إمرأة في وطن ووطن في إمرأة ...
خلدون جاويد " ثلاثة أقواس لإمرأة القزح ... رفعتها لمسلة إمرأة في وطن ووطن في إمرأة .. في ذكرى أيام الشباب حيث بغداد وجسورها وناسها وآمالها وآلامها .. وكتبتها بمداد الدمع لا الحبر و بعد 32 عاما من فراق المليكة ـ ...... ـ ووداع بغداد التي لافكاك من الحنين المؤرِّق الى صورها الظالمة الحسن . "
" لستُ أنساك َ وقد أغريـْـتني "...
خلدون جاويد
" إستئذاناً من الشاعر ابراهيم ناجي ، وإهداءا ً الى التي لقـّـنـَتني بيتا من الشعر لايُعرف قائلهُ : لعلّ الموتَ يُنسينا ... بغير الموت لاننسى ! ... " .
" لستُ أنساكَ وقد أغريـْتـَني "
وببغداد الهوى طوّقتـَني
وطني غادر مُذ ْ غادرتني
فلمن بالعشق قد وشوشتني
" بفم ٍ عذب المناداة رقيق ْ "
لستُ أنساكَ وهل يُنسى وطـَنْ
بابل المهد وبغداد الكفنْ
وغزال الكرخ لن أنساه لنْ
أعشق الحزن أنا أهوى الشجنْ
مُنـْيـَتي بالحُبّ لو متّ ُ غريق ْ
لستُ أنساك وهل يُنسى الهلالْ
ودم الحناء في كعب " غزال ْ "
وكما فيروز قالت في ابتهالْ
" اكتب اسمي ياحبيبي في الرمالْ "
" واسمك الغالي على الحور العتيقْ "
لستُ أنسى وطنا ً أنت شذاهْ
وطنا سافر للمنفى وتاهْ
آه ِ من نار جنوني بك آهْ
أنا ظام ٍ ، إسقني جمرَ الشفاهْ
واجمع الثغرين لو شبّ حريقْ !
لست أنساك " ببغداد الأزلْ "
وردة ً ترفل ُ جذلى بالأملْ
حلما ضاع وذكرى لم تزلْ
تكتوي شوقا ً لعينيك القـُـبلْ
" أين من عينيّ ذيّاك البريق ْ"
رمشك السيف الذي يسبي سَبيْ
هو من يُفدى باُمي وأبي
إنحنى ظهري وشُـلـّـت رُكـَبي
أنا ما بي علة ٌ بل أنتَ بيْ
بك من غيبوبتي لن أستفيقْ
صرتَ خلف الكون طيفا وخيالْ
وردة ً هيهات في حُلـْم ٍ تـُنالْ
كنتَ في الزوراء نجمَ الكرنفالْ
صرت في المنفى رمادا ً ورمالْ
خنجرا صرت فكن جُرْحا ًعميقْ
ويدا ً ما انتشلتْ يوما ً غريقْ !
لست أنساكَ وإن أنكرتـَني
"عندكمْ روحي وعندي بدني"
وطني فيكمْ ، ومنكمْ وطني
خلـّـِني أروي ورودَ السوسن ِ
من دمي أسقي ومن دمعي اُريقْ
أطبق الليلُ ، وقد ضاعَ الطريق ْ.
7/6/2011
صورة " سيدتي الجميلة " ...
" عندما فوجئت بصورتك في موقع ما ، ذهلت لجمال وجهك ولكن تذكرت فجأة قصيدة المسلول للشاعر بشارة الخوري الذي أستأذنته ـ خجـِـلا من عظمته ـ بإستعارة بعض المقوّسات والبناء عليها قصيدة لي بل قلادة حب خالدة مهداة لك وحدك ، لجمالك الشاهق ."
"سلماي إنك أنت قاتلتي" !
