عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - جميل دياربكرلي

صفحات: [1]
1
العائلة السعيدة محاضرة اجتماعية في النادي الثقافي الآثوري في نورشوبينغ

بدعوة من اللجنة الثقافية في النادي الثقافي الآثوري في مدينة نورشوبينغ السويدية القى الأستاذ يعقوب شنكو محاضرة قيمة بعنوان العائلة السعيدة وذلك مساء يوم الاربعاء المصادف في 31 كانون الثاني 2018 في مقرّ النادي.
وخلال المحاضرة سلط شنكو الضوء على أهم الصعوبات والعوائق التي تواجه العائلة،  والطرق والحلول الناجعة لتجاوزها وصولا لمجتمع سعيد ومتناغم اساسه العائلة المتفاهمة والسعيدة، وقد رافق المحاضرة عرض وسائل ايضاحية. وفي نهاية كلامه، اجاب المحاضر على استفسارات الحضور ومداخلاتهم التي اغنت المحاضرة.
وفي ختام المحاضرة التي ادارها الاستاذ عزيز بهنان،  القى مسؤول النادي الثقافي الآثوري يوحانون اقجان كلمة شدد فيها على أهمية الحركة الثقافية في النادي، وفي ختام كلمته قدم للمحاضر الاستاذ يعقوب شنكو هدية رمزية كعربون شكر وتقدير.

--



2
علم الفلك والارقام الفلكية في محاضرة بالنادي الاثوري في مدينة نورشوبينغ السويدية

بدعوة من النادي الثقافي الآثوري في مدينة نورشوبينغ السويدية القى الخبير في في علم الفلك ايليا جرجس قومي محاضرة حول علم الارقام والاعداد الفلكية، وذلك مساء يوم الثلاثاء المصادف في 21 اذار/ مارس 2017 في مقر النادي.
وتطرق المحاضر خلال حديثه إلى اهمية علم الارقام الفلكية في تحديد الكثير من الظواهر في العالم، مرجعاً هذا العلم إلى البابليين والآشوريين الذين اسسوا هذا العلم ووضعوا قواعد واصول هذا العلم، التي لاتزال سارية حتى يومنا هذا، معطياً الكثير من الشواهد والادلة على تقدم وابداع هذا الشعب في علم الفلك.
وخلال محاضرته اكد قومي على ان علم الارقام الفلكية لا يمت للسحر والشعوذة بأي صلة كما يعتقد البعض، بل هو علم شأنه شأن باقي علم الحياة كالفلسفة والرياضيات والمنطق وغيرها. وهذا العلم يعتمد بالدرجة الاولى على رصد حركة الكواكب والنجوم ومدى تأثيرها على البشر وتصرفاتهم. مشدداً خلال محاضرته على ان علم الفلك هو اصل كل العلوم.

وفي ختام المحاضرة اجاب المحاضر على اسئلة واستفسارات الحضور، ومن ثم شكر رئيس النادي الاثوري في نورشبينغ يوحانون اقجان المحاضر على المعلومات القيمة التي قدمها خلال محاضرته، وقدم له هدية رمزية باسم النادي.
--



3
كامل زومايا يحاضر في النادي الاثوري في نورشوبينغ عن اهمية التوثيق في دعم قضايا شعبنا في المحافل الدولية


بدعوة من النادي الثقافي الآثوري في مدينة نورشوبينغ السويدية القى مسؤول العلاقات الخارجية في منظمة شلومو للتوثيق الاستاذ كامل زومايا  محاضرة تتمحور حول واقع ابناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري في العراق، وضرورة توثيق ما حلّ به من أضطهادات ومأسي وذلك مساء يوم الجمعة المصادف في 14 تشرين الأول 2016.
وخلال المحاضرة وصّف زومايا المأساة التي يعيشها شعبنا اليوم في العراق بالأرقام، من حيث عدد الشهداء وعدد الجرحى والمختطفين والنساء اللواتي تعرضن للسبي والعنف الجسدي والجنسي، والاشخاص الذي فرض عليهم بالاكراه تغيير ديانتهم وغيرها من الانتهاكات وكل تلك الاحصائيات والشهادات هي حصيلة عمل منظمة شلومو للتوثيق. مشيراً إلى اهمية توثيق الانتهاكات التي تعرض لها شعبنا في كشف الحقائق، تمهيداً لمساءلة ومحاسبة الجناة، بالإضافة إلى أن توثيق الانتهاكات تهدف أيضا إلى انصاف الضحايا وتحقيق العدالة.
هذا وقد تطرق مسؤول العلاقات الخارجية في منظمة شلومو للتوثيق إلى أهمية وضع خطط واستراتيجيات جديدة اثناء تقديم قضايانا ومأساتنا إلى المجتمع الدولي، مع الاستفادة من التجارب الناجحة للشعوب المضطهدة التي استطاعت تدويل قضاياها، وتحصيل حقوق ضحاياها.
 وانهى الاستاذ كامل زومايا  محاضرته بالتأكيد على ضرورة تعاون كل منظمات ومؤسسات واحزاب شعبنا الكلداني السرياني الآشوري في أيصال قضية شعبنا إلى كل المحافل الدولية والاقليمية والمحلية، مطالباً الجميع بنبذ التفرقة والخلافات والمصالح الشخصية والحزبية، متذكرين ان اكثر من ثلثي شعبنا في العراق يعيش في العراء بعيداً عن قراه وبلداته المحتلة منذ اكثر من سنتين
وفي ختام المحاضرة التي ادارها الاستاذ جميل دياربكرلي مدير المرصد الآشوري لحقوق الإنسان فتح المجال أمام الحضور لطرح المداخلات والاستفسارات، ومن ثم كانت الكلمة لرئيس النادي الآثوري في نورشوبينغ يوحنا اقجان الذي شكر المحاضر الضيف على ما قدمه من معلومات وافكار مفيدة متمنياً له ولمنظمة شلومو دوام التقدم والازدهار بما فيه خير شعبنا في الوطن والمهجر. وقد قدم له باسم النادي كتاب The Assyrian Heritage كهدية محبة وتقدير.
--

4
مذبحة سيميل في مصدرٍ كلداني معاصر

جميل الياس دياربكرلي

لم يعرف الكلدوآشوريون في العصر الحديث مذبحة أبشع وأفظع من مذبحة سيميل سنة 1933، فسيميل بلدة عراقية تقع شمال غربي الموصل، غالبية سكانها من الكلدوآشوريين والقليل من العرب، هذه المذبحة التي استهدفت الآمنين من البلدة على يد الأنظمة الاستبدادية الحاكمة في العراق آنذاك.

وما يلفت النظر أن الأقلام الكلدوآشورية ولا حتى الأقلام العربية المعاصرة لم تكتب عن هذه المذبحة، وذلك خوفاً واحترازاً من طغاة ذلك العصر ومدبري هذه المذبحة، والأقلام العراقية القليلة التي كتبت عنها فجاءت كتاباتهم بهدف التبرير والدفاع عن الدولة العراقية ضد ما يسمونه ثورة الآثوريين(الآشوريين)، والتي باعتقادهم كانت تستهدف وحدة العراق، وهناك البعض الآخر من المؤرخين ممن أنكر وقوعها أصلاً.

وبينما كنت أتصفح كتاب الخواطر[1] للخوري داؤد رمو هذا الشخص الذي عاصر أحد أهم رجالات الكنيسة الكلدانية ـ كبرى الطوائف المسيحية في العراق ـ في بدايات القرن العشرين، وقد شغل منصب كاتم أسراره، هذا الشخص هو البطريرك يوسف عمانوئيل الثاني، وجدت أن رمو يكتب عن هذه المذبحة، وعن الدور الذي لعبه البطريرك الكلداني لتهدئة الأوضاع، فأردت أن أنشرها لتوضع هذه الوثائق في أرشيف هذه المذبحة، فيقول صاحب الخواطر:

( بدأ الاقتباس)" ... في فرصة غياب جلالة الملك فيصل[2] عن العراق حدثت في الموصل ثورة الآثوريين والمقتلة التي جرت في سيميل إذ نكلت بهم الحكومة لسبب عصيانهم عليها وانهزم العصاة إلى سوريا.
فبعدت (فأبعدت) الحكومة مار شمعون خارج العراق بعدما نزعت عنه الجنسية العراقية مع أهل بيته .

وعلى ذلك الزمان طلبت المتصرفية اجتماع رؤساء الآثوريين لنصحهم وردهم عن فكرة الثورة ضد الحكومة فاجتمعوا في المتصرفية تحت رياسة(رئاسة) سعادة وكيل المتصرف السيد خليل عزمي في 11 تموز.

فقبح هؤلاء الموالون للحكومة عمل رفقائهم الذين أصروا على عنادهم ورغبوا أن يتركوا العراق فعلاً.

وبهذه المناسبة رجع جلالة الملك فيصل من أوروبا لدى سماعه بحادثة سيميل
وحال وصوله بغداد بعث وزير الداخلية السيد حكمت سليمان إلى الموصل ليتلافى المسألة وأوعز إليه بأن يختلي مع غبطة البطريرك يوسف عمانوئيل ويطلب معاونته في الرأي والتدبير.

ولما وصل معالي الوزير إلى الموصل استدعى على الفور غبطة السيد البطريرك وأختلى به وطلب منه أن يتوسط باقناع الآثوريين لكي يسلموا اسلحتهم للحكومة وهي تومنهم (تؤمن) على حياتهم.

فتوسط غبطته في المسألة وأنفذ القس اسطيفان كجو إلى القوش وزوده بما يلزم من التوصيات بعد أن استحصل العفو عن العصاة من معالي الوزير المشار أليه.

فذهب القس اسطيفان إلى القوش مرافقاً بالشرطة للمحافظة على حياته لسبب ثورة الأكراد والعرب ضد الآثوريين.

ولما وصل إلى القوش اجتمع مع الآثوريين الموجودين هناك وباشر يطمنهم على حياتهم وينصحهم لكي يسلموا أنفسهم واسلحتهم للحكومة ويخلدوا إلى السكينة وأفهمهم بانه آتٍ من قبل معالي الوزير ومن غبطة السيد البطريرك.

فأنقادوا لمشورته وسلموا للحكومة اسلحتهم جميعها وهكذا انتهت هذه الفتنة المشؤومة التي جعلت لواء الموصل تحت الخطر القريب.

وكانت سرمة خاتون قد بقيت في الموصل تترقب الأمور ولم ترضى أن تترك الموصل.
فرأت الحكومة أن تنقلها خوفاً على حياتها لئلا يغتالونها وأصرت على سفرها من الموصل.
ولكنها لم تقنع ومهما حاول مدير الشرطة أن يقنعها فلم توافق على ترك الموصل.

وكان يحصل من بقائها مالم تحمد عقباه.
فالتجئ(فالتجأ) مدير الشرطة إلى غبطة السيد البطريرك وطلب منه التوسط في إقناعها على السفر.

فذهب غبطته مع سعادة مدير الشرطة اليها وأفهمها ماذا سيكون من نتيجة اصرارها.
فطلبت مهلة اسبوعاً لكي تقرر فكرها.

وبعد انتهاء المهلة زارها غبطته ثانية مع سعادة مدير الشرطة واقنعها على السفر إلى بغداد.

أخيراً اقتنعت وسافرت من الموصل في 22 أب مصحوبة بالشرطة للمحافظة على حياتها اثناء الطريق..." (انتهى الاقتباس)

هذه كانت مشاهدة الخوري رمّو لهذه المذبحة التي طالت أبناء شعبنا في شمال العراق، هناك البعض مما دونه هذا الخوري كان قد سمعه من اخرين، وهذه متوفرة لدينا كمعلومات، ولكن أهم ما في هذا المصدر دور البطريرك الكلداني في تسوية وتهدئة الأوضاع.

نبدأ أولاً عندما قال في مستهل حديثه أنه في فرصة غياب جلالة الملك فيصل، فأزيد عليه حسب المصادر الأخرى أنه ليس الملك فقط كان غائباً بل كان معه أيضاً نوري السعيد وزير خارجيته آنذاك، ورستم حيدر وزير الاقتصاد وياسين الهاشمي وزير المالية، هؤلاء الذين كانوا يشكلون العنصر السياسي العراقي المخضرم بالإضافة إلى غياب كل من سفير بريطانيا، ومستشار وزير الداخلية المفروز للعراق، وإنابة الأمير غازي عن الملك بدل شقيقه ولي العهد الرسمي الأمير علي، فنرى أن فترة غياب هذه المجموعة عن العراق كان متفق عليه ليبقى المجال مفتوحاً أمام وزير الداخلية الذي كان ينتظر الفرصة لينفث سمّ حقده، هو والأمير الطائش غازي لينفذ هذه الجريمة، التي لم تأتِ على حين غرة بل كان مخطط لها تخطيطاً شيطانياً. وحدثت الواقعة الأليمة التي ترتعش الأقلام عندما تكتب عنها وتفطر القلوب لذكرها.

وهكذا وحسب مصدرنا نرى أن أول عمل بعد المذبحة، كان أبعاد مار شمعون إيشاي[3] بطريرك كنيسة المشرق وأفراد بيته، فمن غرابة الأمور أن الحكومة العراقية لم تجد أي مسؤول عن هذه المذبحة إلا مار شمعون وآل بيته من أبيه وأخته وعمته الذين كانوا محتجزين في بغداد، وبذلك نسبت إليهم مسؤولية أثارة الفتنة وإشعال الثورة ضد الدولة، فجردوا من الجنسية العراقية بموجب مرسوم خاص يفتقر إلى القانونية، صادر عن مجلس الوزراء في ذلك الوقت.

وهنا وبعد وقوع الفأس بالرأس نرى الملك فيصل يعود إلى العراق ليلعب دور حمامة السلام، فينفذ وزير داخليته الذي كان له الدور الكبير في هذه المذبحة، وكان قد بدأ أولاً باعتقال أهم مرجعية دينية ودنيوية عند الآشوريين ألا وهو البطريرك مار شمعون أيشاي وبعض أفراد بيته، فأراد الملك بعودته أن يعيد الأمور إلى ما كانت عليه، وبذلك يكون قد أدب الآشوريون، وغيرهم من الأقوام في الدولة العراقية الحديثة، ولكن قُلب السحر على الساحر وخصوصاً عندما عاد فكان يريد أن يتخلص من الآشوريين من جهة، ويؤدب فيهم كل العصاة من أكرادٍ وعرب وشيعة من جهةٍ أخرى، كما أراد أيضاً العودة ليقيل ويزيح الحكومة وقيادات الجيش التي أحس وهو في رحلة علاجه أنهم بدأوا يشقون عصا الطاعة عليه من خلال المراسلات التي حدثت بينه وبينهم، وعدم التقيد بأوامره كل هذه الأسباب دعت فيصل الأول للعودة إلى مركز حكمه، ولكن عندما وجد الشعب يصيح ويهتف بحياة أبنه ووزير داخليته وبالجيش دون ذكر اسمه عرف أن كل شيء كان قد أنتهى، وكانت وفاته بعد شهورٍ قليلة من هذا الوضع.

وبالعودة إلى السيد حكمت سليمان الذي أنفذ إلى الموصل ليلتقي ببطريرك الكلدان بتوجيه من فيصل، وهنا لابد أن أضع القارئ العزيز في وضع الكنيسة الكلدانية في ذلك الوقت وبطريركها الشيخ، فالكنيسة الكلدانية وقتئذ كانت اقرب إلى المولاة بالنسبة للسلطات الحاكمة، ونرى أن أتباعها من أشراف القوم، ومنخرطين في دوائر الدولة، ويمتهنون المهن الشريفة، ولهم مكانة خاصة في مجتمعاتهم، فهم الطبقة المثقفة بين كل طبقات المجتمع العراقي، كما كان لهم دور في العمل السياسي من خلال بعض أبناء الطائفة أمثال الوجيه يوسف بك غنيمة، وأما البطريرك مار يوسف عمانوئيل الثاني فقد كان يتمتع بمكانة مرموقة، وكيف لا وهو عضو في مجلس أعيان العراق، أو ما يسمى اليوم بمجلس النواب، كما كان له علاقات طيبة مع الساسة العراقيين، ومحبة كبيرة لشخصه من قبل أصحاب السلطة في الغرب من أمراء ولوردات ووزراء وسفراء وقناصل، فالبطريرك الذي نصب سنة 1900 عايش كل النكبات التي حلت بشعبنا بدأً بمذابح الإبادة الجماعية (ܣܝܦܐ) عام 1915 التي خسر فيها الكثير من أتباع كنيسته من مطارنة أمثال مطران أورمية توما أودو، ومطران سعرد أدي شير، والمطران يعقوب أوراهم وكهنة أمثال القس حنا شوحا وعدد كبير من المؤمنين، وهو الذي من خلال علاقاته مع الغرب أرسل تقارير مفصلة اعتمدت إلى يومنا هذا حول ما حصل في سنجقي الجزيرة العمرية وسعرت في تركيا الحالية.

وقد عاصر هذا البطريرك الشيخ مذبحة سيميل، فمن خلال هذا المصدر نرى الملك فيصل وأركان حكومته يتصلون بالبطريرك ويطلبون تدخله لابل ينفذ وزير داخليته إليه ليحلّ المشكلة، ولكن المستغرب في الموضوع أن المؤرخين العراقيين أمثال الحسيني، وعبد الرزاق أسود، والحيدري والبزاز، لم يذكروا دور البطريرك في التسوية. وخصوصاً دوره الكبير في عدم وقوع مذبحة أخرى مماثلة في مدينة القوش.

وأخيراً أرى أن هذه الوثائق، وبغض النظر عن توجهاتها فهي مهمة في خدمة الحقيقة والتاريخ. وهي في الوقت ذاته تذكير بمأساة شعب أصيل في بلاد مابين النهرين، وحقيقة مرة ووصمة عار في تاريخ العراق الحديث، ولازالت هذه الوصمة تتسع وتزاد مع كل إضطهاد جديد يعيشه الكلدوآشوريين واحفادهم.
 
 
----------------------------------------------
[1]  الخواطر إعداد الأب بطرس حداد

[2] فيصل الأول (1883ـ 1933): ولد في الطائف وهو أبن شريف مكة الشريف حسين، ثار على العثمانين وقاد الجيش العربي في فلسطين، نودي به ملكاً على سورية سنة 1920، لم يستمر حكمه بضعة اشهر فخرج من سوريا مع دخول الفرنسيين إليها، ملك على العراق سنة 1921 ترضية لأخيه وأبيه ولمنع ثأرهم من الفرنسيين.

[3]  مار شمعون الثالث والعشرون إيشاي، (ولد في حكاري، تركيا في 28 فبراير/شباط 1908 - اغتيل في سان سان خوسيه، كاليفورنيا في 6 نوفمبر/تشرين الثاني 1975. كان كاثوليكوس بطريرك كنيسة المشرق الآشورية وكرّس بطريركا في عمر الحادية عشر، كون كرسي البطريركية وراثيا آنذاك وذلك عام 1920 وبقي على الكرسي البطريركي لغاية يوم اغتياله في 1975

5
رئيس اساقفة نيويورك الكاردينال تيموتي دولان لتيلي لوميار ونورسات" ما يجري اليوم في الشرق هو" ابادة" وعلينا ان نبحث عن الحلول السريعة ليبقى ابناؤنا في ديارهم"

(ليا معماري، نورسات، أربيل) سلسلة مواقف رصدتها تيلي لوميار ونورسات من اربيل عاصمة اقليم كودرستان العراق في حديث حصري مع رئيس اساقفة نيويورك ورئيس مجلس امناء مؤسسة CNEWA الكاردينال تيموتي دولان.  استهل الكاردينال حديثه عن اهداف زيارته الى اربيل مؤكدا ان زيارته هي زيارة تفقدية تضامنية من اجل بلسمة جراحات المهجرين والوقوف الى جانبهم ومساعدتهم بكل ما يلزم وبالتالي فان الزيارة هي ليست زيارة سياسية انما زيارة رجائية. 

وعن سؤال تيلي لوميار عن مصير المسيحيين في ظل التهجير المستمر وما يسمى بتسونامي الهجرة قال الكاردينال دولان:" ما من شك ان ما يجري اليوم في المنطقة هو بمثابة ازمة كبيرة وليس لدينا اجوبة عليها، ونحن لا نستطيع ان نمنع اي انسان من الهجرة لان هذه الاخيرة هي قرار اختياري انما علينا ان نبحث عن الحلول التي تساعد ابناءنا على البقاء في ارضهم وتمنعهم من الهجرة من جهة، وتأمين حياة كريمة لهم تليق بالانسان وكرامته من جهة ثانية.   

وعن ما اذا كانت الاعمال الارهابية التي ترتكبها اليوم الجماعات المسلحة بحق المسيحيين تسمى" ابادة"، اجاب الكاردينال دولان وبوضوح نعم انها ابادة بكل ما للكلمة من معنى وسبق ان اكد على هذا الموضوع البابا فرنسيس والرئيس اوباما والكونغرس الاميركي كذلك صوت على موضوع الابادة. وحول ما اذا كانت اميركا تستقبل المهجرين على ارضها اوضح الكاردينال دولان ان اميركا لطالما استقبلت الكثير من الفيتناميين على ارضها لتحميهم من ابواب الانتقام وكذلك استقبلت العديد من البوسنيين أثناء حرب البوسنة ولديهم احياء خاصة في اميركا وهذا دليل على انها كانت ولا تزال تستقبل المهجرين وتسعى الى مساعدتهم .

وأضاف الكاردينال دولان، اذا كان الشعب يعتبر اميركا بأنها المحرك الاساس للمشاكل الدائرة في المنطقة فاننا نريدها ان تكون اليوم جزءا من الحل السياسي السلمي في المنطقة. وختم حديثه، نحن مع قضايا الشرق والكنيسة العالمية الكاثوليكية تحمل في قلبها هموم الكنائس المشرقية وتعمل كل ما باستطاعتها من اجل دعمها ومساندتها ولا بد في نهاية المطاف ان تشرق شمس القيامة الا وهي قيامة الشرق.


6

القامشلي ودعت أحد أبنائها الكبار الوجيه الياس دياربكرلي وسط مراسم جنائزية مهيبة

(ليا معماري، نور الشرق، دمشق)

احتفل الأب سمير كانون خوري خادم رعية الكلدان في القامشلي بالقداس والجناز لراحة نفس السيد الياس جميل دياربكرلي الذي توفي عن عمر يناهز الـ (56 عاماً) وذلك بمشاركة كل من الاسقف موريس عمسيح المعتمد البطريركي في ابرشية الجزيرة والفرات للسريان الارثوذكس، والمطران بارين فارطنيان مطران الارمن الارثوذكس في الجزيرة، وعدد كبير من أبناء القامشلي وفاعليات وذلك في كنيسة مار يعقوب النصيبيني في مدينة القامشلي السورية.
القى الأسقف موريس عمسيح كلمة عدد فيها صفات ومناقب والسمعة العطرة للفقيد، ناقلا تعازي البطريرك مار اغناطيوس افرام الثاني بطريرك انطاكية وسائر المشرق والرئيس الاعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع.
وبدوره القى الدكتور جورج توما كلمة باسم ملتقى "نبقى معاً " وقد كان الراحل احد اعضائه المؤسسين، وخلال كلمته تحدث عن الجوانب الإنسانية والاجتماعية في شخصية الراحل بالإضافة الى اسهاماته في العديد من النشاطات والفعاليات القومية والمسيحية والاجتماعية في المنطقة.
في مقابل ذلك،،تحدث خوري الرعية الاب سمير كانون عن محطات حياة المرحوم، ومتوقفاً عند العلاقة التي جمعته بالراحل خلال الثمان سنوات الماضية، حيث كان الراحل عضواً في لجنة الكنيسة الكلدانية في القامشلي، وممثلها في الكثير من الفعاليات على المستوى الوطني والقومي والمسيحي.
هذا وكانت المدينة قد شيعت المرحوم الياس دياربكرلي إلى مثواه الاخير بطقوس جنائزية ترأسها المطران بارين فارطنينان مطران الارمن الارثوذكس في الجزيرة، بحضور الخوري نضال توماس النائب الاسقفي الكلداني في الجزيرة والفرات بمشاركة لفيف من كهنة الطوائف المسيحية في القامشلي، وخلال الجنازة القى المطران فارطانيان كلمة تأبينية تحدث فيها عن معاني الموت بالنسبة للمسيحيين، كما ذكر في كلمته مزايا ومناقب الفقيد، وفي الختام عزّى عائلة الفقيد باسم الكنيسة الارمنية الارثوذكسية، كما القيت برقيات التعزية التي وردت لآل الفقيد من قبل اصحاب الغبطة والنيافة والسيادة المطارنة في مقدمتهم برقية التعزية من غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو بطريرك بابل على الكلدان، وفي ختام الصلاة الصلاة وري الثرى في مقبرة الكلدان بالقامشلي وسط الدموع والحسرات.
هذا وعلى مدى يومين كاملين تقبل ال دياربكرلي التعازي في صالة مار نرساي الملفان حيث توافد للتعزية كل ابناء المدينة بمختلف مكوناتهم الدينية والقومية وفي مقدمتهم شيوخ العشائر العربية وممثلي الاحزاب الآشورية والعربية والكردية.
والجدير بالذكر ان الراحل الياس دياربكرلي يعتبر من الشخصيات المجتمعية والقومية في مدينة القامشلي وله العديد من الفعاليات والنشاطات القومية والخيرية والاجتماعية منها : عضو اللجنة الخيرية الكلدانية في القامشلي، عضو مجلس إدارة منظمة الإغاثة المسيحية السورية، وعضو مؤسس لملتقى نبقى معاً في مدينة القامشلي الذي يضم نخبة من المثقفين المسيحيين في مدينة القامشلي، عضو الهيئة العامة للشعب الكلداني السرياني الآشوري في محافظة الحسكة ممثلاً للكنيسة الكلدانية.


7
النادي الآثوري في نورشوبينغ السويدية يحيي ذكرى رجالات الأمة
                 
أحيا النادي الآثوري في مدينة نورشوبينغ السويدية ذكرى رجالات الأمة وذلك مساء يوم الاحد المصادف في 7 شباط 2016،  وفي الوقت ذاته الذكرى الـ /86/ على وفاة رائد الفكر القومي الوحدوي الملفان نعوم فائق (5 شباط 1930).
وقد افتتح الاحتفال بوضع أطفال النادي الورود وأشعال الشموع أمام صورة الملفان فائق، ومن ثم دعا عريفا الحفل كاديل عيسى و فيليب قس ايليا الحضور للوقوف دقيقة صمت على ارواح رجالات الامة، وشهداء شعبنا الكلداني السرياني الآشوريي في كل مكان.
هذا وألقى الشاب نمرود باركرمو كلمة الشبيبة الآثورية في المدينة داعياً فيها إلى ضرورة توحيد الجهود والقوى القومية، لنستطيع تحقيق كل مطالبنا القومية المحقة.
وللوقوف على الحالة القومية لشعبنا اليوم، بالإضافة إلى اخر التطورات في الشرق الأوسط بما يخص شعبنا بشكل خاص، والمسيحيين بشكل عام كانت الكلمة لمدير المرصد الآشوري لحقوق الإنسان جميل دياربكرلي الذي تحدث عن الحالة الصعبة التي يعيشها شعبنا في اراضيه التاريخية، والمحاولات والاضهادات التي تحاول بشتى الوسائل والسبل إنهاء اي وجود له في الشرق.
وتخلل الأحتفال اداء بعض الاغاني القومية أدتها السيدة اليزابيت نيسون، ويرافقها على الاورغ العازف حنا قس ايليا
وكان الختام مع كلمة لرئيس النادي الملفونو يوحنا اقجان الذي شدد في كلمته على أهمية السير على خطى رجالات الامة، طالباً ان لاتكون الوحدة القومية كلمة نزين فيها قوانين ودساتير وبرامج المؤسسات، بل تكون حالة معاشة.


8
معرض للصحافة الآشورية، وتوقيع كتب جديدة في النادي الثقافي الآثوري في نورشبينغ

أحيا النادي الثقافي الآثوري في مدينة نورشبينغ السويدية ذكرى يوم الصحافة الآشورية ، وذلك بإقامة معرض لأهم الصحفيين من أبناء شعبنا، بالإضافة إلى حفل توقيع كتابين جديدين الأول كتاب (De döda lär de levande) للصحفي الشاب نمرود اوكين قورط، وكتاب ( Patriark Shakers arvtagare) للإعلامي الآشوري القدير اوكين قورط. وذلك يوم الثلاثاء المصادف في 15 كانون الأول 2015.

ومعرض الصحافة الآشورية حوى صور لأقدم النشرات والدورايات والمجلات الآشورية السريانية الكلدانية، بالإضافة لسير عدد من الشخصيات التي قدمت الكثير في سبيل النشر والصحافة والإعلام بين ابناء شعبنا كالملفان نعوم فائق، والصحفي فريد نزها، والمطران يوحنا دولباني والمطران بولس بهنام والاب العلامة لويس شيخو، والملفونو يوحانون قاشيشو والصحفي فريدون اتوريا والمطران يوحنا ابراهيم وغيرهم من الشخصيات القومية .

والجدير بالذكر أن مجموعة  تعلم اللغة السريانية في النادي الآثوري من الشباب الآثوري، هي من أشرفت على إعداد الاحتفال والمعرض، وقد غطت تلفزيون Assyria TV  وقائع الاحتفال، بحضور عدد من أبناء شعبنا في المدينة يتقدمهم رئيس بلدية نورشوبينغ السيد Lasse Stjernkvist .


9
تقرير عن المعتقليين السياسيين المسيحيين في سوريا من  أذار/مارس 2011  إلى  كانون الأول/ديسمبر 2015

أصدر المرصد الآشوري لحقوق الإنسان (Assyrian Monitor For Human Rights) ومنظمة العدالة من أجل المعتقلين في سوريا (Justice for Detainees in Syria) تقرير عن المعتقلين المسيحيين في سوريا في الفترة الواقعة  من  أذار/ مارس 2011 إلى كانون الأول / ديسيمبر 2015.
والتقرير الصادر بتاريخ 10 كانون الأول / ديسيمبر الجاري، وباللغتين العربية والإنكليزية يتناول 38 حالة لمعتقلين سياسيين وحقوقين مسيحيين في سوريا كمسؤول المنظمة الآثورية الديمقراطية كبرئيل كورية، والمدير التنفيذي للمركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية المحامي خليل معتوق، والفنان التشكيلي يوسف عبدلكي،  والمحامية كاترين التللي وغيرهم.
وقد ركزت مقدمة التقرير على الوجود المسيحي في سوريا قبل عام 2011 وحتى اليوم، بالإضافة إلى توزع المسيحيين على خارطة النزاع في البلاد، والانتهاكات التي طالتهم.
ويذكر التقرير أن هناك أكثر من 450 معتقل مسيحي في سجون الحكومة السورية منذ 5 سنوات
والجدير بالذكر أن هذا التقرير هو أول عمل مشترك بين المرصد الآشوري لحقوق الإنسان ومقرّه المملكة السويدية، ومنظمة العدالة من أجل المعتقلين في سوريا ومقرها الولايات المتحدة الإميركية.

http://uploads.ankawa.com/uploads/1450204756951.pdf










10
المرصد الاشوري : تنظيم داعش ينفذ عمليات إعدام بحق ثلاثة مختطفين اشوريين مسيحيين في سوريا

7 تشرين الأول / اكتوبر 2015

بث تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلامياً باسم داعش يوم امس الأربعاء المصادف في 7 تشرين الأول / اكتوبر 2015 ، شريطا مصورا يظهر فيه إعدام ثلاثة متخطفين آشوريين كانوا من بين الذين اختطفهم التنظيم الإرهابي من القرى والبلدات الآشورية في محافظة الحسكة منذ 23 شباط / فبراير 2015، والبالغ عددهم حتى هذه اللحظة 185 مختطف بينهم عشرات النساء والأطفال.
ويظهر الشريط المصور قيام ثلاثة عناصر من تنظيم داعش بإطلاق النار على روؤس المختطفين الثلاثة الذين عرفوا عن هويتهم قبل عملية الإعدام وهم : عبد المسيح عزاريا نويا (36 عاماً) وآشـور إبراهام من قرية تل جزيرة الآشورية ـ محافظة الحسكة ، وبسام عيسى ميشائيل (39 عاماً) من قرية تل شميرام الآشورية ـ محافظة الحسكة، وقد نفذت عملية الاعدام بإطلاق الرصاص على رؤوس الضحايا من الخلف.
وهذا وظهر في التسجيل أيضاً ثلاثة مختطفين اخرين يرتدون الزي البرتقالي المعد لتنفيذ الاعدامات عند تنظيم داعش، وأطلقوا نداء استغاثة لانقاذهم بأسرع ما يمكن وإلا سيكون مصيرهم كمصير من تم إعدامه.
وأفادت مصادر  للمرصد الاشوري لحقوق الانسان بان عملية الإعدام جرت على الاراضي السورية في منطقة الشدادي، ويرجح انها نفذت خلال فترة عيد الأضحى.
وتعتبر هذه الجريمة الأولى من نوعها بحق مختطفيين مسيحيين في سوريا لدى تنظيم داعش، كما ان لديه أيضاً بالاضافة إلى 185 مختطف اشوري مسيحي من محافظة الحسكة السورية، اكثر من 100 عائلة مسيحية مختطفة من بلدة القريتين المتاخمة للبادية السورية، والتابعة لمحافظة حمص (85 كم عن مركز مدينة حمص)، وذلك بعد سيطرت التنظيم الإرهابي على البلدة يوم 5 أب / اغسطس 2015.


11
بيان رابطة سوريون مسيحيون ديمقراطيون حول استهداف الكنائس في حلب مؤخراً



ببالغ الأسف تلقت رابطة سوريون مسيحيون ديمقراطيون نبأ إصابة مطرانية الأرمن الكاثوليك بحلب مؤخرا بصاروخ تهدم على أثرها جزء من الكنيسة التي بنيت في العام 1830 ميلادية , وقد ازدادت وتيرة هذه الصواريخ البدائية فأصابت في الأيام القليلة الماضية مطرانية السريان الأورثوذكس وكاتدرائية أم المعونات ومطرانية الأرمن الأورثوذكس التي تعد من أقدم كنائس المدينة ..

وتهيب رابطة سوريون مسيحيون ديمقراطيون بمطلقي هذه الصواريخ التي أردت العشرات من المدنيين دونما ذنب بالتوقف عن إطلاق مثل هذه الصواريخ سواء بشكل عشوائي أو باستهداف أماكن العبادة ، مما يسبب بالغ الأذى بسمعة سورية وشعبها محلياً وعالمياً ويزيد من تفاقم محنة شعبنا المنكوب وتعقيد أوضاعه

إضافة لما يترتب على هذه الأعمال المؤذية من مخالفات صريحة للقوانين الدولية لحماية المدنيين ودور العبادة والمواقع الأثرية وتعرض مرتكبيها للملاحقة الجنائية في المحاكم الدولية .

12
لقاء بين المنظمة الآثورية الديمقراطية وهيئة تنسيق الوطنية

آدو الإخباري ـ القامشلي: زار وفد قيادي من هيئة تنسيق العمل الوطني ضم كل من السادة صفوان عكاش امين سر هيئة التنسيق، وآصف دعبول وزكي خرابو وزياد وطفه أعضاء المكتب التنفيذي للهيئة، وعلي السعد وزيتون زركان، وابو سليمان من فرع الهيئة لمحافظة الحسكة . وقد استقبلهم في مقر المنظمة الآثورية الديمقراطية في القامشلي كل الرفاق: ملك يعقوب نائب مسؤول المكتب السياسي، وبشير سعدي مسؤول مكتب العلاقات العامة، برصوم يوسف وكبرو رومانوس أعضاء المكتب السياسي. وذلك مساء يوم الخميس المصادف في 14 آب 2014 
وقد تخلل اللقاء الذي جاء استكمالاً للقاءات سابقة بين الطرفين، عرض للواقع السياسي السوري بشكل عام، ومحافظة الحسكة بشكل خاص، والمخاطر التي تواجهها من قبل تنظيم داعش الإراهابي وما يتطلبه ذالك من تضامن كل القوى السياسية، وتجاوزها لخلافاتها، وتنوع برامجها من أجل الدفاع عن أمن ووجود كل المكونات في المنطقة.
كما أكد الطرفان على الخيار السياسي حلاً وحيداً للمسألة السورية، وعلى ضرورة احياء مبادرة السلام في جنيف، باعتبارها المدخل الوحيد لاعادة احياء العملية السياسية. وفي الختام اتفق الطرفان على اهمية تعزيز العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك.
ويأتي هذا اللقاء في إطار جولة هيئة التنسيق على القوى والاحزاب السياسية في المنطقة لمناقشة مبادرة الهيئة لعقد لقاء تشاوري عام للقوى السياسية لخلق اوسع إطار يعبر عن توافقات القوى السياسية من أجل الانتقال بسوريا من نظام الاستبداد إلى نظام ديمقراطي تعددي.


13
بيان استنكار لاجتياح "داعش" لقرى وبلدات شعبنا في سهل نينوى

في الوقت الذي يحيي فيه شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ذكرى الشهداء الواقع في السابع من آب، تخليداً لذكرى المذبحة البشعة التي ارتكبتها قطعات من الجيش الملكي العراقي بقيادة المجرم بكر صدقي في قرية "سيميل" عام 1933 والتي راح ضحيتها قرابة خمسة الاف من المدنيين من اطفال ونساء وشيوخ، في خطة خبيثة لكسر ارادة شعبنا وثنيه عن مطالبه بحقوقه القومية في بلده العراق ، وقد أسست هذه الجريمة لقيام نظام استبدادي اقصائي لازال شعب العراق يدفع ثمنه آلاماً ومآسي .
وفي الوقت الذي تستعد فيه قوى شعبنا لإحياء الذكرى المئوية لأبشع جريمة بحق الانسانية ارتكبت بحق شعبنا ابان الحرب العالمية الاولى في جنوب شرق تركيا (بيت نهرين العليا)، على أيدي حكومة الاتحاد والترقي التركية، راح ضحيتها نصف مليون من المدنيين الابرياء وتهجير البقية الباقية من ارض ابائه واجداده.
تتكرر الجريمة هذه المرة متزامنة مع ذكرى الشهيد الآشوري باجتياح مدينة "قرقوش" وتهجير اهلها وبقية قرى ومدن سهل نينوى، وقبله اجتياح منطقة سنجار واستهداف مكونها اليزيدي قتلا وتهجيرا وتدنيسا للمقدسات والكرامات، وذلك بعد اجتياح مدينة الموصل وتهجير شعبنا منها بعد مصادرة املاكه ومتاعه وامواله،على أيدي تنظيم الدولة الاسلامية "داعش"الارهابي، الذي تحركه ثقافة تعصبية ظلامية عمياء اساسها الحقد ونبذ الاخر المختلف قوميا ودينيا، هذه الثقافة التي كانت مسببة للجرائم التي ارتكبها صناع وأدوات الجريمة في "سيميل" و"السيفو"، والتي حدثت جميعها للأسف على مرأى ومسمع المجتمع الدولي آنذاك، الذي لم يفعل شيئا غير بعض بيانات تنديد واستنكار تبخر حبرها على أرضية المصالح السياسية للدول الكبرى دون اعتبار لمأساة شعب أصيل اقتلع من ارضه ووطنه.
إن ما يقوم به هذا التنظيم الارهابي "داعش" مدعوما من قوى ارهابية مثيلة، هو جريمة ارهابية بشعة وخطيرة بحق الانسانية، تستهدف تصفية عرقية ودينية ووجودية لشعبنا من مناطقه التاريخية في سياق تصفية مجمل الوجود المسيحي في الشرق الاوسط ، ومعه تصفية وجودية لبقية المكونات الدينية والقومية تنفيذا لخطتها الخبيثة في اقامة ما يسمى ب"الدولة والخلافة الاسلامية"، ويجري ذلك للأسف ايضا تحت سمع ونظر المجتمع الدولي في صورة يكرر فيها التاريخ نفسه صمتا وسكوتا على الجريمة وفاعليها.
اننا في المنظمة الآثورية الديمقراطية نرى ان مواجهة هذه الهجمة الارهابية لتنظيم "داعش" الارهابي، نظرا لما يشكله من تهديد للأمن والسلم بالمنطقة والعالم، هو مسؤولية دولية وليست محلية مناطة بدول المنطقة وشعوبها فقط ، عليه نطالب مجلس الأمن الذي من واجبه تأمين وحماية الأمن والسلم الدوليين وحماية الأقليات المهددة بالخطر القيام بواجبه بحماية شعبنا و كل الاقليات الدينية الاخرى المهددة بوجودها في العراق وسوريا، وذلك عبر قرار أممي بالتدخل الفوري لحمايتها وفرض منطقة ملاذ آمن لها ريثما يتم ضرب وتصفية قوى الارهاب واستعادة الاستقرار والامان للمنطقة.
كما نطالب الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي وكل المرجعيات الدينية الاسلامية في العالم باستنكار هذه الجريمة وفضح حقيقة مرتكبيها.
اننا في المنظمة الآثوريةالديمقراطية ندعو جميع قوى شعبنا احزابا ومؤسسات وكنائس، للالتقاء في مؤتمر قومي عام وعاجل، من أجل وضع رؤية وخطة عمل مشتركة للتعاطي مع الخطر الوجودي الذي يهدد شعبنا، وتوفير سبل حماية وجوده وتأمين حقوقه القومية في مواطنه واراضيه التاريخية، والتوجه سوية نحو المجتمع الدولي ممثلا بالأمم المتحدة ومجلس الأمن وحكومات المنطقة وقواها السياسية ومرجعياتها الدينية ووضعهم أمام مسؤولياتهم في حماية ووجود شعبنا وضمان حقوقه ، ومواجهة تنظيم "داعش"وما يشكله من تهديد للوجود الانساني والبشري لشعبنا وشعوب المنطقة.
النصرلقضية شعبنا والقضايا العادلة لشعوب المنطقة   
الخزي والعار لقوى الارهاب والاقصاء والتطرف
سوريا 9 آب  2014                                                   
                                                المنظمة الآثورية الديمقراطية
                                                   المكتب السياسي


14
المنظمة الآثورية الديمقراطية  تستنكر المجازر بحق الايزيديين


في مشهد من الصمت المريب الأقرب للتواطئ من قبل المجتمع الدولي والأنظمة العربية والإقليمية، يستمر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في التمدد واجتياح مناطق واسعة في كل من سوريا والعراق.
ويأتي هجوم مقاتلي "داعش" على قضاء سنجار، وارتكابه الفظائع من قتل وسلب وتهجير للسكان الآمنين من الإخوة الإيزيديين، استمراراً لما قام به من عمليات وحشية وطرد للسريان الآشوريين من محافظة نينوى في الشهر الماضي.
إن استمرار تصاعد المدّ التكفيري والإرهابي، وعدم تدخل المجتمع الدولي لمحاربة الإرهاب كإجراء من ضمن مشروع متكامل يأخذ بعين الاعتبار انضاج الحلول السياسية التي تؤمّن تحقيق التطلعات المشروعة لشعوب المنطقة في الحرية والعدالة والديمقراطية، سيؤدي  إلى تصاعد وانتشارالعنف الدموي، في عموم المنطقة، ويأتي على كل مقومات التنوع والمدنية.
إننا في المنظمة الآثورية الديمقراطية إذ ندين هذه الجرائم البشعة التي ترتكبها عصابات (داعش) بحق  المكون الإيزيدي الاصيل في المنطقة، فأننا نطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية في اتخاذ إجراءات فورية  وجادة من أجل تأمين حماية الأقليات القومية والدينية في المنطقة، وتأمين مساعدات عاجلة للنازحين واللاجئين.
إن الحفاظ على الأقليات القومية والدينية في المنطقة، ودعم وجودها، ومنع تهجيرها مسؤولية وطنية وأخلاقية، تقع على عاتق كل القوى السياسية والمرجعيات الروحية في الشرق الاوسط،  لتبقى هذه المنطقة نموذجاً للعيش المشترك، والسلم الأهلي، ولوحة فسيفسائية تستمد قوتها وحيويتها من حالة التنوع الذي يميزها منذ أقدم العصور.
سوريا 6 آب 2014
 
                                         المنظمة الآثورية الديمقراطية
                                         المكتب الإعلامي
 


15
المرصد الآشوري لحقوق الإنسان : يدين اعتقال المناضل فهمي يوسف

علم المرصد الآشوري لحقوق الإنسان أن أحد فروع الاجهزة الامنية داخل مطار اللاذقية، قام باعتقال السيد فهمي يوسف القيادي في حزب الشعب الديمقراطي السوري، وذلك يوم السبت المصادف في 2 أب /أغسطس 2014. ولايعرف شيء عن مصيره حتى الساعة.
ويعتبر يوسف وهو مواليد بلدة القحطانية (قبري حيوري) 1954، و ينتمي للمكون السرياني الآشوري، متزوج وله ثلاث أولاد، واحداً من الشخصيات الوطنية البارزة وخصوصاً في مدينة حلب السورية، وفي أوساطها السياسية والاجتماعية، والشعبية منها على وجه الخصوص، كما عرف بنضاله الدؤوب والمشهود ضد النظام على مدى عقود طويلة، قضى معظمها مطارداً من قبل الاجهزة الامنية، وقد سبق أن اعتقل مرتين منذ انطلاق المظاهرات الاحتجاجية في سوريا، الأولى في اواسط 2011، والثانية في اواخر شهر تشرين الاول 2013.
إننا في المرصد الآشوري لحقوق الإنسان نرى في الاعتقال التعسفي للقيادي في حزب الشعب الديمقراطي السوري فهمي يوسف انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان، كما وندين بأقسى العبارات هذه الأفعال المشينة التي ترتكبها السلطات الحكومية السورية في اعتقال الناشطين السياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان تعسفيا وإخفائهم قسرا، فإننا نحمل هذه السلطات المسؤولية القانونية الكاملة عن السلامة الجسدية للسيد فهمي يوسف، ونطالبها بإطلاق سراحه بشكل فوري ودون أي تأخير، وإطلاق جميع معتقلي الرأي ونشطاء الحراك السلمي في سوريا.

الحرية للمناضل فهمي يوسف
الحرية لجميع المعتقلين الــســوريين
 
سوريا 3 آب 2014
 
   المرصد الآشوري لحقوق الإنسان
 


16


بيان بمناسبة الذكرى 57 لتأسيس المنظمة الآثورية الديمقراطية

يعتبر الخامس عشر من تموز عام 1957 محطة فاصلة في تاريخ شعبنا الكلداني السرياني الآشوري , حيث تأسست المنظمة الآثورية الديمقراطية كأول تنظيم سياسي في صفوفه , والذي جاء تتويجا" لتنامي الفكر والوعي القومي الذي تفاعل في أوساطه في منتصف القرن العشرين , واستجابة ملحة لمتطلبات وحاجات قومية , وليكون رافعة للنضال السياسي المنظم من أجل الوجود والحرية . هذا الهدف الذي تطلب بلوغه النضال على الصعيدين القومي والوطني . فلا يمكن احقاق الحقوق القومية الاّ في ظل نظام ديمقراطي تعددي علماني قائم على أسس العدالة والحرية والمساواة والشراكة الوطنية الحقيقية .
ان المنظمة الآثورية الديمقراطية انسجاما" مع مبادئها وتوجهاتها السياسية اختارت ومنذ أمد بعيد العمل مع كافة القوى الوطنية من أجل التغيير الوطني الديمقراطي السلمي , وتعزز هذا في انخراطها في أطر المعارضة الوطنية وفي انحيازها المبكر للثورة السلمية للشعب السوري من أجل الحرية والديمقراطية والكرامة .
ان اعتماد النظام الخيار الأمني والعنف بالتعاطي مع الثورة السورية دفع الى العنف المضاد وانزلقت الأوضاع الى الصراع المسلح والقتل والدمار الذي عمّ البلاد مما أوقعها في أزمات كارثية في كل المجالات الانسانية والاجتماعية والاقتصادية والامنية وأصبحت ساحة مفتوحة لكل أشكال تدخل القوى والأجندات الخارجية , مما عقد المشهد السياسي والأمني السوري , وأدخل تشوهات على صورة الثورة السورية وأهدافها . حيث تحول الصراع في كثير من جوانبه الى صراعات خلقت شروخات في وحدة النسيج الاجتماعي . وكذلك برزت القوى الدينية المتطرفة الجهادية وامتد نفوذها على مساحة واسعة من البلاد . وذلك ما شكل خطرا" فادحا" على المجتمع السوري وبات يهدد بتشظي البلاد على أسس طائفية وقومية .
اننا في المنظمة الآثورية الديمقراطية في الوقت الذي نحمل نظام الاستبداد المسؤولية المباشرة عن كل ذلك و كل أعمال العنف والقتل والدمار والتطرف الذي لحق بالبلاد , فإننا نرفض وندين هذه التحولات والمألات الطارئة , كما  ندعو كل أطر و قوى المعارضة والثورة الوطنية الى الارتقاء لمستوى تضحيات الشعب السوري , من خلال توحيد صفوفها ورؤاها ومواقفها بالحد من المظاهر الدينية والمتطرفة وعزلها والتأكيد على الالتزام بمعايير وشرعة حقوق الانسان والتمسك بأهداف الثورة واعادتها الى مسارها الحقيقي ثورة حرية وكرامة وديمقراطية .تفضي الى تحقيق دولة المواطنة الحقيقية .
ورغم خيبة الأمل التي أصابت الشعب السوري بعد فشل جنيف 2 فإننا نطالب المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته السياسية والقانونية والانسانية تجاه الشعب السوري لإنقاذه من الصراع الطاحن والمدمر ,وذلك بالضغط على أطراف الصراع وخاصة النظام من أجل المثول لحل تفاوضي سياسي ينهي الاقتتال ويوقف الدمار ويقضي على كل أشكال التطرف الطارئة على الساحة السورية والافراج عن المعتقلين السياسيين , ويوفر الأجواء لعودة اللاجئين والنازحين الى ديارهم وينقل البلاد الى نظام ديمقراطي تعددي يحقق الاستقرار والأمان والحرية للشعب السوري , وينهي نظام الاستبداد بكل أشكاله السياسية أو الدينية .فالشعب السوري لم ينتفض من أجل اقامة دولة دينية أو تغليب طائفة على أخرى , انما انتفض من أجل اقامة دولة عصرية ترتكز الى قيم الحداثة واحترام حقوق الانسان .
ان المشهد السوري بتعقيداته وخطورته اخترق الحدود واستطال لعمق الساحة العراقية بأخطر أشكاله وهو الصراع الطائفي والمذهبي وما رافقه من اعلان دولة الخلافة الاسلامية التي تتنافى وتتعارض مع كل قيم العصر والحداثة
والديمقراطية وشرعة حقوق الانسان . وكان لذلك تداعيات خطيرة على شعبنا في العراق حيث هجر العديد من مناطق سكناه وبات يتهدد وجوده بعمق في أرضه التأريخية .
اننا في المنظمة الآثورية الديمقراطية اذ نتوجس الخطر الكبير على شعبنا في العراق كما في سوريا , فاننا ندعو كل مؤسساتنا السياسية والكنسية في الوطن والمهجر لتحمل مسؤولياتها وتوحيد جهودها لاجتراح الحلول العملية لمواجهة التحديات وبالتعاون مع القوى الوطنية المخلصة .
الخلود لشهداء سوريا
الحرية للمعتقلين ومنهم الرفيق كبرئيل كورية مسؤول المكتب السياسي والرفيق ابجر كورية
الافراج عن المخطوفين ومنهم نيافة المطرانين يوحنا ابراهيم وبولص يازجي
 
سوريا 12/7/2014                                                                         
                                        المنظمة الآثورية الديمقراطية
                                   المكتب السياسي


17
البطريرك ساكو يستقبل وفداً من المنظمة الآثورية الديمقراطية في اسطنبول
.............................
آدو الإخباري ـ اسطنبول : بحث وفد من المنظمة الآثورية الديمقراطية ضمّ: عبد الاحد اسطيفو رئيس كتلة السريان الآشوريين في المعارضة السورية، وجميل دياربكرلي مدير مكتب اسطنبول، مع غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الاول ساكو اخر المستجدات على الساحة العراقية والسورية في ظلّ الاحداث المتسارعة التي تشهدها دول الشرق الاوسط، بالإضافة إلى التحديات التي تواجه المسيحيين في المنطقة، واهمها نزيف الهجرة.
 بالإضافة لأهمية العمل  على توحيد الجهود بين كل مؤسسات شعبنا الكنسية والسياسية والاجتماعية، للتصدي لهذه المعوقات التي باتت تهدد الوجود المسيحي في المنطقة، وذلك في مقر إقامته في مدينة اسطنبول بتاريخ 20 حزيران 2014.
وجاء هذا اللقاء الذي حضره أيضاً سيادة المعاون البطريركي المطران شلمون وردوني، والاباء صبري وفولوس. خلال الزيارة الرسولية التي يقوم بها غبطته إلى أبرشية آمد الكلدانية مابين 18 و 20 حزيران 2014.


18
آبرشية  آمد (دياربكر)  الكلدانية تستقبل البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو

يقوم غبطة البطريرك مارلويس روفائيل الاول ساكو بطريرك بابل على الكلدان، بزيارة رسولية تفقدية لأبرشية آمد (دياربكر) الكلدانية ومركزها اسطنبول، وذلك في الفترة ما بين 18ـ 21 حزيران  2014 يرافقه أصحاب السيادة المطران شليمون وردوني المعاون البطريركي، والمطران يوسف توما رئيس اساقفة كركوك، والمطران حبيب النوفلي رئيس اساقفة البصرة، والاب سكفان متي يونان سكرتير غبطة البطريرك، وجاءت الزيارة بناء على دعوة رسمية من سيادة المونسينيور فرانسوا يكن النائب البطريركي على ابرشية دياربكر، ومجالس الابرشية في كلّ من اسطنبول، وماردين، ودياربكر.
ويتضمن برنامج غبطة البطريرك ساكو في زيارته عدد من الفعاليات منها رسامة كاهن للخدمة على مذابح أبرشية آمد (دياربكر) الكلدانية، بالإضافة لعدد من اللقاءات مع الرسميين ورجال الدين المسيحي والإسلامي، كما وسيلتقي غبطته العراقيين والسوريين المسيحين في اسطنبول.
مساء يوم الاربعاء المصادف 18 حزيران 2014 وصل غبطة البطريرك والوفد المرافق  إلى مطار اسطنبول حيث كان في استقباله المونسينيو يكن ورئيس وأعضاء لجنة كنيسة اسطنبول الكلدانية، ومن ثم انتقل الجميع إلى دار المطرانية، حيث كانت كلدان تركيا (خورياً وشمامسةً ومؤمنين)، على موعد للقاء رأس الكنيسة الكلدانية غبطة البطريرك ساكو الذي يقوم بأول زيارة رسمية لهم بعد تنصيبه بطريركاً على بابل، وبعد صلاة شكر قصيرة، قدم للسلام على غبطته عدد كبير من المؤمنين والمؤمنات، يتقدمهم وفود كلدانية قادمة فرنسا، وبلجيكا، وسوريا، والعراق.










