خـبرتي لم أقـبل بالـفـرصة مباشرةً ، فـقال سأنـتـظرك إلى وقـت الغـداء إن لم ترغـب سأبحـث عـن شخـص آخـر ، إستـشرت في حـينها صديقيَّ الألقـوشـيـّـين فـقالا لي إذهـب الآن قـبل أن يتـوسط آخـر لها فإنها فـرصة يـبحـث عـنها الجميع ، فـذهـبت وعـمـلت ككاتب في قـلم البطرية وبعـدها مسؤول القـلم ثمَّ مسؤول قـلم الكـتيـبة إلى يوم تسريحي من الخـدمة .
 
كانت كـتـيـبتـنا تغـطي أية حاجة في جـبهة الـقـتال وفي أي قاطعٍ كان ، حـيث تحـركـت من الفاو في أقـصى الجـنوب ثم عـمارة وإلى گـلي گـلاله في أقـصى الشمال حسب الحاجة والأوامر . وهكـذا بتأريخ ٢٢ أيار ١٩٨٥ عـصراً تمت دعـوة كـتـيـبتـنا (التي كانت في القاطع الأوسط داخل الأراضي الإيرانية جنوب الكوت) لإسناد المعارك في قاطع العـمارة قرب الشارع العام ، حـيث تحـركـنا في ليلة غـبراء سوداء والـقـذائف تـتساقـط عـلى أطراف الشارع الرئيسي عمارة ـ بصرة والعجلات المحـترقة يتعالى نارها لـيـبـدو الليلَ نهاراً ونحـن نسير به بـبطئ مخـيف ، ووسط الإنفجارات طُلبَ منّا الـترجّـل غـرب الشارع عـمارة – بصرة الرئيسي لأقـل من كـيلومتر من الشارع ، توقـعـنا بأنه فـقـط لـتـقـليل الخسائر حـيث تكاثـف قـصف العـدو وسير العجلات بإتجاه الجـنوب شبه مُعـطل ، ولكـن تـقـديرنا لم يكـن صائـباً لأن الأمر كان لنصب مواقع لمدافعـنا في تلك المنطقة من أجل مطاردة العـدو الذي كان يزحـف غـربا بسرعة نحـو الشارع الرئيسي (عـمارة – بصرة) ، وعـلى الـفـور حـوالي الساعة الثالثة صباحا تم نصب المدافع (١٢ مدفع) وبدأنا بتوجـيه  ضرباتـنا بإتجاه الشرق . ولكـن تمكـنّا من معـرفة بُعـد العـدو عـن موقـعـنا من زاوية ميل سبطانة المدفع التي إقـتربت من الأفـق وكـذلك سَحـْب معـظم الحشوات الدافعة الإضافـية البارودية السريعة الإشتعال ورميها بجانب المدفع التي تراكـمت عـلى شكل تلال من البارود لـتـقـليل مدى الـقـنبلة إلى عـدة كـيلومترات . وتكاثـف الـقـصف وبإستمرار ، حـتى السلاح الخـفـيف لم يكـن بعـيداً عـن موقـعـنا .

مهمة سهلة بل خطرة:
وفي حوالي الساعة الحادية عشر صباحا جاء رأس عـرفاء خـضر وطلب مني أن أقـود سيارة خـزان الماء (تـنكـر) بـين الحـضائر لأوزع لهم الماء ، فـقـلت له: إن الـقـصف كـثيف والـقـناص يرمي بشكل مخـيف فكـيف تريدني أن أقـود السيارة في هـذا الجـو وفي الأرض المنبسطة ! فـقال لي: أنّ آمر البطرية طلبك بالإسم لأن جميع السواقـين ذهـبوا في مهمات لنقـل الأعـتـدة ، وأضاف في الحـقـيقة أنت السبب ، لماذا أَعـلَمتهم بأنك سائق جـيـد ؟ وأضاف ، عـلى كل حال عـليك تـنـفـيذ الأمر وبخلاف ذلك قـد يعـتبرك متخاذل وتـدخل في تعـقـيدات أخـرى ، فـلم يكـن امامي سوى تـنـفـيذ الأمـر ، فـبدأت أقـود سيارة إيـفا من يمين البطرية ليكـون مقعـدي في الجانب البعـيد عـن جهة العـدو ، وكـنت أوقِـف الشاحـنة أمام الحضيرة وأجـلس تحـت السيارة إلى أن تـتـزود بحاجـتها من الماء وأتحـرك إلى الحضيرة التالية ، والحمد لله مرَّت المهمة بسلام .

الحريق العظيم:
وفي حـوالي الساعة الخامسة عـصرا من نفس اليوم وهو أول يوم نـزولنا في المنطقة وكان يوم ٢٣ أيار ١٩٨٥ والقـصف المتـبادل بـين الطرفـين مستمر وتلال البارود ترتـفع ، حـصل أن شرارة من قـطعة كارتونية محـترقة سقـطت من فـوهة سبطانة المدفع عـلى أحـد تلال البارود المتراكـمة حـول المدفع وبجانبها صناديق قـنابل المدفع ، فإنـدلع النار في أحـد تلال البارود ووصل النار إلى صناديق العـتاد التي بدأت بالإشتعال هي الأخـرى وكـلما ترتـفع درجة حـرارة قـنـبلة المدفع تـنـفجـر وتـتطاير شظاياها مئات الأمتار ،  وتوزع النار عـلى الحـضائر الأخـرى حـتى شرع النار وإنـفجارات قـنابل المدفع وهي في صناديقها خارج السيطرة وبشكل جـنوني في كل الحـضائر ،  وإرتـفعـت النار عشرات الأمتار . فهـرع كل المنـتسبـين إلى الملاجئ الشقّـيّة التي حـفـرناها بسرعة حال وصولنا في أرض الأهـوار الرخـوة وكـنا نائمين عـلى ظهـرنا نرى الشظايا تـتطايـر فـوق رؤوسنا عـشوائياً كالمطر ، وإستمر الحـريق عـدة ساعات ، وكانت خسائرنا تـدمير معـظم مدافعـنا ، وكـثير من العجلات والتجـهـيزات ،  وكل ما ضاع أو عـطل قـبل ذلك التأريخ ، من دون خسائر بشرية والحمد لله . وإنسحـبنا إلى الخـلف لإعادة التجهـيز .
وقـصص أخـرى كـثيرة ومثـيرة ، ولما طلع النهار ، سكـتت شهـرزاد .
 

الشماس الأنجيلي
قيس سيبي
سان هوزيه ـ كاليفورنيا ـ أمريكا




25


لماذا ينـتـقـدون قـوانين الكـنيسة ورجالاتها ؟
المشكلة :
كـثر الحـديث في الـفـترة الأخـيرة بالمقالات وردودها حـول أمور تخـص الكـنيسة بشكل عام وكـنيستـنا الكـلدانية بشكل خاص ، فـمنها ما يتـناول الطقـوس وأخـرى اللغة وغـيرها من الـقـوانين الكـنسية والليتورجـيا . وقـد يتطرق بعـضهم إلى أمور إيمانية ومبدئية أساسية للكـنيسة . والمتابع يلاحـظ بأن هـنالك هجمة وكأنها مرتبة عـلى الكـنائس الرسولية ومتابعة كل صغـيرة وكـبـيرة تصدر عـن قـيادات الكـنيسة وأقـصد هـنا الإكـليروس ، وبالأحـرى هـذه كلها تجـري ضمن حـرية التعـبـير بعـد التساهل الذي وَفّـرتها التكـنولوجـيا الحـديثة للجـميع .
 
مبدأ وإيمان :
قـبل الخـوض في إنعكاسات هـذه الإنـتـقادات عـلى عامة الناس ، أودُّ أن أُقـدِّم رأيي في الكـنيسة التي أنـتمي إليها والتي كـثر الحـديث عـنها ، وهي اِحـدى الكـنائس الرسولية ، والمقـصود بها : الكـنائس الشرقـية بكـل فـروعها والكـنيسة الأورثودوكسية بكـل فـروعها بالإضافة إلى الكـنيسة الكاثوليكـية بكـل فـروعها  . هـذه الكـنائس الرسولية بدون تميـيز أو الخـوض في الإخـتلافات بـينها ، لا يُـنكـر بأن مصدرها واحـد وهـو الرب المخـلص يسوع المسيح والـذي أرسلَ الرسُل لـتَـلمذة وتبشير العالم وهم الذين بَـنوا الأسرار الكـنسية ، والرسل بدورهم أسّسوا الـقـواعـد والـقـوانين و عـرّفـوا الأسرار ليتميزوا عـن غـيرهم فـيما بعـد ، بالإضافة إلى ما نـقـلـته للرسل مريم العـذراء أم ربنا ومخـلصنا يسوع المسيح ( لوقا ١٩:٢ وَأَمَّا مَـرْيَـمُ فَـكَانَـتْ تَحْـفَـظُ جَـمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُـتَـفَـكِّـرَةً بِهِ فِي قَـلْـبِـهَا ) . وبواسطة هذه المصادر بالإضافة إلى الـقـديسين الأوائل وصلـتـنا الرسالة المسيحـية وأُسس الكـنيسة ، وهم الـذين كـتبـوا الإنجـيـل ايضاً ، والكـنائس الرسولية توارثـتها عـن جـيل إلى جـيل . ولا يُخـفى أثـر اللمسات التي إرتأتها الجـماعات المسيحـية بعـد توسعها بأعـداد كـبـيرة مما جـعـلها بحاجة إلى تـنظـيم وسيطرة من الضياع والهـرطقة فأصدرت التعـليمات والـقـوانين كأُسُس لـتـثبـيت الإيمان وتـوزيع المسؤوليات وممارسة الحـقـوق والتمتع بالواجـبات حسب متطلبات المرحلة وقـناعة الآباء حـيـنـئـذٍ .
 
