سيدة النجاة والحكومة العراقية
يتساءل بعض العراقيين ييراءة تصل حد السذاجة احيانا عن رجال السياسة في العراق ومدى وطنيتهم ونزاهتهم وعن كفائتهم السياسية وبعدهم عن التبعية والطائفية البغيضة . وقد يتحول التساؤل الى المقارنة بين هؤلاء السياسيين ومن منهم صادق في ادعائه الوطنية وحب العراق ترى هل هو المالكي أم علاوي أم الجعفري أم الهاشمي أم بعضهم أم كلهم ؟ ومن منهم تابع لايران مثلا وهل هو المالكي أم الجعفري أم الصدر أم الجلبي أم بعضهم أم كلهم ؟
وقد يتساءل المسيحيون العراقيون بشكل خاص عن السياسي الأصدق والأكفأ في الوقوف الى جانبهم والدفاع عنهم حين تشتد الخطوب عليهم وهم لا حول ولا قوة لهم في وطنهم رغم كونهم أبناء الوطن الأصليين وأصحابه .
والجواب على كل هذه التساؤلات وغيرها يأتي مع الأسف متأخرا وبعد تجارب أقل ما يقال عنها أنها مريرة .
حين وقعت المجزرة الرهيبة في كنيـسة سـيدة النـجاة ببغداد يوم الأحد الدامي 31 تشرين الأول الماضي طلع علينا وزير الدفاع في حكومة المالكي ليبشـرنا بأن قواته قد حررت كافة الرهائن وقتلت الارهابيين في عمليـة ناجحة " ت
ستحق أن تدرس في جميع الأكاديميات العسـكرية " !!( هكذا قال الوزير ). وحين هدأت العاصفة المشؤومة بانت الحقيقة المرة واتضح أن عملية نحرير الرهائن كانت فاشلة بامتياز حيث أن نصف الرهائن قد استشهدوا والنصف الآخر قد جرحوا أما قوات وزير الدفاع فلم تقتل غرابا واحدا لأن الارهابيين القتلة انتحروا بتفجير أنفسهم بالأحزمة الناسفة وسط الرهائن العزل الأبرياء بدون أي سبب سوى الايمان الكاذب لهؤلاء القتلة المحسوبين على البـشر بأنهم بهذا الفعل سوف يذهبون الى جنتهم السـوداء كقلوبهم ليمارسوا الجنـس مع اثنتين وسـبعين حورية !!
وفي يوم الثلاثاء المصادف 2 تشرين الثاني أي بعد يومين فقط من هذه الجريمة البـشعة إقترف المجرمون جريمة أخرى في أنحاء متفرقة من بغداد راح ضحيتها العشرات من الأبرياء معظمهم من إخواننا الشـيعة.
ورغم أن كلتا العمليتين قد حصلتا ضد عراقيين أبرياء ولا تفصل بينهما سوى 48 ساعـة فقط الا أننا نلاحظ أن السـيد نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي لم يكن له أي رد فعل عن جريمة الكنيسـة سوى استنكار خجول بينما قام لفوره بزبارة جرحى جريمة يوم الثلاثاء في المستـشفيات بل وأعلن الحداد العام في العراق على أرواح ضحابا جريمة يوم الثلاثاء فقط دون أي ذكر لشـهداء كنيسة سـيدة النـجاة.
أن رئيس الحكومة بصفته القائد العام للقوات المسـلحة ووزيري الدفاع والداخلية يتحملون جزءا من المسؤولية الأخلاقية والقانونية عن حصول هذه الجريمة لكونهم مقصرين في حماية كنيسة آمنة في قلب العاصمة كما أن أزدواجية التصرف لدى رئـيس الحكومة اتجاه هاتين الجريمتبن والتصريحات الغير مسـؤولة لوزير الدفاع تجيب على تساؤلات العراقيين بشكل عام والمسيحيين منهم يشكل خاص حول نزاهة وكفاءة السـياسيين العراقيين وتضع النقاط على الكثير من الحروف لكي نتمكن من قراءة المشـهد السـياسي في العراق اليوم .