19
بيان المنظمة الآثورية الديمقراطية حول استشهاد شاب من ابناء شعبنا وإصابة اخر
..............................
تلقى أبناء شعبنا الآشوري السرياني مساء يوم الأربعاء الواقع بتاريخ 28-5-2014 بصدمة شديدة وحزن عميق نبأ مقتل الشاب هشام شيبا وهو في طريقه على دراجته النارية برفقة زميله سركون داوود حسدو عائدين من قرية "تل هرمز" نحو منزلهما في قرية "أم غركان"، برصاص غادر من قناص غادر أراد أن ينهي حياتهما وهما شابان في عمر الزهور، لتقضي الرصاصة الأولى على الشاب هشام شيبا في الحال ولتصيب الرصاصة الثانية زميله إصابة بالغة نقل على أثرها إلى المستشفى وهو يتماثل للشفاء. وسط صدمة وحزن وذهول عم شعبنا في الخابور وفي كل مكان.
إننا في المنظمة الآثورية الديمقراطية ندين هذه الجريمة النكراء بأشد عبارات الإدانة والاستنكار التي نعتقد أن هدف منفذيها هو توجيه رسالة تخويف واستهداف لوجود شعبنا واستقراره في أرض آبائه وأجداده، وخلق جو من الاضطراب وإثارة الحساسيات وزعزعة أسس وقيم العيش المشترك بين أبناء المنطقة عربا وكوردا وآشوريين سريان وأرمن وغيرهم الذين كانوا عبر تاريخهم الطويل مثالا للتعايش الأخوي والاحترام المتبادل.
عليه نرى ان واجب كل قوى شعبنا وكل القوى الوطنية السورية إدانة هذه الجريمة والمطالبة بمعاقبة فاعليها. وبدورنا نحمل السلطات المسؤولة على المنطقة واجب التحقيق وكشف القتلة وتقديمهم للمحاكم العادلة.
تعازينا الحارة لذوي الشاب الراحل هشام شيبا
الشفاء العاجل للشاب سركون داوود حسدو
سوريا 2 حزيران 2014
 
                                                  المنظمة الآثورية الديمقراطية
                                                             المكتب السياسي





20
الاخ الاستاذ امير المالح المحترم
بأسف وحزن تلقيت نبأ وفاة الصديق الدكتور سعدي المالح، وهو لايزال في قمة عطاءاته الفكرية والادبية والثقافية. رحيله المفاجئ شكل غصة بقلوب كل من عرفه
لكن ستبقى اعماله ونتاجته الفكرية والادبية خالدة، وشاهدة على مسيرته الغنية، وخدماته الجليلة لثقافة وآداب شعبنا .
تعازيّ الحارة لكم وللعائلة ولكل أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري.
فليكن ذكره مؤبداً
جميل دياربكرلي
اسطنبول ـ تركيا


21
السريان في لوس انجلوس يصلون من أجل السلام في سورية

   صلى مئات من السريان الأرثوذكس من أجل السلام والاستقرار في سورية, وقد دعا نيافة المطران يوحنا ابراهيم رئيس طائفة السريان الأرثوذكس في حلب الذي يزور الولايات المتحدة الاميريكية، في عظة صباح الأحد 12/حزيران/2011، أبناء الجالية السورية بشكل خاص، والجالية العربية عامة، أن يقفوا مع الحق في سورية ويدافعوا عن الاستقرار والاستقلال والسلام في سورية وحماية كرامة الإنسان.
   وقال نيافة المطران يوحنا : أن سورية اليوم تتعرض إلى هجمة شرسة تقودها أطماع من الخارج وتعمل من خلال بعضهم على زعزعة الأمن والاستقرار والآمان بأعمال تخريبية تنال من كرامة الوطن وحريته.. وناشد نيافته جميع السوريين في الولايات المتحدة الاميريكية بأن يستخدموا كل الوسائل السلمية من أجل نشر ثقافة السلام بين الدول والشعوب، وهذا لا يتم إلا بإقناع صناع القرار والإعلام في الولايات المتحدة الاميريكية ليقفوا مع الحق والسلام الدائم بين الشعوب والدول وعدم التدخل بالشؤون الداخلية للبلدان التي تريد أن تدير أمورها بنفسها، وقال : أيضاً نحن نقف مع الحق والسلام والاستقرار في وطننا, خاصة وأن الدولة بدأت بحزمة كبيرة من الإصلاحات واقتلاع الفساد من جذوره ومحاسبة كل المسيئين، وأيضاً لأننا لا نرى في البديل الذي يطرح في السوق إلا قمة الفوضى الخلاقة التي  لا تريح الشعوب والدول، وإنما تبعث روح الإحباط في نفوس المواطنين، وتقضى على آمال الناس في الحرية والكرامة والخدمة.
   وفي كلمة الترحيب قال رئيس أساقفة السريان الأرثوذكس في غربي الولايات المتحدة الاميريكية المطران أوكين قبلان : إن سورية الوطن هو عزيز علينا كثيراً نحن السريان أينما كنا لأننا نحمل في قلوبنا اسمه ونعرف عنه في كل الميادين, ولأنه وطن الوحدة الوطنية والعيش المشترك، وهو الأنموذج لكل الدول خاصة المجاورة،
هذا ورفعت صلوات خاصة من المصلين في كاتدرائية مار أفرام السرياني في لوس انجلوس، وتمنوا في أدعيتهم أن يمن الله بالأمن والآمان والاستقرار على  سورية التي يعيش جميع المواطنين من مسلمين ومسيحيين تحت سقف المواطنة متمتعين بالعدالة الاجتماعية والمساواة.





22
العلامة بولس بيداري

                                                                                         بقلم : جميل دياربكرلي ـ سوريا
 
أنجبت الأمة الكلدوآشورية وخلال ماضيها العريق والطويل العديد مِمَن طبعوا بصمةً في مسيرة شعبنا فمنهم الأديب والكاتب مثل الملفان نعوم فائق(1930)، ومنهم الصحافي كالشهيد أشور يوسف(1915)، وفريد نزهة(1970)، ومنهم القائد والعسكري مثل أغا بطرس(1932)، ومنهم رجال دين يتقدمهم البطريرك الشهيد مار شمعون بنيامين(1918+)، والخورأسقف بولس بيداري(1974)، وهو موضوع مقالنا.
صاحب الترجمة هو من الشخصيات التي لم تسلط عليها الأضواء لأسباب يضيق بنا الوقت لذكرها، ولكن أهمها كثرة تنقلاته، وضياع الكثير من مؤلفاته بهذه التنقلات، وتواجده في أيامه الأخيرة في جبال شمال العراق، وخصوصية تلك المنطقة المحفوفة بالمشاكل الجمّة أنذاك.
أبصر النور سنة 1887 في بيدارا (ܒܝܬܿܕܪܐ) وهي قرية صغيرة قريبة من زاخو على بعد 2 كم، ومعنى اسمها بالسريانية ساحة القتال، وتنسب هذه التسمية إلى قصة مار قرداغ الأربيلي الآثوري ،أحد قواد الفرس الذي التقى بجيش الروم في هذا المنطقة، وانتصر عليهم، ومن هنا جاء اسمها.  بدأ مشواره مع العلم في مسقط رأسه حيث تعلم مبادىء السريانية والعربية، أختاره خوري الرعية ليكون واحداً من المنضوين تحت لواء معهد مار يوحنا الحبيب الكهنوتي في الموصل، لِما لمسه بالفتى بولس من محبة للعلم منذ نعومة أظفاره، وهذا المعهد الذي تأسس في القرن التاسع عشر على يد الآباء الدومنيكان، وقد خرّج الكثير من الطلاب الذين طبعوا بصمات واضحة في المجالات كافة ، فأمضى فيه عقداً ونيّف من حياته ينهل من العلوم المختلفة واللغات المتنوعة.
رسم كاهناً سنة 1912 بيد المطران طيمثاوس مقدسي ليخدم في قريته بيدار، من ثم في أماكن عديدة منها بيروت والحسكة والقامشلي حيث خدم رعيتها الكلدانية سبع سنوات بغيرة منقطعة النظير، فتولى إدارة مدرستها مدرسة الكفاح هذه المدرسة التي اشتهرت بمستواها التعليمي المميز، وخصوصاً فترة إدارته لها، فأهتم بشكل خاص بتعليم التلامذة اللغة السريانية المقدسة، والألحان البيعية، والطقوس الكنسية، وكان أيضاً يبث من روحه، وفكره القومي الوحدوي النير بين التلاميذ، فنرى الدفعات التي تخرجت على يديه مليئة بالحس القومي ومحبة اللغة والتراث.
 أستدعاه البطريرك الكلداني بولس شيخو إلى العراق سنة 1960،  حيث بدأ الأب بيداري هناك مرحلة جديدة من نشاطه القومي والفكري، فأصبح عضواً في المجلس الأعلى لقيادة الثورة الكردية بقيادة المّلا مصطفى البرزاني، يناضل ويقاتل في جبال شمال العراق، المكان الذي ولد وتربى فيه، وأحبه حتى أخر أيام حياته، وقد وصل حبه إلى حدّ المطالبة بإقامة وطن قومي لأبناء شعبه أصحاب هذه الأرض الأصليين، وهذا كان السبب الرئيس لإنضمامه إلى الثورة الكردية في الشمال.
 تبقى مصادرنا ضئيلة عن حياة هذا العلامة في فترة بقائه في جبال شمال العراق، ولكن يذكر كتاب سياسة وأقليات في الشرق الأدنى للمؤلفين آني و لورانت شابري :" أظهر الكلدانيون على وجه العموم أنهم أبعد عن الخيار الإنفصالي أو الاستقلال الذاتي من النساطرة. ليس فقط في العراق لكن كذلك في أيران بأستثناء مشهور هو موقف المونسنيور بول بيداري نائب أسقف كلداني كاثوليكي الذي كان عضواً في مجلس قيادة الثورة الكردية. والذي حاول عبثاً الحصول على موافقة الملا مصطفى برزاني لإنشاء وطن آشوري يجمع  آشوريي العراق في منطقة من الأراضي الكردية." وهكذا نرى أن دعوة الأب بيداري للحكم الذاتي تعتبر من الدعوات المبكرة للمطالبة بالحقوق القومية التي حمل لواءها رواد النهضة القومية، ومالبثت بعدها أحزاب ومؤسسات شعبنا في العراق أن تبنتها.
 وفي عام 1974 ترجل الفارس من صهوة جواده بعد 87 عاماً بعد أن قضى سنواته الأخيرة في دير ماركوركيس القريب من الموصل، لم يُعرف خلالها إلا مقاتلاً شرساً في سبيل عقيدته، أمته وشعبه وقضاياها، و أبناء رعيته، فدفن في كاتدرائية الشهيدة مسكنتا بالموصل.
وقد عُرف الأب بيداري برباطة جأشه إلى جانب تمتعه بقوة بدنية، كما كان شديد الالتصاق بالطبيعة،  فكان يجدها ملاذاً للاعتزال للمزيد من التأمل والتفكير، وقد أمتاز بالذكاء والذهن المتوقد، كما عرف بجرأته منقطعة النظير الممزوجة بغيرة على أمته وكنيستها ولغتها وتراثها التي تجلت بكتاباته وبأقواله ومنها هذا النص المأخوذ من كتابه قنبلة الأب بيداري فيقول:"  ... ما هذه الحالة يا أمة السريان. ما بالكم خذلتم لسانكم وملتم عن لغتكم بل رفعتم عقيرتكم. فما قولك في هذا يا تبوني العظيم، ياخليفة رحماني الملفان بطل تتويج أفرام الملفان إننا نشكر لسالفك جزيل فضله على الآرامية بتنصيبه أفرامنا أستاذا دكتوراً على المشرق والمغرب ولكن ما نفع هذا وليس بين قوم المعلم من يأبه لتآليفه ويعبأ بلغته . وأنت يا عريضه القهار يامرجع السريان الأخير ويامن على جبله معقود جل مابقي من الآمال الأرامية فما رأيك. وأنت يابرصوم العلامة فما الفائدة من علمك وقد درست لغتك وقضي على لسان ابائك. وأنت ياعمانوئيل الداهية ياشبل بابل وخلف من حضروا المشرق... ".
كان الأب بولس مطلعاً على مختلف الثقافات، وقد أتقن إلى جانب السريانية التي أتسمت في كتاباته بالبيان والبلاغة اللغات العربية والفرنسية والكردية، و كان ملماً باللاتينة لغة الكنيسة الكاثوليكية التي يؤخذ عليه تعصبه الشديد لها، والأنكليزية
لقد اهتديت بصعوبة إلى مؤلفاته لسببين أولاً: لقلتها، وثانياً لضياع قسم كبير منها في الفترة الأخيرة من حياته، بالإضافة إلى كثرة رحلاته، و للمضايقات الأمنية من السلطات في عصره، وذلك بسبب أرائه المتحررة والرائدة التي تناقضت والتوجهات السائدة آنذاك، والذي باعتقادي كان سبب أضطراب وقلق دائم في حياته، ولم يفارق في حياته شيئين مسبحة الصلاة، والمسدس الذي لازال محفوظاً إلى يومنا هذا في خزانة رعية يسوع الملك الكلدانية في الحسكة ، أما مآثره القلمية في السريانية فهي : دليل الطلاب أي النحو الوجيز وقد طبع في سنة 1923 في المطبعة الآثورية في الموصل حيث كان وقتئذ معلماً للغة السريانية في المعهد الكهنوتي البطريركي. وله مجموعة قصائد تدور حول أجدادنا قبل المسيحية وبعد المسيحية سميت بأيتها الأمة الحبيبة ܐܘ ܐܡܬܐ ܪܚܝܡܬܐ .
وله أيضاً قصيدة عدد فيها مناقب مار أفرام الملفان وقد طبعت هذه القصائد بمطبعة مار نرساي بتريجور في الهند سنة 1957.
وأما مؤلفات بيداري المخطوطة فهي كثيرة كما يشير البيير أبونا منها: قصيدة في (رئاسة الكلدان) وهي إنتقادات لاذعة لحال الكلدان نتيجة تقاعس رؤسائهم. ديوان شعر عن المجزرة الرهيبة التي طالت المسيحيين في جزيرة أبن عمر سنة 1915 وقد أجاد في وصف تلك المجازر، وله ديوان أسمه: طريق القبر  وهو وصف لزيارة الأماكن المقدسة في أورشليم وله كتاب في: الجغرافية العامة. ولكن تظل هذه الكتب غير معروفة إلا إذا أُخرجت إلى النور.
وأما آثاره المطبوعة بلغة الضاد فهي: قنبلة الأب بيداري، التي تعتبر من أهم أعماله وأكثرها جرأةً على الإطلاق وقد نشرها في بيروت سنة 1936 ، وكذلك محاضرة قيمة عن المرأة وكيفية تحليها بالفضيلة  نشرها في مدينة القامشلي سنة 1956 تحت اسم ((فضيلة فتاة))، وكذلك محاضرة اخرى عن العزوبية والزواج طبعت سنة 1966 أيضا في القامشلي، وهنا لابد من الإشارة إلى أهمية دور القامشلي كوريثة وحاضنة لتراثنا وأدبائنا، فخلال وجود الأب بيداري فيها ترك أثراً بالغاً في نفوس  شبيبتها من طوائف شعبنا الكلداني السرياني الآشوري كافة ، لذلك ليس غريباً أن قسماً من مؤسسي المنظمة الآثورية الديمقراطية (مطاكستا) عام 1957 هم من الشباب الذين تأثروا به، وقد عالج الأب بيداري في هاتين المحاضرتين موضوعين مهمين للغاية كانا يطرحان نفسيهما بذلك الوقت، فعالجهم  بموضوعية وصراحة تامة افتقدها كتاب عصره، وخصوصاً بمعالجة مواضيع إشكالية كهذه. كما أتسمت لغته بمزج جميل بين فصحى مشرقة تتسم ببلاغة إلى جانب بعض المصطلحات العامية القريبة من الناس،  . وللأب بيداري أعمال لازالت مخطوطة منها (مأساة الملوك) وهي مأساة تاريخية آشورية ذات ثلاثة فصول من القطع الكبير تقع في 56 صفحة، كما وضع سيرة الربان هرمزد بطلب من الرهبان الكلدان، بالإضافة إلى العديد من القصاصات بخط يده تعالج عدد من المواضيع مثل بحث عن مار أفرام وسيرة مار بهنام الشهيد وبحث يقارن فيه بين لهجتي الأرامية (السريانية) الشرقية والغربية، وتفسير وشرح للطقوس البيعية وقد فُقِد، ومن خلال هذا المقال أوجه رسالة لكل من يملك كتب غير مطبوعة سواء للأب بيداري أو لغيره من كتابنا المبادرة إلى كشف الغطاء عنها ووضعها في خدمة كل الباحثين والمهتمين لأنها هامة بالنسبة للباحثين والمختصين.
كان الأب بيداري ذا فكرٍ وحدويٍ رائد فهو من المؤمنين بوحدة الشعب الكلداني السرياني الآشوري تحت اسم الأمة السريانية، وهذا النص الذي سأضعه يلخص فكره في هذا المجال، وهو مستل من الخطبة التأبينية في الحفل الذي أقيم في مدينة القامشلي للمثلث الرحمة البطريرك أفرام برصوم بطريرك السريان الأرثوذكس، فيقول بيداري بهذا الصدد: أمة السريان! وما أدراك ما أمة السريان؟ أمة السريان هذه المجموعة العظيمة بأقسامها الخمسة. أعني بأمة السريان هذه الأُسرة المتشعبة بأفراعها الخمسة. ... . وأقصد بالسُّريان: الماروني والأَشوري والسُّرياني الأرثوذكسي والسرياني الكاثوليكي والكلداني. لأننا جميعاً بأسمائنا المختلفة سريان على السواء وبدرجة واحدة منذ آلاف السنين ولانزال كذلك سرياناً دون أن يكون لواحدنا على الأخر ميزة أوفضل. وتباً لذلك اليوناني الذي أدخل الانشقاق على صفوف السريان ولعنة الله على ذلك اليوناني الذي شتت جموع السريان وجعل منهم شيعاً وطوائف تتباغض وتتناحر عن طيش أو مكابرة...".
وهكذا وبهذه العبارات نستطيع تلخيص فكر بيداري القومي الوحدوي، وأجمل ما فيها تركيزه على أن الاسم السرياني الذي يجمعنا ليس حكراً على فئة دون أخرى، فجميعنا من هذه الدوحة يعاقبة كنا أم نساطرة، كاثوليكاً كنا أم أرثوذكساً، والأجمل من ذلك أنه هو الكلداني وفي ذلك الوقت الذي تميز فيه بني شعبنا بإقصاء الآخر يعتز بالتسمية السريانية وباقي التسميات الآخرى ذات المدلول الحضاري والثقافي والقومي عند أبناء شعبا، ولكنني أردد معه أحدى اقواله في هذا الموضوع: لعنة الله على ذلك اليوناني الذي شتت جموع السريان وجعل منهم شيعاً وطوائف تتباغض وتتناحر عن طيش أو مكابرة، فأضيف عليها: سحقاً لنا لأننا لانعرف كيف نتحد حول أسمائنا، ولا نعرف أن في الإتحاد قوة، وفي التفرقة ضعف،  وما أكثر من يستمرئون الضعف الذي يتكرّس بالتفرقة، وهذا ما نراه اليوم في العراق، من تفرقة تكرّس من خلال تصاريح لبعض رجال الدين وكذلك من بعض سياسيي شعبنا.
وهكذا ومن خلال هذه العجالة سلطت الضوء على شخصية مبدعة، ظلّ يعمل ويجاهد ويناضل في سبيل أبناء شعبه، ومن خلال عدة أعمال فهو الكاهن، والشاعر، والأديب، والكاتب، والمناضل، والسياسي. فأتمنى ومن خلال هذه الكلمات أن يعاد تسليط الضوء على هذه الشخصية الفذة، التي ظلت تخدم في حقل الأمة والشعب أعواماً عديدة.
المصادر:
1.      (أبونا) ألبير: أدب اللغة الآرامية، الطبعة الثانية دار المشرق بيروت 1996
2.      (حداد) بنيامين : ܒܝܬ ܒܝܬܐ كتاب البيت دار المشرق الثقافية دهوك 2010
3.      (بيداري) بولس: قنبلة الأب بيداري طبعت في بيروت سنة 1936
4.      (شابري) آني ولورانت: سياسة وأقليات في الشرق الأدنى الترجمة العربية ت.ذ.قرقوط  مكتبة مدبولي القاهرة1991.
5.      من فكر المنظمة (ܪܢܝܐ ܕܡܛܰܟܣܬܐ) المنظمة الآثورية الديمقراطية         
المجلات:                                                
1.      الجامعة السريانية ܚܕܥܝܘܬܐ ܣܘܪܝܝܬܐ يصدرها النادي الأفرامي بيونس أيرس ـ الأرجنتين، ومؤسسها ومديرها فريد الياس نزها.
2.      المشرق البيروتية تصدر عن دار المشرق، مؤسسها الأب لويس شيخو اليسوعي .
3.      النشرة السريانية ܣܦܪܐܣܘܪܝܝܐ تصدر في حلب محررها منصور شيلازي.
…………………………………………
……………………………..
……………



23
المطران يوحنا ابراهيم يستقبل السفير البريطاني

عنكاوا كوم ـ حلب :
صباح يوم الأربعاء الواقع في 27/نيسان/2011 استقبل نيافة المطران يوحنا إبراهيم متروبوليت حلب للسريان الأرثوذكس،  في بهو المطرانية سعادة السفير البريطاني simon collis القادم من دمشق ،وخلال الللقاء قدم سعادة السفير التهنئة لنيافة المطران وممن خلاله أبناء رعيته بمناسبة عيد القيامة المجيدة، كما دارت أحاديث وديّة في اللقاء تناولت عدد من المواضيع، أهمها الأوضاع الجارية اليوم على أرض سوريا.



24
اعتذار رؤساء الطوائف المسيحية في حلب عن استقبالات عيد الفصح والقيامة


   عنكاوا كوم – سوريا – حلب – خاص
 
 
أعلن سيادة المطران يوحنا ابراهيم رئيس طائفة السريان الأرثوذكس بحلب عن قرار رؤساء الطوائف المسيحية في حلب الاعتذار عن استقبالات وتهنئة عيد الفصح والقيامة، صباح امس الاحد، بسبب الظروف الغير عادية التي يمر بها الوطن الغالي وإكراماً للشهداء الأبرار وضحايا الأحداث المؤسفة.
 
وتمنى سيادة المطران أن يمنّ الله على الوطن الحبيب، بالأمن، والاستقرار، والطمأنينة، وأن يعيد هذه المناسبات على الجميع بالبركة، والنعمة، والخير.
 
وفي كلمة بمناسبة عيد الفصح المجيد وجهها إلى المحتفلين بالعيد قال سيادته إن "السيد المسيح بعد قيامته ركَّز حديثه عن السلام، وعندما خاطب تلاميذه قاله لهم : سلامٌ لكم، ولكنه في الوقت ذاته أشارعلى أن هذا السلام ليس كالسلام الذي يعطيه العالم، فما هو هذا السلام الذي يعطيه العالم ؟".
 
واضاف إن "طريق العالم هو بكل تأكيد غير طريق السيد المسيح، العالم يخترع الظروف والمناسبات لكي يهاجم فيها الإنسان أخاه الإنسان ويقضي عليه فما معنى هذه الحروب والصراعات التي نراها في كل مكان، ضحايا، وشهداء، قتلى، وجرحى، ومصابون بالعاهات، وعاطلون عن العمل، ودمار للبشرية، وفساد للبيئة، من جراء الأسلحة الفتاكة، وما معنى أن تنتشر الويلات والخراب، والدمار، في كل بقاع الأرض، والإنسان يعتدي بمعرفة وبغير معرفة، بإرادة وبغير إرادة على أخيه الإنسان، ويفرض هيمنته عليه، ولا يفكر بالمعاني الروحية لمفهوم السلام الذي دعت إليه رسالة السماء، فالسيد المسيح يعطينا سلاماً كنهر متزايد ملآناً أبداً، يعطينا نوراً كنور الشمس، يزداد لمعاناً إلى النهار الكامل، يعطينا فرحاً ليس فيه غمٌ، أو حزنٌ، وإنما طريقٌ يؤدي إلى ملكوت الله".
 
وتابع ان السلام الذي نحتاج إليه في هذه الأيام خاصة في هذه الظروف الاستثنائية التي نعيشها في سورية، هي واحدة من تجليات عيد القيامة، ألا بارك الله سورية بكل أطيافها، وشرائحها، وأديانها، ومذاهبها، ونفخ فيهم جميعاً نفحة السلام ليكونوا رسل سلام في مجتمعنا المؤمن، بتعددية الثقافات، واللغات، والاثنيات، والتيارات، وحفظ رئيس البلاد الدكتور بشار الأسد، وأمده بالقوة، والعزم، والحكمة، ليواصل عمله في رسالة الخدمة للوطن والمواطن، وبارك كل الجهود التي يبذلها المعنيون والمسؤولون من أجل ترسيخ مفاهيم سمات آمنت بها سورية، كالوحدة الوطنية، والعيش المشترك، والإخاء الديني، وجعل الله سورية قدوة حسنة في العمل الصالح الذي يجمع بين أبناء وبنات هذا الوطن.
 
 

25
الاسرة الجامعية السريانية تقيم حفلها الفلكوري السرياني الحادي عشر


عنكاوا كوم ـ سوريا - حلب ـ جميل دياربكرلي ـ
 
برعاية وحضور نيافة المطران يوحنا ابراهيم متروبوليت حلب وتوابعها للسريان الأرثوذكس وضمن احتفالية أبرشية حلب بعيد الملفان مار أفرام السرياني دعت الأسرة الجامعية السريانية ـ حلقة السيدة العذراء إلى الحفل الفلكلوري السرياني الحادي عشر، الخميس الـ 7 من نيسان الجاري.
وتضم الاسرة الجامعية  في صفوفها مجموعة من الطلاب الجامعيين القادمين من مدن الجزيرة السورية ليدرسوا في جامعة حلب. ويناهزعدد المنضمين للأسرة المئة طالب.
بدء الحفل بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء شعبنا ومن ثم النشيد السوري لتليها فقرة غنائية قدمها شباب وشابات الأسرة وغنوا فيها عد من الأغاني التراثية والقومية السريانية وأشرف عليهم ودربهم د.قرياقص صومي، كما شارك هذه السنة كورال أطفال المدرسة السريانية بني تغلب الأولى بقيادة الأب أنطوان دلي أبو قدموا خلالها باقة من التراتيل الدينية والأناشيد التراثية والقومية السريانية.
حضر المناسبة عدد كبير من أبناء شعبنا في مدينة حلب يتقدمهم بالإضافة لراعي الحفل نيافة المطران الأباء الكهنة  ورؤساء اللجان والمؤسسات العاملة وعضوتين من مجلس الشعب السوري، ومسؤول منطقة حلب للمنظمة الآثورية الديمقراطية.
وكان للمسرح دور في المهرجان الفلكلوري حيث قدمت شبيبة الأسرة مسرحيتين الأولى بعنوان حب وتضحية وهي من تأليف يوسف كورية وكابي كوركيس وفيها يسلطون الضوء على أهم المشاكل التي تواجه الشباب وخصوصاً بعد أنتهاء الدراسة الجامعية من مشكلة الزواج والسكن والعمل وغيرها من المشاكل، التي سلطوا عليه ا بطريقة كوميدية.
أما المسرحية الثانية فكانت بعنوان "كلنا حرامية" وهي من تأليف بشار عبد الأحد وفيها معالجة بسيطة لمشكلة الفوارق الطبقية في المجتمع و خصوصاً أثناء الزواج.
كما كان هناك لوحات فلكلورية آشورية سريانية راقصة من إعداد وتدريب هيدرا عبدوا وبسمة شمعون وديلمون لحدو.
وفقرة غناء إفرادية وفيها عرض لبض المواهب الشابة عند الشباب السرياني وغنى فيها كل من إيلونا حنا التي أدت أغنيات من كلماتها، وليم زينة الذي غنى بإحساس، ديلمون لحدو المطرب الموهوب والصوت الرخيم، مريم ميرزا الذي أطربت الجمهور بأدائها الجميل وصوتها الأجمل.
وفي منتصف الحفل أرتجل نيافة راعي الحفل المطرن يوحنا ابراهيم كلمة ثمن فيها جهود الجميع وركز في كلمته على ثلالث محاور هامة لم تخلوا كالعادة من السياسة وما يحدث اليوم في سورية : المحور الأول التركز على إحياء ذكرى ملفان عظيم من ملافنة السريان مار أفرام السرياني وهذا ما فعلته الأبرشية وعلى مدار شهر كامل وضمن مجموعة من النشاطات وأخرها الحفل الفلكلوري السرياني. المحور الثاني التأكيد على الهوية السريانية وضرورة المحافظة عليها. المحور الثالث أن سوريا تمر بظروف طارئة وهي موجودة على مفارق طرق مشدداً على التمسك بالقيادة الحكيمة لسوريا بشخص الرئيس السوري بشار أسد ومعاونيه. خاتماً كلمته بقوله لا تنسوا وجود الله الذي هو مصدر الوحيد الأمان والاطمئنان.
هذا وقد تم عرض فلم قصير من إعداد بسمة شمعون وهو عن التنوع الحضاري والثقافي في سورية وثقافة الإخاء الديني والعيش المشترك. وكان الختام مع كلمة للمرشد الروحي للأسرة الأب نبيل قبلو الذي شكر كل من ساهم وعمل وحضر ودعم هذا المهرجان وعلى رأسهم نيافة المطران كما انتهز فرصة ليدعوا كل شاب وشابة جامعية إلى الانتساب للأسرة الجامعية ووضع طاقاتهم ومواهبهم لتظل هذه الأسرة مستمرة وليكون هؤلاء الشباب في يوم من الأيام أعضاء فاعلين في المجتمع والكنيسة والوطن.
 
لقاء مع منسق الاحتفالية
وعلى هامش المهرجان اجرى موقع "عنكاوا كوم" لقاء مع الأب نبيل قبلو منسق احتفالية مار أفرام السرياني والمرشد الروحي للأسرة الجامعية السريانية، هذا نصه:
عنكاوا كوم : في نهاية هذه الاحتفالية بعيد القديس مارافرام السرياني ملفان الكنيسة هل تحققت النتائج المرجوة من هذه الاحتفالية وماهي الفائدة؟
الأب نبيل :اولا لانستطيع مهما فعلنا ان نوفي حق قديسنا مارافرام العظيم فما تركطه لنا من ارث ادبي وكنسي لايحصى ولايعد لكن من واجبنا كابناء لهذه الكنيسة السريانية ولهذا الشعب السرياني العظيم بقادته الروحيين والزمنيين ان نسلط الضوء الى ماتركوه لنا من تراث قومي ولغوي وكنسي . ان دورنا وهدفنا من هذه الاحتفالية وغيرها من الانشطة الروحية والثقافية والكنسية هو انماء الاحساس بمسؤوليتنا بالمحافظة على هذا التراث العميق في القدم وباهمية ما تركه لنا اجدادنا واباءنا في مسيرة الحضارة الانسانية . اننا ننتمي الى امة وشعب عريق علينا ان لانبخل بكل ما نستطيع ان نشير الى وجودنا وان نسعى دوما للمحافظة على هذا الوجود الحي
عنكاوا كوم: كمرشد روحي ومسؤوول مباشر عن الاسرة الجامعية السريانية حلقة السيدة العذراء التي اقامت هذا المهرجان الفلكلوري السرياني الحادي عشر ماهي الرسالة التي تريون توجيهها من خلاله ؟
الأب نبيل :انتم تعلمون ان الشباب بكل اطيافه وانتماءاته يشكل قلب الكنيسة والامة وهم الاستمرارية لوجودها من هذا المنطلق كانت فكرة انشاء هذه الحلقة بالذات التي تضم شبيبتنا الجامعية السريانية القادمين من الجزيرة والفرات فنحن من خلالها نلم شمل هؤلاء الشباب والشابات تحت لواء الكنيسة والوطن . ولهذه الحلقة وغيرها من الحلقات والمجموعات اهدافها الاجتماعية والقومية والكنسية والوطنية تحاول تحقيقها من خلال ماتطرحه في لقاءاتها من مواضيع وحوارات وماتنشره في نشراتها من فكر يتناول مختلف جوانب الحياة كافة .
ان هذا المهرجان وغيره من المهرجانات التي سبقوه يحمل في طياته رسالة توعية لشبيبتنا الى اهمية دورها في المحافظة على لغتنا ووجودنا وتاريخا وتراثنا  وايضا الى تسليط الضوء على ما تعانيه هذه الفئة من المجتمع من تحديات تعترضها للقيام بدورها ودور الكنيسة كأم  تحتضن ابناءها في مساعدة هذا الجيل للتغلب عليها .
شكرا لك ولموقع "عنكاوا كوم" الذي يقوم بتغطية احتفالات كافة وخصوصاً فعاليات احتفالية مار أفرام السرياني.
 


 

26
رؤيـــــة مـــواطــــن
 
 



المطران يوحنـا ابراهيـم
رئيس طائفة السريان الأرثوذكس في حلب

 
        في حياة الشعوب محطات تاريخية، يصنعها العظماء، فيسطرون أروع الصفحات خلوداً في ذاكرة الأجيال، تلك المواقف والأعمال التي يصوغها رجالات الأمة في أحلك الظروف وأصعب الأوقات، هذا يعني سلامة الخيار والموقف الذي يضمن سلامة الوطن داخلياً وخارجياً، أمناً واستقراراً وازدهاراً. لقد علّمتنا الأيام أن خيار الشعوب هو الأسلم.
        فمن اختاره أفلح، ومن جافاه خاب، فخيار الشعب هو وحدة الوطن في واقعه ومستقبله، متحصناً بقراراته التي تمثل خير جميع أبنائه، وتنشر المحبة والسلام في كل أرجائه، وبين كل مواطنيه، تلك هي البنية الفكرية التي تغوص في ضمير الأمة، فتستلهمه شعاراً، تستنير به في درب صعودها نحو وطن آمن ومستقر ومزدهر.
        نحن في سورية الحبيبة، نعيش لحمة وطنية غالية بين المسلمين والمسيحيين على صعيد الفرد والجماعة، ورؤية واحدة على صعيد الأرض والوطن، وإذا كانت تلك مسلماتنا وأمنياتنا التي لا نختلف عليها البتة، فلا بد أننا مفلحون.
        قدر الشعوب أن تصوغ مستقبلها وتُطوِّره حسب ما بلغة ثقافتها من قيم، تبني عليها عيشها الكريم، ومستقبل أبنائها، في ضوء كل ذلك فإننا أحوج ما نكون في هذه الأيام إلى رؤية وطنية، تلخص طموحات الأمة، وتحقق مطالبها في الإصلاح الشامل، بمعناه الواسع فكرياً، واقتصادياً، واجتماعياً، وسياسياً، بمناخ من الحريات العامة، التي تضمن وصولنا إلى حقيقة خيار شعوبنا لمستقبلها على كل الصعد، فلنسعى بلغة المحبة إلى ولوج هذا الطريق الآمن لنا جميعاً، فلا لغة العنف والتحدي، ولا أعمال التخريب والهدم، ولا التناحر والعداء، سبل الوصول إلى الغايات، وإنما الحيلولة دونها بإدراك مطالبها، والعمل لها معاً هي الأسلم سلوكاً، والأرفع غاية، والأمضى سلاحاً، فإلى هذا الطريق نتجه وإلى هذا السلوك نطمح، سائلين الله أن نكون عوناً لسواء الخيار والسبيل.
        لقد تعلّمنا من تجارب التاريخ أن الانفتاح على الآخر مطلبٌ عام، وحوار الحياة والعمل هو أساس التقدم والنجاح, وخدمة الوطن كأولوية في القائمة المطروحة على الساحة، لأن الوطن هو بمثابة الأم التي تلد بنيناً وبنات, وتعطيهم سمة المواطنة. فالمواطن الصالح لا يمكن أن يخرج منه إلا الصالحات، أما المواطن السيئ فلا يعطي إلا السيئات، ولكن من منّا يريد أن يرى بأمّ عينه هذا الوطن الغالي يتزعزع من الداخل, ويصبح طعمة لمخططات تسعى لتدمير البلد من الخارج.
        إننا نمرّ في مرحلة صعبة من تاريخنا المعاصر، ونشعر بأن أياد خفية لها نيّات سيئة ومخططات مدمّرة، تسعى لزعزعة ثقة المواطن بالوطن، ولفك الارتباط بين أبناء الوطن الواحد، وفرز المواطنين بين مؤيد ومعارض من جهة، وبين صالح وخائن من جهة أخرى. لهذا فالوعي في هذه الفترة الحرجة هو اساس لإخراجنا من الأزمة التي نمرّ بها، وكلما زاد هذا الوعي كلما تراجعت مخططات المخرّبين في هذا الوطن، من الداخل والخارج. وزيادة الوعي تعني الحكمة في الرؤية، لأن الوطن لا يتحمّل هزّة تقضي على أحلام أبنائه، ورؤيتهم في أن يكون وطنهم متماسكاً، قوياً، معطاءً، معززاً، مكرماً، مستقلاً، يأخذ قراراته من أجل الخير العام، ونشر المحبة والسلام، في كلّ ربوعه، وتوطيد أركان الاطمئنان والأمن بين كل شرائح وتيارات هذا الوطن.
        إننا كمواطنين سوريين مسلمين ومسيحيين،  نناشد كل أصحاب الضمائر الحية والإرادة الطيبة، في وطننا العزيز في أن نظهر للعالم بأننا متماسكون، وملتزمون بخدمة الوطن، ونرفض كل أشكال العنف، والقمع، والإرهاب، والقتل، والتخريب، والتدمير، الذي يبدو للبعض أنه طريق للخلاص من أزمات نعيشها. فالعبرة هي بإصلاح الوطن، وليس بإسقاطه، وهذا لا يتم إلا بالالتفاف حول بعضنا من أجل خدمة الوطن والمواطن، والحث على تجاوز أخطاء الماضي، من خلال الرؤية الصائبة التي أشير إليها، لبناء الوطن خالياً من الشوائب والتجاوزات.
        لقد تعلمّنا من خلال الحوار المسيحي الإسلامي، أن حوار الحياة والعمل، عنصر مهم لتوطيد أركان العيش المشترك، والإخاء الديني في الوطن الواحد. فكل مواطن صالح يتطلع إلى أن يرى وطنه معززا بالرفاه والسعادة والفرح، لا يقوى إلا على تقديم يد العون من أجل خدمة المواطن، وتعزيز شأنه في كل المجالات، هذه رؤية كل مواطن صالح.
        لهذا نهيب بالمواطنين السوريين الخيّرين والصالحين والمخلصين، خاصة في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها هذا الوطن الكبير، أن نبقى يقظين ساهرين على أن نبعد كل مكروه عنه، وأن نجعله في مأمن من أعمال الشر والتخريب، ونبعد كل شائبة أو فكر سيء، إذا ما أصاب الوطن يصيب كل أبنائه، فلنعمل في رؤية فكر الجميع ومصالحه، فهي محصله مصلحة الوطن لجميع أبنائه


27
الفوج الكشفي الخامس في حلب يقيم معرضا بعنوان لـ "أرقامنا معنى"

عنكاوا كوم ـ سوريا – حلب - جميل دياربكرلي
 
بمناسبة عيد المرأة العالمي وضمن نشاطات الفوج الكشفي الخامس في حلب (الكشاف السرياني ـ مار أفرام) دعت عمادة الفوج إلى معرض بعنوان "لأرقامنا معنى"، وذلك يوم الجمعة الـ 11 من اذار الجاري وفي صالة يعقوب الرهاوي.
ويأتي المعرض تتويجاً للبرنامج الفصلي لفرقة المرشدات. وتضم الفرقة فتيات من المرحلة الإعدادية ويشرف عليها القائدة ميرنا حنا والمساعدة رنا فتوح.
 وتضمن المعرض الذي شهد زيارة كثيفة للأهالي والأصدقاء عدد من المحطات منها، الطاولة رقم 32 وهو عدد أسنان الإنسان وفي هذا القسم كل ما يتعلق بالأسنان بالإضافة إلى وجود فتاتين من الفرقة للشرح عن هذا الموضوع.
وقسم أخر يحمل الرقم 4 وهو عدد الألوان الأساسية الأحمر الأزرق الأبيض الأصفر بالإضافة إلى وجود أعمال ولوحات فنية مميزة، وشرح عن صنع الألوان وأنواع اللوحات الفنية وقسم يحمل رقم 9 وهي عن الكواكب والمجرات ورواد الفضاء، وأخر رقم 13 وهو عدد حركات رقصة الباليه، وقسم يحمل رقم 4 وهو مخصص لأربع حقوق للطفل . والجميل في المعرض بأن الشابات اللواتي نظمن المعرض كل منهن متعمقة في قسمها وتقد شرحاً وافياً للزوار.
وقالت مسؤولة فرقة المرشدات ميرنا حنا ومساعدتها رنا فتوح لموقع "عنكاوا كوم" ان الهدف من اقامة هذه المعارض هو ابراز مواهب الفتيات من خلال الكشاف وإعطائهم الدافع للتفكير بالمستقبل، وبعض القضايا ذات الطابع العالمي وخصوصاً قضايا المرأة بالإضافة لجعل الفتاة مستعدة وقادرة على القيام بأي عمل يعود بالفائدة عليها وعلى مجتمعها.
وعند سؤالنا عن دور فتيات الكشاف في المجتمع قالت حنا " للفتاة الكشفية دورهام في المجتمع فالكشاف مؤسسة جامعة، ومؤسسة تربوية وأخلاقية ومهنية وتعليمية، فعندما تنشئ الفتيات في الكشاف تنمو عندها عدد من الخصال الهامة منها الانضباط، التحمل، المسؤولية، وهذه الأمور هامة لأي فتاة في المجتمع في يومنا هذا".
وأضافت فتوح أن "هذه التنشئة مع الدراسة لابد أن تثمر في المجتمع وبالتالي وفي المستقبل نجد لدينا طبيبات ومهندسات ومعلمات وربات منزل ملتزمات بخدمة الإنسان والمجتمع بكل ما تحمله الكلمة من معنى".
 
 

28
فرقة بيث نهرين تقدم امسية وطنية سريانية في حلب


عنكاوا كوم ـ  حلب / جميل دياربكرلي -خاص

 
تحت رعاية نيافة المطران يوحنا إبراهيم، أقامت جوقة بيث نهرين بقيادة الشماس الملفونو جورج قمر أمسية أناشيد وطنية سريانية ضمن احتفالات أبرشية حلب بعيد مار أفرام السرياني، وذلك مساء يوم الجمعة الـ 11 من أذار الجاري وفي كنيسة مار جرجس بحي السريان ـ حلب.
تضمنت الأمسية عدد من الأغاني التي تحمل الطابع التراثي والقومي والشعبي السرياني وهي من تأليف عدد من الكتاب والأدباء السريان في العصر الحديث أمثال الملفونو يوحانون قاشيشو والمطران يوحنا دولباني والخوري برصوم أيوب الموصللي، والمطران أفرام عبودي والملفونو فولس كبرئيل والملفونو يوحنا سلمان وغيرهم من رواد النهضة في العصر الحديث وأغلب هذه الأغاني من  ألحان الموسيقار السرياني الراحل كبرئيل أسعد والملحن الخوري بول كولي.
الجدير بالذكر، أن الجوقة التي تتألف من 30 عضواً ومن الجنسين قدمت عدد من الأغاني من تأليف وألحان قائد الجوقة الملفونو جورج قمر والموسيقار نوري اسكندر وكلاهما من أبناء حي السريان.
وكان الختام مع كلمة لراعي الأمسية سيادة المطران يوحنا الذي أثنى على عمل الجوقة متمنياً لهم الاستمرار، كما حثهم على المتابعة في عملهم الذي يهدف لنشر تراث وثقافة السريان.هذا وقد اكتظت الكنيسة بالحضور الذين صفقوا طويلاً بعد كل أغنية.
اسماء الفرقة الموسيقية المرافقة للجوقة: جورج تورو (كمان)، جان بولص(كمان)، فادي تورو(تشيللو)، مايك مقديس (أيقاع)،جانيت قانونجي(فلوت)، جويل قلايجي(أورغ)، ديانا تورو(فلوت)، ميريا توكمه جي(قانون)


29
أضواء على الماضي
من أرشيف عائلة حنا سري جقي
                                                                           
عرض ونقد
جميل الياس دياربكرلي

 
 
أهداني الباحث الأستاذ فريد بسمارجي كتابه الجديد المعنون بـ أضواء على الماضي من أرشيف عائلة حنا سري جقي ܢܘܗܪܐ ܥܠ ܙܒܢܐ ܕܥܒܪ (أحداث، شخصيات، رسائل) والكتاب من الحجمّ الوسط، ومزين بغلاف بديع من تصميم المهندس أبراهام إيوازيان .
غاية الكتاب هو تسليط الضوء على جزء هام من تاريخ شعبنا في العصر الحديث، أي في الفترة الواقعة مابين عام  1872 لعام 1950.  وما أحوج الباحثين والكتّاب في عصرنا إلى مراجع ومصادر عن تلك الفترة الزمنية، التي لا يعرف عنها سوى الجهل والتخلف اللذين كانا ينخران في جسم الشعب والكنيسة، نتيجة السياسات العثمانية المستبدة والجاهلة والمتعصبة عرقياً ودينياً، فجاء هذا الكتاب ليوضح بعض الاستفسارات والتساؤلات التي كانت تطرح بين الحين والآخر عن وضع السريان في تلك الفترة في آمد (دياربكر)، وماردين، حيث دير الزعفران، وهو المقر البطريركي الأنطاكي السرياني، ومديات وقصبة طورعبدين وقراها،  لا بل يمتد هذا الكتاب وما يحويه من أرشيف ثمين ليطال أوضاع وأحوال الأبرشيات السريانية اللائذة بالكرسي الأنطاكي السرياني. من حلب الذي يبين كيفية بداية بزوغ فجر جديد للسريان فيها، بعد أن خلت من أبنائها الذي تركوا الكنيسة متوجهين إلى الكثلكة، وحمص مركز أبرشية سوريا ولبنان، ومركز البطريركية بعدئذ،ٍ التي كانت أشبه بخلية نحل في النشاط ومتابعة السريان المهجرين الذين قصدوا سوريا ولبنان لربما يجدون في ربوعهما الأمن والاستقرار، ودمشق والبدايات السريانية فيها، وكذلك بيروت، ولا أنسى القدس وهي التي بحسب الكتاب كانت من أنشط الأبرشيات على الإطلاق بالنواحي الروحية و الاجتماعية والعلمية كافة.
والجدير بالذكر أن معلومات الكتاب كلها مأخوذة ومستقاة من أرشيف عائلة سريانية أخذت على نفسها عهداً أمام الله أن تظلّ وفية في خدمة الكنيسة والشعب السرياني، لكن للأسف ظلّ أسم هذه العائلة ولمدة ربع قرن الأخير أو أكثر مغموراً، ولم يخلد بالشكل اللائق لتوضع أسماؤهم في سفر رجالات الأمة.
إنها عائلة حنا سريّ جقي التي انطلقت من مدينة آمد السريانية، واشتهرت في زمن المعلِّم حنا، الذي طار صيته إلى كلّ مكان فيه السريان، كيف لا وهو المعلم، والمربّي، وعضو المحكمة الكنسية، والكاتب، والشماس، وحامل أوسمة سلطانية، فشخصية المعلم حنا التي كانت تستقطب رجال الدين والسياسة والأمة كلهم حوله، والرسائل الموجودة في الكتاب والموجهة إليه هي أكبر دليل على المكانة المرموقة التي كان يتبوأها باستحقاق نتيجة تضحياته وعطائه الفكري والروحي والإداري والتعليمي.
هذا ولم ينحصر عطاء المعلم حنا فقط في مجتمعه، وإنما نما أيضاً في عائلته أيضاًَ، التي أكملت مسيرة الخدمة والعطاء من خلال أبنائه الذين كان يشّهد لهم القاصي والداني بأفضالهم ومواقفهم سواء على اللغة أو على النهضة السريانية وحتى على الصحافة والإعلام ، وعلى تطور وازدهار الكنائس أين ما حلّوا، كما كانوا كالجنود يُلبّون نداء رؤسائهم الروحيين في التنقل من مكان إلى آخر في سبيل إنعاش وتطوير مراكز الطائفة، فحازوا ثقةً لا مثيل لها من الرؤساء الروحيين، وكما كانوا يتغذون دائماً من فكر الوالد المعلِّم حنا فكانت رسائله لهم لا تنقطع، وكلها تحمل طابع التوجيه والإرشاد، ومنها ما كتبه إلى أحد أبنائه في محبة الأمة والقومية وخدمة الكنيسة والوفاء لها فيقول : الغيرة الجنسية (القومية) ومحبة الطائفة كأنها مرض في عائلتنا. إذ إننا نفضل خير الطائفة على خيرنا ومصالحنا.  وأما أولاده فهم :
-          جرجس جميل جقيّ (1884ـ 1932) الذي له أيادٍ بيضاء في كثير من المجالات وخصوصاً في إدارة المدرسة السريانية في حمص سنة 1907، كما يرجع له الفضل في تأسيس مدرسة سريانية في دمشق. 
-         سليم سامي جقيّ (1891ـ 1916) تخرج من المدرسة العالية الإنجيلية، وأمتهن التدريس والتعليم إلى جانب قرض الشعر، وقد ألّف كتباً مدرسية في الحساب والجغرافية، بالإضافة إلى تكليفه في عدد من المهام الكنسية من التعليم في مدارس حماة.
-         ميخائيل حكمت جقيّ (1893ـ 1916)  كان معلماً ناجحاً درّس في مدرستي ماردين ودير الزعفران، وأشترك في أصدار مجلة الحكمة التي كان يصدرها دير الكرسي الرسولي الأنطاكي المشهور بدير الزعفران، وكان هو محررها بينما كان الأديب حنّا القس مديرها المسؤول.
-         مراد فؤاد جقيّ (1902 ـ 1958) وهو أكثر إخوته شهرة، فإذا تكلمنا عن الملفان نعوم فائق لابد أن نذكر مراد جقيّ الذي،  ولولا عمله الجبار لما عرفنا شيئاً عن معلمنا وملفاننا ورائد الفكر القومي نعوم فائق[1]، وإذا تطرقنا لتاريخ الصحافة السريانية  سنجد أيضاً مراد جقيّ متربعاً على أحد عروشها من خلال إنعاشه لـ:مجلة الحكمة القدسية وترأسه تحريرها ومدّها بالأبحاث التاريخية والدينية والسياسية التي تنبع من فكره النير وقلمه السيال.
-         شكري بهيج جقيّ ( 1907ـ 1950) وهو خرّيج الجامعة الأميركية في بيروت، عاون أخاه في مجلة الحكمة في البداية ومن ثم لمع نجمه في دمشق ككاتب وصحفي وأديب، وكوّن علاقات طيبة مع رجال السلطة من رؤساء ووزراء وسياسيين معروفين في المجتمع السوري مثل فارس الخوري، وأديب الشيشكلي، وخالد العظم، وجميل مردم ، كما عمل كمراسل لصحيفة ديلي ميل اللندنية المعروفة
وللأسف نجد أن يد المنون كانت تخطف الأخ تلو الأخر، وهم بعد في ريعان العطاء، وهذا سبب من أحد الأسباب التي جعلت من ذكر العائلة طي الكتمان، بالإضافة إلى عدم وجود من يستلم رسالة العائلة  من هؤلاء المعلمين المهرة كما هم تسلموها من والدهم.
وبالعودة للكتاب الذي تصدّر بمقدمة هامة لنيافة المطران يوحنا ابراهيم بعنوان : عطاءات لصنع التاريخ. ومن ثم أبواب يتحدث كل باب عن البطاركة السريان الذين عاصرتهم عائلة جقيّ بدءاً بالبطريرك بطرس الرابع ومروراً بالبطاركة عبد المسيح الثاني، عبدالله الثاني، الطوباوي مارالياس الثالث، وأخيراً البطريرك أفرام الأول، مع وجود بعض الشذرات للبطريرك زكا الأول أيام رهبنته، وبعض المطارنة السريان من أمثال أسطاثيوس قرياقس(1988+)، غريغوريوس بولس بهنام(1969+)، ملاطيوس برنابا(2005+). بالإضافة إلى رسائل من وإلى آل جقيّ لكتّاب وأدباء سريان أمثال الملفان نعوم فائق(1930)، الأرخدياقون نعمة الله دنو(1951)، الأستاذ عبد المسيح وزير(1943)، الفيكونت فليب دي طرازي(1956).
وتضمن هذا الباب الرسائل والمنشورات التي كانت قد صدرت أما عن البطريرك أو في عهده.
ومن ثم خصصت الأبواب الأخرى لتفصّل سير شخصيات آل جقي (الأب والأبناء) وفيها سير كلٍّ منهم بشكل تفصيلي وموثق تاريخياً بالرسائل، تبين هذه الأبواب مدى العلاقات التي شكلوها أبناء عائلة جقيّ، بالإضافة إلى المكانة المرموقة التي احتلوها، والمكارم والمواقف التي أدوها للملة والشعب.
وبقي الباب الأخير مخصصاً لحفيد العائلة، وواضع الكتاب، وفيها رسالة موجهة من مطران حلب السابق مار جرجس بهنام(1992+) إلى الباحث فريد بسمارجي بمناسبة وضعه كتاب توثيقي عن رسامة المطران غريغوريوس يوحنا ابراهيم سنة 1979.
يعتبر الكتاب بكل أبوابه وهي حول شخصيات، وأحداث، ورسائل، من أهم المراجع التاريخية في تلك الفترة، خاصةً ومحتويات الكتاب ترسم للقراء أحداثاً وشخصيات عاشت في تلك الفترة، وأهمها أن الكتاب يوضح الوقت المبكر في تفعيل دور العَلماني في الشؤون الكنسية وبطريقة منظمة من خلال المجالس والمؤسسات، وهذا وإن دلّ عن شيء فإنما يدل على أمرين: الأول مدى الانفتاح الموجود عند البطاركة مارعبد المسيح الثاني، مارعبدالله الثاني، وزاد في عهد البطريرك الياس الثالث. كما  أن البطاركة كانوا يلجأون دائماً إلى خبرات العلمانيين الدينية والدنيوية، وينظمون هذه الخبرات ضمن لجان مختلطة لتهتم بشؤون الطائفة الروحية والزمنية، وإحدى أهم الأعمال التي قامت بها وضع الـ نظام نامة للبطريركية. والثاني وجود أشخاص من أمثال آل جقي وغيرهم ممن كانت الكنيسة والبطريركية بحاجة إليهم وإلى خبراتهم خاصة في أحلك أوقات السريان سوادً في تاريخهم الحديث، ويضحون بالغالي والنفيس في سبيل كنيستهم وشعبهم، ويتركون كل شيء وراءهم ليلبوا نداء الكنيسة على لسان آبائها،إلا أن هذه التضحيات والعطاءات، كانت مقرونة بعلمٍ غزير باللغات وعلى رأسها السريانية، والعلوم الدينية والدنيوية. فوجود صفات في هذه الشخصيات أدى إلى منح السلطة الكنسية كامل ثقتها بهم، وهذا ما لا نجده في هذه الأيام لا بالسلطة الكنسية من حيث الثقة، ولا بالعلمانيين من حيث التضحية والعطاء.
وبهذا نرى أن الكنيسة السريانية كانت من السباقين بين كنائس المنطقة في تفعيل دور العلمانيين من مبدأ: مال لله لله ومال قيصر لقيصر .
كما كشف  الكتاب عن بعض الجوانب النيرة والمشرقة في حياة قادة الكنيسة في تلك الفترة التي لا يعرف عنها سوى جهل رؤسائها ومرؤوسيها. فنرى البطريرك الياس الثالث يولي الصحافة والطباعة والمجلات اهتماما واسعاً، لا بل عمل شخصياً على إصدار مجلة الحكمة القدسية لتكون لسان حال الطائفة السريانية، وأخذ يتابعها رغم زياراته الرسولية ومهامه الكثيرة،  فكان يراسل الإدارة ليباركهم ويشجعهم ويعطيهم نصائحه وتعليماته الأبوية، وتحديداً إلى الباحث مراد جقيّ رئيس التحرير وجاء في واحدة منها : لما كانت الصحف والمجلات لا سيما الدينية منها من أهم الوسائل التي تؤول إلى رفع شأن الطائفة، ولم يكن لطائفتنا صحيفة خاصة تنطق بها بلسانها وتعرب عن آمالها. في إحدى الرسائل يضيف : "  .. ولا حاجة بنا لوصف مقام الصحف في الهيئة الاجتماعية وما يتوقف عليها من صلاح الشؤون في الحالتين الدينية والمدنية ولاسيما في هذا العصر الذي عمّ فيه انتشارها فكانت السلم التي تتدرج بها الأمم في مراتب النجاح والأس الذي تشاد عليه قواعد الفلاح فهي المبقية لآثارنا والمترجمة عن اسلافنا والمنبئة بأخلاقنا والدالة على عاداتنا...."
وأما دعم المجلة الناشئة أدبياً ومادياً فكان على جدول زيارات قداسته، فكان يحث أبناءه السريان على رفد المجلة بالمواضيع فيقول: "... أن تعضدوا مجلتكم الحكمة وتناصروها بشتى الوسائل وتؤازروها بالمساعدات المادية والأدبية فهي صحيفة منكم وإليكم..."
والجانب الهام والذي ظهر من خلال الكتاب ـ الأرشيف أيضاً، هو المحبة الجنسانية (القومية) عند المعلِّم حنّا فكما كان يوصي أبناءه بخدمة الكنيسة هكذا كان يأمرهم بمحبة السريانية لغةً وتراثاً وآباءً وخدمة السريان والحفاظ على التراث السرياني، وقد أثمرت محبته في تلميذه الملفان نعوم فائق الآمدي رائد الفكر القومي عند شعبنا. وهكذا نرى المعلم حنا من أوائل من نضج لديه الفكر القومي.
تتعلق ملاحظتي الأولى باعتماد الكتاب الانتقائية في نشر الرسائل، وأرى أن بعض الرسائل لا داعي لنشرها، منها ما جاء مدح آل جقيّ وفضائلهم، الأمر الذي يتفق عليه الجميع، فلو أعطي مكاناً لرسائل أخرى ذات أهمية تاريخية لكان هذا الكتاب مرجعاً عاماً، والرسائل والخطابات الخاصة بالبطريرك أفرام برصوم وما يمثله هذا البطريرك من خطٍ قومي أراها جاءت على حساب ضآلة الرسائل الخاصة بالملفان نعوم فائق والصحافي السرياني فريد نزها، فلا يكمل الأرشيف إلا بذكر شخصيات سريانية، ربطتهم بالعائلة أكثر من رابطة إن لم تكن التلمذة للمعلم حنا كالملفان نعوم فائق، فستكون حتماً الزمالة بالعمل في بلاط صاحبة الجلالة الصحافة كفريد نزها، وبذلك يفقد الكتاب بعضاً من شفافيته التي لايجب أن يغفل عنها عند كتابة التاريخ، وأعتقد أنه لو أن أحد أبناء المعلم حنا نشر هذا الكتاب لم وقع في هذه الخطأ. فأرجوا من الأستاذ حنا بسمارجي الإسراع في نشر الوثائق المهمة في الأرشيف وخصوصاً تلك التي لها علاقة مباشرة في تطور ونشأة الفكر القومي عند شعبنا في العصر الحديث، ودعني أستبشر خيراً كما أستبشرته سابقاً عندما علمنا أن الأرشيف في حوزة شخص عرف عنه الشفافية والصدق مثلك 
أما الثانية فكنت أتمنى أن يكون تبويب الكتاب أفضل بحيث لا يجعل القارئ يتوه في البحث عن رسالة لشخصية ما أو في موضوع ما ، وبالرغم من أن المقدمة والتقديم كان وافيين إلا أنه كان يجب تقديم الأبواب الأخيرة بحيث يبدأ الكتاب في شرح مفصل عن رجالات آل جقي ومن ثم عرض العلاقات والمراسلات مع البطاركة والشخصيات. وكان من الأفضل أن يلحق الكتاب فهارس توضيحية خاصة فهارس الأسماء والأماكن، تليق ومكانة هذا الكتاب والأرشيف المدون فيه، وليكون معداً ومؤهلاً لاستعمال الباحثين والكتاب. ربما نرى ذلك في الطبعة الثانية.
وفي النهاية لا يسعني سوى تثمين جهد الباحث والأستاذ فريد بسمارجي عالياً على عمله الشاق والطويل في سبيل كشف الستار عن هذا الأرشيف الهام لعائلة جقيّ، وهو حفيد المعلم حنا سريّ جقيّ، كما أزف كتاب أضواء على التاريخ إلى مكتباتنا ليأخذ مكانه في الإضاءة على بعض  جوانب مرحلة صعبة ودقيقة من العصر الحديث للسريان. كما أأمل أن يعود ويتبوأ آل جقيّ من خلال هذا الكتاب، مكانهم الطبيعي بين كل من خدم شعبه وكنيسته وتراثه ولغته فكانوا كلهم بحقّ رجال الأمة.
   
