عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - نزار حنا الديراني

صفحات: [1]
1
االأخ أخيقر مع التحية
فعلا كل هذه التواريخ غير حقيقية فلا يوجد في اللوحات المسمارية ولو لوحة واحدة تذكر تاريخ ممارسة هذا النشاط . والكتابة وجدت في بلادنا بحدود عام 3500 ق م أي بحدود 5370 سنة فعلى ماذا استند اذن ؟ كما أن تسميته برأس السنة الآشورية فهي الأخرى غير صحيحة كون المركز كان مدينة بابل ومعبد
 مردوخ ، وكانت كل التجمعات السسكانية من أقصى الجنوب الى أقصى الشمال ( أورهي وحران و... )  تشارك به . للأسف هذه التسميات تعمل وإن كانت بدون قصد على تمزيق الشعب الواحد فلماذا هذا الأصرار على التاريخ والتسمية ( الآشورية ، الكلدانية ) ؟؟؟ مما تفقد المناسبة رونقتها وتعكس صورة مشوهة للآخرين ... تحية

4
المنتدى الثقافي الاسترالي العربي


المؤتمر الدولي الثاني

يسرنا دعوتكم للمشاركة في المؤتمر الدولي الثاني الذي يعقده المنتدى الثقافي الاسترالي العربي
بعنوان (الإنفتاح على الذات وعلى الآخر / قراءة في سمات اللحظة البشريّة القادمة )
في جامعة غربي سدني/ ليفربول+ منصّة زووم بتاريخ ايلول (سبتمبر) ٢٠٢٣ من أجل :
- تنمية الوعي عند الانسان وخاصة الانسان المهاجر
- دعوة الى تقبل ثقافة الآخر في مجتمع متعدد الثقافات
- دعوة الى الاندماج بثقافة الوطن الحاضن دون الذوبان فيها
- فتح نافذة على مستقبل البشرية
ويتضمن المؤتمر المحاور التالية:
١- الانفتاح على الذات         ٢- الانفتاح على الآخر
٣-  تقبل الآخر وعملية الاندماج      ٤- نظرة على مستقبل البشريّة
شروط المشاركة في المؤتمر:
⁃  أن يرسل الباحث ( بدرجة استاذ ) ملخصًا لبحثه مع الكلمات الرئيسة، لا يتعدّى ٧٠٠ كلمة ، مرفقًا بسيرته الذاتية وصورة فوتوغرافية رسمية في مدّة زمنية اقصاها ١٥ نيسان/ ابريل
⁃  أن لا يتعدى البحث ٣٥٠٠ كلمة، وأن تكتب على برنامج وورد (word) بنط 14 times new Romans
⁃  أن يرسل البحث كاملًا في مدّة زمنية أقصاها ١٥ تموز/ July
وترسل البحوث ومختصراتها على العناوين الالكترونية التالية مجتمعة :
Amiraissa1000@gmail.com      أ.د . اميرة عيسى
R.Barnouti @gmail.com          د. رمزي البرنوطي
Lomadanazar@yahoo.com      الاديب نزار حنا الديراني
مع التحية




المنسقة العامة للمؤتمر
مؤسسة ورئيسة المنتدى الثقافي الاسترالي العربي
أ. د. أميرة عيسى


6
الى / حكومتي المركز والأقليم مع التحية
           م/ المخاطبات والمعاملات


لا ندري أي نظام يطبق في العراق أن كان فدرالياً فماذا تعني الفدرالية في فلسفة الحكومتين؟ وإن كان مركزياً فماذا تعني المركزية ؟ ففي الوقت الذي نعيش في زمن الانترنيت والفضائيات نرى إن المعاملة ما بين بغداد والأقليم تتأخر ربما سنة وضحية ذلك هم بالدرجة الأولى من أبناء شعبنا الذين تم طردهم وترحيلهم في السبعينات من قراهم من قبل النظام السابق ، وبقت دوائر نفوسهم في محافظة دهوك وربما البعض الآخر أربيل . فإذا كان لأحدهم معاملة في بغداد كبيع بيته أو ... ستطالبه دوائر بغداد بصحة صدور أوراقه الثبوتية (جنسية ، هوية أحوال مدنية) وستصر دوائر بغداد أن تكون من خلال البريد وليس باليد ، وهذا يعني ربما سيصل جواب صحة الصدور بعد سنة وربما لا يصل لذا عليه أن يدفع ما لا يقل عن الف دولار كرشوة لحل هذه الاشكالية وان كان الموضوع متعلق ببيع بيت أو قطع أرض عليه استحصال موافقة الأوقاف ايضا وعن طريق البريد حصرا وهذا يعني تعقيد الأمور أكثر أو زيادة الدفع ، ربما يكون الحل أخف من خلال حصوله على البطاقة الموحدة ، والغريب في الأمر حتى هذه البطاقة سوف لا تحسم بأقل من ستة أشهر ، فمنذ شهر حزيران قدمت الى استبدال هوية الاحوال المدنية وشهادة الجنسية الى البطاقة الموحدة من دائرة (باتيل – دهوك )  ولحد يومنا هذا ، تقول دائرة الاحوال المدنية ربما ستتأخر استلام البطاقة بعد شهر أو أكثر هذا يعني المسافة بين بغداد ودهوك لا يقل عن ستة أشهر .. فهل يعقل هذا ، والذي يقدم الى السفارة العراقية في الخارج الى طلب صحة صدور لبطاقته أو أجازة سوقه فأقرأ عليها الفاتحة ، قبل سنتين ونصف قدم ابني الى صحة صدور اجازة سوقه من زاخو ولحد الآن لم تصل وسوف لا تصل ... فمن حقنا كشعب نسأل حكومتنا هل يعقل هذا ؟ وعلى أي نظام تشتغلون ؟ هل يكفي صراعكم على توزيع الحصص لنقول الحمد لله لنا حكومة رشيدة؟

نزار حنا الديراني 

7
زميلي العزيز مع التحية
أشاطرك على اعتدالك وتشخيص الخطر وأضيف مشكلتنا ، لا نجتمع ونتحاور بهدوء ، دائما كلٌ يعتبر رأيه مقددس ولا يقبل التفاهم والنقاش بل يريد من الآخرين قبول رأيه والعمل به وأحياناً نذهب الى نظرية التخوين والمآمرة للآخر ... تحياتي 

8
صديقي العزيز لك مني كل التحية
أشاطرك الرأي فيما تريد الوصول اليه كون الموجودين في الداخل يعيشون تحت ضغط النظام السياسي والاحزاب الكبيرة المتصارعة على الكراسي ولا يشكلون رقم مؤثر في العملية السياسية , فيما يخص الموجودين في الخارج لا زلنا نفتقر الى مؤسسات ومنظمات فاعلة تستطيع لم شملنا وخاصة لحد الان لم نستطع وضع الشعب ومصير الامة فوق التسمية بمعنى آخر لا زلنا نؤمن بأن التسمية هي فوق مصير شعبنا فبدلاً من أن نتصارع على تقديم الأفضل وجمع شملنا للتظاهر ضد التجاوزات للفت أنظار حكومات المهاجر ترانا نرهق كاهلنا بصراع التسمية ... لك مني جزيل الشكر لما تصبو اليه 

9
العزيز الاستاذ شوكت الجزيل الاحترام
قد يعجز قلمي للتعبير عن فيض محبتك وضم صوتك الى صوتي ما يؤسفني أكثر هو صمت أحزابنا وكنائسنا عن هذه التجاوزات وكأنها لا تعنيهم امر ديرابون في الوقت الذي يتابعون تجاوزات قرية أخرى أقل بكثير من تجاوزات قريتنا والأغرب من ذلك أرسل لي شخص (مسؤول) في المنطقة لا أعرف اسمه لانه ارسل التسجيل الصوتي من قبل زميل لي وهو يقول بانه أخذ موافقة الكنيسة بتخصيص قطعة ارض لحرق النفايات وكأن الكنيسة أو .... هي دائرة البيئة تقوم بدراسة الموضوع وتحليل الدخان او .... تحياتي

10
العزيزين وليد حنا وجان يلدا الجزيلا الاحترام
شكراً لمروركما وبصمتكما الجميلة ... نعم هناك تجاوزات ومطالبات برفع هذه التجاوزات ولكن كل شئ ما زال كما هو لذا علينا أن نكثف من كتاباتنا ومطالباتنا ، فتحية لكما

11
معالي رئيس الأقليم ورئيس مجلس الوزراء في أقليم كوردستان الجزيلا الأحترام
السيد محافظ دهوك وقائمقام زاخو الجزيلا الأحترام
م/ التجاوزات والنفايات في قرية ديرابون

منذ سنة 2006 وليومنا لا تزال الأمور تسير من سيئ الى أسوأ في قرية ديرابون رغم الطلبات المقدمة الى حكومة الأقليم والتقارير العديدة المنشورة في الصحف ففيما يخص :
1-   التجاوزات : حيث تضاعف عدد المتجاوزين على أراضي القرية رغم الطلبات المقدمة تكرارا الى حكومة الأقليم ورئيس الأقليم والبرلمان ومحافظ دهوك  مباشرة وبتواقيع أهل القرية أو من خلال الأحزاب وكان آخرها الطلب المقدم بواسطة غبطة البطريك لويس ساكو حول التجاوزات وأعلمني غبطته بأن حكومة الأقليم وعدته برفع التجاوزات عن قرية ديرابون ولكن كانت النتيجة بمضاعفة العدد للمتجاوزين على القرية . علما قمنا بتقديم طلب الى وزير الزراعة عام 2008 أو 2009 والذي أوعز في حينها الى مدير زراعة دهوك باعادة وتوزيع الأراضي الزراعية الى سكان ألقرية الأصليين (القادمين من بغداد) إلا أن السيد مدير الزراعة رفض ذلك ولا تزال الكثير من الأراضي مسجلة ومستغلة من قبل متجاوزين يعيشون في المهجر وأهل القرية الساكنين في القرية محرومين من سند تسجيل لأراضي قريتهم .
2-   النفايات : منذ 2008 أو قبل ذلك كانت القرية المكان الذي يجمع فيه النفايات (السكرابات الحديدية من مخلفات الحرب والكبريت) من أجل بيعها الى تركيا وفي حينها تم اشعار المسؤولين بخطورة ذلك على أبناء القرية من خلال تسربها من خلال الامطار الى ماء الشرب . وتم انهاء ذلك ولكن ها هم اليوم يعودون لجمع نفايات القضاء في القرية وحرقها رغم وجود العديد من الاماكن في الجبال الخالية من السكان لطمرها هناك بدلاً من حرقها ، إلا أن الجهات المعنية في القضاء تغض الطرف عنها وهذا يعني تورطها .
فإن كانت العديد من الطلبات المقدمة من قبل أهالي القرية مباشرة أو من خلال المسؤولين الى كل الجهات من رأس الهرم الى أصغر نقطة لا تفعل شيئاً إلى أين علينا أن نشتكي ؟ وهل يستطيع المختار المعين من قبل السلطة لا بالانتخابات (اسوة بكل المختارين) أن يحرك ساكناً وهو أصغر موظف في السلطة ، أليس من حقنا أن نقول في كوردستان العراق لا توجد حكومة والتي تعني تقديم الخدمات ورفع الغبن عن المواطنين ؟ وإلا كيف لنا أن نقول لنا حكومة وهي لا تقبل أو لا تستطيع رفع الغبن عن هذه القرية والقرى الأخرى وعلى مدى 15 سنة أو أكثر إلا إن كانت الحكومة تعني المناصب لا غيرها ؟
ربما البعض سيقول لأن أهل القرية تركوا قريتهم وسنقول في عام 2008 عاد أهل القرية (180عائلة) الى قريتهم وبسبب هذه التجاوزات وعدم السماح لأهل القرية بأيجاد فرص عمل من خلال بناء دكاكين أو مشاريع صغيرة لهم كون الشارع العام وأغلب أراضي القرية قد أعطتها الحكومة الى الاخوة الايزيديين المتجاوزين كيف يستطيع أهل القرية البقاء هناك فمن مجموع 180 عائلة أو أكثر لم يبقى إلا 60-70 عائلة مقابل ما يزيد عن 700 عائلة متجاوزة ...
وطالما كل هذه الطلبات والتقارير لم تفعل شيئاً والحكومة المركزية غائبة عن المشهد فالكرة الآن في مرمانا نحن الذين في الخارج (وخاصة في كندا وحيث هناك المئات من أهل القرية ) للكتابة والتظاهر أمام الحكومات للضغط على حكومة الأقليم لرفع الغبن عن أهل القرية  .

نزار حنا يوسف
من سكنة القرية والذي يعيش في المهجر   

12
مسابقة في القصة القصيرة

يعلن المنتدى الثقافي الاسترالي العربي عن اطلاق مسابقته في القصة القصيرة لسنة ٢٠٢٢ - ٢٠٢٣، داخل أستراليا للفئات العمريّة للمتسابقين:
فئة المراهقين: من ١٠- ١٨ سنة ، كل الفئات العمرية ما فوق ١٨ سنة
* أهداف المسابقة:
- تنشيط جو الأدب العربي والانكليزي في أستراليا
- اكتشاف المواهب وتشجيعها على الإبداع، في استراليا
- تشجيع الجيل الثاني من المهاجرين العرب للابداع الادبي باللغة العربية او الانكليزية، في استراليا.
- خلق مناخ من التبادل الفكري والثقافي بين الجالية العربية وسائر الجاليات في أستراليا
...............
* شروط المسابقة:
   - الموضوع: غير محدّد
   ⁃   تُقبل المشاركات باللغتين العربية او الانكليزية ( من داخل أستراليا حصرا)
- أن لا تكون الاقصوصة منشورة لا ورقيّا ولا رقميًا
- أن يكون عدد كلماتها بين ٥٠٠-٧٠٠ كلمة
- أن لا تُنشر على صفحة المنتدى قبل ظهور النتائج
- ان يكتب المتسابق الفئة العمرية التي ينتمي اليها وعنوانه ورقم هاتفه.
- أن تُرسل المشاركة بشكل حصري،  word  وليس pdf على الثلاث عناوين الالكترونية التالية في نفس الوقت وذلك للتأكد من الاستلام والدقة في احصاء المسابقات.
Amiraissa1000@gmail.com
               lomadanazar@yahoo.com
              Saleemdina1@gmail.com
* المدة الزمنية:
نبدأ بتسلم المشاركات من
15/10/ 2022 until 30/12/2022
 تُعلن النتائج في
25/2/2023
..............
* الجوائز المالية رمزية،مبلغ 1200$ استرالي يوزع على الشكل التالي:
٣٠٠$  للفائز الاول باللغة العربية فئة المراهقين
٣٠٠$  للفائز الاول باللغة الانكليزية فئة المراهقين
٣٠٠$  للفائز الاول باللغة العربية فئة ما فوق ١٨ سنة
٣٠٠$  للفائز الاول باللغة الانكليزية، فئة ما فوق ١٨ سنة
*طباعة جميع الاقاصيص المميزة في كتاب يوزع على المشاركين والمشاركات، وكذلك على الثانويات في أستراليا.
.* اللجنة الاكاديمية:
……………………….
باقة من الأدباء والأكاديميين، الروائيين والقاصّين والشعراء، تجمعت في لجنة التحكيم لمسابقة المنتدى الثقافي الاسترالي العربي، سنورد نبذة قصيرة عن سيرهم الذاتية مع كل الشكر لوجودهم المتألق معنا:
١- د. نجمة حبيب، سدني، أستاذة الأدب العربي والنقد الأدبي في جامعة سدني/ استراليا
قاصّة، روائية وناقدة أدبية صدر لها العديد من المطبوعات.
٢- أ.د. أميرة عيسى، سدني، أستاذة الأدب الفرنسي والنقد الأدبي في الجامعة اللبنانية، صدر لها مطبوعات في النقد الأدبي والشعر. حائزة على السعفة الأكاديمية برتبة فارس من الدولة الفرنسية.
٣- الروائية والقاصّة دينا سليم، بريزبن/ استراليا، صحفية، صدر لها العديد من المطبوعات.
٤- أ. د. هبة مهتدي، جولد كوست/ أستراليا، قاصّة، صدر لها عدّة مطبوعات
٥- الاستاذة نوال سامي/ سدني، استاذة اللغة العربية في جامعة غربي سدني
٦- الاديبة د. لبنى هيكل، سدني، صدر لها مطبوعات باللغة الانكليزية
٧- المربية والقاصّة نهى فرنسيس، سدني
٨- الاديبة غادة مجذوب، سدني، صدر لها طيور مغادرة، ديوان جماعي
٩- الاديبة كيلدا عيد، سدني، صدر لها طيور مغادرة، ديوان جماعي.
لجنة التنسيق:
…………………
١- أ.د. عماد شبلاق/ سدني
٢- د. سحر صومعي/ سدني
٣- الناشط الاجتماعي الاستاذ أمير سالم/ سدني
٤- المهندس علي حمود/ سدني
٥- الاديب نزار ديراني/ملبورن
٦- السيدة زهراء مهدي/ سدني
٧- الشاعر محمد ديراني/ سدني
……………
* يتمنى المنتدى الثقافي الاسترالي العربي لكل المتسابقات والمتسابقين حظًا سعيدًا.
 

13
فاعلية الايقاع في المجموعة الشعرية ( ܒܕ ܚܕܪܢ – سأدور ) للشاعر كريم أينا
نزار حنا الديراني
يعد الإيقاع عنصرًا أساسيًّا وجوهريًا في قصائد المجموعة الشعرية (ܒܕ ܚܕܪܢ – سأدور ) للشاعر السرياني كريم أينا الصادرة من المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية – 2021 والمتضمنة 55 قصيدة شعرية ، وهي موجهة للفتيان. حيث حاول الشاعر في مجموعته هذه استثمار الايقاع في القصيدة معتمداً على ايحاءات الايقاع في صياغة تشكيله الفني والمتكئ على التقفية الداخلية والخارجية في القصيدة وطرح صور شعرية بسيطة مستلة من واقعه اليومي وتراثه السلس كي تكون قصيدته سهلة وسلسة يتقبلها المتلقي من فئات عمرية شبابية ،  ما دفع شاعرنا للجوء الى هذه الاساليب والانماط من اجل خلق أجواء ايقاعية تتولد من النسيج الداخلي  والتي تتلائم مع هذا النوع من الشعر  وحيث الايقاع هو الذي يتكرر في القصيدة ويتكيف معه وكما في قصيدته (ܫܒܼܗܪܢܝܬܐ – متكبرة ) :
ܡܐ ܟܚܵܙܝܵܬܝ ܠܵܗܿ ܪܘܼܚܵܟܼܝ
ܠܝܬܸܢ ܚܕܐ ܒܫܘܦܪܘܼܬܲܟܼܝ؟
ܫܘܿܦܪܘܼܬܟܼܝ ܒܕ ܐ̄ܙܠܐ
ܒܕ ܦܵܝܫܐ ܒܣ ܕܪܘܼܚܐ
ܡܐ ܟܚܵܙܝܲܬܝ ܠܗܿ ܪܘܼܚܵܟܼܝ؟
القصيدة موزونة على البحر الاسوني (ست حركات) والايقاع مبني ايضا على توازي الحركات فالبيت الاول مثلا يتضمن خمس  حركات زقافا (آ) وهكذا في تكراره المفردة ( ܪܘܼܚܵܟܼܝ ؛ ܫܘܦܪܵܟܼܝ ) بايقاعها وهو يقوم بإنشاء من هذا التّوالي نواة نغميّة ومن تردّدها يتولّد الإيقاع . بمعنى ان الايقاع هو وحدة النغمة التي تتكرر على نحو ما في الكلام أو البيت فضلا عن الوزن الخارجي (6 حركة) على مدار القصيدة حيث يتحقق الإيقاع للنص الشعري عبر مستويين :
خارجي ويتمثل في دراسة الوزن والقافية ، وداخلي يتمثل في دراسة التوازي والتكرار بأنواعهما.
وظف الشاعر حواسه في بناء صوره، فتجمعت صوره بنمط حسّي صوري من خلال توظيفه لأشكال سمعية تمثلت في حكايات تراثية تؤدي وظيفة تراسل الحواس و تبادل مدركاتها وكما في قصيدته (ܬܪܝܢ ܝܘܢ̈ܐ – حمامتان ) :
ܬܪܝܢ ܝܵܘܢܹ̈ܐ ܓܘ ܚܕ ܩܸܢܐ
ܐ̄ܚܹܐܪܢܐ ܟܐܡܸܪ ܬܐ ܐܚܹܐܪܢܐ
ܚܲܒܼܪܝ ܚܵܬܘܟܼ ܟܒܵܥܸܢܗܿ
ܟܪܲܚܡܵܠܝܼ ܘܟܪܲܚܡܸܢܗܿ
ܝܐ ܚܲܢܝܼ ܒܸܪܕܬܐ ܕܢܵܢܝܼ
ܥܨܘܪܝܼ ܡܓܘܒܢ̄ܬܐ ܕܢܝܼܣܵܢܹܐ
ܕܐܟܼܠܝܼ ܐ̄ܡܝܼܪܹ̈ܐ ܘܫܘܠܛܵܢܹ̈ܐ
قصيدة موزونة على الوزن السباعي (الأفرامي) نجد ان ايقاع القصيدة يأتي من خلال تكراره لوحدات نغمية (ܐ̄ܚܹܐܪܢܐ ܟܐܡܸܪ ܬܐ ܐܚܹܐܪܢܐ ، ܟܪܲܚܡܵܠܝܼ ܘܟܪܲܚܡܸܢܗܿ ،،،) أو ايقاع حركية (ܝܵܘܢܹ̈ܐ ، ܢܝܼܣܵܢܹܐ ،ܫܘܠܛܵܢܹ̈ܐ / ܟܒܵܥܸܢܗܿ ، ܟܪܲܚܡܸܢܗ،....) هذه القصيدة وظفت الحكاية الشعرية الموروثة لتكون سهلة الحفظ والتقبل لهذه الشريحة التي سمعت كثيرا هذه الحكاية في العديد من قرانا .
هذه البنى الإيقاعيّة هي التي مكنت الشّاعر كريم أينا من خلق إيقاعه الدّاخليّ، كي يخصب قصيدته بالمداخلة بين هذا الإيقاع والإيقاع الخارجي وبين مستويات أخرى أكثر اتصالًا بمكونات النّصّ كاللّغة والصّورة الشعرية والبناء العام.
لما للمفردة والوزن والقافية من حضور ذاتيّ تفرزها جسدها الصوتيّ الذي يتدفق في عروق القصّيدة ليشكل مع العناصر الأخرى البناء الشّعريّ الذي شكّلته أحاسيس الشّاعر وأبرزته عواطفه لتخلق فاعلية وتناغمًا بين الشّاعر والمتلقي .
إلا أن الشاعر في أغلب قصائده اختار الدعامات المختلفة مما يجعل الايقاع ثقيلا في البدء إلى أن يتمرن عليها القارئ ، فلو اختار الأوزان الأحادية الدعامة أو دعامتان أو أكثر متشابهتان ( 4 حركة ، 5 حركة ، 3+3 (6) حركة ، 4+4 (8) حركة، 5+5 (10) حركة، 4+4+4 حركة ، 7 حركة ( 3+4 على مدار القصيدة - كل أبيات القصيدة  - ) لكان الايقاع أكثر سلاسة .
قصائده هي بمثابة خطاب لشريحة الفتيان والشاعر يعرف جيدا ما يدور في ذهن هذه الشريحة وخصوصا محور الحب ، لذا ركز الشاعر على هذا المحور بصور عاطفية بسيطة تنسجم ومستوى هذه الشريحة كما في قصيدته (ܫܩܘܠܝ ܟܠܝ – خذني كليا ) :
ܫܩܘܠܝ ܡܢ ܕܡܝܼ ܚܲܕ ܢܵܘܐ
ܘܗܲܒܼܠܝܼ ܢܘܛܸܦܬܐ ܕܡܲܝܐ
ܗܘܹܝ ܥܠܵܝܬܐ ܘܐܵܢܐ ܚܬܵܝܐ
ܒܸܪܩܐ ܕܥܵܝܢܵܟܼܝ ܒܸܠܗܵܝܐ
نجد صوره بسيطة خالية من التوظيفات لتكون سهلة ومنسجمة مع المتلقي كي تدغدغ مشاعره لأنه يعي جيداْ مستوى هذه الشريحة التي لا تستطيع تحمل الغموض الناتج من توظيفه للرموز والأساطير والصور التركيبية .
وبهذا استطاع الشّاعر أن يقدم لقارئه أو سامعه شعرًا عاطفيًّا وجدانيًّا سلسلًا  كونه يعي أنّ الدّخول إلى عالم المتلقي يكون من خلال صقل قصيدته بالخصائص المعنويّة والفنّيّة بما تؤهله لجذب انتباهه، وفي الوقت نفسه، يعلم جيدًا أنّ عملية الذّائقة تختلف من شخص لآخر وحسب ثقافة المتلقي.. لذا توجّه الى القصّيدة الغنائيّة التي تمتاز بالجمع بين القطبين، قطب الأدراكية الحسية المباشرة وقطب ذاتيّة الشّعور والفكر…  ومن هنا يأتي أهمية الإيقاع في قصائد الشّاعر .
كما خاطب قرائه من خلال القرية ( ܬܣܩܘܦܐ ؛ ܐܠܩܘܫ ؛ ܒܟܼܕܝܕܐ ؛ ܒܪܛܠܹܐ ؛ ܟܪܡܠܝܫ ؛ ܥܢܟܘܐ ) وكما في قصيدته (ܬܣܩܘܦܐ – تلسقف) :
   ܬܸܣܩܘܼܦܐ ܐܬܹܐܠܗܿ ܒܚܸܠܡܝܼ
   ܚܕ ܦܸܨܐ ܡܬܸܡܪܹܐ ܗܸܢܕܝܼ
   ܟܝܵܗܒܼܐ ܫܠܵܡܐ ܬܐ ܥܠܡܐ
وهكذا في قصيدته (ܐܠܩܘܫ – القوش)
ܐܠܩܘܫ ܡܐ ܡܵܬܐ ܒܪܝܟܼܬܐ
ܡܠܝܼܬܐ ܪܸܢܝܵܐ ܘܬܲܚܡܵܢܬܐ
ܪܲܚܡܘܼܬܵܗܿ ܫܬܸܪܠܗܿ ܠܢܝܢܘܹܐ
نجد هناك سلاسة وبساطة في البيت الشعري يؤهل الطريق أمام القارئ من شريحة الفتيان للرغبة في حفظها وخصوصا حين تكون قريته .
من هنا يأتي أهمية اختياره لمواضيعه ( الحب ، القرية ، الايمان ...) حيث يشدد في خطابه على أهمية زرع البذرة الوطنية والايمانية لدى هذه الشريحة من خلال حثهم الالتصاق بأرضهم وكنيستهم والحفاظ على تراثهم .
ختاما أقول :
 جاء اهمية الإيقاع في الشّعر لدى الشّاعر كريم اينا لما للمفردة من حضور ذاتيّ تفرزها جسدها الصوتيّ الذي يتدفق في عروق القصّيدة ليشكّل مع العناصر الاخرى ، البناء الشّعري الذي شكّلته أحاسيس الشّاعر وأبرزته عواطفه لتخلق فاعلية وتناغما بين الشّاعر والمتلقي ، ومن خلال ايقاع القصّيدة يعطي الشّاعر للمتلقي إحساسا كي يسحبه الى دائرته ...
على أمل أن يزداد عطاءه في هذا الحقل والتوجه الى الأوزان من ذوات الدعامات المتساوية والتي ستوفر له مساحة ايقاعية أكبر ، وأن يستثمر تجربته في الشعر العربي وخاصة ان الشاعر كريم أينا له باع طويل في كتابة قصيدة النثر العربية لكتابة قصائد على شاكلتها في السريانية وأنا على ثقة من قدرته ، متمنيا له الموفقية .





14
جمالية المتخيل الميثولوجي في مجموعة (هو الذي رأى) للشاعر بطرس نباتي
نزار حنا الديراني
نقصد بـجمالية المتخيل الميثولوجي ، انعكاسات الحدث الميثولوجي في نفسية الشاعر من حيث العمق ، والإمتداد، والكثافة والإيحاء؛ وتقوم مخيلة الشاعر بعكسه بصورة جديدة موازية لتلك الميثولوجيا ، متكئاً على ما تبثه الأساطير من رؤىً ودلالات تدفع بالقصيدة باتجاه الحداثة . ونظراً لما تنطوي عليه ميثولوجيا بلاد النهرين من إيحاءات ودلالات إنسانية وترابط وظيفي لبناء القصيدة يأتي النص الشعري على شكل نظام رمزي قادر على الإيحاء والتأويل، و من ثم كشف الأنا الآخر وإدانتها أو تمجيدها من خلال أنا الشاعر .
شكلت الأسطورة عنصرا مهما في بنية الخطاب الشعري المعاصر، فحين يريد الشاعر استدعاء التاريخ يقوم في استحضار الميثلوجيا في المشهد الشعري وتناصها مع النص الشعري الذي تقوم مخيلته بانتاجه ، وذلك لقدرة الاسطورة في توسيع أفاق المخيلة عن طريق التخيل... كونها رؤية متنامية متشعبة في بنية الزمان والمكان .
وهذا ما فعله الشاعر بطرس نباتي في قصائد مجموعته الشعرية السريانية والمعنونة ( ܗܘ ܕܚܙܐܠܗ – هو الذي رأى ) الصادرة من المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية 2020 .
فقد استطاع من خلال العنوان أن يخضع نسيجه النصي إلى حبكة ميثولوجية تتابعت فيها ألاحداث بدءً من ولادة حضارته وحتى تشرده في أصقاع المعمورة، الشاعر في مجموعة هذه جمع بين طياتها السرد والشعر. حيث جاءت نصوصه من خلال تفاعل السردي والشعري وكان السردي هو الطاغي . وجاء العنوان بمثابة مفتاح تأويلي ينهض بفضاء الـنَّص وتـشكيل بؤرتــه الدلالية، حيث يستحضر الشاعر ميثولوجيا حضارته من خلال استحضاره لبطلها كلكامش بصورة مباشرة وهذا يدلُّ على عمق وجود هذه الميثولوجيا التاريخي في نفسية الشاعر وتفاعلها واتصالها بذاته الشاعرة كاشفا من خلالها نزعة الانسان الداخلية وهي تتأجج في أعماقه نحو الماضي، والمجهول .
هذا العنوان هو تناص لعنوان قصيدته الاولى ( ܐܢܐ ܕܚܙܐܠܝ ،،، ܟܠ ܡܕܡ – أنا الذي رأى كل شئ ) وهو نص جميل موازٍ للمتن الشعري، تنهض في كثير من الأحيان الرؤيـا الشعرية من خلاله حيث يوحي لحاضنة المنطق الفلسفي والميثولوجي والتاريخي للمساحة التي يحتلها هذا المفهوم في تجربة الشاعر وفاعلية العلاقة الكونية بينه وبين مصيره ومصير شعبه ومدنه وتراثه وتاريخه.
يفتتح الشاعر  قصيدته بتناص مع سيرة البطل الاسطوري كلكامش ومن ثم يتجسد ويتقمط ابناء شعبه وهو يهاجر بطرق ملتوية تؤدي به الى تركيا وحيث جامع آيا صوفيا التي تعكس أمجاد حضارته وتتناص مع أسوار وجداريات بلاد النهرين بحثا عن الخلود (الأمان والاستقرار) ولكن لا في وطنه بل على العكس من كلكامش في بلاد المهجر ، حيث يقول في قصيدته هذه:
ܗܘ ܕܚܙܸܩܠܹܗ
ܠܐܬܪܘܬܐ ،،، ܠܐ ܝܼܕܝܼܥܹ̈ܐ
ܗܘ ܕܚܙܹܐܠܹܗ ،،، ܟܠ ܡܕܸܡ
ܗܘ ܡܢ ܥܘܡܩܐ ܕܝܲܡܡܹ̈ܐ
ܒܐܘܪܚܐ ܐܪܝܟܼܬܐ
ܡܠܝܼܬܐ ܙܕܘܥܬܐ
ܪܚܫܠܹܗ ،،، ܘܠܐ ܙܕܥܠܹܗ
الذي سافر الى
أوطانٍ مجهولة
الذي رأى كل شئ
الذي من أعماق البحار
في طريق طويل
مرعب
سار ... ولم يخف
 نجد الشاعر يستحضر في قصيدته هذه ميثلوجيا ملحمة كلكامش ليتناص على بطلها الذي سار لمسافات بعيدة مرعبة بحثا عن الخلود هكذا يسير شعبه وهو يتحدى المخاطر ...
لقد استطاع الشاعر السرياني بطرس نباتي أن ينطلق موازيا للبنية الميثولوجية في قصيدته هذه وهو يعيد تركيبها في شكل آخر يشع منها ضوء جديد لترتدي شكل جديد و مغزى جديد، نابعين من الرؤية الفنية للشاعر، تلك الرؤية التي اعتمدت على الواقع المرير الذي عاناه شعبه وهو حاملاً مهده وقماطه متجها نحو المجهول في طرق وعرة وبحار متلاطمة الأمواج وهو يدفع فاتورة تلو أخرى ويدلو بشهادته للتاريخ قائلاً :
ܐܠܐ ܐܢܐ ܕܚܙܐܠܝܼ ܐܕܝܘܡ
ܬܚܘܬ ܓܘܕܵܢܹ̈ܐ ܘܫܘܼܪܵܢܹ̈ܐ ܪܵܡܹܐ ܕܬܫܥܝܼܬܐ
ܟܹܐܒܼ̈ܐ ܩܲܫܝܹ̈ܐ ܘܡܲܪܝܼܪܹ̈ܐ
ܘܥܘܡܪܵܢܹ̈ܐ ܘܡܕܝܼܢܵܬܐ ܬܠܝܼܚܹ̈ܐ
ܐܢܐ ܐܕܝܘܡ ،،،
ܬܚܘܬ ܫܘܼܪܵܢ̈ܐ ܘܓܘܕܵܢܹ̈ܐ
ܕܐܵܝܐ ܨܘܦܝܐ
ܘܬܲܪܵܥܢܹ̈ܐ ܣܲܓܝܼ ܪܡ̈ܐ
ܕܡܢ ܩܵܝܣܐ ܘܦܪܙܠܐ
ܚܙܐܠܝܼ ܘܫܡܥܠܝܼ ܟܠ ܡܕܡ
ولكن أنا الذي رأى اليوم
تحت الحياطين والاسوار العالية للتاريخ
أوجاع قاسية ومريرة
كنائس ومدن مهدمة
انا اليوم ...
من تحت أسوار وحياطين
آيا صوفيا
 وأبواب شامخة
من الخشب والحديد
رأيت وسمعت كل شئ
ويختم قصيدته هذه بتناص ثلاثي ( كلكامش – آيا صوفيا – شعبه) .
فيما مضى نجد تفاعل الحدث مع جوهر الرؤيا لإستقطاب المردود الفني ، والذي ينبني عليه المتخيل الميثولوجي من حيث، العمق ، والإمتداد، والكثافة والإيحاء؛ متكئاً على ما تبثه ملحمة كلكامش من رؤىً ودلالات في تعميق المغزى وإنتاج دلالات إنسانية زاوجها مع ما ترمز اليه معالم آيا صوفيا - في اسطنبول - إستعملها الشّاعر لإيصال فكرته إلى القارئ.
الشاعر يستمد مكونات قصيدته من بنية التفكير الميثولوجي لملحمة كلكامش، وحيث يتداخل  هذيانه الشعري بامتداد الأسطورة معرفيا و زمنيا وهو يقف على أطلال وانعكاسات جامع آيا صوفيا، فحينما تداخل الهذيان مع الحلم والايحاءات الميثلوجية، ولد لديه نص متكئ على لغة شعرية مشحونة بالمآسي، ويشكل الحلم له مفتاحا للرؤية الشعرية،لينطلق الى أفق أكثر رحابة في بنية الفضاء المكاني و الزماني.
وفي قصيدته ( ܐܝܼܡܢ ܕܥܪܠܝܼ ܡܢ ܦܘܡܐ ܕܢܲܗ̈ܪܘܵܬܐ ܐܠܵܗܵܝܹ̈ܐ -حين عدت من فم الانهار الالهية ) ، يستحضر فيها أيضا تاريخه العريق والمتزاوج مع نهريه (دجلة والفرات ) ومن تزاوجهما ولدت حضارة كبيرة وكما يقول :
ܩܕܡ ܐܠܦܵܝ̈ܐ ܕܫܢܹ̈ܐ
ܐܲܒܼܝܼ ܣܵܒܼܐ
ܡܢ ܦܘܡܐ ܕܢܗ̈ܪܘܬܐ
ܨܠܐܠܗ ،،،
ܛܥܝܼܢܐ ܫܪܵܓܼܐ ،،، ܘܙܝܬܐ ،،، ܘܢܘܗܪܐ ،،،
قبل آلاف السنين
جدي المسن
من فم الانهار
نزل ...
حاملا السراج ... والزيت ... والضياء
الشاعر في نصه هذا يستدعي بعض رموز تاريخه ( اوروك ، اوتونابشتم ) منطلقا منها لسرد ما آل اليه شعبه في بلاد المهاجر .
وفي قصيدته ( ܙܡܲܪܬܐ ܒܓܘ ܒܝܪܓܡܘܢ – أغنية في متحف بيرجامون ) وحيث يتخذ من لغة السرد مادته الاولى ليشكل منها قصيدته .
في هذه القصيدة يسرد الشاعر أمجاد شعبه من خلال ما تعكسه اللوحات والجداريات البابلية الاشورية والموجودة في متحفي لوفر وبيراغمون في فرنسا، ومتحف شيكاغو ، ... ويزاوجها مع مسيرته المتعبة والمجروحة وهو يقيم علاقة بين المتناقضين ( ما قدمه شعبه للبشرية من الخير وما جناه من الاخر من الشر ) فيفتتح قصيدته بـ :
ܐܢܐ ܝܘܢ ܗܘ ܟܘܟܒܼܐ ܕܨܲܦܪܐ
ܐܝܼܡܢ ܢܦܸܩܠܹܗ ܒܗܪܝܼ
ܡܢ ܠܒܐ ܕܚܸܫܟܐ ܥܡܛܢܐ
ܠܐ ܡܨܼܐ ܠܗ ܒܲܗܪܐ ܐ̄ܚܪܢܐ
ܕܡܛܹܐ ܠܙܗܪܝܪܐ
ܘܡܫܲܠܸܛ ܥܲܠܗ
أنا هو كوكب الغد
حين أشرق ضيائي
من قلب الظلام الدامس
عجز الضوء الآخر
أن يرتقي الشعاع
ويسلط عليه
تكتنز القصيدة في بنيتها العميقة دلالات إنسانية و حضارية، استطاع الخطاب الشعري لديه أن يكشف هذه الدلالات، بأعمق حالاتها الإنسانية والوجدانية، مشيراً لتاريخه الحافل بالانجازات وهو يستحضره بدلالاته وطاقاته الإنسانية والجمالية، فمهمة القصيدة هذه تتجلى في قدرتها على تخلصها من آنيتها و فرديتها و همها الداخلي، لتصبح في المحصلة النهائية الأنا الجمعية ، وهي تشكل موقفا رؤيويا وجماليا قادراً على استحضار فضاءات كل الأمكنة والأزمنة التاريخية وهي تمتد وتتسع لتشمل بدورها أزمنة لا محدودة من الماضي و الحاضر و المستقبل والمتخيل، و المرئي، واللامرئي. كقوله :
ܐܢܐ ܝܘܢ ܗܘ ܕܟܬܒܼܠܹܝܼ
ܘܓܠܸܦܠܝܼ ܢܵܡܘܼܣܹ̈ܐ ܥܠ ܩܝܲܡ̈ܝܵܬܐ
ܘܩܢ̈ܝܐ ܩܕܝܼܫ̈ܐ ܕܒܼܝܼܩܐ ܒܐܝܼܕܝܼ
،،،،،
ܐܢܐ ܝܘܢ ܗܘ ܩܕܡܝܐ ܕܲܕܪܹܐܠܝܼ ܫܸܡܵܢܹ̈ܐ
ܘܡܬܘܪܨܠܝܼ ܠܫܵܢ̈ܐ
ܘܦܪܣܠܝ ܟܬܵܒܼ̈ܐ ܘܩܪܝܬܐ ܕܐܬܘܬܐ ،،،
أنا الذي كتب
ونحت النواميس على الجداريات
حاملاً بيدي القصب المقدس
....
انا الاول من وضع الأسماء
وصنع الألسنة
ونشر الكتب وقراءة الحروف
فالذات الشاعرة هنا تمر بسلسلة من التحولات، وهي تستقطب عناصر من المغزى الأسطوري لدلالات المكان القديم لتسقطها على انعكاسات الواقع المعاصر لديه بأبعاده الفعلية والمجازية ، ليكون بناء المكان الزماني في القصيدة بناءً فنيا موازيا ومعادلا للمكان الضائع وهو يعكس تلك الرؤيا التـي تقـدمها تجربته الأدبية على المستويين الجمالي والفكري، ويختتم قصيدته :
ܒܗܝ ܥܕܢܐ ܚܙܐܠܝܼ ،،، ܥܫܬܪ
ܢܦܸܩܠܗܿ ܡܢ ܫܠܝܘܼܬܗܿ
ܘܫܩܠܗܿ ܒܐܝܼܕܗܿ ܩܕܝܫܬܐ
ܩܝܬܪܐ ܡܢ ܒܪܬܐ ܫܘܡܝܪܝܬܐ
ܘܦܝܫܠܗܿ ܒܙܡܪܐ
ܚܕܐ ܙܡܵܪܬܐ ܩܕܡ ܟܢܫܐ ܕܒܪܠܝܼܢ
(ܥܠ ܡܲܪܙܐ ܕܢܲܗܪܐ ܣܦܪܝܼ )
ܬܡܐ ܝܬܒܼܠܝܼ ܘܒܟܼܐܠܝܼ ،،، ܐܝܡܢ ܕܸܩܠܲܬ
ܕܟܼܪܠܝܼ ،،،
في ذلك الوقت رأيت ... عشتار
خرجت من صمتها
ومسكت في يدها المقدسة
قيثارة من البنت السومرية
وبدأت تغني
أغنية أمام شعب برلين
( على شاطئ النهر انتظرت)
هناك جلست وبكيت ... حين تذكرت نهر دجلة
تمتلئ القصيدة بدلالات حضارية وإنسانية عميقة، ومهمة الخطاب الشِّعري هو الكشف عن هذه الدلالات بأسلوب سردي، بأبعادها الإنسانية والوجدانيـة، والإشارة إليها في حالات إنسانية مشابهة بمعالجة المثالوجيا ببطلتها عشتار وقيثارتها السومرية ، وتوضيح دلالاتها، وتحميلها بدلالات جديدة تتزاوج نهر دجلة ومدينة برلين الألمانية ، الشاعر في نصه هذا يُعبر عن اللحظة التَّاريخية الراهنة، وهو يحمل تفسيراً خاصاً لمعنى وجوده في أزقة برلين المصطدمة بشعوره بالذات .
إلا أن الشاعر في قصيدته ( ܐܘܪܫܢܒܝ ܘܫܘܪܢ̈ܐ ܕܐܘܪܘܟ – اورشنابي واسوار اوروك ) يسير باتجاه قصيدة السيرة الذاتية وهو يقول :
ܥܪܩܠܝܼ ܡܢ ܡܬܐ ܠܡܬܐ ܐܝܟ ܫܝܕܵܢܐ
ܢܦܝܼܠܐ ܒܥܵܠܘܠܹ̈ܐ ܠܒܘܫܝܼ ܟܒܝܼܠܐ ܒܛܝܼܢܐ
ܘܒܕܡܐ ܘܪܘܩ̈ܐ ،،،
هربت كالمجنون من قرية للأخرى
مرمياً في الأزقة وثيابي ملطخة بالطين
والدم والبصاق
قصيدة كهذه يحتل السرد مساحة كبيرة من بنيتها اسوة بقصائده ( شابة من بيت سيدوري ، رموز من الزمن الغابر ، تحت ظلال عينكاوة ، انا وألقوش،...)
فالمحور الاساسي في الكثير من قصائد مجموعته هذه هو الخطاب المباشر والذي هو من افرازات ما آل اليه شعبه وحيث مرض الهجرة قد أنهكه ، لذا يحاول الشاعر من خلال نصوصه هذه حث ابناء شعبه للالتفاف حول وطنهم ومسقط رأسهم وكما يقول في قصيدته (ܡܙܡܘܪܐ ܕܚܕ ܬܘܬܒܼܐ - من مزمور مهاجر ) يقول فيها :
    ܟܠ ܡܢ ܕܥܵܡܕ ܓܘ ܕܩܠܬ ܢܗܪܐ
ܥܠ ܐܝܕܐ ܕܚܕ ܟܗܢܐ ܡܝܩܪܐ
ܟܡܐ ܕܐܙܠ ܪܚܩܐ ܘܫܒܼܩܠܗ ܐܬܪܗ
ܒܕ ܦܐܫ ܐܬܪܗ
ܛܒܝܼܥܐ ܓܘ ܠܒܹܗ
ܗܠ ܕܢܚܸܬ ܠܩܵܒܼܪܗ
كل من يتعمد في نهر دجلة
على يد كاهن وقور
مهما ابتعد عن وطنه
ستبقى صورة وطنه في قلبه
وحتى نزوله القبر   
الشاعر يبني أواصر تساهمية بين التشرد والثبات في ارض الاجداد متكئا على تاريخه العريق ليمنح المتلقي تصورا مسبقا عن المكان والزمان من خلال الولوج إلى داخل النص السردي، ليعيش بذلك التجربة والرؤى لدى الشاعر.
وختاما نقول :
أراد الشاعر السارد في نصوصه هذه التزاوج بين الماضي والحاضر من خلال استخدامه تقنية الاسترجاع للذاكرة القصصية ، فأورد الشاعر في الكثير من مقاطع قصائد مجموعته من الأفعال التي تدل على الهروب والنزوح من عالمه وهو يحمل في ذاكرته حضارة أجداده ومعالم وطنه وحيث تتموضع وتتصاعد درجات الحدث ضمن حركة تعبيرية من خلال استخدامه لهذه الأفعال وهي ترشح آليات سردها لتفعيل نظم الحركة في بنية النص .
فالسرد لديه اقترن بالحكاية ألاسطورية. فيرى في أساطيره مرجعا أدبيا مهما في بناء قصائده بلغتها البسيطة الخالية من التزاوج .


16
الزميل بيت نهرينايا شكرا لمرورك الجميل وقراءتك للدراسة ... انت تقصد فن البورتريه تحياتي

17
اللوحة الفنية من التشكيل الجمالي الى جماليات التخيل
في معرض (فضاءات الابداع )
نزار حنا الديراني

اللوحة الفنية هي محاكات وتشكيل جمالي ينشئها خيال الفنان ليحاكي بها ذاتَه أولا والمتلقي ثانيا من خلال ترك تخييلاً تصورياً وفق الادراكات الممكنة التي تصنعها جودة التشكيل وانعكاساتها التخيلية لدى المتلقي وما انطوت عليه من ثنائيات مضادة . لذا فاللوحة الفنية جغرافيا هي وطنٌ للجمالِ والحياةِ وكما يقول الدكتور سامي عبد العال في مقال له  (الأثرُ الجمالي والفن).
في قراءتي للوحات معرض (فضاءات الابداع) يتراءى لي وكأني أمام البناء المشهدي وقصدية التعبير عن الصور المعروضة كونها عناصر عملية لتحقيق الذات كمنظومة لرؤية ذهنية جمالية داخل مساحة البناء والتلقي وأنا أنظر اليها من المنظور الشعري لا سيما فيما يتعلق بتكوين الصورة في اللوحة المرسومة كون القصيدة واللوحة الفنية وجهان لعملة واحدة وكان محقا الشاعر اليوناني سيمونيدس حين قال (ان الرسم شعر صامت والشعر تصوير ناطق ) ، مما حذا بالفنان بيكاسو ان يعتبر نفسه رساماً وشاعراً .
 حيث يبدأ الرسام كما يبدأ الشاعر بوضع (العلامات) على سطح اللوحة إلا أن الفرق هو في التنفيذ ، فالرسام يراعي موضوعة الظل والضوء وهذا ما لا يحتاجه الشاعر ولكن كلاهما يوازنا الأشكال وتوزيعُها ومعالجة الفراغات لخلق الصورة الفنية.
نظرة أولية لصور المعرض يمكن تقسيمُها الى ثلاث مجاميع :
-   مجموعة الفن البيئي كما في لوحة الفنان غسان فتوحي ، والفنانة جولي العطري ، والفنانة السورية ماري الظواهرة  ، والفنان بشار أرملة  ، والفنان أمر أيشو ، والفنانة لمى الخفاجي ) .
-   مجموعة الفن التراثي كما لدى ( الفنان زهير حنا بولص ، الفنانة فاتن محمد ، الفنان حسين زويع ، الفنانة راوية الشيخلي ، الفنان صلاح سيف مراد ، الفنانة نباهيد ايشو) .
-   الفن السردي كما لدى ( الفنان وسام ابراهيم ، الفنانة مريم سلامة (سوريا) ، الفنان محمد ابو ميس – ليبيا ، الفنان بسام منير) ويضاف اليهم البورتريه للفنان نعسان أسبر – سوريا .
المجموعة الاولى تحاول اسقاط ما موجود على الأرض في اللوحة، حيث يقوم الفنان باستخدامِه لخامات الأرض وتوضيفُها كي تجذب انتباهَنا إليها من خلال توظيفِها ضمن الفضاء البيئي للإنسان كي يشعر المشاهد بغبطة الحياة وجمالِها في البيئة التي يعيش فيها فينتقل إليه الإحساس بحالة الاستسلام وخلو البال من جراء الطابع الحسى للصياغات اللونية التي ساهمت فى توسيع التعبير الفنى بإسلوب تزيينى، مستندا الى اللون لما له من قوة تعبيرية ، وبوسعه أن ينقل معانى الرقة والتألق والابتهاج.
فالمعالجة اللونية فى لوحة الفنان غسان فتوحي تخلق حلماً بلغة الألوان، وقد اتحدت مع ذات الفنان، واندمجت مع خيالَه ونفسيتَه فحملها بمضامين متعددة، تفتح باب الرؤية لكل متلق، وهو يتأمل الطبيعة من خلال البحر، لما يطرحه البحر من رؤى خاصة، تنبع من التأمل فيما وراء الأفق والتخيل، وما يكتنزه في أعماقه من أسرار، فالفنان غسان يحس ويتعامل مع تموجاتها وموجوداتها مركزا على اللون الأزرق بتدرجاته مع ألوان أخرى للصخور ، فحركة البحر المتتالية توحي بالأبدية وكي ينسجم هذا اللون مع تخيل الفنان لما تعكسه البحر في خيال الانسان أعطى لفضائه مساحة كبيرة وبدرجة ظل أقل كي تعكس الهدوء في نفسية المتلقي، ويحاكي ذاتَه من خلال الصَمت، فدلالة البحر ارتبطت لدى الفنان كما لدى الشاعر بالخصوبة والعطاء .
وتشاركه في ذلك الفنانة جولي العطري التي اختارت للوحتها منظر قصر كبير ببنائه التراثي وهو مطل على النهر ، إلا أنها ركزت كثيرا على اللون البني بتدرجاته الظلية مع الاخضر وقليل من الأزرق الفاتح ( للماء والفضاء )كي تعطي للوحتها الهيبة والشموخ وهي تعكس لنا جماليات البناء القديم في منطقة ريفية .

لقراءة الموضوع كاملا انقر على الرابط التالي :
https://ankawa.com/sabah/nazar1.pdf


18
وجودنا القومي بين النظرية والتطبيق
نزار حنا الديراني

أتذكر اني قرأت في كتاب يتناول سيرة غاندي حين كان طالبا يدرس الحقوق في لندن يوم كان  الانكليز يحتلون بلاد الهند ... كان زملاء غاندي يتناقشون بعصبية ويضربون المنضدة بأغمس يدهم تعبيراً عن غضبهم من المحتل لبلادهم وتتعالى أصواتهم ، وحده غاندي كان هادئاً يتمالك أعصابه وينزوي في زاوية الغرفة محاولا التفوق في دراسته ... بعد الانتهاء من الدراسة ونيلهم للشهادة عادوا الى الهند ، فعرضت عليهم الوظائف ، جميعهم قبلوا بتسلم وظائفهم تحت الانتداب وسكتوا إلا غاندي لم يقبل بل واصل كفاحه السلمي نحو الاستقرار ...
يبدوا لي هذا هو حالنا وبالأخص نحن الذين في المهجر ، كثيراً ما نتحمس بمقالاتنا لنقد كل من يكتب بالعربية أو الكوردية من الادباء وننتقد الكنيسة والأحزاب والحكومات كونهم قد سلبوا منا وجودنا القومي ... دائماً نحمل الآخر أخطائنا من غير أن نناقش مع ذواتنا كيف السبيل لتحقيق وجودنا ؟ ماذا يترتب علينا وبالأخص نحن الذين نعيش في بلدان المهجر تجاه أبناء شعبنا في الداخل ؟ هل نناقش قراراتنا وطروحاتنا ومدى انعكاساتها في الداخل بأعصاب باردة قبل النشر كي لا نحرج أبناء شعبنا ممن هم في الوطن ؟؟
في طروحاتنا المعتدلة والمتطرفة ننادي بضرورة الحفاظ على تراثنا ولغتنا وننتقد بشدة كنيستنا ومؤسساتنا وأحزابنا و... كونهم لم يفعلوا ما بوسعهم نحو اللغة والتراث ، وأنا الآخر أضم صوتي لصوت كل من ينادي بضرورة الحفاظ على تراثنا ولغتنا كونهما مفتاح الحفاظ على وجودنا القومي ولكن لنتسائل كم من دور نشر لدينا لمساعدة أدبائنا للسير قدما نحو تحقيق ما ندعوا اليه في حواراتنا ومقالاتنا مقابل ما لدينا من أحزاب ومؤسسات تعمل في السياسة ؟ على الأقل من يكتب بالعربية أو الكوردية أو ... سيجد عشرات دور النشر وعشرات القراء أما الذي يكتب بلغتنا وتراثنا أين عليه أن يذهب ؟ .
في سنة 2004 التقيت بالعديد من القادمين من الخارج ممثلين عن مؤسساتهم للمشاركة في المؤتمر القومي الذي انعقد في بغداد ، كانوا يفتخرون بما يقدمونه لأحزابنا في الداخل ولكن حين كنت أفاتحهم بضرورة دعم إتحاد الأدباء والكتاب السريان أو أي مؤسسة ثقافية كي تتمكن من مساعدة وتشجيع أدبائنا لطبع كتبهم كنت أجدهم يتراجعون وكأن الوسيلة الوحيدة لتحقيق وجودنا هو من خلال عدد الاحزاب والصراع على المقاعد الخمسة في البرلمان ؟
هل تعلمون أيها الاخوة من الناشطين في المجال الاعلامي والقومي والمطالبين من الكنيسة الحفاظ على لغتنا وتراثنا وتعليمها وأنا واحداً منهم ، إذا بادر أحد الأدباء وصرف الكثير من وقته وماله لطبع كتاب يخص لغتنا وتراثنا كم نسخة من كتابه يستطيع أن يبيع ما لم يتجه نحو الاسلوب الذي لا يليق بالثقافة أعني أن يقوم باعداد حفل توقيع وهو يصرف ما يعادل صرفه على الطبع ويوزع بطاقات الدعوة مع التمجيد ومن ثم الظروف على الحاضرين كي يحرجهم ليقدموا له ما يشبه (الصباحية في حفل الزواج ) حتى يستطيع أن يغطي جزء من كلفة الطبع والحفل وبهذه الطريقة لا يهم نوع الكتاب وما الذي يطرحه وبأي لغة لانه حفل ... واذا أراد المؤلف أن يبيع أكبر عدد من النسخ ربما سيتوجه نحو الفئة المتطرفة ليغازلهم ؟؟؟ هل فكرنا لو اعتكف ما تبقى من أدبائنا الذين يسهرون على لغتنا وتراثنا ما الذي سنقوله للآخر الذي نطالبه بتعزيز حقوقنا ووجودنا القومي في الداخل أو في الخارج حين يسألنا عن نسبة من يقرأ أو يكتب بهذه اللغة ؟ وما الذي سنتركه للأجيال القادمة كي يستمروا بتعزيز وجودنا القومي ؟
نشرت مئات المقالات ضد الكنيسة والاحزاب و... ولكن هل فكرنا أن نشكل وفداً لزيارة من نريد أن ننتقدهم للتشاور معه دبلوماسيا ربما نستطيع اقناعه لتغيير مساره أو بالعكس ربما يستطيع هو اقناعنا بتغيير مسارنا بعد التأكد من صوابه ، بدلاً من التوجه نحو وسائل التواصل الاجتماعي المتاحة كي ننال جائزة أكبر عدد من الاعجابات والمدح والذم وفي الوقت عينه يستغل بعض المتطرفين هذه الفرصة ليفرغ ما في في جعبته من نقد لاذع وبأسلوب يجعل من المقابل أن يستفز ويصر على رأيه ؟... هل فكرنا أن نحرر وثيقة جماعية تحوي مئات التوقيعات مقدمة الى تلك الجهة بعد محاورتها منددين بطرحها ؟؟ منذ الستينات وليومنا ونحن نعيش أزمة التجاوزات على أراضينا ولكن هل سمعنا يوما قيام مؤسساتنا في المهجر بمظاهرات منددين بذلك والطلب من حكومات بلدان المهجر للضغط على حكومتنا في الداخل  كون أبناء الداخل عاجزين عن ذلك بسبب قمع الحرية من قبل حكوماتهم؟ وهل نستطيع أن نوحد خطابنا لنقوم بذلك خارج انقساماتنا المذهبية والتسموية ؟ قبل فترة سألني أحد الزملاء من خارج سربنا وهو ينتقدنا كون خطابنا مشتت في تظاهراتنا (في ذكرى سيفو أو أكيتو) كوننا ننزل بأكثر من فريق كل يرفع لافتته بتسمية وأجندة مختلفة مما يوحي مدى تشرذمنا ؟؟؟
كنت أتمنى من شمامستنا الأجلاء والمؤمنين (المطالبين بالحفاظ على لغتنا وتراثنا) أن يوحدوا خطابهم من خلال ارسال رسالة موقعة من قبلهم الى الرئاسة الكنسية مباشرة أو من خلال رعاتها تطالبها بتكثيف جهودها لتعزيز وجودنا القومي من خلال الحفاظ على لغتنا وليتورجيتنا وأرثنا بدلا من النزول الى ساحة التواصل والكتابة ....     

20
نتاجات بالسريانية / رانيا مرعي
« في: 18:09 10/06/2021  »
.

21
 نص جميل يستدعي الصور الحسية والتي هي مجموع الجراح الدامية المخزونة في مناطق الحس والمحفوظة عن الآخر، حيث عملت مخيَلَتك على تحفيز الحوار مع الآخر فجاء المنظور الجمالي داخل النص مبني على النداء ، ليكشف عن ما تكنه مخيلتك من صور بأفعال حسية تكتمل وفق نداء استدعاء الآخر لتحقيق الذات من خلال بعض المفردات ( الفانوس، المطر، اغاني الحصاد، تساقط اوراق الشجر ، قديشا آلاها ...  . تحياتي



22
المنبر الحر / حوار الصورة
« في: 13:37 05/04/2021  »
.

23
الزميل والوزير آنو جوهر الجزيل الأحترام
أهنئك على هذا الطرح والرأي السديد ، فلا زلت محافظاً على إستقامة طروحاتك وكما عرفتك في مؤتمر (اللقاء المشرقي ) الذي انعقد في بيروت حيث كانت ورقتك رائعة وما يهمنا أن نعترف كوننا شعب واحد ولنا مقومات قومية واحدة فليقل أحدهم نحن كلنا آشوريين وآخر فليقل نحن كلنا كلدان وآخر فليقل نحن كلنا سريان ... ولكن عليه أن يستند على مقومات تاريخية فهي موجودة لمن يقرأ التاريخ بدلا من أستخدام عبارة نحن ثلاث قوميات أشقاء علما إن آبائنا لم يكن لديهم هذه العقدة فجميعهم وبلا إستثناء كانوا يستخدمون تسمية (سورايي ) وهي لا تعني ( مسيحيين ) بل لأننا جميعنا مسيحيين توهم البعض بهذا التفسير والدليل لم يكن آبائنا يوماً يقولون للأرمني سورايا رغم كونه مسيحي وآبائنا إستخموا في كتاباتهم العربية تسمية اللغة السريانية والشعب السرياني والثقافة السريانية والأدب السرياني و... بدون تردد نأمل يوما أن نتخلص من هذه العقدة ونتفق على تسمية واحدة موحدة لا مركبة ... تحياتي لك 

24
قراءة في كتاب سفر بلك
                     
نزار حنا الديراني

أصدر الزميل يوحنا بيداويد كتابه الموسوم (سفر بلك ) الذي تناول فيه مذابح ومجازر العثمانيين ومن معهم بحق شعبنا السرياني ( سورايي) والأرمن ، والزميل يوحنا بيداويد كان من بين الشبيبة النشطة في كنيسة مار توما الرسول في النعيرية – بغداد من خلال ما كان يقدمه من خدمات ونشاط ثقافي ديني في الكنيسة أبان التسعينات  .
ما لفت انتباهي في بداية تصفحي للكتاب هو اهدائه الجميل الذي جسد لي مدى اخلاصه لقضيته ودماء شعبه وهو يقول :
إلى أرواح الأطفال الذين سقطوا في الطرقات ودفنوا تحت الثلوج...
إلى أرواح العذارى اللواتي رفضن تدنيس كرامتهنَّ وشرفهن ...
إلى أرواح الأمهات اللواتي شاهدن الرمق الأخير لأولادهنَ ...
إلى ....
وهو بهذا لخص بجدارة قراءته لما حدث وكأنه كان شاهداً .
وثانيا لفت انتباهي هذا الصراع والتشرذم الذي لا زلنا نعانيه ولم نستطع تخطيه وكأننا لا زلنا تحت وطأة السيف ولكن بشكل آخر... الكاتب استخدم التسمية في كتابه الاقوام المسيحية (الكلدان والآشوريين والسريان والأرمن ) والآباء الأفاضل في كلماتهم عن الكتاب نراهم لا يزالوا هم الآخر تحت وطأة خلاف التسمية فغبطة البطريرك ساكو في كلمته عن الكتاب استخدم التسمية المسيحيين أو المسيحية المشرقية والتي تجمعنا مع الأرمن واليونانيين و... اللذين اسشهدوا أبان هذه المذابح مع الأشارة الى بطريركية قوجانس وعائلات الآشوريين... وآلاف الكلدان ، يبدو لي إن غبطته أراد بتسميته هذه تعبيراً عن أبناء كنيسة المشرق التي تجزأت لكنيستين ، والمطران د. أميل نونا استخدم كما المؤلف ( الأرمن والكلدان والآشوريين والسريان) والمطران مار ميلس يستخدم التسمية ( الآشوريين ، الكلدان ، السريان) والأرمن والمطران باسيليوس جرجس القس موسى يستخدم في مقدمته عن الكتاب التسمية (الكلدان والسريان والآشوريين فضلاً عن الأرمن ) والمطران مار يعقوب دانيال يستخدم في كلمته عن الكتاب التسمية : شعب بلاد الرافدين ( الآشوريين – الكلدان – السريان ) رغم انهم كان بامكانهم تجاوز هذا الصراع في التسمية من خلال اكتفائهم باستخدام أبناء كنيسة المشرق طالما هم رجال دين أولاً وكون المذابح بدافع ديني لا قومي ، فالقارئ وخصوصا في المستقبل لا بد أن يصطدم مع هذا الواقع المرير الذي لا يزال أبناء شعبنا الواحد يعانيه بسبب الأخطاء التي أرتكبها الآخرون بحقنا وأنا على يقين لو طبع الكتاب قبل 30 سنة وأكثر لما أحسسنا بهذا الصراع الداخلي في التسميات وما لدينا من الكتب التراثية والمجلات السابقة شاهد على ذلك. ربما كان هناك ما دفع الكاتب لاستخدامه هذه التسمية كون المذابح كانت بدافع ديني فكل مسيحي بنظرهم كان يستحق الذبح وهناك شريحة من أبناء الكنيسة الكلدانية طالتهم المذابح وشردوا من قراهم ، إلا أن أغلب اللذين يكتبون عن المذابح يصورون بأن اللذين أستشهدوا على هذا المذبح كانوا من أبناء الكنيسة الآثورية ( كما يذهب الكثير من كتابهم ) أو من أبناء الكنيسة السريانية ( كما دونت بأقلام كتابهم ) لذا يكون الكتاب قد تميز بالشمولية أولا وزود مكتبتنا بحقائق ومعلومات وأرقام مهمة عن ما طال السيف لرقاب أبناء شعبنا وما طالهم من تشريد وخاصة كانت مكتبتنا تفتقر لتسليط الضوء على ما قدمته كنيستنا الكلدانية من تضحيات فخيرا فعل لنا الكاتب .
صدر الكتاب في مدينة ملبورن – أستراليا ويضم بين دفتيه (424) صفحة حجم A5  تتخللها خرائط وجداول وصور ، وإن دل على شئ إنما يدل على منهجية الكتاب ورغبة المؤلف لاعطاء صورة صحيحة عما يريد أن يقوله .
أراد المؤلف أن يعطي تمهيدا مختصرا كأرضية يبني عليها بحثه فتناول الأضطهادات التي طالت ابناء كنيسة المشرق في المنطقة بدءً من أحوال المسيحيين في عهد الصفويين والعثمانيين مرورا بحملة نادر شاه الاولى في بغداد والموصل وهجوم محمد آغا الراوندوزي (الملقب مير كور ) على المنطقة والتي طالت المسيحيين في سهل نينوى وألقوش وعقرة وطور عبدين مثلما طالت الأيزيديين و... كما تحدث عن حملة إسماعيل باشا – أمير بهدينان على ألقوش وحملة بدرخان بك على منطقة حكاري هذه الحملات التي امتدت لسنوات راح ضحيتها عشرات الآلاف من أبناء كنيسة المشرق المتواجدين في المنطقة وبالأخص في قرى  حكاري وعرض الكاتب في كتابه هذا جداول وخرائط مهمة تبين مواقع وأعداد أبناء شعبنا هناك . ومن ثم تناول الكاتب المذابح التي طالت الأرمن في الفصل الثاني من الكتاب بعد أن سلط الضوء على تاريخهم وهجراتهم لتكون الأرضية التي من خلالها يتناول قضيتهم ومأساتهم ومن الجدير بالذكر ان الكاتب يوحنا بيداويد تناول موضوع المذابح من كل جوانبها، فلم يطرح الجانب السلبي فقط كما يفعل البعض بل تناول أيضا الجانب الايجابي لدى البعض من قادة المنطقة الذين تعاطفوا مع المسيحيين فضلا عن ما أفرزه من بين السطور الجانب السلبي للدول العظمى ( أمريكا – روسيا –  ألمانيا – بريطانيا) تجاه قضيتنا كونهم كانوا ينظرون الي المذابح التي طالت شعبنا كمتفرجين  بسبب خلافاتهم ومصالحهم ويكون الكاتب بهذا قد دعانا الى قراءة التاريخ من كل جوانبه لنستفيد من اتخاذ قراراتنا .
في الفصل الثالث من الكتاب تناول الكاتب المذابح التي طالت الكلدان بعد أن عرض تمهيدا لتعريفهم ودورهم في التاريخ وكنيستهم المشرقية أولا والكلدانية ثانيا ( بعد اتحادها مع روما) مبينا من خلال جداول تعدادهم وأبرشياتهم وعدد شهدائهم ... بالحقيقة قدم الكاتب من خلال جداوله مصدرا مهما لمن يريد أن يتناول الموضوع من نواحي أخرى .
وفي الفصل الرابع تناول من جديد المذابح التي طالت الآشوريون بعد الحرب العالمية الأولى مستهلا بمقدمة عن أصلهم ودورهم في التاريخ والحروب التي طالتهم في منطقة حكاري ثم أرومية بعد انسحاب الروس البلاشفة من ساحة المعركة ليبقوا وحيدين مما دفعهم للجوء الى الحضن البريطاني الماكر وما حل بهم من خلال رحلة الموت من أرومية الى العراق (بعقوبة ) والمذابح  التي طالتهم في العراق ومن ثم طرح الكاتب النتائج التي توصل اليها من خلال تقييمه لطموحات الحركة القومية الآشورية وأسباب فشلها .
وفي الفصل الخامس تناول الكاتب السريان من حيث أصولهم التاريخية واشكال التسمية ومدارسهم الفكرية ومن ثم تناول الاضطهادات التي طالتهم عبر التاريخ وبالاخص أبان مذابح سيفو  في كل منطقة من مناطقهم . ويكون بهذا قد قدم طرحا وعرضا لكل منطقة تواجد بها شعبنا كي يستفيد منها أبناء هذه المناطق والقرى وهم يستذكرون ويدونون تعريفا عن قريتهم لاجيالهم اللاحقة .
وأنهى الزميل يوحنا بيداويد كتابه بخاتمة عرض فيها ما توصل اليه في جولته هذه أهم العوامل التي ساعدت على نشوء هذه المذابح ملخصا أياها بـ :
1-   العامل الديني الذي استند عليه السلاطين العثمانيين لاطالة حكمهم وتوسيع امبراطوريتهم من خلال تلاعبهم بمشاعر المسلمين .
2-       الدور السلبي للبعثات التبشيرية التي أتت الى الشرق في القرنين الأخيرين والتي كان لها (كما يقول الكاتب) دورا في حصول هذه المذابح لطموحاتهم في استعمار المنطقة من قبل حكوماتهم .
3-   العامل الأقتصادي والاجتماعي الذي دفع الامبراطورية العثمانية للتخلص من هذه الأقوام للاستيلاء على أموالهم وممتلكاتهم فضلا عن ما كان يمتاز به العثمانيون من نظرة شوفينية لالغاء الآخر وخصوصا في الربع الأخير من القرن التاسع عشر .
وفي السطور الأخيرة شدد الكاتب على ضرورة كتابة التاريخ كي يستفيد منه الأجيال اللاحقة كي لا تصبح قضيتنا في طي النسيان .
فضلا عن عرضه في كتابه هذا ملاحق مهمة كشاهد على حقيقة ما حدث من خلال بعض الرسائل التي ألحقها الكاتب في نهاية الكتاب .
بالحقيقة كانت جولة طويلة ومثمرة في سفر التاريخ من خلال كتابه هذا لمن يريد الاستفادة منه كي يدلو بدلوه في قراءته هو الآخر للتاريخ ، أهنئ زميلي يوحنا بيداويد على كتابه هذا على أمل ان نرى له المزيد محاولا لم صفوف وجروح شعبنا الواحد  فهذه المجازر كما أفرز لنا الكتاب وحدتنا مسيحيا مع الأرمن واليونان بنظر فاعليها خارج المذاهب وقوميا كوننا شعب واحد لنا لغة واحدة وتاريخ وتراث واحد ، فسيفهم كان يجمع رقابنا كرقبة واحدة حين يحصدنا وخيرا فعل زميلي الكاتب حين عرج على بعض الطروحات الايحابية لدى القليل من القادة العثمانيين والكورد وهو بهذا يقول علينا قراءة التاريخ بعينين لا عين واحدة فالحكمة تقتضي حفاظنا على خط الوسط المعتدل في اتخاذ قراراتنا بدلا من حرق الأخضر واليابس... فالف تحية لزميلي على الجهد الذي بذله في كتابه هذا وهو يستحق كل الثناء ... 
 

27
ما تقزم به يا صديقي مبادرة جميلة تستحق أنت وحزب أبناء النهرين - مكتب مالبورن الشكر والتقدير لاننا بحاجة الى عمل كهذا كي نستطيع أن نواكب المسيرة الأدبية ولو كان هذا العمل موكل الى لجنة تترأسها أنت لكانت أجمل فألف تحية لك لجهودك الجبارة على أمل ان تجمعها في كتاب .

28
نصوص جميلة محملة بصور بسيطة غير مقنعة يتمازج فيها السرد والغنائية كي تعكس الواقع المؤلم ... تحية لك ولمخيلتك الثرية   

29
الزميل نبيل الجزيل الاحترام
جهود مشكرة لما تقوم به لأننا بحاجة الى جمع التراث وخاصة بعد القرن السادس عشر لنعرف مراحل مسيرة اللغة المعاصرة ( السورث) ... حبذا لو قمت بطبع القصيدة من خلال الحاسوب ونشرها مع النص الأصلي ، فربما يكون النص الاصلي غير واضح بسبب الصورة ... مرة أخرى تحياتي لجهودك القيمة

30
شكرا لصديقي كوركيس الذي رافقني وساندني لفترة طويلة من مسيرتنا الثقافية والقومية وكان قلبه الكبير يتحمل كل المشقات ليفيض علينا بمحبته وابتسامته الجميلة ... ما ذكره من نشاطات لي فأنا مدين في الكثير منها لزملائي ( وهو أحدهم) الذين كانوا يرافقوني ويساندوني من أجل اعطاء صورة مشرقة لمؤسساتنا الثقافية وإلا كيف لجمعية آشور بانيبال أن تتصدر المشهد الثقافي في العراق بدون دعم مالي لها من خلال ثلاثائها الثقافي أو مهرجانتها في الفترة التي كانت غالبية المؤسسات الثقافية والاجتماعية قد انحصرت بسبب الحصار وعدم السماح بتقديم المشروبات الكحولية فيها وهي مصدر دخلها ... وهكذا الحال     مع اتحاد الادباء والكتاب السريان ... فتحياتي لصديقي العزيو كوركيس وكل الزملاء اللذين عملوا معي . ملاحظة كنت أمين سر نادي الادباء العراقيين وليس الرئيس

31
جزيل الشكر الى صديقي الياس متي الذي رافقني على مدى أكثر من 40 سنة في مسيرتي الثقافية وكانت محبته دوما تفيض على اصدقائه

34
من الأدب الانكليزي للطفل
ܡܢ ܣܦܪܝܘܬܐ ܐܢܓܠܝܙܝܬܐ ܠܫܒܼܪ̈ܐ

ܣܦܪܐ : ܐܝܢܐܝܕ ܦܠܝܬܘܢ ܐܕܘܪܕ             ܬܘܪܓܡܐ ̣ ܢܙܐܪ ܚܢܐ ܕܝܪܝܐ
الأديبة : أينايد بليتون أدوارد              ترجمة : نزار حنا الديراني

-------------------------------------------------

-   ܣܦܪܐ ܐܝܢܐܝܕ ܦܠܝܬܘܢ ؛ ܝܼܠܗܿ ܚܕܐ ܡܢ ܐܢܝ̈ ܣܵܦܪ̈ܐ ܝܲܬܝܪ ܡܫܲܡܗ̈ܐ ܘܝܲܕܝܼܥ̈ܐ ܓܘ ܒܪܝܼܬܐ ܕܟܬܸܒܼܠܗܘܢ ܬܘܢܝܼܬܐ ܠܫܒܼܪ̈ܐ ،
-    ܣܝܡܠܗ 600 ܟܬܒ̈ܐ ܘܐܡܝ̈̈ܐ ܕܬܘ̈ܢܝܵܬܐ ܟܪ̈ܝܐ ؛ ܘܦܝܫܠܗܘܢ ܙܘܒܢ̈ܐ ܡܢ ܟܬܒܼ̈ܗܿ ܝܲܬܝܪ ܡܢ 500 ܡܠܝܘܢ̈ܐ ܢܘܣܵܟܼ̈ܐ ܿ ؛ ܘܦܝܫܠܗܘܢ ܟܬܒ̈ܗܿ ܬܘܪܓܡ̈ܐ ܠܪܵܒܐ ܠܫܢ̈ܐ ؛ ܝܬܝܪ ܡܢ ܡܐ ܕܦܝܫܠܗܘܢ ܬܘܪܓܡ̈ܐ ܟܬܒܼ̈ܐ ܕܣܵܦܪ̈ܐ ܐ̄ܚܹܐܪܢ̈ܐ ، ܘܟܬܵܒܼ̈ܗܿ ܦܝܫܠܗܘܢ ܩܪܝ̈ܐ ܒܝܕ ܡܠܝܘܢ̈ܐ ܕܫܵܒܼܪ̈ܐ
-    ܗܘܐܠܗܿ ܓܘ ܠܢܕܢ ܫܢܬܐ 1897
-   ܐܝܬܗܘܐܠܗܿ ܝܲܨܝܼܦܘܬܐ ܘܝܼܕܵܥܬܐ ܒ ( ܐܝܼܠܢ̈ܐ – ܘܪ̈ܕܐ – ܦܪ̈ܚܐ – ܘܚܝܘܵܬܐ )
-   ܡܢ ܟܬܒܼܗܿ ( ANIMAL STORIES   ) ܒܓܵܒܚ

ܩܛܘ ܙܥܘܪܬܐ ܕܦܝܫܠܗܿ ܛܫܝܬܐ

ܓ̰ܘܢ ܘܪܘܙ ܐܚܢܘܵܬܐ ܐܝܬܗܘܐܠܗܘܢ ܚܕܐ ܩܵܛܘ ܙܥܘܿܪܬܐ ܘܗܝ ܝܗܘܬ ܒܪܬ 3 ܝܪܚ̈ܐ ̤؛ ܡܪܬ ܓܘܢܐ ܟܘܡܐ ܐܝܟ ܫܸܚܘܼܪܐ ؛ ܘܥܝܢܵܬܵܗܿ ܝܪܘܼܩ̈ܐ ܐܝܟ ܟܼܝܵܪܬܐ ؛ ܝܗܘܵܬ ܦܨܘܚܬܐ ܘܝܲܕܝܕܬܐ ؛ ܟܡܐ ܕܨܠܡܢܸܬ ؛ ܡܢ ܗܕܐܝܟܼ ܒܵܥܹܐܗܘܐܠܗܿ ܬܪܘܝܗܘܢ ܫܵܒܼܪ̈ܐ ،
ܫܸܡܵܗܿ ܝܗܘܲܬ – ܦܠܝܦܠܝ فليفلي– ܐܬܝܐ ܗܘܲܬ ܟܕ ܩܵܪܸܬܗܘܐܠܗܿ ܒܫܡܵܗܿ ؛ ܐܸܠܐ ܝܗܘܬ ܕܵܠܘܿܚܬܐ مزعجة ܒܲܕܡܘܬ ܛܵܫܝܐ ܗܘܬ ܬܚܘܬ ܟܘܪܣܸܝܹ̈ܐ ܝܢ ܥܲܪܣܹ̈ܐ ܘܡܢܕܪܫ ܨܵܦܚܐܗܘܲܬ ܥܠ ܨܸܒܥܵܬܐ ܕܐܢܵܫ̈ܐ ، ܦܠܝܦܠܝ ܪܲܚܡܐ ܠܐ̄ܢܫ̈ܐ ܘܐܲܦ ܐܵܢܝ̈ ܪܚܡܝ̈ ܗܘܐܠܗܿ ،
 ܒܚܲܕ ܡܢ ܝܵܘܡܵܢ̈ܐ ܠܐ ܦܝܫܠܗܿ ܚܙܝܼܬܐ ؛ ܝܗܘܐ ܚܕ ܝܵܘܡܐ ܠܐ ܥܝܵܕܵܝܐ ؛ ܒܚܲܕ ܪܦܵܦܬܐ ܝܗܘܲܬ ܫܥܵܝܐ ܥܡ ܬܸܪܘܵܝܗܘܢ ܫܵܒܼܪ̈ܐ ܓܘ ܒܝܬ ܒܫܵܠܐ ܘܒܗܵܝ ܪܦܵܦܬܐ ܐ̄ܚܹܪܬܐ ܠܐ ܦܵܝܫܐܗܘܲܬ  ܚܙܝܼܬܐ  !
ܓܘ ܒܝܬ̄ܨܵܦܵܪܐ (ܩܹܕܡܬܐ) ܕܝܵܘܡܐ ܕܬܪܝܢ ܒܫܲܒܐ ܝܗܘܲܬ ܝܸܡܐ ܡܵܪܬ ܪܵܒܐ ܦܘܠܚܵܢܐ ؛  ܘܵܠܐ ܕܡܲܣܝܐ ܘܟܵܘܝܐ ܘܐܲܦ ܘܵܠܐ ܕܟܲܦܫܐ ܡܲܢܫܦܢܵܬܐ ܘܫܪܫܵܦ̈ܐ ܫܸܚܬܵܢ̈ܐ ( المناشف والشراشف الوسخة ) ܓܘ ܣܲܠܐ ܕܐܵܬܐ ܡܲܣܵܝܐ ܕܫܵܩܠܗܘܢ ܠܸܡܣܵܝܐ ؛ ܘܵܠܐ ܡܸܢܕܪܫ ܛܲܩܣܐ ܥܲܪ̈ܣܵܬܐ ܘܩܵܠܦܐ ܒܬܵܬܹ̈ܐ ܠܪܵܡܫܐ ؛ ܘܒܟܠ ܥܕܵܢܬܐ ܝܗܘܬ ܩܛܘ ܦܠܝܦܠܝ ܫܥܵܝܐ ܥܡ ܝܲܠܕ̈ܐ ܙܥܘܼܪ̈ܐ ؛ ܒܚܲܕܟܡܐ ܥܕܵܢܵܬܐ ܫܵܘܪܐ ܗܘܲܬ ܥܠ ܝܸܡܐ ܘܒܗܵܝ ܐܚܹܪܬܐ ܕܲܒܫܐܗܘܬ ܒܫܸܦܘܼܠܐ ܕܝܸܡܐ ܡܪܬ ܚܲܫܠܬܐ ܘܒܲܪܒܙܝ̈ ܗܘܘ ܐܲܟܐ ܘܬܵܡܐ ، ܘܐ̄ܚܪܬܐ ܐܸܙܲܠ ܗܘܬ !
-   ܝܡܝܼ ܐܝܟܐܝܠܗܿ ܦܠܝܦܠܝ ، ܐܡܪܠܵܗܿ ܪܘܙ ؛ ܚܙܵܝ ܚܲܕܪܘܵܢܟܼܝ ؛
-   ܟܒܲܪ ܗܵܘܝܐ ܛܫܝܼܬܐ ؛ ܐܡܪܠܗܿ ܝܸܡܐ
ܒܣܘܪܗܵܒܼܐ ܛܝܸܒܼ ܠܗܿ ܣܲܠܐ ܕܡܣܵܝܐ ܟܕ ܫܡܸܥܠܗܿ ܡܲܣܵܝܐ ܐܬܵܝܐ ܡܢ ܡܲܥܸܒܪܐ،
-ܦܠܝܦܠܝ ؛ ܦܠܝܦܠܝ ؛ ܩܪܐܠܹܗ ܓ̰ܘܢ ܘܫܡܥܠܹܗ ܩܵܠܐ ܕܡܝܘ ܡܢ ܚܕܐ ܕܘܟܬܐ ܐܠܝܼܨܬܐ ؛ ܡܝܘ ،،،
- ܩܵܠܐ ܐܬܵܝܐ ܡܢ ܚܕܐ ܕܘܟܬܐ ! ܐܡܸܪܠܹܗ ܓ̰ܘܢ ؛
ܫܘܪܹܐܠܗܘܢ ܝܲܠܕ̈ܐ ܙܥܘܼܪܹ̈ܐ ܒܨܵܝܐ ܥܠ ܩܵܛܘ ܬܚܘܼܬ ܡܚܵܘܫܵܢܬܐ ( مخزن ) ܘܟܲܢܘܼܢܐ ؛ ܘܡܲܣܵܝܐ ܟܲܕ ܢܩܸܫܠܹܗ ܠܙܲܓܐ ܝܼܗܸܒܼܠܐ ܠܹܗ ܝܸܡܐ ܣܲܠܐ ܕܡܣܵܝܐ ؛ ܘܐ̄ܚܲܪܬܐ ܣܟܸܪܠܗܿ ܠܬܲܪܥܐ ؛ ܡܢ ܗܵܕܲܝܟܼ ܦܠܝܦܠܝ ܠܐ ܥܪܸܩܠܐ ܘܦܠܸܛܠܗܿ ؛ ܫܪܝܼܪܐܝܼܬ ܒܗܵܘܝܐ ܛܫܝܼܬܐ ܒܚܲܕ ܕܘܟܬܐ ، ܩܥܹܐܠܹܗ ܓ̰ܘܢ ܡܢܕܪܸܫ ܦܠܝܦܠܝ ! ܦܠܝܦܠܝ !
ܐܸܠܐ ܠܐ ܫܡܸܥܠܗܘܢ ܩܵܠܐ ܕܡܝܘ ܡܸܢܕܪܸܫ ، ܠܐ ؛ ܦܠܝܦܠܝ ܠܐ ܦܢܹܐܠܗܿ ܡܸܕܸܡ  ؛
ܪܘܙ ܒܨܹܐܠܗܿ ܒܩܸܫܝܐ ܬܚܘܼܬ ܪܲܦܐ ܕܸܡܚܵܘܫܲܢܬܐ ܕܟܢܘܫܬܐ خزانة المكنسة ܘܐܲܦ ܓܘ ܡܚܵܘܫܵܢܬܐ ܕܟܲܦܫܝ̈ ܗܘܘ ܒܝܵܗ ܣܦܵܪܝܵܘ̈ܡܹܐ ؛ ܐܸܠܐ ܦܠܝܦܠܝ ܠܐ ܦܢܹܐܠܗܿ ܡܝܘ ܕܚܵܙܹܐܠܗܿ ؛
-   ܐܵܗ ،، ܝܐ ܝܡܝ ܦܠܝܦܠܝ ܝܼܠܗܿ ܫܠܝܼܬܐ ؛ ܫܠܝܼܬܐ ܒܕܘܟܬܵܗܿ ܛܫܝܼܬܐ ! ܘܒܸܟܼܝܐ ܥܸܨܝܐ ܓܘ ܒܲܠܘܥܬܵܗܿ ؛
-   ܠܐ ܗܵܘܝܵܬ  ܠܲܙܝܼܙܬܐ مملة ܝܐ ܚܒܝܒܼܬܝ ؛ ܐܡܪܠܗܿ ܝܸܡܐ ؛ ܒܕ ܗܵܘܝܐ ܛܫܝܼܬܐ ܒܲܚܕܐ ܕܘܟܬܐ ܚܕܲܪ ܡܸܢܵܢ ؛ ܘܟܒܲܪ ܗܘܝܐ ܕܡܸܟܼܬܐ ܬܚܘܼܬ ܚܕܐ ܥܲܪܣܐ ܒܓܘ ܚܕܐ ܡܢ ܐܘܵܢܹ̈ܐ ܕܕܲܒܵܩܐ ܥܠܵܝܐ  الطابق العلوي،
-   ܐܠܐ ܝܐ ܝܡܝ ܝܗܘܐ ܬܲܪܥܐ ܕܒܝܬ ܒܫܵܠܐ ܣܟܝܼܪܐ ܒܟܠ ܥܕܵܢܐ ؛ ܐܡܪܠܹܗ ܓ̰ܘܢ ؛ ܡܬܗܵܘܝܵܢܬܐ ܝܠܗ ܕܗܵܘܝܐ ܛܫܝܼܬܐ ܓܘ ܚܕܐ ܕܘܟܬܐ ܡܢ ܒܝܬ ܒܫܵܠܐ ،
-   ܛܵܒܼ ܐܡܪܠܗܿ ܝܡܐ ؛ ܠܐ ܫܵܓܼܫܵܬܝ تقلقي ؛ ܗܵܫܐ ܠܝܬܠܝܼ ܥܸܕܵܢܐ ܕܥܵܕܪܢܝ ܠܵܟܼܝ ܓܘ ܒܨܵܝܐ ܥܠܵܗܿ ؛ ܐܸܠܐ ܡܢ ܒܵܬܪ ܡܐ ܕܫܵܠܡܲܢ ܡܢ ܬܪܵܨܐ ܕܚܸܠܝܘܼܬܐ ܠܐ̄ܟܼܠܬܐ ܕܦܲܠܓܐ ܕܝܵܘܡܐ ܒܸܕ ܒܵܨܝܲܢ ܥܠܵܗܿ ܚܕܲܪ ܡܸܢܢ ، ܐܸܠܐ ܐܲܝܟܼ ܚܫܵܒܼܵܢܝ ܡܢ ܩܕܡ ܗܵܝ ܥܸܕܵܢܐ ܒܕ ܐܲܬܝܐ ܦܠܝܦܠܝ ܘܗܵܝ ܪܩܵܕܐ !
ܐܸܠܐ ܝܵܕܥܬܝ ؛ ܟܒܲܪ ܠܐ ! ܡܢ ܗܵܕܐܝܟܼ ܟܕ ܫܵܠܡܢܝ ܡܢ ܬܪܵܨܬܐ ܕܚܸܠܝܘܬܐ ܘܕܵܪܝܵܢ ܠܵܗܿ ܓܘ ܟܘܼܪܐ ( فرن ) ؛ ܒܸܕ ܒܵܨܝܵܢܝ ܥܠܵܗܿ ؛
ܡܘܩܪܒܼ ܠܗܿ ܝܡܐ ܠܲܩܢܐ ܕܚܲܠܒܼܐ ܘܢܘܼܢܐ  ܘܗܝ ܩܪܵܝܐ ܥܠܵܗܿ ؛ ܦܠܝܦܠܝ ؛ ܦܠܝܦܠܝ ؛ ܦܠܝܦܠܝ ؛ ܦܫ ؛ ܦܫ ؛ ܦܫ ! ܐܟܼܠܬܐ ܕܪܡܫܐ ؛ ܐܟܼܠܬܐ ܕܪܡܫܐ ؛ ܐܟܼܠܬܐ ܕܪܡܫܐ ؛ ܐܸܠܐ ܦܠܝܦܠܝ ܠܐ ܐ̄ܬܹܐܠܗܿ ܕܪܵܩܕܐ ! ܒܟܼܐܠܗܿ ܪܘܙ ܘܡܘܢܛܸܪܠܗܿ ܕܡܹ̈ܐ ܒܝܲܬܝܼܪܘܼܬܐ ،
-   ܝܡܝ ܐܝܬ ܚܪܵܫܘܼܬܐ  ؛ ܚܲܕܟܡܐ ܫܸܕ̈ܐ جنيات ܓܢܒܼܠܗܘܢ ܦܠܝܦܠܝ !
-   ܐܡܪ ܠܗܿ ܝܡܐ ܘܗܝ ܓܚܵܟܐ ؛ ܗܵܕܝ ܝܼܠܹܐ ܡܡܠܐ ܣܦܝܼܩܐ ܝܐ ܚܒܝܒܼܬܝܼ ؛ ܫܕܹ̈ܐ ܠܝܬܠܗܘܢ ܗܕܟܼܐ ܥܒܼܵܕܐ ܠܐ ܫܦܝܼܪܐ ؛ ܦܠܝܦܠܝ ܟܒܲܪ ܗܵܘܝܐ ܒܓܵܢܬܐ ؛ ܠܒܸܫܠܗܿ ܟܘܬܝܢܵܗܿ ܘܐ̄ܙܸܠܗܿ ܠܓܵܢܬܐ ܕܫܵܥܝܐ ܡܢ ܟܸܢܫܐ ؛ ܠܐ ،، ܦܠܝܦܠܝ ܐܙܠܗܿ ܠܒܝܬܐ ܕܫܒܼܵܒܼܢ ܡܢ ܬܚܘܬ ܬܪܥܐ ؛
-    ܐܸܠܐ ܡܝܲܩܪܬܐ ܒܪܐܘܲܢ ܠܐ ܚܙܹܐܠܗܿ ܠܩܵܛܘ ܡܕܸܡ ؛ ܘܫܐܸܠܵܢ ܡܝܲܩܪܐ ܘܐܝܬܣ ܘܐܲܦ ܗܘ ܠܐ ܚܙܐܠܐܠܗܿ ܡܢ ܐܬܡܲܠ ،   
-   ܛܵܒܼ ؛ ܝܲܠܕܹ̈ܐ ܙܥܘܼܪܹ̈ܐ ܒܟܠ ܒܝܬܨܵܦܪܐ ܩܵܪܹܐܗܘܐ ܠܗܿ ܘܥܪ̈ܩܝ ܗܘܘ ܒܲܬܪܵܗ ܐܸܠܐ ܒܗܕ ܒܝܬܨܵܦܪܐ ܠܐ ܚܙܹܐܠܗܘܢ ܠܗܿ ؛ ܘܐܦ ܡܢ ܒܬܸܪ ܐ̄ܟܼܠܬܐ ܕܪܵܡܫܐ ،ܠܐ ܚܫܒܼܵܢܝ ܐܵܢܐ ؛ ܐܡܪܠܗܿ ܝܡܐ ؛ ܦܠܝܦܠܝ ܒܕ ܕܥܪܐ ܠܒܝܬܐ ܒܥܸܕܢ ܟܵܦܢܐ ،
-   ܝܡܝ ܐܢܐ ܠܐ ܗܝܡܢܸܢ ؛ ܒܲܕܡܘܬ ܠܐ ܦܠܸܛܠܗܿ ܡܢ ܒܝܬܐ ܡܕܸܡ ؛ ܐܡܸܪܠܹܗ ܓ̰ܘܢ ؛ ܐܢܐ ܠܐ ܗܘܢ ܡܗܵܝܡܘܼܢܹܐ ؛ ܡܢ ܩܕܲܡ ܚܲܕ ܪܦܵܦܬܐ ܝܗܘܵܬ ܫܥܵܝܐ ܥܡܵܢ ؛ ܛܵܫܝܐ ܗܘܬ ܘܓܵܠܝܐܗܘܬ ؛ ܘܬܵܪܥܐ ܕܒܝܬ ܒܫܵܠܐ ܝܗܘܐ ܣܟܝܼܪܐ ؛ ܘܡܢ ܒܵܬܸܪ ܚܕ ܪܦܦܬܐ ܐܚܹܪܬܐ ܦܝܫܠܗܿ ܛܫܝܼܬܐ ،
ܘܡܢܕܪܫ ܝܡܝܼ ܡܘܩܪܒܼܠܗܿ ܠܗܿ ܠܩܢܐ ܕܢܘܢܬܐ ܘܚܠܒܼܐ ܓܘ ܓܢܬܐ ܘܐܦ ܓܘ ܒܝܬ ܒܫܵܠܐ ؛ ܠܐ ؛ ܦܠܝܦܠܝ ܠܐ ܐܬܹܐ ܠܗܿ ܕܐܟܼܠܐ ܠܗܘܢ ،
ܐܦ ܝܡܐ ܫܘܪܐܠܗܿ ܫܓܼܵܫܐ ܟܕ ܒܵܥܝܐܗܘܐܠܗܿ ܩܛܘ ܟܘܡܬܐ ܒܝܬܝܼܪܘܼܬܐ ܘܗܵܫܐ ܠܐ ܝܵܕܥܐ ܐܲܝܟܐ ܐ̄ܙܸܠܗܿ ؛ ܐܠܐ ܐ̄ܚܲܪܬܐ ܝܼܕܸܥܠܗܿ !
ܐܬܹܐܠܗ ܚܕ ܩܠܐ ܡܢ ܬܲܪܥܐ ܕܒܝܬ ܒܫܵܠܐ ؛ ܘܐܙܠܗܿ ܝܡܐ ܕܦܵܬܚܐܠܹܗ ؛ ܘܚܙܹܐܠܗܿ ܟܕ ܝܼܠܹܗ ܡܲܣܵܝܐ ؛ ܘܦܲܐܬܹܗ ܣܡܘܩܬܐ ܡܠܝܼܬܐ ܟܸܚܟܐ ܘܛܥܝܼܢܐ ܒܐܝܼܼܕܹܹܗ ܚܕ ܨܢܕܘܼܩܐ ؛
-   ܝܵܘܡܲܟܼܝ ܒܪܝܟܸܐ ܝܐ ܡܝܵܩܪܬܐ ܓ̱ܘܢܣܘܢ ؛ ܒܵܥܸܢ ܕܐܡܪܢ ܠܟܼܝ ܐܲܦ ܗܵܕܝ ܝܗܘܬ ܓܘ ܣܲܠܐ ܕܡܣܵܝܐ  ؛ ܘܗܝ ܫܠܝܼܬܐ ؛ ܬܡܸܗܠܲܢ ܘܐܡܪܠܵܢ ܐܸܢ ܒܲܥܝܵܬܝ ܐܦ ܗܝ ܡܵܣܲܚܠܗܿ ،
ܦܬܸܚܠܹܗ ܨܢܕܘܼܩܐ ܙܥܘܼܪܐ ܘܡܲܢ̄ܦܸܩܠܸܗ ܡܢܹܗ ܚܕܵܐ ܓܠܘܼܠܬܐ ؛ ܗܝ ܝܗܘܬ ܦܠܝܦܠܝ ، ܩܥܹܐܠܗܘܢ ܝܠܕ̈ܐ ܙܥܘܼܪ̈ܐ ܘܪܩܕܠܗܘܢ  ܡܢ ܦܸܨܚܘܼܬܐ ! ܚܸܪܠܗܿ ܝܡܐ ܒܬܸܡܗܐ ܥܠ ܦܠܝܦܠܝ ܒܚܲܕ ܡܸܕܚܐ ܘܐܡܪܠܗܿ ،
ܡܐ ܣܘܼܟܵܠܐ ܐܝܬܒܘܿܟܼ ܕܓܵܠܬ ؛ ܐܡܪܠܗܿ ܠܓܵܒܼܪܐ ،
ܛܒ ܡܝܘܩܪܬܐ ؛ ܟܕ ܦܬܸܚܠܲܢ ܣܲܠܐ ܕܡܣܵܝܐ ܠܟܼܘܢ ܓܘ ܠܘܢܕܪܝ ܚܙܹܐܠܲܢ ܗܵܕܝ ܩܵܛܘ ܟܘܡܬܐ ܘܙܥܘܪܬܐ ؛ ܘܗܵܝ ܒܣܘܪܗܵܒܐ ܕܡܟܼܠܗܿ ܒܣܠܐ ؛ 
ܛܵܒܼ ܝܐ ܛܒ ܢܲܦܫܐ ؛ ܐܡܪܠܗܿ ܝܡܐ ؛ ܐܝܬܗܘܐܒܵܗܿ ܕܫܵܘܪܐܗܘܐ ܟܕ ܗܵܝ ܝܗܘܬ ܫܥܝܐ ܡܢ ܝܠܕܹ̈ܐ ܙܥܘܪܐ ܛܘܸܠܬܐ ܕܛܫܵܝܐ ܘܓܠܝܐ ؛ ܐܸܠܐ ܐܦ ܐܵܢܐ ܠܐ ܚܙܝܐܠܝܼ ܘܣܟܪܠܝܷ ܬܪܥܐ ؛ ܘܐܢܬ ܫܩܠܘܟ ܣܠܐ ܘܓܘܵܗܿ ܩܛܘ ! ܘܐܚܢܢ ܠܐ ܫܡܥܠܢ ܡܝܘ ܡܢ ܐܦ ܚܕ ܕܘܟܬܐ ؛ ܝܗܘܬ ܒܣܠܐ !
ܟܡܐ ܦܨܸܚܠܗܿ ܦܠܝܦܠܝ ܟܕ ܚܙܹܐܠܗܿ ܠܙܥܘܼܪ̈ܐ ܡܢܕܪܫ ؛ ܕܐܝܟ ܫܘܸܪܠܵܗܿ ܘܪܩܸܕܠܗܿ ܒܐܩܠܬܗܿ ܐܲܪܒܥܐ ! ܘܕܐܝܟ ܚܸܪܠܗܿ ܒܬܸܡܗܐ ܥܲܠ ܠܩܢܐ ܕܚܲܠܒܼܐ ܘܢܘܼܢܬܐ ! ܘܕܐܝܟ ܩܪܹܐܠܗܿ ܡܝܘ ܘܨܦܸܚܠܗܿ ܥܠ ܠܲܩܢܐ !
ܐܗ ܝܐ ܝܡܝܼ ! ܒܲܥܝܐ ܗܘܬ ܩܵܛܘ ܕܐ̄ܙܠ ܠܘܵܬ ܠܘܢܕܪܝ ! ܐܡܪܠܗܿ ܪܘܙ ، ܡܐ ܒܚܵܫܒܼܐ ܗܘܬ ܐܢ ܦܵܝܫܐ ܗܘܬ ܡܣܝܼܬܐ ܘܟܘܝܼܬܐ ! ܝܼܗܘܐ ܚܕ ܦܘܠܚܵܢܐ ܪܒܐ ܟܕ ܡܣܵܝܐ ܠܐ ܡܣܹܐܠܹܗ ܘܟܘܹܐܠܹܗ ܠܩܵܛܘ ؛ ܒܲܕܡܘܬ ܒܗܵܘܝܐ ܗܘܐ ܚܕ ܢܣܝܘܢܐ ܥܸܣܩܐ ܠܛܫܝܬܵܗܿ،   
 

38
أتحاد ألادباء والكتاب السريان يشارك في مؤتمر جبل عامل في لبنان
مؤتمر جبل عامل مهد السيد المسيح
نزار حنا الديراني
 
عقدت جمعية لؤلؤة الجنوب الثقافيى - لبنان مؤتمرها الأول برعاية معالي وزير الثقافة للفترة 4-6 / تشرين الاول / 2019 ، حيث افتتح المؤتمر جلسته الافتتاحية في قاعة شهداء قانا في بلدة قانا الجليل بحضور العديد من الشخصيات الدينية والسياسية والثقافية وكانت هناك العديد من الكلمات تتمحور حول أهمية جبل عامل كونه مهد السيد المسيح على عكس ما تذهب اليه المصادر ...   
وتم تكريم المؤتمر برئيسه بدرع مؤتمر جبرائيل القرداحي من قبل السيدين نزار الديراني ود. كابي الخوري وفي كلمة قصيرة ألقاها د.كابي مدير الجامعة اللبنانية الذي أكد ان تقديم الدرع هذا يأتي كتقديم راية مؤتمر العلامة الآباتي جبرائيل القرداحي الى القائمين على مؤتمر جبل عامل للسير في خطى مؤتمرنا والعمل على الحفاظ على لغة السيد المسيح ... ومن ثم قرأت برقيتي التهنئة المقدمة من اتحاد الأدباء والكتاب السريان والرابطة السريانية الى المؤتمرين لدورهم في انجاح المرتمر .
الجلسة الأولى التي عقدت في قاعة مبنى بلدية قانا وتمحورت بحوثها حول مكان بيت لحم الذي أصر الأب يوسف يمين ان موقعها الحقيقي هو في جنوب لبنان – جبل عامل استنادا الى الكتاب المقدس بعهديه ومن ثم تناول الآخرون سيرة عائلة المسيح ودور الرسل في نشر المسيحية وبناء الكنائس والأديرة في المنطقة فضلا عن محاضرة المطران جورج صليبا والمتضمنة تأثير السريانية على اللغات السامية في المنطقة .
بعدها كانت هناك جولة في مغارة قانا الذي قدم المسيح اعجوبته بتحويل الماء الى خمر ومن ثم توجه المؤتمرون الى وجبة غداء .
وفي الجلسة الثانية قدمت (5) بحوث تناولت سيرة ورسالة السيد المسيح فضلا عن محاضرة الأديب حبيب يونس الذب تناول فيها تأثير اللغة الآرامية / السريانية في لبنان .
 وفي اليوم الثاني وفي قاعة دار الافتاء الجعفري في مدينة صور عقدت الجلسة الثالثة وقدمت فيها (4) بحوث تناولت تاريخ جبل عامل ووجود السيد المسيح هناك .
وفي الجلسة الرابعة قدمت فيها (5) بحوث تناولت دور ومكانة جبل عامل في تاريخ لبنان السياسي والاجتماعي .
وفي الجلسة الخامسة قدمت (5) بحوث تناولت مكانة جبل عامل الثقافي ومكانة مدينة صور وجبل عامل  من العهد الفينيقي الى العصر الحديث .
أما جلسات اليوم الثالث فكانت مخصصة للغة السريانية وتراثها حيث قدمت (8) بحوث وعلى جلستين .
بعد ذلك تم تكريم المشاركين وقراءة التوصيات ومن ثم توجه المؤتمرون الى وجبة غداء في مطعم مطل على البحر ...
والجدير بالذكر كرم المؤتمر اتحاد الأدباء والكتاب السريان لحضوره النشط من خلال عضو الاتحاد نزار حنا  على أمل أن تتظافر الجهود لترسيخ لغة السيد المسيح ومهده في لبنان ...

البيان الختامي لمؤتمر ( جبل عامل مهد السيد المسيح "ع" )

بعد أن أمضى المؤتمرون ولمدة 3 أيام من جلسات مؤتمر (جبل عامل مهد السيد المسيح) المنعقد في قضاء صور للفترة بين 4-6 /ت1/2019. شارك فيه (31) باحثاً من لبنان والعالم العربي، فضلاً عن الكلمات ، وامتاز هذا المؤتمر بالإضاءة التاريخية على الحضور الروحي لسائر المكونات الإجتماعية. وفي ختام المؤتمر تشكلت لجنة لوضع التوصيات وأقرت ما يلي:
1-  التأكيد على رسالة لبنان الحضارية والثمينة التي لها في جبل عامل حصة كبيرة منذ فجر الحضارات لذا نوصي في اعادة النظر في كتب التاريخ بما يضمن تاريخ لبنان بدءً من الفينيقيين ودورهم في نشر الحضارة وما قدمه شعب لبنان من تضحيات من أجل صيانة كرامته ليطلع الطالب اللبناني على ماضيه المشرق .
2‌- تزويد المؤسسات التربوية بوقائع المؤتمر من أجل إصدار مطبوع عن فعاليات هذا المؤتمر.
3‌- استكمال العمل على توجيهات هذا المؤتمر لتصبح جزءاً مهماً من التراث الوطني اللبناني والتأكيد على ضرورة تضافر الجهود للإطلالة على الحلقات المفقودة من تاريخ جبل عامل منذ أقدم العصور حتى عصرنا الحاضر.
4 - التأكيد على الأبعاد المقدسة لهذا الجبل من خلال ما تأكد وتوثّق ارتباطه بدعوة السيد المسيح وبشارته في أنحاء متعددة في هذا الجبل وثقتها.
5-  العمل بمختلف القنوات الإعلامية والثقافية لتكريس الرواية الموثقة والمغايرة للرواية المتداولة.
6-  العمل على تأسيس قناة بحثية تعنى بمراكمة النتاج المعرفي وجعله متاحاً لجميع الباحثين وتجديده باستمرار.
7- الإهتمام بموضوع المخطوطات والأرشيف على أن يكون عنواناً من عناوين مؤتمرات قادمة.
8- ضرورة تفعيل اللغة السريانية كون المؤتمر يحمل أسم السيد المسيح، كونها لغته ولغة الشعب اللبناني لذا نناشد حكومتنا الموقرة العمل على ادراج اللغة السريانية كلغة رسمية وطنية الى جانب اللغات الرسمية الأخرى وادخالها كمادة في كافة المراحل الدراسية  . كما نناشد الجامعة اللبنانية بفتح قسم للغة السريانية في كلية الاداب أسوة بالعراق ومصر وأوربا وأمريكا و....
مناشدة منظمة الاونسكو بضرورة الاسهام في دعم المشاريع التي تنصب في الحفاظ على التراث في لبنان واستدامة المناطق الاثرية ودعم الانشطة التي تعمل على احياء اللغات الوطنية وتراثها في لبنان كالسريانية مثلا من أجل الحفاظ على الارث الحضاري والعلمي .
10 - تشكيل لجنة لدراسة المواقع الأثرية في جبل عامل والترويج على أهمية جبل عامل في تحديد مكان ولادة السيد المسيح والأماكن التي عاش فيها لإعادة النظر في دراسة جغرافية المنطقة وإعادة كتابة التاريخ.
11-  ضرورة الإستمرار في عقد هكذا مؤتمرات والتعاون بين الجمعيات والمراكز الثقافية والبلديات والجامعات من أجل إنجاحها.

لجنة التوصيات :

الدكتور محمد كوراني      الأديب نزار الديراني      الأستاذ جوزيف خريش

محمد البندر
رئيس الجمعية والمؤتمر



السادة جمعية لؤلؤة الجنوب الثقافية ورئيسها الاعلامي محّمد البندر المحترم
                                 حضرة المؤتمرين،
إنها رسالة لبنان ودوره أن نعش ثنايا الارض وأوراق الكتب عن تاريخ شعب مجبول  بالعطاء والانفتاح واحترام كل انسان، رغم كبواتنا ومشاكلنا وبعض من أيام سوداء .  ولا عجب أن يكون جبل عامل رائداً في نشرها. وأنها دعوة مباركة أن تشهد قانا، بكل رمزيتها، من العجيبة الاولى الى شهداء الغدر .
هذا المؤتمر مع ضمة من كبار لبنان، رجال دين وفكر ودنيا فكيف اذا كان من  عناوينها السريانية لغة مقدسة وأثرها.
أشدّ على أياديكم، وأطلب منكم، اذا كان هناك من توصيات، التشديد أولاً على :
دعم فكرة لبنان " وطن دائم لحوار الأديان والحضارات" ومسعى فخامة الرئيس العماد ميشال عون الذي حاز على شبه اجماع الأمم المتحدة بانشاء " أكاديمية الحوار والتلاقي" وثانياً على طلب واضح صريح علني باعتبار اللغة السريانية بكل ما تختزن لغة وطنية في لبنان، لأنها ليست فقط لغة كنيسة  أو طائفة أو مذهب، بل حضارة .
وفقكم اللّه متمنياً لكم النجاح في مؤتمركم متأسفاً  لغيابي لأني خارج لبنان.

حبيب افرام
رئيس الرابطة السريانية
أمين عام اللقاء المشرقي
 

39
المؤتمر الاول لـ ( اللقاء المشرقي )

                     
نزار حنا الديراني

تحت شعار ( لبنان وطن الحوار والحضارات ) انعقد في بيروت – فندق هلتون – اللقاء المشرقي الأول برعاية فخامة الرئيس ميشيل عون السامي الاحترام للفترة 13-15/تشرين الأول /2019  شارك فيه 120 شخصية قادمين من 25 دولة فضلا عن لبنان .
افتتح أعماله بلقاء صلاة الفطور مع فاصل موسيقي يرافقه صوت الفنانة غادة شبير بالعربية والسريانية ثم تلته كلمات من بينها كلمة فخامة الرئيس ميشال عون الذي سلط الضوء في كلمته على :
 ( ... عقد من الزمن مضى ومشرقنا لا يزال في قلب العاصفة ، يتعرض لشتى أنواع الخضات خلفت مئات آلاف الضحايا والمهجرين وحفرت في ذاكرة أجيالنا صورا وحشية لن تمحى بسهولة ... وعلى خط مواز سياسة اسرائيلية مدعومة تناقض كل القوانين والمواثيق الدولية ... هنا دورنا كمشرقيين أن نطور ثقافة جديدة تدحض كل ما يقال ويكتب عن صراع الديانات والحضارات لأن هناك حضارة إنسانية واحدة متعددة الثقافات ... ولكون لبنان أرض خصبة للتلاقي والحوار لذا سعيت لانشاء أكاديمية دولية في لبنان غايتها مواجهة صراع الحضارات عبر نشر ثقافة السلام ...)

وفي كلمته مخاطبا فخامة الرئيس عون قال الأمين العام للقاء المشرقي الأستاذ حبيب أفرام – رئيس الرابطة السريانية :
( إن اللقاء المشرقي أصلاً ولد من رحم خلية فكر تكونت في داركم وناضلت معكم من أجل لبنان القضية والإنسان والسيادة والاستقلال ... أن تؤمن أن الإنسان هو الهدف الأسمى لكل فكر ولكل سياسة وأن حقوقه يجب أن تكون مصانة ومضمونة في الدساتير ...أن تؤمن بالتنوع والتعدد كون الهوية انتماء حر وليست غصبا ... ان البعض ما زال يعاند بفكر أحادي لا يقبل الآخر المختلف ... والمشرقية ليست حلف أقليات إنها حلف قيم ومبادئ .. المشرقية لا تطلب حماية أحد وليست تفتيتا ولا انغلاقا ...)
فضلا عن كلمات أخرى لكل من :
المونسنيور خالد عكاشة ، الشيخ مالك الشعار ، السيد تيلو براون ، الوزير رمزي الخوري ، الوزير تريستان أزبيج .
بعد ذلك قدمت العديد من البحوث وتخللتها عشرات المداخلات ضمن المحاور ( كيف نحمي التنوع ، حفظ التنوع والتعدد ، معا في مواجهة التطرف والالغاء ، دور لبنان كنموذج للحريات والقيم ..)
وفي جلسة العشاء لليوم الثاتي في كازينو لبنان وحيث تم تكريم الراحل السفير فؤاد الترك حيث ألقى معالي وزير الخارجية المهندس جبران باسيل كلمة قال فيها :
( إن المشرقية هي حضن حضاري ثقافي يمتد على مساحة العراق وسوريا ولبنان والاردن وفلسطين، ولكننا نريد تحويلها من مفهوم مجرد للحضن الى حاضنة جغرافية حسية ... إن المشرقية تنطلق من تاريخ مشترك لتشكل مشروعا رائداً ومستندا الى رؤية سياسية واقتصادية تتكامل مع الفضاء العربي دون أن تتناقض معه ... لدينا أرث كبير ، لا يكفي أن نحافظ عليه بل يجب ان نستثمره ونفعلّه ... نحن نتقاتل في ما بيننا بينما يبني الآخرون من دمائنا ومالنا وانساننا قوة لدولهم ... أملنا كبير أن نعمل معا لنحقق أهدافنا ...)
وفي اليوم الثالث كان هناك عدة جلسات قدمت فيها عدة بحوث ومداخلات وتم تكريم المشاركين بدرع المؤتمر ...
وفي الختام أحيي جهود القائمين على المؤتمر  الذين لعبوا دورا كبيرا في انجاحه وبالأخص الأمين العام الأستاذ حبيب أفرام النابض لأعمال المؤتمر حيث كان متواجدا في كل اللحظات ومهندسا لتسيير أمور المؤتمر ... لقد بذل ومن معه الكثير ليخرج المؤتمر بحلته الجميلة ...


 




 
 
 



 


               

41
جزيل الشكر للأستاذ حنا شمعون لفيض محبته للغتنا وتراثنا

43
ندوة ( اثر اللغة السريانية في اللغة اللبنانية والسورية المحكية )
نزار حنا الديراني

عقدت لجنة متابعة توصيات مؤتمر العلامة الآباتي جبرائيل القرداحي للدراسات السريانية ندوتها الخامسة بتاريخ 4/9/2019 على مسرح قاعة دير أنطش مار يوحنا مرقس – جبيل تحت عنوان
                  ( اثر اللغة السريانية في اللغة اللبنانية والسورية المحكية )
 شارك فيها  :
-   الأستاذة ليلى لطي / أثر اللغة السريانية في اللغة اللبنانية المحكية
-   الأستاذ حبيب يونس / أين نلحظ التأثير السرياني في لبنان
-   الأستاذة د. هزار أبرم / أثر اللغة السريانية في المحكية السورية / الجزيرة السورية أنموذجا
أدار الندوة الأستاذ د. عماد فغالي الذي قال في افتتاحيته للندوة :
( عندما يقال لغة سريانية يروح الفكر تواً الى محكية في الكنيسة لا نفهمها بل نتذمر من تلاوات فيها ، غريبة عن متناولنا وقدرتنا الفهمية . .. يكفينا فخرا أنها لغتنا الطقسية ، لغة تكلمها الناس يوما ، وإن غفلوا عنها في تطوراتهم ، هي شاهد على جماعة متجذرة في تاريخها ، فاعلة في حضارتها . ناس هذه اللغة أحياء ، دليل على قيمة إنسانية لا تموت ...)
ومن ثم رحب الاب سيمون عبود رئيس دير انطش بالحضور مبينا مدى أهمية اللغة السريانية ونضوجها وانتشارها وخلودها بسبب ما قدمته للبشرية وما أعطته للأجيال ...
ومن ثم تحدث الاستاذ كابي الخوري بأسم اللجنة المنظمة بالمحكية اللبنانية الذي قال عنها :
( ... تحمل بين طياتها نكهة ارامية سريانية ، تلك اللغة التي عمرها أكثر من 3000 سنة... وبالرغم من كونها تعيش في لبنان في غيبوبة ولكنها لا بد لها أن تستفيق يوما من سباتها لتكون لغة العائلة في البيت ولغة التدريس ... فمن أجل ذلك بدأنا مؤتمرنا ( مؤتمر جبرائيل القراحي للدراسات السريانية) في الجامعة اللبنانية الدولية – فرع جبل لبنان بالاشتراك مع اتحاد الأدباء والكتاب السريان في العراق وانبثقت عن المؤتمر لجنة متابعة قامت بعدة زيارات وعقدت عدة ندوات من بينها ندوتنا هذه.)
بعد ذلك أفتتحت الندوة بمحاضرة للباحثة ليلى لطي بعد أن أفاض مدير الجلسة عن سيرتها لتقول :
(دخلت العربية الى لبنان بعد القرن 13 من دون أن يترك أبناءها الأبجدية الفينيقية-الآرامية التي تطورت وصارت سريانية (آرامية الرها) ... إلا أن اللبنانيين ظلوا يكتبون لغتهم العربية التي تعلموها بعد القرن 16 بالحرف السرياني حتى القرن 18 من أجل تعاملهم التجاري مع العرب والمسلمين وخاصة في ميناء بيروت ... وظل الموارنة يستخدمونها حتى القرن  19 وخاصة بشمال لبنان وتحديدا حتى الحرب العالمية الاولى حيث كانت المدارس تعلّم بالسرياني. وحين ترك الموارنة اللغة السريانية تدريجيا إلا أنهم لم يتركو الكتابة السريانية ... لذا يصح لنا بالقول أن اللبنانية هي لغة وليست لهجة كونها تمتلك أبجدية (الأبجدية السريانية) وقواعد وصيغ كلامية وكانت تكتب بشكل دائم بالأحرف السريانية وكما ذهب الى ذلك الفيلسوف والشاعر الكبير سعيد عقل ... وإذا اعتبرناها لهجة علينا أن نقول أنها لهجة سريانية محكية أساسها السريانية الفصحى Kthobonoyo .
والموارنة لم يتخلوا عن الهوية السريانية لغوياً بل عملوا نقلة نوعية لم يسبقهم بها أحد ، إذ حملوا اللغة السريانية مثل ماهي كلفظ وقواعد وأبجدية ولبسوها الثوب العربي ، فعملوا مزيج فريد من نوعه لغوياً يعني سرياني معرّب وعربي مسَريَن ...)
بعد هذه المقدمة قدمت الباحثة  العديد من الشواهد التي تبين كون اللغة المحكية اللبنانية ذات جذور سريانية على صعيد القواعد والاماكن واسماء العلم ومعجم كلمات ....
بعدها أضاء السيد مدير الجلسة الضوء على سيرة الباحث حبيب يونس الذي بدوره سلط الضوء على تساؤله (أين نلحظ التأثير السرياني في لبنان ) قائلا:
( ... أن التأثير الأبرز يكمن في الطقس والليتورجيا اللذين تتبعهما الكنيسة المارونية الأنطاكية، وهي بنت الكنيسة السريانية.
ولفت إلى أن هذا لا يعني أن الموارنة هم سريان، بل هم شعب متنوع الأعراق والأصول، من ضمنها الأرامي السرياني، اختار المذهب الماروني عقيدة إيمانية.
كما أشار الأستاذ حبيب يونس إلى أن الموارنة لم يخلفوا كتابات باللغة السريانية إلا الكتابات الطقسية، وإلى أن أول كتاب صدر عنهم كان كتاب "الهدى"، باللغة العربية ترجمة عن السريانية.
ومر الباحث سريعًا على كلمات سريانية تستعمل في اللغة اللبنانية، وكذلك على بعض تراكيب الجمل والقواعد، وتوقف عند تأثر الأوزان الشعرية الزجلية ببعض الأوزان الشعرية السريانية.
لكنه لفت إلى اللغة الأم في هذا الشرق التي اصطلح على تسميتها السامية، ففضل الباحث اعتماد اللغة الشرق متوسطية التي تفرعت منها اللغات العربية والآرامية والكنعانية والفينيقية وغيرها.)
واختتمت الباحثة د. هزار ابرم القادمة من جامعة حلب بعد ان عرفها وقدمها مدير الجلسة  للحضور لتسلط الضوء على  أثر اللغة السريانية في المحكية السورية في منطقة الجزيرة لتقول :
( ... في عهود لاحقة تعرضت المنطقة للعديد من الويلات والمحن والاضطهادات حيث عانى فيها السريان المذابح المروعة وكانت آخرها التي ارتكبها الأتراك بحقهم، إثر اتفاقية سايكس بيكو ”1916” التي زادت  من وتيرة تهجير السريان والأرمن بأعداد ضخمة من مناطقهم في الجزيرة العليا ... وحين جاء الحكم العثماني وبسط سيطرته على الجزيرة السورية ومصر، وفي ذلك الوقت قُسمت الجزيرة الكبرى إلى ثلاثة أقسام فأصبح القسم الشمالي في حوزة الأتراك، والقسم الجنوبي ألحق بدولة العراق، أما القسم الأوسط فقد أصبح جزءاً من سورية   وعُرف بالجزيرة السورية، التي سنقف عليها بمزيد من التفصيل، ولاسيما فيما يتعلق بأثر اللغة السريانية في اللهجات المحكية فيها.
أما عن واقع السريان في المنطقة ولغتهم، فقد تكلم السكان بالسريانية بقسميها الشرقي والغربي، فتحدث البعض من سكان القامشلي بالسريانية الشرقية فضلاً عن اللهجات المحكية الأخرى مثل ( اللهجة المديادية نسبة إلى قرية مدياد ويسمون المُعزّين)، وكذلك ( اللهجة الأسخية نسبة إلى قرية أزخ التي تتبع الأبرشية في الموصل).
      والبعض الآخر حافظ على لغتهم السريانية الغربية الرهاوية الفصحى وتمسكوا بها وتكلموا بها في مجالسهم العلمية والثقافية وفي حياتهم اليومية، في البيت، وفي الشارع .... فتحدثوا بلهجة سريانية عامية تدعى السورَيت  وهي لغة ( لهجة) آرامية تعود أصول المتحدثين بها إلى منطقة طور عبدين في جنوب شرق تركيا، والتي كان المسيحيون السريان يسكنوها عبر التاريخ. وقد باتت السورَيت معروفة  في الأوساط الأكاديمية باسم "طورويو" أيضاً. الذي استخدمها علماء اللغة في الغرب بشكل متزايد، ولكن المتحدثين بهذه اللغة لم يقبلوا هذا المصطلح الأكاديمي، فعادةً ما يسمون لغتهم بـ"السورَيت". واليوم يستخدم الكثير من المتحدثين بهذه اللغة في أوروبا لفظة  Suryoyoللدلالة على لغتهم.
وتجدر الإشارة إلى أنه حالياً في القامشلي وحدها على سبيل المثال هناك حوالي (200) عائلة في أحد الأحياء تتحدث اللهجة الطورانية. 
    ونظراً لعدم وجود تمايزٍ كبير بين اللهجات المحكية في الجزيرة السورية فرأينا أن نقف على بعض الأمثلة المحكية بشكل عام .... )
بعدها فتح باب الأسئلة والحوار ...