الحـرف يقـتـل :
ولكـن تبقى الأسرار الكـنسية وبناء وتوزيع هـيكـلة الكـنيسة بالإضافة إلى المبادئ الإيمانية من مرحـلة الرسل والـقـوانين المبنية عـلى غـرارها ، هي ما يميز الكـنيسة الرسولية . أما الرجـوع إلى نصوص الإنجـيل فـقـط ، أو الإعـتماد عـلى فـقـرة من هـنا وأخـرى من هـناك لا يكـفي ، لأن مَن كـتب الإنجـيل أسّس تلك الأسرار والمبادئ ، إذا إستـثـنـينا إرشاد الروح القـدس في أمور أخـرى قـد لا تكـون سبـبا لإنـقسامات أو إلغاء ما إتـفـق عـليه الرسل في الـقـرون الأولى للمسيحـية .
 
لـدينا دُرّة ثمينة :
فإعـتـزازنا بكـنيستـنا الرسولية أشـبّـهُهُ بما جاء في الكـتاب المقـدس ( متى ٤٦:١٣  فَـلَمَّا وَجَـدَ لُـؤْلُـؤةً وَاحِـدَةً كَـثِـيرَةَ الـثَّـمَنِ ، مَضَى وَبَاعَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ وَإشْـتَـرَاهَا ) . نعـم يجـب أن نبـيع كل ما نملك من أفكار وإجـتهادات وخـبرة وذكاء ونـشتري هـذه الجـوهـرة التي لا تـقـدّر بثمن ، بتواضع ومحـبة وإفـتخار وإيمان ، فلا نضحّي بها بسبب تـفسير جـملة إخـتارها المجـرِّب لـيهـزَّ ما بناهُ الرسُل كاتـبوا تلك الجملة .
 
الكُتّاب أحبابنا :
وأنا متأكـد من أن الـذين يكـتبون حـول ما يخـص كـنيستـنا هم ضمن هـذا الإعـتـزاز والإنـتماء فـيجـعـلهم ينـدفعـون بغـيرة قـد تـقـودهم مرات إلى وديان الـتُهَـم والـتـشهـير وسوء النيات من كـثرة إنـدفاعهم وحـرارة حـبهم للكـنيسة الذي يجعـلهم يُسَخِّـرون أقلامهم في متابعة الكـثير مما يمس الكـنيسة محاولين تجسيمها ووضعها في قالب للمناقـشة وإسـتـقـطاب آراء الـقـراء والمتابعـين طالـبـين الـتـدخل مِن قِـبَـل المسؤولين وإتخاذ مواقـف حـول تلك الأمور .
 
خدمة لإبليس :
وأخشى ما أخشاه ، هـو أن تصل هـذه الكـتابات إلى قـراء يفسرون الكـتابات وكأنها نـقـطة ضعـف في الكـنيسة التي ينـتمون إليها فـيأخـذ الشيطان دوره في زعـزعة إيمانهم والـبحـث عـن بـديل قـد يكـون إلى كـنيسة منافِسة أخـرى أو اللجـوء إلى أسهل الحـلـول وهـو الإلحاد الـذي يثـبته المجـرِّب في قـلوبهم ويُـزيد من شكـوكهم ويؤكـدها لهم . وبهـذا يكـون الكاتب الـغـيور قـد قـدّم خـدمة مجانية للمُشكِّـك دون عِـلمه في أكـثر الأحـيان .
 
  دور قادة الكـنيسة :
ولكون الكـنيسة تـنظيم حي ممكن أن يتطور ويتغـير مع ظرف الزمان والمكان وتغـير ثـقافة الإنسان ، لذا أتوقع من قادة الكـنيسة أن يتعاملوا مع ما يُطرح من مواضيع وإنـتـقادات على هـذا الأساس ، وإعـتبارها ضمن غـيرة الكاتب عـلى كـنيسته ، خاصةً إن كان أحـد أبنائها . مثلاً إن حـصل أن تـوصّل الكاتب إلى أمور تستحـق إتخاذ قـرار أو موقـف أو تـفسير رسمي لـتـثبـيت الحـقائـق أو إعادة الـنظر في بعـض الـقـوانين التي إتخِـذت في ظروف وأزمنة كان يتطلب إتخاذها وَولّت ، فلا بأس أن تأخـذ الكـنيسة الـيـوم بكـل تواضع دورها حـول تلك المسائل . وإنْ حـصل أن أخـطأ أحـد القادة الكـنسيـين في موقـفٍ ما ، فالإعـتراف بالخـطأ فـضيلة وليس أحـدٌ معـصوماً مِن الخـطأ فالكـنيسة الكاثوليكـية إعـتـذرت والحكـومة الأستـرالية إعـتـذرت  ، وقـد يأتي يوم تركـيا تعـتـذر !!! فـما المانع من أن يعـتـذر رجل دين ، لأنه سوف لن يكـون منصبه أعـلى من منصب البابا الـقـديس يوحـنا بولس الثاني أو رِئاسة دولة . لهـذا فإن قـيادات الكـنيسة مطالبة بتـثـقـيف (الكـشف) لأبنائها عـما يـدور أو ما دار في الكـنيسة من الأمور التي يمكـن أن تصل بأسلـوب مغالط توقع المؤمن في شك ، ومعالجة تلك الأمور قـد لا تحـتاج الى اكثر من توضيح بسيط مع الحـفاظ عـلى لمسة الآباء الأوائل وجـوهـرها .
 
 
غـيرتي عـلى كـنيستي جعـلـتـني أكـتب هذه السطور.
 
الشماس الإنجـيلي قـيس سـيپي / كالـيـفـورنيا / أميركا


26

              مُقـتَـرَح لوحـدة كـنيسة المشرق الآشورية القـديمة وكنيسة المشرق الآشورية

وحدة الكنيسـة طلب ربّاني :
إنجـيل يوحـنا ١٧
20   وَلَسْتُ أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ هـؤُلاَءِ فَـقَـطْ ، بَلْ أَيْضًا مِنْ أَجْلِ الَّذِينَ يُـؤْمِنُونَ بِي بِكَلاَمِهِمْ ،
21   لِـيَكُـونَ الْجَـمِيعُ وَاحِـدًا ، كَمَا أَنَّـكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِـيكَ ، لِـيَكُـونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِـدًا فِـينَا ، لـِيُـؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّـكَ أَرْسَلْـتَـنِي .   
22   وَأَنَا قَـدْ أَعْـطَـيْـتُـهُـمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْـطَـيْـتَـنِي ، لِـيَكُـونُوا وَاحِـدًا كَمَا أَنَّـنَا نَحْـنُ وَاحِـدٌ .

 [/b]
وأنا العـبد الـفـقـير شـماس إنجـيلي ، طالما فكـرتُ في مسألة الوحدة بين الكـنيسـتين منذ نعـومة أظافـري حـيث كـنت أصطحـب أولاد أخـتي المنـتمين إلى الكـنيسة الشرقـية في بداية واواسط السبعـينات من القرن المنصرم ، إلى كـنيستهم خلال زياراتي لهم في كـركـوك وبعـدها لقاءاتـنا الأخـوية في سان هوزيه ، حـيث كـنا نشترك بالـقـداس الإلهي والإحـتـفالات الروحـية الأخـرى بين فـترة وأخـرى .
كـنت ألاحظ الـتـشابه الملفـت للنظر في طقـوس كـنيستـينا الكـلدانية وكـنيسـة المشرق للآشوريـين ، وأتألم لعـدم كـونهما كـنيسة واحـدة .
 
وفي هـذه الـدعـوة أتـكلم عـن كـنيستين (( كـنيسة المشرق القـديمة الآشورية وكـنيسة المشرق الآشورية )) اللتين لا يفصلهما سوى خـطوة متواضعة من الطرفـين ، والآن أفـضل فـرصة للوحـدة ، عسى أن لا تُـفَـوَّت هذه الـفـرصة .
يأتي تـفاؤلي وإنـدفاعي هـذا ليكـون خطوة في توحـيد كل الكـنائس الشرقـية بما فـيها كـنيستـنا الكـلدانية تحـت كـنيسة واحـدة كما كانت في فـترات مجـدها وإنـتـشارها في العالم بإسم كـنيسة المشرق .
 
من بـين أهم الإشكالات بـين كـنيسة المشرق الآشورية والكـنيسة الـقـديمة هو : عـدم إعـتبار قـداسة مار أدّاي الثاني باطريرك الكـنيسة الشرقـية باطريركاً في سلسلة البطاركة ، لهـذا أنا راودني موضوع الوحـدة بين الكـنيستين مرة أخـرى بشكل جِـدّي منذ  دعـوة  قـداسـة  مار گورگيس باطريرك الكـنيسة الشرقـية الآشورية لعـقـد سـنهادوس بخصوص إسـتـقالته...

وهـنا لي مُقـتـرح أتمنى أن يرى النور أو عـلى الأقـل أن يكـون احد الحـلـول المنطقـية المطروحة عـلى طاولة النقاش من أجل ردم كل الفجـوات وإسـعاد كل الأطراف بحـيث يقـبل الجميع بالتواضع من أجل الوصول إلى الوحـدة التي لا معـنى للـتـقسيم الموجود حالياً .