 


________________________________________
[1] راجع مقالتي المعلم نعوم فائق... رائد الفكر القومي الوحدوي مجلة سيمثا العدد (10) المجلد الثالث السنة (2009) دار المشرق الثقافية دهوك

30
راعي الكنيسة الكلدانية في دمشق يبدي استغرابه من
المعلومات الواردة في مقال الكاتب ليون برخو

عنكاوا كوم – سوريا – دمشق – جميل دياربكرلي
 
ابدى راعي الكنيسة الكلدانية في دمشق استغرابه من المعلومات التي اوردها الكاتب ليون برخو في مقاله المنشور في الموقع ويحمل عنوان "الى أنظار رئاسة الكنيسة الكلدانية في سوريا" حول عدم السماح للعراقيين بالجلوس في المقاعد الاولى في الكنيسة والمبالغ المالية التي يضطرون الى دفعها مقابل دفن موتاهم.
وقال الاب فريد بطرس في حديثه لموقع "عنكاوا كوم"، مخاطباً برخو "ليأتي ويرى الكنيسة فمن كبيرها صيغيرها هم من الاخوة العراقيين فهم الكورال وهم اللجان وهم الكبيرة والصغيرة في الكنيسة".
واضاف "أما موضوع المقاعد فنحن لدينا رعية سورية صغيرة جداً في دمشق ونتيجة أنقطاع دام ثلاثين سنة بسبب عدم وجود كاهن يخدمهم فنحن اليوم نحاول أن نقرب هذه العائلات للكنيسة فنخصص أربع مقاعد فيها لجلوس العائلات التي تأتي على موعد القداس حسب عادات أهل دمشق والتي هي بعكس عادات الأخوة العراقيين الذين يحضرون للكنيسة قبل ساعة ونصف  لذا ليس كما يدعي نصف الكنيسة".
وتابع "الذي يعيش في دمشق يعرف أن الأخوة العراقيين يعاملون معاملة أهل البيت".
وبخصوص المبالغ المالية التي تستحصل من العائلات العراقية لدفن موتاها، أوضح " قبل وصول العراقيين بأعداد هائلة كنا في دمشق نعتبر من أصغر الكنائس على الإطلاق ومساحة المقبرة تكفينا كرعية صغيرة ومع توافد الإخوة العراقيين سمح سيادة المطران أنطوان أودو مطران سوريا بدفن موتى أبناء كنيستنا العراقين في مقبرتنا وضمن إمكانات محدودوة جداً".
واوضح "الجميع يعرف وضع المقبرة وكثيرون طلبوا أوراقاً ليدفنوا موتاهم في مقابر أخرى وكنا نعطي ونقدم التسهيلات".
وزاد "أستغرابي من موضوع الدفع فالسيد برخو قال أن التكاليف هي 15000 بينما هي 12000 وهي تكاليف الصندوق وهذا المبلغ لاتدفعه الا العائلات ذات الوضع الجيد في حين تتكفل الكنيسة دفن موتى العائلات ذات الدخل المحدود".
وقال الاب بطرس "الأجدر بالسيد برخو بدل أن يتكلم أن يقوم بحملة تبرعات في السويد ليكون للطائفة مقبرى لائقة".
وعن الشفافية في الكنيسة، اوضح ان "أبرشية سورية ورعية دمشق قدمت الكثير من المساعدات فمستوصفنا يرصد له سنويا مليون ونصف المليون ليرة سورية لمعالجة المرضى من الأخوة العراقيين وهذا واجب علينا وليس منة ولكن القاصي والداني يعرف خدمات هذا المستوصف في دمشق عدا المساعدات الغذائية والسكنية وغيرها".
وقال "أما الحسابات والشفافية فشيء معيب أن يتكلم بها السيد برخو فنحن لدينا لجان وكاهن رعية ومحاسب قانوني ومطران الأبرشية يراقبون هذه الحسابات وهذا النظام موجود في كل مكان، كما لانسمح بالتشكيك في شفافيتنا ونظافة يدنا".
واضاف "لا نسمح لأحد أن يزايد علينا بشيء فنحن في كنيستنا مهتمون كثيراً بالطقوس وكذلك بلغتنا الكلدانية ولكن الطقس حياة ونحن نجمع بين التراث وبين الطقس وبين والحياة التي تنبع من الطقس"، وتساءل "هناك عدد من المؤمنين لا يعرفون اللغة ألا يجب أن يشاركوا هؤلاء أيضاَ؟".
وبينّ الاب بطرس "كنا قد أقمنا دورات لتعلم اللغة ولا زالت الدورات قائمة وفيها اليوم 40 طالب ويشرف على الدورات الشماس سمير زوري اللقوشي".
وقدم الاب بطرس شكره للموقع "لما يقوم به من نشر للحقائق".
 

31
الجنرال عون يزور مطرانية السريان في حلب
والبطريرك عيواص يقيم مأدبة غداء على شرفه

عنكاوا كوم ـ جميل دياربكرلي ـ خاص
بدعوة من نيافة المطران يوحنا إبراهيم متروبوليت حلب للسريان الأرثوذكس، قام دولة الرئيس العماد ميشال عون رئيس تكتل التغير والإصلاح في لبنان، يرافقه عدد من الوزراء والنواب بزيارة إلى دار مطرانية السريان الأرثوذكس في حلب، وذلك ظهر يوم الثلاثاء المصادف في 8 شباط 2011، وكان في استقباله أصحاب النيافة المطارنة السريان في سوريا وهم: يوحنا إبراهيم (حلب)، بطرس النعمة (حمص)، ماتياس نايش (المعاون البطريركي)، جان قواق (الديوان البطريركي) ونائبا رئيس المجلس الملّي بحلب، والأستاذ حبيب أفرام رئيس الرابطة السريانية بلبنان وعدد من الكهنة. وبعد صلاة قصيرة في كاتدرائية مار أفرام السرياني، وعزف بعض المقطوعات من قبل الفوج الكشفي السادس(كشاف مار جرجس)، جلس العماد عون وصحبه على مائدة الغداء التي أقامها على شرفه قداسة البطريرك مار إغناطيوس زكا الأول عيواص بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، وشارك أيضاً سماحة مفتي الجمهورية العربية السورية الشيخ د. أحمد بدر الدين حسون، بالإضافة لصاحبي المعالي الوزير جبران باسيل والوزير فادي عبود  ، وأربعة من النواب اللبنانيين، وبعض أعضاء مجلس الشعب السوري، والسادة رؤساء الطوائف المسيحية في حلب الروم الأرثوذكس والموارنة والأرمن الأرثوذكس والأرمن البروتستانت، السادة رجال الدين الإسلامي. بدايةً كانت كلمة المطران يوحنا إبراهيم جاء فيها: " لقد كنتم القائد السرياني، الماروني، المسيحي، المشرقي، الوطني، المتجذر من تاريخ المنطقة، وكرّستم في حياتكم خطاً سياسياً هو الانفتاح والتواصل والجسر، وأكّدتم لكل المواطنين في هذا الشرق العربي الكبير، مقولة الالتزام بالأرض."
وأضاف إبراهيم: " أريد أن أقول لدولتكم، أننا مؤمنون بانتمائنا، فخورون بعقيدتنا، نُعلن بإيمان صادق فكرنا بالعمل المشترك، ونلتقي وإياكم بكل هذه المفاهيم التي نتمناها خالدة، لأنها تجّسد التاريخ المحضون في الجغرافيا الماثلة التي تزورونها. ما تزال تشهد عبر التاريخ وعبق الحضارة، وتراث المسيحية الأنطاكية المشرقية."
أما قداسة البطريرك زكا الأول فقال في كلمته الترحيبية : "...أهلاً بكم وبصحبكم ومرافقيكم وفقكم الله في مسيرة العطاء والخدمة في لبنان المستقل العزيز والكريم يؤمن كما في تاريخه الطويل بتعدد الأفكار والآراء والأديان والمذاهب والتيارات..."
وأما سماحة مفتي الجمهورية الشيخ د. حسون  فجاء في كلمته عن الجنرال عون: " ... أقولها رسالة لكل أخوتي في لبنان ما رأيتك يوما في بدلتك العسكرية، وثيابك المدنية، إلا وأنت اللبناني الخالص بحب وطنه، وحب أمته، والدفاع عن المقاومة التي فرّ الكثير من الناس من احتضانها وخافوا من عواقبها ولكنك وجدت نفسك من اللحظة الأولى مقاوماً..."
وأضاف حسون:  " ... لا أقول لك احتضنت بل أنت المقاوم معهم دائماً..."
وختمها دولة الرئيس العماد ميشال عون الذي انطلق من المساواة بين الناس في الحقوق والحريات، ووجهات النظر المختلفة التي هي غنى للإنسانية فجاء في كلمته: نحن بحاجة لمجتمع نربيه على حرية المعتقد الديني والسياسي، كما نعلمه حق التفكير الحرّ والتعبير عنه ضمن سقف الحقيقة... كما يجب أن نقدس حقّ الاختلاف."
هذا وقد اكتظت الشوارع المحيطة بدار المطرانية بالجماهير التي أرادت لقاء الشخصية اللبنانية المتميزة التي تزور سوريا برفقة عدد كبير من اللبنانيين الذي جاؤوا كحجاج لبراد القريبة من حلب وهي التي تضم رفات القديس مارون أبي الطائفة المارونية.
 

32
البطريرك عيواص يقيم مأدبة عشاء في حلب  على شرف رئيس الوزراء السوري

عنكاوا كوم ـ  سوريا – حلب - جميل دياربكرلي
 
يقوم قداسة البطريرك مار إغناطيوس زكا الأول عيواص بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس بزيارة خاصة إلى أبرشية حلب لمدة أربعة أيام.
وبهذه المناسبة دعا نيافة المطران يوحنا ابراهيم إلى مأدبة عشاء ترأسها قداسة البطريرك على شرف رئيس الوزراء السوري المهندس محمد ناجي العطري، مساء الجمعة 4 شباط الجاري، حضرها أصحاب النيافة المطارنة، بطرس النعمة مطران حمص وحماه، ماتياس نايش المعاون البطريركي ، جان قواق مدير الديوان البطريركي بدمشق، بالاضافة الى حضور سيادة المطران بولس يازجي مطران الروم الأرثوذكس في حلب، وجورج أنطاكي عميد السلك القنصلي بحلب وقنصل البرتغال، والمحامي أدوار الخولي عضو مجلس الشعب السابق، والملفونو موريس أسمر، والملفونو أدوار تورو نائبي رئيس المجلس الملي في الكاتدرائية ومرعيث مار جرجس، والأب الخوري جوزيف شابو.
 ودارت في اللقاء  أحاديث مهمة بين قداسة البطريرك ورئيس والعطري وبالاخص حول الأوضاع الجارية اليوم في المنطقة، وشرح قداسة البطريرك لدولته ما يتعرض له دير مار كبرئيل في طور عبدين، من إشكالات حول ملكية الأراضي التابعة للدير، طالباً منه التوسط لدى رئيس وزراء تركيا رجب الطيب أردوغان لحلّ هذه المشكلة التي أقلقت السريان في كل العالم لما يحتله هذا الدير من مكانة خاصة ومميزة لديهم.
من جهته، ابدى العطري تفاؤله لما يجري في سوريا اليوم وخاصة فيما يتعلق بخدمة الانسان.
وقد ودع الضيف بالحفاوة التي استقبل فيها.



33
المعلم نعوم فائق... رائد الفكر القومي الوحدوي

                                                                                                                بقلم
                                                                                                    جميل دياربكرلي ـ سوريا



قلما يجود الزمان على شعبنا بعَلماني متبحر بالثقافة واللغة والتراث السرياني. لأن شعبنا في فترة نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين كان يعيش في عزلةٍ فرضها عليه رجال الدين الذين حصروا الثقافة والعلوم واللغة بهم، وكذلك بسبب الاضطهادات التي توالت على شعبنا الذي أخذ يفكر بوجوده وبقائه على أرضه، فنراه يهمل العلم والثقافة على حساب حماية الذات والإجراءات الدفاعية للبقاء على قيد الحياة.
فصاحب الترجمة  ظهر في هذه الظروف. فقد ولد نعوم بن الياس بن يعقوب بالاخ في آمد السريانية (اليوم دياربكر) في شهر شباط سنة 1868. درس أولاً الإبتدائية في مدارس الطائفة، ثم في الثانوية الشهيرة التي أسستها ((جمعية الشراكة الأخوية للسريان القدماء)) حيث أتقن اللغات السريانية والتركية والعربية والفارسية، وبعض الألمام بالفرنسية، واللألحان الكنسية. ولكن للمشاكل الاقتصادية أغلقت المدرسة أبوابها. فأخذ الشاب نعوم يثقف نفسه بنفسه من خلال المطالعة. على أثر وفاة والده اضطر للعمل وكان قد عمل في مجال التدريس لمدة أربعة أعوام، كما قام بزيارة إلى سوريا ولبنان والقدس باحثاً ومفتشاً عن المعرفة في بطون المخطوطات الموجودة في حمص، وديرالشرفة، والدير المرقسي.
أسس في آمد جريدة أسماها كوكب الشرق، وأصدرها بثلاث لغات وهي: السريانية، والعربية، والتركية. وجعلها لسان حال طائفته. وتعتبر (ܟܘܒܒܐ ܕܡܕܢܚܐ) كوكب الشرق أول صحيفة سريانية تصدر في آمد، وكان قد أنشأها سنة 1910 واستمرت في الصدور لعامين متتاليين ويتبين من المقالات التي نشرت فيها أنها كانت جريدة توجيهية تسعى للإصلاح، ومن أهم الموضوعات التي وردت فيها: من يفكر بأمر هذا الشعب، الفوضى عند السريان، نظام الشورى في الطائفة، المطابع هي ألسنة الشعب الناطقة، التفاخر بالأجداد لايجدي نفعاً... والكثير من المقالات الرائعة والمفيدة التي كان من النادر طرحها علناً في ذلك الوقت.
هاجر ملفاننا إلى أميركا سنة 1912، ومن أسباب هجرته لأرض الوطن المظاهر العدائية التي حدثت في آمد وضواحيها للأقليات المسيحية. ولكن لم تلن عزيمته في البلاد الجديدة فأخذ يؤسس لجريدة أسماها (ܒܝܬܢܗܪ̈ܝܢ) بين النهرين التي كان قد بدأ بإصدارها في مطلع العام 1917، باللغات العربية والسريانية والتركية، فأرادها الملفان نعوم فائق ـ الذي جاع ليطعم جريدته ـ أن تكون لسان حال السريان النازحين إلى أميركا، وصلة الوصل بينهم وبين أقرانهم في الشرق. وعمر هذه الجريدة ثلاثة عشر عاماً فتاريخ صدور أخر عدد هو أواخر 1929، ونلاحظ أن جريدة بين نهرين كانت قد أخذت طابعاً دينياً سريانياً أورثوذكسياً بحتاً في سنواتها الأولى، ولكن عندما وضعت الحرب العالمية أوزارها، وبدأت فكرة مطالبة الشعوب التي كانت رازحة تحت نير السلطنة العثمانية بالتحرر والاستقلال، وكذلك نشوء فكرة إيفاد هيئة لمؤتمر السلام لتعرض ما حلّ بالشعب الآشوري(الكلمة هنا تعني السريان(الأرثوذكس والكاثوليك) والكلدان وأبناء كنيسة المشرق) من مظالم والاضطهاد، نرى أن الجريدة تتحول من جريدة طائفية إلى جريدة قومية وحدوية. وهذا مقطع من المقدمة التي سطرها يراع صاحب الترجمة فيقول فيها:"...إذ ليس مقصدنا إظهار ذاتنا من الحكماء والعارفين بل جلَّ غايتنا هي الخدمة الوطنية، وحثّ أخواننا السريان على الاحتفاظ بالقومية والجنسية وعلى التشبه بهذه الأمة الراقية... مذكرين كلا من هذه الفرق بأنهم سريان جنساً وعرقاً ولحماً ودماًَ ولساناً ووطناً لكي تتحد اتحاداً أدبياً لإعلاء شأن الأمة الآثورية التي كانت في غابر الأزمان أمة زاهرة في كل أنواع المعارف والفنون والصنائع وتنهض بعزم ثابت للمطالبة بحقوقها، هذا هو الغرض الرئيسي من إنشاء هذه الجريدة."
كما ترأس المعلم نعوم فائق تحرير جريدة الاتحاد(ܚܘܝܕܐ) التي كانت تصدرها الجمعية الوطنية الآثورية ـ الكلدانية في أميركا، وكان هدف هذه الجريدة هدفاً قومياً بحتاً ألا وهو إيجاد اتحاد عام بين الشعوب والطوائف السريانية وإحلال القومية بدل الطائفية المقيتة. هذا وقد لعبت المواقف الشجاعة للبطريرك مار شمعون بنيامين (1918+)، والمعارك التي خاضها القائد البطل أغا بطرس قائد القوات الكلدوآشورية، وملاحم البطولة التي نسجتها القرى السريانية في طورعبدين (ܛܘܪܥܒܕ̈ܝܢ) وفي مقدمتها أزخ وعين ورد دوراً في خلق الفكر القومي لدى الملفان نعوم فائق، الذي أدرك أن وحدة هذا الشعب لن تتم إلا بالولاء تحت اسم قومي يوحد الجميع، فأطلق صرخته الشهيرة(ܐܬܬܥܝܪ ܒܪ ܐܳܬܘܪ ܐܬܬܥܝܪ) فكانت الصرخة القومية الأولى لابل الشرارة التي أضرمت الشعور القومي عند عدد كبير من أدبائنا وكتّابنا ومفكرينا الذين أخذوا من فكره طريقاً يسلكونه ومن أمثال هؤلاء الصحفي الثائر فريد نزها.
وهذه بعض الأبيات من القصيدة التي كانت الشرارة لفكره القومي الرائد في العصر الحديث:
ܐܬܬܥܝܪ ܒܪ ܐܳܬܘܪ ܐܬܬܥܝܪ                ܘܚܙܝ ܠܥܠܡܐ ܟܡܐ ܢܰܗܝܪ
ܦܠܥܐ ܡܢ ܐܝܕܝ̈ܢ ܗܐ ܕܒܝܪ                 ܐܳܦ ܙܒܢܐ ܒܪܗܝܒܘܼ ܥܒܝܪ
ܒܥܝܪܘܬܐ ܢܐܚܘܪ ܓܘܣܐ                   ܠܡܥܠܝܘ ܢܓܕܘܠ ܛܰܘܣܐ
ܘܐܢ ܠܐ ܢܬܬܥܝܪ ܕܠܐ ܦܘܪܣܐ              ܐܳܪܥ ܠܢ ܒܐܘܪܚܢ ܩܻܐܪܣܐ
كما كان معروفاً عن ملفاننا الآمدي، ولعه وشغفه بقراءة ومطالعة الكتب، وخاصةً  الكتب التي تتحدث عن شعبنا ولغته وتراثه، فلا نعرف بماذا نصف الملفان نعوم فائق عندما نتحدث عنه، فهو الصحفي، والأديب، والمؤرخ، والشاعر، والشماس، واللاهوتي، فهذه الشخصية لولا ذات ضيق اليد لتصدر قائمة المؤلفين ليس بين السريان فقط ولكن بين كل الشرقيين ولكن معظم مؤلفاته بقيت مخطوطة تنتظر من يطبعها، ويتبين من كتاباته حبه الجمّ للغة السريانية، وغوصه في مصطلحاتها، فيذكر الأديب مراد فؤاد جقي في كتابه ذكرى وتخليد المؤلفات التي تركها الملفان فائق بالتفصيل سأكتفي بذكر أشهرها:
كتاب مجموع الألفاظ السريانية في العربية العامية المحكية في مابين النهرين: يذكر فيه المؤلف الكلمات السريانية التي كانت مستعملة حتى يومنا هذا في العربية المحكية عند أهل آمد وماردين وقد جمع في هذا المؤلّف أكثر من 1573 كلمة ولفظة شائعة، والكتاب يقع في 300صفحة من القطع الكبير كان قد طبعه المؤلف سنة 1923 على الألة التي يطبع عليها جريدته. وهذه أمثلة من كتابه:
(باعوث) كلمة سريانية من (ܒܥܘܬܐ) أي الطلبة والتضرع والالتماس، وهي عندهم قطع من الصلوات والابتهالات ترد في كتبهم الطقسية من أقوال الآباء الملافنة كمار يعقوب ومار أفرام ومار بالاي وغيرهم، كقولهم باعوث مار يعقوب وباعوث مار أفرام، والباعوث أيضاً صلاة ثاني عيد الفصح عند الروم في سوريا، وأيضاً صلاة في طلب طلب المطر.
(حوش) بفتح الحاء وسكون الواو، أي صحن الدار، وهي محرفة من (ܚܒܫܐ) أو (ܚܒܘܫܐ) أي الحابس أو المحيط، الباء فيها مركخة تقرأ كالواو وفعل (ܚܒܫ) في السريانية يأتي بمعنى حوى حصر وأحاط وشمل وعمّ، ومعلوم أن الحوش في البيت هو مايكون محصوراً ومحاطاً بالجدران، ويقال تعال نلعب بالحوش أي في صحن الدار، والعرب أخذوها من الآرامية بلا ريب، ويستعملها الأرمن والأتراك. 
(عكروت) هذه الكلمة مستعملة في سوريا ولبنان ومصر وفلسطين وبلاد مابين النهرين وليست هي عربية بل آرامية  يرجع أصلها إلى إحدى هذه الكلمات الآتية:
1.الأول : محتمل أن يكون أصلها من (ܥܓܘܪܐ) أي غليظ، فظ، خشن.
2.الثاني : من (ܥܟܘܪܐ) أي عائق أومانع  أومعطل.
3.الثالث : من (ܥܩܘܪܐ) أي هادم، مخرب، متلف.
4.الرابع : من (ܓܪܘܕܐ) أو (ܓܪܝܕܐ) أي البائد و الهالك والفاني، وهذا الأخير أصح وأقرب إلى الأصل والمعنى والمراد، وتجمع عكاريت.
(بربر) أي صوّت وتكلم كثيراً، أو تكلم في فيه كلاماً لايفهم منه شيئاً وهي من (ܒܪܒܪ) بربرت العجوز أي تمتمت وتكلمت كثيراً بما لافائدة منه، والناس يبربرون علينا أي يتكلمون علينا كثيراً مقبحين أعمالنا.
كتاب مجموع الألفاظ السريانية في اللغة الفارسية.
كتاب مجموع الألفاظ السريانية في اللغتين الأرمنية والكردية.
كتاب مجموع الألفاظ السرياني في اللغة الإنكليزية:
وهذه أمثلة من الألفاظ Baby طفل من (ܒܒܐ). Fire نار من (ܦܝܘܪܐ).  Idiot أحمق من (ܗܕܝܘܛܐ).
كتاب الزهور العطرية في حديقة الأمثال الآرامية  بالسريانية والعربية
كتاب مجمل في تاريخ وجغرافيه مابين النهرين
ترجمة مأثورات بنيامين فرانكلين إلى السريانية
ترجمة كتاب أحيقار الفيلسوف الأثوري إلى التركية.

ولكن العمل الجبار الذي قام به هذا الملفان هو ترجمة رباعيات الخيام إلى السريانية : وعمر الخيّام عالم وشاعر فارسي، له في الشعر (الرباعيات) التي قد بدا فيها هذا الشاعر، شاعرَ القلق والتشاؤم النفساني وشاعر الأبيقورية، وهذه الرباعيات كانت قد نقلت إلى أكثر اللغات الحية، فوديع البستاني عربها شعراً سنة 1932، وكذلك أحمد صافي النجفي.
والذي يقارن بين الترجمة السريانية التي نظمها الملفان فائق والترجمات العربية مع الأصل، يرى أن الترجمة السريانية بعيدة عن الأصل، ويرجع مراد جقي ذالك إلى أن نعوم فائق لم يترجمها بنصها وفصها، لا بل أنه اعتمد في ترجمته على الترجمات العربية والتركية والإنكليزية. هذه بعض الأبيات:
ܐ
ܕܥܠ ܡܘܥ̈ܝܬܐ ܕܡܥ̈ܐ ܬܫܡܪ ܗܐ ܡܛܬ ܥܢܢܐ
ܒܠܥܕ ܚܡܰܪܐ ܠܡܚܐ ܠܐ ܦܶܐܐ ܒܙܒܢܐ ܗܢܐ
ܗܕ ܡܘܥ̣ܝܬܐ ܕܒܝܬ ܦܘܪܓܝܢ ܗܘܬ ܝܘܡܢܐ
ܘܡܘܥ̣ܝܬ ܥܦܪܢ ܠܡܢ ܟܝ ܗܘܝܐ ܒܝܬ ܚܙܘܢܐ
ܒ
ܪܳܚܡܐ ܙܪ̈ܝܙܐ ܘܒܢܝ ܩܝܳܡܐ ܐܙܠ̣ܘ ܟܠܗܘܢ
ܘܩܨܐ ܠܚܕ ܚܕ ܪܳܫ ܒܝܬ ܪ̈ܓܠܘܗܝ ܘܛܠܩ ܐܢܘܢ
ܒܦܘܚܪܐ ܕܚܝ̈ܐ ܡܢ ܚܕ ܚܡܪܐ ܐܫܬܝܢ ܘܩܰܕܡܘܢ
ܒܚܕ ܬܪܝܢ ܟܪܘܟܝܐ ܝܬܝܪ ܡܢܢ ܪܘܝ̣ܘ ܘܐܙܠܘ̣ܢ
ܓ
ܢܘ̣ܢܐ ܠܒܛܐ ܟܕ ܡܶܬܛܰܘܶܝܢ ܒܫܰܘܝܘ̣ ܐܡ̣ܪ
ܐܪܐ ܗܦܟܝܢ ܗܠܝܢ ܡܝ̈ܐ ܡܢ ܕܪܝܫ ܠܰܢܰܗܪܕ
ܒܛܐ ܦܢܝ : ܟܠ ܟܡܐ ܕܚܢܢ ܣܳܛܢܢ ܐܘ ܚܒܪ
ܕܒܬܪܢ ܥܠܡܐ ܐܢ ܝܡܐ ܗܘܐ ܘܐܢ ܝܒܫܐ ܗܘܐ ܠܢ ܠܐ ܡܘܬܪ
ܕ
ܐܢ ܬܶܬܛܒܒ ܒܚܕܐ ܡܕܝܢܬܐ : ܒܝܫܐ ܡܢ ܟܠ ܐܢܬ
ܘܐܢ ܒܙܘܝܬܐ ܚܕܐ ܬܥܡܪ ܠܟ ܫܰܓܝܫܐ ܐܢܬ
ܐܦܢ ܢܒܝܐ ܐܘ ܠܠܝܐ ܠܟ ܗܘܐ ܐܢܬ
ܦܩܚ ܗܘ̣ ܠܟ ܕܠܐ ܢܕܥܟ ܐ̱ܢܳܫ ܘܠܐ ܬܕܥܝܘܗܝ ܐܢܬ
ܗ
ܘܪܕܐ ܐܡܪ ܕܦܶܐܐ ܐܦ̈ܐ ܐܟܘܬܝ ܠܐ ܠܝܬ
ܠܡܘܢ ܥܨܘܪܐ ܡܕܝܢ ܛܠܡܢܝ ܥܫܘܡܐܝܬ؟
ܘܨܶܦܰܪ ܕܩܠܐ ܦܰܢܝܬ̇ ܘܐܡܪܬ ܚܟܝܡܐܝܬ
ܕܠܠ ܒ̣ܟܐ ܫܢ̱ܬܐ ܥܠ ܕܓܚܶܟ ܠܗ ܚܕ ܝܘܡ ܡܢ ܐܝܬ؟
وأما الترجمة العربية للأستاذ أحمد صافي النجفي المطبوعة سنة 1931فهي:
1.   عاد السحاب على الخمائل باكيا
فالعيش لايصفو بدون الصَّرخَد
هذي الرياض اليوم منتزهٌ لنا
فلمن رياض رفاتنا هي في غدٍ.
2.   أرى كلّ خلان الوفى تفرقوا
فبين صريعٍ للردى وقتيلِ
شربنا شراباً واحداً غير انهم
به ثملوا من قبلنا بقليلِ.
3.   قد خاطب السمك والاوزَّ منادياً
سيعودُ مـاء النهر فأصف هناءَ
فاجاب إن نُصبح شواءً فلتلك الـ
ـدنيا سَــــرَباً بعدنا أو ماء.
4.   إن اشتهرتَ فشرُّ الناس أنتَ
وأن كنت انزويت فقد عانيت وسواساً
ولو كنت خضراً وإلياساً سَعدتَ بان
لا تُعرفـنَّ وأن لاتعرف الناسا.
5.   قالت الوردة لا خدَّ كخدّي في البهاء
فالى مَ الظلمُ ممن يبتغي عصراً لمائي
فاجاب البلبل الغريدُ في لحن الغناء
من يكن يضحك يوماً يقضي حولاً بالبكاء.
وهكذا نرى أن الملفان نعوم فائق عندما ترجم الرباعيات للخيّام كان أكثر تصرفاً في النقل لا بل لم يحصر نفسه، فكان النقل عنده كمن يأخذ الفكرة العامة لكل بيت ويبدأ بصياغته بأسلوبه ومفراداته، والتي هي عند نعوم فائق ليست الشرط للتقيد بمعاني الكلمات كثيراً فهدفه كان في إعطاء فكرة المقطع.
وفيما صاحب الترجمة في أوج عطائه الفكري، نراه يغادر هذه الدنيا تاركاً الحزن العميق في قلوب كلّ محبيه، فكان نبأ رقاده كالصاعقة على كل من كان يعرفه ويعرف عطاءاته. وكان ذلك في 5 شباط 1930، وهو اليوم الذي أصبح في ما بعد يوم رجالات الأمة تخليداً له ولكل من خدم شعبنا ولغته وتراثه. فأقيم له مأتم شعبي حافل، كما نعاه الكثير من الأدباء والوجهاء في ذلك الوقت نذكر منها :
(... كان الأستاذ نعوم فائق الدياربكرلي وطنياً أثورياً مخلصاً كرس حياته بكل إخلاص قلباً وروحا ًوفكراً لإحياء أمجاد قومه مذكراً اخوانه بانهم أحفاد اولئك الأبطال الميامين..)
                                                                               القس يوهنس دكتور في اللاهوت
(... قد يعجب القاريء الكريم لنعتنا الفقيد نعوم فائق بالعالم وربما عدّ البعض هذا النعت مبالغة منا في غير محلها لأن الفقيد لم ينل قسطه مما يؤهله لهذا اللقب ولكنا نعود فنقول ونعزز قولنا بالبراهين الجليلة أن الفقيد كان عالماً، عالما بما تحتاج إليه أمته فهو من هذه الوجهة يعد أكبر العلماء العاملين...)
                                                                            فريد الياس نزها ـ الجامعة السريانية
(...نعوم فائق عَلم غيور ضحى النفس والنفيس في سبيل أمته ووطنه، وإكرام النابغين مثل فقيدنا فرض وواجب علينا، رحمه الله...)
                                                                       الراهب يوحنا دولباني ـ ماردين
وهكذا وبعد مرور ثمانين عاماً ونيف على وفاة الملفان نعوم فائق، لازلنا نستقي من تعاليمه وأفكاره، التي إلى اليوم نرددها ونعمل بها فأشعاره وكلماته لازالت خالدة،  تحث هذه الكلمات الأجيال على التمسك باللغة بقوله ܡܢ ܠܐ ܝܳܕܥ ܠܫܢܗ ܠܐ ܝܳܕܥ ܠܡܢܐ ܐܬܝܠܕ. أي من لايعرف لسانه(لغته) لامعنى لوجود.
ومنها تحمل نصائح لكي يعي شعبنا مدى أهمية الأمة والوطن فيقول:
ثلاثة تنجح الأمة: قلم الكاتب، مخزن التاجر، حقل المزارع.
أحبب وطنك مثل يوسف، ووقر أمتك مثل موسى، وتألم من أجل بني قومك مثل المسيح.
وأخيراً وفي نهاية هذا المقال هناك قول مأثور لرائد الفكر الوحدوي القومي وهو :
      إتحاد السريان ينقذهم عاجلاً من الهوان
فيبقى السؤال متى سنُنقذُ من الهوان يا أيها السُريان؟


المراجع:
1.   (جقي) مراد فؤاد :  كتاب نعوم فائق ذكرى وتخليد  المطبعة الحديثة دمشق 1936
2.   (شبيرا) أبرام : نعوم فائق معلم الفكر القومي الوحدوي  دار سركون للنشر السويد 2000
3.   (إبراهيم) المطران يوحنا: مقدمة قاموس اللباب (ܒܪܠܒܐ) طبعة دار ماردين حلب 1994
4.   (ساكا) المطران اسحق:  طاقات سريانية  دار ماردين حلب 1997
5.   من فكر المنظمة (ܪܢܝܐ ܕܡܛܟܣܬܐ) المنظمة الآثورية الديمقراطية 
6.   المنجد في اللغة والأعلام دار المشرق بيروت الطبعة الثالثة والثلاثون 1992

34
الجالية العراقية في حلب تقيم رحلة عائلية إلى محافظات الساحل السوري

 
عنكاوا كوم ـ حلب ـ خاص

برعاية سيادة المطران أنطوان أودو مطران حلب وتوابعها للكلدان، نظمت مطرانية حلب، ليومي 26 و 27 ايلول الماضي، رحلة عائلية للعائلات العراقية الموجودة في المدينة ضمن  سلسلة من النشاطات التي تنظمها المطرانية ـ قسم اللاجئين العراقيين.
 
والمشاركون الذين زاد عددهم عن الـ75شخصاً قد زاروا كل من المناطق دير سيدة الجبال الكلداني في قرية البطار ـ حمص ومدينة طرطوس ومن ثم أبحروا في قوارب إلى جزيرة أرواد المقابلة لمدينة طرطوس كما زاروا دير مار الياس الريح ومزار سيدة الوادي في قرية الناصرة بالإضافة إلى المدرج الكبير وديرمار جرجس البطريركي.
 
وصلى حضرة الأب أنطوان غزي النائب الأسقفي العام بالقداس الإلهي على على جميع العراقيين بلدا وشعبا، الحاضرين والمغتربين، متمنياً لهم الهناء والاستقرار.
 
ولاقت الرحلة وغيرها من النشاطات استحسان أبناء الجالية العراقية في حلب.




 

35
الجالية العراقية في حلب تقيم رحلة عائلية إلى محافظات الساحل السوري

 
عنكاوا كوم ـ حلب ـ خاص

برعاية سيادة المطران أنطوان أودو مطران حلب وتوابعها للكلدان، نظمت مطرانية حلب، ليومي 26 و 27 ايلول الماضي، رحلة عائلية للعائلات العراقية الموجودة في المدينة ضمن ضمن سلسلة من النشاطات التي تنظمها المطرانية ـ قسم اللاجئين العراقيين.
 
والمشاركون الذين زاد عددهم عن الـ 40 شخصاً قدموا من مناطق دي سيدة الجبال الكلداني في قرية البطار ـ حمص ومدينة طرطوس ومن ثم أبحروا في قوارب إلى جزيرة أرواد المقابلة لمدينة طرطوس كما زاروا دير مار الياس الريح ومزار سيدة الوادي في قرية الناصرة بالإضافة إلى المدرج الكبير وديرمار جرجس البطريركي.
 
وصلى حضرة الأب أنطوان غزي النائب الأسقفي العام بالقداس الإلهي على على جميع العراقيين بلدا وشعبا، الحاضرين والمغتربين، متمنياً لهم الهناء والاستقرار.
 
ولاقت الرحلة وغيرها من النشاطات استحسان أبناء الجالية العراقية في حلب.

36
المؤتمر الماروني في حلب
24 ـ 25  أيلول 2010
عنكاوا كوم ـ حلب ـ خاص :
تنظم مطرانية حلب للموارنة يومي الجمعة والسبت 24 و 25 أيلول 2010 وتحت رعاية مطرانها يوسف أنيس أبي عاد المؤتمر الماروني والذي يدور حول عدة مواضيع ومحاور أساسها أبرشية حلب ودورها على كافة الأصعدة، وذلك بمناسبة الذكرى المؤوية السادسة عشرة لرقاد أبو الطائفة القديس مارون.
وسيتضمن البرنامج في اليوم الأول حفل الافتتاح ومن ثم الجلسة الأولى التي تدور حول الحياة النسكية ومار مارون سيترأس الجلسة نيافة المطران يوحنا ابراهيم متروبوليت حلب للسريان الأرثوذكس وسيتحدث خلال الجلسة كل من الأباتي الياس خليفة الرئيس العام السابق للرهبانية اللبنانية المارونية عن الحياة النسكية في الكنيسة الأنطاكية، يليه الأب عبدو بدوي عميد كلية الفن المقدس في جامعة الروح القدس في الكسليك الذي سيتحدث عن مار مارون والموارنة المسيرة التاريخية من قورش إلى جبل لبنان.
وأما الجلسة الثانية فسيترأسها المطران يوحنا جنبرت مطران الروم الكاثوليك في حلب وستدور حول الكنيسة المارونية ثوابت وأفاق وستكلم في هذه الجلسة كل من الأب بولس روحانا عميد كلية اللاهوت الحبرية في الكسليك وسيكون كلامه عن الهوية المارونية "سريانية أنطاكية" وكذلك سيادة المطران بولس مطر رئيس أساقفة بيروت للموارنة والذي سيتكلم عن الكنيسة المارونية شركة ورسالة
وسيختم اليوم بعرض فيلم وثائقي عن أماكن مار مارون من إعداد مطرانية حلب للموارنة.
وأما اليوم الثاني السبت 25أيلول 2010 فسيكون هنالك رحلة حج إلى ضريح مار مارون في براد وإقامة قداس إلهي هناك
ومن ثم عودة لحلب لبداية جلسات اليوم الثاني فستكون الجلسة الأولى بعنوان دور أبرشية حلب المارونية في قلب الكنيسة المارونية والثقافة العربية حيث سيرأس الجلسة سيادة المطران ديونسيوس انطوان شهدا متروبوليت حلب للسريان الكاثوليك وسيتكلم فيها كل من الخوري ناصر الجميل دكتور التاريخ الكنسي في الجامعة اللبنانية عن دور أبرشية حلب في الكنيسة المارونية وكذلك الأب بيير مصري باحث وأستاذ جامعي في الحوار المسيحي الإسلامي في دور أبرشية حلب في الثقافة العربية ، والاباتي سمعان أبو عبدو الرئيس العام للرهبانية المريمية المارونية دور أبرشية حلب في تأسيس الرهبانية المارونية.
وأما الجلسة الثانية فستكون حول الكنيسة المارونية الحوار المسكوني والعلاقات مع الإسلام
يرأس الجلسات سيادة المطران أنطوان أودو مطران الكلدان في سوريا وسيتكلم كل من الأب الدكتور أنطوان ضو  عن الكنيسة المارونية والحوار المسكوني. والدكتور محمد أبو الهدى الحسيني مدير أوقاف حلب الذي سيتحدث عن الكنيسة المرونية والعلاقات المسيحية الإسلامية وأخيراً الدكتور محمود عكام مفتي حلب الذي سيتحدث عن العلاقة المسيحية الإسلامية.
وفي نهاية اللقاء سيكون هناك حفل موسيقي تحييه جوقة جامعة الروح القدس ـ الكسليك ، لبنان
 

مطران الموارنة بحلب

 
مدفن مار مارون ببراد

 
 كاتدرائية الموارنة بحلب

37
رئيس طائفة السريان الارثوذكس في حلب يهنأ الاخوة المسلمين بمناسبة شهر رمضان المبارك ويدعو المسلمين والمسيحيين في العراق لأزالة كل اثار التعصب والتفرقة




عنكاوا كوم – سوريا – حلب - خاص


هنأ رئيس طائفة السريان الارثوذكس في مدينة حلب السورية المطران يوحنا ابراهيم، جميع الاخوة المسلمين بمناسبة حلول شهر رمضان الفضيل، وخاطب العراقيين مسلمين ومسيحيين ان ينتهزوا فرصة الصيام، ليعيدوا النظر في العلاقة بين بعضهم ويعملوا من اجل ازالة كل اثار العدوان والتفرقة.

وقال المطران ابراهيم في "تهنئته" التي وجهها عبر موقع "عنكاوا كوم"، |يسعدنا جداً أن نوجه التهنئة بمناسبة شهر رمضان الفضيل، عبر موقع Ankawa  إلى كل أخوتنا المسلمين الذين نتقاسم معهم هموم الحياة، وشؤون الوطن، ومعاً وبيد واحدة نعمل من أجل العيش المشترك، والوحدة الوطنية، والانتماء الواحد إلى جذور الوطن وتراثه وتاريخه وما فيه من صفحات مشرقة ومضيئة".

واضاف ان " الصوم في هذا الشهر الفضيل يدعونا لكي نفكر ببعضنا بعضاً، ونعمل معاً لأجل كل أخوتنا المحتاجين والمعوزين، نتقاسم معهم رغيف الخبز، ونشعر بأننا أفراد عائلة واحدة".

واستدرك قائلاً "لكن في الوقت ذاته علينا الكثير من الواجبات منها، أن نسعى معاً لترسيخ دعائم الأمن والسلام والمحبة الخالصة، لتكون أساس بناء الوطن بعد أن أصابته قذائف الانقسام والتجزئة في كل مكان".

وقال " في هذا الشرق الحبيب نشعر بأننا في هذا الشهر المبارك مسؤولين عن أمنه وسلامه، ليعم الاطمئنان وتسود العدالة بين المواطنين، وبصورة خاصة نرى في العراق الجريح بلداً تتواصل فيه الحضارة بكل أبعادها، ويترسخ مفهوم تعددية الأديان والمذاهب والثقافات والإثنيات واللغات في كل أرجائه".

وختم المطران يوحنا ابراهيم "تهنئته" بالحديث الى العراقيين، مسيحيين واسلام، قائلاً " نتوجه إلى كل إخوتنا مسلمين ومسيحيين في بلاد الرافدين أن ينتهزوا فرصة الصيام، ليعيدوا النظر في العلاقة بين المواطن وأخيه المواطن، ويعملوا من أجل إزالة كل أثار العدوان والتفرقة"، متمنياً ان يكون هذا الشهر مثمراً بالخيرات والبركات، وحاملاً أخباراً طيبة من أجل خير الإنسان والوطن.

 


                                                                           المطران يوحنا إبراهيم
                                                              رئيس طائفة السريان الأرثوذكس في حلب

38
ملكي ميخائيل أسعد يحقق الدرجة الكاملة في امتحانات الشهادة الثانوية العامة في سوريا
عنكاوا كوم ـ حلب ـ جميل دياربكرلي  :


 

احرز الشاب المتفوق ملكي ميخائيل أسعد وهو من أبناء شعبنا في مدينة حلب، السورية، الدرجة ، الكاملة في أمتحانات الشهاة الثانوية العامة ـ الفرع العلمي بمجموع قدره 290/290.

وفي حديثه لموقع "عنكاوا كوم" قال ملكي " اهدي نجاحي لكل لشخص كان ولايزال يرافقني في كل خطوة أقوم بها وأشعر بوجوده معي، فإلى ربي يسوع أهدي هذا النجاح، ومن ثم لوالدي الذين لولا تعبهما معي لما وصلت لما أنا عليه، ولأصدقائي".

واضاف ملكي انه سيحاول استثمار نجاحه في خدمة الاخرين، وقال "من خلال دراستي ومن ثم عملي في مهنة الطب بفرع الجراحة التجميلية التي أخترتها سأقوم بكل جهدي لخدمة الناس والمحتاجين بالذات".

ونصح ملكي جميع الطلبة ان يجتهدوا ويسهروا الليالي بالاجتهاد والدراسة لانهم عندما سيتذوقون طعم النجاح سيزول تعبهم.

ينتمي ملكي إلى أسرة أسعد المعروفة في المنطقة عند أبناء شعبنا فمن هذه العائلة، انحدر موسيقار السريان الراحل كبرئيل أسعد، كما خرج من هذه الاسرة التي تعود جذورها إلى مدينة مذيات في طورعبدين العديد من العلماء والاطباء والمهندسين والناشطين في المجال القومي.

والشاب ملكي من مواليد 1992 درس في المدارس السريانية في مدينة حلب، المرحلتين الإبتدائية والإعدادية، ونال في الشهادة الإعدادية مجموع قدره 288/290 ليكون الأول على مدارس السريان. وهو فاعل في المؤسسات الكنيسة من أخويات وفرق كشفية.

ويتوزع الطلبة الحاصلون على الدرجات الكاملة على 8 محافظات، 5 منهم في دمشق العاصمة، و 3 في كل من حلب واللاذقية وطالبان لكل من حماة وطرطوس وطالب واحد في كل من حمص وادلب ودرعا.

تجدر الاشارة الى ان وسائل الاعلام كانت قد اولت، اهتماماً، كبيراً، بتفوق الطالب ملكي، مجرية معه لقاءات وريبورتاجات ومنها القناة الارضية السورية والقناة التعليمية السورية وفضائية الدنيا.

 





39
المفكر العربي د.عزمي بشارة في مدينة حلب

 
عنكاوا كوم ـ حلب :
تحت رعاية مجلس مدينة حلب، ومديرية الثقافة، ومجلة أبيض وأسود وبحضور عدد كبير من المسؤولين في مدينة حلب يتقدمهم محافظ د. أحمد على منصورة والسيد أمين فرع حزب البعث العربي الإشتراكي وعدد كبير من وجوه مدينة حلب وصاحبا السيادة المطران يوحنا ابراهيم مطران السريان الأرثوذكس والمطران يوحنا جنبرت مطران الروم الكاثوليك.
وبتاريخ  21تموز الجاري وذالك على مدرج مديرية الثقافة في حلب ألقى المفكر العربي المعروف الدكتور عزمي بشارة عضو الكنيس الإسرائيلي سابقاً محاضرة بعنوان أن تكون عربياً في أيامنا وخلال المحاضرة تحدث فيها كل من الباحث : الدكتور عبدالهادي نصري، والباحث محمد جمال بارود، والدكتور الياس سمعو، والإعلامي ياسر شمس الدين، والسيد مدير مديرية الثقافة.
هذا وقد غص مدرج مديرية الثقافة بعدد كبير من عشاق فلسطين وقضيتها وفي نهاية المحاضرة تم توقيع كتاب جديد للدكتور بشار بعنوان: أن تكون عربياً في أيامنا وقد صدر ضمن سلسلة يصدرها مركز  دراسات العربية الموحدة   


40
روضة السريان تحتفل بتخرج دفعة جديدة من اطفالها

عنكاوا كوم – حلب – جميل دياربكرلي

 احتفلت روضة مدرسة بني تغلب الأولى، الخاصة والعائدة لطائفة السريان الأرثوذكس في حلب، بتخريج دفعة جديدة من اطفالها من مرحلة الروضة الى الصف الاول الابتدائي، اذ اقيمت بالمناسبة حفل في صالة النبي الياس بمنطقة الفيلات، استمر لساعتين.
حضر الحفل صاحبي النيافة المطران يوحنا ابراهيم مطران حلب للسريان الارثوذكس والمطران متي عبدالاحد النائب البطريركي للسرياني الارثوذكس في الارجنتين وعدد من الاباء الكهنة وممثلين عن مديرية التربية في حلب بالاضافة الى حشد من اهالي الطلبة.
 بدء الحفل بعرض فلم وثائقي عن الحفلات التي تقيمها الروضة بهذه المناسة في السنوات الماضية من ثم أدى الأطفال بعض الأغاني التراثية السريانية، كما قاموا بتجسيد لوحات وسكتشات رائعة.
ثم ألقى الملفونو ملك حنا مدير المدرسة ونائب الصاحب، كلمة رحب فيها بالحضور بإسمه وبأسم الكادر التدريسي والإداري، وشكر تعاون أهالي الطلاب مع المدرسة في تنشأت الأطفال، بعدها ارتجل صاحب المدرسة نيافة المطران يوحنا ابراهيم كلمة رحب فيها بداية بضيف الأبرشية المطران متى عبد الأحد.
وتحدث نيافته عن موضوع الخدمة وتنشئة الأطفال ليكون في المستقبل، ابناءً صالحين للكنيسة وللوطن. وفي نهاية الحفل وزعت الشهادت على الطلاب من قبل صاحبي النيافة ومدير المدرسة.


41
المنسق العام للقاء الإعلامي السرياني يلتقي عدد من قيادات شعبنا الكنسية في دمشق

عنكاوا كوم – دمشق – خاص 

زار المنسّق العام للقاء الإعلامي السرياني جميل دياربكرلي، الاحد 26 نيسان الجاري، بطريركية السريان الأرثوذكس في دمشق السورية، وألتقى نيافة المطران جان قواق مطران الديوان البطريركي بدمشق كما زار الاب فريد بطرس راعي الكنيسة الكلدانية في دمشق بمكتبه في كنيسة القديسة تريزيا وبحث الطرفان اوضاع اللاجئين العراقيين في دمشق.
 وتبلغ عدد العائلات الكلدانية الموجودة في سوريا 2000 عائلة.
في الشأن ذاته، وفي مساء اليوم نفسه، زار ديار بكرلي، الأب توما ككا راعي كنيسة المشرق الآشورية بدمشق والهيئة الإدارية لكنيسته، وألتقى أيضاً نيافة الأسقف مار زيا الوكيل البطريركي وأسقف بغداد لكنيسة المشرق القديمة بحضورالأركذياقون توما أبرهام كما زار الأركذياقون قرداغ حكيم في منزله.
وأكد رجال الدين في اللقاءات على ضرورة الإعلام، لخدمة شعبنا وخصوصاً اللاجئين العراقيين، وبدوره شكر دياربكرلي السادة المطارنة والكهنة على ما يقدمونه لخدمة شعبنا الكلداني السرياني الآشوري، وعلى روح التقارب الموجود بين كنائس شعبنا.   



42
اخوية مار نرساي للطلبة الجامعيين الاشوريين في حلب تقيم حفلها الفلكوري السابع والعشرون

عنكاوا كوم – حلب – جميل ديار بكرلي

اقامت اخوية مار نرساي للطلبة الجامعيين الاشوريين، الحفل الفلكوري الاشوري السابع والعشرون، الجمعة 16 نيسان الجاري في مسرح كاتدرائية النبي الياس. رعى الحفل نيافة المطران مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم متروبوليت حلب وتوابعها السريان الارثوذكس والمطران مار افرام اثنيل اسقف سوريا لكنيسة المشرق الاشورية وقدمه كل من إيلينا شليمون بنيامين ودوغلاس حنا نيسان.
بدء الحفل بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الأمة والوطن، عُزف بعدها النشيد الوطني السوري، تلته تقديم فقرة الكورال، ثم مسرحية بعنوان "البحث عن نينوى" وهي من تأليف وإخراج جوزيف يزدي.
تحدثت المسرحية عن وضع الآشوريين في نهاية الحرب العالمية الأولى ودور الاستعمار الإنكليزي وخدعه وخيانته للآشوريين (حليفهم الصغير) ثم ألقيت كلمات كل من الهيئة الإدارية لكنيسة المشرق الآشورية، القاها الشاب رودي هرمز، ثم القى الشماس جميل دياربكرلي كلمة البركة التي أرسلها راعي الحفل مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم.
استمر بعدها برنامج الحفل من خلال تقديم مسرحية صامتة بعنوان "من السبب؟"، قدمتها أخوية مار يوسف خنانيشو للطلاب الآشوريين في الحسكة ولوحات فلكلورية راقصة قدمتها فرقة آشور العريقة القادمة من قرى الخابور كما شاركت الأسرة الجامعية السريانية - حلقة السيدة العذراء بلوحة راقصة.
اختتم الحفل بمسرحية صامتة بعنوان "على درب الخلاص" من تأليف وإخراج جوزيف يزدي وفي نهاية الحفل الذي حضره عدد كبير من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري في مدينة حلب وممثلين عن أحزاب ومنظمات شعبنا، أقيم حفل فني أحياه عدد من المطربين الشباب القادمين من قرى الخابور.


