ابرشية مار أدي الكلدانية في كندا، والأمل ... إن وجد
زيد غازي ميشو
zaidmisho@gmail.com
جمعني لقاء بأحد الكهنة الطيبيين قبل أيام، فنصحني بالكمال قبل الأنتقاد، مذكراً أياي بالجملة الرائعة من الكتاب المقدس وهي: لا تدينوا كي لا تدانوا.
وقبل ذلك كان لي حديث مع كاهن آخر يريد أن يقنعني بأن لا علاقىة لي في إدارة الكنيسة، كون بانتقادي يسيء لها، وجوابي المعتاد: لا تقل بأني انتقد الكنيسة، فالكنيسة أكبر من كل نقد، وانا انتقد الممارسات البشرية الخاطئة في الكنيسة، ومن يسيء للكنيسة ليس انتقادي، بل فعل الخطأ من قبل الكاهن او الشماس او العلمانيين.
ولأني إبن كنيستي وتهمني اكثر من اي شيء آخر، أرى نفعاُ بعرض بعض الأمور في ابرشيتنا، ولن اخسر اكثر مما خسرت لو اغضبت الآلهة.
عندما وصلت كندا منتصف 2003، وجدت في مدينتي وندزور اشخاص مهتمين ونشطين جداً في الكنيسة، في الوقت التي كانت كل الرعايا الكلدانية الآخرى في كندا شبه ميتة.
وبهمة الراعي والمتصرف في الكنيسة حينذاك، لحقت كنيستنا بالأخريات فأصبحت شبه ميتة هي الآخرى. فهربت الخيرة ولم يعودوا، ومن لم يهرب فقد جمّد، ورغم وجود كاهن جديد، نشط ومثابر ويعمل بجد من اجل لم شمل الرعية المبعثرة، إلا انه لم يرجع منهم سوى قلة قليلة.
وبحكم علاقاتي المتعددة في الكنائس، عرفت بأن ابرشية مار ادي معذبة قبل تأسيسها بسنوات، بسبب ما مرت به من سلبيات كثيرة لبعض الكهنة، وفي كل كنيسة يوجد تكتلات ومشاكل ومبعدين ومهمشين وهاربين، وافضل شريحة للأكليروس للأسف الشديد هم الصامتين.
كان هناك اسقف دون كرسي كوزير بلا وزارة وهو، المطران المرحوم حنا زورا، مثله مثل اي كاهن رعية، لذا خدم كهنة الأبرشية وكأنهم زعماء او شيوخ عشائر في رعاياهم، حيث لا رأس فوق رؤوسهم، وبات كل منهم قائداً اوحد، وكان ذلك سبباً كافياً لقطع اي علاقة طيبة مبنية على روح المحبة والتواضع بين الكهنة، كونهم اساقفة في كنائسهم. وبعد ان نصب المطران زوراً بعد اربعة عشر سنة من وجوده في تورنتو اسقفاً للأبرشية، لم يكن له سلطة على الكهنة كونهم تعودوا على عدم الطاعة.
وعندما احيل على التقاعد، تعامل معه كاهنين بأسلوب مهين ومؤلم، واحدثوا في كنيسة الراعي الصالج بلبلة وانشقاق ما زالت تبعاتهما وآثارهما السلبية لغاية هذا اليوم.
وعندما تسلم المطران عمانوئيل شليطا مهام الأسقفية في ابرشية مار ادي، خافظ على احترام الاسقف المتقاعد، واعاد اعتباره في جنازه عندما انتقل إلى الحياة الأخرى.
بالحقيقة لم تكن مهمة المطران شليطا معبدة وسلسة، بل مليئة بالأشواك التي زرعها قسماً من كهنة الأبرشية، مستثنيا من كلامي الكهنة الجدد الذين التحقوا للأبرشية من استراليا ونيوزيلاند وساندييغو خلال السنوات القليلة الماضية ومعهم الكاهن الشاب ضياء، ولأن الأسقف الجديد لم يكن لديه خبرة ادارية وهو في هذه الدرجة، تغلغل البعض وشرعوا بشن حملة من التسقيطات والتشويهات ضد كل من لم بخدم مسيرتهم السلبية، مع بعض العلمانيين المتمرسين في النفاق والتملق، فطالني من الشعر بيت وكذلك الصالون الثقافي الكلداني الذي يحلم الكهنة الذين اقصدهم بأن يقدموا للفكر ربع الذي يقدمه الصالون، فكان نصيب الصالون بهمة اهل النميمة الطرد ومنع ممارسة نشاطاته الثقافية في قاعة الكنيسة، فحضي الصالون بالعناية الربانية، لذا فتحت الكنيسة المارونية ابوابها لهم، ولقي نواة الصالون ترحيباً واحتراماً بالغين.
ورغم ذلك ما تزال اعين نواة الصالون مصوبة إلى الكنيسة، فوضعت امامهم شروط قاسية ومذلة لعودتهم، والله الغني.
ولأن شروط العودة تحجم حرية الرأي، لذا قدمت استقالتي من نواة الصالون منذ اشهر، مذللا امامي كل العقبات التي هي تحت مسمى (شروط)، محافظاً بذلك على اروع ما وهبني اياه الله وهو الحرية.
شخصياً لا اعتبر المطران الجليل عمانويل شليطا موفقاُ في تصحيح مسيرة ابرشيته، كونه تسنم الكرسي مع تركة ثقيلة جداً، مشاكل في كل كنيسة تقريباً، ولا يمكن ان تحل إلى بأبعاد كاهنين عن الأبرشية ليعم الهدوء، وقد تحدث مصالحة فعلية بين الكهنة من بعدها، ولن احدد اسم الكاهنين في الوقت الحالي وليس بالضرورة ان يكونا في الخدمة، بل قد يكون احدهما متقاعداً.
بعد قرار تعيين المطران شليطا للخدمة في ساندييغو، اعتقد جازماً بأنه سعيداً جداً، كونه سيرتاح من ابرشية كندا وبلاويها، وللحال بدأت النبوءات حول من سيخلفه، فأشاع البعض بأن الكاهن الفلاني وهو من كندا مرشح، فأجبتهم: هل فقدتم تثقتكم بالسينهودس او بالروح القدس إلى هذه الدرجة العظيمة!؟
يبقى السؤال مطروحاً دون جواب، من سيكون الأسقف الثالث لأبرشية مار ادي الرسول الكلدانية في كندا؟
جوابي: اي كان، إن كان من اختيار الروح القدس، المهم ان يكون اسقفاً لنا وليس علينا
قرضة حسنة
تمنيات مرسلة إلى ساندييفو أضعها أمام انظار السينهودس الكاثوليكي الكلداني المبارك
اعطيناكم اسقفاً .... اعطونا اسقفاً