المقترح:
أن يجـتمع جـميع أساقـفة الكـنيستين الشقـيقـتين في سنهادوس موحَّـد ويتـَّفـقـون عـلى إعـتبار ( قـداسة مار أدّاي الثاني بطريرك الكـنيسة الشرقـية) باطريركاً شاملاً عـلى كـِلتا الكـنيستين تحـت تسميةٍ واحـدةٍ وهي الكـنيسة الشرقـية ويكون منصب قداسة مار أدي على راس الكنيسة الموحَّدة لمدة محـدّدة سـتة أشهـر أو أكـثر ، وبعـد تلك المدة والمحـدّدة ، يقـدِّم قـداسته إستـقالةً عـلى نفس الطريقة التي فـعـلها قـبل أسابيع قـداسة مار گورگيس باطريرك الكـنيسة الشرقـية الآشورية (خاصة وأنّ مار أدّاي الثاني باطريرك الكـنيسة الشرقـية الـقـديمة يتقـدم بالعـمر – ربنا يطول عمره ) وبهـذا نكـون قـد إحـترمنا موقف الجميع بقـرار موحد وشامل وسليم ومُرضي لكل الأطراف (بشـفاعة الشـهـداء والقديسـين).
 
وبعـد إستـقالة مار أدّاي يجـتمع جميع الأساقـفة مرة أخـرى لإخـتيار باطريرك شامل وتـتم الوحـدة التي نحلم بها وهي بين أيدينا.
 
قـدَّمتُ هـذا المُقـترَح البَنوي بأسلوب بسيط ولم أتطرق إلى الـتـفاصيل والإخـتلافات والتعـقـيدات عسى أن توضع عـلى الرفـوف المنسية ونبدأ صفحة جـديدة يحلم بها كل مؤمن قارئ للكـتاب المقـدس وخاصة المنـتمي إلى فـروع كـنيستـنا المقـدسة ، وليكـون باباً للمناقـشة وطرح الإقـتراحات مِن قِـبَـل السادة المؤمنين والمسؤولين وإغـناء أفكار الأساقـفة أعـضاء كـنيستنا الشرقـية (الثلاثية) قـبل انعـقاد السـنهادوس المرتقـب.
 
غـيرتي عـلى كـنيستي جعـلـتـني أكـتب هذه الكـلمات .
 
الشماس الإنجـيلي قـيس سـيـﭘـي / سان هـوزيه / كاليفـورنيا


27

حِـرصاً وإخلاصاً لمفـهـوم مفـردات الكـتاب المقـدس
الجَـمَـل اَم حَـبل السـفـينة ؟ گـُـملا أم گـَـملا ؟



بقـلـم : الشماس الإنجـيلي قـيس ميخا سـيـﭘـي / سان هـوزيه / كالـيفـورنيا


نـقـرأ الكـتاب المقـدس وغايتـنا التسلح بالمعـرفة والوصول إلى تعاليم أعـطاها لنا الإله الخالق عـبر مخـتاريه المُقادين من الروح الـقـدس ليكـونوا اُمناء في تـدوين ما أوحيَ لهم . ولكـونـنا نسمع ونـتّـبع ما يقـدمه لنا رجال الدين ونعـتبرهم وُكلاء السماء عـلى الأرض ، فهـذا يجـعـلنا مُحـدَّدين في مدى إمتحانـنا وإجـتهادنا في ما يطرحونه عـبر المنابر واللقاءات ، فلا نجـرأ عـلى السؤال أو الـتـفـكـير في دقة تلك الطروحات سوى الـقـول : الله يديمك سيدنا ـ أبونا . وهـذه العلاقة مع رجال الدين تـفـتح باب الوقـوع في أخطاء قـد تكـون مُكـلِـفة وستراتيجـية نـتيجة أسلوب فهمنا وتـفسيرنا وتطبـيقـنا لِما جاء في الكـتاب المقـدس من تعاليم مباشرة أو أمثال رمزية ، ومنها عـلى سبـيل المثال : مَن ضربك عـلى خـدك الأيمن ... أعـطوا ما لقـيصر ما لقـيصر ... مثال الإبن الشاطر ... أحـبوا أعـداءكم ... لا ترد الشر بالشر ... إقامة إليعازر ... وووووو.
وإستـناداً إلى ما لـقّـنه لنا آباء الكـنيسة المقـيَّـدين بالموقـف السياسي والإداري المحـدّد والمُهـدَّد عـلى مدى قـرون ، مما جعل المسيحـيـين يقـبلون بالـذل والخـنوع وعـدم المطالبة بحـقـوقهم ومستحـقاتهم في حـقـول عـملهم وتواجـدهم في أوطانهم . وهذه الطريقة في الفهم والتفسير قـد تكـون سبـباً في محـو الوجـود القومي أو التغـيـير الديموغـرافي بالإضافة إلى الديني ، كما يتوقع المحـلـلون أن يحصل قـريباً تغـيـيراً دينياً وسياسياً وإدارياً في الـدول الأوروبـية كما حـصل في الشرق الأوسط إبّان العـصور السابقة ، كما كانت سبـباً في ضياع وإنصهار إمبراطوريات وكـنائس وأديرة شامخة عبر التأريخ ، آثارها تـشهـد لـنا اليوم .   

إن ما دفـعـني في كـتابة هـذه المقـدمة هـو حوار سابق بـيني وبـين صديق حول تـفسير الآية الواردة في الكـتاب المقـدس :

(مرقس 10: 25) مُرُورُ جَـمَل مِنْ ثَـقْـبِ إِبْـرَةٍ أَيْـسَـرُ مِنْ أَنْ يَـدْخُـلَ غَـنِيٌّ إِلَى مَلَكُـوتِ اللهِ.

فـما المقـصود بكـلمة ــ جَـمل ــ يا ترى ؟ عـندما نعـلم أن المنطقة التي قـيلت فـيها هذه العـبارة ، لا يوجـد فـيها جِـمال لكـونها ذات مناخ معـتـدل وبارد ولا يصلح لتربـية الجِمال التي تـفـضّل مناخاً حاراً وصحـراويا ، ومن جانب آخـر فإن هذه المنطقة الجغـرافـية تكـثر فـيها البحـيرات والأنهار وهي قـريـبة من البحـر ، لـذا فالمألـوف فـيها هـو الـتـنـقـل بالسفن الصغـيرة ( زوارق ، قـوارب ) و شبكات صيد السمك وما شاكلها .

نأتي إلى معـنى كـلمة ( جَـمَـل = گـملا ) في لغـتـنا الكـلدانية الجـميلة الـقـريـبة من لهـجـتـنا الدارجة حـينها في أراضي اليهـود أيضاً أيام تبشير مخلصنا يسوع المسيح . ( فكما ورد في قاموس كـلداني – عـربي للمؤلف المطران يعـقـوب منّا صفحة ١١١والذي أعاد طبعه المطران – البطريرك روفائيل بـيداويذ ) نسخة من الصفحة في أدناه ، حـيث يقـول أن معـنى گَملا ( بفـتح حـرف گ) = حـبل السفـينة ، الذي يكـون حـبلاً (خـيطاً غـليظا ) ليقـوى عـلى ربـط وتـثبـيت السفـينة عـلى الرصيف ، ومنـطـقـياً فإن هذا المعـنى هـو الأقـرب إلى الواقع وإلى ما يُمكـن فهمه من المثل الذي يريد المسيح من خلاله أن نـتبنى الفكـرة ونـقـربها إلى أذهانـنا ، لوجـود علاقة بـين الحـبل والأبرة لكـونهما من نفس الـفـئة والتعامل بـينهما أمر وارد وأكـثر منطقـيةً . والفـكـرة هي صعـوبة اِدخال خـيط غـلـيظ في ثـقـب أبرة ، هـكـذا قال الرب عـن حـبل السفـينة (گَملا) . اَما الجـمل (كحـيوان ضخم) لا تربطه أية علاقة مع الأبرة لـيُعـطي معـنىً مقـبولاً لدى القارئ أو السامع .

فهل يقـبل آباء الكـنيسة هـذا الرأي ويوجّهـون لترويج تعاليم قـريـبة من الواقع والـبـيئة (بل المنطق ايضاً) التي ولدت فـيها النصوص وليس الإجـتهاد الشخـصي الذي قـد يوقعـنا في أَخـطاء ؟

وعـلى هـذه الشاكـلة ونـتيجة لإحـتـكاكـنا مع المجـتمع نسمع عـن أسـئـلة تـراود الكـثيرين ومنها هـذه النـماذج :

1ــ هل نـدير خـدنا الأيسر لمن ضرب خـدنا الأيمن ؟ ألم يعـترض المسيح عـلى ضاربه ؟؟؟

2ــ ألم ينـتـقـد المسيح السياسيـين لنـقـبل بـ : اَعـطِ ما لقـيصر لقـيصر وما لله لله ؟؟؟

3ــ هل مسامحة الإبن الشاطر وإهـمال الإبن الأكـبر يوضحها ويفسرها الواعـظون بالشكل الصحيح ؟؟؟

4ــ هل عـلينا أن نحـب أعـداءنا كما جاء في الكـتاب : أحـبوا أعـداءكم ؟؟؟

5ــ هل نـتجـنب ردّ الشر بالشر بعـد سلب حـقـوقـنا وأملاكـنا ؟؟؟

6ــ هل أقام المسيح إليعازر من الموت الـفـيزياوي ، فأهـمل جـميع ( شباباً وكـهـولاً من الجـنسين عـلى إخـتلاف أهمية وموقع كلٍ منهم إجـتماعـياً وثـقافـياً وسياسياً ) في مرحلة حـياته الأرضية ومتحايزا لشخـص واحد فـقـط ( إليعازر) دون غـيره لعلاقـته العائلية أو الشخصية معه ؟؟؟

7ــ هل يطبق آباء الكـنيسة والمسيحـيـين هـذه الأقـوال عـلى أرض الواقع ؟

أسئلة كـثيرة وغـيرها بحاجة إلى توضيح شجاع وأكـثر واقعـية ومنطقـية ، وربطها بالبـيئة والزمن والظرف مِن قِـبل آباء الكـنيسة وُكلاء الرب عـلى الأرض لتكـون مقـبولة ، وعـدم إعـطاء الفرصة للمجـتهـدين في إنـتـقاد الكـنيسة التي هي منبع التفاسير ، ومن تأريخ وخـبرة وقـديسين لما يزيد عـلى ألفي سنة . غـيرتي عـلى كـنيستي جعـلـتـني اَكـتب ما كـتبتُ.

