عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - أسماء محمد مصطفى

صفحات: [1]
1
شبكة الحياة لوحة رسم تشترك بمعرض دار الكتب والوثائق

ـ محرر الخبر : فريق سماء أسماء / شبكة الحياة لوحة رسم

اشتركت شبكة الحياة لوحة رسم ( Life just like apalette ) التي أسستها وترأس تحريرها الصحفية أسماء محمد مصطفى بمعرض فني أقامته دار الكتب والوثائق الوطنية العراقية ، وبالتنسيق مع مرسم مكتبة الأجيال التابعة للدار ، صباح يوم السادس من شباط الجاري ، في قاعة الفنان جواد سليم ـ مقر الدار ، وافتتحته فارسة التراث الأستاذة نبيلة عبد المنعم داود بحضور وكيل وزارة الثقافة العراقية لشؤون السياحة والآثار السيد قيس حسين رشيد والمدير العام للدار الدكتور علاء أبو الحسن العلّاق فضلا عن شخصيات أكاديمية وإعلامية .
بلغ عدد عروض الشبكة الداعمة للمواهب 150 مشاركة بين رسم وملصق كتابة للمواهب والطاقات المسجلة في الشبكة ، بضمنها مجموعة لوحات الفنانة الواعدة سماء الامير المعنونة ( أعيد تدوير نفسي) وهي عضو مؤسس للشبكة كما إنها من ذوي الاحتياجات الخاصة وماعنوان معرضها إلاّ تعبير عن إصرارها على الانطلاق الى الحياة بتجاوز حالة الإعاقة الى واقع يتحدى الألم ، كما تضمن المعرض صورا عن الأهوار للمصور الموهوب الواعد انيس عامر مع رسالته الى الشباب التي يدعوهم فيها الى اكتشاف بلدهم وحضارته ، ولوحات للفنانة الواعدة ماريا عبد السلام أحمد ورسائلها عن المساواة والحياة غير المكتشفة ، ولوحات الموهوبين غادة باسل وآية نشوان إبراهيم العلاف وشكران جاسم وألق سمير وذو الفقار صادق وسجاد نعيم ، وملصق كتابة للموهوبة آية حمودي ، فضلا عن  رسائل وجهها الأطفال الى العراق والعالم  وهم محمد رحيم وزينب حيدر وفرح أسامة ورحمة حسين ومنتظر خالد ابراهيم وزهراء حيدر ومحمد أسامة وأم البنين حيدر وزينب حيدر وبنت الهدى خالد ومقتدى خالد ، ومشاركات بيت الامل وهو موقع تابع الى شبكة الحياة رسم مخصص للطاقات التي تتحدى المرض والإعاقة وشملت كلا من المهندس الشاب حسين ياس الذي ضرب مثالا كبيرا في النجاح والصبر والشاب الايجابي كرار الربيعي والموهوبة سماء الامير التي  تهدف الى أن تكون انسانة مهمة في الحياة  من خلال تحدي مرضها وتحويله الى حكاية نجاح ، والموهوبة ماريا عبد السلام أحمد التي تتطلع الى الحياة عبر الرسم لتتجاوز حالتها المرضية المزمنة ،  الى جانب احتواء المعرض على ملصقات كتابة  تضمنت مقالات كتاب متميزين تناولوا فيها تجاربهم وإرشاداتهم الى المواهب ، وتعود المقالات الى الكتاب الأفاضل : نرمين المفتي وعلي حسين عبيد وسنان حقي مخلف وبرهان المفتي وتضامن عبد المحسن وخالد ابراهيم الوائلي .
يذكر أنّ شبكة الحياة لوحة رسم التي أسستها الصحفية أسماء محمد مصطفى وابنتها سماء الامير في التاسع من كانون الاول 2017  هي مشروع تطوعي مستقل لدعم الطاقات والمواهب يقدم خدماته مجاناً عبر هذه الشبكة من ايمانٍ بأنّ الحياة تماماً مثل لوحة نرسم  او نكتب عليها مانشاء بالحب والإرادة والإصرار ، ويهدف المشروع الى دعم الطاقات والمواهب الواعدة والشابة ـ لاسيما ذات الظروف الخاصة ـ في الكتابة والفنون وحثها على القراءة وتثقيفها وشحنها بالطاقة الإيجابية ، وتشجيعها على التمسك بالامل والحلم وسط التحديات .
اختير ( الحياة مثل لوحة رسم) عنوانا للشبكة ليس بهدف حصر تخصصها بالرسم فقط ـ فهي تعنى بالقراءة والكتابة والفنون الأخرى ـ لأننا حين نقرأ نرسم في أذهاننا كلمات وخيالات ورؤى جديدة ، وحين نكتب فإننا نرسم الكلمات على لوحة ، وحين نلتقط صورة فوتوغرافية فإننا نرسم بالعدسة ايضا ، وهكذا بالنسبة للفنون الأخرى . فلوحة الحياة تحتوي كل صنوف التعبير الإنساني من كلمة ولون وصورة وغيرها . يتولى فريق سماء أسماء Sama Asma تنفيذ هذا المشروع ، مستثمرا الفضاء الالكتروني وغير الالكتروني لتدريب المواهب ، ويتألف الفريق من مؤسستي المشروع الى جانب الفنان التشكيلي شبيب المدحتي مدير مرسم مكتبة الاجيال ومعاونته الفنانة ابتسام الخفاجي .
يتضمن برنامج الشبكة التشجيعي : إقامة فعاليات هادفة الى تشجيع القراءة والتعبير عن الأفكار بالكتابة والفنون والحث على التفكير الإيجابي، وإقامة معارض وورش عمل ، وإنشاء مواقع ومدونات الكترونية للموهوبين المسجلين في الشبكة ، وإشراك الموهوبين في نشر أفكارهم الإيجابية عبر أبواب  موقع الشبكة  الالكتروني ، وإصدار كتيبات وكراسات ألكترونية توثق أعمال الموهوبين .