46
طرح جميل واِلتفاتة ذكية أهنئك يا صديقي على هذا الطرح وخصوصا المدخل .... نعم نحن لا نولد من جديد بل نجتر ولادتنا لاننا لا نقرأ التاريخ بل نجتر مما نسمعه عن ماضينا لذا ترانا نقدس ما ورثناه من تاريخ وشخصيات وحتى قادتنا نقدسهم او نكفرهم لا لاننا درسنا طروحاتهم وأعمالهم بل نجتر مما نسمعه عنهم .... تحياتي

47
تحياتي للجميع ... عندما نقول الناطقين بالسريانية هذا يعني كانت لنا قومية واستعمرنا السريان وفرضوا علينا لغتهم ، كما يقال الناطقين بالفرنسة وهذا غير صحيح لذا أنا مع مقترح الزميل كورية بتسمية ( سورايي) ولتكن سريان بالعربية و... باللغات الاجنبية وهذه التسمية كانت محل نقاش  في بغداد في بداية 2004 وكانت لها مقبولية الى حد ما لولا جر التسمية نحو الصراع الحزبي .... وأيضا طرحها البطريرك لويس ساكو كبديل عن التسمية القطارية ولكن لم تلقى الأذن الصاغية لدى أحزابنا

49
د. داليا فرح –
أستاذة في الجامعة اللبنانية

عقدت لجنة وقف السيدة في بشري بالاشتراك مع اتحاد الأدباء والكتاب السريان في العراق ندوة بعنوان اللغة السريانية هوية وتراث وذلك في الساعة السابعة من مساء يوم الجمعة المصادف 12/7/2019 وعلى قاعة الكنيسة ، شارك فيها نخبة من المتخصصين وهم :
1-   المطران يوسف سويف – رئيس أساقفة أبرشية قبرص المارونية ورئيس اللجنة البطريركية للشؤون الليتورجية / اللغة السريانية في الليتورجية المارونية"
2- الخوري هاني طوق – رئيس هيئة الشباب وناشط في العمل الثقافي / الآثار السريانية في لهجة بشري العامية
3-د. عماد يونس فغالي – أستاذ الأدب العربي في الجامعة اللبنانية وناشط ثقافي / اللغة السريانية في نتاج المونسنيور بولس فغالي
4-الأديب نزار حنا الديراني – عضو اتحاد الأدباء والكتاب السريان وناشط ثقافي/ المنابع الأولى لأشعار الأدباء السريان وليتورجيتهم
في البداية رحبت الدكتورة داليا فرح التي أدارت الندوة بالحضور مركزة على أهمية هذه الندوة لأنها تحاول المحافظة على التراث واِحياءه لكون التراث هو هوية من جهة وثقافة شعب من جهة أخرى . وفي شان الثقافة قالت : أن تعلو فوق كل الاختلافات الصغيرة ليعيش الإنسان بكرامة واِحترام وليصبح الإنسان أكثر إنسانية .... ثم قرأت البرقية التي أبرقها اتحاد الأدباء السريان للمشاركين  والتي عبر من خلالها شكرهم للقائمين على هذه الندوة والجهود المبذولة لانجاحها وخصوصا لجنة وقف السيدة في بشري آملين ان تتظافر جهودنا لاجل أحياء حضارتنا وتراثنا ولغتنا السريانية وأن تعقب هذه الندوة ندوات أخرى...
بعدها اِفتتح الجلسة الاب جوزيف طوق بكلمة ممثلا عن لجنة الوقف متسائلا عن هدف هذه الندوة ليقول :
اننا نعيش اليوم أزمة تحول حضاري شامل حفرت هوة عميقة بين قناعات الإنسان المعاصرة ومفاهيم ماضيه الدينية الروحية وباتت هذه المفاهيم والقيم وكأنها وليدة حضارة تخطاها الزمن . أما كنيستنا الشامخة فهي تدعو الى الأخذ بمعطيات الحاضر ، دون التنكر لاختبارات الماضي وتعمل على شف دروب المستقبل دون قطعه عن جدوره . واللغة التقليدية تشكل جزءًا كبيرا من هذه الجذور وهي تواجه أزمة ايضا ... وأنهى كلمته مرحبا بالحضور والمشاركين . 
بعدها قدمت مديرة الندوة نبذة مختصرة عن سيرة كل أستاذ محاضر بدءً بسيادة المطران يوسق سويف الذي تحدث في محاضرته حول موقع اللغة السريانية في الليتورجيا اليوم وكذلك موقع اللغة العربية فيها.
فحدّد أوّلاً هويّة الليتورجيا المارونية التي هي أنطاكية سريانية مارونية. إن لغة أنطاكيا تاريخيّا هي اليونانية مع السريانية؛ هذا إضافة الى دور مدينة الرها اللاهوتي والليتورجي والتي يُنسَب إليها نافور "شَرَرْ". من هنا يمكن القول أنّ اللغة السريانيّة كانت ذات انتشارٍ جغرافي واسع.
كما تطرق الى بدايات استخدام اللغة العربية في الليتورجيا والتي ظهرت مع مخطوط فلورانس في القرن السادس عشر وهو كتاب خدمة القداس الأقدم (Diaconale) ومصدره قبرص Cambilin وهو الذي هيّأ لطبعة القداس في روما سنة ١٥٩٦. وتتضمّن هذه الطبعة كرازات: البسيطة والوسطانية والبروديقي مع شروحات للكتاب المقدس؛ فالمقصود من إدخال بعض التعابير العربية باللهجة المحكيّة وليس باللغة العربية الكلاسيكية هو ذات بعد تعليمي، وهكذا بدأ الانتقال الأول من السريانية الى العربية.
هذا وقد عالج المطران سويف موضوع استخدام اللغة العربية في الليتورجيا من خلال البطريرك اسطفان الدويهي (١٦٣٠-١٧٠٤) من خلال ما ذكره في كتابه منارة الأقداس الجزء الثاني الفصل السادس، فنقرأ "نقول اذا قال أحد شيلات النافور بهذه اللغة ليفهمها الحاضرون فلا نذمّه ولا نمدحه" فهناك صراع عند الدويهي إذ لا يذم مَن يستخدم العربية في الليتورجيا إذ هي لغة "قديمة الوجود فصيحة النطق غزيرة التعابير..." و"لا يمدح أيضا مَن يريد أن يفضّل اللغة العربية على السريانية في خدمة الأسرار الإلهية حتى ان البيعة تستطيع ان تقول بصواب ان السرياني سرّ لي والعربي عار بي" ويتابع المطران سويف موضحاً إمكانية اِستخدام اللغة العربية حتى يفهم المؤمنون الصلوات بحسب البطريرك الدويهي الذي يؤكد مجدّدا انه "من الأصلح ان يُقال القداس في السرياني وخاصةً الكلام الجوهري الذي عليه عمدة القداس لا يُقال إلا بهذه اللغة كما فعل السيد المخلص وأما الذي يريد ان يُقدس بالعربي فيجب ان يحوي جيدا اللغتين السريانية والعربية...".
يتابع المطران سويف بعرض الموضوع مشيرا الى الواقع الليتورجي الحالي والذي يحوي خطوات اكثر جرأة حيث ننطلق من المصدر السرياني وتتم الترجمة الى العربية كما الى لغات أخرى وهنا يمكن مواجهة خطر عدم المحافظة على صيغ سريانية كاملة في النص النثري والشعري اللحني مما يقود الى إشكالية وجدلية الحداثة والدوافع التبشيرية والشهادة في الواقع الثقافي والاجتماعي الحالي والحفاظ على الخصوصية اللغوية والروحية والكنسية بلا خوف من طمس الهوية بل بروح الانفتاح والإنثقاف والتنوع في الوحدة والتكامل. من هنا، من الأهمية المحافظة على ما هو موجود من نصوص سريانية في القداس وإضافة بعض الصلوات ذات الطابع الجماعي كصلاة الأبانا وغيرها.
تابع المطران بعرض بعض القرارات الجريئة من شأنها ان تثبّت ليتورجيّتنا العريقة، فطرح موضوع تعليم اللغة السريانية في المدارس في لبنان وبلدان الانتشار، في المعاهد اللاهوتية وإدراجه في الأطر الدراسية الكلاسيكية كما هو الحال مع اللغة اللاتينية واليونانية. ليس الدافع لهذه الخطوة الإنعزال بل المشاركة في التنوّع الثقافي وتطير وتثبيت معالم الهوية.
ختم سيادته، مؤكداً أنه إن شئنا أو أبينا، فاللغة السريانية ما تزال محفورة في ضمائرنا ووجداننا في تاريخنا وأناشيدنا في لساننا وطريقة تفكيرنا وشخصيتنا، إنها مطبوعة في حياتنا وشهادتنا وحوارنا مع الآخر، الإنسان الذي لأجله تجسد الرب ومات وقام معيدا له ملء كرامته وحريّته.
بعد ذلك قدمت مديرة الندوة الدكتور عماد فغالي ليتحدث عن المونسنيور بولس فغالي كمرجعا في اللغة السريانية قائلا :
دعوني أؤكّد أحقيّةَ الفغاليّ في دراسة نتاجه، بحثًا وتحليلاً. ذلك أنّ الفكر الفغاليّ اكتمل اليوم، وصار إرثُه اليوم مادّةً مكتملة في الفكر الكتابيّ والآبائيّ.
إلى بشرّي:   
وصل الخوري بولس إلى بشرّي في الخامس من تشرين الأوّل سنة 1963.  كان همّه تأمين الأمور الضروريّة لرعيّته منذ اليوم الأوّل.
يقول: "إذا أردتُ أن أكتب عن حياتي في بشرِّي، فأنا أحتاج إلى كتاب. وحتّى اليوم، حين أريد أن أعطي مثلاً، أقول: "حين كنتُ في بشرِّي. تعلَّمتُ في بشرِّي الطقوس على أصولها، وشاركتُ في صلاة الفرض في السريانيَّة. في هذه الرعيَّة، انغمست في عالم مارونيّ، في تراث سريانيّ عمره ألف سنة ونيِّف".
السريانيّة في دراسته:
كان الخوري بولس ينالُ إلى شهاداته، ديبلومًا في اللغة السريانيّة، مكّنه من اختيار موضوع الدبلوم في الكتاب المقدَّس "تفسير أفرام لسفر الخروج"، وفي اللغات الشرقيَّة "موسى في التراث الأفراميّ". أمّا أطروحة الدكتوراه، فاختار موضوعَها: "البدايات والنهايات عند مار أفرام".
نتاج الفغالي السريانيّ:
كان الآباء السريان قبلةَ اهتمامه الآبائيّ. خصّص في كلّ كتابٍ، فصلاً أو أكثر للآباء السريان في شرح المسألة الكتابيّة التي يعالجها فيه.
في نتاجه سلسلة "التراث السريانيّ"، وسلسلة "ينابيع الإيمان". كتبٌ تعرض لعظات الآباء نرساي، يعقوب السروجي، أفرام السريانيّ وغيرهم، وأدبهم وأشعارهم، في ترجمة موضوعيّة وشروحات وافية. أمّا القِمّة فهو ترجمة "البسيطة"، Peshita. أو ترجمة بين السطور. اعتمد فيها الترجمة المقابلة. سطرٌ في اللغة الأصليّة، السريانيّة، يقابله الترجمة تحته في العربيّة.
نشاطه السريانيّ:
نظّم المؤتمرات السريانيّة التي كان مركز الدراسات والأبحاث المشرقيّة يقيمها مرّةً كلّ سنتين. كما شارك الفغاليّ في تنظيم مؤتمراتٍ سريانيّة في الإكليريكيّة البطريركيّة المارونيّة غزير، يكون فيها الكهنة والطلاّب هم المحاضرون.
بعد ذلك قدمت مديرة الندوة الأديب نزار الديراني ليتحدث في محاضرته عن المنابع الأولى لأشعار  الآباء السريان وليتورجيتهم قائلاً :
حين إعتنق الآباء الاولون المسيحية نقلوا معهم علومهم وآدابهم وليتورجيتهم كي يوظفوها خدمة لدينهم الجديد لذا من المؤكد ان تكون الصلوات والتراتيل في طورها الأول قد سارت على نفس المنوال ، هذا يعني لا بد ان تكون القصيدة السريانية الدينية إمتدادا" لقصيدتي القالا والنار السومرية والبابلية اي بمعنى آخر هي الوجه الجديد والمتطور لهذه القصائد.
فمثلما كان النتاج الأدبي السومري والبابلي يكتب على شكل شعر او نثر هكذا كتب النتاج الأدبي السرياني على شكل ميامر ومداريش وسوغيتات، ومثلما نشات النصوص الدينية الطقسية السومرية والبابلية وتطورت في المعبد وقام بانشادها وترتيلها بين الناس كهنة متخصصون يطلق عليهم اسم القالا ( الصوت ).ـ أو المغنين والمغنيات المرتبطين بالموسيقى الدنيوية سواء في القصر او بين الناس يطلق عليهم اسم النار (nar) ، هكذا نشات النصوص السريانية في الكنائس والأديرة وانتشرت من خلال الفرق (الجوقات) كالتي انشأها برديصان ومار افرام وغيره من اجل نشر التعاليم المسيحية .
وهكذا  الحال في الممارسات ، فهناك تشابه كبير بين ممارسات عيد الفصح (كالجمعة العظيمة) وعيد الميلاد والسعانين لدى المسيحيين واحتفالات أكيتو واعياد الايزنماخ بشقيها الخريفية والربيعية والزكماك لدى السومريين والبابليين، ففي جميع هذه الاعياد هناك مواكب حاملين المشاعل (الشموع) يصاحبها اناشيد تراجيدية كالميامر والمداريش والسوغيتات وغيرها .
بعد ذلك تحدث الاستاذ الديراني عن استفادة الشاعر السرياني برديصان (نهاية القرن الثاني) ومن بعده مار افرام (القرن الرابع) كثيرا من هذه الممارسات في تكوين الجوقات الكنسية التي كانت هي الأخرى تجوب شوارع أورهاي وغيرها وهي ترتل أناشيدهما. ولا تزال هذه العادة جارية لدينا وخصوصا في عيد السعانين حيث يحملونأاغصان الزيتون بدلا من المشاعل وهم يجوبون شوارع القرية مرتلين الميامر والأناشيد ذوات ايقاعات خاصة
وهكذا الحال في النصوص الطقسية والتراتيل فهي كثيرة حيث قدم الباحث نماذجا من الصلوات والأناشيد التي كانت مستخدمة لدى أجدادنا القدامى ( البابليين والآشورين) والسريان كصلاة ( رشأ غزالة – في الأدب السومري البابلي ) وصلاة مباركة الملح والعجين في الليتورجيا السريانية وكذلك ما بين الصلاة الموجهة الى الإله شمس وأنليل والانشودة الموجهة لتعظيم أسرحدون و... وما يقابها في السدرات وموشحات سليمان في الشعر والليتورجيا السريانية .
ومن ثم عرج المحاضر على ما استفاد الشاعر السرياني ومنذ نشأت أدبه من الفنون الشعرية التي نقلها معه من أجل خلق الايقاع الشعري كالتكرار والتوازي (توازي الحركات) واستخدامه ما يشبه القافية في بداية البيت الشعري ( كاستخدامه التسلسل في الحروف الأبجدية او استخدام حروف اسم ما كإسم الناظم ) وغير ذلك .
وكان ختام الندوة مع الخوري هاني طوق وقد ركز في مداخلته على تمازج اللغة السريانية بلهجتنا المحكية وخصوصا في منطقة بشري ، بحيث ان لفظة زُياح كما يقولها أهل بشري هي نفس اللفظ في السريانية و..... كما انه أكد على ان معظم الكلمات في اللهجة المحكية ليس لها اي جذر في العربية بل أكثرها من الجذور السريانية وقد عدد الكثير من هذه الكلمات في اللهجة المحكية وأورد العديد من الأمثلة على ذلك .. كما انه لاحظ بان كل الكلمات العربية تتحول الى النمط السرياني في اللهجة المحلية وأعطى العديد من الأمثلة على ذلك .
بعد ذلك فتح باب المداخلات من قبل الحضور حيث ركزت أسئلة الحاضرين على كيفية المحافظة على اللغة السريانية من خلال تعليم السريانية والسعي لادخالها في التعليم وجعلها مادة تدرس في الجامعات وزيادة حضورها في القداس حيث تبرع أحد الاباء بتخصيص يوم في الأسبوع لأداء القداس بالسرياني وفتح دورة لتعليم الصغار ....
وقد شكرت مديرة الندوة د. داليا فرح الحضور متمنية ندوات لاحقة لاستكمال هذا العمل البناء كما شكر الأب جوزيف طوق الحضور والمنتدين آملا ايضا بندوات أخرى تكون حافزا للنهضة بالتراث السرياني بعدها دعت لجنة الوقف المشاركين الى عشاء في احدى المطاعم تكريما لهذه المناسبة واستكمالا للنقاش .
 


50
الزميلين كامل كوندا وفهد أسحق الجزيلا الأحترام
شكري وتقديري لفيض محبتكم وشعوركما الطيب مع تحياتي

51
امل خلف

استضافت الرابطة السريانية حفل توقيع مجموعة اصدارات مركزها الثقافي :
1-   بحار زرقاء وأعماق ملونة (قصص بالسريانية والعربية) / مريم نزار حنا الديراني
2-   بيدر القصيدة اللبنانية – السورية ( ترجمة) / نزار حنا الديراني
3-   بيدر القصة القصيرة اللبنانية – السورية ( ترجمة) / نزار حنا الديراني
أدارت الحفل الشاعرة أمل خلف التي رحبت بالحضور  وأثنت على ما قامت به الرابطة من جهود قيمة في تنشيط الأنشطة الثقافية والنشر ومن ثم قدمت سير ذاتية للمتحدثين الذين قدموا رؤيتهم في تجربة الناشئة الصاعدة مريم نزار من خلال قصصها :
1- د. درية كمال فرحات - أستاذة محاضرة في الجامعة االلبنانيّة وقاصة /     مريم... قلمٌ فتي واعدٌ
2- د. عماد فغالي – أستاذ في الجامعة اللبنانية الدولية وناشط / تقولين إنسانًا
3-   القاص هيثم بهنام بردى / المألوف وغير المألوف – كونه يعيش في الأردن قرأ البحث من قبل الكاتب فوزي نعيم

ولكون الأساتذة المتحدثين والمحتفى بهم ممن لهم باع طويل في العطاء لذا يصح لنا أن نقول الرائعون يقدمون لنا مايليق بذوقهم الرفيع وينتقون لنا أجمل الكتابات وأفضلها التي نحبها ونعشقها ، ويحملونها ببعض من روحهم والكثير الكثير من عطرهم فهداياهم ماهي الا تذكارات راقية تدوم في الذاكرة الى الأبد فشكرا" جزيلا" الى من أشعل فتيل الفرح في قلوبنا وأسعدنا بها كثيرا"...فلابد لنا ان نسبق حروفنا وننهي سطورنا معبرة عن صدق المعاني النابعة من قلوبنا للأساتذة وحيث أكدو في مداخلاتهم على أهمية كتاب الأيقونة مريم نزار الديراني الأضاءة الموثقة وأشادو بجهودها التي بذلتها..

بعد ذلك قرأت المحتفى بها مريم نزار مجموعة من قصصها ( 3 عربية ، 2 سريانية) ومن ثم تحدث المحتفى به ايضا الاديب نزار حنا عن أهمية الترجمة ودور السريان في رفد مكتباتنا بنتاجات الآخرين وخصوصا الأغريق ...

بعد ذلك استدعت مديرة الجلسة الشعراء والقصاصين لتصدح حناجرهم بنتاجاتهم المترجمة الى السريانية كل منهم قصيدة أو قصة وهم :
القاصة والشاعرة سمية التكجي ، القاصة والشاعرة حنان رحيمي ، الشاعر علي سلمان، الشاعرة منى مشون ، الشاعرة والفنانة اوكيت خير الله ، القاصة مشلين بطرس ، الشاعر أبراهيم عودة ، الشاعرة ساجدة شحادة 

وكانت كلمة الختام لرئيس اللجنة الثقافية الذي شكر بها الحضور مبينا أهداف الرابطة السريانية ودورها في نشر النتاج السرياني ودعم الأدباء السريان .
ومن ثم تم توقيع الكتب واهدائها مجانا للحضور من قبل اللجنة الثقافية للرابطة على نخب المناسبة .

وفي الختام  نقول كل الشكر للأيقونة مريم نزار الديراني والأديب والباحث والشاعر نزار الديراني وتعجز الحروف أن تكتب لكم من تقدير واحترام وأن نصف ماينبعث من قلوبنا حبا" لكم... فكلمة الشكر قليلة لكم .. فلكم من أعماقنا وقلوبنا كل ماتميز من جهودكم فبكم دائما" نفتخر.. ويستمر العطاء بكم شعارنا..

ونقول للرابطة السريانية والمشاركين أنتم أهل للشكر والتقدير.. فوجب علينا تقديركم فلكم منا كل الثناء والتقدير...
نص الدراسات التي قدمت

1- مريم... قلمٌ فتي واعدٌ / د.درية كمال فرحات

الإبداع سمة الحياة ودليل استمراريتها...
والإنسان هو صانع الإبداع وباني الفكر... والقادر على تكوين نتاج أدبيّ مثمر يرفد الإنسانيّة بنبل المعاني وجميل العبارات.
والإبداع ثمرة تجربة إنسانية عميقة، نصل إليها بعد تجربة متعددة الملامح، وقد يكون ثمرة موهبة كبيرة. وكثرت التعريفات للإبداع فمنهم من رآه بأنّه العـمل أو الفـعل الذي يؤدي إلى الدهـشة والإعجاب، ومنهم من عدّه مبادرة يبديها الفرد؛ تتمثل في قدرته على التّخلّص من السّياق العادي للتّفكير، واتّباع نمط جديد من التّفكير. ويسجّل التّاريخ شهادة في حقّ هذا المبدع.
فكيف إذا كان من وقف على باب الإبداع يراع فتي طري يضع بصمته وسط النتاج الأدبي المتعدّد.
نعم ... إنّ لمريم نزار حنا الديراني قلمًا ناشئًا يافعًا، لكنّه قلم سيّال، يكتب ما يجول بالخاطر والبال، وهو قلم موعود بالنّجاح والتّطور والتّقدّم متى استطاعت صاحبته أن تنمّي موهبتها الأدبيّة، وأن تنهل من قراءاتها وان تتزوّد من الكتابات النقديّة.
مريم تكتب بحار زرقاء وأعماق ملونة، فنراها تبحر وتغوص بعيدًا في أعماقها، باحثة عن كينونتها وعن ظروف الحياة التي قادتها إلى هجرة أرضها، وإن لم تنسلخ عنها، فقد حُفرت في أعماقها، وهي الفتاة اليافعة، التي نظرت حولها فاكتسبت من التّجارب البسيطة ما يدفعها إلى أن تحوك قصصها بطابع تسوده المحبة والعطف والحنان والأمل والغفران والتسامح، أو أن تنظر إلى المادة والمال كوسيلة في الحياة لا غاية، فكان لقضية الغنى والفقر حيّزٌ مهم في كتاباتها. 
 ولم تكن بعيدة عن طفولتها وعن نظرة البراءة والطّهارة التي فيها، فكانت حكايات على لسان الحيوان تصلح لأن تكون لأترابها قصصًا يأخذون منها العبرة والعظة، وفيها من الرمز ما يمكن أن يكون نواة لأفكار عميقة.
ولأنّ تجربة مريم تجربة يافعة نراها في مواضع أخرى تميل إلى المباشرة والوضوح، وكأنّها تغرّد بما في قلبها بما يتناسب مع براءة الطفولة التي عاشتها.
إنّ هذا الكتاب ينبئ بولادة كاتبة تمتلك من الموهبة الكثير، ويبشر بنتاجات جديدة، ولتحافظ مريم على هذا النّجاح عليها متابعة المسيرة، والتّزوّد بأسلحة الإبداع والتّميّز، ونتمنى لها التّوفيق والنجاح والتألق الدائم.       
وجميل أن نبدأ مع مريم في اختيارها لعنوان المجموعة القصصية، والعنوان تعريف للمكتوب، به يعرف الكتاب ويتميز عن غيره، وهو تجميع واختزال لنُوى كتابيّة متناثرة وموسعة في فضاء الكتاب، وقد قال السيوطي: "عنوان الكتاب يجمع مقاصده بعبارة موجزة في أوله "، إنه مادة لغويّة ترتبط بموضوعها الكليّ الذي تُعنونه، وتعمل على تلخيص المقاصد الكبرى والرئيسة فيه، تسهيلًا لعملية الاطلاع والبحث، فالمرسل "يتأوّل عمله ويجدد مقاصده، وعلى ضوء تلك المقاصد يضع عنوانًا له، مع الحرص على الاقتصاد والتركيز اللغويّ ما أمكن".
وهكذا كان عنوان هذه المجموعة يعرّفنا عن مكنونات مريم، فهي تبحر في البحار الزّرقاء الصّافيّة، متخلّصة من كابوسها المؤلم، تقول مريم " فجأة نهضت وإذ بي أرى اسوداد العالم، أشباح الواقع تطاردني، بعد كل الانتظار وإذ بخيبة شلّت كل أعضائي، الغيوم تحجب الشمس والليل دون القمر، ظننته كابوسًا فتعايشته كحلم ورديّ كي أعيش الماضي الجميل كأنّه حاضر، لكن أتى اليوم الذي تطاول الكابوس عليّ فزادني جرعة قوية من ظلامه"، نعم هي مريم ذاتها بعمرها الربيعيّ تنقل لنا تجربة ناضجة، تعاني منها اسوداد العالم، ومع ذلك فهي تتمسّك برزقة البحار، وتبحث في أعماقه عن بصيص نور، فترى الألون في أعماقه، فتغوص في أعماق النّفس الإنسانيّة، كاشفة عن نماذج متعدّدة في هذا المجتمع.
 وقد لفتني في مجموعتها هذه الصورة الإنسانيّة التي برزت عبر قصصها، وهي المفارقة بين صورة الباحث عن المادة والثراء والزاهد فيها. فالأول يدفعه الطمع إلى السير وراء هذا الهدف فتكون عاقبته خسران ما نشده، وفي المقابل نرى الزاهد بالمادة العفيف النّفس الأبي الكرامة، يتخلّى عن البحث عن المال، فتكون العاقبة أنّه يجني الخير الوفير، وقد كرّرت القاصة الشّابة هذه الفكرة في أكثر من قصة، فكانت قادرة على نقل تجربة اجتماعيّة ناضجة واعية، لا يصل إليها إلّا من دعكته الأيام وعجنته الحياة، فخرج منها واعظًا ناصحًا مدركًا حقيقة الأمور. وهذا  يدلّ على عمق قراءة هذه الفتاة اليافعة ودقة الملاحظة لما حولها ما يشير إلى قدرتها على تقديم المزيد.
ونراها في قصص أخرى تنقل لنا نماذج لنساء من هذا المجتمع فتقول " كانت إمرأة لا يسلم من لسانها أحد، إمرأة ليس لها من صفات المرأة التي تكمل هذا المجتمع .. وتقود الحياة وتسيرها بصبرها وتحملها اللامتناهي"، هي صورة واقعيّة من المجتمع نصادفها يوميًّا ونحتكّ بها ونعاني منها، وقد هدفت مريم إلي إيصال المراد في خاتمة القصة حيث تقول " حاولي ألّا يكون كلامك ولا أفعالك وخزة إبرة كي لا ينتهي بك المطاف أيضا بوخزة إبرة فلا يوجد إنسان كامل خالٍ من العيب والخطيئة."
ولم تكن مريم بعيدة من قضايا الوطن والانتماء فكانت قادرة على تصوير ألم فراق الوطن، ونقل مشاعر التهجير المرير.
ويمكن القول إنّ مجموعة بحار زرقاء أعماق ملونة، هي مجموعة من الحياة، وللأدب في الحياة وظيفة اجتماعيّة يؤدّيها من تلقاء نفسه على أكمل وجه قصد به صاحبه إليها أو لم يقصد، وهو قادر على إثارة الأحاسيس الوطنيّة والقوميّة والإنسانيّة في نفوس القرّاء، فقد تترك قصيدة ما أو رواية أثرًا في نفوس الناشئة أكثر مما يتركه خطاب سياسيّ لأنّ الأدب بأنواعه قادر على الوصول إلى شغاف القلب، وإلى العبث بعقل الإنسان من دون تكلّف أو حرج، وباستطاعته أن يعبّر عن قضايا الأمّة وأوضاعها، ومعرفة مستقبلها والتّنبؤ بما سيحدث. وهكذا كانت مريم في مجموعتها فهنيئًا لها وهنيئًا لنا بهذه الطاقة الإبداعية الناشئة.

2- تقولين إنسانًا / د. عماد يونس فغالي

تقول مريم في تقديمِها الكتاب الذي تضعُه اليوم بين أيدينا: "فربّي يعلم صدقي وحبّي العميق كبحرٍ أزرق متفائل ومليء بأعماق ملوّنة بالصبر والتحمّل..." هكذا شرحتْ عنوانَ مؤلّفها "بحارٌ زرقاء وأعماق ملوّنة". 
مريم نزار حنّا، مَن يعرفها يعرف جيّدًا أيّ فتاةٍ هي، هذه الآتية من رحم المآسي والمعاناة، تحملُ على فتيّ عمرها اليانع، ثقلاً هي براءٌ منه، فتفتّقَ إبداعًا أدبيًّا، صدى موهبةٍ تبدّت قدراتٍ في العائلة التي منها تخرج.
تقول في كلمة الشكر والتقدير مطلعَ الكتاب: "يسرّني أن أطبعَ هذا الكتاب وأنا في السابعة عشر من عمري، لكي أبرهن وأقول إنّ العمرَ مجرّدَ رقم. لذا أتمنّى أن تقيّموا الكتاب من خلال المضمون والفكر لا العمر".
مضمونُ الكتابِ وفكره، دوّنت فيه مريمُ يفاعَها المضرّجَ بالأحمر، عاشته تقاسي، فنضجَ مدادًا يعرّف بها إنسانةً، حسبُها قولةُ ألفرد دو موسّيه: "الإنسان متعلّمٌ دائم، هي المعاناةُ معلّمتُه. ولا يعرف قيمةَ نفسه إن لم يعانِ".
بِحارٌ زرقاءُ نصوصكِ القصصيّة. على ضفاف الأملِ وقفتِ متفائلةً، غيرُ خاطرٍ في بالكِ استسلامُ الحلم، وغير راضخةٍ لضعفٍ يتسلّل إلى الأماني... فلجأتِ إلى أعماقكِ الملوّنة، لا بالواقع الأليم الذي رسخَ فيكِ أسودَ الأفق، بل بالصبر والتحمّل اللذين فتَحاكِ على الحياةِ وُسعَ المدى!
في الكتاب أقصوصاتٌ شاركتِها المتذوّقين أدبًا على المنبر، يسرّني أن يكون "لقاء" واحةَ مرسلتِكِ تواصلاً. وأخرى نُشرت على صفحاتِ مجلاّتٍ محليّة وعالميّة. كلّها تنشرُ أدبيّتكِ وتوصِلُ صوتكِ صارخًا في وجه ظلاماتٍ، يواجهها شخصكِ الأنثويّ بدلَ جمالاتٍ حياتيّة لائقٌ لو تسنّى لكِ عيشُها كما يجدر!
هي أقصوصاتٌ في مجملها تطرحُ إشكاليّةً، تصلُ عادةً بالمرء إلى حائطٍ مسدود. تعيدُها مريم في الحبكة النصيّة إلى الحلّ المنشود، ما يجعلُ نصوصَ الكتاب تُطابق العنوان من حيثُ بلوغُ الأمل غايتَه الفضلى.
وفي القسم الثاني من المؤلَّف، "قصصٌ للناشئة. هي عِبرٌ وأمثولات في المواقف الإنسانيّة ومسارات الحياة. في الواقع، تأخذكَ الدهشةُ لهذا الكمّ من المخزون المعرفيّ والخبرة الحياتيّة لفتاةٍ في هذا العمر. لكنْ كم صحيحٌ ما تقدّمه، ومهمٌّ أن يُقتدى به!
كتابُ مريم هذا، كأسٌ من مدامٍ، رشيفُه الصدقُ في القولةِ ومذاقُه دعوةٌ ملحّة للاستجابة. هو في تذوّقه دعوةٌ إلى تلذّذ كلّ فضيلةٍ تهدينا إليها، ربّما لو تفاعلَ كلّ قارئٍ، لَنسجتْ كاتبتُنا من أثر كلماتها، راقيَ إنسان، ونقيّ مجتمع!
في الختام، شكرًا مريم لأنّكِ هنا، شكرًا لأنّكِ كتبتِ!! وإن لم تتشكّلي مثالاً لأترابكِ في أزمنةٍ أدبيّةٍ عجاف، إلاّ أنّكِ صانعةٌ من ترابٍ ذهبًا. لأنتِ نموذجُ كلّ صبيّةٍ يلدها الألم، فتتحوّلَ بعطيّةٍ من علُ، آيةً من جمال ونصًّا من خلود. 

3- المألوف وغير المألوف / هيثم بهنام بردى

إنها تقطع ما هو مألوف وتجعل غير المألوف مألوفاً، نحن معشر حواة الحرف ومبتكرو الصورة ندرك تماماً مدى صعوبة أن نجترح ما هو غير مألوف ونحن نغادر الربع الأول من عتبة العقد الثاني من العمر الحياتي والعقد من العمر المعرفي، واجتراح هذا الأمر الذي يتجلى في الخطوة الأولى من نسج الابداع يشبه تماماً من يضع خطواته الأولى الواثقة في السلم ناظراً وبإصرار وثقة وثبات نحو النقطة البعيدة الشأو والغارقة في الأفق القصي المعلّق في أعطاف المستقبل دون أن ترهبه درجات ذلك السلم مهما كان قلقاً وغير مستقر، وهذا عمري ما هو المألوف..
بيد أن غير المألوف أن يحدث هذا الأمر مع نبتة طالعة للتو حياتياً وتتماهى فيها بوادر تشابك العمر الحياتي والابداعي وتماهيهما في آصرة لا تستطيع أن تعزلهما وتفرقهما كل قوانين الفيزياء والكيمياء، ففي فتاة غضة لا يتجاوز عمرها العقد والنصف وعام، أين يستطيع المتفحص والمدقق أن يعزلهما أو يفرق بعضهما عن بعض، ففي الأمر عسر لا يمكن أن يفعله حتى المتبحر في العلم والمنطق والتفسير...
وهذا ما استشففته في كتابات مريم نزار الديراني، هذه اليافعة الموهوبة، التي استبقت – ابداعياً – دلالات البديهية وما يجاور البديهية، فهي حققت ما سبق وأن قلته باحترافية، وأصدرت مجموعة قصصية، وأقول دهشاً ومعجباً "مجموعة قصصية"، والذي لا يقدم على هذا الأمر الخطير، "المعجزة"، سوى من كان مهيئاً من كل الأوجه لفعل هذا الفعل الخارج عن النظم والسياقات التقليدية، إلاّ من كانت في نفسه القدرة عن اجتراح غير المألوف بعيداً عن المألوف....
أعرف مريم نزار حنا الديراني منذ الطفولة، ومما أعرفه عنها أنها نشأت في بيت يعشق الكلمة والحرف والجملة والسطر والصفحة والكتاب، فوالدها هو الأديب المعروف نزار حنا الديراني الذي أفنى عمره وهو يضيء درب الأجيال الطالعة مثل شمعة تقطر عمرها قطرة قطرة لتضيء للأجيال الطالعة جمال وأصالة الحرف واللغة والأدب السرياني وترجمته إلى اللغة العربية، والعكس هو صحيح أيضاً... وأدرك تماماً أن الولد الذي ينشأ في بيت يدرج فيه الابداع تنمو في دخيلة الأبناء سمة الابداع، وأدرك تماماً أن ما قلته ليس قاعدة بل ثمة استثناء، ولكن مريم هي القاعدة والاستثناء، وتوفرت العناية بمريم من خلال دأب الوالد على تبصيرها، والوالدة – رحمها الرب- من خلال توفير السبل الحياتية والمعرفية لها ولأخوتها، فكانت تنمو وسط هذا الفضاء الفسيح النقي الخالي من الزؤان فكانت نبتة ريانة جميلة ممتلئة بثمر الابداع....
بَيد أن مريم – كما يبدو- كان لها رأي مختلف يعزّز من رؤية الوالد ويقينه بأن البرعم سيزداد اخضراراً وشباباً وأن آوان الاثمار ليس ببعيد، والاختلاف تَأتَّى، ليس من خلال إتقانها للغة الآباء والأجداد فحسب، بل أنها تبحرّت في يمّ العربية الشاسع، فأمسكت بناصية اللغتين – بدأب لا يستكين- وكانت أولى تجاربها في الترجمة من العربية إلى السريانية ترجمتها بعضاً من قصصي القصار جداً، بالرغم من أن جلّ النقاد الذين تناولوا تجربتي السردية أكدوا على جزالة وصعوبة اللغة في تجربتي السردية، وأن العديد من المترجمين أشاروا لي حول هذا الموضوع حين تصدوا لترجمة قصصي إلى لغة أجنبية،.... ثم بعد عام قرأت لها بعضاً من قصصها باللغة العربية، فأيقنت أنني أمام موهبة حقيقية ستخّمر السنون القابلة تجربتها، وتشذّبها من الهنات النحوية والوهن في تركيبة الجملة السردية، وستجعل المواظبة والاستمرار والنهل المستمر من المضان قاصة لها وجودها في المشهد القصصي المعاصر.
محبتي لمريم المبدعة واعتزازي بزميلي وصديقي المبدع نزار الديراني، وتحياتي لكم جميعاً...


56
.

58
الأخ وسام الجزيل الأحترام .... تحياتي

59
ندوة ( التراث السرياني )
     
نزار حنا الديراني

عقدت لجنة متابعة توصيات مؤتمر العلامة الآباتي جبرائيل القرداحي للدراسات السريانية ندوتها الرابعة على مسرح الجامعة اللبنانية الدولية – فرع جبل لبنان تحت عنوان ( التراث السرياني) شارك فيها  :
المطران جورج صليبا /
          تأثير اللغة السريانية في اللغات السامية
المونسنيور روفائيل الطرابلسي /
    "القوانين الأولى للكنيسة الكلدانيَّة بحسب    ايليّا الجَوهَري
الأديب نزار حنا الديراني /
          توظيف إسطورة نزول عشتار وعيد أكيتو ( من الأدب السومري ) في تجسيد فكرة                   الجحيم والخلاص في الأدب السرياني المسيحي
أدارت الندوة الأديبة والأعلامية القديرة سمية التكجي التي طلبت من مدير الجامعة اللبنانية د.كابي الخوري  إلقاء كلمة الجامعة بعد أن نوهت بدور الجامعة بشخص الدكتور كابي الحريص على دعم النشاط الثقافي ومجتمعات الفكر و على انخراط الجامعة في القديم والتراث كي يكون دورها مكتملا .  وبدوره  رحب الدكتور بالحضور والمشاركين مضيفا : (لأنني لا أجيد السريانية لذا سأخاطبكم باللغة الأقرب لها وهي اللبنانية المحكية والتي هي إحدى رواسب السريانية .... فنحن يوميا نتكلم السريانية من غير أن ندري فالعديد من الأفعال والأسماء التي نستخدمها في حياتنا اليومية هي سريانية وحتى قواعد اللبنانية المحكية هي نفسها الى حد ما مع قواعد السريانية  ، وزجلنا الذي ننشده ونغنيه هو الآخر سرياني ... كل هذا يدل على سريانيتنا التي لازمت عوائلنا الى حيث القرن الثامن عشر ... وكجامعة لبنانية دولية دورنا في نشر العلم والمعرفة للحفاظ على التراث وخاصة أن التراث السرياني تراثا عريقا ولعب دورا مهما في ترجمة العلوم والفلسفة اليونانية والفارسية والأرمنية الى السريانية أولا ومن ثم العربية والعكس صحيح) بعد ذلك نوهت مديرة الجلسة عن أهمية هكذا ندوات وأضافت :
في رحاب هذه الندوة سوف نتلمس قبسا من الماضي لنضيء به الحاضر ونحرك الساكن فيه و من دروس التاريخ سنـأخذ العبر كي لا نكرر أنفسنا وبخيط الدين ونوره سننسج إنسانية ترى الله وراء كل باب نفتحه بالمعرفة و العلم ومن وحي كل هذه المعاني إنبثقت ندوتنا , وعلى هدى تعاليم العلامة الحجة الأباتي جبرائيل القرداحي ستتناول ندوتنا السريانية و أهلها ,لغة و كنيسة و تراثا و أدبا ,آملين تحقيق خطوة الى الأمام على طريق تحقيق ما تصبو اليه لجنة المتابعة من أهداف النهوض بهذه اللغة العريقة و تأمين الدعم الرسمي لها و الوقوف على قيمتها التاريخية في كل العصور .
ثم قدمت الأساتذة المشاركين للحضور من خلال تسليط الضوء على سيرتهم الذاتية وكان سيادة المطران جورج صليبا أول المتحدثين الذي قالت عنه : (مطراننا الجليل يرفض أن يقال عن السريان انهم أقلية بل نخبة ، ونحن نشد على اياديك  و نقول إن الكرام قليل ، وأن التاريخ لا يكتبه العدد بل العظماء و مهما جار التاريخ لن يقدر أن يمحو نفائس التراث السرياني ) بعد ذلك سلط المطران جورج صليبا الضوء على مؤتمر القاهرة مادحا الجامعات المصرية التي سبقت جميع جامعات الوطن العربي لتدريس اللغة السريانية في جامعاتها على أمل أن تحذو حذوهم الجامعات اللبنانية أولا والجامعات الأخرى في دول الشرق ... بعد ذلك  تحدث عن تأثير اللغة السريانية الآرامية في اللغات السامية قائلا :
ان اصطلاح ( اللغات السامية ) برز في العصور الوسطى بتصنيف اللغات القديمة وما تفرع عنها من لغات ولهجات،استعملتها شعوب العالم القديم وتداولتها وتبادلتها في مختلف القارات ولاسيما قارات وحضارات الشرقين الأدنى والآوسط .وصارت سمة تميّز سكان هذه البلاد.... وتصنّف وتحصر هذه اللغات باللغة الآرامية ، لغة الانسان الأول في الشرق الأدنى القديم .حيث تكلمتها شعوب المنطقة بلهجتين رئيسيتين نسميهما الشرقية والغربية ... تأثرت اللغة العبرية كثيرا" بامها اللغة الآرامية لاسيما في السبي البابلي .. وهناك خلال سبعين سنة من هجرتهم وجلائهم الى بلاد بعيدة نسوا اللغة العبرية لذا كان كهنتهم ومعلموهم يترجمون التوراة والتلمود من الآرامية الى اللهجة العبرية ... فاللغة الآرامية اثرت في اللغة العربية التي نقلت قواعد الآرامية والسريانية الى اللغة العربية وصارت الآرامية لغة العالم المتمدّن لمدة خمسة عشر قرنا  اعتبارا" من القرن السادس قبل الميلاد الى القرن السابع بعد الميلاد ....
ومن ثم قدمت المتحدث الثاني المونسنيور روفائيل طرابلسي الى الحضور قائلة عنه : (في حديقة الكنيسة تنمو ورود العذارى و المتزوجين و الأرامل و الشهداء ،فلا تكون الكنيسة الا اذا كانت من اجل الآخرين ،خدمة وتضحية ومحبة ومعان كثيرة لا يتسع الوقت لذكرها،المونسينيور طرابلسي في شخصه و سلوكه تتجلى هذه المعاني ، يحمل لواء التوق الى الآخر ،الى استعادة الوحدة ، و يسلط الضوء على الجذور المشتركة للكنائس ) بعد ذلك تناول المونسنيور في محاضرته عن كتاب "القوانين الأولى للكنيسة الكلدانيَّة بحسب ايليّا الجَوهَري" (الذي حقّقه سيادة المطران ميشال قصارجي ) قائلا : (في الأوانِ الذي نشهدُ فيهِ على تَشْويهٍ ممنهجٍ ومستمرٍ لحضارة بلاد الرافدين، التي صدّرت للعالمِ قانونَ حمورابي، وهو الأولُ من نوعِهِ في تاريخِ البشريةِ، وفي زمنٍ رديءٍ نعاني فيه نشوبَ حربٍ ضَروسٍ طالتْ أرضَ العراقِ وبلادَ الشامِ، نقدِّم لكم مؤلفاً وضَعَهُ أسقفٌ من كنيسةِ المشرقِ، في القرنِ التاسعِ، ودوَّن فيه ِ مجموعةً قانونيةً مستقاةً ايامَ البطريركِ الجاثليق تيموتاوس الكبير في القرن الثامن، فاماط اللثامَ عن التعليمِ العامِ لكنيستهِ حولَ الموضوعاتِ التي تطالُ الشأنَ القانونيَّ وتحتوي ايضاً على مواضيعَ عقائديةٍ ورعويةٍ وتربويةٍ وطقسيةٍ وسواها... إنه المطران ايليا الجوهري المعروف بالدمشقي.
هذه المجموعةُ القانونيةُ التي عَرَفتْها كنيسةُ المشرقِ تتمتَّعُ بلا شكٍ بطابَعٍ مسكونيٍ بامتياز، اذ إنَّ واضَعها يتّصف بانفتاحِهِ على التراثاتِ الكنسيَّةِ المتنوِّعَةِ، .. لرُبما اعتَبَر البعضُ أنَّ كنيسةَ المشرقِ ظَلَّتْ بعيدةً عن الحركةِ المجمعيَّةِ والنشاطِ التشريعيّ والفكرِ العقائديّ الذي كانتِ القسطنطينيةُ وانطاكيا أو سواهما من المناطقِ والكراسي الرسوليةِ مَرْتَعاً له، في حينِ أنَّ هذه المجموعةَ القانونيةَ التي قام سيادتُه بتحقيقها وتحليلها ونشرِها تُقدّم اولَ مجموعةٍ قانونيةٍ متكاملةٍ عرفتْها كنائسُ الشرقِ باللغة العربيةِ ...
وكان الاديب نزار الديراني آخر المتحدثين قائلة عنه : (قيل الحياة لا تكفي ،لذلك كان الأدب، نزار الديراني يعطي الكثير من حياته للأدب و يعطيه الأدب الكثير من الحياة، معه سنقوم بترحال في حقول الخبر والغواية و الخصب و ربنا نزلنا الى الجحيم لنختبر الخلاص و الانبعاث . وأنوه ، كثيرا بما يقوم الاستاذ نزار من ترجمة نصوص لكتاب العربية الى اللغة السريانية و جعلها تتخطى حاجز اللغة لترتبط بخيط الانسانية .)
تحدث الأديب نزار حنا الديراني في محاضرته عن توظيف إنشودة نزول عشتار الى العالمي السفلي وعيد أكيتو في تجسيد فكرة الجحيم والخلاص لدى الشاعر السرياني  قائلا:
(.. ومن اجل التوفيق في تجسيد و تقريب فكرة الخلاص والجحيم الى القارئ ، وظف الشاعر السرياني الكثير من هذه المفاهيم كاسطورة نزول عشتار الى العالم السفلي وعيد اكيتو وقصة الطوفان و..في شعره.
ففيما يخص فكرة الخلاص نجد الشاعر السرياني يزاوج في قصائده ما بين اعياد اكيتو وعيد القيامة اللذان يشتركان في وقت الحدوث أي شهر نيسان ، هذا الشهر الذي يرمز الى عيد راس السنة عند البابلين والاشورين والى عيد القيامة (الخلاص ) عند المسحيين كما الحال لدى مار افرام ونرساي والسروجي و.. فمثلما يكون الخلاص في أكيتو بواسطة الاله مردوخ لا الملك يكون الخلاص في انشودة القيامة (3:7 ،9:11) لمار افرام من خلال المخلص / المسيح بدلا من أحبار اليهود كما يشترك النصان ايضا في تقديم القربان ، في أكيتو يطهر المعبد من خلال دم الحمل الذي هو خروف ليكون القربان ، وفي نشيد القيامة يكون التطهير من خلال دم المسيح المصلوب ...
وهكذا الحال في مفهوم الجحيم ، فلو اجرينا على سبيل المثال دراسة مقارنة بين قصيدة نزول عشتار الى العالم السفلي من الأدب السومري والبابلي وقصائد الشعراء السريان في القرون الاولى ( 4،5،6) لوجدنا هناك تشابه في المفهوم .
 فعلى سبيل المثال نجد ان مار افرام يجسد فكرة الجحيم (العالم السفلي) اي نزول المسيح الى القبر في قصائده من خلال الحوار المطول الذي يجري بين المسيح والشيطان أما فكرة نزول المسيح الى العالم السفلي لدى يعقوب السروجي هي من أجل المساواة بين العبد وسيده ، فيقول (السروجي) ان المحبة (حب المسيح للبشر) هي التي قادت المسيح للنزول الى العالم السفلي ان فكرة نزول المسيح الى الجحيم عند الأديب السرياني يعني حقيقة موته كإنسان وإنتصاره على الموت بالقيامة ، فالمسيح ( وعلى ضوء فكرة الأديب السرياني )  بموته إنتصر على الموت ونزوله الى الجحيم (العالم السفلي ـ القبر )أادى الى تدمير أبواب الجحيم حين قام وصعد الى العالم العلوي وهذا واضح ايضا في مدراش الموتي الذي هو لاحد الملافنة السريان وتتجلى فكرة تجديد المصالحة والاتحاد بين الخالق والخليقة اكثر لدى الشاعر السرياني مار نرساي (القرن السادس للميلاد) من خلال قصيدته كياسا (اللص) ، نجد هناك تشابها في المضمون والفن الروائي في كلا القصيدتين وهناك رعب وخوف في ذاك العالم (ان كان العالم السفلي او العلوي)، وكذلك هناك عملية تحرير الإنسان اي الصعود من العالم السفلي الى العالم العلوي فكلا الشخصيتين ـ إنانا او كياسا ـ يرومان الوصول الى العالم العلوي ، في القصيدة السومرية تتخلص أينانا من عالمها بواسطة الوزير ننشوبور المرسل من الإله آنكي اما في القصيدة السريانية يتخلص الإنسان ( الذي يمثله كياسا ) من عالمه السفلي (القبر) بواسطة الصليب (أي صليب المسيح ) ، وفي نهاية الحوار يضطر كل من نيتي والملاك الى فتح ابواب العالم (السفلي اوالعلوي ) لإينانا وطيطوس ...
بعد ذلك فتح باب النقاش فأغنى المتحاورون الندوة من خلال نقاشاتهم .


62
نتاجات بالسريانية / قصص قصيرة
« في: 21:16 13/04/2019  »
.

65
ندوة ( جذور السريانية في التراث الثقافي اللبناني )
نزار حنا الديراني

عقدت لجنة متابعة توصيات مؤتمر العلامة الأباتي جبرائيل القرداحي للدراسات السريانية ندوتها الثالثة على مسرح دير سيدة اللويزة الكائن في منطقة ذوق مصبح – جونية - لبنان تحت عنوان ( جذور السريانية في التراث الثقافي اللبناني) شارك فيها  :
1-   الأديب والأعلامي د. أنطوان بطرس الخويري / الشعر الزجلي تراث سرياني ماروني لبناني .
2-   الاستاذ الأب د. أيلي (ألياس) كسرواني / الموسيقى والشعر اللبناني – أصولهما .
3-   الأديبة ليلى لطي / الجذور السريانية للدبكة اللبنانية .
إفتتح الندوة الأب شربل زغيب نيابة عن قدس الرئيس العام الأباتي مارون الشدياق مرحبا بالحضور قائلاً : ( أرجو المعذرة لعدم تمكني من الحضور معكم في هذا اللقاء الجميل ، لأجل إلتزام ضروري ، أريد أولا أن أرحب بكم في دير سيدة اللويزة ، يسرني أن تجتمعوا بتأثير من توصيات مؤتمر حمل أسم العلامة جبرائيل القرداحي، هذا العلم الذي نشل لغتنا مع تراثها من مقبرة النسيان لتعيدوا إحياءها  ... فالزجل اللبناني هو إمتداد لتراث سرياني قديم يعود الى مار أفرام السرياني حيث كان الترنيم بأناشيد روحية هي نفسها الموجودة في الزجل اللبناني الشعبي ، أما الشعر اللبناني وموسيقاه ، وهما على إرتباط شكلي بالزجل والتراث اللبناني الجبلي ، لهما أسس في تراث سرياني واحد ... تبقى السريانية لغة وتراثا فخرا لنا . إنها هويتنا في زمن يفقد الهوية مع عولمة قاتلة للتمايز ... إنها لغة أجدادنا ، لغة شهداء الدم وشهداء الحياة ، لغة الأرض ... أشكر جميع من تعب لتحضير هذه الندوة وأتمنى أن تستتبع هذه اللقاءات بندوات مشابهة تعيد الوعي الى الأذهان لنعرف من أي حجر نحتنا ...)
ومن ثم تحدثت الأعلامية ندين صموئيل شلهوب التي أدارت الندوة بجدارة في كلمتها قائلة :
(نرحب بالحضور الكريم ونقدم الشكر لدير سيدة اللويزة على حفاوة الإستقبال والدعم الدائم لكل منبر ثقافي. ... ابدأوا بفعل الضروري، ومن ثم الممكن ، وفجأة تفعلون المستحيل.
أحببت ان ابدأ مداخلتي لهذه الندوة بقول من أقوال مار افرام السرياني لنقول شكراً للأشخاص الذين يفعلون الضروري للحفاظ على اللغة السريانية ويكملون الممكن فعله من خلال هذه الندوات ( السابقة واللاحقة ) فمثابرتكم هذه تؤكد لنا لعدم وجود أمر مستحيل و من الممكن تحويل الصعب الى سهل فما ضاعت قضية وراءها مطالب. فالمسيرة هي السير بالتبشير وان يكون السلام الحقيقي ليس فقط بالكلام الذي نطلقه ونرفع به الصوت إنما الأهم إن هذا السلام يكتمل في قلوبنا وأن نعيشه بأفعالنا وسلوكنا والضمير. فالكل مهيأ بحمل شعلة الثقافة ويكمل بها المسيرة، مسيرة حياة لمحاربة البغض ووضع مكانه المحبة، ومكافحة الإساءة ووضع مكانها المغفرة وقمع الشك ليصير مكانه الايمان.)
وبعد ذلك عرفت الحضور على المتحدثين تباعا بدءاً من الأستاذ والأعلامي د. أنطوان بطرس الخويري الذي أعطى للمكتبة اللبنانية العديد من المؤلفات من بينها كتابه القيم عن الزجل اللبناني ليتحدث عن الزجل قائلاً :
( بدأ الشعر عند الشعوب غنائيا وموسيقيا على أيقاع واحد ، وهو إبن الفطرة والموهبة ثم أرتقى خيالاً وصورا ... وإن أقدم النصوص الشعرية هي ملحمة كلكامش ...وقد عرف السريان الشعر ، تسابيح وأناشيد روحية ثم الحكمة والمثل والوصف و... أما الشعر الزجلي السرياني فإزدهر في مدرستي الرها ونصيبين وكان في طليعة هؤلاء الأدباء الشاعر السرياني برديصان وغريغوريوس النزيزي ومار أفرام ومار يعقوب السروجي ومار بالاي و.... وكان للموارنة فضل كبير في ترجمة أناشيد هؤلاء القديسين من السريانية الى العربية .... أما بخصوص الشعر الزجلي اللبناني فبدأ على ألسنة المسيحيين الذين جاءوا الى شمال لبنان في القرن السادس للميلاد وكانوا يتكلمون اللغة السريانية وبعضهم اللغة العربية وكانت بمزيج من الفصحى والعامية كانوا يتغنون بأناشيد مار أفرام ومار يعقوب السروجي ومار بالاي ... عرف الشعر الزجلي اللبناني قديما بـ ( المعنى ) وقد تكون من السريانية معنيشو أي الأغنية و(القوْل) المشتقة من ( قالا – الصوت ) ، وكان يقال لناظمه (القوال ) ، ... وكان نظم المعنى يعتمد على النغم دون الوزن وأشكاله مأخوذة في الغالب من أوزان الشعر السرياني .... وإن أول شاعر زجلي لبناني هو الراهب سليمان الأشلوحي (الذي برز في أواخر القرن الثالث عشر مع نخبة من رجال الأكليروس والعلمانيين في نظم قصائدهم .. ) ومن بعده برز الراهب الاب جبرائيل القلاعي في أواخر القرن الخامس عشر وذكر الباحث أسماء العديد من الزجالين في القرن العشرين من بينهم أسعد الفغالي ، طانيوس عبدة و... وليومنا هذا ..
كما تناول الأب البروفيسور ألياس كسرواني صاحب العديد من الموسوعات الموسيقية في محاضرته، تحت العنوانِ أعلاه، المواضيع التالية:
١) تحليل (أتيمولوجي Ethymology) لمفردات عناوين الشعر اللبناني والألحان الموسيقية المبنية عليه؛ من حيث أصولها السريانية والعربية؛
 ٢) تحديد حقبات تاريخ الشعر السرياني القديم والحديث، والحقبة الأندلسيّة ودور الأَعلام السريان منذ نشأتها؛
٣) شرح الأشكال الموسيقية اللبنانية وأصولها السريانية وكيفية بنائها على المقامات والسلالم والنوته الموسيقية؛
٤) تبيان الأصول السريانية مفنّدةً ومراجعها السريانية عامةً والسريانية المارونية؛
٥) حقّق الأمثلة التي وردت في شرحه على الأشكال التالية:المعنّى، القرادي، الحدا،  الموشح اللبناني، والميجنا، والعتابا، والزلف...
تميّز العرض الذي قدّمه البروفسور ألياس كسرواني بالإثبات الدقيق للمراجع العلمية المفصّلة والمستندات والمخطوطات.
أما الأديبة ليلى لطي والتي سلطت الضوء على التراث السرياني في العديد من الحلقات التلفزيونة فتحدثت عن الجذور السريانية للدبكة اللبنانية وباللغة المحكية اللبنانية قائلة :
(الدبكة الفلكلورية بتصوّر الجمال والأرض والإنسان وهي مستمدة من المثيولوجيا التاريخية والطبيعة الحلوة لبلادنا وطقوسنا الأجتماعية... الفلكلور بينعدّ وج من صفات المدنيّة والحضارة، ما في  شعب همجي عندو فلكلور. الرقص الشعبي بيعود جذورو لآلاف السنين.  وأول راقصة ومغنية بالتاريخ كانت "أورنينا"، يللي بترقص بمعبد عشتار أو معبد «نينيفاد» المكتشف بمدينة ماري 3500 ق. م ... وصلتنا الرقصات الفلكلورية من «اللوحات الجدارية» وبعدنا لليوم منحتفظ بنفس الحركة يللي استمرت من الوثنية لليوم، نضاف عليا علاقة الإنسان بالأديان ... وكلمة دبكة بتجي من كلمة "دبكثو ܕܒܟܬܐ" السريانية بمعنى " نطّ وقفز " ومنها بتجي كلمة "دربّكة"  كمان "دوربيك ܕܪܒܟ" بمعنى  "حرّكها" ... بدايةَ كانت الدبكة الشعبية ببلادنا بتوصل لاكتر من  أربعين دبكة بقي منها حاليا 17 دبكة.  منذكر منهن (رقصة الحرب ، رقصة السيف والترس ، المبارزة بالسيف ، رقصة التعلب والراعي ، الدلعونا ، العرجا ، المتلّتة )
وتحدثت أيضا عن الأزياء الفلكلورية المستخدمة في الدبكات (هيي مهمة جداً لأنها بتعكس جزء من طبيعة المنطقة. وبنشوف رسومات لنباتات معينة وازهار من البيئة يللي اشتهرت بمنطقتنا منها دوّار الشمس يللي بيرمز لإله الشمس، وزهرة «شقائق النعمان» windflower، وزهرة البابونج يللي موجودة بكترا بمناطقنا وشجرة الحياة على فساتين بنات الفرقة. والريشة يللي منشوفا على قبّوعة الراقصين بترمز لعلامة الانتصار لمّن كانو يرجعو من الحروب. )
وبعدها أفاضت المداخلات من قبل الحضور ( من بينهم الأديب نزار حنا ، الأستاذ د. أميل منذر ، الناشطة إكمال سيف الدين و... )على الندوة جمالية أخرى ومن ثم دعي الحضور الى الصالة لشرب الشاي والمعجنات لإستكمال الحوار ...

 

66
رابي أحيقر ارسل لي ايميلك لارسله لك الكترونياتحباتي وشكري لإهتمامك

67
الف تحية لإتحاد أدباءوكتاب كركوك الذي تميز عن مثيلاته في هذه الخطوة من خلال تكريمه لأصالة التراث العراقي القديم والجديد ومبروك للزملاء المكرمين

68
للأسف يبدو إن مصيرنا واحد كلانا عشق السيف رقابنا على مر التاريخ لذا ستبقى ساحتكم مثل ساحتنا مقسمة بين موال لكوردستان ومعارض ما بين من يقول انتم إكراد وآخر لا .. والشعب ينزف وجودا ، ونحن فضلا عن ذلك كاهلنا مثقل بصراع التسمية والكنائس ... تحية لك 

69
جزيل الشكر زميلي العزيز وتأكد ان محبتي اليك وأعتزازي بصداقتك دفعتني لابدي ملاحظتي وهي بصفة سؤال لقارئ يسأل الأستاذ المحاضر لا لأزعاجه فعذرا ان كان سؤالي في غير محله

70
جهودك مشكورة زميلي العزيز وهي نتاج أكثر من 30 سنة ،على الأقل من مهرجان نوهدرا في منتصف الثمانينات وكنت أنت أحد أهم الروافد له وأنت تعمل في هذا المجال وعطاءك يستحق الثناء والشكر ولكن بإعتقادي البحث بحاجة الى تأصبل المفردة هل هي فعلا بالسريانية المعاصرة ( سورث ) أم هي دخيلة ومن أين جاءت فإن كانت أكدية ( بابلية آشورية ) فلا غبار عليها وإن كانت عربية أو فارسية أو تركية أو .... يجب فرزها والتنبيه اليها تحياتي الحارة

71
زميلي الشاعر واللغوي د. بشير الطوري شكرا جزيلا لتواضعك وفيض محبتك وأنا أعرفك منذ عملنا سوية كيف كنت كجندي مجهول تعمل بعيدا عن الأضواء سواء في إتحاد الأدباء والمجمع العلمي والتعليم في قسم اللغة السريانية متطوعا بلا أجر متحملا مشقات الطريق وخطورته في بغداد فضلا عن مؤسسات أخرى اطال الله في عمرك

73
أصدر الأديب نزار حنا الديراني باكورة أعماله للعام 2019 كتابه الجديد ( قراءات في القصيدة السريانية المعاصرة ) وهي دراسة في تجربة الشعراء السريان ( أبراهيم يلدا ، نينوس نيراري ، أنور أتو ، عادل دنو ، نينب لماسو ، أينانا هرمز ، يونان الهوزي ، شاكر سيفو ) نموذجا ، وبهذا يكون الأديب قد أصدر ( 30 ) كتاباً ( شعر 12 ، دراسات أدبية 8 ، ترجمة 7 ، متفرقة 3 ) فضلا عن (8 ) كتب جاهزة للطبع

74
تكثيف الفعل القصصي والبناء السردي في مجموعة الثالثة بعد منتصف الليل للقاصة مشلين بطرس
نزار حنا الديراني
عن دار أبعاد للنشر والتوزيع صدر للقاصة مشلين بطرس باكورة أعمالها القصصية (الثالثة بعد منتصف الليل ) ، والمجموعة تضم بين دفتيها (11) قصة قصيرة و( 71) قصة قصيرة جدا .
منذ الوهلة الأولى تثير عنونة المجموعة (الثالثة بعد منتصف الليل) وهي عنوان لإحدى قصصها عدة تساؤلات لدى القارئ وذلك لأهمية العنونة بإعتبارها من المفاتيح المهمة في اقتحام أغوار المجموعة والولوج في أعماق نصوصها القصصية ..
عنونة المجموعة الثالثة بعد منتصف الليل ... تُفضي إلى تأويل افتراضي لعوالمها الغامرة ولافتة دلالية ذات طاقة مكتنزة وأنت تتساءل لماذا الثالثة بعد منتصف الليل ؟؟ وحيث كل شئ يكون في سباته العميق، إلا أن القاصّة من خلال انتخاب عناوينها الداخلية (على شفير الحياة ، ضفاف تبحث عن أمكنة، نجمة تبعثر تلاشيها ، أجنحة ترمم ريشها، وحوش برسم التصفيق ، الأرض .. تموت، و غفلت الساعة، طفولة ...) تلفت انتباه القارئ ، ليجعل منها علامات دالة على العمل، وهي تأتي في إطار السياقات النصية حيث تظهر طبيعة التعالق القائمة بينها وبين العمل، وكما تقول في قصتها: (الثالثة بعد منتصف الليل) :
- (أمسكتُ بالقلم علّي أكتب براكينَ تكاد تتفجر في داخلي، لكنّ البياض ظلّ ناصعًا يقهرني، حاولتُ النومَ، وعبثًا ما حاولتْ.  لمعتْ في رأسي فكرةٌ فأمسكتُ بجوالي أتصفح عناوينه، وفجأة بدأتْ خفقات قلبي تطير من صدري. إنني أُهاتفُ الوطن، رن ... رن ... لا أحد يجيب.!!  )
القاصّة مشلين بطرس في مجموعتها هذه تسلّط عدستها على الشارع والبيت والوسط الإجتماعي، لتلتقط بذكاء ودقة شخصوصها الفاعلة سياسيًا وأدبيًا وأجتماعيًا في الساحة التي تمكّنها لتكون قناعًا تعكس الواقع الذي تنوي القاصّة تجسيده للقارئ لتجعله يُستفز من وقع الأخطاء المتراكمة من الماضي والتي كانت السبب في محاولة السمكة الكبيرة لإبتلاع الصغيرة منها ... 
فعلى سبيل المثال نجد أن القاصة مشلين بطرس ركزت في قصتها (خرافةٌ ترسمُ جنتَها) على تمثال يشير الى عمق حضارتها والحدث هو إنكساره، وفي قصتها (هدير الليل) تركز القاصة على القضية الفلسطينية التي تشير اليها بعقد الحياة، وفي قصتها (راصور) تكون المرأة في نظر مجتمعها هي المحور فأشارت إليها بالراصور الذي يعني النابض لتنقل لنا نظرة المجتمع الذي يؤمن بأن المرأة كالراصور يجب الدعس على رأسها كي يبقى حجمها بالحجم الذي تراه لكَ مناسبًا. وفي قصتها (عطية ... بخيل) تعالج الهوة الشاسعة التي تفصل الفقير عن الغني وفي قصتها ( مدارس معاصرة ) تزاوج بين طموحات الفتى الذي يبيع المناديل وشوقه لما يعج الشارع من الكتب ، وهكذا في بقية قصصها ...
ومن أجل ان تكون القصة مشوّقة حاولت القاصة خلق الحيوية والديناميكية والحرارة في العمل من خلال أهمية الموضوع.
وفيما يخص البناء الشكلي لقصصها القصيرة جدًا علينا ألا ننظر إليها فقط من خلال القصر، وإنما ما يحويه النص من مرتكزات رئيسية مهمة تميزه عن القصة الطويلة والمتوسطة الطول، وذلك من خلال براعة القاصّة في الاختزال والتكثيف في الحدث السردي من خلال الإكتفاء بأقل ما يمكن من الشخصيات، بالإضافة إلى زمكانية مقننة، إذ أنها تقفز مباشرة إلى الحدث المركزي بدون مقدمات، مكتفية بالأطر التي يوفرها ذلك المركز لخلق أجواء القصة، إذ أنها تعتمد على حبكة بسيطة في فضاء زمكاني مختزل.
لذا فالتكثيف هو من العناصر المهمة في القصة القصيرة والقصيرة جدًا كونه هو الذي يحدد بنية القصة من خلال فاعليته المؤثرة في إختزال الموضوع وطريقة تناوله، وإيجاز الحدث والقبض على وحدته وهذا ما قامت به القاصّة من إنتقاء عناصر الصورة وموضوعها إنتقاءً موفقًا وتشكيلها تشكيلاً موحيًا.
 لقد أستطاعت القاصة مشلين بطرس في مجموعتها هذه أن تبتكر فضاء لغتها فنجحت في تقديم فكرة متوهجة مستفيدة من الفنون الأخرى كالفن التشكيلي والمونتاج والدراما والشعر.. مما سهّل عليها شحن الكلمات بأكثر ما يمكن من المعاني والتعبير عنها بأكثر ما يمكن من الأفعال وبأقل ما يمكن من المفردات، وهذا لا يتآتى إلا من خلال توالي أكتساب لغة لها القدرة على التكثيف الهائل للمعاني.
إن اللغة لدى القاصة مشلين تمتلك انزياحاتها التأويلية، لأعتمادها في أكثر الأحيان على لغة أهلتها كي تحافظ على توازن البناء السردي بدلاً من الإنجرار وراء الحدث إلى خارج سرب القصة ، فهذه الإنزياحات هي التي قادتنا للتأويل عن الواقع الحقيقي الذي تعيشه للدلالة على ما تريد الوصول إليه.
ففي قصتها (خرافةٌ ترسمُ جنتَها) تستخدم الأفعال (تحمله، تضمه، تتحدث إليه، تغطيه،.... ) تسعة أفعال في نص قصير، وفي نصها مدارس معاصرة تستخدم 13 فعل ( صفعت، غفا، راح، هبّ، غنى، رقص ....) وفي قصتها (بغماليون) إستخدمت 17 فعل في نصها الذي يحوي على ما يقارب 45 كلمة وهكذا في بقية نصوصها ...
نلاحظ أن ضرورة التكثيف في لغتها بدا واضحًا .. لذا فأهم أركان السرد لديها كان من خلال رسم شخصياتها وهي ( تعمل) بدلاً من أن تخبرنا عن (أفعالها) ومن هنا تكون الأفعال عنصرًا غاية في الأهمية في لغة القصة القصيرة والقصيرة جدًا ، فكثرة الأفعال يعني كثرة المعاني وكثرة الأحداث وسرعة الحركة. فهذه الأفعال هي التي جعلت السرد متماسك وفاعل بوساطة اللغة الشعرية المبطنة في فعل القصّ.
فالتكتيك في القصة القصيرة والقصيرة جدًا يتخذ من اللغة شكلاً ليس كشكلها المعتاد في الأدب القصصي . إنها لغة مكثفة ، ففي القصة (إمرأة) نلاحظ الكثافة المعنوية الهائلة التي حملتها العبارة ( ... أتركك لأبحث عن ذاتي، وأحقق قراري..) و (.. دعني وشأني، لقد حطمتُ قبوري) . وفي نصها (مساواة) :
  - (أرادوا تحريرها، ومعاملتها كأخيها ، أحضروا لهما الكتب المدرسية، وكل ما يلزم لتعليمهما ، فتح الأخوان كتاب الصفّ الأول، قرأا أول جملتين
- رباب تكوي، باسم يقرأ!!
فما الذي تريده المرأة بعد؟)
نجد الكثافة المعنوية في تقديم فكرة المساوات بين الرجل والمرأة ... وهكذا في بقية قصصها (دمعة وأرزة و ... وطن، الأرض ... تموت ، الأسئلة تفتح أبوابها ، دبوس..)
هذه القصص تحوي جملاً قصيرة اختزلت الكثير من الكلام ، وأغنت القاصّة عن العودة إلى أحداث ماضية توحى بها إلى القارئ.
 فالقصة القصيرة والقصيرة جدًا تسعى إلى توليد الدهشة في ذهن القارئ إعتمادًا على تكتيكات لغوية خاصة، تفرض المساحة الصغيرة المتاحة للقاصّ ولغة تمتاز بالكثافة العالية.
ونظرًا لدخول الحكاية كمكوّن أساسي في بناء القصة السردية، فإن الحوار يأخذ حيزًا مهما قي قصص القاصّة مشلين ، وبشكل مكثف وقصير كي لا  يضعف الفعل القصصي لديها ، وهو الذي يولّد الحركة والحيوية في النص فالحوار لدى القاصة مشلين بطرس جاء في قصتها (عطية ... بخيل ) من خلال:
( طالبه فقير متوسلاً القليل من ذاك اللحم، علّه يتلذذ برائحة الشواء )
(وفي قصتها  راصور) جاء الحوار من خلال:
( - فقال لجاره
- أتعرف الراصور؟ )
وفي قصتها: (على شفير الحياة) :
 (تسرعُ بخطاكَ زارعًا الغرفة بضجيج دخانك، تطقطق أصابعكَ، يتفصّد منك تعب الحياة، توقظُ كتابًا من غفوته، تقلّب صفحاته، فيصله توترك، وتشمئز الحروف من يأسك
بريقٌ ما يشدني إليه، أستطلع ما عساه أن يكون؟؟)
وفي قصتها: (ضفاف تبحث عن أمكنة) :
( أجبته بحماس: إذًا فلتعلمني الرقص بالخنجر، علّي أغزل دوائر النور أنا أيضًا.)
وهكذا في بقية قصصها ...
فالحركة في القصة هي الطريقة التي تسير عليها القصة لبلوغ هدفها، ويكون البناء فنيًا إذا اعتمد طرائق التشويق وكان متلاحمَ الأجزاء بحيث يتكون منه ما نسميه "الوحدة الفنية" وهي نوعان:
-  حركة عضوية، تحققت لدى القاصة مشلين بطرس في الحوادث التي تقع في (تَحَطُم التمثال، سرقة المفتاح، حركة الراصور، حركة الطفل وهو يبيع المناديل الورقية، حركة قطعة اللحم على الفحم .... وهكذا في بقية القصص)
   - والحركة الذهنية التي تتحقق في سلوك الشخصيات التي تتمثل في القصة للوصول نحو الهدف الذي تهدف إليه القاصّة.
ولأن كل حركة في الوجود لا يمكن أن تحدث خارج الإطار الزمكاني.  لذلك جاءت القصة السردية لديها" ذات بنية زمانية ومكانية تتشكل من خلالها معالم الحكاية.
فالمكان لدى مشلين بطرس في قصتها ( خرافةٌ ترسمُ جنتَها ) و(راصور) هو الشارع، وفي قصتها (هديل الليل) هو المساحة المحصورة بين فلسطين وسوريا ولبنان وفي قصتها  (مدارس معاصرة ) المكان أيضا هو الشارع الذي يعج بعمالقة الأدب العربي  وهكذا في بقية قصصها ..
بحكم أن فنيّة القصة القصيرة والقصيرة جدًا تتطلب الإيحاء والتركيز والشدّ إلى المفاصل المهمة من العلاقة بين فنيّة القصة وتاريخية المكان فالشخوص لدى القاصّة يتصرفون وفقًا لما مرسوم لهم من المكان الواجب التحرك فيه لتجعل القارئ يتفاعل تفاعلاً عاطفيًا وفكريًا ونفسيًا مع شخوصها، فالمكان (المتمثل في الشارع الذي يلعب فيه الأطفال أو يباع فيه الكتب أو فلسطين أو ...) كان حيّزًا مفترضًا أو متخيلاَ يتفاعل معه القارئ لأهميته.
وأحيانًا تكون بنية المكان في القصة مكثفة ، كون المسافة بين الشخص والحدث مسافة قصيرة جدًا كما في (دمعة وأرزة و ... وطن ، الأرض ... تموت، الأسئلة تفتح أبوابها، دبوس، ولادة أبدية و...)
ومن الجدير بالذكر أنّ السرد الحكائي في النص القصصي لدى القاصّة مشلين بطرس هو الذي نقل تجربتها القصصية ألى خارج الطابع الغنائي الذاتي، فنصوصها ليست تعبيرًا عن تجربة ذاتية بقدر ما هي تصويرًا لتفاعل أحداث، وصراع شخصيات، فأحاطت بالموقف إحاطة كاملة، فتحولت التجربة الذاتية القصصية لديها إلى تجربة إنسانية، فإن المتأمل في تجربتها يجدها غنية بالطابع السردي والمشهدي والتوظيفي كتوظيفها قصة لعازر الواردة في الكتاب المقدس في قصتها (ولادة أبدية) بشكل جميل كقولها:
( ..أنا الذي برّد أليعازر لساني بطرف إصبعه، فعدتُ من أغوار جحيم عقيم)"
 وما يراه القارئ من فعل غنائي في حقيقة الأمر ليس ذاتي شخصي بل هو تجسيد للأنا الكلية وكما تقول في قصتها (شاعرة : شغل ابداعها حديث الصحفيين، عادت إلى المنزل تذرف دموعها المعتادة تطالب زوجها بنصوص جديدة)، أو في قصتها (بكتيريا : نحن العطب المتجذر منذ قرون، نحن العفن الذي يجتاح العالم في الزمن المقبل ).. وهكذا في بقية قصصها ...
وفي الختام أقول:
تميزت القاصّة مشلين بالأصالة اللغوية ، نحتت في صخر المفردات فأنتجت مكونات جميلة وبراقة، أبدعت في بلورة وتكثيف الحدث وكشف صورة "الآخر فسلّطت الضوء على مظاهر الفساد الإجتماعي متبعة الواقعية والمنطق في تشخيصها.
لقد أظهرت القاصَة في قصصها هذه صورًا شفافة للأحداث الدرامية للفئة الأضعف في المجتمع ... وهذا دليل على وعيها وتمكّنها من شحن اللغة المستخدمة بالحيوية وطاقات تعبيرية .. فإلى المزيد من العطاء.

 

75
ندوة ( جذور السريانية في المحكية اللبنانية والسورية )
نزار حنا الديراني

عقدت لجنة متابعة توصيات مؤتمر العلامة جبرائيل قرداحي للدراسات السريانية ندوتها الثانية على مسرح دير مار روكز الكائن في منطقة الدكوانة - بيروت تحت عنوان ( جذور السريانية في المحكية اللبنانية والسورية ) شارك فيها  :
-   الأستاذة د. هزار أبرم ( جامعة حلب ) / لهجة حلب في المصادر السريانية
-   الأستاذ حبيب يونس / حضور السريانية في اللغة اللبنانية
-   الأستاذ د. أمين أسكندر / دراسة لغوية للمحكية اللبنانية كلهجة سريانية
قبل البدء رحب رئيس الدير الأب أنطوان عوكر بالحضور وبين في كلمته المرتجلة ضرورة تعلم السريانية للأرتشاف من منابع تراثها الغني بالأفكار اللاهوتية بدلا من الأعتماد على الفلسفة الغربية وحدها لأن آبائنا أعطوا الكثير في هذا الحقل وليس من المنطق أن نعتمد على الآخرين لترجمة ودراسة تراثنا لذا أخذنا على عاتق ديرنا هذا القيام بمهمة دراسة ونشر تراثنا وقد أصدرنا عدة كتب في هذا الموضوع...
بعد ذلك أدرات الأعلامية ( رئيسة جمعية التواصل والحوار الانساني) أيمان عبد الملك الندوة فإستهلت حديثها بالقول :
( الدياناتُ السماويةُ في بلادِنا ساهَمَت بشكلٍ كبيٍرٍ ومباشرٍ في نقلِ الشعوب نقلاتٍ حضاريةٍ كبيرة ، ومِن المؤكَدِ أن سبَبَ تَعَدُدِها كان نتيجة ضرورية وحتمية لتطورِ المجتمعات.  لقد ساهم السريان بالحضارة العربية الإسلامية مساهمة فعّالة في نقل الفكر الأغريقي الى اللغة العربية وبخاصة الفكر الفلسفي والعلوم الأخرى، وقد اشتهر العديد منهم في هذا المجال وهوغني عن التعريف. وقد نُقِل هذا الفكر بواسطة العرب الى أوروبا في العصور الوسطى وأدى الى تطوير أوروبا في هذا المجال.) . 
كما أشارت ( تُعتَبَرُ مملكةُ الرُها أَول مملكة مسيحية في العالم،وقد اعتُبِرَت اللغَةُ السريانيةُ لُغَتُها الرسمية ولا يزالُ الباحثون حتى اليوم يَعتَبِرون أن الرُها هي مَهدُ اللغة ، فمن لهجة الرُها السريانية نقلت البشرى إلى أرجاء المعمورة... وبقيت آثارها في تواصلنا الاجتماعي الى يومنا .... )
ومن ثم قدمت المحاضرين بالتعريف عن سيرتهم الذاتية بدءً :
- بالأستاذة هزار أبرم - استاذة اللغة السريانية في جامعة حلب / قسم الدراسات الشرقية ، حيث سلطت الضوء في محاضرتها الموسومة ( لهجة حلب في المصادر السريانية ) إلى آثار السريانية في مدينة حلب السورية من حيث أسماء الأماكن واللغة ، في البداية بينت الباحثة أهمية اللغة في حياة الشعوب ( قيل اللغة مرآة الأمة كونها تمثل أفكارها وتُعرب عن أهوائها، وهي جامعة لشتات أفرادها، فإذا فقدت أي أمة لسانها تبدلت عاداتها، وتضعضعت قواعدها  فمالت للذبول والهرم . فالآراميون أمةُ عريقةٌ في القدم، كان موطنها الأول هو البلاد المسماة في العهد القديم بآرام وهي قسمان:آرام النهرين، وآرام الشام،  ولما كانت مدينة الرها المهد الأول للغة السريانية ومركز الاشعاع الحضاري والثقافي والديني لكل السريان . انتشرت هذه اللغة إلى ما وراء موطن نشأتها الأصلي بكثير في اقليم واسع غرب آسيا ، فإن مدينة حلب كانت المهد الثاني للرهاوين ولغتهم وحضارتهم التي حملتها القافلة الأخيرة من المهاجرين السريان إلى حلب سنة 1924، إذ استوعبت حلب وسكانها تلك الثقافة الواردة التي تركت أثرها في جميع نواحي الحياة فيها.)
ومن ثم تطرقت الى تأثيرها كلغة على اللسان العربي الحلبي قائلة : (... تمثل هذا التأثيربمظاهر متعددة، وكذلك أثرت في جغرافية المنطقة التي سميت بأسماء سريانية، وفي نواحي الحياة الأجتماعية عامة أيضاً، لذا هَدَفَ البحث إلى تسليط الضوء على أثر اللغة السريانية في لهجة حلب، وذلك في عدد من المظاهرنذكر منها:
1)   غياب ظاهرة الاعراب في أواخر الكلمات.
2)   غياب ظاهرة التثنية ما خلا بعض الكلمات.
3)   ورود الفعل بصيغة الجمع مع الفاعل الجمع على عكس العربية الفصحى.
4)   الابتداء بالساكن وهذا غير جائز في العربية الفصحى .
ومن ثم ختمت بحثها بدراسة لغوية مقارنة لبعض الألفاظ من أفعال وأسماء محاولة تلمس الأصل السرياني للمفردات التي ساقتها المعاجم العربية .
-   بعد ذلك تناول الآستاذ حبيب يونس وهو صحفي وشاعر وباحث عمل على مدى عشرات السنين على دراسة أثر السريانية في المحكية اللبنانية من خلال الحلقات التلفزيونية التي كان يقدمها عن طوائف لبنان والتي أعتبرها كلغة مستقلة عن العربية كونها تتمع بكل مميزات اللغة من خلال تعريفه لمفهوم اللغة معتمدا على تعاريف اشهر الباحثين من بينهم ( إبن منظور، إبن جني ، إبن خلدون ، ناعوم تشومسكي ،... ، سعيد عقل ) وأزاد الباحث حبيب يونس في حديثه بأن الفينيقيين الكنعانيين وهم سكان المنطقة الممتدة من فلسطين الى لبنان مروراً بسوريا. وبالتحديد بمنطقتين (راس شمرا، وجبيل ) بحسب ما تقول الإكتشافات الأركيولوجيي ... وكان هذا الشعب يتكلم بلغته في المنطفة ولحد القرن السابع عشر والثامن عشر ...وحتى عندما كانوا يستخدمون اللغة العربية كانوا يدونوها بالحرف السرياني ومن ثم بين الباحث تاثير السريانية على المحكية اللبنانية من خلال :
1-   كلمات مستعملة في الحديث اليومي وهي من الأصول السريانية مثل (قاووش، قرواني، يطأ، شوب (الحر)، شرش (جذر) وشكارا... ) والأفعال (دقر (صدم)، سكَّر (غلق الباب)، دنّق (نظر)، فقع (انفجر)، دلف ....) 
2-   تراكيب جملية مأخوذة من الأصول السريانية وهي تبدأ بالحرف الساكن على عكس العربية من بينها (كْبير، زْغير، طوال، قصار، كْتاب، بْريق، ...)
3-   أسماء مدن وقرى لبنانيية وهي من الجذور السريانية فكثير منها تبتدأ بكلمة (كْفر ) وهي بالسريانية تعني قرية أو منطقة فضلا عن أسماء فرى أخرى من بينها (شاتين ، بكفيا ، رشميا ، ...)
4-   أوزان الزجل اللبناني التي هي سريانية.
-   ومن ثم بين الاستاذ د. أمين أسكندر وهو مهندس يعمل منذ فترة طويلة في جمع التراث السرياني المعماري وهو رئيس جمعية (طورلبنان ) التي تعمل جاهدة على تعليم ونشر التراث السرياني . حيث بين في محاضرته على جذور السريانية في أسماء الآماكن والقرى التي تحمل بين طياتها التسمية السريانية وقدم عدة نماذج من أسماء هذه القرى من بينها ( بكقيا ، رشعينا ، عين طورا ، رشميا ،  ....)  وأسماء العوائل اللبنانية من بينها ( شليطا ، سابا ، مرتا ، مارون ...  ) ومن ثم قدم الباحث العديد من المفردات والأفعال والجمل والحكم والتي لا زالت متداولة في يومنا وأجرى عليها تحليلاً لأصولها اللغوية مؤكدا على سريانية ما يقارب 90% من مفرداتها.
بعد ذلك أغنى نقاش الحضور الندوة بالملاحظات والمطالبة بضرورة تعليمها في المدارس كونها لغة حضارة وعلوم وكونها لغة الشعب اللبناني بأجمعه ولم تكن محصورة بفئة دون غيرها  لنشأتها قبل نشوء الاديان السماوية ( اليهودية ، المسيحية ، الاسلام ) وختمت الندوة بكلمة شكر قدمها د. كابي مدير الجامعة اللبنانية الدولية – فرع جبل لبنان الى الحضور والمشاركين والقائمين على الدير لحسن الضيافة .   

77
تحياتي وكل عيد انت وأسرة التحرير والقراء بخير
أستنادا الى ما تقدمه حكومة الأقليم من تعزيز حقوق القوميات الغير الكوردية في الأقليم لا بد ان نقدم شكرنا لحكومة الأقليم على ما قدمته لمن هاجر اليها من بغداد والمحافظات الأخرى ولكن هناك عدة أسئلة تطرح نفسها : وماذا بصدد التجاوزات على أراضينا في عشرات القرى في محافظة دهوك وأربيل ؟ وموضوع الصلبان على الأحذية ؟ وقانون اللغات في الأقليم ( إن كنت مطلعا عليه)؟ وغير ذلك هل هذه تنسجم ودعوة القادة في الأقليم فيما يخص تشجيعهم على البقاء ؟؟؟ ما فائدة فقرة في الدستور تتضمن الأعتراف بنا وأراضينا مسلوبة وعلى مدى 15 سنة ونحن نطالب حكومة الأقليم برفع التجاوزات والنتيجة هي حث أهالي هذه القرى بصورة غير مباشرة للهجرة وإلا كيف يعيشون ؟؟؟؟ وفيما يخص المطالبة بمحافظة للأقليات في سهل نينوى هل ستقبل حكومة الأقليم بتخصيص محافظة في الأقليم ؟؟؟

78
تحياتي زميلي لماذا نحمل الكنيسة وحدها هذا الحمل ونتناسى انه واجب أحزابنا ومؤسساتنا وخصوصا في المهجر التي كان من الأجدر بها ان تتصل بالمؤسسات العالمية كاليونسكو لحثها على الحفاظ على هذه اللغة العريقة وتشجيع الكتابة والنشر وعقد مؤتمرات من أجلها بدلا من جمع النقود وارسالها الى أحزابنا كي تتصارع فيما بينها على الكراسي والتسمية و...

79
تحياتي أيها الزميل .... مشكلتنا ليست لاننا لا نملك نقاد بل لأننا لا نملك دور نشر وقراء فأحدنا حين يكتب بأدبه أو لغته سيجد نفسه وحيدا ليس من يساعده في طبع منشوره أو على الاقل شراء ولو نسخة من كتابه فأحزابنا ومؤسساتنا في الداخل والخارج لا يهمها إلا كرسي السياسة ،إلا ما ندر منها وهي أيضا يحكمها مزاجها ورؤيتها المثقلة بتوجهات حزبية ... كلهم ينادون بحقوقنا القومية المشروعة من دون التساؤل وماذا عن مقومات هذه القومية؟وماذا لو عكف كتابنا عن الكتابة بسبب عجز شعبنا بمؤسساته واحزابه وكنائسه عن دعمهم فنبقى بلا مقومات ؟ اليس من الأجدر بنا ان نتساءل لماذا يتوجه أدباؤنا للكتابة في حقل اللغات الأخرى دون لغتهم ؟؟ .... تساؤلات كثيرة والبعض منا يحمل في جعبته العديد من المخطوطات جاهزة للطباعة من بينهم أنت علما سيصدر لي في الأيام المقبلة دراسة في الشعر السرياني المعاصر وحيث تبرع الاديب أبراهيم يلدا وزوجته مشكورين ليكونا رافدا مهما في طبعه والا لبقي قابعا كغيره من المسودات في الخزان

80
ومن المضحك أيضا يقولون هذا الشخص لا يمثل شعبنا ولا يمثلنا فمن يمثل إذن ؟ الم تكن هناء عمانوئيل ومن قبلها مسيحية وتنتمي الى ما يسمونه الشعب الكلداني السرياني الآشوري ؟ وهل كانت راهبة حنى يتفاخر الاستاذ عمانوئيل بأنه أسقط الدولة الدينية .... وهل نستطيع أن نقول بأن الشخص الفلاني يمثلنا إن كان لم يحصل من أصوات شعبه الا بضع أصوات خجولة ... ومن ثم ما الذي قدموه ويستطيع أن يقدمه أي وزير أو برلماني أمام أكثر من 300 عضو برلماني ؟ هل أستطاع وزراءنا ونوابنا أن يرفعو التجاوزات عن أراضينا ودورنا ؟ وهل أستطاعوا أن يلغوا المواد المجحفة بحقنا في القوانين العراقية كمصير الأولاد حين يصبح أحد طرفي والداه مسلما هؤلاء الذين كانوا يمثلوننا؟ وأتساءل لو كانت إحدى هاتين المرشحتين قد رشحتا من قبل التحالف الكوردستاني مثلا هل كان يتجرأ الزميل عمانوئيل أو غيره ليرفض هذا الترشيح ؟؟؟؟ وهل أستطاع النواب من قبلهم أن يلغوا ترشيح الوزير فارس حين أدعوا نوابنا في حينها بانه لا يمثلنا ؟؟؟ هناء ومن قبلها رفضت بسبب وجود خلافات عند الأخرين بسبب التوازنات وإلا لما أستطاعوا ذلك تحياتي         

81
موت المسيح وقيامته
في قصائد بدر شاكر السياب
نزار حنا الديراني

لم يكن إتهام النقاد للشعر العربي الحديث بأنهم ( أي الشعراء) نسفوا الموروث الأدبي من خلال إخلالهم بالقوانين العروضية بنظام التفعيلة الواحدة وحده بل وكما يقول الناقد جبرا ابراهيم جبرا  أنهم طرحوا موضوعات ورموز دخيلة على روح التراث العربي وهم يستشهدون بالتضمينات الوثنية وبالمفاهيم المسيحية بشأن الخطيئة والصلب والبعث . مما حدى بلجنة الشعر في القاهرة  أن تلتمس من المجلس الأعلى للفنون أن تفرض رقابة مباشرة على نشر الشعر الحديث ولم ينصب هذا الهجوم على الخلفية الجمالية حسب بل ذهب الى أبعد من ذلك حين عقد صلة بين النقد الثقافي والأخلاقي والجمالي وبين التضمينات الدينية .
لقد شهد الوطن العربي تطورات واسعة بعد الحرب العالمية الثانية عندما كان الشارع العربي يغلي بمشاعر التمرد والرفض سواء على الصعيد السياسي أو على الصعيد الأدبي وأصبحت سنة 1948 سنة حاسمة في تاريخ الوطن العربي الحديث . حيث شهدت نكبة فلسطين وشهدت إنهيار المجتمع العربي التقليدي  .
من خلال نمو الحركات الشعبية وإنهيار بعض الحكومات الرجعية . وكانت بداية أنهيار نظام التفعيلة وبلوغ الرومانسية ذروتها من خلال الأرهاصات الحاصلة في مجال التجديد الشعري كمحاولة الدكتور لويس عوض لأبتكار أوزانا جديدة وترجمة علي أحمد باكثير لمسرحية شكسبير وتجارب بدر شاكر السياب ونازك الملائكة وغيرهم من الشعراء ... ولا غرابة أن تكون التضمينات المسيحية والأساطير القديمة قد تخطت خطوتها الأولى نحو تغلغل رموزها الى روح التراث العربي من خلال ترجمة تجارب الشعراء الغربيين ولا سيما الأنكليزي والفرنسي الى الشعر العربي كما شهدت الفترة ايضا تسرب الفكر الماركسي الى المنطقة ...ولا غرابة أيضا أن يكون بدرا واحد من الشعراء الذين حملو هذه الراية ليمزج الأساطير العراقية القديمة والتضمينات المسيحية المكتسبة مع التراث العربي ليجعل من الموت انبعاث جديد للقصيدة العربية الحديثة عساه أن يكون أنبعاثا مماثلا للواقع العربي .
لقد تحول الموت في شعره الى أسطورة وأصبح المسيح وتموز فداء الأسطورة . ومن أجل دراسة ذلك لا بد من الإشارة الى تلك الأرضية الخصبة التي مكنت الشاعر من حمل هذه الراية وذلك من خلال دراسة سريعة على حياته الأجتماعية والأدبية من جهة والى مصادر ثقافته من جهة ثانية .
اولا :حياته
        لم تكن ولادة الشاعر سنة 1926 وفي قرية صغيرة مثل جيكور - من أعمال البصرة - إلا ولادة صراع قاس مع الزمن ... فقد ماتت والدته وهو صغير وعلى أثر ذلك تزوج والده فيقول:
          أبي منه جردتني النساء                                      وأمي طواها الردى المعجل
   وما لي من الدهر إلا رضاك                               فرحماك فالدهر لا يعدل
فرعته جدته التي هي أيضا ماتت فكانت صدمة ثانية في حياته لذا نراه يقول في قصيدة رثاء جدتي :
    جدتي من أبث بعدك شكواي      طواني الأسى وقل معيني
  أنت يا من فتحت قلبك بالأمس      لحبي أوصدت قبرك دوني
  فقليل علي أن أذرف الدمع      ويقضي علي طول أنيني
  ليتني لم أكن رأيتك من قبل      ولم ألق منك عطف حنون
لقد كانت حياته مأساة حقا , كانت صراع بين القيم والواقع بين الماضي والحاضر  إنه يرفض أن يقبل الواقعي لأنه مؤلم ... لأنه الموت ...لأنه فراق أمه وأبيه وجدته ... وكانت سببا لأن يحب لبيبة التي تكبره سبع سنوات ذلك الحب الذي لم يدوم طويلا .
إلا أنه أستطاع من إنهاء دراسته الأبتدائية والثانوية فألتحق بكلية دار المعلمين العالية ببغداد حيث درس ولمدة سنتين اللغة العربية وبعدها سنتين اللغة الانكليزية الى أن تخرج سنة 1948 ومن خلال دراسته في الدار تأثر بالشعراء شيلي , كيتس وتميز شعره بهذه الفترة بالرومانسية من خلال ديوانه أزهار ذابلة سنة 1947 وأساطير الذي صدر سنة 1950 . فكانت رومانسيته نتيجة للظروف التي مر بها أولا وللظروف السياسية التي كان يمر بها العراق والتي كانت من الأسباب التي دفعته للأنضمام الى الحزب الشيوعي سنة1945 وبقي في الحزب لمدة 8 سنوات أي حتى سنة 1952 حيث كلفته تجربته الكثير من خلال إضطهاده وتشرده إلا أنه في الوقت ذاته أفاد منها من خلال تحول الموت - موت أمه وجدته - الى موت الكثير من شعبه جوعا ومرضا كما يقول في قصيدته انشودة المطر:
   وفي العراق جوع
   وينثر الغلال فيه موسم الحصاد
   لتشبع الغربان والجراد
   وتطحن الشوان والحجر
فكان لابد له أن يبحث لا عن خلاص نفسه بل خلاص شعبه ... من خلال فادي يعطي نفسه من أجل الآخرين . رغم كل ذلك كان يواصل مطالعته مما أتاحت له على التعرف الى الشعراء الغربيين أمثال ستيفن سبندر, روبرت بروك , وليم هنري, أدغار ألن بو , فتحول شعره من الرومانسية الى الواقعية ومن خلال قصائده (فجر السلام- حفار القبور- الاسلحة والأطفال)  وبعد سنة 1950 تخطى الشاعر خطوة أخرى من خلال تاثره بكل من الشاعر ت . س.إليوت والشاعرة أديث ستويل . إلا أن بدرا لم يكن واقعيا أشتراكيا بمعنى الكلمة فقد كان مثاليا وهذه المثالية كما يقول النقاد قادته الى التمرد على الشيوعية حيث أستقيل من الحزب سنة 1952 وفي المرحلة التي تلت إنفصاله من الحزب تحول الموت في شعره الى أسطورة وأصبح المسيح وتموز فداءه وأستطاع من خلالها أن يتحد بالفادي الذي كان يبحث عنه دوما والذي كان يتقمص تموز حينا والمسيح في أغلب الأحيان لذا كان يرى في نضاله دم المسيح يسيل من على الصليب ليمتزج مع ذلك العرق المتساقط من جباه الفلاحين والكادحين والمناضلين وتعتبر هذه المرحلة أي منذ سنة 1952 وحتى سنة 1960 العصر الذهبي في شعره لقد بلغ ذروة مجده وثبتت ريادته للشعر الحر بجدارة وخاصة في ديوانه أنشودة المطر وصنفت قصائده في هذه الفترة من حياته بالواقعية الجديدة أي التموزية إلا أنه بعد سنة 1960 أنكمش الشاعر على ذاته وشلت حركته الى أن وافاه الأجل سنة 1964 في مستشفى الكويت نتيجة لمرضه عن عمر يناهز 38 سنة. وتتجلى ذاتيته من خلال دواوينــه ( العبد الغريق 1962, منزل الأقنان1963, شناشيل أبنة الجلبي 1964, إقبال 1965, )
مصادر ثقافة الشاعر
رفد الشاعر ثقافته من ثلاث مصادر وهي :
1- الأساطير الشرقية : كان تأثر بدر بالشعراء الغربيين وخصوصا أديث ستويل و.(ت.س.إليوت) قد ألهب نار الأساطير في داخله , تلك الأساطير التي تغلغلت في قصائدهم من خلال الناقد جيمس فريزر وخصوصا كتابه الغصن الذهبي . وكانت ترجمة الناقد جبرا ابراهيم جبرا لفصلين من هذا الكتاب في مجلة الفصول الأربعة سنة 1954 قد مهدت له الطريق لأرتوائه من هذه الأساطير وإطلاعه على ديانات بلاد ما بين النهرين التي كانت تعتقد إن موت الإله تموز هو السبب في موت الطبيعة الأمر الذي كان يؤدي بهم الى تقديم القرابين والصلوات لتعود الحياة الى آلهتهم التي بدورها تعيد الخصوبة والتجدد . الإنسان العراقي القديم كان يبني أساطيره على المتناقضات ( الموت والبعث, الخصب واليباب , الفرح والحزن ...) وكان ( المطر , النهر, الربيع ...) رموز الخصوبة أما (تموز وعشتار) فهي رموز الولادة والحياة . فأستفاد الشاعر كثيرا من هذه الرموز .
2- الشعراء الغربيين : يقول الشاعر بدر شاكر السياب
( تأثرت في بداية حياتي الشعرية من الشعراء الغربيين شيلي , كيتس, إليوت, سيتويل ...) لقد كان تاثير أديث ستويل واضحا على الشاعر من خلال ديوانها ( انشودة الوردة) الحاوي على 103 قصيدة كتبتها الشاعرة بين سنة 1920 وحتى 1947 حيث صدر ديوانها سنة 1949 والذي كان يصور خراب لندن سنة 1940جراء قصف الألمان وتجلى تاثيره من خلال ديوانه ( أنشودة المطر) وخاصة في قصائده أنشودة المطر, من رؤيا فوكاي, الأسلحة والأطفال ... الذي كتبها بين سنة 1955-1960 وقد أعترف الشاعر بذلك من خلال قوله:
( الطريقة التي أكتب فيها أغلب قصائدي هي مزيج من طريقة أبي تمام وطريقة أديث ستويل من خلال إدخال عنصر الثقافة والأستعانة بالأساطير والتاريخ والتضمين في كتابة الشعر ) .
أما تاثير ت. س. إليوت فكان من خلال قصيدته الأرض اليباب التي كانت تصور له يباب الوجود المعاصر فكان لابد من الخلاص ... ولكن من أين يأتي الخلاص إن لم يكن هناك فداء ... كانت تلك أرضية خصبة لبدر لينطلق منها في تجسيد فداء المسيح ... فأخذ عن إليوت مفاهيم الخراب والخصوبة والموت والميلاد كعناصر ثابتة يبني عليها قصائده... فتقمص بطله دور الإله تموز ذلك الإله الذي بموته وأنبعاثه تعود الحياة الى الطبيعة ... ذلك الإله الذي قتل بأنياب الخنزير :
   ناب الخنزير يشق يدي
   ويغور لظاه الى كبدي
   ودمي يتدفق ينساب
إن كانت الأرض في ( الأرض اليباب) لإليوت تتحسر الى قطرة ماء إلا أنها في أنشودة المطر كانت الأرض تطوف بالمطر . ولكن في كلا القصيدتين كان هناك خراب وفي كلاهما حاجة ماسة الى مخلص .
3- الكتاب المقدس
----------    : أصبح الكتاب المقدس بعهديه ( القديم والجديد) من أكثر المصادر أهمية لدى بدر شاكر السياب وخصوصا في قصائده التموزية تلك التي أخذت فكرة الموت والبعث رقعة واسعة من مساحتها , فأخذ من العهد القديم قصة هابيل وقابيل التي جسدت الصراع والأنانية والعداء بين الأنسان وأخيه الأنسان حيث يقول في قصيدته من رؤيا فوكاي:
   قابيل باق وإن صارت حجارته                                  سيفا وإن عاد نارا سيفه الخدم
   ورد هابيل ما قاضاه بارئه عن خلقه ثم ردت بأسمه الأمم
وفي موضع آخر يقول :
   الموت في البيوت يولد
   يولد قابيل لكي ينتزع الحياة
   فيظلم الغد
وكذلك أستفاد من رموز قصة سادوم وعامور وإمراة لوط وقصة آدم وحاوة .
أما من العهد الجديد أستعار السياب تلك الرموز المرتبطة بآلام المسيح وبعثه والسير فوق الماء وأحياء لعازر وشفاء البرص والعميان ... كما أخذ من فكرة العشاء الرباني الكثير من أفكاره ورموزه كتحول الجسد الى الخبز والدم الى الخمر حيث أصبح موت المسيح ذبيحة للأنسان من أجل غفران الخطايا والخلاص من الخطيئة المميتة لذا نراه يقول في قصيدته جيكور والمدينة:
   دمي ذلك الماء هل تشربونه
   ولحمي هو الخبز لو تأكلونه
وكذلك في قصيدته مرثية الآلهة:
   كفى كل ثغر كان يدعوه جوعه               إله أحاطته المدى والأصابع
  دمي هذه الخمر التي تشربونها              ولحمي هو الخبز الذي نال جائع
حيث صنع السياب من هذه الأفكار صرخته وإنتظاره لولادة جديدة وهو يقول:
   أميت فيهتف المسيح
   من بعد أن يزحزح الحجر
   هلم يا عازر
لقد توهم الأستاذ عبد الجبار عباس عندما أعتقد بان المسيحية هي مجرد اللون الذي يصبغ الصورة لأنه يعتقد ان الجذور الأولى لفكرة التضحية تمتد الى ما كان يسمعه من القصص الشعبية الدينية إضافة الى ما أكتسبه من مطالعاته في قصائد الرثاء العربية. فأنا أرى خلاف ذلك لأنه لم نجد أي أثر لذلك في قصائده وخاصة التموزية بل جاء من خلال تشبعه بالمفاهيم التي أكتسبها من مطالعاته المستمرة في الأدب الغربي الذي مهدت له الطريق لأكتشافه الكتاب المقدس وإرتوائه منه مما أدت بفكرة التضحية المسيحية أن تلازمه بشخص المسيح.
الموت والبعث
يقول السياب في رسالة بعثها الى صديقه يوسف الخال في 4/4/1959:
(( إنني أعتقد بان بعث الأنسان بعد موته هو أكبر أنتصار له على الفناء والعدم , إنه حين يبعث يكتسب صفة من صفات الإله)) .
بعد تمرده على الشيوعية أخذ السياب من الأيمان القوة الفاعلة في نضاله وأخذ من المسيح رمزا في صراعاته إلا أن ضعفه وتردده أمام هذا الجبروت جعلاه يتساءل:
   من الذي يسمع أشعاري
   فإن صمت الموت في داري
   والليل في ناري
   من الذي يحمل عبئ الصليب
من خلال دراستنا لقصائد بدر شاكر السياب نجد لا تخلو قصيدة من قصائده التموزية من آثار لفكرة التضحية وخصوصا في ديوانه أنشودة المطر , تلك الفكرة التي جاءت كنتيجة لمزج فكرة التضحية العراقية القديمة والتي كانت مرتبطة بالأسطورة الزراعية المرتبطة بموت الإله تموز وفكرة التضحية المسيحية والمنبثقة بموت المسيح وبعثه . الأولى كانت من أجل عودة الخصوبة للأرض أما الثانية فهي من أجل خلاص البشر وغفرانه من الخطيئة المميتة ومن أجل نشر السلام والعدل في العالم.
إن كان خلاص الأنسان في أدب وادي الرافدين يأتي عن طريق التضحية التي يقدمها الإله تموز:
   تموز لولا موته الدامي
   ما كان من عام الى عام
   يحيى فيحيي بالدم الآخرين
إلا أنها لدى الصينيين تأتي من خلال مزج الحديد بالدم من أجل صناعة الناقوس:
   لمن , لمن يدق كونغاي كونغاي
   أهم بالرحيل في غرناطة الضجر؟
   فأضطرت الرياح والغدير والقمر؟
   أم سمر المسيح بالصليب فأنتصر
   وأنبتت دماؤه الورود في الصخر
   أم أنها دماء كونغاي
وإذا كان نوح قد سخر كل الأمكانيات من أجل خلاصه وعائلته , إلا أن المسيح سخر كل شئ من أجل الأنسان الى حد قدم ذاته فداء" من أجل خلاص البشر لذا نراه يقول في قصيدته سفر أيوب:
   وأمتد نحو القبر درب: باب
   من خشب الصليب , فالمسيح
   مات, وفي الطوفان ضل نوح
وفي قصيدته النهر والموت يقول:
   أود لو غرقت في دمي الى القرار
   لأحمل العبء مع البشر
   وأبعث الحياة , أن موتي إنتصار
نجد ان السياب أستطاع أن يجعل من هذه الأساطير أن تنبض بنبضات مسيحية ووظف رموزها ( عشتار, تموز, طوفان, كونغاي...) من أجل ذلك.
كما وظف في قصيدته مرحى غيلان فكرة الميلاد - ميلاد الشمس- عند كهنة أيزيس يوم 25/12من كل سنة من أجل فكرة ولادة المسيح التي تعني لديه ولادة السلام والضياء:
   حيث المسيح يظل ليس يموت أو يحيا..كظل
   كيد بلا عصب, كهيكل ميت, كضحى الجليد
   النور والظلماء فيه متاهتان بلا حدود
   عشتار فيها بلا بعل
   والموت يركض في شوارعها ويهتف: يا نيام
   هبوا , فقد ولد الظلام
   وأنا المسيح , وأنا السلام
حيث أن الشاعر يؤمن أن ولادة المسيح تعني ولادة جديدة لتلك السنابل التي جاءت كنتيجة لموت إله الخير (تموز) :
   فكأن أودية العراق
   فتحت نوافذ من رؤاك على سهادي: كل واد
   وهبته عشتار الأزاهر والثمار. كان روحي
    في تربة الظلماء حبة حنطة وصداك ماء
   أعلنت بعثي يا سماء
   هذا خلودي في الحياة تكمن معناه الدماء
   بابا كان يد المسيح
   فيها كأن جماجم الموتى تبرعم في الضريح
   تموز عاد بكل سنبلة تعابث كل ريح
وكذلك يرى في بعث المسيح بعث جديد للأموات , أنه يمزج بين أسطورة الإله تموز الذي كان ينتظره العراقيون القدامى بفارغ صبر كي يعيد الخصوبة للأرض لتعطي ثمارا" وبين بعث المسيح الذي كان صلبه أنتصارا" وبعثه خلاصا" ... فيه أنتصر البرص والعميان والجياع و... لذا نراه يقول في قصيدته مدينة السندباد:
   خيل للجياع أن كاهل المسيح
   أزاح عن مدفنه الحجر
   فسار يبعث الحياة في الضريح
   ويبرئ الأبرص , أو يجدد البصر؟
وقد أصبح التوافق بين الحياة والموت ذروته في قصائده :
1- المسيح بعد الصلب التي يظللها  جو من الأطمئنان والبهجة , بهجة المضحي الذي صرع بموته أعداءه وتغلغلت دماؤه الى السنابل والماء والعجين وأنتقل بالموت من مجرد فكرة تتأرجح كالظل بين الدجى والنهار الى كنوز وثمار ودفء للأطفال:
   حين عريت جرحي وضمدت جرحا سواه
   حطم السور بيني وبين الإله
ففي قصيدته هذه يوحد السياب بينه وبين المسيح من خلال مونولوج درامي:
   بعدما انزلوني , سمعت الرياح
   في نواح طويل تسف النخيل
   والخطى وهي تنأى .إذن فالجراح
   والصليب الذي سمروني عليه طوال الأصيل
   لم تمتني .وأنصت: كان العويل
   يعبر السهل بيني وبين المدينة
فهو حين يتوحد بالمسيح  وبتموز يحس أن جيكور تمتد حتى حدود الخيال , كل شئ فيها أخضر حتى دجاها وعندما يلمس الدفئ قلبه يجري دمه في ثراها لأن قلبه هو الشمس وهو النور وهو الأرض التي تنبض بالقمح والزهر والماء والثمر , ان هذا القلب هو نفسه تموز وهو في ذات الوقت السيد المسيح الذي سوف يحل في كل من يأكل ويشرب:
  قلبي الشمس اذ تنبض الشمس نورا
  قلبي الأرض , تنبض قمحا, وزهرا", وماء" نميرا   
     قلبي الماء, قلبي السنبل
   موته البعث : يحيا بمن يأكل
   في العجين الذي يستدير
   ويدحى كنهد صغير, كثدي الحياة
   مت بالنار :أحرقت ظلماء طيني, فظل الإله
   كنت بدأً" وفي البدء كان الفقير
   مت, كي يؤكل الخبز بأسمي لكي يزرعوني مع الموسم
   كم حياة سأحيا: ففي كل حفرة
   صرت مستقبلا , صرت بذره,
   صرت جيلا من الناس: في كل قلب دمي
   قطرة منه أو بعض قطرة
فهو هنا يرى قيامة المسيح بعث جديد لقيامة الأموات حين يربط بين أسطورة تموز وقيامة المسيح التي كانت خيبة أمل لليهود:
   هكذا عدت , فأصفر لما رآني يهوذا
   فقد كنت سره
وفي موضع آخر يقول :
   قدم...قدم...قدم
   ألقيت الصخر على صدري
   أو ما صلبوني أمس ...فها أنا في قبري
   فليأتو...إني في قبري
   من يدري...إني...؟ من يدري
   ورفاق يهوذا ؟ من سيصدق ما زعموا
2- في قصيدته مرحى غيلان يكون السياب أكثر قربا حين يعيد خصوبة الأرض بعد عودة تموز الى يد المسيح التي يستنجد فيها :
   بابا... كأن يد المسيح
   فيها, كأن جماجم الموتى تبرعم في الضريح
   تموز عاد بكل سنبلة تعابث كل ريح
3- وهكذا الحال في قصيدته مدينة السندباد وغيرها....
   هكذا عدت, فأصفر لما رآني يهوذا
   فقد كنت سره

83
أعمال لجنة متابعة توصيات مؤتمر العلامة الأباتي جبرائيل القرداحي للدراسات السريانية

على ضوء مقررات مؤتمر العلامة الأباتي جبرائيل القرداحي للدراسات السريانية الذي انعقد في شهر آذار /2018 في الجامعة اللبنانية الدولية بالتعاون مع إتحاد الأدباء والكتاب السريان في العراق ، ومن أجل بلورة توصيات المؤتمر زار وفد من اللجنة وهم السادة :
1-   د. كابي الخوري / مدير الجامعة اللبنانية الدولية – فرع جبل لبنان
2-   الاستاذ أمين أسكندر / رئيس جمعية طورلبنان
3-   الأديب نزار حنا الديراني / أتحاد الأدباء والكتاب السريان
مطرانية " جبيل " والتقى الوفد بسيادة المطران ميشيل عون .
في البداية سلم الوفد الى سيادته نسخة من توصيات المؤتمر والكتاب المتضمن البحوث التي قدمت في المؤتمر فأبدى المطران سعادته بما أقدم عليه المؤتمرون ومن ثم بين الوفد لسيادته الزيارات التي قاموا بها من بينها الى غبطة البطريرك والرهبنات الثلاثة في بيروت والحوار الذي جرى معهم بخصوص تفعيل السريانية في المدارس كما تباحث الوفد مع سيادته العمل على تفعيل اللغة السريانية في القداس من خلال زيادة أداء بعض الصلوات الليتورجية وبعض فقرات القداس بالسرياني لتشجيع الأجيال القادمة على تعلمها وكذلك العمل على تعليم اللغة في المدارس بدءً من الأبتدائية وفتح دورات تعليمية ...
   



84
الزميلين العزيزين وسام وادريس الجزيلا الاحترام
موضوعي ليس لغوي ولا تاريخي والبحث طويل حصل خطأ ونشر صفحة واحدة منه ومن ثم نشر الرابط لقراءة البحث كاملا ، دراستي هي أدبية توصلت فيها على ان الشعر المحكي اللبناني والسوري هو موزون ضمن الاوزان السريانية وبالأخص التراتيل وليست على اوزان الخليل كما يذهب اليه العديد من دارسيها... ولأثبات ذلك قلت ( وهذا أجتهاد مني ) هذه الاوزان ( الأعتماد على الحركة ) كانت مستخدمة لدى السومريون اولا ثم البابليين والاشوريين ... وأنا لم أقل اللغة السريانية هي سومرية ولا بابلية او آشورية فهذا ليس من صلب دراستي ... اما اذا كنت تقول يا صديقي وسام عن الاناشيد السومرية والبابلية والاشورية فهي كثيرة كملحمة كلكامش ونزول عشتار الى العالم السفلي والاناشيد التي كانت تمجد الالهة كثيرة وقبل ولادة الاراميين بقرون ... فحتى لو انقرض الشعب ( وهذا ما لا اؤمن به لان الارض لم تبلع السومريين والبابليين بما فيهم الكلدان والاشوريين )فالأدب يبقى وينتقل من جيل لاخر ... لكما مني كل التحية فلو كان لي ايميلك اخ وسام لارسلت لك دراستي المنشورة في كتابي ( معالم الحداثة في الشعر السرياني ... ايميلي هو lomadanazar@yahoo.com 

85
الزميلين وسام وادريس الجزيلا الأحترام
شكرا لقراءتكم البحث والذي هو مجهودي الشخصي أعتمادا على ما تيسر لي من مصادر ، والبحث ليس سياسي ولا طائفي ولا .. وأود أن أشير أن كانت مسيرتنا مبنية دائماعلى ألغاء الآخر ورجم كل باحث هذا يعني علينا قراءة الفاتحة على آخر بصيص أمل ... فمن الصعوبة أن نقفز على كل التاريخ ... محبتي لكما   

86
لقراءة الموضوع كاملا انقر على الرابط التالي

http://www.ankawa.com/sabah/lebnan.pdf

87
تحية للجميع كثرت الأسئلة والمطالبات في موضوع محافظة في سهل نينوى وصيغت بعدة صيغ منها أقليم مسيحي ( كلدو اشوري سرياني ) ومن ثم حكم ذاتي ومن ثم محافظة وأخيرا محافظة لكل الأقليات وكأن ذلك سيحل كل المشكلة وأنا أتساءل ماذا عن هذه الأقليات المتواجدة في كركوك والبصرة وبغداد وأقليم كوردستان ؟ هل يتجرأ أحدهم بالمطالبة أستحداث ربع محافظة في دهوك مثلا أو في بغداد أو ... علما هناك كثافة سكانية للمسيحيين والأيزيديين في المنطقة الممتدة من ألقوش الى حدود سوريا ومنها الى سنجار ؟ وماذا عن الأراضي والقرى المتجاوز عليهافي بغداد والدور المغتصبة في موصل وبغداد أليس الطلب لرفع هذه التجاوزات يجب أن يسبق المطالبة بمحافظة في مكان آخر ؟ مرة سألت أحد القادمين من أمريكا بعد مشاركته في مؤتمر للمطالبة عن محافظة في سهل نينوى وقلت له وماذا عنا نحن الذين نعيش في الأقليم أو في بغداد و.. قال لي ضمن المخطط عليكم أنتم الساكنين في الأفليم الأنتقال الى هناك وستظطرون لذلك ؟ لماذا نريد أن نورط البطريك ساكو دون غيره ليكون واجهة كي ندفئ أيادي الآخرين ؟؟؟ أسئلة كثيرة تحياتي ايها الزميل 

88
جزيل الشكر للأستاذ ليون برخو الذي شاركني بحبه وأخلاصه لمقومات الوجود

89
الزميل ادريس جزيل الشكر لمتابعتك أنشطتي وهي جزء من الواجب المترتب بذمتي وعلينا ان نعمل جاهدين من أجل لغتنا وتراثنا وادبنا لتحافظ من خلالهم على وجودنا تحياتي

92
.

94
شكرا لكل من قرأ البحث ، أما فيما يخص مداخلات الزملاء الأعزاء :
1- الزميل ادريس : العديد من أمثال فليب حتي وقدامى العرب والمستشرفين يؤكدون كون االعرب أخذوا أبجديتهم من الآراميين وفي كتابي ( نشوء الخطين السرياني والعربي ولم يطبع بعد ) ذهبت الى كون الخط العربي الكوفي قد أنبثق من الخط السرياني ....
وفيما يخص الآشورية ، نعم إنها أكدية أسوة بالبابلية الكلدانية ... ومنذ نهاية الدولة الآشورية والكلدانية والأخمينية أصبحت الآرامية اللغة الرسمية في المنطقة وهناك العديد من الشواهد تؤكد ذلك ... تحياتي
2- الزميل اوراها دنخا : نعم فليب حتي يقصد من الخط السرياني ، أما اللغة فقد بينت في دراستي السريانية والعربية توأمتين ، فضلا عن كون لغة النقوش المكتشفة وأنا الآن بصدد قراءتها سريانيا ، أجدها قريبة من السريانية أكثر من قربها من عربية المعلقات .... تحياتي
3-  الزميل روبين : مكتبتنا بحاجة الى دراسات علمية تقوم بها كونك متخصص بذلك لأن ما موجود من المصادر أغلبها إن لم أقل جميعها تقول الآرامية أو السريانية ولم أجد مصدر علمي واحد يسمي السريانية بالآشورية ... تحياتي
4-  الزميل أيدي : ما تقوله صحيح ومثبث في كتابي ولكن أختصرت الشواهد كي لا يطول ، فالمقال (الدراسة ) هو جزء من فصل في الكتاب  ، أما الكتابة المربعة فالحرف الأسطرنجيلي والشرقي يدخل ضمن الشكل المربع أما السرياني الغربي والمندائي و... يسمى بالشكل المدور ، واللغة والكتابة المستخدمة في فلسطين أبان فترة المسيح وما قبله فكانت آرامية بابل والتي سميت بالكلدانية... تحياتي
5-  الزميل يوسف : على الحجر مكتوبة نفس ربما هي ܢܦܣ  بمعنى نبش ، وربما هي ܢܦܫܐ بمعنى النفس وبسبب التنقيط  قرأت نفس ... تحياتي


96
أعمال لجنة متابعة توصيات مؤتمر العلامة الأباتي جبرائيل القرداحي للدراسات السريانية
-   5 -

على ضوء مقررات مؤتمر العلامة الأباتي جبرائيل القرداحي للدراسات السريانية الذي انعقد في شهر آذار /2018 في الجامعة اللبنانية الدولية بالتعاون مع إتحاد الأدباء والكتاب السريان في العراق ، ومن أجل بلورة توصيات المؤتمر زار وفد من اللجنة وهم السادة :
1-   د. كابي الخوري / مدير الجامعة اللبنانية الدولية – فرع جبل لبنان
2-   الأديب نزار حنا الديراني / أتحاد الأدباء والكتاب السريان
الرهبنة الانطونية في مقرها الكائن في ( في دير مار روكز ) والتقى الوفد بالأباتي مارون أبو جودة / الرئيس العام للرهبنة والأب (  أنطوان عوكر ) رئيس دير مار روكز .
في البداية أبدى الرئيس العام سعادته بما أقدمت عليه الجامعة واتحاد الأدباء كون مشروعهم هذا يعتبر داعما لما يقومون به من النشر في مجال اللغة وعرض الأب عوكر ما قامت به الرهبنة الأنطونية من طبع الكتب الدينية والليتورجية باللغتين السريانية والعربية وناقش الطرفان سبل تفعيل تدريس اللغة السريانية في المدارس والجامعات وضرورة أقامة دورات لتعليمها وأقامة ندوات ومؤتمرات للكشف عن وجهها الحضاري وما قدمته للشعوب والأمم  وفي الأخير تم الأتفاق على تكليف الأب ميشال الخوري للتنسيق والمتابعة بين الرهبنة وبين اللجنة المشكلة لمتابعة مقررات المؤتمر ...
علما سبق للجنة وان ألتقت بغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي والرهبنة المارونية والرهبنة المريمية وجامعة الكسليك للغرض نفسه.