تـنـويه :
جَـمَـل = مُـذكــّـر الـناقة / إبـل
جـُـمْـل ... جُـمَّـل  =  الحـبـل الـغـلـيـظ ،،، حـبـل السـفـيـنة ،،، في بعـض الـقـواميس الإنـﮔـلـيـزية ( أداة لإنـتـشال السـفـيـنة )


28
 
قَـيِّـموهم وأكـرموهم اليوم وهم أحـياء يُـرزقـون
 الفـنان داني أسمرو أحـدهم

جـرت العادة عـبر التأريخ تعـظيم الـورع والـفـنان والعالِم والمعـلم والسياسي والعسكـري والقائـد ووو ..... بعـد وفاتهم وإنـتـقالهم إلى الحـياة الأخـرى .
 
(1) فـنلاحـظ عـند تجوالنا بـبعـض المدن الأوروبـية تمثالاً في زاوية من شارع وآخـر وسط ساحة صغـيرة أم كـبـيرة ، وعـندما نتسأل أحـد سكان المنطقة عـنه أو نقرأ قـصته نرى أن أسباباً متـنـوعة كانت وراء ذلك النصب . فإما كان شخـصاً أنجـز عـملاً متميزاً أو كانت أماً أو أرملة ضحّـتْ من أجـل تـربـية أولادها أو أبـدعَـتْ في العـمل من أجل أسرتها أو شرطياً أنـقـذ عائلة من حـريق ... كل ذلك جعل أهـل المنـطقة يُـقـيموا له ذلك الـنـصب لـيـبقى تـذكاراً لأجـيالٍ مقـبلة.

(2) طلبتُ من زميلٍ أن يُجـري الـيـوم لقاءات مع أساتـذتـنا المتميزين وتـقـديمهم بالصورة التي يستحـقـونها ما داموا عـلى قـيد الحياة ، وعـدم الإنـتظار إلى ما بعـد إنـتـقالهم إلى العالم السماوي ( بعـد عـمر طويل ) حـيث تـنبري الأقلام لتمجـيـدهم بالكـتابة عـنهم بعـد أن ربّـوا أجـيالاً .
دعـوهم ينـتـعـشون اليوم ويتمتعـوا بمشاعـر الغـبطة لِما أنـتجـوه وعـملوه وما قـدموه لمجـتمعهم وليس بعـد أن يغادرونا ، حـيث لا يشعـرون بلـذة الفخـر فـيُحـرَمون من التمتع بعـبارات المدح في تعـظيمهم وإحـياء ذكـراهم أو رؤية شارع أو مشروع بأسمائهم ، وهم الأولى في تلك الغبطة والفخر.
 
(3) واليوم أتكـلم عـن فـنان شاب ( ولا أستخـدم تعابـير أخـرى كي أحـتـفـظ بحـداثـته وشبابه ) ، والذي لم أحـظَ بالـلـقاء به ولا بمكالمته ، بل ولا تـربطـني معه أية علاقة ومن أي نـوع كانت ، عـدا إنـتمائنا إلى بلـدتنا الكلدانية العـظيمة والعـريقة ، والتي ظلـت تعـيش فـينا بعـد أن عشنا فـيها ، إنها ألـقـوش الحـبـيـبة .
نعـم إنه الـفـنان المتمـيز داني أسمرو الذي لا تـُخـفى أعـماله وإِنجازاته عـلى أحـد ، ولا تغـيـب بصماته الحـية عـن تأريخ ألـقـوش الحـديث ، واهمها بناء القوش القديمة-الجديدة . فـفي فـترة قـياسية قـصيرة قام بإنجاز ما يعجـز عـن وصفه عـلى أرض الواقع تطبـيقاً أمام الملأ ، مسترخـصاً كل اِمكانياته وجهـوده ووقـته مِن أجل إنجاز هـذا الصرح مستـقـطباً أنظار الغـرباء قـبل أهل الـدار والأقـرباء ، وخلال وقـت قـياسي وخـيالي متجاوزاً العراقيل بدبلوماسية وسلاسة نادرة .
وأتساءل :
لماذا لا نـراهم بالصورة التي سيراهم بها أبناؤنا بعـد عشرات من السنين ؟
لماذا نحـرمهم من لـذة الإنتعاش والإفـتخار بما أنجـزوه مجَـسَّـداً أمامهم ؟
لماذا نحـرمهم من اِخـتيار الصورة والموقـف للنصب الذي يمجدهم ؟
لماذا لا يخـتارون بأنفسهم الموقـف واللـقـطة المناسبة التي تمثل إنجازاتهم ؟
لماذا نحـرمهم من زيارة نصبهم مع أفـراد عـوائلهم ليفـرحـوا بما أبدعـوا به خلال حـياتهم ؟
لماذا لا يقـفـون أمام تلك اللحـظة ويلـتـقـطون صورةً أمام أنـفسهم لـيفـتخـروا للحظات من حـياتهم وهم مستحـقـوها ؟
لماذا نحـرمهم من مجـدٍ لعـملٍ أنجـزوه وغـيروا فـيه تأريخ وصورة مدينـتهم التي عـشقـوها إلى التضحية بدمائهم ؟
لماذا نـنـتـظر عشرات السنين لـنـقـول عـنهم : (( كان رجلاً عـظيماً وعـمل أكـثر من المطلوب )) ... بعـد تركه عالمنا المادي ؟
لماذا نبخل عـليهم مشاهـدة أبناء شعـبهم يقـفـون أمام رمزِ إنجازاتهم بإفـتخار ؟
لماذا ولماذا ولماذا ؟؟؟
ألا يمكـنـنا الـتعـلـّـم من الشعـوب الأخـرى عـندما يصنعـون تمثالاً من الشمع لعـظمائهم وهم عـلى قـيد الحـياة ، ويحـفـظونها بأرقى المتاحـف ؟
ألم نـشاهـد تماثيل الفـنانين والسياسيـين وغـيرهم في المتاحـف وهم أحـياءٌ يُـرزقـون ؟
ألم نـتعـلم من تخـليد شخصيات بعـد رحـيلهم؟ ونعـلل التأخـير لأسباب سياسية وأمنية أو غـيرها؟
ألا نـتمنى لو كان الـذين عَـظّمناهم بعـد رحـيلهم أن يكونوا شهدوا إكـرامنا لهم ولعـملهم المتميز ولو للحـظة ؟
 

نعم أنا أتكـلم عـن فـنان شاب بمحـياه ، ومهـني متخـصص بإنجازاته ، نـشط يرسم احلامه في واقعٍ جـميلٍ في وضح النهار ويعـرضه بأمانة عـلى الملأ . لا أعـرفه شخـصياً عـن قـرب ولكـن أرى بأم عـيني أعـماله الموثـقة لحـظة بلحـظة ، وأسمع دقات قـلبه بكل خـطوة وهي تـقـول فـديتكِ يا ألـقـوش بأمانة وإخلاص . ينقـل ويسجل للتأريخ تلك الخطوات الإبداعـية عـلى ذلك الصرح الذي لم يكـن في خـيال أيٍ منّا .

ولعـظمة ما يقـدمه عـلى الساحة الواقعـية من إحـياء التأريخ بثـقة واِيمان وأمان للوصول إلى ما يصبو إليه ، حـتى جعـل الكـثيرين يعـبّـرون عـن إعجابهم بأعـماله والتساؤل عـن :
كـيف ومتى وأين ولماذا ومَن .... ؟ ولا أخـفي عـليكم أنـني في لحـظاتٍ كـنت أحـدهم .
ومهما كانت القـصص والتأويلات ، يـبقى الأهم هو ما تراه وتلمسه العـيـون وليس بما يظنـونه من أفكار إفـتراضية قـد تصيب أو تخـيب ، دون أن تـزيد أو تـنـقـص من إبداعات وتفاني في العـمل ونكـران الـذات لهـذا الألقوشي الشهم .
نعـم داني أسمرو الألقـوشي الأصيل والأمين والمحـب لألقـوش ، وقـف بحـزم وعـناد ثابتين أمام كل الصعـوبات والعـراقـيل المادية والمعـنوية في إنجاز بناء هذه المدينة التأريخـية الـقـديمة – الحـديثة ، ونـقـل صورتها الـقـديمة قـبل إنـدثارها ، ونحـن شهـود لمعالمها في تمثيلها لـواقـعها الـقـديم الذي أصبح بالنسبة لنا جـزءاً من التأريخ ولأولادنا جـزءاً من خـيال يصعـب عـليهم تصوّره . لـقـد جال الشاب داني في أزقة ألـقـوش وإلتقى بكل مَن يمكـنه أن يضيف بأية مساهمة من أجـل نقـل الأمانة إلى الأجـيال القادمة من الهـندسة المعـمارية والتقاليد الإجـتماعـية والعادات الشعـبـية ، او أدوات وأجهـزة فات زمانها وإنـدثر وجودها بسبب تـطـورات التـكـنـولـوجـيا ، فـسـخّـر هـذه وتلك لرسم صورة فـنية جميلة تحكي تأريخ ألـقـوش قـبل عشرات و مئات السنين .