موقع الشبكة على الرابط :
https://life-just-like-a-palette.site123.me/

صفحة الشبكة في فيس بوك :
https://www.facebook.com/samaaasma


2
عن (قنفة) الزمان العجيبة .. بالعراقي العامي والسجع الفصيح

ـ أسماء محمد مصطفى


بلغني أيّها الملك السعيد ، ذو الحكم الرشيد أنّ في سالف الزمان كان هناك برلمان يعنى بشؤون (قنفة) يقال إن اسمها (قنفة الزمان) العجيبة ، والقنفة هي الكرويتة ، والكرويتة هي المقعد الخشبي الذي يجلس عليه الناس . كانت "القنفة" لاتشبه سواها من القنفات ، بيضاء و(مدوشمة دوشمةً) فاخرةً بقماش لايحظى به إلاّ من كانت بيده مفاتيح الخزانات ، وخزينة ذلك البلد كانت ملأى بالدر والمرجان وواردات النفط الذي انقضت عليه الحيتان  وتركت الشعب يضيع بين فقر ونزوح وموت ولجوء وأحزان . كانت الحيتان البشرية من كل الأصناف والأشكال ومما لم تره عيناك حتى في الخيال ، صعدت عبر الانتخابات المثيرة للسخرية والعلاقات مع هذا الحزب وتلك الحركات والجماعات ، كانت بطونها خاوية كضمائرها  فتهافتت على كل مالذ وطاب من خيرات ، ويحكى أنّ بعضها أخذ من أموال الخزينة رزماً كي يعمل للخدود والجباه لمسات ، بأبر الشد والنفخ ، علّها تخفي (صخام) الوجوه وتجاعيد الدماغ كما البشرات ، ونفخوا شفاههم بـ (الفلر) فزادت ألسنتهم قبحاً وفلتات ، وعملوا لحواجبهم تاتو وعاشوا عيشة سعيدة بفلوس المفجوعين والمفجوعات .
وقد بلغني أيها الملك السعيد أنهم تعاركوا وتناحروا بقناني الماء وببسي "دايت" من أجل الفوز بالسلطات والوزارات ، وكل واحد حمل معه حقيبة يضع فيها مااستطاع من دراهم ودولارات غير معدودات ، وبنى له بها شققا وعمارات ، وسرّب بعضها الى مصارف خارج البلاد ، وكانوا يتعاقدون على مشاريع وهمية ويسرقون عبرها المزيد من الأموال ، وكانوا يتاجرون بالسلاح والمفخخات وكل مايشعل فتيل قتال ، وتنعموا كثيرا بالخيرات ، بينما افتقر الشعب وعانى الويلات ، وتفجرت به الأحزمة الناسفة والسيارات ، وبلغ السيل الزبى فثار الناس الشجعان واقتحموا مبنى البرلمان (العطلان) ، وطردوا بعض العارات  الذين فروا بالسيارات والطائرات وقيل أيضا بـ ( الباسكلات ) ذات الثلاث عجلات ، وهذه وسائط النقل في ذلك الزمان حيث لم تكن البغال تستخدم للتنقلات بعد أن رشحت وفازت بالانتخابات  ، وياله من أمر عجيب غريب أن تصعد البغال الناقلات وكراسي الحكم والسلطات وتحكم شؤون المواطنين والمواطنات ..
وبعد انسحاب المتظاهرين لأسباب تكتيكية إذ وعدوا بعودة مكوكية ، هرع الرؤساء الى البرلمان  وفجعوا بما آلت اليه (قنفة) الزمان ، كانت ثكلى ومدماة ، فوقفوا دقيقة صمت حداداً على ماأصاب الغلاف ومالم يصب الحشو من إسفنجات ، واجتمعوا لبحث شؤون تصليحها ونسوا إصلاح البلاد ، وقالوا إنّ ماأصاب (القنفة) مسّ هيبة البلاد ، ووقع هذا القول كالصاعقة على العباد ، فردوا ردا عنيفا ، إذ قالوا أيها البرلمان المبجل بين البرلمانات وأيتها الحكومة التي صدعتنا بكذبة الإصلاحات ، ماتعرضت له سيادة البلاد من خروقات ، وماارتكبه من توالوا على الحكم من سلوكيات ، وماقدموه للأجنبي من طأطآت وعمالات ، وماأدخل من داعش وماعش وجاحش الى المدن والمحافظات ، وماأفرغ الخزينة بمفاتيح النهب والسرقات ، وماتعرضت له البلاد من أزمات ، ومالعبه اللاعبون بالامتيازات ، وماخرب من مشاريع المؤسسات ، وماتعرض له الشعب من ضيم ونكبات ، وماابتلعه الموت الدموي من عشرات ومئات ، وماتركه من يتامى وأرامل مفجوعات ، و(الشيلة) التي رمتها أم الشهيد  على البرلمانين في احدى الجلسات ، وهروب الشباب من جحيم اليأس ودقهم على أبواب اللجوء وتعرضهم للموت بالعَبّارات ، وتنامي الفساد والموبقات ، كل هذا يحدث عبر سنوات لم يُسقط هيبة الدولة  ؟! ، ولكن متظاهرين مسّوا بهذه الهيبة بمجرد اقتحامهم مبنى مجلس النواب وتسببهم للـ (قنفة) بعدّة بقعات يمكن إزالتها بالمنظفات  متوفرة في السوق ببضع "دريهمات" .؟ !!
وشاع بين الناس كلام كثير حول تلك (القنفة) ، فكتبوا في صفحاتهم على فيس بوك (بوستات)" كما في تويتر تغريدات ، من قبيل : (قنفتي) هيبتي ، و(القنفة) سر السعادات ، و(قنفتي) لاتعني تنبلةً مني ولكن ماحولي من كراسٍ لايستحق الصفنات ، و(القنفة) تتصدر (المانشيتات) .. و(سيلفي مع قنفتي) ، و(القنفة) السياسية ترشح للانتخابات ، و(القنفة) خط أحمر و"بنزركي" ! ، والحكومة (القنفية) ، ووقفة حداد (قنفية) ، و(قنفة)" حبنا أحلى من (كرويتة) حبكم ، و نظفوا ضمائركم قبل (قنفاتكم)  ، وكل واحد (يدير باله على قنفته) ، و(كل شي ولاالقنفة ياكرويتات)  .
في ذلك الاجتماع الطارئ الذي عُقد على خلفية الاعتداء السافر على (القنفة) ، تقرر تخصيص مبلغ كذا مليون لإعادة (دوشمة القنفة) ، وتسويرها بسلاسل من ذهب عجيبة لاتدري كيف خرجت من الخزينة الفارغة الرهيبة . الأمر الذي أثار الدهشة فكثرت الأسئلة عن سرّ (القنفة) الحبيبة ، لابد أنّ فيها لغزا بل ألغازا غريبة تستوجب قلب عاليها سافلها بانقلاب كي يُكتشف الجواب .. حتى شاع بين الناس أنّ (القنفة) تعطي (مراد).. وصارت مزاراً للناهبين والناهبات ، يسألونها الخلاص من غضب الناس وذوي الإخلاص ، ولم يُعرف حتى اللحظة سرّ (القنفة) آخذة الألباب .. قد يكون فيها جنيٌ مادام يجلس عليها أحد النواب المحروسين بحجاب ..
أوصيك أيها الملك الرشيد أن تجلب (مدوشمجي) متمرسا من ذلك الزمان كي تسأله ، فقد يكون عنده الجواب ، فأكرمه بالذهب والدولارات و(نفرين) كباب !! أبعد الله عنك وعنا وحش الإرهاب ومجلس النواب ..
وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح حين أدركها الصباح ، بعد أن قالت إنّ حزمة إصلاحات صدرت لـ (دوشمة القنفات) .. التي صفن عليها أصحابها بضع (صفنات) من ثلاث رئاسات  ، تداولتها الأجيال وتناقلتها (النكت) والحكايات !!


3
أدب / طوفان الحب والوداع
« في: 13:54 25/03/2016  »


طوفان الحب والوداع

ـ أسماء محمد مصطفى

أنت تحب بأقصى طاقات الروح .. يغمرك طوفان من شوق وحنين خارج نطاق سيطرتك .. تتبدل طقوس نفسك العاقلة بأخرى تحيلك الى مشفى المجانين ـ ردهة القلوب الكسيرة .. وتجد روحك تمضي الى أعماق طفولة حاضرة ، فيتبلد عقلك قليلا بنثار البراءة ..
أنت تحب من أقصاك الى أقصاك ، وتتقرح أنامل الأمنيات فيك ، وهي تحفر في صخرة العناد ، وتبقي اللهفة عينيك على قيد النظر .. والحلم ..
أنت تحب حتى تظن في كل لحظة وداع صغيرة أنّ روحك تتكسر  ، وقلبك يتفتت حتى يتطاير نثارا في فضاء الفراقات ..
أنت تحب ، نبض قلبك ماعاد علامة لبقائك بعيدا عن سكرات الموت .. نبضك فأس يدق في جدار وجودك ،  يحفر روحك حتى ينهيك على دفعات .. فلاتعود تقوى على أن تحيا كما يفعل الآخرون ..
أنت تحب حتى الموت ، قبل الحياة ، حد الاندماج مع روح الآخر .. حد نسيان المرآة أن تريك وجهك ، إذ تتآمر مع وجهه ضدك ..
أنت تحب ، وتُجرَح ، وتشعر بأنّ فم الموت بدأ يلتهمك .. أنت اللقمة السائغة التي تحتاجها بطن الأرض كي تشبع جوعها ..
لكن ، فجأة ، وعلى نحو لاتتوقعه ، وبعد مسيرة جراح وخذلانات ، تجد عقلك ينتصر في المعركة .. ويفعل ..  هذا النصر لايعني الهزيمة لقلبك .. قلبك كما هو ، مازال يحب في نهايات القصة كما كان في البدايات .. كل مافي الامر ، أن شغافه مُلئت بالتقرحات ، وأنفاس الوجود وأنت تطلقها تلقي عليك صخور التعذيب ، لتسحق آمالك .. فيقرر عقلك وداعا لابد منه .. وتحاول أن تودع بقوة الأسد الجريح ، بينما طفولة قلبك المخدشة لاتمنعك من أن تبقى تحب .. حتى وأنت ملقى على حدود الموت .. مُقررا الوداع الذي لابد منه ..