97
حوار الصورة الأنوية بين الشعر والتشكيل
}( الشعراء / أوغيت خير الله ، وليد عبد الصمد ، مشلين مبارك ، مردوك الشامي ، جومانا السليبي ) الفنانين / ليليان الخوري ، أوغيت خير الله،  غادة ، ريتا الرزق ، هدير
بارود ، كارول فؤاد ، اماندا فرج ، ){ نموذجا
نزار حنا الديراني
أقصد بحوار الصورة الأنوية ، الحوار الذي يقيمه الشاعر أو الفنان مع المتلقي من خلال الصورة التي ترسمها أناه سواء أكات شعرية ام تشكيلية وحسب رؤية الفنان أو الشاعر الذي يقوم بأخذ أفكاره والمفردات التي يودّ تشكيلها من جديد من الواقع او المحيط الذي يعيشه ، ويرى أرسطو وآخرون أن ما يميز الشاعر عن الفنان في رسم الصورة هو أدواته ، فالرّسام يستعمل الريشة والألوان في تنفيذ مفردات اللوحة التشكيلية، في حين يستعمل الشاعر المفردات ويصوغها في قالب فنّي مؤثّر وفق نهجه ورؤيته الخاصة وعبر تكنيك لغوي ... كلاهما يتركان أثرهما في المتلقي سواء أكان مستخدما المفردات والايقاع أو عناصر فن الرسم  .
ويذهب الناقد حكمت مهدي عباس  في قوله ( يختلف الرسام عن الشاعر في عملية التنفيذ فالشاعر يضع علامات لغوية وعبارت أما الرسام فأنه يترك أثرا في التخطيط بقلم الرصاص أو بضع بقع من اللون بالفرشاة مراعيا موضوع الظل والضوء وموزانة الأشكال وتوزيعها ومعالجة الفراغات لخلق (الصورة) الفنية .
ربما يكونان النص الشعري واللوحة الفنية ( الرسم) من أقرب الفنون للتزاوج فيما بينهما رغم أختلافهما في لغة التعبير بين لفظية في الشعر وبصرية في الرسم ، لما بينهما من شجون ورؤى وتقاطعات ، كل منهما ( الفنان / الشاعر ) ينسج رؤيته وتجربته، الاول يستخدم لغة الالوان والخطوط والدوائر والثاني لغة الكلمات التي ينسج منها صوراً فنية وجملاً من ذوات موسيقى رقيقة تجعل الذات تطرب وتنصهر في بودقتها... فتتشابك وتتداخل هموم الشاعر والفنان لتكشف لناعلائق جديدة تعيد على ضوئها ترتيب الأشياء ثانية .
فالعلاقة الفنية والشكلية بين الشعر الرسم لم تكن علاقة معاصرة فمنذ عهد الاغريقي سيمونيدس ( ت 465 ق. م ) حددت هذه العلاقة حين عرف الشعر بـ ( رسم ناطق) والرسم بـ ( شعر صامت ) . ووصلت هذه العلاقة أوجّها في زمن الطباعة الحديثة فالقصيدة المعاصرة ، حققت تقارباً أكبر بين الشعر والرسم ، من خلال اعتمادها بنائياً وتداولياً، وتحليلياً وجمالياً على حاسة البصر فالاعتماد على التصوير والتشخيص والتشكيل ظاهرة مشتركة بين الشعر والرسم ، مما دفع كل طرف لأستخدام الثاني في أعماله ، حيث استثمرت الشعرية المعاصرة اللوحات الفنية في صفحة الغلاف ، وفي الصفحات الداخلية كي ينهض الشكل المرئي للقصيدة من خلال تأويل الصورة المجسمة لتقوم بدور حيوي وأساسي في تشخيص المعنى وتجسيده، وتجسيمه، ورفد الدلالة واستنفارها لتجسيد القصيدة لتسهيل مهمة القارئ في فهم وتذوق القصيدة لذا بات حضور الصورة التشكيلية أو الفوتوغرافية ، الملاصقة للنص الشعري ضرورة ملحة، مقابل ذلك يلجأ بعض الرسامين لتضمين لوحاتهم ببيت أو مقطع شعري ... حيث يفترض في الأيقونة ( الشعرية / الفنية ) أن تتكامل في سياقها فيتداخل فن الشعر وفن التشكيل ، جمالياً ودلالياً ، وفق رؤية مخطّطة وهادفة ، لعلاقة تناصية بين اللوحة والنص الشعري . وتصبح للدلالة رافدان، رافد اللغة ، ورافد الصورة ، حيث تتكامل الدلالة اللغوية والأيقونية الفنية . فيصبح الشعر رسماً بالكلمات والرسم قصائد باللون والأشكال .
لذا يمكن تعريف النص الادبي أو اللوحة الفنية ( الرسم) ، بأعتبارهما مخرجات لإحساس ومشاعر وفكر مبدعين يشتركون في رؤيتهم لقضايا إنسانية أو اجتماعية ، يتدفق من خلال شريان ما يخزنه الاديب / الرسام من هموم وتطلعات رؤوية نحو المستقبل ، ويرسل عبر كلماته / خطوطه وألوانه حركة جريان ما تنتجه مخيلته من تعابير وصور موحية يعلو وينخفض الإيقاع معها بحسب حجم العواطف ومحاكاته للحاضر والمستقبل فتنصهر الفكرة والخيال والكلمة / اللون محدثة أشبه ما يكون بدوائر تحدثها الحجرة التي تلامس سطح الماء لتكبر وتنتشر أفقيا وهي متجهة الى شاطئ الأمان أو لنقل حركة الدوائر الصوتية الناتجة من تزاوج السمفونية التي تترافد فيها آلات كثيرة عبر الفضاء لتقتحم طبلة الأذن وتخترقها باتجاه الذات فتارة تكون محملة بالآهات والشجون وفي الأخرى تكون مفعمة بالفرح .
كل منهما ( الشاعر / الرسام ) يسبحان في عالم ما بين الخيال ، يستمد قوته من الشعور بالحب او الحزن ومن هموم الواقع فيرسمان لناعالما جديدا ، كلاهما يتعانقان بلغة تصويرية تنبثق من صميم القلب لغة ترنو وراء الحلم في الدروب المعتمة من اجل ان يطلق شعلة الحرية .
ذلك هو حال العديد من الأدباء والفنانين اللبنانيين أسوة بزملائهم المنتشرين في أرجاء المعمورة فهم يحاورون أناهم التي تأن لحلمهم المفقود وحيث يترشح منه في الكثير من الأحيان كلمات جريحة وموسيقى مضطربة أو تبتهج لحلمهم المتحقق والذي يشدو بموسيقى هادئة جميلة . في كلا الحالتين يتمخض منها ( نصاً أدبياً / لوحة فنية ) معبراً عن أناهم والتي هي بحد ذاتها أنا لكل منا...
من خلال حضورنا لكثير من الأماسي الشعرية المقامة من قبل العديد من المنتديات الأدبية المنتشرة في بيروت أو مشاهدتنا لبعض المعارض التشكيلية المقامة هنا وهناك ( الجامعة اللبنانية الدولية – شارع سليم سلامة ، بلدية ذوق مكايل – السوق العتيق ، اللوحات التي ترسم في الأماسي ...) فلو وضعنا الشعر في سياقه الشعري واللوحة في سياقها الفني التشكيلي مع إبراز الدلالات الجمالية والبحث عن الأنساق المركبة لكل منهما. نستطيع ان نلخص تجاربهما من خلال توجه الكثير من الفنانين التشكيليين والأدباء للتعبير عن أناهم ان كانت في حالة انجذاب مع انا الاخر او تنافر .
فالقصيدة تفتح لنا فضاءً رحبا بالمفردات التي تنبثق منها الصورة الشعرية ، تلك اللوحة التي تهزنا بكلماتها ومضمونها وموسيقاها ...
وهكذا الحال لدى الرسامين نجد غالبيتهم يتوجهون نحو أستنطاق الطبيعة للفت أنتباهنا لما تتمتع الطبيعة بالجمال والهدوء بعيدا عن الصراع والفوضى وآخرون تراهم كما لدى اقرانهم من الشعراء يعبرون عن استياءهم من أنا الآخر ....
فالفنان يتعامل مع الالوان وما لها من طاقة وزخم وشحنات وايقاع يسكب فيها رؤاه التي يبوح بها للبحر والسماء والطبيعة والانسان كي يمجد الجمال وينقل رؤيته الى المتأمل بالصورة وكذلك الشاعر ولكن من خلال كلماته وموسيقاه .
كلاهما يرسمان لنا صورة معبرة عن الانا المكتضة والمثقلة باحاسيس تضطرب من أجل الأنفلات من سجنها لتكون حرة فتتجسد على شكل صورة تطبع على لوحة بيضاء كما نلاحظ في لوحة الفنانة التشكيلية ( ليليان خوري ) بألوانها الداكنة التي تتلمس منها الآضطراب التي تجعل الكلمة / الريشة فلقة وهي تحاول بقوة وأصرار للأنفلات من أناها ( أسرها ) والتحرر الى عالم رحب.
وقد تكون هذه الصورة سمعية غير ملموسة حين تكون شعرا كونها تستخدم في أدواتها الفكر واللغة وفي فضائها الخيال ، وربما تحوي القصيدة على سيل من الصور فينتقل الشاعر من لوحة إلى لوحة أخرى في تناسق وسبك وحبك يزيد الشكل جمالاً.
وتكون مرئية ملموسة حين تكون لوحة تشكيلية كالتي شاهدناها وسنشاهدها لاحقا كونها تستخدم في ادواتها موادا ملموسة كالورق او القماش او الخشب واللون فتبدو اللوحة كنصّ صامت حاملة لمعاني عميقة وتأويلات لانهائية تدغدغ مشاعر المتلقي وهو يحاول إدراك الوعي الجمالي والفني من خلال قراءة ألوان وتقاطعات الخطوط لإدراك معانيها ومضامينها التي هي جوهر الرؤية الفنية.
لذا فقراءة العمل الأدبي أو الفني يتطلب معرفة خصائص ومعايير لغة الشعر أو الفنّ... هذا يعني أن قراءة اللوحة كقراءة القصيدة تقتضي المعرفة والعقل والعاطفة والإحساس.
وخير دليل على ذلك التزاوج ما تقوم به الشاعرة والفنانة اوغيت خيرالله فعندما تتزاوج القصيدة واللوحة لديها تعزز الصورة الفنية والتعبير اللفظي كل منها الآخر ...هذا التزاوج محكوم بما يسمى بالتناص ، بين ماهو فني وما هو شعري ، أي تبادل نصي بين (القصيدة / اللوحة )  وتتصف بتأثر كبير بين الاثنين ، فتخلق عند ذاك تناص نوعي وكمي بينهما .
وسنحاول في دراستنا لبعض من قصائدها ولوحاتها ان نجسد منجزها التشكيلي لمجموعة من قصائدها المختارة والتي  جسدتها رؤيتها في لوحات تشكيلية .
 ففي قصيدتها (ربيعُ عُمْري ) ترسم لنا الشاعرة في نصها الشعري تدفق خلجات أناها وهي تعانق انا الآخر لترسم لنا صورة يفوح منها رائحة الخصب والربيع كما تقول :
خُطُواتي ...
حَدائِقٌ تُراقِصُ نَبضي
أنا لَنْ أكونَ وَحيدَةً
أنْتَ مَعي ...
رَبيعُ أنْغامي
نَسيمُ ... أنْفاسي
.....
انا أخْضَرّ ...
حينَ أرى ابْتِسامَةَ ثَغْرِك
يَعْجَزُ ... على الزَهْرِ
احْتِباسَ الفَوْحِ
 وهذا ما تعكسه لوحتها التشكيلية ايضا بألوانها الخفيفة ( الأزرق والوردي والاخضر ولمسة بسيطة بالابيض ) كلها ترمز الى التفاءل والهدوء والأنسجام بين أناها والآخر لذا جاءت حواراتها في أغلب قصائدها ولوحاتها منسجمة ومتفائلة .... فأستخدامها للون الأحمر الخفيف (الوردي) تريد به أن تعكس من خلاله عاطفتها الجياشة للقاء الآخر لتقول لا تزال أناي والاخر في انسجام واستخدامها للون الأزرق دلالة على ثقتها بنفسها وعلاقتها بالاخر وثقتها بالنجاح وهذا يتطلب منها استخدامها للون الأخضر لتدلنا على النمو والتجديد ولكون معالم اللوحة يشوبها الهدوء والصفاء جعلت أوراق أزهارها تتلون بالأبيض لتعكس لنا نقاء العلاقة وصفاءها كل هذا ينسجم مع مفرداتها ( الرقص ، النبض ، الربيع ، الانغام ، الازهار ، الاشواق، ...)
في هذه التجربة وغيرها من التجارب سنجد تقاربا بين خطابها التشكيلي المجسد لما تمنحه القصيدة من رؤى وتصورات ...
وفي قصيدتها "( رقصة حروف ) تتحلق فضاء الخيال والحنين لتجعل البعيد قريب . لذا تراها ترَقص لغد جميل تلتقي فيه الحبيب فترى قاموسها اللغوي يكتض بالمفردات التي تفوح منها رؤية الجمال ( اراقص ، أحتضن ، الحنين ، موسيقى حركة الخصر والخلخال ، صدى همساتك ...) وكما تتحاور في نصها هذا :
أراقِصُ
وَجَعَ غِيابِكَ
دونَ حِبْرِ الغَرامِ
أحْتَضِنُ .... الهَواءَ
يِأخُذُني الحَنينُ ... اليكَ
أدورُ
حَوْلَ نَفْسي
وَتَدورُ بي الأرْضُ
كل هذا جاء منسجما مع الوانها (الاحمر الذي  يدل على قوتها وعاطفتها الجياشة تجاه حبيبها ، واللون البني الخفيف والغامق يدلنا على متانة الحب الذي رصعته بالابيض لتقول لنا لا زالت علاقتها بالاخر علاقة براءة ونقاء.
 
الفنانة اوغيت جسدت قصيدتها بصورة ذات ملامح شرقية ، كصورة الراقصة برقصتها وفستانها وحركة يداها واللون الحمر القاتم .. مثلما استخدامها لعبارة موسيقى حركة الخصر والخلخال وطريقة الرقص و..التي تتصف بها الرافصة الشرقية ... مما جعلت قصيدتها و لوحتها في تناص ...
قصائدها ترسم لنا لوحات لغوية،أساسها الصوت الذي يتجسد لنا مما فيه من سحر البيان، وفرط الجمال إلى لوحات شعرية تتسم بكل سمات الجمال الفني الذي يرسمه لنا خيالها ان كان شعرا أو لوحة رسم ، كل منهما يجعل المتلقي حين يقرأ أو يسمع أو يرى، ينبهر ويندهش لهذا الجمال الطافح الذي تفرزه  أصوات اللغة أو ألوانها...كل هذا يعتبر عاملا من عوامل نجاح العملية الإبداعية لديها .
في لوحتيها اعلاه قدمت الفنانة ليس رؤيتها لقراة القصيدة فحسب ، وانما  قوة قلمها التخطيطي في انجاز لوحة تشكيلية معبرة مستخدمة فيها عدد من الوان ، التي تحمل مضامين شعرها لتكون لوحتها تجسيداً للقصيدة التي تناصت معها لما في اللوحة والقصيدة من فكر خلاق ، وكنوز تخيلية .
وهكذا في بقية قصائدها ( عطر الورد ، صمتك ، غرام بين السطور ، دموع الحلم ، البحر، عباءة الليلل ، أغنية الجداول ، من أين تأتي الكلمات ،....) نجد أن عناوينها كلها توحي على الأنسجام والتفاءل ...
القصيدة المعاصر بدأت تعبر عن جانب من شعريتها ودلالتها من خلال الفراغ الذي تتركه في السطر الواحد معبرا عنه بنقاط (... ) كي تجسد للمعنى الذي يريد الشاعر أن يقوله ولم يقله ، وهذا ما نلاحظه لدى الكثير من الشعراء الذين يريدون من بياض الصفحة كي تكون تشكيلاً للإيحاءات البصرية والمعاني الإشارية.. معززين بذلك أهمية الشكل البصري في الشعر المعاصر.
فلو ألقينا نظرة سريعة على الحوارات التي يقيمها الشاعر وليد عبد الصمد في نصوصه (فنجان قهوتي ، لم تعد كبيرا يا وطني ، ليس بعدك حبيبة ، اوراقي المتناثرة ، وطن الزعماء هذا انا ، )  لوجدنا حواراته هي ردة فعل لانعكاسات الواقع المرير الذي يعيشه وهو يرى وطته يتلاشى بفعل زعماءه وكما يقول في قصيدته ( لم تعد كبيرا يا وطني ) :
لا لَمْ تَعُدْ كَبيراً يا وَطَني,
فَالوَطَنُ
أَرْضٌ .. وشَعْبٌ .. وإنْتِمَاءٌ ..
وأَنْتَ
أَرْضُكَ دُنِّسَتْ,
وشَعْبُكَ مُسْتَعْبَدٌ,
والإنْتِماءُ بَقِيَ مِنْها الكَلِمَةُ.
إسْتَفِقْ قَبْلَ أَنْ تُسْرَقَ أَحْلامُنا.
تأتي خصوصية هذا النموذح الشعري بما يكتنزه من مفردات قليلة يفصلها بياضات (...) وهي تتخلق من ذاتها صورا بسيطة مألوفة لدى القارئ يكون فيها الدال والمدلول في حركة بؤرية متوترة ودائمة ضمن العلاقات المرمزة والتي تمكننا من الولوج في النص مثلما هي الصور الحديثة وكما سنجد في لوحات الفنانة غادة ... والتي هي على شكل أشكال لخيوط رفيعة تعكس معانيها من خلال ألوانها .
وهكذا في قصيدته (وطن الزعماء هذا انا):
مُواطِنٌ .. ..
يَتَسَوَّلُ رَغيفَ خُبْزٍ
مِنْ فُتاتِ جُبْنَةٍ تَقاسَمَها حُكّامي
في مَجْلِسِ إدارَةِ الوُزَرَاءِ والنُّوَابِ,
وأَرْكُضُ لِتَجْديدِ البَيْعَةِ والوَلاءِ والخُنوعِ
عِنْدَ كُلِّ تَظَاهُرَةٍ وإنْتِخَابٍ.
إنْسانٌ ..
يَبْحَثُ عَنْ هُوِّيَتِهِ
في مُجْتَمَعٍ قائِمٍ على
التَزَلُّفِ والتَمْييزِ والكَذِبِ والدَّعَارَةِ.
فالصورة التير يرسمها للمواطن والوطن تشبه الصورة التي ترسمها الفنانة (الرسامةغادة...) بحواراتها وحيث تجد شخوصها يكتنفها الغموض في مستقبلها فتحولت الى أشباح لذا تراها تشدد كثيرا على اللون الاسود القاتم بتلوين شخوصها او فضاء الصورة كونه يرمز إلى التعاسة، والحزن، فهو لون سلبي يدل على الفناء. واستخدمت معه اللون البني المائل الى الاصفر للدلالة على رغبة الانسان في البقاء والمقاومة والاصرار رغم قوة الاخر الذي جعل المواطن في حالة غضب من امره فأرادت بهذا المزج (البني بالاصفر) لتحفيز مشاعر الوحدة والحزن لدى المنلقي .
كل هذا ينسجم مع حوارات ورؤية الشاعر وليد عبد الصمد في قصيدته فنجان قهوتي
الذي يستخدم جمل كـ :
 أرْمُقُهُ بِنَظْرَةٍ غاضِبَةٍ ..
 ألاطِفُهُ بِرْقَّةٍ وتِحْنانٍ
 أَنْهَلُ مِنْهُ عَسَلَ أَحْزاني ..
يُنْسيني تَعَبَ أيّامي.
مَعَهُ أَبْدَأُ نَهاري .. وبِرِفْقَتِهِ أُوَدِّعُ اللَيالي
و في قصيدنه (لَمْ تَعُدْ كَبيراً يا وَطَني )
لَمْ نُبْقِ مِنْكَ شَيْئاً إلا الأسْمَ
 كَبُرْنا بِالزُّعَماءِ وصَغَّرْنَاكَ 
 ضَخَّمْنا ثَرواتِ مُسْتَغلّينا وأَفْقَرْنَاكَ
 أَكْثَرْنا مِنَ الغُرَباءِ بَيْنَنا وقَلَّلْنَاكَ
هَمَّشْنا عُلَماءَنا فَهاجَرْنَاكَ
وثمة تناغم بين مشاعر ( الفنانة / الشاعر ) ومعالجتهم للأمور حيث يستخدمان في تجربتهما الشعرية / الفنية من خلال التشكيل بالالفاظ او الالوان ، بنية يختلط فيها العنصر المعرفي بالقيمة الجمالية .
كما أن الفنان (الفنانة ) ليست بالضرورة أن تكون مهمته ان يدير مرآته أو عدسة كامرته في جميع الاتجاهات، لينقل لنا  صدق المطابقة للواقع بل أحيانا ينقل لنا صدق الوجدان والاحساس.
وهكذا في لوحتها الثانية ، ففضلا عن استخدامها اللون الاسود الطاغي أستخدمت ( اللون الاحمر الذي يرتبط في بعض الأحيان بالمأساة والقوة والعنف والإثارة ) ومعه اللون الازرق الذي أرادت يه الترميز الى مشاعر البرود والعزلة والحزن لدى الانسان فضلا عن الابيض الذي يرمز الى الصفاء، والهدوء، والأمل .
وهذا ما توحي به صور الشاعر وليد عبد الصمد في قصيدته (أَوْراقِيَ المُتَناثِرَةُ ) :
كَلِماتٍ مَجْنونَةً تَكْتُبُ ذاتَها
كَما تَرْسُمُ الأيّامُ خُيوطاً سَوْداءَ
على اصْفِرارِ أَوْراقِ تِشْرينْ ....
فلو تأملنا ما مطروح لوجدنا بين الشعر والتشكيل خصائص مشتركة للغتين مختلفتين.. ما يعني أن كلاًّ من الشعر والتشكيل قادر على فهم الآخر أكثر من غيره من الفنون.
فكما هي الكلمات لدى الشاعر من أهمية عظمى هكذا هو اللون بالنسبة للفنانة في إضفاء روحها وما تكنه نفسها لإعطاء المضمون الفني الرائع في اللوحة، لما للون من قيمة رمزية معبرة عند الفنان في أعماله الفنية ، فالذوق الادبي أو الفني يستدل يما يشيعه النص / اللوحة من دلالات وصور وايحاءات.
كلاهما يستخدمان مفردات / خطوط تتقمطان برموز تهز الوجدان بإنسيابية تمليها المشاعر والأحاسيس والإنفعالات، متشابكة في لوحة تعبيرية واضحة المعالم رغم كثافة ظلالها فتتحرك هواجسهما بالنيابة عن الرعب المتأصل في ذات كل منا والمصابة بخوف مستديم طفوليا من أن تبلع السمكة الكبيرة الصفيرة منها ..هذه الرؤية تمكننا من الولوج إلى الباطن لتتحرك هذه الهواجس مشكلة القسم الغنائي في القصيدة أو اللوحة وبأشكال مثيرة تتراءى بقدر التخيلات المتحفزة في أعماق الذات كما هي رؤى الأحلام والكوابيس والمرئيات التي يتحسسها المعني بحالته .
إن بنية الاستعارة القائمة على التشخيص وبث الحياة والحركة في الكلمات / الخطوط والألوان ، تسهم في نقل هذه الأشياء من طابعها المجرد الى المحسوس بعد إضفاء الصفات الإنسانية عليها لتجعلها تولد دلالاتها الموحية ,..
يمثل الشعر والرسم تصاهر وامتزاج الرؤية والفكر وترتبط مع بعضهما بالإحساس رغم اختلاف اللغة التعبيرية بينهما وتخرج في نهاية المطاف بصورة ذهنية واحدة لدی المتلقی وترتقي بالذائقة الفنية والجمالية لديه عن طريق الأذن شعراً والعين رسماً، لتكشف للذائقة لوحة فنية في قالب شعري أو قصيدة شعرية في قالب فني تشكيلي..
فالشاعرة مشلين مبارك من خلال قصائدها ( موسم القطاف ، حبك ، كيف تخلق القصيدة، ناداني البكاء ، ... ) تحاور أناها من خلال صورها البسيطة الموحية الى مدى تفاعل أناها مع أنا الآخر لذا تراها حين تنزوي في مكان هادئ لتتأمل الاخر ، تنساب كلماتها رقيقة من تحت وطأة مخيلتها لترسم لنا صورة الآخر وكما تقول في قصيدتها ( كيف تخلق القصيدة ):
يتنافس الفكر مع القلب
في سرعة الخفقات وفيض البوح
فتتناثر كل الأسماء والأفعال
تتراكم الجمل
تختلف المقاطع
يتسابق الكل مع الكل
وتعم الفوضى
عندها أترك كلماتي تمارس الحب
من جديد
بهدوء وخفر
الشاعرة وكما الفنانة ريتا رزق كلاهما يبحثان عن خلوة الاولى تكتب القصيدة والثانية ترسم اللوحة ، الاولى تستخدم مفردات خفقات القلب ، فيض البوح ، الحب ، الهدوء  ... ) والثانية تستخدم الالوان التي توحي لذلك كاللون الاخضر الذي يوحي الى الولادة والتجدد والابيض الذي يرمز الى النقاوة .... فرسمت لنا لوحة تشكلية تفوح بعطر الشوق للاخر الذي تتخيله وهو في عناق مستمر فعبرت عنه بالالوان .
ومن أهم خصائص التعبير الشعري أنه تعبير بالصورة، ويتميز بدقة تحديده للتجارب ومفرداتها، فالقصيدة الجيدة بدورها صورة، والصورة هي التي تكسب الشعر قدرته على التأثير والتجاوز .
الشاعرة مشلين مبارك لا يوجد ما يقلقها مع الآخر فأناها منسجمة مع الآخر لذا تراها تقول في قصيدتها  ( موسم القطاف ) :
يحدثني اليراع عن حبك
تخبرني ريح الخريف حكايات وقصصا
ترنم أغصان الشجر
صلوات الفجر
تبشر قطرات المطر بولادة جديدة
في القصيدة تجد لوحة فتية متكاملة أستقتها من ذكرياتها في الريف وحيث أنين الرياح في الخريف ، وموسيقى رفيف أغصان الشجر وهي تختلط بصوت الناقوس وصوت قطرات المطر وهي ترتطم الارض .... صورة تنقلك الى حنين القرية مثلما تحن هي الى لقاء الحبيب ...هذه الصورة تشبه الصورة التي رسمتهاالفنانة هدير بارود، والتي تنقلك من خلالها الى الريف بحياتها الجميلة لذا تجدها أستخدمت الالوان (الاحمر كي تعبّر عن حاجتها للدفء والحب، فمزجته باللون البني لتعبر عن شعورها بالقوة والأصرار ) لتقول لنا هي الأخرى الريف يعطي للانسان الهدوء والجمال والقوة والتجدد ... فلو أمعنا النظر في الصورتين لوجدنا هناك تناص بين لوحة الفنانة مع موضوع هذه القصيدة .
رغم ان الحركة والموسيقى في القصيدة هي أكثر مرئية ومسموعة لما في الصورة  . الا انهما كلاهما يؤكدان في القرية هناك الكثير مما يدفعان الانسان ليحب بصدق واخلاص. وهكذافي قصيدتها ( حبك ) والتي تقول فيها :
حبك دهشة
يسافر فيه جنوني
أقف على رصيف الذكريات
أحتسي وجع الانتظار
ألملم دموع لقاءاتنا
أتجاهل نظرات مطارحنا
حين تسألني عنك
عن حبك الذي يعانق كل حواسي
يشعل وجداني
 الصورة التي رسمتها الشاعرة مشلين تشبه لوحة الفنانة التشكيلية أماندا فرج ، فالاولى تستخدم المفردات ( جنوني ، رصيف الذكريات، وجع الأنتظار ، دموع اللقاءات (الفرح) ، ... ) والثانية تشدد على اللون البني الغامق الذي يرمز الى المتانة والتحدي لقهر الظروف من أجل تحقيق الهدف ، فضلا عن مزاوجته بالاخضر للدلالة على التجدد ، واللون الازرق الذي يتراءى خلف الغابة لترمز به الى الثقة بالأمان والإستقرار والنجاح في نهاية المطاف ... كلاهما يرسمان لنا صورة المغامرة والبحث عن أنا الآخر ...
كما أن المحسنات الشعرية والعلاقات بين الكلمات والجمل الشعرية تقابلها علاقات فنية وجمالية ولونية في الرسم فهي جميعها مخرجات لإحاسيس اتفقت في الإبداع واختلفت في لغة التعبير بدلالتها الحقيقية البعيدة عن المجاز لدى الكثير من الشعراء والفنانين اللذين نحن بصددهم .
فالشاعر مردوك الشامي ( السوري الاصل ) يستخدم دائما العديد من الصور الشعرية التي تمتاز بالوضوح والبعيدة عن المجازات اللغوية ، كما الحال لدى أغلب الشعراء في لبنان . صور يسعى الشاعر من خلالها في تشكيل عمارة نصية من خلال تثمير الصور الشعرية من طبقة الى اخرى تتلاصق حتى تغدو عمارة شعرية متماسكة . مستفيدا من التقنيات الحديثة كفن المونتاج والسرد و...
ان الخاصية التصويرية في الشعر لديه تجعله قريبا من فن الرسم، ومشابها له في التشكيل والصياغة، والتأثير والتلقي، وان اختلف عنه في المادة التي يصاغ بها ويصور بواسطتها فهو لا يستخدم الفرشة والألوان بل المفردات والأيقاع و..
ففي قصيدته مقاطع من أسئلة ساذجة والتي تتكون من مجموعة صور على شكل قصائد قصيرة كل منها ترسم لنا لوحة فنية متكاملة والتي جاءت كنتيجة لارهاصات الشاعر وهذه الصور تربطها مع بعضها البعض خيط فكري كقوله :
هو عمرٌ واحدٌ
وأرضٌ واحدةٌ
وشمسٌ ستنطفىءُ ذاتَ يوم
فكيفَ ينامُ إنسانٌ جائعاً
وكلُّ هذهِ السنابل
ترتفعُ بشموخ؟.
من يتأمل هذا المشهد الفلسفي سيوحي له الرغبة في العيش بمحبة وسعادة دون الألتفات الى الوراء طالما الحياة زائلة ، كما ان الشاعر حرص في رسمه للصورة الشعرية بدلا من  استقصاء تفاصيل المشهد بشكل سردي ، وجعل الصورة هي التي تنطق ...
هذه القصيدة تشبه اللوحة الفنية للفنانة التشكيلية كارول فؤاد بشارة ، ففي لوحاتها نتلمس ايضا رؤية الفنانة ضرورة التمتع بالحياة كما في صورتها أعلاه لذا أعطت لعصفورتها الحرية كي تطير لترقص هي الاخرى فرحا.
 فمثلما هي مفردات الشاعر مردوك الشامي ( الأسماء / ارض ، شمس ، سنابل  تقابلها أفعال / ستنطفئ ، ينام ، ترتفع بشموخ ) .
فحين نزاوج بينها ستتجلى لنا رؤية الشاعر المستقبلية والدليل على ذلك السنابل الشامخة. وهكذا الحال هي الألوان المستخدمة في لوحة الفنانة كارول ( فالازرق /  توحي به الى الإستقرار والنجاح والهدوء أما البني يوحي هو الآخر الى قوة الأصرار مع مزيج من الاصفر لتؤكد لنا تفاؤلها والدفء التي تعطيها الشمس لنا ، فضلا عن الأخضر للدلالة على التجدد .
ويتجلى التركيز أو التكثيف في صوره على قدرة الصورة في استيعاب طاقة من الدلالات والعواطف القابلة للاتساع والعطاء الغزير وإنشاء الترابط الموضوعي بين عناصر الصورة (القصيدة القصيرة ) للحصول على الوحدات الذاتية التي تربط بين الشاعر وعالمه أوثق الارتباط .
وهكذا في  الصورة الشعرية الثانية ( القصيدةالقصيرة ) من النص نفسه:
أيّـتها الصباحات المنتظرةُ
على شرفةِ الليلِ
أنا الشاعرُ الضئيلُ
مثل مدينةٍ نائمةٍ
آمُركِ بالنزولِ إلى   الساحات.
من قصيدته هذه نتأمل رغبة الشاعر بالولادة والتجدد من خلال الأنتفاضة رغم الضعف... علينا أن نواجه القدر ( الليل) فها هو الصبح قادم .... انها لوحة فنية توحي لنا بالشروق وحيث الهدوء يلف المدينة كون أهلها لا يزالوا في سباتهم العميق .. لذا يدعوهم للنهوض والأنتفاضة ...
هذه اللوحة تشبه اللوحة التي رسمتها الفنانة كارول وحيث الشمس فجرت بيضتها بقوة لتشرق ولا يزال الجميع نائمين والقارب ينتظرهم ...
فألوانها ( الأبيض ، البرتقالي ، الأخضر الممزوج بالبني، الاشعة الصفراء .. جميعها توحي للنهوض من أجل أستفبال ولادة جديدة وشروق شمس جديدة ...ويدل هذا التكثيف على قدرة الفنانة على انتقاء عناصر الصورة وموضوعها انتقاءً موفقا وتشكيلها تشكيلا موحيا.
في القصيدة لجأ الشاعر مردوك الى رسم صوره بلغة شعرية من خلال رصف مفرداته عبر أيقاع موسيقى لينسج لنا صورة متخيلة يستقيها من الواقع تقوم على الأستعارة والوحدة العضوية والنسيج والشكل فضلا عن مهارة الشاعر كفنان في رسم صوره .
وفي اللوحة شرعت الفنانة كارول بوضع (العلامات والألوان) على سطح اللوحة لترسم لنا الصورة . الا انهاأختلفت عن الشاعر مردوك في عملية التنفيذ.
 فالشاعر وضع على ورقته علامات لغوية وعبارت أما هي فتركت أثرها في التخطيط بقلم الرصاص أو بضع بقع لون بالفرشاة على الورقة أو القماشة أو الخشبة أو أي
سطح آخر .. مع مراعاتها لموضوع الظل والضوء وموزانة الأشكال وتوزيعها
ومعالجة الفراغات لخلق (الصورة) الفنية ...
وهكذا في قصيدته ( لست وحيدا ) الذي يقول فيها :
أيها الناس
عندما تقضمونَ تفاحةً
تنزفُ الشجرة
عندما تلبسون الصوفَ
يعرى خروفٌ طيّبُ القلب
عندما تحثـّـون الخطى إلى قصوركم
تتركونَ الشمسَ مرميةٍ على الطرقات !..
القصيدة عبارة عن مجموعة صور شعرية تبدو متنافرة ولكنها جميعها معلقة بخيط رفيع ما يجمعها هو تصرفاتنا تجاه الآخر فرؤية الشاعر تشبه رؤية الفنانة كارول في لوحتها هذه والتي أستخدمت فيها الألوان الغامقة والمائلة الى السواد ، فبسبب قساوة الطبيعة جعلت الشجرة عارية والشمس في طريقها الى الغروب مثلما هي مرمية عند الشاعر....
كلاهما ( الشاعر والفنانة ) يريدان أن يستبدلا الصراع الذي يدور بين الأنسان وأناه أو بين أناه والآخر بصور مشرقة تدعوا الأنسان للآنتفاضة على واقعه المرير وحيث الشمس تنتظره في نهاية الطريق...
فلعب المونولوج دوراً هاماً في صوره الشعرية البانورامية للتعرف على مدوناته الشعرية الجميلة في ملفوظات مشحونة بالدلالة الشعائرية والمشاكسة الحسيّة معتمداً فيها على الملامح الشخصية وأفكاره ومشاعره الداخلية لتحديد الشكل الذي جاء على هيئة خط عام أو سيناريو يشمل القصيدة كلها بسردها المباشر.
فاذا كان الشعر والفن كلاهما يشتركان بوظيفة اجتماعية يغرفان موادهما من الواقع ليحولهما الخيال الى اللوحة الشعرية أو التشكيلية المستخدمة لدى الشاعر / الفنان ليعبر من خلالها عن نشاط إنساني فنّي يفتح مجالاً واسعاً فيما تتضمنه الصورة من محتوى معرفي وخبرة جمالية ولا بد أن تكون تربية الخيال التي يشترك فيها الشعر والفنون التشكيلية هو الآخر ضرورة حيوية فالفنان أسوة بالشاعر يجنح إلى الخيال والحرية بعيداً عن قيود الواقع للتعبير عن الانفعالات الإنسانية... لأن تربية الخيال كمايرى المفكر Gérard Guillot هي إثراء وتخصيب القدرة على المعرفة .
ففي القصائد القصيرة التي ضمتها قصيدة الشاعرة جومانة السبليني ( لقاء) نرى الشاعرة تستخدم عدة لوحات جزئية بمجموعها تتكون لوحتها الكبيرة والجميلة لتوحي لنا كل ما موجود من حولنا يدعونا الى التفائل ، فلما لا نتفاءل ونتصالح مع ذواتنا اولا ومن ثم مع الآخر ..ان كان لا يزال هناك ما يدعونا الى التفائل ؟؟؟ وهذا ما تجسده لنا قصيدتها :
ضَوءٌ خافِتٌ
شِعرٌ، موسيقى، وعُيونٌ حالِمَةٌ،
ونبضُهُ الجَميل ...
رائحةُ عِطرِهِ ، رِقَّةُ كلماتِه ،
حنانُهُ ، نوارِسُ روحِهِ ،
إشاراتٌ جعَلَتِ المكان يَغُصُّ بي ...
اساس البناء عند الشاعرة جومانة ليس الدعامة ولا الايقاع الموسيقي بل مجموعة صور شعرية جزئية متعاقبة ومتداخلة تقوم الشاعرة بنسج قصيدتها من هذه الصور بشكل يقترب الى الزخرفة .
انها لوحة جميلة تشبه لوحة الفنانة هدير بارود التي تنقلنا هي الاخرى الى عالم جميل ... فالأولى (الشاعرة) تستخدم المفردات (الضوء الخافت ، موسيقى ، عيون حالمة ، نبضة الحبيب ، رائحة عطرة ، كلمات رقيقة ، نوارس ) هذه جميعها توحي لنا الى عالم جميل يفوح منه رائحة الحب والخصوبة والثانية (الفنانة ) هي الاخرى تستخدم الألوان الجميلة (الاخضر ، الوردي ، البني ) وهي تجسد الطبيعة في أوج ربيعها بأزهارها وأشجارها الخضراء وبلمسة هادئة لتقول لنا هي الاخرى كل شئ يوحي الى اللقاء والولادة والتجدد .... 
الا أنها في قصيدتها (وكان أجمل لقاء ...) غيرت نظرتها الى الحياة لتقول فيها :
هَل ما عُدتُ أعنيه؟
كأنَّ حُدودَهُ تخَطَّت حُدودي ؟
وكأنَّ الأرضَ زادت دورانها
وتركَتني للمغيب؟
أحمِلُ ظِلَّ سَحابَةٍ
في كأسٍ مكسور القافية
لا الشَّمس شمسي
ولا القمر قمَري
وكأنَّ الرّيحَ
قد صَمَّت آذانها
فلا رَجعَ صدىً ولا
مِن مُجيب؟
هذه القصيدة تقف على عكس الاولى فان كانت في الأولى تقول ان الحياة مشرقة ومبتسمة في وجهي الا انها في الثانية تريد أن تقول يبدو ان ذلك كان وهما ، كان ظل سحابة عبرت مسرعة من غير ان تروي ظمأي .. فالحياة أخطأت بحقها ولم تنصفنها.
وهي تشبه اللوحة هذه للفنانة ليليان الخوري التي هي الاخرى ترسم لنا لوحة مضطربة كل ما فيها مخيف ...
الشاعرة أستخدمت المفردات ( سحابة ، الشمس ، القمر ، الريح  ) كعلامة للحياة يقابها (المغيب ، كأس مكسور ، صدى ) كعلامة للانتكاسة ، لذا الشاعرة حلمت أولا بعالم جميل الا انه سرعان ما تراءى لها وكأنه سراب ...  وبنفس المفهوم نجد الفنانة أستخدمت الالوان ( الأزرق ، الآبيض ، البني ...) التي توحي بمعانيها الى الحياة الجميلة مما يدعوها الى المغامرة لعيشها ... ولكنها سرعان ما تيقنت ان الامواج القوية والمتلاطمة جعلت شراعها تميل الى السقوط مما دعاها ان تجعل من ألوانها قاتمة وفي الافق ينتشر الليل والرعد والابيض كان سرابا لان البحر لم تكن هادئة ...
فالنصُّ الأدبي أسوة باللوحة التشكيلية عبارة عن كلام متعدّد المستويات ، متعدّد الخصائص الفنّيّة كلاهما ينتميان إلى الشعور والحدس وإلى العاطفة ، كلاهما يؤدّيان فضلا عن وظيفتهما الدلالية وظيفة نفسيّة ، يقومان بتحريك انفعالات المتلقي وتحفيز مخيّلته وزيادة عنصر التعجيب لديه، وإنّ الصورة الفنية هي التي تضفي على النصّ شعريّته وتمنحه القدرة على التأثير، وتعدُّ مظهرا من مظاهر الفنّ والجمال في النصّ الشعري، ومؤشّرا قويّا على عبقريّة وإبداع الشاعر .
وهذا ما سنتلمسه من قصيدتها ( إنتِظار ") والتي تقوم بدغدغة مشاعر المتلقي وتدعوه الى القلق والأضطراب حين يعلم ان ما يراه ليس الا سراباً أو ظلاً لا يمكننا القبض عليه فتقول :
ولكنَّني هنا، ما زِلتُ أنتظر
وسِراجي نائم ...
يَحدُثُ أن أُكلِّمَ الرّيحَ
عِندَ جُنونِ الصَّمت ...
وأن أُناغي البحرَ،
أُناجيه، عِندَ أُفولِ مَوجِه....
ومن ثم تقول :
زخّات مطر ، رذاذَ شُجون
كُلَّما لاحَ لِلنّورِ ظِلّ...
ويَحدُثُ أن أَمَلَّ الحَديثَ
في أبجدِيّاتٍ مهزومةٍ ...

قصيدتها هذه أسوة بلوحة الفنانة كارول فؤاد بشارة  والتي هي الاخرى رسمت لنا بطلتها وهي متقمطة السواد كدلالة الى الظرف التي جعلتها تترك الحياة لتنزوي تحت شجرة عصفها فصل الخريف لتكون بلا حياة كلاهما تتأملان وتناجيان البحر الخالية من الامواج...إلا أنهما لم تيأسا كليا فالأولى أشارت الى زخات مطر والثانية رسمت لنا ما يشبه سحابة عابرة محملة بالمطر...
وختاما نقول :
كل هذا يكشف لنا عن فضاء أشتغالاتهم الأدبية والفنية ورؤاهم التي تكونت لديهم من خلال أنعكاسات الواقع عليهم وردة فعل الذات المبدعة لديهم تجاه سطوة واندفاع الاخر، أنها تجربة النضج الابداعية في الشعر والقصة والرسم والموسيقى و...عبر تكنيك لغوي وشاعرية الشاعر التي تلتقي مع عناصر فن الرسم وتنفيذ مفردات اللوحة التشكيلية.
ان مايميز التصوير الشعري عن التصوير التشكيلي يكمن في ابراز الشاعر الفاعلية والنشاط الحركي الذي ينساب على سلسلة من لحظات متعاقبة بدلا من قيام الرسام في تجميد لحظة معينة في مكان ثابت .
فالرسم لا يتمكن من تقديم الحركة إلا في الصور البانورامية عكس الشعر الذي يقوم يعرض الحركة من خلال السردية التي تمتاز بها القصيدة القصصية والدراما ويعجز عن ذلك في القصيدة الغنائية والتي تكون الحركة فيها بطيئة جدا وربما معدومة عندما يتحد الزمكان فيها في نقطة واحدة أسوة باللوحة .



98
أعمال لجنة متابعة توصيات مؤتمر العلامة جبرائيل القرداحي للدراسات السريانية
ج2

على ضوء مقررات مؤتمر العلامة الأباتي جبرائيل القرداحي للدراسات السريانية الذي أنعقد في شهر آذار /2018 في الجامعة اللبنانية الدولية بالتعاون مع إتحاد الأدباء والكتاب السريان في العراق ، ومن أجل بلورة توصيات المؤتمر تم تشكيل لجنة لمتابعة مقررات المؤتمر ، فبعد زيارتها الى الرهبنة اللبنانية المارونية ، زار وفد مكون من الأساتذة :
1-   د. كابي الخوري
2-    الاعلامي جورج القرداحي
3-   الأديب نزار حنا الديراني
الرهبنة المريمية الحلبية في مقره الكائن في بيروت - دير سيدة اللويزة مساء يوم الثلاثاء المصادق 24/7/2018 وألتقت بالرئيس العام الآباتي مارون شدياق وتناول المجتمعون سبل دعم اللغة السريانية في لبنان كونها لغة التراث والليتورجيا الكنيسة والعائلة المارونية في السابق ، فالحقاظ على تراثنا العريق يتطلب منا تعليم لغة آبائنا القدامى ( السريانية ) وتفعيلها أكثر في القداس وتداولها لدى المؤمنين للحفاظ عليها وعلى ليتورجيتها ، وهذا يتطلب تدريسها في الاكليريكيات والمدارس الأبتدائية وفتح دورات مكثفة في الكنائس والجامعات على أمل تدريسها في الجامعات لاحقا أسوة بالجامعات العالمية ... كما تناول المجتمعون ضرورة عقد مؤتمر للدراسات السريانية في جامعة سيدة اللويزة التابعة للرهبنة أسوة بمؤتمر العلامة جبرائيل القرداحي الذي أنعقد في الجامعة اللبنانية الدولية... وأختتم اللقاء على أمل تعيين (تنسيب) أحد الأباء أو الأستاذة كعضو أرتباط بين اللجنة والرهبانية .
   


99
أعمال لجنة متابعة توصيات مؤتمر العلامة جبرائيل القرداحي للدراسات السريانية

على ضوء مقررات مؤتمر العلامة الأباتي جبرائيل القرداحي للدراسات السريانية الذي أنعقد في شهر آذار /2018 في الجامعة اللبنانية الدولية بالتعاون مع إتحاد الأدباء والكتاب السريان في العراق ، ومن أجل بلورة توصيات المؤتمر زار وفد من المؤتمرين غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي مكون من الأساتذة :

 د. كابي الخوري / مدير الجامعة اللبنانية الدولية ، روند بولس / رئيس أتحاد الأدباء والكتاب السريان ، عماد سالم  ججو / المدير العام للدراسات السريانية في وزارة التربية - المركز ، نزار حنا بطرس / مدير عام الدراسات السريانية في وزارة التربية - اربيل ، اكد مراد / نائب رئيس الأتحاد ، نزار حنا الديراني / عضو في اللجنة التحضيرية للمؤتمر.

وبعد أن تم تقديم درع المؤتمر ونسخة من التوصيات الى غبطته ، ناقش الوفد مع غبطته سبل تفعيل اللغة السريانية في لبنان وبدوره بارك جهود القائمين على المؤتمر وتم الاتفاق على تنسيب احد الأباء ممثلا عنه كعضو في اللجنة المشكلة ، وعلى ضوء ذلك تشكلت لجنة من السادة :

الأب يوحنا يشوع الخوري / ممثل البطريركية المارونية
د. كابي الخوري / مدير الجامعة اللبنانية الدولية – فرع جبل لبنان
الاستاذ حبيب أفرام / رئيس الرابطة السريانية
الاستاذ أمين أسكندر / رئيس جمعية طور لبنان
الاعلامي جورج القرداحي / ممثلا عن المؤتمر
الأديب نزار حنا الديراني / ممثلا عن إتحاد الادباء والكتاب السريان

عقدت اللجنة عدة لقاءات لوضع خارطة الطريق تتحرك من خلاله حيث قام ممثلي اللجنة السيدين د. كابي الخوري ، نزار حنا الديراني بزيارة الرهبانية اللبنانية المارونية قي مقرها العام حيث التقيا بالرئيس العام قدس الاباتي نعمة الله الهاشم  حيث سلماه نسخة من التوصيات وكتاب المؤتمر.  و قد أبدى أستعداد الرهبانية اللبنانية المارونية للعمل والتعاون المشترك من أجل تفعيل اللغة السريانية في القداديس وحث الآخرين على التعلم والاهتمام بها ومن ثم تم الاتفاق على التعاون المشترك من أجل العمل على تفعيل عقد المؤتمرات السريانية في لبنان و تدريس اللغة السريانية في المدارس والجامعات وأبدى أستعداده لتعيين أحد الرهبان في اللجنة ليكون حلقة وصل بينها و بين الرهبانية اللبنانية المارونية.


100
جزيل الشكر للزميل كوركيس أوراها الذي واكب معي المسيرة الثقافية في مجالات عدة ... وما توصلت اليه هو كنتاج لمحبتكم ودعمكم المعنوي لي على طوال المسيرة يوم كنا نعمل كخلية نحل بتفان وأخلاص ولم نفكر يوما بالمنصب إلا من أجل خدمة الآخرين وتكثيف العطاء لاننا كنا نشترك بنفس الرؤية والشعور فاليد الواحدة لا يمكنها التصفيق فتحية لك ولمن كان معنا من بعيد أو قريب ...
الزميل أخيقر يوخنا جزيل الشكر لفائض محبتكم وحيث تجعلني دائما أحس بوجود زملاء آخرين تتشابك أياديهم بأيادينا من اجل ما هو أسمى ... أما موضوع ما جاء ذكر الاسم الاشوري في قاموس ما فتأكد هناك الآلاف من المصادر السريانية والعربية والفارسية والانكليزية واليونانية و... تشير الى التسمية السريانية واللغة السريانية والثقافة السريانية و.... والمهم من كل هذا ما فائدة ان تذكر هذه التسمية او اخرى ان كنا نعيش في الشتات وأهملنا مقوماتنا القومية ولا نتذكرها الا في الجدال والفوز في مقعد نيابي ... تحية لك


101
الكلمة التي ألقيتُ جزءً منها على منبر ملتقى المرأة الثقافي بمناسبة تكريمي في قاعة بلدية سن الفيل

لم أكن مخطئا حين تأبطت حقيبة سفري وقصدت لبنان ، لان لبنان كانت معي منذ أن عرفت العراق لا بل منذ ان قدم جدي السومري كلكامش بلاد الأرز بحثا عن الخلود ... من يومها عرفت لبنان ، وعرفتها أكثر في مشواري الأدبي حين قرأت لجبران ورواد مجلة الشعر وتمتعت بصوت فيروز ووديع الصافي وتراتيل ماجدة الرومي وهي ترافق مداريش مار أفرام وبالاي و.. في ليتورجيتي ، وعلمت كم من أديب أو فنان أو... تحلق في عالم الأبداع منطلقا من منصة لبنان ... وعلمت كم ساهمت مجلة الاداب اللبنانية في ولادة قصيدة الشعر الحر من قبل مبدعيها السياب ونازك الملائكة والقائمة تطول حين رمى محرر الجريدة العراقية ( كما قيل ) قصيدة لبدر شاكر السياب في سلة المهملات كونها غير موزونة كما يعتقد فأنتشلها رئيس تحرير مجلة الاداب البيروتية ونشرها في مجلته ومن يومها تألق السياب وقصيدة الشعر الحر .. فليس من باب الصدفة ان تمتزج اليوم نبضاتنا طالما قد سبقتها تزاوج ألستنا فشعبنا الذي حرث ارض العراق وسوريا وفلسطين ولبنان زرعها بحروفه الأبجدية فنبتت لغة جميلة سميت في حينها الارامية ومن ثم السريانية لغة أمتدت من الألف الأول قبل الميلاد ولا تزال آثارها شاخصة ليومنا ، لغة من فيض محبتها وعطائها أصبحت جسرا يربط الشرق بالغرب ... واليوم ايضا تجمعنا لغة واحدة تجري في عروقنا وهي العربية ... ولا نستغرب ان يجتمع الادب والموسيقى والرسم في مزهرية واحدة طالما يجمعنا شعور واحد ... ولم يكن من باب الصدفة ان نلتقي نحن وانتم وهناك ناشطات من أمثال منى مشون وليلى الداهوك وكوكب الهامس و.. والقائمة تطول .. يتألقن كل يوم بربيع جديد ... اليست لبنان بلاد الارز ويوسف السمعاني وجبرائيل القرداحي وبطرس البستاني  وفليب دي طرازي وجبران خليل جبران وجماعة مجلة الشعر وشربل بعيني وفيروز ووديع الصافي والقائمة تطول ....
وكيف لا نفتخر أن ننتمي الى لبنان ونحن نقرأ في كل يوم هناك على الاقل أمسية .... وكيف لا أحب لبنان وأنا أرتوي اليوم من تكريم ملتقى المرأة الثقافي وقبله جائزة شربل بعيني ... فشكرا للزميلة المتألقة منى مشون وليلى الداهوك وكوكب الهامس و.. لأننا توشحنا بفيض محبتهم وشكرا للقائمين على ملتقى المراة الثقافي وبلدية سن الفيل لهذه الألتفاتة الكريمة وهي دين علينا لنردها بعطاءات جديدة وشكرا لمن كانت كالجندي المجهول تعمل باخلاص من وراء الستار من أجل أنجاح هذه الأمسية ...وشكرا لكم ايها الحضور الكريم وحيث فاضت علينا محبتكم
وبهذه المناسبة أسمحوا لي أن قرأ قصيدة قصيرة وهي بالسريانية
  ܬܪܝܢ ܠܘܚ̈ܐ
ܬܪܝܢ ܠܘܼܚ̈ܐ ،،، ܝܢ ܬܪܝܢ ܚܸܙܘܹ̈ܐ
ܬܸܠܝ̈ܐ ܥܠ ܓܘܕܐ ܕܚܘܼܫܵܒܼܝܸ
ܐܲܬܪܐ ܕܠܐ ܡܵܪܐ
ܡܢ ܓܘܫܡܹܗ ܢܒܼܵܥܐ ܬܘܿܠܥܹ̈ܐ
ܢܣܵܪܐ ܓܘܫܡܹܗ
ܘܨܦܵܚܐ ܫܘܼܩܵܢܹ̈ܗ ܕܹܐܒܹ̈ܐ
ܕܙܵܥܦܝ̈ ܠܗ ܨܵܘܒܐ ܠܘܼܝܵܬܐ
ܘܥܲܡܐ ܕܠܐ ܐܲܬܪܐ
ܐܟܼܵܠܐ ܡܢ ܦܲܪ̈ܙܘܥܝܵܬܐ ܕܐܚܹܪ̈ܢܐ
ܘܥܵܝܢܹܗ ܪܫܵܡܐ ܨܲܡܕܐ ܕܩܵܛܪܵܬܐ
ܬܪܝܢ ܠܘܼܚܹ̈ܐ ܬܸܠܝܹ̈ܐ
ܟܠܡܐ ܕܒܵܥܝ̈ ܩܵܪܒܝ ܘܚܵܝܕܝ̈
ܩܝܡܝ̈ ܦܵܘܚ̈ܐ ܕܝܘܵܢܹ̈ܐ
ܘܙܵܪܙܝ̈ ܕܹܐܒܹ̈ܐ ܒܪܲܓܼܘܼ̈ܠܹܐ
ܘܡܢ ܙܕܘܥܬܲܝܗܝܢ ،،، ܩܵܡܛܝ̈ ܠܘܼܚܹ̈ܐ ܠܓܘܕܵܢܹ̈ܐ

الترجمة
لوحتان

لوحتان معلقتان في مخيلتي
وطن بلا مواطن
تنخر جسده الديدان
تفترس الذئاب شوارعه والجرذان
ومواطن بلا وطن
يقتات فتات الأوطان
أمتلأت عيناه صور الحقائب والقطارات
لوحتان ...
كلما حاولتا الأقتراب والأتحاد
تهب الرياح الهوجاء
وتعوي الذئاب في الوديان
 فيخافا ويعودان الى الحيطان
 

102
أعمال لجنة متاباعة توصيات مؤتمر العلامة جبرائيل القرداحي للدراسات السريانية

على ضوء مقررات مؤتمر العلامة الأباتي جبرائيل القرداحي للدراسات السريانية الذي أنعقد في شهر آذار /2018 في الجامعة اللبنانية الدولية بالتعاون مع إتحاد الأدباء والكتاب السريان في العراق ، ومن أجل بلورة توصيات المؤتمر زار وفد من المؤتمرين غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي مكون من الأساتذة :
 د. كابي الخوري / مدير الجامعة اللبنانية الدولية ، روند بولس / رئيس أتحاد الأدباء والكتاب السريان ، عماد سالم  ججو / المدير العام للدراسات السريانية في وزارة التربية - المركز ، نزار حنا بطرس / مدير عام الدراسات السريانية في وزارة التربية - اربيل ، اكد مراد / نائب رئيس الأتحاد ، نزار حنا الديراني / عضو في اللجنة التحضيرية للمؤتمر.
وبعد أن تم تقديم درع المؤتمر ونسخة من التوصيات الى غبطته ، ناقش الوفد مع غبطته سبل تفعيل اللغة السريانية في لبنان وبدوره بارك جهود القائمين على المؤتمر وتم الاتفاق على تنسيب احد الأباء ممثلا عنه كعضو في اللجنة المشكلة ، وعلى ضوء ذلك تشكلت لجنة من السادة :
الأب يوحنا يشوع الخوري / ممثل البطريركية المارونية
د. كابي الخوري / مدير الجامعة اللبنانية الدولية – فرع جبل لبنان
الاستاذ حبيب أفرام / رئيس الرابطة السريانية
الاستاذ أمين أسكندر / رئيس جمعية طور لبنان
الاعلامي جورج القرداحي / ممثلا عن المؤتمر
الأديب نزار حنا الديراني / ممثلا عن إتحاد الادباء والكتاب السريان
عقدت اللجنة عدة لقاءات لوضع خارطة الطريق تتحرك من خلاله حيث قام ممثلوا اللجنة ( الأستاذ د. كابي الخوري ، الأديب نزار حنا الديراني ) بزيارة الرهبانية اللبنانية المارونية قي مقرها العام حيث التقيا بالرئيس العام قدس الاباتي نعمة الله الهاشم حيث سلماه نسخة من التوصيات وكتاب المؤتمر.  و قد أبدى أستعداد الرهبانية اللبنانية المارونية للعمل والتعاون المشترك من أجل تفعيل اللغة السريانية في القداديس وحث الآخرين على التعلم والاهتمام بها ومن ثم تم الاتفاق على التعاون المشترك من أجل العمل على تفعيل عقد المؤتمرات السريانية في لبنان و تدريس اللغة السريانية في المدارس والجامعات وأبدى أستعداده لتعيين أحد الرهبان في اللجنة ليكون حلقة وصل بينها و بين الرهبانية اللبنانية المارونية.


104
البناء السردي في نصوص ( كلمات برية ) للشاعر بنيامين حداد
نزار حنا الديراني
قليلة هي النصوص التي لها القدرة على الانفتاح من خلال تقاطعها وتشابكها في لحظة ما مع أنا الاخر ( المتلقي ) عبر وسائل الاتصال الجمالى التي تحفز مخيلة المتلقي لتقوم بتفتيت النص ومن ثم أعادة تكوينه بناءً على حسه ورؤيته ، وإن كان المتلقي شاعرا ربما يتناص عليه ليخلق منه نصا جديدا في داخله يتعانق مع حركته واتجاهه.... وخصوصا إذا كان النص يشهد انفتاحا حداثويا وله القدرة على أهتزاز القواعد الصارمة المكتسبة لدى القارئ وخصوصا حين يتشابك الشعرى فى السردى أو السردى فى الشعرى ...
قراءة متعمقة لقصائد المجموعة الشعرية ( كلمات برية ) الحاوية على 51 قصيدة والصادرة من دار المشرق الثقافية في دهوك - العراق عام 2017 نتلمس  ميل الشاعر الى الأتكاء على البنية السردية في نصوصه الشعرية من خلال استخدامه للمفردات ذات العلاقة الوطيدة بحياته اليومية، خصوصا عندما يتعلق الامر بالحضور المكاني للماضي الذي لا يزال يلازمه بمفرداته وواقعه ، اذ تمتزج هذه المفردات بلغة اكثر مباشرة، وقربا للفؤاد، مما يسمح للصور الشعرية المنبثقة من الحياة اليومية في القرية / الطفولة أو المدينة ( الجهة التي انتقل اليها الشاعر لاحقا ) بالتوالد والانصهار بتجربة الشاعر لتعكس لنا ما تحمله أناه ....
إن بنية الاستعارة القائمة على أعادة صور من الماضي الى مشغله الشعري لبث الحياة والحركة في الجمادات والأشياء تسهم في نقل هذه الأشياء من طابعها المجرد الى المحسوس، وتجعلها تولد دلالاتها الموحية والتي تمتد الى ما لا نهاية من خلال إضفاء البعد الإنساني عليها..
 فمنذ العنونة الاولى ( كلمات برية ) تبدأ عملية التواصل مع متن العمل الأدبي، إذ يشكل مفتاح النص الدلالي وحيث نتلمس ان الشاعر يركز على الكلمة لما لها من بريق قادرة على أختراق ودغدغة شعور المتلقي من خلال الاحتكاك الفعلى مع أناه ... ومن مجموعها يتكون نص شعري مبطن بسرد عبر تقنيات تؤكد حالة التواصل مع التاريخ بحكاياته وأبطاله وأحداثه وتعلن ان الخطاب الشعرى الحداثى هو نص احتوائى كثيف وظف اليات السرد المتراكمة لدى الشاعر من خلال مسيرة حياتية طويلة لتساهم بدورها فى حركية النص وتترك نوافذ الأشتغال والتأويل مفتوحة للمتلقي . فمنذ قصيدته الاولى تتلمس ان الشاعر يصطاد مفردات قصائده بتلك الكلمات المشحونة ببعد فلسفي ليزاوجها مع صور من الماضي معبرا من خلالها عن فلسفته وفهمه للحياة ، كقوله في قصيدته ( وجه الله ):   

وجه الله ...
في شوق كف أبي ...
للمنجل ...
في السنبل ... في رغيف الخبز ...
في كل النعم ...
نجد ان الشاعر يستخدم تقنية القص باستعمال كلمات ( الكف ، المنجل ، رغيق الخبز، ...) هذا الكلمات تتشظى لتدلُّ على أحداث حدثت وتحدث يوميا ، هذه الأحداث هي الصورة المعكوسة للوجود (وجه الله ) أي أن الشاعر يغير المفهوم الكلاسيكي المتوارث في الهوة الشاسعة التي تفصل الانسان عن الله ليقول أن وجوده تكمن في أحداق الأطفال وعش قبرة أو خدود الفتيات أو كف ابي أو ... أستطاع الشاعر أن يستثمر تقنيات السرد في نصه الشعري عبر تطعيم نظامه الشعري ببنيات سردية، في محاولة لتوسيع الأفق الدلالي للنص الذي يتشظى كثيرا ليختلف عن السرد الحكائي المستخدم في القصة أو لدى البعض من شعراء القصيدة الروائية ، لأن الشاعر استطاع بمهارته ان يوظف السرد بشكل مبطن في الصور الشعرية كي تحافظ القصيدة على مقوماتها الشعرية كالإيقاع والتصوير والتخييل وغير ذلك بدلا من السرد المباشر ، فمفردة المنجل ورغيف الخبز و... تحمل بين طياتها سردا حكائيا طويلا مشحوناً بالرؤى الإيديولوجية والعوالم المتخيلة من الحوادث والشخصيات وعلاقاتها المتبادلة فضلا عن الزمان والمكان ، أخفاها الشاعر ليحرك مشاعر المتلقي لتصويرها ، بغية الكتابة بأسلوب تعبيري يحقق للشاعر أقصى درجة من الإبداع في الرؤية والخيال والنسج والبناء، خاصة وأن "السرد أداة من أدوات التعبير الإنساني ... فهذه المتن الحكائية تعتبرقاعدة أساسية يبني عليها الشاعر نصه، ليعكس من خلاله أفكاره ورؤاه، فنتج  منه نصاً شعرياً مكثفا بالسرد الحكائي وهو يميل إلى النزعة الدرامية، إذ تتعدد فيه الأصوات، والشخصيات .
من هنا يأتي أهمية البناء السردي في إنجاز النص الشعري ، شرط ان لا يطغى عليه، ولا يظهر النص في شكل حكائي بارز ينال من هيبة القصيدة ، كي ترتقي نحو فضاء جمالي أكثر انفتاحاً على أنماط الخطاب الأخرى.
في قراءتنا لنصوص الشاعر تبين لنا ان الشاعر يختزل بنية نصه حول كلمة ما تقوم مقام الحدث أو موضوع ما يجعل منه مرتكزا كدلالة توليدية نلمحها مكتنزة في عنوان القصيدة وكما في قصيدته ( الحافات ) حيث تشرع البنية السردية تتنامي من خلال هذه المفردة التي تتشظى هي الأخرى الى صور عدة ( حافات الكون ) معتمدة على مثيرات مبنية على تلك الدلالة، وإن كان أكثرها مركزة وواضحة :
ترسمني الحافات
تحددني الحافات
تؤطرني الحافات
تخنقني الحافات
حافات الكون التي بلا حافات
ومن ثم تأخذ هذه الصور الجزئية بالتطور التصاعدي من خلال تعميق محتواها وإيحاءاتها المولدة لفعل السرد ضمن النص الشعري،  ليصل الى مبتغاه فيقول :
فأطول .. أطول ... أطول
ولكن سدى
فانى لي أن أطال الحافات
لعبت المفردة الشعرية السردية مهمّة تكثيف الأساليب التعبيرية وتوسيع المعاني والدلالات، وقد تمكّن الشاعر من ذلك بوساطة المشهدية التصويرية التي تعتبر سمة من سمات التداخل الفريد بين الشعر والنثر في صورة تزيد من حرارة تجربة هذا الشاعر الفذ .
ولأن زاوية التبئير لدى الشاعر هي الرؤية من الخارج أي يسلط عدسته على مخزونه الفكري لذا تراه يتقمص دور الشخصية في المتن الحكائي ليكون الاستفهام / السؤال هو المرتكز الذي يعكس الضعف الأنساني وعمق المأساة كما في قصيدته (الملح ) الذي يتحاور مع أمه ما آلت أليه الأنسانية من فساد متناصا على الآية الأنجيلية التي ترتكز على الملح فيقول :
في بيتنا ... فسد الملح
فبماذا تملحين يا أمي .. ؟
أبناؤك بالامس
بملح عرقهم ...
بملح دموعهم ...
بملح دمائهم ..
ملحوا الايام
نجد إن المفردات ( الملح ، العرق ، الدموع ، الدماء ...)  بدلالتها الافتراضية الموغلة في الحياة اليومية تحمل بين طياتها جوانب ذاتية وموضوعية متعددة المرتكز تعتمد عليها البنية السردية في خطابه الشعري ليعكس لنا تراثا ومعاناة أنسانية تداخل معها وتجاورها وتحاورها ، لتكون الأرضية الملائمة لتطور الحدث، وما يرتبط به من أفعال الشخصيات وسلوكياتها وحوارها ...
 وهكذا في قصيدته الباب من خلال تناصه أيضا على نص انجيلي يريد الشاعر من خلاله أن يعكس لنا صورة الواقع الذي نحن نعيشه ، فالابواب ( أبواب الهزيمة ) ليست موصدة في وجهنا حتى نطرقها ولا هي موصدة في وجه أعدائنا حتى يطرقونها كونها مباحة .. وفي الجانب اخر يعكس الصورة ليقول كل الابواب موصدة ايها النوني (النصراني ) فباطلا تقوم بطرقها فيتساءل :
" قيل أقرعوا " ...
ترى هل كان الباب موصدا ؟
أما كان مشرع الدرفات ؟
المبنى الحكائي لدى الشاعر يخلو من الاستطراد والحشو والعبارات ، فهو  لم يسرد لنا الوقائع والسيرة الشخصية التي لاحقت أبناء شعبه من غزو بلداته وتشرد شعبه وقمطه بحرف النون ، بل وظفها لخدمة حالة إبداعية جمالية من خلال تساؤلاته ....
الشاعر يعمد إلى تكييف صورة الباب وفق متطلباته وحساباته و مقتضيات الحالة النفسية والوجدانية والشعورية للشاعر عندما يكون موصداً أو مفتوحا من خلال سردية ممزوجة بالوصف تسعى إلى التعبير عن حجم المأساة التي تحياها الذات الانسانية بأسلوبية تعبيرية تسمو بلغة اليومي إلى مصاف شعرية مترعة بتآويل متعدّد وكما في قصيدته ( قمرنا الشرقي) :
وما نفع الخبرة
إذا كانت أصابع الزمن
قد أحرقت كل أسفار الحكمة ...؟
وتركت الأيام جوفاء خاوية
الا من لعبة مطاردة ساذجة
  لذلك ليس الهدف هنا هو التشكيل القصصي لحالة شعبه من خلال مطاردته من أرضه على مر التاريخ وكان آخرها غزو داعش لبلداته، بل التجاوب بين القصيدة والفعل الحكائي في مواجهة الحالة التي ترصد واقعة محددة وتشخص موضوعاً إنسانياً .
هذه السردية المرآوية نقصد بها قدرة الذات على رؤية نفسها وهي تسرد تاريخ وجودها بأسلوب يرشح بسخرية لاذعة ، وقاسية وتساؤل مشروع ، ولعل هذا ما زاد من توتر العلاقة بين الذات وشبيهتها، فالنزعة السردية واضحة في تجاربه الشعرية بأسلوب مبطن من خلال مفرادات تتسم بروح سردية تمنح الخطاب الشعري بعده الدرامي والجمالي الذي يكرس في النص عالما متوترا، ويخلق أفقا أكثر اتساعا من الأفق النصي .
الشاعر بنيامين حداد يحاول الإفصاح عن رؤيته الشعرية، من خلال خصوصية السرد القصصي، دون إلغاء المحور الشعري بمقوماته الفنية والجمالية .
إن المتأمل للنتاج الشعري للاستاذ بنيامين حداد ( السرياني والعربي ) الزاخر بتجارب شعرية، كان لها الإسهام الكبير في تطوير الشعرية السريانية منذ نشره لقصيدته السريانية ( شاعر أنا ) الذي جعلها تنفتح على مقومات أسلوبية أثْرت الخطاب الشعري، بل إنها أبعدت النص الشعري المعاصر من الروح الخطابية والغنائية الفجة واللغة الخطابية إلى روح الاحتفاء بصوت النص في تعالق وثيق مع الذات.
ما يميز قصائد المجموعة هذه أنها تعبّر عن مقصدية جمالية وفنية وفلسفة نابعة من أصالة التجربة وعمق ما أكتسبه من خبرة في حياته اليومية ؛ كل هذا يؤدي دورا مهما في ثراء الخطاب الشعري، والانفتاح على مقومات الفنون الاخرى لتمكنه من التعامل بأريحية إبداعية ؛ تستمد منها حرارة التجربة وتوهجها وجعل قصيدته تفتح منافذ لتعابير أسلوبية، تعتمد على تزاوج الأجناس الادبية فيما بينها كالسرد والرسم والتمثيل... وخصوصا انه مارس كتابة هذه الاجناس فجميع الصور المعبرة عن شعره في مجموعته هذه هي بريشه ، وسبق له ان كتب نصوص مسرحية وقصص و... 
الشاعر بنيامين حداد كغيره من شعراء الحداثة استلهم السرد كوسيلة تمنح الذات إمكانيات هائلة للتعبير عن رؤاها الشعرية وفق منظور حداثي ، فكل حركة في الوجود لا يمكن أن تحدث خارج الإطار الزمني.  وكل سرد يتّخذ مسارا زمنيا لإعادة تصوير ما وقع والإخبار عنه. 
لذلك كانت القصيدة السردية لدى الاستاذ بنيامين،  ذات بنية زمانية تتشكل من خلالها معالم الحكاية ... حيث تمكّن من الاسترفاد من معين النسق الحكائي من خلال أعتماده على الذاكرة كمحرك أساسي في بناء القصيدة السردية ، لذا أخذ الحوار حيزا مهما في قصائده ومثّل مكوِّنا بنائيا أغنى النص بالحيوية والحركة، وأمدّه بالنمو والفاعلية كقوله في قصيدته (عصا موسى ) :
في قريتنا العتيقة العتيقة
الناس هناك يسألون واحدهم
إن رأوه حائرا
أو في قصيدته ( شوشن بنت الجيران .. ترقص ) :
كنا في حفل عرس قروي
الراقصون والراقصات ،
يكون الأرض بأقدامهم ...
وغيرها من القصائد التي ينطلق فيها من ذاكرته التي ترفده بحدث ما ذو طابع سردي يعتمد التذكر كآلية تعبيرية تشحن النص بأجواء الطفولة وحتى الرجولة ، الممتدة في ذاكرة الشاعر، مما يعطينا الضوء الأخضر لاعتباره سردا ذاتيا يتم تحقيقه عبْر تقنية الاسترجاع كمظهر من مظاهر السرد المتنوعة واستحضار للأجواء التي تعمُّ فضاء القرية بحكاياتها وصورها الجميلة بحمولاتها الدالة على البراءة وصفو الحياة، مُسبِغا عليها سردية، بلغة تتصف، في ظاهرها، بالبساطة، لكنها محمّلة بالخلق والتجديد . والتي تحقق البعد الدرامي والغنائي في النص، وتسهم في تعميق الإحساس بالتمزق والتناقض والتشظي والصراع والغربة .
أن الذكريات لدى الشاعر تمثل بؤرة الحراك الشعري، ومكمن تفجير الدلالات؛ فحين يحركها ويهيجها تتوالد لديه نتاج خصب تستكشف منه تساؤلات ذا طاقة توالدية دلالية محملة بروح الشعرية والحيوية...كقوله في قصيدته ( ومات المكان ) :
و..
إلا أنها ظلت مشدودة
الى المكان ...
وحين أشتد هطول المطر
تعرت ...!
وغيرها من القصائد في مجموعته هذه ...
من هذا المنطلق فالرؤية التي يتكئ عليها الشاعر ذات سمات حكائية بمقدورها تفجير الطاقة المجازية للكلمة لتتشظى الى صور شعرية وجمالية من خلال محاولة الشاعر الوقوف على الحاضر والمستقبل في عملية ارتدادية نحو الماضي لتسريده تسريدا حكائيا كقوله في قصيدته رثاء :
كان .. وما كان
 كان في ما مضى من قديم الزمان ..
الشاعر يريد أن يضيء عتمات عالم الحكي الممتد في الذاكرة التراثية المتوهجة ، وهو يحاول بوساطة آلية التذكر القبض على ملامح طفولة هاربة بفعل الاغتراب القسري داخل وطنه الذي تحياه الذات الشاعرة في عالم يزيدها شعورا بالمفارقات وهو يتحداها من خلال الصمود والبقاء كقوله في قصيدته ( هرم الزمان وما هرمنا ) :
كان الزمان ، وكنا ..
والبدء كان بنا ، وكنا ...
.....
كنا هنا ... وبقينا ...
ونقشنا أنشودة الوجود ...
أنشودة البقاء ...
في وسادتهم ... أرقا ...
وأكتهل الزمان ...
وما أكتهلنا ..
وفي هذا دعوة أكيدة على أهمية توظيف السرد التصويري في شعرية قصيدة الحداثة ، كونه يمنح للنص بعدا حيويا يضفي ملمحا جماليا وفنيا، تبرز تضايف الشعر والسرد، وعليه فالشاعر كان مدركا بأن النص الشعري كونه نشاطا إنسانيا يعكس حركة واقع اجتماعي تاريخي محدد .
فالذات الشاعرة تحاول قدر الإمكان أن تحوّل المكان سرديا إلى فضاء مفعم بالاحداث ، بفعل عوامل الصراع التي تبتلع كل مظاهر الحياة وكل ماهو جميل، فالشخصية الساردة تتخذ موقفا رافضا تجاه هذا التخريب الذي يتعرض له الوجود وهذا ظاهر في كثير من قصائده كقوله في قصيدته ( هرم الزمان وما هرمنا ) :
نحن الأول ..
ولنا قال الاله ..
كونوا ... فكنا ...
فيما مضى نجد ان الشاعر في علاقة تنافر وخصام مع الآخر الذي يحاول دوما طمس وجوده ، مما جعل الشحنات النفسية التي تحملها المفردة، تستخدم في سياق المواجهة، وتعلي من شأن الذات المنكسرة ...
 فتشكيل المكان سرديا تمّ عبر صور شعرية ضاربة في متخيل الطفولة والبقاء بما تحمله من مشاعر بريئة وثبات راسخ في أرض الأجاد .
وختاما نقول : إن البنية السردية حاضرة بجلاء في تجربة الشاعر بنيامين حداد لما تحققه هذه السردية من بعد درامي وتشحن الخطاب الشعري بالتوهج الدلالي في الكشف عما يخالج الذات من توترات نفسية .
لقد وفق الشاعر بنيامين حداد في استثمار بعض تقنيات السرد وسخرها في تطوير بنيته الشعرية، وإثرائها ليستفيد منها في إنجاز نصوص شعرية جميلة وثرية لتصير أكثر قدرة على التعبير عن مقتضيات الفكرة والشعور والوجدان، وقد ظهر المتن الحكائي واضحاً في القصيدة منذ العنوان الذي أشار في دلالة بارزة إلى سيرة شعبه في البرية هربا من مطارق الغزاة وما تضمنته ذاكرته الاسترجاعية من كلمات أثقلتها عذاب الأيام وآلام حمل الصليب .. الا ان  النص بحد ذاته لم يسرد لنا الحكاية بل ضمنها من خلال كلمات تنضح بالعديد من الحكايات والقصص ....

 

105
ܗܕ ܟܘܬܝܼܢܐ ܠܐ ܝܠܗ ܟܘܬܝܼܢܝܼ
ܢܙܐܪ ܚܢܐ ܕܝܪܝܐ
ܟܠ ܡܐ ܕܚܵܙܸܢ ܠܹܗ ܒܲܗܪܐ ܒܚܸܠܡܝܼ
ܪܥܫܸܢ ܥܠ ܩܵܠܐ ܕܦܵܘܚܹ̈ܐ ܡܲܦܪ̈ܘܼܚܹܐ ܚܲܝܝܼ ܡܢ ܚܲܒܼܠܐ ܕܡܣܵܝܐ
ܘܫܡܵܜܐ ܐܝܼܠܢܹ̈ܐ ܕܫܵܒܼܪܘܬܝܼ ܡܢ ܓܲܢܬܝܼ
ܘܐܵܢܐ ܩܪܵܒܼܬܵܢܐ
ܓܘ ܩܪܵܒܼܐ ܕܠܝܬܠܝܼ ܒܸܝܹܗܿ ܫܒܼܘܩ ܡܢ ܕܦܵܝܫܸܢ ܣܵܗܕܐ
ܝܵܢ ܕܫܵܠܦܸܢ ܩܡܵܜܝܼ ܘܥܵܪܩܸܢ ܫܘܠܚܵܝܐ
ܝܲܬܝܼܪ ܡܢ ܐܲܪܒܥܝܼܢ ܫܸܢܹ̈ܐ ... ܝܢ ܐܡܪ ܬܪܝܢ ܐܲܠܦ̈ܐ
ܕܲܪܓܘܿܫܬܐ ܕܙܥܘܼܪܘܼܬܝܼ ... ܠܐ ܝܠܵܗ ܕܲܪܓܘܫܬܝܼ
ܘܢܵܘܪܐ ܕܓܲܫܡܸܢܗܿ ܕܝܼܠܝܘܼܬܝܼ ... ܠܐ ܝܠܗܿ ܢܵܘܪܝܼ
ܘܘܲܪܝܕܐ ܕܟܵܬܒܼܢ ܒܝܹܗ ܫܡܝܼ ܘܫܸܡܐ ܕܐܘܡܬܝܼ
ܦܝܫܠܹܗ ܣܪܝܼܒܼܐ ܡܢܝܼ
ܘܪܝܫܝܼ ... ܕܫܵܩܠܸܢ ܒܝܹܗ ܫܘܒܼܗܵܪܐ
ܦܪܸܫܠܹܗ ܡܢ ܫܠܲܕܝܼ ܘܠܐ ܚܵܙܸܢ ܠܹܗ ܐܸܠܐ ܒܜܸܠܝܼ
ܒܕܘܡܝܐ ܕܟܘܪܣܸܝܐ ... ܝܢ ܓܸܫܪܐ
ܜܥܝܼܢܐ ܠܣܲܠܵܒܝܼ
ܬܪܝܢ ܐܲܠܦ̈ܐ ܫܸܢܹ̈ܐ ... ܝܢ ܐܡܲܪ ܚܲܡܫܐ ܐܲܠܦܹ̈ܐ
ܢܸܫܪܵܐ ܕܦܪܵܝܕܘܢ !
ܠܝܬܒܹܗ ܕܡܲܡܜܹܐܠܝܼ ܫܒܼܘܩ ܡܢ ܚܵܘܜܐ ܕܬܚܘܼܡܐ
ܘܐܵܢܐ ܡܬܲܢܘܼܝܹܐ ܙܡܲܪܬܐ ܕܒܝܼܒܐ – ܣܵܒܲܪܟ̰ܝܘܢ –
ܟܲܕ ܠܐ ܗܘܐ ܠܐ ܒܝܼ ܕܫܵܠܦܸܢ ܠܵܗܿ ܫܸܠܘܚܬܝܼ ܐܲܝܟܼ ܚܸܘܝܐ
ܕܠܐ ܐܡܪܢ ܗܘܐ :
ܐܲܕ ܐܲܬܪܐ ܠܐ ܝܠܹܗ ܐܲܬܪܝܼ
ܘܐܲܕ ܕܲܪܓܘܼܫܬܐ ܠܐ ܝܠܵܗܿ ܡܕܝܼܢܵܝܘܼܬܐ ܕܙܥܘܼܪܘܬܝܼ
ܘܕܸܩܠܲܬ ܘܲܦܪܵܬ ... ܠܐ ܝܠܗܘܢ ܓܘܪܢܐ ܕܡܲܥܡܘܕܝܼܬܝܼ ...
      16-1-2016 ܕܝܪܐܒܘܢ

106
بعد (12) مجموعة شعرية و (7) دراسات أدبية و (5) ترجمة و (2) متفرقة و (6) كتب جاهزة للطبع صدر للاديب كتابه ( منذ البدء كان هناك الحية والعشب والخلود ) وهي ترجمة لقصائد مجموعتيه ( هكذا تكلم كياسا – من منشورات المركز الثقافي الآشوري / دهوك 2015 ، السرة والعشب والخلود – من منشورات دار أنخيدوانا / بريطانيا 2017 )


107
أمسية قصصيّة موسيقية في مركز ألف بعنوان :
تكثيفُ الفعل القصصيّ والبناء السّرديّ لدى القاصتين
مشلين بطرس ومشلين حبيب
                            
بقلم منى مشون

 بدعوة من منتدى تحولات أقيمت مساء يوم الجمعة المصادف 26_ 1_2018 أمسية قصصية موسيقية في مركز ألف شارع الحمرا – بيروت أدارت الأمسية الشاعرة منى مشون التي أفتتحت الندوة بقولها :
مساؤكم خيرٌ يفيضُ بالثقافةِ والإبداع ... تحيةٌ من القلبِ لكم جميعاً ، كُتّاباً وشعراءَ وإعلاميينَ وأصدقاءَ ومُحبين ، ومُتذوّقينَ للأدبِ والفنّ .أُرحّبُ بكم في هذهِ القاعةِ الصغيرةِ المِساحة ، العظيمةِ القيمة ، الّتي لم تكتفِ بأن تجمعَنا كأفراد ، وإنّما استطاعت أن تجمعَنا كدُولٍ أيضاً ...لِقاؤنا هنا هو نبضُ حياةٍ جديدةٍ في شريانٍ كانَ ولايزالُ موصولاً بينَ لبنانَ وسورية والعراق ...لقاؤنا هنا يعني تحدٍّ صارخٍ في وجهِ جميعِ وكُلِّ أسبابِ الفِتنِ والقتلِ والدّمار ... لِقاؤنا هو إعلانٌ لانتصارِ الثقافةِ والأدبِ والفنّ ، على
الحروبِ والطائفيةِ والجهل .
شَهِدْت ساحتنا الادبية ولادةَ جنسٍ أدبيٍّ جديدٍ مُنذُ السبعينيّات من القرن الماضي ، استجابةً لمجموعةٍ من الظروفِ الاجتماعيةِ والاقتصاديةِ والسياسيةِ والثقافيةِ المُعقّدةِ والمُتشابكة ... ناهيكَ عن عاملِ السرعةِ الّذي يستوجبُ قراءةَ النصوصِ القصيرةِ جدّاً والابتعاد عن كُلِّ ما يتّخِذُ حجماً كبيراً كالقصةِ والروايةِ والمقالةِ وغيرها ... إضافةً إلى انتشارِ ظاهرتي العُزوفِ عن القراءةِ والاستعاضة عن الكتاب باستعمال وسائل التواصلِ الاجتماعي الحديثة .أُطلِقَ على هذا الجنسِ الأدبيّ الجديد إسمَ " القصة القصيرة جدّاً " وهي موضوع الدّراسة والقراءةِ النقديّةِ التي قامَ بها الأستاذ " نزار حنّا الدّيراني " ، ليُقربُنا أكثر إلى القصة القصيرة جدّاً ويُعرّفُنا إلى عناصرِها وبُنيتِها تحتَ عنوان " تكثيفُ الفعلِ القصصيّ والبناءُ السّرديّ لدى ً القاصتان مشلين بطرس ( من سوريا ) ومشلين حبيب ( من لبنان) وكشواهِدّ على هذهِ الدّراسة ، قامت كلا القاصتان بقراءة مجموعة نصوص من تأليفهما في القصة القصيرة جدّاً بعد ان عرقتهما مديرة الجلسة الى الجمهور حيث لاقت قصصهما ترحيبا وتصفيقا لدى الجمهور وبعد فاصل موسيقي أبدع فيه الفنان السوري أمير عيسى بمعزوفات لاقت استحسان وتفاعل الجمهور معها قدمت مديرة الجلسة الاديب نزار حنا الديراني القادم من العراق حاملا معه نسائم طفولته من قريته الجميلة ديرابون التي أحتظنت اولى قصائده ليتحدث الى الجمهور تجربة القاصتين في القصة القصيرة بعد ان عرف هذا الجنس الادبي وأهميته قائلا (والهدف من القصّة هو نقل المتلقي ليعيش حالة الشّخصيّة الواردة في القصّة، وذلك ليختبر شعوره ويعيش حالته النفسيّة، وفي النهاية يحصل على فائدة أو مغزى يسعى الكاتب إلى توصيلها للقارئ .) ومن ثم عرج على أهمية التكثيف بقوله (لذا فالتكثيف هو من العناصر المهمة في القصة القصيرة والقصيرة جدا كونه هو الذي يحدد بنية القصة من خلال فاعليته المؤثرة في اختزال الموضوع وطريقة تناوله، وإيجاز الحدث والقبض على وحدته وهذا يعتمد على قدرة القاص على انتقاء عناصر الصورة وموضوعها انتقاءً موفقاً وتشكيلها تشكيلاً موحياً.) واضاف قائلا (فالتكتيك في القصة القصيرة والقصيرة جدا تتخذ من اللغة شكلا ليس كشكلها المعتاد في الأدب القصصي . انها لغة مكثفة ) مستشهدا بقصصهما ثم بين أهمية دخول الحكاية كمكوّن أساسي في بناء القصة السردية، وأهمية الحوار قي قصص القاصتين، وبشكل مكثف وقصير كي لا  يضعف الفعل القصصي لديهما واضاف قائلا (يجب ان نعي فكل حركة في الوجود لا يمكن أن تحدث خارج الإطار الزمكاني.  لذلك جاءت القصة السردية لديهما" ذات بنية زمانية ومكانية تتشكل من خلالها معالم الحكاية.) واختتم محاضرته قائلا :
( لقد وفقت القاصتان في أغناء نصوصهما بمكونات نصية وهي أساسا للعنصر البنائي للقصة من حدث وحوار وفضاء وشخصيات وما حدث يسن كل ذلك من توتر وصراع )
واختتمت الامسية بفاصل موسيقي وغنائي
 
 




 











 

 

112
ܡܢ ܡܫܘܚܬܐ ܠܒܼܢܢܝܬܐ ܕܪܝܬܐ
من الشعر اللبناني المعاصر

ܡܚܪܐ : ܟܘܟܒ ܐܠܗܡܣ      شعر : كوكب الهامس
ܬܘܪܓܡܐ ̣ ܢܙܐܪ ܚܢܐ ܕܝܪܝܐ        ترجمة : نزار حنا الديراني

--------------------------------------------------------
 # ܡܚܘܪܬܐ ܘܪܫܡܬܐ ܠܒܸܢܵܢܝܬܐ ܟܫܝܪܬܐ ،
# ܐܝܼܬܠܗܿ ܫܘܬܦܬܐ ܒܪܒܐ ܚܘܦܛ̈ܐ ،
# ܦܪܣܠܗܿ ܪܒܐ ܡܘܫܚ̈ܬܐ ܘܠܘܚ̈ܐ ܕܪܫܡܐ ܓܘ ܣܦܪ̈ܝܘܡܐ ܐܠܟܬܪܘܢܝ̈ܐ ،
# ܦܪܣܠܗܿ ܚܕ ܟܘܢܫ ܡܘܫܚ̈ܬܐ ܬܚܘܬ ܫܡܐ (ܓܕܫܐ ܕܐܬܪܐ ) ̤ ܘܐܝܬܠܗܿ ܬܪܝܢ ܟܘܢܫ ܡܘܫܚ̈ܬܐ ܐܚܪ̈ܐ ܓܡܝܪ̈ܐ ܠܛܒܼܵܥܐ ،
# ܩܪܐܠܗܿ ܠܐܲܡܢܘܼܬܐ ܕܪܸܫܡܐ ܓܘ ܪܒܐ ܡܕܪ̈ܫܝܬܐ ܕܠܒܢܢ ̤ ܘܫܘܬ ܦܠܗܿ ܒܪܒܐ ܒܝܬܓܠܚ̈ܐ ، ܘܒܕ ܗܘܐܠܗܿ ܒܕܥܬܝܕ ܩܪܝܒܼܐ ܚܕ ܒܝܬ ܓܠܚܐ ܒܢܦܫܗܿ ܒܠܚܘܕ ،
# ܩܪܐܠܗܿ ܡܘܣܝܩܐ ܡܬܚܐ ܕܐܪܒܥ ܫܢ̈ܐ ، ܘܩܪܐܠܗܿ ܓܠܝܵܘܢܪܘܼܬܐ ،
# ܝܠܗܿ ܗܕܡܬܐ ܓܘ ܣܝܥܬܐ ܕܡܪܕܘܬܐ ܐܬܪܝܬܐ ،
# ܐܝܬܠܗܿ ܣܒܼܪܐ ܕܫܬܐܣܐ ܚܕܐ ܡܕܪܫܬܐ ܕܪܫܡܐ ܠܡܪܝ ܣܢܝܩ̈ܘܬܐ ܕܝ̈ܠܝܵܬܐ  (لذوي الاحتياجات الخاصة )
# ܡܢ ܟܘܢܫ ܡܘܫܚܬܗܿ (ܓܕܫܐ ܕܑܬܪܐ – بقايا وطن ) ܒܓܒܚ


-2-
ܐ̇ܙܠܗܿ
ܒܨܵܝܐ ܥܠ ܓܘܫܡܗܿ ܛܵܥܝܐ ܓܘ ܢܘܟܼܪܝܘܼܬܐ
ܬܡܸܗܠܗܿ
ܒܩܛܥ̈ܬܐ ܕܫܠܕܗܿ
ܟܕ ܡܛܹܐܠܗܘܢ ܠܩܒܼܪܐ ܡܢ ܩܕ̄ܡ ܡܢܗܿ


 
-13-
ܒܲܥܝܵܢ ܡܵܛܝܵܢ ܠܐܬܪܐ
ܐܬܪܐ ܥܪܩܐ ܡܢܝܼ
ܦܸܨܚܘܼܬܐ ܥܪܵܩܐ ܕܡܲܛܝܐ ܡܢ ܩܕ̄ܡ ܡܢܝܼ ܠܫܘܼܠܡܐ ، ܡܝܵܬܐ
ܚܢܲܓܼܬܐ
ܚܲܫܐ
ܡܵܘܬܐ
ܐܢܝܼ̄ ܝܠܗܘܢ ܥܘܫܢ̈ܐ ܓܢܒܪ̈ܐ
ܓܘ ܐܬܪܝܼ
ܕܠܐ ܗܘܦܵܟܼܐ
-18-
ܝܐ ܝܫܘܥ
ܠܐ ܝܘܬ ܒܠܚܘܕ ܨܠܝܼܒܼܐ !!
ܒܗܕ ܙܒܼܢܐ
ܒܟܠ ܚܕܐ ܪܦܲܦܬܐ
ܦܝܫ ܨܠܝܼܒܼܐ ܚܲܕ ܐ̄ܢܵܫܐ
ܘܐܲܬܪܐ
-30-
ܡܲܝܵܢ ܝܼܠܗܘܼܢ ܕܸܡܐ
ܓܘܼܫܡܲܢ ܝܼܠܗܘܢ ܩܛ̈ܥܳܬܐ
ܘܟܲܚܠܐ ܕܥܵܝܢܲܢ
ܓܲܪ̈ܡܹܐ
ܘܓܘܿܡܪ̈ܐ
ܘܩܲܛܡܐ
-32-
ܛܥܘܿܢ ܐܲܬܪܘܼܟܼ
ܘܐܸܬܐ ܠܒܲܬܪܝܼ
ܕܦܵܣܩܲܚ
ܩܘܼܝܵܡܐ ܥܠ ܩܘܝܵܡܐ
ܕܚܲܪܲܪܚ ܣܲܛܝܘܼܬܐ ܕܗܵܘܢܐ ܕܒܪܐ̄ܢܫܐ
 ܘܟܲܕ ܚܲܪܪ ܒܪܐ̄ܢܫܐ
ܒܚܲܪܪ ܐܲܬܪܐ

-34-
ܐܲܬܪܝ ܬܡܐ
ܕܡܵܟܼܐ ܥܠ ܣܦܵܕܝܼܬܐ ܕܣܲܗܪܐ
ܬܢܵܝܐ ܝܠܗܿ ܫܡܲܝܐ ܬܘܼܢܝܼܬܐ ܡܢ ܐܲܬܘ̈ܬܐ ܕܫܸܡܫܐ
ܬܘܢܝܼܬܐ ܕ ܐܲܠܦܐ ܠܲܝ̈ܠܐ ܘܢܘܟܼܪܵܝܘܼܬܐ
ܢܘܟܼܪܵܝܘܼܬܐ ܕܠܗܝܼܩܘܼܬܐ ܘܚܙܘܿܩܝܐ
ܥܕܲܡܐ ܠܐܸܡܬ ܝܐ ܐܲܬܪܝ
ܒܗܵܘܬ ܒܲܚܙܘܿܩܝܐ ؟
ܒܦܪܡܝܼܠܘܟܼ ܢܘܟܼܪ̈ܝܐ ؛؛؛
ܡܢ̄ܓܼܘܠܐ ܘܬܲܬܪ̈ܐ
ܒܣܵܝܦܐ ܘܓܘ̈ܠܠܐ
ܘܚܲܢܓ̰ܪܬܐ
-40-
ܕܐ̄ܝܟܼ ܐܝܼܬܒܝܼ ܕܬܲܪܓܡܸܢ
ܚܹܐܪܘܬܝܼ
ܠܫܡܲܝܐ
ܘܐܵܢܐ ܥܕܲܡܐ ܠܐܕܝܘܡ
ܬܒܼܝܪ̈ܗ ܓܘܠܦܗܿ
ܝܐ ܐܬܪܝ ؟!!   
 

113
من الذي يكتب سيناريو تذليل وتهجير شعبنا
نزار حنا الديراني

كلما تعمقنا في تاريخنا تزداد فواتير أضطهادنا لذا سنترك الماضي البعيد لنتحدث عن ماضينا القريب ، من الصعوبة أن نحصى عدد المرات التي كنا نهاجر قرانا ومن ثم نعود اليها منذ قيام الحركة الكوردية في الستينات ، مئات القرى أحرقت ودمرت .... مئات الغارات والانتهاكات كانت تطالنا ، على الاقل أستطيع أن أقول عشرات المرات كانت جحافل المرتزقة الموالين للحكومة (الجتة) تنتهك حرمة قرانا المسالمة ( من بينها قريتي ديرابون ) فكانت تقتحمها الجحافل لتنهب بيوتنا ومن ثم تحرق بعضها لتقول حررنا المنطقة من العصاة .. رغم اننا لا ناقة لنا ولا عصفورا من النزاع ... حتى القوات السورية تركت كل شئ لتقتحم حدودنا وتعذب رجال قرانا لتقول أنتصرنا على الأعداء.... تحملنا كل ذلك لاننا نؤمن بان الانسان لا يمكنه ان يتحرر من أرضه ، كنا نعلم لولا الأرض فمن أين لنا أن نأتي ببيت رحم يأوينا عند الممات ... كنا نهاجر في النهار الى الكهوف ونعود في الليل الى البيوت ... وأحيانا كنا نضطر أن نغيب لأيام وأشهر ... وسيناريو مأساتنا يطول أكثر فأكثر ... ومن أجل أن يشد الكاتب الجمهور للمشهد أو لنقل حتى يتعلم أهالي المنطقة درسا أعظم أدخل الكاتب على النص تهجير مئات القرى الحدودية في شمال العراق ليحل محلهم مئات العوائل التي هُجرت بالأغراء من الوسط والجنوب أستنادا الى نظرية التعريب ، وفي مرحة أخرى أطال المشهد كركوك ... لتكون مادة دسمة للصراع ، عشرات السنين ونحن نعيش خارج بيت رحمنا ( قريتنا) وفي أزقة الموصل وبغداد ، أضطرت الأسراب تهاجر الى حيث اللاعودة ( المهجر ) ، بدأ التشتت والانقسام يغتال العائلة ... أعاد كاتب السيناريو الكتابة بعد أن عمر غليونه وملأ كأسه بالويسكي لينتقل الى مشهد آخر ... بدأت الحرب مع أيران وكتب على الشعب أن يسدد فاتورة  تلو أخرى أزدحمت سجلاتنا بأسماء الشهداء والمفقودين والجرحى ... عشرات القرى دمرت من جديد ومئات الآلاف من الطلبة وكبار السن كانت تنتهك أنسانيتهم على يد أزلام السلطة وهم يدعوهم للانخراط في الجيش الشعبي ، بدأت مأساة الهجرة تطالنا من جديد لنتشرد في أزقة دول الجوار أو الغرب... انتهت الحرب ، كنا نعتقد انتهى السيناريو وإذ نتفاجئ بالكاتب يحيلنا الى المشهد الثاني ، فحركت قواتنا نحو الجنوب لتحتل الكويت ، وتبدأ الحرب ثم الحصار ، أمتلأت السجلات من جديد بأعداد الشهداء والجرحى والمفقودين والمتشردين ... انتهكت أنسانيتنا من جديد ولا أستطيع أن أصف لكم نوع الخبز والزيت والرز و... الذي كان يقدم كعلف للبشر ، وتحملنا كل ذلك من أجل أن يكون لنا بيت رحم يأوينا عند الممات ، كنا نقول (شدة وتزول ) ... أوهمنا كاتب السيناريو بانه سيعوضنا عن كل ما فات لان الأمريكان سيفرشون الأرض عسلا ووردا وإذ بهم يفرشونها قنابل ودمار ومن ثم أرهاب... بدأ المشهد الثالث لنعيش في الغابة عجت أزقتنا وشوارعنا بقطاع الطرق ورجال الموت (الميليشيات) والمفخخات ( التفجيرات ) ولافتات الاحزاب وصور قادتهم ، كان يترتب علينا حين نخرج من البيت أن نودع بعضنا البعض فربما يكون أحدنا في أعداد المفقودين ... كان المشهد المعد لنا من قبل كاتب السيناريو أحد الأمرين أن نهاجر (الى أقليم كوردستان الآمن أو نطرق باب الهحرة في دول الجوار ) أو نبقى ونتحمل مصائب الأرهاب... قرر بعضنا بموجب النص المعد لنا أن نختار الأقليم المفروش بالورد والعسل وإذ بنا نتفاجأ بأن مهود طفولتنا ( قرانا ) قد سلبت منا فالتجاوزات التي طالت قرانا واراضينا لا يتحملها الجمل ، عدنا وكأننا ضيوف في قرانا فأرشدنا كاتب السيناريو إلى طريق الهجرة ... هاجر بعضنا وبعضنا الآخر بقي في الوطن متحديا كل المصائب ، وهو يعلم أن الوطن لا يمكنه تحمل وزر مئات الاحزاب والميليشيات وقطاع الطرق والمرتزقة من الامريكان بهمراتهم ( مدرعاتهم) التي تستهتر بالشارع مثل الارهاب ..  تحملنا ذلك على أمل أن يمل كاتب السيناريو من روايته وتنتهي المسرحية وإذ بنا نتفاجئ بفرق داعشية تنزل كالصواعق فوق رؤوسنا لتنتهك حرمة قرانا ومدننا ليكون ذلك بمثابة درسا قاسيا لمن تشبث بأرضه لا ينساه مدى الحياة ... ملايين من النازحين ومئات الاف من الشهداء والجرحى والمفقودين ومئات الآلاف يطرقون أبواب الامم المتحدة في دول الجوار وهم يطلبون الخلاص ... ومئات من المنظمات والاحزاب العراقية والعالمية تتاجر بنا ، ألاف الأشخاص تضخمت كروشهم بالدولارات يقابلهم الملايين من البشر تعيش كالعبيد ومع هذا أنتهى المشهد كنا نتحدى كاتب السيناريو إن كان بأمكانه أن يجد لعبة أخرى أو مشهد أخر للمسرحية فليس من المنطق أن نقول عن شعبنا لا يزال فتيا لم يتعلم الدرس وليس من المنطق أن نقول بأن أعضاء الحكومة والبرلمان والاحزاب لم يشبعوا بعد ، ولا أن نقول بأنهم سذجة ، لذا بدأت الأحزاب والكنائس والجوامع والمنظمات والدول تبشر بأنتهاء كل شئ وتدعونا للعودة الى خراب ديارنا لتعميرها بدمائنا الزكية وهم يفرشون الأرض لنا بالوعود المفعمة بالورود والعسل إلا اننا !! كنا وكعادتنا من الخاسرين فإذ بالكاتب يختار لنا مشهد الأستفتاء لتتجدد المعركة من جديد بين الحكومة والبيشمركة وتكون قرانا بين المطرقة والسندان وهي تتسائل أعلينا ان نترك قرانا لتكتمل التجاوزات أم نبقى نتحدى الصراعات ؟؟ والأعلام لا يمل من توزيع الرعب على المواطنين ليبدأ التشرد ثم التهجير ... ليحن دور المشاهد الأخرى مما في جعبة السيناريست ( كاتب السيناريو ) من أدوار أخرى للتخلص من الميليشيات والاحزاب الدينية والقومية ليتفرغ الى معاهدة سايكس بيكو جديدة ...           

114
إستدعاء الآخر
قراءة في مجموعتي الشاعرتين منى مشون وناريمان علوش

نادرة عادل طربية
قيل انّ المرأة اذا احبّت رجلاً رفعته الى سابع سماء واذا كرهته انزلته الى سابع أرض فكيف اذا كانت صاحبةُ قلم ؟ فاحذر أيها الرجل من امرأةٍ خانت الصمت ومارست الكلام فتمخض سطوراً من رحم طغيانك ليُعلِنَ " الثورة الانثى " كتاب منى مشون ... وكذا الشاعرة ناريمان علوش ارتشفتك حرفاً فكنت ايحاءات شعرية ورجولة بلا ملامح فكان  كتاب "امرأة عذراء " . "الثورة الانثى" و " إمرأة عذراء " : عنوانان يحملان في طياتهما بعداً فلسفياً اثارا جدلاً كبيراً عند القراء عامّة والنقاد خاصةً كالاديب والشاعر العراقي الذي اتى من بلد الحضارات العريقة من ارض الرافدين الخصبة بالمثقفين والمبدعين والشعراء ... الأرض التي أنجبت المتنبي ، بدر شاكر السياب و نازك الملائكة ... من العراق قدم شاهرا قلما مميزا و فكرا متوقدا وقلبا حاضراً ... فكان له دراسة مقارنة بين المجموعتين الشعريتين تحت عنوان " إستدعاء الآخر " بدعوة من منتدى " تحولات " للكاتب والاعلامي " سركيس بو زيد " حيث تحولت قاعة الف في شارع الحمراء الى امسية ولية من الشعر تمّ فيها عقد التحام بين قصائد الشاعرتين : ناريمان علوش المرأة الثائرة الصامتة الغائبة الشاهدة نارها باردة وروحها سراب هي الرحيل الغافي في احضان الغياب هي القنديل المنطفئ والمعلق على الباب هي النجمة الهاربة في العتمة والضباب هي امراة لا تنحني الا لتكتب ففي انحنائها ارتقاء الى آفاق شاسعة المدى بينها وبين الكتابة عشق سرمدي صاحبة يراع انثوي انساني.تدوزن به احاسيسها على اوتار السطور في حروف وقصائد. هي كخط الاستواء كلما سفّرك بقطار ديوان تسفرك بآخر بعد اتمام الرحلة التي لا تنتهي . أما منى مشون التي لم تتخيل يوما أن تكتب شعراً او نثرا او نشر ما تعبر عنه ... الا ان هيمنة الفكر الذكوري عند الرجل والمرأة على حد سواء اثار فيها رغبة البوح والكلام فهي بقلمها : تكتب عن كل انثى تروي القصص المؤلمة من قلبها تلملم ايّ حرقة من عينها تمسح كل دمعة تضمّد الجرح في كل لحظة فتفجر العذاب مع كل صرخة ثم تدعوها بقولها : ابشري ...ابشري قد قامت الثورة لقد آن الاوان ان تكون حرة فأنت بحق الثورة الانثى فكان الرجل أي " الآخر " الذي استدعى الشاعر نزار ديراني لعرض دراسته المقارنة بين قصائدهما . وبعد ثورتها بين التمسرح والواقعية اعلنت الشاعرة منى مشون في نهاية كتابها الانتصار : ورفضت الاستسلام للياس المحتوم فهي  لن تسكت لن تتراجع لن تموت وهل يجوز لمن قرر ان يذهب الى ابعد ما يكون ان يعود؟ " اما ناريمان علوش فضربت موعدا مع الوداع : " فهناك على رصيف الامكنة المجنونة فقدا صواب قلبيهما فغدت واياه اسطورة يفوخ من الماضي عطرا معتقا في مؤونة الذكريات المنسية.... هذه الدراسة القيمة الغنية بالمعلومات سلط فيها الاديب ديراني الضو على نقاط لا يراها القارئ في كلا الكتابين مما اثار فضول الحاضرين فكان لهم مداخلات ثرية ومناقشة بناءة مع الكاتب المميز حيث رد على اسألتهم برحابة صدر ختاما لكل مقام مقال ولكل عمل عظيم تكريم شكرا لك من القلب ايها الاديب والشاعر المبدع استاذ نزار ديراني وهنيئا لكما ايتها الشاعرتين

116
لزميل سالم الجزيل الاحترام
شكرا لمشاعرك الطيبة ومحبتك الصادفة أملاً أن أكون قد وفقت فيما أريد أن أصل أليه ألا وهو كوننا الحلقة المتواصلة لحضارتنا وتاريخنا وهذا يكفينا فخرا وأعتزازا كوننا ورثتهم .. لك مني ألف تحية وطالما تكتب الشعر فان اردت استطيع تزويدك بما يفيدك في فن الشعر فقط أن ترسل لي أيميلك من خلال مراسلتي على العتوان lomadanazar@yahoo.com   

117
تهانينا لتسلمك المنصب الجديد على أمل أن تقدمي كل ما بوسعك لقريتك وشعبك في المنطقة آملاً أن تكوني أكبر من الأملاءات لتبددي مخاوف الآخرين وخصوصا وأنت تحملين أسم الأديب والمناضل الزميل يوسف زرا الذي كان وعلى مدى ما يقارب 50 سنة وهو يناضل من أجل مبادئه وقدم لشعبه العديد من المؤلفات

118
تحية للصديق ألياس لجولته التاريخية ونشاطه الدؤوب الذي هو أستمرار لنشاط أستمر لأكثر من 30 سنة في العراق بجد وأخلاص وهو يقدم لشعبه كل ما في قلبه وفكره وجيبه بدون مقابل فضلا عما كان يزرعه على شفاه محبيه من بسمة واستمر في العطاء وهو في بلاد المهجر فله منا كل الشكر والتقدير وللقائمين على النشاط كل الحب وخاصة الزميلين وليم وعادل

121
الزميل الشاعر كريم أينا الجزيل الأحترام
قصائدك جميلة وتجربتك ثرية ولكن حين تكتب بالحرف العربي تفقد الكثير من خواصها وخصوصا الأيقاعية لذا من أجل ترسيخ قدمك في حقل الشعراء السريان المحدثين عليك الكتابة بالحرف السرياني لأن قراءة القصيدة تختلف عن قراءة المقال ... تحياتي 

122
الزميل هنري سركيس الجزيل الاحترام
للأجابة على سؤالك هو عندما تتعافى العملية السياسية في العراق ويكون لنا قانون معاصر للأحزاب ستتلاشى العديد من الأحزاب وخاصة بعد الأنتخابات ، فلو أقدمت أمريكا في البدء على تشريع قوانين كالتي لديها من بينها قانون الأحزاب وقانون الأنتخابات ودستور و... بدلا من قانون إلغاء الجيش وجعل الوزارات بلا وزراء و..  ربما لكان لدينا حزب واحد أو 3،2 في حينها لأضطر منظري الحزبين بالعمل على الساحة بشكل أكثر نظامي ومدروس ولأضطر المرشح للأنتخابات ان يقدم برنامج عمل ليكسب أصوات أبناء شعبه بدلا من الأعتماد على أصوات جاهزة تأتيه على طبق من ذهب ... لذا فلننتظر القادم

123
الزميل العزيز اخيقر
ألا يكفي ما حل بنا على الاقل من مذابح سيفو وليومنا لنراجع خطتنا وتصرفاتنا من أجل ما تبقى ؟ ألا يكفي كل هذه الفترة ونحن وقودا لنيران تُدَفئ الآخرين لنراجع تصرفاتنا وسياساتناونقول كفى أن نكون وقودا لنار تحرق مستقبلنا بدلاً من أن تدفئ أبناء شعبنا ... تحياتي

124
الاخوة الأعضاء في أحزابنا  وأنشطتنا القومية مع التحية

نزار حنا الديراني

منذ عام 2003 وحيث كنت في بغداد وممثلا للكنيسة الكلدانية في المجلس المشكل في حينها من جميع كنائسنا وأنا أرى كيف كانت وفود أحزابنا تتسارع الى مقرات البطريركيات أو من ينوب عنها ... كم من مرة حين كنا نزور مسؤولاً دينيا لإحدى كنائسنا كان يقول لنا قبل قليل خرج من عندي وفد الحزب ... ،كل كان يريد أن يدفع برجال كنائسنا للنزول الىى الساحة السياسة ليدلوا بآرائهم ، وحين لا تتحقق مآربهم كانوا يقولون إن غبطته أو سيادته كان منحازا للطرف الآخر ... كم منهم كان ينتقد كنيسته لأنها لم تدعمه في حملته الأنتخابية مثلما فعلت الكنيسة الفلانية ... واليوم تتعالى أصوات ممن يقود حزبا من تلك الأحزاب أو تابعا لها منتقدا الكنيسة التي لم تشارك في مؤتمر يروكسل أو لم يطالب بأقليم أو محافظة أو إنها شاركت في مؤتمر ما بدلا عنه أو أن غبطته أو سيادته صرح ...  وأنا أتساءل ألم يكن هذا المؤتمر مؤتمرا سياسيا أم أنه كان مؤتمرا دينيا ؟؟ ألم يحن الوقت ونتساءل ذواتنا هل نريد من كنائسنا ومنظمات المجتمع المدني أن تشاركنا في السياسة ( أعني بمفهومها الضيق الشؤون الحزبية ) أم لا ؟ وإن كانت أجابتنا بلا علينا :
1-   عدم دعوتهم لحضور هذه الفعاليات داخل وخارج العراق بأعتبارهم رجال دين لا سياسة وهكذا بالنسبة الى مؤسسات المجتمع المدني .
2-   إذا قدمت لهم دعوة من جهة أخرى سواء قبلوا المشاركة أو لم يقبلوا علينا تجاهلهم بمعنى عدم تسليط الضوء عليهم من خلال مدحهم أو ذمهم كي لا نشجعهم ونشجع الآخرين للبحث عن هكذا مؤتمرات والمشاركة .
وإذا أردناهم المشاركة في هذه الفعاليات علينا :
1-   أن نقبل مشاركتهم أو من عدمها وعدم النفخ في الأبواق لمدح مشاركتهم أو ذمهم لعدم المشاركة أسوة بالمؤسسات الأخرى التي نغض الطرف عن مشاركتها أو من عدمه .
2-   أن نحترم آرائهم لأن لهم الحق مثلما لنا وللآخرين أبداء بآرائهم إن كانت صائبة حسب توجهاتنا أو من عدمها .
لذا أقول أيها الأخوة علينا أن نكون صادقين مع ذواتنا فلا يجوز أن ننتقد بعضهم حين يشارك في مؤتمر ما أو يقوم بزيارة لمسؤول ما أو يدلوا برأيه خارج توجهاتنا ونمدح آخر أو نغض الطرف عنه من رجال الدين الذين يشاركون ويزورون ويجتمعون بجهات سياسية ويدلون بآرائهم كونها مطابقة لتوجهاتنا ... وإلا ماذا يعني أن أطلب وأرافق رجال دين لأقحامهم بفعاليات وزيارات تحسب ضمن الأنشطة السياسية ؟ وماذا يعني أن أقود حملة ضذ أو مع البطريرك أو ... كونه قاطع المؤتمر أو شارك .. في الوقت الذي أصرح وأعارض مشاركة رجال الدين في السياسة ؟ كيف يفسروا بعض الأخوة زياراتهم الى رجال الدين طالبين منهم وضع لوائحهم الأنتخابية على حياطين كنائسهم أو حثهم للمؤمنين المشاركة في الأنتخابات أو أنشطتهم ؟؟؟ أسئلة كثيرة علينا أن نسألها ونجيب عليها لنكون صادقين مع ذواتنا ...   

125
الزميل أنطوان صنا الجزيل الأحترام
1 أتأسف للسهو الذي حصل في كتابة الأسم فعذرا
2- قرأت المقالين وشكرا لجهودك ولكن ؟؟؟؟ لا داعي لخوض الموضوع لأنه أنتهى فقط للتذكير أن المشروع كان يشمل بناء مئات القرى الكردية في كركوك وأربيل وسليمانية تحياتي

126
 الزميل أندراوس الجزيل الأحترام
كنت أتمنى لو تناولت في تعليقك حجم الخطورة بسبب الهجرة وما السبب في خلو هذه القرى من ساكنيها بعد بنائها بالطراز الحديث جدا ورفع التجاوزات وتوفير فرص العمل لساكنيها وكذلك لو بينت في مداخلتك من أين أتت هذه المبالغ وكم كان المبلغ الوارد وكم هو المصروف ... من أجل إثبات الحقائق للتاريخ لنعرف جميعا كم هي المعجزة ...تحياتي

128
تجياتي أيها الزميل العزيز أنطوان : لا أدري لماذا دائماتعملون لحشر غبطة البطريك في سجالاتكم،أحيانا تطلبون منه عدم المشاركة وأبداء رأيه في السياسة وفي الأخرى تطلبونه المشاركة.. مع كل الأسف أنا شخصيا أشتم رائحة محاولة لحشر البطريرك في الساحة التي لا تفكر إلا بما يخدم أجندة ضم سهل نينوى وكركوك الى الأقليم يبدو أننا لم نكتفي بما آل أليه شعبنا من الويلات ونفكر بكارثة أخرى أرجو أن تقرأوا التاريخ لتكتشفوا كيف يفكر الغرب .. يكفي أن أنقل لك ما قاله البطريرك الراحل بولس شيخو نقلا من زميله كاهن بريطاني بان الأنكليز خدعونا لمرات عدة .. تحياتي لك وارجو أن لا تطلب من الآخرين ليحشروا نفسهم في مستنقع مخيف

129
الزميلين بدران واحيقر الجزيلا الأحترام
شكرا لما أبديتموه تجاه كتابي هذا الذي يحوي على حقائق مهمة عن تاريخنا لان مارا بن سرافيون كان ( بموجب الرسالة ) ناشطا قوميا قاد أنتفاضة في عام 72-73 م ( القرن الأول) ضد الاحتلال الروماني لمدينته شميشاط ( أسمها الحالي في تركيا زمزاط )فأعتفلته السلطة الرومانية ومن سجنه أرسل رسالة الى أبنه سرافيون ... ومن أجل الحصول على نسخة أو أكثر يمكنكم الأتصال بالناشر وهو الاب ابراهيم سروج هاتفه عبر الانترنيت  009616431549 وشرائكم للكتاب يعني تشجيعكم للناشر ليقدم على طبع المزيد من كتب تراثنا وأعتقد سعر النسخة هي 4 دولار يضاف عليها أجور البريد فالف تحية لكم ولآخرين

130
نتاجات بالسريانية / جنون المطر
« في: 18:28 14/06/2017  »
.

132
لقاء وفد الجمعية البرلمانية الارثودكسية بالمهاجرين الع راقيين والسوريين في بيروت
نزار حنا الديراني

بدعوة من الرابطة السريانية في بيروت – لبنان التقى وفد من الجمعية البرلمانية الارثودكسية في العالم برفقة نائب برلماني لبناني بالمهاجرين العراقيين والسوريين الموجودين في بيروت في الساعة الرابعة والنصف من مساء يوم الاحد المصادف 4/6/2017 في نادي نشرو ( النسر ) العائد الى الرابطة .
في البداية رحب الاستاذ حبيب افرام رئيس الرابطة بالوفد القادم من اوربا والذي يمثل برلمانات 30 دولة وناشدهم ببذل كل ما بوسعهم من اجل مساعدة شعوب دول المنطقة بكل اثنياتها ودياناتها وبالاخص المسيحيين منهم ... كما عرف الوفد الزائر بالمتحدثين ..

أولى المتحدثين كانت إمرأة سورية تحدثت عن معاناتها فترة احتجازها مع أفراد عائلتها وعشرات العوائل المسيحية الاخرى حين أحتلت داعش قريتهم وحيث مكثوا في السجن مدة 11 شهرا وهم يعيشون الرعب والخوف والاهانات للضغط عليهم لقبول الأسلام وفي الأخير أطلق سراحهم مقابل فدية وهي تأمل من الوفد الزائر أن يعمل ما بوسعه من أجل توفير الأمان ... بعدها تحدث السيد سرجون القادم من دهوك وبين للوفد بأن معاناتنا ليست من حكوماتنا بقدر ما هي من شعوب المنطقة الذين لا يزال التطرف مسيطر على أفكارهم لذا نطالب الغرب بتوفير الحماية الدولية للمسيحيين من أجل بقائهم في أوطان أجدادهم ، بعد ذلك تحدث الاديب نزار حنا القادم من العراق باننا ومنذ فترة طويلة ندفع فاتورة بعد أخرى رغم إننا لسنا طرفا في الصراع بل نكون دائما ضحية الصراع بين الأطراف المتصارعة بدءً من مذابح تركيا وايران والعراق مرورا بالصراع الدائر بين الجيش والفصائل الكوردية في الستينات انتهاءً بالصراعات الاخيرة وإحتلال داعش مناطقنا في سهل نينوى ونتيجة لذلك استشهد الآلاف من أبناء شعبنا وشرد منه الملايين ودمرت المئات من قرانا ... فضلا عن التجاوزات التي طالت وتطال قرانا في الاقليم ودورنا في بغداد والموصل الى حد يراودنا شك بوجود مؤامرة ممنهجة لأنهاء وجودنا في الشرق من خلال تدمير آثارنا والضغط علينا لترك المنطقة ...

بعدها تحدث آخر قادم من سوريا وبين كيف تم أغتيال صهره الذي كان سائقا لدى المطران يوحنا عندما تم خطف المطرانين في سوريا ... لذا نناشدكم بتوفير الحماية الدولية لنا . ومن ثم انتقد السيد جورج الذي يحمل الجنسية السورية واللبنانية الجمعيات الارثودكسية الغائبة عن المنطقة عكس الجمعيات والمنظمات الكاثوليكية التي تعمل في المنطقة من اجل أيصال خدماتها لشعوب المنطقة لذا ننتظر من روسيا ان تكون أكثر فاعلية... وبين السيد شامل كيف تعرض هو وعائلته لمضايقات وتهديد من قبل ما كانت تسمى بكتائب المقاومة في الموصل فأضطر في عام 2005 الأنتقال الى بغديدا ومن ثم بعد احتلال داعش المنطقة أنتقل الى كوردستان ومن ثم قدم الى لبنان من أجل ضمان مستقبل وأمن عائلته فهو يروم الهجرة لذا يرجو من الوفد العمل ما بوسعهم من أجل تأمين الهجرة الى دولة آمنة ... بعد ذلك تحدث أحد القادمين من السويد وهو من أصل تركي كيف أضطر أهله لترك قراهم قبل اكثر من 40 سنة والهجرة الى السويد ... ومن ثم نقلت السيدة بلسم القادمة من بغداد معاناتهم بسبب التهديد والمضايقات التي كانوا يتعرضون لها من قبل الجماعات المسلحة السائبة في بغداد فأضطروا السفر الى لبنان لطلب اللجوء لذا وهي تأمل من الوفد التدخل لتخفيف معاناتهم من خلال حصولهم على اللجوء وبين السيد جورج القادم من سوريا كثيرا ما كان يتعرض للمضايقة في صغره بسبب اختلاف دينه وتحدث تاجر سوري قائلا ان زيارة وفد برلماني أرثودكسي المنطقة له وقع كبير في نفوسنا وليعلم الجميع باننا كنا نعيش في أمان في ظل الحكومة الحالية لولا قدوم هذه المجموعات الأرهابية الى سوريا فشكرا للحكومة الروسية لما تقدمه من دعم لبلدنا ... وكان آخر المتحدثين شخصية أرمنية لبنانية مبينا طموحاته لعقد مؤتمر يجمع كل الأديان والأثنيات في المنطقة لايجاد وسيلة للعيش المشترك فجميعنا معرضون للأنتهاك ، وقال نحن الأرمن أينما كنا نحن معكم ... بعد ذلك تحدث رئيس الوفد ( الأمين العام للجمعية البرلمانية الأرثدوكسية ) وهو برلماني يوناني ممثلا لمنطقة محاذية للحدود التركية حيث شكر الاستاذ حبيب أفرام لنشاطه المتميز فلولاه لما تمكنا من تحقيق ما كنا نأمله ... فوفدنا يتكون من برلمانيين يونانيين وبلغار وروس ونحن نمثل برلمانات 30 دولة ألتقينا بمعالي رئيس جمهورية لبنان وبقياديين ومسؤولي الكنائس في لبنان ، فشكرا لكم وتأكدوا كل ما تحدثتم به سمعناه من أخوانكم الموجودين في جزيرتنا حين ألتقيناهم فهناك بحدود 5000 مهاجر في جزيرتنا وأغلبهم من سوريا فقدمنا لهم كل ما بوسعنا رغم ما تعانيه يونان من أزمة أقتصادية وتراجعت أوربا عن وعودها بدعمنا لتقديم أفضل الخدمات للمهاجرين وتأكدوا سنعمل كل ما بوسعنا لأيصال صوتكم ومعاناتكم الى المحافل الدولية كلما سنحت لنا الفرصة للتحدث وكنا من اوائل من شجبوا عملية أختطاف المطرانين وأصدرت جمعيتنا بيانا طالبنا فيه الجميع لبذل كل ما بوسعهم وتأكدوا من أهداف زيارتنا إعداد لمؤتمر دولي في لبنان نستدعي فيه شخصيات قيادية في دول العالم لمناقشة موضوع هجرة المسيحيين من الشرق الاوسط وما يترتب على دولنا من بذل المزيد لحمايتكم من أجل أيقاف نزيف الهجرة فنحن نؤمن بالأفغال لا بالأقوال .