43
كرنفال الميلاد في القامشلي

عنكاوا كوم . قامشلي ـ جميل دياربكرلي:

 أنطلق كرنفال الميلاد في القامشلي يجوب شوارعها المزدانة تحضيراً لعيد ميلاد السيد المسيح وذلك مساء يوم 24كانون الأول 2009
هذا وقد شاركت فيه عدد كبير من مؤسسات شعبنا الكلداني السرياني الآشوري الكنسية مثل كشاف السريان في القامشلي و الكشاف السريان في القحطانية والأسرة الجامعية السريانية في القامشلي وكشاف كنيسة المشرق الآشورية وعدد من مؤسساتنا الإقتصادية مثل إيزلا والرافدين للسياحة السفر ومعمل عشتار ومعمل أكاد وسلسلة مطاعم ميامي وعدد من فرقنا الشعبية مثل فرقة أورنينا وفرقة بارمايا وفرقة الخابور هذا وقد تميز الكرنفال بمتابعة عدد كبير من أبناء شعبنا تجاوز عددهم الآلاف منذ إنطلاقه وحتى نهايته وقد أطلقت الألعاب النارية وهكذا قضى أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري في القامشلي ساعات من الفرح في هذا اليوم الميلادي  

أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية
















44
ميلاد 2009...ميلاد سيد السلام


                         
جميل دياربكرلي
                      المنسّق العام للقاء التشاوري للإعلام السرياني ـ سوريا

اليوم استقبل عالمنا سيد السلام وملك الملوك يسوع المسيح الذي سيزين هذا العالم المظلم بتعاليمه وأفكاره المنيرة التي من شأنها بناء الإنسان روحياً وفكرياً وإنسانياً نعم إنسانياً دون التمييز بين جنس ولون أو أمة وعرق.
فما هو الميلاد بالنسبة لنا كمسيحيين ؟
الميلاد سرّ لقاء الله بالإنسان : تأنس الله ليؤَلِّّهَ الإنسان، بدّل المفهوم الإنساني لله تبديلاً جذرياً وكشف لنا وجهه الحقّ: الله محبة يالها من رسالة قصيرة ولكنها تحمل معاني كبيرة. فمن مغارةٍ متواضعة في بيت لحم أنبثق فجر العهد الجديد، فكان سلامٌ على الأرض ورجاءٌ صالحٌ يعم بني البشر. بالأمس كنا نرى وجه الله من خلال برقع موسى ولكن اليوم ومع الميلاد صرنا نرى وجه الله بإنسان مولود من عذراء.
فالميلاد أيها القراء الأعزاء سرّ وجود (الله معنا) عمانوئيل، فلو تأملتم معي هذا المشهد الأقنوم الثاني من عائلة الثالثوث الأقدس يضحي إبناً في عائلة الناصرة ومنها إلى عائلاتنا جميعاًَ فنرى في وجه كل أم وجه السيدة العذراء، وهكذا وابنتسابه إلى عائلتنا البشرية، جعلنا أبناء في عائلته الإلهية.
والسؤال هل يحمل لنا ميلاد 2009 نكهة جديدة، تختلف قليلاً عن ماضياته؟ هل سيكون ميلاد 2009 ميلاد بدون إنتهاك لحريات وحقوق الإنسان التي جاء السيد المسيح وضحى بنفسه من أجل إعلائها لابل رضي بأن يولد بمذود فقير وهو ملك وأي ملك ملك السموات الأرض؟ هل سيكون ميلاد 2009 ميلاد جديد تولد معه أفاق جديد لشعبنا في بلاد مابين النهرين، وهل سيظل أحفاد حمورابي وسنحريب ونبوخذنصر يعانون من الإضطهاد؟ متى سيفهم العالم بأن لا رسالة للميلاد تعادل رسالة السلام، وأن لا معرفة ممكنة لله إلا من خلال الحبّ والمصالحة ؟
قرائنا الإعزاء:
لقد صار الله طفلاً ليعطينا رسالةً فريدة تقوم على تمجيد الله من خلال عودة الإنسان طفلاً ((إن لم تعودوا كالأطفال...)) وعند ذلك يستطيع التنعم بخلاص الله وغفرانه، بعد أن يكون قد حاز على رضاه ومحبته مجاناً وهكذا أيضا ينال السلام ليصبح واحداً من الذين يستحقون الطوبى لأنه سيكون من أبناء السلام وفعلته النشيطين.
فلو لم يكن الله محبة لما تجسد، ولولا التجسد والفداء لما كان الغفران والخلاص ومن ثم سلام ومصالحة، فهذه هي خلاصة الإنجيل وهذه هي البشرى السارة للميلاد وكل ميلاد: ((هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد)) (يو 3:16)
نعم لقد صار الله طفلاً رضيع متشح بالفقر والحرمان لكي ننزع وإلى الأبد كل خوف يعترينا عندما نتحدث عنه.
فبميلاده حمل الملاك الرعاة الأنجيل أي البشرى السارة التي كان ينتظره شعب العهد القديم، ولا ننسى بأن الرعاة كانوا أول من حمل الأخبار السارة إلى البشرية
وهكذا فأن العالم الذي يشير إليه ميلاد السيد المسيح ويصنعه، هو دائماً مع هذه الأرض في مرحلة الولادة، فهو يولد في كل مرة يدخل فيها الإنسان مع العمانوئيل في معركة السلام والعدالة ويدر ظهره للأنانية والعنف، فعالمنا الجديد يبدأ عندما نقبل الله في حياتنا على مثال مريم ويوسف ، وهنا اسما مريم ويوسف لهما دلالات كثيرة، فهل كنا عند الأمور القاسية والحالات الصعبة والدرب المسدود هل عرفنا أن نقول لتكن مشيئتك ؟ كمثال مريم(البشارة). ونحن أمام مالايدركه العقل هل عرفنا أن نسلم أمرنا لمشيئة الله كالأبناء فندرك بالقلب ما يعجز عن إدراكه العقل؟ كمثال يوسف(حلم يوسف)
واليوم لايسعني إلا أن أركع أمام طفل المغارة وأصلي من أجل ضحاية حضارة الموت، وكذلك وبشكل خاص من أجل شعبنا في العراق الذي أرجوا أن يكون هذا الميلاد بدايةً لطريق الخلاص من محنته فكفا عراقنا الحبيب ألماً وكفا أحفاد بابل وأشور تفككاً وشرذمةً وضياعاً، كما نطلب من طفل المغارة أن يمسح كل دموع الحزن عن قلوب الأمهات الثكلى والأطفال و الأرامل الذين فقدوا أبنا أو أبا أو زوجاً ومعيلاً.
 وفي النهاية نرى أن الله بميلاده غير وجه العالم من الظلمة إلى النور ومن الخطيئة إلى البر فأصبحنا أبناء الله وأخوة الأبن الوحيد وورثة مجده الأبدي .
فالنتأمّل بميلاد ربنا ولنسجد له مرنمين مع الملائكة: ܬܫܒܘܚܬܐ ܠܐܠܐܗܐ ܒܡܪܘܡܐ ܘܥܠ ܐܪܥܰܐ ܫܠܰܡܰܐ المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام ، ولنسأل الطفل الإلهيأن يحل سلامه في البشرية كلها.
ميلاد مجيد

45
دورة موسوعة القرن الثالث عشر العلامة مار غريغوريوس يوحنا ابن العبري لإعداد المرشدين

 

خاص عنكاوا كوم ـ جميل دياربكرلي . حلب: أقام مركز التربية الدينية لمرعيث مار جرجس بحي السريان _ حلب وللمرة الثانية على التوالي دورة موسوعة القرن الثالث عشر العلامة مار غريغوريوس يوحنا ابن العبري(1286+) لإعداد مرشدين وقادة للأخويات التابعة له من الإبتدائي(أخوية يسوع الطفل) والإعدادي(إيماس) والثانوي(إيتاس) والجامعيين(مار رابولا)، وذلك برعاية وتوجيهات صاحب النيافة مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم متروبوليت حلب. وهذه الدورة تأتي بشكل  محاضرات أسبوعية تقام مساء كل يوم جمعة، في صالات السريان، قدم فيها المحاضرات عدد من رجال الدين والأدب والعلم في مدينة حلب، وتعالج هذه المحاضرات العديد من القضايا التي تهتم بالشأن التربوي والتعليم الديني.
فكانت الجلسة الافتتاحية مع نيافة راعي الدورة بموضوع حول تاريخ الكنيسة وحياة العلامة ابن العبري. وكانت الجلسات الأخرى مع الأستاذ موريس أكوب ناشط في جمعية التعليم المسيحي، والأستاذ م. ديمتري سمعان من الحركة الأرثوذكسية، والأبوان شكري توما وجورج كلور من كهنة كنيسة مار جرجس .والأب سامي حلاق اليسوعي، و الوقور القسيس يوسف جبور راعي كنيسة السريان الإنجيليين، الملفونيثو سارة دوغرامجي مديرة مدرسة بني تغلب الثانية، والمربية الفاضلة الملفونيثو فريدة بولص، والشماس جورج قمر .
هذا وقد أشرف على الدورة لجنة مؤلفة من   
1 – الأب أنطوان دلي آبو     " المرشد الروحي " .
 2 - المهندس يوسف مقديس أنطون     " مدير الدورة
3 – الشماس أفرام اسحق    " منسق الدورة " .   
4 – الملفونو جورج قس برصوم      " أمين سر الدورة ".
5 – الملفونو جورج قانونجي" المحاسب وأمين الصندوق "
6 – المهندس منير ياندم    "المسؤول الثقافي"
فكان لموقع عنكاوا لقاء مع المهندس يوسف مقديس مدير الدورة بعد نهاية الفصل الأول فسألناه عن أهداف هذه الدورة فقال إن أهداف الدورة باختصار هي الارتقاء بالثقافة الكنسية والروحية والاجتماعية والإدارية للمشارك، وزيادة الوعي والالتزام والانتماء بالعمل والمساعدة بمؤسسات الأبرشية.
وعند سؤالنا عن إقبال الشباب لهذه الدورة، أجاب مقديس:  بأن الإقبال كان مميزاً، فقد فاق عدد المشاركين في الدورة الماضية. وبيّن بأن أغلبهم أبدى التزاماً واجتهاداً ومتابعةً في العمل.
هذا ويحمل الفصل الثاني الكثير من المحاضرات الهامة التي من شأنها رفع مستوى القادة والمرشدين منها: العلاقات بين الأديان للأب بيير مصري، وأضواء على الحركة المسكونية للأستاذ رازق سرياني، كيف نحضر لقاءً تربوياً من الإنجيل؟ للأب بسام أشجي.
وتختتم الدورة بمخيم عمل تقيّم فيه كافة المحاضرات ويتضمن بعض ورشات العمل التدريبية منها ورشة عمل تربوية في الحوار الإسلامي المسيحي، وتوزع شهادات تقديرية للمشاركين.


 

46
محاضرة تثقيفية حول داء أنفلونزا الخنازير

   تحت رعاية المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في حلب وبالتعاون مع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري – فرع حلب، أقيمت محاضرة تثقيفية حول داء أنفلونزا الخنازير وذلك في يوم الثلاثاء المصادف في 13/ تشرين الأول/2009، في قاعة سليم عازار.  ألقى المحاضرة الدكتور سامر اسكيف المنسق الوطني لحملة أنفلونزا الخنازير. وقد لاقت المحاضرة التي تميّزت بعرضها بالطرق الحديثة إقبالاً جماهيرياً كثيفاً. وعند سؤالنا الآنسة منى رستم من قسم الرعاية الاجتماعية في UNHCR عن سبب قيام حملات التوعية، وهل تلاقي استجابة من قبل الناس، فكان جوابها : إن السبب هو أن عدد المصابين في البلد قد بدأ بالارتفاع، لذا يجب التعرّف على وسائل الوقاية من هذا المرض وحماية الأشخاص المصابين حتى لا تنتشر وتنتقل العدوى إلى الأشخاص الصحيحين. وأضافت رستم أن الإشاعات كثيرة حول هذا المرض والمعلومات أيضاً كثيرة لذا يجب التعرّف على المعلومات الدقيقة والصحيحة، وأن هذه اللقاءات ستلاقي استجابة من الناس إذا تكرّرت وأصبحت دورية.   





47
دور المرأة في الحوار الإسلامي - المسيحي



إعداد وحوار جميل دياربكرلي ـ عنكاوا كوم حلب
في عام 1995 تنادى عدد من الشخصيات العربية المسيحية والإسلامية من مفكرين وعلماء دين إلى اجتماع عقد في بيروت، وخصص لبحث واقع ومستقبل العلاقات الإسلامية ـ المسيحية في الشرق، فأسفر عن هذا اللقاء ولادة الفريق العربي للحوار الإسلامي ـ المسيحي. ويسجل لهذا الفريق العديد من المبادرات التي تتناول قضايا العيش المشترك، والمواطنة، والإخاء الديني. ومن الأنشطة التي قام بها تنظيم لقاءات شتوية وصيفية للشبيبة، لتوفر لهم الأجواء المناسبة لإكتشاف ثمرات العيش المشترك، والتربية على تدعيمه بين صفوف الشباب. وكان قد أصدر هذا الفريق ميثاقاً بعنوان: الحوار والعيش الواحد... ميثاق عربي إسلامي – مسيحي فجاء هذا الميثاق كمرشد، لابل كقاعدة لتؤسس عليها برامج وخطط هذا الفريق الذي يهتم بواقع العيش الواحد في كافة المجالات الإعلامية والتربوية والثقافية والاجتماعية .

وتكلّلت نشاطات هذا الفريق في عام 2009 بمؤتمر حول دور المرأة في الحوار الإسلامي – المسيحي الذي عقد مابين 2 ـ 6 تشرين الأول وذلك في غاردن أوتيل – برمانا، لبنان. ففي جلسة الإفتتاح ركّز في كلمته القس د. رياض جرجور الأمين العام للفريق العربي للحوار الإسلامي ـ المسيحي، على دور المرأة في الحوار الإسلامي ـ المسيحي وليس فقط دور المرأة والرجل معاً، وكما ركّز على طابع ورشات العمل التي يتميز بها هذا اللقاء، وتعطيه طابعاً خاصاً. ومن ثم تتالت الكلمات فكان الكلام للأميرة حياة ارسلان فجاءت كلمتها بعنوان : هيئة تفعيل دور المرأة في القرار الوطني، ومن ثم السيدة سابين كروسنبرونر رئيسة دائرة الحوار بين الأديان والحضارات في وزارة الخارجية النمساوية، وكان الختام مع سماحة السيّد هاني الفحص.
ومن ثم توالت الندوات التي دعي إليها عدد من أصحاب الإختصاص في مجال الحوار الإسلامي – المسيحي. ففي يوم السبت 3 تشرين الأول كانت البداية مع مدخل إلى موضوع الحوار الإسلامي – المسيحي للأب جورج مسوح (لبنان)، ومن ثم ندوة بعنوان المرأة في الإسلام – دور المرأة في الحوار قدمتها د. نايلة طبارة (لبنان)، وتلاها شهادات وخبرات عن الحوار    والعيش المشترك ودور المرأة فيه قدمها المشاركون في اللقاء. وأما جلسات اليوم الثاني 4 تشرين الأول فكانت الندوة بعنوان الحوار وثقافة الاختلاف لدعم المواطنة قدمها الأستاذ سمير مرقس (مصر) وتلتها ندوة قدمها الأستاذ نبيل عبد الفتاح بعنوان تطور موضوع حقوق الإنسان من وجهة المرأة. وتلتها مجموعات عمل عن المواطنة.

وكان ليوم الإثنين 4 تشرين الأول طابع مميز فقد عُقدت فيه الجلسة العامة للقاء في فندق البريستول ببيروت فكانت الكلمات لكلٍّ من القاضي عباس الحلبي رئيس الفريق العربي للحوار الإسلامي – المسيحي، كما كانت الكلمات لكل من: السيدة أورسولا بلاسنك الوزيرة السابقة للخارجية النمساوية، وكذلك كان الكلام لسعادة الوزير زياد بارود وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، تلاها حفل استقبال وعشاء حضره عدد كبير من الشخصيات اللبنانية الرفيعة المستوى.
وأما فعاليات اليوم الأخير الثلاثاء 6 تشرين الأول فقد عقدت ندوة مهمة للأستاذ محمد السماك، وهو باحث في الشؤون الإسلامية – المسيحية والأقليات، ثم قُرِأت التوصيات التي خرجت بها مجموعات العمل وأدارها د. جيروم شاهين، ومن ثم وزعت الشهادت على المشاركين ولم يصدر بيان ختامي عن هذا اللقاء.

كان لنا وقفة مع الشماس أفرام اسحق الذي كان قد حضر اللقاء ممثلاً نيافة المطران مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم، فعند سؤالنا عن الإنطباعات التي حملها عن هذا اللقاء، وعن أهمية هكذا لقاءات بالنسبة لتنشئة الشبيبة على العيش المشترك والقضايا التي هي من نفس النوع، ولماذا لانرى بيان ختامي صادر عن هذا المؤتمر، فكان جواب حضرته كالتالي :
بدايةً أود أن أشكر موقع عينكاوا على اهتمامه المميّز في تسليط الضوء على فعاليات مؤتمر دور المرأة في الحوار الإسلامي – المسيحي، وحقيقةً إن موضوع الحوار الإسلامي – المسيحي ودور المرأة فيه هو لجدير بهذا الاهتمام لأنه لا يقتصر فقط على فئة معينة من الاختصاصيين في مجال الحوار، بل يشمل كل إنسان يعيش على هذه المعمورة مهما اختلف في جنسه أو انتمائه أو عرقه أو مذهبه، فالله تعالى خلق الإنسان ليعيش المحبة على هذه الأرض، والحوار هو صورة واقعية تجسّد هذه المحبة الإلهية من خلال تواصل الإنسان مع أخيه الآخر.

بالنسبة لانطباعاتي عن هذا المؤتمر فلقد كانت في غاية من الإعجاب، لأنك تلتقي مع نخبة من المشاركين القادمين من أغلب البلدان الناطقة بالعربية ( ولقد حضر ثلاثة مشاركين من إقليم كردستان العراق، بالإضافة إلى العرب القادمين من بلاد الاغتراب) يمثّلون مؤسسات، وهيئات، ومنظمات رسمية دولية وإقليمية، وفئات من المجتمع المدني التي تعنى بشؤون الحوار الإسلامي – المسيحي في المنطقة. والأكثر إعجاباً بالنسبة إلي هو اهتمام وزراه الخارجية النمساوية بهذه الفعالية ودعمها الملحوظ لهذا المؤتمر انطلاقاً من أهمية وضرورة الحوار الإسلامي – المسيحي لترسيخ دعائم السلام الإنساني في المنطقة، وهذا مؤشر يدلّ على إدراك الغرب لفعالية الحوار الديني في بلادنا، وسعيها الجاد في نشر لغته بين أبناء الناطقين باللغة العربية، مع التركيز خاصةً على أهمية وضرورة دور المرأة فيه ليكون هذا الحوار متكاملاً تتشارك فيه كل فئات المجتمع.
أما بالنسبة لأهمية هذا اللقاء فتنطلق من إدراك الفريق العربي للحوار الإسلامي ـ المسيحي، الذي يديره بنشاط منقطع النظير حضرة القس د. رياض جرجور، بضرورة حوار الحياة في تحقيق أهداف هذا الفريق. لذلك كان لا بد من إقامة هذا اللقاء لتمرين المشاركين على تقنيات هذا الحوار والتعريف بأسسه، ولتكون هذه المجموعة نواة لمجموعات كثيرة تنتشر في كافة أنحاء الوطن العربي لترسيخ دعائم العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين، والتشارك في بناء المجتمع المدني الذي يؤمن بالمواطنة (المساواة بين المواطنين في حقوقهم وواجباتهم) كشرط أساسي لتحقيق التنمية الشاملة، ونبذ التعصّب والتطرّف بكافة أشكاله. ولقد عملت ورشات العمل في هذا اللقاء على طرح العديد من التوصيات والاقتراحات المثمرة والتي تلاها أمناء سر هذه المجموعات أمام جميع المشاركين في ختام المؤتمر، وربما من أهم ما طرح من توصيات هو البقاء على تواصل مستمر وتشابك عن طريق الانترنيت بين المشاركين لمعرفة نتائج المشاركين من خلال عملهم مع الأفراد في مجتمعاتهم، وتقييم هذه الخبرات وتقديم المشورة والاقتراح من أعضاء الفريق والمشاركين. وأُقترِح أيضاً التركيز على الإعلام في إبراز هوية وأهمية هذا الفريق لإعطائه الصفة الرسمية والتنفيذية في تحقيق أهدافه في المجتمع العربي. بالإضافة إلى عشرات من التوصيات المهمة والغنية والتي تعبّر بالتأكيد عن واقع وطموح المشاركين، وبما أن الناحية العملية تفترض اختصار ودمج وتلخيص وإعادة دراسة هذه التوصيات لذا تمّ تشكيل لجنة خاصة لصياغتها والعمل على إخراجها بشكل يتناسب مع عمل هذا الفريق. ولهذا نجد بأنه لم يصدر بيان ختامي حتى الآن، لأن العمل مازال مستمراً في لجنة الصياغة من جهة، وفي اقتراحات المشاركين وتواصلهم المستمر عن طريق الإنترنيت من جهة أخرى.                
وأضاف اسحق :
   أنا شخصياً أشكر نيافة الحبر الجليل مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم على الثقة التي منحني إياها في تمثيله في هذا اللقاء المهم، ونيافته كما يعلم كثيرون مدرسة في مجال الحوار واللقاء والتعايش مع الآخر. كما أعتقد أن بذور هذا المؤتمر بدأت بالإنتاش، ففي هذه السنة تقيم أبرشية حلب السريانية الأرثوذكسية دورةً لإعداد مرشدين معلّمين في مركز مار جرجس للتربية الدينية – حي السريان تحت عنوان دورة موسوعة القرن الثالث عشر العلامة مار غريغوريوس يوحنا ابن العبري /1286+/ لإعداد المرشدين، وكوني مكلّف من قبل نيافته في تنسيق هذه الدورة، لذا ستقوم الدورة جدياً الأخذ بعين الاعتبار موضوع الحوار الإسلامي – المسيحي وأهميته في التربية الكنسية، وذلك من خلال إقامة ورشة عمل خاصة للمرشدين لتعريفهم على أسس هذا الحوار وضرورته في التعليم الكنسي لكافة الأعمار، لأن إحدى التوصيات التي خرجت من هذا المؤتمر أشارت إلى إقامة دورات تدريبية مستمرة، خاصة للأمهات والمعلمات، لتعريفهم وتدريبهم على تقنيات الحوار الإسلامي – المسيحي، ودورهم الأساسي في تنشئة الأجيال القادمة من خلال مبادئ قائمة على أسس المحبة والتسامح والإخاء الديني.
   ختاماً أكرر شكري لموقع عينكاوا على اهتمامه بمؤتمر دور المرأة في الحوار الإسلامي – المسيحي، وأخصّ بالذكر مديره الصاحب الأستاذ أمير المالح، الذي تشرّفت بلقائه في دار المطرانية الجليلة في حلب، وهو خير مثالٍ لطموحات شعبنا وبوادرهم في الالتقاء والتشارك مع الآخر في ساحات الوطن والمجتمع.




 






48
الدكتورجورج كيراز مدير دار Gorgias للنشر  لـ " عنكاوا كوم": نأمل من شبيبتنا أن تهتم باللغة والتراث السرياني لانهما هويتنا.

 
 
أجرت " عنكاوا كوم" لقاءا مع مدير دار Gorgias للثقافة والنشر جورج كيراز تحدث فيه عن الهدف من تأسيس هذه المؤسسة الهامة، وما تقدمه من خدمات لادب شعبنا، وعن مشاركته في المؤتمرات التي تهتم بقضايا شعبنا، وامور اخرى عديدة ذات صلة وأهمية.
ادناه تجدون نص اللقاء:
 
عنكاوا كوم - حلب -  جميل دياربكرلي.
                           
•   الملفونو جورج كيراز لقد أصبحت عَلَماً في عالم الأدب السرياني واليوم من خلال دار Gorgias للنشر، يعرفك الكثيرون شرقاً وغربا،ً هل تستطيع أن تزودنا بلمحة عن حياتك؟ ولماذا اتخذت هذا المنحى بعد أن تخصصت في أرقى الجامعات في أنكلترا؟
 
أنا من مواليد بيت لحم عام 1965، وأصل عائلتنا من خربروط ، هاجرت للولايات المتحدة الأميركية سنة 1985،ودرست الهندسة الإلكترونية. انتقلت إلى أنكلترا وبالتحديد لجامعة أوكسفورد، فحصلت هناك على شهادة الماجستير في الدراسات السريانية على يد البرفسور سبستيان بروك، ومن ثم انتقلت لجامعة كامبرديج وحصلت فيها على شهادة الماجستير في حقل اللغويات الحسابية ، ومن بعدها الدكتوراه في تحليل اللغات السامية وخصوصاً العربية والسريانية ، من ناحية الصرف والنحو من خلال البرمجيات الكومبيوترية (التحليل الرقمي).
متزوج ولي ثلاث أولاد طابيثا ، سيبستيان كينورو ، لوسيان نورونو ولغتنا المعتمدة في البيت هي السريانية الفصحى (ܟܬܒܢܐܝܐ).
أما تخصصي في الدراسات السريانية فهي أنه قررت أن ادرس قليلاً عن السريانية في انكلترا لمدة سنة وأعود لأميركا لأمارس عملي كمهندس ولكن عند التقائي بالبرفسور سيبستيان بروك ودراستي معه احببت المجال الأكاديمي السرياني، فأحببت أن أقدم شيئاً حديثاً يخدم اللغة السريانية ضمن تقانات اليوم.


•   دار Gorgias للنشر قدمت خدمات فكرية جليلة للأدب السرياني والمنتسبين إليه من كل الأديان والمذاهب والأعراق، ما هو هدف تأسيس هذه الدار في هذه الأيام؟
 
تأسست دار النشر بعد هبوط الاقتصاد الأميركي سنة 2001 فهذا أثر على عملي في حقل التقانات، فوجهت أنظاري للعمل في حقل التراث بدل العودة إلى حقل التقنية، فمن خلال عملي أخدم عائلتي وأخدم تراثي السرياني الأكاديمي.
 
•   ما هو باعتقادكم التأثير الإيجابي لمنشوراتكم في عالم الأداب العالمية، هل استطعتم مثلاً أن تدخلوا إلى مكتبات العالم ليعرفوا هذه الصفحة المجيدة من تاريخنا وتراثنا وثقافتنا؟
خلال الثماني السنوات الماضية نشرنا أكثر من 1200 كتاب ما يقارب 60% منهم في حقل التراث السرياني، أعدنا طباعة كتب قديمة كانت قد نفدت من السوق وأدخلناها إلى مكتبات الجامعات، فاستطاع المستشرقون ومن أبناء الكنيسة قراءة الكتب التي لم تكن متوفرة قبلاً, وحالياً نعمل مع دور نشر أخرى مثل دار ماردين في حلب حيث نعيد طباعة الكتب الصادرة عنها لتتمكن من شق طريقها إلى الجامعات الغربية. والطلبات مستمرة على كتبنا بشكل يومي بالرغم من أسعارها الغالية.


•   هل يمكن أن تشرحوا لنا كيف يتم اختيار الكتاب للنشر، وهل من قاعدة للنشر عندكم، وما هي اللغات التي تنشرون فيها؟
 
يصلنا الكتاب من المؤلف، نقوم بقراءته، نحن ننشر الكتب الأكاديمية فقط، فإذا كان الكتاب أكاديمياً وممتازاً ننشره أما إذا كان غير أكاديمي أو بالدرجة غير المطلوبة فنعتذر عن طبعه وإذا كان الكتاب من غير اختصاصنا فنسأل أصحاب الاختصاص، لإبداء الرأي ومن ثم نحن نقرر. واللغات التي ننشر هي الإنكليزية، الفرنسية، الألمانية، السريانية والعربية.
 
•   لقد شاركتم في مؤتمر مار يعقوب الرهاوي في حزيران 2008 في مدينة حلب، هل أعددتم ما قرأ في أبحاث في هذا المؤتمر للنشر، وهل تقرر أن يكون هناك متابعة لهذا المؤتمر؟
 
تقرر في مؤتمر مار يعقوب الرهاوي 2008 أن تنشر دار Gorgias للنشر ودار ماردين باللغة العربية، فمعظم الأوراق وصلتنا، سنبدأ بتدقيقها وتنقيحها وتحضيرها للطبع وسيصدر إن شاء الله في بداية السنة القادمة.
كما تقرر أن يكون هناك مؤتمر كل سنتين هنا في حلب تحت رعاية نيافة المطران مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم وكل مؤتمر يكون حول أحد آباء الكنيسة السريانية فقد كانت السنة الماضية على مار يعقوب الرهاوي والسنة المقبلة ستكون حول العلامة الذائع الصيت ابن العبري.


 
•   في عالم الأدب السرياني أسماء لامعة خدمت فكرنا وثقافتنا مثل السمعاني ودوفال ورايت وبومشترك وأوربينا وغيرهم. نسمع اليوم بأسماء قليلة مثل بروك, فهل تعتقدون أن هناك دفعة جديدة من المستشرقين بهذا الوزن سيخلفون الدفعة التي غابت عنا بالجسد؟
 
بالحقيقة حقل الدراسات السريانية من قبل المستشرقين توسع بشكل كبير خلال العشرين سنة الماضية، أول مؤتمر اشتركت فيه كان سنة 1988 في بلجيكا، حضره المطران جيجك كان هناك مايقارب 70 محاضرة، أخر مؤتمر عقد هذه السنة في أسبانيا في غرناطة كان هناك 150 محاضرة والجدير بالذكر إن عدد المحاضرين من السريان والأشوريين والكلدان والموارنة يزداد يوماً بعد يوم.
 
•   لقد أعلنت أبرشية حلب السريانية عن طباعة تاريخ مار ميخائيل الكبير وقد وعدتم في دار Gorgias للنشر أن تنشروه كما هو، هل حصل هذا؟ وهل تعتقدون أنه سيغير شيئاً في كتابات المستشرقين؟ وأين تكمن أهميته؟
 
حدث تاريخي هو نشر مخطوط مار ميخائيل الكبير، أولاً الفضل الكبير يعود إلى نيافة المطران يوحنا ابراهيم الذي اقنع المجلس الملي لمرعيث مار جرجس بضرورة طباعة النسخة الفريدة الموجودة في خزانة كنيسة مار جرجس في حلب، الآن هو في المطبعة وسيصدر بعد بضعة أشهر، وأهميته تكمن بأن النسخة التي نشرها شابو كبيرة ومليئة بالأخطاء، وهذه الطبعة الجديدة ستصحح هذه الأخطاء، وهذا الكتاب هو الجزء الأول من سلسلة تحوي 10 كتب كلها عن تاريخ مار ميخائيل الكبير، ستتضمن الترجمة العربية الموجودة في دير الزعفران، وأخرى في صدد، وأخرى في دير مار مرقس، ونص الملخص الأرمني لتاريخ مار ميخائيل الكبير. والترجمات الفرنسية للنص السرياني والأرمني وسنقوم في السنوات القادمة بترجمة النص السرياني الموجود في حي السريان إلى الأنكليزي. من قبل لجنة أكاديمية وسيقوم نيافة المطران مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم بتحضير ترجمة عربية.


 
•   كلمة أخيرة تقولها عبر  ankawa.comفي نهاية هذا اللقاء ؟
 
نتمنى لكل المؤسسات الكنسية والعلمانية السريانية والكلدانية والأشورية والموارنة ومسيحي الشرق عامةً، أن يهتموا بتراثنا العظيم التراث السرياني وخاصة اللغة فهي جديرة باهتمامنا. نأمل أن توفر المكتبات السريانية مخطوطاتها للدراسة والنشر لخدمة أبنائها والمستشرقين. ونأمل من شبيبتنا أن تهتم باللغة والتراث السرياني فلغتنا وتراثنا هي هويتنا.
 



49
بمناسبة تأسيس الفوج الكشفي السادس...
أمسية موسيقية في حلب برعاية المطران يوحنا أبراهيم
 

عنكاوا كوم – حلب

 برعاية المطران مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم مطران حلب وتوابعها  للسريان الأرثوذكس، وبمناسبة الذكرى السادسة والستين على تأسيس الفوج الكشفي السادس ( كشاف مار جرجس ) في حي السريان  ، دعا الفوج إلى أمسية موسيقية في صالة كلور، بحضور الموسيقار الخوري بول كولي (لبنان) والأب شكري توما والأب أنطوان دلي أبو، والمهندس ألبير مانوق نائب رئيس المجلس الملي وأعضاء اللجان والمؤسسات العاملة في مرعيث مار جرجس.
 أحيت الأمسية  الفرقة الوترية الكشفية الأولى من نوعها في سوريا التي جادت في تقديم بعض الأغاني الوطنية و الأغاني القومية  السريانية التراثية  وبعض المقطوعات الفيروزية ، كما تخلل الحفل إلقاء قصيدة سريانية  بعنوان نشيد الكشاف قدمها القائد الكشفي جورج فريك ، وكان الختام مع كلمة توجيهية للمطران يوحنا الذي أكد على أهمية اللغة والتراث السرياني، وضرورة تعليمها لأبنائنا، كما بين في كلمته أهمية الموسيقى وخصوصاً السريانية منها .
  وأثنى في نهاية كلمته على جهود قيادة وأعضاء الفوج  في إحياء هذه المناسبة وعلى رأسهم المحامي ابراهيم لحدو عميد الفوج و المايسترو جان بولس. وقد غصت صالة فهيمة كلور بالحضور الذين صفقوا كثيراً للفرقة وأعجبوا بأدائها الرفيع.
كان لموقعنا وقفة مع المحامي ابراهيم لحدو عميد الفوج الذي أكد على الالتزام الذي لولاه لما خرج هذا العمل بهذه الصورة الرائعة والناجحة .



50
وزير الثقافة السوري يشيد بالمطران يوحنا ابراهيم بمقالة بعنوان: قبول الأخر والمطران يوحنا ابراهيم

 
 
 
 
 
نشرت مجلة المنارة في عددها /75/ يونيو /2009/ مقالاً بعنوان : قبول الآخر والمطران يوحنا ابراهيم، كتبها الأديب الكبير الدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة في
 الجمهورية العربية السورية هذا نصه :
كانت مصادفة جميلة حين التقيت في مطار دمشق نيافة المطران غريغوريوس يوحنا ابراهيم متروبوليت حلب، وأسعدني أننا متجهان إلى مقصد واحد هو مكتبة الإسكندرية، مدعوان معاً للمشاركة في مؤتمر النشر التراثي فيها، وقد سبقنا صديق حميم هو الأخ الباحث محمد قجة، وكنت قد توقعت الملل من طول الرحلة البرية من مطار القاهرة إلى الإسكندرية، لكن صحبة نيافة المطران جعلت الطريق أنساً ومتعةً امتدت إلى نهاية الرحلة، حيث قضينا أياماً عذبة على شاطئ الإسكندرية الرحب، في إطلالة ساحرة على قصر المنتزه، فضلاً عن متعة الحوار مع الباحثين الذين قدموا من كل صوب لدراسة أوضاع نشر تراثنا العلمي العربي الإسلامي. وقد تكرم صديقي المطران بإهدائي نسخة من كتابه الهام : قبول الآخر، وقد وجدت فيه من الأفكار ما ينبغي أن نشيد به، لأنه يقدّم ثقافة ناضجة موحّدة تصد الهجمات الفكرية التي تهب على أمتنا، كي تمزق شملها وتشتت جمعها. والمطران يوحنا مثقف كبير وباحث شهير، له العديد من المؤلفات الفكرية والأدبية، وهو رئيس السريان الأرثوذكس في حلب، وقد أخبرني أنه وُلد في القامشلي عام /1948/ فقلت نحن إذاً معاً من مواليد النكبة، وهذا سر انشغالنا مدى حياتنا بقضية فلسطين، وقد درس المطران في كلية مار أفرام للعلوم اللاهوتية والفلسفية في زحلة، ثم تابع دراسته في روما ثم في برمنغهام، وهو محاور ناشط في حوارات الأديان، ولم أفاجأ بمضامين كتابه الهام، فقد عرفت نيافة المطران والتقيت به في حلب مرات عدة، ولا سيما في خضم احتفالاتنا بحلب عاصمة للثقافة الإسلامية، فقد كان حاضراً في جل أنشطة الاحتفالية ومشاركاً فاعلاً في أدبياتها، وله الشكر لإهدائه كتابه : قبول الآخر لاحتفالية حلب، فهو إسهام جدير بالتحية، لأنه يصدر عن رجل دين فهم الصلة العميقة بين الإسلام والمسيحية. وفي حديثه عن هوية الإنسان في الفصل الأول من الكتاب يوضح كون التعاليم مشتركة بين الديانتين. يقول : نرى أن تعاليم المسيحية والإسلام تتفق على استلال تصورهما لجوهر هوية الإنسان من معين الوحي الإلهي. وهو يفصل الاستدلال على ذلك في الرؤى الأساسية أو المؤسسة، من خلق آدم عليه السلام من تراب واستحلافه على الأرض، إلى الارتقاء بشأن الإنسان إلى درجة أعلى من درجة الملائكة، إلى رؤية كون الإنسان خليفة الله في الأرض، موضحاً أن الأرث المشترك الكامن في التعاليم الدينية يؤكد وحدانية الله وتعدد الشعوب، وهو بذلك يجد المدخل الواسع للحديث عن قبول الآخر، بوصفه مبنياً على المشترك وهو الأرحب والأوسع، وفي الكتاب الذي أدعو القراء إلى دراسته مواضيع هامة، لا يتسع المجال هنا للتوسع في الإشارة إليها، وحسبي أن أطوف حول عناوينها، فهي تكشف أهمية ما اختار المؤلف من قضايا ساخنة، مثل الحديث عن الدوافع الحقيقية لحروب الفرنجة ضد الإسلام، والباحث المطران يعلن رؤية المؤرخين السريان لهذه الحروب التي أسماها الغرب الحروب الصليبية. يقول : أن الوجه الحقيقي للغزو الأوروبي للقدس والمشرق كان يتمحور حول تدمير أسس الوجود المسيحي الشرقي في المنطقة، والأذى الذي أصاب الشرق جراء حملات الفرنجة أصاب المسلمين والمسيحيين على السواء، وثمة في الكتاب قسم يحمل عنوان : الحوار، وآخر يحمل عنوان : رمضانيات، وثالث يحمل عنوان : السلم والسلام، ورابع عنوانه : إيرانيات، وأهم ما في الكتاب من الصفاء والروحانية القسم المسمى : فلسطينيات، وفيه سمو الحديث عن الشهادة والانتفاضة.
فتحية للأخ الصديق والباحث العميق المطران يوحنا ابراهيم الذي يقدّم نموذجاً راقياً للفكر الديني المتنور.
 
 

51
مبروك للشعب الأرمني كما نأمل أن تكون هذه المجموعة من البراعم ذخيرة صالحة للمستقبل لتخدم الوطن والكنيسة والإنسان

محبكم
الشماس جميل دياربكرلي

52



المطران يوحنا ابراهيم لإيلاف :السياسة تلعب دورا كبيرا في إضعاف مكانة الأديان لكي تسيطر عليها

                                                          حاوره : محمد الحمامصي

 المطران غريغوريوس يوحنا إبراهيم رئيس طائفة السريان الأرثوذكس بحلب عالم كبير ورجل دين جليل، يتمتع بعلم غزير وأفق واسع مستنير، يملك رؤية ثاقبة لكثير من مجريات الأمور والأحداث، حصل على دبلوم في العلوم اللاهوتية والفلسفية من كلية مار فرام اللاهوتية في زحلة، لينان، وماجستير في العلوم الشرقية، قسم التاريخ، وبكالوريوس في الحق القانوني الشرقي (المعهد الشرقي في روما)، وقام بدراسات حول تاريخ العرب المسيحيين قبل الإسلام في بلاد ما بين النهرين لمدة سنتين في جامعة برمنغهام وكلية selly oak college  (1985 - 1987) في إنكلترا.عمل كنائب بطريركي في السويد والدول الاسكندنافية لمدة سنة واحدة، وخدم ككاهن في هولندا وبلجيكا، له خدمة كبيرة مع المهاجرين وللاجئين السريان من تركيا في سبعينيات.

عين مديراً لكلية ما أفرام اللاهوتية في العطشانة - بكفيا - لبنان 1977- 1978 في 4/3/ 1979، وسمي مطراناً على أبرشية حلب، وانتخب عضواً في اللجنة المركزية لمجلس الكنائس العالمي في 1980، وبقي في هذا المنصب حتى عام 1998، وهو عضو لجنة الحوار بين الكنائس الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية في فيينا، ولجنة الحوار السرياني، وعضو اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط 1999 – 2004 ، ومستشار الهيئة العالمية للحوار بين الأديان - روما. وله مؤلفات ومقالات ومحاضرات باللغات العربية والإيطالية والإنكليزية والسريانية.

في هذا المطران غريغوريوس يوحنا إبراهيم نتعرف على رؤاه وأفكاره فيما يتعلق بكثير من شئون وشجون الواقع الديني.

** لنكن صرحاء أنه لم يعد هناك تسامح بين مختلف الأديان بل مختلف المذاهب في الدين الواحد، برأيك لماذا لم يعد هناك تسامح ؟
** أعتقد أن المشكلة في كلمة "تسامح"، إذا كانت تعني أن يسامح الواحد الآخر، فإذن هنالك مشكلة من يسامح من، إذا كنا نتحدث عن المسامحة بشكل عام هذا مفهوم آخر، فعدم توفر الظروف للتعمق في مفهوم معنى المسامحة، هو المشكلة في الأساس، كل الديانات السماوية تدعو إلي المسامحة، إلي الغفران، واحد يغفر للآخر، واحد يسامح الآخر، ولكن التسامح بالمعنى الذي يتلفظه البعض يعني أن يكون هنالك طرفان واحد فوق وواحد تحت، وهذا غير مقبول، لا نريد أن يسامح القوي الضعيف، وأن يتسامح الضعيف من القوي، وهذا لن نقبل به نحن، هذا مفهوم يجب أن يكون واضحا عند الكثيرين، أن التسامح في بعض الأحيان، يدل علي أن هنالك طرفان قوي وضعيف، وهذا مفهوم عند الله، الله يسامح الإنسان لأنه الأقوى، نحن لا نسامح الله، نحن الأضعف، لكن الله يسامح الإنسان، فهذا المفهوم هو الذي يجعل للتسامح معنى كبير في حياة أولا أبناء المذاهب في الدين الواحد ثم أبناء الديانات عندما تتعدد الديانات.
** لنتوقف عند ديانة واحدة ولتكن المسيحية، هناك انقسامات علي الرغم من أن الظروف علي كافة الأصعدة لا تسمح بذلك ولا حتى حياة الإنسان، برأيك ما الذي يدعو لذلك؟ ما هي الأسباب؟
** لا .. يجب أن تسأل ما الذي دعا إلي هذه الانقسامات؟ "يدعو" شيء آخر، "الذي دعا" كانت هناك مصالح غلفت في كثير من الأحيان بأمور عقيدية أو إيمانية أو لها علاقة بجوهر هذا المعتقد الذي يؤمن به الإنسان، لكن بالأساس هي مصالح، مرة أخرى من كان يفكر أنه الأول أو الأقوى أو المسيطر والمهيمن، هذه كانت المشكلة في المسيحية عند انقسمت الكنيسة، انقسمت لأن الذي قال لا اعترض علي هذا الذي كان يريد أن يقول له نعم، فصار الانقسام لأنه لم يكن هنالك توافق بين كل الأطراف على أن يحكم واحد، فكانت مشكلة الكراسي في البداية، من يخضع لمن، من يتبع لمن، من يكون تحت سلطة من، هذه كانت المشكلة، ثم جاءت العقيدة فتحدثوا في الطبيعة والطبيعتين والثالوث والتجسد وغيرها من الأشياء، ولكن في الحقيقة لو تأتي أنت مثلا خذ مجمع القسطنطينية أهم قرار كان عندهم أن يعطوا مكانة ثانية لكرسي القسطنطينية بدلا أن يكون الإسكندرية، فحتى اليوم كنيسة الإسكندرية لا تقبل بهذا القرار الذي هو في مجمع مسكوني، وعندما جاءت المجامع الأخرى أيضا أرادت أن تقلص أو تجعل مكانا أقل شأنا للكراسي للكنائس التي كانت في الشرق، فدائما روما كانت تريد أن تسيطر وتهيمن، فهذا هو سبب الانقسام، ثم جاءت المصالح الأخرى ، طبعا هنالك المصالح السياسية، بيننا نحن السريان وبين البيزنطيين، كان موضوع كيفية التسلط علي خيراتنا وبلادنا وشعوبنا وثقافاتنا وعلي كل شيء، كانوا يريدون أن تذوب هذه الأشياء كلها في شيء واحد وهو أن نكون خاضعين للقسطنطينية، ولهذا انقسمت الكنيسة، صار بيننا من يتبع الملك فسمي ملكاني، ومن لا يتبع الملك وصفوه بأنه هرطوقي أو مبتدع وإلي آخره.
** أليس من المدهش الآن أن يدخل رجال الدين حلبة الصراع السياسي بحثا عن النفوذ؟                                       
** طبعا رجل الدين يجب أن يكون بعيدا عن السياسة، لكن النفوذ والسلطة لا علاقة لهما بالسياسة ، لأن الرجل الذي هو مسئول عن رعيته، أو عن كنيسته، أو عن أبرشيته، دائما يفكر كيف يستطيع أن يرسخ مفهوم السلطة في عقول الناس أيضا، ليس من باب السياسة، لأن الدين فيه سلطة وفيه نفوذ، مثلا نحن عندنا صلاحيات، الصلاحيات التي تعطى للمطران أو البطريرك، كيف تستطيع أن تفرض رأيك على الآخرين إن لم يكن لك نفوذ أو لك سلطة، هذه ليست سياسة ولكن عندما يتدخل رجل الدين في السياسة يفشل، هذا ليس عمله، السياسة ليست عمل رجل الدين، وعندما يريد أن يكون رجل الدين سياسيا يظهر أنه ضعيف جدا، لأنه لا يستطيع أن يقارع السياسيين، ولكن في كثير من الأحيان هو يعمل في شيء من داخله لكي يأخذ من هذا رجل السياسة شيء يتعلق بسلطته ونفوذه، فالخلط بين السياسة والسلطة والنفوذ هو الذي أدى إلي كثير من الفشل في الكنيسة المسيحية.
** تبدو الانقسامات الدينية المذهبية واضحة الآن في كثير من الساحات العربية، في لبنان ومصر وغيرهما عربيا وإسلاميا، هل ترى للساسة دورا في هذه الانقسامات ؟
** نعم أرى أن للسياسة دورا كبيرا في الانقسامات وفي كثير من الأحيان تعمل من أجل أن تبقى هذه الانقسامات، لأنه هكذا تستطيع أن تسيطر، ولكن ليس بالضرورة أن يكون الانقسام في الدين الواحد أو في المذهب الواحد، مثلا في لبنان ترى في طرف ما مسيحيون ومسلمون يعملون معا ضد مسيحيين ومسلمين في الطرف الآخر، إذن ليس موضوع الدين، هو موضوع السياسة كيف تفرق بين هذا ولا تجمع بين ذاك، فأنا أعتقد أن السياسة تلعب دورا كبيرا في إضعاف مكانة الأديان والمذاهب لكي تسيطر عليها، ومن هنا يأتي دور بعذ رجال الدين لكي ينقذوا أنفسهم من براثن هذه المقالب السياسية قيتورطون في العمل السياسي ويفشلون كما يحصل الآن في لبنان وفي أي مكان آخر عندما رجل دين يتخلى عن عباءته الدينية ويلبس عباءة جديدة فيها معاني السياسة يفشل لأنه لا يستطيع أن يستمر.
** منذ منتصف التسعينيات وحتى الآن خرج أكثر من شعار "الحوار المسيحي الإسلامي"، "الحوار الشرقي الغربي"، وغيرها كيف ترى لقيمة هذه الحوارات هل لها جدوى سواء الحوار المسيحي الإسلامي أو الغربي الشرقي؟
** أنا أعلم أنه هنالك نظريتان في موضوع الحوار، نظرية تقول نحن لسنا بحاجة لحوار لأننا نعيش مع بعضنا بعضا، ونظرية تقول: لا .. يجب أن يكون هنالك حوار، لأن الحوار يعني أنك لا تغلق الباب أمام الآخر، أنا من مبدأ أن يكون هناك حوار، الحوار يعني أنك ترى الآخر، يعنى أنك تسمع الآخر، يعني أنك تشعر بالآخر، يعنى أنك تقبل الآخر، هذا هو الحوار، الحوار لا يعني أن يجب بالضرورة أن تنصهر في الآخر، عملية الانصهار ليست من مبادئ الحوار، الحوار يعنى أنك في حديث بينك وبين أخيك، رغم أنك لا تنتمي إلي نفس الدين أو نفس المذهب، أو الانتماء مهما كان، دون الحوار لا تستطيع أن تعيش، والذي يقول لك أننا نعيش تحت سقف واحد، تحت عباءة واحدة هي العيش المشترك والوحدة والوطنية، أنا أعتقد أن هذا كله كلام في كلام، أنا أعتقد أن الحوار يجب أن يكون واضحا وعلي أرض الواقع، طبعا هنالك أنواع من الحوارات، عندك حوار الحياة، أنت عندما تحتفل بعيد الفطر، وأنت المسلم، وأنا المسيحي لا أشعر أن هذا العيد هو عيدي، يعني لا حوار بيننا، عندما أنت تصوم صوم رمضان وأنا لا أشعر بأن أخي المسلم يصوم صوم رمضان وأحترم هذا الصوم يعنى أنني لا أعيش معك، وأنت عندما لا تحتفل معي بعيد الميلاد وعيد الفصح، يعنى أنك لا تعيش معي، فهذا حوار الحياة، نحن عندما نذهب إلي المدرسة مع بعض، عندما تقول أنا اسمي محمد ويدل ذلك علي أنك مسلم، وأنا اسمي جورج ويدل ذلك علي أن اسمي مسيحي، هذا ليس حوارا، يجب أن نشعر بأننا جميعا نعيش تحت سقف المواطنة ، هذا حوار، كيف تستطيع أن تقنعني بأن الحوار يجمع بيني وبينك، عندما تقول نحن مواطنين، عندما نحن نكون في الجامعة، في المستشفيات، في مؤسسات خيرية، كل هذا معناه حوار، عندما تغلق هذه تجعل لنفسك مثلا مدرسة، تجعل لنفسك مشفى ، تجعل لنفسك جامعة، يعنى أنك لا تحاور الآخر، وهذا خطأ لأن المجتمع لا يعيش إلا بالتعددية.
** وهذا للأسف قائمة؟
** قائم ولكنه يزداد، نرى هنالك من يريد أن يعيش في قوقعة، يعيش بعيدا عن الآخر، وأنت تظهر إلي المشاهد الكثيرة في المجتمع كيف أن الانغلاق أصبح واحدا من السمات التي تدعو إلي التقوقع، فأنا من مبدأ أن يجب أن يكون الحوار دائما ومستمرا ولكن بعقلانية وأن نفهم الآخر بأن الحوار لا يعنى أنك يجب أن تغير دينك ومذهبك أو تنصهر في الآخر، يعنى أنك كيف تستطيع أن تعيش بأخوة ومواطنة صحيحة مع الآخر.
** من يدعو إلي هذا الحوار؟
** الذي يدعو إلي هذا الحوار، هو الوعي، عندما يفقد الوعي في المجتمع، يفقد كل شيء، يجب أن يكون كل إنسانا واعيا، لا نربط أنفسنا نحن بالساسة فقط، أنا كرجل دين لا أنظر إلي هذا السياسي الموجود عندي أنه هو يقود المجتمع، لا، أنا أنظر إلي نفسي سواء كنت مواطنا عاديا أو كنت رجل دين أو كنت عاملا، عندما أتطلع إلي الآخر بوعي كامل عندئذ يبقى الحوار مستمرا، لا يستطيع أحد أن يسيطر على المجتمع إلا الوعي.
** مسألة تصاعد المد الأصولي الإسلامي عربيا كيف تنظرون إليها ؟
** هذا شيء مخيف، المد الإسلامي مخيف خاصة إذا كان هذا المد لا ينتمي أو لا يركن على قاعدة إيمانية، مد خطير جدا، عندما أنت تعتقد أن القشور في الديانة الإسلامية هي الإسلام وتمتد معها، يعنى أنك أنت بالذات كمسلم تبتعد عن جوهر الإيمان، وطبعا هذا يؤثر عليك وعلى عائلتك وعلى حارتك وعلى مجتمعك وعلى الآخر الذي يعيش معك، فأنا أراه مدا خطيرا جدا، ربما في بعض الأحيان نشعر بأن هناك من يغذي، وربما هذا الذي يغذي لا يكون من بوتقتنا، لا يكون من مجتمعنا، يعنى هذا الذي لا يعيش معنا منذ جاء الإسلام وإلي اليوم ولا يعرف صفحات العلاقات الطيبة، ويغرس بيننا غراس الفتنة والتعالي، يعنى أننا على شيء يفسد هذه العلاقة بين بعضنا، فالمد الإسلامي في رأيي إذا لم يكن منتميا ومنتسبا إلي جوهر الإيمان خطير على المسلمين وعلى المسيحيين.
** إذا كان هناك مد إسلامي فقد انعكس علي الكنيسة التي بدورها بدأت تغذي في أبنائها ما يقوم به الطرف الآخر علي اعتبار أن هذا حماية أو دفاعا .. كيف ترى الأمر؟
** أنا أرى أن كل من يدعو إلي التعصب هو مجرم في حق الأديان، سواء كان مسيحيا أو مسلما، الانغلاق ليس من سمات إيماننا في الكتب المقدسة سواء كان القرآن الكريم أو الإنجيل المقدس، أنا أرى أن هؤلاء القادة المسيحيين الذين يدعون أيضا إلي التعصب وإلي الانغلاق وإلي التقوقع، هم أيضا يشتركون في هذا المد الخطير الذي أتحدث عنه، هذا أيضا مد آخر خطير لأنه يقسم المجتمع، نحن بحاجة إلي من يوحدنا، إلي من يجمعنا، لا إلي من يفرقنا، ويقسمنا، فهذا المد التعصبي هو دعوة إلي انقسام المجتمع إلي فئات ومذاهب وطبقات وشرائح وأطياف.
** في ضوء ذلك كيف ترى لمستقبل هذه العلاقات سواء داخل الدين الواحد أو بين الأديان؟
** أنا أعتقد أن هنالك شيء مهم يجب الالتفات إليه وهو الخطاب الديني، أعتقد أن هذا الخطاب الديني سواء كانت مسلما أو مسيحيا، يجب أن ينظر إليه، ويجب أن يضبط، أن تكون له ضوابط، لأننا نحن لا نستطيع أن نتصور رجل دين يقف على المنبر ويدعو إلي التفرقة أو يشتم الدين الآخر، أو يتهم أصحاب ديانات أخرى، فأنا أعتقد أن الخطاب الديني بالدرجة الأولى يجب أن ينظر إليه بعين العقلانية، وتكون له ضوابط، وأن يكون المحور الأساس كيف نستطيع كدين أن نخدم الإنسان بغض النظر عن ديني أو مذهبي أو انتمائي، هذا الشيء الأول، الشيء الثاني وهو أمر مهم جدا أعتقد أنه يجب أن نعود إلي المناهج الدراسية، يجب أن نعود إلي المدرسة ونرى هل هذه المدرسة مكان لكي تجمع أم لكي تفرق؟ أنا أرى في كثير من الأحيان أن المدرسة تفرق، وهذه المدرسة هي بؤرة هذا الانغلاق الذي أتحدث عنه، هذه المناهج المدرسة مع من يعلم يجب أن يعاد النظر بهما، ثالثا نحن بحاجة إلي من يستطيع أن يكتب بلغة جديدة، تتمشى مع الفكر الانفتاحي، عندما تنزل المكتب وترى أن هنالك كتبا تتحدث عن هذا الانغلاق، وهذا التقوقع، وهذا التعصب، كأنك تضع السموم في المجتمع، رابعا: أن المسيحي في هذه البلدان كلها لم يأخذ حقه في الإعلام، يجب أن يكون هناك حق للمسيحي في الإعلام العربي، كما للمسلم كذلك للمسيحي، طبعا بنسبة تختلف، ولكن عندما يسمع هذا الأخ المسلم مسيحي يتحدث في التليفزيون أو في الراديو أو في الصحف ما يتماشى والإيمان، أنا لا أقول أن يدعو للتبشير، عندئذ نبدأ نحصد نحن ثمار هذه الفكرة أو هذا المفهوم الجديد الذي يدعو أن نكون مع بعضنا بعضا تحت سقف شيء اسمه العيش المشترك أو الإخاء الديني أو الوحدة الوطنية.
هذه بعض الأشياء التي أتصور أنها يجب أن تكون في ذهن من يريد أن يرى مجتمعه موحدا وليس منقسما؟
** أشرت إلي مسألة الإعلام وحق المسيحي، لكنى شخصيا أرى أن هناك تقصيرا من الجانب المسيحي، لا يقيم مؤتمرا يدعو إليه الإعلاميين ليتابعوا المناقشات الحوارات سواء في شئون وطنية أو سياسية أو اقتصادية أو دينية، الكنائس مغلقة، ورجال الدين المسيحي في عزلتهم لا يشاركون في مؤتمرات، لا يصنعون هم مؤتمرات فيجد الإعلام فرصة لرؤيتهم وسماعهم والحوار معهم  ؟
**   أنا ضد الجيتو، ضد أن يعيش الإنسان في زاوية، المسيحي يجب أن يكون منفتحا، يجب أن يخرج إلي المجتمع، يجب أن يجتمع، يجب أن يناقش، يجب أن يلتقي، يجب أن يلقي كلمات أن يشارك، يعنى نحن مثلا في مؤتمر المخطوطات، ولا رجل دين مسيحي، لماذا؟ أين المضرة من وجود ثلاثة أو أربعة أو عشرة من رجال الدين المسيحي من يفهمون في موضوع المخطوطات المسيحية لكي يأتوا إلي هذا المؤتمر العالمي، ويتحدثوا عن مخطوطات، أين المضرة.
** هنا في الإسكندرية لما لا يأتون ويتابعون ويناقشون وهناك أكثر من بحث  يناقش قضايا مسيحية تراثية؟
** مشكلة، هذا خطأ.
** أنا كإعلامي أتعرف عليهم وعلى رؤاهم؟
** وأنا كمسيحي في هذا المؤتمر أتعلم، أتعلم أشياء كثيرة قد لا أقرأها أو لا أسمع بها أو أناقشها، هنا أتعلم، كل محاضرة هي بمثابة معرفة، فأين المشكلة أن يحضر المسيحي، أنا لا أرى مشكلة، ولكن نعود مرة أخرى لنرى لماذا المسيحي لا يشارك؟ في بعض الأحيان ربما لا يدعى، وربما لا يسلط عليه الضوء، في بعض الأحيان ربما لا يعطى له المجال في الإعلام أن يتكلم كما يجب أن يتكلم، لكن هذه ليست قاعدة لكل هذه المعتبرات، فأنا أعتقد هنالك تقصير كبير من المسيحيين في مبدأ المشاركة لكن هذا لا يعني أننا يجب أن نتوقف هنا، نستطيع أن نستمر.           
       

http://www.elaph.com/Web/Lebanon/2009/5/438953.htm




53
نتاجات بالسريانية / رد: شمي
« في: 12:57 01/05/2009  »
سلمت يداك رابي روبين


        نأمل أن نلتقي قريباً

محبك
الشماس جميل دياربكرلي
حلب

54
لغة الجسد في محاضرة للأسرة الجامعية في القامشلي
بتاريخ 27شباط2009 وضمن نشاطات أسرة مار أفرام الجامعية,وبحضور الأب القس عبد المسيح يوسف و عدد كبير من أعضاء الأسرة،  ألقى الشاب جاك ابراهيم (طالب في كلية العلوم الإدارية و المالية)محاضرة بعنوان كيف تقرأ فكر الأخر من خلال إيماءاته.
 وقد تطرق فيها إلى بعض أسياسيات أسلوب التفاهم بين البشر,منذ إنشاء المسكونة وحتى يومنا هذا, من خلال ما توحيه إيماءات الجسد البشرية مثل طريقة المصافحة وكيفية الوقوف أثناء النقاش,وتعابير الجلوس,و إيماءات الوجه, وكل ما تحويه هذه الحركات من معاني تدل مشاهدها على ما يحمله الأخر المقابل له من أفكار سواء أكانت سلبية أو إيجابية.
وأكد في نهاية كلامه على أن لغة الجسد لم تأتي من الفراغ. فكان هناك العديد من الدراسات التي استغرقت عشرات السنين لخروج هذا العلم الجديد إلينا,ولا تزال هذه الدراسات قائمة فدراسة هذا العالم لا تنتهي إلا بانتهاء الجنس البشري . وأجاب المحاضر على تساؤلات الحاضرين في نهاية المحاضرة .