4
المنبر الحر / حياتُها .. خيارُها
« في: 21:26 07/03/2016  »
حياتُها .. خيارُها

أسماء محمد مصطفى


يحق للمرأة أن تقرر مايناسبها ، مثلما الرجل حر في قراره الشخصي .. كلاهما إنسان .. وكلاهما له الحق في اختيار الطريق الذي يراه يضمن كرامته واحترامه لنفسه .. فإذا ما أخطأ الخيار فهو من يتحمل النتائج ، فمابال الذكوريين والذكوريات والمتسلطين والضعيفات المغيبات يشعرون ويشعرن بالاستياء إذا فكرت إحدى النساء او بعضهن بطريقة مستقلة تخصها هي ولاتخصهن ؟!! متى يتخلون ويتخلين عن عقدة التسلط وثقافة القطيع ؟!! ولماذا يفكر المجتمع بالنيابة عن المرأة ؟! ومن قال إن (عقل) المجتمع كامل متكامل كي يكون قراره هو الأنسب للمرأة ؟!
سيقول قائل ، طبعا يعترضون ويرفضون لأنّ حق المرأة في تقرير مصيرها يهدد مصالحهم .. وهنا نسأل : هل المرأة خلقت من أجل مصالحهم ؟ ماذا عن مصلحتها هي وحقها في الحياة الكريمة ؟
وهل الحياة المشتركة تتطلب التحيز لمصلحة أحد الجنسين على حساب الآخر ؟ ومن قال إن المرأة الناجحة العاملة ستضر بعائلتها  ؟ لماذا لاتقولون إنّها بنجاحها تزيد من ثقة أطفالها لأنّ نجاحها سيجعلهم يفتخرون بها ويشعرهم بتميزهم ، لاسيما حين توازن بين واجباتها الوظيفية وواجباتها الأسرية ؟
حتى حين تقرر امراً ، فهذا من حقها ، لأنها هي من تعرف خصوصية أمورها وهي من تدرك مصلحتها  ، حتى لو جاء خيار من خياراتها مغلوطا ، فهذا شأنها ، تتحمل عواقبه بنفسها ، أفلا يخطئ الرجال في قراراتهم ؟! فلاتتحدثوا وكإنّ النساء خطاءات والرجال ملائكة لايخطؤون ولايقصرون ، كأنّ كلهم يحرصون على ضمان حياة كريمة لنسائهم ..
فكروا بأنّ لاشيء في الحياة مضمون ، فربما ثمة قدر يؤدي الى فقدان المعيل كالأب او الزوج او فقدانه عمله ، فإذا كان للمرأة مصدر رزق خاص بها تنفق  منه على نفسها وأطفالها ، استطاعت المضي قدما ،  على العكس من التي بلاعمل او مصدر رزق ، تندب حظها وتكتفي بمايمنّ به أخ أو أي فرد من العائلة ، بينما كان بإمكانها تفادي ذلك ، إن هي شقت طريقها في الحياة بنفسها. وربما لايتوفر لها المعين بعد وفاة الزوج او الأب او الأخ .. فهل تخرج للتسول ويرضيكم هذا ؟! او تأخذ بالصراخ في الشارع أنّها ضاعت لأنّ زوجها مات ، كما سمعنا أكثر من مرة في ولولة بعض النساء بعد فقدانهن أزواجهن ؟!
هذا مثال واحد ، وثمة أمثلة كثيرة ضحاياها نساء مكبلات بسبب النظرة القاصرة بعيدا عن حقيقة أنّ الحياة تتطلب التوازن سواء من الرجل او المرأة ، وليس تغييب كيان إنسان تحت غطاء وضعه القطيع وموروثاته ، فأحد وجوه العنف ضد المرأة تصور الرجال أنّ المرأة يجب أن تمشي وفقا لأهوائهم ومصالحهم وأفكارهم هم ، محاولين أن يصادروا حقها في الحياة والخيار والقرار والتفكير ، حتى إنّ البعض مازال ينظر الى أن عمل المرأة غير ضروري وأن مكانها البيت بالضرورة متجاهلا او جاهلاً بأحقيتها في أن تقول كلمتها وتقرر ماتريد ، سامحاً لنفسه بالإجحاف والتعسف والتطفل على حقها الإنساني في أن تكون كما تريد هي وليس كما يريدون .
وأخيرا فإنّ الأرض خلقت للمرأة كما هي للرجل ، ولها الحق في أن تتخذ طريقها بإرادتها ، وأن تعمل وتحصل على رزقها بنفسها بلا وصاية ولاتبعية لذكر يسمح لنفسه بأن يخطئ بلاحساب ويمشي على هواه لكنه يمنع المرأة من أن تحصل على حياة تناسبها وتختارها بنفسها ! بل إنّه ، وكي يُسكت المرأة ويُسكت من يتحدث عن إحقاق حقها ، يحيل الموضوع الى الله والدين ، مفسرا الآيات على هواه ، متجاهلاً آياتٍ أخرى لأنّها لاتتفق مع مصالحه ، ذلك هو النوع الذي ينتقي من الدين مايحلو له ويتناسى الآخر .. فهل يحق للمتحايل المتجاهل أن يقرر بدلاً عن المرأة ؟ وإذا كان عقل الرجل وصيا على عقل المرأة ، فلماذا خلق الله لها عقلاً أيّها العاقلون ؟!!