ومن ثم قدم باسم الجمعية شهادة تقديرية الى الاستاذ حبيب أفرام .. بعد ذلك نقل عضو برلماني آخر وعمره 65 سنة كيف هاجرت والدته تركيا بسبب المذابح التي طالت المسيحيين ومن ظمنهم اليونانيين فسافرت الى روسيا اولا ومن ثم أستقرت في يونان فكانت تروي لنا ما عانوه على يد الاتراك .. لذا ارجوكم أن لا تتركوا بلدانكم وتجازفوا بطرق غير شرعية فالكثير تعرضوا الى السلب والنهب في الطريق وحين قدموا الى يونان وجدوا أبواب الغرب موصدة في وجوههم وأعلموا أن مسؤولي كنائسكم الموجودين في تركيا لا يستطيعون أن يفعلوا شيئا فهم أشبه بالأسرى فلا قرار لديهم وختم الحديث نائب برلماني روسي وقال تأكدوا نحن في روسيا حكومة وشعبا معكم وسنعمل بأخلاص من أجل أيصال صوتكم وما تعانوه ، الى حكوماتنا فنحن هنا اليوم من أجلكم وتأكدوا بأن روسيا ستكون الى جانبكم دوما

       


133
ندوة بيروت الفكرية

                                                         
مشلين بطرس
 
 أحيت الرابطة السريانية بالتعاون مع جمعية أصدقاء اللغة السريانية ندوة فكرية بتاريخ 2017/5/27 حول الحضارة السريانية ودور علمائها في النهضة العربية.  بدأت الندوة بكلمةٍ لمسؤول الثقافة في الرابطة الدكتور ايليا برصوم، رحّب من خلالها بالحاضرين من مفكرين وأدباء وباحثين وشعراء ومهتمين باللغة السريانية وبالشأن الثقافي عموماً، وتابع د. ايليا افتتاحية الندوة بتقديم الأساتذة المحاضرين والتعريف بهم وبأعمالهم، تحدث الدكتور كابي أبو سمرة من كلية الآثار في جامعة الروح القدس، في محاضرته بكلمات شكرٍ وترحيبٍ باللغة السريانية، ثمّ حلّق بالحضور إلى قضاء بشري مسقط رأس جبران، حيث هبط بنا في وادي قاديشا، وأخذنا في جولة إلى داخل المغاره التي كانت مسكونة منذ الألفية الثالثة حتى الحقبة الرومانية، وأدخلنا برحلة افتراضية إلى الأديرة الصخرية كدير الصليب في حدشيت، وأطلعنا على الكتابات الجدارية باللغة السريانية التي يرجع تاريخها إلى 1481م، وبعضها كتابات لزائر يدعى "حوشب"، وآخر يدعى "بنيامين" كان قد كتب في دير قنوبين جداريتن فقط بالسريانية، وباقي الجداريات باللغة الكرشونية ( وهي العربية بالحروف السريانية)، وقد وثّق الدكتور كابي محاضرته بالصور والمشاهد الخلابة لوادي قاديشا، وبعضاً من الإيقونات والكلمات المكتوبة بالحرف السرياني، مما أضفى على محاضرته حسن الإصغاء والمتعة والتشويق لسماع المزيد والغوص أكثر في رحلة الكتابات السريانية في وادي قاديشا. أما الدكتور لويس عطوي من الجامعة اللبنانية فقد عاد بذاكرتنا المتوالدة إلى المأساة الأرمنية والسريانية، إلى مذبحة "سيفو" التي شنتها قوات نظامية تابعة للدولة العثمانية، إذ بدأت هذه المجازر في تركيا ، وأدت إلى نزوح مئات الآلاف من السريان إلى دول الجوار ومنها لبنان الذي حضن السريان وتعاطف معهم، إذ كان معظمهم في حالة مادية سيئة، فقد لاقوا من اللبنانين وخاصة من أبناء طائفتهم كل الرعاية والدعم والمساعدات، كما وعملت جميعة المساع الخيرية الريانية والبعثات التبشرية الأجنبية على التخفيف من معاناتهم، ثم عملت على إنشاء المدارس وتعليم الأطفال، ومن ثم مُنح السريان الجنسية اللبنانية وكان لهم الدور الأساس في إزدهار الاقتصاد اللبناني، حيث أنشأوا المصانع والمزارع وأصبحوا شركاء أساسين في الوطن، وقد أجمع العلماء من كافة الملل والنحل على الإقرار بسريانية لبنان منذ أقدم العصور، وأنتهت محاضرة د. لويس بتصفيق حار من الحضور.  ومن العراق ومع الأستاذ والشاعر نزار الديراني عضو اتحاد الأدباء والكتاب السريان، الذي حدثنا في محاضرته عن دور السريان في النهضة العلمية والفكرية حين كان الخلفاء منشغلين بالحروب وأنه وبالرغم من اختلاف العصور والأوضاع الجارية أنذاك إلا أن السريان استمروا في ارتشاف العلم والتأليف والتدريس، ونزلوا إلى ميدان المعارف جنباً إلى جنب مع أخوانهم العرب المسلمين سعياً وراء النهضة العلمية والاجتماعية، إذ كان المسلمون أنفسهم يتلقون العلم في المدارس السريانية، وفي زمن الحجاج بن يوسف الثقفي نُقلتْ الحركات السريانية إلى العربية، وقد كان في ظل الدولة العباسية العديد من مدارس شتى يديرها علماء سريان ، يراجعون وينشرون الترجمات القديمة لكتب أرسطو وأبيقراط وغيرهم كثيرون، فليس في اللغة العربية كتابٌ مستخرج من اليونانية دون أن يكون للسريان فيه يد، كما ونقلوا كتاب كليلة ودمنة، ورواية الاسكندر الكبير من علوم الفرس (البهلوية) والهندية إلى اللغة السريانية أولاً ومن ثمّ إلى العربية .  وأختتم الأستاذ نزار محاضرته بذكر العديد من المدارس السريانية التي تخرّج منها علماء عرب وخلفاء مسلمين مثل عمرو بن العاص، وآخرون ... وقد كان لمداخلات الحضور وأسئلتهم القيّمة طابع التألق في الحوار والمناقشة وهنا بعض اللقطات من الندوة

134
المنبر الحر / رد: الموت والميلاد
« في: 22:30 29/05/2017  »
الزميل عصمت الجزيل الاحترام
كنت موفقا في عرض قصيدة الموت والميلاد للشاعر ابراهيم يلدا الذي وظف بكل جدارة مفهوم الموت والميلاد الذي يعتبر ركنا مهما من اركان المجال الذي يشتغل عليه الشاعر السرياني منذ القرن الثالث للميلاد وليومنا .. كنت اتمنى لو مررت على بقية القصائد ايضا مع شكري وتقديري 

135
نتاجات بالسريانية / قرعة
« في: 19:46 28/04/2017  »




136
الاستاذ كامل الجزيل الاحترام
طرح جميل لمن يقف ويتأمله ... ستبقى اللدغات تلاحقنا طالما نفتقر لمؤسسات علمية غير تابعة تقدم دراسات وتحليلات ورؤى لاحزابنا وممثلينا في الدولة هذا من جهة ومن جهة ثانية طالما يتحكم الاخرون في فوز ممثلنا من خلال منحه لاصوات من خارج شعبه والتزوير ...تحياتي

137



من الشعر السرياني المعاصر


شعر وترجمة : نزار حنا الديراني

قرعة



انتهى مؤتمر بيرس كوكس ...أو لنقل
بدأ مؤتمر المرضى
وقف الاعور ليوزع حلاوة النصر
ولاننا كنا واقفين قبالة عينه العمياء
لم نحظى إلا بالفتات
وبعدها جاء الفارئ ليقرأ اسماء الفائزين لاستلام جوائزهم
صاح بالاول ... والثاني .... والثالث .. والعاشر ... والعشرين ....و ...
وحين وصل الى اسمنا توقف
ماذا يسمينا ؟
بأسمنا التاريخي ... ربما تلسعه الزنابير
بأسمنا الشعبي ... ربما سيلدغه النحل
بأسمنا القطاري ... سيتصارع حوله ابناء البيت ويمزقوا اوراقه
لذا أبتسمت شفتاه
ولكن حين لمحت عيناه خارج القاعة أطفال يلعبون
تذكر طفولته
حين كانوا يتصارعون على الفلس أو
على فتات خبز ... حين يرميها لهم أحد الاثرياء
مزق قائمة الاسماء الى قصاصات ورق
ونثرها على المقاعد الشاغرة

138
الاستاذ الفاضل بطرس نباتي الجزيل الاحترام
منذ 2004 وفي زمن الوزير مفيد الجزائري طالب اتحاد الادباء والكتاب السريان سيادة الوزير بفتح المديرية ، وفي لقاء آخر جمعنا ( الاتحاد العام للادباء العرافيين ) بالوزير ناقشت الموضوع من جديد ووعدني بانه يفكر على فتح مديريتين احداهما للسريان واخرى للتركمان ... وبعد انتهاء ولايته القصيرة قال لي شخصيا لو اعيد اختياره وزيرا للثقافة سيلبي هذا الطلب ... وأعدنا الطلب من جديد الى الوزير الذي جاء بعده ..  وفي زمن الوزير أسعد الهاشمي وفي لقاء مع الاتحاد العام للادباء العرافيين أعدت الطلب مع ضرورة تمثيل السريان في المؤتمرات العالمية وفي حينها طلب مني ( كوني رئيس اتحاد الادباء السريان ) أن اكتب طلبا رسميا ، ووجهت له طلب رسمي يتضمن فتح المديرية واختيار مستشار ثقافي من السريان مع تمثيل السريان في الوفود والمؤتمرات ودعم الاتحاد لاقامة فعالياته واحيل الطلب الى المدير العام للشؤون الادارية لدراسة الطلب وتنفيذه مع تخصيص مبللغ لاقامة مهرجان برديصان في القوش ... والتقيت بالمدير العام ووعدني خيرا الا ان الوزير أضطر لترك الوزارة واللجوء الى المهجر ولم ينفذ ... اقترح توجيه طلب رسمي من الاتحاد والمؤسسات الاخرى وتذكير الوزارة بالوعود السابقة فضلا عن ما نكتبه في الاعلام .... تحياتي

139
ندوة

إحتفالا بأعياد أكيتو رأس السنة البابلية الاشورية أقامت الرابطة السريانية بالاشترك مع اتحاد الادباء والكتاب السريان ندوة فكرية على قاعة الرابطة في بيروت وذلك مساء السبت المصادف 8/4/2017 حيث رحب الدكتور ايليا برصوم مسؤول الثقافة في الرابطة بالحاضرين وبين ان الرابطة ماضية في طريقها من أجل تعزيز الكلمة والشعر والادب والفن كما ذكّر الحضور بأن الرابطة تقيم نشاطات اجتماعية متنوعة للنازحين ومهرجانا في الذكرى الرابعة لاختطاف المطرانين في سوريا .
بعده رحب السيد نزار حنا باسم الاتحاد بالحضور مبينا ان الاتحاد الذي تاسس في العراق عام 1972 لا يزال ينبض على الساحة حيث قدم العديد من المؤتمرات والندوات والمهرجانات والمحاضرات وله العديد من المشاركات داخل وخارج العراق ...
بعدها ادار الجلسىة الدكتور ايليا وعرف الحاضرين بالاساتذة المشاركين ومن ثم اعطى الكلام لكل منهم ليتحدث ما بجعبته ، وكانت المحاضرات كالاتي :
•   الاديب نزار حنا الديراني / اديب عراقي له عشرات المطبوعات ويعمل على الساحة الثقافية منذ السبعينات وتولى عدة مناصب في المراكز الثقافية
 تحدث في محاضرته المعنونة ( الحلقات المفقودة في الشعر السرياني العبري العربي الفارسي التركي الكوردي ) مبينا ان دراسة الشعر في كل الاداب ليس سهلا وذلك لوجود حلقات مفقودة مما يجعل البحث عسيرا، فما وصل الينا من الشعر السرياني والعربي والعبري والكوردي والفارسي والتركي و.. كان على درجة عالية من النضج كامل البناء تام الموسيقى لهم لغة مهذبة واستقامة في الوزن. وهذا يعني انه لا بد ان يكون قد سبق هذا النضج تطور في المعنى وفي المبنى وكان هذا التطور طويلا الا ان الكثير منه ضاع مما يؤدي بنا ان نقول:
1- إما ان تاريخ الشعر لدى هذه الشعوب يرجع الى ما قبل ذلك بكثيــر فمن يقرا هذه الاشعار سيصل الى نتيجة مفادها ان مثل هذه الامور لا تتهيا للامم طفرة واحدة بل نتيجة تطور في اصول بعيدة تبدأ صغيرة بسيطة ثم تتطور بعملية من عمليات النمو الطبيعي ، وهذا يقودنا الى احتمال ثان.
2- ان اداب شعوب المنطقة كان نتيجة متواصلة لاداب الحضارة العراقية القديمة ولو حظي هذا العلم اهتمام الباحثين لوجدوا تشابها واواصر مشتركة بين تلك الاداب والتي تلتها كالسريانيـة والعربيـة والعبريـة والفارسية والكوردية و...
•   القاصة مشلين بطرس / قاصّة سورية تكتب القصة القصيرة والقصيرة جداً‏ عضو في ‏اتحاد الكتاب العرب ـ سوريا وناشطة
قرأت القاصّة مشلين بطرس قصتين قصيرتين جداً، الأولى كانت بعنوان "مدارس معاصرة" وهي قصة حلم طفولة تكسّرت أجنحته أرصفة الشوراع، أما القصة الثانية وهي بعنوان "مؤمن" فيها تنتقد الكاتبة حجج الآخرين وتواريهم خلف أقنعة الصلاة كي لا يقدمون أي مساعدة لجيرانهم الذين هم بأمس الحاجة إلى من يساعدهم ... كما وقرأت نصوصاً نثرية، بعنوان "رؤية أحادية" و"للحياة وجه آخر" و "ابخرة وآلام". وفي الختام قرأت قصة قصيرة بعنوان " ام وأمومة وفلسطين" وفيها تطرقت الكاتبة إلى اللغة السريانية، حيث كانت بطلة القصة وتدعى ياسمين تأحذ درساً باللغة السريانية، وقد توقفت عند جملة تكررها باستمرار وكأنها دخلت في غيبوبة نقلتها إلى تداعيات وأحداث أخذت بها إلى مغارة أورشليم، ثم أعادتها إلى سيزيف، حيث ارتطمت بصخرة أعادتها إلى الواقع وأخرجتها من فضاء الولادة، لتعيدها بعد انتهاء الدرس إلى الزمن الأول التي بدأت به الكاتبة
•   القاصة حنان رحيمي / شاعرة وقاصة وناشطة في مؤسسات المجتمع المدني عضو في اتّحاد الكتّاب اللبنانيّين لها حضور واسع على الساحة‏ .
تحدثت القاصة والشاعرة حنان عن تجربتها في كتابة القصة ومن ثم تحدثت عن مجموعتها الاخيرة (بائعة الاعشاب) كيف انها أختارت مواضيعها من الحياة اليومية وهي اقرب الى الواقع لمشاركة الشخصية مع البيئة والزمان التي تعيشها في وطنها لبنان وحيث الفكر الطائفي والحزبوي هو المسيطر على الساحة لذا حملت قصصها مأساة الانسان كونه اصبح عبدا للاخر من غير ان يعلم وتحاول القاصة كما تقول عرض نقاط الضعف في المجتمع ومن خلالها تعرض المشكلة وتجعل القارئ ان يقف عندها ليرى نفسه في هذه المرآة الكبيرة والمنصوبة في وسط الشارع ليرى نفسه فيها ليقف أمامها حائرا متأملا الخلاص ... هذا ما لاحظناه في قصصها ( سرقوا صوت أمي ، سأستعيد دمي ، فايسبوك ، بائعة الاعشاب ، عنتر زمانة والزعيم ,,, وغيرها
•   الكاتب شربل جورج الغريّب / مؤلف واعلامي لبناني محاضر في الثقافة له عدة مؤلفات
تحدث في محاضرته الموسومة (بيروت عبر التاريخ ) عن مدينة بيروت واهميتها عبر العصور
وأضاف  ان اول ظهور لكلمة بيروت هو بالكتابة الهيروغليفيّة منقوشة على ألواح من الآجر المشوي و يحتفظ بها المتحف البريطاني في الوقت الحاضر وذكر ان اسم بيروت ورد بلفظ "بيروتا" في ألواح تل العمارنة سماها الفنيقيون "بيريت ومن ثم قدم شرحا عن اول مؤرخ بيروتي سانخونياتن ، مع التعريف عن ملحمة بيروت الميمونة، و كتابات ننوس عن بيروت ، مع تفسير عن كلمة بيروت ومعانيها واخيرا كيف كانت بيروت في زمن الكنعانيين (3000ق.م) " وكيف ادخل الهكسوس الحصان الى بيروت،  فضلاً عن السيوف الحديدية المقوسة والقوس المزدوج الذي ظهر اول ما ظهر في بلاد بابل ...
اختتمت الندوة بسيل من النقاشات الحارة والممتعة التي أضافت على الندوة جمالا
 

143
زميلي العزيز تحية خالصة لمسيرتك الادبية وجهودك في نقل تجربتك الشعرية الى القصيدة السريانية ولكن للاسف عندما تكتب بالحرف العربي يضبع جماليات القصيدة لصعوبة قراءتها بصوتها الجميل لذا ارجو ان تكتبها او تكلف من يكتبها بالحرف السرياني لنتمتع بجمالياتهاوقد اثبت قدرتك في كتابة هذا النوع من القصائد 

144
الناشط القومي صاحب القلب الكبير تحياتي
حاولت ايجاد وسيلة للاتصال بك شخصيا فلم احصل على ايميلك ساكون سعيد لو ارسلته لي على العنوان lomadanazar@yahoo.com
تحياتي واشواقي

145
الزملاء الافاضل تحية
للاسف اقول ان كانت هذه هي مداخلاتنا علينا ان نقرأ الفاتحة على ما تبقى لنا من أمل ، ان كنا نصوب بنادقنا تجاه الاشورية والكلدانية والسريانية ماذا سيبقى منا .. ان كنا نزور التاريخ ونقول ان الارض انشقت وابيدت السومريين حين هبط الاكديين من المريخ ومن ثم ابيدت الاكديين حين هبط البابليين وهكذا في هبوط الاشوريين والكلدانيين والاراميين والسريان ... متناسين ان الشعب هو نفسه بمجرد انه استبدل موقع عاصمته او اسمه مثلما كان يستبدل قادته فاللغة الاكدية هي تطور في السومرية والبابلية هي الوجه الحديد للاكدية والاشورية هي امتداد للبابلية و.. وحين استخدموا الحرف الارامي ( الذي سمي لاحقا بالسرياني ) هذا لا يعني ابيدت لغة هذا الشعب بل تلاقحت ... وعلى مدى اكثر من 2000 سنة اغلب المصادر تسمي لغتنا وحضارتنا وادبنا وتاريخنا بالسريانية والجامعات العالمية تسمينا هكذا وحتى قبل 2003 ... اما من اين اشتقت السريانية فهناك عدة نظريات وما يقوله المطران اوجين منا هي نظرية واحدة تناقضها النظريات الاخرى ... اليس من السذاجة ان نقول ان السريانية تعني المسيحية ونحن نعرف ان الارمن والاقباط والاثيوبيين و... هم مسيحيون ولكنهم ليسو سريان ...او ان نتصارع حول مفردة واحدة احدنا يقول انها سريانية واخر اشورية واخر كلدانية وهكذا احدنا يقول ان برديصان ومار افرام ومار اسحق وقورلونا ومارا و.... هم سريان واخر يقول انهم اشوريون واخر كلدانيون .. وهل يعقل ان نسمي قوميتنا بالكلدواشوري ولغتنا السريانية هل نريد ان نقول ان هذه القومية لم تكن لها لغة بل استعارتها من قومية اخرى او انها كانت مستعمرة لها ... وان كنا نتحدث عن مقومات القومية اليست اللغة في مقدمتها وهل سمعتم بلغة (الكلدان السريان الاشوريين أو الكلدواشوري السرياني ..) وهل تساءلنا لماذا كان اباؤنا يسمون انفسهم سورايي / سوريت / سوريويو .. ابهذه الصراعات العقيمة سنعزز حقوقنا ...

146
الاستاذ د. عبد الله رابي والاستاذ د. ليون برخو الجزيلا الاحترام
اود ان اشير الى :
1-   فعلا ان التركة التي استلمها البطريرك ساكو هي اثقل وأعقد بكثير من التي استلمها البطريرك الراحل اودو وخصوصا في الجانب الاداري والفوضى .. ربما نحن الذين عشنا في بغداد تلمسناها اكثر.
2-    ان موضوع تغير الطقس هي قبل ان يستلم البطريرك ساكو وخصوصا بعد الاجتماع الذي عقد بين البابا الراحل واساقفة الكلدان وفي حينها شكلت لجنة برئاسة المطران الراحل اندراوس صنا رحمه الله وعضوية المطران جاك اسحق ... واتذكر في نهاية التسعينات كنت أدير ندوة في دير الرهبنة الانطونية الهرمزدية في بغداد حاضر فيها كل من المطران جاك اسحق والاب منصور المخلصي والاستاذ بنيامين حداد وكانت بصدد ذلك ... اذن الطقس الحالي ليس من تاليف البطريرك الحالي .
3-   اما فيما يخص الابقاء على اللغة الكلاسيكية في القداس وهذا ما يعترضه غالبية منتمي الكنيسة وهذا موضوع اخر يتطلب النقاش فيه الكثير من المداخلات
تحياتي 
 

148
من يوميات مهاجر سوريايا يتأبط حقيبة سفره
الحلقة الاخيرة

نزار حنا الديراني


حين عدنا الى قريتنا كنا نحلم ان ترفع التجاوزات عن اراضينا وتبدأ الهجرة المعاكسة ، كم من الاخوة الذين ضاقت بهم دول المهجر عادوا وبنوا لانفسهم بيتا على امل العودة الى ديارهم وهم يحلمون بمشروع ما ... كنا احدنا يشجع الاخر ونقول لا بد ان ترفع التجاوزات وتزدهر المنطقة ويجمع شملنا في ارض اجدادنا .. اكثر من 10 سنوات ونحن نرفع طلبا بعد اخر لرفع التجاوز على اراضينا وإذ بنا نجد الاخوة المتجاوزين يضاعفون الضغط علينا من خلال بناء دورا جديدة وترك مواشيهم تقتحم بيوتنا ومزارعنا الصغيرة !!! عشرات الطلبات والنتيجة تحت الصفر ، كنا نطلب من قادتنا الحزبيين للعمل على رفع التجاوزات وكان البعض منهم ينظر الينا وكاننا قد كفرنا واخرين يقولون حين نكون في السلطة ( برلمانيين او وزراء) سنطالب بحقوقكم وما عليكم الا وترشحونا .. والشجاع فيهم كانت هذه التجاوزات مادة دسمة في حملاته الانتخابية ... والنتيجة لا تزال تحت الصفر .. واخيرا حملنا قادتنا من رجال الدين بالتدخل واذ بهم يصنعون لنا احلاما وردية منقوشة على قالب ثلج اهدته اليهم حكومة الاقليم في شهر تموز ... وبفضل هذه السياسة الحكيمة تناقص العدد فالقرية التي كانت تحوي 200 بيت لم يبقى منهم الا اقل من النصف لان الحقائب جاهزة والبوق الاعلامي جاهز واولادنا في الخارج ينصحوننا ليل نهار لترك البلاد فلا امل لنا بالبقاء ... حتى احلامنا ابيدت ونحن نحلم ونقول لعن الله امريكا ...  واخيرا بعث الله مخلصا لحكومتنا اسمه (داعش) واصبح العذر جاهزا ليقولوا لمن يتجرأ ويفاتحهم نحن الان منشغلون بداعش ... جاء داعش ليكمل ما تبقى من الواجب الملقات على عاتقه ليهجر من تسمر في ارض الاجداد في نينوى العاصمة الاشورية ويصنع من الايزيديين في سنجار مادة اعلانية دسمة ويتوزع المساكين على قرانا ومدننا في الاقليم والبعض الاخر سافر الى بغداد او دول الجوار وتسارعت المنظمات لتقديم عونها لهم من خلال بعض النشطاء والخبراء ممن استطاع ان يتربع عرشَ التي تسمى بمنظمات المجتمع المدني والحمد لله فنسبة الفساد فيها يحسد عليه فانتفخت من جديد بعض الجيوب ومع كل هذا والحق يقال لولاها لربما كانت هناك كارثة على ابناء شعبنا والايزيديين و... ممن طالهم داعش .... والحق يقال ايضا كان ابناء هذه القرى تتسابق فيما بينها لايواء من قدم اليهم على الاقل لرد جميلهم يوم فتحوا ابوابهم لاستقبالنا نحن النازحون من بغداد عام 1991 و2003، فقدمنا لهم نحن الاخر كل ما بوسعنا ليعيشوا بكرامة بدلا من ذل المخيمات ... هذا هو شعبنا الذي ابتلي بحقيبته واطماع الغزات ..
 ربما كانت في السابق تستغرق عملية التحرير شهر ولكن بفضل الجبروت الامريكي فعلى اكثر من سنتين وقوات التحالف وفواتيرهم التي تتصاعد السنة نارها وحكومتنا في المركز والاقليم لم تمل من شراء السلاح لا يزال اصحاب هذه القصبات تنتظر ساعة الصفر لتعود الى بيوتها واضطر الكثير ممن لم يروا بصيص امل ان يحزموا حقائبهم من جديد ويسافروا الى حيث ارض الله الواسعة...  واخيرا تحررت قرانا في سهل نينوى وستتحرر ما تبقى من احيائنا السكنية في الموصل في الاشهر القادمة ، وفي الوقت الذي ينتظر اهلها لأعمارها واذ بهم يسمعون بصراع جديد من النوع الثقيل على هذه المناطق أي من أحق بها ان تستملكها حكومة الاقليم التي أوتهم ام حكومة موصل التي سهلت طريق داعش لطردهم وسلب ممتلكاتهم وتدمير بيوتهم ام حكومة المركز والتي هي بمثابة قش في مهب الريح ؟؟ ما الذي علينا فعله ان كانت قياداتنا قد توزعت بين معسكرين متصارعين ليكونوا حطبا جاهزا للنار التي ربما ستشتعل والحالة الاقتصادية في الاقليم يرثى لها الى حد اصبح الموظف ينام مبكرا عله ان يحلم بتوزيع ما يسمى بربع الراتب ؟؟ وابنائنا في المهجر بدلا من ان يتحدوا ليشكلوا لوبيا يمكنه الضغط على حكومات المهجر تراهم يتصارعون ليل نهار حول لعبة التسمية ونظرية توزيع الكعكة وقادة كنائسنا اصبحوا كقطبي مغناطيس يتنافرون ليل نهار.. وعلى ساحة الانترنيت صار لنا العشرات من الناشطين ممن اصبحوا مدمنين على لصق صورهم في الفيس بوك ... ولا يملون من شتم هذا ومدح ذاك وصاروا كالقطط التي تتربع لتجد فأرة تقفز عليها ... فمن كان يتجرأ ان يفكر بمشروع ما اضطر ان يقول ما لي ووجع الرأس فلا البطريرك ولا قادة الاحزاب ولا الناشطين سلموا من افواههم وكل هذا ليكون مبررا لمن يريد نصحنا ليقول لنا الم نقل لكم احزموا حقيبتكم وتعالوا ؟؟؟   



149
من يوميات مهاجر سوريايا يتأبط حقيبة سفره
-  10-


نزار حنا الديراني

واخيرا صار لنا وطن حدوده مباحة امام من هب ودب ...وطن تتقاسمه امريكا ودول الجوار .. وطن حكومته تتكون من مجموعة مافيات تحكمنا بقوة السلاح والتهريب ... توعدنا بالخدمات وتكافئنا بالحسرات ... كيف لاولادنا ان يعرفوا الوطن وحكومتهم لا تمل من الضحك على الشعب واغتيال براءته ... كيف لاولادنا يعرفون الوطن والوطنية والموظف فيه يحلم بيوم توزيع الراتب ليطعم الفراخ ...وطن رغم كل هذه الواردات وحكومته في الاقليم تقطر عليه الراتب وتوقف المشاريع من اجل ايجاد مادة دسمة للاعلام ايام الانتخابات ... وطن اصبحت فيه اصباغ الشعر شعارا للمافيات لتخفي الشيب وتضحك على العذارى المراهقات ... وطن قادته تحكمنا بشريعة الغاب ... وقطيع الاغنام تجوب شوارع عاصمته كجزء من معالم الحضارة والحرية وتنتهك حرمة دورنا في الشمال ...
عدت من جديد لافتح دفتري القديم لاسجل اسم امريكا بالقلم العريض ليتربع على اسماء الدول التي اكرهها ... اليس من حقنا ان نشتم امريكا صباح مساءً ؟؟ اليس بسبب امريكا وقبلها بريطانيا وتركيا اصبح عددنا نحن السوريايي يتضاءل ويصبح بضع مئات الالاف بدلا من ان يكون عدة ملايين ؟؟ هل هناك شعب لازم حقيبة سفره مثلما لزمناها نحن ؟؟ ملعونة انت يا امريكا ... لقد حزم الكثير من ابناء شعبنا حقائب سفره ليسافر من جديد الى دول الجوار لينتظروا رحمتك ومن هم تحت عبائتك ليوزعوا علينا بطاقات الارزاق والهجرة ...
وحين تذكرنا باننا نملك وطنا بديلا الا وهو اقليم كوردستان قررنا العودة لقرانا من جديد باعتبارها خالية من الشوائب بعكس الموصل وبغداد وحيث الميليشيات تخطف ابنائنا كوننا لقمة سهلة ، ومن جانب اخر حيث قطيع الذئاب الذي رفع شعار الدولة الاسلامية منتشر في بغداد والموصل يهدد المسيحيين إما التنازل عن كل ما لديهم ويهربوا او يدفعوا الجزية او فالرصاصة تنتظرهم ... ما الذي علينا فعله ان كان الجبروت الامريكي عاجزا عن حمايتنا وحكومة الاقليم أشهتنا بـكيس ( بابا نوئيل ) من طراز خاص فهو يتلقف المساعدات الواردة من دول الاعداء او الاصدقاء قلها ما تشاء وتوزع علينا من الجَمل أذنا ... عمرت عشرات القرى لنا ومثلها للاكراد ويكفي ان تلقي نظرة سريعة على هذه البيوت لتعرف نسبة الفساد المالي ومن ثم الاداري فيها ... فانتفخت مئات البطون والاعلام يدق الناقوس لنتسارع في حزم امتعتنا ونهاجر الى الاقليم ... هاجرنا واذ نرى ان قرانا لا تزال محتلة من قبل اشقائنا في الوطن ونجد ابناء شعبنا ومن لحمنا ينظرون إلينا بعين واحدة وكاننا سننتزع منهم لقمة عيشهم ... فرحنا بهذه البيوت التي حال دخولنا اليها اضطرينا ان نصرف ما في جيبنا لتكون جاهزة كحد ادنى للعيش فيها وفرحنا حين سمعنا بان حكومة الاقليم توزع رواتب للمهجرين ليعيشوا كبشر وحَسدنا اقربائنا ممن هم في الخارج وهم يسمعون الاعلام وهو ينفخ في المبلغ ففي الوقت الذي كانت العائلة تستلم ما بين 25-40 دولار وهي لا تكفي حتى لشراء الصمون كانوا يتصلون بنا ويهنئوننا على هذه النعم التي تنزل علينا من السماء كوننا نستلم الاف الدولارات شهريا وحكومة الاقليم منحتنا بيوتا معفية من اجور الماء والكهرباء و .. وكانوا محقين لانهم كانوا يرون البعض كيف انتفخ واخرون كيف يرمون النقود في الحفلات وبعض رجال الدين ممن كانت تصلهم الرزم كانت ترفع صلواتها وتبتهل الى الله ليحفظ بابا نوئيل وحكومته ومن ثم تتسارع لتقلده الصليب المقدس ... عدنا الى قرانا وكانت حكومتنا حفظها الله ماهرة في اختيار المسؤولين على هذه القرى ليغتالوا احلام من يفكر بمشروع يسترزق وبعض العوائل منه بحجة سنفتح المجال امام المحتلين لاراضينا بالشروع في ذلك هكذا تقول الحكومة كنا نتساءل بعضنا الاخر هل لنا ان ناكل اجسادنا او حيطان بيوتنا لنعيش وحيث اراضينا مصادرة من قبل الغرباء ؟؟ والشارع العام يعج بدكاكينهم ؟؟ مرة اخرى حزمنا امتعتنا وسافرنا الى حيث رحمة الله الواسعة حين علمنا ان لنا وطن من طراز خاص وطن حكومته مرة تطردني من ارضي بقوة السلاح وفي الاخرى تتحايل علي وتوعدني على قالب الثلج فهل سمعتم بوطن حكومته تسلب الوطن من مواطنيه الاصلاء ....يتبع   

150
الزميل كنعان الجزيل الاحترام
صدقني استمعت للعديد من الشهادات من بينها الجميلي واخرون وخصوصا ما كان يعرضه برنامج رحلة في الذاكرة عبر قناة روسيا اليوم وانا لا ابرر صدام ففي الحلقة السابقة اشرت الى الاوراق التي كان يلعبها وهذا لا يبرر ابدا جرائم امريكا لانها كانت تعلم جيدا ان صدام وكل شعب العراق لا يستطيع زحزحة استقرارهم ..

151
من يوميات مهاجر سوريايا يتأبط حقيبة سفره
-9-
نزار حنا الديراني

ربما كانت القيادة الامريكية تنتظر من الشعب العراقي المسكين ان يثور على حكومته لتقوم هي الاخرى بابادته وتحصل امريكا على مادة اعلامية دسمة تطبل بها ، ولما لم يحصل شئ من هذا القبيل أي لا مظاهرات ولا محاولة انقلاب ظاهرة للعيان ضاق صبرها فاستجمعت قوتها بعد ان ظللت القطيع العالمي باكذوبة اسلحة الدمار الشامل ومساندة الارهاب المتمثل في حينها بجماعة القاعدة معتمدة على ما آل اليه المركز التجاري في امريكا وما لفقته بعض الابواق العراقية المستأجرة من معلومات ، استجمعت كل قواها وقوى التي لحقت بها للتخلص من اسلحتها القديمة بعد ان تقوم بقذفها فوف رؤوس العراقيين وتقبض اثمانها... وقبل بدء الحرب دخلنا في دوامة النقاش هل علينا حزم امتعتنا لنسافر ام ان فكرة الحرب اكذوبة اعلامية ؟؟ واخيرا وكعادتنا حملنا حقيبة سفرنا لنهاجر من جديد ، البعض استطاع ان يشتري الجوازات باسعار باهضة ويسافر الى دول الجوار والبعض الاخر هاجر الى شمال العراق او سهل نينوى او القصبات الاخرى ... بدأت الحرب او لنقل اهتزت الارض ونفخت براكينها ألسنة النار ولاول مرة نسمع ان السماء أمطرت مطراً اسوداً بسبب اعمدت الدخان المتصاعدة من خزائن البترول ... فازيح القناع عن وجه امريكا حين اعتبرت ابار النفط ومحطات الكهرباء هي اسلحة الدمار الشامل والارهاب ... من الصعوبة ان أصف في مقال كهذا لحظات الرعب التي عاشها الشعب العراقي أبان الحرب ونحن نرى الصقور تنهش اجسادنا بصواريخها الفتاكة. واخيرا انتهت الحرب وازيل النظام من الحكم وصار لنا وطنا رئيسه لا يعرف لغة شعبه .. وطنا رئيسه قدم مع مجموعة الانوناكيين من كوكب المريخ ليشكلوا لنا حكومة رئيسها امريكيا انه السيد برايمر ... كنا نتوقع ان نتنفس هواءً جديدا على ضوء ما كان يروج له الاعلام الامريكي واذ بنا نتفاجئ بوطن نخاف ملائكته المدرعة لانها تغتال حرمة ارصفتنا وقواعد السير ... تقطع الشارع وتصوب اسلحتها صوب كل من يريد اجتيازها لان الشارع ملكها ، وتنتهك لوحة المرور التي تقول لنا (السياقة فن وذوق واخلاق)  وصوت رصاصاتها يخدش غشاء مخنا قبل طبلة الاذن... كم من المساكين اطلق النار عليهم فاردوهم قتلى لانهم لم يتقيدوا بقواعد السير الامريكية حين حاولوا اجتيازهم .. نعم صار لنا وطن قادته تسجد للشياطين التي انتهكت حدوده .. وطن لا حكومة له بل عصابات تُسرِحَ قملها في ثيابنا ... تداهم رأسنا ليل نهار ... وطن المدرعات الامريكية ترافق الكلاب السائبة وهي تجوب الشوارع والاسواق لتنتش ما في جيوبنا وتخطف سياراتنا واولادنا و... صار لنا وطن فيه مئات اللافتات ترفع اسماء احزابنا ... وطن يفتخر بنظاما ديموقراطيا من نوع خاص حين ينزل بكل تواضع رئيسه الامريكي ويفتح ابواب البنوك والمخازن ووحدات الجيش لينتش قادة احزابه وعصاباته ما تبقى من النقود في البنوك ويسرق ما يشاء ليسلح بها عصاباته وميليشياته لتستطيع ان تقاتل فيما بينها وان تسرق الكلاب السائبة او لنقل العصابات ما تشاء من الاثار والبضائع فلها مطلق الحرية لتفعل ما تشاء ، تبيع ما سرقته من المخازن وتسرق وتسلب وتخطف ما تشاء اليست هذه جزءً من الحرية والديموقراطية المستوردة ؟ مقابل ذلك يحق لكل منا ان يتفق مع زوجته واولاده او مع اصدقائه ليشكل حزبا ويرفع لافتة تتباهى بصورته على امل ان يكون الرئيس الذي يحلم به الشعب ... وبفضل الديموقراطية الممنوحة لنا صرنا نملك العشرات من الاحزاب وباسماء قومية وطائفية .. ألم يكن محقا السيد اياد جمال الدين حين قال : ( في السابق كان لنا صدام حسين واحداً اما اليوم فلنا الاف من صدام حسين ..) دخل الرعب في الشارع بعد ان تطورت وتحولت عملية السلب الى الخطف والاغتيالات فتراكضنا من جديد صوب حقائبنا وخصوصا وبفضل امريكا فتحت امامنا حدود الجيران والاعلام يداهم اذاننا ويقول هناك عشرات المراكز والسفارات تستقبل طلباتكم فاحزموا امتعتكم ايها العراقيون ممن هم في خارج هذه الاسراب ، وبالاخص كان الجميع يقول لنا انتم المسيحيون جميع ابواب الجنة مفتوحة لكم يكفي ان تحزموا امتعتكم وتجدوا السفارات العالمية ومكاتب الهجرة التابعة للامم المتحدة تتلقفكم بباقات من الزهور ...
يتبع


152
من يوميات مهاجر سوريايا يتأبط حقيبة سفره
-8-


نزار حنا الديراني

طال الحصار وكأنه كتب علينا ان نقضي عمرنا على هذه الشاكلة فبعد عدة انقلابات وعدم الاستقرار جاءت الحرب الداخلية بين الجيش والبشمركة لتطول 15 سنة ، وبعد استراحة قصيرة جاء دور الحرب العراقية الايرانية لتطول هي الاخرى 8 سنوات ولم تمضي الا سنوات قليلة واذ بدأنا باجتياح الكويت لندخل حربا قصيرة وحصارا طويلا على مدى 12 سنة ... تخيلوا معي اذا تأمل احدنا واحصى عدد سنوات عمره التي عاشها بدون مشاكل فهل ستتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة ؟؟؟ فكيف له ان يقتنع ويفتخر امام الاخرين بان الله منحه حكومات رشيدة ... وكيف له ان يقنع ابناءه المولودين حديثا باننا كنا اصحاب الحضارة ، وهو لا يستطيع ان يستخلص من سنوات عمره الا القليل ... كيف له ان يستعير وجها مبتسما وهو يخرج من حرب ليدخل اخرى .. ألم يكن يجمع بين جوانحه حبا كبيرا استطاع ان  يسمر رجليه في ارض الاجداد رغم ان حقيبته اصبحت ظلا له .. طال الحصار وكانت الصواريخ الامريكية بين الحين والاخر تهز مرمانا ، وكانت لجان التفتيش والحكومة المركزية تلعب لعبة جر الحبل ... كانت لجان التفتيش احيانا تختار الاماكن الحساسة للتفتيش رغم انها تعلم جيدا انها خالية من السلاح وكانت الحكومة تمنعهم من الدخول وبعد مفاوضات الطرشان تسمح لهم بالدخول بعد ان تفرغ البنياية من آثاثها لتجعل لجان التفتيش تطبل وتزمر والشعب العراقي وحده يدفع الثمن ... احدهم كان يضحك على الاخر من اجل اطالة امد الحصار او لنقل من اجل ان يلتصق جلد العراقيين بالعظام ... كانت الابواق الامريكية والاسرائلية والبريطانية و.. تصيح باعلى صوتها بان العراق خطر على العالم لما يملكه من اسلحة الدمار الشامل ليجعل دول الجيران اولا تتراكض وتطلب من امريكا الخلاص ... والابواق العراقية هي الاخرى تغرد عند الدول الصديقة وتعلن بطلان ما تدعيه ماكنة الاعلام الغربي التي هي السبب في ارتفاع نسبة الوفيات وانتشار الامراض المزمنة في العراق... اما نحن !!! فكنا كالاطفال نفرح بالبطاقة التموينية التي تدر علينا بركاتها بطحين اسود يابس يخترق بطانة الامعاء ودهنا يتجمد حال وصوله المعدة ليشكل طبقة عازلة ورز وشاي وصابون و .. تشتم منها رائحة العفن ويعتبر من يلفظ كلمة الدولار كافرا فيرمى به في السجن.. ومع هذا كان الجميع يصفق ويقول ( الله يخلي الريس ... الله يطول عمره ..) ... كنا حين نلتقي احد افراد العائلة القادم من الخارج نلهوا معه كلٌ يقص على الاخر بطولاته ... وما ان ينتهي الكلام نتسارع لحزم حقيبتنا ونفكر بالسفر ... رغم اننا نعرف مخاطر السفر ... ما الذي سيشدنا الى البقاء ان كان الطالب بعد عشرات السنين من الكفاح يذهب الى الجيش ليعيش تعاسته ويندب حظه ويتمنى لو كان قد رسب في الدراسة بدلا من التخرج ... هل سمعتم بحكومة تطبل بنظرية مستوردة وتقول لشعبها نحن لسنا سكان البلد الاصلي بل قدمنا من الجزيرة العربية بحجة هناك من يقول لهم حذار من احفاد بابل واشور فهم يطالبون بالامبراطورية ... اتذكر مرة عقبتُ على احد الاساتذة الذي القى محاظرة في جمعية اشور بعد منتصف التسعينات عن الهجرة من الجزيرة .. فقلت له كيف تريدون من احفادكم ان يكونوا وطنيين وانتم تقولون لهم انكم لستم بسكان البلد الاصليين ؟؟؟
ومع كل هذا كانت مهرجانات المربد وبابل على نطاق الدولة مستمرة وكنا نحن نقيم محاضرات وندوات ومهرجانات في بغداد ( جمعية اشور ونادي بابل واتحاد الادباء ) وبغديدا والقوش ودهوك وعينكاوة خارج دعم الدولة وبجهود الغيارى ، فكانت بمثابة الرئة التي نتنفس من خلالها كي نتشبث بأرضنا ولغتنا ونحيي تراثنا وكانت كنائسنا بفضل العشرات من الجنود المجهولين ـ فلهم وللاخرين الف تحية ـ تلقن اولادنا بمادة التعليم المسيحي وتعليم لغتنا ، وسوف لا ابالغ ان قلت كانت هذه الانشطة متفوقة على نطاق العراق من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب ... كم من استاذ واديب عربي او كوردي او.. حال الانتهاء من القاء محاضرته في جمعية اشور يطلب منهم لادراج اسمه في المنهاج القادم... ربما لاتصدقون ان قلت كانت جمعية اشور رغم امكانياتها المحدودة لعدم حصولها على دعم إلا من محبيها ، تجمع بين دفتيها الكثير من الادباء والفنانين والاساتذة من جميع اطياف الشعب العراقي الى درجة كان احدهم يفتخر لانه القى محاضرة في جمعية اشور .. لانها تستقطب جمهورا مثقفا وشبابا نادرا ما تراه في المحافل الاخرى ... ؟؟؟
يتبع 


153










لقراءة الموضوع كاملا انقر على الرابط التالي
http://uploads.ankawa.com/uploads/1485650739852.pdf

154
الزميل اسكندر الجزيل الاحترام
الاجابة على سؤالك علينا الانتظار لحين ان يكتب احدهم مذكراته كما يفعل الاخرون او ان يفضح المخفي من خلال لقاء اعلامي ولكن :
لا زلت اتذكر في يوم 10/12/2009  يوم كنا في مطار اربيل انا والزميل المرحوم يونان الهوزي التقينا باحد المشاركين من ابناء شعبنا والقادم من امريكا في اجتماع القوى والاحزاب السياسية لمناقشة موضوع الحكم الذاتي لشعبنا في سهل نينوى ... ساله المرحوم يونان هل انتهى الاجتماع فاجاب لا ولكني تركت الاجتماع ... وحين دار الحديث بينهم عن الحكم الذاتي سألته : وماذا بشأن ابناء شعبنا المتواجدين في قرى وبلدات دهوك واربيل ؟ فاجاب هم ايضا سيرحلون الى السهل فقلت هل تعتقد ان سهل نينوى فيه ما يكفي لاستقطاب ابناء البلدات الاخرى ممن يتمتعون باراضي ومحلات و ... فاجاب سيكون هناك استثمار ربما سيجذب بعضهم للانتقال الى سهل نينوى قلت رغم ان السهل لا يتمتع بما يكفي لاغراءهم ولكن ماذا بشأن الاخرين ... فقال ( وهذا هو بيت القصيد) : حين يواجهون ضغوطات من قبل الجيران يعني من الكورد سيكونوا مجبرين لترك قراهم واللجوء الى سهل نينوى .... من حينها تساءلت نفسي وقلت ان كانت هذه هي عناصر السياسة فبئس السياسة تحياتي

155
من يوميات مهاجر سوريايا يتأبط حقيبة سفره
-7-
نزار حنا الديراني

عدنا الى بيوتنا لنحظن الجولة الثانية من اللعبة الا وهي الحصار ... او لنقل لنفرح بوطن تتحكم امريكا واعوانها بقوت شعبه ... وطن ارضه تطوف على منابع من ذهب وهو يأكل العاكول بعد ان بدأت مخازنه تفرغ من المخزون لتتسارع الدول الصديقة قبل العدوة لتتخلص مما لديها من بضائع رديئة لتصديرها الى العراق .. وطن لا فرق فيه بين العلف والخبز الاسود الذي يمزق غشاء المعدة والدهن (زيت الطعام) حين ناكله يشكل طبقة صلدة حول غشاء المعدة والمساحيق لا تعرف ان كانت مصنوعة من دهن الدببة او .. الا يكفي كل هذا لتُعرِف وطنا حكومته تستورد لشعبها مفردات البطاقة الغذائية وهي لا تصلح حتى لرميها الى الكلاب ...
تغيرت الصورة مما كانت في الامس ، فلم يستطع الضابط في الجيش ان يقنص الفرائس ليملأ خزائن بيته مثلما كان يفعل أبان الحرب العراقية الايرانية .. وصار لنا وطنا شعبه يياع في المزايدات بين حكومته وامريكا ... فامريكا كانت تحاول ان تمتص دماءه وتُقطر عليه قوته مثل المطرقة التي تدق البزمار .. وحكومته المخلصة كانت هي الاخرى تحجب جزءً مما لديها من الادوية والمواد الغذائية في مخازنها لحين انتهاء صلاحيتها وتقوم بحرقها لتقول الى الشعب والعالم بان امريكا حرمتنا من كل شئ والشعب يموت ، اتذكر مرة كنت ابحث عن دواء غير متوفر في الصيدليات فقال لي زميلي الطبيب اتعرف قبل ايام كنت ضمن لجنة اشرفنا على حرق اطنان من الادوية من بينها الدواء الذي تبحث عنه !!! كم من مرة تقوم الحكومة بحرق هذه الادوية لتشح في الاسواق وتتاجر بالذين يموتون اعلاميا وتقول ارتفعت نسبة الوفيات بسبب الحصار ... وكم مرة كانت القيادة تسلب الحنطة المستوردة ضمن اتفاقية النفط مقابل الغذاء لتبيعه في الدول الاخرى لتستورد بدلا عنها المرمر وحاجيات اخرى للقصور الرئاسية وتزود المطاحن بدلا منها حنطة رديئة فيها من القشور والتراب ما يكفي لقرحة المعدة ... البعض ضاق صدره ولم يستطع التحمل من كثرة ما يردد ويقول ملعونة هي امريكا فكان يسافر الى شمال العراق بحجة زيارة اقاربه ومن هناك يستلمهم تجار المافيات لتهريبهم الى تركيا ومنها الى اليونان او الى  سوريا او الاردن ومن هناك اما يجازف من جديد او يسلم امره الى دوائر الهجرة التابعة الى الامم المتحدة وسفارات الدول الغربية ... كم منهم لاقوا حتفهم في الطريق وكم منهم عذبتهم الشرطة التركية حين تلقي القبض عليهم اثناء التهريب.. اليس من المنطق ان نقول كنا نعيش في قفص كبير ومن استطاع التحرر كان يجازف بحياته عله ان يصل الى بر الامان !! وهل كان هناك وطن اخر غير وطننا تتاجر في شعبه وسائل الاعلام العالمية لتشجعه للهرب من قفصها وتنتعش بفضله المافيات من خلال تزويدهم بجواز سفر او فيزة او تهريبهم او ترويج معاملاتهم في السفارات وكتابة القصص الخيالية للتاثير على الدول الغربية لقبولهم ... وطن او لنقل قفص شعبه يعيش في القرن الواحد والعشرين ولا يعرف الستلايت ولا الانترنيت ولا الهاتف النقال ليعلم ماذا يجري في الخارج ... لذا حين كان احدنا يضطر للسفر الى المحافظات الشمالية (اقليم كوردستان) للاتصال بابنائنا واقربائنا الموجودين في الخارج حين يعود تراه يتحدث باعجاب لانه رأى مواطنا بسيطا في جيبه الهاتف الخلوي او انه رأى صحنا يلتقط مئات المحطات ونحن في العاصمة لا نملك الا قناتين تبث لنا ما لديها بعد صقلها باعلانات تذكرنا بوقت الصلاة وصورة الرئيس ...  وان اراد احد اولادنا القدوم الى العراق لمشاهدة اهله او من اجل الزواج كان عليه إما ان ياتي الى الاقليم او الى دول الجوار ويضطر اهله للسفر هناك  ... رغم كل ذلك كان لنا شعبا يعج بالعلماء والادباء والفنانين الذين تراهم دوما يتفوقون على اقرانهم في المحافل وكانت انديتنا والمراكز الثقافية كاتحاد الادباء والمجمع العلمي وملتقى الرواد وبيت الحكمة وبعض المقاهي في المتنبي و.. وجمعية اشور ونادي بابل والمركز الثقافي المسيحي (سنتر) و.. في بغداد ونادي نوهدرا في دهوك والنخبة المثقفة في بغديدا والقوش وعينكاوة  واندية اخرى ... بمثابة القلب النابض وهي تتحدى كل الازمات فكانت جمعية اشور بثلاثائها الثقافي ومهرجاناتها وكذلك نادي بابل الكلداني ونادي نوهدرا وبغديدا والقوش وعينكاوة و.. تعج بالادباء والفنانين والمثقفين يحيون انشطتهم من جيبهم الخاص ولا يفكرون ان كانت أسرَتهم من الاسفنج او من السجاد وتعلمنا وسيلة لطبع نتاجاتنا على حسابنا الخاص من خلال طبع عدد محدود من النسخ وتوزيعها بيننا وربما بعض النسخ الى خارج العراق ...يتبع

156
الاخ احيقر الجزيل الاحترام
في البدء استغرب كثيرا مما اقراه في الصحيفة فيما يخص الانتقادات والمداخلات الموجهة للكنيسة لذا اود ان اطرح بعض الملاحظات :
1-   من جانب لا نحبذ تدخل الكنيسة في الشأن السياسي الا اننا نجيز لانفسنا للتدخل في شؤونهم الكنسية باستمرار وبهذا نكون نكيل بالمكيالين .
2-    يبدو لي من خلال مداخلاتك وكانك تنظر الى الكنيسة الانجيلية وكانها مخرجنا الوحيد متناسيا ما أل الينا من مذابح وكان لاتباع تلك الكنيسة دورا لا يقل عن دور الحكومة العثمانية ومن خلال ما قرأته وتلمسته يبدو لي ان لهذه الكنيسة مهاما هي جزء من السياسة البريطانية الامريكية في السابق وهناك شواهد تثبت لي علاقتها بالسياسة العراقية من خلال ما شاهدته مما قدمه رئيس تلك الكنيسة في مؤتمر كنائس الشرق الاوسط الذي انعقد في نهاية التسعينات في فندق بابل في بغداد حين اعتلى رئيسها المنصة ليمدح علاقته بالرئس صدام ودور الحكومة العراقية من الدعم... وسمعت ايضا من بعض المطارنة بإناطة مهام التجسس على الوفود الكنسية المشاركة في المؤتمرات الكنسية خارج العراق بشخص ممثل لتلك الكنيسة الذي كان يقدم تقاريره باستمرار... فضلا ما كنا نشاهده في بغداد من الحرية الممنوحة لاتباع هذه الكنيسة يفوق على ما يسمح له للكنائس الاخرى
3-    منذ الاربعينات وليومنا نجد ان هذه الكنيسة تستفيد من الازمات الحاصلة فتتسارع بتقديم مساعدات تفوق ما تقدمه الكنائس الاخرى بسبب العدد فتراهم ينتمون لتلك الكنيسة وحين تسالهم عن الدافع سيقولون انهم يقدمون امتيازات تفوق ما تقدمه الكنائس الاخرى .
4-   نعم ان لارسالية هذه الكنيسة الفضل لما قدمته من جهود مشكورة في نشر تراثنا وفتح مدارس في ايران ولكن علينا ان لا ننسى دور الارساليات الاخرى .
5-    لنفرض لو كانت كنيسة اخرى هي التي انسحبت من المجلس هل كنا سنجد هذا الكم من الانتقاد؟
6-    من الامور الغريبة كنت اجد الكثير ممن كانوا يمدحون ويقدسون البطريرك ساكو من جميع اتباع كنائسنا لدوره الفعال على الصعيد القومي والمعنوي قبل تاسيس الرابطة الا انهم تراجعوا 180 درجة بعد التاسيس فكيف نقرأ ذلك ؟
تحياتي

157
الزميل انطوان الجزيل الاحترام
على مدى اكثر من 10 سنوات ونحن نتحدث عن رفع التجاوزات وخصوصا ايام الانتخابات والنتيجة هي ؟؟؟ فعلى سبيل المثال منذ سنة 2004 قدم اهالي ديرابون عشرات المذكرات الى المسؤولين بدءً الى قمة الهرم نزولا الى مدير الناحية ومنها مذيلة بتواقيع اهالي القرية لرفع التجاوز عن ارضهم ولم يحصل شئ وأشعروا اهالي القرية جميع الوفود القادمة من مجلس الكنائس وغيره بالتجاوزات وأشعروا احزابنا وممثلي شعبنا في البرلمان بذلك واخيرا قدموا مذكرة لغبطة البطريرك للتدخل في رفع التجاوزات ونحن نسمع باجتماعات احزابنا ومناقشتهم حول موضوع التجاوزات وبعد كل هذه المحاولات كانت النتيجة ارتفع عدد المتجاوزين على قريتنا ضعف ما كانوا في السابق وهكذا الحال في قرية قرولا وحيث يحتفظ مختارها السابق بالعديد من المراسلات والنتيجة ؟؟؟ وكذا في قرى اخرى عديدة فبدلا من ان نسأل الاخوة هل علينا ان ننتظر حتى يترك اهالي هذه القرى قراهم ليتحجج المسؤولين بالقول لمن نعيدها ... وانت تتحدث لماذا لم يذكر اسم الاخرين ؟ وهذا لا يعني بانك لست محقا بل ما نفع من ذلك ... تحياتي

158
من يوميات مهاجر سوريايا يتأبط حقيبة سفره
-6-
نزار حنا الديراني

  كنا نعتقد انها نهاية الحرب الا انها كانت اعادة تنظيم لحرب اكبر واشرس منها ... يبدوا ان نصيبنا في الحياة ان يكون لنا وطن حكومته تغتال دوما العلم ولا تفكر الا بالحروب .... وطن حكومته تجبر طلابها ان يحفظوا شعارات جوفاء بدلا من نشيدها القومي ... ما ذنبنا نحن ان نجبر على حروب لا ناقة لنا فيها ولا شاة ... لم تمر الا سنتين واذ بقواتنا تجتاح الحدود العراقية الكويتية لتنتهك حرمة بيوتها وتنهبها لتمتلئ شوارعنا بالسيارات والبضائع المسروقة ... اي مستقبل لاولادنا وهم يسمعون بالغنائم واولاد قادتنا وضعاف النفوس المتواجدين في الكويت يتباهون بشاحنات من الغنائم التي نهبوها ابائهم او اشقائهم من الدور والمؤسسات الكويتية لتبيعها ، فكثير منهم قفز من خط الفقر ليحل في خانة الاغنياء ... لا زلت اتذكر احد الزملاء العائد من الكويت كان قد جلب معه انواعا من المشروبات الكحولية لم نسمع حتى باسمائها .. وكانت الجالية الفلبينية الموجودة في الكويت كعمالة تفرش ازقة بغداد لتبيع ما لديها وتعود الى ديارها .. وبعد اشهر قليلة استطاعت امريكا ان تحرك كل دول العالم لتتجه لمعاقبة العراق وشعبها وتجبرنا مدمراتها التي كانت تزلزل الارض لنتأبط من جديد حقائب سفرنا ، لنترك بغداد العاصمة ونتجه الى قرى اكثر أمانا ان كانت في ضواحي ديالى او نينوى او ... وحتى سكان اقليم كوردستان تركوا مدنهم باتجاه تركيا او ايران خوفا ان تجتاح قوات صدام حسين مدنهم بالكيمياوي ... وبفضل عشقنا للحروب صارت الصواريخ الامريكية تدك مؤسساتنا والقصور الرئاسية فتهتز بغداد وتدمرها ، ولاول مرة نجد صواريخ تحوي تقنيات الكترونية هائلة الى حد كان الاعلام الحربي العراقي يعتقد انها اجزاء لطائرات اسقطها سلاحه الجوي لذا كان يصرح بانه قد اسقط كما من الطائرات ... وبفضلها استطاع السلاح الجوي الامريكي ان يشل البنى التحتية للبلاد لينتصر على شعب يحلم دوما بمفردات سلمية ليُعَرف فيها الوطن والوطنية ...  وبعد فترة قصيرة خرجت القوات العراقية من الكويت... وفي الطريق كانت مجاميع المعارضة تفترس جنودنا الفارين لتنتقم هي الاخرى منهم وتجبرهم ان تردد عبارتها الشهيرة ( لا ولي الا علي ... نريد حكومة جعفري ) ، والكثير من قوات الجيش اضطرت للاستسلام لترسل الى المخيمات التي اعدت لها في السعودية لتذوق طعم الذل وهي تحلم بالسفر عبر الطائرات الامريكية الى قارات اخرى ، واصبحت القوات الامريكية على بعد عدة كيلومترات من بغداد ... انتهت الجولة الاولى من الحرب سماها البعض الجولة الاولى من اللعبة لانه كان يتساءل لماذ توقفت هذه القوات والتي كانت بأمرة القائد شوارسكوف زحفها الى بغداد وتعود الى دول الخليج لتترك القوات العراقية وخصوصا الحرس الجمهوري لتتجه نحو المحافظات الجنوبية لتلقن اهل الجنوب درسا قاسيا فامتلئت الشوارع بالجثث .. انتهت الحرب او لنقل القصف وعدنا الى بيوتنا من جديد وحقائبنا تلازمنا واعيننا تتجه نحو الهجرة ولكن كيف ؟؟؟؟   
مقابل ذلك استحصلت امريكا ومن معها موافقة الامم المتحدة لجعل المحافظات الشمالية ( دهوك ، اربيل ، سليمانية ) منطقة آمنة محمية تتجمع فيها المعارضة العراقية ، فاصبحت اقليما مستقلا ... فكرنا ان نستغل الفرصة ونعود الى قرانا ولكن اصطدمنا بواقع مرير حين علمنا بالقرار الحكومي بعدم الجواز للسيارات ان تجتاز السيطرات الحكومية متجهة نحو الاقليم لذا علينا ان نقطع المسافة المحصورة بين السيطرتين مشيا على الاقدام بمعنى لا يحق لنا حتى ان ناخذ معنا صديقة العمر حقيبتنا ونحن نعلم ان بيوتنا مهدمة وفي هذه الحالة استغل الاخوة الكورد والايزيديين ترك العوائل العربية ( التي جاءت بها الحكومة من الوسط والجنوب بهدف التعريب ) المنطقة لتجتاح دورهم وتحتل قرانا لتسكن فيها وتتقاسم اراضينا لتضع حدا لاحلامنا ... ومن منا كان يريد ان ياتي الى الشمال عليه ان يغتال كرامته حين يعبر سيطرة الجيش العراقي وهي تجرده واخيرا سمحت له ركوب السيارات الكبيرة (اللوريات) ولكن في الخلف اي البدي لا في القمارة لاجتياز المسافة المحصورة بين السيطرتين حقا كانت وسيلة لاغتيال الكرامة  ....
يتبع

159
الزميل والاديب حنا شمعون الجزيل الاحترام
شكرا لما سطرته اناملك من شعور وكلمات تفوق لما بذلته من جهد ... نعم وبموجب ما قراته من ملاحم ودراسات اقول فعلا كان وليم دانيال موفقا في ملحمته ولو كان موجود الان بيننا واعاد صياغتها بلغة اليوم لكانت تحفة رائعة ... وفيما يخص الفن الملحمي اقول من اجل فهم الملحمة يجب فهم فكر الشاعر والظروف المحيطة به ومصادر ثقافته فعلى سبيل المثال لو درسنا ملحمة كلكامش المكتوبة قبل اكثر من خمسة الاف سنة من الناحية التفسية اي السايكلوجي نجد ان كاتبها كان قد سبق علماء اليوم في تحديد مفهوم الجنس بمعنى الانساني وكذلك مفهوم التوازن في القوى وامور اخرى كثيرة ... تحياتي لك

160
من يوميات مهاجر سوريايا يتأبط حقيبة سفره
-5-
نزار حنا الديراني
 

  طالت المعركة كغير عادتها ولا زلنا نحلم كبقية البشر ان يكون لنا وطنا سماءه صافية في الصيف ومحملة بالغيوم شتاءً ... وطن حين تهب الرياح فيه تدغدغ وريقات الازهار لتحمل الينا رحيقها .. وطن تعانق اشعة شمسه قطرات المطر في الربيع .. لا وطن اصبح حديثنا اليومي فيه اسماء الشهداء والجرحى والاسرى ... لا وطن تلامذته تتسابق فيما بينهم في الرسوب لانها تخاف التخرج والتوظيف في ساحات القتال ... حين كنا صغارا وننظر الى السماء ليلا وهي تعج بالنجوم كنا نحلم بوطن لا يجبر معلموه التلاميذ على حفظ ما لا يؤمنون فيه .. لا وطن طلابه نسوا اسماء الشعراء والاطباء والفلاسفة وعلماء الذرة والالكترون ليتعلموا اسماء الاسلحة والمفخخات ...
اتذكر يوم كنا في مهرجان المربد كان صحفيونا يطالبون المشاركين ان يكتبوا كلمة قصيرة يصفوا بها شعورهم بالحرب .. صمتت اديبة عراقية مغتربة اسمها ( ديزي الامير ) لتقول لي عن ماذا اكتب ؟ كنا نحن الادباء في ملاجئ لبنان والحرب مشتعلة نتحدث عن الحداثة في الشعر والقصة و ... ونسمع عن باخرة رست وهي محملة باطنان الورق ... الا اني هنا لا اسمع حديثا الا وكان عن الشهداء والجرحى والوقوف طوابير امام المؤسسات الحكومية لشراء بعض حاجياتنا باسعار مدعومة ... فكيف لعقلي ان يمدني بمفردات الكتابة !!!! 
وفي الشارع كنت بحاجة الى تلسكوب لتجد شابا عراقيا بين العديد من العمالة المصريين باستثناء الطلبة والاطفال ... طالت المعركة وطال معها بؤسنا .. كم من مرات كنا نتجمع تحت الخيمة لنعزي عائلة شهيد واذ بنا نسمع بخبر استشهاد الاخر فنتسارع لننصب خيمة جديدة... ما الذي يحمله العراقي في ذاكرته غير هذا المأساة هل يستطيع احدنا ان يصف جمال وطنه وهو لا يرى فيه الا المأساة ... هل يستطيع شبابنا ان يصفوا شعورهم بالوطن إلا ان يصفوا لنا مأساتهم في ساحة القتال او بطولاتهم في الهروب من ساحات القتال ليسلموا جيوبهم ومصيرهم بيد مافيات التهريب ويكونوا وجبة دسمة للبراري او حيتان البحر ... هل لك ان تتصور ما يوحي لك الوطن وانت تسمع عن عائلة تهرب من جحيم الحرب لتحضن باكملها مصيرها المشؤوم في البحر وهي تغرق ... من منا لم يتذوق مرارة الهجرة ان كان في دول المهجر او في وطنه .. ومن منا في المهجر لا يتقاسم الذل والحنين والقلق وهو يتساءل هل من المعقول وانا ضحيت بشبابي وعمري خادما بلدي واليوم انتظر من دولة اخرى لتصرف لي معاش شيخوختي ؟؟؟ وهل يعقل ان اخاف ولو احلم يوما كي اتنفس هواء وطني لاني اصبحت هاربا ومجرما ومطاردا لدى سلطة وطني ؟؟؟ عندما ننظر الى ذكرياتنا نجدها دائما ملازمة لحقيبة سفرنا فاغتيلت طفولتنا وبرائتنا وقصرت لدينا فترة المراهقة والشباب لنقفز سريعا ونتقمط الكهولة ونحن لا زلنا في ريعان شبابنا .. ومع هذا كانت مؤسساتنا الثقافية والاجتماعية تعمل لتشعر الاخرين باننا لا زلنا نتنفس الوجود ... ورغم كل ذلك انتهت الحرب كعادتها لا غالب ولا مغلوب وعيوننا تنظر الى قرانا عسى ان نعود اليها ونتمتع ما بقي من اعمارنا بجمالها ونعيد رسم مناظرها الخلابة او نجدد قصائدنا ورسوماتنا وتعابير كتاباتنا ولكن ... كتب علينا نحن العراقيون ان نحلم ونحلم ونحلم... واخيرا نحلم بان لا نحلم من جديد .. لا زلت اتذكر حفل زفافي الذي تزامن مع انتهاء الحرب كيف كان النادي يعج بالمئات وهم يلتهمون الفرح بحماسة شديدة ، وكيف لشبابنا لا يفترس تلك اللحظة ويقظمها بين اسنانه والفرحة فرحتين ؟؟؟ ولكن هل ستطول الفرحة ام ستغتال من جديد؟؟؟


161
الاخ احيقر الجزيل الاحترام تحية لجهودك في عرض بعض الحقائق المهمة في تاريخ مسيرتنا الطويلة وما رافقتها من اضطهادات ولكن اذا تمعنا في ما موجود بين الاسطر سنتاكد بان الهدف كان
1-   سياسي      2- وضع حد للزحف الكاثوليكي   3- الاتحاد بين الكنيستين اي الانصهار مذهبيا لا قوميا
والا ماذا يعني ان نقول :
( ... ان هدفنا في ارسال  كاهنان ،  ليس لجذب هوءلاء المسيحيين الى الشركة مع كنيسة انكلترا .... ولكن لتشجيعهم في تحسين شوءونهم الدينية ، وتقوية الكنيسة القديمة ، والتي بسبب ما تعانية من الجهل ذاتيا ومن الاضطها د الخارجي فانها لا تستطيع ان تصمد لوحدها لفترة اطول حيث انها و بدون بعض المساعدة لا بد لها ان تستسلم  في النهاية. وعلى مضض الى المنظمات الخارجية العاملة في وسطها،...) اليس هذا دليلا قاطعا لما تصبوا اليه هذه البعثة ؟ أليس اجحافا بحق كنيسة رسولية قديمة ان ننعتها بالجهل ؟ ماذا تعني ان تستسلم ولمن الا يعني الكثلكة؟
وكذلك عبارة (نحن  مع شروط اقرب الى الاتحاد ، حيث ان كهنتنا سيوعظون في كناءسهم ، و يحتفلون بالاسرار المقدسة وفق العقيدة الانجليكية ...)
كيف كانت تفهم الكنيسة الانكليكانية الاتحاد وهي تفرض كما تقول شروطها ... وماذا يعني ان يقدس كهنتهم في كنائسنا وفق العقيدة الانجليكية ... الا يعني حملنا على ترك معتقدنا كليا والاخذ بمفاهيمهم ؟؟؟ ثم ماذوا يقصدون بعبارة (لا يمكن ان تكون  هناك اي شراكة مع الكلدان حتى يقبلوا مجمع افسس  ...) الا يعني ذلك رسالة واضحة الى التدخل من اجل عدم التقارب والتفاهم بين شطري الكنيسة الواحدة ...
والسؤال الاهم الم يكونوا الانكليز بكنيستهم اول من قدم رؤوس الاشوريين قرابيين على المذبح المقدس من اجل مصالحهم ...


162
الزميل اخيقر شكرا لشعورك وغيرتك على تراثنا وكن على ثقة بان لنا ادباء وكتاب يمكن ان يسجلوا حضورهم عالميا لو توفر لهم المجال او على الاقل لو كان لنا نقاد ومترجمين لترجمة اعمالهم الى لغات اخرى والعمل على تامين مشاركتهم في ندوات ومؤتمرات عالمية كم اتأسف عندما يحضر من ليس اختصاصه في ندوة ما بسبب لان هناك من رشحه لسبب او لاخر ... وكم كنت اتاسف عندما اسمع زملائي من القوميات الاخرى يتحدثون عن دور مكاتب احزابهم في الخارج لمد جسر بينهم وبين ادباء الشعوب الاخرى
الزميل واللغوي البارع في حقل الصوت الذي نشر تعقيبه سهوا في مكان اخر شكرا لك كل ما اعمله هو لفت الانتباه باننا شعب لازلنا على قيد الحياة ولنا قلب نابض ... في مشاركاتي في مؤتمر القاهرة حالفني الحظ ان التقي بعض الطلبة من الدراسات العليا وطلبت منهم ان يختاروا لمواضيع اطاريحهم من الادب السرياني المعاصر لان لغتنا وتراثنا وادبنا لا يزال يتنفس الصعداء الا ان غالبية بحوث المستشرقين تراهم يتعاملون مع ادبنا كمادة تراثية وبالاخص لاهوتية وكاننا شعب لا وجود لنا اليوم لذا نحن جميعا بحاجة ان نتكاتف لالفات نظر الاخرين بان قلبنا لا يزال ينبض فشكرا لكم وللاخرين

163
من يوميات مهاجر سوريايا يتأبط حقيبة سفره
-4-
نزار حنا الديراني
 
كبرت وكبرت معي احلامي ومعاناتي وعلومي ... في قريتي كنت قد تعلمت حين اكتب الانشاء او ارسم لوحة رسم ان أزينها بانواع الازهار والطيور وزقزقة العصافير وقوس قزح بالوانه الجميلة .. الا اني في بغداد وحيث فضائها الواسع جعلنا نسمع ونقرأ عن القضية الفلسطينة ومصطلح الامبريالية الامريكية والعدو الصهيوني والقائد الامثل و.. مثلما كنا نسمع ونشاهد بطولات كأس العالم والاولمبياد فعشقنا دولا جديدة بسبب فريقها الكروي مثل البرازيل وفرنسا والارجنتين و... والحمد لله كانت لنا مراكز ثقافية الى جانب دور العلم فانتهلنا منها ثقافتنا وعرفنا اهمية اللغة والتراث والتاريخ ... فمن دونهما لا هوية لنا ... ولكن رغم كل ذلك لم تستطع بغداد او الغرب ان يسلبوا منا عشقنا لقريتنا بل على العكس ازداد حبنا حين عرفنا معنى ان يكون لك بيتا وارضا لتعرف كيف تُعرف الوطنية ، فهل لأحدنا ان يقول انا مواطن وهو لا يملك ابسط مقومات المواطنة ... وكيف لنا ان ننسى القرية ان كان التلميذ حين يطلب منه المعلم ان يرسم تراه يتسارع لرسم مظاهر قريته او ان يكتب انشاءً في القرية والارض وهكذا كانت قصائدنا ولوحات رسمنا تعج بدعائم القرية قبل ان تحل علينا سنة 1980 ويرغمونا ان نتعلم رسم البدنقية والدبابة وارض المعركة ونتعلم الخط لنخط الواح الشهداء على حيطاننا الناصعة لنجعلها حزينة بقطع الاقمشة السوداء التي نخط عليها ... نعم حين انتهت الحرب الداخلية الطاحنة بين الجيش والبيشمركة قلنا الحمد لله ربما نعود من جديد لنعانق جمال قرانا وتنفسنا الصعداء وكانت فترة نهاية السبعينات جميلة وقدمت الشركات الى العراق لتوفر فرص عمل جميلة ، بدأ البعض (وخصوصا الموظفين) بجولات سياحية داخل وخارج العراق ، وكانت المؤسسات الثقافية والاجتماعية تستقطب روادها ... كل شئ كان جميل رغم اننا كنا نتحسر نسيم القرية وصوت مياهها وزقزقة عصافيرها وارضها الطيبة ... والحق يقال مثلما نشطنا في هذه المؤسسات كنا نشيطين ايضا في جامعاتنا ، كانت لنا لقاءات وسفرات وجلسات و... كانت انديتنا تتسابق في انشطتها وامسياتها الجميلة تأملنا خيرا ، بدأ البعض منا يشتري لنفسه بيتا او سيارة او محلاَ صغيرا يعمل فيه .... احيانا كنت اتساءل مع نفسي لماذا تغير اسم بلادي من ( بلاد ما بين النهرين ) الى (العراق ) ويتقاسم مع (العركة) الحروف ويصير هو والمعركة توأمين ... انتهت فترة الانتعاش بسنواتها الثلاثة مسرعة كسرعة الغيوم وهي تجر أذيالها وقبل ان نستكمل رسم احلامنا ونتذوق طعم تخرجنا لان الحرب العراقية الايرانية داهمت ابوابنا وملأت الحيطان بلافتات سوداء تعلن عن اسماء الشهداء ـ أي مكان العزاء والتوشح بالسواد ... كنا نتساءل ما ذنب الاطفال حتى يبقوا بدون أب وما ذنب النساء ان يبقوا بلا زوج او أبن ... كم من نساء ترملن وهن في شهر العسل!! ربما احدهم يتساءل لماذا يجد وجوه العراقيين بصورة عامة شاحبة وكئيبة ونقول كيف لا تكون وبلدنا قد فاق بلدان العالم بعدد الانقلابات واطماع الغزات فمنذ سقوط الدولة الكلدانية والعراق يخرج من احتلال ليدخل الاخر ويخرج من حرب ليدخل اخرى ... ونحن يتوجب علينا ان ندفع حصة الاسد ففي جميع الحروب التي شهدها التاريخ ان كانت بين الفرس والرومان او العرب والغرب او الاكراد والعرب او ... وحتى يومنا ، حين يخسر أحد الفرقاء المعركة يشفي غليله بنا !! ثمان سنوات بنهارها ولياليها ونحن نتقاسم المأساة وتتحول أعيننا من جديد الى سحابات تغسل الارصفة وبلاط بيوتنا بقطرات من دموع امهاتنا الصافية كحليبهن ، ان كنا نودع شهيدا او عزيزا وهو يتابط حقيبة سفر بحجم جيبه ليستطيع ان يتسلق الجبال هاربا من السيطرات العسكرية او مراكز الحدود قافزا من خط لاخر بعد ان يسلمه المهرب لاخر .... من منا لا يتذكر كيف كنا نقفز حين نسمع جرس الباب يرن ونحن لا ندري ان كان عزيزاً علينا قد عاد من جبهات القتال مجازا او جريحا او .... وربما كان الطارق ازلاما يبحثون عن طالبا او عجوزا لخطفه وإلحاقه الى معسكرات الجيش الشعبي او فدائيوا صدام او اشبال عدي او جيش القدس او .. وأو .. ما اكثرها لتزداد مأساتنا... كم من ليالي كان البعض يضطر لترك بيته والنوم عند اقربائه حين يسمع بانهم قرروا تشكيل لواء من الجيش الشعبي او ...
يتبع


164
تحياتي للاستاذ عبد الله رابي والاخوة المتحاورين اسمحوا لي ان اقول من خلال معاشرتي للسادة الاجلاء يبدوا لي انهم انهم ( عذرا ساقول ) دائما يتحاورون حوار الطرشان ويجتمعون كالاخوة الاعداء وذلك :
1-   على سبيل المثال في عام 2003 طلب من كل كنيسة ان تنتخب ممثلا لها من العلمانيين للمشاركة في مؤتمر عقد في الكنيسة الكلدانية في شارع فلسطين ، وحين حضرنا الاجتماع وكان هناك العديد من الاساقفة ورجال الدين تبين لنا ان الموضوع غير مدروس وكانت هناك فوضى في اختيار رئاسة المؤتمر .. واشار المطران شليمون وردوني في كلمته ان مسؤولي الكنائس اتفقوا الانسحاب من الساحة السياسية ويختار بدلا عنهم لجنة من العلمانيين لتكون ناطقة ...وعلى كل كنيسة اختيار ممثليها ... بعد ذلك تم انتخاب لجنة من الكنيسة الكلدانية وكنت احد اعضائها وتحركنا على بقية الكنائس لسرعة تسمية ممثليهم وتفاجئنا بان الجميع رغم كونهم حاضرين في اللقاء الاول بانهم لم يتفقوا على ذلك وكل كان قد فهم الموضوع حين توزيع الكعكة ( يطلب منهم تسمية اشخاص لمناصب حكومية ..) ورغم ذلك استطعنا اقناعهم لتسمية ممثليهم وتشكيل المجلس القومي ...
2-    بعد المؤتمر القومي الذي عقده زوعا مع منظمات واحزاب اخرى وطالبوا بالادارة الذاتية التقت جريدة الصباح ( على ما اظن ) بالمطران شليمون وردوني لبيان رأيه حول موضوع الادارة الذاتية... نشرت الجريدة الخبر فبدلا من تقول رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم قالت رئيس المسيحيين في العراق والعالم .... فتسارع اعضاء مجلس اساقفة العراق ( على ما اتذكر هكذا كان اسمه ) لاصدار بيان استنكار ... حاولنا احتواء الموضوع باعتبار خطأ اعلامي غير مقصود الا اننا تفاجئنا بان البيان قد ارسل الى جريدة الصباح
3-    رغم ان الكنائيس ارسلت ممثليها الى المجلس الا انهم كانوا يقفزون على المجلس في كل قراراتهم بدلا من دعمه


165
شكرا جزيلا لمقترحك بالحقيقة لقد كتبت من خلال سيرة حياتي ما تذكرته من المآسي وما بذله الغيارى من جهد في مسيرة هذا الشعب وحتى يومنا ... كثيرا ما اطلب من الزملاء وخصوصا الذين عملوا ويعملون في العمل السياسي ان يوثقوا ذكرياتهم بامانةمن خلال كتابة سيرتهم ومعايشتهم للاحداث لتكون مادة مهمة للكتابة والتوثيق للاجيال القادمة املا ان يلبى طلبنا ولك مني الف تحية

166


ملحمة قاطيني ܩܜܝܢܐ Kateni للشاعر وليم دانيال

نزار حنا الديراني

يرى ش. أوتران  ان الملحمة تظهر في نهاية عصر الثيوقراطية المقدسة THEOCRACY (الدولة التي تزعم انها تحكم بموجب قوانين سماوية) وان للادب الملحمي قبل كل شيء جذور كهنوتية . لقد الف هذا الادب في المعابد على اعتباره جزءا من مراسيم الطقوس، ومن التراتيل، وهو غني بدرجة كبيرة بالعناصر الاغيوغرافيةHAGIOGRAPH(شكل من اشكال الادب الكنسي المخصص لوصف الشخصيات التي تعتبر مقدسة) وهكذا يربط اوتران اصل الادب الملحمي ليس فقط بالدين بل وبالثقافة الاكليريكية.
اما هيغل فيرى ان الملحمة الحقيقية تقع في فترة وسط عندما يكون الشعب قد استيقظ ولم يعد بليدا، يكون الروح قد قوي لدرجة تكفي لان يكون عالمه الخاص، وعلى العكس فكل ما يصبح في النتيجة عقيدة دينية صلبة او قانونا اخلاقيا او مدنيا سيبقى هاجسا حيا غير منفصل عن الفرد بذاته، هذا بينما تستمر الارادة والاحساس في عدم انفكاكهما عن بعضهما.
اذا كانت الحاجة الى الملحمة  في السابق  تنشا في الوقت الذي ينحل فيه عالم ما، فقد كتب الانسان العراقي ملاحمه عندما راى ان المسافة بينه وبين الالهة قد انحلت، لابل اصبح الانسان العراقي القديم يتحدى الالهة، وكان هذا التحدي  تبريرا ملحميا صرفا نابعا من المطامح والقوى غير المحدودة ومن عدم الرغبة في التراجع حتى امام الالهة، وفي تحدي كلكامش للالهة- كلكامش الذي كان ثلثاه اله- معنى اكثر عمقا. وهكذا فهو يرفض حب الالهة عشتار ويتحدث بازدراء عن تصرفاتها غير اللائقة يجنح كلكامش ضد حقيقة ان الانسان رغم انه يمكن ان يصبح كشخصية بطولية اجدر من الالهة، الا انه رغم ذلك يبقى كائنا فانيا بالرغم من انه(كلكامش) في النهاية يصبح احد آلهة العالم السفلي.
وهكذا كتب هومر ملاحمه بعد انقضاء عصر الاغريق الذهبي، فالالياذة تعكس عالما دمرته الحرب عبثا وهو يتوجع بين الانتقام والغفران. اما بطل الاوديسا فهو يفتش بيأس عن مهرب من احكام طروادة ويجد سبيله الى مأواه وبالطريقة نفسها كتب دانتي الكوميديا الالهية عندما انهارت العصور الوسطى وهي في سبيل محاولتها الرائعة في التوفيق بين الايمان والعقل، وقد رافقها انهيار في النظام الاقطاعي الى جانب النظام اللاهوتي والكنسي. وفي القصيدة الملحمية(النشيد العام) لبابلو نيرودا التي كتبها اثناء فراره من خلال حواجز فقراء تشيلي يعبر فيها عن الصراع البشري المكروب من اجل الخبز والحرية والعدالة. وبالمثل ينهمك ازرا باوند في اناشيده Contas بالصراع الناشيء عن كرب الانسان العصري الحقيقي.
اما وليم دانيال الذي كتب ملحمته قاطيني(ܩܜܝܢܐ - Kateni) في عصر بدات البحار من جميع الجهات تغزو سهوله، انه شعور بالضياع، ضياع شعب له اكثر من مقومات تؤهله للبقاء.
اذا كانت الملحمة  وحدها التي جعلت من الشاعر منذ البداية باحثا ورائيا وقاصا، يجمع حكايات واساطير الالهة والابطال في قصص جارفة تشكل وحدة من الرواية والملحمة، اما اليوم فالسؤال الذي يطرح نفسه، ماهي وظيفة الشعر الملحمي في وسط التشويش الاخلاقي والقنوط الروحي والسياسات المبنية على المصالح والتي هي بمجموعها نتيجة هذا الادب؟ ماذا يستطيع الشاعر الذي يفتش عن التفاهم لا القوة، عن السلام لا الحرب ان يفعل ؟
عند دراسة قصائدنا التي تصنف ضمن هذا الحقل نجد ان الكثير منها تعتبر مدخلا الى قصيدة ملحمية متكاملة، اي انها تعالج جانبا من جوانب الملحمة باستثناء ملحمة قاطيني للشاعر وليم دانيال التي تعتبر ملحمة شعرية بمعنى الكلمة كونها :
1- الشاعروليم دانيال يحيا بجماع نفسه في الظروف والشروط التي يصفها، ويشاطر العصر الذي يتغنى به معتقداته وطريقته في التفكير.
2- لا يدخل على عرض موضوعه الذي يؤلف الاساس الموضوعي لقصيدته، اي يتعين على الشاعر بصفته ذاتا يتوارى امام ابداعاته ان يصور لا ذاتية الشاعر، بل وقائع واحداثا عينية. فعلى اناه ان تبقى مستترة، بقدر ما يكون غائصا في العالم الذي تتوالى احداثه على مراى منا. مما ينبغي ان يكون ظاهرا هو النتاج وليس الشاعر. اي ان المنشد ليس هو الذي يقدم العالم المتموضع برسم الحدس، الروحي ويرسم الشعور باعتباره تمثله الذاتي والمعبر عن شعوره الحي الخاص، وانما الراوي- رابسودRhapsod  هو الذي يتلوه بصورة آلية، عن ظهر القلب، بواسطة كتلة مقطعية تتوالى باطمئنان على نسق واحد وكانه واقع مقفل خارجي عنه، باعتباره ذاتا، واقع اجنبي لا يجوز له ان يتماهى واياه الى حد تشكيل وحدة ذاتية معه. فان انفصمت الصلة بين الشاعر وحياته وتمثلاته الواقعية والراهنة من جهة اولى، وبين الاحداث الملحمية التي يصفها، من الجهة الثانية، تفككت قصيدته وفقدت لحمتها.
عند دراستنا لهذه الملحمة نجد ان الشاعر يتكلم عن شيء حدث في الماضي لذا نراه يستعمل دائما الضمير الغائب:
ܒܚܕ ܙܒ݂ܢܐ ܡܢ ܙܒ݂ܢ̈ܐ ܒܐܬܪܝܢܝ݂ ܛܘܪܝܐ
ܚܕ ܡܠܟ ܚܝܠܢܐ ܒܐܝܕܗ ܝܗܘܐ ܫܘܠܛܢܐ
ܬܐܘܡܐ ܝܗܘܐ ܫܡܘܗ ܗܘ ܡܠܟ ܕܐܬܘܪ̈ܝܐ
ܠܕܝܘܢܘܗ ܟܫܠܡܝ݂ ܝܗܘܘ ܒܢܝ̈ ܕܫܬܐ ܘܛܘܪܐ
في زمن ما، في ديارنا الجبلية
كان هناك ملكا قويا، بيده زمام السلطة
كان اسمه توما، ملك الاثوريين
في ديوانه يلتقي ابناء السهل والجبل
اما من حيث البنية فنجد ان لغالبية  الاثار الملحمية  شكلا شعريا او شعريا  نثريا مختلطا. لقد نظم الشعر الملحمي الهومري ببحر الدكتيل السداسي( تفعيلة شعرية تتالف من ثلاثة مقاطع صوتية يجري التاكيد على الاول) أما الشعر البابلي القديم فيتسم بالايقاع، المعتمد على النبرات ( النبرة تعني تعميق لفظ حرف علة واحد من بين حروف العلة الاخرى).
اما في الادب الملحمي للشعوب الناطقة بالتركية فتكون الابيات قصيرة ( من سبعة الى ثمانية مقاطع صوتية) او طويلة( احد عشر مقطعا صوتيا) وتتحد هذه الابيات فيما بينها  في مقاطع اوستروفات. يتكون كل منها في الغالب من اربعة ابيات. اما في ملحمة قاطيني فيتسم بالايقاع او الحركات الموزع على الدعامات (السلم الموسيقي) وقد استعمل الشاعر ابحراً قصيرة ومتوسطة وطويلة.
على كل حال ان الملحمة تتكون من جزئين:
1-   الجزء الروائي (القصصي)
 2-  الجزء الغنائي
اذا كانت الملحمة تتشابه مع قصيدة الدراما في المزج بين القصيدة الغنائية والروائية، الا ان في الملحمة (عكس الدراما) تكون القصيدة الغنائية منفصلة عن القصيدة الروائية كما سنرى لاحقا. ومن حيث الجذور التاريخية يتضح بان هناك ما لايقل عن اربعة مصادر ارتكز عليها  الشاعر وليم دانيال في كتابه  ملحمته وهي :
1- ملحمة كلكامش: تتشابه قاطيني مع كلكامش من حيث
- العدو/ الغول= خمبابا (حارس الارز)
- الخلود/ فالحشيش الذي يبحث عنه كل من كلكامش وقاطيني هو من اجل اطالةعمر الانسان..
ܟܕ ܫܸܕܐ ܒܫܢܬܘܗ ܚܠܝܬܐ
ܕܐܪܒܝ ܝܘܡܢܘܗ ܛܠܝ݂ܬܐ
 ܡܢ ܟܪܡܘܗ ܓܵܒܐ ܡܝܬܐ
ܚܕ ܚܦܩܐ ܓܠܐ ܕܚܝ̈ܐ
ܗܘ ܕܦܬܚ ܥܝܢܐ ܣܡܝܬܐ
ܒܪܝܚܗ ܪܥܫ ܐܘܦ ܡܝܬܐ
عندما كانت الغولة في نومها الجميل
حيث نامت اربعين يوما
من بستانها تختار الاموات
باقة من حشيش الحياة
يشفي الاعمى     
ومن عطره يستفيق حتى الميت
2 - ملحمة مار كوركيس: تتشابه كلا الملحمتين في مصدر الشر. هناك التنين حيث يمنع جريان الماء من المنبع الا بعد ان يحصل على وجبة غذاء، وهي عبارة عن ضحية (فداء) فتتلوث المياه  بالدماء كما يقول الشاعر في ص 29.
ܩܛܝܢܐ :
ܓܦܘܟ݂ܘܢ ܪܒܐ ܝܠܗ ܠܚܡܘܟ݂ܘܢ ܒܨܘܪܐ
ܡܝܘܟ݂ܘܢ ܩܐ ܡܘܕܝ݂ ܕܡܢ̈ܐ
ܬܪܘܨܐ ܝܠܗ ܐܢ ܐܡܪܢ ܕܢܒܘܥܐ ܡܢ ܛܘܪܐ
ܩܛܝܥܘܗ ܝܢܐ ܐܝ݂ܕܬܐ ܣܡܢ̈ܐ ܘܠܒܓ̰ܢܐ
ܡܠܟ :
 ܗܐ ܬܪܘܨܐ ! ܗܘ ܡܢܕܝ݂ ܕܫܐܠܘܟ ܐܢܬ ܐܕܝܐ
ܕܡܐ ܝܠܗ ܗܘ ܕܒܢܘܢܢ ܗܘ ܕܒܢܬܢ
ܕܪܝܐ ܠܡܕܒܚܐ ܟܘܡܐ ܦܘܪܦܝܐ ܒܝܕ ܡܝܐ
ܐܢܝ ܡܝܐ ܒܨܠܝܐ ܝܢܐ ܩܬܢ
قاطيني :
اطباقكم كثيرة، وخبزكم قليل
لماذا مياهكم مدماة هكذا
حقا ان قلت انها تنبع من الجبل
لوثتها اياد مسمومة
الملك :
صحيح ما قلته الان
انها دماء اولادنا وبناتنا
وضعت على المذبح الاسود وغسلت بالماء
تلك المياه التي تاتي الينا
3-    الانجيل: عندما يصل قاطيني الى مخبأ العدو يعرف حجم التضحية وفي اللحظة الحاسمة يتردد فيقول:
ܝܐ ܒܒܐ ܥܫܝܢܐ ܝܐ ܐܫܘܪ ܚܠܬܢܐ
ܐܢ ܠܐ ܒܥܬ ܗܘܢ ܥܠܬܐ ܩܐ ܦܘܪܩܢܐ
ܚܫܘܟ ܠܝ݂ ܡܢ ܢܓܪܐ ܗܘ ܕܦܝܫܢ ܡܘܢܟ݂ܦܐ
ܩܛܝܥ ܠܗ ܓܕܠܐ ܕܚܝܝ̈ ܩܒܘܪܝ ܓܘ ܕܐܗܐ ܓܦܐ

ايها الاب القوي... يا اشور
اذا لا تريدني ان اكون سببا للخلاص
خلصني من العذاب، الذي يكون السبب في انتكاسي
اقطع رباط حياتي واقبرني في الكهف
اسوة بما قاله المسيح لحظة الصلب
4 - الحكايات: كما يقول وليم دانيال في مقدمته من هو كليانا (الراوي):
"... كليانا! كان يذهب من قرية الى اخرى... من جبل لاخر... من مدينة ملك الى اخرى... رسالته كانت ان يروي الملاحم البطولية...". من هذا نقول لايمكن الجزم بان ملحمة قاطيني هي وحدها في القرن العشرين ونحن نتذكر كيف كان اجدادنا يقصون لنا الكثير من الملاحم امام الموقد، رغم انني لم اجد غيرها في الكتب والمصادر المتيسرة لدي ولاكثر من سبب رغم وجود ذكر لملخمة ( قصر معنو ) الا اني لم اطلع عليها .

المضمون

من حيث المضمون نجد ان احداث الملحمة موزعة على ثلاثة ابواب:
أ - الباب الاول الذي يتكون من سبع فصول، يتناول فيه الشاعر مرحلة النمو (ولادة) وهو يتكون من سبع فصول، حيث تدور احداثه حول مسقط راس البطل والظروف التي ولد فيها البطل، ثم يركز الشاعر على عملية الخلق، كيف يستطيع ان يوجه امته او ابناء شعبه للتفكير بمصير الامة، للابتعاد عن المشاكل الداخلية، وصب طاقاتهم في بناء دولة قوية تستطيع ان تسترجع حقوقها.

      ܠܫܩܠܐ ܕܬܘܠܥܐ ܓܘ ܫܒ݂ܝܠܐ ܕܚܝ̈ܐ ܠܐ ܗܘܐ ܢܝ݂ܫܘܟ
      ܒܐܗܐ ܬܗܪ ܫܘܓ݂ܠܐ ܕܪܥܢܘܟ ܒܬ ܫܗܐ ܘܠܐ ܝܪܡ ܪܫܘܟ݂
لايكن هدفك في الحياة الانتقام
بعمل كهذا ستتعب ساعديك وتتنكس راسك
وكذلك يقول:

ܠܐ ܡܘܪܡܠܗ ܐܝܕܗ ܠܐܚܢܘ̈ܬܐ ܕܒܟ݂ܬܘܗ
ܩܕ̄ܡ ܕܐܗܐ ܬܪܥܐ ܕܒܘܪܟܬܐ ܐܡܪ ܬܦܚܲܚ ܕܡܐ ؟
ܠܬܟܐ ܕܠܚܡܢ ܚܒ݂ܛܝ݂ ܒܡܪܝܪܘ݂ܬܐ ܕܣܡܐ ؟
ܠܐܗܐ ܢܘܪܐ ܟ̰ܡܥܝܐ ܩܡܘ ܕܪܚ ܢܦܛܐ
ܘܢܦܠܚ ܒܪܫ ܥܘܕܠܐ ܡܐܝܟ ܗܝܘܢ ܦܪܘܛܐ
لم يتجاسر امام اخوان زوجته
وليس من الصواب ان نسفك الدماء امام هذا الباب المقدس
ولا على رغيف خبز تمزجه بسم الزعاف
لماذا نسكب النفط على النار الخامدة
ونتصارع كالحيوانات المفترسة
ويتعمد الشاعر ان يطرح في الفصل السابع من الباب الاول مواجهة تنشب بين البطل (قاطيني) وبين قوات خاله الملك توما بقيادة خاله قوزمانو، حيث ينتهيان الى ضرورة  التكاتف من اجل دحر العدو المشترك الذي سلب منهم اراضيهم وقوتهم.
ب - الباب الثاني(الكتاب الثاني) ويتكون من ست فصول يتناول فيها الشاعر مرحلة النضوج والعمل
ܒܢܝ̈ ܐܘܡܬܐ ܣܢܝ̈ܩܐ ܝܢܐ ܠܦܘܪܩܢܐ ܡܓ̰ܠܕܘܬܐ
ܘܐܢ ܝܬܒ݂ܚ ܗܪ ܒܫܘܦܢ ܒܬܝܡܐܠܢ ܐܗܐ ܡܚܘܬܐ
ابناء امتنا بحاجة الى الخلاص
ان جلسنا مكتوفي الايدي ستنهينا هذه الضربة
وهو يتكون من ثلاث مراحل او ثلاث مواجهات
ܬܠܬܐ ܨܘܪܦ̈ܐ ܠܐܘܪܚܘܟ݂ ܐܝܬ
ܐܢܐ ܝܗܘܢ ܗܘ ܩܕܡܝܐ
ܕܬܪܝܢ ܟ̰ܠܦ ܐܪܥܐ ܘܩܝܐ
ܕܬܠܬ ܚܕ ܟܐܦܐ ܝܩܘܪܐ
ܟܣܘܝܐ ܠܚܕ ܒܝܬ ܩܒ݂ܪܐ
ܫܕܐ ܕܒܥܬ ܡܚܬ ܠܗܿ
ܚܝܠܐ ܕܬܠܬܝܗܝ ܐܝܬܠܗܿ
في طريقك ثلاث صولات
انا هي الاولى
الثانية تشق الارض والصخر
والثالثة... حجر هائل
يغطي القبر
الغولا التي تريد ان تصارعها
لها قوة الثلاث
اي:
1- صراع مع المراة العجوزة (البوابة)
2- مع الحيوانات المفترسة
3- رفع الحجر الذي يغطي القبر
ج - الباب الثالث (الكتاب الثالث)، بعد اجتياز قاطيني المرحلة الاولى (مرحلة النمو والولادة) والمرحلة الثانية ( مرحلة النضوج ) بمواجهاتها الثلاثة تاتي المرحلة الثالثة مرحلة الفعل (الصراع) وهو يتكون من سبع فصول تجسد الصراع الذي يدور بين قاطيني البطل والجنية ( مصدر الشر) التي تؤسر العديد من ابناء امته التي تستعملهم كعبيد وكوليمة للاكل ومن ثم مسح وتدهين جسمها بدمائهم الطاهرة ومن بينهم خاله قوزمانو وقواته (الخمسين) التي كانت (الغولة) تحتفل بهم لتقديمهم قرابين لها. وقد أستعمل الشاعر ذكاؤه في خلق حرب نفسية لتحطيم معنويات الجنية التي كانت تستهزء من قوزمانو ومن قواته حيث تقول:
ܩܘܙܡܢܘ ̣ ܟܡܐ ܒܓܝܪ̈ܐ ܫܵܩܢܘܟ݂
ܠܐ ܐ̄ܟ݂ܠܘܟ݂ ... ܠܐ ܫܬܐܠܘܟ݂ ܩܐ ܕܝܪܟ݂ܝ ܝܘܡܢ̈ܢܘܟ݂
ܐܝܢܐ ܒܗܝ ܕܟܐ ܝܕܥܝܠܘܟ݂ ܚܕ ܡܗܝܪܐ ܓܢ̄ܒܪܐ
ܐܘܦ ܒܝܘܡܘܟ݂ ܐ̄ܚܪܝܐ ܒܬ ܩܒܠܬ ܐܝܩܪܐ
ܓܘ ܝܘܡܐ ܩܕܡܝܐ ܕܐܗܐ ܫܗܪܐ ܚܕܬܐ
ܒܬ ܗܘܬ ܩܕܡܝܐ ܥܠ ܡܕܒܚܐ ܠܸܡܝܵܬܐ
قوزمانو... كم هزيلة هي سيقانك
ألم تاكل او تشرب لتطول ايامك
طالما يعرفونك جبارا ماهرا
حتى في يومك الاخير ستلقى الاحترام
في اليوم الاول من الاحتفال
ستكون الضحية الاولى على هذا المذبح
الا ان قوزمانو يرد عليها بالمثل ويحذرها من قدوم قاطيني ليضع نهاية لحياتها واستئصال مصدر الشر فيقول:
ܗܐ ܙܒ݂ܢܐ ܒܐܬܝܐ ܘܩܘܪܒܐ ܝܠܗ ܗܝ ܥܕܢܐ
ܒܕ ܦܝܫ ܓܘܢܒܚܐ ܐܗܐ ܡܕܒܚܐ ܨܘܢܐ
ܒܬ ܢܦܠ ܫܘܠܛܢܟ݂ܝ ܘܗܘ ܫܠܕܟ݂ܝ ܡܘܣܠܝ݂ܬܐ
ܒܬ ܨܠܝܐ ܓܘ ܥܘܡܩܐ ܘܒܬ ܕܟ݂ܝܐ ܐܗܐ ܒܪܝܬܐ
ܩܘܪܒܐ ܝܠܗ ܥܕܢܐ ܒܬ ܐܬܐ ܩܛܝܢ̈ܐ
ها هو الزمن ات
سيتهدم المذبح المفزع
سيسقط سلطانك وجثتك العفنة
ستهبط الى الهاوية وتتطهر الخليقة
قريبة هي تلك اللحظة... التي ياتي فيها قاطيني
وبعدها يصف وصفا رائعا الصراع الذي يدور بين البطل وابنة االغولة ومن ثم بين البطل والغولة التي ينتهي بفوز البطل وتحرير شعبه من نير العبودية.
ܕܪܐܠܗ ܐܝܕܗ ܓܪܫܠܗ ܣܝܦܗ ܘܫܥܫܠܗ ܒܗܘܐ ܬܪܝ ܬܠܬ ܓܗܐ
ܚܕ ܗܘܪܗܡܠܗ ܒܪܘܢܐ ܕܒܪܩܐ ܡܐܝܟ ܣܘܣܐ ܦܠܝܛܐ ܡܦܓܐ
ܒܪܬܐ ܕܫܕܐ ܠܐ ܒܣܦܪܐ ܣܝܦܐ ܡܢ ܪܗܛܐ ܦܬܠܗ
ܚܕܐ ܡܒܪܩܬܐ ܘܚܕܐ ܡܫܪܩܬܐ ܘܪܫܘܗ ܥܠ ܐܪܥܐ ܢܦܠܗ
مد يده، سحب سيفه هزه في الهواء  مرتين او ثلاث
زأر ابن البرق كالفرس الخارج من مربضه
ابنة الغولة بدون انتظار دار السيف حول نفسه
بلمعة وصليل سقط راسها على الارض
نجد ان وقائع هذه الملحمة تتلاحق وقائعها  بشكل متسلسل تثير الاهتمام بكل تفصيل من تفاصيلها وبكل لوحة من لوحاتها، حيث نجد ان الموضوع ينمو بهدوء متميز ومنسجم مع الهدف، نجد ان البطل منذ صغره يصارع الاطفال ويتعلم السيف على يد اليهودي ومن ثم يختبر مع خاله قوزمانو (الذي كان بطلا قد حاصر الموانيء) وينتصر عليهم مما يؤهله اجتياز المرحلة الاولى، ومن ثم نجد ان البطل يعمل راعيا منذ صغره كي يتعلم مصارعة  الحيوانات المتوحشة ليؤهله اجتياز المرحلة الثانية، وهكذا نجد ان الشاعر يحاول ان يخلق من بطله بطلا بمعادلة متساوية، على امه ان تجعل منه ثلاثون ضعفا لقوة والده (الذي استطاع ان يرفع رحى المطحنة) كي يستطيع في المرحلة الثالثة من رفع الصخرة (التي هي بقوة ثلاثين مرة على رحى المطحنة) من على المقبرة التي تختبيء بها الجنية.
ܩܛܝܢܐ ܝܠܗ ܫܡܘܟ݂ ܘܩܛܝ݂ܢܐ ܒܕ ܗܘܐ
ܗܘ ܫܡܐ ܙܪܒܢܐ ܠܐ ܫܒ݂ܩܬ ܩܐ ܕܡܐܸܬ
ܠܚܝܠܐ ܕܒܒܘܟ݂ ܝܪܬܬ ܬܠܬܝ݂ ܓܗ̈ܐ ܒܘܫ ܙܘܕܐ
قاطيني هو اسمك وسيبقى قاطيني
لاتدعه يموت ذلك الاسم المهيب
عليك ان ترث قوة ابيك ثلاثون ضعفا
نجد ان وليم دانيال لم يخلق بطله او ياتي به من السماء فجاة، بل اختاره من بين شعبه لابل اختار طفلا يتيما له من المواصفات ما يجعل الاخرين يستهزئون به.
ܟܟܵܗ ܐܡܪܬ ܣܟܬܐ ܕܦܬܢܝ
ܘܢܬܗ ܚܕ ܡܐܝܟ݂ ܠܚܹܦܐ ܕܢܢܝ݂
ܒܘܐ ܢܚܝ݂ܪܗ ܙܘܪܢܐ ܕܟܘܪܐ
ܢܦܚ ܕܪܐ ܚܩܠܐ ܒܢܘܪܐ
ܟܠ ܚܕ ܪܦܫܗ ܚܕ ܕܪܥܐ
ܐܪܥܐ ܬ̄ܚܘܬܗ ܒܛܒܥܐ
ܩܛܝܢܐ ܩܛܥܐ ܛܘܪ̈ܐ
ܨܕܪܹܗ ܫܘܫܐ ܕܥܘܝܢ̈ܐ
أسنانه كسكة المحراث
واذنه كلحاف جدتي
أما انفه فهو كالبوق
حين ينفخ يجعل الحقل في النار
اما الكتف فطوله ذراع
والارض تحته تهتز
قاطيني قاهر الجبال
صدره يشبه المرمر
ان اختيار وليم لبطله لم يكن اعتباطيا، فهو لم يختار اجمل الصبيان او ابن الملك، بل اختار طفلا يتيما (رغم ان امه اخت الملك واجداده وابوه كانوا من الابطال المشهود لهم). كان الشاعر يعي ما يفعله، انه يستعمل شتى الوسائل النفسية لتهذيبه بطلا، فهو يعلم عندما يحدد هذه الصفة في البطل سيكون محل استهزاء من قبل الاخرين مما يمهد له الطريق للمصارعة والانتقام.
نجد ان الشاعر قد احكم قبضته على بطله، لم يتركه يتصرف بنزواته او مزاجه الشخصي، لذا نجد شاعرنا يستعمل نوعين من الحرب النفسية على طول الخط  لتهذيب بطله، تارة يحاول العدو دحر عزيمته باستعماله الاستهزاء ليثير اعصابه وفي الاخرى شق الخلاف بينه وبين مرشده (الذي جاء به الشاعر لتهدئة اعصابه وتهذيبه). هاتان الحربان يدفعان بطلنا على طول الخط من تقوية عزيمته لاكمال واجبه . ومن اجل اتمام واجبه عليه ان لاينهك نفسه بالصراعات الداخلية، ان لا ياخذ ثاره من خواله كما لاحظنا ذلك.
ما يريد ان يقوله وليم دانيال، عندما تكون الامة في مرحلة  البناء عليها ان تصب كل طاقاتها نحو الامام.
كان وليم دانيال يعرف ان الادب الملحمي يجب ان يعبر دائما عن اهتمام عميق  بالمصير التاريخي للشعب ويتضمن مفهوما شعبيا شاعريا لماضيه، كما يوجد فيه حماس ما جماعي  ووطني في نهاية المطاف، لهذا يكون الادب الملحمي دائما تاريخيا. بمعنى خاص . لذا نجد ان الشاعر وليم دانيال يستعمل اغاني التحمس اي تعظيم بطله وشعبه:
ܐܟ݂ܠܠܝܣ ܝܘܢܝܐ ܓܢ̄ܒܪܐ
ܗܘ ܕܐܝܬܠܗܘܢ ܚܕ ܗܕܟ݂ܐ ܫܘܗܪܐ
ܘܒܗܝ ܙܝܢܗ ܫܡܝܐ ܬܘܪܟܒܬܐ
ܟ̰ܘ ܓܗܐ ܠܐ ܚܫܒ݂ܢ ܗܘܐܠܗ ܢܟ݂ܦܬܐ
ܠܐܣܪܐ ܚܨܝ ܒܐܬܘܪܝ̈ܐ
ܠܐ ܐܠܐ ܐܝܩܪܐ ܡܠܝܐ
اخيل... الجبار الاغريقي
الذي يفتخر
بسلاحه الذي يهز السماء
انا لا اخجل ابدا
حين استند ظهري بالاشوريين
بل انه فخر عظيم
كانت مادة الشعر تشكل القاعدة التي على اساسها تجري الاحداث ذات الصلة بجميع مظاهر الواقع القومي والدامجة لها، والاحداث المشار اليها ليست محض حوادث خارجية طارئة بل كانت تنبثق من الارادة التي تنشد هدفا روحيا وجوهريا، كان صراعا من اجل البقاء.
ܐܡܪ ܠܐ ܝܘܢ ܐܢܐ ܡܐܢܝ݂
ܕܩܛܠܢ ܠܒܢܘܢ̈ܐ ܕܝܡܐ ܕܓܢܝ
ܐ̄ܬܐܠܝ݂ ܕܓܪܫܢ ܠܐܚܢܘܬܝ݂
ܡܢ ܒܠܘܥܬܐ ܕܚܘ̈ܬܐ
ܢܝܫܝ ܝܠܗ ܩܨܪܐ ܣܢܝܐ
ܡܩܪܩܦܝ̈ܬܐ ܕܥܠܡܢ ܒܢܝܐ
قال لست انا من اولئك
الذين يغدرون باهلهم
بل جئت لاخلص اخوتي
من فوهة التنين
هدفي هو ذلك القصر الحقير
المبني من جماجمنا
كان وليم دانيال يعرف جيدا حتى لايكون هناك انقطاع بين حالة ألامة وبين الافعال الفردية، ينبغي ان يكون الحدث المشار اليه ضاربا جذوره في التربة التي عليها نما وذلك كي لاتفقد الملحمة قيمتها المعمرة حين تطرا على وعي الشعب وحياته الروحية على مر الاجيال تحولات بالغة العمق تنقطع معها الصلة بين نقطة انطلاقه وبين ماضيه الاحدث عهدا وهكذا نجد وليم يختارالحالة العامة في المنطقة الجبلية التي يقطنها ابناء قوميته، والتي اصبحت القاعدة التي على اساسها تجري الاحداث ذات الصلة بجميع مظاهر الواقع القومي الذي يعيش في صراع مع الوجود وهو يرى مياه البحر تمحو يوما فيوما سهوله، وتغمر اراضيه وتحول قراه الى جزر في البحر.
كل هذا نجد ان الشاعر قد اخفى اناه الداخلية من اجل ان لا تتحول الملحمة الى قصيدة غنائية، لذا نجده استخدم شخصيات اخرى للتعبير عن اناه ( امه كوركمو تارة وخاله الملك توما طورا). ولكن طالما ان الهدف هو اكبر مما نتصور لذا نجد ان الشاعر قد كشف عن جانب من اناه عندما تتصارع ام البطل مع نفسها بين ان تضحي بابنها الوحيد وبين الوطن فنراه يقول:
ܦܪܡܐ ܝܢܐ ܠܠܒܝ݂
ܬܪܝܢ ܪܓ݂ܫܐ ܦܪܝܫܐ ܕܘܠܝܬܐ ܘܕܝܡܐ
ܚܕ ܕܗܘܬ ܩܘܪܒܝ݂
ܘܚܕ ܕܦܠܚܬ ܠܢܝ݂ܫ̈ܐ
ܠܦܪܩܢܐ ܕܐܡܐ
شعوران يمزقان قلبي
احساس الامومة واحساس الواجب
احدهم ان تكون بقربي
والثاني ان تعمل من اجل هدف
خلاص الوطن
وكذلك لم يستطع وليم دانيال ان يخفي الصراع الذي كان يصارعه مع بعض من ابناء قومه، اولئك الذين كانوا يخافون مصالحهم ولايهمهم الوطن او الشعب، اولئك الذين كانوا يخالفونه الراي  فنراه يقول:
ܚܕܟܡܐ ܩܠ̈ܐ ܕܡܠܗ ܩܝܬܝ݂ ܝܗܘܐ ܥܠ ܢܬܗ
ܩܠ̈ܐ ܐܝܟ݂ ܕܗܘܝܗܘܐ ܒܦܠܛܐ ܡܒܘܬ̈ܬܐ
ܩܐ ܡܘ ܐܝܣܪܠܘܟ݂ ܠܢܗܪܐ ؟ ܐܝܟܐ ܝܢܐ ܫܩܝܬܢ؟
ܦܩܚܢ ܡܘܒܪܙܠܘܟ݂ ܫܒ݂ܩܠܘܟ݂ ܟܬܘ̈ܐ ܩܬܢ؟
بعض أصوات كانت تخترق أذني
اصوات كالتي تخرج من افواه الابواق
لماذا ربطت النهر؟ اين هي سواقينا
اذبلت براعمنا وتركت لنا الاشواك
ولكن مع كل هذا كان الشاعر يحاول دائما اخفاء ذاته (اناه الداخلي) لان من ميزات الملحمة كما قلنا الا يدخل المؤلف على عرض موضوعه اي يتعين على الشاعر ان يصور لا ذاتية الشاعر، بل وقائع واحداثا عينية كما يقول الشاعر نفسه تقديم كتابه (من هو كليانا كما اسلفنا سابقا).
وختاما نقول كان الشاعر امينا لما يكتب ويقظاً من اجل ان لاتنفصم الصلة بين عقيدة الشاعر وحياته وتمثلاته الواقعية والراهنة من جهة اولى وبين الاحداث الملحمية التي يصفها من الجهة الثانية كي لا تتفكك قصيدته وتفقد لحمتها، لذا نجد ان بطله كان امينا لقضيته:
ܒܥܠܕܒ݂ܒ݂ܐ ܐܝ݂ܠܢ̈ܐ ܡܢ ܥܩܪܘܗ ܒܢܣܪܐ
ܚܙܝܠܗ ܘܠܝܬܘܗ ܨܦܝܐܝܬ ܚܙܝܠܗ
العدو يقطع الاشجار من اصولها
فشاهد واجبه بكل نقاء
ويقول ايضا:
ܗܕܝܪܐ ܝܘܢ ܠܡܝܬܐ ܒܗܘ ܢܝܫܐ
ܚܘܫ ܡܝܬܢ ܐܝܢܐ ܚܘܫ ܦܪܩܢܗ ܡܢ ܚܪܒ݂ܐ
ܐܗܐ ܢܨܒܐ ܕܐܝܠܢܐ ܩܕܝܫܐ
جاهز انا لفداء نفسي من اجل هذا الهدف
فلأمت عساي ان اخلص من الخراب
هذه الشجرة المقدسة
شاعرنا لايهمه الموت  بل يريد ان يخلص تلك الشجرة المقدسة من الزوال، لذا نجد ان قوة الشاعر ليست في جسمه ولا بسلاحه بل كانت ارادته القوية فيقول:
ܠܐ ܝܗܘܐ ܡܛܠܐ ܘܠܐ ܙܐ ܣܝܦܐ ܕܓܢܗ
ܐܠܐ ܚܕ ܠܒܐ ܝܗܘܐ ܙܘܪܒܢܐ ܒܓ̰ܘܢܓ̰ܪܐ
ܕܒܓܪܫܝ ܝܗܘܐ ܐܘܡܬܘܗ ܗܐ ܡܢ ܚܕܟܡܐ ܕܘܪܐ
ܐܠܐ ܚܕ ܪܘܚܐ ܝܗܘܐ ܒܨܒ݂ܝܢܐ ܟ̰ܟܒܢܬܐ
ܨܒ݂ܝܢܐ ܩܕܝܫܐ ܠܦܠܚܐ ܩܐ ܐܘܡܬܐ
لم يكن درعا ولا سيفا
بل كان قلبا مترعا بالالام
يجرجر وطنه من زمن بعيد
بل روحا مسلحة بالارادة
الارادة المقدسة من اجل الوطن
من هنا نقول:  إن القاعدة العامة التي تنجم عن ذلك كله ان الحدث الملحمي  الخاص لايمكن ان يوصف وصفا شعريا حيا الا اذا كانت تربطه اوثق الروابط وامتنها بفرد واحد، فكما ان شاعرا واحدا هو الذي يبتكر ويحقق كل شيء، كذلك فردا واحدا هو الذي ينبغي ان يحتل مكانه في القمة التي فيها يرتبط الحدث وان يخلع على هذا الحدث شكله من بداياته الى خاتمته. ففي ملحمة قاطيني يتركز الاهتمام على شخص واحد يمثل الشاعر وهو قاطيني الذي يبقى وفيا وملتزما لقضيته كما راينا.

167
من يوميات مهاجر سوريايا يتأبط حقيبة سفره
-3-
نزار حنا الديراني

استمرت حياتنا على هذه الشاكلة وزاد عشقنا للارض وخصوصا بعد مطلع السبعينات فترة وقف اطلاق النار بين الجيش والبيشمركة ابان اتفاقية 11 آذار فافيضت علينا الارض بخيراتها يوم زرعناها بمحصول الطماطة والخشب كنا نصدرهما الى بغداد والموصل وكانت سنابل الحنطة تقف شامخة بكل كبرياء وفي المساء حين كانت الشمس تنشر أذيالها والهدوء يملأ الافق كنا نحس انها الجنة بعينها فانتعشنا قليلا ونحن نعيش طفولتنا او لنقل مراهقتنا ..الا ان انهيار الهدنة وبدء المعركة من جديد حطمت آمالنا وتأبطنا حقائبنا من جديد لنهاجر الى بغداد نجوب ازقتها بحثا عن غرفة فارغة وما يجود به اقربائنا من بطانية او ... مقابل ذلك دخلت جحافل المرتزقة (الجتة) المتجحفلة مع الجيش قضاء زاخو وقرانا وهي في مقدمة الجيش بحجة تطهير المنطقة الا انهم كانوا قد جلبوا معهم شاحنات لينهبو المدينة وقراها وبذلك سرقوا الكثير مما لدينا ...
انتهت المعركة وحسم الامر لصالح الدولة على غرار اتفاق جزائر بين حكومة العراق وايران حيت تنازلت العراق بجزء من امتيازاتها من شط العرب وبعض الاراضي لايران مقابل التخلي عن دعم الثورة الكوردية وعدنا الى قريتنا كي نتنفس الصعداء ونستنشق هوائها العليل الخالي من سموم السيارات والمصانع ... قلنا ها قد ولدنا من جديد .. سيملأ السلام ربوعنا ... لقد اتعبتنا الحرب فلنسترح قليلا .. الا ان حلمنا لم يكتمل بسبب قرار التعريب المشؤوم الذي اغتال عشقنا واحلامنا يوم جاء النظام بشاحنات زيل العسكرية وارغمنا ترك القرية واخذنا الى ارض جرداء تركنا حتى من دون ان يزودنا بالخيم ... الا ان شعبنا الطيب من المناطق التي ذهبنا اليها انهال علينا بمحبته وهو يدعونا لنتقاسمه بيته فشكرا لهذا الشعب الطيب الذي منحه الله الطيبة وحرم عليه الاخرون السعادة ... تركنا القرية وبيتوتنا وارضنا ليتمتعوا بجمالها الغرباء القادمون من الوسط والجنوب ليحرقوا الاخضر واليابس بحجة ان يحموا انفسهم .. وبعد اشهر رحلنا من جديد الى بغداد لنفرش ازقتها كل يحمل حقيبة سفره تحت ابطه وهي لا تكفي الا لبعض الملابس لنجعل بيوتها تزدحم بنا ، اتذكر يوم التحق والدي بنا في بغداد وتلمس حالتنا ونحن نعيش في غرفة لا تتجاوز بضعة أمتار بكي كالطفل وقال أمن العدل ان نترك بيتا بمئات الامتار وعدة غرف وبساتين ونجلس القرفصاء في غرفة يتيمة ؟؟ ربما لا تتصور ان قلت كان البيت الواحد في منطقة البتاوين يأوي بعدد غرفه من العوائل التي تصل الى العشرة ومع هذا قبلنا بحظنا التعيس وبدأنا من الصفر نعمل ونوسع البيت... هل لكم ان تتصوروا كل ذلك ونحن مسالمون لم نشهر السلاح يوما .. كل ما كنا نفعله اننا نحمل غصن زيتون ونحرر حمامة لتأتي لنا بالبشرى ... وحين ضاقت ببعضنا شوارع بغداد او أمل العودة الى قرانا تأبطنا مرة اخرى حقيبتنا صديقة الدرب لنبحث عن سقف في اوربا وامريكا وكندا واستراليا و... تارة تبلعنا البحر وفي الاخرى الجبال والثلوج واحيانا يتركنا المهرب لتلتقطنا الشرطة وتعذبنا او ترأف لحالنا ، ليصل الى هذه البلدان الاصحاء والاقوياء جسديا او ربما اصحاب الحظوظ ... ونبدأ من صفر .
يتبع


168
شكرا ايها الزميلين العزيزيز الموضوع يتكون من 11 حلقة احاول من خلاله تسليط الضوء على مسيرتنا المؤلمة على الاقل منذ الستينات وليومنا ونحن ندفع فاتورة بعد اخرى الى حد اصبح عددنا في ارض الاجداد بضع مئات الالاف بدلا من ان يكون بضع ملايين فلكم ولقرائنا وللقائمين على هذه الصحيفة الف تحية

169
من يوميات مهاجر سوريايا يتأبط حقيبة سفره-2-
نزار حنا الديراني

كبرت وكبر معي حبي وكرهي ، والتاريخ كل يوم يشهد لي حقيقة جديدة ... احببت لبنان بأرزها وجمالها وشعرائها وفنانيها وكيف لي ان لا احبها وانا اقرأ عن جدي كلكامش كيف قطع هذه المسافات من اجل ان يغتسل في ماءها ويستنشق عبير أرزها .. احببتها ولكن قبل ان يشهر السيف احدهم في وجه الاخر وقبل ان تغزو الاراكيل والدلفري بيوتها .. وكيف لي ان لا احبها وانا اسمع صوت فيروز ووديع الصافي و... وهما يمتزجان بصوت ناظم الغزالي وبيبا والبرت و... القائمة تطول الا اني كرهت الاتحاد السوفيتي بشيوعيتها التي خذلت اجدادي وتركتهم في الساحة لتتقاسم كل من نسور بريطانيا وتركيا لتنهش اجسادهم ومن ثم هدمت معاولهم ما بنوه اجدادهم من حضارة كنسية ودينية ، وكم من ايقونات وتراتيل كنسية ولوحات جميلة ابيدت ليحل محلها صور ستالين ولينين وعمليات الاعدام... وكم صرف اصدقائي من جهد لاقناعي ان اكون من دعاتهم الا انهم لم يفلحوا.. نعم كرهتها ولم اكن اتوقع يوما ان أغير رأيي فيها واحبها ان كان من خلال فضائيتها ( روسيا اليوم وبرنامج رحلة في الذاكرة هذا البرنامج المشوق فالف تحية لمقدم هذا البرنامج خالد الرشد ومن يقف وراء اعداده ) او من خلال شخصية قائدها بوتين ذو الوجه الهادئ الذي ابى ان يجعل دولته تنحني امام الطاغوت الامريكي الذي يفكر بابتلاع العالم ...
ومع كل هذا عشقت قريتي ديرابون وكيف لا اعشقها الم تكن من أوت أجدادي الهاربين من جحيم الاتراك ومراجل الانكليز ... احببتها رغم اننا كنا ندفع بين الحين والاخر فاتورة حبنا وحيادنا وحيث المعركة تدور رحاها بين البيشمركة والحكومة ... احببتها ولو لم نكن نحبها لما عدنا اليها كلما خفت نار المعتدين علينا ، كم من مرة اتذكر كنا نحتمي في النهار في الكهوف الجبلية او القرى المجاورة خوفا من رعب الطائرات وانتهاك المرتزقة (الجتة) بيوتنا فيسرقوا ما فيها الا اننا كنا نعود اليها في الليل ... ومن حينها تعلمت كيف لي ان اتأبط حقيبة سفري واتيه ...
كبرت وكبرت معي معاناتي ... وكيف لا تكبر معاناتي وانا ارى الجيش السوري في الستينات يترك كل شئ ويقفز الى قريتي ليجمع من فيها من شباب ورجال وشيوخ لتعذيبهم وحرقهم لولا وصول الجيش العراقي لانقاذهم .. وكيف لا تكبر وانا اتذكر كيف أغارت علينا في بداية الستينات جحافل البشمركة (عيسى سوار) لتسلب منا بنادقنا ... كثيرة هي معاناتنا وانا اتذكرها واتذكر كيف كنا نهاجر وحيث القمر يرشدنا والهواء العليل يلفح وجوهنا وكأننا في نزهة لا تشرد ، ومن ثم نعود .. لا استطيع ان احصى كم مرة تركنا بيتنا واحتمينا في اماكن اخرى... اتذكر براءة طفولتي يوم تمددت على الارض مغطيا جسمي بالوسادة التي كانت معي حين اغارت الطائرات ظناً مني انها سوف لا تراني .. وفي الاخرى كنا نلعب في الساحة واذ بطائرتين تداهم لحظة فرحنا فكل يركض باتجاه وبنصف ملابسنا ونسينا حتى أحذيتنا ، يومها كنت اسمع صوت رشاشاتها والاشواك تدمي ارجلي وانا اركض الى لا ادري... كثيرة هي الذكريات ولكن اكثرها كانت مآسي ... كم من مرة كنت اتساءل مع نفسي لماذا اختار جدي العراق لا دولة اخرى ربما كنا لا نرى ما رايناه في حياتنا ...