55
مقابلة مع د. سعدي المالح مدير عام الثقافة والفنون السريانية في إقليم كردستان العراق أثناء تأبين ابروهم نورو

19/02/2009   
د. سعدي المالح، مدير عام الثقافة والفنون السريانية في إقليم كردستان العراق:

- إقليم كردستان العراق يشهد تطورا ملحوظا في تعليم اللغة السريانية ونهوضا ثقافيا وفنيا سريانيا


- برحيل أبروهوم نورو فقدت اللغة السريانية واحدا من أعلامها وعلمائها الكبار



أجرى اللقاء: جميل دياربكرلي      

حلب (سوريا)ـ مطاكستا ـ ـ زار الدكتور سعدي المالح، المدير العام للثقافة والفنون السريانية في إقليم كردستان، مدينة حلب السورية للمشاركة في الحفل التأبيني لأربعينية الملفونو ابروهوم نورو، فانتهزنا هذه الفرصة وكان لنا معه هذا اللقاء:

* د. سعدي المالح اسم له شهرة أدبية وثقافية، فهل لك أن تعرفنا أكثر عن نفسك؟
- ولدت في عنكاوا (أربيل) ودرست فيها المرحلة الابتدائية ثم أكملت المتوسطة ودار المعلمين في أربيل. على الرغم من إنني تخرجت معلما إلا إني اتجهت منذ يفاعتي للعمل الصحفي وكتابة القصص وترجمة الأشعار وأصدرت مجموعتين قصصيتين في مقتبل شبابي. في العراق عملت صحفيا في كل من جريدتي التآخي وطريق الشعب، وهما أشهر وأهم جريدتين صدرتا في العراق في السبعينيات. ثم سافرت للدراسة إلى الاتحاد السوفيتي(السابق) في عام 1977 وهناك حصلت على الماجستير في الإبداع الأدبي من معهد غوركي للأدب، ثم على الدكتوراه في علم اللغة والأدب من معهد الاستشراق. وشاءت الظروف السياسية التي خيمت على العراق أن أبقى مغتربا ومتنقلا بين بلدان عديدة ( روسيا، اوزبكستان، لبنان، ليبيا، الإمارات العربية، كندا) لمدة 28 سنة إلى أن عدت إلى وطني في عام 2005. عملت في الخارج في عدة جامعات عربية وأجنبية ( جامعة طشقند وجامعة الفاتح بليبيا)أستاذا للأدب واللغة ومترجما للأدب (في الاتحاد السوفييتي السابق) ورئيسا للتحرير في أكثر من مجلة وجريدة في الإمارات وكندا. بعد عودتي إلى وطني عملت في البداية رئيسا لتحرير قناة عشتار الفضائية، ثم أستاذا للأدب المقارن في كلية اللغات بجامعة صلاح الدين بأربيل ، بعد ذلك أصبحت رئيسا لقسم اللغة الانكليزية في الكلية نفسها لسنة ونصف قبل أن أعين في نهاية عام 2007 مديرا عاما للثقافة والفنون السريانية بوزارة الثقافة في إقليم كردستان العراق.

* لا بد أنكم نشرتم خلال هذه السنوات الطويلة عددا من الكتب فما هي؟
- في البداية نشرت مجموعة قصصية تحت عنوان " حكايات من عنكاوا" كتبت في أوائل الثمانينيات، وترجمت هذه القصص إلى الروسية، وفي الفترة الأخيرة إلى السريانية والكردية. ثم روايتين وثائقيتين " أبطال قلعة الشقيف" و" يوميات بيروت" في الثمانينيات أيضا. ومجموعة قصصية أخرى عنوانها" مدن وحقائب" صدرت في عام 1993 في كندا. وفي الفترة بين عام 1985 و1990ترجمت أكثر من 12 رواية وقصة ومسرحية عن الروسية إلى العربية من أشهرها " ويطول اليوم أكثر من قرن" لجنكيز آيتماتوف. في عام 1998 أصدرت كراسين تاريخيين عن تاريخ عنكاوا وشعبنا السرياني الكلداني الآشوري أثارا نقاشات وردود فعل متباينة عديدة. وفي عام 2002 أصدرت روايتي " في انتظار فرج الله القهار" وهي رواية تتحدث عن القهر الذي تعرضت له مجموعات بشرية معينة في العراق منها أبناء شعبنا. ومنذ أواسط التسعينيات حتى عام 2005 كتبت عشرات المقالات في الشأن السرياني الكلداني الآشوري تخص الثقافة والتاريخ والسياسة والتراث والآداب والفنون وغيرها من المواضيع. وكنت من أوائل من دعا، في هذه المقالات، إلى الوحدة القومية والتسمية المركبة للخروج من مأزق التسميات المتعددة. منذ عام 2005 وللآن أعمل على كتابة دراسة توثيقية عن دور السريان الكلدان الآشوريين في الثقافة العراقية المعاصرة وقد انتهيت من كتابة أجزاء عديدة منها نشرت بعضها في الصحف والمجلات ومواقع الانترنت.
* زرت حلب ممثلا عن المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية في إقليم كردستان العراق، متى تأسست هذه المديرية وما هي نشاطاتها؟
- تأسست المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية في أواخر عام 2007 وافتتحت أبوابها في شباط 2008، وهي واحدة من مؤسسات وزارة الثقافة في الإقليم. وهيكلية مديريتنا العامة تتكون من أقسام تشمل الأدب والمسرح والموسيقى والإعلام والتراث الشعبي والفنون التشكيلية وثقافة الأطفال فضلا عن الأقسام الإدارية. وللمديرية العامة ثلاث مديريات فرعية في كل من محافظات أربيل ودهوك والسليمانية. مديرية أربيل تعمل منذ سنوات (كانت تعمل تحت اسم مديرية الثقافة الآشورية منذ 1997)، وقد فتحنا مؤخرا مديرية الثقافة والفنون السريانية في دهوك، أما مديرية السليمانية ستكون مفتوحة خلال عام 2009 وفقا لخطتنا. وأهدافنا هي إحياء تراثنا وثقافتنا القومية التي لاقت الإهمال والتهميش سنوات طويلة في العهود السابقة، وتطوير فنوننا وآدابنا وثقافتنا المعاصرة وتعريف الشعب الكردي والشعب العراقي والشعوب الأخرى بها، والأخذ بيد أدبائنا وفنانينا وتقديم المساعدات المطلوبة لهم لتقديم نتاجاتهم الفنية أو طبع كتبهم . ونحن في عملنا وسياستنا الثقافية لا نفرق بين أبناء هذه الطائفة أو تلك ولا بين مؤيد لهذه التسمية أو تلك، المهم تقديم عمل ثقافي بمقومات إبداعية وبلغتنا الأم أو عن لغتنا وثقافتنا. ومن نشاطاتنا خلال السنة الماضية 2008 إقامة حفلين تأبينيين لكل من الشاعر سرجون بولص والفنان عادل كوركيس، وتقديم أربعة عروض مسرحية لفرقة بخديدا وفرقة أور وفرقة مسرح الدمى وفرقة السفراء، وخمس ندوات ثقافية عن الصحافة السريانية والقصة السريانية والتعليم السرياني وحقوق المرأة ودور السريان في الثقافة العراقية، وعدد من الأمسيات الشعرية شارك في كل أمسية ما يزيد عن 15 شاعرا وشاعرة، وعدة محاضرات ثقافية في عدد من الجمعيات والنوادي السريانية في عنكاوا والقصبات السريانية الأخرى. ومعرض تشكيلي لعدد من فنانينا التشكيليين، وفتحنا دورة موسيقية شارك فيها أكثر من أربعين شابا وشابة من هواة الموسيقى في أمل تشكيل فرقة موسيقية تراثية خاصة بنا. وتطوير مجلة بانيبال وإصدار 4 أعداد جديدة منها، وأصدرنا عدة كتب قصصية وشعرية وغيرها من النشاطات التي كان آخرها مهرجان الفنان والشماس السرياني صليوا يلدا صليوا المعروف ب( سيوا) والذي دام يومين عرض فيه فيلم وثائقي عن حياته وألقيت فيه عدة محاضرات حول فنه.

* يشهد اقليم كردستان نهضة ثقافية سريانية كبيرة بفضل التفات الحكومة الكردستانية إلى شعبنا الكلداني السرياني الآشوري، فهل لكم أن تحدثونا عن بعض معالم هذه النهضة؟
- بصراحة من الممكن أن نقول إن الثقافة السريانية تنهض من كبوتها في الآونة الأخيرة ليس في العراق فحسب، وإنما في الدول المجاورة وفي دول الشتات أيضا. إلا أن ما يشهده إقليم كردستان العراق على نحو خاص، من نهوض ثقافي وأدبي وفني سرياني كلداني آشوري، لا يقاس بأية فترة زمنية سابقة. فالإقليم يشهد، بفعل دعم الحكومة الكردستانية والوعي القومي للمثقفين السريان الكلدان الآشوريين، تطورا ملحوظا في تعليم اللغة السريانية في المدارس الابتدائية والثانوية ولو بمستويات متباينة، وحركة نشر لا سابقة لها من كتب ومجلات وجرائد سياسية وثقافية وإن كان الكثير منها على حساب النوعية، ويشهد أيضا ظاهرة إعلامية ناشطة من إذاعات وتلفزيونات حزبية وحكومية، ونشاط ثقافي وفني عام من ندوات وأمسيات ومسرحيات ومعارض رسم وغيرها. هذا كله أدى إلى ظهور أدباء وشعراء وقصاصين وصحفيين يكتبون بالسريانية ومخرجين وممثلين يقدمون مسرحياتهم بالسريانية إضافة إلى إنتاج بعض الأفلام الروائية والوثائقية بالسريانية أيضا. صحيح أن بعض هذه الأعمال والنتاجات يعتورها الضعف والتسرع وتحتاج إلى مراجعة أسلوبية ولغوية إلا أنها تشكل ظاهرة ثقافية لم نشهدها من قبل. المثقفون الكلدان السريان الآشوريون كافة مدعوون في هذه المرحلة، أكثر من أي وقت آخر، للعب دورهم القومي والتاريخي والثقافي في نشر اللغة السريانية وتعليمها على أسس تربوية صحيحة بعيدة عن التأثيرات السياسية والطائفية، وتطويرها على الأسس العلمية والأكاديمية المتبعة في اللغات الحية الأخرى، السامية أو غيرها من اللغات، وتوحيد لهجاتها أو في الأقل العمل على تقريبها من بعضها البعض واعتبار مفرداتها مرادفات، فضلا عن اهتمامهم في التحول إلى الكتابة باللغة السريانية بدلا من اللغات الأخرى التي يكتبون بها، خاصة بالنسبة للشباب منهم الذين أمامهم فرص كبيرة لهذا التحول.

* كنتم أحد المؤبنين للملفونو ابروهوم نورو في الحفل الكبير الذي أقيم له في حلب، فمن هو بالنسبة للدكتور سعدي المالح؟
- كان ابروهوم من عشاق اللغة السريانية وأساتذتها وعلمائها النابغين، إذ علّمها سنوات طويلة في كل من حلب ودمشق وبيروت والقدس وبغداد وغيرها من المدن. وأبتكر طريقة جديدة لتعليمها بأسلوب سمعي بصري أسّماها طريقة السولوقو. ويعد كتابه المعنون(تولدوثو سرييتو) أي المصطلحات السريانية المستحدثة من ابرز المؤلفات اللغوية في السريانية المعاصرة ، وهو كتاب يتضمن أكثر من ألف مصطلح مع أمثلة قياسية. أما مساهمته في إغناء قاموس (دليل الراغبين في لغة الآراميين) المطبوع حديثا تحت عنوان (قاموس كلداني – عربي) للمطران أوجين منـّـا بإضافة ملحق خاص إليه يتضمن 2100 كلمة ومصطلح جديد، وتأليف قاموس عربي سرياني على شاكلته فهو الآخر واحد من الاعمال اللغوية الكبيرة في عصرنا. لقد شارك الفقيد في المؤتمرين الأخيرين للغة السريانية في كل من دهوك عام 2007 وماردين 2008 من خلال بحثين قيمين في اللغة السريانية. في دهوك عندما اعتلى المنصة أثناء تكريمه وقفت له القاعة إكراما وتقديرا وعجت بالتصفيق، فألقى في المجتمعين كلمة مؤثرة عن لغتنا السريانية الجميلة. أما في ماردين فكان دائما مركز اهتمام الجميع يستقطب إليه العلماء والمفكرين لينورهم بما يمتلك من ذخيرة لغوية. برأيي برحيل أبروهوم نورو فقدت اللغة السريانية واحدا من أعلامها وعلمائها الكبار، وتكريما له ـ كما قلت في كلمتي التأبينية- سنسمي مؤتمرنا القادم للغة السريانية الذي سينعقد في بيروت في أواخر أيلول المقبل مؤتمر الملفونو أبروهوم نورو، كما وسنصدر ملفا خاصا عنه في العدد المقبل من مجلتنا "مجلة بانيبال" التي تصدر عن المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية تقديرا لنتاجاته اللغوية والثقافية.

* ماذا لمستم في حلب بعيد زيارتكم لها؟
- لمست كل الحفاوة والتقدير من قبل لجنة الحفل التأبيني ومطرانية السريان الأرثوذكس، وخاصة سيادة المطران يوحنا إبراهيم، الذي اجتمعت إليه وعرّفته بمديريتنا العامة ونشاطاتها، وزرت في الوقت نفسه مدارس ومؤسسات المطرانية، وبعض المواقع الأثرية في حلب. فضلا عن كل ذلك فأن حلب مدينة عريقة بتاريخها وثقافتها وحياتها الاجتماعية وأطباقها اللذيذة.

 

56



دعوة للمشاركة في اربعينية المرحوم العلامة ابروهوم نورو
تحت رعاية مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم مطران حلب وتوابعها للسريان الأرثوذكس. يقيم مجلس الملي في مرعيث مار جرجس- حي السريان، مساء السبت 7 شباط (فبراير) القادم السادسة مساءً، حفلاً تأبينياً في كنيسة مار جرجس بمناسبة اربعينية المرحوم العلامة ابروهوم نورو.
ويقدم المجلس دعوته للجميع، المشاركة في الصلاة بالقداس والجنازة، اللذان سيقامان على روح المرحوم، في التاسعة والنصف من صباح الاحد 8 شباط (فبراير) القادم في كنيسة مار جرجس.

 
الدعوة عامة

57
الملفونو أبروهم نورو ... مجاهد في حقل اللغة السريانية
                                                                                 
                                                                             بقلم : جميل دياربكرلي

              إن وفاة الملفان أبروهوم نورو كانت مفاجأة كبرى تلقاها العالم الكلداني السرياني الأشوري بأسى عميق. وقد أنتشر الخبر الحزين في المواقع السريانية, وقنوات التلفزيون، أسرع من البرق. خاصةً وأن أبرشية حلب هيأت له جنازة مهيبة رغم قصر المدة, فكانت الوفاة بحدود الساعة السادسة من الصباح الباكر ليوم الثلاثاء السادس من شهر كانون الثاني سنة 2009, وهو عيد الدنح (الغطاس), وأما صلاة التجنيز فتمت في تمام الساعة الثالثة والنصف من بعد ظهر اليوم نفسه، فأهتم نيافة مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم مطران حلب وتوابعها للسريان الأرثوذكس اهتماما بالغاً, في أن يجعل جنازة الملفونو أبروهوم نورو بمثابة حفلةً تكريميةً له.
فهبَّ أهالي حي السريان عن بكرة أبيهم, يتقدمهم نيافة المطران يوحنا وجميع الإكليروس، والشمامسة، ونائب رئيس وأعضاء المجلس الملي في مرعيث مار جرجس ـ حي السريان، ورؤساء وأعضاء المؤسسات واللجان العاملة كلها. وكان على رأس المشيعين نيافة المطران شخصياً, الذي مشى مع إكليروسه أمام النعش من منزله إلى المذبح. وفي الكنيسة التي توشحت بالحزن، جرت مراسيم التشييع في جوٍّ خشوعي رائع, وكانت كلمة نيافته معبرة عن حزنه العميق شخصياً، وعن ألم حزن أهالي حي السريان على هذه الخسارة الفادحة التي وقعت بالأمة كُلِها.
كنتُ قد أعددت كلمة لمناسبة تكريمية  للملفونو لم تحصل بسبب الوفاة، أنشرها لتبقى في أرشيف مواقع أبناء شعبنا لكي يكون ذِكرُ الملفونو أبروهوم نورو مؤبداً.
       تقع الرها جنوب شرق تركيا, وكانت عاصمة إقليم أوسروين من أقاليم بلاد مابين النهرين، والمدينة ذاتها كانت من أمهات مدنها، من حيث موقعها الاستراتيجي، والمكانة العلمية، والأدبية المرموقة، التي حازت عليها.
وقد مرّ على الرها عدة محطات تاريخية هامة وعرفت فاتحين ومتسلطين عليها منهم: البابلي, الأشوري, السلوقي، والفتوحات الإسلامية، إلى زمن إعلان الجمهورية التركية.
لقد استنارت الرها, التي عُرِفت في ما بعد بـ : عاصمة الآداب السريانية, بنور المسيحية في زمن حاكمها الملك أبجر الخامس معنو الملقب بأوكاما  Ukomo، وهنا نذكر قصة المنديل وحاننيا والوفد المرافق الذي أرسله الملك أبجر مع رسالة إلى السيد المسيح.
وبعد ذلك أضحت الرها مركزاً هاماً من مراكز المسيحية في العالم خاصة في اللاهوت والأدب الكنسي، وعرفت كواحدة من أهم المتروبوليتيات المشرقية اللائذة بالكرسي الأنطاكي.
وأهم ما ميَّز الرها كان مدرستها الشهيرة التي أصبحت منارة من منارات العلم والأدب, تشع بعلومها الفلسفية واللغوية واللاهوتية على الشرق كله, وكما أُشتهرت الرها باستعمالها أنقى لهجات السريانية 1 بحسب رأي الباحثين اللغويين.
وقد درج في تاريخ هذه المدينة المباركة ـ التي تعددت تسمياتها وتنوعت ما بين : أوديسا, الرها, أورفا اليوم شانلي أورفا ـ أسماء لامعة لأدباء وشعراء وفلاسفة و رجال دين منهم : الفيلسوف السرياني برديصان (222), الملفان مار أفرام النصيبيني كنارة الروح القدس وشمس السريان (373+) وقد كان أشهر من تسلم إدارة مدرستها, ومار رابولا الرهاوي صاحب الابتهالات أي التخشفتات (435+), الملفان نرساي الشاعر والأديب واللاهوتي الكبير (492+)، وكبير ملافنة السريان مار يعقوب الرهاوي (708+) وآخرون.
ففي هذه المدينة المباركة أبصر النور إبراهيم بن نوري كهلجي (أبروهوم نورو) سنة (1923) من عائلة سريانية أرثوذكسية 2.
وبتاريخ 25 شباط من عام 1924 ترك السريان الرهاويون مدينتهم، وتركوا ما فيها من أمجاد وعظمة آبائهم السريان, وقصدوا مدينة حلب, وحلّوا في رابية من روابيها, سميت بـ : برّاكات السريان وقتئذٍ, ومن بين الذين هاجروا نوري كهلجي وعائلته, بينهم ابراهيم وكان ابن سنة واحدة.
ولا حاجة لذكر الأسباب الحقيقة التي وقفت وراء انتقال هذا الشعب من الرها إلى حلب والذي أُقتُلِعَ من جذوره ولكن باختصار شديد كانت الأسباب لاإنسانية وتراجيديا فعلية.
عندما وصل الشعب السرياني إلى حي السريان بنى أولاً كنيسة صغيرة مصنوعة من خشب وإلى جانبها مدرسة بدائية بسيطة، وكان حلمهم أن تكون مدرستهم في حلب امتداداً لمدرسة الرها العريقة, في هذه المدرسة درس الفتى أبروهوم, أولاً على يد المعلم أسحق طاشجي مبادئ اللغة السريانية, والصلوات الفرضية البسيطة المعروفة في كتاب الإشحيم والألحان الكنسية في كتاب البيث كازو .
أنتقل بعدها إلى مدرسة كنيسة مار أفرام في حارة الهّزازة , حيث زادت محبته للغة أبائه اللغة السريانية وبخاصة لأنه تعرف إلى شخصيات سريانية كانت من وجوه الكنيسة ووجهاء الطائفة في ذلك الوقت، مثل : منصور شيلازي, شكري طراقجي3, يوحانون قاشيشو4، وغطاس مقدسي الياس5.
فكّر أولاً أن يتطوع في الجيش السوري، فخدم فترة قصيرة كضابط, ولكن أراد أن يستفيد من شهادة البكالوريا أكثر, فانتقل إلى بيروت, وتحديداً إلى جامعة القديس يوسف حيث درس الحقوق, ولكن بسبب مرض أنتابه انقطع عن الدراسة، وبدأت اتصالاته بالمهتمين باللغة السريانية وآدابها وتراثها خاصة بين السريان الموارنة.
بعد سنتين عاد إلى المدينة التي كبر فيها، وإلى حي السريان الذي نشأ فيه، والذي كانت في نفسه له ذكريات, وبدأ الحماس يدب فيه, فاهتم بالتنشئة، فأسس مع العاملين في الطائفة أخوية الإيماس  للمرحلة الإعدادية, والإيتاس للمرحلة الثانوية.
وهنا بدأت محبة الشاب أبروهوم تكبر للغة السريانية بشكل منقطع النظير, حتى وصلت لحد العشق, على عكس الشباب الذين بعمره وكانوا يبحثون عن الزواج، أخذ هو بالبحث والتعمق في هذه اللغة ومصطلحاتها، فلقّنها في البداية لأفراد أسرته لتصير بذلك أول أسرة سريانية رهاوية معاصرة تتكلم بالسريانية الفصحى في البيت.
    وتفرغ كلياً بالتعمق بلغة آبائه اللغة السريانية، ومنذ عام 1947 أنخرط في سلك تدريس اللغة السريانية عن طريق الدورات التي كانت أولاها في القدس، وهكذا تتالت الدورات في كلٍّ من دمشق, حلب, جبل لبنان، ودير مار أفرام في العطشانة، وفي أديرة الرهبان الموارنة خاصة في جامعة الكسليك.
وفي عام 1967 زار معظم المراكز السريانية 6 في العالم, وألّف في هذه الزيارات كتاباً أسماه : جولتي وفيه معلومات عن هذه المراكز، وعن الكتّاب، والأدباء السريان.
وكان الملفونو أبروهوم قد أبتكر طريقة تعليم جديدة بأسلوب سمعي بصري حديث أسّماها طريقة السولوقو, طبعت في كتاب بهولندا سنة 1989.
ولم يخطر على باله أن يرتبط بالزواج إلا عندما بلغ الواحد والسبعين من عمره، فبارك نيافة مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم إكليله على السيدة أنطوانيت باندو التي بقيت وفية له و معه حتى وفاته, وكانت خير عون له، وذلك في كاتدرائية مار يعقوب النصيبيني بالقامشلي في 15/أيار/1994.
وفي عام 1997 أصدر كتابه الثالث المعنون بـ(تولدوثو سريويوثو) أي المصطلحات السريانية المستحدثة, وهو حصيلة جهد كبير وأعوام عديدة من الدراسة والبحث.
يملك الملفونو أبروهوم مكتبة ضخمة, تعتبر من أكبر وأهم أمهات المكتبات السريانية التخصصية الخاصة, فهي مكتبة شاملة جمع كتبها خلال ستة عقودٍ من الزمن، فيها كتب باللغات السريانية, العربية, التركية, الإنكليزية, الفرنسية, الألمانية. وأما موضوعاتها فهي تتنوع ما بين: التاريخ, اللغة, النحو, الدين, الصحة, الطب, وعدد كبير من القواميس (من وإلى السريانية) بينها بعض الطبعات  الأولى النادرة والمفقودة.
أما محبته للغة السريانية والغوص بتاريخ شعبه وعشقه للتراث والآباء والملافنة فحدث عنه ولا حرج ! كان يقول دائماً : نحن نعرف بأننا تلاميذ الملفان نعوم فائق، ونسير في خطاه بحسب كلماته ونصائحه وإرشاداته, ونعمل على إتمام ما كان يرغب ويجب أن يكون لشعبنا. وأما عن الملفونو يوحانون قاشيشو فكان يقول : إنه أول من فتح أعيننا على هذه الطريق. وكانت علاقته مميزة مع المثلث الرحمة المطران يوحنا دولباني مطران ماردين سابقاً، والمرحوم الملفونو غطاس (دنحو) مقدسي الياس الذي بقي يراسله حتى أيامه الأخيرة.
بقي الملفونو أبروهوم ملتزماً دائماً بخدمة كنيسته السريانية الأرثوذكسية وخاصةً في مرعيث مار جرجس، إذ كان يقف يومياً صباح مساء على الكود مع الكهنة وبعض الشمامسة، ويصلي في كتابي الإشحيم والفنقيث, ولم ينسَ أن يسجل ملاحظاته على الكلمات والعبارات والمصطلحات، ونظراً لمحبته الكبيرة للكنيسة رسمه مطران الأبرشية مار غريغوريوس يوحنا شماساً قارئاً ثم أفودياقوناً بتاريخ 4/3/2001 في كاتدرائية مار أفرام السرياني بحلب.
كان الملفونو أبروهوم قومياً في فكره, وكان يحلم أن تتم وحدة التسميات للشعب الكلداني السرياني الأشوري الواحد, وباعتقاده إن هذا أكبر مكسب لشعبه, وكان يحلم مثل غيره أن يرى شعبه قد حصل على حقوقه الثقافية أولاً, وقد عمل كثيراً من أجل أن يجعل تدريس اللغة السريانية في كل مكان رسمياً، وعندما صدر قرار منح الحقوق الثقافية في العراق، كان أول من هلّل لهذا القرار، وسافر إلى بغداد لكي يهنئ الحكومة هناك بهذا القرار الجريء والحكيم. لقد آلمه جداً ما وقع في العراق من أحداث خطيرة وخاصة أنها قد أثّرت على الوجود شعبنا الكلداني السرياني الأشوري, مما أضطر أعداداً كبيرة من أبناء شعبنا على الهجرة إلى ما وراء البحار، أي تركوا وراءهم أرض آبائهم، ولغة شعبهم، وأغلقوا صفحة من صفحات عطاءاتهم المجيدة, وفتحوا صفحة جديدة لا أحد يعرف مستقبلها. وكان الملفونو أبروهوم يحارب الهجرة بكل أنواعها , وقد زار سهل نينوى أكثر من مرة وكان يبدي آراءه بشكل واضح تجاه التطورات, وكان له الأمل بأن يكون هذا السهل منطقة حكم ذاتي لشعبنا.
وبقيت لمدينة القامشلي مكانة خاصة في قلبه وعقله, كان ينظر إليها كمدينة وارثة لمدينة نصيبين ومدرستها، التي كانت بمثابة أول جامعة في بلاد مابين النهرين, وقد عبّر الراحل الكبير عن فرحه وسعادته للنشاطات التي جرت فيها منذ الخمسينيات وحتى اليوم، وظهرت محبته عندما قرر أن تتم مراسيم إكليله في القامشلي حصراً.
كان الملفونو يتقن اللغات السريانية والعربية والإنكليزية والفرنسية والتركية ويلم بالألمانية. وقد حاضر كثيراً في السريانية ولغتها وتراثها وآدابها في كامبريدج وأكسفورد والهند والولايات المتحدة الأميركية وأوروبا والبلدان العربية وتركيا وإيران.
وفاة الملفونو أبروهوم نورو خسارة كبيرة للغة السريانية، ولكن اسمه سيبقى بين أعلامها الخالدين، وستكتب عنه أقلام حرة تقرأ أفكاره ورؤيته للتاريخ.
بهذا أختم هذه اللمحة القصيرة عن أهم شخصية سريانية عرفها شعبنا في القرنين العشرين والحادي والعشرين خدم اللغة السريانية ومفرداتها ومصطلحاتها، ولكن يبقى السؤال هل نال الملفونو أبروهوم نورو حقه من التكريم من أبناء شعبه ؟

الحواشي :
1- لا تزال هذه اللغة مستعملة ليومنا هذا.
2- للملفونو أخوان جورج (حلب) , شمعون (السويد) وثلاث أخوات سلمى, هيلين, شاميرام (إيطاليا).
3- للمزيد عن حياته راجع كتاب : المربي، إعداد : مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم، نشر في دار ماردين ـ الرها حلب 1998.
4- يوحانون قاشيشو (1918-1997): من مواليد اسفس ويعتبر من الأدباء السريان الأكثر عطاءً في القرن الماضي وله سلاسل تعليمية باللغة السريانية وقاموسان (سرياني ـ سويدي) و أكثر من 200 قصيدة توفي في السويد.
5- غطاس (دنحو) مقدسي الياس (1911-2008): من مواليد مذيات دّرس السريانية و الفرنسية والعلوم الدينية ببيروت وتقلد وظائف مهمة في الدولة وله قصائد و مقالات وأشعار بالسريانية والعربية و الفرنسية توفي قي البرازيل، راجع كتاب : الأثمار الأخيرة، مقدمة لنيافة المطران مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم.
6- هنا أقصد المراكز التي تتخذ من السريانية لغةً لها من سريان مغاربة ومشارقة، أي السريان الأرثوذكس، وكنيسة المشرق القديمة، والكلدان، والسريان الكاثوليك، والسريان الموارنة، والكنائس السريانية في الهند.

المصادر :1- لقاءات شخصية في مناسبات كثيرة مع الملفونو أبروهوم نورو في حلب والقامشلي.
            2- مقدمة بقلم المطران يوحنا ابراهيم في كتاب : مشاعل الرها للمربية سارة دوغرامجي،
                 الطبعة الأولى، دار ماردين حلب 2004.
             3- أدب اللغة السريانية، للأب ألبير أبونا، الطبعة الثانية، دار المشرق بيروت 1996.
     4- الأديب يوسف نامق، كتاب : القافلة الأخيرة، الطبعة الأولى، دار الرها حلب 1991.
     5- كتاب الأثمار الأخيرة، للملفونو غطاس (دنحو) مقدسي الياس، نشر في دار ماردين ـ الرها
                حلب 2007.
    6- كتاب نسمات الجبل، أيضاً للشاعر غطاس (دنحو) مقدسي الياس، دار ماردين ـ الرها             
              حلب 2001.

58



عظة العيد ...المطران يوحنا ابراهيم

كبير أنت يا يوسف البار في موقفك !
(1)

يبقى عيد الميلاد حدثاً إنجيلياً وتاريخياً هاماً، ففي ليلة الميلاد دخل الله في تاريخ الشعوب والأمم، وتحققت بذلك النبؤات والرموز والإشارات التي وردت على لسان الأنبياء في العهد القديم. وهكذا فحالة الانتظار التي طال أمدُها، وترقّبها العالمُ كلُّه، خلقت في بعض الأحيان قلقاً في نفوس الكثيرين من الذين كانوا يريدون أن يعيشوا برجاء وأمل، وربما بعضهم قطع هذا الرجاء، واعتقد أن الحدثَ المنتظر لن يتم، والتاريخَ لن يشهد هذا التحول الكبير الذي سيرفع من معنويات الإنسان المتألم، بل يُزيل كل معاني الخوف والرعب والتوتر عنده. لهذا نسمع يوحنا الإنجيلي وهو يشهد بكلمات قليلة ولكن ذات معنى كبير عن حقيقة هذا الحدث الإنجيلي ويقول : الذي رأيناه بعيوننا، والذي شاهدناه، ولمسته أيدينا، من جهة كلمة الحياة 1.
ويوحنا الرائي هو أفضل من عبّر عن الإله المتجسد، بطريقة جعلت القائمين على مسيرة الناموس عند اليهود، أن يفهموا حقيقة حدث الميلاد المجيد، فهو صاحب الاستهلال الإنجيلي : في البدء كان الكلمة 2 وهو الذي بيّن أن يوحنا بن زكريا الكاهن جاء ليشهد للنور 3، النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتياً إلى العالم. ويتجاوز اللاهوتي يوحنا في حدث الميلاد الوصف التقليدي الذي عرفناه في بقية الأناجيل، ويبيّن بأن العالم كان في هذا الذي وُلد في مغارة بيت لحم، وبه كُّّوِن العالم 4. أما رسالة الميلاد فكانت أن الذين قبلوه أعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله 5. ويختصر يوحنا اللاهوتي المسافات، فيعلن عن حدث الميلاد بأسلوبه اللاهوتي العالي جداً قائلاً : الكلمة صار جسداً، وحلّ بيننا، ورأينا مجده، مجداً كما لوحيد من الآب مملوءاً نعمةً وحقاً 6.

(2)

ولكن حدث الميلاد كما يظهر، لم يأتِ من دون مقدمات. فكل الذين تنبأوا عن هذا الحدث من أنبياء كبار وصغار في العهد القديم، كان هدفهم أن يُقنعوا العالم بإيمان، بهذا الحدث الذي غيّر وجه التاريخ ! فالمظهر الخارجي لميلاد الطفل يسوع في مغارة بيت لحم كان بسيطاً جداً، وإذا ذهبنا إلى مغارة تلك الأيام، لوجدنا أن كل شيء كان فيها متواضعاً، الموقع الجغرافي، المدخل إلى المغارة، داخل المغارة، ثم المذود الذي رتّبه يوسف استعداداً للولادة. ولكن أنوار السماء أضاءت ظلمة تلك الليلة، والملائكة الذين ظهروا في السماء كانوا من كبار الشهود، وترتيلة الميلاد : المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، والرجاء الصالح لبني البشر 7، دَوَّت في أرجاء المعمورة كلها : المسيح أتى، المسيح أتى. فالنبوءات تحققت، والرعاة الذين كانوا متبدِّين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم استيقظوا، لأن رسالة السماء ظهرت في شخص ملاك الرب الذي مجده أضاء حولهم، فكان الحدث الذي انتظرته الأجيال. هذا المنظر كان غريباً جداً عليهم. لقد اعتادوا أن يُمضوا الليل كلَّه في يقظة تامة للحراسة، ولكنهم أمام منظر الرب الذي وقف بهم خافوا خوفاً عظيماً 8. هل كان هذا الخوف يعبّر عن خوف كل العالم ؟



(3)

هذا هو السؤال الذي يُطرح في هذه الليلة، ونحن نحتفل بعيد ميلاد الطفل يسوع المسيح في مغارة بيت لحم.
كما سبقت النبوءات حدث الميلاد استعداداً لقبول هذا الآتي من ملء الزمان، هكذا تستعد الكنيسة من خلال ثمانية آحاد تسبق عيد الميلاد. وفي كل أحد يقف المؤمنون أمام حدثٍ إنجيلي له علاقة بحدث الميلاد. فظهور الملاك لزكريا الكاهن في الهيكل بينما هو يَكهَنُ في نوبة فرقته أمام الله، ثم ظهوره لأمنا مريم العذراء في مدينة من الجليل اسمها ناصرة، وزيارتها لنسيبتها أليصابات في الجبال إلى مدينة يهوذا، وتسبحة العذراء بعد أن فرحت أليصابات مرحّبة بها وقائلة : مباركة أنت في النساء ومباركة ثمرة بطنك يسوع 9، وبعدها ولادة يوحنا المعمدان الذي عندما سمع جيرانها وأقرباؤها عرفوا أنّ الربّ قد عظّم رحمته لها 10، وأخيراً ظهور الملاك في الحُلْم ليوسف كما يصفه لنا الإنجيلي متّى.
كل هذه الأحداث الإنجيلية مرتبطة بحدث الميلاد. فزكريا الكاهن وابنه يوحنا وأمّه أليصابات كلُّهم بشّروا بالميلاد في تلك البيئة اليهودية الضيقة، وبشارة الملاك لأمنا العذراء مريم هزَّ العالم اليهودي، لأن الحبل كان من الروح القدس، وكما قيل من الرب بالنبي القائل : هوذا العذراء تحبل وتلد ابناً، ويَدعوُن اسمَه عَمَّانوئيل الذي تفسيره الله معنا 11، قد تم وتحقق.

(4)

ولكن دعونا نتوقف اليوم عند شخصية يوسف البار خطِّيب مريم العذراء، الذي كان الشاهد الأكبر على هذا الحدث الإنجيلي الخطير، ولنتأمل معاً كيف قدّم يوسف شهادته للعالم وهو الذي لم يدرك بدايةً أن يد الله كانت معه وعنايته رافقته، فبدل أن يصبح ربَّ عائلة بسيطة مغمورة مكّونة من والدين وأولاد فقط، أصبح شخصية كتابية شهيرة، ودخل التاريخ من أوسع أبوابه. إذاً في الأحد السابع السابق للميلاد تقف الكنيسة بحسب طقسها أمام شخصية يوسف البار. والإنجيلي متى بعد ذكر نسب يسوع المسيح يقول : أما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا 12، ويدخل مباشرةً في موضوع هام سبق الميلاد.
تعطي القراءة من الإنجيل للوهلة الأولى طابع البساطة، إذ يظهر أن يوسف البار لم يسمع بظهور الملاك لزكريا، ولا بحبل أليصابات، ولم تُعلْمه العذراء مريم ببشارة الملاك لها، ولا الحوار الذي جرى بينها وبين الملاك، ولم يصغ إلى نشيد العذراء الذي فيه عظّمت الرب لأنه نظر إلى أتضاع أَمَتِه 13 ولا نعلم شيئاً عن موقف يوسف البار من مكوث خطِّيبته مريم عند أليصابات نحو ثلاثة أشهر. ولكن يبيّن لنا متى الرسول بعض صفات يوسف الذي عَرَف بحبل خطِّيبته، وأهم صفة كانت البرارة، ولأنه كان باراً لم يشأ أن يُشهِرَها، ولكنه أراد تخليَتها سرّاً 14. حتى هذه اللحظة كل شـيء كان يسير ضمن المعقول والطبيعي، ولو عرف يوسف بالأحداث الإنجيلية المذكورة سابقاً، لما تجرّأ في التخطيط للتخلي عن خطِّيبته سرّاً. ولكن عبارة الإنجيلي متّى أنّ يوسف البار فيما هو متفكّرٌ في هذه الأمور، تبيّن أن يوسف الذي ظهر على مسرح التاريخ اليهودي فجأة، لم يكن متسرعاً في تنفيذ الخطة التي رسمها لنفسه. كم كانت مدة هذا الزمن، وكم استغرق هذا الوقت ؟ لا أحد يعرفه. ولكن ملاك الرب ظهر ليوسف في حُلْم، وناداه بقوله : يا يوسفُ بنَ داود، هذه المناداة كانت كافية أن تحرك يوسف البار ليدرك كُنه رسالة السماء، فـ : داود النبي مرةً أخرى يُبعثُ حياً في شخص يوسف، وهذا المنتظر من قبل الأجيال لما بلغ ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة، ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني 15، فعلاً قد جاء بالجسد إلى الأرض !!

(5)

فإذا نادى ملاك الرب الرعاة في ليلة الميلاد، وقال لهم : لا تخافوا !! ها هي نفس العبارة يستعملها الملاك قبل أشهر مع يوسف لا تخف !! إنّها عبارة ذات مدلول كبير، إن الموقف خطير جداً، والذي لا رجاء له، ولا معرفة له بالكتب المقدسة يصبح الخوفُ عنصراً هاماً في حياته. ولكن هل فعلاً بدّد كلام الملاك الخوف من نفس يوسف ونفوس الرعاة ؟ إنّ عبارة لا تخف ! و لا تخافوا ! تدلّ على خطورة الموقف، خاصةً عند الذين ضعف رجاؤهم، وخفَّ إيمانهم للمنتظر الآتي من ملء الزمان. إنّ يوسف البار بموقفه بعد ظهور ملاك الرب له في الحلم يدعونا إلى أكثر من عمل. فهو أولاً ينبئنا بأن الطاعة الحقيقة لا تكون إلاّ بالعمل بحسب إرادة الله. ونحن نؤمن بأن الطاعة هي إحدى ميزات الحياة الروحية في المسيحية. يوسف من جانبه قبل أن يسمع نداء الله، لم يَحِد عن طريق البرارة، لقد أراد أن يجنّب العذراء مريم أي سوء، رغم أنّه لم يعرف حقيقية ما جرى معها يوم البشارة، لهذا خطّط لأمرين : أولاً، لم يشأ أن يُشهرَها، وثانياً، أراد تخليتَها سرّاً. كم هو عظيم هذا الموقف من يوسف وأمثاله، فكأنّه يعطينا درساً ضدّ الإشاعات والاتهامات وقطع الرجاء والغوغائية بكلّ أشكالها، ولكن يوسف البار أظهر أن برارته تكمن أيضاً في طاعة حقيقية لرسالة السماء، فبعد الحلم الذي ظهر ملاك الرب فيه وبشّره بالذي حُبل به فيها هو من الروح القدس، والتي ستلد ابناً وتدعو اسمه يسوع لأنّه يخلّص شعبه من خطاياهم، استيقظ من النوم، ونفّذ أمر الملاك. وهذه هي قمّة الطاعة التي تتجلّى في هذا الموقف النابع من برارة يوسف. تُرى هل نرى من أمثال يوسف، من يسمع كلام الله ثمّ ينفّذ ما يريده الله منه ؟ أم يبقى الإنسان متمسّكاً بعناده، ورؤيته الضيّقة، ويتجاهل رسالة السماء، فينغمس أكثر وأكثر في الانغلاق على ذاته، خاصة ما له علاقة بأمور الحياة ؟
(6)

والطاعة التي قدّمها يوسف البار أصبحت شهادة للأجيال، فالملاك يُعلمه بأن هذا الذي حصل، كان كلّه لكي يتمّ ما قيل بالرب بالنبي القائل : هوذا العذراء تحبل وتلد ابناً ويدعون اسمه عمّانوئيل الذي تفسيره الله معنا.
إنّ ابن داود من خلال ما ورد على لسان الملاك، عرف بأنّ نبؤة إشعياء قد تحقّقت في أيامه، وكأنّه غاص في أعماق النبؤات التي جاءت على لسان الأنبياء في العهد القديم، ويوسف بن داود عرف من خلال مريم ابنة داود إمكانية أن تحبل العذراء وتلد، وهذه حقيقة أولى رآها بعينيه، وشاهدها، ولمستها يداه، من جهة كلمة الحياة، كما أشار يوحنا الرائي. والحقيقة الثانية هي أن هذه الولادة كانت لكي يصير الله معنا، فطاعته أصبحت شهادة حيّة، في جيل لا يعتقد أن الإيمان هو الثقة بما يُرجى والإيقان بأمورٍ لا تُرى 16.

(7)

لقد عالج بولس الرسول علاقة الإيمان بالأحداث الإنجيلية في رسالته إلى العبرانيين، عندما تحدّث عن الإيمان الذي من خلاله نفهم أن العالَمِين أُتْقِنَتْ بكلمة الله حتى لم يتكوّن ما يُرى مما هو ظاهر 17.
فيوسف بن داود عرف أنّ حياة الأنبياء مثل : أخنوخ، ونوح، وإبراهيم، واسحق، ويعقوب، كلّهم، مع موسى وبقية الأنبياء، عاشوا بالإيمان، وهؤلاء كانوا شهوداً لما حصل في تلك الأيام، وكلّهم كانوا في انتظار حار لتحقيق الوعد الذي أصبح من صلب العلاقة بين الله والإنسان بمجيء السيد المسيح. وطاعة يوسف التي أصبحت شهادةً للأجيال اقترنت بـ الحرية. إن أهم نعمة أعطاها الله للإنسان هي الحرية، ولهذا ميّزه عن باقي المخلوقات بالحرية. وعندما يقول بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومية : لذلك أنت بلا عذرٍ أيّها الإنسان 18، يريد أن يؤكّد بأنّ الإنسان مخيّر وليس مسيّراً، والخطيئة يختارها الإنسان بنفسه، لا تأتيه مبرمجة، تماماً كما أن الموقف يختاره الإنسان لنفسه.

(8)

ويوسف كان مخيّراً في أن يقبل رسالة السماء أو لا يقبلها. كان بإمكانه أن يستيقظ وينفّذ ما خطّطه لنفسه قبل الحلم، أي لا يستجيب لنداء السماء. ولكن الذي حصل أنّه اختار ما رآه صائباً لأنّ السماء كلّمته من تراثه الكتابي وتقليد آبائه، وكان حرّاً في قراره. صحيح أنّه أطاع وقدّم هذه الطاعة شهادة للأجيال، ولكنّه في الوقت نفسه استعمل نعمة الحرية، هذه الموهبة الكبيرة التي علينا أن نعرف مدى أهميّتها في حياتنا، فطاعته إذاً كانت مقترنة بفعل الحرية، التي رفعت من منزلته في عيون كلّ من عرفه. وقد عالج هذا الموضوع أيضاً بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومية فهو القائل : لأنّي لستُ أعرف ما أنا أفعله، إذ لستُ أفعل ما أريده، بل ما أبغضه فإياه أفعل، فإن كنت أفعل ما لست أريده، فأنّي أصادق الناموس أنّه حسن، فالآن لست بعد أفعل ذلك أنا، بل الخطيئة الساكنة فيّ 19.
تحرّر يوسف البار من هذا الصراع، فلقد اختار الصالح بحريّته الكاملة، وعرف أنّ طاعته كانت نابعة من يقينه بأن نبؤات الأنبياء قد تحقّقت، وكل الرموز والإشارات التي جاءت على لسان الأنبياء تجسّدت اليوم في كلمات الملاك له. كم نحن بحاجة إلى أن نجعل من يوسف البار قدوةً لنا في الحياة، أي : أن نطيع الله، ونقدّم شهادة حقيقية لمجتمعاتنا، ونمارس حريّتنا لما فيه الخير لنا وللآخرين، تماماً مثلما صنع يوسف البار الذي عندما استيقظ من النوم، أوّلاً أزال الخوف من قلبه، فقول الملاك لـه : لا تخف أعطته قوة كبيرة لم تكن في نفسه، فخلع عنه نظرة الشك، وتخلّى عن خططه القديمة التي كادت تسيء إلى البرارة الكامنة فيه، واتخذ موقف حارس أمين، يسهر كل اليوم، لإبعاد الأذى عن العذراء مريم أولاً، وإعلامها ثانياً بأن السماء التي كلّمتها بواسطة الملاك يوم البشارة وأبلغتها بولادة عمّانوئيل، قد كلّمته هو أيضاً، فجاءه الملاك في الحلم وأمره بأن يرعاها حتى تلد مخلّصاً يرعى شعبه.

(9)

لقد علّمتَنا اليوم ونحن نستقبل عيد ميلاد ربّنا يسوع المسيح في مغارة بيت لحم بأن نكمّل فرحة العيد بطاعتنا الحقيقية للربّ الإله، وأن نكون نحن أيضاً مستعدّين لتقديم شهادةٍ لائقة برسالة الميلاد إلى مجتمعاتنا المتعددة بأديانها ومذاهبها، بشرائحها وأطيافها، بتيّاراتها وانتماءاتها، لأنّ المجتمع لا يهنأ إلاّ بالعيش معاً، ولا يزدهر إلاّ لمدّ يد الواحد إلى الآخر. إنّ خيارنا في هذه المناسبة نابعٌ من حريّتنا التي نعتبرها من نِعَمِ السماء علينا. فأنت اليوم علّمتنا كيف نعيّد بفرحٍ روحيٍّ كبير لميلاد طفل المغارة، لهذا فأنت كبير يا يوسف البار في موقفك !

المراجع :
1-  1 يوحنا 1: 1            2- يوحنا 1: 1                3- يوحنا 1: 8
4- يوحنا 1: 10             5- يوحنا 1: 12              6- يوحنا 1: 14
7- لوقا 2: 4                8- لوقا 2: 9                 9- لوقا 1: 42
10- لوقا 1: 58            11- متى 1: 22              12- متى 1: 18
13- لوقا 1: 48            14- متى 1: 19              15- غلاطية 4: 4
16- عبرانيين 11: 1       17- عبرانيين 11: 3         18- رومية 2: 1
19- رومية 7: 15 - 17

59
ألف مبروك للناجحين ويجب ألا يكون هذا النجاح نقطة نهاية بل نقطة بداية
                                     
                                                        جميل دياربكرلي
                                                               سوريا

60

المطران يوحنا ابراهيم في زيارة لسهل نينوى

أمضى  نيافة المطران  يوحنا ابراهيم، أياماً في عينكاوا / أربيل / العراق بين الاثنين 28/7/2008 والجمعة 1/8/2008، بضيافة معالي وزير المالية رابي سركيس آغاجان.
وقد رحّب به شقيقه الشماس كوركيس آغاجان طيلة مدة إقامته في دار الضيافة، ورافقه في زياراته إلى بعض القرى في سهل نينوى منها : بغديدا،و كرمليس حيث صلى على قبر شيخ الشهداء المثلث الرحمة المطران بولص فرج رحو في كنيسة مار ادي الرسول ثم تفقد مراحل العمل النهائية لأعمار مزار القديسة بربارة هناك
، وناحية القوش فزار دير الربان هرمزد واطلع على معالمه الداخلية واشاد بالترميمات التي حصلت فيه واعادته الى سابق عهده . ثم زار السيدة حافظة الزروع العائد للرهبانية الأنطونية الهرمزدية والتقى الاباء الكهنة والاخوة الرهبان فيه  ، وبعشيقة، وبحزاني،
                 وضمن البرنامج قام نيافته ونيافة المطران مار غريغوريوس صليبا شمعون، ورابي كوركيس آغاجان، والربان يعقوب الباباوي، بزيارة بعض المناطق في الشمال مثل : صلاح الدين، وشقلاوة، وديانا، وبيخال، وراوندوز، وغيرها من المدن والقرى في إقليم كردستان.
                 ويوم الجمعة 1/8/2008، اشترك نيافة المطران يوحنا مع نيافة المطران صليبا شمعون مطران نينوى، ونيافة المطران موسى الشماني مطران دير مار متى، برسامة الشماس الإنجيلي الدكتور متي اسطيفان البناء كأول كاهن للرعية السريانية بعينكاوه، وذلك في حفلة روحية هادئة .
و الأب متي أخ لثلاثة كهنة و أخت مكرسة في القدس. .
و الجدير بالذكر أن فضائية عشتار غطت الزيارة بكاملها و أجرت مع نيافته عدة لقاءات .
 

61
البيان الختامي
اللقاء الثالث للمنتدى السرياني – برو أورينتي 1 و 2/تموز/2008


 
استضافت مطرانية السريان الأرثوذكس بحلب اللقاء الثالث للمنتدى السرياني/ برو أورينتي بين 1 و2/تموز/2008.
يضم المنتدى السرياني فريق من الباحثين والخبراء في الدراسات السريانية الذين التزموا ليدعموا التراث السرياني والغنى المتبادل، والفهم الأفضل في كنائسهم.
إن المنتدى ينصح ويستشير في آن مؤسسة برو أورينتي ومقرّها في ﭭينا ـ النمسا، لتطوير الدراسات المناسبة، ويساعد، ويتعاون في مشاريع الأبحاث.
قيّم أعضاء المنتدى السرياني/ برو أورينتي اللقاء الأول للمنتدى. هذا المؤتمر الأكاديمي الذي عُقِد في سالزبورغ ـ النمسا بين 14 – 16/تشرين الثاني/2007 تحت شعار : تلاقي الكنائس السريانية مع الإسلام : خبرات ماضية وتطلعات مستقبلية. وسوف تنشر مؤسسة برو أورينتي جميع الدراسات المقدمة مع المنتدى في سلسلة خاصة باسم : برو أورينتي/ دراسات في التقليد السرياني.
تبادل المشتركون أيضاً المعلومات المتعلقة بالأحداث التي تدور في الكنائس ذات التقليد السرياني في الشرق الأوسط وفي الهند, وركّزوا على أهمية تواصل الحوار بين الكنائس، وكذلك الحوار المسيحي الإسلامي. والحواران سيقويان حضور وخدمة وشهادة المسيحيين السريان في الشرق الأوسط وفي العالم.
وحدّد المنتدى السرياني/ برو أورينتي المؤتمر الأكاديمي القادم باسم : الملتقى السرياني الثاني/ برو أورينتي، تحت شعار رئيس وهو : المسيحية السريانية في الشرق الأوسط وفي الهند اليوم : مساهمات وتحديات.
في القسم الأول من هذا اللقاء سيقوم المتحدثون بتحليل مساهمات الجماعات السريانية المسيحية في مجتمعاتهم في المجالات الثقافية والاجتماعية والتربوية وخاصة في الهند, والعراق, وإيران, ولبنان, وسورية, وتركيا.
في القسم الثاني سيتم اعتبار التحديات الرئيسة التي تواجهها المسيحية السريانية اليوم ضمن جوانب الحرية الدينية, التربية، والأحوال الشخصية. وسيولى اهتماماً كبير للسؤال الحيوي عن الهجرة.
ويزمع عقد الملتقى السرياني الثاني/ برو أورينتي في ﭭينا ـ النمسا بين                       4 – 6/تشرين الثاني/2009.
يوم الثلاثاء الواقع في 1/تموز/2008 دعا سيادة المطران أنطوان شهدا للسريان الكاثوليك المشاركين في المنتدى إلى عشاء مع رؤساء وممثلي باقي الطوائف المسيحية في حلب.
   أما يوم الأربعاء 2/تموز/2008/، هيّأ نيافة المتروبوليت مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم لأعضاء المنتدى السرياني/ برو أورينتي، رحلة للمواقع التاريخية منها : دير تلعّدا، وقلعة سمعان (كاتدرائية القديس مار سمعان العمودي)، وكنيسة المشبك، ثمّنها المشاركون كثيراً.
   وفي مساء نفس اليوم دعا نيافته شخصيات دينية، وممثلي السلطة، لمقابلة أعضاء المنتدى السرياني ـ برو أورينتي. كان لحضور سماحة الشيخ الدكتور أحمد بدرالدين حسون المفتي العام للجمهورية تقدير خاص.
وفي الجلسة الختامية من الاجتماع، شكر رئيس مؤسسة برو أورينتي الدكتور يوهان مارتيه، نيافة مار غريغوريوس لضيافته الكريمة، وعبَّر من صميم قلبه عن تقديره له ولكل العاملين معه، الذين ساهموا في تأمين إقامة طيبة ومناخ ملائم للعمل.
قائمة المشاركين :
Metropolitan Gregorios Yohanna Ibrahim, Syria
Metropolitan Joseph Powathil, India
Archbishop Paul Matar, Lebanon
Archdeacon Koshaba George, Great Britain
Father Baby Varghese, India
Father Frans Bouwen, Jerusalem
Dr Aho Shemunkasho, Austria
Dr Johann Marte, President of PRO ORIENTE
Marion Wittine, Secretary General of PRO ORIENTE
Prof Dietmar W. Winkler, Research Director of the PRO ORIENTE Syriac Studies
Mgr Johan Bonny, Vatican (observer)

قائمة المعتذرين:
Metropolitan Aprem G. Mooken, India
Metropolitan Kuriakose Theophilose, India
Metropolitan Louis Sako, Iraq
Archbishop Jules Mikhael Al-Jamil, Italy
Bishob Bawai Soro, USA
Father Geevarghese Chediath, India

62
دورة مار يعقوب الرهاوي للغة السريانية
 
دورة مار يعقوب الرهاوي للغة السريانية

لقد بدأت الإستعدادات لاحتفالية مار يعقوب الرهاوي (708 ـ 2008) في أبرشيتنا الحلبية.
ووجّه نيافة راعي الأبرشية مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم كل المؤسسات واللجان بضرورة الاحتفالات إلى أهمية هذه الإحتفالية نظراً لمكانة القديس الملفان مار يعقوب الرهاوي (5/حزيران/708) صاحب الفضل الكبير على الكنيسة السريانية في نتاجه الفكري، وعطاءاته الزاخرة في التأليف.