5

من قلبي كلمة .. من عقلي أخرى

أسماء محمد مصطفى




ـ كلام المنطق لايعني بالضرورة أنّه كلام الحق .
ـ أن تكون أميناً ، ثابتا على أمانتك .. يعني أنّ تصرفك أزاء خزانة مال ليست لك لكنها مفتوحة أمامك ،لايختلف عن تصرفك أزاء خزانة مقفلة وليس لديك مفتاحها . أنت لن تمد يديك الى المال الحرام في كلا الحالتين وسواء أتوفر أمامك الإغراء أم لم يتوفر .. كذلك مبادئك وأخلاقياتك الايجابية الأخرى يفترض بها أن لاتتزعزع أمام المغريات ، تذكر كل الاختبارات والمواقف التي مررت بها خلال حياتك ، وانظر الى أي مدى كنت ثابتا عليها مهما اختلفت الظروف والأمكنة والأوقات .. ثباتك يعني أنك أنت نفسك أينما كنت ..
ـ إحدى طرائق تطهير القلب وتنقية الروح أن يحفظ الإنسان لسانه من الزلل والغيبة والإساءة الى إنسان آخر .. وأن يعوده على أن يقول كل ماهو طيب ونافع مدركا الفارق بين النميمة والنقد البناء .
ـ يقول الفيلسوف أميل سيوران إنّ "المتفائل هو ذلك المسكين الذي ليس لديه علم بكل المعطيات". وإن كان هذا القول صادرا عن فيلسوف ، ولكن ليس بالضرورة أن يكون المتفائل مسكينا غير عالم بمايجري ، وإنما هو الذي لديه قدرة على التحمل والبحث عن طرق بديلة اذا سد باب او طريق ، ولديه ثقة بنفسه وبامكانيته في أن يتعايش بإيجابية مع عذاباته او يتجاوزها او في الاقل يحاول التفتيش عن الأفضل ، ولكن التفاؤل إذا زاد على حده تحول الى سذاجة .. المتشائم هو الطرف الأضعف لأنّ لاقدرة لديه ليشق الطريق .. المتفائل يوقد شمعة تضيء له طريق الآلام ، بينما المتشائم يطفئها او أصلا لاقدرة لديه ليجد شمعة داخل نفسه ..
المتفائل يحاول حتى يعثر على ضالته .. وإن لم يعثر يكفيه أنه حاول وكانت لديه قضية .. في حين أن المتشائم يستسلم للعجز لأنه ضعيف ..
ـ لاتقسُ على نفسك فلربما تظلمها من حيث لاتدري ..
ثمة مواقف تتطلب منك أن تكون صارما حتى مع نفسك ولكن لاتجعل القسوة أسلوبك الدائم في التعامل مع الحياة ، فدوام القسوة يدل على هشاشة صاحبها وعجزه عن التواصل بأساليب أخرى تدل على توازنه وقوته . ارحم ذاتك حتى لاتحتقرها يوماً ، فكثرة القسوة تؤدي الى التحقير.
ـ لاينقص من عمرك إن أنت تعاملت بايثار مع الآخر حتى لو لم يكن قريبك او صديقك .. ماينقص من قيمتك أنانيتك التي تجعلك لاتراعي ظرفا او لاتضحي بالقليل جدا من اجل تيسير موضوع ما يخص شخصا آخر .. ضع نفسك مكانه وقل كيف تتمنى أن يتعامل هو معك ؟
عن العلاقات بين زملاء العمل في الدوائر نتحدث .. مثالاً ، حيث نلاحظ كثيرا إتساع مساحة الأنانية وعدم التصرف بإنسانية وبما تتطلبه الأخلاق العالية .. والمفارقة أن الكثيرين يتكلمون عن الدين والخير ولكن في المعاملة لانجد في مايتحدثون به أي إشارة للدين والخير !! وكل واحد يتهم غيره ولايوجه أصبع الإتهام لنفسه .. يتأرجح بين الازدواجية والتناشز.
ـ من قال إنّ الطيبة والقوة لاتجتمعان ؟!!
طيبتك لاتمنعك عن أن تكون حازما . أحيانا تمرر حزمك من خلال طيبتك .. أحيانا تفرضها بشكل مباشر .. المهم كيف توازن بين الصفتين .. وغبي هو من يتصور طيبتك ضعفا .

6
حال الدنيا : و .. من حاسدٍ الى محسود !!

أسماء محمد مصطفى


لو عرف كل إنسان قيمة نفسه ، بلازيادة او نقصان ، لما أساء الى الآخرين لاسيما من هم أفضل منه عطاءً ، ولما قلل من شأنهم او قيمة أعمالهم ، او أساء الظن بهم ، او امتلأ قلبه حسداً وغيظاً إن أصاب أحدهم خير ، او طمع في مالايستحقه ، مثلما يحدث لدى البعض ممن لم يحققوا في أعمالهم نجاحاً ، إذ يسقطون عقد نقصهم هذه على الآخرين متمنين السوء لهم لكي يكونوا معهم في القارب المثقوب الذي يغرق بهم الى قاع الفشل والنهاية !
فمثل هؤلاء إن أصابهم خير احتكروه لأنفسهم ولن يحبوا أن يشركوا الآخرين به ، لكن إن أصابهم سوء تمنوا أن يعم الغير !!
ولأنّ السيء يحب انتشار الشر بين الناس فهو يحرص على تحقيق ذلك بمختلف السبل ، ومنها الإساءات كالطعن في سمعة شخص او بث إشاعة مسيئة تنتشر بين الناس على عكس الخير الذي قد يبقى حبيس الأنفس او لايلاحظه الناس او يتوقفون عنده طويلاً ، او لا يجد منفذاً لتعميمه مثلما يُعمَمَ الشر ، ومن هنا يبدو الشر أقوى من الخير ، وإن لم يكن كذلك ..
لاتكمن المشكلة في مثل هذا النوع من الأشخاص فقط ، وإنما في الآخرين الذين لا يبادرون الى نصحهم وإرشادهم الى الطريق السليم في بناء النفس والعلاقات مع الغير لكي تصبح الحياة أجمل .
إنّ مدّ يد العون الى شخص مريض بالشر ليس بالأمر التعجيزي حتى لايقوم الناس بمحاولة ، فإن فشلوا توجب عليهم التصدي لأفكار المسيء وعدم السماح له بالإساءة الى غيره .
لكن للأسف عموم الناس سلبيون أزاء جلسات النميمة وعبارات التقليل من شأن الناجحين ، إذ تطرب آذانهم لسماع ماينتقص من الغير ، وقد لاتطرب أسماع البعض منهم ، ومع ذلك يفضلون السكوت وعدم التعليق او الردّ على المسيء بما يحجم من دوره الشرير في التقليل من نجاحات سواه وبما يجعله يواجه حقيقة قدراته المحدودة التي تجعله بعيداً عن النجاح .
وقد تكون لديه قدرات معينة يغفل عنها ، ومن حوله لايدلونه على سبل استخدامها في تحقيق تقدم في عمله او حياته حتى يكون هو أيضاً موضع إعجاب الناس ، ليتحول بذلك من حاسد الى محسود  !!

7
من قلبي كلمة .. من عقلي أخرى
أسماء محمد مصطفى
ـ لاشيء يحتاجه العاجز كي يقدر ، والمريض كي يشفى ، أكثر من الحب ..
ـ كيف نصل الى الضوء وسط عتمة حياتنا إن لم نبحث عنه في دواخلنا أولاً ؟
ـ لاتطلق العنان لكراهيتك ، لأنك ستندم بعد حين .. الكارهون المتعاملون بفظاظة وشر مع الآخرين هم الأغبى لأنهم مكروهون من الغير ، لايبقى معهم صديق ولايتعاطف معهم أحد ، ولايذكرهم إنسان بخير .. على عكس أصحاب الحكمة والمحبة الذين مهما تتصور أنهم بنقائهم أبرياء إلا أنهم الأذكى ، لأنهم يمسكون بزمام الامور ويسيطرون على الغير بلطافتهم وحسن سلوكهم ، كيف لايسيطرون على الآخر وهم قد سيطروا على أنفسهم أولاً ؟
ـ بين محطات الحياة ، لطالما تسير قطارات الوجع على سكك تمتد بين القلب والعقل ..
وبين محطات حياة إنسان يتحدى الألم ، لطالما يكون الراكب الوحيد في تلك القطارات ابتسامته ..
ـ في الحق .. ثمة فارق بين .. يقول .. ويريد .. ويفعل او يستطيع .. فالكل يمكن أن يقول كلمة حق .. المهم مَن يريد إحقاق الحق .. والأهم مَن يستطيع أن يفعل ذلك .
ـ لاأحد منا يحب الألم عادةً .. لكننا لانعود نكرهه حين يُترجَم الى جمال .. فللألم وجه جميل .
ـ إذا لم نستطع او نظن أننا لانستطيع تغيير شيء من حولنا أكبر منا ومن قدراتنا ، فليكن التغيير في أنفسنا .. بإتجاه أن نكون إنسانيين أكثر ، ونحب الآخر فعلاً ، ونجد فسحة للضوء والامل في دواخلنا وحولنا ، لنضمن بها استمرار حياتنا التي تتطلب منا أن نكون أقوياء متشبثين بحلم مضيء .
ـ الإنسانية تسبق القوميات والأديان والانتماءات الأخرى .. وبالإنسانية نحب بلا خوف او تحسب او توجس او شك .. فمهما تعددت المسميات والتسميات ، يبقى للإنسانية اسم واحد.
ـ نتألم كثيرا .. ونُحبَط كثيرا ، لكننا نزداد حكمةً وثقة وقوة .. وقدرة على المحبة أيضاً .
ـ كلُّ خيرٍ .. محبة . بعضُ الكرهِ .. محبة .