170
تحياتي رابي دانيال ولزيادة المعلومات
 نظرا لعطائه قلده اتحاد الادباء والكتاب السريان وسام الادب السرياني اسوة بالكثير من الادباء والكتاب السريان فله مني الف تحية

171
اخي العزيز شكرا لملاحظاتك القيمة فعلا نحن بحاجة الى الكثير لنجعل الاخرين يلتفتون الينا نحن بحاجة الى ترجمة اشعارنا وقصصنا ودراساتنا الى اللغات الاخرى مثلما نحن بحاجة لترجمة الاداب الاخرى للغتنا ، قيل مرة عن الدانمارك والتي هي بحجم مدينة عربية الا انها تترجم من والى لغتها اضعاف ما كان يترجمه الوطن العربي هكذا تحيا الشعوب ، انا شخصيا لي 5 كتب ترجمة من والى العربية ولي عدة كتب دراسات عن القصيدة المعاصرة في العراق وايران والمهجر واليوم انا اعمل ضمن اتحاد الادباء والكتاب السريان على اصدار كتاب انطلوجيا الشعر السرياني من سنة 1900 وليومنا وهو جاهز بالف صفحة ..ومن المهم جدا ان يترجم الى اللغات الاخرى مثلما نقلناه الى العربية ولو صرفنا نصف ما نصرفه على صراعاتنا العقيمة ربما لانجزنا الكثير ولو فكرت مؤسساتنا واعزائنا الغيارى بصرف ولو جزء ما يصرفوه لاحزابنا كي يتصارغوا اقول لو صرفوه لنشر نتاجاتنا لكنا في وضع افضل ... تحياتي لك 

172
من يوميات مهاجر سوريايا يتأبط حقيبة سفره
-1-
نزار حنا الديراني

حين كنا صغارا كنا نصنع احلامنا الجميلة استنادا لما سمعناه وقرأناه ... فعلمتني القراءة ان احب بلاد اليونان التي كنت ارى فيها صورة مجدي ، وكيف لي ان لا احبها وانا اقرأ كيف كان اجدادي ينقلون تلك الحضارة الى الشعوب الاخرى ... احببت بلاد الفلسفة والعلوم والحضارة ، بلاد سقراط وافلاطون وارسطو و.. واحببت ايضا بلاد الالمان قرأت عنها بعلمائها وادبائها وعظمائها ... احببتها وكيف لي ان لا احبها وانا اقرأ عن هيغل وفيختة و... الا اني مقابل ذلك كرهت تركيا رغم اني لا استطيع ان افارق اجدادي الذين عاشوا وماتوا فيها ، ورغم انني اتباهى بادبائها وكنائسها السريانية والتي كانت يوما تعتبر مركز الاشعاع السرياني الى العالم ،  وكيف لي ان افارقهم وصورة مدرسة اورهاي ونصيبين ماثلة امام عيني .... وكيف لي ان لا اكرهها وانا اجد والدي ليس له من اعمام وخوال و... لان مذابح سيفو قد حصدت رؤوسهم وجعلت قراهم تغتسل بدمائهم ... فمن يقرأ التواريخ السوداء لسلاطينهم لا بد لشعر رأسه ان ينتصب وانا اقول ما ذنبنا ان ندفع فاتورة تلو اخرى ونحن لا نشهر في وجه الاخرين الا العلم والمحبة وغصن الزيتون ..  وهل لي ان اكتفي بهذا القدر وانا اعرف ان ذنوب بريطانيا لا تقل عنها !! وكيف لي ان لا اكرهها والتاريخ يشهد خبثهم ومكرهم ودورهم بما آل عليه شعبي ... الم توصف هذه الدولة بالخيانة الكبرى مثلما توصف ببريطانيا العظمى ... الم تكن يداها ملطخة بدمائنا بدءً من حكاري وبوتان وطورعبدين مرورا باورمي وبعقوبة و... انتهاءً بسميل ... لا زلت اتذكر قول رحمه الله البطريرك بولس شيخو حيث نقل لي مقولة صديقه الكاهن البريطاني الجنسية حين قال ( مساكين سورايي لقد خانوهم قادة بلادي لمرات عدة ... )
يتبع

173


من الشعر السرياني في ايران

ترجمة : نزار حنا

الاب بولس بيجان


•   ولد سنة 1838 في خوسراباد ـ ايران
•   بعد ان انهى دراسته في ايران سافر الى اوربا لدراسة اللاهوت في المدرسة اللاعزرية
•   عاد الى ايران ومعه مطبعة صغيرة لاعادة طبع الكتب التراثية
•   خدم كاهنا في خوسراباد وأورمي
•   سنة 1880 ارسل الىى باريس للاشراف على طبع الكتب التراثية بالسريانية الفصيحة (القديمة)
•   عين مديرا لمطبعة انثرولوجيا في مدينة ليبزك
•   اعاد طبع ونشر 36 مجلد من الكتب التراثية لاباء كنيسة المشرق
•   له العديد من المؤلفات بالسريانية الدارجة 
•   توفي سنة 1920
•   من شعره


للصبيات

يشهد الله انه لم يخلق شيئا
ليكون كجمال الام .. انا فداك يا دادا
حين يقولون "دادا" قلبي يطير فرحا
وتتفتح كل الزهور .. انا فداك يا دادا
تعبت كثيرا من اجلي وحتى من نومك حرمت
فانت مقدسة على قلبي انا فداك يا دادا
من ولادتي وحتى هذه اللحظة انا اسكن في حظنك
لم أنم على المخدة ... انا فداك يا دادا
لقد خيطت لي الملابس وغسلت الوسخة منها
وخيطت االممزقة منها ... انا فداك يا دادا
انت التي رضعتني عندما كنت تحظنيني ايتها الجميلة
لا زلت تجعليني أنمو... انا فداك يا دادا
جعلتيني انبض قي قلبك ومنحت لي كل حبك
طوبى لي ان أموت قربك ... انا فداك يا دادا
تذكري دائما باني لا اكف عن مدحك
ليحفظك الرب لي ... انا فداك يا دادا
تأكدي سوف لا اخاصمك ولا اكون سبب تعاستك
لانال بركاتك ... انا فداك يا دادا
فانا مدين لك لذا سوف لا اتركك مسكينة أو
عارية أو جائعة ... انا فداك يا دادا
انظري كم انت جميلة في نظري فحين يداهمك النعاس
يداهمني الموت ... انا فداك يا دادا
تجعليني انسى يميني ويكون عاليا لساني
فكيف لي ان انساك يا روحي ... انا فداك يا دادا
من اجل كل اعمالك ليحفظك الرب لي
بي تفرحين ... انا فداك يا دادا
ها انا اسجد امام رجليك واقبل اياديك
متاملا بركاتك ... انا فداك يا دادا
 


174
شكرا ايها الزميل العزيز ... فعلا ليس الا اثبات وجود هذا المكون الصغير المحسوب ضمن قائمة الاقليات والتي من المفترض ان يخصص لكل هذه الاقليات مقعد كما خصص لهم في البرلمان

175
الاخ يوحنا الجزيل الاحترام
كان بامكان غبطته اختيار تسمية سورايي التي مر عليها مرور الكرام ، كان بامكانه ان يتحاور مع بقية رؤساء الكنائس لتبني هذه التسمية قبل ان يطرحها اعلاميا ويتنصل منها فلو تحاور معهم فانا على يقين لو لم يقبلها الكل لقبلها اكثر من ثلثين كمرحلة اولى وربما يعقبها الاخرين ... اما تسمية المكون المسيحي فهذا يعني سيقابلها المكون الاسلامي والايزيدي و ... وكذلك يمكن تاويل هذه التسمية باننا موزعين على القوميات المثبتة في الدستور وهنا ستكون الطامة الكبرى ... مشكلتنا اصبحنا اسرى للاعلام   

176
هل ستفي الاطراف اللبنانية بوعدها لمنح السريان حقيبة وزارية ؟
نزار حنا الديراني

للمرة الثانية يتنصل الفرقاء اللبنانيين عن الوعود التي يقطعونها للسريان وبالاخص الرابطة السريانية برئيسها الاستاذ حبيب افرام الذي يجاهد دوما على الساحة اللبنانية والعالمية مطالبا بحقوقهم وشاجبا الاعتداءات التي تطالهم ,
في تشكيلة 2014 كان اسم الاستاذ حبيب افرام من بين المرشحين للمنصب الوزاري في حكومة الاستاذ تمام سلام وبعد المفاوضات والمساومات بين الفرقاء ابيد حلم السريان باعطائهم المقعد الوزاري الممفترض تخصيصه للاقليات.. وفي حكومة السيد سعد الحريري طرح اسم الاستاذ حبيب افرام من جديد كمرشح لاحدى الحقائب الوزارية وللمرة الثانية وكنتيجة للمساومات والتراضي ابيد حلم السريان ، وكل ما قدموه هو وعد مكتوب ربما على قالب من الثلج لانصافهم في الحكومة المقبلة ... من هنا لا بد لنا ان نتسائل ان كانت هذه الحكومة والمكونة من 30 وزيرا ، والمشكلة على اساس الوحدة الوطنية عجزت عن الايفاء بانصاقها فكيف للحكومة المقبلة والتي ستشكل على اسس جديدة ربما مبينية على نسبة المقاعد للحزب الواحد في البرلمان او ,,, ان تفي بوعدها ومن المؤكد ستكون هناك وجوه جديدة في البرلمان وربما سيتغير رئيس البرلمان ورئيس الوزراء وهذا يعني ان كان فخامة رئيس الجمهورية قد اتفق مع الشخصيتين لانصاف السريان ففي المرحلة القادمة سيتغير كل شئ وخصوصا نحن نعيش في زمن المحاصصة والمساومات ونظرية شيلني واشيلك ، لذا انا اعتقد ان لا يتامل السريان برابطتهم ورئيس الرابطة ان يتحقق حلمهم بل ان يعملوا بجدية لرص صفوفهم والتفاوض مع اجزائهم الاخرى ( الكلدان والاشوريين ) للخروج بمرشح واحد وان كان عددهم لا يؤهلم بالفوز لسبب او لاخر عليهم ان ينخرطوا في احدى الاحزاب المسيحية الموجودة على الساحة ويرشحوا ممثلهم في القائمة المرشحة لذلك الحزب . اما ان يعتمدوا على الوعود فاحيانا تكتب على قالب الثلج فتذيب بذوبان الثلج .... 

177
[عشت انت الاخر عزيزي يوسف

178
ترانيم كنسية لنزار ديراني

وهي مجموعة ترانيم (تراتيل) بالسريانية المعاصرة ( السورث) كتبها الاديب نزار حنا الديراني لتكون في متناول اليد للجوقات الكنسية ، يحوي الكتاب على (15) ترتيلة فحواها المسيح (ولادته وقيامته) والطوباوية مريم العذراء والقديسين والكنيسة.

ويحق لكل من يريد تلحينها وترتيلها في الكنائس او المهرجانات او ... مع الاشارة الى اسم المؤلف . والجدير بالذكر للاديب نزار حنا العديد من المجاميع الشعرية والدراسات والترجمة من بينها ( رياضة درب الصليب ) الذي اصدره مركز مار كوركيس الثقافي في كنيسة مار كوركيس بغداد ـ الغدير في نخاية التسعينات .​

للاطلاع على الكتاب كاملا انقر على الرابط التالي:
http://uploads.ankawa.com/uploads/1481737977522.pdf

180
الزملاء الافاضل الجزيلوا الاحترام
شكرا لما جادت به قريحتكم وفاض به كأسكم وحيث اغرقني بمحبتكم وصار علي دين للمضي قدما ... وفقكم الله 
الزميل اخيقر : اشكر مشاعرك النبيلة واعتقد ان التراث شاهد حي أبينا ام لم نأبى باننا شعب واحد ولنا لغة واحدة وتراث واحد وقلب واحد والدليل عندما نقرأ تراثنا من كتابات احيقر ( القرن السابع ق م ) مرورا بقصائد وفا وبريصان ومار افرام ونرساي والسروجي و... والقائمة تطول ترانا جميعا نفتخر بهم لان دمائهم تجري في عروقنا وكذلك لا نجد ما يفصلنا عن ادبائنا ان كانوا في ايران او تركيا او سوريا او لبنان او الهند  حين نقرأ كتاباتهم لان الشعور واللغة والتاريخ والمصير هو نفسه وهذا دليل اخر كوننا شعب واحد وهذا كفيل لاسكات كل الاصوات التي تغرد خارج السرب ...
الزميل متي : ساعمل كل ما بوسعي من اجل هذه اللغة وتراثها الغني ... وكيف لي ان لا اعمل وانا اجد في كل سنة العديد من الطلبة العرب من المصريين او العراقيين او .. يثابرون لنيل شهاداتهم العليا في هذه اللغة وكذا الحال في الدول الغربية اليس من الواجب علينا ان نكون القدوة لهم ...
الزميل هرمز ريحانا : لقد عجزت اصابعي للرد على اطرائك لي في الوقت الذي ارى نفسي لا زلت في منتصف الطريق لتسديد ما بذمتي من افضال لهذه اللغة وتراثها نعم نفتخر بجهود ادبائنا في بغداد او خارجها مما قدموه منذ السبعينات وحيث لم تكن لدينا احزاب تلعب على ساحتنا لعبة جر الحبل ... يكفي ان اقول وبشهادة الاخرين كانت جمعية اشور بانيبال منذ منتصف التسعينات تتربع على قمة المؤسسات في بغداد ثقافيا وهكذا كانت بغديدا والقوش ونوهدرا وعينكاوة و... بمهرجاناتها والتي كانت دوما تسجل حضورا متميزا على الساحة العراقية 

182
نزار حنا الديراني
كثرة التصريحات والتعليقات على ما قام به بعض متطفلي الفيس بوك بالتطاول على رموزنا الدينية واخذ المدافعون على طرفي الصراع مساحة كبيرة ليدلوا بما يجود قلمهم في الرد على الموضوع ... احدهم ينزل الى مستواهم ويبرر اعمالهم الصبيانية واخر يتعالى فيرفضها ... فلنفرض بين فترة واخرى تطفل احدهم على رمز ما لتتسارع الردود ومن ثم تتكرر العملية بين حين لاخر ، فهل هذا يعني سنسخر كل قوانا في هذا الشأن ونترك الاخرين يتفرجون علينا مصفقين او متاسفين ... اعتقد ان رسالة الزميل اخيقر يوحنا كانت بمستوى عالية من المسأولية لتكون قد وضعت حدا لهذا الموضوع تحياتي له ... 


183


184
أدب / سباق الماراثون
« في: 01:12 08/11/2016  »
سباق الماراثون
4/11/2016
مسرعة كانت الغيوم
ربما كانت تتسابق مع اللقالق
فكلاهما يركضان الى حيث دفئ الصيف
او ربما كانت تتسابق معي
وحيث الرياح الصفراء تطاردنا
والضباب يخفي عنا المستقبل
لذا ترانا نركض
الى حيث المراجل تغلي
الى الجهنم الذي نصبته لنا الهة العالم السفلي
لتتخلص من ديموز والربيع
لذا ترانا نركض ونمسح باذيالنا اثار اقدامنا كي لا نعود من جديد
ونزرع ارضنا بالمحبة والفرح
فلما العودة
ان كانت في بلادي
احدهم يسلب اراضنا والوجود
واخر يكفرنا ويحرم علينا تناول الخمور
وقطع الراس شريعة سماوية
وكيف لا يحرم ويكفر وهو يدري
لولا تزاوجها مع الخبز لما ولدت
الابجدية والحضارة
ملعونة هي السنابل والكروم
فلولاهما لما كثر العدد
ملعون كل من يشرب الخمر فهو يتحدث عن الحقوق والوطنية
ملعون كل من يطلب التزاوج بين الجسد والدم
او بين حبة القمح وعصير العنب
فلا صليب كياسا ولا الوزير ننشور يستطيع ان يخلصنا من الحقد الدفين
الذي يطاردنا
ونحن ! نصارع انفسنا ونطارد التاريخ
نتصارع !! حول جنس المولود وما نسميه
نتصارع على حصتنا من اشلائنا
نتصارع على الفتات التي ترميها علينا اؤلئك الذين باعوا رؤوسنا
نركض .. ونتسابق مع السراب
وحراس الباب يجلدوننا لسنتين او اكثر
ونحن نحلم حتى بالخريف
 رغم اننا نعلم ستتعرى اجسادنا امام برد الشتاء
وسيغزو الشيب رؤوسنا وقلوبنا
نركض ... واصحاب الكراسي المصنوعة من اضلعنا
او الصلبان الذهبية التي بها يصلبوننا
هم ايضا يتسابقون من اجل ان يبللوا اصبعهم في جنبنا
ويتصارعون في نوع الخطاب او على احلامنا البنفسجية
والرياح الداعشية تطاردنا
باتجاه من باع رأسنا
تريدنا ان نفرغ ما في جعبتنا كي نسلم من الذبح
وتتقاسم هي مع خمبابا دمائنا وتراثنا
ليخف حملنا ونتسابق في ركضة الماراثون

185
أدب / جاء المعلم من امريكا
« في: 20:12 28/10/2016  »

جاء المعلم من امريكا


نزار حنا الديراني
   26/10/2016 بيروت
جاء السيد من اوروك ... لا قل
جاء الموت من امريكا 
ليُخرِج الدفعة الاولى من التلاميذ
جاء المعلم
ولكنه لم ياتي على ظهر الاباتشي ولا الدبابات او الهمرات
فلماذا ياتي راكبا
ان كانت الرؤوس منحنية .. متراصقة وهي تهتف ...
جاء المعلم ومعه اساتذة الاوبئة 
دخل الصف ليمتحن التلاميذ
صاح المراقب قيم
اجاب الجميع : تحيا امريكا ... ويسقط العراق
قال المعلم :
ايها الكسالى :
اشطبوا من اوراقكم عبارة الاقليات فمنها يفوح رائحة الاصالة
اشطبوا الجامعات ودور العبادة والمراكز الثقافية والاندية ...
تلك التي عجزت عن تسليح ابنائها بوسائل الدمار والتخريب
اشطبوا من اوراقكم كل من يشرب الخمر ويقول يسقط الجهل
فيهم ادباء يعجزون التعليم باسم الطائفية
ويعلمون التلاميذ دروسا في الحرية والوطنية
اشطبوا كل من لا يقبل ان يقفز الى الوراء ويقول كلا !
اشطبوا
وان كانت سيوفكم عاجزة سنزودكم بممحات من القاعدة والداعش والنصرة و..
وهي كالعقارب لها من سموم قاتلة
ستخلصكم من مكتباتكم ومتاحفكم وجامعاتكم ودور عباداتكم وانديتكم ومراكز ثقافاتكم
كي لا تقعوا في الشرك
فما عليكم ايها التلاميذ
الا ان تغمضوا اعينكم وتسلموا لنا خزائنكم وابار نفطكم
و نحن سنرسل لكم الجرافات والمعاول وادوات التفخيخ والكوكائيين والخيم وقناني الوسكي المعتقة...
فهي افضل من شراب الشعير والعنب و...واحبار الاقلام والاوراق البيض
وان عجزت داعش اتمام المهمة فهناك عشرات الميلشيات تعمل بالسر
لتنهي وجودكم فاستيقضوا
ايها الكسالى ...
اعرفوا ان مدراء المدرسة من بوش الى اوباما ومن بعدهم
 ينتظرون دماءكم وحضارتكم ليتعمدوا بها ويجددوا شيطنتهم
ايها الكسالى .. ومعلموا المستقبل
البلد بلدكم فانتم اولى بالتخريب
والشطب ... والتمزيق وتشتبت من فيه
عليكم ان تكملوا ما عجزوه من قبلكم
يكفي ان نعلمكم كيف تفتح القاصات وتسرق الجيوب وطرق الافلاس
وستكون قاطراتنا جاهزة فهي محملة بانواط الشجاعة وشهادة التقدير
وحسن السلوك



186
نتاجات بالسريانية / عينكاوة
« في: 01:30 23/10/2016  »




188
وماذا بعد تشريحنا الى ثلاث قوميات ؟
نزار حنا الديراني

واخيرا استطاع ذوي الاصوات العالية ان يجروا رعاة كنائسنا للمشاركة في تشريح جسد قوميتنا الواحدة الى ثلاث قوميات كخطوة اولى على اعتبار ( حسب نظريتهم) لكل منها مقوماتها الخاصة تختلف فيما بينها من حيث اللغة والتاريخ والتراث والدين و... مثلما يميزها عن القوميات الاخرى كالعربية والكوردية والتركمانية والا على ماذا استندوا ان كانت لغتنا وتاريخنا وتراثنا وعاداتنا وديننا ومصيرنا وقلبنا ودمنا و.. واحد ؟؟؟  والفضل يعود الى الانترنيت الذي وفر مساحة شاسعة لاصحاب هذه الاصوات ليجعلوا اصواتهم تقتحم طبلة اذان رعاتنا الاجلاء ... على امل ان يكون لهم دورا فاعلا في الخطوة الثانية (فترة الانتخابات) .
 ومن حقنا ان نتساءل وماذا بعد ذلك ؟ فالمقاعد الخمسة المخصصة لشعبنا كانت على اساس قومي لا ديني والدليل على ذلك للارمن مقعد مستقل في برلمان كوردستان ... اذن على المشرعين ان يقسموا المقاعد الخمسة على 3 ولان خمسة لا تقبل القسمة على 3 هذا يعني اما اضافة البروتستانت والملكيين او اللاتين ليكون عدد اجزاء شعبنا الواحد 5 فيقبل القسمة او حذف مقعدين فـ 3 تقبل القسمة على 3 فليس من المنطق ان تتنافس الـ 3 قوميات على حصة واحدة فهذا سيقول يجب ان تكون حصتي هي الاكبر فتضطر الحكومة للاعتماد على البطاقة الموحدة لحين اعداد احصاء سكاني ، في الوقت الذي يقف الشعب حائرا هل يقاطع هذه البطاقة استجابة للدعوات الداعية لذلك او يتسارع لملئها استجابة لطلب الاخرين ... أيِ كان فعددنا وعلى ضوء ما نعيشه ربما لا يكفي الا لنيل مقعدين او لنقل ثلاثة وفي هذه الحالة يجب ان نعيد النظر في احزابنا وتسمياتها اي ان نبتكر احزاب او كتل جديدة باسم القومية الاشورية والقومية الكلدانية والقومية السريانية وربما ... كي تتنافس كل مجموعة على ما تحظى بحصتها وربما لا تحظى بسبب العدد واذا وافق المركز على استحداث محافظة سهل نينوى هذا يعني سنكون الاقلية لان العدد سيقسم الى 3 في هذه الحالة ربما ستكون حصتنا من المحافظة منصب مختار القرية او مدير ناحية الا اذا كانت في البداية لاعتبارات سياسية او اقليمية  . والسؤال الاهم ماذا سنقول للاجيال القادمة هل سنكرر ما كنا نقوله باننا متميزون ومتفوقون بكل الساحات وبشهادة الاخرين ام سنعترف ونقول باننا الاكثر فشلا وجهلا وحقدا و... وماذا سيقول الاخوة مهندسوا التسميات القطارية ( الكلدواشوري ، الكلدواشوري السرياني ، الكلدان والسريان والاشوريين ، الكلدان السريان الاشوريين ... للتاريخ هل فشلوا ام يستحقوا جائزة النوبل ... لانهم استطاعوا ان يتخلصوا من التسمية التي كانت توحدنا ومتداولة على مدى اكثر من الفي سنة ؟؟؟؟؟     

190
أدب / ايتها الرياح الهوجاء
« في: 21:03 25/09/2016  »




191
ما بين البيضة والدجاجة تتراوح تسميتنا
نزار حنا الديراني

في البداية عذرا للزميل خوشابا لاني استخدمت عنوان مقاله هذا وذلك لاكون ضمن الحوار واقول :
لان البيضة والدجاجة لهما جذور تمتد الى اعماق التاريخ لذا حين نتحاور في شأن اسبقيتها ندخل في حلقة مفرغة ... الا ان تسمياتنا رغم كونها هي الاخرى تمتد لالاف السنين الا ان ذلك لم يكن هو السبب لدخولنا في الحلقة المفرغة بل لان هذه التسميات فرضت علينا من الخارج وحين اردنا التشبث فيها وكأنها (التسمية) اهم من مصير شعبنا المسكين دخلنا هذه الحلقة ... فتاريخ العراق وشعبه وحضارته عريق يمتد لالاف السنين اما الفكر القومي فلم ينشأ الا قبل بضع مئات من السنين ... بموجب الدراسات العلمية سنقول كانت بلاد النهرين مسكونة بالبشر قبل السومريين ولان السومريين انشأوا الحضارة لذا يبتدأ التاريخ من عندهم ، فالسومريون هم سكان العراق الاصليين والذين يقولون انهم جاءوا من مكان اخر كانت لهم غايتهم لان هذه النظرية جاءت بعد فشل النظرية القائلة بان الاكديين والاشوريين والكلدانيين و... ليسوا بسكان البلاد الاصليين اي انهم جاءوا من الجزيرة ... ففي وقت السومريين لم تكن هناك تسمية اخرى وعندما جاء الاكديين على الحكم لم يأتوا من الفضاء ولا من خارج المنطقة ولم يحصل في الارض بركان ابتلع السومريين كشعب بل ان الشعب هو نفسه ، كل ما حصل غير اسمه وعاصمته لسببب او لاخر وبقيت اللغة والكتابة السومرية هي نفسها سوى اجراء تغيير بسيط عليها وهذا وارد ضمن التطور الطبيعي .. باستثناء فترة الاشوريين ومن بعدهم بدأ الحرف الارامي يحل شيئا فشيئا محل الحرف المسماري لسهولته الى ان اختفى هذا الحرف (المسماري) كليا من الاستخدام وهكذا فالارض لم تبلع الاكديين حين جاء البابليين ومن ثم الاشوريين والكلدانيين والاراميين ، بل دائما كانت المسألة هي تغيير السلطة والعاصمة و... ودائما كان يحصل تزاوج واختلاط والتنقل من مكان لاخر فامتزج هذا الشعب كليا فيما بينهم ومن ثم حصل تزاوج اخر مع الفرس والرومانيين والاغريق و.. لذا من الصعوبة ان تثبت علميا من منا كان من سكنة اريدو او بابل او اشور او اوروك او كليديا او ... ومن منا يرجع الى عائلة الملوك السومريين او الاكديين او ... لاننا بحاجة الى مختبرات انثروبولوجية وهذا غير جائز ، اذن المسالة هي القناعة وبسبب الصاق هذه التسميات بالمذاهب المسيحية اصبحت بمثابة امتزاج الماء بالنفط ... الا ان هذه التسميات ( التاريخية ) اصبحت ضمن كتب التاريخ  فهذا الشعب سمى نفسه بـ ( سورايا / سوريايا / سوريت ) وكما يقول الزميل خوشابا سولاقا في مقاله فهذه التسمية ظلت مستخدمة وليومنا هذا اي من القرن الرابع قبل الميلاد ابان حكم الاباجرة في مملكة اورهاي اي لم تكن هذه التسمية وليدة ما بعد المسيحية ليعتبرها البعض مرادفة للمسيحية وحين جاء اليونان وسألوا عن اسم هذا الشعب قالوا سورايا فكتبوها وحفظوها وهكذا عندما جاء العرب ...
ولم تكن في حينها مختبرات لغوية لدراسة جذر التسمية فاجدادنا كانت لهم قناعة تامة بهذه التسمية لذا استخدموها وحافظوا عليها وتباهوا بها وثبتوها باحبارهم الذهبية في المحافل العربية والدولية لذا نسمع اليوم بعبارة الثقافة السريانية واطباء السريان والمدارس السريانية واللغة السريانية و... ولم نسمع غير ذلك لان التسمية الارامية والكلدانية والاشورية والبابلية والسومرية اصبحت جزء من تاريخ عزيز وتراث يعتز به الجميع ممن يعيش في العراق فهو ليس محصور بفئة دون اخرى.. فالبعض منا حافظ على لغته وتسميته السريانية واخرون انصهروا في مجتمعات اخرى كالعربية والفارسية والتركية و... فسموا انفسهم بتسميات تلك الاقوام التي انصهروا فيها باستثناء قريتين قرب دمشق حافظت على لغتها رغم انها تبنت الاسلام دينا .. واستمرت هذه التسمية تحمل بين طياتها الشعور القومي والديني وتبنى هذا الشعب ولغته بقوة تعاليم المسيح لينشرها في رقعة واسعة من الارض وكان مؤمنا بهذه التسمية دون غيرها وحتى في الانشقاق الاول في الكنيسة بقيت التسمية كل ما هنالك اضيفت على التسمية ( من حيث اللغة) عبارة الشرقية (شرق نهر الفرات) والغربية ( غرب نهر الفرات) ومن ثم جاءت التسمية النسطورية واليعقوبية اي لم تكن هناك تسمية اشورية ولا كلدانية فالجميع كانوا يسمون انفسهم ب ( سورايي ) وحتى ان وردت  في مكان ما لدى البعض فلم تكن بالفهوم القومي ابدا فاستخدامهم لعبارة كنيسة اثور او كلدان فلم يكن سوى بمفهوم محلي مثلما نقول كنيسة دهوك ، كنيسة اربيل ، كنيسة مار يوحنا ...  الا ان المشكلة بدأت مع قدوم البعثات التبشيرية فبدلا من ان يذهبوا الى غير المسيحيين ليدعوهم الى قبول البشرى جاءوا الى مسيحيي المنطقة ( سورايي) لينشروا فيما بينهم خلافاتهم الاوربية الكنسية فسميت المجموعة المؤيدة للكاثوليكية من سكنة قبرص بالكلدان ( كما يقول المؤرخون) ومن ثم انسحبت هذه التسمية شيئا فشيئا الى تركيا والعراق و... ومن ثم سميت كنيستهم بكنيسة بابل رغم خلو بابل من اية كنيسة او شعب يؤمن بالمسيحية في حينها ... وفي القرن التاسع عشر حين اشتدت المنافسة بين هذه التبشيرات انعكس ذلك سلبا على كنائسنا فسميوا الكاثوليك بالكلدان ومن كان قد سمي بالنساطرة سمي بالاشوريين والارثودكس بالسريان وربما كنتيجة للنقد والاعتراض ، تراجعت روما خطوة الى الوراء فاسمت من تكتلك من الارثودكس بالسريان الكاثوليك بدلا من الكلدان وابقت من تكثلك من كنيسة المشرق ( التي سميت خطأ بالنسطورية) حرية الاختيار ليسموا انفسهم بالاشوريين او الكلدان ... لذا اقول لولا هذه البعثات او لنقل لو سميت هذه البعثات مؤيديها باسمائهم المذهبية ( الكاثوليك ، الارثودكس ، البروتستانت ، ...) وابقت الاخرين باسم الكنيسة الشرقية كما هو اليوم لما تراوحنا اليوم بين البيضة والدجاجة ولكُنا قد استعملنا التسمية التي حافظ عليها ابائنا الى يومنا ... فلو كنت قد سئلت قبل عشرات السنين ابن زاخو او سهل نينوى او عمادية او برور او اورمي او سلامس او قوجانس او اشيتا او ... لقال (أحنن أيوح سورايي ) ولو سئلت ابن طور عبدين ومدياد و.. لقال ( احنن أيوح سوريت ) ولو سئلت ابن قامشلي وحلب وبيروت وجبل لبنان و.. لقال ( احنن أيوح سوريويو ) والكتب العربية على مدى الف وخمسمائة سنة تستخدم بين طياتها لفظة (السريان ، الحضارة السريانية ، الثقافة السريانية ، اللغة السريانية الشعب السرياني ...) دون غيرها، وهكذا المصادر الغربية ... اما ان ناتي اليوم ونفسر ونحلل التسمية على ضوء النظرية الفرنسية او الانكليزية او اليونانية ( أعني هل هي مشتقة من الاشورية على اساس لفظي او تعني المسيحيون الاراميون على اساس التورات او نسبة الى مؤسسها على اساس المكان ) هذه ليست الا محاولة لعرقلة المشروع الوحدوي او ان نناقش كيف نكتب هذه التسمية باللغة الانكليزية ( بالف او بدون الف ) هذه ايضا هي محاولة للعرقلة او ان نقول انها تسمية دينية رغم اننا نعلم جيدا ان الارمن نسميهم بالارمن ولا نسميهم سورايي ولا الفرنسيين او الايطاليين ... او ان ننفي الكلدان من الوجود لان اوجين منا قال ان التسمية اطلقت على مجموعة من الفلكيين ولماذا لا نقول العكس ان هذه المفردة اشتقت من شعب امتاز بتطوره من حيث العلوم الفلكية ... لا ادري اين كنا في السبعينات حين اتفق المجتمعون من ابناء شعبنا على التسمية السريانية ولم نعترض في حينها ... وهل يعقل ان نسمي لغتنا بالسريانية ولا نقبل ان نسمي انفسنا بالسريان اليست اللغة هي من المقومات الرئيسية للقومية ... وهل سمعتم هناك تسمية قطارية اخرى غير نظريتنا المخترعة مما دفعنا الاخرين ان يتحاشوا بتسميتنا سواء في حديثهم او اقلامهم فليسوا ملزمين ان يقولوا الشعب الكلدو اشوري السرياني او الكلدان السريان الاشوريين او.. فأي من التسميات استخدموها سيجد من يعارض لذا من اجل راحة بالهم أو من اجل طمس تسميتنا من الوجود على امل ان نسمي انفسنا بالعرب او الكورد او .. سيتحاشوا ذكرها او يكتفوا بالقول (المسيحيون او اخرى ... ) ولنتسائل لو حدد الدستور العراقي مقاعد الكوتة الخمسة باسم السريان هل كانت تتخلى احزابنا عنها ام ستتراكض نحوها مثلما نتراكض صوب مقعد مدير عام للدراسات السريانية ، ومنصب مدير عام للثقافة والفنون السريانية ورئاسة القسم السرياني ... ومن ثم لو كان قد حدد وزير المالية السابق الاستاذ سركيس اغاجان هذه الصكوك (المنح ) المقدمة لرؤساء الكنائس ورجال الدين والاحزاب والمؤسسات والشخصيات الاخرى باسم السريان هل كنا سنقول نحن لسنا سريان ونتراجع عن استلامها، من المؤكد لا ... لذا اقترح على كل من يهمه مصير هذا الشعب المسكين ووحدته وتراثه ولغته الالتفاف حول هذه التسمية على الاقل في الوقت الحاضر لنتحد وننصهر من جديد في هذه البوتقة وليغرد الاخرون ( سيكونون القلة) ان ارادوا خارج السرب وانا واثق لو تبنوها الساهرون على مصير شعبنا من بطاركتنا واحزابنا ومؤسساتنا لاصبحت مقبولة بما لايقل عن 80% وسترتفع النسبة بعد فترة قصيرة ربما الى 90% على امل ان يعيدوا النظر في هذه التسمية الاجيال اللاحقة بمؤتمرات علمية وفي حينها حتى لو اختلفوا لتمسك الجميع بمفهوم الواحد  .     
     


192
لقاء صحفي مع النائب في البرلمان الاوروبي
نزار حنا الديراني
في زيارة قام بها النائب السويدي لارس اداكتوسون ـ عضو في البرلمان الاوروبي الى لبنان ... استضافت الرابطة السريانية النائب لارس في الساعة الثالثة من مساء يوم الجمعة المصادف 16/9/2016 في مقرها الكائن بيروت ـ سن الفيل ليتحدث عن اخر المستجدات بشان مصير الاقليات القومية في المنطقة وما يدور في اروقة البرلمان الاوروبي وذلك في لقاء صحفي اداره رئيس الرابطة حبيب افرام الذي افتتح المؤتمر الصحفي بتعريف الحاضرين بالنائب ومن ثم تعريف النائب بالحضور ... ومن ثم تحدث النائب عن مدى اهمية الحضور المسيحي في الشرق الاوسط وخصوصا انهم من سكان الاصليين في بلدانهم لذا وهو يعمل جاهدا منذ انتخابه في 2014 لطرح مصير هذه الاقليات في المحافل الدولية كما شدد على اهمية ايجاد مخرج لعودة المهاجرين الى بلدانهم الاصلية في كل من العراق وسوريا من خلال ايجاد المناخ الملائم في فترة ما بعد داعش من حيث الامان  اولا ومن ثم ايجاد تفاهم مشترك بين الطراف المتنازعة في المنطقة لذا شدد على ضرورة اسهام المجتمع الدولي ومن بينها الدول الاوربية المشاركة ضمن التحالف للقضا ء على داعش لخلق المناخ الملائم للعودة  .
وفي سؤال على الخريطة المقدمة من قبلهم لحل المشكلة اجاب :
الموضوع يخص كل الدول المشاركة اوروبا وحدها لا تستطيع اتخاذ القرار الملائم وخصوصا في المجال العسكري ...
وفيما يخص التساؤل حولالنزاع في العراق قال انه سبق وان زار شمال العراق والتقى المسؤولين ورجال الدين واطلع على سير المعارك هناك ومعانات المهاجرين وتطلعاتهم وعلم مدى حاجة القوات المشاركة الى الدعم العسكري لسرعة تحرير بلداتهم من خلال تحرير الموصل من داعش .. واضاف ان الحل لا يكمن قي سوريا والعراق بل يتطلب جهود دولية مكثفة وخصوصا الولايات المتحدة وروسيا والدول المعنية بشان سوريا والعراق للضغط على السياسين للجلوس الى مائدة التفاوض ...
 وفيما يخص التساؤل بوضع اللاجئين في لبنان ومدى احتياجاتهم قال انه يعرف جيدا حجم الضغط على الحكومة اللبنانية في ايواء هذا العدد الكبير من المهاجرين لذا فالحل الملائم هو العمل لعودة المهاجرين الى دولهم بعد القضاء كليا على تنظيم داعش الارهابي وايجاد المناخ الملائم لحل النزاعات بين الاطراف المتصارعة في المنطقة وتعميرها واعادة حقوقهم المنزوعة 

193











194
يوم الشهيد و الاصوات الداعية الى التناحر
نزار حنا الديراني

بعد ايام سيطل علينا يوم الشهيد وكعادتنا نقف حائرين امام التسمية ونحن ننظر الى مسيرة تمتد لالاف السنين ونحن نقدم التضحيات على برج الشهداء ... ولو بدأنا من القرن التاسع عشر لسهولة الرؤيا لوجدنا سجلنا حافل بالشهداء والمتشردين والمهجرين قسريا بدءً من احداث حكاري مرورا بالجزيرةوطورعبدين ومدن ايران انتهاء بالعراق (مذبحة سميل وديرابون وصوريا ومن ثمالمذابح والتهجير القسري في قرانا في شمال العراق وبغداد والموصل و...) لو تاملنا قليلا لوجدنا ان هؤلاء الشهداء والمتشردين لم يسألوهم عن التسمية لان الكل كانت سواسية امام سيفهم فتحملوا كل هذه الاضطهادات من اجل الوجود وحتى الذين اغتيلوا واستشهدوا بفعل التفجيرات يمكن اعتبارهم شهداء لوجودنا القومي والديني لانهم لو قبلوا ان يتركوا الوطن اسوة بالذين هاجروا الى الخارج وهم يؤججون الصراع لما استشهدوا ... فلنتسائل جميعا الا تكقي كل هذه الدماء الزكية والدموع الطاهرة لنتنازل اليوم عن عنجهيتنا ومصالحنا ونفكر بهدوء كيف لنا ان نعيد هيبة هؤلاء الشهداء ونتحمل وزر هؤلاء المهجرين من بغداد ونينوى ونرفع التجاوزات عن قرانا ونتفق على تسمية نسمي بها اسوة بالاخرين .. الى اين سنصل في تزحلقنا وراء بعض المتشددين قوميا وسياسيا وهم لا يفكرون في صرخاتهم سوى بعدد الاصوات التي يستطيعون الحصول عليها او فتات المناصب والنقود ... هل فكرت احزابنا وكنائسنا ومتطرفونا ومراهقونا ماذا سيكون مصيرنا ونحن نبتلع عددنا في العراق ؟ فبدلا من ان نتحدث بما وراء المليون بدأنا نتحدث باقل من نصف مليون وربما الربع ؟ وماذا لو قسمنا هذا العدد الى عدد صياحات الداعين الى التقسيم ؟ هل لنا ان نتساءل مراهقبنا ومتطرفينا ماذا تعني التسمية الاشورية او الكلدانية او القطارية ان لم تكفي لحصد مقعد واحد في البرلمان ؟ أهل انتهت الامنا ومشاكلنا ليبدأوا الاخوة في استراليا بالعمل على تشريح جاليتنا هناك الى الكلدانية والاشورية والسريانية و... وربما تكون بداية شهية لجالياتنا الاخرى ... ماذا جنينا من التسمبة ( الكلدواشوري) التي اتفق عليها كل من زوعا ومجموعة المطران ابراهيم ابراهيم القادمين من امريكا ومن ثم مؤتمر بغداد الذي شاركت فيه العديد من مؤسساتنا واحزابنا سوى ابادة التسمية ( سورايي) التي كانت متداولة بين العديد من مثقفينا كم من مرات ناقشنا مع العديد من المطارنة الاجلاء لترك التسمية القطارية والتي لا مدلول لها الا اننا كنا نشعر بوجود حلقات اخرى ... وتلكأنا جميعا في مسيرتنا وخاصة حين كانت هذه التسمية تغير ثوبها من مكان لاخر فدفعنا ثمنا غاليا لصراع احزابنا على الكراسي وحيث نعجز والاخرون بتسميتنا .. المشكلة ليست فيما نرتكبه من اخطاء فحسب بل لم نستطع لحد الان التعلم من اخطائنا الى حد يقف الاخرون حائرين ماذا يسموننا ... فأي تسمية يقولونها ستكون مرفوضة لدى البعض لذا ما من حل لديهم الا ان يقولوا المكون المسيحي ( ان كان بقصد او غير قصد ) ونحن نرفضها وننتقدها من دون ان نفكر بحل يرضي الجميع ... وكيف لنا ان نتفق ان كنا لازلنا نعبد التسمية التي مررت علينا من قبل الاخرين في القرن الخامس عشر والتاسع عشر او لا زلنا نتحدث بالاقوى والاكبر عددا ان كان بالتضحية او العدد السكاني متناسين مثل الخروف الضال الذي يقدسونه في كنائسهم .. ويوما بعد اخر تتعالى اصوات المتطرفين والوصوليين وتخفت اصوات الحكماء .. قبل ايام سمعت احدهم وهو يقف على واجهةالفيس بوك شامخا ليرد على غبطة البطريرك ويقول ( انا اشوري رغم انوف الاخرين في الوقت الذي تراه وعائلته وعلى طول الخط لا يتحدث الا كونهم كلدان ) فهذه الاصوات هي التي تتعالى في مسامعنا بدلا من ان نسمع اصوات الحكماء والرعاة في استراليا والعراق و... لذا ترانا بدلا من ان نجد مخرجا نتعمق اكثر في وحلنا ... وللاسف حتى المبادرة التي أطلقتها اللجنة المشكلة من المؤسسات والجمعيات الآشورية في ولاية فكتوريا ـ ملبورن الأسترالية حين دعت الآشوريين ( سوراي) في أستراليا من كل طوائفهم ومذاهبهم لأخذ دورهم الحقيقي في تثبيت هويةأبائهم وأجدادهم الآشورية ولغتهم (الأم) الآشورية السريانية (سورث) وذلك في الحقول المخصصة لذلك في أستمارة الأحصاء اقول جاءت مبادرتهم كمبادة الصدر في المظاهرات بمعنى مصادرة الاصوات الهادئة .. والا ان كانوا الاخوة جادين في تسمية سورايي ما جدوى ان يذيلوا هذه التسمية بتسمية اشورية وهم يعرفون مسبقا واعضاء المجلس القومي ( ممثلي كنائسنا ) لذا ترانا حال خروجنا من المؤتمر اتفقنا ان لا نتفق .

كم من مرات ناقشنا مع العديد من المطارنة الاجلاء لترك التسمية القطارية والتي لا مدلول لها الا اننا كنا نشعر بوجود حلقات اخرى ... وتلكأنا جميعا في مسيرتنا وخاصة حين كانت هذه التسمية تغير ثوبها من مكان لاخر فدفعنا ثمنا غاليا لصراع احزابنا على الكراسي وحيث نعجز والاخرون بتسميتنا .. المشكلة ليست فيما نرتكبه من اخطاء فحسب بل لم نستطع لحد الان التعلم من اخطائنا الى حد يقف الاخرون حائرين ماذا يسموننا ... فأي تسمية يقولونها ستكون مرفوضة لدى البعض لذا ما من حل لديهم الا ان يقولوا المكون المسيحي ( ان كان بقصد او غير قصد ) ونحن نرفضها وننتقدها من دون ان نفكر بحل يرضي الجميع ... وكيف لنا ان نتفق ان كنا لازلنا نعبدالتسمية التي مررت علينا من قبل الاخرين في القرن الخامس عشر والتاسع عشر او لا زلنا نتحدث بالاقوى والاكبر عددا ان كان بالتضحية او العدد السكاني متناسين مثل الخروف الضال الذي يقدسونه في كنائسهم .. ويوما بعد اخر تتعالى اصوات المتطرفين والوصوليين وتخفت اصوات الحكماء .. قبل ايام سمعت احدهم وهو يقف على واجهةالفيس بوك شامخا ليرد على غبطة البطريرك ويقول ( انا اشوري رغم انوف الاخرين في الوقت الذي تراه وعائلته وعلى طول الخط لا يتحدث الا كونهم كلدان ) فهذه الاصوات هي التي تتعالى في مسامعنا بدلا من ان نسمع اصوات الحكماء والرعاة في استراليا والعراق و... لذا ترانا بدلا من ان نجد مخرجا نتعمق اكثر في وحلنا ... وللاسف حتى المبادرة التي أطلقتها اللجنة المشكلة من المؤسسات والجمعيات الآشورية في ولاية فكتوريا ـ ملبورن الأسترالية حين دعت الآشوريين ( سوراي) في أستراليا من كل طوائفهم ومذاهبهم لأخذ دورهم الحقيقي في تثبيت هوية أبائهم وأجدادهم الآشورية ولغتهم (الأم) الآشورية السريانية (سورث) وذلك في الحقول المخصصة لذلك في أستمارة الأحصاء اقول جاءت مبادرتهم كمبادة الصدر في المظاهرات بمعنى مصادرة الاصوات الهادئة .. والا ان كانوا الاخوة جادين في تسمية سورايي ما جدوى ان يذيلوا هذه التسمية بتسمية اشورية وهم يعرفون مسبقا سترفض هذه التسمية من الطرف الاخر وتؤجج النزاع ... ان كانوا جادين لماذا لا يقولوا ايها الاخوة لنسمي بتسمية سورايي هذه التسمية التي كانت تلفظ من قبل اجدادنا على مر مئات السنين وهي تعني حصرا الذين يتحدثون بلغة السورث ( السريانية) في كل من تركيا والعراق وايران وسوريا ولبنان .... لماذا لا نفكر كيف لنا ان نتحد مع ابناء جلدتنا في سوريا وجزء من تركيا ولبنان وخصوصا المارونيين منهم الذين احس بعضهم بسريانيتهم بدلا من التفكير كيف لنا ان نؤجج الصراع ؟ لا ادري اين كنا في السبعينات حين سمينا بالناطقين بالسريانيةوقبلناها برحابة صدر وحتى الموجودين في الخارج لم يتجرأوا ولو ان يحذفوا كلمة الناطقين للابفاء على السريان لتكون اكثر مقبولة واليوم ترونهم مقاتلين ابطال يترصدون رجال الدين والسياسيين والناشطين ليشتموهم والبعض الاخر يتملق لحزب ما عسى ان يحظى ببعض من فتاته ... منذ متى كانت التسمية الاشورية او الكلدانية اهم من دماء الشهداء واهم من مصير الشعب والوجود ... ؟؟؟؟

195
تساؤلات مشروعة في نظرية اتفقوا فيما بينكم اولا
نزار حنا الديراني

يبدو لي ان هذه المقولة اصبحت وكانها نظرية سياسية يحاول القوي رمي الكرة في الملعب المقابل ليبرئ ساحته كونه المسبب او المساعد .. فمنذ ان طاروا "قادة" أمتنا ( كما يقول الزميل والاديب ابرم شبيرا في مقاله المنشور في عينكاوة دوت كوم ) وحقائبهم مملوءة بالامنيات والمطاليب القومية نحو مؤتمر فرساي عشية إنتهاء الحرب الكونية الأولى قالها ممثل بريطانيا العظمى في عصبة الامم المتحدة بما معناه العراق دولة مستقلة فعليهم ان يناقشوا ويتفقوا فيما بينهم اولا ... ومرة اخرى قيل لنا حين كنا مجتمعين في فندق بابل عام 2004 على ما اظن في المؤتمر الاول للاقليات القومية في العراق حين نهض احد المشاركين من ابناء شعبنا وترك كل شئ ليعترض على التسمية المثبتة في اللافتة ( الكلدواشوري السرياني ) مدعيا ان هذه التسمية غير مقبولة لدينا في اقليم كوردستان لاننا اتفقنا على التسمية ( الكلدان والسريان والاشوريين ) قرد عليه احد اعضاء لجنة كتابة الدستور مبينا ما عانوه في تثبيت التسمية و... ثم قال اتفقوا فيما بينكم اولا ونحن لا نمانع .... في حينها جلسنا وناقشنا الفكرة فيما بيننا نحن المشاركين وعلمت ماذا تعني هذه العبارة ....
وفي اللقاءه الذي جمع السيد مسعود برزاني رئيس إقليم كردستان العراق بقادة الأحزاب السياسية المسيحية أكد على الضرورة الحتمية لإتفاق المسيحيين قبل غوض معركة تحرير المموصل ومن ثم يتم النظر في مطلبهم بتحويل سهل نينوى إلى محافظة . وحين قرات الخبر من خلال مقال للزميل الاستاذ ابرم شبيرا تبادرت الى ذهتي عدة تساؤلات :
من منا عليه ان يتفق قادة احزابنا الصغيرة ام الاصابع الغليضة التي تقف وراء الستار ؟ لنفرض لو كان قد طرق ممثلوا شعبنا أبواب المؤتمر طرقة موحدة قوية ومدوية هل كان ممثل بريطانيا سيغير رايه وتفتح لهم الأبواب ؟ ولو اتفقت احزابنا جميعهم وعارضها رجال الدين او المؤسسات الاخرى او ... ماذا يعني ذلك هل اتفقنا ام لم نتفق ؟ وماذا بشأن الكيانات الموجودة في بغداد والمدعومة من هناك وخصوصا تلك التي انخرطت ضمن الحشد الشعبي او .. ؟ ومن ثم على ماذا علينا ان نتفق ؟ على المحافظ ؟ على الحدود الادارية ؟ ام على حصص القوميات المتعايشة في هذا السهل المسكين ؟ ام على تبعيتها وتقرير مصيرها بربطها بالحكومة المركزية في بغداد أم بأقليم كردستان العراق ام بالفدرالية التي يطالب بها السيد النجيفي ؟؟  ولماذا علينا ان نناقش الامر ونتفق جميعا قبل تحقيق ذلك ؟ اهل ناقش الاقليم واتفق الجميع قبل المطالبة بالفدرالية ؟ وهل قالت امريكا للشعب العراقي اتفقوا اولا ومن ثم سنرحل ؟ وهل اتفق شعب جنوب السودان على ... ومن ثم نالت استقلالها ؟؟؟ ومن ثم سنقول هل يحق للمجتمعين في ذلك الاجتماع وحدهم من تقرير مصير المحافظة ؟ وان كان كذلك ماذا بصدد بقية القوميات ؟ وماذا لو طلب استفتاء على ذلك ؟ ولنفرض اتفق المجتمىعون من ابناء شعبا ان تكون المحافظة تابعة لبغداد او تدخل ضمن الفيدرالية التي يطالب بها النجيفي ماذا سيكون راي الاقليم هل سيعزز موقفه بالمطالبة ليكون السهل محافظة ؟؟؟؟ وفي الختام اقول هل هذا يعني ان حكومة الاقليم ربطت موضوع عدم البث في التجاوزات على اراضينا لحين ان يتفق ابناء القرية فيما بينهم ومن ثم ستنظر بالامر ؟ وان كان كذلك هذا يعني علينا حتى ان لا نحلم برفع التجاوزات او الحصول على المحافظة فبكل سهولة يمكن شراء احدنا ليكون معارضا والا لما كانت لامريكا وغيرها بملايينها من البشر حزبين لا ثالث بينهما اما نحن اسوة بالقوميات الاخرى لنا ما يزيد العشرة !! وكيف لنا ان نتفق ان كانت الاحزاب الكبيرة في العراق مختلفة ولا يزال النظام الديمقراطي في العراق مبني على نظرية ( من ليس معي فهو ضدي والقوي ياكل الضعيف )


196
أدب / يونان والقصيدة الغنائية
« في: 10:13 31/03/2016  »










198
نتاجات بالسريانية / كنونا
« في: 19:48 14/01/2016  »








199
وداعا ... ايها العزيز



نزار حنا الديراني

ساقول وداعا ... لا لرحيلك لاني اعرف من نقطة الرحيل ستبدأ روحك الطاهرة تمتزج بارواحنا .... لاني اعرف الحياة كرة زجاجية مهما سرت لا بد ان تلتقي باحبائك من نقطة انطلاقك الا تتذكر كيف تعود اللقالق الى اعشاشها المخملية مهما ابتعدت اوهُجّرت إلى البلدان والأمصار النائية وتاهت في أقاصي الأرض .
وحين نتامل الافق سنجد عشرات الاشعة تعكس صورتك وهي تغوص في قطرات الدمع التي تتدحرج كلؤلؤة من اعين السائرين معك الى حيث الملائكة تستقبلك كمولود جديد في عالم الخلد وتلبسك التاج وهي ترتل قصائدك وعلى ايقاع صياح الديكة وهي تدغدغ ذكرياتنا ، فكيف يكون الرحيل اذا كانت كل نقطة من الحياة تحمل اسمك ويجرى في عروقها دمك ... لا ادري من اين انطلق وانا اتذكر كم من ساعات وايام وسنين كنا نتبادل بها الاحاديث ونحن نجوب شارع السعدون او شارع النظال والى ساحة المسرح الوطني الى حيث الجمعية الثقافية او الى دار زميلنا المرحوم هرمز شيشا كولا لنناقش اصدار مجلتنا قالا سوريايا ... وكم ساعات قضيناها مع زملائنا في مطعم البرمكي وفي جمعية اشور بثلاثائها الثقافي ومهرجاناتها ونحن نناقش وننعش مستقبل لغتنا وادبنا ... وكم من ساعات قضيناها سوية في مهرجان المربد ونوهدرا وبابل وبغديدا والقوش و.. ونادي الادباء ونحن نحاور الاخرين ... كم من لحظات جميلة جمعتنا ونحن نتقاسم جمال الرحلة وحرارة الاحاديث الى تركيا واستراليا احدنا يبوح للاخر ما يكنه في صدره من امال وصور تجسد الماضي والحاضر وترسم لنا المستقبل ... لذا لا اقول وداعا لرحيلك فمن المستحيل ان ترحل وتترك كريات دمي وحدها تجوب جسمي ومن المستحيل ان تترك قلبي يعاني من فقر الدم ... لا اقول وداعا وسجل صداقتنا وعلى مدى 40 سنة ينبض بالحب...
لا ترحل وتترك الارض يبابا... لا ترحل وان رحلت فلمن ابث لواعجي وكيف لي وحدي ان احمل بياضا ناصعا وانيناً يخرج من حناجر القبج... لا ترحل وانت تعلم جيدا لا يزال الخابور يئن للقياك ...
ايها العزيز رغم اني اعرف بان رحيلك ولادة روحية جديدة ولكن كل لحظة انتظر قدومك هي شاقة وطويلة لان شراييني واوردتي توقفت حين سمعت برحيلك وهي تنتظر ان تستقبل كريات دم جديدة تنبع من حبك لتدشن تدوين مسيرتك ... وكيف لي ان اهز الغيوم لوحدي لتمطر تلك الامال التي رسمناها سوية... او اهز الجيال لتذرف وتجدد كريات دمي المتكدسة في ردهات قلبي . 
لا ترحل ... فحين رحلا قبلك والدي وصديقة عمري صرت اشد بك عزمي فان رحلت انت الاخر فكيف لي ان ارسم مثلث عمري وكيف لي ان اهيئ نهرا من قطرات الندى لتسبح فيه اشعة الشمس المبتسمة للفراشات وهي تحوم حول تلك الازهار التي بعثرتها الرياح في بلاد المهجر فكيف لها ان تجمع قواها وتتحمم معك وتولد في ملتقانا الثالث ، لا ترحل ... ايها العزيز لا تزال نبضات قلبك تكفي كي تستقبل عامنا الجديد لتدشن ميلاد عطائك ، ألست انت الذي قلت في شعرك في كل عام سأأتي ... وانشدت لاشراقة جديدة وحياة جديدة ...


201
التاثير الكوني على حضارة بلاد ما بين النهرين


نزار حنا الديرني
في السويد صدر للكاتب بولس كجو كتابه الموسوم ( التاثير الكوني على حضارة بلاد ما بين النهرين ـ حضارة سومر ) بعد ان اصدر كتابين في هذا المجال وهما ( الارض مستعمرة كونية ، الكون والحضارات الكونية على الارض )
يفتتح الكاتب كتابه بمقدمة يقول فيها:
(رغم إن الباحثين وعلماء التاريخ واللغات عرفوا اصل كل الشعوب والاقوام التي سكنت بلاد ما بين النهرين منذ الالف الخامس قبل الميلاد، وعرفوا أصلهم ولغاتهم وحروبهم ومناطق سكناهم وحتى أسماء ملوكهم... الا انهم لم يتمكنوا ان يعرفوا أصل السومريين ولغتهم ولا من أين جاءوا فاصبح أمرهم محيرا للعلماء لذا سموا هذه العقدة ( بالمشكلة السومرية ) ولا زالت هذه المشكلة قائمة .
لذا حاول الكاتب في كتابه هذا ان يدلو بدلوه ويقول استنادا لما كتبه السومريون في قصائدهم وقصصهم ورقمهم الطينية بأنهم جاءوا من الفضاء الخارجي ، أي من كوكب أسمه نبيرو أو مردوخ ، حيث تشير الحكاية ( كما يقول): وصلت بعثة من كوكب نيبيرو الى الارض تتتكون من 50 شخصا بواسطة سفن فضائية أو عربات فضائية كما سموها (السومريين ) فاسسوا اول مستعمره لهم على الارض وكانت في مدينة اريدوـ جنوب بلاد ما بين النهرين وسموا انفسهم بالسومريين ...
ويحاول الكاتب في فصول الكتاب (بعد ان افرد فصول الباب الاول من كتابه هذا تلخيص ما جاء بكتابيه السابقين) دراسة نظرية ظهور الانسان الحديث ادم ومن ثم عودة السومريين الى وطنهم الام وتلاقحهم مع ما موجود على الارض لينتج عنصرا جديدا ومن ثم في فصول لاحقة بحث الكاتب في ظهور الحضارة السومرية وآلهتها وملوكها قبل وبعد الطوفان ثم افرد فصولا خاصة باراء العلماء و عصر السلالات وبعدها تناول الاكديين والكوتيين و العصر السومري الجديد و هجرة الاقوام السامية الى بلاد بابل . ومن ثم بحث في الباب الثالث حضارة السومريين من علومهم وادابهم وفنونهم وصناعاتهم و...
بالحقيقة كان الكاتب موفقا في ارائه رغم انها (على الاقل لدى قرائنا في الدول العربية) تقع ضمن الخيال العلمي هذا يعني في الوقت الذي سيجذب الكثيرين سيكون هناك من لا يتقبل الفكرة ولكن نحن بحاجة الى هكذا كتب ، لانها (كما قيل) هي التي مهدت الطريق لغزو الفضاء وما توصل اليه العلم .. فهكذا كتب هي بمثابة إلفات نظر وتحفيز العلماء للقدوم بمحاولات جبارة فضلا عن المتعة في قراءتها لدى قرائنا ، فما ذهب اليه :
1-    من أن السومريين والهتهم قد جاءوا من كوكب آخر خارج كوكبنا ، ومن ثم تلاقحهم مع سكان الارض (أحفاد آدم) فانتجوا جيلا جديدا ... هذا يعني خطأ ما ذهب اليه الاخرون من ان السومريين قد قدموا من مناطق البحر الاسود وما شابه ذلك ...
2-   وما ذهب اليه في كتابه هذا ، من أن السومريين انصهروا في المجتمع الاكدي والبابلي بمعنى ان الاكديين والبابليين هم الوجه الاخر للسومريين وهذا ما تجاهلته الكثير من الدراسات التي سبقته والتي كانت تذهب الى القطيعة بين الشعبيين وكأن الارض إنشقت وابتلعت السومريين ,,,
3-   كذلك وضع حدا الى ما ذهبت اليه بعض الدراسات الاخيرة لسبب او لاخر .. ( أي نزوح الاقوام السامية من موطنها الاصلي ـ في ما سميت بالجزيرة العربية ـ الى بلاد ما بين النهرين ) ورغم كوني كنت أقف دائما بالضد من هذه النظريات عند طرحها من قبل أساتذة متخصصين في هذا المجال في النشاطات الثقافية المقامة في بغداد ، ورغم ذلك وضع الكاتب حدا لهذه الاراء بقوله ان هذه الاقوام السامية كانت بالاصل من سكنة بلاد ما بين النهرين الا انها لسبب ما هاجرت الى بلاد الجزيرة العربية لفترة ما وعند زوال السبب عادت من جديد الى موطنها الاصلي (بلاد ما بين النهرين )
وغير ذلك من المواد الممتعة ففي الوقت الذي اهنئ الكاتب على رحلته الشيقة اتمنى له المزيد وبالاخص في حضارتنا التي هي بامس الحاجة كي نكتب نحن عنها ...

202


من الشعر السرياني الحديث (ايران نموذجا)
الشاعر  د . فريدون بيث اوراهم
ترجمة : نزار حنا الديراني


•   ولد في احدى قرى اورمي سنة 1891
•   سافر الى روسيا واكمل دراسته في مدينة تفليس
•   انهى دراسته الجامعية في جامعة سراتوب كلية الطب
•   تقلد عدة اوسمة ذهبية لكفاءته وخدماته
•   تولى رئاسة احدى المستشفيات هناك
•   لما له من نشاط قومي لذا ترأس مجلس اشوريي روسيا
•   أصدر جريدة نًقوشا ـ الناقوس
•   اشتهر باسم (فريدون اتورايا) وقصيدته المغناة ( يا نسور بلدة تخومي )
•   اعدم من قبل الحكومة الروسية سنة 1925 لنشاطه
•   من شعره يا نسور تخومي ، صلاة الامة ص124-125

1-   يا نسر تخومي

يا نسر "تخومي" ملك في " تيارى"
مد جناحيك لاطير الى ربوع "تيارى"
اورمي وموصل وكلا البرورين
علني أنجو شعب اثور العريقة
لاحل في الموصل واصلي صلاتي
من أجل خلاص امي
هز جناحيك يا بطل
وسر الى الامام بلا ضيق وبلا حزن
لتطمأن على المقاتلين الابطال
الذين أفدوا بحياتهم من اجل اثور الكهلة
للذكريات الطيبة اقدم سلامي
وعلى قبرها اقسم باني سافديها روحي

يا نسر اثور ونهر الزاب الاعلى
حين تجدني قد وصلت الى الهدف السامي
ارمي بي الى حيث الصخور بلا رحمة
لاموت شهيدا من اجل اثور العريقة
ولادفن على ساحل الزاب ،
بعد ان افديها روحي

2-   صوت البوق

-1-
انه صوت البوق .. صوت المتعبين
من اصابع "دورغ" ننادي
هلموا الينا ايها المتعبون
من اجلكم نتالم
-2-
لنرفع علم اثور الجديدة
الاحمر المزرق والملطخة بالدماء
ونحن ذاهبون لزيارة نينوى
الساجدة في بلاد ما بين نهرين الخصبة
-3-
من بين نهرين الوطن الشائخ
من المحيط الغربي الكبير
نهر دجلة العالي ونهر الزاب
لنرف اثور التخومية
-4-
ننادي كي تهب تخومى و تياري
ابناء دزي الذين لا يخافون
ننادي اهالي برور ليقاتلوا
واهالي اورمي ذوي القلب الاسد
-5-
هدفنا هو ان تحيا اثور
لتحيا في ازمان عدة
صوتها الجهوري ينادي الهها وملكها اشور
لينادي ابنائنا كي يستفيقوا في كل الدهور
-6-
فليسمع شبابنا الاغنية
ويبشروا للتضحية
فليفهموا اجدادنا كلماتها
وهي تشدوا للحرية الحرية


203

انا ساقاتل
من الشعر السرياني ( الايراني ) المعاصر

شعر : وليم فيرويان
ترجمة : نزار حنا الديراني





في ليل دامس
رياح قوية
غطت ميدان المعركة
اصوات هلاهل لاعدائنا الشرسين
اصوات وقهقهات مسمومة
مزلزلة ، مخيفة ، مهدمة
مهدمة الارادة ، سالبة الامال
في الثورة ...
جعلوا من حراستها محبة
في المعركة وحدك
وحدك بلا مساعد
امام الامواج القوية
امام ألامواج الجبارة
التي دفعوا بها الاعداء من حولك
يلتهبون بحماسة
يشاكسون من غضبهم
يهزون اسلحتهم
يمتشقون سيوفهم
قل ما الذي تريد فعله ؟
... الاصدقاء تركوا حراستهم
اولئك الذين كانوا معك في الثورة
ابتعدوا عنك
البعض كالغراب
غراب مفترسة
منشغلة في التهام الجثث
ولكن ! اشلاء معفنة
واخرى متعافية
في بستان الشفاء
البعض وراء الثراء
جالسين على المنابع
منابع دنسة
لتنتفع وحدها
كي تطور نفسها
والبعض الاخر ثملين
ثملين ونائمين
على انهار الحب
حب البنات
بنات فارغات ، بنات مجردات
من معالم الانسانية لحب دافئ
حب الانسانية
الحب الاصيل ، الحب الحقيقي
بعض التجار
تجار الدين
معاملتهم سهلة
يبيعون السماء
هدفهم ان يبيعوا
كل ما يطلب منهم
بستانهم او بيتهم
هدفهم او وطنهم
لكثير من الاصدقاء
لكثير من المقاتلين
لم يبقى لهم هدف
ولا ثورة
لقد عجزوا ان يكونوا سبب الخلاص
خلاص الامة
تركوا اسلحتهم
وحراستهم
هاربين من امام العدو
لا امل في الخلاص
لا مخرج في الثورة
علينا ان نفرغ ساحة المعركة
لا امل ابدا
لننتصر
في هكذا حساب
في حساب كهذا
من الافضل ان نرحل
كطيور السماء
على ارض ساخنة
لنخلص ارواحنا
نحرس عوائلنا
الحقول فارغة
من اصدقاء يقاتلون
يقفون امام العدو
عدو جبار
في ليل دامس
يدفعون بك وسط الاعداء
يلتهبون حماسة
كل ما يعتبرونه صداقة
يفعلوا كل ما يحلوا لهم
فليدعوهم ان يرحلوا
ان يركضوا
يسخرون يضحكون
ليكن ما يكن
ليفعلوا ما يحلوا لهم
ولكن قولوا لاعدائي
بصوت جهوري ممزوج بالارادة
في الصف الاول
في ساحة المعركة
ها انذا واقف مستعدا للقتال
انا ساقاتل ، وحدي ساقاتل
فليتقدموا

[/size]

204
ما بين الدولة والحكومة ثمة تساؤلات مشروعة
نزار حنا الديراني

كثيرة هي تعاريف الدولة وابسطها تعريف الاستاذ علي صادق ـ المختص بالقانون الدولي العام : " الدولة هي مجموعة من الأفراد يقيمون بصفة دائمة في إقليم معين وتسيطر عليهم هيئة حاكمة ذات سيادة "
وجميع هذه التعاريف تتفق على ثلاثة أركان اساسية وهي:
1-   الشعب     2- الإقليم     3-السيادة 
وهناك من يضيف ركنا رابعا أي السلطة السياسية (الحكومة)
فالشرط الاول والثاني قائم لا غبار عليهما اما الشرط الثالث السيادة لا بد من التوقف عنده قليلا ويكون على شقين  :
أ‌-   السيادة الخارجية ، تعني عدم سيطرة حكومة أو سلطة خارجية على السلطة المحلية أي عدم خضوع أرادتها الى أي إرادة خارجية وتتمتع باستقلالية قرارها السياسي والقانوني الوطني . وهنا لا بد لنا ان نتسائل :
اذا كانت قرارات سفير ما ( الذي يكون منصبه اقل من منصب الوزير ) لاحدى الدول اقوى من قرار الحكومة فكيف يتحقق شرط السيادة ؟ وعندما تكون هذه الدولة ورقة مساومة او نقطة الصراع بين دول اخرى فكيف يتحقق شرط السيادة ؟ وعندما تكون لكل حكومة من هذه الحكومات الداخلة في تكوين الحكومة ( الكتل) لها الحق ان تتفاوض وتتعامل مع حكومات لدول اخرى سراً فكيف يتحقق شرط السيادة ؟ و.. ؟؟
ب - السيادة الداخلية ، وهي تمتع السلطة الحاكمة ( الحكومة) بالشرعية من خلال الانتخاب المباشر أي ان تكون لهذه الحكومة شخصية قانونية قادرة على التمتع بالحقوق والتحمل بالإلتزامات، وهذه الحكومة هي التي تحدد القابلية التي تؤهل الشخص لأن يكون طرفا إيجابيا أو طرفا سلبيا في الدولة . فدولة القانون هي الدولة التي تخضع جميع أوجه نشاطها للقانون سواء في التشريع أو التنفيذ أو القضاء...
وهذه السيادة كما لاحظنا مرتبطة بالركن الرابع أي الحكومة (السلطة السياسية) وتعريفها :
( الحكومة هي الهيئة التي تمتلك القوة / الشرعية لفرض الترتيبات والأحكام والقوانين اللازمة للحفاظ على الامن والاستقرار فى المجتمع و تنظيم حياة الأفراد المشتركة ..) والحكومة بحاجة للشرعية من نوع ما لكي تتمكن من القيام بدورها لحفظ الأمن ورعاية المصالح المشتركة لكي يستطيع أفراد المجتمع من تسيير شؤون حياتهم ..
من هنا نقول لا يكفي أن يكون هناك شعب يقيم على مساحة من الأرض لقيام الدولة بل لابد من وجود حكومة ذات سيادة ولها القدرة لفرض السلطة على الشعب في إطار الأرض وأن تعمل هذه الحكومة على تنظيم أمور الجماعة وتحقيق مصالحها والدفاع عن سيادتها، وتستمد حكومة أية دولة شرعيتها من رضا شعبها بها وقبوله لها وهذا يعتمد على ما تقدمه الحكومة من خدمات للشعب الذي خولها واعطاها الشرعية ، فلا تكفي ان تفرض على الشعب قوانينها من دون ان تؤدي واجباتها فالحقوق والواجبات تكمل احداهما الاخرى .. فإذا انتفى هذا الرضا والقبول فإن الحكومة تكون فعلية وليست شرعية مهما فرضت نفوذها . فالحكومة والسلطة التي تصدر قوانين لا يتبعها أحد ليست حكومة وليست سلطة .
وهنا لا بد لنا ان نتسائل :
عندما تكون حكومة ما متكونة من عدة حكومات ( أي حكومة داخل حكومة) ولكل منها ميلشيات عسكرية خاصة بها ولها قوة وسلطة تساوي أو تفوق على قوة وسلطة الجيش الرسمي (النظامي) فهذا يعني لا توجد حكومة ؟ واذا كان لاصحاب رؤوس الاموال كأصحاب محطات تعبئة الوقود (على سبيل المثال) لها القدرة ان تتحكم بمصير الشعب أي تحدد السعر الذي تشاءه وتتلاعب بجودة الوقود ولا يهمها اذا احترقت السيارة او تصبح عاطلة بسبب (الفيت بمب اوما شابه ذلك) فكيف يتحقق شرط الحكومة ؟ واذا كان للتاجر ما يؤهله من السلطة ان يستورد مواد مصنفة ضمن المرتبة الاخيرة واحيانا منتهية فترة صلاحياتها وامام انظار الحكومة فكيف يتحقق شرط هذا الركن؟؟؟ وعندما تعجز الوائر الرسمية ( الحكومية) من تقديم خدماتها للمواطن وتقول له لا توجد ميزانية فعليك تحمل مصاريف تنفيذ المشروع .. او عندما يتلكأ المقاول في تنفيذ مشروع ما كتبليط شارع رئيسي او دولي من غير ان يحاسب على الجودة او التاخير فاين هي سلطة الحكومة اذن او ان تقول الحكومة للشعب لا يوجد راتب او تاخر الراتب لعدة أشهر فكيف يتحقق شرط الحكومة او السيادة الداخلية .... 

205
ايها النشطاء هل نحن مع الوحدة ام ضدها؟

نزار حنا الديراني

على ضوء المشروع الذي طرحه غبطة البطريرك لويس ساكو حول رؤيته للوحد بين فرعي كنيستنا المشرقية بكنائسها الثلاث ، رغم ان المشروع هو كنسي قبل كل شئ ورسالته كانت موجهة لفرعي كنيسة المشرق التي كانت تعمل هي الاخرى على خط توحيد الفرعين ، تسارع بعض نشطائنا ليقفوا بالضد من المشروع فعلقوا اتهاماتهم على موضوع الشراكة مع كرسي الفاتيكان وكانهم ينظرون الى علاقة كنيستنا المشرقية مع الكنيسة الغربية ( روما) اسوة بعلاقة كنيستنا مع الديانات الاخرى متناسين كان الاصل كنيسة واحدة ... نعم نحن ننتظر من اساقفة وكهتة كنائسنا المشرقية ان يدلوا ما لديهم من مقترحات لاعطاء زخم الى المشروع والعمل بجدية حول المقترح بعد التشاور فيما بينهم ودراسة الموضوع بجدية بدلا من ان ننتظر من الاخوة العلمانيين حاملين معاولهم تجاه الوحدة متناسين ان مفهوم الوحدة قائم بالاساس على مبدأ الاعتراف بالاخر اولا وامكانية التنازل عن بعض الخصوصيات ( او سميها ما تشاء ) للاخر والا لا يمكن ان تكون الوحدة اذا كانت نظرتنا على الاخر ان ياتي الينا خاشعا وتائبا ... علينا ان لا ننظر الى مشروع الوحدة داخل افرع الكنيسة على اساس الربح والخسارة ، ان غبطته طرح مشروعا قابلا للنقاش ومن المؤكد سيكون للطرف الاخر مشروعه ورؤيته وعندما يجلس الفرقاء على طاولة المفاوضات من المؤكد سيتم صياغة اوراق العمل المطروحة بالشكل الاكثر ملائمة للوحدة التي ستكون بدورها زخما قويا لالتئام صف شعبنا ... علينا ان نكون متفائلين في هذا الخصوص ربما كان الكرسي هو من اعقد فقرات النقاش لو لم يتبادر غبطته على البطريركين ( هو ومار ادي) التخلي عن كرسيهما لانتخاب بطريركا جامعا هل تناسى الاخوة من اهم اسباب الانشقاق ان كان داخل الدين الواحد او الحزب الواحد او ... هو الكرسي وخصوصا في الزمكان الحالي حيث كل من يجلس على كرسي الرئاسة يعتقد بانه اصبح االمالك كلما بقي على قيد الحياة وكانه صاحب شركة والامثلة على ذلك كثيرة .... كما ان مشروع الوحدة لم يكن وليد اليوم فمنذ زمن الجاثليق مار سبريشوع البغدادي الملقب ابن المسيحي عقد اول اتحاد بين الكنيستين المشرق ( في عهد مار سبريشوع ) والفاتيكان في عهد البابا غريغوريوس التاسع سنة 1233 وفي عهدي مار يابالاها (جاثاليق كنيسة المشرق) والبابا بندكتس الحادي عشر في 18/8/1304 حصل الاتحاد الثاني ويعتبره المؤرخون الاتحاد العام كان هناك مشروعا للوحدة مع كرسي روما واستمرت هذه المحاولات بين المد والجزر طبعا لظروف المنطقة وطبيعة المبشرين في التعامل مع هذه الكنيسة وكان آخرها الحوار الذي دار بين البطريرك رحمه الله مار دنخا مع الكرسي الرسولي في الفاتيكان بخصوص الشراكة وكانت هناك مبادرة أخرى بين المرحومين مار روفائيل بيداويد ومار دنخا حول توحيد شطري الكنيسة ولا زلت اتذكر في نهاية السبعينات حين زار وفد يمثل الكليات والمعاهد في بغداد ( وكنت احدهم) ناقشنا موضوع توحيد شطري الكنيسة مع كل من مار دنخا القادم الى بغداد ومار بولس شيخو (رحمهما الله) واعتقد لو كانت ظروف العراق مستقرة لكان موضوع التوحيد قد خطا خطوات جبارة تجاه الوحدة ولا اعرف لماذا ننظر الى الشراكة مع كرسي روما بالخضوع والانصهار .. نعم هناك بعض فقرات هذه الشراكة في الوقت الحاضر غير مرضية للكنيستنا والدليل على ذلك حاول اكثر من بطريرك كلداني طرح الموضوع للنقاش وكان اخرهم المرحوم بولس شيخو فيما يخص كنيسة ملبار ، ولكن عندما يطرح وفد كنيسة العراق بعد التوحيد اعادة النظر في بعض فقرات الشراكة مع روما سيكون اكثر قوة مما لم يتحدوا ... وهذا متروك لاساقفة وكهنة كنائسنا ليدرسوا الموضوع بهدوء ويناقشوه ليصلوا الى صيغة تكون من مصلحتنا الوحدة او الشراكة مع كرسي روما وخصوصا في الوقت الحاضر... لذا اقول ايها النشطاء ان كنا مع الوحدة علينا ان لا نتسارع للاتجاه ضمن قائمة ممن يهوون ان يكونوا دائما معارضين حتى مع انفسهم ... علينا ان نشجع كل بادرة تصب في خدمة هذا الشعب المسكين الملقى على سرير التشريح او على طاولة المزاد السري ..     

206
نتاجات بالسريانية / ديرابون
« في: 19:00 22/06/2015  »

207
تساؤلات مشروعة في مسودة النظام الداخلي للرابطة الكلدانية

نزار حنا الديراني

في البدء اهنئ القائمين على هذه الخطوة متمنيا للجميع الموفقية والنجاح على امل ان تلحقها خطوة ثانية نحو لم الشمل وانا على ثقة ان نجاح هذه العملية ستوفر ارضية خصبة للخطوات التالية ، ومن اجل انجاحها لا بد لنا ان نشارك الاخرين في قرائتها ودرج ملاحظاتنا عليها ولكن قبل ان اتناول الموضوع لا بد لي ان اعود الى الوراء قليلا واتذكر :
1-    طموحات الاب المرحوم د يوسف حبي في مؤتمر الكنيسة الكلدانية في نهاية التسعينات وبرئاسة المرحوم البطريريك روفائيل بيداويد الذي قدم مقترحه بخصوص اسم الكنيسة ( كنيسة المشرق الكلدانية ) وكان هناك مقترح آخر (كنيسة المشرق الكاثوليكية ) وكان كلا الفريقين يهدفان الى وضع لبنة في سياج الوحدة ، أي ان يكون الاسم العام لكنيستنا كنيسة المشرق ( الكاثوليكية ، الارثدوكسية ، النسطورية ( أو..) ) وكغيره من المقترحات التي قدمت للمؤتمر ولم ترى النور رغم ادراجها في التوصيات و...
2-    في اواخر عام 2003 إستبشرنا خيرا حين صرحت كنيسة المشرق في العراق وبكل فروعها النية في ايجاد هيئة علمانية ناطقة باسم الكنيسة سياسيا تتحاور مع الاخر بدلا من اقحام رجال الدين انفسهم في هذا المجال الذي يتنافى ( كما صرح بعضهم ) مع رسالتهم ، واوعز لكل كنيسة في بغداد ان تنتخب ممثليها للمشاركة في المؤتمر التاسيسي الاول الذي انعقد في كنيسة مريم العذراء في شارع فلسطين التي كان يديرها سيادة المطران شليمون وردوني ، إلا اننا تفاجئنا وحيث عمت الفوضى القاعة أثناء عقد اللقاء وطروحات البعض في تاسيس حزب سياسي مسيحي مستفيدا من أرضية الكنيسة وعدم اتفاق رؤساء الطوائف على ابسط النقاط ، ومع هذا أندفعنا بكل طاقاتنا اولا نحن ابناء الكنيسة الكلدانية وبالنعاون مع سيادة المطران شليمون وردوني وانتخبنا ممثلينا في الهيئة ( وكنت أحدهم) وتسارعنا وتحاورنا مع بقية رؤساء الطوائف الاخرى لتسمية ممثليهم ، رغم اننا وجدنا انفسنا في صراع مع احزابنا في تشكيل اللجنة الا اننا في النهاية استطعنا ان نؤسس مجلسا قوميا يضم ممثلي كافة كنائسنا المشرقية من ذوات جذور عريقة تمتد لمئات السنين في الوطن ( باستثناء الارمن) وكانت توجهات الاغلبية تذهب صوب التسمية السريانية ( بمعنى سورايي) لولا مداهمة طموحنا البيان المشترك الذي صدر عن لقاء الوفد القادم من امريكا برئاسة المطران ابراهيم ابراهيم والحركة الديموقراطية الاشورية على التسمية المركبة ( الكلدواشورية ) ورغم محاولتنا اقناع كل من سيادة المطرانين ابراهبم ابراهيم والمطران شليمون وردوني كون تسمية سورايي هي الاكثر ملائمة للظرف الحالي الا اننا عجزنا عن اقناعهم بسبب موقف كنيستنا في امريكا ( كما قيل في حينها) ، وتم تسمية مشروعنا بـ (المجلس القومي الكلدواشوري ) ومن ثم ( الكلدواشوري السرياني) ولان رؤساء كنائسنا تراجعوا سريعا عن أتفتاقهم ( الذي تلمسنا من خلال اللقاءات بهم وللاسف كان على شكل حوار الطرشان) ودعمهم لنا ونقل احزابنا صراعاتهم الى داخل المجلس ، لم يعمر الا لفترة قصيرة رغم انجازاته الكبيرة .
لذا اتمنى ان لا تصيب رابطتنا ما اصاب المشروعين وكم كنت اتمنى ان يستفيد القائمون على تأسيس الرابطة من هذين المشروعين فنحن اليوم بامس الحاجة ان نتحدث جميعا باسم واحد ومطلب واحد بدلا من ان نذهب الى الطرف الاخر ونقول له نحن ثلاثة قوميات ومن ثم سنظطر ان نقول عفوا نحن ستة .. رحم الله الاديب منصور روئيل زكريا (رئيس اتحاد الادباء والكتاب السريان في نهاية السبعينات ) الذي قال معلقا على تسميتنا ( الناطقين بالسريانية من الكلدان والسريان والاشوريين ) ( يقال هناك كائن حي _ حية ـ ذات رأسين ولكني لم اسمع باكثر من هذا العدد من الرؤوس ...) وهذا يعني عند تطبيق قانون الانتخابات وزوال المحاصصة واستمرار نزيف الهجرة سوف لا يحق لنا المطالبة باكثر من مقعد واحد لاحدنا وربما حرمان الاخر الذي سوف لا يصيل تعداده الى 50000 صوت لان العدد سيقسم على 3 أو 6 أو ..  أتمنى ان لا  يكون الهدف من تاسيس الرابطة كرد فعل لوجود الرابطات والتنظيمات الاخرى او لتحقيق طموحات ممن لم يستطع ضمن مسيرته استقطاب ما يؤهله من الجمهور للفوز في مقعد انتخابي فيقول ( نحن الكلدان ليس لنا ممثل ) حتى وإن كان الخمسة الفائزين ينتمون الى الكنيسة الكلدانية لا الى حزبه والا ماذا سنسمي السادة الذين تيوأوا مناصب وزارية وبرلمانية في الحكومتين المركز والاقليم ؟ أي شريحة  كان يمثل السادة ابلحد افرام ، ضياء بطرس ، يونان الهوزي ، باسمة بطرس ، باسكال وردة ... ان قلنا انهم ينتمون الى الاحزاب فهذا طبيعي لاننا لم يكن لنا حزب باسم الرابطة الكلدانية أو الكنيسة  الكلدانية او ما شابه ذلك ، وان قلنا انهم ليسوا كلدان فهذا يعني جميعنا لسنا كلدان ..
مع كل هذا سأعود الى النظام الداخلي واتساءل :
المادة الاولى :  (هويتنا هي : كنيسة كلدانية كاثوليكية ... ولا تقحم نفسها بالانقياد الحصري وراء كل عمل قومي او سياسي او حزبي يفقدها زخم هويتها الكنسية  ..)       
هل هذا يعني انها أخوية كنسية واجبها نشر التعاليم المسيحية جسب رؤية الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية ؟ علما ان هذه المادة تتضارب مع :
المادة (2) التي تقول :
2-تعني بالشؤون الاجتماعية والثقافية للكلدان والمسيحيين
ثم لنتساءل ماذا يعني ( بالشؤون ... للكلدان والمسيحيين ) أي المسيحيين يقصد مسيحيوا العراق ام مسيحيوا العالم ؟ وهل خولهم بقية المسيحيين كي يعتنوا بشؤونهم ؟
3-   بامكانها القيام بنشاط سياسي ..
وماذا سيكون دور الرابطة في الانتخابات البرلمانية ؟ هل سيحق لاعضائها الترشيح ؟ وان رشحوا هل ستدعمهم ؟؟؟؟ وهل ستطالب بمقعد وزاري لابنائها أم سيترك الموضوع للاحزاب ؟


الفقرة 5 من المادة2 تقول :
( للرابطة شخصية أدبية معنوية مستقلة لا وصاية عليها من آية جهة كانت وينبغي ألا تتعارض نشاطاتها وتوجهاتها مع توجهات الكنيسة العامة )
اليست هذه الفقرة متناقضة بين نصيها فكيف تكون الرابطة شخصية ادبية مستقلة ولا يسمح لها ان تتعارض توجهاتها مع توجهات الكنيسة الكلدانية ؟ ومن سيقرر هذا التعارض ايحق لكل كاهن او اسقف او .. ان يقرر بان هذا العمل يتضارب مع توجهات الكنيسة فيمنع ؟؟؟
المادة الرابعة : الهيكلية
1-   الهيئة العليا تشمل الرئيس، السكرتير ، امين الصندوق ، الهيئة التاسيسية ..
السؤال كم سيكون العدد ؟ وهل هناك نسب لرجال الدين والنساء ؟ اليس من المفروض ان يحدد العدد وهل سيقتصر دور اعضاء الهيئة التأسيسية في اول دورة ام سيستمر الى الدورات الاخرى ؟؟؟
المادة الخامسة : شروط الانتساب
1- ان يكون كلداني الانتماء ... هل يقصد الانتماء الكنسي ام القومي ؟ وهل يحق على سبيل المثال للبازيين المنتمين الى كنيستنا الكلدانية واهالي بغديدا و.. (من السريان الكاثوليك) الانتماء الى هذه الرابطة ؟؟
2-   أن يقرأ ويكتب ... السؤال هل يعقل ان تناط مسؤولية كبيرة او الرئاسة لشخص يجيد القراءة والكتابة فقط ( على ضوء ما يفرزه صندوق الانتخابات ) ؟ كيف سيدير هذا الشخص المسؤولية المالية أو العلاقات واللجنة القانونية إن وجدت ؟
4-ألا يحمل أجندات سياسية أو حزبية خاصة ... ماذا يقصد بذلك هل هذا يعني ان لا يكون منتميا لاي حزب ؟ ونحن نعلم لكل حزب ( إن كان فعلا حزبا) أجندات خاصة به لتحقيق أهدافه؟ وهل عليه ان لا يطرح او يناقش أي موضوع سياسي وخصوصا والحمد لله حتى في احلامنا نتحدث في السياسة والوضع القائم ؟؟
المادة السابعة : أهداف الرابطة
4-العمل من أجل الحفاظ على الحقوق الاجتماعية والسياسية للكلدان والمسيحيين ... السؤال
هل هناك كلدان غير مسيحين ؟ وأي شريحة من المسيحيين ، في العراق ام العالم ؟ وكيف له ان يحافظ على الحقوق السياسية ان كانت الفقرة 4 من المادة 5 تفرض عليه ان لا يكون له اجندات سياسئية او حزبية اليست المادتين متناقضتين ؟
5-نشر التراث المشرقي والكلداني ...
فلنتساءل هل هناك تراث كلداني ليس مشرقيا ؟ وكيف سيصنف تراثنا المشرقي من مار ادي وماري وبرصباعي ومار افرام وبالاي ويوحنا دلياتا وحنين وبختيشوع و.. ابن العبري وتوما اودو وقليتا و... ؟؟
7- السعي لبناء جسور التآخي والمحبة .... مع مكونات شعبنا بدون إستثناء .. السؤال
أين سنضع علاقتنا مع أجزائنا الاخرى من جسدنا الواحد الذي يشترك باللغة والتراث والتاريخ والدين والموقع الجغرافي و... هل سنتعامل معهم على اساس كونهم قومية مستقلة ام كنيسة مستقلة ؟
9- السعي الى تطوير البلدات الكلدانية والمسيحية .... كيف لنا ان نحدد ان كانت هذه البلدة او الحي كلداني او مسيحي ؟؟؟
10- تفتح الرابطة مكاتب لها في المحافل الدولية كهيئة الامم المتحدة في جنيف ونيويورك كعضو مراقب .. وهل للامم المتحدة ان تقبل على الاقل 3 أعضاء إن لم نقل 6 من ابناء شعبنا في العراق ؟ وع8لى أي أساس ستفتح لها المكاتب وهي ليست منظمة سياسية ؟؟؟
المادة التاسعة خامسا :
( في حالة الوفاة او الاستقالة .. تقوم الهيئة بتحديد انتخابات تكميلية ..
اليس من المتبع ان يكون هناك احتياط يحل محل العضو المستقيل او المتوفي او ... ؟
الفقرة الخامسة من المادة 14 ،: ( المواد القانونية التي تشمل الهيئة العليا يتم تطبيقها على الرابطة ...
ما هي نصوص هذه المواد اليس من الاجدر تحديدها ضمن النظام الداخلي ؟
الفقرة 2 من المادة 15 :
( تضم كل لجنة 4 أعضاء ..
يجب ان يكون العدد فردي لحسم التصويت )
الفقرة 2 من المادة 18 : فروع الرابطة
1-   تُشكل فروع للرابطة في العراق وبلدان الانتشار وفقا للمواد التنظيمية الواردة في النظام.
ما هي هذه المواد ؟ وكم هو العدد المطلوب من الاعضاء لفتح فرع لهم ؟
2-يكون رئيس الفرع عضو في اللجنة العليا ...
كيف سيحسم هذا الامر بالانتخاب من قبل الهيئة العامة أم بالتزكية كونه فائزا في فرعه ؟ وهل سيوكل لهم مسؤولية اللجان الفرعية كالعلاقات والمالية و.. كونهم اعضاء في اللجنة العليا ؟ وان كانت عضويته في اللجنة العليا استنادا الى فوزه في الانتخابات العامة ماذا لو لم يفز من الفرع أي شخص منهم ؟؟؟


208
نتاجات بالسريانية / نزار
« في: 21:52 27/05/2015  »

210





211
هل علينا تبرئة الساحة البريطانية من مذابح سيفو
نزار حنا الديراني
كثرت المقالات في هذه الايام عن مذابح سيفو التي ترتقي الى جريمة الابادة الجماعية ، فعلا ان ما قامت به تركيا يعتبر إبادة جماعية بحق المسيحيين وكان لشعبنا ( سورايي) نصيبهم من ذلك ، ومن تابع المسلسل التركي ( حريم السلطان ) سيعرف كم كانت امنية هؤلاء السلاطين إبادة المسيحية عن بكرة أبيها ومعقلها لا بل كان البعض منهم يحلم دائما إخضاع السلطة البابوية الى السلطان العثماني ( سلطان الاقاليم السبعة كما كانوا يسمونه ) لإذلالهم ... ولو كانت الامم المتحدة منصفة وعادلة عليها طرح الموضوع على جميع مؤسسات المجتمع الدولي ومن بينها محكمة لاهاي .
ولكن علينا ان نتذكر من الناحية القانونية عندما تقع الجريمة يحاسب المسبب (القاتل) والمحرض على القتل فان كانت الحكومة التركية وبعض العشائر الكوردية ( إلا أن بعضها الاخر هي التي حمت المسيحيين وتستحق الشكر ، وهناك شواهد كثيرة على ذلك من بينها ما صرح به إمام زاخو في حينها ( بموجب المصادر) الذي استعصى على قرار الحكومة العثمانية واصدر فتوى معاكسة أي تحريم كل من يعتدي على مسيحي وأملاكه لذا اصبح سالما كل من عبر النهر وسكن القضاء ) هي الفاعلة فتعتبر روسيا وبريطانيا محرضين على ذلك وخصوصا بريطانيا ، في لقاء ما جمعنا نحن ممثلي جامعات ومعاهد بغداد في سنة 1977 والبطريرك (رحمه الله) بولس شيخو قال ( نقلا عن كاهن بريطاني صديق له ) بان بريطانيا خانت المسيحيين (السورايي) ثلاث مرات وهذه حقيقة تقر بها العديد من المصادر ، روسيا اولا ومن ثم بريطانيا شجعت أبناء شعبنا للمطالبة بحقهم وعدم دفع الجزية و... وعندما نهضوا بادرت بريطانيا ( بعدان تخلت روسيا عن دعمهم بسبب الانقلاب الشيوعي) بتحريض الاطراف الاخرى لتشديد الخناق على المسيحيين لتاجيج القتال كي يضطر المسيحيون إلانجرار وراء وعود بريطانيا التي نكلت كثيرا بوعدها وأصبحوا بين قاب قوسين فهل علينا ان ننسى مذابح اورمي وما حل بشعبنا وهو ينزح من تركيا الى العراق وايران ومن ايران الى بعقوبة ومذابح سميل وديرابون حين عبور نهر الخابور والعودة ... اليس من العدل ان تتحمل بريطانيا هي الاخرى نصيبها من هذه الابادة والمآسي التي حلت بشعبنا وفشله في تحقيق أمانيه في الامم المتحدة ألم تكن بريطانيا هي السبب ؟؟؟ وهل يصح في المستقبل ان يعاقب بعض الاشخاص الذين يظهر اسمهم في التلفاز كقادة لداعش ويسدل الستار على جرائم من أوجد داعش ومن كان يساعد داعش ؟؟؟ أهل كان من العدل أن يعاقب بعض قادة حزب البعث والشعب العراقي ليدفع من دمه تعويضات للكويت وغيرها من الذين تضررت مصالحهم أبان أحتلال العراق للكويت وينجوا من صنع صدام حسين ومن دفعه ليحارب ايران ويحتل الكويت و... من هذه الجريمة ؟؟؟ تساؤلات عديدة لا بد أن نقف عندها كي لا تتكرر المأساة في المستقبل ..

212
نتاجات بالسريانية / شربل بعيني
« في: 20:05 10/03/2015  »











214
نتاجات بالسريانية / ذكرى
« في: 12:37 29/10/2014  »


216
نتاجات بالسريانية / شنت 6755
« في: 17:33 02/10/2014  »



217
نتاجات بالسريانية / سوق الرقيق
« في: 22:18 23/09/2014  »


218
وقفة تاملية على انجازات الحكومة العراقية فيما يخص الارهاب
نزار حنا الديراني

على مدى أكثر من عشر سنوات يجدد الارهاب ملابسه وتسمياته وطرق الترهيب ، بدءها بالسلب ( سلب البنوك والمعسكرات ومن ثم المواطنين في الشارع ) مرورا بالخطف والاغتيالات والتفجير و.. انتهاءً بالتهجير وهتك الاعراض واحتلاله لمحافظات باكملها ولا يزال مواقف البرلمانيين ومجلس الوزراء والدبلوماسيين وقيادة الاحزاب من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب تشجب وتندد ... رغم ان هذه التنظيمات الارهابية تتجدد وتنتفخ لتكون قادرة على ابتلاع احزاب وبرلمانيين وحكومات لا يزال برلمانيونا يقفون خلف المايك ويشجبون وصدى قصيدة الشاعر الكبير (رحمه الله) نزار قباني يرن في اذانينا وهو يقول انتصرنا .. نعم انتصرنا ولكن على من ؟ هل يصح لنا ان نقول انتصرنا على العراق من خلال انتصارنا على ميزانيته ؟ هل يعتبر قرار منح المليون وما شابه ذلك انجاز كبير بحيث لا نستطيع ان نفكر باي مشروع استثماري او خدمي كما تفعل الدول الاخرى باعتبار ان الميزانية قد أهلكت ، ام انه انتصار لمن يقفون وراء عدم تصديق الميزانية رغم مرور ثمانية أشهر ودخل الجنين في شهره التاسع ؟ ؟؟؟
عشر سنوات وعدة دورات للبرلمان والحكومة والارهاب ينمو ويتكاثر ... عشر سنوات ولحد الان لم نسمع بان الميزانية قد انجزت في موعدها المقرر كما هي في جميع دول العالم ، عشر سنوات ومطالب ومشاكل الحكومات المشاركة في الحكومة المركزية تزداد وتنتفخ لتصبح تعجيزية .... عشر سنوات ولا زلنا لا نستطيع ان نقل الخطة الخمسية والعشرية و... والخمسينية كما تفعل جميع دول العالم ... عشر سنوات لا زلنا ندعي باننا نحارب الفكر التكفيري والصراعات الطائفية والقومية وضرورة رفع التجاوزات وحل المواد الدستورية من بينها الفدرالية وقانون النفط والغاز ومادة 140 ومحاربة الارهاب و ... والنتيجة تجد ان هذه المشاكل هي القنوات التي نتفس ونأكل ونشرب وتنتفخ بطوننا وجيوبنا من خلالها ... واذا تاملنا عدد اجتماعات البرلمان والحكومة منذ سنة 2003 وليومنا والاموال المصروفة لهم ربما سنفقد صوابنا ونحن لم نسمع يوما بان البرلمان او الحكومة او مجلس المحافظة قد استدعى القادة العسكريون للتشاور معهم عن اخفاقاتها في اجتثاث نار الفتنة وعجزها عن الدفاع عن المواطن رغم ما تملكه من سلاح وعتاد ، أو انهم استدعوا قادة الميليشيات المسموح لها تزويد نار الفتن بالوقود ، لمحاسبتهم كونهم قد اصبحوا جيشا داخل جيش .. لنتساءل جميعا على مدى أكثر من عشر سنوات ان لم تستطع حكوماتنا وبرلماننا من انهاء الظواهر المسلحة في الشارع وغلق الميليشيات المسلحة ومحاسبة الاحزاب وقنوات الاعلام والابواق الشخصية الداعمة للارهاب في هذه المؤسسات والفاسدين والاتفاقيات المشبوهة وقادة العسكريين المتواطئين و... فليس من الغريب ان يزداد الارهاب قوة وتنسحب قطعاتنا من مواضعها على أثر اول صوت إطلاقة ويقول الشعب لو بقي لواءً واحداً من الجيش السابق لكان يكفي لاسكات كل هذه الطبول ..... وكيف لا نقول ان كنا ومنذ شهر حزيران لا نستطيع اعادة موصل وصلاح الدين والانبار وديالى والاقضية والنواحي المرتبطة بها ليعود ساكنيها بدون خوف وحمل امتعتهم في سياراتهم تاهبا للنزوح من جديد رغم كل هذا الدعم الهائل كما يقولون ونحن نرى الاف العوائل المشردة بعضها تفرش تحت الاشجار واخرى في الهياكل والمدارس والدكاكين الفارغة وامام حياطينها وجميعها خالية من ابسط الخدمات .. يقال ملايين الدولارات قدمت كمساعدات من الدول والمنظمات الصديقة ونحن لا نجد سوى فوضى من خلال البعض يأتون ليقدموا للنازح سلة غذائية (كما يقولون) وبدون التنسيق فيما بينها على أمل ان تستفيد من أصواتها في الانتخابات القادمة .. وهل يكفي ما تقوم به هذه الجهات من تزويدها بقناني الماء الحارة كحرارة الصيف او الارزاق الجافة في الوقت الذي لا تملك هذه العوائل لابسط أدوات الطهي اسئلة كثيرة تطرح نفسها حين نتأمل المشهد .       

222
الى السيد أثيل النجيفي ـ المحافظ السابق مع التحية
نزار حنا الديراني
اتذكر كنا في ندوة أقامتها منظمة حمورابي لحقوق الانسان وبدعم من مجلس الكنائس العالمي وبرعاية السيد اثيل النجيفي وحيث كان محافظا لنينوى قبل سقوطها ... في قصبة بغديدا (قرقوش) لمناقشة اوضاع الاقليات القومية والدينية في العراق حضرها جمع من المثقفين والمهتمين بشؤون الاقليات من السريان (سورايي) والشبك والايزيديين والتركمان .. في المنطقة من بينهم السيد المحافظ وغبطة البطريرك والنائب الشبكي حنين قدو ورئيس منظمة حمورابي و... حين تحدث ممثل مجلس الكنائس العالمي عن مخاوفه تجاه الاقليات في العراق متمنيا ان لا تتحقق رؤية امرأة يهودية من القوش حين كانت تبيع اثاث بيتها ومقتنياتها ابان الاربعينات حين هاجر اليهود العراق . لامرأتين القوشيتين ترومان الشراء ومن باب الصداقة كن يتمازحن ويضحكن ... فخاطبت اليهودية الالقوشيتان قائلة :
لا تضحكا كثيرا فها أنا ابيع أمتعتي ومن ثم ساساقر متى ما أشاء ، أما انتم المسيحيون سياتي يوما لا تستطيعوا ان تبيعوا شيئا ، ستتركون كل شئ وتهربون ... تمنى ذلك الاب ان لا يتحقق ذلك .. ومن أجل ان لا يتحقق علينا التعاون والعمل المشترك ... وقبل ان ينهي حديثه خاطبه السيد المحافظ وهو منزعجا من هذه الرؤية قائلا :
هذا ما لا يتحقق أبدا لان المسيحيين في نظر الاسلام ليسوا كاليهود ... فهم أخوتنا وزملائنا و... مبينا مدى العلاقة المتينة بين الاسلام والمسيحيين في الموصل على مر الزمان مشيرا الى عمق صداقته مع غبطة البطريرك لويس ساكو ( الذي كان مطرانا في حينها ) ... واليوم أنا أسال سيادته ماذا يقول عما يحدث في الموصل ؟ ألم يترك المسيحيون كل ما لديهم وهم هاربين جراء تهديدات أهل موصل من الداعشيين ؟ ألم تتحقق هذه الرؤية في محافظته ــ نينوى ؟ أم ماذا سيسميها السيد المحافظ


223
قراءة لقانوني اللغات في العراق الاتحادي والاقليم
نزار حنا الديراني

صدر في الاونة الاخيرة قانون اللغات في العراق ـ المركز ـ لسنة 2013 استنادا الى احكام البند اولا من المادة 61 والبند ثالثا من المادة 73 من الدستور العراقي وعقبه بعد ذلك مشروع قانون اللغات في اقليم كوردستان ، ولاهمية ذلك لا بد من قراءته وابداء الرأي في بعض محطاته التي لا تنسجم فيما بينها اولا ولا بين مفاهيم حقوق الانسان المعتمدة في مفوضية الامم المتحدة وعلى ضوء . المادة 27 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والمادة2،3،4 من إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة في 18/12/1992.والمادة 25 من الميثاق العربي لحقوق الإنسان إ وغير ذلك من المواد التي تحتوي على أحكامٌ تتعلق بحماية حقوق الأقليات بما فيها الحق في حماية هويتهم الثقافية أو الدينية أو اللغوية. ويترتّب عليه، كما في سائر حقوق الإنسان، التزامات إيجابية وسلبية. فاحترام حقّ الأقليّات في الهوية وحمايته وتحقيقه هو من العوامل الأساسية في إدارة التنوع وتحقيق الاستقرار. إذ لا يجب منع الأقليات من التعبير عن هويتهم من خلال قيودٍ لا مبرر لها أو من خلال سياسات الدولة بما فيها سياسات الاستيعاب كالتعريب او التكريد فان هذه الحقوق هي حقوقٌ دائمة وثابتة، معترف بها في صكوك حقوق الإنسان  .
قانون اللغاتة الرسمية في العراق

المادة 4 : ( تستخدم اللغتان العربية والكوردية في الاجتماعات الرسمية ومجلس النواب ورئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء الاتحادي ومحلس القضاء الاعلى والهيئات والمؤسسات الاتحادية الاخرى والاجتماعات الرسمية في اقليم كردستان وبرلمانه ورئاسته وحكومته . )
طالما الاغلبية لا تجيد هاتين اللغتين بطلاقة فمن الصعوبة تطبيق المادة ما لم يكن هناك مترجمين وفي جميع مرافق الدولة أي من أصغر دائرة الى رئاسة الجمهورية ومن بصرة الى زاخو ، هذا يعني درج ما يلزم تعيينه من المترجمين ضمن بنود الميزانية علما لا يوجد ما يشير الى تطبيق هذه المادة في قانون اللغات في اقليم كردستان .
المادة 5 : ( يكون التكلم والمخاطبة والتعبير في المجالات الرسمية بين السلطات الاتحادية وسلطات اقليم كردستان باللغتين العربية والكوردية )
هذا يعني من حق الاقليم ان يخاطب جميع دوائر المركز والاقاليم والمحافظات الاخرى بالكردية علما ان اكثر من 99% من موظفي الدوائر العراقية (باستثناء محافظات الاقليم ) لا تجيد الكوردية . هذا يعني اما ان تكون لغة المخاطبة باللغتين (صفحة بالعربية يقابلها صفحة بالكوردية ) وهذا هو الاصح او ان يوفر العدد الكافي من المترجمين بما يزيد عدد الدوائر المنتشرة في كل العراق وهذا ما سيربك الميزانية او ان تكون هناك دوائر مختصة للترجمة وهذا يعني تاخير ايصال الخطاب .
المادة 7 : ( يجوز فتح مدارس لجميع المراحل للتدريس باللغة العربية أوالكوردية أو التركمانية أو السريانية أو الارمنية أو المندائية في المؤسسات التعليمية الحكومية او في المؤسسات التعليمية الخاصة وفقا للضوابط التربوية )
مادة جيدة ولكن الخوف من هذه الضوابط ففي السابق كان يحرم على السريان تدريس لغتهم ومادة الدين المسيحي في المدارس التي تشكل تلاميذتها 25% من العدد الكلي من خلال التلاعب بالعدد واستنادا الى ضوابط تتخذها الوزارة لارباك التطبيق .
المادة 9 : ( اللغة التركمانية واللغة السريانية لغتان رسميتان في الوحدات الادارية التي يشكل التركمان او السريان فيها كثافة سكانية )
مادة جيدة ولكن ما الذي سيحصل عندما تقوم احدى القوميات الكبيرة بعملية تغيير ديموغرافي في المنطقة بحيث تلغي هذه الكثافة السكانية كما الحال في قرية ديرابون حيث كان الايزيديون يشكلون نسبة أقل من 5%  من سكان ديرابون في السابق أما الان فهم يشكلون بحدود 75% بفعل التجاوزات وهكذا في قرى قرولة وبيرسفي و...
مادة 11 : ( تشكل لجنة عليا لمتابعة هذا القانون ترتبط بمجلس الوزراء ...)
مادة جيدة ولكنها مرتبطة بصلاحيات اللجنة

مشروع قانون اللغات الرسمية في أقليم كردستان ـ العراق

المادة 5 : يفضل ان تغير عبارة ( ... وفي ضوء أمننا القومي ..) الى ( وفي ضوء الامن القومي الكردستاني ..)
المادة 12 : ( اللغة الكوردية هي لغة التخاطب والمراسلات الرسمية في دوائر رئاسة الاقليم وحكومة الاقليم وبرلمان كوردستان والسلطة القضائية وكافة المنشئات الرسمية . )
هذه المادة تتناقض مع المادة 2 ، 4 من قانون اللغات الرسمية الصادر من الحكومة الاتحادية  المشار اليها أي كون العربية والكوردية هما اللغتان الرسميتان والمستخدمتان في في الاجتماعات الرسمية و...
المادة 15 : ( تعتمد اجادة اللغة الكوردية كمقياس اساسي في تعيين الموظفين الدائميين والمؤقتين والعاملين ورفع درجاتهم والمفاضلة فيما بينهم وفي حالة عدم كون الموظف كورديا او جاهلا باللغة الكوردية تحدد له مدة لاجتياز دورة لتعليم اللغة الكوردية بنجاح قبل تعيينه او رفع درجته )
هذه المادة تتناقض مع المادة (1،2،4،9،10) من قانون اللغات الرسمية الاتحادي لانه يلغي الاعتراف برسمية اللغات الاخرى كالعربية والسريانية والكوردية ويتناقض مع المادة ( 2،3 ) من مشروع قانون اللغات في الاقليم الذي يقر برسمية اللغة العربية في جميع دوائر الاقليم واللغتنان السريانية والتركمانية في الوحدات الادارية التي يشكل هذه المكونات كثافة سكانية فيها . كما ان المادة 2 من إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة التي جاءت في المواثيق والتشريعات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان تقر في الحق بالمشاركة السياسية في ادارة الشؤون العامة وحق العمل، والحق في حرية الفكر والمعتقد والحق في المساواة.. الخ من الحقوق الواردة في المواثيق والتشريعات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.
المادة 18 : ( تكون لوحات عناوين الشوارع والاشارات الدالة الى المناطق والمحلات باللغات الكوردية والعربية والانكليزية ...) تضاف اليها وبلغة المكون الاخر (السريانية والتركمانية والارمنية و..) اذا كانت هناك كثافة سكانية للمكون او هي مناطق تاريخية .
المادة 20 ـ ثالثا :  ( على رياض الاطفال والمدارس والمعاهد والكليات التربوية الاهلية التابعة للقطاع الخاص ان تخصص حصة لتعليم اللغة الكوردية ضمن المواد الدراسية الالزامية وفق ضوابط وزارة التربية وبعكسه سوف يحرم طلابها من القبول في الجامعات ومعاهد اقليم كوردستان ) تحذف عبارة ( وبعكسه سوف يحرم ..) او استبدالها بعبارة ( ويكون ذلك ضمن شروط منح الاجازة )
المادة 22 : ( يسمح بدراسة اللغات الاخرى في كافة مراحل الدراسة ...) تستبدل ب ـ ( يحق للمكون تدريس لغته في كافة مراحل الدراسة ....) حيث
المادة 26 : ( اجادة اللغة الكوردية شرط أساسي في التعيين او العمل على سبيلل العقد في أي محل او عمل) هذه المادة فيها غبن لجميع مكونات الاقليم باستثناء الكورد وتتناقض مع المادة 2 في مواثيق االجمعية العامة للامم المتحدة من حيث المساواة في الحقوق والواجبات ، فهل يعقل لا يستطيع مواطن من التعيين كمعلم للغة السريانية او التركمانية اوالعربية او ... وهو يجيدها باتقان ولا يجيد الكوردية ؟ وهل يعقل ان يحرم مواطن من حصول اجازة فتح دكان او مشروع صغير في قرية او منطقة غالبية سكانها سريان او تركمان او ..   وهو لا يجيد الكوردية ؟
المادة 33 : ( لاي وحدة ادارية تكون اكثرية سكانها من مكون قومي غير كوردي اقرار لغتها كلغة رسمية في اعمالها المحلية الى جانب اللغة الكوردية عن طريق استفتاء محلي ...)
يفضل استبدال عبارة (اكثرية سكانية ) بعبارة (كثافة سكانية) لانها وبفعل التغيير الديموغرافي أي بفضل التجاوزات سوف لا يكون هناك اكثرية سكانية حتى في القرية . وتحذف عبارة ( عن طريق استفتاء ) طالما لا يطبق هذا الشرط باستخدام الكوردية او العربية وقدرة الحكومة المحلية على افشال كل الاستفتاءات من خلال قنواتها وكما حصل سابقا في اقرار تعليم السريانية في المناطق ذات الاكثرية . حيث تنّص المادة 27 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية على أنه:
»لا يجوز، في الدول التي توجد فيها أقليات اثنية أو دينية أو لغوية، أن يحرم الأشخاص المنتسبون إلى الأقليات المذكورة من حق التمتع بثقافتهم الخاصة أو المجاهرة بدينهم وإقامة شعائره أو استخدام لغتهم، بالاشتراك مع الأعضاء الآخرين في جماعتهم. « ربما سيؤدي الاستفتاء من خلال رغبة المكون الاقوى في المنطقة الى إجهاض تطبيق المادة 27 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية .
فللأقليات الحق في الحصول على التعليم في لغتهم الأم. وقد تعاني أقليات من الحرمان نتيجة عدم تكلّمهم لغة التعليم في المدارس الحكومية. وتنّص المادة ( 4.3 ) من إعلان الأمم المتّحدة بشأن حقوق الأشخاص المنتمين إلى أقليات قومية أو إثنية وإلى أقليات دينية ولغوية على انه » ينبغي للدول أن تتخذ تدابير ملائمة كي تضمن، حيثما أمكن ذلك، حصول الأشخاص المنتمين إلى أقليات على فرص كافية لتعلم لغتهم أو لتلقّى دروس بلغتهم الأم. « . ويمكن لمجموعات الأقلّية إنشاء مرافق تعليمية خاصة بها لتوفير التعليم بلغتها (ويمكن للدولة أن تفرض على هذه المرافق تعليم لغة الدولة الرسمية).
المادة 34 : ( على مؤسسات هذا النوع من المكونات استعمال اللغة الكوردية في مخابراتها مع مؤسسات حكومة الاقليم ) يضاف اليها : ولغة المكون الى جانب الكوردية في مخاطبته للدوائر ذات العلاقة بهذا المكون .
المادة 37 أولا : تتكون المفوضية من 9 أعضاء متفرغين مختصين في مجالات اللغة والقانون والادارة ...) يضاف اليها : ( على ان يكون من بينهم ممثل لكل مكون ـ السريان ، التركمان ، الارمن ، .. ـ)
المادة 40 : يتوجب على كل شركة او مؤسسة .. تضم عاملين لا يعرفون الكوردية ان تضع خطة تحت اشراف المفوضية لتحسين ملكة اللغة الكوردية ) يعاد صياغتها وكالاتي :
( على المفوضية ـ مفوضية اللغات ـ فتح دورات في كل قصبة لتعليم الاخرين اللغة الكوردية الى جانب لغة المكون في اماكن تواجده وبالتنسيق مع وزارة التربية
المادة 41 : ( تقدم المفوضية وبالتنسيق مع الاكاديمية الكوردية توصيات ومقترحات الى حكومة اقليم كوردستان حول تسمية المحلات والمناطق باللغة الكوردية لتنفيذها ) يضاف اليها : ( ... بالتنسيق مع الاكاديمية الكوردية والاكاديميات الاخرى ... على ان لا تتعارض هذه التسمية مع الارث الحضاري للمنطقة وتسميتها التراثية للحفاظ على أصالة المنطقة وبعدها التاريخي .



224
أدب / ظهري
« في: 18:11 20/05/2014  »



225
نتاجات بالسريانية / ظهري
« في: 18:11 20/05/2014  »




ظهري

226
أبهذه الخدمات نرتقي بأقليمنا الى مستوى دبي واوربا
نزار حنا الديراني

كنا نحلم بما يقولونه من ان كوردستان ستصبح دبي الثانية في الشرق الاوسط ... وان نظام التعليم هو نظام أوربي ... وأن ....  نعم من يتجول في مدن الاقليم ويريد ان يقارن بين الاقليم قبل 2003 وبعده سيجد العشرات من المجمعات السكنية العملاقة لاصحاب رؤوس الاموال وعشرات المطاعم ومحلات الحلويات والملابس و... وعشرات البنايات العملاقة العائدة لدوائر الدولة بما فيها المستشفيات تزهو بجمالها وعشرات المستشفيات الخاصة تزهو بديكوراتها وحتى ان قارنا بين الاقليم وبقية المحافظات العراقية سنجد فارقا كبيرا ... ولكن أيكفي ان نقول باننا سنرتقي بهذه المجمعات والمطاعم و.. باقليمنا الى مستوى اوربا والامارات ان كانت البنية التحتية دون المستوى ؟ كيف سنرتقي ان كانت مستشفياتنا العملاقة وشوارعنا ومجارينا ونظامنا التعليمي و... دون المستوى وان كادرنا الوظيفي مهما كان لا يمارس الا ان يوقع في بداية الدوام وبعد الانتهاء ؟؟؟؟ دعوني اضرب لكم مثالا :
في يوم الخميس المصادف 1/5/2014 وفي الساعة الثانية عشر ليلا نقلت زوجتي (المرحومة ساهرة عبد المسيح) الى قسم الطوارئ في مستشفى الشعبانية ـ زاخو أثر جلطة دماغية خفيفة فاستقبلنا طبيبا مقيما وحين شخص مرضها تحير ماذا يفعل ، في البداية قال لنا لا شئ يخاف عليه وحين طلبت منه المريضة ان تترك المستشفى وتعود الى البيت قال لها ان كانت تستطيع ان تمسك يداه بقوة في يدها اليمنى سترحل وحين لم تستطع تحير ثم اتصل بطبيب آخر مرة وثانية وثالثة أي بعد مرور اكثر من ساعة تدهورت حالتها وبعدها قال لنا انها جلطة دماغية (نزيف في الدماغ) ربما أثر جلطة ثانية وبعدها استدعي الطبيب الاخصائي وحين وصل واراد ان يعطيها الاوكسجين وجد ان الجهاز لا يعمل واستعان بجهاز آخر ومن ثم طلب نقلها الى مستشفى آزادي في دهوك لسوء حالتها الصحية وحين تم نقلها الى سيارة الاسعاف وجدنا ان الجهاز الذي يركب في اصبعها لقراءة النبضات او ... عاطل واستعين بآخر ومن ثم انطلقنا بسرعة وكانت سيارة الاسعاف تشبه الاسبرنك فكنا نقفز بسبب رداءة الشارع والسيارة ، ولكن الحق يقال كانت يدا الطبيب الذي رافقنا تعمل بكل جهد واخلاص من اجل ضخ كمية الاوكسجين الى المريضة وعلى مدى ساعة لم تتوقف يداه وحين وصلنا الى دهوك ـ قسم الطوارئ في مستشفى آزادي وجدنا ان اجهزة الاوكسجين ايضا ليست بالمستوى المطلوب ومن ثم اعتذر الطبيب المقيم عن ادخالها الى قسم الانعاش (العناية المركزة) لعدم وجود سرير فارغ كون هذه المستشفى العملاقة (كما قال) لا تملك الا ثلاثة اسرة مجهزة بوسائل العناية المركزة لذا طلب منا نقلها الى مستشفى الطوارئ في دهوك فتم نقلها ومعنا هذا الطبيب والسائق المجاهدين بكل اخلاص ، وحين وصلنا الى مستشفى الطوارئ وجدنا ان اجهزتها المعدة لضخ الاوكسجين اغلبها عاطلة وبمساعدة الطبيب وسائق الاسعاف المرافقان لنا استطاعوا من تركيب جهاز ضخ الاوكسجين الا اننا فاجئنا اولا حين قالوا لنا ان أسرِة الانعاش السبعة الموجودة في المستشفى مستخدمة ولا توجد لدينا سواها وطلبوا منا نقلها الى جهة اخرى وبعد الرجاء أدخلوها الى غرفة الانعاش (العناية المركزة) وحين سئلت عن الطبيب الاخصائي قالوا غدا صباحا سيحضر الطبيب الخفر وراقبت الساعة عن كثب وعلمت ان الطبيب الخفر ليوم الجمعة هو (د. رباد) وانتظرت الساعة التاسعة والعاشرة والحادية عشر و ... والخامسة وحيث فارقت الحياة وسيادة الطبيب لم يصل بعد رغم ان الدوام يبدأ في الثامنة صباحا ... ان كانت مستفياتنا العملاقة تحضن اجهزة غير صالحة والاطباء الاخصائيين يزورونها بمرور الكرام والخفراء هم دون المستوى وهناك حكايات أخرى كثيرة عن هذه المستشفيات وسيارات الاسعاف والاطباء لا أريد الاطالة ، فمن الطبيعي ان تكون نسبة الوفيات مذهلة فكل من يفهم في الطب ولو نسبة ضئيلة كان يقول لنا كيف سمح الكادر الطبي الموجود في مستشفى الشعبانية لنفسه ان ينقل المريضة في هكذا حالة من مكان لاخر وخصوصا مسافة ساعة ؟ لماذا لم يتم نقلها الى قسم العناية المركزة في مستشفى الشعبانية في زاخو أو المستشفى الجديدة التي نفتخر بكبرها وجمالها بدلا من نقلها الى دهوك ؟ وهل يعقل ان يشرح الطبيب المقيم هكذا حالات للطبيب الاخصائي عبر الهاتف ؟ ولماذا لا يتواجد الاطباء الاخصائيون في المستشفيات بعد الدوام ؟ وما فائدة ان تصرف الدولة على التلاميذ كي يتخرجوا أطباء ان كانوا بعد تعلمهم المهنة يديرون ظهرهم ولا يهمهم الا عياداتهم والمستشفيات الاهلية ، وان كان كذلك لما لا تفتح في هذه المستشفيات الاهلية قسم الطوارئ لمعالجة المرضى كهذه حالات مقابل ثمن ؟؟؟ واخيرا هل يعقل ان تحشر هذه الأسِرة السبعة المجهزة بوسائل العناية المركزة جميعها في غرفة واحدة عكس ما نجده في الافلام فالغرفة الواحدة تحوي سريرا ومريضا واحدا لاسباب كثيرة ؟؟؟  اسئلة كثيرة تراودني وانا ومن معي مقتنعون وكما قيل لنا كان بالامكان تلافي هذا الخطر وخصوصا ان المريضة بقيت بحدود ساعتين بكامل وعيها سوى ان يدها ورجلها الايمن قد شلت وبطئ حديثها .... مثلما كنت مقتنعا بان الطبيب سالم عمر خطاب (او سالم خطاب عمر) في 19/1/2007 كان مسؤولا عن وفاة والدي في مستشفى الراهبات حين دفعه جشعه من اجل المادة على اجراء عملية البروستات لوالدي حيث كان يشجعه ويرافقة من اجل دفعه على اجراء الفحوصات واجراء العملية رغم ان تقرير الاشعة اوصى بدراسة الحالة لوجود مشكلة في صدره (اي وجود البلغم لاصابته بكحة الذي لا ينسجم مع التخدير) وكانت حالته تتحمل ان تؤجل لعدة اسابيع بمجرد ان يعطيه الدواء الا انه رفض ذلك ورفض ان يصف لنا الدواء ليُحين لنا عرضه على طبيب آخر أو ... وايضا حين توترت حالته في المستشفى ليلا لا يوجد الا الطبيب الخفر الذي لا يجيد الا متابعة الممرضات من أجل ايصال الدواء لمرضى المستشفى وعندما تنتقد سيقولوزن لنا ( .. انها ارادة الله وقد حانت ساعتها و...)  وان كنت أنا قد فقدت عزيزين علي بسبب هذه البنية التحتية فكم مثلي فقد أعزاءه ؟؟؟ وان كانت هذه هي حالة المستشفيات الحكومية والاهلية أليس من حقنا ان نتساءل لماذ لا نستورد الاطباء لمستشفانا الحكومية من الدول الاخرى مثلما يستورد تجارنا من الابرة الى ورقة العنب و... لنكون صادقين حين نقول سنجعل من كوردستان اوربا والامارات ؟؟؟؟

230
الكون والحضارات الكونية  على الارض
عرض نزار حنا الديراني

صدر حديثا في كتاب الكون والحضارات الكونية على الارض للكاتب بولس ايليا كجو (المقيم في السويد) ويقع الكتاب في 224 صفحة من الحجم المتوسط وهي ثاني محاولة للكاتب بعد كتابه الاول (الارض مستعمرة كونية .. في قراءتك الاولى للكتاب ستجد ان الكتاب (على الاقل لدى قرائنا في الدول العربية) يقع ضمن الخيال العلمي هذا يعني في الوقت الذي سيجذب الكثيرين سيكون هناك من لا يتقبل الفكرة ولكن نحن بحاجة الى هكذا كتب ، لانها (كما قيل) هي التي مهدت الطريق لغزو الفضاء وما توصل اليه العلم .. فهكذا كتب هي بمثابة إلفات نظر وتحفيز العلماء للقدوم بمحاولات جبارة . رغم ان الكتاب يقع ضمن كتب الخيال العلمي الا اني رأيت فيه جولة سياحية يطوف بنا ارجاء المعمورة على الصعيدين الجغرافي والميثولوجي ، فعلى صعيد الجغرافي يكشف لنا الكتاب المراكز الاثارية والتي تستقطب السواح لما فيها من عجائب ... وعلى صعيد الميثولوجيا اعاد قلب الصورة اي سيقول لك لنقل هذه الاساطير هي حقيقة ... لنقل ان كلكامش هو صورة حقيقية لانسان عاش في بلاد الرافدين كان ثلثاه الاها وثلثه الاخر انسانا ... لنقل كانت الهتهم حقيقة اي انواع خارقة من البشر متميزة عن الاخرين... لنقل ما يشير اليه العهد القديم بالجبابرة حقيقة وجود بشر عمالقة اطوالهم تزيد اضعاف المرات لطولنا اليوم .... لنقل ! ما تقوله الكتب المقدسة بخصوص نزوح ادم من كوكب اخر (الجنة) الى كوكبنا حقيقة تنقلنا الى نزوح الالاف من قبله ومن بعده .. لنقل ... لنقل ... لنقل كل ما تذهب اليه الاساطير وكتب الميتافيزيقيا واللاهوتية حقيقة فتعالوا نبحث عن مصدرها وها انا قد خطوت خطوتي الاولى فعلى العلم المضي قدما لتحقيق من صحتها ...
لذا اجد متعة ودهشة في قرائته ، فضلا عن ما يطرحه من معلومات قيمة في علم الفلك والفيزياء وابدع كثيرا حين استطاع ان يلخص فكرة الكتاب في قصة ممتعة (جولة بين الكواكب والنجوم ) وكانها حقيقة ينقلك الى ما قبل 4000 سنة لتتخيل وكأن هناك كائنات قادمة من كواكب اخرى غزت الارض وانشأت جيلا جديد من البشر ... ومن يقرأ الكتاب سيتلمس الجهد الذي بذله المؤلف من خلال رصده لاكبر عدد من المصادر والنظريات والمواضيع ...  تناول في كتابه هذا فرضية غزو انسان قادم من الكواكب البعيدة بتقنياته الحديثة لكوكبنا ... وفرضية ادم وحواء والطوفان ... البراهين التي تثبت ما يذهب اليه المؤلف من وجود حضارات كونية على الارض ... انواع الكائنات الفضاية التي جاءت الى ارضنا من كواكب اخرى واسباب اختفاءها .. الارض والفضاء ... الاختلاف في الزمان والمكان .. العقل وحرية التفكير ... النظريات الفيزيائية للسرعة والزمن و.. مواضيع كثيرة يتناولها المؤلف في كتابه هذا ... الذي سيجد القارئ متعة فيه ونقطة انطلاق لتفكير جديد ... حيث يقول المؤلف في مقدمته :
سنحاول في هذا الكتاب اثبات وجود حضارات قديمة متطورة على الارض كانوا اصحابها من الفضاء الكوني، وقد ظهرت على مختلف مراحل التاريخ وباسلوب مبسط خالي من المصطلحات العلمية المعقدة كي يتمكن القارئ على اختلاف اعماره من استيعاب ذلك . لقد تمكنت من جمع اكثر من 70 دليلا وبرهانا تثبت وجود هذه الحضارات وسوف اقوم بشرح بعضها بالتفصيل .