بالإضافة الى دور الفنان داني اسمرو الفني الرفيع في اِقامة اَلقوش القديمة مجدداً ، فلهذا الشاب نشاطات رائعة في مجالات متنوعة لا مجال للكتابة عنها واعطائها استحقاقها: مثل الأعلام الغناء والموسيقى والشعر وغيرها . فقط اذكر واحدة منها وهي شغفه وحبه  في التوجيه الثقافي والاجتماعي بل وحتى الديني من خلال اِدارة مناقشات وحوارات اِن كان مع اَبناء جلدته من القوش او مع أصحاب الآراء والتخصص ، يقوم بمعالجة السلبيات التي يرصدها بحكمة تنمّ عن عمق التفكير والحب الصادق لتنقية مجتمعه الالقوشي من اية دخائل بعيدة عن نقاء وواقع وتأريخ حبيبتنا القوش  وتشدهم مع بعضهم بمحبة واَخاء ، وهذا يعكس بعداً آخر لشخصيته الفذّة.

نعم بكل تواضع أطلب من المسؤولين في ألـقـوش ومن الفـنانين و كل من له علاقة في إتخاذ الـقـرار وتـشجـيعه بهـذا المجال ، أن يـبادروا إلى وضع تصميم لـنصب تـذكاري مناسب يثبت للتأريخ ، ما أنجـزه هـذا الفـنان الشاب ويخـتاروا منطقة مناسبة في وسط مدينة ألـقـوش الـقـديمة – الجـديدة لتكـون موقعاً لتمثالٍ شخصي للفـنان المبدع داني أسمرو ، يُـمجّـد عـمله ، لـيـبقى رمزاً لما قـدمه وأبـدع فـيه لخـدمة تأريخ هذه القـرية ، لتحكي للأجـيال القادمة عـن صورة حـياتـنا وحـياة أجـدادنا السابقة ، للمستـقـبل الذي نجهـل الكـثير عـنه والذي قـد يُغِـير معالمه قـريـباً الظرف السياسي والديموغـرافي والديني والإجـتماعي والثقافي .
إنّ تسوية منطقة واسعة لاِقامة مهرجانات ثقافـية وفنية وسياسية ايضا في موقع قـريب من الصرح يتم اضافـته الى الموقع الاصلي ، سيكـون أمراً رائعاً .
كما يمكـن بناء منـشآت خـدمية وإقـتـصادية مثل متحـفٍ ومحلاتِ بـيع الهـدايا المحـلية والتأريخـية ومطاعمٍ وغيرها لتسخير وارداتها لإحـياء وإدامة هذا المشروع .
مع ذلك يمكـن ــ لمَن يرغـب ــ بالمساهمة والتبرع عـنـد لجـنة رسمية مشرفة ومعـروفة .
كل هـذه وغـيرها من الخـطوات هي دافع ومحـفـز يكـفي لـبث الحـماس وإِقامة هـكـذا تمثال مناسب تكـريماً لِما قـدمه هذا البطل الشاب .
واطلب من المثقفين وبصورة خاصة الالقوشيين من الذين يعرفون الفنان داني اسمرو عن قرب ، ان يُغْنوا هذا الطلب بآرائهم ومقترحاتهم ليكون نموذجاً لمجتمعنا يُحتذى به لشخصيات القوشية أخرى في المستقبل.
أتمنى أن تصل هذه الرسالة إلى المعـنيـين من أصحاب الشهامة بأمانة ، لتأخـذ مجـراها ولـتـذليل الصعـوبات والحـصول عـلى الموافـقات للإسراع في دراسة وتـنـفـيذ هذا الطلب .


الشماس الأنجيلي
قيس سيبي
سان هوزيه ـ كاليفورنيا








29

ما اجمل ان يتبحر الأنسان في الكتاب المقدس ويبحث عن مكامنه المخزونة التي لا يفقه بها احد الّا بقوة الروح القدس، وينقلها الى المؤمنين في كل المناسبات الروحية وغيرها.

اقتراح أتمنى ان يُطرح خلال لقاء بطاركة الشرق الكاثوليك في بغداد (٢٦-٣٠ تشرين الثاني الحالي) عسى ان يتحقق يوماً:

نظراً لوجود عدد غير قليل من كهنة واساقفة وعلمانيين مرتبطين بالكنيسة (هنا اقصد جميع الكنائس الشرقية المجتمعين في بغداد) يحملون شهادات اكاديمية عالية، اقترح تأسيس جامعة للاهوت و العلوم الإنسانية، تكون الدراسة فيها على الانترنيت فقط، يُوفر فيها دروس بمختلف المجالات واللغات والمستويات والأساليب القيادية والإدارية بالإضافة الى الروحية. ويكون تلاميذها المفضلون من خُدام الكنيسة (أولاً)، والدراسة فيها مجانية او برسوم رمزية لان تكاليفها ستكون بسيطة، تتخللها رياضات روحية، ونشاطات تبادل المعرفة. وهذه الجامعة لا تكون بديلة عن المعاهد والجامعات التي تُعِد الشباب للكهنوت (السمنير)، الى ان ترتقي الى المستوى المنافس على الاقل. في هذه الحالة سيُفتح باب الثقافة وتطوير وتجديد الإمكانيات واعداد قادة روحانيين واداريين كفوئين لخدمة الرعية وتوجيه المؤمنين بالأسلوب الحضاري المناسب.

في كثير من الأحيان نضع انفسنا حكماً على المستوى الثقافي للذين يوعظون خلال القداس الإلهي او التعليم المسيحي او خلال الاجتماعات الاخرى، رغم اننا نجلس مستمعين، متعلمين، طالبي المعرفة منهم.

يُقال ان مسؤولا كبيراً في الرياضة كان يعاقب اللاعب الذي لا يسجّل هدفا في ظرف محدد من اللعبة والعقوبات كانت قاسية في كثير من الأحيان. ولم يسأل نفسه (ذلك السؤول) هل كان ذلك اللاعب متمكنا من تسجيل الهدف ولكنه تعمَّد في عدم تسجيله؟ ولو نعكس الصورة على ما يجري داخل الكنيسة خلال الوعظ والتعليم المسيحي من قبل الأساقفة والكهنة والمعلمين، هل يُعتقد بانهم يمتلكون الخبرة والمعرفة والفلسفة ولا يقدمونها للمؤمنين؟
المشكلة ان كنيستنا كبيرة والعاملون قليلون نسبياً ومع هذه القلة ، القلة منهم متمكنون لغويا وادبيا (الأهم روحيا) بالمستوى الذي تطلبه منهم الكنيسة ويتطلبه مستوى المستمعين اليهم منهم. فما العمل؟ الحقل كبير واسع ويتطور والفعلة قليلون، والملل والركود يمتص كثيرا من طاقاتهم وعطاءاتهم.
 وهذا قد يكون سبب هروب بعض البسطاء من كنيستنا الى كنائس اخرى والتي لا يزيد عدد اعضاء  كنيستهم على عدد اعضاء فرقة التراتيل في كنيستنا، ولكن لهم شخصاً متكلّما وحافظا للكتاب المقدس وبليغا  في اللغة وله اسلوب راقٍ في القاء الخطبة يجذب انتباه المستمع، ويَظن (ذلك البسيط) ان كنيستنا قاصرة في ايمانها وكفاءتها وارتباطها بالروح القدس، لأن القس الفلاني او الأسقف الفلاني لا يستطيع ان يتكلم بالمستوى الذي نتوقعه.
كثير من كهنتنا لا تتعدى كرازتهم  إعادة قراءة نص الاِنجيل لذلك اليوم ولكن باللهجة العامية وليس كما قرأه بالفصحى، ويفتقر الى إمكانية ربط القراءات مع بعضها و التي اختارتها الكنيسة بعناية لتهيئة المؤمن الى الخلاص الروحي.
لاحظت (اكثر من كاهن) كتب عدة سطور حول الانجيل المحدد للأسبوع واحتفظ بها في اضبارة ليعود اليها كل سنة ويكرر نفس الكرازة ونفس النكتة او القصة القصيرة المكررة (ولعدة سنين) لنفس النَص بدون اية إضافة، هل هذا معقول؟

المطلوب من كلٍّ آباء الكنيسة (الذين يصل صوتهم الى مئات وآلاف الأشخاص) ان يكونوا مثقفين متمكنين لغويا بالإضافة الى تعمقهم بالكتاب المقدس وتاريخ الكنيسة وبعض من العلوم الأخرى، ويستمرون في الدراسة والمطالعة وتطوير الذات، والسير بمستوى يرتقي الى مستوى مستمعيهم المؤمنين.

انا دائما اسأل:
ماذا يفعل القس في الستة ايام التي لا يقدس فيها؟
لماذا لا يبحث عن جامعة ويدرس على الأنترنيت دروسا ثقافية وروحية ؟
لماذا لا يبحث عن كتاب ثقافي وروحي وتفاسير و كرازات الآباء المتمكنين ويتعلم منهم؟ قبل ان يقدم كرازته بأسلوب ركيك؟
لماذا لا يلتقي الكاهن او الأسقف بالمتخصصين علميا والمثقفين ويشحذ منهم المعرفة؟
لماذا معظم الكهنة والاساقفة هم المتكلمون وليسو مستمعين حتى في الاجتماعات غير الروحية؟
لماذا لا تفرض القيادة الكنسية تطوير امكانيات الكهنة والأساقفة في جميع المجالات وبشكل مستمر؟
لماذا لا يبدأ الكاهن كرازته بالصلاة من اجل ان يتكلم الروح القدس عن لسانه؟

انا على علاقة زمالة وصداقة مع عدد غير قليل من شباب: متزوجين ولهم اطفال، يعملون اكثر من أربعين ساعة اسبوعياً، بالإضافة الى نشاطات أخرى اجتماعية وثقافية، ولكنهم يدرسون في جامعات، ان كان من خلال الانترنيت او الحضور المحدود في بعض الجامعات، حصلوا ويحصلون على شهادات عالية بتكاليف غير قليلة، فماذا يمنع رجال الكنيسة؟.