        لقد أُطلق اسمه على دورة للغة السريانية ضمّت أكثر من 40 منتسباً من المسلمين والمسيحين. قاد الدورة في تعليم اللغة السريانية الملفونو أبروهوم نورو، وفي ختامها وتحت رعاية نيافة راعي الأبرشية تمت حفلة منح الشهادات في كاتدرائية مار أفرام مساء يوم الخميس الواقع في 3/نيسان/2008 بحضور الربان صليبا صليبا والأب أنطوان دلي آبو والأب نبيل قبلو، و الدكتور الياس سمعو نائب رئيس المجلس الملي في كاتدرائية مار أفرام وبعض الأعضاء، والاستاذ محمد كامل قطان رئيس المركز الثقافي في حلب. وعدد من المدعوين بينهم نائب صاحب مدرسة بني تغلب الأولى الملفونو ملك حنا والهيئة التعليمية فيها وطلبة الدورة، وقد تضمنت الحفلة بعض الفقرات المتعقة بدورة اللغة السريانية، وكان عريفها الأفودياقون جميل دياربكرلي. كما شكر الملفونو أبروهوم نورو المهندس الملفونو موسى أسمر كونه أشبين الدورة هو الذي ساهم في إحيائها. وألقى الاستاذ كامل قطان كلمة جميلة جداً ربط فيها الثقافتين السريانية والعربية. والملفونيثو ليلى دلي آبو تحدثت عن اللغة السريانية، وباسم الدورة ألقى الدكتور ماهر لبّاد شاكراً الرعاية والفكرة، والشاعر السرياني المعروف الدكتور الياس هدايا ألقى قصيدة عن سورية. وكان كلمة نيافة راعي الحفل مسك الختام فتحدث عن: مار يعقوب الرهاوي دوره في بعث اللغة السريانية، وكتاباته في مجالات فكرية متعددة، وسيرته التي فاحت منها كل أطايب العطاء خاصة وأنه من مواليد قرية في ضواحي حلب، وبعد أن استقال من أبرشية الرها احتضنه دير تلعدا القريب من حلب فأصبح مرتبطاً بسريان حلب حتى تاريخ اليوم. كما تحدث عن تاريخ اللغة السريانية، وكيف يجب أن نحيي هذه اللغة مستقبلاً مؤكداً على أن احياء اللغة هو فخر لسورية التي كانت تتكلم هذه اللغة لقرون طويلة، وبها صدّرت الفكر إلى كل أنحاء العالم، وأخيراً التفت إلى الملفونو أبروهوم نورو ابن الـ 85 سنة ومن مواليد أورفا الذي لا يألو جهداً في سبيل بعث هذه اللغة بكل الوسائل والطرق الممكنة، وكله نشاط وحيوية وهمة عالية ومحبةً للغة آبائه الميامين، وكنيسته المقدسة، وتاريخ شعبه الناصع. ثم بعد توزيع الشهادات شكر الجميع الملفونو أبروهوم على غيرته الوقادة.
 
عن موقع مطرانية حلب للسريان الأرثوذكس











63
دعت جماعة سانت ايجيديو نيافة مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم لإلقاء محاضرة في إحدى صالات مدينة جنوا في إيطاليا يوم الجمعة 18 كانون الثاني 2008، حيث حضر أكثر من 300 مستمع. قسمت المحاضرة إلى قسمان، الأول شرح معنى الصلاة التي تحدث عنها بولس الرسول في رسالته الى اهل تساونيكي ' صلوا بلا انقطاع '، أما القسم الثاني فتحدث عن الأوضاع في الشرق الأوسط وخاصةً في العراق، وبيّن أن الأوضاع في العراق هي سيئة جداً والمسيحيين في كل يوم يواجهون الأوضاع بثبات وصبر كبيرين. ونشرت جريدة القرن التاسع عشر الواسعة الانتشار مقابلة طويلة مع نيافته حول الأوضاع في العراق، كما انه بحث أوضاع المسيحيين في العراق مع صاحبي النيافة الكاردينالان بانياسكو وتيتامانتزي في جنوا وميلانو.

لقد تركت أحاديث المطران يوحنا أثراً كبيراً في كل الأوساط.




64
الكولوكيوم السرياني الأول

 
عُقد أول كولوكيوم سرياني في مدينة سالزبورغ / النمسا بين 14 ـ 16/11/2007، بدعوة من مؤسسة برو أورينتي وجامعة سالزبورغ، حضرها باحثون شرقيون وغربيون. وقد جرت مقابلة مع نيافة المطران مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم رئيس طائفة السريان الأرثوذكس في حلب، فزود القراء بمعلومات عن هذا المتلقى الهام.

 
س 1: نيافة المطران مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم، عدتم من سالزبورغ / النمسا Salzburg - Austria، بعد أن حضرتم وشاركتم في أول كولوكيوم سرياني First Colloquim Syriacum يُعقد بحضور باحثين من الكنائس السريانية ومستشرقين، هل يمكننا أن نتعرف على بدايات الفكرة ؟

ج 1: إن مؤسسة برو أورينتي التي مقرها فيينا / النمسا، والتي أنشأها نيافة الكاردينال فرنسيسكو كونيك رئيس أساقفة النمسا الأسبق، كانت تنوي تحقيق أهداف وضعها نيافته أمام إدارة هذه المؤسسة منها : التقارب مع الشرق. وعبارة برو أورينتي Pro Oriente بالذات، تعني من أجل الشرق، وتكوّنت الفكرة أثناء انعقاد المجمع الفاتيكاني الثاني الذي يُعتبر أهم حدث في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية في القرن العشرين.

        لقد تحققت بعض أهداف هذه المؤسسة من خلال الحوار اللاهوتي غير الرسمي مع الكنيسة الكاثوليكية، الذي أدى إلى تقارب فعلي بين الكنائس، ولكن تقرر ـ لأسباب لا محل لذكرها هنا ـ أن يتوقف هذا الحوار ليصبح حواراً رسمياً في الوقت الحاضر. هذه المؤسسة التي تعتمد على الله ولها الثقة دائماً في خدمة الكنائس الشرقية لم تشأ أن تتوقف نشاطاتها عند الحوار اللاهوتي، فبعد استشارات تقرر أن تبدأ بنشاط فكري بحت، لا علاقة له باللاهوت         ولا بالتعليم الديني، وذلك من خلال دعوة باحثين وخبراء في شؤون الفكر والثقافة لخوض مجالات تخدم الكنيسة بشكل غير مباشر. ففي تشرين الأول سنة /2006/ أنشأت مؤسسة برو أورينتي المنتدى السرياني Forum Syriacum المكوّن من مجموعة من الاختصاصين في الدراسات السريانية بهدف تعزيز التراث المشترك، والعمل على إثراء متبادل، ووضع دراسات متخصصة من واقع التاريخ بهدف تمتين العلاقات من مبدأ حوار الحضارات والثقافات. وهكذا تغيرت كل أهداف برو أورينتي السابقة وأصبح المنحى الثقافي الفكري في قائمة أولويات نشاطاتها.

 

س 2: ما هو أول نشاط قررته مؤسسة برو أورينتي ؟

ج 2: لا أحد يستطيع أن ينكر بأن الإسلام أصبح ديانة مهمة ومنتشرة في كل العالم. واليوم في العالمين الديني والسياسي تُعطى الأهمية البالغة للإسلام والمسلمين في موضوع الحوارات. ونحن في الشرق يشهد تاريخنا المسيحي على هذا الحوار منذ ظهور الإسلام، فالعلاقة بدأت مع الرسول العربي محمد، وامتدت إلى أيامنا هذه، مروراً بكل المراحل التاريخية. فكان الاقتراح أن تسلط الأضواء من جديد على العلاقة بين الكنائس السريانية الشرقية والإسلام والمسلمين، بناءً على الدراسات الحديثة ومصادر التاريخ في كنائسنا. لم يستغرق النقاش طويلاً في هذا الموضوع، إذ تقرر فعلاً أن يكون موضوع الكولوكيوم السرياني الأول بعنوان : الكنائس السريانية في تلاقيها مع الإسلام : اختبارات من الماضي وآفاق نحو المستقبل، على أن تُعقد هذه الحلقة الدراسية في مدينة سالزبورغ الجميلة التي استقبلتنا بثلوجها الناصعة وعليل هوائها، وهدوئها الأخاذ، وفي منتجع الآباء البالوتينيين Guesthouse of Pallotines in Salzburg الواقع على جبل مطل على هذه المدينة الرائعة بجمالها بين 14 ـ 16/11/2007، حضر الباحثون والخبراء من كل الكنائس وباشرنا بالحلقة الدراسية.

 

 

س 3: هل يمكن أن نأخذ فكرة عن البرنامج اليومي ؟

ج 3: البرنامج اليومي كان مكثفاً جداً، وأهم سمة من سمات هذا البرنامج هو الجدِّية التي بانت في كل زمن الحلقة الدراسية. في اليوم الأول صباحاً حضر سيادة المطران Alois Kothgasser رئيس أساقفة سالزبورغ والمتقدم على أساقفة المنطقة، الذي له مكانة تاريخية مميزة بصفته رئيساً لأساقفة هذه المدينة العريقة. ترأس الصلاة الافتتاحية، ثم ألقى كلمة ترحيبية طيبة، ومن أهم ما أشار إليه هو أن إحياء مفهوم العلاقات المتبادلة بين الشرق والغرب في مدينة سالزبورغ التاريخية بالذات هو علامة من علامات العناية الإلهية ! وبعد ذلك تُليت رسالة الكاردينال فالتر كاسبر V. Kasper رئيس المجلس الباباوي لتعزيز الوحدة المسيحية، الذي عبَّر عن مشاعره الطيبة لهذا اللقاء، وخاصة أنه يضم خبراء شرقيين وغربيين، واعتبر المبادرة الجديدة لـ : ' برو أورينتي ' أملاً جديداً للتعاون بين الشرق والغرب، وكانت كلمة رئيس المؤسسة Dr. Johan Marte، معبرة عن رؤية المؤسسة والعاملين فيها وفي مقدمتهم الأمين العام السيدة ماريون ويتيني Seczetazy Generol Marion Wittine.

 

س 4: هل بعد الكلمتين باشرتم بالبرنامج، وهل لنا أن نعرف جدول الأعمال ؟

ج 4: سأبدأ باليوم الأول وهو يوم الأربعاء 14/11/2007. ففي الجلسة الأولى توقف المشتركون عند الإسلام في المصادر السريانية. ترأستُ الجلسة وأعطيتُ الكلام لسيادة المطران لويس ساكو الذي دارت مداخلته حول : الحوار المسيحي ـ الإسلامي في المصادر السريانية، وفي الفترة الثانية لهذه الجلسة تُليت ورقة المستشرق Sidney Griffith وهو أستاذ معروف في جامعة واشنطن D.C بعنوان : الكنائس السريانية في أيام الخلفاء الراشدين الأربعة. وبعد الورقتين جرت مناقشة مستفيضة دامت ساعة ونصف حول مضمون هاتين الورقتين.

 

س 5: هل بالإمكان إعطاء فكرة مختصرة عن هذه المرحلة ؟

ج 5: بحسب ما جاء ذكره في التقرير النهائي للمؤتمر، تبين أنه منذ البدايات ظهرت بوادر اختلاف في موقف المسلمين إزاء المسيحيين تبعاً لكونهم عرباً أو غير عرب. لقد توقفنا عند هذه النقطة، وتبين لنا أن هذه النقطة غير مدروسة بشكل كافٍ، فالمسيحيون في المنطقة كانوا عرباً وغير عرب، وكان للمسلمين موقف من العرب المسيحيين، وموقف آخر من المسيحيين غير العرب !!

        وهنا ظهر بأن الخلافات في أمور لاهوتية معقدة في القرنين الرابع والخامس للميلاد، جعلت المسيحيين ينقسمون على ذواتهم، فبعض المراجع السريانية بيَّنت أثر هذه الخلافات في موضوع أحداث القرن السابع، ومصادر أخرى نفت هذه الفكرة من أساسها. ولكن في كل الأحوال يبدو أن الفاتحين لم يقاوَموا بشدة من قِبَل المسيحيين سكان البلاد الأصليين، وبعض المسيحيين تعاونوا مع المسلمين الفاتحين بسبب ظلم البيزنطيين. فهذه مرحلة مهمة جداً، وعلاقة الخلفاء الراشدين بالمسيحيين تبدو كأساس للعلاقة في المراحل التالية. ولا بد من ذكر العهدة العمرية التي هي الأنموذج لما وعد به المسلمون عند فتحهم للمدن في المنطقة.

 

س 6: هل انتقلتم إلى المرحلة ما بعد الخلفاء الراشدين ؟

ج 6: في الجلسة الأولى بعد الظهر التي ترأسها المطران الهندي جوزيف بواتل               Mar Joseph Powathil، قدّمتُ مداخلتي عن : الكنائس السريانية في العصر الأموي وتحديداً من سنة /661 ـ 750 م/. والورقة الثانية كانت للدكتور ديتمار وينكلر                          Prof. Dr. Dietmar W.Winkler الذي عنوَّن ورقته بـ : اللقاءات اللاهوتية والأجوبة المسيحية للديانة الإسلامية في العصر الأموي. إن هذه الحقبة الأموية الأولى تميزت بالانفتاح الكامل ونظرة التسامح إزاء المسيحيين.

 

س 7: هل كان المسلمون بحاجة للمسيحيين ومواقفهم وخدماتهم العلمية والإدارية  والاقتصادية ؟

ج 7: هذا سؤال مهم، يبدو أن المناقشات فيما بعد توقفت طويلاً عند اهتمام المسلمين بالمسيحيين في الحقبة الأموية نظراً لكفاءاتهم، ولكن هذه الحقبة التي اتسمت بالانفتاح عرفت أيضاً حالات ظهر فيها العداء والظلم، بسبب مزاج الحاكم ورؤيته للآخر ! في هذه الحقبة يبدو أن النصوص التي تناولت الإسلام وأكثرها كُتب باللغة السريانية، كانت للاستعمال الداخلي ضمن الجماعات المسيحية، الهدف منها تثقيف المسيحي وترسيخ مبادئ الإيمان في حياته، وفي بعض الأحيان لمساعدة المسيحيين على الإجابة لأسئلة واعتراضات أثارها المسلمون، لهذا نرى هذه المراجع السريانية تأخذ طابعين، الأول : دفاعي والثاني : جدلي.

 

س 8: يبدو أن الحقبة الأموية أدخلتكم في مناقشات مفيدة ومثيرة في آن، ماذا عن الحقبة العباسية ؟

ج 8: اليوم التالي للكولوكيوم انتقلنا في الجلستين الصباحيتين إلى الحقبة العباسية، ترأس الجلسة أيضاً المطران جوزيف بواتل الهندي وكانت الورقة الأولى للمطران مار باواي سورو ـ الذي لم يحضر بسبب وعكة صحية ألّمت به في سالزبورغ ـ وهذه الحقبة كان من المفترض أن تتحدث عن الكنائس السريانية في العصر العباسي بما فيها الحكم المغولي. والورقة الثانية كانت للدكتور هيرمان تويلي Dr. Herman Teule، ورقة المطران سورو كانت بعنوان : مساهمة المسيحيين في بلاد ما بين النهرين في العصر العباسي، أما ورقة الدكتور تويلي فأخذت عنوان : النهضة السريانية؛ مرحلة الحوار بين الأديان، والحوار بين الثقافات.

        إنها حقبة غنية بالتبادل الثقافي، والسريان قدّموا الكثير الكثير من خلال الترجمات التي قاموا بها من اليونانية عبر السريانية إلى العربية. ونذكر هنا فضلهم في بيت الحكمة الذي نشط كثيراً أيام المأمون، كما لا أحد يستطيع أن ينكر دورهم الهام الذي أدى إلى نهضة فكرية ذات أبعاد ثقافية وحضارية. وقد ساهم انفتاح الخلفاء العباسيين مساهمة كبيرة في هذا الإنتاج الفكري الرائد، وشعر المسيحيون بأن الدور الذي أعطي لهم قد زاد من احترامهم وتقديرهم، والمصنفات التي تركوها في هذه الحقبة في العلوم والمعارف خاصة في الطب والفلسفة تشهد على طول باعهم، وتعطي دليلاً ملموساً إلى أن التعاون الفكري قد أدى إلى هذا النشاط المميز، ولكن بعد هذه النهضة السريانية في العصر العباسي جاء سؤال كبير جداً وُضع في البيان الختامي وهو : لماذا بدأ هذا التبادل الثقافي الضخم الذي كان قائماً بين المسلمين والمسيحيين ضمن البلاط العباسي في بغداد يأخذ بالأفول بعد الألف الثاني للميلاد، مع ظهور تشدد في تأويل الإسلام أدى إلى انحسار في حرية الفكر والتعبير ؟ وبقي هذا السؤال دون جواب ! وربما سيفكر المعنيون في المنتدى السرياني على أن يحولوا هذا السؤال الكبير جداً إلى عنوان للمحاضرات في واحدة من الحلقات الدراسية القادمة. إن المناقشات التي دارت حول الحقبة بالذات كانت غنية جداً أدّت إلى إثراء الموضوعين المطروحين في هذه الجلسة.

 

س 9: هل توقفتم هنا، أم كانت هنالك مداخلات أخرى لحقبات تالية ؟

ج 9: التاريخ لا يقف في مكان أو زمان ما ! وكل حقبة لها سلبياتها وإيجابياتها. ولكن بعد المغول جاء دور العثمانيين وهي مرحلة مهمة جداً. علماً أن السريان في القرنين الثاني عشر والثالث عشر أخذوا ينقلون بعض المعارف والعلوم إلى الناطقين بالعربية باللغة العربية بالذات، وهكذا عاش المفكرون المسلمون والمسيحيون معاً في عالم ثقافي مشترك حتى أن بعض المفكرين المسيحيين مثل العلاّمة مار غريغوريوس ابن العبري /1286 +/ توصل أن يميز بين الإسلام كمنظومة من المعتقدات إلى الإسلام كتراث ثقافي.

        وعندما دخلنا إلى الحقبة العثمانية التي ترأستُ الجلسة فيها، وجدنا من خلال البحثين اللذين قدّمهما المطران مار ميخائيل الجميل والدكتور مارتن تامكي                             Pref. Dr. Maztiw Tamcke، أن هذه الحقبة أفرزت نظام الملل والنحل كمفهوم جديد لتحديد أحوال الجماعات الدينية غير المسيحية، وهنا بدأت دراسة جديدة للأحوال الشخصية للكنائس المسيحية وكيفية التعامل مع الرئاسات من خلال السلطان، وعلاقة نظام الملل الجديد بتكوين الطوائف والكنائس، وهي مرحلة صراعات لأن حركات التبشير في هذه الحقبة أدّت إلى تجزئة الكنائس الوطنية. وكان هنالك تدخل أجنبي لصالح الكنائس التي أصبحت رئاساتها في الغرب. كل هذه الأمور أدّت إلى انحسار كبير في دور المسيحيين في المنطقة، كما أدّت إلى انعزال بعض الطوائف عن المدن الكبيرة لأكثر من سبب منها تخلصاً من تأثير السلطة العثمانية عليها. ولكنها أيضاً مرحلة مهمة وخطيرة في حياة بعض الكنائس التي أرادت أن تؤكد على حقوقها من جهة، وتبرز هُوِّيتها من جهة أخرى. ولم تغطَ هذه المرحلة بالبحثين المذكورين إذ شعر المشاركون بأن المرحلة تحتاج إلى دراسات أخرى.

 

س 10: ماذا كان بعدما وصلنا إلى الحقبة العثمانية هل من أمر آخر ؟

ج 10: نحن أردنا أن يشارك معنا أيضاً السريان من الهند، خاصة في موضوع خبرة كنائسنا في الهند مع الإسلام. فترأس الجلسة المطران مار جوزيف بواتل الهندي، واستمعنا إلى ورقتين واحدة لـ بابي فاركيس الهندي، والثانية للدكتور جوزيف يعقوب الكلداني، ورقة الأول كانت بعنوان : الإسلام والكنائس السريانية في الهند، وورقة الثاني كانت بعنوان : الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط والمستقبل.

        الاختبار الهندي إزاء الإسلام في ولاية كيرالا، (وكانت معروفة ببلاد الملبار)، قد أسهم كثيراً في مفهوم العيش المشترك بين المسيحية والإسلام. ولكن الملباريين عرفوا في هذه الحقبة تدخلات استعمارية غربية، كانت تجربتهم معها مريرة، لأنها جاءت لا لكي تقضي على مفهوم هذا العيش فحسب، بل لتدمر النظم التعايشية التقليدية. وكان جميلاً جداً عندما عرف المشاركون خبرة جديدة في علاقة السريان الهنود مع الإسلام خارج نطاق الشرق الأوسط. وعند الورقة الثانية توقف المشاركون عند كلمة الأقليات وقد رُفضت العبارة بشكل واضح، لأن الدين أو الأثنية لا ينبغي أن يشكلا مفهوماً جديداً في المجتمع على أساس ديني أو قومي أو أثني.

 

س 11: بقي لدينا أن نسمع من نيافتكم عن جلسة بعد الظهر ؟

ج 11: في الحقيقة هذه الجلسة التي ترأستُها كانت مهمة جداً. لأننا أعددنا التقرير النهائي الذي صدر باللغة الإنكليزية ووزع على الصحافة في الغرب. ففي كل الجلسات الماضية تبين بأن العلاقات المسيحية ـ الإسلامية اليوم مبنية على اختبار الكنائس السريانية ماضياً وحاضراً، والأمل أن تتطور هذه العلاقة يوماً بعد يوم للمساهمة في عملية الحوار، والشهادة المشتركة، والتعاون الدائم في كل مجالات الحياة. لقد ساهمتْ المداخلات والمناقشات بشكل واسع في تصوير الواقع الذي نعيشه، لهذا طالب المشاركون بمتابعة مبادرة برو أورينتي للدراسات المشتركة للمساهمة في تعميق العلاقات من مبدأ حوار الحضارات والثقافات بين المسلمين والمسيحيين.

 

س 12: سؤال أخير، هل كان من نشاط آخر خلال هذه الأيام ؟

ج 12: مساء يوم الأربعاء 14/11/2007، أقيمتْ ندوة عامة في المعهد الكاثوليكي ـ جامعة سالزبورغ، بالتعاون مع مركز اللاهوت ودراسة الأديان فيما بين الثقافات التابع لجامعة سالزبورغ، شاركتُ فيها مع المطران لويس ساكو والأب كرم رزق، حول موضوع : صراعات دينية ـ العلاقات بين المسيحيين والمسلمين في العراق وسورية ولبنان. كانت ندوة ناجحة للغاية والحضور المثقف تفاعل مع المعلومات التي وردت في هذه الندوة، وطرح أسئلة تدل على اهتمام الحضور بقضايا شرق أوسطية، خاصة ما له علاقة بمستقبل المسيحيين في هذه البلدان، وكذلك تصور المشاركين في الندوة للعلاقة التي تربط بين المسيحيين والمسلمين في هذه البلدان على ضوء التطورات الحاصلة على أرض الواقع، وقد تناولت الصحف النمساوية هذه الندوة بالتفصيل.

لا بد أن أذكر بأن البارونة ماريا آنا ماير مالنهوف قد دعت المشاركين إلى مأدبة عشاء، وهكذا أيضاً فعل رئيس دير القديس بطرس للآباء البندكتيين في سالزبورغ، وخُتم هذا الكولوكيوم السرياني الأول بانطباع جيد نقله المشاركون إلى أوطانهم وكنائسهم.






65
كنائس السريانية والأمويون والعصر العباسي

                       والعهد العثماني

       

        في الجلسة الثانية بعد ظهر يوم الأربعاء 14/تشرين الثاني/2007، والتي ترأسها المطران مار جوزيف بواتل من كيرالا ـ الهند، ألقى المطران مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم / حلب ـ سورية، المحاضرة الأولى بعنوان : الكنائس السريانية والعصر الأموي /661 ـ 750 م/، والمحاضرة الثانية البروفسور ديتمار وينكلر بعنوان : اللقاءات اللاهوتية وأجوبة مسيحية عن الإسلام في العصر الأموي، وكانت المحاضرتان غنية بالمعلومات المعتمدة على المصادر السريانية، وجرى نقاش مهم حول المحاضرتين.

 كما خصصت الجلسة الأولى لليوم الثاني للمؤتمر السرياني الذي عُقد في سالسبورغ / النمسا، لدراسة أوضاع الكنائس السريانية في العصر العباسي، وقد ترأس الجلسة مار جوزيف بواتل / كيرالا ـ الهند، صباح يوم الخميس 15/تشرين الثاني/2007، وألقى المحاضرة الأولى الأب جورج حوشابا نيابة عن المطران مار باواي سورو / الولايات المتحدة الاميريكية بعنوان : مساهمة المسيحيين في بلاد ما بين النهرين خلال العصر العباسي. أما المحاضرة الثانية وكانت للبروفسور هيرمان نويلي / نايميخن ـ هولندا بعنوان : النهضة السريانية. مرحلة الحوار بين الديانات والثقافات. ونظراً لأهمية الموضوعين جرى نقاش مستفيض حول المعلومات الواردة في المحاضرتين.


والجدير بالذكر أن الباحثين من تقاليد الكنائس الشرقية والمستشرقين أرادوا في المؤتمر السرياني الذي مازال مستمراً في سالسبورغ / النمسا، أن يغطوا أهم المراحل الزمنية بعد الإسلام وعلاقتها بالكنائس السريانية. ففي بعد ظهر يوم الخميس 15/تشرين الثاني/2007، وفي الجلسة التي ترأسها المطران مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم / حلب ـ سورية، قدّم كل من : المطران ميخائيل الجميل / روما ـ إيطاليا محاضرة بعنوان : الأحوال الشخصية للمسيحيين في العهد العثماني، والبروفسور مارتن تامكي / كوتينفن ـ ألمانيا محاضرة بعنوان : الكنائس السريانية في العهد العثماني، وهي واحدة من المراحل المهمة التي رأت فيها الكنائس تغيرات كبيرة على صعيد العلاقات والرئاسات الكنسية، وكذلك في قانون الأحوال الشخصية. وقد سمح الوقت لنقاش مستمر وطويل حول هذا الموضوع.

ج.أ.د عن موقع المطرانية

66
المؤتمر السرياني في سالسبورغ / النمسا

        للمرة الأولى تنادى في النمسا باحثون سريان من كل التقاليد والمذاهب في الشرق الأوسط، ومعهم عدد كبير من المستشرقين المختصين بالدراسات السريانية، وبدعوة من مؤسسة برو أورينتي بالتعاون مع جامعة سالسبورغ / النمسا لتقديم دراسات تاريخية عن المسيحية الشرقية وعلاقتها بالإسلام.

        وأُفتتح المؤتمر في صباح يوم الأربعاء 14/تشرين الثاني/2007، بحضور سبعة عشر باحثاً، شارك من سورية المطران مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم (حلب)، ومن العراق المطران مار لويس ساكو (كركوك)، ومن تركيا نيافة المطران مار فيكلسينوس صليبا أوزمان (ماردين)، ومن إيطاليا المطران ميخائيل جميل، ومن لبنان الأب كرم رزق رئيس جامعة الكسليك سابقاً، ومن الهند المطران مار ثاوفيلوس قرياقس (كيرالا)، والمطران جوزيف بَواتيل (كيرالا)، ومن فرنسا البروفسور يعقوب جوزيف (ليون) وغيرهم. كما حضر بعض الباحثين المستشرقين بينهم : الدكتورة تيريزيا هينتالير (ألمانيا)، البروفسور مارتين تامكي (ألمانيا)، والبرفسور هيرمان تُويْلي (هولندا) وغيرهم، مع عدد من الضيوف.

        سيستمر هذا المؤتمر حتى يوم الجمعة 16/تشرين الثاني/2007.                     

ج.أ.د عن موقع المطرانية

 

67
الصراع الديني ؟

العلاقات بين المسيحيين والمسلمين في سورية، العراق، ولبنان

        دعت جامعة سالسبورغ / النمسا بالتعاون مع مؤسسة برو أورينتي، مساء يوم الأربعاء 14/تشرين الثاني/2007، ثلاث شخصيات كنسية من الشرق الأوسط لإحياء ندوة في إحدى قاعات الجامعة بحضور عدد كبير من الحضور تحت عنوان : الصراع الديني ؟ العلاقات بين المسيحيين والمسلمين في كل من سورية، العراق، ولبنان، وكان المتكلمون المطران مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم (حلب/سورية)، المطران مار لويس ساكو (كركوك/العراق)، الأب كرم رزق (الكسليك/لبنان)، وقد عرض المتكلمون الأوضاع في كل بلد وأعطوا استشهادات من واقع الحياة. وفي ختام الندوة جاءت أسئلة كثيرة من الحضور، وكان جواب المتكلمين واضحاً، وقد غطت الصحافة المحلية وقائع الندوة.

               ج.أ.د عن موقع المطرانية

68
عيد الشهيد الأشوري


                     
 بقلم :الشماس جميل دياربكرلي

 

 

أيها الأحباء أبناء شعبنا الكلداني السرياني الأشوري يا سليلو أمجاد أمتنا العريقة الذين أرهقتهم المشقات في هذا العصر الحديث :

                    يمر السابع من أب كل عام و نحن متحسرون وقائلون " ليس باليد حيلة " نجلس خائفين راضخين دون أن نحرك ساكنا بينما قاتلوا شعبنا يتحركون طلقاء دون خوف ولماذا الخوف من شعب كله صراعات طائفية من شعب ضعيف كشعبنا فنقول ونخاطب بصوت الضمير إلى متى هذا السبات العميق الذي تغطون فيه عن مأسينا وحقوق أمتنا ؟ إلى متى الاحتماء بالغير على حساب هويتنا وقوميتنا وحقوقنا فيجب علينا أيها الأحباء التشبه دائما بمن سبقونا من أعطونا دروسا في التضحية فهاهي ملحمة سيميل التي جاءت كنقلة نوعية لأبناء شعبنا جاءت بكل ما تحمله من معاني لتجديد نهج الحركة القومية الملهم و حالة جديدة ينظر إليها بتفاؤل كما جاءت رمزا للتضحية و للانتماء الصلب لتعطي  الحركة القومية عمقها التاريخي.

فلو تتبعنا أيها الأخوة والأخوات ماضينا لرأينا أعداد كبيرة من الناس قدموا أنفسهم تضحية في سبيل كنيستهم وقوميتهم ووجودهم فكانوا كالقرابين المقدمة على مذابح الاعتراف بأمتهم وبهذا استطاعت أمتنا أن تجتاز أدق المراحل وأصعبها اجتيازا من خلال أبناءها الذين قدموا أرواحهم عن طيب خاطر في سبيلها .

          و هنالك الكثير يقولون أن القومية والكنيسة متعارضتان في الفكر الكلداني السرياني الأشوري  فكما كان ثوارنا يهبون لنجدة أمتهم وقضيتهم كذلك كانوا لنجدة كنيستهم ورجالات كنيستهم و لا ننسى أن الكنيسة أيضا سعت مع الأمثونيو (القوميين) متمثلة بأساقفتها وكهنتها وكانت دائما تناصرهم وتدعمهم وتدعو لهم بالنصر ومن المجاهدين في سبيل هذه الأمة وهذه القومية من الإكليروس  الطيب الذكر البطريرك أفرام برصوم (+1957) الذي سعى لنقل الصورة الوحشية التي أبيد بها شعبنا والذي كان ناقلا لصوتنا في مؤتمر السلام ,

والطيب الذكر الخوري بولس بيداري الكلداني(+1974) المجاهد العتيد الذي لن يتوانى عن خدمة كنيسته وقوميته ولا ننسى مطالبة الأخير عدة مرات بوطن قومي لنا , و هنالك الكثيرين من أمثالهم ...

فعلينا أيتها الأخوات و الأخوة أن نعاهد أسلافنا ممن سبقونا بأن نكون أمينين على هذه الوديعة التي سلمونا أيها كما استلموها وهذه الوديعة هي حب الكنيسة و المحافظة على انتمائنا القومي و أن نكون السباقين في الدفاع عن كنيستنا و المحافظة على الإنتماء القومي و أن نكون السباقين في الدفاع عنهما .

ونقول لشهدائنا أن دمائكم لم ولن تهدر سدا و نحن باقون على العهد و بعد هذا كله لا يسعني سوى طلب الرحمة لشهدائنا الأبرار الذين استحقوا القول الكتابي " كن أمينا إلى الموت ... فأعطيك إكليل الحياة "

فالمجد لكنيستنا المقدسة
       ولأمتنا العريقــــــــــــــة

و الخلود والرحة لشهدائنا الأبرار

رحمهم الله وأسكنهم فسح جنانه بصحبة الأبرار و الصديقين

الشماس جميل دياربكرلي

حلب   7/8/2007

 

69
أمسية موسيقية على الة الكمان بحلب

تحتفل كنائس حلب في هذا العام /2007/ بذكرى مرور /1600/ سنة على رقاد القديس مار يوحنا الذهبي الفم، الذي وُلد ونشأ في أنطاكية عام /344/، وكانت يومئذٍ عاصمة سورية، وتتلمذ على يد الفيلسوف لبيانوس، ثم تحول فجأة إلى التعليم اللاهوتي فأحب الرهبنة وكرّس حياته لها ولمبادئها، وكان فصيحاً بليغاً، استطاع أن يستقطب الناس بعظاته الشهيرة، رُسم كاهناً واستمر في خدمته للمهمّشين في المجتمع، وعندما شغل الكرسي القسطنطيني دُعي لزيارة العاصمة من قِبَل والي الشرق، وانتخب بطريركاً خلفاً للبطريرك نكتاريوس. اضطهدته السلطتان الزمنية والكنسية لاستقامته، وتمسكه بالقوانين الكنسية، ووقوفه إلى جانب المهمّشين والفقراء، ودفع حياته نتيجة رؤيته الصائبة للأمور، ونظراً لبلاغته وعظاته الشهيرة لقب بـ الذهبي الفم.

        بمناسبة هذه الاحتفالية وتحت رعاية نيافة المطران مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم متروبوليت حلب، وبحضور سيادة المطران مار أنطوان أودو رئيس طائفة الكلدان في سورية، دعا المعهد العربي للموسيقى بحلب لحضور أمسية موسيقية كلاسيكية على آلة الكمان تحت إشراف البروفسور فاليري تيموشينكو، أحيتها العازفة مارييلا شاكر، ورافقتها على البيانو الأستاذة سوسن خليلي، وذلك في كاتدرائية مار أفرام السرياني بحلب مساء يوم الأحد 3/6/2007، في تمام الساعة الثامنة والنصف، حضرها عدد كبير من المهتمين بالموسيقى الكلاسيكية، استهلها نيافة المطران يوحنا بكلمة تحدث فيها عن المناسبة ودور الذهبي الفم في الموسيقى الكنسية، ونقله التراث الليتورجي الأنطاكي إلى القسطنطينية، وشكر همة العازفة مارييلا شاكر والمشرف عليها ومرافقتها على البيانو، وتضمن البرنامج في القسم الأول :     باخ : سوناتا رقم 2 الحركة الأولى (سريعة). بيتهوفين : سوناتا رقم 5 الحركة الأولى (سريعة). كريسلر : استهلالية ثم حركة سريعة بأسلوب بنياني. ضياء سكري : عشتار والموجة. والقسم الثاني : موزارت : كونشيرتو رقم 1 من مقام سي بيمول ماجور : الحركة الأولى : سريع الاعتدال. الحركة الثانية : بطيء. الحركة الثالثة : سريع جداً. (الكادينزات الثلاثة : كارل موستراس).

        هذا وقد أجادت العازفة مارييلا شاكر في أدائها على الكمان، وصفق لها الحضور مرات، لأنها فعلاً كانت تعطي من إحساسها الداخلي للمعزوفات الموسيقية الكلاسيكية، وتمنى لها الجميع مستقبلاً زاهراً. هذا وقد نقل التلفزيون العربي السوري مشاهد من الأمسية، وأدلى نيافة المطران يوحنا بحديث عن المناسبة









70
                                            عظة العيد للمطرا يوحنا ابراهيم مطران حلب
 
تعالَ وانظر - يوحنا 1 : 46
 
 
 أيها المسيح إلهنا، يا من بعد أن أتممت أعمالك الخلاصية بالجسد من أجلنا، واحتملت الآلام والصلب، وانحدرت إلى مراقد الموتى لتخول المائتين رجاءً، أظهرت هذا السر بأقنومك لتغفر به لكل من يؤمن بك.

هذه صلاة وضعها لاهوتي كبير في كنيستنا الأنطاكية السريانية الأرثوذكسية، هو مار يعقوب ابن الصليبي، تتلى في قداس سبت النور، وخلال هذا القداس عادةً لا يتبادل المؤمنون السلام. أما في حوساي القداس الإلهي، فأحد آبائنا كتب الفروميون (المقدمة) يقول : صهيون التي صلبته بادت، والكنيسة التي قبلته سادت. أورشليم القاتلة دمّرت، وابنة الأمم التي آمنت به قامت وانتصرت. الأمة التي أساءت إليه تشردت، والأمم التي قبلته وآمنت به تجمعت والتفت.

والرابط بين الصلاتين يبقى السيد المسيح الذي مر في حالتين، الأولى : عندما مات على عود الصليب حقاً، ورتبت الكنيسة طقساً خاصاً لسجدة الصليب ليوم الجمعة المعروف بجمعة الصلبوت، وفيه يذكر أبناء الكنيسة كيف أن يسوع المسيح قد امتد على عود الصليب طوعاً وقرّب ذاته ذبيحةً حيةً ناطقةً في سبيل فداء الكائنات. والحالة الثانية هي : عندما قام حقاً من بين الأموات. وفي ذلك اليوم ترفع الكنيسة الحمد لغير المائت الذي مات بالجسد فأحيا المائتين. ووضع في القبر فبعث المدفونين، ورقد بين الأموات، فأيقظ الراقدين. وقام من بين الأموات، فأقام الساقطين. وانبعث بالمجد فأبهج التلاميذ. وصعد إلى العلاء فرفعنا معه، وحقق وعده وكمّل الناقصين.

 هذه الجولة القصيرة في بعض كتبنا الليتورجية تلخص مسيرة التدبير الإلهي، التي خُتمت بآلام ربنا يسوع المسيح، وموته، ودفنه، وقيامته المظفرة بعد ثلاثة أيام. إن حدث القيامة لم يكن عادياً في نظر الجميع، ولهذا نرى أن اليهود من جهة قد احتاطوا للأمر، وذهب إلى بيلاطس رؤساء الكهنة والفريسيون قائلين : يا سيدُ قد تذكَّرنا أن ذلكَ المضلَّ قال وهو حيٌّ إني بعدَ ثلاثةِ أيامٍ أقومُ. فمُرْ بضبطِ القبرِ إلى اليومِ الثالثِ لئلا يأتي تلاميذهُ ليلاً يسرقوهُ ويقولوا للشعب إنه قامَ من الأمواتِ. فتكونَ الضلالةُ الأخيرةُ أشرَّ من الأولى (1).

 وبقولهم " تذكرنا " شهدوا على أنفسهم أنهم كانوا على علمٍ بكل كلمة يرددها أمامهم ومطلبهم أن يضبط القبر لمدة ثلاثة أيام، ويحاط بالحراس كان إشارة واضحة لقلقهم وخوفهم، وحالة الاضطراب والتوتر التي كانوا يعيشونها.

 أما الرسل الذين عاشوا معه وعاينوا معجزاته وسمعوا كلماته، فتركوه كلهم وهربوا، ربما لتتحقق نبؤة زكريا القائلة : استيقظْ يا سيفُ على راعيَّ وعلى رجُلِ رِْفقَتي يقولُ رب الجنود. اِضربِ الرّاعيَ فتتَشتَّتَ الغنمُ وأردُّ يدِي على الصغارِ (2).

 ويبقى السؤال هل كان الرسل ينتظرون دلالات وإشارات ورموزاً، أكثر مما حصل بعد اختيارهم ليكونوا مرافقين له بل شهوداً على رسالته ؟  وهل كان اليهود يمرون في نفق معتم إلى درجة عدم فهمهم لكلمات يسوع، وأعماله الباهرة، وآياته ومعجزاته، التي كان يصنعها في وضح النهار. ولنأخذ حدثين من جملة الأحداث التي دلّت على أن النبؤات الواردة على لسان الأنبياء قد تحققت في شخص يسوع المسيح الإله المتجسد الذي جاء لخلاصنا، وتجسد من الروح القدس، ومن مريم العذراء، وصار إنساناً، وصُلب عوضاً عنا، وتألم ومات ودُفن وقام في اليوم الثالث بحسب إرادته. كما نردد نحن المؤمنين باسمه في قانون الإيمان الذي وضعه لنا آباء أول مجمع مسكوني عُقد في مدينة نيقية سنة /325/ للميلاد. فالرسل كان عليهم أن يتأملوا في دعوة فيليبس لنثنائيل، فبعد شهادة يوحنا المعمدان ابن زكريا الكاهن وأليصابات العاقر حين أرسل اليهود لأورشليم كهنة ولاويين ليسألوه من أنت ؟ اعترف ولم ينكر، وأقر : إني لست أنا المسيح... أنا أعمد بماء ولكن في وسطكم قائم الذي لستم تعرفونه هو الذي يأتي بعدي الذي صار قدامي الذي لست بمستحق أن أحل سيور حذائه... وفي الغد نظر يوحنا يسوع مقبلاً إليه فقال : هوذا حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم (3).

 ثم يصف لنا الإنجيلي يوحنا اختيار يسوع المسيح لاثنين من تلاميذه كان الأول أندراوس أخو سمعان بطرس، وكان سابقاً واحداً من تلاميذ يوحنا المعمدان، فسمع معلمه يقول عن المسيح : هوذا حمل الله، فتبعه فالتفت يسوع ونظرهما فقال لهما : ماذا تطلبان ؟ فقالا : ربي أين تمكث، فقال : تعاليا وانظرا وكانت شهادة التلميذين مع شهادة سمعان بن يونا الذي سماه يسوع بعد أن نظر إليه قائلاً : أنت تدعى صفا الذي تفسيره بطرس. تأتي شهادة من نوع آخر كانت تكفي لكل الرسل خاصة وأنها حصلت قبل أول معجزة صنعها يسوع في قانا الجليل، عندما حوّل الماء إلى الخمر. فدعونا نتوقف عند هذه الشهادة ونتأمل المعاني الروحية وراءها.

  يقول يوحنا الرائي، أن يسوع أراد أن يخرج إلى الجليل، فوجد فيليبس وقال له : اتبعني، وكان فيليبس أيضاً من بيت صيدا من مدينة الأخوين أندراوس وبطرس. هذا فيليبس وجد نثنائيل واسمه بالآرامية يعني قد أعطى الله، وكان من بلدة قانا الجليل فدعاه بعد أن بشّره بأننا وجدنا حقاً الذي تنبأ عنه موسى، وباقي الأنبياء : يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة. وهذا الكلام يعني أن فيليبس كان يعرف كُتب الناموس والأنبياء، وينتظر مثل غيره مجيء الذي كتب عنه موسى، هل هي خبرة شخصية لفيليبس، أراد أن يسبق فيها بقية الرسل فيُعلن هذه الشهادة حتى قبل أن يلمس بيديه ويرى بعينيه عجائب الرب وآياته، ونثنائيل بحسب ما ورد في إنجيل يوحنا لم يبدِ اهتماماً بهذا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء، ولا بشخص يسوع المسيح، كونه ابن يوسف كما جاء على لسان فيليبس، ولكن الذي لفت نظره أن يكون هذا الآتي من وراء التاريخ من مدينة الناصرة، فكان رد فعله سريعاً بقوله لفيليبس : أمن الناصرة يمكن أن يكون شيء صالح. لماذا يا نثنائيل تحكم حكماً جائراً وبسرعةٍ تفوق سرعة البرق على هذا الآتي من الناصرة، والذي سيعطي لقبه الناصري لكثيرين من أتباعه فيُعرفون بالنصارى والناصريين ؟ صحيح أن الناصرة لم تُذكر في أسفار العهد القديم، ولا في الوثائق المصرية، والآشورية، والحثية، والآرامية، والفينيقية السابقة للميلاد، ولم يأتِ على ذكرها يوسيفوس الشهير، ولكن بعد أن عاش فيها الناصري يسوع المسيح ذكرت تسع وعشرين مرة في العهد الجديد، ويحتفظ المسيحيون بذكريات وقعت في هذه المدينة منها أن الملاك ظهر لمريم وبشرها بالحبل الإلهي، وفي الشهرِ السادسِ أُرسلَ جبرائيلُ الملاكُ من الله إلى مدينةٍ من الجليلِ اسمها ناصرةُ (4)، وإليها عادت العائلة المقدسة من مصر. بعد أن هربت من وجه الطاغية هيرودس، وأتى وسكن في مدينة يُقال لها ناصرةُ. لكي يتمَّ ما قيل بالأنبياءِ إنهُ سيُدعى ناصرياً (5)، وفيها عاش يسوع طفولته، ولا نعرف كم مرة غادر الناصرة وعاد إليها مثل ما حصل معه عندما كان ابن اثنتي عشرة سنة، وعندما لقب بالناصري كان نسبة إلى مدينة الناصرة، وتلاميذه أيضاً عرفوا بالناصريين، ولكن هذه المدينة التي تحدث عنها نثنائيل رفضت يسوع الناصري مرتين، حتى أنه عندما جاء إليها. ويقول لوقا بشكل واضح : جاء حيث كان قد تربى فدخل المجمع وقرأ من سفر إشعياء النبي، فتعجبوا جميعاً وشهدوا له، ولكنهم تساءلوا أليس هذا ابن يوسف فعرف أفكارهم وقال لهم : الحق أقول لكم إنه ليسَ نبيٌ  مقبولاً في وطنه (6). ولم يكتفِ أهل الناصرة بذلك، بل جميع الذين كانوا في المجمع يومئذٍ امتلأوا غضباً وأخرجوهُ خارجَ المدينةِ، وجاءوا بهِ إلى حافةِ الجبلِ الذي كانت مدينتهم مبنيةً عليهِ، وأرادوا أن يطرحوهُ إلى أسفلٍ أي أن يقتلوه (7). هل كان نثنائيل على حق عندما قال لفيليبس : أمن الناصرة يمكن أن يكون شيء صالح، وأن حكمه كان على مدينة الناصرة وأهلها وليس على السيد المسيح، وذلك بعد أن دعاه فيليبس بقوله : تعالَ وانظر ؟ الذي يهمنا اليوم هو ما بدا على نثنائيل من تغير كبير بعد أن اقترب من يسوع. فعندما رآه مقبلاً إليه قال عنه : هوذا إسرائيلي حقاً لا غش فيه. قال له نثنائيل : من أين تعرفني ؟ أجاب يسوع وقال له : قبل أن دعاك فيليبس وأنت تحت التينة رأيتك. أجاب نثنائيل وقالَ لهُ : يا معلمُ أنتَ ابنُ الله. أنتَ ملكُ إسرائيلَ. أجابَ يسوعُ وقالَ لهُ : هل آمنتَ لأني قُلتُ لكَ إني رأيتُكَ تحت التينةِ. سوف ترى أعظمَ من هذا (8).

 هذا الحوار القصير بين يسوع المسيح الذي من الناصرة ونثنائيل الإسرائيلي الذي  لا غش فيه جاء مباشرة بعد دعوة فيليبس له بقوله : تعال وانظر، هذه العبارة التي سمعناها أولاً من يسوع بالذات عندما التفت يسوع إلى الاثنين اللذين تبعا يسوع وسألاه : ربي أين تمكث. فقال لهما تعاليا وانظرا !! وها فيليبس يستعمل العبارة ذاتها، عندما أعلم نثنائيل أنه قد وجد الذي كتب عنه في الناموس والأنبياء. فبعد تساؤل نثنائيل الغريب قال له : تعال وانظر !! ماذا أعطى يسوع المسيح كجواب على هذا التساؤل ؟ قال لفيليبس : الحقَّ الحقَّ أقولُ لكم من الآنَ ترونَ السماءَ مفتوحةً، وملائكةَ الله يصعدونَ وينزلونَ على ابن الإنسانِ (9). 

 إذاً كان لقاء يسوع المسيح بنثنائيل هو الحدث الأول، الذين يدعونا لنذهب وننظر.

أما الحدث الثاني فوقع كتسلسل تاريخي قبل أن يدخل بالمجد إلى مدينة أورشليم صباح أوشعنا. فالقديس يوحنا يجعل من إقامة لعازر من بين الأموات ختاماً للمعجزات التي اجترحها قبل أن يدخل في آلامه. في جوابه على نثنائيل بعد أن آمن به أكد أن السماء ستكون مفتوحة وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الإنسان. أما في آية إقامة لعازر من الموت، فهنالك إشارة واضحة على أن المسيح الذي هو الكلمة إذ ما سُمع حتى من الميت فيقوم من الأموات. وبعبارة أخرى أن هذا الكلمة : كان النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتياً إلى العالم، كان في العالم وكوّن العالم به، ولم يعرفه العالم.

 لقد عرف القديس يوحنا أهمية إقامة لعازر فقد وضعها كختام لمعجزات يسوع، كان يريد أن يستجيب إلى كل تساؤلات اليهود وأسئلتهم حول ألوهة السيد المسيح، خاصة وأنه صاحب الافتتاحية اللاهوتية في إنجيله الشهير : فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ. هَذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللَّهِ. كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ. فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ (10).

فالرائي يوحنا في وصفه الرائع لاليعازر بعد قيامته، كان يريد أن يقول لليهود انظروا هذا الكلمة الذي كان في البدء والذي به كانت الحياة هو الذي يسمع الأموات صوته ويقومون، لأنه يعطيهم حياةً لأنه فيه كانت الحياة. لقد أرسلت الأختان رسالةً إلى يسوع عندما كان لعازر آخوهما مريضاً قائلتين : يا سيد هوذا الذي تحبه مريض، وعندما مات عرف يسوع أن حبيبه لعازر قد مات، لكنه قال لتلاميذه : لعازر حبيبنا قد نام، لكنّي أذهب لأوقظه. ومرتا التي كانت مضطربة بأمور كثيرة بحسب تعبير السيد المسيح في بيتها عندما رأت يسوع عاتبته عتاباً خفيفاً وقالت له : يا سيد لو كنت ها هنا لما مات أخي، حالة انفعالية ظهرت في مرتا وهي التي عرفت يسوع كصانع للمعجزات، وعرفت أن غير المستطاع عند الناس مستطاع عنده اعترافاً منها بلاهوته وهي متيقنة ومؤمنة أنّه لو كان حاضراً لما أدّى مرضه إلى موتٍ محتوم يدفن بعده. وتتقبل هي وأختها مريم التعازي من الأهل والجيران الذين جاءوا من كل مكان، ولكن مرتا أيضاً رغم العتاب الحقيقي كانت تحمل في قلبها إيماناً للسيد المسيح لا حدود له، لهذا قالت له : لكني الآن أعلم أن كل ما تطلب من الله يعطيك الله إياه. اسمعوا ماذا قال لها  يسوع : أخوكِ سيقوم، المسيح هنا يتكلم عن القيامة وهذا إعلان جريء يبين فيه أن القيامة حقيقة وواقع، لسنا أمام درس فلسفي يناقش مفهوم الموت والقيامة. نحن أمام واقع عملي سيحصل وستكون قيامة المسيح الركن الأساس لإيمان الكنيسة التي افتداها بدمه الطاهر على عود الصليب.

لقد عرف أتباع يسوع بأن القيامة هي الأساس، ولولاها كما يقول بولس الرسول في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس : وإن لم يكنِ المسيحُ قد قامَ فباطلةٌ كرازتُنا وباطلٌ أيضاً إيمانكم (11)، وقول السيد المسيح لمرتا : سيقوم إشارة واضحة لقيامة يسوع بالذات، لأن جواب مرتا الهادئ في هذه المرة أدّى إلى قول آخر عن سر القيامة، مرتا تقول : أنا أعلم أنه سيقوم في القيامة، لكن يسوع المسيح يفاجئها بقوله : أنا هو القيامة والحياة من آمن بي ولو مات فسيحيا، وكل من كان حياً وآمن بي فلن يموت إلى الأبد. مسألة الموت والحياة كانت المحور والأساس في كل تعاليم يسوع المسيح في الإنجيل المقدس. ولو تأملنا قوله : أنا هو القيامة والحياة لوجدنا أنه لا يتحدث عن عمل خاص به وإنما عن طبيعة فيه. فهو يشهد لنفسه وشهادته حق، لأنه يصرّح ويؤكد بأنه مصدر القيامة ومصدر الحياة. بولس الرسول في رسالته إلى أهل كولوسي شرح هذا المفهوم الجديد بقوله : فإن كنتم قد قمتم مع المسيحِ فاطلبوا ما فوقُ حيثُ المسيحُ جالسٌ عن يمينِ الله، اهتموا بما فوقُ لا بما على الأرضِ (12). هل عرفنا في معجزة إحياء لعازر ولقاء المسيح مع مرتا والكلام الصريح الذي سمعناه جواباً على سؤالها : أنا هو القيامة والحياة، معنى قيامته من بين الأموات، فلأنه هو القيامة فمن يؤمن به، حتى ولو مات موت الجسد سيحيا ثانية في الوقت الحاضر أو في القيامة. ولأنه الحياة فمن كان حياً بالروح أي مؤمناً به لن يذوق الموت الروحي إلى الأبد.

 وسأعود معكم إلى إنجيل يوحنا مرة أخرى ووصف الحالة بعد أن وصل يسوع إلى بيت عنيا. يقول يوحنا أن يسوع عندما رأى مريم وهي تبكي واليهود الذين جاءوا معها يبكون انزعج بالروح واضطرب وقال : أين وضعتموه. قالوا له : يا سيد تعال وانظر.

 إذاً بين الحدثين لقاء فيليبس ونثنائيل وإحياء لعازر توجد عبارة واحدة وهي : تعال وانظر، وهي العبارة التي استخدمها يسوع مع التلميذين الأولين اللذين دعاهما للخدمة. إلى أين نذهب وإلى ماذا أنظر. هذا هو موضوع احتفالنا اليوم بعيد قيامة ربنا يسوع المسيح من بين الأموات. نحن مدعون أن نذهب إليه في كل مكان، في اليهودية، في الجليل، في أورشليم، في السامرة. أن نراه في مناسبات مثل : عيد المظال وعيد التجديد. وأن نذهب إليه وهو ينفرد ليصلي، وأن نذهب إليه وهو يصنع معجزات بدءاً من تحويل الماء إلى خمر في عرس قانا الجليل، ومروراً بشفاء البرص، وفتح عيون العميان، وإشباع الجموع. أن نذهب إليه ونسمع إلى أحاديثه مع نيقوديموس، والسامرية، والتلاميذ، والصدوقيين، والكتبة، والفريسيين. أن نذهب إليه ونسمع منه عن برنامج عمله الفدائي، كونه الراعي الصالح وباب الخراف ونور العالم، أن نذهب إليه ونراه وهو يريد أن تصل رسالته إلى كل الأعراق والشرائح والأطياف، ومن كل الثقافات والحضارات واللغات، وربما بصورة خاصة إلى المهمّشين في المجتمعات : الجياع، والعطاش، والغرباء، والعراة، المرضى، وسكّان السجون، ولكن لا نكتفي بالذهاب إليه بل أن ننظر إلى نهاية رسالته الخلاصية إلى القيامة التي أصبحت قاعدة للحياة الجديدة.                   

إن عيد قيامة ربنا يسوع المسيح، يدعونا في هذا المساء لنتشبه بالتلاميذ الأوائل، الذين عرفوا المسيح معرفة حقيقية، وآمنوا به وحملوا رسالته إلى العالم، ثم عندما قام من بين الأموات تحققوا من قول نثنائيل له : يا معلم أنت ابنُ الله، وأيضاً آمنوا بما قالته مرتا للسيد المسيح : لكني الآن أعلم أن كل ما تطلب من الله يعطيك الله إياه، وقول الناهض من بين  الأموات لها : أنا هو القيامة والحياة من آمن بي ولو مات فسيحيا، فكلنا في هذا المساء مدعوون لنتأمل عبارة : تعال وانظر.

1- متى 27 : 63 – 64     

 2- زكريا 13 : 7             

3- يوحنا 1 : 26 – 29         

 4- لوقا 1 : 26             

 5- متى 2 : 3.                 

 6- لوقا 4 : 16 – 26         

  7- لوقا 4 : 29.           

 8- يوحنا 1 : 47 – 50.       

 9- يوحنا 1 : 51.               

 10- يوحنا 1 : 1 – 5.   

 11- 1 كو 15 : 14.           

 12- كولوسي 3 : 1 – 2
 

 

 
 

71
                                الدكتور بطرس بطرس غالي  في دار مطرانية السريان الأرثوذكس بحلب


 بدعوة من نيافة المطران يوحنا ابراهيم متروبوليت حلب  ، قام الأمين العام للأمم المتحدة الأسبق ، وأمين عام المنظمة الفرانكفونية، ورئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر، الدكتور بطرس بطرس غالي، بزيارة لدار مطرانية السريان الأرثوذكس ، وذلك مساء يوم الخميس 15/3/2007. 

