مرحى بالمطران فرنك قلابات الأبن البار في جاليتنا الكلدانية
15 مايس 2014
بحب ٍغامر وبفرح عميم، تلقينا خبر رسامة الأب فرانك قلابات أسقفاً لأبرشية مار توما الكلدانية في ولاية ميشيكان الامريكية ليخلف سيادة المطران أبراهيم أبراهيم ، الذي سبق وتقدم بطلب أستقالته من منصبه الكهنوتي واحالته على التقاعد لكبر سنه.
لقد عرفت ُ هذا الشباب عن قرب وقتئذ عندما كان فتى يافعاً، حينما التقيته بصحبة والده المرحوم الشماس حنا قلابات في زيارة المحامي المرحوم نجيب سيسي لتقديم واجب العزاء له لوفاة أحد أقربائه في داره الكائـنة في مدينة الكهون، فلاحظت في سمات وجه هذا الشاب علامات النبوغ والكياسة التي تختلف عن سائر أقرانه الآخرين، يتكلم بصورة مقتضبة ولكن بعمق متناهي.
وحسبما سمعت من أبيه ان هذا النجل النجيب يتلقى علومه الجامعية في جامعة كاثوليكية في سان دييكو ويواكب دراسة العلوم اللاهوتية أيضا.
وهكذا كانت الأيام تجري تباعاً، وبسرعة فائقة كان يعد فيها نفسه ليكون كاهنا ً نشيطا ً. وقد أزفت ساعة القرار لينخرط في السلك الكهنوتي ليـُرسم َ قسا ً في كاتدرائية القديس بيتر في الكهون في حفل مهيب حضره جمع غفير من أبناء الجالية الكلدانية الكريمة، وسط التهاني والزغاريد المتبعة في عاداتنا المشرقية الأصيلة، ومن فرحتي في هذه المناسبة طبعت على وجنتيه قبلات أبوية، كيف لا وانا الصديق الحميم لأبيه منذ خمسينيات القرن الماضي.
عندئذ تحركت عواطفي الجياشة ومـَلكتي الشعرية، فبعثت بقصيدتي الى مجلة المنتدى لمحررها الأستاذ فؤاد منه التي كانت تصدر في ديترويت ونـُشرت في حينه وأليكم البعض من ابياتها:
يا فرقداً في سما الكلدان طلعـا ربي اصطفاك أمينا ً كاهنا ً ورعـــــــــا
يا أبن التقى سر على منهــــاج فادينا طوبى لمن نفى الآلام والوجعــــــا
قد جئت َ فينا اباً أكرم به رجلاً لبى الندا طيعا ً كي يخدم البيعـــــــــــــا
مني اليك صديقي حنا سلام ما دمنا ودام الوفا بالخافقين معــــــــــــــــا
بالوقت الذي تشكر فيه الجالية الكلدانية الموقرة سيادة المطران السلف، مار أبراهيم أبراهيم على حسن أدارته الأبوية للكنيسة على مدى عدة عقود مضت ، تتمنى لسيادة المطران الجديد فرانك الخلف، مواصلة قيادة هذه المسيرة بكل تفان ٍ واخلاص، ليرضي ضميره ويرضي أبناء أرومته الذين أحبهم واحبوه.
وللعلم ان كافة المؤسسات، دينية كانت أو مدنية في مثل هذه الظروف الصعبة، والأيام الحرجة، بحاجة ماسة الى عناصر شابة واعية ومدركة، تتحمل المسؤوليات العظام الملقاة على عاتقها كيما تتم المحبة والتآخي بين أفراد المجتمع في المهاجر المختلفة.
المحامي زكر أيرم أنطوان
الناشط السابق في جمعية الحقوقيين العراقيين