محبتي للكنيسة وغيرة بيت ابي  أمسكت بيدي لأكتب هذه الكلمات.


الشماس الأنجيلي
قيس ميخا سيبي
سان هوزيه كاليفورنيا
 

30
الى غبطة الباطريرك و السادة أعضاء سينودس كنيستنا الكلدانية الكرام

نطلب من الرب ان يلتئم السينودس الكلداني في روما 4 – 8 تشرين الأول 2017 بحضور جميع السادة الأساقفة الكرام وان يتّحِدوا في اتخاذ القرارت والأرشادات المهمة لأثبات الأيمان ونشر تعاليم فادينا ومخلصنا يسوع المسيح والحفاظ على ارث كنيستنا الرسولية.
نص القداس الالهي
قد لا يكون من صلاحيتنا التدخل في نص القداس الألهي لكنيستنا الكلدانية المطروح على طاولة السنهادس للتغيير والتجريب, وذلك لغنى كنيستنا بعباقرة عِظام في هذا المجال عسى ان يوظفوا خبرتهم وعلمهم في التجديد بل العودة الى زهو كنيستنا الفذ بما رسمته أنامل و شفاه الآباء القديسين خلال الفي عام مضت.
ولكن من الجانب الآخر، و بعد التوصل الى نصٍ نهائيٍ للقداس، وحتى بالنسبة الى النصوص المؤقتة المستخدمة حالياً، لنا رأيٌ أتمنى أن يكون له صداه عند السادة الذين عليهم تقع المسؤولية في نشر النصوص المترجمة في كنائس الأبرشيات في جميع انحاء العالم.
ترجمة نص القداس الألهي:
عند محاولة بعض الكنائس ترجمة نص القداس الالهي, نلاحظ الركاكة في الكلمات والمصطلحات المحوَّرة من اللغة الأصلية (ﮔـشما) الى اللهجات المحكية, وغالبا ما تظهر عليها التبعية القروية للمترجم, او الآمر بالترجمة في تلك الكنيسة، وبعض تلك الكلمات المحلية غير دارجة عند الكثير من القرى, لذلك يصبح النص المترجم الى اللهجة المحكية عائدا الى قرية او مجموعة ما دون غيرها. هذه الظاهرة اصبحت شائعة في الكثير من كنائسنا الكلدانية وتسبب امتعاض الحاضرين من القرى الأخرى وابتعادهم عن التأمل بروحانية الصلاة والقداس لشعورهم بالغبن من سيطرة تلك المجموعة على الممارسات الدينية. و على سبيل المثال لا الحصر:
اذا تضمن النص كلمة (بيتيني) يعني بيتي, فان تلك الكنيسة تعود الى احدى قرى زاخو التي قد لا يزيد عدد الحاضرن منهم اكثر من عدد أصابع اليد بالأضافة الى الكاهن. فيتساءل الكثيرون, لماذا لا نقول: (بيسي) او (بيتي) او (بًيْي) او (بيثن) او(بيتن) او(بيسن)؟.
واذا تضمن النص (قلعياثا) بمعنى المشاكل التي تفرق المجموعة, فان تلك الكنيسة تلكيفية بدون منازع. علما ان كلمة (قلوع) او (قلاعا) كلمة غير مستساغة في مكان محترم مثل الكنيسة عند كثير من اللهجات القروية.
وقِس على ذلك عند استخدام كلمات او مصطلحات خاصة الأستعمال في القوش او عنكاوة او تلسقف او غيرها, في كثير من الترجمات التي تُفرض من راعي الكنيسة على الحاضرين دون مراعاة البلاغة اللغوية او لهجتهم الدارجة في قراهم.
الحل في الأعتماد على لشانا د ﮔـشما:
 طبعا الحل لا يمكن ان يكون بترجمة الصلاة الى لهجات لكل الحاضرين, ولأنه لا توجد لهجة واحدة محكية لكل القرى والمجاميع, بل توجد لغة كاملة وغنية ولا غبار عليها مقبولة من قبل جميع القرى والأرياف والمناطق, ولا يحق لأحدٍ ان يدّعي ملكيتها دون غيره, والحاضرون سيشعرون (جميعاً) بان هذه الكنيسة هي لهم كَكُل وليس لمجموعةٍ ما، ألا وهي كلذايا أتيقا (ﮔـشما).
واذا كان لابد من ترجمة كلمة معينة لصعوبة فهمها من قبل غالبية الحاضرين, فيجب استشارة الضالعين في اللهجات لأختيار ما يناسب قدسية الصلاة والمتداول عند الغالبية و ان لا تشمل كلمات غير محترمة عند بعضهم.
المحافظة على اِعجاز النصوص:
ان كنيستنا الكلدانية الشرقية, غنية بالنصوص المستخدمة بالقداس الألهي والصلوات الأخرى بما يميزها عن غيرها, علينا الحفاظ عليها كما تحتضن الأم اولادها ولا تُفرِّط بهم باي ظرف او زمان, والمطران الجليل مار سرهد يوسف يصفها ب(الاِعجاز), حيث لا مثيل لها في اية كنيسة اخرى ولا يمكن تقليدها. معظمها لا يحتاج الى ترجمة لكونها مفهومة بنصها الاصلي، واذكر على سبيل المثال ما حاجة ترجمة (لآخو مارن), فاذا تُرجِمت الى (تخاتر ديوخ مارن، بود ديّوخ مارن، طالوخ مارن، الّوخ مارن، قاتوخ مارن.او...). انا اُشبِّه المترجم بِمن يملك تمثالاً قيّماً مصنوعاً قبل خمسة آلاف سنة وقام بتحطيمه بمطرقة.
وما حاجة ترجمة عبارة (نقوم شبير)؟ اليست مفهومة في كل اللهجات والقرى وحتى الأثورية منها؟ ألا تفقد قيمتها عندما نترجمها الى: كالخ + او قيمخ رندا- قيمخ طاوا- قيمخ بايقارا- قيمخ عدولا- قيمخ حلويا- قيمخ صباي.
وما حاجتنا الى ترجمة (حاذا ابا قديشا حاذ ابرا قديشا)؟
وما حاجتنا الى ترجمة (شليحا و دبرا ورحماو دايحيذا...)
وما حاجتنا الى ترجمة (كروي وصراﭘـي وربي مالاخي...)
وما حاجتنا الى ترجمة (صبّار و صبريث بمريا...)
وما حاجتنا الى ترجمة (نشقلون طوري شلاما لعمّان) وتم ترجمتها بشكلً يبعدها عن جمالها كلياً.
وما حاجتنا الى ترجمة (كلان هاخيل...) في ختام القداس
وغيرها كثيرة، اليست كلمات هذه النصوص مفهومة لدى جميع الناطقين بالكلدانية من جميع القرى؟
اعترضتُ على ادخال كلمة (دجمن) بمعنى، عدو، في ترجمة القداس الألهي لكونها كلمة كردية او هندية او فارسية، فقال لي الأب الفاضل الذي تحمَّل مسؤولية الترجمة: بان غالبية الناس سوف يفهمونها، وهذا صحيح الى حد، وانا اقول: ان كلمة (دجمن) يفهمها (60-80) بالمئة من الحاضرين ولكن ونحن في امريكا لو استبدلناها بكلمة (أنيمي) (من الأنكليزية) سيفهمها 100 بالمئة من الحاضرين، اذاً ما المانع من استخدامها في الترجمة، فهي دخيلة في كل الأحوال؟ لأن كثير من الكلمات التي نترجمها الى اللهجات من نصوصها الأصلية، اما سيفهمها الجميع من نصها الأصلي او سوف لا يفهمها الذين نخشى عليهم انهم لا يفهمونها، حتى بعد ترجمتها التي قد تكون ركيكية ومحلية.
لذلك نطلب من السادة الأساقفة الأعتماد على اللغة الأصلية في الترجمة وليس المناطقية، للحفاظ على رونق الصلاة وجمالها بالأضافة الى:
الحفاظ على وزنها الموسيقي الذي لا يشعر به من ليس له اذن موسيقية، و يعاني منها الشماس وهو قريب من المذبح المقدس بشكل يبعده عن اداء واجبه بالمستوى الذي يجب عليه تقديمه, فالشماس يعلم قيمة اعطاء الأمر بالبلاغة المتناهية بالاحترام حين ينادي (نقوم شبير)، والركاكة في قول (قيمخ رندا) او....
وما حصل في السنين الأخيرة من تغيير وتأوين وما لحقها من اجتهادات في الترجمات الى اللهجات المحكية اصبح الشماس محتارا في النص النهائي، الذي نتمنى ونصلي ان تصل اليه الكنيسة، لكي نخزن النسخ القديمة بعيدا عن غرفة (القنكي) ولا نعلم هل سنعود اليها يوما ام سيتم الأتفاق على نص جديد بعد ان تمر خمس سنوات، بالمناسبة: لا افهم معنى التجربة في استخدام نص القداس لمدة خمس سنوات... لأنه هل حقّاً يحتاج الى تلك التجربة لتظهر سلبيات او ايجابيات.. بل اِما يصح او لا يصح .. وما زاد عن ذلك فلا يصلح للبحث، اذا كان النص صحيحاً و مُتّفقاً عليه من قبل جميع الأساقفة! وتمت صياغته من قبل خبراء في التاريخ الكنسي والأيماني لكنيستنا! وجميعهم يقودهم الروح القدس خلال تلك الاجتماعات!، فما الداعي لأنتظار فترة تجريبية؟؟ هل هو مادة كيمياوية تحتاج الى مدة زمنية لمراقبة الأضرار الجانبية التي قد تتسبب من استعمالها؟
خلال سنين خلت كانت اللغة المستخدمة في الكنيسة وهي اللغة الكلدانية القديمة (ﮔـشما) ولذلك كان عامة الشعب يستنبطون كثيراً من المفردات لهجاتهم المحلية من تلك اللغة الغنية الجميلة، التي كانت الرئيسية في الدراسات الأنسانية لمئات من السنين، ونادرا ما كانوا يستخدمون مفردات دخيلة من لغات اخرى. اما اليوم بعد ان زحفت اللغات المحلية القريبة جغرافياً الى لغتنا الجميلة مثل العربية والكردية والتركية واليوم الأنكليزية وغيرها, فقد تغيرت الكثير من مفرداتنا. وقد تغزو اللغات الأخرى لغتنا الجميلة كما حصل مع المارونيين والسريانيين وغيرهم. فاستخدام اللغة العربية في المراسم الكنسية سيفقد خصوصيتنا وتراثنا بل وجودنا. قبل سنين كان يخجل اي شخص في القرى التي غالبيتها كلدانيين من النطق بكلمة تعود الى لغة اخرى لأنه كان يظهر (متكلم) ناشز عن الباقين، واليوم نلاحظ استخدام العربية في القداس والقراءات في كثير من قرانا. ان كان من المنطق استخدام اللغات الأخرى في حالة كون نسبة عالية من الحاضرين لا تفهم اللغة الكلدانية، يمكن الحفاظ على الصلوات التي تفقد كل جمالها بترجمتها وابقائها بالنص الكلداني الاصلي، ومثال على ذلك القداس المترجم الى الأنكليزية المستخدم في كنيسة مار بطرس في ساندياكو، حيث احتفظوا بكثير من المقاطع الأساسية باللغة الكلدانية الأصلية ولم تترجم.
أتمنى ان تصل هذه الكلمات الى السادة المسؤولين في كنيستنا المقدسة للنظر الى الصورة من زاوية عالية لتشمل كل المحاور وليس نظرة محدودة بانتماء شخص واحد مهيمن على مجريات الكنيسة المحلية (مهما كان منصبه الكنسي) ناسيا أومتناسياً المحاور الأساسية في الحفاظ على الأصالة والتراث والتوافق بين جميع اعضاء الكنيسة.