وألقى سيادته محاضرة عن العولمة، أكَّد فيها بأن العالم اليوم قد أصبح قرية صغيرة،  ولا يمكن أن تبقى الشؤون مرتبطة بالأمور المحلية. وقال : إن ظاهرة العولمة تعني أن السلطة تنتقل من الدولة إلى جهاز دولي جديد. وأما عن تعدد أنواع العولمة فقال : توجد عولمة المشاكل المحلية، وعولمة الأمراض، وعولمة الإيمان، وعولمة الإرهاب. أما بخصوص ثقافة حقوق الإنسان، فأشار سيادته بأنها تحتاج إلى سنوات طويلة لتعليمها للناس. وأكَّد الدكتور غالي الذي يزور حلب لأربعة أيام لإلقاء محاضرة بعنوان : خبرتي في الأمم المتحدة. أن حوار الثقافات وأديان العالم ضرورية. ثم جال سيادته في مواضيع هامة، وتحدث عن سبب عدم تجديد انتخابه أميناً عاماً للأمم المتحدة عام /1996/.

وبعد ختام محاضرته عقَّب نيافة المطران يوحنا على حديث الدكتور غالي، مؤيداً ما ذكره معاليه عن العولمة، التي تعني أن لا يبقى الإنسان متقوقعاً على ذاته، وتعني أيضاً الاعتراف بالآخر، وأن يعمل مع الآخر، وأن لا يبقى محلياً، لأنه إذا كان هكذا لا يتطور        ولا يجعل للتطور مكاناً في حياته حتى على صعيد الفرد والطائفة، لأن ما يجري اليوم في العالم أصبح كل ذي شأن معنياً به.

وفي بداية اللقاء رحّب الدكتور الياس سمعو أستاذ العلاقات الدولية، ونائب رئيس المجلس الملي بضيف المطرانية الكبير، وقال عنه : أنه الرجل الأسطورة، ومن عائلة أسطورة. وبيَّن الدكتور سمعو بأن وصول بطرس غالي إلى أعلى منبر في العالم كان شرعياًَ، لأنه خاض معركة انتخابية حقيقية سادتها الديمقراطية. وبعد نقاش دام أكثر من ساعة قدم نيافة المطران يوحنا نسخة من موسوعة Hidden Pearl؛ الجوهرة المكنونة، مع كلمة إهداء كهدية للمناسبة. وأيضاً كتاب: الحصانة الدبلوماسية للمحامي سمير بالي. 










72
[b
]نعيش وحدة وطنية مشتركة... عزّ نظيرها في العالم


 حوار مع المطران يوحنا ابراهيم

   رئيس طائفة السريان الأرثوذكس

 عن جريدة الجماهير ـ حلب

  العدد /12290/ تاريخ 28/2/2007



نيافة المطران يوحنا ابراهيم الراعي الروحي للسريان الأرثوذكس بحلب، شخصية روحية ومعرفية لها مكانتها في الوطن والعالم، لعبت ومازالت تلعب دوراً تنويرياً ومعرفياً في إظهار مكانة سورية على خارطة الحضارة الإنسانية...

الجماهير التقت نيافته لتستطلع رأيه حول مستقبل الصراعات الدائرة في المنطقة، ومدى تأثيرها على الأمة والوطن، ودور رجال الدين في دحض المشاريع الاستعمارية والصهيونية وإفشالها.‏

س 1: أنتم من أهم الشخصيات الدينية السورية والعربية، الداعية للحوار بين الأديان، وتعميم سياسة التقارب بينها... أين وصلتم وماذا نتج عن هذا الحوار..?

ج 1:  أستطيع القول أننا من خلال العمل الحواري وتعميم ثقافة التقارب بين أبناء الديانات قد أكَّدنا لأنفسنا، بأن الحوار متواصل، وعملية التواصل بحد ذاتها مهمة جداً، والأهم ألاّ نقف، ويعيق الحوار شيء ما.‏

الذي حصل في حياتنا وتاريخنا، وعبر كل هذا العطاء في الماضي والحاضر، يجب أن يستمر, نحن مازلنا ماضين في الحوار. ولكن عن أي حوار نتكلم... بكل وضوح نُشير أولاً إلى حوار الحياة والعمل والتجارب, الحوار اليومي الذي ينتج عنه تمتين العلاقات مع بعضنا كإخوة في الحياة. نلتفت إلى الإنسان أكثر من إلتفاتنا إلى موضوع الحوار فقط, لأن الإنسان هو المحور. فإذا كنا نتحاور، يعني أننا نشاهد بعضنا، ونشعر بمشاكلنا، ونسعى لحلها، وهل أقوى من أن أشاهدك وأسمعك وأشعر بك ! لا أستطيع أن أعيش بمفردي، يجب أن أكون معك، وهذا هو الحوار برأيي. وإن كنا لم نتوصل إلى نهاية حواراتنا الدينية مبدئياً.‏

 

س 2: في الآونة الأخيرة جاءت تصريحات البابا في ألمانيا, حالة سلبية في مسار هذا التقارب, ما رأي الكنيسة السريانية السورية والعالمية في ذلك, وهل تمت الإحاطة بالحدث وتفسيرها بشكل سلبي برأيك.. ?‏

ج 2: موضوع خطاب قداسة البابا, تابعته بشكل دقيق. أتصور أن الإعلام /الغربي والعربي/ قد ضخّم الموضوع أكثر من اللازم. قداسة البابا كان أكاديمياً قبل أن يصل إلى منصبه الديني, وبقي أكاديمياً حين تكلم في الجامعة الألمانية عندما استشهد من التاريخ بنص اعتمد فيه على حدث تاريخي. والمقاطع التي اقتبسها كانت تؤكد على أن الحوار لم يكن جيداً آنذاك, ولم يكن على المستوى المطلوب. قداسة البابا كان يريد القول : إننا يجب أن نبدأ من جديد في حوار بنّاء, أتصور أن الذي قرأ الخطاب وترجمه, كان غير متعمق بالنص، وقرأه بشكل خاطئ...‏

طبعاً نحن كمسيحيين لا نقبل بأي حالة إساءة لأي دين، وخصوصاً دين الإسلام،   ولا لأي نبي، ولا لأي رمز من الرموز الدينية المقدسة.‏

لا أعتقد أن قداسة البابا الذي يجلس على أعلى منصب ديني مسيحي في العالم، وصاحب المواقف الإيجابية في موضوع التقارب، والحوار مع المسلمين, يمكن أن يفكر في الإساءة، أو يجعل عجلة الحوار تتوقف أو تنتهي عند خطابه. والدليل على ذلك وبعد هذه التساؤلات، أصرّ على زيارة تركيا بمركزها الإسلامي والحضاري الممتد حتى العمق الأوروبي بشكله الإسلامي ورغم كل الانتقادات, وكان يريد أن يقول للمسلمين بدرجة خاصة، ولكل العالم أنه مع الحوار ويعمل لأجله..‏ لقد زار الجامع في أسطنبول وصلى فيه، مؤكداً أنه مع كل الأديان مادامت مع الإنسان, ونحن كسريان عبّر قداسة البطريرك زكا الأول عيواص زعيم الكنيسة السريانية في العالم عن أسفه واحتجاجه على هذا التفسير، وهذا الخطاب تجاه الإسلام، عبر نشرة كنسية.‏

 

س 3: أنتم كشخصية كهنوتية متنورة الأقرب إلى الخطاب الإسلامي الديني والسياسي ليس في سورية بل في العالم الإسلامي.. ما أسباب ذلك هل هو من تاريخ كنيستكم السريانية أم هو نابع من شخصكم..?‏

ج 3: سؤال يعيدني إلى عمق التاريخ المشترك, إن تاريخ كنيستي يثبت أنه مع بداية الفتح       الإسلامي وليس العربي الإسلامي... لأننا نحن السريان، تربطنا علاقة وطيدة مع القبائل العربية ومنهم بني تغلب قلب العرب. لقد أظهر السريان جهداً خاصاً تجاه أبناء عمومتهم العرب المسلمين, وكان بيننا نحن السريان الكثير من العرب المسلمين خاصة من القبائل العربية مثل : مضر، ربيعة، بكر، تغلب الذين كانوا قد دخلوا المسيحية, فساهموا في جذب السريان، ليكونوا إلى جانب العرب في فتوحاتهم. إلا أن مجيء العرب المسلمين من الجزيرة العربية في نظرهم لم يكن فقط فتحاً للمسلمين، بل للسريان النصارى أيضاً، لأننا كناّ فعلاً في تلك الآونة تحت الاضطهاد البيزنطي، وحولياتنا منذ ذلك الوقت توثق ذلك.. إذن هذا الانفتاح على الإسلام ليس شخصي، وليس اقتراحاً من أحد لا سابقاً ولا حالياً ولا مستقبلاً, إنه يعود للقرن السابع الميلادي, ولنعد للحوليات ولنقرأ الكثير, العرب المسيحيون الذين كانوا على مذهب السريان كانوا عضداً للعرب المسلمين, مثلاً : كلمة الفاروق أطلقت على الخليفة عمر بن الخطاب العظيم. الكلمة سريانية أطلقناها من بلاد الشام عليه لاعتقادنا الكامل بأنه جاء من الجزيرة كـ مخلص ومنقذ، وله مكانة خاصة في تاريخنا. في القرن الثامن الميلادي مار يعقوب الرهاوي أحد أهم رموزنا المعرفية والدينية، أفتى لرجال الدين المسيحي بتعليم المسلمين الفلسفة وعلم الكلام والكثير من العلوم..‏

إذن منذ البدء كان السريان مع المسلمين، ومع الانفتاح نحوهم ونحو دينهم الجديد، فأنا إذا كنت اليوم أقوم بدوري تجاه إخوتي العرب المسلمين بشكل خاص وتجاه الإسلام بشكل عام ويأتي ذلك من خلال ما أعرفه عن الخطاب الديني سواء على النطاق المحلي أو العالمي الأوسع, لأنني أشعر بانتمائي لأرض سورية، ولكنيستي السريانية السورية المنفتحة التي تعاملت بروح إنسانية وحوارية مع الإخوة العرب المسلمين، وعلى منوال أجدادي. وأؤكد دائماً على رسالة الانفتاح مع إخوتنا العرب..‏

 

س 4: هناك مخططات إمبريالية وصهيونية لتفتيت المنطقة وعبر عدة مشاريع كان آخرها الصراع الديني والمذهبي وخصوصاً على الساحات اللبنانية والفلسطينية والعراقية.. هل هي بداية المخططات أم بداية الفشل ولماذا برأيك هذا الصراع ?‏

ج 4: هذا الصراع كان موجوداً منذ القدم. وعبر التاريخ لم تسترح هذه المنطقة الاستراتيجية بكل معطياتها من الغزاة.. وسيستمر هذا الصراع...‏ وأقول : لن يعلن أصحاب هذه المشاريع التقسيمية سواء كانت اثنية أو دينية أو مذهبية فشلهم, بل بكل صراحة أقول : أنا أخاف أن نكون في جهل مما يحصل في المنطقة, فالذي حصل لأكثر من 30 عاماً وتحديداً منذ الحرب العراقية الإيرانية، ومروراً بدخول العراق الكويت، ومن ثم احتلال الخليج بكامله، ثم احتلال العراق، وما حصل في لبنان، وما حصل ويحصل في فلسطين, كل هذه السيناريوهات اعتقد أنها تؤكد على أن عملية تنفيذ المخطط الإمبريالي الاستعماري الصهيوني لتقسيم هذه المنطقة تسير... وإن بخطا وئيدة وبطيئة, ولكنها في الأخير تسير نحو الأمام... اليوم ما يجري في العراق، وما حصل ويحصل في لبنان، كله يؤكد على أن المخطط مازال قائماً.. ولا اعتقد أن أصحابه قد فشلوا.. ولكن نستطيع نحن أن نُفشِّله كما أفشلنا غيره. هذا كله يتم إذا صممنا على ذلك, وإذا بقينا مؤمنين بهذه السمات التي ننادي بها : الوحدة الوطنية، العيش المشترك، الإخاء الديني، ومارسناها سلوكاً، وليس شعارات وخطابات. وأيضاً إذا تجردنا عن مصالحنا الخاصة والأنا التي أصبحت قوية جداً عند الكثير من قياداتنا في هذه المنطقة، فقط هكذا نستطيع أن نُفشِّل هذا المخطط. ولكن إذا سألتني وما رأيك بما يجري في العراق فأقول لك بكل صراحة أيضاً : إن ما يجري على أرض العراق هو شيء مرعب ومخيف, وإذا كان هذا المحتل، والمصفقون المروجون له يخططون لتصفية المنطقة، ويفرحون اليوم لأنهم قسّموا العراق، أخبرهم بأن الدور قادم على دولهم وعروشهم أيضاً. موضوع لبنان ليس موضوعاً سهلاً.. كل فترة نسمع أن هناك أفكاراً تتحدث عن كانتونات !! الذي حصل في فلسطين ليس بسيطاً، رغم أن الظاهر يبين بأنه صراع بين الإخوة ! لذلك أقول أن الفشل لم يحصل بعد، والمخططات الجهنمية ضد المنطقة مازال من يروج لها،‏ والمخطط مازال مستمراً.

 وللأسف نشعر جميعاً بأن هناك خيانات تحصل هنا وهناك من أطراف قيادية عربية تعمل بشكل خفي أو ظاهر بإرادة أو بغير إرادة، فأكرر القول : إذا ما صممنا نحن كمواطنين صالحين، مؤمنين بأرضنا ومقدساتنا, نستطيع أن نُفشِّل كل مخططات الأشرار، ولم يفت الأوان لأن الزمام مازال بيدنا، والعمل المبرمج تجاه ذلك هو طريق النجاح. المنطقة كلها مشتعلة وهي في زمن عصيب جداً، فالإنسان الذي يعيش على هذه الأرض لا يفكر كيف ينقذ هذه المنطقة من الفتنة, لأن النار قادمة من جهات كثيرة. يعني أننا قادمون على حالة لا يتصورها العاديون، وستكون سيئة ومدمرة لأسس حضارتنا وانتمائنا ـ لا سمح الله ـ .‏

س 5: الخطاب الديني الكهنوتي على المنبر, هل هو في مستوى المسؤولية الملقاة على  عاتقكم..?‏

ج 5: خطابنا الديني المسيحي حتى اليوم لم يدخل فيه عنصر السياسة. نحن كما يعلم الكثيرون في مناسبات فقط نتطرق إلى بعض الحالات التي تتعلق بمجريات الأمور. رجل الدين المسيحي عندنا لا يعطي عادة رأيه في السياسة. في كل أحد نقف على المنبر ونتحدث عن مواضيع دينية بحتة، أو اجتماعية، منها : أمراض يعيشها الإنسان في مجتمعه. لدينا خطاب ديني وطني مثلاً : نحن دائماً نقف ضد الصهيونية، وضد كل ما يهدد الوطن وأمنه وسكانه.. خطابنا منفتح على الآخرين, ولكن خطابنا ليس بفكر واحد، وليس لدينا خطة لتوحيد هذا الخطاب.. ولا يوجد برنامج يؤكد على أن هذا الخطاب الديني يجب أن يتدخل في شؤون الحياة والسياسة والاقتصاد وغيرها. نحن اليوم نقتصر في كلامنا على شرح الكتاب المقدس وأمور الإنسان والمجتمع.



س 6: أنتم الكنيسة الوحيدة في حلب التي تحتفل بأعيادها بوجود شخصيات دينية إسلامية واجتماعية, هل برأيكم هذا جزء من التقارب بين المسلمين والمسيحيين, وهل لشخصكم دور في ذلك..?

ج 6: نحن ننتهز المناسبات الدينية فندعو شخصيات دينية إسلامية واجتماعية مثل ما حصل في هذه السنة حيث شرّفنا سماحة المفتي العام الدكتور أحمد بدر الدين حسون، وذلك لشعورنا أننا نعيش مع الآخر المسيحي والمسلم. وندعو إخوتنا وأصدقاءنا من رجال الدين الإسلامي لاحتفالاتنا وطقوسنا,  لأننا فعلاً نريد أن نعيش معاً، ونتقاسم كل شيء : الأرض، الماء، الخبز، الخير والشر معاً.. هكذا كان تاريخنا. طموحي وعبر منصبي الروحي أن أكون قدوة للكثيرين من رجال الدين.. لهذا أجعل من المناسبات الدينية مناسبات وطنية ووحدة أيضاً..‏

وبدون حرج، لا يرى رجال الدين المسلمين مشاركتهم بالحضور فقط، بل يساهمون بكلمات مليئة بالإيمان والتسامح والإخاء.. نحن سعداء جداً حين تتوحد كلماتنا للسلام والمحبة والتسامح.. الأنبياء جاؤوا من منبع واحد هو الله.. فأين الخلاف ؟

أنا أعرف أن كنائس أخرى في حلب تريد أن تجعل من المناسبات الدينية والوطنية مكاناً للتلاقي والتقارب بكل أشكاله التي اشتهر بها السوريون على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم.‏

 

س 7: أنتم ربما الشخصية الكهنوتية الأكثر سفراً لعرض صورة الوطن الحقيقية ما نسبة ما تم إيصاله عن سورية إلى العالم كوننا موصوفين بدولة داعمة للإرهاب كما يقولون..?‏

ج 7: بكل فخر أعلن، وعبر سؤالك المهم جداً، أنه في كثير من اللقاءات على المستويين العالمي والعربي، وفي كل المؤتمرات التي حضرتها، أستطعت في كثير من المناسبات أن أقنع المشاركين، أن سورية ليست بلد إرهاب، ولا تريده لا فيها ولا في جوارها.. وأكدت للكثيرين أننا في وحدة تامة مع أخوتنا المسلمين، وأهم سمات بلدنا هو العيش المشترك، وتبقى سورية وطن نموذجي للإخوة.. لقد واجهنا تحديات في عدة مؤتمرات.. والسبب تأثرهم بالإعلام الغربي الذي يروج أن سورية بلد إرهاب وتحمي وتنشر الإرهاب... نحن بحاجة لشرائح اجتماعية متنوعة تقوم بدورها في الخارج لدحض هذه الفكرة... لا بد من تكثيف الحضور في مثل هذه المؤتمرات لوضع سورية في مكانها الحقيقي وتكذيب الغرب والإعلام فيه.‏

 إن الابتعاد عن مثل هذه المؤتمرات وعدم المشاركة بها يبقي الأمور المطروحة هناك ضدنا كما هي.. ونبقى هنا كما نحن والمستفيد دائماً إسرائيل ـ أين الإعلام العربي؟‏

من خلال حضوري مع بعض الرموز الدينية مسيحية كانت أم إسلامية، استطعنا تغيير بيانات وقرارات كانت ضدنا.. حضورنا أكدّ حقائق نعيشها. لقد شوّه الإعلام الخارجي الكثير من إنجازات وحضارة الوطن، ولا أحد يتصدى له خارجياً سوى بعض الرموز الدينية والمعرفية وهي قليلة جداً.‏ في المؤتمرات الأخيرة مع سماحة مفتي الجمهورية أثبتنا إننا ضد الإرهاب فكراً وسلوكاً.‏

 

س 8: سورية شهدت منذ سنوات ومنذ استلام السيد الرئيس بشار الأسد قيادة الدولة حالات متطورة على كافة المجالات الحياتية السورية..‏ ما دوركم في إيصال هذه الحقيقة للخارج.. وهل تطمحون للأفضل..?

ج 8: في الماضي عندما كنا نحضر المؤتمرات ورغم كل الاتهامات الموجهة لسورية، كان اسم الرئيس الراحل حافظ الأسد, يذكر بكل احترام، لأن مكانته معروفة عالمياً في كل المحافل. ومع مجيء الدكتور بشار الأسد رئيساً للجمهورية، ومع تبدل الظروف الدولية والإقليمية, ظهرت موجة من الانتقادات ضد سورية, مع العلم أن سيادته أكد أن نهج القائد الراحل مازال مستمراً, ولكن مخاطر جديدة بدأت تحيط بالوطن في هذه الفترة.. أشعر أنه من واجبنا نحن جميعاً كمواطنين أن نؤكد على أن سورية كانت ومازالت تعمل للسلام، ومن أجل أن يكون عادلاً وشاملاً.‏

 كما أن عملية التطوير ومكافحة الفساد التي أطلقها السيد الرئيس أصبحت مفهوماً مقبولاً في سورية، وبدأت تعطي نتائجها.. ولكن في الخارج مازالوا ينظرون إليها بحالة من الشك.. ويريدون أن يطعنوا سورية من الخلف، لأن الأخبار التي تصلهم من أطراف معادية لنا تشوه واقعنا، أتمنى أن يحظى الوضع الداخلي والمعيشي وهمّ المواطن بالاهتمام الأول للحكومة، وأن تجعل من توجيهات السيد الرئيس تجاه المواطن, عملاً أساسياً لها... لأن الوطن والإنسان هما الأهم، وهما السور المنيع عند المحن والشدائد، فالوضع الداخلي يؤثر على سمعتنا خارجياً...‏
س 9: الإعلام هل هو مقصر أم حقق هدفه في نقل صورة الوطن للداخل والخارج..?‏

ج 9: الإعلام السوري داخلياً وخارجياً يعمل بهذا الاتجاه، فالفضائية السورية أوصلت الصوت والصورة.. إلى العرب والسوريين في كل مكان، ولكن هذا لا يكفي. ومع تقديري لكل التطوير الذي حدث مؤخراً على مؤسساتنا الإعلامية، هناك تلازم يجب أن يتم مع أشياء أخرى... الوفود الرسمية السورية نحو الخارج ضئيلة، أين صورة سورية في العالم ؟ هناك فراغ لمسناه بأيدينا تجاه أبناء الوطن في الغربة،‏ يجب الاستفادة القصوى من العرب والسوريين، لأنهم ذوو قوة ومكانة عالية، ومتميزة في المجتمعات هناك.‏

العرب في الامريكيتين ضعف مجموعات بشرية قادمة من بلدان مختلفة، وهذه المجموعات من غير البلدان العربية لها لوبي مؤثر في القرار السياسي، لماذا نحن لا نحقق ذلك لتعم الفائدة كل الوطن.. هناك حوالي 15 مليون سوري في المغترب، أنهم قوة إذا عرفنا أن نتعامل معها, الإعلام هو القوة الوحيدة لتحريك هذه القوى.. نحن نملك الحقائق, لماذا         لا نوصلها.. أنا لا أقصد المؤتمرات الرسمية, بل أعني اللقاءات البعيدة عن البروتوكولات. سماحة مفتي الجمهورية وأنا، حضرنا بشكل شخصي عدة منتديات وحوارات، وساهمنا معاً بتبديل الكثير من القرارات والقناعات ضد سورية وضد العرب والإسلام.‏

س 10: الطائفة السريانية في الخارج تحتل موقعاً مرموقاً في الدول التي تعيش فيها ما هو دورها في تعريف الوطن وإيصال صوته, وما هو حجم العلاقة بينهم وبين الكنيسة الأم ?‏

ج 10: السريان من سورية وبقية دول الشرق الأوسط منتشرون في كل العالم، أنهم في أوروبا، أمريكا، استراليا، آسيا وطبعاً في الشرق الأوسط.. وكلهم ذوو أصول سورية الكبرى أو سورية الطبيعية، ورغم كل انتماءاتهم إلى دول المنطقة تتجه أنظارهم إلى دمشق. فدمشق عاصمة سورية التي تختضن رئاسة الكنيسة العليا هي مرجعيتهم. وهذا قد لا نراه في بقية الطوائف والكنائس، لأن لها مرجعيات في دول أخرى. هذه الميزة يجب أن تستفيد منها سورية. السيد الرئيس وقبله القائد الراحل حافظ الأسد دعيا قداسة البطريرك زكا الأول عيواص بطريرك السريان في العالم، إلى نقل رسالة سورية الواضحة للعالم وذلك من خلال زياراته الرسمية لأبناء كنيسته.. وكل مطارنة السريان في العالم يأتون سنوياً إلى دمشق في شهر تشرين الأول يحضرون المجمع الأنطاكي، ويشاهدون كل ما يحصل في سورية ويسمعون أخبار الكنيسة الأم ويؤكدون ولاءهم لمرجعهم الأعلى، ثم ينطلقون ليشرحوا للعالم حقيقة الوطن ومحبته لكل العالم.‏

 ورغم تعدد هوياتهم، هم سوريون بالانتماء الديني، ويعتزون بقيادتهم الروحية.. وللعلم كل رجال الدين السريان في العالم يتخرجون من اكليريكية مار أفرام في معرة صيدنايا، ونحو العالم ينقلون رسالة المحبة والسلام.‏

س 11: أخيراً شارفت احتفالية حلب كعاصمة للثقافة الإسلامية على الانتهاء ما حجم مشاركتكم المعرفية وهل أنتم راضون بما أنجز وبرأيك هل حققنا الاستفادة من هذه   الاحتفالية ?‏

ج 11: لا أستطيع أن أوجه اللوم في الاحتفالية, لا للذين خططوا للعمل في البداية غابوا عن الساحة عند العمل. ولا للذين شكلوا فريق عمل واحد ونفذوا برامج الاحتفالية. الدكتور المهندس تامر الحجة محافظ حلب جاء ووجد الذي وجد، فانطلق وأحرق مراحل، وحاول التعاون حسب الإمكانات المتوفرة وحسب استطاعته.. والذي حصل كان جيداً، طموحنا كان أكبر، وأحلامنا كذلك، ولا أحد يستطيع إعطاء أكثر من ذلك..‏

 كمسيحيين شاركنا، وأنا شاركت في معظم الندوات والاحتفالات، وقمنا بطبع كتاب بهذه المناسبة. وفي كل رحلاتي في عامي 2006 – 2007، أينما وجدت، كنت أتحدث عن  الاحتفالية, وأقول : أن ثقافة الإسلام هي ثقافتنا جميعاً.. وحلب مدينتنا الخالدة، ونحن نؤكد على رسالة الوحدة الوطنية والعيش المشترك كواقع.‏
  حلب تباركت بنشاطات وفعاليات متنوعة، نتمنى أن تكون عبرة لمدن أخرى، تتعلم من حلب، ولكن لا بد من تقييم هذه الاحتفالية حتى يأخذ كل من عمل حقه‏. أما بالنسبة للإعلام فإن جريدة الجماهير هي الصحيفة التي غطت الاحتفالية محلياً أكثر من أي وسيلة إعلامية أخرى. أما الصحف المركزية فكانت مقصرة..‏

 أين الإعلام العربي؟ الكثير ممن رأيتهم في الخارج لم يسمعوا عن الاحتفالية إلا الشيء النزير.. تحدثت في الكنيسة عن معنى أن تكون حلب عاصمة للثقافة الإسلامية.‏ [/b] [/font] [/size] [/b]


73


قداسة البابا يستقبل المطارنة الأصدقاء

لجماعة سانت إيجيديو

              في بادرة جديدة استقبل قداسة البابا بندكتس السادس عشر في حاضرة الفاتيكان صباح يوم الخميس في 8/شباط/2007، أكثر من مئتي مطران وأسقف (كاثوليك وأرثوذكس) أصدقاء الفوكولاري وجماعة سانت إيجيديو. والمطارنة يحضرون مؤتمرين ويأتون من كل أنحاء العالم، بينهم من الشرق الأوسط المطارنة يوحنا ابراهيم (حلب ـ سريان أرثوذكس)، بطرس مراياتي (حلب ـ أرمن كاثوليك)، جوزيف نازارو (حلب ـ لاتين)، متى متوكه(بغداد ـ سريان كاثوليك)، وجاك اسحق (عينكاوا ـ كلدان).

              وألقى قداسة البابا كلمة ذكّر فيها المطارنة بأن الكنيسة يجب أن تبقى دائماً مكاناً للصلاة والمحبة، وكمنزل للرحمة والسلام. وأشار إلى أن حركة الفوكولاري انطلاقاً من لب روحانيتها التي بنتها على يسوع المصلوب والمتروك تعمل في حقل الوحدة. أما جماعة سانت إيجيديو فأنها تتمحور على موضوع الصلاة والليتورجيا.

الصورة من الأرشيف[/b][/font][/size]



74
عولمة المحبة

La Globalizzazione Dell'Amore



جماعة سانت إيجيديو Comunitل Di Sant'Egidio في روما، هي واحدة من الحركات العلمانية في الكنيسة الكاثوليكية، وهي تخدم في مجالات دينية وثقافية وإنسانية، وقد ساهمت في إحلال السلام في الموزانبيق، وهي مسؤولة عن دور المسنين، والعجزة، والمعاقين، والأيتام، واللقطاء، والغرباء، وأيضاً تعمل مع المهاجرين واللاجئين، وتنظم لقاءً سنوياً في إيطاليا بحضور قادة وممثلي الأديان في العالم للصلاة من أجل السلام.

        دعت هذه الجماعة إلى لقاء بين 7 – 11/شباط/2007، في قصر الجماعة في سانتا ماريا Santa Maria InTrstevere، وهو اللقاء التاسع للمطارنة والأساقفة (كاثوليك، أرثوذكس، انكليكان، ومن كنائس إنجيلية) تحت عنوان : عولمة المحبة. وقد حضر هذا اللقاء أكثر من /100/ مطران وأسقف، ومن الشرق الأوسط حضر المطارنة : يوحنا ابراهيم (حلب ـ سريان أرثوذكس)، بطرس مراياتي (حلب ـ أرمن كاثوليك)، جوزيف نازارو (حلب ـ لاتين)، جاك اسحق (بغداد ـ كلدان)، ومتى ماتوكه (بغداد ـ سريان كاثوليك).

        بدأت أعمال المؤتمر صباح يوم الأربعاء 7/2/2007، بمداخلة قدمها سيادة المطران باليا المسؤول الروحي عن الجماعة، وبعد الظهر ألقى محاضرة قيّمة مؤسس الجماعة البروفسور اندريا ريكاردي عن " عولمة المحبة " وجرت مناقشة حول هذا الموضوع.[/b][/font][/size]

75
القى هذه القصيدة الشاعر الأستاذ رياض عبد الله حلاق صاحب مجلة الضاد ورئيس تحريرها في حفل استقبال لقداسة البطريرك زكا الأول عيواص الكلي الطوبى من أبناء مرعيث مار جرجس, حي السريان ـ أبرشية حلب السريانية بتاريخ  يوم السبت 30/9/2006





حلبٌ بكمْ هي روضةٌ وجِنَانُ
جئتمْ فكنتمْ خمرةً في كأسِهَا
أهلاً ببطركنا الحبيبِ فأنتمُ
جئتم وأنوارُ المسيح تُحيطكمْ
قد زانَ قدرَكَ طلعةٌ لكَ كالضحى
والعلمُ عندكَ دونَهُ لهبُ الدُنا
فجمعتَ فيك الدينَ والدنيا معاً
لو كانَ للدينِ القويمِ لسانُهُ
أو كانَ للعلمِ الخفيِّ بيانُهُ
لا يُكْرَمُ الإنسانُ في طولٍ لهُ
ولأنتَ ذو فضلٍ طويلٍ حبلُهُ
ويدينُ أهلُ الأرضِ للمرءِ الذي
والأصلُ في العمرانِ دينٌ صادقٌ
لولا الدِيانةُ رققتْ قلباً لنا
يابنَ المسيحِ ورافعاً إنجيلَهُ
يا فارسَ الإنجيلِ تنشرُ نورَهُ
أنتَ المُجلي في مضاميرِ الهُدى
ترعى الصنائعَ والعلومَ ويستقي
وترى الكنيسةَ شمسَ كلِّ فضيلةٍ
انزلْ على الشهباءِ غيثاً مخصباً
انزل عليها تلقَ شعباً واحداً
نحيا يداً بيدٍ، يلممُ جمعَنَا
الدينُ للديانِ جلَّ جلالُهُ
ليس المسيحُ سوى أخٍ لمحمدٍ
يبكي الصليبُ على الهلالِ إذا بكى
وترى الهلالَ على الصليبِ مخيماً
اللهُ أكبرُ في الكنائسِ غردتْ
بيميننا الإنجيلُ تشرقُ آيُهُ
نحيا يداً بيدٍ وقدوتُنا على
يا سيدَ السريانِ في الدنيا وكمْ
قم باركِ المطرانَ يوحنا فكم
هو شُعلةٌ من ربعِ قرنٍ لم تزلْ
هو زارعٌ للخير ساقٍ غرزَهُ
تبني الكنائَسَ والمدارسَ كفُهُ
في روضةِ الإحسانِ يورقُ فضلُهُ
هو مثلكمْ في الدينِ والدنيِا وما
يا سيدَ السريانِ في الدنيا وكمْ
 
 وبكمْ شدا عقلٌ لها وجَنانُ
فالأرضُ سكرى والهوا نشوانُ
للعلمِ يسمو والتقى عنوانَ
فخُطاكمُ في أرضنا نيسانُ
والأنورانِ: العقلُ والإيمانُ
واللؤلؤ المكنونُ والمَرجانُ
فلكَ التقى والهَديُ والعُرفانُ
فلأنتَ للدينِ القويمِ لسانُ
فلأنتَ للعلمِ الخفيِّ بيانُ
وبطولِ فضلٍ يُكرَمُ الإنسانُ
ونداكَ بحرٌ ما له شطآنُ
لخصالهِ قد باركَ الديانُ
لولا الدِيانةُ لم يكنْ عُمرانُ
ما نحنُ إلاَّ صخرةٌ صَوّانُ
تُهدى به الأزمانُ والأكوانُ
أمسى جميعاً خلفَكَ الفرسانُ
للمؤمنينَ براحتيكَ أمانُ
من راحتيكَ الفنُّ والفنَّانُ
منها يشعُّ الحقُّ والبرهانُ
ظمئت إليكَ الروحُ والأجفانُ
ما فرَّقت ما بيننا الأديانُ
ربٌّ، ويجمعُ شملَنَا الإيمانُ
ولنا جميعاً تحضنُ الأوطانُ
وجميعُنَا بضياهُمَا إخوانُ
وهوتْ عليه بفأسها الأزمانُ
إمَّا رماهُ بسهمهِ عدوانُ
وعلى المآذنِ تُنشِدُ الصلبانُ
وشمالُنَا يزهو بها القرآنُ
طولِ المدى بشارُنا الرُبَانُ
فَخَرَتْ على الدنيا بكَ السريانْ
غمرَ الرعيةَ بالندى المطرانُ
بضيائِهَا تَتَبَسمُ البلدانُ
لم يخلُ من زرعٍ لهُ مَيدانُ
كم ازهرتْ من كفهِ أغصانُ
ولكمْ شدا بفَعَالهِ الإحسانُ
يعرو كمالَ هُدَاكما نقصانُ
فَخَرَتْ على الدنيا بكَ السريانُ
[/b][/font][/size]
 


 




76
البطريرك عيواص :تاريخ المنطقة يثبت أننا عرب قبل المسيحية والإسلام
[/color]

 

نشرت مجلة بقعة ضوء في العدد /31/ السنة الثانية 200 حواراً مع قداسة سيدنا

 البطريرك المعظم مار أغناطيوس زكا الأول عيواص بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الكلي الطوبى، وذلك خلال زيارته الأبوية لأبرشية حلب السريانية،  ونظراً لأهمية ما ورد في هذا الحوار الذي أجراه الصحافي المعروف   وضاح محي الدين، ننشره على موقع ankawa وهذا نص الحوار :
 
 

        قداسة البطريرك زكا الأول عيواص الزعيم الروحي للطائفة السريانية الأرثوذكسية في العالم... شخصية لاهوتية ومعرفية عالمية تجاوزت حدود الوطن الأم سورية... ليس لكونه الزعيم الروحي لهذه الكنيسة العريقة (السريانية الأرثوذكسية)، بل كونه رجل معرفة وثقافة قل مثيلها، فهو القارئ الأول والمنهجي لمخطوطات بحر الميت التي ساهمت في قلب تاريخ المنطقة، وتكذيب الإدعاء الصهيوني بأرض فلسطين.

        قداسته زار حلب في مطلع رمضان الكريم وللمرة الثانية خلال احتفاليتها كعاصمة للثقافة الإسلامية. في زيارته المباركة للمدينة ولرعاياه، التقت بقعة ضوء بقداسته وخرجت بالحوار التالي :

 

س 1 : قداسة البطريرك بصفتكم الروحية كزعيم روحي لأقدم كنيسة مسيحية في العالم (السريانية الأرثوذكسية) وهي أم الكنائس، ومقامكم هذا يوازي مقام (بابا) روما الروحي، ما رأيكم بما يطرح حول مفهوم الرأي الآخر للحوار ؟

ج 1 : أنا لا أؤمن أن الأديان تتصارع، الدين الصحيح هو من يتوافق مع باقي الأديان، وخاصة بين الدينين الأكثر انتشاراً واعتقاداً (الإسلام والمسيحية). لا صراع أبداً، نحن في الشرق عامة، وفي سورية خاصة، في حالة تعاون وتمازج معرفي في كل المجالات في أيام السلم وأيام الحرب ولا نتصارع أبداً. الصراع هو بين أولئك الذين يريدون أن يستعمروا العالم، هذا صراع شرير ومرفوض، وبين الذين يُريدون أن يتخلصوا من الاستعمار وهيمنته، ليتحرروا مما يدعّون أنهم أقوياء في العالم، ويريدون نشر الحرية على الأرض. هذا هو الصراع، الصراع بين الديانتين الساميتين السماويتين الإسلام والمسيحية ؟ لا يوجد صراع أبداً.

        نحن أخوة وسنبقى أخوة، تاريخ المنطقة يثبت أننا عرب قبل المسيحية والإسلام (بنو تغلب) نصفنا مسيحيون، ونصفنا مسلمون، هذا هو تاريخ وواقع المنطقة، من أين صدامنا... نحن أخوة في الدم. في سورية الوحدة الوطنية هي الرد على هؤلاء الذين يرسلون إلينا هذه الاصطلاحات غير المطروحة ولا المعروفة في مجتمعاتنا.


س 2 : قداسة البطريرك... سورية حالياً تتعرض لعدة هجمات منها ما هو خارجي، ومنها ما هو داخلي من بعض الأنظمة العربية وذلك لمواقفها القومية والوطنية، ما رأيكم فيما يجري حول ذلك ؟

ج 2 : سورية قلعة حصينة ضد كل من يرغب في إيذائها. صراع أزلي ضد سورية بمفهومها الوطني والقومي العربي، نحن في زمن سقطت فيه كل الأقنعة الكاذبة... لا أقنعة في سورية، واضحون كشمس الظهيرة... وقول الحقيقة يرعب من يخفيها على شعوبه... وهذا الهجوم أمر طبيعي ثمناً لمواقف هذا الشعب العريق وقائده...

س 3 : قداسة البطريرك التصريحات الأخيرة لبابا الفاتيكان، انتشرت إعلامياً بعد زيارته لألمانيا وهذه التصريحات أثارت الشارع الإسلامي والعربي، البابا شنودة الزعيم الروحي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية المعروف بمواقفه العربية والوطنية والوطنية المميزة عبّر عن رفضه واستنكاره من هذه التصريحات فما رأيكم أنتم كزعيم لأقدم كنيسة مسيحية في العالم ؟

ج 3 : الحقيقة نحن كمسيحيين شرقيين نعرف الإسلام ديناً سامياً بكل المعاني والمفاهيم، والإسلام يرفض كل صراع لأي دين، نحن نستنكر كل ما جاء في هذه التصريحات، أنا أصدرت بياناً في دمشق فور علمي بتصريحات بابا الفاتيكان، رفضت مستنكراً باسمي وباسم كل رعايا كنيستي وكل مسيحيي الشرق ما جاء على لسان البابا... اليهودية والمسيحية والإسلام جاءوا من منبع واحد، من مشكاة نورها الله ـ كل الأنبياء أصفياء الله ـ هكذا نحن في الشرق، وللأسف هم يجهلون تاريخنا ولو عرفوه لما كانت هذه التصريحات.

س 4 : ماذا تعني حلب بالنسبة إليكم ؟

ج 4 : حلب عزيزة عليَّ كثيراً... حلب في رحمها معنى الخلق الإنساني البشري عبر آلاف السنين، من يريد أن يعرف ويكتشف معنى المودة والإخاء الديني ليأتِ سورية... وليعش في حلب المدينة التي هي مدينة الأديان والطوائف كلهم في ود ورحمة... وخصوصاً هذه الاحتفالية كعاصمة للثقافة الإسلامية التي أظهرت معنى قولي السابق ونحن كعرب وسريان هذه الثقافة تعني الكثير لنا... السريان ساهموا في بناء الثقافة الإسلامية العربية في الترجمات والتأليف وخصوصاً في الفترات الأولى الأموية والعباسية... نحن ساهمنا مع أخوتنا في العروبة والدين أي المسلمين في نقل هذه الثقافة العظيمة والمتنوعة إلى الغرب عن طريق الأندلس وصقلية وجنوب إيطاليا... وسميت هذه الثقافة عندهم بالثقافة الإسلامية السريانية...

س 5 : هل من كلمة تريد إيصالها لهذا الجيل في الوطن ؟

ج 5 : كل امتناني لهذا السؤال المهم... نحن الآن نمر في ظروف صعبة وبحاجة لشباب واعٍ لمشاكله وقضاياه... فلنزد من تقاربنا المعرفي بين الدينين المسيحية والإسلام، ولتكن هناك حوارات مفتوحة بين جيل الشباب لمعرفة الآخر مباشرة ودون تدخل الآخر الذي يرسل لنا شعاراته (صراع، وصدام) نحن بحاجة لإعلام واسع الطيف حول هذه القضايا...[/b][/font][/size]



77
صلاة من أجل السلام في كاتدرائية مار أفرام بحلب يحضرها سماحة مفتي الجمهورية
المطران يوحنا ابراهيم : إن سوريا بلد المحبة والعدالة ستبقى يدها ممدودة دائماً للسلام من أجل أن تعم الطمأنينة والأمن العالم أجمع،
[/color]
 
 
 
بمناسبة عيد رأس السنة الميلادية دعا نيافة الحبر الجليل مار   
غريغوريوس يوحنا ابراهيم مطران حلب للسريان الأرثودكس إلى رتبة صلاة في كاتدرائية مار أفرام السرياني حضرها عدد كبير من المؤمنين، خاصة العائلات التي جاءت من العراق الشقيق. وحضر أيضاً سماحة المفتي العام للجمهورية العربية السورية الشيخ الدكتور أحمد بدرالدين حسون، وسيادة الفريق أمين الحافظ رئيس الدولة السورية الأسبق، وعدد من السادة العلماء ورجال الدين المسيحي. وفي بداية اللقاء قدم الأب جوزيف شابو برنامج هذا اللقاء وشكر الحضور، وبعد أن تلت القاضي لينا الإيلو فصلاً من رسالة بولس إلى أهل كورنثوس الأولى، والأستاذ المحامي أدوار خولي فصلاً من الإنجيل المقدس، ألقى نيافته كلمة شرح فيها معاني هذا العيد وضرورة العمل من أجل السلام والعدالة في المجتمع، وأكد بأن ما يدور في المنطقة ليس بالأمر السهل، ويحتاج إلى وعي كبير، ومن هنا يبرز دور الخطاب الديني وأهميته بالنسبة للأحداث التي تجري في كل المنطقة، وقال: إن سوريا بلد المحبة والعدالة ستبقى يدها ممدودة دائماً للسلام من أجل أن تعم الطمأنينة والأمن العالم أجمع، وأشار إلى أن الحاقدين أعداء الإنسان يخططون دائماً للشر، ويعملون ضمن برنامج يتوخى الدمار والخراب، كما يحصل في بعض بلدان الشرق الأوسط، وبيّن أيضاً بأن الوحدة الوطنية والإخاء الديني والعيش المشترك ليست عبارات جوفاء وإنما حقيقة وواقع، والمسيحيون مع المسلمين كانوا دائماً يعملون بيد واحدة، ولا يتركون مجالاً لمن يريد أن يهدد كيان الإنسان. وقال أيضاً : أن النماذج أصبحت كثيرة في سورية، وعلينا أن نقتدي بالأفضل والأحسن لكي نحمي بلدنا. وذكّر نيافته سماحة المفتي العام بلقاء حصل في المطرانية لأكثر من عشرين سنة، يوم تحدث سماحته عن دور الترتيل والإنشاد في جمع القلوب. ثم انبرى سماحة المفتي العام فألقى كلمة رائعة جداً أخذت بمجامع القلوب استعرض فيها ما يجري اليوم في المنطقة بشكل عام، وفي بعض الدول المجاورة بشكل خاص، وضرب أكثر من مثل عن دور الخطاب الديني الملتزم الذي يتماشى مع خط العاملين في خط الوحدة الوطنية، وعرّج على ضرورة تمتين العلاقات بين أبناء الوطن الواحد الذي ينتمي إلى أديان ومذاهب وأثنيات متعددة، ورفض كل أنواع التزمت، معتبراً أن التقوقع على الذات له مضار كثيرة للوطن والمواطن، وشكر نيافة راعي الأبرشية على دعوته الكريمة معتبراً أن كل حوار ممكن يشكل لبنة في صرح الوحدة الوطنية السورية التي هي أنموذجاً للعيش المشترك.
وبعد هذا اللقاء في الكاتدرائية تقبل نيافته وضيفه العزيز سماحة المفتي العام والرئيس أمين الحافظ، التهاني من المؤمنين والمؤمنات. وشكر الجميع على هذه اللفتة الكريمة التي أبهجت قلوبهم، حتى أن الدموع انهمرت من شدة الفرح، وشكروا لنيافته وسماحته كلماتهم الجميلة. هكذا افتتحت هذه السنة الجديدة بلقاء المحبة.

هذا وقد نقلت الفضائية السورية مشاهد من هذا اللقاء في نشرات الأخبار، كما عنونت جريدة تشرين اللقاء بعبارة: حسون: الوحدة الوطنية السورية أنموذجاً للعيش المشترك. جاء في الخبر : أكد الدكتور أحمد بدرالدين حسون المفتي العام للجمهورية أن الوحدة الوطنية والأمن والاستقرار الذي تنعم به سورية تعتبر أنموذجاً للعيش المشترك. وشدد الدكتور حسون أمام الحفل الذي أقامته مطرانية السريان الأرثوذكس بمناسبة يوم السلام العالمي على ضرورة تحقيق السلام وإطفاء نار الحروب التي يروج لها الحاقدون والمتعطشون لدماء الأبرياء متضرعاً إلى الله عز وجل أن يحفظ بلدنا من كل مكروه وأن يبقى الأم والسلام مخيماً في ربوعه. من جهته قال المطران يوحنا ابراهيم مطران السريان الأرثوذكس: أن سورية بلد المحبة والعدالة ستبقى يدها ممدودة للسلام من أجل أن تعم الطمأنينة والأمن العالم بأجمعه[/b][/font][/size]











78
المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام

والرجاء الصالح لبني البشر

                                                      مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم

                                                              متروبوليت حلب
[/color]

                                                 

أيها الأحبة...

               كتب الإنجيليون الأربعة سيرة السيد المسيح بحسب الوحي الإلهي، ولكن القديسين متى ولوقا ويوحنا، فصّلوا لنا المراحل الأولى من حياته. فيوحنا الرائي حلق في الأجواء اللاهوتية، وبعبارات قليلة نقلنا إلى أجواء الميلاد رابطاً بين ما حصل في العهد القديم وما جاء في العهد الجديد، وافتتح إنجيله بقوله : في البدء كان الكلمة (1)، ثم أخذ يفسر لنا هذه العبارة الغنية بالمعاني، هذا الكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله (2). أما عن مكان هذا الكلمة فيقول : أنه في البدء كان عند الله (3)، وعن قوة هذا الكلمة يقول : كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء قد كان (4)، ويفسر هذا القول بقول آخر في بدء إنجيله وهو : فيه كانت الحياة، والحياة كانت نورَ الناس، والنور يضيء في الظلمة والظلمة لم تدركه (5)، أما عن التجسد الإلهي فيذهب بعيداً ويُعيد إلى أذهاننا كل مراحل تاريخ الخلاص بآية واحدة بقوله : والكلمة صار جسداً وحلَّ بيننا، ورأينا مجده، مجداً كما لوحيدٍ من الآب مملوءاً نعمةً وحقاً (6).

               أما القديس متى فنراه يعيش في أجواء يهوديته، وهمُّه أن يؤكد لأبناء جنسه، بأن هذا يسوع المسيح ينحدر في نسله من شخصيتين عظيمتين، لهما تأثيرٌ كبيرٌ في التاريخ اليهودي، وهما : داود وابراهيم (7). داود الملك، والمرتل الإلهي الذي استنجد في وقتٍ من الأوقات بربِّ السماء والأرض عندما سقط في الخطيئة، فصرخ قائلاً : قلباً نقياً أخلق فيَّ يا الله وروحاً مستقيماً جدد في أحشائي (8).

               أما ابراهيم فهو الذي قال عنه بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومية : فآمن ابراهيم بالله فحسب له براً (9). وقال عنه أيضاً : قد جعلتُكَ أباً لأممٍ كثيرةٍ. أمام الله الذي آمنَ بهِ الذي يُحيي الموتى ويدعو الأشياءَ غيرَ الموجودةِ كأنها موجودةٌ (10). وذِكرُ داود وابراهيم بحسب إنجيل متى كان ليصل الإنجيلي إلى يوسف الصدّيق رجل مريم، التي وُلد منها يسوع الذي يُدعى المسيح.

أما عن ولادة يسوع المسيح، فالرسول متى يتوقف عند حلْم يوسف البار الذي لم يشأ أن يُشهرها بل أراد تخليتها سراً، عندما عرف أنها حُبلى (11)، وبعد الولادة، يسرد لنا قصة هيرودس الملك مع المجوس القادمين من المشرق الذين جاؤوا إلى أورشليم قائلين : أين هو المولود ملكُ اليهود، فإننا رأينا نجمه في المشرق، وأتينا لنسجد له (12).

ويبقى لوقا البشير صاحب أصدق ريشة في لوحته الجميلة التي يرسمها لنا عن الميلاد المجيد. ويُعتقد أنه كتب ما سمعه من الرسل الأطهار، وأخوة يسوع بالجسد، والآخرين الذين عاشوا حتى بعد القيامة المظفَّرة، فلم يأتِ غيره من الإنجيليين على ذكر قصة ولادة يوحنا المعمدان من زكريا الكاهن الذي كان من فرقة أبيا وامرأته أليصابات إحدى بنات            هارون (13). ثم اللقاء الذي حصل بين مريم العذراء وأليصابات.

أما حكاية الميلاد فتبدأ مع صدور أمر من أغسطس قيصر بأن يُكتتب كل المسكونة، وهذا دعا يوسف الذي كان من الجليل، من مدينة الناصرة، أن يصعد إلى اليهودية إلى مدينة داود التي تُدعى بيتَ لحم، لكونه من بني داود وعشيرته، ليكتتب مع خطيبته مريم وهي حُبلى. وهنا نرى أن لوقا المصور البارع، يصف بكلمات قليلة جداً كيفية ولادة يسوع فيقول :              وبينما هُما هناكَ تمَّتْ أيامها لتلدَ فَوَلدت ابنها البكرَ، وقمَّطتهُ، وأضجعتهُ في المذودِ، إذ لم يكن لهما موضعٌ في المنزلِ (14).

إذا لوقا الإنجيلي يحدد لنا مكان ولادة يسوع المسيح، ويذكِّرنا بنبؤة ميخا النبي           القائلة : أما أنتِ يا بيت لحم أفراتة وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا، فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطاً على إسرائيل، ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل (15)، فهذه بيت لحم رغم ما فيها من سعة، لا يجد يسوع له مكاناً ليلد فيها سوى هذا المذود المتواضع، وفي تلك المغارة المغمورة بالذات ! ألا نقع في عجب وحيرة من أمر هذه الولادة التي سبقتها أحداث إنجيلية خطيرة الواحدة تلو الأخرى، وختمت بحدث ميلاد المولود في بيت لحم. وإذا أردنا أن نتابع مع لوقا التلميذ لنرى ماذا حصل بعد ذلك المذود المتواضع، لوجدنا أن الرعاة المتبدِّين في تلك الكورة الذين كانوا يحرسون حراسات الليل على رعيتهم قد خافوا خوفاً عظيماً من ملاك الرب الذي وقف بهم، ومجد الرب الذي أحاط بهم، وعندما بشّرهم بالفرح العظيم الذي سيكون لكل الشعب بولادة مخلص أي المسيح الرب، وسمعوا جوقة الملائكة من السماء تنشد قائلة : المجد لله في العُلى وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر (16). ذكّرهم الملاك بأن العلامة لهم هي عندما يجدون ذلك الطفل مقمطاً مضجعاً في مذود. وصدق قول الملاك عندما جاؤوا إلى بيت لحم، ووجدوا يوسف ومريم والطفل مضجع في المذود. إذاً المذود أصبح العلامة الفارقة في تلك الليلة، هل تعلمون لماذا ؟ الجواب :  لأن يسوع المسيح الطفل أراد بدءاً من تلك الليلة أي في لحظة ميلاده بالذات، أن يعطي أول درس من دروسه السماوية لكل البشرية.

كل شيء كان يسير بهدوء، لا أحد ينكر بأن أمه من نسل الملوك ومنهم داود الشهير، ولكنها رغم ذلك تعيش حياة بساطة كاملة، وتكاد تكون شبه مغمورة في مجتمعها، لا تملك            لا مالاً، ولا عقاراً، لا جاهاً، ولا سلطان، وكأنها ليست من عشيرة داود الملك ولا من ذرية يهوذا، وكل ما تملكه هو هذا الإيمان المليء في قلبها، ولا تفتخر إلا بتلك البساطة التي أصبحت من أهم سماتها. وخطيبها يوسف البار الذي عاش حياة صدق وأمان ومحبة، وبرهن على الفضائل الجمة التي زيَّن بها نفسه إذ أراد أولاً أن يتخلى عنها سراً وأن لا يشهرها ولكن حلْم الملاك غيَّر مجرى تفكيره، هو الآخر رغم انتسابه إلى داود وابراهيم ولكنه كان من محيط فقير، واختار له حياة تتلاءم مع بيئته، وها هو ابن الله مالك السماوات والأرض يعطي أعظم درس في التواضع فيولد في مكان لا يمكن الإنسان أن يتصور مكاناً أكثر تواضعاً، مشاركاً بذلك أفقر الفقراء فقرهم وبئسهم.

ويبين مولود بيت لحم القدوس في تلك الليلة بأن العظمة الحقيقية لا تكمن في ما يملك الناس على الأرض من الثروات الضخمة، أو القصور الفخمة، أو أي شيء من تلك الأمور الزائلة الزائفة التي يتكالب الناس عليها، ويحارب بعضهم بعضاً للحصول عليها وللاستئثار بها، ولو أراقوا من أجل ذلك بحوراً من الدماء، وإنما العظمة الحقيقية تكمن في نقاء النفس، وصفاء الضمير، وفي التطلع لا لأمجاد الأرض الوقتية الفانية، وإنما لأمجاد السماء التي           لا فناء لها ولا انتهاء.

لقد عبَّر صاحب المزامير عن كل ذلك في قوله : الذبيحة لله روح منكسرة، القلب المنكسر والمنسحق يا الله لا تحتقره (17).

وعندما نتحدث عن التواضع نتصور من جهة أخرى الكبرياء الذي صار كمدخل أساس إلى أعظم الشرور، وقد حطت الشيطان إلى أسفل الدركات، فبالتواضع نربح أنفسنا، وندخل في دائرة المساكين بالروح الذين طّوبهم الرب يسوع. وإذا أردنا أن ننتقل إلى مكان آخر في الإنجيل المقدس يُشير إلى حالة الفقر التي اختارها يسوع المسيح لكنيسته نراه عندما تقدم إليه كاتب وقال له : يا معلم أتبعك أينما تمضي، فقال له : للثعالبِ أوجرةٌ ولطيورِ السماءِ أوكارٌ. وأما ابن الإنسانِ فليسَ لهُ أينَ يُسنِدُ رأسهُ (18). كأنه يقول : لست من جامعي الأموال، ولا من مالكي العقارات، ولا من هواة الثروات، أنا ليس لي أي مكان أسند إليه رأسي. وحتى عندما قالوا له : أمك وأخوتك واقفون خارجاً طالبين أن يكلموك، تخلى عن المباهات بعلاقته معهم وعلاقتهم به وقال : من هي أمي ومن هم أخوتي ؟ (19). ولم يكتفِ يسوع المسيح في تطبيق مبادئ الفقر على نفسه، ولكنـه علّم تلاميذه معنى التجرد، وعدم الارتباط بمال العالم وممتلكاته وملذاته !! فعندما عيّـن السبعين تلميذاً من الذين آمنوا به إيماناً صادقاً وعميقاً، ذكّر بهم السبعين شيخاً الذين أمر الله موسى النبي بتعيينهم ليعاونـوه في إدارة شؤون بني قومه (20). فقبل أن يرسلهم إلى المدن والمواضع ليهيئوا أذهان أهلها لمجيئهم، زوّدهم بتعاليمه وتوجيهاته وإرشاداته ووصاياه كي يؤدوا الرسالة.