8


الأمهات لايمتن أبداً !

  قصة قصيرة

أسماء محمد مصطفى


ضج البيت والسرير بنحيب الطفلة التي كان عليها أن تنام للمرة الأولى في حياتها  من غير أن يكون صوت أمها آخر ماتسمعه ، وهي تبتسم لها وكفها الناعم يلامس خدها الطري كما تفعل عادة .
في تلك الليلة ، قفزت من سريرها نحو صورة معلقة على الحائط ، تجمع بينها وبين أمها .. ما أن حدقت فيها حتى تحلق حولها خيال وجه أمها كما شاهدته صباحاً على سرير في مستشفى الطوارئ ، متأثرة بحروق السيارة المفخخة التي اخترقت سلام السوق . شعرت الطفلة بأنّ أمها كذبت عليها يوم قالت لها ،  إن الأمهات لايمتن أبداً .
قالت لها ذلك ، يوم ذعرت الطفلة من ارتداد أبواب البيت وشبابيكه بعصف انفجار مدو ٍ تسبب في ارتفاع دخان كبير حجب  ضوء النهار بعض الوقت . فكومت نفسها في حضن أمها ، وهي ترتعش متسائلة هل سأموت ؟
سحبتها الأم الى صدرها ، قائلة لها اطمئني . الموت لايزور الملائكة .
ـ ولكن ياماما ، انظري الى السماء ، صارت مظلمة . هل ماتت الشمس ؟
ـ لا ، انظري ثانية ، هاهو الظلام يختفي ، لتظهر الشمس مرة أخرى .
ـ كنت أظن أن الانفجار قتل الشمس .
ـ  الشمس لاتموت .
ـ لكنني أخاف عليك أن تموتي حين تخرجين الى السوق او العمل ، وأردفت تقول ، أرجوك ماما لاتكبري وتصيري عجوزاً ، وتموتي !
طمأنتها الأم مؤكدة لها أنّ الموت  يخشى الأمهات ، وأنها لن تشيخ ، لتظل معها الى الأبد .
قالت الطفلة ، وهي تضحك باطمئنان : إذن ، أنت ِ كالشمس ياماما  .
أنهال على ذاكرة الطفلة حديث ذلك اليوم ، وهي  تمرر أصابعها على وجه أمها وتلمس الجلد المتأثر والمتجعد بفعل الحرق بالرغم من محاولة أبيها إبعادها عنها ، وهو يظهر علامات التأسف لأنه رضخ لإلحاح ابنته لاصطحابها للمستشفى  بل إنها ركضت وراءه نحو السوق حين حدث الانفجار ، وهو يعلم أنّ المكان وحال زوجته لايناسبان طفلا ..
نظرت الطفلة الى وجه أمها  وحاولت أن تلمسه  لولا أنّ أباها منعها قائلا لها إن كل شيء سيكون بخير . نظرت الطفلة اليه بحنق ، مشككة .. ألا تكفي كذبة واحدة ؟!
قربت أصابعها من إحدى عيني أمها ، وحاولت فتحها ، بينما الأب يحاول منعها ، وصوت الممرضة ينهيها عن فعل ذلك .
تهيأ لها بأنّ الأم تريد الاعتذار لها عن كذبتها ، لكن الاعتذار لن يشفي خيبة طفل بانتصار هاجس موت أمها وشيخوختها المبكرة على حلم بقائهما معاً .
دفع الخوف بالطفلة الى الصراخ بوجه أمها ، بهستيرية حتى فقد جسدها توازنه تماما فسقطت مسجاة على الأرض .
حين فتحت عينيها مجددا ، كانت مستلقية على سريرها في البيت ، فعاودت البكاء والصراخ حتى أعياها التعب  .
في تلك الليلة ، وبينما كان وجه الأم المتأثر بالحروق يستمر في تحليقه حول خيال الطفلة ، بقيت تتمعن الوجه الذي أشع جمالا وشبابا في الصورة ، حتى إذا مابدأ النعاس والإجهاد يغلبان عيني الطفلة المتورمتين سحبت قدميها بتثاقل الى سريرها ، واستلقت . عادت لتنظر الى الصورة بين رمشة وأخرى ..
ابتسم لها  وجه الأم عبر الصورة ، وفي لحظة  خاطفة  تركت الأم  مكانها في الصورة  وجلست  على  حافة  السرير ، ووجهها مازال يبتسم  ويومئ للطفلة  بالحب ، وأصابعها تداعب خصلات شعرها الى أن تستسلم للنوم  ، حتى إذا ماغرقت الطفلة في نوم عميق ، عادت الأم الى مكانها في الصورة .
في الصباح ، حين فتحت الطفلة عينيها وجهت نظراتها الى الصورة ، فوجدت خيوط الشمس ، بعد انحدارها الى الغرفة ، تلمع على وجه الأم ، النضر والمبتسم .






9
المنبر الحر / أفكار في سطور / (4)
« في: 15:22 04/09/2015  »
أفكار في سطور / (4)

أسماء محمد مصطفى


ـ التظاهر ضرورة في ظل الوضع الفاسد الذي يشهده العراق ، ولن يتحقق أي تغيير مالم يناضل الشعب من أجل ذلك ..  لذا نقول لليائسين .. لابد من المحاولة ، أياً كانت النتائج .. ألستم أنتم من كنتم تقولون هذا شعب يخاف ولايخرج في تظاهرات ولايطالب بحقوقه  ، لذا فهو يستحق مايناله من ظلم  ؟!!
هاهو قد خرج للمطالبة بحقوقه ، ومع ذلك تحاولون النيل من حماسته  كأنكم تريدون منه أن يعود أدراجه ويقبل بالأوضاع الراهنة كما هي على علاتها وفسادها ؟  لماذا لاتسألون أنفسكم كيف يوضع حد للظلم ويحدث تغيير إيجابي إذا لم يخرج كل أفراد الشعب متكاتفين ؟ كيف يُضغط على الفاسدين من غير تظاهرات مليونية  ؟ لو إن كل الشعب خرج للتظاهر ، لاختلف الامر .. ولشعر الفاسدون بالتهديد الحقيقي ، وإلاّ فإنهم سيبقون في أبراجهم يستضعفون الشعب ...
حتى لو لم يحصل تغيير على المدى القريب ، فعلى الأقل يشعر المواطن باحترامه لنفسه واحترام العالم له ، لأنه لم يسكت على الظلم والفساد ..
التغيير يحتاج الى التضحيات .. فهل لديكم أيها الساكتون القاعدون بديل عن التظاهرات كي يحصل تغيير ؟! اصمتوا .. فالصوت يعلو فقط في ساحات التحرير ..

***

ـ يتداول بعض الناس كلاماً مفاده أنّ الحكومة والمسؤولين الحكوميين يضحكون على المتظاهرين ، وهنا لابد من القول إنّ المواطن ليس ساذجا وقابلا للخداع ، فهو على درجة عالية من الوعي بمايدور على الساحة السياسية ، لذا يفترض بالمحبطين أن يتركوا المواطن المتظاهر يسعى الى إيصال صوته من أجل التغيير ، وسواء نجح او لم ينجح ، لابد من محاولة .. لاسيما إن الفاسدين يشعرون اليوم بالخوف على أنفسهم ومناصبهم ..
***

ـ المنافقون النفعيون المتسترون وراء رداء الدين لتحقيق مآرب بعيدة عن الأخلاق السامية هم الذين يستهزؤون به .
شعار " باسم الدين باكَونا الحرامية"  الذي يرفعه المتظاهرون لايعني استهدافهم الدين ، وإنما أدعياء الدين من الدجالين الذين يدركون أن خداع البسطاء والجهلة سهل باسم الدين ، وهم بذلك يسيئون اليه ويبعدون الناس عنه .