محبتي للكنيسة وغيرة بيت ابي مسكت بيدي لأكتب هذه الكلمات.
 
الشماس الأنجيلي
قيس سيبي
سان هوزيه – كاليفورنيا – أمريكا

31
بتاريخ الثامن من آذار المنصرم ارسلتُ برسالة الى غبطة الباطريرك ساكو تتضمن نداءً من ابن كنيسة يطمع ان يرى كنيسته مزدهِرة يشعّ منها نور الأيمان وتفيض عليها البركات الربانية. وطلبت نشرها بموقع الباطريركية. اعلمني سيادة المطران مار باسيليوس بان غبطته استلمها وسوف يرد عليها برسالة عبر الأيميل الشخصي وانهم سوف لا ينشروها لكونها طلب وليست بحث. وهذا كان ندائي الى غبطته:

نداء: الى غبطة ابينا الباطريرك والأساقفة الأجلاء
اكسروا هذا الجليد
ابنكم: الشماس الأنجيلي قيس ميخا سيبي
كاليفورنيا – سان هوزيه
اساس الكنيسة ،التي بُنيت بايحاء من الروح القدس و الكتاب المقدس على يد الرّسل الأوائل، كان المحبة والغفران والتوبة والأيمان وقبول او تحمل اثقال الآخرين والعودة الى تعاليم مخلصنا وربنا يسوع المسيح الذي صُلب عنّا و عن خطايانا, ودعوة الروح القدس ليقود المسؤولين الى الطريق والحق والحياة. الرب المخلص فدى خطايانا بدمه، فاين نحن منهُ وماذا نقدّم لكي نوازي دمه الزكي لنغفر خطايا بعضنا البعض؟. والسجالات والخلافات والتداخلات التي حصلت بين الرسل والمؤمنين الأوائل، كانت سبب وصولنا الى كنيسة اليوم الجامعة المقدسة التي تُدفئ فراخها تحت جناحيها، فهي الأم والأب والمربي والطبيب لكل من يدخل هذه السفينة الخلاصية.
ان مسألة الكهنة والرهبان الموقوفين من الخدمة في كنيستنا الكلدانية اخذت جانب اكبر من استحقاقها ومدة اطول من المتوقع. تؤثر بشكل او بآخر سلباً على المؤمنين وتشكك وتُقسّم الآخرين وتُبعد بعضهم عن الأيمان, لأن بيننا اطفال في الأيمان لا يستطيعون هضم التعقيدات القانونية والأدارية التي تحوم حول قضايا هؤلاء اللذين هم خدام كلمته، بنفس الوقت هم قادة روحيين للكثير من الخطأة التائبين على يدهم, فكيف يرونهم خطاة معاقبين ومنبوذين ومهانين مبعدين كل هذه المدة, مع مقارنة الموقف المتوقع من القادة الآباء الكنسيين.
أذا كُنّا ننتظر تعيين راعٍ ثابت لأبرشية مار بطرس في امريكا، الذي سيكون له رسالة ومسؤولية كبيرة لثاني اكبر رعية في كنيسنتا الكلدانية، فيجب ان نعلم بان هذه المسألة ستمتص طاقة كبيرة من جهوده وتشتت تركيزه في الرسالة التي جاء من أجلها، والذي يفترض به التفرغ للعمل الروحي وبناء العلاقات الأخوية كما "كانوا كلهم بقلب واحد" في زمن الرّسُل. لذا اطلب تصفية الطريق امامه بقدر الأمكان لكي يتفرغ لتثبيت الأيمان و زرع المحبة وتطوير النشاطات والدعوات الروحية والخدمية والأدارية الضرورية لأكمال الزخم الأيماني الذي بدأه السلف.
أمام الراعي الجديد المرتقب مسؤوليات ضخمة في العمل الراعوي، وعندما يتعامل الراعي الجديد مع هذه المشكلة مهما كان اتجاه ذلك التعامل والحل او الحلول التي سيتبناها، ستكون سببا في تأييد واعتراض وانتقاد وتعظيم وتضخيم وتشتت وتجمع مجاميع من المؤمنين، وهو في غنىً عنها. فبدلا من ان يركز اهتمامه في الجوانب الأيمانية، سيهدر نسبة غير قليلة منها في محاكات المجاميع اعلاه، سيفقد بعضهم ويربح البعض الآخر, وهذا ما لا نتمناه اوتتمنونه للراعي الجديد.

اُنادي "كأصغر المؤمنين" كما نادى الملاك الصغير الشهيد "فادي" في كنيسة ام النجاة: كفى كفى كفى. وبدلاً من الطلقات النارية التي نقلته "الطفل الشهيد فادي" الى الحياة الأبدية، اَنتظرُ من غبطة ابينا الباطريرك مار لويس ساكو والسادة الأساقفة: قرار الرحمة الأبوية في الغفران والعفو والمحبة النابع من الأبوة في اعادة كل الكهنة الموقوفين لاسباب ادارية والمواقف الشخصية التي لا تمنعهم من تقديم الأسرار الكنسية المقدسة, ويلتحقوا بالكنائس التي يخدمون فيها, واصدار قرار يضمن لهم استعادة كل الحقوق والأحترام.
في هذه الأيام المباركة من الصوم وآلام ربنا ومخلصنا، وقرب الجمعة العظيمة التي بها غفر ابن الله للذين صلبوه، و قال ليوحنا الحبيب هذه اُمكَ ولأمه المتألّمة هذا ابنكِ، نطلب من الروح القدس ان يعمل في قلوبكم ليتدفق منها الحب الأبوي الذي يغفر بدون شروط ويفتح الباب امام ابنائه بدون مقابل, ويحتويهم في البيت ليكونوا امام أعينه وينعموا بمحبته "وان كانوا مخطئين". وهذا الموقف سوف لا يكون ضعفا من سيادتكم، بل هو قوة الغفران والمحبة التي اوصانا بها المخلص.
فانا شخصيا تعاملت مع الكثير منهم، ورايتُ فيهم الطاقة الشبابية, والأيمان المسيحي, وامكانيتهم في لم شمل المؤمنين والتفافهم حولهم بايمان وعلاقة ابوة نادرة، ومهارة ادارية، بالأضافة الى محبتهم لعملهم الرعوي والخدمي, فلا ندعهم يتشتتون امام مغريات الحياة والصيادين في الماء العكر من اجل اِبعادهم عن الرسالة التي وهبوا حياتهم من اجلها.
 ومهما حصل يبقون هم الأبناء وانتم الآباء. ولنتذكر بان مار بطرس الرسول انكر المسيح ثلاث مرات, ولكن المسيح ابن الله وخالق السماء والأرض, دعاه للقيادة ثلاث مرات بقوله " ارعَ خرافي"
.