إذاً ليلة ميلاد ربنا يسوع المسيح انطلاقاً من المذود والمغارة تدفعنا أن نتلمس سمة الكنيسة التي أراد أن يؤسسها على الأرض. فبعد عماده من يوحنا بن زكريا نراه في البرية يصوم أربعين نهاراً وأربعين ليلة ويقول الإنجيل : أنه جاع أخيراً (21) ! وهذه إشارة واضحة إلى الجياع في العالم. والجوع يفسح للشيطان مجالاً ليقترب من صاحبه ويمسك به، ولكن ليس كل جائع حجر عثرة في طريق الأبرار. فها يسوع المسيح يرد على المجرِّب عندما قال له : إن كنت ابن الله فقل لهذه الحجارة أن تصير خبزاًَ (22)، أخزى كبرياء الشيطان وردَّ عليه بكلمات قليلة قائلاً : ليس بالخبز وحده يحيى الإنسان (23) أي أن حاجة البطن لا يجب أن تكون درباً إلى الخطيئة كما حصل مع الإنسان الأول، إذ بشهوة البطن طُرد من الفردوس، وهذا أول درس يعطيه السيد المسيح للمتضورين جوعاً، إذ بيّن لهم بأن كلمة الله تستطيع أن تعوض عن جوع الجسد، وهكذا لم يذهب عن باله فقراء الروح الذين يحملون أنفسهم بالتواضع والفضائل الحسنة، وقد أختار الرب يسوع كلمة المساكين بالروح، أو الفقراء بالروح، لأن كلمة المساكين أو الفقراء لها مدلول أكبر من كلمة متواضعين، وكأن به يُـشير إلى قول إشـعياء النبي : إلى هذا أنظر إلى المسكين والمنسحق الروح، والمرتعد من             كلامي (24).

              فيسوع المسيح رسم لتلاميذه صورة العمل الرسولي في كنيسته مستقبلاً، ولهذا قال : إن الحصاد كثير أما العمّال فقليلون (25) فاضرعوا إلى رب الحصاد ليرسل عمالاً لحصاده، وحذّرهم من خطط الذئاب الخاطفة أي من أناس يشبهون الذئاب في شراستهم وشرّهم وغدرهم. ولكن الأهم كان عندما قال لهم : لا تحملوا كيساً ولا مزوداً ولا أحذية (26)، أي            لا تفكروا بحطام الدنيا ومتاعه ولا تدخلوا في صلب رسالة المسيح الخلاصية أموراً، فالاكتفاء هو عنوان هذه الرسالة الجديدة. ألم يعلمنا في الصلاة الربية أن نقول أعطنا خبزنا كفافنا أعطنا كل يوم (27)، وأن لا نهتم بالغد ونقول : ماذا نأكل أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس فإن هذه كلها تطلبها الأمم لأن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون لهذه كلها لكن أطلبوا أولاً ملكوت الله وبرّه وهذا كله يُزاد لكم فلا تهتموا بالغد لأن الغد يهتم بما لنفسه. يكفي اليوم شرهُ (28).

هذه هي سمات كنيسة الفقراء التي من أجلها جاء يسوع المسيح بالجسد وولد في ذلك المذود المغمور وفي تلك المغارة المتواضعة في بيت لحم اليهودية. ولكي تتوضح معالم هذه الكنيسة سنعود للإنجيل مرة أخرى، ونقرأ بتمعن عن لقاء ذلك الرئيس الذي جاء إلى يسوع وهو يريد أن يعرف منهاج العمل الذي عليه أن يتبعه ليرث الحياة الأبدية. فسأله قائلاً : أيها المعلم الصالح أي صلاح أعمل لأرث الحياة الأبدية ؟ (29). هل يصعب على أحد الرؤساء ذوي المكانة الرفيعة والعلم الواسع أن لا يعرف طريق الحياة الأبدية. فالناموس واضح جداً، والوصايا فيه لا تحتاج إلى شرح. لا تزنِ،  لا تقتل، لا تسرق، ولا تشهد بالزور، أكرم أباك وأمك (30). كل وصية من الوصايا العشر هي جزء أساس من شريعة العهد القديم. وكان صاحبنا صادقاً في جوابه، لأنه قد حفظ كل هذه الوصايا منذ حداثته. ويظهر لنا أنه قد فهم وصايا شريعة موسى فهماً لفظياً سطحياً ظاهرياً، وأبتعد من الفهم الروحي العميق والأهم لوصايا الله. وأخذه الرب يسوع على بساطته في نظرته إلى الوصايا، وقال له : إذاً يعوزك مع ذلك شيءٌ آخر (31) هذا الشيء الآخر يضاف لحفظه لوصايا موسى العشر منذ حداثته. بِع كل ما تملك، ووزِّعه على الفقراء (32) إذا فعلت ذلك تكسب أجرين، الأجر الأول : تقتني لك كنزاً في السماء ! والثاني : تصبح واحداً من أتباعي ! فلما سمع صاحب السؤال هذا الجواب أغتم لأنه كان غنياً جداً، ولأنه كان يتمسك بالأرضيات ولا يلتفت إلى السماويات، ولأنه كان يتشبت بالحياة الأرضية التي لها زمان وحدود، ويضحي في سبيل ذلك بالحياة السماوية، ولأنه كان يعز عليه جداً أن يتخلى عن ممتلكاته من متاع الدنيا ليتصدق بها على الفقراء. صعب أن يعبدَ الإنسان ربِّين، أو أن يكون في خدمة سيدين، وفي نفس الوقت يساوم بين أمرين متضادّيِّن، فإما أن ترضي الله وتعبده من كل قلبك، وإما أن تعبد المال، وتنغمس في شهوات الدنيا ومتاع الحياة !! مشكلة صاحب ذلك السؤال كانت في أنه لم يرَ الفقراء حوله، ولكنه كان حريصاً أن يكسب خيرات الأرض بكل أبعادها، وأن تكون له حصة في الحياة الأبدية. السيد المسيح المولود في ذلك المذود المخصص للحيوانات في مغارة متواضعة في بيت لحم. أعطى جواباً قاسياً لصاحب السؤال لهذا يقول عنه الإنجيليون : أنه مضى حزيناً (33).   

              هذا ما نتعلمه اليوم من ولادة ربنا يسوع المسيح في ذلك المذود، وتلك المغارة أي أن نعيش في جو أخوتنا الفقراء في الروح، وأيضاً الفقراء في الجسد، فنلتفت إليهم، ونمد يدنا لمساعدتهم، ونحرص على خدمتهم. يعقوب الرسول بأعلى صوته يقول : اسمعوا يا أخوتي الأحباء، أما اختار الله فقراء هذا العالم أغنياء في الإيمان، وورثة الملكوت الذي وعد به الذين يحبونه، وأما أنتم فأهنتم الفقير (34).

نشعر اليوم أن الفقراء في بلدنا يزداد عددهم، والظروف المحيطة بنا كلها تُشير إلى أن أعداء الإنسان يريدون إهانة أخيهم الإنسان بالفقر، فالمولود في المذود يسوع المسيح حامي الفقراء يدعونا في هذه الليلة لخدمتهم. يقول الملفان السرياني مار يعقوب السروجي : إن المسكين ضعيف ومكانته في البدن كاليد اليسرى، فبادر أيها الثري وأسنده كاليد اليمنى لا تظن أن الله قد خصَّك بمحبته، فأجزل لك العطاء، في حين أنه أبغض ذلك فبرأه مسكيناً. لنبق مع يسوع المسيح المولود في مغارة بيت لحم وحامي الفقراء في هذا العيد.

              نهنئكم جميعاً بعيد ميلاد يسوع المسيح، وبعيد رأس السنة الجديدة، كما نهنئ أخوتنا المسلمين بعيد الأضحى المبارك الذي يتزامن مع أعيادنا السعيدة، ونهنئ وطننا العزيز والغالي علينا جداً رئيساً، وحكومةً، وجيشاً، ومؤسسات، وشعباً، ونسأل الله أن يحمي بلدنا من كل أذى أو مكروه يأتينا من هنا أو هناك، ويجعل الأمن في المسكونة زاهراً، والسلام في المعمورة مالكاً، وأن تخيم رايات السلام على منطقتنا، خاصة في البلاد التي تعاني من الحروب والانقسامات في العراق وفلسطين ولبنان، حيث يدفع الإنسان ضريبة ذلك فكراً، وصحةً، ورؤيةً، فليبارك الرب جميعنا.

كل عام وأنتم بخير

1- يوحنا 1 : 1                           

2- يوحنا 1 : 2                           

3- يوحنا 1 : 1     

4- يوحنا 1 : 3                           

5- يوحنا 1 : 4                           

6- يوحنا 1 : 14                         

7- متى 1 : 1

8- المزمور 51 : 12                     

9- رومية 4 : 3                         

10- رومية 4 : 17

11- متى 1 : 18 – 23                                       

12- متى 2 : 2                           

13- لوقا 1 : 1/5 – 22                                       

14- لوقا 2 : 6

15- ميخا 5 : 2                         

16- لوقا 2 : 8 - 14                                         

17- المزمور 51 : 17                                         

18- متى 8 : 20                         

19- متى 12 : 47 – 48

20- سفر العدد 11 : 16 و 17                                 

21- لوقا 4 : 2                           

22- لوقا 4 : 3                           

23- متى 4 : 4

24- إشعياء 66 : 2                                             

25- لوقا 10 : 2                         

26- لوقا 10 : 4   

27- لوقا 11 : 3                         

28- متى 6 : 31 – 34

29- متى 19 : 16                       

30- متى 19 : 18 و 19                                       

31- متى 19 : 20 

32- لوقا 19 : 21

33- لوقا 19 : 22                       

34- يعقوب 2 : 5 و 6[/b][/font][/size]

79
الاجتماع المسكوني في حلب ضمن الاجتماع الدوري لمجلس الأساقفة الكاثوليك بحلب

 

يتابع رؤساء الطوائف الكاثوليكية اجتماعاتهم الخريفية الدورية في مطرانية الكلدان بحلب . و تميز هذا اليوم الثاني الثلاثاء 28\11\2006  بلقاء مسكوني ضم رؤساء الطوائف الأرثوذكسية و الإنجيلية في حلب . وفي هذه المناسبة دعا سيادة المطران أنطوان أودو كل المشاركين في هذا اللقاء المسكوني إلى وليمة الغذاء في نادي حلب العريق .

ولابد لنا من أن نذكر في هذه المناسبة من أن لمدينة  حلب تاريخا عريقا في العلاقات المسكونية ن كما أنه باستطاعتنا أن نعتبر الكنائس المسيحية فيها نموذجا للتعاون و المشاركة في نشاطات مختلفة تغذي حياة المسيحين و تنمي فيهم الانتماء الواحد للأيمان المسيحي
 







80
مجلس البطاركة و الأساقفة الكاثوليك في سوريا
[/color]

بدعوة من سيادة المطران مار أنطوان أودو راعي أبرشية حلب الكلدانية استضافت مطرانية الكلدان بحلب بتاريخ 27\11\2006 الاجتماع الدوري  لمجلس البطاركة و الأساقفة الكاثوليك  يتقدمهم  رئيس المجلس غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك أنطاكية و الإسكندرية للروم الملكيين الكاثوليك الذي ترأس الجلسات و بحضور 20 مطران من مختلف محافظات سوريا إلى جانب سعادة السفير البابوي بدمشق

بدأ الاجتماع بالصلاة في المعبد الملاصق لكاتدرائية مار يوسف و من ثم بدأت الجلسات حسب جدول الأعمال ، وكانت البداية مع ترحيب المطران أنطوان أودو، مطران الكلدان المستضيف ، مشيرا إلى معانة العراقيين اليوم و تضامن الكهنة في سورية معهم ، و لا سيما في العاصمة دمشق .

ومن ثم أفتتح الجلسة الأولى البطريرك غريغوريوس الثالث لحام ، مرحبا بالسادة الأساقفة و السفير البابوي . أنحصرت جلسات الصباح في الأطلاع على قانون الأحوال الشخصية الكاثوليكي الصادر حديثا في سوريا .[/b] [/font] [/size]


81
المنتدى المسيحي العالمي

The Global Christian Forum - Utrecht



جميل دياربكرلي/

عقدت لجنة التواصل Continuation Committee للمنتدى المسيحي العالمي GCF الذي أنشئ عام 1998، اجتماعها السنوي في مقر مجلس الكنائس البروتستنتية الهولندي في مدينة أوتريخت ـ هولندا بين 9 ـ 11/تشرين الثاني/2006. وتدارس الأعضاء   (عددهم 12) شؤون الكنائس والجماعات والمؤسسات المسيحية من جهة العلاقات والحوار المسكوني. كما دعت اللجنة بعض الخبراء من جهات كنسية في أوروبا وأفريقيا لوضع اللمسات الأخيرة على البرنامج العام للمنتدى المسيحي العالمي الأول الذي سيعقد في تشرين الثاني سنة 2007 في نايروبي ـ كينيا.

        نشأت فكرة المنتدى GCF بعد أن أخفقت المجالس والمؤسسات المسيحية العالمية في ضم كل الكنائس والجماعات المسيحية تحت مظلة مسكونية واحدة. لهذا نادت الكنائس وبناءً على اقتراح الدكتور كونراد رايزر Rev. Dr. Konrad Raiser  الأمين العام السابق لمجلس الكنائس العالمي لإنشاء منتدى يضم ويجمع كل الكنائس والجماعات المسيحية، وأيضاً مؤسسات كنسية عالمية معروفة. ووافقت بعض الجماعات للانضمام إلى هذا الجهد، منها: المعمدانيون Baptists، الإنجيليون Evangelicals ، الفينطيقوستيون Pentecostals ، وأيضاً شاركت الكنيسة الكاثوليكية منذ البدء في الحوار ومثلّها: المونسنيور جان رادانو من الفاتيكان، ومن الكنائس الشرقية الأرثوذكسية كان المطران مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم                 من حلب ـ سورية، والأب ميخائيل والمطران هيلاريون مثَّـلا الكنيسة الأرثوذكسية (البيزنطية) وهما من روسيا. ولم تتأخر الكنائس الإنجيلية الأخرى من إبداء موافقتها، مثل: الكنيسة الأنكليكانية، والمثوديست، والمشيخيون، وغيرهم. وكانت مشاركة الكنائس والمؤسسات الأفريقية دعماً لهذا الحضور المسيحي الفريد من نوعه في تاريخ العلاقات بين المسيحيين.

        ولتسويق فكرة المنتدى في كل أنحاء العالم، دعت اللجنة إلى لقاءين                         فيPasadena /كاليفورنيا في عامي 2000 و 2002، ضمَّ اللقاءان عدداً كبيراً من قادة الكنائس والجماعات والمؤسسات في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، وكان هذا أول لقاء إقليمي حول فكرة المنتدى. وجاء اللقاء الثاني في هونغ كونغ سنة 2004، وحضر ممثلو المسيحيين في كل آسيا. أما اللقاء الثالث فوقع في لوساكا ـ زامبيا سنة 2005، وكان اللقاء الرابع في دير مار يعقوب السروجي في فاربورغ ـ ألمانيا، وحضر أيضاً هذا اللقاء قادة الكنائس في أوروبا. كما حضر في اللقاء السابق كل ممثلي الكنائس والمؤسسات في أفريقيا. وبقي أن تدعو اللجنة الكنائس والجماعات المسيحية في كل أميركا اللاتينية إلى لقاء في تشيلي سنة 2007. كل هذه اللقاءات على المستوى الإقليمي هي استعداد كامل للحضور والمشاركة في المنتدى المرتقب في نيروبي ـ كينيا سنة 2007.

        لقد تدارس أعضاء اللجنة والخبراء مشروع برنامج المنتدى الأول في نيروبي، وقرروا أن يعقد المنتدى الأول لأكبر عدد ممكن من ممثلي الكنائس في العالم في نيروبي                     بين 5 ـ 9 تشرين الثاني 2007، ثم تقرر عدد المحاضرين والمحاضرات، الشعار، الهدف، المالية، وأخيراً النتائج ومستقبل هذا المنتدى. هذا وستوجه اللجنة دعوة لكل المشاركين في أوائل السنة القادمة 2007.



82
وسام ملكي


جميل ديار بكرلي

       قلد رئيس بلدية لوسّر في دير مار أفرام السرياني في هولندا الوسام الملكي للسيد رون دي ليو الذي خدم السريان، وكان رئيس فريق حفلة جنازة المثلث الرحمة المطران مار يوليوس عيسى جيجك. وكان قداسة سيدنا البطريرك المعظم مار اغناطيوس زكا الأول عيواص قد قدم له ميدالية البطريركية الأنطاكية تقديراً لخدماته. ويوم الجمعة 10/تشرين الثاني وفي تمام الساعة الثامنة، وبحضور نيافة الحبر الجليل مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم متروبوليت حلب، وبعد أن ألقى كلمة طيبة قلده الوسام بحضور عدد كبير من أصدقائه الهولندين، والسريان، ورهبان دير مار أفرام، وكهنة الأبرشية، وأعضاء المجالس الملية. وألقى نيافة المطران يوحنا كلمة بالسريانية، تحدث فيها عن معاني الصداقة، والانفتاح، والإخلاص في حياة السريان، وقال: هذه الصفات هي التي جعلت الشعب السرياني أن يكون معطاءً في كل المجالات. ثم ألقى السيد الياس بانكومش المسؤول عن المقبرة، والسيد دانيال رئيس مجلس الأبرشية كلمة بالمناسبة، وقدم الأب الربان صليبا قره كوز الخطباء، ودعى الجميع في نهاية الحفلة إلى تناول المرطبات، بعد أن شكر السيد رون دي ليو الحضور، وسكان الدير، ونيافة المطران، ورئيس البلدية، وتعهد بأن يبقى دائماً في خدمة الدير والسريان والمحبين من الأصدقاء.    [/b]

83
وفد دانماركي في دار المطرانية
[/color]

        أساءت الرسوم الكاريكاتورية التي صدرت في الدانمارك ليس فقط إلى الإسلام والمسلمين في العالمين العربي والإسلامي، بل إلى كل المؤمنين بالله خاصة أتباع المسيحية في كل العالم، وقد استنكر قادة الكنائس المسيحية في أكثر من مناسبة ما حصل من جراء هذه الرسوم الكاريكاتورية المسيئة.

        استقبل نيافة راعي الأبرشية مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم، في دار المطرانية في تمام الساعة الخامسة والنصف من بعد ظهر الأحد 29/10/2006، وفداً دانماركياً مؤلفاً من /17/ باحثاً بينهم بعض خطباء الجوامع ووعاظ الكنائس، وكلهم يهتمون بشؤون العلاقات بين الديانتين المسيحية والإسلام، ويعملون في شأن الحوار المسيحي ـ الإسلامي، وعلى مدى ساعة ونصف وضعهم نيافته في أجواء ما يدور في الشرق الأوسط، خاصة في العراق البلد الجار والشقيق، الذي فيه تنتهك الكرامات باسم الدين، ففي كل يوم يسجل العراق أسماء جديدة في قوافل الشهداء من مسلمين ومسيحيين، ويتهم البعض الدين كأنه يقف وراء هذه الانتهاكات، ولكن الدين براء من كل أولئك. وحدثهم عن سورية التي قال عنها :  أنه يمكن أن تكون أنموذجاً يُحتذى به العربي والإسلامي في العالمين، نظراً لترسيخ فكرة العيش المشترك في أذهان جميع المواطنين، وبيَّن بأن الأصولية التي تنتشر اليوم في كل الأوساط إذا بقيت ضمن حدودها تستطيع أن تخدم الدين، ولكن إذا تجاوزت هذه الحدود تُدخل المؤمنين في نفق مظلم ! وأكَّد بأن حوار العمل وحوار الحياة مستمرٌان بشكل طبيعي جداً، وضرب مثلاً لقاء رجال الدين المسلمين والمسيحيين في الجامع الأموي الكبير لتهنئة الدكتور بشار الأسد باسم المواطنين كافة، يتقدمهم أصحاب القداسة والغبطة بطاركة أنطاكية للسريان والروم الأرثوذكس، والروم الكاثوليك، وكيف أن المؤسسات التربوية والصحية والاجتماعية كلها في خدمة مفهوم الوحدة الوطنية. وقد رد في نهاية كلمته على أسئلة أعضاء الوفد الذين أكَّدوا بأن ما رأوه في سورية فعلاً يمكن أن يكون أنموذجاً للعيش المشترك بين أبناء الأديان والمذاهب جميعاً، وعبروا عن مشاعرهم تجاه سورية الذي وجدوا فيها كرم الضيافة وحسن الاستقبال، خاصة وأن عدداً كبيراً من المواطنين العراقيين يسكنون فيها، هذا وقد رافقهم حضرة القس الوقور هاروتيون سليميان رئيس طائفة الأرمن الإنجيلين في سورية، وشارك في الحديث والنقاش.[/b]

84
عيد الفطر السعيد بحلب
[/color]

              

           على مدى ثلاثة أيام أخذ عيد الفطر السعيد الذي يحتفل به الإخوة المسلمون بُعداً واسعاً. ففي بادرة فريدة من نوعها دُعي في هذه السنة أصحاب القداسة والغبطة البطاركة الثلاثة في دمشق : مار أغناطيوس زكا الأول عيواص (السريان الأرثوذكس)، وأغناطيوس الرابع هزيم (روم أرثوذكس)، وغريغوريوس لحام (روم كاثوليك)، إلى صالون جامع بني أمية الكبير حيث التفوا مع أخوتهم رجال الدين المسلمين، يتقدمهم سماحة المفتي العام الدكتور أحمد بدر الدين حسون، وقدموا التهاني باسم المواطنين كافة، لرئيس البلاد فخامة الدكتور بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية. وفي حلب قام أصحاب النيافة والسيادة رؤساء الطوائف المسيحية بزيارة أصدقائهم وإخوانهم المسلمين في الجوامع المكرسة للصلاة والبيوت العامرة، وقدّم نيافة المطران يوحنا إبراهيم للسريان الأرثوذكس في صالون جامع الروضة التهنئة لأخيه سماحة المفتي العام أشار فيها إلى أن ما يقع اليوم في العراق من عمليات اختراق للعادات والقيم والتقاليد، والاعتداء على أعراض الناس وسلامتهم، ومنها مثلاً: ما حصل للأب الشهيد بولس اسكندر، كلها تشير إلى الإجرام، وأن كل هذه العمليات الإجرامية لا يقبل بها لا النبي العربي محمد، ولا القرآن الكريم، ولا الإسلام، بل كل هؤلاء براء من العمليات اللانسانية التي يقوم بها بعض المغرر بهم. وأشار الحاضرون إلى أن هذه الأعمال ليست إلا من أبواب زرع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين الذين عاشوا جنباً إلى جنب، وهم يعملون في خندق واحد ضد أعداء الأمة والإنسان في هذه البلاد. وأكَّد سماحة المفتي العام الدكتور أحمد بدر الدين حسون أن هذه الأعمال الإجرامية مرفوضة من كل مؤمن وعاقل وحكيم، وأن الدين براء من هؤلاء ومن أعمالهم، وهكذا أخذ عيد الفطر السعيد بُعداً وطنياً وتعانقت النفوس مع بعضها احتفاء ببهجة عيد الفطر السعيد.

85
قداسة سيدنا البطريرك

يدلي بحديث إلى جريدة الجماهير

        قبل أن يغادر قداسة سيدنا البطريرك مار اغناطيوس زكا الأول عيواص مدينة حلب أجاب على أسئلة وجهتها جريدة الجماهير إلى قداسته، عن أبعاد الزيارة الرسولية لأبرشية حلب. ونظراً لأهميتها ننشر على صفحات موقع عينكاوا كوم ، نص المقابلة: 

قداسة البطريرك عيواص : الإسلام و المسيحية صنوان لا يفترقان

حلب ـ ثقافة

الأحد 8/10/2006

بيانكا ماضية

في أثناء زيارة قداسة البطريرك زكا الاول عيواص بطريرك انطاكية وسائر المشرق للسريان الارثوذكس لمدينة حلب وبعد ان التقى بالسادة المسؤولين وبرجال الدين الاسلامي والمسيحي وحضوره غير حفل افطار اقيم تكريما له لمس قداسته معاني الوحدة الوطنية التي يجسدها ابناء هذه المدينة مسلمين ومسيحيين فيما بينهم

وكانت سعادته كبيرة جدا لمعايشته هذا الجو الحميمي في الألفة والمودة كما كان سروره عظيماً جدا للاحتفاء الكبير الذي اقيم له على مدى الأيام القليلة التي قضاها بيننا :‏

وقداسة البطريرك زكا الاول عيواص معروف بمواقفه الوطنية والدينية , هذه المواقف التي برهن من خلالها على مدى حبه لوطنه واخلاصه له فمضى عبر مسيرته الروحية يجسد معاني هذا الحب على غير صعيد من الأصعدة‏

ومن خلال وجوده في مدينة حلب كان لـ / الجماهير / وقفة قصيرة معه استقرينا من خلالها مشاعره تجاه هذه المدينة وبعضا من افكاره ورؤاه نحو بعض القضايا العامة وكان لنا معه هذا الحوار :‏

س1- هل لنا أن نسأل قداسة البطريرك عن دوافع زيارتك الى حلب هذه الزيارة التي كان لها صدى كبير على الصعيدين الرسمي والشعبي خاصة وأن قداستك معروف عنك بمواقفك الوطنية والمخلصة في خدمة الوطن والكنيسة ?‏

ج1- لقد قررنا زيارة حلب بناء على طلب نيافة المطران يوحنا ابراهيم الذي شاء ان نكون معه في هذه الايام بالذات لأن اخوتنا المسلمين يصومون صوم رمضان الكريم الذي يدعو الى الإخاء والمحبة والعيش مع الله من خلال وصاياه وأوامره , وثانيا لكي نفرح بأعمال أبرشية حلب السريانية في مجالات متعددة ومتنوعة منها : التربوية , والثقافية , والاجتماعية , والصحية , والعمرانية , وكل هذا حصل في ربع القرن الماضي وكنا نحن على اطلاع ومعرفة وشعرنا ان خدمة نيافة المطران يوحنا والمساعدين له انما تصب في الفكر الذي نتبناه منذ زمن وهو خدمة الوطن والانسان والعمل على تنفيذ المشاريع التي دائماً تدعو الى دعم المواقف الوطنية والانسانية فزيارتنا كانت لها دوافع كثيرة ولكن كلها تصب في كيف نخدم الانسان في الوطن العزيز .‏

س2- ان سورية هي دائماً عنوان الوحدة الوطنية وهذه الوحدة مستهدفة من قبل اعداء الوطن وقد نجحت في صد كل محاولات الاختراق والتعدي كيف لنا ان نعزز هذه الوحدة بشكل أكبر في بلدنا سورية ?‏

ج2- صحيح ان الوطن هو مستهدف ونحن يقظون جدا لما يجري في العالم ونلمس كل يوم التحديات الكبيرة التي نواجهها في هذا الوطن ولكن ليست المرة الأولى التي فيها نرى وطننا العزيز يواجه التحديات من قبل اعداء الوطن ولكن في كل مرة يفكر اولئك بأن القضاء على وطننا سهل يعودون الى الوراء لأنهم يرون ان وراء الوطن يقف شعب متماسك متحد .‏

فالأديان والمذاهب والانتماءات في سورية كلها تذوب في بوتقة الوطن وعند التحديات يربح الوطن ويخسر الأعداء .‏

س3- يعيش العالم اليوم صراعا بين مفهومي صراع الحضارات وحوارها ونعلم بأنكم من دعاة الحوار بين الثقافات والحضارات ما خطورة مفهوم صراع الحضارات على الانسانية جمعاء?‏

ج3- نحن لا نؤمن بأن الحضارات تتصارع لان الحضارة اذا كانت عنوان الرقي والتقدم والازدهار وخدمة الانسان والانسانية لا تدخل في صراع مع حضارة اخرى ولكنها تبقى دائماً في حوار ربما تكون الثقافات في بعض الاحيان في صراع ولكن يبقى هذا الصراع ايضا الى حين .‏

ونشكر الله بأن حلب تحتفل في هذه السنة كونها عاصمة للثقافة الاسلامية وهذا يعني ان كل الثقافات التي مرت على هذه المدينة تحاورت مع بعضها ويليق بها اليوم أن تتباهى وتحتفل بمدينة هي فعلا عاصمة للثقافة الاسلامية اما اذا كان هنالك صراع بين الحضارات فهذا يسبب الويل لكل الحضارات المتصارعة .‏

س 4 - اثيرت ضجة مؤخراً حول كلمة البابا التي فهمها الكثيرون على غير ما كان يقصده قداسة البابا كيف تنظرون الى منعكسات هذه الكلمة وكيف نفهم ضرورة العلاقة بين الاسلام والمسيحية ?‏

ج4 - لقد أصدرنا بياناً حول كلمة البابا التي ألقاها في جامعة ألمانية وقلنا في هذا البيان إن الذي يسبب الإهانة الى دين او رمز ديانة هو خاطئ .‏

ونحن في سورية وجدنا ان موقفنا موحد وقد بينّا ما نريد وموقفنا من الاسلام وطلبنا المزيد من الإيضاح حول كلمة قداسة البابا ونأمل ان يفهم اخوتنا خاصة في هذا الشرق العزيز ان المسيحية والاسلام صنوان لا يفترقان بل يعملان جنبا إلى جنب مع بعضهما وهذا فيه قمة مفهوم الوحدة الوطنية التي ننادي بها .‏

س5 - كيف وجدتم الوحدة الوطنية والتعايش المشترك في حلب وما هي الرسالة التي توجهونها الى أبناء مدينة حلب مسلمين ومسيحيين ?‏

ج5- كنت أعرف حلب وقد زرتها مرات ولكن في هذه المرة شعرت بأن حلب التي لبست حلة جميلة من الزينة باحتفاليتها كعاصمة للثقافة الإسلامية تستحق هذا الوسام فمأدبة الإفطار التي اقمناها في دار المطرانية وحضرها السيد رئيس مجلس الوزراء محمد ناجي عطري وستة من الوزراء وخمسة محافظين وعدد من اعضاء مجلس الشعب واخوة مسلمون ومسيحيون يتقدمهم سماحة المفتي العام العزيز الشيخ الدكتور احمد بدر الدين حسون جسدت هذه الصورة التي نحكي عنها في كل مكان وكذلك مأدبة سماحة المفتي العام والحفلات الاخرى التي اقامها اساقفة الطوائف الكاثوليكية وسيادة مطران الروم الأرثوذكس واللقاءات التي حصلت في الأيام الخمسة في زيارتنا لدار المطرانية كلها صورت هذا الانموذج الرائع للعيش المشترك والإخاء الديني في مدينة حلب .‏

نحن مرة اخرى نشكرهم جميعا ونسأل الله ان يبارك سورية ورئيسها القائد الدكتور بشار الأسد وكل العاملين معه خاصة السيد رئيس مجلس الوزراء الذي غمرنا بمحبته وهو صديق عزيز عرفناه لأكثر من عشرين سنة .‏

ونوجه رسالتنا الى كل أهالي حلب مسلمين ومسيحيين ونقول لهم :‏

سيروا في أمان الله وابقوا متحدين بعضكم مع بعض وأعملوا بيد واحدة لخير الإنسان في سورية والمنطقة وارفعوا راية المحبة والتضامن والألفة والتعاون والعمل الصالح والسيرة الحميدة ولا تنسوا القيم والأخلاق التي هي جزء من تقاليدنا

86
راعي الأبرشية يهنئ المفتي الثاني لحلب


أصدر السيد وزير الأوقاف قراراً بتسمية الدكتور محمود عكام مفتياً ثانياً لمدينة حلب إلى جانب الدكتور ابراهيم السلقيني المفتي الأول لحلب. وبهذه المناسبة قام نيافة راعي أبرشية حلب مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم صباح يوم الثلاثاء 3/تشرين الأول يرافقه المتقدم بين الكهنة الأب جوزيف شابو والأب نبيل قبلو والأخ الراهب حنا آحو وشمامسة المطرانية وقدم نيافته التهاني إلى صديقه المفتي عكام وهو المعروف بفكره الإسلامي المتميز، وانفتاح على باقي الطوائف الاسلامية وخطيب مفوه، وتمنى له خدمة جليلة في منصبه الجديد.[/b]

87
 
حفل إفطارفي دار مطرانية السريان الأرثوذكس

كتبت جريدة الثورة اليومية الصادرة يوم الجمعة 29\9\2006  خبر على الصفحة الأولى الخبر التالي: 

مأدبة إفطار  في مطرانية حلب للسريان الأرثودكس

عطري : سلاحنا وحدتنا الوطنية
البطريرك عيواص : لن يستطيعوا  تشويه الإسلام  والمسيحية



 سانا-  اقامت مطرانية السريان الارثوذكس بحلب مأدبة افطار حضرها المهندس محمد ناجى عطرى رئيس مجلس الوزراء والسادة وزراء الادارة المحلية والبيئة والرى والاقتصاد والتجارة والاوقاف والشؤون الاجتماعية والعمل والصناعة والدكتور احمد بدر الدين حسون مفتى الجمهورية وقداسة البطريرك مار اغناطيوس زكا الاول عيواص بطريرك انطاكية وسائر المشرق للسريان الارثوذكس. كما حضر مأدبة الافطار التى دعا اليها المطران يوحنا ابراهيم مطران حلب وتوابعها للسريان الارثوذكس امينا فرعى الحزب بحلب وجامعة حلب ومحافظو حلب وادلب والرقة وحمص وريف دمشق وقائد شرطة المحافظة ورئيس الجامعة ورئيس مجلس المدينة والمحامى العام الاول وعدد من اعضاء مجلس الشعب ومطارنة الطوائف المسيحية بحلب. واكد المهندس محمد ناجى عطرى رئيس مجلس الوزراء فى كلمته فى المأدبة ان السلاح القوى الذى نستند اليه فى مواجهة كافة التحديات هو الوحدة الوطنية التى تنعم بها سورية بفضل حكمة وشجاعة السيد الرئيس بشار الاسد المدافع الامين عن شرف هذه الامة ووحدتها. وقال اننا فى سورية نسيج واحد ولن تستطيع اى قوة فى العالم ان تخترق هذا النسيج وايماننا كبير بان سورية الله حاميها. من جهته اكد الدكتور زياد الدين الايوبى وزير الاوقاف ان من نعم الله على سورية وحدتها الوطنية ومائدة اليوم هى ترجمة حقيقية لعظمة التسامح الدينى الذى تعيشه. كما القى قداسة البطريرك زكا الاول عيواص كلمة اكد فيها انه باجتماعنا الاخوى اليوم نظهر للعالم اجمع فى هذه الظروف الصعبة التى فرضها علينا المعتدون والطامعون اننا شعب واحد لا يرهبنا التهديد ولا يفت فى عضدنا الوعيد ولا يردنا عن تمسكنا بالاستقلال والسيادة الوطنية ووحدة الارض والشعب الصهيونية المغروسة بالارض العربية ولا الداعمون لها. وقال ان الاعداء مهما حاولوا لن يستطعيوا تشويه الاسلام من خلال بعض المتسترين باسم الاسلام وكذلك لن يستطيعوا تشويه المسيحية لانهم اعداء للاسلام والمسيحية فى ان واحد. بدوره اكد سماحة الدكتور احمد بدر الدين حسون مفتى الجمهورية اننا فى سورية نعيش بأمان وامن متميزين صانه وحافظ عليه السيد الرئيس بشار الاسد الذى يقف امام الطوفان الذى يشتعل من حولنا صادقا مع نفسه معتمدا على شعبه يراقب الله فى عمله. وقال انه قائد صدق ما عاهد الله عليه وافطار اليوم فى مطرانية السريان الارثوذكس عنوان للوحدة الوطنية المتأصلة فى وطننا الحبيب. وكان المطران يوحنا ابراهيم قد اكد ان الثقافة الاسلامية هى ثقافتنا ونحن منها ولها وكنا صادقين لاننا حقا نؤمن بان هذه الثقافة لم تأت من فراغ وقد بناها المسلمون والمسيحيون معا ولهذا فالواجب يدعونا جميعا لكى ننمى كل مقوماتها ونعمل على احيائها وننشرها بكل ما اوتينا من قوة. وختم كلمته قائلا ان سورية الصامدة فى وجه كل اعداء الامة والطامحة للسلام العادل والشامل والمتباهية بقيادتها الحكيمة ستبقى دائما قلعة الامان والصمود وموئل كل العرب والصوت الصارخ ضد كل انواع الهيمنة والاستعمار والتجزئة[/b][/font][/size]



88

قداسة البطريرك  مار إغناطيوس زكا الأول يزور دير تلعدا
[/size][/color]


في صباح يوم الخميس المصادف 28\9\2006  قام قداسة البطريرك مار إغناطيوس زكا الأول بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الكلي الطوبى بزيارة دير تلعدا.
هذا ورافق قداستهُ بزيارة هذا الدير الأثري التاريخي الشهير الحبران الجليلان مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم  مطران حلب  و مار أثناسيوس ايليا باهي معاون البطريركي.
فوقفوا جميعاً على أطلال الدير, وصلوا من أجل راحة نفوس جميع الراقدين على رجاء القيامة، و تأملوا في الخدمات التي قدمها هذا الدير للسريان عبر التاريخ.


شُيِّدَ هذا الصرح في القرن الرابع للميلاد وكان معروفاً بدير تلعدا نسبة إلى قرية تلعدا القائمة حتى يومنا هذا، و عرف هذا الدير في التاريخ  باسم الدير الكبير نظرا لأهميته من جهة, ولوجود شخصيات مهمة كنسية فيه مثل: مار يعقوب الرهاوي الملفان , وأربعة بطاركة سريان من جهة أخرى . و أول ذكر له في التاريخ هو سنة 340 م .

وعندما  أصبح مدرسة لاهوتية درس فيه مار يعقوب الرهاوي  ثم درس, وبعد أن استقال من أبرشية الرها عاد إلى ديره وعاش فيه إلى أن رقد بالرب فدفن في مدافن هذا الدير, و انقطعت أخبار هذا الدير بعد القرن العاشر. [/size]



[/font]

89

قداسة البطريرك مار أغناطيوس زكا الأول عيواص
 مستقبلاً المسؤولين في حلب


غطت عدة صحف سورية الدعوة التي وجهها قداسة البطريرك مار أغناطيوس زكا الأول عيواص لعدد من المسؤولين حيث إستقبلهم على مأدبة إفطار بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.
جاء في الصفحة الأولى من جريدة الجماهير الحلبية وصفٌ لإقامة قداسته مأدبة افطار وهذا نص الخبر :
أكَّد قداسة مار أغناطيوس زكا الأول عيواص بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس أن سورية تنعم بأمن قل نظيره في العالم بفضل حكمة ورعاية السيد الرئيس بشار الأسد الحارس الأمين لوحدتنا الوطنية.
جاء ذلك خلال استقبال قداسته في مطرانية السريان الأرثوذكس بحلب للسادة أميني فرعي الحزب في المدينة والجامعة، ومحافظ حلب، والمفتي العام للجمهورية، واللواء قائد شرطة المحافظة، وأعضاء قيادات فروع الحزب في المدينة والجامعة، والجبهة الوطنية التقدمية، والفعاليات الدينية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في حلب.



ودعا قداسته الله سبحانه وتعالى أن يصون هذه البلاد بالتقدم والازدهار والسلام الشامل وأن يحفظ السيد الرئيس بشار الأسد ويسدد خطاه لما فيه خير البلاد والعباد.
وأكَّد الدكتور المهندس تامر الحجة محافظ حلب أن حلب فخورة اليوم باستقبال قداسة البطريرك زكا الأول عيواص، وهي تعيش أيامها كعاصمة للثقافة الإسلامية، مبيناً أن سورية حريصة على وحدتها الوطنية التي كرسها القائد الكبير السيد الرئيس بشار الأسد بين أبناء الوطن على المستوى الروحي والثقافي والفكري.
وعبر السيد محافظ حلب بكلمته عن أن أبناء حلب يعتزون بزيارة قداسة البطريرك الابن البار الذي يرفع راية الوحدة الوطنية.
من جانبه أكَّد سماحة الدكتور أحمد بدرالدين حسون مفتي الجمهورية في كلمة خلال حفل الاستقبال في مطرانية السريان الأرثوذكس أن سورية تتألق بوحدتها الروحية والفكرية والوطنية والثقافية مبيناً أن كل لقاء بين أبناء الوطن على المستوى الروحي والثقافي والفكري هو رصيد محبة ومنهج بناء وصياغة مستقبل مشيراً إلى أن بلاد الشام باركتها السماء برسالتها وقداستها وقد حفظ السيد الرئيس بشار الأسد هذه الرسالة وتألق في بناء هذا الوطن.
وختم كلمته بالقول : أن استقبال حلب اليوم لصاحب القداسة البطريرك زكا الأول الذي يرفع راية الوطن الواحد والأمة الواحدة هو تجسيد حقيقي للوحدة الوطنية التي تجمع كل أطياف أبناء هذا الوطن، هذا وكان قداسة البطريرك مار أغناطيوس زكا الأول عيواص قد وصل مساء أمس في زيارة خاصة إلى مدينة حلب حيث جرى له استقبال ديني وشعبي حافل في مطرانية السريان الأرثوذكس.
وقد ألقى نيافة المطران يوحنا ابراهيم كلمة عبر فيها عن سعادته الخالصة لزيارة صاحب القداسة إلى مدينة حلب ومشاركته أبناء المدينة مسيحيين ومسلمين بأعياد تعد أنموذجاً للوحدة الوطنية والعيش المشترك والتعاون والتعاضد لما فيه خير هذه الأمة.


أما سانا فكتبت : سانا-  اقامت مطرانية السريان الارثوذكس بحلب مأدبة افطار حضرها المهندس محمد ناجى عطرى رئيس مجلس الوزراء والسادة وزراء الادارة المحلية والبيئة والرى والاقتصاد والتجارة والاوقاف والشؤون الاجتماعية والعمل والصناعة والدكتور احمد بدر الدين حسون مفتى الجمهورية وقداسة البطريرك مار اغناطيوس زكا الاول عيواص بطريرك انطاكية وسائر المشرق للسريان الارثوذكس.


كما حضر مأدبة الافطار التى دعا اليها المطران يوحنا ابراهيم مطران حلب وتوابعها للسريان الارثوذكس امينا فرعى الحزب بحلب وجامعة حلب ومحافظو حلب وادلب والرقة وحمص وريف دمشق وقائد شرطة المحافظة ورئيس الجامعة ورئيس مجلس المدينة والمحامى العام الاول وعدد من اعضاء مجلس الشعب ومطارنة الطوائف المسيحية بحلب.


واكد المهندس محمد ناجى عطرى رئيس مجلس الوزراء فى كلمته فى المأدبة ان السلاح القوى الذى نستند اليه فى مواجهة كافة التحديات هو الوحدة الوطنية التى تنعم بها سورية بفضل حكمة وشجاعة السيد الرئيس بشار الاسد المدافع الامين عن شرف هذه الامة ووحدتها. وقال اننا فى سورية نسيج واحد ولن تستطيع اى قوة فى العالم ان تخترق هذا النسيج وايماننا كبير بان سورية الله حاميها. من جهته اكد الدكتور زياد الدين الايوبى وزير الاوقاف ان من نعم الله على سورية وحدتها الوطنية ومائدة اليوم هى ترجمة حقيقية لعظمة التسامح الدينى الذى تعيشه. كما القى قداسة البطريرك زكا الاول عيواص كلمة اكد فيها انه باجتماعنا الاخوى اليوم نظهر للعالم اجمع فى هذه الظروف الصعبة التى فرضها علينا المعتدون والطامعون اننا شعب واحد لا يرهبنا التهديد ولا يفت فى عضدنا الوعيد ولا يردنا عن تمسكنا بالاستقلال والسيادة الوطنية ووحدة الارض والشعب الصهيونية المغروسة بالارض العربية ولا الداعمون لها. وقال ان الاعداء مهما حاولوا لن يستطعيوا تشويه الاسلام من خلال بعض المتسترين باسم الاسلام وكذلك لن يستطيعوا تشويه المسيحية لانهم اعداء للاسلام والمسيحية فى ان واحد.


بدوره اكد سماحة الدكتور احمد بدر الدين حسون مفتى الجمهورية اننا فى سورية نعيش بأمان وامن متميزين صانه وحافظ عليه السيد الرئيس بشار الاسد الذى يقف امام الطوفان الذى يشتعل من حولنا صادقا مع نفسه معتمدا على شعبه يراقب الله فى عمله. وقال انه قائد صدق ما عاهد الله عليه وافطار اليوم فى مطرانية السريان الارثوذكس عنوان للوحدة الوطنية المتأصلة فى وطننا الحبيب. وكان المطران يوحنا ابراهيم قد اكد ان الثقافة الاسلامية هى ثقافتنا ونحن منها ولها وكنا صادقين لاننا حقا نؤمن بان هذه الثقافة لم تأت من فراغ وقد بناها المسلمون والمسيحيون معا ولهذا فالواجب يدعونا جميعا لكى ننمى كل مقوماتها ونعمل على احيائها وننشرها بكل ما اوتينا من قوة. وختم كلمته قائلا ان سورية الصامدة فى وجه كل اعداء الامة والطامحة للسلام العادل والشامل والمتباهية بقيادتها الحكيمة ستبقى دائما قلعة الامان والصمود وموئل كل العرب والصوت الصارخ ضد كل انواع الهيمنة والاستعمار والتجزئة
[/size]


[/font]

90

قداسة البطريرك  يزور مشاريع بيت حسدا و مدرستي بني تغلب الأولى والثانية
[/size][/color]



في صباح يوم الخميس 28/9/2006، قام قداسة البطريرك مار أغناطيوس زكا الأول عيواص، يرافقه صاحبا النيافة مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم، ومار أثناسيوس ايليا باهي، والإكليروس، وأعضاء المجالس الملية، ووكلاء الكنيسة، في زيارة لمشاريع بيت حسدا، وقد أنجز حتى اليوم بناء مشفى دار الرحمة،ويوجد  في المبنى أيضاً دار للمسنين. وفرح قداسته جداً بهذه المشاريع وتمنى أن تستمر، وبارك جهود نيافته راعي الأبرشية وكل العاملين معه من أجل الخير للإنسان والوطن.


ومن جانب اخر بارك قداسة البطريرك مار إغناطيوس زكا الأول بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الكلي الطوبى مدرستي بني تغلب الأولى والثانية ضمن برنامج زيارته الرسولية الأبرشية حلب.

ففي صباح يوم الجمعة 29\ أيلول \2006 قام قداسته يرافقه يرافقه نيافة المطران مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم متروبوليت حلب و نيافة المطران مار أثناسيوس إيليا باهي المعاون البطريركي و الأكليروس السرياني بزيارة أبنائه وبناته في المدرستين, و قد هيأت إدارتا المدرستين برنامجا حافلا يليق بمكانة الرئيس الأعلى للكنيسة.

ففي مدرسة بني تغلب الأولى كان الطلاب ينتظرون بفارغ الصبر وصول قداسته ورحبوا به بهتافات وهم يرفعون لافتات وصور قداسته و راعي الأبرشية رئيس البلاد, ثم ألقى كل من مدير المدرسة ومديرتها كلمة طيبة ترحيبية بهذه الزيارة الميمونة, بعدها قال صاحب المدرسة المطران يوحنا:إن قداسته يزور المدرسة و بصفتين:الأب العام للسريان في العالم و الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية . وبعد أن قاد الأب أنطون دلي أبو الطلاب في مجموعة من التراتيل والأناشيد السريانية, أنبرى قداسته فحدث أولاده الروحيين بكلمات أبوية نابعة من القلب مبينا سروره و فرحه الكبيرين بهذه الزيارة الرسولية.

وفي مدرسة بني تغلب الثانية التي لبست حلة قشيبة من الزينات و اللافتات و الصور و الأعلام ,فوقف جميع طلابها وطالباتها مستعدين لهذه الزيارة الرسولية, وبعد كلمة مديرة المدرسة قدم ثلاثة طلاب كلمات ترحيبية بالعربية والسريانية والإنكليزية وبعدها قدمت المدرسة مجموعة من التراتيل والأناشيد السريانية قادها الأب جورج كلور, وجاء دور نيافة صاحب المدرسة المطران يوحنا قال : نحن اليوم كنا في زيارة لثلاث مدارس الأولى مدرسة قنشرين وثم مدرسة بني تغلب الأولى والآن مدرسة بني تغلب الثانية ثم تحدث عن فرحة الأبرشية بهذه الزيارة الرسولية . بعدها جاء دور قداسته فتحدث بكلمة نابعة من القلب عن هذه الأبرشية العزيزة و أثنى على النظام والترتيب فيه وبارك الهيئتين الإدارية والتعليمية وودع في المدرستين بالحفاوة التي استقبل فيها.


[/size]



[/font]

91
اخر اخبار زيارة مار زكا لحلب:

حفل إفطارفي دار مطرانية السريان الأرثوذكس
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,58301.0.html

قداسة البطريرك مار أغناطيوس زكا الأول عيواص يزور بيت حسدا ودير تلعدا ومدرستي بني تغلب
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,58299.0.html

قداسة البطريرك مار أغناطيوس زكا الأول عيواص مستقبلاً المسؤولين في حلب
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,58268.0.html


قداسة البطريرك زكا في حلب


بدعوة من نيافة المطران يوحنا إبراهيم ومجلسيه المليين في كاتدرائية مار أفرام ومرعيث مار جرجس وصل قداسة البطريرك مار أغناطيوس زكا الأول عيواص بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الكلي الطوبى في تمام الساعة الخامسة والنصف  بعد ظهر يوم الأربعاء 27/أيلول/2006 يرافقه المعاون البطريركي نيافة المطران مار أثناسيوس أيليا باهي والأب الربان ماتياس نايش السكرتير البطريركي. توقف قداسته عند دوار سيف الدولة الحمداني حيث أستقبله نيافة متروبوليت حلب، وإكليروسه الموقر، وأعضاء المجلسين المليين، والوكلاء، ورؤساء اللجان والمؤسسات كافة، وكشاف مار أفرام ومار جرجس، ثم سارت سيارة قداسته إلى مقر مطرانية السريان الأرثوذكس تتقدمها سيارات المرور. ترجل قداسته أمام الباب الرئيس للكاتدرائية في شارع مار سمعان العمودي على أصوات الأهازيج والتهاليل وفرحة المستقبلين, بينهم طلاب وطالبات المدارس السريانية، وبعد الاستماع للنشيدين العربي السوري والحبري البطريركي، من فرقة مار جرجس الموسيقية دخل إلى كاتدرائية مار أفرام السرياني تتقدمه جوقات مار جرجس في حي السريان وهي تنشد  نشيد الأحبار " ةا  بشلم "، وعند باب الكاتدرائية صافح قداسته جميع أحبار الكنائس المسيحية بحلب، فاستمع إلى نشيد مار أفرام من قِبَل كورال مار أفرام،

ثم أدى قداسته صلاة الشكر فرحب راعي الأبرشية به ترحيباً حاراً، وأكد في كلمته أن التعاون الذي يجمع كل الناس بحلب يمكن أن يكون أنموذجاً للأخوّة الصادقة، ثم أرتجل قداسته كلمة رائعة جداً ذكر فيها سبب زيارته لأبرشية حلب، وإنه ينتهز المناسبتين السعيدتين أولاً : كون حلب عاصمة للثقافة الإسلامية، وثانياً : لأن إخواننا المسلمين هم في صوم رمضان، ومن خلال هاتين المناسبتين أكد بأنه مع حوار الثقافات  ولهذا فأنه يدعو دائماً للمحبة والتألف بين أبناء الوطن الواحد. وبعد ذلك استقبل قداسته ببشاشة ومحبة أبوية المستقبلين الصغار قبل الكبار، وكانت علائم البهجة والفرح بادية على كل الحضور.[/b][/font][/size]






92
ببركة و رعاية نيافة راعينا الجليل
مار أنطوان أودو راعي أبرشية حلب  و الجزيرة العليا  الكلدانية وهمة قدس الأب نضال توماس خوري رعيتنا بالقامشلي .

أنطلق المخيم الرعوي لأطفال رعية مار يعقوب النصيبيني الكلدانية  إلى قرية البطار – حمص حيث دير سيدة الجبال التابع لطائفتنا  ولمدة 10 أيام  وكان عدد المشاركون 130 شخص من أطفال ومربين و مربيات .
وقد زاروا المناطق التالية :
معلولا- صيدنايا- دير مار جرجس البطريركي _ حمص
مرمريتا – طرطوس- مشتى الحلو
وعادوا للقامشلي بتاريخ 5 تموز سالمين يشكرون الرب .
و إليكم المخطط العام للمخيم
                    مخيم المونديال2006   
                     الكأس لمين ؟ للمؤمنين

المرشد العام الخوري نضال توماس
المشرفة العامة : كاترين ميخائيل
الصف: الثاني و الثالث , أسم الفرقة: الصلاة
الصيحة: أبانا الذي في السموات
الصف: الرابع , أسم الفرقة: الشكر
الصيحة: أفرحو في الرب أفرحو كل حين
الصف: الخامس  , أسم الفرقة: الرعاية
الصيحة:أنا هو الراعي الصالح
الصف: السادس , أسم الفرقة: الكتاب المقدس
الصيحة:كلمتك مصباح لخطاي و نور لسبيلي
الصف: السابع  , أسم الفرقة: القبول
الصيحة: مخلوق على صورة الله
الصف:الثامن  , أسم الفرقة: الصداقة
الصيحة: أخوة في المسيح
الصف: التاسع و الثانوي  , أسم الفرقة: الإنتماء
الصيحة: الروح يجمعنا

93

بتاريخ 13\6\2006 قام نيافة راعينا الجليل المطران مار أنطوان أودو يرافقه كهنة الأبرشية الأفاضل بزيارة الأبرشيات الكلدانية المنسية في تركيا و لمدة أربعة أيام 
فقد أقام الوفد في دير مار كبريئل مدة ثلاثة أيام 
ويوم واحد في دير الزعفران
وزار المناطق التالية
كنيسة وضريح مار يعقوب النصيبيني
دير مار أوجين - الجزيرة العمرية
أبرشية سعرت وتوابعها - ميافرقين و بيكند
مدينة دياربكر العريقة حيث أحتفل نيافته بالقداس الإلهي في كنيسة مار بثيون الكلدانية كما زاروا كاتدرائية مريمانا للسريان القديم
مدينة ماردين  وقد  أحتفل نيافته بالقداس الإلهي أيضا في كاتدرائية الربان هرمزد الكلدانية وزاروا الكنائس الأخرى 
  باسم راعي الأبرشية و كهنته الأفاضل نتقدم بالشكر لصاحبي النيافة
مار طيمثاوس صموئيل أقطاش  مطران طور عبدين
مار فيلكسينوس صليبا أوزمان مطران ماردين وتوابعها
على حسن ضيافتهم و استقبالهم سائلين الرب الإله أن يعطيهم الصحة و العافية والقوة على متابعة عملهم الرسولي
                                   

94
نقلت إذاعة دمشق الساعة الثامنة والنصف صباحا  على الهواء مباشرة  القداس الإلهي لعيد القيامة  من كاتدرائية مار جرجس – باب توما
حيث أحتفل بالقداس + قداسة البطريرك مار أغناطيوس زكا الأول بطريرك أنطاكية وسائر المشرق   الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأورثودكسية في العالم  عاونه بالقداس صاحبا النيافة +مار أثناسيوس إيليا باهي  و +الأسقف مار إياونيس بولس السوقي  وجوقة مار أفرام البطريركية بقيادة الأب الربان جان قواق
  وقد أرتجل غبطته كلمة من وحي المناسبة  أفتتحها بقول صاحب المزامير هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح و لنتهلل بيه
حيث أوضح قداسته معاني عيد القيامة و أهميتها للمسيحيين وكما توجها بالتهاني ودعاء للرئيس بشار الأسد وشعبه و قال كما أنتصر شعب القيامة منذ ألفين سنة هكذا ستنتصر وشعبك على الأعداء و أضاف  قداسته   مخاطبا الرئيس الأسد يا من أختارك الله لتحمي شعبك وتحل السلام .
كما توجه قداسته بالتهاني لأبنائه المؤمنين في الوطن والمهجر وندد بالجرائم التعسفية بحق الشعب العربي في فلسطين والعراق  وكما خاطب قداسته  العراق بلده الأم  : بأن النصر أت وستعاد لكم حريتكم و سعادتكم ولن يبقى بلد حمورابي وسنحريب و نبوخدنصر و المأمون  محتل  
وتوجه صاحب القداسة بكلمته للشعب اللبناني بقوله أن سوريا شقيقة لبنان لا غنى لأحدهما دون الأخر وكل من يعمل للتخريب بينهما فهو لا يعمل من أجل لبنان وسوريا بل أعداء سوريا و العرب
وختم القداس بإعطاء البركة الرسولية و معايدة المؤمنين
كما أستقبل غبطته المهنئين بالعيد من وزراء و مسؤولون بالدولة و الحزب

صفحات: [1]