وقد حصر المؤلف كتابه هذا بثلاثة اجزاء رئيسية وهي :
1-    البراهين التي تؤكد وجود حضارات كونية على الارض في ازمنة مختلفة من التاريخ .
2-    دراسة الفضاء الكوني وبعض الكواكب من المجموعة الشمسية بحثا عن ادلة وبراهين تذهب الى وجود هذه الكائنات .
3-    دراسة وتحليل الروح في الحياة الارضية والحياة الاخرى وعلاقتها بهذه الكائنات وارتباطها مع الفضاء الكوني .
انها محاولة جديرة بالاهتمام املا ان تترجم الى لغات اخرى عساها ان تكون اضافة جديدة لما لديهم تدفعهم للبحث عن الحقيقة ....


231
وداعا ايها الصديق العزيز زيا نمرود

نزار حنا الديراني

من الطبيعي جدا ان تشل يدي وتتقطع كلماتي في التعبير عن حبك وغيرتك الفائقة للغتك وقلمك حين سمعت خبر رحيلك ... كيف لا تشل يدي ان كانت دقات قلبي هي الاخرى قد تسارعت كثيرا لتستمد من اخر دقات قلبك حيويتها ومن شريانك جزءَ من كرات حبك وهدوئك لتزود بها شعيراتي كي تزود بدورها كلماتي بشحناتها... نعم وداعا ايها الصديق الذي سيبقى مقعده مزهوا بقلمك وحكمتك وستبقى غيرتك الوافرة دوما نستمد منها عزيمتنا وهدوئنا وتواضعنا من اجل لغتنا وتراث اجدادنا ... كيف لا يكون مقعدك الذي اسسته زمالتنا وعلى مدى اكثر من اربعين سنة مزهوا باسمك وحبك ... كم من المرات كنا نتاقش مع زملاء اخرين بهدوء عن الشعر والقصة والبرامج الثقافية و.. كنت دائما هادئا متواضعا حذرا في طروحاتك لانك كنت دائما اكبر من النقاش والاعلام ... وهل تستطيع الاذاعة السريانية واتحاد الادباء السريان ونادي الثقافي الاثوري وجمعية اشور ومجلاتنا وحواراتنا ومناهجنا الثقافية و... ان تنسى عطائك الذي دام قرابة نصف قرن... حتى وان نست ذلك فالشوارع الممتدة من هذه المؤسسات الى النعيرية سوف لا تنسى حديثنا انا وانت والزميل يوارش هيدو احيانا او انا وانت وزملاء الجمعية الثقافية السريانية او .. ونحن نسير على الاقدام ونناقش ، ودارك ايضا يشهد على ذلك ومجموعتنا الشعرية ( قصائد والحان شابة) تشهد هي الاخرى على ذلك فكنت اول من كتب عنها وقيمها .. كثيرة هي الشواهد التي ستبقى على مر الاجيال تتذكرك .. فوداعا ايها الصديق الذي اعطى الكثير الى امته وشعبه و...   

232
وداعا ايها الصديق العزيز عزيز ججو ...
نزار حنا الديراني
وداعا ايها الصديق العزيز .. رغم كل ما اقوله لا يساوي ذرة من محبتك وغيرتك الوفيرة من اجل لغتك التي كنت تعتبرها ركنا مهما في اثبات وجودك واصدقائك الذين كنت تعتبرهم جزءَ منك .. نعم كل ما اقوله لا يستطيع ان يعبر عما يكنه قلبي لصديق كان حضوره اكبر من قصيدته في المهرجان لانه كان القصيدة ... صديق كان حضوره يعني حضور البسمة بين اصدقائه .. وفي الاونة الاخيرة اصبح حضوره رمزا للعزيمة وقهر الصعوبات ، نعم كنت حريصا ان تقهر مرضك وان تعوض عما بتر من ساقك بسيقان اصدقائك كي لا يبقى مقعدك شاغرا في مهرجان برديصان وسوف لا يبقى طالما لا تزال كلماتك ترن في اذنينا ولا تزال قصيدتك ونقدك وحبك حاضرا بيننا وكيف يبقى ان كانت شرايينا لا تزال ترتوي دمها من قلبك وحبك لتسقي اتحادنا (اتحاد الادباء والكتاب السريان).. فلك ايها الصديق مني ومن زملائك دمعة قلم عساها ان تطبع قبلتها على ذكرياتك كونها اكبر من نعشك وصليل يعزف سمفونية الوداع لا تقل رنينا عن سمفونية تايتنك وحرائق نينوى وانين طفل يلهث ... نعم سنفقد صوتك عبر المذياع والهاتف الا انه سيبقى رنينه متخلخلا بين طيات ذكرياتنا وقصائدنا ومهرجاناتنا .. وان خلت مهرجاناتنا من مقعدك الا ان قلوبنا واعيننا سوف لا تخلوا ...

233
الى ناحية رزكاري ـ  قضاء زاخو مع التحية

نزار حنا الديراني

يبدو ان ناحية رزكاري التابعة لقضاء زاخو شرعت بتنفيذ انجازاتها للقرى التابعة لها من خلال دوائرها كتبليط شوارعها وانارتها للنهوض بالبنى التحتية تزامنا مع المشروع الجبار الذي اقدمت عليه حكومة اقليم كوردستان بتنفيذه اي تبليط الشارع المؤدي من تركيا (منفذ ابراهيم الخليل) مرورا بقرية ديرابون الى كل من سوريا ودهوك و.. ، في الوقت الذي نشكر هذه الناحية الفتية ودوائرها الى عملها هذا من اجل النهوض بالبنبة التحتية وخصوصا اغلب قراها تقع على الشريط الحدودي السوري التركي وعلى هذا الشارع الدولي الذي يتطلب ان تكون هذه القرى جميلة ومنيرة لتعكس انجازات حكومة الاقليم للدول المجاورة ... الا ان قراراتها وللاسف ينقصها الدقة فعلى سبيل المثال حين ارادت ان توزع مكرمتها (انجازاتها) بالتساوي على قراها شرعت بتبليط شارع واحد لكل قرية كخطوة اولى ولكن بدلا من ان تجتمع مع كادرها لتقرر اي من شوارعها يعتبر شريان القرية اعني يستفيد منه اكبر عدد ، التجأت الى مختار القرية وتساله اي شارع تريد ان نبلط في القرية وكاننا نعيش في بلد متقدم اي ان رئيس البليدية (اعني المختار) سيجتمع باعضائه المنتخبين ديموقراطيا ليقرروا مصلحة القرية ، لذا بعد الشروع بالتنفيذ تبدأ الانتقادات واتهام المسؤولين في الحكومة بانحيازها لمجموعة دون سواها في القرية وعند الاستفسار من المختار سيقول ان البلدية هي التي اختارت هذا الشارع وعندما تسال البلية ستقول بان مختار القرية هو الذي اختار الشارع ، فتضيع الحقيقة بين احدهم يرفع والاخر يكبس ... وهذا ما حصل وعلى سبيل المثال لا الحصر في تبليط الشارع الخارجي الذي يلف ربع قرية ديرابون وحيث لا يستفيد منه الا 25% من اهل القرية وهو شارع شبه خارجي وكان من الافضل اختيار الشارع المؤدي الى وسط القرية الذي يستفيد منه كل اهل القرية وهو الان على اسوء ما تتصوره حيث الجميع يعاني منه فاجاب : وعند الاستفسار اعلمنا مختار القرية بان البلدية هي التي قررت كونها مقيدة بمسافة محددة اي بحدود (830) م وعند انتهاء التبليط تبين ان المسافة هي بحدود 530م علما الباقي (ان كان ذلك صحيحا) يكفي لتبليط الشارع الوعر المؤدي الى وسط القرية ، وتبين ان دائرة الكهرباء المرتبطة بناحية رزكاري هي الاخرى ستقوم بانارة هذا الشارع دون سواه علما هناك  مخطط على ضوء طلب اهل القرية الى الناحية ومنها الى دائرة كهرباء زاخو لانارة القرية باعتبارها قرية حدودية وارسلت المديرية كادرها اكثر من مرة لوضع المخطط لكل شوارع القرية وكحد ادنى ، الا اننا فوجئنا بان دائرة كهرباء رزكاري قد اوعز لها بانارة فقط الشارع المبلط اي ليستفيد منه فقط 25% وهكذا في القرى الاخرى كقرية فيشخابور وقرولا ... اننا نتسائل لماذا تشرع بعض دوائرنا لدفع ابنائها الى التحدث بانتقاد دائم الى الحكومة بدلا من دفعهم لرؤية ما تخطط لهم من انجازات ؟ اليس بمقدور هذه الدوائر ان تكلف مجموعة من كوادرها لدراسة المشروع بطريقة صحيحة كي يستفيد منه الجميع ؟ اسئلة كثيرة تتبادر الى الدهن وهي بحاجة الى وقفة ...

235
الجامعات المصرية والدراسة السريانية


نزار حنا الديراني

من خلال مشاركتي في مؤتمر التراث للاداب الشرقية للفترة 30-31/3/2013 الذي تضمن 47 بحثا تناولت موضوعاتها التراث في الاداب العبرية والفارسية والتركية والحبشية والاوردية والسريانية والامهرية  ونظرا لتعذر حصول زملائي من جامعة بغداد على تاشيرة الدخول كنت وحدي من تناول التراث السرياني من خلال بحثي الموسوم (الاسطورة والرمز في التراث الشعري السرياني ) بالرغم من وجود العديد من الاساتذة المختصين بهذه اللغة من مختلف الجامعات المصرية الا انهم لم يشاركوا ، وعلى هامش المؤتمر القيت محاضرة لطلبة القسم السرياني في قسم اللغات الشرقية وادابها التابع لكلية الاداب جامعة القاهرة وكان من المفروض ان القي محاضرات مماثلة في جامعة الازهر وغيرها من الجامعات المصرية ولكن لم اتمكن من ذلك كونها تتطلب حصول موافقة امنية مسبقة من الجهات المختصة وهذا يتطلب عدة ايام الا اني اجريت عدة لقاءات مع بعض من طلية الدراسات العليا في جامعات ( الازهر ، عين شمس ، جنوب الوادي ، اسيوط ، ..) فوجدتهم متلهفين جدا للقائي للاستفسار عن مدى توفر المصادر السريانية التي تخص بحثهم ، كان من المفروض ان تكون الجامعات العراقية سباقة في تدريس هذه اللغة الا انه وللاسف جاءت بادرة كلية الاداب في جامعة بغداد متاخرة اي في سنة 2004 وهي الوحيدة ، ورغم كون العراق موطن السريان الا ان القسم لا يضم الا بضع قليل من الطلبة في الوقت الذي علمت ان قسم اللغات الشرقية في جامعة القاهرة وحده يضم بحدود 60-70 طالب وطالبة كما قيل لي ، فالصف الذي زرته وحده كان يحوي بحدود 40 طالب وطالبة ( 4 طلاب فقط اما البقية فهم طالبات) ولا اعتقد ان كان بينهم واحدا من الاقباط ... وهناك اعداد مقاربة في جامعات اخرى في مصر ، ومن خلال اللقاء بهؤلاء الطلبة تحدثت معهم عن تاريخ الادب واللغة السريانية والصعوبات التي سيلاقيها طالب البحث بسبب الفجوات الموجودة في بعض الفترات ... كما تحدثت عن النشاط الثقافي والادبي في العراق والمؤسسات الثقافية العاملة اليوم بهذا المجال فضلا عن حثهم في ضرورة الكتابة عن الادب واللغة السريانية المعاصرة (سورث) اسوة باللغات الاخرى كالعبرية والفارسية و... وتلبية لطلبهم قرأت لهم احدى قصائدي في السريانية المعاصرة ليتسنى لهم اجراء مقارنة بين السريانية الفصيحة والمعاصرة... جاءت تساؤلاتهم فيما اذا كان هناك شعب حي يمارس هذه اللغة وهل له من نشاطات وفعاليات لديمومة هذه اللغة من خلال مؤسساتهم ؟ الجامعات تفتقر الى الكثير من المصادر فكيف يمكن الحصول عليها ؟ كيف يمكن الحصول على منحة للدراسة في الجامعات العالمية ؟ ... اسئلة كثيرة ... وعند مناقشتي مع البعض من طلبة الدراسات العليا كان الجميع يبحث عن نصوص سريانية مع الترجمة والمصادر التي تناولت ذلك النص لتسهيل مهمتهم في اعداد رسالتهم ( الماجستير او الدكتوراه ) الى حد قطعت احداهن مسافة 600 كم حين سماعها بقدومي الى المؤتمر للاستفسار عن النصوص والمصادر المتعلقة ببحثها .... كل هذا يعني ما يتحتم علينا نحن الغيورين على لغتنا من المؤسسات والافراد لمد يد العون لهذه الجامعات من اجل الحفاظ على لغتنا من خلال :
1-   مدهم بالمصادر والنصوص التراثية والمعاصرة ان كانت على شكل كتب او اقراص
2-   العمل على حث الجامعات العالمية لمنحهم فرص الدراسة في جامعاتهم وعلى نفقة الجامعة
3-   حث دور النشر لطبع رسائلهم لتكون متداولة بين الطلبة
4-   حثهم على ترجمة وطبع ما لديهم من دراسات في الادب واللغة السريانية وخصوصا في الادب المقارن
5-   حث القائمين على الجامعات المصرية والعالمية على ضرورة تدريس ودراسة الادب المعاصر
   


   


صورة مع رئيس القسم وبعض اساتذة كلية الاداب

 
صورة مع القائمين على المؤتمر وبعض المشاركين


طلبة الصف الرابع


صورة من المؤتمر

236
نتاجات بالسريانية / عينكاوة
« في: 21:23 13/03/2013  »



239
دعونا نؤسس نقابة للصحفيين واخر للفنانين

نزار حنا الديراني

منذ السبعينات وعلى غرار قرار منح الحقوق الثقافية للناطقين بالسريانية تسارعت النخبة المثقفة لتؤسس لها مجمعا للغة السريانية واتحادا للادباء والكتاب وجمعية الفنانين والجمعية الثقافية للناطقين بالسريانية وعشرات الاندية تحمل طابعا ثقافيا واجتماعيا فضلا عن نادي رياضي وفرق مسرحية في كل من بغداد وبغديدا والقوش وعينكاوة وربما في محافظات اخرى ، ولكن لم يفكر احدنا بتأسيس نقابة او اتحادا للصحفيين السريان بالرغم من قيام مؤسساتنا الثقافية باصدار العديد من المجلات وصفحة سريانية في جريدة التاخي (العراق) .... وبعد سنة 2003 تسارعت نخبتنا المثقفة بتاسيس اتحادات بتسميات ادبية لتكون ندا لاتحاد الادباء والكتاب السريان ، وتسارعت النخبة المثقفة واحزابنا باصدار العديد من الجرائد والمجلات الى حد ربما فاق عدد العاملين في مجال الصحافة على عدد الادباء والكتاب الفعليين ، ولكن بدلا من ان تؤسس هذه النخبة لنفسها اتحادا او نقابة تنظم عملها تسارعت للانضمام الى هذه الاتحادات الادبية لتكون دافعا لنشذ عن القاعدة فيكون لنا خمسة اتحادات ادبية بدلا من اتحاد واحد ، مقابل ذلك تسارع العديد من صحفيينا للانتماء الى نقابة صحفيي كوردستان بطريقة عشوائية وكان ذلك سببا في طمس هويتنا وخصوصيتنا الصحفية. ونظرا لما لنا من باع طويل في الصحافة بدءا من تاسيس اول صحيفة (زهريرا دبهرا) وليومنا هذا وكذلك في مجال المسرح ادعو مثقفينا لتأسيس نقابة او اتحاد لصحفيينا واخر لمسرحيينا لوجود اكثر من صحيفة ومجلة وفرق مسرحية ورسامين و.. داخل العراق مستفيدة من الصعوبات التي لاقت مؤسساتنا الثقافية السابقة والحالية ، وبامكانها ان تسجل حضورها ككيان مستقل لدى نظيراتها في الداخل وكذلك في خارج الوطن .

248
دعونا نشرب قهوتنا ونتامل في مستقبلنا

نزار حنا الديراني

-1-
نعم دعونا نتحاور مع ذاتنا بهدوء ونحن نشرب قهوتنا لنقف قليلا عند بعض المحطات في مسيرتنا ونتسائل ... طالما هي حضارتنا من اقدم الحضارات وهذا ما تشهده عشرات الاف من الرقم الطينية بدءً من سومر مرورا بالبابليين والاشوريين والكلدان و... ونتسائل كم من الحضارات القديمة والمشابهة لحضارتنا لا زالت قائمة بدولها كالاغريق (يونان) والرومان (ايطاليا) والفرس (ايران) والعرب ( العديد من الدول) و... باستثناء حضارتنا التي وحدها اصبحت اطلالا ، هل تبنت دولة ما او كيان من الدول الواقعة ضمن بلاد ما بين النهرين هذه التسمية والحضارة واللغة ؟؟ ثم دعونا نتصفح الكتب التراثية التي دونت حضارة المنطقة من بعد الميلاد لنجد كم من هذه الكتب والوثائق توثق دور السريان في تثبيت اركان الحضارة في المنطقة وكيف اصبح علمائنا الجسر الذي كان يربط الشرق بالغرب وكم من افضال قدمه السريان لامم المنطقة كونهم نقلوا حضارة الاغريق والرومان والارمن و.. الى العرب والفرس والعكس صحيح ؟ وهل تستطيع المكتبة العربية من نسيان دور العشرات من العلماء والمترجمين من امثال حنين بن اسحاق وال بختيشوع وموسى بن كيفا وغيرهم ممن اتحفوا المكتبة العربية بمؤلفاتهم ... ثم نتسائل واليوم ماذا يفعل السريان هل لا يزالوا ينقلون الحضارات بدماء اقلامهم ام من خلال التخلص من اقماطهم ومهودهم والتشرد في بلدان المهاجر؟؟؟ دعونا نقفز قفزة اخرى لنصل الى حاضرنا ونتسائل كم من الشعوب التي زرعت اراضيها بشهدائها وسقتها بدمائها استطاعت ان تثبت اقدامها ولو في بقعة صغيرة من الكرة الارضية لتحافظ على خصوصياتها كالارمن والاكراد و... باستثناء نحن الذين اعطينا نسبة عالية من الشهداء والمتشردين بدءً من مذابح هكاري واورمي وسميل و... انتهاءً بمذابح ومضايقات شعبنا في كل من بغداد ونينوى وكركوك... دون ان نحصد من زرعنا سوى التشرد وبعض المراثي وكراسي مكسورة الارجل والصراع الداخلي ؟؟؟ ربما سيعارضني احدهم ويقول لنشكر الرب فلنا في كل دورة (5) نواب في برلمان المركز و(5) نواب أُخر في برلمان كردستان (طبعا بفضل الكوتا) وشغل العديد من ابناءنا مناصب وزارية في بغداد واربيل و... ولنا احزاب ربما تزيد على مجموع الاحزاب في اوربا برمتها و.. وسازيد على قولهم ولقد حصل البعض من ابناء شعبنا مناصب عليا في بلدان المهجر كمنصب السيناتور والمحافظ واعضاء في برلمان السويد والبرلمان الاوربي و... ولكن علينا ان نقارن بين ما قدمه هؤلاء السادة وحجم الدمار الذي طال ابناء شعبنا ونتسائل هل استطاع هؤلاء السادة اعضاء البرلمان والوزراء في العراق ومعهم العشرات من كبار رجال الدين ورجال الاعمال والمثقفين و.. ان يرفعوا التجاوزات عن اراضينا ويضعوا حدا لنزيف الهجرة من خلال دراسة مشاكل ابناء شعبنا الذين عادوا الى قراهم او الذين بقوا في مدنهم وقصباتهم ام كل ما فعلناه هو بعض الخطابات الرنانة في دواويننا وفضائياتنا ونفتخر باننا حققنا مكسبا من خلال الكوتة (بدلا من منافستنا الاخرين ) وحيث لنا مندوبين ووزراء ممثلين عنا بدلا ما كان لنا في السابق حيث كان الوزير وعضو البرلمان يمثل كل العراق لا قومه ونحن بدورنا نتسائل ان لم يستطع ممثلنا في البرلمان الصعود الى المنصة ويشجب ويحاسب الذين يقفون وراء هذه المذابح والاغتيالات بصورة صحيحة وان يعقد ندوة صحفية علنية ويتهم المقصرين ويقدم دعوة قضائية و.. لرفع الغبن عنا ورفع التجاوزات عن اراضينا ... ونقول هل يكفي ان نقول الحمد لله لقد جنى بعض من ابناء شعبنا مالا كثيرا من مناصبهم وزاروا دولا عديدة و... ؟؟ فعلا ما فائدة ان يكون لنا اعضاء برلمانيين ووزراء واحزاب والعشرات من مؤسسات المجتمع المدني وفضائيات وصحف ورجال دين تتفاخر فضائياتنا واحزابنا بهم ... ولا زلنا نفتقر الى ابسط الحلول لابناء شعبنا في الداخل او في المهجر لذا ترانا نمزج قهوتنا بالدموع وبدلا من ان نستفيق ترانا في سبات وحيرة من الارق والتفكير العقيم ... هل نعتقد بان خلافاتنا حول تسمية موحدة لابناء شعبنا لهي من الصعوبة بسبب عدم توفر مراكز الانثروبولوجيا مما جعلنا وزعمائنا غي قادرين على الاتفاق على تسمية موحدة خالية من الاصماغ (السيكوتين) ؟؟؟ واذا سئلت احدا من الذين يهاجرون عن هدفه سيكتفي بالقول : ( من اجل مستقبل اولادي ) وكانه سيحقق نصرا عظيما حين يجعل ابناءه يتركون مدارسهم وجامعاتهم واعمالهم ليعملوا في الحدود الدنيا من الاعمال في بلدان المهجر ... واذا سئلت الذين لا يزال مصيرهم مجهولا كاللذين لا يزالوا في المطهر (سوريا ، تركيا ، ...) يحلمون باخبار الـ ( u n ) او ممن لهم علامة الطرد في المهجر ستضحك على اجابتهم لانهم لا يعرفون عن ماذا يبحثون ، وحتى الذين يرددون عبارة ( الحكم الذاتي ، والمحافظة ، الاقليم ، ...) تراهم اما غير مقتنعين بما يرددونه او لا يعرفون ماذا يريدون لذا ترانا ننتقل سريعا من الوحدة الادارية الى المحافظة ثم الى الاقليم وربما ... دون ان نحقق شيئا ، كان من المفروض ان نطلب القليل ثم نتددرج في مطالبنا أي ان نعمل بنظرية (خذ ثم طالب بدلا من نظرية اكون او لا اكون ) اذن علينا ان نشرب قهوتنا بدلا من قدح الويسكي ونتامل في مسيرتنا ونتسائل وماذا بعد ؟؟؟؟    

249

250

لماذا غابت الرقابة على مشاريع الاسكان لقرانا

                                                                                                                               نزار حنا الديراني

من بين المشاريع العظيمة التي انجزت في اقليم كوردستان هي اعادة اعمار القرى المهدمة من قبل النظام السابق ، وكان من بين هذه القرى تلك التي تعود لابناء شعبنا ، تلك القرى التي اصبحت ملاذا امنا استقطبت المئات من عوائلنا الذين نزحوا من بغداد ونينوى والبصرة و.. حقا كانت التفاتة جميلة يشكر جميع الذين ساهموا في هذا الانجاز العظيم ، حيث لولاه لكنا قد فقدنا الكثير من ابناء شعبنا ان كان ذلك عن طريق الهجرة او الاستشهاد ، رغم ان هذا المشروع كان ينقصه مشاريع ورفع التجاوزات لتقليص حجم البطالة التي كانت من بين المرتكزات التي استندوا عليها اولئك الراغبين في قطع الاوصال مع جذورهم اعني الهجرة ، الا اني سوف لا اتحدث عن ذلك بل ساتحدث عن بعض مساوئ البناء الذي جعل هذا الانجاز العظيم في نظر مستفديه بخيبة امل... نعم اقولها بكل صدق وانا اتذكر كيف فرح ابناء هذه القرى في هذا الانجاز في بادئ الامر ولكن !!! ما ان جاء الشتاء بدد البسمة من على شفاه ساكني هذه المجمعات وهم يرون شبابيك هذه الدور تسرب مياه الامطار ورياح الشتاء الى غرفهم ، وابوابها تكفي لمرور الحشرات والضفادع و... وسقوفهم تعزف موسيقى هبوط قطرات المطر الى بيوتهم ، ولان الحاجة ام الاختراع اخترع اهالي هذه القرى طرق عدة من بينها سد فتحات الشبابيك بالمعجون او لصق نايلون شفاف على جميع النوافذ كي لا يدخل الماء والهواء وكذلك بناء سواتر امام باب المطبخ وغرفة الاستقبال وطلي السقوف بالاصباغ ، وعندما لم تنفع سارع الاهالي (القادرين) بقلع الشبابيك والابواب لاستبدالها بشبابيك بلاستيكية واخرون رصوا سقوفهم بالبلاط (الكاشي) ، ولتسهيل عملية التنظيف رصوا ارضية الغرف بالكاشي واخرون ...

 اما المستورين فليكن الله في عونهم ... وكل هذه المحاولات لم تنفع لبعض البيوت التي كانت نسبة الفساد اعلى من المتوقع ، فاصبحت الحيطان بدلا من النوافذ تسرب الماء وسقوفهم تسرب مياه الامطار ورائحة العفن والرطوبة كفيلة بتحطيم لا آمال الانسان بل الانسان نفسه ، وما ينذر بالخطر بعض هذه الحيطان تشققت وهي ترسل انذاراتها لخطورة الموقف ، كل هذا يدفعنا بالقول ان السبب يكمن في غياب الرقابة والمتابعة ، والا كيف اجازت لنفسها هذه اللجنة وبالاخص المهندس المسؤول بالموافقة لاستلام المشروع من المقاول ، فهل يعقل ان تغيب الرقابة والمتابعة عن مشاريع عملاقة صرفت عليها اكياسا من الدولارات وخصوصا رقابة الدولة والمنظمات المانحة ...

كل هذا انتهى وما بقي هو اني اهيب بحكومة الاقليم وهيئة تنظيمات شعبنا للاسراع بمعالجة هذه التصدعات قبل انهيار هذه المباني على ساكنيها فتكون الطامة الكبرى ...    

251
يا ابناء قومي في المهجر لا تردوا لنا أصداء أصواتنا

نزار حنا الديراني

كنا نامل من ابناء قومنا في المهجر ان يؤسسوا لنا دائرة اكثر أكتمالا من دائرتنا في الداخل تلك الدائرة الواقعة تحت تاثير النظريات ( للحيطان اذان صاغية ... ومن لطمك على خدك الايمن ارفع طرف ردائك وارحل ... ونظرية الاستعمار ... و... ) لذا لا زال البعض منا يتكلم من شدة اصابته بالحُمى ( اي ان درجة حرارة جسمه قد تجاوزت الـ 40 درجة مئوية ) ، وما زاد الطين بلة عندما عصفت بنا رياح التغيير في 2003 لم نكن مهيئين لذلك لا في الداخل ولا في الخارج ، لذا سرعان ما تراكضنا نحو التشتت والصراع و.. واصبح البعض منا يتمتم من شدة حُماه ، احيانا البعض منا يتحدث ما لا يفهمه هو نفسه لانه لا يعرف ماذا يريد فكيف للاخرين ان يفهموه .... في السابق كنا قد لقنا انفسنا ببعض العبارات المستوردة فنرددها كالببغاء كقولنا ( نحن اصحاب الحضارة .. نحن علمنا الاخرين القراءة والكتابة .. نحن اصحاب الارض .. نحن ... نحن ....) وكان الاخرون يصفقون لنا ولكن حينما شاهدونا اول من يبيع قماطه ومهده ويغير اسماء ابنائه ويتلون بالوان الغير تندم على ما كان يؤطره .
في بداية 2003 كنا نعاتب زملائنا في المهجر لانهم هم السبب في شرذمة شعبنا في الداخل من خلال اصدار صراعاتهم لنا ، فكانوا احد الاسباب في ولادة هذا الكم من الاحزاب بدلا من مؤسسات المجتمع المدني ، ولكن بعد 2006 صرنا نصدر صراعاتنا الى ابنائنا في المهجر لذا تراهم يرددون اصداء اصواتنا من دون تعديل ، كصراعنا حول الاسم والمذهب وملكية الحزب والتهم المناطة بالشخص الفلاني وحصة الحزب من المقعد والنقاش الدائر بصدد الحكم الذاتي او المحافظة او .. لا بل لايفتخر البعض منهم وكانه هو مهندس هذه الابداعات ، ومن المؤسف ان ابنائنا اصابوا بمرض الازمة المالية التي عصفت باوربا وامريكا قبل ان يصابوا هم بها لذا تسارعوا يؤجرون لنا حناجرهم بدلا من عضلاتهم فيرددون ما يصرحه سياسيونا من غير ان ينسوا الفارزة والنقطة وعلامة الاستفهام في الانشاء ... ما العمل اذن ؟ من يستطيع ان يترجم حقوقنا وانسانيتنا للاخرين اذا كان نصفنا في الداخل منشغل بحزم امتعته وقماطه ليرحل ونصفنا الاخر مصاب بالقشعريرة .... 

252
هل اجتازت تنظيماتنا القومية مطب التجاوزات لتطالب بالمحافظة
                                                                                                                               نزار حنا الديراني

في الاونة الاخيرة كثر الحديث عن انشاء محافظة في سهل نينوى يكون لابناء شعبنا حصة فيها في الوقت الذي كان ابناء شعبنا ( في سهل نينوى واقليم كوردستان ) يحلمون برفع التجاوزات والمضايقات عن قراهم . فعلى سبيل المثال منذ سنة 2004 وليومنا هذا يخاطب ابناء قرية ديرابون جميع الجهات المعنية من اعلى نقطة في الهرم الى اسفله وبدون جدوى ، عن رفع التجاوز الحاصل من اجتياز مئات العوائل الايزيدية قريتهم منذ مطلع التسعينات لتحل محل العوائل العربية المتجاوزة على هذه القرية منذ منتصف السبعينات حين اخلى النظام السابق القرية من ساكنيها كجزء من خطة التعريب كما التمس اهل القرية جميع تنظيماتنا للعمل على مساعدتهم لرفع التجاوزات عن اراضيهم التي طالما كان البعض من هذه التنظيمات وفي حملتهم الدعائية للانتخابات يعزفون على وتر بذل المستحيل من اجل رفع هذه التجاوزات ...

لقد خاطبنا وترجينا تنظيمات شعبنا لبذل المزيد وكان اخرها زيارة السيد يونادم كنا الى القرية الذي اتصل وللحال بالهيئة المشكلة من تنظيمات شعبنا ( وحيث الحركة عضوا فيها ) لبذل كل ما بوسعها ووعدنا بنقل معاناتنا الى قمة الهرم ... زارت لجنة ممثلة عن هيئة تنظيماتنا القرية والتقت بممثلي القرية ثم ذهبت للحال وقابلت السيد مدير ناحية رزكاري على امل زيارتها الى المراجع العليا في المحافظة ومن ثم في اربيل ... ولكن ما يؤسف عليه لم نلتمس باية خطوة جديدة في هذا الاتجاه مقابل ذلك نرى ان المتجاوزين (الايزيديين) يكثفون من مضايقاتهم على القرية من خلال زيادة عدد الحيوانات السائبة في القرية لتقتحم حدائقنا بعد ان انهكت حقولنا ، ولا تزال اغلب اراضي القرية والشارع العام مستغلة من قبلهم وكثر الحديث عن تخصيص اراض سكنية جديدة لهم في القرية و...

اما نحن السكان الاصليين وكأن القرية محطة انتظار لنا مما دفع الكثير الى ترك القرية .. ولا تزال تنظيماتنا تعزف على وتر انشاء محافظة ، مما دفع اهالي قرية ديرابون والقرى الاخرى تتسائل ان كانت تنظيماتنا عاجزة عن رفع التجاوز عن قرية صغيرة فكيف لها القدرة على تحقيق مطلب المحافظة ...  

253
شكرا للزميل ابراهيم الخياط ولكن ؟ا
                                                                                                                              نزار حنا الديراني
شكرا للزميل ابراهيم الخياط الناطق الاعلامي للاتحاد العام للادباء والكتاب  في العراق على توضيحه المنشور في موقع عينكاوة كوم ولكن يبدو لي قد تناسى :
1-   كان العنوان واضحا (لماذا خلت قائمة الاتحاد العام من اسماء العديد من الادباء السريان) وهذا لا يعني ما قصده الزميل
2-   ان لم يكن ذلك سهوا فكيف يعلل الزميل عدم ظهور اسماء ال 572 من الادباء وخصوصا الذين ملئوا الاستمارة وارسلوها وتاكدوا من استلامها وانا احدهم . وهل يعقل ان يكتفي الاتحاد بارسال الملحق وينتظر من تاريخ الارسال في 30\1\2011 ولم يحرك ساكن ؟ ماذا كان رد الوزارة ؟
3-   يقول الزميل ابراهيم (اتحاد الادباء والكتاب السريان لا علاقة لنا به البتة .. لم نطلب منه ولا نطلب ...) لذا علينا ان نتوقف قليلا ونتسائل الم يكن المكتب السرياني الذي يشير اليه الزميل من افرازات اتحاد الادباء السريان الذي تاسس في 1973 وتم دمجه مع الاتحاد العام في 1981 اسوة بالاتحادات الاخرى ؟ وهل انقلب الاتحاد العام على الاتفاق الذي حصل في اجتماعات المكتب التنفيذي حيث تم الاتفاق ( بناء" على الطلب المقدم من قبلنا) ان يسمى اتحاد الادباء والكتاب السريان فرعا من فروع الاتحاد العام وليس مكتبا وهذا ما اكده واقره رئيس الاتحاد العام من خلال خطاباته اثناء مؤتمرات الادب السرياني حيث كان يشير دائما (الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق \ اتحاد الادباء والكتاب السريان) ؟ ام ان الاتحاد العام قد اتخذ قرارا بدفع اتحاد الادباء والكتاب السريان باتجاه الانفصال ؟ وان كان ذلك صحيحا فما فائدة المكتب السرياني اذن ؟ ومن يمثل هذا المكتب ؟؟؟؟؟
اما بخصوص القوائم فاذكر زميلي يوم كنت عضوا في المكتب التنفيذي والمركزي طلب مني ذلك مرارا ان كان بقصد كوني رئيسا لما يسمى بالمكتب السرياني او عضوا في المجلس المركزي والتفيذي والا ما فائدة تمثيلي للادباء السريان ...
وفي الختام اقدم شكري للزميل ابراهيم الخياط الذي كان يشاركنا دوما في نشاطات اتحاد الادباء والكتاب السريان وعلى اساس كونها ضمن نشاطات الاتحاد العام
 

254
لماذا خلت قائمة مكافئات الاتحاد العام للادباء والكتاب
في العراق اسماء العديد من الادباء السريان

 نزار حنا الديراني

بعد محاولات عديدة من قبل الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق حصلت موافقة الجهات المعنية بصرف مكافئة سنوية من قبل وزارة الثقافة في بغداد للادباء والصحفيين ، وتم صرف المبلغ في نهاية سنة 2010 ، الا ان هذه القائمة خلت من اسماء العديد من الادباء السريان رغم مرور ما يقارب 30 سنة على عضوية البعض منهم ومشاركاتهم في العديد من النشاطات الثقافية في الاتحاد وشغل بعضهم مناصب في الاتحاد . الا ان القائمة خلت من اسمائهم رغم ان  اتحاد الادباء والكتاب السريان قد زود الاتحاد العام باسماء جميع الادباء السريان ولاكثر من مرة .

ومنذ مطلع سنة 2011 لا يزال الاتحاد العام يقدم وعده للاسماء التي سقطت سهوا ( كما يقولون ) الا انه ولحد الان لا زال الامر معلقا بين الاتحاد العام ووزارة الثقافة لذا نحمل الاتحاد العام مسؤولية هذا السهو وعدم الحسم ، فمن غير المعقول ان يسقط اسماء العشرات من الادباء من هذه القائمة فان دل على شئ انما يدل على ضعف في الادارة (ان لم يكن هناك سببا غير ذلك) كذلك نطالب اتحاد الادباء السريان على سرعة حسم الموضوع سواء من خلال الاتحاد العام او الوزارة  ...

255
نتاجات بالسريانية / ذكرى
« في: 12:43 12/09/2011  »

256
اوزان الخليل هل مستنبطة من التراث ام مستوردة
مقارنة بالشعر السرياني والرافديني

نزار حنا الديراني

ان دراسة الشعر العربي   ليس سهلا وذلك لوجود حلقات مفقودة مما يجعل البحث عسيرا، فما وصل الينا من الشعر العربي كان على درجة عالية من النضج . وهذا يعني لا بد ان يكون قد سبق هذا النضج تطور في المعنى وفي المبنى وكان هذا التطور طويلا الا ان الكثير منه ضاع والسبب في ذلك البعض منه اتلف حين اعتنقوا العرب الديانة المسيحية اولا ثم الاسلام كي لا يقع احفادهم في شرك التوثن او المسيحية ، كما ان هذا الادب لم يصل الينا الا عن طريق الروي لجهل الكثير منهم بالابجدية العربية اوابجدية اخرى ، فقسم منه وصل الينا والقسم الاخر لم يصل لانه لم يحفظ ، وقسم اخر زال مع الرواة الكثيرين الذين ماتوا في حروب الفتح . وهذا لا يعني ان العرب لم تكن لديهم ابجدية يكتبون بها لغتهم في تلك الفترة ، فلغة القران كانت على درجة من الرقي مما يؤكد انها مرت بطور التطور ولفترة لا تقل عن قرنين . في حين يؤكد الباحثون(2) ان الكتابة قد جاءت بلاد العرب الداخلية في ازمنة مختلفة وقد جاءت قلب الجزيرة عن ثلاثة طرق اقدمها ما جاءها عن طريق الشمال الشرقي ، وهـذه فـي الاغلب كانت متأثـرة بالكتابة الاشورية البابلية وكانت من الصعوبة بحيث لم تلبث ان حلت محلها حروف اخرى جاءتها من الجنوب والشمال معا، وبقيت هذه الحروف زمانا طويلا فكانت الارامية (السريانية) والمسند اليمني وسيلتين للكتابة في قلب شبه الجزيرة وقد تطورت هذه الحروف في ازمنة متأخرة الى الحروف الاخيرة المعروفة بالعربية . ويؤكد ذلك الطبري(3) حين يقول (ظهر على ضهر الجماء ـ جبل بالعقيق قرب المدينة ـ فوجد حجرين وفيهما كتاب  فحمل احدهما فعرضه على اهل السريانية فلم يعرفوا كتابه وعرضه على من يكتب بالزبور من اهل اليمن ومن يكتب بالمسند فلم يعرفوه...والظاهر انه كان في الاغلب اشوريا) . فأقدم ما وصل الينا من الشعر العربي يعود الى اواخر القرن الخامس للميلاد والنصف الاول من القرن السادس ، اي سبق ظهور الاسلام بنحو قرن ونصف القرن ولكنه لم يصل الينا مكتوبا بل كما قلنا على ألسنة الرواة، كمحزمة بن نوفل وحويطب بن عبد وهما من القريش . وفي زمن الاسلام حماد الراوية (771م) وخلف الاحمر (796م) والاصمعي عبد الملك بن قريب (828م) وغيرهم . فهو لم يسلم من التحريف لانه وكما قلنا لم يصل مكتوبا والرواة الذين دونوا مما حفظوه لم يعاصروا اولئك الشعراء بل نقلوه من رواة قبلهم ، الا ان العلماء اهتموا بتدوينه من القرن الثامن للميلاد في مجموعات كديوان الحماسة لابي تمام وكتاب الاغاني للاصفهاني وغيرهما... الا ان ما وصل الينا كان كامل البناء تام الموسيقى له لغة مهذبة واستقامة في الوزن مما يؤدي بنا الى ان نقول:
1- ان تاريخ الشعر يرجع الى ما قبل ذلك بكثيــر ، فمن يقرا هذا الادب سيصل الى نتيجة مفادها ان مثل هذه الامور لا تتهيا للامم طفرة واحدة بل نتيجة تطور في اصول بعيدة تبدأ صغيرة بسيطة ثم تتطور بعملية من عمليات النمو الطبيعي، وهذا يقودنا الى احتمال ثان .
2- او ان هذا الادب كان نتيجة متواصلة لاداب المنطقة كالسومرية والبابلية والاشورية والسريانية ولو حظي هذا العلم اهتمام الباحثين لوجدوا تشابها واواصر مشتركة بين تلك الاداب والتي تلتها كالسريانيـة والعربيـة والعبريـة. وانا اتفق مع الاستاذ طـه باقـر(8) حين قال ( ليس عندي شك في ان اوزان الشعر البابلي واساليب تاليفه ونظمه قد اثرت كثيرا في اشعار الامم القديمة التي كان لها اتصالات مباشرة وغير مباشرة بحضارة وادي الرافدين اخص بالذكر منها الشعر العبري والارامي والشعر الفارسي القديم " الاخميني" ) وأضيف ان بعضها (الادب السرياني والعبري والعربي) إن لم اقل جميعها هي تواصل لمسيرة هذه الاداب سواء كانت بصورة مباشرة او بصورة غير مباشرة أعني من خلال الادب السرياني الذي سبق ولازم الادبين العبري والعربي ولفترة طويلة . ولو توفرت لدينا هذه الحلقات المفقودة لاتضح ذلك اكثر، فعلى سبيل المثال لو اخذنا من الادب البابلي(9) قصيدة حوار بين صديقين يرقى تاريخ تدوينها الى حدود الالف الاول ق.م والتي وجدت في مكتبة اشور في القرن السابع قبل الميلاد، بحيث لو اخذ المقطـع الاول من كل بيت مـن ابياتـها وجمعت المقاطع بعضها الى بعض لتكون منها اسم ناظم القصيدة وشئ من الدعاء الى الاله والملك ، وعلى هذا الوجه تؤلف المقاطع الاولى من القصيدة العبارة (انا ساكل- كينام-اوبب) وهو كاهن المشمشو وعابد الاله والملك . وهذا الفن لاحظناه في الشعر السرياني الذي اشتهر به مار افرام (306- 373م) وفي الشعر العبري في منتصف القرن السابع الميلادي وهي تشبه المزمور 119. ومراثي ايرميا 4،3،2،1 4 التي كانت تستعمل النظام الابجدي في ترتيب الابيات .
الا اننا لم نعثر على هذه الحلقات المفقودة" سوى بعض الابيات القليلة للشنفري (توفي سنة 510م) والمهلهل ( 494-534) والمعلقات التي عاصرت بعضها الاسلام ووصلت الينا وكما قلنا عن طريق الروي ، مثلما لم تصل الينا من الشعر السرياني قبل القرن الثاني الميلادي سوى بعض الابيات القليلة لـ ( وفا الارامي ـ القرن الاول قبل الميلاد ).
اما الموازين فيعتبر الخليل بن احمد الفراهيدي (712-778م) اول من وضع موازين الشعر العربي يقابله في ذلك انطون التكريتي الملقب بالبليغ (المتوفى سنة840م) في الشعر السرياني واللذين حكم كل واحد منهما حسه وذوقه الموسيقي وبقيت هكذا الى يومنا هذا، فكل المحاولات التي جرت بعدهم لم تذهب الى ابعد من ذلك . ومن اجل الوقوف على ارضية اوزان الخليل ساتعرج قليلا على اوزان الشعر السرياني الذي وضعها كما قلنا الشاعر انطون التكريتي ، لمعايشتها للشعر العربي لفترة طويلة وسبقها لقرون عديدة . فخليل بن احمد الفراهيدي اعتمد في قاعدته على مجموعة تفاعيل وهي:
1-  التفعيلات الثلاثية - اي لها ثلاث حركات وهي (فعولن- فاعلن).
2- التفعيلات الرباعية - اي لها اربع حركات وهي (فاعلاتن- مفاعيلن- مستفعلن- مفعولات).
3- التفعيلات الخماسية اي لها خمس حركات وهي (مفاعلتن- متفاعلن).
   وتتألف هذه التفعيلات من مقاطع صوتية هي السبب والوتد والفاصلة . فالتفعيلات تتالف من هذه الاسباب والاوتاد وهي كالاتي:
     1- ان تفعيلتي:
(فعولن //5/5 = وتد مجموع //5 + سبب خفيف /5)  و
فاعلن /5//5 = سبب خفيف /5+ وتد مجموع//5)
 تتألفان من وتد مجموع وسبب خفيف
2- ان تفعيلتي:
(متفاعلن ///5//5 = سبب ثقيل // + سبب خفيف /5 +  وتد مجموع//5 و
مفاعلتن//5///5 = وتد مجموع //5 + سبب ثقيل // +سبب خفيف/5)    
تتألفان من سبب ثقيل وسبب خفيف ووتد مجموع 0
3-التفاعيل
 (فاعلاتن/5//5/5 = سبب خفيف /5+ وتد مجموع //5+ سبب خفيف/5 و
مستفعلن /5/5//5 = سبب خفيف /5+ سبب خفيف /5 + وتد مجموع//5 و
مفاعيلن //5/5/5 = وتد مجموع //5 + سبب خفيف /5+ سبب خفيف/5)
تتألفان من سببين خفيفين ووتد مجموع.
4- ان تفعيلة
مفعولات /5/5/5/ = سبب خفيف/5+ سبب خفيف/5 + وتد مفروق/5/  تتألف من سببين خفيفين ووتد مفروق.
اما انطون التكريتي فأعتمد في قاعدته على مجموعة دعامات وهي:
1-   ثنائية (اي حركتين) كما في (بَي + تا) بيتا ܒܲܝ + ܬܐ ܒܝܬܐ
2- ثلاثية (ثلاث حركات) كما في ( بيت +نَه + رين) بيت نهرين ܒܝܬ +ܢܲܗ +ܪܝܢ ܒܝܬܢܗܪܝܢ
3- رباعية (اربع حركات) كما في (شَ+بَح+لمَر+يا) شَبَح لمَريا ܫܲ + ܒܲܚ +ܠܡܲܪ +ܝܐ ܫܒܚ ܠܡܪܝܐ
4-خماسية (خمس حركات) كما في بتَرعَح حَنانا (بتَر + عَخ + حَ + نا + نا)
           ܒܬܲܪ + ܥܲܟܼ + ܚܲ +ܢܐ +ܢܐ ܒܬܪܥܟܼ ܚܢܵܢܐ
5- سباعية (سبع حركات) كما في حَد كَزا زعورا مَفِق ܚܲܕ ܓܲܙܐ ܙܥܘܪܐ ܡܲܦܸܩ
الا ان العرب عكس الاقوام الاخرى في المنطقة  اوجدوا لانفسهم قواعد صعبة في فن الشعر... فبعد ان كان الشعر عند السريان مثلا موزونا على نسق واحد من جهة الحركات اعتمد العرب في ضبط اوزانهم امرين وهما عددها اولا وقدرها ثانيا لان الحركات في السريانية لها كلها قدر واحد، اذ هي اما مشبعة او مطبقة وذلك سيان في الوزن . لذا لافرق عندهم بين:
(فاعلن وفعولن) ولا بين ( فاعلاتن - مفاعيـلن – مستفعـلن - مفعـولات ) ولا بيـن ( مفاعلتن – متفاعلن)  لان لها العدد نفسه من الحركات.
وكذلك لا فرق عندهم بين : سبب ثقيل//، وتد مجموع //5، وتد مفروق /5/
لقد وضع الخليل موازين الشعرالعربي على اساس وجود خمسة عشر بحرا واضاف اليها الاخفش (ابو الحسن سعيد بن مسعدة) بحرا اخر فاصبحت ستة عشر بحرا. جمعت فـي خمس مجموعات سماها دوائر كان الاساس فيها تشابه المقاطع الصوتية من الاسباب والاوتاد وهذه الدوائر هي:
1- دائرة المختلف : المتضمنة اربع عشرة حركة وتحتوي على الابحر ( الطويل ، المديد ، البسيط )
2- دائرة المؤتلف : المتضمنة خمس عشرة حركة وتحتوي على الابحر ( الوافر ، الكامل )
3- دائرة المجتلب والمتفق والمشتبه المتضمنة اثنتي عشرة حركة وتحتوي على الابحر ( الهزج ، الرجز ، الرمل ، المتقارب ، المتدارك ، السريع ، المنسرح ، الخفيف ، المضارع ، المقتضب ، المجتث )
الا ان هذه الابحر تلحقها حالات اخرى نتيجة دخول زحافات وعلل عليها مما ادى بالبعض ان يحصى عدد ابحر الشعر العربي الى اكثر من هذا العدد بكثير.
اما الراهب انطون التكريتي فقد وضع سبعة عشر بحرا وعلى اساس عدد الحركات . وقد اورد لكل بحر اشكالا عدة استنادا الى نوع الدعامات وعدده ، فمثلا قد يأتي البحر المتوسط على شكل دعامة واحدة ذات خمس حركات، واحيانا من دعامتين (2+3) وهكذا في البحر المتقارب قد تكون دعامة واحدة ذات ست حركات واحيانا دعامتان 3+3 او (4+2).. الا ان الفرق بين الوزنين السرياني والعربي يكمن في:
1- اعتماد العربية على عدد الحركات وقدرها (حركة سكون) اما السريانية فعلى الحركات فقط .
2-  تكون الدعامة في السريانية ذات بنية متكاملة اي ذات معنى مفهوم ، اما في العربية فاحيانا لا لانها (التفعيلة) احيانا تتكون من نصفي كلمتين فلا تعطي معنى .
3- لا يجوز التدوير في السريانية لا بين الدعامات كما قلنا ولا بين الابيات، يجوز ذلك في العربية.
4- اعتماد العربية على مجموعة زحافات وعلل ولا يجوز ذلك في السريانية.
 ولو رجعنا مرة اخرى الى الاوزان فلا بد لنا ان نتساءل لماذا هذا الاختلاف على الرغم من ان الموقع الجغرافي  في هذه الفترة على الاقل متداخل ، وحتى في الجزيرة كان السريان عندما نقلوا معهم تبشيرهم المسيحي نقلوا معهم ميامرهم ومداريشـهم أي شعرهــم وبالاخص في فترة المعلقات... لذا علينا ان نتساءل من اين جاء الخليل بقاعدته الشعرية التي بناها على حركة وسكون؟ الامر الذي ادى الى تعقيده لقواعد الشعر على عكس جميع الاداب المجاورة؟ أبناها على الموروث الشعري الذي تركه لنا شعراء العرب من قبله؟ ام انه اعتمد على قواعد شعرية جاهزة لامم اخرى وطوعها كي تلائم الشعر العربي؟ وللاجابة عن هذه التساؤلات نقول:
اولا: ان كان الخليل قد بنى قاعدته الشعرية استنادا الى الموروث لما احتاج الى هذا الكم من الزحافات والعلل الى حـد يمكن عد عدد الاوزان الشعرية الى اكثر من مئة بحر بدلا من ستة عشر، وذلك لان كل بحر يلحقه عدة ابحر اخرى، خذ مثلا البحر الطويل الذي وزنه الصحيح ((فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن)) الا انه تلحقه عدة اشكالات نتيجة دخول زحافات وعلل عليه فياتي:
1- المقبوض العرض والضرب فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن/ فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن.
2- المقبوض العروض المحذوف الضرب فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن/ فعولن مفاعلن فعولن فعولن.
3- المكفوف الاثلم فعلن مفاعيل فعولن مفاعلن / فعولن مفاعيل فعولن مفاعيلن
4- الاثرم   /ف/ عول مفاعيلن فعولن مفاعلن/ فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
5- الاثلم /ف/ عولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن/ فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
وهكذا الحال في بحر المديد الذي وزنه (فاعلاتن فاعلن فاعلاتن) وفي بقية الابحر الاخرى ... فلنتساءل من جديد لماذا هذا الكم من الزواحف والعلل ان كان الخليل قد بنى قاعدته فعلا على الموروث الشعري ، فلا بد لنا من دراسة الشعر قبل الخليل لنرى مدى التزام شعراء تلك الحقبة باوزان الخليل الصافية.
ثانيا- او ان يكون العروض قد ولد متكاملا او اشبه بالمتكامل في ذهن الخليل وان كان كذلك سيثير الانتباه (كما يقول كل من د.صفاء خلوصي والاستاذ كمال ابراهيم) ويحملنا على الاعتقاد بانه محاكاة لنموذج اجنبي متكامل لان امر كهذا (ولادة عروض متكاملة في ذهن الخليل) امر بعيد عن الواقع(10).
ثالثا- او ان يكون الخليل قد حاكى نموذجا عروضيا جاهزا" واستطاع بعبقريته ان يطوعه بالشكل الذي يلائم الشعرالعربي . وللاجابة عن هذا التساؤل نقف مع ما يقوله د. صفاء خلوصي استاذ العروض في تقديمه لكتاب القسطاس المستقيم نقلا عن ابي الريحان البيروني المتوفى سنة 1048 م في كتابه (تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل او مرذولة) في فصله الموسوم (ذكر كتبهم في النحو والشعر) ما يلي(11):
((يرجـع العروض العربي واليوناني الى الاصل السنسكريتي، وقد يكون هذا الاصل السنسكريتي بدوره مقتبسا من اصل بابلـي قديم لعثوره على تشابه بين البحور اليونانية والعربية من جهة وبعض البحور البابلية القديمة...)) وقد قدم لنا البيرونــي في كتابه اعلاه وجوها من البراهين تدل على ان الخليل كان قد اطلع على العروض السنسكريتي قبـل ان يشــرع بوضع ميزان العروض العربي.... ويذهب الدكتور جواد علي(12) بانه وجد نصا في بعض المظان العربية القديمة يؤيد ان الخليل قد اطلع على الاوزان اليونانية الى جنب كتب في العروض السنسكريتي... وهذا ما ذهب اليه المطران اقليمس يوسف داود ايضا حيث قال(13):
((الشعر موزون في السريانية على نسق واحد من جهة الحركات اما في اللغات القديمة الاخرى كاليونانية واللاتينية والسنسكريتية والعربية فيعتبر لصحة النظم وضبطه امران في الحركات وهما عددها وقدرها...)).
لقد افاد الخليل من اصول عروضية متعارف عليها عند العرب الا انه اضاف اليها ما نقل من التراث السرياني والعبري والفارسي واليوناني والسنسكريتي لان الخليل الذي ولد في البصــرة سنــة (712-778) وهـو عصر التقـاء الثقافـات الهندية والفارسية واليونانية والسريانية مع العرب من خلال ما كان يترجمه الادباء السريان الى العربية...ويضيف البيروني:
وهم يصورون في تعديد الحروف شبه ما صوره الخليل ومن بعده من العروضيين للساكن والمتحرك وهاتان الصورتان هما:
1-    > ويسمى (لكـ) بالسنسكريتية وهو الخفيف.
2- \  ويسمى (كر) وهو الثقيل، ووزانه في التقدير انه ضعف الاول اي يعادل اثنان من الخفيف اي 2 >= \
وفي حروفهم ما يسمى ايضا طويلة ووزانها وزان الثقيلة، واظن ان الاول (>) متحرك والثاني (\) مجموع متحرك وسـاكن  وهي تشبه السبب في عروضنا العربية . اما الاوربيون فهم يرمزون للنقرات الخفيفة بركزة (د) والضربات الثقيلة بـ (ـ) بدلا من (> \) الهنديتين. اي:
  > الهندية = د الاوربية = تقريبا ه العربية للخفيف
     \ الهندية = ـ الاوربية = / العربية للثقيل
وهكذا وكما يقول البيروني: (كما ان اصحابنا عملوا من الافاعيل قوالب لابنية الشعر وارقاما للمتحرك منها والساكن يعبرون بها عن الموزون فكذلك سمى الهند لما تركب من الخفيف والثقيل بالتقديم والتاخير وحفظ الوزان في التقدير دون تعديد الحروف القابا يشيرون بها الى الوزن المفروض واعني بالتقدير ان (لكـ) ماتر واحد و(كر) ماتران... فيحسب المشدد ساكنا ومتحركا والمنون متحركا وساكنا . اي كما يقول د. خلوصي حوروا الطريقة الهندية  (المقطعية) الى طريقة (حرفية) وكان ذلك ضروريا لتمثيل الزحافات والعلل وان كان الافضل الابقاء على الطريقة السنسكريتية المقطعية، والاشارة الى الحروف حيثما اقتضى الامر في حالات الزحاف والعلة  (د ــ)...
فان كانت ابيات العربية تنقسم لنصفين بعرض وضرب ، فان ابيات الهندية ايضا تنقسم لقسمين يسمى كل واحد منهما (رجلا") وهكذا يسميها اليونانيون (ارجلا) ما يتركب منه من الكلمات سلابى والحروف بالصوت وعدمه والطول والقصر والتوسط. وينقسم البيت لثلاث ارجل ولاربع وهو الاكثر وربما زيد رجل خامسة ولا تكون مقفاة(14) اما في السريانية (والعبرية ايضا) فيكتب درجا، اي لا يوجد عرض وضرب .
نستخلص من كل ذلك -كما يقول الاستاذ صفاء(15) -ان البيروني يظن بان الخليل افاد من العروض السنسكريتي الامور الاتية:
1- تقسيم الابيات الى اشطر                                        2- تقسيم الاشطر الى تفاعيل
3- تقسيم التفاعيل الى مقاطع خفيفة وثقيلة، او قصيرة وطويلة     4- الاعتماد على اصوات الكلمات دون رسمها
5- اصطناع المصطلحات (الالقاب كما يسميها البيروني) لتحديد الزحافات والعلل.
6- استعارة فكرة الاشباع في المقطع الخفيف الاخير من التفعيلة وتحويله إلى مقطع ثقيل
 وعلى هذا الاساس يقول الدكتور صفاء(16) ان الزمخشري والخطيب التبريزي والزجاج والجوهري قد انحرفوا عن الطريقة الرياضية للخليل في التقطيع التي كانت تشبه الطريقة الافرنجية في التقطيـع ... فالاعتماد على عدد الحركات متشابه بين العربية والسريانية والعبرية وسائر اللغات القديمة اما قدرها ففي السريانية والعبرية سيان وفي اليونانية واللاتينية فقدرها يعني طول الحركة وقصرها وفي العربية اختلاف اسبابها اي اختلاف موضع حركاتها استنادا الى موضع سكناتها ، من هنا تختلف العربية عن سائر اللغات القديمة. اذن فلا بد ان نرجع مرة اخرى الى ابي الريحان البيروني ونتساءل هل حقا ان الخليل اخذ عروضه من السنسكريتية؟ ونقول:
 اليونانية التي ترجع اصولها كما يقول البيروني الى السنسكريتية لم تأخذ بنظر الاعتبار الحركات والسكنات ، ثم ان البابلية نفسها التي ترجع اليها اصول السنسكريتية لم تاخذ بنظر الاعتبار السكنات بل الحركات فقط لان اغلب الباحثين يشيرون(17) الى ان الشعر البابلي القديم يتسم بالايقاع المعتمد على النبرات (النبرة تعني تعميق لفظ حرف علة واحد من بين الحروف العلة الاخرى).
وما علينا الان الا ان نتفحص قصائد الشعوب التي اقتبست منها السريانية والعربيـة والعبريـة اشعارها، ومن ثم قصائد الشعوب المجاورة للعربية ثانيا والقصائد العربيـة التي سبقت الخليل ثالثا والاغاني الفلكلورية رابعا .
فمن قصائد الامم القديمة ناخذ على سبيل المثال الوزن في الشعر البابلي. مع ان هناك بعض الصعوبات التي تعترض سبيل الباحث في الموضوع منها(18) الاصوات الحقيقية للالفاض البابلية المستعملة في الشعر على الصورة التي كان يلفظ بها البابليون انفسهم من حيث التشديد والتخفيف، والنطق ببعض الاصوات الحلقية التي لم يعبر عنها تعبيرا واضحا بالخط المسماري ، ذلك الخط الذي اوجده السومريون لكتابة لغتهم الخالية من تلك الاصوات . كما ان نطق المستشرقين بالمفردات البابلية في الشعر يشبه بقراءة الاجنبي للشعر العربي والسرياني، مما يحدث الخلل والاضطراب في اوزانه كما ان تاثر الباحثين بالشعر اليوناني واللاتيني او كونهم اصلا مستشرقين جعلهم يرون ان اساس الوزن في الشعر البابلي يقوم على ما يسمى بالنبرات أي التشديد والتخفيف (ACCENTED UNACCENTED) وعلى الرغم من هذه الصعوبات وغيرها توصل دارسو الشعر البابلي الى ان هذا الشعر مثل اشعار بعض الامم الاخرى كالعربية والسريانية والعبرية واليونانية واللاتينية وغيره، يعتمد في عروضه على مبدأ تجزئة الكلمات الى مقاطع ( SYLLABLES) تتناوب ما بين المقاطع الطويلة والقصيرة... فلو اخذنا على سبيل المثال المقطوعة التي جاءت على لسان الاله ابسو – اله المياه- حيث يقول(19):

ENUMA ELISH LA NUBU SHAMAMU  
SHABLISH AMMATUM SHUMA LA ZAKRAT
ABSU _ MA RHSHTU ZARUSHUN
MUMMU TIAMAT MUWALLIDAT JIMRISHUN
MESHUNU  ISHTENISH  IHUQUMA
GIPARA  LA  QISSURU SUSA  LA  SHE
ENUMA  ITANI  LA  SHUPU  MANAMA
SHUMA  LA  ZUKKURA  SHIMATU  LA  SHIMA
IBBANUMA  ILANI  QIRBISHUM
اينما أيلش لا نبو شماما
شابلش امتم شوما لا زكرات
ابسو - ماريشتو زاروشون
ممو تيامة مولدة كمريشون
مي شونو ايشيتينش اخو قوما
كيبارا قسورو صوصا لاشع
حينما ايلاني لا شوبو منما
شوما لا زكورا شماتو لا شيما
ابانوما ايلاني قربشون

حينما في العلى لم تسم السماء
وفي الدنى لم تذكر الأرض باسم
وحين أبسو الأول ، موجدهم
والأم تياما مولدة جميعهم
كانت مياههما واحدة مختلطة
ولم يتكون بعد أي مرعى ولا ضحضاح يرى
وحين لم يظهر أي من الآلهة إلى الوجود
ولم تذكر أسماؤهم ولم تتحدد أقدارهم
ثم وجد الآلهة في وسطهما


ونقطعها على اساس وزن الخليل نجد ما يلي:
1- /5//5 /5/5 /5 //5 //5/5       فاعلن مفعولات فاعلاتن
2-  /55/5 ///5 /5/5 /5 /5/5 5      من الصعوبة وزنها لوجود ساكنين
3-  /5/5 /5 /55/5 /5/5/55           وجود ساكنين ايضا
وهكذا الحال في بقية الابيات. من هنا نقول لايمكن ان تتطابق مع تفعيلات الخليل. وفي حالة تقطيعها من حيث الحركات نجد ما يلي:
5+3 +3 ، 2+5+3 ، 5+3 ، 5+7 ، 3+3+4 ، 3+4+4 ، 3+3+3+3، 5+3+3 ، 4+3+3 . أي :
الدعامة : 2   3    4    5    7
التكرار : 1   15   4   5    1
وهكذا الحال في الملحمة البابلية(20) المعروفة بـ (اترا حاسيس) التي تتضمن زهاء (1300) بيت من الشعر تروي كيف ان الالهة كانوا قبل خلق الانسان يعيشون مثل البشر حيث يقول الشاعر:
INUMA ILLU AWILUM
UBLU DULLU IZBILU SHUPSHIKA
SHUPSHIK ILL RABI- MA
DULLUM KABIT MAD SHAPSHAQUM
أينما ايلو اويلم
أبلو دولا، ازبيلو شبيشيكا
شبشك ايلي رابي ما
دولم كبت ماد شبيشاقم

حينما كان الآلهة مثل الإنسان
يحملون عبئ العمل ويقاسون التعب
كان تعب الآلهة كبيرا
كان العمل ثقيلا والمقاساة كثيرة

تقطيعها من حيث الحركات:
8 ، 10 ، 7 ، 8 ، 10 ، 9 ، 8 ، 8
اما من حيث وزن الخليل فمن الصعوبة تقطيعها.
وهكذا الحال في ملحمة كلكامش...
وهذا يطابق مع ما قاله الباحث انطون التكريتي (القرن التاسع للميلاد) في كتابه علم الفصاحة حين قال "...والبحر الخامس في الشعر السرياني هو المؤلف من اوزان سداسية وسباعية وتزيد احيانا وتنقص وهو لرجل يقال له وفا من فلاسفة الاراميين (قبل الميلاد )... ومن الشواهد المتيسرة لدينا والتي تعتبر حلقة وصل بين القصيدة الرافدينية (الاشورية البابلية) وقصيدتنا السريانية والعربية ، مزامير او تسابيـح سليمان ال (42) السريانية والتي سماها دارسوها (مرتل من المسيحيين الاولين)21  وترقى الى نهاية القرن الاول الميلادي، حيث يتضح من دراستها ان الايقاع (الحركات) هي اساس الوزن وتمتـاز هــذه التسابيــح  بأنها موزونة على اكثر من بحر اسوة بالقصيدة الرافدينية المار ذكرها،  وهذا ما سميناه بعد تسعة عشر قرنا بقصيدة النثر. خذ مثلا الانشودة الثالثة من المزمور:
وهَدامَى لوًاثى انون           ܘܗܕܐܡܝ ܠܘܬܐ ܐܢܘܢ   
وبهون تلا نا ومحب لى       ܘܒܗܘܢ ܬܠܢܐ ܘܡܚܒ ܠܝ
لا كير يادع هويت لمرحم لمريا ܠܐ ܓܝܪ ܝܕܥ ܗܘܝܬ ܠܡܪܚܡ ܠܡܪܝܐ
  الا هو لا راحم هوا           ܐܠܐ ܗܘ ܠܐ ܪܚܡ ܗܘܐ
  منو مشكح لمفرش رحمثا    ܡܢܘ ܡܫܟܚ ܠܡܦܪܫ ܪܚܡܬܐ
   الا هو مت رحم            ܐܠܐ ܗܘ ܡܬܪܚܡ
محبنا لرحمى وراحملا نوشى ܡܚܒܢܐ ܠܪܞܡܐ ܘܪܚܡܠܐ ܢܘܫܝ
  وايكا دنيحا اب انا ايت      ܘܐܝܟܐ ܕܢܝܚܐ ܐܒ ܐܢܐ ܐܝܬ
نجد ان القصيدة موزونة كالاتي:
7 ، 7 ، 9، 8، 9، 5، 11، 10
اما اذا اخذت كدعامات بأعتبارها الاساس في البناء نجد ان الشاعر يستخدم الدعامات:
وزن الدعامة:   3    4    5    6      7
التكرار:        2   3     7    1      1
وهكذا الحال في بقية التسابيح .
من هنا نقول ان القصيدة السريانية كانت امتداداٌ للقصيدة النهرينية، وكنا محقين (مع الاخرين) حين اعتبرنا برديصان ( شاعر سرياني ولد سنة 154م ) مدشن الحداثة للقصيدة السريانية في حينها عندما اخضع القصيدة الى الوزن الواحد خدمة لنقل البشرى من خلال تراتيل ترتلها جوقات كنسية... واستمرت على منوالها الى يومنا هذا.
ومن الشعوب المجاورة للعربية التي اثرت وتأثرت بها هي اللغة العبرية التي عاشرت العربية سواء في بلاد الرافدين او في الجزيرة العربية ويقول عنها الناقد العبري (يهوذا الحريزي) في كتابه (تحكموني)22  ((...وحين كان اباؤنا يقطنون في مدينة القدس ما كانوا يعرفون الشعر الموزون في اللغة العبرية، أما اسفار ايوب، والامثال،والمزامير، فجملها قصيرة وابياتها سهلة بسيطة، وما اشبهها بالسجع، وهي بعيدة عن ان تكون نظما جميلا موزونا ومقفى)) ومن خصائص شعرها23 (ان الصيغة الشعرية تؤسس على النبرة والنغمة، وكانت اناشيد العبادة تسمى ترانيم وكان يصاحب الترنيمة ايقاع او غناء وهذه الترانيم غير موزونة ولا مقفاة..." واغلب الظن انهما يعنيان بالوزن والقافية علي  شاكلة العربية، لان الشعر العبري وكذلك السرياني كان يعتمــد على عـدد الحركات فقط أي على الايقاع ، وهذه الترانيم هي على شاكة المداريش والسوغيتات السريانية . وهـذا  مؤكد لان اليهود الراجعين من بابل وغيرها من مناطق بلاد ما  بين النهرين نقلوا معهم مع اللغة، ادب البلاد وفنونها كاوزان الشعر السرياني. اما الوزن والقافية (على شاكلة العرب) فقد ظهر في القرن العاشر الميلادي .
 وما بقي لدينا الا ان نتفحص القصيدة العربية التي من المفترض ان يكون الخليل قد بنى عليها اوزانه ونقول:
ان الشعر العربي قد وجد قبل الخليل، فالشاعر القديم كان يعتمد على حسه الموسيقي في كتابة القصيدة لان معظم الباحثين يرون ان منشأ الشعر هو الغناء والانشاد، والغناء بطبيعته يعتمد على الحس الموسيقي والمعتمد على الحركات لا السكنات... اي ان الشاعر كان اكبر من العروض. وهذا ما اكده ايضا الاستاذ كمال ابراهيم في تقديمه لكتاب القسطاس : ((والحق الذي لا مراء فيه ان مقاييس الشعر او اوزانه قد استخلصت من ضروب الغناء المختلفة التي كان العرب منذ عصورهم الاولى يتغنون بها ،... فالشعر مدين للغناء، وجد مع الغناء والغناء وجد مع الانسان)) وبهذا لو اجرينا دراسة على الشعر قبل الخليل لتيقن لنا ان الشعراء العرب كانوا يزنون اشعارهم اعتمادا على الايقاع الموسيقي اي بالاعتماد على الحـركات فقط كما الحال في الشعر السرياني والعبري اللذين استقيا عروضهما من الشعر العراقي القديم وهذا ما ذهب اليه بعض دارسي الشعر العربي القديم24 ، ان العرب ـ قبل الخليل ـ عرفوا طريقة يهتدون بها الى معرفة وزن البيت وذكروا: ان الخليل سئل: هل للعروض اصل ؟ قال نعم! مررت بالمدينة حاجا فرأيت شيخا يعلم غلاما ويقول له قل:
نعم لا، نعم لالا، نعم لا، نعم لالا
  نعم لا، نعم لالا، نعم لا، نعم لالا
قلت ما هذا الذي تقوله للصبي ؟ فقال: هو علم يتوارثونه عن سلفهم يسمونه التنعيم، لقولهم فيه نعم... قال الخليل: فرجعت بعد الحج فاحكمتها.
وبالحقيقة انهم كانوا يعتمدون على الحركات ، وهو ما يسمى عند السريان بالوزن المزدوج (الافرامي ـ 7 حركات). وعند تقطيعها حسب الخليل نحصل على البحر الطويل (    فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن )
وهناك طريقــة ثانية25 يذكرها الباقلاني في كتابه (اعجاز القران) فيسميها " الميتر" اي القطع. وهناك طريقة ثالثة في معرفة وزن البيت كاحتساب مقاطع البيت من حيث توازي الشطرين وتساويهما بعقود الاصابع إسوة بالسريان و.. وهذا ما يؤكده ابن فارس26  في كتابه الصاحبي ص38:
(... ان هذين العلمين ـ النحو والعروض ـ كانا قديما، واتت عليهما الايام وقلا في ايدي الناس، ثم جددهما هذان الامامان " ابو اسود الدؤلي والخليل").
والان لو اجرينا دراسة على الشعر العربي قبل الخليل لوجدناه يتفق مع العروض السريانية التي تتفق بدورها مع العروض الرافدينية، اكثر مما يتفق مع عروض الخليل الصافية " اعني بعيدا عن الزواحف والعلل " بمعنى اخر ان نسبة الخطأ تكون اقل بكثير مما هي في عروض الخليل فلنأخذ مثلا عينات من الشعر الجاهلي لنرى مدى صحة القول27:
1- معلقة امرئ القيس (500-540م)
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل     بسقط اللوى بين الدخول فحومل
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن          فعولن مفاعيلن فعول مفاعل
فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها        لما نسجتها من جنوب وشمال
فعول مفاعيلن فعولن مفاعلن           فعول مفاعيلن فعولن مفاعل
والتي صنفت ضمن البحر الطويل (فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن)، الا انه يصعب علينا الحصول على هذا البحر صافيا اي ان نسبة الخطأ فيه عاليا. اما اذا وزنت على الابحر السريانية فنجدها موزونة على البحر الطويل اي(اربع عشرة حركة) باستثناء بعض الاسطر التي جاءت مخالفة بحركة واحدة بسبب الروي كما نجد في احد ابياته:
اذا ما بكى من خلفها انصرفت له           بشق وتحتي شقها لم يحول
فالشطر يتكون من (15) حركة، اما العجز فمن (14) حركة.
 فلو حذفت (ما) من الشطر استقام الوزن
 اذا بكى من خلفها انصرفت له             بشق وتحتي شقها لم يحول
2- معلقة طرفة بن عبد (543-569م) والتي يقول فيها:
لخولة أطلال ببرقة ثهمد             تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
فعول مفاعيلن فعول مفاعل           فعول مفاعيلن فعولن مفاعل
وقوفا بها صحبي علي مطيهم       يقولون لا تهلك اسى وتجلد
فعولن مفاعيلن فعول مفاعلن        فعولن مفاعيلن فعول مفاعل
والتي موزونة على البحر الطويل حسب اوزان الخليل الا اننا لم نجد البحر صافيــا فأغلب الابيات تستخدم الزواحف والعلل، الا انها تحتوي على اربع عشرة حركة ايضا باستثناء بعض الابيات وبسبب الروي ايضا.
3- وهكذا الحال في معلقة زهير بن ابي سلمى (530-627م) اربعة عشر حركة وعمرو بن كلثوم (توفي سنة 600م ) اثنتي عشرة حركة و معلقة لبيد (530-629م) التي تحوي خمس عشرة حركة ومعلقة عنترة بن شداد (525-615م) اربع عشرة حركة، والحارث بن حلزة (-580م) اثنتي عشرة حركة وعبيد بن الابرص (554م)عشر حركات، وفي هذه المعلقات يكون الاضطراب في الوزن (استنادا الى اوزان الخليل الصافية) بنسبة اعلى من سابقتها.
ومن الملاحظ على هذه المعلقات وغيرها من الشعر الجاهلي ما يأتي:
1- لم تصل الينا مكتوبة بخطهم بل رويا مما تعرضت الى الكثير من الاضطرابات، وكانت السبب في ادخال أو تعكز الخليل على مجموعة من الزحافات والعلل.
2- التزام الشعراء بعدد ثابت من الحركات واحيانا نجد تجاوزا وربما سببه الروي
3- كان اعتماد الناس في تقبل شعر هؤلاء الشعراء مبنيا على عدد الحروف المتحركة في كل شطر والمحافظة على هذا الرقم في القصيدة ككل وليس على تماثل الحروف المتحركة والساكنة كما هو في اوزان الخليل ولا سيما ان القصائد ذات طابع غنائي. وعليه استطيع ان اقول ان اوزان الخليل لا بد من ان تكون دخيلة على الادب العربي، وان تمسك الخليل ومن بعده من العروضيين بهذه التفاعيل أفرز الكثير من المصطلحات والاختلافات بين ما هو موجود في الدوائر وما هو في واقع الشعر العربي مما ادى الى تعكز هؤلاء العروضيين من خليل ومن بعده على افتراض دخول بعض الزحافات والعلل اضافة الى افتراضهم ان يكون هذا البحر مجزوءا" وجوبا او جوازا وما لا يدخله اصلا. خذ مثلا البحر السريع ووزنه (مستفعلن مستفعلن مفعولات) ولم ينظم عليه شاعر عربي على هذا الشكل 28، لان اكثر ما ورد من الاشعار كانت على وزن (مستفعلن مستفعلن فاعلن) أو (مستفعلن مستفعلن فعلن) او (مستفعلن مستفعلن فاعلان).
وما بقي لدينا الا ان نطبق اوزان الخليل على الشعر السرياني عسى ان يكون الخليل قد استفاد منها في وضع اوزانه الشعرية فنقول:
لو اخذنا مقطعا من قصيدة قورلونا (الذي عاش في اواسط القرن الرابع ومطلع القـرن الخامس) التي موزونة على البحرالمتساوي (اربع حركات) من حيث الوزن السرياني ونقطعها حسب اوزان الخليل نجد:
           /0/ 0 /0/0                ها دَيراثا         ܗܐ ܕܝܪܬܐ
       0 /  0 / 00/ 0 /0       شتى لَن بأرعا      ܫܬܐܠܢ ܒܐܪܥܐ
         / 0 / 00 / 0 /0         دَملين طورا         ܕܡܠܝܢ ܛܘܪܐ
خذ مقطعا اخر من قصيدة بالاي (توفي بعد سنة 432م) وهي على البحر المتوسط (خمس حركات) استنادا الى الشعر السرياني:
  /0 /0 / 0 /0/                حائِن لَحطايى     ܚܐܢ ܠܚܛܝܐ
   / 00 / 00/00 /0/00    حون لاخ بيوم ديناخ  ܚܘܢ ܠܟܼ ܒܝܘܡ ܕܝܢܐܟܼ
نجد من الصعوبة جدا تطبيق اوزان الشعر الخليلي على الشعر السرياني وهكذا الحال في الشعر العبري والفارسي والكردي والتركي، وقد اخطأ كل من اعتقد خلاف ذلك.لاني اجدهم يستخدمون زواحف وعلل وتفاعيل لم يستخدمها حتى الخليل.الا انه من السهل جدا اخضاع القصيدة العربية الى اوزان الشعر السرياني وتعتبر الموشحات التي كثرت اراء القدامى والمحدثين والمستشرقين حول منشئها، مثالا حيـا لهذا التقارب29.
 وكذا الحال لو اجرينا مسحا للاغنية العربية الفلكلورية لنجدها موزونة على الايقاع ( الحركات فقط) اسوةً بالشعر السرياني والعبري و … واغلبها تستخدم الاوزان القصيرة ( 5 ، 6 ، 7 ) حركات . خذ مثلا الاغنية الشعبية للاطفال ( جاسم جسومي ) :
جاسم جَسومي      لا تأكُل نومي
نوميتَك وَسخة      أتوَسخ هدومي
جَتي زَهوري      كِسرَتِ القوري
نجد الاغنية موزونة على وزن بالاي (الخماسي ـ خمس حركات)
وكذا الحال في الاغنية (مطر مطر) وهي على وزن آسونا ( سداسي ـ ست حركات)
مُطَرْ مُطَرْ شاشَة
عَبر بَناتِ الباشَة
مُطر مُطَر عاصي
صولْ شَعَرْ راسيْ
وهكذا في الاغنية (مغَيزل) التي هي على البحر الافرامي ( سباعي ـ سبع حركات) :
بيدي مغَيزِلْ فَريتَهْ
تَحتِ الشَجَرْ حَطيتهْ
بين الجَمَلْ والناكه
يَعصَيتنه التَفاكهْ
وأحيانا تكون الاغنية موزونة على اكثر من وزن أسوة بالشعر السرياني كما في الاغنية ( طَلعَتْ الشُميسه ) التي يستخدم الشاعر الاوزان ( بالاي ، اسونا ، افرامي ) … الا انها من الصعوبة وزنها على البحور الفراهيدي .
كل هذا دليل على ان الشعر العربي في السابق ( قبل الخليل ) كان موزونا على الشكل السرياني الا ان الخليل طوعه على الطريقة المسماة باسمه والتي حاكى بها الوزن السنسكريتي

257
نتاجات بالسريانية / ايتوالي
« في: 10:15 04/07/2011  »

260
نتاجات بالسريانية / جلينا
« في: 13:01 28/05/2011  »

261

262
شكرا للزميل بطرس نباتي ولكن ؟؟؟
نزار حنا الديراني

شكرا لزميلي الاديب بطرس نباتي الذي افرغ ما في جعبته مما كان يعانيه رغم ايماني بان ما قاله في مقاله لا يتناسب وشخصية بطرس نباتي الذي عرفتها منذ زمن ، على الاقل موقفه في اللقاء الذي جمعنا سوية في مهرجان برديصان الاول وناقشنا فيه سبل توحيد الاتحادات ودوره في انعقاد مؤتمر الادب السرياني الخامس في السليمانية رغم انسحابه في اللحظات الاخيرة ، ولايماني بان الزميل تصرف في مقاله عكس ما كان يؤمن به لذا سيكون ردي مجرد ملاحظات اثبتها لزميلي وكنت اتمنى لو تجرأ الزميل بطرح موقفه هذا من خلال المؤتمر الانتخابي الذي انعقد في شهر مايس /2010 وخصوصا كان اسمه من بين المرشحين للانتخابات بدلا من الانتظار طوال هذه الفترة والا ما فائدة المؤتمرات ان لم نتجرأ بطرح ارائنا مباشرة امام الاعضاء لذا اتساءل ان كان السبب لانه لم يجد اسمي من بين المرشحين ام ..؟ وما الذي سيفعله لو كان قد فاز في الانتخابات ؟
ولكن قبل ان اثبت ملاحظاتي اود ان اذكر زميلي باني مقالي المنشور (الوعي القومي بين الواقع والطموح) يهدف الى تبيان اهمية مؤسسات المجتمع المدني من خلال التجربة التي عشتها مع زملائي زهاء اكثر من 35 سنة وان اعتبرنا (كما يقول في مقاله) كل الذين كانوا يعملون في هذه المؤسسات والمشاركين في المهرجانات هم عملاء للنظام السابق في الوقت الذي والحق يقال قدموا خدمات جليلة لتراثنا ولغتنا وادبنا هل هذا يعني انه يريد ان يقول النظام السابق كان يشجع ويدعم الثقافة ؟ وماذا سيقول لكل هذه النشاطات التي قدمها اتحاد الادباء والكتاب السريان منذ سنة 2003 في بغداد وسهل نينوى والاقليم لصالح من كانوا يعملون اذن ؟ وماذا سيقول عن النزر الذي قدمته مديريته فترة ترأسه لها رغم الامكانيات المتاحة ؟ وايماني لعدم الحاجة ان نجعل من منابرنا الثقافية ساحة للطعن في الظهر ساكتفي ببعض الايضاحات دون الرد:
1-   ان عبارة الكفاح ليست محصورة في العمل السياسي فقط كما فعله زميله المناظل طالما كنت اتحدث عن عمل ثقافي (فقدمت هذه الشريحة العديد من النشاط الثقافي والاجتماعي... ) قلت النشاط الثقافي والاجتماعي ولم اقل الكفاح المسلح في اسقاط النظام
2-   فيما يخص قوله ( وهو شخصيا معروف عنه لحد الآن، وبشهادة معظم الذين ذكرهم في متن مقاله هذا، أنه كان أحد عناصر النظام السابق، وكان وقتذاك- أي الوقت الذي يتحدث فيه عن (العصا الغليظة) - رفيقاً في حزب السلطة، ويعمل في التصنيع العسكري! وليس في الصف المعارضة، ليتعرض للمضايقة كما ذكر...) اعتقد ان هذه الورقة قد استهلكت لكثرة استخدامها في الدعايات الانتخابية فلا حاجة للرد عليها ، فليطمئن زميلي باني لم اكن يوما رفيقا في حزب السلطة ولا موظفا في التصنيع العسكري وما تعرضنا به في سنة 1978 يتذكرها الزملاء من امثال الزملاء بنيامين حداد وسعيد شامايا وحنا شيشا واخرون ممن بقي على قيد الحياة وجميعهم والزملاء الذي ذكرتهم في مقالي لم يكونوا من المحسوبين على السلطة .
3-   انا لم اقل مهرجان كلاويش بل قلت (واتذكر يوم كنا (انا والزميل يونان وبعض الادباء العرب المشاركين معنا في مهرجان الكردي الثالث مدعوين لدى رئيس اتحاد ادباء السليمانية) .
4-   قولك ( وقد انتميت إلى هذا ألاتحاد مباشرة بعد تأسيسه أي بعد التغييرات في 2003. أما أن يُعيد البعض تأسيس هذا ألاتحاد إلى سنوات السبعينيات أو ألثمانينيات فهذا افتراء ودجل لا يقبله العقل مطلقا،) فيه مغالطات من بينها :
أ‌-   الاتحاد تاسس في سنة 1973 من قبل السادة ( الخوري افرام جرجيس ، يونان صليوة ، ميخائيل مروكل ، الفرد ريحانة ، القس اكرم عبد الاحد ، الخوري سليمان داود
، جوزيف ايشو ، زيا شليمون ، يوسف شندو ، يوسف كوركيس ) وباسم اتحاد الادباء والكتاب للناطقين بالسريانية وفي 8/4/1980 صدر القانون 70 والقاضي بتاسيس اتحاد الادباء والكتاب في العراق وكان ممثلنا فيه المرحوم هرمز شيشا كولا ودمجت كل الاتحادات والجمعيات الثقافية في الاتحاد الجديد .
ب- ان فتح الفرع في اربيل يسبقه طلب الى الهيئة الادارية وفق شروط النظام الداخلي وهذا لم يحصل  أي لم يكن للاتحاد فرع في اربيل كيف حصل هذا اللقاء والتاسيس في 2003 وانحل كما تقول في 2006
ج- ان اتحاد الادباء والكتاب الكلدان والسريان قد تاسس قبل الرابطة الاشورية وليس بعد ، ولست ادري على ماذا تستند في اعتبار ان اتحاد الادباء والكتاب السريان يمثل الاشوريين وليس الكلدان والسريان .
د – ماذا تقصد بالعلم الاشوري ، كل ما حصل ان احدى الفرق المشاركة في تقديم لوحة فنية للرقص الشعبي كان قائد الرقصة يحمل شعار فرقته واضن كان النجمة البابلية وهي شعار لكنيستنا اولا ولعدة احزاب وحتى ان كانت صورة لماسو فهي تمثل شعارهم وليس شعار الاتحاد وناقشنا الموضوع في حينها واستمر المؤتمر وكنت من بين الحاضرين .
هـ -اتمنى ان تراجع قولك (ونتيجة  مواقف زوعا المساندة والموجهة لاتحاد الأدباء السريان منذ  تأسيسه ولحد الآن. وبهذه المناسبة أود أن أقول أنه على الرغم من محاولاتنا إزالة هذا التصور عن اتحاد الأدباء السريان لدى هؤلاء الأخوة ألا أنهم لم يقتنعوا وباءت كل  جهودنا الشخصية بالفشل أمام إصرارهم على تشكيل اتحاد خاص بهم. ) لكون الاتحاد قد تاسس قبل تاسيس زوعا اولا وثانيا ان كنت مؤمنا بان زوعا كان مساندا وموجها لهذا الاتحاد لماذا قبلت ان تبذل جهدا لاقناع الاخرين بان زوعا ليس مساندا وموجها للاتحاد .
5-   تقول (أثناء انعقاد مهرجان برديصان الأول ... طرحنا مجموعة من الاقتراحات لجمع الاتحادات الثلاثة في اتحاد واحد ... ووافق عليها جميع ممثلي هذه الاتحادات ، إلا أن عملية تطبيق وتنفيذ هذه المقترحات تلكأت لإصرار رئيس اتحاد الأدباء السريان  على تبجحه بشرعية اتحاده، و.. ) اولا ان المقترحات التي اقرت في الاجتماع كانت مقترحات اتحاد الادباء السريان ولم نرفضها بل عليك ان تراجع ما قيل في حينها وما صرح به مقال لاحد الزملاء  والمنشور في عينكاوة دوت كوم .
6-   ان حضوري اللقاء المشار اليه مع الدكتور سعدي لم يكن على اثر دعوة موجهة لي بل كما تعرف كانت مجرد صدفة ، عندما زرتك كزميل في المديرية اعلمت الدكتور سعدي بوجودي واتفقتم على الجلوس معي في المطعم كي نتناول سبل توحيد الاتحادات.
7-   ان كنت كما تقول ( لم أحضر للمشاركة في هذا المؤتمر، التزاما بما كنا اتفقنا عليه من عدم القيام بأي نشاطات في هذه الاتحادات ما لم تتوحد في اتحاد واحد يمثل الجميع. ) لماذا بذلت كل ما بوسعك من اجل انجاح عقد المؤتمر ، علما كنت قد وعدتنا المشاركة في بحث وكنت احد اعضاء اللجنة التحضيرية .
8-   وانا اتساءل لماذا كان يتزامن فكرة توحيد الاتحادات بفترة عقد المؤتمر او المهرجان ؟ وهل يعقل ان يلغي الاتحاد كل نشاطاته وينتظر حتى توحدون الاتحادات ؟ ثم ما علاقة النشاط الثقافي بفكرة توحيد الاتحادات ان كنتم جادين بذلك وخصوصا تقول (ومرة أخرى عرضت جميع المناقشات التي تمت ونتائجها على الأخ نزار فوافق عليها جميعها ...، وبعد مهرجان السليمانية عاد الأخ نزار مطالبا بتوحيد الاتحادات ..، رغم موافقته على خطط عملية لتوحيد الاتحادات ومعظمها قد صاغها بنفسه ...، اذن لماذا لم تستغلوا هذه الموافقة وان كان زميلك نزار ومن معه ضد الفكرة لماذا كان يحضر ويوافق ؟ ثم لماذا تتعمد الغاء دور بقية الاعضاء ...
9-   قولك (ألا أن  الأخ نزار قبل أيام من موعد الاجتماع أبدى اعتذاره عن المشاركة و عن الحضور متعللآ بأسباب غير مقنعة تماما طالبا من الأخ الشاعر شاكر سيفو ومني شخصيا تمثيل الاتحاد في هذا اللقاء.) غير صحيح ، فحين اتصلت وطلبت مني الحضور قلت سندرس الطلب في الاجتماع وسيكلف زميل اخر للحضور لارتباطي بعمل اخر الا انك اصريت على حضوري شخصيا كوني الرئيس وحضرت الى اربيل ولم يحضر أي شخص اخر وذهبنا الى مكتب الدكتور سعدي واتفقنا ان يكون اللقاء القادم في دهوك ولم تحضروا ... وبعد ان اقترب موعد المهرجان طلبت مني الحضور وبعد مناقشة ذلك في الاجتماع اعتذرنا الحضور كوننا منشغلين في التهيئة للمهرجان. اما بخصوص الدعوة فلم تصلنا اية دعوة الكترونية بهذا الخصوص .

       

263
العمل القومي بين الواقع والطموح
نزار حنا الديراني
-4-
نتسائل كثيرا ونبقى بحاجة الى التطبيق لا التنظير .. كثيرا ما ننصب انفسنا كمنظرين ونريد من يطبق نظريتنا لنجري عليه تجاربنا الا ان الحكمة في التطبيق . لذا علينا ان نقول ماذا علينا ان نفعل ؟ هل حان الوقت لنصاب بانفلونزا الثورة والتغيير داخل بيتنا لنكون مهيئين في بناء بيتنا بعد البركان؟ ام علينا ان نحافظ على كلا الفريقين ( فريق يدهن واخر يشتم ) لنكون امام الانظار منتظرين فتات مقعد ما ولا يهمنا ان ضرب الزلزال قريتنا او لم يضرب ؟ وان اصبنا بالانفلونزا كيف سيتعامل معنا قادتنا الاجلاء هل سيكونوا زين العابدين ام قذافيين وينصبوا لنا مشانق الكفر والتحريم وخصوصا ان تاريخنا يشهد بالحرومات والطلاق (بين كنائسنا المشرقية) ؟  تساؤلات مشروعة ولكن قد يكون القطار قد فات ونحن في طريقنا الى التفكير ... كعادتنا نحن الشرقيين نفكر بالكثرة قبل النوعية والحمد لله ان ساحتنا مكتضة ، قوميا" مقسمة الى 3 وكنسيا" الى 7 كاقل تقدير وسياسيا" الى ما شاء الله وعين الحسود فيها عود ... وان حسبنا احزابنا ومؤسساتنا الوهمية في بلدان المهجر ربما سنفوز بمقعد الامم المتحدة ، وما زاد الطين بلة تراني ادعوا المزيد . مرة وفي جمعية اشور حين قدمتُ احد المحاضرين للجمهور قلت ( ... سيُهدم كل ما بنيناه لنعيد بنائه ضمن الاسس التي يضعها هو لا نحن ..) فعلا هذا ما ستفعله الجرافات الغربية في ديارنا لنبني بيتنا من جديد على اسس العولمة واللامنتمي والزواج على طريقة الفيس بوك و .... فهل نحن مهيئين لذلك وحيث الصراع اصبح زادنا اليومي ؟ دعونا نفكر .. انا شخصيا اميل صوب مؤسسات المجتمع المدني وخصوصا من ذوات الصبغة السياسية والمستقلة اي غير مذيلة لتكون ضاغطة كجمهور تونس ومصر وليبيا و.. على احزابنا القومية وكنيستنا ولكن بالرايات البيضاء اعني ان تكون مرايا ومشط تنظم شعرنا المندثر . ولكن ماذا في قرانا وقصباتنا وحيث المختارية واللجان التابعين حتى العظم تراها كالفرسان تقمع كل من يحاول ان يحلم او يستنشق من خارج الحدود المرسومة وهي على اهب الاستعداد ان تضع الجميع في الدائرة المغلقة المرسومة لها . ولكن قبل الشروع في التاسيس علينا ان نتسائل كيف تستطيع هذه المؤسسة المستقلة والغير مذيلة لاي حزب ان ترسخ اقدامها وتصنع قاعدتها ان لم يكن لها ما يكفي من المال لتكون ندا للمؤسسات الاخرى التي اصابت ابناء قومنا بمرض ( شيلني واشيلك)، كثيرا ما نتألم ونحن نسمع احدهم يقول ( .. ماذا سيعطيني الحزب الفلاني او المؤسسة الفلانية لاصوت لهم ؟ هل تستطيع ان تقدم لي اكثر مما تقدمه المؤسسة الاخرى حتى اجازف ؟ ) واخر يقول ( .. ساشارككم شرط ان تؤمنوا لي رحلة مريحة بالطائرة وفندق فخم و... مثلما قدمته المؤسسة ... ) ... اتذكر يوم كنا نقيم المهرجانات في بغداد او بغديدا او القوش كنا ننام على بساط خفيف ملقي على الارض ونحن فرحين لاننا سنساهم في ترسيخ الوعي وحفظ الوجود من خلال دعم ثقافتنا ولغتنا وتراثنا و... ولم يقل احدنا اريد مثل ما قدمته نادي نوهدرا فترة مهرجاناتها . فعلا من اين لتلك المؤسسة ما يضمن وجودها والخيرين تعبوا من التبرعات .. اذن ما الحل ونحن بامس الحاجة لمرآة تقوم اعمالنا على الاقل ان لزم الامر عليها ان تقوم القائمة المرشحة للانتخابات لتكون مبنية على اسس علمية بدلا من الانجرار وراء الاحزاب الكبيرة التي تعد قائمتها على اساس اعتبارات اخرى ، لاننا بحاجة ان يكون مرشحنا واعيا ووطنيا ومثقفا ويقظا ليثبت وجوده ويشعر الاخرين بانه ممثل الشريحة الفلانية والا ما فائدة ان يكون لنا وزيرا او برلمانيا او .. ان كان الهدف بمجرد ان نقول ويقول الاخرون : الشريحة الفلانية تتمتع بكامل حقوقها ...             

264
العمل القومي بين الواقع والطموح

نزار حناالديراني

-3-

فعلا الا تكفي هذه الجثث والدماء الزكية التي امطرت على حقولنا ليولد لنا مؤلفا ؟ وهل يكفي ان نشعل كل الشموع في العالم ليولد لنا مؤلفا يصنع لنا انكيدو ندا" ومرآة" وظهرا" لكلكامش ... لا زالت تلك القصيدة التي قرأناها في مادة اللغة الانكليزية حين كنا في المتوسطة ترن من بعيد وهي تقول ( لو كانت كل الاشجار شجرة واحدة اية شجرة عملاقة ستكون ... ولو كانت كل الفؤوس فأسا واحدا ، اي فأس عملاق سيكون ... ولو كانت كل اكف الرجال كفا واحدا .... ولو كانت كل البحار والمحيطات بحرا واحد ... ولو كانت ... فعلا لو اتحدت كل احزابنا القومية بحزب واحد !! ولكن ! هل سيكون لنا حزبا ديمقراطيا انتخابيا نزيها ام سيبقى حزبا لصاحبه السيد ... والا ما معنى بقاء رؤساء احزابنا في منصبهم على الاقل منذ سنة 2000 وليومنا هذا ... ربما بسبب الظروف التي عشناها نكون مراهقين بمعنى ثوريين في كثير من الاعمال فبمجرد انك تتحدث عن اثور او كلدان ستسمع التصفيق والهلاهل ولكن سرعان ما تزول هذه الهوسات بعد مغادرة صاحب هذه الشعارات القاعة .. اتذكر في نهاية السبعينات حين كنت والمرحوم هرمز نزور الاندية والمؤسسات السريانية لحثهم على دعم مجلة قالا سوريايا سمعت رئيس النادي وهو جالس مع اعضاء هيئته معلقا على طلب المرحوم هرمز شيشا قائلا  ).. ليس دعما ماديا فقط بل انا مستعد ان اضحي بابنائي من اجل اثور والا كيف سننال حقوقنا ... ) وفي اليوم الثاني عندما ذهبنا وقبل موعد الشرب والسمر قالوا لنا هذا كلام المشروب فمن اين لنا ان نقدم الدعم ... كثيرا ما نجمع قبضتنا ونضرب الطاولة بحماسة ووطنية ولكن بعد ان نبرد وكأن شيئا لم يحدث .  اتذكر في منتصف السبعينات حين انتميت الى الجمعية الثقافية للناطقين بالسريانية وانا حامل همومي المراهقية (اعني في الوطنية ( في تاسيس حزب سياسي او القيام باعمال اخرى الا ان الحظ حالفني حين تعرفت على السيدين المرحومين) منصور روئيل زكريا وهرمز شيشا كولا) حيث امتصوا مراهقتي لاعرف كيف اتصرف وعلى غرار ذلك حين كنت طالبا جامعيا وانا اعمل مع زملائي في لم شمل طلبتنا من ابناء قومنا على طاولة واحدة ، كثيرا ما كان يسالني الزملاء وماذا بعد ، بمعنى الم يحن وقت تاسيس حزب ما ، كنت اقول لا زلنا بحاجة الى تسوية الارض وحرثها ، والا ستسقط بذرتنا على ارض صلبة او صخرة فتموت ... فعلا نحن بحاجة الى الكثير وهذا يقع على عاتق مثقفينا وسياسينا فكثير من الجدالات التي تدور لا يفهما غالبية الشعب ، اتذكر حين كنا نعد لانعقاد مؤتمر الكنيسة الكلدانية في التسعينات في بغداد حين صعدتُ منبر الكنيسة في احد الاحاد متحدثا عن ضرورة وحدة كنيستنا على الاقل في العراق ، حال خروجي من الكنيسة تسارعت امراة وهي تناديني ، حين وصلت قالت لي بالسورث (.. لأكن قربان فمك ، حيث كان خطابك عسلا لو لم تقل وحدة كنيستنا مع كنيسة المشرق الاثورية فهم يطلقون زوجاتهم .. قلت هل تزوجت ابنتك احدا منهم وطلقها .. نعم هذا ما حصل ... ) حينها علمت ، كثير من القرارات التي نتخذها هي ردود افعال لتصرفات الاخرين ، فدعوة البعض وبطريقة متطرفة متشنجة منادين بالتسمية الاثورية اوجدت تيارا متطرفا مضادا لهم داعيا الى الكلدانية ، الى حد ذهب البعض جادا لتشويه صورة الاخر متناسين ان ما يذهب اليه سيسحب عليه هو الاخر... هذا الجدال العقيم والمشوه خلق ردود فعل سلبية لدى عامة الشعب فتراهم يجادلون ويدافعون ويشتمون الاخر وهم يجهلون ابسط مقومات القومية والعمل السياسي و... ثم ياتي احد محللينا ويعلق ذلك على شماعة ( انها مؤامرة يقودها الانكليز واليهود والكرد والعرب و... ) واخر يقول... دائما نبحث عن حلول جاهزة وسريعة متناسين علينا يقع اللوم وليس على الاخرين.
في احتفالية اعدت من قبل احزابنا القومية في نادي بابل الكلداني تكريما لممثلينا الاربعة الذين اختيروا الى البرلمان وكنت مدعوا باسم اتحاد الادباء والكتاب السريان وابرقتُ باسم الاتحاد برقية تهنئة بعدها ابرقت برقيات اخرى باسماء اتحاد الادباء فتسائلت في كلمتي لماذا للعرب والكرد والتركمان اتحاد ادباء واحد ينطق باسمهم واتحاد طلبة وشبيبة ونساء و.. واحد رغم تعدد احزابهم ، وحدنا نشذ القاعدة فيكون لنا اتحاد للادباء واخر للطلبة والنساء و .. بعدد احزابنا ... فعلا انها فوضى في عملنا ، ما ان يتبرع احدنا من اجل قضيتنا والا سيجد من حوله العشرات يحاولون اجهاض مشروعه فيرجع خائبا ويرجع معه الاخرون ، ثم يصعد اخر المنصة ويصعد معه العشرات من ابناء قومه لاجهاض مشروعه كي يرجع ومن صعد معه المسرح خائبين فنظل نراوح في نفس النقطة ... اذن ما العمل ؟ اليس من المنطق حين يكون لنا اعتراض او عدم اتفاق مع رئيس او اعضاء الهيئة او المكتب ان نهيئ انفسنا للانقلاب السلمي داخل الهيئة او الحزب سواء من خلال الانتخابات او المناقشة ابان المؤتمر بدلا من التفكير في الانشقاق وتكوين جناح اخر !!! اليس من المنطق حين نجد مؤسسة او حزب ما تعمل من اجل تعزيز والحفاظ على حقوقنا وتراثنا ولغتنا و.. ان نسندها وننافسها ونناقشها بطريقة حضارية بدلا من رجمها والتآمر عليها ... والا كيف سنعلم ابناؤنا حب الوطن ومقوماته !! لماذا ننتظر حتى يموت الشخص لنمدحه في الوقت الذي كنا نشتمه حين كان حيا ؟ احيانا نوجه فيما بيننا نقداً لاذعا لممثلينا في الدولة ومسؤولي احزابنا ورعاة كنائسنا .. ولكن هل تساءلنا لو كنا محلهم ما الذي سنفعله ؟ وهل تساءلنا ماذا قدمنا لهم لنطالبهم بالمزيد ؟ وهل نستطيع ضمان اكثر من مقعد في البرلمان لو ابعدت المحاصصة رغم ان عددنا في الداخل والخارج يكفي لضمان اكثر من 10 مقاعد على اقل تقدير ؟ وهل سأل ممثلنا في البرلمان ومجلس المحافظة والوزارة ومسؤول الحزب و.. نفسه ماذا قدم لشعبه كي يطالبه بالمغامرة والذهاب لصناديق الاقتراع لادلاء بصوته لصالحه او الانخراط في حزبه ؟ وهل سأل المسؤول نفسه ماذا حقق من تلك الوعود التي قطعها امام شعبه في حملته الدعائية بدلا من ان يشتمهم ويصفهم بالجهلة واللامبالين و.. ؟   اسئلة عديدة علينا الوقوف عندها قبل ان نوجه سهامنا للاخرين .           

265
العمل القومي بين الواقع والطموح
نزار حناالديراني
-2-

نعم من اين لنا بعقلية مؤلف ملحمة كلكامش الذي جاء بانكيدو كي يمتص اندفاع كلكامش .  تقول الملحمة حين لم ترضى الالهة على تصرفات كلكامش  خلقت شخصية انكيدو الذي هو بنفس قوة كلكامش ليكون ندا" له ، ولكن ذلك الند سرعان ما امتص سلبيات كلكامش واتحد معه ليكون قوة ضاربة تقهر خمبابا وغيره ... فعلا كنا بحاجة الى مؤسسات المجتمع المدني لتكون بقوة احزابنا القومية وفي الوقت نفسه تكون مرآة تعكس تطلعات احزابنا بسلبياتها وايجابياتها ... كثيرا ما كنت اقول حين ارى البعض من اعضاء احزابنا او مؤسساتنا تريد مصادرة مؤسساتنا الثقافية او خلق ما يشبه ذلك لتكون احدى عرباتها ، كنت اقول ليس من مصلحتنا ذلك ، ربما تزول هذه الاحزاب لسبب او لاخر لذا فنحن بحاجة الى من يسد الفراغ هذا ما فعلته مؤسساتنا القومية في زمن النظام السابق حيث استطاعت مؤسساتنا وانديتنا من خلق الشعور القومي لدى الكثير من ابنائها سواء من خلال تعليم اللغة وتشجيع العاملين في حقول الادب والثقافة والفن و... او حفظ التراث فلولا هذه المؤسسات لما حصلت احزابنا على هذه الطبقة المثقفة وعلى طبق من ذهب .
من المؤكد كنا بحاجة بعد سنة 2003 الى مؤسسات ثقافية واجتماعية وخصوصا من ذوات الطابع السياسي وحيث هدم مهندسوا السياسة الامريكية كل صروح الحياة في العراق على امل ان تؤسس على انقاضها صروح جديدة تتلائم مع العولمة الامريكية ... لقد كانت فكرة تاسيس مجلس علماني (سمي بالمجلس القومي الكلدواشوري السرياني) حاصل على ثقة ودعم كنائسنا في العراق في محله لو بقي الداعمون على وعدهم وخصوصا كان يضم بين دفتيه الكثير ممن لهم باع طويل في العمل الطوعي والمخلص وعلى مدى عشرات السنين ... ولكن لغياب رؤية كاتب ملحمة كلكامش لدى قادة كنائسنا وشعبنا اولا وطمع احزابنا في الفوز بهذا المجلس كان من بين الاسباب التي ادت الى انتهائه على الاقل في العراق ... وحين تاسس المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري تنفس البعض منا من جديد على امل ان يكون انكيدو (ندا لكلكامش ) ربما كان القائمون على تاسيسه يحملون طموحات كاتب ملحمة كلكامش (ولكن بطريقتهم ورؤيتهم وطموحاتهم الخاصة ) الا ان البداية الغير موفقة في تاسيسه حالت دون ذلك ولم يستطع ان يكون مجلسا برلمانيا كما كان يذهب اليه القائمون فاصبح في نظر الكثيرين ليس ذلك الانكيدو المنتظر اي على الاقل لم يستطع ان يكون ندا وداعما لكلكامش ، وحتى مؤسساتنا التي اصبح تعدادها العشرات في بلدان المهجر لم تستطع ان تملئ الفراغ .. اذن ما العمل ؟ هل سيكون لنا مؤلفا يقظا كمؤلف ملحمة كلكامش يحث الالهة لخلق انكيدو قادرا ان يكون مرآة" وداعما لاحزابنا القومية العاملة داخل وخارج العراق بدلا من تاسيس هذا الكم من الاحزاب ؟ ام ان هذا المؤلف سيفكر في طريقة لدفع الالهة لخلق المزيد من الاحزاب عساها ان تعيد من جديد نشاط صراعاتها التي بدأ نارها يخفت ؟ ربما سيغفوا القائمون على مؤسساتنا من سباتهم ويخلدوا من جديد العمل القومي مستفدين من تجارب مؤسساتنا السابقة كالجمعية الثقافية للناطقين بالسريانية ونادي الثقافي الاثوري ومجمع اللغة السريانية واتحاد ادباء السريان وجمعية الفنانين وجمعية اشور بانيبال ونادي بابل ونوهدرا واخاء و.... و... التي كانت لو اتيح لها حرية اليوم لقدمت اكثر مما قدمته باضعاف ... وربما تستفيق حكومتنا لتنفخ الروح في مؤسسات المجتمع المدني في العراق (من بينها مؤسساتنا) لتكون اسوة بمؤسسات الدول المتقدمة قادرة على تحريك وهز كراسي المحتكرين من الاحزاب والشخصيات وخصوصا تلك التي تتلحف بثوب السياسة .... اذن دعونا نشعل الشموع لولادة جديدة تغير معالم الفوضى وثقافة توزيع الكعكة بين المتصارعين والمهلوسين ... دعونا نشعل الشموع كي تخلوا صفحاتنا الالكترونية من اقلام اولئك المتسحلين بالتطرف وحيث يفوح من كتاباتهم رائحة المأجورين لانهم يؤجرون حناجرهم للغير فتراهم بدلا من ان يكونوا مرآة صافية تعكس اخطاء ممثلينا في المحافل السياسية لذا تراهم يشتمونهم .. ترى هل نحن بحاجة الى الشتائم ام الى تعزيز مطالبنا ؟ دعونا نستفيد من تجارب تونس ومصر و.. كي لا نخلد انفسنا على المقعد ليخلوا جدارات احزابنا ومؤسساتنا من عبارة (... لصاحبها) الا يكفي لمن يتربع على عرش الكرسي دورتين او ثلاث ليترك المجال لغيره كي يستفيد ... دعونا نشعل الشموع كي تبتعد قادتنا من توريث عائلتها (اسوة بالاخرين) على الكراسي ... دعونا نشعل ونصلي من اجل ان يتذكر ابنائنا في بلدان المهجر مسؤلياتهم ليسرعوا الى صناديق الاقتراع ويدلوا باصواتهم على طريقة زملائهم من سكان تلك الدول ليصوبوا تصويبا صحيحا بدلا من الجلوس في صالات البوكر مشين والاندية الليلية و.. حيث تراهم يتصارعون على التسمية والطائفة واللاوطنية ويصدرون صراعاتهم الى اقربائهم في الداخل وكانهم لا مشاكل لهم ولا اضطهاد عليهم ولا ... سوى هذا الصراع المصدر لهم فيلعبون به كما يلعب الطفل بدمية اهداها له محبيه ايام عيد ميلاده ... دعونا .. ايها الاخوة ان ينبت في حقلنا مؤلفا كمؤلف ملحمة كلكامش ، الا تكفي هذه الجثث والدماء الزكية التي امطرت على حقولنا ليولد لنا مؤلفا ؟           

266
العمل القومي بين الواقع والطموح
-1 -

نزار حناالديراني

لا اتذكر شيئا عن واقعنا القومي الا ما تحمله ذاكرتي وتجربتي وخصوصا بعد 1976 وحيث انتقلت الى بغداد وانتميت الى الجمعية الثقافية للناطقين بالسريانية ، عندما كنا في القرية لم يكن هناك ما يستفزنا قوميا فمعاناتنا هي نفسها في المنطقة وكذلك في المدرسة ايضا  ... الا اني عندما انتميت الى الجمعية الثقافية للناطقين بالسريانية واتحاد الادباء السريان واندفعت للعمل القومي من اجل الحفاظ على اللغة والتراث تحسست مدى اهمية ذلك .. لا زلت اتذكر وانا الاصغر من بين جميع اعضاء الجمعية ، لا بل اصغرهم يزيدني بما لا يقل عن عشرين سنة ، اتذكر حين كنت ارافق رئيس الجمعية المرحوم هرمز شيشا كولا لحث العاملين في مؤسساتنا الاجتماعية لبذل المزيد من اجل رفد الجمعية كي تحافظ على الاستمرار تلمست مدى بعد ابناء شعبنا بالشعور القومي .. ولكن قبل ان اتمتع بتجربتهم وجدت نفسي محاطا ببضع اعضاء ممن اصروا على البقاء والكفاح لان تجربتنا في 1978 وكنتيجة لمضايقتنا من قبل السلطة بسبب تقرير لجنة حقوق الانسان في الامم المتحدة كان ذلك بمثابة عصا غليضة جعلت من تبقى من الاعضاء يسرق نفسه الى خارج حدود العمل القومي ، واستطاع من تبقى ان يعوض وجودهم بمجموعة من الشباب واغلبهم جامعيون فتنفست الجمعية من جديد من خلال هذه الرئة فقدمت هذه الشريحة العديد من النشاط الثقافي والاجتماعي سواء في الجمعية او في الجامعات او في المجتمع اسوة بزملائهم في النادي الثقافي الاثوري والاندية والمؤسسات الاخرى ... وكان الكثير من الزملاء يعملون دون كلل كخلية نحل من اجل ان تكون الجمعية نبراسا ينير الدرب رغم رحيل احد اركان هذا الصرح (اسكندر بيقاشا ) كونه كان مطلوبا لدى النظام بسبب نشاطه الفكري ، وكان الزميل الياس متي احدى ردهات هذا القلب ( الى جانب زملاء اخرين من امثال يونان الهوزي ، جميل ايشو ، اديب كوكا ، كوركيس اوراها ، بولس توما واخرون ...) حيث كان قلبه وجيبه يسع ليضم الكثير من جيل الشباب ، فقدمت الجمعية الكثير من النشاط الثقافي اسوة بنادي الثقافي الاثوري ومجمع اللغة السريانية وجمعية الفنانين ونادي بابل والقادسية و...واندية اخرى في كركوك والبصرة ونينوى ودهوك واربيل وسليمانبة .. وكان ذلك بمثابة رسالة مهمة يقدمها هذا الجيل للحكومة بانهم لا يزالوا اوفياء للعهد . الا ان ذلك لم يدم طويلا فسرعان ما اصدر النظام قرارا يقضي بدمج المؤسسات الثقافية العراقية ضمن بودقة الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق وقرارات الاخرى بموجبها اندمج مجمع اللغة السريانية بمجمع العلمي العراقي واندمجت كل مجموعة من الاندية السريانية بنادي واحد . اتذكر يوم جلسنا في حديقة الجمعية لاتخاذ قرار المشاركة او من دونه ، وبعد مناقشات قررنا المواصلة من اجل تثبيت الوجود ، وكنا رغم قلة عددنا لا نفارق النشاط الثقافي الذي من خلاله كنا نعمل لايصال رسالتنا الى المشاركين في المهرجانات وخصوصا الاجانب... واتذكر يوم كنا (انا والزميل يونان وبعض الادباء العرب المشاركين معنا في مهرجان الكردي الثالث ) مدعوين لدى رئيس اتحاد ادباء السليمانية الذي اراد من خلال ذلك ايصال رسالته القومية وحثنا لتفهم المشروع الكردي من اجل نيل الحقوق احسست كم علينا ان نبذله نحن ايضا من اجل ذلك ، ولكن رغم قصر تجربتنا الا اننا كنا نقفز دون كلل ، فعلى سبيل المثال حين تلمسنا مصادرة مهرجان نوهدرا الثقافي الاول من قبل الاخرين تحدينا القرار وجعلناه مهرجانا سريانيا بحتا وكان الزميل متي فليب واخرون احد الاركان المهمة لانجاح هذه المهمة ، وكذلك حين تلمسنا وخصوصا بعد 1993 شل حركتنا في الاتحاد نقلنا نشاطنا الى جمعية اشور والحق يقال استطاعت هذه المجموعة المتكونة من الزملاء يونان الهوزي ، اديب كوكا ، الياس متي ، روبن بيت شموئيل ، عوديشو ملكو ، بنيامين حداد ، كوركيس اوراها ، نمرود يوسف ، ليون سمسون ، عوديشو بولص ، وليم دنخا ، سامي بلو واخرون كثيرون (لا يسع المقال لنشر اسمائهم فعذرا ) ان تتكاتف مع من حملوا الجمعية على اكتافهم من امثال الزملاء عادل دنو ، بهنام البازي ، بولص شليطا ، يوخنا دانيال ، واخرون ... ان تنقل هذه الجمعية الصغيرة الى المربع الذهبي الاول في العراق وبشهادة الكثير من الاساتذة من خارج ابناء قومنا بفضل اللجنة الثقافية التي كنت رئيسها ولدورتين متتاليتين ... ونظرا لنجاح هذه التجربة تسربلت خيوطها الى حيث بغديدا والقوش واربيل و...، ليكون كل منهم بديلا لمهرجان نوهدرا الذي حرمنا في كثير من الاحيان في اقامته بسبب انفصال الاقليم عن المركز... ونشط  في هذه القصبات الكثير من الزملاء لا يسع المقال لنشر اسمائهم فعذرا ..والحق يقال استطاعت فرقة مسرح قرقوش ان تتربع العرش الذهبي من خلال نقل تجربتها في المسرح العربي الى المسرح السرياني ومن ثم فرقة القوش .. كنا نعمل ليلا ونهارا ، كثيرا ما كنا ننام على فراش صغير ملقاة على الارض فرحين ، كثيرا ما كنا نسهر على انغام العرق والبيرة ونحن نناقش واقعنا القومي من خلال مناقشة واقعنا الثقافي ... لم يكن لنا احزاب قومية علنية تعمل في هذه المناطق واتصالاتنا مع ابناء شعبنا واحزابنا في الاقليم كانت شبه مقطوعة لذا لم نعش الصراعات الحزبية الضيقة واستطعنا اجتياز مأساة تشتتنا من خلال مرارة التسمية ، اعني استطعنا قبول واقع الجمعية من خلال نزع خصوصياتنا المذهبية والعشائرية خارج باب الجمعية . رغم افتقار مؤسساتنا الثقافية الى دعم مادي او ميزانية من قبل الدولة الا انها استطاعت ان تفرض وجودها على الساحة بفعل الخيرين من العاملين والمحسنين ، لقد قبلنا الواقع وكشفنا مناطق الحدود الحمراء وانسجمنا مع من كان محسوبا على السلطة فقدمنا الكثير ... بعد سنة 2003 تغير كل شئ ، كان انقلابا حتى في داخلنا كوننا لم نكن مهيئين لذلك فانقلب النظام الى فوضى فازدحمت الحيطان باللافتات تحمل اسماء الاحزاب بدلا من اسماء الشهداء ، وكان حصتنا والحمد لله ما يقارب العشرة الى حد كانت نظرة البعض منها وكأن الامريكان سياتون بكعكة جاهزة تقسمها بالتساوي بين هذه الاحزاب ، وحتى كنائسنا وكأنها احست في بادئ الامر بخطورة العمل السياسي لذا اتفقت كما قيل لنا فيما بينها لتترك الساحة الى مجموعة من العلمانيين تنطق باسمها وعلى غرار ذلك تاسس المجلس الكلدواشوري السرياني القومي ، الا ان سرعان ما تراجع مسؤولي كنائسنا عن قرارهم ليحتلوا الساحة بقوة ... وتحول صراع التسمية لدى احزابنا القومية وكانه مصدر العيش ... اتذكر في مؤتمر الاقليات القومية الاول بدلا من ان نطالب بحقوقنا صعد احد البرلمانيين من ابناء شعبنا بالاعتراض على اللافتة التي تحمل اسماء الاقليات القومية في العراق حين وجد ان التسمية هي الكلدواشوري السرياني وطالب ان تكون التسمية (الكلدان والسريان والاشوريين) مما دفع باحد اعضاء كتابة الدستور بالقول يا اخوة ومنذ فترة طويلة تعلمنا ومن خلال كتب التراث تسمون انفسكم بالسريان بعد ذلك تعلمنا ان نسميكم بالاشوريين ومن ثم بالكلدواشوري والكلدواشوري السرياني وها انتم تقولون الكلدان والسريان والاشوريين رجاء" اتفقوا فيما بينكم على تسمية موحدة وسنقبلها برحابة صدر ... حينها شعرنا بالخذول فطلبنا من جميع الحاضرين من ابناء شعبنا بالجلوس في الصالة المجاورة وطلبنا منهم العمل على الخروج من هذه الازمة وعقدنا كمجلس قومي اكثر من لقاء في الجمعية ولكن دون جدوى .
وفي مجال الثقافة حاول اعضاء اتحاد الادباء والكتاب السريان جاهدين تثبيت وجودهم من خلال عدة مؤتمرات ومهرجانات استطاع من خلالها لفت الانظار لاهمية هذا الطيف في مجموعة الاطياف الشمسية ولكن في الوقت الذي كان البعض من خارج ابناء قومنا تصطف معنا وتدعم مشروعنا حاول البعض الاخر من ابناء قومنا والمحسوبين على تنظيماتنا السياسية عرقلة مسيرتنا  .
في السابق لم يكن لنا دعم ولكن ارادتنا القوية كانت كافية لتقديم الافضل اما اليوم فكان لنا دعم وخصوصا من حكومة الاقليم الا ان الصراع القائم بين الاحزاب وانعكاساته كانت كافية لوضع المطبات امام مسيرتنا املا منها ان تخنق كل امل في احياء لغتنا وتراثنا لولا اصرار الخيرين في انجاح هذه الفعاليات اذن ما العمل !!!!! هل نحن بحاجة الى مزيد من الاحزاب عسى ان يحظى احداها بدعم واسع من الجماهير والاحزاب السلطوية لانقاذ ما تبقى من الشعور القومي عند البعض ؟ ام اننا بحاجة الى مؤسسات المجتمع المدني الفاعلة على الساحة وذات نشاط سياسي موازية الى هذه الاحزاب والمؤسسات من ذوات الطابع السياسي ؟ ولكن من اين لنا بعقلية مؤلف ملحمة كلكامش الذي جاء بانكيدو كي يمتص اندفاع كلكامش .       