---------------------------------------
انتظرت (انتظار ملك نينوى وعظماءه الذين كانوا يطلبون الرحمة لِبني مدينتهم, وليس انتضار –النبي- يونان الذي اعتلى تلّة شرق نينوى ليرى ويتلذذ بدمار اهلها - من الكتاب المقدس) اكثر من اسبوع ولم احصل على الجواب، وبعد عدة اتصالات، جاوبني مدير مكتب موقع الباطريركية بان الرسالة قد اُرسلت لي منذ أيام ولم تصل لأسباب فنية، المهم استلمتها اخيرا و كانت تتضمن: رفض غبطته لما جاء في الندائي، ولا اريد ان انشر رد غبطته لأني لم استأذنه بذلك.
فتذكرت هذه القصة القصيرة التي حصلت لي في اواسط الثمانينات، حيث كنت برتبة رأس عرفاء، ومسؤول قلم (مكتب) الكتيبة 244 مدفعية متوسطة في القاطع الجنوبي.
طلب منّي آمر الكتيبة العقيد (التركماني من سكنة كركوك الذي كان يُظهر احتراما متميزا لي) ان احضر في غرفته لأكمال مجلس تحقيقي لمعاقبة نائب ضابط مخابرة (صنف) الكتيبة، بثلاثة أيام قطع راتب، وكان بيدي كُتَيِّب العقوبات العسكرية التي يحق لآمر الكتيبة ان يتخذها بحق منتسبيه، وطلب مني ان أختار مادة قانونية تناسب الاِشكال الذي سببه النائب الضابط وغضب منه السيد العقيد، فقرأت عليه معظم المواد القانونية المحتملة ان تنطبق على تلك الحالة، فكان سيادته يهز راسه قائلا لا يمكن استخدام تلك المادة لأنها لا تنطبق، واذا استخدمناها فان المتهم سوف يعترض عند الفرقة و يرفضون العقوبة مع (توبيخ لنا). وبعد ان ساد السكوت في تلك الغرفة لعدم وجود مادة قانونية مناسبة، والتفكير بعمق للوصول الى طريقة لمعاقبة شخص هو أب لفريق من الأطفال يحتاجون كل فلس يصل الى يده لأطعامهم. فجمعت كل شجاعتي ولباقتي ومودة العقيد لي ووضعتها بانسانيتي وقلت له: سيدي، ما دمنا لم نتمكن من ايجاد مادة قانونية مناسبة لمعاقبة النائب ضابط، ارجو منك ان تسامحه وتكتفي بتوبيخه هذه المرة، بالأضافة الى انه عسكري جيد متطوع وله عائلة كبيرة. فامتلأت عينا العقيد بالغضب وردّ الى طلبي بنبرة ضابط الى جندي وقال: استعد،، ولا تتدخل مرة ثانية بمثل هذه الأمور. فشعرت وكأن شخصا ما صفعني على وجهي، وامتلأت الغرفة صمتاً الى ان أمرني بالأنصراف.
اما سبب نشري هذا النداء الآن هو: بالأضافة الى الأسباب الواردة فيه + نلاحظ وبعد رفض النداء من قبل غبطة الباطريرك: اعلن احد الكهنة المشمولين بالنداء انتماءه الى كنيسة انكليكانية (كان يمكن الأحتفاظ بخدماته في كنيسته الأم)، واستمر كاهنان آخران بالسجال ونشر اوراق قديمة كان يمكن احتوائها وضمها الى ملف الغفران، لا يزال كهنة آخرون تائهين حول مصيرهم بين اصرار الأساقفة بعدم تزويدهم الأنفكاك الأداري لتقنين بقاءهم في حقل الكنيسة الكلدانية اواستمرار الحرمان من قيامهم بواجباتهم الكهنوتية وبين محبة والحاح ابنائهم المؤمنين بسرعة عودتهم ومواصلتهم العمل في حقل الرب، ازدياد عدد المؤمنين اضاف حاجة ملحّة لأضافة عمال الى حقل الرب. وعسى ان يصل الى السادة المعنيين وامام الملأ  و يكون له صدىً جديدا في قلوب الآباء.
علما بأنني ارسلت النداء الى سيادة المطران مار ميخا مقدسي, ولم استلم اي رد منه لحد هذه اللحظة.
وما هو قادم سوف لا يسعدنا.
محبتي للكنيسة وغيرة بيت ابي مسكت بيدي لأكتب هذه الكلمات.
 


الشماس الأنجيلي
قيس ميخا سيبي
كاليفورنيا – سان هوزيه


32
التواضع والتجلية أم "عفا الله عمّا سلف"؟
http://saint-adday.com/permalink/7931.html

وماذا بعد الاتصال (المعلن) الذي طال انتظاره بين غبطة بطريرك الكنيسة الكلدانية مار لويس ساكو وسيادة المطران الكلداني مار سرهد جمو؟؟
هل نفرح ونهلهل ونبارك ونمدح فقط؟
فلنسأل ببراءة الأطفال: ماذا حدث؟ وماذا سيحدث؟ ولماذا؟ وكيف؟
فالرب الذي طلب منا ان نكون متواضعين كالحمام مسالمين، طلب منا ان نكون أذكياء كالحية، نبحث كل شيء بتمعن، ليكون لنا درسا بليغا فلا تتكرر مثل هذه الخلافات في كنيستنا المقدسة الرسولية، فلا ندع هذه المشكلة تغمرها الأيام وتمر دون ان تزيّن الكنيسة بزيٍّ جميل نتزين به نحن والأجيال القادمة، لتكون كنيستنا قائمة بذاتها لا تدنسها أهواء ومزاج وميول ايٍّ كان او ارتفع منصبه، دون الرجوع الى:
 الكتاب المقدس وتاريخ الآباء، ومعرفة الواجبات والحقوق الذاتية وحقوق الآخرين، آخذين بنظر الاعتبار مشاعر المؤمنين الذين هم يشكلون الكنيسة وليس قادتها.
ان ما حصل بين الطرفين المتخالفين (أبرشية مار بطرس في سندياكو والبطريرك ساكو) خلال مدة جلوس غبطة ابينا البطريرك ساكو على كرسي قيادة كنيستنا الكلدانية وحتى المكالمة المعلنة الأخيرة، أصبح فوق السطوح ظاهرا للكل، عانى منها الكثيرون وشكك إيمان آخرون، وأصبح لكلٍّ موقفٌ يميل الى هذا ضد الآخر، معتمدين على وعيهم وتفهمهم للأمور والحقائق كما يجب، او انجرافهم مع عواطفهم لهذا او ذاك. فليس من السهل تجاوزه وغض النظر عمّا سببه. بل يجب إعطاء لكلٍ حقه، وإعادة ترتيب الأمور بتفهم ومحبة مسيحية وعلى السطوح وليس خلف الكواليس، ويحتاج الى موقف قيادي مسيحي متواضع بليغ وواضح وشجاع. بان يتضمن العودة الى طاولة المفاوضات، اعترافات و رَد حقوق أناس كلّفتهم الاختلافات الكثير قد لا يمكن تعويضها او إصلاحها.
سياسة "عفا الله عما سلف" لم تنجح في التاريخ، معروفة للجميع، وليست من صلب إيماننا المسيحي، التسامح يجب ان يكون بوضوح وعلى السطوح، ليقترن بالأقرار بالحقيقة:
لوقا 23: 47 فَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ مَا كَانَ، مَجَّدَ اللهَ قَائِلاً: «بِالْحَقِيقَةِ كَانَ هذَا الإِنْسَانُ بَارًّا!»
وهذا يعني دراسة نقاط الاختلاف برعاية الروح القدس وليس برعاية ال "بارخمار والسكوت" مع احترامنا الكامل للبطريرك والأساقفة والأكليروس عامة. لنتذكر المواقف التي حصلت بين مار بطرس و مار بولس في كتابنا المقدس.
فنحن اذ نعلن فرحنا وانتعشنا بالتئام الجرح بين أسقفين جليلين بإمكانية الجلوس في اجتماع سنهادس واحد لمناقشة الخلافات، بنفس الوقت نطلب الوضوح ودعوة المنجرفين مع هذا التيار او ذاك (لأي سبب كان) الى العودة الى الطريق الصحيح، بعد الإرشاد بتصليح موقفهم وتثبيت إيمانهم، وإجلاء الحقائق التي كانت مبهمة أمامهم، بنفس الطريقة التي تم إبعادهم عنها. فالعلمانيين أصبحوا واعين ومفتحين ولهم راي فيما حصل ويحصل، دورهم قد يؤثر على البناء الكنسي وتفاعله مع المجتمع، والبابا فرنسيس أكّد
"أن مستقبل الكنيسة، وفي مجتمع يتبدل بسرعة، يتطلب منذ الآن مشاركة أكثر فعالية للعلمانيين."
انظروا الى تواضع الأب الأقدس مار فرنسيس الذي يطلب من إنسان علماني قائلا "صلي من أجلي" ولم يقُل "أنا الزعيم".
فلنصلي جميعا الى الرب المخلص ان يكون السنهادس القادم الذي سيعقد في روما تاريخياً, يجمع آباء الكنيسة برعاية الروح القدس بالمحبة الألهية لتثبيت كلمته حسب تعاليمه والتعاليم المسلَّمة اليهم من آباء الكنيسة الشهداء القديسين, وتثبيت الأسس التي بنيت عليها كنيستنا الكلدانية الكاثوليكية عبر الفي سنة وحفْظها مُصانة كالدرّة الثمينة. آمين يا رب. 

الشماس الإنجيلي
قيس ميخا سيبي
سلن هوزيه كاليفورنيا
kaisacp@hotmail.com

صفحات: [1]