بالنور والنيران ، حارقتي
وبرمشك المسلول جارحتي
وبسيفك المسموم سيدتي
أجري دما مهدا الى لحد ِ
" فجميل جسمك مدفني الأبدي"
" وطويل شعرك صار لي كفناً "
ماكان لي دارا ً ولا وطنا ً
ماكان لاعشاً ولا غـُصُناً
أو خصلة ً قد لامستْ بدَناً
كيما اُكفـّن عشقي َ الأبدي
" كفن الشباب ذوى وكان ندي"
" سلمى اطفئي الأنوار وافتتحي "
شبّاك أحزاني على فرح ِ
شفتاك ياقوسي وياقزحي
لم ترحما بسُلافة ٍ قدحي
لم تفتحا للطائر الغرد
"هذي الكوى لنسائم ٍ جددِ"
"ودعي شعاع الشمس يضحك لي"
من فجر بغداد الشذى الأزلي
من بابلٍ وجنائن الغزل ِ
من نينوى من كعبة القبلِ
من مقلتيك ودجْلـَتـَيْ بلدي
" فشعاعها برد على كبدي"
"ودعي أريج الزهر يُنعشني"
وتأملي الأسقام في بدني
ضعفي ركاكة قامتي وهَـني
لاتحرمي قتلاك ِ واحتضني
جسدي ولو بالنعش واللّـحـِدِ
"وهديل طير الأيكة الغرد"
" أنا ، إن قضيت هوى ، فلا طلعتْ "
في الليل أقمارٌ ولابزغتْ
في الفجر نجماتٌ . لقد قـُتلـَتْ !
مؤودتي رجْماً وماسُؤلـَتْ
لمَ لمْ تـُـجـِدْ بضيا ً؟... الى الأبد ِ
" شمس الضحى بعدي على أحد "
سلماي أنت عروسة البلد ِ
فرح الصباح وعطر مغربـِهِ
لو مُتّ ُ من عشق ٍ لمتّ ُ بهِ
مافي الوجود حبيبتي شبَهي
حنـّي عليّ تلفتي انتبهي
مجنون ليلى مثلي لن تجدي
والموت كوني ... لتأخذي بيدي !
*******
ـ ملاحظة توكيدية : كل ماهو مقوّس فهو للشاعر بشارة الخوري .
20/6/2011
قصيدة غزلية لم اُمزقـْها ! ...
خلدون جاويد
ثلاثون عاما غبتـُهنّ ولا أزالْ
عليلـَـكِ بل مجنونَ حُبّـِكِ يا "ابتهالْ"
ببغداد من ذكراك جنحُ حمامة ٍ
تحلّقُ بيْ فوق الجسور ، مع الخيالْ
ببغداد من عينيك نجمٌ اُحبّهُ
ينادي على موتي : لأيامِنا تعال ْ
وشيخوختي انهدّت وعيني تهاطـَـلـَتْ
ولم يبق دمعٌ كي يُراق وكي يُسالْ
وعدّتُ كما الأطلال في الريح حانيا ً
ولي جسدٌ مالتْ موازينه فمال ْ
وأفجعُ ماقدْ هدّني منك ِ جفوة ٌ
وصمتٌ ونكرانٌ لحبيَ واغتيالْ
وربّ ظلام ٍ لفـّنا ذاتَ ليلة ٍ
يساوي ملايين النهارات والليالْ
وربّ فرات ٍ فوق كفـّـكِ سكـّـرٌ
على شفتي والروح مني ، غدا رمالْ
وربّ احتضان ٍ منك ِ للآن ساحري
ورب عناق عطره العذب لايزال
ثلاثون عاما والغزال بخاطري
وهل في وسيع الكون صنوٌ له غزالْ
وكل جنان الورد في الأرض والسما
تصلي لطيف ٍمنك ِ ياربة الجمالْ
طليق ٌ أنا لكنّ وجهك آسري
وقلبيَ في سجن ٍ وروحيَ في اعتقالْ
لكفـّـيك اُحني هامتي مثـّـلي بها
فسفك دم الهيمان في حبكم حلالْ
هو الموت في شرع الهُيام ولادة ٌ
وأسمى وجود ٍ في الغرام هو الزوالْ
ومامثل روحي في هواك ِ كليمة ٌ
ولاقصتي مرت على عاشق ٍ مُحالْ
قرأت خطابي دمعة ً بعد دمعة ٍ
لصمّاءَ لاتقوى على سمع مايقالْ
نثرت بصحراء الحنين رسائلي
فلا زاجلٌ قد مرّ يوما ً ولاجـِمالْ
اُحبك ِ إي والله حبا ً يذلني
وبيْ من جنون الحب مسٌ ،بيَ اختلالْ
فلو كنتِ لي سما ً ذعافا ً شربتـُهُ
ولو كنتِ لي موتا ً شدَدْت ُ لكِ الرحالْ .
*******
18/6/2011
ـ " إبتهالْ" إسم مستعار لا بل هو مصطلح صوفي !.