267
المساعدات الانسانية هل هي نعمة ام نقمة

                                                                                                               نزار حنا الديراني
اتذكر حين شاركت في احدى المؤتمرات للدول المانحة المنعقد في عمان ــ الاردن سنة 2004 قلت معلقا" على تصريحات احد ممثلي الدول المانحة بانهم (اي الدول المانحة) تعمل من اجل تعزيز الفساد الاداري في العراق بدلا من تعزيز قوت الشعب طالما انهم لا يتابعوا مصير المنح الممنوحة للعراق ، ولا زلت اقولها لاني كثيرا ما اسمع من ابناء شعبنا النازحين الى القرى والمدن في سهل نينوى او اقليم كردستان : ( بالامس وتحت خيمة الظلام وزعت اللجنة المساعدات على بعض العوائل دون غيرها ...)  وتتكرر هذه العملية من دون ان تعرف مصدرها وخصوصا عندما تقترب الانتخابات لذا اتساءل هل تعلم هذه الجهات المتبرعة بانها تساهم لا فقط في تعزيز الفساد المالي والاداري الذي من نتائجه انتفاخ البطون بصورة غير طبيعية لقلة من المواطنين بل انهم يساهمون ايضا في تعزيز الاستغلال والديكتاتورية لصالح فئة خاصة حيث من خلال ذلك تعمل على تربع العرش ... لذا من الضروري جدا ان يطلب المساهم في مصير ما جادت به يداه ، هل وصلت الى ايادي امينة ؟ فعلا لو تابعت وراقبت هذه الجهات المساهمة ما آلت اليه تبرعاتها لما امطرت سقوف هذه البيوت المبنية لابناء شعبنا التي عادت الى قراها مطرا ، ولا تعفنت الملابس والحيطان والاخشاب بفعل الرطوبة والا كيف يعقل ان يتسرب المطر الى الداخل من خلال النوافذ والابواب والسقوف الكونكريتية... لو تابعت هذه الدول والمؤسسات والافراد مصير تبرعاتها لما وزعت بعض اللجان مشط شعر وفرشة اسنان وبعض المعايدات في علب مغلفة لابنائنا او احذية بلاستيكية كالتي كنا نستخدمها قبل انفراضها في الستينات مطالبة ابناء شعبنا نكران مذهبها والكفر بليتورجيتها ولغتها والتنازل عن كرامتها من اجل حصولها على هذه الفتات وعندما تسال هذه اللجان او المختارية هل وزعتم المساعدات سيقولون كلا هذا غير صحيح وعندما تكشف لهم سرهم سيقولون وردت لنا كمية قليلة من المساعدات فقمنا بتوزيعها على المعوزين (اي المحسوبين) ... هذا لا يعني اني ادعوهم الكف عن ذلك وخصوصا البعض منهم اصابه الاحباط حين يقول لقد تبرعنا وسمعنا نقدا لاذعا لان التوزيع كان غير عادلا .. بل اقول لهم فعلا ابنائنا بحاجة الى الدعم الذي يعني مد اواصر المحبة بين من في الداخل مع من هم في الخارج ليحس كلاهما لا زلنا بخير وكلما كانت هذه المساعدات بايادي امينة ومخلصة كلما كانت فائدتها اكثر ، ربما كان البعض منها تصرف على مشاريع تدر عليهم (الشعب) ارباحا وتكون مصدر عيش كريم لهم فالبطالة تنخر اجسادهم وتدفعهم الى الرضوخ لدوافع الهجرة ، كثيرا ما تسمعهم يقولون هل سناكل الحياطين ؟ وما فائدة هذه القرى ان كان اصحابها كالدجاجة قابعين في بيوتهم بلا عمل يرزقون منه لقمة عيشهم ؟؟؟؟ ولا انتظر من احدا ان يجيب لي ما اجابته رئيسة المؤتمر في حينها (الايرلندية ــــ على ما اظن ـــ) حين ردت علي وقالت : نحن لا نستطيع ان نجازف وناتي الى العراق ، ان كان العراقيون غير مخلصين لشعبهم ما ذنبنا نحن ؟؟؟


268
حوار ساخن تحت خيمة ساخنة

نزار حنا الديراني

(في السابق ، وفي ليالي الشتاء الباردة حين تشل الحركة ، كان اهل القرية يجلسون حول الموقد احيانا تقص لهم جدتهم حكاية وفي الاخرى كانوا يناقشون فيما بينهم ... اما اليوم وحيث البطالة قد شلت حركتهم لذا تراهم يجلسون امام الدار ويجادل احدهم الاخر بما يلائم درجة حرارة الصيف
8- البطالة المقنعة

ابو كنارة : هل تدرون عندما ارى الشباب جالسة في المقهى او تذرع الشارع عشرات المرات ذهابا وايابا يتقطع قلبي اوصالا
ابو نشرا : من المؤكد عندما يكون الانسان عاطلا عن العمل يكون عاطلا عن التفكير فيتحول الى آلة
ابو كنارة : ماذا تعمل ، في القرية لا توجد مشاريع ولا معامل ولا ... كي تشتغل
ابو نشرا : لا ، فهي لا تجيد الا التفكير في الدلال وممارسة المراهقة والهجرة و..
ابو نشرا : عندما يجوع الانسان يبحث عن مصدر اخر ، فاذا كانت القرية خالية من فرص العمل من حقها ان تبحث عن مصدر اخر كالهجرة مثلا
ابو نشرا : لماذا لا تفكر مثل غيرها من القوميات الاخرى بالبحث عن العمل في المدينة ، فالاخرون يقفون طوابير في ساحات العمل منتظرة من يشغلها
ابو كنارة : ولكن انت تعرف ما سيتقاضاه من اجور في المدينة لا يكفي مصاريف النقل فهل عليه ان يعمل مجانا ، كما ان اغلبها تعودت في المدينة لمزاولة اشغال اخرى كالمعامل والمكاتب والمطاعم و...
ابو شبلا : عندما يكون الانسان قلقا ضائعا لا يرى في الافق طيف امل من المؤكد سيكون تفكيره مضطربا .
ابو نشرا : نحن دون غيرنا دائما ننتظر مكتوفي الايدي طبقا من ذهب ينزل علينا من السماء
ابو كنارة : ماذا تشتغل ، البعض خصص جزء من بيته الصغير ليكون دكانا يعمل فيه ولكن هل جميع اهل القرية سيفعلون كذلك ؟ والبعض الاخر ممن له سيارة ينقل الطلبة الى مدارسهم كي يعيش وعائلته اما البقية الغالبة ماذا عليها ان تفعل
ابو نشرا : تاكد سوف لا اقول لك عليها ان تلعب القمار بحجة انها تسلي نفسها ، وسوف لا اقول عليها ان تتدحرج في الشوارع تائهه ولا ان تغترب ، بل ساقول عليها ان تخلق لنفسها فرص العمل وخصوصا البعض منهم له قابلية ومهارة في الاعمال الخدمية واخر لا يزال المجال مفتوحا امامه ليتعلم البناء واللبخ والسيراميك والنجارة والحدادة و... مثلما تعلموها اجدادنا والاخرون
ابو كنارة : مسكين هذا الجيل ، رغم مصائبه نحن ايضا نثقل كاهله ، ولا يوجد من يعينه ، فالدولة قاصرة في خلق فرص عمل مثلما هي قاصرة في توزيع الاراضي الزراعية عليه ليوفر له وللدولة ما يعوض عن الحاجة في استيراد حتى اوراق العنب والطماطة والبطاطا والخضروات و.. من الخارج
ابو نشرا : لقد وفرت الدولة ان كان من ميزاينتها او من المساعدات الخارجية مأوى للعوائل الهاربة من بغداد والموصل والبصرة فلولا ذلك لاضطرت فوق ذلك تحمل مصاريف السكن
ابو كنارة : وهل علينا ان ناكل الحيطان كي نعيش
ابو نشرا : وهل على الدولة ان توزع الكباب والتكة والقوازي ومصاريف الجيب و...
ابو شبلا : لا هذا ولا ذاك ، فالدول المتقدمة عندما تفكر ببناء مجمع سكني عليها ان تفكر في ايجاد فرص عمل لهذه الشريحة ، فاذا كان التجمع زراعي يمكن فتح معامل صغيرة تعتمد على المحاصيل المزروعة في المنطقة كمعل صناعة المعجون والمربى ومعامل الطحين و... وان لم يكن المجمع زراعيا يمكن فتح مشاريع صناعية وسياحية وخصوصا قرانا تتحمل هكذا مشاريع .. فهي بهذا ستشجع الفلاح وتشغل الايدي العاملة وتوفر عملة صعبة للبلد هذا من جانب ومن جانب اخر نتاسف لاننا من الصعوبة نجد بناء" او لباخا او مطبق كاشي وسيراميك أو حداد أو نجار أو.. من ابناء شعبنا مثلما كنا في السابق حبث كان امهر من يمتهن هذه المهن هم من ابناء شعبنا
ابو كنارة : لقد فعلت ولكن بطريقتها الخاصة ومن خلال مؤسساتها ، اعني استثمرت المطربين والصحفيين و.. لمشاريعها الخاصة ، فالمبالغ التي دفعت للمطربين القادمين من خارج الوطن ومصاريف احياء حفلاتهم يكفي لبناء عدة مشاريع في هذه القرى ، وكذلك المبالغ التي تهدر هنا وهناك و..
ابو نشرا : من المؤكد اصبحنا شعبا لا يرضى حتى على نفسه ، فبدلا من ان نفكر بان هذه الحفلات هي من اجل خلق فرص لراحتنا وحيث ابناء شعبنا قد عانوا كثيرا من التفكير في الانفجارات والخطف والهجرة ، ترانا ننقد القائمين عليها متناسين فضلا عن ذلك فهي تشجع الاغنية السريانية بكل مقوماتها وتبني جسرا للاتصال بابناء شعبنا في المهجر
ابو كنارة : وان هذه المشاريع وغيرها شجعت الاستثمار للفساد الاداري وتاجيج الصراعات و..
ابو شبلا : كل منا ينظر بمنظوره الخاص ، فمثلما يريد الشاب العاطل فرصة عمل سهلة وجيدة هكذا يريدها المغني والاديب والرسام والرياضي والصحفي و.. ، فلو اهملت الدولة هذه المؤسسات سنوجه عليها اصابع الاتهام ونصفها بالمتخلفة لاننا نقول دائما ليس بالخبز وحده يحيى الانسان . فالمشكلة ليست لان الدولة ومن يقف في صفها تشجع الحفلات الغنائية ولكن المشكلة تكمن في قصر الدولة في متابعة ومحاسبة القائمين على هذه المهرجانات والمشاريع والاحتفالات و.. مثلما هي الجهات المساندة والمنظمات المانحة قاصرة في متابعة مصير اموالها مما دفع باحد العراقيين ان يتهمها في احدى المؤتمرات بانها (اي المنظمات العالمية) داعمة للفساد الاداري . فعندما تعجز الدولة او المنظمة او المركز او.. عن محاسبة المقصرين والمرتشين و.. هذه هي الطامة الكبرى
ابو نشرا : وانا اسال ابو كنارة كم من مشاريع بنائية وترميمات واشغال اخرى حصلت في المنطقة هل يستطيع السيد ابو كنارة ان يقول كم من ابناء شعبنا اغتنم الفرصة واشتغل ؟ وهل يعرف السيد ابو كنارة حتى في حدائقنا وترميم بيوتنا نستعين بالعمال من خارج قريتنا وابناء شعبنا ؟ عن اي جيل يتكلم ؟ عن جيل ضائع ينتظر من والدته ان ترضعه الحليب وهو يفكر ويحلم برقصة مع حسناء شقراء في ديسكوات المهجر... وهل يعلم كم من هذه الشباب تنسجم مع هذه الحفلات الغنائية والمجانية المقامة في المدن والقرى؟ وهل قلنا لهم اتركوا مدارسكم واعمالكم وتعالوا ؟؟؟؟؟
ابو كنارة : لماذا لا توظفون هذه الاموال في تشجيع المطرب والفنان والاديب الموجود في العراق ولو بجزء من هذه المبالغ ، وهل سيقبل هذا المطرب والسياسي و.. الذي يتراءى بانه مخلص في دعم قضايا ابناء شعبه في الداخل لنيل حقوقه المشروعة باحياء هذه الحفلات والكتابة و.. مجانا ليوفر اموالها وريعها في بناء مشروع استثماري لدعم الشباب والفقراء ؟ لماذا لا تفكرون في مكافئة الاوائل في المدرسة وارسالهم الى الخارج للحصول على شهادة عليا ؟
ابو شبلا : اسئلة وامنيات كثيرة ولكن من عليه حلها ، الدولة ليست مسؤولة فقط في حلها ولكن عليها ان توجه شرائح المجتمع والقائمين على مؤسساتها واحزابها لتكون بناءة وعلى احزابنا ومؤسساتنا ان تكون بمستوى المسؤولية لتقود شريحتها .. فان كان الاعتماد فقط على الدولة هذا يعني علينا قراءة الفاتحة على انفسنا ، فلو كان القائمين على هذه المؤسسات واحزاينا القومية بمستوى المسؤولية لساعدت كثيرا في تقليص الهوة بينها وبين الشعب ولاستطاعت ان تقلل من الفساد الاداري الذي يعني توفير فرص عمل
ابو كنارة : وان كان هم القائمين على هذه المؤسسات والاحزاب جيوبها الخاصة كيف تستطيع ان تكون بناءة في دفع عجلة التقدم وتشجيع الاستثمار وخلق فرص العمل و..
ابو نشرا : وان كان الشعب نفسه سلبيا ماذا سيفعل ؟ الم يكن هذا الشعب ان كان في الداخل كما في الخارج السبب في دفع القائمين على احزابنا ومؤسساتنا (كما تقول) لنفخ بطونها وتثبيت كراسيها على بطون ابنلئها من خلال التصفيق والهلوسة والصقل والتلميع و...
ابو شبلا : دعونا ننهي نقاشنا الى الجلسة القادمة لان درجة حرارة اعصابنا قد تجاوزت الـ 180 درجة                   


269
حوار ساخن تحت خيمة ساخنة

نزار حنا الديراني

(في السابق ، وفي ليالي الشتاء الباردة حين تشل الحركة ، كان اهل القرية يجلسون حول الموقد احيانا تقص لهم جدتهم حكاية وفي الاخرى كانوا يناقشون فيما بينهم ... اما اليوم وحيث البطالة قد شلت حركتهم لذا تراهم يجلسون امام الدار ويجادل احدهم الاخر بما يلائم درجة حرارة الصيف ) 
7- المنطقة الامنة (الحكم الذاتي)

ابو شبلا : في الحلقة السابقة طرح زميلنا ابو كنارة تساؤلات مشروعة تكمن اجوبتها في مذكرات القادة الرؤساء ولكن كما يقول بعد 20 سنة او اكثر ، ومصير شعبنا يتسابق نحو المجهول اذن ما الحل ؟
ابو نشرا : كما يقول البعض من قادتنا واصدقائهم ايجاد منطقة امنة
ابو كنارة : هل تقصد مدينة سميل جديدة كما حدث في 1933
ابو نشرا : نحن في سنة 2010 زمن الامم المتحدة ولجنة حقوق الانسان و....
ابو كنارة : في سنة 1933 كانت عصبة الامم المتحدة ولجنة حقوق الانسان قائمة ، وطرح موضوع المنطقة الامنة والحكم الذاتي وعبارة تقرير المصير على طاولة الاجتماع ولكن النهاية كانت المنطقة الامنة لمئات الاطفال والنساء والرجال الذين استشهدوا بطريقة وحشية ، هل تريد منطقة امنة مثلها .
ابو شبلا : علينا ان نترك الماضي الذي سجل بحروفه الذهبية خيانة بريطانيا ووحشية الانسان ، علينا ان نفتح صفحة جديدة  بعد ان ندرس الماضي وما آل اليه ان كان بسبب خيانة بريطانيا وفرنسا او جهل قادتنا بالعمل السياسي في ذلك الزمان .. علينا ان نتساءل ماذا تعني المنطقة الامنة والحكم الذاتي والفدرالية و... وما هي مقوماتها ؟ وهل الوقت ملائم لذلك ونحن نعيش في زمن تتلاطم فيه الامواج والاعاصير والعواصف والزلازل و... اسئلة كثيرة علينا الاجابة عليها ولا ننسى في النصف الاخير من القرن الماضي كانت هناك محاولة من قبل احد المطارنة (كما قيل في وقتها) لاسكان ابناء شعبنا اما في الارجنتين او المانيا ولكن المشروع قوبل بالرفض من قبل الكثيرين ومن بينهم الكنيسة
ابو نشرا : هذا صحيح ، من المؤكد درسوا قادة احزابنا ومؤسساتنا وشخصياتنا ذلك
ابو كنارة : درسوا ذلك .. هل تعلم مرة سأل احد من يعتبر نفسه من مهندسي الحكم الذاتي اسئلة كهذه وتبين انه لا يعرف ماذا تعني عبارة الحكم الذاتي ولا ابسط مقوماتها !! سوى ترديده لعبارة (.. نريد حكم ذاتي في كل مكان وبعد اشهر قليلة سنرفع العلم والشعار الوطني و..) اذن علينا ان نتساءل هل حدد قادتنا الموقع الجغرافي لهذه المنطقة ومقومات بنائها ...
ابو نشرا : نعم البعض يقول في كل منطقة يتواجد فيها ابناء شعبنا
ابو كنارة : هذا رائع ..ان كان ذلك صحيحا فالحمد لله سيكون لنا حكم ذاتي في اغلب ولايات امريكا وفرنسا وبريطانيا والمانيا وكندا واستراليا و.. وفي العراق وسوريا ولبنان وتركيا و..
ابو نشرا : لماذا لا تقول في الجهنم والجنة ايضا ... نحن نتكلم عن العراق وحيث الدستور اقر ذلك
ابو كنارة : في العراق ايضا يتواجد شعبنا  في قرى زاخو ودهوك وسميل وسهل نينوى واربيل وسليمانية وكركوك وبغداد والبصرة و... هل هذا يعني سيكون لنا عدة اقاليم ذاتية ؟
ابو شبلا : الذين يقولون في اي مكان يتواجد فيها ابناء شعبنا لا يعرفون شيئا سوى التطبيل ، فشعبنا منتشر هنا وهناك ، في تجمعات اغلبها صغيرة ، باستثناء بغداد وهناك ايضا ابناء شعبنا موزعين ما بين الدورة وبغداد الجديدة وشارع فلسطين والصناعة و.. هذا يعني بغداد هي الاخرى لا تصلح  ربما سيكون سهل نينوى اكبر تجمع لنا وهل تصلح المنطقة لمشروع كهذا ؟ وفي محافظة دهوك هناك الكثير ايضا ولكنهم مبعثرين لذا علينا ان نتسائل هل بالامكان ايجاد حكم ذاتي لا مركزي ... علينا الاجابة على كل ذلك وخصوصا موضوع الفدرالية لا يزال من المواضيع الساخنة في الجدال بين القوى السياسية .... ربما لو فكرنا في ايجاد نظام لا مركزي يجمع مصير ابناء شعبنا من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب كان ذلك اصوب
ابو نشرا : هذا صحيح وسهل نينوى في الوقت الحاضر هو المكان المقترح
ابو كنارة : سهل نينوى !!! وهل تتوفر مقومات المشروع في سهل نينوى ؟
ابو نشرا : كل المقومات جاهزة ، حتى دستور كردستان اقر ذلك
ابو كنارة : وهل اقرها دستور نينوى ؟ وهل وافقت القوميات الاخرى في المنطقة على المشروع ... الا تعتقد طرح موضوع كهذا كان احد الاسباب لمضايقة واغتيال وتهجير ابناء شعبنا من الموصل بالذات ؟
ابو نشرا : لا ، لان المشروع جاء نتيجة لذلك ، وما دخل القوميات الاخرى في المشروع
ابو كنارة : لان الموقع الجغرافي احد اهم الاركان ، والموقع يحوي العديد من القوميات الاخرى .. اذن كيف تفصل هذا الحكم
ابو شبلا : فعلا المنطقة مزدحمة ، ومن الصعوبة تحديد خارطة محددة  ، رغم احاطة بلدة بغديدا بالعديد من القرى لغير ابناء شعبنا الا ان الخط يسير ليضم بلدة كرمليس وبرطلة ثم يتوقف لاصطدامه بمناطق شبك وايزيدية وعربية وكردية ، والخط الثاني يمتد من تلكيف ( التي اصبحت اليوم على العكس من خصوصيتها ذات الاغلبية الكردية والعربية ) ليمتد الخط نحو باطنايا وتلسقف وباقوفا وشرفية والقوش ، الا ان هذا الخط ايضا محاط بقرى عديدة لغير ابناء شعبنا ولا يوجد رابط مستقل يربط الخطين . اذن فقد المشروع احد اهم المقومات ... ثم ان رحلة الف ميل تبدأ بخطوة ، اعني ان لا نقفز بل ان نسير بخطوات متناسقة ، ومن المقومات الاخرى علينا ان ندرس حدود المنطقة هل تحدها دولة اجنبية او محيط مائي او .. ؟ ومع من يجب ان يرتبط هذا المشروع ؟ وماذا سيكون موقف المناطق التي تحدها ؟؟؟
ابو نشرا : نحن نعقد الامور كثيرا ، طالما ان اربيل هي اكثر امانا فلنربط مصيرنا بمصيرها ، ثم نحن نريد حكم ذاتي لابناء شعبنا ومن حق الاخرين ان يطلبوا كذلك
ابو كنارة : هل ترانا نلعب الزار ، وهل توافق محافظة نينوى على المشروع ؟ وهل حسمت مادة 140 لتقرر ذلك ؟ وهل تتحمل المنطقة اكثر من 5 مناطق حكم ذاتي ؟؟؟ لنفرض تحقق المشروع وجرت انتخابات مجلس الادارة الا تعتقد ربما لا نستطيع تحقيق الا جزء يسير وخصوصا الصراع والتحريم قائم بين شعبنا استنادا الى التسمية والانتماء المذهبي واحزابنا كل يريد ان يكون وحده في الساحة فضلا عما نحلم به يوميا في الهجرة وقوانين الهجرة ، ما ان تنفجر سيارة في بغداد او الموصل الا وطبلنا في احلامنا ، الدول الغربية ستمنح لنا اللجوء فسرعان ما نحزم مهدنا ونتقمط اجسادنا ونرحل ..
ابو نشرا : من حقنا ان نقرر ذلك وليحلم الاخرين ويرحلوا ، ولتنطح احزابنا بعضها البعض لتحل مؤسساتنا الاخرى محلها ونكون وحدنا سيد الساحة بامتيازاتها.
ابو كنارة : من خول اولئك ليتحدثوا عوضا عن ابناء المنطقة ؟ اليس من حق ابنائها تقرير المصير ؟ بصريح العبارة لو تحقق ذلك سيكون نصيبنا من المشروع كما قلنا ربما اقل من الربع وخصوصا المجموعات الاخرى لها الكثير ما يجعلها ان تتوحد ، اذن ماذا فعلنا ؟؟
ابو نشرا : اهل المنطقة موافقين وسيكون الحكم الذاتي وكما يقال لنا وحدنا وحصتنا 100%
ابو كنارة : سمعت من احد الذين نصب نفسه شيخا على المنطقة وهو يقول جميع ابناء شعبنا موافقين على المشروع ويتحدون الارهاب والقوى المعارضة و... لكن مع الاسف تبين ان الاخ لا يمثل الا نفسه وربما لا تراه الا في بعض المناسبات في المنطقة
ابو نشرا : ان لم نوافق على المشروع الحاصل على تاييد الكثير من القوى في الداخل كما في الخارج سيكون مصير شعبنا الزوال طالما يوميا تطاله ايادي الارهاب
ابو كنارة : لنفرض تحقق المشروع لابناء سهل نينوى والسؤال الذي يطرح نفسه ما مصير ابناء شعبنا في المناطق الاخرى بدء" من زاخو وحتى البصرة
ابو نشرا : ستنزح هي الاخرى الى المنطقة
ابو كنارة : ستنزح !! وهل ستوافق المجموعات الاخرى ؟ ربما ستقول ستوافق ان كان بارادتها او غير ذلك الا تعتقد ربما ستكون خسارتنا اضعاف ذلك ولا يزال الصراع قائم بين القوى العظمى في المنطقة الم تدرس التاريخ كيف كنا في السابق ندفع فاتورة الصراع بين الدولتين الفارسية والرومانية او بينها والدولة العربية الاسلامية ، وحتى بعد منتصف القرن الماضي كنا نتحمل وزر الصراع الدائر بين الحكومة المركزية والحركة الكردية وكنتيجة لذلك زالت عشرات قرانا من الوجود ... وحتى لو اصبحت المنطقة تابعة الى نينوى او بغداد ما الذي سيربطها بابناء شعبنا في محافظات الاقليم وخصوصا اذا تحقق النظام الفدرالي
ابو شبلا : نحن لسنا لاعبي الشطرنج لنحرك شخوصنا ، من قال لك ان ابناء شعبنا من سكنة محافظات الوسط والجنوب وبالاخص سكنة دهوك واربيل وكركوك والسليماتية توافق للسكن في تلك المنطقة ؟ ومن قال لك ان المنطقة تستوعب هذا الكم وخصوصا تفتقر المنطقة الى المقومات الاقتصادية فوارداتها لا تكفي لساكنيها ... وان بقي البعض من ابنائنا خارج المنطقة كيف تضمن الرابط بينها لتوحد مناهج التعليم وادارة الحكم والعلاقات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية وخصوصا في زمن الاقاليم .. فان كانت المنطقة تابعة الى اربيل سيحرم ابناء شعبنا من خارج الاقليم بالرابط وان كانت تابعة الى نينوى سيحرم ابناء شعبنا من سكنة الاقليم بالرابط ..
ابو نشرا : كل مجموعة ستربط مصيرها بالاقليم الذي تنتمي اليه ، فان وافق ابناء شعبنا وخصوصا المنحدرة من قرى سهل نينوى بالعودة الى قراهم وربطنا هذه المنطقة بالاقليم ستحل 70% من المشكلة
ابو كنارة : الم تسمع واردات المنطقة لا تكفي ، وهل يعقل ان يترك ابنائنا كل امتيازاتها في تلك المناطق لتاتي الى سهل نينوى وتصارع الاخرين وتكافح الفقر ... وخصوصا الجميع يتوق للهجرة الى الغرب بدلا من ذلك
ابو نشرا : علينا ان نكافح ونتحمل كل المصائب من اجل الحصول على المنطقة الامنة والحكم الذاتي و...
ابو كنارة : والمزيد من سفك الدماء ... اهل علينا ان نستمر في سفك الدماء لنعوض نهري دجلة والفرات ما فقداه من مياه نتيجة لبناء سدود في تركيا ؟ ام علينا ان نجد وسيلة لابواق الدول الطامحة كي تطبل لتمرير اوراقها ومعاهداتها في المنطقة ... دعونا ايها الاخوة من هذه المزايدات التي اغرقتم بنوك الشرق والغرب بالاموال والاملاك جراء ما تحصلون عليها من هذه المزايدات ...
ابو شبلا : كعادتنا دخلنا في حلقة مظلمة لاننا نمسك السمكة من ذيلها وترتفع حرارة اعصابنا لذا نعجز عن التفكير بصواب لنقنع انفسنا قبل غيرنا لما نترجمه من خطط وافكار تعود لغيرنا ، مثلما عجزنا اقناع المتحاورين على طاولة عصبة الامم في الثلاثينات لتحقيق ذلك حين عجزنا توحيد خطابنا ليكون لنا فريق واحد بدلا من عدة فرق مفاوضة .           


270
حوار ساخن تحت خيمة ساخنة

نزار حنا الديراني
(في السابق ، وفي ليالي الشتاء الباردة حين تشل الحركة ، كان اهل القرية يجلسون حول الموقد احيانا تقص لهم جدتهم حكاية وفي الاخرى كانوا يناقشون فيما بينهم ... اما اليوم وحيث البطالة قد شلت حركتهم لذا تراهم يجلسون امام الدار ويجادل احدهم الاخر بما يلائم درجة حرارة الصيف ) 

6- الاستنكار

ابو كنارة : انها كارثة ... كيف يعقل ان يحصل هذا ونحن في عام 2010 عالم حقوق الانسان وعصر الحاسوب والانترنيت ... كيف .. حتى في عصر الغابة لم يحصل هذا .. ان تقتل وتذبح اناس مسالمين يتضرعون الى الله من اجل انقاذ العراق
ابو نشرا : نعم انها مأساة استنكرتها كل الاوساط والقادة ورجال الدين وعامة الشعب و..
ابو كنارة : استنكار .. ماذا تعني عبارة استنكار ؟ هل يعني ما يعنيه المثل (يقتل القتيل ويمشي في جنازته )
ابو نشرا : لا بل نعني تعني شجب وعدم الرضا
ابو كنارة : عدم الرضا ... ماذا تعني ؟ اذا كان ذلك صحيحا لماذا حدث ويحدث ذلك يوميا
ابو نشرا : هذا من عمل الارهاب وجماعة القاعدة وفلول ...
ابو كنارة : هل هذا يعني ان الارهاب والقاعدة والفلول لم تستنكر ..
ابو نشرا : هذا صحيح
ابو كنارة : وهل هذا يعني انهم لا يعرفون الكتابة او الصراخ حتى يستنكرون ويشجبون هم الاخر
ابو شبلا : ربما تستطيع ان تقول ذلك لان هذه التسميات ربما هي اسماء وهمية لجهات غير منظورة
ابو كنارة : اذن ما فائدة الاستنكار والشجب و..
ابو نشرا : عبارة عن دعم معنوي وتاييد
ابو كنارة : هل نستطيع ان نشتري بهذا الكم من الاستنكار والمظاهرات شريط كبسول كيفلكس لاحد هذه الجرحى او اكليل ورد نضعه على قبر احد الشهداء او طبقة بيض او ....
ابو نشرا : الاستنكار ليس دعما ماديا بل معنويا .. هل تريد ان تقدم الدولة لهم بضع ملايين ليلتئم الجرح
ابو كنارة : لا هذا ولا ذاك ، بل الشعب يريد الامان ، لقد نسى طموحاته ان يعيش كانسان اسوة ببقية شعوب العالم ، فبفضل امريكا والقادمين على ظهر الدبابات وبعض المتسكعين في بارات الغرب وصل الشعب الى ما هو عليه ..
ابو نشرا : اين وصل ؟
ابو كنارة : وصل الى درجة الانهيار وهو يدفع فاتورة كيسنجر وبروتوكولات صهيون وخيانة بريطانيا و.. وبفضل حكوماته المتعاقبة التي لا تفكر الا بمصالحها ..
ابو شبلا : نعم الشعب العراقي وبالاخص القوميات الصغيرة تدفع فاتورة تلو اخرى ، ماذا جنى من حروبه المتكررة غير المأساة ولا تزال انهر تركيا وايران والعراق تحمل بين طياتها لون دمائنا ولا تزال مذبحة سميل وصوريا وما آل على ابناء قومنا في الموصل وكنيسة النجاد ماثلة امام اعيننا ، فعلا ما فائدة الاستنكار والشجب والاعتصام ان كان الذي نسميه بالارهاب يزداد قوة ووحشية وهم يحركون ازلامهم امام عشرات الالاف من جنودنا وشرطتنا الباسلة ...
ابو كنارة : وانا اسال ممثلينا في البرلمان والوزراء واولئك المنتفعين من امتيازاتهم المشروعة وغير المشروعة من منهم تجرأ وقدم استقالته من منصبه وعمولة مزايداته للاخرين بدلا من الاستنكار ؟ من منهم اشترى علبة كبسول لاحد الجرحى او تحمل مصاريف دفن احد الشهداء اليس ذلك افضل من الاستنكار والدعوة الى المظاهرة في الاماكن الامنة والمطالبة بحقوق وهو لا يعرف معناها  ..
ابو نشرا : الم يكفي دعوتهم الى المظاهرة والمطالبة بالاماكن الامنة والحكم الذاتي و..
ابو كنارة : لماذا لم يتظاهروا في السابق ويطلبون ذلك ، الم يكن العديد منهم في المهجر مسجلين ضمن المعارضة العراقية ويتقاضون رواتبهم ؟ هل اعتصم احدهم او اضرب عن الطعام لعدة ايام وقطع الطريق امام اعضاء البرلمان ومجلس الوزراء ومجلس الامن والبيت الابيض والسفارات و... كم مرة تركت جاليتنا في بلدان المهجر تلك الحانات لتقطع الطريق امام احد المسؤولين الزائرين لتلك البلدان ومطالبته بحماية ابناء شعبه او التخلي عن الكرسي للاخرين ؟؟؟
ابو نشرا : وماذا فعلت انت سوى النفخ في الفراغ ؟ لماذا لا تحمل بندقيتك اسوة بالذين يقتلون اهلك وتقتلهم انت الاخر
ابو كنارة : ولكني بدلا من الشجب والاستنكار اذرفت دمعة صافية على قبر احد هؤلاء الشهداء
ابو نشرا : وما نفع ذلك ؟ هل تستطيع هذه الدمعة ان تحيي موتانا
ابو كنارة : ربما تستطيع ان تحرق قلب الاعداء طالما نحن نبكي بصدق لا مثل اولئك الذين لا يستطيعوا حسم صراعهم الداخلي ليقرروا مع من يكونوا ، مع الشعب بصدق او مع امتيازاتهم . لذا ترى رؤوسهم متدلية امام شعبهم من ثقل امتيازاتهم فيتظاهروا بالاستنكار امام الشعب والاستنكار امام الممول ...
ابو شبلا : لقد كان ذكيا من شرع هذه الامتيازات فحدد رواتب عضو البرلمان والوزير وعضو مجلس المحافظة ومسؤولي الاحزاب و.. ومن له منصب وهمي بالملايين الى حد حتى لو ذبح الشعب باكمله سوف لا يحرك ساكن طالما يتذكر مقدار راتبه . هذا من جانب ومن جانب اخر تكمن المشكلة في التشخيص ، اعني من الفاعل ... منذ 2003 والشعب يقدم اطنان من الدماء والدموع على طبق من ذهب لمن يسمى بالارهاب كي يدهن جسده ولكن من هو الارهاب والقاعدة و... عشرات لا بل المئات من المرات فجرت الجوامع والكنائس والطرق والدور و... ولا تزال جميع هذه الجرائم تسجل ضد مجهول (اعني القاعدة وقلول النظام و..) ولا تزال اعين الشعب تتحدق لترى شكل الارهاب هل له رجلين او اكثر ام انه عملاق مثل اشجار التوت والجوز و.. القاعدة ... القاعدة ... هل استطاعت الحكومة ان تعرف القاعدة كي يستطيع الطالب ان يعربها في الامتحان ...هل يعقل منذ 2003 وليومنا هذا عجز جبروت امريكا رغم هذه الجيوش والاسلحة واجهزة التنصت والشركات الامنية التي كانت تقطع الطريق على المواطن لتنتهك حرمة الشوارع والبيوت ان تكشف لنا شكل الارهاب !!! ان كانت الحكومة العراقية والامريكية و.. ولحد هذه اللحظة لم تستطع ان تحدد الفاعل اليس من حق الشعب ان يقول لهم اذن انتم القاعدة وانتم الفاعل  ..
ابو كنارة : هل يعقل ان يستطيع احد هؤلاء الذين غسلت ادمغتهم بوعود مدمنة ان يخطف مئات الاشخاص من احدى الدوائر بمعنى ان يحرك عشرات السيارات الصغيرة ورباعية الدفع والباصات في وسط بغداد مخترقة الدبابات الامريكية والسيطرات العراقية ما لم يكن له غطاء ؟ او يركن سيارة مفخخة امام احدى الجوامع او الكنائس اوقات الصلاة وعشرات السيارات المسلحة والدروع تتمركز هناك او تجوب حولها ... اليس من حقنا ان نتساءل هل الارهاب نكرة ام معرفة ؟ ولماذا يتقاتل الجميع وراء الكراسي بدلا وراء تعريف الارهاب ؟ اسئلة كثيرة تطرح نفسها املا ان نجد لها اجوبة في مذكرات القادة وبعد 20 سنة او اكثر ...   


271
حوار ساخن تحت خيمة ساخنة
نزار حنا الديراني
(في السابق ، وفي ليالي الشتاء الباردة حين تشل الحركة ، كان اهل القرية يجلسون حول الموقد احيانا تقص لهم جدتهم حكاية وفي الاخرى كانوا يناقشون فيما بينهم ... اما اليوم وحيث البطالة قد شلت حركتهم لذا تراهم يجلسون امام الدار ويجادل احدهم الاخر بما يلائم درجة حرارة الصيف ) 
5- اللجان
ابو كنارة : هل سمعتم بالاجتماع
ابو نشرة : اي اجتماع ؟ هل تقصد اجتماع الامم المتحدة لدراسة واقع الهجرة وتشكيل الحكومة او مشكلة جنوب السودان او..
ابو كنارة : وهل حلت مشاكلنا كي نفكر بالسودان او الصومال او ..
ابو نشرة : اذن من اجتمع وماذا قرر
ابو كنارة : لجنة القرية ، لايجاد طريقة رياضية لتوزيع مبالغ الاصلاح الزراعي ووارد الملاكين وايجاد فرص عمل للعاطلين وتشجيع الشباب على الزواج و..
ابو نشرا : ومشكلة الفضاء الخارجي والسلاح النووي وتسمية المستحقين لنيل جائزة نوبل للسلام والعلوم و..
ابو كنارة : ماذا تقصد من كلامك
ابو نشرا : اقصد لو تركوا الخيار لاحد المسنين لاستطاع على الاقل عرقلة موضوع هجرة اهل القرية
ابو كنارة : كبف يستطيع ذلك
ابو نشرا : سيوزع الارض لمن يريد ان يزرعها وسيفسح المجال لمن يريد استثمار ماله بمشروع ما او ...
ابو كنارة : او ماذا .. هل الدولة خالية من المسؤولين والقوانين حتى يتصرف هذا المسن كيفما يفكر او يشاء
ابو شبلا: اذا لم نرتقي الى مستوى القانون والمسؤولية سنبقى ندور في حلقات مفرغة ، كثير من المشاكل يمكن ان تحل خارج هذه المؤسسات . طالما ان اهل القرية رجعوا الى قريتهم هذا يعني انهم لم يبدأوا من الصفر ، فالقرية كانت تحكمها قيم واعراف بمستوى القانون ، لا اتذكر يوما اننا احتجنا الى السلطات لحل مشاكلنا ، فالكاهن مثلا او بعض وجوه القرية كانت سلطتهم اكبر من سلطة القانون ولكن بالاحترام لا بالقوة
ابو كنارة : لقد اختلف كل شئ ، للمختار ولجنته سلطة وللجنة شؤون المسيحيين سلطة وللمؤسسات الرسمية سلطة ، وللاحزاب سلطة و..
ابو نشرا : الم تسمع عندما تكثر الملاحين تغرق السفينة ، فاذا كانت لك في القرية مشكلة ، ستتيه بين هذه الحلقات ، فاذا كان الامر من مصلحة اي مجموعة من هذه المجاميع ستراها تطبق سلطتها فورا واذا لم يهمها الامر سيجعلون منك كرة احدهم يقذفها للاخر الى ان تنفجر هذه الكرة وتتلاشى ..
ابو كنارة : لماذا لا تحلون مشاكلكم في القرية كي لا تحتاجون الى اية من هذه المؤسسات
ابو شبلا : لو استطاع اهل القرية والمدينة و .. حل مشاكلهم لما ظهرت الدولة والقانون والامم المتحدة .. هل نعيش في عالم مثالي
ابو كنارة : اذن علينا ان نرضى بحكم اية مجموعة لان حكمها سيكون ضمن المصلحة العامة
ابو نشرا : لو تحملت اية مجموعة من هذه المجاميع المسؤولية لفرض قراراتها وخصوصا كما تقول المصلحة العامة سنكون شاكرين ، ولكن المشكلة كما قلت انهم يتهربون من اتخاذ اي قرار ما لم يكن في مصلحتهم
ابو كنارة : ماذا تقصد
ابو نشرا : لو تجرأت مثلا وتطالب لجنة القرية بتخصيص احد البيوت الخالية لعائلة نازحة او بناء دكان لا يتجاوز 3x 3 لاعالة عائلتك او توزيع الاراضي التي تسمى بالاصلاح الزراعي سيقولون لك هذا يعني استحصال موافقة لجنة شؤون المسيحيين ومدير الناحية ، وعندما تذهب الى لجنة شؤون المسحيين سيقولون هذه من صلاحية لجنة القرية فقد خولناها ونصحناها بعدم ترك هذه الدور خالية وكذلك الاراضي ، وعندما تذهب الى الناحية سيقولون نحن لا نتدخل بشؤون المسيحيين فهذه من صلاحية مختار ولجنته ، وعندما تعود الى لجنة القرية سيقولون هذه هي تعليماتهم ، وعندما تفاتح احزابنا القومية ستمطر عيونها مطرا غزيرا وستتحسر لو كان القرار بيدها ستبني مجتمعا على امثال جمهورية افلاطون ، واذا فاتحت الاحزاب الوطنية ستجعلك تفرح وتتامل مثلما يفرح الطفل ويتامل بعودة والده ومعه لعبة جميلة ، واذا راجعت راعي الكنيسة ، سيبتسم بوجهك ابتسامة غامضة ستحس انه كان قد غمض عينيه وقال مع نفسه (انا لا ارى ولا اسمع ولا اتكلم ) وهكذا ستدور في حلقة مفرغة الى ان تشل حركتك . مقابل ذلك سترى بام عينيك وتسمع بلحظة واحدة قد حصل الشخص الفلاني على موافقة بناء محل لنفسه او خصصت لمن يشاء احد هذه الدور الفارغة او ...
ابو كنارة : الم تسمع (من ليس منا فهو ضدنا ) هل تتذكر كيف كان شعورك في الانتخابات السابقة ، ومن كان صديقك ، وبمن حلمت سيفوز ... هل تريد ان نجلس مكتوفي الايدي  والاخرين يمطرون عليك عسلا
ابو نشرا : ولكن بين لحظة واخرى تتدحرج بزاوية قدرها 180 درجة ، عندما تزور احدى هذه المجموعات سيمطر لسانك عسلا وعندما تخرج سيمطر لسانك نقدا لاذعا
ابو كنارة : هكذا هي السياسة ، المهم تحصل على ما تشاء
ابو شبلا : علينا ان نتسائل هل من مصلحتنا ان نحكم من قبل هذا الكم من الحكومات ، لماذا سينظر مدير الناحية بمشكلة قرية اخرى من غير ابناء شعبنا ولا يقبل ان ينظر في طلب احد ابناء قريتنا ويقول له راجع لجنة شؤون المسيحيين او لجنة القرية ، ولماذا لا تقبل لجنة القرية بتخصيص دار خالي لعائلة محتاجة او لشخص مقبل على الزواج ولو بصورة وقتية (اعني في حال عودة صاحب الدار ) او السماح لمن يريد ان يبني لنفسه دكانا (وضمن شروط تحددها اللجنة) لترزق منها عائلته بدلا من ان يكون عاطلا ينتظر هذا وذاك كي يرسل له ورقة ليعيش ، او تسمح لمن يريد ان يستثمر ماله بمشروع يستفيد منه اهل القرية او ..
ابو كنارة : ومن ضمن لك ان المشروع سيكون لصالح اهل القرية
ابو شبلا : اللجنة هي التي ستضمن ذلك من خلال شروطها ، كان تشغل اهل القرية ، وان يخصص جزء من الربح لصالح القرية او .. لقد سمعت باحد الاصدقاء انه اراد ان يبني مشروعا ووعد اهل القرية بانه سيدفع لصالح القرية مبلغا لا باس به وانه ... الا انهم رفضوا وبحجج غير منطقية  .
ابو كنارة : وهل فكرت هذه اللجنة او غيرها من اللجان الاخرى وتناقشت فيما بينها قبل ان تصدر قرارها ، من المؤكد انها نظرت الى المشروع بمنظار ضيق اي مصلحتها الخاصة
ابو نشرا : ولماذا لا تعتقد بانك وصاحب المشروع ومن يثرثر ينظر ايضا ضمن مصلحته الخاصة ، فلو عرض عليه عامل اخر بخدمة وبراتب اقل من الذي سيطلبه ابن القرية من المؤكد سيوافق وسيتحجج بان ابن القرية لا يريد ان يعمل و..
ابو كنارة : ومن خول هذه اللجنة لتكون سيدة القانون ، هل هي منتحبة من قبل اهل القرية ام انها مفروضة ، وهل هي مستوى المسؤولية
ابو نشرا : وهل تعتقد بانك ستكون الامثل ، نعم انها مخولة قانونا ، وكل ما تفعله ستكون غير راضي ، هل تريد ان ناتي بلجنة من السماء كي تكون راضيا عنها
ابو شبلا: بالحقيقة من منا يكون في اللجنة لا يستطيع حل مشاكل القرية ، التي تفوق مشاكل المدينة ، فكثير من هذه المشاكل هي من مسؤولية الدولة ، الدولة وحدها يحق لها ان تسن قوانين ومن واجبها ترشيد وتثقيف الاخرين ليكونوا ضمن المسؤولية ، احيانا نطلب من هذه اللجان ما هو اكبر من طاقتها كرفع التجاوزات واسترجاع الاراضي لتوزيعها على اهل القرية و .. هذه هي من مهام اعضاء البرلمان للمطالبة بسن قوانين جديدة ومراقبة السلطات التنفيذية ومحاسبتها عن الخطأ و.. والا هل صوتنا لهذا العضو من اجل ان يكون امبراطورا وملياديرا فقط ... هذا من جانب ومن جانب اخر يجب ان نكون منصفين ولا ننسى ان هذه اللجان تعمل كجنود مجهولة دون مقابل وانها حافظت على وحدة القرية وعلى الروابط وخصوصا في التعازي والمصائب ، فهم يحركون اهل القرية لقيام بواجب من له مصيبة وهم يراجعون الدوائر المعنية للحصول على الخدمات و.... ولكن انا انصح مختار ولجان القرية ان يجلسوا مع اهل القرية ويناقشوا معهم في كثير من الامور وبطريقة هادئة فلكل منا رايه ومن مجموع هذه الاراء والمناقشات ستكون قراراتنا اكثر صائبة ، وماذا يضر لو حاولنا بين فترة واخرى انتخاب اللجنة ، نعم ربما سيكون هناك من هو شاذ عن القاعدة ولكن علينا ضمه الى صدرنا لحيم استفاقته من انانيته .
ابو كنارة : هذه اللجان تحصل على رواتب واختلاسات لذا فهي تخاف من الانتخابات لانها سوف لا تفوز وتخسر جميع هذه الامتيازات
ابو نشرا : لا .. ولكنها تخاف ان ياتي من ليس بمستوى المسؤولية ويبيع الاخضر واليابس
ابو شبلا : الانتخابات لا تعني عرض العضلات ، والحوار لا يعني مباريات او مسابقة ، علينا ان نفسح للاخرين لممارسة المسؤولية كي تشعر مدى ثقلها كي يكون نقاشها اكثر بناءا ، والحوار يعني ان يتعلم ويستفيد احدنا من الاخر وفي النهاية سيكون من مصلحة الجميع ، مرة اخرى ساقول علينا ان نرتقي الى مستوى القانون والمسؤولية ، اما ما يشاع عن امتيازات لقد سمعت ان راتب مختار القرية لا يكفي لمراجعة دائرة او دائرتين ولا اقول ما يصرفه من القهوة والشاي و.. للضيوف وهكذا اعضاء اللجان ، فالرواتب المخصصة لا زالت ضمن التخصيص المالي القديم اي عندما كان الدينار سيد الساحة ، ومن يعتقد بغير ذلك فليظهر على الساحة . كنت اتمنى لو ان الدولة شرعت قانونا اعتبارهم كما الحال اعضاء مجلس المحافظة بما يتناسب مهامهم ، فلو اعتبروا موظفين ومنتخبين من المؤكد سيبذلوا المزيز المزيد ولكن ؟؟؟ دعونا ننهي حوارنا لنلتقي من جديد في الاسبوع القادم   



272
حوار ساخن تحت خيمة ساخنة

                                                                                                          نزار حنا الديراني

(في السابق ، وفي ليالي الشتاء الباردة حين تشل الحركة ، كان اهل القرية يجلسون حول الموقد احيانا تقص لهم جدتهم حكاية وفي الاخرى كانوا يناقشون فيما بينهم ... اما اليوم وحيث البطالة قد شلت حركتهم لذا تراهم يجلسون امام الدار ويجادل احدهم الاخر بما يلائم درجة حرارة الصيف ) 
4- الكيل بمكيالين

ابو نشرا : واخيرا وصل شقيقي وعائلته الى امريكا
ابو كنارة : ربما سيعود
ابو نشرا : ولماذا سيعود ، في امريكا وكما في الدول الاخرى سيحصل على كافة حقوقه ، وستخصص له الدولة مسكن جيد وراتب شهري لكل فرد من افراد عائلته ...
ابو كنارة : وحتى في القرية خصصت له الدولة دار سكن وبامكانه ان يعمل ليحصل على لقمة العيش بعرق جبينه
 ابو نشرا : اي دار سكن يا اخي واي شغل ، لقد باع كل ما كان يملك كي لا يرجع
ابو كنارة : هل يعني ان داره فارغ
ابو نشرا : تقريبا ، سوى بعض الاثاث البسيطة والمهملة ليوهم الاخرين بانه سيعود
ابو شبلا : ولكنه كما تقول سوف لا يعود ، فلماذا لا تبيع ما تبقى من اثاثه وتسلم البيت الى مهاجر اخر او الى ..
ابو نشرا : الى من ؟
ابو كنارة : الى شقيقتي مثلا ، فهي تنوي ترك مدينة الموصل بسبب اعمال العنف اولا وقيام اهل البيت بهدم جزء منه للضغط عليها كي تترك البيت
ابو نشرا : ولكن كما تعرف ان مسؤولي القرية قرروا عدم اعطاء اي دار الى الغرباء او من لم يكن من الملاكين في السابق او ...
ابو شبلا : غرباء  ملاكون ..!! ماذا تقصد ؟ الم يقل لك شقيقته
ابو نشرا : ولكن زوجها غريبا اعني ليس من اهل القرية
ابو شبلا : ولكن لشقيقته من حقوق مثلما ما له ، المهم لها حصة في الارض ومن حقها ان يكون لها دارا سكنيا
ابو كنارة : وخاصة هذه الدور هي ملك الدولة
ابو نشرا : ولكن الدار مسجل باسم شقيقي ، يقولون سيملكونها لساكنيها وان حصل ذلك سياتي ليبيع داره ليستفيد من المبلغ و..
ابو كنارة : ولكنه ساكن في امريكا ، هذا يعني سقط حقه
ابو نشرا : ولكن الدار داره ولا نقبل ان نعطيها للغرباء
ابو كنارة : اذن اعطوها الى بطرس فهو من اهل القرية ومقبل على الزواج ولكن المشكلة هي السكن ، فدار والده كما تعرف صغيرة لا تكفي الا لشخصين وربما وطفل
ابو نشرا : هذه ليست مشكلتنا .. اوصاني اخي ان لا اعطي داره لاي شخص ، ربما يملكونها ، وربما سياتي سفرة سياحية بعد ان يحصل على الجنسية الامريكية
ابو شبلا : للاسف يوما بعد اخر تكشف انانيتنا ، في سنة 1991 و2003 عندما تركنا بغداد وتوجهنا الى قرى سهل نينوى او .. لم يقولوا لنا غرباء ، اتذكر جيدا في سنة 2003 تشكلت في مدينة بغديدا (قراقوش) فرق من شباب القرية منتشرين في الطرق تتنافس فيما بينها لاستقبال العوائل النازحة من بغداد ممن ليس لهم اقرباء في المنطقة فخصصوا جزء من دورهم الصغيرة لتشاركهم عائلة نازحة ولم يقولوا هذا غريب او ليس ملاكا او.. ، وكذا الحال في القرى الاخرى .. وكما تقول لقد وفرت امريكا وغيرها شقة جميلة ومستلزمات المعيشة وفرصة عمل لشقيقك ولم تقل امريكا انهم غرباء ولو لم يحصل شقيقك على ذلك سيصرخ ويتهم حكومة امريكا بالانانية والرجعية وسيوكل محام دفاع لانه يعتقد ان حكومة امريكا قد سلبت حقه الا انه لا يقبل ان يعطي ولو جزء من داره التي تخلى عنها مثلما تخلى عن وطنه ، اليس هذا الكيل بمكيالين ...
ابو كنارة : واذا اصدرت الدولة او اية جهة اخرى قرارا يلزمه التخلي عن حقوقه ولو في هذا الدار سيقول هذا ظلم ، انه داري ...
ابو نشرا : قلت لكم داره ، هذا يعني من حقه ان يبيعها مثلما يفكر الاخرون ممن في المهجر ببيع اراضيهم لمن يشاءوا
ابو كنارة : وماذا لو باعها الى من ليس من اهل القرية الم يكن ذلك غريبا ؟ وماذا لو اصدرت الدولة قرارا ووزعت هذه الدور الشاغرة للاخرين ، وخصوصا الكثير منهم يرون ليس من العدل ان تكون هذه الدور شاغرة وهم يدفعون الايجار .. او يقف السكن عائقا في طريق زواجهم ..
ابو شبلا : لو حصل هذا تراهم سيصرخون بشفافههم ويطبلون فيما بينهم ويقولون هذه الحكومة ظالمة والقائمين على كنيستنا واحزابنا لا يهمهم سوى مقاعدهم وجيوبهم و... هذا من جانب ومن جانب اخر حتى ان ملكت الدولة هذه الدور والاراضي الزراعية ، لا بد ان تسن قوانين للحفاظ على هوية القرية ومعالمها وخصوصا الجميع يطالبون برفع التجاوزات عن هذه القرى .
ابو كنارة : فعلا نحن بحاجة الى قوانين للحفاظ على التوازن كي لا تتحول الساحة الى غابة تتصارع فيها الاقوياء وقوانين اخرى تضع حدا لاولئك الذين تركوا هذه البيوت كي لا تتحول الى غابة تنتعش فيها الحشرات السامة وتؤذي الجيران ، او ..
ابو نشرا : هذا ليس عدلا ! البعض من هذه البيوت بناها اهلها وعلى حسابهم الخاص (وخصوصا من جاءوا من بلدان المهجر) ، واخرون صرفوا على بيوتهم الملايين .. فكيف تطالب بمصادرة هذه البيوت
ابو كنارة : لا ، لم اطالب بذلك فقط اقول البيوت التي بنتها الدولة سواء أكان من ميزانيتها او من ميزانية الدول المانحة ، اما ما صرفوه فليكن مقابل ما سيحصلون عليه من حكومات بلدان المهجر
ابو شبلا : اتدرون عندما تكون القرية عامرة ومتماسكة ستجذب ابنائها المقيمين في الخارج لاستثمار اموالهم في القرية وبناء دور لهم ، وهذا يعني تقوية اواصر العلاقة بين اهل القرية واقربائهم في المهجر وخلق فرص عمل لاهل القرية هذا من جانب ومن جانب اخر سيحافظ المهاجر على هويته ، لذا على المسؤولين اولا ونحن ثانيا تقع على عاتقنا هذه المسؤولية ، نعم البعض من هذه البيوت تعود لاشخاص لنوها على نفقتهم الخاصة ، عذا يعني علينا ان نشجعهم ونحييهم والعض الاخر قد صرف صاحبها عليها ، وفي هذه الحالة يمكن ان يجرى حوار واتفاق بين الطرفين لدفع ما يجب ان يدفعه ، ربما سيستغل احدهم الاخر ، لذا على اجهات المسؤولة (ان كانت لجنة القرية او لجنة شؤون المسيحيين التي كان لها دور في بنائها ) التدخل لصالح الطرفين ...  المهم دعونا ننهي نقاشنا اليوم لنعيده في الاسبوع القادم


273
حوار ساخن تحت خيمة ساخنة

                                                                                               نزار حنا الديراني

(في السابق ، وفي ليالي الشتاء الباردة حين تشل الحركة ، كان اهل القرية يجلسون حول الموقد احيانا تقص لهم جدتهم حكاية وفي الاخرى كانوا يناقشون فيما بينهم ... اما اليوم وحيث البطالة قد شلت حركتهم لذا تراهم يجلسون امام الدار ويجادل احدهم الاخر بما يلائم درجة حرارة الصيف )
 
4- الكيل بمكيالين

ابو نشرا : واخيرا وصل شقيقي وعائلته الى امريكا
ابو كنارة : ربما سيعود
ابو نشرا : ولماذا سيعود ، في امريكا وكما في الدول الاخرى سيحصل على كافة حقوقه ، وستخصص له الدولة مسكن جيد وراتب شهري لكل فرد من افراد عائلته ...
ابو كنارة : وحتى في القرية خصصت له الدولة دار سكن وبامكانه ان يعمل ليحصل على لقمة العيش بعرق جبينه
 ابو نشرا : اي دار سكن يا اخي واي شغل ، لقد باع كل ما كان يملك كي لا يرجع
ابو كنارة : هل يعني ان داره فارغ
ابو نشرا : تقريبا ، سوى بعض الاثاث البسيطة والمهملة ليوهم الاخرين بانه سيعود
ابو شبلا : ولكنه كما تقول سوف لا يعود ، فلماذا لا تبيع ما تبقى من اثاثه وتسلم البيت الى مهاجر اخر او الى ..
ابو نشرا : الى من ؟
ابو كنارة : الى شقيقتي مثلا ، فهي تنوي ترك مدينة الموصل بسبب اعمال العنف اولا وقيام اهل البيت بهدم جزء منه للضغط عليها كي تترك البيت
ابو نشرا : ولكن كما تعرف ان مسؤولي القرية قرروا عدم اعطاء اي دار الى الغرباء او من لم يكن من الملاكين في السابق او ...
ابو شبلا : غرباء  ملاكون ..!! ماذا تقصد ؟ الم يقل لك شقيقته
ابو نشرا : ولكن زوجها غريبا اعني ليس من اهل القرية
ابو شبلا : ولكن لشقيقته من حقوق مثلما ما له ، المهم لها حصة في الارض ومن حقها ان يكون لها دارا سكنيا
ابو كنارة : وخاصة هذه الدور هي ملك الدولة
ابو نشرا : ولكن الدار مسجل باسم شقيقي ، يقولون سيملكونها لساكنيها وان حصل ذلك سياتي ليبيع داره ليستفيد من المبلغ و..
ابو كنارة : ولكنه ساكن في امريكا ، هذا يعني سقط حقه
ابو نشرا : ولكن الدار داره ولا نقبل ان نعطيها للغرباء
ابو كنارة : اذن اعطوها الى بطرس فهو من اهل القرية ومقبل على الزواج ولكن المشكلة هي السكن ، فدار والده كما تعرف صغيرة لا تكفي الا لشخصين وربما وطفل
ابو نشرا : هذه ليست مشكلتنا .. اوصاني اخي ان لا اعطي داره لاي شخص ، ربما يملكونها ، وربما سياتي سفرة سياحية بعد ان يحصل على الجنسية الامريكية
ابو شبلا : للاسف يوما بعد اخر تكشف انانيتنا ، في سنة 1991 و2003 عندما تركنا بغداد وتوجهنا الى قرى سهل نينوى او .. لم يقولوا لنا غرباء ، اتذكر جيدا في سنة 2003 تشكلت في مدينة بغديدا (قراقوش) فرق من شباب القرية منتشرين في الطرق تتنافس فيما بينها لاستقبال العوائل النازحة من بغداد ممن ليس لهم اقرباء في المنطقة فخصصوا جزء من دورهم الصغيرة لتشاركهم عائلة نازحة ولم يقولوا هذا غريب او ليس ملاكا او.. ، وكذا الحال في القرى الاخرى .. وكما تقول لقد وفرت امريكا وغيرها شقة جميلة ومستلزمات المعيشة وفرصة عمل لشقيقك ولم تقل امريكا انهم غرباء ولو لم يحصل شقيقك على ذلك سيصرخ ويتهم حكومة امريكا بالانانية والرجعية وسيوكل محام دفاع لانه يعتقد ان حكومة امريكا قد سلبت حقه الا انه لا يقبل ان يعطي ولو جزء من داره التي تخلى عنها مثلما تخلى عن وطنه ، اليس هذا الكيل بمكيالين ...
ابو كنارة : واذا اصدرت الدولة او اية جهة اخرى قرارا يلزمه التخلي عن حقوقه ولو في هذا الدار سيقول هذا ظلم ، انه داري ...
ابو نشرا : قلت لكم داره ، هذا يعني من حقه ان يبيعها مثلما يفكر الاخرون ممن في المهجر ببيع اراضيهم لمن يشاءوا
ابو كنارة : وماذا لو باعها الى من ليس من اهل القرية الم يكن ذلك غريبا ؟ وماذا لو اصدرت الدولة قرارا ووزعت هذه الدور الشاغرة للاخرين ، وخصوصا الكثير منهم يرون ليس من العدل ان تكون هذه الدور شاغرة وهم يدفعون الايجار .. او يقف السكن عائقا في طريق زواجهم ..
ابو شبلا : لو حصل هذا تراهم سيصرخون بشفافههم ويطبلون فيما بينهم ويقولون هذه الحكومة ظالمة والقائمين على كنيستنا واحزابنا لا يهمهم سوى مقاعدهم وجيوبهم و... هذا من جانب ومن جانب اخر حتى ان ملكت الدولة هذه الدور والاراضي الزراعية ، لا بد ان تسن قوانين للحفاظ على هوية القرية ومعالمها وخصوصا الجميع يطالبون برفع التجاوزات عن هذه القرى .
ابو كنارة : فعلا نحن بحاجة الى قوانين للحفاظ على التوازن كي لا تتحول الساحة الى غابة تتصارع فيها الاقوياء وقوانين اخرى تضع حدا لاولئك الذين تركوا هذه البيوت كي لا تتحول الى غابة تنتعش فيها الحشرات السامة وتؤذي الجيران ، او ..
ابو نشرا : هذا ليس عدلا ! البعض من هذه البيوت بناها اهلها وعلى حسابهم الخاص (وخصوصا من جاءوا من بلدان المهجر) ، واخرون صرفوا على بيوتهم الملايين .. فكيف تطالب بمصادرة هذه البيوت
ابو كنارة : لا ، لم اطالب بذلك فقط اقول البيوت التي بنتها الدولة سواء أكان من ميزانيتها او من ميزانية الدول المانحة ، اما ما صرفوه فليكن مقابل ما سيحصلون عليه من حكومات بلدان المهجر
ابو شبلا : اتدرون عندما تكون القرية عامرة ومتماسكة ستجذب ابنائها المقيمين في الخارج لاستثمار اموالهم في القرية وبناء دور لهم ، وهذا يعني تقوية اواصر العلاقة بين اهل القرية واقربائهم في المهجر وخلق فرص عمل لاهل القرية هذا من جانب ومن جانب اخر سيحافظ المهاجر على هويته ، لذا على المسؤولين اولا ونحن ثانيا تقع على عاتقنا هذه المسؤولية ، نعم البعض من هذه البيوت تعود لاشخاص لنوها على نفقتهم الخاصة ، عذا يعني علينا ان نشجعهم ونحييهم والعض الاخر قد صرف صاحبها عليها ، وفي هذه الحالة يمكن ان يجرى حوار واتفاق بين الطرفين لدفع ما يجب ان يدفعه ، ربما سيستغل احدهم الاخر ، لذا على اجهات المسؤولة (ان كانت لجنة القرية او لجنة شؤون المسيحيين التي كان لها دور في بنائها ) التدخل لصالح الطرفين ...  المهم دعونا ننهي نقاشنا اليوم لنعيده في الاسبوع القادم


274
حوار ساخن تحت خيمة ساخنة

نزار حنا الديراني
في السابق ، وفي ليالي الشتاء الباردة حين تشل الحركة ، كان اهل القرية يجلسون حول الموقد احيانا تقص لهم جدتهم حكاية وفي الاخرى كانوا يناقشون فيما بينهم ... اما اليوم وحيث البطالة قد شلت حركتهم لذا تراهم يجلسون امام الدار ويجادل احدهم الاخر بما يلائم درجة حرارة الصيف ) 

3- الهجرة
ابو كنارة : تدرون المانيا وافقت على قبول كل العراقيين
ابو نشرا : هذه شائعات يستفيد منها التجار
ابو كنارة : اكيد راح تكول امريكا هم شائعات ...
ابو نشرا : اكيد حديث البيت تحول من موضوع المساعدات الى الهجرة
 ابو كنارة : هل تريد ان ندور في حلقة مفرغة ، قالت المساعدات وتنبأ السيد حفظه الله بانه راح يحل كل مشاكلنا واخر راح يحدثنا عن الديمقراطية وحقوق الاقليات وتشكيل الحكومة و...
ابو نشرا : اكيد هذه الايام النسوان ما عندهم موضوع اخر غير امريكا واستراليا والمانيا .. وانت تسمع وتصدق
ابو شبلا : مع كل الاسف اصبحنا اكبر قناة لنقل الاشاعات ، بمجرد يصل شخص او عائلة الى احدى الدول الغربية ترانا نزمر ونطبل.. ويتحول العدد من واحد الى مئة
ابو كنارة : ماذا تنتظر منا ، لقد تحدثنا طويلا وزمرنا عن رفع التجاوزات والقضاء على البطالة والمساعدات الانسانية وتشكيل الحكومة والمسلسلات التركية و.... بالنتيجة وكاننا كنا ندور في حلقة مفرغة ...
ابو شبلا : ماذا تريد ان تقول يا ابو كنارة
ابو كنارة : اقول كل الوعود كانت سرابا فاغنام وابقار المتجاوزين تجوب اراضينا وتقتحم بيوتنا ... وعبارة (متى توزع فلوس الاصلاح الزراعي) التي نحلم بها ليلا ونهارا لم تحل مشكلة الفقر وتشكيل الحكومة والاستقرار اصبح شئ من الماضي... من الافضل ان نتحدث عن مستقبل اولادنا ليحصلوا على النعيم الذي يتمتع بها ابنائنا في بلدان المهجر
ابو نشرا : النعيم ... هل تقصد المذلة
ابو كنارة : هل تدري كل من يحصل على اللجوء تفتح له ابواب السماء وتزمر له الملائكة
ابو نشرا : لهذا السبب اسمع زوجتي تتحدث في منامها عن برج ايفل وتمثال واشنطن وحدائق سدني وجمال السويد وكندا و..
ابو كنارة : اليس من حقها ، هل تستطيع ان تقول لي هل يستطيع والدك وبعد 30 سنة من العمل في دوائر الدولة ان يعيش ولو مع زوجته بالراتب التقاعدي ؟؟؟؟ وهل تدري ان راتب الطفل الواحد في الخارج يعادل راتب والدك التقاعدي لعدة اشهر ...
ابو شبلا : لو كان المعيار الراتب والخدمات ومساحيق التجميل و.. لفرغ الشرق من مواطنيه
ابو كنارة : اي معيار اذن علينا ان نستخدمه في المقارنة
ابو نشرا : الوطنية ..
ابو كنارة : وهل تستطيع ان تشتري بالوطنية الصادقة والنزاهة رغيف خبز .. اي وطنية ، وطنية القوائم المرشحة ووعودها المزيفة التي فشلت رغم مرور اكثر من 7 اشهر في تشكيل الحكومة ؟
ابو نشرا : لا ... ولكن هل وطنية اولئك الذين يتركون ابائهم المسنين وراء ظهرهم ليفتخروا انهم يغسلون الصحون في مطعم شيكاغو و.... تكفي لحل مشاكلنا المتعددة كالتسمية والعدالة والمساواة ووقف شرايين دم الابرياء من النزف على يد الارهاب ....
ابو شبلا : لست ادري لماذا كلما نتحدث عن موضوع ترتفع درجة حرارتنا بمستوى درجة حرارة تموز .. ونرى كل شئ اما اسود قاتم اوابيض ناصع
ابو كنارة : لاننا نزيف الحقائق دائما ، قبل بضع سنوات سافرت عائلة ابو أريا الى اوربا وبفترة قصيرة اشترت لنفسها قصرا وعدة سيارات وها هو قد جاء الى هنا كسفرة سياحية ، وحين يعود الى كندا ستاتي ام أريا وأريا لزيارتنا ... والسيد ابو نشرا يتحدث عن غسل الصحون والمافيا وتجارة المخدرات و..
ابو نشرا : ولكن عندما اتحدث مع اخي او زميلي في كندا او السويد او امريكا او ... يقول غير ذلك ، احيانا يتمنى لو عاد به الزمن الى يوم كان في القرية مع اهله واصحابه وخصوصا ايام الحفلات التي كانت تدوم 7 ايام وليالي ... واخر يشكو لي ويقول ( لو مات الانسان في شقته اسبوعا او شهرا لا يحس به حتى جاره ..) واخر يقول ...
ابو كنارة : هذه اكاذيب .. كلما يحس شقيقك او ابنك او .. بانك ستطلب منه المساعدة سيبكي بوجهك ، هل تدري قبل يومين ارسل لي زميلي صوره مع زميلته على ساحل البحر ، وهل تدري كل يوم يتصل بنا كنارة ويقول كنت اتمنى لو كنتم هنا في هذا النعيم ...
ابو شبلا : في الغرب مساوئها ومحاسنها وكما في الشرق ، في السابق لم يتجرأ احدنا ان يتحدث عن الهجرة كونه كان مقتنعا من عيشته بما فيها من مآسي ومحاسن ، فجمال القرية وطيبة اهلها وجمال الطبيعة تجعلك تنسى كل الهموم ، ولكن !!! بفعل الحروب المتكررة وعدم كفاءة ووطنية الحكام وعلى مدى التاريخ جعلت منا نحس وكاننا لسنا ابناء هذه الارض الطيبة .. في الخارج وحيث التطور والقانون يجذب الاخرين ولكن الحياة هناك قاسية ليس كما يصورها البعض .. المهم الانسان هو الذي يجب ان يصنع لنفسه المستقبل
ابو نشرا : بالرغم من كل الحروب والحصار لا نزال بالف خير ، البعض منا حين يتحدث بالدفاتر وسيارة مونيكا والعزائم و.. لا يستطيع الموجودين في الغرب وحتى الذين يعملون بالممنوعات والعمل بالاسود حتى ان يحلموا بها.. هل تدري البارحة ! نثر صديقي من الدنانير على العريس والمطبل والمطرب ما يعادل راتب شقيقه في امريكا، والاخ ابو كنارة ونساء الحارة تتحدث وتطبل للهجرة وكأن الطريق مبلط
ابو كنارة : ماذا تقصد بالطريق المبلط
ابو نشرا : اقصد بانكم ستنتظرون في سوريا او تركيا او اردن عدة سنوات وستخسرون قيمة البيت والاثاث التي تبيعونها ، ربما ستصلون او سترجعون وكما يقول المثل (ايد من كدام وايد من ورى)
ابو كنارة : هذا لا يهم ، المهم نصل الى احدى الدول ، ولا تنسى حين تسجل في U N   ستحصل على المساعدات وستخيرك ان كنت راغبا في السفر الى امريكا او استراليا او كندا ... واذا كنت مستعجل اطلب من زملائك او اقربائك في كندا حتى يرسلوا لك كفالة خماسية او ..
ابو نشرا : او ماذا .. هل سمعت ما قاله ابو أدد كيف تورط بالهجرة الى امريكا ، وهو يفكر ماذا سيفعل بعد انتهاء مدة الـ 6 أشهر كيف سيدفع فاتورة الشقة والماء والكهرباء و.. وهل تعلم كم من العوائل لا زالت تنتظر في سوريا او الاردن او تركيا ومصر ولبنان وهي تنتظر رحمة الله منذ سنوات عدة .. وهل تعلم كم من اشقائنا في السويد مهددين بالطرد و..
ابو كنارة : هذا كلام فارغ .. الدولة هي التي ستصرف عليك .. وهل تعلم بان اصحاب العوائل الكبيرة او من له معوق او مسن في البيت ، لا يفكر في العمل ... لان الراتب الذي سيتقاضاه من الدولة يكفي ان يعيش بسعادة
ابو نشرا : ولو لم يكن لديه اطفال او معوقين او مسنين .. ماذا سيفعل ؟ هل سيجد طريق اخر ياستثناء ان يقبل العمل في البلدية او المطبخ او .. وإن كان طبيبا او مهندسا       
ابو كنارة : لماذا دائما نحن متشائمون
ابو شبلا : من باب الحكمة علينا ان نأخذ اسوأ الاحتمالات .. فلو كان الطريق مبلطا لفرغت كثير من بلدان الشرق من اهلها ، في بلدان المهجر على الفرد ان يكافح حتى يحصل على المواطنة ، وان كان الموضوع المال فاثرياء العراق ليسوا باقل من اثرياء امريكا وبريطانيا و .. وان كان الموضوع جمال الطبيعة والامن بامكانك الحصول عليه في قرانا ، ولكن الموضوع هو مرض خطير ومعدي انتشر في العراق اكثر من غيره، ما ان يفكر احدنا بالهجرة ستجد عشرات العوائل حزمت امتعتها وتقنع نفسها بالاف الحجج كي تهاجر . في السابق كان الفرد يفكر في السفر لغرض حصوله على شهادة تخصصية او لغرض الاستجمام والاطلاع على ثقافة الشعوب .. اما اليوم فللاسف تغيرت كل المعايير فلو ملكت الغرب برمته الى مواطن من دول الخليج سيرفض الهجرة . في السابق كنا نعاتب كل من يفكر في الهجرة اما اليوم ! فمن الصعب ان تنصح حتى اقرب شخص اليك لانك كما هو تعيش في صراع البقاء .

275
حوار ساخن تحت خيمة ساخنة

                                                                                                            نزار حنا الديراني
في السابق ، وفي ليالي الشتاء الباردة حين تشل الحركة ، كان اهل القرية يجلسون حول الموقد احيانا تقص لهم جدتهم حكاية وفي الاخرى كانوا يناقشون فيما بينهم ... اما اليوم وحيث البطالة قد شلت حركتهم لذا تراهم يجلسون امام الدار ويجادل احدهم الاخر بما يلائم درجة حرارة الصيف ) 

2- الانتخابات
ابو شبلا : يا جماعة هل تستطيعوا ان تقولوا لي كم حزب راح يشارك في الانتخابات ، ان كان هناك العشرات من اللافتات والشعارات والدعايات لاكثر من سبعة احزاب من احزابنا السريانية قد علقت على حياطين قريتنا الصغيرة
ابو كنارة : وماذا ستقدم لنا ان فازت
ابو نشرا : جميعها لا تستطيع ان تقدم شيئا باستثناء قائمتنا
ابو كنارة : نعم ستقدم لنا وعود مزيفة وسيصعد البعض منهم على اكتفنا ليتحولوا من الطبقة الفقيرة الى الارستقراطية
ابو نشرا : ولكن قدمت لنا المزيد من ماكل ومشرب ومسكن وشهامة و..
ابو كنارة : مَن مِن هذه الاحزاب قدم لنا شيئا من عرق جبينها ، البعض يسرق من جيوبنا الالاف سرا ويقدم لنا بعض الفتات واخر يتحدث باسمنا في المحافل ليجمع بعض الدفاتر ثم يذهب الى السوق ليشتري بجزء بسيط منها مواد غذائية او لعب بسيطة ليقدمها لنا كجزء من حملته الانتخابية ويعيرنا فيها ، واخر يزايد على قضيتنا ويضحك على ذقوننا ويقول لقد ناضلت من اجلكم وطرحت معاناتكم في المحافل الدولية ... كل واحد يقول وحدي الصادق اما الاخرون ؟؟؟؟
ابو شبلا : كل واحد يريد ان يحقق مكاسبه على حسابنا وعندما يصل الى قمة البرلمان او في الوزارة سيتنصل عن ما قاله ، ونحن نتحمل الجزء الكبير من هذا الخطأ ، من منكم تجرأ وقال لاحدهم انت وحزبك لم تحقق شيئا ؟
ابو نشرا : لماذا انتم ناكروا الجميل اليس بفضل حزبنا او قائمتنا .. عرفكم الاخرون واعترفوا بحقوقكم في الدستور؟ من مد لكم يد المساعدة عندما كنتم في الضيق سوى حزبنا ؟
ابو كنارة : لولا وعود حزبكم لسلكنا طريقا اخرا ، وهل قدم حزبكم او غيره من الاحزاب من ماله الخاص ؟ الم يستفد القائمون على هذا الحزب او ذاك مئات الاضعاف على ما قدمه لنا ؟ ....
ابو نشرا : وما دخلكم ان قدمه من جيبه الخاص او جاء به من جهة اخرى ، الم يكن ذلك بجهوده الخاصة ، ولو لم يكن حفظه الله موجودا من اعترف بكم وارسل لكم ولو فتات خبز ...
ابو كنارة : ولكنهم يتاجرون برؤوسنا ويملؤن جيوبهم ليعززوا ارصدتهم في البنوك العالمية ، اهل يعقل احدهم يقفز من الوادي الى قمة الجبل ببضع سنين ويتحدث بالدفاتر والملايين ان لم يكن عدوا لشعبه ...
ابو شبلا : بارك الله بكل من قدم شيئا لهذا الشعب المسكين فهو يستحق اكثر من ذلك بكثير ، ومقابل ذلك نحن بحاجة الى من يعمل من اجل رفع التجاوزات عن قرانا ودفع الاخرين لبناء مشاريع ومنشات للقضاء على البطالة ، فالمساعدات وحدها لا تكفي ....
ابو نشرا : ومن قال لك هناك تجاوزات ، لماذا لم تفكروا يوم تركتم قراكم ومدنكم ورحلتم الى حيث الراحة بدلا من الدفاع عنها ، اليس من العدل ان نقول الارض لمن يزرعها ويحميها .
ابو كنارة : وهل كان مسؤولي الاحزاب والفائزين برقاب شعبنا من الابطال والمدافعين ، الم يكونوا مثلنا في بغداد او في بلدان المهجر يتمتعون بجمال العيون الزرقاء و...
ابو نشرا : بل كانوا يعملون مع المعارضة العراقية سواء في الداخل او الخارج
ابو كنارة : للاسف لقد شوه البعض هذا المصطلح ، البعض منهم رحل بدافع الهجرة او كان مطلوبا ولم يقدم شيئا ابان وجوده هناك ولكن بطريقة او اخرى حالفه الحظ وجاء ضمن الطاقم الذي جاء على ظهر الدبابة ..
ابو شبلا : اعتقد هناك مبالغة ، فمسؤولي احزابنا لم ياتوا على ظهر دبابة ، البعض منهم فعلا كان معارضا والبعض الاخر كان صامد في الداخل وهذا لا يعني خلو احزابنا من نسبة لا باس بها من الوصوليين ...       
ابو كنارة : قل اغلب قياديي احزابنا ، البعض منهم وكما كنا نعرفهم لا يشترون السياسة بفلس واخرون عندما كنا نتحدث معهم بالوطنية كانوا يستهزؤون بنا ويعتبروننا متخلفين ، و...
ابو نشرا : هذا غير صحيح ، اغلبهم ان لم نقل جميعهم كانوا مخلصين لقضيتهم ، البعض منهم هاجر الى الخارج او صعد الجبل خوفا من النظام السابق ، وحتى الاخرين كانوا يعملون بنزاهة خارج الانظار ...
ابو كنارة : ما هكذا تربد الابل يا ابو نشرا ... علينا ...
ابو نشرا : وماذا فعلتم انتم في السابق او في الوقت الحاضر سوى النقد السلبي ، نراكم تنتقدون حتى الانبياء ..
ابو شبلا : علينا ان نكون منصفين ، لنترك الماضي يدفن موتاه ونفتح صفحة جديدة ، ونتسائل كيف نستطيع ان ندفع باحزابنا لتكون جميعها قومية ووطنية ، دعونا نجلس معها بطاولة مستديرة ونناقش معها الية رفع التجاوزات عن قرانا وتوزيع الاراضي على الساكنين فيها من اجل رفع دخل الفرد عسى ان يكون ذلك عاملا مساعدا لوقف نزيف الهجرة بدلا من ان نناقش نقاشا بيزنطيا ....
ابو كنارة : لا تعتقدهناك من يطالب بحقنا فبعد عدة سنين من تغيير النظام ما الذي قدموه لنا هذه الاحزاب من انجازات سوى وعود وتعليق فشلهم على شماعات جاهزة ..
ابو شبلا : ماذا تقصد بالشماعات الجاهزة يا ابو كنارة ؟
ابو كنارة : في السابق كنا قد تعلمنا من انظمتنا ان نعلق فشلنا برقبة غيرنا ، كنا نستخدم مفردة الاستعمار والصهيونية والامبريالية و .. ومن ثم اضفنا اليها الحصار والارهاب و.. واضفنا عليها نحن السريان عبارة (الحزب الفلاني او المؤسسة الفلانية او الشخص الفلاني او..) يتحمل سبب فشلنا ولا نعرف من هو الصادق ، بصريح العبارة ننشر ما نراه عيبا على حبال الغسيل
ابو نشرا : لماذا لا نعرف ، الم ترى بعينيك ما قدمته وتقدمه قائمتنا لكم ، ورغم ذلك يتهمنا اصحاب اللافتة ... بالعمالة والخيانة او السرقة او ..
ابو كنارة : لانكم لستم صادقين اولا ومنحازين ثانيا ..
ابو شبلا " منحازين الى من ..
ابو كنارة : الى جماعتهم ، كم من مرة سمعنا بان الحزب الفلاني وزع ما تسمى بالمساعدات للبعض ليلا قبل الانتخابات ، او تمرير بعض النقود في جيوب بعض المزمرين والمطبلين للقائمة الفلانية كي يزوروا الانتخابات او مصادرة ادارة الناخب بوعود كاذبة او ...
ابو شبلا : هذه الاخطاء موجودة لدى الاخرين ايضا ، فالنظام الانتخابي يتحمل هذا الشئ ، فلو كان هناك نظام انتخابي ناضج وقانون تاسيس الاحزاب والترشيح ناضج لما حصل ما يحصل ، لماذا نرى الشعرة الموجودة في عيوننا ولا نرى القش الموجود في اعين الاخرين ؟؟؟
ابو كنارة : نحن يهمنا احزابنا التي تريد ان تشحد مقاعد الكوتا لتصنع منها كراسيها الذهبية ، يهمنا احزابنا التي تنتقد من يدلي بصوته لغير هذه الاحزاب
ابو نشرا : وهل تريدنا ان نصفق لمن يدلي بصوته لغير احزابنا ويطالبنا باستعادة حقه بدلا من حث الاخرين للتصويت لنا دون غيرنا ليكون لنا حصة كبيرة في البرلمان
ابو كنارة : هل تقصد لتتباهى بها امام الاحزاب الاخرى وتقول لقد حققنا نجاحا ساحقا لاننا حصلنا على نسبة % من مجموع مقاعد كوتتنا اعني من فتات ما قدم لنا ، هل تجرأتم وقارنتم هذه النسبة مع ما حققته القوميات الاخرى؟ هل اجريتم مقارنة بين عدد ممثلينا في البرلمان استنادا الى نسبتنا  ... وهل ..
ابو نشرا : ماذا تفعل قوائمنا ان كان شعبنا لا يزال في قيلولة
ابو كنارة : ماذا تريد من هذا الشعب المسكين ان يفعل
ابو نشرا : نريده يتزاحم على صناديق الاقتراع في الداخل كما في الخارج ويصوت لنا بدلا من ان يصوت لغير قوائم شعبنا
ابو كنارة : كيف تريده ان يصوت لكم ولم تقدموا له شيئا
ابو شبلا : وهل قدمت القوائم الاخرى شيئا لنا ، لماذا تفكر بمعالجة الخطأ بخطأ اكبر ، هل تعلم ان نسبة الذين يحق لهم التصويت من ابناء شعبنا خارج القطر وحدهم لو عزموا لاستطاعوا حجز بما لايقل عن 20 مقعدا لقوائمنا ، لماذا لا نتعلم من الاخرين كيق يصروا على قطع مئات الكيلومترات ليشاركوا في الانتخابات من اجل ان يحققوا فوزا لقائمتهم ، نحن لا نقول لا تصوتوا للقوائم الاخرى (اعني القوميات الاخرى) لاننا لا تريد ان نسلبكم من حقكم ووطنيتكم بل نقول ضحوا ولو ببضع الدولارات واذهبوا الى حيث الصناديق وتأملوا مع انفسكم وقرروا بملئ ارادتكم بعد ان اجريتم مقارنة بين هذا وذاك ، ..


276
حوار ساخن تحت خيمة ساخنة
                                                                                                          نزار حنا الديراني
(في السابق ، وفي ليالي الشتاء الباردة حين تشل الحركة ، كان اهل القرية يجلسون حول الموقد احيانا تقص لهم جدتهم حكاية وفي الاخرى كانوا يناقشون فيما بينهم ... اما اليوم وحيث البطالة قد شلت حركتهم لذا تراهم يجلسون امام الدار ويجادل احدهم الاخر بما يلائم درجة حرارة الصيف ) 
    1- المساعدات الانسانية
( احيانا يجتمع النازحون تحت خيمة ما ويتبادلون الاحاديث والهموم فكان حديثهم عن المساعدات )

ابو شبلا : هل سمعتم وصول احدى المنظمات الى المخيم
ابو كنارة : هل جاءت من اجل جرد العوائل النازحة وللمرة العاشرة ام من اجل اعداد تقرير صحفي ام ..
ابو نشرا : لا .. بل لتوزيع المساعدات
ابو كنارة : المساعدات …. ماذا تعني بالمساعدات يا ابو نشرا ؟
ابو نشرا  : لست ادري ؟ ربما يوزعون مفردات البطاقة التموينية …
ابو كنارة : ربما سيارات الشبح .. او قصور معلبة .. او كما يقولون دفاتر خضراء
ابو نشرا : أتمازح يا سيد ابو كنارة .. كم مرة جاءت المنظمات ووزعت عليك الادوية والمواد الغذاية و.. وكذلك المؤسسات الحكومية
ابو كنارة  : الم تسمع بالمقولة " ليس بالخبز وحده يحيا الانسان " ومن ثم أي المؤسسات تقصد ؟ الحكومية ام مؤسسات المجتمع المدني .. الحمد لله جميع هذه المؤسسات والوزارات شبه معطلة بخصوص المواطن
ابو نشرا : اعني المؤسسات المرتبطة باحزابنا او وزاراتنا كوزارة الهجرة .. ولكن ماذا تقصد بشبه معطلة
ابو كنارة : يعني جميع الخطوط مقطوعة بينها وبين من هم خارج سور الوزارة او المؤسسة ان لم اقل خارج جيوبهم.
ابو شبلا : يا سيد ابو كنارة لا تكون قاسيا ومتشائما ، فجميع الوزارات والمؤسسات والاحزاب تعترف بانها مقصرة لا بحق النازحين وحدهم بل بحق جميع المواطنين في الداخل والخارج ، وكذا الحال المنظمات الانسانية . ولكن وحدهم لا يتحملون العبئ فعلينا نحن المواطنين تحمل جزء من ذلك .
ابو كنارة : هل تريدنا ان نوزع الدولارات الى الدوائر والمنظمات حتى تهتم بنا
ابو شبلا : جميعها تطمح ان تقدم المزيد ولكنها محكومة بالوضع الامني والميزانية و..
ابو كنارة : بل مهتمة بمصالحها الشخصية و..
ابو شبلا : الوطنية تعني ان يكون كل واحد منا مسؤولا عن شعبه ووطنه كما الوزير والقائد العسكري والمعلم والطبيب و .. فاليد الواحدة لا تستيطع ان تصفق ..
ابو نشرا : ما ذنب الوزارة او المؤسسة ان كان بعض الموظفين لا يحملون ذرة من الوطنية ، لذا تراهم يفسرون الاوامر على مزاجهم وراحتهم و ..
ابو كنارة : لقد توفى الكثيرون من ابناءنا تحت هذه الخيم بسبب الجوع والبرد والمرض والحر واخرون ارتفعت درجة حرارة اعصابهم 180 درجة وحضرتكم تتحدثون عن الوطنية وتقولون لقد قدمت الوزارة والمؤسسات المرتبطة بالاحزاب الكثير ، هل زارنا وزير ما من بين عشرات الوزراء ؟ هل فكر احدهم ان يبني معملا او مشروعا ليشغل العاطلين ؟ هل فكر كيف نعيش ؟ وحتى الدول المانحة هل تسائلت نفسها اين ذهب دعمها وكم هو حجم الفساد الاداري ؟ هل..
ابو شبلا : العين بصيرة واليد قصيرة يا ابو كنارة ، من واجب المواطن الصالح ان يتعاون مع الدولة ؟ هل تدري ان الحقوق والواجبات تكمل احداهما الاخرى ، نحن نبحث دائما عن الحقوق هل سالنا انفسنا يوما عن ما انجزناه من واجباتنا ؟ هل قدمتم للوزارة او المؤسسة او الحزب مقترحاتكم بشأن حل هذه المعضلات ؟ او ابلغتموها بالتجاوزات والفساد الاداري و…
ابو نشرا : السيد ابو كنارة يريد كل شئ يقدم له على طبق من الذهب ، وهو ممتد تحت الخيمة .. هل فكر بمصير الموظف الذي ياتي ليوزع له المساعدات ؟ هل يتذكر كيف كان موظفي الدولة والمؤسسات يخاطرون بارواحهم من اجل ايصال بعض المساعدات اليه ؟ هل يدري كم مرة سافر المسؤول من اجل الحصول على هذه المساعدات ؟..
ابو كنارة : لماذا لاتقول كم حصل كل واحد منهم من سفره او مجيئه الى هنا ؟ هل الصراع الدائر بين الاحزاب على الوزارات او الصراع بين الموظفين على الايفادات هو من اجل سواد عيوننا ام من اجل جيوبهم ؟ وهل …
ابو نشرا : انت مخطئ يا ابو كنارة فجميعهم يصرفون من جيوبهم ليكملوا النقص ، وحتى سفرهم او لنقل ايفادهم يكون على حساب راحة عوائلهم ...
ابو كنارة : ان كانوا يصرفون من جيوبهم ، هل تستطيع ان تقول لي من اين جاءوا بهذه الاموال الطائلة والقصور الفخمة والسيارات المونيكا بين ليلة وضحاها ...
ابو شبلا : للاسف لقد تغيرت الكثير من القيم ، لقد تحمل كل عراقي ضعف ما تحملته عشرات العوائل في الغرب او الشرق ، فالموظف والوزير والقائد والنازح و.. هم جزء من هذا الشعب ؟ فمن الصعوبة ان نقنع الاخرين بنزاهة اي قائد مهما كان نزيها ، لكثرة عدد المفسدين المتربعين على عرش هذه المؤسسات ، ما ذنب الموظف والشعب ان كانت الاحزاب تنظر الى العملية السياسية على اساس تقاسم الكعكة .. وما ذنبنا وذنب هذه الوزارات من الصراع الطائفي والقتل على الهوية و..
ابو نشرا : رغم هذه الظروف كانت المنظمات الانسانية ودوائر الدولة ومنتسبي احزابنا يعملون بجد واخلاص من اجل تعزيز لقمة العيش لنا والسكن الملائم والامان الدائم ، فبنت لنا مجمعات سكنية ووزعت علينا البطانيات والمواد الغذائية والادوية و..
ابو كنارة : نعم لقد قدمت عشر ما استلمته من المنظمات والدول المانحة ، احيانا يقدمون كلفة تخمينية لبناء المساكن فيستلمون مئات الالاف من الدولارات ، 70% منها تنزل في الجيوب والجزء الاخر يصرف على البناء ، احيانا يقدمون خريطة بيت مبني من الطابوق وعلى طراز حديث الا انهم يقدمون للمواطن بيت شبه هيكل ، واحيانا من الطين … ويطلبون البطانيات والاسرة والملابس والمدافئ و.. فتوزع اكثر من نصفها على التجار مقابل ثمن ، وربعها تحول الى بيوتهم وبيوت اصدقائهم والباقي يوزع على النازحين ويقولون عذرا لمن لم يحصل على بطانية او مخدة او.. لقد خذلتنا هذه المنظمات .
ابو نشرا : كلامك غير صحيح لان الدولة بجميع مرافقها الرقابية تراقب ذلك فجميع المساعدات توزع ان لم اقل 100% ساقول 95%
ابو كنارة : ان كانت الدولة برمتها تبخر 75% من المنح فكيف بالجمعيات والمنظمات الوهمية ان كانت عراقية ام اجنبية
ابو شبلا : لا احد يستطيع ان يبري الساحة فالكل يعترف هناك فساد اداري ولكن يجب كما قلنا ان يتعاون المواطن (النازح ) مع دوائر الرقابة اولا ومن ثم ان هذه المنظمات تتحمل القسط الاكبر من هذا الفساد ، فمن الاجدر بها ان تتابع هذه الاعمال الخيرية . تقديم المساعدات وحدها لا تكفي ما لم تعقبها متابعة وتقييم وتقويم و ..
ابو نشرا : هذه المنظمات تخاف ان تاتي ، فما ذنبها ان كنا نحن غير حريصين على شعبنا
ابو شبلا : لا .. بل هي ايضا مستفيدة ومتورطة والا لتابعت مصير اموالها (اعني الاموال التي تصل اليها) والا لجاءت بمقراتها الى العراق.
ابو نشرا : كيف تاتي وانت تعرف كل يوم يخطف اجنبي ولا تزال صورة تفجير مقر الصليب الاحمر ماثلة في اذهاننا …
ابو شبلا : لا .. هذه المنظمات هي المسؤولة بالدرجة الاولى ، ان كانت بعض الاماكن غير امنة فهناك اماكن اخرى امنة ، وحتى في الاماكن التي كانت تتواجد بها اعضاء هذه المنظمات كان هناك فساد اداري وسوء في تقديم الخدمات وللاسف الوزارات المعنية اما انها متورطة هي الاخرى او عاجزة .
ابو نشرا : المهم ان يوزعوا علينا بعض المواد الغذائية او الادوية او البطانيات او … وليسرقوا منها ما يشاؤون
ابو كنارة : هذه المساعات لا نريدها طالما تساهم في انتفاخ البطون والجيوب
ابو نشرا : ماذا تريد يا ابو كنارة ؟ هل تريد ان نموت جميعنا من الجوع والبرد و..
ابو كنارة : لقد متنا منذ زمن طويل .. وهل تعتقد عيشتنا عيشة ، ونحن نعيش تحت هذه الخيم وفي القمامات والخراب .
ابو نشرا : الدولة والمنظمات لا تستطيع ان تقدم غير ذلك
ابو شبلا : لا .. تستطيع ، تستطيع ايصال المساعدات .. تستطيع خلق فرص العمل للنازحين ليستطيعوا تلبية بعض الامور الاخرى .. تستطيع الكثير ان خططت واصرت على كل ذلك .


277
شبعا لوّخٍا من اب
-1-
ىو ةاوما ...
ان لا مليّ ؤولففّا دسميلا وؤوريا وديرابون
دمودة يىوة خد فجٌرا
امور !!!
كما ةنّا (طن) من دما وًلا دجرشة من ؤولففّا دموؤل وبجٌدد
ددبشة قطعّت دفجٌروكٌ ين فرسوّا دؤدروكٌ
وىوالوكٌ خد جشرا
-2-
ان خوما داب مؤالى دمزجٌ دمن ...
   ودمعّا دعينن ...
      وةوىةن ..
ارا لا مؤا دمزجٌ
بديوت دقنيّن ..
   وسبٌرن ...
      وكوذسين ...
دىوالن خد خجًا
-3-
امري !!!
دما نَورا يلى
جشمن ؤورت دطلومّا ... وذشيعا
ارا !
ايةبى اب دشخلف دما لخمرا ...
   وفجٌرا للخما ...
دجمر أْرزا دقوربًنا قديشا
ورشم عل طِلا دشفرا
ربيعا خدت
 
-4-
افن 5000 شنّا ويةير
مرجلت داب مليت دما
وفقعّت دفوخا ( فقاعات هوائية)
ورشما اًةوت واًت
الا ! عدما لاديوم
لا مؤالىون كل انيّ ةَنّا ددمعّا ..
   ودوعت ...
ددعكي نوٌرا
وشًليٌ كوةت ددمن
من شفكٌا ..
   وةوىا
-5-
خدا قًيمت يلى (نصب)..
كد يلىُ مزجٌت بسموفنيت ديوقدنا دنينوا
من ىدايك ! فيشلىُ خوددت
من زبٌنا دشبور عدما لاديوم
بشمنّا دسىدّا
ين جردت بؤبعت درب خيلّا ذشيعا
-6-
ان خدا نطوفت من خمرا
وفرزا دلخما
مؤالىون درشمي ؤليبٌا ...
   وقيمت
ارا لما لا مؤالىون
كل انيّ شلدّا وةنّا ددما
درشمي قويًما خدت


 
-7-
شبعا يومنّا من بريت
وشبعا اْرزّا دعدت
ارا بد جمرا مشةوت دشبٌعا
ودعرا كلو لبيت


278
حتى في خطوطنا الجميلة اختلفنا

نزار حنا الديراني   
                  

ربما كان هذا قدرنا ، ان نحتلف ونخالف ، منذ القرن الخامس للميلاد ونحن نختلف ... اختلفنا في تفسير شخصية المسيح ، وتحول اختلافنا الى خلاف ومن ثم الى تحريم وتراشق ... ونتيجة لهذا الاختلاف اختلفنا في رسم الحروف بين الشرقيين والغربيين وفي اللفظ ايضا فالبعض يقول الاها والاخر يقول الاهو ... ومن اجل ان يتحول الاختلاف الى خلاف اتحد هذا الاختلاف مع الخلاف الكنسي ليدوم اكثر ومن ثم اضفنا على هذا الاختلاف اختلافا" اخرا" في القرن السادس عشر حين لم يستطيعوا رعاتنا ايجاد صيغة للتخلص من الحكم الوراثي في كنيستنا فاختلفنا وتحول الاختلاف الى الخلاف ومن ثم الى التراشق .... وحين اراد البعض حصر الخلاف بين جدران الكنيسة عدنا الى الوراء لنختلف من جديد على التسمية فاتحد خلاف الكنيسة مع خلاف التسمية وكأن الامبراطوريتين الاشورية والكلدانية جاءت بعد المسيحية لا قبلها ، فنسبت كنيستينا الى هاتين الامبراطوريتين ومن ثم شعبنا . كلما حاول احدنا ايجاد مخرج استطدم بخلاف الاخر ، وما زاد الطين بلة اصبحنا اسرى النظرية البريطانية والفرنسية فاختلفنا في كتابة (السريان) هل نكتبها بالف مبطلة او من عدمها .. اختلفنا  ثم اختلفنا ... اختلفنا حتى في برمجة خطوطنا الجميلة في الكومبيوتر فعندما تكتب مقالة بالخط المسمى آرامك وتحوله الى خط اخر كنصيبين او اسيريان او اورهاي لا تفهم شئ فينقلب المقال راسا على عقب وحتى عندما تستبدل الخط من اورهاي الى اورهاي اخر يتحول السيام (الجمع) الى بطلان والعكس صحيح ... وكلما يبتكر احدنا خطا اخرا يزداد الخلاف وكاننا متعمدين ان يختلف موضع الحرف الذي نرسمه الى الموضع الذي خصصه من رسم وبرمج من قبلنا ... احيانا اتساءل نفسي لماذا نحن دون غيرنا فبامكانك ان تتحول من خط الى اخر بالعربية والانكليزية و .. باستثناء السريانية ... واذا حاولت ان تنقل او تكتب جملة ما الى نظام الفوتو شوب ستجد ان حرف الهاء قد تحول الى حرف الياء ... وعندما تنقل ملفا او كتابا من حاسبة الى اخرى ربما سيخرج المطبوع مشوها فيما يخص الحرف طاء .... الا يستطيع ابناء شعبنا ان يتحدوا ولو بالخطوط ؟ .. في سنة 2006 اراد اتحاد الادباء ان يجد مخرجا لذلك فكلف احد المختصين (المهندس سنان يوسف شيلا ) لتوحيد موضع الحرف في الكومبيوتر تراكض البعض لوصف العملية بالمؤامرة واخرون اعتبروها تفاهة .
 كثيرة هي مشاكلنا ولم يبقى الا ان نتساءل هل سيستطيع الفنيين من ابناء قومنا ان يتخطوا هذه المحنة ام سيزيدوها خلافا اخر ...   

280
نتاجات بالسريانية / عنكاوا
« في: 11:30 07/07/2010  »

281
السيد رئيس واعضاء الهيئة الادارية الجديدة لاتحاد الادباء والكتاب السريان
تحية
نظرا لفوزكم في انتخابات الاتحاد لدورتها الرابعة يسرني باسمي وباسم زملائي في الاتحاد ان اقدم لكم تهانينا الخالصة متمنيا لكم مواصلة المسيرة التي استمرت ل 38 سنة اي من 1972 وليومنا هذا ، هذه المسيرة التي استطاع زملائكم من خلال العمل الدؤوب ومساعدة الخيرين ان يصلوا بالاتحاد الى ما وصل اليه اليوم . في الختام في الوقت الذي نتمنى من هيئتكم الموقرة الاستمرار في عقد مهرجان برديصان الشعري ومؤتمر الادب السرياني وطبع نتاجات ادبائنا بما يخدم المسيرة نتعهد ان نكون معكم ونقدم كل ما بوسعنا من اجل اتمام مهامكم ولكم التوفيق
عن / الهيئة السابقة
نزار حنا الديراني
رئيس الاتحاد للدورات السابقة
حزيران /2010

282
مرة اخرى : تريد أرتب خذ أرنب تريد غزال هم خذ أرنب
نزار حنا الديراني
رئيس اتحاد الادباء والكتاب السريان


مرة ثانية وحال اقدم الاتحاد بالشروع للتحضير لفعالية ثانية تحرك الاخرون بحجة انهم يريدون انقاذ وسطنا الثقافي من هذه الانقسامات وهم يدعوننا (دون غيرنا) للجلوس على مائدة المفاوضات وحال نجلس معهم ينهون حديثهم بالعصا الغليظة أي انهم يخيروننا بين قبولنا بحل اتحاد الادباء والكتاب السريان او ؟؟؟؟ كنا نعتقد ما حصل في المؤتمر السابق قد انتهى ووضعت النقاط على الحروف ، هذه المرة وحيث كنا نعد لعقد مهرجان برديصان الشعري الرابع والمؤتمر الانتخابي الرابع شرع القائمون على دار المشرق للاتصال بنا ودعانا الاب شليمون مشكورا للجلوس على مائدة المفاوضات علًنا نخلص ابناء شعبنا من مآسيهم ... في البداية بين استعداده لتوحيد الاتحادات وطلب مني شخصيا مناقشة الموضوع ، فلبيت الدعوة للحضور وكان حاضرا في الجلسة كل من السيد هرمز خاميس (الذي كان احد اعضاء اللجنة المشكلة في الاتحاد لهذه المهمة ) والسيد بنخس (مدير الثقافة والفنون السريانية في وزارة الثقافة في اقليم كردستان ـ فرع دهوك ) والاستاذ بنيامين حداد ـ أحد اعضاء الدار واتحاد الادباء والكتاب السريان ، وكان برفقتي السيد ميخائيل بنيامين (العضو الاخر في اللجنة المكلفة لهذه المهمة ) للحضور في البداية ابدَ الاب شليمون رغبته الصادقة في حل هذه المعضلة من خلال حل اتحاد الادباء والكتاب السريان وتاسيس اتحاد بديلا عنه سماه اتحاد الادباء والكتاب الكلدان السريان الاشوريين ، فاعلمته ليس من حق رئيس الاتحاد ولا هيئته الادارية حل هذا الاتحاد المعترف به رسميا منذ سنة 1973 واصبح فرعا من فروع الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق ، فان كنتم صادقون على ما تذهبون اليه فادعوكم بمحبة ونية صادقة لحضور المؤتمر الانتخابي الذي سيعقد بعد شهر وحيث ستلتئم الهيئة العامة وبامكانكم طرح ما تريدونه من تسمية وتعديل في النظام الداخلي وما شابه ذلك وحيث اغلب ممن تعتبروهم منشقين هم اعضاء في الاتحاد وبامكان الاخرين والراغبين في الانتنماء (المتوفر فيهم شروط العضوية) تقديم طلب الانتماء لحضور المؤتمر وانتخاب هيئة ادارية جديدة ، الا ان الاب شليمون اصر على ضرورة حل اتحاد الادباء والكتاب السريان (دون غيره) لتاسيس اتحاد جديد بتسمية جديدة (ورغم اعتراف الاخرين بان التسمية السريانية هي الاصح لان الاتحاد يتعامل مع لغة ولا توجد لغة اسمها الكلدان السريان الاشوريين ) الا انه اصر انها المنفذ الوحيد لتوحيد الاتحادات ، وعندما سأُل وماذا بشان رابطة الادباء الاشوريين قال انها لا تقبل ، فاجابه احد الحاضرين ومن يضمن لنا سوف لا ينشق نفر اخر من هذا الاتحاد الذي نريد تاسيسه ؟؟؟ وبعد حديث مطول شرحت لهم باني لست مخولا لاتخاذ قرار كهذا وسأناقش الموضوع مع زملائي في الهيئة الادارية . وعند مناقشة الموضوع في الهيئة اتفق الجميع على تاجيل البث في الموضوع الى ما بعد انتهاء المهرجان وانتخاب هيئة جديدة في نهاية شهر ايار ، الا ان الاخوة وحال استلامهم الرد قالوا لي انهم بدأوا الاتصال بالاخرين ومن بينهم اعضاء في اتحاد الادباء والكتاب السريان يدعوهم للانتماء مثلما يدعوني انا الاخر لهذه المهمة ... واتصل بي اكثر من اديب مستغربين وشاجبين لهذه الخطوة التي تهدف الى شل حركة الاتحاد وبحجج باطلة ، لذا اداعوا جميع زملائي في الاتحاد عدم الانجرار وراء هذه اللعبة التي من اهدافها شل مسيرة الاتحاد ونشاطاته ايمانا منا بنظافة مسيرة القائمين على هذا الاتحاد منذ تاسيسه وليومنا هذا .   

283
وداعا .. ايها الصديق والمعلم هرمز شيشا كولا


نزار حنا الديراني

كان صديقا قبل ان يكون معلما ... اتذكره منذ سنة 1976 يوم انتسبت الى الجمعية الثقافية السريانية (الناطقين بالسريانية) وعملت معه في الهيئة الادارية وتحرير قالا سوريايا الى جنب معلمي وصديقي الاخر منصور روئيل زكريا رحمهما الله ... كان نشطا وشجاعا ، لولا نشاطه لما استمرت المجلة اكثر من عدد اصابع اليد الواحدة من السنين ، كنت ارافقه في كثير من الاحيان الى الفنادق والمطاعم والاندية السريانية ورجال الاعمال بحثا عن مشتركي ومعضدي المجلة ، كان في كثير من الاحيان يؤنب من نزوره حين كان يتردد في دفع الاشتراك او قيمة نشر الاعلان ... لا يزال صوته يرن في اذني حين قال لاحدهم ( ... انت تصرف عشرات الدنانير في المراقص والمطاعم و.. وتبخل ان تدفع ولو جزء" بسيطا لهذه المجلة التي تحفظ هويتكم ولغتكم وتراثكم .... ) احيانا كنت اتردد مرافقته حين كنت اشعر باننا ضيفا ثقيلا على اولئك الاثرياء ، اما هو فلا يتردد ابدا لان غيرته كانت تفوق ذلك مرات عدة ، كان معلما وابا يعاملنا كما يعامل المعلم تلامذته .. اتذكر كيف استطاع والمرحوم منصور روئيل ان يمتص اندفاعي المراهقي في الحقل القومي ، كان ينصحني دوما كي اعمل بهدوء وابتعد عن تفوه ما يجعلني افقد كل شئ ، لازلت اتذكره يوم زارني ليخبرني باننا مستدعين الى دائرة الامن ، يوم اتهمنا بتقديم تقرير الى منظمة حقوق الانسان ومقرها سويرا ، كان ينصحني ما عليه قوله للمحقق ، اراد ان يبعدني من الخطر كوني طالبا جامعيا ، كان يخاف ان اطرد من الجامعة بسبب ذلك ... كما اتذكره يوم كنا نبحث برفقة المحامي عن شهود من الهيئة الادارية لنشهد في المحكمة الخاصة المشكلة لمحاكمة المرحوم سامي الذي كان موقوفا في دائرة الامن يوم تم استدعائنا ، فشهدنا كلانا على براءته ... اتذكره يوم ابلغني برسالة المسؤول الامني للجمعية والاندية السريانية (السيد ادور ـ هكذا كان اسمه الامني ـ ورفيقه) كوني شخصا غير مرغوب للترشيح للهيئة الادارية سنة 1980 ، قال لي (لا نريد ان نفقدك ولا انا اناخااطر بحياتك فقررانت ما شئت) ، فتفاجئ حين قلت له بلغهم باني سوف لا ارشح نفسي ، حيث اعلمته عن ترشيح زملائي (يونان ، اديب ، الياس ، كوركيس ...) للهيئة الادارية .. ذكريات كثيرة بحجم اكثر من 10 سنوات ... كان شجاعا ، اتذكره يوم قال في التحقيق ( انكم تصرفون الاف الدنانير لاولئك المتسكعين في الاندية الليلية وترفضون ان تدعمونا نحن ومجلتا التي هي خير شاهد لكم لمنح الحقوق لنا ، فصفعه المحقق ... اتذكر ما قاله لي المرحوم منصور روئيل حين ذهب بصحبة المرحوم هرمز ومديرا في وزارة الثقافة الى امريكا ، كان يقول لي (لمنصور) انت ابقى معهم (مع الجالسين) اما انا سالتقي مع ابناء جاليتنا موضحا لهم زيف الحقوق الممنوحة لنا .... هكذ كا يفعل في جلسة او مائدة تعد لهم من قبل جاليتنا هناك ، اتذكره يوم كنا جالسين في اول انتخابات لاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق سنة 1983 (بعد دمج الاتحادات والمؤسات الثقافية الاخرى في هذا الاتحاد) تلك الانتخابات التي اهتمت بها الدولة الى حد حضرها فضلا عن وزير الثقافة (لطيف نصيف ) وطارق عزيز وسعدون حمادي اعضاء من القيادة القطرية والقومية ، حين قال المرحوم شفيق الكمالي ( هذه هي قائمة الحزب هل هناك من مرشح منافس ) وحده المرحوم رفع يده معلنا اعتراضه على مرشحي ممثلينا السريان كونه كان ممثلنا في الهيئة التاسيسية ) الا ان المرحوم شفيق حين رآه رافعا يده قال (.. اذن فازت القائمة ..) فنهض المرحوم هرمز الذي كان جالسا بجواري متجها الى المنصة رافعا صوته انا المعترض يا استاذ ... هاي خوش انتخاابات وخوش ديموقراطية ...) الا ان وزير الثقافة سرعان ما امتص غضبه حين استدعاه الى حيث كان جالسا برفقة الوزراء واعضاء القيادة قائلا ما بك يا استاذ ... لا تهتم غدا تعال الى مكتبي وسنناقش الامور لتكون حسب ما تريد ، وفي صباح اليوم الثاني زار الوزير في مكتبه (رغم نصيحتنا له بعدم جدوى ذلك) لا انه اصر وذهب الا انه لم يستطع مقابلة الوزير ، فقال له الوكيل الانتخابات انتهت ، ولكن يمكنك البقاء في اصدار المجلة .... هكذا كان الصديق والمعلم المرحوم هرمز شيشا كولا رحمه الله واسكنه فسيج جناته . فرحيلك ايها الصديق ومنذ رحلت الى المهجر خسارة كبيرة لنا فهل سيتذكرك التاريخ مثلما يتذكر الاخرين ؟

 

284
كي يكون المجلس الشعبي برلمانا
                                                                                              نزار حنا الديراني
بعد ايام سيتوجه المشاركون لانتخاب هيئة جديدة للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري ، سيشارك في هذا المؤتمر جمع كبير يختاره القائمون بدون ضوابط ، لذا ستكون مشاركة الغالبية العظمى مجرد حضور لا اكثر ، كنا نتمنى ان تكون المشاركة استنادا الى نظام داخلي يحدد نوع المشاركة ، طالما ذلك لم يحدث نتمنى ان يتبع في المراحل الاخرى الخطوات التالية :
1-   علينا تحديد هوية المجلس ان كان سياسيا او اجتماعيا او ثقافيا او جميعها
2-   ان كانت هوية المجلس سياسية بحتة فتحدد المشاركة باعضائه المنتمين فقط او من الاحزاب ان لم تكن لديه هيئة عامة
3-   ان كانت هويته كما هي في الفقرة الاولى عليه ان يحدد نوع المشاركة ان كانت من مؤسسات المجتمع المدني ومن خارجها او منها ومن الاحزاب السياسية القومية كان تحدد نسبة لكل مكون من الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني وابناء شعبنا الذين هم خارج هذه التنظيمات
4-   يكون تمثيل الاحزاب والمنظمات بنسبة مخصصة لكل مجموعة تقوم هي باختيارها ، اما اختيار ابناء شعبنا فتكون كالاتي : 
أ‌-   تقوم كل منطقة بانتخاب العدد المقرر لها بموجب الكثافة السكانية ، لتكون اللجنة الناطقة باسم هذا المكون لتمثيله في هذا المؤتمر او غيره من الاجتماعات ويكون الانتخاب بموجب اسس ينظمها النظام الداخلي من حيث العمر والتحصيل الدراسي والعدد .
ب‌-   تكون هذه اللجان ناطقة باسم مكونها ان كانت قرية او مدينة لايصال مشاكلها وطموحاتها الى المجلس لمتابعتها
ت‌-   ان تكون هناك اجتماعات دورية لهذه اللجان من جهة ومن ثم مع المجلس لدراسة العديد من القضايا .
ث‌-   عند انعقاد المؤتمر العام تشارك هذه المجموعات وحدها ومع ممثلي التنظيمات الاخرى الاخرى في المؤتمر لانتخاب هيئة جديدة والتي ستقوم بدورها الاشراف على انتخاب هذه اللجان
5-   تقسم الهيئة المنتخبة الى لجان او هيئات فرعية كالهيئة السياسية ، الثقافية والاعلامية ، الاجتماعية ، متابعة شؤون شعبنا ، الادارية والمالية ، شؤون النازحين ، التنسيق ، السكرتارية ...
6-   تعمل كل لجنة ضمن تخصصها وتجتمع جميع هذه اللجان مع السكرتارية لدراسة متطلبات عملها
7-   ان تخصص رواتب ووسائل نقل و.. لاعضاء هذه اللجان لتمشية عملها
8-   تتخذ القرارات بالتصويت
9-   تنخب الهيئة مكتب تنفيذي او سكرتارية تتواجد رسميا في المقر 
10-   ان يكون هناك نظام داخلي ينظم عمل المجلس وكيفية التعامل مع الاحزاب ومؤسسات المجتمع المدني ، فالمجلس ليس بديلا لهذه التنظيمات بل داعما لها .
ولكم التوفيق

285
ان كنتم اهل البيت لماذا لا تدخلون من الباب بدلا من الشباك
                                                                            نزار حنا الديرني
                                                                    رئيس اتحاد الادباء والكتاب السريان


نشر موقع عينكاوة دوت كوم بيانا باسم مجموعة من الاشخاص يطالبون وزارة الثقافة الغاء مؤتمر الادب السرياني السادس ومن اجل التوضيح نقول :
1-   للمرة الثانية تحاول المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية الغاء المؤتمر ، حيث فشلت جهودها في الغاء مؤتمر الادب السرياني الخامس الذي انعقد في السليمانية برعاية فخامة رئيس الجمهورية  وها هي االيوم تحاول من جديد الغاء المؤتمر السادس .
2-   حاول مرارا السيد سعدي المالح ـ المدير العام حث الوزارة بعدم دعم المؤتمر الا ان جهوده لم تفلح حيث اقر معالي الوزير بتقدبم كل الدعم للاتحاد من اجل انجاح مؤتمره الادبي .
3-   بعد ذلك اتصل السيد سعدي بالمشاركين مثلما فعل في السابق معلنا الغاء المؤتمر وحثهم على عدم المشاركة الا انه سرعان ما كشفت اوراقه وباءت جهوده بالفشل.
4-   بعد ذلك اتصل السيد سعدي بمجموعة من الادباء واخرين من خارج الوسط الادبي ( الذين درجت اسمائهم في القائمة ) لبيان رأيهم في توحيد الاتحادات وكانت ردودهم نوافق الا ان البيان صدر عكس ذلك .
5-    بعد نشر البيان تم الاتصال ببعض الزملاء امثال السادة نوري بطرس ، شاكر سيفو ، وعد ايليا ، زهير بردى ، سمير زوري ، كريم اينا ، تهى لازار ، كوركيس و.. تبين عدم علمهم بالموضوع حيث كان السؤال المطروح هو حول توحيد الاتحادات . وخصوصا ان الغالبية من الادباء التي ادرجت اسمائهم كانوا من المشاركين في مهرجان بريدصان الشعري الثالث الذي عقده الاتحاد في زاخو قبل اشهر /2009 وان السيد شاكر سيفو ونوري بطرس هم من الذين ارسلوا بحوثهم للمشاركة في المؤتمر وخاصة الزميل شاكر الذي هو احد اعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر فكيف يعقل ( كما قالوا مع اخرين ) ان يوافقوا على هكذا بيان .
6-   تبين ان الكثير من الذين ادرجت اسمائهم هم من خارج الوسط الادبي لذا نتساءل ما الذي دفعهم للمشاركة في اصدار هكذا بيان .
7-   المؤتمر هو برعاية وزير الثقافة والمديرية هي احدى مديريات الوزارة فهل يفسر ذلك بان المديرية تحاول الانقلاب على مشاريع الوزارة او ...
وفي الختام ان كان القصد توحيد الاتحادات فاتحادنا هو من اول من طالب بذلك ، حيث سبق وان صرحنا مرارا سواء عبر وسائل الاعلام او من خلال المناقشة مع الزملاء من اجل توحيد الصف .
وسنكشف عن دوافع ذلك بعد انتهاء المؤتمر .

287
تساؤلات مشروعة في المادة 50 وما بعدها

نزار حنا
انتهت مسيرة المادة 50 او ربما ستنتهي هذه اللعبة ، 3 مقاعد بدلا من 9 هذا يعني نحن اقلية هامشية ،  وربما سيختصر هذا العدد في انتخابات اخرى الى اقل من النصف ، احيانا نتسائل اين ذهبت هذه الوعود والمجاملات باننا شعب اصيل مهم في المعادلة ؟ وما هو موقف السيد ديمستورا من هذا العدد ؟ هل هو طرف مشارك في اللعبة ام متفرج ؟ الجميع صرح بانهم مع المادة 50 فيما يخص حقوق المسيحيين واخرون طالبوا اعادة المادة كما هي و.. وعند التصويت قلبت كل الموازين وذهبت كل هذه التصريحات والوعود في مهب الريح ، ولا داعي ان نعد الاسباب ، ولا ان نقول هل كانت الاغلبية المعارضة على حق في اعتراضهم على العدد ؟ او لماذا نكلوا بنا الاصدقاء ؟ وهل كان مطلب البعض من ابناء قومنا بالمطالبة بالحكم الذاتي وضم المنطقة الى الاقليم سببا كافيا لاولئك الرافضون على العدد ؟ اسئلة كثيرة تطرح نفسها ، والاهم من كل ذلك ان نفكر بالمستقبل ونتسائل هل نخوض الانتخابات بهذه الحصة ام نقاطعها ؟ ومن ثم نفكر بالانتخابات البرلمانية المقبلة ونتسائل ايهما الافضل لنا ان نخوض الانتخابات بنظام الكوتة ام بدون ذلك ؟ وان كان بنظام الكوتة كم ستكون حصتننا من المقاعد ؟ وان خضناها بدون الكوتة كم من المقاعد نستطيع ان نحصل عليها ونحن ضائعون بين عدم الشعور والبحث عن مصالحنا الشخصية ؟ للاسف وعلى مدى هذه السنوات لا يزال اتهام الاخرون من ابناء قومنا المنافسون لنا ، همنا الوحيد ، المهم عند البعض ممن يعملون في حقل السياسة وهم بعيدون عن ابسط المفاهيم السياسية ، ان يكيلوا اللوم والشتائم على الاخرين من ابناء قومهم ، لا بل البعض منهم يفتخر عندما يجد زميله قد فشل وكانه يعتبر ذلك مكسبا مهما له ، واخرون استاجروا حناجرهم ليشتموا انفسهم بدلا من الاخرين ، فكيف نستطيع ان نحقق طموحاتنا ، ونحن ولحد الان لم نستطع ان نتعلم من اخطائنا في الانتخابات السابقة ، كان من العدل لنا ان نحصد بما لا يقل عن 10 مقاعد ان لم اقل اكثر من ذلك وخصوصا ان جاليتنا في بلدان المهجر كان يحق لهم التصويت ، فماذا علينا ان نفعل ؟ هل علينا ان نشعل الشموع من اجل ان نجد طريقة للهرب الى بلدان الجوار ونتامل ورقة اللعب ؟ ام نفكر! ماذا يعني لنا ان يكون لنا عدة مقاعد في البرلمان وفي مجلس المحافظة و ... اسئلة كثيرة تطرح نفسها ...     