***

ـ حين تنتقدون مسؤولا حكوميا فاسدا لاتتبعوا أسلوباً تبيضون به وجه عاهرة ، فمايسرقه المسؤول الفاسد منكم يمنحه للعاهرة .. كلاهما مشترك بسرقتكم والضحك منكم وإهانتكم في المخادع وحفلات المجون . الحلال الذي يُسرَق من فم امرأة طاهرة كادحة يعطى حراماً للعاهرة والفاسدة .
وحين المقارنة ، قارنوا بين عمل مشين لفاسد وإنجاز إنسان كادح كي تقفوا على الفارق .. لاتقارنوا بين الفاسدين مهما اختلف فسادهم ، فكلهم للفساد وجوه ومرايا ..
***

ـ بالعامي الفصيح ..
ربما يتصور الفاسدون الذين يلتصقون بالكراسي أنهم عباقرة سياسة لذا يتوهمون أن من حقهم قيادة العراق ومؤسساته وتحويلها الى ملكيات خاصة بهم  ؟!!
الحق يقال إنهم عباقرة فعلاً ولكن في الدجل والفساد والنهب والوصولية .. تستفزهم التظاهرات  على اعتبار أنها تمس بسمعتهم وكرامتهم .. ؟ ولكن بالعراقي العامي الفصيح نقول ( هو أكو شي يهين الكرامة أكثر من البوكَ والنهب ومسح الأكتاف وتقبيل الأيادي ) !!!




10
المنبر الحر / أفكار في سطور
« في: 11:43 18/08/2015  »
أفكار في سطور

ـ أسماء محمد مصطفى

ـ العاقل الواعي يتفاءل بأنّ الإصلاحات مقبلة ، ولكن تفاؤله بحذر ..  يضع احتمالات الفشل والخداع والتخدير والتسويف ، ولكن بلايأس وتوقعات مسبقة قد تكون مجرد أوهام ..
إرادة الشعب العراقي هي التي تقرر الى أين العراق سائر مهما طال الطريق  ..

***

ـ تعديل الدستور او تغييره أمر مهم غاية الأهمية ، لأنه يمثل دستور الاحتلال ومصالح الوصوليين النفعيين .. كما أنّه يمكن أن يقف في طريق تحقيق حزم الإصلاحات ومطالب الشعب العراقي .

***

ـ الوجوه الموجودة في المناصب الحكومية السياسية او البرلمانية .. كلها فاقدة المصداقية ولاتصلح لأي منصب ، ولاتستحق أن تكون موجودة على الساحة العراقية إذا ماطُبِقَت الإصلاحات وتحققت مطالب الشعب ، حتى لو كان البعض القليل جدا من تلك الوجوه قد فضح بعض مايحصل من فساد وتجاوزات ، لأنّ هذا البعض لو كان نزيهاً فعلاً لرفض تسلم رواتب خرافية لايستحقها .. ولكان اكتفى بتسلم راتب معقول وتنازل عن الباقي ، لأنّ هذا مايفعله النزيه والمبدأي الذي يحترم نفسه ويحترم الشعب ومشاعره ، ويستحق أن يكون موجودا في المرحلة المقبلة إن تحققت الإصلاحات التي يصبو اليها الشعب .

***

ـ فساد البرلمان .. متى يحين موعد وضعه في حزم الإصلاح ؟
البرلمان يحتاج الى ترشيق أيضا ، فسمنتُهُ آذت الشعب ، وأثقلت ميزانية البلد .

***

ـ ينبغي للتغيير أن يشمل منظومة فساد كاملة وواسعة وبلااستثناءات .
وفي حال إقالة مسؤول بسبب فساد ، ينبغي محاسبته قانونياً أيضا .
الإقالة بلامحاسبة بمثابة إطلاق سراح جانٍ بلاحساب ، أي معاملته معاملة البريء .
***

ـ المواطن سلطة .. ينبغي لهذا أن يكون في مقدمة شعارات التظاهرات ، وبإيمان وإصرار عميقين من المتظاهرين حتى يواصلوا الطريق ويستمروا بالضغط بلاتوقف .
***

بالعامي الفصيح
ـ ثمة أناس يخرجون في تظاهرات شعبية تحت ضغط الحر وأشعة الشمس اللاهبة ، وثمة أناس يجلسون وراء شاشات حاسباتهم متنعمين ببرودة أجهزة التكييف ، يسخرون في فيس بوك وعبر منشوراتهم وتعليقاتهم من أشكال او مظاهر المتظاهرين المنشورة صورهم هناك ، يعيبون على هذه شكلها او مظهرها وعلى ذاك هيئته ووقفته !! (عرب وين طنبورة وين .. ناس يشعرون بنقص ومايكَدرون يعيشون بلا انتقاد جارح ونميمة ) ؟!!
هؤلاء الذين لايعجبونكم أفضل منكم أيها الساخرون ، لأنهم خرجوا الى التظاهرات لتثبيت مواقفهم من أجل التغيير ومن غير أن يخافوا السلطة  .. وليس مثلكم أنتم تضربون على أزرار الكيبورد بتفاهاتكم التي تبين مدى سطحيتكم وجهلكم وانعزالكم عن حياة النضال والكرامة . أكرمونا بسكوتكم .


11
المنبر الحر / دولة عبود !
« في: 20:48 11/08/2015  »
دولة عبود !