288
الحداثة في القصيدة السريانية المعاصرة


نزار حنا الديراني
مؤتمر الادب السرياني الرابع
دهوك 2007

اضغط هنا لقرأة المقال بصورة pdf



ماذا ننتظر من قصيدتنا واصحابها وعلى مر التاريخ يخرجون من مذبحة ليدخلون اخرى ، ما ان تقذف بهم الامواج حتى تتلقاهم اخرى .. ماذا ننتظر من اصحابها وهم يدفعون فاتورة بعد اخرى ، ما ان تستقر بهم الاوضاع واقلامهم تبدأ بالنشاط تهب عليهم عاصفة هوجاء ترمي باقلامهم واوراقهم في البحر ... شعراؤنا ابدعوا شعرا في المناطق الهادئة بدء" من القرن الثالث (على ما توفر في ايدينا) وحتى القرن العاشر للميلاد حين هزت العربية اركانهم ليخفت نجمهم وشعرهم شيئا فشيئا ليقترب منحناهم نحو الخط الافقي فيسير على مقربة منه وحتى منتصف القرن التاسع عشر وحيث كانت مدارس البعثات التبشيرية في كل من ايران وتركيا منشطات له ليتنفس الصعداء من جديد ويتجه منحناه نحو الاعلى فظهرت موجة جديدة من الشعراء والكتاب في كل من ايران وتركيا قبل ان تهب عليهم عاصفة القرن العشرين لتبعثر اوراقهم وشعبهم في كل من تركيا وايران والعراق ليطوي الشعر كغيره من الاصناف الادبية صفحته من جديد .
ما ان دخل الشعر مرحلة الكلاسيكية الحديثة والرومانسية حتى جاءت الشفرات لتقطع رؤوس اقلامهم واحبارهم اسوة برؤوسهم لتتوقف عن العطاء وحتى الثلث الاخير من القرن العشرين حين تنفس ادباؤنا الصعداء في العراق بدلا من ايران ، فانتجوا شعرا جميلا وواكبوا مركب الحداثة فانتشرت مؤسساتهم هنا وهناك ، الا ان عاصفة القرن الواحد والعشرين شردتهم من جديد فتركوا اقلامهم ومؤسساتهم ليهربوا الى الشمال او الى دول الجوار على امل الوصول الى نقطة اللاعودة الى اقلامهم واحبارهم وتراثهم وشعرهم و..
الم يكن من الطبيعي ان تختلف زاوية الرؤية وخط الاستلهام ودلالة التفجير بين شاعر واخر ؟ استنادا الى درجة وطول فترة الامان والاستقرار التي مر بها الشاعر ، ومن افرازاتها عدم استمرار القصيدة في مكانها ، بمعنى اخر تبدأ في مكان ثم تختفي لتظهر في مكان بيئة اخرى . في القرون الاولى (من القرن الثاني وحتى السادس) تمركزت في الدائرة الممتدة بين الرها ونصيبين الا ان هذه الدائرة سرعان ما اختفت لتظهر دائرة اخرى وفي مكان اخر وبيئة اخرى ، ومن ثم يافل نجمها لتظهر في مكان وبيئة اخرى .. ثم تدخل طور السبات لتظهر من جديد في تركيا وايران ومن ثم تعود الى العراق . كنا ننتظر ان تظهر دائرة اخرى في بلدان السوفيات وبلدان المهجر لتركز غالبية ابناء شعبنا هناك ولكن للاسف لم تستطع هذه الاصوات استنادا لما وصلنا من تاسيس دائرة خاصة بها في الوقت الذي كنا بحاجة لها .
بمعنى اخر ان كانت كل الطرق نحو الخارج مسدودة امام أنا الشاعر فمن الطبيعي جدا ان تتقمص هذه الانا وتسحب اذيالها الى الداخل ، الى حيث الانطلاق لتتحد كليا مع قدس الاقداس فلم يجد الشاعر من سبيل الا ان يعوض عن كل شئ باناه ، وحدها اناه تملأ القصيدة ، فكيف السبيل للخروج ان كان النصف الهالك نائم ولم يستيقظ النصف الحي ..
البداية :
نقطة البداية ستكون القصيدة السريانية في ايران ، فهي الانطلاقة الاولى للقصيدة السريانية الحديثة من حيث اللغة والشكلل والمضمون .. رغم ان المدرسة الالقوشية قد سبقتها بقرون من حيث التمرد على اللغة الطقسية ، الا ان المدرسة الالقوشية لم تتخطى باب الكنيسة ولا الشكل الكلاسيكي المستورد من العربية فضلا عن استخدامها لغة لهجوية يمكن تصنيفها ضمن الشعر الشعبي المبسط .
نظرة سريعة الى القصيدة السريانية الايرانية يمكن تصنيفها ضمن الكلاسيكية الحديثة من حيث الشكل وضمن الرومانسية من حيث الاداء ، ويحتل الشعور القومي المساحة الكبرى من هذه القصيدة . الا انه لضيق المجال ساترك الساحة الايرانية وسيقتصر يحثس على الساحة العراقية وخصوصا بعد فترة السبعينات املا ان تتاح لنا الفرصة والمصادر لدراسة القصيدة السريانية في كل من ايران ، تركيا ، سوريا ، لبنان ... منذ نهاية القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين .
القصيدة العراقية المعاصرة

ان كانت مفاهيم النقد من ارسطو وحتى يومنا هذا تذهب الى وجوب تقسيم القصيدة الى الهيكل والمضمون واللغة والايقاع و.. الا ان مقابل ذلك تتجه الدراسات الحدبثة الى صعوبة الفصل بين المكونات ، كونها القصيدة تخرج (كما براها الرومانسيون) وهي مرتدية لباسها الكامل ، فالشاعر ربما يضع للقصيدة الكلاسيكية شكلها ومضمونها و.. الى ان القصيدة المعاصرة تتجسد وتكتمل قبل الخروج ، اني اشبه الشاعر السرياني الحديث بالبذار ينثر في الحقل ما لديه من الدعامات او التراكيب اللغوية او الصور الشعرية او .. واحيانا اشبهها بجريان الماء في ارض مسطحة تحفر مجراها شكل الساقية ..
الا ان الباحث عبد السلام المسدي   يدرس الحداثة في الشعر من حيث :
1-   الدلالة
2-    الصياغة
في دراستنا هذه سنحاول احصاء بعض المعالم التي تدفع القصيدة باتجاه الحداثة من حيث اللغة والشكل والصور الشعرية والتكرار والايقاع و. معتمدا على هيكلية عبد السلام .
اولا : الدلالة : نعني بالدلالة مضمون القصيدة من حبث الهيكل والصور الشعرية
أ- من حيث الهيكل ساحصر القصيدة السريانية في هيكلين  وهما :
1-   الهيكل الثابت (المسطح) : هو ان يكتب الشاعر عن حالة ساكنة يتحد فيها الزمان والمكان في نقطة واحدة كما في قصائد بنيامين حداد (سفوةكي ـ شفتاك ، زمرا يون ـ شاعر انا ، قرت ـ البرد ) ففي قصيدته شفتاك   يبدوا كل مقطع من مقاطع القصيدة صورة جانبية مستقلة للشفاه ، انها شفاه الحبيبة ونهرا دجلة والفرات ، و.. فاتحادهما يعني ولادة الحياة من جديد حيث يسري الحب في كل مسامات الحبيبين :
وكد دما خدر بسفوةكي
بعيت دلبي
وسفوةكي مخي لخددا
سفوةكي نشقي اخددا
ىيكا كا مزوجي خيّا
وانا بىون
ورش ارعا بشقلن ايةوت

ومن اجل الربط بين صوره استخدم الشاعر بعض الايقاعات الموسيقية وهكذا في قصيدته قرت ـ البرد ، حيث لا تجد حركة زمنية باستثناء بعض الحركات الدلالية ، ربما احدنا يرى او يتلمس حركة زمكانية في قصيدته زمرا يون ـ شاعر انا الا انها حركة الشاعر الذي يتحرك من مكان لاخر كي يصطاد صوره ،
وفي قصيدته قرت ـ البرد ياتي الزمن من خلال :
اةملي .. بربيعا بلامس .. في الربيع
و عبرين يومت ومرت الايام / واةالى خد سةوا وجاء الشتاء
بالحقيقة لا توجد حركة زمكانية بل اراد الشاعر ان يلفت الانتباه لزمن حدوث الفعل ، الفترة الزمنية الممتدة من الربيع الى الشتاء ولكن لا توجد حركة انتقالية بين الفصول فجميع مظاهر القصيدة تؤكد بان زمن حدوث الفعل هو  الشتاء ، والملفت للانتباه ان فصل الشتاء جاء بعد الربيع وذلك لان المدلول يمر بمرحلة الشباب ومن ثم مرحلة الشيخوخة فاختصر الزمن بفصلين هما الربيع والشتاء حيث ضمن فصل الشتاء بين طياته فصل الخريف من خلال استخدامه فعل تساقط اوراق الاشجار ، الا ان فصل الشتاء عند الشاعر هو الغالب بقساوته وهذا انعكاس اخر للمدلول لان الزمن كان قاسيا على الشاعر فيعتقد الشاعر انه مر بالشيخوخة قبل الاوان .
رغم ان الهيكل هو مسطح الا ان المتن يقترب من الشكل الهرمي من خلال الحشو. حيث يبدأ الشاعر وصفا هادئا ربيعيا في المشهد الاول وفي المشهد الثاني تتوتر الاجواء من خلال الشد الذي يحصل في الصراع الدائر بين الربيع والشتاء الا ان الشاعر في المشهد الاخير يعيد كل شئ الى طبيعته فيعود الربيع ويعود معه الشباب فبقول:
وكما دبكٌيا شميا ، يا بعيت دلبي
بقّلا مذيرا
وايك خدا ؤفورت زعورت
لبي بد جدل
خد بيت زعورا
وبجو لبي بلىيا
اةونا دنورا
وبد زكٌيا لقرت
وسةوا بد عبٌر
ولبيٌ مسكنا
لخيا بد ردعر

وكذا الحال في قصيدة الشاعر اديب كوكا أنشا وشلما ـ الانسان والسلام ، ؤلوت دروحا ـ صلاة الروح ، شلما لاةرا ـ سلام على الوطن حيث نجده يختار موضوعه في اللحظة التي يتحد الزمان بالمكان خذ مثلا قصيدته صلاة الروح  :
ؤلوةي يلى قةكٌي .. قا انيّ عينةكٌيّ
ولبي يلى اسيرا ... بزليقّا دفةكي
كد مطن الكي
خلمي وايةوةي
كا مؤلن ؤلوةي
كامرن موشخّةيٌ
كزمرن قينةي

نجد الشاعر يكتب قصيدته في اللحظة التي وصل اليها ، حيث اتحد الزمان بالمكان.
وهكذا في قصيدة سبرت عل خوبا طليقا ـ انتظار للحب الضائع   حيث لا يبدأ الزمن وينتهي في اللحظة التي يقف فيها منتظرا الحب الضائع فيقول :
بكي يا عينا .. قود يا جينا
بكي يا عينا .. لية فورقنا
كليا يون ب"ىسرة " ..سبرا انا
سبرا خوبا ..
سبرا شلما ..
سبرا انا ..
لية فورقنا

الشاعر يعوض الحركة من خلال تكراره لبعض المفاصل او الدعامات الصوتية فيحس القارئ او المستمع بحركة صوتية لا زمكانية .
وهكذا في قصائد ابراهيم خضر الذي يعبر عن لحظة الحدث كما في قصيدته مللا من نوىرا حيث يجمع جميع فضائل الام في لحظة وصفه لها وكذلك في قصيدته اجرت دسىرا الاولى والثانية حيث يختار لحظة غروب الشمس ليعبر عنها من خلال اسقاطها على نفسه ، فهو لا يواصل مسيرة الغروب وما يجري من احداث بل يلتقط صوره في لحظة الغروب فقط وهكذا الحال في قصائده ( سبرا جميرا ، مخزيت ، ةخوة خفوت ..) نجده يسلط عدسته الكبيرة من مرتفع ما على الارض ليلتقط لنفسه صور ثابتة.
وفي قصائد الشاعر روند بولس يتحد الزمان والمكان في نقطة واحدة وهي الحبية ، الشاعر يرى في مسيرة حبه الممتد لسنوات كانه لحظة واحدة ، هذه الحبيبة التي تجسد في عينيه حضارة شعب ممتدة لالاف السنين بين بابل واشور كما تجسد جمال كل نساء الارض ، فمن فرط حبه يرى الشاعر كل ما يقوله عنها هو نقطة في البحر كما يقول في قصيدته (خوبا شةيقا ـ الحب الصادق) :
ليةبي دامرن كبعن لكي
وليةبي دشبقن لكي

وكذا الحال في قصائد الشعراء  نمرود يوسف ، ويوسف زرا ولطيف بولا و بعض قصائد روبن تيدي .
بمعنى اخر تستطيع ان نحرك مقاطع قصائد شعراء هذه المجموعة من مكان لاخر دون حدوث خلل ما ، لان الذي يربط هذه المقاطع ليس الزمن بل تماثل الصور .
الا ان الشاعر يونان الهوزي احيانا يختار حركة افتراضية حيث يقول في قصيدته زرقت دكيما ـ شروق الثريا   :
ان ققبنت مقنىُ عرقا
ان دبشت شلخا وطلقا
ان بجو طورا يبش يرقا
وطشيا شمشا .. كيما بزرقا

ومن الملاحظ ان شعراء هذا النمط من الهيكل كانو واعين لغياب الزمكان في قصائدهم فاستطاعو ان ينقذوا قصائدهم من الجمود من خلال ادخال عناصر خارجيةعلى القصيدة اي شحنات من العواطف والصور الجميلة بمعنى اخر ان الشاعر يموه قارئه يادخال عنصر الحركة الى هيكله من خلال حركة نظره التي تتجه يمينا ويسارا لينقذ نصه من الجمود ، كما فعل بنيامين حداد حيث ينقل القارئ من محيط لاخر من خلال ما تدل عليه الشفاه من كونها وسيلة للغناء وحضارة البلاد ومدرسة ومصدر الحب والحياة وغير ذلك وكذا الحال في قصيدتيه البرد و شاعر انا  .
لو قرانا قصائد المجموعة لراينا ان مواضيعها قد اكتسبت امتدادات رائعة من خلال ما اضفاه الشاعر من صور جميلة ، لذا اعتبرت هذه الصور لوحات رسم لا صور فوتوغرافية لان الفنان اضاف عليها امتدادات ومدلولات حركية.

2-   الهيكل المتحرك (الهرمي اوالمحدب) : في هذا الهيكل يضيف الشاعر على قصيدته بعدا رابعا (الزمن) بدلا من ثلاث ابعاد كما في الهيكل المسطح فيبدوا الموصوف متحركا متغيرا .
فنقطة الارتكاز ـ كما تقول نازك الملائكة ـ في القصائد الهرمية هو الفعل او الحدث ، ففي نطاق هذا الفعل يتحرك الاشخاص والاشياء ويمر الزمن ، تتبدل الشخوص او المكان وتتغير قيمة الاشياء ومدلولاتها كما الحال في قصيدة سنونيت وارزا دلبنن ـ السنونو وارز لبنان للشاعر يوسف نمرود   فتتحرك الاحداث حين يزحف تجار الموت القادمين من وراء البحار بلاد الشرق (لبنان) ليحل الموت والعداء والسلاح محل الولادة والحب وصوت السنونو و..
بية نيسنّا ىوا
وةلجا معل طورا شرويا فشرا
وطيرا شخوطا
عل قنى شبقا .. ىولى بدعرا
واكرا كضيخا
مجو خقلا رويخا دويلى بسفرا
او
ىو رعيا زعورا
قدم فسقا دعذبا
ملىويا نورا
ولقلا دشبيبى اوف عذبا عمى
شورالىون زمرا

 هناك حركة ، في المشهد الاول تبدأ الثلوج بالذوبان والطيور والفلاح بالحركة وفي  المشهد الثاني حبيبين جالسين تحت الشجرة والرعاة يجلبون الحطب لايقاد النار و.. وفي المشهد الثالث يحل تجار الموت محل الحبيبين والراعي والفلاح والانسان كي يتخلص من اخيه الانسان فتجري الدموع على الخدود وتلتهم النيران الحقول و..
هناك حركة درامية تبدأ بصور متجانسة هادئة ثم سرعان ما يتوتر المشهد وتتسارع الاحداث ومن ثم يعود كل شئ الى مكانه حال شروق الشمش ، في المشهدين الاول والثاني هناك ولادة وحب ونشاط و.. وفي المشهد الثالث يسبدأ الصراع بين الموت والحياة بين السلاح والحمام بين العاشق وتاجر الموت بين .. ثم سرعان ما ينتهي الصراع بمشهده القصير الذي يتجلى فيه رؤيته .
وكذا الحال في قصيدة شوئيل جمرائيل (لا .. قا موةبٌا دشينا ـ لا لمجلس الامن ) رغم ان الشاعر يعتبرها تجربة في القصيدة السياسية الا اني اعتبرها تجربته في قصيدة الدراما حيث نجد الاسلوب المسرحي كائن فيها :
فةيخيليٌ عينيٌ
خزالي دحمعلىون : كما رىة يةبلىون
دينّا دقوشت : دموةبا دجنبرا
دشينا وشلما
كد انيٌ رخقا : وخيليىي رخقا
اف لبيىي رخقا
خد عم ىو اخرنا موقرؤلىون فلشللىون
ومن بةر دكضخلىون
امرون منيخت ، عسرا دقيقّا

نجد الشاعر يصور تحركات اعضاء مجلس الامن ، كيف يتصارعون ومن ثم يتبادلون النخب ويعودون للجولة الثانية والثالثة . وكذا الحال في قصيدته (شوكنا لعادا دمولدا ) حيث نجد حركة زمكانية من خلال :
شمشا جنالى .. ىا فلطلى سىرا ...
وكذلك
خد يوما دسةوا .. قريرا ورعمنا
عم خبروةى
فلطلى ىوالى لكرما ..

وكذا الحال في بعض قصائد الشاعر ابراهيم يلدا كقصيدته ( اوليت قا شميرم ) يبدأ الحدث بشابة واقفة على ضفاف دجلة وحيث الشعر مبعثر والصدر عاري بغعل التمزق واللطم ، انها شابة عبثية احيانا تبكي وتصرخ وتلطم وفي الاخرى تضحك :
نجد هناك حركة وحوار ، حركة للزمان وحركة للمكان :
ميا عبٌرا وبرخطا ..
برخقا مريخا دموت
وكذلك ص16
وامرى:
شمشا دالىا
وكذلك ص17
وطعالى بةر خد كورا

ومن الذين يكتبون ضمن هذه الهيكلية الشاعر جبرائيل حنا ماموكا ، كما في قصيدته (قرينا خدت من سفرا دعشةر ) حيث نجد ان الحركة المكانية تاتي من خلال حث الشاعر لعشتار التحرك من الارض الى العالم السفلي ، والزمن يمتد ما بين زمن اكيتو الى يومنا هذا فيقول :
ليكا ىوةي يا عشةر خبيبةي
وكذلك الشاعر كوثر نجيب لوجود حركة زمكانية قصيرة في شعره كما يقول في قصيدته (ماسرت كميلت ) :
وردا زرعلي بجنت فريشت
كم مشةنى مىو مبوعا
كمطشنى ونطري دوكةى
دلا خنقيلى زيونّا

ب ـ من حيث المضمون كان الشاعر السرياني في السابق يبنى قصيدته من خلال وضع الفكرة اولا ثم تزين هذه الفكرة بالصور الشعرية ، كانت البنية في اغلب هذه القصائد من مواضيع فلسفية او لاهوتية او رموز دينية ثم ينسج صوره ورؤيته حول هذه المواضيع ، الا ان الشاعر الحديث المعاصر جعل من الفكرة صورة ومن الصورة فكرة ثم اضحت الصورة الفنية هي وسيلة الرؤية والخلق والتعبير الوحيدة في شعره . لقد لعبت عوامل عديدة ذاتية وبيئية نفسية واجتماعية في اندفاع شعراء السريان نحو الطبيعة والتفاعل مع خضرتها وجبالها وينابيعها وصوت عصافيرها او نحو المرأة والتفاعل مع جمالها وحنانها ورقتها و.. لتساهما مع عناصر اخرى في صقل تجربة الشاعر السرياني ، فاضحت الطبيعة والمرأة بعناصرها  رمزا وقناعا للشاعر كي يجسد اناه وماساته ورؤياه الى حد ترك البعض منهم الحياة الانسانية ومأساتها ليتمتع بجمال الطبيعة فتحولت مخيلته الى كامرة ناطقة تلتقط الصور من دون ان تتفاعل مع اناه خذ مثلا قصائد الشاعر يوارش هيدو ، ففي قصيدته (او خدخيزا ـ ايها البلبل ) نراه يتغنى بحياة البلبل بجماله ونقاءه فيقول:
كما يلى بسيما قلوك
او خدخيزا شطرنا
طوبٌا دىون ىوا اكٌوةوك
دلا خشا ودلا اولؤنا

او في قصيدته ( بخد من يومنّا ـ في يوم ما ) يقول :
بخد من يومنّا بة اةن
ايمن دزرق سىرا مليا
عل رمت دعينا دنونّا
ايمن دفشر ةلجا دطوذا
ايمن دمحين رسا خليا
وفقخي وذدا دبية نيسنّا

وهكذا في بقية قصائده ومن سار على منواله . حيث لم يقموا علاقة بين اناهم والطبيعة بل رصدوا كل ما هو جميل في الطبيعة ، الا ان البعض الاخر كبنيامين حداد ويوسف نمرود ويونان هوزي وصبري يعقوب وبولس داود وميخائيل مروكل و.. كانت الطبيعة هي انعكاس لذاتهم الداخلية الى حيث قدس الاقداس فبداوا يحاورون اناهم وخصوصا لحظة حدوث انشطار نفسي في لحظات تازمهم او شعورهم بالاستسلام فانكفئوا على شجونهم الداخلي وتقمطوا اناهم لينطلقوا  بها الى حيث الطبيعة .
فالشتاء مثلا هو انعكاس لمظاهر الشيخوخة لدى الشاعر بنيامين حداد وجمال الطبيعة هي انعكاس لشبابه وحيويته والثلج والسنونو و.. هي انعكاس لاحلام يوسف نمرود اما الجبل والعصافير ونهر الخابور و.. هي انعكاس لمعاناة الهوزي  وهكذا عند بقية الشعراء .
الا ان رموز الشاعر ابراهيم يلدا ( الموت ، الميلاد ، الماء ، الشمس ، التراب  جعلت قصائده تقترب من النزعة الدرامية التي اتاحت لها قدرة واضحة على الاستيطان النفسي والحوار الداخلي وهيات لها فرصة الخروج بعض الشئ من جو الغنائية الى جو الحكاية المسرحية مثلما فعل يوسف نمرود في قصيدته السنونو وارز لبنان ، فبنى كلاهما رؤاهم وصورهم على الموت والميلاد فاضحا محورا لبناء رؤاهم وتطلعاتهم للمستقبل . خذ مثلا قصيدة الموت والميلاد للشاعر ابراهيم يلدا ، حيث تعتبر صوره كمشاهد درامية يزاوج الشاعر من خلالها بين دلالاته الذاتية واسطورة الطوفان التي تعتبر محطة الخلاص لدى الشاعر فيقول :
بخدا مزت ةليت
بة مطي لبرزا
وبنشقي لمىوريشا

وكذلك
وىوالى بامرا :
ايةىوا خدا يونا
ىا ..
ايةىوا يونا
ىي يونا دفرخلى
لمةويا شخدا ..

الفعل الحكائي في القصيدة جاء من خلال تكراره لبعض الجمل مثل :
وىدكا مشورالى .. 2
وىوالى بامرا      4
شمع علي خليةي   2
شبوقلي دةننكي    1

من الملاحظ على القصيدة ان الفعل الروائي هو الغالب (عكس ما نراه لدى الشاعر شاكر سيفو حيث الفعل الغنائي هو الغالب) . ومن اجل كسر السردية في قصيدة ابراهيم يلدا نراه يكرر بعض هذه الجمل ، فضلا عن استخدامه لبعض الايقاعات الصوتية من خلال القافية والتماثل الصوتي كقوله:
ؤىيا وشنةنّا
ذخيقا من بىرا
كيّت مايك نىرا
دقيطا خمنا
وفجرخ شفيرا
خديرا لايلنا

نجده يستخدم القافية (شنةنّا ، خمنا ، لايلنا ) ( بىرا ، نىرا ، شفيرا )الا ان الشاعر كسر القاعدة المالوفة عند اكثر شعراء هذا النمط من خلال انهاء قصيدته بمقطع تراجيدي بدلا من التفاؤل والامل لذا نراه يقول :
اخنن بزمرا زمرت دعنيّدا نحن نغني انشودة الجنائز
وكذا الحال في قصيدته (اوليت قا شميرم ) نجد هناك ثلاثة رموز تكون الاساس في لون القصيدة ونسيجها ( الماء ، الشمش ، التراب) هذه الرموز تتسع كثيرا لتستوعب احداث القصيدة ( الموت والميلاد ، الفرح والحزن ، الظلام والضياء ، العطاء والسلب ، ...) هذه الرموز تستوعب او تحتضن المتناقضات بين طياتها الواسعة ، هذه الثلاثية تتحد تارة لتكون الخيمة التي تجتمع تحتها كل مظاهر الميلاد .
ميا وشمشا عم عفرا
ةليةيوت قديشت

ومرة اخرى  تجتمع وبفعل الرياح تبرز مظاهر الموت من جديد تحت هذه الخيمة :
نفلى خمت عل ارعا
وفي قصيدته (نيسان) يتحول هذا الشهر الى رمز يجمع بين طياته المتناقضات ( الموت والميلاد ، العطاء والخراب ، الفرح والحزن ، ..)
فشهر نيسان الذي كان يحتفل به في بلاد الرافدين (عيد اكيتو) كرأس السنة البابلية الاشورية فهو رمزا للعطاء والفرح نراه يقول :
نيسن يرخا
جو بيةنىرين ..  ص31

الا ان هذا الرمز في نظر الشاعر واستنادا للاساطير كان السبب في مأساة امته منذ سقوط نينوى :
نيسن ..
دبيوك ننوا خزالى موت
لابٌىةي من جب طبت             32

الزمن عند الشاعر هو فصلي الصيف والشتاء لالغائه فصلي الربيع والخريف ، فالحياة عنده هي الموت والميلاد ، صيف وشتاء ، اسود وابيض ، .. )
خييّ اينا خما وقرت
دقيطا وسةوا دلا نيسنّا

الا ان الموت (اللون الاسود والحزن والخراب ) هو الطاغي في شهر نيسان ، فتحول هذا الشهر من رمز الحب والميلاد الى رمز الموت والخراب ، لان التاريخ الذي يبدأ من شهر نيسان لم ينصف شعبه كما يقول في ص36 من ديوانه :
جو كل خقلا زرعلن خطّا !
وفيشلىون خؤيدا   

الشاعر بولس دنحا احيانا ينسج صور فسيفسائية تجمع المتناقضين الميلاد وغروب الشمش ، الضحك والبكاء ، صوت الرياح في الصمت ، العواصف والميلاد ، ..
كما في قصيدته ( مولدا جو جنيت دشمشا ـ الميلاد في زمن الغروب ) ، الشاعر في قصيدته الدرامية الانفة الذكر يمزج الفعل الحكائي بالفعل الغنائي ، هناك حركة زمكانية ، هناك مسيرة واحداث متلاحقة ، صور جميلة مكثفة واصوات غنائية تجعل المسيرة متشوقة :
اما الشاعر بنيامين حداد  نجده يستخدم صور متزاوجة بين الطبيعة والانسان :
بكوسكٌي شعوت
خد زوجا ديونّا
كا قطر بية جبٌينكٌيْ
رش طفيت ...
وكرما درش ةلا
بؤدركٌي كا مقدش
قوطيفّا زعوذا

اما الشاعرصبري يعقوب فتتكون صوره من مجموعة شحنات يلتقطها الشاعر من مسيرة شعبه ، ففي قصيدته ( زبنا دسبرا ) يستخدم بعض الالوان ( لون التراب ، لون عيون الاطفال ، لون الخبز ، ..) والافعال ( بخدرا ، بقريا ، بطعنا ، ؤليا ، رخما .. تتجول ، تقرأ ، تحمل ، تصلي .) والصفات ( بسيما ، شفيرا ، مسكنا ، مامرا ، شوعيت ، ةشعيت ، رخقا  ... طيب ، جميل ، مسكين ، ميمر ، اسطورة ، تاريخ ، بعيد .. ) لجذب انتباه القارئ ، فهي اضافة لما ذكر تقوم مقام تمفصلات صوتية .
الشاعر يمزج هذه المفردات للحصول على لوحات جزئية ( وجه حبيبي ، شاعر جوال ، هواء محمل بالترتيل ، صراع يومي ، ابواب المدينة ، الخبز ، ...) هذه الصور التي تشبه الميكانو تجتمع لتكون لنا لوحة واحدة  جميلة (الامل) .
وفي قصيدته ( ايمةي دنقوشا نقشي) تتشظى حروف اسمه لتطبع جروحه على العديد من مظاهر الطبيعة والحياة ( وجه حجر ، صمت الصحراء ، خشب يابس ، مقابر ، سنابل ، ظل ، سور عالي ، كتب التاريخ ، الكنيسة ، تراب ، ..) هذا الاسم يتسع كثيرا الى درجة يصعب عليه التحسس ان كان حيا او ميتا ، لذا نراه يتسائل كثيرا ، الا ان الهواء يحول صوته الى صدى مما يصعب عليه معرفة الاجابة .
الشاعر يحمل مفرداته بشحنات ناتجة عن ماساة شعبه الذي لا يزال يبحث عن السبب ، لذا تراه يتساءل في احدى قصائده عن سبب تحمل شعبه هذه الماساة دون غيره كالسويديين والنرويجيين والدانماركيين و.. وهو يرى شعبه دون غيره يباع ويشترى في سوق النحاسة ، الشاعر يصنع صوره بشكل مبسط خالي من الاساطير والاقنعة و.. رغم ان الشاعر يتحدث عن ماساة شعبه على مر العصور .. اسلوبه يشبه الاسلوب الغنائي تارة والكلاسيكي في الاخرى ، واحيانا يتجه اسلوبه نحو الحكائية في قصائده الغنائية لابتعاده عن التمفصلات اللغوية . 
بصورة عامة نقول لقد استفاد الشاعر شاكر سيفو من التراث وخصوصا الاهازيج والمهد والقماط واشياء اخرى كما نراه دوما يستعمل بعض الاقتعة منها من التاريخ القديم الا ان اكثرها حديثة العهد من واقعه الا ان الشاعر نوئيل جميل يركز على على الاقنعة التاريخية رغم انه لا يحملها مدلولها الصحيح عكس اقنعته الدينية التي تتسع كثيرا لتستوعب مدلولاتها ، ومن هذه الرموز ( ادم ، حاوة ، النار ، الدم ، السلاح ) خذ مثلا قصيدته (ةليةيوت ، الثلاثية) ص11 نجد ان :
* الدم يرمز الى : جسم الانسان ، الشهادة ، الظلم ، الحب ، ..
* النار ترمز الى : شكل الانسان ، الدمار ( حرائق روما ) ، الرؤية (المجوس والمسيح وايليا و..)
* السلام يرمز الى : نهاية الانسان ـ الخلاص ، المسيرة ، التقدم
رموزه تنطلق مع انطلاقة ادم ومفهوم الخطيئة المميتة ، من ذلك الزمن دخل الانسان (كما يراه الشاعر) مفترق هذه الثلاثية ، فالتاريخ يشهد على الصراعات الدائرة بين الموت والميلاد ، السلام والدمار ، الليل والنهار ، الحب والغضب ، ..
كل رمز من رموزه الثلاثة ( الدم ، النار ، السلام) استطاع ان يستوعب الصراع الدائر بين هذه المتناقضات . واصبحت حنجرة القبرات في كثير من الاحيان رمزا لدى ينيامين حداد لانها تستعيض عن احساسه واناه وكذا الحال في السنونو وارز لبنان وهابيل وقايين رموزا لدى الشاعر يوسف نمرود ، الا ان ابراهيم يلدا حاول ان يوظف اسطورة الطوفان في قصيدته الموت والميلاد ، وكذا الحال استخدم الشاعر شموئيل جبرائيل اسلوب الترانيم التي كانت والدتنا تتلوها امام المهد وباسلوب ترجيدي تتصاعد احيانا الحماسة الى حد الانتقام ، الا ان الشاعر سرعان ما تهدأ عواصفه فيتذكر ان الذي يخاطبه لا يزال رضيعا فينهي قصيدته (شوكنا لعادا دمولدا ) بالامل 
بة دنخ ؤفرا
ومفؤخ لمبوعا
دشبروت فشيمت

رغم ان اجواء القصيدة غنائية الا انها عجزت الى حد ما من توظيف عناصر القصيدة الغنائية بالشكل السليم وخصوصا من حيث التمفصل اعني الصوت رغم ان الشاعر استخدم قوافي داخلية وخارجية وبعض الايقاعات ، اغلب الظن ان السبب يكمن في توجه الشاعر نحو الاسلوب الحكائي عكس الشاعر شاكر الذي يحافظ على غنائية التراتيل في قصائده .
واستطاع الشاعر يونان الهوزي جنبا الى جنب زميليه بنيامين حداد وشاكر سيفو ليثبت للاجيال القادمة بان التراث ليس تركة جامدة بل هو حياة متجدد من خلال استخدامه استخداما سليما للعد التراثية ( الازياء والاغاني والاهازيج لدى شاكر) ( نرجا ، حودت) بدلا من السيف والرمح وكذلك (قوفذنا ، ، فرزونا ، ظنت )  بدلا من الخيمة والحقيبة وكذلك يستخدم بعض المظاهر الحياتية بيرعيا ، خلبنيت كرموز ناصعة كدلالة للبراءة والعفوية ، بمعنى اخر تعتبر معالم القرية في قصائد يونان كرموز يتحرك من خلالها معبرا عن اصالة الانسان وبراءته ، فصوره هي مزيج من جمال الطبيعة وبراءة انسان القرية ويختلف عن زملائه (اديب ، الكسندر ، ...) بانه لا يتحد مع الحدث لان الانا الكلية حلت محل اناه الشخصية ، فجاءت صوره على شكل قطعة من النسيج المزركش .
 الا ان اغلب شعراؤنا لم يستطيعوا ان يستفيدوا من هذه الرموز او الاساطير الا في حدها الادنى لانهم لم يتفاعلوا جديا مع هذه الرموز لان شحناتها لم تمتد كثيرا في اعماق الذات ، كان بامكانهم ان يفجروا حواراتهم مع شخوصهم مناحي متعددة بما تملكه هذه الرموز من قدرات لم يستطع الكثير من هؤلاء الشعراء ان يستغلوها لتتحول الى مشاهد اسقاطية ودلالة على موقف كان بوسع الشاعر الاحتماء وراء تراثها الفني والفكري للتعبير عن مختلف القضايا ففشلت بعض رموز شاكر سيقو الحديثة لتتحول الى الاقنعة والمرايا ففي كثير من
الاحيان نراه يقحم قصائده بعدد كبير من الاسماء فبدلا من ان تتحول هذه الاسماء الى رموز او اقنعة او .. لتجسد رؤياه سحبت هذه الاسماء القصيدة نحو الخطابة فتحول وظيفتها الى مجرد شد الجمهور اليه . في قصائده هناك اصوات كثيرة يختلط الحوار فيما بينها ذاتيا ، هذه  الحوارات النابعة من الداخل تختلط مع النداء الموجه الى الخارج . ولكثرة هذه الاصوات اضعفت العلاقة بين الحوار النفسي او المناجاة الذاتية المتمثلة في استحضار التراث وعطف الام والقرية والوطن مع حوارات شخوص مقحمة في القصيدة كاسماء زملائه او الاماكن والاديرة واسماء شهداء قريته كما في قصيدته (مطل دطننا دبيةوك كم اكٌلالي ) حيث يقول :
جذما ديعقوب /وديوسف / ودعزيز /وديوخنا/ ودعادل حميل / ودخكمة / ودكٌالد / ودامير / ودىاديٌ / ودعادل / ودعامر شوشندا / ودسالم / ودشوقيٌ / ودزىوريٌ / ودملوديٌ /ودسموريٌ / ..
كان بالامكان ان يقول :
جذما دسىدْا دمةن
 واسماء الاماكن واسماء القرى في قصائد الشاعر وعد ايليا الذي استخدم اقنعته من هذه القرى ،
ولبرسميت دطوذنا دالقوش ومركنى
وليلودْا دعنكبٌا وبنت دشقلابٌا
بد زقرن جددا بدمعي

ليلوْدا داردن خيلنْا
ويلوْدا دةلكافْا وةلا زقيفا
وليًنوقا دخلبٌا من شميا
وعليمْا دكرملش وبرطلا
ولسىدا دبجدد وديرابون وكومنا

و..
 ربما كان الواقع لدى شاكر هو وجود انسجة او وشائج تربط هذه الشخوص بالام المتمثلة بالحب والتراث .. ربما كان وعد يريد ان يربط القرى بوشائج الوطن الواحد باعتبارها تتشابه في الرؤيا والمصي
ثانبا : الصياغة : نقصد بالصياغة قدرة الاديب على ابتكار اسلوبه الادائي من حيث
1-   البناء اللغوي المتكون من سجل الالفاظ والعلاقة بينها (من خلال مظاهر الربط او في نمط المجازات التي يبتكرها الشاعر   . اي ان الشاعر يحدد الخصائص الاسلوبية التي يسكب في قوالبها مادته اللغوية التي من خلالها يفجر طاقاته اللغوية .
هناك مسالة اخرى لا يمكن تجاهلها وهي البناء الصوتي الذي اعتبره احد الاركان الاساسية في القصيدة السريانية ، هذا يعني لا بد من كشف الوحدات الدالة فيه ، وسوف لا اركز كثيرا على الوزن ولا على القصيدة التقليدية ، لان بحثي هو في القصيدة الحديثة (شعر حر وقصيدة نثر) بل ساركز كثيرا على النظام الفونيمي والقافوي الذي هو اكثره داخلي وساركز على ظاهرة استنباط الخصائص من التجربة بدلا من البحث في مستوى اسقاط الخصائص التراثية رغم انها لم تكن خصائص جامدة ، اعني ان الشعر السرياني منذ نشاته تمرد على القالب الجامد حينما ابتكر مار افرام واخرون الوزن المركب .
فاللغة في الشعر هي عبارة عن ظاهرة صوتية تعتمد اساسا على فن التقطيع التي اطلق عليها اللغويون بظاهرة التمفصل وهي بالسريانية عبارة عن دعامة تكون الاساس في البناء ، ومن عناصر التقطيع الصوتي (فونولوجي) النبر والايقاع والنغم والصمت (...) ويتغير معنى الجملة دلاليا استنادا الى تلك الخصائص  فللدعامة في الشعر السرياني وظيفتين هما البناء والايقاع . .
فالجملة الشعرية لدى الاديب السرياني هي تركيبة صوتية تتكون من مقطع واحد (دعامة) او سلسلة من المقاطع التي تعتمد في الاساس على الحركة كونها مصدر الصوت عكس العربية التي تعتمد على الحركة والسكون ، ومن مجموع هذه الحركات تتكون الدعامة الواحدة ، فالشاعر السرياني الحديث تراه يحمل في سلته سلسلة من الدعامات ينثرها على الورقة على شكل قذفات صوتية ، احيانا تكون القذفة متكونة من دعامة واحدة او اكثر .
ومما سهل مهام الشاعر الحديث هو ثورته على قوالب الصوغ ففجرها وتوفرت لديه فضاء" نغميا واسعا . بدلا من الرتابة الناتجة من استخدامه (الشاعر الكلاسيكي) عدد محدد من الدعامات المتساوية في البيت الواحد الذي كان يهدف اصحابها الى استخدام ظاهرة التمفصل الداخلي في البيت الشعري من اجل خلق ايقاع داخلي نغمي متناسق يضاف الى السياج الموسيقي ، فكان البيت عند نرساي والسروجي و.. يجزء الى ثلاث او اربع كتل او مقاطع صوتية متماثلة على مدار القصيدة ، وهتاك من الشعراء المعاصرين من سار على منوالهم خذ مثلا قصيدة الشاعر عوديشو سادة   ( دلا كوينا ـ بلا عنوان ) حيث يستخدم ثلاث دعامات متماثلة بعدد حركاتها (5 حركات لكل دعامة ) :
ؤوؤيةكٌيّ شذيا لمجدلكٌي رما فريسا ةخوة عننّا
رومخا خريزا يلى بشوةاسا دىيكلكٌي رويا جننّا
ةلجا نةيرالى بينة مربعكٌي بنبٌعّا خننّا
بشةيا ببّلا بقيما شبّلا بريا شوشنّا

بالرغم من ان الشاعر استخدم الدعامات المتماثة من حيث عدد الحركات الا ان الايقاع الصوتي غير متناسق . رغم استخدام الشاعر القافية الداخلية ( مجدلكٌي ، ىيكلكٌي ، مربعكٌي ) والقافية الخارجية (عننّا ، جننّا، خننّا ، شوشنّا ) وذلك لعدم استخدامه المفردات المتماثلة ، فهناك توتر ايقاعي في وزن القافية الخارجية حيث لا تنسجم المفردة شوشنّا مع عننّا ، جننّا، خننّا .
اما في قصائد الشاعر ابراهيم يلدا كقصيدته الدرامية ( اوليت قا شميرم ) ذات مسحة غنائية ، فيستخدم الصوت كوسيلة لايقاظ القارئ ولفت انتباهه الى الحدث الذي هو في كثير من الاحيان ماساة امته :
وامرى شمشا دالىا         ص16
الايقاع جاء من خلال استخدامه التماثل الوزني بين الجمل وكذلك القافية الداخلية والخارجية .
الا ان الصوت لدى الشاعر صبري يعقوب ياتي احيانا من التماثل الوزني بين مفردات البيت الواحد اولا وبين مفردات داخل القصيدة ككل . كما الحال في قصيدته ( من بةر سبرت قطفلي فاذا ) التماثل ياتي من خلال :
زبنا يريكٌا ىوا ىوا وانا بسفرا
التماثل ياتي من خلال استخدامه الزقاف (آ)
بنيشا ؤفيا ورنيا خديا
وهناك تماثل بين ابيات القصيدة من خلال (انا ، عدنا ، جنا ، سودنا ، اكرا ، مًرا ، خفرا ، بدرا ، سبرا ، خننا ، ايلنا ، خيلنا ، بخقرا ..)
ففي قصيدته (موت دخشوكا) نجد الشاعر ميخائيل مروكل يستخدم ايقاعات صوتية كقوله :
بخد قلا شةيقا موقوخلى ةويىا ..
ثم يكرر
بخد قلا خنيقا موقوخلى ةويىا ..
وكذلك
كد اية نيخوت / كد اية شليوت / فرست عل مدينت
وكذلك
ىا دميكٌا موت / ىا للين شىرا / ىا كريكٌا لعلما
وكذا الحال في قصائد الشاعربولس داود هو الاخر يستخدم الصوت للتاثير على القارئ او السامع 
لشيفت دكل مردوت / فرست دمدينيوت / ..
نضليٌ لوردكي / بركلي لاقلكي / نشقلي لجبينكي / درالي نةي لؤدركي ..
شقلن ريخا دجنةكي /وخزن شوفرا دعينكٌي / وسبعن من خوبا دلبكٌي …
قلكي / خزوكي / ؤورةكي ..
نفخلى بلبي بعيت
نفخلى بلبي سبرا
….
مو سبعلىون عل ؤىوي
مو سبعلىون عل كفني
…..
ىا جروسلى شبركي
ىا زرقلى سبركي

عل اورخا برخشا
عل لفْا بحوحا
..
قا مني بزمرا
قا مني بنضلا
هذا الايقاع ناجم عن استخدامه لوحدات فونيمية وقافوية واستخدامه التكرار للمفردات او الاصوات من اجل خلق تماثل صوتي في القصيدة .
وكذا الحال في قصيدته (خزوقيا مريرا ـ الرحلة المريرة ) نجده يستخدم الفعل الصوتي للتاثير على مشاعر القارئ او السامع :
رخقا من يمي / رخقا من رخمي / رخقا من ارعي / رخقا من خدوت
وكذا في قصيدته (قلا دقوما ) :
شمشا زرقلىُ / بىرا فرسلى / خشكا جنالى / يوما رقدلى
نجد صوره جميلة بدون تزاوج أي صور طبيعية
 الا ان هذا الايقاع يكون اكثر وقعا على النفس لدى قصائد شعراء القصيدة الغنائية من نوع الانا الداخلي لاستخدامهم مفردات اكثر جرسية كما الحال لدى الشاعر اديب كوكا (أنشا وشلما ـ الانسان والسلام )   الذي يكرر الصوت من خلال الدعامة الرباعية:
رش عيبت /رش شميت / رش طوذنا
بخما وقرت / سةوا وقيطا / جو اولؤنّا /
قلى رما / جرجمنا /..

وكذا الحال في قصيدته شلما لاةرا ـ سلام للوطن حيث يكرر
قلا بخيخا / قلا خويا / قل شيفورا / قل مزمورا .
وكذا الحال في قصيدة شموئيل دنخا الذي يستخدم ايقاعات داخلية مبنية على القافية الداخلية وتكرار موسيقى اللفظة :
رعشلي من شنةي .. فلطليٌ من جنةي
او
خزالي دعميٌ ينا .. كليىي طننّا
كل عما دةبيل ، كليىي قربةنّا

او
بشما دىقوت .. شما دكانوت
وفي قصيدته (من قدم دعبرة ـ قبل ان تدخل )   نجد موسيقاه تسترسل في قصيدته :
من قدم دعبرة .. كلي خد رففا
وبقر علي
من قدم دازلة ... وفيشة نشيا
بعومقا دزبنا .. وطلقن عموك
كلي خد رففا
من قدم دعبرة .. فشوطلى ايدوك
مخي لى للبي .. مخيلى لعينيٌّ
خزي نفسي كما شخينت
جني فشمت .. بةنخيت

من حيث الايقاع نجد سلاسة موسيقية تنساب من مفاصل (دعاماته) الشاعر بنيامين حداد لذا تبدو القصيدة كقطعة موسيقية متكاملة لا تستطيع التوقف حتى انتهاء المعزوفة كما الحال في قصائده الاخرى.
الا ان ايقاعات الهوزي تاتي من خلال استخدامه لمفردات موزونة على نسق واحد كما في قصيدته (قدمت ) ص19 :
نشق طوذا .. خفق خوذا / نخة لمت .. وجو خقلت /
زمرا قريا .. مليا اوفقا / فرخيٌ رما .. ممطيٌ شلما

وكذا الحال في قصائده (خبورا ىوة ص57 ، او نؤبا ص65 ..
والايقاع في قصائد روند هو ايقاع غنائي يتكون من استخدامه النظام القافوي (الداخلي والخارجي) والتماثل الصوتي كما يقول في قصيدته (دكٌرنا دخوبا )
نكرةي شميٌ / دشةيٌ ورديٌ / بشخقةي لبيٌ
كما يستخدم ايقاع من نوع اخر تتلمسه من خلال تاكيده على التساؤل مكونا بذلك نبرة عميقة :
دكرةي ين مدكرن لكي /نكرخ وما نكرخ / طشخ وما طشخ
نجد ان الصوت ياخذ حيزا كبيرا في هذه القصائد وقصائد الكسندر اثنييل عكس ما سنلاحظه في قصائد بشير الطوري وعوديشو ملكو الذين يعتمدان على البيت الشعري المتماثل على مدار القصيدة كاساس البناء ، بمعنى اخر هناك تماثلا وتكرارا للبيت الشعري الذي هو قبل كل شئ شكل صوتي متكرر
الا ان الشاعر بهاء البير في بعض الاحيان يخلق ايقاعاته من خلال انتقاله من نبرات عميقة الى نبرات هادئة كما في قصيدته ( مو ةنن لكي ـ ماذا اقص لك) حيث يقول :
شبقليٌ بيةي وانشي
واةلي كسلكٌي
شبقلي كل شعري
وكةبلي قا ديلكي

نجده يستخدم النبرة الخفيفة كسلكٌي بع النبرات العميقة شبقليٌ ، بيةي ، وانشي ، واةلي وكذلك ديلكٌي بعد شعريٌ ، كةبليٌ
الا ان القصيدة عندما تتجه نحو السردية يضعف عامل الصوت في التاثير وان كانت غنائية كما الحال في قصائد كوثر نجيب التي تشبه الى حد ما الحكاية كما في قصيدته خلما ىوا ىوا :
خلما ىواىوا وخد خلما مزدعنا
عنبيّن كومّا ميى كٌليؤا
وسجٌولن من سوكا فريشا
رعشلي منْ خلمي نفلي قدم حوربا
يمي سبت وببيٌ نفيلا بعودبا

2 – الشكل الفني المتضمن ثورته على البيت الشعري التي نتج عنها ايجاد مسالك جديدة في الاداء التعبيري منها قصيدتا الشعر الحر وقصيدة النثر .
من حيث البناء ، تعتبر قصيدة الشاعر ابراهيم يلدا المار ذكرها ، ككل اساس البناء ، فهي كتلة كونكريتية متماسكة باصواتها وابياتها ووزنها الثابت (دعامة واحدة ذات سبع حركات ) . وكذا الحال في قصائد ابراهيم خضر حيث يكون البناء كلي ، واحيانا تكون دعاماته مختلفة وبشكل غير منسق ، فسلته مملوءة بدعامات رباعية وخماسية فينثرها على طول ابيات القصيدة .
الا ان بعض الشعراء منذ زمن مار افرام وليومنا استخدموا كتلا متباينة في عدد الحركات ، معتمدين فقط على التماثل في عدد حركات البيت الواحد ، والبعض الاخر خطى خطوة جديدة من خلال استخدامه الوزن المركب والدعامات المختلفة من اجل كسر الرتابة الناتجة من تماثل عدد الدعامات في البيت الواحد وعدد حركاتها . وكان من الممكن ان تشجع هذه الخطوة شعراء ما بعد القرن الساس كي يخطوا خطوات جديدة تكون اساسا لقصيدتي الشعر الحر والشعر المنثور الا ان ذلك لم يحصل .
الشاعر الحديث (وخصوصا الشاعر الغنائي) فجر الوحدة البنائية ( بيت ) للقصيدة التي تمثل صرحها وتحدد هويتها الايقاعية (كونها اللبنة المتجانسة في بناء صرح القصيدة ) ليحولها الى مقاطع صوتية ومن اجل ردم هذه الفجوات او عدم التماثل استخدم الشاعر بعض الخصائص كالنبر والايقاع والنغم والصمت (...) لتكون بمثابة الربط بين مفاصله او دعاماته .
في قراءتنا للمجاميع الشعرية نجد ان اغلب هذه القصائد تستخدم الدعامتين رباعية او خماسية سواء اكانت باسلوبها التقليدي (البيت) كما عند عوديشو ملكو ، عوديشو سادة ، يوارش هيدو ، و.. او باسلوبها الحر كما لدى بنيامين حداد ، ابراهيم يلدا ، شموئيل دنخا ، اديب كوكا ، يونان الهوزي ، و.. او بشكلها النثري كما عند شاكر سيفو وابراهيم خضر ووعد ايليا و...
ففي قصيدته سفوةكي ـ شفتاك ينثر الشاعر بنيامين حداد دعامته الخماسية على ابيات القصيدة ، احيانا يتكون البيت من دعامة واحدة او دعامتين ، وكذا الحال في قصيدتيه شاعر انا ، والبرد .وهكذا الحال في قصيدة السنونو وارز لبنان للشاعر يوسف نمرود وقصائد الشاعر ابراهيم يلدا ، شموئيل دنخا واخرون حيث ان اساس البناء في هذه القصائد ليس البيت كما عند بشير الطوري وعوديشو ملكو و.. بل الدعامة التي هي بالاساس عبارة عن مفصل صوتي يحاول الشاعر خلق تماثل بين هذه المفاصل من اجل خلق ايقاع شعري خذ مثلا قصيدة عوديشو ملكو (ؤمخا ـ الشعاع )   :
ؤمخا ؤمخلى لانشوت
بني الوىيم اذعنا
جنبذا دشمىت
بفجرا وموخا وسوعرنا
رشملىون شةاسا دبيت

نجد ان الشاعر قد حافظ على بنية البيت الذي هو اساس بناء القصيدة ، الا ان الشاعر اديب والكسندر و.. يفجران البيت الواحد ليتحول الى مقاطع صوتية متماثلة . واغلب الضن ان السبب يكمن في اسلوبية البناء الشعري في المستوى الصوتي بين القصيدة الكلاسيكية والغنائية ، حيث ترتكز الغنائية كما قلنا على الصوت للتاثير نفسيا على المتلقي.
الا ان الشاعر يونان الهوزي في قصائده الغنائية يجمع بين الاسلوبين ، فهو يحافظ على وحدة البيت الذي يتكون غالبا من دعامتين رباعيتين او اقل ، الا انه يكرر دعامته لا بيته صوتيا وعلى نسق واحد كما في قصيدته جرك فرشخ ـ يجب ان نفترق   :
جرك فرشخ .. ىا او يما
ىول جبليىي زجٌكٌي بِخددا
نفؤا لبيىي .. وبفاةيىي دما
خشا دفرشةكٌي
زدوعت دشبقةكٌي
جرك رخقخ

ولعل السبب في هذا الاختلاف هو أنا الشاعر ، فلدى عوديشو ملكو تختفي الانا كليا اي لا اثر لها في الوجود لانه يعبر عن حضارة وامجاد امته من حبث العطاء ، اما الشاعر اديب والكسندر وبنيامين و.. حيث تظهر اناه كليا في القصيدة ، الا ان (انا) يونان و .. هي الانا الكلية اي تختلط اناه بـ (انا) الاخرين ، انه شعور الوطن والقضية .
الا ان اساس البناء عند شاكر ليست الدعامة ولا الايقاع الموسيقي بل الصورة الشعرية حيث يقوم الشاعر بنسج قصيدته من هذه الصور بشكل يقترب الى الزخرفة ، اشبه بنائه بالذرة التي تتكون من نواة (فكرة القصيدة ـ المحور) وجموعة من المدارات تحوم حول النواة وتتكون من مجموعة الكترونات (صور شعرية) خذ مثلا  قصيدته ( طوكسا دفيلسوفوت دزوجا ـ نظام فلسفة الزواج ) حيث نواة القصيدة هي رخموت ـ المحبة وهناك اربعة محاور تحوم حولها . المحور الاول هو النمو الناتج من انتظاره وكفاحه قرابة 44 سنة وحيث عرق الجبين والدماء تسفك حتى تيبست اوردته :
كرخمنوكٌون ولا كرخمنوكٌون
دايك لا كرخمنوكٌون ؟!
بدم ديك سمكٌليٌ وديك سمكٌن ىوا اربع واربعين شنْا لاورخةوكٌون
كنطرن زعوروت ديلوكون ت دربيا ودفرخا

من مجموع هذه الصور الجزئية تتكون الصورة الرئيسية للمدار الاول.
المدار الثاني يتكون ايضا من مجموعة صور جزئية ( اهتزاز الحيطان ، اهتزاز الجفون والارض ، ..) تشكل صورة رئيسية .
كرخمنوكٌون

مطل انا يون دشعشليٌ جودنْا وقذشيت دبيةوكون وشبقليٌ دنفلى منىون فةقْا دمولدوكون ..
 والمدار الثالث يشكل صورة للتزاوج الكلية التي تتكون من عدة تزاوجات ( تزاوج الالسن ، تزاوج القلوب ، تزاوج بين الاشعة التي تقوست كقوس الحواجب ، تزاوج بين الشفاه وبين الاكتف والنواقيس ومداريش الكنيسة مع الازقة ، وتزاوج الضحك والبكاء و…
ىلكٌي خفور بية جبينكٌي بجرمكي وكةوبٌ اةوت دجبٌرا
ودخفرا وديقدا
وىل يوما دجبٌري كلىين بية جبينا ..

المدار الرابع الذي تنسج صوره حالة البناء والولادة   
خور وخزي ىي جىا دشعشلي جودنْا وقرشت دشميا
خزاليٌ نفلىون مني فةقْا دمولدا

ما يلفت ال

289
ينوي اتحاد الادباء والكتاب السريان عقد مؤتمره الادبي السرياني الخامس بعد منتصف ايلول 2008 ، وجهت الدعوات للعديد من الباحثين للمشاركة كما حث الاتحاد من خلال وسائل الاعلام كل الادباء للمشاركة في هذا المؤتمر من خلال ارسال بحوثهم على امل ان تصلنا قبل 15/8/2008 ليتسنى لنا اجراء اللازم . وكعادته يقوم الاتحاد بتقليد نخبة من الرواد(في الادب والتراث السرياني) وسام الادب السرياني اكراما لجهودهم . حيث سبق وان قلد لاتحاد في كل سنة كوكبة من رواده وهم السادة  :
سنة 2004
1- المطران اندراوس صنا ـ العراق       2- الاب البير ابونا ـ العراق
3- الاب د. بهنام سوني ـ العراق       4- الاب توما القس ابراهيم ـ العراق   
5- الاب د. بطرس حداد ـ العراق      6- د. يوسف متي قوزي ـ العراق
7- بنيامين ميخا حداد ـ العراق      8- يوارش هيدو ـ العراق
سنة 2005
9- المطران جورج صليبا ـ لبنان ـ      10- ابروهوم نورو ـ سوريا
11- ابراهيم يلدا ـ مقيم في امريكا      12- شمعون        ـ ايران
سنة 2006
13- المستشرق سبستيان بروك ـ بريطانيا    14- كوركيس اغاسي ـ ايراني مفيم في امريكا
15- المطران د. لويس ساكو ـ العراق   16- المطران اسحق ساكا ـ العراق
سنة 2007
17- ميخائيل مروكل ـ مفيم في السويد   18- جوزيف اسمر ـ سوريا
19- حنا روفو ـ العراق         20- د. باسيل عاقولا ـ مفيم في لبنان
21- دانيال داود بيث بنيامين ـ مفيم في امريكا
وتامل اللجنة التحضيرية للمؤتمر تقليد كوكبة اخرى من الادباء الاحياء وسامها الادبي السرياني لذا نهيب بكافة الاخوة القراء ترشيح من يرونه مناسبا ممن لهم باع طويل في الكتابة والمشاركة وفي كافة حقول الادب السرياني (لغة ، شعر ، قصة ، مسرح ، تراث ، تاريخ ..) من خلال ارسال سيرتهم الذاتية مع التاكيد على الجانب الادبي وعلى العنوان المدرج ادناه
Lomadanazar

290
ما هكذا تربط الابل ايها الزميل بهنام عطا الله

نزار حنا الديراني
لقد عقب زميلي الشاعر بهنام عطا الله على ما ورد من تصريح لي نشره ولو بطريقة مشوهة مراسل عينكاوة الذي حضر مشكورا لتغطية فعاليات مهرجان برديصان والانتخابات واجرى في اثناء ذلك مقابلة معي ومع الاخرين ، كان تغطيته لما ورد في كلامي كافيا" لتشويه فحوى الرسالة التي كنت آمل ان احمل مثقفي امتنا بها ، ولا ادري ان كان السبب في كفاءة المراسل او لسبب اخر . رغم كل ذلك كان ذلك سببا لتصحيح بعض المعلومات لدى زميلي الشاعر الذي يدعي بانه يتجاهلها بالرغم من كونه كان يعمل ضمن الدائرة نفسها التي كنا نعمل فيها .
ادعى زميلي استغرابه عن تاكيدنا بان الاتحاد تاسس في سنة 1973 مصرا على ان الاتحاد قد تاسس بعد 2003 اسوة بالاتحاد الذي كان هو احد مؤسسيها .
نعم ايها الزميل ان اتحادنا تاسس سنة 1973 بمرسوم جمهوري اسوة بالجمعية الثقافية للناطقين بالسريانية ومجمع اللغة السريانية و.. وكان تحت اسم (اتحاد الادباء والكتاب للناطقين بالسريانية ) ولا زلت احتفظ بنص المرسوم الذي ولسوء الحظ تركته في بغداد وكان المرحوم الخوري الشاعر افرام جرجيس الخوري اول رئيس له ثم توالى المرحوم الشاعر منصور روئيل زكريا رئاسة الاتحاد ولعدة دورات انتخابية لغاية 1980 حيث صدر مرسوم دمج الاتحادات في الاتحاد العام وكنت قد حظيت بالترشيح لهيئته الادارية سنة 1979 ومن بين اعضائه الموجودين الاديب بنيامين حداد والزميل بولص شليطا و...
اما مرسوم توحيد الاتحادات فاحيلك الى النظام الداخلي للاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق  وكان الزميل هرمز شيشا كولا ممثلنا في اللجنة التحضيرية حيث اتفق اعضاء تلك اللجنة على تسميتنا بالمكتب السرياني بدلا من اتحاد الادباء والكتاب للناطقين بالسريانية وكان لنا منذ الدورة الاولى ممثلين وهما المرحوم الدكتور يوسف حبي والزميل شموئيل ايرميا . والزميل بهنام عطا الله يعلم جيدا مثلما نعلم نحن ان الكثير من ادبائنا نالوا عضوية الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق من خلال اتحاد الادباء السابق او من خلال المكتب السرياني . وكان الزميل بهنام احد اعضاء هذا المكتب الذي كان يقطع مئات الكيلومترات لياتي ملبيا طلب المكتب للمشاركة في نشاطاته ولولا هذا الاتحاد لما اتيح للكثيرين الحصول على هوية الاتحاد العام . وعبارة بعض الاعضاء .. يعرفها الزميل جيدا مثلما يعرفها هذا العدد القليل الذين انشقوا عن الاتحاد واسسوا ما يسمى (باتحاد الادباء والكتاب الكلدان السريان) فلماذا يخاف الحقيقة .
واستغرب كيف يقول الزميل بهنام ان المكتب السرياني استحدث في التسعينات .
وان كان القادمين من عينكاوة هم الذين دعموا المشروع لماذا طلبا منا (هو والزميل وعد ايليا) حين اجتمعت وزميلي الياس منصور مسؤول العلاقات الداخلية في دورتها السابقة وبحضور الزملاء نوئيل جميل وغزوان صباح وابراهيم خضر  ان نتحدث مع اباء الكنيسة الذين وقعوا على وثيقة التاسيس او مع الزملاء القادمين من عينكاوة .
اما بخصوص التسمية التي يدعيها بانها تلبية لمآرب زوعا اقول يا زميلي في سنة 2003 حين شكلت هيئة ادارية مصغرة للانحاد العام ولم نكن نحن القوميات الاخرى متمثلين فيها شكلنا لجنة تحضيرية من الادباء السريان الذين كانوا اعضاء" في المكتب السرياني ( نزار حنا ، بنيامين حداد ، يوسف قوزي ، يوارش هيدو ، عادل دنو ، سعيد شامايا ، روبن تيدي ، عمانوئيل شكوانا ، بولص شليطا لدراسة الموضوع ، اقرت اللجنة تسميتي ممثلا لها في الاتحاد العام واجراء بعض التعديل على النظام الداخلي لاتحاد الادباء والكتاب للناطقين بالسريانية من بينها مقترحها على التسمية الجديدة التي كانت متداولة في حينها  (الكلدو اشورية) والتحضير للانتخابات , وفي الانتخابات التي اجريت في شهر اب 2004 عرض النظام الداخلي بتسميته الجديدة على المؤتمرين وحصل موافقتهم وبحضور ممثلي الهيئة الادارية للاتحاد العام ، ومن جراء ذلك توليت منصب رئيس الاتحاد ، حيث اقرت الهيئة الادارية اعتبار التسمية مقترحا رغم مصادقة المؤتمرين عليها لغياب اعضاء الاتحاد من خارج بغداد للمشاركة لاسباب امنية ، وتم الاتصال والتداول مع اعضاء الاتحاد خارج بغداد  (من بنهم ادباء بغديدا الذي هو واحد منهم) لبيان الراي وبعد التداول اقرت التسمية القديمة بعد حذف عبارة الناطقين أي (اتحاد الادباء والكتاب السريان) وهذا ما بينته لجميع احزابنا القومية حين كنت ازورهم واطلب منهم ضم ادبائنا ممن كانوا خارج المشهد في الفترة السابقة (ابان حكم صدام) . اما ما يقصد به الزميل المسيس فاقول :
بالحقيقة منذ امد طويل اصبنا بمرض يشبه الخطيئة المميتة ، في السابق كنا نحظى بعبارة جاهزة للتخلص من فشلنا وهي (الاستعمار) كنا نعلل كل اسباب الفشل بالاستعمار ، في التسعينات استبدلت هذه العبارة بعبارة الحصار الجائر على وطننا .. وبعد 2003 استهلكت هاتين المصطلحين واصبحنا (اقصد ابناء قومنا) بحاجة الى مصطلح حديث يتلائم مع العصرنة والحداثة فاخترعنا عبارة الحركة الديمقراطية الاشورية . فاتسائل زميلي هل نحن مصابون بعقدة اسمها زوعا لنحملها كل اخطائنا وفشلنا ؟ ان كان ما يدعي صحيحا اتحادنا مسيس من قبل زوعا هل يعتقد من الصواب ان نؤسس اتحادات بعدد احزابنا القومية مثلا ؟ الم يكن من الاجدر به ان يقول لنا حين اجتمعنا في بيته لحثه على التراجع عن فكرة التاسيس لاتحاد اخر بان السبب هو التسيس بدلا من تبرير عمله بالدافع المادي ، وان كان ذلك صحيحا لماذا كان متحمسا في البداية على سرعة اجراء انتخابات فرع نينوى للاتحاد وحيث كان ينوي ترشيح نفسه لمنصب رئيس الاتحاد لفرع نينوى  ، ما الذي غير حماسه ... لماذا لم يفصح بشرطه (شرطنا كما قال فك الارتباط بهذا الحزب) وكبته في داخله كل هذه الفترة .
اما بخصوص ما صرح به ـ عدد الحاضرين في الانتخابات (25) ـ هذا الرقم غير صحيح سواء في الانتخابات الاولى او الثانية وبامكانكم الحصول على الرقم الصحيح الذي هو بحدود ضعف الرقم واسماء الحاضرين من المحضر المقدم للاتحاد العام كوننا فرع من فروعه وبما انك عضوا في الاتحاد العام بامكانك التاكد من مسيرة هذا الاتحاد وسنة تاسيسه ودمجه وتغيير اسمه من المكتب السرياني الى الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق /اتحاد الادباء والكتاب السريان ، من اعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد العام حيث اقر ذلك ضمن المحضر . وان كنت تفتخر بالرقم الذي بينته في مقالك (اعضاء اتحادكم ) اسألك كم منهم هم ادباء فعلا وكم منكم تجيدون الكتابة باللغة السريانية او الكلدانية السريانية او الكلدانية السريانية الاشورية سمها ما شئت .. اليس من المفترض ان تكونوا ادباء" بهذه اللغة ..
اما فيما يخص غياب القاضي فكن على يقين بان الدولة اوعزت لجميع القضاة بعدم الاشراف على الانتخابات في العراق لحين اصدار مرسوم جديد ، وسبب اجراء الانتخابات بغياب القاضي هو ايمان منا كون الاديب اكبر من ان يحضر شخص ما لمراقبته وضرورة احترام النظام الداخلي لجميع المؤسسات الذي يقر اجراء الانتخابات كل سنتين ، فليس من العدل ان نستغل فرصة عدم جواز حضور القاضي لنبعد الاخرين عن المشاركة في عمل ديمقراطي لافساح المجال لهم لابداء رايهم وترشيحهم . وان كنت رئيسا لاتحادكم كما قلت منذ 2004 هل تعتقد من الصواب ان تسمي نفسك رئيسا لهذا الاتحاد من غير اجراء الانتخابات طوال هذه الفترة ؟
وبخصوص مقترحك الذهبي حل جميع الاتحادات لتاسيس اتحاد جديد الا ترى من الصواب ان تشرح لنا من الذي عليه ان يشرف على هذه العملية وعلى ضوء أي نظام نقوم بتايس الاتحاد الجديد ؟ هل نشكله استنادا على المحاصصة ام كيف ؟ اليس من الصواب ان نشترط على جميع الاعضاء سواء كانوا في الهيئة التاسيسية ام الهيئة العامة ان يكونوا ادباء" ؟ وهل يجوز ان يكون من بين المؤسسين او الاعضاء من هم في واد والادب بصورة عامة واللغة السريانية بصورة خاصة في واد اخر ؟ وهل يجوز للذين تولوا مناصب فخرية لرئاسة تحرير او ما شابه ذلك للصحف التي تصدرها الاحزاب ان يكونوا اعضاء" في هذا الاتحاد ؟ ومن يحق له حل اتحاد تاسس بمرسوم وعمره 35 سنة وهو فرع من فروع الاتحاد العام ؟ الا يعني ذلك حل الاتحاد العام ايضا ؟ فرضنا قبلنا ذلك واسسنا اتحادا جديدا وبعد سنتين خرج علينا احد الاعضاء او اكثر باتحاد جديد وبعد ذلك يساومنا ويقول لنا يجب حل جميع الاتحادات لتاسيس اتحاد اخر يؤهلني للفوز برئاسته هل علينا ان نقبل عرضه هذا ونحوم في هذه الدائرة حتى نشعر الاخرين بطموحاتنا وابداعاتنا وقدرتنا على الانشطار كما الاميبا ؟ تساؤلات مشروعة تطرح نفسها ، علينا عدم تجاهلها ايها الزميل ؟ الم يلبى طلبكم في مؤتمرنا الادبي الثالث (في اربيل) لتكون من بين التوصيات (حيث كان احد تعضائكم ممثلا في اللجنة) ان يعاد دراسة موضوع الاتحاد وباشراف الاتحاد العام فلماذا تراجعتم ؟ الم نتفق للمرة الثانية في مهرجان بريصان الشعري الاول ( في القوش ) على مجمل توصيات من بينها تشكيل لجان لاعادة النظر في النظام الداخلي وتشكيل لجنة لدراسة عضوية جميع الادباء المنتمين للاتحادات الثلاثة ومن يرغب بالانتماء ومن ثم اجراء الانتخابات وكان نائبكم ممثلا فيها مثلما كنت انا ونائب رئيس الرابطة وزميلين (بطرس نباتي وروند بولس) حيث وقعنا على المحضر فلماذا تراجعتم ؟ وقبل عقد مهرجان برديصان الثاني في بغديدا الم اناقش معك ومع الزميل وعد ايليا لدمج الاتحادين قبل اجراء الانتخابات من خلال تزويد اعضائكم ممن لم يكونوا اعضاء" في اتحاد الادباء والكتاب السريان وتشكيل لجنة مشتركة لفحص العضوية ومن ثم حل الهيئتين في المؤتمر العام ومناقشة جميع الامور من بينها التسمية ضمن المؤتمر العام وبناء" على طلبك تم تزويدكم من قبل الزميل نوئيل جميل باستمارات العضوية فلماذا تراجعتم ؟ الا يحق لنا وعلى ضوء ما ذكرت ان نقول لك او لاتحادك مع من علينا التحدث ليملك القرار ؟ تساؤلات عديدة تطرح نفسها وتطلب الاجابة قبل الشروع بعمل ما ... املا ايها الزميل ان يتسع صدرك لهذه التساؤلات ونتذكر دوما الفضل يعود للاتحاد وجمعية اشور والمهرجانات ان تبقى صداقتنا وعلى مدى عشرات السنين فرسالتنا يجب ان تكون اكبر من مناصبنا .   
       

291
البيان ختامي


عقد اتحاد الأدباء والكتاب العام / أتحاد الادباء والكتاب السريان مؤتمره الـرابـــــــــــــــع  ( مؤتمر يوسف قليتا) للفترة من 19-21/9/2007، في مدينة دهوك برعاية معالي وزير المالية في أقليم كردستان، وتضمن برنامج المؤتمر جلسة الافتتاح التي حضرها عدد من المسؤولين من الوزراء وممثلي الاحزاب والمؤسسات الثقافية وقد القيت كلمات من قبل معالي وزير الاقليم للمجتمع المدني والسيد وكيل محافظ دهوك، ورئيس جامعة دهوك ورئيس اتحاد الادباء والكتاب السريان ورئيس اتحاد الادباء الكرد فرع دهوك، وتلقى المؤتمر عددا من برقيات التهنئة، وفي نهاية الجلسة الافتتاحية جرى تكريم عدد من الادباء هم كل من ( باسيل عقولا من لبنان، حنا عبدالاحد روفو من أربيل / عنكاوا، جوزيف أسمر من سوريا، دانيال بنيامين من أمريكا، ميخائيل مروكل من السويد).

وفي جلسات العمل تم القاء ومناقشة اكثر من عشرين بحثا في مجال الادب واللغة وأدب الاطفال  والتاريخ والدراما.
 خرج المؤتمر بالتوصيات التالية:

1-   العمل على وضع معجم سامي أصولي مشترك.
2-   وضع موسوعة في تراجم اعلام السريان.
3-   العمل على الاهتمام والعناية بثقافة الاطفال من خلال مؤسسة تضطلع بهذه المهمة.
4-   العمل على سلامة اللغة السريانية وتطويرها وأحيائها ورفدها بالمصطلحات الحديثة لتواكب مسيرة التعليم القائمة بكافة مراحلها.
5-   الاهتمام بتعضيد وتشجيع الاعمال الادبية والثقافية والتراثية بهدف طبعها ونشرها.
6-   توطيد العلاقات الثقافية بين اتحادنا والمؤسسات الثقافية الاخرى للتعاون وتبادل الخبرات من خلال اقامة نشاطات مشتركة.
7-   الحفاظ على المخطوطات والوثائق التي تشكل جزءا مهما من موروثنا الثقافي من خلال تاسيس مكتبة للمحافظة عليها.   
8-   ضرورة اقامة المهرجانات والمواسم الثقافية والمؤتمرات الادبية بصورة دورية.
9-   تعميق الروابط والعلاقات الثقافية بين مؤسساتنا في الداخل والخارج.
10-   المطالبة بدعم الادباء والكتاب السريان من قبل مؤسسات الدولة ماديا ومعنويا.
11-    أوصى المؤتمرون على اقامة المؤتمر الخامس في السنة القادمة في سهل نينوى، أو في محافظة السليمانية، حسب ملائمة الظروف
12-    اقامة مركزلاحياء التراث السرياني لتوثيق الادب والموروث الشعبي.

لجنة المؤتمر
21/9/2007

292
      خويدا دسفذا وسيومْا عيذقيا /
         خويدا دسفذا وسيومْا سوذييا
       الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق  /
اتحاد الادباء والكتاب السريان

   
منهاج مؤتمر الادب السرياني الرابع
 
       
* الاربعاء 19/9/2007 الساعة 10.30 صباحا
* كلمة رئيس اتحاد الادباء والكتاب السريان
* كلمة راعي المؤتمر
* كلمة وزير مؤسسات المجتمع المدني
* كلمة رئيس جامعة دهوك
* كلمة اتحاد الادباء والكتاب في العراق
•كلمة اتحاد الادباء الكرد
•تقليد الاوسمة للاساتذة

  الاديب باسيل عاقولا (لبنان) ، الاديب حنا روفو (العراق)
  الاديب جوزيف اسمر (سوريا ) ، الاديب دانيال بنيامين (امريكا)
  الاديب ميخائيل مروكل (السويد)

 * فقرة غنائية للفنان راني كريم
 * تكريم الجهات المساندة
 * لوحات فلكلورية
 * الاربعاء 19/9/2007 الساعة 6 مساء"
         رئيس الجلسة : الاب شليمون ايشو
        د. يوسف قوزي / المندائية واصولها السريانية
         الباحث بنيامين حداد / حاجتنا الى معجم سامي مقارن
         الباحث حنا روفو / اللغة السريانية الارامية


• مناقشة      * استراحة

      رئيس الجلسة : فريد يعقوب
    الاب د. لويس ساكو / الاجناس الادبية في طقوس كنيسة المشرق
    الباحث نزار الديراني / الحداثة في القصيدة السريانية المعاصرة


•   مناقشة
*
 الخميس 20/9/2007 ساعة 10 صباحا
   رئيس الجلسة : روند بولس
   الباحث شاكر سيفو / المتن الحكائي في قصيدة الطفل
   الباحث كوركيس نباتي / ادب الاطفال
   الباحث ميخائيل مروكل / اين نحن من ادب الطفل الاشوري


•   مناقشة
•   استراحة
   الباحث كوثر نجيب / التعليم السرياني
   الباحث اكد مراد / كتاب القراءة السريانية بين الامس واليوم


•   مناقشة
* الخميس 20/9/2007 ساعة 6 عصرا
    رئيس الجلسة : بشير متي
   الباحث جورج قمر / ثقافة اللغة السريانية
   الباحث عبد الستار فتلاوي / الشاعر السرياني عدي بن ثابت التكريتي
   الباحث عيسى رشيد / الفكر القومي والمسيرة الادبية في الجزيرة السورية


•   مناقشة
•   استراحة
    رئيس الجلسة : ابراهيم الخياط
   الباحث د. محمد كريم / مجالس ايليا (مطران نصيبين) مع الوزير ابي القاسم
   الباحث انمار عبد الجبار / المترجمون السريان في العصر العباسي
•   مناقشة


* الجمعة 21/9/2007 ساعة 10 صباحا
•   رئيس الجلسة :
   الباحث يوسف شبلا / كلكامش الملك والاسطورة
   الباحث اشور ملحم / بين السريانية والاكدية في ضوء نص مقتل
     الملك سنحاريب)
الباحث يوسف زرا / الحضارة السومرية موطن الاساطير والملاحم الاولى


•   مناقشة
•   استراحة
    رئيس الجلسة : نيسان مرزا
    الباحث جوزيف اسمر/  اين نحن من اللغة السريانية اليوم
    الباحث فؤاد قزانجي / مظاهر الثقافة السريانية
   الباحث نوري بطرس / المخطوطات السريانية في الشرق والغرب
    * الجمعة 21/10/2007 ساعة 6 عصرا
     رئيس الجلسة : جهاد مجيد
     الباحث ميخائيل بنيامين / الاب يوسف قليتا
     الباحث زاهر حسقيال /تحديث الرقم السرياني


•   مناقشة
•   استراحة
•   رأي للمناقشة وعرض فلم الدنيا الخالدة / رفيق نوري
•   البيان الختامي
•   تكريم المشاركين

294
من الذي يحرك الساكن
دراسة في مسيرة اتحاد الادباء والكتاب السريان بين الانشقاق والتوحيد

نزار حنا الديراني
 رئيس اتحاد الادباء والكتاب السريان
نائب الامين العام للاتحاد الادباء والكتاب في العراق



نشمئز كثيرا عندما نعلم ان الادباء والكتاب العرب من العراقيين رغم تعدد انتمائاتهم السياسية والمذهبية يشتركون جميعهم في اتحاد واحد للادباء والكتاب وكذا الحال مع الاخوة الكرد والتركمان فلهم اتحاد واحد للادباء والكتاب ، وكما قال معالي وزير الثقافة في الاقليم ( هذه الاتحادات سميت نسبة الى اللغة التي يتحدثون ويكتبون فيها ) فلم نسمع باتحاد الادباء والكتاب للكرد الفيليين او السورانيين او البهدينانيين بل هناك اتحاد واحد للادباء والكتاب الكرد وكذا الحال للتركمان ، فلا بد للجميع ان يتسائل لماذا نحن وحدنا نشذ عن القاعدة ، لبيان حقيقة ما يجري وخصوصا لقد اعلنا مرارا باننا نعمل جادين من اجل حلحة المشكلة الا ان شيئا لم يحصل لحد الان ، ولا يزال الكثير من مثففينا يتسائلون .. فالواجب يتحتم علينا اطلاع مثقفينا على كل هذه الامور بصراحة تامة عسى ان يجدوا مخرجا .
 سابدأ من خيث التاسيس اولا :
في مطلع 1973 بادر مجموعة من مثقفينا بتاسيس اتحاد للادباء والكتاب تحت التسمية المعمولة في حينها (للناطقين بالسريانية من الكلدان والسريان والاثوريين ) وتم انتخاب اول هيئة لها برئاسة المرحوم الاديب الخوري افرام جرجيس الخوري بعد ذلك تولى المرحوم الاديب منصور روئيل زكريا رئاسة الاتحاد لفترة طويلة .
في سنة 1980 صدر قرار دمج اتحاد الادباء والكتاب السريان والجمعية الثققافية للتاطقين بالسريانية مع الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق اسوة باتحاد الادباء والكتاب الكرد والتركمان ، وخصص لكل منهم مكتب وممثلين في المجلس المركزي ، وكان السيد هرمز شيشا كولا ـ رئيس الجمعية الثقافية ممثلا لنا ضمن الهيئة التاسيسية ، وبعد مباحثات طويلة مع الادباء الكرد تم عقد المؤتمر الانتخابي الاول في سنة 1983 بحضور الكثير من اعضاء مجلس الوزراء والقيادتين القطرية والقومية للحزب ، فاعلن المرحوم شفيق الكمالي هل هناك من يعترض على القائمة ، حيث كان لنا عضوين هما الاب الدكتور (رحمه الله) يوسف حبي والزميل شموئيل ايرميا . فاعترض السيد هرمز شيشا كولا على ذلك الا ان المرحوم شفيق الكمالي اعلن فوز القائمة لعدم وجود اعتراض رغم مناداة الزميل هرمز بالاعتراض وقال هذه ليست ديموقراطية الا ان وزير الثقافة اقنعه بالجلوس وزيارته الى الوزارة لحل الاشكال ...  فتعاقبت الانتخابات وفي جميع هذه الانتخابات ولغاية 2003 لم نكن نحن الذين نختار ممثلينا .
 وفي سنة 1993 تم دمج جميع المؤسسات الثقافية في العراق ضمن المجلس الثقافي برئاسة نجل الرئيس العراقي الذي بادر بحل جميع المكاتب في الاتحاد (الكرد والسريان والتركمان) وضمن لهم حق الترشيح اسوة بالعرب ، فعقد اول انتخاب وفازت هيئة ادارية لم يكن للسريان ولا للكرد والتركمان ممثلا فيها ، فبادرنا بتشكيل لجنة من السادة (د.يوسف حبي ، نزار الديراني ، بنيامين حداد ، بهنام البازي ، بولص شليطا ، يونان الهوزي ) على ما اتذكر ، فتباحثنا مع رئيس الاتحاد (الاديب رعد بندر) حول وضع السريان وما لهم من خصوصياتهم فتم الاتفاق بتشكيل ما يشبه بهيئة ادارية ترتبط به مباشرة ، بعد ذلك تم انتخاب الادباء ( نزار حنا ، بنيامين حداد ، عوديشو ملكو ، بهنام البازي ) لادارة شؤون الادباء السريان .. واستمرت الحالة حتى الغاء المجلس الثقافي والرجوع الى النظام الداخلي بعد تقليص حصة القوميات ( الكرد ، السريان ، التركمان) في المجلس المركزي ، فاعلمني في حينها المرحوم يوسف حبي بتكليفه من قبل الوزير ليكون ضمن المرشحين في القائمة المعدة كممثلا للسريان وطلب مني الترشيح معه في الانتخابات فرفضت ذلك فاعلمته ليس من اللائق ان ارشح ضده ولا يمكن ان يفوز احد منا سواه ، في قاعة الانتخابات علمنا بان الزميل بولص شليطا سيرشح نفسه كمنافس للمرحوم حبي ، وحاول البعض اقناعه بالعدول عن رايه الا انه اصر رغم ان المرحوم حبي اعلن في حينها استعداده للانسحاب فيما اذا رشح شخصا اخر كالزميل .. . فجرت الانتخابات بفوز الاب حبي ولعدم وجود شخص اخر ضمن قائمة السريان اعتبر السيد بولص شليطا عضو احتياط في القائمة ، وبعد مرور اقل من سنة قدم الاب يوسف حبي استقالته من المجلس فحل محله الزميل بولص شليطا استناد الى النظام الداخلي ، بعد ذلك توالت الانتخابات واستمر الزميل بولص ممثلا للسريان ضمن القوائم المعدة سلفا لحين سنة 2003 .
بعد سنة 2003 وبالتحديد بعد السقوط بادر مجموعة من الادباء العراقيين ( جميعهم عربا) بانتخاب هيئة ادارية مؤقتة للاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق ، وحيث لم يكن لنا ممثلا فيها اسوة بالكرد والتركمان ، بادرنا بعقد اجتماع لمجموعة من المثقفين من الادباء والكتاب والفنانين وبعض الاداريين لمؤسساتنا الثقافية لمناقشة الكثير من الامور من بينها واقع الاتحاد ، حيث تقرر تشكيل لجنة من السادة :
نزار حنا ، بنيامين حداد ، يوسف قوزي ، يوارش هيدو ، عادل دنو ، عمانوئيل شكوانا ، سعيد شامايا ، روبن تيدي كادباء ثم اضيف الزميل بولش شليطا كونه ممثلا سابقا لنا في المجلس المركزي العراقي ، الا ان الزميل يوارش هيدو اعتذر عن الحضور بسبب صحته . ومن واجبات هذه اللجنة وضع الية للعلاقة مع الاتحاد العام ووضع نظام داخلي والدعوة للانتخابات ، في اول اجتماع لها تم اختياري عضو ارتباط مع الاتحاد العام للتفاوض معهم لوضع الية مشتركة للارتباط ، وبعد وضع النظام الداخلي ( الذي هو صورة معدلة للنظام القديم الذي وضع سنة 1973 ) .
تم تحديد شهر اب موعدا للانتخابات ، وتم تكليف الزملاء ( بنيامين حداد ، عمانوئيل شكوانا ، سعيد شامايا /المكلفين من قبل المجلس القومي الكلدواشوري للسفر الى حيث يتواجد ابناء قومنا) لدعوة الادباء لحضور الانتخابات او القيام بانتخاب هيئة ممثلة لهم للاتصال معنا ، فعقد المؤتمر باشراف اعضاء الهيئة الادارية المؤقتة للاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق وفي قاعة الاتحاد العام ، حيث تم اقرار النظام الداخلي بما فيه التسمية المركبة (الكلدواشوري) التي كانت مطروحة في حينها ، ومن ثم تم انتخاب هيئة ادارية مكونة من الادباء :
نزار حنا ـ رئيسا ، عادل دنو ـ نائبا ، د.يوسف قوزي ـ امينا للشؤون الادارية ، بنيامين حداد ـ امينا للشؤون الثقافية ، فائز وديع ـ امينا للعلاقات الخارجية ، الياس متي امينا للعلاقات الداخلية ، روبن تيدي ـ امينا للشؤون المالية . وبعد فترة وكنتيجة لسفر الزميلين الياس متي وعادل دنو الى خارج العراق وعدم حضور الزميل روبن الاجتماعات حل محلهم الزملاء ( بشير الطوري ، اشور ملحم ، مارلين اويشا ) .
ونظرا لعدم حضور ادبائنا من خارج بغداد بسبب الظروف اعتبرت الهيئة مؤقتة لحين استباب الامن والدعوة لانتخابات شاملة .
وحال تسلمي المهام بادرت مع زملائي لزيارة مقرات احزابنا القومية لحث ادبائهم للانتساب في الاتحاد ، كان احيانا يعترض البعض منهم على التسمية فشرحنا لهم بان التسمية لا تزال مقترحة لاننا سنناقشها مع ادبائنا من خارج بغداد وان دعت الحاجة سندعوا الى اجتماع او مؤتمر للاتفاق على التسمية التي يقره المؤتمرون . بعد ذلك اعيد النظر في مناقشة التسمية وتم مفاتحة الادباء خارج بغداد ممن لم يحضروا المؤتمر فتم الاتفاق الابقاء على التسمية القديمة (اتحاد الادباء والكتاب السريان ) بدلا من الناطقين بالسريانية كوننا نتحدث بلغتنا لا بلغة غيرنا كما نقول الناطقين بالفرنسية او .. لحين عقد المؤتمر .
بعد ذلك تم الاتصال بالاخوة في سهل نينوى لتشكيل فرع للاتحاد هناك ، فتم اختيار بغديدا مقرا للفرع كونها تضم اكثر ادباء المحافظة ، على امل فتح فرع اخر في اربيل ودهوك .. الا اننا لمسنا وجود خلاف في صفوف الاخوة مما يعكر جو الانتخاب فبادرت مع امين العلاقات الداخلية (الزميل الياس) للسفر الى بغديدا ومنافشة الموضوع مع طرفي الخلاف وتم تكليف الزملاء نوئيل وابراهيم وغزوان لتقريب وجهات النظر وتحديد موعد الانتخابات ، وحين عودتنا الى بغداد بعد فترة قصيرة سمعنا صدور بيان مشترك بين مجموعة من الاخوة في اربيل وبغديدا لتشكيل ما يسمى باتحاد الادباء والكتاب الكلدان السريان ، بعد ذلك سافرنا للمرة الثانية وتم مناقشة الموضوع مع الاخوة الموقعين على البيان في بغديدا ، ولمسنا منهم عدم اعتراضهم على الهيئة الادارية ولم تكن لديهم النية في الانشقاق بل للاستفادة من العروض المقدمة من اربيل . وبعد مناثشات لمسنا منهم شبه الموافقة على تجميد الفكرة والاسراع بعقد انتخابات فرع نينوى ، في حالة اقناع كل من اباء الكنيسة والاخوة القادمين من اربيل الموقعين على البيان ، فاعلنت موافقتنا على الاسراع في انتخابات الفرع ولا نمانع اي منهم الاستفادة من الامتيازات المقدمة من اربيل (رواتب) شرط ان لا تكون ثمنا للانشقاق ، ورفضنا التفاوض مع الكنيسة كونها ليست طرفا بالموضوع والاتحاد ليس جزء منها ، وبامكانهم توجيه الدعوة لكل الاباء الذين يرغبون الانتماء للاتحاد شرط ان يكونوا من الادباء ، اما الاخوة القادمين من اربيل كونهم ليسوا اعضاء في اتحادنا ولم يحصل بيننا لقاء او تعارف بسبب الظروف لذا تم تكليف كل من الزميلين بهنام عطا الله ووعد الله ايليا عوضا عنا للاتصال بجميع الاخوة الادباء القاطنين في الاقليم ودعوتهم للانضمام الى الاتحاد ومن ثم عقد مؤتمر موسع لمناقشة جميع الامور من بينها التسمية واجراء الانتخابات . بعد فترة تم تكليف الزميلين الياس متي (امين العلاقات الداخلية ) والزميل فائز وديع ـ رحمه الله (امين العلاقات الخارجية) للسفر الى قرى سهل نينوى والاتصال بجميع الزملاء واجراء انتخابات الفرع ، حيث اجريت الانتخابات بمقاطعة الاخوة الموقعين على بيان التاسيس لاتحاد الادباء والكتاب الكلدان السريان ، بعد ذلك سافرت من جديد واتصلت بعدد من الادباء لحثهم على حلحلة الموضوع بعد ذلك سمعنا بانتخاب هيئة ادارية لاتحادهم .
وفي بغداد ايضا زار مجموعة من الاعضاء ( عوديشو ملكو ، بولص شليطا ، روبن تيدي ، سعيد شامايا ) وبرفقة الزميلة شميرام مروكل ( وهي ليست عضوا" في الاتحاد حيث بررت مشاركتها الوفد لان احدهم طلب منها الحضور للمصادقة على استمارة الانتساب للاتحاد)  مقر الاتحاد والتقوا بالزميل امين الشؤون الادارية في الاتحاد العام وبينوا (كما قال) رفضهم للتسمية السريانية وتمسكهم بالتسمية الاشورية وبين الزميل بولص استيائه مما اقدمت عليه الهيئة الحالية بالمطالبة كون الاتحاد فرع من فروع الاتحاد العام بدلا من كونه مكتبا كما اقر النظام الداخلي القديم وغيرها من الامور ، وتم دراسة الموضوع في المكتب التنفيذي وتم تخويلي والزميل الامين العام للاتصال بالزملاء ومناقشة الموضوع ، فعقدت الهيئة الادارية اجتماعا حضره غالبية ادباء بغداد ومممثل عن فرع نينوى لدراسة الموضوع والدعوة للانتخابات المبكرة  ، اتفق المجتمعون على ضرورة تاجيل الانتخابات لحين تحسن الوضع الامني في بغداد وعدم القبول بتسميتنا مكتب بل اتحاد ادباء ويكون الارتباط على شكل فرع ، واعلن ذلك في الصحف الرسمية . بعد ذلك حاولنا الاتصال ببعض الزملاء الذين زاروا الاتحاد لدراسة مقترحاتهم الا اننا تفاجئنا بخبر تشكيل هيئة تاسيسية لرابطة الادباء الاشوريين برئاسة الاثاري د. دوني جورج واخرين (البعض كانوا اعضاء في الاتحاد والبعض الاخر لم يكونوا) . ولكن قبل ذلك تسرب خبر على ان الاتحاد العام ناقش موضوع علاقة الادباء السريان بالاتحاد وعلى ضوء ذللك تم الاتصال بي من قبل احدى الصحف الالكترونية للوقوف على الموضوع وبينت في حينها (نشر ذلك في اكثر من صحيفة الكترونية وورقية ) ما يدعونا للتساؤل ان الاخوة المعترضين على التسمية كانوا من العاملين ولا يزال البعض منهم تحت هذه التسمية ، واخرون ابدوا استعدادهم وتشجيعهم للابقاء على هذه التسمية والزميل سعيد ابدى عدم موافقته على التمسية الاشورية التي طرحت على مسمع امين الشؤون الادارية ، ما الذي جرى اذن ؟ في هذه الاثناء اتصلت بعدد من الزملاء الذين كانوا اعضاء" في الاتحاد امثال الزميل بولص شليطا الذي اصر على التسمية الاشورية كاول خطوة للحوار والزميل ابرم ايشو الذي بين لي عدم وجود تعارض بين الاتحاد والرابطة وسيبقى عضوا في الاتحاد ، والرابطة ستعمل في دهوك و.. وبينت عدم صحة ذلك ان كان الهدف العمل في دهوك بالامكان فتح فرع للاتحاد هناك ، وان كانت الرابطة للشباب فمن الاجدر بالشباب القيام بذلك ، ثم اجريت اتصال اخر بالزميل ادمون لاسو و.. واعلمني احد الزملاء (من خارج الاتحاد) انه حين سمع بالخبر اتصل برئيس الرابطة للاستفسار عن مغزى التاسيس فقال ( كما علمت من الاخوة الذين قدموا لي الدعوة الهدف سيكون مجرد دعم بعض الادباء وخصوصا من الشباب ونظرا لاهمية مركزه تم اختياره رئيسا فخريا لاني اعتذرت عن حضور الاجتماع ولست من العاملين في مجال الادب و..)  وبينت للجميع ان مناقشة جميع هذه المواضيع يمكن ان تكون من خلال عقد مؤتمر الذي له وحده الحق في تغيير بنود النظام الداخلي ، بعد ذلك وحلا" للاشكال تم الاتفاق في الهيئة الادارية الدعوة للمؤتمرالانتخابي لمناقشة جميع المواضيع منها التسمية واجراء الانتخابات وطلبنا من فرع نينوى توجيه الدعوة لجميع الاعضاء من بينهم الذين هم اعضاء في اتحاد الادباء الكلدان السريان والرابطة ، واعلنت ذلك من خلال الصحف . وتم غقد المؤتمر في بغديدا (قره قوش) حضره البعض من اتحاد ادباء  الكلدان السريان وقاطعه البعض الاخر واعضاء الرابطة (الذين لا يتجاوز في حينها عدد اعضائهم من الادباء اصابع اليد الواحدة ) وتم مناقشة الكثير من الامور منها الابقاء على التسمية وعدم الموافقة العودة الى تسميتنا بمكتب بل كفرع وعلاقة الاتحاد مع احزابنا ومؤسساتنا وغيرها من الامور الاخرى واعلن والفرع حل هيئتينا والدعوة للانتخابات ، وحال انتهاء من الانتخابات ذهبت بصحبة زملائي في الهيئة الى برطلة وتباحثنا مع بعض الاخوة من اتحاد الكلدان السريان الموجودين هناك (الزميلين نوري بطرس وسمير خوراني) نيتنا لتوحيد هذه الاتحادات فلمسنا منهم نفس الشعور وتم الاتفاق بمواصلة الحوار من خلال المراسلة ، هذا ما تم فعلا، بعد ذلك سافرنا ( نزار حنا ، يوسف قوزي ، بشير متي ، اشور ملحم ) الى اربيل وتم الاجتماع مع الزملاء (سمير خوراني ، نوري بطرس ، كوثر نجيب ) وطرحت كثير من الاراء من بينها فكرة حل الاتحادين لتشكيل اتحاد جديد حيث بينت عدم جواز ذلك ، فلا داعي للعودة الى نقطة الصفر ولا يحق لنا كهيئة ادارية حل اتحاد الادباء السريان كونه تاسس منذ 1973 وهو عضو في الاتحاد العام ومثبت رسميا في الوثائق العراقية قحله يعني حل الاتحاد العام .. وبعد مناقشة الموضوع تبين هناك رغبة من الاخوة لتوحيد الاتحادات، وسيتم دراسة الموضوع مع بقية زملائهم ، وكبادرة حسن نية طالبنا الاخوة المشاركة في المؤتمر من خلال البحوث والتحضير للمؤتمر فوافقوا على ذلك وعرضوا لنا استعدادهم ورغبتهم في عقد بهض الجلسات في جمعية الثقافة الكلدانية وهذا ما حصل .
من اجل عقد المؤتمر سافرنا من جديد الى اربيل وحال وصولما التقينا بالزملاء على امل اصدار بيان لتوحيد الاتحادين في المؤتمر ، الا ان ذلك لم يحصل لمقاطعة بعض الزملاء منهم المؤتمر والاتحاد منذ الجلسة الافتتاحية لاسباب لاداعي للخوض فيها . رغم ذلك واصلنا الاتصال وطلبنا من الزميل الامين العام للاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق الموجود معنا في اربيل لمواصلته الاتصال بالاخوة ونتيجة لذلك تضمن البيان الختامي ( حيث كان احد اعضاء اللجنة عضوا في الهيئة الادارية لاتحاد الادباء الكلدان السريان ) دعوة الادباء لتوحيد الاتحادات تحت سقف الاتحاد العام . بعد ذلك واصلنا الاتصال وكانت هناك رغبة واصرار ان يتم ذلك تحت سقف الاتحاد العام ووافقنا على ذلك .
تم مناثشة الموضوع في المكتب التنفيذي للاتحاد العام وتم الاتفاق عقد اللقاء ضمن مهرجان برديصان الشعري الاول في القوش ووجهت الدعوة للجميع للاشتراك في المهرجان اولا وعقد لقاء مشترك بحضور رئيس الاتحاد او الامين العام ، اعتذر رئيس الاتحاد حضور المهرجان لارتباطه باجتماعات مهمة في بغداد وفي اللحظة الاخيرة اعتذر الامين العام بسبب صحته للمشاركة ، الا ان الاخوة في اتحاد الادباء الكلدان السريان والرابطة حضروا المهرجان . وبعد المناقششة تم الاتفاق على عقد اجتماع مصغر لدراسة الموضوع فشكلت لجنة من (نزار حنا ـ رئيس اتحاد الادباء والكتاب السريان ، سمير خوراني ـ نائب رئيس اتحاد الادباء الكلدان السريان ، ادمون لاسو ـ عضو الهيئة المؤسسة للرابطة ، بطرس نباتي ـ عضو اتحاد الادباء السريان ، روند بولص ـ عضو اتحاد ادباء الكلدان السريان) وتم الاتفاق على :
1-   تشكيل ثلاث لجان في اربيل والقوش وبغديدا ) لدراسة النظام الداخلي
2-   توزيع استمارات الانتساب لجميع اعضاء الاتحادات
3-    تشكيل لجنة عليا لصياغة النظام الداخلي على ضوء مقترحات اللجنة وقبول الاعضاء المؤهلين لعضوية الاتحاد على ضوء النظام الداخلي المعدل
4-    الدعوة للانتخابات
تم المصادقة على فقرات البيان (وكلف الزميل ادمون لاسو وبطرس نباتي لعرضها على الزميل عوديشو ملكو الذي حضر الجلسة الاخيرة من المهرجان) على امل قيام الزميل سمير خوراني باعلامنا بالاسماء المرشحة للجان واعلامه باسماء ممثلينا ومن ثم سنفوم باصدار امر اداري بذلك .
كانت الفرحة فرحتين المهرجان والتوحيد .
وحين عودتي الى بغداد واصلت الاتصال بالزميل سمير الذي لمست رغبته الشديدة للتوحيد ، الا اني فوجئت  بعدم موافقة هيئتهم الادارية بذلك حيث اتفقوا مع الرابطة على اقتراح عقد اجتماع موسع بين جميع اعضاء الهيئات الثلاثة ، فطلبت ان يكون الطلب رسميا ، بعد مناقشة الموضوع وافقنا على الاجتماع ، على ان يكون تحت خيمة الاتحاد العام (بناء" على رغبتهم ) وفي بغداد ، الا انهم رفضوا المجئ الى بغداد وعدم موافقتهم الاجتماع تحت خيمة الاتحاد العام . وبعد ذلك تم انتخاب هيئة ادارية للرابطة .
هذا ما جانب ومن جانب اخر حاولنا حال تسلمنا المسؤولية تعزيز حقوقنا في الاتحاد العام لنكون شركاء في العمل الادبي بدلا من تلك الصورة الكاريكاتيرية التي رسمتها يوما احدى الصحف ممثلنا حاملا بيده كرسيا يقدمه لرئيس الاتحاد وغير ذلك من الاقاويل التي قيلت عنا مؤخرا ، ورغم كل هذه المحاولات كان هناك نفر قليل منهم في بغداد يزور الامين العام سواء في الاتحاد او في مكان اخر للمحاولة على شل حركتنا ، ففي كل مطلب اطالبه كان السيد الامين العام يقول بان السيد .. او السيد .. زارا الاتحاد مدعين عدم تمثيل هيئتكم للاتحاد فهي غير شرعية وتريد الانفصال من الاتحاد العام وغير ذلك ، للتملص من تنفيذ التزامات الاتحاد العام ولا اريد الخوض في هذا اتلمجال .
ما ذكرته لا يعني وضع الكرة في مرمى الاخرين بل لتسهيل مهمة الخيرين القادرين على لم الشمل ، ربما نحن ايضا نتحمل جزء من المشكلة كوننا لا نملك التجربة الكافية للعمل في وسط تتلاطم فيه الامواج (الاحزاب) ، كل حزب يريد ان يجمع الحصيد في عنابره ، كنا نؤمن بضرورة ان تكون مؤسسات المجتمع المدني خارج ساحة الصراع الحزبي ، مقابل ان تكون علاقتهم جيدة مع كل احزابنا القومية . ولم نكن نتصور اذا حضرنا ندوة لاحدهم او حضر احدهم ندوتنا او .. هذا يعني نفور الاخرين منا حتى ان دعوناهم او حضرنا نشاطهم ، الى حد قال احدهم من لا يكون معنا في الخندق فهو ضدنا .

295
مؤتمر الادب السرياني الرابع




الاخوة المهتمين في الادب والتراث واللغة السريانية

نظرا لما نتوسمه في شخصكم الكريم من اهتمام واجتهاد في حقول ادبنا السرياني يسرنا اعتمادكم واحدا من المساهمين في مؤتمر الادب السرياني الرابع (مؤتمر مار يوسف قليتا) الذي سيقيمه اتحاد الادباء والكتاب السريان في منتصف شهر ايلول /2007 والذي ستدور بحوثه حول الادب العراقي القديم والادب

السرياني ضمن المحاور التالية :
1.الشعر
2. القصة
3. المسرح       
4. ادب الاطفال
5. الترجمة
6. التعليم السرياني

  مـــع فائق الاحترام والتقديــر

ملاحظة :
1-اخر موعد لتلقي البحوث هو قبل 1/8/2007 ليتسنى لنا اعداد الفولدر وطبع البحوث وتوزيعها على المؤتمرين .
2- تمنح فترة 25 دقيقة للمحاضر لتقديم الخلاصة الوافية لبحثه
3- تقبل البحوث بكلتا اللغتين السريانية والعربية
4- تخضع البحوث كافة للتقييم من قبل لجنة خاصة

نزار حنا الديراني
رئيس اتحاد الادباء والكتاب السريان



296
النشاط الثقافي لاتحاد الادباء والكتاب السريان

  نزار حنا الديراني

رغم الامكانيات المحدودة والظروف الامنية الصعبة باشر الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق / اتحاد الادباء والكتاب السريان نشاطه الثقافي الذي يعتبر رافدا من روافد الثقافة العراقية الاصيلة ، فقدم عدة نشاطات تتلخص في :

1-  عقد الاتحاد مؤتمره الادبي الاول في بغداد وبرعاية وزير الثقافة الاستاذ مفيد الجزائري للفترة 27-29/8/2004  قدم من خلالها العديد من البحوث التي تناولت الادب السرياني منذ نشاته وحتى يومنا هذا وكالاتي :

أ‌-     الادب العراقي القديم شكلا ومضمونا / الباحث بنيامين حداد

ب‌- كلكامش ـ الملحمة الشعرية المغناة / الباحث ادوارد سعيد

ت‌- شعر السريان ونثرهم في العصرين القديم والوسيط / الباحث د. يوسف قوزي

ث‌- لغة مار افرام الشعرية / الباحث جوزيف اسمر

ج‌-   الحداثة في القصيدة السريانية / الباحث نزار حنا الديراني

ح‌-   دراسة جماليات الخطاب الشعري السرياني المعاصر / الباحث شاكر سيفو

خ‌-  قصة ادم وحواء ودور المرأة  في مفهوم ادب سرياني / الباحث عمانوئيل شكوانا

د‌-    المسرح في العراق القديم / الباحث سعيد شامايا

ذ‌-     المسرح السرياني في سوريا / الباحث عيسى رشيد

ر‌-   قراءة متانية في مستوى مسرحنا السرياني / الباحث صباح هرمز

ز‌-   الحكاية الشعبية في ادب الاطفال السرياني / الباحث الباحث عادل دنو

س‌-                       القصاصون السريان ودورهم في مسيرة القصة العراقية / الباحث هيثم بردى

كما شارك في المؤتمر العديد من الشعراء السريان وقلد الاتحاد نخبة من الاساتذة الذين قدموا خدمات جليلة للادب السرياني وسام الادب السرياني وهم :

المطران اندراوس صنا ، الاب البير ابونا ، الاب توما القس ابراهيم ، الاب يطرس حداد ، الباحث د. يوسف قوزي ، الباحث بنيامين حداد ، الباحث يوارش هيدو

2-  عقد الاتحاد مؤتمره الادبي الثاني في بغداد (مؤتمر يوسف حبي) وبرعاية وزير الثقافة الاستاذ نوري الراوي للفترة 20-22/10/2005  قدم من خلالها العديد من البحوث التي تناولت الادب السرياني وكالاتي :

أ‌-     تساؤلات مشروعة في تاريخ الادب السرياني / الباحث نزار حنا الديراني

ب‌- اجناسية جديدة للادب العراقي القديم  / الباحث د. خزعل الماجدي

ت‌- الادباء والعلماء السريان نقلوا الفلسفة والعلوم الاغريقية الى اللغة العربية / الباحث د. يوسف قوزي

ث‌- قراءة في ترجمة موخب يوما للاجنحة المتكسرة / الباحث ميخائيل بنيامين

ج‌-   الشعور القومي في شعر الخوري افرام جرجيس الخوري / د. بشير متي الطوري

ح‌-   بين السريانية والاكدية ـ دراسة مقارنة / الباحث اشور ملحم

خ‌-   جبران سريانيا / الباحث ادمون لاسو

د‌-    الشعر واللغة / الباحث بنيامين حداد

كما اشترك في المؤتمر العديد من الشعراء ، وتم تقليد نخبة من الاساتذة الذين قدموا خدمات جليلة للادب السرياني وسام الادب السرياني وهم :

الباحث ابروهوم نورو ـ سوريا ، المطران جورج صليبا ـ لبنان ، الشاعر ابراهيم يلدا ـ امريكا ، الباحث             شمعون ـ ايران

3-  عقد الاتحاد مؤتمره الادبي الثالث في اربيل (مؤتمر بولس بهنام) وبرعاية وزير الثقافة في اقليم كردستان الاستاذ فلك الدين كاكي للفترة 12-14/10/2006  قدم من خلالها العديد من البحوث التي تناولت الادب السرياني وكالاتي :

أ‌-     الضمائر المتصلة في السريانية المعاصرة / الباحث بنيامين حداد

ب‌- برج بابل (دراسة مقارنة بين السريانية والعبرية )/ الباحثة جنان عازار

ت‌- مشروع القاموس الزراعي / الباحث ميخائيل بنيامين

ث‌- الصيام في شعر مار افرام / الباحث د يوسف قوزي

ج‌-   القصيدة السريانية بين التقليد والحداثة / الباحث د. سمير خوراني

ح‌-   الصورة الشعرية في القصيدة السريانية ( القرن الرابع والخامس ) / الباحث نزار حنا الديراني

خ‌-   المسرح السرياني / الباحث هيثم بردى

د‌-    القصة السريانية / الباحث بطرس هرمز نباتي

ذ‌-    فلسفة التاريخ السرياني / الباحث نوري بطرس

ر‌-   التعليم السرياني في عينكاوة / الباحث كوثر نجيب

ز‌-   المقطع السومري دوموـ دو / الباحث سوسف حنا شبلا

س‌-                       الجذور التاريخية للحروف الابجدية   / الباحث اشور ملحم

ش‌-                       الحاء والخاء في لهجات السورث / الباحث عمانوئيل موسى شكوانا

ص‌-                     ضوابط اللغة الارامية / الباحث فائق بلو

ض‌-                     سيرة حياة يولس بهنام وشعره /الباحث د. بشير الطوري

كما اشترك في المؤتمر العديد من الشعراء ، وتم تقليد نخبة من الاساتذة الذين قدموا خدمات جليلة للادب السرياني وسام الادب السرياني وهم :

المستشرق سبستيان بروك ـ بريطانيا ، الشاعر كوركيس اغاسي ـ ايران ، المطران لويس ساكو ـ العراق ، المطران اسحق ساكا

كما اقيم معرضين احدهما للخط السرياني والثاني لمشاهير الادباء السريان وتم تقليد المهندس سنان شبلا لقيامه بتصميم الخطوط الرئيسية للخط السرياني في الحاسوب بطريقة جديدة .

4-    اقام الاتحاد وعلى قاعة الاتحاد العام ندوة لتوحيد الخط السرياني قدمت فيها عدة بحوث :

أ – مشروع الخط السرياني الموحد / الباحث يونان هوزايا

ب – نشأة الخط السرياني وتنوع استعماله / الباحث د. يوسف قوزي

ت- تعدد الخطوط السريانية ظاهرة صحية ام مرضية /الباحث د. بشير الطوري 

ث- اضواء على ابجدية الحضر الارامية / الباحث يوسف حنا شبلا

ج- الخط السرياني ـ تداوله / مداخلة الباحث عمانوئيل شكوانا

ح- مقترح تطوير الخط السرياني / الباحث ادمون فليب

خ- مشروع التوحيد تاريخيا / كلمة الباحث نزار حنا الديراني

وعلى غرار ذلك تشكلت لجنة لدراسة الموضوع واجتمع الاتحاد مع الدوائر المعنية (دائرة اللغة السراينية في المجمع العلمي ، كلية اللغات ـ قسم اللغة السريانية ـ وزارة التربية ـ قسم اللغة السريانية ، مديرية التعليم السرياني في اقليم كردستان ، لجنة وضع المناهج في القامشلي ..)

 فاتفق على اعتماد الخط الاسطرنجيلي كخط رسمي والخطين الشرقي والغربي كخطوط ثانوية ، ثم كلف المهندس سنان شبلا لتوحيد مكان الخطوط الثلاثة في الحاسبة . ثم عقد الاتحاد اجتماعا مع بعض وسائل الاعلام ومخاطبة الاخرى حول المشروع .

5- اشترك الاتحاد (نخبة من اعضائه) في مهرجان القامشلي التاسع والعاشر

6- اشترك الاتحاد (نخبة من اعضائه ) في مهرجان اللغة في حلب

7- اشترك الاتحاد في مهرجانات نوهدرا واربيل

8- القى الدكتور يوسف قوزي محاضرته الموسومة (بغداد في المصادر السريانية) وعلى قاعة الاتحاد العام للادباء

9- القى الشاعر والباحث نزار الديراني عدة محاضرات على قاعة الاتحاد منها :

  أ- الايقاع في الشعر ـ دراسة مقارنة بين السريانية والعربية ـ ضمن المنهاج الثقافي للاتحاد

  ب- الشعر النسوي السرياني ـ ضمن نشاط منتدى نازك الملائكة

  ت- اضواء على تاريخ الادب السرياني ـ ضمن نشاطات نادي الشعر

 ث- فضلا عن مداهلات اخرى والمشاركة مع اعضاء المكتب في لقاء المسؤولين في بغداد واربيل

10- قام الاتحاد بطبع بحوث المؤتمر والندوة ومهرجان الشعر في كتب مستقلة

11- اتفق الاتحاد مع وزارة الثقافة في اقليم كردستان على طبع مجموعة كتب تخص الادب السرياني وعلى نفقة الوزارة .

12- اقام الاتحاد وبرعاية وزير الثقافة الاستاذ اسعد الهاشمي مهرجان برديصان للشعر السرياني الاول في القوش للفترة 22-23/2/2007 شارك فيه 40 شاعرا سريانيا .

13- اقام الاتحاد فرع نينوى ـ قراقوش العديد من الاماسي الادبية

297
برعاية وزير الثقافة يتشرف اتحاد الادباء والكتاب السريان دعوتكم لحضور مهرجان برديصان الشعري الاول في القوش للفترة من 22-23/2/2007 وعلى قاعة نادي شباب القوش وفي الساعة 11 صباحا والدعوة عامة

298
هل سيصلح مؤتمر القاهرة ما افسده مؤتمر الجزائر


بعد ايام سينعقد مؤتمر اتحاد الادباء العرب ، هذا المؤتمر الذي كان لادباء العراق اليد الطولى في تاسيسه ، لان العراق منذ سومر وليومنا هذا يعج بعشرات الالاف من الادباء والكتاب لذا لم يكن يتصور احد منا ان يقوم اتحاد ادباء العرب بتعليق عضوية العراق وهو العضو المؤسس في هذا الاتحاد بحجج وهمية خارج سياق الاتحاد ، فاتحاد الادباء العرب وغير العرب ليس مؤسسة سياسية ، واتحاد الادباء العراقيين لم يقدم على خطوة تعارض نهج الاتحاد ولم يعقد صفقات مع جهات تعمل من اجل ازالة الاتحاد من الوجود حتى يتبنى مؤتمر الجزائر تعليق عضوية اتحاد ادباء العراق ومن غير التشاور مع اتحاد ادبائنا ، لا بل لم يقبل حتى مشاركة العراق ( الذي كان ممثلوا ادبائه حاضرون في الجزائر ) في مؤتمره والاستماع الى صوتهم !! فباي حق اتخذ هذا القرار اكان السبب لان الاتحاد قد اتخذ مسلكا ديموقراطيا في انتخاب اعضائه ؟ ام كان ذلك نزولا عند رغبة بعض اعضائه الذين كانوا يحلمون برئاسة الاتحاد في الانتخاب بعد استبعاد العراق الذي كان دائما من اكبر المنافسين في الفوز منذ تاسيسه وانتهاء" بالمرحوم شفيق الكمالي ، ام ان السبب يكمن في عقد الاتحاد بروتوكولا مع جهة اخرى من اجل تعليق عضوية العراق او.. والا كيف يفهم سبب ذلك . منذ متى كان الاتحاد سياسيا اكثر من الجامعة العربية التي لم تتجرأ على تخطي خطوة كهذه فلا يزال العراق عضوا بارزا في الجامعة .. اسئلة عديدة تتبادر الى الذهن ونحن لا زلنا ننتظر من الاتحاد المضيف (اتحاد ادباء مصر ) او الامانة العامة للاتحاد توجيه الدعوة الى الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق ، لحضور المؤتمر والمشاركة في جلساته .. لذا نهيب كافة الادباء والكتاب والمثقفين اللعمل من اجل تصحيح مسيرة الاتحاد وعدم الانزواء لطموحات شخصية او تأثيرات جانبية كي لا يكون اتحاد ادباء العرب سببا لاتخاذ قرار من جانب اتحادنا للانضمام الى اتحادات اخرى او المشاركة في تاسيس اتحادات اقليمية خارج الاطار العربي …
كما نامل من هذا المؤتمر ان يتذكر الاتحاد (اتحاد ادباء العرب ) وجود قوميات اخرى تجمعها شراكة مع العرب ولها تاريخها العريق وخصوصياتها الاثنية والادبية ، ولها لغتها الخاصة وثقافتها وتراثها الخاص منتشرة هنا وهناك ، كالسريان والكورد والتركمان والاقباط والارمن و.. فمن المنطق ان يؤسس هذا الاتحاد مكتبا او ممثلا لهذه القوميات من اجل دعم مسيرتها ونكون بذلك قد حافظنا على جانب مهم من تراثنا فمثلما كان السريان (على سبيل المثال) جسرا لنقل الثقافات من الغرب الى الشرق وبالعكس يمكن ان تكون هذه القوميات كذلك اليوم ايضا …

نزار حنا الديراني
رئيس اتحاد الادباء والكتاب السريان
نائب الامين العام للاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق
عضو اتحاد ادباء العرب[/b]

299
العدد :
التاريخ :
 
الى/
م/ توحيد الخط السرياني
تحية وتقدير
ايمانا منا بضرورة ايجاد صيغة مشتركة لتوحيد الخطين الشرقي والغربي كوننا ابناء شعب واحد وقومية واحدة ولنا لغة وحضارة واحدة .. عقد اتحادنا (اتحاد الادباء والكتاب السريان) ندوته حول توحيد الخط السرياني . اشترك في الندوة العديد من الباحثين الافاضل وكانت غالبية الاراء تتجه نحو اعتماد الخط الاسطرنجيلي ( الخط الرسمي المستخدم في كنائسنا ومؤسساتنا لغاية القرن السادس الميلادي) والحركات النقطية كخط رسمي يستخدم في التعليم والصحف والمراسلات ، بعد ذلك شكل الاتحاد لجنة برئاسة أ.د. يوسف قوزي (رئيس القسم السرياني في جامعة بغداد ـ كلية اللغات ) وعضوية اساتذة من الاتحاد ودائرة اللغة السريانية في المجمع العلمي وممن لهم باع طويل في الصحافة والنشر السريانية كاعضاء في اللجنة التي اقرت هي الاخرى المشروع نفسه ، بعد ذلك خاطب الاتحاد الجهات التالية :
1-      دائرة اللغة السريانية في المجمع العلمي في بغداد
2-      قسم اللغة السريانية في كلية اللغات /جامعة بغداد
3-       قسم اللغة السريانية في وزارة التربية
4-       المديرية العامة للتعليم السرياني في اقليم كردستان
5-      لجنة اعداد المناهج السريانية في القامشلي /سوريا
6-       مؤسسات ثقافية اخرى داخل العراق وخارجه 
وبعد مناقشة المشروع  اقر جميعها المشروع نفسه كما اعلن عن المشروع في العديد من المهرجانات والمؤتمرات والصحف (الورقية والالكترونية ) لبيان ردة فعل المهتمين حيث لاقى المشروع تاييد الكثير من المثقفين والمهتمين بلغتنا السريانية .
وما بقي الا ان نخاطبكم للتعاون معنا من خلال اعتماد الخط الاسطرنجيلي خطا رسميا في المخاطبات الرسمية والمقالات المنشورة مع الابقاء على الخطين الشرقي والغربي خطوطا" ثانوية تعلم في المدارس الى جانب الخط الاسطرنجيلي ليتسنى لنا الحفاظ على تراثنا السرياني في كل خطوطه ويكون باستطاعة المواطن السرياني مواصلة القراءة والكتابة التي تنشر في كل بقاع العالم .
 
نزار حنا الديراني
رئيس اتحاد الادباء والكتاب السريان

 

300
برعاية معالي وزير الثقافة في اقليم كردستان

يتشرف الاتحاد العام للاتحاد والكتاب في العراق /اتحاد الادباء والكتاب السريان بدعوتكم لحضور المؤتمر السرياني الثالث (مؤتمر مار بولس بهنام) والذي سينعقد على قاعة ميديا ـ اربيل في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الخميس المصادف 12/10/2006 ولمدة ثلاثة ايام

301
تعقيب
تعقيبا على ما نشره موقع عينكاوة دوت كوم (الخط السرياني بين التوحيد و الدعاية الإعلامية )  وما جاء على لسان الزميل روبن هاشم بيت شموئيل  .  في الوقت الذي نحترم وجهة نظر السيد روبن المحاضر في قسم اللغة السريانية (وليس استاذا كما ورد في التقرير) نود ان نبين :
1-   ان قرار لجنة توحيد الخط السرياني كان ما نصه :



وبهذا نجد ان قرار اللجنة لم يتضمن أي الغاء لاي من الخطوط السريانية الثلاثة بل التركيز على الخط الاسطرنجيلي ذي الحركات النقطية (الشرقية) للمخاطبات الرسمية لغرض نشره بين ابناء شعبنا بمختلف فئاته وفي العالم كله
2-   حظي قرار اللجنة بموافقات رسمية من الجهات التالية :
1-   دائرة اللغة السريانية في المجمع العلمي العراقي
2-   قسم اللغة السريانية / كلية اللغات ـ جامعة بغداد
3-   مديرية الدراسة اتلسريانية في وزارة التربية
4-   المديرية العامة للتعليم السرياني في اقليم كردستان
5-   لجنة وضع المناهج في سوريا ـ قامشلي
6-    كما تمت مفاتحة الرابطة السريانية في لبنان ومؤتمر مار افرام المنعقد للفترة من 11-14/ايار /206 في حلب . الذي حضرته عدة مؤسسات ثقافية سياسية من مختلف انحاء العالم . وقد حظي مشروع توحيد الخط السرياني بتاييد جماعي .
7-   فضلا عن جهات اخرى ادبية واعلامية
كنا نود ان يكون راي السيد روبن مقتصرا على الناحجية العلمية واللغوية بدلا من الدعاية السياسية والطعن والتشهير بالاخرين بادعاءات لا اساس لها من الصحة .
لجنة توحيد الخط السرياني


303
الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق /
                   اتحاد الادباء والكتاب السريان

الى / الزملاء الادباء والكتاب السريان
 
بعد انعقاد المؤتمر الثاني لاتحاد الادباء والكتاب السريان في محافظة نينوى ـ بغديدا ونيلنا ثقة جميع المشتركين من اعضاء الاتحاد يسرنا ان نوجه دعوتنا لكل الزملاء الادباء والكتاب السريان (الكلدان السريان الاشوريين ) للعمل سوية من اجل دعم مسيرتنا وتعزيز حقوقنا الثقافية ، فلغتنا وتراثنا الادبي الممتد على مساحة تقدر بالاف السنين يتطلبان منا جهدا كبيرا لملء الفراغ الحاصل من تهميشنا على مدى مئات السنين ، فلغتنا وثقافتنا اللتان تربعتا على العرش منذ القرن الرابع للميلاد وحتى القرن التاسع (ان لم اقل العاشر) عانت الكثير وخصوصا منذ القرن الثالث عشر للميلاد ، فبدلا من العمل سوية من اجل احياء هذه اللغة والتراث اجتذبنا نحو صراع التسميات الذي بدأته احزابنا الوطنية ومؤسساتنا السياسية وخصوصا في الخارج ، وكنتيجة لذلك صار عندنا اكثر من اتحاد للادباء والكتاب ، فبدلا من مطالبتنا بتثبيت حقوقنا ضمن المؤسسات الثقافية العراقية صار الانقسام هاجسنا اليومي ، لا بل اصبح ورقة رابحة بيد الاخرين لتاجيل النظر في مطالبنا ، لقد قلناها اكثر من مرة وفي اكثر من مناسبة ان للعرب والكرد والتركمان عشرات الاحزاب والمؤسسات السياسية الا ان لكل واحدة منها اتحادا واحدا للادباء والكتاب واتحادا واحدا للنساء والطلبة والشباب و .. باستثناء نحن الذين لهم العديد من هذه المؤسسات ، فهل تتحمل ساحتنا ذلك اعني ان تكون لنا اكثر من اتحاد للادباء والكتاب … وبمناسبة تسلمي مهام رئاسة الاتحاد يسرني وزملائي في الهيئة الادارية ان نمد اذرعنا  لجميع الاخوة الذين انخرطوا في اتحادات مماثلة لاتحادنا للعودة الى اتحادهم الذي تاسس وبهذه التسمية سنة 1973 على يد ادباء غيورين يستحقون السير في طريقهم .. وان كانت هناك وجهات نظر متباينة فنحن على اتم الاستعداد لعقد مؤتمرا او اجتماعا موسعا لمناقشة كل الامور التي ترونها مناسبة ، فليس من حق أي منا ان يختار ما يراه مناسبا وحده بل يجب ان يكون من خلال مؤتمرا عاما اسوة بجميع المؤسسات الديموقراطية ، وليس من المنطق ، كل من يرى ان هذه التسمية لا تحلوا له يدير وجهه ليؤسس اتحادا مماثلا له . وفي الختام نهيب بمكونات شعبنا الواحد كافة من خلال احزابنا ومؤسساتنا الثقافية والسياسية  وبما يمتلكونه من ارث حضاري ونضالي شاق وطويل وعطاء لا ينضب .. كي يواصلوا دورهم الفعال من اجل العمل على رص صفوفنا ومنح الفرصة لمؤسساتنا غير السياسية كي تختار طريقها بعيدة عن تاثيراتها السياسية .. فليس من المنطق ان يمتلك كل حزب العشرات من هذه المؤسسات … ولكم الشكر والتقدير
                                                نزار حنا الديراني
                                                                   رئيس الاتحاد
5/6 /2006[/b]
 

305
عقد اتحاد الادباء والكتاب السريان ندوته حول توحيد الخط السرياني وذلك صباح يوم 7/4/2006 وعلى قاعة اتحاد الادباء والكتاب العراقيين ، حضرها الامين العام لاتحاد الادباء والكتاب في العراق وجمع غفير من الادباء والصحفيين .
في البداية رحب رئيس اتحاد الادباء والكتاب السريان ـ نائب الامين العام لاتحاد الادباء والكتاب العراقيين (الاديب نزار الديراني ) بالسادة الحضور مبينا مسيرة الحرف من التصويري مرورا بالمسماري منتهيا بالابجدي السرياني حيث اوصى بضرورة ان يكون لنا خط موحد يستخدم في المراسلات والصحف والمجلات والنشرات الاخرى والتدريس .. واقترح على الحاضرين ان يكون الخط الاسطرنجيلي هو الاساسي في الاستخدام اليومي مع الحفاظ على الخطوط الاخرى كخطوط ثانوية .
كان من المشاركين في الندوة الاديب يونان الهوزي ( اناب عنه في الالقاء السيد ابرم ايشو) حيث اوصى ان يستخدم الاسطرنجيلي كخط رسمي في الوقت الحاضر في العناوين والمانشيتات و.. لحين ايجاد خط بديل . حيث اقترح على الحاضرين خط جديد اختار حرفه من الشرقي ( 16 حرف مع التعديل على البعض منها) والغربي (حرفين) والاسطرنجيلي (حرفين) وحرفين جديدين .اما الاكاديمي يوسف قوزي حيث بين في محاضرته تاريخ الخطوط السريانية مؤكدا ان الاسطرنجيلي كان الخط الرسمي في الكتابات السريانة وحتى القرن السادس الميلادي ، فاستخدم في كتابات برديصان ومار افرام وافراهاط ونرساي والسروجي و... الا ان الشرقي والغربي استخدم بعد الانشقاق شيئا فشيئا .. اما الاديب بشير الطوري اكد ان افضل خط يستطيع توحيد الخطين هو الاسطرنجيلي ، لذا اوصى ان يكون الخط الرسمي مع تدريس الخطوط الاخرى للحفاظ على التراث . كما تحدث الباحث يوسف حنا شبلا عن ابجدية الحظر ونبه الدارسين من الاخطاء التي وقع بها الباحثين عند قراءة النصوص الحظرية بسبب التشابه الحاصل في بعض حروفها كحرف الدال والراء ، الكمل والعين ، حرف الواو والزاء والياء .. حيث قرأت (دايت) بـ (رايت) ، (مديا) بـ (مريا) ، (ارزا) بـ (ادزا) عند البعض الاخر .
وفي الختام اوصى رئيس الاتحاد تشكيل لجنة برئاسة الاكاديمي يوسف قوزي (رئيس قسم اللغة السريانية في جامعة بغداد وعضو بارز في دائرة اللغة السريانية في المجمع العلمي العراقي) وعضوية السيد عمانوئيل شكوانا (مسؤول القسم السرياني في وزارة التربية) بصفة امين سر اللجنة وعضوية شخصيات اخرى من المجمع واتحاد الادباء والعاملين في الجرائد والمجلات السريانية لدراسة المشروع والتحرك على الجهات الاخرى 
























306
دعوة لندوة حول الخط السرياني في بغداد

يدعو اتحاد الادباء والكتاب السريان المهتمين باللغة السريانية عامةً وبالخط السرياني خاصة، الى الندوة التي  سيعقدها الاتحاد اوائل شهر نيسان 2006 حول الحرف (الخط) السرياني الواجب استخدامه في الصحف والمجلات والمطبوعات.

املين المشاركة واعلامنا قبل 1/3/2006 على الايميل التالي nazar_dairya@yahoo.com

مع التقدير
نزار حنا الديراني
رئيس اتحاد الادباء والكتاب السريان [/b]

307
الادباء الافاضل
نظرا لصعوبة ايصال الدعوة الى جميع الادباء وخصوصا الموجودين في بلاد المهجر ارجو اعتبار هذه دعوة رسمية لكل من يجد في نفسه الكفاءة في المشاركة سواء من خلال ارسال بحثه او بحثه مع مشاركته الفعلية .. مع التقدير

صفحات: [1]