ـ أسماء محمد مصطفى

يتداول بعض العراقيين نكتة مفادها ( أنّ عبوداً تطوع في الجيش العراقي . وفي ساحة التدريب سأله الضابط عن سبب وجوده هناك ، أجابه عبود بأنه جاء للدفاع عن وطنه . فعلق الضابط متسائلا : عفية بالسبع ، زين عبود إذا إجاك العدو شتسويله ؟ أجاب : سيدي أحط طلقة براسه وأقتله . أطراه الضابط قائلا : عفية يابطل ، زين عبود إذا أجوك خمسة وأنت عندك بس خمس طلقات ، شتسوي ؟ قال : سيدي أرميهم صلي وأقتلهم . قال الضابط : عبود أنت صدك بطل ابن بطل .. زين إذا إجوك عشرة شتسوي ؟ أجاب : سيدي أشمر رمانة وأقتلهم قتل . قال : عبود عاشت ايدك يابطل .. زين إذا إجوك خمسة وعشرين واحد شتسوي ؟ أجاب : سيدي أرمي رمانتين وأقتل عشرين ، وأرمي خمسة صلي . قال الضابط : عبود أنت شجاعتك ماتوصَف . زين وإذا إجوك سبعين واحد وأربع دبابات وطيارتين شتسوي ؟ قال : سيدي أحط طلقة براسي وأنعل هيج جيش مابي بس عبود )..
عبود الآن ، موظف او كاسب بسيط يعمل تحت أشعة الشمس الحارقة ، ومثقل بأعباء الحياة المعاشية الصعبة والغلاء ، وجيبه يترنح بين أسعار الغذاء وأجور الكهرباء وقوائمها الوطنية وغير الوطنية وقوائم الماء وبدلات الإيجار وأجور تعليم أولاده ومتطلباتهم وأجور علاجه وعلاج أفراد عائلته في رحلتهم مع جملة من الأمراض التي تعود الى أسباب كثيرة تتعلق بالتلوث البيئي والغذاء غير الصحي والقهر والحرمان والكبت والانسحاق المتوارث جيلا بعد جيل .
عبود ، فقد من عائلته وأصدقائه الكثيرين في الحروب والانفجارات والاغتيالات والاختطافات والتهجيرات والأمراض الطائفية ، بعضهم غادر البلد هربا من اليأس او التهديدات ، وبعضهم ابتلي بالأمراض المستعصية او المكلفة في علاجها .
عبود فقد أيضا من صحته وسنوات حياته الكثير في الحروب والحصارات ودوامات الفقر والقلق والركض وراء لقمة العيش إذ عمل موظفا او عاملاً بأجر او عتالاً او صاحب (جنبر) حتى احترقت بشرته كما شأن أحلامه ، وماعاد له مايكفي من الوقت ليلتقط أنفاسه .. او يحلم بالمزيد ..
عبود ، اعتاد الذهاب الى عمله عبر شوارع مثقلة بالزحام ومفخخة بالعبوات ، وهو يعمل في ظل ظروف عمل صعبة لاسيما في الصيف حيث يموت حراً حين تنقطع الكهرباء ، وحتى حين تتوفر الكهرباء ولايتوفر له سوى مروحة تجذب له هواء ً حاراً يفقده المقدرة على التركيز والتفكير .
عبود اليوم ، رزقه البسيط يلاحقه أكثر من أربعين حراميا ممن غادروا جرار كهرمانة .. لأنّه وعلى مايعتقد سبب أزمة البلاد المالية !! وكأنه هو من باع نفط البلد وحوله الى أرصدة في بنوك الخارج ، او كأنّه هو من عمل مشاريع ومقاولات وهمية وسرق المال العام .
عبود الذي تعرض للسرقة مرات ومرات من أولي الأمر ، امتعض حين زادوا من الاستقطاع التقاعدي حتى قبل أن يزيد راتبه ، فزيادة الاستقطاع التقاعدي كانت مرتبطة بزيادة الراتب ، لكن عبود لم يتسلم الزيادة ومع ذلك دفع للدولة الاستقطاع ..
عبود المحاصَر في كل شيء ، فقد أعصابه مرة أخرى ، حين لاحقته الدولة بزيادة ضريبية على راتبه ، فارضة الضرائب على السلع والخدمات بشكل أو آخر، حتى شعر أنّ حياته قد تفرَض عليها ضرائب دعماً للموازنة العامة !!
عبود ، تذمر حين سمع تصريحات بعض أعضاء البرلمان .. هذا نائب يطالب باستقطاع نسبة معينة من راتب عبود تحت باب "الإدخار الإجباري" ، وتلك نائبة تطالب باستقطاع نسبة أخرى من راتب عبود سداً لعجز الميزانية .
عبود ، الذي لايهتم المسؤولون بحقوقه وواجباتهم نحوه أدرك أنّ التقشف فرض عليه وحده وأنّ راتبه هو منقذ خزينة البلد ، وإلاّ لماذا يُستهدَف ، كأنّه هو المسؤول عن إفلاس الخزينة ، وليس المسؤولون والبرلمانيون الذين يتمتعون بالرواتب الفاحشة والامتيازات ويعدّون عبئاً على الدولة والميزانية والشعب حتى باتوا يشكلون حلقة زائدة تثقل الموازنة العامة في ظل الفساد ، وفي خضم سيل الخراب الذي بلغ الزبى .
عبود صبر كثيراً على الظالمين الجشعين واستهتارهم بحريته وإنسانيته وحقه في الحياة ، لكنه خاف أن يفقد عقله او يضطر لإطلاق رصاصة على رأسه ، في ظل واقع يفرض عليه أن يدفع من كرامته وجيبه المزيد  ليتنعم الفاسدون بخيرات بلده ، بينما هو مهدد بفقدان مسكنه وحياته . ولأنّ المسألة عنده ليست مسألة محاصرة رزق وإهمال خدمات فقط ، بل مساس بحياة وكرامة وحريات وخيارات ، ركض على غير هدى باحثاً عن منفذ لخلاص وتفكير بماعليه أن يفعل ،  حتى وجد نفسه في ساحة كهرمانة ، حيث طرأت في ذهنه فكرتان ، الأولى أن يسكن مجاناً في إحدى الجرار الأربعين التي خرج منها اللصوص مسبقاً وتوزعوا بين العراق ، والثانية أن يكسر الجرار تخلصاً من رمز اللصوصية كبداية ، لكن عبود وجد الجرار قد سرقت هي الأخرى وكهرمانة تصب الزيت في الشارع ..
على الزيت سار عبود ، الى ساحة التحرير .. وهناك ، حيث نصب الحرية ، رفع لافتة خطّ عليها : (دولة مابيها بس عبود ، خل عبود يحكمها) ..



12
المنبر الحر / أفكار في سطور
« في: 16:18 08/08/2015  »
أفكار في سطور

ـ أسماء محمد مصطفى


ـ " الحكومة ضد الحكومة "..
هذا العنوان العراقي بامتياز ، يذكرنا بعنوان فيلم " كرامر ضد كرامر " ، الحاصل على الأوسكار .. مع فارق القضية فيه عن تلك التي يدور حولها فيلم الواقع العراقي ..
يبدو أنّ هناك تنافسا محليا غير مكشوف عنه مع هذا الفيلم لنيل الأوسكار ، ولكن في السينما السياسية ..!
خطر في بالنا ذلك ونحن نلاحظ تندر العراقيين على "تأييد الحكومة للتظاهرات " ، ومن تعليقاتهم أنّ الحكومة ضد الحكومة ..
يُذكر أيضا أنّ هناك سلسلة من الأفلام تعرض خلال أيام الجمع  ، تقوم على كلمة ضد ، منها : السياسيون ضد السياسيين ، المسؤولون ضد المسؤولين ،  الرؤساء ضد الرؤساء .. الوزراء ضد الوزراء .. الأحزاب ضد الأحزاب ، الكذابون ضد الكذابين ، السرّاق ضد السرّاق .. وهلم جرا .. أهم شيء أن يكون الشعب راضياً وممتناً ، فكل العراق ، شعبا وحكومة وأحزابا ، في ساحة التحرير كل يوم جمعة ..

***

ـ من المهم أن تستهدف التظاهرات كل أنواع الفساد الذي ينخر في البلد .. وأن يكون شعارها ضرورة احترام إنسانية المواطن وحقوقه وعدم الاستخفاف به او محاولة خداعه والالتفاف على مطالبه المشروعة .

***

ـ الى مَن يقول إن لاجدوى من خروج مواطنين للتظاهر ، فلاشيء سيتغير بوجود الفاسدين المتشبثين بكراسيهم ، نقول كلاماً سبق أن قلناه ، وهو :
إنّ خروج المواطن في تظاهرات سلمية يطالب فيها بحقوقه في الحياة والكرامة والحرية يجسد مسألة اعتبارية مهمة بنظرنا وهو إن المواطن يجب أن يبدأ بتعويد الحكومة على إنه يمكن أن يكون سلطة ، لأنّ اعتياد الحكومات صمته هو الذي يدفع بها الى الطغيان والتمادي في إهماله وعدم احترام حقوقه .
إنّ الجهر بالمطالبات المشروعة ينبغي له أن يكون نهج الإنسان العراقي من غير أن يخاف ، فالخوف هو عدوه الأول ، والزمن الآن مؤهل ليكون بيد الإنسان وليطالِب باحترام حقوقه مثلما يؤدي واجباته .
نحن هنا لانطالب بتظاهرات عنيفة تستخدم فيها الحجارة والأسلحة وقد تؤدي الى إثارة الفتن ، فالفوضى لاتخدم الشعب ولا البلد ، بل تترك المجال مفتوحاً للانتهازيين والمتسلقين الذين قد يفكرون بأنهم قادرون على الضحك على عقول البسطاء والاستخفاف بهم واستغلالهم لتنفيذ أجنداتهم تحت شعارات جوفاء لاتسمن ولاتشفي من جوع .
لذا نتمنى أن تستمر المطالبات السلمية والمشروعة من غير استسلام للتعب وطول الانتظار ، فلابد أن يثقب الصوت مَن به صمم ، لأن تحسن الحال يبدأ بخطوة على الطريق الى المطالبة بتعويد الحكومات على إن صوت المواطن العراقي يجب أن يُحترَم .
فلتتعود الحكومات على إن زمن الشياطين الخُرس قد ولى . وهاهو وقت الاختبار الحقيقي للحكومة الحالية لتثبت أنها عراقية مائة بالمائة وتخاف على بلدها وشعبها .

***

بالعامي الفصيح ..
حار العراقي وياكم .. أنتم البعض ..
مايخرج بمظاهرات تكَولون شعب نايم مايتظاهر مثل الشعب المصري ..
يطلع مظاهرات تكَولون .. شنو فائدة المظاهرات .. كل شي مايتغير .. ليش ماطلع مظاهرات بوقت الحكومة السابقة .. ليش الآن بالذات ؟!!
حار العراقي وحار زمانه وياكم ... علما إنه خرج في مظاهرات بوقت الحكومة السابقة لكنها قُمعَت ..


13


عن .. قصص الحبّ التي لاتُعد .. !!


أسماء محمد مصطفى

و .. كان أن أحببتُ آلاف المرات ، وبعددها افترقت ..
شهدت جغرافيات روحي آلاف الخطوات القافزة بجموح نحو شعاعات الحلم الجميل ، وبعددها خطوات تائهة بإتجاه مسارات العتمة ..
ملايين النبضات شكلت موسيقا صخبٍ أخذني الى أقاصي الدهشة الاولى حيث البدايات المستنسخة ، وبعددها نبضات جنائزية شيعت رفات روحي الى النهايات المستعادة ..
حتى أصبحت لي قصص حبّ لاتعد .. لم يعنني انتهاء كل منها سوى أنّه يمهد طريقي الى قصة لاحقة ، لم تبطئ الحياة في سردها لي عند ضفة يلقي بي اليها عصف ريح الوداع في كل مرة ، حيث قوارب الذكريات وهي تغيب في قلب الأفق المتكسر في مرايا دموعي تنعطف بإتجاه ضفتي ، كإنّها تخشى تركها عارية إلاّ من كساء عزلتي ، الى تلك القوارب قفزت أحلامي التي لم تمنعها الخيبات من السباحة في نهر الليل الطويل .
هناك على ضفة الفراق كان لقائي كل مرة بحبٍّ جديد ، الى أن أمست لي بتقادم السنوات قصص حبّ لاتعد ، حتى أنني لم أملّ او أكفّ عن الحب آلاف المرات ، بل أنني سأحبُّ آلاف المرات المقبلة ، بالقلب نفسه والروح ذاتها ، وبشعور البدايات جامحة السعادة وخيبة النهايات متكررة التعاسة ، وباندفاع المغامرة وإغراء المحاولة ، ففي كل مرة أحببت ، كنت أنت حبيبي .. وفي كل مرة مقبلة ستكون أنت ..




14
عن القراءة ، والجمال الذي لايشيخ

ـ أسماء محمد مصطفى

فتاة من الجيل الجديد ، تهتم بماكياجها ومظهرها والموضة وهاتفها الجوال والأنترنت  والترفيه فقط ، انتقدت زوجين شابين يهتمان بالقراءة ولديهما مكتبة في البيت ويعملان في مجال بيع الكتب متصورة أنّ حياتهما مجرد قراءة وكتب فقط قائلة إنّ حياة كهذه تكون مملة وخالية من الترفيه .
لاشك أنّ في حياة هذين الزوجين أموراً أخرى غير الكتب ، فإهتمامهما بالقراءة والمكتبات لايعني أنهما لايهتمان بالأمور الأخرى كالترفيه والتجديد ، ذلك أنّ الحياة على وتيرة واحدة وبلاتنوع يمكن أن تخلق الرتابة في النفس ، ولكن تلك الفتاة تجهل مايمكن أن تغيره الكتب في حياتها إن هي فكرت في تصفح كتاب ، لتدرك كم  من الجمال والترفيه يكمنان في تلك الكنوز الورقية  . ذكرني رأيها بموضوع قصير جدا قرأته في طفولتي ، عن فتاة كان كلّ همها  أن تكون ملكة جمال ، ولكنها بعد أن قرأت الكتب واكتشفت جماليات الحياة التي تحملها بين أغلفتها  وثقفت نفسها وأنارت عقلها بالأفكار العميقة ، قالت إنها لم تعد مهتمة بأن تكون أجمل الجميلات في العالم .
الجيل الجديد ، معظمه لايقرأ الكتب خارج المناهج الدراسية ، وإن قرأ فمصادر قراءاته شبكات التواصل الاجتماعي ، والأمور التي يقرأها ، لاندعي بأنّها لاتنفع ، وإنما أحيانا كثيرة هي عبارة عن أفكار سريعة ، تتعلق بأمور سطحية اومكررة او مخطوءة أيضا ، ولغتها غير دقيقة ومليئة بالأخطاء ، ولاتدعو للتأمل والتفكير ، بينما القراءة في كتاب تفتح الذهن وتعمل على توسعة الأفق بما توفره  من مجال خصب للتخيل والتأمل والاستنتاج في ظل الهدوء والخلوة اللتين تتطلبهما ، فضلا عن أنها قراءة لاتستوجب السرعة والعجلة ، مايمنح القارئ مجالاً ليفكر ويحلل ويتوصل الى قناعات ونتائج معينة .
ومثلما القراءة تزيد من المعلومات بمايجعل القارئ يمتلك قاعدة معرفية تجعله أكثر ثقة بنفسه حين يجالس المثقفين ويستمع اليهم ويشترك معهم بحواراتهم ، فلايشعر بأنّه أقل منهم ، فإنّها ـ أي القراءة ـ تحسن من اللغة ، وتطور ملكة الكلام لدى صاحبها ، إذ تكسبه مفردات جديدة وتصبح كلماته أجمل وأثرى وأدق وبذلك يتمكن من إيصال أفكاره بسلاسة .
القراءة ، تفتح بوابة لعالم واسع الجمال ، لايمكن أن يدرك الإنسان مايحمله من دهشة إلاّ إذا تشجع ودخل اليه بلا دعوة ومن غير أن يطرق البوابة ، فهي مفتوحة على الدوام لمن يود زيارة هذا العالم ليكون جزءاً منه وليس ضيفاً .
ففي هذا العالم القرائي ، نتاجات عقول وقلوب ، فيها ماتشاء الفتاة من مواد تجميل ولكن للعقل والروح ، وهي بذلك مواد لاتحمل المعنى الحرفي للماكياج ، وإن كنت اعتقد بأنّ الماكياج ليس لتجميل القبح وإنما إبراز الجمال وزيادة إشراقته ، كذلك التجميل الذي تقدمه الكتب يتجاوز الجمال المادي الى الروحي الذي هو أشمل وأغزر بتأثيره وأكثر خلوداً ، فجمال الروح والعقل لاتهدده التجاعيد التي تغزو الوجوه ، والكلام يعني الرجال كما النساء .
في هذا العالم القرائي ترفيه أيضا ، فثمة كتب تسعدك وأنت تقرأها ، ولاتود أن تتركها بل تعود لقراءتها مجدداً ، وإن كنت صاحب مخيلة فإنك ستحول الكلمات التي تقرأها الى صور فنية ومشاهد سينمائية في ذهنك ، وذلك يشعرك بأنك تشاهد لوحة فنية او فيلما جميلاً .
في هذا العالم القرائي لاوجود للضجر ، فأنت مع كل عبارة تقرأها في كتاب ، وبتنقلك من كتاب الى آخر ، تجد أفكاراً جديدة تنساب الى  رأسك  ، وصوراً متجددة تتشكل في ذهنك ، و مشاعرَ  متنوعة تنثال على قلبك ، وهذا يناقض الجمود والروتين ، وبذلك يمتلئ وقتك وذهنك بمالايسمح للملل بالمكوث عندك . فبالقراءة لن يكون يومك مثل أمسك ، ولاغدك مثل يومك ، مع هذه الرحلات المستمرة والمحطات غير المتكررة والقطارات المختلفة الكثيرة التي تستقلها في سفراتك القرائية الى أعماق الجمال الذي لايشيخ .




صفحات: [1]